تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها
تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر
499 ه-571 ه
تفاصيل النشر: بیروت: دارالفکرالمعاصر؛ دمشق: دارالفکر دمشق: معهد الفتح الاسلامي، 1420ق.= 1999م.= 1378 -
دراسة و تحقيق علي شيري
عدد المجلدات: 80
لسان: العربية
ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش
دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع
تصنيف الكونجرس: DS99 /د8 1378 الف243015
تصنيف ديوي: 956/9144
موضوع: تاريخ الإسلام | التاريخ والجغرافيا المحلية | الترجمة الجماعية | رجال
ص: 1
تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها
تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر
499 ه-571 ه
دراسة و تحقيق علي شيري
ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش
دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع
ص: 2
الجزء الثالث و الثلاثون
من أهل قرية طرميس قرية بقرب جوبر.
حضر الأنهار بدمشق في خلافة هشام سنة خمس (1) عشرة و مائة، و شهد في الكتاب الذي كتب في ذلك.
تقدم ذكره في ذكر الأنهار.
3557 - عبد اللّه بن محرز بن رزيق (2) بن حيّان الفزاري ثم المازني
مولى امرأة منهم يقال لها قطنة.
من أهل دمشق، و إليه ينسب دار ابن محرز التي في الزلاقة وجده رزيق بن حيّان عامل عمر بن عبد العزيز على الحواز بمصر.
حكى وفاة جده رزيق.
حكى عنه: ابنه محرز بن عبد اللّه، و قد تقدم ذكره في ترجمة جده رزيق.
قرأت في كتب (3) أبي الحسين الرازي، أخبرني أحمد بن حميد بن أبي العجائز، حدّثني عبد اللّه بن عبد الرحيم، عن من تقدم من شيوخهم من أهل دمشق، قالوا:
ص: 3
كانت دار أمّ خالد بن يزيد بن معاوية التي تعرف اليوم بدار بني محرز عند دار ابن البقال الذي كان على شرط دمشق، كان معاوية وهبها لابنه يزيد، و كانت من صداق أم خالد فاستصفيت وقت انتقال الدولة عن بني أمية، فلمّا كان في أيام المهدي كتب عامل له على دمشق يعلمه إن منازل بدمشق من الحيازة و المواريث هو ذا ستهلك، فإن الرأي في بيعها فإنه إذا طال أمرها اندرس خبرها، فكتب المهدي إلى يحيى بن حمزة: أن يجلس في جامع دمشق و ينادي على المنازل التي من المواريث و الحيازة، فمن رغب في شيء باعه إياه، ففعل ذلك يحيى، فتقدم محمّد بن مرزوق مولى عثمان بن عفّان، فاشترى من هذه الدار منزلا في غربها سفل و علو، و لم يشتر أحد معه شيئا، فتحول إليه فسكنه، فكان يسكن قرية الزبانية، فأقام به حتى هلك، فتزوج عبد اللّه بن محرز بن رزيق ابنة له، فسكن في الدار بسبب التزويج، فتوفيت و تزوج أختا لها، و صار له في الدار ميراث، و تعلق بالباقي بسبب السلطان، و قوي أمره حتى غلب على الدار كلها، فورد على دمشق عامل (1) على الخراج من قبل هارون، يقال له إسحاق بن ثعلبة، و يكنى أبا صفوان، فاتصل به خبر الدار فنازعه فيها منازعة شديدة، و قدم خادم للرشيد أيضا دمشق، فشكا إليه إسحاق بن ثعلبة أن هذه الدار جليلة القيمة و أن عبد اللّه بن محرز، و محمّد بن مرزوق إنما تعلّقا بشيء دون منها، فوجه الخادم إلى عبد اللّه بن محرز فأحضره فقدم عليه منه رجل معه لسان و بيان بقلنسوة طويلة، فسلّم و جلس، فقال إسحاق بن ثعلبة لعبد اللّه بن محرز: اخرج عن دار السلطان، فقال له عبد اللّه بن محرز: الدار داري، فقال له إسحاق: ما صدقت، فقال عبد اللّه بن محرز: أما أنا فملكي و في يدي و لي، فإن كان لك حقّ فاثبت عليه شاهدين، و كان الناس إذ ذاك يتخلفون عن الإقدام على الشهادة عليه لشرّ كان فيه، و أنه كان متصرفا (2)،و انصرف، فقال الخادم لإسحاق بن ثعلبة: يا أبا صفوان، إنّ أمير المؤمنين أحوج إلى مثل هذا الرجل منه إلى هذه الدار، فتركها إسحاق بن ثعلبة، و مات عبد اللّه بن محرز و توارثوه (3) أولاده، و ناظر بشار بن حرب، الذي كان يتولى جباية الصوافي (4) لمحرز بن عبد اللّه بن محرز فيها فحجّه، و ادّعى ما كان من
ص: 4
غربها و قبلتها، و أقر بشيء من شرقها لاصقا بدار بني يزيد الكلابي، فلم يزل بشار يكريه حتى مات بشار، و مات محرز و دخل عبد الرحيم بن محرز في عمل الخراج، فغلب على ما بقي منها.
و بنو (1) محرز من موالي بني مازن من فزارة لامرأة تدعى قطبة.
أبو (2) علي البرزي (3) المعروف بالخشبي (4)
سمع أبا (5) محمّد بن أبي نصر، و أبا القاسم عبد العزيز بن عثمان القرقساني، و أبا الحسن محمّد بن عوف بن أحمد المزني، و أبا بكر محمّد بن عبد الرّحمن القطان.
سمع منه شيخنا أبو محمّد بن الأكفاني، و أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد العزيز الأنصاري الأندلسي.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - أنا أبو علي عبد اللّه بن محمود البرزي.
ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، نا نصر بن إبراهيم الزاهد، قالا:
أنا أبو الحسن محمّد بن عوف بن أحمد المزني، أنا أبو العبّاس محمّد بن موسى بن الحسين بن السّمسار، أنا أبو بكر محمّد بن خريم العقيلي، أنا حميد بن زنجويه، نا محمّد بن عبيد، نا محمّد بن إسحاق عن (6) عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن جابر بن عبد اللّه قال:
بينما نحن عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذ جاءه رجل بمثل البيضة من ذهب أصابها في بعض المغازي، فجاء بها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن ركنه الأيمن، فقال: يا رسول اللّه، خذها مني صدقة، فو اللّه ما لي مال غيرها، فأعرض عنه، ثم جاءه عن ركنه الأيسر فقال مثل ذلك، ثم جاءه من بين يديه، فقال مثل ذلك، فقال:«هاتها» مغضبا، فحذفه بها حذفة لو أصابته لأوجعته أو
ص: 5
لعقرته ثم قال:«يأتيني أحدكم بماله لا يملك غيره، فيتصدّق به، ثم يقعد بعد ذلك يتكفف (1)الناس، إنّما الصّدقة عن ظهر غنى، خذ الذي لك فلا حاجة لنا به»، فأخذ الرجل ماله و ذهب[6705].
قال: لنا (2) أبو محمّد الأكفاني:
و فيها - يعني - سنة ست و ستين و أربعمائة توفي أبو علي عبد اللّه بن محمود بن أحمد البرزي الخشبي رحمه اللّه يوم الثلاثاء للسّادس عشر من شوال، و كان قد سمع من أبي القاسم عبد العزيز بن عثمان القرقساني، و أبي محمّد عبد الرّحمن بن عثمان بن أبي نصر، و غيرهما، و جئت إليه بجزء أعطانيه الشيخ الإمام الحافظ الثقة أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد، رحمه اللّه فيه بلاغة من أبي نصر منصور بن رامش النيسابوري، و قال لي: اسمعه منه. فأريته إياه فقال لي: ما أحقّ أنّي سمعت من هذا شيئا، فقرأت عليه شيئا من حديث أبي الحسن محمّد بن عوف المزني، و كان يحفظ سواد كتاب أبي (3) إبراهيم المزني رحمه اللّه تعالى.
و حدّث عن أبي سعيد الخدري، و عبادة بن الصّامت، و معاوية، و أبي محذورة سلمة بن معير (1)،و أوس بن أوس الثقفي، و فضالة بن عبيد، و عبد اللّه بن السعدي، و أبي جمعة حبيب بن سباع، و ربيعة - و يقال: ابن ربيعة - بن درّاج، و المخدجي رجل من بني مدلج، و أبي عبد اللّه الصّنابحي، و أم الدّرداء.
روى عنه: الزهري، و مكحول، و حسّان بن عطية، و ابنه عبد الرّحمن بن عبد اللّه، و يحيى بن أبي عمرو (2) السّيباني، و إسماعيل بن عبيد اللّه، و إبراهيم بن أبي عبلة، و أبو قلابة الجرمي، و محمّد بن يحيى بن حبّان، و جبلة بن عطية الفلسطيني، و عطاء بن ميسرة الخراساني، و حرب بن قيس، و عبد الملك بن أبي محذورة، و خالد بن معدان، و عثمان بن أبي سودة، و يحيى بن حسّان البكري، و خالد بن دريك، و عقبة بن وسّاج، و عبد ربه (3) بن سليمان بن زيتون، و العبّاس بن نعيم، و أسيد بن عبد الرّحمن، و أبو معاوية عبد الواحد بن موسى الفلسطيني.
و اجتاز بدمشق غازيا.
أنبأنا أبو علي الحداد.
ثم (4) أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم يوسف (5) بن الحسن.
قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا عبد اللّه بن جعفر بن أحمد فارس، نا أبو بشر يونس بن حبيب، نا أبو داود الطيالسي، نا شعبة، حدّثني أبو بكر بن حفص بن عمر بن سعد (6) قال:
سمعت عبد اللّه بن محيريز عن رجال من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - أو رجل من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم - قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ ناسا من أمّتي يشربون الخمر يسمّونها بغير اسمها»[6706].
قال أبو داود أو يونس: و روي هذا الحديث عن أبي بكر بن حفص، عن ابن محيريز،
ص: 7
عن زياد بن السّمط ، عن عبادة بن الصّامت، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.
أنبأنا أبو علي، ثم حدّثنا أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا علي بن عبد العزيز، نا حجّاج بن المنهال، نا حمّاد بن سلمة، عن جبلة بن عطية، عن ابن محيريز، عن معاوية، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«إنّ السّامع المطيع لا حجة عليه، و إن السامع العاصي لا حجة له»[6707].
قال سليمان بن أحمد الطبراني: نا أبو مسلم الكشّي، نا إبراهيم بن حميد الطّويل، نا صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، نا عبد اللّه بن محيريز، عن أبي سعيد الخدري:
أن ناسا أتوا النبي صلى اللّه عليه و سلم فقالوا: يا رسول اللّه إنّا نصيب سبايا فما ترى في العزل ؟ فقال:
«و إنكم لتفعلون ذلك ؟ لا عليكم ألاّ تفعلوه إنّه ليس نسمة تخرج كتب اللّه أن تخرج إلاّ هي خارجة»[6708].
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، نا أبو بكر الخطيب، أنا أحمد بن محمّد العتيقى، أنا محمّد بن العبّاس الخزّار، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا بندار، نا محمّد - يعني - غندرا (1)و عبد الرّحمن و أبو داود قالوا: نا شعبة عن أبي عبد اللّه العسقلاني.
حدّثني من رأى ابن محيريز يصافح نصرانيا في مسجد دمشق.
قال أبو داود: الحسن بن عمران هو أبو عبد اللّه العسقلاني.
قرأت (2) على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد الواسطي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل، أنا محمّد بن الحسين بن محمّد، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال:
سمعت مصعبا (3) يقول:
عبد اللّه بن محيريز بن جنادة بن وهب بن لوذان بن جمح، نزل فلسطين، و هو الذي يروى عنه الحديث.
أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزبير بن بكار قال (4):
ص: 8
و ولد لوذان بن سعد بن جمح: وهب بن لوذان، و معير بن لوذان، و أمّهما حشيمة، فولد وهب بن لوذان بن سعد: جنادة لخزاعية (1)،فولد جنادة بن وهب: محرزا، و محيريزا، فمن ولده عبد اللّه بن محيريز، و كان ينزل فلسطين، و هو الذي يروى عنه الحديث، و قد انقرضوا و ولد معير بن لوذان: أوسا، و هو أبو (2) محذورة، أذّن لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم (3).
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا أبو محمّد يوسف بن رباح، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، و نا معاوية بن صالح قال:
عبد اللّه بن محيريز الجمحي، أدرك عبد اللّه (4)،و كان يتيما في حجر أبي محذورة.
أخبرنا أبو البركات، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر - زاد أبو البركات: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا أبو الحسين الأصبهاني، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص الأهوازي، أنا خليفة بن خيّاط (5) قال: في الطبقة الأولى من أهل مصر (6):عبد اللّه بن محيريز، جمحي من أنفسهم، مات زمن عمر بن عبد العزيز.
كذا قال، و هو شامي.
أنبأنا (7) أحمد بن محمّد بن هانئ، قال:
قلت لأبي عبد اللّه أحمد بن محمّد بن حنبل: هو عبد اللّه بن محيريز، أو عبد الرّحمن بن محيريز؟ فقال: هو عبد اللّه بن محيريز، و قد اختلفوا فيه، فقال بعضهم:
ص: 9
عبد الرّحمن، و قال بعضهم: عبد اللّه، و هو عبد اللّه، و له ابن يقال له: عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن محيريز، يروي عنه ابن عيّاش.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري.
ح (1) و حدّثنا عمي - رحمه اللّه - أنا أبو طالب بن يوسف، أنا أبو محمّد الجوهري.
أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (2)،قال في الطبقة الثانية من التابعين من أهل الشام: عبد اللّه بن محيريز.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا (3)،نا محمّد بن سعد قال: في تسمية أهل الشام: عبد اللّه بن محيريز القرشي، قال الهيثم بن عدي: توفي في خلافة عمر بن عبد العزيز.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين الصيرفي، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل: و أبو الحسين (4) الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (5)،قال: عبد (6) اللّه بن محيريز الجمحي القرشي الشامي، أبو محيريز.
قال الحسن عن ضمرة: مات في ولاية الوليد بن عبد الملك، سمع أبا محذورة، و أبا سعيد الخدري، كنّاه ضمرة عن عبد العزيز مولى كثير، عن ابن محيريز، و قال يحيى بن أبي بكير (7)،نا محمّد بن طلحة، عن طلحة، عن عبد اللّه بن محيريز قال له (8) سليمان بن عبد الملك.
أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها (9)-قالا (10):نا أبو القاسم عبد الرّحمن بن
ص: 10
محمّد، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (1)قال: عبد اللّه بن محيريز الجمحي القرشي الشامي، روى عن أبي سعيد الخدري، و عبادة بن الصّامت، و أبي محذورة، روى عنه الزهري، و مكحول، و محمّد بن يحيى بن حبّان، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو (2) محيريز سمع أبا محذورة، و أبا سعيد الخدري، روى عنه الزهري، و ابنه عبد الرّحمن.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو محيريز عبد اللّه بن محيريز.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا جعفر بن محمّد، نا أبو زرعة قال: في طبقة قدم تلي الطبقة الثانية من أهل الشام دونهم، من أهل فلسطين: عبد اللّه بن محيريز الجمحي، يكنى أبا محيريز.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين (3) بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب (4)، أنا أحمد بن عمير (5)-إجازة-.
ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا أبو الحسين عبد الوهّاب بن الحسن، أنا أبو الحسن (6) أحمد بن عمير قال:
سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الثالثة: عبد اللّه بن محيريز، يكنى أبا محيريز، فلسطيني، أدرك معاوية، و أبا محذورة، و كان يتيما في حجر أبي محذورة، قال لي موسى بن سهل: إن أبا ابن محيريز و عمه لهما صحبة.
ص: 11
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي طاهر بن أبي الصّقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، قال (1):أبو محيريز عبد اللّه بن محيريز.
أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو أحمد الحاكم، قال:
أبو محيريز عبد اللّه بن محيريز الجمحي القرشي الجمحي (2)،سمع أبا عبد الرّحمن معاوية بن أبي سفيان، و أبا سعيد الخدري، روى عنه الزهري، و أبو عبد اللّه محمّد بن يحيى بن حبّان، و مكحول الهذلي.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري، قال:
عبد اللّه بن محيريز، أبو محيريز القرشي، الشامي، أخو عبد الرّحمن، سمع أبا سعيد الخدري، روى عنه الزهري، و محمّد بن يحيى بن حبّان في: التوحيد و الفتن و القدر، قال ضمرة: مات في ولاية الوليد بن عبد الملك. و قال ابن سعد: قال الهيثم: توفي في خلافة عمر بن عبد العزيز.
أخبرنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، قال (3):قلت - يعني - لعبد الرّحمن بن إبراهيم دحيم - فتجعله - يعني خالد بن معدان - مع عبد اللّه بن محيريز طبقة ؟ قال: ابن محيريز المقدّم عليه كثيرا، كان الأوزاعي لا يذكر خمسة من السّلف إلاّ ذكر فيهم ابن محيريز، و رفع من ذكره و فضّله قلت: فيكون (4) مع ابن محيريز في طبقة ابن الديلمي، و هانئ بن كلثوم، و ابنا أبي سودة: عثمان و زياد، قال: هو أرفع منهم، و هم من رواته.
[قال أبو زرعة (5):] و رأيته أجلّ أهل الشام عنده (6) بعد أبي إدريس و أهل طبقته، و هو
ص: 12
من قريش من بني جمح، من أنفسهم، يكنى أبا محيريز من رهط أبي محذورة، و أبو (1)محذورة من أنفس بني جمح.
أخبرنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، أنا أبو القاسم البجلي، أنا أبو محمّد (2) جعفر بن محمّد، نا أبو زرعة، حدّثني دحيم عن الوليد، عن الأوزاعي أنه كان لا يذكر خمسة من التابعين إلاّ ذكر معهم ابن محيريز.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا (3):أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، حدّثني سعيد بن أسد، نا ضمرة، عن الأوزاعي (4)قال: كان ابن أبي زكريا يقدم فلسطين فيلقى ابن محيريز، فتتقاصر إليه نفسه لما يرى من فضل أبي (5) محيريز.
أخبرنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، نا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (6)،نا أبو سعيد - يعني - دحيما، حدّثنا ضمرة، عن الأوزاعي قال: كان ابن أبي زكريا يقدم فلسطين، فإذا نظر إلى ابن محيريز تقاصرت إليه نفسه لما يرى من فضله.
أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم (7)،نا أحمد بن جعفر بن حمدان، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، أنا هارون بن معروف، نا ضمرة، عن عمرو بن عبد الرّحمن بن محيريز قال: كان جدي ابن محيريز يختم في كلّ سبع.
قرأت (8) على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا هارون بن معروف، نا ضمرة، عن عمرو بن عبد الرّحمن، قال: كان جدي ابن محيريز يختم في كلّ سبع.
ص: 13
و ذكره عن جدته قال: ربما فرشنا له فراشا، فنصبح على حاله لم ينم عليه (1).
أخبرنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2)، حدّثني محمود بن خالد، نا مروان محمّد.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (3)،نا محمود بن خالد الأزرق، نا مروان الطّاطري، نا رباح (4) بن الوليد الذّماري، حدّثني إبراهيم بن أبي عبلة (5)،قال:
قال رجاء بن حيّوية: إن يفخر علينا أهل المدينة بعابدهم عبد اللّه بن عمر، فإنّا نفخر عليهم بقائدنا عبد اللّه بن محيريز.
و قال أبو زرعة: نفخر عليهم بعبد اللّه بن محيريز.
قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم، نا ابن أبي خيثمة، نا الهيثم بن أبي (6) خارجة، نا محمّد بن حمير، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن رجاء بن حيوة، قال:
إن كان أهل المدينة ليرون عبد اللّه بن عمر فيهم إماما و إنّا نرى ابن محيريز فينا إماما، و إن كان لصموتا، معتزلا في بيته (7).
أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم (8)،نا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد، نا الحسن بن عبد العزيز، نا أيوب بن سويد، نا أبو زرعة:
أن عبد الملك بن مروان بعث إلى ابن محيريز بجارية، فترك ابن محيريز منزله، فلم يكن يدخله فقيل له: يا أمير المؤمنين تغيّب ابن محيريز عن منزله، قال: لم ؟ قال: من أجل
ص: 14
الجارية التي بعثت بها إليه، قال: فبعث عبد الملك فأخذها.
أخبرنا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (1).
ح و أخبرنا أبو الحسن الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد.
ح و أخبرنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن أحمد، أنا جدي أبو عبد اللّه بن أبي الحديد.
قالا: أنا محمّد بن عوف، نا أبو العباس محمّد بن موسى بن الحسين، أنا أبو بكر محمّد بن خريم (2).
قالا: نا هشام، نا مغيرة بن مغيرة، عن رجاء بن أبي سلمة، عن خالد بن دريك، قال (3):
كانت في ابن محيريز خصلتان ما كانتا في أحد ممن أدركت من هذه الأمة، كان أبعد - و في حديث ابن خريم: كان من أبعد - الناس أن يسكت عن حقّ بعد أن يتبين له، يتكلم فيه، غضب للّه - و قال ابن خريم: في اللّه - من غضب، و رضي[-و قال ابن خريم: فيه، و قالا - من رضي] (4) و كان من أحرص الناس (5) أن يكتم من نفسه أحسن ما عنده.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا:، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، أنا يعقوب (6)،نا سعيد، نا ضمرة، عن رجاء و السّيباني، قالا:
لبس ابن محيريز ثوبين من نسج أهله، قال: فلقيه خالد بن دريك عند الميضأة، فقال له خالد: إنّي أكره أن يزهدك الناس أو يبخلوك فقال: أعوذ باللّه أن أزكي نفسي أو أزكي أحدا (7)، اخرج إلى السوق فاشتر لي ثوبين أبيضين، قال: فخرجت فاشتريت له ثوبين أبيضين ممصّرين (8)،قال: فاتخذ أحدهما قميصا، و الآخر رداء.
ص: 15
قال: و أنا يعقوب (1)،نا سعيد، نا ضمرة، عن رجاء قال:
كانت لابن محيريز حاجة إلى يزيد بن أبي يزيد الأنصاري، فقيل له: تلقاه بعد العشاء في المسجد، قال: إنّي أكره أن يرى أنّي ممن أشهد العشاء في المسجد.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، نا عبد العزيز بن أحمد.
و أخبرنا (2) أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه.
قالا: أنا محمّد بن عوف، نا أبو العبّاس محمّد بن موسى بن الحسين، أنا أبو بكر محمّد بن خريم، نا هشام بن عمّار [نا] (3) المغيرة بن المغيرة، نا رجاء بن أبي سلمة، عن خالد بن دريك قال: قال ابن أبي محيريز:
لقد نابتني حاجة إلى ابن أبي يزيد، و هو يومئذ على ديوان الجند، فقلت: ألقاه بعد العشاء في المسجد، قال: أكره أن يراني أحضر هذه الصلاة في الجماعة، و كان ابن محيريز يكون في منزله حتى يسمع الإقامة، فإذا سمعها خرج حتى يدخل الصّف، فإذا انصرف الإمام انصرف.
و مرّ ابن محيريز برجل يصلّي خلف بعض عمد المسجد فأعجبته صلاته، فقال: إنّي لأغبط هذا، و من يصلي هذه الصّلاة لا يعرف.
و سمع رجل الإقامة، فذهب ليسرع، فقال له ابن محيريز: على رسلك فإنا لن نراك (4)فيها منذ خرجت إليها.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (5)،نا ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة، عن مقبل بن عبد اللّه الكناني قال:
ما رأيت أحدا من الناس أحرى أن يستر خيرا من نفسه، و لا أقول لحقّ إذا رآه من ابن محيريز، و لقد رأى على خالد بن يزيد بن معاوية جبّة خزّ، و هو في بيت المقدس، فقال له:
أ تلبس الخزّ؟ فقال: إنّما ألبسها لهؤلاء، و أشار إلى عبد الملك، فغضب ابن محيريز و قال له:
ص: 16
ما ينبغي أن يعدل (1) خوفك من اللّه [خوفك] (2) من أحد من الناس.
قال (3):و نا ضمرة، عن رجاء - يعني: ابن أبي سلمة - عن عبد اللّه بن عوف القاري قال: لقد رأيتنا (4) برودس (5) ما في الجيش أكثر صلاة في العلانية من ابن محيريز، و رجل مقطوع من أهل مكة، قال: ثم رأيت ابن محيريز [قد] (6) قصّر على ذلك.
قال (7):و نا ضمرة عن السيباني قال: كان ابن الديلمي من أنصر الناس لإخوانه، قال:
فذكر ابن محيريز في مجلسه فقال رجل: كان بخيلا، قال: فغضب ابن الديلمي، قال: كان جوادا حيث يحب اللّه، بخيلا حيث تحبّون.
قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، حدّثني علي بن الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، نا أبو الحسن بن جوصا، نا أبو عبيد اللّه (8) معاوية بن صالح، حدّثني محمّد بن سماعة، نا ضمرة، عن عبد الحميد بن صبيح - شيخ لنا حذّاء (9)- عن الأوزاعي قال:
من كان مقتديا فليقتد بمثل ابن محيريز، فإنّ اللّه لم يكن ليضلّ أمّة فيها ابن محيريز (10).
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا محمّد بن عبد الرّحمن مولى بني هاشم قال: سمعت الحسن بن عيسى يقول: سمعت ابن المبارك يقول:
قال ابن محيريز لرجل و هو يوصيه: إن استطعت أن تعرف و لا تعرف، و تسأل و لا تسأل، و تمشي و لا يمشي إليك فافعل.
ص: 17
أخبرنا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (1)،نا محمّد بن أبي أسامة، نا ضمرة، عن عبّاد بن عبّاد.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر، أنا أبو الحسين، أنا عبد اللّه، أنا يعقوب (2)،نا محمّد بن يزيد الكوفي، نا ضمرة، نا عبّاد بن عبّاد، عن يحيى بن أبي عمرو قال:
قال لنا (3) ابن محيريز: إنّي أحدّثكم فلا تقولوا حدّثنا ابن محيريز، فإنّي أخشى - و في حديث أبي زرعة: أخاف - أن يصرعني ذلك يوم القيامة مصرعا يسوؤني.(4) قرأت على أبي الفضل [بن] (5) ناصر عن أبي طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي الصقر، أنا أبو القاسم هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا أبو بشر محمّد بن أحمد بن حمّاد، حدّثني محمّد بن إسماعيل القاضي، نا زيد بن حباب، حدّثني عبد الواحد بن موسى أبو معاوية الفلسطيني قال: سمعت ابن محيريز يقول: اللّهمّ إنّي أسألك ذكرا خاملا (6).
أخبرنا أبو الحسن الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد.
ح و أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه.
قالا: أنا محمّد بن عوف، نا محمّد بن موسى، نا محمّد بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا رديح بن عطية (7)،نا إبراهيم بن أبي عبلة، عن ابن محيريز قال:
كفى بالمرء شرّا أن يشار إليه بالأصابع في دين أو دنيا.
قرأت (8) على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم الكوكبي، نا ابن أبي خيثمة، نا هارون، نا ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة قال:
ص: 18
كان ابن محيريز يجيء إلى الجمعة يوم الخميس من قريته، يقيم حتى يصلّي الجمعة، ثم يروح و هي أربعة أميال من الرّملة.
قال: و نا هارون، نا ضمرة، عن رجاء، عن عبد ربّه بن سليمان بن زيتون قال:
قال ابن محيريز: كلّكم يلقى اللّه غدا ولعة كذبة، و ذاك أن أحدكم لو كانت إصبعه من ذهب ظل يشير بها، و لو كان بها شلل ظل يواريها.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.
قالا: أنا أبو الحسين (1) بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2)،نا محمّد بن أبي أسامة الحلبي، نا ضمرة، عن بشير بن صالح قال:
دخل ابن محيريز حانوتا بدابق (3)،و هو يريد أن يشتري ثوبا، فقال رجل لصاحب الحانوت: هذا ابن محيريز فأحسن بيعه، فغضب ابن محيريز و خرج، و قال: إنّما أريد (4) أن نشتري بأموالنا لسنا نشتري بديننا.
قال (5):و نا محمّد بن أبي أسامة، نا مبشّر - يعني:[ابن] (6) إسماعيل - عن سلم (7) بن العلاء قال: رأيت ابن محيريز واقفا بدابق قال: فسمع رجلا و هو يساوم رجلا و هو يقول: لا و اللّه، و بلى و اللّه، فقال: يا هذا لا يكونن (8) اللّه أهون بضاعتك عليك.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو سعيد الحسن بن جعفر الحرفي، نا أبو شعيب عبد اللّه بن الحسين بن أحمد الحرّاني، حدّثني يحيى بن عبد اللّه البابلتّي، نا الأوزاعي، حدّثني أسيد - يعني: ابن عبد الرّحمن - عن خالد - يعني: ابن دريك - عن ابن محيريز قال:
ص: 19
كنا نرى أن العمل أفضل من العلم، و نحن اليوم إلى العلم أحوج منا إلى العمل.
أخبرنا أبو الفضل محمّد (1) بن إسماعيل، و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو بكر أحمد بن يحيى، و أبو الوقت عبد الأول بن يحيى، قالوا: أنبأ عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفّر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن حموية، أنا عيسى بن عمر بن العبّاس، أنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن بهرام، أخبرني العبّاس بن سفيان، أنا زيد بن الحباب (2)،أخبرني رجاء بن أبي سلمة، حدّثني خالد بن خازم، عن همّام بن مسلم القرشي قال:
كنت مع ابن محيريز بمرج الدّيباج (3) فرأيت منه خلوة، فسألته عن مسألة فقال لي: ما تصنع بالمسائل ؟ قلت: لو لا المسائل ذهب العلم، قال: لا تقل ذهب العلم، لا يذهب العلم ما قرئ القرآن، و لكن، لو قلت: لذهب الفقه.
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو الطّيّب محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه (4) بن سعد الزهري، نا هارون بن معروف، نا ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة، عن هاشم بن مسلم قال:
سألت ابن محيريز فأكثرت عليه، فقال: ما هذا يا هاشم ؟ فقلت: ذهب العلم، قال: إنّ العلم لا يذهب ما كان كتاب اللّه، و لكن قل: ذهب الفقه، لأنه لا سواء رجل [سأل] (5) عن أمر حتى إذا عرف ما عليه فيه مما له أتاه و هو يعرفه، كرجل أتاه و هو لا يعرفه.
قرأت (6) على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمّام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم الكوكبي، أنا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا هارون، نا ضمرة - يعني - عن ابن شوذب، عن يحيى بن [أبي] (7) عمرو قال:
كنا جلوسا عند أبي (8) محيريز، و كان يكثر السّكوت فقال يوما: إمّا أن تحدّثونا و إمّا أن نحدّثكم، قال: قلنا: بل حدّثنا، رحمك اللّه.
أخبرنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضي، أنا أبو القاسم علي بن محمّد
ص: 20
الشافعي، أنا أبو نصر بن الجبّان، أنا أبو عمر محمّد بن موسى بن فضالة، نا إبراهيم بن دحيم، نا أبي، نا ضمرة، نا أبو زرعة قال:
غلّ (1) رجل مائة دينار، فلما حضرته الوفاة [أوصى] (2) أو يسأل عنها ابن محيريز، فما قال فيها [من] (3) شيء حتى عمل به، فلما مات لقيه الوصي، فقال له ابن محيريز: سل غيري، فقال له الرجل: إنّما أمرت أن أسألك، و لا أسأل غيرك، فقال له ابن محيريز: هل تستطيع أن تجمع ذلك الجيش فقال له الرجل: لا، و كيف و قد تفرقوا؟ قال: فلا شيء إلاّ ذلك.
قرأت (4) على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي (5) عمر بن حيوية، أنا محمّد بن القاسم، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا الحوطي، نا ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن ابن محيريز قال:
ما ملأت بين جنبي بعد فيء يعدل فيه بين الأسود و الأحمر، أحبّ إليّ من مال تاجر صدوق.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العبّاس الأصم، نا حنبل بن إسحاق، نا هارون بن معروف، نا عقبة بن علقمة، عن أبي هاشم قال: قال ابن محيريز: من جلس على الوسائد و جبت عليه النصيحة.
أنبأنا أبو بكر عبد الغفّار بن محمّد الشيرويي، و أخبرنا أبو القاسم أحمد بن منصور محمّد السمعاني عنه، أنا أبو بكر الحيري، نا أبو العبّاس الأصمّ ، نا إبراهيم بن سليمان البرلّسي، نا داود بن الجرّاح العسقلاني، نا إبراهيم بن أبي عبلة، عن أبي (6) محيريز قال: من جلس على الوسائد فقد وجبت عليه النصيحة للّه عزّ و جلّ ، و لرسوله صلى اللّه عليه و سلم.
أخبرتنا أم البهاء قالت: أنا أبو طاهر، أنا أبو أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو الطّيّب عبيد اللّه بن سعد، نا هارون بن معروف، نا ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة قال: كان ابن محيريز يجيء إلى عبد الملك بالصّحيفة فيها النصيحة، فيقرئه إيّاها، فإذا فرغ منها أخذ الصّحيفة (7).
ص: 21
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1)،نا سعيد، نا ضمرة، عن رجاء قال: كان ابن محيريز يجيء بالكتاب إلى عبد الملك فيه النصيحة، فيقرئه إيّاه، ثم لا يقره في يده.
قال (2):و حدّثني سعيد، أنا ضمرة، عن رجاء قال: قال عبد الملك بن مروان لابن محيريز: ما بال الحجّاج كتب يشكوك ؟ قال: لقد قلت (3) فيه قولا ما أحبّ أني لم أقله.
قال رجاء: و قال عبد الملك يوما و ابن محيريز جالس: سأله (4) أهل العراق عزل الحجّاج فقال ابن محيريز: ما سألوا إلاّ يسيرا.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري.
و أنا عمي رحمه اللّه، أنا ابن يوسف، أنا الجوهري.
أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (5)،أنا محمّد بن عمر قال: سمعت عبد اللّه بن جعفر يقول:
لقي ابن محيريز قبيصة بن ذؤيب فقال: يا أبا إسحاق، عطّلتم الثغور، و أغزيتم الجيوش إلى الحرم، و إلى مصعب بن الزبير! فقال له قبيصة: احذر (6) من لسانك، فو اللّه ما فعل، فأرسل إليه عبد الملك، فأتي به متقنعا (7)،فوقف بين يديه [فقال] (8) ما كلمة قلتها يغصّ (9)لها ما بين الفرات إلى العريش - يعني: عريش مصر - ثم ألان له فقال: الزم الصّمت، فإن من رأيي البقية في قريش و الحلم عنها.
قال: فرأى ابن محيريز أنه قد غنم نفسه يومئذ.
أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، و أبو البركات الأنماطي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيوري (10)،و ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر، و أبو نصر محمّد بن
ص: 22
الحسن، قالا: أنا الوليد بن بكر (1)،أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح، عن أحمد، حدّثني أبي (2) قال: عبد اللّه بن محيريز الجمحي، شامي، ثقة، من خيار الناس (3).
و قال في موضع آخر فيما:
أخبرنا به أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين (4) بن جعفر، و محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد العتيقي.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر.
قالوا: أنا الوليد بن بكر (5)،أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال: عبد اللّه [بن محيريز، الجمحي، شامي، تابعي، ثقة.
قرأت على أبي القاسم بن عبدان عن أبي عبد اللّه] (6) محمّد بن علي بن أحمد، أنا رشأ بن نظيف، أنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد، أنا محمّد بن محمّد بن داود، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش، قال:
ابن محيريز رجل من قريش، من بني جمح، و كان من خيار الناس، شامي، من ثقات المسلمين.
ثم قال بعد ذلك: عبد اللّه بن محيريز ثقة، من أهل مكّة، نزل الشام.
قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا هارون، نا ضمرة، عن رجاء، حدّثني عبد الرّحمن بن محيريز قال:
لما ثقل أبي و هو سائر يريد الصائفة قال: قلت له: يا أبت، لو أقمت، قال: أي بني، لا تدع أن تغدو بي و تروح في سبيل اللّه، قال: فما زلت أغدو به و أروح حتى مات.
قال: و نا هارون، نا ضمرة، عن عمرو بن عبد الرّحمن بن محيريز، عن أبيه قال: مات أبي و هو غاز (7)،قال: فهمّني من يحضره، قال: فغشيتني جماعة من الناس كثيرة، فصلّى
ص: 23
معي عليه صفوف، قال: جماعة كثيرة.
قال: و نا هارون، نا ضمرة، عن السيباني قال: كنا نمرّ بقبر ابن محيريز و نحن نريد الصائفة و هو على الطريق.
أخبرنا أبو الحسن الفقيه، نا عبد العزيز الكتّاني.
ح و أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه.
قالا: أنا محمّد بن عوف، نا أبو العبّاس محمّد بن موسى بن الحسين، نا محمّد بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا المغيرة بن المغيرة، عن رجاء بن أبي سلمة، عن رجاء بن حيوة (1) أنه كان يقول:
إن بقاء ابن محيريز بين أظهر هؤلاء الناس أمان لهم (2).يقول: لن يعذّب اللّه أمّة فيها ابن محيريز.
قال: و كان ابن محيريز يقول: إن بقاء ابن عمر بين أظهر هؤلاء الناس أمان لهم.
أخبرنا أبو الحسن الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو زرعة، و أبوا (3) بكر: محمّد و أحمد ابنا عبد اللّه بن أبي دجانة، أنا عبد الصّمد بن عبد اللّه، أنا هشام بن عمّار، نا المغيرة بن المغيرة، عن رجاء بن أبي سلمة، عن رجاء بن حيوة أنه كان يقول: إن بقاء ابن محيريز بين هؤلاء أمان لهم، و يقول: لن يعذّب اللّه أمّة فيها مثل ابن محيريز.
قال: و كان ابن محيريز يقول: إن بقاء ابن عمر بين أظهر هؤلاء الناس أمان لهم.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (4)،حدّثني سعيد بن أسد، نا ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة، عن رجاء بن حيوة، قال:
أتانا نعي ابن عمر و نحن في مجلس ابن محيريز، فقال ابن محيريز: و اللّه إنّي كنت لأعد بقاء ابن عمر أمانا لأهل الأرض.
ص: 24
و قال رجاء بن حيوة بعد موت ابن محيريز: و أنا و اللّه إن كنت لأعدّ بقاء ابن محيريز أمانا لأهل الأرض.
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا محمّد بن الحسن، أنا أحمد بن الحسين بن زنبيل، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن بن الخليل، نا محمّد بن إسماعيل، حدّثني الحسن بن واقع، نا ضمرة قال:
مات عبد اللّه بن محيريز - و هو ابن محيريز الجمحي القرشي الشامي - في ولاية الوليد بن عبد الملك (1).
و قد سلف القول على الهيثم بن عدي و خليفة: أنه مات في خلافة عمر بن عبد العزيز، و اللّه أعلم.
ابن حصيرة (2) بن مالك بن قيس بن شيبان (3) بن حمّاد (4) بن حارثة
ابن عمرو (5) بن أبي ربيعة بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة
ابن عكابة الشّيباني
المعروف بنابغة بني شيبان (6)
شاعر من شعراء الأمويّين.
وفد على عبد الملك، و على يزيد ابنه، و على هشام بن عبد الملك، و على الوليد بن يزيد، و كان مدّاحا و كان نصرانيا.
قرأت على أبي الفتوح أسامة بن محمّد بن زيد، عن أبي جعفر محمّد بن أحمد بن محمّد، عن أبي عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى قال:
ص: 25
نابغة بني شيبان، اسمه عبد اللّه بن المخارق و قيل: اسمه جميل بن سعد بن معقل، و الأوّل أثبت، و هو إسلامي كثير الشعر يقول:
و كائن ترى من ذي هموم تفرّجت *** و ذي غربة عن داره سيئوب
و مغتبط ثاو بأرض يحبّها *** ستذهل عنها نفسه و تطيب
و قد ينطق الشعر العييّ لسانه *** و تعيي القوافي المرء و هو كئيب (1)
و له:
ما من أناس و إن عزّوا و إن كثروا *** إلاّ يشدّ عليهم شدّة الذئب
حتّى يصيب على عمد خيار همو *** بالنافذات من النّبل المصائيب
إنّي رأيت سهام الموت صائبة *** لكلّ حتف من الآجال مكتوب
من يلق بؤسا (2) يصبه بعدها فرج *** و الناس بين ذوي روح و مكروب
إنّ الغلام مطيع من يؤدّبه *** و لا يطيعك ذو شيب لتأديب
لا تحمدنّ امرأ حتى تجرّبه *** و لا تذمّنّه من غير تجريب
قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر الحافظ ، قال (3):و أما حمار - بكسر الحاء مهملة و فتح الميم و تخفيفها آخره راء - نابغة بني شيبان و هو عبد اللّه بن المخارق بن سليمان بن حصيرة بن مالك بن قيس بن شيبان بن حمار بن حارثة بن عمرو (4) بن أبي ربيعة بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة، شاعر محسن.
قرأت في كتاب علي بن الحسين بن محمّد الكاتب (5)،أخبرني عمي، حدّثني محمّد بن سعيد (6) الكراني، حدّثني العمري عن العتبي قال:
لما همّ عبد الملك بن مروان بخلع عبد العزيز أخيه و ولاية ابنه الوليد العهد، و كان نابغة بني شيبان منقطعا إلى عبد الملك، مدّاحا له فدخل عليه في يوم حفل و الناس حوله و ولده قدّامه فأنشده:
اشتقت فانهلّ دمع عينيك *** أن أضحى قفارا من أهله طلح (7)؟
ص: 26
[حتى انتهى إلى قوله] (1):
أزحت عنا آل الزبير و لو *** كانوا هم المالكين ما صلحوا
إن تلق بلوى فأنت مصطبر *** و إن تلاق (2) النّعمى فلا فرح
ترمي بعيني أقنى على شرف *** لم يرده عائر و لا لحح (3)
آل أبي العاص أهل مأثرة *** غرّ عتاق بالخير قد نفحوا
خير قريش و هم أفاضلها *** في الجدّ جدّ و إن هم مزحوا
أرحبها أذرعا و أصبرها *** أنتم إذا القوم في الوغى كلحوا
أما قريش فأنت وارثها *** تكفّ (4) من شعثهم (5) إذا طمحوا
حفظت ما ضيّعوا و زندهم *** أوريت إن أصلدوا (6) و إن قدحوا
آليت جهدا - و صادق قسمي- *** بربّ (7) عبد اللّه ينتصح
يظلّ يتلو الإنجيل يدرسه *** من خشية اللّه قلبه نفح
لابنك أولى بملك والده *** و عمّه (8) إن عصاك مطّرح
داود عدل فاحكم بسيرته *** ثم ابن حرب فإنهم نصح (9)
و هم خيار فاعمل بسنّتهم *** و احي بخير و اكدح كما كدحوا
قال: فتبسم عبد الملك و لم يتكلم في ذلك بإقرار و لا (10) رفع، فعلم الناس أنّ رأيه خلع عبد العزيز، فبلغ ذلك من قول النابعة عبد العزيز، فقال: لقد أدخل ابن النّصرانية بقلبه (11) مدخلا ضيقا و أوردها موردا خطرا، و اللّه [عليّ ] (12) لئن ظفرت به لأخضبنّ قدمه بدمه.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو
ص: 27
محمّد بن [زبر، أنا] (1) محمّد بن القاسم، نا الأصمعي، عن عيسى بن عمر قال:
كان نابغة بني شيبان ينشد الشعر فيكثر، حتى إذا فرغ قبض على لسانه، فقال: لأسلطنّ عليك ما يسوؤك (2)،سبحان اللّه، و الحمد للّه، و لا إله إلاّ اللّه، و اللّه أكبر.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو محمّد بن يوسف الأصفهاني، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبيد اللّه الجرجاني، نا أبو بكر محمّد بن القاسم الأنباري، نا أبي، أنا الحسن (3) بن عبد الرّحمن، نا العبّاس بن الفرج، نا الأصمعي، عن عيسى بن عمر قال:
كان نابغة بني شيبان إذا أنشد الشعر قبض على لسانه ثم قال: لأسلطنّ عليك ما يسوؤك (4):سبحان اللّه، و الحمد للّه، و لا إله إلاّ اللّه، و اللّه أكبر.
3561 - عبد اللّه بن مخمر الشّرعبي (5)
حمصي، و يقال: دمشقي.
روى عن أبي الدّرداء، و عن النبي صلى اللّه عليه و سلم مرسلا.
و كان قد أدرك الجاهلية.
روى عنه: عبد الرّحمن بن أبي عوف الجرشي، و عبد اللّه بن قرط - أو قريط -.
و قدم دمشق و استشاره معاوية في قتل حجر بن عدي و أصحابه.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، نا عبد اللّه بن محمّد، نا إبراهيم بن هانئ، نا ابن أبي مريم، أنا يحيى بن أيّوب أن عبد اللّه بن قرط أخبره - و يقال: قريظ - أنه سمع عبد اللّه بن مخمر يقول:
إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال لعائشة:«احتجبي من النار و لو بشقّ التمرة»[6709].
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا
ص: 28
أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال (1):قال أبو اليمان عن حريز (2) بن عثمان عن ابن أبي عوف عن عبد اللّه بن مخمر:
أنه قال و هو على المنبر، و قد رأى الناس و قد تلبّسوا: وا حسناه، وا جمالاه، بعد العدم و السّدم (3) من الأدم و الحوتكية (4) و البرود، أصبحتم زهرا، و أصبح الناس غبرا يعطون، و أنتم تأخذون و أصبح الناس ينيخون (5) و أنتم تركبون، و أصبح الناس ينسجون و أنتم تلبسون، و أصبح الناس يزرعون و أنتم تأكلون.
أخبرني (6) أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد، أنا أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن محمّد بن فهد، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا أبو صالح القاسم بن سالم بن عبد اللّه الأخباري، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، نا أبو المغيرة الخولاني، عن ابن عيّاش - يعني: إسماعيل - حدّثني شرحبيل بن مسلم، حدّثني أبو شرحبيل - شيخ ثقة من ثقات أهل الشام - قال:
لما بعث بحجر بن عدي بن الأدبر و أصحابه من العراق إلى معاوية بن أبي سفيان استشار الناس، فذكر الحديث، و قال فيه: ثم قام المنادي فقال: أين عبد اللّه بن مخمر الشّرعبي، فقام، فحمد اللّه ثم قال: و قولك يا أمير المؤمنين في هذه العصابة من أهل العراق إن تعاقبهم فقد أصبت، و إن تعفو فقد أحسنت، ثم جلس، و ذكر الخطبة (7).
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ ثابت بن منصور، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي: و أحمد بن الحسن بن خيرون قالا:- أنا أبو (8) الحسين محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خيّاط (9) قال: في الطبقة الأولى من أهل الشامات: عبد اللّه بن مخمر الشّرعبي من حمير، مات في إمارة معاوية، دمشقي.
ص: 29
قرأت على أبي (1) غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري.
و أنا عمّي، أنا ابن يوسف، أنا الجوهري:
أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (2) قال في الطبقة الثانية من أهل الشام: عبد اللّه بن مخمر.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (3):عبد اللّه بن مخمر، روى عن حريز بن عثمان، عن ابن أبي عوف (4).
أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - قالا: نا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (5):
عبد اللّه بن مخمر الشّرعبي، شامي، حمصي (6)،روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، مرسل، و روى عن أبي الدّرداء، و عبد الرّحمن بن أبي عوف [الجرشي، روى يحيى بن أيوب عن عبد اللّه بن قريط عن عبد اللّه بن مخمر. سمعت أبي يقول [بعض] ذلك، و بعضه من] (7) قبلي.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، أنا أبو زرعة قال: في طبقة قدم تلي الطبقة العليا من تابعي أهل الشام:
عبد اللّه بن مخمر الشّرعبي، عامل يزيد بن معاوية على حمص، روى عنه عبد الرّحمن بن أبي عوف، و شرحبيل بن مسلم جميعا عن عامل يزيد.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.
ص: 30
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: في الطبقة الثالثة من تابعي أهل الشام: عبد اللّه بن مخمر الشّرعبي، و في رواية الكلابي: بن محمّد، و هو وهم.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد [قال: عبد اللّه بن مخمر، سكن الشام، و شك في سماعه من النبي صلى اللّه عليه و سلم] (1).
أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمّد] (2) بن علي.
و أخبرنا عمي، أنا أبو طالب - قراءة (3)-.
أنا أبو القاسم علي بن المحسّن التنوخي، أنا محمّد بن المظفّر (4)،أنا بكر (5) بن أحمد بن حفص، نا أحمد بن محمّد بن عيسى البغدادي قال: عبد اللّه بن مخمر الشّرعبي عامل يزيد على حمص، و كان أدرك الجاهلية، حدّث عنه عبد الرّحمن بن أبي عوف الجرشي.
أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو صادق محمّد بن أحمد بن جعفر، أنا أحمد بن (6)محمّد بن أحمد (7) بن زنجويه، أنا أبو أحمد العسكري، قال:
و أما مخمر - بالميم - فرأيت من أصحاب الحديث الحفّاظ من يقول مخمرا (8)-بكسر الميم - و فيهم من المحصّلين من يقول: مخمر بفتح الميم الأولى، و كسر الميم الثانية، و الخاء ساكنة، فمنهم: عبد اللّه بن مخمر الشّرعبي، حمصي، روى عن أبي الدّرداء، و عبد الرّحمن بن أبي عوف الجرشي.
ص: 31
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني قال:
عبد اللّه بن مخمر الشّرعبي، عامل يزيد بن معاوية على حمص، روى عنه عبد الرّحمن بن أبي عوف، قاله أبو زرعة الدمشقي فيما حدّثنا الفارسي عنه.
قرأت على أبي (1) محمّد السّلمي، عن أبي نصر الحافظ قال (2):أما مخمر بكسر الميم [الأولى] (3) و سكون الخاء المعجمة و فتح الميم الثانية (4):عبد اللّه بن مخمر بن محمّد الشّرعبي، عامل يزيد بن معاوية على حمص، روى عنه عبد الرّحمن بن أبي عوف، قاله (5)أبو زرعة الدمشقي.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (6)،حدّثني الوليد بن هشام، عن أبيه، عن جدّه أن أول من اتّخذ صاحب حرس معاوية، و أوّل من وضع ديوان الحكم معاوية، فكان على الحرس أبو المختار مولى لحمير، و على الخاتم عبد اللّه بن مخمر (7) الحميري، قاضي القضاة.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمّد، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هشام بن محمّد، نا الهيثم بن عدي قال: و مات عبد اللّه بن مخمر الشّرعبي - من حمير - قاضي القضاة، في زمن معاوية.
و ذكر أبو عبيد: أنه مات زمن يزيد بن معاوية.
سمع بدمشق شيخا من أصحاب كعب.
روى عنه: إسحاق بن يحيى بن طلحة.
قرأت بخط أبي الحسين الرّازي، أخبرني محمّد بن جعفر بن أحمد، نا جدي أحمد بن
ص: 32
محمّد بن يحيى بن حمزة، نا أبي، عن أبيه يحيى بن حمزة، نا إسحاق بن يحيى بن طلحة، عن عبد اللّه بن مخيمرة قال:
لقيت شيخا بدمشق قد جالس كعب الأحبار، فقال: سمعت كعبا يقول: يتصل العمران ما بين باب الجابية إلى البضيع (1).
أبو مدرك الأزدي
حدّث عن عروة بن الزّبير، و عباية بن رفاعة بن رافع بن خديج (2).
روى عنه: عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان، و الهيثم بن عمران.
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، أنا سليمان بن أحمد الطّبراني (3)،نا عمرو (4) بن ثور الجذامي، نا محمّد بن يوسف الفريابي، نا ابن (5) ثوبان.
قال الطبراني: و نا أحمد بن الحسين بن مدرك، نا سليمان بن أحمد الواسطي، نا أبو خليد، نا ابن ثوبان.
حدّثني أبو مدرك أنه سمع عروة بن الزّبير يحدّث عن أمّه أسماء بنت أبي بكر قالت:
ذبحنا فرسا فأكلنا نحن و أهل بيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.
قال: و نا الطبراني، نا موسى بن هارون، حدّثني عطية بن بقية بن الوليد، حدّثني أبي، نا ابن ثوبان، حدّثني أبو مدرك، حدّثني عباية، عن رافع بن خديج قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:
«من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار»[6710].
أخبرنا أبو الحسن الفرضي، و علي بن يزيد، قالا: أنا نصر بن إبراهيم - زاد الفرضي:
و عبد اللّه بن عبد الرزّاق قالا:- أنا أبو الحسن بن عوف، أنا أبو علي بن منير، نا أبو بكر بن
ص: 33
خريم (1)،أنا هشام (2)،نا الهيثم بن عمران قال: رأيت عبد اللّه بن مدرك الأزدي يلبس برنسا أغبر و يدخل به المسجد.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصّفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:
فيمن يعرف بكنيته و لا يعرف باسمه (3):أبو مدرك، سمع عباية بن رافع بن خديج الأنصاري، و أبا إسماعيل [حماد] (4) بن أبي سليمان الأشعري، روى عنه عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان الشامي، حديثه في أهل الشام.
حكى عن أبي الأكدر.
حكى عنه الوليد بن مسلم.
أنبأنا أبو محمّد السّلمي، عن عبد الرحيم بن أحمد البخاري، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عمر بن النحّاس، أنا أبو الحسن علي بن عبد الرّحمن المعروف بابن أبي مطر الإسكندراني، نا محمّد بن عبد اللّه بن ميمون البغدادي، نا الوليد بن مسلم، نا عبد اللّه بن مرداس البجلي:
أنه كان يرى أبا الأكدر يفتتح موعظته بالتكبير.
و أبو الأكدر هو صاحب الأكدريّة (5).
أبو القاسم المعلّم، المعروف بالمستملي
حدّث عن من لم يسمّ لنا.
ص: 34
كتب عنه أبو الحسين الرّازي.
قرأت بخط أبي (1) الحسين أحمد - فيما أذكر أنه نقله من خطّ أبي (2) الحسين الرازي في تسميته من كتب عنه بدمشق:
أبو القاسم عبد اللّه بن مروان بن أحمد بن الفضل، و يعرف بالمستملي، و كان معلما بدمشق على باب الصغير، مات سنة اثنتين (3) و ثلاثين و ثلاثمائة.
ابن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي
أخو عبد الملك بن مروان، وجّهه أبوه مروان مع جيش ابن دلجة القيني لقتال أهل المدينة من دمشق، فقتل بالربذة.
له ذكر.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنبأنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (4) قال: قال أبو الحسن و أبو اليقظان و غيرها قالوا:
وجه - يعني - مروان حبيش ابن دلجة القيني في رجب سنة خمس و ستين إلى المدينة، فخرج حبيش و معه عبد اللّه بن مروان بن الحكم بن أبي العاص، فقتل حبيش ابن دلجة و عبد اللّه بن مروان و عبيد اللّه بن الحكم.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبيد اللّه بن عثمان بن يحيى، نا إسماعيل بن علي الخطبي، قال:
و كان مروان بن محمّد في خلافته عقد العهد بعده لابنيه عبد اللّه، و عبيد اللّه، أحدهما بعد الآخر، فلما قتل مروان و خرج الأمر من بني أميّة هرب عبد اللّه و عبيد اللّه ابنا مروان إلى بلاد النوبة، فقتل عبد اللّه هناك، و عاش عبيد اللّه إلى أيام المهدي مستخفيا.
أخبرنا أبوا (1) الحسن علي بن أحمد، و علي بن الحسن (2)،و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، قالوا: قال لنا (3) أبو بكر الخطيب (4):عبد اللّه بن مروان بن محمّد بن مروان بن الحكم بن أبي العاص (5) الأموي.
ذكر أحمد بن محمّد بن حميد الجهمي في:«كتاب النسب» أن أباه كان جعله ولي عهده في الخلافة، فلما قتل مروان خرج عبد اللّه إلى أرض النوبة، فأقام بها مدة، ثم رجع إلى الشام مستخفيا (6)،و أخذ في أيام المهدي، و حمل إليه، فحبسه ببغداد حتى مات في الحبس.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، و محمّد بن جعفر بن محمّد بن أحمد بن مهران، قالا: أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوه، أنا أبو الحسن اللنباني (7)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن صالح بن يحيى التميمي، عن أبيه قال:
سمعت عبد اللّه بن مروان بن محمّد بن الحكم (8)،و لم أر مثله بيانا و فهما، يقول:
ليس من يوم تقدم إلاّ و هو عارية لليوم الذي بعده، فاليوم الجديد يقبض عاريته فإن كان حسنا أدى إليه حسنا، و إن كان قبيحا أدى إليه قبيحا، فإن استطعت أن تكون عواري أيامك حسنا فافعل (9).
قرأت على أبي الوفاء حفّاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا
ص: 36
عبد الوهّاب بن جعفر الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا محمّد بن جرير (1)،قال: و فيها - يعني - سنة إحدى و ستين و مائة ظفر نصر بن محمّد بن الأشعث بعبد اللّه بن مروان بالشام، فقدم به على المهدي قبل أن يوليه [السند] (2)،فحبسه المهدي في المطبق.
فذكر أبو الخطّاب أن المهدي أتى بعبد اللّه بن مروان بن محمّد، و كان يكنى أبا الحكم فجلس المهدي مجلسا عاما في الرصافة فقال: من يعرف هذا؟ فقال عبد العزيز بن مسلم العقيلي فصار معه قائما، ثم قال له: أبو الحكم ؟ قال: نعم، قال: كيف كنت بعدي، ثم التفت إلى المهدي، فقال: نعم يا أمير المؤمنين هذا عبد اللّه بن مروان، فعجب الناس من جرأته و لم يعرض له المهدي بشيء.
قال: و لما حبس المهدي عبد اللّه بن مروان احتيل عليه، فجاء عمرو بن سهلة الأشعري فادّعى أن عبد اللّه بن مروان قتل أباه فقدمه إلى عافية القاضي فوجه عليه الحكم أن يقاد به، و أقام عليه - يعني - بيّنة، فلما كاد الحكم يبرم جاء عبد العزيز بن مسلم العقيلي إلى عافية القاضي يتخطى رقاب الناس، حتى صار إليه، فقال: يزعم عمرو بن سهلة أن عبد اللّه بن مروان قتل أباه، و كذّب، و اللّه ما قتل أباه غيري، أنا قتلته بأمر مروان، و عبد اللّه بن مروان من دمه بريء، فزالت عن عبد اللّه بن مروان و لم يعرض المهدي لعبد العزيز بن مسلم لأنه قتله بأمر مروان.
قال الطبري (3):ثم دخلت سنة سبعين و مائة فيها مات عبد اللّه بن مروان بن محمّد في المطبق.
و ذكر غيره أنه مات في المخرّم (4) ببغداد.
أبو حذيفة الفزاري (5)
سمع بدمشق و غيرها: أباه، و أيوب بن تميم القارئ، و أبا حارثة كعب بن خريم بن
ص: 37
جندب المرّي، و الوليد بن مسلم، و شدّاد بن عبد الرّحمن المقدسي الأنصاري، [و عبد اللّه بن رجاء المكّي، و سفيان بن عيينة، و الحسن بن زيد بن علي العلوي، و محمّد بن عمر الواقدي.
روى عنه: أبو عبد الرّحمن المفضل بن غسّان الغلابي] (1) و عبد اللّه بن أبي سعد الورّاق، و أبو بكر بن أبي الدنيا، و أبو طالب عبد اللّه بن أحمد بن سوادة، و أبو زيد بن طريف، و أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن مسروق الطوسي، و أبو زرعة الرّازي، و محمّد بن عبد الرّحمن الجعفي، و إبراهيم بن أبي داود البرلّسي، و الحسن بن عليل العنزي، و أحمد بن محمّد بن الجعد الوشاء، و أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، و أحمد بن خالد الآجري، و معاذ بن المثنّى بن معاذ بن معاذ العنبري، و أبو بكر بن أبي خيثمة، و موسى بن إسحاق الأنصاري، و إدريس بن عبد الكريم المقرئ.
أخبرنا أبو نصر [بن] (2) رضوان، و أبو علي بن السّبط ، و أبو غالب بن البنّا، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا موسى بن إسحاق، حدّثنا عبد اللّه بن مروان بن معاوية، نا عبد اللّه بن رجاء، عن المثنّى بن الصباح، عن إبراهيم بن ميسرة، عن سعيد بن المسيّب، عن علي قال:
ما رأيت يهوديا أصدق من فلان، زعم أنّ نار اللّه الكبرى هي البحر، فإذا كان يوم القيامة جمع اللّه عزّ و جل فيه الشمس و القمر و النجوم ثم بعث عليه الدّبور فسعرته.
أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن [أحمد بن] (3) طاوس، أنا عاصم بن الحسن بن محمّد، أنا أبو سهل محمود بن عمر بن جعفر بن إسحاق العكبري، أنا أبو الحسن علي بن الفرج بن علي بن أبي روح العكبري، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، أنشدني أبو حذيفة:
و منتظر سؤالك بالعطايا *** و أفضل من عطاياه السؤال
إذا لم يأتك المعروف عفوا *** فدعه فالتنزه عنه مال
و كيف يلذّ ذو أدب نوالا *** و منه لوجهه فيه ابتذال
إذا كان النوال ببذل وجه *** و الحاح فلا كان النوال
ص: 38
أنبأنا أبو جعفر الهمذاني، أنا أبو بكر الصّفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال (1):
أبو حذيفة عبد اللّه - و يقال عبيد اللّه - بن مروان بن معاوية بن الحارث بن أسماء بن خارجة بن عيينة بن حصن (2) بن حذيفة بن بدر الفزاري الكوفي، سمع شداد بن عبد الرّحمن (3)،روى عنه أبو زرعة الرّازي (4)،و إبراهيم بن أبي داود البرلّسي، أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد (5) الرازي، نا أبو زرعة الرّازي، حدّثنا عبيد اللّه بن مروان بن معاوية أبو حذيفة.
كذا قال: عبيد اللّه - بزيادة ياء في اسمه - و هو وهم.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، قالا: قال لنا (6) أبو بكر الخطيب (7):عبد اللّه بن مروان بن معاوية [بن الحارث بن أسماء بن خارجة] (8) بن حصن بن حذيفة بن بدر (9)،أبو حذيفة الفزاري، حدّث عن أبيه، و عن سفيان بن عيينة، و شداد بن عبد الرّحمن الأنصاري، و الحسن (10) بن زيد بن علي العلوي، و محمّد بن عمر الواقدي، روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا، و الحسن بن عليل العنزي، و أحمد بن محمّد بن الجعد الرشاء، و أبو زيد بن طريف الكوفي، و أبو القاسم البغوي، و كان ثقة.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل الغلاّبي، نا أبي، نا عبد اللّه بن مروان بن معاوية أبو حذيفة، صدوق بن صدوق، بحكاية ذكرها. سمع أبو القاسم البغوي من أبي حذيفة سنة إحدى و ثلاثين و مائتين.
أبو علي
قيل: إن أصله جرجاني.
ص: 39
روى عن صفوان بن عمرو (1)،و عيسى بن علي الهاشمي، و ابن جريج، و ابن أبي ذئب، و سفيان الثوري.
روى عنه: سليمان بن عبد الرّحمن.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن إسحاق بن عبد العزيز اللّهبي، أنا أحمد بن عبد الوهّاب بن محمّد اللّهبي، نا محمّد بن جعفر بن محمّد بن ملاّس، نا أحمد بن إبراهيم - يعني: ابن بسر القرشي - نا سليمان - يعني: ابن عبد الرّحمن - نا عبد اللّه بن مروان، عن عيسى الهاشمي، عن عكرمة، عن ابن (2) عبّاس:
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان بمجلس، فقال رجل: يا سعد، و قال آخر: يا سعد، و قال آخر:
يا سعد، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما جمع ثلاثة سعود في حديث إلاّ سعد أهله»[6711].
أخبرنا أبو النضر عبد الرّحمن بن عبد الجبّار بن عثمان المعدّل، و أبو الحسن محمّد بن علي بن محمّد بن إسماعيل الصّدوقي الطبيب، و أبو القاسم عبد الرشيد بن أسعد بن إسماعيل، و أبو طالب المطهّر بن يعلى بن عوض العلوي بهراة، قالوا: أنا [أبو] (3)عبد اللّه محمّد بن علي بن محمّد العميري الهروي الفقيه، نا أبو منصور بن جبريل بن ماح - إملاء - نا أبو علي الرفاء - و هو حامد بن محمّد - أنا أبو سعيد عثمان بن سعيد (4).
و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد بن إبراهيم الحرضي - بنيسابور - أنا أبو علي حامد بن محمّد بن عبد اللّه الهروي الرفاء، أنا عثمان بن سعيد.
نا سليمان بن عبد الرّحمن أبو أيوب الدمشقي، نا عبد اللّه بن مروان - زعم أنه ثقة، دمشقي إن شاء اللّه - عن ابن (5) جريج عن عطاء، عن (6) ابن عبّاس عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«من
ص: 40
انهمك في أكل الطين فقد أعان (1) على نفسه»[6712].
و ليس في حديث البيهقي: إن شاء اللّه.
و قال البيهقي: عبد اللّه بن مروان هذا مجهول.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد الكناني، نا أبو هريرة محمّد بن علي الأنطاكي، نا أبو أمية محمّد بن إبراهيم، حدّثنا سليمان، نا عبد الرّحمن بن مروان - و كان ثقة - عن ابن أبي ذئب، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إذا أقيمت الصّلاة فلا صلاة إلاّ المكتوبة»[6713].
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن [محمّد] (2)،نا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم، نا أبو عمر (3) يزيد بن أحمد السلمي، نا سليمان بن عبد الرّحمن، حدّثنا عبد اللّه بن مروان الخراساني، نا ابن أبي ذئب، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إذا أقيمت الصّلاة فلا صلاة إلاّ المكتوبة»[6714].
أخبرنا (4) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا [أبو] (5) القاسم بن مسعدة قال: أنا أبو القاسم السهمي قال (6):
عبد اللّه بن مروان أبو علي الجرجاني، روى عن ابن أبي ذئب،[و] (7) الأسود، و صفوان عمرو، و سفيان الثوري، روى عنه سليمان بن عبد الرّحمن الدمشقي.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا إسماعيل بن مسعدة،[أنا أبو عمرو عبد الرّحمن بن محمّد الفارسي] (8) أنا أبو أحمد بن عدي (9) قال: عبد اللّه بن مروان أبو علي الدمشقي، و قيل جرجاني، لعلّه سكن دمشق، حدّث عنه سليمان بن عبد الرّحمن بأحاديث مناكير، و لا أعلم حدّث عنه غير سليمان، و أحاديثه فيها نظر.
ص: 41
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا القاسم بن مسعدة، أنا عبد الرّحمن بن محمّد، أنا أبو محمّد بن عدي (1)،نا رباح بن طييان الأسود، نا أبو أميّة، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا عبد اللّه بن مروان الدمشقي ثقة.
قال (2):و أنا أبو أحمد، قال: و فيما أجاز لي أبو قصي إسماعيل بن محمّد العذري مشافهة حدثنا سليمان بن عبد الرّحمن، نا عبد اللّه بن مروان أبو علي الجرجاني و كان ثقة.
أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (3) قال: عبد اللّه بن مروان قد كنّاه سليمان بن عبد الرّحمن، فقال: أبو علي الجرجاني، و كان ثقة، و عبد اللّه هذا لا نعرفه (4) في الجرجانيين.
ابن عبد العزّى (5) بن أبي قيس بن عبد ودّ بن نصر (6)
ابن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي العامري
من بني حسل.
روى عن عمر، و أبي الدّرداء.
روى عنه: أبو العوّام، و راشد بن سعد، و مسجر السكسكي، و عروة بن رويم اللّخمي.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن محمّد بن الحسن، أنا الحسن بن أحمد بن محمّد المخلدي، أنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن مسلم الأسفرايني، نا محمّد بن سليمان بن أبي داود، نا عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان، نا أبو العوّام أنه سمع عبد اللّه بن مساحق يقول:
سمعت ابن عمر (7) يقول:
سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«تجنّدون أجنادا» فقال رجل: خر لي يا رسول اللّه، قال:
«عليك بالشام، فإنّها صفوة اللّه من بلاده، فيها خيرته من عباده، فمن رغب عن ذلك فليلحق
ص: 42
بيمنه، و ليستق من غدره فإن اللّه قد تكفّل لي بالشام و أهله»[6715].
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا أبو العبّاس بن قبيس، أنا أبو الحسن محمّد بن عوف بن أحمد المزكي، أنا أبو العبّاس محمّد بن موسى بن الحسين بن السمسار، نا أحمد بن عمير، نا أبو تقيّ هشام بن عبد الملك، و أبو عتبة (1)،قالا: نا بقية بن الوليد، حدّثني الزبيدي عن راشد بن (2) سعد، عن عبد اللّه بن مساحق [قال: كل وتر لا تكون بعده ركعتان فهو أبتر.
قال الزبيدي: ثم يقول راشد: سلوا عن عبد اللّه بن مساحق] (3) من كان.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو محمّد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسن المقرئ، نا أبو عبد اللّه البخاري قال (4):عبد اللّه بن مساحق روى عنه راشد بن سعد (5) قوله.
أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها (6)-قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح (7) قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (8):عبد اللّه بن مساحق قوله روى عنه راشد بن سعد، و عروة بن رويم، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، نا أبو القاسم البجلي، نا جعفر بن محمّد، نا أبو زرعة قال في طبقة قدم تلي الطبقة العليا من تابعي أهل الشام قال:
نوفل بن مساحق، و عبد اللّه بن مساحق.
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال: أخوان: نوفل بن مساحق، و عبد اللّه بن مساحق.
ص: 43
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.
ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، نا أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت من محمود بن إبراهيم بن سميع يقول: و عبد اللّه بن مساحق القرشي، قال أبو سعيد: من بني عامر بن لؤي من بني مالك بن حسل ليس هاهنا حسليون غيرهم.
ذكره ابن سميع في الطبقة الثالثة و الرابعة.
ابن عثمان بن أبي طلحة عبد اللّه بن عبد العزّى بن عثمان بن عبد الدّار
ابن قصي بن كلاب بن مرّة القرشي العبدري المكّي الحاجب (1)
حدّث عن عمه مصعب بن شيبة بن عثمان، و عمّته صفية بنت شيبة.
و أم عبد اللّه بن مسافع سعدة بنت عبد اللّه بن وهب بن عثمان بن أبي طلحة بن عبد العزّى.
روى عنه: ابن جريج، و منصور بن عبد الرّحمن الحجبي.
و وفد على سليمان بن عبد الملك، فأدركه أجله عنده.
أخبرنا أبو نصر بن رضوان، و أبو غالب بن البنّا، و أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن نجاء، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، نا روح، نا ابن جريج، أخبرني عبد اللّه بن مسافع أن مصعب بن شيبة أخبره عن عقبة بن محمّد بن الحارث - و قال حجّاج: عتبة بن محمّد بن الحارث - عن عبد اللّه بن جعفر عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«من شكّ في صلاته فليسجد سجدتين و هو جالس»[6716].
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد أحمد بن إبراهيم بن موسى، نا أبو طاهر بن خزيمة، نا جدي أبو بكر، نا أبو موسى محمّد بن المثنى، نا روح، نا ابن جريج، أخبرني عبد اللّه بن مسافع أن مصعب بن شيبة أخبره عن عقبة بن محمّد بن الحارث عن
ص: 44
عبد اللّه بن جعفر عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«من نسي شيئا من صلاته فليسجد سجدتين و هو جالس»[6717].
قال ابن خزيمة: هكذا قال أبو موسى: عن عقبة بن محمّد بن الحارث، و هذا الشيخ يختلف أصحاب ابن جريج في اسمه، قال حجاج بن محمّد، و عبد الرزّاق: عن عتبة بن محمّد، و هذا الصحيح علمي.
و قد وقع لي من حديث حجّاج و فيه عقبة أيضا، كما قال روح.
أنبأناه أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ ، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن الحسن بن بندار، نا أبو جعفر محمّد بن إسماعيل الصائغ، نا حجّاج، قال ابن جريج: أخبرني عبد اللّه بن مسافع، أنا مصعب بن شيبة أخبره عن عقبة بن محمّد بن الحارث، عن عبد اللّه بن جعفر عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«من شكّ في صلاته فليسجد سجدتين بعد ما يسلّم»[6718].
أنبأنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر بن البنّا، قالا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية - إجازة - أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد قال:
فولد مشافع بن عبد اللّه الأكبر بن شيبة بن عثمان بن أبي طلحة - و اسمه عبد اللّه - بن عبد العزّى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي: عبد اللّه، و مصعبا، و عبد الرّحمن، و أمّهم سعدة بنت عبد اللّه بن وهب بن عثمان بن أبي طلحة بن عبد العزّى بن عثمان بن عبد الدار.
أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، و المبارك بن عبد الجبّار، و الكوفي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (1) قال:
عبد اللّه بن مسافع بن شيبة بن عثمان بن عبد الدار المكي، القرشي، هو - أرى - عبد اللّه بن مسافع بن عبد اللّه بن شيبة.
قال محمّد: أخبرنا عبد (2) اللّه، أنا محمّد بن عبد الرّحمن، عن منصور الحجبي، حدّثني عبد اللّه بن مسافع.
ص: 45
و قال المسندي: نا ابن عيينة عن منصور، عن خاله مسافع بن شيبة.
و قال ابن جريج: أنا عبد اللّه بن مسافع، نا مصعب بن شيبة: في السهو.
أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح (1) قال: و أنا ابن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (2):
عبد اللّه بن مسافع حجازي روى.... (3) روى عنه.... (4) سمعت أبي يقول ذلك.
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، و أبو القاسم علي بن إبراهيم، و غيرهما، قالوا: حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم بن بسر (5)،نا ابن عائذ قال: قال الوليد: فحدّثني عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر قال:
فلم يزل سليمان بن عبد الملك معسكرا بدابق، و لا يريد القفول دون أن يفتح - يعني:
القسطنطينية - أو تؤدى الجزية، فشتا بدابق شتاء بعد شتاء، إذ ركب ذات عشية من يوم جمعة، فمرّ بالتلّ الذي يقال - قال الشيخ: رأيت في نسخة غيري: يقال له - تلّ سليمان اليوم، فالتفت، فإذا بقبر نديّ فقال: من صاحب هذا القبر؟ قالوا: قبر ابن مسافع القرشي المكي، فقال: يا ويحه، لقد أمسى قبره (6) بدار غربة.
قال ابن جابر: و يمرض و يموت و يدفن إلى جانب قبر عبد اللّه بن مسافع الجهة التي تليه، أو الثانية.
ابن حكمة بن مالك بن حذيفة بن بدر الفزاري (7)
له رؤية من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.
ص: 46
قيل إنه كان من سبي فزارة، و أن النبي صلى اللّه عليه و سلم وهبه لفاطمة ابنته، فأعتقته.
و سكن دمشق، و كان مع معاوية بصفّين، و بعثه يزيد بن معاوية على جند دمشق يوم الحرّة، و بقي إلى أن بايع (1) مروان بن الحكم بالخلافة بالجابية.
أنبأنا أبو طاهر محمّد بن الحسين، عن علي بن محمّد بن صافي بن سماع (2) الربعي، و قرأته بخطه، ثم أخبرني أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن أحمد البزّاز (3)-إجازة - أنا علي بن محمّد، أنا علي بن عبد اللّه بن الحسن الهمذاني، نا أبو بكر محمّد بن علي بن القاسم الذهبي، نا عمر بن حفص الطبري، نا إبراهيم بن عبد الصّمد بن العبّاس، حدّثني أبي عبد الصّمد، قال:
بكرت إلى أبي الهيثم بن عدي يوما فجئته قبل أن يأتيه الناس، فسلّمت عليه، و جلست، فقال لي: يا هاشمي، ما أحسن طلبك للعلم، لا جرم، لأحدّثنك حديثا قلّ من سمعه منّي، فقال:
حدّثني أبي [عن] (4) عبد اللّه بن مسعود الفزاري قال:
لما أوفدني معاوية بن أبي سفيان إلى ملك الروم، دخلت عليه، فوجدت عنده رجلا على سرير دون سرير الملك، فكلّمني بالعربية، فقلت له: من أنت ؟ فقال: جبلة بن الأيهم، فإذا انصرفت من عنده فأت إلى منزلي، فلما انصرفت أتيته، فدخلت عليه، فإذا هو على سرير، و بين يديه شراب، و عنده جاريتان تغنّيان (5) بشعر حسّان بن ثابت، فتحدثنا و تساءلنا (6)و حمّلني رسالة إلى معاوية بن أبي سفيان، و رأيت بين يديه كتابا ينظر فيه، فظننت أنه الإنجيل أو التوراة، فقلت: ما هذا الكتاب ؟ فيه التوراة ؟ قال: لا، قلت: الإنجيل ؟ قال: لا، و لكنه أخبار الأنبياء، فقلت له: انظر فيه ؟ فقال: دونك، فإذا أوّله:«بسم الربّ الشفيق المتحنن على خلقه، حدّثنا شمعون بن خنوع بن مارع، عن زكريا [بن] (7) عمريك (8) بن دان بن يحيى قال: وجدنا مما أثر علماؤنا، عن نبي اللّه سليمان بن داود عليهما السلام، أنه أمر بساطه
ص: 47
فبسط ، و حفّ بكراسي، و جلس عليه معه رجال من بني إسرائيل، ثم أمر بالسحاب فأظلّته، و أمر بالريح فحملته، و سار متنزّها، فلما سار غير بعيد هبط جبريل، عليه السلام، قال: يا بني إلى أين سفرك ؟ فقال: أردت أن أروّح عن قلبي، و أفتح عيني، و انظر إلى نبات بلاد ربي عزّ و جلّ ، فقال له جبريل: إنّ للّه عزّ و جلّ ملائكة و كلهم بالمسافرين، فإذا خرج الرجل من بلده مسافرا تلقّاه ملك، فيقول له: أين تقصد في وجهك هذا؟ فإن قال: أغزو في سبيل اللّه أطلب ثواب اللّه، قال الملك: اللّهمّ اصحبه بالسلامة في سفره، و الغنيمة في معيشته، و اخلفه بخير، و إن قال: ألتمس التمحيص لذنوبي بالشهادة، قال الملك: اللّهمّ ارزقه الشهادة، شهادة سعيدة، تمحّص عنه ذنوبه، و تحطّ بها أوزاره، و إن قال: خرجت طالبا للعلم و الفقه في ديني، قال: اللّهمّ آته من الحكمة ما يفقهه في دينه، و علّمه من تأويل كتابك، و أتبعه سنّة نبيّك، و إن قال: أزور أخا لي، قال الملك: أبينك و بينه رحم تصلها، أو له عندك معروف، أو يد تكافئه بذلك عليها؟ فإن قال: لا، إلاّ أني أحبّه في اللّه، قال الملك: اللّهمّ اكتب له بخطئه حسنات، و امح بعددها سيئات، و إن قال: أقصد فلانا الملك، ألتمس من نائله، قال له الملك: أي ملك أعظم من اللّه سبحانه و تعالى، و أوسع منه رزقا، و أسرع منه عطاء، و إن قال: خرجت أتعرّض من فضل اللّه، و أعود به على عيالي، قال الملك: اللّهمّ احفظ عليه ماله، و أوسع عليه ربحه، و أسرع أوبته، و إن قال: خرجت متنزها و متعبّدا قال الملك: أ ما علمت أن اللّه جلّ ثناؤه سيسألك يوم القيامة عن ماله الذي أعطاك فيما أنفقته ؟ و عن عمرك فيما أفنيته ؟ و عن قوتك فيما استعملتها، و عن بدنك فيما أفنيته.
قال: فاستحيا سليمان من جبريل عليهما السلام، و رجع من ساعته، فما عاد في سفر (1)إلاّ في سبيل اللّه.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن كرتيلا، أنا محمّد بن علي الخيّاط ، أنا أحمد بن عبد اللّه السّوسنجردي، أنا أبو جعفر أحمد بن أبي طالب الكاتب، أنا أبي، أنا محمّد بن مروان بن محمّد السعيدي، حدّثني محمّد بن أحمد، أبو بكر الخزاعي، حدّثني جدي - يعني: سليمان بن أبي شيخ - نا محمّد بن الحكم، عن عوانة، حدّثني خديج خصي لمعاوية - يعني: أن معاوية، قال له:
ادع لي عبد اللّه بن مسعدة الفزاري، فدعوته، و كان آدم، شديد الأدمة، فقال: دونك
ص: 48
هذه - يعني: جارية - بيّض بها ولدك، و هو عبد اللّه بن مسعدة (1) بن (2) حذيفة بن بدر. قال عوانة: و كان في بني فزارة، فوهبه النبي صلى اللّه عليه و سلم لابنته فاطمة، فأعتقته، كان غلاما ربته فاطمة و علي، و أعتقته، فكان بعد ذلك مع معاوية أشدّ الناس على عليّ .
ذكر الواقدي: أن عبد اللّه بن مسعدة قتل في حياة النبي صلى اللّه عليه و سلم، فلعل هذا أخ له سمّي [باسمه] (3).
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز بن أحمد، نا تمام بن محمّد، حدّثني أبي، أنا [أبو] (4) القاسم [عبد اللّه] (5) بن محمّد البغوي، بن بنت منيع، حدّثني رجل انقطع من الكتاب، حدّثني عبد اللّه بن المبارك، عن معمر قال:
دخل أبو قتادة على معاوية، فأجلسه معه على سريره، فقال له أبو قتادة: يا معاوية فقال:
عمرو بن مسعدة الفزاري - و هو ابن عمّ عيينة:- من هذا الذي يسمّي أمير المؤمنين ؟ فأشار إليه معاوية أن اسكت، فأبى أن يسكت، فقال أبو قتادة: من هذا المتكلّم ؟ قال: عمرو (6) بن مسعدة الفزاري، قال: ابن سارق لقاح (7) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أما و اللّه إني لصاحب أبيك حين أدركته فطعنته بالرمح في جاعرته (8)،فما أتقاني إلاّ بسلحه، فما منعني، من سلبه إلاّ ذاك.
فقال معاوية: أرغم اللّه أنفك.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (9) قال: قال ابن الكلبي: فيها - يعني - سنة تسع و أربعين شتّا (10) عبد اللّه بن مسعدة في البرّ - يعني - بأرض الروم.
و ذكر أبو محمّد عبد اللّه بن سعد القطربلي عن الواقدي: أن الذي غزا سنة تسع و أربعين فضالة بن عبيد الأنصاري.
و ذكر أيضا الواقدي قال: قال مشيخة من أهل الشام: كان سفيان بن عوف و قد اتّخذ من
ص: 49
كل جند من أجناد الشام رجالا أهل فروسية و نجدة، و عفاف و سياسة للحرب (1)،و كانوا عدة له قد عرفهم و عرفوا به، فسمي لنا منهم من أهل فلسطين: الحارث بن عبد الأزدي، و جنادة بن أبي أمية الأزدي، و من جند الأردن: سعيد بن حمزة بن مالك الهمداني، و حبيش بن دلجة (2) القيني، و عبد اللّه بن قيس بن مكشوح المرادي، و من أهل دمشق:
عبد اللّه بن مسعدة، و عمرو بن معاوية العقيلي، و عبد الرّحمن بن مسعود الفزاري، و عبد اللّه بن قرط الأزدي الثمالي، و عبد الرّحمن بن عضاه الأشعري.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3)،أنا محمّد بن عمر، نا نافع بن ثابت (4)،عن يحيى بن عبّاد، عن أبيه قال:
لقد رأيتني يوما من أيام الحصين بن نمير، و قد بعث إلينا كتيبة خشناء (5) فيها عبد اللّه بن مسعدة الفزاري، فنالوا منا أقبح القول، و أسمجه، فرأيت أبي يحنق (6) عليهم، و قال: مال الحرب (7) و مال هذا؟ هذا فعل النساء، فقال لمصعب - يعني: ابن عبد الرّحمن بن عوف - أبا زرارة احمل بنا، فحمل مصعب كأنه جمل صئول، و حمل أبي، و تبعتهم في قوم منا أهل نيات (8) فلقد رأيت السيوف ركدت ساعة، و لكأنّ هام الرجال و أذرعهم أجري القثّاء، حتى خلصنا إلى عبد اللّه بن مسعدة فضربه مصعب ضربة قطع (9)السيف الدرع، و خلص إلى فخذه، و ضربه ابن أبي ذراع من جانبه الآخر فجرحه جرحا آخر، فما علمت أنّا رأيناه يخرج إلينا بعد ذلك، و أقام في عسكرهم جريحا حتى ولّوا منصرفين.
ص: 50
ابن غافل (1) بن حبيب بن شمخ بن فاد (2) بن مخزوم
ابن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل
ابن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان
أبو عبد الرّحمن الهذلي (3)
حليف بني زهرة، من المهاجرين الأوّلين، شهد بدرا، و هاجر الهجرتين، و شهد اليرموك، و كان على النّفل.
و حدّث عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.
روى عنه: ابن عبّاس، و ابن عمر، و أبو موسى الأشعريّ ، و عمران بن حصين، و ابن الزبير، و أنس، و جابر، و أبو سعيد الخدري، و أبو هريرة، و أبو رافع مولى النبي صلى اللّه عليه و سلم، و أبو أمامة الباهليّ ، و أبو جحيفة، و وابصة بن معبد، و أبو واقد الليثي، و أبو شريح الخزاعي، و عمرو (4) بن حريث، و قرّة بن إياس المزني، و الحجّاج الأسلمي، و أبو ثور الفهمي، و طارق بن شهاب، و البراء بن عازب الصحابيّون (5)،و أبو الطفيل (6)،و علقمة (7)،و أبو وائل (8)،و الأسود، و مسروق، و عبيدة، و قيس بن أبي حازم، و النّزّال بن سبرة، و أبو معمر عبد اللّه [بن] سخبرة، و عمرو بن ميمون، و زرّ بن حبيش، و شتير بن شكل، و الربيع بن خثيم (9)،و همّام بن الحارث، و الحارث بن سويد، و جماعة يطول ذكرهم.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، نا أبو بكر الشافعي، نا
ص: 51
محمّد بن غالب، نا يحيى بن هاشم، نا الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد اللّه قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من توضأ فذكر اللّه على وضوئه كان طهورا لسائر جسده، و من توضّأ و لم يذكر اللّه تعالى لم يطهر منه إلاّ ما أصابه» (1)[6719].
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال: كتب إليّ أبو توبة يذكر أن محمّد بن مهاجر حدّثه عن العبّاس بن سالم، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس قال:
ما نسيت فلم أنس عبد اللّه بن مسعود قائما على درج كنيسة دمشق و هو يقول: تعلّموا، فالعلم ينفع (2)(3).
أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل بن محمّد، أنا أبو بكر البيهقي.
ح و أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، قال: نا أبو بكر الخطيب.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.
قالوا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا عبد اللّه بن يوسف، نا محمّد بن مهاجر، نا العبّاس بن سالم التّجيبي، عن ربيعة بن يزيد، عن عائذ اللّه بن إدريس الخولاني قال:
قام فينا عبد اللّه بن مسعود على درج هذه الكنيسة، فما أنسى أنه يوم خميس، فقال: يا أيّها الناس عليكم بالعلم قبل أن يرفع، فإنّ من رفعه أن يقبض أصحابه، و إيّاكم و التبدع (4)و التنطع (5)،و عليكم بالعتيق، فإنه سيكون في آخر هذه الأمة أقوام يزعمون أنهم يدعون إلى كتاب اللّه، و قد نبذوه (6) وراء ظهورهم.
ص: 52
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن عبد اللّه بن سعيد، نا السّري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم قال: أنا سيف بن عمر قال (1):و كان على الأقباض (2)-يعني يوم اليرموك - عبد اللّه بن مسعود.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر، و أبو الفضل الباقلانيان.
و أخبرنا أبو العزّ ثابت بن منصور، أنا أبو طاهر.
قالا: أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسين بن الأهوازي، أنا أبو حفص، نا خليفة قال (3):
عبد اللّه بن مسعود بن عاقل بن حبيب بن وفدان (4) بن شمخ بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل، أمّه أم عبد بنت الحارث بن زهرة.
و قال أبو اليقظان: أمّه امرأة من هذيل، و أمّه زهرية، بعثه عمر بن الخطاب إلى أهل الكوفة معلّما، و وزيرا، مات بالمدينة، و صلّى عليه الزّبير بن العوّام سنة اثنتين (5) و ثلاثين، يكنّى أبا عبد الرّحمن.(6) أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا الحسين بن جعفر - زاد ابن الطّيّوري: و ابن عمّه محمّد بن الحسن قالا:- أنا الوليد بن بكر (7)،نا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد بن صالح، حدّثني أبي، قال (8):
عبد اللّه بن مسعود يكنّى أبا عبد الرّحمن، هذلي (9)،سكن الكوفة، و هو
ص: 53
أفقههم (1)،و أقرأهم القرآن، و بعثه عمر إليهم، و كان على بيت المال، و كان بدريا، و هو الذي أجاز (2) على أبي جهل يوم بدر، و قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«رضيت لأمتي بما رضي لها ابن أم عبد»[6720].
و ثلاثة من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم يدعون قولهم لقول ثلاثة من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم، كان ابن مسعود يدع قوله لقول عمر، و كان أبو موسى يدع قوله لقول علي، و زيد بن ثابت يدع قوله لقول أبيّ .
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، حدّثني عمي، عن أبي عبيد قال:
عبد اللّه بن مسعود من ولد هذيل بن مدركة بن صاهل، شهد بدرا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: نا و أبو (3) الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا [أبو] (4) عبد اللّه الحسين بن جعفر، و أبو نصر محمّد بن الحسن، قالا: أنا الوليد بن بكر (5)،أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال: عبد اللّه بن مسعود هذلي، و كان بدريا، و قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«رضيت لأمّتي بما رضي لها ابن أم عبد»[6721].
و هو فقيه أهل الكوفة و معلّمهم، و ليس يعدل أهل الكوفة بقوله شيئا، و ليس أحد (6) من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنبل صاحبا من ابن مسعود، قال علي (7):أصحاب عبد اللّه سرج هذه القرية.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (8) قال: في الطبقة الأولى:
عبد اللّه بن مسعود بن عاقل (9) بن حبيب بن شمخ بن فار بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن
ص: 54
الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، و اسم مدركة عمرو بن إلياس بن مضر، و يكنى أبا عبد الرّحمن.
حالف مسعود بن عاقل (1) عبد بن الحارث بن زهرة في الجاهلية، و أم عبد اللّه بن مسعود أم عبد بنت عبد بن (2) ودّ بن سوي بن قريم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل، و أمّها هند بنت عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب.
هاجر عبد اللّه بن مسعود إلى أرض الحبشة الهجرتين جميعا، في رواية أبي معشر، و محمّد بن عمر، و لم يذكره محمّد بن إسحاق في الهجرة الأولى، و ذكره في الهجرة الثانية إلى أرض الحبشة.
و شهد عبد اللّه بن مسعود بدرا، و ضرب عنق أبي جهل بعد أن أثبته ابنا عفراء، و شهد أحدا و الخندق و المشاهد كلها مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.
كذا قال: قارن.
و أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوه، أنا أبو الحسن اللّنباني، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا (3)،نا محمّد بن سعد قال في الطبقة الأولى:
عبد اللّه بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فار بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة، و يكنى أبا عبد الرّحمن، حليف بني زهرة بن كلاب، و تكنى أمّه أم عبد، بنت عبد ودّ بن سويّ بن قريم بن صاهل بن كاهل، و أمّها هند بنت عبد الحارث بن زهرة بن كلاب.
قال محمّد بن عمر: سمعت من يقول: صلّى عليه عمّار بن ياسر، و قال قائل: صلّى عليه عثمان بن عفّان، و هو أثبت عندنا، و قد روى عن أبي بكر و عمر.
أخبرنا أبو محمّد بن الآبنوسي - في كتابه - أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي أحمد بن علي المدائني، أنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم قال:
عبد اللّه بن مسعود بن الحارث بن شمخ بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن
ص: 55
تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان، حليف بني زهرة، و شهد بدرا.
أخبرنا بذلك عبد الملك بن هشام (1)،عن زياد، عن ابن إسحاق.
يكنى أبا عبد الرّحمن، يقال: أمّه أم عبد، بنت عبد الحارث بن زهرة، و يقال إن أم عبد من القارة (2) و يقال: أم عبد إحدى بني صاهلة بن كاهل، و كان إسلامه فيما روى الأعمش عن القاسم بن عبد الرّحمن عن أبيه قال:
قال عبد اللّه بن مسعود: لقد رأيتني سادس ستة ما على ظهر الأرض مسلم غيرنا.
روي عن مجاهد عن أبي معمر أن عبد اللّه بن مسعود كان آدم له ضفيرتان، عليه مسحة أهل البادية، و كان آدم دقيق الساقين.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (3)،قال:
أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن مسعود بن الحارث بن شمخ بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن سعد بن جذيمة (4) بن كعب بن سعد (5)،أحد بني هذيل، حليف لبني زهرة، و ابن أختهم.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الفضل أحمد بن الحسن، قالا: أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا أبي قال:
سمعت (6) أن نسب ابن مسعود عبد اللّه بن مسعود بن حبيب بن شمخ بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد:
ص: 56
و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (1):عبد اللّه بن مسعود أبو عبد الرّحمن الهذلي، مات قبل عثمان.
قال مسدّد عن يحيى، عن سفيان: حدّثني الأعمش عن عمارة عن حريث بن ظهير قال: جاء نعي عبد اللّه إلى أبي الدّرداء فقال: ما ترك بعده مثله.
أخبرنا الحسين بن عبد الملك - إذنا - و أبو (2) عبد اللّه - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.
قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (3):عبد اللّه بن مسعود، أبو عبد الرّحمن، له صحبة، و هو ابن مسعود بن حبيب بن شمخ بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر الهذلي، مات قبل عثمان، روى عنه عبد اللّه بن عبّاس، و عبد اللّه بن عمر، و عمران بن حصين، و أبو موسى الأشعريّ ، و عبد اللّه بن الزبير، و أنس بن مالك، و جابر بن عبد اللّه، و أبو سعيد الخدري، و البراء بن عازب بإسناد ليس بقوي، و أبو هريرة، و أبو رافع مولى النبي صلى اللّه عليه و سلم، و أبو أمامة الباهليّ ، و أبو جحيفة، و وابصة بن معبد، و أبو واقد الليثي، و أبو شريح الخزاعي، و عمرو بن حريث، و قرّة المزني، والد معاوية، و الحجّاج الأسلمي، و أبو ثور الفهمي، و طارق بن شهاب، سمعت أبي يقول بعض ذلك و بعضه من قبلي (4).(5) قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني، قال:
ص: 57
و أما غافل فقال إن الكلبي: عبد اللّه بن غافل بن حبيب بن شمخ بن قار (1) بن مخزوم بن هذيل.
و قال الطبري: عبد اللّه بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن قار (2) بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال:
عبد اللّه بن مسعود بن غافل بن حبيب، و قيل: ابن الحارث بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل، و يقال: ابن شمخ بن مجزأة بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة الكاهلي، يكنى أبا (3) عبد الرّحمن، و أمّه أم عبد بنت الحارث بن زهرة، شهد بدرا، و مات في خلافة عثمان بالمدينة آخر سنة اثنتين (4) و ثلاثين، و دفن بالبقيع و هو ابن بضع و ستين سنة، روى عنه أبو بكر، و عمر، و عثمان، و علي و غيرهم من الصحابة.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك [بن] (5) الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال:
عبد اللّه بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن قار (6) بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة، أبو عبد الرّحمن الهذلي حليف بني زهرة بن كلاب القرشي، و هو أخو عتبة بن مسعود الكوفي، و أمّهما أم عبد بنت عبد ودّ بن سويّ بن قريم بن صاهلة بن كاهل، و أمها هند بنت عبد الحارث بن زهرة بن كلاب، سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم، روى عنه أبو وائل، و قيس بن أبي حازم، و أبو عثمان النهدي، و عمرو بن ميمون، و علقمة، و الأسود في الإيمان و غير موضع، مات قبل قتل عثمان بن عفّان - رضي اللّه عنه - بالمدينة.
و قال خليفة و عمرو بن علي: سنة اثنتين (7) و ثلاثين.
و قال الذهلي: قال يحيى بن بكير مثل قول خليفة، و زاد: و هو ابن بضع و ستين سنة،
ص: 58
و قال مات بالمدينة، و دفن بالبقيع.
و قال الواقدي مثل قول يحيى بن بكير إلى آخره.
و قال عمرو بن علي مثله، و قال: مات و هو ابن نيّف و ستين سنة.
و قال أبو بكر (1) بن أبي شيبة: مات في آخر إمرة عثمان.
و قال ابن نمير: مات بالمدينة سنة اثنتين (2) و ثلاثين، و دفن بالبقيع.
أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ ، قال:
عبد اللّه بن مسعود بن غافل بن حبيب بن وقدان بن شمخ بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر.
قاله شباب فيما حدّثناه محمّد بن علي، نا عمر بن أحمد،[نا محمّد] (3) بن إسحاق عنه.
و قال محمّد بن إسحاق: عبد اللّه بن مسعود بن الحارث بن سمخ بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل من حلفاء بني زهرة.
حدّثنا به حبيب، نا محمّد بن يحيى، نا أحمد بن محمّد، نا إبراهيم بن سعد، عن محمّد بن إسحاق.
و قال موسى بن عون بن عبد اللّه المسعودي فيما حدّثناه سليمان بن أحمد (4)،نا أحمد بن رشدين قال: أملى عليّ موسى بن عون بن عبد اللّه بن عون بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود نسبه (5):
عبد اللّه بن مسعود بن كاهل بن حبيب بن زائد (6) بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار.
و قال بعض المتأخرين في نسبته: ابن الحارث بن غنم بن سعد بن هذيل، و هو
ص: 59
تصحيف فاحش، فإنه تميم بدل غنم شهد بدرا و المشاهد كلها، مهاجريّ ذو هجرتين، هاجر قبل جعفر إلى الحبشة، من النجباء و النقباء و الرفقاء، كنّاه النبي صلى اللّه عليه و سلم أبا عبد الرّحمن قبل أن ولد له. سادس الإسلام سبقا و إيمانا أمّه أم عبد بنت الحارث بن زهرة، و قيل أم عبد بنت عبد ودّ بن سويّ بن فريم بن صاهلة بن كاهل، و الأول أثبت، حليف بني زهرة و عداده فيهم.
أحد الأربعة من القرّاء الذين قال فيهم النبي صلى اللّه عليه و سلم:«استقرءوا القرآن من الأربعة»[6722].
تلقّن من في رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سبعين سورة (1)،قال فيه:«من سرّه أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه بقراءته».
و أخبر أن ساقيه في الميزان أثقل من أحد (2)،و أمر أمّته أن يتمسّكوا بعهد ابن أم عبد، فقال:«رضيت لأمّتي ما رضي لها ابن أم عبد»[6723].
و قال له حين سمع دعاءه و ثناءه:«سل تعطه»[6724].
و قال له:«إذنك عليّ أن ترفع الحجاب و تسمع سوادي حتى أنهاك»[6725].
كان أشبه الناس هديا و دلاّ برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، علم المحفوظون من أصحاب محمّد صلى اللّه عليه و سلم أنه من أقربهم إلى اللّه وسيلة، نفله رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سيف أبي جهل حين أتاه برأسه (3)،بعثه عمر بن الخطّاب إلى الكوفة، و ولاّه [بيت المال، و كتب فيه إليهم: هو من النجباء. و آثرتكم بعبد اللّه على نفسي، فاقتدوا به و قال: هو] (4) كنف (5)،مليء علما و فقها، و قال فيه علي: قرأ القرآن و قام عنده و كفي به، و قال أبو موسى: كان يشهد إذا غبنا و يؤذن له إذا حجبنا و قال: لا تسألوني عن شيء ما دام هذا الحبر بين أظهركم.
و قال فيه معاذ بن جبل حين حضره الموت و أوصى أصحابه: التمسوا العلم عند أربعة:
عند ابن أم عبد. كان أحد الثمانية اَلَّذِينَ اسْتَجٰابُوا لِلّٰهِ وَ الرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مٰا أَصٰابَهُمُ الْقَرْحُ (6)،
ص: 60
و كان أول من جهر بالقرآن بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بمكة، و هو أول من أفشى القرآن بمكّة من في رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و كان يوقظ النبي صلى اللّه عليه و سلم إذا نام، و يستره إذا اغتسل، و يرحّل له إذا سافر، و يماشيه في الأرض الوحشاء. أحد النفر الذين دار عليهم القضاء و الأحكام من الصحابة، توفي بالمدينة، و أوصى أن يصلّي عليه الزبير بن العوّام، عاده عثمان بن عفّان في مرضه، فقال: كيف تجدك ؟ قال: مردود إلى مولى الحق، ترك تسعين ألفا و عقبه بالكوفة، فداره بالكوفة دار مشهورة، توفي سنة اثنتين (1) و ثلاثين، و دفن بالبقيع و هو ابن بضع و ستين سنة، صلّى عليه الزّبير للمؤاخاة التي بينهما، كان أحمش (2) السّاقين، عظيم البطن، قضيفا (3)، لطيفا، فطنا، له ضفيرتان يرسلهما من وراء أذنيه، أسند عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نيّفا و ثلاثمائة حديث، حدّث عنه الصحابة: أبو بكر، و عمر، و عثمان، و علي، و عمران بن حصين، و عبد اللّه بن عمر، و عبد اللّه بن الزبير، و أنس بن مالك، و أبو سعيد الخدري، و أبو أمامة الباهليّ ، و عمرو بن حريث، و أبو هريرة، و أبو رافع، و أبو شريح الخزاعي، و وابصة بن معبد، و طارق بن شهاب، أصحابه سرج القرية و أعلامها.
أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الواحد قال: قال لنا (4) أبو بكر الخطيب (5):
و عبد اللّه بن مسعود بن غافل - و قيل: عاقل - بن حبيب بن شمخ بن فار بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر، أبو عبد الرّحمن، حليف بني زهرة بن كلاب، ذكر نسبه هكذا محمّد بن سعد كاتب الواقدي (6)، و خليفة بن خيّاط العصفري (7)،غير أن ابن سعد سمّى جدّه غافلا بالغين المعجمة و بالفاء، و سمّاه خليفة عاقلا بالعين المهملة و بالقاف.
