تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها
تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر
499 ه-571 ه
تفاصيل النشر: بیروت: دارالفکرالمعاصر؛ دمشق: دارالفکر دمشق: معهد الفتح الاسلامي، 1420ق.= 1999م.= 1378 -
دراسة و تحقيق علي شيري
عدد المجلدات: 80
لسان: العربية
ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش
دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع
تصنيف الكونجرس: DS99 /د8 1378 الف243015
تصنيف ديوي: 956/9144
موضوع: تاريخ الإسلام | التاريخ والجغرافيا المحلية | الترجمة الجماعية | رجال
ص: 1
تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها
تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر
499 ه-571 ه
دراسة و تحقيق علي شيري
ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش
دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع
ص: 2
الجزء الثاني و الثلاثون
ابن معاوية بن عبد اللّه بن أبان (1) بن عثمان بن عفّان
أبو (2) عثمان العثماني
حدّث ببعلبك: عن يونس بن عبد الأعلى.
روى عنه: أبو محمّد بن ذكوان القاضى.
أنبأنا أبو القاسم العلوي، و أبو الوحش (3) سبيع المقرئ، عن رشأ بن نظيف، أنا عبد الوهّاب الميداني، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الغفّار بن أحمد بن إسحاق بن ذكوان، نا أبو محمّد عبد اللّه بن القاسم بن الحكم بن عبد الرّحمن بن معاوية بن عبد اللّه بن أبان (4) بن عثمان بن عفّان، قدم بعلبك، نا يونس بن عبد الأعلى، أنا عبد اللّه (5) بن وهب:
أن مالكا حدّثه:
أن لقمان الحكيم قال لابنه: يا بنيّ إنّ الناس قد تطاولت (6) عليهم ما يوعدون، و هم إلى الآخرة سراعا يذهبون، فإنك قد استدبرت الدنيا منذ كنت، و استقبلت الآخرة، و إنّ دارا تسير إليها أقرب إليك من دار تخرج منها.
ص: 3
أبو الحسين (1) الموصلي الفقيه الصّوّاف
سمع خيثمة بن سليمان الأطرابلسي، و أبا بكر جعفر بن محمّد بن الحجّاج العتكي، و محمّد بن العباس بن الفضل صاحب الطعام، و موسى بن محمّد بن موسى المؤدب، و علي بن إسماعيل بن كعب، و إدريس بن سليم، و محمّد بن موسى بن فيروز، و عبد اللّه بن علي بن إبراهيم العمري المواصلة، و أبا يزيد هارون بن عيسى بن السكين البلدي، و أبا القاسم يوسف بن الحجّاج - خطيب الموصل - و عبد اللّه بن أبي سفيان الموصلي، و أحمد بن محمّد بن إسحاق الحلبي، و أبا إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمّد الرقّى - بحلب-.
روى عنه: أبو نصر أحمد بن عبد الباقي بن الحسن بن طوق، و أبو الفتح أحمد بن عبيد اللّه بن أحمد بن و دعان، و أبو طاهر أحمد بن عاصم، و أبو القاسم علي بن أحمد بن المظفّر الطوسي المقرئ، و أبو الحسن محمّد بن صدقة بن الحسين بن سلمة الموصلي (2)، و أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن عبد الأعلى الرقّي، و أبو طاهر أحمد بن محمّد بن الحسين بن إبراهيم الخفّاف، و هاشم بن أحمد بن إسماعيل.
أخبرنا أبو الحسن (3) علي بن أحمد الفقيه، قالا: نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (4)،أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن عبد الأعلى الرقّي، نا عبد اللّه بن القاسم بن سهل الصّوّاف بالموصل، نا أحمد بن محمّد بن إسحاق الحلبي، نا الفضل بن العباس البغدادي، نا هانئ بن يحيى، نا يزيد بن عياض، أنا أبو الزبير، عن جابر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«يستأنى بالجراحات سنة»[6564].
قال الخطيب: هذا حديث غريب من حديث أبي الزبير المكّي، عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري، لا أعلم رواه غير يزيد (5) بن عياض بن جعدبة عنه.
ص: 4
3460 - عبد اللّه بن قرط الأزديّ الثمالي (1)
من أهل دمشق، يقال: هو أخو عبد الرّحمن صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، ثم سكن حمص، و ولاه إيّاها معاوية.
روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.
روى عنه: عمرو (2) بن محصن الأزديّ ، و أبو عامر عبد اللّه بن لحي الهوزني، و سليم بن عامر الخبائري، و سفيان بن سليم الأزديّ ، و مسلم بن عبد اللّه الأزديّ ، و عمرو بن قيس السكوني.
و شهد فتح دمشق على ما ذكره عبد اللّه بن محمّد بن ربيعة القدّامي المصّيصي في كتابه:«فتوح الشام»، عن يزيد بن يزيد بن جابر، عن عمرو بن محصن، عن عبد اللّه بن قرط و بعثه يزيد بن أبي سفيان بكتابه إلى أبي بكر، و شهد اليرموك.
و ذكر الواقدي عن مشايخ أهل الشام: أن عبد اللّه بن قرط الأزديّ الثمالي كان من (3)جند دمشق.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأ أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، نا عبد اللّه بن محمّد، نا علي بن مسلم، نا أبو عاصم، نا ثور بن يزيد، نا راشد بن سعد، عن عبد اللّه بن لحي، عن عبد اللّه بن قرط أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«إن أفضل الأيّام عند اللّه عزّ و جل يوم النحر، ثم يوم القرّ، يستقر الناس فيه و هو الذي يلي يوم النحر»[6565].
و قدّم إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بدنات خمس خمس أو ست فطفقن يزدلفن (4) إليه بأيّتهن يبدأ فلما وجبت جنوبهنّ قال كلمة خفية لم أفهمها، فقلت للذي إلى جنبي: ما قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ؟ قال:«من شاء اقتطع»[6566].
أخبرنا أبو القاسم يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا إسماعيل بن محمّد البغدادي، نا محمّد بن سنان.
ص: 5
ح قال: و أنا خيثمة بن سليمان، نا إسحاق بن سيار (1)،قال: نا أبو عاصم، نا ثور بن يزيد، عن راشد، عن عبد اللّه بن لحي، عن عبد اللّه بن قرط قال:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«أفضل الأيام عند اللّه يوم النحر، و يوم القرّ الذي تستقر الناس فيه، ثم الذي يليه تسمّونه يوم الرءوس»[6567].
قال: و قرّب إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بدنات خمس - أو ست - فطفقن يزدلفن إليه، فأيتهن يبدأ، فلما وجبت ظهورها قال كلمة خفيفة (2) لم أفهمها، فسألت بعض من يليه ما قال ؟ فقال:
«من شاء اقتطع»[6568].
قال ابن (3) مندة: هذا حديث مشهور عن ثور بن يزيد.
رواه عيسى بن يونس عن ثور، عن عبد اللّه بن عامر، عن عبد اللّه بن قرط :
أخبرناه محمّد بن أيوب بن حبيب، نا هلال بن العلاء، نا أبي، نا عيسى بن يونس، عن ثور بن يزيد بهذا.
أنبأنا أبو علي الحسن (4) بن أحمد، ثم حدّثني أبو مسعود المعدّل عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا أبو مسلم الكشي، نا أبو عاصم، عن ثور بن يزيد، عن راشد بن سعد، عن عبد اللّه بن لحي، عن عبد اللّه بن قرط قال:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«أفضل الأيام عند اللّه يوم النحر، ثم يوم القرّ يستقر فيه الناس، و هو الذي يلي يوم النحر» قد من (5) إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فيه بدنات خمس أو ست فطففن يزدلفن إليه بأيتهن يبدأ، فلمّا وجبت جنوبها قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كلمة خفيّة (6) لم أفهمها، فقلت للذي إلى جنبي: ما قال ؟ قال: قال:«من شاء اقتطع»[6569].
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد (7) بن محمّد بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني يعقوب بن إبراهيم، نا يحيى بن سعيد، عن ثور، عن راشد بن سعد، عن عبد اللّه بن لحي، عن عبد اللّه بن قرط قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إنّ
ص: 6
أعظم الأيام عند اللّه حرمة يوم النحر، ثم يوم القرّ، و هو اليوم الذي يليه»[6570].
ح أخرجه النسائي عن يعقوب الدورقي.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا أبو اليمان، نا إسماعيل بن عياش، عن بكر بن زرعة الخولاني، عن مسلم بن عبد اللّه الأزديّ قال: جاء عبد اللّه بن قرط الأزديّ إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال له النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«ما (2) اسمك ؟» قال: شيطان بن قرط ، فقال له النبي صلّى اللّه عليه و سلّم (3):«أنت عبد اللّه بن قرط »[6571].
رواه عبد الوهّاب الحوطي، عن إسماعيل، فقصّر به (4):
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني أحمد بن زهير، حدّثني عبد الوهّاب بن نجدة، قال: سمعت إسماعيل بن عيّاش (5) يقول: كان اسم عبد اللّه بن قرط في الجاهلية شيطان (6)،فسمّاه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عبد اللّه.
أخبرنا (7) أبو البركات الأنماطي، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء، أنا أبو بكر، أنا أبو أمية، نا أبي المفضّل (8) بن غسان قال: شهد عبد اللّه بن قرط الثمالي اليرموك بزعم يحيى (9).
أخبرنا أبو البركات بن المبارك، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد ابن المبارك: و أبو الفضل أحمد بن الحسن قال: أنا أبو الحسين الأصبهاني، أنا أبو الحسين (10) الأهوازي، أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خيّاط (11)،قال: و من ثمالة:
ص: 7
و هو عوف بن أسلم بن أحجر بن كعب (1) بن عبد اللّه بن مالك بن نصر بن الأزد:
عبد اللّه بن قرط الثمالي، روى: قرّب إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم ست بدنات، و «أعظم الأيام عند اللّه يوم النحر»، من ساكني الشام.
أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا عبد الوهّاب بن محمّد، أنا أبو محمّد الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا (2)،نا محمّد بن سعد، قال في تسمية من نزل الشام من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: عبد اللّه بن قرط الأزديّ ثم الثمالي.
أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن ميمون المعروف بابن النرسي الحافظ - في كتابه - ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر بن علي البغدادي الحافظ ، قال: أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون الباقلاني، و أبو الحسين المبارك بن عبد الجبّار بن الطّيّوري (3) الصيرفي، و أبو الغنائم بن النرسي - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا أبو أحمد - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين محمّد بن الحسن (4) بن أحمد الأصبهاني قالا:- أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبدان بن محمّد بن الفرج الشيرازى الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن سهل المقرئ، نا أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل (5)،قال: عبد اللّه بن قرط الأزديّ ، و يقال: الثمالي، له صحبة.
قال أبو عاصم عن ثور حدّثني راشد بن سعد، عن عبد اللّه بن لحي، عن عبد اللّه بن قرط قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«أفضل الأيام عند اللّه يوم النحر ثم يوم القرّ»[6572].
في نسخة ما شافهني (6) به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأ أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (7):عبد اللّه بن قرط الأزديّ و يقال: الثمالي له صحبة، روى عنه أبو عامر الهوزني عبد اللّه بن لحي، سمعت أبي يقول ذلك.
ص: 8
قال أبو محمّد: روى عنه مسلم بن عبد اللّه الأزديّ ، و عمرو بن قيس الكندي الحمصي (1).
أخبرنا أبو محمّد الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو القاسم البجلي، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة: قال في تسمية من نزل الشام من الأنصار و قبائل اليمن:
عبد اللّه بن قرط أحد أمراء حمص.
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب (2)،أنا أحمد بن عمير - إجازة-.
ح و حدّثنا (3) أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا أبو الحسين (4) عبد الوهّاب بن الحسن، أنا أبو الحسن بن عمير (5)،قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: في الطبقة الأولى: و عبد اللّه بن قرط الثمالي (6) الأزديّ ، قال أبو سعيد: كان أميرا على حمص في خلافة معاوية، هلك بالشام.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، قال: عبد اللّه بن قرط سكن الشام، و سمع من النبي صلّى اللّه عليه و سلّم حديثا.
أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنبأ أبو المعمّر المسدّد بن علي بن عبد اللّه بن العباس الحمصي، أنا أبي أبو طالب، نا أبو القاسم عبد الصّمد بن سعيد القاضي (7):قال في تسمية من نزل حمص من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: عبد اللّه بن قرط الثمالي، ولي حمص، و له عقب، و منزله معروف بحمص.
قال ابن عائذ: قال: كان معاوية ولاّه حمص. فحدّثني سليمان بن عبد الحميد البهراني قال: سمعت يوسف بن الحجّاج يقول: سمعت جنادة بن مروان يقول عن أشياخه: أن عبد اللّه بن قرط و هو والي (8) على حمص خرج يحرس ليلة على شاطئ البحر فلقيه
ص: 9
ماثور (1) الروم فقتله عند الموضع الذي يسمى برج ابن قرط ، و هو فيما بين بانياس و مرقية (2).
قال: و سمعت سليمان البهراني يقول: سمعت العلاء بن يزيد الثمالي يقول: سمعت أشياخنا من أهل بيت يحدثون: أن عبد اللّه بن قرط خرج يعسّ ، و هو والي (3) على حمص على شاطئ الساحل، فنام على فرسه، لم يشعر حتى أخذته الروم فقتلته في هذا الموضع، يعني عند برج ابن قرط .
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: عبد اللّه بن قرط الأزديّ ، كان اسمه (4) شيطان بن قرط ، فسمّاه النبي صلّى اللّه عليه و سلّم عبد اللّه، له و لأخيه عبد الرّحمن صحبة، روى عنه عبد اللّه بن لحي الهوزني، و سليم بن عامر الخبائري، كان أميرا على حمص، استعمله معاوية، قتل سنة ست و خمسين بأرض الروم.
كذا قال لي أبو سعيد بن يونس.
أنبأنا أبو علي الحدّاد، قال: قال أنا أبو نعيم: عبد اللّه بن قرط الأزديّ الثمالي كان اسمه شيطانا (5)،فسمّاه النبي صلّى اللّه عليه و سلّم عبد اللّه، له و لأخيه عبد الرّحمن صحبة، عداده في الشاميين، كان أميرا على حمص من قبل معاوية، قتل بأرض الروم غازيا سنة ست و خمسين.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنبأ أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (6):في تسمية عمال عمر على الشامات قال:
و ولّى (7) أبا عبيدة بن الجرّاح، فولى أبو عبيدة حين فتح الشامات حبيب بن مسلمة على حمص، ثم عزله، و ولّى عبد اللّه بن قرط ثم عزله، و ولّى عبادة بن الصّامت الأنصاري ثم عزله، و رد عبد اللّه بن قرط ، و مات أبو عبيدة، و ولّى عمر سعيد بن عامر بن حذيم حمصا، ثم جمع الشام كلها لمعاوية بن أبي سفيان.
ص: 10
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي.
ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، قالا: أنا عبد الرّحمن بن عبيد اللّه بن عبد اللّه الحرفي، أنا أحمد بن سليمان (1) بن الحسن النجاد، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني إبراهيم بن عبد الملك، نا هشام بن عمّار، نا صدقة بن خالد، نا عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، حدّثني سليم بن عامر، قال:
سمعت عبد اللّه (2) بن قرط الأزديّ ، و كان من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم - زاد البيهقي على المنبر و قالا:- و هو يقول في يوم أضحى - أو فطر - و رأى على الناس ألوان الثياب فقال: يا لها من نعمة ما أسبغها، و يا لها من كرامة ما أظهرها، و إنه ما زال عن جادة قوم - و في حديث البيهقي في جادة قوم - أشدّ من نعمة لا يستطيعون ردّها، و إنّما تلبّث - و في حديث البيهقي:
تثبت - النعمة بشكر المنعم عليه للمنعم.
و قد روي نحو هذه الخطبة عن أخيه عبد الرّحمن بن قرط من وجه آخر، و سيأتي في ترجمته.
قرأت (3) على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدار قطني قال: أما قرط فهو: عبد اللّه بن قرط الثمالي الأزديّ ، روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و روى عنه عبد اللّه بن لحي، و روى حديثه ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن عبد اللّه بن لحي.
كذا قال الدار قطني، و إنما رواه ثور عن راشد بن سعد عن عبد اللّه بن لحي كما تقدم.
قرأت (4) على أبي محمّد السلمي، عن أبي زكريا البخاري.
ح و حدّثنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القرشي قال: أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم - لفظا - أنا أبو (5) زكريا، نبأ عبد العزيز بن سعيد قال: فأما قرط بالقاف مضمومة وراء غير معجمة: بطاء غير معجمة عبد اللّه بن قرط ، له صحبة.
قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر الحافظ ، قال (6):أما قرط بضم القاف
ص: 11
و بالطاء المهملة عبد اللّه بن قرط الثمالي الأزديّ ، و روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و روى عنه عبد اللّه بن لحي (1).
أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز الصّوفي.
ح و أخبرنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، قالا: أنا محمّد بن عوف، أنا محمّد بن موسى بن الحسين، أنبأ محمّد بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا مسكين المؤذّن، نا عروة بن رويم:
أن عمر بن الخطاب تصفّح الناس، فمرّ به أهل حمص، فقال: كيف أميركم ؟ قالوا:
خير أمير، إلاّ أنه بنى عليّة يكون فيها، فكتب كتابا و أرسل بريدا، و أمره أن يحرّقها، فلما جاءها جمع حطبا، و حرّق بابها، فأخبر بذلك فقال: دعوه، فإنه رسول، ثم ناوله الكتاب، فلم يضعه من يده حتى ركب إليه، فلمّا رآه عمر قال: احبسوه عني في الشمس ثلاثة أيام. فلما مضت قال: يا ابن قرط ، الحقني إلى الحرّة - و فيها إبل الصدقة - قال: انزع ثيابك فألقى إليه نمرة (2) من أوبار الإبل، ثم قال: امتح (3)،واسق هذه الإبل، فلم يزل يمنح (4) حتى تعب ثم قال: متى عهدك يا ابن قرط بهذا (5)؟قال: قريب، يا أمير المؤمنين، قال: فلذلك بنيت العليّة، و ارتفعت بها على المسكين و الأرملة و اليتيم ؟ ارجع إلى عملك، و لا تعد.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي محمّد بن محمّد بن المسلمة، أنا علي بن أحمد بن عمر بن حفص، أنا محمّد بن أحمد بن الحسن، نا الحسن بن علي القطّان، نا إسماعيل بن عيسى العطّار، نا أبو حذيفة إسحاق بن بشر القرشي، قال: و قد كان عمر بن الخطاب وجّه عبد اللّه بن قرط إلى حمص، ثم وجد عليه عمر، فعزله، و ولّى عبادة بن الصامت الأنصاري حمص، قالوا: فلمّا قدمها قام في الناس خطيبا، فحمد اللّه، و أثنى عليه، و صلّى على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم ثم قال:
ألا ان الدنيا خضرة يأكل منها البرّ و الفاجر، و إن الآخرة وعد صادق يحكم فيه ملك
ص: 12
قادر، ألا و إنّ للدنيا بنين، و للآخرة (1) بنين، فكونوا من بني الآخرة و لا تكونوا من بني الدنيا، فإنّ كلّ أمة يتبعها بنوها يوم القيامة.
قم يا شداد بن أوس فعظ الناس - و كان شداد مفوها، قد أعطي لسانا و حكمة و بيانا - فقال: يا أيّها الناس تعاهدوا كتاب اللّه عزّ و جلّ ، و إن تركه كثير من الناس، فإنكم لن تروا من الخير إلاّ أسبابه. ثم إن اللّه عزّ و جلّ قد جمع الخير كلّه بحذافيره، فجعله في الجنّة، و جمع الشرّ كله بحذافيره فجعله في النار، و إن الجنّة حزنة، و إن النار سهلة، ألا و إنّ الجنة حفّت بالمكاره و البصر، ألا و إن النار حفّت بالهوى و الشهوات، فمن كشف حجاب الكره و الصبر أسفر عن الجنّة، و من أسفر عن الجنّة كان من أهلها، ألا فاعملوا بالحق تنزلوا بالحق يوم لا يقضى إلاّ بالحق.
قال: و كتب إلى (2) عبادة بن الصامت أن يشخص (3) عبد اللّه بن قرط الثمالي، فلما قدم عليه قال: لأردّنّك إلى بلادك و رعية الإبل، قال: فردّه إلى بلاده ثمالة فمكث بها سنة، ثم كتب إليه، فقدم عليه فرضي عنه و أذن له إلى حمص، قالوا: فكان بها حتى كان من آخر أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم وفاة.
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنبأ أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن ريذة، أنا سليمان بن أحمد الطبراني، أنا أحمد بن عبد الوهّاب بن نجدة الحوطي، نا أبي عبد الوهّاب بن نجدة، نا إسماعيل بن عيّاش (4)،عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن عبد اللّه بن قرط قال: أزحف (5) عليّ بعير لي و أنا مع خالد بن الوليد فسبقني الجيش، فأردت أن أتركه فدعوت اللّه له، فأقامه (6)،فركبته.
أخبرنا أبو طالب الحسين بن محمّد - في كتابه (7)-أنبأ أبو القاسم علي بن المحسّن التنوخي، أنا أبو الحسين محمّد بن المظفّر، أنا بكر بن أحمد بن حفص، نا أحمد بن
ص: 13
محمّد بن عيسى البغدادي (1):قال في تسمية من نزل حمص من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عبد اللّه بن قرط الأزديّ أحد أمراء حمص، استعمله عليها معاوية، كان اسمه شيطان بن قرط ، فسمّاه النبي صلّى اللّه عليه و سلّم عبد اللّه بن قرط ، بلغنا أن معاوية استعمله عليها في سنة خمسين، و قتل سنة ست و خمسين فقتله (2) الروم في الموضع الذي يقال له برج ابن قرط .
ابن عامر بن عتر (3) بن بكر بن عامر بن عذر بن وائل
ابن ناجية بن الجماهر بن الأشعر بن أدد بن زيد
ابن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب
ابن يعرب بن قحطان
أبو موسى الأشعري (4)
صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.
روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و عن عمر بن الخطّاب.
روى عنه: أبو سعيد الخدري، و أنس بن مالك، و بريدة بن الحصيب الأسلمي، و أبو أمامة الباهلي، و أسامة بن شريك، و عبد الرّحمن بن نافع بن عبد الحارث، و عياض الأشعري، و طارق بن شهاب، و سعيد بن المسيّب المخزومي، و الأسود بن يزيد النخعي، و أبو وائل شقيق بن سلمة، و أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن حبيب السلمي، و مرّة بن شراحيل الهمداني، و زيد بن وهب الجهني، و عبد الرّحمن بن يزيد، و ربعي بن حراش، و أبو عبيدة بن عبد اللّه بن مسعود، و أبو الأحوص عوف بن مالك الكوفيون (5)،و أبو عثمان النهدي، و أبو الأسود الدّؤلي، و صفوان بن محرز (6) المازني، و زهدم بن مضرّب الجرمي،
ص: 14
و حطّان بن عبد اللّه الرقاشي البصريون، و غيرهم.
و كان عامل النبي صلّى اللّه عليه و سلّم على زبيد، و عدن و ساحل اليمن.
و استعمله عمر على الكوفة، و البصرة، و شهد وفاة أبي عبيدة بالأردن، و خطبة عمر بالجابية، ثم قدم دمشق على معاوية.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا محمّد بن مسلمة، نا يزيد بن هارون، نا سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي موسى الأشعري قال:
كنا مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في سفر، و كان القوم يصعدون ثنية أو عقبة، فإذا صعد الرجل قال: لا إله إلاّ اللّه، و اللّه أكبر، قال: أحسبه قال بأعلا صوته، و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم على بغلته يعرضها (1) في الجبل، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«أيها الناس، إنكم لا تنادون أصمّ و لا غائبا» ثم قال:«يا عبد اللّه بن قيس - أو يا أبا موسى الأشعري - أ لا أدلك على كلمة من كنوز الجنّة ؟» قال: قلت: بلى يا رسول اللّه، قال:«قل: لا حول و لا قوة إلاّ باللّه»[6573].
قال: و أنا الشافعي، نا إبراهيم بن عبد اللّه البصري، نا الأنصاري، نا سليمان، عن أبي عثمان، عن أبي موسى قال: كنا مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم (2).
ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو (3) إسحاق إبراهيم بن عمر، أنا عبد اللّه بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي، نا أبو مسلم إبراهيم بن عبد اللّه بن مسلم الكجّي البصري، نا محمّد بن عبد اللّه الأنصاري، نا سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي موسى الأشعري قال:
كنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في سفر، فرقينا عقبة أو ثنية، قال: فكان الرجل منا إذا علاها قال: لا إله إلاّ اللّه، و اللّه أكبر، قال: فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إنكم لا تنادون أصمّ و لا غائبا» - و هو على بغلته يعرضها - فقال:«يا أبا موسى - أو يا عبد اللّه بن قيس - أ لا أعلّمك كلمة من كنوز الجنّة ؟» قال: قلت: بلى، قال:«لا حول و لا قوّة إلا باللّه»[6574].
لفظ حديث للشافعي.
ص: 15
أخبرنا أبو الحسن (1) علي بن محمّد الخطيب، أنبأ أبو منصور محمّد بن الحسن، أنا أحمد بن الحسين بن زنبيل، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن بن الخليل، نا محمّد بن إسماعيل، نا الصلت بن محمّد، أخبرني سعيد بن مسلم بن جندب، قال: سمعت أبي مسلما قال:
كنت أنا و سعيد بن المسيّب مع (2) ابن عمر فدخل على ابن مطيع ليالي الحرّة فقال: أ لم تعلم ما قال عمر حين خرج يتعاهد عمّاله بباب الجابية من دمشق لما لقيه أبو موسى الأشعري ؟ أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد المزكي، نا عبد العزيز بن أحمد التميمي، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد.
ح و أخبرنا أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، أنبأ أبي أبو القاسم، أنا أبو نعيم الأزهري، نبأ أبو عوانة يعقوب بن إسحاق قالا: نا أبو زرعة، نا يحيى بن صالح، نا سعيد بن عبد العزيز، عن أبي يوسف الحاجب قال: قدم أبو موسى الأشعري دمشق، فأنزله معاوية بعض الدور.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، و أبو محمّد المزكّي، قالا: نبأ عبد العزيز بن أحمد، أنبأ أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (3)،حدّثني يحيى بن صالح، نا سعيد بن عبد العزيز، عن أبي يوسف الحاجب قال: قدم أبو موسى الأشعري فنزل بعض الدور بدمشق، فكان معاوية يخرج ليلا يسمع (4) قراءته.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الخطاب إبراهيم بن عبد الواحد القطّان، أنبأ أبو بكر أحمد بن محمّد بن أحمد بن غالب البرقاني، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن سعيد الرزاز، أنبأ أبو بكر جعفر بن محمّد بن المستفاض الفريابي، نا عبد الرّحمن بن إبراهيم الدّمشقي، نا الوليد بن مسلم، أنا سعيد بن عبد العزيز، حدّثني أبو يوسف حاجب معاوية: أن أبا موسى الأشعري قدم على معاوية، فنزل في بعض الدور بدمشق، فخرج معاوية (5) من الليل إلى منزله حتى استمع قراءته.
ص: 16
رواها أبو مسهر عن سعيد فأسقط أبا يوسف من إسنادها:
أخبرنا بها أبو القاسم أيضا، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري، قالا:
أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن نصر بن بحير، نا علي بن عثمان بن نفيل، نا أبو مسهر، نا سعيد (1):أن معاوية بن أبي سفيان كان يخرج من الليل يستمع قراءة أبي موسى الأشعري.
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، ثم حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نبأ محمّد بن علي، نا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خيّاط قال:
أبو موسى عبد اللّه بن قيس بن سليم بن حضّار بن حرب بن عامر بن عتر بن بكر بن عامر بن عدي (2) بن وائل بن ناجية بن الجماهر بن الأشعر بن أدد بن زيد بن عريب، ولي لعمر بن الخطاب البصرة، و استعمله عثمان بن عفان على الكوفة بعد أن فتح اللّه به البلدان الكثيرة، و بنى بها دارا إلى جنب المسجد، و قتل عثمان و هو على الكوفة، و له بها عقب، و ولاه علي بن أبي طالب تحكيم الحكمين، توفي سنة أربع و أربعين، و قيل: اثنتين (3)و أربعين، و قيل: اثنتين (4) و خمسين.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني - زاد أبو البركات: و أبو الفضل الباقلاني، قالا:- أنا أبو الحسين الأصبهاني، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خيّاط (5)،نا هشام الكلبي، عن أبيه قال:
يقولون: ولد قحطان المرعف - و هو يعرب - فولد يعرب يشجب، فولد يشجب سبأ - و هو عامر - فولد سبأ كهلان، فولد كهلان. زيدا فولد زيد: عريبا، فولد عريب يشجب، فولد يشجب بن عريب: زيدا، ولد زيد أدد، فولد أدد بن زيد نبتا و هو الأشعر.
قال خليفة: فمن الأشعريين: أبو موسى الأشعري عبد اللّه بن قيس بن سليم بن حضّار (6) بن حرب بن عامر بن غنم (7) بن بكر بن عامر بن عذر (8) بن وائل بن ناجية بن
ص: 17
جماهر بن الأشعر بن أدد بن زيد، ولي البصرة لعمر و عثمان، و له بها فتوح كثيرة، و ولي الكوفة، و له بها دار و ولد، حضرة (1) المسجد الجامع، مات أبو موسى سنة خمسين، و يقال:
سنة إحدى و خمسين [بالكوفة] (2).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني عمي، عن أبي عبيد قال: أبو موسى عبد اللّه بن قيس من ولد الجماهر بن الأشعر بن أدد.
و قال غير أبي عبيد: عبد اللّه بن قيس بن سليم بن حضّار بن حرب بن عامر بن عتر بن بكر بن عامر بن عدي (3) بن وائل بن ناجية بن الجماهر بن الأشعر، و هو نبت بن أدد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان و أم أبي موسى ظبية بنت وهب من عكّ كانت أسلمت، و ماتت بالمدينة.
قرأت على أبي غالب بن البنّا عن (4) أبي إسحاق البرمكي (5)،أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (6):قال في الطبقة الثانية: أبو موسى الأشعري و اسمه عبد اللّه بن قيس بن سليم بن حضّار بن حرب بن عامر بن عتر (7) بن بكر بن عامر بن عدي بن وائل بن ناجية بن الجماهر بن الأشعر، و هو نبت بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب [بن زيد] (8) بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، و أم أبي موسى ظبية بنت وهب من عكّ ، و قد كانت أسلمت و ماتت بالمدينة.
أخبرنا محمّد بن عمر و غيره من أهل العلم: أن أبا موسى الأشعري قدم مكة فحالف سعيد بن العاص بن أمية أبا أحيحة، و أسلم بمكة، و هاجر إلى أرض الحبشة، ثم قدم مع أهل السفينتين و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بخيبر.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد، أنا
ص: 18
أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا (1)،نا محمّد بن سعد قال: أبو موسى الأشعري و اسمه عبد اللّه بن قيس، نا الهيثم بن عدي قال: أسلم أبو موسى بمكة، و هاجر إلى أرض الحبشة، و أول مشاهده خيبر، و مات سنة اثنتين (2) و أربعين.
أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، أنا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي، قال:
و من حلفاء بني عبد شمس بن عبد مناف: أبو موسى الأشعري حليف آل عتبة بن ربيعة بن عبد شمس فيما أخبرنا ابن هشام (3) عن زياد، عن ابن إسحاق، و اسمه عبد اللّه بن قيس، و توفي سنة أربع و أربعين - فيما ذكر بعض أهل العلم - و هو ابن ست و ستين، و قال بعضهم:
ابن ثلاث و ستين، و يقال: إنّما توفي سنة ثنتين و خمسين بالكوفة، و قيل: سنة خمسين و دفن بالثّويّة (4) على ميل من الكوفة.
ح قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني، قال: قال ابن حبيب: في الأشعريين: عتر بن عامر بن عذر بن وائل بن الجماهر بن الأشعر.
و قال الطبري: أبو موسى الأشعري هو عبد اللّه بن قيس بن سليم بن حصّار بن حرب بن عامر (5) بن عتر بن عامر.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأ أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو موسى عبد اللّه بن قيس بن سليم (6) بن حضّار بن حرب عامر بن عتر - و يقال: غنم - بن بكر بن عامر بن عدي بن وائل بن ناجية بن الجماهر بن الأشعر بن أدد بن زيد بن يشجب بن يعرب بن زيد بن كهلان بن يشجب بن يعرب بن قحطان الأشعري، قدم مكة، فأسلم و هاجر إلى أرض الحبشة، ثم قدم مع أهل السفينتين على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بعد فتح خيبر بثلاث، قسم لهم النبي صلّى اللّه عليه و سلّم (7)،و لم يقسم لأحد لم يشهد الفتح
ص: 19
غيرهم، ولي البصرة لعمر بن الخطاب، و عثمان بن عفان، و له فيها (1) فتوح، و ولي الكوفة، و له بها دار إلى جانب المسجد، و ولد، و مات بالكوفة.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: عبد اللّه بن قيس بن سليم بن حضّار بن حرب بن عامر بن بكر بن عدي بن ناجية بن الجماهر بن الأشعر الأشعري، أبو موسى، و كان تولى فتح أصبهان في وقت عمر بن الخطّاب، و كان هاجر إلى أرض الحبشة (2)،توفي سنة اثنتين (3) و أربعين، روى عنه أبو الدّرداء، و أبو سعيد، و أبو هريرة، و أنس رضي اللّه عنهم.
قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (4):و أما عتر مثل ما قبله - يعني عترا (5)-إلاّ أن عينه مفتوحة. قال ابن حبيب: في الأشعريين: عتر بن عامر بن عذر بن وائل بن الجماهر بن الأشعر من ولده أبو موسى الأشعري عبد اللّه بن قيس بن سليم بن حضّار بن حرب بن عامر بن عتر بن عامر بن عذر بن وائل.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن النّقور، أنبأ أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن عبد اللّه بن سعيد (6)،نا السري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر قال: أبو موسى عبد اللّه بن قيس بن سليم بن حضّار.
أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن، أنبأ أبو الفرج سهل بن بشر، و أبو نصر أحمد بن محمّد، قالا: أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن عيسى، نا منير بن أحمد، أنا جعفر بن أحمد، أنا أحمد بن الهيثم قال: قال أبو نعيم: أبو موسى الأشعري عبد اللّه.
حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم السّلماسي، أنا نعمة اللّه بن محمّد، أنبأ أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، نا محمّد بن أحمد بن سليمان، أخبرنا سفيان بن محمّد بن سفيان، حدّثني الحسن بن سفيان، نا محمّد بن علي، عن محمّد بن إسحاق قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: أبو موسى الأشعري عبد اللّه بن قيس.
ص: 20
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، عن أبيه و عمّه ابن بكر، قالا: أبو موسى عبد اللّه بن قيس.
أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنبأ أبو حفص الفلاّس قال في تسمية من روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم من الأشعريين: أبو موسى الأشعري هو عبد اللّه بن قيس.
أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل الفقيه، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ .
ح و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالوية، قالوا: أنبأ أبو العباس محمّد بن يعقوب، نبأ عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: اسم أبي موسى الأشعري عبد اللّه بن قيس.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، قالا: أنا الحسين بن جعفر، قالا:
أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنبأ صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال (1):أبو موسى عبد اللّه بن قيس، و كان أحسن أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم صوتا، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لقد أوتي هذا مزمارا (2) من مزامير آل داود»[6575].
و كان عمر استعمله على البصرة، و هو فقّههم، و علّمهم، و ولي الكوفة أيضا في زمان عثمان (3).
ذكره العجلي في موضع آخر فقال ما:
أخبرناه أبو البركات، و أبو عبد اللّه، قالا (4):أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا (5):أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، قالا: أنا الوليد، أنا علي، أنا
ص: 21
صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال: أبو موسى الأشعري عبد اللّه بن قيس، سكن الكوفة، من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و بعثه عمر إلى البصرة أميرا عليها، فأقرأهم القرآن و فقّههم، و هو فتح تستر (1) و لم يكن في أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أحسن صوتا منه (2).
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (3)،قال: عبد اللّه بن قيس أبو موسى الأشعري.
قال عاصم بن يوسف: نا الحسن (4) بن عياش، عن الشيباني، عن الشعبي قال: العلماء ستة: عمر، و علي، و عبد اللّه، و أبو موسى الأشعري (5).
في نسخة ما شافهني (6) به عبد اللّه الخلاّل، أنبأ أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (7)قال: عبد اللّه بن قيس أبو موسى الأشعري، له صحبة، روى عنه: أنس بن مالك، و أبو سعيد الخدري، و أبو أمامة الباهلي، و بريدة الأسلمي، و أسامة بن شريك، و عبد الرّحمن بن نافع بن عبد الحارث، و عياض الأشعري، و طارق بن شهاب، سمعت أبي يقول بعض (8)ذلك، و بعضه (9) من قبلي (10).
ص: 22
(1) أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا نصر بن أحمد بن نصر، أنا محمّد بن أحمد الجواليقي.
ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو طاهر بن سوار، قالا: أنا الحسين بن علي بن عبد اللّه، قالا: أنا محمّد بن زيد بن علي، أنا محمّد بن محمّد بن عقبة، نا هارون بن حاتم قال: اسم أبي موسى الأشعري عبد اللّه.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو موسى عبد اللّه بن قيس الأشعري، له صحبة.
أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد اللّه، أنا محمود بن القاسم بن محمّد، و أبو نصر عبد العزيز بن محمّد، و أبو بكر أحمد بن عبد الصّمد، قالوا: أنبأ عبد الجبّار بن محمّد الجرّاحي، أنا محمّد بن أحمد بن محبوب، أنا أبو عيسى الترمذي قال: أبو موسى الأشعري اسمه عبد اللّه بن قيس.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو موسى عبد اللّه بن قيس الأشعري.
أخبرنا أبو الفتح الفقيه، أنا أبو الفتح الفقيه، أنا أبو الفتح الفقيه، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمّد بن إياس قال: سمعت محمّد بن أحمد المقدمي يقول: أبو موسى الأشعري عبد اللّه بن قيس.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، قال: أبو موسى عبد اللّه بن قيس الأشعري، حليف سعيد بن العاص، سكن الكوفة، و ابتنى بها دارا إلى جانب المسجد، و بلغني (2) أن أبا موسى توفي سنة ثلاث (3)-أو سنة أربع - و أربعين، و هو ابن نيّف و ستين سنة (4).
ص: 23
و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، قال (1):أبو موسى الأشعري عبد اللّه بن قيس.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري، قال:
عبد اللّه بن قيس بن سليم بن حضّار أبو موسى الأشعري اليماني، نزل البصرة، سمع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، روى عنه أنس بن مالك، و طارق بن شهاب، و أبو وائل، و سعيد بن المسيّب، و عبيد بن عمير، و ابناه أبو بردة، و أبو بكر في الإيمان و غير موضع.
قال البخاري: قال أبو نعيم: مات في سنة أربع و أربعين، و قال أبو بكر بن أبي شيبة مثله، و زاد: و هو ابن ثلاث و ستين سنة.
و قال الذهلي: كتب إلي أبو (2) نعيم مثله، و قال ابن سعد (3):حدّثنا الهيثم بن عدي قال: مات سنة اثنين و أربعين. و قال الواقدي: سنة خمس و خمسين.
أنبأنا أبو علي الحسن (4) بن أحمد، أنا أبو نعيم الحافظ ، قال:
عبد اللّه بن قيس أبو موسى الأشعري حليف آل عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، أسلم بمكة، و هاجر إلى الحبشة، ذو الهجرتين: هجرة الحبشة، و هجرة (5) المدينة، بقي بالحبشة مع جعفر حتى قدم معه عام خيبر، مختلف في وفاته و قبره، فقيل: توفي سنة اثنتين (6)و خمسين و دفن بمكة، و قيل: أربع (7) و أربعين و دفن بالثويّة من الكوفة، على ميلين، أحد عمّال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم من فقهاء الصحابة و علمائهم، بعثه النبي صلّى اللّه عليه و سلّم مع معاذ بن جبل على اليمن، كان قد أعطي من مزامير آل داود من حسن صوته، دعا له النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يوم أوطاس (8) فقال:«اللّهمّ اغفر له ذنبه، و أدخله مدخلا كريما»[6576].
فتح البلدان، و ولي الولايات، بعثه علي رضي اللّه عنه على تحكيم الحكمين، تزوج أم كلثوم بنت الفضل بن العباس بن عبد المطّلب، فأولدها موسى بن أبي موسى، و كانت أم أبي
ص: 24
موسى ظبية بنت وهب من عكّ ، أسلمت و ماتت بالمدينة فيما قاله المنيعي (1)،روى عنه من الصحابة: أبو سعيد، و أبو هريرة، و أبو الدرداء، و أبو أمامة، و أنس بن مالك، و أسامة بن شريك، و طارق بن شهاب، و من التابعين: سعيد بن المسيّب، و طاوس، و أبو عثمان النهدي.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي (2)،أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3)،قال: نا روح بن عبادة، نا حسين المعلّم، عن عبد اللّه بن بريدة أنه وصف الأشعري فقال: رجل خفيف الجسم، قصير، أثطّ (4).
قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن على أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيوية، أنا محمّد بن القاسم، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا أبو معمر، نا عبد الوارث، نا الحسين بن ذكوان المعلّم، نا ابن بريدة قال: و كان الأشعري قصيرا، ثطّا. قال أبو عبيدة:
ثطّ : خفيف اللحية.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق.
و حدّثني (5) عمي، أنا أبو يوسف، أنا الجوهري - قراءة - عن أبي (6) عمر.
ح قال: و أنا أبو إسحاق البرمكي - إجازة - أنا أبو عمر، أنا أحمد، نا الحسين، نا محمّد (7)،أنا محمّد بن عمر، أنا خالد بن إلياس، عن أبي بكر بن عبد اللّه بن أبي جهم، قال: ليس أبو موسى من مهاجرة الحبشة، و ليس له حلف في قريش، و قد كان أسلم بمكة قديما، ثم رجع إلى بلاد قومه، فلم يزل بها حتى قدم هو و ناس من الأشعريين على
ص: 25
رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فوافق قدومهم قدوم أهل السفينتين [جعفر و أصحابه من أرض الحبشة، و وافقوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بخيبر، فقالوا: قدم أبو موسى مع أهل السفينتين] (1)،و كان الأمر على ما ذكرنا أنه وافق قدومه قدومهم، و لم يذكره موسى بن عقبة، و محمّد بن إسحاق و أبو معشر فيمن هاجر إلى أرض الحبشة.
أخبرنا (2) أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك (3)،أنا أبو المعالي ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء محمّد بن علي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد البابسيري، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل بن غسّان الغلاّبي، حدّثني أبي قال: حدّثني أبو عبد اللّه يعني مصعبا الزبيري (4) قال:
أحسب الواقدي حدّثني أن الناس يقولون:
إن أبا موسى و أصحابه جاءوا في السفينتين مع جعفر بن أبي طالب، و يقولون إنّما أصابوا دما باليمن، فخرجوا منها، و هم عشرة، و رأسهم أبو عامر، حتى قدموا مكة، فنزلوا بالمعلاة جنب (5) أبي موسى، و حالفوا آل سعيد بن العاص، ثم شخصوا حين (6) سمعوا بالنبي عليه السلام بالمدينة، فركبوا في العشية (7)-يعني - ساحلا حتى قدموا على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، فاتفق قدومهم و قدوم جعفر، فمن أجل ذلك قال (8) الناس جاءوا في السفينتين، فوافقوا النبي عليه السلام بخيبر، فلحقوا به، فأطعمهم من خيبر طعمة، فقيل (9) إنّها طعمة الأشعريين، و شهدوا معه حنينا و هم عشرة، فلما انهزمت هوازن وجه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أبا عامر في طلبهم، فلحقهم بأوطاس، فنزل إليه رجل منهم، فدعا إلى البراز فخرج إليه أبو (10) عامر و قال: اللّهمّ اشهد (11)،فقتله، ثم آخر فخرج إليه أبو عامر فقال: اللّهمّ اشهد، فقتله حتى قتل منهم تسعة، ثم خرج العاشر، فبرز له أبو عامر فقال: اللّهمّ اشهد، فقال العاشر: اللّهمّ لا تشهد (12)،فقتل
ص: 26
أبا عامر، و أخذ الراية أبو موسى فقتل قاتله، و انهزم القوم، و صارت الرئاسة لأبي موسى.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عتّاب (1)،أنا القاسم بن عبد اللّه بن المغيرة، نا إسماعيل بن أبي أويس، نا إسماعيل بن إبراهيم، عن عمه موسى بن عقبة قال في تسمية من هاجر إلى أرض الحبشة رهط من الأشعريين منهم أبو موسى الأشعري.
أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم، قالا:
أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو (2) بن حمدان.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن منصور السلمي، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا عبد اللّه بن عمر بن أبان - زاد ابن المقرئ: الكوفي - نا حفص بن غياث، عن بريد (3)،عن أبي بردة، عن أبي موسى قال:
قدمنا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بعد خيبر، و في حديث ابن أبان: بعد ما فتحت خيبر - بثلاث، فأسهم لنا و لم يسهم لأحد لم يشهد الفتح غيرنا.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو منصور عبد الباقي بن (4) محمّد بن غالب، أنا أبو الحسن (5)،أخبرني (6) محمّد بن عمران بن الجندي، نا أبو جعفر ح أحمد بن إسحاق بن البهلول، أنا الحسين بن عمرو العنقزي (7) الكوفي سنة تسع و أربعين و مائتين، نا حفص بن غياث، نا بريد (8) بن عبد اللّه بن أبي بردة.