و قال خليفة أيضا: ابن حبيب بن فار بن شمخ بن مخزوم، و نسبه محمّد بن إسحاق بن يسار صاحب المغازي فقال (8):عبد اللّه بن مسعود بن الحارث بن شمخ بن مخزوم، و لم يذكر ما تخلل ذلك من الأسماء التي ذكرناها، و كذلك نسبه أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن
ص: 61
عبد الرحيم البرقي (1)،و أم عبد اللّه بن مسعود أم عبد بنت عبد (2) بن الحارث بن زهرة، و يقال إنها من القارة و قيل: بل هي من بني صاهلة بن كاهل، تقدم إسلام عبد اللّه بمكة، و هاجر إلى المدينة، و شهد مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مشاهده، و كان أحد حفّاظ القرآن، و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من سرّه أن يقرأ القرآن غضّا كما أنزل فليقرأه (3) على قراءة ابن أم عبد»[6726].
و كان أيضا من فقهاء الصحابة، ذكره عمر بن الخطّاب فقال: كنيف مليء علما، و بعثه إلى أهل الكوفة ليقرئهم القرآن، و يعلّمهم الشرائع و الأحكام، فبثّ عبد اللّه فيهم علما كثيرا، و فقّه منهم جمّا غفيرا، و حدّث عنه الأسود بن يزيد، و علقمة بن قيس، و زيد بن وهب، و الحارث بن قيس، و أبو وائل شقيق بن سلمة، و زرّ بن حبيش، و عبد الرّحمن بن يزيد، و أبو معمر عبد اللّه بن سخبرة، و أبو عمرو الشيباني، و أبو الأحوص الجشمي (4) و غيرهم، و ورد المدائن ثم عاد إلى مدينة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فأقام بها إلى حين وفاته.
قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر الحافظ قال (5):و أمّا غافل - بغين معجمة و بفاء-[و] كاهل - آخره لام، فهو عبد اللّه بن مسعود بن غافل (6) بن حبيب بن شمخ بن قار - قاله الطبري: بالفاء - ابن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر، و هو في جمهرة النسب عن ابن الكلبي - فاري - بالفاء و بزيادة ياء.
أخبرنا أبو السعود بن المجلي (7)،نا أبو الحسين بن المهتدي.
ح و أخبرنا أبو الحسين (8) بن الفراء، أنا أبي أبو يعلى.
قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد، أنا محمّد بن مخلد بن حفص قال: قرأت على علي بن عمرو حدّثكم الهيثم بن عدي قال: قال ابن عيّاش: عبد اللّه بن مسعود يكنى أبا عبد الرّحمن.
ص: 62
أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو سعيد بن أبي عمرو، قالا: نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب قال: سمعت عبد اللّه بن أحمد بن حنبل يقول: سمعت أبي يقول: عبد اللّه بن مسعود أبو عبد الرّحمن.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور (1)،أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني عباس بن محمّد مولى بني هاشم قال: سمعت يحيى بن معين يقول: عبد اللّه بن مسعود و يكنى أبا عبد الرّحمن، و كان على القضاء و بيت المال بالكوفة عاملا لعمر.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السقاء، و أبو محمّد بن بالويه، قالا: نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، نا عبّاس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: كنية عبد اللّه بن مسعود أبو عبد الرّحمن.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمّد، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال: قال عمي أبو بكر:
عبد اللّه بن مسعود أبو عبد الرّحمن.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول:
أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن مسعود الهذلي، شهد بدرا.
أخبرنا [أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا أبو الفتح سليم بن أيوب، قال: أنا طاهر بن محمّد بن سليمان نا] (2) علي بن إبراهيم بن أحمد الجوزي، نا يزيد بن محمّد بن إياس قال: سمعت محمّد بن أحمد المقدّمي يقول:
عبد اللّه بن مسعود الهذلي، أبو عبد الرّحمن.
أخبرنا أبو الفضل بن ناصر فيما قرأت عليه عن أبي الفضل جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:
ص: 63
أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن مسعود.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصّقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي قال (1):سمعت عبد اللّه بن أحمد يقول عن أبيه:
عبد اللّه بن مسعود أبو عبد الرّحمن.
و قال أبو بشر (2):أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن مسعود.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن [أبي] (3) علي، أنا أبو بكر الصّفّار، أنا أحمد بن علي منجويه (4)،أنا أبو أحمد الحاكم قال:
أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن مسعود بن الحارث بن شمخ بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل - و يقال: ابن مسعود بن حبيب بن شمخ بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل - بن مدركة بن إلياس بن مضر الهذلي، حليف بني زهرة، و هو أخو عتبة، و أمّه أم عبد بنت عبد بن الحارث بن زهرة.
شهد بدرا مع النبي صلى اللّه عليه و سلم، و آخى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بينه و بين الزبير بن العوّام، ثم كان بعد النبي صلى اللّه عليه و سلم على القضاء و بيت المال بالكوفة عاملا لعمر، و ابتنى بها دارا إلى جانب المسجد، و توفي بالمدينة، و دفن بالبقيع.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو عثمان البحيري (5)-قراءة - أنا جدي أبو الحسين أحمد بن محمّد بن جعفر، أنا أبو بكر محمّد بن حمدون بن خالد، نا سعيد بن عثمان أبو عثمان الحمصي، نا الخصيب بن ناصح، نا سليمان بن أبي سليمان القافلاني (6)،عن أبي هاشم، عن إبراهيم النّخعي:
أن ابن مسعود كنّى علقمة (7) أبا شبل قبل أن يولد له، قال: فسئل عن ذلك فحدّث: أن
ص: 64
علقمة حدّثه عن عبد اللّه بن مسعود أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كنّاه أبا عبد الرّحمن قبل أن يولد له.
أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، ثم أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي قال: نا يوسف بن عدي، نا محمّد بن عتبة الرقّي، عن ميمون بن مهران عن سعيد بن المسيّب قال:
رأيت ابن مسعود عظيم البطن، أحمش الساقين.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني أبو الأحوص القاضي، نا يوسف بن عدي، نا محمّد بن عتبة البرقي، عن ميمون بن مهران، عن سعيد بن المسيّب قال: كأني انظر إلى ابن مسعود عظيم البطش، حمش الساقين (1).
أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى، ابنا الحسن بن البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو بكر أحمد بن عبيد - إجازة - أنا أبو عبد اللّه محمّد بن الحسين (2)،نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا أبو بكر بن أبي الأسود، نا عمر بن علي، عن إسماعيل، عن قيس قال: رأيت ابن مسعود رجلا آدم قصيرا.
أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، نا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد، نا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (3)،نا أبو نعيم، نا عبد السّلام بن حرب، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم قال: رأيت عبد اللّه بن مسعود آدم خفيف اللحم.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن محمّد.
ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسين بن [أحمد بن] (4) محمّد، أنا أحمد بن محمّد، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا.
ص: 65
قالا: نا محمّد بن سعد (1)،أنا محمّد بن عمر، نا عبد اللّه بن جعفر، عن عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد القاريّ ، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة قال:
كان عبد اللّه رجلا نحيفا، قصيرا، شديد الأدمة، و كان لا يغيّر.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه، قالا (2):أنا أبو الحسين، أنا أبو بكر - إجازة - أنا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، أنا المدائني قال:
عبد اللّه بن مسعود كان نحيفا، قصيرا، أدم، شديد الأدمة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا أبو خيثمة، و عبد اللّه بن عمر، قالا: أنا يحيى بن يمان نا الأعمش، عن إبراهيم قال: كان عبد اللّه لطيفا فطنا (3).
أخبرناه أبو القاسم أيضا، أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا عمر بن إبراهيم بن أحمد، أنا أبو القاسم البغوي، نا أبو خيثمة، نا يحيى، نا الأعمش، عن إبراهيم: مثله.
قال: و أنا ابن (4) النقور، أنا عيسى، أنا عبد اللّه، حدّثني جدي، نا أبو قطن، و حسين بن محمّد، قالا: نا المسعودي، عن سليمان بن ميناء، عن نويفع (5) مولى ابن مسعود قال:
كان عبد اللّه من أجود الناس ثوبا أبيض.
أخبرني (6) أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين بن بشران، نا عثمان بن أحمد الدقّاق، نا أحمد بن الجليل البرجلاني (7)،نا أبو النضر، نا المسعودي، عن سليمان بن مينا، عن نفيع مولى عبد اللّه بن مسعود قال: كان عبد اللّه من
ص: 66
أجود الناس ثوبا أبيض، و من أطيب الناس ريحا (1).
أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد بن المجلي (2)،أنا أبو الحسين بن المهتدي - إجازة - إن لم يكن سماعا، أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمّة الخلاّل، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدّثني جدي قال: حدثنيه بشر بن مهران الخصّاف، نا شريك، عن عثمان بن المغيرة، عن زيد بن وهب قال: قال عبد اللّه (3):
إن أوّل شيء تعلّمته من أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قدمت له مكة مع عمومة لي أو أناس من قومي نبتاع منها متاعا، فكان في بغيتنا شراء عطر، فأرشدونا على العبّاس بن عبد المطّلب، فانتهينا إليه و هو جالس إلى زمزم، فجلسنا إليه، فبينما نحن عنده إذ أقبل رجل من باب الصّفا، أبيض، تعلوه حمرة، له وفرة جعدة إلى أنصاف أذنيه، أشمّ ، أقنى، أذلف (4) أدعج العينين، برّاق الثنايا، دقيق المسربة (5)،شثن الكفين و القدمين، كثّ اللحية، عليه ثوبان أبيضان، كأنه القمر ليلة البدر، يمشي على يمينه غلام حسن الوجه، مراهق أو محتلم تقفوهم امرأة قد سترت محاسنها حتى قصد نحو الحجر، فاستلمه ثم استلمه الغلام و استلمته المرأة، ثم طافا البيت سبعا و الغلام و المرأة يطوفان معه، ثم استقبل الركن فرفع يديه و كبّر و قامت المرأة خلفهما فرفعت يديها و كبّرت، ثم ركع، فأطال الركوع، ثم رفع رأسه من الركوع فقنت (6)مليا، ثم سجد و سجد الغلام معه و المرأة يتبعونه، يصنعون مثل ما يصنع، فرأينا شيئا أنكرناه لم نكن نعرفه بمكة، فأقبلنا على العبّاس، فقلنا: يا أبا الفضل، إن هذا الدين حدث فيكم، أو أمر لم يكن نعرفه فيكم ؟ قال: أجل، و اللّه ما تعرفون هذا، قال: قلنا: و اللّه ما نعرفه، قال:
هذا ابن أخي محمّد بن عبد اللّه، و الغلام علي بن أبي طالب، و المرأة خديجة بنت خويلد امرأته، أمّا و اللّه ما على وجه الأرض أحد نعلمه [يعبد اللّه] (7) بهذا الدين إلاّ هؤلاء الثلاثة.
قال يعقوب: لا نعلمه رواه أحد عن شريك غير هذا الشيخ و هو رجل صالح.
ص: 67
و أنا استنكر الحديث من هذا الوجه، و اللّه أعلم.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد، أنا أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق (1) قال:
في ذكر إسلام المهاجرين الأوّلين قال:
ثم أسلم ناس من قبائل العرب فيهم: عبد اللّه بن مسعود حليف بني زهرة.
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن،[أنا] (2) أبو محمّد الجوهري، أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد الزهري، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا علي بن مسلم، نا محمّد بن أبي عبيد (3) بن (4) معن، عن أبيه عن الأعمش عن القاسم بن عبد الرّحمن، عن أبيه قال: قال عبد اللّه: لقد رأيتني سادس ستة و ما على الأرض مسلم غيرنا (5).
كذا قال، و هو ابن [أبي] (6) عبيدة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا علي بن مسلم، نا ابن أبي عبيدة.
ح (7) و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن الحسن بن محمّد بن الخلاّل، و أحمد بن علي بن الحسن (8) بن أبي عثمان، قالا: أنا أبو علي الحسن بن القاسم بن الحسن بن العلاء الخلاّل، أنا أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن محمّد صاحب أبي صخرة، نا علي بن مسلم الطوسي، نا محمّد بن أبي عبيدة بن معن المسعودي، عن أبيه، عن الأعمش، عن القاسم، عن أبيه قال: قال عبد اللّه: لقد رأيتني سادس ستة و ما على ظهر الأرض مسلم غيرنا.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة،
ص: 68
أنا محمّد بن عمر بن حفص، نا إسحاق بن إبراهيم شاذان، نا وهب بن جرير بن حازم، عن أبيه، عن ابن إسحاق قال:
أسلم عبد اللّه بن مسعود بعد اثنين و عشرين (1)،ثم أسلم بعدهم (2) ثلاثة عشر رجلا:
سعيد بن زيد، و امرأته، و قدامة بن مظعون، و خبّاب، و عمير بن أبي وقّاص، و عبد اللّه بن مسعود.
و كان ممن هاجر قبل هجرة جعفر و أصحابه: من بني أمية: عثمان بن عفّان و امرأته، و من بني زهرة: عبد الرّحمن بن عوف، و عبد اللّه بن مسعود حليف لهم من هذيل، و كان ممن قدم راجعا، ثم بلغه إسلام أهل مكة [ثم] (3) فيمن قدم فشهد بدرا.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر، أنا أبو الحسن بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (4)،أنا محمّد بن عمر، نا محمّد بن صالح، عن يزيد بن رومان قال:
أسلم عبد اللّه بن مسعود قبل دخول رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم دار الأرقم.
أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا أبو الحسن علي بن الحسين العسكري، نا عبدان العسكري، نا يحيى بن زكريا - و هو ابن أبي زائدة - حدّثنا أبو أيوب - و هو الأفريقي - عن عاصم، عن زرّ، عن عبد اللّه قال:
مرّ بي النبي صلى اللّه عليه و سلم و أنا في غنم لعقبة، فمسح رأسي و قال:«يرحمك اللّه إنك غليم (5)متعلّم»[6727].
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو البركات الأنماطي، قالا: أنا أبو الحسين بن
ص: 69
النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو حامد محمّد بن هارون بن عبد اللّه الحضرمي، نا أحمد بن منيع، نا أبو بكر بن عيّاش عن عاصم، عن زرّ، عن عبد اللّه بن مسعود قال: مسح رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم رأسي و قال:«يرحمك اللّه».
و هذان الحديثان مختصران من حديث إسلامه:
أخبرنا (1) أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،[حدّثني أبي] (3)،نا أبو بكر بن عيّاش (4)،حدّثني عاصم، عن زرّ، عن ابن مسعود قال:
كنت أرعى غنما لعقبة بن أبي معيط فمرّ بي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أبو بكر فقال:«يا غلام هل من لبن ؟» [قال:] (5) قلت: نعم، و لكني مؤتمن، قال:«فهل من شاة لم ينز عليها الفحل ؟» فأتيته بشاة، فمسح ضرعها فنزل لبن، فحلبه في إناء. فشرب، و سقى أبا بكر، ثم قال للضرع:
«اقلص» فقلص، قال: ثم أتيته بعد هذا فقلت: يا رسول اللّه علّمني من هذا القول، قال:
فمسح رأسي و قال:«يرحمك اللّه، فإنك غليّم (6) معلّم»[6728].
أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل، أنا الحسين بن محمّد بن إبراهيم الحنّائي، أنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن هلال الحنّائي.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (7)،أنا أبو علي الروزذباري، و أبو عبد اللّه الحسين بن عمر بن برهان الغزّال (8)،و أبو الحسين بن الفضل القطّان، و أبو محمّد عبد اللّه بن يحيى (9) بن عبد الجبّار السكري (10).
ح و أنا (11) أبو القاسم الحسين (12) بن الحسن بن محمّد، أنا علي بن محمّد.
ص: 70
ح و أخبرنا أبو المعالي بن حمزة، أنا أبو القاسم بن بيان، قالا: أنا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن مخلد البزّاز (1).
قالوا: أنا أبو علي إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل الصفّار.
ح (2) و أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل، أنا الحسين بن محمّد، أنا عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم بن معروف بن حبيب بن أبان.
ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، أنا أبي (3) أبو العبّاس، و أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد، و أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن علي بن أبي الرضا، و أبو القاسم علي بن محمّد بن علي، و غنائم بن أحمد بن عبيد اللّه الخيّاط .
ح و أخبرنا أبو الحسن الفرضي، قال: نا عبد العزيز الصّوفي، و أبو نصر الحسين بن محمّد، و أبو القاسم بن أبي العلاء، و غنائم بن أحمد، و أبو الحسن علي بن الخضر بن عبدان.
ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن (4) بن علي بن البرّي، أنا عمي أبو الفضل عبد الواحد.
ح و أخبرنا ألحقه قاسم خال أبوي القاضي أبو المعالي محمّد بن [يحيى بن] (5) علي، و أبو الفتح، ناصر (6) ابن عبد الرّحمن، و أبو القاسم الحسين بن الحسن،[و] أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، و أبو العشائر (7) محمّد بن خليل، و أبو يعلى حمزة بن علي بن هبة اللّه، قالوا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء.
قالوا: أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا إبراهيم بن محمّد بن أحمد بن أبي ثابت، قالا: نا الحسن بن عرفة، نا أبو بكر بن عياش، عن عاصم بن أبي النجود، عن زرّ بن حبيش، عن عبد اللّه بن مسعود قال:
كنت أرعى غنما لعقبة - زاد الصفار: بن أبي معيط - فمرّ بي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أبو بكر
ص: 71
فقال:«يا غلام - و قال الصفّار: لي: يا غلام - هل من لبن ؟» قلت: نعم، و لكني مؤتمن، قال:
«فهل من شاة لم ينز عليها الفحل ؟» قال: فأتيته - زاد الصفّار: بشاة و قالا:- فمسح ضرعها فنزل لبن - و قال ابن أبي ثابت: اللبن - زاد الصفّار: فحلبه في إناء ثم اتفقا و قالا:- فشرب و سقى أبا (1) بكر، ثم قال للضرع:«اقلص» فقلص، فأتيته بعد هذا - و قال الصفّار: ثم أتيته بعد هذا فقلت:- يا رسول اللّه علّمني من هذا القول، قال: فمسح رأسي - و زاد ابن أبي ثابت:
يده على رأسي - و قال:«يرحمك اللّه، إنك لغليّم (2) معلّم» و قال الصفّار: فإنك غليّم (3)معلّم»[6729].
و رواه أبو عوانة، و سلام بن المنذر، عن عاصم اتم منه:
أخبرناه أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو (4) بن حمدان.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، و أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ.
قالا: أنا أبو يعلى، نا المعلّى بن مهدي، نا أبو عوانة، عن عاصم بن بهدلة، عن زرّ، عن عبد اللّه بن مسعود قال:
كنت غلاما يافعا في غنم لعقبة بن أبي معيط أرعاها، فأتى - زاد ابن المقرئ: عليّ و قالا:- النبي صلى اللّه عليه و سلم و أبو بكر معه فقال:«يا غلام، هل معك من لبن» فقلت: نعم، و لكني مؤتمن، فقال:«ائتني بشاة لم ينز عليها الفحل» فأتيته بعناق أو جذعة (5)،فاعتنقها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثم جعل يمسح الضرع، و يدعو حتى أنزلت، فأتاه أبو بكر بصخرة فاحتلب فيها، ثم قال لأبي بكر:«اشرب» فشرب أبو بكر، ثم شرب النبي صلى اللّه عليه و سلم بعده ثم قال للضرع:
«اقلص» فقلص، فعاد كما كان، ثم أتيت النبي صلى اللّه عليه و سلم بعد، فقلت: يا رسول اللّه علّمني من هذا الكلام، أو من هذا القرآن (6)،فمسح رأسي و قال:«إنك غلام معلّم»، قال: فلقد أخذت من فيه سبعين سورة ما نازعني فيها بشر (7).
و أخبرناه أبو سهل محمّد بن إبراهيم بن سعدويه، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن
ص: 72
الحسن، أنا جعفر بن عبد الله بن يعقوب، نا محمّد بن هارون الرّوياني، نا خالد بن يوسف بن خالد، نا أبو عوانة الواسطي، عن عاصم، عن زرّ، عن عبد اللّه قال:
كنت غلاما يافعا في غنم لعقبة بن أبي معيط أرعاها، فأتى عليّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أبو بكر معه قال: فقال:«يا غلام، هل عندك من لبن ؟» قال: قلت: نعم، و لكني مؤتمن، قال: فقال:
«ائتني بشاة لم ينز عليها الفحل» قال: فأتيته بعناق جذعة، فاعتقلها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: ثم جعل يمسح ضرعها و يدعو حتى أنزلت، فأتاه أبو بكر بصحن فاحتلب فيه، ثم قال لأبي بكر:
«اشرب» فشرب أبو بكر، ثم شرب النبي صلى اللّه عليه و سلم بعده، قال: ثم قال النبي صلى اللّه عليه و سلم للضرع:«اقلص» فقلص، فعاد كما كان، قال: ثم أتيت النبي صلى اللّه عليه و سلم بعد، فقلت: يا رسول اللّه علّمني من هذا الكلام، أو من هذا القرآن، قال: فمسح رأسي و قال:«إنّك غلام معلّم»[6730].
فأخذت عنه سبعين ما نزعنيها (1) بشر.
أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى، نا إبراهيم بن الحجّاج السامي (2)،نا سلاّم بن المنذر (3)،أبو المنذر، نا عاصم بن بهدلة، عن زرّ، عن عبد اللّه بن مسعود قال:
كنت في غنم لآل أبي معيط أرعاها، فجاءني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و معه أبو بكر بن أبي قحافة فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«يا غلام هل عندك لبن تسقينا؟» فقلت: نعم، و لكني مؤتمن، قال:«فهل عندك شاة شصوص (4) لم ينز عليها الفحل ؟» فقلت: نعم، فأتيته بشاة شصوص، قال سلاّم:
لم ينز عليها الفحل: و هي التي ليس لها ضرع، فمسح النبي صلى اللّه عليه و سلم مكان الضرع و ما بها ضرع - يعني - فإذا الضرع حافل، مملوء لبنا، و أتيته بصخرة منقعرة، فاحتلب فسقى أبا بكر و سقاني ثم شرب، ثم قال للضرع:«اقلص» فرجع كما كان. قال: فأنا رأيت هذا بعيني من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقلت: يا رسول اللّه علّمني، فمسح رأسي و قال:«بارك اللّه فيك، فإنّك غلام معلّم»، فأسلمت، فأتيت النبي صلى اللّه عليه و سلم، فبينما نحن عنده على حراء إذ نزلت عليه سورة
ص: 73
المرسلات، فأخذتها، و إنّ فاه لرطب بها، فلا أدري بأية الآيتين ختمت وَ إِذٰا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لاٰ يَرْكَعُونَ (1)فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (2)[6731].
أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أنا أبو عاصم الفضيل (3)بن يحيى الفضيلي، أنا أبو محمّد بن شريح، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر، نا الرمادي، نا مخوّل بن إبراهيم بن مخوّل بن راشد، نا إسرائيل، عن المقدام بن شريح، عن أبيه عن سعد بن أبي وقّاص قال:
كنّا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و نحن سبعة نفر أو رهط ، فقال المشركون: اطرد هؤلاء عنك فلا يجترئون علينا، قال: و كنت أنا، و عبد اللّه بن مسعود، و رجل من هذيل [و بلال] (4)، و رجلان نسيت أسماءهما (5)،فقال المشركون لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: اطرد هؤلاء، فوقع في نفس رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ما شاء اللّه، و حدّث به نفسه، فأنزل اللّه تعالى: وَ لاٰ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدٰاةِ وَ الْعَشِيِّ (6)حتى إذا فرغ من الآية قال: وَ كَذٰلِكَ فَتَنّٰا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا: أَ هٰؤُلاٰءِ مَنَّ اللّٰهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنٰا (7)الآية.
أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو محمّد بن يوسف الأصبهاني، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين القطّان، نا علي بن الحسن الهلالي، نا عبيد اللّه بن موسى، نا إسرائيل، عن المقدام بن شريح، عن أبيه عن سعد بن أبي وقّاص قال:
كنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و نحن ستة نفر، فقال المشركون: اطرد هؤلاء عنك فلا يجترئون علينا، فكنت أنا و عبد اللّه بن مسعود، و رجل من هذيل، و رجلان قد نسيت اسمهما، فوقع في نفس النبي صلى اللّه عليه و سلم ما شاء اللّه، و حدّث به نفسه، فأنزل اللّه تعالى: وَ لاٰ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدٰاةِ وَ الْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ،الآية، وَ كَذٰلِكَ فَتَنّٰا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا: أَ هٰؤُلاٰءِ مَنَّ اللّٰهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنٰا أَ لَيْسَ اللّٰهُ بِأَعْلَمَ بِالشّٰاكِرِينَ .
أخبرناه عاليا أنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا إسحاق بن الحسن الحربي، نا أبو حذيفة، نا سفيان، عن المقدام بن شريح، عن أبيه [قال:] (8)قال سعد:
نزلت هذه الآية في ستة من أصحاب محمّد صلى اللّه عليه و سلم منهم ابن مسعود، قال: كنا نستبق إلى
ص: 74
النبي صلى اللّه عليه و سلم و ندنو منه فقالت قريش: يدني هؤلاء دوننا حيث كان، فنزلت وَ لاٰ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدٰاةِ وَ الْعَشِيِّ إلى آخر الآية.
أخبرنا أبو نصر محمّد بن حمد بن عبد اللّه الكبريتي، أنا أبو مسلم محمّد بن علي بن محمّد النحوي، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة، نا سليمان بن سيف، نا سعيد بن بزيع [قال:] (1) قال ابن إسحاق.
ح و أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أبو طاهر الثقفي، أنا أبو بكر المقرئ، نا محمّد بن جعفر المنبجي، نا عبيد اللّه بن سعد، نا عمّي يعقوب، نا أبي عن ابن إسحاق (2).
حدّثني يحيى بن عروة بن الزبير، عن أبيه قال:
كان أول من جهر بالقراءة بمكة بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عبد اللّه بن مسعود.
قال: و أنا أبو عروبة، نا محمّد بن معدّان، أنا أبو عبد الرّحمن المقرئ، نا المسعودي، عن القاسم بن عبد الرّحمن قال:
كان أول من أفشى القرآن بمكة من في رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عبد اللّه بن مسعود.
أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو بكر بن بيري - إجازة - نا محمّد بن الحسين الزعفراني، نا ابن أبي خيثمة، نا يحيى بن عبد الحميد، نا أبو بكر بن عيّاش، عن عاصم، عن زرّ قال:
أول من قرأ آية عن ظهر قلبه عبد اللّه بن مسعود (3).
رواه غيره فزاد في إسناده عليا:
أخبرناه أبو طالب بن أبي عقيل، نا أبو الحسن الخلعي، نا أبو محمّد بن النحّاس، نا أبو سعيد بن الأعرابي، نا أبو علي الحسن بن علي بن محمّد بن (4) هاشم الأسدي النحّاس، نا مسروق بن المرزبان، نا أبو بكر بن عياش، عن عاصم، عن زرّ عن علي قال:
أول من قرأ آية من كتاب اللّه تعالى عن ظهر قلبه عبد اللّه بن مسعود.
ص: 75
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم البسري، و أحمد بن محمّد بن إبراهيم، و أبو محمّد، و أبو الغنائم، ابنا أبي عثمان، و عاصم بن الحسن، و الحسن (1) بن أحمد بن طلحة، قالوا: أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي، حدّثني إسحاق بن أبي إسرائيل، نا حجّاج، عن ابن جريج عن عكرمة مولى ابن عباس (2)وَ لَوْ أَنّٰا كَتَبْنٰا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيٰارِكُمْ مٰا فَعَلُوهُ إِلاّٰ قَلِيلٌ مِنْهُمْ (3) في عبد اللّه بن مسعود، و عمّار بن ياسر.
أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد قال: نا (4)-و أبو النجم بدر بن عبد اللّه الشّيحي قال: أنا - أبو بكر أحمد بن علي الخطيب (5)،نا علي بن محمّد بن عبد اللّه المعدّل، أنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار، نا سليمان بن الأشعث بن إسحاق أبو داود قال: نا أبو سلمة، نا حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس:
أن النبي صلى اللّه عليه و سلم آخى بين الزبير و بين عبد اللّه بن مسعود.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين محمّد بن الحسين بن الفضل، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عتّاب، أنا القاسم بن عبد اللّه بن المغيرة، نا إسماعيل بن أبي أويس، نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمّه موسى بن عقبة قال:
و ممن يذكر أنه قدم على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مكّة من مهاجرة أرض الحبشة الأولى ثم هاجر إلى المدينة (6)،و في تسمية من شهد بدرا من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عبد اللّه بن مسعود، ابن أم عبد.
حدّثنا أبو الحسن علي بن المسلّم - لفظا - و أبو القاسم بن عبدان - قراءة - قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا علي بن يعقوب بن إبراهيم، أنا أحمد بن إبراهيم بن بسر (7)،نا محمّد بن عائذ، أخبرني الوليد بن مسلم، عن عبد اللّه بن لهيعة، عن
ص: 76
أبي الأسود، عن عروة قال:
في تسمية من شهد بدرا: عبد اللّه بن مسعود ابن أم عبد، من هذيل.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني هارون بن موسى ابن بنت أبي علقمة الفروي، حدّثني محمّد بن فليح عن موسى بن عقبة، قال:
و حدّثني سعيد بن يحيى الأموي، حدّثني أبي عن محمّد بن إسحاق، قالا:
فيمن شهد بدرا، و في مهاجرة الحبشة:
عبد اللّه بن مسعود حليف بني زهرة - زاد الفروي: و هو ابن أم عبد-، و قال ابن إسحاق: عبد اللّه بن مسعود بن الحارث بن شمخ بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل.
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد الزهري، نا عمّي، عن أبيه عن ابن إسحاق قال:
في تسمية من شهد بدرا من حلفاء بني زهرة: عبد اللّه بن مسعود بن الحارث بن شمخ بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن (1) سعد بن هذيل، له عقب.
قال ابن إسحاق: و ممن هاجر إلى أرض الحبشة من بني زهرة من حلفائهم: عبد اللّه بن مسعود.
كذا في هذه الرواية و قد أسقط من نسبه:«تميم» بين الحارث و سعد.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد - إجازة - أنا أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس بن بكير، عن محمّد بن إسحاق قال (2):في تسمية من هاجر الهجرة الأولى إلى أرض الحبشة من مكّة: عبد اللّه بن مسعود حليف لهم.
قال: و أنا رضوان - قراءة عليه - أنا أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس، عن ابن إسحاق قال
ص: 77
في تسمية من شهد بدرا من حلفاء بني زهرة: عبد اللّه بن مسعود، حليف لهم.
أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب (1).
ح و أخبرناه (2) أبو بكر محمّد بن شجاع (3)،قالوا: أنا أبو محمّد التميمي.
قالا: أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا أبو الحسن علي بن محمّد بن عبيد (4) الحافظ - إملاء - نا أحمد بن حازم الغفاري، نا عمر بن حمّاد بن طلحة، أنا - و في حديث التميمي: حدّثني - حسين بن عيسى بن زيد، عن أبيه، عن الأعمش، عن عبد الرّحمن بن زياد، عن عبد اللّه بن الحارث بن نوفل الهاشمي.
و عن عمرو بن مرة الجملي (5)،عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى و غيرهم (6).
قالوا: قال ابن مسعود: أنا صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم بدر، و يوم أحد، و بيعة الرّضوان.
في حديث طويل أخبرنا أبو بكر اللفتواني، و أبو صالح الحنوي، و أبو الفضل المعالي (7)،قالوا: أنا أبو محمّد التميمي، أنا أبو الحسين (8) أحمد بن محمّد [نا علي بن محمّد] (9) بن عبيد، نا محمّد بن إبراهيم، نا عبّادة بن زياد، نا مدرك بن سليمان الطائي، عن الأعمش، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى مولى بني هاشم، و عبد اللّه بن الحارث بن نوفل، عن عمرو بن مرّة، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى قال:
لما قدم ابن مسعود فقال: لكني صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و بيعة الرضوان، و يوم بدر.
ص: 78
في حديث طويل.
أخبرنا (1) أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو القاسم بن أبي حيّة، أنا محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر الواقدي (2)،قال: في تسمية من شهد بدرا من حلفاء بني زهرة: عبد اللّه بن مسعود الهذلي.
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (3)،أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثني محمّد بن أحمد بن بالويه، نا إسحاق بن الحسن الحربي، نا عفان بن مسلم، نا عبد الواحد بن زياد، نا الحارث بن حصيرة (4)،نا القاسم بن عبد الرّحمن، عن أبيه قال:
قال ابن مسعود:
كنت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم حنين فولّى عنه [الناس] (5) و بقيت معه في ثمانين رجلا من المهاجرين و الأنصار، فأتينا (6) على أقدامنا نحوا من ثمانين قدما و لم نولهم الدبر، و هم الذين أنزل اللّه عليهم السّكينة.
[قال: و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على قدمه يمضي قدما، فحادت بغلته] (7) فمال عن السّرج (8)فقلت: ارتفع رفعك (9) اللّه، فقال:«ناولني كفا من التراب»، فناولته قال: فضرب به وجوههم فامتلأت أعينهم ترابا، قال:«أين المهاجرون و الأنصار؟» قلت: هم هنا، قال:
«اهتف بهم»، فهتفت بهم فجاءوا و سيوفهم بأيمانهم كأنها (10) الشهب، و ولوا (11) المشركون أدبارهم.
أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم.
ص: 79
أخبرنا (1) أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن، قال: أنا أبو الفرج سهل بن بشر الأسفرايني، قالا: أنا أبو الحسين محمّد بن الحسين بن محمّد بن الطّفّال، أنا محمّد بن أحمد بن عبد اللّه (2) القاضي، نا موسى بن هارون بن عبد اللّه أبو عمران (3)،نا يحيى بن عبد الحميد، نا يحيى بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال: قال: ما بقي مع النبي صلى اللّه عليه و سلم يوم أحد إلاّ أربعة، أحدهم: عبد اللّه بن مسعود (4).
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن المزرفي (5)،أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن بن رزقويه.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر، أنا أبو الحسين بن بشران (6).
قالا: أنا أبو عمرو (7) بن السّمّاك، أنا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، نا عمر بن الهيثم أبو قطن، نا المسعودي، عن علي بن السّائب، عن إبراهيم، عن عبد اللّه قال: كنا ثمانية عشر رجلا، قول اللّه عزّ و جلّ اَلَّذِينَ اسْتَجٰابُوا لِلّٰهِ وَ الرَّسُولِ ... (8).
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، أنا محمّد بن سعد (9)،أنا عمرو بن الهيثم أبو قطن، نا المسعودي، عن علي بن السّائب، عن إبراهيم، عن عبد اللّه في قول اللّه عزّ و جلّ :
اَلَّذِينَ اسْتَجٰابُوا لِلّٰهِ وَ الرَّسُولِ قال: كنا ثمانية عشر رجلا.
أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل، أنا أبو الحسين بن مكي، أنا أبو علي أحمد بن عمر بن محمّد بن خرّشيذ قوله، أنا عبد اللّه بن محمّد بن إسحاق المروزي.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو البركات (10) عبد الباقي بن أحمد (11) بن
ص: 80
إبراهيم بن أبي موسى المحتسب، قالا: أنا أبو القاسم عبد اللّه بن (1) الحسن بن محمّد بن الخلاّل، أنا أبو محمّد الحسن بن الحسين بن علي المتوكلي (2)،أنا أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن مبشر الواسطي قالا: أنا محمّد بن الحسن الأصبهاني، نا بكر (3) بن بكّار، نا المسعودي، نا عبد الملك بن عمير، عن أبي المليح الهذلي، عن عبد اللّه قال:
كنت أستر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا اغتسل بردائه، و أوقظه إذا نام، و أمشي معه في الأرض وحشا.
و كان (4) في حديث ابن مبشر: عن أبي علي الهذلي، و الصواب عن أبي مليح (5).
أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي، أنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن، نا عبد اللّه بن هاشم (6)،قال: أنا وكيع، حدّثنا المسعودي، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي مليح الهذلي:
أن ابن مسعود كان يستر النبي صلى اللّه عليه و سلم إذا اغتسل، و يمشي معه في الأرض الوحشة (7)، و يوقظه إذا نام.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (8)،نا أبو عمر حفص بن عمر (9)،نا شعبة، نا أبو إسحاق قال: سمعت أبا الأحوص قال:
كنت قاعدا مع أبي موسى و أبي (10) مسعود، فذكر عبد اللّه فقال أحدهما لصاحبه: تراه ترك مثله ؟ قال: لئن قلت ذاك، لقد كان يشهد إذا غبنا و يدخل إذا حجبنا.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن المزرفي (11)،نا أبو الغنائم عبد الصّمد بن علي،
ص: 81
أنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد، نا أبو محمّد يحيى بن محمّد بن صاعد، نا بندار محمّد بن بشّار، نا محمّد بن جعفر، نا شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص قال:
سمعت أبا موسى، و أبا مسعود حين مات ابن مسعود و أحدهما يقول لصاحبه: أ تراه ترك بعده مثله، قال: لئن قلت ذاك، لقد كان يؤذن له إذا حجبنا، و يشهد إذا غبنا (1).
قال: و أنا الدارقطني، نا أبو بكر يعقوب بن إبراهيم البزّاز (2)،نا أحمد بن محمّد بن يحيى بن سعيد القطّان، نا يحيى بن آدم، نا قطبة (3)،عن الأعمش، عن مالك بن الحارث، عن أبي الأحوص قال:
كنا في دار أبي موسى في نفر أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم و هم ينظرون في مصحف، فقام عبد اللّه، فقال أبو مسعود: ما أعلم النبي صلى اللّه عليه و سلم ترك بعده رجلا أعلم بما أنزل من هذا القائم، فقال أبو موسى الأشعريّ : لئن قلت ذاك، لقد كان يشهد إذا غبنا، و يؤذن له إذا حجبنا.
قال: و نا الدارقطني، نا القاضي الحسين بن إسماعيل، نا علي بن مسلم، نا محمّد بن أبي عبيدة، عن أبيه، عن الأعمش، عن زيد بن وهب قال:
كنا جلوسا عند حذيفة و أبي موسى في المسجد، فقال أحدهما: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول كذا و كذا، قال: فسمعته أنت ؟ قال: لا، قال: فإن صاحب هذه الدار زعم أنه سمعه - يعني - عبد اللّه بن مسعود، قال: فو اللّه لئن كان ذاك لقد كان يشهد إذا غبنا، و يؤذن له إذا حجبنا.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (4)،نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا يحيى بن آدم، نا قطبة، عن الأعمش، عن مالك بن الحارث (5)،عن أبي الأحوص (6) قال:
كنا في دار أبي موسى مع نفر من أصحاب عبد اللّه و هم ينظرون في مصحف، فقام
ص: 82
عبد اللّه فقال أبو مسعود: ما أعلم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ترك بعده أحدا أعلم (1) من هذا القائم، قال أبو موسى: أما إن قلت ذاك لقد كان يشهد إذا غبنا، و يؤذن له إذا حجبنا.
أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (2)،أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا محمّد بن يحيى بن هارون الإسكافي، نا عبدة بن عبد اللّه الصّفّار، نا يحيى بن آدم، نا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن الأسود بن يزيد، عن أبي موسى قال:
قدمت أنا و أخي من اليمن، فمكثنا حينا و ما نحسب ابن مسعود و أمّه إلاّ من أهل بيت النبي صلى اللّه عليه و سلم، لكثرة دخولهم و خروجهم عليه (3).
رواه النسائي عن عبدة.
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، و أبو بكر محمّد بن الحسين، قالا: أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم العمري، نا أبو كريب، نا (4) إبراهيم بن يوسف، عن أبيه، عن أبي إسحاق عن الأسود:
أنه سمع أبا موسى الأشعريّ يقول: لقد قدمت من اليمن أنا و أخي فمكثنا حينا لا نرى إلاّ أن عبد اللّه بن مسعود رجل من أهل بيت النبي صلى اللّه عليه و سلم، لما نرى من دخوله و دخول أمّه على النبي صلى اللّه عليه و سلم.
قال الدارقطني: هذا حديث صحيح من حديث أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد، عن أبي موسى، و هو غريب من حديث يوسف بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، تفرّد به عنه إبراهيم بن يوسف.
أخرجه البخاري عن أبي كريب (5).
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا عبد العزيز - إملاء - أنا محمّد بن محمّد بن
ص: 83
محمّد بن مخلد، نا عثمان بن أحمد الدقّاق، نا حنبل بن إسحاق، نا أبو غسان، نا إبراهيم بن يوسف، عن أبيه، عن أبي إسحاق أنه سمع الأسود يحدّث عن أبي موسى قال:
لقد قدمنا أنا و أخي من اليمن، فمكثنا حينا لا نرى إلاّ أن عبد اللّه بن مسعود رجل من بيت النبي صلى اللّه عليه و سلم من دخوله، و من خروجه على النبي صلى اللّه عليه و سلم.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد.
ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن نصر بن علي بن يونس، و أبو بكر محمّد بن عبيد اللّه بن نصر الزاغوني، و أبو منصور أنوشتكين بن عبد اللّه، قالوا: أنا القاسم بن البسري.
ح و أخبرنا أبو البركات أحمد بن محمّد الصفّار، أنا عبد العزيز بن علي.
قالوا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبد اللّه بن محمّد، نا محمّد بن بشّار، نا عبد الرّحمن بن مهدي، نا سفيان، عن أبي إسحاق، عن الأسود، عن أبي موسى قال:
أتيت النبي صلى اللّه عليه و سلم و أنا أرى ابن مسعود من أهل بيت النبي صلى اللّه عليه و سلم.
أو نحو مما ذكر سفيان.
أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا أبو محمّد التميمي - إملاء - أنا محمّد بن محمّد بن محمّد، نا عثمان بن أحمد، نا الحسن بن سلاّم السّوّاق، نا عبيد اللّه بن موسى، نا شيبان، عن الأعمش، عن أبي عمرو (1) الشيباني، عن أبي موسى أنه ذكر ابن مسعود فقال: و اللّه لقد رأيته، و ما أراه إلاّ عبد (2) آل محمّد صلى اللّه عليه و سلم.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن اللالكائي، أنا أبو الحسين محمّد بن الحسين (3)،أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (4)،نا عبيد اللّه بن موسى، عن شيبان (5)،عن الأعمش، عن أبي عمرو الشيباني قال:
أتيت أبا موسى فذكرت له قول ابن مسعود فقال: لا تسألوني عن شيء ما دام هذا الحبر
ص: 84
بين أظهركم، فو اللّه لقد رأيته و ما أراه إلاّ عبد آل محمّد صلى اللّه عليه و سلم (1).
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو بكر الخطيب، أخبرني أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد بن الفضل الورّاق الأزجي، نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد بن يعقوب المفيد، نا الحسن بن علي بن شبيب المعمري، نا محمّد بن حميد، حدّثنا هارون بن المغيرة، نا إبراهيم بن الجعد النخعي، عن عبد الرّحمن بن يزيد قال:
قال عمر بن الخطّاب لعبد اللّه بن مسعود هو أحق الناس بذاك، كان صاحب السّواك، و الوساد، و النعلين، و لم يكن له ضرع و لا زرع، و كان يشهد إذا دعينا، و يدخل إذا غبنا.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل - إجازة - نا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، نا الأصبهاني، نا شريك عن رجل قد سمّاه عن إبراهيم قال:
قال عبد اللّه - يعني: ابن مسعود:- كانت أمّي تكون مع نساء النبي صلى اللّه عليه و سلم بالليل، و كنت ألزمه بالنهار.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، نا أبو نصر النيسابوري، أنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن، نا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع، نا سفيان، عن الحسن (2) بن عبيد اللّه، عن إبراهيم بن سويد النّخعي (3)،عن عبد اللّه بن مسعود:
أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«إذنك أن ترفع الحجاب و أن تسمع سوادي حتّى أنهاك»[6732].
أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر القشيري، قالا: أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.
و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، و أمّ البهاء فاطمة بنت محمّد، قالا: أنا إبراهيم بن منصور، قال: أنا أبو بكر المقرئ.
قالا: أنا أبو يعلى، أنا محمّد بن أبي بكر المقدّمي، نا ابن مهدي، عن سفيان، عن الحسن بن عبيد اللّه، عن إبراهيم بن سويد، عن (4) عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«قد
ص: 85
أذنت لك أن ترفع الحجاب و تسمع سوادي حتى أنهاك»[6733].
قال: بلغني أنها السّرار.
كذا قال، و قد أسقط سفيان منه عبد الرّحمن بن يزيد.
أخبرناه أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، و أبو منصور الحسين بن طلحة، قالا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا أبو خيثمة، نا معاوية بن عمرو، نا زائدة، نا الحسن بن عبيد اللّه، عن إبراهيم بن سويد، عن عبد الرّحمن بن يزيد أن عبد اللّه حدّثهم:
أن نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«إذنك عليّ أن ترفع الحجاب و أن تسمع سوادي حتى أنهاك».
قال الحسن: السّواد: السّرار.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه (1)،حدّثني أبي، أنا معاوية بن عمرو، نا زائدة، حدّثنا الحسن بن عبيد اللّه، عن إبراهيم بن سويد، عن عبد الرّحمن بن يزيد أن عبد اللّه حدّثهم:
أن نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«إذنك عليّ أن ترفع الحجاب و أن تسمع (2) سوادي حتى أنهاك»[6734].
قال (3):و نا معاوية بن عمرو (4)،نا زائدة [قال: قال] (5) سليمان: سمعتهم يذكرون عن إبراهيم بن سويد، عن علقمة عن عبد اللّه قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«إذنك عليّ أن تكشف الستر»[6735].
أخبرناه عاليا أنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو عثمان سعيد بن محمّد البحيري، أنا أبو عمرو محمّد بن أحمد الحيري (6)،أنا عمر بن إسماعيل بن أبي غيلان.
ح (7) أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد.
ص: 86
نا داود بن عمرو، نا حفص بن غياث (1)،نا الحسن بن عبيد اللّه، عن إبراهيم بن سويد، عن عبد الرّحمن بن يزيد قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.
ح و أخبرناه أبو طاهر محمّد (2) بن عبد اللّه، و أبو محمّد بختيار بن عبد اللّه الهندي، قالا: أنا أبو علي الحسن بن محمّد بن عبد العزيز بن إسماعيل التّككي، أنا أبو علي بن شاذان، أنا عثمان بن أحمد، و عبد اللّه بن برية، و ميمون بن إسحاق.
و أخبرناه أبو الحسن علي بن محمّد بن يوسف.
و أخبرني (3) أبو طاهر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه عنه قال: أنا أبو الحسن بن الحمّامي، نا عثمان بن أحمد بن عبد اللّه بن يزيد الدقّاق، نا أحمد بن عبد الجبّار.
ح و أخبرناه أبو العبّاس أحمد بن الفضل بن أحمد الخيّاط ، أنا جدي أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن علي العطّار، نا أبو الحسن (4) محمّد بن علي بن محمّد بن نجبة البزّار - بالبصرة - نا أبو بكر أحمد بن هشام بن حميد الحضرمي البغدادي.
ح (5) و أخبرتنا به أم البهاء بنت البغدادي، قالت: أنا أبو علي الحسن بن عمر بن يونس، أنا أبو علي محمّد بن علي بن محمّد الماوردي، نا أحمد بن هشام بن حميد.
و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن أحمد بن الزجاجي الطبري، أنا أبو أحمد عبد اللّه بن محمّد بن أحمد بن أبي مسلم الفرضي، أنا أبو جعفر عبد اللّه بن إسماعيل بن إبراهيم بن عيسى (6).
قالوا: نا أحمد بن عبد الجبّار، نا حفص بن غياث، عن الحسن بن عبيد اللّه، عن إبراهيم بن سويد، عن عبد الرّحمن بن يزيد، عن عبد اللّه بن مسعود قال:
قال لي (7) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا عبد اللّه إذنك عليّ أن ترفع الحجاب، و أن تسمع (8)- و في حديث ابن أبي غيلان - تسمع (9)-سوادي حتى أنهاك»[6736].
ص: 87
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو غالب أحمد بن علي بن الحسين، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا محمّد بن عبد اللّه (1) بن الحسين الدقّاق، نا إسماعيل بن العبّاس الورّاق، نا أحمد بن عبد الجبّار، نا حفص بن غياث، عن الحسن بن عبيد اللّه، عن إبراهيم بن سويد، عن عبد الرّحمن بن يزيد، عن عبد اللّه قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا عبد اللّه أ لا إذنك عليّ أن ترفع الحجاب، و أن تسمع سوادي حتى أنهاك»[6737].
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا طراد بن محمّد، أنا أبو الحسن بن رزقويه، أنا أبو جعفر محمّد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب، نا علي بن حرب الطائي، نا سفيان، عن عمرو، عن رجل قد سمّاه، عن إبراهيم بن سويد، عن عبد اللّه قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«إذنك أن ترفع الحجاب، و تسمع سوادي حتى أنهاك»[6738].
قال سفيان: سوادي: سرّي.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الحسن الدارقطني،[أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن عبد اللّه بن بكير التميمي، أنا أبو علي سهل بن علي الدوري] (2)،أنا أبو الحسن الأثرم، قال: قال أبو عبيدة:
ذكروا أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال لعبد اللّه (3) بن مسعود:«إذنك عليّ أن تسمع سوادي» قالوا:
السواد: السرار، و قالوا (4):المحادثة، و قالوا: إن امرأة حملت من غلام لها، فقيل لها: ما حملك على هذا؟ قالت: قرب الوساد و طول السواد.
و قد قال: أساود ربها: أي أخادعه عنها.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد قال (5):قال أبي: سوادي: سرّي، قال: أحلّ (6) له أن يسمع سرّه.
قال: و نا عبد اللّه، حدّثني أبي (7)،نا ابن أبي عدي، و يزيد، قالا: نا ابن عون، عن
ص: 88
عمرو بن سعيد، عن حميد بن عبد الرّحمن قال: قال ابن مسعود:
كنت لا أحبس (1) عن ثلاث.
قال ابن عون: فنسي عمرو واحدة، و نسيت أنا أخرى، و بقيت هذه: عن النجوى، و عن كذا، و عن كذا.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (2)،أنا محمّد بن عمر، نا عبد اللّه بن جعفر، عن عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد القاريّ ، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة قال:
كان عبد اللّه بن مسعود صاحب سواد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - يعني سرّه - و وساده - يعني فراشه - و سواكه، و نعليه، و طهوره، و هذا يكون في السفر.
قال: و نا محمّد بن سعد (3)،أنا الفضل بن دكين، نا المسعودي، عن القاسم بن عبد الرّحمن قال:
كان عبد اللّه يلبس رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نعليه، ثم يمشي أمامه بالعصا، حتى إذا أتى مجلسه نزع نعليه فأدخلهما في ذراعه (4)،و أعطاه العصا، فإذا أراد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن يقوم ألبسه نعليه، ثم مشى بالعصا أمامه حتى يدخل الحجرة قبل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.
أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الفضل أحمد بن الحسن، قالا: أنا أبو القاسم بن بشران، أنا محمّد بن أحمد بن الحسن (5)، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي، نا وكيع، عن المسعودي، عن عياش بن عمرو، عن عبد اللّه بن شداد قال: كان ابن مسعود صاحب السواد، و الوساد، و السواك.
قال: يعني: السّواد: السرار.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن
ص: 89
الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1)،نا أبو نعيم [حدّثنا] (2) المسعودي، عن عياش العامري (3)،عن عبد اللّه بن شداد بن الهاد: أن عبد اللّه صاحب السواد، و السواك، و النعلين.
أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن صالح الأبهري المالكي، نا أبو عروبة الحسين بن محمّد بن مودود الحرّاني - بحرّان - حدّثني جدي عمرو بن أبي عمرو (4)،نا محمّد بن الحسن، نا أبو حنيفة، نا معن بن عبد الرّحمن، عن عبد اللّه بن مسعود قال:
ما كذبت منذ أسلمت إلاّ كذبة واحدة، قيل: و ما هي يا أبا عبد الرّحمن ؟ قال: كنت أرحّل لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأمر برجل من الطائف ليرحل له، فقال الرجل: من كان يرحل لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقيل: ابن أم عبد، قال: فأتاني فقال: أيّ الراحلة كان أحبّ إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ فقلت: الطائفية المنكبة، قال: فرحّل بها لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فركب بها، و كانت من أبغض الراحلة إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«من رحل هذه ؟» فقالوا: الرجل الطائفي، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«مروا ابن (5) أم عبد فليرحّل لنا» فردّت الراحلة إليّ [6739].
و روي عن أبي حنيفة بإسناد آخر:
أخبرناه أبو عبد اللّه الحسين (6) بن عبد الملك، و أمّ البهاء فاطمة بنت محمّد، قالا:
أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.
قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، نا أبو الربيع، نا يعقوب بن إبراهيم - يعني:[أبا] (7)
ص: 90
يوسف - نا أبو حنيفة، عن الهيثم - قال أبو الربيع: يعني: ابن حبيب - قال: قال عبد اللّه بن مسعود:
ما كذبت منذ أسلمت إلاّ كذبة، كنت أرحّل لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأتي برجال من الطائف فقال: أيّ الراحلة (1) أعجب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ فقلت: الطائفية المنكبة قال: و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يكرهها، قال: فلمّا رحلها فأتى بها فقال:«من رحل لنا هذه الرحلة» قالوا:
رحل لك الذي أتيت به من الطائف، قال:«ردوا الرحلة إلى ابن مسعود»[6740].
قال ابن حمدان: الراحلة في الموضعين.
و كلا الإسنادين منقطع:
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس (2)،أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا أبو عمرو بن أبي غرزة (3)،أنا علي بن ثابت الدّهّان، نا منصور بن أبي الأسود، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن (4) عبيدة السّلماني قال: سمعت عبد اللّه بن مسعود يقول:
كنت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم [في حائط ] (5) فانطلق لبعض حاجته فأتيته بإداوة من ماء فقال:
«أبشر بالجنّة، و الثاني، و الثالث، و الرابع»، فجاء أبو بكر فجلس، فقلت: أبشر بالجنة، فنظر إليّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و كأنه كره ما قلت له، ثم جاء عمر، ثم جاء علي.
كذا قال، و إنما يرويه عمرو بن مرة عن عبد اللّه بن سلمة [عن عبيدة السّلماني] (6).
ص: 91
أخبرناه أبو القاسم عبد الصّمد بن محمّد بن عبد اللّه بن مندويه، أنا علي بن محمّد بن أحمد الحسناباذي، أنا أحمد بن (1) محمّد بن موسى بن الصّلت، نا أبو العبّاس بن عقدة، نا محمّد بن عبيد اللّه، نا شعيب بن عبد اللّه الجريري، نا تليد (2) بن سليمان، عن أبي الجحاف (3)،عن عمرو بن مرة، عن عبد اللّه بن سلمة، عن عبيدة السلماني عن عبد اللّه بن مسعود قال:
أتيت النبي صلى اللّه عليه و سلم بطهور و قال:«أبشر بالجنّة، و الثاني، و الثالث، و الرابع» فجاء أبو بكر فبشّرته، ثم جاء عمر فبشّرته، ثم جاء علي فبشّرته[6741].
و كذا رواه الأعمش عن عمرو بن مرة:
أخبرناه أبو القاسم أيضا، أنا علي بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد، نا ابن عقدة، نا جعفر بن محمّد بن عمرو الحساب، نا يزيد بن نوح، نا زكريا بن عبد اللّه بن يزيد، عن عبد المؤمن - و هو أبو القاسم - عن سليمان الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن عبد اللّه بن سلمة، عن عبيدة، عن عبد اللّه بن مسعود قال:
دخل النبي صلى اللّه عليه و سلم حائطا فاتّبعته بإداوة من ماء فقال:«من أمرك بهذا؟» قلت: لا أحد، قال:«أحسنت» قال: و قال:«أبشر بالجنّة، و الثاني، و الثالث، و الرابع» فجاء أبو بكر، و جاء عمر فبشّرته، و جاء علي فبشّرته.
و أخبرناه عاليا أنا أبو بكر عبد الغفّار بن محمّد الشّيروي - في كتابه - و حدّثني (4) أبو المحاسن عبد الرزّاق بن محمّد بن أبي نصر عنه، أنا أبو بكر الحيري، نا أبو العبّاس الأصمّ ، أنا إبراهيم بن إسحاق الصوّاف، نا عمرو بن حفص الزيّات، حدّثني أبو يحيى - يعني:
التيمي - عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن عبد اللّه بن سلمة، عن عبيدة السلماني قال:
أتيت عبد اللّه بن مسعود و هو في غرفة له، فقمت على الباب، و هو يدعو، قال: فسمع
ص: 92
حركتي، فقال: من هذا؟ فقلت: عبيدة، فقال: متى جئت ؟ قلت: الآن، قال: سمعتني أقول شيئا؟ قلت: نعم، قال: سأخبرك بمرادك، بينا أنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في حائط انطلق فقضى حاجته، فاستقبلته بإداوة من ماء، فأعجبه ذلك، و بشّرني بالجنّة، و الثاني، و الثالث، و الرابع، قال: فدخل أبو بكر فبشّرته، قال: ثم جاء عمر، ثم جاء علي.
أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، و أبو الحرم مكي بن الحسن بن المعافى، و أبو القاسم بن السّوسي، و أبو العشائر القيسي (1)،قالوا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا محمّد بن الحسين الحنيني، نا أبو حذيفة، نا سفيان، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن أبي ظالم (2) قال: جاء رجل إلى سعيد بن زيد فقال:
إني أحببت عليّا حبا لم أحبّه أحدا، قال (3):أحببت رجلا من أهل الجنّة.
ثم إنه حدّثنا قال: كنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على حراء، فذكر عشرة في الجنّة: أبو بكر، و عمر، و عثمان، و علي، و طلحة، و الزّبير، و عبد الرّحمن بن عوف، و سعد بن مالك، و سعيد بن زيد، و عبد اللّه بن مسعود.
أخبرنا أبو الفتح أحمد بن عقيل بن محمّد الشافعي، أنا أبي أبو الفضل.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن إبراهيم بن كبيبة النجار، قالا: أنا أبو بكر محمّد بن عبد الرّحمن القطّان.
ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس (4)،أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر.
أنا خيثمة بن سليمان، نا أبو الحسن أحمد بن عبد اللّه بن محمّد بن سليمان البنّا - بصنعاء - نا إبراهيم بن أحمد اليمامي، نا يزيد بن أبي حكيم، نا سفيان الثوري، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس في هذه الآية: وَ نَزَعْنٰا مٰا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ (5)[قال:] (6)
ص: 93
نزلت في عشرة: في: أبي بكر، و عمر، و عثمان، و علي، و طلحة، و الزّبير، و سعد، و عبد الرّحمن، و سعيد بن زيد، و عبد اللّه بن مسعود.
أخبرنا أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان[1].
ص: 94
[رواه أبو وائل شقيق بن سلمة بن عبد اللّه:
أخبرناه أبو محمّد عامر بن دغش بن حصن بن دغش الحوراني - من أهل السويداء - و أبو الحسن كافور بن عبد اللّه الليثي الصوري الحبشي، و عتيقه سعد بن عبد اللّه الرومي - ببغداد - قالوا: أنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبّار بن أحمد الصيرفي، أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو بكر أحمد بن سليمان بن أيوب العباداني] (1)،نا أبو جعفر محمّد بن عبد الملك بن مروان الدّقيقي الواسطي - إملاء في رجب سنة خمس و ستين و مائتين - نا
ص: 95
يزيد بن هارون، أنا عبيدة، عن شقيق، عن عبد اللّه قال:
مرّ بي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أبو بكر، و عمر، و أنا أمجّد اللّه تعالى (1) و أعظّمه، و أصلّي على النبي صلى اللّه عليه و سلم، فقال:«سل تعطه»[6742].
و لم أسمعه، فأدلج إليّ أبو (2) بكر فبشّرني بما قال النبي صلى اللّه عليه و سلم، ثم أتاني عمر، فأخبرني بما قال لي النبي صلى اللّه عليه و سلم، فقلت: قد سبقك إليها أبو بكر، فقال عمر: يرحم اللّه أبا بكر، ما استبقنا لخير قط إلاّ سبقني إليه، إنه كان سبّاقا بالخيرات، قال: فقال عبد اللّه: قد صلّيت منذ كذا و كذا، ما صلّيت فريضة و لا تطوعا إلاّ دعوت اللّه في دبر كلّ صلاة: اللّهمّ إني أسألك إيمانا لا يرتدّ و نعيما لا ينفد - أو (3) قال لا يفقد - و مرافقة نبيّك محمّد صلى اللّه عليه و سلم في أعلى جنّة الخلد (4).
فأنا أرجو [أن أكون] (5) قد دعوت بهن البارحة.
روي عن عمر بن الخطّاب.
أخبرناه أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا يوسف بن موسى القطّان، نا جرير (6) عن عبد اللّه بن يزيد الصّهباني، عن كميل (7) قال: قال عمر بن الخطّاب:
كنت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و معه أبو بكر، و من شاء اللّه، فمررنا بعبد اللّه بن مسعود و هو يصلّي، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من هذا الذي يقرأ؟» فقيل له: هذا عبد اللّه ابن أم عبد، فقال:
«إنّ عبد اللّه يقرأ القرآن غضّا كما أنزل» فأثنى عبد اللّه على ربّه عزّ و جلّ و حمده بأحسن ما أثنى عبد على ربّه و حمده، ثم سأله فأحفى المسألة، و سأله كأحسن مسألة عبد ربّه ثم قال:
اللّهمّ إنّي أسألك إيمانا لا يرتدّ، و نعيما لا ينفد، و مرافقة محمّد صلى اللّه عليه و سلم في أعلى عليّين في جنّاتك، جنات (8) الخلد، و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«سل تعطه، سل تعطه»، فانطلقت لأبشّره فوجدت أبا بكر قد سبقني، و كان سبّاقا بالخيرات.
ص: 96
و هذا غريب عن عمر، و المحفوظ عنه:
ما أخبرناه أبو علي الحسن بن المظفّر، أنا أبو محمّد الجوهري.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب.
قالا: أنا أحمد بن جعفر بن حمدان، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا أبو معاوية، نا الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة قال: جاء رجل إلى عمر و هو بعرفة.
ح قال: و نا الأعمش عن خيثمة عن قيس بن مروان:
أنه أتى عمر فقال: جئت يا أمير المؤمنين من الكوفة و تركت بها رجلا يملي المصاحف عن ظهر قلبه، فغضب و انتفخ حتى كاد يملأ ما بين شعبتي الرحل، فقال: و من هو (2)ويحك ؟ قال: عبد اللّه بن مسعود، فما زال يطفأ و يسير (3) عنه الغضب حتى عاد إلى حاله التي كان عليها، ثم قال: ويحك، و اللّه ما أعلمه بقي من الناس أحد هو أحقّ بذلك منه، و سأحدّثك عن ذلك، كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لا يزال يسمر عند أبي بكر الليلة كذاك في الأمر من أمر المسلمين، و إنه سمر عنده ذات ليلة و أنا معه، فخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و خرجنا معه، فإذا رجل قائم يصلّي في المسجد، فقام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يسمع (4) قراءته، فلما كدنا أن نعرفه قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من سرّه أن يقرأ القرآن رطبا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد»، قال: ثم جلس الرجل يدعو، فجعل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول له:«سل تعطه، سل تعطه»، قال عمر: قلت:
و اللّه لأغدون إليه فلأبشّرنّه قال: فغدوت إليه لأبشّره فوجدت أبا بكر قد سبقني إليه و بشّره، و لا و اللّه ما سابقته (5) إلى خير قطّ إلاّ سبقني إليه.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو عمرو عثمان بن محمّد بن القاسم الأدمي، نا عبد اللّه بن أبي داود، نا أحمد بن سنان، نا أبو معاوية، نا الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة.
قال: و نا عن خيثمة، عن قيس بن مروان قال:- و هو الذي أتى عمر قال:- جاء رجل إلى عمر و هو بعرفة فقال: يا أمير المؤمنين جئتك من الكوفة، و تركت بها رجلا يملي المصاحف عن ظهر قلبه، قال: فغضب عمر و انتفخ حتى كاد أن يملأ ما بين شعبتي
ص: 97
الرحل (1)،قال: من هو ويحك ؟ قال: هو عبد اللّه بن مسعود، قال: فما زال يطفأ و يتسرّى عنه الغضب، حتى عاد إلى حاله التي كان عليها، ثم قال: ويحك، و اللّه ما أعلم بقي من الناس أحد هو أحقّ بذلك منه، و سأحدّثك عن ذلك: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يسمر عند أبي بكر الليلة، كذلك في الأمر من أمر المسلمين، و إنه سمر عنده ذات ليلة و أنا معه، فخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يمشي، و خرجنا معه نمشي، فإذا رجل قائم يصلّي في المسجد، فقام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يسمع قراءته، فلما كدنا أن نعرف الرجل قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من سرّه أن يقرأ القرآن رطبا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد» قال: ثم جلس الرجل يدعو، فجعل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«سل تعطه، سل تعطه» قال: فقال عمر: فقلت: و اللّه لأغدون إليه و لأبشّرنّه به، قال: فغدوت إليه لأبشّره فوجدت أبا بكر قد سبقني إليه فبشّره، و لا و اللّه ما سابقته قط إلى خير إلاّ سبقني إليه.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر بن مالك (2)،نا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبي، نا محمّد بن جعفر، نا شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة عن عبد اللّه قال:
مرّ بي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أنا أصلّي، فقال:«سل تعطه يا ابن أم عبد» فقال عمر: فابتدرت أنا و أبو بكر، فسبقني إليه أبو بكر، و ما استبقنا إلى خير إلاّ استبقني (4) إليه أبو بكر، فقال: إنّ من دعائي الذي [لا أكاد أن أدع، اللّهمّ ] (5) إني أسألك نعيما لا (6) يبيد و قرّة عين لا تنفد و مرافقة النبي محمّد صلى اللّه عليه و سلم في أعلى الجنّة [جنة الخلد] (7)[6743].
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن المظفّر بن عبد الرّحمن الكحّال - بمكة - أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا أبو القاسم البغوي، نا أبو خيثمة، نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن قيس، و الأعمش، عن إبراهيم.
فذكر الحديث، و قال عمر سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من سرّه أن يقرأ القرآن رطبا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد»[6744].
ص: 98
أخبرنا أبو القاسم النّسيب، أنا أبو القاسم الكحّال، أنا أبو بكر المهندس.
ح (1) و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو البركات الأنماطي، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص.
قالا: أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، نا محمّد بن زنبور المكّي، نا فضيل بن عياض، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة أن عمر قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:
«من أراد أن يقرأ القرآن رطبا كما أنزل فليقرأ كما يقرأ ابن أم عبد»[6745].
أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا أبو القاسم الكحّال، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو القاسم، نا محمّد بن زنبور، نا فضيل عن (2) الأعمش، عن خيثمة، عن قيس بن مروان عن عمر عن النبي صلى اللّه عليه و سلم مثله.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، و أبو المحاسن إسماعيل بن علي بن زيد بن شهريار، و أبو الوفاء عاصم بن علي بن الفضل بن علي بن ممويه المؤدب، و أبو الرضا مروان بن محمّد بن زكريا المعدّل، و أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن عبد اللّه بن يعقوب الصوفي، و أبو الفضل محمّد بن عبد الواحد بن محمّد المغازلي، و أبو الفتوح مبشّر بن أبي سعد بن محمود بن عبد اللّه، و أمّ الرجاء زبيدة بنت محمّد بن الحسن البردخشواني (3)-بأصبهان - و أبو صالح عبد الصّمد بن عبد الرحمن الحنوي،- ببغداد - قالوا: أنا رزق اللّه بن عبد الوهّاب بن عبد العزيز التميمي، أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن أحمد بن حمّاد الصوفي، نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا سعيد بن يحيى الأموي.
ح (4) و أخبرنا أبو القاسم الجنيد بن محمّد بن علي القايني، أنا أبو منصور بن شكرويه.
ح و أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو منصور بن شكرويه، و محمّد بن أحمد بن علي السمسار، قالا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن عبد اللّه (5).
قالا: أنا أبو عبد اللّه المحاملي، نا سعيد الأموي، نا أبي، نا مالك (6)،عن حبيب بن
ص: 99
أبي ثابت، عن خيثمة، قال:
إني انظر إلى رجل في المسجد عليه طيلسان فقال رجل: إنّ هذا أو جدّه - راح إلى عمر بن الخطّاب فلقيه في ركب فقال: يا أمير المؤمنين أتيتك من عند رجل يكتب المصاحف من غير مصحف، قال: فغضب، و هو على راحلته حتى ذكرت الزّقّ و انتفاخه، فقال:
ويحك، من هو؟ قال: عبد اللّه بن مسعود، قال: فسكن غضبه قال: فذكرت انقشاش الزّقّ .
قال: أو ليس أحقّ من بقي من ذلك ؟ و سأحدّثكم بذلك: دخل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - و في حديث إبراهيم: النبي صلى اللّه عليه و سلم - ليلة المسجد، و أبو بكر عن يمينه، و أنا عن شماله، فإذا رجل يصلّي فقال:«من سرّه أن يقرأ القرآن غضّا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد، سل تعط - و في حديث الصوفي: تعطه، أو سل تؤته-»، فأتيته فبشّرته فقال: سبقك [أبو بكر] (1)[6746].
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا عبد اللّه بن عبيد اللّه بن يحيى، نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا يوسف بن موسى، نا محمّد بن فضيل، نا الأعمش، عن خيثمة بن عبد الرّحمن، عن قيس بن مروان، عن عمر بن الخطّاب قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:
«من سرّه أن يقرأ القرآن رطبا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد».
أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن [محمّد، نا] (2) محمّد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، نا عبد الواحد بن زياد، نا الحسن بن عبيد اللّه (3)،نا إبراهيم، عن علقمة، عن رفيع (4)،عن رجل من جعفى يقال له: قيس - أو ابن قيس - عن عمر بن الخطّاب قال:
مرّ النبي صلى اللّه عليه و سلم و أنا و أبو بكر معه بعبد اللّه بن مسعود و هو يقرأ، فاستمع لقراءته، فسجد عبد اللّه و النبي صلى اللّه عليه و سلم خلفه، فقال:«سل تعطه» ثم مضى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:«من سرّه أن يقرأ القرآن
ص: 100
غضّا كما أنزل فليقرأه من ابن أم عبد»[6747].
أخبرنا أبو سعد ناصر بن سهل بن أحمد النوقاني - بها - أنا أبو عبد اللّه عبد الرّحمن بن أبي بكر عبد اللّه (1) بن أحمد القفّال، أنا منصور بن عبد اللّه بن خالد الهروي، نا عبد اللّه بن عمر بن أحمد بن علي بن شوذب، نا شعيب بن أيّوب الصّريفيني، نا يحيى بن آدم، نا أبو بكر بن عيّاش، عن عاصم، عن زرّ، عن عبد اللّه:
أن أبا بكر و عمر بشّراه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«من سرّه أن يقرأ القرآن غضّا كما أنزل فليقرأ على قراءة ابن أم عبد»[6748].
أخبرنا أبو الحسن الغساني، قال (2):نا - و أبو منصور (3) بن خيرون قال: أنا - أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت (4)،أنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد اللّه بن مهدي، أنا محمّد بن مخلد العطّار، نا العبّاس بن أبي طالب، نا محمّد بن عمر القصبي، نا المفضل بن محمّد النحوي، نا إبراهيم بن مهاجر، عن عبد الرّحمن بن يزيد، عن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من أراد - أو سرّه - أن يقرأ القرآن غضّا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد»[6749].
و روي عن علقمة عن ابن عمر:
أخبرناه أبو القاسم عبد الكريم بن محمّد بن أبي منصور الرماني، و أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن الحسين القيصري (5) الدامغانيان الفقيهان، و أبو المجد عبد الواحد بن محمّد (6) بن أحمد الشعيري، قالوا: أنا أبو جعفر محمّد بن الحسين بن بندار الجربي الدامغاني الفقيه.
ح و أخبرناه أبو الحسن بن قبيس، نا أبو بكر الخطيب (7).
و أخبرناه أبو محمّد بن طاوس، و أبو القاسم بن الفضل الحافظ ، قالا: أنا عاصم بن
ص: 101
الحسن، قالوا (1):أنا أبو عمر بن مهدي، نا محمّد بن مخلد العطّار، نا أحمد بن العبّاس بن المبارك التركي (2)،نا مصعب بن المقدام، نا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن عمر قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«من أحبّ أن يقرأ القرآن غضّا (3) كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد»[6750].
قال لنا (4) أبو بكر الخطيب: كذا كان في أصل ابن مهدي عن ابن عمر، و هو خطأ.
و قد أخبرناه أبو بكر البرقاني، أنا عبيد اللّه (5) بن أحمد بن علي المقرئ، نا محمّد [بن مخلد فذكره بإسناده مثله إلاّ أنه] (6) قال: عن علقمة، عن عمر (7)[و هو الصواب، لا أعلم رواه عن سفيان الثوري غير مصعب بن المقدام] (8).
و رواه عمّار بن ياسر عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.
أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني إبراهيم بن سعيد الطبري، نا عبد العزيز الأويسي، عن محمّد بن جعفر بن أبي كثير، عن إسماعيل بن صخر الأيلي، عن أبي عبيدة، عن محمّد بن عمّار، عن أبيه عمّار قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:
«من سرّه أن يقرأ القرآن كما أنزل فليقرأه كما يقرأه ابن مسعود»[6751].
قال: و كانت قراءته مفسرة حرفا حرفا.
أخبرنا (9) أبو الحسن علي بن عبيد اللّه بن نصر بن الزّاغوني، أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا إبراهيم بن سعيد الجوهري، نا عبد العزيز بن عبد اللّه الأويسي، عن محمّد بن جعفر بن أبي كثير، عن إسماعيل بن صخر الأيلي، عن أبي عبيدة بن محمّد بن عمّار بن ياسر، عن أبيه عن عمّار بن ياسر:
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مرّ بعبد اللّه بن مسعود و هو يقرأ حرفا حرفا، فقال:«من سرّه أن يقرأ
ص: 102
القرآن كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن مسعود» (1)[6752].
أخبرنا (2) أبو سعد بن البغدادي، أنا إبراهيم بن محمّد إبراهيم، نا إبراهيم بن عبد اللّه بن خرّشيذ قوله، نا أبو بكر النيسابوري، نا أبو زرعة، نا عبد العزيز بن عبد اللّه العامري، نا محمّد بن جعفر، عن إسماعيل بن صخر، عن أبي عبيدة بن محمّد بن عمّار بن ياسر، عن أبيه عن جدّه:
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«من أحبّ أن يسمع القرآن جديدا غضا كما أنزل فليسمعه من ابن مسعود»، قال: فلما كان الليل ذهب عمر إلى بيت ابن مسعود يسمع قراءته، فوجد أبا بكر قد سبقه، فاستمعا، فإذا هو يقرأ قراءة هيّنة مفسّرة حرفا حرفا، فإن (3) كانت تلك قراءة ابن مسعود[6753].
و رواه عمرو بن الحارث المصطلقي عن النبي صلى اللّه عليه و سلم:
أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه [بن] أحمد (4)،حدّثني أبي، نا وكيع، نا عيسى بن دينار، عن أبيه، عن عمرو بن الحارث بن المصطلق (5) قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من أحبّ أن يقرأ القرآن غضّا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد»[6754].
و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا هارون بن عبد اللّه، نا أبو نعيم، نا عيسى بن دينار، حدّثني أبي قال:
سمعت عمرو بن الحارث يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من سرّه أن يقرأ القرآن غضّا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد»[6755].
و أخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا [أبو] (6) عبد اللّه بن مندة، أنا محمّد بن محمّد بن الأزهر، نا الحارث بن محمّد التميمي، نا عبد العزيز بن أبان، نا عيسى بن دينار، عن أبيه قال: سمعت عمرو بن الحارث (7) يقول:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من سرّه أن يقرأ القرآن غضّا كما أنزل من السّماء فليقرأ القرآن من ابن أم عبد»[6756].
ص: 103
و روي عن أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه و سلم:
أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر القشيري، قالا: أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو (1) بن حمدان.
و أخبرناه أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ.
قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، نا أبو كريب، نا وكيع، و أبو أسامة، قالا: نا جرير بن أيوب البجلي، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من أحبّ أن يقرأ القرآن غضّا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد»[6757].
و في حديث ابن المقرئ: فليقرأ.
أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر بن أبي الرضا فضيل العميري، أنا أبو عاصم الفضيل (2) بن يحيى الفضيلي، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أحمد بن أبي شريح، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عقيل بن الأزهر البلخي الفقيه، نا عيسى بن أحمد، نا المقرئ، نا سعيد - هو ابن أبي أيوب - عن النعمان، عن عمرو بن خالد اللّخمي، عن علي بن رباح.
[قال:] دخل ابن مسعود المسجد فأتى سارية فوقف يصلّي و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في المسجد، فقال:«[نائل] (3) يا ابن مسعود»، و هو لا يسمعه، فقرأ قُلْ يٰا أَيُّهَا الْكٰافِرُونَ و ركع و سجد، ثم قام في الركعة الثانية، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«أخلص ابن مسعود» فقرأ قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ »ثم ركع و سجد و جلس، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«ادع تجب، سل تعطه» فقال:«اللّهمّ إنّي أسألك النصيب الأوفى في جنّات النّعيم، و أسألك الهدى و التقى و العفو (4) و الهنى و البشرى عند انقطاع الدنيا، و أسألك إيمانا لا يرتدّ، و قرّة عين لا تنفد، و رجاء (5) لا ينقطع، و توفيقا للحمد، و لباس (6) التقوى، و زينة الإيمان، و مرافقة نبيّك محمّد (7) صلى اللّه عليه و سلم في أعلى جنّة الخلد».
فانطلق رجل فأخبر ابن مسعود ذلك.
ص: 104
هذا مرسل.
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد السّوسي، أنا علي بن الحسن بن طاوس العاقولي، أنا عبد الملك بن بشران، نا عبد الباقي بن قانع الحافظ ، نا إسماعيل [بن] الفضل، نا المعافى، نا القاسم بن معن، نا منصور، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن علي قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لو كنت آمرا (1) من الناس أحدا لأمّرت ابن أم عبد»[6758].
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن نصر بن بجير، نا علي بن عثمان بن نفيل، نا المعافى بن سليمان، نا القاسم بن معن، عن منصور [بن] المعتمر، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة عن علي قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لو كنت مستخلفا على أمّتي أحدا من غير مشورة منهم لاستخلفت عليهم عبد اللّه بن مسعود»[6759].
كذا قال، و المحفوظ حديث منصور عن أبي إسحاق عن الحارث:
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل الفارسي - من أصل كتابه - نا الحسن بن مكرم، نا أبو خالد الأموي، نا سفيان الثوري، عن منصور، عن أبي إسحاق (2)،عن الحارث، عن علي قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لو كنت مؤمّرا على أمّتي أحدا من غير مشورة لأمّرت عليهم ابن أم عبد»[6760].
قال الدارقطني: هذا حديث غريب من حديث الثوري عن منصور، عن أبي إسحاق، تفرّد به أبو خالد الأموي عبد العزيز بن أبان عنه.
و أخبرنا أبو علي بن السّبط ، أنا أبو محمّد الجوهري.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب.
[قالا:] (3) أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (4)،حدّثني أبي، نا موسى بن
ص: 105
داود، نا زهير، عن منصور بن المعتمر، عن أبي إسحاق، عن الحارث الأعور، عن علي قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لو كنت مؤمّرا أحدا من أمّتي من غير مشورة لأمّرت عليهم ابن أم عبد»[6761].
قال (1):و حدّثني أبي، نا حسن بن موسى، نا زهير، نا منصور بن المعتمر، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لو كنت مؤمّرا أحدا من أمّتي عن غيرة مشورة منهم لأمّرت عليهم ابن أم عبد»[6762].
و أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الواحد، أنا أبو بكر الخطيب (2)، أخبرني أبو الحسين (3) أحمد بن عمر بن علي القاضي - بدرزيجان (4)-أنا محمّد بن المظفّر الحافظ ، أنا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، حدّثني أبو الحسن عبد السّلام بن عبد الحميد الإمام، نا زهير بن معاوية الجعفي أبو خيثمة، عن منصور [بن] المعتمر، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لو كنت مؤمّرا أحدا من أمّتي عن غير مشورة منهم لأمّرت عليهم ابن أم عبد»[6763].
أخبرناه (5) عاليا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي.
ح و أخبرناه أبو القاسم أيضا، و أبو عبد اللّه بن طلحة بن علي الرّازي، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا زهير، عن منصور بن المعتمر، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لو كنت مؤمّرا أحدا عن غير مشورة لأمّرت عليهم ابن أم عبد»، و قال عيسى: أحدا من (6) أمتي، و قال: أمرت[6764].
ص: 106
و كذا رواه سفيان الثوري، و إسرائيل بن يونس، عن أبي إسحاق.
فأمّا حديث سفيان:
فأخبرناه أبو (1) القاسم زاهر بن طاهر، أنا عبد الرّحمن بن علي، أنا يحيى بن إسماعيل، نا عبد اللّه بن محمّد، نا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع.
ح (2) و أخبرناه أبو القاسم أيضا، أنا محمّد بن علي بن محمّد الخشّاب، أنا الحسن بن أحمد المخلدي، نا أبو بكر محمّد بن حمدون، نا إسماعيل [بن] حمدويه، نا محمّد بن كثير، قالا: نا سفيان، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لو كنت مستخلفا أحدا من غير مشورة لاستخلفت ابن أم عبد»[6765].
أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنا أبو محمّد الجوهري.
ح (3) و أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا الحسن بن علي.
قالا: نا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه (4)،حدّثني أبي، نا وكيع، عن سفيان، عن أبي إسحاق عن الحارث، عن علي قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لو استخلفت أحدا عن غير مشورة لاستخلفت ابن أم عبد»[6766].
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن الحسن بن محمّد، أنا الحسن بن أحمد بن محمّد، أنا أبو بكر الأسفرايني، نا أحمد بن حرب، نا قاسم بن يزيد الجرمي، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لو كنت مستخلفا أحدا بعدي عن غير مشورة من المسلمين لاستخلفت عليهم ابن أم عبد»[6767].
و أمّا حديث إسرائيل:
فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب.
ح و أخبرناه أبو علي بن السبط ، أنا أبو محمّد الجوهري.
قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (5)،حدّثني أبي، نا أبو سعيد مولى بني
ص: 107
هاشم (1)،أنا إسرائيل، نا أبو إسحاق، عن الحارث، عن علي قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لو كنت مؤمّرا أحدا دون مشورة المؤمنين لأمّرت ابن أم عبد»[6768].
أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو الفقيه.
ح و أخبرنا أبو منصور الحسين بن طلحة بن الحسين، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ.
قالا (2):أنا أبو يعلى، نا زهير، نا جرير، عن مغيرة (3)،عن أم موسى قالت:
ذكر عبد اللّه بن مسعود عند علي، فذكر من فضله، ثم قال: لقد ارتقى مرة شجرة أراك يجتني لأصحابه، فضحك أصحابه من دقة ساقه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما يضحككم ؟- و قال الفقيه: مم تضحكون - فلهي أثقل في الميزان يوم القيامة من أحد»[6769].
أخبرنا أبو علي بن السّبط ، أنا أبو محمّد الجوهري.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب.
قالا: أنا أحمد بن جعفر، أنا عبد اللّه بن أحمد (4)،حدّثني أبي، نا محمّد بن فضيل، نا مغيرة، عن أم موسى قال: سمعت عليا يقول:
أمر النبي صلى اللّه عليه و سلم ابن مسعود فصعد على شجرة، أمره أن يأتيه منها بشيء، فنظر أصحابه إلى ساق عبد اللّه بن مسعود حين صعد الشجرة فضحكوا من حموشة ساقيه (5)،فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما تضحكون ؟ لرجل عبد اللّه أثقل في الميزان يوم القيامة من أحد»[6770].
أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.
ح و أخبرنا أبو سهل بن سعدويه، أنا إبراهيم بن منصور، قال: أنا أبو بكر المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا أبو موسى، نا محمّد بن فضيل، عن مغيرة - و في حديث ابن المقرئ:
نا ابن فضيل عن المغيرة - عن أم موسى قالت: سمعت عليا يقول:
أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ابن مسعود أن يصعد في شجرة فيأتيه منها بشيء - و قال ابن المؤمن:
ص: 108
فيأتيه بشيء - فنظر أصحابه إلى حموشة ساقيه، فضحكوا منها، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:- و في حديث ابن المقرئ: رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم-: «ما تضحكون ؟ لرجل عبد اللّه يوم القيامة أثقل من أحد»[6771].
أخبرنا أبوا (1) الحسن الفقيهان، قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو (2)بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، نا علي بن حرب، نا [محمّد] بن فضيل بن غزوان الضّبّي، عن مغيرة، عن أم موسى قالت: سمعت عليا يقول:
أمر النبي صلى اللّه عليه و سلم ابن مسعود أن يصعد شجرة يأتيه منها بشيء، فنظر أصحابه إلى حموشة ساق عبد اللّه فضحكوا، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«ما تضحكون ؟ لرجل عبد اللّه أثقل عند اللّه في الميزان يوم القيامة من أحد»[6772].
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه بن عمر، و أبو محمّد، و أبو الغنائم، ابنا (3) أبي عثمان.
ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان.
قالوا: أنا عبد اللّه بن عبيد اللّه بن يحيى، أنا [أبو] عبد اللّه المحاملي، نا يوسف بن موسى القطّان، نا جرير، و محمّد بن فضيل، عن المغيرة، عن أم موسى قالت: سمعت عليّا يقول:
أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عبد اللّه بن مسعود أن يصعد إلى شجرة فيأتيه بشيء منها، فنظر أصحابه إلى حموشة السّاقين فضحكوا منها (4)،فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«ما تضحكون ؟ لرجل عبد اللّه (5) في الميزان أثقل يوم القيامة من أحد»[6773].
و قد رواه ابن مسعود عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.
أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، و أبو منصور الحسين بن طلحة، قالا: أخبرنا
ص: 109
إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر المقرئ.
قالا: أنا أبو يعلى، نا أبو خيثمة، نا روح بن عبادة، نا حمّاد - زاد ابن حمدان: بن سلمة - عن عاصم بن بهدلة، عن زرّ، عن ابن مسعود قال:
كنت اجتنى لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سواكا من أراك، و كانت الريح تكفئه و كان في ساقي شيء، فضحك القوم، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما يضحككم ؟» قالوا: رقّة ساقيه، قال:«و الّذي نفسي بيده لهما في الميزان أثقل من أحد»[6774].
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، نا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا عبد الصّمد، و حسن بن موسى، قالا: نا حمّاد بن سلمة، عن عاصم، عن زرّ بن حبيش، عن ابن مسعود:
أنه كان يجتني سواكا من الأراك، و كان دقيق الساقين، فجعلت الريح تكفؤه (2) فضحك القوم منه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«مما تضحكون ؟» قالوا: يا نبي اللّه من دقة ساقيه، فقال:
«و الّذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من أحد»[6775].
أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، قالا:
أنا أبو سعد الجنزروذي (3)،أنا أبو عمرو بن حمدان.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، و أبو منصور الحسين بن طلحة، قالا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ.
قالا: أنا أبو يعلى، نا أبو خيثمة، نا عفّان، نا حمّاد بن سلمة، نا [عاصم] (4)-زاد ابن حمدان: بن بهدلة - عن زرّ بن حبيش، عن عبد اللّه - و قال ابن المقرئ: أن عبد اللّه - بن مسعود كان يجتني - و قال ابن حمدان: يجني - لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سواكا من أراك، و كانت (5)تكفئه الريح، و كان في ساقيه دقة، فضحك القوم، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«ما يضحككم ؟» قالوا: من دقة ساقيه، فقال:«و الّذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من أحد»[6776].
أنبأنا أبو علي الحداد، ثم حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد عنه، أنا أبو
ص: 110
نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا بكر (1) بن سهل، نا عبد اللّه بن صالح، حدّثني معاوية بن صالح، عن ضمرة بن حبيب، عن عبد اللّه بن مسعود:
أنه صعد يوما سدرة، فقال بعضهم: ما أدق ساقيه ؟ فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«لابن مسعود أرجح في الميزان من أحد»[6777].
هذا منقطع، ضمرة لم يدرك ابن مسعود.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمّد بن مخلد، حدّثنا حاتم بن الليث، نا يعقوب بن محمّد الزهري، نا ابن أبي فديك، عن موسى بن يعقوب، عن ابن أبي حرملة، حدثتني سارة ابنة عبد اللّه بن مسعود قالت (2):
حدّثني أبي:
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«و الّذي نفسي بيده، إن عبد اللّه بن مسعود أثقل في الميزان يوم القيامة من أحد»[6778].
و روي عن قرّة بن إياس المرّي عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.
أخبرناه أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب (3)،أنا محمّد بن الحسين الأزرق (4)،نا أبو بكر أحمد بن سلمان بن الحسن النجاد (5) قال: قرئ على أبي قلابة الرؤاسي نا أبو عتّاب الدلاّل، نا شعبة، عن معاوية بن قرّة، عن أبيه:
أن ابن مسعود كان يجني لهم نخلة، فهبّت الريح فكشفت عن ساقيه، قال: فضحكوا من دقة ساقيه، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«أ تضحكون من دقة ساقيه ؟ و الّذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من جبل أحد»[6779].
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالويه، قالا: أنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، نا عبّاس (6) بن محمّد، نا [أبو] عتّاب الدّلاّل سهل بن حمّاد.
ص: 111
ح و أخبرناه أبو بكر أيضا، أنا أحمد بن الحسن، أنا (1) أحمد بن محمّد المخلدي، أنا المؤمّل بن الحسن بن عيسى، نا عباس (2) الدوري.
ح و أخبرناه أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا:
أنا أبو نصر بن طلاّب، أنا أبو الحسين بن جميع، نا محمّد بن العبّاس - هو ابن مهدي-[أنا] أبو بكر الصائغ ببغداد، نا العبّاس بن محمّد بن حاتم.
نا أبو عتّاب، نا شعبة، عن معاوية بن قرّة، عن أبيه قال:
صعد ابن مسعود شجرة، فجعلوا يضحكون من دقة ساقيه، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«لهما في الميزان أثقل من أحد»، و في حديثي وجيه: إنّهما في الميزان-[6780].
و أخبرناه [أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصّمد بن علي بن الحسين، أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا] (3) أبو القاسم بن حبابة، أنا أبو القاسم البغوي، نا عبّاس (4) بن محمّد، نا أبو عتّاب الدّلاّل، نا شعبة، عن معاوية بن قرّة، عن أبيه قال: صعد ابن مسعود شجرة، فجعلوا يضحكون من دقة ساقيه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«هما في الميزان أثقل من أحد»[6781].
قال أبو القاسم: و لا أعلم أحدا أسند هذا الحديث عن شعبة غير أبي (5) عتّاب الدلاّل.
قال: و نا أبو القاسم، نا أحمد بن إبراهيم، نا بهز، نا شعبة، نا معاوية بن قرّة قال: كان عبد اللّه، فذكر الحديث، و لم يجاوز به معاوية بن قرة.
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (6)،أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب.
ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنا محمّد بن عبد الرّحمن، أنا رضوان بن أحمد.
قالا: أنا أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس بن بكير، عن سنان بن سيسن (7) الحنفي، عن
ص: 112
أبي الوليد سعيد بن مينا قال:
لما فرغ أهل مؤتة، و رجعوا أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بالمسير إلى مكة، فلما انتهى إلى مرّ [الظهران] (1) بالعقيقة (2) و أرسل الجناة يجنون (3) الكباث (4) فقلت لسعيد: و ما هو؟ قال:
ثمر الأراك، فانطلق ابن مسعود فيمن يجتني، فجعل إذا أصاب حبة طيبة قذفها في فيه، و كانوا ينظرون إلى دقة ساقي ابن مسعود و هو يرقى في الشجرة فيضحكون، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:
«تعجبون من دقّة ساقيه، فو الّذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من أحد»، و كان ابن مسعود ما اجتنى من شيء جاء به و خياره فيه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:
هذا جناي و خياره فيه *** إذ كل جان يده إلى فيه
أخبرنا أبو بكر [محمّد] (5) بن الحسين [نا أبو الحسين] (6) بن المهتدي، أنا أبو الحسن علي بن عمر الحربي، نا أبو سعيد حاتم بن الحسن الشاشي، نا عبد بن حميد، نا جعفر بن عون، أنا المعلّى بن عرفان، قال: سمعت أبا وائل يقول: سمعت ابن مسعود يقول:
لما قتلت أبا جهل أنا و ابنا عفراء، تغامز أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لقوة أبي جهل و ضعف قوة ابن مسعود و دقة ساقيه فلحن إليهم (7) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كلاما قال:«و الّذي نفسي بيده لساقا عبد اللّه يوم القيامة أثقل من أحد»[6782].
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا القاضي أبو عبد اللّه الحسين بن الحسين بن عبد الرّحمن الأنطاكي، نا محمّد بن سليمان بن أبي فاطمة أبو جعفر - بمصر - نا أسد بن موسى، نا جرير بن حازم، عن عطاء بن السّائب قال: أنبأني أبو وائل قال: سمعت عبد اللّه بن مسعود يقول:
لما قتلت أبا جهل قال نفر من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: قوة ابن مسعود لقوة أبي جهل، و حمشة (8) ساق عبد اللّه و دقته و إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم صرف بصره إليهم و لحن (9) كلامهم ثم
ص: 113
قال:«و الّذي نفس رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بيده لساقا عبد اللّه يوم القيامة أشد و أعظم من أحد و حراء»[6783].
قال الدارقطني: غريب من حديث عطاء بن السّائب، عن أبي وائل، عن عبد اللّه بن مسعود، تفرّد بن جرير بن حازم عنه، و تفرّد به أسد عن جرير، و تفرّد به ابن أبي فاطمة عن أسد، و لم نكتبه إلاّ عن شيخنا هذا، و كان من الثقات.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن أحمد الطّرازيّ ، أنا أبو عبيد القاسم بن إسماعيل المحاملي، نا الهيثم بن خالد بن يزيد البغدادي، نا حفص بن عمر الأبلّي، نا مسعر بن كدام، عن عبد الملك بن عمير (1)،عن ربعي، عن حذيفة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اقتدوا باللّذين من بعدي: أبي بكر و عمر، و اهتدوا بهدي عمّار، و اعهدوا (2) بعهد ابن أم عبد»[6784].
أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم، نا أبو حفص عمر بن أحمد بن عمر، أنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن أحمد بن إسحاق البالوني (3)،أنا أبو نعيم عبد الملك بن محمّد بن عون، نا علي بن عثمان النّفيلي، نا إسحاق بن عيسى، نا سفيان بن عيينة، عن مسعر، عن عبد الملك بن عمير، عن ربعي بن خراش، عن حذيفة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:
«اقتدوا باللّذين من بعدي: أبي بكر و عمر، و اهتدوا بهدي عمّار، و تمسّكوا بعهد ابن أم عبد»[6785].
أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن علي الكاتب، نا أبو القاسم البغوي، نا محرز بن عون، نا أسباط ، عن سفيان، عن عبد الملك، عن ربعي، عن حذيفة قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اقتدوا باللّذين من بعدي: أبي بكر و عمر، و اهتدوا بهدي عمّار، و تمسّكوا بعهد ابن أم عبد»[6786].
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري،
ص: 114
و أبو محمّد بن أبي عثمان، و أبو عبد اللّه مالك بن أحمد بن علي البانياسي (1).
ح و أخبرنا أبو عامر محمّد بن سعدون بن مرجّى، و أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، و عبد اللّه بن المبارك بن طالب العكبري، و أبو القاسم صدقة بن محمّد بن السيّاف، و عبيد اللّه بن علي بن عبيد اللّه (2)،و أبو عبد اللّه حمزة بن المظفّر بن حمزة الحاجب، و محمّد بن الحسن بن هبة اللّه، و أبا الحسن علي بن عبد الكريم [بن] أحمد بن الكعكي، و علي بن عبد العزيز بن الحسن السمّاك، و كافور بن عبد اللّه الليثي، و أبو إسحاق إبراهيم (3) بن محمّد بن نبهان الرّقّي، و أبو الفتح عبد الرّحمن بن محمّد بن مرزوق الزعفراني، و أبو منصور المبارك بن عثمان بن الحسين (4) بن عثمان بن الشواء (5)،و أبو المظفّر محمّد بن أحمد بن محمّد بن الدّبّاس، و أبو البقاء أحمد بن محمّد بن عبد العزيز، و أبو حفص عمر بن ظفر (6) بن أحمد المغازلي - ببغداد - و أبو الرضا حيدر بن محمّد بن أبي زيد الحسيني، و أبو سعد بندار بن محمّد بن علي بن مما بأصبهان، قالوا: أنا مالك بن أحمد.
قالوا: أنا أحمد بن محمّد بن موسى بن القاسم بن الصّلت، نا إبراهيم بن عبد الصّمد الهاشمي، نا عبيد بن أسباط بن محمّد، نا أبي [نا] (7) سفيان، عن عبد الملك بن عمير، عن ربعي، عن حذيفة قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اقتدوا باللّذين من بعدي: أبي بكر، و عمر، و اهتدوا بهدي عمّار، و تمسّكوا بعهد ابن أم عبد»[6787].
أخبرنا أبوا (8) الحسن الفقيهان، قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، نا علي بن حرب [نا] (9) الحمّاني، عن أبيه، عن مسعر، و سفيان، عن عبد الملك بن عمير، عن ربعي، عن حذيفة قال:
قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«اهتدوا بهدي عمّار، و تمسّكوا بعهد ابن أم عبد»[6788].
ص: 115
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد الأزهري، أنا أبو محمّد المخلدي، أنا عبد اللّه بن محمّد بن مسلم، نا حاجب - هو ابن سليمان - نا مؤمّل.
ح و أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل بن محمّد بن الحسين، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو القاسم الحسن بن محمّد بن حبيب المفسّر - من أصله - و أبو نصر أحمد بن علي الفامي، قالوا: أنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، نا الحسن بن مكرم، نا أبو عاصم النبيل.
قالا: نا سفيان الثوري.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1)،نا أبو عاصم الضحّاك بن مخلد، و قبيصة، عن سفيان، عن عبد الملك بن عمير عن مولى لربعي، حدّثنا ربعي، عن حذيفة قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اقتدوا باللّذين من بعدي: أبي بكر و عمر، و اهتدوا بهدي عمّار، و تمسّكوا بعهد ابن أم عبد»، و في حديث يعقوب: بعهد ابن مسعود[6789].
أخبرنا أبو سهل بن سعدويه، أنا أبو الفضل الرّازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا محمّد بن بشّار، و يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قالا: نا عبد الرّحمن، نا سفيان، عن عبد الملك، عن مولى لربعي، عن ربعي بن حراش (2)،عن حذيفة قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اقتدوا باللّذين من بعدي: أبو بكر و عمر، و اهتدوا بعهدي عمّار، و تمسّكوا بعهد ابن أم عبد»[6790].
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبي، نا وكيع، عن سفيان، عن عبد الملك بن (4) عمير مولى لربعي، عن ربعي، عن حذيفة قال:
كنا عند النبي صلى اللّه عليه و سلم جلوسا فقال:«إنّي لا أدري ما قدر (5) بقائي فيكم، فاقتدوا باللّذين من بعدي»- و أشار إلى أبي بكر و عمر-«و تمسّكوا بعهد عمّار، و ما حدّثكم ابن مسعود فصدّقوه»[6791].
ص: 116
و هذه اللفظة في آخره غريبة بهذا الإسناد، و إنّما تحفظ من وجه آخر.
و رواه عمرو بن هرم (1) الأزدي، عن ربعي.
أخبرناه أبو بكر محمّد بن الفضل بن علي الخاني المقرئ - بأصبهان - أنا أبو بكر أحمد بن الفضل بن محمّد الباطرقاني، نا أبو محمّد عبد اللّه بن عمر بن الهيثم بن محمّد بن عمر بن معدان - إملاء - نا محمّد بن سهل، نا أبو مسعود، أنا محمّد بن عبيد، نا سالم المرادي، عن عمرو (2) بن هرم، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّي لا أدري ما قدر بقائي فيكم، فاقتدوا باللّذين من بعدي: أبي بكر، و عمر، و اهتدوا بهدي عمّار، و عهد ابن أم عبد»[6792].
و رواه غير أبي (3) مسعود عن محمّد بن عبيد فقرن بربعي: أبا عبد اللّه المدائني:
أخبرناه أبو البركات عبد اللّه بن محمّد بن الفضل، و أم المؤيد المعروفة بجمعة بنت أبي حرب محمّد بن أبي القاسم الفضل بن حرب، قالا: أنا أبو القاسم الفضل بن أبي حرب الجرجاني، أنا أبو بكر الحيري، نا أبو العبّاس الأصمّ ، نا العبّاس بن محمّد، نا محمّد بن عبيد، نا سالم الأنعمي، عن عمرو بن هرم الأزدي، عن أبي عبد اللّه، و ربعي بن حراش، عن حذيفة قال:
بينا نحن عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذ قال:«إنّي لست أدري ما بقائي فيكم - و قال أحمد (4):ما قدر بقائي فيكم - فاقتدوا باللّذين من بعدي»- يشير إلى أبي بكر و عمر-«و اهدوا هدي (5)عمّار، و عهد ابن أم عبد»[6793].
و كذلك رواه أخوه يعلى بن عبيد عن سالم:
أخبرناه أبو منصور بن خيرون، قال: أنا - و أبو الحسن بن سعيد، قال: حدّثنا - أبو بكر الخطيب (6).
ح (7) و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، و أبو طاهر
ص: 117
أحمد بن محمّد (1) القصّاري، و أبو محمّد و أبو الغنائم ابنا أبي عثمان، و عاصم بن الحسن، و الحسين بن أحمد بن محمّد بن طلحة، قالوا:
أنا أبو عمر بن مهدي، نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي، نا يعلى بن عبيد، نا سالم الأنعمي، عن عمرو بن هرم، عن أبي عبد اللّه - رجل من أهل المدائن - و عن ابن حراش (2)،عن حذيفة قال:
بينما نحن عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذ قال:«إنّي لا أدري ما قدر بقائي فيكم، فاقتدوا باللّذين من بعدي» يشير إلى أبي بكر و عمر،«و بهدي عمّار، و عهد ابن أم عبد» يعني عبد اللّه بن مسعود[6794].
و رواه إسماعيل بن زكريا (3)،و وكيع بن الجرّاح عن سالم فقالا: عن عمرو بن مرة بدل عمرو بن هرم.
أخبرناه أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر (4)،و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا:
أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن يونس الفقيه، نا أبو عبد اللّه البرقي (5)،نا يحيى بن حسّان بن زكريا، نا سالم أبو العلاء، عن عمرو بن مرة، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اقتدوا باللّذين من بعدي: أبي بكر و عمر، و عليكم بهدي عمّار.
و عهد ابن أم عبد»[6795].
كان (6) في الأصل: عمرو بن مرة، و الصواب: هرم.
و أخبرتناه (7) أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا وكيع عن سالم المرادي، عن عمرو بن مرة، عن ربعي، و أبي عبد اللّه - رجل من أصحاب حذيفة - عن حذيفة قال:
كنا عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«إنّي لا أدري قدر بقائي فيكم، فاقتدوا باللّذين من بعدي»
ص: 118
-و أشار إلى أبي بكر و عمر-«و اهتدوا بهدي عمّار، و ما حدّثكم به عبد اللّه بن مسعود فصدّقوه».
و روي من وجه آخر عن عمرو بن هرم، عن أنس:
أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (1)،نا علي بن الحسن (2) بن سليمان، نا أحمد بن محمّد بن المعلّى الأدمي، نا مسلم بن صالح أبو رجاء، نا حمّاد بن دليل، عن عمر (3) بن نافع، عن عمرو بن هرم قال: دخلت أنا و جابر بن زيد على أنس بن مالك فقال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اقتدوا باللّذين من بعدي: أبو بكر و عمر، و تمسّكوا بعهد ابن أم عبد، و اهتدوا بهدي عمّار»[6796].
و روي هذا الحديث عن ابن مسعود عن النبي صلى اللّه عليه و سلم:
أخبرناه أبو محمّد السّيّدي، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو عمرو (4) الحيري، نا محمّد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي، نا إبراهيم بن إسماعيل الكهيلي، حدّثني أبي، عن أبيه عن سلمة بن كهيل (5)،عن أبي الزعراء، عن عبد اللّه بن مسعود عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:
«اقتدوا باللّذين من بعدي من أصحابي: أبو بكر و عمر، و اهتدوا بهدي عمّار، و تمسّكوا بعهد عبد اللّه بن مسعود»[6797].
و أخبرناه أبو القاسم زاهر، و أبو بكر وجيه، ابنا (6) طاهر بن محمّد، قالا: أنا أبو حامد الأزهري، أنا أبو محمّد المخلدي، أنا أبو بكر الأسفرايني - و هو عبد اللّه بن محمّد بن مسلم-[نا محمّد بن غالب، نا أبو الجوّاب، نا يحيى بن سلمة بن كهيل، عن أبيه سلمة بن كهيل، عن أبي الزعراء] (7) نا عبد اللّه بن مسعود يرفعه إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه قال:
ص: 119
«اقتدوا باللّذين من بعدي من أصحابي: أبو بكر و عمر، و اهتدوا بهدي عمّار بن ياسر، و تمسّكوا بعهد عبد اللّه بن مسعود»[6798].
أخبرنا أبو القاسم المستملي، قال: قرئ على سعيد بن محمّد بن أحمد البحيري، أنا جدي أبو الحسن (1)،أنا أحمد بن محمّد بن أحمد المزكي، نا إسحاق الترمذي، أنا يحيى بن يعلى، نا زائدة، عن منصور (2)،عن زيد بن وهب، عن عبد اللّه:
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«إنّي رضيت لأمّتي ما رضي لهم ابن أم عبد»[6799].
أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصمّ ، نا أبو جعفر محمّد بن علي الورّاق حمدان، نا يحيى بن يعلى المحاربي، نا زائدة، عن منصور، عن زيد بن وهب، عن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«رضيت لأمّتي ما رضي لها ابن أم عبد»[6800].
قال البيهقي: هكذا روي بهذا الإسناد، و رواه الثوري و إسرائيل. عن منصور عن القاسم بن عبد الرّحمن عن النبي صلى اللّه عليه و سلم مرسلا (3).
و روي من وجه آخر مع سببه الذي ورد عليه:
أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو الفضل الحسن بن يعقوب بن يوسف العدل، نا محمّد بن عبد الوهّاب العبدي، نا جعفر بن عون، أنا المسعودي، عن جعفر بن عمرو بن حريث، عن أبيه قال (4):
قال النبي صلى اللّه عليه و سلم لعبد اللّه بن مسعود:«اقرأ» قال: اقرأ و عليك أنزل ؟ قال:«إنّي أحبّ أن أسمعه من غيري»، قال: فافتتح بسورة النساء حتى إذا بلغ فَكَيْفَ إِذٰا جِئْنٰا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَ جِئْنٰا بِكَ عَلىٰ هٰؤُلاٰءِ شَهِيداً (5) فاستعبر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و كف عبد اللّه، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«تكلم»، فحمد اللّه في أول كلامه، و أثنى على اللّه، و صلّى على النبي صلى اللّه عليه و سلم و شهد شهادة الحقّ و قال: رضينا باللّه ربّا و بالإسلام دينا، و رضيت لكم ما رضي اللّه و رسوله، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«رضيت لكم ما رضي لكم ابن أم عبد»[6801].
ص: 120
رواه القاسم مرسلا:
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1)،نا أبو بكر الحميدي، نا سفيان قال: حدّثني أبو عميس (2) عن القاسم (3) قال:
قال رسول (4) اللّه صلى اللّه عليه و سلم لعبد اللّه:«قم فتكلم»، فحمد اللّه و أثنى عليه و شهد شهادة الحقّ ، و شهادة الحق (5):أن لا إله إلاّ اللّه، و أن محمّدا عبده و رسوله، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«اللّهمّ إنّي قد رضيت لأمّتي ما رضي لها ابن أم عبد»[6802].
و قد روى سببه من وجه آخر مسندا على انقطاع في سنده:
أنبأناه أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد، نا علي بن محمّد الثقفي، نا أحمد بن يونس (6)،نا أبو شهاب (7)،عن محتسب البصري، عن محمّد بن واسع، عن ابن (8) جبير، عن أبي الدّرداء قال:
خطب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثم أبو بكر ثم عمر، ثم قال:«يا ابن [أم] (9) عبد، قم فاخطب»، فقام، فخطب، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أصاب ابن أم عبد، و صدق، رضيت ما رضي اللّه لي و لأمتي، و ابن أم عبد، و كرهت ما كرهه اللّه لي و لأمتي و ابن أم عبد»[6803].
أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن الحطّاب.
ثم أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن الدّاراني، أنا سهل بن بشر، قالا: أنا محمّد بن الحسين بن محمّد بن الطفّال، أنا محمّد بن أحمد الذهلي، أنا محمّد بن عبدوس، نا محمّد بن جعفر الوركاني، أنا أبو شهاب، عن محتسب الأعمى، عن محمّد بن واسع، عن سعيد بن جبير عن أبي الدّرداء قال:
ص: 121
قام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فخطب خطبة خفيفة، فلما فرغ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من خطبته قال:«يا أبا بكر قم فاخطب» فقام أبو بكر فخطب، فقصر دون النبي صلى اللّه عليه و سلم، فلما فرغ أبو بكر من خطبته قال:
«يا عمر قم فاخطب» فقام عمر فخطب فقصّر دون النبي صلى اللّه عليه و سلم و دون أبي (1) بكر، فلما فرغ من خطبته قال:«يا فلان قم فاخطب» قال: قلت: يا أبا عبد اللّه من ذاك ؟ قال: إمّا أن يكون ذكر لي فنسيته، و إمّا لم يذكر. فاستوفى القول، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اجلس أو اسكت» الشك من أبي شهاب،«فإن (2) التشقيق من الشيطان، و البيان من السحر»، ثم قال:«يا ابن أم عبد قم فاخطب» فقام ابن أم عبد، فحمد اللّه تعالى و أثنى عليه ثم قال: أيّها الناس، إنّ اللّه ربّنا و القرآن إمامنا، و إنّ البيت قبلتنا، و إنّ هذا نبينا، ثم أومأ بيده إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:
«أصاب ابن أم عبد و صدق - مرتين - رضيت بما رضي اللّه به لي و لأمتي، و ابن أم عبد، و كرهت ما كره اللّه لي و لأمتي و ابن أم عبد»[6804].
سعيد بن جبير لم يدرك أبي الدّرداء (3).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، و أبو طاهر أحمد بن محمّد، و أبو محمّد، و أبو الغنائم، ابنا (4) أبي عثمان، و عاصم بن الحسن، و الحسين بن أحمد، قالوا: أنا أبو عمر بن مهدي، نا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي يعقوب، نا يزيد بن هارون، نا الأسود بن شيبان، عن أبي نوفل العريجي قال:
لما حضر (5) عمرو بن العاص جزع جزعا شديدا، فجعل يبكي، فقال له ابنه: لم تجزع، فقد كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يستعملك، و يدنيك، قال: قد كان يفعل، و لا أدري أحبّ ذلك منه أو تألّف يتألّفني به، و لكن أشهد على رجلين توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو يحبّهم: ابن سميّة - يعني: عمّارا - و ابن مسعود.
أنبأناه أبو علي الحسن بن أحمد.
ثم أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا يوسف بن الحسن بن محمّد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا عبد اللّه بن جعفر بن أحمد بن فارس، نا يونس بن حبيب، نا أبو داود، نا
ص: 122
الأسود بن شيبان، نا أبو نوفل بن أبي عقرب، قال (1):
جزع عمرو بن العاص عند الموت جزعا شديدا، فقال له ابنه عبد اللّه: يا أبا عبد اللّه، ما هذا الجزع و قد كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يستعملك و يدنيك ؟ فقال: أي بني، سأخبرك عن ذلك، قد كان يفعل ذلك فو اللّه ما أدري أ حبا كان ذلك منه أو تألفا كان يتألفني، و لكن أشهد على رجلين فارق الدنيا و هو يحبّهما: ابن أم عبد، و ابن سميّة.
و روي هذا الحديث عن عثمان بن أبي العاص الثقفي، و هو غريب:
أخبرناه أبو الحسن علي بن أحمد، قال: نا - و أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، و أبو منصور بن زريق، قالا: أنا - أبو بكر الخطيب (2)،أنا القاضي أبو عمر الهاشمي، نا علي بن إسحاق المادرائي (3)،أنا علي بن حرب، نا أبو عبد اللّه الأغرّ محمّد بن صبيح، نا حاتم بن عبد اللّه (4)،نا جرير بن حازم، عن الحسن، عن عثمان بن أبي العاص قال:
رجلان مات رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو يحبّهما: عبد اللّه بن مسعود، و عمّار بن ياسر.
أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد بن الحصين، أنا أبو علي التميمي، أنا أحمد بن جعفر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد (5)،حدّثني أبي، حدّثنا يحيى.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر المغربي، أنا أبو بكر الجوزقي، أنا مكي بن عبدان، أنا عبد اللّه بن هاشم، نا يحيى بن سعيد.
عن شعبة، حدّثني - و في حديث [ابن] (6) الحصين: نا - أبو إسحاق عن عبد الرّحمن بن يزيد، قال: قلت - و في حديث ابن الحصين: قلنا - لحذيفة: أخبرنا برجل قريب الهدي و السّمت و الدّلّ برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نأخذ - و في حديث ابن الحصين: فنأخذ - عنه، فقال: ما أعلم أحدا أقرب سمتا و هديا و دلا برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى (7)-و في حديث ابن الحصين: حتى يواريه جدار بيته من ابن أم عبد.
أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرازي، أنا أبو مسلم محمّد بن
ص: 123
أحمد، نا عبد اللّه بن محمّد، قال: نا محمّد بن بشّار بندار، أنا محمّد بن جعفر.
ح (1) و أخبرنا أبو سهل أيضا، أنا أبو الفضل، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا محمّد بن بشار، و عمرو بن علي، قالا: نا محمّد بن جعفر.
نا شعبة، عن أبي إسحاق قال: سمعت عبد الرّحمن بن يزيد قال: قلنا لحذيفة:
أخبرنا برجل قريب السّمت و الدّلّ برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى نلزمه، قال: ما أعلم - و في حديث الروياني: ما أعرف - أحدا أقرب سمتا و هديا و دلا - و في حديث الروياني: و لا هديا و لا دلا - برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و في حديث عبد اللّه: برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى يواريه جدار بيته، من ابن أم عبد - و في حديث الروياني: من ابن مسعود.
قال شعبة: قال أبو إسحاق: و حدّثني الأعمش، عن أبي وائل، عن حذيفة قال: قد - و في حديث الروياني: لقد - علم المحفوظون من أصحاب محمّد أن ابن مسعود - و في حديث الرّوياني: ابن أم عبد - أقربهم وسيلة إلى اللّه يوم القيامة - و في حديث الرّوياني:
عبد اللّه - وسيلة يوم القيامة-.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2)،نا عبيد اللّه، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الرّحمن بن يزيد قال: أتينا حذيفة فقلنا له: حدّثنا بأقرب الناس برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم هديا و سمتا و دلاّ، نأخذ (3) عنه، و نسمع منه، قال: كان أقرب الناس برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم هديا و سمتا و دلاّ عبد اللّه بن مسعود حتى توارى (4) عنا في بيته، و لقد علم المحفوظون من أصحاب محمّد صلى اللّه عليه و سلم أنه (5) من أقربهم إلى اللّه زلفى.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي التميمي، أنا أحمد بن جعفر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد (6)،حدّثني أبي، نا وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الرّحمن بن يزيد قال: قلنا لحذيفة: أخبرنا عن أقرب الناس سمتا من (7) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، نأخذ عنه و نسمع منه، فقال: كان أشبه الناس سمتا و دلاّ و هديا من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ابن أم عبد.
ص: 124
قال (1):و حدّثني أبي، نا [حسين بن] (2) محمّد، نا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الرّحمن بن يزيد قال:
أتينا حذيفة فقلنا: دلّنا على أقرب الناس برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم هديا و سمتا و دلاّ، نأخذ عنه و نسمع منه، فقال: كان أقرب الناس برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم هديا و سمتا و دلاّ ابن أم عبد، حتى يتوارى عني (3) في بيته، و لقد علم المحفوظون من أصحاب محمّد صلى اللّه عليه و سلم أن ابن أم عبد من أقربهم إلى اللّه عزّ و جلّ زلفة.
أخبرنا أبو بكر محمّد (4) بن شجاع، أنا أبو مسعود سليمان بن إبراهيم، و أبو الحسن سهل بن عبد اللّه، و أبو شكر غانم بن عبد الواحد بن عبد الرحيم الخطيب، و أبو الخير محمّد بن أحمد بن ررا (5)،و أحمد بن عبد الرّحمن الذكواني، و محمّد بن علي بن جولة (6)، و رجاء بن عبد الواحد بن عبد اللّه بن قولويه.
ح و أخبرنا أبو القاسم رجاء بن حامد بن رجاء المعدّل، نا سليمان بن إبراهيم.
ح و أخبرنا أبو غانم صاعد بن رجاء بن محمّد بن عبد الوهّاب، أنا رجاء بن عبد الواحد.
قالوا: حدّثنا محمّد بن إبراهيم الجرجاني، أنا العبّاس بن محمّد بن معاذ، نا سهل بن عمّار، نا محمّد بن عبيد الطّنافسي، نا الأعمش، عن شقيق قال: سمعت حذيفة يقول:
إن أشبه الناس سمتا و هديا و دلاّ بمحمّد صلى اللّه عليه و سلم: عبد اللّه بن مسعود، من حين أن يدخل إلى أن يرجع، ما أدري ما يصنع في بيته.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (7)،حدّثني أبي، نا محمّد بن عبيد، نا الأعمش، عن شقيق، قال: قال حذيفة:
إن أشبه الناس هديا و دلاّ و سمتا بمحمّد صلى اللّه عليه و سلم عبد اللّه بن مسعود من حين يخرج إلى أن
ص: 125
يرجع ما أدري ما يصنع في بيته.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين (1) بن المظفّر.
ح (2) و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عبد الباقي بن محمّد بن غالب، أنا أحمد بن محمّد بن عمران بن موسى بن الجندي، قال: نا أبو (3) محمّد يحيى بن محمّد بن صاعد، نا بندار، نا محمّد بن جعفر، نا شعبة - و في حديث (4):
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان (5)،أنا أبو الحسين (6) عبد اللّه بن محمّد بن يونس (7) السّمناني (8)،نا إسماعيل بن حفص الأبلّي، أنا غندر عن شعبة.
عن أبي إسحاق، حدّثني سليمان الأعمش - و في حديث الأبلّي: عن الأعمش - عن أبي وائل، عن حذيفة قال:
لقد علم المحفوظون من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن ابن أم عبد أقربهم إلى اللّه وسيلة يوم القيامة - و في حديث الأبلّي: من أقربهم وسيلة إلى اللّه يوم القيامة-.
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر المقرئ (9)،أنا أبو بكر الجوزقي، أنا أبو العبّاس عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن حمّاد العسكري - ببغداد - نا محمّد بن عبيد اللّه بن يزيد، نا وهب بن جرير، نا شعبة، عن - يعني - الأعمش، عن أبي وائل، عن حذيفة قال: لقد علم المحفوظون من أصحاب محمّد صلى اللّه عليه و سلم أن ابن أم عبد أقربهم عند اللّه وسيلة.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمّد بن موسى، أنا يحيى بن إسماعيل بن يحيى الحربي، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن، نا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع، عن قطن، عن شقيق بن سلمة قال: قال حذيفة:
ص: 126
لقد علم المحفوظون من أصحاب محمّد صلى اللّه عليه و سلم أن عبد اللّه بن مسعود من أقربهم وسيلة عند اللّه يوم القيامة.
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل السّوسي، نا علي بن الحسن بن طاوس العاقولي، أنا أبو القاسم بن بشران [نا] (1) عبد الباقي بن قانع، نا بشر بن موسى، نا خلاّد، نا فطر عن (2) شقيق بن سلمة قال:
كنت جالسا مع حذيفة، فمرّ عبد اللّه بن مسعود، فقال حذيفة: لقد علم المحفوظون من أصحاب محمّد صلى اللّه عليه و سلم أن عبد اللّه أقربهم وسيلة إلى اللّه يوم القيامة.
أخبرنا أبو منصور بن زريق، نا أبو بكر الخطيب (3)،أخبرني أبو بكر محمّد بن الحسين بن إبراهيم الخفّاف، نا أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، نا أبو مسلم إبراهيم بن عبد اللّه البصري، نا الحجّاج بن المنهال.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (4)،نا الحجّاج.
نا مهدي بن ميمون، عن واصل الأحدب، عن أبي وائل، عن حذيفة قال: لقد علم المحفوظون من أصحاب محمّد صلى اللّه عليه و سلم أن ابن أم عبد من أقربهم إلى اللّه وسيلة - و في حديث يعقوب: أن ابن مسعود - و الباقي مثله.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا محمّد بن يعقوب، نا عبد اللّه بن أحمد، نا أبي، نا أبو معاوية، نا الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة قال: كان عبد اللّه يشبه بالنبي صلى اللّه عليه و سلم في هديه و سمته و دلّه (5).
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (6)،نا ابن نمير، نا أبو معاوية، نا الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة قال: كان عبد اللّه بن مسعود يشبه بالنبي صلى اللّه عليه و سلم في هديه و دلّه
ص: 127
و سمته، و كان علقمة يشبّه بعبد اللّه.(1) أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين (2) بن أحمد بن علي البيهقي، أنا القاضي أبو علي محمّد بن علي بن إسماعيل العراقي.
ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و عبيد اللّه بن أحمد بن محمّد بن البخاري، و أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك، و أبو الدرّ ياقوت بن عبد اللّه، قالوا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، قالوا (3):نا أبو طاهر المخلّص - إملاء - نا أبو العبّاس أحمد بن عيسى بن السكين البلدي، حدّثني إسحاق بن زريق، نا مخلد - يعني: ابن يزيد - نا ابن جريج، عن عطاء، عن جابر بن عبد اللّه قال:
لما استوى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على المنبر يوم الجمعة قال:«اجلسوا»، فسمع ذلك ابن مسعود، فجلس عند باب المسجد، فرآه النبي - و قال إسحاق: رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - فقال:«تعال (4)يا عبد اللّه بن مسعود»([6805].
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية.
ح و أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الطّيّب عثمان بن عمرو بن محمّد بن المنتاب.
قالا: نا يحيى بن محمّد بن صاعد، حدّثنا الحسين بن الحسن، أنا ابن المبارك، أنا محمّد بن مسلم، عن إبراهيم بن ميسرة قال:
بلغني أن ابن مسعود مرّ بلهو معرضا، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن أصبح أو أمسى ابن مسعود لكريما» ثم تلا إبراهيم: وَ إِذٰا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرٰاماً (5)[6806].
أخبرنا أبو المعالي الفارسي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا جناح بن نذير (6)-بالكوفة - أنا
ص: 128
أبو جعفر بن دحيم، نا أحمد بن حازم، أنا قبيصة.
ح (1) و أخبرنا أبو المعالي أيضا، أنا أبو بكر البيهقي.
ح (2) و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه.
قالا: أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (3)،نا أبو نعيم و قبيصة، قالا: نا سفيان (4)،عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرّب قال:
كتب عمر إلى أهل الكوفة - و قال قبيصة: جاءنا كتاب عمر:- إنني قد بعثت إليكم عمّار بن ياسر أميرا، و عبد اللّه بن مسعود معلّما و وزيرا، و هما من النجباء من أصحاب محمّد صلى اللّه عليه و سلم من أهل بدر، فاقتدوا بهما، و اسمعوا من قولهما، و قد آثرتكم بعبد اللّه [على نفسي] (5).
[أخبرنا أبو محمّد بن صابر و غيره إذنا قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، نا أبو بكر الخطيب] (6)،أنا إبراهيم بن عمر الفقيه، نا محمّد بن العبّاس الخزّاز، نا محمّد بن القاسم بن الأنباري، نا إبراهيم بن موسى، نا يوسف بن موسى، نا عمر بن هارون الخراساني، عن ربيعة بن عثمان، عن محمّد بن كعب القرظي قال:
كان ممن ختم القرآن و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حيّ : عثمان بن عفّان، و علي بن أبي طالب، و عبد اللّه بن مسعود.
في هذا الإسناد نظر، و المحفوظ أن عبد اللّه إنما حفظ في عهد النبي صلى اللّه عليه و سلم بضعة (7)و سبعين سورة، و حفظ الباقي بعده.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه أحمد (8)،حدّثني أبي، نا محمّد بن جعفر، نا شعبة، عن عبد الرّحمن بن
ص: 129
عابس (1)،نا رجل من همدان من أصحاب عبد اللّه قال: قال عبد اللّه: قرأت من [في] (2)رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سبعين سورة.
كتب إليّ أبو بكر عبد الغفّار بن محمّد الشّيروي، ثم حدّثني أبو المحاسن عبد الرزّاق محمّد عنه، أنا أبو بكر الحيري، نا أبو العبّاس الأصمّ ، نا إبراهيم بن إسحاق الصّوّاف الكوفي - بالكوفة - نا محمّد بن الجنيد، عن يحيى بن سالم، عن هاشم بن البريد، عن بيان أبي بشر، عن زاذان، عن عبد اللّه قال: قرأت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سبعين سورة.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمّد بن مخلد، نا أحمد بن منصور بن راشد، نا علي بن الحسن، أنا أبو حمزة، عن الأعمش، عن أبي الضّحى عن مسروق (3) قال: قال عبد اللّه:
و الذي لا إله غيره لقد قرأت من في رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بضعا و سبعين سورة، و لو أعلم أحدا أعلم بكتاب اللّه تعالى منّي تبلّغني الإبل إليه لأتيته.
و سيأتي باقي هذه الأحاديث في موضعها.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد بن أبي عثمان، و أبو طاهر أحمد بن محمّد بن إبراهيم.
ح و أخبرنا (4) أبو عبد اللّه بن القصاري، أنا أبي أبو طاهر.
قالا: أنا إسماعيل بن الحسن بن عبد اللّه الصرصري، نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا محمّد بن عمرو بن العبّاس، نا أبو عامر، نا محمّد بن طلحة، عن الأعمش، عن خيثمة قال:
كنت جالسا عند عبد اللّه - يعني - ابن عمرو (5)،فذكر ابن مسعود، فقال: إن ذاك لرجل لا أزال أحبّه بعد أن سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«استقرءوا القرآن من أربعة: من عبد اللّه بن
ص: 130
مسعود»، فبدأ به،«و أبيّ بن كعب، و معاذ بن جبل، و سالم مولى أبي حذيفة»[6807].
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني أبو صالح محمّد بن زنبور المكّي، نا فضيل بن عياض، عن الأعمش، عن خيثمة، عن عبد اللّه بن عمرو قال:
لا أزال أحبّ ابن مسعود لما بدأ به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«خذوا القرآن من أربعة: من ابن أم عبد، و أبيّ ، و معاذ بن جبل، و سالم مولى أبي حذيفة»[6808].
رواه النّسائي عن محمّد بن زنبور.
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر المغربي، أنا الجوزقي، أنا مكي بن عبدان، نا عبد اللّه بن هاشم (1)،نا أبو معاوية عن الأعمش، عن شقيق - يعني - عن (2) مسروق، عن عبد اللّه بن عمرو قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«خذوا القرآن من أربعة: من أبيّ بن كعب، و عبد اللّه بن مسعود، و معاذ بن جبل، و سالم مولى أبي حذيفة»[6809].
قال: و أنا [أبو العباس الدغولي، نا محمّد بن يحيى، نا محمّد بن يوسف، عن سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن مسروق، عن] (3) عبد اللّه بن عمرو قال: ذاك رجل لم أزل أحبّه - يعني - ابن مسعود، إني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«اقرءوا القرآن من أربعة نفر: من ابن أم عبد» فبدأ به «و أبيّ بن كعب، و معاذ بن جبل، و سالم مولى أبي حذيفة»[6810].
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد (4)،حدّثني أبي، نا يعلى، نا الأعمش، عن أبي وائل، عن مسروق قال:
كنت جالسا عند عبد اللّه بن عمرو فذكر عبد اللّه فقال: إنّ ذاك لرجل لا أزال أحبّه أبدا، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«خذوا القرآن عن أربعة: عن ابن أم عبد - فبدأ به - و عن معاذ، و عن سالم مولى أبي حذيفة»، قال يعلى: و نسيت الرابع[6811].
قال (5):و حدّثني أبي، نا وكيع، نا الأعمش، عن أبي وائل، عن مسروق قال:
ص: 131
كنا نأتي عبد اللّه بن عمرو فنتحدث عنده، فذكرنا يوما عبد اللّه بن مسعود، فقال: لقد ذكرتم رجلا لا أزال أحبّه مذ (1) سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«خذوا القرآن من أربعة: من ابن أم عبد - فبدأ به - و معاذ بن جبل، و أبيّ بن كعب، و سالم مولى أبي حذيفة»[6812].
قال (2):و حدّثني أبي، نا محمّد بن جعفر، نا شعبة، عن سليمان قال: سمعت أبا وائل يحدّث عن مسروق عن عبد اللّه بن عمرو عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«استقرءوا القرآن من أربعة: من عبد اللّه بن مسعود، و سالم مولى أبي حذيفة، و معاذ بن جبل، و أبيّ بن كعب»[6813].
قال (3):و حدّثني أبي، نا محمّد بن جعفر، و هاشم بن القاسم، قالا: نا شعبة، عن عمرو بن مرّة، عن إبراهيم، عن مسروق قال: ذكروا ابن مسعود عند عبد اللّه بن عمرو فقال:
ذاك رجل لا أزال أحبّه بعد ما سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«استقرءوا القرآن من أربعة: من ابن مسعود، و سالم مولى أبي حذيفة، و أبيّ (4)،و معاذ بن جبل».
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري، و أبو نصر الزينبي.
ح و أخبرنا أبو الفضل محمّد، و أبو القاسم محمود ابنا (5) أحمد بن الحسن - بتبريز - قالا: أنا أبو نصر الزينبي.
قالوا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا محمّد بن يحيى بن كثير - بحرّان (6)-نا محمّد بن وهب الحرّاني، نا محمّد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم، حدّثني زيد بن أبي أنيسة، عن طلحة بن مصرّف، عن مسروق قال: سمعت عبد اللّه بن عمرو يقول:
لا أزال أحبّ عبد اللّه بن مسعود منذ سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول، قلنا: و ما ذا سمعته قال ؟ قال:«اقرءوا القرآن من أربعة: من رجلين من المهاجرين، و رجلين من الأنصار، من عبد اللّه بن مسعود، و من سالم مولى أبي حذيفة، و معاذ بن جبل، و أبيّ بن كعب»[6814].
ص: 132
(1) أخبرنا أبو السعادات أحمد بن أحمد المتوكّلي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد اللّه بن مهدي البزاز، نا أبو عبد اللّه محمّد بن مخلد العطار، نا أحمد بن منصور بن راشد، أنا علي بن الحسن، أنا أبو حمزة، عن الأعمش، عن أبي الضّحى، عن مسروق قال: قال عبد اللّه:
و الّذي لا إله غيره، لقد قرأت من في رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بضعا و سبعين سورة، و لو أعلم أحدا أعلم بكتاب اللّه منّي تبلّغني الإبل إليه لأتيته.
أخبرنا (2) أبو بكر محمّد بن الحسين (3) المقرئ، أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا عثمان بن محمّد بن القاسم البزاز، أنا أبو بكر عبد اللّه بن أبي داود، نا يوسف بن موسى، نا جرير، عن الأعمش، عن أبي الضّحى، عن مسروق قال:
قال عبد اللّه حين صنع بالمصاحف ما صنع: و الّذي لا إله غيره ما أنزلت من سورة إلاّ أعلم حيث أنزلت، و ما من آية إلاّ أعلم فيما أنزلت، و لو أني أعلم أحدا بكتاب اللّه تعالى منه تبلّغنيه الإبل لأتيته.(4) أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد الزهري، نا عبد اللّه بن إسحاق المدائني.
ح (5) و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد.
ح و أخبرنا أبو سهل بن سعدويه، أنا أبو الفضل الرّازي، أنا أبو مسلم الكاتب، نا عبد اللّه بن محمّد.
ص: 133
قالا: نا عثمان بن أبي شيبة، نا محمّد بن أبي عبيدة، نا أبي، عن الأعمش، عن أبي [رزين، عن] (1) زرّ بن حبيش قال عبد اللّه بن مسعود: لقد قرأت من في رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بضعا و سبعين سورة و إن لزيد لذؤابتين..
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو بكر محمّد بن عبيد اللّه بن الشّخّير الصيرفي، نا أحمد بن الهيثم أبو بكر الدقّاق، نا عمر بن محمّد بن الحسن، نا أبي، نا أبو عوانة، عن مغيرة، عن أبي الضّحى، عن مسروق عن عبد اللّه قال:
ما في القرآن آية إلاّ أنا أعلم حيث نزلت، و فيما نزلت، و لو أعلم أحدا أعلم بكتاب اللّه تعالى منّي تبلّغنيه الإبل لرحلت إليه.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو عمرو عثمان بن محمّد بن القاسم الأدمي، نا أبو بكر عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، حدّثنا محمّد بن عثمان العبسي، نا إسماعيل بن بهرام، نا سعير بن الخمس (2)،عن مغيرة، عن أبي الضّحى، عن مسروق قال:
كان عبد اللّه و حذيفة، و أبو موسى في منزل أبي موسى، فقال حذيفة: أما أنت يا عبد اللّه بن قيس فبعثت إلى أهل البصرة أميرا و معلّما، فأخذوا من أدبك، و من لغتك، و من قراءتك، و أمّا أنت يا عبد اللّه بن مسعود فبعثت إلى أهل الكوفة معلّما فأخذوا من أدبك و من لغتك و من قراءتك، فقال عبد اللّه: أما أني إذا لم أضلّهم (3) و ما في كتاب اللّه آية إلاّ أعلم حيث نزلت، و فيمن نزلت، و لو أعلم أحدا أعلم بكتاب اللّه منّي تبلّغنيه الإبل لرحلت إليه.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمّد، أنا يحيى بن إسماعيل بن يحيى، نا أبو (4) حاتم مكي بن عبدان التميمي، نا عبد الرّحمن بن بشر، نا روح بن عبادة، نا شعبة، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد اللّه قال:
قد علم أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أني أقرأهم لكتاب اللّه، ثم قال: إنّي لست بأكبرهم.
ص: 134
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن نصر بن يحيى، نا حاجب بن سليمان، نا مالك بن سعير، عن الأعمش، عن أبي وائل قال:
خطبنا عبد اللّه فقال: و اللّه إنّي لأعلم أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بكتاب اللّه عزّ و جل، و ما أنا بخيرهم، و لو علمت مكان رجل أعلم بكتاب اللّه مني تبلغه الإبل لرحلت إليه.
فقال أبو وائل: فجلست في الحلق بعد ذلك، فما رأيت أحدا ينكر ما قال.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الفضل بن خيرون، قالا: أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي نا جرير، عن الأعمش، عن أبي وائل قال:
لما شقّ عثمان المصاحف بلغ ذلك عبد اللّه بن مسعود فقال: لقد علم أصحاب محمّد صلى اللّه عليه و سلم أنّي أعلمهم بكتاب اللّه، و ما أنا بخيرهم، و لو أعلم أن أحدا أعلم بكتاب اللّه مني تبلّغنيه الإبل لأتيته.
فقال أبو وائل: فقمت إلى الحلق أسمع ما يقولون، فما سمعت أحدا من أصحاب محمّد صلى اللّه عليه و سلم ينكر ذلك عليه.
أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو منصور محمّد بن أحمد بن علي بن شكرويه، و أبو المظفّر محمود بن جعفر بن محمّد بن أحمد بن الكوسج، قالا: أنا أبو علي الحسن بن علي بن أحمد بن البغدادي، نا محمّد بن علي بن الحسين بن يزيد الهمذاني، نا محمّد بن عبد العزيز مبارك الدّينوري، نا عفّان، نا عبد الواحد، نا الأعمش، عن أبي وائل عن عبد اللّه قال:
لقد أخذت من في رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بضعا و سبعين سورة، و إنّ زيد بن ثابت له ذؤابة يلعب مع الغلمان.
أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (1)،نا أبو جعفر بن المسلمة، نا أبو عمرو عثمان بن محمّد بن القاسم، نا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، نا عبد اللّه بن محمّد بن النعمان، نا سعيد بن سليمان، نا أبو شهاب، عن الأعمش، عن أبي وائل قال:
ص: 135
خطب ابن مسعود على المنبر فقال: مَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمٰا غَلَّ يَوْمَ الْقِيٰامَةِ (1)،غلّوا (2)مصاحفكم، كيف تأمروني أن أقرأ على قراءة زيد بن ثابت ؟ و قد قرأت من في رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بضعا و سبعين سورة، و إنّ زيد بن ثابت ليأتي مع الغلمان له ذؤابتان، و اللّه، ما نزل من القرآن إلاّ و أنا أعلم في [أي] (3) شيء نزل، ما أحد أعلم بكتاب اللّه منّي، و أما أنا خيركم (4)،و لو أعلم مكانا تبلّغه الإبل أعلم بكتاب اللّه مني لأتيته.
قال أبو وائل: فلما نزل عن المنبر جلست في الحلق فما أحد (5) ينكر ما قال (6).
قال: و نا عبد اللّه، نا هارون بن إسحاق، نا عبدة، عن الأعمش، عن شقيق قال: قال عبد اللّه: مَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمٰا غَلَّ يَوْمَ الْقِيٰامَةِ ،على قراءة من تأمروني أن أقرأ؟ لقد قرأت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بضعا (7) و سبعين سورة، لقد علم أصحاب محمّد صلى اللّه عليه و سلم أني أعلمهم بكتاب اللّه، و لو علمت أن أحدا أعلم بكتاب اللّه منّي لرحلت إليه.
قال شقيق: فجلست في حلق من أصحاب محمّد صلى اللّه عليه و سلم فما سمعت أحدا يعيب عليه شيئا ممّا قاله، و لا يردّه.
أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، و فاطمة بنت محمّد، قالا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ.
قالا: أنا أبو يعلى (8)،نا سعيد بن الأشعث، أخبرني الهيثم بن السراج (9) العبدي قال:
سمعت - و في حديث ابن حمدان: عن - الأعمش يحدّث عن يحيى بن وثّاب عن علقمة بن قيس عن عبد اللّه بن مسعود قال:
عجبت - و قال ابن المقرئ: عجب للناس - و تركهم قراءتي، و أخذهم قراءة زيد، و قد
ص: 136
أخذت من في رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سبعين سورة، و زيد بن ثابت غلام (1) صاحب ذؤابة، يجيء و يذهب في المدينة.
كذا قالوا، و الصواب: الهيثم بن الشداخ.
أخبرناه أبو بكر محمّد بن الفضل بن محمّد بن علي بن محمّد الخاني، و أبو القاسم إسماعيل بن علي بن الحسين الحمّامي، قالا: أنا أبو مسلم محمّد بن علي بن محمّد بن الحسين بن مهرابزد (2) الأديب، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا سعيد بن الأشعث، نا الهيثم بن شدّاخ العيدي قال: سمعت الأعمش يحدّث عن يحيى بن وثّاب (3) عن علقمة بن قيس عن عبد اللّه بن مسعود قال:
عجب للناس و تركهم قراءتي و أخذهم قراءة زيد بن ثابت،[و] قد أخذت من في رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سبعين سورة و زيد بن ثابت غلام صاحب ذؤابة، يجيء و يذهب في المدينة.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا عثمان بن محمّد بن القاسم، نا عبد اللّه بن سليمان قال: و قال محمّد بن معمر البحراني عن يحيى بن حمّاد، نا أبو عوانة، عن إسماعيل بن سالم، عن أبي سعد الأزدي قال: سمعت عبد اللّه بن مسعود يقول:
أقرأني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سبعين سورة أحكمتها قبل أن يسلم زيد بن ثابت.
أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، نا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد الحنظلي، نا أبو قلابة، نا يحيى بن حمّاد، نا أبو عوانة، حدّثني إسماعيل بن سالم، عن أبي سعد الأزدي، قال: سمعت عبد اللّه بن مسعود يقول: أقرأني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سبعين سورة أحكمتها قبل أن يسلم زيد بن ثابت.
أخبرنا أبو بكر بن المزرقي (4)،أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا عثمان بن محمّد، نا أبو بكر بن أبي داود (5)،نا أحمد بن منصور بن سيّار، نا قبيصة، نا سفيان، عن أبي إسحاق، عن خمير بن مالك قال: قال عبد اللّه:
ص: 137
لقد قرأت من في رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سبعين سورة، و إن زيد بن ثابت ذو ذؤابتين، يلعب (1)مع الصّبيان.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه أحمد (2)،حدّثني أبي، نا وكيع.
ح و أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين.
ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه.
قالا: أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال (3):نا قبيصة قال (4):نا سفيان، عن أبي إسحاق، عن خمير بن مالك قال: قال عبد اللّه بن مسعود:
قرأت من في رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سبعين سورة، و إن زيد بن ثابت له ذؤابة في الكتّاب - و في حديث قبيصة: و زيد بن ثابت له ذؤابتان يلعب مع الصبيان-.
أخبرنا (5) أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا محمّد بن أحمد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي، نا الواقدي (6)،أنا الثوري، عن أبي إسحاق، عن زيد بن وهب قال:
لما قدم علينا عبد اللّه قال: دخلنا عليه، فقلنا: اقرأ علينا سورة البقرة، قال: لا أحفظها.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي الواعظ ، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (7)،حدّثني أبي، حدّثنا أسود بن عامر، أنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن خمير بن مالك قال: أمر بالمصاحف أن تغيّر قال: قال ابن مسعود: من استطاع منكم أن يغلّ مصحفه فليغلّه، فإنه من غلّ شيئا جاء به يوم القيامة، قال: ثم قال: قرأت من في رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سبعين سورة، أ فأترك ما أخذت من في رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.
أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (8)،نا أبو جعفر المعدّل، أنا عثمان بن محمّد، أنا أبو
ص: 138
بكر بن أبي داود (1)،نا عمي، نا ابن رجاء (2)،أنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن خمير بن مالك عن عبد اللّه قال: لما أمر بالمصاحف تغيّر، ساء ذلك عبد اللّه بن مسعود قال: من استطاع منكم أن يغلّ مصحفا فليغلّ ، فإنه من غلّ شيئا جاء بما غلّ يوم القيامة، ثم قال عبد اللّه: لقد قرأت من في رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سبعين سورة، و زيد صبي، أ فأترك ما أخذت من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: و نا ابن أبي داود،[نا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود] (3)،نا عمرو بن ثابت، عن أبي إسحاق، عن خمير بن (4) مالك قال: سمعت ابن مسعود يقول:
إنّي غالّ مصحفي، فمن استطاع أن يغلّ مصحفا فليغلّ ، فإن اللّه يقول: وَ مَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمٰا غَلَّ يَوْمَ الْقِيٰامَةِ و لقد أخذت من في رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سبعين سورة و إن زيد بن ثابت لصبيّ من الصبيان، أ فأدع ما أخذت من في رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: و نا ابن أبي داود (5)،نا محمّد بن بشّار، نا عبد الرّحمن، نا إبراهيم بن سعد (6)، عن الزهري قال: و أخبرني عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة:
أن عبد اللّه بن مسعود كره لزيد بن ثابت نسخ المصاحف، فقال: يا معشر المسلمين، أعزل عن نسخ كتاب المصاحف، و يولاها (7) رجل، و اللّه لقد أسلمت و إنه لفي صلب أبيه كافر - يريد زيد بن ثابت - و لذلك قال عبد اللّه: يا أهل الكوفة، أو يا أهل العراق، اكتموا المصاحف التي عندكم، و غلّوها فإن اللّه عزّ و جلّ يقول: وَ مَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمٰا غَلَّ يَوْمَ الْقِيٰامَةِ فالقوا اللّه بالمصاحف.
قال الزهري: فبلغني أن ذلك كره من مقالة ابن مسعود [كرهه] (8) رجال من أفاضل أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم.
ص: 139
قال ابن [أبي] داود: عبد اللّه بن مسعود بدري، و ذلك ليس هو بدري، و إنّما ولّوه لأنه كاتب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.
قال: و نا ابن أبي داود (1)،نا عمّي و حمدان بن علي، قالا: نا ابن الأصبهاني عن عبد السّلام بن حرب، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة قال:
قدمت الشام، فلقيت أبي الدّرداء، فقال: كنا نعدّ (2) عبد اللّه حنانا فما باله يواثب الأمراء (3).
كتب إليّ أبو بكر عبد الغفّار بن محمّد، و حدّثني أبو المحاسن عبد الرزّاق بن محمّد عنه، أنا أبو بكر الحيري، نا أبو العبّاس الأصمّ ، نا أحمد بن عبد الجبّار، نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي ظبيان (4)،عن ابن (5) عبّاس قال:
أي القراءتين تعدّون أول ؟ قال: قلنا: قراءة عبد اللّه، قال: لا، إن (6) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان يعرض عليه القرآن في كل رمضان مرة إلاّ العام الذي قبض فيه، فإنه عرضه عليه مرّتين، فحضره عبد اللّه، فشهد ما نسخ منه و ما بدّل.
و إنما شق ذلك على ابن مسعود لأنه عدل عنه مع فضله و سنّه و فوّض ذلك إلى من هو بمنزلة ابنه، و إنما ولى عثمان زيد بن ثابت لحضوره و غيبة عبد اللّه، و لأنه كان يكتب الوحي لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و كتب المصحف في عهد أبي بكر الصّدّيق.
و قد روي عن ابن مسعود أنه رضي بذلك، و تابع (7) و وافق رأي عثمان في ذلك، و راجع.
و ذلك فيما أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر [أنبأ أبو بكر البيهقي، أنا علي بن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد، نا هشام بن علي، نا ابن رجاء] (8)-يعني - عبد اللّه، أنا محمّد بن
ص: 140
طلحة، عن زبيد، عن عبد الرّحمن بن عابس، عن رجل، عن عبد اللّه بن مسعود:
أنه أتاه ناس من أهل الكوفة، فقرأ عليهم السّلام و أمرهم بتقوى اللّه عزّ و جلّ ، و أن لا يختلفوا في القرآن، و لا يتنازعوا فيه، فإنه لا يختلف، و لا ينسى، و لا ينفد لكثرة الرد، أ فلا يرون شريعة الإسلام فيه واحدة، حدودها و فرائضها، و أمر اللّه فيها، و لو كان شيء من الحرفين يأتي شيء ينهى عنه الآخر، كان ذلك الاختلاف، و لكنه جامع لذلك كله، و إنّي لأرجو أن يكون قد أصبح فيكم اليوم من الفقه و العلم من خير ما في الناس، و لو أعلم أحدا تبلّغنيه الإبل هو أعلم بما أنزل على محمّد لقصدته حتى أزداد علما إلى علمي، فقد علمت أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان يعرض عليه القرآن في كل عام مرّة، فعرض عام توفي فيه مرّتين، فكنت إذا قرأت عليه أخبرني أني محسن، فمن قرأ على قراءتي فلا يدعها رغبة عنها، و من قرأ على شيء من هذه الحروف فلا يدعه رغبة عنه، فإن من جحد بحرف منه جحد به كلّه.
أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي التميمي، أنا أبو بكر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي [حدّثنا] (2) محمّد بن جعفر، نا شعبة، عن عبد الرّحمن بن عابس، نا رجل من أهل (3) همدان من أصحاب عبد اللّه - و ما سمّاه لنا - قال:
لما أراد عبد اللّه أن يأتي المدينة جمع أصحابه فقال: و اللّه إني لأرجو أن يكون قد أصبح اليوم فيكم من أفضل ما أصبح في أجناد المسلمين من الدين و الفقه و العلم بالقرآن، إنّ هذا القرآن أنزل على حروف، و اللّه إن كان الرجلان ليختصمان أشدّ ما اختصما في شيء قط ، فإذا قال القارئ: هذا أقرأني (4) قال: أحسنت، و إذا قال الآخر قال: كلاكما محسن، فاقرا (5) إن الصدق يهدي إلى البرّ، و البر يهدي إلى الجنّة، و الكذب يهدي إلى الفجور، و الفجور يهدي إلى النار، و اعتبروا ذاك بقول أحدكم لصاحبه: كذب و فجر، و يقول له إذا صدّقه: صدقت، و بررت إن هذا القرآن لا يختلف و لا يستشنّ (6) و لا ينفذ (7) لكثرة الرد، فمن قرأه (8) على شيء من تلك الحروف التي علّم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فلا يدعه رغبة عنه، فإنه من يجحد بآية منه يجحد به كلّه، فإنما هو كقول أحدكم لصاحبه: اعجل و حيّ هلا، و اللّه لو أعلم رجلا أعلم بما أنزل اللّه
ص: 141
على محمّد (1) مني لطلبته، حتى ازداد علمه إلى علمي، إنه سيكون قوم يميتون الصّلاة، فصلّوا الصلاة لوقتها، و اجعلوا صلاتكم معهم تطوعا، و إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان يعارض بالقرآن في كل رمضان، و إني عرضت عليه في العام الذي قبض فيه مرتين، فأنبأني أني محسن، و قد قرأت من [في] (2) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سبعين سورة.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، أنا أبو جعفر المعدّل، أنا أبو عمرو عثمان بن محمّد، نا أبو بكر بن أبي داود (3)،نا عبد اللّه بن سعيد، و محمّد بن عثمان العجلي، قالوا (4):أنا أبو أسامة، حدّثني زهير قال: حدّثني الوليد بن قيس، عن عثمان بن حسّان العامري، عن فلفلة الجعفي، قال:
فزعت فيمن فزع إلى عبد اللّه في المصاحف، فدخلنا عليه، فقال رجل من القوم: إنّا لم نأتك زائرين، و لكن جئناك لما راعنا هذا الخبر، فقال: إنّ القرآن أنزل على نبيّكم صلى اللّه عليه و سلم من سبعة أبواب، على سبعة أحرف، و إن الكتاب قبلكم كان ينزل - أو نزل - من باب واحد، على حرف واحد، معناهما واحد.(5) أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الفضل أحمد بن الحسن، قالا: أنا عبد الملك بن محمّد، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي، نا جرير، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري قال (6):
قيل لعلي بن أبي طالب: حدّثنا عن أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال: عن أيّهم ؟ قالوا:
عن عبد اللّه بن مسعود، فقال: قرأ القرآن، و علم السّنّة، ثم انتهى، و كفى بذلك.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين،
ص: 142
أنا عبد اللّه، نا يعقوب (1)،نا عبيد اللّه بن موسى، عن مسعر، عن عمرو بن مرّة، عن أبي البختري قال:
سئل علي عن عبد اللّه بن مسعود فقال: قرأ القرآن ثم قام (2) عنده، و كفى به.
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن [حمزة] (3)،قالا (4):نا عبد العزيز، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، قال: قرئ على خيثمة، نا هلال بن العلاء بن هلال، نا أبي، نا إسحاق بن يوسف الأزرق، نا أبو سنان، نا الضحّاك بن مزاحم، عن النّزّال بن سبرة الهلالي قال:
قالوا:- يعني: لعلي (5)-فحدثنا عن ابن مسعود، قال: ذاك امرؤ قرأ القرآن، فعلم حلاله و حرامه، و علم (6) بما فيه، و نزل عنده (7) و ختم (8).في حديث طويل.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، أنا أبو الغنائم عبد الصّمد بن علي بن محمّد، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي، نا إسماعيل بن العبّاس الورّاق، نا أحمد بن منصور بن سيار، نا عبيد اللّه بن موسى، عن شيبان، عن الأعمش، عن مالك بن الحارث، عن أبي الأحوص قال:
أتينا أبا موسى، فوجدت عنده عبد اللّه، و أبا مسعود، و هم ينظرون في مصحف، فتحدّثنا ساعة، ثم خرج عبد اللّه بن مسعود، فذهب، فقال أبو مسعود: لا و اللّه لا أعلم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ترك أحدا أعلم بكتاب اللّه من هذا القائم.
أخرجه مسلم عن قاسم بن زكريا، عن عبيد اللّه، عن شيبان، عن الأعمش (9).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (10)،نا عبيد اللّه، عن شيبان، عن الأعمش، عن مالك بن الحارث، عن أبي الأحوص قال:
أتيت أبا موسى، و عبد اللّه بن مسعود، و أبا مسعود الأنصاري، و هم ينظرون إلى
ص: 143
مصحف، فتحدثنا ساعة، ثم خرج عبد اللّه فذهب، فقال أبو مسعود: و اللّه ما أعلم النبي صلى اللّه عليه و سلم ترك أحدا أعلم بكتاب اللّه من هذا القائم.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الفضل بن خيرون، قالا: أنا أبو القاسم عبد الملك بن محمّد، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا عبد اللّه بن برّاد (1)،و محمّد بن يزيد، قالا: نا أبو أسامة، حدّثني صالح بن حيّان، عن ابن (2) بريدة: قٰالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ : مٰا ذٰا قٰالَ آنِفاً (3)،قال: عبد اللّه بن مسعود.
قال: و نا محمّد بن عثمان، نا واصل بن عبد الأعلى، نا محمّد بن فضيل، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس قال: هو عبد اللّه بن مسعود.
أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو سعد محمّد بن الحسين بن عبد اللّه بن أبي علانة (4) قال: قرئ على أبي طاهر المخلّص، أنا أبو القاسم البغوي، نا عبد الأعلى بن حماد النرسي، نا حمّاد بن سلمة، عن حمّاد، عن إبراهيم: في قصة ذكرها قال: لما قفّى ابن مسعود قال عمر: كنيف مليء علما.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (5)،نا محمّد بن أبي السري، نا عبد الرزّاق، أنا الثوري، عن الأعمش، عن زيد بن وهب قال:
إني لجالس مع عمر إذ جاءه ابن مسعود، فكاد الجلوس يوارونه من قصره، فضحك عمر حين رآه، فجعل يكلم عمر و يضاحكه، و هو قائم عليه، ثم ولّى فاتبعه عمر بصره حتى توارى فقال: كنيف مليء علما.
ص: 144
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم، نا سليمان بن أحمد (1)،نا محمّد (2) بن الحسن، نا معاوية بن عمرو، نا زائدة، عن الأعمش، عن زيد بن وهب قال:
إنّا (3) لجلوس مع (4) عمر إذ جاء عبد اللّه كان (5) الجلوس يوارونه (6) من قصره، فضحك عمر حين رآه، قال: فجعل يكلم عمر و يضاحكه و هو قائم عليه، ثم ولّى فأتبعه عمر بصره حتى توارى، قال: كنيف مليء فقها.
أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني عبد اللّه بن محمّد بن موسى العدل، نا إسماعيل بن قتيبة، نا محمّد بن عبد اللّه بن نمير، حدّثني أبي.
ح (7) و أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، أنا محمّد بن سعد (8)،أنا عبد اللّه بن نمير، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، قال:
كنت جالسا - زاد ابن سعد: في القوم و قالا:- عند عمر إذ جاء رجل نحيف - زاد ابن الفهم: قليل و قالا:- فجعل عمر ينظر إليه و يتهلل وجهه، ثم قال: كنيف مليء علما، كنيف مليء علما، كنيف مليء علما، فإذا هو ابن مسعود - و في حديث محمّد بن عبد اللّه: كنيف مليء علما مرة واحدة، يعني عبد اللّه بن مسعود.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو نصر بن موسى، أنا أبو زكريا الحربي، أنا عبد اللّه بن محمّد، أنا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع، نا الأعمش، عن زيد بن وهب قال: كنت جالسا عند عمر إذ أقبل عبد اللّه، فأكبّ على عمر، فكلّمه، ثم أدبر، فجعل عمر ينظر إليه و يقول: كنيف مليء علما، و يقول هكذا بيده.
أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا محمّد بن العبّاس، أنا أبو الحسن الخشّاب، أنا الحسين بن محمّد،[نا محمّد] (9) بن سعد (10)،أنا أبو معاوية الضرير،
ص: 145
و عبد اللّه بن نمير، قالا: نا الأعمش، عن زيد بن وهب قال:
أقبل عبد اللّه ذات يوم و عمر جالس، فلما رآه مقبلا قال: كنيف مليء فقها و ربما قال الأعمش: علما.
قال (1):أنا ابن سعد (2)،أنا معن بن عيسى، نا معاوية بن صالح، عن أسد بن وداعة أن عمر بن الخطّاب ذكر ابن مسعود فقال: كنيف مليء علما، آثرت به أهل القادسية.
أنبأنا أبو نصر محمّد بن الحسن بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري - قراءة - أنا أبو عمر بن حيّوية - إجازة - أنا أبو الحسن بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3)،أنا محمّد بن عبيد الطّنافسي، عن جويبر، عن الضحّاك قال:
قال عمر: لقد آثرت أهل الكوفة بابن أم عبد على نفسي، إنّه من أطولنا فوقا (4)،كنيف مليء علما.
أخبرنا أبو بكر، أنا أبو محمّد، أنا أبو عمر، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين، نا محمّد بن سعد (5)،أنا عفّان بن مسلم، و موسى بن إسماعيل، قالا: نا وهيب (6)،عن داود، عن عامر:
أن مهاجر عبد اللّه (7) كان بحمص، فحدره (8) عمر إلى الكوفة، و كتب إليهم: إنّي و اللّه الذي لا إله إلاّ هو آثرتكم به على نفسي، فخذوا منه.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، أنا أبو العبّاس أحمد بن منصور بن قبيس، و أبو القاسم بن أبي العلاء.
ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس (9)،أنا أبو القاسم بن أبي العلاء.
قالا: أنا محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا هلال بن العلاء، أنا أبي، نا عبيد اللّه - يعني: ابن عمرو - عن زيد بن أبي أنيسة، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرّب قال:
ص: 146
كتب إلينا عمر بن الخطّاب: إني قد بعثت إليكم بعمّار بن ياسر أميرا، و ابن مسعود معلّما و وزيرا، و هما من النجباء من أصحاب محمّد صلى اللّه عليه و سلم، فاسمعوا منهما، و اقتدوا بهما، و آثرتكم بعبد اللّه على نفسي.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو نصر بن موسى، أنا أبو زكريا الحربي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع، نا سفيان، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرّب العبدي قال:
أتى (1) كتاب عمر بن الخطّاب: إنّي بعثت إليكم عمّار بن ياسر أميرا، و عبد اللّه بن مسعود معلّما و وزيرا، و آثرتكم بابن أم عبد على نفسي، و هما من النجباء من أصحاب محمّد صلى اللّه عليه و سلم من أهل بدر، فاسمعوا لهما و أطيعوا (2).
أخبرنا أبو المعالي الفارسي، أنا أبو بكر البيهقي.
ح و أخبرنا أبو محمّد [عبد الكريم] بن حمزة، نا أحمد بن علي بن ثابت الخطيب.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.
قالوا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (3)،نا أبو نعيم و قبيصة.
ح و أخبرنا أبو المعالي الفارسي، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا جناح بن نذير (4) بالكوفة، أنا أبو جعفر بن دحيم، نا أحمد بن حازم، أنا قبيصة.
قالا: نا سفيان، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرّب قال:
كتب عمر إلى أهل الكوفة - و قال قبيصة: جاءنا كتاب عمر:- إنني قد بعثت إليكم عمّار بن ياسر أميرا، و عبد اللّه بن مسعود معلّما و وزيرا، و هما من النجباء من أصحاب محمّد صلى اللّه عليه و سلم من أهل بدر، فاقتدوا بهما، و اسمعوا من قولهما، و قد آثرتكم بعبد اللّه بن مسعود على نفسي.
ص: 147
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، و أبو طاهر القصّاري، و أبو محمّد، و أبو الغنائم ابنا أبي عثمان، و عاصم بن الحسن، و الحسين بن أحمد بن طلحة، قالوا: أنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن مهدي، نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا يعقوب بن شيبة، نا الأسود بن عامر، نا شريك، عن أبي إسحاق، عن حارثة قال:
قرئ علينا كتاب عمر: السلام عليكم، أمّا بعد، فإنّي قد بعثت إليكم عمّارا أميرا، و عبد اللّه قاضيا و وزيرا، و إنّهما من نجباء أصحاب محمّد صلى اللّه عليه و سلم، و ممن شهد بدرا، فاسمعوا لهما و أطيعوا، و قد آثرتكم بهما على نفسي.
أخبرنا (1) أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الفضل أحمد بن الحسن، قالا: أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي، نا وكيع، عن الأعمش، عن مالك بن الحارث، عن أبي خالد قال: قال عمر:
يا أهل الكوفة أ تجدون أني فضّلت عليكم أهل الشام لبعد شقّتهم و قد آثرتكم بابن أم عبد.
أخبرنا (2) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر (3)،نا يعقوب (4)،نا عبيد اللّه بن موسى، و عبد اللّه بن رجاء، قالا: أنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حارثة قال:
قرئ علينا كتاب عمر عليه السلام: إني قد بعثت إليكم بعمّار بن ياسر أميرا، و عبد اللّه بن مسعود معلّما و وزيرا، و إنهما من النجباء من أصحاب محمّد صلى اللّه عليه و سلم من أهل بدر - زاد ابن رجاء: و قد جعلت ابن مسعود على بيت مالكم، فتعلّموا منهما، و اقتدوا بهما - قالا جميعا:- و قد آثرتكم بعبد اللّه على نفسي.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي، أنا يحيى بن إسماعيل الحربي، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن (5)،نا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع، نا الأعمش، عن مالك بن الحارث، عن رجل يكنى أبا خال قال:
ص: 148
و فدنا إلى عمر بن الخطّاب ففضّل أهل الشام على أهل الكوفة في الجائزة فقلنا له:
تفضّل أهل الشام علينا؟ قال: يا أهل الكوفة، أ تجزعون أنّي فضّلت عليكم أهل الشام لبعد شقّتهم، فقد آثرتكم بابن أم عبد؟ أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة [اللّه] (1)،أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2)،حدّثني يحيى بن عبد الحميد، نا شريك، عن الركين (3)،عن نعيم بن حنظلة، عن جرير بن عبد اللّه قال:
قال عمر بن الخطّاب: يرحمك (4) اللّه يا ابن أم عبد، أوتيت من العلم غير قليل.
قال (5):و نا يعقوب، نا عبيد اللّه بن موسى، عن مسعر، عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة (6) قال:
سافر عبد اللّه سفرا فذكروا أن العطش قتله هو و أصحابه، فذكر ذلك لعمر، فقال: لهو أن يفجّر اللّه عينا يسقيه منها و أصحابه أظن (7) عندي من أن يقتله عطشا.
أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني زياد بن أيّوب، نا هشيم، نا سيّار، عن أبي وائل (8):
أن ابن مسعود رأى رجلا قد أسبل فقال: ارفع إزارك، فقال: و أنت يا ابن مسعود فارفع إزارك، فقال له عبد اللّه: إني لست مثلك، إنّ بساقي حموشة، و أنا أؤمّ الناس، فبلغ ذلك عمر، فجعل يضرب الرجل و يقول: أ تردّ على ابن مسعود؟! أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه (9) بن جعفر، نا يعقوب (10)،حدّثني ابن نمير، نا وكيع، عن الأعمش، عن العلاء (11)،عن أشياخ لهم قال:
ص: 149
كان عمر على دار لعبد اللّه بالمدينة ينظر إلى بنائها، فقال رجل من قريش: يا أمير المؤمنين إنك تكفى هذا فأخذ لبنة فرماه (1) بها، و قال: أ ترغب بي عن عبد اللّه ؟ أخبرنا أبو حفص عمر بن ظفر بن أحمد المغازلي، أنا طراد بن محمّد، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن يحيى بن عبد الجبّار السكري، نا أبو علي إسماعيل بن محمّد الصفّار، نا أحمد بن منصور الرمادي، نا عبد الرزّاق (2)،نا معمر، عن زيد بن رفيع، عن أبي عبيدة قال: أرسل عثمان إلى أبي يسأله عن رجل طلّق امرأته ثم راجعها حين دخلت في الحيضة الثالثة فقال أبي: و كيف يفتي منافق ؟ فقال عثمان: نعيذك باللّه أن تكون منافقا، و نعوذ باللّه أن نسمّيك منافقا، و نعيذك (3) باللّه أن تكون مثل هذا، قال: أولى أنه إذا أحق بها ما لم تغتسل من الحيضة الثالثة، و تحل لها الصّلاة.
قال: لا أعلم عثمان إلاّ أخذ بذلك.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر و أبو الفضل الباقلانيان، قالا: أنا أبو القاسم الواعظ ، أنا أبو علي الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا محمّد بن عبد اللّه بن نمير، نا أبي، عن الأعمش، عن حبّة بن جوين (4)،عن علي قال:
كنا عنده جلوسا، فذكر القوم بعض حديث عبد اللّه و أثنوا عليه، فقالوا: ما رأينا رجلا أحسن خلقا، و لا أرفق تعليما، و لا أحسن مجالسة، و لا أشدّ ورعا من ابن مسعود، فقال علي: أنشدكم باللّه أ هو الصدق من قلوبكم ؟ قال: اللّهمّ نعم، فقال علي: اللّهمّ اشهد أنّي أقول مثل ما قالوا و أفضل.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (5)،أنا قبيصة بن عقبة، نا سفيان، عن أبي إسحاق عن حبّة قال:
لما قدم عليّ الكوفة أتاه نفر من أصحاب عبد اللّه فسألهم عنه حتى رأوا أنه يمتحنهم، قال: و أنا أقول فيه مثل الذي قالوا و أفضل (6) قرأ (7) القرآن فأحلّ حلاله و حرّم حرامه، فقيه في الدين، عالم بالسنّة.
ص: 150
أنبأنا أبو علي الحداد و جماعة، قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة، أنا سليمان بن أحمد الطبراني (1)،نا بشر بن موسى، نا خلف بن الوليد، نا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي:
أنه أتى في فريضة ابني عمّ أحدهما أخ لأم فقالوا: أعطاه ابن مسعود المال كله، فقال:
يرحم اللّه ابن مسعود، إن كان لفقيها، لكني أعطيه سهم الأخ من الأم من قبل أمّه، ثم أقسم المال بينهما.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر، و أبو الفضل، قالا: أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا عبد الحميد بن صالح، نا زهير، عن أبي إسحاق، عن الحارث، قال:
قيل لعلي بن أبي طالب: إن ابن مسعود قال في ابني عمّ أحدهما أخ لأم: المال كلّه له، فقال: يرحمه اللّه إن كان فقيها، لكني أعطيه السدس سهمه من قبل أمّه، و هو كأحدهم.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، و أبو محمّد بن أبي عثمان، و أحمد بن محمّد بن إبراهيم القصّاري.
ح (2) و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد القصّاري، أنا أبي أبو (3) طاهر، قالوا: أنا إسماعيل بن الحسن بن عبد اللّه بن الهيثم، نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا إبراهيم بن هانئ، نا عبيد اللّه بن موسى، نا شيبان، عن الأعمش، عن أبي عمرو الشيباني قال:
أتى رجل ابن مسعود فقال: في حجري بنت عمّ لي، و إن امرأتي خافتني عليها فأرضعتها، فقال: سألت أحدا قبلي ؟ قال: نعم، أبا موسى، فقال: حرّمت عليك، قال: إنه لا يقول شيئا، لا أحرّم من الرضاع إلاّ ما أنبت اللحم و الدم، فأتيت أبا موسى فذكرت ذلك له فقال: لا تسألوني عن شيء ما دام هذا الحبر بين أظهركم، فو اللّه لقد رأيته، و ما رأيته إلاّ عبد آل محمّد صلى اللّه عليه و سلم.
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنا أبو منصور بن شكرويه، و محمّد بن أحمد بن علي السمسار.
ص: 151
ح و أخبرنا أبو سعد محمّد بن الهيثم (1) الأديب، أنا أبو منصور بن شكرويه.
قالا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد، نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا أبو هشام، نا أبو بكر، نا أبو حصين، عن أبي عطية قال:
جاء رجل إلى أبي موسى فقال: إنّ امرأتي ورم ثديها فمصصت، فدخل حلقي شيء فسبقني، فشدّد عليه أبو موسى فأتى ابن مسعود، فقال: سألت أحدا غيري ؟ قال: نعم، أبا موسى، فشدّد عليّ و قال: فأتى أبا موسى، فقال له: أرضع (2) هذا؟ فقال أبو موسى: لا تسألوني ما دام هذا الحبر بين أظهركم.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (3) حدّثني أبي، نا محمّد بن جعفر، نا شعبة، عن أبي قيس (4)،عن هزيل بن شرحبيل قال:
سأل رجل أبا موسى عن امرأة تركت ابنتها و ابنة ابنها، و أختها فقال: النصف للابنة، و للأخت النصف، و قال: ائت ابن مسعود فإنه سيتابعني قال: فأتوا ابن مسعود فأخبروه بقول أبي موسى فقال: لقد ضللت إذا، و ما أنا من المهتدين، لأقضي (5) فيها بقضاء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.
قال شعبة: وجدت هذا الحرف مكتوبا لأقضي (6) فيها بقضاء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم للابنة النصف، و لابنة الابن السدس، تكملة الثلثين، و ما بقي فللأخت، فأتوا أبا موسى فأخبروه بقول ابن مسعود، فقال أبو موسى: لا تسألوني عن شيء ما دام هذا الحبر بين أظهركم.
أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أحمد بن الحسن، و أحمد بن الحسن، قال: أنا عبد الملك بن [بن محمّد، أنا] (7) محمّد بن أحمد بن الحسن، نا محمّد بن عثمان، نا أبو بلال الأشعري، نا قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن أبي [موسى] قال:
ص: 152
مجلس كنت أجالسه عبد اللّه أوثق في نفسي من عملي سنة (1).
قال: و نا محمّد بن عثمان، نا نعيم بن يعقوب أبو المئتد، نا فضيل بن عياض، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن أبي موسى قال:
لمجلس كنت أجالسه عبد اللّه بن مسعود أوثق في نفسي من عملي سنة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن اللاّلكائي، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2)[حدّثنا] (3) ابن نمير، نا يعلى، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، قال:
سمعت أبا موسى يقول مجلس كنت أجالسه ابن مسعود أوثق في نفسي من عمل سنة.
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب، أنا أبو منصور محمّد بن الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن، نا محمّد بن إسماعيل البخاري.
ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا أبو منصور بن شكرويه، أنا أبو بكر بن مردويه، أنا أبو بكر الشافعي، نا معاذ بن المثنّى.
قالا: نا مسدّد، نا يحيى، أنا - و في حديث البخاري: عن - سفيان، حدّثني الأعمش، عن عمارة، عن حريث بن ظهير قال: جاء نعي عبد اللّه إلى أبي الدّرداء فقال: ما ترك بعده مثله (4).
أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب (5).
ح (6) و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.
قالا: أنا ابن الفضل، أنا ابن درستويه، نا يعقوب بن سفيان، نا محمّد بن بشّار، نا يحيى بن سعيد، نا سفيان، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن حريث بن ظهير قال: لما
ص: 153
جاء نعي عبد اللّه إلى أبي الدرداء قال: ما خلف بعده مثله.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّاء، و أبو محمّد بن بالويه، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عبّاس بن محمّد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: نا يحيى بن سعيد، نا سفيان، عن سليمان، عن عمارة، عن حريب بن ظهير قال: جاء نعي عبد اللّه إلى أبي الدّرداء فقال: ما ترك بعده مثله.
أخبرنا أبو الحسن الخطيب، أنا محمّد بن الحسن، أنا أحمد بن الحسين (1)،أنا عبد اللّه بن محمّد، نا محمّد بن إسماعيل، حدّثني نعيم بن حمّاد، نا إبراهيم بن محمّد، عن الأوزاعي، عن حسّان بن عطية، عن عبد الرّحمن بن سابط الجمحي، عن عمرو بن ميمون قال:
قدم معاذ بن جبل على عهد النبي صلى اللّه عليه و سلم فوقع حبّه في قلبي، فلزمته حتى واريته في التراب، ثم لزمته بالشام، ثم لزمت أفقه الناس من بعده: عبد اللّه بن مسعود.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، أنا أبو زرعة (2)،نا أبو نعيم.
و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة أخبرنا المنجاب، عن الحارث.
قالا: نا القاسم بن معن عن منصور، عن مسلم، عن مسروق قال:
شاممت (3) أصحاب محمّد صلى اللّه عليه و سلم فوجدت علمهم انتهى إلى ستة: عمر، و علي، و عبد اللّه، و معاذ، و أبي الدّرداء، و زيد بن ثابت، و شاممت الستة فوجدت علمهم انتهى إلى علي، و عبد اللّه (4).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور (5)،أنا أبو حفص عمر بن
ص: 154
إبراهيم بن أحمد، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي.
ح و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الحسين، و أبو منصور عبد الباقي بن محمّد بن غالب، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو القاسم البغوي.
نا داود بن رشيد، نا [أبو] (1) حفص الأبّار عن منصور، عن مسلم، عن مسروق قال:
شاممت أصحاب محمّد صلى اللّه عليه و سلم فوجدت علمهم انتهى إلى ستة: إلى علي، و عبد اللّه، و عمر، و زيد، و أبي الدّرداء، و أبيّ ، قال: ثم شاممت الستة فوجدت علمهم انتهى إلى: علي، و عبد اللّه.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا عبد الملك [بن] محمّد، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا سعيد بن عمرو، أنا سفيان بن عيينة، عن مطرّف، عن الشعبي، عن مسروق قال:
كان العلم من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في ستة، نصفهم لأهل الكوفة، أحدهم أبو موسى: عمر، و علي، و عبد اللّه، و أبيّ بن كعب، و أبو موسى، و زيد بن ثابت.
أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنا أبو بكر البيهقي.
ح (2) و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.
قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (3)،نا قبيصة، نا سفيان، عن منصور، عن مالك بن الحويرث (4)-أو بعض أصحابه - عن مسروق قال: وجدت (5) علم أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم انتهى إلى ستة: عمر، و علي، و أبي، و زيد (6) بن ثابت، و أبي الدّرداء، و عبد اللّه بن مسعود، ثم انتهى علم هؤلاء الستة إلى اثنين: علي، و عبد اللّه.
قال: و نا يعقوب (7)،نا أبو سعيد يحيى بن سليمان، نا زياد البكّائي، و جرير الضبّي، عن منصور، عن الشعبي، عن مسروق قال:
ص: 155
شاممت (1) أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فوجدت علمهم انتهى إلى هؤلاء الستّة، قال: ثم شاممت (2) هؤلاء الستّة فوجدت علمهم انتهى إلى عمر، و علي، و عبد اللّه.
و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا عمر بن إبراهيم بن أحمد بن كثير، نا أبو القاسم بن البغوي، نا أبو خيثمة، نا معاوية بن عمرو، أنا زائدة، عن الأعمش، عن مسلم، عن مسروق قال:
جالست أصحاب محمّد صلى اللّه عليه و سلم فكانوا كالإخاذ (3)،يروي الراكب، و الإخاذ يروي الراكبين، و الإخاذ يروي العشرة، و الإخاذ لو نزل به [أهل] (4) الأرض لأصدرهم، و إن عبد اللّه من تلك الإخاذ.
أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا محمّد بن سعيد بن الأصبهاني، نا عبد اللّه بن نمير، عن الأعمش، عن مسلم بن صبيح، عن مسروق.
ح و أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنا أحمد بن الحسين الحافظ .
ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه.
قالا: أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (5)،نا ابن نمير، نا أبي.
ح (6) و أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن (7) بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (8)،أنا عبد اللّه بن نمير، نا الأعمش.
عن مسلم (9)،عن مسروق قال:
ص: 156
لقد جالست أصحاب محمّد صلى اللّه عليه و سلم فوجدتهم (1) كالإخاذ، فالإخاذ يروي الرجل - و في حديث حنبل: قال: قد جالست أصحاب محمّد صلى اللّه عليه و سلم فوجدتهم كالإخاذ يروي رجلا - و الإخاذ يروي الرجلين، و الإخاذ يروي العشرة، و الإخاذ يروي المائة، و الإخاذ لو نزل به أهل الأرض لأصدرهم، فوجدت عبد اللّه من ذلك الإخاذ.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا عبد الملك محمّد بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا فرات بن محبوب، أنا أبو بكر بن عيّاش، عن الأعمش، عن أبي الضّحى، عن مسروق قال:
كان أصحاب محمّد صلى اللّه عليه و سلم كالإخاذ، و منهم يروي الرجل، و منهم يروي الرجلين، و منهم من يروي الثلاثة، و منهم من يروي الناس، فكان عبد اللّه بن مسعود ممن يروي الناس.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي.
أخبرنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني علي بن مسلم، نا ابن أبي عبيدة، عن أبيه، عن الأعمش، عن العلاء بن بدر، عن تميم بن حذلم قال:
جالست أصحاب محمّد صلى اللّه عليه و سلم: أبا بكر، و عمر، فما رأيت أحدا أزهد في الدنيا، و لا أرغب في الآخرة، و لا أحبّ إليّ أن أكون في مسلاخه منك يا عبد اللّه بن مسعود (2).
أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، حدّثني ابن نمير، نا حفص، نا الأعمش، قال:
ذكر أبو وائل أبا بكر و عمر فذكر فضلهما و سابقتهما، فقلت: فعبد اللّه فلا تنسه، قال:
ذاك رجل لا أعدّ معه أحدا.
قال: و نا يعقوب (3)،نا قبيصة بن عقبة، نا سفيان، عن الأعمش، قال: سمعت أبا وائل يقول: ذاك رجل ما أعدل به أحدا - يعني - عبد اللّه.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن، و أحمد بن الحسن، قالا: أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا الحسين بن عبد الأول، نا حفص بن غياث، عن الأعمش، عن أبي وائل قال: ذكر عبد اللّه عنده فقال:
ص: 157
ذاك رجل ما يقدّم عليه أحد.
قال: و نا محمّد بن عثمان، نا أبي، نا عبد اللّه بن إدريس، عن كثير (1) قال: قال الشعبي: ما دخلها أحد من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم أنفع علما، و لا أفقه صاحبا من عبد اللّه بن مسعود - يعني - الكوفة.
أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (2)،أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن بن رزقويه.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه (3) بن عمر، أنا أبو الحسين بن بشران.
قالا: أنا أبو عمرو بن السمّاك، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، نا ابن إدريس، عن مالك بن مغول، قال: قال الشعبي:
ما دخل الكوفة أحد من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم أنفع علما، و لا أفقه صاحبا من ابن مسعود (4).
أخبرنا أبو الحسن الفرضي، و أبو يعلى بن الحبوبي، قالا: أنا أبو الفرج الأسفرايني، أنا علي بن منير، أنا الحسن بن رشيق قال: قال لنا (5)[أبو] (6) عبد الرّحمن النسائي في تسمية الفقهاء من أهل الكوفة:
علي بن أبي طالب، و عبد اللّه بن مسعود.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا عثمان بن أبي شيبة، نا إسماعيل بن أبان الورّاق، عن القاسم بن معن، عن مجالد، عن الشعبي قال:
أوّل من ولي قضاء الكوفة: عبد اللّه بن مسعود.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا عبد اللّه بن إسحاق المدائني، نا أبو موسى إسحاق بن (7) موسى الأنصاري، نا معن بن
ص: 158
عيسى، نا مالك بن أنس، عن عبد اللّه بن إدريس، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه قال:
بعث عمر بن الخطّاب إلى أبي مسعود، و ابن مسعود، فقال: ما هذا الحديث الذي تكثرونه عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.
و لم يكن هذا من عمر على وجه التهمة لابن مسعود، و إنّما أراد التشديد في باب الرواية لئلا يتجاسر أحد إلاّ على رواية ما تتحقق صحته، و قد تقدم من حسن رأيه (1) في ابن مسعود، و ثنائه عليه ما يدل على عدالته عنده، هذا مع ما روي عن ابن مسعود من تحرّزه في الرواية و تخوفه من السهو فيها.
و ذلك فيما أخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، نا إبراهيم بن أسباط بن السّكن، نا محمّد بن عبد الرّحمن بن سهم، نا ابن المبارك، أنا مجالد بن سعيد، عن الشعبي، عن مسروق قال:
كان عبد اللّه بن مسعود يأتي عليه (2) الحول قبل أن يحدّثنا عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بحديث.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعيد محمّد بن علي بن محمّد، أنا الحسن بن أحمد بن محمّد، أنا موسى بن العباس (3) الجويني، نا أبو يوسف القلوسي (4)،نا أبو سلمة، نا أبو عوانة، عن فراس، عن عامر، عن مسروق عن عبد اللّه قال:
ربما حدّثنا عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فيكبو عندها، ثم يتغير لونه، ثم يحدّث، ثم يقول: قريب من هذا.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو القاسم إبراهيم بن أحمد بن جعفر الخرقي، نا جعفر بن محمّد الفريابي، نا أبو مسعود أحمد بن الفرات، نا عبيد اللّه بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي حصين، عن عامر الشعبي، عن مسروق، عن عبد اللّه بن مسعود قال:
ص: 159
حدّثنا (1) يوما فقال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول، فأخذته رعدة و رعدت ثيابه، فقال:
نحو هذا، أو كما قال.
أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل الفارسي، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو علي الرّوذباري، أنا أبو طاهر المحمدآباذي، نا عباس (2) الدوري، نا عبيد اللّه بن موسى، أنا إسرائيل، عن أبي حصين، عن عامر، عن مسروق عن عبد اللّه قال:
حدّث يوما فقال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فأخذته الرعدة و رعدت ثيابه، ثم قال: نحو هذا، أو هكذا.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبي، نا يحيى بن أبي بكير، أنا إسرائيل، عن أبي حصين، عن يحيى بن وثّاب، عن مسروق قال: حدّثنا عبد اللّه يوما فقال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال: فرعد حتى رعدت ثيابه، ثم قال: نحو ذا أو شبيها بذا.
و روي عن الشعبي، عن عمّه بدل مسروق.
أخبرناه أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا محمّد بن عبد اللّه بن الحسين العلاّف، نا حمّاد بن الحسن، نا أبو داود، نا شيبان، عن جابر، عن الشعبي، عن عمّه قال:
جالست ابن مسعود سنة فلم أسمعه يحدّث عن النبي صلى اللّه عليه و سلم بشيء، و حدّث يوما بحديث فانتفض انتفاض السّعفة.
قال الدارقطني: تفرّد به جابر عن الشعبي عن عمّه قيس بن عيد.
و روي عن الشعبي عن علقمة:
أخبرناه أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية.
أخبرنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (4)،أنا المعلّى أسد،
ص: 160
نا عبد العزيز بن المختار، عن منصور الغداني، عن الشعبي، عن علقمة بن قيس.
أن عبد اللّه بن مسعود كان يقوم قائما كلّ عشية خميس، فما سمعته في عشية منها يقول قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم غير مرّة واحدة، قال: فنظرت إليه و هو معتمد على عصا، فنظرت إلى العصا تزعزع.
و روي عن الشعبي عن عبد اللّه منقطعا:
أخبرناه أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، أنا أبو زرعة (1)،نا أبو نعيم (2)،نا مالك بن مغول قال: سمعت (3) الشعبي يقول: قال عبد اللّه: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأرعد و ارتعد، قال: هكذا أو قريب من هذا أو فوق ذا، أو دون ذا.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم، نا عبد العزيز بن أحمد [أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، أخبرني محمّد بن أبي عمر، عن ابن عيينة، عن عمّار الدهني عن عمرو بن ميمون] (4) قال:
صحبت ابن مسعود ثمانية عشر شهرا، فما سمعته يحدّث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلاّ حديثا واحدا.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (5)،حدّثني أبي، أنا عن معاذ - هو ابن معاذ - نا ابن عون - و ابن أبي عدي، عن ابن عون، حدّثني مسلم البطين، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه عن عمرو بن ميمون قال:
ما أخطأني أو قلّما: ما أخطأني ابن مسعود خميسا (6)-قال ابن أبي عدي: عشية خميس - إلاّ أتيته قال: فما سمعته بشيء (7) قط يقول قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فلما كان ذات عشية قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - قال ابن أبي عدي قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول فنكس قال:
ص: 161
فنظرت إليه و هو قائم محلول أزرار قميصه قد اغرورقت عيناه و انتفخت أوداجه فقال: أو دون ذلك، أو فوق ذلك، أو قريبا من ذاك، أو شبيها بذاك.
رواه غير ابن عون، فأسقط منه إبراهيم بن يزيد التيمي و أباه.
أخبرناه أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين، أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا محمّد بن عبد الملك الدّقيقي، نا أبو زيد صاحب الهروي، نا شعبة، عن عتبة، عن مسلم البطين، عن عمرو بن ميمون (1) قال:
كان عبد اللّه تأتي عليه سنة لا يحدّث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - يعني - قال: فحدّث يوما عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حديثا قال: فتغيّر وجهه، و قال: هذا، أو فوق هذا، أو دون هذا، أو نحو هذا.
أخبرنا أبو العزّ أحمد بن محمّد بن عبد الملك بن عبد القار بن أسد، أنا أبو الفرج أحمد بن عثمان بن الفضل المخبري، أنا أبو القاسم بن حبابة، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن نيروز الأنماطي، نا أحمد بن يحيى بن عطاء الجلاّب، نا يحيى بن السكن، أنا سعيد (2)،أنا عتبة أبو العميس، عن مسلم البطين، عن عمرو بن ميمون قال:
كان عبد اللّه بن مسعود تأتي عليه السّنة لا يحدّث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بحديث، فحدّث ذات يوم عنه بحديث، فتغيّر وجهه، و علته كآبة، فجعل العرق يتحدّر من جبهته، و يقول: نحو هذا، أو قريب من هذا.
كذا قال، و الصواب شعبة كما تقدم.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني جدي، نا أبو قطن، نا المسعودي، عن مسلم البطين عن عمرو بن ميمون قال:
اختلفت إلى عبد اللّه بن مسعود سنة، فما سمعته يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم [إلاّ مرة، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم] (3) فغشيه كرب حتى جعل العرق يتحدر، ثم قال: إن شاء اللّه، إمّا فوق ذلك، أو دون ذلك، أو قريبا من ذلك.
ص: 162
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1)،نا أبو نعيم و آدم (2) قالا: نا المسعودي، حدّثني مسلم البطين، عن عمرو بن ميمون قال:
اختلفت إلى عبد اللّه بن مسعود - قال آدم: سنة - ما سمعته يحدّث فيها عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلاّ أنه حدّث بحديث يوما، فجرى على لسانه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فعلقه كرب حتى رأيت العرق يتحدر عليه، ثم قال: إن شاء اللّه، إمّا فوق ذا، و إمّا قريبا من ذا، و إمّا دون ذا.
قال: و نا يعقوب (3)،نا عبد اللّه بن مسلمة، حدّثني سفيان [عن] (4) عمّار الدّهني، عن مسلم البطين، عن عمرو بن ميمون قال:
صحبت عبد اللّه ثمانية عشر شهرا، فما سمعته يحدّث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلاّ حديثا واحدا فرأيته يعرق ثم غشيه بهر (5) ثم قال: نحوه أو شبهه.
و روي عن مسلم البطين، عن أبي عبد الرّحمن السّلمي بدلا من عمرو بن ميمون:
أخبرناه أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد الأزهري، أنا أبو محمّد المخلدي، أنا المؤمّل بن الحسن، نا محمّد بن إسماعيل الصّائغ، نا قبيصة، نا سفيان، عن إبراهيم بن أبي حفصة (6)،عن مسلم البطين، عن أبي عبد الرّحمن السّلمي قال:
ذكر عبد اللّه بن مسعود حدّثنا عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: ثم تغيّر وجهه، فقال: نحو من هذا، أو دون هذا، أو (7).
كذا قال: ابن أبي حفصة، و إنما هو إبراهيم بن مهاجر.
ص: 163
أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا أبو داود الحفري عمر بن سعد، نا سفيان، عن إبراهيم بن مهاجر، عن مسلم البطين، عن أبي عبد الرّحمن، عن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثم تغيّر وجهه ثم قال: نحوا من ذا، أو قريبا من ذا.
و روي عن مسلم بن البطين، عن أبي عمرو الشيباني بدلا من عمرو بن ميمون، و أبي عبد الرّحمن:
أخبرناه أبو الفتح محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي بكر الخطيب، و أبو الثّناء المنور بن أسعد بن سعيد بن فضل اللّه الميهني الصّوفيّان - بمرو - و أبو محمّد العبّاس بن محمّد بن أبي منصور الطوسي - بنيسابور - قالوا: أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن أبي الحسن العارف الميهني، أنا أبو سعيد محمّد بن موسى بن الفضل الصّيرفي، أنا أبو العبّاس الأصمّ ، نا الحسن بن علي بن عفان، نا علي بن حكيم، نا شريك، عن أبي عميس (2) عتبة، عن مسلم البطين عن أبي عمرو الشيباني قال:
قال: كنت أجالس ابن مسعود حولا، لا يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فإذا قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، استقبله (3) الرعدة، و يقول: هكذا، أو نحو ذا، أو قريب من هذا، أو ما شاء اللّه.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (4)،نا محمّد بن سعيد بن الأصبهاني، نا شريك، عن أبي العميس، عن مسلم - و هو البطين - عن أبي عمرو (5) الشيباني قال:
كنت أجالس ابن مسعود سنة لا يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فإذا قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، استقبلته (6) رعدة، ثم يقول: هكذا، أو نحو هذا، أو قريبا من هذا، أو ما شاء اللّه.
ص: 164
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، أنا أبو الحسين محمّد بن جعفر بن خشنام، نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن خالد بن خلي (1) الكلاعي - بحمص - أنا أبي محمّد بن خالد بن خلي، نا أبي، نا محمّد بن خالد الوهبي، عن أبي حنيفة، عن حمّاد، عن إبراهيم، عن عبد اللّه بن مسعود أنّه حدّث ذات يوم أصحابه، يحدّث (2) عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأخذته رعدة شديدة، فقالوا له: ما لك يا أبا عبد الرّحمن ؟ قال: إنّي حدّثت بحديث عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، فتخوفت أن أزيد فيه شيئا، أو أنقص منه شيئا.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو الفضل محمّد بن ناصر، قالا: أنا محمّد بن أحمد بن عبد اللّه النّقوي، نا إسحاق بن إبراهيم بن عبّاد الدّبري، أنا عبد الرزّاق بن همّام، عن الثوري، عن الأعمش قال:
كان عبد اللّه إذا صلّى كأنه ثوب ملقى.
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر بن إسماعيل، قالا: نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا سفيان، عن سليمان قال:
كان عبد اللّه إذا قام للصّلاة كأنه ثوب ملقى.
قال: و أنا المبارك، أنا ابن (3) المسعودي، عن قتادة، عن أبي مجلز، عن أبي عبيدة، عن عبد اللّه أنه كان إذا قام إلى الصلاة يغضّ بصره، و صوته، و يده.
قال: و أنا ابن المبارك، أنا مسعر، حدّثني عون - إن شاء اللّه عن عون - عن عبيد اللّه بن عبد اللّه قال:
كان عبد اللّه إذا هدأت العيون قام، فسمعت له دويّا كدويّ النحل حتى يصبح.
رواه وكيع عن مسعر، فلم يشك فيه:
أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، و أبو بكر وجيه بن طاهر (4) بن محمّد، قالا: أنا أبو
ص: 165
نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمّد، أنا يحيى بن إسماعيل بن يحيى، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن، نا عبد اللّه بن هاشم العبدي، نا وكيع، نا مسعر (1)،عن معن بن عبد الرّحمن، عن عون بن عبد اللّه بن عتبة، عن أخيه عبيد اللّه قال:
كان عبد اللّه إذا أهدأت العيون قام، فسمعت له دويّا كدويّ النحل.
أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو الدحداح، نا أحمد بن عبد الواحد بن عبّود، نا محمّد بن كثير، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، قال:
أراد ابن مسعود أن يقوم من الليل يصلّي فأخذت امرأته بثوبه فقالت: أين تقوم ؟ علينا (2)ليل، فقال: اللّهمّ إنّهما اثنان و أنا واحد، فأعنّي عليهما - يعني: امرأته و الشيطان - أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر أبو الطّيّب (3) المنبجي، نا عبيد اللّه بن... سعد الزهري، نا عمّي، نا أبي، عن ابن (4) إسحاق، حدّثني زياد مولى ابن عيّاش قال:
كان عبد اللّه بن مسعود حسن الصوت بالقرآن.
أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد بن العلاّف، و أخبرني عنه أبو المعمر الأنصاري عنه.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن أبي جعفر، و أبو الحسن بن العلاّف، قالا: أنا عبد الملك بن محمّد بن بشران، أنا أحمد بن إبراهيم، أنا محمّد بن جعفر الخرائطي، نا حميد بن الربيع (5) الخزّاز، أنا أبو أسامة حمّاد بن أسامة، نا مسعر، عن عبد الملك بن عمير، عن زيد بن وهب قال:
رأيت بعينيّ عبد اللّه أثرين أسودين من البكاء.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، نا أبو
ص: 166
عبد اللّه المحاملي، نا محمّد بن عبد اللّه بن حبّان، نا عبد العزيز - يعني - ابن أبان، نا إسرائيل، عن إبراهيم بن مهاجر، عن إبراهيم النّخعي، عن أبي وائل قال:
بعثني ابن مسعود إلى قرية له، و أمرني أن أعمل فيها بما كان يعمل العبد الصالح - كان رجل في بني إسرائيل: أن أتصدق بثلث (1) و أخلف فيها ثلثا و آتيه بثلث.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2)،نا سعيد بن منصور، نا خالد بن عبد اللّه، عن يونس بن (3) عبيد، عن حميد بن هلال، قال:
قال عبد اللّه بن مسعود: لأن أكون أعلم أن اللّه تقبل مني عملا أحبّ إليّ من أن يكون لي ملء الأرض ذهبا.
أخبرنا أبو القاسم، و أبو بكر الشحاميّان، قالا: أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي الشاهد، أنا يحيى بن إسماعيل بن يحيى، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن، نا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع، نا مالك بن مغول، عن القاسم بن عبد الرّحمن قال:
قال رجل عند عبد اللّه: ليتني من أصحاب اليمين (4)،قال عبد اللّه: ليتني إذا مت لم أبعث.
أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم (5)،نا عبد اللّه بن محمّد، أنا محمّد بن أبي (6)سهل، نا عبد اللّه بن محمّد العبسي، نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد، قال:
قال عبد اللّه: و الذي لا إله غيره ما أصبح عند آل عبد اللّه ما يرجون أن يعطيهم اللّه به خيرا، أو يدفع عنهم سوءا، إلاّ أن اللّه تعالى قد علم أن عبد اللّه لا يشرك به شيئا.
قال (7):و نا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر (8)،نا محمّد بن أسد، نا أبو داود الطيالسي، نا
ص: 167
شعبة، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي أن الحارث بن سويد قال:
قال ابن مسعود: لو تعلمون علمي لحثوتم التراب على رأسي.
أخبرنا أبو القاسم المستملي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو محمّد بن حامد المقرئ و غيرهما، قالوا: نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، نا بكّار بن قتيبة أبو بكر، نا أبو عامر العقدي، نا سفيان، عن سليمان الأعمش (1) عن إبراهيم التيمي، عن أبيه قال:
قال عبد اللّه: لو تعلمون ذنوبي ما تبعني منكم رجلان، و لوددت أني دعيت [عبد اللّه بن روثة] (2) و أن اللّه غفر لي ذنبا (3) من ذنوبي.
قال: و أنا أبو بكر، أنا أحمد بن الحسن القاضي، نا أبو العبّاس الأصمّ ، نا العبّاس الدوري، نا [محاضر] (4)،نا الأعمش، حدّثنا إبراهيم التيمي، عن أبيه قال:
قال (5):و الذي لا إله غيره لوددت أني [انفلقت] (6) عن روثة و أنّي دعيت عبد اللّه بن روثة و أن اللّه غفر لي ذنبا واحدا.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (7)،نا سعيد بن منصور، نا أبو معاوية، نا الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد قال:
أكثروا على عبد اللّه ذات يوم فقال: و الذي لا إله غيره لو تعلمون علمي لحثيتم التراب على رأسي.
[ح و أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنا أبو بكر البيهقي و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا
ص: 168
يعقوب بن سفيان (1)،نا سعيد بن منصور، نا أبو معاوية، نا الأعمش، عن إبراهيم] (2) عن الحارث بن سويد، قال:
قال عبد اللّه: لوددت أن اللّه غفر لي ذنبا من ذنوبي، و أنّي سمّيت عبد اللّه بن روثة.
و باسنادهما (3) قال: نا يعقوب (4)،نا سعيد، نا خالد (5) بن عبد اللّه، عن يونس بن عبيد، عن حميد بن هلال قال:
قال ابن مسعود: لوددت أنّي نسبت إلى روثة، و أن اللّه تقبّل مني حسنة واحدة من عملي.
قال (6):و نا سعيد، نا خالد، عن يونس بن عبيد، عن حميد بن هلال قال: قال عبد اللّه بن مسعود: أن أكون أعلم أن اللّه تقبّل مني عملا أحبّ إليّ من أن يكون لي ملء الأرض ذهبا.
قال: و نا يعقوب (7)،نا سعيد، نا هشيم، عن سيّار (8)،عن أبي وائل قال: قال عبد اللّه: وددت أن اللّه غفر لي ذنبا من ذنوبي (9)،و أنه لا يعرف نسبي.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا أبو بكر بن إسماعيل، قالا: نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا هشيم، عن سيّار، عن أبي وائل.
عن عبد اللّه بن مسعود قال: وددت أنه يغفر لي ذنب واحد و لا يعرف نسبي.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن علي بن هبة اللّه بن عبد السّلام، قالا:
ص: 169
أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، أنا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا شعبة، عن سيّار قال: سمعت أبا وائل قال:
قال عبد اللّه: وددت أن اللّه جلّ و عز (1) غفر لي خطيئة من خطاياي و أنه لم يعرف نسبي.
أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أنا أبو عاصم الفضيل بن يحيى، أنا أبو محمّد بن أبي شريح، أنا محمّد بن عقيل البلخي (2)،نا يونس بن إسحاق الكوفي، نا وكيع، نا المسعودي، عن أبي يحيى، عن القاسم بن عبد الرّحمن (3).
أن ابن مسعود كان يقول في دعائه: خائف، مستجير، تائب، مستغفر، راغب، راهب.
أخبرنا (4) أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر محمّد بن العبّاس، و أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن العبّاس قالا (5) نا يحيى بن محمّد، أنا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا عبد الرّحمن المسعودي، عن علي بن أبي بذيمة عن قيس بن حبتر (6) الأسدي قال:
قال عبد اللّه بن مسعود: حبّذا المكروهان: الموت و الفقر، و أيم اللّه ما هو إلاّ الغنى و الفقر، و ما أبالي بأيهما ابتديت، لأن حقّ اللّه في كل واحد منهما واجب، إن كان الغنى إنّ فيه للعطف، و إن كان الفقر إن فيه للصبر (7)(8).
أخبرنا (9) أبو غالب بن الحسن، أنا أبو محمّد، أنا أبو عمر، نا يحيى، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه، أنا سفيان، عن سليمان - يعني: الأعمش - عن أصحابه قال:
قال عبد اللّه بن مسعود: لو سخرت من كلب لخشيت أن أكون كلبا، و إني لأكره أن
ص: 170
أرى الرجل فارغا ليس في عمل آخرة و لا دنيا (1).
قال: و أنا ابن المبارك، أنا المبارك بن فضالة قال: سمعت الحسن يقول: أخبرني أبو الأحوص قال:
دخلنا على عبد اللّه بن مسعود و عنده بنون له غلمان كأنهم الدنانير حسنا، فجعلنا نتعجب من حسنهم، فقال عبد اللّه: كأنكم تغبطوني بهم ؟ قلنا: و اللّه إنّ مثل هؤلاء يغبط بهم الرجل المسلم، فرفع رأسه إلى سقف بيت له قصير قد عشّش فيه الخطّاف، و باض، فقال:
و الذي نفسي بيده لأن أكون قد نفضت يدي من تراب قبورهم أحبّ إليّ من أن يخرّ عش هذا الخطّاف فينكسر (2) بيضه.
أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم (3)،أنا عبد الرّحمن بن العبّاس، نا إبراهيم الحربي، نا مسدّد، نا إسماعيل، عن الجريري، عن أبي عثمان، عن ابن مسعود أنه كان يجالسه بالكوفة، فبينما هو يوما (4) في صفّة (5) له و تحته فلانة و فلانة - امرأتان ذواتا منصب و جمال - و له منهما ولد إذ شقشق على رأسه عصفور، ثم قذف ذا (6) بطنه، فنكته بيده و قال: لأن يموت آل (7) عبد اللّه ثم أتبعهم أحبّ إليّ من أن يموت هذا العصفور.
أخبرنا أبو القاسم زاهر (8) و أبو بكر وجيه ابنا طاهر بن محمّد، قالا: أنا عبد الرّحمن بن علي بن محمّد، أنا يحيى بن إسماعيل بن يحيى، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن (9)،نا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع، نا المسعودي، عن علي بن بذيمة، عن قيس بن حبتر قال:
قال عبد اللّه: ألا حبّذا المكروهان الموت و الفقر، و أيم اللّه ما هو إلاّ الغنى و الفقر، و ما أبالي بأيهما ابتدئت، إن كان الغنى إن فيه للعطف، و إن كان الفقر إن فيه للصّبر (10)،ذلك بأن
ص: 171
حقّ اللّه في كل واحد منهما واجب.
قال: و نا وكيع، نا ابن أبي خالد، عن عمران بن أبي الجعد، و مسعر عن معن، قال: قال عبد اللّه: إنّ الناس قد أحسنوا القول كلّهم، فمن وافق قوله فعله فذاك الذي أصاب حظه، و من خالف قوله فعله فإنما يوبّخ نفسه.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر (1) بن حيّوية، و أبو بكر بن إسماعيل، قالا: نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين [بن] الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا إسماعيل بن أبي خالد، عن عمران بن أبي الجعد قال:
قال عبد اللّه بن مسعود: إنّ الناس قد أحسنوا القول كلهم، فمن وافق قوله عمله فذاك الذي أصاب حظّه، و من خالف قوله فعله فإنما يوبّخ نفسه.
أخبرنا أبو القاسم عبد الصّمد بن محمّد بن عبد اللّه بن محمّد (2) بن مندويه، و أبو الوفاء عبد اللّه بن محمّد بن أبي الحسن الكاغدي، قالا: أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن عمر النقّاش، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا محمّد بن عمر بن جميل الطوسي، نا أبو بكر بن أبي معشر، نا وكيع بن الجرّاح، عن الأعمش (3)،و سفيان، عن يزيد بن حيان التيمي، عن حصين (4) بن عقبة قال:
قال عبد اللّه بن مسعود: و اللّه الذي لا إله إلاّ هو ما على وجه الأرض شيء أحقّ بطول سجن من لسان.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر بن إسماعيل، قالا: نا يحيى بن محمّد بن صاعد، أنا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا عبد الرّحمن المسعودي، عن القاسم بن عبد الرّحمن، قال:
قال عبد اللّه بن مسعود: لوددت أنّي من الدنيا فرد كالراكب الغادي الرائح.
أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه، ابنا (5) أبي علي، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي،
ص: 172
أخبرنا عثمان بن عمرو بن محمّد.
ح و أخبرنا أبو غالب، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، قالا: أنا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا ابن المبارك، نا سفيان، عن سليمان الأعمش، عن مسلم البطين، عن عدسة الطائي قال:
مرّ بنا ابن مسعود و نحن - أظنه قال: بزبالة (1)-فأتينا بطائر فقال: من أين صيد هذا الطّائر؟ فقلنا: من مسيرة ثلاث فقال: وددت أني حيث صيد هذا الطائر، لا يكلمني بشر و لا أكلمه حتى ألقى اللّه عزّ و جلّ .
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، و أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمّد - سماعا - أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل بن نظيف، نا أبو الفضل العبّاس بن محمّد بن نصر الرافقي، نا محمّد بن محمّد بن إسماعيل القاضي، نا أبو بكر بن أبي شيبة، عن وكيع، عن سفيان (2)،عن أبي قيس، عن هزيل (3)،عن عبد اللّه قال:
من أراد الآخرة أضر بالدنيا، و من أراد الدنيا أضر بالآخرة، يا قوم، فأضرّوا بالفاني للباقي.
أخبرناه (4) أبو القاسم، و أبو بكر ابنا (5) طاهر، قالا: أنا عبد الرّحمن بن علي، أنا يحيى بن إسماعيل، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن، نا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع، نا سفيان، عن أبي قيس، عن الهزيل بن شرحبيل قال:
قال عبد اللّه، فذكره.