أخبرنا أبو غالب (9) محمّد بن علي بن عبد الصّمد بن علي بن المأمون، و أبو السعود بن المجلي، و أبو منصور بن زريق، قالوا: حدّثنا الشريف أبو الغنائم عبد الصّمد بن علي بن المأمون، أنا أبو الحسن علي بن عمر الحربي، نبأ أحمد بن الحسن (10) بن عبد الجبّار، نا أحمد بن إبراهيم، نا حفص، نا بريد (11) بن أبي بردة، عن أبيه أبي بردة، عن
ص: 27
أبي موسى قال: قدمنا على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بعد فتح خيبر بثلاث، فقسم لنا و لم يقسم لأحد ممن لم يشهد الفتح غيرنا.
أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الواحد، و أبو بكر محمّد بن الحسين، و أبو محمّد يحيى بن علي بن محمّد، و أبو يعقوب يوسف بن أيوب، قالوا: أنا أبو الغنائم عبد الصّمد بن علي بن محمّد، أنا أبو الحسن الدار قطني، نا القاضي أحمد بن إسحاق بن البهلول، نا الحسين بن عمرو بن محمّد العنقزي.
ح قال: و أنا القاضي الحسين بن إسماعيل، و أحمد بن علي بن العلاء، قالا: نا يوسف بن موسى قالا: نا حفص بن غياث النخعي، نا بريد (1) أبو بردة.
أخبرنا (2) أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو منصور، أنا شكرويه و أبو بكر السمسار، قالا:
أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن خرّشيد قوله، نا الحسين بن إسماعيل المحاملي، نا يوسف بن موسى القطّان، نا حفص، عن بريد بن أبي بردة، عن أبي بردة بن أبي موسى، عن أبيه قال:
قدمنا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و قد افتتح خيبر، فقدمنا بعد ما افتتحها بثلاث، فأسهم لنا، و لم يسهم لأحد لم يشهد الفتح غيرنا (3).
أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل،[أنا أبو بكر أحمد بن الحسين.
ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد] (4)،أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، قالا:
أنا أبو الحسين محمّد بن الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (5)،نا الحجّاج بن المنهال، نا حمّاد، عن علي بن زيد، عن عمّار بن أبي عمّار، عن أبي هريرة قال: ما شهدت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فتحا إلا قسم لي، إلاّ خيبر، فإنها كانت لأهل الحديبية خاصة، و كان أبو موسى، و أبو هريرة جاءا بين الحديبية و بين (6) خيبر.
أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم بن سعدوية، و أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالا: أنا أبو الفضل عبد الرّحمن بن أحمد الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون
ص: 28
الروياني، نا أبو كريب، نا أبو أسامة، عن بريد (1)،عن أبي بردة، عن أبي موسى قال:
خرجنا من اليمن في بضع و خمسين رجلا من قومي - إما قال: اثنين و خمسين، أو ثلاثة و خمسين - و نحن ثلاثة إخوة: أبو موسى، و أبو رهم، و أبو عامر، فأخرجتنا سفينة لنا (2) إلى النجاشي بأرض الحبشة، و عنده جعفر بن أبي طالب و أصحابه، فأقبلنا جميعا في سفينة إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، فيما (3) افتتح خيبر، فما قسم لأحد غاب عن فتح خيبر منها شيء إلاّ لمن شهد معه إلاّ لجعفر - و في حديث ابن سعدوية: إلاّ جعفر و أصحابه أصحاب السفينة قسم لهم معهم، و قال:«لكم الهجرة مرتين، هاجرتم إلى النجاشي، و هاجرتم إليّ »[6577].
رواه البخاري (4) و مسلم (5) عن أبي كريب محمّد بن العلاء (6).
أخبرنا (7) والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه اللّه قال (8):
أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو المظفر عبد المنعم بن القشيري، قالا: أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن ح أنا أبو عمرو (9) بن حمدان.
ح (10) و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا إبراهيم بن منصور، أنبأ أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي.
ح و أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنبأ أبو حفص عمر بن محمّد بن علي الزيّات، نا قاسم بن زكريا المطرز (11)،نا سعيد بن يحيى، نا أبي، نا طلحة بن يحيى، نا - و في حديث أبي يعلى: حدّثني - أبو بردة بن أبي موسى عن أبيه قال:
خرجت - و في حديث أبي يعلى: خرجنا - إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في البحر حتى جئنا مكة، و إخوتي معي، أبو عامر بن قيس، و أبو رهم بن قيس، و محمّد بن قيس - زاد قاسم: و أبو بردة بن قيس - و خمسون من الأشعريين، و ستة من عكّ ، ثم هاجرنا في البحر حتى أتينا
ص: 29
المدينة، قال: فقال أبو بردة: قال أبو موسى، فكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«للناس هجرة واحدة، و لكم هجرتان»، و في حديث أبي يعلى:«إنّ للناس هجرة واحدة، و لكم هجرتين»[6578].
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفر، قالوا: أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الأديب، أنبأ أبو القاسم السلمي، أنبأ أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، نا أبو كريب، نا أبو أسامة، عن بريد (1)،عن أبي بردة، عن أبي موسى قال: بلغنا مخرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و نحن باليمن فخرجنا مهاجرين إليه و أخوان - و قال ابن المقرئ: أنا و أخوان لي - أنا أصغرهما، أحدهما أبو بردة (2)،و الآخر أبو رهم، إما قال بضع و إمّا قال في ثلاثة - أو اثنين - و خمسين رجلا من قومي، فركبنا سفينة، فألقتنا سفينتنا إلى النجاشي بالحبشة، فوافقنا جعفر بن أبي طالب و أصحابه عنده. قال جعفر: إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بعثنا و أمرنا فأقيموا معنا، قال: فأقمنا (3) معه حتى قدمنا جميعا قال: فوافقنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حين فتح خيبر، فأسهم لنا - أو قال: فأعطانا منها - و ما قسم لأحد غاب عن فتح - يعني: خيبر - شيئا إلاّ لمن شهد معنا أصحاب سفينتنا مع جعفر و أصحابه قسم لهم معهم.
قال: فلما رأى ناس من الناس يقولون (4) لنا:- يعني: أهل السفينة - سبقناكم بالهجرة قال: فدخلت أسماء بنت عميس و هي ممن قدم معنا على حفصة ذا مرة - و قال ابن حمدان:
حفصة زوج النبي صلّى اللّه عليه و سلّم زائرة (5)-و قد كانت هاجرت إلى النجاشي فيمن هاجر إليه، فدخل عمر على حفصة - و أسماء عندها - فقال عمر حين رأى أسماء: من هذه ؟ قالت: أسماء بنت عميس قال عمر - و سقط من حديث ابن المقرئ: قال عمر - و قالا:- الحبشية هذه ؟ البحرية هذه ؟ فقالت أسماء: نعم، قال عمر: سبقناكم بالهجرة، نحن أحقّ برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فغضبت و قالت - كلمة (6):- يا عمر لا و اللّه، كنتم مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يطعم جائعكم و يعظ - و قال ابن
ص: 30
المقرئ: و يعلّم - جاهلكم، و كنا في دار، أو في أرض البعداء البغضاء (1) بالحبشة و ذلك في اللّه و في رسوله صلّى اللّه عليه و سلّم، و أيم اللّه لا أطعم طعاما، و لا أشرب شرابا حتى أذكر ما قلت لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و نحن كنا نؤذى و نخاف، و سأذكر ذلك لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و أسأله و اللّه لا أكذب (2) و لا أزيغ و لا أزيد على ذلك.
فلما جاء النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قالت: يا نبي اللّه، إن عمر قال كذا و كذا، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«فما قلت له ؟» قالت: قلت كذى و كذى قال:«ليس بأحق بي منكم، و له و لأصحابه هجرة واحدة، و لكم أنتم - أهل السفينة - هجرتان» قال: فلقد رأيت أبا موسى، و أصحاب السفينة يأتونني أرسالا (3) لا يسألونني عن هذا الحديث، ما من الدنيا شيء هم به أفرح، و لا أعظم في أنفسهم ممّا قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم[6579].
قال أبو بردة: قالت أسماء: فلقد رأيت أبا موسى و إنه ليستعيد هذا الحديث.
انتهى حديث ابن المقرئ و زاد ابن حمدان: مني.
و حدثنا مرة أخرى و قال:«لكم الهجرة مرتين، هاجرتم إلى النجاشي، و هاجرتم إليّ »[6580].
أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد، و أبو بكر محمّد (4) بن الحسين، و أبو محمّد يحيى بن علي بن محمّد، و أبو يعقوب يوسف بن أيوب، قالوا: أنا أبو الغنائم عبد الصّمد بن علي بن محمّد، أنا أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني، نا أحمد بن علي بن العلاء، و عبد اللّه بن جعفر (5)،قالا: نا يوسف بن موسى، نا أبو أسامة، حدّثني بريد (6)،عن أبي بردة، عن أبي موسى قال:
بلغنا مخرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و نحن باليمن، فخرجنا مهاجرين إليه، أنا و أخوان لي، أنا أصغرهم، أحدهما (7) أبو بردة، و الآخر أبو رهم، إما قال: بضعا، و إما قال: ثلاثة و خمسين أو اثنين و خمسين رجلا من قومي، فركبنا سفينة، فالقتنا سفينتنا إلى النجاشي بالحبشة،
ص: 31
فوافقنا جعفر بن أبي طالب و أصحابه عنده، فقال جعفر: إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بعثنا هاهنا، و أمرنا بالإقامة، فأقيموا معنا، قال: فأقمنا معه حتى قدمنا جميعا، قال: فوفينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حين افتتح خيبر، فأسهم لنا، أو قال: أعطانا منها، و ما قسم لأحد غاب عن فتح خيبر منها شيئا إلاّ من شهد معه إلاّ أصحاب سفينتنا مع جعفر و أصحابه، قسم لهم معهم، قال: فكان ناس من الناس يقولون لنا - يعني - لأهل السفينة: سبقناكم بالهجرة.
قال: فدخلت أسماء بنت عميس و هي ممن قدم معنا على حفصة زوج النبي صلّى اللّه عليه و سلّم زائرة، و قد كانت هاجرت إلى النجاشي فيمن هاجر إليه، فدخل عمر على حفصة و أسماء عندها، فقال عمر حين رأى أسماء: من هذه ؟ قالت: أسماء بنت عميس، فقال عمر: الحبشية هذه ؟ البحرية، هذه ؟ فقالت أسماء: نعم، فقال عمر: سبقناكم بالهجرة، فنحن أحقّ برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم منكم، فغضبت و قالت - كلمة-: يا عمر كلا و اللّه، كنتم مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يطعم جائعكم و يعظ جاهلكم، و كنا في دار أو في أرض البعد بالحبشة - و قال ابن خشيش: أرض البعد و البغضاء بالحبشة - و ذلك في اللّه، و في رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و أيم اللّه لا أطعم طعاما، و لا أشرب شرابا حتى أذكر ما قلت لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم - زاد ابن خشيش: و نحن نؤذى و نخاف، فسأذكر ذلك لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و أسأله، و اللّه لا أكذب (1) و لا أزيد على ذاك، فلما جاء النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قالت: يا نبي اللّه، إنّ عمر قال كذا و كذا، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«فما قلت له ؟» قالت: قلت له كذا و كذا، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«ليس بأحقّ بي منكم، و له و لأصحابه هجرة واحدة، و لكم أنتم - أهل السفينة - هجرتان»، قالت: فلقد رأيت أبا موسى و أصحاب السفينة يأتوني ارسالا يسألوني عن هذا الحديث، ما من الدنيا شيء هم به أفرح، و لا أعظم في أنفسهم مما قال لهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.
قال أبو بردة: قالت أسماء: فلقد رأيت أبا موسى و إنّه ليستعيد هذا الحديث مني.
قال الدار قطني: أخرجه البخاري في موضع عن أبي كريب عن أبي أسامة، و أخرجه مسلم عن ابن برّاد و أبي كريب عنه.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،نا أبي، نا يحيى بن إسحاق، نا يحيى بن أيوب، عن حميد، قال:
ص: 32
سمعت أنس بن مالك يقول:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«يقدم عليكم غدا قوم هم أرق قلوبا للإسلام منكم» قال: فقدم الأشعريون، فيهم أبو موسى الأشعري، فلما دنوا من المدينة جعلوا يرتجزون يقولون:
غدا نلقى الأحبه
محمّدا (1) و حزبه
فلما أن قدموا تصافحوا، فكانوا هم أول من أحدث المصافحة.
أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السمّاك، أنا عبد الملك بن محمّد الرقاشي، نا وهب بن جرير، و سعيد بن عامر، قالا: نا شعبة عن سماك بن حرب قال:
سمعت عياض (2) الأشعري يقول: لما نزلت فَسَوْفَ يَأْتِي اللّٰهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ (3)قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«هم قومك يا أبا الأشعري»، و أومأ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بيده إلى أبي موسى.
قال أبو (4)عبد اللّه الحافظ : هذا حديث صحيح.
و كذا رواه أبو عامر عبد الملك بن عمرو (5)العقدي عن شعبة، و كذلك المحفوظ عن عبد اللّه بن إدريس (6)الأودي عن شعبة:
أخبرناه أبو الفتح محمّد بن علي بن عبد اللّه المضري (7)،و أبو بكر ناصر بن أبي العباس بن علي الصيدلاني، قالا: أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد العزيز الفارسي، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن أبي شريح، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا أبو سعيد الأشجّ ، نا عبد اللّه بن إدريس.
ح و أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا عبد اللّه بن الحسن بن محمّد بن الخلاّل، أنا أبو بكر عبيد اللّه بن أحمد بن علي المقرئ، نا أبو محمّد يزداد بن عبد الرّحمن بن محمّد بن يزداد، نا سعيد عبد اللّه بن سعيد، نا ابن إدريس عن شعبة، عن سماك بن حرب،
ص: 33
عن عياض الأشعري قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«هم (1)قوم هذا» لأبي موسى (2)[6581].
و عياض هذا هو ابن عمرو الأشعري نسبة، مختلف في صحبته، و الأظهر أن له صحبة، و قد أدرك عصر النبي صلّى اللّه عليه و سلّم لانتفاء الشكوك في أنه شهد في صدر خلافة عمر يوم اليرموك، و قد ضمّن بعض أصحاب شعبة أبا موسى إسناده، و وصله بذكر أبي موسى فيه و أجاره (3).
أخبرناه أبو عبد اللّه بن أبي مسعود الصاعدي، أنا أحمد بن الحسين البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ - في جمعه لأحاديث شعبة - أنا بكر بن محمّد بن حمدان - بمرو - نبأ أبو قلابة، نا عبد الصّمد، و أبو الوليد، قالا: نا شعبة عن سماك (4)،عن عياض الأشعري، عن أبي موسى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال: لما نزلت فَسَوْفَ يَأْتِي اللّٰهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«هم قوم هذا» يعني أبا موسى[6582].
أخبرنا أبو (5) عبد اللّه، أنا أحمد بن الحسين، أنا أبو علي الروذباري، نا أبو طاهر محمّد بن الحسن المحمدآبادي، نا أبو قلابة - فذكره بإسناده مثله و قال:- عن عياض، عن أبي موسى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في قوله: فَسَوْفَ يَأْتِي اللّٰهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ قال:«هم قوم هذا» يعني أبا موسى[6583].
و هكذا (6) رواه إدريس بن يزيد الأودي عن سماك (7).
أخبرناه أبو عبد اللّه أيضا، أنا أبو بكر البيهقي (8)،نا الأستاذ أبو طاهر محمّد بن محمّد بن محمش، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الصفّار، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبو معمر.
ح قال البيهقي: و أنبأ أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان، نا أحمد بن عبيد الصفّار، نا محمّد بن عيسى، نا معمر، نا عبد اللّه بن إدريس، عن أبيه عن سماك بن حرب، عن عياض الأشعري، عن أبي موسى قال: تلوت عند النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فَسَوْفَ يَأْتِي اللّٰهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ فقال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«هم (9) قومك يا أبا موسى، أهل اليمن»[6584].
ص: 34
لفظ حديث الأستاذ و ليس في حديث أبي الحسن: أهل اليمن.
أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا عبد الواحد بن غياث، و خلف - يعني: ابن هشام، فرّقهما - قالا:
نبأ أبو عوانة، عن قتادة، عن أبي بردة، عن أبي موسى - و قال خلف: عن أبيه - قال: يا بني، لو رأيتنا و نحن مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و أصابنا السماء لحسبت ريحنا ريح الضأن، و في حديث خلف:
لحسبت أن ريحنا.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، نا أبو بكر الشافعي، نا بشر بن موسى، نا الحسن (1) بن موسى، نا شيبان بن عبد الرّحمن، عن قتادة، عن ابن أبي موسى، عن أبيه قال: يا بني لو شهدت و نحن مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و أصابتنا السماء لحسبت أن ريحنا ريح الضأن.
و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه (2) بن عمر، و أبو محمّد، و أبو الغنائم ابنا أبي عثمان.
ح أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، قالوا: أنا أبو محمّد عبد اللّه بن عبيد اللّه بن يحيى، نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا علي بن الهيثم، نا أبو معاوية الضرير، عن أبي سلمة محمّد بن ميسرة، عن قتادة، عن أبي بردة، عن أبي موسى قال: لو (3)رأيتنا مع نبيّنا صلّى اللّه عليه و سلّم لحسبت أنّما ريحنا ريح الضأن، و إنما لباسنا الصوف، و طعامنا الأسودان:
الماء و التمر.
أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو علي، نا أبو كريب، نا أبو أسامة، عن بريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى قال:
خرجنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في غزاة و نحن ستة نفر بيننا بعير نعتقبه (4) قال: فنقبت أقدامنا، و نقبت قدماي (5) و سقطت - و قال ابن حمدان: و سقط (6)-أظفاري، فكنا نلفّ على أرجلنا الخرق، قال: فسمّيت غزوة ذات الرقاع، لما كنا نعصب على أرجلنا من الخرق.
قال أبو بردة: فحدّث أبو موسى بهذا الحديث، ثم كره ذلك، فقال: ما كنت أصنع بأن
ص: 35
أذكر هذا الحديث ؟ قال: لأنه كره أن يكون شيئا من عمله أفشاه قال أبو أسامة و قال غيره: اللّه يجزي به.
أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأ إبراهيم، أنبأ أبو بكر، أنا أبو يعلى، نبأ الحسن (1) بن حمّاد الورّاق الكوفي، نا أبو (2) أسامة، عن بريد (3)،عن أبي بردة، عن أبي موسى قال:
خرجنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في غزاة، و نحن ستة نفر، بيننا بعير نعتقبه، فنقبت أقدامنا، فنقبت قدماي، و سقطت أظفاري، فكنّا نلفّ على أرجلنا الخرق، قال: فسمّيت غزوة ذات الرقاع لما كنا نعصب على أرجلنا من الخرق.
قال أبو بردة: فحدّث أبو موسى هذا الحديث، ثم كره ذلك فقال: ما كنت أصنع بأن أذكر هذا الحديث قال: كأنه كره أن يكون من عمله أفشاه.
قال: و زاد غير بريد (4):و اللّه يجزي به.
أخبرناه أبو يعقوب يوسف بن أيوب بن الحسين، و أبو بكر بن المزرقي (5)،و أبو منصور بن زريق، و أبو محمّد يحيى بن علي بن الطراح، قالوا: أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا أحمد بن علي بن العلاء، نا يوسف بن موسى، و أحمد بن محمّد بن أبي السفر، قالوا: أنا أبو أسامة، عن بريد (6)،عن أبي بردة، عن أبي موسى قال:
خرجنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في غزاة و نحن ستة نفر، بيننا بعير نتعقبه - و قال ابن أبي السفر:
نعتقبه - قال: فنقبت أقدامنا، قال أبو موسى (7):فنقبت قدماي، و تشقّقت أظفاري، فكنا (8)نلفّ على أرجلنا الخرق، قال: فسمّيت غزوة ذات الرّقاع لما كنا نلف على أرجلنا من الخرق (9).
قال أبو بردة: فحدّث أبو موسى بهذا الحديث ثم كره ذلك، فقال: ما كنت أصنع أن أذكر هذا الحديث، قال: كأنه كره أن يفشي شيئا من عمله - قال يوسف (10):كأنه كره أن يكون شيء من عمله أفشاه - قال: و زاد غير بريد (11):و اللّه يجزي به.
ص: 36
هذا لفظ يوسف.
أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، قالا:
أنا أبو سعد الأديب، أنبأ أبو عمرو بن حمدان.
ح (1) و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قال: أنا أبو يعلى، نا أبو كريب، نا أبو أسامة، عن بريد (2)،عن أبي بردة عن أبي موسى قال:
لما فرغ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من حنين بعث أبا عامر على جيش إلى أوطاس، فلقي دريد بن الصّمّة فقتل دريدا و هزم اللّه أصحابه.
قال أبو موسى: و بعثني مع أبي عامر، قال: فرمي أبو عامر في ركبته، رماه رجل من بني جشم بسهم، فأثبته في ركبته، فانتهيت إليه، فقلت: يا عمّ ، من رماك ؟ قال: فأشار أبو عامر إلى أبي (3) موسى أن ذاك قاتلي، تراه ذاك الذي رماني.
قال أبو موسى: فقصدت له، فاعتمدت له فلحقته، فلما رآني ولّى عني ذاهبا، فاتّبعته، و جعلت أقول له: أ لا تستحي ؟ أ لا تثبت، أ لا تستحي (4)؟أ لست عربيا؟ فكفّ فالتقيت أنا و هو، فاختلفنا أنا و هو ضربتين، فضربته بالسيف فقتلته، ثم رجعت إلى أبي عامر، فقلت: قد قتل اللّه صاحبك، قال: فانزع هذا السهم، فنزعته، فنزا (5) منه الماء - و في حديث ابن المقرئ: فنزل منه الماء - قال: يا ابن أخي انطلق إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أقرئه مني السلام و قل له: يقول لك استغفر لي، قال: فاستخلفني أبو عامر و مكث يسيرا ثم إنه مات.
فلما رجعت إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم دخلت عليه و هو في بيت على سرير (6)،و قد أثّر السرير بظهر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و جنبيه، فأخبرته خبرنا و خبر أبي عامر، فقلت: إنه قد قال: استغفر لي - و في حديث ابن المقرئ: قل له يستغفر لي - قال: فدعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بماء، فتوضّأ منه ثم رفع يديه ثم قال:«اللّهمّ اغفر لعبيد أبي عامر»، ثم (7) قال:«اللّهمّ اجعله يوم القيامة فوق (8)كثير من خلقك» (9) فقلت: و لي يا رسول اللّه، فاستغفر، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«اللّهمّ اغفر
ص: 37
لعبد اللّه بن قيس ذنبه، و أدخله مدخلا كريما»[6585].
قال أبو بردة: إحداهما لأبي عامر و الأخرى لأبي موسى.
ح قال الدار قطني: أخرجه البخاري عن أبي (1) كريب (2)،و أخرجه مسلم (3) عن ابن برّاد، و أبي كريب جميعا عن أبي أسامة.
أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف، أنا محمّد بن عبد اللّه بن محمّد الجوزقي، أنبأ أبو العباس الدغولي، نا محمّد بن سليمان القيراطي، نا أبو أسامة، نا بريد (4) بن عبد اللّه.
ح قال: و نا الجوزقي، أنا أبو جعفر محمّد بن الحسن بن إسحاق الأصبهاني، نا أبو البختري عبد اللّه بن محمّد بن شاكر، نا أبو أسامة، حدّثنا بريد (5) بن عبد اللّه بن أبي بردة، عن أبي موسى قال:
لما فرغ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من حنين بعث أبا عامر على الجيش إلى أوطاس، فلقي دريد بن الصّمّة، فقتل اللّه دريدا، و هزم أصحابه.
قال أبو موسى: و بعثني مع أبي عامر، قال: فرمي أبو عامر في ركبته، رماه رجل من بني جشم بسهم فأثبته في ركبته، فانتهيت إليه، فقلت: يا عمّ ، من رماك ؟ فأشار أبو عامر إلى أبي موسى، فقال: إن ذاك قاتلي - يريد ذاك الذي رماني - فأتيته و جعلت أقول له: أ لا تستحي ؟ أ لست عربيا؟ فكفّ فالتقيت أنا و هو، ضربتين فضربته بالسيف فقتلته، ثم رجعت إلى أبي عامر، فقلت: قد قتل اللّه صاحبك ؟ قال: فانزع هذا السهم، فنزعته فنزا منه الماء، فقال: يا أخي، انطلق إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فاقرئه مني السلام و قل له: إنه يقول لك استغفر لي، قال:
و استخلفني أبو عامر على الناس، فمكث يسيرا ثم إنه مات، فلما رجعت إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و دخلت عليه و هو في بيت على سرير مرمل (6)،و عليه فراش و قد أثّر رمال السرير بظهر
ص: 38
رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم (1) و جنبيه، فأخبرته خبرنا و خبر أبي عامر، فقلت: يقول لك: استغفر لي، فدعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بماء، فتوضأ منه ثم رفع يديه فقال:«اللّهمّ اغفر لعبيد أبي عامر» حتى رأيت بياض إبطيه، ثم قال:«اللّهمّ اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك، أو من الناس» فقلت: و لي يا رسول اللّه فاستغفر، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«اللّهمّ اغفر لعبد اللّه بن قيس ذنبه، و أدخله يوم القيامة مدخلا كريما»[6586].
قال أبو بردة: إحداهما لأبي عامر و الأخرى لأبي موسى.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأ سليمان بن إبراهيم بن محمّد، و أبو الحسن سهل بن عبد اللّه بن علي، و أبو الحسين أحمد بن عبد الرّحمن بن محمّد، و أبو عمرو بن مندة، و أبو بكر محمّد بن علي بن محمّد بن جولة الأبهري.
ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو مسعود سليمان بن إبراهيم.
ح و أخبرنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد بن الفضل الحدّاد، أنبأ أبو بكر محمّد بن علي بن محمّد بن جعفر بن يونس بن فضلويه بن زياد الأبهري.
قال (2):أنا محمّد بن إبراهيم بن جعفر اليزدي - إملاء - نا أبو طاهر محمّد بن الحسن النيسابوري، نا أبو البختري عبد اللّه بن محمّد بن شاكر، نا أبو أسامة حمّاد بن أسامة، نا بريد (3) بن عبد اللّه بن أبي بردة، عن أبي بردة، عن أبي موسى الأشعري قال:
كنت عند النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و هو نازل بالجعرانة (4) بين مكة و المدينة، و معه بلال، فأتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم رجل أعرابي فقال: أ لا تنجز لي (5) يا محمّد، ما وعدتني ؟ فقال له النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:
«نعم، أبشر» فقال الأعرابي: أكثرت عليّ من أبشر، قال: فأقبل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم على أبي موسى و بلال كهيئة الغضبان، فقال:«إنّ هذا ردّ البشرى، فاقبلا أنتما فقولا (6) قد قبلنا برسول اللّه» ثم دعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بقدح فيه ماء، فغسل يديه و وجهه ثم مجّ في الإناء فقال:«اشربا منه، و أفرغا على وجوهكما و نحور كما و أبشرا» فأخذا القدح ففعلا ما أمرهما به رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فنادتهما أم
ص: 39
سلمة من وراء الستر: أن أفضلا لأمكما مما في أيديكما، فأفضلا منه طائفة.
و سقط من حديث ابن طاوس ذكر أم سلمة.
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفر، قالا: أنا أبو سعد، أنا أبو عمرو بن حمدان.
ح (1) و أخبرناه أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا إبراهيم بن منصور (2)،أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: نا أبو يعلى الموصلي، نا أبو كريب، نا أبو أسامة، عن بريد، عن جده أبي بردة، عن أبي موسى قال:
كنت عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم - زاد ابن حمدان: نازلا - بالجعرانة بين مكة و المدينة، و معه بلال، فأتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم رجل أعرابي، فقال - زاد ابن حمدان: له و قالا:- أ لا تنجر لي يا محمّد ما وعدتني ؟ فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«أبشر» فقال له الأعرابي: قد أكثرت عليّ (3) من البشرى، قال: فأقبل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم على أبي موسى كهيئة الغضبان، فقال:«إنّ هذا قد ردّ البشرى فاقبلا أنتما، فقولا (4) قبلنا يا رسول اللّه»، قال: فدعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بقدح فيه ماء، فغسل يديه و وجهه فيه، و مجّ فيه ثم قال لهما:«اشربا منه، و أفرغا على رءوسكما - و قال ابن حمدان: وجوهكما - و نحور كما»، فأخذا القدح، ففعلا ما أمرهما به رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فنادتهما أم سلمة من وراء الستر: أن أفضلا لأمكما مما (5) في أيديكما (6)،فأفضلا لها منه طائفة.
أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب، و أبو بكر محمّد بن الحسين، و أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد، و أبو محمّد يحيى بن علي، قالوا: أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو الحسن الدار قطني، نا عبد اللّه بن جعفر بن خشيش، و أحمد بن علي بن العلاء، قالا: نا يوسف بن موسى، نا أبو أسامة، حدّثني بريد (7)،عن أبي بردة، عن أبي موسى قال:
كنت عند النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و هو نازل بالجعرانة بين مكّة و المدينة، و معه بلال، فأتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم رجل أعرابي فقال: أ لا تنجز لي يا محمّد ما وعدتني ؟ فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:
ص: 40
«أبشر» فقال الأعرابي: أكثرت عليّ من أبشر، أ لا تنجز لي يا محمّد ما وعدتني ؟ فأقبل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم على أبي موسى و بلال كهيئة الغضبان فقال:«إنّ هذا قد ردّ البشرى فاقبلا أنتما، فقولا (1) قبلنا يا رسول اللّه» ثم دعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بقدح فيه ماء، فغسل يديه و وجهه فيه، و مجّ فيه، ثم قال لهما:«اشربا منه، و أفرغا منه على وجوهكما و نحور كما و أبشرا»، فأخذا القدح ففعلا ما أمرهما به رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فنادتهما أم سلمة من وراء الستر: أن أفضلا لأمكما مما في أيديكما (2)،فأفضلا لها منه طائفة.
أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن الرازي، أنا أبو مسلم محمّد بن أحمد بن علي الكاتب، نا أبو القاسم البغوي، نا يحيى، نا عبد الوارث - يعني - بن سعيد، عن محمّد بن جحادة، عن ابن بريدة، عن أبيه قال:
كنت مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم ذات ليلة، فمرّ برجل يقرأ قد رفع صوته فقال:«يا بريدة، أ تراه مرائيا»، قلت: اللّه و رسوله أعلم، قالها ثلاثا، قال:«بل هو عبد منيب» (3)[6587].
أخبرنا أبو سهل أيضا، أنا أبو الفضل الرّازي، أنا جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب، نا محمّد بن هارون، نا العباس بن محمّد، نا عثمان بن عمر، نا مالك بن مغول، عن ابن (4)بريدة، عن بريدة قال:
خرجت ليلة إلى المسجد، فإذا النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قائم عند باب المسجد، و إذا رجل في المسجد يصلّي، قال: فقال لي النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«يا بريدة أ تراه يرائي ؟» قال: قلت: اللّه و رسوله أعلم، قال:
«بل مؤمن منيب»، قال: فصلّى ثم قعد يدعو فقال: اللّهمّ إني أسألك أنّي أشهد بأنك أنت اللّه، لا إله إلاّ أنت وحدك لا شريك لك، الأحد، الفرد، الصّمد، الذي لم يلد و لم يولد، و لم يكن لك (5) كفوا أحد، قال: فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«يا بريدة، و اللّه لقد سأل اللّه باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى، و إذا دعي به أجاب»، و إذا الرجل أبو موسى الأشعري.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا
ص: 41
عبد اللّه أحمد، قال (1):حدّثني أبي، نا عثمان بن عمر، أنا مالك، عن ابن بريدة، عن أبيه قال: خرج بريدة عشاء، فلقيه النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فأخذ بيده، فأدخله المسجد، فإذا صوت رجل يقرأ، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«تراه يرائي (2)؟» فأسكت بريدة، فإذا رجل يدعو، فقال: اللّهمّ إني أسألك بأنّي أشهد أنك أنت اللّه (3)،لا إله إلاّ أنت، الأحد الصمد، الذي لم يلد و لم يولد و لم يكن له (4) كفوا أحد، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«و الذي نفسي بيده - أو قال: و الذي نفس محمّد بيده - لقد سأل اللّه باسمه الأعظم، الذي إذا سئل به أعطى، و إذا دعي به أجاب» قال: فلما كان من القابلة (5) خرج بريدة عشاء، فلقيه النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، فأخذ بيده فأدخله المسجد، فإذا صوت الرجل يقرأ، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم - يعني:«تراه مرائيا؟» فقال بريدة: أ تقوله، مرائي (6) يا رسول اللّه، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لا بل مؤمن منيب، لا بل مؤمن منيب» فإذا الأشعري يقرأ بصوت له في جانب المسجد، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إنّ الأشعري - أو إن عبد اللّه بن قيس - أعطي (7)مزامير داود»، فقلت: أ لا أخبره يا رسول اللّه ؟ فقال:«بلى فأخبره» فأخبرته فقال: أنت لي صديق، أخبرتني عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم [بحديث] (8)[6588].(9) أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو بكر بن مهران المقرئ، نا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن مسلم الأسفرايني (10)،نا يوسف بن سعيد بن مسلم المصّيصي، نا عبد اللّه - يعني - ابن (11) موسى - نا (12) مالك بن مغول، عن ابن بريدة (13)، حدّثني أبيه قال:
خرجت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ذات ليلة إلى المسجد، إذا رجل يقرأ بصوت (14) له في المسجد، فوقف رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يستمع عليه، فقلت: يا رسول اللّه، أ تراه مرائيا؟ فقال:«لا،
ص: 42
بل عبد أوّاه» قال: فلما (1) عرفت من هو و سمعته يقول:«لقد أوتي أبو موسى مزامير داود» قال: فغدوت عليه فأخبرته فقال: أنت لي الآ [ن] صديق، إذ أخبرتني بقول (2) رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بحديث[6589].
كتب إليّ أبو علي الحسن (3) بن أحمد، و أبو القاسم غانم بن محمّد بن عبيد اللّه، ثم أخبرني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد (4)،أنبأ أبو علي، و أبو القاسم غانم، و أبو منصور محمّد بن عبد اللّه بن مندويه، و أبو سعد محمّد بن علي بن محمّد.
ح و أخبرنا أبو طالب محمّد بن محفوظ بن الحسن بن القاسم الثقفي، و أبو طاهر روح بن بدر (5) بن ثابت، قالا: أنبأ أبو علي الحدّاد.
ح و أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نبأ أبو بكر الخطيب، قالوا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نبأ أبو محمّد عبد اللّه بن جعفر بن أحمد بن فارس، نا أبو جعفر محمّد بن عاصم، نا زيد بن الحباب، عن مالك بن مغول، نا عبد اللّه بن بريدة، عن أبيه قال:
جاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إلى المسجد و أنا على باب المسجد، فأخذ بيدي، فأدخلني المسجد، فإذا رجل يصلّي يدعو يقول: اللّهمّ إنّي أسألك بأنّي أشهد أنك أنت اللّه لا إله إلاّ أنت الأحد الصمد الذي لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد، قال:«و الذي نفسي بيده لقد سأل اللّه باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى، و إذا دعي به أجاب»، و إذا رجل إلى جانب المسجد يقرأ، فقال:«لقد أعطي هذا مزمارا من مزامير آل داود» قلت: يا رسول اللّه، أخبره ؟ قال:
«نعم»، فأخبرته فقال: لن تزال لي صديقا، و إذا هو أبو موسى الأشعري.
فحدّثت (6) به زهير بن معاوية قلت: إن سفيان حدّثنا بهذا الحديث عن مالك بن مغول فلقيت مالكا، فكتبته (7) عنه فقال زهير: سمعت أبا إسحاق السّبيعي حدّثنا به عن مالك بن مغول.
ص: 43
أخبرنا (1) أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرّازي، أنا جعفر (2) بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا سلمة بن شبيب النيسابوري، نبأ عبد الرزّاق (3)،نا ابن عيينة، عن مالك بن مغول، عن ابن (4) بريدة قال: سمع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم صوت أبي موسى و هو يقرأ، فقال:«لقد أوتي أبو (5) موسى من مزامير آل داود»، قال: فحدّثت به أبا موسى فقال:
أنت الآن صديق.
قال: ثم قال أبو موسى: لو علمت أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يسمع قراءتي لحبّرتها تحبيرا[6590].
أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنبأ أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا زهير، نا علي بن الحسن، أنا الحسين بن واقد، نبأ عبد اللّه بن بريدة، عن أبيه قال:
خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و أبو موسى يقرأ في المسجد، فقال:«من هذا؟» قال: قلت: أنا بريدة - يعني - جعلت فداك، فقال:«لقد أعطي مزمارا من مزامير آل داود»[6591].
أخبرنا أبو جعفر محمّد، و أبو عبد اللّه الحسين، ابنا علي بن محمّد التستريان - بأصبهان - قالا: أنا أبو (6) سعد محمّد بن عمر بن علي بن (7) أحمد الصوفي.
ح (8) و أخبرنا أبو القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن أسيد بن عبد اللّه، قالا: أنبأ أبو عمر عبد الرّحمن بن طلحة بن محمّد الطلحي، نا أبو أسيد أحمد بن محمّد بن أسيد المعدّل، أنا حمزة بن العبّاس المروزي، نا علي بن الحسن بن شقيق، نا الحسين بن واقد، نا عبد اللّه بن بريدة، عن أبيه قال:
خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إلى المسجد، و أبو موسى يقرأ، فقال:«من هذا؟» قال: قلت: أنا بريدة جعلت فداك، قال:«قد أعطي هذا مزمارا من مزامير آل داود»[6592].
ص: 44
أخبرنا أبو الفضل الفضيلي، و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو بكر أحمد بن يحيى، و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، قالوا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفّر، نا عبد اللّه بن أحمد بن حموية، أنبأ عيسى بن عمر بن العباس، أنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن الدارمي، أنا عثمان بن عمر، عن مالك بن مغول، عن ابن بريدة، عن أبيه عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«لقد أوتي أبو موسى مزمارا من مزامير آل داود»[6593].
أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرّازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا ابن حميد، نا أبو تميلة عن حسين بن واقد، عن ابن (1) بريدة، عن أبيه قال: كنت في المسجد و أبو موسى الأشعري يقرأ، فخرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال:«من هذا؟» فقلت: بريدة - جعلت لك الفداء - فقال:«لقد أعطي هذا من مزامير آل داود»[6594].
و قد روي عن مالك بن مغول بإسناد آخر:
أخبرناه أبو العز أحمد بن عبيد اللّه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا علي بن محمّد بن أحمد، أنبأ عمر (2) بن أيوب السقطي، نا عبد اللّه بن عمر، نا ابن فضيل، عن مالك بن مغول، عن أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم سمع قراءة أبي موسى فقال:«لقد أعطي هذا مزمارا من مزامير آل داود»[6595].
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن الحسين الأنماطي، أنا أبو يعلى عبد اللّه بن مسلم بن يحيى الدبّاس، نا أبو عبد اللّه الحسين بن إسماعيل المحاملي، نا محمّد بن خلف، حدّثنا عبد الحميد بن عبد الرّحمن الحمّاني، نا بريد (3) بن عبد اللّه بن أبي بردة، عن جده أبي بردة، عن أبيه: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال له:«يا أبا موسى، لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود عليه (4) السلام»[6596].
أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب، و أبو بكر محمّد بن الحسين، و أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد، و أبو محمّد يحيى بن علي، قالوا: أنبأ عبد الصّمد بن علي، أنا علي بن عمر بن أحمد الدار قطني، نا علي بن محمّد بن عبيد، نا عبّاس بن محمّد [الدوري] (5)،نا أبو يحيى الحمّاني، نا بريد (6)،عن أبي بردة، عن أبي موسى أن
ص: 45
رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«لقد أعطيت يا أبا موسى مزمارا من مزامير آل داود»[6597].
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر القشيري، قالا: أنبأ أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو (1) بن حمدان.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا سريج (2) بن يونس، نا خالد بن نافع، نا سعيد بن أبي بردة، عن أبي بردة، عن أبي موسى:
أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و عائشة مرّا بأبي موسى و هو يقرأ في بيته، فقاما يستمعان لقراءته، ثم إنهما مضيا، فلما أصبحا لقي أبا موسى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال:«يا أبا موسى، مررت بك البارحة و معي عائشة، و أنت تقرأ في بيتك، فقمنا فاستمعنا» فقال له أبو موسى: أما إنّي يا رسول اللّه لو علمت - زاد ابن المقرئ: بمكانك، و قالا:- لحبّرت (3) لك تحبيرا[6598].(4) و أخبرنا (5) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو (6) محمّد أحمد بن علي بن الحسن (7) بن أبي عثمان، أنا أبو أحمد عبد اللّه بن محمّد بن أبي (8) مسلم الفرضي، أنا أبو بكر محمّد بن جعفر المطيري (9).
و أخبرنا (10) أبو النجم بدر بن [عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (11)] (12)،أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد بن الصلت الأهوازي،[أنا محمّد بن جعفر المطيري] (13)،نا الحسن بن عرفة، نا زيد بن حباب العكلي أبو الحسين، عن مالك بن مغول، عن عبد اللّه بن بريدة، عن أبيه:
ص: 46
أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم جاء إلى المسجد، فوجدني على باب المسجد، فأخذ (1) بيدي، فأدخلني المسجد (2)،فإذا رجل يصلي و يدعو و يقول: اللّهمّ إنّي أسألك بأنّي أشهد أنك أنت اللّه لا إله إلاّ أنت، الأحد الصمد، الذي لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«و الذي نفسي بيده، لقد سأل اللّه باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى، و إذا دعي به أجاب» قال: فإذا رجل يقرأ في ناحية المسجد، فقال:«لقد أعطي هذا [مزمارا] (3)- زاد الخطيب: من مزامير آل داود» قال: قلت: أخبره يا رسول اللّه ؟ قال:«نعم»، فأخبرته - و قال الخطيب: و قال: لم تزل لي صديقا، قال: و إذا هو أبو موسى الأشعري الذي كان يقرأ[6599].
قال أبو الحسين العكلي: فحدّثت هذا الحديث زهير بن معاوية الجعفي فقال: حدّثنا به أبو إسحاق السّبيعي، عن مالك بن مغول بهذا بعينه.
قال أبو الحسين: و أخبرني به سفيان الثوري، عن مالك بن مغول، فلقيت أنا بعد ذلك مالك بن مغول فسمعته منه.
و رواه أبو هريرة عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:
أخبرناه أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد، أنا أحمد بن محمود (4)،أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو العباس بن قتيبة، نا حرملة (5).
و أخبرناه أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو المظفر محمود بن جعفر، و أبو منصور محمّد بن أحمد بن علي بن شكرويه، و إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم - قراءة - و محمّد و علي ابنا أحمد بن علي السمسار - حضورا - قالوا: أنا إبراهيم بن خرّشيد قوله، أنبأ أبو بكر النيسابوري، نا يونس بن عبد الأعلى (6)،قالا: أنا ابن وهب، أخبرني عمرو أن ابن شهاب حدّثه أن أبا سلمة أخبره أن أبا هريرة حدّثه:
أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم سمع قراءة أبي موسى فقال:«لقد أوتي هذا من مزامير آل داود»[6600].
ص: 47
قال ابن شهاب: قال أبو سلمة: و كان عمر بن الخطاب يقول لأبي موسى و هو جالس في المجلس: يا أبا موسى، ذكّرنا ربّنا، فيقرأ عنده أبو موسى و هو جالس في المجلس.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأ أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن أحمد بن حنبل (1)،حدّثني أبي، نا حسن - هو ابن موسى - نا حمّاد بن سلمة، عن محمّد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:
«لقد أعطي أبو موسى من مزامير داود (2)»[6601].
أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، و أبو المحاسن إسماعيل بن علي، و أبو بكر أحمد بن يحيى، و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، قالوا: أنا أبو الحسن الداودي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد السّرخسي، أنا عيسى بن عمر بن العبّاس، أنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن بهرام، نا يزيد، عن محمّد بن عمرو.
ح و أخبرنا أبو الحسن مكّي بن أبي طالب محمّد بن أحمد البروجردي، أنا أبو بكر أحمد بن سهل السراج، أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، أنا حاجب بن أحمد الطوسي، نا محمّد بن يحيى الذهلي، نا يزيد بن هارون، أنا محمّد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: دخل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم المسجد فسمع قراءة رجل، فقال:«من هذا؟» قيل: هذا عبد اللّه بن قيس،[قال:«] (3) لقد أعطي (4) هذا [من] (5) مزامير آل داود»[6602].
رواه أبو عمارة البراء بن عازب عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:
أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأ أبو سعيد محمّد بن علي بن محمّد الخشّاب، أنا أبو محمّد المخلدي، نا أبو العبّاس السراج، نا علي بن سهل بن المغيرة، نا أحمد بن حميد ختن (6) عبيد اللّه بن موسى، نا عبد الرحيم بن سليمان، عن قنان (7) بن عبد اللّه، عن عبد الرّحمن بن عوسجة، عن البراء بن عازب عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم - و سمع أبا موسى يقرأ - قال:
ص: 48
«كأن صوت هذا من أصوات آل داود»[6603].
أخبرناه عاليا أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.
ح و أخبرتنا فاطمة بنت ناصر قالت: قرئ (1) على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا عبد الرّحمن بن صالح، نا عبد الرحيم بن سليمان، عن قنان (2) بن عبد اللّه النهمي، عن عبد الرّحمن بن عوسجة عن البراء قال: سمع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أبا موسى يقرأ، فقال:«كأن صوت هذا من مزامير آل داود»[6604].
قالا: و أنا أبو يعلى، أنا عبد اللّه بن عمر بن أبان - زاد ابن المقرئ: الكوفي - نا عبد الرحيم بن سليمان، نا قنان بن عبد اللّه النهمي، عن عبد الرّحمن بن عوسجة، عن البراء، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و سمع أبا موسى يقرأ - زاد ابن حمدان: القرآن - فقال:«كأن صوت هذا من أصوات آل داود»[6605].
رواه أنس بن مالك عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:
أخبرناه أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، أنبأ أبو سعد (3) الجنزرودي (4)،أنا أبو عمرو بن حمدان.