و أخبرنا (6) أبو محمّد [الحسن بن أبي بكر، أنا الفضيل بن يحيى، أنا أبو محمد بن أبي شريح، أنا محمد بن عقيل بن الأزهر، ثنا] (7) الحسن بن عفّان، نا ابن نمير، عن الأعمش، عن عبد الرّحمن بن ثروان، عن هزيل بن شرحبيل قال:
ص: 173
قال عبد اللّه: من أراد الدنيا أضرّ بآخرته، و من أراد الآخرة أضرّ بدنياه، فأضرّوا بالفاني للباقي.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو بكر الخطيب، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن حسنون النّرسي، أنا علي بن عمر الحضرمي، نا النعمان بن هارون البلدي، نا أبو (1) منصور الحسن بن السّكين بن عيسى البلدي، نا محمّد بن بشر العبدي، نا عبد اللّه بن نمير، عن معاوية النصري، عن نهشل الضّبّي، عن الضحّاك بن مزاحم، عن علقمة، و الأسود عن عبد اللّه أنه قال: لو أن أهل العلم صانوا العلم و وضعوه عند أهله لسادوا أهل زمانهم، و لكنهم وضعوه عند أهل الدنيا لينالوا من دنياهم فهانوا عليهم، سمعت نبيّكم (2) صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من جعل الهموم همّا واحدا، همّ المعاد كفاه اللّه سائر همومه، و من شعّبته الهموم [في] (3) أحوال الدنيا لم يبال اللّه في أي أوديتها هلك»[6815].
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا محمّد بن علي بن محمّد، أنا محمّد بن عبد اللّه بن محمّد، أنا محمّد بن عبد الرّحمن بن محمّد الدّغولي، نا أبو أحمد محمّد بن عبد الوهّاب الفراء، نا يعلى، نا إسماعيل - و هو ابن أبي خالد-.
ح (4) و أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أنا أبو عاصم الفضيل بن يحيى، أنا أبو محمّد بن أبي شريح، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر، نا موسى بن حزام، أنا أبو أسامة، عن إسماعيل، عن زبيد قال: قال عبد اللّه.
ح (5) و أخبرنا أبو القاسم، و أبو بكر الشحاميان، قالا: أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي، أنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن، نا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع، نا سفيان، عن زبيد قال:
كان ابن مسعود يقول: قولوا خيرا تعرفوا به، و اعملوا به تكونوا من أهله، و لا تكونوا عجلا (6) مذاييع (7) بذرا (8).
ص: 174
أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد المزكي، و عبد الكريم بن حمزة، قالا: نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا الحسن بن الصّبّاح، نا سفيان، عن أبي هارون المزني قال:
قال ابن مسعود: اليقين أن لا ترضي الناس بسخط اللّه، و لا تحمد أحدا على رزق اللّه، و لا تلم أحدا على ما لم يؤتك اللّه، فإن الرزق لا يسوقه حرص حريص، و لا يردّه كراهية كاره، و إنّ اللّه يقسطه. و علمه و حلمه جعل الروح و الفرح في اليقين و الرضا؛ و جعل الهمّ و الحزن في الشك و السّخط .
أخبرنا خالي (1) أبو المعالي محمّد بن يحيى القرشي.
و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر محمّد بن أحمد بن عثمان، أنا أبو بكر محمّد بن جعفر السامري، نا أبو منصور نصر بن داود الصّاغاني، نا أبو عبيد القاسم بن سلاّم، نا إسماعيل بن إبراهيم عن ليث، عن أبي حصين قال:
جاء رجل إلى عبد اللّه بن مسعود فقال: علّمني كلمات جوامع (2)،قال: تعبد اللّه و لا تشرك به شيئا، و تزول مع القرآ [ن] (3) أينما زال، و من جاءك بصدق من صغير أو كبير، و إن كان (4) بغيضا لك فاقبله منه، و من جاءك بكذب، و إن كان حبيبا أو قريبا فاردده عليه (5).
أنا علي بن الحسن بن الحسين، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر بن القاسم الكللي - قراءة عليه - أنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن هارون الأستوائي.- قراءة عليه - نا سعيد بن هاشم، نا دحيم، حدّثنا المقرئ، عن سعيد بن أبي أيوب، حدّثني عبد اللّه بن الوليد، عن أبي حجيرة، عن أبيه قال: كان عبد اللّه بن مسعود إذا قعد يقول...
و أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، و محمّد بن جعفر بن محمّد بن مهران، قالا: أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد بن يوه، أنا أبو بكر اللّنباني، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن أبي عمر المكّي، و أحمد بن إبراهيم، عن عبد اللّه بن يزيد المقرئ، نا
ص: 175
سعيد (1) بن أبي أيوب، حدّثني عبد اللّه بن الوليد قال: سمعت عبد الرّحمن بن حجيرة (2)يحدّث عن عبد اللّه بن مسعود أنه كان يقول إذا قعد:
إنكم في ممرّ الليل و النهار في آجال منقوصة، و أعمال محفوظة، و الموت يأتي بغتة، من زرع خيرا فيوشك أن يحصد رغبة، و من زرع شرّا يوشك أن يحصد ندامة، و لكلّ زارع مثل ما زرع، لا يسبق بطيء بحظه، و لا يدرك حريص ما لم يقدّر له، فمن أعطي خيرا فاللّه أعطاه، و من وقي شرّا فاللّه وقاه، المتّقون سادة، و الفقهاء - و في حديث ابن أبي الدنيا: و العلماء - قادة، و مجالستهم زيادة.
لفظهما قريب.
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.
ح (3) و أخبرنا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن الخلاّل، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن أحمد البسري، قالا: أنا عبد اللّه بن يحيى السكري، أنا إسماعيل بن محمّد الصفّار، نا عباس بن عبد اللّه، نا أبو عبد الرّحمن، نا سعيد - يعني: ابن أبي أيوب - عن عبد اللّه بن الوليد، عن عبد الرّحمن بن حجيرة، عن أبيه قال:
كان عبد اللّه بن مسعود إذا قعد يقول: إنكم في ممرّ الليل و النهار في آجال منقوصة، و أعمال محفوظة، و الموت يأتي بغتة فمن زرع خيرا يوشك أن يحصد رغبة (4)،و من زرع شرّا يوشك أن يحصد ندامة، و لكلّ زارع ما زرع، و لا يسبق بطيء حظه، و لا يدرك حريص ما لم يقدّر له، فمن أعطي خيرا فاللّه أعطاه، و من وقي شرّا فاللّه وقاه، العلماء سادة، و الفقهاء قادة، [و] مجالستهم زيادة.
[أخبرنا أبو القاسم] (5) الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا بكر بن
ص: 176
محمّد الصيرفي (1)،نا عبد الصّمد بن الفضل، نا إبراهيم بن سليمان، نا سفيان، عن العلاء بن خالد (2) قال: سمعت أبا وائل يقول:
سمعت عبد اللّه بن مسعود يقول: ارض بما قسم اللّه لك تكن من أغنى الناس، و اجتنب المحارم تكن من أورع الناس، و أدّ ما افترض [اللّه] عليك تكن من أعبد الناس.
قال: و جاءه رجل [فشكى له جارا له، فقال: إنك إن سببت] (3) الناس سبّوك و إن أخذتهم (4) نافروك، و إن تركتهم لم يتركوك، و إن فررت منهم أدركوك [و إن جهنم تقاد يوم القيامة بسبعين ألف زمام، كل زمام بسبعين ألف ملك] (5).
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا أبو كريب، نا إبراهيم بن يوسف، عن أبيه، عن أبي إسحاق، حدّثني أبو الأحوص أنه سمع عبد اللّه يقول:
لأعرفنّ (6) رجلا يستلقي لحلاوة القفا يجعل رجلا فوق رجل، و لعلّه أن يكون قد شبع يتعشى و يدع أن يقرأ كتاب اللّه تعالى، و قد جعلوا يفعلون.
قال: و نا إبراهيم بن يوسف، عن أبيه، عن أبي إسحاق، حدّثني أبو الأحوص أنه سمع عبد اللّه يقول:
مستريح و مستراح منه، فأمّا المستريح فالمؤمن استراح من همّ الدنيا، و أمّا المستراح منه فالفاجر.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا يحيى بن محمّد، نا الحسين بن الحسن، أنا ابن المبارك أخبرنا عبد الملك بن حسين، نا علي بن
ص: 177
الأقمر (1)،عن عمرو - أو عمر (2) بن أبي جندب.
عن عبد اللّه بن مسعود قال: جاهدوا المنافقين بأيديكم، فإن لم تستطيعوا فبألسنتكم، فإن لم تستطيعوا إلاّ أن تكفهرّوا في وجوههم فاكفهروا في وجوههم.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر و أخوه أبو بكر، قالا: أنا عبد الرّحمن بن علي، نا يحيى بن إسماعيل، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن، نا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع، نا الأعمش، عن المسيّب بن رافع، قال:
قال عبد اللّه: إنّي لأمقت الرجل أراه فارغا، لا في أمر دنيا، و لا في أمر آخرة.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا أبو طاهر واضح بن محمّد بن أبرويه، أنا محمّد بن أحمد بن عبد الرّحمن، نا عبد اللّه بن جعفر، نا أحمد بن عصام، نا أبو أحمد الزبيري، نا مالك بن مغول، عن سيّار أبي الحكم قال:
قال عبد اللّه: انظروا إلى حلم المرء عند غضبه، و إلى أمانته عند طمعه، و ما علمك بحلمه إذا لم يغضب ؟ و ما علمك بأمانته إذا لم يطمع ؟ و لا يعجبنكم صاحبكم حتى تنظروا على [أي] (3)شقيه يقع.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا عبد الرّحمن المسعودي، عن القاسم قال:
قال عبد اللّه بن مسعود: لا تعجلوا بحمد الناس و لا بذمّهم، فإنّك لعلك ترى من أخيك اليوم لك شيئا يسرّك و لعلك يسوؤك منه غدا، و لعلك ترى منه اليوم شيئا يسوؤك (4) و لعلّك يسرّك منه غدا، و الناس يغيّرون، و إنّما يغفر الذنوب اللّه، و اللّه أرحم بالناس من أم واحد فرشت له بأرض فيء ثم لمست، فإن كانت لدغة كانت بها قبله، و إن كان شوكة كانت بها قبله.
ص: 178
أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو الدحداح، نا أحمد بن عبد الواحد بن عبّود، نا محمّد بن كثير، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير قال:
قال ابن مسعود: مجالس الذكر محيّاة للعلم، و تحدث للقلوب خشوعا.
أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، و أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد المقرئ، قالا: أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن محمّد الأنباري، أنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد، أنا إسماعيل بن محمّد الصفّار.
ح و أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنا أبو بكر البيهقي، أنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، و محمّد بن أحمد العطّار، قالا: أنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب قالا: نا الحسن بن علي بن عفان، نا ابن نمير، نا سفيان الثوري، عن عبد الرّحمن بن عابس (1)،حدّثني أناس عن عبد اللّه بن مسعود أنه كان يقول في خطبته (2):
إن أصدق الحديث كلام (3) اللّه، و أوثق العرى كلمة التقوى، و خير الملل ملّة إبراهيم، و أحسن القصص هذا القرآن، و أحسن السّنن سنّة محمّد صلى اللّه عليه و سلم، و أشرف الحديث ذكر اللّه، و خير الأمور عزائمها (4)،و شرّ الأمور محدثاتها، و أحسن الهدي هدي الأنبياء، و أشرف الموت قتل الشهداء، و أعمى الضلالة بعد الهدى، و خير العمل ما نفع، و خير الهدى ما اتّبع، و شرّ العمى عمى القلب، و اليد العليا خير من السّفلى، و ما قلّ و كفى خير مما كثر و ألهى، و نفس تنجيها خير من إمارة لا تحصيها، و شرّ المعذرة عند حضرة الموت، و شرّ الندامة ندامة يوم القيامة، و من الناس من [لا] (5) يأتي الصّلاة إلاّ دبرا (6)،و من الناس من لا يذكر اللّه إلاّ هجرا - و قال:
تهاجرا، و في حديث الصفّار: مهاجرا - و أعظم الخطايا اللّسان الكذوب، و خير الغنى غنى النفس، و خير الزاد التقوى، و رأس الحكمة مخافة اللّه عزّ و جلّ ، و خير ما ألقي (7) في القلب
ص: 179
اليقين، و الريب من الكفر، و النوح من عمل الجاهلية، و الغلول من جمر (1) جهنم، و الكبر كي - و في حديث الصفّار: كير - من النار، و الشعر من مزامير إبليس، و الخمر جمّاع الإثم (2)،و النساء حبائل الشيطان، و الشباب شعبة من الجنون، و شرّ المكاسب كسب الربا، و شرّ المآكل أكل مال اليتيم، و السعيد من وعظ بغيره، و الشقي من شقي في بطن أمّه، و إنّما يكفي أحدكم ما قنعت به نفسه، و إنّما يصير إلى موضع أربعة (3) أذرع و الأمر بآخره، و أملك العمل به خواتيمه، و شرّ الروايات - و في حديث الصفّار: الروايا (4) روايا - الكذب، و كلّ ما هو آت قريب، و سيئات المؤمن فسوق، و قتاله كفر و أكل ماله من معاصي اللّه، و حرمة ماله كحرمة دمه، و من يتألّ على اللّه يكذبه، و من يغفر يغفر اللّه له، و من يعف يعف اللّه عنه، و من يكظم الغيظ يأجره اللّه، و من يصبر على الرزايا يعقبه اللّه، و من يعرف البلاء يصبر عليه، و من لا يعرفه ينكر، و من يستكبر يضعه اللّه، و من يبتغ السمعة يسمّع اللّه به، و من ينوي الدنيا تعجزه، و من يطع الشيطان يعص اللّه، و من يعص اللّه يعذّبه.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو بكر بن سيف، نا السّري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن عطية بن الحارث، عن أبي سيف قال:
لما وقعت بنا إمارة عثمان جاءت يوم الخميس، و كان ابن مسعود يقص علينا في كل يوم خميس و اثنين، و كان الخليفة من الأمراء إذا غابوا، فلما جاءنا قال قولا فالحقه فيها، و لمّا تحوّل إلى المدينة كان الخليفة من الأمير حنظلة الكاتب، فلما تحول حنظلة في الفتنة إلى الرّها كان الخليفة من الأمراء عمرو بن حريث، فخرج علينا عبد اللّه في ساعته التي كان يخطبنا فيها، و شاركه في هذا الحديث من هذا المكان رجل من بني أسد، أحد بني الطمّاح عن رجل من بني أسد اختلفا في الحمد، و اتفقا فيما بعد ذلك، قال عطية: إن الحمد للّه أحمده و استغفره و أستعين به و أستهديه، و أتوكّل عليه، من يهده اللّه فلا مضل له، و من يضلل فلا هادي له، و أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، و أشهد أن محمّدا عبده و رسوله، أرسله بالهدى بشيرا و نذيرا، من أ طاعة رشد، و من عصاه
ص: 180
غوى، و أسأل اللّه الإيمان و اليقين، و أعوذ باللّه من شرّ عاقبة الأمور، و قال الأسدي: الحمد للّه أحمده و أستعينه و أستغفره و أستهديه، و أستعفيه و أستنصره، من يهده اللّه فلا مضلّ له، و من يضلل فلا هادي له، و أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، و أشهد أن محمّدا عبده و رسوله، أرسله بالهدى بشيرا و نذيرا، من أطاعه رشد، و من عصاه غوى، و أسأل اللّه الإيمان و اليقين، و أعوذ به من شرّ عاقبة الأمور - ثم اجتمعا من هذا المكان قال عطية: حج عامئذ و خرج قبل أن يكون شيء لحقه بالطريق، و قال آخر بعد ما كان - و رأس الحكمة طاعة [اللّه] (1)،و أصدق القول، و أنصح النّصح، و أبلغ الموعظة، و أحسن القصص كتاب اللّه، و أوثق العرى إيمان باللّه، و خير الملة ملّة إبراهيم، و أحسن السّنن سنن الأنبياء، و أشرف الذكر ذكر اللّه، و أحسن القصص القرآن، و خير الأمور عزائمها، و شرّ الأمور محدثاتها، و أحسن الهدي هدي محمّد، و أشرف الموت قتل الشهداء، و أغرّ (2) الضلالة ضلالة بعد الهدى، و خير العلم ما نفع، و خير الهدى ما اتّبع، و شرّ العمى عمى القلب، و اليد العليا خير من اليد السّفلى، و ما قلّ و كفى خير مما كثر و ألهى، و نفس ينجيها خير من إمارة لا تحصيها (3)،و شر عذلة عذلة عند حضرة الموت (4)،و شرّ الندامة ندامة يوم القيامة، و من الناس من لا يأتي الجمعة إلاّ دبرا، و لا يذكر اللّه إلاّ هجرا، و أعظم الخطايا اللسان الكذوب، و خير الغنى غنى النفس، و خير الزاد التقوى، و رأس الحكمة مخافة اللّه عزّ و جلّ ، و خير ما ألقي في القلب اليقين، و الريب من الكفر، و النوح من أمر الجاهلية، و الغلول من جمر (5)جهنم، و الكفر كي من النار، و الشعر مزامير إبليس، و الخمر جمّاع الإثم، و النساء حبائل الشيطان، و الشاب شعبة من الجنون، و شرّ المكاسب كسب الربا، و شرّ المآكل أكل مال اليتيم، و السعيد من وعظ بغيره، و الشقي من شقي في بطن أمّه، و إنّما يكفي أحدكم ما قنعت به نفسه، و إنما يصير إلى موضع أربعة أذرع من الأرض، و الأمر بآخره، و أملك العمل به خواتمه، و شرّ الروايا روايا الكذب، و كلّ ما هو آت قريب، و سباب المسلم فسوق، و قتاله كفر، و أكل لحمه من معصية اللّه، و حرمة ماله كحرمة دمه، و من يتألّ على اللّه يكذبه، و من غالبه يغلبه و من يعف يعف اللّه عنه، و من يغفر يغفر اللّه له، و من يصبر على الأذى يعقبه اللّه -
ص: 181
و قال الطماحي: يأجره - و من يكظم الغيظ يأجره اللّه - و قال الطماحي: يرضه - و من يعرف البلاء يصبر عليه، و من لا يعرفه ينكر، و من يستكبر يضعه اللّه، و من يبتغ السمعة يسمّع اللّه به، و من ينوي الدنيا تعجز عنه، و من يطع الشيطان يعص (1) اللّه، و من يعص اللّه يغترّ باللّه - قال الطماحي: يغرر بنفسه - و اللّه ما آلوا عن أعلاها [ذا فوق] (2) فلم يدع حتى خرج من الكوفة.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو زكريا بن أبي إسحاق، نا أبو عبد اللّه محمّد بن يعقوب، أنا محمّد بن عبد الوهّاب، نا جعفر بن عون، أنا عبد الرّحمن - يعني: ابن عبد اللّه المسعودي - عن علي بن بذيمة، عن قيس بن حبتر (3) قال:
سمعت ابن مسعود يقول: حبّذا المكروهات (4):الموت و الفقر، و أيم اللّه ما هو إلاّ الغنى و الفقر، و لا أبالي بأيّهما ابتدئت، فإنّ حق اللّه تعالى في كلّ منهما واجب، إن كان الغنى إنّ فيه العطف، و إن كان الفقر إنّ فيه الصبر.
[أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، و عبد الكريم بن حمزة، و طاهر بن سهل، قالوا] (5):أنا أبو الحسين محمّد بن مكي المصري، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن العبّاس الإخميمي (6)،أنا محمّد بن عبد اللّه بن (7) سعيد، نا عبد الملك بن محمّد، نا معاذ بن أسد، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا سفيان الثوري، عن العلاء (8) بن المسيّب، عن أبيه، قال: قال عبد اللّه بن مسعود: ليس للمؤمنين راحة دون لقاء اللّه (9).
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو الحسين [علي] (10) بن محمّد بشران، أنا أبو علي بن صفوان، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن أبي رجاء،
ص: 182
نا محمّد بن سابق، عن المنهال بن خليفة، عن سلمة بن تمام قال:
لقي رجل ابن مسعود، فقال: لا تعدم حالما مذكرا، رأيتك البارحة و رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم على منبر مرتفع، و أنت دونه، و هو يقول: يا ابن مسعود هلمّ إليّ فلقد جفيت بعدي، فقال:
اللّه، لأنت رأيته ؟ قال: نعم، قال: فعزمت على أن تخرج من المدينة حتى تصلّي عليّ ، فما لبث إلاّ أيّاما حتى مات - رحمه اللّه - فشهد الرجل الصّلاة عليه.
أخبرنا أبو السعود بن المجلي (1)،نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا محمّد بن علي بن محمّد بن النضر الديباجي، نا علي بن عبد اللّه بن مبشّر الواسطي، نا محمّد بن حرب النّشائي، نا أبو مروان يحيى بن أبي زكريّا الغسّاني، عن هشام قال:
أوصى عبد اللّه بن مسعود إلى الزّبير، و كان عثمان بن عفّان قد حبس عطاءه سنتين فكلّم ابن الزبير عثمان، فأخذ عطاءه بعد وفاته، فدفعه إلى ورثته.
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.
ح (2) و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر بن درستويه، نا يعقوب بن سفيان، نا إبراهيم بن المنذر، نا وكيع بن الجرّاج (3)،عن أبي عميس، عن عامر بن عبد اللّه بن الزبير قال:
أوصى عبد اللّه بن مسعود فكتب: إنّ نصيبي (4) إلى اللّه و إلى الزبير بن العوّام، و إلى ابنه عبد اللّه بن الزبير، و إنّهما في حل و بل فيما وليا و قضيا (5) في تركتي، و إنّه لا تزوج امرأة من نسائي إلاّ بإذنهما.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن بشران،
ص: 183
أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا خلف بن هشام، نا أبو شهاب، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة قال:
اشتكى عبد اللّه فلم أره في وجع كان أرمض منه في ذلك الوجع، فقلت له في ذلك فقال: إنّي خشيت أن أكون لما بي أنه أحزن (1) و أقرب لي من الغفلة.
قال: و نا ابن أبي الدنيا، حدّثني سلمة بن شبيب (2)،عن علي بن أبي معبد (3)،نا خالد بن حيان، عن عبيد بن سعيد قال:
بكى عبد اللّه (4) عند الموت، فقيل له: أ تبكي و قد صحبت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ فقال: و كيف لا أبكي و قد ركبت ما نهاني عنه، و تركت ما أمرني به، و ذهبت الدنيا بحال بالها، و بقيت الأغلال قلائد في أعناق الرجال، إن خير فخير، و إن شرّ فشرّ.
قال: و نا ابن أبي الدنيا، حدّثني الفضل بن جعفر، نا النّضر بن شداد، حدّثني أبي شدّاد بن عطية، نا أنس بن مالك قال:
دخلنا على عبد اللّه بن مسعود نعوده في مرضه، فقلنا له: كيف أصبحت أبا عبد الرّحمن ؟ قال: أصبحنا بنعمة اللّه إخوانا، قلنا: كيف تجدك يا أبا عبد الرّحمن ؟ قال: أجد قلبي مطمئنا بالإيمان، قلنا له: ما تشكي (5) أبا عبد الرّحمن ؟ قال: أشتكي ذنوبي و خطاياي، قلنا: ما تشتهي شيئا؟ قال: أشتهي مغفرة اللّه و رضوانه، قلنا: أ لا ندعو لك طبيبا؟ قال:
الطبيب أمرضني.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو بكر محمّد بن خالد المطوعي - ببخارى، من أصل كتابه - نا أبو علي الحسن بن الحسين بن (6)البزّاز البخاري، نا عبيد اللّه بن واصل البخاري، نا أحمد بن جنيد - ببخارى (7)،نا عيسى بن
ص: 184
موسى غنجار بخاري، عن مخلد بن عثمان القاضي و هو بخاري، عن إسحاق بن وهب، و هو بخاري، عن الحجّاج الطائي، عن علقمة قال:
دخلنا على ابن مسعود، فقلنا: يا أبا عبد الرّحمن ما تشكي (1)؟قال: ذنوبي، قلنا: ما تشتهي ؟ قال: أشتهي (2) المغفرة، قلنا له: أ لا نأتيك بطبيب ؟ قال: الطبيب أنزل بي ما ترون (3)قال: و بكى عبد اللّه ثم قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إن العبد إذا مرض يقول الربّ تبارك و تعالى: عبدي في وثاقي فإن كان نزل به المرض و هو في اجتهاد، فقال اكتبوا له من الأجر قدر ما كان يعمل في اجتهاده، و إن كان نزل به المرض في فترة منه قال: اكتبوا له من الأجر ما كان في فترته» فأنا أبكي أنه نزل بي المرض في فترة، و لوددت أنه كان في اجتهاد مني[6816].
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو بكر بن سيف، نا السّري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر (4)،عن عطية، عن أبي سيف، قال:
كان ابن مسعود قد ترك عطاءه حين مات عمر، و فعل ذلك رجال من أهل الكوفة أغنياء، و اتّخذ ضيعة براذان (5) فمات عن تسعين ألف مثقال سوى رقيق، و عروض (6)،و ماشية بالسيلحين (7)،فلما رأى الشرّ و دنو الفتنة استأذن عثمان، فلم يأذن له (8) قرب موته، فقدم على عثمان، فلم يلبث أن مات، فوليه عثمان و بينهما أشهر.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو علي بن أبي
ص: 185
نصر، أنا أبو سليمان بن زبر، نا الحسن بن أحمد بن عطفان، نا الحسن بن جرير الصّوري، حدّثنا عثمان بن سعيد أبو بكر الصيداوي نا السليم (1) بن صالح، عن ثوبان، عن إسماعيل بن [أبي] خالد، عن الشعبي، قال:
لما حضر عبد اللّه بن مسعود الموت دعا ابنه فقال: يا عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن مسعود إنّي موصيك بخمس خصال فاحفظهن عنّي: أظهر اليأس للناس، فإنّ ذلك غنى فاضل، ودع مطلب الحاجات إلى الناس، فإن ذلك فقر حاضر، ودع ما تعتذر منه [من] (2)الأمور و لا تعمل به، و إذا استطعت أن لا يأتي عليك يوم إلاّ و أنت خير منك بالأمس فافعل، و إذا صليت صلاة فصلّ صلاة مودّع، كأنك لا تصلّي صلاة بعدها.
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن عبد الواحد بن إسماعيل البوشنجي - بهراة - و أبو حفص عمر بن أحمد بن منصور الصّفّار الفقيه، و أخته عائشة بنت أحمد، و زوجه أمة الرحيم حرة، و أختاها أمة اللّه جليلة (3)،و أمة الرحمن سارة بنات أبي نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم القشيري، قالوا: أنا أبو المظفّر موسى بن عمران بن محمّد بن أحمد الأنصاري، أنا أبو الحسن محمّد بن الحسين بن داود بن علي العلوي، أنا أبو الأحرز محمّد بن عمر بن جميل الأزدي، نا علي بن داود القنطري ببغداد، نا ابن أبي مريم، نا السّري بن يحيى، عن أبي شجاع، عن أبي طيبة (4) الجرجاني قال:
دخل عثمان بن عفّان على ابن مسعود، و هو مريض، قال: ما تشتكي ؟ قال: أشتكي ذنوبي، قال: فما تشتهي ؟ قال: أشتهي رحمة ربّي، قالا: أ فلا ندعو لك طبيبا؟ قال: الطبيب أمرضني، قال: أ فلا نأمر لك بعطائك ؟ قال: لا حاجة لي به. قال: تتركه لبناتك، قال: لا حاجة لهن به، قد أمرتهن أن يقرأن سورة الواقعة، فإني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من قرأ سورة الواقعة (5) لم تصبه فاقة أبدا»[6817].
كذا يقول سعيد بن الحكم بن أبي مريم: الجرجاني، و هو وهم، أبو طيبة الجرجاني عيسى بن سليمان متأخر، و أبو طيبة هذا غيره أقدم منه، لا يعرف له اسم.
ص: 186
أخبرناه أبو علي أحمد بن سعد بن علي العجلي الهمذاني - ببغداد - أنا أحمد بن عبد الرّحمن بن علي الصّائغ، أنا أحمد بن إبراهيم بن تركان، أنا القاسم بن أبي صالح، نا إبراهيم بن الحسين، نا عمرو بن الربيع بن طارق المقرئ، نا السّري بن يحيى الشّيباني، عن أبي شجاع، عن أبي طيبة قال:
مرض عبد اللّه مرضه الذي توفي فيه، فعاده عثمان بن عفّان، فقال: ما تشتكي ؟ قال:
ذنوبي، قال: فما تشتهي ؟ قال: رحمة ربّي، قال: أ لا آمر لك بطبيب ؟ قال: الطبيب أمرضني، قال: أ لا آمر لك بعطاء؟ قال: لا حاجة لي فيه، قال: يكون لبناتك من بعدك، قال: أ تخشى على بناتي الفقر؟ إنّي أمرت بناتي يقرأن كل ليلة سورة الواقعة، إنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من قرأ الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة أبدا»[6818].
كذا قال، و الصواب عن شجاع (1).
كذلك رواه عبد اللّه بن وهب، عن السّري:
أخبرنا (2) أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة (3)،نا أبو بكر الخطيب.
ح (4) و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضيل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا الحجّاج.
ح و أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن رزقويه، و الحسن بن أبي بكر - قال محمّد: حدّثنا، و قال الحسن:
أخبرنا-.
و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، قالا (5):أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن زياد
ص: 187
القطّان، نا علي بن إبراهيم الواسطي، أنا حجاج بن نصير، نا السّري بن يحيى الشيباني أبو الهيثم، عن شجاع، عن أبي فاطمة قال:
عاد عثمان بن عفّان ابن مسعود فقال: ما تشتكي ؟ قال: ذنوبي، قال: فما تشتهي ؟ قال:
رحمة ربّي، قال: ندعو لك الطبيب ؟ قال: الطبيب أمرضني، قال: أ فلا نأمرك لك بعطائك ؟ قال: لا حاجة لي فيه اليوم، قال: تدعه لأهلك و عيالك، قال: قد علّمتهم شيئا إذا قالوه لم يفتقروا - و في حديث الأنماطي: لم يقتروا (1)-سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من قرأ الواقعة كلّ ليلة لم يفتقر»[6819].
تابعه عثمان بن اليمان:
أخبرنا بحديثه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن علي بن أبي عثمان، و أحمد بن محمّد بن إبراهيم القصّاري.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه بن القصّاري، أنا أبي أبو طاهر، قالا: أنا إسماعيل بن الحسن بن عبد اللّه، نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا يوسف - يعني: ابن موسى - نا عثمان بن اليمان قال: سمعت السّري بن يحيى يحدّث عن شجاع عن أبي فاطمة - هكذا قال عثمان بن اليمان، يوم حدّثنا، و قال عثمان: بلغني أن أبا فاطمة كان مولى لعلي - قال:
قال عثمان بن عفّان لعبد اللّه بن مسعود في مرضه: أ لا نعطيك عطاءك ؟ قال: لا حاجة لي فيه، قال: يكون لبناتك، فقال: قد أمرت بناتي أن يقرأن كل ليلة - أو في كل ليلة - ب إِذٰا وَقَعَتِ الْوٰاقِعَةُ ،فإني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من قرأ في كل ليلة أو ليلة ب إِذٰا وَقَعَتِ الْوٰاقِعَةُ لم يفتقر أبدا»[6820].
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (2)،أنا الفضل بن دكين، نا حفص بن غياث، عن هشام بن عروة، عن أبيه.
أن عبد اللّه بن مسعود أوصى إلى الزبير، و قد كان عثمان حرمه عطاءه سنتين، فأتاه
ص: 188
الزّبير، فقال: إنّ عياله أحوج إليه من بيت المال، فأعطاه عطاءه: عشرين ألفا أو خمسة و عشرين ألفا.
أخبرنا أبو محمّد السّلمي، أنا أبو بكر الخطيب.
ح (1) و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا محمّد بن عبد اللّه بن نمير، نا يزيد بن هارون، أنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس قال:
دخل الزّبير على عثمان بعد وفاة عبد اللّه فقال: أعطني عطاء عبد اللّه، فعيال عبد اللّه أحقّ به من بيت المال، فأعطاه خمسة عشر ألفا (2).
قال: و نا يعقوب، نا يحيى بن عبد الحميد، نا شريك بن أبي إسحاق، أن عبد اللّه بن مسعود أوصى: إذا أنا مت أن يصلّي عليه الزّبير بن العوّام (3).
أخبرنا أبو الحسن الخطيب، أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل البخاري قال: عبد اللّه بن مسعود، أبو (4) عبد الرّحمن الهذلي، مات بالمدينة قبل عثمان.
أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء محمّد بن علي، أنا علي بن الحسن الجرّاحي.
ح (5) قال: و أنا ابن خيرون، أنا الحسن بن الحسين النّعالي، أنا جدي لأمّي إسحاق بن محمّد، قالا: أنا عبد اللّه بن إسحاق المدائني، نا قعنب بن المحرّر بن قعنب، نا أبو عاصم أو غيره أن ابن مسعود مات سنة ثمان و عشرين قبل قتل عثمان، هذا وهم.
ص: 189
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد - إجازة - نا محمّد بن الحسين الزعفراني، نا ابن أبي خيثمة، أنا المدائني قال:
قال عبد الحميد - يعني: ابن عمران العجلي - عن عون بن عبد اللّه بن عتبة قال:
توفي عبد اللّه بن مسعود و هو ابن ثلاث و ستين سنة، و يقال: مات بالمدينة، و دفن بالبقيع.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمّد، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان، قال: قال أبي فيما روي - يعني - عن أبي نعيم: مات ابن مسعود سنة ثمان عشرة من متوفّى النبي صلى اللّه عليه و سلم، و قال الهيثم: عن ابن عياش: توفي عبد اللّه بن مسعود سنة اثنتين (1) و ثلاثين من مهاجر النبي صلى اللّه عليه و سلم.
[أخبرنا أبو بكر الأنصاري] (2) أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3).
و أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوه، أنا أبو الحسن اللّنباني (4)،أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، قالا: نا محمّد بن سعد، نا محمّد بن عمر، نا عبد اللّه بن جعفر الزهري، عن عبد الرّحمن بن محمّد بن عبيد القاري، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، قال: مات عبد اللّه بن مسعود بالمدينة، و دفن بالبقيع سنة اثنتين (5) و ثلاثين.
قال (6):و نا محمّد بن عمر، نا عبد الحميد بن عمران العجلي، عن عون بن عبد اللّه بن عتبة قال: توفي عبد اللّه بن مسعود و هو ابن بضع و ستين سنة.
أخبرنا أبو منصور بن زريق، نا أبو بكر الخطيب (7)،نا ابن بشران، أنا الحسين بن
ص: 190
صفوان، نا عبد اللّه بن محمّد بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، نا عبد اللّه بن جعفر الزهري، عن عبد الرّحمن بن عبد القاري، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة قال:
مات عبد اللّه بن مسعود بالمدينة، و دفن بالبقيع سنة ثنتين و ثلاثين، و كان رجلا نحيفا، قصيرا (1)،شديد الأدمة.
قال (2):و أنا محمّد بن عمر، نا عبد الحميد بن عمران العجلي، عن عون بن عبد اللّه بن عتبة قال: توفي عبد اللّه بن مسعود و هو ابن بضع و ستين سنة.
قال محمّد بن عمر: و سمعت من يقول: صلّى عليه عمّار بن ياسر، و قال قائل: صلّى عليه عثمان بن عفّان، و هو أثبت عندنا.
أنبأنا [أبو] محمّد بن الآبنوسي، و أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي، قال:
ابن مسعود توفي بالمدينة، و دفن بالبقيع سنة ثنتين و ثلاثين، و يقال إن الزبير صلّى عليه، و كان ابن مسعود أوصى إليه.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، نا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا جعفر بن أحمد الخصّاف، نا أحمد بن الهيثم، نا أبو نعيم قال:
مات ابن مسعود بالمدينة سنة ثنتين و ثلاثين.
أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم، نا سليمان بن أحمد (3)،نا أبو الزنباع روح بن الفرج المصري، نا يحيى بن بكير قال:
توفي عبد اللّه بن مسعود و يكنى أبا عبد الرّحمن و هو ابن بضع و ستين سنة، في سنة اثنتين (4) و ثلاثين بالمدينة، و أوصى إلى الزّبير بن العوّام فصلّى عليه، و دفن بالبقيع.
حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم، أخبرنا نعمة اللّه بن محمّد المرندي، نا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، نا محمّد بن أحمد بن سليمان، أنا سفيان بن محمّد بن سفيان، حدّثني
ص: 191
الحسن بن سفيان، نا محمّد بن علي، عن محمّد بن إسحاق قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول:
توفي ابن مسعود سنة اثنين و ثلاثين، و دفن بالبقيع و هو ابن بضع و ستين سنة.
أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب (1)،أنا محمّد بن الحسين القطّان، أنا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، و أبو القاسم بن العلاّف، قالا: أنا أبو الحسن (2) بن الحمّامي، أنا الحسن بن محمّد السكوني، قالا: نا محمّد بن عبد اللّه بن سليمان الحضرمي، قال: سمعت محمّد بن عبد اللّه بن نمير يقول: مات عبد اللّه بن مسعود سنة اثنتين (3) و ثلاثين.
أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر (4)،أنا أبو سعيد الحسن بن محمّد بن عبد اللّه بن حسنويه الأصبهاني، نا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، نا عمر بن أحمد الأهوازي، نا خليفة بن خيّاط قال: و مات ابن مسعود عبد اللّه بالمدينة، و صلّى عليه الزّبير بن العوّام سنة اثنتين و ثلاثين.
أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (5):سنة اثنتين (6) و ثلاثين فيها مات عبد اللّه بن مسعود.
قال (7):أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الحافظ (8)،أنا علي بن أحمد بن محمّد الرّزّاز، أنا أبو علي محمّد بن أحمد بن الحسن الصوّاف، نا بشر بن موسى، قال: قال أبو حفص عمرو بن علي.
ح و أخبرناه عاليا أنا أبو الأعزّ التركي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا محمّد بن الحسين، نا أبو حفص الفلاّس، قال:
ص: 192
و مات ابن مسعود بالمدينة سنة اثنتين (1) و ثلاثين، و دفن بالبقيع - زاد محمّد بن الحسين: و كان يكنى أبا عبد الرّحمن و قالا:- و كان نحيفا، خفيف الجسم، آدم، شديد الأدمة، و مات ابن نيّف و ستين سنة.
أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا - و أبو محمّد السّلمي، نا - أبو بكر الخطيب (2).
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر بن درستويه، نا يعقوب بن سفيان، قال: سنة اثنتين (3) و ثلاثين فيها مات عبد اللّه بن مسعود بالمدينة و هو ابن بضع و ستين سنة، قبل قتل عثمان. انتهت رواية ابن زريق - و زاد قال: و نا يعقوب قال: و سمعت الثقة من أصحابنا يقول: توفي ابن مسعود قبل قتل عثمان بثلاث سنين، و ذلك سنة اثنتين و ثلاثين من الهجرة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا القاسم بن البسري، أنا أبو طاهر المخلّص.
- إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن [أخبرني عبد الرّحمن] (4) بن محمّد، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد قال: سنة اثنتين (5) و ثلاثين توفي عبد اللّه بن مسعود.
أخبرنا أبو السعود بن المجلي (6)،نا أبو الحسين بن المهتدي.
ح (7) و أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، أنا أبي قالا (8):أنا عبيد اللّه بن أحمد، أنا محمّد بن مخلد قال: قرأت على علي بن عمرو، حدّثكم الهيثم (9) قال: عبد اللّه بن مسعود توفي سنة ثنتين و ثلاثين.
قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي، أنا أبو سليمان بن زبر قال: قال ابن نمير: و مات عبد اللّه بالمدينة سنة ثنتين و ثلاثين، و دفن بالبقيع.
و قال المدائني: و أبو موسى، و عمرو، و الواقدي، و الهيثم بن عدي: مات في سنة اثنتين (10) و ثلاثين،
ص: 193
و ذكر أسانيده عن هؤلاء في أوّل كتابه.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال:
و مات عبد اللّه بن مسعود سنة ثنتين (1) و ثلاثين، و دفن بالبقيع.
و قال أبو موسى و المدائني (2):
أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الحافظ (3)،أنا أبو حازم العبدوي، أنا أبو محمّد القاسم بن غانم بن حموية المهلّبي، أنا محمّد بن إبراهيم البوشنجي، سمعت ابن بكير يقول:[مات ابن] (4) مسعود سنة ثلاث و ثلاثين.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد - إجازة - نا محمّد بن الحسين الزعفراني، نا ابن أبي خيثمة، سمعت يحيى بن معين يقول: مات عبد اللّه بن مسعود سنة ثلاث و ثلاثين [أو اثنتين و ثلاثين] (5).
أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر (6).
ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو طاهر بن سوّار، قالوا: أنا الحسين بن علي الطّناجيري.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا نصر بن أحمد بن نصر، أنا محمّد بن أحمد الجواليقي قالا: أنا محمّد بن زيد بن علي بن مروان الكوفي، أنا (7) محمّد بن عقبة الشّيباني، نا هارون بن حاتم، قال: قال يحيى بن أبي غنية: و مات عبد اللّه بن مسعود سنة ثلاث و ثلاثين و له ثلاث و ستون (8).
ص: 194
ابن عبد اللّه بن شهاب بن الحارث
أبو محمّد القرشي الزهري المدني (1)
أخو أبي بكر الزهري.
حدّث عن عبد اللّه بن عمر، و أنس بن مالك.
روى عنه: أخوه أبو بكر محمّد بن مسلم، و معمر بن راشد، و النّعمان بن راشد الجزري، و جعفر بن عمرو بن أمية الضّمري، و يزيد بن عبد اللّه بن أسامة بن الهاد الليثي، و عبد الوهّاب بن بخت، و ابنه محمّد بن عبد اللّه بن مسلم.
و قدم الشام غازيا القسطنطينية مع مسلمة بن عبد الملك أيام سليمان، كما حكى عبد اللّه بن سعد القطربلي عن الواقدي، عن محمّد بن عبد اللّه بن أخي الزهري، عن أبيه.
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو محمّد الحسن بن علي.
ح (2) و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد البارع، أنا الحسن (3) بن علي بن غالب، قالا: أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد الزهري، أنا أبو بكر جعفر بن محمّد بن الحسن الفريابي، نا قتيبة بن سعيد، نا معن بن عيسى، عن ابن أخي الزهري، عن أبيه عبد اللّه بن مسلم قال: أخبرني أنس بن مالك أن رجلا أتى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: يا رسول اللّه ما الكوثر؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«هو نهر أعطانيه ربّي في الجنّة، أشدّ بياضا من اللبن، و أحلى من العسل، فيه طيور و أعناقها كأعناق الجزر» فقال عمر بن الخطّاب: إنها لناعمة ؟ فقال:«آكلها أنعم منها»[6821].
أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر البيهقي، نا أبو عبد اللّه الحافظ - إملاء - أنا أبو بكر أحمد بن إسحاق، و علي بن حمشاد العدل، و أحمد بن يعقوب الثقفي، و عمرو بن محمّد بن منصور، قالوا: أنا عمر بن حفص السّدوسي، نا عاصم بن علي، نا أبو أويس، عن الزهري، عن أخيه عبد اللّه بن مسلم بن شهاب، عن أنس بن مالك.
ص: 195
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه أيضا، أنا أبو بكر، أنا أبو محمّد بن يوسف، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا الحسن بن محمّد الزعفراني، نا سليمان بن داود، نا إبراهيم بن سعد، حدّثني محمّد بن عبد اللّه بن مسلم بن أخي ابن شهاب، عن أبيه، عن أنس قال:
سئل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن الكوثر فقال:«هو نهر أعطانيه اللّه في الجنّة، ترابه مسك، شرابه أبيض من اللبن، و أحلى من العسل، ترده طير أعناقها مثل أعناق الجزر» فقال أبو بكر: يا رسول اللّه إنها لناعمة، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«آكلها أنعم منها»[6822].
قال البيهقي: لفظهما سواء.
و رواه الدّراوردي عن ابن أخي ابن شهاب، عن أبيه عبد اللّه بن مسلم أنه سمع أنس بن مالك، فذكره، و قال عمر بدل أبي بكر.
و رواه محمّد بن إسحاق بن يسار، عن جعفر بن عمرو بن أميّة، عن عبد اللّه بن مسلم الزهري قال: سمعت أنس بن مالك يقول، فذكره يزيد و ينقص:
أخبرنا أبو عبد اللّه أيضا، أنا أحمد بن الحسين، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو سعيد بن أبي عمرو، قالا: نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، نا أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق (1)،حدّثني جعفر بن عمرو بن أميّة الضّمري عن عبد اللّه بن مسلم الزهري قال: سمعت أنس بن مالك يقول:
قيل لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: ما الكوثر الذي أعطاك ربّك ؟ قال:«نهر كمثل ما بين صنعاء إلى أيلة (2) من أرض الشام، آنيته أكثر من عدد نجوم السماء، يرده طائر (3) لها أعناق كأعناق البخت» فقال عمر بن الخطّاب: و اللّه يا رسول اللّه إنها لناعمة، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«آكلها أنعم منها»[6823].
أخبرنا أبو الحسن علي (4) بن المسلّم، نا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان، أنا أبو الميمون بن راشد البجلي، قالوا: نا أبو زرعة الدمشقي،[نا محمّد بن سعيد] (5) نا عبد اللّه بن المبارك، عن معمر، عن عبد اللّه بن مسلم قال: رأيت ابن
ص: 196
عمر وجد تمرة فعضّ بعضها، ثم رأى سائلا فأعطاه بقيتها.
قال أبو زرعة: عبد اللّه بن مسلم بن شهاب أخو الزهري، حدّث عن رجلين من الصحابة: عبد اللّه بن عمر، و أنس بن مالك.
أخبرنا (1) أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا يوسف بن رباح بن علي، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح [عن يحيى] (2) قال (3):في ذكر تابعي أهل المدينة و محدثيهم:
الزهري و أخوه (4) عبد اللّه بن مسلم (5).
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي الصنعاني، نا إسحاق بن إبراهيم، أنا عبد الرزّاق (6)،عن معمر، عن عبد اللّه بن مسلم أخي الزهري قال:
رأيت ابن عمر إزاره إلى أنصاف ساقيه، و القميص فوق الإزار، و الرداء فوق القميص.
أخبرنا أبو القاسم النسيب، أنا أبو بكر الخطيب، أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران المعدل، أنا الحسين بن صفوان [البرذعي] (7)،نا عبد اللّه بن محمّد بن أبي الدنيا.
و أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا أبو محمّد بن يوه، أنا أبو الحسن اللّنباني (8)،نا ابن أبي الدنيا، أنا محمّد بن سعد قال (9) في الطبقة الرابعة من أهل المدينة: الزهري، و أخوه عبد اللّه بن مسلم بن عبيد اللّه، و كان أسنّ منه، و كان يكنى أبا محمّد، مات فيما أخبرنا الواقدي عن ابنه محمّد بن عبد اللّه، قبل الزهري.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أيوب سليمان بن إسحاق بن الخليل، نا الحارث بن أبي أسامة، أنا محمّد بن سعد قال: في الطبقة الرابعة من أهل المدينة: محمّد بن مسلم الزهري، و أخوه عبد اللّه بن مسلم بن
ص: 197
عبيد اللّه بن عبد اللّه الأصغر بن شهاب بن عبد اللّه بن الحارث بن زهرة، و أمه ابنة إهاب بن قعط بن عروة بن صخر بن يعمر بن نفاثة بن عدي بن الدّيل بن عبد مناة بن كنانة، فولد عبد اللّه: محمّدا (1)،و إبراهيم، و أمّ محمّد، و أمّهم أم حبيب بنت حبيب بن حويطب بن علي بن الأقشر (2) بن مالك بن حسل.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو حسين الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (3):عبد اللّه بن مسلم بن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن شهاب الزهري القرشي، أخو الزهري، سمع ابن عمر، روى عنه ابنه محمّد.
أخبرنا (4) أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (5):عبد اللّه بن مسلم بن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن شهاب الزهري، أدرك ابن عمر، و روى عن ابن عمر، و أنس، روى عنه الزهري، و معمر، و جعفر بن عمرو، و عبد الرّحمن بن إسحاق، و ابنه، سمعت أبي يقول ذلك.
قال: و سمعت أحمد بن صالح يقول: هو يروي عن الزهري، و الزهري يروي عنه.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:
أبو محمّد عبد اللّه بن مسلم بن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن شهاب بن عبد اللّه بن الحارث بن زهرة بن كلاب القرشي المدني، أخو الزهري، سمع ابن عمر، و أنس بن مالك، روى عنه أخوه أبو بكر، و معمر بن راشد، و النعمان بن راشد الجزري، مات قبل الزهري، كنّاه محمّد بن عمر الواقدي.
ص: 198
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر الكلاباذي [قال:] (1) عبد اللّه بن مسلم بن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن شهاب بن زهرة، أخو محمّد بن مسلم الزهري القرشي المديني (2)،حدّث عن حمزة بن عبد اللّه، و حدّث عنه النعمان بن راشد في كتاب الزكاة.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق، أنا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (3)،أنا محمّد بن عمر، نا محمّد بن عبد اللّه بن أخي الزهري، أن أباه كان أسنّ من الزهري، و كان يكنى أبا محمّد، و مات قبل الزهري، و قد لقي ابن عمر، و روى عنه، و عن غيره، و كان ثقة، كثير الحديث.
قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب قال:
عبد اللّه بن مسلم بن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن شهاب الزهري، سمع عبد اللّه بن عمر، و أنس بن مالك، روى عنه أخوه، و ابنه محمّد، و جعفر بن عمرو بن أمية الضّمري، و يزيد بن الهاد، و معمر بن راشد.
أخبرنا أبو البركات، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال: قال أبو يحيى (4):زكريا عبد اللّه بن مسلم مستقيم.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد (5) أبو البركات: و أبو الفضل بن خيرون، قالا:- أنا محمّد بن الحسن بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خيّاط (6) قال: في الطبقة الرابعة من أهل المدينة: محمّد بن مسلم بن عبيد اللّه بن شهاب (7) بن عبد اللّه بن زهرة بن كلاب، توفي سنة أربع و عشرين و مائة، و أخوه عبد اللّه بن مسلم، توفي قبله.
ص: 199
أبو محمّد الهاشمي مولاهم (1)
من أهل دمشق.
حدّث بنيسابور عن الليث بن سعد، و ابن (2) لهيعة، و مالك بن أنس، و أبي هدبة إبراهيم بن هدبة، و واقد بن عبد اللّه البصري، و أبي البختري وهب بن وهب.
روى عنه: أيوب بن الحسن الزاهد، و الحسن بن بشر بن القاسم، و أبو يحيى زكريا بن يحيى بن الحارث البزار، و العبّاس بن حمزة النيسابوريون، و محمّد بن حيوية الأسفرايني، و محمّد بن عبد اللّه بن المبارك الشّعيري، و محمّد بن عبد السّلام بن يسار، و «أحمد بن محمّد بن عمّار المستملي، و عبد اللّه بن محمّد النّصرآبادي، و إبراهيم بن محمّد المروزي، و أبو أحمد محمّد بن محمّد بن مسلم، و محمّد بن شادل بن علي، و جعفر بن سهل.
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو الطيّب محمّد بن عبد اللّه بن الشّعيري، نا أحمد بن محمّد بن عمّار المستملي، نا عبد اللّه بن مسلّم الدمشقي، نا مالك بن أنس، عن نافع، عن ابن عمر قال:
يا رسول اللّه، أ يرقد أحدنا و هو جنب ؟ قال:«نعم إذا توضأ»[6824].
قال: و أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا محمّد بن عبد اللّه بن المبارك الشّعيري، نا أبي و محمّد بن عبد السّلام بن يسار، قالا: أنا عبد اللّه بن مسلّم بن رشيد، نا إبراهيم بن هدبة، عن أنس بن مالك أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أمر بلالا أن يشفع الأذان و يوتر الإقامة.
قال أبو حاتم بن حبّان: كتب عنه أصحاب الرأي، يروي عن مالك بن أنس، و الليث بن سعد، و ابن (3) لهيعة، و يضع عليهم الحديث، لا يحلّ ذكره، و لا كتب (4) حديثه، و قد روى
ص: 200
عن أبي هدبة (1) نسخة كلها معمولة.
قرأت على أبي القاسم الشّحّامي، عن أبي بكر البيهقي، أنا الحاكم أبو عبد اللّه قال:
عبد اللّه بن مسلّم بن رشيد الدمشقي أبو محمّد، مولى بني هاشم طير (2) طرأ علينا فأقام بنيسابور مدة كبيرة، حتى استوطنها، و ذكر أنه مات بها، روى عن أبي هدبة إبراهيم بن هدبة و أكثر الرواية عن مالك بن أنس، و الليث بن سعد، و عبد اللّه بن لهيعة، و أظنّه مات بعد الأربعين و المائتين (3)،و روى عنه من متقدمي مشايخنا: أيوب بن الحسن الزاهد، و الحسن بن بشر بن القاسم، و محمّد بن حيّوية الأسفرايني، و من متأخري مشايخنا: محمّد بن عبد اللّه بن المبارك، و أبو يحيى البزار، و العبّاس بن حمزة، و قد طلبت لعبد اللّه بن مسلّم حديثا ينفرد به عن مالك، فلم أجد إلاّ ما في الموطّأ (4).
أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنا أبو بكر الخطيب قال:
عبد اللّه بن مسلّم بن رشيد أبو محمّد، مولى بني هاشم، كان بنيسابور، حدّث عن مالك بن أنس، و أبي هدبة إبراهيم بن هدبة، روى عنه العبّاس بن حمزة، و عبد اللّه بن محمّد النّصرآباذي و غيرهما.
قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر الحافظ قال: و أمّا مسلّم بفتح السين و اللام المشددة: عبد اللّه بن مسلّم بن رشيد أبو محمّد مولى بني هاشم، كان بنيسابور، حدّث عن مالك بن أنس، و أبي هدبة إبراهيم بن هدبة، روى عنه العبّاس بن حمزة، و عبد اللّه بن محمّد النّصرآباذي، و غيرهما، لعله الذي قبله (5)يعني: الذي ذكرناه بعده، و قد فرّق بينهما أبو بكر الخطيب، و اللّه أعلم.
3576 - عبد اللّه بن مسلّم القرشي الدّمشقي (6)
ذكره أبو بكر الخطيب في كتاب التلخيص، و فرّق بينه و بين ابن مسلّم بن رشيد الذي
ص: 201
ذكرناه آنفا، و ذكر أنه حدّث عن الوليد بن مسلم.
روى [عنه] (1) معاذ بن المثنى البصري العنبري، و عندي أنهما واحد.
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الفرج غيث بن علي، قالا: أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن رزقويه - قراءة - و حدّثنا أبو الحسين علي بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران - إملاء - قالا: أنا أبو بكر بن أحمد بن سلمان الفقيه، نا معاذ بن المثنّى العنبري، نا عبد اللّه بن مسلّم القرشي، نا الوليد بن مسلم، عن معمر، عن الزهري، عن سالم، عن ابن (2) عمر قال:
و لما طعن عمر أمر بالشورى، دخلت عليه ابنته حفصة فقالت له: يا أبتاه إنّ الناس قد تكلموا، فقال: أسندوني، فلما أسند قال: ما عسى يقولون في علي بن أبي طالب ؟ سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول:«يا عليّ يدك في يدي، تدخل معي يوم القيامة حيث أدخل»، ما عسى يقولون في عثمان بن عفّان ؟ سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول:«يوم يموت عثمان تصلّي عليه ملائكة السّماء»، قال: قلت: يا رسول اللّه؛ عثمان خاصة أو الناس عامة ؟ قال:«لعثمان خاصة»، ما عسى يقولون في طلحة بن عبيد اللّه ؟ سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم و قد سقط رحله يقول:«من يسوّي رحلي فهو في الجنّة» فنزل (3) طلحة فسوّاه له حتى ركب، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«يا طلحة، جبريل يقرئك السلام و يقول لك: أنا معك في أهوال القيامة أنجيك منها»، ما عسى يقولون في الزبير بن العوّام ؟ رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و قد نام فجلس الزبير عند وجهه حتى استيقظ فقال له:«أبا عبد اللّه، لم تزل ؟» قال: قال: لم أزل بأبي و أمي، قال:«هذا جبريل يقرئك السلام، و يقول لك: أنا معك يوم القيامة حتى أذهب عن وجهك شرر جهنم» ما عسى يقولون في سعد بن أبي وقّاص ؟ سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يوم بدر، و قد أوتر قوسه أربع عشرة مرة يقول:«ارم فداك أبي و أمي»، ما عسى يقولون في عبد الرّحمن بن عوف ؟ رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم و هو في منزل فاطمة، و الحسن و الحسين يبكيان جوعا، و يتضوران، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«من يصلنا بشيء؟» فطلع عبد الرّحمن بن عوف بصحفة فيها حبسة (4) و رغيفين بينهما إهالة فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«كفاك اللّه
ص: 202
أمر دنياك، فأمّا آخرتك فأنا لها ضامن»[6825].
لفظ الحديث لابن رزقويه.
قال الخطيب: عبد اللّه بن مسلّم القرشي الدّمشقي.
قرأت على أبي (1) محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (2):و أما مسلّم بفتح السين و اللام المشددة: عبد اللّه بن مسلّم القرشي الدّمشقي، حدث عن الوليد بن مسلم، روى عنه معاذ بن المثنّى.
ابن أبي حريث القرشي مولاهم
أخو محمّد بن معاذ.
سمع الهيثم بن عمران، و هو من أهل الفقه.
روى عنه: ابنه محمّد بن عبد اللّه بن معاذ.
أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد، نا أبو زرعة قال في ذكر الفتوى بدمشق: محمّد بن معاذ بن عبد الحميد القرشي، و أخوه عبد اللّه بن معاذ ثقة، ضابط ، و في نسخة أخرى: حافظ .
ابن بشير بن أبي كريمة الصّيداوي
أخو محمّد بن المعافى.
حدّث عن هشام بن عمّار.
روى عنه: ابنه أبو محمّد المعافى بن عبد اللّه.
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا جدي أبو محمّد، نا أبو علي الأهوازي، نا عبد الرّحمن بن عمر، نا أبو محمّد المعافى بن عبد اللّه بن المعافى، نا أبي و عمي، قالا: نا
ص: 203
هشام بن عمّار، نا الربيع بن بدر، نا أبان، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من ألقى جلباب الحياء فلا غيبة له».
3579 عبد اللّه بن معانق (1)
أبو معانق الأشعري الدّمشقي (2)
و يقال أنه من الأردن.
حدّث عن أبي مالك الأشعري، و عبد الرّحمن بن غنم الأشعري، و عبد اللّه بن سلام الإسرائيلي.
روى عنه: أبو سلاّم الأسود، و عطية مولى السّلم، و ثابت بن أبي ثابت، و يحيى بن أبي كثير، و شهر بن حوشب الأشعري، و هو كنّاه، و لم يسمّه، و بسر (3) بن عبيد اللّه الحضرمي.
أنبأنا أبو سعد محمّد بن محمّد، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد الطبراني (4)، نا إسحاق بن إبراهيم الدّبري، عن عبد الرزّاق، عن معمر.
ح و أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد بن الحصين، أنا أبو علي الحسن بن علي، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (5)،حدّثني أبي أحمد بن محمّد بن حنبل.
ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، و أبو المعالي الحسين بن حمزة السلميّون، قالوا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل الفراوي، و أبو القاسم زاهر بن طاهر الشّحّامي، قالا: أنا أبو بكر البيهقي (6)،أنا أبو الحسين بن بشران، أنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار،
ص: 204
قالا: أنا أحمد بن منصور،- زاد الخرائطي: الرمادي - قالوا: أنا عبد الرزّاق (1)،أنا معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن ابن معانق، أو أبي معانق، عن أبي مالك الأشعري، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ في الجنّة غرفة - و في حديث الخرائطي: غرفا - يرى ظاهرها من باطنها، و باطنها من ظاهرها، أعدّها اللّه لمن أطعم الطعام، و ألان الكلام، و تابع الصيام، و صلّى و الناس نيام - و في حديث الطبراني: و تابع الصّلاة و قام بالليل» و الباقي مثله[6826].
أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا أحمد بن عبد الوهّاب بن نجدة، نا أبي، نا إسماعيل بن عيّاش، عن حبيب بن صالح قال: سمعت ثابت بن أبي ثابت يحدّث عن عبد اللّه بن معانق، عن عبد الرّحمن بن غنم، عن أبي عامر الأشعري، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:
«إسباغ الوضوء نصف الإيمان، و الحمد يملأ الميزان، و التسبيح نصف الميزان، و التكبير يملأ ما بين السماء و الأرض، و الصدقة برهان، و الصبر ضياء، و القرآن حجة لك و عليك (2)،و الناس غادون فمبتاع نفسه فمعتقها، و بائع نفسه فموبقها»[6827].
حبيب بن صالح هو حبيب بن أبي موسى.
أنبأنا أبو سعد المطرّز، أنا أبو نعيم، نا سليمان أحمد (3)،نا إسماعيل بن قيراط الدمشقي، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا إسماعيل بن عيّاش، عن سعيد بن يوسف، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلاّم، عن ابن معانق الدّمشقي، عن أبي مالك الأشعري، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:
«من سأل اللّه القتل في سبيله صادقا من نفسه ثم مات أو قتل فله أجر شهيد، و من جرح جرحا في سبيل اللّه أو نكب نكبة فإنها تأتي يوم القيامة كأغزر ما كانت لونها كالزعفران، و ريحها ريح المسك، و من خرج به خراج (4) في سبيل اللّه كان عليه طابع الشهداء»[6828].
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، عن أبي القاسم بن الفرات، أنا عبد الوهاب بن
ص: 205
الحسن، نا أحمد بن عمير، نا صفوان بن عمرو، و محمّد بن عوف، قالا: نا عبد الوهّاب بن نجدة، أنا إسماعيل بن عياش، عن حبيب بن صالح قال: سمعت ثابت بن أبي ثابت يحدّث عن عبد اللّه بن معانق الدّمشقي، حدّثني عبد الرّحمن بن غنم الأشعري، عن أبي عامر الأشعري: بحديث ذكره.
قرأت على أبي محمّد عبد اللّه بن أحمد (1) بن عمار بن الخضر، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا أبو موسى عمران بن بكار، حدّثنا عبد الوهّاب بن نجدة، نا إسماعيل بن عياش، حدّثني حبيب بن أبي موسى بن أبي موسى (2)قال: سمعت ثابت بن أبي ثابت يحدّث عن عبد اللّه بن معانق الدّمشقي عن عبد الرّحمن بن غنم فذكر حديثا.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني - قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (3):
عبد اللّه بن معانق الأشعري قال عبد اللّه بن يوسف، عن عبد الرّحمن بن ميسرة (4)، عن عطية، عن عبد اللّه، عن عبد الرّحمن بن غنم (5)،عن أبي ذرّ عن النبي صلى اللّه عليه و سلم:«في الجنّة مائة درجة للمجاهدين»[6829].
و قال الربيع بن روح: نا ابن عياش، عن سعيد بن يوسف، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلاّم، عن ابن معانق الأشعري، عن أبي مالك الأشعري، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.
أخبرنا [أبو عبد اللّه الخلال شفاها إذنا أنا] (6) عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق، أنا أحمد (7) بن عبد اللّه - إجازة-.
ص: 206
ح قال: و نا الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (1):عبد اللّه بن معانق الأشعري، روى عن أبي مالك الأشعري، و عبد الرحيم بن غنم، روى عنه يحيى بن أبي كثير، و عطية مولى السّلم، و ثابت بن أبي ثابت، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو القاسم البجلي، نا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في طبقة قدم تلي الطبقة العليا من تابعي أهل الشام:
عبد اللّه بن معانق الأشعري، روى عنه بسر (2) بن عبيد اللّه.
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.
ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام: عبد اللّه بن معانق الأشعري، أردني (3).
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصّفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال: فيمن لا يعرفه له اسما أبو معانق الأشعري، سمع أبا مالك الأشعري، حدّثه عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، روى عنه أبو سلاّم ممطور الحبشي الأسود.
أخبرنا أحمد بن عمير، نا أبو عامر - يعني - موسى بن عامر الخريمي، نا الوليد بن مسلم، نا معاوية بن سلاّم، عن أخيه زيد بن سلاّم، عن جده أبي سلاّم، حدّثني أبو معانق الأشعري أن أبا مالك الأشعري حدّثه، كذا كنّاه الحاكم.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، قالا: نا
ص: 207
الوليد بن بكر (1)،أنا علي بن أحمد بن زكريّا، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال (2):
عبد اللّه بن معانق الأشعري، شامي، ثقة.
أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين بن عبد اللّه، أنا أحمد بن محمّد بن أحمد بن غالب قال: قلت لأبي الحسن الدارقطني: ابن معانق، أو أبو معانق عن أبي مالك الأشعري، فقال (3):لا شيء، مجهول (4).
ابن حرب بن أمية بن عبد شمس
أبو الخير - و يقال: أبو سليمان - الأموي (5)
كان يلقب بمبقّت و كان مضعّف العقل.
أخبرنا أبو الحسين (6) بن الفرّاء و أبو (7) غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار قال (8):
فولد معاوية بن أبي سفيان يزيد، و عبد اللّه بن معاوية مبقّت الأكبر، كان يضعّف (9).
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال: فولد معاوية: يزيد، و أمّه ميسون، و عبد اللّه، و هو مبقّت، و عبد الرّحمن، و هندا (10) تزوجها عبد اللّه بن عامر، و أمّهم فاختة بنت قرظة بن عبد عمرو بن نوفل بن عبد مناف بن قصي.
قال أبو عبد اللّه الصوري: في نسختين: مبقّت بتاء معجمة باثنتين.
ص: 208
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمّد، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال:
عبد اللّه بن معاوية بن معاوية بن أبي سفيان، أبو سليمان.
قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو الحسين عبد الوهّاب بن جعفر الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا محمّد بن جرير (1)،حدّثني أحمد بن زهير، عن علي بن محمّد قال: مر عبد اللّه بن معاوية يوما بطحّان قد شدّ بغله في الرّحا للطحن، و جعل في عنقه جلاجل، فقال له: لم جعلت في عنق بغلك هذا هذه الجلاجل (2)؟فقال الطحّان: جعلتها في عنقه لأعلم إن قد قام، فلم تدر الرّحا، فقال له: أ رأيت إن هو قام و حرّك رأسه كيف تعلم أنه لا يدير الرّحا؟ فقال له الطحّان: إنّ بغلي هذا - أصلح اللّه الأمير - ليس له عقل مثل عقل الأمير.
ذكر أبو بكر البلاذري قال:
و قاتل عبد اللّه بن معاوية بن أبي سفيان، و أمّه فاختة بنت قرظة بن عبد عمرو بن نوفل بن عبد مناف مع الضحّاك بن قيس يوم المرج، و كان يحمّق فأخذ أسيرا، و أتى به عمرو بن سعيد الأشدق، فقال له عمرو: يا أبا سليمان نحن نقاتل لنشدّد ملككم و أنت تقاتل لتضعفه، فقال له: اسكت يا لطيم (3) الشيطان.
ابن أبي طالب بن عبد المطّلب بن هاشم
ابن عبد مناف أبو معاوية الهاشميّ الجعفري (4)
روى عن أبيه.
روى عنه: أخوه صالح بن معاوية، و جويرية بن أسماء بن عبيد بن مخارق الضّبعي.
ص: 209
و وفد على بعض خلفاء بني أميّة [و كان] (1) صديقا للوليد بن يزيد، قبل أن تفضي إليه الخلافة.
أخبرنا أبو علي الحداد (2)،قال: أنا أبو نعيم الحافظ (3)،نا سليمان بن أحمد، نا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد اللّه بن جعفر [ببيت] (4) المقدس، نا أبي محمّد (5) بن إسماعيل، حدّثني عمي موسى بن جعفر، عن صالح بن معاوية، عن أخيه عبد اللّه بن معاوية.
ح قال: و نا سليمان بن أحمد، نا أحمد بن زهير التّستري (6)،و أبو حامد الأصبهاني، قالا: نا أبو زرعة الرازي، نا محمّد بن إسماعيل بن جعفر بن إبراهيم بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن جعفر قال: و نا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر في جماعة قالوا: و نا الحسن بن محمّد الداركي، نا أبو زرعة الرازي، نا محمّد بن إسماعيل بن جعفر بن إبراهيم بن محمّد بن عبد اللّه بن جعفر (7)،حدّثني عمّي موسى بن جعفر عن صالح بن معاوية، عن أخيه عبد اللّه بن معاوية، عن أبيه معاوية [بن] عبد اللّه بن جعفر عن عبد اللّه بن جعفر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«عليّ أصلي، و جعفر فرعي»، أو جعفر أصلي، و علي فرعي»[6830].
قال: و أنا أبو نعيم الحافظ (8)،نا أبو الحسن صبّاح بن محمّد بن علي (9) بن صالح (10)النهدي، نا محمّد بن الحسين بن حفص الخثعمي، نا جعفر بن محمّد بن الحسين، نا محمّد بن خالد - في نسخة: جبلة - الطحان، حدّثني محمّد بن بكر (11) الأرحبي، نا زياد بن
ص: 210
[المنذر] (1)،حدّثني عبد اللّه بن معاوية بن عبد اللّه بن جعفر، عن أبيه، عن جده قال: خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو يقول:«الناس من شجر (2)[شتى] (3)،و أنا و جعفر من شجرة» (4)[6831].
روى الحديث الأول عبد اللّه بن محمّد بن جعفر القزويني عن أبي زرعة الرازي، و لم يشك في [متنه] (5) باللفظ الأوّل.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن صالح القرشي، أخبرني أبو اليقظان عامر بن حفص، حدّثني جويرية بن أسماء، عن عبد اللّه بن معاوية الهاشميّ أن عبد المطّلب جمع بنيه عند وفاته و هم يومئذ عشرة فأمرهم و نهاهم، و قال: إيّاكم و البغي، فو اللّه ما خلق اللّه عزّ و جلّ شيئا أعجل عقوبة من البغي، و لا رأيت أحدا بقي على البغي إلاّ إخوتكم من بني عبد شمس.
أخبرنا أبو العزّ بن كادش - فيما قرأ عليّ إسناده و ناولني إيّاه و قال: اروه عني - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا القاضي (6)،نا الحسن بن أحمد بن محمّد بن سعيد الكلبي، نا محمّد بن زكريا الغلاّبي، نا عبد اللّه بن الضحّاك، و مهدي بن سابق، قالا: نا الهيثم بن عدي، عن صالح بن حسّان قال:
كان عبد اللّه بن معاوية بن عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب صديقا للوليد، يأتيه، و يؤانسه، فجلسا يوما يلعبان بالشطرنج، إذ أتاه الآذن فقال: أصلح اللّه الأمير، رجل من أخوا لك من أشراف ثقيف قدم غازيا، و أحبّ السّلام عليك، فقال: دعه، فقال عبد اللّه بن معاوية: و ما عليك ائذن له، فقال: نحن على لعبنا، و قد أنجحت عليك، قال: فادع بمنديل فضع عليهما، و يسلّم الرجل و نعود، ففعل، ثم قال: ائذن له، فدخل يشمر له هيبة (7) بين عينيه أثر السجود، و هو معتمّ ، قد رجّل لحيته، فسلّم ثم قال: أصلح اللّه الأمير، قدمت غازيا فكرهت أن أجوزك حتى أقضي حقك، قال: حيّاك اللّه و بارك عليك، ثم سكت عنه، فلما أنس أقبل عليه الوليد فقال: يا خال، هل جمعت القرآن ؟ قال: لا، كانت تشغلنا عنه شواغل، قال:
ص: 211
حفظت (1) من سنّة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و مغازيه و أحاديثه شيئا؟ قال: كانت تشغلنا عن ذلك أموالنا، قال: فأحاديث العرب و أيامها و أشعارها؟ قال: لا، قال: فأحاديث أهل الحجاز و مضاحكها؟ قال: لا، قال: فأحاديث العجم و آدابها؟ قال: إنّ ذلك شيء ما كنت أطلبه، فرفع الوليد المنديل و قال:«شاهك»، قال عبد اللّه بن معاوية: سبحان اللّه، قال: لا و اللّه ما معنا في البيت أحد، فلما رأى ذلك الرجل خرج فأقبلوا على لعبهم، قال القاضي (2) رحمه اللّه: ما أعجب كلام الوليد هذا و ألطفه و أحسنه و أظرفه.
و يشبه هذا ما روي أن رجلا خاطب معاوية، فأكثر اللغو في كلامه، فضجر معاوية و أعرض عنه، فقال: أ أسكت يا أمير المؤمنين ؟، فقال: و هل تكلّمت ؟ و لعمري إن ذا الجهل و الغباوة إلى منزله من النقص و سقوط القدر و بمعزل من الطبقة التي تستحق التهيب و الإعظام، و التبجيل و الإكرام، و إن اتفق لهم بالجد، و طائر السّعد إعظام كثير من الناس لهم، و اغترار طائفة من الأغبياء (3) بهم، و قد ذكر أن بذر جمهر سئل: ما نعمة لا يحسد صاحبها عليها؟ قال:
التواضع، قال: فما بلية لا يرحم صاحبها؟ قال: الكبر، قيل: فما الذي إذا انفرد لم يساو شيئا؟ قال: الحسب بلا أدب و في استقصاء القول في هذا الباب طول لا يحتمله هذا الموضع.
أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزّبير بن بكّار قال:
و من ولد معاوية بن عبد اللّه: عبد اللّه بن معاوية، و كان جوادا، شاعرا، و أمّ عبد اللّه و أخيه محمّد ابني معاوية بن عبد اللّه بن جعفر أم عون بنت عون بن عباس (4) بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب، و إخوتهما لأمّهما بنو عبيد اللّه بن عبد اللّه بن الحارث بن نوف الأكابر.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية،
ص: 212
أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعيد (1)قال: في الطبقة الرابعة من تابعي أهل المدينة: عبد اللّه بن معاوية بن عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب، و أمّه أم عون بنت عون بن العبّاس (2) بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب، فولد عبد اللّه بن معاوية: جعفرا، لا عقب له، و أمّه هنادة بنت الشرقي بن عبد المؤمن بن شبث بن ربعي اليربوعي، من بني تميم، خرج عبد اللّه بن معاوية بالكوفة في خلافة مروان بن محمّد فبعث إليه مروان جندا فلحق بأصبهان، فغلب عليها و على تلك الناحية، و اجتمع إليه قوم كثير، و ذلك في سنة إحدى و ثلاثين و مائة، ثم قتل بمدينة جيّ (3)،و يقال: بل هرب، فلحق بخراسان، و أبو مسلم يدعو بها فبلغه مكانه فأخذه فحبسه في السجن حتى مات.
أنبأنا أبو نعيم الحافظ في كتاب «تاريخ أصبهان» (4) قال: عبد اللّه بن معاوية بن عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب صاحب الميدان، قدمها متغلبا عليها أيام مروان سنة ثمان و عشرين و مائة، و معه المنصور، أبو جعفر إلى انقضاء سنة تسع و عشرين و مائة، ثم خرج منها هاربا إلى خراسان، فحبسه أبو مسلم صاحب الدولة في سجنه، و مات مسجونا سنة إحدى و ثلاثين و مائة في ذي القعدة، يروي عن أبيه، روى عنه أخوه صالح بن معاوية.
أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار قال: و كان - يعني: عبد اللّه بن معاوية - جوادا شاعرا، و هو الذي يقول لحسين بن عبد اللّه بن عبيد اللّه بن العبّاس بن عبد المطّلب (5):
قل لذي الودّ و الصفاء حسين *** أقدر الودّ بيننا قدره
ليس للدابغ المقرّظ (6) بدّ *** من عتاب الأديم ذي البشرة
ص: 213
و قال أيضا: شعر: (1)
إنّ ابن عمّك و ابن أمّ *** ك معلم (2) شاك السّلاح
يقص (3) العدوّ و ليس ير *** ضاحين يبطش بالجراح
لا تحسبنّ أذى ابن عم *** ك شرب ألبان اللّقاح
بل كالشجا تحت اللهاة *** إذا تسوّغ بالقراح
فاصطن (4) لنفسك من يجيبك *** تحت أطراف الرماح
من لا يزال يسوؤه *** بالغيب أن يلحاك لا حي
فقال حسين بن عبد اللّه يردّ عليه:
أبرق لمن تعلم و أر *** عد غير قومك بالسلاح
و قال عبد اللّه بن معاوية يعاتب عبد اللّه بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن جعفر:
إن يكن انتقاص الحق ممّا *** تنال به المكارم و الفعال
فأنت و ذاك لا تملل فأنا *** سنترك ما تقول لما تنال
و خطب عبد اللّه بن معاوية ربيحة بنت محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب و خطبها بكار بن عبد الملك بن مروان، فتزوجت بكارا فشمتت بعبد اللّه بن معاوية امرأته أم زيد بنت علي بن حسين بن علي فقال (5):
سلا ربّة الخدر ما بالها (6) *** من أي ما فاتنا تعجب
و لسنا (7) بأول من فاته *** على إربه (7) بعض ما يطلب
و كائن تعرّض من خاطب *** تزوج غير التي يخطب
و أنكحها بعده غيره *** و كانت له قبله تحجب
و له شعر كثير - فيه يقول إبراهيم بن علي بن هرمة (8):
ص: 214
أحبّ مدحا أبا معاوية *** الماجد لا تلقه حصورا (1) عييّا
بل كريما تراه للمجد بسّاما *** إذا هزّه السؤال حييا
إنّ لي عنده و إن رغم الأع *** داء ودا (2) من نفسه و قفيا (3)
إن أمت تبق مدحتي (4) و ثنائي *** و إخائي من الحياة مليّا
يا ابن أسماء فاسق دلوي فقد *** أدركتها (5) مشرعا يثج رويا
تأخذ السبق بالتقدم في الجر *** ي إذا ما المدى (6) تنحّى عليا
ذو وفاء عند العدات (7) و أو *** صاه أبوه أن لا يزال و فيا
فرعى عقدة الوصاة فأكرم *** بهما موصيا و هذا وصيّا
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن محمّد بن علي بن أحمد، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران بن موسى، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط قال (8):بايع أهل الكوفة عبد اللّه بن معاوية بن عبد اللّه بن جعفر ذي الجناحين، و معه أخوه الحسن و يزيد ابنا معاوية، فحدّثني إسماعيل بن إبراهيم قال: قدم عبد اللّه بن معاوية بن عبد اللّه بن جعفر و أخواه (9) الحسن و يزيد ابنا معاوية بن عبد اللّه بن جعفر (10) على عبد اللّه بن عمر بن عبد العزيز الكوفة في ولاية يزيد بن الوليد، فأكرمهم و حملهم و أجرى عليهم كل يوم ثلاثمائة درهم، فلما مات يزيد و بايع إبراهيم بن الوليد مروان ثار ناس من الشيعة، فدعوا إلى بيعة عبد اللّه بن معاوية، فكان الذي فعل ذلك هلال بن الورد مولى بني عجل، فأتوا به فأدخلوه القصر، و بايعه أهل الكوفة، و بايعه منصور بن جمهور (11)،و إسماعيل بن عبد اللّه، و من كان من أهل الشام بالكوفة، فأقام أياما تبايعه الناس، و أتته بيعته من المدائن و من كل وجه، و خرج يوم الأربعاء يريد ابن عمر، فلم يكن بينهم قتال، ثم أصبح الناس غادين (12) على القتال فقتل
ص: 215
مكثر (1) بن الحواري في ناس كثير من أهل اليمن مع عبد اللّه بن معاوية و انهزم فدخل القصر، و ثبتت (2) الزيدية فقاتلوا قتالا شديدا و لزموا أفواه السكك حتى أخذ لعبد اللّه بن معاوية و أخويه أن يأخذوا حيث شاءوا من البلاد و لم يبايعوا (3)،و أرسل ابن عمر إلى عمير (4) الغضبان بن القبعثري يأمره بنزول القصر و إخراج ابن معاوية فأرسل إليه عمير (5) بن الغضبان فرحله و من معه من شيعته و من تبعه من أهل المدائن و أهل السواد و أهل الكوفة فسارت بهم رسل ابن عمر حتى أخرجوهم من الجسر، و نزل ابن عمر القصر، ثم بعث ابن عمر إسماعيل بن عبد اللّه أميرا.
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن علي بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن عثمان بن يحيى الدقّاق، أنا أبو محمّد إسماعيل بن علي الخطبي قال:
و قد كان عبد اللّه بن معاوية بن عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب ظهر و بويع له بالخلافة بأصبهان في سنة سبع و عشرين و مائة في خلافة مروان بن محمّد، و ملك فارس و كرمان و كثر تبعه، وجبى الأموال، و ملك تلك البلاد و قوي أمره، و كانت بينه و بين عمّال مروان وقائع و حروب كثيرة، و لم يزل هناك إلى أن جاءت الدولة العبّاسية، ثم حاربه مالك بن الهيثم صاحب أبي مسلم، فظفر به و حمله إلى أبي مسلم فحبسه و قتله، و يقال: بل مات في سجنه.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، و أبو الحسين بن الفراء، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، أنا الزبير بن بكّار قال:
و حدّثني أبو غزية محمّد بن موسى قال: كتب ؟؟؟ د (6) إلى عمران بن هند أن عبد اللّه بن معاوية بن عبد اللّه بن جعفر بعث إليك مع فلان بعشرين ألف درهم صلة، و بخمسين ثوبا، و جارية و خدما من الغلمان، فقطع بذلك المال في جبال الأكراد، و ذكر له أنه قد اجتمع الخلق من الناس إليه، فكتب عمران بن هند إلى ؟؟؟ د (7):
أتاني كتاب منك يا بند سرّني *** تخبرني فيه بإحدى الرغائب
تخبرني أنّ العجوز تزوجت *** على كبر منها كريم الضرائب
ص: 216
فهناكم اللّه المليك نكاحها *** و راش بها كلّ ابن عمّ و صاحب
يكني عن الخلافة بالعجوز.
أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد، أنا أبو الفضل بن خيرون.
ح (1) و أخبرنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، و أبو منصور بن الجواليقي - في كتابيهما - قالا: أنا أبو الحسن بن أيوب قالا: أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو علي عيسى بن محمّد [بن أحمد، المعروف بالطوماري (2)،نا أبو العباس أحمد بن يحيى، حدثني عبد اللّه بن شبيب، حدثني محمّد] (3) بن يحيى بن عبد الحميد قال (4):
مرّ عبد اللّه بن معاوية بجده عبد الحميد بن عبيد (5) فاستسقى، فخاض (6) له سويق لوز، فقال عبد اللّه بن معاوية:
شربت طبرزدا (7) بغريض مزن *** و لكنّ الملاح بكم عذاب
و ما إن بالطّير زد طاب لكن *** بمسّك لا به طاب الشراب
و أنت إذا وطئت تراب أرض *** يطيب إذا مشيت بها التراب
لأن نداك يطفي المحل عنها *** و تحييها أياديك الرّطاب
كذا في هذه الرواية و الصواب ما:
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزبير بن بكار، حدّثني محمّد بن يحيى أن عبد اللّه بن معاوية بن عبد اللّه بن جعفر مرّ بجده (8) عبد الحميد بن علي بن
ص: 217
عبيد (1) بمزرعته بالصّرار (2) و قد عطش فاستسقاه فخاض له سويق لوز فسقاه إياه فقال عبد اللّه بن معاوية:
شربت طبرزدا بغريض مزن *** كذوب الثلج خالطه الرّضاب (3)
فقال عبد الحميد بن عبيد (4):
ما إن ماؤنا بغريض مزن *** و لكنّ الملاح بكم عذاب
و ما إن بالطّبرزد طاب لكن *** بمسّك لا به طاب الثراب
و أنت إذا وطئت تراب أرض *** يطيب إذا مشيت لها التراب
لأن نداك يطفي المحل (5) عنها *** و تحييها أياديك الرّطاب
أخبرنا أبو سعد محمّد بن أحمد بن محمّد بن الخليل الأبيوردي، أنا والدي الإمام أبو العبّاس، نا القاضي الإمام أبو علي الحسين بن محمّد المروذي - بها - إملاء، أنا أبو العبّاس الطّيسفوني، أنا أبو الحسن (6) الترابي، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن عمر بن بسطام، أنا أحمد بن سيّار قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول:
بلغنا أن عبد اللّه بن معاوية من ولد ذي الجناحين قال:
أيها المرء لا تقولن قولا *** ليس تدري ما ذا يعنيك (7) منه
الزم الصّمت إنّ في الصّمت حكما *** و إذا أنت قلت قولا فزنه
و إذا القوم ألغطوا في حديث *** ليس يعنيك شأنه فاله عنه
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا أبو محمّد الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا أبو سعيد السكري - و هو الحسن بن الحسين (8)-نا الزيادي، عن الأصمعي، عن أبي سفيان بن العلاء قال:
ص: 218
قال عبد اللّه بن معاوية بن عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب:
أرى نفسي تتوق إلى أمور *** يقصّر دون مبلغهن مالي
فنفسي لا تطاوعني ببخل *** و ما لي ليس يبلغه فعالي
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، قال: أنشدنا شيخنا أبو نصر الحسين بن محمّد بن أحمد بن طلاّب لجعفر بن محمد الصادق أو لغيره (1):
رأيت فضيلا كان شيئا ملفقا *** فكشّفه التمحيص حتى بدا ليا (2)
أ أنت أخي ما لم تكن لي حاجة *** فإن عرضت أيقنت أن لا أخا ليا
فلا زاد ما بيني و بينك بعد ما *** بلوتك في الحاجات، إلاّ تماديا (3)
فلست بداء عيب ذي الود كله *** و لا بعض ما فيه إذا كنت راضيا
فعين الرضا عن كل عيب كليلة *** و لكنّ عين السخط تبدي المساويا
كلانا غني عن أخيه حياته *** و نحن إذا متنا أشدّ تغانيا
هذا وهم من ابن طلاّب، و إنما هي لعبد اللّه بن معاوية بن جعفر لا شك فيها.
أخبرنا بها أبو العزّ بن كادش، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عبيد اللّه المرزباني، حدّثني أبو علي الحسن بن علي بن المرزبان النحوي قال: قرأ علينا أبو عبد اللّه محمّد بن العبّاس اليزيدي قال: قرأت على عمّي الفضل بن محمّد و ذكر أنه قرأه على أبي المنهال عيينة بن المنهال قال: أنشدنا ابن داحة لعبد اللّه بن معاوية بن عبد اللّه بن جعفر:
فعين الرضا عن كلّ عيب كليلة *** و لكنّ عين السّخط تبدي المساويا
فلست برائي عيب ذي الضغن كله *** و لا سائلا عنه إذا كنت راضيا
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد
ص: 219
عنه (1)،أنا أبو نعيم الحافظ قال: الفضيل بن السّائب بن الأقرع الثقفي هو الذي قال فيه عبد اللّه بن معاوية بن جعفر حين لم ينهض بحاجته فقال:
و أبت فضيلا كان شيئا ملففا *** فأبرزه التمحيص حتى بدا ليا
أ أنت أخي ما لم تكن لي حاجة *** فإن عرضت أيقنت أن لا أخا ليا
كلانا غنيّ عن أخيه حياته *** و نحن إذا متنا أشدّ تغانيا
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (2):و كتب ابن هبيرة (3) إلى عامر بن ضبارة أن يقبل إلى عبد اللّه بن معاوية الهاشمي، فلقيه بإصطخر و معه أخواه الحسن و يزيد ابنا معاوية، فهزمه ابن ضبارة حتى أتى خراسان و قد ظهر أبو مسلم في شهر رمضان سنة تسع و عشرين و مائة فحبس الهاشميّ و أخويه (4)و حدّثني (5) محمّد بن معاوية، حدّثني بيهس بن حبيب الرام قال: ظهر أبو مسلم في رمضان سنة تسع و عشرين و مائة، فحبس عبد اللّه بن معاوية و أخويه، ثم قتله و خلّى عن أخويه في سنة ثلاثين و مائة.
ابن عبد الملك بن مروان الأموي
و أمّه بنت عبد اللّه بن عبد العزيز بن الحارث بن الحكم بن أبي العاص، و أمّها رملة بنت محمّد بن مروان. له ذكر و عقب، كانوا بالأندلس فانقرضوا.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو طاهر محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (6) قال: و حجّ في هذه السنة يعني سنة ثلاث و عشرين و مائة الزهري، بعثه هشام بن عبد الملك مع ابنه يزيد، و كان حجّ معهم عبد اللّه بن معاوية بن هشام.
ص: 220
و يعرف بابن شمعلة
أدرك سعيد بن عبد العزيز و طبقته.
و حدّث عن أيوب بن مدرك.
حكى عنه أبو زرعة الدّمشقي، و سليمان بن سلمة الخبائري (1).
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا جدي أبو محمّد، أنا أبو علي الأهوازي - إجازة - أنا تمام بن محمّد، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، نا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم، أنا سليمان بن سلمة، نا عبد اللّه بن معاوية بن شمعلة (2) القرشي و كان ثقة، نا أيوب بن مدرك الحنفي، نا مكحول، عن واثلة قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا تمنعوا عباد اللّه فضل ماء، و لا كلإ، و لا نار، فإنّ اللّه جعلها متاعا للمقوين (3)،و قواما للمستمتعين»[6832].
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (4)،حدّثني عبد اللّه بن معاوية بن يحيى الهاشميّ ، قال: أدركت ثلاث طبقات: أحدها طبقة سعيد بن عبد العزيز ما رأيت فيهم أخشع من مروان بن محمّد.
و استقدمه يزيد بن عبد الملك فكان عنده مع الزهري.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا عبد الرّحمن بن يحيى بن مندة، نا أبو مسعود، أنا هارون بن معروف، نا ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، أخبرني أبو صخر عن عبد اللّه بن مغيث بن أبي بردة، عن أبيه عن جده قال:
سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«في الكاهنين رجل يدرس القرآن دراسة لا يدرسه أحد يكون بعده»[6833].
قال أبو عبد اللّه بن مندة: هكذا رواه أبو مسعود، و رواه غيره عن ابن وهب عن أبي صخر، و لم يذكر عمرا.
قرأنا على أم البهاء فاطمة بنت محمّد بن أحمد بن البغدادي، عن أبي العبّاس أحمد بن محمّد بن النعمان، و أبي (1) طاهر بن محمود، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو العبّاس بن قتيبة، نا حرملة، نا ابن وهب، أخبرني أبو صخر عن عبد اللّه بن مغيث بن أبي بردة الظّفري، عن أبيه عن جده قال:
سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«يخرج من الكاهنين (2) رجل يدرس القرآن دراسة لا يدرسها أحد يكون بعده»[6834].
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا محمّد بن أبي حامد البخاري، نا عبيد بن عبد الواحد، نا سعيد بن أبي مريم، نا نافع بن يزيد، حدّثني أبو صخر عن عبد اللّه بن مغيث - أو معتّب - بن أبي بردة، عن أبيه عن جده قال:
سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول:«يجيء من الكاهنين رجل يدرس القرآن دراسة لا يدرسه أحد (3) بعده»[6835].
و أنبأناه أبو علي الحداد و جماعة، قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة، نا سليمان بن أحمد
ص: 222
قال: نا يحيى بن أيوب العلاّف، نا سعيد بن أبي مريم، أنا يحيى بن أيوب، حدّثني أبو صخر عن عبد اللّه بن مغيث بن أبي بردة، عن أبيه، عن جدّه قال:
سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«سيخرج من الكاهنين رجل يدرس القرآن دراسة لا يدرسها أحد بعده»[6836].
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبد الوهّاب بن أبي حيّة، أنا محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر الواقدي (1)،حدّثني شعيب بن عبادة، عن عبد اللّه بن مغيث (2) قال:
أرسلت أم عامر الأشهلية بقعبة (3) فيها حيس إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو في قبته و هو عند أم سلمة فأكلت أم سلمة حاجتها ثم خرج بالبقية، فنادى منادي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى عشائه، فأكل أهل الخندق حتى نهلوا، و هي كما هي.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا محمّد بن يعقوب، نا أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس، عن ابن (4) إسحاق، حدّثني عبد اللّه بن مغيث (5) أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«من لي بابن الأشرف ؟» فقال محمّد بن مسلمة:
أنا يا رسول اللّه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«فافعل إن قدرت»، فاجتمع هو و سلكان بن سلاّمة و عبّاد بن بشر و أبو عبس بن جبر (6)،فذكر الحديث، لم يزد على هذا، و قيّده:«معتّبا» (7)و الصواب مغيث، و سيأتي في ترجمة محمّد بن مسلمة بتمامه إن شاء اللّه تعالى.
أخبرني أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا الحسين بن محمّد الرافقي، أنا أحمد بن كامل القاضي، أخبرني [أحمد] ابن سعيد بن شاهين، نا مصعب بن عبد اللّه، عن ابن القدّاح، و هو عبد اللّه بن محمّد قال:
و ولد عروة بن سواد بن الهيثم: أسيرا صحب النبي صلى اللّه عليه و سلم و شهد أحدا و المشاهد بعدها، و استشهد بنهاوند، و من ولده: عبد اللّه بن مغيث بن أبي بردة بن أسير بن عروة، و كان
ص: 223
عالما، حمله يزيد بن عبد الملك إليه مع الزهري، فلم يزل مقيما بالشام عنده، و تزوج أم سعيد بنت أبي مليكة بن عبد اللّه بن جدعان، و قد روى الناس عن عبد اللّه بن مغيث و قد انقرض عقبه.
أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل البغدادي، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أبو الحسين:
و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسن المقرئ، نا أبو عبد اللّه البخاري (1) قال:
عبد اللّه بن مغيث بن أبي بردة الأنصاري الظّفري حجازي، نسبه محمّد بن إسحاق و سمع منه، مرسل.
أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (2):عبد اللّه بن مغيث بن أبي بردة الظّفري حجازي، أنصاري، روى عن أبيه، روى عنه أبو صخر حميد بن زياد، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن [شجاع، أنا أبو صادق محمّد بن أحمد بن جعفر، أنا أحمد بن محمّد بن زنجويه، أنا أبو أحمد العسكري، قال: و أما] (3) مغيث بعد الميم غين منقوطة، و تحت الياء نقطتان (4)،و فوق الثاء ثلاث نقط ، فمنهم: عبد اللّه بن مغيث بن أبي بردة الظّفري، روى عن أبيه، روى عنه أبو صخر حميد بن زياد.
قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر الحافظ ، قال (5):و أمّا مغيث بغين معجمة و آخرة ثاء معجمة بثلاث نقط : عبد اللّه بن مغيث الأنصاري الظّفري المديني، ذكره ابن القدّاح في النّسب، فقال: فولد عروة؛ فذكر ما تقدّم عن ابن القدّاح سوى قوله:«و تزوج أم سعيد بنت أبي مليكة ابن عبد اللّه بن جدعان» فإنه لم يذكره.
ص: 224
3585 - عبد اللّه بن المنذر التّنوخي (1)
تابعي، شهد صفّين مع معاوية، و كان على مقدمة أبي الأعور السلمي، و كان أبو الأعور على مقدمة معاوية قتل عبد اللّه بن المنذر بصفّين، فيما ذكر سعيد بن كثير بن عفير المصري (2).
إمام مسجد المربعة (3)سمع أبا الحسن علي بن الحسن بن إبراهيم الحلبي، و أبا عمر محمّد بن موسى بن فضالة، و أبا بكر أحمد بن عبد اللّه بن أبي دجانة، و أبا عمر محمّد بن العبّاس بن كودك، و الفضل بن جعفر المؤذّن، و أبا الخير (4) أحمد بن علي الحمصي، و أبا زيد محمّد بن أحمد المروزي، و أبا العبّاس أحمد بن عبد اللّه بن سليمان، و أبا القاسم (5) أحمد بن علي بن الحسن بن الصّيّاح الرّملي.
روى عنه إبراهيم بن الخضر بن زكريا الصّائغ، و أبو الفضل بن أبي الحديد، و أبو الحسن علي بن محمّد بن أبي الهول.
أنبأنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد بن أبي الحديد، أنا أبي أبو الحسن، أنا أبي أبو الفضل عبد الواحد بن محمّد بن أبي الحديد، حدّثني عبد اللّه بن منصور بن عبد اللّه، نا أبو بكر أحمد بن عبد اللّه، نا محمود بن أبي زرعة، نا أبي، نا محمّد بن عائذ، نا الهيثم بن حميد، نا العلاء بن الحارث، عن حرام بن حكيم، عن عمّه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«إنّكم قد أصبحتم في زمان كثير فقهاؤه، قليل خطباؤه، كثير من
ص: 225
يعطي، قليل من يسأل، إن العمل فيه خير من العلم، و سيأتي عليكم زمان كثير خطباؤه، قليل فقهاؤه، كثير من يسأل، قليل من يعطي، العلم فيه خير من العمل»[6837].
3587 - عبد اللّه بن منصور بن عمران (1)
أبو بكر الرّبعي الواسطيّ المقرئ (2)(3)
شاب قدم دمشق و أقرأ بها القرآن العظيم، و كان قد قرأ بواسط (4) على ما ذكر لي على أبي العزّ القلانسي.
و سمع الحديث من بعض مشايخ العراق (5).
قرأ عليّ :«الوسيط في التفسير» للواحدي، و «الغاية في القراءات» لابن مهران، و كان ينظم الشعر أنشدنا أبو بكر عبد اللّه بن منصور قال: أنشدنا أبو الحسن محمّد بن علي بن أبي الصّقر الواسطيّ لنفسه ارتجالا و قد دخل عزاء لصبي و هو في عشر المائة و به ارتعاش، فتغامز عليه الحاضرون فقال:
إذا دخل الشيخ على الشباب *** عزاء و قد مات طفل صغير
رأيت اعتراضا على اللّه إذا *** توفّى الصغير و عاش الكبير
فقل لابن شهر و قل لابن ألف *** و ما بين ذاك هذا المصير
و قرأت له قصيدة مدح بها بعض الفقهاء بدمشق منها:
بأي حكم دم العشّاق مطلول *** فليس يودي لهم في الشرع مقتول
ليت البنان التي فيها رأيت دمي *** يرى بها لي تقليب و تقبيل
ص: 226
و ليت أني من ريق المريق دمي *** المستعذب البارد المعسول [معلول] (1)
فما ألذّ الهوى عند الذي دمه *** و وعده فيه مطلول [و ممطول] (2)
فإن كنى عاشق عن ذكر قاتله *** ففي تثنيه لي بالوصل تسهيل
تاللّه ما هو إلاّ من قطيعته *** حتف لهم فيه تعجيل و تأجيل
ظبي غرير، ربيب، باسم، ترف *** أحوى أحم، غضيض الطرف مكحول
بدر، منير، دقيق الخصر، معتدل *** حلو الكلام رشيق القدّ مجدول
ما اعتادني ذكره إلاّ و غيّني *** شيب عليّ له كرها، سرابيل
و لا ذكرت الصّبا إلاّ و قابلني *** عليه من جهة الأتراب تخجيل
و كيف يزجر عن ذكر الصّبى رجل *** على الوفاء و حفظ العهد مجبول
لقد نهاني مشيبي عن كثير هوى *** و قد سعت (3) معي منه عقابيل
و هي قصيدة طويلة ذكر فيها القرآن العظيم.
قال ابن النجّار: عبد اللّه بن منصور هذا ولد بعد الخمسمائة و لم يدرك أبا الحسن من أبي الصقر لأن أبا الحسن مات فبل الخمسمائة و لعله سقط بينهما رجل و عبد اللّه بن منصور ضعيف في نفسه (4)(5).
أبو محمّد الأندلسيّ (6)
قدم دمشق، و حدّث بها عن عبد اللّه محمّد بن الفرج الأنصاري.
سمع منه أبو محمّد بن صابر.
أنبأنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أحمد بن علي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن مفرج الأندلسيّ الضرير بقراءتي عليه من أصل كتابه، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفرج بن
ص: 227
عبد الولي الأنصاري، نا أبو العبّاس أحمد بن الحسن بن بندار الرازي، أنا أبو أحمد محمّد بن عيسى الجلودي، نا إبراهيم بن محمّد بن سفيان، نا مسلم بن الحجّاج الحافظ (1)،نا أبو بكر بن أبي شيبة، و أبو كريب قالا: نا أبو أسامة عن الوليد بن كثير، عن محمّد بن عمرو بن [عطاء، عن] (2) عطاء بن يسار (3)،عن أبي سعيد و أبي هريرة أنهما سمعا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:
«ما يصيب المؤمن من وصب (4)،و لا نصب (5)،و لا سقم و لا حزن، حتّى الهمّ يهمّه إلاّ كفّر به من سيئاته»[6838].
أخبرناه عاليا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا [عبد الغافر] (6)،أنا أبو أحمد فذكره.
ذكر أبو محمّد بن صابر أنه سأله عن مولده فقال:
ولدت في سنة سبع عشرة و أربع مائة بتدمير.
ولاه معاوية غزو البحر من الشام سنة خمسين عام غزا يزيد بن معاوية قسطنطينية (7)، و خرج معه أبو أيوب الأنصاري.
ذكر ذلك الواقدي و غيره، و ذكر أبو عامر العبدري شيخنا أن ابن مكرز هو أيوب بن (8) مكرز و يقال: أيوب بن كريز - من بني عامر بن لؤي من أهل الشام، و كان خطيبا، و هذا وهم من أبي عامر، إنما هو أبوه عبد اللّه، و قد قدّمنا ذكره في حرف الألف.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي، نا محمّد بن عائذ قال: نا الوليد بن مسلم، نا زيد بن ذعلبة البهراني أن يزيد بن معاوية استخلف ابن مكرز على شاتيته سنة خمسين يعني حين انصرف من
ص: 228
غزو القسطنطينية في عهد أبيه معاوية.
قال: و نا ابن عائذ قال: فأخبرني الوليد بن مسلم عن زيد بن ذعلبة قال:
ثم شتا محمّد بن عبد اللّه سنة ثلاث و خمسين.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: قال ابن بكير قال الليث: و فيها - يعني - سنة تسعين قدم أهل الشام مصر ليغزوا هم و أهل الشام البحر. على أهل مصر عبد الرّحمن بن عمارة و على الجماعة ابن مكرز، فخرجوا من رشيد، فساروا يوما في البحر ثم ردتهم الريح، فجاءهم إذنهم و هم في الاسكندرية (1).
أخبرنا أبو محمّد السلمي، أنا أبو بكر الخطيب.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين القطان، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال:
و في سنة تسع و أربعين غزوة أبي عمرة بن مكرز و مشتاهم بزبنّة (2)أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، أنا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (3):
قال ابن الكلبي: و فيها يعني سنة ثمان و أربعين شتّا أبو عبد الرّحمن القيني أيضا [في] (4)أنطاكية، و قال بعضهم: ابن مكرز بن (5) عامر بن لؤي.
حدّث عن محمّد بن عجلان، و الأوزاعي.
روى عنه: عبد الحميد بن بكّار السّلمي البيروتي، و بقية بن الوليد.
أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل الفراوي، أنا أبو عمرو محمّد بن عبد الرّحمن بن أحمد النّسوي.
ح و أخبرنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، قالا: أنا أبو الحسن علي بن موسى بن الحسين بن السمسار، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن مروان، نا محمّد بن أحمد بن لبيد البيروتي - زاد ابن أبي الحديد قال: و أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي، ثم اتفقا قالا:- نا عبد الحميد بن بكّار البيروتي (1)،نا عبد اللّه بن أبي موسى التستري نا ابن عجلان - و في حديث الفراوي: نا محمّد بن عجلان - عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة قالت:
لو أدرك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من هذه النساء ما أدركنا لنهاهم عن الخروج إلى المساجد، كما نهي نساء بني إسرائيل - زاد ابن لبيد البيروتي: قالت عمرة: فقلت لعائشة: و نهي نساء بني إسرائيل ؟ قالت: نعم.
قرأنا على أبي (2) عبد اللّه يحيى بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمّد بن الحسن، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أبو الطّيّب محمّد بن القاسم بن جعفر الكوكبي، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا عبد الوهّاب بن نجدة الحوطي، نا بقية بن الوليد قال: سمعت عبد اللّه بن أبي موسى التستري يقول:
قيل لي حيث ما كنت فكن من قرب فقيه، فأتيت بيروت إلى الأوزاعي، قال: فبينما أنا عنده إذ سألني عن أمري فأخبرته، قال: و كان أسلم، فقال لي: أ لك أب ؟ قلت: نعم، تركته بالعراق مجوسيا، قال: فهل لك أن ترجع إليه لعل اللّه أن يهديه على يديك، قال: قلت: ترى لي ذلك ؟ قال: نعم، فأتيت أبي فوجدته مريضا فقال لي: يا بني أيّ شيء أنت عليه ؟ و ساءله عن أمره قال:
ص: 230
فأخبرته أنّي أسلمت، قال: فقال لي: اعرض عليّ دينك، فأخبرته بالإسلام و أهله، قال: فإنّي أشهد أنّي قد أسلمت، قال: فمات في مرضه ذلك، فدفنته و رجعت إلى الأوزاعي، فأخبرته.
أخبرنا (1) أبو عبد اللّه الخلاّل - مشافهة - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا (2):أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (3):عبد اللّه بن أبي موسى التّستري نزيل الشام، روى عن محمّد بن عجلان، روى عنه عبد الحميد بن بكّار، سألت أبا زرعة عنه قال: هو رجل من تستر، قدم عليهم الشام، فكتبوا عنه، مستقيم الحديث.
و يقال: الخولاني الفلسطيني القاضي (4)
سمع قبيصة بن ذؤيب، و حدّث عنه، و عن تميم الداري (5)،و ابن عمر، و معاوية، و ابن عبّاس.
روى عنه: ابنه يزيد بن عبد اللّه، و عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، و الزّهري، و عبد الملك بن أبي جميلة، و عمرو بن مهاجر، و أبو قبيل المصري.
و وفد على عمر بن عبد العزيز.
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، و حدّث أبو مسعود المعدّل عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا أبو زرعة، نا أبو اليمان، أنا شعيب، عن الزهري، حدّثنا عبد اللّه بن موهب، عن قبيصة بن ذؤيب قال:
أغار رجل من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم على سرية من المشركين، فانهزمت، فغشي رجل من المسلمين رجلا من المشركين و هو منهزم فلما أراد أن يعلوه بالسيف قال الرجل: لا إله إلاّ
ص: 231
اللّه، فلم ينثن (1) عنه حتى قتله، ثم وجد في نفسه من قتله، فذكر حديثه لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«فهلاّ نقّبت عن قلبه، فإنما يعبّر عن القلب اللسان» فلم يلبثوا إلاّ قليلا حتى توفي ذلك الرجل القاتل، فدفن، فأصبح على وجه الأرض، فجاء أهله، فحدّثوا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بذلك، فقال:«ادفنوه» فدفنوه، فأصبح على وجه الأرض، فجاء أهله فحدّثوا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن الأرض قد أبت أن تقبله، فاطرحوه في غار من الغيران»[6839].
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، و أبو المواهب أحمد بن محمّد بن عبد الملك الورّاق، قالا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، نا أبو بكر الباغندي، نا هشام بن عمّار الدمشقي، نا يحيى بن حمزة، نا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز قال:
سمعت عبد اللّه بن موهب يحدّث عمر بن عبد العزيز عن قبيصة بن ذؤيب عن تميم الدّاري قال: قال [يا] (2) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: ما السّنّة في الرجل الكافر يسلم على يديّ المسلم ؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«هو أولى الناس بمحياه و مماته».
قال عبد العزيز بن عمر، و شهدت عمر بن عبد العزيز قضى بذلك في رجل أسلم على يدي رجل فمات و ترك مالا و ابنة له، فأعطى عمر ابنته النصف و الذي أسلم على يديه النصف.
تابعه أبو مسهر عن يحيى:
أخبرنا أبو بكر الأنصاري، و أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، قالا: أنا أبو محمّد الجوهري، أخبرنا عبد العزيز بن جعفر بن محمّد الخرقي، نا قاسم بن زكريا المطرّز، حدّثني عمرو بن منصور النّسائي، نا أبو مسهر، حدّثني يحيى بن حمزة، عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز أنه حدّثه عن عبد اللّه بن موهب، عن قبيصة بن ذؤيب عن تميم الدّاري أنه سأل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن الرجل (3) يسلم على يدي الرجل فقال:«هو أولى الناس بمحياه و مماته»[6840].
و أخبرناه أبو علي الحداد - في كتابه - و حدّثني أبو مسعود عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد، نا أبو زرعة الدمشقي، نا أبو مسهر.
ص: 232
ح قال: و نا سليمان (1)،نا أحمد بن المعلى الدمشقي، نا هشام بن عمّار، قالا: نا يحيى بن حمزة، نا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز قال: سمعت عبد اللّه بن موهب يحدّث عمر بن عبد العزيز عن قبيصة بن ذؤيب عن تميم الدّاري قال:
قلت: يا رسول اللّه، ما السّنّة في الرجل من أهل الكفر يسلم على يديّ رجل من المسلمين ؟ فقال:«هو أولى الناس بمحياه و مماته»[6841].
و كذا رواه يزيد بن خالد بن موهب الهمداني، و عبد اللّه بن يوسف التّنّيسي عن يحيى بن حمزة.
و رواه سليمان بن عبد الرّحمن، عن يحيى و غيره فأسقط منه ذكر قبيصة و حمل حديث يحيى على حديث غيره:
و رواه أبو بدر شجاع بن الوليد السّكوني (2) الكوفي عن عبد العزيز أنه حدّثهم عن تميم، و لم يسمّ قبيصة.
أخبرناه (3) أبو (4) القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي (5)،أنا أبو القاسم عبد العزيز بن محمّد بن شيبان العطار - ببغداد - نا أبو عمرو عثمان بن أحمد الدقّاق، نا محمّد بن عبيد اللّه ابن المنادي، نا أبو بدر (6)،أنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز قال:
أخبرني من لا أتهم (7) عن تميم الداري، قال:
سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن الرجل من أهل الكفر يسلم على يديّ الرجل من المسلمين ما السنّة فيه ؟ قال:«هو أولى الناس بمحياه و مماته»[6842].
أخبرنا (8) أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا محمّد بن علي بن محمّد، أنا الحسن بن أحمد بن محمّد، أنا أبو بكر محمّد بن حمدون، نا محمّد بن عبد الوهّاب بن أبي تمام، نا
ص: 233
سليمان بن شرحبيل، نا يحيى بن حمزة، و إسماعيل بن عيّاش (1)،و مروان بن مطر الورّاق، و سعدان (2) قالوا: أنا عبد العزيز بن عمر، عن عبد اللّه بن موهب، عن تميم الدّاري أنه سأل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن الرجل يسلم على يدي الرجل، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«هو أولى الناس بمحياه و مماته»[6843].
رواه وكيع و أبو يوسف القاضي، و يحيى بن عيسى، و يونس بن بكير، و أبو نعيم الملائي (3) و علي ابن مسهر. و حفص بن غياث، و جعفر بن عون العمري، و يونس بن أبي إسحاق الكوفيون، و نصر بن طريف أبو جزي البصري، و العلاء بن هارون أخو يزيد، و إسحاق بن يوسف الأزرق الواسطيان، و إسماعيل بن عيّاش الحمصي، و ورقاء بن عمر المدائني، و أبو جعفر الرّازي، و يحيى بن نصر بن حاجب المروزي، و مبشّر بن عبد اللّه بن عمر بن عبد العزيز، عن عبد العزيز بن عمر عن عبد اللّه بن موهب عن تميم نفسه (4).
فأمّا حديث: وكيع فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (5)،حدّثني أبي، نا وكيع، نا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن عبد اللّه بن موهب قال: سمعت تميما الداري قال: قلت: يا رسول اللّه ما السنّة في الرجل من أهل الكتاب يسلم على يديّ رجل من المسلمين ؟ قال:«هو أولى الناس بمحياه و مماته»[6844].
و أمّا حديث [أبي] يوسف:
فأخبرناه أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن صالح الأبهري، نا أبو عروبة الحسين بن محمّد بن مودود، نا جدي عمرو (6) بن أبي عمرو (7)،نا أبو يوسف، نا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن عبد اللّه بن
ص: 234
موهب الهمداني، عن تميم الداري قال:
سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن الرجل يسلم على يدي الرجل، ما السنّة فيه ؟ قال:«هو أولى الناس بمحياه و مماته»[6845].
و أمّا حديث يحيى و يونس:
فأخبرناه أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، و عبد الكريم بن حمزة، و طاهر بن سهل، قالوا: أنا أبو الحسين بن مكي، أنا أبو الحسن (1) محمّد بن أحمد بن العبّاس الإخميمي، نا جعفر - هو ابن أحمد بن عبد السّلام المصري - نا الربيع - هو ابن سليمان - نا أسد - هو ابن موسى - نا يحيى بن عيسى قال: و أنا الإخميمي، نا محمّد بن عبد اللّه بن سعيد، نا أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس بن بكير، كلاهما عن عبد العزيز بن عمر، عن ابن موهب، عن تميم الداري قال:
قلت: يا رسول اللّه، الرجل يسلم على يدي الرجل ثم يموت، قال:«هو أحقّ بمحياه و مماته»[6846].
و أمّا حديث أبي نعيم:
فأخبرناه أبو (2) القاسم بن الحصين، أنا الحسن بن علي، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبي.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد البجلي، و أبو محمّد عبد الرّحمن بن [عثمان بن أبي نصر، و أبو نصر محمّد بن أحمد بن هارون، و أبو بكر محمّد بن عبيد اللّه القطان، و أبو القاسم عبد الرّحمن بن] (4) الحسين بن الحسن.
ح و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبي أبو العبّاس، قالوا: أنا أبو محمّد بن أبي نصر، قالوا: أنا أبو القاسم بن أبي العقب، نا أبو زرعة: قالا: نا أبو نعيم.
ص: 235
ح و أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل الفضيلي، و أبو المحاسن أسعد بن علي بن زياد، و أبو بكر أحمد بن يحيى بن الحسن، و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، نا أبو الحسن الداودي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد (1) الحموي، أنا أبو عمران عيسى بن عمر السّمرقندي، أنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن الدارمي، أنا أبو نعيم.
و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو [القاسم] (2) عبد العزيز بن محمّد بن شيبان، نا أبو عمرو عثمان بن أحمد الدقّاق، نا الحسن بن سلاّم - هو السّوّاق - نا أبو نعيم، نا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن عبد اللّه بن موهب قال: سمعت تميما الداري يقول:
سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - زاد الدارمي: فقلت:- يا رسول اللّه - ما السّنّة في الرجل من أهل الكفر يسلم على يديّ الرجل - و قال الدارمي:[رجل-] (3) من المسلمين ؟ فقال (4):- [زاد الدارمي: رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم-:] «هو أولى الناس بحياته و موته». و في حديث أبي زرعة:
و مماته[6847]. و قال الدارمي: بمحياه و مماته، و في حديث (5) السواق نحوه.
قال أبو زرعة: قبل الناس هذا الحديث عن عبد العزيز بن عمر، و لم يشاركه فيه أحد، فقال ابن داود عنه: عن عبد اللّه بن موهب، عن تميم، عن أبي نعيم فإنه قال فيه: سمعت تميما (6)،قال أبو زرعة: سمعت أبا نعيم يقول: أنا سمعت عبد العزيز بن عمر يقول في هذا الحديث: سمعت تميما.
و أمّا حديث ابن [مسهر] (7):
فأخبرناه أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ.
و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد [بن] (8) الفضل، و أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم،
ص: 236
قالا: أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان، قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، حدّثنا عبد الرّحمن بن صالح الأزدي، نا علي بن مسهر، عن عبد العزيز [بن] عمر بن عبد العزيز، عن عبد اللّه بن موهب، عن تميم الداري قال:
سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن الرجل يسلم على يدي الرجل، قال:«هو أولى الناس بمحياه و مماته»[6848].
لفظ الخلاّل.
و أمّا حديث حفص:
فأخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا أبو منصور بن شكرويه، أنا أبو بكر بن مردويه، أنا أبو بكر الشافعي، نا معاذ بن المثنّى، نا مسدّد، نا حفص بن غياث، عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن ابن موهب، عن تميم الداري قال:
قلت: يا رسول اللّه الرجل يسلم على يديّ فيموت قال:«أنت أحق الناس بمحياه و مماته»[6849].
و أمّا حديث جعفر:
فأخبرناه محمّد بن مبشر بن أبي سعد (1) قال: أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الحافظ ، نا أبو محمّد عبد اللّه بن جعفر بن إسحاق بن علي بن جابر الجابري الموصلي - بالبصرة - نا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن أبي المثنى، نا جعفر بن عون، حدّثني - يعني - عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز فقال:
سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ما السّنّة في الرجل من أهل الكفر يسلم على يديّ رجل من المسلمين ؟ فقال:«هو أولى الناس بمحياه و مماته»[6850].
و أمّا حديث يونس:
فأخبرناه أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا أبو الفرج سهل بن بشر، أنا علي بن منير - بمصر - أنا محمّد بن عبد اللّه بن زكريا النيسابوري، أنا أبو عبد الرّحمن النسائي، نا محمّد بن عبد اللّه بن عبيد بن عقيل، نا جدي، نا يونس بن أبي إسحاق، حدّثني
ص: 237
عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن عبد اللّه بن موهب سمعته يحدّث عمر بن عبد العزيز قال: قال تميم الداري:
سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قلت: أ رأيت الرجل من أهل الكفر يسلم على يدي رجل من أهل الإسلام، كيف القضاء فيه ؟ قال:«هو أولى الناس بمحياه و مماته»[6851] و أمّا حديث ابن داود:
فأخبرناه أبو سعد أحمد بن محمّد البغدادي، أنا مطهّر بن عبد الواحد بن محمّد، أنا عبد اللّه بن محمّد بن أحمد بن عبد الوهّاب، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عمر بن يزيد الزهري، نا أبو حفص عمرو بن علي، نا عبد اللّه بن داود، عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن عبد اللّه بن موهب، عن تميم الداري قال:
سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن الرجل من المشركين يسلم على يديّ الرجل من المسلمين ؟ قال:«هو أولى الناس به حياته و موته»[6852].
قال ابن موهب: حدّثت به عمر بن عبد العزيز، فقسم ميراث رجل أسلم على يد رجل بين ابنته و مولاه، فأعطى ابنته النصف و مولاه النصف.
و أمّا حديث نصر:
فأخبرناه أبو (1) محمّد هبة اللّه بن الأكفاني، و عبد الكريم بن حمزة، و طاهر بن سهل بن بشر، قالوا: أنا أبو الحسين بن مكي، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن العبّاس الإخميمي، نا جعفر - هو ابن أحمد بن عبد السّلام - نا الربيع - هو ابن سليمان - نا أسد - هو ابن موسى - نا نصر بن طريف، عن عبد العزيز بن عمر قال: سمعت عبد اللّه بن موهب يحدّث عمر بن عبد العزيز أنا تميم الداري ثم ذكر مثله و زاد فيه: و كتب عمر بن عبد العزيز إلى عمّاله بهذا الحديث و أمرهم أن يأخذوا به.
و أمّا حديث العلاء:
فأخبرناه أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو
ص: 238
بكر بن المقرئ، نا زكريا بن يحيى - مؤذن مسجد (1) بيت المقدس، بها - نا عبد اللّه بن هانئ قال: حدّثنا ضمرة عن العلاء بن هارون، عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن عبد اللّه بن موهب، عن تميم الداري قال:
سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن الرجل يسلم على يدي الرجل من المؤمنين، فقال:«إنّه أحقّ الناس بمحياه و مماته»[6853].
و أمّا حديث إسحاق:
فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، نا إسحاق بن يوسف الأزرق، حدّثني عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز قال: سمعت عبد اللّه بن موهب يحدّث عمر بن عبد العزيز عن تميم الداري قال:
سئل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن الرجل يسلم على يدي الرجل ؟ فقال:«هو أولى الناس بمحياه و مماته»[6854].
و أمّا حديث إسماعيل:
فأخبرناه أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا، نا ابن وزير، نا ضمرة، عن العلاء بن هارون، و إسماعيل بن عياش، عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن عبد اللّه بن موهب، عن تميم الداري قال:
سألت النبي صلى اللّه عليه و سلم عن الرجل يسلم على يدي الرجل عن ميراثه قال:«هو أولى بمحياه و مماته»[6855].
و أمّا حديث ورقاء و أبي جعفر:
فأخبرناه أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا منصور بن الحسين، و أحمد بن محمود، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو الفضل عبّاس بن الحسن بن خشيش - بحلب - نا حاجب بن سليمان، نا شبابة نا ورقاء و أبو جعفر الرازي عن عبد العزيز بن عمر، عن
ص: 239
عبد اللّه بن موهب، عن تميم الدّاري قال:
قلت: يا رسول اللّه الرجل من المشركين يسلم على يدي الرجل من المسلمين، فقال:
«هو أحقّ الناس بمحياه و مماته»[6856].
قال: و كان عمر بن عبد العزيز يقضي بذلك.
و أمّا حديث يحيى:
فأخبرناه أبو الحسن الفرضي، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنا أبو نصر بن طلاّب، أنا أبو الحسين بن جميع، أنا محمّد بن أحمد - يعني - بن جعفر الساوي المقرئ بمكة، نا محمّد بن صالح بن علي الأشج، نا يحيى بن نصر، نا عبد العزيز بن عمر، عن عبد اللّه بن موهب، عن تميم الداري قال:
سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ما السّنّة في الرجل من أهل الكتاب يسلم على يدي الرجل من المسلمين ؟ قال:«هو أولى الناس بمحياه و مماته»[6857].
و أمّا حديث بشر:
فأخبرناه أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، و أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، قالا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا عبد العزيز بن جعفر بن محمّد الخرقي (1)،نا قاسم بن زكريا المطرّز، نا محمّد بن معاوية الأنماطي، نا بشر بن عبد اللّه بن عمر بن عبد العزيز، عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن عبد اللّه بن موهب، عن تميم الداري قال:
جاء تميم إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: يا رسول اللّه الرجل من أهل الشّرك يسلم على يدي الرجل من المسلمين، ما السنّة في ذلك ؟ قال:«هو أولى الناس بمحياه و مماته»[6858].
و اللفظ لقراتكين.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، قال (2):
و سمعته - يعني - أبا نعيم - يقول: أنا سمعت عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز (3) يذكر عن عبد اللّه بن موهب قال: سمعت تميم الداري - و أنكر أن يكون بينهما قبيصة بن ذؤيب -
ص: 240
و قال: أنا سمعته يقول: سمعت تميما (1)،فاحتج عند أبي نعيم فيما - بلغني - بما قال يحيى بن حمزة، عن عبد العزيز بن عمر، عن عبد اللّه بن موهب، عن قبيصة بن ذؤيب و قال (2):قد كتب (3) لي-[رأيت] (4) أنه أراد يحيى بن معين - أن بينهما - يعني - رجلا (5) فأنكر ذلك أبو نعيم من كتابه إليه، فحدّثني بعض أصحابنا أنه قال: و من يحيى بن حمزة حتى يحتج عليّ به ؟ فقيل له: يا أبا نعيم، لو قيل لك في نيل رجالك من الأعمش من فلان ؟ أ لم يكن القائل يستطيع أن يقول:
لكل قوم عالم (6) و لكلّ قوم رجال، و هو أعلم بما رووا فسكت أبو نعيم، و قد سمعت أبا مسهر يذكر أنه سمع يحيى بن حمزة يحدّث عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز قال: سمعت عبد اللّه بن موهب يحدّث عمر بن عبد العزيز عن قبيصة بن ذؤيب، عن تميم الداري أنه سأل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن الرجل من أهل الكفر يسلم على يدي الرجل من المسلمين ؟ فقال:«هو أولى الناس بمحياه و مماته»[6859].
قال أبو زرعة: و لم أر أبا مسهر، لما تحدث بهذا الحديث أنكره و لا ردّه، قال أبو زرعة: و هذا شيخ قديم، قد روى عنه من الأجلّة: سعيد بن عبد العزيز، و طائفة من أهل طبقته مثل ابن عيينة و غيره، فوجه مدخل قبيصة بن ذؤيب في حديثه هذا - فيما نرى (7)و اللّه أعلم - أن عبد العزيز بن عمر حدّث يحيى بن حمزة بهذا الحديث من كتابه، و حدّثهم بالعراق حفظا، قال (8):و قد حدّثني صفوان بن صالح أنه سمع الوليد بن المسلم يذكر: أن الأوزاعي كان يدفع هذا الحديث و لا يرى له وجها، و يحتج الأوزاعي أنه لم يكن للمسلمين يومئذ ذمة و لا خراج،
ص: 241
قال أبو زرعة: و هذا حديث متصل حسن المخرج و الاتصال، لم أر أحدا من أهل العلم يدفعه، و باللّه التوفيق.
أخبرنا أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن الأبرقوهي - إذنا - و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (1):قرئ على العبّاس (2) قال: سئل يحيى بن معين عن حديث عبد اللّه بن موهب قال: سمعت تميم الداري قال: أهل الشام يقولون عن قبيصة - قيل له: من عبد اللّه بن موهب ؟ قال: لا أعرفه.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا أبو بكر النيسابوري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي، نا يحيى بن معين قال:
و ابن موهب الذي روى حديث عبد اللّه بن عمر: أن عثمان أراده على القضاء، و هو صاحب حديث تميم الداري، و من ولده رجل (3) كان في صحابة المهدي، أو من الكتاب من أهل فلسطين.
أخبرنا (4) أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي (5).
و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (6)،نا (7) أبو نعيم، نا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز - زاد محمّد: و هو ثقة - عن عبد اللّه بن موهب - زاد محمّد: و هو همداني، ثقة - قال: سمعت تميم الداري
ص: 242
و هذا خطأ ابن موهب لم يسمع تميما (1) و لا لحقه.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد أحمد، و أبو الحسين الأصبهاني - قالا:- أنا أحمد بن عبدان (2)،أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (3):
عبد اللّه بن موهب الفلسطيني سمع قبيصة بن ذؤيب عن النبي صلى اللّه عليه و سلم مرسل.
قاله شعيب، و يونس، و صالح عن الزهري، سمع عبد اللّه في الغزو، و قال هشام بن عمّار: نا يحيى بن حمزة، نا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، سمع عبد اللّه بن موهب يحدث عمر بن عبد العزيز عن قبيصة بن ذؤيب عن تميم الداري قلت:
يا رسول اللّه ما السنّة في أهل الكفر يسلم على يدي رجل من المسلمين ؟ قال:«هو أولى الناس بمحياه و مماته»[6860]، و قال بعضهم: عبد اللّه بن موهب سمع تميم (4) الداري، و لا يصح لقول النبي صلى اللّه عليه و سلم:«الولاء لمن أعتق»[6861]. و هو والد يزيد.
أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا ابن عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، قال: قال لي جدي يعقوب ابن موهب الذي روى حديث عبد اللّه بن عمر أن عثمان أراده على القضاء، و هو صاحب حديث تميم الدّاري، و من ولده رجل في صحابة المهدي أو من (5) الكتاب من أهل فلسطين.
أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (6):عبد اللّه بن موهب الفلسطيني كان قاضي فلسطين، روى عنه قبيصة بن ذؤيب، سمعت أبي يقول ذلك.
ص: 243
قال أبو محمّد: روى عنه الزهري.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو القاسم البجلي، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في طبقة قدم تلي الطبقة الثانية من أهل فلسطين:
عبد اللّه بن موهب.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أبو الحسن بن جوصا - إجازة-.
ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنا أبو الحسن بن جوصا قال:
سمعت أبا (1) الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة: عبد اللّه بن موهب فلسطيني، ولاه [عمر بن] (2) عبد العزيز قضاء فلسطين.
أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، أنا محمّد بن علي بن أحمد بن المبارك الفراء، أنا عبد اللّه بن الحسين بن عبيد اللّه بن عبدان، أنا أبو الحسين عبد الوهّاب الكلابي، أنا أبو الجهم، نا هشام بن عمّار، نا ابن عيّاش، نا عمرو بن مهاجر، قال:
حضرت عمر بن عبد العزيز و اختصم إليه رجلان، اشترى أحدهما من الآخر جارية صغيرة، و اشترط البائع على المبتاع عتقها، فسأل عنها عمر ابن موهب فقال: يبطل البيع، و سأل عنها ابن حلبس فقال: جاز البيع و بطل الشرط ، قال عمر: لم ذاك ؟ قال من أجل الظّهار (3) قال: صدقت، فأجاز عمر البيع و أبطل الشرط .
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (4)،حدّثني سعيد بن أسد، أنا ضمرة، عن رجاء (5)،حدّثني المعلّى (6) بن رؤبة التميمي قال:
ص: 244
كانت لي حاجة إلى رجاء بن حيوة (1)،و كان عند سليمان سعان (2) فلقيته في الطريق، فقال: ولّي الأمير اليوم عبد اللّه بن موهب القضاء، و لو خيّرت بين أن أحمل إلى حفرتي و بين ما ولي (3) ابن موهب لاخترت أن أحمل إلى حفرتي قال: قلت له: إن الناس يزعمون أنك الذي أشرت به، قال: صدقوا، إنّي إنّما نظرت إلى العامة و لم انظر له.
قال (4):و حدّثني سعيد، نا ضمرة، عن رجاء قال: مرّ بي عبد اللّه بن عوف القارئ فقلت له: يا أبا القاسم من أين جئت ؟ قال: جئت من عند ابن موهب، بلغه عني شيء فجئت أعتذر إليه، فأنا أحبّ العذر فيما بيني و بين صالح إخواني.
قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا علي بن موسى بن الحسين، أنا محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن ربيعة الرّبعي، نا أبي، نا إسحاق بن خالد البالسي، نا أبو مسهر، حدّثني يحيى بن حمزة (5)،عن ابن أبي غيلان الفلسطيني قال:
و قال ابن موهب: ثلاث إذا لم يكن في قاض (6) فليس [بقاض:] (7) يسأل و إن كان عالما، و لا يسمع من أحد شكية ليس معه خصمه، و لا يقضي إلاّ بعد أن يفهم.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا عبد الوهّاب بن محمّد بن إسحاق، أنا الحسن بن أحمد بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد، حدّثني محمّد بن إدريس، نا هشام - هو ابن عمّار - نا يحيى بن حمزة، حدّثني ابن أبي غيلان [الفلسطيني، عن ابن موهب قال: ثلاث إذا لم يكن في القاضي فليس بقاض: يشاور و إن كان] (8) عالما، و لا يسمع شكية من أحد ليس معه خصمه، و يقضي إذا فهم.
ص: 245
3592 - عبد اللّه بن مهاجر الشّعيثي النصري (1)
روى عن: عنبسة بن أبي سفيان، و يقال: عتبة بن أبي سفيان.
روى عنه: ابنه محمّد بن عبد اللّه.
أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنا أبو طالب محمّد بن علي بن الفتح، نا أبو الحسين بن سمعون، نا أحمد بن محمّد بن سلم (2) المخرّمي، نا حفص بن عمرو الرّبالي (3)،نا عمر بن علي المقدّمي، قال: سمعت محمّد بن عبد اللّه بن مهاجر عن أبيه عن عنبسة بن أبي سفيان، عن أخته أم حبيبة أمير المؤمنين أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«من صلّى قبل الظهر أربعا، و بعدها أربعا حرّمه اللّه على النار»[6862].
أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن عمر العمري، أنا أبو محمّد بن أبي شريح، أنا محمّد بن أحمد بن عبد الجبّار الرّذاني، نا حميد بن زنجويه النسائي، نا بكر (4) بن بكّار، نا محمّد بن عبد اللّه الشّعيثي، حدّثني أبي عن عنبسة بن أبي سفيان، عن أم حبيبة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«من صلّى أربعا قبل الظهر، و أربعا بعدها حرّمه اللّه على النار»[6863].
و أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو محمّد الحسن بن أحمد الشّيباني.
و أخبرناه أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبي أبو القاسم، أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد،
ص: 246
قالا: أنا أبو العبّاس السراج، نا زياد بن أيوب، نا يزيد بن هارون، نا محمّد بن عبد اللّه الشّعيثي، عن أبيه، عن عنبسة بن أبي سفيان، عن أم حبيبة بنت أبي سفيان عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«من صلّى أربعا قبل الظهر، و أربعا بعدها حرّمه اللّه على النار»[6864].
و أخبرناه أبو الفتح محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي بكر الخطيب، و أبو بكر فضل اللّه بن المفضّل بن فضل اللّه بن أبي الخير، و أبو الثناء المنوّر (1)،و أبو الضياء نصر (2)ابنا سعد (3) بن سعيد بن فضل اللّه بن أبي الخير الميهنيون بمرو، و أبو بكر محمّد بن أحمد بن الجنيد المحتاجي خطيب ميهنة، و أبو علي الحسن بن عبد الرّحمن بن سلمان المقرئ النيسابوري[-بها-] (4) و أبو محمّد العبّاس بن محمّد بن أبي منصور الطوسي، و أبو نصر لاحق بن علي بن محمّد النقاش، و أبو المكارم محمّد بن أحمد بن المحسّن الكاتب بطوس، قالوا: أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن أبي الفضل العارف الميهني قال: أنا أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحيري القاضي، أنا أبو محمّد حاجب بن أحمد بن يرحم الطوسي (5)،نا عبد الرحيم (6) بن منيب، نا يزيد بن هارون، نا محمّد بن عبد اللّه الشّعيثي، عن أبيه، عن عنبسة بن أبي سفيان عن أم حبيبة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم يعني عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:
«من صلّى أربعا قبل الظهر، و أربعا بعدها حرّم على النار»[6865].
و أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.
و أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا زهير بن حرب، نا يزيد بن هارون، أنا محمّد بن عبد اللّه الشّعيثي، عن أبيه، عن عنبسة بن أبي سفيان، عن أم حبيبة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:
ص: 247
«من صلّى أربعا قبل الظهر، و أربعا بعدها حرّمه اللّه على النار»[6866].
قالا: و أنا أبو يعلى الموصلي، نا أحمد بن إبراهيم - زاد ابن المقرئ: الدورقي - نا أبو عبد الرّحمن، نا محمّد بن عبد اللّه الشّعيثي أبو عبد اللّه، عن أبيه عن عنبسة بن أبي سفيان، عن أخته أم حبيبة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:
«من صلّى أربع ركعات قبل الظهر، و أربعا بعدها حرّمه اللّه على النار»[6867].
و سقط من حديث ابن حمدان: عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، و لا بدّ منه.
و أخبرنا (1) أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه أحمد (2)،حدّثني أبي [حدّثني] (3) أبو عبد الرّحمن المقرئ، نا محمّد بن عبد اللّه الشّعيثي - و يزيد، أنا محمّد بن عبد اللّه الشّعيثي - عن أبيه، عن عنبسة بن أبي سفيان، عن أخته أم حبيبة - قال يزيد: بنت أبي سفيان - عن النبي صلى اللّه عليه و سلم - و قال المقرئ: زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم - أنها سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول:
«من صلّى أربع ركعات قبل الظهر، و أربعا بعدها حرّمه (4) اللّه على النار»[6868].
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (5):
عبد اللّه بن مهاجر الشّعيثي عن عنبسة بن أبي سفيان، روى عنه ابنه محمّد.
أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها (6)-قالا (7):أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح (8) قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم
ص: 248
قال (1):عبد اللّه بن مهاجر الشّعيثي، روى عن عنبسة بن أبي سفيان، روى عنه ابنه محمّد، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.
ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد،[أنا الحسن بن أحمد] (2) أنا أبو الحسن الربعي، أنا أبو الحسين الكلابي، قال: سمعت أبا الحسن أحمد بن عمير قال:
سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة و عبد اللّه النصري، ابن المهاجر، أبو محمّد بن عبد اللّه النصري الشّعيثي، دمشقي (3).
أخو عمرو، و محمّد ابني مهاجر من أهل دمشق.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا محمّد بن أحمد بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أبو الحسن بن جوصا - إجازة-.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير قال:
سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الخامسة عبد اللّه بن مهاجر أخو عمرو بن مهاجر.
3594 - عبد اللّه بن ملاذ الأشعري (4)
من أهل دمشق.
روى عن نمير بن أوس القاضي.
ص: 249
روى عنه: جرير بن حازم.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا وهب بن جرير، نا أبي قال: سمعت عبد اللّه بن ملاذ يحدّث عن نمير بن أوس، عن مالك بن مسروح، عن عامر بن أبي عامر الأشعري، عن أبيه عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:
«نعم الحيّ الأشد و الأشعريون لا يفرّون في القتال، و لا يغلّون، هم مني و أنا منهم».
قال عامر: فحدّثت به معاوية فقال: ليس هكذا قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و لكنه قال:«هم مني و إلي» (2)،قلت (3):ليس هكذا حدّثني أبي عن النبي صلى اللّه عليه و سلم و لكنه قال:«هم مني و أنا منهم» قال: فأنت إذا أعلم بحديث أبيك.
قال عبد اللّه بن أحمد: هذا من أجود الحديث، ما رواه إلاّ جرير.
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي (4)،أنا أبو عمرو بن حمدان.
ح و أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، نا عبيد اللّه بن عمر القواريري، نا وهب بن جرير،[نا] (5)- و قال ابن حمدان: حدّثني - أبي قال: سمعت عبد اللّه بن ملاذ الأشعري يحدّث عن نمير بن أوس، عن مالك بن مسروح، عن عامر بن أبي عامر الأشعري، عن أبيه أن النبي صلى اللّه عليه و سلم - و قال ابن حمدان: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - قال في الأشعريين:«هم مني و أنا منهم»، قال: فحدّثت به معاوية فقال: ليس هكذا قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، إنما قال:«هم مني و إليّ »، قال: قلت: ليس هكذا حدّثني أبي، إنّما قال:«هم مني و أنا منهم»، قال: فأنت إذا أعلم بحديث أبيك[6869].
أخبرتنا أم المجتبى قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ،
ص: 250
قال: قال أبو يعلى: سمعت يحيى بن معين يقول:
لم يكن عند عبد اللّه بن ملاذ إلاّ حديث.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر بن علي، أنا أبو القاسم عبد الواحد بن محمّد بن عثمان بن إبراهيم بن سبنك، أنا القاضي أبو علي الحسن بن محمّد بن موسى بن إسحاق الأنصاري، نا إسماعيل بن إسحاق، نا علي بن المديني، نا وهب بن جرير، عن أبيه عن عبد اللّه بن ملاذ و هو أشعري، و اسم أبي (1) عامر الأشعري: عبيد بن وهب.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد بن السمّاك، أنا محمّد بن أحمد بن البرّاء قال:
و سئل علي عن عبد اللّه بن ملاذ روى عنه جرير بن حازم روى عن أبي أويس (2) حديث أبي عامر الأشعري، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم:«نعم الحيّ الأشعريون» فقال: لا أعرفه مجهول[6870].
أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي، حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (3) قال:
عبد اللّه بن ملاذ الأشعري عن تميم (4) بن أوس، كذا فيه، و هو وهم، و صوابه نمير بن أوس.
أخبرنا أبو عبد اللّه الأديب - شفاها - قالا (5):أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم
ص: 251
قال (1):عبد اللّه بن ملاذ الأشعري شامي (2) دمشقي، روى عن نمير بن أوس، روى عن نمير بن أوس، روى عنه جرير بن حازم، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو القاسم البجلي، نا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في الطبقة الرابعة: عبد اللّه بن ملاذ الأشعري.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، نا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير قال:
سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة: عبد اللّه بن ملاذ (3).
الماجشون المديني (4)
مولى آل المنكدر التيميين روى عن عبد اللّه بن [عبد اللّه بن عمر، و عبد اللّه بن عامر بن ربيعة، و مسعود بن الحكم، و عمرو بن سليم.
روى عنه: يحيى بن سعيد الأنصاري] (5) و بكير (6) بن عبد اللّه بن الأشج، و محمّد بن إسحاق، و يزيد بن عبد اللّه (7) بن الهاد، و عمر بن حسين.
ص: 252
و قدم دمشق مع عروة بن الزّبير وافدا على الوليد بن عبد الملك حين أصيب عروة بابنه و رجله.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب - لفظا - أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا [ابن] (2) نمير، نا يحيى - يعني: ابن سعيد - عن عبد اللّه بن أبي سلمة، عن عبد اللّه بن عمر، عن أبيه قال:
غدونا (3) مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من منى إلى عرفات منا الملبّي، و منّا المكبّر.
أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا أبي علي، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، حدّثني مصعب بن عبد اللّه قال:
توفي محمّد بن عروة مع أبيه، و عروة يومئذ عند الوليد بن عبد الملك، و في ذلك السّفر أصيبت رجل عروة، و كان محمّد بن عروة من أحسن الناس، و كان عروة يحبّه حبّا شديدا، قال: فقام محمّد بن عروة على سطح فيه جلي (4) فقام من الليل فسقط من الجلي (5) في إصطبل الدوابّ ، فتخبطته حتى مات، و كان الماجشون مع عروة بالشام، فكره أصحاب عروة و غلمانه أن يخبروه خبره، فذهبوا إلى الماجشون فأخبروه. فجاء من ليلته، فاستأذن على عروة، فوجده يصلّي، فأذن له في مصلاه، فقال له: هذه الساعة ؟ قال: نعم يا أبا عبد اللّه، طال عليّ الثواء، و ذكرت الموت، و زهدت في كثير مما كنت أطلب، و خطر ببالي ذكر من مضى من القرون قبلي، فجعل الماجشون يذكر فناء الناس، و ما مضى، و يزهّد في الدنيا، و يذكر الآخرة حتى أوجس عروة، فقال: قل فيما تريد، فإنما قام محمّد من عندي آنفا، فمضى في قصته، و لم يذكر شيئا، ففطن عروة، فقال: إنّا للّه و إنا إليه راجعون، و أحتسب (6) محمّدا عند اللّه، فعزّاه الماجشون، و صلّى عليه، و أخبره بموته.
أخبرنا أبو سعد محمّد بن أحمد بن محمّد بن الخليل النوقاني، أنا أبو الفضل
ص: 253
محمّد بن أحمد بن أبي الحسن العارف، أنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصيرفي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الأصبهاني الصفّار، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني سليمان بن منصور، حدّثني أبو عروة الزهري - من ولد يحيى بن عروة - قال:
كان عروة بن الزّبير بالشام عند الوليد بن عبد الملك فحمله على بغلة كان الحجّاج أهداها إلى الوليد بن عبد الملك، فخرج من عنده محمّد ابنه فضربته البغلة، فمات، فأسقط في يد غلمانه، و لم يخبروا أحدا (1) بخبره، و قالوا: من يخبره ؟ قالوا: الماجشون، فسألوه أن يخبره، فأتاه، فجعل يعظه، و يعزيه، و يحدّثه فقال: ما لك ؟ تنعي إليّ أحدا؟ هؤلاء بني، و خرج من عندي محمّد آنفا، قال: فإن اللّه تعالى قد قبض محمّدا، فما رأى أصبر منه، و لما قطعوا رجله قالوا له: تسقى شيئا، قالوا: فتمسك، قال: و بسطها على مرفقه حتى نشرت و حسمت فما تكلم، و لا تأوّه.
كذا قال: الزهري، و إنّما هو الزبيري.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا يوسف بن رباح، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح قال:
سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة و محدّثيهم: عبد اللّه بن أبي سلمة، أبو عبد العزيز الماجشون.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، حدّثنا أبو الفضل ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (2):
عبد اللّه بن أبي سلمة. قاله: ابن الحارث، عن بكير بن الأشج، عن عبد اللّه بن أبي سلمة، عن محمّد بن عبد الرّحمن، سمع ابن عمر قوله - و هو عبد اللّه بن أبي سلمة (3)الماجشون، عن عبد اللّه بن عبد اللّه بن عمر، روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري، و روى ابن إسحاق عن عبد اللّه بن أبي سلمة مولى المنكدر، سمع عبد اللّه بن عامر، و روى ابن
ص: 254
إسحاق عن عبد اللّه بن أبي سلمة عن مسعود بن الحكم.
قال ابن إسحاق: و هو مولى بني تيم و هو والد عبد العزيز، و كان اسم أبي سلمة:
ميمون.
أخبرنا [أبو] (1) عبد اللّه الخلاّل - شفاها (2)-قال: أنا أبو القاسم العبدي، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (3):
عبد اللّه بن أبي سلمة الماجشون، و اسم أبي سلمة ميمون، و هو والد عبد العزيز بن عبد اللّه بن أبي سلمة، روى عن ابن عمر، و عبد اللّه بن عبد اللّه بن عمر، و محمّد بن عبد الرّحمن بن ثوبان، و عبد اللّه بن عامر بن ربيعة، و مسعود بن الحكم، و عمرو بن سليم، روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري، و ابن الهاد (4)،و عمرو (5) بن الحارث، و محمّد بن إسحاق، سمعت أبي يقول ذلك (6).
3596 - عبد اللّه بن ميمون بن عيّاش (7)
ابن الحارث - و يقال: عبد اللّه بن محمّد بن ميمون -
أبو الحواري الثعلبي (8) الغطفاني
والد أحمد بن أبي الحواري الزاهد.
كان من الزّهّاد أيضا، و كان بدمشق، و قيل: كان كوفيا، و انتقل ابنه إلى دمشق.
ذكره أبو عبد الرّحمن السلمي في طبقات الصوفيّة.
ص: 255
حكى عن وهيب بن الورد، و عن أبيه ميمون بن عيّاش (1).
حكى عنه ابنه أحمد بن أبي الحواري، و إبراهيم بن عيسى بن عبيد السّدوسي.
أخبرنا أبو المعالي [عبد الخالق بن] (2) عبد الصّمد بن علي بن الحسين ابن البدن (3)، أنا أبو الحسين بن الطّيوري، أنا محمّد بن علي بن الفتح، أنا أبو طاهر محمّد بن علي بن محمّد بن يوسف بن (4) العلاّف، أنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو علي محمّد بن أحمد بن الحسن (5) بن الصوّاف، أنا إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان (6) الأنماطي، أنا أحمد بن أبي الحواري، نا أبي قال: سمعت وهيب بن الورد يقول:
إذا دخل العبد في لاهوتية الربّ ، و مهيمنة الصديقين، و رهبانية الأبرار و لم يلق أحدا يأخذ بقلبه و لا تلحقه عينه.
قال أحمد: حدثت به أبا سليمان فقال: أمّا اللاهوتية فالعظمة، قال: فما المهيمنة ؟ قلت: لا أدري، قال: اليقين، قال: فما الرهبانية ؟ قال: قلت: لا أدري، قال: هو الزهد.
أنبأنا أبو الفرج عبد الخالق بن أحمد بن يوسف، أنا المبارك بن عبد الجبّار، أنا أبو طالب العشاري، أنا محمّد بن عبد اللّه بن الحسين الدقّاق، نا الحسين بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني عون بن إبراهيم، حدّثني أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت أبي يقول: سمعت وهيب بن الورد قال:
خلق ابن آدم و خلق الخبز معه، فما زاد على الخبز فهو شهوة، فحدثت به سليمان بن أبي سليمان فقال: صدق، و الخبز مع الملح شهوة.
قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أحمد بن عبد اللّه بن الفرج الدمشقي، نا أبو محمّد عبد الرّحمن بن الضّامدي، نا
ص: 256
أحمد بن أبي الحواري عن أبيه عن جده أنه رأى موضع أركان قبة مسجد دمشق، و قد بلغت الماء.
أنبأنا (1) أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل، أنا أبو بكر محمّد بن يحيى بن إبراهيم المزكّي، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي، أنا محمّد بن أحمد بن سعيد الرّازي، نا العبّاس بن حمزة، نا أحمد بن أبي (2) الحواري قال:
لبست الصّوف و أبي حيّ ، فقال (3):يا بنيّ ما أراك تقوى على هذا، هذه طريقة الأنبياء، و كانت مرقعة و قال: قال أبو عبد الرّحمن السّلمي عبد اللّه بن محمّد بن ميمون و يقال: عبد اللّه بن ميمون، أبو الحواري، والد أحمد، كان من مذكوري المشايخ، و ابنه أحمد أخذ عنه الطريقة.
قال: و أنا أبو عبد الرّحمن، أنا محمّد بن أحمد بن سعيد، نا العبّاس بن حمزة قال:
أحمد بن أبي الحواري قال قال لي أبي:
يا بنيّ لا تكثر البكاء فإنه يقسي (4) القلب.
أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ (5)،نا إسحاق بن أحمد بن علي، نا إبراهيم بن يوسف، نا أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت أبي يقول:
يا بنيّ من كانت نيته في العافية (6) ملأ اللّه حضنه العافية (7).
و صوابه عبد ربّه بن ميمون
حدّث عن الربيع بن حظيان الدّمشقي.
روى عنه: سليمان بن عبد الرّحمن.
ص: 257
كتب إليّ [أبو] (1) نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو العبّاس السّيّاري، نا محمّد بن عمير بن هشام، نا إسماعيل بن محمّد بن قيراط ، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا عبد اللّه بن ميمون، نا الربيع بن حظيان، عن عطاء بن أبي رباح، عن جابر بن عبد اللّه قال:
خرج علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«لن تزالوا بخير ما انتظرتم الصّلاة».
كذا قال، و الصواب عبد ربّه، و سيأتي بعد.
من ساكني دمشق.
له ذكر، ذكره أبو الحسن أحمد بن حميد بن أبي العجائز.
ص: 258
3599 - عبد اللّه بن نافع بن ذؤيب - و يقال: دويد (1)
من أهل دمشق (2).
روى عن أبيه، و سليمان بن موسى.
روى عنه: الوليد بن مسلم.
و ولاّه هشام بن عبد الملك خراج بعلبك.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي.
ح (3) و أخبرنا أبو سعد محمّد بن أحمد بن محمّد بن الخليل، أنا خالي أبو الفضل محمّد بن أحمد بن أبي الحسن العارف الطوسي، قالا: أنا أبو سعيد محمّد بن موسى بن الفضل شاذان الصيرفي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الأصبهاني الصفّار، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، حدّثني محمّد بن الحكم بن رزين، نا الوليد بن مسلم، نا عبد اللّه بن نافع بن ذؤيب، عن أبيه قال:
ص: 259
قدم عروة بن الزّبير على الوليد بن عبد الملك فخرج برجله قرحة الأكلة (1) فبعث إليه الوليد بالأطباء، فأجمع رأيهم على إن لم ينشروها قتلته، فقال: شأنكم بها، فقالوا: نسقيك شيئا لئلا تحسّ بما نصنع ؟ قال: لا، شأنكم بها، قال: فنشروها بالمنشار، فما حرّك عضوا عن عضو، و صبر، فلما رأى القدم بأيديهم دعا بها، فقلبها في يده ثم قال: أما و الذي حملني عليك إنه ليعلم أنّي ما مشيت بها إلى حرام - أو قال: معصية.
قال الوليد: قال عبد اللّه بن نافع بن ذؤيب أو غيره من أهل دمشق، عن أبيه أنه حضر عروة حتى فعل به ذلك قال هذه المقالة، ثم أمر بها فغسلت، و طيّبت، و لفّت في قبطية (2)،ثم بعث بها إلى مقابر المسلمين.
3600 - عبد اللّه بن نزار العبسي (3)
أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم و وجّهه أبو بكر الصّدّيق بكتابه إلى [أبي] (4) عبيدة بن الجرّاح إلى الشام حتى توجّه إلى فتح دمشق.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد، أنا أبو علي محمّد بن محمّد بن أحمد، أنا أبو الحسن (5) علي بن أحمد بن عمر بن حفص، أنا أبو علي محمّد بن أحمد بن الحسن، أنا أبو محمّد الحسن بن علي القطّان، نا إسماعيل بن عيسى العطّار، حدّثني أبو حذيفة إسحاق بن بشر قال: قال ابن إسحاق عن من يخبره عن مجاهد عن ابن عبّاس (6) قال:
ثم سار - يعني: أبا عبيدة - حتى إذا دنا من باب الجابية أتاه آت فقال له: إنّ هرقل بأنطاكية، و قد جمع لك من الجنود جمعا لم يجمعه أحد من الأمم ممن كان قبله، فانصر نصرك اللّه (7)،فاختبر أبو عبيدة عن ذلك فوجده حقا، فكتب:
بسم اللّه الرحمن الرحيم، لعبد اللّه أبي بكر الصّدّيق خليفة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، من أبي عبيدة بن الجرّاح، سلام عليك، فإنّي أحمد إليك اللّه الذي لا إله إلاّ هو، و أمّا بعد، فإنّا نسأل
ص: 260
اللّه أن يعزّ الإسلام و أهله عزا منيعا، و أن يفتح لهم فتحا يسيرا فإنه بلغني أن ملك الروم نزل قرية من قرى الروم، يقال لها أنطاكية، و إنه بعث إلى أهل مملكته فحشرهم إليه، و أنهم خرجوا إليه على الصعبة و الذلول، فقد رأيت أن أعلمك ذلك، فنرى رأيك، و رأيك موفّق، رشيد، و السلام عليك و رحمة اللّه و بركاته.
قال: فكتب إليه أبو بكر:
بسم اللّه الرحمن الرحيم، من عبد اللّه أبي بكر الصّدّيق خليفة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى [أبي] (1)عبيدة بن الجرّاح، و منهم من قال: إنّما كتب: من أبي بكر، و كان عمر هو الذي أحدث من عبد اللّه عمر أمير المؤمنين، فكتب أبو بكر: سلام عليك فإنّي أحمد إليك اللّه الذي لا إله إلاّ هو، أمّا بعد، فقد أتاني كتابك و فهمت ما ذكرت من أمر هرقل ملك الروم، فأما نزوله بأنطاكية فهزيمة له و لأصحابه، و فتح عليك من اللّه و على المسلمين إن شاء اللّه، و أما حشره للمرء (2)بمملكته، و جمعه للمرء (3) الجموع فإنّ ذلك كما نعلم و أنتم تعلمون أنه سيكون منهم، ما كان قوم ليدعوا سلطانهم، و لا ليخرجوا من ملكهم بغير قتال، و لقد علمت - و الحمد للّه - أن قد غزاهم رجال كثير من المسلمين يحتسبون من اللّه في قتالهم الأجر (4) و يحبّون الجهاد في سبيل اللّه أشدّ من حبهم أبكار نسائهم، و عقائل (5) أموالهم. الرجل منهم عند الهيج خير من ألف رجل من الروم، فألقهم بجندك، و لا تستوحش لمن غاب عنك من المسلمين، فإنّ اللّه معك، و أنا مع ذلك ممدك بالرجال بعد الرجال حتى تكتفي، و لا تحبّ أن تزداد، و السّلام عليك و رحمة اللّه و بركاته، و بعث بالكتاب مع عبد اللّه بن نزار العبسي.
والد أبي الفضل
حدّث عن محمّد بن المبارك الصّوري، و أبي مسهر الغسّاني، و يحيى بن صالح الوحاظي.
ص: 261
روى عنه: ابنه أبو الفضل أحمد بن عبد اللّه.
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا علي الحنّائي، أنا عمران بن الحسن، نا أبو الفضل أحمد بن عبد اللّه بن نصر بن هلال السّلمي، نا أبي عبد اللّه بن نصر، نا محمّد بن المبارك الصّوري، نا إسماعيل بن عيّاش، عن يحيى بن يزيد، عن يزيد بن أبي أنيسة، عن عبد الوهّاب المكّي، عن عبد الواحد بن عبد اللّه النصري، عن وائلة بن الأسقع قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:
«المسلم على المسلم حرام، دمه، و عرضه، و ماله؛ المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، و لا يخذله - التقوى هاهنا»- و أومئ بيده إلى القلب، قال:«و حسب امرئ من الشرّ أن يحقر أخاه المسلم»[6871].
أبو محمّد التّبريزي القاضي
حدّث عن أبي نصر أحمد بن محمّد البلخي.
كتب عنه نجا بن أحمد.
قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد بن عمرو (1)،و أنبأنيه أبو محمّد بن الأكفاني عنه، قال: أملى عليّ من حفظه الشيخ أبو محمّد عبد اللّه بن نصر التّبريزي القاضي، أنا الشيخ أبو نصر أحمد بن محمّد بن شبيب الكاغدي البلخي الإمام المفسّر - إمام خراسان بمكة - أنا أبو علي الدقّاق، نا محمّد بن علي التّبريزي، عن علي بن حسين السّرخسي، عن أبيه، عن جرير (2)،عن الضحّاك، عن عبد اللّه بن عبّاس قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ لملك الموت حربة مسمومة، طرف لها بالمشرق، و طرف لها بالمغرب، يقطع بها عرق الحياة، و الذي لا إله إلاّ هو، و الذي نفس محمّد بيده، و الذي بعثني بالحق نبيّا إنّ معالجته أشدّ من ألف ضربة بالسّيف، و ألف نشرة بالمناشير، و ألف طبخة في القدور، و إنّ الصّراط مسيرة ثلاثة آلاف عام، ألف طالع، و ألف نازل، و ألف استوى، أدقّ من
ص: 262
الشعر، و أحدّ من السّيف»[6872]، ثم قال:«و الّذي بعثني بالحق نبيّا من أكرم عالما مات و لم يعلم، و جاز الصراط و لم يعلم»[6873].
الصواب: جويبر، و الحديث منكر.
أبو موسى
أحد أصحاب عبد الملك بن مروان، و كان على شرط عمرو بن سعيد يوم غلب على دمشق، و هو شاعر، جرت بينه و بين عبد اللّه بن يزيد بن أسد بن كرز العنبري والد خالد مشاجرة بين يدي عبد الملك خرجا فيها إلى عضه (1) النسب، فأسكتهما عبد الملك، فقال في: ذلك أبو موسى بن نصير: شعر:
جاريت غير شئوم في مطاولة *** يا ابن الوسائط من أبناء ذي هجر
لا من نزار و لا قحطان تعرفكم *** سوى عبيد لعبد القيس أو مضر
ذكر ذلك أبو عبيدة معمر بن المثنّى.
3604 - عبد اللّه بن نعيم بن همّام القيني (2)
ذكر أبو محمّد بن أبي حاتم أنه دمشقي.
حدّث عن الضحّاك بن عبد الرحمن بن عرزب الأشعري، و عمر بن عبد العزيز، و مكحول، و عبد اللّه بن محيريز، و عروة بن محمّد السّعدي، و سليمان بن سعد الخشني.
روى (3) عنه: ابناه عاصم، و عبد الغني ابنا (4) عبد اللّه بن نعيم، و ابن جريج، و يحيى، عن عبد العزيز الأردنّي (5).
ص: 263
و ذكره أبو الحسين الرّازي في كتاب:«تسمية كتاب أمراء دمشق»، فقال (1):
كان كاتب الضحّاك بن عبد الرّحمن بن عرزب الأشعري.
[و] قال في موضع آخر: و كان من كتّاب عمر بن عبد العزيز.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا داود بن عمرو، نا الوليد بن مسلم، عن يحيى بن عبد العزيز، عن عبد اللّه بن نعيم، عن الضحّاك بن عبد الرّحمن بن عرزب الأشعري، عن أبي موسى الأشعري.
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عقد لأبي عامر الأشعري يوم حنين على خيل الطلب، فلما انهزمت هوازن طلبها حتى أدرك دريد بن الصّمّة، فأسرع به فرسه، فقتل ابن دريد أبا عامر.
قال أبو موسى: فشددت على ابن دريد فقتلته، و أخذت اللواء و انصرفت بالناس، فلما رآني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و اللواء بيدي قال:«أبا موسى، قتل أبو عامر؟» قلت: نعم، قال: فرفع يديه يدعو له و يقول:«اللّهمّ أبا عامر اجعله في الأكثرين يوم القيامة»[6874].
هذا أو نحوه.
رواه البغوي في موضع آخر بهذا الإسناد مختصرا، و قال: عقد (2) لأبي مالك الأشعري، و هو وهم.
أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو الفضل المطهّر بن عبد الواحد بن محمّد البزاني، أنا أبو عمر عبد اللّه بن محمّد بن أحمد بن عبد الوهّاب السّلمي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عمر بن يزيد الزهري، نا عمّي عبد الرّحمن بن عمر، رستة، نا أبو مطيع البجلي، نا ابن (3) جريج عن عبد اللّه بن نعيم، عن الضحّاك بن عبد الرّحمن، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى قال: سمعت عمر بن الخطّاب يقول:
ليمت يهوديا أو نصرانيا من مات و لم يحج، و جدا له سعة، و خليت سبيله.
الصواب أبو مطيع البلخي، و اسمه الحكم بن عبد اللّه.
ص: 264
و رواه عدي بن عدي عن الضحّاك بن بن عبد اللّه بن عرزب، عن أبيه، قال: قال عمر، فذكر نحوه.
و رواه حجّاج بن محمّد، عن ابن (1) جريج فقال: عبد الرّحمن بن غنم بدل ابن أبي ليلى، و هو الصواب.
أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، و أبو صادق بن أبي الفوارس الصيدلاني، قالا: نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، نا محمّد بن إسحاق، نا حجّاج، حدّثني ابن جريج، أخبرني عبد اللّه بن نعيم عن (2) الضحاك بن عبد الرّحمن الأشعري، أخبره أن عبد الرّحمن بن غنم أخبره.
أنه سمع عمر بن الخطّاب يقول: ليمت يهوديا أو نصرانيا يقولها - ثلاث مرات - رجل مات و لم يحج، وجد لذلك سعة و خليت سبيله. بحجة أحجها، و أنا صرورة (3) أحبّ إلي من ست غزوات - أو سبع - ابن نعيم يشك - و لغزوة أغزوها بعد ما أحج أحبّ إليّ من ست حجّات - أو سبع - ابن نعيم يشك فيهما.
أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن أحمد الأنباري، أنا محمّد بن الحسن بن يوسف الأصبهاني، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن عبد اللّه النّقوي، نا إسحاق بن إبراهيم بن عبّاد الدّبري، أنا عبد الرزّاق بن همّام، عن ابن جريج، أخبرني ابن نعيم أنه سمع عمر بن عبد العزيز يقول لابنه عبد الملك.
و بصق عن يمينه و هو في مسيره فنهاه عمر عن ذلك، فقال: إنك تؤذي صاحبك، ابصق عن شمالك.
أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل: و أبو الحسين قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (4):
عبد اللّه بن نعيم سمع الضحّاك بن عبد الرّحمن، سمع منه ابن جريج، و روى
ص: 265
الوليد بن مسلم، نا يحيى بن عبد العزيز، عن عبد اللّه بن نعيم القيني (1)،سمع الضحّاك بن عبد الرّحمن.
أخبرنا أبو الحسين بن الأبرقوهي - إذنا - و أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد، قال (2):
عبد اللّه بن نعيم الدّمشقي، روى عن الضحّاك بن عبد الرّحمن بن عرزب الأشعري، و عروة بن محمّد، روى عنه ابن جريج، و يحيى بن عبد العزيز (3)،و ابنه عاصم (4)،سمعت أبي يقول ذلك.
قال أبو محمّد: و روى عن عمر بن عبد العزيز، و مكحول، و ابن (5) محيريز، روى عنه ابنه عبد الغني، ذكره أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين أنه سئل عن عبد اللّه بن نعيم الذي روى عنه ابن جريج فقال: مظلم.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز، أنا تمام، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال:
في تسمية نفر أهل زهد و فضل: عبد اللّه بن نعيم الأردني (6).
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أحمد - إجازة-.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير قال:
سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة: عبد اللّه بن نعيم القيني (7)-زاد ابن عتّاب: الأردنّي-.
قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (8):و أما القيني بالقاف
ص: 266
و الياء المعجمة من تحتها باثنتين (1)،و النون،- و قال ابن ماكولا: ثم نون و قالا:- فمنهم عبد اللّه بن نعيم القيني عن الضحّاك بن عبد الرّحمن.
حكى عن أبيه.
حكى عنه ابنه محمّد بن عبد اللّه بن نمران.
ص: 267
شهد قتل الوليد بن يزيد، و حكاه.
و حكى عن يزيد بن فروة مولى بني أمية.
روى عنه: إسماعيل بن إبراهيم بن إسحاق.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (1)،حدّثني إسماعيل بن إبراهيم، حدّثني عبد اللّه بن واقد الجرمي، و كان قد شهد قتل الوليد.
و قد ظاهر بين در عين و بيده السيف [صلتا] (2)،فأحجموا عنه، فنادى مناديهم: اقتلوا اللوطي، قتلة قوم لوط ، فقتل.
حدّث عن معاوية.
روى عنه: عيسى بن عمر.
أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم، نا أبو محمّد عبد اللّه بن الحسن بن بندار، نا أبو جعفر محمّد بن إسماعيل الصّائغ، نا حجّاج قال: قال ابن جريج: أخبرني عمرو بن يحيى الأنصاري أن عيسى بن عمر أخبره عن عبد اللّه بن وقّاص قال:
إني لعند معاوية إذ أذّن مؤذنه، فقال معاوية كما قال المؤذّن، حتى إذا قال: حيّ على
ص: 268
الصّلاة، قال: لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه، فلما قال: حيّ على الفلاح، قال: لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه، و قال بعد ذلك ما قال المؤذن، ثم قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول ذلك.
رجل من أهل دمشق.
حكى عن هشام بن الغاز.
حكى عنه: أبو صالح محبوب بن موسى الفرّاء الأنطاكي.
ابن الأسود بن المطّلب بن أسد بن عبد العزّى
ابن قصي بن كلاب القرشي الأسدي الزّمعي (1)
حدّث عن أم سلمة، و معاوية، و كريمة بنت المقداد بن عمرو.
روى عنه: هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقّاص، و ابناه يزيد و قريبة ابنا عبد اللّه، و يعقوب بن عبد اللّه الأسدي، و الزهري.
و وفد على معاوية.
أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الواحد بن الحسن (2)،نا أبو الحسين بن المهتدي، نا أبو حفص بن شاهين، نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا الفضل بن موسى، نا محمّد بن خالد بن عثمة، عن موسى بن يعقوب، حدّثني هاشم بن هاشم أن عبد اللّه بن وهب أخبره عن أم سلمة قالت:
دعا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فاطمة بعد الفتح فناجاها فبكت، ثم حدّثها فضحكت، فقالت أم سلمة: فلم أسألها عن شيء حتى توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سألتها عن بكائها و ضحكها؟ فقالت:
أخبرني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه يموت، فبكيت، ثم حدّثني أني سيّدة نساء أهل الجنّة بعد مريم بنت عمران، فضحكت (3).
ص: 269
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنا أبو المظفر محمود بن جعفر بن محمّد، ابنا عم أبي عبد اللّه الحسين بن أحمد بن جعفر، أنا إبراهيم بن السندي بن علي، أنا أبو عبد اللّه الزبير بن بكّار، حدّثني يحيى بن مقداد - يعني: ابن يعقوب - عن عمّه موسى بن يعقوب، عن قريبة بنت عبد اللّه بن وهب، عن أبيها عن أم سلمة قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:
«ما من أحد يحيي أرضا فتشرب منها كبد حرّى، أو يصيب منها عافية (1) إلاّ كتب اللّه له بها أجرا»[6875].
قال: و حدّثني يحيى بن مقداد، عن عمّه موسى بن يعقوب، عن قريبة ابنة عبد اللّه، عن أبيها عن أم سلمة زوح النبي صلى اللّه عليه و سلم قالت:
لعن النبي صلى اللّه عليه و سلم الراشي و المرتشي في الحكم.
قريبة: هي عمّة موسى.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن الحسن، أنا أبو سعيد محمد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن نا محمّد بن يحيى، نا محمّد بن موسى بن أعين، نا أبي، عن إسحاق بن راشد، عن الزهري، عن عبد اللّه - و هو عندنا: ابن وهب بن زمعة، لم ينسبه، قال: سمعت أم سلمة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم تقول:
لقد خرج أبو بكر على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم تاجرا إلى بصرى، لم يمنع أبا بكر من الضنّ برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و شحّه على نصيبه منه، من الشخوص إلى التجارة، و ذلك لإعجابهم بكسب التجارة، و حبّهم التجارة، و لم يمنع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أبا بكر من الشخوص في تجارته لحبّه صحابته و ضنه أبي بكر، و قد كان لصحابته معجبا، لاستحباب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم التجارة، و إعجابه [بها] (2).
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ ،
ص: 270
أنا أبو الحسن علي بن عيسى الجيزي، حدّثنا جعفر بن محمّد بن سوّار، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن سلاّم الطّرسوسي، نا أبو أسامة حمّاد بن أسامة، نا هشام بن عروة، عن أبيه عن عبد اللّه بن الزّبير.
أنه قدم على معاوية و عنده عمرو بن عثمان، و المنذر بن الزبير، و ابن زمعة (1).
فذكر حديث بيع الغابة.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد أبو البركات: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا أبو الحسين الأصبهاني، نا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص الأهوازي، حدّثنا خليفة بن خيّاط قال (2):
عبد اللّه بن وهب بن زمعة بن الأسود بن المطّلب بن أسد بن عبد العزّى.
أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى، ابنا (3) أبي علي، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار قال: و كان عبد اللّه الأصغر بن وهب بن زمعة عريف بني أسد، و ولده اليوم أكثر ولد زمعة بن الأسود، و أمّه أمّ ولد (4).
أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا [أبو] (5) أحمد - زاد أحمد:
و أبو الحسين قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (6):
عبد اللّه بن وهب بن زمعة الأسدي القرشي، سمع أم سلمة، قاله موسى بن يعقوب، نا هاشم بن هاشم، و قاله (7) يعقوب بن عبد اللّه الأسدي، و ابناه يزيد و قريبة (8)،و سمع منه الزهري.
ص: 271
أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - قال: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (1):
عبد اللّه بن وهب بن زمعة القرشي، الأسدي، روى عن أمّ سلمة، روى عنه هاشم بن هاشم.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا الحسن بن البنّا، أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزبير بن بكّار، حدّثني محمّد بن مقداد عن أخيه يحيى بن مقداد، عن عمّه موسى بن يعقوب الزّمعي قال:
لما اجتمع الناس على معاوية خرج إليه عبد اللّه بن وهب الأصغر طالبا بدم أخيه عبد اللّه بن وهب بن زمعة الأكبر (2) و قال: إمّا وجدت قاتله فأمكنني منه فقتلته، و أمّا لم أجده فكان ذاك وسيلة لي إليه، فقدم عليه، فلما حضر الطعام قال له معاوية: ادن يا ابن مسلم بن مسلم قال: فتقدّمت إلى الغداء و ما يسوغ لي أبدا في آبائي، و أعود فلا أجد فيهم، مسلما.
فرجعت إلى المدينة، و قد كان معاوية قال له: أما قاتل أخيك، فلا يعرف، قتل في فتنة و اختلاط من الناس، و لكن هذه الدية فهي لك، و أعطاه الدية، و أحسن جائزته.
قال: فانصرفت فدخلت المدينة، فسألتني زوجتي كريمة بنت المقداد بن عمرو عن سفري ؟ فأخبرتها بما قال لي معاوية فقالت: صدق كان جدك أسد بن عبد العزّى لا يدع مهتجرين من قريش إلاّ أصلح بينهما، فسمّي مسلما، فلما توفي قام ذلك المقام المطّلب بن أسد فسمّي مسلما، فلما توفي قام ذلك المقام أبو زمعة الأسود بن المطلب بن أسد فسمّي مسلما، فأنت ابن مسلم بن مسلم بن مسلم.
قال: فخرجت إلى أم سلمة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم، فذكرت لها قول معاوية، فقالت لي مقالة كريمة بنت المقداد فقلت: و اللّه لأرجعنّ إلى معاوية فرجعت إليه لذلك لا ينزعني غيره، فلما
ص: 272
حضر الغداء قال: ادن مني يا ابن مسلم بن مسلم، قال: قلت: و اللّه إنّي لابن مسلم بن مسلم بن مسلم قال: علّمت فتعلّمت، قلت: إنّما العلم بالتعلّم.
و كان أخوه عبد اللّه بن وهب الأكبر قتل مع عثمان بن عفّان في الدار.
أبو العبّاس - و يقال: أبو إسحاق - الجذامي (1) الغزّي
سمع العبّاس بن الوليد بن مزيد ببيروت، و محمّد بن أبي السري العسقلاني، و محمّد بن عبد العزيز، و أبا خالد يزيد بن خالد بن يزيد بن عبد اللّه بن موهب الهمداني.
روى عنه: أبو القاسم الطّبراني، و أبو أحمد بن عدي الجرجاني، و أبو محمّد بن ذكوان البعلبكّي، و أبو طالب أحمد بن نصر بن طالب الحافظ ، و أبو صالح سهل بن إسماعيل بن سهل الطّرسوسي القاضي.
أخبرنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، أنا أبو طاهر الحسين بن محمّد بن الحسين بن عامر المقرئ - إمام جامع دمشق - نا القاضي أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عبد الغفّار المعروف بابن ذكوان، نا عبد اللّه بن وهيب، نا العبّاس بن الوليد بن مزيد، أخبرني أبي، نا عبد الوهّاب بن هشام، عن أبيه هشام بن الغاز، عن نافع، عن ابن عمر قال: سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول:
«من كان وصلة (2) لأخيه المسلم إلى ذي سلطان في منفعة برّ، أو تأسير (3) من عسرة أعين على إجازة الصراط يوم دحض (4) الأقدام».
أنبأنا أبو علي الحداد، ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا عبد اللّه بن وهيب الغزّي، نا محمّد بن أبي السّري العسقلاني.
ح (5) قال: و نا معاذ بن المثنّى، نا مسدّد.
ص: 273
قالا: نا معتمر بن سليمان، نا الحجّاج بن أرطأة، و برد بن سنان، عن مكحول، عن ثوبان.
أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«أفطر الحاجم و المحجوم»[6876].
أنبأنا أبو الفضل محمّد بن عمر بن يوسف الأرموي، أنا يوسف بن محمّد بن أحمد المهرواني (1) الهمذاني، أنا أبو سهل محمود بن عمر بن جعفر العكبري، نا أبو صالح سهل بن إسماعيل بن سهل الطّرسوسي القاضي، نا أبو إسحاق عبد اللّه بن وهيب الغزّي بالرّملة، نا محمّد بن أبي السّري العسقلاني بحديث ذكره.
كتب إليّ أبو زكريا، يحيى (2) بن عبد الوهّاب بن مندة، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمي (3) أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه قال: قال: أنا أبو سعيد بن يونس.
عبد اللّه بن وهيب بن عبد الرّحمن بن عمر بن حفص الجذامي الغزّي، يكنى أبا أبا العبّاس، قدم مصر، و توفي بها يوم الأربعاء لسبع بقين (4)-و قال مرة أخرى: لثمان بقين (5)- من شهر ربيع الآخر سنة إحدى و ثلاثمائة، و صلّى عليه محمّد بن الرّبيع الجيزي، حدّث و كتب عنه.
ص: 274
ابن علي بن عبد اللّه بن العبّاس بن عبد المطّلب
ابن هاشم أبو العبّاس - و يقال: أبو جعفر - المأمون بن الرشيد (1)(2)
روى عن: أبيه، و هشيم بن بشير، و أبي معاوية الضرير، و يوسف بن عطية، و عبّاد بن العوّام، و إسماعيل بن عليّة، و حجّاج بن محمّد الأعور.
روى عنه: أبو حذيفة إسحاق بن بشر، و هو أسنّ منه، و يحيى بن أكثم القاضي، و ابنه الفضل بن المأمون، و معمر بن شبيب، و أبو يوسف القاضي، و جعفر بن أبي عثمان الطيالسي، و أحمد بن الحارث الشيعي (3)،و اليزيدي، و عمرو بن مسعدة، و عبد اللّه بن طاهر بن الحسين، و محمّد بن إبراهيم السّلمي، و دعبل بن علي الخزاعي.
و قدم دمشق دفعات، و أقام بها مدّة.
أخبرنا أبو غانم عبد الملك بن إسماعيل بن نصرويه الأصبهاني - بها - أنا أبو القاسم علي بن عبد الرّحمن بن عليّك قال: سمعت الحاكم الإمام أبا عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه
ص: 275
الحافظ قال: سمعت أبا بكر بن محمّد الصيرفي يقول: سمعت جعفر بن أبي عثمان الطيالسي يقول (1):
صلّيت العصر في الرصافة خلف المأمون في المقصورة يوم عرفة، فلما سلّم كبّر الناس، فرأيت المأمون خلف الدّرابزين و عليه كمّة بيضاء و هو يقول: لا يا غوغاء، لا يا غوغاء، عدا (2) سنة أبي (3) القاسم صلى اللّه عليه و سلم.
قال: فلما كان يوم الأضحى حضرت الصّلاة، فصعد المنبر، فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال:
اللّه أكبر كبيرا، و الحمد للّه كثيرا، و سبحان اللّه بكرة و أصيلا.
حدّثنا (4) هشيم بن بشير، أنا ابن شبرمة، عن الشعبي، عن البراء بن عازب، عن أبي بردة بن نيار (5) قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:
«من ذبح قبل أن يصلّي فإنّما هو لحم (6) قدّمه لأهله، و من ذبح بعد أن يصلّي فقد أصاب السنّة»، اللّه أكبر كبيرا، و الحمد للّه كثيرا، و سبحان اللّه بكرة و أصيلا، اللّهمّ أصلحني و استصلحني، و أصلح على يدي[6877].
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو [عبد اللّه] (7)الحافظ قال: سمعت أبا أحمد.
فذكر هذا الحديث و زاد: قال الحاكم: هذا حديث لم نكتبه (8) إلاّ عن أبي أحمد، و هو عندنا ثقة، مأمون، و لم يزل في القلب منه حتى ذاكرت به أبا (9) الحسن علي بن عمر الحافظ ، فقال: هذه الرواية عندنا صحيحة عن جعفر (10)،فقلت: هل من متابع ثقة فيه لشيخنا أبي أحمد؟ فقال: نعم، ثم قال:
ص: 276
حدّثني الوزير أبو الفضل جعفر بن الفضل بن جعفر بن محمّد بن موسى بن الفرات، حدّثني أبو الحسين محمّد بن عبد الرّحمن الرّوذباري، نا محمّد بن عبد الملك التاريخي (1)قال: أبو الحسن (2):و ما فيهم إلاّ ثقة مأمون - نا جعفر الطيالسي قال: سمعت المأمون.
فذكر خطبته، و حديثه عن هشيم بن شبرمة، عن الشعبي، عن البراء بن عازب في الأضحية.
أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن عبد الوهّاب، أنا الحسن بن علي بن غالب، أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن (3) محمّد، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، نا أحمد بن إبراهيم الموصلي، قال:
كنت بالشّمّاسية (4) و المأمون يجري الحلبة فسمعته يقول ليحيى بن أكثم و هو ينظر إلى كثرة الناس: أما ترى ؟ ثم قال: حدثنا يوسف بن عطية الصفّار، عن ثابت، عن أنس قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:
«الخلق كلّهم عيال اللّه عزّ و جل، فأحبّ خلقه إليه أنفعهم لعياله»[6878].
أخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن أحمد، و أبو البركات يحيى بن الحسن بن الحسين المدائني، و أبو بكر [محمد] (5) و أبو عمرو عثمان ابنا (6) أحمد بن عبيد اللّه، قالوا: أنا [أبو] (7) الحسين بن النقور، نا عيسى بن علي - إملاء - نا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز - إملاء - سنة خمس عشرة و ثلاثمائة، نا أحمد بن إبراهيم الموصلي قال:
سمعت المأمون في الشّمّاسيّة و قد أجرى الحلبة فجعل ينظر إلى كثرة الناس، فقال
ص: 277
ليحيى بن أكثم: أما ترى ؟ ثم قال: حدّثنا يوسف بن عطية، عن ثابت، عن أنس أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«الخلق كلهم عيال اللّه عزّ و جل، فأحبّهم إليه أنفعهم لعياله»[6879].
قال: و نا أبو القاسم،[قال:] و ناه شجاع بن مخلد، و أحمد بن إبراهيم جميعا، قالا: نا يوسف بن عطية بإسناده مثله.
و أخبرناه أبو الحسن (1) علي بن أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عمران بن موسى بن الجندي.
ح قال (2):نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا أحمد بن إبراهيم الموصلي، قال:
كنا عند المأمون بالبذندون (3) فقام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«الخلق عيال اللّه، فأحبّ عيال اللّه إلى اللّه أنفعهم لعياله» فقال له المأمون:
أمسك، أنا أعلم بالحديث منك، حدّثنيه يوسف بن عطية الصفّار، عن ثابت، عن أنس بن مالك أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«الخلق عيال اللّه، فأحبّ عيال اللّه إليه أنفعهم لعياله»[6880].
أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن الموازيني، أنا أبو الحسين محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو بكر الميانجي، نا الحسين بن أحمد المالكي - ببغداد - نا يحيى بن أكثم، نا المأمون، نا هشيم، عن منصور، عن الحسن، عن أبي بكرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«الحياء من الإيمان»[6881].
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصّفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:
أبو العبّاس عبد اللّه بن هارون بن محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن عبّاس الهاشمي المأمون، سمع هشيم بن بشير الواسطي، و يوسف بن عطية البصري، روى عنه أحمد بن إبراهيم الموصلي، و يحيى بن أكثم القاضي، و استقامت له الولاية في المحرّم
ص: 278
سنة ثمان و تسعين و مائة، و مات سنة [ثمان] (1) عشرة و مائتين، فكانت ولايته عشرين سنة، و خمسة أشهر و أيام.
أخبرنا أبو (2) الحسن: بن قبيس، و ابن سعيد، و أبو النجم بدر بن عبد اللّه قالوا (3):
قال لنا (4) أبو بكر الخطيب (5):عبد اللّه أمير المؤمنين المأمون بن هارون الرشيد بن محمّد المهدي بن عبد اللّه المنصور بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن العبّاس بن عبد المطّلب، يكنى أبا العبّاس، و قيل: أبا جعفر، دعي له بالخلافة بخراسان في حياة أخيه الأمين، ثم قدم بغداد بعد قتله.
و كان مولد المأمون على ما أخبرنا أبو الحسن (6) بن قبيس، و أبو محمّد بن الأكفاني، و أبو الحسن بن سعيد، قالوا: نا (7) و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (8)،أنا علي بن محمّد بن عمر المقرئ، نا علي بن أحمد بن أبي قيس (9).
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو منصور محمّد بن محمّد بن عبد العزيز، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عمر بن الحسن بن علي.
قالا: أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا عبّاس - يعني: ابن هشام - عن أبيه، قال:
ولد المأمون ليلة ملك هارون، في شهر ربيع الأوّل سنة سبعين و مائة.
أخبرنا أبو الحسن، قالا: نا (10)-و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (11).
ح (12) و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.
قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال (13):سنة سبعين
ص: 279
و مائة فيها ولد المأمون ليلة الجمعة، للنصف من شهر ربيع الأول، ليلة مات موسى - يعني:
الهادي.
أخبرنا أبوا (1) الحسن، قالا: نا (2)-و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (3)،أنا أبو تغلب عبد الوهّاب بن علي بن الحسن (4) المؤدّب، أنا المعافى بن زكريا، أنا الحسين (5) بن القاسم الكوكبي، نا محمّد بن موسى الخراساني، نا الزّبير بن بكّار، أخبرتني ميمونة - كاتبة إبراهيم بن المهدي - قالت: سمعت إبراهيم يقول:
مات خليفة و ولي خليفة، و ولد خليفة في ليلة واحدة، مات موسى، و ولي الرشيد، و ولد المأمون في ليلة واحدة.
قال الخطيب (6):و نا عبد العزيز بن علي الورّاق، أنا محمّد بن أحمد المفيد، نا أبو بشر محمّد بن أحمد بن حمّاد الدولابي، أخبرني علي بن الحسن بن علي بن الجعد، حدّثني حاتم بن أبي حاتم الجوهري، نا علي بن الجعد قال:
لما قتل محمّد بن زبيدة أفضت الخلافة إلى المأمون عبد اللّه بن هارون، و هو يومئذ بخراسان بمرو، و كان مولده سنة سبعين و مائة، للنصف من ربيع الأول.
قال أبو بشر: و سمعت ابن الأزهر الكاتب يقول: استخلف المأمون يوم الأحد لخمس بقين من المحرّم سنة ثمان و تسعين (7) و مائة، و هو ابن سبع و عشرين سنة و عشرة أشهر، و عشرة أيام، و بويع له و هو بخراسان.
حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم السّلماسي، أنا نعمة اللّه بن محمّد المرندي، نا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، نا محمّد بن أحمد بن سليمان، أنا سفيان بن محمّد بن سفيان، حدّثني الحسن بن سفيان، نا محمّد بن علي ابن عمّ روّاد بن الجرّاح، عن محمّد بن إسحاق قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: ثم ولي عبد اللّه بن هارون سنة ثمان و تسعين و مائة.
أخبرنا أبو الحسن الفرضي، و علي بن زيد السلميان، قالا: نا نصر بن إبراهيم-- زاد
ص: 280
الفرضي: و عبد اللّه بن (1) عبد الرزّاق قالا:- أنا أبو الحسن (2) بن عوف، أنا أبو علي بن منير، أنا أبو بكر بن خريم قال: سمعت هشام بن عمّار يقول:
ولي عبد اللّه بن هارون - و هو المأمون - سنة ثمان و تسعين و مائة، و مات بالبذندون و دفن بطرسوس.
أخبرنا أبو الحسن (3):بن قبيس، و ابن سعيد، قالا: نا (4) و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (5)،أنا الحسن بن أبي بكر.
ح و أخبرنا أبو علي محمّد بن سعيد بن إبراهيم - في كتابه - ثم أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن محمّد المحاملي.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الفضل بن خيرون.
قالوا: أنا أبو علي بن شاذان.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا طراد بن محمّد، و أبو محمّد التميمي، قالا: أنا أبو بكر بن وصيف الصيّاد.
قالا: أنا محمّد بن عبد اللّه الشافعي، نا عمر بن حفص السّدوسي، نا محمّد بن يزيد قال:
و استخلف عبد اللّه بن هارون المأمون في المحرّم سنة ثمان و تسعين و مائة، و كنيته أبو العبّاس، و قد سلّم عليه بالخلافة قبل ذلك ببلاد خراسان نحو سنتين، و خلع أهل خراسان و غيرهم محمّد بن هارون.
أخبرنا أبوا (6) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (7)،أنا محمّد بن أحمد بن رزق، أنا عثمان بن أحمد الدقّاق، نا محمّد بن أحمد بن البرّاء قال:
المأمون عبد اللّه بن الرشيد، و كنيته أبو جعفر، ولد بالياسرية (8)،ثم استخلف، و بايع
ص: 281
لعلي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، و سمّاه الرضا، و طرح السواد، و ألبس الناس الخضرة، فمات على سرخس، و قدم المأمون بغداد في سنة أربع و مائتين في صفر، و طرح الخضرة، و عاد إلى السواد، و أمر المأمون في آخر عمره أن يكون أخوه أبو إسحاق الخليفة من بعده.
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن محمّد بن الآبنوسي، أنا عبيد اللّه بن عثمان بن يحيى، أنا إسماعيل بن علي بن إسماعيل قال (1):
باب خلافة عبد اللّه المأمون بن هارون الرشيد بن محمّد المهدي، و كنيته أبو جعفر، و كانت كنيته أولا أبو العبّاس، فلما ولي الخلافة اكتنى بأبي جعفر، و أمّه أم ولد، يقال لها: أم مراجل (2) توفيت في نفاسها به و مولده في الليلة التي استخلف الرشيد فيها، و هي ليلة الجمعة، لثلاث عشرة ليلة بقيت من ربيع الأول سنة سبعين و مائة، و كان ولي عهد أبيه الرشيد بعد أخيه محمّد الأمين، و كان يدعى المأمون بالخلافة و محمّد حي، دعي له من آخر سنة خمس و تسعين و مائة إلى أن قتل محمّد، و اجتمع الناس عليه، و تفرق عماله في البلاد و محمّد حي، و دعي له في الحرمين و أقيم الحجّ للناس بإمامته في سنتي ستّ (3) و سبع و تسعين و مائة، و هو مقيم بخراسان، و الكتب تنفذ عنه، و الأموال تحمل إليه، و أمره ينفذ في الآفاق، و محمّد على الحال التي وصفناها، فاجتمع الناس عليه بعد قتل محمّد، و بويع له ببغداد على يديّ طاهر بن الحسين يوم الأحد لستّ بقين من المحرّم سنة ثمان و تسعين و مائة، و ورد الخبر عليه و هو مقيم بمرو، في صفر يوم الخمسين لخمس خلون منه سنة ثمان و تسعين و مائة، و لم يزل المأمون مقيما بمرو، وجه الحسن بن سهل صنو ذي الرئاستين إلى بغداد و جعله خليفته بالعراق، و عقد له عليه، و كان وجّه قبله منصور بن المهدي إلى بغداد، و دفع إليه خاتمه، و أمره أن يكاتب عنه، فلما قدم الحسن بن سهل لم يكن لمنصور من الأمر شيء غير المكاتبة و الختم، و عقد المأمون بخراسان العهد (4) بعده لعلي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، و سمّاه الرضا، و ألبس الناس الخضرة، و طرح
ص: 282
السواد، و ذلك يوم الاثنين لسبع ليال خلون من شهر رمضان من سنة إحدى و مائتين (1)،فلما اتصل الخبر ذلك إلى من بالعراق من العبّاسيّين من ولد الخلافة و غيرهم عظم عليهم، و أنكروه و اجتمعوا فكتبوا إلى المأمون كتابا في ذلك، و ورد كتابه على الحسن بن سهل [يأمره بأخذ البيعة على الناس لعلي بن موسى الرضى بولاية العهد بعده، و يأمره بطرح السواد] (2) و لبس الخضرة، فأعظم الناس ذلك، و أبوه، و خالفوا الأمر فيه، و دعاهم ذلك إلى أن بايعوا لإبراهيم بن المهدي بالخلافة، و خلعوا المأمون.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، و أبو (3) محمّد بن الأكفاني المزكي، و أبو الحسن علي (4) بن الحسن، قالوا: نا (5)-و أبو النجم الشّيحي، أنا - أبو بكر الخطيب (6)،أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر (7)،نا علي بن أحمد بن أبي قيس.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن محمّد بن عبد العزيز، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عمر بن الحسن بن علي بن مالك.
قالا: أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، قال:
و كان المأمون أبيض ربعة، حسن الوجه، قد وخطه الشيب، يعلوه صفرة، أعين طويل اللحية رقيقها، ضيق الجبين، على خدّه خال، يكنى أبا العبّاس، أمّه أم ولد، يقال لها مراجل.
أخبرنا أبوا (8) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (9)،أخبرنا نا باي (10) بن جعفر الجيلي، نا أحمد بن محمّد بن عمران، نا محمّد بن يحيى، حدّثني يموت بن المزرّع، حدّثني عمرو بن بحر الجاحظ قال:
ص: 283
كان المأمون أبيض، يعلو لونه صفرة يسيرة، و كان ساقاه من سائر جسده صفراوين، حتى كأنهما طليتا بالزعفران.
قال (1):و أخبرني الأزهري أنا أحمد بن إبراهيم، نا إبراهيم بن محمّد بن عرفة (2)، قال: قال أبو محمّد اليزيدي:
كنت أؤدب المأمون و هو في حجر سعيد الجوهري، قال: فأتيته يوما و هو داخل، فوجهت إليه بعض خدمه يعلمه بمكاني، فأبطأ عليّ ثم وجهت له آخر فأبطأ فقلت لسعيد: إنّ هذا الفتى ربما تشاغل بالبطالة و تأخر قال: أجل، و مع هذا إنه إذا فارقك يعرم (3) على خدمه، و لقوا منه أذى شديدا فقوّمه بالأدب، فلما خرج أمرت بحمله فضربته سبع درر، قال: فإنه ليدلك عينيه (4) من البكاء إذ قيل هذا جعفر بن يحيى قد أقبل، فأخذ منديلا فمسح عينيه من البكاء، و جمع ثيابه، و قام إلى فرشه فقعد عليها متربعا، ثم قال: ليدخل، فدخل، فقمت عن المجلس، و خفت أن يشكوني إليه، فألقى منه ما أكره، قال: فأقبل عليه بوجهه و حديثه حتى أضحكه و ضحك إليه، فلما همّ بالحركة دعا بدابته و أمر غلمانه فسعوا بين يديه ثم سأل عني فجئت فقال: خذ على ما بقي من جزئي، فقلت: أيها الأمير، أطال اللّه بقاءك، لقد خفت أن يشكوني إلى جعفر بن يحيى، فلو فعلت ذلك لتنكّر لي فقال: أ تراني يا أبا محمّد كنت أطلع الرشيد على هذه ؟ فكيف جعفر بن يحيى حتى أطلعه إني أحتاج إلى أدب ؟ إذا يغفر اللّه لك بعد ظنك، و وجيب قلبك، خذ في أمرك، فقد خطر ببالك ما لا تراه أبدا و لو عدت في كل يوم مائة مرة.
أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه بن كادش - فيما قرأ عليّ إسناده و ناولني إيّاه، و أذن لي في روايته عنه - أنا أبو علي محمّد بن الحسين (5)،أنا المعافى بن زكريا (6)،نا الحسين بن القاسم الكوكبي، نا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي، نا عبد اللّه بن محمّد التيمي قال:
ص: 284
أراد الرشيد سفرا، فأمر الناس أن يتأهبوا لذلك، و أعلمهم (1) أنه خارج بعد الأسبوع، فمضى الأسبوع، و لم يخرج، فاجتمعوا إلى المأمون فسألوه أن يستعلم ذلك، و لم يكن الرشيد يعلم أن المأمون يقول الشعر، فكتب إليه المأمون:
يا خير من دبّت المطيّ به *** و من تقدّى بسرجه فرس
هل غاية في المسير نعرفها *** أم أمرنا في المسير نلتبس
ما علم هذا إلاّ إلى ملك *** من نوره في الظلام نقتبس
إن سرت سار الرشاد متّبعا *** و إن تقف فالرّشاد محتبس
فقرأها الرشيد فسرّ بها، و وقّع فيها: يا بني، ما أنت و الشعر؟[أ ما علمت أن الشعر] (2)أرفع حالات الدنيّ ، و أقلّ حالات السري، و المسير إلى ثلاث إن شاء اللّه.
قال المعافى (3):قول المأمون في شعره: و من تقدى بسرجه فرس: تقدى: استمركم قال ابن قيس الرّقّيات (4):
نقدت بي الشهباء نحو ابن جعفر *** سواء عليها ليلها و نهارها
أي استمرت و جرت قاصدة إليه.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن محمّد بن عبد العزيز، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عمر بن الحسن (5) بن علي، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال (6):
و قال غير العبّاس: لما أتى هارون طوسا سنة ثلاث و تسعين و مائة، و جاء ابنه المأمون منها إلى سمرقند، فأتته وفاة أبيه هارون و هو بمرو، و صارت الخلافة إلى المأمون بخمس بقين من المحرّم سنة ثمان و تسعين و مائة.
أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، أنا أبو القاسم علي بن محمّد بن أبي العلاء، أنا أبو الحسن محمّد بن إبراهيم الفارقي (7)-بها - أنا أبو سعد (8) أحمد بن محمّد [بن
ص: 285
أحمد، أنا أبو الحسن علي بن عبد الغني القيسراني - بها - أنا أبو علي عبد الواحد بن محمد] (1) بن أبي الخصيب، نا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن الهيثم، نا العبّاس بن أحمد بن العبّاس، أخبرني صالح بن الفضل بن عبيد اللّه الكاتب، أخبرني أبي قال:
لما خرج المأمون من خراسان شيعه حميد الطوسي، فسار معه فراسخ، فالتفت إليه المأمون فقال: ارجع أبا غانم، فقال: يا أمير المؤمنين أتنسّم من وجهك، و أتشرف بطلعتك، و آخذ بحظي من دولتك، قال: فسار معه قليلا، ثم التفت إليه فقال: يا أبا غانم: شعر:
عجب لقلب متيّم أحبابه *** ساروا و خلّف كيف لا يتصدّع
ارجع فحسبك ما تبعت ركائبا *** إن المشيّع لا محالة يرجع
قال: و زادني فيه سعد الطائي: شعر:
آنس فديتك، وحشتي بكتابكم *** إنّي إلى أخباركم متطلّع
أخبرنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد، أنا المسدّد بن علي الحمصي، نا أبو بكر محمّد بن سليمان بن يوسف الرّبعي، نا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن أبي ثابت العطّار، نا أبو عبد اللّه السجستاني مستملي أبي أمية، عن أبي داود المصاحفي عن [سليمان] (2) بن سلم (3) يقول:
سمعت النضر بن شميل (4) يقول: دخلت على المأمون، قال لي: كيف أصبحت يا نضر؟ قال: قلت: بخير يا أمير المؤمنين، قال: أ تدري (5) ما الإرجاء؟ قلت: و دين يوافق الملوك، يصيبون به من دنياهم، و ينقص من دينهم قال لي: صدقت، ثم قال: تدري ما قلت في صبيحة يومي هذا؟ قال: قلت: أنّى لي بعلم الغيب (6) قال: أصبحت و أنا أقول (7):
ص: 286
أصبح ديني الذي أدين به *** و لست منه الغداة معتذرا
حبّ عليّ بعد النبي و لا *** أشتم صدّيقنا (1) و لا عمرا
و ابن عفّان في الجنان مع الأب *** رار ذاك القتيل مصطبرا
لا، لا، و لا أشتم الزّبير و *** لا طلحة إن قال قائل غدرا
و عائش الأمّ لست أشتمها *** من يفتريها فنحن منه برا
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطّار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، نا زكريا بن يحيى، نا الأصمعي، قال:
كان نقش خاتم المأمون عبد اللّه بن عبيد اللّه (2).
أخبرنا أبوا (3) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (4).
ح (5) و أخبرنا أبو العزّ بن كادش - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - قالا: أنا أبو علي محمّد بن الحسين الجازري، نا المعافى بن زكريا - إملاء - نا محمّد بن يحيى الصّولي، نا محمّد بن زكريا الغلاّبي، نا أبو سهل الدّيناري - و قال الخطيب:
الرازي - قال:
لما دخل المأمون بغداد تلقاه أهلها، فقال له رجل من الموالي: يا أمير المؤمنين، بارك اللّه لك في مقدمك و زاد في نعمك، و شكرك على (6) رعيتك، فقد فقت من قبلك، و أتعبت من بعدك، و آيست أن يعتاض منك، لأنه لم يكن مثلك، و لا علم شبهك أما فيمن مضى فلا تعرفونه، و أما فيمن بقي فلا ترتجونه فهم بين دعاء لك، و ثناء عليك، و تمسّك بك، أخصب لهم جنابك و احلولى لهم ثوابك، و كرمت مقدرتك، و حسنت آثرتك، و لانت نظرتك، فجبرت الفقير، و فككت الأسير، و أنت كما قال الشاعر:
ما زلت في البذل للنوال و إط *** لاق لعان بجرمه علق
حتى عنى البراء أنهم *** عندك أمسوا في القيد (7) و الحلق
ص: 287
فقال له المأمون: مثلك يعيب من لا يصطنعه، و يعرّ من يجهل قدره، فاعذرني في مسألتك و إنك ستجدنا في مستأنفك.
أخبرنا أبوا (1) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (2)،أخبرني الخلاّل، نا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب المقرئ، نا أحمد بن عبد اللّه الوكيل، نا القاسم بن محمّد بن عبّاد قال: سمعت أبي يقول:
لم يحفظ القرآن أحد من الخلفاء إلاّ: عثمان بن عفّان، و المأمون.
أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو الغنائم حمزة بن علي بن محمّد بن عثمان، و أبو منصور محمّد بن محمّد بن أحمد بن الحسين.
ح و أخبرنا أبوا (3) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب (4)،قالوا: أنا أبو الفرج أحمد بن عمر بن عثمان الغضاري، نا جعفر بن نصير (5)،نا أحمد بن (6) مسروق، نا الحسن بن أبي سعيد، أنا ذو الرئاستين - في شوال سنة ستين و مائتين - أن المأمون ختم في شهر رمضان ثلاثا و ثلاثين ختمة، أ ما سمعتم في صوته بحوحة ؟ إن محمّد بن أبي محمّد اليزيدي في أذنه صمم، كان يرفع صوته ليسمع و كان يأخذ عليه.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر قال: قرئ على سعيد بن محمّد بن أحمد.
ح و حدّثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل - إملاء - أنا أحمد بن علي بن عبد اللّه، قالا: أنا الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا محمّد بن أحمد بن تميم، نا الحسين بن فهم، نا يحيى بن أكثم القاضي قال (7):
قال لي المأمون يوما: يا يحيى إنّي أريد أن أحدث. فقلت: و من أولى بهذا من أمير المؤمنين، فقال: ضعوا لي منبرا (8) بالحلبة، فصعد و حدّث، فأوّل حديث حدّثنا به عن
ص: 288
هشيم عن أبي الجهم عن الزهري، عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«امرؤ القيس صاحب لواء الشعر إلى النار»[6882].
ثم حدّث بنحو ثلاثين حديثا، ثم نزل فقال لي: يا يحيى، كيف رأيت مجلسه ؟ قلت:
أجلّ مجلس يا أمير المؤمنين، تفقّه الخاصّة و العامة، فقال: لا و حياتك ما رأيت لكم حلاوة إنما المجلس لأصحاب الخلقان (1) و المحابر - زاد زاهر: يعني من أصحاب الحديث-.
أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن علي بن القاسم بن الحسن الشاهد - بالبصرة - نا أبو علي الحسن بن محمّد بن عثمان الفسوي، نا الحسين بن عبيد اللّه الأبزاري، نا إبراهيم بن سعيد الجوهري، قال (2):
لما فتح المأمون مصر قام فرج الأسود فقال: الحمد للّه يا أمير المؤمنين الذي كفاك أمر عدوك، و أدار لك العراقين، و الشامات، و مصر، و أنت ابن عمّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال له:
ويحك يا فرج إلاّ أنه بقيت لي خلّة، و هو أن أجلس في مجلس و مستملي (3) يجيء فيقول: من ذكرت رضي اللّه عنك، فأقول: حدّثنا الحمّادان: حمّاد بن سلمة بن دينار، و حمّاد بن زيد بن درهم، قالا: نا ثابت البناني، عن أنس بن مالك أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«من عال ابنتين (4) أو ثلاثا أو أختين أو ثلاثا حتى يمتن أو يموت عنهن كان معي كهاتين في الجنّة» و أشار بالمسبّحة و الوسطى[6883].
قال: لنا (5) أبو محمّد طاهر بن سهل، قال: أنا أبو بكر الخطيب فيما أجازه لنا.
في هذا الخبر غلط فاحش، و يشبه أن يكون المأمون رواه عن رجل عن الحمّادين، و ذلك أن مولد المأمون كان في سنة سبعين و مائة، و مات حمّاد بن سلمة في سنة سبع و ستين و مائة قبل مولده بثلاث سنين، و أمّا حمّاد بن زيد فمات في سنة تسع و سبعين و مائة.
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قالا: أنا أحمد بن علي بن خلف، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثني محمّد بن يعقوب بن
ص: 289
إسماعيل الحافظ ، نا محمّد بن إسحاق الثقفي، نا محمّد بن سهل بن عسكر قال (1):
وقف المأمون يوما للأدب، و نحن وقوف بين يديه، إذ تقدم إليه رجل غريب بيده محبرة، فقال: يا أمير المؤمنين، صاحب حديث منقطع به فقال له المأمون: أيش تحفظ في باب كذا؟ فلم يذكر فيه شيئا، فما زال المأمون يقول:
حدّثنا هشيم، و نا حجّاج بن محمّد، و حدّثنا فلان حتى ذكر الباب. ثم سأله عن باب ثان فلم يذكر فيه شيئا، فذكره المأمون، ثم نظر إلى أصحاب فقال: أحدهم يطلب الحديث ثلاثة أيام، ثم يقول: أنا من أصحاب الحديث، أعطوه ثلاثة دراهم.
أنبأنا أبو علي الحداد - في كتابه - و أخبرنا عنه أبو المعالي عبد اللّه بن محمّد بن أحمد البزار عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا إبراهيم بن عبد اللّه، نا محمّد بن إسحاق الثقفي، قال:
سمعت محمّد بن سهل بن عسكر يقول:
شهدت المأمون بالمصّيصة و قام إليه رجل من أصحاب الحديث بيده محبرة فقال: يا أمير المؤمنين رجل من أصحاب الحديث قد انقطع به فقال: فوقف المأمون فقال: أيش تحفظ في كذا؟ قال: فسكت الرجل، و قال: أيش تحفظ في باب كذا؟ فسكت الرجل، فقال:
أحدهم يكتب الحديث ثلاثة أيام ثم يقول: أنا صاحب حديث، نا هشيم كذا، و حدّثنا ابن عليّة كذا، و نا حجاج الأعور كذا، و حدّثنا فلان كذا، حتى عدّ كذا حديثا، ثم قال: أعطوه ثلاثة دراهم، فأعطوه.
أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن خلف بن بخيت (2) الدّقّاق، نا أحمد بن علي بن الأزرق المطيري، أبو بكر الحافظ نا محمّد بن داود، نا محمّد بن عون قال: سمعت ابن عيينة يقول (3):
جمع المأمون العلماء و جلس للناس، فجاءت امرأة، فقالت: يا أمير المؤمنين مات أخي و خلف ستمائة دينار، أعطوني دينارا و قالوا: هذا نصيبك، رحمك اللّه، قال: فحسب المأمون ثم كسر الفريضة ثم قال لها: هذا نصيبك رحمك اللّه، فقال له العلماء: كيف علمت يا
ص: 290
أمير المؤمنين ؟ فقال لها: هذا الرجل خلّف أربع بنات (1)،قالت: نعم، قال: فإنّ لهنّ الثلثين أربعمائة، و خلّف والدة فلها السّدس مائة دينار، و خلّف زوجة فلها الثمن خمسة و سبعون (2)دينارا، تاللّه أ لك اثنا عشر أخا (3)؟قالت: نعم، قال: أصابهم ديناران ديناران، و أصابك دينار (4)-رحمك اللّه-.