ح و أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت: قرئ (5) على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ.
قالا: أنا أبو يعلى، نبأ الفضل بن الصباح، نبأ أبو عبيدة، عن محتسب، عن يزيد الرقاشي، عن أنس قال:
قعد أبو موسى في بيت - و قال ابن حمدان: في بيته - و اجتمع إليه ناس و أنشأ يقرأ عليهم القرآن، قال: فأتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم رجل (6) فقال: يا رسول اللّه أ لا أعجبك من أبي موسى، أنه
ص: 49
قعد في بيت، و اجتمع إليه ناس فأنشأ يقرأ عليهم القرآن، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«أ تستطيع (1) أن تقعدني حيث (2)-و قال ابن المقرئ: من حيث (3)-لا يراني منهم أحد؟» قال: نعم، قال:
فخرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، قال: فأقعده الرجل حيث (4) لا يراه منهم أحد، فسمع قراءة أبي موسى، قال: فقال:«إنه يقرأ - و قال ابن المقرئ: ليقرأ - على مزمار من مزامير آل داود»[6606].
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنبأ أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن محمّد بن عبد الرّحمن، نا محمّد بن سعد (5)،أنا عفّان بن مسلم، نا حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس أن أبا موسى الأشعري قام ليلة يصلي فسمع أزواج النبي صلّى اللّه عليه و سلّم صوته، و كان حلو الصوت، فقمن يستمعن، فلما أصبح قيل له: النساء كن يستمعن، فقال: لو علمت لحبّرتكن تحبيرا و لشوقتكن تشويقا و قد قال حمّاد: لحبّرتكم و شوّقتكم.
أخبرنا (6) أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح أحمد بن عبد الملك، أنا محمّد بن أحمد بن أبي جعفر الطبسي، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إبراهيم الصدفي، أنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن حكيم العامري، أنا أبو الموجّه محمّد بن عمرو بن الموجّه، أنا سعيد - يعني - ابن (7) هبيرة العامري، نا حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس:
أن أبا موسى قرأ ذات ليلة، فقمن أزواج النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يستمعن لقراءته، فلما أصبح أخبر بذلك، فقال: أمّا لو علمت لشوّقتكم تشويقا، و لحبّرتكم تحبيرا.
أخبرناه أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو القاسم، و أبو عمرو عبد الرّحمن و عبد الوهّاب ابنا (8) محمّد بن إسحاق، و أبو منصور بن شكرويه، و أبو بكر بن السمسار (9) و ضوء بنت أحمد بن محمّد، قالوا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه [نا] (10) الحسين بن إسماعيل، نا محمّد بن
ص: 50
يزيد - أخو كرخويه - أنا يزيد، أنا حمّاد، عن ثابت، عن أنس:
أن أبا موسى كان يقرأ ذات ليلة فبتنا (1) و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يسمع، فلما أصبح قيل له، قال: لو علمت حبّرتكما (2) أو لشوّقتكما تشويقا.
أخبرنا أبو الحسن (3) علي بن أحمد الغسّاني، قال: نا و أبو النجم بدر (4) ابن عبد اللّه الشّيحي (5)،قال: أنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ (6)،أنا الحسين بن الضحّاك الأنماطي، أنا محمّد بن عبد اللّه الشافعي (7)،نا أبو (8) الوليد بن برد الأنطاكي، نا محمّد يعني (9) ابن عيسى بن الطباع، نا خالد بن نافع (10)،نا سعيد (11) بن أبي بردة، عن أبيه عن أبي موسى أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال له:«يا أبا موسى، مررت أنا و عائشة البارحة و أنت تقرأ» فقال أبو موسى: لو علمت مكانك لحبّرت لك القرآن تحبيرا.
أخبرنا (12) أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو الفضل أحمد بن الحسن بن هبة اللّه، و أبو منصور علي بن علي بن عبيد اللّه، قالوا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، نا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا علي بن الجعد، أنا أبو معاوية العبّاداني، عن ثابت، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«أعطي أبا موسى مزمارا من مزامير آل داود»[6607].
ص: 51
أخبرناه (1) أبو مسعود الحاجي (2) قال: أخبرنا [أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم] (3) الحافظ ، نا سليمان بن أحمد الطبراني، نا أبو عقيل أنس بن سلم (4) الخولاني، نا عمرو بن هشام الحرّاني، نا عثمان بن عبد الرّحمن، نا ابن ثوبان، عن أبان بن أبي عياش، عن أنس بن مالك: أن النبيّ عليه السلام مرّ بأبي موسى رافعا صوته يقرأ في المسجد فقال:
فقال:«لقد أوتي هذا من مزامير آل داود»[6608].
و روته عائشة عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.
أخبرناه أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، و أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن الحسين، و أبو بكر أحمد بن سهل بن إبراهيم المسجدي، و أبو بكر محمّد بن العبّاس بن (5) أحمد الشّقّاني، و أبو نصر [محمّد بن منصور بن أبي نصر الحرضي] (6)،و أبو سعيد مسعود بن أبي سعد بن أبي عبد اللّه الشعري، و درّدانة بنت إسماعيل بن عبد الغافر بنيسابور، و أبو عمرو إسماعيل بن الحسين بن أبي عمرو الأديب - بمرو - قالوا: أنا أبو بكر يعقوب بن أحمد الصيرفي، نا أبو محمّد الحسن بن أحمد المخلدي، أنا أبو العباس محمّد بن إسحاق السّرّاج، نا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، أنا عبد الرزّاق (7)،نا معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: سمع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قراءة أبي موسى الأشعري و هو يقرأ في المسجد فقال:«لقد أوتي هذا مزمارا من مزامير داود»[6609].
أخبرناه عاليا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد، أنا الحسن بن علي، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (8)،حدّثني أبي، نا سفيان، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة سمع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قراءة أبي موسى فقال:«لقد أوتي هذا من مزامير آل داود»[6610].
رواه غيره عن سفيان فقال: عن عروة - أو عمرة - بالشك.
ص: 52
أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأ أبو سعيد محمّد بن علي بن محمّد الخشّاب، أنا أبو محمّد الحسن بن أحمد بن محمّد المخلدي، أنا أبو العباس السرّاج، نا محمّد بن الصباح، أنا سفيان.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، و أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن عثمان السكري.
قالا: أنا عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد بن أبي مسلم، أنا محمّد بن جعفر بن أحمد المطيري، نا بشر بن مطر الواسطي، نا سفيان بن عيينة ح عن الزهري، عن عروة - أو عمرة - عن عائشة أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم سمع قراءة أبي موسى فقال:«لقد أوتي هذا من مزامير آل داود»[6611].
رواه الليث عن الزهري فقال: عن عبد الرّحمن بن كعب بن مالك مرسلا (1).
أخبرتنا به (2) أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنبأ سعيد بن أحمد بن محمّد، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن محمّد الرومي، نا أبو العبّاس السّرّاج، نا قتيبة بن سعيد، حدّثنا الليث (3)،عن ابن شهاب، عن عبد الرّحمن بن كعب بن مالك: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال لأبي موسى الأشعري - و سمعه يقرأ-: «لقد أوتي أخوكم من مزامير آل داود»[6612].
و روي عن عائشة من وجه آخر:
أخبرناه أبو الفتح محمّد بن علي بن عبد اللّه المضري (4)،أنا محمّد بن عبد العزيز بن محمّد الفقيه، أنا أبو محمّد بن أبي شريح.
ح و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري.
ح و أخبرنا أبو الفضل محمّد (5) بن ناصر، أنبأ أبو القاسم بن البسري.
قالوا: أنا أبو طاهر المخلّص، قالا: نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا محمّد بن علي بن الحسن بن شقيق، قال: سمعت أبي قال: حدّثنا - و في حديث ابن أبي شريح:
أخبرنا - أبو حمزة، عن جابر، عن يزيد بن مرة، عن لميس بنت سلمة، عن عائشة قالت:
ص: 53
كنت أغسل رأس رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فسمع صوتا في المسجد قال:«فاطّلعي (1)-و في حديث ابن أبي شريح فقال: اطّلعي - فانظري من هذا؟» فاطّلعت فنظرت فإذا هو أبو موسى، فأخبرته، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إن أبا موسى أوتي مزمارا من مزامير داود»[6613].
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر القشيري، قالا: أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.
و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور، أنا محمّد بن إبراهيم بن علي بن المقرئ، قالا: أنا أحمد بن علي بن المثنى التميمي، نا أبو كريب، نا أبو أسامة عن بريد (2)،عن جدّه، عن أبي موسى.
ح و أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب بن و هرة، و أبو بكر بن المزرفي (3)،و أبو منصور بن زريق، و أبو محمّد يحيى بن علي، قالوا: أنا أبو الغنائم عبد الصّمد بن علي، أنا علي بن عمر، نا الحسين بن إسماعيل، و أحمد بن علي بن العلاء، قالا: نا يوسف بن موسى (4)[نا أبو أسامة، حدّثني يزيد بن عبد اللّه بن أبي بردة عن جدّه أبي بردة، عن أبي موسى] (5) قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إن الأشعريين إذا أرملوا (6) في الغزو و قلّ طعامهم - و في حديث ابن حمدان: أو قلّ طعامهم عيالهم - بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد، ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية، فهم منّي، و أنا منهم»[6614].
رواه البخاري (7) و مسلم (8) في الصحيح عن أبي كريب.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا الحسن بن علي بن محمّد الواعظ ، أنا أحمد بن جعفر بن حمدان، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل (9)،حدّثني أبي، نا وهب بن جرير، نا أبي قال: سمعت عبد اللّه بن ملاذ يحدّث عن نمير بن أوس عن مالك بن مسروح، عن عامر بن أبي عامر الأشعري، عن أبيه:
ص: 54
عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«نعم الحي الأسد و الأشعريون، لا يفرّون في القتال و لا يغلّون (1)، هم مني و أنا منهم» قال عامر: فحدثت به معاوية فقال: ليس هكذا قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و لكنه قال:«هم منّي و إليّ » فقلت: ليس هكذا حدّثني أبي عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و لكنه قال:«هم مني و أنا منهم»، قال: فأنت إذا أعلم بحديث أبيك[6615].
قال عبد اللّه بن أحمد (2):هذا من أجود الحديث ما رواه إلاّ جرير.
و أخبرناه أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل بن أحمد، أنا أحمد بن الحسين، أنبأ محمّد بن موسى، نا محمّد بن يعقوب، نا يحيى بن أبي طالب، أنا وهب بن جرير، نا أبي قال: سمعت عبد اللّه بن ملاذ الأشعري، عن نمير بن أوس، عن مالك بن مسروح، عن عامر بن أبي عامر الأشعري، عن أبيه:
عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«نعم الحي الأزد و الأشعريون لا يفرّون في القتال و لا يغلّون (3)،هم مني و أنا منهم».
قال عامر: فحدّثت به معاوية فقال: ليس هكذا قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، إنما قال:«مني و إليّ »، فقلت: ليس هكذا حدّثني أبي، و لكن حدّثني أبي عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أنه قال:«هم مني و أنا منهم»، قال: فأنت إذا أعلم بحديث أبيك.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد (4)،أنا أحمد بن محمّد بن أحمد البزّاز (5)،أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نبأ يعقوب بن إبراهيم الدورقي، و علي بن مسلم، و أحمد بن محمّد القطّان - و اللفظ ليعقوب - نا وهب بن جرير، نا أبي قال: سمعت عبد اللّه بن ملاذ الأشعري يحدّث عن نمير بن أوس، عن مالك بن مسروح، عن عامر بن أبي عامر الأشعري عن أبيه أبي عامر عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:
«نعم الحيّ الأسد، و الأشعريون لا يفرّون في القتال، و لا يغلّون (6)،هم منّي و أنا منهم» قال عامر: فحدّثت به معاوية، فقال: ليس هكذا قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، قال:«هم مني و إليّ »، فقال: ليس هكذا حدّثني أبي، و لكنه حدّثني عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«هم مني و أنا منهم»، قال:
فأنت أعلم بحديث أبيك.
ص: 55
رواه أبو عيسى الترمذي (1) عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، عن وهب بن جرير.
أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الأديب، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن علي، قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، نا أبو كريب، نا أبو أسامة، عن بريد (2)،عن أبي بردة، عن أبي موسى قال:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إنّي لأعرف أصوات رفقة الأشعريين بالقرآن، و إن كنت لم أر منازلهم حين نزلوا، بالقرآن (3)،و أعرف منازلهم بأصواتهم (4) بالليل، و منهم حكيم إذا لقي الخيل - أو قال: العدو - قال لهم: إنّ أصحابي يأمرونكم أن تنتظروهم[6616].
أخرجه البخاري (5) و مسلم (6) عن أبي كريب.
أخبرنا أبو بكر بن المرزفي (7)،و أبو يعقوب يوسف بن أيوب، و أبو محمّد بن الطراح، و أبو منصور بن زريق، قالوا: أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو الحسن الدار قطني، نا أحمد بن علي بن العلاء، نا يوسف بن موسى، نا أبو أسامة، عن بريد (8)،عن أبي بردة، عن أبي موسى قال:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إنّي لأعرف أصوات رفقة الأشعريين بالقرآن حين يدخلون بالليل، و أعرف منازلهم حين نزلوا بالنهار، و منهم حكيم إذا لقي الخيل قال - أو قال: العدو - قال لهم: إنّ أصحابي يأمرونكم تنتظرونهم»[6617].
قال: و أنا الدار قطني، نا الحسن بن الخضر (9)،نا إسحاق بن إبراهيم، نا أبو كريب، نا أبو أسامة، عن بريد (10) بإسناده نحو قول يوسف سواء.
ص: 56
ح أنبأنا أبو علي الحسن (1) بن أحمد، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد عنه، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه، نا سليمان بن أحمد الطبراني، نا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن زبريق (2) الحمصي، نا أبو علقمة نصر بن خزيمة بن جنادة بن محفوظ بن علقمة، أن أباه حدّثه، عن نصر بن علقمة عن أخيه محفوظ بن علقمة، عن ابن (3) عائذ - و اسمه عبد الرّحمن - نا أبو أمامة أن كعب بن عاصم الأشعري حدّث قال:
ابتعت قمحا أبيض، و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حي، فأتيت به أهلي، فقالوا: تركت القمح الأسمر الجيّد و ابتعت هذا، و اللّه لقد أنكحني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إياك، و إنك لعيي اللسان، دميم الجسم، ضعيف البطش، فصنعت منه خبزة، فأردت أن أدعو عليها أصحابي الأشعريين، أصحاب العقبة، فقلت: أتجشأ من الشبع و أصحابي جياع، فأتت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم تشكو زوجها و قالت:
انزعني من حيث وضعتني، فأرسل إليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فأجمع (4) بينهما، فحدثته (5) حديثها، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لم تنقمي منه شيء (6) غير هذا؟» قالت: لا، قال:«فلعلك تريدين أن تختلعي منه فتكوني كجيفة الحمار؟ أو تبغين ذا جمّة فينانة (7)،على كل جانب من قصته (8)شيطان قاعد أ لا ترضين أني أنكحتك رجلا من نفر ما تطلع الشمس على نفر خير منهم»؟ قالت:
رضيت، فقامت المرأة حتى قبّلت رأس زوجها و قالت: لا أفارق زوجي أبدا[6618].
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أبو عمرو بن حكيم، نا محمّد بن مسلم بن وارة، نا هشام بن عبيد اللّه الرازي، عن بكير بن معروف، عن مقاتل بن حيّان (9)،عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن بن أبزى.
ح قال: و أنا ابن مندة، أنا (10) سعيد بن عثمان المصري، نا أحمد بن محمّد بن بسطام المروزي، نا أحمد بن بكر المروزي، نا أبو وهب محمّد بن مزاحم، نا بكير بن معروف، عن
ص: 57
مقاتل بن حيّان، عن علقمة بن عبد الرّحمن بن أبزى (1)،عن أبيه عن جده:
عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أنه خطب الناس قائما، فحمد اللّه و أثنى عليه، و ذكر طوائف من المسلمين، فأثنى عليهم خيرا ثم قال:«ما بال أقوام لا يعلمون جيرانهم، و لا يفقّهونهم و لا يعطونهم (2)،و لا يأمرونهم و لا ينهونهم ؟ و ما بال أقوام لا يتعلّمون من جيرانهم و لا يتفقهون، و لا يفطنون (3)؟و الّذي نفسي بيده لتعلّمنّ جيرانكم، و لتفقّهنهم و لتعطينهم (4) و لتأمرنّهم و لتنهنهم،[و ليتعلمن] (5) قوم من جيرانهم و ليتفقهن، و ليتفطنن أو لأعاجلنهم بالعقوبة في دار الدنيا».
ثم نزل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فدخل بيته، فقال أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بينهم: من يعني بهذا الكلام ؟ قالوا: ما نعلم يعني بهذا الكلام (6) الأشعريين، فدخلوا على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقالوا: أذكرت طوائف من المسلمين بخير، و ذكرتنا بشرّ، فما بالنا؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لتعلّمن جيرانكم و لتفقهنّهم و لتعظنهم، و لتأمرنّهم، و لتنهينهم (7)،أو لأعاجلنّكم بالعقوبة في دار الدنيا» فقالوا:
يا رسول اللّه أمّا إذا فامهلنا سنة، ففي سنة ما نعلّمهم و يتعلمون، فأمهلهم سنة. ثم قرأ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرٰائِيلَ عَلىٰ لِسٰانِ دٰاوُدَ وَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ، ذٰلِكَ بِمٰا عَصَوْا وَ كٰانُوا يَعْتَدُونَ كٰانُوا لاٰ يَتَنٰاهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مٰا كٰانُوا يَفْعَلُونَ (8)[6619].
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن - فيما قرأت عليه - عن أبي إسحاق البرمكي، و حدّثنا (9) عمي، أنا أبو طالب، نا الجوهري - قراءة - عن أبي عمر.
ح قال: و أنا البرمكي - إجازة - أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (10)،أنا أحمد بن عبد اللّه بن يونس، نا نعيم بن يحيى التميمي، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«سيّد الفوارس أبو موسى»[6620].
ص: 58
أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد اللّه بن رضوان، و أبو علي بن السّبط ، و أبو غالب بن البنّا، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا بشر بن موسى، نا هوذة بن خليفة، نا عوف، عن سيّار (1) أبي الحكم، عن بعض الأشعريين عن الأشعري قال:
بعثني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و معاذ بن جبل إلى اليمن، فقال لنا فيما يوصينا:«تطاوعا جميعا، و يسّرا و لا تعسّرا، و بشّرا و لا تنفّرا»، فلما ذهبنا نفصل من عنده قال:- و كنت أعلم بالأرض التي آتي من صاحبي - فقلت: يا رسول اللّه، إنّك تبعثنا إلى أرض بها أشربة منها: البتع (2) من العسل، فيشتد حتى يسكر، و المزر (3) من الشعير و الذرة فيشتد حتى يسكر - قال: و أعطي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم جوامع الكلم - فقال:«إنّي إنّما أحرم المسكر الذي يسكر عن الصلاة» قال: فلما قدما الأرض نزلا في منزلين شتى، فراح معاذ إلى الأشعري، فإذا بين يديه رجل مصبور فقال:
ما شأن هذا؟ قال: هذا رجل كان مسلما فارتد عن الإسلام قال: فقال: ما أن بقاعد حتى يقبل حكم اللّه و حكم رسوله، قال: فلما جلس قال أحدهما لصاحبه: كيف نفعل في هذا الليل ؟ قال: أنام أوّل الليل نومة، ثم أصيب بعد ذلك من الليل ما شاء اللّه، و أنا احتسبت في نومتي تلك مثل ما أصبت من الليل، قال الآخر: كيف تصنع أنت ؟ قال: أصيب من الليل ما شاء اللّه أن أصيب، فما فرّطت فيه من الليل استدركته، و قال ابن السبط : استدركت بالنهار.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي (4)،أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (5)،قال: في تسمية عمّال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: ولي أبو موسى (6) الأشعري زبيد، و رمع (7)،و عدن، و الساحل (8).
ص: 59
(1) أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا إبراهيم بن منصور، أنبأ أبو بكر بن المقرئ قال: نا أبو عروبة، نا عبد الجبّار بن العلاء، نا سفيان، عن مسعر، عن سعيد بن (2)أبي بردة، عن أبيه قال: قال ابن عمر:
علمت أن أباك لقي أبي فقال: يا أبا موسى أ تحبّ أن يخلص عملك مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و إنّك لا تفلت (3) كفافا، قال: لا، قد علّمت الناس، و أقرأتهم، قال عمر: و وددت (4) أنه يخلص عملي مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و إنّي أنفلت كفافا، قال: إن أباك كان أفقه من أبي.
قال: و نبأ أبو عروبة، نا محمّد بن الوليد البسري، نا محمّد بن جعفر، نا عوف، عن معاوية بن قرة، حدّثني أبو بردة قال: قال لي عبد اللّه بن عمر:
تدري ما قال أبي لأبيك ؟ قلت: لا و اللّه ما أدري ما قال،[قال:] (5) قال أبي لأبيك: يا أبا موسى أ يسرّك (6) ان إسلامنا و هجرتنا و جهادنا و عملنا برد لنا، و أن كل شيء أتيناه من خير أو شرّ نجونا منه كفافا، رأسا برأس، فقال أبوك: لا و اللّه، لقد صلينا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم صمنا و جاهدنا، و أسلم على أيدينا بشر كثير، و فعلنا و فعلنا، فقال: لكن أنا، و الذي يحلف به لوددت أن ذلك برد لي، و أن كلّ شيء كان بعده نجونا منه كفافا رأسا برأس، قال: فقلت: إنّ أباك، و اللّه خير من أبي.
أخبرناه (7) أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين (8) بن بشران، أنا أبو جعفر محمّد بن عمرو (9) بن البختري (10) الرزاز (11)،نا محمّد بن عبيد اللّه (12) بن
ص: 60
يزيد، نا روح بن عبادة،[ثنا عوف، عن معاوية بن قرة، حدّثني أبو بردة بن أبي موسى الأشعري قال: قال عبد اللّه بن عمر:] (1) قال: هل تدري ما قال أبي لأبيك ؟ قال: قلت:
لا، قال: إن أبي قال لأبيك: يا أبا موسى أ يسرّك (2) ان إسلامنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و جهادنا معه، و عملنا معه كله برد (3) لنا، و أن كل عمل عملناه بعده نجونا منه كفافا، رأسا برأس (4)، قال: فقال: أبوك لأبي: و اللّه لقد جاهدنا بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و صلّينا، و صمنا، و عملنا خيرا كثيرا، و أسلم على أيدينا أناس كثير، و إنّا نرجو بذلك لقاء ربي - و لكن أنا - و الذي نفس عمر بيده لوددت أن ذلك برد (5) لنا و أن كل شيء عملناه بعد من خير أو شرّ نجونا منه كفافا رأسا برأس (6)،فقلت: و اللّه إن أباك خير من أبي.
أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل الفارسي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو علي الحسين بن محمّد الروذباري، أنا عبد اللّه بن أحمد بن شوذب الواسطي - بها - نا شعيب بن أيوب، نا يعلى بن عبيد، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري قال:
قيل لعلي: أخبرنا عن أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم، قال: عن أيّهم تسألوني ؟ قالوا: عن عبد اللّه - يعني - ابن مسعود، قال: علم القرآن و السنّة، ثم انتهى، و كفى به علما، قالوا:
عمّار؟ قال: مؤمن نسي و إذا ذكّر ذكر، قالوا: أبو ذرّ؟ قال: وعى علما عجز فيه، قالوا: أبو موسى ؟ قال: صبغ في العلم صبغة ثم خرج منه، قالوا: حذيفة ؟ قال: أعلم أصحاب محمّد بالمنافقين، قالوا: سلمان ؟ قال: أدرك العلم الأول و الآخر، بحر لا يدرك قعره، و هو منا - أهل البيت - قال: فسئل عن نفسه، قال: كنت إذا سئلت أعطيت، و إذا سكتّ ابتديت.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن علي بن الحسن، و أبو طاهر أحمد بن محمّد بن إبراهيم القصّاري.
و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن القصّاري، أنا أبي:
قالا: أنا أبو القاسم إسماعيل بن الحسن بن عبد اللّه بن الهيثم بن هشام الصرصري (7)،نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا الحسن (8) بن محمّد بن الصباح، نا محمّد بن
ص: 61
عبيد، نبأ الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي البحتري قال:
أتينا عليا فسألناه عن أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم، قال: عن أيّهم ؟ قلنا: عن عبد اللّه، قال:
علم القرآن و السنّة، ثم انتهى و كفى علما، قلنا: أبو موسى ؟ قال: صبغ في العلم صبغة ثم خرج منه، قلنا: حذيفة ؟ قال: أعلم أصحاب محمّد بالمنافقين، قلنا: عمّار؟ قال: مؤمن نسي إن ذكّرته (1) ذكر، قال: أبو ذرّ؟ قال: وعى علما ثم عجر فيه، قلنا: سلمان ؟ قال: أدرك العلم الأول و الآخر، بحر لا يدرك قعره منا أهل البيت، قلنا: أخبرنا عن نفسك - يا أمير المؤمنين - قال: كنت إذا سألت أعطيت، و إذا سكتّ ابتديت.
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو محمّد الحسن بن علي بن المؤمل الماسرجسي، نا أبو عثمان البصري، نا أبو محمّد بن عبد الوهّاب، أنا يعلى بن عبيد، نا الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، قال:
قلنا لعلي: أخبرنا عن أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم، فقال: عن أيّهم تسألون ؟ قالوا: عن عبد اللّه، قال: علم القرآن و السنة ثم انتهى و كفى به علما، قال: قالوا: عمّار؟ قال: مؤمن نسي و إن ذكّرته ذكر. قالوا: أبو (2) ذر؟ قال: وعى علما عجز (3) فيه، قالوا: أبو موسى، قال:
صبغ في العلم صبغة ثم خرج منه، ثم قالوا: حذيفة ؟ قال: أعلم أصحاب محمّد بالمنافقين، قالوا: سلمان ؟ قال: أدرك العلم الأول و الآخر، بحر لا يدرك قعره، و هو منّا أهل البيت، قالوا: فأنت يا أمير المؤمنين، قال: كنت إذا سألت أعطيت، و إذا سكتّ ابتديت (4).
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (5) قال: قال محمّد بن أبي عمر، عن سفيان [بن عيينة] (6) عن أبي إسحاق قال: سمعت الأسود يقول: لم أر بالكوفة (7) من أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم أفقه من علي بن أبي طالب و الأشعري.
أخبرنا أبو عبد اللّه الفقيه، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أحمد بن
ص: 62
علي المقرئ، نا أبو عيسى التّرمذي، نا ابن أبي عمر، نا سفيان، عن أبي إسحاق قال:
سمعت الأسود بن يزيد يقول: لم أر بالكوفة من أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم أعلم من علي بن أبي طالب و الأشعري.
أخبرنا أبو محمّد الأكفاني (1)،نا أبو محمّد الصوفي، أنا عبد الرّحمن بن عثمان، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال (2):قال محمّد بن [أبي] عمر عن سفيان.
و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو بكر بن الطبري.
قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا أبو بكر الحميدي، نا سفيان، عن مطرّف، عن الشعبي، عن مسروق، قال:
كان القضاء - و في حديث الفراوي: الفتيا (3)-في أصحاب محمّد - و قال (4) يعقوب:
في أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم (5) في ستة (6):عمر، و علي، و ابن مسعود، و أبيّ بن كعب، و زيد بن ثابت، و أبي موسى - زاد يعقوب: الأشعري - فكان نصفهم لأهل الكوفة: علي، و ابن مسعود، و أبي موسى.
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، و حدّثني عنه أبو مسعود الأصبهاني، أنبأ أبو نعيم الحافظ .
ح (7) و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن، أنبأ عبد الملك بن محمّد، قال (8):أنا محمّد بن أحمد بن الحسن، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا عبيد بن يعيش، نا يحيى بن آدم، نا حسن (9)-يعني - بن صالح، عن مطرّف، عن عامر - يعني: الشعبي - قال: كان الفقهاء من أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم ستة: عمر، و علي، و عبد اللّه، و زيد، و أبو موسى، و أبيّ بن كعب.
ص: 63
أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثني علي بن حمشاذ (1)،نا علي بن عبد العزيز، نا أبو نعيم، نا الحسن (2) بن صالح، عن مطرّف، عن الشعبي، عن مسروق قال: كان أصحاب القضاء من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ستة:
عمر، و علي، و عبد اللّه، و أبيّ ، و زيد، و أبو موسى.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا محمّد بن عبد اللّه بن نمير، نا عبد اللّه بن إدريس، نا الشيباني، عن عامر قال: خذ العلم عن ستة: عمر، و عبد اللّه، و زيد بن ثابت، فكان هؤلاء يستفتي بعضهم عن بعض، و علي، و أبيّ ،[و أبو] (3)موسى، فكان هؤلاء يستفتي بعضهم من بعض، قال: قلت: كلّ ذلك عند أبي موسى ؟ قال:
كان عالما، قال: قلت: فأين معاذ؟ قال: مات قبل ذلك.
حدّثنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن - لفظا - و أبو القاسم بن السّمرقندي - قراءة - قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد بن كثير، نا أبو القاسم البغوي، نا أبو خيثمة، نا عبّاد بن العوّام، عن الشيباني، عن الشعبي، قال:
كان يؤخذ العلم عن ستة من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فكان عمر، و عبد اللّه، و زيد يشبه علمهم بعضهم بعضا، و كان يقتبس بعضهم من بعض، و كان (4) علي و أبيّ و الأشعري يشبه علمهم بعضهم بعضا، و كان يقتبس بعضهم من بعض (5)،قال: فقلت له: و كان الأشعري إلى هؤلاء؟ قال: كان أحد الفقهاء.
رواها أحمد بن حنبل عن عبّاد:
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو بكر محمّد بن المؤمّل، نا الفضل بن محمّد، نا أحمد بن حنبل، نا عبّاد بن العوّام، أنا الشيباني، عن الشعبي قال:
كان العلم يؤخذ عن ستة من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فكان عمر و عبد اللّه و زيد يشبه علم بعضهم بعضا، و كان يقتبس بعضهم من بعض، و كان علي، و أبيّ و الأشعري يشبه علمهم
ص: 64
بعضهم بعضا يقتبس بعضهم - يعني - من بعض، قلت: و كان الأشعري إلى هؤلاء؟ قال: كان أحد الفقهاء.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1)،أنا عفّان بن مسلم، نا وهيب، نا داود، عن عامر قال:
قضاة هذه الأمة أربعة: عمر، و علي، و زيد، و أبو موسى الأشعري، و دهاة هذه الأمة أربعة: عمرو بن العاص، و معاوية بن أبي سفيان، و المغيرة [بن شعبة] (2)،و زياد.
أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنبأ أبو نعيم [ثنا] (3).
و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد (4) بن الحسن، أنبأ أبو القاسم بن بشران، أنبأ أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا المنجاب بن الحارث، أنا علي بن مسهر، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي قال: كان القضاة أربعة: عمر بن الخطّاب، و علي بن أبي طالب، و زيد بن ثابت، و أبو موسى الأشعري.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن البراء قال: قال علي بن المديني: قضاة الأمة أربعة: عمر بن الخطّاب، و علي بن أبي طالب، و زيد بن ثابت، و أبو موسى الأشعري.
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، أنا محمّد بن أحمد بن البرّاء قال: سمعت علي بن عبد اللّه بن المديني يقول:
كان يقال: قضاة هذه الأمة أربعة: عمر بن الخطّاب، و علي بن أبي طالب، و زيد بن ثابت، و أبو موسى الأشعري.
قال علي (5):و كان الفتيا في أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في ستة: عمر، و علي، و عبد اللّه، و زيد، و أبي موسى، و أبيّ بن كعب.
ص: 65
أنبأنا أبو علي المقرئ، و حدّثني أبو مسعود المعدّل عنه، أنبأ أبو نعيم الحافظ ، و أخبرنا أبو البركات الأنماطي (1)،أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا عبد الملك [بن] محمّد بن بشران، أنبأ أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا سعيد بن عمرو، أنبأ حاتم بن إسماعيل، عن أسامة بن زيد، عن صفوان بن سليم قال: لم يكن يفتي في مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم [زمن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم] (2) غير هؤلاء القوم: عمر، و علي، و معاذ، و أبو موسى (3).
أخبرنا (4) أبو الحسن علي بن المسلّم، و أبو يعلى حمزة بن علي، قالا: أنا سهل بن بشر، أنا علي بن منير بن أحمد، أنا الحسن (5) بن رشيق، قال: قال لنا أبو عبد الرّحمن النسائي في تسمية فقهاء أهل البصرة: أبو موسى الأشعري، و عمران بن حصين.
أخبرنا أبو الحسن (6) علي بن أحمد [بن] الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد (7) بن علي، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا شيبان (8) بن أبي شيبة، نا سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال، عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري قال: قال أبي: تعلمت المعجم بعد وفاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فكان كتابي مثل العقارب (9).
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن (10) بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأ أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (11)،نا سليمان بن حرب، و موسى بن إسماعيل، قالا: نا حمّاد بن زيد، عن الزبير بن الخرّيت، عن أبي لبيد لمازة بن زبّار (12) قال سليمان أو غيره: قال: ما كان يشبّه كلام أبي موسى إلاّ بالجزّار الذي لا يخطئ المفصل.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي (13)،أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا
ص: 66
أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1)،أنا عارم بن الفضل، نا حمّاد بن زيد، عن أيوب، عن محمّد، قال: قال عمر بن الخطّاب:
بالشام أربعون رجلا ما منهم رجل كان يلي أمر الأمة إلاّ أجزأه فأرسل إليهم، فجاء رهط منهم فيهم أبو موسى الأشعري فقال: إنّي أرسلت إليكم لأرسلك إلى قوم عسكر الشيطان بين أظهرهم، قال: فلا ترسلني، فقال: إنّ بها جهادا، و إن بها رباطا، قال: فأرسله إلى البصرة.
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي.
ح و أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر (2) محمّد بن هبة اللّه، قالوا: أنا محمّد بن الحسين، أنبأ عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا سعيد بن أسد، نبأ ضمرة، عن ابن شوذب، عن الحسن قال:
بعث عمر بن الخطّاب إلى أبي موسى الأشعري - و هو بالشام - فقدم عليه، فلما قدم عليه قال له: إنّي إنّما بعثت إليك لخير، لتؤثر حاجتي على حاجتك قال: أما حاجتك فالجهاد في سبيل اللّه، و أمّا حاجتي فأبعثك إلى البصرة، فتعلّمهم كتاب ربهم، و سنّة نبيّهم، و تجاهد بهم عدوّهم، و تقسم بينهم فيئهم.
قال الحسن (3):ففعل و اللّه لقد علّمهم كتاب ربّهم، و سنّة نبيّهم، و جاهد بهم عدوهم، و قسم بينهم فيئهم، فو اللّه ما قدم عليهم راكب كان خيرا لهم من أبي موسى (4).
قال ابن شوذب: و دخل على جمل أورق و خرج عليه حين عزل (5).
أخبرنا أبو البركات بن المبارك (6)،أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا علي بن المديني، نا
ص: 67
غندر، عن شعبة، عن أبي التّيّاح، عن الحسن قال: ما قدمها راكب قط - يعني - البصرة خير لأهلها من أبي موسى (1).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق بن حنبل، حدّثني أبو عبد اللّه، نا أبو داود، عن شعبة، عن أبي التّيّاح سمعت الحسن يقول: ما قدمها راكب (2)-يعني: البصرة - خيرا لهم من أبي موسى.
أخبرنا أبو عبد اللّه الصاعدي، أنا أحمد بن الحسين، أنبأ أبو الحسين بن بشران، أنا إسماعيل بن محمّد الصفّار، نا محمّد بن عبيد اللّه بن أبي داود، نا يونس بن محمّد، نا المعتمر بن سليمان، عن أبيه قال: نا صاحب لنا عن رجل (3) عن غنيم بن قيس قال: كنا عند أبي موسى في مسجد البصرة قال: فصفنا صفين بين يديه - أو قال: صفوفا - يعلّمنا القرآن.(4) أنبأنا أبو القاسم بن بيان، ثم أخبرنا عنه خالي أبو المكارم سلطان بن يحيى بن علي القرشي، و أبو سليمان داود بن محمّد عنه.
أخبرنا (5) أبو القاسم الحسين بن محمّد، و نا أبو القاسم علي بن محمّد.
ح و أخبرنا (6) أبو المعالي محمّد بن حمزة، و نا أبو القاسم بن بيان قالا: أنا أبو الحسن بن مخلد.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي - و اللفظ له - أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو علي الرّوذباري - بنيسابور - و أبو الحسين بن بشران، و أبو عبد اللّه الحسين بن عمر (7) بن برهان، و أبو الحسين بن الفضل القطّان، و أبو محمّد عبد اللّه بن يحيى بن عبد الجبّار - ببغداد - قالوا: أنا إسماعيل بن محمّد الصفّار، نا الحسن (8) بن عرفة، نا إسماعيل بن إبراهيم بن عليّة، عن سليمان التيمي، عن أسلم العجلي، عن أبي مرية قال:
جعل أبو موسى يعلّم الناس سنتهم و دينهم، فقال: و لا يدافعن أحد منكم في بطنه غائطا
ص: 68
و لا بولا، و إن حكّ أحدكم فرجه فمرشة أو مرشتين و ليكن ذلك خفيفا، فشخصت أبصارهم - أو قال: فصرفوها عنه - فقال: ما صرف أبصاركم عني ؟ قالوا: الهلال أيها الأمير، قال:
فذاك الذي أشخص أبصاركم عني (1)؟قالوا: نعم، قال: فكيف بكم إذا رأيتم اللّه جهرة ؟ أخبرنا أبو علي الحسن (2) بن أحمد - في كتابه - أنبأ أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا عبد اللّه بن أحمد (3) بن أسيد، نا زكريا بن يحيى أبو الخطاب، نا أبو داود الطيالسي (4)،عن شعبة، عن أبي عامر الخزّاز (5) عن الحسن، عن أبي موسى قال: إن أمير المؤمنين عمر بعثني إليكم أعلّمكم كتاب ربّكم و سنّة نبيّكم، و أنظف لكم طرقكم.
أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، و أبو المحاسن أسعد (6) بن علي، و أبو بكر أحمد بن يحيى، و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، قالوا: أنا أبو الحسن (7) الداودي، أنا عبد اللّه بن أحمد بن حموية (8)،أنا أبو عمران السّمرقندي، أنا أبو محمّد الدارمي، نبأ عبيد بن يعيش، نا يونس، عن صالح بن رستم المزني، عن الحسن، عن أبي موسى:
أنه قال حين قدم البصرة: بعثني إليكم عمر بن الخطّاب أعلّمكم كتاب ربّكم، و سنّة نبيّكم، و أنظف طريقكم.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (9)،أنا أبو أسامة حمّاد بن أسامة (10)،و وهب بن جرير بن (11) حازم، و مسلم بن إبراهيم (12)،قالوا: أنا هشام الدستوائي عن قتادة، عن أنس قال: بعثني الأشعري إلى عمر، فقال لي عمر: كيف تركت الأشعري ؟ فقلت له: تركته يعلّم الناس القرآن، فقال: أما إنه كبير (13) و لا تسمعها إياه.
ص: 69
أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر (1)-بنيسابور - و أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس الجرجاني - قراءة - قالا: أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن بن محمّد، أنا الحاكم أبو أحمد محمّد بن محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنا أبو عروبة الحسين بن أبي معشر السّلمي - بحرّان - نا معلل بن نفيل النهدي الحرّاني أبو أحمد (2)،نا أبو يوسف - يعني - القاضي عن عبيد اللّه بن أبي حميد (3) الهذلي (4) عن أبي المليح الهذلي.
قال: كتب عمر إلى أبي موسى: أما بعد، فإن القضاء فريضة محكمة،[و] سنة متّبعة، فافهم إذا أدلي إليك فإنه لا ينفع تكلم بحق لا نفاذ له. آس بين الناس في وجهك و مجلسك و عدلك حتى لا ييأس الضعيف من عدلك، و لا يطمع الشريف من حيفك، البيّنة على من ادّعى، و اليمين على من أنكر، و الصلح بين المسلمين إلاّ صلح (5) أحل حراما أو حرّم حلالا، لا يمنعك قضاء قضيته راجعت فيه نفسك، و هديت فيه لرشدك أن ترجع الحق، فإن الحق قديم، و مراجعة الحق خير من التمادي في الباطل، الفهم الفهم فيما يختلج في صدرك مما لم يبلغك في الكتاب و السنّة. اعرف الأمثال و الأشباه ثم قس الأمور عند ذلك، فأحبّه إليّ أحبّه إلى اللّه، و أشبهها بالحق فيما ترى. اجعل للمدّعي أمدا ينتهي إليه، فإن أحضر بينة أخذ حقه و إلاّ وجهت عليه القضاء، فإن ذلك أجلى للعمى، و أبلغ في العذر. و المسلمون عدول بعضهم على بعض، إلاّ مجلودا في حدّ، أو مجربا في شهادة زور، أو ظنينا (6) في ولاء أو قرابة إن اللّه تولى منكم السرائر، و درأ عنكم الشبهات، ثم إياك و القلق و الضجر هو التأذي بالناس و الظفر للخصوم في مواطن الحق التي يوجب اللّه بها الأجر، و يحسن بها الذخر، فإنه من يصلح نيته فيما بينه و بين اللّه [و لو على نفسه يكفه اللّه ما بينه و بين الناس، و من يرى (تزين) للناس بما يعلم اللّه منه غير ذلك يشنه اللّه] (7) فما ظنك بثواب غير اللّه في عاجل رزقه،
ص: 70
و خزائن رحمته، و السلام عليك (1).
أخبرنا أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد بن أحمد الفقيه، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أحمد بن الحسين بن علي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا محمّد بن إسحاق الصنعاني، نا محمّد بن عبد اللّه بن كناسة، نا جعفر بن برقان، عن معمر البصري، عن أبي العوّام البصري قال:
كتب عمر إلى أبي موسى الأشعري: إنّ القضاء فريضة محكمة، و سنّة متّبعة، فافهم إذا أدلي إليك، فإنه لا ينفع تكلم بحق لا نفاذ له، و آس بين الناس في وجهك، و مجلسك و قضائك حتى لا يطمع شريف في حيفك، و لا ييأس ضعيف من عدلك، البيّنة على من ادّعى، و اليمين على من أنكر، و الصلح جائز بين المسلمين إلاّ صلح (2) أحل حراما، أو حرّم حلالا، من ادّعى حقا غائبا أو بينة فاضرب له أمدا ينتهي إليه، فإن جاء ببيّنة أعطيته حقه، فإن أعجزه ذلك استحللت عليه القضية، فإن ذلك أبلغ في العذر، و أجلى للعمى، و لا يمنعك من قضاء قضيته اليوم فراجعت فيه لرأيك، و هديت فيه لرشدك أن تراجع الحق، لأن الحق قديم، لا يبطل الحق شيء (3)،و مراجعة الحق خير من التمادي في الباطل، و المسلمون عدول بعضهم على بعض في الشهادات - أو قال زاهر: في الشهادة - إلاّ مجلود في حدّ، أو مجرب عليه شهادة الزور، أو ظنين (4) في ولاء أو قرابة، فإن اللّه عزّ و جل تولى من العباد السرائر، و ستر عليهم الحدود إلاّ بالبيّنات و الأيمان، ثم الفهم الفهم فيما أدلي إليك مما ليس في قرآن أو سنّة ثم قايس الأمور عند ذلك، و أعرف الأمثال و الأشباه، ثم اعمد إلى أحبها إلى اللّه فيما ترى، و أشبهها بالحق، و إيّاك و الغضب، و القلق و الضجر، و التأذي بالناس عند الخصومة، و التكبّر (5)،فإن القضاء في مواطن الحق يوجب اللّه به الأجر، و يحسن به الذخر، فمن خلصت نيته في الحق، و لو على نفسه، كفاه اللّه ما بينه و بين الناس، و من تزيّن (6) لهم بما ليس في قلبه شانه اللّه، فإن اللّه لا يقبل من العباد إلاّ ما كان له خالصا، و ما ظنّك بثواب غير اللّه في عاجل رزقه، و خزائن رحمته.
ص: 71
أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، نا الأستاذ أبو طاهر محمّد بن محمّد بن محمش - إملاء - و قراءة عليه من أصل كتابه، أنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن يحيى بن بلال، نا يحيى بن الربيع المكي، نا سفيان بن عيينة، عن إدريس الأودي قال: أخرج إلينا سعيد (1) بن أبي بردة كتابا فقال: هذا كتاب عمر إلى أبي موسى:
أما بعد، فإن القضاء فريضة محكمة، و سنّة متّبعة، افهم إذا أدلي إليك، فإنه لا تنفع كلمة بحق لا نفاذ له. آس بين الناس في وجهك و مجلسك و عدلك حتى لا يطمع شريف في حيفك، و لا يخاف ضعيف من جورك، البيّنة على من ادّعى، و اليمين على من أنكر، و الصلح جائز بين المسلمين إلاّ صلحا أحلّ حراما، أو حرّم حلالا، لا يمنعك قضاء قضيته بالأمس راجعت الحق، فإنّ الحق قديم، لا يبطل الحق شيء، و مراجعة الحق خير من التمادي في الباطل، الفهم الفهم فيما يختلج في صدرك مما لم يبلغك في القرآن و السنة، فتعرّف الأمثال و الأشباه، ثم قس الأمور عند ذلك، و اعمد إلى أحبّها إلى اللّه، و أشبهها فيما ترى، اجعل للمدّعي أمدا ينتهي إليه، فإن أحضر بيّنته (2) و إلاّ وجهت عليه القضاء، فإن ذلك أجلى للعمى، و أبلغ في العذر، و المسلمون عدول بعضهم على بعض، إلاّ مجلودا (3) في حدّ، و مجربا بشهادة الزور، و ظنينا في ولاء أو قرابة، فإن اللّه تعالى يتولى منكم السرائر، و درأ (4) عنكم الشبهات، ثم إياك و الضجر، و القلق، و التأذي بالناس، و التكبر (5) في الخصوم في مواطن الحق التي يوجب اللّه بها الأجر، و يحسن بها الذخر، فإنه - أظنه قال:- من يخلص نيّته فيما بينه و بين اللّه يكفه (6) اللّه ما بينه و بين الناس، و من تزيّن للناس بما يعلم اللّه منه غير ذلك يشنه اللّه، فما ظنك بثواب غير اللّه تعالى في عاجل الدنيا و خزائن رحمته، و السلام.