أخبرنا أبو العزّ بن كادش - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا القاضي (5)،نا عبد الباقي بن قانع، نا محمّد بن زكريا الغلاّبي، نا عثمان بن عمران العجيفي، عن محمّد بن سعد، حدّثني محمّد بن حفص الأنماطي قال:
تغدينا مع المأمون في يوم عيد، قال: فأظنه وضع على مائدته أكثر من ثلاثمائة لون، قال: فكلما وضع لون نظر المأمون فقال: هذا نافع لكذا ضار لكذا، فمن كان منكم صاحب بلغم فليجتنب هذا، و من كان منكم صاحب صفراء فليأكل من هذا، و من غلبت عليه السوداء فلا يعرض لهذا، و من قصده (6) قلة الغذاء (7) فليقتصر على هذا، قال: فو اللّه إن زالت تلك حاله في كلّ لون تقدّم إليه حتى رفعت الموائد فقال له يحيى بن أكثم: يا أمير المؤمنين، إن خضنا في الطب كنت جالينوس في معرفته، أو في النجوم كنت هرمس في حسابه، أو في الفقه كنت علي بن أبي طالب في علمه، أو ذكر السخاء كنت حاتم طيّئ في صفته، أو صدق الحديث فأنت أبو ذرّ في لهجته، أو الكرم فأنت كعب بن مامة في فعاله، أو الوفاء فأنت السموأل بن عاديا في وفائه، فسرّ بهذا الكلام و قال: يا أبا محمّد، إنّ الإنسان إنما فضّل بعقله، و لو لا ذلك لم يكن لحم أطيب من لحم، و لا دم أطيب من دم.
قال (8):و نظر يوما إلى رءوس آنيته محشوة بقطن، و كانت قبل ذلك بأطباق فضة، فقال لصاحب الشراب: أحسنت يا بني، إنما يباهي بالذهب و الفضة من قلاّ عنده، و أما نحن
ص: 291
فينبغي فيكفي أن نباهي بالأفعال الجميلة، و الأخلاق الكريمة، فإيّاك أن تحشو رءوس أوانيك إلاّ بالقطن، فذاك بالملوك أهيأ و أبهى.
أخبرنا أبوا (1) الحسن: علي بن أحمد، و علي بن الحسن، قالا: ثنا (2)-و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (3)،حدّثني الحسن بن محمّد الخلاّل، نا أحمد بن محمّد بن عمران، نا محمّد بن الحسن بن محمّد الموصلي، نا عبد اللّه بن محمود المروزي (4) قال: سمعت يحيى بن أكثم القاضي يقول:
ما رأيت أكمل آلة من المأمون، و جعل يحدّث بأشياء استحسنها من كان في مجلسه ثم قال: كنت عنده - يعني ليلة - أذاكره و أحدّثه، ثم نام و انتبه فقال: يا يحيى انظر أيش عند رجلي، فنظرت فلم أر شيئا، فقال: شمعة، فبادر (5) الفراشون فقالوا: انظروا، فنظروا فإذا تحت فراشه حية بطوله فقتلوها، فقلت: قد انضاف إلى كمال أمير المؤمنين علم الغيب، فقال: معاذ اللّه، و لكن هتف بي هاتف السّاعة و أنا نائم فقال:
يا راقد الليل انتبه *** إنّ الخطوب لها سرى
ثقة الفتى بزمانه *** ثقة محللة العرى
قال: فانتبهت، فعلمت أن قد حدث أمر إمّا قريب و إمّا بعيد، فتأملت ما قرب فكان ما رأيت.
قال (6):و أخبرني الأزهري، نا محمّد بن جامع، نا أبو عمر الزاهد، نا محمّد بن يزيد المبرد، حدّثني عمارة بن عقيل قال:
قال ابن أبي حفصة الشاعر: أعلمت أن المأمون (7) أمير المؤمنين لا يبصر الشعر، فقلت: من ذا يكون أفرس منه و اللّه إنا لننشد أول البيت فيسبق إلى آخره من غير أن يكون سمعه، قال: إني أنشدته بيتا أجدت فيه فلم أره تحرّك له، و هذا البيت فاسمعه:
أضحى إمام الهدى المأمون مشتغلا *** بالدين و الناس بالدنيا مشاغيل
ص: 292
فقلت له: ما زدت على أن جعلته عجوزا في محرابها في يدها سبحة - فمن يقوم بأمر الدنيا إذا كان مشغولا عنها، فهو المطوّق لها؟ أ لا قلت كما قال عمّك جرير لعبد العزيز بن الوليد (1):
فلا هو في الدنيا مضيع نصيبه *** و لا عرض الدنيا عن الدّين شاغله
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا عبد الرّحمن بن عثمان، أنا أبو الحسن أحمد بن جعفر الصيدلاني البغدادي - بدمشق - نا أبو عبد اللّه الحسين بن عبيد المعروف بمنقار ابن الأبزاري، نا إبراهيم بن سعيد و هو الجوهري قال:
كنت واقفا على رأس المأمون و هو متفكر، ثم رفع رأسه فقال: يا إبراهيم بيتا شعر قيلا لم يسبق قائلهما إليهما أحد، و لا يلحقهما أحد، قلت: من هما يا أمير المؤمنين ؟ قال: أبو نواس و شريح، فتبسّمت فقال: أ من أبي نواس و شريح ؟ قلت: نعم، قال: خذ قال أبو نواس (2):
إذا امتحن الدّنيا لبيب تكشّفت *** له عن عدوّ في ثياب (3) صديق
قال: قلت: أحسن يا أمير المؤمنين، فما قال شريح ؟ فقال: قال شريح (4):
تهون على الدنيا الملامة إنّه *** حريص على استصلاحها من يلومها
فقلت: أحسن يا أمير المؤمنين، فقال: أحسن منهما ما سمعته أنا، كنت أسير في موكبي فألجأني الزحام إلى دكان عليه رجل عليه أسمال، فنظر إلي نظر من رحمني، أو متعجب مما أنا فيه، فقال:
أرى كل مغرور تمنّيه نفسه *** إذا ما مضى عام سلامة قابل (5)
أخبرنا أبو العزّ بن كادش - مناولة و إذنا و قرأ عليّ إسناده - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا القاضي، نا (6) محمّد بن محمود بن أبي الأزهر الخزاعي، نا الزبير بن
ص: 293
بكّار، حدّثني النّضر بن شميل قال:
دخلت على أمير المؤمنين المأمون بمرو، و عليّ أطمار مترعبلة عليه فقال لي: يا نضر، تدخل على أمير المؤمنين في مثل هذه الثياب ؟ فقلت: يا أمير المؤمنين إن حرّ مرو لا يدفع إلاّ بمثل هذه الأخلاق، قال: لا، و لكنك تتقشف، فتجاذبنا الحديث، فقال المأمون:
حدّثني هشيم بن بشير عن مجالد، عن الشعبي، عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إذا تزوج الرجل المرأة لدينها و جمالها كان فيه سداد من عوز»[6884] قلت:
صدق قول أمير المؤمنين عن هشيم، حدّثني عوف (1) الأعرابي عن الحسن أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:
«إذا تزوج الرجل المرأة لدينها و جمالها كان فيه سداد من عوز»، و كان المأمون متكئا فاستوى جالسا و قال: السّداد لحن يا نضر، قلت: نعم، هاهنا، و إنما لحن هشيم و كان لحّانا، فقال:
ما الفرق بينهما؟ قلت: السّداد القصد في السبيل، و السّداد في البلغة، و كلما سددت [به] (2)شيئا فهو سداد قال: أ فتعرف العرب ذلك ؟ قلت: نعم، هذا العرجي (3) من ولد عثمان بن عفّان يقول:
أضاعوني و أي فتى أضاعوا *** ليوم كريهة و سداد ثغر
فأطرق المأمون مليا ثم قال: قبّح اللّه من لا أدب له (4)،ثم قال: أنشدني يا نضر أحب بيت للعرب، قلت: قول ابن بيض (5) في الحكم بن مروان (6):
تقول لي و العيون هاجعة *** أقم علينا يوما، فلم أقم
أي الوجوه انتجعت ؟ قلت لها *** لأيّ وجه إلاّ إلى الحكم
متى يقل حاجبا سرادقه *** هذا ابن بيض بالباب يبتسم
قد كنت أسلمت قبل مقتبلا *** هيهات إذ حل (7) أعطني سلمي
قال القاضي: قوله: أسلمت مقتبلا، معناه: أسلفت و أخذت قبيلا، يعني كفيلا، و من
ص: 294
السلف من كره الرهن و القبيل في السلم، و منهم من أجازه، و قال: استوثق من حقك.
فقال المأمون: للّه درّك كأنما شقّ لك عن قلبي، أنشدني أنصف بيت قالته العرب. قلت قول ابن أبي عروبة المديني يا أمير المؤمنين (1):
إني و إن كان ابن عمي عاتبا *** لمراجم (2) من خلفه و ورائه
و مفيده نصري و إن كان امرأ *** مترجرجا في أرضه و سمائه
و أكون والي سره و أصونه *** حتى يحين (3) إليّ وقت أدائه
و إذا الحوادث أجحفت بسوامه *** قرنت صحيحتنا إلى جربائه
و إذا دعا باسمي ليركب مركبا *** صعبا فعدت له على سيسائه (4)
و إذا أتى من وجهه بطريقة *** لم أطّلع فيما وراء خبائه
و إذا ارتدى ثوبا جميلا لم أقل *** يا ليت أن عليّ حسن ردائه
فقال: أحسنت يا نضر، أنشدني الآن أقنع بيت للعرب، فأنشدته قول ابن عبدل (5):
إني امرؤ لم أزل و ذاك من *** اللّه أديبا أعلّم الأدبا
أقيم بالدّار ما اطمأنّت بي الد *** ار و إن كنت نازحا طربا
لا أجتوي خلّة الصّديق و لا *** أتبع نفسي شيئا إذا ذهبا
أطلب ما يطلب الكريم من الر *** زق بنفسي و أجمل الطلبا
و أحلب الثّرّة الصّفيّ و لا *** أجهد أخلاف غيرها (6) خلبا
قال ابن أبي الأزهر (7):و يروى الضّفي قال أبو بكر: و سمعت بندار الكرخي يقول: لا
ص: 295
أحب الصفي فيما يرويه الناس بالصاد (1)،لأن الصّفي يكون للملك دون السوقة، و الضفي بالضاد أبلغ في المعنى لأنها الغزيرة اللبن.
قال القاضي: و الذي حكي في هذا عن بندار قريب و جائز أن يكون الصفيّ بمعنى الشيء الذي يختار و يصطفى، و إن كان مصطفيه غير ملك، لأن صفي المال إنما وسم بهذه السمة لأن الملك اصطفاه لنفسه، و جائز أن يصطفيه الملك ثم يصير لبعض السوقة، و جائز أن يقال للشيء الكريم صفيّ ، بمعنى أنه لنفاسته مما يصطفيه الملوك، و يصلح أن يصطفوه، فيعبر عنه بذلك قبل أن يصطفي، كما قال اللّه عز و جل وَ لاٰ يَأْبَ الشُّهَدٰاءُ إِذٰا مٰا دُعُوا (2) فسماهم شهداء قبل أن يشهدوا، و كقوله: إِنِّي أَرٰانِي أَعْصِرُ خَمْراً (3) و كانت الملوك قبل الإسلام تصطفي من الغنيمة علقا منها كريما، أو غرّة مستراة لأنفسها فتأخذه دون الجيش، و في ذلك يقول الشاعر (4):
لك المرباع منها و الصفايا *** و حكمك و النشيطة و الفضول
يعني بالمرباع ربع الغنيمة، و الصفايا جمع صفية و هي ما ذكرنا، و قوله: و حكمك أي ما تتحكم فيه و تحكم به. و النشيطة ما تنشطته من المغنم، فتأخذه، و الفضول ما فضل عن القسمة أو كان القسم لا يحتمله، ثم جعل اللّه لنبيه صلى اللّه عليه و سلم فيما غنمه المسلمون من المشركين الخمس و لذوي القربى من رهطه و من سمّي معهم، فحط ما جعل له عن قدر ما كانت الملوك تأخذه قبله، تطييبا لنفوس أصحابه و توكيدا لما نزهه عن أخذ الأجر على ما جاء به.
و روي عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه قال:«ما لي في هذا المال إلاّ الخمس و هو مردود فيكم»[6885]، و كان صلى اللّه عليه و سلم يأخذ منه (5) حاجته لمئونته و مئونة أهله، و يصرف باقي ما أخلص له، و هو خمس الخمس في الكراع (6) و السلاح، و ما كان تأييدا للدين و عتادا لنوائب المسلمين، و كان له صلى اللّه عليه و سلم الصفيّ أيضا، و كان يأخذه من أصل الغنيمة، و روي أنه أغار (7) على بني المصطلق و هم غارّون، فقتل مقاتلتهم و سبا ذراريهم، و اصطفى منهم جويرية بنت الحارث.
ص: 296
قال القاضي: ثم رجعنا إلى تمام الشعر شعر ابن عبدل و بقية الخبر المتضمن له:
إنّي رأيت الفتى الكريم إذا *** رغبته في صنيعة رغبا
و العبد لا يطلب العلاء و لا *** يعطيك شيئا إلاّ إذا رهبا (1)
مثل (2) الحمار الموقّع (3) السوء لا *** يحسن شيئا إلاّ إذا ضربا
و لم أجد عروة العلائق (4) إلاّ *** الدين لما اختبرت (5) و الحسبا
قد يرزق الخافض المقيم و ما *** شدّ بعنس رحلا و لا قتبا (6)
و يحرم الرزق ذو المطية و الر *** حل و من لا يزال مغتربا
قال: أحسنت يا نضر، أ فعندك ضد هذا؟ قلت: نعم، أحسن منه، قال: هاته، فأنشدته:
يد المعروف غنم حيث كانت *** تحمّلها كفور أو شكور
فقال: أحسنت يا نضر، و أخذ القرطاس فكتب شيئا لا أدري ما هو ثم قال: كيف تقول:
أفعل من التراب ؟ قلت: أترب، قال: الطين: قلت: طن، قال: فالكتاب ما ذا قلت: مترب مطين قال: هذه أحسن من الأولى.
قال فكتب لي بخمسين ألف درهم ثم أمر الخادم أن يوصله إلى الفضل بن سهل، فمضيت معه، فلما قرأ الكتاب قال: يا نضر لحّنت أمير المؤمنين قلت: كلا و لكنّ هشيما (7)لحّانة، فأمر لي بثلاثين ألفا فخرجت إلى منزلي بثمانين ألفا، و قال لي الفضل: يا نضر حدّثني عن الخليل بن أحمد، قلت:
حدّثني الخليل بن أحمد قال: أتيت أبا ربيعة الأعرابي و كان من أعلم ما رأيت، و كان على سطح أو سطيح فلما رأيناه أشرنا إليه بالسّلام، فقال: استووا فلم ندر ما قال، فقال لنا شيخ عنده: يقول لكم: ارتفعوا، فقال الخليل: هذا من قول اللّه عز و جل: ثُمَّ اسْتَوىٰ إِلَى السَّمٰاءِ وَ هِيَ دُخٰانٌ (8) ثم ارتفع ثم قال: هل لكم من خبز فطير، و لبن هجير، و ماء نمير فلما
ص: 297
فارقناه قال: سلاما، قلنا: فسّر قولك هذا، فقال: متاركة لا خير و لا شر، فقال الخليل هذا مثل قول اللّه جلّ و عزّ: وَ إِذٰا خٰاطَبَهُمُ الْجٰاهِلُونَ قٰالُوا سَلاٰماً (1) أي متاركة.
قال القاضي: قوله في الخبر: أطمار مترعبلة يريد ثيابا متقطعة، يقال: رعبلت الثوب و غيره إذا قطعته قال الشاعر (2):
يا من رأى ضربا يرعبل بعضه *** بعضا كمعمعة الأباء المحرق
الأباء: القصب.
قال القاضي: خبر النضر بن شميل هذا قد كتبناه من طرق شتى متقاربة الألفاظ و المعاني و هذه الرواية من أعلاها، فاقتصرت عليها (3).
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، قالا: نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (4)،أنا القاضي أبو العلاء محمّد بن علي الواسطي، نا علي بن عمر الحافظ ، نا أبو علي (5) الحسين بن القاسم الكوكبي، نا أبو عكرمة الضّبّي، حدّثني محمّد بن زياد الأعرابي قال:
بعث إليّ المأمون فصرت (6) إليه و هو في بستان يمشي مع يحيى بن أكثم فرأيتهما موليين، فجلست فلما أقبلا قمت، فسلّمت عليه بالخلافة، فسمعته يقول ليحيى: يا أبا محمّد، ما أحسن أدبه رآنا موليين فجلس ثم رآنا مقبلين فقام، ثم رد عليّ السلام و قال: يا محمّد أخبرني عن أحسن [ما قيل] (7) في الشراب فقلت: يا أمير المؤمنين قوله:
تريك القذى من دونها و هي دونه *** إذا ذاقها من ذاقها يتمطّق
فقال: أشعر منه الذي يقول: يعني أبا نواس: (8)
ص: 298
فتمشّت في مفاصلهم *** كتمشّي البرء في السّقم
فعلت في البيت إذا مزجت *** مثل فعل الصّبح في الظّلم
و اهتدى ساري الظلام بها *** كاهتداء السّفر بالعلم
فقلت: فائدة يا أمير المؤمنين، فقال: أخبرني عن قول هند بنت عتبة (1):
نحن بنات طارق *** نمشي على النمارق
من طارق هذا؟ قال: فنظرت في نسبها فلم أجده، فقلت: يا أمير المؤمنين، ما أعرف في نسبها، فقال: إنما أرادت النجم، و انتسبت إليه لحسنها من قول اللّه تعالى: وَ السَّمٰاءِ وَ الطّٰارِقِ (2) الآية. فقلت: فائدتان يا أمير المؤمنين، فقال: أنا بؤبؤ هذا الأمر و ابن (3) بؤبؤه ثم دحا إليّ بعنبرة كان يقلبها في يده بعتها بخمسة آلاف درهم.
أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الواحد، أنا أبو بكر الخطيب، أنا إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي، نا محمّد بن العبّاس الخزاز، نا ابن مهيار الصيرفي، نا العتري، حدّثني محمّد بن العبّاس بن زرقان، حدّثني محمّد بن عبد الرّحمن السّروي صاحب أبي نواس قال:
أشرف المأمون ليلة من موضع كان به على الحرس فقال: هل فيكم من ينشد لأبي نواس أربعة أبيات ؟ قال: فقال غلام من الحرس - أو من أبناء الحرس فقال:- يا أمير المؤمنين، جعلني اللّه فداك، قال: هات، فأنشده (4):
لا تبك ليلى و لا تطرب إلى هند *** و اشرب على الورد من حمراء كالورد
كأسا إذا انحدرت من (5) حلق شاربها *** أجدته حمرتها في العين و الخد
فالخمر ياقوتة، و الكأس لؤلؤة *** في كفّ لؤلؤة (6) ممشوقة القدّ
تسقيك من عينها خمرا، و من يدها *** خمرا فما لك من سكرين من بدّ
لي نشوتان و للنّدمان واحدة *** شيء خصصت به من بينهم وحدي
ص: 299
فقال المأمون: هذا و اللّه الشعر لا قول الذي يقول:«ألا هبي بسلحك فابطحينا» و أمر للغلام بأربعة آلاف درهم.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا الحسن بن علي الرّبعي قال: سمعت يحيى بن أكثم يقول:
خطب المأمون يوم الجمعة (1) فقال بعد الثناء على اللّه عزّ و جلّ و الصّلاة على نبيّه صلى اللّه عليه و سلم:
أوصيكم عباد اللّه بتقوى اللّه وحده، و العمل لما عنده، و التنجّز لوعده، و الخوف لوعيده، فإنه لا يسلم إلاّ من اتّقاه، و رجاه، و عمل له، و أرضاه، اتّقوا اللّه عبّاد اللّه، و بادروا آجالكم بأعمالكم، و ابتاعوا ما يبقى لكم بما (2) يزول عنكم [و يفنى، و ترحلوا عن الدنيا] (3)فقد جدّ بكم و استعدوا للموت فقد أظلّكم، و كونوا قوما صيح (4) بهم فاسمعوا (5)،و اعلموا أن الدنيا ليست لكم بدار (6) فاستبدلوا فإن اللّه لم يخلقكم عبثا، و لم يترككم سدى، و ما بين أحدكم و بين الجنّة أو النار إلاّ الموت أن ينزل به،[و إن غاية تنقصها] (7) اللحظة [و تهدمها] (8) الساعة جديرة (9) بنقص المدة و إنّ غائبا يحدوه الجديدان الليل و النهار، لجري بسرعة الأوبة، و إن قادما يحل بالفوز أو الشقوة لمستحق لأفضل العدة فاتقى عبد ربه، و نصح نفسه و قدّم توبته، و غلب شهوته، فإن أجله مستور عنه، و أمله خادع له، و الشيطان موكّل به، يزيّن له المعصية ليركبها، و يمنّيه التوبة ليسوّفها، حتى تهجم عليه منيته أغفل ما يكون عنها، فيا لها حسرة على ذي غفلة، أن يكون عمره عليه حجة، أو تؤديه أيامه إلى شقوة.
فنسأل اللّه أن يجعلنا و إيّاكم فيمن لا تبطره نعمته، و لا تقصّر به عن طاعته، و لا يحلّ به بعد الموت حسرة (10)،إنه سميع الدعاء، و بيده الخير و إنه فعّال لما يريد.
قال: و نا يحيى بن أكثم قال (11):
ص: 300
سمعت المأمون يخطب يوم العيد فأثنى على اللّه، و صلّى على النبي صلى اللّه عليه و سلم و أوصاهم بتقوى اللّه، و ذكر الجنّة و النار، ثم قال:
عبّاد اللّه عظم قدر الدارين، و ارتفع جزاء العاملين (1)،و طال مدة الفريقين، فو اللّه إنّه للجدّ لا اللعب، و إنه للحقّ لا الكذب، و ما هو إلاّ الموت و البعث و الحساب و الفصل (2)و الصراط ، ثم العقاب و الثواب، فمن نجا يومئذ فقد نجا (3)،و إن من هوى يومئذ فقد خاب، الخير كله في الجنّة، و الشرّ كلّه في النار.
أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، أنا أبو المعمر المسدّد بن علي بن عبد اللّه بن العبّاس بن أبي السجيس الحمصي قدم علينا، نا أبو بكر محمّد بن سليمان بن يوسف الرّبعي، نا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن أبي ثابت العطّار، نا أبو عبد اللّه السجستاني مستملي أبي أمية، عن أبي داود المصاحفي سليمان بن سلم (4) قال:
سمعت النضر بن شميل يقول:
دخلت على المأمون فقال لي: كيف أصبحت يا نضر؟ قال: قلت: بخير يا أمير المؤمنين، قال: تدري ما الإرجاء؟ قال: قلت: دين يوافق الملوك، يصيبون به من دنياهم، و ينقص من دينهم، قال لي: صدقت، ثم قال: تدري ما قلت في صبيحة يومي هذا؟ قال: قلت: أنّى لي بعلم الغيب، قال: أصبحت و أنا أقول:
أصبح ديني الذي أدين به *** و لست منه الغداة معتذرا
حبّ عليّ بعد النبي و لا *** أشتم صدّيقنا و لا عمرا
و ابن عفّان في الجنان مع *** الأبرار ذاك القتيل مصطبرا
لا، لا، و لا أشتم الزّبير و لا *** طلحة إن قال قائل غدرا
و عائش الأم لست أشتمها *** من يفتريها فنحن منه برا
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو محمّد بن الأكفاني، و أبو تراب حيدرة بن أحمد، قالوا: أنا عبد العزيز [بن] أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أبو عبد الملك، نا محمّد بن عائذ قال:
ص: 301
ثم غزا أمير المؤمنين عبد اللّه بن هارون سنة خمس عشرة و مائتين، فافتتح قرّة (1)و حصونا معها على صلح فأخرجهم منها و خربها منها حربلة (2) و وجدهم قبل أن يتحصّنوا فقتل مقاتلتهم، و سبى ذراريهم، و نزل على الحصن و خربه، و حصنا يقال له لاما (3) فاستنزل أهله بالأمان على أنفسهم و أموالهم، و هدم الحصن و خربه و حصنا يقال له: زلزلن على مثل ذلك، فهدم الحصن و خربه، و حصنا يقال له بروله (4) فتحصنوا و حاربوه، فرماهم بالمجانيق (5)فاستشهد جماعة من المسلمين، و قتل من الكفّار عدة، ثم طلبوا الأمان، فأعطاهم و هدم الحصن و خربه. و خلف بها عسكره، ثم مضى إلى حصن يقال له: فونة فاستنزلهم بالأمان، ثم مضى إلى حصن يقال له: و لا قوس، فتحصنوا و رموا بالحجارة، ثم سألوا الأمان فأعطاهم، ثم هدمه و خربه (6).
ثم غزا سنة سبع عشرة و مائة فحاصر لؤلؤة ثم انصرف عنها، و خلف عليها قائدا من قوّاده يقال له عجيف (7)،فأسروه ثم خلي سبيله.
ثم غزا في سنة ثمان عشرة و مائتين فمات فيها بأرض الروم سنة ثمان عشرة و مائتين، و كانت خلافته عشرين سنة، و مات ابن ثمان و أربعين سنة و شهرين أو ثلاثة.
أخبرنا أبو العزّ بن كادش - فيما قرأ عليّ إسناده و ناولني إيّاه و قال: اروه عنّي - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا القاضي (8)،نا أبو النضر العقيلي، أنا القاسم (9)النّوشجاني، قال:
قال الحسن بن عبد الجبّار المعروف بالعرق: بينا المأمون في بعض مغازيه يسير مفردا عن أصحابه و معه عجيف بن عنبسة إذ طلع رجل متحنط متكفّن، فلما عاينه المأمون وقف ثم التفت إلى عجيف فقال: ويحك، أما ترى صاحب الكفن مقبلا يريدني، فقال له عجيف:
ص: 302
أعيذك باللّه منه يا أمير المؤمنين، قال: فما كذب الرجل أن وقف على المأمون، فقال له المأمون: من أردت يا صاحب الكفن، و إلى من قصدت ؟ قال: إيّاك أردت، قال: أو عرفتني ؟ قال: لو لم أعرفك ما قصدتك، قال: أ فلا سلّمت عليّ ؟ قال: لا أرى السّلام عليك، قال:
و لم ؟ قال: لإفسادك علينا الغزاة، قال عجيف: و أنا ألين مسّ (1) سيفي لئلا يبطئ ضرب عنقه، إذا التفت المأمون فقال: يا عجيف إنّي جائع، و لا رأي لجائع، فخذه إليك حتى أتغدى و أدعو به، قال: فتناوله عجيف فوضعه بين يديه، فلما صار المأمون إلى رحله دعا بالطعام، فلما وضع بين يديه أمر برفعه و قال: و اللّه ما أسيغه حتى أناظر خصمي، يا عجيف عليّ بصاحب الكفن، قال: فلمّا جلس بين يديه قال: هيه يا صاحب الكفن ما ذا قلت ؟ قال: قلت:
لا أرى السّلام عليك لإفسادك الغزاة علينا، قال: بما ذا أفسدتها، قال: بإطلاقتك الخمور تباع في عسكرك، و قد حرّمها اللّه في كتابه، فابدأ بعسكرك ثم اقصد الغزو، لما ذا استحللت أن تبيح شيئا حرّمه اللّه كهيئة ما أحل اللّه، قال: أو عرفت الخمر أنها تباع ظاهرا و رأيتها؟ قال: لو لم أرها و تصح عندي ما وقفت هذا الموقف، قال: شيء سوى الخمر أنكرته ؟ قال: نعم، إظهارك الجواري في العماريّات و كشفهن الشعور منهن بين أيدينا كأنهن فلق الأقمار، خرج الرجل منا يريد أن يهراق دمه في سبيل اللّه، و يعقر جواده قاصدا نحو العدو، فإذا نظر إليهن أفسدن قلبه، و ركن إلى الدنيا و انصاع إليها، فلم استحللت ذلك يعني ؟ قال: ما استحللت ذاك، و سأخبرك بالعذر فيه، فإن كان صوابا و إلاّ رجعت يعني، ثم قال: شيئا غير هذا أنكرته ؟ قال: نعم، شيء أمرت [به] (2) تنهانا عن الأمر بالمعروف، قال (3):أمّا الذي يأمر بالمنكر فإنّي أنهاه، و أمّا الذي يأمر بالمعروف فإنّي أحثّه على ذلك و أحدوه عليه (4).أ فشيء سوى ذلك ؟ قالا: لا، قال: يا صاحب الكفن، أمّا الخمر فلعمري قد حرّمها اللّه، و لكن الخمر لا تعرف إلاّ بثلاث جوارح: بالنظر، و الشمّ و الذوق، أ فتشربها؟ قال: معاذ اللّه أن أنكر ما أشرب، قال:
أ فيمكن في وقتك هكذا أن نقصّى على بيعها حتّى نوجّه معك من يشتريها؟ قال: و من يظهرها لي أو يبيعها (5) بعينها و عليّ هذا الكفن ؟ قال: صدقت، قال: فكأنك إذا عرفتها بهاتين الجارحتين، يا عجيف عليّ بقوارير فيها شراب، فانطلق عجيف، فأتاه بعشرين قارورة فوقفها (6) بين يديه، في أيدي عشرين وصيفا ثم قال: يا صاحب الكفن، نفيت من آبائي
ص: 303
الراشدين المهديين إن لم يكن الخمر فيها، فإنك تعلم أن الخمر من ستر اللّه على عباده، و أنه لا يجوز لك أن تشهد على قوم مستورين إلاّ بمعاينة (1) و علم، و لا يجوز لي أن آخذ إلاّ بمعاينة بيّنة و شاهدي عدل، قال: قال: فنظر صاحب الكفن إلى القوارير، فقال عجيف: أيها الرجل، لو كنت خمّارا ما عرفت موضع الخمر بعينها من هذه القوارير، فقال له: هذه الخمر بعينها من هذه القوارير، فأخذ المأمون القارورة فذاقها ثم قطّب ثم قال: يا صاحب الكفن انظر إلى هذه الخمر، فتناول الرجل القارورة فذاقها فإذا خل ذابح فقال: قد خرجت هذه عن حدّ الخمر، فقال المأمون: صدقت إنّ الخل مصنوع من الخمر، و لا يكون خلا حتى يكون خمرا، و لا و اللّه ما كانت هذه خمرا قط ، و ما هو إلاّ رمّان حامض يعصر لي أصطبغ من ساعته، فقد سقطت الجارحتان و بقي الشمّ ، يا عجيف صيّرها في رصاصيات و ائت بها، قال: ففعل، فعرضت على صاحب الكفن فشمّها فوقع شمه (2) على قارورة منها فيها ميبختج (3) فقال: هذه فأخذها المأمون فصبّها بين يديه و قال: انظر إليها كأنها طلاء قد عقدتها النار، بل تقطع بالسّكين، قد سقطت إحدى الثلاث التي أنكرت يا صاحب الكفن، ثم رفع المأمون رأسه إلى السماء فقال: اللّهمّ إني أتقرّب إليك بنهي هذا و نظرائه عن الأمر بالمعروف، يا صاحب الكفن أدخلك الأمر بالمعروف في أعظم المنكر، شنّعت على قوم باعوا من هذا الخل، و من هذا الميبختج (4) الذي شممت فلم تسلّم، استغفر اللّه من ذنبك هذا العظيم و تب إليه. ما الثاني ؟ قال: الجواري، قال: صدقت، أخرجتهن أبقي عليك و على المسلمين، كرهت أن تراهنّ عيون العدو و الجواسيس في العماريات و القباب، و السجف (5) عليهن، فيتوهمون أنهن بنات أو أخوات فيجدّون في قتالنا، و يحرصون على الغلبة على ما في أيدينا حتى يجتذبوا خطام واحد من هذه الإبل يستقيدونه (6) كل طريق إلى أن يتبين لهم أنّهنّ إماء، فأمرت برفع الظلال عنهن، و كشف شعورهن فعلم العدو أنهن إماء نقي بهن حوافر دوابنا، لا قدر لهن عندنا، هذا تدبير دبرته للمسلمين، و يعزّ عليّ أن ترى لي حرمة، فدع هذا فليس هو من شأنك فقد صح عندك أني في هذا مصيب و أنك أنكرت باطلا. أي شيء الثالثة ؟ قال: الأمر بالمعروف، قال:
نعم، أ رأيتك لو أنك أصبت فتاة مع فتى قد اجتمعا في هذا الفج على حدث ما كنت صانعا
ص: 304
بهما؟ قال: كنت أسألهما ما أنتما، قال: كنت تسأل الرجل فيقول: امرأتي، و تسأل المرأة فتقول: زوجي، ما كنت صانعا بهما؟ قال: كنت أحول بينهما فأحبسهما، قال: حتى يكون ما ذا؟ قال: حتى أسأل عنهما، قال: و من تسأل عنهما؟ قال: كنت أسألهما من أين أنتما؟ قال:
سألت الرجل من أين أنت، فقال لك: من أسبيجاب (1)،و سألت المرأة من أين أنت ؟ فقالت: من أسبيجاب، ابن عمي، تزوجنا و جئنا. كنت حابسا الرجل و المرأة لسوء ظنك، و توهمك الكاذب، إلى أن يرجع الرسول من أسبيجاب ؟ مات الرسول، أو ماتا إلى أن يعود رسولك ؟ قال:
كنت أسأل في عسكرك هاهنا، قال: فلعل لا تصادف في عسكري هذا من أهل اسبيجاب إلاّ رجلا أو رجلين فيقولان لك لا نعرفهما على هذا النسب، يا صاحب الكفن، ما أحسبك إلاّ أحد ثلاثة رجال (2) إما رجل مديون، و إمّا رجل مظلوم، و إما رجل تأوّلت في حديث أبي سعيد الخدري في خطبة النبي صلى اللّه عليه و سلم.
قال: و روي الحديث عن هشيم و غيره و نحن نسمع الخطبة إلى مغيربان الشمس إن أن بلغ إلى قوله:«إنّ أفضل الجهاد كلمة حقّ عند سلطان جائر»، فجعلتني جائرا، و أنت الجائر، و جعلت نفسك تقوم مقام الآمر بالمعروف، و قد ركبت من المنكر ما هو أعظم عليك، لا و اللّه لأضربنك (3) سوطا و لا زدتك على تخريق كفنك و نفيت من آبائي الراشدين المهديين لئن قام أحد مقامك هذا لا يقوم بالحجّة فيه إن نقصته من ألف سوط ، و لآمرنّ بصلبه في الموضع الذي يقوم فيه.
قال: فنظرت إلى عجيف و هو يخرّق كفن الرجل، و يلقي عليه ثياب بياض.
قال القاضي: قوله في هذا الخبر: و ركن إلى الدنيا و انصاع إليها، يقال: انصاع إذا أشنق في ناحية، و مضى آخذا فيها، كما قال ذو الرمة:
فانصاع جانبه الوحشي و انكدرت *** يلحبن لا يأتلي المطلوب و الطلب (4)
ص: 305
و قال أيضا (1):
رمى فأخطأ و الأقدار غالبة *** فانصعن و الويل هجيراه و الحرب
و قال أيضا (2):
فانصاعت الحقب لم تقصع صرائرها *** و قد نشحن فلا ريّ و لا هيم
أخبرنا أبوا (3) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (4)،أخبرني الأزهري، أنا أحمد بن إبراهيم، أنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة قال: حكي لي عن أبي عبّاد (5).
أنه ذكر المأمون يوما فقال: كان و اللّه أحد ملوك الأرض، و كان يجب له هذا الاسم على الحقيقة.
قال (6):و أنا أبو محمّد يحيى بن الحسن بن الحسن بن المنذر المحتسب، نا إسماعيل بن سعيد المعدل، أنا أبو بكر بن دريد، أنا الحسن بن خضر قال: سمعت ابن أبي دؤاد (7) يقول: دخل رجل من الخوارج على المأمون فقال: ما حملك على خلافنا؟ قال: آية في كتاب اللّه تعالى قال: و ما هي ؟ قال: قوله: وَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمٰا أَنْزَلَ اللّٰهُ فَأُولٰئِكَ هُمُ الْكٰافِرُونَ (8) فقال له المأمون: أ لك علم بأنّها منزلة ؟ قال: نعم، قال: و ما دليلك ؟ قال:
إجماع الأمة، قال: فلما رضيت بإجماعهم في التنزيل، فارض بإجماعهم في التأويل، قال:
صدقت، السّلام عليك يا أمير المؤمنين.
قال (9):و أخبرني الخلاّل، أنا أحمد بن محمّد بن عمران، نا محمّد بن يحيى النديم، نا أبو العيناء قال: كان المأمون يقول: كان معاوية بعمره، و كان الملك بحجّاجه، و أنا بنفسي.
ص: 306
أخبرنا أبو العزّ بن كادش - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا (1)،أنا محمّد بن يحيى الصّولي، نا الحسين بن يحيى الكاتب، حدّثني من سمع قحطبة بن حميد بن قحطبة يقول:
حضرت المأمون يناظر محمّد بن القاسم النّوشجاني في شيء، و محمّد يغضي له و يصدّقه، فقال له المأمون: أراك تنقاد لي إلى ما يظن أنه يسرّني قبل وجوب الحجّة عليك، و لو شئت أن أقتسر الأمور بفصل بيان، و طول اللسان (2)،و أبهة الخلافة، و سطوة الرئاسة لصدّقت، و إن كنت كاذبا و صوّبت، و إن كنت مخطئا، و عدلت، و إن كنت جائرا، و لكني لا أرضي إلاّ بإزالة الشبهة و غلبة [الحجة] (3) و إنّ شرّ الملوك عقلا، و أسخفهم رأيا من رضي بقولهم: صدق الأمير.
أخبرنا أبو سعد محمّد بن أحمد بن محمّد الخليل - بطوس - أنا أبو بكر أحمد بن علي بن عبد اللّه بن خلف الشيرازي، أنا أبو بكر محمّد بن يوسف الجرجاني، نا أبو محمّد الحسن بن أحمد البخاري، أخبرني علي بن محمّد، أخبرني أبو العبّاس بن الحارث، أخبرني أبو ناظرة محمّد بن عيسى، قال:
قيل للمأمون يوما: يا أمير المؤمنين لو تصيب (4) للناس رجلا و أقمته لحوائجهم فساعدتهم (5)،و اقتصرت عليه بينك و بين الرعية، و لم تشغل نفسك بالاستماع إلى كلّ داخل، فقال المأمون: إني بسطت للناس في الكلام، و أذنت لهم علي و جعلت حوائجهم بيني و بينهم، لتصل إليّ أخبارهم، و أعرف مبلغ عقولهم، و أعطي كلّ امرئ منهم على قدره، فيكون كل إنسان حميل حاجته، و لسان طلبته، خارجا عن يدي شكله، و الطلب إليّ مبلغ، و لو جعلت إلى ذلك أحد لضاق على الرعية المذهب، و خفيت عليّ أمورهم، و حبست عني أخبارهم، و موطلوا بحوائجهم، و تآمر عليهم غيري، و كان الحمد و المنّ لواحد في زمانهم دوني، و دون أوليائي، و خفت مع هذا أن لو نصبت لهم رجلا لا أشكر على صنيعة فينسون
ص: 307
نعمتي أوليائي، و يستعبدهم [غيري] (1) فأكون قد صيّرت أحرارا أرقاء.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا الحسن بن علي الرّبعي، نا قحطبة بن حميد بن الحسن بن قحطبة قال (2):
كنت واقفا على رأس المأمون أمير المؤمنين يوما و قد قعد للمظالم، فأطال الجلوس حتى زالت الشمس، فإذا امرأة قد أقبلت تعثر في ذيلها حتى وقفت على طرف البساط ، فقالت: السّلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة اللّه و بركاته، فنظر المأمون إلى يحيى بن أكثم فأقبل يحيى عليها فقال: تكلمي، فقالت: يا أمير المؤمنين قد حيل بيني و بين ضيعتي، و ليس لي ناصر إلاّ اللّه تبارك و تعالى، فقال لها يحيى بن أكثم: إن الوقت قد فات، و لكن عودي يوم المجلس، قال: فرجعت فلما كان يوم المجلس قال المأمون أول من يدعى المرأة المطلوبة فدعي بها فقال لها: أين خصمك ؟ قالت: واقف على رأسك يا أمير المؤمنين، قد حيل بيني و بينه، و أومأت إلى العبّاس ابنه، فقال لأحمد بن [أبي] (3) خالد خذه بيده و أقعده معها، ففعل، فتناظرا ساعة حتى علا صوتها عليه، فقال لها أحمد بن أبي خالد: أيتها المرأة، إنك تناظرين الأمير - أعزّه اللّه - بحضرة أمير المؤمنين - أطال اللّه بقاءه - فاخفضي عليك، فقال المأمون: دعها يا أحمد، فإنّ الحقّ أنطقها، و الباطل أخرسه، فلم تزل تناظره حتى حكم لها المأمون عليه، و أمر بردّ ضيعتها، و أمر ابن أبي خالد أن يدفع إليها عشرة آلاف درهم.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أحمد بن عبد الرّحمن التميمي، أنا أبو القاسم عبد المحسّن بن علي (4) الصّفّار، نا أبو بكر عبد الرّحمن بن محمّد بن الدّرفس الغسّاني، نا وريزة (5) بن محمّد، نا العبّاس بن محمّد الهاشمي قال:
إني لواقف بين يدي المأمون إذ دخلت عليه امرأة في أخريات الناس في أطمار بالية و قد أذّن المؤذن فقالت:
يا خير منتصف يهدى له الرّشد *** و يا إماما به قد أشرق (6) البلد
ص: 308
تشكو إليك عقيد (1) الملك أرملة *** عدا عليها - فلم تقوى (2) به - أسد
فابتزّ مني ضياعي بعد منعتها *** و قد (3) تفرّق عني الأهل و الولد
فأجابها المأمون (4):
في دون ما قلت عيل الصبر و الجلد *** منّي (5) و دام به من قلبي الكمد
هذا أوان صلاة الظهر (6) فانصرفي *** و أحضري الخصم في اليوم الذي أعد
و المجلس السبت إن يقض (7) الجلوس لنا *** أنصفك منه و إلاّ المجلس الأحد
قال: فجلس يوم الأحد و لم يكن يريد الجلوس فدعا بها، فلما دخلت، قال: الخصم، يرحمك اللّه، قالت: هو هذا بين يديك، فأومأت إلى العباس، فقال لأحمد بن أبي (8) خالد خذ بيده فأجلسه معها، قال: فجعلت ترفع صوتها، فقال لها أحمد بن أبي خالد: اخفضي صوتك فإنك بين يدي أمير المؤمنين، فقال: اسكت يا أحمد، إنّ الحق أنطقها، و الباطل أخرسه، قال: ثم أمر بردّ ضياعها إليها و كتب إلى العامل بحفظها.
أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل أنا (9) أبو عثمان سعيد بن محمّد بن أحمد، أنا الحاكم أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف القاضي - إملاء - أخبرني أحمد بن محمّد بن العبّاس الترقفي، أخبرني محمّد بن يحيى الخاقاني.
أن أمير المؤمنين المأمون جلس ذات يوم للمظالم فدخلت عليه امرأة عند انصرافه من مجلسه فأنشأت تقول:
يا خير منتصف يهدى له الرشد *** و يا إماما به قد أشرق (10) البلد
ص: 309
أتتك حرّى عقيد الملك أرملة *** بغى عليها - فلم تقوى به - أسد
فابتزّ مني ضياعي بعد منعتها *** و فارق العزّ مني الأهل و الولد
و أنشأ المأمون مجيبا لها يقول (1):
من دون ما قلت عيل الصبر و الجلد *** و هاض من قولك الأحشاء و الكبد
هذا أوان صلاة الظهر فانصرفي *** و أحضري الخصم في اليوم الذي أعد
المجلس السبت إن يقض (2) الجلوس لنا *** ننضفك فيه و إلاّ المجلس الأحد
قال: فانصرفت ثم عادت في الوقت الذي أمرها به، فلما نظر لها قال لها: من خصمك ؟ فأومأت إلى ابنه العبّاس، فقال المأمون لأحمد بن أبي خالد: أجلسه و إيّاها في مجلس الحكم، ففعل ذلك، فلما جلس جعلت المرأة تكلمه بكلام صحيح قال: فقال له ابن أبي خالد: تكلمين الأمير بين يدي أمير المؤمنين، فقال له المأمون: اسكت لا أمّ لك، فالحق أنطقها، و الباطل أسكته، ثم أمر بردّ ضياعها عليها.
أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت عبد اللّه بن محمّد الكعبي يقول: سمعت محمّد بن أيوب يقول: سمعت أحمد بن يوسف القاضي يقول:
قلت للمأمون: يا أمير المؤمنين، إن رجلا ليس بينه و بين اللّه أحد، يخشاه، فحقيق أن يتقي اللّه عزّ و جلّ ، فقال المأمون: صدقت.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا أحمد بن عبّاد، نا محمّد بن منصور قال:
دفع المأمون في رقعة (3) متظلم من علي بن هشام: علامة الشريف أن يظلم من فوقه، و يظلمه من هو دونه، فأخبر أمير المؤمنين أي الرجلين أنت.
و وقّع في قصّة رجل تظلّم من بعض أصحابه: ليس من المروءة أن تكون آنيتك من ذهب و فضة، و غريمك عار، و جارك طاو.
ص: 310
أخبرنا أبوا (1) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب (2)،أخبرني الخلاّل، حدّثنا يوسف بن عمر القوّاس، نا أبو العبّاس محمّد بن عبّاس بن حزام بن (3)حاجب المقتدر، نا أبو عيسى الهاشمي، حدّثني أبي قال: كنت بحضرة المأمون، فأحضر رجلا فأمر بضرب عنقه، و كان الرجل من ذوي العقول، فقال ليحيى بن أكثم: إنّ أمير المؤمنين قد أمر بضرب عنقي، و إنّ دمي عليه لحرام، فهل له (4) في حاجة أسأله إيّاها لا تضرّ بدينه و لا مروءته ؟، فإذا فعل ذلك فهو في حلّ من دمي، فأظهر المأمون تحرجا فقال ليحيى بن أكثم: سله عنها، فقال الرجل: يضع يده في يدي إلى الموضع الذي يضرب فيه عنقي، فإذا فعل ذلك فهو في حلّ من دمي، فقام المأمون من مجلسه و ضرب بيده إلى يد الرجل، فلم يزل يخبره و ينشده و يحدّثه، حتى كأنه من بعض أسرته (5)،فلما أن رأى السيّاف و السيف و الموضع الذي يكون فيه مثل هذه الحال، انعطف فقال لأمير المؤمنين المأمون:
بحق هذه الصحبة و المحادثة لما عفوت ؟ فعفا عنه، و أجزل له الجائزة.
قال (6):و أنا الحسن بن الحسين النعالي، نا أحمد بن نصر الذارع، نا أبو محمّد إبراهيم بن إدريس المؤدب، نا إبراهيم بن سعيد الجوهري قال: وقف رجل بين يدي المأمون - قد جنى جناية - فقال: و اللّه لأقتلنك قال: يا أمير المؤمنين تأنّ عليّ ، فإن الرفق نصف العفو، فقال: و كيف و قد حلفت لأقتلنك، فقال: يا أمير المؤمنين لأن تلقى اللّه حانثا خير لك من أن تلقاه قاتلا، قال: فخلّى سبيله.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطّار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، نا زكريا بن يحيى المنقري، نا موسى بن سعيد بن سالم (7)،عن أبيه قال:
قال المأمون: لوددت أن أهل الجرائم غرفوا رأي في العفو ليذهب الخوف عنهم، و يخلص السرور إلى قلوبهم.
ص: 311
أخبرنا أبوا (1) الحسن، قالا: نا و أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب (2)،أنا محمّد بن علي المقرئ، نا محمّد بن عبد اللّه النيسابوري الحافظ قال: سمعت أبا بكر محمّد بن داود بن سليمان الزاهد يقول: سمعت محمّد بن عبد الرّحمن يقول: سمعت أبا الصلت عبد السّلام بن صالح يقول:
حبسني الخليفة المأمون ليلة، فكنا نتحدث حتى ذهب من الليل ما ذهب، و طفئ السراج، و نام القيّم الذي كان يصلح السّراج، فدعاه فلم يجبه - و كان نائما - فقلت: يا أمير المؤمنين أصلحه، فقال: لا، فأصلحه هو، ثم انتبه الخادم، فظننت أنه يعاقبه لأنه كان يناديه و هو نائم فلا يجبه قال: فتعجبت أنا فسمعته يقول: ربما أكون (3) في المتوضأ فيشتموني - و أظنه قال: و يفترون عليّ - و لا يدرون أنّي أسمع، فأعفو عنهم.
قال (4):و نا الجوهري، نا محمّد بن العبّاس، نا الصولي، نا عون بن محمّد، نا عبد اللّه بن البواب قال:
كان المأمون يحلم حتى يغيظنا في بعض الأوقات، جلس يستاك على دجلة من بغداد من وراء ستره، و نحن قيام بين يديه، فمرّ ملاح و هو يقول بأعلى صوته: أ تظنون أن هذا المأمون ينبل في عيني و قد قتل أخاه ؟ قال: فو اللّه ما أراد إلاّ على أن تبسّم و قال لنا: ما الحيلة عندكم حتى أنبل في عين هذا الرجل الجليل ؟.
أخبرنا أبو سعد (5) محمّد (6) بن إبراهيم بن أحمد القرّي (7) بقرّ (8)-أنا أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن العمري التفليسي، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي، أخبرني عبيد اللّه بن محمّد الزاهد العكبري - بها - نا عبد اللّه بن محمّد بن مسبح (9)،نا محمّد بن المغلّس المعروف بابن مردة، نا محمّد بن السّري القنطري، نا علي بن عبيد اللّه قال: قال يحيى بن أكثم:
ص: 312
بت ليلة عند المأمون أمير المؤمنين، فانتبهت في جوف الليل و أنا عطشان، فتقلّبت فقال: يا يحيى، ما شأنك ؟ قلت: عطشان و اللّه يا أمير المؤمنين ؟ فوثب من مرقده، فجاءني بكوز من ماء، فقلت: يا أمير المؤمنين أ لا دعوت بخادم، أ لا دعوت بغلام، فقال: لا.
حدّثني أبي عن أبيه عن جدّه عن عقبة بن عامر قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«سيّد القوم خادمهم»[6885 م].
خالفه غيره في إسناده.
أخبرنا أبوا (1) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (2)،أنا أبو عمر الحسن بن عثمان الواعظ نا جعفر بن محمّد بن أحمد بن الحكم الواسطي، حدّثني أحمد بن الحسن الكسائي، نا سليمان بن الفضل النهرواني، حدّثني يحيى بن أكثم قال:
بتّ ليلة عند المأمون فعطشت في جوف الليل، فقمت لأشرب ماء، فرآني المأمون، فقال: ما لك ليس تنام يا يحيى ؟ قلت: يا أمير المؤمنين، أنا و اللّه عطشان، قال: ارجع إلى موضعك، فقام - و اللّه - إلى البرادة فجاءني بكوز ماء، و قام على رأسي و قال: اشرب يا يحيى، فقلت: يا أمير المؤمنين فهلاّ وصيف أو وصيفة (3)،فقال: إنهم نيام، قلت: فأنا أقوم للشرب، فقال لي: لؤم بالرجل أن يستخدم ضيفه، قال: يا يحيى، قلت: لبّيك يا أمير المؤمنين، قال: أ لا أحدّثك ؟ قلت: بلى يا أمير المؤمنين، قال:
حدّثني الرشيد قال: حدّثني المهدي، حدّثني المنصور، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عبّاس، حدّثني جرير بن عبد اللّه قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«سيّد القوم خادمهم»[6886].
قال (4):و أنا الحسن بن علي الجوهري، نا محمّد بن عمران المرزباني، نا أحمد بن محمّد بن عيسى المكّي، نا محمّد بن القاسم بن خلاّد، عن يحيى بن أكثم قال:
ما رأيت رجلا أكرم من المأمون، بتّ عنده ليلة، فعطش و قد نمنا، فكره أن يصيح بالغلمان، فانتبه - و كنت منتبها - فرأيته قد قام يمشي قليلا قليلا إلى البرادة، و بينه و بينها بعد (5) حتى شرب، و رجع.
ص: 313
قال يحيى: ثم بتّ عنده و نحن بالشام و ما معي أحد، فلم يحملني النوم، فأخذ المأمون سعال فرأيته يسدّ فاه بكمّ قميصه حتى لا أنتبه، ثم حملني آخر الليل النوم و كان له وقت يقوم فيه يستاك، فكره أن ينبّهني، فلما ضاق الوقت عليه تحركت فقال: اللّه أكبر، يا غلمان نعل أبي محمّد.
قال يحيى بن أكثم و كنت أمشي يوما مع المأمون في بستان موسى في ميدان البستان و الشمس عليّ و هو في الظل، فلما رجعنا قال لي: كن الآن أنت في الظل، فأبيت عليه، فقال:
أول العدل أن يعدل الملك في بطانته ثم الذين يلونهم حتى تبلغ إلى الطبقة السّفلى.
أخبرنا أبو القاسم الحسيني، أنا رشأ بن نظيف المقرئ، أنا الحسن بن إسماعيل المصري، نا أحمد بن مروان المالكي، نا حازم بن يحيى الحلواني، نا معلّى بن أيوب قال:
سمعت المأمون يقول:
إن أوّل العدل أن يعدل الرجل في بطانته، ثم على الذين يلونهم، حتى يبلغ العدل الطبقة الوسطى.
قال: و نا حازم بن يحيى، نا معلّى بن أيوب قال: سمعت المأمون يقول (1):
الملوك لا تحتمل ثلاثة أشياء: إفشاء السرّ، و التعرّض للحرمة، و القدح في الملك.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك، قالا:
أنا أبو الحسين بن النقور.
ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن نصر بن علي بن يونس العكبري، و أبو بكر محمّد بن عبيد اللّه بن نصر الزّاغوني، و أبو منصور أنوشتكين بن عبد اللّه الرضواني قالوا: أنا أبو القاسم بن البسري.
ح و أخبرنا أبو البركات أحمد بن محمّد بن الصّفّار، أنا عبد العزيز بن علي بن أحمد السكري.
قالوا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا محمّد بن نوح الجنديسابوري، نا - و في حديث ابن النقور: حدّثني - عبيد اللّه بن ثابت، أنا - و في حديث ابن النقور: حدّثني - أبي عن
ص: 314
محمّد بن حبيب، مولى بني هاشم، قال: سمعت يحيى بن خالد البرمكي يقول (1):
قال لي المأمون: يا يحيى، اغتنم قضاء حوائج الناس، فإن الفلك أدور، و الدهر أجور من أن يترك لأحد حالا، أو يبقي لأحد نعمة.
أخبرنا أبوا (2) الحسن: بن قبيس، و ابن سعيد، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (3)،حدّثني الحسن بن أبي طالب، نا أحمد بن محمّد بن عمران، نا صالح بن محمّد، حدّثني أخي صدقة بن محمّد قال: قال لي أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد الزّهري: قال المأمون: غلبة الحجة أحبّ إليّ من غلبة القدرة، لأن غلبة القدرة تزول بزوالها، و غلبة الحجّة لا يزيلها شيء.
قال (4):و أنا علي بن الحسن (5)-صاحب العبّاسي - أنا علي بن الحسن الرازي، نا أبو علي (6) الكوكبي، نا البحتري بن الوليد بن عبيد، حدّثني أبو تمام حبيب بن أوس قال:
قال المأمون لأبي حفص عمر بن الأزرق الكرماني: أريدك للوزارة، قال: لا أصلح لها يا أمير المؤمنين، قال: ترفع نفسك عنها؟ قال: و من يرفع نفسه عن الوزارة، و لكني قلت هذا رافعا لها و واضعا لنفسي بها، فقال المأمون: إنّا نعرف موضع الكفاة الثقات المتقدمين من الرجال، و لكن دولتنا منكوسة، إن قومناها بالراجحين انتقصت، و إن أيدناها بالناقصين استقامت و لذلك أخرت (7) استعمال الصواب فيك.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر الخرائطي، قال:
و سمعته - يعني: المبرد - يقول: أنشد المأمون بيت أبي العتاهية (8).
تعالى اللّه يا سلم بن عمرو *** أذل اللّه (9) أعناق الرّجال
ص: 315
فقال: الحرص مفسدة للدين، و اللّه ما عرفت من أحد قطّ حرصا، أو شرها فرأيت فيه مصطلحا.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر محمّد بن عبيد اللّه بن الشّخّير، نا أحمد بن إسحاق الملحمي، حدّثني الحسن بن إسماعيل المهري، نا العتبي قال:
سمعت المأمون يقول: من لم يحمدك على حسن النيّة لم يشكرك على جميل الفعل (1).
أخبرنا أبو العزّ بن كادش - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا، نا محمّد بن الحسن بن زياد، حدّثني أحمد بن يحيى ثعلب، نا أبو العالية قال: سمعت المأمون يقول: ما أقبح اللجاجة بالسلطان و أقبح من ذلك الضجر من القضاة قبل التفهم، و أقبح منه سخافة الفقهاء بالدين، و أقبح منه البخل بالأغنياء، و المزاح بالشيوخ، و الكسل بالشباب، و الجبن بالمقاتل (2).
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا إسماعيل بن عمرو البحيري، نا عمي - يعني: سعيد بن محمّد[-نا محمد] (3) بن أحمد البحيري، نا أحمد بن محمّد بن القاسم الفقيه، قال: سمعت علي بن محمّد النيسابوري قال: سمعت علي بن عبد الرحيم المروزي يقول: قال المأمون:
أظلم الناس لنفسه من عمل بثلاث: من يتقرّب إلى من يبعده، و يتواضع لمن لا يكرمه، و يقبل مدح من لا يعرفه.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، نا سليمان بن إبراهيم.
و أخبرنا أبو القاسم عبد الرّحمن، و أبو محمّد عبد الرحيم ابنا (4) محمّد بن الفضل بن محمّد بن أحمد الحداد - بأصبهان - قالا: أخبرتنا كريمة بنت أحمد بن محمّد بن الحسين الكردية.
قالا: نا محمّد بن إبراهيم بن جعفر الجرجاني - إملاء - نا محمّد بن محمّد الجرجاني،
ص: 316
نا أبو بكر بن الأنباري، نا محمّد بن المرزبان، نا حمّاد بن إسحاق بن إبراهيم الموصلي قال:
قال لي مخارق: أنشدت (1) المأمون قول أبي العتاهية (2):
و إنّي لمحتاج إلى كلّ صاحب *** يرقّ و يصفو إن كدرت عليه
قال لي: أعد، فأعدت سبع مرّات، فقال لي: يا مخارق خذ مني الخلافة و أعطني هذا الصاحب، للّه درّ أبي العتاهية ما أحسن ما قال (3).
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو بكر يعقوب بن أحمد بن محمّد الصيرفي، نا أبو نعيم أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن عيسى الأزهري الشيخ العدل، نا الحسن بن محمّد بن إسحاق الأزهري، حدّثني أبو بكر النيسابوري، نا عقيل بن عمرو - خاطب بنيسابور - قال:
كان للمأمون ابن عمّ جيد الخط ، فدخل عليه يوما فقال له المأمون: يا ابن عمّ ، بلغني أنك جيّد الخط ، و ذاك معدوم في أهلك، فقال: يا أمير المؤمنين جودة الخط بلاغة اليد، قال: و بلغني أنك شاعر، قال: ذلك ضعة للشريف، و رفعة للوضيع، قال: و بلغني أنك سخيّ ، قال: يا أمير المؤمنين منع الموجود قلّة ثقة بالمعبود، قال: فأنت أكبر أم أمير المؤمنين ؟ قال: جوابي في ذلك جواب جدّك العبّاس للنبي صلى اللّه عليه و سلم حين سئل فقيل له:
النبي صلى اللّه عليه و سلم أكبر أم أنت ؟ فقال: النبي صلى اللّه عليه و سلم أكبر، و ولدت قبله.
أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد المجلي (4)،نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا الشريف أبو الفضل محمّد بن الحسن بن محمّد بن الفضل بن المأمون، نا محمّد بن القاسم بن بشار، حدّثني أبي قال: قال أبو الحسن بن حدان، قال سليمان بن يحيى بن معاذ، عن أبيه قال:
لما ظهر الشيب بالمأمون كان يتمثل بهذا البيت من شعر مسلم بن الوليد (5):
أكره شيء و آسى أن يزايلني *** أعجب لشيء على البغضاء مودود
ص: 317
قال أبو الحسن بن حدان فحدثت به أبا تمام فقال: أ تعرف بقية الشعر؟ قلت: لا، فأنشدني (1):
نام (2) العواذل و استكفين لائمتي *** و قد كفاهنّ نهض البيض في السّود
أما الشباب فمفقود له خلف *** و الشيب يذهب مفقودا بمفقود (3)
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر قال: قرئ على سعيد بن محمّد البحيري أنا (4) أبو طاهر بن عروبة الأصبهاني، نا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن سين، نا أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم الغزال المقرئ، نا أحمد بن يونس (5)-إمام مسجد بيت المقدس، ببيت المقدس - و كان من ولد شداد بن أوس صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: سمعت هدبة بن خالد يقول (6):
حضرت غداء أمير المؤمنين المأمون فلما رفعت المائدة جعلت ألتقط ما في الأرض، فنظر إليّ المأمون فقال: أ ما شبعت يا شيخ ؟ قلت: بلى يا أمير المؤمنين إنما شبعت في فنائك و كنفك، و لكني حدّثني حمّاد بن سلمة عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من أكل ما تحت مائدته أمن من الفقر»[6887] فنظر المأمون إلى خادم واقف بين يديه، فأشار إليه، فما شعرت حتى جاءني و معه منديل فيه ألف دينار، فناولني فقلت: يا أمير المؤمنين، و هذا أيضا من ذاك.
كذا قال: ابن يونس، و إنما هو: ابن مؤنس.
أنبأناه أبو عبد اللّه الحداد، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد [عنه].
و أخبرناه أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر الخطيب.
ص: 318
قالا: أنا أبو نعيم، نا أبو بكر - زاد الحداد: محمّد بن أحمد فقالا:- ابن عبد الوهّاب، نا يعقوب بن إبراهيم بن إسحاق بن شبيب الغزال، نا أحمد بن مؤنس - إمام بيت المقدس - من ولد شداد بن أوس قال: سمعت هدبة بن خالد يقول:
حضرت غداء - و قال الخطيب: حضرت عند - أمير المؤمنين المأمون، فلمّا رفعت المائدة جعلت ألتقط ما في الأرض، فنظر إليّ المأمون فقال: أيّها الشيخ أ ما شبعت ؟ فقلت:
نعم يا أمير المؤمنين، إنّما شبعت في فنائك و كنفك - و قال الحداد: و كرمك - و لكن - و قال الخطيب: و لكني - حدّثني حمّاد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك قال: سمعت النبي (1) صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من أكل مما تحت مائدته أمن من الفقر»[6888] فأشار برأسه إلى خادم له، فجاء و ناولني ألف دينار - و قال الحدّاد: و ناوله بدرة فيها ألف دينار - فقلت: يا أمير المؤمنين، و هذا من ذاك.
أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن عبد اللّه بن عمر بن محمّد العمري الهروي بأزجاه (2)و أبو الحسن علي بن سهل بن محمّد بن علي حامد الشاشي الفقيه - قراءة - و أبو النّضر عبد الرّحمن بن عبد الجبّار بن عثمان - لفظا بهراة - قالوا: أنا أبو سهل نجيب بن ميمون بن سهل الواسطي، أنا أبو علي منصور بن عبد اللّه بن خالد الذهلي، حدّثني أحمد بن حمدان بن يوسف السّجستاني، نا صالح بن محمّد، حدّثني عبد اللّه بن أبي عمرو (3) أبو محمّد، نا معاوية بن صالح الأشعري، نا أحمد بن سعيد النضري (4)،قال (5):
قال المأمون لمحمّد بن عبّاد بن عبّاد المهلّبي: يا أبا عبد اللّه قد أعطيتك ألف ألف، و ألف ألف، و ألف ألف، و عليك دين، إنّ فيك سرفا، قال: يا أمير المؤمنين إن منع الموجود سوء الظن بالمعبود، و قال المأمون: أحسنت يا محمّد، أعطه ألف ألف، و ألف ألف، و ألف ألف.
أخبرنا أبو الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين - فيما قرأت عليه - عن أبي محمّد
ص: 319
عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو القاسم علي بن بشري بن عبد اللّه العطار، أنا أبو علي محمّد بن هارون بن شعيب الأنصاري، حدّثني محمّد بن إبراهيم البغدادي، حدّثني الحارث بن أحمد العبدي، نا الحسن بن عبدوس الصفار قال (1):
كان الحسن بن سهل مألفا للأدباء، و كان له مجلس ينتابه فيه أهل الأدب، و كان رجل من أهل الأدب يأتيه، قال: فلما تهيأ عرس بوران أهدى الناس إلى الحسن بن سهل و كان ذلك الرجل فقيرا، فأهدى إليه مزودين في أحدهما ملح طيب، و في الآخر أشنان (2) طيب، و كتب إليه: جعلت فداك خفة البضاعة قصرت ببعد الهمة، و كرهت أن تطوى صحيفة أهل البر و لا ذكر لي فيها، فوجهت إليك بالمبتدإ به ليمنه و بركته و بالمختوم به لطيبه و نظافته و كتب إليه في أسفل رقعته:
بضاعتي تقصر عن همّتي *** و همّتي تقصر عن مالي
فالملح و الأشنان يا سيدي *** أحسن ما يهديه (3) أمثالي
قال: فأخذ الحسن المزودين و دخل بهما على المأمون، فاستحسن ذلك و أمر بالمزودين ففرغا و ملئا دنانير.
قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن عبد اللّه الكاتب، أنا علي بن عبد اللّه بن المغيرة الجوهري، نا أحمد بن سعيد الدمشقي، حدّثني الزبير بن بكّار، حدّثني أبو عبد الرّحمن العتبي قال:
جاءني رجل من أصحاب الصنعة فقال: اذكرني لأمير المؤمنين - يعني - المأمون فإنّي أحل الطلق (4) بين يدي أمير المؤمنين في يوم و بعض آخر فقلت: يا هذا ارتح نفسك و العناء، و اجلس في بيتك، و لا تعرف (5) أمير المؤمنين منك، قال: فالحلّ عليه حرام - يعني الطلاق - و ماله من قليل أو كثير صدقة لوجه اللّه تعالى، و كلّ مملوك له حرّ إن كان كذبك فيما قال لك،
ص: 320
و اللّه ما آخذ منكم شيئا عاجلا و قد ادعيت (1) أمرا فامتحنوني فيه، فإن جاءك (2) ما ادّعيت كان الأمر فيّ إليكم، و إن وقع بخلاف ذلك انصرفت إلى منزلي.
فأخبرت المأمون بما قال: فتمثل ببيت الفرزدق:
و قبلك ما أعييت كاسر عينه *** زيادا فلم تقدر عليّ حبائله (3)
ثم قال: لعلّ هذا يريد أن يصل إلينا فاحتال بهذه الحيلة، و ليس الرأي أن يظهر أحد علينا علما فنظهر الزهد فيه، فأحضره.
قال: فجئت بالرجل و قعد له المأمون، و أحضرت له أداة العمل، فإذا هو يحل الطّلق أجهل مني بما في السماء السابعة، فنظر إليّ المأمون و قال: تزعم أنه حلف بالطلاق و العتاق و صدقة ما يملك ؟ قال: بلى، قال: فقد حنث، فقال الرجل و المأمون يسمع: أ لم تحلف بالطلاق و العتاق و صدقة ما تملك ؟ قال: بلى، قلت: فقد حنثت قال: ليست لي امرأة، قلت:
فالعتاق، قال: و ما لي مملوك، قلت: فصدقة ما تملك، قال: ما أملك خيطا و لا مخيطا، قلت له: كذب يا أمير المؤمنين، له غلام، و دابّة، قال: هما و حق رأس أمير المؤمنين، عارية، قال: فتبسّم المأمون [و] قال: هذا بحل الدراهم أعلم منه بحلّ الطّلق (4)،ثم أمر أن يعطى خمسة آلاف درهم، فلما خرج قال للعتبي ردّه فردّه، فقال: زيدوه، فإنه لا يجد في كل وقت من يمخرق عليه، فقال الرجل: يا أمير المؤمنين عندي باب من الحملان ليس في الدنيا مثله، قال: احمله على هذه الدراهم، فإن كنت صادقا صرت ملكا في أقلّ من شهر.
قرأت على أبي الحسن سعد الخير بن محمّد بن سهل، عن أبي عبد اللّه محمّد بن أبي نصر الحميدي، أنا أبو العبّاس أحمد بن عمر بن أنس العذري، نا أبو البركات محمّد بن عبد الواحد الزّبيري، نا أبو سعيد الحسن بن عبد اللّه بن المرزبان السيرافي، نا أبو إسحاق إبراهيم بن السّري الزّجّاج، نا أبو العبّاس محمّد بن يزيد المبرد قال:
لما وصل المأمون إلى بغداد و قرّبها قال ليحيى بن أكثم: وددت أنّي وجدت رجلا مثل الأصمعي، ممن عرف أخبار العرب، و أيامها، و أشعارها، فيصحبني كما صحب الأصمعي
ص: 321
الرشيد، فقال له يحيى: هاهنا شيخ يعرف هذه الأخبار، يقال له: عتّاب بن ورقاء من بني شيبان، قال: فابعث لنا بشيء (1)-يعني - فبعث فحضر فقال له يحيى: إنّ أمير المؤمنين يرغب في حضور مجلسه، و محادثته، فقال: أنا شيخ كبير، و لا طاقة لي، لأنه قد ذهب مني الأطيبان (2) فقال له المأمون: لا بد من ذلك، فقال للشيخ: فاسمع ما حضرني فقال اقتضابا (3):
أبعد ستين أصبو *** و الشيب للمرء حرب
شيب، و سنّ ، و إثم *** أمر لعمرك صعب
يا ابن الإمام فهلا *** أيام عودي رطب
و إذ شفاء الغواني *** مني حديث و قرب
و إذ مشيبي قليل *** و منهل العيش عذب
فالآن لما رأى بي *** عواذ لي ما أحبوا
آليت أشرب راحا *** ما حج للّه ركب
فقال المأمون: ينبغي أن تكتب بالذهب، و أمر له بجائزة. و تركه. لم يذكر الخطيب عتابا هذا في تاريخ بغداد.
أنبأنا (4) أبو الحسن السّلمي قال: أجاز لنا أبو إسحاق الحسين (5).
و أنبأنا (6) أبو القاسم صدقة بن محمّد بن الحسين، أنا جعفر بن أحمد القارئ، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد بمصر، أنا أبو العبّاس منير بن أحمد بن منير، أنا أبو الحسن أحمد بن (7) بهزاد بن مهران الفارسي، نا عبد الرّحمن بن حاتم أبو زيد المرادي خبرني الفضل بن جعفر البغدادي، أخبرني ثمامة بن أشرس.
أن المأمون أمير المؤمنين تفرد يوما في بعض تصيده فانتهى إلى بعض بيوت (8) البادية
ص: 322
فرأى صبيا يضبط قربة، و قد غلبه وكاؤها و هو يقول: يا أبة اسدد فاها، فقد غلبني فوها، لا طاقة لي بفيها قال: فوقف عليه المأمون، فقال: يا فرخ عمه ممن تكون ؟ قال: من قضاعة، قال: من أيّها؟ قال: من كلب، قال: و إنك لمن الكلاب، قال: لسنا هم، و لكنا قبيل ندعى كلبا، قال: فمن أيّهم أنت ؟ قال: من بني عامر، قال: من أيّها؟ قال: من الأحداد، ثم من بني كنانة، فمن أنت يا خال، فقد سألتني عن حسبي ؟ قال: ممن يبغضه العرب كلها، قال: فأنت إذا من نزار؟ قال: أنا من تبغضه نزار كلها، قال: فأنت إذا من مضر، قال: أنا ممن تبغضه مضر كلها، قال: فأنت إذا من قريش ؟ قال: أنا ممن تبغضه قريش كلها، قال: فأنت إذا من بني هاشم، قال: أنا ممن تحسده بنو هاشم كلها، قال: فأرسل فم القربة، و بادر إليه، و قال:
السّلام عليك يا أمير المؤمنين، و رحمة اللّه و بركاته، و ضرب بيده إلى شكيمة الدابة و هو يقول (1):
مأمون يا ذا المنن (2) الشريفه *** و صاحب (3) الكتيبة الكثيفة
هل لك في أرجوزة نظيفه (4) *** أطرف بها من فقه أبي حنيفة
لا و الذي أنت له خليفه *** ما ظلمت في أرضنا ضعيفه
عاملنا (5) مئونته خفيفه *** و ما جبى (6) فضلا عن الوظيفة
فالذئب و النعجة في سقيفه *** و اللص و التاجر في قطيفة
قد سار فينا سيرة الخليفة (7)
فقال له المأمون: أصبت يا فرخ عمه، فأيهما أحبّ إليك، عشرة آلاف مجلّة، أو مائة ألف مؤجّلة، قال: بل أدخرك يا أمير المؤمنين.
قال: فما لبثت أن أقبلت الفرسان، فقال: احملوه، حتى كان أحد مسامريه.
أخبرنا (8) أبو النجم الشّيحي (9)،أنا أبو بكر الخطيب (10)،أخبرني علي بن أيوب
ص: 323
القمّي، أنا محمّد بن عمران الكاتب، أخبرني الصولي، حدّثني عبد اللّه بن الحسين، حدّثني البحتري، عن إبراهيم بن الحسن بن سهل قال:
كان المأمون يتعصب للأوائل (1) من الشعراء و يقول: انقضى الشعر مع ملك بني (2)أمية، و كان عمي الفضل بن سهل يقول له: الأوائل حجة و أصول و هؤلاء أحسن تفريعا إلى أن أنشده عبد اللّه بن أيوب التيمي شعرا مدحه فيه، فلما بلغ قوله:
ترى ظاهر المأمون أحسن ظاهر (3) *** و أحسن منه ما أسرّ و أضمرا
يناجي له نفسا تريع بهمة *** إلى كل معروف و قلبا مطهرا
و يخشع إكبارا له كلّ ناظر *** و يأبى لخوف اللّه أن يتكبّرا
[طويل نجاد السيف مضطمر الحشا *** طواه طراد الخيل حتى تحسّرا] (4)
رفلّ إذا ما السّلم رفّل ذيله *** و إن شمرت يوما له الحرب شمّرا
فقال للفضل: ما بعد هذا مدح، و ما أشبه (5) فروع الإحسان بأصوله.
ح قال: و أخبرني أبو العزّ بن كادش، أنا أبو علي الجازري، أنا المعافى بن زكريا، نا محمّد بن يحيى الصولي.
فذكرها.
أخبرنا (6) أبو العزّ بن كادش مناولة و إذنا و قرأ عليّ إسناده، أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا (7)،نا عبد الباقي بن قانع، نا محمّد بن زكريا، نا محمّد بن عبد الرّحمن، حدّثني بعض الهاشميين قال:
خرج المأمون يوما من الرّصافة يريد الشّمّاسية (8)،فدنونا من ركابه فسلّمنا عليه،
ص: 324
و قبّلنا يده قال: و كان أمامي رجل من الطالبيين يلقب بكلب الجنّة، و كان طيبا ظريفا، فلما دنا من المأمون قبّل يده فقال له المأمون كالمشير (1) إليه: كيف أنت يا كلب الجنّة ؟ أما الدنانير و الدراهم و الزينة فلعمرو بن مسعدة (2) و أبي عبّاد (3) و أمّا الطّنز (4) و التحميز (5) فلبني هاشم فرد المأمون كمّه على فيه و قال: ويلك كف لا تفضحني، قال: لا و اللّه أو تضمن لي شيئا تعجّله لي، قال: العشيّة يأتيك رسولي، فأتاه عمرو بن مسعدة بثلاثين ألف درهم.
قال (6):و نا عبد الباقي بن قانع، نا محمّد بن زكريا، نا محمّد بن عبد الرّحمن، حدّثني هذا الهاشمي قال: ركب المأمون يوما إلى المطبق و بلغ القواد ركوبه فتبعوه، قال:
فكان كلب الجنّة ممن ركب تلك العشية قال: فبصر به المأمون و بيده خشبة من حطب الوقود، و في اليد الأخرى لحافه فقال: كلب الجنّة، قال: نعم كلب الجنّة بلغه ركوبك فجاء لنصرتك، و اللّه ما وجدت سلاحا إلاّ هذه المشقّقة من حطب البقّال، و لا ترسا إلاّ لحافي هذا، و عياش بن القاسم في بيته ألف ترس، و ألف درع، و ألف سيف قائم غير مكترث فوصله بثلاثين ألفا، و جاء عياش يركض فشتمه المأمون و ناله مكروه.
أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، قال:
سمعت المظفّر بن سعيد قال: سمعت محمّد بن (7) يحيى الصولي، حدّثني أبو علي الكيّال صاحب بدر، حدّثني ابن أبي فنن، حدّثني عمرو بن سعيد قال:
كنت في نوبتي في الحرس في أربعة آلاف إذ رأيت المأمون قد خرج و معه غلمان صغار، و شموع، فعرفته، و لم يعرفني، فقال: من أنت ؟ فقلت: عمرو - عمرك اللّه - بن سعيد أسعدك اللّه - بن سالم (8)-سلّمك اللّه - قال: أنت تكلؤنا منذ الليلة؛ قال: اللّه يكلؤك يا أمير المؤمنين، هو خَيْرٌ حٰافِظاً وَ هُوَ أَرْحَمُ الرّٰاحِمِينَ (9)،و تبسّم و أنشأ يقول: شعر:
ص: 325
إنّ أخا الهيجاء من يسعى معك *** و من يضرّ نفسه لينفعك
و من إذا ريب الزمان صدعك *** بدد شمل نفسه ليجمعك
ثم قال: يا غلام أعطه (1) أربع مائة دينار، قال: فقبضتها، قال: فقال عمرو: أنشدت أربعة أبيات فأمر لي بأربعمائة دينار، فلو أنشدته عشرة أبيات لكنت آخذ ألفا (2).
أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه - فيما قرأ عليّ إسناده و ناولني إيّاه و قال: اروه عنّي - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا (3)،أنا الحسن بن أحمد بن محمّد بن سعيد أبو علي الكلبي، حدّثني إبراهيم بن محمّد الدّجاجي، حدّثني عمرو بن سعيد بن سالم (4) الباهلي قال:
كنت في حرس المأمون بحلوان (5) حين قفل من خراسان أو قفل من العراق - أبو علي يشك-.
قال المعافى: و الصواب قفل من خراسان أو قفل إلى العراق و القفول الرجوع لا ابتداء السفر، و المأمون رجع من خراسان إلى العراق بعد قتل الأمين و استتباب الخلافة له، قال:
قال: فخرج ينظر إلى العسكر في بعض الليل، فعرفته و لم يعرفني فأغفلته فجاء من ورائي حتى وضع يده على كتفي، فقال: من أنت ؟ فقلت: أنا عمرو - عمّرك اللّه - ابن سعيد - أسعدك اللّه - ابن سالم (6)-سلّمك اللّه - فقال: أنت الذي كنت تكلؤنا من (7) هذه الليلة ؟ فقلت: اللّه يكلؤك يا أمير المؤمنين، فأنشأ المأمون يقول:
إنّ أخا هيجاك من يسعى معك (8) *** و من يضر نفسه لينفعك
و من إذا ريب زمان صدعك *** فرّق من جميعه ليجمعك
ثم قال: أعطه لكل بيت ألف دينار فوددت أن تكون الأبيات طالت عليّ ، فأجد الغنى
ص: 326
فقلت: يا أمير المؤمنين و أزيدك بيتا من عندي فقال: فقال لي: هات: فقلت:
و إن غدوت ظالما غدا معك
أعطه (1) لهذا البيت ألف دينار.
فما برحت من موقفي حتى أخذت خمسة آلاف دينار (2).
قال: و نا المعافى، نا عبد الباقي بن نافع، نا محمّد بن زكريا الغلابي، نا مهدي بن سابق قال (3):دخل المأمون يوما ديوان الخراج فمرّ بغلام جميل على أذنه قلم، فأعجبه ما رأى من حسنه فقال: من أنت يا غلام ؟ فقال الناشئ في دولتك، و خرّيج أدبك يا أمير المؤمنين، المتقلّب في نعمتك، و المؤمّل بخدمتك الحسن بن رجاء.
فقال المأمون: يا غلام بالإحسان في البديهة تفاضلت العقول.
ثم أمر أن يرفع عن مرتبة الديوان، و أمر له بمائة ألف درهم.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو يعلى بن الفرّاء، أنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد الفرضي - إجازة - نا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي، نا محمّد بن موسى البربري، نا أبو عبد اللّه بن أبي الأسود، حدّثني محمّد بن العبّاس قال:
جاء رجل من الشعراء إلى المأمون فأنشده:
تمرّ بك الأموال غير مقيمة *** إلى الجود إلاّ أن تكون على رحل
فما لك مجتاز، و جودك موطن *** و لا تنبت (4) الأموال و الجود في رحل
فاستحسن المأمون ذلك و أعطاه صلة سنية.
ص: 327
أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (1)،أنا علي بن أبي المعدل، نا أبو بكر محمّد بن عبد الرحيم المازني، نا الحسين بن القاسم الكوكبي، نا أبو الفضل الرّبعي قال:
لما ولد جعفر بن المأمون المعروف بابن بخة دخل المهنئون على المأمون فهنئوه بصنوف من التهاني، و كان فيمن دخل العبّاس بن الأحنف، فمثل قائما بين يديه ثم أنشأ يقول:
مدّ لك اللّه الحياة مدّا *** حتى (2) يريك ابنك هذا جدّا
ثم يفدّى مثل ما تفدّى *** كأنه أنت إذا تبدّى (3)
أشبه منك قامة و قدّا *** مؤزرا بمجده مردّا
فأمر له المأمون بعشرة آلاف درهم.
أخبرنا أبوا (4) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا - أبو بكر الخطيب (5)،نا القاضي أبو الطّيّب الطبري قال: نا المعافى بن زكريا، نا محمّد بن القاسم الأنباري، حدّثني أبي قال: قال منصور البرمكي:
كانت لهارون الرشيد جارية غلامية تصبّ على يده، و تقف على رأسه، و كان المأمون يعجب بها، و هو أمرد، فبينما هي تصبّ على هارون من إبريق معها و المأمون مع هارون قد قابل بوجهه وجه الجارية، إذ أشار إليها بقبلة، فزبرته بحاجبها، و أبطأت عن الصبّ في مهلة ما بين ذلك، فنظر إليها هارون فقال: ما هذا؟ فتلكّأت عليه، فقال: ضعي ما معك، عليّ كذا إن لم تخبريني لأقتلنك، فقالت: أشار إلي عبد اللّه بقبلة، فالتفت إليه، و إذا هو قد نزل به من الحياء و الرعب ما رحمه منه، فاعتنقه و قال: أ تحبّها؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، فقال: قم فادخل بها في تلك القبة، فقام ففعل، فقال له هارون: قل في هذا شعر، فأنشأ يقول:
ظبي كتبت بطرفي *** عن الضمير إليه
قبّلته من بعيد *** فاعتلّ من شفتيه
ص: 328
و رد أحسن ردّه *** بالكسر من حاجبيه
فما برحت مكاني *** حتى قدرت عليه
أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا محمّد بن خلف بن المرزبان، حدّثني أبو محمّد المروزي، أخبرني أحمد بن عثمان قال:
دخل المأمون على أم جعفر بعد قتل محمّد فرأى على رأسها جارية من أحسن الناس وجها و قدا، و شمائل، فأعجب بها المأمون و شغلت قلبه، فكسر طرفه في طرفها، فأجابته من طرفها بمثل ذلك، فأومأ بفمه يقبّلها من بعيد، فعضّت على شفتيها، فدميت، فقال المأمون لأم جعفر: يا أمه تأذنين لي في كلام هذه الجارية ؟ فقالت: هي أمتك، فدعا المأمون بدواة و كتب إلى الجارية:
ظبي كتبت بطرفي *** من الضمير إليه
فردّ أحسن رد *** بالكسر من حاجبيه
قبّلته من بعيد *** فاعتل من شفتيه
فما برحت مكاني *** حتى احتويت عليه
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن علي بن الحسن بن الدّجاجي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل بن محمّد بن سويد المعدّل، أنا أبو علي الحسين بن القاسم بن جعفر الكوكبي، نا أحمد بن أبي خيثمة، أخبرتني امرأة من آل عيسى بن جعفر قالت:
عشق المأمون جارية لأم عيسى امرأته فوجدت عليه فكتب إليها شعر أبيه:
أ ما يكفيك أنك تملكيني *** و أنا الناس كلهم عبيدي
فرضيت عنه، و جاءها فأخرجت إليه الجواري فغنت الجارية الشعر من بينهن فقال المأمون:
أرى ماء و بي عطش شديد *** و لكن لا سبيل إلى الورود
فقالت: خذها غير مبارك لك فيها.
و قال المأمون أيضا:
ظبي كتبت بطرفي
قبّلته من بعيد *** فاعتلّ من شفتيه
فما برحت مكاني *** حتى غدوت عليه
قال أحمد: و سمعت من ينشد له هذه الأبيات و هو يعمل فيها:
ص: 329
ظبي كتبت بطرفي
قبّلته من بعيد *** فاعتلّ من شفتيه
فما برحت مكاني *** حتى غدوت عليه
قال أحمد: و سمعت من ينشد له هذه الأبيات و هو يعمل فيها:
عرفت حاجتي إليها فضنّت *** و رأت طاعتي لها فتجنّت
و إذا النفس رامت الصبر عنها *** ذكرت حسرة الفراق فحنّت
لا تلو من غير نفسك فيها *** أنت جنّنتها عليك فجنّت
أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسن، أنا أبو الفتح أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن علي، نا أبو الحسن علي بن يحيى بن جعفر بن عبدكويه (1)،نا أبو بكر [أحمد] (2) بن محمّد بن موسى الملحمي (3)،قال: سمعت أبا خليفة الفضل بن الحباب (4)يقول (5):سمعت بعض النّخّاسين يقول: عرضت على المأمون جارية شاعرة، فصيحة، متأدبة شطرنجية، فساومته في ثمنها بألفي دينار [فقال المأمون:] (6) إن هي أجازت بيتا أقوله ببيت من عندها، اشتريتها بما تقول و زدتك. قال (7):فقلت: فكم الزيادة يا أمير المؤمنين ؟ قال:
مائة دينار، فقلت له: زدني، قال: مائتا دينار، فقلت له: زدني، قال: ثلاثمائة دينار، قلت له زدني، قال: خمس مائة دينار، قلت: فليسألها أمير المؤمنين مما أراد (8) فأنشأ المأمون يقول (9):
ما ذا تقولين فيمن شفّه أرق *** من جهد حبك حتى صار حيرانا
فأجازته:
إذا وجدنا محبا قد أضرّ به *** داء الصّبابة أوليناه إحسانا
أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد العلاّف، و أخبرني،[أبو] (10) المعمر الأنصاري [عنه] (11).
ص: 330
ح (1) و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، و أبو الحسن بن العلاّف، قالا: أنا عبد الملك بن محمّد بن بشران، أنا أحمد بن إبراهيم الكندي، أنا محمد (2) بن جعفر الخرائطي، نا أبو الفضل الرّبعي - يعني: العبّاس بن الفضل - قال:
كان المأمون يهوى جارية من جواريه يقال لها تشريف (3) فبعث إليها ليلة من الليالي خادما يأمرها بالمصير إليه، فصار الخادم إليها، فأمرها بذلك، فقالت: لا و اللّه لا أجيبه، فإن كانت الحاجة له فليصر (4) إليّ ، فلما استبطأ المأمون أنشأ يقول (5):
بعثتك مشتاقا (6) ففزت بنظرة *** و أغفلتني حتى أسأت بك الظّنّا
و ناجيت من أهوى، و كنت مقرّبا (7) *** فيا ليت شعري عن دنوّك ما أغنى
و ردّدت طرفا في محاسن وجهها *** و متّعت باستمتاع (8) نغمتها أذنا
أرى أثرا في صحن خدّك لم يكن (9) *** لقد سرقت (10) عيناك من حسنها حسنا
قال الخادم: لا و اللّه يا سيدي إلاّ أنها قالت ما حكيت لك، فقال: إذن و اللّه أقوم إليها.
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، و حدّثني أبو إسحاق إبراهيم بن طاهر بن بركات عنه [أنا المشرف بن علي بن الخضر الثمار إجازة] (11)،أنا أبو خازم محمّد بن الحسين بن محمّد بن خلف، أنشدني أبو القاسم بن [أبي] أسامة بحلب للمأمون في رسول أرسله إلى من يهواه، و قال له: تسارّه بكذا و كذا:
بعثتك مشتاقا ففزت بنظرة *** و أغفلتني حتى أسأت بك الظنا
ص: 331
و ناجيت من أهوى و كنت مقرّبا *** فيا ليت شعري عن سرارك ما أغنا
و نزّهت طرفا في محاسن وجهها *** و متّعت باستمتاع نغمتها أذنا
أرى أثرا منها بوجهك لم يكن *** لقد سرقت عيناك من حسنها حسنا
قال: و أنشدني أبو القاسم بن أبي أسامة - بحلب - و ذكر أنه للمأمون قاله في بعض ندمائه و قد ثمل عنده سكرا، فناوله القدح بيده فقال: خذ، فقال: يدي لا تطاوعني، فقال: قم فنم في فراشك - و كان ينام عنده - فقال: رجلي لا تواتيني فقال فيه المأمون:
أبصرته، و ظلام الليل منسدل *** و قد تمدد سكرا في الرياحين
فقلت: خذ، قال: كفّي لا تطاوعني *** فقلت: قم، قال: رجلي لا تواتيني
إنّي غفلت عن الساقي فصيّرني *** كما تراني سليب العقل و الدّين
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الفضل أحمد بن الحسن، قالا: أنا أبو الخطاب عبد الملك بن أحمد بن عبد اللّه الخطيب، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن جعفر، أنا عمي أبو عمرو عثمان بن جعفر بن محمّد الجواليقي، أنا أبو مقاتل محمّد بن العبّاس بن أحمد بن مجاشع، أنشدنا أحمد بن يحيى للمأمون (1):
لساني كتوم لأسراركم *** و دمعي نموم بسرّي (2) مذيع
فلو لا دموعي كتمت الهوى *** و لو لا الهوى لم يكن لي دموع
أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد بن المجلي (3)،نا أبو منصور عبد المحسّن بن محمّد بن علي - من لفظه - أنا القاضي أبو القاسم يحيى بن محمّد بن سلاّمة بن جعفر، أنا أبو يعقوب يوسف بن يعقوب بن خرّزاد النّجيرمي قال: أنشدني أبو القاسم جعفر بن شاذان القمّي قال: أنشدني الصولي للمأمون:
مولاي ليس لعيش أنت حاضره *** قدر و لا قيمة عندي و لا ثمن
و لا فقدت من الدنيا و لذّتها *** شيئا إذا كان عندي وجهك الحسن
أنبأنا أبو الحسن بن العلاّف، و أخبرني أبو المعمّر المبارك بن أحمد عنه.
ص: 332
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، و أبو الحسن بن العلاّف، قالا: أنا عبد الملك بن محمّد بن بشران، أنا أحمد بن إبراهيم الكندي، أنا محمّد بن جعفر، أنشدني داود بن علي للمأمون:
و قائلة لمّا استمرت بنا النوى *** و محجرها فيه دم و نجيع
أ لم يقض للرّكب الذين تحمّلوا *** إلى بلد فيه الشّجيّ رجوع
فقلت: و لم أملك سوابق عبرة *** نطقن بما ضمّت عليه ضلوع
با (1) بين كم دار تفرّق شملها *** و شمل شتيت عاد و هو جميع
كذاك الليالي صرفهن كما ترى *** لكلّ أناس جدبة و ربيع
أخبرنا أبو طاهر محمّد بن عبد اللّه السّنجي (2)،أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد بن عبد اللّه المديني، نا أبو زكريا يحيى (3) بن إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكي - إملاء - أنشدنا أبو القاسم السّكوني العدل، حدّثني محمّد بن خلف بن المرزبان قال:
كتب الرضا إلى المأمون:
إنّك في دار لها مدّة *** يقبل فيها عمل العامل
أما ترى الموت محيطا بها *** يقطع منها أمل الآمل
تعجّل الذنب لما تشتهي *** و تأمل التوبة في قابل
و الموت يأتي أهله بغتة *** ما ذا يفعل الحازم العاقل (4)
أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم الزاهد - إملاء - أنا أبو القاسم عمر بن أحمد الواسطي، أنا أبو الحسين بن محمّد بن أحمد الملطي قال: سمعت الخزاعي و هو أبو بكر محمّد بن الحسين يقول: سمعت محمّد بن فيروز يقول:
سمعت يزيد بن خالد يقول:
دخل المريسي (5) يوما على المأمون فقال: يا أمير المؤمنين إن هاهنا شاعرا يهجو،
ص: 333
و يقول الشعر فيما أحدثناه (1) من أمر القرآن فأحبّ أن تجدّد له عقوبة، فقال المأمون: أما إنه إن كان شاعرا فلست أقدم لك عليه، و إن كان فقيها أقدمت عليه، فقال: يا أمير المؤمنين، إنّه يدّعي الشعر، و ليس بشاعر، فقال: إنّه خطر على فؤادي في هذه الليلة أبيات فأنا أكتب إليه بها، فإن لم يجبني أقدمت (2) عليه، فكتب (3):
قد قال مولانا (4) و سيّدنا *** قولا له في الكتاب (5) تصديق
إنّ عليّا - أعني أبا حسن- *** أفضل من (6) أرقلت به النّوق
بعد نبي الهدى و أنّ لنا *** أعمالنا، و القرآن مخلوق
فلما ورد هذا على الشاعر قرأها، ثم قال له اكتب (7):
يا أيها الناس لا قول و لا عمل *** لمن يقول: كلام اللّه مخلوق
ما قال ذاك أبو بكر و لا عمر *** و لا النّبي و لم يذكره صدّيق
و لم يقل ذاك إلاّ كل مبتدع *** على (8) الإله و عند اللّه زنديق
عمدا أراد به (9) إمحاق دينكم *** لأن دينهم و اللّه ممحوق
أصبح (10) يا قوم عقلا من خليفتكم *** يمسي و يصبح في الأغلال موثوق
فلما ورد هذا على المأمون التفت إلى المريسي فقال له: يا عاض كذا من أمه،- لا يكنى - زعمت أنه ليس بشاعر؟ و أغلظ له في القول.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا محمّد بن الحسن، قال: سمعت معلّى بن أيوب يقول:
وقف المأمون في بعض أسفاره و هو قافل إلى طرسوس في قدمته التي مات فيها، فوقف على شرف عال ثم أنشأ يقول:
ص: 334
حتّى متى أنا في حطّ و ترحال *** و طول سعي و إدبار و إقبال
و نازح الدار لا أنفكّ مغتربا *** عن الأحبة ما يدرون ما حالي
بمشرق الأرض طورا ثم مغربها *** لا يخطر الموت من حرص على بال
و لو قعدت أتاني الرزق في دعة *** إنّ القنوع الغنى لا كثرة المال
أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنا أبو علي محمّد بن الحسين الجازري، أنا المعافى بن زكريا (1)،القاضي (2)،نا الحسين بن القاسم (3)الكوكبي، نا أبو محمّد عبد اللّه بن مالك النحوي، أنا يحيى بن أبي حماد (4) المزكّي (5)،عن أبيه قال:
وصفت للمأمون جارية بكلّ ما توصف (6) امرأة من الكمال و الجمال، فبعث في شرائها، فأتي بها وقت خروجه إلى بلاد الروم، فلما همّ ليلبس درعه خطرت بباله فأمر فأخرجت إليه، فلما نظر إليها أعجب بها، و أعجبت به، فقالت: ما هذا؟ قال: أريد الخروج إلى بلاد الروم، قالت: قتلتني و اللّه يا سيّدي، و حدرت (7) دموعها على خدّها كنظام اللؤلؤ و أنشأت تقول:
سأدعو دعوة المضطر ربّا *** يثيب على الدعاء و يستجيب
لعلّ اللّه أن يكفيك حربا *** و يجمعنا كما تهوى القلوب
فضمّها المأمون إلى صدره و أنشأ متمثلا يقول:
فيا حسنها إذ يغسل الدمع كحلها *** و إذ هي تذري الدمع منها الأنامل
صبيحة قالت في العتاب: قتلتني، و قتلي بما قالت هناك تحاول ثم قال لخادمه: يا مسرور، احتفظ بها و أكرم محلها، و أصلح لها كلّ ما تحتاج إليه من المقاصير و الخدم و الجواري إلى وقت رجوعي، فلو لا ما قال الأخطل حين يقول (8):
ص: 335
قوم إذا حاربوا شدّوا مآزرهم *** دون النساء و لو باتت بأطهار
ثم خرج فلم يزل يتعهدها و يصلح ما أمر به، فاعتلّت الجارية علة شديدة أشفق عليها منها، و ورد نعي المأمون، فلما بلغها ذلك تنفست الصّعداء و توفيت، و كان مما قالت و هي تجود بنفسها:
إنّ الزمان سقانا من مرارته *** بعد الحلاوة أنفاسا و أروانا
أبدى لنا تارة منه (1) فأضحكنا *** ثم انثنى تارة أخرى فأبكانا
إنّا إلى اللّه فيما لا يزال لنا (2) *** من القضاء و من تلوين دنيانا
دنيا نراها ترينا من تصرّفها *** ما لا تدوم مصافاة و أحزانا
و نحن (3) فيها كأنا لا تزايلها *** للعيش أحياؤنا يبكون موتانا
أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال: قال أبي:
و ولي عبد اللّه بن هارون المأمون إحدى و عشرين سنة، و توفي و هو ابن ثمان و أربعين سنة.
أخبرنا أبوا (4) الحسن: علي بن أحمد الفقيه، و علي بن الحسن بن سعيد، قالا: نا - و أبو النجم الشّيحي، أنا - أبو بكر الخطيب (5)،أنا باي بن جعفر الجيلي، نا أحمد بن محمّد بن عمران، نا محمّد بن يحيى، حدّثني يعقوب بن بيان الكاتب قال: سمعت علي بن الحسن (6) بن عبد الأعلى الإسكافي يقول:
عاش المأمون ثمانيا و أربعين سنة، و عاش المعتصم مثلها، و طاهر (7) مثلها، و عبد اللّه (8) بن طاهر مثلها، و عاش المتوكل ثلاثا و أربعين سنة، و عاش الفتح مثلها (9).
ص: 336
أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، أنا أبو بكر أحمد بن علي، أنا علي بن أحمد بن عمر، نا علي بن أحمد بن أبي قيس.
ح (1) و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن محمّد بن عبد العزيز، أنا أبو الحسين (2) بن بشران، أنا عمر بن الحسن بن علي.
قالا: نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن صالح القرشي، حدثتني زينب بنت سليمان بن علي قالت:
مات المأمون و له ثمان و أربعون سنة و خمسة أشهر و أيام، و كانت خلافة المأمون منذ قتل محمّد إلى أن مات تسع عشرة سنة، و ستة أشهر، و عشر ليال.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (3):سنة ثمان عشرة و مائتين فيها مات المأمون عبد اللّه بن هارون أمير المؤمنين يوم الخميس لثلاث عشرة بقيت من رجب، مات بقرحة في حلقة و هو ابن ثمان و أربعين سنة، و خمسة أشهر و يومين، و كانت ولايته التي استقامت له عشرين سنة و خمسة أشهر و أيام، و من قبل أن يقتل المخلوع بسنتين.
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبيد اللّه بن عثمان بن يحيى، أنا إسماعيل بن علي الخطبي، أخبرني البربري (4)،قال: قال ابن أبي السّري: و توفي المأمون يوم الثلاثاء - و يقال: يوم الأربعاء - لثمان خلون من رجب سنة ثمان عشرة و مائتين، فكانت خلافته عشرين سنة و خمسة أشهر و ثلاثة عشر يوما، و توفي و هو ابن تسع و أربعين سنة و شهرين و ثمانية عشر يوما.
قال ابن أبي السّري: و حدّثني العمري.
أن المأمون مات يوم الخميس لسبع عشرة خلون من رجب سنة ثمان عشرة و مائتين، و دفن بالبذندون (5) في دار خاقان.
قال ابن أبي السّري، و حدّثني الفضل بن العبّاس قال: توفي المأمون يوم الخميس
ص: 337
لثلاث عشرة ليلة بقيت من رجب سنة ثماني عشرة، و صلّى عليه أخوه أبو إسحاق المعتصم، و دفن بطرسوس.
قال ابن أبي السّري: و كان المأمون أبيض تعلوه صفرة، أحنى، أعين، طويل اللحية دقيقها، ضيّق الجبين، بخده الأيمن خال أسود، و هو أشيب.
و ذكر عمر بن شبة: أن المأمون توفي ليلة الخميس لإحدى عشرة ليلة بقيت من رجب بالبذندون (1) و حمل إلى طرسوس و دفن بها، و سنة ثمان و أربعون، و يقال: تسع و أربعون.
قال أبو محمّد (2):و سنّه الصحيح على حساب مولده ثمان و أربعون سنة و أربعة أشهر و خمسة أيام، و ما سوى هذا غلط في الحساب لأنه ليس في مولده خلاف - و مبلغ مدّته في الخلافة منذ وقت قتل محمّد الأمين و دعي له ببغداد، و اجتمع الناس عليه - ما حصل عند وفاته و قد دعي له بالخلافة بخراسان من قبل ذلك بسنتين، و غلب له على الآفاق على ما قد بينّا من ذلك.
أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين، قال: قال أبو حفص عمرو بن علي:
و بايع - يعني: الرشيد - لابنيه محمّد و عبد اللّه - و هو المأمون - ثم قام المأمون و أسقط بيعة القاسم و بايع لعلي بن موسى يوم الاثنين لسبع خلون من رمضان سنة إحدى و مائتين، فملك المأمون تسع عشرة (3) سنة.
أنبأنا أبو علي محمّد بن سعيد بن إبراهيم.
ثم أخبرنا أبوا (4) الحسن: علي بن أحمد، و علي بن الحسن، قالا: نا - و أبو النجم الشّيحي، قال (5):أنا - أبو بكر الخطيب (6).
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن محمّد.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الفضل بن خيرون.