و اللفظ للفراوي.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا
ص: 72
أبو الميمون، نا أبو زرعة (1)،نا سعيد بن سليمان، عن سليمان (2) بن المغيرة، عن حميد بن هلال (3)،عن (4) أبي بردة قال: كتبت حديث أبي، فقال: أ لا أراك تكتب حديثي ؟ قلت:
أجل، قال: فائتني به، قال: فأتيته به فمحاه و قال: احفظ كما حفظت.
أخبرنا (5) أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا الحاكم أبو أحمد، أنا أبو عروبة، نا محمّد بن بشار، نا إبراهيم بن أبي سويد، نا حمّاد بن سلمة، عن حبيب بن الشهيد، و يونس (6) بن عبيد، عن أبي بردة بن أبي (7) موسى قال: كنت آتي أبي فكلّما حدّث بحديث عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فكتبته فقمت (8)،و قال لي: أ تكتب كلّما أحدّث به، فقلت: نعم، فقال: اذهب و ائتني بكتابك، فجئته فدعا بطست، فغسل ما فيها.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا نصر بن علي، حدّثني أبي، نا شدّاد بن سعيد، عن غيلان بن جرير، حدّثني أبو بردة بن أبي موسى قال:
كتبت عن أبي أحاديث ففطن بي فقال: تكتب ؟ فقلت: نعم، قال: فدعا بكتبي فمحاها بالماء، و قال (9):خذ كما أخذنا عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.
قال: و أنا عبد اللّه، نا أبو خيثمة، نا وكيع، عن طلحة بن يحيى، عن أبي بردة قال:
كتبت عن أبي كتابا فظهر عليّ فأمر بمركن، فقال: بكتبي فيها، فغسلها.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي (10)،أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (11)،أنا سليمان بن حرب،
ص: 73
و موسى بن إسماعيل، قالا: أنا أبو هلال، نا قتادة، قال: بلغ أبا موسى أن قوما يمنعهم من الجمعة أن ليس لهم ثياب، قال: فخرج على الناس في عباءة.
قال: و أنا ابن سعد (1)،أنا محمّد بن عبد اللّه الأنصاري، نبأ عمران بن حدير (2)،عن السّميط بن عبد اللّه السّدوسي، قال: قال أبو موسى و هو يخطب: إنّ باهلة كانت كراعا (3)فجعلناها ذراعا، قال: فقام رجل فقال: أ لا أنبئك بألأم منهم ؟ قال: من ؟ قال: عكّ و الأشعريون، قال: أولئك - و أبيك - آبائي يا سابّ أميره تعال، قال: فضرب عليه فسطاطا، فراحت عليه قصعة و غدت أخرى، فكان ذاك سجنه (4).
أخبرنا أبو محمّد السلمي، نا أبو بكر الخطيب.
ح (5) أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن النضر، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، حدّثني عمّار، عن سلمة، عن أبي إسحاق قال:
و في سنة تسع عشرة بعثه - يعني سعد بن أبي وقّاص عياض بن غنم - إلى الجزيرة، و بعث معه أبا (6) موسى، و ابنه عمر بن سعد، ثم بعث - يعني: عياضا - أبا موسى إلى نصيبين، و افتتح أبو موسى نصيبين، و ذلك في سنة تسع عشرة.
قال: و نا يعقوب، نا الحجّاج بن أبي منيع، نا جدي، عن الزهري قال: توفّى اللّه عمر و استخلف عثمان، فنزع أبا موسى عن البصرة، و أمّر عليها عبد اللّه بن عامر بن كريز (7).
حدّثني عمّار بن الحسن (8)،نا سلمة، عن محمّد بن إسحاق قال: ثم كانت الري لمصدر (9) الناس من الحجّ سنة أربع و عشرين، و أميرها أبو موسى الأشعري، و هو عام عقرت الدوابّ .
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا
ص: 74
أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (1):و قال عاصم (2) بن حفص:
قدم أبو (3) موسى البصرة سنة سبع عشرة - يعني: واليا بعد عزل المغيرة (4)-فكتب إليه عمر أن سر (5) إلى كور الأهواز (6)،فسار أبو موسى، و استخلف على البصرة عمران بن حصين، فأتى الأهواز، فافتتحها يقال: عنوة، و يقال: صلحا، فوظّف عليها عمر عشرة ألف ألف و أربع مائة ألف.
[قال ابن إسحاق] (7) و في سنة ثمان عشرة فتحت الرها (8).
حدّثني (9) حاتم بن مسلم: أن أبا موسى الأشعري افتتح الرها و سميساط و ما والاها عنوة، قال: و كان أبو عبيدة بن الجرّاح وجّه عياض بن غنم الفهري إلى الجزيرة، فوافق أبا موسى بعد فتح هذه المدائن، فمضى و معه أبا موسى، فافتتحا حرّان و نصيبين و طوائف الجزيرة عنوة، و يقال: وجّه أبو عبيدة خالد بن الوليد إلى الجزيرة، فوافق أبا موسى قد افتتح الرها و سميساط ، فوجّه خالد أبا موسى و عياضا إلى حران فصالحا أهلها، و مضى خالد إلى نصيبين فافتتحها ثم رجع إلى آمد فافتتحها صلحا و ما بينهما عنوة.
و فيها (10) فتح جندي سابور و السوس صلحا صالحهم أبو موسى، ثم رجع إلى الأهواز.
و قال (11):سنة عشرين: وقعة تستر، نبأ الوليد بن هشام القحذمي عن أبيه و عمه: أن أبا موسى لما فرغ من الأهواز و مناذر، و نهر تيرى و جندي سابور، و رامهرمز توجه إلى تستر فذكر فتحها.
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، قالا: أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا عمّار بن الحسن (12)،نا علوان، قال:
ص: 75
سار أبو موسى الأشعري إلى تستر و فيها الهرمزان و كان من أهل مهرجان طوق (1) و كان قد شهد جلولاء مع الناس، فلم هزم لحق بيزدجرد فقال له: ائذن لي، فأرجع إلى عملي بالأهواز، فأحبس عنك العرب من ذا الوجه، و أمدّك بالأموال، فأذن له، فجاء حتى أتى تستر، و أجفلت الأساورة، و عظماء الأعاجم إليه، و أمدّه أهل فارس و مهرجان كدق (2).
فزعم علوان عن رجل عن الحسن: أن أبا موسى لما سار إلى (3) مناذر كان مقدمته المهاجر بن زياد بن عبد المدان بن عبد (4) الدّيّان الحارثي، فقتل فأخذ أهل مناذر رايته فوضعوه بين شرفتين معلّقا (5) بضفيرته، و انصرف أبو موسى، و استخلف الربيع بن زياد عليها، فحاصر أهلها فافتتحها عنوة، و امتنع الهرمزان في القلعة حتى نزل على حكم عمر بن الخطّاب.
قال: و نا يعقوب، نا أحمد بن عبد اللّه بن يونس، نا زهير، نا حميد الطويل، نا أنس بن مالك (6):أن الهرمزان نزل على حكم عمر أمير المؤمنين، فبعث به أبو موسى مع أنس إلى أمير المؤمنين، فقدمت عليه، فقال له عمر: تكلّم لا بأس عليك، فاستحياه (7) فأسلم، و فرض له.
كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ (8)،قال:
سمعت أبا الحسين (9) بن أسد و هو علي بن أحمد بن راشد التميمي الاخباري يقول: سمعت أبا بكر أحمد بن جعفر بن المطهّر الأديب ببغداد يقول: حدّثني أحمد بن سلم العلاّف الكوفي عن رجاله قال:
لما أخذ أبو موسى الأشعري الهرمزان بعث به في وثاق إلى عمر بن الخطّاب مع أنس بن مالك، فسار به أنس، فلما قرب إلى المدينة كتب إلى عمر و خبّره بحاله، فكتب إليه عمر أن عظّموا أسيركم و أدخلوه المدينة على هيئة جميلة، فأدخل المدينة و عليه الدّيباج، و في وسطه
ص: 76
منطقة من ذهب، و عليه قلائد من ذهب مرصّعة بالجواهر، فلما دخلوا به على عمر، قام ابن ذي النّمر الخزاعي فقال: يا أمير المؤمنين، إن الناس إلى ذمّ المحسنين (1) أقرب منهم إلى ذم المسيء، و إن والينا خير وال، يأخذ منا الحق أغنى ما نكون عنده، و يعطيناه (2) أحوج ما نكون إليه. أسد بالنهار، راهب بالليل، يأكل الطعام أزهدنا، و يلبس ثياب أفقرنا، يقاتل قتال الصعلوك، و يسوس سياسة الملوك، فجزاك اللّه عنّا فيه خيرا، و أجزأه عنا فيك خيرا، ثم أنشأ يقول:
قدمنا المدينة بالهرمزان *** عليه القلائد و المنطقة
يزفّ إليك زفاف العروس *** على بغلة سهوة (3) معتقه
قد أنزل اللّه من حصنه *** على الحكم أرجوك أن تعتقه
و ذا الأشعري لنا والد *** و أمّ بنا برّة مشفقه
تهيئ المهاد لأولادها *** و تنفض عن لطفها المرفقة
ترى الوجه منه طليقا لنا *** و نلقاه بالأوجه المشرقة
فلسنا نريد به غيره *** عليه الجماعة مستوسقه
فلا تشمتنّ بنا حاسدا *** رماه بأسهمه المفرقة
قال: فأشرق وجه عمر سرورا بكلامه.
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، حدّثني عمّار، عن سلمة، عن ابن (4) إسحاق قال:
و سار أبو موسى في أهل البصرة من نهاوند، ففتح (5) أصبهان سنة ثلاث (6) و عشرين.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا سنان بن فرّوخ الأبلّي، نا سليمان بن المغيرة، نا حميد
ص: 77
-يعني: ابن هلال - عن عبد اللّه بن يزيد الباهلي، عن ضبّة بن محصن قال:
دخل ضبّة بن محصن من الليل فتحدث عندي حتى خشيت عليه الحرس، قال: فكان فيما حدّثني قال:- شاكيت (1) أبا موسى في بعض ما يشاكي (2) إلى الرجل أميره قال: فانطلقت أبووا (3) عليه عند عمر قال: و ذلك عند حضور وفادة أبي موسى إلى عمر، فكتب أبو موسى إلى عمر - و البرد إذ ذاك على الإبل، قال: فكتب:- السّلام عليك، أما بعد، فإني كتبت إليك و أنا خارج إليك في كذا و كذا، قال: فكتب إليه: ضبّة بن محصن قد خرج من عندي عاصيا بغير إذن، فهو بيني و بينك، فأحببت أن تعلم ذلك يا أمير المؤمنين، قال: فسبقني كتابه، فقدمت المدينة، فجئت إلى باب عمر، فقلت: السلام عليكم، أ يدخل ضبّة بن محصن ؟ فقال عمر: لا مرحبا و لا أهلا، قال: فقلت: أما المرحب فمن اللّه، و أما أهل فلا أهل و لا مال، قال: فأعدت ذلك ثلاث مرات و أعادهن ثلاثا، ثم قال: ادخل - أو قال: أذن لي - فدخلت قال: قلت: يا أمير المؤمنين الرجل يظلمه سلطانه فإذا انتهى إلى أمير المؤمنين لم يجد عنده غيرا (4).فو اللّه يا أمير المؤمنين إنّ الأرض لواسعة، و إنّ العدو لكثير، قال: فكأنما كشف عن وجهه غطاء فقال: ادن دنوك، فقال: إيه، ثم قال: إيه ؟ قال: قلت أبو موسى اصطفى لنفسه أربعين من الأساورة، قال: فقال: اكتب، فكتب، قال: ثم قال: إيه ؟ قال: قلت: أبو موسى له مكيالان (5) يكيل للناس بغير الذي يكتال به، قال: اكتب، فكتب، قال: قلت: عقيلة سرّيته لها قصعة غادية رائحة يأكل منها أشراف الجند قال: اكتب، فكتب، فما لبث (6) إلاّ يسيرا حتى قدم أبو موسى، قال: فمشيت إلى جنبه أعطفه و أذكر أمير المؤمنين قال: حتى انتهى إلى أمير المؤمنين قال: فقال له: ما بال أربعين (7) اصطفيتهم لنفسك من أبناء الأساورة ؟ قال: يا أمير المؤمنين اصطفيتهم و خشيت أن يخدع الجند عنهم، ففاديتهم و اجتهدت في فدائهم، و كنت أعلم بفدائهم، ثم خمّست و قسمت - قال ضبة: و صادقا و اللّه - ما حدث به
ص: 78
أمير المؤمنين و ما حدّثته (1) قال: فما بال مكيال (2) تكتال به و تكتل للناس بغيره ؟ قال:
مكيال أكتل به قوت أهلي و أرزاق دوابي، و ما كلت به لأحد، و ما اكتلت به من أحد، قال ضبّة: و صادقا و اللّه فو اللّه ما كذبه أمير المؤمنين و ما كذبته قال: فما بال قصعة عقيلة، الغادية الرائحة ؟ قال: فسكت و لم يعتذر منها بشيء، قال: فقال عمر لوفده: انشد اللّه رجلا أكل منها، قال: فسكت القوم، ثم عاد ثلاث مرات، قال: فقال وكيع بن قشير التميمي: قبح اللّه تلك القصعة، فإنّي أخالنا قد أصبنا منها. قال: فقال عمر: لا جرم، و الذي نفسي بيده لا ترى عقيلة العراق ما دمت أملك شيئا، فاحتبسها عنده.
قال: فذكرت هذا لأبي بردة فقال: أ لا أحدثك بنحو من هذا؟ خرج أبو موسى على خمسة أبعرة بعضها بختيّ (3) خرج وافدا إلى عمر، قال: و معه فتاه فلان المولد. كان سافر به قال: فأوقر البختيّ دقيقا و سويقا حتى دبر (4).قال: و كان عمر ممن إذا قدم وافدا عليه أبو موسى، ففرغ مما يشاكله (5)،يقول له: اعرض عليّ ظهرك الذي جئت عليه، قال: فربما قال:
أغز به في سبيل اللّه، فيفعل، قال: فلما دبر البختي قال فتى أبي (6) موسى له: يا أبا موسى لا تعرض هذا البختي على عمر فيما تعرض، فو اللّه لئن رأى ما به لتنالن عنده نالة أبدا، قال أبو بردة: فما أدري أنسي وصية فتاه أو تأثم أن يكتمه عمر حتى سأله أمير المؤمنين؛ قال: فعرضه فيما يعرض، قال: فتنبهت عينا عمر إليه، فدعا به، فإذا به دبرة قال: فدعا بإناء فيه ماء، فجعل يغسل عنه بيديه (7) حتى أنقاها، ثم دعا بذرور (8) فجعل يكنز بها دبرة البعير، ثم قال: من ربى بختيك هذا يا أبا موسى، قال: فتاي فلان قال: لا جرم، و الذي نفسي بيده، لا يرى العراق ما دمت أملك شيئا.
قال أبو بردة: فما رأت (9) عقيلة، و لا فتاه العراق حتى قبض عمر.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي.
ص: 79
و حدثنا (1) عمي، أنا أبو طالب، أنا الجوهري - قراءة - عن أبي (2) عمر.
ح قال: و أنا البرمكي - إجازة - أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نبأ محمّد بن سعد (3)،أنا أبو أسامة حمّاد بن أسامة (4)،و يزيد (5) بن هارون، و عبد الصّمد بن عبد الوارث، قالوا: نا أبو هلال عن حميد بن هلال، عن أبي غلاّب (6) يونس بن جبير، عن أنس بن مالك قال:
قال الأشعري و هو على البصرة: جهّزني، فإني خارج يوم كذا و كذا، فجعلت أجهّزه، فجاء ذلك اليوم و قد بقي من جهازه شيء لم أفرغ منه، فقال: يا أنس، إنّي خارج، فقلت: لو أقمت حتى أفرغ من بقية جهازك، فقال: إنّي قد قلت لأهلي: إنّي خارج يوم كذا و كذا، و إنّي إن كذبت أهلي كذبوني، و إن خنتهم خانوني، و إن أخلفتهم أخلفوني، فخرج و قد بقي من حوائجه (7) بعد شيء لم يفرغ منه.
قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا أبو معمر، نا عبد الوارث، نا الحسين بن ذكوان المعلم، نا ابن بريدة في حديث ذكره:
أن عمر قال للأشعري: إيه ؟ فقال [له] الأشعري: إيه، فقال له عمر: إيه ؟ قال: يا أمير المؤمنين تكلم نجبك، أو افتح حديثا نحدثك به. فقال له عمر: أف، قم، فإنه لا ينفعك صبّاغ و لا راعي ضأن.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق إبراهيم بن عمر، أنا محمّد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، أنبأ الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (8)،أنا مالك بن إسماعيل النهدي، نا حبّان - يعني: بن علي - عن مجالد، عن الشعبي: أن عمر أوصى أن يترك أبو موسى بعده سنة - يعني - على عمله.
ص: 80
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا هشام، عن مجالد، عن الشعبي قال: كتب عمر في و صيته: أن لا يولّى (2) عامل (3) أكثر من سنة، و أقرّوا الأشعري - يعني أبا موسى - أربع سنين.
أخبرنا أبو محمّد السلمي، نا أبو بكر الخطيب.
ح (4) و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا الحجّاج بن أبي منيع، نا جدي، عن الزهري، قال: توفّي اللّه عمر، و استخلف عثمان، فنزع أبا موسى عن البصرة، و أمّر عليها عبد اللّه بن عامر بن كريز (5).
أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي و غيره، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم، أنا الحارث بن أبي أسامة، أنا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر قال: و فيها - يعني - سنة تسع و عشرين عزل عثمان أبا موسى الأشعري عن البصرة، و كان عامله عليها سبع سنين، و ولى عبد اللّه بن عامر بن كريز، و هو يومئذ ابن خمس و عشرين سنة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبيد اللّه (6) بن عبد الرّحمن السكري، نا زكريا بن يحيى المنقري، نا الأصمعي، نا سلمة بن بلال، عن من حدّثه عن ابن سيرين، قال:
لما استخلف عثمان بن عفّان أقرّ أبا موسى الأشعري (7) على البصرة على صلاتها و أحداثها، و عزل كعب بن سور عن القضاء، و ولّى أبا موسى القضاء، ثم عزل عثمان عبد اللّه بن قيس أبا موسى الأشعري عن البصرة، و ولاّها عبد اللّه بن عامر بن كريز، فولّى عبد اللّه بن عامر القضاء كعب بن سور، فلم يزل قاضيا حتى قتل يوم الجمل.
ص: 81
أخبرنا (1) أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل (2)،أنا أبو الحسن (3)،أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا علي بن سهل بن المغيرة البزار (4)،نا عفان، نا سليمان بن المغيرة، نا حميد بن هلال، عن أبي بردة قال: سمعت أبي يقسم باللّه ما خرج أبي موسى حين نزع عن البصرة إلاّ بستمائة درهم أعطاها عياله.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال (5):قالوا: لما ولي عثمان بن عفان الخلافة أقرّ أبا موسى الأشعري على البصرة أربع سنين،[كما أوصى به عمر في الأشعري أن يقرّ أربع سنين] (6) ثم عزله عثمان و ولى البصرة ابن خاله عبد اللّه بن عامر (7) بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس، و هو ابن خمس و عشرين سنة، و كتب إلى أبي موسى: إنّي لم أعزلك عن عجز و لا خيانة، و إنّي لأحفظ فيك (8) استعمال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و أبي بكر و عمر إياك، و إنّي لأعرف فضلك، و إنك من المهاجرين الأولين، و لكني أردت أن أصل قرابة عبد اللّه بن عامر، و قد أمرته أن يعطيك ثلاثين ألف درهم، فقال أبو موسى: و اللّه لقد عزلني عثمان عن البصرة و ما عندي دينار و لا درهم حتى قدمت عليّ أعطية عيالي من المدينة، و ما كنت لأفارق البصرة و عندي من مالهم دينار و لا درهم، و لم يأخذ من ابن عامر شيئا، فأتاه ابن عامر فقال: يا أبا موسى ما أحد من بني أخيك أعرف بفضلك مني، أنت أمير البلدان (9)، إن أقمت و الموصول إن رحلت، قال: جزاك اللّه يا ابن أخي خيرا، ثم ارتحل إلى الكوفة.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نبأ أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (10)،قال: و فيها:- يعني - سنة تسع و عشرين - عزل عثمان أبا موسى الأشعري عن البصرة.
ص: 82
و فيها (1)-يعني: سنة أربع و ثلاثين - أخرج أهل الكوفة سعيد بن العاص و ولّوا أبا (2)موسى و كتبوا إلى عثمان و سألوه أن يولّي أبا موسى، فولاّه، فأقرّه عليها حتى قتل (3).
قال خليفة: و أقرّ عثمان أبا موسى الأشعري على البصرة أربع سنين (4).
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (5)،حدّثني أبي، نا عبد الصّمد، نا ثابت، نا عاصم، عن أبي مجلز قال:
صلى أبو (6) موسى بأصحابه و هو مرتحل من مكة إلى المدينة فصلى العشاء ركعتين، و سلّم، ثم قام فقرأ مائة آية من سورة النساء في ركعة فأنكر ذلك عليه، فقال: ما ألوت أن أضع قدمي حيث وضع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم [قدمه] (7)،و أن أصنع مثل الذي صنع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، و أبو الحسين بن الفراء، قالا: أنا أبو يعلى بن الفراء، أنبأ أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه الرّصافي المقرئ، نا إسماعيل - هو ابن محمّد الصفّار - نا الرّمادي - يعني - أحمد بن منصور، نا عبد الرزّاق (8)،أنا معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة قال: كان عمر إذا جلس عنده أبو موسى ربما قال له: ذكّرنا يا أبا موسى، فيقرأ.
أخبرنا أبو الفضل الفضيلي، و أبو المحاسن الأديب، و أبو بكر الأذرنجاني، و أبو الوقت السّجزي، قالوا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد، أنا عبد اللّه بن أحمد، أنا عيسى بن عمر، نا عبد اللّه بن عبد الرّحمن، أنا أبو عاصم عن ابن جريج، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة: أن أبا موسى كان يأتي عمر فيقول له عمر: ذكّرنا ربّنا، فيقرأ عنده.
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي (9)،أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن يحيى بن عبد الجبّار السكري - ببغداد - أنا إسماعيل بن محمّد الصفّار، أنا أحمد بن منصور الرمادي، نا عبد الرزّاق، أنا معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة قال: كان عمر إذا جلس عنده
ص: 83
أبو موسى قال له: ذكّرنا يا موسى، فيقرأ (1).
قال (2):و أنا أبو عبد الرّحمن السلمي محمّد بن الحسين، أنا إبراهيم بن أحمد بن محمّد بن رجاء، نا أبو عروبة - إملاء من حفظه - نا أبو كريب، نا رشدين بن سعد، عن عمرو بن الحارث، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن: أن عمر بن الخطّاب قال لأبي موسى: ذكّرنا ربّنا، فيقرأ عنده و يتلاحن (3).
أخبرنا أبو الحسن (4) علي بن المسلّم الفرضي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا جعفر بن محمّد بن جعفر الكندي، نا أحمد بن عبد الرحيم بن بكير الحوطي، نا محمّد بن عيسى، نا هنّاد بن سليمان الكوفي، حدّثني أبي قال:
رأيت أبا موسى الأشعري يقرأ بين يدي عثمان بن عفّان في غير صلاة، و كان حسن الصوت، قال: و كان عثمان يخضب.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الفضل بن العالية (5)،و أبو منصور بن سكينة، قالوا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا عبد اللّه بن محمّد، نا علي بن الجعد، نا معاوية، نا ثابت، عن أنس قال:
قدمنا البصرة مع أبي موسى و هو أمير على البصرة، قال: فقام من الليل يتهجد، فلما أصبح قيل له: أصلح اللّه الأمير، لو رأيت إلى نسوتك (6) و قرابتك و هم يستمعون لقراءتك ؟ فقال: لو علمت أنّ أحدا يستمع قراءتي لزيّنت كتاب اللّه بصوتي و لحبّرته تحبيرا.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين (7)،أنا أبو طالب بن غيلان، نا أبو بكر الشافعي، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، نا أبي، نا معتمر (8)،عن أبيه عن أبي عثمان قال:
ص: 84
ما سمعت مزمارا و لا طنبورا و لا صنجا أحسن من صوت أبي موسى الأشعري، إن كان ليصلي بنا فنودّ أنه قرأ البقرة من حسن صوته (1).
أخبرنا أبو الحسن (2) علي بن المسلم الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد - إملاء - أنا محمّد بن محمّد بن محمّد البزّاز (3)،نا أحمد بن سلمان النّجّاد (4)،أنا يحيى بن جعفر الواسطي، نا علي بن عاصم، حدّثني سليمان التيمي أبو عثمان (5) النهدي قال:
كان الأشعري يعني أبا موسى الأشعري من أحسن الناس صوتا، كأنه مزمار من مزامير داود، و كان يصلّي بنا الغداة، فأتمنى أن يقرأ بنا البقرة من حسن صوته.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأ عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا عبد اللّه بن عمر، نا صفوان بن عيسى، نا سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، قال:
صلى بنا أبو موسى الأشعري صلاة الصبح، فما سمعت صوت (6) صنج، و لا بربط قطّ كان أحسن صوتا منه.
أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبي أبو القاسم، أنا عبد الملك الحسن بن محمّد، أنا أبو عوانة، نا يزيد بن سنان البصري، نا صفوان بن عسل، نا سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي قال: صلّيت خلف أبي موسى الأشعري فما رأيت صوت صنج، و لا بربط ، و لا ناي أحسن من صوته.
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أحمد بن علي المقرئ، نا أبو عيسى الترمذي، نا محمّد بن بشّار، نا صفوان بن عيسى، نا سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، قال: صلّيت خلف أبي موسى الأشعري فما سمعت في
ص: 85
الجاهلية صوت صنج، و لا ناي، و لا بربط أحسن من صوت أبي موسى بالقرآن.
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر الزّرّاد المنبجي (1)،نا عبيد اللّه بن سعد، نا عمي، نا أبي، عن ابن إسحاق، حدّثني مصعب بن محمّد الشّرحبيلي - أخو عبد الدار - قال: كان أبو موسى الأشعري حسن الصوت بالقرآن.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا الحسن بن مكرم، نا علي بن عاصم - يعني - عن عاصم بن كليب، عن أبي بردة قال: كان أبو موسى إذا قرأ يٰا أَيُّهَا الْإِنْسٰانُ مٰا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (2)قال: يعني الجهل و يبكي، و إذا قرأ أَ فَتَتَّخِذُونَهُ وَ ذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيٰاءَ مِنْ دُونِي وَ هُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ (3)بكى.
و أخبرنا (4) أبو القاسم، أنا أبو بكر (5) البيهقي، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، نا يوسف بن يعقوب، نا سليمان بن حرب، نا حمّاد بن سلمة، عن عاصم الأحول، عن أبي مجلز:
أن أبا موسى الأشعري كان بين مكة و المدينة، فصلّى العشاء ركعتين، ثم قام فصلى ركعة أوتر بها، فقرأ بمائة آية من النساء، ثم قال: ما ألوت أن أضع قدمي حيث (6) وضع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قدميه، و أن أقرأ بما قرأ به.(7) و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو محمّد عبد الرّحمن بن أحمد بن إبراهيم بن المقرئ، و محمّد بن أبي الفوارس.
قالوا: أنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا بكار بن قتيبة، نا روح بن عبادة، نا هشام، عن واصل مولى أبي (8) عيينة عن لقيط ، عن أبي بردة عن أبي موسى قال:
ص: 86
غزونا غزوة في البحر نحو الروم، فسرنا حتى إذا كنا في لجة البحر، و طابت لنا الريح، رفعنا الشراع إذ سمعنا مناديا ينادي: يا أهل السفينة، قفوا أخبركم، قال: فقمت فنظرت يمينا و شمالا فلم أر شيئا، حتى نادى سبع مرّات، فقلت: من هذا؟ أ لا ترى على أي حال نحن ؟ إنا لا نستطيع أن نحبس قال: أ لا أخبرك بقضاء قضاه اللّه على نفسه ؟ قال: قلت: بلى، قال: فإنه من عطّش نفسه للّه في الدنيا في يوم حار كان على اللّه أن يرويه يوم القيامة، قال: فكان أبو موسى لا تكاد تلقاه إلاّ صائما في يوم حار (1).
أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن عمر العمري، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن محمّد (2) بن أبي شريح، نا محمّد بن أحمد بن عبد الجبّار، نا حميد بن زنجويه، نا سعيد بن عامر، عن هشام بن حسّان، عن واصل مولى أبي عيينة عن لقيط ، عن (3) أبي موسى قال:
غزا الناس، فكنت فيمن ركب البحر، فبينما نحن في اللجّة، و الريح طيبة، و الشراع مرفوعة إذ سمعت مناديا ينادي: يا أهل السفينة قفوا أخبركم، قال: فقمت فنظرت فلم أر أحدا حتى تابع بين سبعة أصوات، فقمت فنظرت فلم أر أحدا، فناديت: أ لا ترى في أي مكان، و على أي حال نحن ؟ أنّا لا نستطيع أن نقف، فقال: أ لا أنبئكم بقضاء قضاه اللّه على نفسه، إن من عطّش نفسه للّه عزّ و جلّ في الدنيا، في يوم حارّ كان حقا على اللّه أن يرويه يوم القيامة.
قال: فكان أبو موسى إذا كان يوما حارا شديد الحر قلّ ما يرى هو و أهله إلاّ صياما.
أنبأنا أبو علي الحسن (4) بن أحمد، أنا أبو نعيم الحافظ (5)،نا حبيب بن الحسن، نا عمر بن حفص السّدوسي، نا عاصم بن علي، نا مهدي بن ميمون، عن واصل مولى أبي عيينة عن لقيط ، عن أبي بردة، عن أبي موسى قال:
خرجنا غازين في البحر، فبينما نحن و الريح لنا [طيبة] (6) و الشراع [لنا] (7) مرفوع إذ سمعنا مناديا ينادي: يا أهل السفينة، قفوا أخبركم - حتى و الى بين سبعة أصوات - قال أبو
ص: 87
موسى: فقمت على صدر السفينة فقلت: من أنت، و من أين أنت ؟ أ و ما ترى ما نحن فيه (1)، أ نستطيع وقوفا، فأجابني الصوت: أ لا أخبركم بقضاء قضاه اللّه على نفسه ؟ قال: قلت: بلى، أخبرنا، قال: فإنّ اللّه قضى على نفسه أنه من عطّش نفسه للّه في يوم حار كان حقا على اللّه أن يرويه يوم القيامة قال: فكان أبو موسى يتوخى ذلك اليوم الحار، الشديد الحرّ الذي يكاد أن ينسلخ فيه الإنسان فيصومه.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا يحيى بن محمّد، نا الحسين بن الحسن، أنا ابن المبارك (2)،أنا حمّاد بن سلمة، عن واصل مولى أبي (3) عيينة، عن لقيط أبي المغيرة، عن أبي بردة:
أن أبا موسى الأشعري كان في سفينة في البحر مرفوع شراعها، فإذا رجل يقول: يا أهل السفينة قفوا - سبع مرات - فقلنا: أ لا ترى على أي حالة نحن ؟ فقال في السابعة: قفوا أخبركم بقضاء قضاه اللّه على نفسه، إنّ اللّه قضى على نفسه أنه من عطّش نفسه في يوم حار من أيام الدنيا شديد الحر كان حقيقا على اللّه أن يرويه يوم القيامة، فكان أبو موسى الأشعري يبتغي [اليوم] (4) المعمعاني (5) الشديد الحرّ فيصومه (6).
أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن - رحمه اللّه - قال:
أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل الفراوي، أنبأ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، أنبأ محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، و محمّد بن أحمد العطّار، قالا: نا أبو (7) العباس محمّد بن يعقوب، نا أبو عثمان سعيد بن محمّد الجحواني، نا وكيع بن الجرّاح عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق قال:
خرجنا مع أبي موسى في غزاة، فجنّنا الليل إلى سكن (8) خرب، فقام فصلّى، و قرأ قراءة حسنة، و قال: اللّهمّ أنت المؤمن تحب المؤمن، و أنت المهيمن تحبّ المهيمن، و أنت السلام تحبّ السلام.
ص: 88
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأ أبو القاسم بن البسري، و أبو محمّد بن أبي عثمان، و أبو طاهر القصّاري.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن القصّاري، أنا أبي أبو طاهر.
قالوا: أنا (1) إسماعيل بن الحسن (2) بن عبد اللّه الصرصري، نا أبو عيسى أحمد بن إسحاق بن عبد اللّه الأنماطي - إملاء - نا العباس بن عبد اللّه - يعني - الترقفي، نا محمّد بن كثير، عن أبي المعلّى البيروتي، عن ابن حلبس - و هو يونس - عن أبي إدريس عائذ اللّه قال:
صام أبو موسى الأشعري حتى عاد كأنه خلال، قال: قيل له: يا أبا موسى، لو أجممت نفسك، قال: إجمامها أريد إني رأيت السابق من الخيل المضمّر.
رواها غيره فزاد فيها:
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه الصفار، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن إسماعيل البصري، نا محمّد بن كثير الثقفي، نا أبو المعلّى البيروتي، عن يونس بن حلبس، عن أبي إدريس قال:
صام أبو موسى حتى عاد كأنه خلال، فقيل له: لو أجممت نفسك (3)،فقال: هيهات، إنما يسبق من الخيل المضمّرة.
قال: و ربما خرج من منزله فيقول لا مرأته: شدي رحلك ليس على جهنم معبر.
قلت (4):و هذه الحكاية محفوظة لأبي مسلم الخولاني، و تقدمت في ترجمته.
أنبأ أبو القاسم، أنا أبو بكر، أنا الحافظ ، أنا الصفّار، قال: و نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، نا زيد بن الحباب، نا صالح بن موسى الطلحي، عن أبيه قال:
اجتهد الأشعري قبل موته اجتهادا شديدا، فقيل له: لو أمسكت، و رفقت بنفسك بعض الرفق، فقال: إنّ الخيل إذا أرسلت فقاربت رأس مجراها أخرجت جميع ما عندها، و الذي بقي من أجلي أقل من ذلك، قال: فلم يزل على ذلك حتى مات (5).
ص: 89
أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر، أنا أحمد بن الحسن القاضي، و محمّد بن موسى، قالا: أنا أبو العباس الأصم، نا محمّد بن إسحاق الصّغاني، نا عثمان، نا حمّاد بن سلمة، أنا ثابت، عن أنس بن مالك قال:
خرجنا (1) في سفر، فقال أبو موسى: تعال يا أنس، فلنذكر ربّنا (2) ساعة - قال: و كان الناس يتكلمون بأن هؤلاء يكاد أحدهم يفري الأديم بلسانه فريا (3)-ثم قال: يا أنس ما يثني (4)الناس مثل مظاهر (5) قال: عجلت الدنيا و شهوتها، و الشيطان، قال أبو موسى: لا و اللّه، و لكنت عجّلت الدنيا، و غيّبت (6) الآخرة، أما و اللّه لو عاينوها ما عدلوا و لا ميّلوا.
أخبرنا أبو نصر بن رضوان، و أبو علي بن السّبط ، و أبو غالب بن البنّا، قالوا:، أنا أبو محمّد الجوهري، أنبأ أبو بكر بن مالك، نا بشر بن موسى، نا هوذة بن خليفة، نا الأشعث، عن الحسن (7)،عن أبي موسى قال: ما استويت قائما لغسل منذ أسلمت.
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن (8) البغدادي، أنا المطهّر بن عبد الواحد بن محمّد، أنا أبو عمر عبد اللّه بن محمّد بن أحمد بن عبد الوهّاب، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عمر بن يزيد الزهري، نا عمي عبد الرّحمن بن عمر رستة، نا معاذ بن معاذ، نا ابن عون، عن محمّد قال: قال الأشعري: ما أقمت (9) صلبي في غسل منذ أسلمت.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي (10)،أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (11)،أنا عبد الوهّاب بن عطاء، أنا
ص: 90
سعيد، عن قتادة قال: كان أبو موسى إذا اغتسل في بيت مظلم تحادب (1) و حنى ظهره حتى يأخذه ثوبه و لا ينتصب [قائما].
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا علي بن مسلم (2)،نا أبو داود، نا حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس أن أبا موسى كان له سراويل يلبسه بالليل إذا نام مخافة أن ينكشف.
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن الفضل القطّان، أنا أبو سهل بن زياد القطّان، نا إسحاق بن الحسن الحربي، نا عفّان، نا حمّاد، أنا ثابت، عن أنس أن أبا موسى الأشعري كان يلبس تبّانا (3) ينام فيه مخافة أن تنكشف عورته.
أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد (4) بن عمر، أنا أبو طالب علي بن محمّد بن الفتح، أنبأ أبو الحسين بن سمعون، نا أبو محمّد الصوفي - و هو جعفر الخلدي - نا أحمد بن محمّد الطوسي، نا أحمد بن الحارث (5)،قال: سمعت المأمون يقول: حدّثنا أبو معاوية الضرير عن الأعمش، عن مالك [بن] (6) الحارث قال: قال أبو موسى الأشعري: من كثر صديقه، ركب أرقاب أعدائه.
أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن، أنا جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب، أنا محمّد بن هارون الروياني، نا أبو الربيع خالد بن يوسف السّمتي، نا أبو عوانة، عن عاصم، عن أبي وائل، عن عبد اللّه بن قيس قال:
إن هذه الفتنة فتنة (7) باقرة كوجع البطن لا يدرى أنّى يؤتى، المضطجع (8) فيها خير من القاعد، و القاعد فيها خير من القائم، و القائم خير من الماشي، و الماشي خير من الساعي، كسروا القسيّ ، و قطعوا الأوتار.
أنبأنا أبو علي الحدّاد، ثم أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأ يوسف بن الحسن، قالا: أنا أبو نعيم، نا عبد اللّه بن جعفر بن أحمد بن فارس، نا يونس بن حبيب، نا
ص: 91
أبو داود الطيالسي (1)،نا أبو بكر الهذلي، عن أبي بردة بن (2) أبي موسى، عن أبيه عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«إذا كانت معك أسهم فخذ بنصولها، لا تجرح مسلما أو تخرق ثوبه» قال الأشعري: فهؤلاء يأمروني أن استقبل بها حدق المسلمين[6621].
أخبرنا (3) أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان.
و أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا عقبة بن مكرم الهلالي، نا يونس بن بكير (4)،نا علي بن أبي فاطمة، عن أبي مريم قال: سمعت عمّار بن ياسر يقول:
يا أبا موسى أنشدك اللّه أ لم تسمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار»، و أنا سائلك (5) عن حديث، فإن صدقت و إلا بعثت عليك من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من يقررك به، أنشدك اللّه أ ليس إنما عناك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم [أنت] (6) نفسك فقال:
«إنها ستكون فتنة بين أمّتي، أنت يا أبا موسى فيها نائما خير منك قاعدا، و قاعدا خير منك قائما، و قائما خير منك ماشيا» فخصّك (7) رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم [و لم] (8) يعم الناس، فخرج أبو موسى و لم يرد عليه شيئا[6622].
أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو بكر بن ريذة، أنا سليمان بن أحمد الطبراني، نا عبد الرّحمن بن سلّم الرازي، نا إسماعيل بن موسى السدي، نا جعفر بن علي، عن علي بن عابس، عن عبد العزيز بن سياه، عن حبيب بن أبي ثابت عن سويد بن عقلة قال: سمعت أبا موسى الأشعري يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«يكون في هذه الأمة حكمين صالحين (9)،ضالّ من اتبعهما» فقلت: يا أبا موسى انظر لا تكون أحدهما قال: فو اللّه ما مات حتى رأيته أحدهما[6623].
قال الطبراني: و هذا حديث عندي باطل، لأن جعفر بن علي (10) شيخ مجهول لا يعرف.
ص: 92
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1)،حدّثني ابن (2) نمير، حدّثني أبي عن الأعمش، عن شقيق قال:
كنا مع حذيفة جلوسا، فدخل عبد اللّه و أبو موسى المسجد، فقال أحدهما منافق، ثم قال: إن أشبه الناس هديا و دلاّ و سمتا برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عبد اللّه.
قال: و نا يعقوب، نا محمّد بن عبد اللّه بن عمّار، نا عبد اللّه بن نمير، قال: سمعت الأعمش يقول: حدثناهم بغضب (3) أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم فاتخذوه دينا.
قال: و نا يعقوب، حدّثني أبو سعيد عبد اللّه بن سعيد الأشج قال: سمعت ابن إدريس يقول: كان الأعمش به ديانة، من خشيته.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن معاوية، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (4)،نا أحمد بن الحسين الصوفي، نا محمّد بن علي بن خلف العطّار، نا حسين الأشقر، عن قيس (5)،عن عمران بن ظبيان عن أبي تحيى (6) حكيم (7) قال:
كنت جالسا مع عمّار فجاء أبو موسى فقال: ما لي و لك، قال: أ لست أخاك ؟ قال: ما أدري، إلاّ أني سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يلعنك ليلة الجمل (8) قال: إنّه قد استغفر لي، قال عمّار: قد شهدت اللعن و لم أشهد الاستغفار.
قال ابن عدي: و هذا الحديث يروى من هذا الطريق، و يرويه هذا الشيخ محمّد بن علي [بن خلف، و محمّد بن علي] (9) هذا عنده من هذا الضرب عجائب، و هو منكر الحديث، و البلاء فيه عندي من محمّد بن علي بن خلف.
ص: 93
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، حدّثني علي بن عمر بن عطاء، عن أبيه، عن عكرمة (1) قال:
لما كان يوم الحكمين فحكّم معاوية من قبله عمرو بن العاص قال الأحنف بن قيس لعلي: يا أمير المؤمنين حكم ابن عباس فإنه نحوه، و ابن عبّاس رجل مجرّب، قال علي: فأنا أفعل، فحكم ابن عبّاس، فأتت اليمانية و قالوا: لا، حتى يكون منا رجل، و دعوا إلى أبي موسى الأشعري، فجاء ابن عبّاس إلى علي، فقال: علام تحكّم (2) أبا موسى ؟ فو اللّه لقد عرفت رأيه فينا، فو اللّه ما نصرنا (3) و هو يرجو ما نحن فيه، فتدخله الآن في معاقد الأمر، مع أن أبا موسى ليس بصاحب ذاك، فإذا أبيت (4) أن تجعلني مع عمرو فاجعل الأحنف بن قيس فإنه مجرّب من العرب، و هو قرن لعمرو، فقال علي: فأنا أجعل الأحنف، فأنت اليمانية أيضا، و قالوا: لا يكون فيها إلاّ يمان فلما غلب عليّ جعل أبا موسى.
قال: و نا محمّد بن عمر، نا عيسى بن علقمة، عن داود بن الحصين، عن عكرمة قال:
سمعت ابن عبّاس يقول:
قلت لعلي يوم الحكمين: لا تحكّم الأشعري، فإنّ معه رجلا، حذرا مرسا، قارحا (5)من الرجال، فلزّني (6) إلى جنبه، فإنه لا يحل عقدة إلاّ عقدتها، و لا يعقد عقدة إلاّ حللتها، قال: يا ابن عبّاس، فما أصنع، إنما أوتى من أصحابي، قد ضعفت بينهم، و كلوا في الحرب هذا الأشعث بن قيس يقول: لا يكون فيها مضريّان أبدا حتى يكون أحدهما يمان، قال ابن عبّاس: فعذرته، و عرفت أنه مضطهد و أن أصحابه لا نية لهم.
أخبرنا (7) أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون (8)،أنا أبو العلاء محمّد بن
ص: 94
علي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسّان الغلاّبي، أنا أبي، نا يحيى بن معين، نا ابن نمير (1)،عن الأعمش، قال: أخبرني أبو صالح قال: قال علي: يا أبا موسى، احكم و لو على حزّ عنقي (2).
أنا أبو البركات أيضا، أنا ثابت (3)،أنا أبو العلاء، أنا أبو بكر، أنا الأحوص قال: و نا أبي، نا الحارث بن منصور، نا الحسن (4) بن صالح، عن عبد اللّه بن الحسن (5) قال: قال علي في الحكمين: أحكّمكما (6) على أن تحكما بكتاب اللّه، و كتاب اللّه كله لي، فإن لم تحكما (7) بكتاب اللّه فلا حكومة لكما.
أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي،[أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبي، نا أبو] (8) إسحاق إبراهيم بن الحسين بن علي الكسائي الهمذاني المعروف بابن ديزيل، نا أبو سعيد يحيى بن سليمان الجعفي، حدّثني زيد بن الحباب، نا سليمان بن (9) المغيرة البكري، عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري عن أبيه عن معاوية كتب إليه:
سلام عليك، أما بعد، فإنّ عمرو بن العاص قد بايعني (10) على ما أريد، و أقسم باللّه إن بايعتني (11) على الذي بايعني عليه لأستعملن ابنيك أحدهما على الكوفة و الآخر على البصرة، و لا يغلق دونك باب، و لا تقضى دونك حاجة، و قد كتبت إليك بخط يدي، فاكتب إليّ بخط يدك، قال: فقال لي أبي (12):يا بني، إنّما تعلمت المعجم بعد وفاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال: فكتب إليه كتابا مثل العقارب، فكتب إليه: سلام عليك، أما بعد، فإنك كتبت إليّ في جسيم أمر أمة محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم، فما ذا أقول لربّي عزّ و جل إذا قدمت عليه ؟ ليس لي فيما عرضت من [حاجة، و السّلام عليك.