ص: 338
قالوا: أنا أبو علي الحسن بن أبي بكر بن شاذان (1).
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه أيضا، أنا طراد بن محمّد، و أبو محمّد التميمي، قالا: أنا أبو بكر بن وصيف.
قالا: أنا محمّد (2) بن عبد اللّه الشافعي، نا عمر بن حفص السّدوسي، نا محمّد بن يزيد قال:
كانت خلافة المأمون من قتل محمّد بن هارون عشرين سنة، و نحو أربعة أشهر، و توفي ناحية طرسوس في رجب سنة ثمان عشرة، و توفي و له ثمان و أربعون سنة، و أمّه مراجل الباذغيسية (3) أم ولد، و صلّى عليه المعتصم.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا (4)،قالا: و أنا أبو تمام علي بن محمّد - إجازة - أنا أحمد بن عبيد - قراءة - أنا محمّد بن الحسين بن محمّد، نا أبو بكر بن أبي خيثمة،[أنبأ الحسن بن أبي الحسن قال: ولي عبد اللّه بن هارون يوم الاثنين لخمس بقين من المحرم سنة ثمان و تسعين و مائة] (5)و كان مولد المأمون النصف من ربيع الأوّل سنة سبعين و مائة، و مات و له تسع و أربعون سنة و شهران و ثمانية عشر يوما، فكانت وفاته يوم الثلاثاء - و يقال: يوم الأربعاء - لثمان خلون من رجب سنة ثمان عشرة و مائتين، و دفن بطرسوس، فكانت خلافته عشرين سنة و خمسة أشهر و ثلاثة عشر يوما.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان قال (6):سنة ثمان عشرة و مائتين غزا المأمون الروم حتى إذا كان بالبذندون (7) توفي عبد اللّه بن هارون في رجب، سنة ثمان عشرة
ص: 339
و مائتين، فكانت خلافته إحدى و عشرين سنة إلاّ أياما، و نعاه محمّد بن سليمان بمكة يوم الأربعاء لثلاث عشرة خلت من رمضان، و بويع لأبي إسحاق بن هارون و حمل إلى أذنة (1)و دفن بها يوم الأربعاء لثلاث و عشرين من شهر رمضان.
أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الفضل بن البقّال.
و أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري،[أنا أبو بكر البيهقي] (2) أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق قال:
ثم بويع لعبد اللّه بن هارون في المحرّم سنة ثمان و تسعين، و توفي في رجب سنة ثمان عشرة و مائتين، و دفن بطرسوس، فكانت خلافته عشرين سنة و خمسة أشهر و أيام.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو محمّد بن الأكفاني، و أبو الحسن بن سعيد، قالوا:
نا (3)-و أبو النجم الشّيحي، قال (4):أنا - أبو بكر الخطيب (5)،أنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، نا علي بن أحمد بن أبي قيس.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن محمّد بن عبد العزيز، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عمر بن الحسن بن علي.
قالا: أنا (6) أبو بكر بن أبي الدنيا.
قال: و مات المأمون ليلة الخميس لعشر خلون من رجب بالبذندون و هو متوجه يريد الغزو، فحمل إلى طرسوس، فدفن بها في دار خاقان الخادم، و صلّى عليه أخوه المعتصم - زاد عمر (7) بن الحسن - و بينه و بين طرسوس أربع مراحل، فحمل إلى طرسوس فدفن فيها في دار خاقان الخادم، و قد بلغ من السن سبعا و أربعين سنة و ستة أشهر.
أخبرنا أبوا (8) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (9)،أنا محمّد بن أحمد بن رزق، أنا عثمان بن أحمد، نا محمّد بن أحمد بن البرّاء قال:
ص: 340
و مات المأمون بالبذندون من أرض الروم لثلاث عشرة بقيت من رجب سنة ثمان عشرة و مائتين و حمل إلى طرسوس.
قال أبو سعيد المخزومي (1):
ما رأيت النجوم أغنت عن *** المأمون في (2) عزّ ملكه المأسوس
خلّفوه بعرصتي طرسوس *** مثل ما خلفوا أباه بطوس
قال: و كان عمره سبعا و أربعين سنة، و خلافته من قتل محمّد عشرون سنة و خمسة أشهر، و اثنان و عشرون يوما.
قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر قال:
و فيها - يعني سنة ثماني عشرة و مائتين - كان عبد اللّه المأمون بالبذندون يوم الخميس لإحدى عشرة خلت من رجب، و بويع لأبي إسحاق محمّد بن الرشيد، المعتصم باللّه.
أبو إبراهيم الصّوري
حدث عن الأوزاعي.
روى عنه: سعيد بن عبدوس.
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أخبرني أبو إسحاق (3) أسد بن سليمان بن حبيب بن محمّد الطّبراني - بطبرية - نا علي بن إسحاق القاضي، نا سعيد بن عبدوس، نا أبو إبراهيم عبد اللّه بن هارون الصّوري، نا الأوزاعي، عن الزّهري، عن نافع، عن ابن عمر عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:
«خيار أمّتي خمس مائة، و الأبدال أربعون، فلا الخمسمائة ينقصون، و لا الأربعون ينقصون، و كلّما مات بدل أدخل اللّه سبحانه و تعالى من الخمسمائة مكانه، و أدخل في الأربعين
ص: 341
مكانهم فلا الخمس مائة ينقصون و لا الأربعون ينقصون» فقالوا (1):يا رسول اللّه، دلّنا على أعمال هؤلاء، فقال:«هؤلاء يعفون عن من ظلمهم، و يحسنون إلى من أساء إليهم، و يواسون مما أتاهم اللّه»، قال: و تصديق ذلك في كتاب اللّه عزّ و جلّ : وَ الْكٰاظِمِينَ الْغَيْظَ ، وَ الْعٰافِينَ عَنِ النّٰاسِ ، وَ اللّٰهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (2).
3613 - عبد اللّه بن هارون القرحتاوي (3)
من أهل قرحتا (4)،أحد الصالحين.
حكى عن محمّد بن (5) صالح بن بيهس.
حكى عنه ابن أخيه عبد الملك بن وهيب.
قرأت بخط أبي الحسين الرازي، حدّثني أبو بكر أحمد بن أحمد بن البحتري (6)،قال:
سمعت عبد الملك بن وهيب من أهل قرحتا (7) يذكر عن عمّه عبد اللّه بن هارون و كان من صلحاء الناس.
أنهم شكوا إلى محمّد بن صالح بن بيهس أذية بني الضباب لهم الأعراب، و كثرة غارتهم عليهم، فقال لهم: إذا لقيتموهم فارموهم بجزاز (8) الصوف.
قال و كان ابن بيهس يحمّق.
محمد] (1) بن علي بن محمّد، أنا أحمد بن عبد اللّه بن الخضر، أنا أبو جعفر أحمد بن أبي طالب، حدّثني أبي علي بن محمّد، حدّثني محمّد بن مروان بن عمر القرشي، حدّثني أحمد بن عبد اللّه بن جعفر القرشي العامري، حدّثني أبو هفان، حدّثني أبو الحسن (2)المدائني، عن الهيثم بن عدي، حدّثني عبد اللّه بن عيّاش المنتوف، عن أبي الهيثم الحميري قال:- و لقيته في زمن الوليد، فما رأيت عربيا كان أعلم بالناس منه، قال:
و اللّه إنّي لعند معاوية ذات يوم و كتب إلى زياد بن أبي سفيان: أن اطلب لي عبد اللّه بن هاشم المرقال (3) في منزل سارة مولاة بني هاشم، فإن ظفرت به فاشدد يده إلى عنقه، و ألبسه مدرعة من صوف، و احمله على قتب، و وجّه به إليّ .
فلما قرأ زياد الكتاب طلب الرجل فأصابه، فوجّه به إليه على حال ما وصف له معاوية، فلم يصل إلى معاوية حتى لوحته الشمس و غيّرت لونه، فلما دخل عليه و عنده عمرو بن العاص فقال له معاوية: يا عمرو، أ تعرف الرجل الماثل بين يديك، فنظر إليه عمرو بن العاص طويلا قال: لا يا أمير المؤمنين، قال: هذا ابن الذي يقول (4):
إنّي شربت النّفس لما اعتلاّ *** و أكثر (5) الوين و لم يقلاّ
أعور يبغي أهله (6) محلاّ *** قد عالج الحياة حتّى ملاّ
لا بدّ أن يفل (7) أو يفلا *** أتلّهم (8) بذي الكعوب تلاّ
لا خير منا في كريم ولّى
ص: 343
قال: عرفت يا أمير المؤمنين الضّب المضبّ (1) فأشخب أوداجه على أثباجه (2)،فإنه إن أفلت من حبالك بعد أن زمّت، و من قرانك بعد أن حزمت ليحملن عليك جيشا تحيا فيه أصائله و يكثر فيها صهله و دواغله، فإن العصا من العصية، و لا تلد الحيّة إلاّ حية، و إنما مثله يا أمير المؤمنين كما قال الشاعر:
أماما قد حللت بلاد قوم *** هم الأعداء فالأكباد سود
هم (3) إن ناجذوني يقتلوني *** و من أثقف (4) فليس له خلود
قال: فقال عبد اللّه بن هاشم: فأين كنت عن ذلك يا ابن الأبتر يوم تلوذ بعاتق الدّماث (5) و يطير مع الغداف (6) يوم كسرتك بصفين، و أنت كالأمة السوداء لا تمنع يد لامس.
قال معاوية: تلك أضغاث صفين، و ما ورثك أبوك.
قال: فما فيك يا معاوية ما تنتصر حتى تسلّط علينا عبد سهم ؟ و اللّه، لئن شفيت لأربدن وجهه، و لأخرسن لسانه، و ليقومن و بين كتفيه عنابة يلين بها أخدعاه فأمر به معاوية إلى الحبس، و خرج عمرو مغضبا و أنشأ يقول (7):
أمرتك أمرا حازما فعصيتني *** و كان من التوفيق قتل ابن هاشم
أ ليس أبوه يا ابن هند الذي به (8) *** رمانا (9) عليّ يوم حزّ الغلاصم
فقتلنا (10) حتى جرت من دمائنا *** بصفّين أمثال البحار الخضارم
فهذا ابنه و المرء يشبه عيصه (11) *** و لا شك أن تقرع (12) به سن نادم
ص: 344
فبلغ ذلك عبد اللّه بن هاشم، فكتب إلى معاوية من الجيش (1):
معاوي إن المرء عمرا أبت له *** ضغينة صدر ودّها (2) غير سالم
ترى لك قتلي يا ابن هند و إنّما *** ترى ما يرى عمرو ملوك الأعاجم
على انهم لا يقتلون أسيرهم *** إذا كان منهم منعة للمسالم
و قد كان منا يوم صفّين وقعة (3) *** عليك حناها هاشم و ابن هاشم
مضى (4) من قضاء اللّه فيها الذي مضى *** و ما قد مضى منها كأضغاث حالم
هي الوقعة العظمى التي تعرفونها *** و كلّ على (5) ما فات ليس بنادم
فإن تعف عنّي تعف عن ذي قرابة *** و إن تسطوا بي (6) تستحل محارمي
فقال معاوية (7):
أرى العفو عن عليا معد (8) وسيلة *** إلى اللّه في اليوم العبوس القماطر
فبعث إليه معاوية فأخرجه من الحبس، فحلف أن لا يخرج عليه، فأحسن جائزته، و خلّى سبيله.
أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن خسرو، أنا أبو غالب محمّد بن الحسن بن أحمد، أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو الحسين أحمد بن إسحاق بن نيخاب، نا إبراهيم بن الحسين بن علي الكسائي، نا يحيى بن سليمان، حدّثني نصر بن مزاحم (9)،عن عمر بن سعد، عن رجل، عن أبي سلمة قال: لما قتل هاشم بن عتبة وثب ابنه عبد اللّه بن هاشم فأخذ الراية، فقاتل مليا، ثم أسر، فأتي به معاوية و عنده عمرو بن العاص فقيل: هذا المختال بن المرقال قال: فقال له ابن هاشم: ما أنا بأول رجل خذله قومه، و أدركه يومه، فقال له معاوية:
تلك أضغان صفين، و ما جنى عليك أبوك، فقال عمرو: أيها الأمير، ادفعه إليّ فأشخب
ص: 345
أوداجه على أثباجه، فقال له ابن هاشم: أ لا كان هذا يا ابن العاص، حيث (1) أدعوك إلى النّزال، و قد ابتلت أقدام الرجال، و تضايقت بك المسالك، و أشرفت على المهالك، و أيم اللّه، لو لا مكانك منه للبست (2) لك حاقة أرميك من خلالها، فإنك لا تزال تكثر في دهشك، و تخطر (3) في مرسك.
فأعجب معاوية ما سمع من كلامه، فأمر به إلى الحبس، و أنشأ يقول عمرو بن العاص أبياتا و بعث بها إلى معاوية:
أمرتك أمرا حازما تعصيني *** و كان من التوفيق قتل ابن هاشم
و كان أبوه يا معاوية الذي *** رماك على جد بحز الغلاصم
فقتلنا حتى جرت من دمائنا *** بصفّين أمثال البحور الخضارم
و هذا ابنه و المرء يشبهه ابنه *** و يوشك أن تقرع به سنّ نادم
فبلغ ذلك ابن هاشم و هو في الحبس، فقال أبياتا و بعث بها إلى معاوية فقال:
معاوي إنّ المرء عمرا أنت له *** ضغينة صدر غشّها غير سالم
ترى لك قتلي يا ابن هند و إنّما *** ترى ما يرى عمرو ملوك الأعاجم
على أنهم لا يقتلون أسيرهم *** إذا كان فيه منعة للمسالم
و قد كان منا يوم صفّين نفرة *** عليك جناها هاشم و ابن هاشم
هي الوقعة العظمى التي تعرفونها *** و ما مضى إلاّ كأحلام نائم
مضى من قضاء اللّه فيها الذي مضى *** و ما ما مضى إلاّ كأضغاث حالم
فإن تعف عنّي تعف عن ذي قرابة *** و إن تر قتلي تستحل محارمي
قال: فعفا عنه معاوية، و كساه، و خلّى سبيله.
قرأت على أبي الحسين محمّد بن كامل بن ديسم، عن أبي القاسم عبد الرّحمن بن علي بن أبي العيس، أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن القاسم بن مرزوق، أنا أبو محمّد الحسن بن رشيق العسكري، نا يموت بن المزرّع بن يموت البصري، نا محمّد بن يحيى
ص: 346
القطعي، نا الحجّاج بن محمّد الأعور، عن محمّد بن المتوكّل الباهلي، عن ورقاء قال:
كان (1) صاحب راية علي بن أبي طالب هاشم بن عتبة فقتل فتناول الراية ابنه عبد اللّه بن هاشم بن عتبة بن أبي وقّاص المرقال فقاتل قتالا شديدا، فلما مضى عليّ استخرجه عبيد اللّه بن زياد و أبوه زياد من بني أسامة (2) من منزل امرأة يقال لها أسماء، و حمله إلى دمشق، فلما مثل بين يدي معاوية أنشأ يقول:
لقد كان منا يوم صفّين نبوة *** عليك جناها هاشم و ابن هاشم
مضى من قضاء اللّه فيها الذي مضى *** و كلّ على ما قد مضى غير نادم
فإن تعف عنّي تعف عن ذي قرابة *** و إن تر قتلي تستحلّ محارمي
فأنشأ معاوية يقول:
أرى العفو عن عليا قريش وسيلة *** إلى اللّه في اليوم العبوس القماطر
أرى العفو عنه بعد أن ذاب ريشه *** و أسلمه بعد الجدود (3) العواثر
فخلّى سبيله و أحسن إليه.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال:
فولد هاشم بن عتبة بن أبي وقّاص بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة: عبد الرّحمن، و عبد اللّه، و عبد الملك، و أمّهم أميمة بنت عوف بن سخبرة بن خزيمة بن علاثة بن مرة بن جشم بن الأوس بن عامر بن النعمان بن عثمان بن نصر بن زهران من الأزد.
ابن عبد شمس بن عبد مناف القرشي العبشمي
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، نا الحسن بن حبيب، نا يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد، نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز قال:
ص: 347
لما حضرت عبد اللّه بن أبي هاشم بن ربيعة الوفاة - و كان ولي عهد معاوية - ترك مائتي ألف دينار، فقال: يا ليته كان بعرا محيلا، يا ليتني غلام من غلمان المهاجرين لي فرس و غلام و بغلان أغزو عليهما في سبيل اللّه.
قال أبو ريحانة: اللّه أكبر، يفرون إلينا و لا نفرّ إليهم.
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار قال:
و ولد أبو هاشم بن عتبة عبد اللّه، و أمّه بنت شيبة من ربيعة.
أحد من كان على الشرطة لعبد الملك بن مروان وليها بعد عبد اللّه بن زيد الحكمي، ثم عزل ابن هانئ و ولاها يزيد بن بشر السّكسكي.
و ذكر ذلك أجمع سعيد بن كثير بن عفير.
أبو محمّد الصّوري بن السمسار المعدّل
سمع بدمشق: أبا عبد اللّه بن سلوان، و أبا الحسين بن أبي نصر.
و روى عنه الدّهستاني، و أبو الفرج الصوري.
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي الخطيب، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن هبة اللّه بن القاسم الشاهد، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن يحيى المازني أخبرنا الفضل بن جعفر التميمي المؤذّن، أنا أبو بكر عبد الرّحمن بن القاسم بن الفرج بن عبد الواحد الهاشمي، نا أبو مسهر، نا أبو سليمان، عن أبي المحبّر، عن الأعمش، عن المقداد قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من كان في مصر من الأمصار يسعى على عياله في عسره و يسره جاء يوم القيامة مع النبيين أما إنّي لا أقول يمشي معهم، و لكن في منزلتهم»[6889].
كذا وجدته، و قد سقط من إسناده إبراهيم (1).
أخبرناه عاليا كذلك أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني، أنا أبو عبد اللّه بن سلوان،
ص: 348
أنا أبو القاسم الفضل بن جعفر، أنا عبد الرّحمن بن القاسم، نا أبو مسهر، نا أبو سليمان، عن أبي المحبّر، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن المقداد.
فذكره و هو منقطع، فإن إبراهيم النّخعي لم يدرك المقداد.
أخبرنا أبو حفص عمر بن محمّد بن الحسن الفرغولي، نا عمر بن أبي الحسن بن سعدويه الدّهستاني، أخبرنا عبد اللّه بن هبة اللّه بن القاسم بن (1) السمسار أبو محمّد - بصور - أنا محمّد بن علي بن عبد اللّه النّصيبي - بدمشق - نا الفضل بن جعفر.
بحديث ذكره.
قرأت بخط أبي الفرج الخطيب.
توفي أبو محمّد عبد اللّه بن هبة اللّه بن القاسم بن (2) السمسار صبيحة يوم الخميس الثاني و عشرين من محرّم سنة سبع و سبعين و أربعمائة، و دفن من يومه بعد صلاة العصر، صلّى عليه الفقيه نصر، و دفن في الخربة قريبا من قبر أبي علي، حضرت دفنه و الصّلاة عليه.
و سمعت أبا محمّد عبد اللّه بن إبراهيم الرفاء يقول: سمعته غير مرة ذكر أن مولده سنة خمس و أربع مائة، و ذكر أن له ثلاثا و سبعين سنة، سمعنا منه، و كان سماعه صحيحا، و كانت أفعاله في معاملاته الناس سيئة.
3618 - عبد اللّه بن هشام بن عبد اللّه بن سوار (3)
أبو الحسين العنسي الداراني
سمع أبا محمّد بن أبي نصر، و أبا عبد اللّه بن أبي كامل، و أبا نصر بن الجندي، و أبا محمّد عبد اللّه بن عطية بن عبد اللّه بن حبيب، و عبد الوهّاب الكلابي.
روى عنه نجا بن أحمد، و رشأ بن نظيف، و أبو سعد إسماعيل بن علي الرازي السّمّان (4).
ص: 349
و ذكره لي أبو محمّد بن الأكفاني في:«تتمة تاريخ داريا».
أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا رشأ بن نظيف، أنشدنا الشيخ أبو الحسين عبد اللّه بن هشام قال: قال أبو محمّد بن عطية:
إنّ من لم يكن على الناس ذئبا *** أكلته في ذا الزمان الذئاب
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني قال:
توفي أبو الحسين عبد اللّه بن هشام بن سوار الداراني في سنة أربع و ثلاثين و أربعمائة.
حدّث عن أبي محمّد عبد اللّه بن عطية، و عبد الوهّاب بن الحسن بن الوليد الكلابي بشيء يسير.
و ذكر أبو بكر الحداد: أنه ثقة.
ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص القرشي الأموي
أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، قال (1):
و ولد هشام بن عبد الملك: عبد اللّه بن هشام، و عائشة بنت هشام، تزوّجها عبيد اللّه بن مروان بن محمّد (2)،و أم عبد اللّه و عائشة ابني هشام بن عبد الملك عبدة بنت عبد اللّه الأسوار بن يزيد بن معاوية (3).
استقدمه يزيد بن معاوية، و كان قد وجد عليه في أشعار قالها، فلما قدم عليه مدحه بأشعار حثّه فيها على العهد إلى ابنه معاوية بن يزيد، و كان يقال له من حسن شعره العطّار.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا عبد الوهّاب بن علي بن عبد الوهّاب، أنا علي بن عبد العزيز، قال: قرئ على أبي بكر أحمد بن جعفر بن محمّد بن سلم (1)،أنا أبو (2)خليفة الفضل بن الحباب، نا محمّد بن سلاّم قال (3):في الطبقة الخامسة من الإسلاميّين فذكرهم و ذكر فيهم عبد اللّه بن همّام السّلولي.
قرأت على أبي الفتوح أسامة بن محمّد بن زيد بن محمّد العلوي، عن محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمر، عن أبي عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى المرزباني قال:
عبد اللّه بن همّام بن نبيشة بن رياح بن مالك بن الهجيم بن حوزة بن عمرو بن مرّة بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن. و ولد مرّة بن صعصعة أمّهم سلول إليها ينسبون و عبد اللّه يكنى أبا عبد الرّحمن.
قال أبو محمّد: و كان يسمّى العطار لحسن شعره، و كان في صدر الإسلام و هو أحد فصحاء الكوفة المشهورين، و كان وجيها عند آل أبي سفيان مكينا عندهم، و بلغ سنا عاليا و هو القائل للنعمان بن بشير أيام تقلّده الكوفة (4):
إذا انتصبوا (5) للقول قالوا و أحسنوا *** و لكنّ حسن القول يخلفه (6) الفعل
و ذمّوا لنا الدنيا (7) و هم يرضعونها *** أفاويق حتى ما يدر لها ثعل (8)
و له لما بويع يزيد بن معاوية (9):
شربنا الغيظ حتى لو سقينا *** دماء بني أمية ما روينا
ص: 351
و لو جاءوا برملة أو بهند *** لبائعنا أميرة مؤمنينا (1)
و له في عريفة يذمه (2):
و ساع مع السلطان ليس بناصح *** و محترس من فعله (3) و هو حارس
قرأت على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي الحسن محمّد بن محمّد بن مخلد، أنا علي بن محمّد بن خزفة الصيدلاني.
ح و عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل.
قالا: أنا محمّد بن الحسين بن محمّد بن سعيد، أنا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا سليمان بن أبي شيخ، حدّثني أبو بكر السعدي، عن ابن مردانبة قال:
كان الفصحاء بالكوفة أربعة: عبد الملك بن عمير، و موسى بن طلحة، و قبيصة بن جابر الأسدي، و ابن همّام السّلولي.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد السكري، أنا [أبو] (4) الحسن الطاهري، أنا أحمد بن جعفر، أنا أبو (5) خليفة الجمحي، نا أبو عبد اللّه محمّد بن سلاّم قال (6):
و أما عبد اللّه بن همّام السّلولي.
فحدثني يونس و أبو الغرّاف قالا: كان عبد اللّه بن همّام رجلا له جاه عند السلطان، و وصلة، و كان سريا في نفسه، له همة تسمو (7) به و كان عند آل حرب مكينا حظيا فيهم، و كان هو الذي حدا يزيد بن معاوية على البيعة لابنه معاوية، فأنشده شعرا رثى فيه معاوية بن أبي سفيان، و حضّه على البيعة لابنه معاوية بن يزيد فقال:
تعزّوا يا بني حرب بصبر *** فمن هذا الذي يرجو الخلودا
لعمر مناخهن (8) ببطن جمع *** لقد جهزتموا ميتا فقيدا
لقد وارى قبيلكم (9) بيانا *** و حلما لا كفاء له وجودا
ص: 352
وجدناه بغيضا في الأعادي *** حبيبا في رعيته حميدا
أمينا مؤمنا لم يقض أمرا *** فيوجد غبّه إلاّ رشيدا
فقد أضحى العدوّ رخيّ بال *** و قد أمسى التّقيّ به عميدا
فعاض اللّه أهل الدين منكم *** و ردّ لنا خلافتكم جديدا
مجانبة المحاق و كلّ نحس *** مقارنة (1) الأيامن و السّعودا
خلافة ربّكم خلعوا (2) عليها *** و لا ترموا بها الغرض البعيدا
تلقفها يزيد عن أبيه *** و خذها يا معاوي عن يزيدا
فإن دنياكم بكم اطمأنّت *** فأولوا أهلها خلفا سديدا
و إن ضجرت عليكم فاعصبوها *** عصابا تستدرّ به شديدا
و أنشد هذا الشعر أيضا:
إنا نقول، و يقضي اللّه مقتدرا *** مهما يدم ربنا من صالح يدم
يزيد، يا بن أبي سفيان، هل لكم *** إلى سناء و مجد غير منصرم
أعزم عزيمة أمر غبه رشد *** قبل الوفاة و قطع قالة الكلم
و اقدر بقائكم: خذها يزيد، فقل *** خذها معاوي لا تعجز، و لا تلم
إن الخلافة، إن تعرف لثالثكم *** تثبت مراتبها فيكم فلا ترم
و لا تزال وفود في دياركم *** يأتون أبلج سباقا إلى الكرم
يزم أمر قريش غير منتكث *** و لو سما كل قرم منهم قطم
عيشوا و أنتم من الدنيا على حذر *** و استصلحوا جند أهل الشام للبهم
و لا تحلنها في دار غيركم *** إني أخاف عليكم حسرة الندم
و أطعم اللّه أقواما على قدر *** و لم يحاسبكم في الرزق و الطعم
و ما لمن سالك الشورى مشاورة *** إلاّ بطعن و ضرب صائب خذم
أنّى تكون لهم شورى و قد قتلوا *** عثمان، ضحوا به في أشهر الحرم
خير البرية، راعوا المسلمين به *** ملحبا ضرجت أثوابه بدم
و كان قاتله منكم لمصرعه *** مثل الأحيمر إذ قفى على إرم
ص: 353
أو كالدهيم، و ما كانت مباركة *** أدت إلى أهلها ألفا من اللجم
نفسي فداء الفتى في الحرب لزهم *** حتى تدانوا و ألهى الناس بالسّلم
و بارك اللّه في الأرض التي ضمنت *** أوصاله، و سقاها باكر الديم
فلم يزل في نفس يزيد حتى بايع لمعاوية ابنه، فعاش بعد أبيه أربعين ليلة بعد أن أتته البيعة من الآفاق، ثم مات و قيل له أوصه، فقال: ما أحبّ أن أزوّدهم الدنيا و أخرج عنها.
قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهّاب بن الحسن الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا أبو جعفر الطبري قال (1):قال هشام بن محمّد: قال أبو مخنف: حدّثني صلة بن زهير النهدي عن مسلم بن عبد اللّه الصّنابحي (2) قال:
لما ظهر المختار و استمكن، و نفى ابن مطيع و بعث عماله، أقبل يجلس غدوة و عشية، فيقضي بين الخصمين، فقال (3):و اللّه إنّ لي فيما أزاول و أحاول لشغلا عن القضاء بين الناس، قال: فأجلس للناس شريحا فقضى بين الناس، ثم إنه خافهم فتمارض، و كانوا يقولون إنه عثماني، و إنه ممن شهد على حجر بن عدي، و انه لم يبلّغ عن هانئ بن عروة ما أرسله به، و قد كان علي بن أبي طالب عزله عن القضاء فلمّا سمع بذلك و رآهم يذمونه و يسندون إليه مثل هذا من القول تمارض،[و جعل المختار مكانه عبد اللّه بن عتبة بن مسعود، ثم إن عبد اللّه مرض] (4) فجعل مكانه عبد اللّه بن مالك الطائي قاضيا.
قال مسلم بن عبد اللّه: و كان عبد اللّه بن همّام سمع أبا عمرة يذكر الشيعة، و ينال من عثمان بن عفان، فقنّعه بالسوط ، فلما ظهر المختار كان معتزلا حتى استأمن له عبد اللّه بن شداد، فجاء إلى المختار ذات يوم فقال (5):
ألا انتسأت بالودّ عنك و أدبرت *** معالنة بالهجر أمّ سريع
و حمّلها واش سعى غير مؤتل (6) *** فأبت بهم في الفؤاد جميع
فخفّض عليك الشأن لا يردك الهوى *** فليس انتقال خلّة ببديع
ص: 354
و في ليلة المختار ما يذهل الفتى *** و يلهيه عن رود الشّباب شموع
دعا يا لثارات الحسين فأقبلت *** كتائب من همدان بعد هزيع
و من مدحج جاء الرئيس ابن مالك *** يقود جموعا عبئت لجموع
و من أسد وافى يزيد لنصره *** و كلّ فتى حامي الديار منيع
و جاء نعيم خير شيبان كلّها *** بأمر لدى الهيجا أحدّ (1) جميع
و ما ابن شيط إذ يحرّض قومه *** هناك بمخذول و لا بمضيع
و لا قيس نهد لا، و لا ابن هوازن *** و كلّ أخو إخباتة و خشوع
و سار أبو النعمان للّه سعيه *** إلى أين اناس مصحن الوقوع
بخيل عليها يوم هيجا دروعها *** و أخرى حسورا غير ذات دروع
فكرّ (2) الخيول كرّة أثقفهم *** و شدّ بأولاها على ابن مطيع
فولّى يضرب يشدخ الهام وقعه *** و ضرب (3) غداة السّكّتين وجيع
فحوصر في دار الإمارة بائيا *** بذلّ و إرغام له و خضوع
فمنّ وزير للوصي (4) عليهم *** و كان لهم في الناس خير شفيع
و آب الهدى حقا إلى مستقره *** بخير إياب آبه و رجوع
إلى الهاشمي الفاضلي (5) المهتدى به *** فنحن له من سامع و مطيع
قال: فلما أنشدها المختار قال المختار لأصحابه: قد أثنى عليكم كما تسمعون، و قد أحسن الثناء عليكم فأحسنوا له الجزاء ثم قام (6) المختار فدخل، و قال لأصحابه لا تبرحوا حتى أخرج إليكم قال: و قال عبد اللّه بن شداد الجشمي: يا ابن همّام، لك عندي فرسا و مطرفا. و قال قيس بن طهمة النّهدي: و كانت عنده الرّباب بنت الأشعث، و أن لك عندي فرسا و مطرفا و استحيا أن يعطيه صاحبه شيئا لا يعطيه مثله، و قال ليزيد بن أنس فما تعطيه فقال: إن كان ثواب اللّه أراد بقوله، فما عند اللّه خير له، و إن كان إنما اعترى بهذا القول أموالنا فو اللّه ما في أموالنا ما يسعه، قد كانت بقية من عطائي بقية فقوّيت بها إخواني.
فقال أحمر بن شميط مبادرا لهم من قبل أن يكلموه: يا ابن همام، إن كنت أردت بهذا
ص: 355
القول وجه اللّه فاطلب ثوابك من اللّه، و إن كنت إنّما اعتريت به رضا الناس و طلب أموالهم فاكدم الجندل (1)،فو اللّه ما من قال قولا لغير اللّه و لا في غير ذات اللّه بأهل أن يخل، و لا أن يوصل، فقال له: عضضت بأير أبيك فرفع يزيد السوط و قال أ لا ابن شميط (2):تقول هذا القول يا فاسق، و قال لابن الشّميط اضربه بالسيف، فرفع ابن شميط عليه السيف، و وثب أصحابهما يتفلّتون على ابن همّام. فأخذ بيده إبراهيم بن الأشتر، فألقاه وراءه، و قال: أنا له جار، لم تأتون إليه ما أرى، فو اللّه إنه لواصل الولاية، راض بما نحن عليه، حسن الثناء، فإن أنتم لم تكافئوه بحسن ثنائه، و لا تشتموا عرضه، و لا تسفكوا دمه، و وثبت مذحج، فحالت دونه، و قالوا: أجاره ابن الأشتر، لا و اللّه لا يوصل إليه.
قال: و سمع لغطهم المختار، فخرج إليهم، فأومأ بيده إليهم، أن اجلسوا، فجلسوا، و قال لهم: إذا قيل للمرء خيرا فاقبلوا، و إن قدرتم على مكافأته فافعلوا، و إن لم تقدروا على مكافأته (3) فتنصّلوا، و اتّقوا لسان الشاعر، فإنّ شره حاضر، و قوله فاجر، و سعيه بائر، و هو بكم غدا غادر، قالوا: أ فلا نقتله ؟ قال: لا، إنّا قد آمنّاه و أجرناه، و قد أجاره أخيكم إبراهيم بن الأشتر، فجلس مع الناس.
قال: ثم إن إبراهيم قام فانصرف إلى منزله، فأعطاه ألفا و فرسا و مطرفا، فرجع بها، و قال: لا جاورت (4) هؤلاء أبدا، و أقبلت هوازن و غضبت و اجتمعت في المسجد غضبا لابن همّام، فبعث إليهم المختار، فسألهم أن يصفحوا عمّا اجتمعوا له، ففعلوا؛ فقال ابن همّام لابن الأشتر (5):
أطفأ عني نار كلبين ألّبا *** عليّ الكلاب، ذو الفعال ابن مالك
فتى حين يلقى الخيل يفرق بينهما *** بطعن دراك أو بضرب مواشك (6)
و قد غضبت لي من هوازن عصبة *** طوال الذرى فيها عراض المبارك
إذا ابن شميط أو يزيد تعرضا *** لها وقعا في مستحار المهالك
ص: 356
و ثبتم علينا يا موالي طيئ *** مع ابن شميط شرّ ماش و راتك (1)
و أعظم ديان (2) على اللّه فرية *** و ما مفتر طاغ كآخر ناسك
فيا عجبا من أحمس ابنة أحمس *** توثب حولي بالقنا و النيازك (3)
كأنكم في العزّ قيس و خثعم *** و هل أنتم إلاّ لئام عوارك (4)
و أقبل عبد اللّه بن شداد من الغد فجلس في المسجد يقول: علينا توثب بنو أسد و أحمس! و اللّه لا نرضى بهذا أبدا. فبلغ ذلك المختار، فبعث إليه فدعاه، و دعا بيزيد بن أنس و بابن شميط ، فحمد اللّه و أثنى عليه و قال: يا بن شداد، إن الذي فعلت نزغة من [نزغات] (5)الشيطان، فتب إلى اللّه، قال: قد تبت، و قال: إن هذين أخواك فأقبل إليهما، و أقبل منهما، وهب لي هذا الأمر. قال: فهو لك.
و كان ابن همام قد قال قصيدة أخرى في المختار، فقال:
أضحت سليمى بعد طول عتاب *** و تجرّم، و نفاد غرب شباب
قد أزمعت بصريمتي و تجنبي *** و تهوّك من ذاك في إعتاب (6)
لما رأيت القصر أغلق بابه *** و توكلت همدان بالأسباب
و رأيت أصحاب الدقيق كأنهم *** حول البيوت ثعالب الأسراب
و رأيت أبواب الأزقة حولنا *** دربت بكل هراوة و ذباب (7)
أيقنت أن خيول شيعة راشد *** لم يبق منها قيس أبر ذباب
أخبرنا أبو العشائر محمّد بن الخليل بن فارس، و أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمّد (8)،قالا: نا و أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا عمي أبو علي محمّد بن القاسم، حدّثني علي بن بكير (9)،أنا ابن الخليل - و هو أحمد - قال: قال ابن عبيدة - يعني عمر بن شبة - قال المدائني: قال ابن همّام السّلولي يحذّر قومه:
سأنصح قيسا قيس عيلان إنني *** جدير بنصح للعشيرة و الأصل
ص: 357
و كيف ادخاري النّصح عنهم و قد رأى *** زيادا بلا ذنب مراجله تغلي
فلا تأمنوه و اركبوا القصد تسلموا *** و كبوا (1) على التأنيب تنجوا من الجهل
عليكم بمرّ الحقّ لا تعتدونه *** إلى غيره، فالحقّ من أوضح السّبل
و لا تشتموا أسلافكم و تعاطفوا *** على البرّ، إن البرّ من أفضل الفعل
و إياكم أن تشتموا أمراءكم *** فتضحوا من البلوى على كفة الحبل
فإنّ زيادا لا عزيز بأرضه *** سواه، و قد أعطاكم النصف في مهل
و لا تحملوه أن يريق دماءكم *** فليس زياد بالهيوب و لا الوغل
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و حدّثني أبو الحسن علي بن مهدي عنه، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل بن محمّد الضّرّاب، نا عبد العزيز بن علي بن محمّد بن الفرح، نا الحسين بن القاسم (2) الدمشقي، حدّثنا محمّد بن العبّاس الطوسي، عن عمر بن شبة، عن الأصمعي قال (3):
وشى واش بعبد اللّه بن همّام السّلولي إلى زياد فقال له: إنّ ابن همّام هجاك فقال له:
و ما علمك ؟ قال: أنا جاره و أعلم (4) الناس به، فقال: أجمع بينكما؟ فقال: ذاك إليك، فأدخله بيتا و بعث إلى ابن همّام فأحضره ثم قال له: بلغني أنك هجوتني فقال له: ما فعلت ذلك - أصلحك اللّه - و لا أنت لذلك بأهل، فقال: إنّ فلانا أبلغني، و أخرج الرجل إليه فقال له ابن همّام: أنا هجوت الأمير؟ فقال: نعم، فأطرق ابن همّام قليلا ثم أنشأ يقول:
أنت امرؤ إما ائتمنتك خاليا *** فخنت و إمّا قلت قولا بلا علم
فأنت من الأمر الذي كان بيننا *** بمنزلة بين الخيانة و الإثم
أخبرنا أبو العزّ بن كادش - فيما أجازه لي و ناولني إيّاه و قال: اروه عني - قال: أنا أبو علي محمّد بن الحسين الجازري، نا أبو الفرج المعافى بن زكريا الجريري (5)،نا ابن (6)دريد، نا أبو حاتم، أخبرني أبو الحسن المدائني قال: وشى واش بعبد اللّه بن همّام السلولي إلى زياد فقال: إنه هجاك، فقال زياد للرجل: أجمع بينك و بينه ؟ قال: نعم، قال: فبعث زياد
ص: 358
إلى ابن همّام، فجيء به، فأدخل الرجل بيتا ثم قال زياد: يا ابن همّام بلغني أنك هجوتني، قال: كلا - أصلحك اللّه - ما فعلت و لا أنت لذلك بأهل، قال: فإن (1) هذا أخبرني - و أخرج الرجل - فأطرق ابن همّام هنيهة (2)،ثم أقبل على الرجل فقال:
و أنت امرؤ إلاّ ائتمنتك خاليا *** فخنت و إمّا قلت قولا بلا علم
و أنت (3) من الأمر الذي كان بيننا *** بمنزلة بين الخيانة و الإثم
فأعجب زياد جوابه، و أقصى الساعي (4)،و لم يقبل منه.
و روي أن هذه القصة جرت مع ابن زياد.
أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد بن العلاّف.
ثم أخبرني أبو المعمّر المبارك بن أحمد عنه.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن أبي جعفر، و أبو الحسن العلاّف، قالا: أنا أبو القاسم (5) عبد الملك بن محمّد بن بشران، أنا أحمد بن إبراهيم، أنا محمّد بن جعفر الخرائطي، حدّثني المسيّب بن علي الرّصافي (6) عن بعض مشايخه قال:
أتى رجل عبيد اللّه (7) بن زياد فأخبره أن عبد اللّه بن همّام السّلولي سبّه، فأرسل إليه، فأتاه فقال له: يا ابن همّام إنّ هذا يزعم أنك قلت كيت و كيت، فقال عبد اللّه بن همّام للرجل:
أنت امرؤ إمّا ائتمنتك خاليا *** فخنت و إمّا قلت قولا بلا علم
و إنك في الأمر الذي قد أتيته *** لفي منزل بين الخيانة و الإثم
ص: 359
أبو محمّد الربعي الدّوميّ (1)
دمشقي، سكن بيروت، و كان أحد الزهّاد (2).
حدّث عن إبراهيم بن أيوب الحوراني، و أحمد بن عاصم الأنطاكي، و أحمد بن أبي الحواري، و هشام بن عمّار، و محمّد بن الوزير الدمشقي روى عنه: أبو حاتم الرّازي، و أبو العبّاس الأصمّ ، و محمّد بن المنذر شكّر (3) الهروي، و أبو نعيم الأسترآباذي، و عبد الرّحمن بن داود بن منصور الفارسي.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الحسن البروجردي، أنا أبو عطاء عبد الأعلى بن عبد الواحد بن أحمد المليحي (4)-بهراة - نا أبو محمّد إسماعيل بن إبراهيم بن محمّد القرّاب (5)،أنا علي بن عيسى العاصمي، و محمّد بن أحمد بن الخيّاط قال: نا محمّد بن المنذر شكّر أنا عبد اللّه بن هلال الضبعي (6) الدمشقي، نا أحمد بن أبي الحواري، نا إسماعيل الصّوفي، نا وكيع - و هو يطوف بالبيت - عن غالب، عن الحسن عن عائشة قالت:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من رضي عن اللّه رضي اللّه عنه»[6890].
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو عبد اللّه محمّد بن يعقوب، نا محمّد بن عبد الوهّاب، أنا يعلى بن عبيد، حدّثني فضيل بن غزوان.
ح قال: و أنا [أبو] عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب - إملاء - نا عبد اللّه بن هلال بن الفرات، نا أحمد بن أبي الحواري، نا حفص بن غياث (7)،عن فضيل بن غزوان الضّبّي (8)،قال:
ص: 360
لقيني أبو إسحاق السّبيعي فقال: إنّي و اللّه لأحبّك، و لو لا الحياء لقبّلتك، فقال أبو إسحاق: حدّثنا أبو الأحوص عن عبد اللّه أن هذه الآية نزلت في المتحابين في اللّه: لَوْ أَنْفَقْتَ مٰا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مٰا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ، وَ لٰكِنَّ اللّٰهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (1).
لفظ حديث حفص تابعه محمّد بن فضيل عن أبيه.
أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل الفارسي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، نا أبو محمّد عبد اللّه بن الهلال (2) بن الفرات الربعي - ببيروت - نا أحمد بن أبي الحواري، نا عبد اللّه بن السّري، عن المعتمر بن سليمان، عن بكير أبي مرزوق، عن عبد اللّه بن المختار، عن محمّد بن كعب القرظي قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما تجالس قوم مجلسا، فلم ينصت بعضهم لبعض إلاّ نزع [من] (3) ذلك المجلس البركة»[6891].
قال: و نا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو سعيد بن أبي عمرو قالا: أنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، نا أبو محمّد عبد اللّه بن هلال بن الفرات - ببيروت - نا أحمد بن أبي الحواري، نا إسماعيل بن عبد اللّه، نا سفيان بن (4) عيينة، عن محمّد بن المنكدر قال:
إنّ العالم بين اللّه و بين خلقه، فلينظر كيف يدخل بينهم.
كتب إليّ أبو بكر عبد الغفّار بن محمّد الشّيروي، و حدّثني أبو المحاسن عبد الرزّاق بن محمّد عنه.
ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، و أبو محمّد طاهر بن سهل، قالا: أنا أبو بكر الخطيب.
قالا: أنا أبو بكر الحيري، نا أبو العبّاس الأصمّ ، نا عبد اللّه بن هلال بن الفرات - زاد الشيروي: أبو محمّد - نا أحمد - يعني: ابن أبي الحواري - نا محمّد بن نعيم الموصلي، عن المعافى بن عمران قال: سمعت سفيان الثوري يقول:
وددت أنّ كلّ حديث في صدري، و كلّ حديث حفظه الرجال عني، نسخ من صدري و صدورهم، فقلت: يا أبا عبد اللّه ذا العلم الصحيح، و ذا السنّة الواضحة التي (5) بثثتها، تمنّى
ص: 361
أن ينسخ من صدرك و صدور الرجال، قال: اسكت، و ما يدريك ؟ لست أريد أن أقف يوم القيامة حتى أسأل عن كلّ مجلس جلسته، و عن كل حديث حدّثته أيش أردت [به] (1).
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر قال: قرئ على أبي عثمان البحيري، أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن أحمد بن عمر الخفّاف، أنا أبو نعيم عبد الملك بن محمّد، نا عبد اللّه بن هلال الدمشقي، نا أحمد بن أبي الحواري قال:
سئل سفيان بن عيينة عن الزهد فقال: من لم تمنعه النعماء من الشكر، و لا البلوى من الصبر، فذاك عندنا الزهد.
قال أحمد (2):فقلت له (3):قد يكون لا تمنعه النعماء من الشكر و يمسكها، قال:
فضرب بمؤخر يده ساقي ثم قال: اسكت، من لم تمنعه النعماء من الشكر و لا البلوى من الصبر فذاك عندنا الزاهد.
أنبأنا أبو بكر الشيروبي، و حدّثني أبو المحاسن الطّبسي عنه،[أنا أبو بكر الحيري] (4).
ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ و أبو نصر أحمد بن علي، و أبو عبد الرّحمن السّلمي.
قالوا: أنا أبو العبّاس،[محمد بن يعقوب، نا عبد اللّه بن هلال، حدثني أحمد - يعني ابن الحواري - حدثني البجلي أبو جعفر، نا قبيصة] (5) عن سفيان قال:
لما جاء البشير إلى يعقوب عليه السلام قال: على أي دين تركت يوسف عليه السلام ؟ قال: الإسلام - و قال زاهر: على الإسلام - فقال: الآن تمّت النعمة.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العبّاس - هو الأصمّ - نا عبد اللّه بن هلال، نا أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت أبا سليمان يقول:
كلما شغلك عن اللّه من أهل أو مال أو ولد فهو عليك مشئوم (6).
ص: 362
أخبرنا (1) أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها (2)-قال: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (3):
عبد اللّه بن هلال الرّوميّ (4) الدمشقي، نزل (5) بيروت، روى عن أحمد بن عاصم الأنطاكي، و أحمد بن أبي الحواري، و محمّد بن الوزير الدمشقي، و هشام بن عمّار، روى عنه أبي، و كتب عنه، و هو صدوق، و كان من الصّالحين، سئل أبي عنه فقال: صدوق.
ص: 363
أبو محمّد التميمي
رجل من أهل الأدب، قرأ منه قطعة صالحة علي بن منصور الجواليقي، و ابن السّجزي ببغداد.
و قدم دمشق، ثم خرج عنها و عاد إليها، و كان يكتب خطا حسنا، و يذهّب المصاحف.
ثم يتوجه إلى بلاد العجم و قطن خوارزم و نفق على صاحبها، و كسب من جهته مالا، و توفي هناك.
ابن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس
كانت له دير العدس القرية التي في الثنية من أعمال دمشق.
له ذكر.
أبو محمّد السّرخسي القاضي (1)
له رحلة إلى مصر و الشام.
ذكر أنه سمع العبّاس بن الوليد بن مزيد ببيروت، و الحسين بن المبارك بطبرية،
ص: 364
و يونس بن عبد الأعلى بمصر، و علي بن حجر، و علي بن خشرم، و سعيد بن يعقوب الطّالقاني، و هارون بن محمّد الرّبعي (1)،و محمّد بن مشكان السّرخسي، و الوضّاح بن عصام بن الوضّاح الزبيري، و يوسف بن سعيد بن مسلم، و أحمد بن عبد اللّه الفرياناني (2).
روى عنه: أبو أحمد بن عدي (3)،و أبو الطّيّب محمّد بن عبد اللّه بن المبارك الشّعيري، و أبو بكر محمّد بن الحسن بن علي بن حامد البخاري، و أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ - في التاريخ - أنا أبو الطّيّب محمّد بن عبد اللّه بن المبارك، نا أبو محمّد عبد اللّه بن يحيى بن موسى السّرخسي - بنيسابور - نا سعيد بن يعقوب الطالقاني، نا عبد اللّه بن المبارك، عن يعقوب بن القعقاع، عن عطاء، عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من أصبح مطيعا للّه في والديه أصبح له بابان مفتوحان من الجنّة، و إن كان واحدا فواحدا، و من أمسى عاصيا للّه في والديه أصبح له بابان مفتوحان من النار إن كان واحدا فواحدا» قال الرجل: و إن ظلماه ؟ قال:«و إن ظلماه، و إن ظلماه»[6892].
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو عمرو عبد الرّحمن بن محمّد الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي (4)،نا عبد اللّه بن يحيى بن موسى السّرخسي، نا هارون بن محمّد البزيعي، نا عبد الصّمد بن عبد الوارث، عن شعبة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«أفطر الحاجم و المحجوم»[6893].
قال ابن عدي: و هذا خطأ، و أحسن ظننا [به] (5) أنه أخطأ، أو شبّه عليه فيه، و لعله تعمّد و إنما حدث [بهذا الحديث] (6) هارون و غيره عن عبد الصّمد بإسناده:«توضّئوا مما مسّت النار.
ص: 365
و عبد اللّه بن [يحيى بن] موسى، أبو (1) محمّد السّرخسي ولي قضاء جرجان قديما، ثم قضاء طبرستان بعد ذلك، و حدّث بأحاديث لم يتابع (2) عليها و كان متهما في روايته، عن قوم أنه لم يلحقهم مثل علي بن حجر و غيره.
و كان (3) قد دخل الشام و مصر، فكتب بمصر أقدم من لحقه بها يونس بن عبد الأعلى، و من كان في طبقته، و كتب بالشام أقدم من لحق بها عبّاس بن الوليد بن مزيد و نظراؤه (4)، و كان يتهم (5)[في] (6) شيوخ من شيوخ خراسان كعلي بن حجر و غيره.
كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:
عبد اللّه بن يحيى بن موسى السّرخسي أبو محمّد القاضي، شيخ حسن الحديث، كثير الإفراد روايته عن علي بن حجر، و علي بن خشرم، و أحمد بن عبد اللّه الفرياناني و المراوزة و لست أقف على حاله، و قد حدّث بنيسابور.
حكى عنه عبد اللّه بن العلاء بن زبر.
عداده في أهل دمشق، ذكره أبو عبد اللّه بن منده فيما حكاه المقدسي عنه.
روى عن الزهري.
روى عنه: الوليد بن المسلم، فيما ذكره ابن مندة فيما حكاه أبو الفضل المقدسي عنه.
وجدت له رواية عن صدقة بن منصور، عن الزهري في كتاب «ثواب الأعمال» لأبي الشيخ الأصبهاني (7) فيما قرأته على أبي الحسين أحمد بن حمزة السلمي، عن أبي علي الحداد، أنا أبو نصر
ص: 366
الفضل بن محمّد، أنا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، نا أبو بكر بن معدان، نا أبو عامر الدمشقي، نا الوليد بن مسلم، نا عبد اللّه بن يحيى الألهاني، قال: سمعت صدقة بن منصور قال: سمعت الزهري يحدّث عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:
«من قال في أحد العيدين: الفطر و الأضحى حين يغدو: لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، له الملك، و له الحمد و هو على كل شيء قدير أربعمائة مرّة قبل خروج الإمام زوّجه اللّه عزّ و جل من الحور العين كما لو أن أحدكم مشى بأربعمائة دينار إلى (1) وحده، و من قال ألف مرة أعتقه اللّه عزّ و جلّ من النار، كما أنه لو قتل مؤمنا خطأ فجاء بألف دينار كانت فديته»[6894].
و يقال: الأودي البابي (2)
من أهل دمشق، كان يسكن سوق اللؤلؤ.
روى عن أبي الدّرداء، و أبي أمامة، و وائلة بن الأسقع، و أنس بن مالك، و المخارق بن ميسرة الطائي.
روى عنه: الفياض بن محمّد الرّقّي، و أبين بن سفيان، و كثير بن مروان الفلسطيني، و أبو العطوف الجزري، و طلحة بن يزيد الرقي، و أبو عقيل الثقفي، و عمرو بن عبد الجبّار.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو الخير محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، و أبو مسعود سليمان بن إبراهيم، قالا: نا عثمان بن أحمد بن إسحاق، أنا أبو جعفر (3)محمّد بن عمر بن حفص، نا أبو يعقوب إسحاق بن الفيض، أنا القاسم بن الحكم، نا حفص بن عمر الهمداني، عن إبراهيم بن محمّد الخراساني، أنا أبين بن سفيان.
قال القاسم: و حدّثناه مجاشع عن أبين.
عن عبد اللّه بن يزيد، حدّثني أبو الدّرداء و أبو أمامة الباهلي، و أنس بن مالك، و وائلة بن الأسقع، قالوا:
خرج إلينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و نحن نتمارى في أمر الدين، فغضب غضبا شديدا لم يغضب
ص: 367
مثله، ثم قال:«مه مه، يا أمة محمّد لا تهيجوا على أنفسكم وهج النار» ثم قال:«أ بهذا أمرتم، أ و ليس عن هذا نهيتم ؟ أ و ليس إنما هلك من كان (1) قبلكم بهذا» ثم قال:«ذروا المراء لقلة خيره، فإن نفعه قليل، و يهيج العداوة بين الإخوان، ذروا المراء، فإنّ المراء لا تؤمن فتنته و لا تعقل حكمته، ذروا المراء فإنه يورث الشكّ و يحبط العمل، ذروا المراء فكفاك إثما أن لا تزال مماريا، ذروا المراء فإن المؤمن لا يماري، فأنا زعيم ثلاثة أبيات في الجنّة لمن ترك المراء و هو صادق، ذروا المراء فإن المماري لا أشفع له يوم القيامة، ذروا المراء فإنّ أول ما نهاني عنه ربّي - عزّ و جلّ - بعد عبّادة الأوثان المراء، و شرب الخمر (2)،ذروا المراء، فإن الشيطان قد يئس أن تعبدوه و لكن قد رضي منكم بالتحريش، و هو المراء (3) في دين اللّه عزّ و جلّ »، ثم قال:«إنّ بني إسرائيل افترقوا على ثنتين و سبعين فرقة، و إنّ أمّتي تفترق على ثلاث و سبعين فرقة كلها ضالّ إلاّ السّواد الأعظم» قالوا: يا رسول اللّه، و ما السّواد الأعظم ؟ قال:«من لا يماري في دين اللّه (4)،و من كان على ما أنا عليه اليوم».
قال ابن عبّاس في قول اللّه عزّ و جل: وَ إِذٰا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيٰاتِنٰا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتّٰى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ (5)هم أصحاب المراء و الخصومات في دين اللّه، و قول اللّه عزّ و جلّ : إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَ كٰانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْ ءٍ (6)هم أصحاب المراء و الخصومات في دين اللّه عزّ و جلّ (7)،و قوله: وَ لاٰ تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَ اخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مٰا جٰاءَهُمُ الْبَيِّنٰاتُ (8)هم أصحاب المراء و الخصومات في دين اللّه، و قول اللّه: فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ [زُبُراً] كُلُّ حِزْبٍ بِمٰا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (9)هم أصحاب المراء و الخصومات في دين اللّه، و قول اللّه عزّ و جل: إِذٰا سَمِعْتُمْ آيٰاتِ اللّٰهِ يُكْفَرُ بِهٰا، وَ يُسْتَهْزَأُ بِهٰا (10)هم أصحاب
ص: 368
المراء و الخصومات في دين اللّه (1)أَقِيمُوا الدِّينَ وَ لاٰ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ (2)هم المراء و الخصومات في دين اللّه عزّ و جلّ .
ثم قال ابن عبّاس: اجتمعوا على القرآن ما اتفقت عليه قلوبكم، فإذا اختلفتم فقوموا، فإن المراء بالقرآن كفر.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العبّاس الأصمّ ، نا محمّد بن إسحاق، نا سعيد بن محمّد الجرمي، نا كثير بن مروان الشامي، نا عبد اللّه بن يزيد الدمشقي الذي كان بالباب، حدّثني أبو الدّرداء، و أبو أمامة الباهلي، و أنس بن مالك، و وائلة بن الأسقع قالوا:
خرج علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«إنّ الإسلام بدأ (3)غريبا و سيعود غريبا، فطوبى (4)للغرباء» قالوا: يا رسول اللّه و من الغرباء؟ قال:«الذين يصلحون إذا فسد الناس، و لا يماروا في دين اللّه، و لا يكفّروا أهل القبلة بذنب»[6895].
أخبرناه عاليا أبو العزّ بن كادش، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ، أنا عمر بن أيوب السّقطي، نا محمّد بن الصباح الجرجرائي، أنا كثير بن مروان، عن عبد اللّه بن يزيد الدّمشقي، حدّثني أبو الدّرداء، و أبو أمامة الباهلي، و وائلة بن الأسقع، و أنس بن مالك قالوا:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ الإسلام بدأ غريبا و سيعود غريبا، فطوبى للغرباء»[6896].
هذا مختصر من حديث:
أخبرناه بطوله أبو محمّد السيدي، و أبو القاسم الشّحّامي، قالوا: أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا محمّد بن أحمد بن حمدان، أنا الحسن (5)بن سفيان بن عامر، نا محمّد بن الصباح، نا كثير بن مروان الفلسطيني، عن عبد اللّه بن يزيد الدمشقي، حدّثني أبو الدّرداء، و أبو أمامة، و أنس بن مالك، و واثلة بن الأسقع، قالوا:
ص: 369
خرج إلينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و نحن نتمارى في شيء من الدين، فغضب غضبا شديدا لم يغضب مثله، ثم انتهرنا فقال:«يا أمّة محمّد، لا تهيجوا على أنفسكم وهج النار»، ثم قال:
«بهذا أمرتكم ؟ أ و ليس عن هذا نهيتكم ؟ أ و ليس إنّما هلك من كان قبلكم بهذا»؟ ثم قال:«ذروا المراء لقلّة خيره، ذروا المراء فإن نفعه قليل، و يهيج العداوة بين الإخوان، ذروا المراء، فإنّ المراء لا تؤمن فتنته، ذروا المراء، فإنّ المراء يورث الشكّ ، و يحبط العمل، ذروا المراء فإنّ المؤمن لا يماري، ذروا المراء فإنّ المماري قد تمت خسارته، ذروا المراء فكفى بك إثما أن لا تزال مماريا، ذروا المراء (1) فأنا زعيم بثلاثة أبيات في الجنّة، في وسطها، و رياضها، و أعلاها لمن ترك المراء و هو صادق، ذروا المراء، فإن أول ما نهاني ربّي عنه بعد عبادة الأوثان، و شرب الخمر المراء، ذروا المراء، فإنّ الشيطان يئس أن يعبد (2)،و لكنه رضي منكم بالتحريش - و هو المراء في الدين - ذروا المراء، فإنّ بني إسرائيل افترقوا على إحدى و سبعين فرقة، و النصارى على ثنتين و سبعين فرقة، و إنّ أمّتي ستفرق (3) على ثلاث و سبعين [فرقة] (4) كلهم على الضلالة إلاّ السّواد الأعظم»، قالوا: يا رسول اللّه، من السواد الأعظم ؟ قال:«من كان على ما أنا عليه و أصحابي، من لم يمار (5) في دين اللّه، و لم يكفّر أحدا من أهل التوحيد بذنب» ثم قال:«إنّ الإسلام بدأ غريبا و سيعود غريبا فطوبى للغرباء» قالوا: يا رسول اللّه و من الغرباء؟ قال:«الّذين يصلحون ما فسد الناس، و لا يمارون في دين اللّه، و لا يكفّرون أحدا من أهل التوحيد بالذنب»[6897].
أخبرنا أبوا (6) الحسن: علي بن أحمد الفقيه، و علي بن الحسن، قالا: نا (7)-و أبو النجم بدر بن عبد اللّه [أنا - أبو بكر الخطيب (8) قال: قرأت على الأزهري، عن عبيد اللّه بن عثمان بن يحيى، أنا الحسن بن يوسف الصيرفي،] (9) أنا أبو بكر أحمد بن [محمد بن] (10)
ص: 370
هارون الخلاّل، أخبرني محمّد بن علي، نا مهنّى قال:
سألت أحمد بن حنبل عن عبد اللّه بن يزيد بن آدم يحدث عن أبي أمامة قال: كان ممن قدم هاهنا أيام أبي جعفر - يعني: قدم بغداد - قلت: كيف هو؟ قال: أحاديثه موضوعة، قلت: من أين هو؟ قال: من الشام، قال الهيثم بن خارجة: و هو عند أحمد من أهل دمشق.
قالوا: و قال لنا (1) أبو بكر الخطيب: عبد اللّه بن يزيد بن آدم الشامي (2) الدمشقي.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - نا عبد العزيز بن أحمد أخبرنا عبد الوهّاب بن جعفر، أنا أبو هاشم عبد الجبّار بن عبد الصّمد المؤدّب، أنا أبو بكر القاسم بن (3) عيسى، نا إبراهيم بن يعقوب السعدي، قال:
عبد اللّه بن يزيد الذي يروي عنه أبو عقيل الثقفي، أحاديثه منكرة، حديثه في الراسخين في العلم حديث معضل، الذي حدّثني به نعيم بن حمّاد، نا فياض الرقّي، حدّثنا عبد اللّه بن يزيد الأودي، حدّثني أنس بن مالك، و أبو الدّرداء، و أبو أمامة ذكر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - و أعوذ باللّه أن أذكر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في حديث يحزّ في قلبي-.
أخبرنا (4) أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - قال (5):أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (6):عبد اللّه بن يزيد بن آدم، روى عن أبي الدّرداء، و أبي أمامة، و وائلة بن الأسقع أن النبي صلى اللّه عليه و سلم سئل كيف تبعث الأنبياء؟ روى عنه فياض بن محمّد الرقّي، سألت أبي عنه فقال: لا أعرفه، و هذا حديث باطل.
يعني: حديثه عن أبي الدّرداء [و أبي أمامة] (7) و واثلة أن النبي صلى اللّه عليه و سلم سئل كيف تبعث الأنبياء.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.
ص: 371
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير قال:
سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الثانية: عبد اللّه بن يزيد بن آدم دمشقي.
أبو يحيى القشيري (1) البجلي (2)
أبو خالد بن عبد اللّه الأمير من أهل دمشق.
روى عن (3):أبيه.
روى عنه: ابنه خالد بن عبد اللّه.
و كان [مع] (4) عمرو بن سعيد حين غلب على دمشق، فلما قتل عمرو سيّره عبد الملك، فلحق بابن الزبير، فوجّهه إلى العراق، فلما آمن عبد الملك الناس بعد قتل ابن الزبير سألت اليمانية عبد الملك فيه فآمنه، و قيل إنّ عبد اللّه كان كاتبا مفوها، و إنه كتب لحبيب بن مسلمة في خلافة عثمان، فنال حظا و شرفا، و قيل: إنه غير صحيح النسب في بجيلة.
أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد بن الحصين، أنا أبو علي الحسن بن علي، أنا أبو بكر أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (5)،نا محمّد بن عبد اللّه الرّزي (6) أبو جعفر، نا روح بن عطاء بن أبي ميمونة، نا سيار (7).
أنه سمع خالدا بن عبد اللّه القشيري (8) و هو يخطب على المنبر و هو يقول: حدّثني أبي عن جدي أنه قال: قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أ تحبّ الجنّة ؟» قال: قلت: نعم، قال:«فأحبّ لأخيك ما تحبّ لنفسك»[6898].
رواه هشيم عن سيّار نحوه:
ص: 372
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، و أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد، و أبو علي بن السّبط ، قالوا: أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا علي بن عمر بن (1) محمّد الحربي، نا أبو الفضل العبّاس بن علي بن العبّاس المعروف بالنّسائي، نا يعقوب بن إبراهيم، نا هشيم، نا سيّار (2)قال:
شهدت خالد بن عبد اللّه القشيري يخطب يقول: حدّثني أبي عن جدي قال:
سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول:«يا يزيد بن أسد أحبّ للناس ما تحبّ لنفسك»[6899].
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون الباقلاني قالا:- أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد، نا خليفة بن خيّاط قال (3):في الطبقة الأولى من أهل الشامات: عبد اللّه بن يزيد بن أسد بن كرز، يكنى أبا يحيى.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسن، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل: و أبو الحسين الأصبهاني: قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (4):عبد اللّه بن يزيد بن أسد القشيري (5)،روى (6) عنه خالد البجلي.
أخبرنا (7) أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها (8)-قالا (9):أنا أبو القاسم بن مندة، أنا [أبو علي إجازة.
ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد، قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم، قال (10):عبد اللّه بن يزيد بن أسد بن كرز] (11) القشيري (12)،روى عن أبيه، روى عنه ابنه
ص: 373
خالد بن عبد اللّه بن يزيد القشيري (1)،سمعت أبي يقول ذلك.
أنبأنا (2) أبو بكر محمّد بن عبد الباقي و غيره، عن أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيوية، أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم، أنا الحارث بن محمّد بن (3) أبي أسامة، أنا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، نا إبراهيم (4) بن محمّد بن شرحبيل قال: غزا على الصائفة عبد اللّه بن أسد البجلي - يعني - سنة تسع و أربعين.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (5):و فيها - يعني - سنة اثنتين (6) و ستين غزا عبد اللّه بن أسد بن كرز القشيري (7) قيسارية مما يلي الحدث (8).
أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا عبد الواحد بن علي بن محمّد، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا أبو صالح القاسم بن سالم بن عبد اللّه بن عمر الأخباري، نا عبد اللّه بن أحمد (9) بن محمّد بن حنبل، حدّثني أبو بكر بن زنجويه، نا ابن أبي غالب، نا هشيم، نا داود بن عمرو (10) عن بسر بن عبيد اللّه الحضرمي قال:
لما بعث زياد بحجر بن عدي و أصحابه إلى معاوية قال: فأمر معاوية بحسبهم بمكان يقال له مرج العذراء، قال: ثم استشار الناس فيهم، فجعلوا يقولون: القتل القتل، قال: فقام عبد اللّه بن يزيد بن أسد البجلي و هو أبو خالد، و أسد بن (11) عبد اللّه القشيري (12) فقال: يا أمير المؤمنين أنت راعينا، و نحن من رعيتك، و أنت ركننا و نحن عمادك، إن عاقبت قلنا
ص: 374
أصبت، و طن عفوت قلنا أحسنت، و العفو أقرب إلى التقوى، و كلّ راع مسئول عن رعيته، فتفرّق القوم على قوله.
أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد بن المجلي (1)،نا أبو الحسين بن المهتدي.
ح (2) و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبي أبو يعلى.
قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن مخلد قال: قرأت على علي بن عمرو، حدّثكم الهيثم بن عدي قال في تسمية [العور] (3).
عبد اللّه بن يزيد أبو خالد القشيري (4) ذهبت عينه يوم مرج راهط .
و حكى عبد اللّه بن سعد القطربلي فيما قرأته بخطه قال:
قال أبو العبّاس المبرد (5):كان عبد اللّه بن يزيد أبو خالد من عقلاء الرجال، فقال له عبد الملك يوما: ما مالك ؟ فقال: شيئان لا عيلة (6) علي معهما: الرضى عن اللّه، و الغنى عن الناس، فلما نهض من بين يديه قيل له: أ لا (7) خبّرته بمقدار مالك، فقال: لم يعد أن يكون قليلا فيحقرني، أو كثيرا فيحسدني.
3628 - عبد اللّه بن يزيد بن تميم بن حجر السّلمي (8)
أخو عبد الرّحمن بن يزيد، مولى نصر بن حجّاج بن علاط .
روى عن الزهري، و مكحول، و مخارق بن ميسرة الطائي.
روى عنه ابنه الحسن بن عبد اللّه، و الوليد بن مسلم، و طلحة بن زيد الرّقّي، و عبد الملك بن محمّد الصنعاني.
و ذكره أبو الحسين الرازي في تسمية:«كتاب أمراء دمشق»، و ذكر أنه جد بني كردوس،
ص: 375
و تبوك، و أنه كان على خراج فلسطين.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا [أبو] (1) الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهان، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (2):[قال:] الهيثم بن خارجة لعبد الرّحمن بن يزيد بن تميم:
أخ (3) عبد اللّه بن يزيد بن تميم خير من عبد الرّحمن (4).
أخبرنا (5) أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها (6)-قال: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (7):عبد اللّه بن يزيد بن تميم، سمع مكحولا، روى عنه الوليد بن مسلم، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا تمام بن محمّد، أنا جعفر بن محمّد، أنا أبو زرعة قال في تسمية أصحاب مكحول: عبد اللّه بن يزيد بن تميم السّلمي.
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير.
قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الخامسة: عبد اللّه بن يزيد بن تميم السّلمي.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال (8):قلت - يعني - لدحيم: فما تقول في عبد اللّه بن يزيد أخيه ؟
ص: 376
-يعني: أخا عبد الرّحمن - قال: ثقة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان قال (1):قلت له:- يعني عبد الرّحمن بن إبراهيم:- فعبد الرّحمن بن يزيد بن تميم أين هو من أخيه عبد اللّه ؟ قال: كان عبد اللّه متهم بالقدر.
و ذكر أبو بكر أحمد بن محمّد بن هانئ الأثرم قال: سمعت الهيثم بن خارجة قال:
عبد اللّه بن يزيد بن تميم كان خيرا من عبد الرّحمن - يعني - أخاه.
أخبرنا (2) أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك - شفاها - قالا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق، أنا حمد بن عبد اللّه إجازة:
ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (3):سمعت أبا زرعة يقول: عبد اللّه بن يزيد بن تميم لا بأس به.
قال: و أنا علي بن أبي طاهر القزويني كتب إليّ حدّثنا الأثرم (4) قال: سمعت الهيثم بن خارجة ذكر لأبي عبد اللّه - يعني: أحمد بن حنبل - عبد اللّه بن يزيد بن تميم فقال: أبو عبد اللّه: حدّثنا الوليد بن مسلم عنه أحاديث منكرة.
أبو بكر القرشي المقرئ المعروف بحمار القرّاء (5)
روى عن الوليد [بن سليمان بن أبي السائب، و صدقة بن عبد اللّه، و عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، و الأوزاعي، و هشام بن يحيى] (6)،و إبراهيم بن أبي عبلة، و ثور بن يزيد، و هشام بن الغاز.
روى عنه: أبو بكر محمّد بن هارون بن محمّد بن بكار بن بلال العاملي، و أبو زرعة،
ص: 377
و أبو حاتم الرازيّان، و يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد، و أبو زرعة الدمشقي، و محمّد بن يعقوب الدمشقي، و أحمد بن المعلّى، و أحمد بن خليد الكندي، و أبو هبيرة محمّد بن الوليد، و إسحاق بن يعقوب بن دينار، و جويت بن سليمان بن أبي حكيم، و الحسن بن محمّد بن بكّار بن بلال، و يزيد بن أحمد السّلمي، و عثمان بن سعيد الدارمي، و محمّد بن إبراهيم بن سعيد البوشنجي، و محمّد بن الفيض الغسّاني، و إبراهيم بن هانئ النيسابوري.
أخبرنا أبو بكر الشيروي في كتابه.
ثم أخبرنا أبو القاسم أحمد بن منصور السمعاني، و أبو الحسن علي بن محمّد بن إسحاق الفراهيناني (1) أبي عنه قال: أنا أبو بكر الحيري، نا الأصمّ .
ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور،[أنبأ أبي أبو العباس الفقيه، و أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن أبي الرضا القاض، قالا: أنا أبو محمد بن أبي نصر] (2) أنا الحسن بن حبيب قالا (3):أنا يزيد بن عبد الصّمد، نا عبد اللّه بن يزيد، نا صدقة.
ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الفتح عبد الرزّاق بن عبد الكريم بن عبد الواحد، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الجرجاني، نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصمّ ، نا يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد الدمشقي - بدمشق سنة سبع و ستين و مائتين - نا عبد اللّه بن يزيد الدمشقي المقرئ، نا صدقة بن عبد اللّه، عن الأوزاعي، عن ربيعة بن أبي عبد الرّحمن، عن أنس بن مالك.
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم صفّر لحيته و ما فيها عشرون شعرة بيضاء (4).
لفظهم سواء.
أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد - في كتابه - ثم حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد (5)،نا أحمد بن المعلّى الدمشقي، نا عبد اللّه بن يزيد بن راشد الدمشقي، نا صدقة بن (6) عبد اللّه، عن ثور بن
ص: 378
يزيد، عن خالد بن معدان، عن أبي أمامة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«إن اللّه رفيق يحبّ الرّفق، و يرضاه، و يعين عليه ما لا يعين على العنف»[6900].
أخبرنا (1) أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها (2)-قال (3):أنا أبو القاسم العبدي، أنا أبو علي - إجازة-.
ح (4) قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (5):
عبد اللّه بن يزيد بن راشد القرشي الدمشقي المقرئ، أبو بكر، روى عن صدقة بن عبد اللّه أبي معاوية السمين، و عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر حديثين، و روى عن الأوزاعي حديثا واحدا، و مسائل، و روى عن هشام بن يحيى (6) الغسّاني أحاديث، و إبراهيم بن أبي عبلة حديثا واحدا، و ثور بن يزيد، سمع منه أبي سنة ثمان عشرة و مائتين، روى عنه هو و أبو زرعة.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن [قال: أخبرني أبي] (7) قال:
أبو بكر عبد اللّه بن يزيد بن راشد القرشي.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي (8)،قال:
أبو بكر عبد اللّه بن يزيد القرشي (9)،نا يزيد (10) بن عبد الصّمد، نا عبد اللّه بن يزيد أبو بكر و يلقب حمار القرّاء دمشقي.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي (11)،أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن
ص: 379
علي بن منجويه، أنا محمّد بن محمّد بن الحاكم (1) قال: عبد اللّه بن يزيد القارئ القرشي الشامي (2) المعروف بحمار القراء، سمع أبا خالد ثور بن يزيد الكلاعي، و عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر الأزدي، روى عنه أبو الحكم الهيثم بن مروان العنسي (3)،و أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم العبدي، كنّاه [لنا] (4) أبو الحسن محمّد بن الفيض بن محمّد بن الفياض الغسّاني، و أخبرنا عنه.
قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي زكريا البخاري.
و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن يونس الخطيب، أنا أبو زكريا.
ح و أخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة بن يحيى، أنا سهل بن بشر الأسفرايني، أنا رشأ بن نظيف.
قالا: نا عبد الغني بن سعيد قال في باب القارئ من القرّاء: عبد اللّه بن يزيد القارئ، شامي، عن ثور بن يزيد، و هو الشامي.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال (5):سمعت أبا سعيد عبد الرّحمن بن إبراهيم يقول:
صدقة من شيوخنا لا بأس به، قلت: عبد اللّه بن يزيد روى عنه مناكير، قال: أف، نحن لم نحمل عنه و عن أمثاله عن صدقة - و عرّض بغيره - إنما حملنا عن أبي حفص التّنّيسي و أصحابنا عنه.
و قال يعقوب في موضع آخر (6):
كان شيخ يقال له: عبد اللّه بن يزيد يجالس هشاما، و كان عنده كتب صدقة بن عبد اللّه و حديثه، فلم يخف عليّ أن (7) انظر فيها و لا أكتب عنه.
و بلغني عن محمّد بن عوف قال: كنت بدمشق و عبد اللّه بن يزيد يحدّث، فلم أكتب عنه، فقيل له: لم ؟ قال: كانوا يتكلمون فيه.
ص: 380
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو القاسم السهمي، نا أبو أحمد بن عدي قال:
عبد اللّه بن يزيد أرجو أنه لا بأس به، و قد حدّث عنه جماعة من الثقات (1) مثل أبي حاتم الرّازي، و يزيد بن عبد الصّمد الدمشقي (2).
قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أخبرني أبي، نا محمّد بن جعفر بن محمّد بن ملاّس، نا الحسن بن محمّد بن بكّار قال:
و توفي أبو بكر عبد اللّه بن يزيد بن راشد القرشي في سنة إحدى و ثلاثين و مائتين، و كان مولده في سنة ست و ثلاثين و مائة، و كانت وفاته و هو ابن خمس و تسعين سنة.
3630 - عبد اللّه بن يزيد بن ربيعة (3)
و يقال: عبد اللّه بن ربيعة بن يزيد (4)
روى عن أبي إدريس، و عطية بن قيس.
روى عنه: محمّد بن سعد الأنصاري، و أبو عقيل عبد اللّه بن عقيل الثقفي.
أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، و أمّ البهاء فاطمة بنت محمّد، قالا: أنا أبو الفضل الرّازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا أبو كريب، نا محمّد بن فضيل، حدّثني محمّد بن سعد، عن عبد اللّه بن ربيعة بن يزيد الدمشقي، عن عائذ اللّه أبي إدريس الخولاني، عن أبي الدّرداء قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - و في حديث أبي سهل - قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:- «كان داود عليه السّلام يقول: اللّهمّ إنّي أسألك حبّك، و حبّ من يحبّك، و العمل الذي يبلّغني حبّك، اللّهمّ اجعل حبّك أحبّ إليّ من نفسي، و أهلي، و الماء البارد».
قال: و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا ذكر داود و حدّث عنه قال:«كان أعبد البشر»[6901].
ص: 381
أخرجه التّرمذي عن أبي كريب (1).
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، نا أبو الحسين بن المهتدي، نا أبو حفص بن شاهين - إملاء - نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا علي بن المنذر الطريفي، نا ابن فضيل، عن محمّد بن سعد الأنصاري، عن عبد اللّه بن يزيد بن معاوية الدمشقي، نا عائذ اللّه أبو (2)إدريس الخولاني، عن أبي الدّرداء قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«قال داود عليه السّلام: اللّهمّ إنّي أسألك حبّك و حبّ من يحبّك، و حبّ العمل الذي يبلّغني حبّك، ربّ اجعل لي حبّك أحبّ إليّ من أهلي و من الماء البارد».
قال: و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا ذكر داود و حدّث عنه قال:«كان أعبد الناس»[6902].
أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا حسين بن الأسود، نا محمّد بن فضيل، نا محمّد بن سعد (3) الأنصاري، عن عبد اللّه بن يزيد الدمشقي، نا عائذ اللّه أبو (4) إدريس الخولاني، عن أبي الدّرداء قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«قال داود: ربّ أسألك حبّك، و حبّ من يحبّك، و العمل الذي يبلّغني حبّك، ربّ اجعل حبّك أحبّ إليّ من نفسي، و مالي (5)،و من الماء البارد».
قال: و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا ذكر داود، و حدّث عنه قال:«كان أعبد البشر»[6903].
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، نا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، نا أحمد بن عبد الجبّار، نا محمّد بن فضيل، نا محمّد بن سعد الأنصاري، عن عبد اللّه بن يزيد الدمشقي، نا عائذ اللّه أبو (6) إدريس الخولاني، عن أبي الدّرداء عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:
«قال داود عليه السّلام: ربّ أسألك حبّك و حبّ من يحبّك، و العمل الذي يبلّغني حبّك، ربّ اجعل حبّك أحبّ إليّ من نفسي و أهلي و من الماء البارد»، و كان النبي صلى اللّه عليه و سلم إذا ذكر داود و حدّث عنه قال:«كان أعبد البشر»[6904].
ص: 382
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا (1):- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (2) قال:
عبد اللّه بن يزيد بن ربيعة الدمشقي، حدّثنا أبو إدريس الخولاني فذكر حديثه (3) ثمّ قال:
عبد اللّه بن يزيد عن ربيعة بن يزيد، و عطية بن قيس، و روى عنه عبد اللّه بن عقيل.
فرّق البخاري بينهما، و عندي أنهما واحد، و اللّه أعلم.
في نسخة ما شافهني (4) به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (5):عبد اللّه بن يزيد روى عن ربيعة بن يزيد و عطية بن قيس، روى عنه أبو عقيل عبد اللّه بن عقيل الثقفي، و محمّد بن سعد الأنصاري، سمعت أبي يقول ذلك.
و يقال: عبيد اللّه بن يزيد الأحمري البعلبكّي
حدّث عن أبيه عن جده، عن مكحول في ذكر نهر يزيد و حفره.
روى عنه: ابنه أبو عبد اللّه محمّد - و يقال: أحمد - بن عبد اللّه.
تقدمت روايته في باب ذكر الأنهار (6).
ص: 383
3632 - عبد اللّه بن يزيد بن عبد اللّه بن (1) أصرم
ابن شعيثة (2) بن الهزم بن رويبة بن عبد اللّه بن هلال
أبو ليلى الهلالي (3)
شاعر.
قرأت على أبي الفتوح أسامة بن محمّد بن زيد العلوي، عن أبي جعفر محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمر، عن أبي عبيد اللّه (4) محمّد بن عمران بن موسى قال:
عبد اللّه بن يزيد بن عبد اللّه بن أصرم بن شعيثة بن الهزم بن رويبة بن عبد اللّه بن هلال و هو جدّ زفر (5) بن عاصم، و عبد اللّه يكنى أبا ليلى، و هو شاعر شامي، وقف بباب عبد الملك بن مروان مع جماعة فأذن لغيره قبله فقال: شعر:
فلو كنت صهرا لابن مروان قرّبت *** ركابي و أصحابي إلى المنزل الرّحب
و لكنني صهر النبيّ محمّد *** و خال بني العبّاس و الخال كالأب
أراد بالمصاهرة كون ميمونة بنت الحارث الهلالية عند النبي صلى اللّه عليه و سلم، و أختها لبابة الكبرى بنت الحارث عند العبّاس بن عبد المطّلب و هي أم الفضل، و عبد اللّه و عبيد اللّه و قثم، و معبد، و عبد الرّحمن بني العبّاس.
و عبد اللّه بن يزيد هو القائل فيهم (6):
ما ولدت نجيبة من فحل *** بجبل نعلمه أو سهل
كشبه من نجل أمّ الفضل (7) *** أكرم بها من كهلة و كهل
و له يهجو بني عبس:
ص: 384
فسادة عبس في الحديث نساؤها *** و قادة عبس في القديم عبيدها
يريد بقوله: نساؤها: أم الوليد و سليمان ابني عبد الملك، و أمّهما عبسية، و قوله:
عبيدها يريد عنترة بن شداد.
و يقال: خذامر أبو مسعدة - و يقال: أبو مسعود-
الصنعاني الأصل، المصري الدار (1) ولي قضاء مصر لعمر بن عبد العزيز و ليزيد بن عبد الملك.
و وفد على سليمان بن عبد الملك.
أنبأنا أبو سعد بن الطّيّوري، عن أبي عبد اللّه الصوري، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عمر بن النحّاس - إجازة - أنا أبو عمر محمّد بن يوسف الكندي، حدّثني عمي - يعني - الحسين بن يعقوب الكندي، عن أبي الوزير - يعني: أحمد بن سليمان - عن يحيى بن بكير، حدّثني عبد اللّه بن المسيّب العدوي قال:
كان وفد من أهل مصر، وفدوا على سليمان بن عبد الملك و فيهم ابن خذامر الصنعاني مولى سبأ. فسألهم سليمان عن شيء من أمر المغرب فأخبروه، و أبى ابن خذامر أن يتكلم بشيء، فلما خرجوا قال له عمر بن عبد العزيز: ما منعك من الكلام يا أبا مسعود؟ قال: خفت اللّه أن أكذب، فعرفها له عمر، فلما [ولي] (2) كتب إلى أيوب بن شرحبيل بولاية ابن خذامر القضاء. فوليه من سنة مائة إلى سنة خمس و مائة.
قال [أبو] (3) عمر الكندي: أبو مسعود عبد اللّه بن يزيد بن خذامر، و هو رجل من الأبناء من أهل صنعاء، حضر أبوه فتح مصر مع سبأ قدموا به فيهم، ولي القضاء من قبل أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز.
حدّثني ابن قديد - يعني: علي بن الحسن - عن يحيى بن عثمان بن صالح، عن أبيه، و ابن بكير و ابن عفير، عن ابن لهيعة.
أن عمر بن عبد العزيز ولّى عبد اللّه بن يزيد بن خذامر القضاء.
ص: 385
قال: و حدّثني عاصم بن رازح، و على بن قديد، نا عبيد اللّه بن سعيد، عن أبيه، حدّثني خالد بن يعفر بن وعلة قال:
لم يزر (1) عبد اللّه بن خذامر على القضاء دينارا، و لا درهما.
قال: و حدّثني يحيى - يعني: ابن أبي معاوية - عن خلف - هو ابن ربيعة بن الوليد الحضرمي - عن أبيه عن غوث بن سليمان قال:
قال ابن خذامر: ما أفدت في القضاء شيئا إلاّ جوزتين، فلما صرفت تصدقت بهما.
قال: و كان غوث يقول: وددت أني علمت من أي وجه صارا إليه.
قال: و حدّثني عمي عن ابن وزير عن عبد العزيز بن أبي ميسرة أن ابن خذامر ولي سنة مائة، و صرف سنة خمس و مائة.
قال أبو عمر: كانت ولايته من قبل عمر بن عبد العزيز، و يزيد بن عبد الملك فوليها إلى أن صرف عنها في النصف من شهر رمضان سنة خمس و مائة، حدّثني بذلك يحيى، عن خلف، عن أبيه، و كانت ولايته خمس سنين و ثلاثة أشهر.
كتب إليّ [أبو] (2) محمّد حمزة بن علي بن العبّاس، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن بن سليمان، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن الفضل بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: قال: أنا أبو سعيد (3) عبد الرّحمن بن أحمد بن يونس:
عبد اللّه بن يزيد بن حذافة الصّنعاني من الفرس الذين كانوا باليمن معاقد لسبأ، يكنى أبا مسعدة.
ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير قال (4):
ص: 386
و ولد يزيد بن عبد الملك: عبد اللّه بن يزيد بن عبد الملك، و عائشة، و أمّهما: مسعدة بنت عبد اللّه بن عمرو بن عثمان بن عفّان (1).
ابن أبي سفيان صخر بن حرب بن أميّة
ابن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي
أمّه أم خالد (2) بنت أبي هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، و هو أخو خالد و أبي سفيان ابني يزيد بن معاوية بن أبي سفيان لأبيهما و أمّهما.
له ذكر.
أخبرنا أبو محمّد بن الآبنوسي - في كتابه - ثم أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي المدائني، نا أبو بكر بن البرقي، قال:
ولد أبو هاشم بن عتبة: عبد اللّه، و أم حبيب، و أم خالد، و كانت أم حبيب عند يزيد بن معاوية، فولدت له معاوية، و عبد اللّه، و خالدا (3)،ثم خلف يزيد على أختها أم خالد بنت أبي هاشم فولدت له خالد بن يزيد بن معاوية.
ابن أبي سفيان صخر بن حرب بن أميّة بن عبد شمس
أبو حرب القرشي الأموي (4)
و هو المعروف بالأسوار، و لقّب بذلك لجودة رميه.
ص: 387
و أمّه أم كلثوم بنت عبد اللّه بن عامر.
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزبير بن بكّار قال (1):في تسمية ولد يزيد: عبد اللّه بن يزيد الذي يقال له الأسوار، و عاتكة، ولدت مروان و يزيد ابني عبد الملك، و أمّهما أم كلثوم بنت عبد اللّه بن عامر بن كريز بن حبيب بن عبد شمس.
قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهّاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا محمّد بن جرير (2) قال: في تسمية ولد يزيد بن معاوية: عبد اللّه بن يزيد، قيل إنه كان من أرمى العرب في زمانه، و أمّه أم كلثوم بنت عبد اللّه بن عامر، و هو الأسوار، و له يقول الشاعر:
زعم الناس أنّ خير قريش *** كلّهم حيث ينسب (3) الأسوار
و هذا البيت لعدي بن الرقاع العاملي من قصيدة (4).
و رواه غير الطبري فقال:
علم الناس أنّ خير قريش *** حسبا حين ينسب الأسوار
بين حرب و عامر بن كريز *** فأولئك الأكابر الأخيار
أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر الذّهبي، نا أحمد بن سليمان الطوسي (5)،نا الزبير بن بكّار قال:
و حدّثني مصعب بن عثمان قال:
دخل عبد اللّه بن يزيد بن معاوية على أخيه خالد بن يزيد، فقال: لقد هممت اليوم بقتل الوليد بن عبد الملك، فقال له خالد: بئس ما هممت به، ابن أمير المؤمنين، و ولي عهد المسلمين، فقال: إنه لقي خيلي فعقرها (6)،و تلعّب بها، فقال له خالد: أنا أكفيكه إن
ص: 388
شاء اللّه، فدخل خالد على عبد الملك، و عنده الوليد بن عبد الملك فقال له: يا أمير المؤمنين إنّ ولي عهد المسلمين ابن أمير المؤمنين لقي خيل ابن عمّه عبد اللّه بن يزيد فعقرها (1) و تلعّب بها (2).
فنكس عبد الملك، و قرع الأرض بقضيب في يده، ثم رفع رأسه إليه فقال: إِنَّ الْمُلُوكَ إِذٰا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهٰا، وَ جَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهٰا أَذِلَّةً ، وَ كَذٰلِكَ يَفْعَلُونَ (3) فقال له خالد: وَ إِذٰا أَرَدْنٰا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنٰا مُتْرَفِيهٰا فَفَسَقُوا فِيهٰا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنٰاهٰا تَدْمِيراً (4)،فقال له عبد الملك: أ تكلمني فيه، و قد دخل عليّ لا يقيم لسانه لحنا، فقال له خالد: يا أمير المؤمنين، أ فعلى الوليد يعوّل في اللحن ؟ قال: إن يك لحّانا فأخوه سليمان، قال خالد:
و إن يك لحّانا فأخوه خالد، فقال الوليد لخالد: أ تكلمني و لست في عير و لا نفير قال خالد:
أ لا تسمع يا أمير المؤمنين ما يقول هذا؟ إنا و اللّه ابن العير و النفير، سيد العير، جدي أبو سفيان، و سيد النفير، جدي عتبة، و لكن لو قلت حبيلات (5) و غنيمات و الطائف لقلنا:
صدقت، و رحم اللّه عثمان (6).
أخو المذكور آنفا، له ذكر.
أمّه أم ولد، و ذكره أبو المظفر محمّد بن أحمد الأبيوردي النسّابة، و قال: كان يقال له:
أصغر الأصاغر، لأم ولد.
ابن مروان بن الحكم الأموي
و أمّه أم ولد، كان يسكن قرية الجامع من قرى المرج.
ذكره أبو الحسن أحمد بن حميد بن أبي العجائز فيمن كان بدمشق و غوطتها من بني أمية، و ذكر ابنيه: عبد الرّحمن ابن سبع سنين، و عمر ابن أربع سنين، و ابنته العافية ابنة تسع سنين.
ص: 389
ابن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي
له ذكر.
ولي شرطة عبد الملك بن مروان، له ذكر.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (1):في تسمية من ولي الشرط لعبد الملك يزيد بن أبي كبشة (2)،ثم عزله و ولّى أبا ناتل (3) رياح بن عبدة (4)،ثم عزله، و ولى عبد اللّه بن يزيد الخطمي (5)،ثم عزله و ولّى كعب بن حامد حتى مات عبد الملك.
أبو الأصبغ
حدّث عن صفوان بن صالح الدمشقي.
روى عنه: أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد الكندي المعروف بابن بنت عديس.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - قراءة عليه بانتخاب أبي طاهر بن سلمة الحافظ ، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو الحسين عبد اللّه بن أحمد بن معاذ الدّاراني، نا أبو عبد اللّه جعفر (6) بن محمّد بن جعفر الكندي، نا أبو الأصبغ عبد اللّه بن يزيد، حدّثني (7) صفوان بن صالح، نا عبد اللّه بن كثير القارئ، عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر قال:
كنا مع رجاء بن حيوة فتذاكرنا شكر النعم، فقال: ما أحد يقوم بشكر نعمة. و خلفنا رجل على رأسه كساء، فكشف الكساء عن رأسه فقال: و لا أمير المؤمنين ؟ قلنا: و ما ذكر أمير المؤمنين هاهنا، إنّما أمير المؤمنين رجل من الناس، فغفلنا عنه، فالتفت رجاء فلم يره، فقال: أتيتم من صاحب الكساء و لكن إن دعيتم فاستحلفتم فاحلفوا، فما علمنا إلاّ و حرسي قد أقبل، فقال: أجيبوا أمير المؤمنين، فأتينا باب هشام، فأذن لرجاء من بيننا، فلما دخل عليه
ص: 390
قال: هيه يا رجاء، تذكر أمير المؤمنين فلا تحتج له ؟ فقلت: و ما ذاك يا أمير المؤمنين ؟ قال:
ذكرتم شكر النعم ؟ فقلتم: ما أحد يقوم بشكر نعمة، قيل لكم: و لا أمير المؤمنين ؟ فقلتم:
أمير المؤمنين رجل من الناس.
فقلت: لم يكن ذلك، قال: اللّه، قلت: اللّه، قال رجاء: فأمر بذلك السّاعي، فضرب سبعين سوطا، و خرجت و هو متلوث بدمه.
فقال: و أنت ابن حيوة، قلت: سبعون في ظهرك خير من دم مؤمن.
قال ابن جابر: فكان رجاء بن حيوة بعد ذلك إذا جلس في مجلس التفت فقال: احذروا صاحب الكساء.
أبو سمير الكاتب
مولى علي بن أبي حملة (1).
ذكره أبو الحسين الرازي في ذكر كتّاب أمراء دمشق، فقال:
هو أبو سمير الأكبر، و كان يهوديا، فأسلم على يدي علي بن أبي حملة.
ابن أبيه، المعروف بابن أبي سفيان
له ذكر.
ذكره أحمد بن حميد بن أبي العجائز.
و ذكر أنه كان يسكن جرود من إقليم معلولا.
حكى عن أبي سليمان الدّاراني (2)،و أظنه لم يلقه.
روى عنه أبو الحسن علي بن الحسن بن بندار الأسترابادي.
ص: 391
3645 - عبد اللّه بن يوسف أبو محمد الدّمشقي (1)
نزيل تنيس (2).
روى عن مالك بن أنس:«الموطّأ»، و عن اللّيت بن سعد، و محمّد بن مهاجر، و سعيد بن عبد العزيز، و سعيد بن بشير، و يحيى بن حمزة القاضي، و سلمة بن العيّار، و عبد الرّحمن بن سليمان بن أبي الجون، و خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح، و الهيثم بن حميد، و كلثوم بن زياد المحاربي، و عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و عبد الرّحمن بن ميسرة، و الحكم بن هشام الثقفي، و المغيرة بن المغيرة الرّملي، و بكر بن مضر، و ابن أبي الرجال، و عبد اللّه بن سالم الحمصي، و صدقة بن خالد، و الوليد بن محمّد الموقّري (3)،و أبي (4) مطيع معاوية بن يحيى.
روى عنه: البخاري في صحيحه، و إبراهيم بن يعقوب، و إبراهيم بن هانئ، و يحيى بن معين، و الربيع بن سليمان الجيزي، و علي بن عبد الرّحمن بن المغيرة، و عمر بن مضر الدمشقي، و إسحاق بن سيّار النّصيبي، و بكر بن سهل الدّمياطي، و أحمد بن عبد الواحد بن عبّود، و يعقوب بن سفيان، و موسى بن عيسى، و الحسن بن عبد العزيز الجروي، و علي بن عثمان النّفيلي (5)،و إسماعيل بن عبد اللّه سمّويه، و يحيى بن عثمان بن صالح، و أبو حاتم الرّازي.
أخبرنا أبو الفرج قوام بن زيد بن عيسى، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنا أبو الحسين [بن النقور، أنا أبو الحسن] (6) الحربي، نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار، نا يحيى بن معين، نا عبد اللّه بن يوسف التّنّيسي (7)،نا الهيثم بن حميد، حدّثني أبو معيد (8)،
ص: 392
عن طاوس، عن أبي موسى الأشعري.
أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«إنّ اللّه عزّ و جلّ يبعث الأيام على هيأتها، و يبعث يوم الجمعة و هي زهراء منيرة، أهلها محفين (1) لها كالعروس تهدى إلى كريمها، تضيء لهم، يمشون في ضوئها، ألوانهم كالثلج، و ريحهم يسطع كالمسك، يخوضون في جبال الكافور، ينظر إليهم الثقلان، ما يطرفون تعجبا حتى يدخلوا الجنّة، لا يخالطهم أحد إلاّ المؤذنون المحتسبون»[6905].
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، و حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد، نا أبو يزيد القراطيسي، و بكر بن سهل، قالا: نا عبد اللّه بن يوسف، نا يحيى بن حمزة.
ح قال: و نا سليمان، نا محمّد بن عبد اللّه الحضرمي، نا أحمد بن أسد البجلي، نا عبد اللّه بن المبارك.
كلاهما عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، عن إسماعيل بن عبيد اللّه، عن أم الدّرداء، عن أبي الدّرداء قال:
خرجنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في بعض أسفاره في يوم حار، إنّ الرجل ليضع يده على رأسه من شدّة الحرّ، فما كان منا صائم إلاّ ما كان من بين النبي صلى اللّه عليه و سلم و ابن رواحة.
رواه البخاري عن عبد اللّه بن يوسف (2).
أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أبو الفضل و أبو الحسين و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أبو الفضل: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسن المقرئ، نا أبو عبد اللّه البخاري قال (3):عبد اللّه بن يوسف التّنّيسي سمع مالك بن أنس، و يحيى بن حمزة، و الليث، أصله دمشقي، أبو محمّد.
ص: 393
أخبرنا (1) أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، قالا (2):أنا أبو القاسم العبدي، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (3):عبد اللّه بن يوسف التّنّيسي المصري، عن مالك، و سعيد بن عبد العزيز، و محمّد بن مهاجر، و يحيى بن حمزة، و الهيثم بن حميد، سمعت أبي يقول ذلك، و يقول: كتبت عنه سنة سبع عشرة و مائتين، و روى عنه، و سألته عنه، فقال: هو أتقن من مروان الطّاطري، و هو ثقة.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول:
أبو محمّد عبد اللّه بن يوسف الدمشقي، سمع مالك بن أنس، و يحيى بن حمزة، و اللّيث بن سعد.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو القاسم البجلي، نا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال: في ذكر نفر من أهل دمشق من أصحاب سعيد: عبد اللّه بن يوسف في آخرين.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أبو الحسن بن جوصا - إجازة-.
ح (4) و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا أبو الحسين الكلابي، أنا أبو الحسن بن جوصا - قراءة - قال:
سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة السادسة: عبد اللّه بن يوسف، مات بمصر.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه،[أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن] (5) أخبرني أبي قال: أبو (6)
ص: 394
محمّد عبد اللّه بن يوسف.
قرأت على أبي الفضل أيضا، عن أبي طاهر الخطيب، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنبأ أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، قال (1):أبو محمّد عبد اللّه بن يوسف التّنّيسي (2)يحدّث عن مالك، و الليث.
أنبأنا (3) أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأ أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:
أبو محمّد عبد اللّه بن يوسف التّنّيسي (4)،سكن مصر، سمع أبا عبد اللّه مالك بن أنس الأصبحي، و أبا الحارث اللّيث بن سعد الفهمي، روى عنه أبو عبد اللّه محمّد بن يحيى الذهلي، و أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل الجعفي، كنّاه لنا (5) محمّد بن سليمان، نا محمّد - يعني: ابن إسماعيل.
كتب (6) إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهّاب بن مندة، و حدّثني أبو بكر اللّفتواني عنه، أنا عمي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه قال: قال لنا (7) أبو سعيد بن يونس (8).
عبد اللّه بن يوسف الكلاعي، يعرف بالتّنّيسي لسكناه تنّيس، يكنى أبا محمّد، من أهل دمشق، قدم مصر، و كتب عنه، توفي بمصر سنة ثمان عشرة و مائتين و كان ثقة (9)،حسن الحديث، و عنده الموطّأ عن مالك، و عنده مسائل سوى الموطّأ عن مالك.
قرأت في كتاب علي بن الحسن بن قديد بخطه، حدّثني أحمد بن علي بن خالد القرشي، حدّثني محمّد بن أصبغ بن الفرج قال (10):
مات عبد اللّه بن يوسف التنيسي سنة ثمان عشرة و مائتين.
أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب (11) بن المبارك، أنا أبو الفضل محمّد بن طاهر، أنا أبو
ص: 395
سعيد مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك [بن] (1) الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال:
عبد اللّه بن يوسف أبو محمّد التّنّيسي، أصله من دمشق، سمع مالكا، و الليث، و يحيى بن حمزة، و عبد اللّه بن سالم الحمصي، روى عنه البخاري في بدو (2) الوحي و غير موضع.
و قال البخاري: لقيته بمصر سنة سبع عشرة و مائتين.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - بقراءتي عليه - نا عبد العزيز بن أحمد الفقيه الأمين، أن أبا القاسم تمام بن محمّد بن عبد اللّه الحافظ أخبره، أن أبا الميمون عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن (3) عمر بن راشد البجلي، أخبره قراءة عليه في شوال من سنة ست و أربعين و ثلاثمائة، نا عبد اللّه بن الحسين المصّيصي قال (4):سمعت عبد اللّه بن يوسف يقول:
سماعي الموطّأ من مالك عرض الحنيني (5)،عرضه عليه الحنيني (6) مرتين مرتين (7)،سمعت أنا، و أبو مسهر.
قال: و كان الحنيني (8) إذا دخل شهر رمضان ترك سماع الحديث، فقال له مالك: يا أبا يعقوب، لم تترك سماع الحديث في رمضان، إن كان فيه شيء يكره في رمضان فهو في غير رمضان يكره، فقال له الحنيني (9):يا أبا عبد اللّه، شهر أحبّ أن أتفرغ فيه لنفسي.
قال عبد اللّه: و كان مالك يعظمه و يكرمه.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني قال: و أنا به أبو بكر محمّد بن علي السّلمي، أن أبا القاسم تمام بن محمّد الرازي أخبره - قراءة - و ذكره.
ص: 396
أبو يعقوب الحنيني هو إسحاق بن إبراهيم.
قرأت على أبي الفضل عبد الواحد بن إبراهيم بن قرّة، عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبّار، أنا أبو مسلم محمّد بن علي بن أحمد الليثي، سمعت أبا الحسن علي بن أبي بكر الحافظ (1) يقول: سمعت مسعود بن علي السّجزي يقول: سمعت الحاكم أبا عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه يقول: حدّثني محمّد بن موسى بن عمران المؤذن قال: سمعت محمّد بن إسحاق بن خزيمة يقول (2):سمعت نصر بن مرزوق يقول: سمعت يحيى بن معين يقول:
و سألته عن رواة الموطّأ عن مالك فقال: أثبت الناس في الموطّأ عبد اللّه بن مسلمة القعنبي، و عبد اللّه بن يوسف التّنّيسي (3) بعده.