ص: 95
قال أبو بردة: فلما ولي معاوية أتيته فما أغلق دوني بابا، و ما كانت لي] (1) حاجة إلاّ قضيت.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن كرتيلا، أنا محمّد بن علي الخياط ، أنا أحمد بن عبد اللّه السوسنجردي، أنا أبو جعفر أحمد بن أبي طالب الكاتب،[قال: أخبرني أبي] (2)، أنبأ أبو عمرو محمّد بن مروان بن عمر السعيدي، أنا الحسن (3) بن علي بن سابق مولى بني هاشم عن من أخبره قال: كتب معاوية بن أبي سفيان بعد الحكومة إلى أبي موسى الأشعري و هو يومئذ بمكة (4) عائذ بمكة من عليّ ، و أراد بكتابه إليه أن يضمه إلى الشام:
أما بعد، فلو كانت النية تدفع خطأ لنجا المجتهد، و أعذر الطالب، و لكن الحق لمن قصد له فأصابه ليس لمن عارضه فأخطأه، و قد كان الحكمان إذا حكما على رجل لم يكن له الخيار عليهما، و قد اختار القوم عليك، فاكره منهم ما كرهوا منك، و أقبل إلى الشام، فإنها أوسع لك.
و كتب إليه بهذه الأبيات:
و في الشام أمر واسع و معول *** و عذرك مبسوط و قولك جائز (5)
و إن كنت قد أعطيت عقلا فشبته *** بتركك وجه الحق و الحقّ بارز
و إن كنت أبصرت الهدى فاتبع الهدى *** و إن كنت لم تبصر فإنك عاجز
جمعت بخرق منك خلعي و خلعه *** كما جمع السيرين في الخرز خارز
فأصبحت فيما بيننا متذبذبا *** تهادي (6) بما قد كان منك العجائز (7)
في الكتاب الذي أخبرنا ببعضه أبو بكر اللفتواني، أنبأ أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن
ص: 96
محمّد بن يوة، أنبأ أبو الحسن اللنباني، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، أنا أبو عثمان الأموي، نا عبد اللّه بن سعيد، عن زياد بن عبد اللّه، عن عوانة قال:
قدم أبو موسى على معاوية بعد الجماعة فقال: السلام عليك أيها الأمير و رحمة اللّه، قال: فرحّب به معاوية ثم قال: بايع يا أبا موسى، قال: لنا و علينا، فقبض معاوية يده، و خرج أبو موسى من عنده، و أتى منزله، فأتاه عبد اللّه بن عضاه فدخل عليه منزله فقال: يا أبا موسى إنك و اللّه، ما أنت في زمان أبي بكر و لا زمان عمر، و لا عثمان، فاتّق على نفسك فإني أخاف أن تقتل، و خرج ابن عضاه فقال أبو موسى لأبي بردة: اتبع الرجل فانظر أين يدخل، قال:
فتبعه فدخل ابن عضاه إلى معاوية، فرجع أبو بردة إلى أبي موسى فأخبره، فقال أبو موسى:
معاوية أرسله ثم راح أبو موسى إلى معاوية، فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة اللّه و بركاته ثم قال: ما الذي انكرت من سلامي عليك بالأمس، قد كنا نسلّم على عمر و على عثمان يا أمير المؤمنين، و بالأمير، إذا سلمنا عليك بالإمرة فنحن المؤمنون و أنت أمير المؤمنين، و إن لم نقلها لك، و أما الذي أنكرت من قولي لك: لنا و علينا، لنا أجرها و علينا الوفاء بها، ثم قال: امدد يدك أبا موسى، قد علمت أنك لم تأتنا حتى زمّمتها و خطمتها (1)قال: ثم بايع، فأمر له بعطاء خمس سنين كان حرمه إياها.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأ أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، نا معتمر (3) بن سليمان التيمي قال: قرأت على الفضيل (4) بن ميسرة: في حديث أبي حريز (5) أن أبا بردة حدّثه قال: أوصى أبو موسى حين حضره الموت فقال: إذا انطلقتم بجنازتي فأسرعوا المشي و لا يتبعني مجمّر، و لا تجعلوا في لحدي شيئا يحول بيني و بين التراب، و لا تجعلوا على قبري بناء، و أشهدكم أنّي بريء من كل حالقة و سالقة أو خارقة (6)،قالوا: و سمعت فيه شيء (7)،قال: نعم من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.
ص: 97
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد الحافظ ، أنا أحمد بن عبد الرّحمن الذكواني، أنا أبو بكر بن مردويه، نا محمّد بن الحسين بن علي الدقّاق البغدادي، نا محمّد بن الفضل بن سلمة، نا محمّد بن أبي غالب، نا قيس بن الربيع، عن إبراهيم بن مهاجر، عن إبراهيم النّخعي، عن ثابت بن قيس قال:
أرسل أبو موسى إلى امرأته و هو مريض، فلما أتته بكت، قال: مه، أ لم تعلمي و ليعنك ثابت فيمن تبرأ (1) منه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، إذا أنا متّ فغسّليني (2) و عليّ قميصي، و ليعنك ثابت بن قيس، فإذا فرغت فانزعيه عني أو شقيه قال: فغسلته، و أعنتها عليه. فلما انقضى المأتم سألتها عن قول: أنا بريء ممن برئ منه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قالت: أخبرني أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم برئ من الحالقة و السالقة و الخارقة.
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم الحافظ (3)،نا محمّد بن أحمد [بن محمّد] (4)،نبأ الحسن بن محمّد، نا أبو زرعة، نا عمرو بن خالد، نا عيسى بن يونس، عن عيسى بن سنان، عن الضحاك بن عبد الرّحمن بن عرزب قال:
دعا أبو موسى فتيانه حين حضرته الوفاة قال: اذهبوا فاحفروا و أوسعوا و أعمقوا، فجاءوا فقالوا: قد حفرنا و أوسعنا و أعمقنا، فقال: و اللّه إنها لا حدى المنزلتين، إما ليوسعنّ عليّ قبري حتى تكون كل زاوية منه أربعين ذراعا، ثم ليفتحنّ لي باب إلى الجنّة فلأنظرن إلى أزواجي و منازلي و ما أعدّ اللّه لي من الكرامة (5)،ثم لأكوننّ أهدى إلى منزلي مني اليوم إلى بيتي، ثم ليصيبني من ريحها و روحها حتى أبعث، و إن (6) كانت الأخرى - و نعوذ باللّه منها - ليضيّقنّ عليّ قبري حتى يكون في أضيق من القناة في الزجّ ، ثم ليفتحنّ لي باب من أبواب جهنم فلأنظرنّ إلى سلاسلي و أغلالي و قرنائي، ثم لأكوننّ إلى مقعدي من جهنم أهدى مني اليوم إلى بيتي، لم ليصيبني من سمومها و حميمها حتى أبعث.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، أنا أبو القاسم علي بن محمّد السّلمي، أنا أبو علي أحمد بن عبد الرّحمن بن عثمان، أنا أبو سليمان محمّد بن عبد اللّه بن زبر، أنا أبي،
ص: 98
نا الحسن (1) بن علي بن عفّان، نا أبو أسامة، عن عيسى بن سنان، عن الضحاك بن عبد الرّحمن قال:
لما حضرت أبا موسى الوفاة دعا فتيانه فقال: اذهبوا فاحفروا لي، و أعمقوا - فإنه كان يستحق العمق - قال: فجاء الحفرة فقالوا: قد حفرنا، قال: أجلسوني، فو الذي نفسي بيده إنّها لإحدى منزلتين: إمّا ليوسعنّ قبري حتى تكون كلّ زاوية منه أربعين ذراعا، و ليفتحن لي بابا (2)من أبواب الجنة، فلأنظرنّ إلى منزلي فيها، و إلى أزواجي، و ما أعدّ اللّه لي فيها من النعيم، ثم لأنا أهدى إلى منزلي (3) في الجنّة مني اليوم إلى أهلي، و ليصيبني من روحها و ريحانها حتى أبعث، و إن كانت الأخرى ليضيقنّ عليّ قبري حتى تختلف فيه أضلاعي، حتى يكون أضيق من كذا و كذا، و ليفتحنّ لي باب من أبواب جهنم، فلأنظرنّ إلى مقعدي و إلى ما أعدّ اللّه لي فيها من السلاسل و الأغلال و القرناء (4)،ثم لأنا إلى مقعدي من جهنم لأهدى مني اليوم إلى منزلي، ثم ليصيبني من سمومها و حميمها حتى أبعث.
أخبرنا أبو السعود بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي.
و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنبأ أبي أبو يعلى قال: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن مخلد بن حفص قال: قرأت على علي بن عمرو: حدّثكم الهيثم بن (5) عدي قال: أبو موسى الأشعري سنة ثنتين و أربعين - يعني: مات-.
حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم السّلماسي، أنا نعمة اللّه بن محمّد، نا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، نا محمّد بن حميد (6) بن سليمان، أنا سفيان بن محمّد بن سفيان، حدّثني الحسن (7) بن سفيان، نا محمّد بن علي ابن عمّ روّاد بن الجرّاح - عن محمّد بن إسحاق قال:
سمعت أبا عمر الضرير يقول: توفي أبا موسى سنة اثنتين (8) و أربعين.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري (9)،أنا أبو طاهر المخلّص
ص: 99
-إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد قال: سنة اثنتين (1) و أربعين توفي فيها عبد اللّه بن قيس أبو موسى الأشعري.
أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر البيهقي.
ح (2) و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا أبو نعيم قال: مات أبو موسى الأشعري في سنة أربع و أربعين.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، نا محمّد بن عبيد اللّه بن أبي رجاء بمكة، نا موسى بن هارون، نا عبد اللّه بن برّاد الأشعري قال: توفي أبو موسى الأشعري في ذي الحجة سنة أربع و أربعين. و كان سنّة نيّف (3) و ستين سنة.
قال ابن أبي شيبة: توفي و هو ابن ثلاث و ستين.
قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: قال أبو نعيم و ابن نمير: مات أبو موسى الأشعري في سنة أربع و أربعين، و فيه اختلاف، مات أبو موسى و هو ابن نيّف و ستين سنة.
و ذكر ابن زبر: أن أبا عبد اللّه الهروي أخبره عن إسحاق بن سيّار، عن محمّد بن إسماعيل الترمذي، عن أبي نعيم، و الهروي عن محمّد بن عبد اللّه بن سليمان، عن ابن (4)نمير بذلك.
أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نبأ محمّد بن علي بن حبيش، نا محمّد بن عبدوس بن كامل، نا محمّد بن عبد اللّه بن نمير قال: أبو موسى عبد اللّه بن قيس مات سنة أربع و أربعين.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمّد، أنا
ص: 100
أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شبية قال: قال أبي و عمي أبو بكر: مات أبو موسى الأشعري سنة أربع و أربعين في إمرة معاوية.
أخبرنا أبو (1) الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء محمّد بن علي بن يعقوب، أنا علي بن الحسن بن علي.
ح قال ابن خيرون: و أنا الحسن بن الحسين بن العباس، نا جدي لأبي (2) إسحاق بن محمّد، أنا عبد اللّه بن إسحاق المدائني، نا قعنب بن المحرّر قال: و مات أبو موسى الأشعري سنة أربع و أربعين.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا علي بن أحمد بن محمّد، أنا محمّد بن عبد الرّحمن - إجازة - أنا أبو محمّد السكري، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم قال:- سنة تسع و أربعين - يقال: إنّ أبا موسى الأشعري توفي في هذه السنة بالكوفة.
قرأت على أبي محمّد السّلمي (3)،عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: و قال الهيثم و المدائني: و في هذه السنة - يعني - سنة خمسين مات المغيرة بن شعبة، و أبو موسى الأشعري، و الحكم بن عمرو (4) الغفاري.
و ذكر الواقدي: أن أبا موسى الأشعري مات في سنة اثنتين (5) و خمسين.
و ذكر ابن زبر: أن أباه أخبره عن أحمد بن عبيد بن ناصح عن الهيثم و المدائني.
و قد ذكر لنا عن الهيثم و المدائني خلاف ما حكى ابن زبر عنهما.
أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا محمّد بن علي السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (6) قال: و فيها - يعني: سنة خمسين - مات أبو موسى الأشعري بالكوفة.
أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود المعدّل عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا
ص: 101
سليمان بن أحمد، نا محمّد بن علي المدائني، نا إبراهيم بن سعيد الجوهري عن الواقدي، حدّثني قيس بن الربيع، عن أبي بردة بن عبد اللّه بن أبي بردة بن أبي موسى قال: مات أبو موسى سنة اثنتين (1) و خمسين.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي (2)،أنبأ أبو عمر بن حيّوية، أنبأ أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3)،أنا محمّد بن عمر، نا قيس بن الربيع، عن أبي بردة بن (4) عبد اللّه قال: مات أبو موسى سنة ثنتين و خمسين في خلافة معاوية بن أبي سفيان.
قال (5):و أنا محمّد بن عمر، نبأ خالد بن إلياس، عن أبي بكر بن عبد اللّه بن أبي جهم قال: مات أبو موسى سنة ثنتين و خمسين.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا (6)،نبأ محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، نا خالد بن إلياس، عن أبي بكر بن عبد اللّه بن أبي جهم قال: ليس أبو موسى من مهاجرة الحبشة، و مات سنة اثنتين و خمسين.
قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: و ذكر الواقدي أن أبا موسى الأشعري مات في سنة اثنتين و خمسين.
و ذكر ابن زبر أن أباه أخبره عن إبراهيم بن عبد اللّه عن محمّد بن سعد عنه.
قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، أنا أبو بكر بن بيري، أنبأ محمّد بن الحسين الزعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة قال: و أنا المدائني قال: أبو موسى مات بعد المغيرة سنة ثلاث و خمسين.
ص: 102
ابن عبد مناف بن قصي بن كلاب القرشي المطّلبي (1)
يقال: إنّ له صحبة.
حدّث عن أبيه، و زيد بن خالد الجهني، و عبد اللّه بن عمر.
روى عنه: ابنه المطّلب بن عبد اللّه، و أبو بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم، و إسحاق بن يسار.
و وفد على عبد الملك بن مروان.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنبأ أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي قال: قرأت على عبد الرّحمن: مالك، عن عبد اللّه بن أبي بكر. أن عبد اللّه بن قيس أخبره عن زيد بن خالد الجهني أنه قال: لأرمقنّ الليلة صلاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فتوسدت عتبته - أو فسطاطه (3)-فصلى ركعتين خفيفتين ثم صلّى ركعتين طويلتين، ثم صلّى ركعتين، و هما دون اللتين قبلهما، ثم صلّى ركعتين دون اللتين قبلهما، ثم صلّى ركعتين دون اللتين قبلهما، ثم صلّى ركعتين دون اللتين قبلهما، ثم أوتر، فذلك ثلاث عشرة.
قال: و نا عبد اللّه بن أحمد، قال: و نا مصعب، حدّثني مالك، عن عبد اللّه بن أبي بكر، عن أبيه: أن عبد اللّه بن قيس بن مخرمة أخبره عن زيد بن خالد الجهني، فذكر الحديث.
و لم يذكر عبد الرّحمن في حديث مالك:«عن أبيه»، و الصواب ما روى مصعب «عن أبيه».
و كذا حدّثنا أبو موسى الأنصاري، نا معن، نبأ مالك عن عبد اللّه بن أبي بكر، عن أبيه:
أن عبد اللّه بن قيس بن مخرمة أخبره عن زيد بن خالد الجهني.
ص: 103
و الصواب ما قال مصعب و معن: عن أبيه، و لم يذكر عبد الرّحمن فيه: عن أبيه، وهم فيه.
أخبرناه أبو المظفّر بن القشيري، و أبو محمّد السيدي، قالا: أنا أبو عثمان البحيري، أنا زاهر بن أحمد، أنا إبراهيم بن عبد الصّمد الهاشمي، نا أبو مصعب، نا مالك (1)،عن عبد اللّه بن أبي بكر، عن أبيه: أن عبد اللّه بن قيس بن مخرمة أخبره عن زيد بن خالد الجهني أنه قال:
لأرمقنّ صلاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم الليلة، قال: فتوسدت عتبته أو فسطاطه فقام رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فصلّى ركعتين (2) خفيفتين، ثم صلّى (3) ركعتين طويلتين طويلتين طويلتين، ثم صلّى ركعتين و هما دون اللتين قبلهما، ثم صلّى ركعتين و هما دون اللتين قبلهما، ثم صلّى ركعتين و هما دون اللتين قبلهما (4)،ثم صلّى ركعتين و هما دون اللتين قبلهما، ثم أوتر فذلك ثلاث عشرة ركعة.
و كذا رواه أبو أويس عن عبد اللّه بن أبي بكر عن أبيه إلاّ أنه أسقط منه زيد بن خالد:
أخبرناه أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا إسماعيل بن عبد اللّه بن أبي أويس المدني، و إسماعيل بن أبان الكوفي الورّاق، قالا: نا أبو أويس عن عبد اللّه بن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن عبد اللّه بن قيس بن مخرمة بن المطّلب بن عبد مناف قال:
قلت: لأرمقنّ (5) صلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فصلّى ركعتين ركعتين حتى صلّى ثلاث عشرة بواحدة أوتر بها (6)،قال: كلّ ثنتين صلاهما أقصر من اللتين قبلهما، صنع ذلك حتى فرغ من صلاته، و اضطجع على شقّه الأيمن.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، نا
ص: 104
عبد اللّه بن محمّد، حدّثني أحمد بن زهير، نا ابن أبي أويس، حدّثني أبي، عن عبد اللّه بن محمّد بن عمرو بن حزم (1)،عن أبيه عن عبد اللّه بن قيس بن مخرمة بن المطّلب بن عبد مناف قال:
قلت: لأرمقنّ صلاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فصلّى ركعتين ركعتين، حتى صلّى ثلاث (2)عشرة (3)،واحدة أوتر بها. كل ثنتين صلاهما أقصر من اللتين قبلهما، صنع ذلك حتى فرغ من صلاته، ثم اضطجع على شقّه الأيمن.
قال: كذا حدّثنا به أحمد بن زهير، عن ابن أبي أويس.
و حدّث به مالك في الموطّأ، عن عبد اللّه بن أبي بكر عن أبيه أن عبد اللّه بن قيس بن مخرمة أخبره عن زيد بن خالد الجهني قال: قلت: لأرمقنّ صلاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و ذكر الحديث.
قرأت في كتاب بعض الدمشقيين، أنا أبو محمّد عبد الصّمد بن عبد اللّه بن عبد الصّمد، نا معاوية بن صالح الأشعري، نا محمّد بن سهم، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا عبيد اللّه بن موهب قال:
أول من فرّق بين هاشم و المطّلب في الدعوة عبد الملك بن مروان، قدم عليه عبد اللّه بن قيس بن مخرمة أخو بني عبد المطّلب و قال له عبد الملك: أ قد رضيت يا أبا عبد اللّه أن تدعى لغير أبيك فتجيب ؟ قال: و من يدعوني لغير أبي ؟ قال: أ ليس يدعى ببني هاشم و لا يدعى بنو المطّلب فتجيب، قال: أمر صنعه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فكيف لي بذلك، قال:
سلني، أن أقركم على عريف، فأفعل، فلما أذن للناس من الغد قام عبد اللّه بن قيس فقال: يا أمير المؤمنين، انا أصبحنا ليس لنا عريف، إنما ندعى ببنو هاشم فنجيب، فاجعل لنا عريفا، فكتب له أن تعرفوا على عريف، و يكون ذلك إلى عبد اللّه بن قيس يليها و يولّيها من أحبّ .
أخبرنا أبو الحسين [محمد] بن محمّد الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار قال (4):و كان لقيس بن مخرمة من الولد: عبد اللّه، و محمّد، و عبد الملك، و نساء،
ص: 105
أمّهم درّة بنت عقبة بن رافع (1) بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل الأنصاري، استخلف حجّاج بن يوسف عبد اللّه بن قيس بن مخرمة على المدينة حين استعمله عبد الملك بن مروان على الكوفة و البصرة.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال: كان لقيس بن مخرمة من الولد: عبد اللّه، و محمّد، و عبد الملك، و جمال - امرأة - و أم سلمة، و حميدة، و أمهم درّة بنت عقبة بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل.
قال: و نا محمّد بن سعد (2) قال في الطبقة الرابعة من الصحابة (3):عبد اللّه بن قيس بن مخرمة بن المطّلب بن عبد مناف بن قصي أسلم يوم فتح مكة (4)،هذا وهم من ابن سعد عبد اللّه بن قيس تابعي، لا أعرف له صحبة، و الحديث الذي ذكره وهم فيه أبو أويس فأسقط منه زيد بن خالد الجهني.
و قد رواه مالك عن عبد اللّه بن أبي بكر:
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (5)،قال: عبد اللّه بن قيس بن مخرمة بن المطّلب القرشي عن أبيه، و روى عنه ابنه المطّلب؛ من بني عبد مناف (6)،و هو والد حكيم، هو أخو محمّد بن قيس.
في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلال، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ص: 106
ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (1)قال: عبد اللّه بن قيس بن مخرمة بن المطّلب القرشي، أخو محمّد بن قيس، والد حكيم بن عبد اللّه بن قيس، روى عن أبيه، و روى عنه ابنه المطّلب، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد قال: عبد اللّه بن قيس بن مخرمة بن المطّلب بن عبد مناف يشك في سماعه.
أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد، أنا أبو علي الحسن (2) بن علي، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا يعقوب بن إبراهيم، نا أبي، عن ابن إسحاق، حدّثني أبي إسحاق (3) ابن يسار عن عبد اللّه بن قيس بن مخرمة قال:
أقبلت من مسجد بني عمرو بن عوف - بقباء - على بغلة لي قد صليت فيه، فلقيت عبد اللّه بن عمر ماشيا، فلما رأيته نزلت عن بغلتي ثم قلت: اركب أبي (4) عمر قال: أي ابن أخي، لو أردت أن أركب الدوابّ لوجدتها، و لكني رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يمشي إلى هذا المسجد حتى يأتي فيصلّي فيه، فأنا أحب أن أمشي إليه كما رأيته يمشي، قال: فأبى أن يركب، و مضى على وجهه.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأ أحمد بن عبيد بن بيري، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن الحسين بن محمّد الزعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة قال: قال علي بن محمّد.
فكانت فتنة (5) ابن الزبير تسع سنين فلما كانت الجماعة أيام عبد الملك ولّى الحجاج المدينة فاستقضى عبد اللّه بن قيس بن مخرمة، و عزل الحجاج و قدم يحيى بن الحكم فاستقضى عبد اللّه بن قيس بن مخرمة أقرّه على القضاء.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نبأ
ص: 107
أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (1):ولاها - يعني - المدينة عبد الملك الحجاج بن يوسف سنة ثلاث و سبعين، فاستقضى الحجاج عبد اللّه بن قيس بن مخرمة، فلم يزل قاضيا حتى شخص الحجاج إلى العراق، و استخلف (2) على المدينة يعني يحيى بن الحكم سنة خمس و سبعين، فأقرّ عبد اللّه بن قيس بن مخرمة على القضاء، ثم شخص يحيى بن الحكم عن المدينة سنة ست و سبعين و استخلف على المدينة أبان بن عثمان بن عفان فأقرّه عبد الملك فاستقضى أبان بن عثمان نوفل بن مساحق (3) العامري.
كان من جند الأردن، و كان غزّاء يجتاز بدمشق في غزوة (4).
حكى أبو محمّد عبد اللّه بن سعد القطربلي عن الواقدي قال: قال مشيخة من أهل الشام: كان سفيان بن عوف قد اتّخذ من كل جند من أجناد الشام رجالا أهل فروسية و نجدة و عفاف، و سياسة للحرب، و كانوا عدة له قد عرفهم، و عرفوا به، فسمّى لنا منهم من جند الأردن: سعيد بن حمزة بن مالك الهمداني، و حبيش بن دلجة القيني، و عبد اللّه بن قيس بن مكشوح المرادي، و ذكر غيرهم من بقية الأجناد.
و روى عنه: خالد بن معدان، و يونس بن ميسرة بن حلبس، و يزيد بن قطيب السّكوني، و ضمرة بن حبيب، و أبو بكر بن أبي مريم الغسّاني.
أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، و أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا سويد، نا بقية، عن أبي بكر بن أبي مريم، نا الوليد بن سفيان، عن يزيد بن قطيب، عن أبي بحريّة عن معاذ بن جبل قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«الملحمة العظمى و فتح القسطنطينية، و خروج الدجال في ستة (1)أشهر»[6624].
كذا قال (2).
أخبرتنا (3) أم المجتبى قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نبأ داود بن رشيد، نا الوليد بن مسلم، عن أبي بكر، عن الوليد بن سفيان (4)،عن يزيد بن قطيب السّكوني، عن أبي بحريّة صاحب معاذ بن جبل، عن معاذ بن جبل عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«الملحمة العظمى و فتح القسطنطينية و خروج الدجال في سبعة أشهر»[6625].
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية.
ح و أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الطّيّب عثمان بن عمرو بن محمّد بن المنتاب.
قالا: أنبأ يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن المروزي، أنا عبد العزيز بن أبي عثمان الرازي، نا موسى بن عبيدة الرّبذي، عن عبد اللّه بن أبي سليمان أن أبي بحريّة قال:
قدمت الشام فجئت المسجد، فإذا أنا بحلقة مشيخة، فيهم فتى شاب يحدّثهم قد أنصتوا له، قلت: من هؤلاء؟ قالوا: أصحاب محمّد، قلت: و من الشاب ؟ قالوا: معاذ بن جبل، فرحت إلى المسجد، و كان يهجّر (5)،فجئت (6) و قد قضى سبحته و جلس، فجلست و قلت:
ص: 109
إنّي لأحبك في اللّه، فأخذ بحجزتي (1) فجذبها إليه و قال: آللّه، قلت: آللّه مرتين أو ثلاثا، قال:
سمعنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«وجبت رحمتي - أو قال: محبتي - للذين يتحابون فيّ ، و يتجالسون فيّ ، و يتزاورون فيّ ، و يتباذلون فيّ »[6626].
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه إسحاق بن محمّد بن يوسف بن يعقوب السوسي، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، أنا العباس بن الوليد بن مزيد، أنا أبي.
ح قال: و نبأ محمّد بن عوف، نا أبو المغيرة، و الحديث للعبّاس قالا: نا الأوزاعي، نا حسّان بن عطية قال:
دخل أبو كبشة السّلولي مسجد دمشق، فقام إليه عبد اللّه بن أبي زكريا و مكحول، و أبو بحريّة في أناس قال حسان: فكنت فيمن قام إليه، فحدّثنا قال: سمعت عبد اللّه بن عمرو بن العاص يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«أربعون حسنة أعلاها منيحة العنز لا يعمل رجل بخصلة منها، رجاء ثوابها و تصديق موعودها إلاّ أدخله اللّه بها الجنّة»[6627].
قال حسّان: فذهبنا نعدّ: ردّ السلام، و إماطة الحجر، و نحو ذلك مما دون منيحة (2) العنز فما أجزنا خمسة عشر.
أخبرنا أبو (3) محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا جعفر بن محمّد، نبأ أبو زرعة قال في الطبقة التي تلي أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و هي العليا: أبو بحريّة الكندي، هو عبد اللّه بن قيس، حدّثني دحيم عن الوليد، عن مروان بن جناح، عن يونس بن حلبس، عن أبي بحريّة عبد اللّه بن قيس.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنبأ أبو الفضل بن خيرون.
ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، أنا العباس بن العباس بن محمّد، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي أحمد بن حنبل.
ص: 110
ح و أخبرني أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو نصر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو بكر بن المؤمّل، نا الفضل بن محمّد، نا أحمد بن حنبل.
و قال: و أخبرنا أبو بكر البيهقي.
و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه.
قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا أبو عبد اللّه أحمد بن حنبل قال: أبو بحريّة عبد اللّه بن قيس انتهت رواية أبي المظفر، و زادوا حدّثناه أبو المغيرة، عن أبي بكر بن أبي مريم.
أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نبأ يعقوب بن سفيان (1)،نبأ أبو اليمان، أنا أبو بكر بن أبي مريم قال: أبو بحريّة عبد اللّه بن قيس التراغمي.
قال: و نا يعقوب (2) قال: أبو بحريّة عبد اللّه بن قيس السّكوني.
قال ابن أبي مريم: أبو بحريّة عبد اللّه بن قيس التراغمي.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السقا، نا محمّد بن يعقوب، حدّثنا عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو بحريّة اسمه عبد اللّه بن قيس.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3) قال: في الطبقة الأولى من تابعي أهل الشام: أبو بحريّة الكندي، و اسمه عبد اللّه بن قيس، قال: قدمت الشام على معاذ (4).
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو
ص: 111
الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أبو بكر (1) الشيرازي، أنبأ أبو الحسن (2) المقرئ، نبأ أبو عبد اللّه البخاري (3) قال: عبد اللّه بن قيس أبو بحريّة نسبه أبو بكر بن أبي مريم، يروي عن معاذ، روى عنه: خالد بن معدان.
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو منصور النّهاوندي، أنا أبو العباس النّهاوندي، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل قال: و اسم أبي بحريّة الكندي:
عبد اللّه بن قيس سماه أبو بكر بن أبي مريم: الشامي، و أراه: السّكوني، عن معاذ.
في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلال، أنبأ أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (4)قال: عبد اللّه بن قيس أبو بحريّة السّكوني، روى عن معاذ بن جبل، روى عنه خالد بن معدان، و يزيد بن قطيب السّكوني، و ضمرة بن حبيب، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج قال: أبو بحريّة عبد اللّه بن قيس التراغمي، عن معاذ بن جبل، روى عنه خالد بن معدان.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو بحريّة عبد اللّه بن قيس.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال (5):اسم أبي بحريّة الكندي عبد اللّه بن قيس.
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب (6)،أنا أحمد بن عمير (7)-إجازة-.
ص: 112
ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد، أنبأ أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي (1)،أنا أحمد بن عمير - قراءة-.
قال: سمعت أبا الحسن [بن] (2) سميع يقول في تسمية من روى عن عمر و أبي عبيدة و معاذ بن جبل و بلال ممن أدرك الجاهلية: أبو بحريّة عبد اللّه بن قيس السّكوني حمصي (3).
قرأنا على أبي القاسم بن السّمرقندي، عن أبي طاهر الخطيب، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل بن الفرج المهندس، نا أبو بشر محمّد بن أحمد بن حمّاد الدولابي (4)،حدّثني عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، قال: سمعت أبي يقول: أبو بحريّة عبد اللّه بن قيس التراغمي (5).
قال الدولابي: أبو بحريّة عبد اللّه، شامي.
أخبرنا أبو طالب (6) الحسين بن محمّد - في كتابه - أنا أبو القاسم علي بن المحسّن التنوخي، أنبأ أبو الحسين بن المظفر، نا بكر بن أحمد بن حفص، نا أحمد بن محمّد بن عيسى قال في تسمية أصحاب أبي عبيدة بن الجراح و معاذ بن جبل و الذين حضروا خطبة عمر بالجابية فمنهم: أبو بحريّة عبد اللّه بن قيس التراغمي من أصحاب أبي عبيدة.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم (7) قال: أبو بحريّة عبد اللّه بن قيس التراغمي، و يقال: السّكوني الشامي:
عن عمر بن الخطّاب، و معاذ بن جبل، روى عنه خالد بن معدان، و عبد الملك بن مروان، و يعقوب بن زيد المديني (8).
قرأت على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيوية، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر، نا أبو بكر بن أبي خيثمة قال: سألت يحيى بن معين عن أبي بحريّة قال: اسمه عبد اللّه بن قيس، سكوني، روى عنه أبو بكر بن أبي مريم، و هو شامي ثقة.
ص: 113
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد العتيقي.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالوا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي (1) قال: أبو بحريّة شامي، تابعي، ثقة.
أنبأنا أبو طالب الزّينبي (2)،أنا أبو القاسم التنوخي، أنا أبو الحسين بن المظفر، نا بكر بن أحمد، نا أحمد بن محمّد، نبأ محمّد بن عوف، نا أبو اليمان، نا إسماعيل بن عياش، نا حبيب بن عبد اللّه، عن زيد بن إبراهيم بن هبيرة السّكوني، عن بحريّة بن أبي بحريّة، عن أبيه أبي بحريّة، قال:
عدنا أبا عبيدة بن الجراح بالشام في رهط من أصحابنا، فلما جلسنا إليه قال رجل منا:
أبشر بالأجر من اللّه، يا أبا عبيدة، فقال: أي بني - أو ابن أخي - إنّما الأجر في سبيل اللّه، و لكن المرض يحط الخطايا و الذنوب كما يحط عن الإبل أوثاقها إذا هي جاءت من أرض باينة (3).
أنبأنا أبو بكر الأنصاري، عن أبي محمّد الجوهري، عن [أبي] (4) عمر بن حيوية، أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم، أنبأ الحارث بن أبي أسامة، أنا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر قال: و فيها - يعني - سنة عشرين دخل ميسرة بن مسروق العبسي أرض الروم، فغنم و سلم و كان أول من دخلها، و يقال: أول من دخلها أبو بحريّة الكندي، سنة عشرين.
و حكى أبو محمّد عبد اللّه بن سعد القطربلي عن محمّد بن عمر الواقدي في كتاب «الصوائف» (5):
أن عثمان كتب إلى معاوية أن أغز الصائفة رجلا مأمونا على المسلمين، رفيقا بسياستهم، فعقد لأبي بحريّة عبد اللّه بن قيس الكندي، و كان ناسكا فقيها، يحمل عنه
ص: 114
الحديث، و كان عثماني الهوى، حتى مات في زمن الوليد بن عبد الملك، و كان معاوية و خلفاء بني أمية يعظّمه، و كان فيمن غزا مع عمر (1) بن سعد الصائفة أول صائفة قطعت درب الروم على عهد عمر، فكان ذا غناء و جرأة، فغزا أبو بحريّة بالناس.
قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام الواسطي، عن أبي عمر بن حيوية، أنا محمّد بن القاسم، نا أبو بكر بن أبي خيثمة قال: نا عبد الوهّاب بن نجدة، نا بقية بن الوليد، حدّثني أبو بكر بن أبي مريم، عن يحيى بن جابر، عن أبي بحريّة قال: إذا رأيتموني التفت في الصف، فجئوا (2) في لحيي حتى أستوي.
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن الفتح المصّيصي الجلّي (3)،نا أبو يوسف محمّد بن سفيان بن موسى، نا سعيد بن رحمة بن نعيم قال: سمعت ابن المبارك عن سليمان بن الحجّاج عن شيخ من قريش، عن أبي بكر بن عبد اللّه بن حويطب قال:
كنت جالسا عند عبد اللّه بن عبد الملك إذ دخل شيخ من شيوخ الشام يقال له: أبو بحريّة مجنح (4) بين شابين، فلما رآه عبد الملك (5) قال: مرحبا بأبي بحريّة، فأوسع له بيني و بينه و قال: ما جاء بك يا أبا بحريّة ؟ أ تريد أن نضعك من البعث ؟ قال: لا، لا أريد أن تضعني من البعث، و لكن تقبل مني أحد هذين - يعني: ابنيه - ثم قال: من هذا عندك ؟ قال: هو يخبرك عن نفسه، فقال لي: من أنت ؟ فقلت: أنا أبو بكر بن عبد اللّه بن حويطب، فقال:
مرحبا و أهلا بابن أخي، أما إني في أوّل جيش - أو قال: في أول سرية - دخلت أرض الروم زمن عمر بن الخطّاب، و علينا ابن عمك عبد اللّه بن السعدي، و إنّ جلّ حمولة أقدامنا لبغالنا و إنّ جلّ حمولة أزوادنا لرقابنا و إن جلّ ما في رماحنا القرون، و إنّ جلّ ما مع أميرنا من القرآن المعوذات (6)،و سور من المفصل قصار، و ما نلقى من الناس أحدا (7)،فنظن أنه يقوم لنا، غير أنه يا ابن أخي ليس فينا غدر، و لا كذب، و لا خيانة، و لا غلول.
ص: 115
أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمّد، أنا أبو القاسم التنوخي، أنا محمّد بن المظفر، نا بكر بن أحمد بن حفص، نا أحمد بن محمد بن عيسى البغدادي، قال: و هذا دليل على أن أبا بحريّة عاش إلى خلافة عبد الملك بن مروان و ليس له ذكر بعد (1).
أخبرناه عمي أنا الزينبي - قراءة - فذكره.
3465 - عبد اللّه بن قيس الهمداني الحمصيّ (2)
روى عن عمر، و أبي عبيدة، و معاذ بن جبل.
و شهد عمر بالجابية.
روى عنه: تميم بن عطية (3) العنسي (4)،و أظنّه الذي كان على بعض كراديس اليرموك.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو الحسن علي بن محمّد الطبراني، أنا عبد الجبّار بن محمّد بن مهنّى الخولاني (5)،نا الحسن (6) بن حبيب، نا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو، نا هشام (7) بن عمّار، عن الوليد بن مسلم، عن تميم بن عطية، [قال] حدّثني عبد اللّه بن قيس الهمداني قال:
كنت فيمن تلقّى عمر بن الخطّاب مقدمه الشام و الجابية، نريد قسم ما فتحنا من الأرضين، قال: فتلقيناه خلف أذرعات (8) مع أبي عبيدة بن الجرّاح قال: فبينما هو يساير أبا عبيدة إذ لقيه المقلّسون (9) من أهل أذرعات، فأنكرهم عمر و أمر بردّهم، فقال أبو عبيدة: إنّها بيعة الأعاجم، فإنك إن تمنعهم من هذا يرون (10) أن في نفسك نقضا لعهدهم، فقال عمر:
ص: 116
دعوهم. عمر و آل عمر في طاعة أبي عبيدة، قال: ثم مضى حتى نزل الجابية، فذكر عمر قسم الأرضين، فأشار عليه معاذ بن جبل بإيقافها. فأجابه عمر إلى إيقافها.
أنبأ أبو علي محمّد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان.
[ثم] (1) أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، قالا: أنا أبو علي بن شاذان، أنا عبد اللّه بن إسحاق بن إبراهيم البغوي.
ح قال: و أنا طراد بن محمّد، أنا أحمد بن علي بن الحسين، أنا حامد بن محمّد، قالا:
أنا علي بن عبد العزيز، نا أبو عبيد، حدّثني هشام بن عمّار، عن الوليد بن مسلم، حدّثني تميم بن (2) عطية، قال: سمعت عبد اللّه بن قيس - أو ابن أبي قيس - يقول: كنت فيمن تلقّى عمر مع أبي عبيدة مقدمه الشام، فبينما عمر يسير إذ لقيه المقلّسون من أهل أذرعات بالسيوف و الريحان، فقال عمر: مه ردّوهم، أو امنعوهم، فقال أبو عبيدة: يا أمير المؤمنين، هذه سنة العجم - أو كلمة نحوها - و إنك إن [منعتهم] (3) منها يروا أنّ في نفسك نقضا لعهدهم فقال عمر: دعوهم. عمر، و آل عمر في طاعة أبي عبيدة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر الذّهبي، نا أحمد بن عبد اللّه بن سعيد، نا السري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نبأ سيف بن عمر قال: و كان عبد اللّه بن قيس على كردوس - يعني - يوم اليرموك.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد العتيقي.
و أخبرنا أبو (4) عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالوا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي (5) قال:
عبد اللّه بن قيس الهمداني، شامي، تابعي، ثقة.
في نسخة ما شافهني (6) به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ص: 117
ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (1)قال: عبد اللّه بن قيس الهمداني الحمصيّ ، روى عن[... روى عنه تميم] (2) بن عطية، سألت أبي عنه فقال: هو صالح.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو القاسم البجلي، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في الطبقة التي تلي أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و هي العليا:
عبد اللّه بن قيس الهمداني، روى عن عمر، و أبي عبيدة، و معاذ.
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب (3)،أنا أحمد بن عمير (4)-إجازة-.
ح أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهّاب، أنا أحمد - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن (5) بن سميع يقول في الطبقة الأولى: عبد اللّه بن قيس الهمداني قال: كنت فيمن تلقى عمر بن الخطّاب.
ولاّه معاوية غزو البحر، و ركب من ساحل دمشق.
و ذكر الواقدي أن أبا قيس بن خالد بن مخلد كان عقبيا بدريا، و أنه من بني زريق، و أن غزوته سعلته (6) كانت سنة ثلاث و خمسين.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (7)،حدّثني أبي، نا حسين (8) بن موسى، نا عبد اللّه بن لهيعة، حدّثني حيي (9) بن عبد اللّه المعافري، عن أبي عبد الرّحمن الحبلي، قال:
ص: 118
كنا في البحر و علينا عبد اللّه بن قيس الفزاري، و معنا أبو أيوب الأنصاري، فمرّ بصاحب المقاسم و قد أقاموا السبي، فإذا بامرأة تبكي، فقال: ما شأن هذه ؟ قالوا: فرقوا بينها و بين ولدها، قال: فأخذ بيد ولدها حتى وضعه في يدها، فانطلق صاحب المقاسم إلى عبد اللّه بن قيس فأخبره فأرسل إلى أبي أيوب: ما حملك على ما صنعت ؟ فقال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«من فرّق بين والدة و ولدها، فرّق اللّه بينه و بين الأحبّة يوم القيامة»[6628].
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم البسري، نا محمّد بن عائذ، نا الوليد، حدّثني إسماعيل بن عياش، عن صفوان بن عمرو (1) قال: غزى غازية السفن إلى القسطنطينية عبد اللّه بن قيس بالمحرّقات (2).
و عن صفوان بن عمرو: أن عبد اللّه بن قيس لقي في مسيره إلى القسطنطينية بمحرّقاته محرقات الروم على الخليج، فاقتتلوا قتالا شديدا، فهزمت محرّقات المسلمين محرّقات الروم، و جاءوا بالأسارى من الروم، فضرب أعناقهم يزيد بن معاوية، و الروم تنظر إليهم، قال صفوان: فلذلك يقول زياد بن قطران الهوزني:
هل أتاك أمير المؤمنين مصفنا (3) *** يوم المدينة يوم ذات النار
صبرا تعادي صفهم بكتيبة *** خشناء (4) كل عشية و بكار
جاءوا بشبه الفيل كوم صدرها *** تكويم قصر مشرف الإجّار (5)
سوداء بل سحماء غيّر لونها *** قعساء قد تعيا على البحّار
فترمدت (6) و اجلولذت (7) قترى لنا *** شبه الجنون لشارب المصطار (8)
ص: 119
قال: و نا ابن عائذ قال: قال مروان عن رشدين (1) بن سعد عن الحسن (2) بن ثوبان قال: قال يزيد: ففتح عبد اللّه بن قيس الفزاري سقلية في خلافة معاوية، فكانت غنائمهم يومئذ مائتا دينار و أوقية تبر، و قمقم صفر.
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.
ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأ أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، قالا: أنبأ محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا ابن بكير (3) و أبو الطاهر، قالا:
أنا ابن وهب عن (4) ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب: أن عبد اللّه بن قيس الفزاري فتح سقلية في خلافة معاوية بن أبي سفيان.
قال: و نا يعقوب: نا ابن بكير، قال: قال الليث: في سنة ست و خمسين غزوة عابس بن سعيد، و مالك بن عبد اللّه الخثعمي، و ذلك بعد قتل عبد اللّه بن قيس.
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، أنا أحمد (5) بن محمود، أنا أحمد (6) بن إبراهيم، أنا محمّد بن جعفر، نا (7) عبيد اللّه بن سعد الزهري، عن (8) أبي إسحاق في سنة سبع و خمسين.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (9):و فيها - يعني - سنة سبع و خمسين شتا عبد اللّه بن قيس بأرض - و قال أبو غالب: أرض - الروم.
أخبرنا أبو محمّد السّلمي، نا أبو بكر الخطيب.
ح و أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا محمّد بن الحسين، أنا
ص: 120
عبد اللّه، نا يعقوب قال: قال الليث: و في سنة ثلاث و خمسين غزوة ابن قيس سقلية.
و في سنة خمس و خمسين غزوة ابن قيس، و عوام، فسباهم ببصلة (1) و في سنة ست و خمسين غزوة عابس بن سعيد، و مالك بن عبد اللّه الخثعمي، اصطاذنة بعد قتل عبد اللّه بن قيس و كريب بن مسلم بافريقية.
من أهل دمشق، له ذكر في كتاب أبي الحسين بن أبي العجائز.
أبو الأسود النصري (2)
و يقال: عبد اللّه بن أبي موسى مولى عطية بن عفيف (3)
روى عن عائشة، و ابن الزّبير، و أبي الدّرداء، و أبي ذرّ. و روى عنه: عن عمر.
و روى عنه: معاوية بن صالح، و محمّد بن زياد الألهاني، و عيسى بن راشد بن أبي رزين، و أبو ضمرة محمّد بن سليمان، و عتبة بن ضمرة بن حبيب، و يزيد بن خمير، و هو الذي روى عنه أنه سمّاه عبد اللّه بن أبي موسى، و راشد بن سعد، و سمّاه عبد اللّه بن قيس، و كنّاه. و قيل: إنه دمشقي، و الأظهر أنه حمصي لرواية أهل حمص عنه.
أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد، و أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو العباس بن قتيبة، نا حرملة، نا ابن وهب، حدّثني معاوية بن صالح أن عبد اللّه بن أبي قيس حدّثه أنه سمع عائشة زوج النبي صلّى اللّه عليه و سلّم تقول: كان أحب الشهور إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أن يصومه شعبان، ثم يصله برمضان.
أنبأنا أبو علي الحدّاد، و أخبرني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، أنا سليمان بن أحمد، نا القاسم بن الليث أبو (4) صالح الراسي، نا موسى بن مروان
ص: 121
الرّقّي، نا يحيى بن سعيد العطّار، نبأ حريز (1) بن عثمان، عن راشد بن سعد، عن أبي الأسود عبد اللّه بن أبي قيس:
أن عطية بن عازب أرسله إلى أم المؤمنين عائشة يسألها عن ثلاث خصال، و قرأ (2) عليها السلام من عطية و أهدى هدية، فقالت: ابن عفيف ؟ قال: نعم، أمرني أن أسألك عن وصال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، فقالت: كان يصوم يوما و ليلة، و أ لها عن صيامه فقالت: كان يصل شعبان برمضان، و سألها عن ركعتين بعد العصر، فنهت عنهما.
أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا علي بن محمّد بن أحمد بن نصر بن لؤلؤ، نبأ زكريا بن يحيى بن عبد الرّحمن الساجي، نبأ أبو الربيع العتكي، نا إسماعيل بن عياش، عن محمّد بن زياد الألهاني، عن أبي الأسود عبد اللّه بن (3) أبي قيس قال:
سألت عائشة عن ذرّية المؤمنين، و ذرّية المشركين، و عن ركعتي العصر، فقالت:
سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عن ذلك فقال:«ذرّية المؤمنين مع آبائهم» قال: قلت: بلا عمل ؟ قال:
«اللّه أعلم بما كانوا عاملين»، قلت: ذرّية المشركين ؟ قال:«مع آبائهم»، قلت: بلا عمل ؟ قال:«اللّه أعلم بما كانوا عاملين». و أما ركعتي (4) العصر فإن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم شغلوه تن ركعتين كان يصليهما قبل العصر فركعهما بعد العصر، و كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ينهى عن الوصال.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، و أبو العزّ بن كادش، و أبو علي بن السّبط ، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن فارس البزّاز - قراءة عليه و أنا حاضر أسمع، نا عبد اللّه بن منيع، حدّثني سويد بن سعيد، نا بقية، عن محمّد بن زياد قال: سمعت عبد اللّه بن أبي قيس يقول: سمعت عائشة تقول: نهى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عن الوصال في الصيام.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، و أبو محمّد بن أبي نصر، و أبو نصر بن الجندي، و أبو بكر القطّان، و أبو القاسم بن أبي العقب، قالوا: أنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو زرعة، نا يحيى بن صالح، نا محمّد بن سليمان أبو ضمرة، نا عبد اللّه بن أبي قيس قال:
ص: 122
خرجت مع عفيف (1) بن الحارث نريد بيت المقدس، فلما أتينا دمشق قال غضيف: لو انطلقنا إلى أبي الدّرداء فسلمنا عليه، فقال لغضيف أين تريد؟ قال: نؤم بيت المقدس، قال أبو الدّرداء: هذا مسجد فصلّ (2) فيه، قال: إنّي قد تجهّزت و حملت عيالي، فقال أبو الدّرداء: إن كنت لا بدّ فاعلا فلا تزد على صلاة يوم و ليلة، و الق أبا ذرّ فقل له: إن أبا الدّرداء أخاك يقرؤك السلام، و يقول لك: اتّق اللّه، و خف الناس، قال: فلما أتينا بيت المقدس لقينا أبا ذرّ قائما يصلّي، و إذا قيامه قريب من ركوعه و ركوعه قريب من سجوده، فجلسنا حتى فرغ من صلاته، سلّمنا عليه فقلنا له: إن أخاك أبا الدّرداء يقرئك السلام و يقول: اتّق اللّه و خف الناس، فقال:
رحم اللّه أبا الدّرداء، إن كنا قد سمعنا فقد سمع، و إن كنا قد جالسنا فقد جالس، أ و ما علم أنّي بايعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ألاّ أخاف في اللّه لومة لائم.
و من روايته عن عمر:
ما أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، أنا أبو الحسن الربعي، نا أبو العباس أحمد بن عتبة بن مكين، أنا أبو سعيد محمّد بن أحمد بن عبيد بن فياض، نا أبو القاسم نصر بن محمّد بن سليمان بن أبي ضمرة، قال: حدّثني أبي أبو ضمرة قال: حدّثني عبد اللّه بن أبي قيس قال:
رأيت عمر يطوف بالكعبة و يقبّل الحجر، و يقول: و اللّه إنّي لأعلم أنك حجر لا تضر و لا تنفع، و لو لا أنّي رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قبّلك ما قبّلتك.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد:
و محمّد بن الحسن - قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (3):عبد اللّه بن أبي قيس الشامي، سمع (4) عائشة، سمع منه معاوية بن صالح، و قال شعبة عن يزيد بن خمير (5) عن عبد اللّه بن أبي موسى، و قال بعضهم عبد اللّه بن قيس و لا يصح.
ص: 123
و ذكر البخاري غير هذا.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نبأ عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي قال: عبد اللّه بن أبي موسى هو خطأ (1)،أخطأ شعبة هو عبد اللّه بن أبي قيس.
في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (2)قال: عبد اللّه بن أبي قيس أبو الأسود الشامي، مولى عطية بن عفيف، و يقال: عبد اللّه بن أبي موسى، قال شعبة عن يزيد بن خمير عنه، و الصحيح عبد اللّه بن أبي قيس، روى عن عائشة، روى عنه معاوية بن صالح، و محمّد بن زياد الألهاني، و يزيد بن خمير، و عتبة بن ضمرة، و عيسى بن راشد بن أبي رزين، و أبو ضمرة محمّد بن سليمان النصري (3)،سمعت أبي يقول ذلك، سألت أبي عنه فقال: صالح الحديث.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنبأ أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو الأسود عبد اللّه بن أبي قيس، سمع عائشة، روى عنه معاوية بن صالح، و محمّد بن زياد.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو الأسود عبد اللّه بن أبي قيس، شامي، ثقة.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في الطبقة التي تلي أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و هي العليا: عبد اللّه بن أبي قيس مولى ابن عازب بن عفيف النصري، حمصي.
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب (4)،أنا أحمد بن عمير - إجازة-.
ص: 124
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الثالثة: و عبد اللّه بن أبي قيس الهمداني، دمشقي.
أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمّد و أخبرنا عمي، أنا أبو طالب - قراءة - أنا أبو القاسم علي بن المحسّن، أنا محمّد بن المظفّر، أنا بكر بن أحمد بن حفص، نا أحمد بن محمّد بن عيسى، قال: و أبو الأسود عبد اللّه بن أبي قيس مولى عطية بن عازب بن عفيف النصري، حدّث عن أبي ذرّ، و عن علي بن أبي طالب.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأ أبو أحمد الحاكم (1) قال: أبو الأسود عبد اللّه بن أبي قيس، و يقال: عبد اللّه بن أبي موسى، و يقال: عبد اللّه بن قيس مولى عطية بن عازب الشامي، سمع عائشة أم المؤمنين، و مولاه عطية بن عازب، روى عنه راشد بن سعد الحبراني، و أبو سفيان محمّد بن زياد الألهاني.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيوري، أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن (2)،و أحمد بن محمّد العتيقي.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأ ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالوا: أنا الوليد بن بكر، أنبأ علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد بن صالح، حدّثني أبي (3)قال: عبد اللّه بن أبي قيس شامي، تابعي، ثقة.
ص: 125
ابن ذباب بن مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان
ابن ثعلبة بن بهثة بن سليم (1)
ابن عكرمة بن خصفة السلمي
شاعر، شهد وقعة مرج الصّفّر في خلافة أبي بكر الصّدّيق.
و ذكره أبو عبيد القاسم بن سلاّم في كتاب النسب.
قرأت على أبي الفتوح أسامة بن محمّد بن زيد العلوي، عن محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمر، عن أبي عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى المرزباني (2)،قال: عبد اللّه بن كامل بن حبيب بن عمرة بن ذباب بن مرّة بن هلال بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم، مخضرم (3) يقول بمرج الصّفّر:
شهدت قبائل مالك و تغيّبت *** عنّي (4) عميرة يوم مرج الصّفّر
قال أبو عبيدة: يعني عميرة (5) بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة و هم رهطه، و رهط مالك بن بشر (6) أيضا.
ص: 126
ذكر الواقدي فيما حكاه عبد اللّه بن سعد القطربلي عنه أنه من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و أنه شهد فتح قبرس مع معاوية بن أبي سفيان سنة ثلاث و ثلاثين، و لم أجد ذكره في غير هذا الكتاب.
و كان خروج معاوية بالجيش إلى قبرس من دمشق.
3471 - عبد اللّه بن كثير القارئ الطويل (1)
إمام جامع دمشق.
روى عن الأوزاعي، و سعيد بن عبد العزيز، و زهير بن محمّد، و شيبان بن عبد الرّحمن، و أبي رافع إسماعيل (2) بن رافع الأنصاري، و عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر.
روى عنه: سليمان بن عبد الرّحمن، و العباس بن الوليد الخلاّل، و هشام بن عمّار، و بشير (3) بن عبد الوهّاب، و محمود بن خالد، و صفوان بن صالح.
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا خيثمة بن سليمان، نا عبد الرّحمن بن عبد الحميد.
و أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، و عبد الكريم بن حمزة، قالا: نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، قالا: و أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم، قالا: حدّثنا عبد الرّحمن بن إسحاق - و هو ابن عبد الحميد - نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا عبد اللّه بن كثير القارئ، عن سعيد بن عبد العزيز بن أحمد (4)،عن الزهري، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود أن ابن عباس (5) أخبره أن سعد بن عبادة الأنصاري استفتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في نذر كان على أمه فهلكت قبل أن تقضيه، فأمره أن يقضي (6) عنها.
و اللفظ لمحمّد بن إبراهيم.
ص: 127
و مما وقع لي عاليا من حديثه:
ما أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا منصور بن الحسين، و أحمد بن محمود، قالا: أنا أبو بكر [بن] المقرئ، نا محمّد بن خريم، نا هشام بن عمّار أبو الوليد، نا عبد اللّه بن كثير القارئ، نا شيبان، عن منصور، عن إبراهيم قال: اَلَّذِينَ هُمْ عَلىٰ صَلاٰتِهِمْ دٰائِمُونَ (1) قال: هي الصلاة المكتوبة.
في نسخة ما شافهني (2) به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (3) قال: عبد اللّه بن كثير الطويل القارئ الدمشقي، روى عن الأوزاعي، و زهير بن محمّد، روى عنه: سليمان بن عبد الرّحمن ابن بنت شرحبيل، و العبّاس بن الوليد الخلاّل (4)الدمشقي، سئل أبو زرعة عنه فقال: دمشقي، لا بأس به.
قرأت بخط أبي الحسن نجاء بن أحمد، و ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرّازي قال:
و عبد اللّه بن كثير القارئ روى عنه سليمان بن عبد الرّحمن، و هشام بن عمّار و غيرهما، و كان عبد اللّه مقرئ أهل دمشق و إمامهم (5).
أنبأنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنبأ جدي أبو عبد اللّه، أنا أبو علي الأهوازي، نا عبد الوهّاب بن عبد اللّه المرّي (6)،أنا محمّد بن سليمان الربعي، نا محمّد بن الفيض الغسّاني، قال: سمعت أبي يقول: صلّى بنا عبد اللّه بن كثير القارئ فقرأ: و إذ قال إبراهام (7) لأبيه (8) فبعث إليه نصر بن حمزة - و كان الوالي بدمشق - فخفقه بالدرّة خفقات، و نحّاه عن الصلاة (9).
ص: 128
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز الكتّاني - لفظا - أنا عبيد اللّه بن محمّد بن أبي مسلم الفرضي - إجازة - أنا جعفر بن محمّد بن نصير الخوّاص، نا أحمد بن محمّد مسروق، نا إبراهيم بن الجنيد الختّلي، نا هشام بن عمّار قال: وقع بين عبد اللّه بن كثير و بين ثابت بن عبيد كلام، فكتب إليه ثابت بن عبيد (1):
حلفت أن لا أزور بيتك أي *** اما بأسمائها مدى الأبد
فلست آتيك في الخميس و لا ال *** جمعة و السبت، لا و لا الأحد
و لا في الاثنين و الثلاثا و لا الم *** ستقبل الأربعاء ذي النّكد
فإنّ أجد غيرها أزرك به *** و لا أراها تزيد في العدد
هو عبد اللّه بن أوفى، تقدّم ذكره.
ص: 129
أبو عامر الهوزني الحمصيّ (1)
شهد خطبة عمر بالجابية.
و حجّ مع معاوية، و اجتاز بدمشق.
و حدّث عن بلال، و معاوية، و عبد اللّه بن قرط ، و المقدام بن معدي كرب، و حبيب بن مسلمة الفهري.
روى عنه: أبو سلاّم الأسود، و أزهر بن عبد اللّه الحرازي، و راشد بن سعد المقرائي، و حيوة بن عمرو الرحبي، و عبد (2) الرّحمن و ابنه اليمان بن عبد اللّه بن أبي عوف (3).
أخبرنا أبو الحسن (4) علي بن أحمد بن منصور الفقيه، أنا أبي أبو العباس الفقيه، أنا أبو محمّد بن أبي نصر.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو القاسم البجلي، و أبو محمّد بن أبي نصر، و أبو نصر بن الجندي، و أبو بكر القطّان، و أبو القاسم عبد الرّحمن بن الحسين، قالوا: أنبأ أبو القاسم بن أبي العقب، نا أبو زرعة، نا أبو اليمان
ص: 130
الحكم بن نافع، نا صفوان بن عمرو السكسكي، عن الأزهر بن عبد اللّه، عن أبي عامر عبد اللّه بن لحيّ الهوزني قال:
حججت مع معاوية بن أبي سفيان فلما قدمنا مكة أخبر بقاصّ (1) على أهل مكة، مولى لبني (2) مخزوم، فأرسل إليه معاوية فقال: أمرت بالقصص ؟ قال: لا، قال: فما حملك على أن تقصّ بغير إذن ؟ قال: تيسّر (3) مما علمناه اللّه عزّ و جل، فقال معاوية: لو كنت قدت (4)عليك قبل مرّتي هذه لقطعت منك طابقا. ثم قال حين صلى صلاة الظهر: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:
«إنّ أهل الكتابين افترقوا في دينهم على ثنتين و سبعين ملة، و إنّ هذه الأمة ستفترق على ثلاث و سبعين ملّة كلها في النار إلاّ واحدة و هي الجماعة»، و قال:«إنّه سيخرج من أمّتي أقوام تتجارى (5) بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه فلا يبقى عرق، و لا مفصل إلاّ دخله، و اللّه يا معشر العرب لئن لم تقوموا بما جاء به نبيكم محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم لغيركم من الناس أحرى أن لا يقوم به»[6629].
أخبرناه عاليا مختصرا أبو علي الحسن (6) بن أحمد - في كتابه - و حدّثني عنه أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نبأ سليمان بن أحمد (7)،نبأ أبو زرعة الدمشقي، نا أبو اليمان الحكم بن نافع، نا صفوان بن عمرو، عن الأزهر بن عبد اللّه [عن أبي عامر الهوزني عبد اللّه] (8) بن لحيّ عن معاوية بن أبي سفيان قال:
سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«إن أهل الكتاب افترقوا في دينهم على ثنتين و سبعين ملة (9)-يعني: الأهواء - كلها في النار إلاّ واحدة و هي الجماعة، و إنّه سيخرج في أمّتي أقوام تتجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه لا يبقى منه عرق و لا مفصل إلاّ دخله»، و اللّه يا
ص: 131
معشر العرب لئن لم تقوموا بما كان عليه نبيّكم فغيركم من الناس أحرى أن يقوموا به[6630].
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الفضل بن البقّال.
أخبرني أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق قال: سمعت أبا عبد اللّه يقول: أبو عامر الهوزني عبد اللّه بن لحيّ ، و ابنه عامر كنيته أبو اليمان.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الفضل الباقلاني.
ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار، قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، أنا العباس بن محمّد، أنبأ صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال: أبو عامر الهوزني هو عبد اللّه بن لحيّ ، و ابنه عامر بن عبد اللّه بن لحيّ كنيته أبو اليمان الهوزني.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن (1) بن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: و اسم أبي عامر الهوزني عبد اللّه بن لحيّ .
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا محمّد بن الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن الحسين بن زنبيل، نبأ عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن بن الخليل، نا محمّد بن إسماعيل، قال:
اسم أبي عامر الهوزني (2) عبد اللّه بن لحيّ ، و يقال: بن يحيى الشامي، سمع بلالا و معاوية، روى عنه أبو سلاّم الأسود، و أزهر بن عبد اللّه، و له ابن يقال له: أبو اليمان عامر بن عبد اللّه الهوزني (3)،سمع منه صفوان بن عمرو (4)،و قد كنّاه أيضا صفوان.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل [بن] ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن
ص: 132
إسماعيل قال (1):عبد اللّه بن لحيّ أبو عامر الشامي الهوزني، سمع بلالا و معاوية، روى صفوان بن عمرو عن أزهر بن عبد اللّه، و روى عنه أبو سلاّم الأسود، و يقال: ابن يحيى (2).
في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنبأ أبو محمّد بن أبي حاتم (3)قال: عبد اللّه بن لحيّ أبو عامر الهوزني شامي، والد أبي اليمان الهوزني، يروي عن بلال مؤذّن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و المقدام بن معدي كرب، و عبد اللّه بن قرط ، و معاوية، روى عنه أزهر بن عبد اللّه الحرازي، و أبو سلاّم الأسود، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو عامر عبد اللّه بن لحيّ الهوزني عن عبد اللّه بن قرط ، روى عنه أزهر بن عبد اللّه.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (4)،قال: أبو عامر الهوزني (5) عبد اللّه بن لحيّ .
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عامر عبد اللّه بن لحيّ الهوزني، شامي.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا جعفر بن محمّد، نبأ أبو زرعة قال في الطبقة التي تلي أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و هي العليا: أبو عامر الهوزني، هو عبد اللّه بن لحيّ من أصحاب أبي عبيدة بن الجرّاح (6).
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب (7)،أنا أحمد بن عمير - إجازة-.
ص: 133
ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنبأ أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير (1)-قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في تسمية من روى عن عمر، و أبي عبيدة، و معاذ، و بلال ممن أدرك الجاهلية: أبو عامر الهوزني عبد اللّه بن لحيّ ، حمصي، حميري (2).
قرأنا على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي طاهر الخطيب، أنا هبة اللّه بن إبراهيم، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي (3)،قال: أبو عامر عبد اللّه بن لحيّ (4) الهوزني.
أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمّد الزينبي.
و أخبرنا (5) عمي، أنا الزينبي - قراءة - أنبأ أبو القاسم علي بن المحسّن، أنا محمّد بن المظفّر، أنبأ بكر بن أحمد بن حفص، نا أحمد بن محمّد البغدادي قال في تسمية أصحاب أبي عبيدة بن الجرّاح، و معاذ بن جبل، و الذين حضروا خطبة عمر بالجابية، فمنهم أبو عامر الهوزني عبد اللّه بن لحيّ ، لقي أبا عبيدة، و بلالا.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو عامر عبد اللّه بن لحيّ الهوزني الشامي، سمع أبا عبد اللّه بلال بن رباح التميمي، و أبا عبد الرّحمن معاوية بن أبي سفيان، روى عنه: راشد بن سعد، و أزهر بن عبد اللّه الحرازي، و يقال: روى عنه أبو سلاّم ممطور الباهلي، و يقال: ابن يحيى، كنّاه لنا محمّد: نا محمّد.
أنبأنا أبو المظفّر بن القشيري، عن أبي سعيد محمّد بن علي بن محمّد الخشّاب، أنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال: قال أنا أبو الحسن الدار قطني أبو عمران (6) الهوزني، اسمه عبد اللّه بن لحيّ .
أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين بن عبد اللّه، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن غالب، قال: سمعت أبا الحسن الدار قطني يقول: أبو عامر الهوزني هو عبد اللّه بن لحيّ حمصي، لا بأس به، هو ابن لحيّ .
ص: 134
أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو صادق الأصبهاني، أنا أحمد بن محمّد بن زنجويه، أنا أبو أحمد العسكري قال: و أما لحيّ أول الاسم لام مضمومة و الحاء غير معجمة، فمنهم:
عبد اللّه بن لحيّ أبو عامر الهوزني، شامي، والد أبي اليمان، هو عامر بن عبد اللّه بن لحيّ ، روى عن أبي أمامة، و روى عبد اللّه بن لحيّ عن بلال مؤذّن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و المقدام بن معدي كرب، و عبد اللّه بن قرط ، و معاوية، روى عنه إبراهيم بن عبد اللّه الحرازي.
كذا قال، و الصواب أزهر (1).
قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر الحافظ قال (2):و أما لحيّ أوله لام بعدها حاء مهملة، فهو عبد اللّه بن لحيّ أبو عامر الهوزني، الشامي، سمع بلال بن رباح، و معاوية بن أبي سفيان، و عبد اللّه بن قرط ، روى عنه راشد بن سعد، و أزهر بن عبد اللّه.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو (3) عبد اللّه الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن - زاد الأنماطي: عن ابن الطّيّوري: و أحمد بن محمّد العتيقي قالوا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال (4):أبو عامر (5) عبد اللّه بن لحيّ ، شامي، تابعي، ثقة، من كبار التابعين.
قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، أنا محمّد بن عبد اللّه بن خميرويه، نا الحسين بن إدريس، نا محمّد بن عبد اللّه بن عمّار الموصلي قال: ابن لحيّ ثقة.
في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (6)قال: سمعت أبا زرعة يقول: أبو عامر الهوزني لا بأس به.
ص: 135
أبو عبد الرّحمن - و يقال: أبو النضر - الحضرمي المصري الفقيه (1)
حدّث عن عبد الرّحمن بن هرمز الأعرج، و أبي يونس مولى أبي هريرة، و أبي الزّبير المكّي، و محمّد بن زيد بن مهاجر بن قنفذ التيمي، و محمّد بن المنكدر، و أبي عشّانة حيّ (2) بن يؤمن، و مشرح بن هاعان أبي المصعب المعافري، و عمرو بن دينار، و يزيد بن أبي حبيب، و يحيى بن سعيد، و بكير بن عبد اللّه بن الأشجّ ، و الحارث بن يزيد الحضرمي، و سالم أبي النضر، و أبي الأسود يتيم عروة، و عطاء بن أبي رباح، و عيّاش بن عباس، و أبي صخر حميد بن زياد، و خالد بن يزيد المصري، و أبي السّمح درّاج، عبد اللّه (3) بن هبيرة السّبئي (4)،و عمارة بن غزية، و خالد بن أبي عمران، و عمرو بن شعيب، و عقيل بن خالد.
روى عنه: الليث بن سعد، و عمرو بن الحارث، و عثمان بن الحكم الجذامي، و سفيان الثوري، و شعبة بن الحجّاج، و عبد اللّه بن المبارك، و ابن وهب، و أبو عبد الرّحمن المقرئ، و الحسن بن موسى الأشيب، و يحيى بن عبد اللّه بن بكير، و منصور بن عمّار، و محمّد بن الحارث، صدرة، و الوليد بم مسلم، و سعيد بن كثير بن عفير، و عمرو بن خالد الحرّاني، و حجّاج بن سليمان الرعيني، و أبو صالح كاتب الليث، و زيد بن الحباب، و عثمان بن صالح السهمي، و أشهب بن عبد العزيز، و مروان بن محمّد الطاطري، و مجّاعة بن ثابت، و محمّد بن معاوية النيسابوري، و القعنبي، و قتيبة بن سعيد، و كامل بن طلحة الجحدري، و محمّد بن رمح.
و قدم الشام غازيا مع صالح بن علي سنة ثمان و ثلاثين، فنزل معه برصافة هشام، و اجتاز بدمشق أو بساحلها.
ص: 136
ذكر قدومه في هذه الصائفة الواقدي، فيما حكاه عبد اللّه بن سعد القطربلي عنه.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، و أبو نصر بن رضوان، و أبو غالب بن البنّا، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنبأ أبو بكر بن مالك، نا بشر بن موسى، نا أبو عبد الرّحمن المقرئ، نا حيوة و ابن لهيعة قالا: أنا شرحبيل بن شريك المعافري، أنه سمع أبا عبد الرّحمن الحبلي يحدّث عن عبد اللّه بن عمرو، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أنه قال:«خير الأصحاب عند اللّه خيرهم لصاحبه، و خير الجيران عند اللّه خيرهم لجاره»[6631].
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو القاسم إبراهيم بن أحمد بن جعفر الحرفي (1)،نا جعفر الفريابي، نا قتيبة بن سعيد، نا ابن لهيعة، عن الأعرج، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«إيّاكم و الوصال»، قالوا: يا رسول اللّه إنك تواصل، قال:«لست في ذلك كهيئتكم إنّي أبيت يطعمني ربي و يسقيني»[6632].
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (2) قالا: نا أبو عروبة، نبأ ابن مصفّى، نا مروان قال: قلت لليث بن سعد و رأيته نام بعد العصر، في شهر رمضان: يا أبا الحارث، مالك أن تنام بعد العصر، و قد حدّثنا ابن لهيعة عن عقيل، عن مكحول عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يعني:«من نام بعد العصر فاختلس عقله فلا يلومنّ إلاّ نفسه».
قال الليث: لا أدع ما ينفعني لحديث ابن لهيعة عن عقيل.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نبأ يعقوب بن سفيان (3) قال: قال ابن بكير: ولد عبد اللّه بن لهيعة الحضرمي سنة ست و تسعين.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، نبأ أبو العباس محمّد بن يعقوب، حدّثنا عبّاس بن محمّد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: ابن لهيعة اسمه عبد اللّه بن لهيعة بن عقبة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن
ص: 137
الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: عبد اللّه بن لهيعة بن عقبة (1) الحضرمي، يكنى أبا النضر.
لم يتابع نوح على تكنيته أبا النضر.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العز الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي و أبو الفضل بن خيرون قالا: أنا أبو الحسين الأصبهاني، أنا أبو الحسين الأهوازي، نا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خيّاط (2) قال: في الطبقة الرابعة من محدثي أهل مصر: عبد اللّه بن لهيعة [بن عقبة] (3) الحضرمي، يكنى أبا عبد الرّحمن، مات سنة أربع و سبعين (4) و مائة.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا ابن يوه،[أنا] (5) أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا (6)،نا محمّد بن سعد قال في الطبقة الخامسة من (7)أهل مصر: عبد اللّه بن عقبة بن لهيعة الحضرمي من أنفسهم، و يكنى أبا عبد الرّحمن، مات يوم الأحد في النصف من شهر ربيع الأول، سنة أربع و سبعين (8) و مائة.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (9) قال: في الطبقة الخامسة من أهل مصر: عبد اللّه بن بن عقبة بن لهيعة الحضرمي من أنفسهم، يكنى أبا عبد الرّحمن، و كان ضعيفا و عنده حديث كثير، و من سمع منه في أول أمره أحسن حالا في روايته ممن سمع منه بآخره، و أما أهل مصر فيذكرون أنه لم يختلط و لم يزل أول أمره و آخره واحدا، و لكن كان يقرأ عليه ما ليس من حديثه، فيسكت عليه، فقيل له في ذلك فقال: و ما ذنبي ؟ إنّما يجيئون بكتاب يقرءونه و يقومون و لو سألوني لأخبرتهم أنه ليس من حديثي.
ص: 138
قال: و مات ابن لهيعة بمصر يوم الأحد للنصف من شهر ربيع الأول سنة أربع و سبعين (1) و مائة في خلافة هارون.
أخبرنا أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر الخطيب.
و حدّثني أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين، قالا: أنا أحمد بن محمّد بن غالب، أنا حمزة بن محمّد بن علي، نا محمّد بن إبراهيم بن شعيب الغازي.
و أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد (2)،نبأ الجنيدي.
ح و أخبرنا أبو الغنائم الكوفي في كتابه، و حدّثنا أبو الفضل [بن] ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الغنائم و اللفظ له، و أبو الحسين المبارك بن عبد الجبّار، قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، قالوا: أنا محمّد بن إسماعيل (3) قال: عبد اللّه بن لهيعة بن عقبة، أبو عبد الرّحمن الحضرمي، و يقال: الغافقي، قاضي مصر.
قال البخاري: قال الحميدي عن يحيى سعيد كان لا يراه شيئا، مات سنة أربع و سبعين و مائة.
و قال يحيى بن بكير احترق منزل ابن لهيعة و كتبه في سنة سبعين و مائة.
و اللفظ لابن سهل.
أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد (4) قال: سمعت ابن حمّاد يقول: قال البخاري فذكر نحوا منه.
في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (5) قال: عبد اللّه بن لهيعة بن عقبة أبو عبد الرّحمن الحضرمي، و يقال: الغافقي، قاضي مصر، روى عن عبد الرّحمن الأعرج، و أبي يونس مولى أبي هريرة، و أبي الزبير، روى
ص: 139
عنه ابن المبارك، و ابن وهب المقرئ (1)،سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن لهيعة بن عقبة تركه ابن مهدي، و يحيى، و وكيع.
قرأنا على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي (2) قال: أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن لهيعة.
ح و أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنا نصر بن إبراهيم، أنبأ سليم بن أيوب، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمّد بن إياس قال:
سمعت محمّد بن أحمد المقدمي يقول: عبد اللّه بن لهيعة بن عقبة الحضرمي أبو عبد الرّحمن.
كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العبّاس، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن بن سليم، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: قال: أنا أبو سعيد بن يونس:
عبد اللّه بن لهيعة بن عقبة بن فرعان (3) الحضرمي ثم الأعدولي (4) من أنفسهم، قاضي مصر، يكنى أبا عبد الرّحمن، روى عنه عمرو بن الحارث، و الليث بن سعد، و عثمان بن الحكم الجذامي، و عبد اللّه بن المبارك، توفي يوم الأحد النصف من ربيع الأول سنة أربع و سبعين و مائة، و صلّى عليه داود بن يزيد بن حاتم الأمير، و كان مولده في سنة سبع و تسعين، و رأيته في ديوان حضرموت بمصر فيمن دعي به سنة ست و عشرين و مائة في أربعين من العطاء.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن لهيعة بن عقبة بن فرعان الحضرمي من أنفسهم و يقال: الغافقي قاضي مصر، عن سليم بن جبير أبي يونس مولى أبي هريرة،
ص: 140
و محمّد بن مسلم بن تدرس ذاهب الحديث، روى عنه أبو أمية عمرو بن الحارث، و أبو سعيد موسى بن أعين، و ابن المبارك، و ابن وهب، كنّاه لنا (1) الغازي، قالا: نا البخاري.
أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو منصور بن محمّد بن الحسين، أنبأ محمّد بن أحمد بن غالب، قال: سمعت أبا الحسن الدار قطني يقول:
عيّاش بن عقبة الحضرمي ليس به بأس. يقول المقرئ: هو عمر بن لهيعة، و ليس كذلك، ابن لهيعة هو عبد اللّه بن لهيعة بن عقبة بن فرعان أبو عبد الرّحمن، و هذا ابن عقبة بن فلان بن يغلب (2).
أخبرنا (3) أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد - في كتابه - أنا أبو الحسن علي بن عبد اللّه القاضي، أنا محمّد بن الحسين بن عمر التميمي، أنا جعفر بن أحمد بن عبد المسلم، أنا الحسين بن نصر بن المغازي، قال: سمعت أحمد بن صالح المصري قال: في قول الناس إنّ الليث ولد سنة ثلاث و تسعين، و ولد ابن لهيعة بعد الليث بنحو من سنتين (4)،و مات ابن لهيعة سنة أربع و سبعين و مائة.
أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن، أنبأ سهل بن بشر الأسفرايني، أنا علي بن منير بن أحمد - إجازة - أنبأ الحسن (5) بن رشيق، نا علي بن يعقوب الزيّات، نا عبد اللّطيف بن بنانة اليحصبي، قال: قال روح بن صلاح بن شبابة الخارفي (6):لقي ابن لهيعة اثنين و سبعين تابعيا، و لقي الليث بن سعد اثني عشر تابعيّا (7).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو القاسم السهمي، أنا أبو أحمد بن عدي (8) قال: نبأ أحمد بن علي بن الحسين (9)،نا محمّد بن عمرو بن نافع، نا أبو صالح الحرّاني قال: سمعت ابن لهيعة و سألته عن حديث ليزيد بن (10) أبي حبيب حدّثناه
ص: 141
حمّاد عن محمّد بن إسحاق عن يزيد قال: ما تركت ليزيد حرفا.
أخبرنا أبو محمّد الداراني، أنا سهل بن بشر، أنا علي بن منير - إجازة - أنا الحسن بن رشيق، أنا محمّد بن طاهر بن أيوب - إمام مسجد عبد اللّه - نا يحيى بن عثمان قال: سمعت ابن بكير يقول: قيل لابن لهيعة إن ابن وهب يزعم أنك لم تسمع هذه الأحاديث من عمرو بن شعيب، فضاق ابن لهيعة و قال: ما يدري ابن وهب ؟ سمعت هذه الأحاديث من عمرو بن شعيب، قبل أن يلتقي أبواه (1).
قال: و أنا الحسن بن رشيق، نا الحسين (2) بن آدم العسقلاني، نا يحيى بن عثمان بن صالح، نا أبي، نا إبراهيم بن إسحاق - قاضي مصر - حليف بني (3) زهرة قال: أنا حملت رسالة الليث بن سعد إلى مالك بن أنس، و أخذت جوابها، فكان مالك يسألني عن ابن لهيعة فأخبره بحاله، فجعل مالك يقول لي: فابن لهيعة ليس يذكر الحج ؟ فسبق إلى قلبي أنه يريد السماع منه (4).
أخبرنا خالي القاضي أبو المعالي، أنا أبو روح، ياسين بن سهل بن محمّد قال: سمعت المنصور محمّد بن محمّد (5).
ح و قرأت على أبي القاسم الشّحّامي، عن أبي بكر البيهقي، قالا: أنا الحاكم أبو عبد اللّه، أنا أبو جعفر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه البغدادي - بنيسابور - نا يحيى بن عثمان بن صالح، نا أبي، نا إبراهيم بن إسحاق القاضي بمصر قال:
أنا حملت رسالة الليث بن سعد إلى مالك بن أنس فجعل مالك يسألني عن ابن لهيعة، و أخبره حاله، فجعل مالك يقول: فابن لهيعة ليس يذكر الحج، فسبق إلى قلبي أنه يريد مشافهته و السماع منه.
في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي
ص: 142
حاتم (1) قال: حدّثني أبي، نا محمّد بن يحيى بن حسّان قال: سمعت أبي يقول: ما رأيت أحفظ من ابن لهيعة بعد هشيم، فقلت له: إن الناس يقولون: احترقت كتب ابن لهيعة، فقال:
ما علمت (2) له كتابا.
أخبرنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أبو الفضل بن الحكّاك - قراءة - أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، أنا سليمان بن الأشعث، نا علي بن الحسن بن علي، نا زيد بن حباب (3) قال: سمعت سفيان [الثوري] يقول: عند ابن لهيعة الأصول، و عندنا الفروع (4).
أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن، أنا سهل بن بشر، أنبأ علي بن منير - إجازة - أنا الحسن بن رشيق، نا أبو الحسن علي بن سعيد الرازي، نبأ الحسين بن علي الحلواني، نا زيد بن الحباب، قال: سمعت سفيان الثوري يقول: عند ابن لهيعة الأصول و عندنا الفروع.
قال: و سمعت سفيان يقول: حججت حججا لألقى ابن لهيعة (5).
قال: و أنا الحسن بن رشيق، نا محمّد بن موسى بن أبي مالك، نا علي بن عبد الرّحمن بن المغيرة، نا محمّد بن معاوية قال: سمعت عبد الرّحمن بن مهدي يقول:
وددت أنّي سمعت من ابن لهيعة خمسمائة حديث، و أنّي غرمت مؤدّى (6).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو (7) أحمد بن عدي (8)،أنا العباس بن محمّد بن العباس قال: سمعت أحمد بن عمرو بن السرح يقول: سمعت ابن وهب يقول: و سأله رجل عن حديث فحدّثه به فقال له: من حدّثك بهذا يا أبا محمّد؟ قال: حدّثني به و اللّه الصادق البار عبد اللّه بن لهيعة.
أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن، أنا أبو الفرج الصوفي، أنا علي بن منير
ص: 143
-إجازة - أنا الحسن بن رشيق، نا محمّد بن طاهر الإمام، و الحسين بن علي الفرائضي، قالا:
نا يحيى بن عثمان، قال: سمعت أبا الطاهر بن السرح يقول: سمعت إسماعيل بن معبد أخا علي بن معبد يصيح (1) لابن وهب: من حدّثك بهذا الحديث يا أبا محمّد؟ فقال ابن وهب:
حدّثني به و اللّه الصادق البرّ عبد اللّه بن لهيعة.
قال أبو الطاهر: و ما سمعته يحلف بمثل هذا قط .
قال: و أنا الحسن بن رشيق، نا الحسين بن علي الفرائضي، نا يحيى بن عثمان بن صالح، حدّثني أحمد بن أبي مريم، قال: قال لي عمي سعيد بن أبي مريم: ما زلت أرى ابن وهب يختلف معنا إلى ابن لهيعة حتى مات، يسمع منه.
ح أخبرنا بها عالية أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو سعد الجنزرودي (2)،نا أبو عمرو بن حمدان، نا عبد اللّه بن محمّد بن يونس، نا أبو جعفر بن أبي مريم قال: سمعت عمي يقول:
ما (3) رأينا ابن وهب كتب عن ابن لهيعة حتى مات ابن لهيعة.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمّد بن المظفر، أنا أحمد بن محمّد بن أحمد العتيقي، أنا يوسف بن أحمد بن يوسف، نا محمّد بن عمرو العقيلي (4)،نا عبد اللّه بن أحمد، نا أبي، نا خالد بن خداش قال: قال لي ابن وهب - و رآني لا أكتب حديث ابن لهيعة: إنّي لست كغيري في ابن لهيعة فاكتبها.
و قال لي: حديثه عن عقبة بن عامر أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«لو كان القرآن في إهاب ما مسّته النار» ما رفعه لنا ابن لهيعة في أوّل عمره قط [6633].
قال: و نبأ العقيلي (5)،نا محمّد بن إسماعيل الصائغ، و أحمد بن علي (6)،قالا: نا الحسن (7) بن علي، نا نعيم بن حمّاد قال: سمعت ابن مهدي يقول: ما أعتدّ بشيء سمعته من حديث ابن لهيعة إلاّ سماع ابن المبارك، و نحوه.
ص: 144
أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن الحكاك - قراءة - أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قالا: أنا سليمان بن الأشعث قال: سمعت أحمد يقول: من كان بمصر يشبه ابن لهيعة في ضبط الحديث و كثرته و إتقانه (1)؟ قال: و سمعت أحمد يقول: ما كان محدث مصر (2) إلاّ ابن لهيعة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، قال: قال أبو عبد اللّه أحمد بن حنبل ابن لهيعة أجود قراءة لكتبه من ابن وهب (3).
أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (4)،قال:
و سمعت أحمد بن صالح - و كان من خيار المتقنين (5)-يثني عليه و قال لي: كتبت حديث أبي الأسود في الرق فاستصعب (6) فقال لي: كنت أكتب عن المصريين و غيرهم ممن يخالجني أمرهم، فإذا ثبت لي حولته في الرق، و كتبت حديث أبي الأسود في الرق و ما أحسن حديثه عن ابن لهيعة، فقلت له: يقولون: سماع قديم، و سماع حديث، فقال لي: ليس من هذا شيء، ابن لهيعة صحيح الكتابة، كان أخرج كتبه فأملى على الناس حتى كتبوا حديثه إملاء، فمن ضبط كان حديثه حسنا صحيحا، إلا أنه كان يحضر من يضبط ، و يحسن، و يحضر قوم يكتبون و لا يضبطون و لا يصحّحون، و آخرون نظّارة، و آخرون سمعوا مع آخرين، ثم لم يخرج ابن لهيعة بعد ذاك كتابا و لم ير له كتاب، و كان من أراد السماع منه ذهب فاستنسخ ممن كتب عنه، و جاء به فقرأه عليه، فمن وقع على نسخة صحيحة فحديثه صحيح، و من كتب من نسخة لم تضبط جاء فيه خلل كثير، ثم ذهب قوم، فكلّ من روى عنه عن عطاء بن أبي رباح،
ص: 145
فإنه سمع من عطاء، و روى عن رجل، و عن رجلين، و عن ثلاثة تركوا من بينه و بين عطاء، و جعلوه عن عطاء.
قال يعقوب: و كنت كتبت عن ابن (1) رمح كتابا عن ابن لهيعة و كان فيه نحو ما وصف أحمد (2) فقال: هذا وقع على رجل ضبط إملاء ابن لهيعة، فقلت له في حديث ابن لهيعة فقال:
لم تعرف مذهبي في الرجال، إنّي أذهب إلى أنه لا يترك حديث محدّث حتى يجتمع أهل مصره على ترك حديثه.
قال: و سمعت (3) أحمد بن صالح يقول: كتبت حديث ابن لهيعة عن أبي الأسود في الرقّ ، قال: كنت أكتب عن أصحابنا في القراطيس و أستخير اللّه فيه، فكتبت حديث ابن لهيعة عن النضر (4) في الرقّ ، فذكرت له سماع القديم (5) و سماع الحديث فقال: كان ابن لهيعة طلاّبا للعلم، صحيح الكتاب، و كان أملا عليهم حديثه من كتابه قديما، فكتب عنه قوم يعقلون الحديث، و آخرون لا يضبطون، و قوم حضروا فلم يكتبوا، و كتبوا بعد سماعهم، فوقع علمه على هذا إلى الناس، ثم لم يخرج كتبه، و كان يقرأ من كتب الناس، فوقع في حديثه إلى الناس على هذا، فمن كتب بأخرة من كتاب صحيح قرأ عليه في الصحة، و من كتب في كتب من كان لا يضبط و لا يصح (6) كتابه وقع عنده على فساد الأصل.
قال: و كان قد سمع من عطاء، و من رجل عنه، و من رجلين عنه، فكانوا يدعون الرجل و الرجلين و يجعلونه عن عطاء نفسه، فيقرأ عليه ما يأتون به، قال: و ظننت أنّ أبا الأسود كتب من كتاب صحيح، فحديثه صحيح يشبه حديث أهل العلم.
قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد، عن أبي الحسين بن الطيوري، أنا أبو محمّد
ص: 146
الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم، نا إبراهيم بن الجنيد (1) قال: سمعت يحيى بن معين يسأل عن رشدين بن سعد قال: ليس بشيء، و ابن لهيعة أمثل من رشدين، و قد كتب حديث ابن لهيعة، قلت ليحيى بن معين: ابن لهيعة و رشدين سواء، قال: لا، ابن لهيعة أحبّ إليّ من رشدين، رشدين ليس بشيء، ثم قال لي يحيى بن معين: قال لي أهل مصر: ما احترق لابن لهيعة كتاب قط ، و ما زال ابن وهب يكتب عنه حتى مات.
قال يحيى: و كان أبو الأسود النضر بن عبد الجبّار رواية عنه و كان شيخ صدق، و كان ابن أبي مريم سيّئ الرأي في ابن لهيعة، فلما كتبوها عنه و سألوه عنها سكت عن ابن لهيعة، قلت ليحيى: فسماع القدماء و الآخرين من ابن لهيعة سواء؟ قال: نعم، سواء واحد.
أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد (2)،نا أحمد بن علي، أنا عبد اللّه بن الدورقي قال: كان يحيى بن معين (3).
و أخبرنا أبو البركات، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء، أنا أبو بكر، أنا أبو أمية، نا أبي قال: قال أبو زكريا:
أنكر أهل مصر احتراق كتب ابن لهيعة و السماع منه، واحد القديم و الحديث - زاد الدورقي: إلى آخره-.
قال: و ذكر عند يحيى احتراق كتب ابن لهيعة فقال: هو ضعيف قبل أن تحرق (4) و بعد ما احترقت.
و قال عمرو بن علي: عبد اللّه بن لهيعة كان احترقت كتبه، و من كتب عنه فقبل ذلك مثل ابن المبارك و المقرئ (5) أصح ممن كتب بعد الاحتراق، و هو ضعيف الحديث.
في نسخة ما شافهني (6) به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ص: 147
ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (1)قال: نا محمّد بن إبراهيم، قال: سمعت عمرو بن علي يقول: عبد اللّه بن لهيعة احترقت كتبه، فمن كتب عنه قبل ذلك مثل ابن المبارك و عبد اللّه بن يزيد المقرئ أصح من الذين كتبوا بعد ما احترقت الكتب، و هو ضعيف الحديث.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا قاضي القضاة أبو بكر محمّد بن المظفّر، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد، نا أبو جعفر العقيلي (2)،حدّثني محمّد بن عبد الرّحمن، نا عبد الملك بن عبد الحميد الميموني، قال: سمعت أحمد يقول: ابن لهيعة كانوا يقولون احترقت كتبه، فكان يؤتى بكتب الناس فيقرأها.
قال: و نا العقيلي (3)،نا جعفر بن أحمد محبوب، نا محمّد بن إدريس، عن كتاب أبي الوليد بن أبي الجارود، عن يحيى بن معين قال: ابن لهيعة كتبت (4) عنه ما كان قبل احتراق كتبه.
أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم،[أنا أبو القاسم] (5)،أنا أبو أحمد (6)،نا إسحاق بن إبراهيم بن يونس، نا أبو بكر الأثرم، نا أحمد بن حنبل، نا إسحاق بن عيسى قال: احترقت كتب ابن لهيعة سنة [تسع و ستين و لقيته أنا سنة أربع و ستين و مائة أظنه قال و مات] (7) أربع و سبعين أو ثلاث و سبعين.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر الشامي، أنا أبو الحسن العتيقي، أنبأ يوسف بن أحمد بن يوسف، نا أبو جعفر العقيلي (8)،نا يحيى بن عثمان بن صالح قال:
سألت أبي: متى احترقت دار ابن لهيعة ؟ فقال: في سنة سبعين و مائة، قلت: فاحترقت كتبه كما تزعم العامة ؟ فقال: معاذ اللّه، ما كتبت (9) كتاب عمارة بن غزيّة إلاّ من أصل كتاب ابن لهيعة بعد احتراق داره، غير أن بعض (10) ما كان يقرأ منه احترق، و بقيت أصول كتبه بحالها.