أنبأنا (4) أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا جعفر موسى بن عمران الطوسي يقول: سمعت أبا بكر محمّد بن إسحاق بن خزيمة يقول: سمعت نصر بن مرزوق يقول (5):سمعت يحيى بن معين يقول:
ما بقي على أديم الأرض أحد أصدق (6) في الموطّأ من عبد اللّه بن يوسف التّنّيسي.
أخبرنا [بها] عالية أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان قال: سمعت محمّد بن إسحاق بن خزيمة يقول: سمعت نصر بن مرزوق يقول:
سمعت يحيى بن معين يقول:
ما بقي أحد على وجه الأرض أوثق في الموطّأ من عبد اللّه بن يوسف.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو القاسم السهمي، أنا أبو أحمد بن عدي (7)،نا محمّد بن يحيى بن آدم، نا محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم قال: و قد كان ابن بكير يقول في عبد اللّه بن يوسف الدمشقي، متى ؟ سمع من مالك، و من رآه عند مالك توهم فيه ما لا يجوز له.
ص: 397
فخرجت أنا، فلقيت أبا مسهر سنة ثمان عشرة و مائتين، فسألني عن عبد اللّه بن يوسف ما فعل ؟ فقلت: عند ما بمصر في عافية، فقال أبو مسهر: سمع معي الموطّأ من مالك سنة ست و ستين، فرجعت إلى مصر، فجاءني ابن بكير مسلما فقلت له: أخبرني أبو مسهر أن عبد اللّه بن يوسف سمع معه الموطّأ من مالك سنة ست و ستين، فلم يقل فيه شيئا بعد.
قال ابن عدي (1):و عبد اللّه بن يوسف هو صدوق، لا بأس به، و البخاري مع شدة استقصائه اعتمد عليه في مالك و غيره، و سمع (2) منه الموطّأ، و له أحاديث صالحة، و هو خيّر، فاضل.
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا سهل بن بشر، أنا الخليل بن هبة اللّه بن الخليل، نا عبد الوهّاب بن الحسن بن الوليد.
و أخبرنا أبو علي الحسن بن محمّد بن الحسين (3) بن القاسم بن درستويه، قالا: نبأ أبو الحارث أحمد بن سعيد، نا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال: سمعت أبا مسهر يقول:
عبد اللّه بن يوسف الثقة المقنع (4).
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار (5)،قالا: أنا أبو نصر محمد بن الحسن بن محمد و أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر - زاد الأنماطي: عن ابن الطّيّوري و أبو الحسن العتيقي (6) قالوا: أنبأ الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال (7):
عبد اللّه بن يوسف الدمشقي، يكنى أبا محمّد، ثقة.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنبأ عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال: و قال البخاري: قال لي الحسن (8) بن عبد العزيز: مات عبد اللّه بن يوسف سنة سبع أو ثمان عشرة و مائتين.
ص: 398
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد [بن] عدي - إجازة أو سماعا - قال: سمعت أحمد بن علي المدائني يقول: سمعت أحمد بن عبد اللّه البرقي يقول: مات عبد اللّه بن يوسف بن يوسف سنة ثماني (1) عشرة و مائتين (2).
ص: 399
سمع أبا الدّرداء بدمشق.
روى عنه: الزهري.
حدّثنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأ أبو حامد أحمد بن الحسن بن محمّد، أنبأ أبو سعيد محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا أبو حامد بن الشرقي، نا محمّد بن يحيى الذهلي، نا إبراهيم بن حمزة الزبيري (1)،نا عبد العزيز بن محمّد، عن (2) موسى بن عبيدة، عن ابن شهاب، عن عبد اللّه الأسديّ قال:
بينما أنا و أبو الدّرداء ليلة في رمضان إذ سلّم من بعض القيام، و كان يؤم الناس في القيام، فالتفت إلى الناس فقال: يا أهل دمشق، أ لا تستحون (3) مما تصنعون، و اللّه إنّكم لإخواني في الدين، و جيراني في الديار، و أعواني على العدو، أ فلا تستحيون مما تصنعون، تجمعون ما لا تأكلون، و تبنون ما لا تسكنون، و تأملون ما لا تدركون، كالذين من قبلكم بنو شديدا، و جمعوا كثيرا، و أملوا بعيدا، فأصبحت بيوتهم قبورا، و جمعهم بورا (4)،و أصبح أملهم غرورا.
ص: 400
أبو يحيى المعروف بالبطّال (1)
كان ينزل أنطاكية.
حكى عنه أبو مروان الأنطاكي.
أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب.
ح و أنبأنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد المزكّي، و عبد اللّه بن أحمد بن عمر، ثم حدّثنا أبو القاسم وهب بن سلمان، أنا أبو محمّد بن الأكفاني، قالا: أنا أبو الحسين طاهر القايني - زاد الأكفاني: و نبأ أبو بكر الخطيب.
قالا: أنا أبو الحسن بن رزقويه، أنا عثمان بن أحمد الدقّاق، نا أبو علي الحسن (2) بن سلاّم السواق، نا الصباح بن بيان (3) البغدادي، نا يزيد بن أوس الحمصي، عن عامر بن شراحيل، عن عبد اللّه بن سعيد بن قيس الهمداني قال بدر (4) بقصة (5) غزاة مسلمة، و لم يسقها و ساقها الآخران فقالا (6):
و كان ممن خرج مع مسلمة بن عبد الملك بن مروان إلى بلاد الروم - قال: لما أراد عبد الملك بن مروان بن الحكم أن يوجه مسلمة ابنه إلى بلاد الروم قال: قد أمّرت عليكم مسلمة بن عبد الملك، قال: و ولّى على رؤساء أهل الجزيرة و الشام البطّال، و أقبل على مسلمة فقال: سيّر على طلائعك البطّال، و أمره فليعسّ بالليل العسكر، فإنه أمين ثقة مقدام شجاع.
فخرج مسلمة، و خرج عبد الملك معنا يشيّعنا حتى بلغ إلى باب دمشق فذكر القصة.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني بقراءتي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي
ص: 401
نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي، نا محمّد بن عائذ، نا الوليد بن مسلم، قال:
فحدّثني بعض شيوخنا أن مسلمة بن عبد الملك عقد للبطّال على عشرة آلاف من المسلمين، فجعلهم سيّارة فيما بين عسكر المسلمين و ما يليهم من حصون الروم و من يتخوفون اعتراضه في سير (1) المسلمين و علاقاتهم (2) و يخرج المسلمون يتعلّفون فيما بينهم و بين العسكر، فيصيبون و يخطئون فيأمن بهم العسكر و تلك العلاقات (3).
أنبأنا أبو تراب حيدرة بن أحمد الأنصاري و غيره، قالوا: حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنبأ أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي، نا محمّد بن عائذ (4)،نا الوليد بن مسلم، حدّثني أبو مروان - شيخ من أنطاكية - قال:
كنت أغازي البطّال، و قد أوطأ الروم ذلاّ، قال البطّال: فسألني بعض ولاة بني أمية عن أعجب ما كان من أمري (5) فيهم، فقلت: خرجت في سرية ليلا و دفعنا إلى قرية، و قلت لأصحابي: أرخوا (6) لجم خيولكم، و لا تحركوا (7) أحدا بقتل، و لا سبّي حتى تشحنوا القرية (8)،فإنهم في نومة، قال: ففعلوا و افترقوا في أزقتها، و دفعت في ناس من أصحابي إلى بيت يزهر سراجه، و امرأة تسكت ابنها من بكائه، و هي تقول: اسكتي و إلاّ دفعتك إلى البطّال يذهب بك، فانتشلته من سريره فقالت: أمسك يا بطّال، فأخذته.
قال (9):و نا الوليد، نا أبو مروان أنه سمعه يحدّث قال:
خرجت ذات يوم متوحدا على فرسي لأصيب غفلة - أو منفردا - متسمّطا مخلاة فيها عليق (10) فرسي، و منديل فيه خبز و شواء. فبينما أنا أسير إذ مررت ببستان فيه بقل طيّب،
ص: 402
فنزلت، فعلّقت على فرسي، و أصبت من ذلك الشواء ببقل البستان، إذ أسهلني بطني، فاختلفت مرارا، فاستفقت من دوامه، و ضعفي عن ما يجيء عليّ من الركوب، فبادرت و ركبت و لزمت طريقا، و استفرغني على سرجي كراهية أن أنزل، فأضعف عن الركوب، حتى لزمت عنقه متشبثا ببرطنجه مخافة أن أسقط عنه، و ذهب بي و لا أدري أين يذهب بي، إذ سمعت وقع حوافره على بلاط ، ففتحت عيني فإذا دير، فوقف بي في وسط الدير، و إذا نسوة يتطلعن من أبواب الدير، فلما رأين أنه لا تبع لي، و رأين حالي [و ضعفي عن النزول خرجت صاحبة منهن حتى وقفت عليّ ، و نظرت في وجهي، و عرفت من حالي] (1) و رطنت لهنّ تحسب عليّ ، و أمرتهن فنزعا عني ثيابي، و غسلن ما بي، ففعلن، و دعت بثياب فألبسنيها و ترياق أو دواء فشربته، ثم أمرت بي فجعلت على سرير لها، و دثار، و أمرت بطعام فهيّئ لي، فأتت به، و أقمت يومي ذلك و تلك الليلة مسبوتا (2) لا أدري ما أنا فيه.
قال: و أصبحت من الغد على ضعف من الركوب، و أقمت ليلتي و يومي و ليلتي، فذهب عني السّبات و أنا ضعيف عن الركوب، حتى كان في اليوم الثالث جاءها من يخبرها أن فلانا البطريق قد أقبل في موكبه، فأمرت بفرسي فغيّب، و أغلق علي باب بيتي الذي أنا فيه، و دخل البطريق فأنزلته منزلا، و اقتفت به و بأصحابه، و أسمع بعض النسوة تخبر أنه خاطب لها، فبينما هو على ذلك الحالة إذ جاءه من يخبره عن موضع فرسي، و إغلاقهم علي، فهم أن يهجم عليّ ، فأقسمت إن هو تعرض لي لا نال حاجته، فأمسك و أقام قائلة في ذلك اليوم في قرى، ثم قروح، و خرجت فدعوت بفرسي، فخرجت إليّ فقالت: إنّي لا آمن أن يكمن لك، دعه يذهب، فأبيت عليها، و ركبت فقفوت الأثر حتى لحقته، و شددت عليه فانفرج عنه أصحابه، فقتلته، و طلبت أصحابه فهربوا عني، و أخذت فرسه و سمط (3) رأسه و رجعت إلى الدير، فألقيت الرأس و دعوتها و من معها من نسائها، و خدمها فوقفن بين يدي، و أمرتها بالرحلة و من معها على دوابّ الدير، و سرت بهن إلى العسكر حتى دفعت بهن إلى الوالي، فجعل نفلي منهن فتنفّلت (4) المرأة بعينها، و سلمت سائر الغنيمة في المقسم، و اتخذتها، فهي امرأتي (5).
ص: 403
قال أبو مروان: و كان أبوها بطريقا من بطارقة الروم له شرف، فكان يهاديه و يكاتبه.
أخبرنا أبو تراب حيدرة بن أحمد المقرئ و غيره في كتبهم، قالوا: أنا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أبو عبد الملك القرشي قال: و أنا ابن عائذ عن الوليد قال: سمعت عبد اللّه بن راشد مولى خزاعة يخبر عن من سمعه من البطّال يخبر (1).
أن هشاما أو غيره من خلفاء بني أمية كان قد استعمل على ثغر المصّيصة و ما يليها و أنه راث (2) عليه خبر الروم، فوجه سرية لتأتيه بالخبر عن غير إذن من الوالي.
قال البطّال، فتوجهوا و أجّلتهم أجلا فاستوعبوا الأجل، فأشفقت من مصيبتهم و لائمة الخليفة و ضعف أميرهم، فخرجت متوحدا حتى دخلت (3) في الناحية التي أمرتهم بها، فلم أجد لهم خبرا (4)،فعرفت أنهم أخبروا بغفلة أهل ناحية أخرى، فتوجهوا إليها، و كرهت أن أرجع و لم أستنقذهم مما هم فيه، إن كان عدو يكاثرهم، أو أعرف من خبرهم ما أسكن إليه، فلم أجد أحدا يخبرني بشيء، فمضيت حتى أقف على باب عمورية (5)،فأمره بفتح الباب، ففعل و أدخلني فلما صرت إلى بلاطها، وقفت و أمرت من يشد يدي إلى باب بطريقها، ففعل، و وافيت باب البطريق قد فتح، و جلس لي، و نزلت عن فرسي و أنا متلثم بعمامتي، فأذن لي، و مضيت حتى جلست على مثال (6) إلى جانب مثاله، فرحب و قرّب، و قلت: أخرج من أرى فإني قد حملت إليك، فأخرجهم و شددت عليه حتى غلّق باب الكنيسة و عاد إلى مجلسه، و اخترطت سيفي فضربت به على رأسه، فقلت له: قد وقعت بهذا الموضع فأعطني عهدا حتى أكلّمك بما أردت حتى أرجع من حيث جئت لا يتبعني منك خلاف، ففعل، فقلت: أنا البطّال، فاصدقني عما أسألك عنه، و انصحني و إلاّ أجزت (7) عليك، فقال: سل عما بدا لك، فقلت: السرية، فقال: نعم، وافت البلاد غارّة لا يدفع أهلها يد بالأمس (8)،فوغلوا في
ص: 404
البلاد، و ملئوا أيديهم غنائم، و هذا آخر خبر جاءني أنهم بوادي كذا و كذا، فصدقتك و ليس عندي من خبرهم غير هذا، فغمدت سيفي و قلت: ادع لي بطعام، فدعا، ثم قمت و قال:
اشتدّوا بين يدي رسول الملك حتى يخرج ففعلوا و قصدت إلى السرية حتى قدمت عليهم، و خرجت بهم بما غنموا، فهذا أعجب ما كان.
قال: و نا الوليد قال: و أخبرني بعض شيوخنا قال (1):
رأيت البطّال قافلا من حجّه السنة التي قتل فيها رحمه اللّه، و هو يخبر أنه لم يزل فيما مضى من عمره مشتغلا عن حجة الإسلام بما فتح له من الجهاد، و سأل اللّه الحجّ و الشهادة، فإنّ اللّه قد قضى عنه حجته، و هو يرجو أن يرزقه الشهادة في عامه هذا، ثم مضى إلى منزله و غزا من عامه فاستشهد.
عن الوليد، قال: و أخبرني عبد الرّحمن بن جابر قال:
فحدّثني من سمع البطّال يخبر مالك بن شبيب - يعني - أمير مقدمة الجيش الذي قتل فيه - عن خبر بطريق «أقرن» صهر البطّال أن ليون طاغية الروم قد أقبل في نحو مائة ألف.
فذكر الحديث في إشارة البطّال عليه باللحاق ببعض مدن الروم المقفلة المخرّبة، و التحصن به حتى يلحقهم الأمير سليمان بن هشام، و عصيان مالك بن شبيب البطّال في رأيه هذا.
قال: و لقيناه يعني ليون فقاتل مالك و من معه حتى قتل في جماعة من المسلمين، و البطّال عصمة لمن بقي من الناس، و وال عليهم، قد أمرهم أن لا يعصوه، فلا يذكروا له اسما، فتجمعوا عليه، فشدّ عليهم حتى حمل حملة من ذلك؛ فذكر بعض من كان معه اسمه و ناداه (2) فشدّت عليه فرسان الروم حتى شالته برماحها عن سرجه، و ألقته إلى الأرض، و أقبلت تشدّ على بقية الناس، و الناس معتصمون بسيوفهم حتى كان مع اصفرار الشمس.
قال الوليد: قال غير ابن جابر و ليون طاغية الروم قد نزل عن دابته، و ضرب له مفازة و أمر برهبته و أساقفته فحضروا، فرفع يده و رفعوا أيديهم يستنصرون على المسلمين و زاد أمر قلتهم و قلة من بقي، فقال ناد: يا غلام برفع السيف و ترك بقية القوم للّه، و انصرفوا بنا إلى معسكرنا، و القوم في بلادنا نغاديهم، ففعل.
ص: 405
قال ابن جابر: و انصرف إلى معسكره و بات، و أمر البطال مناديا، فنادى أيها الناس عليكم بسنادة (1) فادخلوها و تحصنوا فيها، و أمّر البطّال رجلا على مقدمتهم، و آخر على ساقتهم، لا يخلّف جريحا و لا ضعيفا فيما قدر عليه، و ثبت في مكانه، و ثبت معه قريب له في ناس من مواليه، و أمر من يسير في أوائلهم، من يقول: أيّها الناس الحقوا، فإن البطّال يسير باخراكم، و أمر من يقول في أخراهم: أيّها الناس الحقوا فإن البطّال في أولاكم يهديكم الطريق، و يهيئ منزلكم بسنادة، فمضوا (2) الناس، فلم يصبحوا إلاّ و قد دخلوا سنادة و افتقدوا البطّال، فأجمع رأيهم على تحصينها و القتال عليها (3).
قال (4):و أصبح البطّال في مكانه في المعركة به رمق، فلما كان من الغد ركب ليون بجيشه حتى أتى المعركة، فوجدهم قد دخلوا سنادة إلاّ البطّال و من بقي معه، فأخبر به فأتاه حتى وقف عليه فقال: أبا يحيى كيف رأيت ؟ قال: ما رأيت كذلك الأبطال تقتل و تقتل. قال ليون:
عليّ بالأطباء، فأتي بهم، فأمرهم بالنظر في جراحه، فأخبروه أنها قد أنفذت مقاتله (5)،فقال:
هل من حاجة ؟ قال: نعم، تأمر من ثبت معي، و من في أيديكم من أسارى المسلمين بولايتي و كفني و الصلاة عليّ ، و دفني، و تخلي سبيل من ثبت عندي، ففعل ذلك، و قصد إلى الناس بسنادة فحاصرهم، فبينما هم على ذلك إذ أشرف من سند أو شيء مشرف على فرسه في رجال على خيول الطلائع و هو يقول: أيها الناس أنا ثابت البهراني رسول الأمير سليمان بن هشام يخبر سرعة سيره إليكم، و هو آتيكم أحد اليومين، فسر ذلك المسلمين، و أصبح ليون سائرا بعسكره قافلا إلى القسطنطينة حتى دخلها و أقبل سليمان بمن معه حتى نزل بسنادة و أصلح إلى من كان بها حتى رحل عنها و قال الشاعر:
أ لم يبلغك من أنباء جيش *** بأقرن (6) غودروا جثثا رماما
ص: 406
غدوا من عندنا نصرتم (1) أمرا *** تجيئون المهادي و الظلاما
تقودهم حتوف لم يطيقوا *** لها دفعا هناك و لا خصاما
و لاقتهم زحوف الروم تهدي *** بجرّار الضّحى بعض (2) الأكاما
كأن جموعهم لما تلاقوا *** ركام رائح يتلو ركاما
تلألأ بعضهم لما أتوهم *** مع الإشراق قد لبسوا اللأما (3)
فكان لهم به يوم عصيب *** أثار السابحات به القتاما
معارك لم تقم فيها بشجو *** نوائح يلتزمن (4) به التزاما
نأت عن مالك (5) فيه بواكي *** ثواكل قد شجين به اهتماما
و لم تهمل على البطّال عين *** هناك بعبرة تشفي الهياما
عشية باشر الأهوال صبرا *** بخيل تخرق الجيش اللّهاما
يكرّ عليهم بالخيل طعنا *** و ضربا بقتل البطل الهماما
إذا ما خيله حملت عليهم *** تداعوا من مخافته انهزاما
فإن يعلونه (6) الأسباب يوما *** فقد تلقاه مغوارا حماما (7)
و لم أر مثله أمضى جنانا *** و أحمد مشهدا و أقلّ ذاما
فلا تبعد هنالك من شهيد *** فإنك كنت للهيجا حساما
قال أبو عبد اللّه بن عائذ: و ليس هذا الشعر من حديث الوليد.
أنبأنا أبو سعد بن البغدادي، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق، أنا الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر (8)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا علي بن الحسن، عن أبي محمّد السّكوني، عن أبي بكر بن عيّاش قال:
قيل للبطّال: ما الشجاعة ؟ قال: صبر ساعة.
ذكر أبو عبيدة معمر بن المثنى: أن البطّال قتلته الروم في سنة اثنتي (9) عشرة و مائة.
ص: 407
و ذكر أبو حسان الزيادي أنه قتل في سنة ثلاث عشرة.
أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (1):و فيها - يعني - سنة إحدى و عشرين (2) و مائة قتل البطّال بأرض الروم (3).
أخبرنا (4) والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه اللّه قال (5):
إن لم يكن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر فهو غيره حدّث عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر.
روى عنه: سليمان بن عبد الرّحمن.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسين (6) محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم الأسدي، أنبأ عبد الرّحمن بن عثمان التميمي، أنا أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم، نا يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا الوليد بن مسلم، و عبد اللّه الطويل، و عمر بن عبد الواحد قالوا:
أنبأ ابن جابر، حدّثني سليم بن عامر الكلاعي قال: سمعت أوسط البجلي يقول: سمعت أبا بكر الصّدّيق يقول:
قام فينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عام الأول - فبأبي هو و أمّي - ثم خنقته العبرة، ثم عاد فقال:
سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عام الأول يقول:«سلوا اللّه عزّ و جلّ العافية و المعافاة، فإنه ما أوتي عبد [بعد] (7) يقين خيرا من معافاة»[6906].
حكى عنه حسين بن المصري أحد شيوخ الصّوفيّة.
ص: 408
كتب إليّ أبو سعد بن الطّيّوري يخبرني عن عبد العزيز الأزجي.
و أنبأنا أبو الحسن الموازيني، عن عبد العزيز بن بندار.
قالا: أنا أبو الحسن بن جهضم، نا جعفر الخلدي قال: و سمعت أبا القاسم الجنيد يقول: سمعت حسين بن المصري يقول:
كنت بدمشق و كان خارجها جبل فوقه رجل يقال له عثمان، مع أصحابه يتعبّدون، و كان في أسفل الجبل آخر يقال له: عبد اللّه مع غلمانه، فكان يوصف عنه أنه إذا سمع شيئا من الذكر غدا فلم يردّه شيء، لا نهر، و لا ساقية، و لا واد.
قال حسين: فبينما أنا عنده ذات يوم إذ قرأ قارئ، قال: فتهيّأ له غلمانه، فتبعوه حتى استقبله نار للأعراب قد أوقدوها، قال: فوقع بعضه على النار، و بعضه على الأرض فحملوه.
قال الجنيد: أيش تقول في رجل وقعت به حالة هي أقوى من النار.
أحد أصحاب أبي عبيد محمّد بن حسان البسري (1).
حكى عن أبي عبيد.
حكى عنه: أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن مسروق الطوسي.
أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز المكّي (2)،أنا الحسين (3) بن يحيى بن إبراهيم، أنا الحسن بن علي بن محمّد الشيرازي.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - و نقلته من خطّه، أنا أبو الفتح عبد الجبّار بن عبد اللّه بن إبراهيم الرّازي الأردستاني الجوهري الواعظ ، نا الأستاذ الزاهد أبو سعد عبد الملك بن أبي عثمان الواعظ .
ص: 409
[قالا:] (1) أنا أبو الحسن علي بن عبد (2) بن الجبلي - بمكة حرسها اللّه - نا جعفر الخوّاص، حدّثني أحمد بن مسروق، حدّثني عبد اللّه غلام لأبي عبيد البسري قال:
كنت معه يوما قاعدا بدمشق أنا و جماعة من إخوانه، إذ مرّ رجل على دابة و خلفه غلام يعدو قد انبهر بيده غاشية (3)،فلما حاذى أبا عبيد قال: اللّهم أعتقني و أرحني منه - زاد الشيرازي: ثم التفت إلى الجماعة و قال: ادعوا اللّه لي، ثم اتفقا، فقالا (4):- فقال أبو عبيد: اللّهمّ أعتقه من النار، و من الرقّ .
فعثرت الدابة بمولاه فسقط إلى الأرض، فالتفت إلى الغلام فقال له: أنت حرّ لوجه اللّه، قال: فرمى بالغاشية إليه و قال: يا مولاي أنت لم تعتقني إنّما أعتقني هؤلاء، فصحب أصحابنا، و توفي بينهم.
ولي قضاء دمشق نيابة عن قاضيها محمّد بن العباس الجمحي.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمّام - إجازة - أنا أبو عبد اللّه بن مروان قال:
و كان خليفته (5)-يعني: محمّد بن العبّاس الجمحي - عبد اللّه بن محمّد القزويني، و قبله عبد اللّه بن الشاهد الفرغاني، و في آخر أيامه.
قرأت بخط أبي عبد اللّه محمد بن علي بن أحمد بن منصور:
مات عبد اللّه المتزهد المقيم - كان - بمسجد أبي صالح في عشر ذي الحجة من سنة اثنتين (6) و تسعين و أربع مائة.
ص: 410
حرف (1) الألف
والد عثمان بن عبد الأعلى.
حكى عن أبيه.
حكى عنه مخنف بن عبد اللّه بن يزيد بن المغفّل.
كان في صحابة هشام بن عبد الملك.
حكى عن هشام، و زيد بن علي بن الحسين، و داود بن علي بن عبد اللّه.
حكى عنه: قريب بن عبد الملك بن علي والد الأصمعي.
و روى عنه: خالد بن مهران الحذّاء و عمرو بن الأصبغ البصريان.
و وفد على هشام بن عبد الملك.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر محمّد بن عبد الرّحمن بن محمّد بن الحسن بن محمّد البزار المعروف بالحافظ ، أنا أبو طاهر بن خزيمة، أنا جدي أبو بكر، نا أبو هاشم زياد بن أيوب، نا إسماعيل - يعني - ابن (1) عليّة، أنا خالد الحذّاء، عن عبد الأعلى بن (2) عبد اللّه بن عامر القرشي، عن عبد اللّه بن الحارث الهاشمي، قال:
خطب عمر بن الخطاب بالشام و الجاثليق ماثل - معناه: قائم - فتشهّد، فقال: من يهده اللّه فلا مضلّ له، و من يضلل فلا هادي له. قال الجاثليق: لا، فقال عمر: ما تقول ؟ فقالوا، فأعاده، فقال: من يهده اللّه فلا مضلّ له، و من يضلل فلا هادي له، قال الجاثليق بجبته ينفضها، و قال: إنّ اللّه لا يضلّ أحدا، فقال عمر: ما يقول ؟ فقالوا، قال: كذبت عدو اللّه، اللّه خلقك، و اللّه أضلّك، ثم يميتك، فيدخلك النار إن شاء اللّه، و اللّه لو لا ولث (3) عهد لك لضربت عنقك، ثم قال: إنّ اللّه خلق آدم ثم نثر (4) ذريته ثم كتب أهل الجنّة و ما هم عاملون، و كتب أهل النار و ما هم عاملون، ثم قال: هؤلاء لهذه، و هؤلاء لهذه.
قال: فصدع (5) الناس، و لا يتنازع اثنان في القدر.
قال: و قد كان قبل ذلك شيء من التنازع.
تابعه الثوري، و حمّاد بن سلمة عن خالد الحذّاء (6):
أنا أبو محمّد عبد الجبّار (7).
ص: 412
ذكر أبو محمّد عبد اللّه بن سعيد (1) القطربلي (2)-فيما نقلته من خطه - قال:
كان عبد الأعلى بن عبد اللّه بن عامر يفد إلى هشام بن عبد الملك، فيتكلم عنده، فيعجب مسلمة كلامه و يقول: و اللّه إنّي لأرفع كور العمامة عن أذني لأستفرغ كلام ابن عامر و يقول: إنّ الرجل يكلمني في الحاجة ما (3) يستوجبها فيلحن، فكأنه يقضمني حبّ الرمان الحامض حتى يسكت، فأرده عنها، و يكلمني الرجل في الحاجة ما يستوجبها، فيعرب، فأجيبه إليها.
أخبرنا أبو البركات بن المبارك، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد ابن المبارك: و أبو الفضل بن خيرون قالا: أنا أبو الحسين الأصبهاني، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خيّاط قال (4):في الطبقة الرابعة من تابعي أهل البصرة: عبد الأعلى بن عبد اللّه بن عامر بن كريز بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، يكنى أبا عبد الرّحمن، بكنية أبيه.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الحسين (5) المبارك بن عبد الجبّار، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (6) قال (7):عبد الأعلى بن عبد اللّه بن عامر بن كريز القرشي عن عبد اللّه بن الحارث، روى عنه خالد الحذّاء، نسبه عمرو بن الأصبغ، هو البصري (8).
أخبرنا (9) أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك الخلاّل - شفاها (10)-قال: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (11):عبد الأعلى بن عبد اللّه بن عامر بن كريز القرشي، روى عن عبد اللّه بن الحارث
ص: 413
قال: خطب عمر، روى عنه خالد الحذاء، سمعت أبي يقول ذلك.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي (1) علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أبو بكر أحمد (2) بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:
أبو عبد الرّحمن عبد الأعلى بن عبد اللّه بن عامر بن كريز بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي القرشي البصري، عن عبد اللّه بن الحارث، روى عنه خالد ابن مهران الحذّاء.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأ الأمير أبو محمّد الحسن (3) بن عيسى بن المقتدر باللّه، أنا أبو العباس أحمد بن منصور اليشكري، قال: قرئ على أبي القاسم الصائغ، نا أبو علي الهاشمي، نا عمر بن شبّة، نا أبو عاصم قال:
سأل سائل عبد الأعلى بن عبد اللّه بن عامر، و ليس عليه إلاّ إزار، فقال: أمدد طرف الإزار، ثم اجذبه إليك، ففعل السائل، و توارى عبد الأعلى بباب بيته ثم أغلقه على نفسه (4).
أنبأنا أبو المعالي ثعلب (5) بن جعفر، أنا أبي، أنا أبو طاهر محمّد بن أبي البيع، أنا أبو الحسن بن رزقويه (6) أنا أبو علي بن الصوّاف، نا الحارث بن محمّد (7)،أنا أبو الحسن المدائني (8) قال:
كان عبد الأعلى كثير الطعام، فقال (9) بلال بن أبي بردة للجارود (10) بن أبي سبرة، أخبرني عن طعام عبد الأعلى. قال: كثير، قال: فكيف (11) طعامه ؟ قال: يأتيه طالب (12)الطعام، فيقوم بين يديه فيقول له: ما عندك من الطعام ؟ فيصف له طعامه، قال بلال: و لم يفعل
ص: 414
هذا؟ قال لعل بعض من عنده يشتهي بعض تلك الأطعمة، فيبقي نفسه للذي يشتهي، فيدعو بالطعام فيتحدث عليه (1)،و يتناول أول الطعام فيقسم بينهم و يأكل و يحمد (2)،قال: و لم ؟ قال: يريد أن يكون آخر من يأكل.
أخبرنا (3) أبو السعود بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي باللّه.
ح (4) و أخبرنا أبو الحسين بن أبي يعلى بن الفراء، أنا أبي.
قالا (5):أنا عبد اللّه بن أحمد الصيدلاني، أنا محمّد بن مخلد العطّار قال: قرأت على علي بن عمرو الأنصاري حدّثكم الهيثم بن عدي قال: قال ابن عيّاش: عبد الأعلى بن عبد اللّه بن عامر، يكنى أبا عبد الرّحمن.
أخبرنا أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد البيهقي، أنا أبو بكر أحمد (6) بن الحسين البيهقي قال: أنبأني أبو عبد اللّه الحافظ - إجازة - عن أبي العبّاس، عن الربيع، عن الشافعي قال: أنا عبد الرّحمن بن الحسين (7) بن القاسم الأزرقي عن أبيه، عن عبد الأعلى بن عبد اللّه بن عامر قال:
قدمت مع أمي - أو قال جدتي - مكة فأتتها صفية بنت شيبة فأكرمتها، و فعلت بها، فقالت صفية: ما أدري ما أكافئها به، فأرسلت إليها قطعة من الركن، فخرجنا بها أول منزلة (8)فذكر من مرضهم و علتهم جميعا قال: فقالت أمي و جدّتي (9):ما أرانا أتينا إلاّ أنا أخرجنا هذه القطعة من الركن، فقالت لي:- و كنت أسنهم (10)-انطلق بهذه القطعة إلى صفية فردّها و قل لها: إن اللّه وضع في حرمه شيئا فلا يرضى (11) أن يخرجه منه.
ص: 415
قال عبد الأعلى: فقالوا لي: فما هو إلاّ أن نجّينا دخولك الحرم، فكأنما استيقظنا من غفلة (1)(2).
3656 - عبد الأعلى بن أبي عبد اللّه الغبري (3)
وفد على عمر بن عبد العزيز،[و] حكى عنه.
روى عنه: خالد بن عمرو الأموي.
[و ذكر أبو بكر بن أبي الدّنيا في كتاب «البكاء» حدّثني محمد بن الحسين حدّثني خالد بن عمرو الأموي] (4) نا عبد الأعلى بن أبي عبد اللّه الغبري قال:
رأيت عمر بن عبد العزيز يوم الجمعة في ثياب دسمة (5)،و وراءه حبشي يمشي، فلما انتهى إلى الناس رجع الحبشي، فكان عمر إذا انتهى إلى الرجلين قال: هكذا رحمكما اللّه، حتى صعد المنبر، فخطب، فقرأ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ فقال: و ما شأن الشمس وَ إِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ حتى انتهى وَ إِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ وَ إِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (6) فبكى و بكى أهل المسجد، و ارتجّ المسجد بالبكاء، حتى رأيت أن حيطان تبكي معه.
و أرسله عمر بن عبد العزيز في مفاداة أسرى المسلمين من الروم.
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، ثم حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نبأ سليمان بن أحمد (1)،نا أحمد بن المعلّى، نا هشام بن عمّار، نا عبد اللّه بن يزيد البكري، نا شعيب بن أبي حمزة، عن عبد الأعلى بن أبي عمرة، عن عبادة بن نسيّ ، عن عبد الرّحمن بن غنم، عن معاذ بن جبل.
عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«المجرّة التي في السماء هي عرق الأفعى التي تحت العرش»[6907].
كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العبّاس العلوي، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن، و حدّثني (2) اللفتواني عنهما، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن الفضل، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أبو سعيد بن يونس، نا عاصم بن رازاح (3) بن رحب الخولاني، نا حبيس (4) بن عابد، نا النضر بن عبد الجبّار، نا ابن (5) لهيعة، عن عبد اللّه بن المغيرة، عن عبد الأعلى بن أبي عمرة:
أن عبد العزيز بن مروان أرسل معه إلى ابن عمر ألف دينار، فقبلها.
قال: و أنا ابن يونس، نا أحمد بن محمّد بن سلامة، نا عبيد اللّه بن سعيد بن عفير، حدّثني أبي قال:
و كان عبد الأعلى بن أبي عمرة على أخت موسى بن نصير، و كانت له من عبد العزيز بن مروان منزلة، فخطت له داره ذات الحمام، و سأل عبد العزيز حين قدم من عند «اليون» صاحب الروم فقال: قد أبليت المسلمين في وجهي هذا نصحا، فأمر لي بأربعة سواري من خراب الإسكندرية، فأمر له بها، فهي على حوض حمامه الأعظم.
قال أبو سعيد: و هو حمام التبن.
ص: 417
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنبأ أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد، نا عمي، عن أبيه، عن ابن (1)إسحاق، حدّثني صالح بن كيسان.
أن خالد بن الوليد سار حتى نزل على عين التمر (2)،فقتل و سبى، فكان من تلك السبايا أبو عمرة، مولى بني شيبان، و هو أبو عبد الأعلى بن أبي عمرة.
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.
ح (3) و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر بن الطبري.
قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نبأ يعقوب بن سفيان، نا عمّار بن الحسن (4)،عن سلمة بن الفضل، عن ابن (5) إسحاق قال: ثم سار خالد حتى نزل على عين التمر، و أغار على أهلها، و سبى من عين التمر، فكان من تلك السبايا أبو عمرة.
أخبرنا (6) أبو محمّد حمزة بن العبّاس، و أبو الفضل أحمد بن محمّد - في كتابيهما - و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أبو سعيد بن يونس قال:
عبد الأعلى بن أبي عمرة مولى بني شيبان، روى (7) عن عبد اللّه بن عمر، روى عنه عبيد اللّه بن المغيرة، و كان عبد العزيز بن مروان أرسله إلى اليون ملك الروم.
أخبرنا (8) أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب (9)،أنا أحمد بن عمير (10)-إجازة-.
ح أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير (11) قال: نبأ أبو الحسن بن سميع
ص: 418
قال في الطبقة الرابعة: عبد الأعلى بن أبي عمرة.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - بقراءتي عليه - نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأ أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم البسري، نا محمّد بن عائذ، أخبرني إسماعيل بن عيّاش، عن ابن أنعم (1) عن المغيرة بن سلمة، عن عبد الأعلى بن أبي عمرة قال:
لما بعثني [عمر] (2) ابن عبد العزيز لفداء أسراء القسطنطينية قلت: أ رأيت إن أبوا أن يفدوا الرجل بالرجل كيف أصنع ؟ قال: ردّهم، قلت: أ رأيت إن أبوا أن يفدوا الرجل بالاثنين ؟ قال: فأعطهم ثلاثة، قلت: فإن أبوا إلاّ أربعة، قال: فأعطهم بكل مسلم ما سألوا، فو اللّه للرجل من المسلمين أحبّ إليّ من كل مشرك عندي، إنّك ما فديت به المسلم فقد ظفرت، إنك إنما تشتري الإسلام.
قال: فقلت له: أ رأيت إن وجدت رجالا قد تنصّروا فأرادوا أن يرجعوا إلى الإسلام أفديهم ؟ قال: نعم، بمثل ما يفدى به غيرهم (3)،قال: فقلت له: أ رأيت العبيد أفديهم إذا كانوا مسلمين ؟ قال: نعم، بمثل ما يفدى به غيرهم، قال: قلت: أ رأيت إن وجدت منهم من قد تنصّر فأراد أن يرجع إلى الإسلام ؟ قال: أصنع بهم مثل ما تصنع مع غيرهم.
قال: فصالحت عظيم الروم على رجل من المسلمين برجلين من الروم.
أنبأنا أبو الحسن سعد الخير بن محمّد بن سهل، أنا أبو طاهر أحمد بن عبيد اللّه بن سوار المقرئ، أنا أبو الحسين محمّد بن عبد الواحد بن علي بن إبراهيم بن رزمة، أنبأ أبو سعيد الحسن بن عبد اللّه السّيرافي النحوي، حدّثني محمّد بن منصور بن مزيد بن أبي الأزهر النحوي، نا الزّبير بن بكّار، حدّثني علي بن صالح عن عامر بن صالح قال:
دخل الوليد بن يزيد بعض كنائس الشام فكتب في بعض حيطانها بفحمة: هذا البيت:
ص: 419
ما أرى العيش غير أن تتبع (1) *** النفس هواها، فمخطئا أو مصيبا
قال: فرأى عبد اللّه بن عبد الأعلى ذلك البيت فكتب تحته عبد الأعلى:
إن كنت تعلم حين تصبح آمنا *** أن المنايا إن أقامت (2) تقيم
فالزم هواك لما أردت فإنه *** لا مثل ذلك في النعيم نعيم
أبو درامة الغسّاني (3)
وصفه سعيد بن عبد العزيز بسرعة الحفظ .
قرأت بخط أبي القاسم عبد اللّه بن أحمد بن علي السّلمي، و ذكر أنه نقله من خطّ أبي الحسين محمّد بن عبد اللّه بن جعفر، قال: أخبرني أبو عبد اللّه محمّد بن يوسف بن بشر (4)الهروي، حدّثني محمّد بن عوف الحمصي، قال: سمعت أبا مسهر يقول (5):
قال لي سعيد بن عبد العزيز: ما شبّهتك في الحفظ إلاّ بجدّك (6) أبي درامة، ما كان يسمع شيئا إلاّ حفظه.
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد بن أبي مسلم الفرضي - إجازة - أنا جعفر بن محمّد بن نصير، نا أحمد بن محمّد بن مسروق، نا أبو القاسم بن عبد الباقي، نا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، قال:
قلت لأبي مسهر: ما حمل جدّك على أن اكتنى بأبي درامة ؟ فقال: و عجائب جدّك كانت واحدة ؟ كان إذا استثقل إنسانا قال له: اقرأ ما على هذا:
أنبأنا أبو نصر أحمد بن محمّد بن عبد القاهر الطوسي، و أبو الحسن علي بن عبيد اللّه بن نصر الزّاغوني، أنا المبارك بن عبد الجبّار بن أحمد، أنا أبو بكر محمّد بن سعيد بن يعقوب الصّيدلاني، أنا عمر بن محمّد بن يوسف، نا عبد اللّه بن سليمان بن
ص: 420
الأشعث، نا محمّد بن الوليد أبو هبيرة، نا أبو مسهر، عن هشام بن الدّرفس، قال:
كان في خاتم جدي أبو درامة:«أبرمت فقم»، فكان إذا استثقل إنسانا ناوله الخاتم.
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأ أبو بكر الخطيب، أنبأ أبو نعيم، نا محمّد بن إبراهيم، نا محمّد بن الحسن بن قتيبة، نا هشام بن عمّار قال: سمعت أبا مسهر يقول:
كان نقش خاتم أبي أو جدّي:«أبرمت فقم»، فكان إذا جلس إليه إنسان ثقيل أراه الخاتم، فينظر إليه فيقوم.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1) قال: سمعت أبا سعيد عبد الرّحمن بن إبراهيم قال:
قتل عبد الأعلى بن مسهر يوم دخل عبد اللّه بن علي - يعني: دمشق سنة اثنتين (2)و ثلاثين و مائة-.
ذكر أهل بيته أن المقتول في ذلك اليوم ابنه مسهر بن عبد الأعلى بن مسهر، والد أبي مسهر عبد الأعلى بن مسهر، و الأوّل أصح، لأن أبا مسهر ولد سنة أربعين، فكيف يولد بعد قتل أبيه بثمان (3) سنين.
أبو مسهر الغسّاني الفقيه، يعرف بابن أبي درامة (4)
شيخ الشام في وقته.
قرأ القرآن العظيم على أيّوب بن تميم، و سويد بن عبد العزيز، و صدقة بن خالد.
و قرأ على يحيى بن الحارث، و قرأ يحيى على عبد اللّه بن عامر، و قرأ أيضا على سعيد بن عبد العزيز، و قرأ سعيد على يزيد بن أبي مالك، و قرأ يزيد على فضالة بن عبيد.
و روى عن مالك بن أنس، و سعيد بن عبد العزيز، و عبد اللّه بن العلاء بن زبر،
ص: 421
و صدقة بن خالد، و عيسى بن يونس، و سفيان بن عيينة، و إسماعيل بن عبد اللّه بن سماعة (1)،و يحيى بن حمزة، و يحيى بن إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر، و معاوية بن سلاّم، و سعيد بن عطية بن قيس، و عثمان بن حصن (2)،و الهيثم بن حميد، و محمّد بن مسلم الطائفي، و سلمة بن العيّار، و الوليد بن مزيد، و هشام بن يحيى بن يحيى الغسّاني، و محمّد بن حرب الأبرش (3)،و خالد بن يزيد بن صالح، و سهل بن هاشم، و كلثوم بن زياد المحاربي، و أبي عبد الصّمد المنذر بن نافع، و هقل بن زياد، و إسماعيل بن عيّاش، و أبي المعلّى صخر بن جندل البيروتي، و مدرك بن أبي سعد الفزاري، و إسماعيل بن معاوية، و يزيد بن السّمط ، و محمّد بن مهاجر [و خالد] (4) بن يزيد بن أبي مالك، و عبد اللّه بن سالم الأشعري، و عمر بن عبد الواحد، و سليمان بن عتبة، و أبي نوفل علي بن سليمان الكلبي، و إبراهيم بن أبي شيبان، و عون بن حكيم، و سعيد بن بشير، و بقية بن الوليد.
روى عنه: مروان بن محمّد، و يحيى بن معين، و محمود بن خالد، و معن بن الوليد بن هشام، و سليمان بن عبد الرّحمن، و دحيم، و أحمد بن أبي الحواري، و هشام بن خالد الأزرق، و محمّد بن عائذ، و هارون بن عمران بن أبي جميل، و أبو هبيرة محمّد بن الوليد، و أبو سعد محمّد بن عبيد بن سعد الجمحي، و أبو عمرو يزيد بن أحمد السّلمي، و أبو زرعة الدّمشقي، و محمّد بن يعقوب الدّمشقي، و يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد، و محمّد بن عبد اللّه بن بكّار البسري، و إسماعيل بن أبان بن حوي (5)،و أحمد بن عبد الواحد بن عبّود، [و] (6) الحسين بن نصر بن المعارك، و المنذر بن العبّاس القرشي الدمشقي، و محمّد بن عوف الحمصي، و أبو عبد اللّه محمّد [بن] خلف بن كيسان الفزاري (7)،و عبد السّلام بن عتيق، و إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، و محمّد بن يحيى الذهلي، و العباس بن الوليد بن مزيد، و يحيى بن عثمان الحمصي، و أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة، و فهد بن سليمان المصري، و الهيثم بن مروان، و أحمد بن إبراهيم بن هشام بن ملاّس، و الحسين بن محمّد بن
ص: 422
بكّار بن بلال، و الحسن (1) بن عبد العزيز الجروي، و عبّاس التّرقفي، و أبو حاتم الرازي، و هارون بن موسى بن شريك (2) الأخفش، و الوليد بن عتبة، و أحمد بن صالح المصري، و أبو أمية الطّرسوسي، و أحمد بن عمر بن الجليد (3)،و أحمد بن الضحّاك القردي، و أبو حدرد أحمد بن همّام، و إبراهيم بن الحسين الكسائي، و أحمد بن يوسف حمدان السّلمي، و إسماعيل بن عبد اللّه سمّويه العبدي.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو عبد اللّه بن سلوان، أنبأ الفضل بن جعفر التميمي المؤذّن، أنبأ أبو بكر عبد الرّحمن بن القاسم بن الفرج بن عبد الواحد الهاشمي، نا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز، عن زياد بن أبي سودة، عن ميمونة مولاة لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قالت:
قلت: يا رسول اللّه، أفتنا في بيت المقدس، قال:«ائتوه فصلّوا فيه» قالت: و كيف و الروم إذ ذاك فيه ؟ قال:«فإن لم تستطيعوا فابعثوا بزيت يسرج في قناديله»[6908].
رواه الوليد بن مسلم، عن سعيد، عن زياد، عن أخيه، عن ميمونة.
أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد بن يحيى المخزومي، أنبأ جدي أبو محمّد الحسن بن علي بن عبد الصّمد بن مسعود، أنا أبو الحسين عبد اللّه بن أحمد بن عمرو بن معاذ العنسي - بداريا - نا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعي، نا أبو أسامة، نا ابن أبي السّري، نا الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز، عن زياد بن أبي سودة، عن أخيه عن ميمونة مولاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم [قالت: سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم] (4) عن بيت المقدس قال:
«ائتوه فصلّوا فيه»، فقلت: فمن لم يستطع أن يأتيه ؟ قال:«فليهد إليه زيتا يسرج في قناديله»[6909].
أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو الفقيه.
ح و أخبرتنا أم المجتبى قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن
ص: 423
المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا أبو بكر بن زنجويه، نا أبو مسهر، نا هيثم بن حميد، نا العلاء، عن مكحول، عن عنبسة بن أبي سفيان، عن أم حبيبة - زاد الفقيه: زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم - أنها سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:
«من مسّ فرجه فليتوضأ».
قال العلاء: قال مكحول: من مسّه متعمّدا.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، نا عبد اللّه بن ذكوان قال: قال رجل لأبي مسهر: ما اسمك ؟ فقال: أ ما سمعت الشاعر يقول:
ليس يهوى الذي ترى *** عبد الأعلى بن مسهر
قال: و نا أبو زرعة، حدّثني محمّد بن عثمان قال: ولد أبو مسهر في سنة أربعين و مائة (1).
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - أبو نصر بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (2)،أنا محمّد بن أحمد بن رزق.
و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأ أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، قالا: أنا عثمان بن أحمد، و أنا حنبل بن إسحاق (3)،نا عبد الرّحمن بن إبراهيم قال:
ولد أبو مسهر في صفر سنة أربعين و مائة.
و قال: رأيت الأوزاعي، و رأيت ابن جابر، و جلست معه.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن (4) بن السقا، نبأ محمّد بن يعقوب، نا عبّاس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: قال لي أبو مسهر: ولد لي في زمن الأوزاعي.
قرأت (5) على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي
ص: 424
عمر بن حيوية، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر، نا ابن أبي خيثمة، أخبرني أبو محمّد - صاحب لي من بني تميم ثقة عن أبي مسهر عبد الأعلى بن مسهر بن عبد الأعلى بن مسهر، أحد بني كعب بن هند.
قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد، عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبّار، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم، نا إبراهيم بن الجنيد، قال: سمعت يحيى بن معين.
و حدّثنا (1) عمي، أنا أبو طالب بن يوسف، أنا الجوهري - قراءة (2)-.
و ذكر أبا مسهر، فقال: كان ببعض الموالي، و قال لي يوما: عندك حديث في الموالي في عيبهم ؟ قلت ليحيى: فممن كان أبو مسهر؟ فقال: كان عربيا غسّانيا.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال (3):في الطبقة السابعة من أهل الشّام: أبو مسهر، و اسمه عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني، من أهل دمشق، و كان راوية لسعيد بن عبد العزيز التّنوخي و غيره من الشاميين، و كان أشخص من دمشق إلى عبد اللّه بن هارون و هو بالرقّة فسأله عن القرآن، فقال: هو كلام اللّه، و أبى أن يقول مخلوق، فدعا بالسيف و النطع ليضرب عنقه، فلما رأى ذلك قال: مخلوق، فتركه من القتل، و قال: أما أنك لو قلت ذاك قبل أن أدعو لك بالسيف لقبلت منك و رددتك إلى بلادك و أهلك، و لكنك تخرج الآن فتقول: قلت ذلك فزعا من القتل، أشخصوه إلى بغداد، فاحبسوه بها حتى يموت، فأشخص من الرقّة إلى بغداد في شهر ربيع الآخر من سنة ثماني (4) عشرة و مائتين فحبس قبل إسحاق بن إبراهيم، فلم يمكث إلاّ يسيرا حتى مات فيه في غرة رجب سنة ثماني (5) عشرة و مائتين، فأخرج ليدفن فشهده قوم كثير من أهل بغداد.
أخبرنا أبو الغنائم الكوفي - في كتابه - ثم حدّثنا أبو الفضل [بن] (6) ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون و أبو الغنائم - و اللفظ له - و أبو الحسين الصيرفي، قالوا: أنا أبو أحمد - زاد
ص: 425
أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (1):عبد الأعلى بن مسهر أبو مسهر الغسّاني الدمشقي، سمع سعيد بن عبد العزيز، مات سنة ثمان عشرة و مائتين.
قال محمّد بن يوسف (2) عن أبي مسهر: مات الأوزاعي سنة سبع و خمسين و مائة غداة الأحد لليلتين خلتا من صفر، و أنا ابن سبع عشرة، و كان ولد لي قبل ذلك بأربعين ليلة:
أخبرنا الأبرقوهي (3)-إذنا - و أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (4):عبد الأعلى بن مسهر أبو مسهر الدّمشقي، و هو ابن مسهر بن عبد الأعلى، سمع سعيد بن عبد العزيز، و عبد اللّه بن العلاء بن زبر، و خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح، سمعت أبي يقول ذلك، روى عنه أبي (5)،و أحمد بن أبي الحواري، و أبو زرعة الدّمشقي.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو القاسم البجلي، نا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال: في تسمية نفر من أهل دمشق من أصحاب سعيد: أبو مسهر، عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول:
أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر بن عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني الدّمشقي، سمع سعيد بن عبد العزيز.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:
أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر بن عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي طاهر الخطيب، أنا أبو القاسم هبة اللّه بن
ص: 426
إبراهيم، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد (1) قال:
أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر بن عبد الأعلى الغسّاني الدّمشقي، روي عن سعيد بن عبد العزيز.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:
أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني من أنفسهم، الدّمشقي، سمع سعيد بن عبد العزيز التنوخي، و أبا عبد الرّحمن يحيى بن حمزة الحضرمي، كان عالما بالمغازي، و أيام الناس، روى عنه أبو سعيد عبيد بن جنّاد الحلبي، و يحيى بن معين.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال (2):
عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني [من أنفسهم] (3) الدمشقي، سمع محمّد بن حرب الأبرش (4) روى عنه أبو أحمد محمّد بن يوسف البيكندي في العلم، و ذكر محمّد بن إسماعيل في التاريخ (5) عن محمّد بن يوسف هذا عن أبي مسهر قال: مات الأوزاعي سنة سبع و خمسين و مائة و أنا ابن سبع عشرة سنة، و كان قد ولد لي قبل ذلك بأربعين ليلة.
قال أبو نصر: و كان مولده سنة أربعين و مائة، قال البخاري (6):مات سنة ثمان عشرة و مائتين، قال أبو نصر: و هو ابن ثمان و سبعين سنة.
ذكر أبو داود عن أبي عبيد، عن ابن سعد قال: مات في رجب سنة ثمان عشرة و مائتين.
و قال محمّد بن سعد في التاريخ: مات يوم الأربعاء مستهل رجب سنة ثماني (7) عشرة و مائتين.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال: لنا (8) أبو بكر الخطيب (9):عبد الأعلى بن مسهر أبو مسهر الدّمشقي الغسّاني، من أنفسهم، سمع سعيد بن
ص: 427
عبد العزيز التنوخي، و يحيى بن حمزة الحضرمي، و مالك بن أنس، و عبد اللّه بن العلاء بن زبر، روى عنه يحيى بن معين، و محمّد بن عبد الملك بن زنجويه، و غير واحد من الأئمة، و كان من أعلم الناس بالمغازي و أيّام الناس، حمله المأمون إلى بغداد في أيام المحنة، فحبسه بها إلى أن مات.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد المزكي، قالا: حدّثنا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، نا أبو مسهر قال: جلست إلى سعيد بن عبد العزيز ثنتي عشرة سنة - و في حديث الفقيه: سمعت أبا مسهر يقول-.
أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (1)،أنبأ الخضر بن عبد اللّه بن كامل المزي - بدمشق - أخبرنا عقيل بن عبيد اللّه بن عبدان الصفّار، نا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو قال:
قال أبو مسهر: ولد لي و الأوزاعي حي، و جالست سعيد بن عبد العزيز ثنتي عشرة سنة، قال: و ما كان أحد من أصحابي (2) أحفظ لحديثه منّي، غير أني نسيت.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال (3):سمعت أبا مسهر يقول: رأيت عبد اللّه بن المبارك عند محمّد بن مسلم فقلت له: أ فعرفك (4) أنك صاحب سعيد بن عبد العزيز؟ قال: لا (5).
قال أبو مسهر: ولد لي و الأوزاعي حيّ ، و جالست سعيد (6) اثنتي عشرة سنة.
قال: و ما كان أحد من أصحابي أحفظ لحديثه مني، غير أني نسيت.
قرأت على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيوية، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا يحيى بن معين قال:
قال أبو مسهر: لم يكن عندنا أحد أروى عن سعيد بن عبد العزيز مني، كنت قد سمعت
ص: 428
عامّة حديثه، و لكن اتكلت على حفظي، فذهب عني.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نبأ عبد العزيز بن أحمد، أنبأ أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأ أبو الميمون، نا أبو زرعة قال (1):
سمعت أبا مسهر يقول: قد رأيت عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و لم أسمع منه شيئا.
أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا أبو محمّد التميمي، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال: سمعت أبا مسهر يقول: قد رأيت ابن جابر، و ما سمعت منه شيئا.
قال: و نا أبو زرعة، نا عبد الملك بن الأصبغ قال (2):سمعت مروان (3) يقول: أين أنا من أبي مسهر، كان سعيد بن عبد العزيز يسند أبا مسهر معه في صدر المجلس، و أنا بين يدي سعيد، في طيلساني عشرون (4) رقعة.
أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب قال (5):كتب إليّ عبد الرّحمن بن عثمان الدّمشقي، و حدّثني عبد العزيز بن أبي طاهر الصّوفي عنه، أنا أبو الميمون البجلي، نا أبو زرعة، نا عبد الملك بن الأصبغ قال:
سمعت مروان يقول: أين أنا من أبي مسهر، كان سعيد بن عبد العزيز يسند أبا مسهر معه في صدر المجلس و أنا بين يدي سعيد في طيلساني عشرون رقعة.
و سمعت أبا مسهر يقول: قال سعيد بن عبد العزيز: ما رأيت أحسن مسألة منك بعد سليمان بن موسى.
قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأ أبو طالب عقيل بن عبد اللّه بن أحمد بن عبدان، أنا أبو الميمون عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عمر بن راشد قال: قال أبو زرعة: سمعت محمّد بن عثمان التنوخي يقول:- و قد جئناه - من أين (6) جئتم ؟ فقلنا له: من عند أبي مسهر، قال: تركتم أبا مسهر و جئتموني ؟ ما
ص: 429
[رأيت] (1) بالشام مثل أبي مسهر.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، و أبو القاسم تمام بن محمّد، و أبو بكر القطّان، و أبو نصر بن الجندي، و أبو القاسم بن أبي العقب.
ح و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبي أبو العبّاس، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، قال:
أنا أبو القاسم بن أبي العقب.
ح (2) و أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نبأ عبد العزيز بن أحمد، أنبأ أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون.
[قالا] (3) نا أبو زرعة، قال (4):قال أبو مسهر: كتب إليّ أحمد بن حنبل لأكتب إليه بحديث أم حبيبة في: مسّ الفرج.
أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا أبو الفتح منصور بن الحسين، و أبو طاهر أحمد بن محمود، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا عبد الرّحمن بن محمّد بن العبّاس بن الدّرفس، قال: سمعت أبا زرعة يقول:
سمعت أبا مسهر يقول: كتب إليّ أحمد بن حنبل من العراق: أكتب إليّ بحديث حبيبة - يعني - حديث مكحول عن عنبسة عن أم حبيبة عن النبي صلى اللّه عليه و سلم:«من مسّ فرجه فليتوضأ» (5)[6910].
رواها الخطيب عن يحيى بن علي الدّسكري عن ابن المقرئ (6).
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنبأ جدي أبو محمّد، عن أبي الحسن (7)علي بن محمّد بن شجاع المقرئ، أنا عبد الرّحمن بن عمر، نا ابن حبيب، و أبو إسحاق إبراهيم بن أبي ثابت، و القاضي أبو الحسن أحمد بن أيوب بن حذلم، قالوا: أنبأ يزيد بن عبد الصّمد قال:
ص: 430
كان أبو مسهر يملي علينا من كتاب يحيى بن حمزة، فمرّ بحرف قد اندرس، فلم يعرف، فنظر فيه ابن معين فقال: يا أبا مسهر، هو كذا و كذا، فقال أبو مسهر: اضربوا على الحديث، فإنّي لا أحدّث بتلقين.
قال أحمد بن أبي الحواري: فسمعت يحيى بن معين يقول: فلما قمنا أردت أن أقوم إليه فأقبّل رأسه.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - عن عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن أبي زروان - إجازة - أنا محمّد بن يوسف الهروي، حدّثني محمّد بن عوف أنه ذكر أبا مسهر فقال:
كان من أحفظ الناس، فقلت له: قالت يحيى بن معين: منذ خرجت من باب الأنبار إلى أن رجعت لم أر مثل أبي مسهر، فقال: صدق يحيى، و جعل يثني عليه (1).
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - أبو منصور بن خيرون، قال: أنا - أبو بكر الخطيب (2)،أنا هبة اللّه بن الحسن الطّبري (3)،أنا علي بن محمّد بن عمر، أنا عبد الرّحمن (4) بن أبي حاتم، نا أبي، نا أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت يحيى بن معين يقول:
ما رأيت منذ خرجت من بلادي أحدا أشبه بالمشيخة الذين أدركتهم من أبي مسهر و الذي يحدّث و في البلد أولى بالتحديث منه، فهو أحمق.
أنبأنا (5) أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، حدّثني محمّد بن إسماعيل المقرئ، نا مكحول، نا إبراهيم بن يعقوب قال (6):
سمعت يحيى بن معين يقول:
إن الذي يحدّث بالبلدة (7) و بها من هو أولى منه بالحديث أحمق، إذا رأيتني أحدّث
ص: 431
ببلدة فيها مثل أبي مسهر فينبغي للحيتي أن تحلق، و أمرّ يده على لحيته.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو القاسم السهمي، أنا أبو أحمد بن عدي يقول: سمعت محمّد بن العبّاس بن الوليد الدّمشقي يقول:
سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: إذا حدّثت في بلد فيه مثل أبي مسهر فيجب للحيتي أن تحلق.
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت محمّد بن الفضل - و هو ابن محمّد أبو أحمد الكرابيسي - يقول: سمعت أبا جهم المشغراني يقول: سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول:
قدم علينا يحيى بن معين، فأعجبه مشاهد (1) أبي مسهر فقال: لا أحدّث في بلدة فيها مثله.
قرأت على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيوية، أنبأ محمّد بن القاسم بن جعفر، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا يحيى بن معين، نا أبو مسهر عبد الأعلى، دمشقي، ثقة.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، قال: نا - أبو بكر الخطيب (2)،أخبرني الصّيمري (3)،أخبرني علي بن الحسن الرازي، نبأ محمّد بن الحسين الزعفراني، نا أحمد بن زهير قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر [دمشقي، ثقة] (4).
أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، نبأ نصر بن إبراهيم، نا سليم (5) بن أيوب، نا أبو حامد أحمد بن أبي طاهر الأسفرايني، نا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن عبدك الشّعراني، حدّثنا الحسن (6) بن سفيان النسائي قال: سمعت فياض بن زهير يقول (7):
ص: 432
سمعت يحيى بن معين يقول: كلّ من ثبت (1)[أبو مسهر] (2) من الشاميين فهو مثبت.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - أبو منصور بن خيرون قال: أنا - أبو بكر الخطيب (3)قال: كتب إليّ أبو محمّد (4) عبد الرّحمن بن عثمان الدّمشقي يذكر أن أبا الميمون البجلي أخبرهم.
ح قال الخطيب: و أنبأ البرقاني، أنا محمّد بن عثمان القاضي، نا أبو الميمون عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عمر بن راشد (5) البجلي بدمشق.
ح و أخبرناه عاليا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (6):عبد الرّحمن بن (7) عمرو النّصري قال: قال لي أحمد بن حنبل: كان عندكم ثلاثة أصحاب حديث: مروان، و الوليد، و أبو مسهر.
قرأت في سماع أبي طاهر محمّد بن أحمد بن أبي الصقر الأنباري، و أنبأنيه (8) أبو القاسم بن السّمرقندي عنه، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر الصوّاف، أنا أبو الطّيّب عبد المنعم بن عبيد اللّه بن غلبون المقرئ، أنا أبو أحمد جعفر بن سليمان الميموني قال:
و ذكر - يعني - أحمد بن حنبل يوما أبا مسهر الشّامي فقال: كيّس (9) عالم بالشاميين، قلت: و بالنّسب ؟ قال: نعم، زعموا (10).
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنبأ - أبو بكر الخطيب (11)، أنا البرقاني، أنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن حسنويه (12) الهروي، نا الحسين بن إدريس، نا سليمان بن الأشعث السّجزي،[قال] سمعت أحمد يقول: رحم اللّه أبا مسهر ما كان أثبته، و جعل يطريه.
ص: 433
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت [بن بندار]- زاد الأنماطي: عن ابن الطّيّوري و أبو الحسن العتيقي قالوا:- أنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر، و أبو نصر محمّد بن الحسن.
ح أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنبأ - أبو بكر الخطيب (1)،أنا حمزة بن محمّد بن طاهر، قالوا: حدّثنا الوليد بن بكر.
ح قال الخطيب: و أنا محمّد بن عبد الواحد، أنا الوليد بن بكر، نا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، نا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد اللّه العجلي، حدّثني أبي قال (2):أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر، شامي، ثقة.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، قال (3):و رأيت أبا مسهر يحضر المسجد الجامع بأحسن هيئة في البياض و الساج (4) و الخفّ ، و يعتم على شامية طويلة بعمامة سوداء عدنية.
أخبرنا أبو الحسن الزاهد [نا - و] (5) أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (6)،أنا هبة اللّه بن الحسن الطبري، أنا علي بن محمّد بن عمر، أنبأ عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال: سألت أبي عن أبي مسهر فقال: ثقة، و ما رأيت ممن كتبنا عنه أفصح من أبي مسهر، و ما رأيت أحدا في كورة من الكور أعظم قدرا، و لا أجلّ عند أهلها من أبي مسهر بدمشق، و كنت أرى أبا مسهر إذا خرج إلى المسجد اصطفّ الناس يسلّمون عليه، و يقبّلون يده.
أخبرنا (7) أبو عبد اللّه الأديب - شفاها (8)-قال: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (9):
ص: 434
سألت أبي عن أبي مسهر فقال: ثقة، و ما رأيت ممن كتبنا عنه أفصح من أبي مسهر، و أبي الجماهر، قال: و سئل أبي عنه (1) فقال: إمام.
ذكر أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الأصبهاني قال:
قلت لأبي حاتم الرّازي: ما تقول في أبي مسهر عبد الأعلى بن مسهر؟ فقال: ثقة.
ذكر أبو بكر أحمد بن كامل القاضي.
أن أبا مسهر كان عظيم القدر في الشاميين، كثير العلم و الأخبار.
قرأت على أبي الفضل عبد الواحد بن إبراهيم بن قرّة، عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبّار، أنا أبو مسلم عمر بن علي بن أحمد بن الليث الليثي البخاري قال: سمعت أبا الحسن علي بن أبي بكر الجرجاني الحافظ يقول: سمعت مسعود بن علي السّجزي قال:
و سألته - يعني أبا عبد اللّه الحاكم - عن أبي مسهر عبد الأعلى بن مسهر الدّمشقي فقال:
إمام، ثقة.
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد - إجازة - أنبأ أبو عبد اللّه بن مروان، أنا أبو الحسين محمّد بن فيض قال (2):
خرج السفياني المعروف بأبي العميطر - و هو علي (3) بن عبد اللّه بن خالد بن يزيد بن معاوية، و أمّه نفيسة بنت عبيد اللّه بن العبّاس بن علي بن أبي طالب - في سنة خمس و تسعين و مائة، و ولّى القضاء بدمشق عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني، و يكنى أبا مسهر كرها، ثم تنحّى أبو مسهر عن القضاء لمّا خلع علي بن عبد اللّه، فلم يل القضاء بدمشق أحد بعد ذلك حتى قدم المأمون.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، قال (4):أنا - أبو بكر الخطيب (5)،نا محمّد بن عمر بن بكير المقرئ، نبأ علي بن أحمد بن علي الورّاق المصّيصي، قال: قال أبو عبد اللّه أحمد بن خليد (6) الكندي: قال المأمون لأبي مسهر: يا أبا
ص: 435
مسهر، و اللّه لأحبسنك في أقصى عملي، أو تقول القرآن مخلوق - تريد (1) تعمل للسفياني ؟ فقال أبو مسهر: يا أمير المؤمنين، القرآن كلام اللّه غير مخلوق.
أخبرنا أبو منصور بن خيرون، قال: أنا أبو بكر الخطيب (2)،أنا أحمد بن عبد الواحد الدّمشقي - بها - أنا جدي أبو بكر محمّد بن أحمد بن عثمان السلمي، أنا أحمد بن علي بن الحسن البصري، قال:
سمعت أبا داود سليمان بن الأشعث و قيل له: إنّ أبا مسهر عبد الأعلى بن مسهر كان متكبّرا في نفسه، فقال:
كان من ثقات الناس، رحم (3) اللّه، أبا مسهر لقد كان من الإسلام بمكان حمل على المحنة، فأبى، و حمل على السيف فمد (4) رأسه و جرّد السيف فأبى أن يجيب، فلما رأوا ذلك منه حمل إلى السجن.
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم عنه، أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن الحسين بن (5)محمّد بن سيبخت، نا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي (6)،نا عون - يعني بن (7) محمّد - عن أبيه قال: قال إسحاق بن إبراهيم:
لما سار المأمون إلى دمشق ذكروا له أبا (8) مسهر الدّمشقي و وصفوه بالعلم و الفقه فوجه من جاءه به فلما دخل إليه قال: ما تقول في القرآن ؟ قال: كما قال اللّه عزّ و جل: وَ إِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجٰارَكَ فَأَجِرْهُ حَتّٰى يَسْمَعَ كَلاٰمَ اللّٰهِ (9) قال: أ مخلوق أو غير مخلوق ؟ قال: ما يقول أمير المؤمنين، قال: يقول أمير المؤمنين إنّه مخلوق، قال: بخبر (10) عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، أو عن الصحابة، أو عن التابعين، أو عن أحد من الفقهاء؟ قال: بالنظر، و احتجّ عليه، قال له:
ص: 436
يا أمير المؤمنين نحن مع الجمهور الأعظم أقول بقولهم، و القرآن كلام اللّه غير مخلوق، قال:
يا شيخ أخبرني عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، هل اختتن ؟ قال: لا أدري، و ما سمعت في هذا شيئا، قال:
فأخبرني عنه صلى اللّه عليه و سلم أ كان يشهد إذا تزوج أو زوّج ؟ قال: و لا أدري، قال: اخرج قبّح اللّه، و قبّح من قلّدك دينه و جعلك قدوة.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنبأ - أبو بكر الخطيب (1)، أنبأ الأزهري، نبأ محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن معروف الخشّاب، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال:
أبو مسهر الغسّاني كان أشخص من دمشق إلى عبد اللّه بن هارون و هو بالرقّة، فسأله عن القرآن فقال: كلام اللّه، و أبى أن يقول مخلوق، فدعا [له] (2) بالسيف و النطع ليضرب عنقه، [فلما رأى ذلك] (3) قال: مخلوق، فتركه من القتل، و قال: أما إنّك لو قلت ذلك قبل أن أدعو بالسيف و النطع لقبلت منك، و رددتك إلى بلادك و أهلك، و لكنك تخرج الآن فتقول: قلت ذلك فزعا (4) من القتل، أشخصوه إلى بغداد، فاحبسوه بها حتى يموت، فأشخص من الرقّة إلى بغداد في شهر ربيع الآخر من سنة ثمان عشرة و مائتين، فحبس قبل إسحاق بن إبراهيم، فلم يمكث في الحبس إلاّ يسيرا حتى مات فيه، في غرة رجب سنة ثمان عشرة و مائتين، فأخرج ليدفن فشهده قوم كثير من أهل بغداد.
قرأت بخط أبي الحسين الرازي، سمعت أبا العبّاس محمود بن محمّد بن الفضل المازني الرافقي يقول: سمعت علي بن عثمان النّفيلي الحرّاني يقول (5):
كنا بدمشق على باب أبي مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني جماعة من أصحاب الحديث، نسمع منه، فمرض أبو مسهر أيّاما و دخلنا عليه نعوده، فقلنا له: أيش خبرك يا أبا مسهر؟ كيف أنت ؟ قال: أصبحت و الحمد للّه في عافية، راضيا عن اللّه، ساخطا على ذي القرنين، حيث (6) لم يجعل السدّ بيننا و بين أهل العراق، كما جعل بين أهل خراسان و بين يأجوج و مأجوج.
ص: 437
قال: فما كان بعد هذا إلاّ يسيرا حتى وافى المأمون دمشق، و نزل سفح جبل دير المرّان (1)،و بنى القبيبة (2) التي فوق الجبل، فكان يأمر بالليل بجمر عظيم فيوقد، و يجعل في طسوس (3) كبار و تدلّى من فوق الجبل من عند القبيبة (4) بالسلاسل و الحبال، فتضيء له الغوطة فيبصرها بالليل.
قال: و كان أبو مسهر له حلقة في مسجد جامع دمشق بين (5) العشاء و العتمة عند حائطه الشرقي (6)،قال: فبينا أبو مسهر ليلة من الليالي جالس في مجلسه، إذ قد دخل المسجد ضوء عظيم، فقال أبو مسهر: ما هذا؟ قالوا: هذه النار التي تدلّى لأمير المؤمنين من الجبل حتى تضيء له الغوطة، فقال أبو مسهر: أَ تَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ ، وَ تَتَّخِذُونَ مَصٰانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (7)،و كان في حلقة أبي مسهر صاحب خبر للمأمون (8)،فرفع (9) ذلك إلى المأمون، فحقدها عليه - و كان قد بلغه أنه كان على قضاء أبي العميطر - فلما أن رحل المأمون من دمشق أمر أن يحمل أبا مسهر إليه، فحمل و امتحنه بالرقّة في القرآن، و أحدر إلى بغداد، فكان آخر العهد به.
قال: و أخبرني أبو الحسن أحمد بن عيسى الجبلي (10)،نا مساور بن أحمد بن شهاب العتّابي قال:
لما صار المأمون إلى دمشق ذكروا له أبا مسهر الدّمشقي و وصفوه له بالعلم و الفقه، فوجّه من جاء به، فامتحنه في القرآن، ثم قال: يا شيخ، أخبرني عن النبي صلى اللّه عليه و سلم هل اختتن ؟ قال: لا أدري، و ما سمعت في هذا شيئا، قال: فأخبرني عنه صلى اللّه عليه و سلم أ كان يشهد إذا تزوّج ؟ قال: لا أدري، قال: اخرج، قبّحك اللّه، و قبّح من قلّدك دينه، و جعلك قدوته.
قال: و حدّثني أبو الدحداح أحمد بن محمّد بن إسماعيل التميمي الدّمشقي، نا
ص: 438
الحسن [بن] حامد بن الحسين النيسابوري، حدّثني هاشم قال: كنت كثيرا ما أسمع أبا مسهر يقول:
كما أضحك الدهر *** كذاك الدهر يبكيك
قال: فما مضت الأيام حتى حمل في الامتحان و هو يبكي و يقول: مأسور و اللّه.
قال: و حدّثني أبو الدحداح، نا الحسن (1) بن حامد قال:
و كان من قصة المأمون و أبي مسهر فيما حدّثني عبد الرّحمن.
أن عبد اللّه بن هارون المسمّى بالمأمون ورد دمشق على عامله بها إسحاق بن يحيى بن معاذ، و ذلك في سنة ثمان عشرة و مائتين، بحمل (2) أبي المسهر عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني ليتولّى المأمون محنته.
قال عبد الرّحمن: فحدّثني محمود بن خالد أنه ودّع أبا مسهر محمولا إلى المأمون، قال: فرأيته قد رقّ و أحسبه قال: و بكى، قال: فسمعته يقول: ما هو إلاّ القتل، أو الكفر.
قال عبد الرّحمن: ثم توجه محمولا، فصار إلى المأمون بالرقّة، قال: فأدخل على المأمون، فامتحنه في القرآن، فالتوى أبو مسهر بين يديه لم يلقه بالتي يستحل بها دمه، و لم يلقه بإعطاء ما يوجب عليه الكفر، فقال له المأمون: أ علي تلغز؟ عليّ بالسيف، فلما أحضر السيف ارتعد الشيخ و قاربه فيما أراد منه، فأمر به فأحدر إلى العراق، و أكرمه إسحاق بن إبراهيم أمير بغداد،[و] (3) تكلم أبو مسهر بالعراق فيما بلغني بشيء حمده أهل الحديث، ثم مات بها محمودا مشكورا.
قال أبو الحسين: أظن أن عبد الرحمن هذا هو أبو زرعة الدمشقي.
قال: و حدّثني أبو الدحداح، نا الحسن بن حامد، حدّثني أبو محمّد قال: سمعت أصبغ.
و كان مع أبي مسهر هو و ابن أبي النجاء خرجا معه يخدمانه و يواسيانه (4)-.
فحدّثني أصبغ أنه أدخل-- يعني: أبا مسهر - على المأمون بالرقّة، و قد ضرب رقبة رجل و هو مطروح بين يديه، فأوقف أبو مسهر بين يديه في تلك الحالة فامتحنه فلم يجبه، فأمر
ص: 439
به فوضع في النّطع ليضرب رقبته، فأجاب - يعني: إلى خلق القرآن - و هو في النّطع، ثم بعد أن أخرج من النطع رجع عن قوله، ثم أعيد إلى النّطع، فلما صار في النّطع أجاب فأمر به أن يوجه إلى بغداد، و لم يثق بقوله، فأحدر إلى بغداد، فأقام عند إسحاق بن إبراهيم أياما لا تبلغ مائة به يوم، ثم مات رحمه اللّه (1).
قال الحسن (2) بن حامد: و حدّثني عبد الرّحمن عن رجل من إخواننا يكنى أبا بكر أن أبا مسهر أقيم ببغداد، بباب إسحاق بن إبراهيم ليقول قولا يبرئ به نفسه عن المحنة، و نفي (3)المكروه، فبلغني أنه قال في ذلك الموقف: جزى اللّه أمير المؤمنين خيرا، علّمنا ما لم نكن نعلم، و علم علما لم يعلمه من كان قبله، و قال: قل القرآن مخلوق و إلاّ ضربت رقبتك، ألا فهو مخلوق، هو مخلوق.
قال: فازديد بمقالة أبي مسهر عجبا و أرجو أن يكون له نجاة.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، قال (4):
سمعت أبا مسهر سئل عن الرجل يغلط ، و يتهم (5)،و يصحّف فقال: بيّن أمره، فقلت لأبي مسهر: أ ترى ذلك من الغيبة ؟ قال: لا.
قال: و رأيت أبا مسهر يفعل ذلك فيما حمل عن سعيد بن عبد العزيز. و رأيته يكره الرجل أن يحدّث إلاّ أن يكون عالما بما يحدّث حافظا له - يعني - إذا خفي عليه بعض الحديث و استفهمه من غيره، فينبغي له أن يبيّن (6).(7) أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران.
ص: 440
قالا (1):أنا عثمان بن أحمد نا حنبل بن بن إسحاق [قال: سمعت أبا بكر بن زنجويه] (2) قال:
سمعت أبا مسهر يقول: عرامة - و في حديث ابن بشران: يقال عرامة (3) الصبي في صغره زيادة في عقله في كبره. و في حديث ابن بشران: إذا كبر (4).
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني (5)،أنبأ رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا إبراهيم بن دازيل (6).
ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأ أبو بكر البيهقي، أنا الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو زكريا يحيى بن محمّد بن عبد اللّه بن العنبر، حدّثني أبي، نا محمّد بن يحيى قال كل واحد منهما: سمعت أبا مسهر ينشد:
هبك عمّرت مثل ما عاش نوح *** ثم لاقيت على (7) ذاك يسارا
هل من الموت - لا أبا لك - بد *** أي حيّ إلى سوى الموت صارا
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر، أنا أبو عبد اللّه، نا أبو زكريا، حدّثني أبي، نا محمّد بن يحيى قال: و سمعت أبا مسهر ينشد (8):
و لا خير في الدنيا لمن لم يكن له *** من اللّه في دار المقام نصيب
فإن تعجب الدنيا رجالا فإنه *** متاع قليل و الزّوال قريب
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، نا سليمان بن إبراهيم، نا محمّد بن إبراهيم بن جعفر.
ح و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح المؤذّن، أنا علي بن محمّد بن علي بن السفّاح.
و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قالوا:
حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، سمعت العبّاس بن محمّد الدوري يقول: سمعت
ص: 441
يحيى بن معين يقول: قال أبو مسهر:
أفّ لدنيا ليست تواتيني *** إلاّ بنقضي لها عرى ديني
عيني لحيني (1) تدير مقلتها *** تريد (2) ما ساءها لترديني (3)
أخبرنا أبو طاهر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه السّنجي المؤذّن، نا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد بن أحمد المديني المؤذن - بنيسابور - نبأ أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمّد بن يحيى، أخبرني أبو بكر محمّد بن داود بن سليمان، حدّثني إبراهيم بن عبد الواحد العبسي قال: سمعت وريزة (4) بن محمّد الغسّاني يقول: سمعت أبا مسعود خالد بن هشام (5)يقول: سمعت أبا مسهر ينشد هذين البيتين:
لا خير في خير ترى الشرّ دونه *** و لا نائل تعطاه بعد التّردّد
و لا مرحبا بالشيء - يبعد نفعه *** و لا لذة إدراكها بالتّشدّد
المعروف: أبو مسعود هاشم بن خالد بن أبي جميل.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين بن النقور، و أبو القاسم بن البسري، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، قال: سمعت أحمد بن نصر بن بجير يقول: سمعت أبا محمّد علي بن عثمان بن نفيل قال:
قلت لأبي مسهر: كتب إليّ الحسن بن علي بن عيّاش يقرئك السّلام، فأنشدني أبو مسهر:
فلا بعدي يغيّر حال ودي *** عن العهد القديم، و لا اقترابي
و لا عند الرّخاء بطرت يوما *** و لا في فاقتي دنست ثيابي
كماء المزن بالعسل المصفّا *** أكون و تارة سلعا بصاب (6)
ص: 442
رواها الخطيب عن أحمد بن الحسين عن المخلّص (1).
أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، نا نصر بن إبراهيم الزاهد، أنا أبو الحسين أحمد بن عبد الكريم الشّالوسي، نا أبو جعفر الرّستمي، نا أبو أحمد محمّد بن أحمد، أخبرني الحسن (2) بن سفيان، قال: سمعت إبراهيم بن يعقوب يقول: سمعت أبا مسهر ينشدني:
ألا قف بدار المترفين فقل لها *** إذا جئتها: ابن المساكين و القرى
و أين الملوك الناعمون بغبطة *** و من عانق البيض الرغائب كالدّما
فلو نطقت دار فقالت لأهلها: *** لك الويل صاروا في التّراب و في البلى
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر الزّرّاد، نا عبيد اللّه بن سعد قال:
و مات أبو مسهر ببغداد سنة ثمان عشرة.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (3)قال: قرأت على البرقاني عن أبي إسحاق المزكّي، نا محمّد بن إسحاق السرّاج قال: سمعت الجوهري يقول: رأيت أبا مسهر عبد الأعلى بن مسهر ببغداد و كان أبيض الرأس و اللحية، و كان لا يخضب، حبس في المحنة حتى مات ببغداد في الحبس، في رجب سنة ثمان عشرة.
قال: و أنا (4) الحسن بن أبي بكر قال: كتب إليّ محمّد بن إبراهيم الجوري أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم أنا أحمد بن يونس، حدّثني أبو حسان الزيادي قال: سنة ثمان عشرة و مائتين فيها مات أبو مسهر عبد الأعلى بن (5) مسهر الغسّاني من أهل دمشق، مات ببغداد يوم الأربعاء ليومين مضيا من رجب و هو ابن تسع و سبعين سنة، و دفن بباب التبن (6).
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (7).
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.
ص: 443
قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان قال (1):
سنة ثمان عشرة و مائتين فيها مات أبو مسهر، مولده (2) سنة أربعين و مائة.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (3)، أنا ابن الفضل، أنا جعفر الخلدي.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو علي بن المسلمة، و أبو القاسم عبد الواحد بن علي، قالا: نبأ أبو الحسن بن الحمّامي، أنا الحسن بن محمّد بن الحسن، قالا: نا محمّد بن عبد اللّه الحضرمي قال: مات أبو مسهر - عبد الأعلى بن مسهر (4)-ببغداد سنة ثمان عشرة و مائتين.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (5)،حدّثني محمّد بن عثمان أبو الجماهر قال:
ولد أبو مسهر سنة أربعين و مائة، و مات في سنة ثمان عشرة و مائتين بالعراق.
قرأت على أبي (6) محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أخبرني أبي، نا محمّد بن جعفر بن محمّد بن ملاّس، نا الحسن (7) بن أحمد بن محمّد بن بكّار بن بلال قال:
و توفي أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني في سنة ثماني عشرة و مائتين ببغداد، و كان مولده في سنة أربعين و مائة، و كانت وفاته و هو ابن ثمان و سبعين سنة.
قرأت على أبي محمّد عن عبد العزيز، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر، قال:
و مات أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر ببغداد في هذه السنة - يعني-[سنة] ثماني عشرة و مائتين - و كان المأمون أشخصه، و مات أبو مسهر و هو ابن ثمان و سبعين سنة.
ص: 444
أبو عبد الرّحمن الرّقّي (1)
أخو عمرو بن ميمون الأزدي.
حدّث عن أبيه، و عكرمة مولى ابن عبّاس، و عطاء.
روى عنه: جعفر بن برقان، و عمرو بن الحارث.
و كان على خاتم مروان بن محمّد.
أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي، الكوفي (2) في كتابه، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (3):
عبد الأعلى بن ميمون بن مهران مولى أزد، سمع أباه، و عكرمة، و عطاء، سمع منه جعفر بن برقان، عنده مراسيل، قال موسى بن عمر (4):كنيته أبو عبد الرّحمن، مات قبل عمرو بن ميمون، و مات عمرو سنة سبع و أربعين و مائة.
أخبرنا (5) أبو الحسين الأبرقوهي إذنا، و أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها إذنا (6)-قال (7):
أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأ علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (8):عبد الأعلى بن ميمون بن مهران، أبو (9) عبد الرّحمن، سمع أباه، و عكرمة، و عطاء، سمع منه جعفر بن برقان أحاديث مراسيل، سمعت أبي يقول ذلك.
قال أبو محمّد: روى عنه عمرو بن الحارث.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن
ص: 445
حمدون، أنا مكّي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول:
أبو عبد الرّحمن عبد الأعلى بن ميمون بن مهران، سمع أباه، روى عنه جعفر بن سليمان (1).
كذا قال، و إنما هو: ابن برقان.
أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن الحكّاك - قراءة - أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:
أبو عبد الرّحمن عبد الأعلى بن ميمون بن مهران أخو عمرو بن ميمون بن مهران.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (2).
قال في تسمية عمّال مروان.
الخاتم الصغير: عبد الأعلى بن ميمون بن مهران.
أبو النّضر السّلمي الحمصيّ (3)
روى (4) عن العرباض بن سارية السّلمي، و أبي أمامة صديّ بن عجلان الباهلي، و واثلة (5) بن الأسقع.
و روى عنه: سعيد بن سويد، و يزيد بن أيهم (6)،و محمّد بن مسلم الزهري.
و وفد على عمر بن عبد العزيز.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (7)،حدّثني أبي، نا أبو العلاء - و هو الحسن (8) بن سوّار - أنبأ ليث عن
ص: 446
معاوية، عن سعيد بن سويد، عن عبد الأعلى بن هلال السّلمي، عن عرباض بن سارية قال:
سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:
«إني عبد اللّه، و خاتم النبيّين، و إنّ آدم لمنجدل (1) في طينته، و سأنبئكم بأول ذلك: دعوة أبي إبراهيم، و بشارة عيسى بي، و رؤيا آمنة (2) التي رأت و كذلك أمّهات النبيين يرين» (3)،و إن أم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم رأت حين وضعته نورا أضاءت منه قصور الشام[6911].
أنبأناه عاليا أبو علي الحدّاد، ثم حدّثني أبو مسعود عنه، أنا أبو نعيم، نا سليمان بن أحمد (4)،نا بكر بن سهل أخبرنا عبد اللّه بن صالح، حدّثني معاوية بن صالح، عن سعيد بن سويد، عن عبد الأعلى بن هلال السّلمي، عن العرباض بن سارية قال:
سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«أنا عبد اللّه، و خاتم النبيّين، و إنّ آدم لمنجدل في طينته، و سأخبركم عن ذلك: دعوة أبي إبراهيم، و بشارة عيسى، و رؤيا أمّي التي رأت، و كذلك أمّهات النبيين يرين» (5)،و إنّ أم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم رأت حين وضعته نورا أضاءت لها قصور الشام[6912].
أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم (6)،نا عبد اللّه بن محمّد، نا محمّد بن شبل (7)،نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا عبد اللّه بن نمير، عن طلحة بن يحيى قال:
كنت جالسا عند عمر بن عبد العزيز، فدخل عليه عبد الأعلى بن هلال فقال: أبقاك اللّه يا أمير المؤمنين ما دام البقاء خيرا لك، قال: قد فرغ من ذاك يا أبا النّضر، و لكن قل:
أحياك اللّه حياة طيّبة، و توفّاك مع الأبرار.
أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد الشرابي، و أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالا:
أنبأ أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو العبّاس بن قتيبة، نا حرملة بن يحيى، أنا ابن وهب، حدّثني معاوية، عن عامر بن جشيب، عن خالد بن معدان قال:
كنا و صنيع (8) عبد الأعلى بن هلال السّلمي و أبو أمامة معنا، فقام ثم قال: لقد قمت
ص: 447
مقامي هذا، و ما أنا بخطيب، و ما أريد الخطبة، و لكني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول عند انقضاء الطعام:«الحمد للّه كثيرا طيبا مباركا فيه، غير مكفيّ (1) و لا مودّع و لا مستغنى»[6913].
كذا قال، و الصواب في ضيع.
أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي الواعظ ، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه (2)،حدّثني أبي، نا ابن (3) مهدي، عن معاوية - يعني: ابن (4) صالح، عن عامر بن جشيب، عن خالد بن معدان قال:
حضرنا صنيعا لعبد الأعلى بن هلال فلما فرغنا من الطعام قام أبو أمامة فقال: لقد قمت مقامي هذا و ما أنا بخطيب، و ما أريد الخطبة، و لكني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول عند انقضاء الطعام:«الحمد للّه كثيرا طيّبا مباركا فيه غير مكفيّ (5)،و لا مؤدّ، و لا مستغنى عنه»، قال: فلم يزل يرددهن علينا حتى حفظناهن[6914].
أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين، و أبو الغنائم و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين، قالوا (6):- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (7):
عبد الأعلى بن هلال السّلمي الشّامي، كنيته أبو النّضر، قاله علي، و أحمد بن سليمان، و قال (8) إبراهيم بن المنذر: نبأ معن، نا معاوية، عن عامر بن جشيب، عن خالد بن معدان: حضرنا صنيعا لعبد الأعلى و معنا أبو أمامة الباهلي (9).
أخبرنا (10) أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها (11)-قال: أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق، أنا حمد بن عبد اللّه - إجازة-.
ص: 448
ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (1):
عبد الأعلى بن هلال السّلمي الشّامي، روى عن العرباض بن سارية، و أبي أمامة الباهلي، روى عنه سعيد بن (2) سويد، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنبأ أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكّي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول:
أبو النّضر عبد الأعلى بن هلال السّلمي، عن عرباض بن سارية، روى عنه سعيد بن سويد، و عامر بن جشيب.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو القاسم البجلي، نا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة.
قال في تسمية أهل حمص: عبد الأعلى بن هلال السّلمي.
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسين (3) بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب (4)،أنا أحمد بن عمير - إجازة-.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أبو الحسن بن جوصا قال:
سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الثالثة من أهل الشام: عبد الأعلى بن هلال السّلمي، حمصي.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو النّضر عبد الأعلى بن هلال السّلمي، شامي عن عرباض.
أنبأنا أبو جعفر الهمذاني، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:
ص: 449
أبو النّضر عبد الأعلى بن هلال السّلمي الشّامي، عن أبي نجيح عرباض بن سارية السّلمي، و أبي أمامة الصّديّ بن عجلان الباهلي، روى عنه سعيد بن سويد الكلبي، و عامر بن جشيب أبو خالد السّلمي.
كناه لنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن مسلم الأسفرايني، نا صالح - يعني - ابن أحمد بن حنبل، عن علي بن عبد اللّه.
أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمّد الزينبي، أنا أبو القاسم علي بن المحسن، أنا محمّد بن المظفّر، أنا بكر بن أحمد بن حفص، نا أحمد بن محمّد بن عيسى قال:
عبد الأعلى بن هلال السّلمي مات سنة أربع و مائة، السنة التي مات فيها خالد بن معدان، حدّث عن معاوية.
ص: 450
3556 - عبد اللّه بن المبارك النميري 3
3557 - عبد اللّه بن محرز بن رزيق بن حيان الفزاري ثم المازني 3
3558 - عبد اللّه بن محمود بن أحمد أبو علي البرزي المعروف بالخشبي 5
3559 - عبد اللّه بن محيريز بن جنادة بن وهب بن لوذان بن سعد بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب أبو محيريز القرشي الجمحي المكي 6
3560 - عبد اللّه بن المخارق بن سليمان و يقال: ابن سليم بن حصيرة بن مالك بن قيس ابن شيبان بن حماد بن حارثة بن عمرو بن أبي ربيعة بن ذهل بن شيبان ابن ثعلبة بن عكابة الشيباني المعروف بنابغة بني شيبان 25
3561 - عبد اللّه بن مخمر الشرعبي 28
3562 - عبد اللّه بن مخيمرة 32
3563 - عبد اللّه بن مدرك بن عبد اللّه أبو مدرك الأزدي 33
3564 - عبد اللّه بن مرداس البجلي 34
3565 - عبد اللّه بن مروان بن أحمد بن الفضل أبو القاسم المعلم، المعروف بالمستملي 34
3566 - عبد اللّه بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية ابن عبد شمس القرشي الأموي 35
3567 - عبد اللّه بن مروان بن محمّد بن مروان بن أبي العاص بن أمية ابن عبد شمس أبو الحكم الأموي 35
3568 - عبد اللّه بن مروان بن معاوية أبو حذيفة 37
3569 - عبد اللّه بن مروان أبو علي 39
3570 - عبد اللّه بن مساحق بن عبد اللّه مخرمة بن عبد العزى ابن أبي قيس بن عبد ودّ بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي العامري 42
ص: 451
3571 - عبد اللّه بن مسافع بن عبد اللّه الأكبر بن شيبة بن عثمان بن أبي طلحة عبد اللّه بن عبد العزّى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي بن كلاب بن مرة القرشي العبدري المكّي الحاجب 44
3572 - عبد اللّه بن مسعدة و يقال: ابن مسعود بن حكمة بن مالك ابن حذيفة بن بدر الفزاري 46
3573 - عبد اللّه بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فاد بن مخزوم بن صاهلة ابن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر ابن نزار بن معد بن عدنان أبو عبد الرّحمن الهذلي 51
3574 - عبد اللّه بن مسلم بن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن شهاب بن الحارث أبو محمّد القرشي الزهري المدني 195
3575 - عبد اللّه بن مسلم بن رشيد أبو محمّد الهاشمي مولاهم 200
3576 - عبد اللّه بن مسلم القرشي الدمشقي 201
3577 - عبد اللّه بن معاذ بن عبد الحميد بن حريث بن أبي حريث القرشي مولاهم 203
3578 - عبد اللّه بن معافى بن أحمد بن محمّد بن بشير بن أبي كريمة الصيداوي 203
3579 - عبد اللّه بن معانق أبو معانق الأشعري الدمشقي 204
3580 - عبد اللّه بن معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس أبو الخير و يقال: أبو سليمان الأموي 208
3581 - عبد اللّه بن معاوية بن عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب ابن هاشم بن عبد مناف أبو معاوية الهاشمي الجعفري 209
3582 - عبد اللّه بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان الأموي 220
3583 - عبد اللّه بن معاوية بن يحيى الهاشمي و يعرف بابن شمعلة 221
3584 - عبد اللّه بن مغيث بن أبي بردة بن أسير بن عروة بن سواد بن الهيثم الأنصاري الظفري المديني 221
3585 - عبد اللّه بن المنذر التنوخي 225
3586 - عبد اللّه بن منصور بن عبد اللّه أبو نصر 225
3587 - عبد اللّه بن منصور بن عمران أبو بكر الربعي الواسطي المقرئ 226
3588 - عبد اللّه بن مفرج أبو محمّد الأندلسي 227
3589 - عبد اللّه بن مكرز بن الأخيف القرشي العامري 228
3590 - عبد اللّه بن أبي موسى التستري 229
3591 - عبد اللّه بن موهب الهمداني، و يقال: الخولاني الفلسطيني القاضي 231
3592 - عبد اللّه بن مهاجر الشعيثي النصري 246
ص: 452
3593 - عبد اللّه بن مهاجر بن دينار 249
3594 - عبد اللّه بن ملاذ الأشعري 249
3595 - عبد اللّه بن ميمون و هو عبد اللّه بن أبي سلمة الماجشون المديني 252
3596 - عبد اللّه بن ميمون بن عياش بن الحارث و يقال: عبد اللّه بن محمّد بن ميمون أبو الحواري الثعلبي الغطفاني 255
3597 - عبد اللّه بن ميمون و هو خطأ و صوابه عبد ربه بن ميمون 257
3598 - عبد اللّه بن ميمون القرشي 258
حرف النون في أسماء آباء العبادلة
3599 - عبد اللّه بن نافع بن ذؤيب و يقال: دويد 259
3600 - عبد اللّه بن نزار العبسي 260
3601 - عبد اللّه بن نصر بن هلال السلمي والد أبي الفضل 261
3602 - عبد اللّه بن نصر أبو محمّد التبريزي القاضي 262
3603 - عبد اللّه بن نصير أبو موسى 263
3604 - عبد اللّه بن نعيم بن همام القيني 263
3605 - عبد اللّه بن نمران بن يزيد بن عبد اللّه المذحجي 267
حرف الواو في أسماء آباء العبادلة
3606 - عبد اللّه بن واقد الجرمي 268
3607 - عبد اللّه بن وقّاص 268
3608 - عبد اللّه بن الوليد 269
3609 - عبد اللّه الأصغر بن وهب بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى ابن قصي بن كلاب القرشي الأسدي الزمعي 269
3610 - عبد اللّه بن وهيب بن عبد الرّحمن بن عمر بن حفص أبو العباس و يقال: أبو إسحاق الجذامي الغزي 273
حرف الهاء في أسماء آباء العبادلة
3611 - عبد اللّه بن هارون بن محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن العباس ابن عبد المطلب بن هاشم أبو العباس و يقال: أبو جعفر المأمون بن الرشيد 275
3612 - عبد اللّه بن هارون أبو إبراهيم الصوري 341
ص: 453
3613 - عبد اللّه بن هارون القرحتاوي 342
3614 - عبد اللّه بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص مالك بن أهيب ابن عبد مناف بن زهرة القرشي 342
3615 - عبد اللّه بن أبي هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي العبشمي 347
3616 - عبد اللّه بن هانئ 348
3617 - عبد اللّه بن هبة اللّه بن القاسم أبو محمّد الصوري بن السمسار المعدل 348
3618 - عبد اللّه بن هشام بن عبد اللّه بن سوار أبو الحسين العنسي الداراني 349
3619 عبد اللّه بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم ابن أبي العاص القرشي الأموي 350
3619 م - عبد اللّه بن همام بن نبيشة بن رياح بن مالك بن الهجيم بن حوزة ابن عمرو بن مرة بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن أبو عبد الرّحمن السلولي 350
3620 - عبد اللّه بن هلال بن الفرات أبو محمّد الربعي الدومي 360
حرف الياء في أسماء آباء العبادلة
3621 - عبد اللّه بن ياسين أبو محمّد التميمي 364
3622 - عبد اللّه بن يحيى بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس 364
3623 - عبد اللّه بن يحيى بن موسى أبو محمّد السرخسي القاضي 364
3624 - عبد اللّه بن يحيى العدوي 366
3625 - عبد اللّه بن يحيى الألهاني القاضي بدمشق 366
3626 - عبد اللّه بن يزيد بن آدم السلمي و يقال: الأودي البابي 367
3627 - عبد اللّه بن يزيد بن أسد بن كرز أبو يحيى القشيري البجلي 372
3628 - عبد اللّه بن يزيد بن تميم بن حجر السلمي 375
3629 - عبد اللّه بن يزيد بن راشد أبو بكر القرشي المقرئ المعروف بحمار القرّاء 377
3630 - عبد اللّه بن يزيد بن ربيعة و يقال: عبد اللّه بن ربيعة بن يزيد 381
3631 - عبد اللّه بن يزيد بن زفر و يقال: عبيد اللّه بن يزيد الأحمري البعلبكي 383
3632 - عبد اللّه بن يزيد بن عبد اللّه بن أصرم بن شعيثة بن الهزم بن رويبة ابن عبد اللّه بن هلال أبو ليلى الهلالي 483
3633 - عبد اللّه بن يزيد بن عبد اللّه بن حذافة و يقال: خذامر أبو مسعدة و يقال: أبو مسعود 385
ص: 454
3634 - عبد اللّه بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص 386
3635 - عبد اللّه الأكبر بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية ابن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي 387
3636 - عبد اللّه الأكبر و يقال: الأوسط بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب ابن أمية بن عبد شمس أبو حرب القرشي الأموي 387
3637 - عبد اللّه الأصغر بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان 389
3638 - عبد اللّه بن يزيد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي 389
3639 - عبد اللّه بن يزيد الأفقم بن هشام بن عبد الملك ابن مروان بن الحكم الأموي 390
3640 - عبد اللّه بن يزيد و يقال: ابن زيد الحكمي 390
3641 - عبد اللّه بن يزيد أبو الأصبغ 390
3642 - عبد اللّه بن أبي يعلى أبو سمير الكاتب 391
3643 - عبد اللّه بن يعقوب بن عباد بن زياد ابن أبيه، المعروف بابن أبي سفيان 391
3644 - عبد اللّه بن يزيد بن يعقوب الدمشقي 391
3645 - عبد اللّه بن يوسف أبو محمّد الدمشقي 392
ذكر من اسمه عبد اللّه من لم يقع نسبه إلينا
3646 - عبد اللّه الأسدي 400
3647 - عبد اللّه أبو يحيى المعروف بالبطال 401
3648 - عبد اللّه الطويل 408
3649 - عبد اللّه العابد 408
3650 - عبد اللّه 409
3651 - عبد اللّه بن الشاهد الفرغاني 410
3652 - عبد اللّه المتزهد 410
ذكر من أسماءهم على التبعيد مع مراعاة الحروف في أسماء اللّه تعالى
حرف الألف ذكر من اسمه عبد الأعلى 3653 - عبد الأعلى بن سراقة 411
3654 - عبد الأعلى بن صعصعة 411
ص: 455
عبد الاعلى بن عبد اللّه بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس أبو عبد الرّحمن القرشي البصري 411
3656 - عبد الأعلى بن أبي عبد اللّه الغبري 416
3657 - عبد الأعلى بن أبي عمرة الشيباني مولاهم 416
3658 - عبد الأعلى بن مسهر أبو درامة الغساني 420
3659 - عبد الأعلى بن مسهر بن عبد الأعلى بن مسهر أبو مسهر الغساني الفقيه، يعرف بابن أبي درامة 421
3660 - عبد الأعلى بن ميمون بن مهران أبو عبد الرّحمن الرقي 445
3661 - عبد الأعلى بن هلال أبو النضر السلمي الحمصي 446
الفهرس 451
ص: 456