ص: 148
في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (1)،حدّثني أبي قال: يحيى بن عبد اللّه بن بكير: احترقت كتب ابن لهيعة في سنة سبعين و مائة، و قال ابن أبي مريم: ما أقربه قبل الاحتراق و بعده.
قال: و نا ابن أبي حاتم، نا علي بن الحسن (2) الهسنجاني، قال: قال أحمد بن شبّويه (3)قلت لأبي الأسود - يعني - النضر بن عبد الجبّار: كان لابن لهيعة كتب ؟ قال: ما علمت بكتب (4).
ما حكاه ابن السمرقندي من قول الليث من آخر الرابعة قبل آخر هذا الخبر.
أخبرنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أبو الفضل التميمي - قراءة - أنا أبو النصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي أنا عبد اللّه بن أحمد، عن محمّد بن إسماعيل قال: سمعت قتيبة يقول: كل شيء كان يدفع إلى ابن لهيعة كان يقرأ.
أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم،[أنا أبو القاسم] (5)،أنا أبو أحمد (6)،نا موسى بن العبّاس، نا أبو حاتم قال: سألت أبا الأسود قلت: كان ابن لهيعة يقرأ ما يدفع إليه ؟ قال: كنا نرى أنه لم يفته من حديث مصر كبير (7) شيء، و كنا نتبع أحاديث من حديث غيره عن الشيوخ الذين يروي عنهم، فكنا ندفعه إليه فيقرأ.
قال: و نا أبو أحمد (8)،نا موسى بن العباس، نا أبو حاتم قال: سمعت ابن أبي مريم يقول: رأيت ابن لهيعة يعرض عليه ناس من الناس أحاديث من أحاديث العراقيين، منصور و الأعمش، و أبو إسحاق و غيرهم فأجازه لهم فقلت: يا أبا عبد الرّحمن ليست هذه الأحاديث
ص: 149
من أحاديثك، فقال: هي أحاديث قد مرت على مسامعي.
أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا محمّد بن المظفّر بن بكران، أنا أحمد بن محمّد بن أحمد، أنا يوسف بن أحمد بن يوسف، أنا أبو جعفر العقيلي (1)،نا محمّد بن عيسى، نا محمّد بن علي، قال: سمعت أبا عبد اللّه و ذكر ابن لهيعة فقال: كان كتب عن المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب، و كان بعد يحدّث بها عن عمرو بن شعيب نفسه، و كان الليث (2) أكبر منه بسنتين.
قال: و نا العقيلي (3)،نا زكريا بن يحيى، نا محمّد بن المثنى، قال: ما سمعت عبد الرّحمن يحدّث عن ابن لهيعة شيئا قط .
قال: و نا العقيلي (4)،نا حجّاج بن عمران، نبأ أحمد بن يحيى بن وزير (5)،نا بشر بن بكر، قال: لم أسمع من ابن لهيعة بعد سنة ثلاث و خمسين شيئا.
أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد (6)،نا ابن حمّاد، نا صالح بن أحمد، حدّثني علي قال: سمعت عبد الرّحمن بن مهدي و قيل له: تحمل (7) عن عبد اللّه بن يزيد الفقيه (8) عن ابن لهيعة ؟ قال عبد الرّحمن: لا أحمل ابن لهيعة قليل و لا كثير (9)،ثم قال عبد الرّحمن: كتب إلي ابن لهيعة كتابا فيه: حدثنا عمرو بن شعيب. قال عبد الرّحمن: فقرأته على ابن المبارك فأخرج إليّ ابن المبارك كتابه عن ابن لهيعة، فإذا فيه حدّثني إسحاق بن أبي فروة عن عمرو بن شعيب.
في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمه، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (10) قال: سمعت أبي يقول: سمعت ابن أبي مريم يقول: حضرت ابن لهيعة في آخر
ص: 150
عمره، و قوم من أهل بربر يقرءون عليه من حديث منصور و الأعمش و العراقيين، فقلت له: يا أبا عبد الرّحمن ليس هذا من حديثك، فقال: بلى، هذه أحاديث قد مرّت على مسامعي، فلم أكتب عنه بعد ذلك.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان، نا عبد اللّه بن محمّد بن يونس السّمناني، قال: سمعت أبا جعفر (1) بن أبي مريم يقول:
سمعت عمي يقول لابن (2) لهيعة: كتاب كبير في الحج ؟ فقلت: يا أبا عبد الرّحمن اقرأ عليك هذا الكتاب فليكبر (3) في الحج، قال (4):فقال: اقرأ، قال: فقرأته عليك كله دريك بكثير قد بكثير (5) فما ردّ عليه منه شيء، قال: فما أنزلت (6) في كتبي منه حرفا واحدا، و قلت: هذا ليس من حديثه. مرّ (7) فيه و لم يزد على حديث عرفه كله (8).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (9)،قال: سمعت ابن أبي مريم يقول:
كان ابن لهيعة يقرأ من كتاب الناس، و لقد حج قوم من أهل مصر (10) و ذاكرهم فقال: هل كتبتم حديثا طريفا؟ فقال بعضهم: نا القاسم العمري عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«إذا رأيتم الحريق فكبّروا»[6634].
فقال ابن لهيعة: هذا حديث ظريف، قال: فرأيت بعد يجيء الرجل فنسأل حدّثك عمرو (11) بن شعيب ؟ فيقول: لا، إنما حدّثني بعض أصحابنا - يسميه - قال: ثم وضعوا في حديثه عن عمرو بن شعيب فكان يقول:[كم] (12) شاء اللّه إذا مرّوا بهذا الحديث، هذا حدّثنا
ص: 151
بعض أصحابنا عن عمرو، قال: ثم سكت، فكانوا يعرضون (1) عليه في جملة حديث عمرو بن شعيب فيجيزها.
قال سعيد: و شيء آخر، كان حيوة أوصى إلى وصي، و صارت كتبه عند الوصي، فكان من لا يتقي اللّه يذهب فيكتب من كتب حيوة [حديث] الشيوخ الذي قد شاركه ابن لهيعة فيهم، ثم يحمل إليه فيقرأ عليهم.
أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه اللّه قال:
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (2)،قال: سمعت ابن أبي مريم يقول:
كان (3) كتب حيوة بن شريح عند وصي له قد كان أوصى إليه، و كان (4) كتبه عنده، فكان قوم يذهبون فينسخون تلك الكتب فيأتون به ابن لهيعة فيقرأ عليهم.
قال: و حضرت ابن لهيعة و قد جاءه قوم من أصحابنا كانوا حجّوا و قدموا، فأتوا ابن لهيعة مسلّمين عليه، فقال: هل كتبتم حديثا ظريفا، قال: فجعلوا يذاكرونه بما كتبوا حتى قال بعضهم: نا القاسم العمري، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه عن جده عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«إذا رأيتم الحريق فكبّروا»[6635].
قال ابن لهيعة: هذا حديث ظريف، كيف حدّثكم ؟ قال: فحدّثه قال: فوضعوا في حديث عمرو بن شعيب، فكان كلما مروا به قالوا: حدّثنا به صاحبنا فلان، قال: فلما طال ذلك نسي الشيخ، فكان يقرأ عليه فيجيزه و يحدّث به في جملة حديثه عن عمرو بن شعيب.
حدّثنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا محمّد بن علي الواسطي، أنا محمّد بن أحمد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال: قال يحيى بن معين و كان بشر بن السري يذكر ابن لهيعة.
قال أبو عبد الرّحمن الغلاّبي قال (5) يحيى بن سعيد القطّان، قال لي بشر بن السّري:
ص: 152
لو رأيت ابن لهيعة لم تأخذ عنه، أي لضعفه قال أبي: قال يحيى بن معين: لم يحرق (1) كتاب ابن لهيعة.
أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو القاسم السهمي [أنا أبو أحمد] (2) بن عدي،[ثنا] (3) ابن حمّاد، حدّثني صالح بن أحمد، نا علي بن المديني، قال:
سمعت يحيى بن سعيد يقول:
و أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو نعيم الحافظ ، أنا محمّد بن أحمد بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا علي بن المديني، قال: قال يحيى بن سعيد: قال لي بشر بن السري: لو رأيت ابن لهيعة لم تحمل عنه حرفا.
في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق، أنا أحمد بن عبد اللّه - إجازة-.
ح قال: و أنا الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (4)قال: و سمعت أبي يحكي عن الحميدي قال: كان يحيى بن سعيد لا يرى ابن لهيعة شيئا.
قال: و نا أبي قال: سمعت إبراهيم بن موسى يحكي عن بعض المراوزة عن ابن المبارك أنه سمع رجلا يذكر ابن لهيعة، فقال: قد أردت (5) ابن لهيعة يعني قد ظهرت عورته.
أخبرنا [أبو القاسم] ابن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (6)،حدّثني الفضل بن زياد، قال: سمعت أبا عبد اللّه و سئل عن ابن لهيعة فقال: من كتب عنه قديما فسماعه صحيح.
قال: و بلغني عن ابن المبارك أنه قال: هاهنا ببغداد في سنة تسع و سبعين: من كتب عن ابن لهيعة منذ عشرين سنة فليس بشيء.
قال يعقوب: و سمعت مشايخ مصر يقولون: كان رشدين بن سعد المهري عندنا من الأبدال.
ص: 153
أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا (1)أبو عمرو بن السمّاك، نا حنبل بن إسحاق قال: و سمعت أبا عبد اللّه يقول: ما حديث ابن لهيعة بحجّة، و إنّي لأكتب كثيرا مما أكتب أعتبر به (2)،و هو يقوي [بعضه ببعض].
في نسخة ما شافهني (3) به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنبأ أبو محمّد بن أبي حاتم (4)،أنا حرب (5) بن إسماعيل الكرماني فيما كتب إليّ قال: سألت أحمد بن حنبل عن ابن لهيعة فضعّفه.
قال: و أنا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إليّ قال: سمعت يحيى بن معين يقول:
عبد اللّه بن لهيعة ليس حديثه بذاك القوي.
ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضل، أنا أبي قال: قال أبو زكريا: ابن لهيعة ليس بذاك القوي.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا أبو القاسم الحسين بن محمّد الحنّائي، أنا أبو علي الحسن (6) بن محمّد بن الحسن بن درستويه، نا القاضي أبو يحيى زكريا بن أحمد البلخي، نا محمّد بن سعد العوفي، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: خرجت إلى مصر، فلم أكتب حديث ابن لهيعة، فقال لي أبو عبيد: ما عليك لو كتبته ؟ حتى كنت بعرفة، قال: فكتبت (7)، و لا يشعر أقلنا به.
أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنبأه أبو أحمد (8)،نبأ ابن حمّاد، نا معاوية، عن يحيى.
ص: 154
ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا يوسف بن رباح، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح قال:
سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل مصر: عبد اللّه بن لهيعة بن عقبة الحضرمي، ضعيف، ولي القضاء (1).
أخبرنا أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إبراهيم، قال: سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس قال: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: سألت يحيى بن معين فقلت: كيف رواية ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر؟ فقال:
ابن لهيعة ضعيف الحديث.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر، نا أحمد بن محمّد العتيقي، أنا يوسف بن أحمد، نا محمّد بن عمرو العقيلي (2)،نا محمّد بن عبد الحميد، نا أحمد بن محمّد الحضرمي قال: سألت يحيى بن معين عن عبد اللّه بن لهيعة فقال: ليس بقويّ في الحديث.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، نا أبو العباس الأصم، نا عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: ابن لهيعة لا يحتج بحديثه.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - نا عبد العزيز بن أحمد - لفظا - أنا عبد الوهّاب بن جعفر، أنا عبد الجبّار بن عبد الصّمد، أنا القاسم بن عيسى العصّار، نا إبراهيم بن يعقوب قال: ابن لهيعة لا يوقف على حديثه، و لا ينبغي أن يحتج به و لا يعتبر بروايته.
أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد (3) قال: سمعت ابن حمّاد يقول: قال السعدي: ابن لهيعة لا يوقف على حديثه، و لا ينبغي أن يحتج بروايته أو يعتبر (4) بروايته.
أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل (5) جعفر بن يحيى - قراءة - أنا أبو نصر
ص: 155
عبيد اللّه بن سعيد، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن لهيعة ليس ثقة (1).
أخبرنا أبو الحسن (2) الفرضي، و أبو يعلى بن الحبوبي، قالا: أنبأ سهل بن بشر، أنا علي بن منير بن أحمد، أنا الحسن (3) بن رشيق، أنا أبو عبد الرّحمن النسائي قال: عبد اللّه بن لهيعة بن عقبة أبو عبد الرّحمن المصري، ضعيف.
قرأت على أبي القاسم بن عبدان، عن أبي عبد اللّه محمّد بن علي بن أحمد المبارك، أنا رشأ بن نظيف، أنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد، أنا محمّد بن محمّد بن داود، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد قال: ابن لهيعة مصري، لا يكتب حديثه، احترقت كتبه، و كان من جاء بشيء قرأه عليه و من وضع حديثا فدفعه إليه فقرأه عليه.
في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال:[و ثنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (4)،قال: سألت أبي و أبا زرعة عن ابن لهيعة] (5) و الافريقي أيهما أحب إليكما؟ فقالا:
جميعا ضعيفان، بين الافريقي و بين ابن لهيعة كثير. أما ابن لهيعة فأمره مضطرب، يكتب حديثه على الاعتبار، قلت لأبي: إذا كان من يروي عن ابن لهيعة مثل ابن المبارك و ابن وهب يحتج به ؟ قال: لا.
قال: و سئل أبو زرعة عن ابن لهيعة سماع القدماء منه ؟ قال: أوله و آخره سواء إلاّ أن ابن المبارك و ابن وهب كانا يتبعان أصوله فيكتبان منها و هؤلاء الباقون كانوا يأخذون من الشيخ (6) و كان ابن لهيعة لا يضبط و ليس ممن يحتج بحديثه.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو نصر بن الجبّان - إجازة - أنا أحمد بن القاسم بن يوسف الميانجي، نا أحمد بن طاهر بن النجم، حدّثني
ص: 156
سعيد بن عمرو، و هو البرذعي (1)،قال: و قال لي أبو زرعة قال يحيى - يعني: ابن بكير:- احترق خصّ (2) لابن لهيعة فبعث إليه الليث بمائة دينار، و أنكر يحيى أن يكون احترق (3) كتب ابن لهيعة.
قال أبو زرعة لم تحترق كتبه، و لكن كان رديء الحفظ .
قال: و أنا أحمد بن القاسم - إجازة (4)-نا أحمد بن طاهر، حدّثني سعيد بن عمرو قال:
كان أبو زرعة قد أخرج أسامي الضعفاء (5) و من تكلّم فيهم من المحدّثين. قال لي ذلك، فسألته أن يخرج إليّ كتابه (6) بخطه فدفعه إليّ من يده، فنسخت هذه الأسامي من كتابه الذي ناولني من يده بخطه، و لم أسمعه منه - يعني - فكان منهم عبد اللّه بن لهيعة الحضرمي.
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو بكر محمّد بن جعفر - فيما قرأته عليه - قال: قرئ على أبي (7) بكر محمّد بن إسحاق بن خزيمة قال: و لست احتج بابن لهيعة.
أنبأنا أبو المظفّر بن القشيري و غيره عن أبي سعيد محمّد بن علي محمّد (8)،أنا أبو عبد الرّحمن السلمي، قال: سألت أبا الحسن الدارقطني عن عبد اللّه بن لهيعة فقال: يضعف حديثه.
[أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (9):قال: ابن لهيعة حديثه] (10) حسّان (11) كأنه يستبان (12) عن من روى عنه، و هو ممن يكتب حديثه.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن المظفّر، أنا أحمد بن محمّد العتيقي، أنا
ص: 157
يوسف بن أحمد، نا محمّد بن عمرو العقيلي (1)،نا يحيى بن عثمان بن صالح قال لي أبي:
و لا أعلم أحدا أخبر بسبب علة ابن لهيعة مني، أقبلت أنا و عثمان بن عتيق بعد انصرافنا من الصلاة يوم الجمعة نريد إلى ابن لهيعة، فوافيناه أمامنا راكبا على حماره يريد إلى منزله، فأفلج و سقط عن حماره، فبدر ابن عتيق إليه فأجلسه و صرنا به إلى منزله، فكان ذلك أول (2) علّته.
أخبرنا خالي القاضي أبو المعالي القرشي، أنا ياسين (3) بن سهل بن محمّد، قال:
سمعت محمّد بن أحمد أبي منصور القايني (4) قال: قال الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ :
و قرأت على أبي القاسم الشّحّامي، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:
سمعت أبا علي الحافظ يقول: سمعت قال القايني: أبا (5) بكر محمّد بن إسحاق يقول:
سمعت أحمد بن سعيد الدارمي - و قال البيهقي: سمعت أبا العبّاس الثقفي يقول ثم اتفقا فقال:- سمع قتيبة بن سعيد يقول: حضرت ابن لهيعة فسمعت الليث يقول: ما خلّف بعده (6) مثله.
أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق بن خيربان، أنا أحمد بن عمران، أنا موسى بن زكريا التستري، نا خليفة بن خياط الصفري قال (7):سنة أربع و سبعين و مائة فيها مات عبد اللّه بن لهيعة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن اللالكائي، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (8) قال: قال محمّد بن رمح: و مات عبد اللّه بن لهيعة بن عقبة - زاد ابن السمرقندي: الحضرمي - سنة أربع و سبعين و مائة (9)،و صلّى عليه داود بن يزيد بن حاتم، و يكنى ابن لهيعة أبا عبد الرّحمن.
أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن، أنا سهل بن بشر، أنا علي بن منير بن
ص: 158
أحمد - إجازة - أنا الحسن (1) بن رشيق، نا أبو بشر محمّد بن أحمد بن حمّاد الدولابي، نا أحمد بن منصور الرمادي أبو بكر، نبأ يحيى بن بكير قال: دفن ابن لهيعة يوم الأحد لست ليال بقين من جمادى الآخرة سنة أربع و سبعين [و مائة، و هو ابن ثمان و سبعين] (2)،و صلّى عليه داود بن يزيد بن حاتم و كان و اليهم.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، قال: قال أبو عبد اللّه: مات عبد اللّه بن لهيعة سنة أربع و سبعين.
قال: و أنا أبو القاسم بن البسري (3)،أنبأ أبو طاهر المخلّص - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم قال: سنة أربع و سبعين و مائة فيها مات عبد اللّه بن لهيعة الحضرمي.
أخبرنا أبو القاسم النّسيب، نا أبو بكر الخطيب، أنا ابن الفضل، أنا دعلج، أنا أحمد بن علي الأبّار، عن (4) ابن عبد الحكم قال: توفي ابن لهيعة في جمادى الأولى سنة أربع و سبعين.
قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: سنة أربع و سبعين و مائة قالوا: مات فيها عبد اللّه بن لهيعة يوم الأحد للنصف من شهر ربيع الأول و كان من الحضارمة من أنفسهم، و يكنى أبا عبد الرّحمن.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضل، نا أبي قال: ولد ابن لهيعة سنة ست [و مائة]، و مات سنة أربع و سبعين في جمادى الآخر، و الليث أكبر من ابو لهيعة بسنتين.
أخبرنا أبو القاسم العلوي، نا أبو بكر الحافظ ، أخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن مخلد، نا جعفر المصري (5)،نا أبو علي محمّد بن أحمد بن الحسن الصّوّاف، نا إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسّان الأنماطي، قال: قال هشام بن عمّار: و مات ابن لهيعة سنة خمس و سبعين و مائة.
ص: 159
أبو نصر الهمداني
حدّث بأطرابلس عن خيثمة بن سليمان، و أبي (1) حفص عمر بن محمّد الجمحي المكّي.
روى عنه: علي بن محمّد الحنّائي (2)،و أبو عبد اللّه الصوري، و أبو علي الأهوازي.
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل السوسي، أنا جدي أبو محمّد، نا أبو علي الأهوازي، نا أبو نصر عبد اللّه بن محمّد بن إبراهيم الهمداني المحتسب - بأطرابلس - نا خيثمة بن سليمان بن حيدرة، نا أبو عبد اللّه محمّد بن مروان بن عثمان البيروتي، نا عبد الأعلى بن مسهر، نا مالك بن أنس (3)،عن نافع، عن ابن عمر عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:
«إنّ أحدكم إذا مات عرض على مقعده بالغداة و العشي، إن كان من أهل الجنّة [فمن أهل الجنّة] (4) و إن كان من أهل النار، فمنّ أهل النار، ثم يقال هذا مقعدك حتى تبعث يوم القيامة»[6636].
قرأت بخط أبي الحسن (5) علي بن محمّد، أنا أبو نصر عبد اللّه بن محمّد بن إبراهيم
ص: 160
الهمداني، نا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة الأطرابلسي، نا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي.(1) أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل، أنبأ أبو القاسم الحسين بن محمّد الحنّائي، أنا أبو بكر محمّد بن عبد الرّحمن بن عبيد اللّه بن يحيى القطّان، أنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان، نا العبّاس بن الوليد بن مزيد، أخبرني أبي، و عقبة بن علقمة، قالا: حدّثنا سعيد بن عبد العزيز، حدّثني مكحول، عن أبي إدريس الخولاني، عن عبد اللّه بن حوالة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إنكم ستجندون أجنادا»[6637].
فذكر الحديث، و قد تقدم في أبواب فضائل الشام (2).
حدّث عن خيثمة بن سليمان، و عبد اللّه بن محمّد بن أيوب القطّان.
روى عنه: أبو الحسن ثواب (3) بن إبراهيم بن أحمد الأنصاري، و أبو القاسم الخضر بن عبد اللّه البزّاز، و أظنّه المذكور آنفا.
- و يقال: ابن إبراهيم بن أسد -
أبو القاسم الرّازي الشّافعي (4)
سكن مصر. و سمع بدمشق: أحمد بن إبراهيم بن عبادل، و محمّد بن يوسف الهروي، و أبا العباس أحمد بن إبراهيم بحلب، و أبا إسحاق إبراهيم بن حفص العسكري، و عبد الرّحمن بن أبي حاتم.
روى عنه: أبو الحسن محمّد بن المغلّس البغدادي ثم المصري البزار، و أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد الحسناباذي، و أبو القاسم عبد الجبّار بن أحمد بن عمر
ص: 161
الطرسوسي، و أبو الحسين عبد الوهّاب بن محمّد بن أبي الكرام الجعفري المصري.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي الصقر، أنا أبو الحسن محمّد بن مغلّس بن جعفر بن محمّد بن مغلّس البزّار، نا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن إبراهيم بن إدريس الشّافعي الرّازي، نا أبو القاسم (1) أحمد بن إبراهيم بن عبادل - بدمشق - نا محمّد بن عبد الرّحمن بن الأشعث العجلي، نا سلاّم بن سليمان، نا عيسى بن طهمان، عن أنس قال:
كانت زينب تفخر على أزواج النبي صلّى اللّه عليه و سلّم تقول: زوّجني اللّه من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ليس الناس، و أولم عليّ خبزا و لحما، و فيّ أنزلت آية الحجاب.
كذا: أنا ابن عبادل، أنا (2) القاسم، و هو أبو الطيّب بلا شك، و قد ذكرناه.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل الأصبهاني، أنا أحمد بن محمّد بن أحمد بن موسى، أنبأ أبو طاهر الحسناباذي، نا عبد اللّه بن محمّد بن إبراهيم بن أسد الشافعي، نا محمّد بن يوسف الهروي - بدمشق - حدّثنا أحمد بن عيسى بن زيد الخشّاب، نا عمرو بن أبي سلمة، نا إبراهيم بن مالك الأنصاري، عن علي بن ثابت، عن محمّد بن سيرين، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«عدل يوم واحد أفضل من عبادة ستين سنة»[6638].
أخبرنا أبو الحسن (3) علي بن المسلم الفقيه، و أبو الفضل بن ناصر الحافظ ، قال:
كتب إلينا أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد (4) الحبّال قال: أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن أسد الرّازي الشّافعي الملقّب بالدود يوم الأحد لاثنتي عشرة بقيت من جمادى الأخيرة يعني سنة سبع و ثمانين [و ثلاثمائة] (5) مات، و كان عنده (6) عبد الرّحمن بن أبي حاتم و غيره، مكثر (7)جدا.
ص: 162
أبو محمّد بن أبي كامل الأطرابلسي
روى عن علي بن عبد العزيز، و محمّد بن علي بن زيد الصائغ، و محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي بكر (1) المقدّمي القاضي - بمكة - و محمّد بن عمر بمكة.
روى عنه: ابنه أبو عبد اللّه، و أبو عبد اللّه بن منده، و أبو بكر (2) محمّد بن أحمد الحسن الكرجي (3) نزيل بيت المقدس.
و ذكر ابنه أبو عبد اللّه أنه سمع منه في سنة أربعين و ثلاثمائة إلى.
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن عبد اللّه بن هشام بن سوّار العنسي الدّاراني، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد اللّه بن محمّد بن إسحاق بن إبراهيم (4) الطّرابلسي، قدم علينا دمشق، نا أبي، نا علي بن عبد العزيز، نا أبو نعيم، نا الأعمش، عن إبراهيم التميمي عن أبيه عن أبي ذرّ قال:
كنا مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في المسجد عند غروب الشمس، فقال:«يا أبا ذرّ أ تدري أين تغرب الشمس ؟» قال: قلت: اللّه و رسوله أعلم، قال:«تذهب حتى تسجد تحت العرش عند ربّها عزّ و جلّ ، فتستأذن [في الرجوع] (5) فيؤذن لها، و يوشك أن تستأذن فلا يأذن لها حتى تستشفع و تطلب، فإذا طال عليها، قيل لها: اطلعي مكانك فذلك قوله: وَ الشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهٰا ذٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (6)».
أبو محمّد الطّرسوسي المعروف بالبيساني (7) المؤدّب
حدّث عن أبي بكر محمّد بن سليمان البندار، و أبي الحارث أحمد بن محمّد بن عمارة،
ص: 163
و أبي بكر محمّد بن عيسى الأقريطشي (1)،و أبوي عبد اللّه أحمد بن محمّد بن عبيد البغدادي، و الحسين بن علي الأصبهاني - نزيل طرسوس (2)-و أبي نصر محمّد بن داود الدّقّي (3)الصوفي، و أبي بكر محمّد بن علي بن الحسين (4) الطّرسوسي.
روى عنه: تمام بن محمّد، و أبو علي الأهوازي، و إبراهيم بن الخضر بن زكريا الصائغ، و أبو نصر بن الجبّان، و علي (5) بن محمّد الحنّائي، و أبو سعد (6) عبد الملك بن أبي عثمان الزاهد النيسابوري، و أحمد بن محمّد الماليني، و ذكر الحدّاد: أنه ثقة مأمون.
أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، أنا أبو علي الأهوازي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن إسماعيل المؤدّب، نا أبو الحارث أحمد بن محمّد بن عمارة بن أبي الخطّاب، نا أحمد بن علي بن سعيد القاضي، نا عبد الأعلى بن حمّاد النرسي، عن حمّاد بن سلمة، عن إسحاق بن عبد اللّه بن أبي طلحة، عن أبي صالح، عن أبي هريرة عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:
أن رجلا كان يبيع الخمر في سفينة، و معه قرد في السفينة، و كان يشرب الخمر بالماء، فأخذ القرد الكيس، و صعد في الزورق (7) و فتح الكيس فجعل يأخذ دينارا فيلقيه في السفينة، و دينارا في البحر حتى جعله نصفين.
أخبرناه عاليا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا عبد الأعلى بن حمّاد، نا حمّاد، فذكر بإسناده مثله.
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو علي الأهوازي، نا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن يوسف الطّرسوسي - بدمشق - نا أبو الحارث أحمد بن محمّد بن عمارة الليثي، نا أبو علي إسماعيل بن العبّاس الورّاق - ببغداد - نبأ علي بن حرب الطائي، نا أسباط بن محمّد، عن محمّد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«سمعتك يا أبا بكر تخافت بالقراءة» قال: قد أسمعت من ناجيت و قال:«سمعتك يا عمر تجهر بقراءتك»
ص: 164
قال: انفرّ الشياطين، و أوقظ الوسنان،«و سمعتك يا بلال تقرأ من هذه السورة و من هذه السورة». قال كلام طيّب يجمع اللّه بعضه إلى بعض، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«كلكم قد أصاب»[6639].
قرأت بخط عمر بن أبي الحسن (1) الدّهستاني في حكاية كتبها عن الحدّاد، عن إبراهيم الصائغ، نا عبد اللّه بن (2) محمّد النسائي المؤدّب.
أخبرنا أبو محمّد الأكفاني، نا عبد العزيز قال: سمعت أبا علي الحسين بن علي المؤدّب يقول: مات أستاذي أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد المؤدّب المعروف بالنسائي الطّرسوسي في شهر ربيع الأول سنة ست و تسعين و ثلاثمائة.
قال عبد العزيز: حدّث عن جماعة طرسوسيين، و دمشقيين، حدّثنا عنه جماعة.
أبو محمّد الغزال المصري
نزل مكة.
سمع بمكة كريمة بنت أحمد، و بمصر: القاضي أبا عبد اللّه القضاعي، و أبا الحسن (3) بن نشتكين، و غيرهما على ما ذكر لي.
و سمع بدمشق أبا القاسم الحنّائي، و أبا الحسن (4) بن صصرى، و عبد العزيز الكتّاني، و أبا بكر الخطيب.
و استوطن مكة، و كفّ بصره.
سمعت من لفظه حديثا واحدا، لصمم شديد كان به، و أجازني جميع حديثه لفظا و خطا مرارا و ذكر أن جدّه لقب بالغزال لسرعة عدوه.
أخبرنا أبو محمّد الغزال - بمكة من لفظه تلقينا (5) قال: أخبرتنا كريمة بنت أحمد
ص: 165
المروزية بمكة قالت: أنا أبو الهيثم محمّد بن المكّي الكشميهني، أنا محمّد بن يوسف بن مطر الفربري، نا محمّد بن إسماعيل البخاري، نا الحميدي، عن سفيان - و هو ابن عيينة - نا يحيى بن سعيد الأنصاري، أخبرني محمّد بن إبراهيم التيمي: أنه سمع علقمة بن وقّاص الليثي يقول: سمعت عمر بن الخطّاب على المنبر يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«إنّما الأعمال بالنّيات، و إنّما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو امرأة يتزوجها (1) فهجرته إلى ما هاجر إليه»[6640].
لم أسمع منه غيره، و كان قد ذهب سمعه و بصره، فلقّنّاه إياه، فبعد جهد تلقّنه لشدة صممه، فلما انتهى إلى المتن عرفه، و قال: هذا أول حديث في صحيح البخاري (2).
و قال لنا: لو صنعتم لي ما صنع أبا المراوح بن الأنصاري لسمعت جيدا، فقلنا له: و ما كان يصنع بك ؟ قال: كان يتخذ لي عصيدة (3) التمر، فعلمت أنه محتاج.
حدّثني أبو جعفر [أحمد بن] (4) محمّد بن عبد العزيز المكّي: أن ابن الغزال توفي في أوائل صفر سنة أربع و عشرين و خمسمائة، على ما بلغه من رسول أمير مكة.
روى عنه: أبو جعفر محمّد بن عبد الرّحمن الضبّي الأصبهاني المعروف بالأرزباني (1)، و سليمان بن أحمد الطبراني.
أنبأنا أبو الفتح الحداد، أنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن عبيد اللّه الهمداني، أنبأ.
ح و أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني عنه أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنبأ أبو نعيم الحافظ ، نبأ سليمان بن أحمد الطبراني، نا أبو الدّرداء عبد اللّه بن محمّد بن الأشعث الأنطرطوسي، نا إبراهيم بن محمّد بن عبيدة، نا أبي، نا الجرّاح بن مليح، عن إبراهيم - و قال أبو الفتح: حدّثنا إبراهيم بن عبد الحميد بن ذي حماية عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك قال:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إذا أتيتم الصلاة فأتوها - و قال أبو الفتح: فأتوا - و عليكم السكينة، فصلّوا ما أدركتم، و اقضوا ما سبقكم - و قال أبو الفتح: ما سبقتم»[6641].
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأ أبو أحمد الحاكم قال: أبو الدّرداء عبد اللّه بن محمّد بن الأشعث الشامي الأنطرطوسي، سمع إبراهيم بن المنذر، كنّاه و سماه لي أبو جعفر الضبّي.
أبو محمّد القطّان الحافظ
رحل و سمع: أبا أحمد علي بن محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن حبيب الحبيبي (2)،و أبا محمّد عبد العزيز بن محمّد، و محمّد بن إسحاق بن عيسى بن فرّوخ - بالرافقة - و الحسين بن إسماعيل المحاملي، و أبا يوسف يعقوب بن عبد الرحمن الدعاء، و عبد اللّه بن محمّد بن قرن الفرغاني - نزيل دمشق - و محمّد بن عبد اللّه بن زنجويه، و أبا عبد اللّه جعفر بن إدريس القزويني، و أبا سعيد بن الأعرابي بمكة، و أحمد بن الفضل الحميري بصنعاء، و أبا (3) بكر أحمد بن سعدان بواسط ، و محمّد بن مخلد، و زكريا بن أحمد بن يحيى البلخي القاضي،
ص: 167
و محمّد بن بركة، و أبا بكر الخرائطي، و خيثمة بن سليمان، و محمّد بن أحمد بن عمارة العطّار، و أبا عبد اللّه عبد اللّه بن علي بالموصل، و أبا العباس بن عقدة بالكوفة، و العبّاس بن محمّد بن قتيبة، و أحمد بن حمدان بن يوسف ببلخ، و الحسن (1) بن محمّد بن عثمان الفسوي بالبصرة، و محمّد بن عمرو بن جابر، و أبا نعيم محمّد بن جعفر بالرملة.
و روى عنه: علي بن موسى بن السمسار، و أحمد بن الحسن بن أحمد بن (2) الطيّان، و تمام بن محمّد، و أبو نصر بن الجبّان، و مكّي بن محمّد بن الغمر، و محمّد بن عوف بن أحمد المزني، و عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، و عبد اللّه (3) بن محمّد بن إبراهيم بن عطية الإمام.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، حدّثني أبو نصر عبد الوهّاب بن عبد اللّه بن عمر المرّي، و كتبه لي بخطه، نا عبد اللّه بن محمّد بن أيّوب القطّان، أنا أبو أحمد علي بن محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن حبيب المروزي - بمرو - نبأ أبو يوسف محمّد بن عبدك، نا مصعب بن بشر قال: سمعت أبي يقول:
قام رجل إلى أبي مسلم و هو يخطب فقال له: ما هذا السواد الذي أرى عليك ؟ فقال:
حدّثني أبو الزّبير عن جابر بن (4) عبد اللّه أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم دخل مكّة يوم الفتح و عليه عمامة سوداء، و هذه ثياب الهيبة، و ثياب الدولة، يا غلام، اضرب عنقه.
و هشام بن خالد الأزرق، و المسيّب بن واضح، و إبراهيم بن مهدي المصّيصي، و سهل بن صالح، و لوين.
روى عنه: أبو الميمون بن راشد، و أحمد بن سليمان بن حذلم، و إبراهيم بن دحيم، و محمّد بن محمّد بن أبي حذيفة، و هشام بن محمّد بن جعفر الكندي.
و قدم دمشق سنة تسع و ستين و مائتين.
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو الميمون عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن راشد، نا أبو أسامة، نا أبو سعيد عمر بن حفص الأنصاري، عن سعد بن عمارة البجلي عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إنّ من الشعر حكمة، و إنّ من البيان سحرا»[6642].
غريب الإسناد.
أخبرنا أبو محمّد أيضا، نا عبد العزيز، أنا تمام، أنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم - قراءة عليه - نا أبو أسامة عبد اللّه بن محمّد بن أبي أسامة الحلبي - بدمشق - في سنة تسع و ستين و مائتين، نا حجاج بن أبي منيع (1) و اسم أبي منيع يوسف بن عبد اللّه بن أبي زياد الرصافي، بحديث ذكره.
أبو القاسم القزويني الفقيه الشافعي (2)
ولي قضاء دمشق نيابة عن محمّد بن العباس الجمحي.
و ولي قضاء الرملة، و سكن مصر.
و حدّث عن يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد، و يونس بن عبد الأعلى، و محمّد بن عوف، و أبي حفص عمر بن مقلاص، و محمّد بن إسحاق الصّغاني، و إبراهيم بن سليمان بن حبّان، و الربيع بن سليمان، و محمّد بن أصبغ بن الفرج.
ص: 169
روى عنه: أبو بكر بن المقرئ، و عبد اللّه بن محمّد بن عثمان الحافظ ، المعروف بابن السّقّا الواسطي، و الحسن (1) بن حبيب، و أبو دفافة أسلم بن محمّد بن سلامة العماني، و أبو الحسن (2) عبد الرءوف بن الحسن (3) الدّمشقي، و أبو الحسين الرّازي، و أبو القاسم بن أبي العقب، و أبو الطّيّب أحمد بن إسحاق بن إبراهيم الربعي، و يوسف بن القاسم الميانجي، و أبو أحمد بن عدي، و أبو الحسين بن المظفّر الحافظ ، و أبو سعيد بن الأعرابي.
أخبرنا أبو الفرج سعيد بن [أبي] الرجاء، أنا أبو الفتح منصور بن الحسين بن علي بن القاسم بن روّاد الكاتب، و أحمد بن محمود، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا القاضي عبد اللّه بن محمّد بن جعفر القزويني - قاضي الرّملة بمصر - نا إبراهيم بن سليمان بن حبّان، نا أبو حفص الأعشى، عن الأعمش، عن عاصم، عن زرّ، عن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار»[6643].
قال ابن المقرئ: هكذا حدّثنا هذا الشيخ، و رأيت أصحابنا ضعّفوه بعد كتابنا عنه، و اللّه أعلم، و أنكروا عليه أشياء.
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا القاضي أبو المظفّر هنّاد بن إبراهيم بن محمّد بن نصر بن صالح بن عصمة النّسفي الشافعي - قراءة عليه - أخبرنا الخليل بن محمّد بن الخليل الواسطي - بها - نا عبد اللّه بن محمّد بن عثمان الحافظ ، نا عبد اللّه (4) بن جعفر - قاضي دمشق - نا يونس (5) بن عبد الأعلى قال: قال لي الشافعي: رأيت العراق ؟ قال:
قلت: لا، قال: لم تر (6) الدنيا.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - نا عبد العزيز بن أحمد، نا تمام بن محمّد - إجازة - أنا أبو عبد اللّه بن مروان قال: و كان خليفته - يعني محمّد بن العباس الجمحي - على دمشق عبد اللّه بن محمّد القزويني.
كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهّاب بن مندة.
و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أخبرنا (7) عمي عن أبيه.
ص: 170
ح قال اللفتواني: و أنا أبو عمرو (1) بن مندة - إجازة - عن أبيه أبي عبد اللّه قال: قال:
أنا أبو سعيد بن يونس (2):
عبد اللّه بن محمّد بن جعفر القزويني، يكنى أبا القاسم، كان فقيها على مذهب الشافعي، و كانت له حلقة بمصر، و كان قد تولّى قضاء الرملة، و كان محمودا فيما يتولى، و كان يظهر عبادة و ورعا، و كان قد ثقل سمعه شديدا، و كان يفهم الحديث، و يحفظ ، و كان له مجلس إملاء في داره و كان يجتمع إليه حفّاظ الحديث، و ذوو الأسنان منهم، و كان مجلسه و وقيرا، يجتمع فيه جمع كثير، فخلط في آخر عمره، و وضع أحاديث على متون محفوظة معروفة، و زاد في نسخ معروفة مشهورة، ما افتضح و حرّقت الكتب في وجهه، و سقط عند الناس، و ترك مجلسه، فلم يكن يجيء إليه أحد (3)،توفي بعد ذلك بيسير.
أنبأنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد الرحيم بن أحمد البخاري، عن عبد الغني بن سعيد الحافظ ، قال: سمعت علي بن زريق (4) بن إسماعيل يقول:
أحد ما أخذ على عبد اللّه بن محمّد بن جعفر القزويني روايته عن أبي قرّة عن سعيد بن تليد (5)،عن عبد الرّحمن بن القاسم، عن مالك، عن الزهري، عن أنس بن مالك عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«إذا قرّب العشاء و أقيمت الصلاة فابدءوا بالعشاء»[6644].
و أخذ عليه أنه كان إذا حدّث يقول لأبي جعفر بن البرقي في حديث بعد حديث: كتبت هذا عن أحد؟ فكان ذاك يقول له: نعم، كتبته عن فلان و فلان، فلما كثر هذا منه قال له القزويني: ما مثلي و مثلك إلاّ كشاعر جاء إلى رجل فمدحه بقصيدة، فلما فرغ منها و انتظر جائزته قال له هذه قصيدة مقولة، فحلف ذاك أنه ما قالها إلا هو، و أنه سهر فيها حتى نظمها، فقال له الممدوح: أنا أنشدك إياها حتى إياها حتى تعلم أنها مقولة، فأنشده إيّاها.
فأنكر الناس هذا على القزويني، مع ما أنكروا عليه و اتّهموه بأنه يفتعل الأحاديث، و أنها
ص: 171
ليست عند أحد، و وقع له ابن البرقي: هذا بدعيا لعادته الكذب (1).
قال عبد الغني: و سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمّد الرعيني العدل يقول:
قدم علينا ابن المظفّر و كان رجلا أحول أشجّ ، فحضر عند القزويني، فقال له: إنّ هذا الذي تملّه علينا هو عندنا كثير بالعراق - يريد حديث مصر - فكان ذلك مبتدأ إخراج القزويني حديث عمرو بن الحارث، فكان منه الذي كان من تكثر الناس عليه أحاديث أملاها من حديث عمرو.
أنبأ أبو عبد اللّه الفراوي و غيره عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:
سألت أبا الحسن الدارقطني، عن عبد اللّه بن محمّد بن جعفر القزويني المحدّث بمصر، فقال: كذّاب، يضع الحديث، وضع لعمرو بن الحارث أكثر من مائة حديث.
و قال لي أبو إسحاق النسائي: أفسده علينا ابن المظفّر، قلت: و كيف ؟ قال: كان يحدّثنا و لم نقف (2) على حاله حتى جاء فقال له: أين حديث المصريين: عمرو بن الحارث، و حيوة، و هؤلاء؟ فوقع في هذه البلايا.
أنبأنا أبو محمّد بن حمزة، عن عبد الرحيم بن أحمد، عن (3) عبد الغني سعيد قال:
سمعت أبا عيسى العروضي يقول: سمعت أبا جعفر الطحاوي يقول:
إن كان أبو القاسم قدم إلى مصر فكتب عن شيوخها هذه الأحاديث و نحن بها لم يكتبها فلما كنا (4) لا ننظره.
قال عبد الغني: و مما أنكر عليه أنه حدّث عن عبيد اللّه بن سعيد بن (5) عفير، عن أبيه عن رشدين بن سعد عن عقيل، و يونس و عمرو بن الحارث و قرّة عن الزهري، قراءة فيها عمرو بن الحارث، و الناس يروونها و ليس فيها عمرو بن الحارث.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة بن إسماعيل الإسماعيلي، أنا حمزة بن يوسف قال: سألت أبا الحسن الدار قطني عن عبد اللّه بن محمّد بن
ص: 172
جعفر بن (1) القاسم القزويني القاضي، فقال: ضعيف.
قرأت بخط إبراهيم بن عبد اللّه بن حصين (2) الأندلسي محتسب دمشق، سمعت علي بن عمر بن أحمد الدار قطني يقول:
عبد اللّه بن جعفر القزويني ضعيف، كذّاب، يضع الحديث، ألّف كتاب سنن الشافعي (3) فيها مائتا حديث - أقل أو أكثر - لم يحدّث بها الشافعي.
قرأت على أبي القاسم بن السّمرقندي، عن أبي تمام علي ابن محمّد، و أبي الغنائم محمّد بن علي بن علي، عن أبي الحسن الدار قطني.
ثم أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا المبارك بن عبد الجبّار بن أحمد، أنبأ أبو الحسين (4) محمّد بن عبد الواحد بن محمّد بن جعفر، أنا أبو الحسن الدار قطني، نا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم النسائي المعدّل بمصر قال:
أملى علينا أبو (5) القاسم القزويني في مجلس العامة، حدّثنا أبو يحيى محمّد بن جابر المحاربي، فصاح به أبو أحمد الزيدي و غيره من الغرباء فقالوا: هو أبو بجير - بالجيم - و صدقوا، في قولهم، و هو أبو بجير (6) محمّد بن جابر، يروي عن يحيى بن يعلى بن الحارث المحاربي و غيره، و له ابنان، روى عنهما الحديث أحدهما جابر بن أبي بجير، و هو الأكبر، و الآخر بجير بن محمّد و هو الأصغر، يروي عن هارون بن حاتم و غيره، و أخوه جابر يروي عن عاصم بن يوسف اليربوعي.
و قال لي أبو إسحاق النّسائي: حدّث القزويني يوما في مجلس العامّة: حدّثنا و واقد بن موسى - بالقاف - و إنما هو وافد - بالفاء - و هو من أهل المصّيصة، حدّثنا عنه جماعة من شيوخنا منهم أحمد بن حبيب الزرّاد، و محمّد بن إسماعيل الفارسي، و الحسين بن محمّد بن عبادة الواسطي.
أنبأنا أبو محمّد السلمي، عن أبي زكريا البخاري، عن عبد الغني بن سعيد، قال: و مما
ص: 173
جرى منه أيضا أنه كان يصحّف في أسماء شيوخه الذين حدّث عنهم، فقال لي أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الرعيني: أملى علينا يوما فقال: حدّثنا أبو بجير (1) محمّد بن جابر بن بحير، فقال: الناس من كل جانب، أبو بجير، أبو بجير فقال: ما هذا السوء الأدب ؟ و هذا الشيخ كتبت عنه بالكوفة سنة كذا و كذا.
قال عبد الغني: و كان يحدّث عن وافد بن موسى فيصحّف فيه و يقول: واقد، و ما رأيت أبا سعيد بن يونس أطلق في أحد ما أطلق فيه في تاريخه.
قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر قال: و فيها يعني سنة خمس عشرة و ثلاثمائة مات أبو القاسم القزويني عبد اللّه بن محمّد بن جعفر.
أبو محمّد النّهاوندي المقرئ المالكي
حدّث عن أبي الحسن أحمد بن محمّد الخلاّل الأنطاكي، و أبي (2) علي الحسين بن بندار، و أبي بكر محمّد بن إبراهيم بن عبد اللّه بن يعقوب بن زوران (3).
روى عنه: أبو نصر بن الجبّان، و محمّد بن رزق اللّه بن أبي عمرو المنيني، و أبو الفرج الهيثم بن أحمد الصبّاغ، و أبو عبد اللّه الحسين بن عثمان بن أحمد البيروذي.
أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، أنبأ أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا علي بن محمّد الحنّائي، حدّثني أبو نصر عبد الوهّاب بن عبد اللّه، نا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن جعفر النّهاوندي المقرئ المالكي من حفظه، حدّثني أبو علي الحسين بن بندار - رحمه اللّه - نا أبو بكر محمّد بن عمر بن حفص بن عبيد الطنافسي، نا أبو عمر المقرئ حفص بن عمر الدوري، نا سوّار بن الحكم، عن حمّاد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:
«يا حملة القرآن، إنّ أهل السموات يذكرونكم عند اللّه عزّ و جل فتحبّبوا إلى اللّه عزّ و جلّ
ص: 174
بتوقير كتابه يزدكم حبا، و يحببكم إلى عباده، يا حملة القرآن إنكم لتسألون عما يسأل عنه الأنبياء، يا حملة القرآن فتحبّبوا إلى اللّه بتوقير كتابه يزدكم حبّا و يحببكم إلى عباده، يا حملة القرآن أنتم المخصوصون (1) برحمة اللّه، المعلّمون كلام اللّه، المقرّبون إلى اللّه، من والاهم فقد والى اللّه، و من عاداهم فقد عادى اللّه، يدفع عن قارئ القرآن بلاء الدنيا، و يدفع عن مستمع القرآن بلاء الآخرة، يا حملة القرآن فتحبّبوا إلى اللّه بتوقير كتابه يزدكم حبا و يحبّبكم إلى عباده»[6645].
أخبرنا أبو الحسن (2) علي بن أحمد بن منصور، نا عبد العزيز بن أحمد - لفظا - قال:
قرأت على أبي الحسين (3) محمّد بن رزق اللّه بن عبد اللّه المعروف بابن أبي عمرو الأسود المقرئ - بدمشق في الجامع يوم السبت الثالث و عشرين من ذي الحجّة سنة اثنتين (4)و عشرين و أربع مائة، قلت له: حدّثكم أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن جعفر النّهاوندي المالكي، نا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن عبد اللّه بن يعقوب بن زوران (5)-لفظا - نا أبو العبّاس أحمد بن جعفر بن يعقوب بن عبد اللّه الفارسي الإصطخري، قال: قال أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن حنبل رحمه اللّه: هذه مذاهب أهل العلم، و أصحاب الأثر، و أهل السنّة المتمسكين بعروقها - فذكر اعتقادا في جزء.
ابن عبد الصّمد بن علي بن عبد اللّه بن عباس الهاشمي
حدّث عن جده الحسن.
و روى عنه: أبو بكر محمّد بن موسى بن هارون العسكري.
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم الأهوازي، نا أبو حفص عمر بن داود بن سلمون، نا أبو بكر محمّد بن موسى بن هارون العسكري، نا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن (6) الهاشمي، حدّثني جدي الحسن (7)،عن جده إسماعيل بن
ص: 175
عبد الصّمد، عن أبيه عبد الصّمد بن علي، عن أبيه علي بن عبد اللّه، عن أبيه عبد اللّه بن عباس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«للمملوك على مولاه ثلاث خصال: لا يعجله عن صلاته، و لا يقيمه عن طعامه، و إذا استباعه باعه»[6646].
كذا قال عن جده إسماعيل، و إسماعيل والد الحسن، و قد روى هذا الحديث (1)محمّد بن الحسن والد عبد اللّه هذا عن جده إسماعيل، و هو غريب.
3487 - عبد اللّه بن محمّد بن الحسن (2) بن الخصيب بن الصّقر بن حبيب
أبو بكر الخصيبي (3) الشافعي الأصبهاني (4)
ولي قضاء دمشق في خلافة أبي إسحاق المتقي للّه سنة اثنتين (5) و ثلاثين و ثلاثمائة، ثم وليه من قبل المطيع للّه أبي (6) القاسم الفضل بن جعفر في حدود الخمسين و الثلاثمائة.
و وجدت له كتابا في الفقه سماه:«المسائل المجالسية» يدل على فضل فيه.
روى عن أبي جعفر أحمد بن الحسين بن عبد اللّه بن العباس الطيالسي، و محمّد بن يحيى المروزي، و أبي محمّد بهلول بن إسحاق بن بهلول الأنباري، و إبراهيم بن أسباط ، و أبي جعفر أحمد بن الحسين بن نصر الحذّاء، و الحسين (7) بن علي بن الوليد.
روى عنه: أبو علي الحسين (8) بن جعفر بن أبي الكريم، و أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن إبراهيم بن إدريس الرّازي، و أبو القاسم عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، و عبد الغني بن سعيد، و أبو العبّاس منير بن أحمد بن منير، و ابنه أبو الحسن الخصيب بن عبد اللّه، و إسماعيل بن عمر بن الحسين (9) بن يحيى بن كامل الخولاني، و أبو محمّد عبد الرّحمن بن عمر بن النحاس.
أخبرنا خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى بن علي، أنبأ القاضي (10) أبو الحسن
ص: 176
علي بن الحسن بن الحسين الخلعي بمصر، أنبأ أبو الحسن الخصيب بن عبد اللّه بن محمّد بن الخصيب - قراءة عليه و أنا أسمع في سنة ثنتي عشرة و أربع مائة - نا أبي أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن الخصيب القاضي - إملاء - سمعته سنة إحدى و أربعين و ثلاثمائة، أنا يوسف بن يعقوب بن إسماعيل، نا مسلم بن إبراهيم، نا هشام الدّستوائي، نا يحيى بن أبي كثير، عن أبي قلابة، عن أبي المليح قال: كنا مع بريدة في غزوة يوم ذي غيم فقال: بكروا بصلاة العصر، فإن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«من ترك صلاة العصر حبط عمله»[6647].
قرأت على أبي محمّد عن أبي زكريا البخاري.
ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا إبراهيم بن يونس بن محمّد، أنا أبو زكريا.
ح و أخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة، أنا سهل بن بشر، أنا رشأ بن نظيف، قالا: نا عبد الغني بن سعيد قال: و أما الخصيبي - بالخاء المعجمة - فهو شيخنا عبد اللّه بن محمّد بن الخصيب الخصيبي، قاضي مصر.
قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (1):أما الخصيبي أوله خاء معجمة و بعدها صاد (2) مبهمة ثم ياء معجمة باثنتين (3) من تحتها ثم باء معجمة بواحدة، عبد اللّه بن محمّد الخصيب الخصيبي قاضي مصر، حدّث عنه عبد الغني بن سعيد.
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد - إجازة - أنبأ أبو عبد اللّه بن مروان قال: ثم عزل - يعني - عاصما الرقاشي - بالخصيبي سلخ سنة اثنتين (4)و ثلاثين و ثلاثمائة عن دمشق و أعمالها، ثم عزل الخصيبي بأبي طاهر محمّد بن أحمد.
و ذكر أبو محمّد بن الأكفاني: أن عبد اللّه بن محمّد بن الخصيب ولي القضاء بمصر في أيام المطيع للّه في سنة أربعين و ثلاثمائة إلى أن توفي في تاسع المحرم سنة ثمان و أربعين و ثلاثمائة، و ولي ابنه محمّد بن عبد اللّه، فأقام ينظر شهرا، ثم اعتل و مات لستّ خلون من شهر ربيع الأول.
و بلغني من وجه آخر:
أن أبا بكر الخصيبي ولي قضاء مصر يوم الاثنين لست عشرة ليلة خلت من ذي الحجّة
ص: 177
سنة تسع و ثلاثين و ثلاثمائة من قبل المطيع، و كان القضاء لابنه محمّد بن عبد اللّه، و كان أبوه يعاونه، و يجلس إلى جانبه في المسجد الجامع، و توفي أبو بكر يوم الاثنين لثمان بقين من المحرم سنة ثمان و أربعين و ثلاثمائة، و انفرد ابنه محمّد بن عبد اللّه بالقضاء، فأقام بعد أبيه خمسة و أربعين يوما، و توفي يوم الأربعاء لسبع خلون من شهر ربيع الأول من هذه السنة.(1) ذكر الميداني فيما قرأت بخطه:
أن في يوم السبت لإحدى عشرة ليلة خلت من صفر من سنة ثمان و أربعين و ثلاثمائة، ورد كتاب من مصر من أبي الحسين بن أبي نصر يذكر فيه وفاة أبي بكر الخصيبي القاضي - رحمه اللّه-.
روى عن أخطل بن الحكم، و العبّاس بن الوليد بن مزيد.
روى عنه: لؤلؤ بن عبد اللّه المقتدري (2)،و سليمان بن أحمد الطبراني.
أنبأنا أبو علي الحدّاد، و جماعة قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة، أنا سليمان بن أحمد، نا عبد اللّه بن محمّد بن جمعة الدمشقي، نا العبّاس بن الوليد بن مزيد، أخبرني أبي، نا عبد اللّه بن لهيعة، حدّثني يزيد بن أبي حبيب، عن محمّد بن إسحاق، عن مكحول، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت قال:
صلى بنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم صلاة جهر فيها بالقراءة، ثم انصرف إلينا فقال:«أ لا أراكم تقرءون مع إمامكم ؟» قلنا: أجل يا نبي اللّه، فقال:«إنّي أقول: ما لي أنازع القرآن ؟ لا تفعلوا إذا جهر الإمام بالقرآن فلا تقرءوا إلاّ بأمّ القرآن فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بأمّ القرآن»[6648].
قال الطبراني: لم يروه عن يزيد بن أبي حبيب إلاّ ابن لهيعة و الوليد بن مزيد، سمع من ابن لهيعة قبل احتراق كتبه.
أبو يعلى الصيداوي
ولي القضاء ببيت المقدس.
ص: 178
و حدّث عن أبيه، و أخيه معاذ بن محمّد، و محمّد بن عمران الدارمي، و أحمد بن عثمان، و محمّد بن الحسن بن قتيبة، و عبيد اللّه بن الفضل بن الحمد [بن] (1) هلال الطائي، و أحمد بن الحسن (2) بن ثابت، و عبيد اللّه بن الفضل، و عمرو بن عصيم الصوري، و أحمد بن الحسين زبيدة، و الحسين بن إبراهيم البجلي، و أبو القاسم بن عبيد المكتب (3)، و عمر بن عبد اللّه بن سليمان، و أبي الميمون عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد الأزهري، و عبد الرّحمن بن يحيى بن هارون الزهري المكي، و عبد الرّحمن بن إسماعيل الكوفي، و محمّد بن يوسف القطّان، و محمّد بن المعافى، و عبد اللّه بن محمّد بن سلم، و أبي (4) بكر الخرائطي، و إسحاق بن محمّد بن حمدان.
روى عنه: أبو الحسين بن جميع، و ابنه سكر بن محمّد، و أبو الحسن بن جهضم، و أبو أحمد الحسن بن أحمد بن علي المادرائي، و أبو الحسين عطية اللّه بن عطاء اللّه بن محمّد الصيداوي، و تمام بن محمّد، و أبو محمّد الحسن بن نظيف بن عبد اللّه جغلان، و معاذ بن محمّد بن عبد الغالب الصيداوي، و عبد الواحد بن بكر الورثاني، و أبو محمّد الحسن بن محمّد الورّاق، و أبو عبد اللّه بن مندة، و أبو العبّاس الحسين بن علي بن محمّد الحلبي.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو نصر بن طلاّب، أنا أبو الحسين عطية اللّه بن عطاء اللّه بن محمّد بن أبي غياث بصيدا، نا أبو يعلى عبد اللّه بن محمّد - إملاء - أخبرني عبد الرّحمن بن إسماعيل بن كردم الكوفي، نا الحسن (5) بن عرفة، نا هشيم، عن الحجاج بن أرطأة، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من ترك العصر حتى تغيب الشمس من غير عذر، فكأنما وتر أهله و ماله»[6649].
أبو محمّد
ولي قضاء دمشق خلافة لأبي القاسم عبد العزيز بن محمّد بن النعمان قاضي قضاة منصور الملقب بالحاكم.
ص: 179
(1) قرأت بخط عبد المنعم بن علي بن النحوي:
و في يوم الأربعاء لخمس خلون من رجب من هذه السنة - يعني: سنة تسع و ثمانين و ثلاثمائة - نزل القائد أبو عبد اللّه بن القائد جيش في دارنا، و قدم معه ابن أبي الدّبس (2)القاضي واليا لقضاء دمشق.
قال (3):أنا أبو محمّد بن الأكفاني في يوم الأربعاء خامس رجب سنة تسع و ثمانين و ثلاثمائة وصل إلى دمشق ابن أبي الدّبس (4) متوليا للقضاء بها، و سار من دمشق إلى مصر بسجل وصل إليه يوم السبت سابع عشر شعبان سنة أربع و تسعين و ثلاثمائة.
قال (5):أنا أبو محمّد بن الأكفاني، نبأ عبد العزيز بن أحمد، حدّثني أبو الحسن (6)علي بن محمّد الحنّائي قال: يوم الأحد لإحدى عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول من سنة ست و تسعين و ثلاثمائة توفي في ذلك اليوم القاضي أبو محمّد بن أبي الدّبس (7).
مولى الوليد بن عبد الملك بن مروان، من أهل دمشق.
قال في [حرب] أبي الهيذام مع القحطانية يذكر بعض وقائعهم فيما قرأت بخط أبي الحسين الرازي، و ذكر أنه مما أفاده بعض أهل دمشق عن أبيه عن جده و أهل بيته من المرّيين (8):
عجبت لقحطان أهل الخنسا *** غداة أتونا (9) على الحاميه
يقودهم أحمق فاجر *** دعيّ منازله نائيه
ص: 180
فلاقوا طعانا و ضربا به (1) *** تولوا خزايا إلى خازيه
برزت لهم معلما في يدي *** حسام، بشفرته القاضيه
إلى جانب الباب ذاك الذي *** يسمى و ينسب بالجابية
ففرّ ابن عصمة من خيفتي *** و ويل له إن أتى ثانية
و لو أدركته خيول لنا *** لزلّت به أمّه الهاويه
فأمّا ابن بحد لهم عاصما *** فطار سريعا إلى البادية
تركنا ديارهم بلقعا *** تبكّي سراتهم الناعيه
إذا ما لقيت يمانية *** بدانية الأرض أو قاصيه
فسرّك أنّ يهربوا خيفة *** فقل ذا الخزيميّ في الرابيه
فإن لم يطيروا إلى شجرهم *** فأم ذويد إذا زانيه
أبو محمّد إمام الصخرة
سمع بدمشق أبا بكر أحمد بن سليمان بن زبّان (2) الكندي، و أبا إسحاق إبراهيم بن محمّد بن أحمد بن أبي ثابت.
روى عنه: كهمس بن الحسن المصري.
أظنه زارنا (3).
سمع بدمشق أبا الحسين الرازي.
و روى عنه: الخليل بن عبد اللّه القزويني.
أخبرنا أبو سعد عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن الحصيري الرازي الفقيه بالري، أنا أبو زيد الواقد بن (4) الخليل بن عبد اللّه الخليلي القزويني بالري، أنا أبي أبو يعلى،
ص: 181
نا عبد اللّه بن محمّد بن روزبه الكسروي، نا محمّد بن عبد اللّه بن الجنيد الرازي بن الرستاقي بدمشق، نا أبو محمّد عبد الوهّاب بن مسلم بن وارة، نا إسحاق بن الحجّاج الطاحوني، نبأ عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن سعد الدّشتكي، و هارون بن المغيرة، نا عمرو بن أبي قيس، عن شعيب بن خالد البجلي، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، و سعيد بن المسيّب، و علقمة بن وقّاص، و عبيد اللّه بن عبد اللّه، عن عائشة: حين قال لها أهل الإفك ما قالوا. الحديث.
أخبرناه أعلى من هذا و أتمّ أبو الحسن (1) علي بن المسلّم الفرضي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، و عقيل بن عبيد اللّه، قالا: أنا أبو الحسين الرازي، نبأ أبو محمّد عبد الوهّاب بن مسلم أخو محمّد بن مسلم بن وارة الرازي، أنا إسحاق بن الحجّاج الطاحوني، نا عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن سعد الدّشتكي، و هارون بن المغيرة، قالا: نا عمرو بن أبي قيس، عن شعيب بن خالد البلخي (2)،عن الزهري، أخبرني عروة بن الزبير، و سعيد بن المسيّب، و علقمة بن وقّاص، و عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، عن عائشة زوج النبي صلّى اللّه عليه و سلّم حين قال لها أهل الإفك ما قالوا، فبرّأها اللّه مما قالوا.
قال الزهري: و كلهم حدّثني طائفة من حديثها، و بعضهم كان أوعى لحديثها من بعض و أشده اقتصاصا، و قد وعيت عن كلّ رجل منهم الحديث الذي حدّثني عن عائشة، و بعض حديثهم يصدق بعضا، قالوا: قالت عائشة:
إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إذا أراد سفرا أقرع بين أزواجه، فأيتهن خرج سهمها خرج بها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم معه.
و ذكر حديث الإفك بطوله، لم يزد على هذا.
أبو القاسم الأزدي المعلّم المعروف بابن أبي النمر
حدّث عن من لم يسم لنا.
ص: 182
كتب عنه أبو الحسين الرازي:(1) في تسمية من كتب عنه بدمشق: أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن زكريا الأزدي و كان معلّما بدمشق على باب الفراديس، فكان يعرف بأبي القاسم بن أبي النمر، مات سنة تسع (2)و عشرين و ثلاثمائة.
حدّث عن أبي سعيد عبد الرّحمن بن محمّد.
روى عنه: علي بن جعفر بن محمّد الرازي.
قرأت على أبي المكارم بن أبي طاهر الأزدي، عن نصر بن إبراهيم، أنا عبيد اللّه بن محمّد بن يوسف النحوي، أنا عيسى بن عبيد اللّه الموصلي، أخبرني أبو الحسن علي بن جعفر بن محمّد الرازي، نا عبد اللّه بن محمّد بن زيد - بدمشق - نا أبو سعيد عبد الرّحمن بن محمّد، حدّثني أبي، نا جعفر بن سليمان فذكر حديثا.
كذا في الأصل، و أظنه عبد اللّه بن أحمد بن زبر القاضي (3)،فإنه يروي عن أبي سعيد الحارثي (4) و اللّه أعلم.
بكر محمّد بن عبد الرّحمن بن الأشعث الدمشقي، و أبا حميد عبد اللّه بن محمّد بن تميم، و حاجب بن سليمان البلخي، و إسماعيل بن حصن الجبيلي (1)،و أحمد بن الفضل سالم، و يوسف بن سعيد بن مسلم، و يونس بن عبد الأعلى، و أحمد بن عبد الرّحمن بن وهب، و الربيع بن سليمان، و وفاء بن سهل، و بحر بن نصر، و عيسى بن إبراهيم بن مثرود، و محمّد بن عزيز، و يزيد بن سنان، و إسحاق بن الحسين (2) الطحاوي، و نصّار بن حرب، و أبا الأزهر، و محمّد بن يحيى الذهلي، و أحمد بن سعيد الدارمي، و أحمد بن منصور، زاج، و فضل بن إبراهيم، و عبد الرّحمن بن بشر بن الحكم، و أحمد بن حفص بن عبد اللّه، و أبا زرعة عبيد اللّه بن عبد الكريم الرازي، و علي بن الحسن (3) بن أبي عيسى، و أحمد بن يوسف السلمي، و الحسن (4) بن محمّد بن الصباح.
كتب عنه موسى بن هارون الحمّال، و هو أكبر منه.
روى عنه: أبو العباس بن سعيد، و حمزة بن محمّد الكناني، و أبو علي الحسين بن علي الشافعي، و أبو العباس أحمد بن محمّد بن علي بن هارون البردعي، و إبراهيم بن محمّد بن حمزة الأصبهاني، و أبو طاهر المخلّص، و أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن علي الصيدلاني، و أبو إسحاق إبراهيم بن عزّ الدين خرّشيد قوله، و دعلج بن أحمد، و أبو عمر بن حيّوية، و محمّد بن المظفّر، و أبو الحسن الدار قطني، و أبو حفص بن شاهين، و أبو حفص عمر بن إبراهيم الكتّاني، و يوسف بن مسرور القوّاس.
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنا أبو المظفر الكوسج، و أبو منصور بن شكرويه، و إبراهيم بن محمّد الطيّان، و أبو بكر محمّد، و أبو القاسم علي ابنا أحمد بن محمّد السمسار حضورا، قالوا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن خرّشيد قولة، أنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن زياد النيسابوري، أخبرني العباس بن الوليد، أخبرني أبي، نا الأوزاعي قال:
سمعت أبا كثير يقول: سمعت أبا هريرة يقول:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لا يستام الرجل على سوم أخيه حتى يشتري، أو يترك، و لا يخطب على خطبة أخيه حتى ينكح أو يردّ، و لا تسأل المرأة طلاق أخيها لتستفرغ صحبتها (5)،فإنّ
ص: 184
المسلمة أخت المسلمة»[6650].
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن النقور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن زياد، نا عبد الرّحمن بن بشر، نا سفيان، عن عمرو، عن ابن (1) عمر أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«إذا لم يجد المحرم النعلين فليلبس الخفّين، و ليقطعهما أسفل من الكعبين»[6651].
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو الحسن الدار قطني، أنا أبو بكر النيسابوري عبد اللّه بن محمّد بن زياد، نا يونس بن عبد الأعلى، نا الحجّاج بن سليمان الرعيني قال: قلت لابن لهيعة: أسمع بعض عجائزنا تقول: الرفق في المعيشة خير من بعض التجارة، فقال: حدّثني محمّد بن المنكدر، عن جابر أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«الرفق في المعيشة خير من بعض التجارة»[6652].
قال الدارقطني: هذا حديث غريب من حديث محمّد بن المنكدر عن جابر بن عبد اللّه، لم يروه عنه غير ابن لهيعة، تفرّد به حجّاج عنه.
كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنبأ أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال:(2) عبد اللّه بن محمّد بن زياد بن واصل الفقيه النيسابوري أبو بكر الشافعي، سكن بغداد، و كان إمام الشافعيين في عصره بالعراق، من أحفظ الناس للفقهاء (3) و اختلاف الصحابة، سمع بنيسابور، و سمع بالعراق، و سمع بمصر، و بالجزيرة، و بالشام، و بالحجاز، و ذكر بعض شيوخه ثم قال: روى عنه أبو العبّاس بن عقدة، و أبو علي النيسابوري، و إبراهيم بن حمزة الأصبهاني، و حمزة الكناني، و هم حفّاظ الأرض في وقتهم.
أخبرنا أبو الحسن (4) علي بن أحمد، و أبو النجم بدر بن عبد اللّه قالا: قال (5):أنا أبو بكر الخطيب (6):عبد اللّه بن محمّد بن زياد بن واصل بن ميمون أبو بكر الفقيه، مولى أبان بن عثمان بن عفّان، من أهل نيسابور، رحل في العلم إلى العراق، و الشام، و مصر،
ص: 185
و سكن [بعد ذلك] (1) بغداد، و حدّث بها عن محمّد بن يحيى الذهلي، و أحمد بن يوسف السلمي، و أحمد بن الأزهر، و أحمد بن حفص بن عبد اللّه النيسابوري (2)،و عبد اللّه بن هاشم الطوسي، و محمّد بن الحسين بن إشكاب، و الحسن بن محمّد الزعفراني، و أحمد بن منصور الرمادي، و عبّاس بن محمّد الدوري، و محمّد بن إسحاق الصّغاني، و يونس بن عبد الأعلى، و أبي عبيد اللّه أحمد بن عبد الرّحمن بن وهب، و أبي ثور عمرو بن سعد، و أبي إبراهيم المزني، و بحر بن نصر المصريين، و يوسف بن سعيد بن مسلم المصّيصي، و العباس بن الوليد البيروتي (3)،و محمّد بن عوف الحمصي، و أبي أميّة الطرسوسي، و أمثال هؤلاء ممن يطول ذكره، روى عنه دعلج بن أحمد، و أبو عمر بن حيّوية، و محمّد بن المظفّر، و الدارقطني، و ابن شاهين، و عمر بن إبراهيم الكتاني (4)،و يوسف القوّاس، و أبو طاهر المخلّص، و غيرهم، و كان حافظا متقنا، عالما بالفقه و الحديث، موثقا في روايته.
قالا: و قال أبو بكر بن الخطيب: قال أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه: قال الدار قطني:
قال أبو بكر: كتب عني موسى بن هارون منذ أربعين سنة.
قال الخطيب: و أنبأ البرقاني قال: سمعت أبا الحسن الدار قطني يقول: ما رأيت أحفظ من أبي بكر النيسابوري.
أنبأنا مساواة أبو المظفّر (5) بن القشيري و غيره، عن محمّد بن علي بن محمّد، أنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال: و سألته يعني الدار قطني عن أبي بكر النيسابوري فقال: لم ير (6)مثله في مشايخنا لم ير (7) أحفظ منه للأسانيد و الفنون، و كان أفقه المشايخ، جالس المزني، و الربيع، و كان يعرف زيادات الألفاظ في المتون، و لما قعد للحديث قالوا: حدّث، قال: بل سلوا، فسئل عن أحاديث، فأجاب فيها و أملاها ثم بعد ذلك ابتدأ فحدّث.
أخبرنا أبو النجم بدر (8) بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (9)،قال: ذكر أبو
ص: 186
عبد الرّحمن السلمي أنه سأل الدار قطني فذكر نحوه إلا أنه قال: يحدّث.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس قال: نبأ و أبو النجم أنا أبو بكر الخطيب (1)،حدّثني محمّد بن علي الصّوري مذاكرة، قال: قال لي عبد الغني بن سعيد الحافظ : سمعت الدار قطني يقول: كنا ببغداد يوما جلوسا في مجلس اجتمع فيه جماعة من الحفّاظ يتذاكرون، و ذكر الدارقطني أبا طالب الحافظ ، و أبا بكر الجعابي و غيرهما، فجاء رجل من الفقهاء فسأل الجماعة من روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«جعلت لي الأرض مسجدا، أو جعلت تربتها لنا طهورا»[6653] فقالت الجماعة: روى هذا الحديث فلان و فلان، و سمّوهم، فقال السائل:
أريد هذه اللفظة:«و جعلت تربتها لنا طهورا»، فلم يكن عند واحد منهم جواب، ثم قالوا:
ليس لنا غير أبي بكر النيسابوري، فقاموا بأجمعهم إلى أبي بكر، فسألوه عن هذه اللفظة فقال:
نعم، حدّثنا فلان عن فلان، و ساق في الوقت من حفظه الحديث، و اللفظة فيه.
قال الخطيب: و هذا الحديث على هذا اللفظ يرويه أبو عوانة، عن أبي مالك الأشجعي، عن ربعي بن حراش (2)،عن حذيفة بن اليمان، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم تفرّد به أبو عوانة.
و أخرجه مسلم بن الحجّاج في صحيحه (3)مكانها بالأصل:«أنس أبو محمد البغدادي الفقيه النخعي الواعظ سمع الحديث ببغداد» صوبنا العبارة، حذفنا و زدنا عن تاريخ بغداد.(4).
قال: و أنبأنا أبو سعد الماليني، نا يوسف بن عمر بن مسرور، قال: سمعت أبا بكر النيسابوري يقول: تعرف من أقام أربعين سنة لم ينم الليل، و يتقوّت كلّ يوم بخمس حبّات، و يصلي صلاة الغداة على طهارة العشاء الأخيرة ؟ ثم قال: أنا هو، و هذا كله قبل أن أعرف (5) أم عبد الرّحمن أيش (5) لمن زوّجني، ثم قال في أثر هذا: ما أراد إلاّ خيرا (6).
أخبرنا أبو الحسن (7) محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن صرما، أنبأ أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن الخلاّل، قال: سمعت الشيخ أبا القاسم الصيدلاني يقول: توفي أبو بكر النيسابوري في أول سنة أربع و عشرين و ثلاثمائة.
ص: 187
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن علي بن عبيد اللّه بن عمر بن سوار، نا أبو الفضل عبيد اللّه بن أحمد بن علي الكوفي.
ح ثم قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفضل الكوفي، قال: قال أنا أحمد بن محمّد بن عمران بن الجندي، مات أبو بكر النيسابوري سنة أربع و عشرين و ثلاثمائة.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، قال: نا - و أبو النجم السّيحي، قال: أنا - أبو بكر الخطيب (1)،أخبرني عبيد اللّه بن أبي الفتح عن طلحة بن محمّد بن جعفر.
ح (2) قال: و نا عبيد اللّه بن عمر الواعظ ، عن أبيه.
ح (3) قال: و أنا السمسار، أنا الصفّار، نا ابن قانع قالوا جميعا: إنّ أبا بكر النيسابوري مات في شهر ربيع الآخر سنة أربع و عشرين و ثلاثمائة.
قال عمر: و دفن في باب الكوفة.
أبو محمّد البغدادي الفقيه الحنفي الواعظ
سمع الحديث ببغداد (4).
و سمع من عمي و أكثر ملازمة والدي، و سمع منه الكثير.
و قال لنا (5) والدي رحمه اللّه: ما رأيت من الحنفية من يطلب الحديث إلاّ ثلاثة (6):
شيخنا أبا عبد اللّه البلخي، و رفيقنا أبا علي بن العزيز (7) الدمشقي، و صاحبنا الفقيه أبا محمّد البغدادي.
و تفقه ببلده، و درس بمسجد أسد الدين الذي قبلة الميدان، و له أثر صالح في التحريض على قصد البلاد المصرية، و استنقاذها ممن كانت في يده، و هو شديد التعصب (8)،
ص: 188
فقيه (1)،مبالغ عداوة الرافضية (2)،حسن الأخلاق، و تولى التدريس بالقاهرة في مدرسة الحنفية مدة إلى أن مات بمصر في أربع مائة (3).
أبو محمّد الحلبي الشاعر المعروف بالخفاجي (4)
سمع بدمشق: أبا بكر الخطيب سنة ثمان و خمسين و أربعمائة، و إسماعيل بن علي (5) بن زربي، و بالمعرّة: أبا العلاء أحمد بن عبد اللّه بن سليمان، و بميافارقين: أبا الحسين بن المطيب (6)،و أبا المكارم الأبهري، و بحلب: أبا نصر المنادي (7) سنة سبع و ثلاثين و أربع مائة، و أبو الحسين (8) علي بن محمّد الميمدي الكاتب، و أبا العلاء صاعد بن عيسى بن سمان الكاتب الحلبي، و أبا القاسم سلمة بن علي بن سلمة، و أبا الفتح أحمد بن علي المدائني.
كتب [إليّ ] أبو طاهر هاشم بن أحمد بن عبد الواحد الأسدي الحلبي الخطيب، أنشدني والدي أبو الحسين أحمد بن عبد الواحد بن هاشم، و قرأت عليه قال: أنشدنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن سعيد بن سنان الحلبي المعروف بالخفاجي لنفسه:
خليلي بثّا ما أملت عليكما *** دموعي فإني ما أريد الهوى سرّا
أصابكما برح الغرام لعلّه *** يمهّد لي ما بين قلبيكما عذرا
سقى اللّه أياما من الدهر لم تشب *** بهم كأنّا ما عرفنا بها الدهرا
و مائلة الأعطاف من نشوة الصبا *** سقتني الهوى صرفا و ريحها سكرا
رمت عينها عينها عيني و راحت سليمة *** فمن حاكم بين الكحيلة و العبرى
فيا طرف قد حذرتك (9) النظرة التي *** خلست فما راقبت نهيا و لا زجرا
و يا قلب قد أرداك من قبل مرة *** فويحك لم طاوعته مرّة أخرى
ص: 189
قرأت بخط أبي محمّد عبد اللّه بن محمّد بن سنان، كتبت إلى الأمير الأجل شرف أمراء العرب أبي سلامة محمود بن نصر بن صالح على طريق الهزل و الدعابة مما لم أثبته فيما دوّنته (1) من الشعر و كان سافر إلى الشام و تخلفت عنه:
قد قنعنا من وصلكم بالخيال *** و رضينا من وعدكم بالمطال
و صبرنا على ملالكم الزا *** ئد عن كلّ مذهب في الملال
و رأينا دياركم فلقينا *** كلّ رسم بال بجسم بال
دارسات و ناحلين فما يفرق *** بين العشّاق و الأطلال
أيّها العاذلون لوموا فما أغ *** فل من نام عن طوال الليالي
خبرونا عن الكرى و اسمعوا منا *** حديث الغرام و البلبال
ما لأيامنا تمرّ ثقالا *** بليال سود الدّياجي طوال
و لحكم الصّبى يجور على كلّ *** نحيف يطبعه كالخلال
أ كذا تفعل الصّبابة أم *** عاد علينا الصيام في شوّال
أم رمانا ببعده ناصر المل *** ك ببيض الظّبا و سمر العوالي
ففراق الكرام يصنع في *** الأجسام ما يصنعون (2) في الأموال
حفظ اللّه معشرا ضيعوا العه *** د و حالوا في سائر الأحوال
قيل لي: لم قعدت عنهم و هل يح *** سن أن يترك العبيد الموالي
قلت: لا تعجلوا عليّ فلو سر *** ت لكانت نهاية الاختلال
أيّ شيء إليّ من أمرهم *** حتى يكون ارتحالهم بارتحالي
أ تريدون أن يقول لي البتي *** ما قاله لنجم المعالي
حاشى (3) للّه ليس فسد له (4) الأتباع *** من صنعتي و لا أعمالي
رأس مالك (5) ترك الفضول و ما *** أخسر من أجل حبّهم رأس مالي
و من السّخف و الرّقاعة تطفي *** لي بنفسي عليهم في القتال
و مسيري أدبّ في ظهر عجفا *** ء تبارى أعضاؤها في الهزال
ص: 190
عاطلا من جميع ما يصحب النا *** س و يا ربّ ، عاطلا و هو حالي
ليس غير المقام أستر بالجد *** ران ما تعلمون من إقلالي
و أرجّي عيشي بكاذب آمالي *** فيهم؛ أفّيه من آمالي
و لعمري لو أنصفوني لما قصرت *** عن نفعهم على كلّ حال
قد رأوا يمن طائري حين *** أقبلت عليهم بالبصر و الإقبال
كان جدّي مثل اسم (1) جدي فهلا *** تركوني برسم زجر الفال
أحمد اللّه ليس ذنبي سوى الرخ *** ص فإنّ النّفاق في كل غال
يا خليليّ ذكروني (2) فما أحب *** أنيّ خطرت منهم ببال
و أنشدا دارس العهود كما ينشد *** رسم من الرسوم الخوالي
ثم قولا عني لمولاي إن صا *** دفتما منه سامعا للمقال
يا أجلّ الملوك عمّا و خالا *** عند ذكر الأعمام و الأخوال
و مثير الحرب العوان من المهدي (3) *** إلى يوم وقعة الدّجّال
و الذي لم يزل لجود يديه *** مزنة تستهل قبل السؤالي
ليت شعري بأي فنّ أدار *** يك فقد قلّ في رضاك احتيالي
ليس يجدي جدي و لا ينفع الهز *** ل سوى أن أعدّ في الجهّال
ثقل الناس في الطلاب و خفف *** ت بجهدي عليك من أثقالي
و أراني في كلّ يوم إلى خل *** ف كأني خرجت في الحبّال
ما لمخلاتي (4) الصغيرة لا تد *** خل معكم في جملة الأعدال ؟
أ تراني أرضى بهذا و في الدنيا *** ظهور العلا و أيدي الجمال
لا و نعماك ما مقامي على *** التقصير إلاّ من الحديث المحال
فافتحموا دوني الطريق و ردوا *** لي إلى عسقلان بدر الجمالي
و دعوني أصيح عند ابن حمدان *** صياحا بشقّ حلق السلالي
إنّ مثلي فيكم لكبير (5) و ما أنفق *** إلاّ مع قلة الأمثال
ص: 191
ما اتّفقنا إلاّ على صحبة الدهر *** و لكن بدا لكم و بدا لي
و قرأت بخطه أيضا:
كتبت إلى الأمير الأجلّ أبي سلامة محمود بن نصر بن صالح بن مرداس عند انصراف ملك الروم عن عزاز (1) في صفر سنة إحدى و ستين و أربع مائة:
إذا عزّت صفاتك أن تراما *** قضينا في الحديث بها ذماما
و ما قصرت يد دون الثّريا *** فخافت عند عارفها ملاما
لك النّسب (2) الذي من سار فيه *** فما يخشى الطلال (3) و لا الظلاما
إذا طلعت بدور بني حميد *** فحقّ الكواكب أن يضاما
أما و قبورهم فلقد أجنت *** عظاما في ضرائحها عظاما
لقد أبقيت مجدهم و ماتوا *** فكانوا لا حياة و لا حماما
و ربّ منازع لك في المعالي *** سهرت على الطلاب لها و ناما
يحدّث عن لقائك بالأماني *** فقال العارفون به سلاما
و يجتاز بأرضك حذّرته *** سيوفك أن يريد بها مقاما
أذل يجمعه و كفاك جدّ *** تفلّ سعوده الجيش اللّهاما
ضربناه بذكرك و هو لفظ *** فكان القلب و اليد و الحساما
عجبت لقصده المولى بعزم *** يقصر أن ينال به الغلاما
حلفت بها خماصا كالحنايا *** و إن كانت لسرعتها سهاما
تخبّ بمحرمين تسنّموها *** و أمّوا فوقها البلد الحراما
ليوم فيه دولتك اطمأنّت *** قواعدها حقيق أن يصاما
أبيت اللعن (4) إن كثرت شجوني *** فإني قد وجدت لها مساما
و إن بلغت إليك بي الليالي *** فقد زجّيتها عاما فعاما
شكرت جميل ذكرك و هو عندي *** تمام الجود إنّ له تماما
و أغناني عطاؤك عن أناس *** حسبتهم - و لا بلغوا - كراما
ص: 192
بقيت (1)
إلى نوالهم رجاء *** يعلم كيف تنتجع الجهاما (2)
فإن أكدى لئيم الظن فيهم *** فإنّي قد عرفت به اللماما (3)
و ما لي و البخيل و قد كفتني *** مواهبك التي كفت الأناما
إذا ضنّ السراب على نداه *** فقد نالت يد الصادي الغماما
و كيف يضيع جودك في كريم *** أعدّ لشكره (4) هذا الكلاما
قصائد إن ترنّح سامعوها *** فإنّي قد أبحت بها المداما
تزور صبابة و أحنّ شوقا *** كلانا يدّعي فيك الغراما
إذا زفّت إليك علمت أنيّ *** ملكت لكلّ جامحة زماما
و لو لا أنها وجدتك (5) كفوا *** لكانت في الصدور من الأياما
و لو أمّت سواك لفتّ فيها *** أراد اللّه تقبل (6) في السّلاما
بلغني أن أبا محمّد الشاعر توفي في سنة ست و ستين و أربع مائة في قلعة عزاز، و حمل لى حلب و صلى عليه الأمير محمود بن صالح.
أبو محمّد المقدسي الفريابي (7)
سمع بدمشق: هشام بن عمّار، و عبد اللّه بن أحمد بن بشر بن ذكوان، و عباس بن لوليد الخلاّل، و أبا محمّد عبد الرّحمن بن عبد اللّه الدمشقي، و محمّد بن الوزير السّلمي، و دحيما.
و سمع منه بيت المقدس و بغيرها: المسيّب بن واضح، و محمّد بن مصفّى (8)، و محمّد بن ميمون الخياط ، و الحسين بن الحسن المروزي، و بكر بن عبد الوهّاب، و علي بن شبيب، و حرملة بن يحيى [و كثير] (9) بن عبيد، و عمرو بن عثمان، و محمّد بن رمح،
ص: 193
و عبد الجبّار بن العلاء، و أحمد بن محمّد بن عمر بن يونس، و عبد الواحد بن يحيى بن خالد الهاشمي بمصر، و أحمد بن عبد الرّحمن (1).
روى عنه: أبو بكر و أبو زرعة ابنا أبي دجانة، و أبو بكر بن المقرئ - و أثنى (2) عليه - و الحسن (3) بن منير - و هو نسبه - و أبو إسحاق بن سنان، و أبو يعلى عبد اللّه بن محمّد بن حمزة بن أبي كريمة، و الحسن (4) بن رشيق، و أبو العباس أحمد بن عمر بن عبد الملك بن موسى (5)،و أبو حاتم محمّد بن حبّان البستي، و أبو عمر بن فضالة، و أبو سعيد أحمد بن محمّد بن رميح (6) النسوي الحافظ ، و أبو عمرو محمّد بن أحمد بن إسحاق الصغير النيسابوري، و علي بن أحمد الصوري، و يوسف بن القاسم الميانجي، و أبو بكر محمّد بن داود بن سليمان النيسابوري، و أبو سليمان محمّد بن الحسين (7) بن علي بن إبراهيم الحرّاني، و أبو أحمد بن عدي، و عبد اللّه بن إبراهيم الآبندوني.
و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر المقرئ، نا ابن سلم، نا هشام بن عمّار، نا مالك عن عبد الرّحمن بن القاسم، عن أبيه عن عائشة: أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم أفرد الحج[6654].
قال: و أنا ابن (8) المقرئ، نا الفريابي عبد اللّه بن محمّد بن سلم ببيت المقدس، الشيخ الصالح، و أبو عروبة الحرّاني قالا: نا المسيّب بن واضح، نا عبد اللّه بن نافع عن ابن جريح عن نافع عن ابن عمر، قال:
عمم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عبد الرّحمن بن عوف بعمامة سوداء كرابيس (9)،و أرخاها من خلفه قدر أربع أصابع، و قال:«هكذا فاعتم فإنه أعرف له و أجمل»[6655]، و قال:«اغزوا في سبيل اللّه، قاتلوا من كفر باللّه، لا تغلوا، و لا تمثّلوا، و لا تغدروا هذا عهد اللّه و سنة نبيّكم فيكم»[6656].
هذا لفظ ابن سلّم.
ص: 194
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (1) قال: سمعت عبد اللّه بن محمّد بن سلم المقدسي يقول:
قدمت مصر فبدأت بحرملة فكتبت عنه كتاب عمرو بن الحارث، و يونس بن يزيد و الفوائد ثم ذهبت إلى أحمد بن صالح، فلم يحدّثني، فحملت كتاب يونس بن يزيد الذي كتبته عن حرملة فحرّقته (2) بين يديه لأرضيه، و ليتني لم أحرق (3) فلم يرد (4) و لم يحدّثني (5).
حكى عن أحمد بن أبي الحواري، و محمّد بن المبارك الصّوري، و محمّد بن قطن، و القاسم بن عثمان الجوعي.
حكى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن الحسن بن متّويه الأصبهاني.
[أنبأنا أبو العسّاف محمد بن الحسن بن محمد العلوي الأصبهاني] (6) أنا أبو سعيد عبد الرّحمن بن أحمد بن عمر بن يزيد الصفّار، نا جدي أبو بكر عبد اللّه بن أحمد بن القاسم، نا إبراهيم بن محمّد بن الحسن (7) بن نصر بن عثمان، نا عبد اللّه بن محمّد بن سليمان الدمشقي، نا أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت عبد العزيز بن عمير يقول بين يدي أبي سليمان فغشي عليه: بأبي الذين أطاعوك، و أرضوك، و يرضوك، و كانوا لك خدما أيام الدنيا.
أبو محمّد الفرهياني - و يقال: الفرهاذاني (8)
سمع بدمشق هشام بن عمّار، و أبا عثمان القاسم بن عبد الملك، و دحيما، و بمصر:
ص: 195
عبد الملك بن شعيب بن الليث، و جعفر بن مسافر التّنّيسي، و عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عبد الحكم، و حرملة بن يحيى، و بخراسان: أبا رجاء قتيبة بن سعيد، و محمّد بن الوزير الواسطي، و سويد بن نصر المروزي.
روى عنه: أبو عمرو بن حمدان، و بشر بن أحمد الأسفرايني، و أبو بكر الإسماعيلي، و محمّد بن الحسن (1) النقاش.
أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا عبد اللّه بن محمّد بن سيّار (2) الفرهاذاني - زاد أبو محمّد: الشيخ الصالح - نا عبّاس بن عبد العظيم، نبأ الأحوص بن جوّاب، نا عمّار بن زريق، عن ابن أبي ليلى، عن إسماعيل بن أميّة، عن محمّد بن مسلم، عن أنس قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«لبّيك بعمرة و حجّة معا»[6657].
أخبرنا أبو محمّد السّيّدي، أنا أبو عثمان، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا عبد اللّه بن محمّد بن سيّار الفرهاذاني (3)،نا عبد الملك بن شعيب بن الليث، أنا عبد اللّه بن وهب، حدّثني الليث بن سعد، عن عبد الرّحمن بن خالد بن مسافر، عن ابن شهاب، عن فضالة بن محمّد الأنصاري أنه أخبره من لا يتهمه من قومه: أن كعب بن عجرة الأنصاري أصابه أذى في رأسه، فحلق قبل أن يبلغ الهدي محلّه، فأمره النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بصيام ثلاثة أيام.
أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، و أبو القاسم الشّحّامي، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي (4)،أنا أبو عمرو بن حمدان، نا أبو العباس محمّد بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران الثقفي السّرّاج، و أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن سيّار الفرهاذاني - زاد الشّحّامي:
النسوي، و قالا: بنسا - قالا: نا قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف أبو رجاء البغلاني (5)،نا جعفر بن سليمان الضبعي، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك: أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم كان لا يدّخر شيئا لغد.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسن علي بن محمّد
ص: 196
المقرئ، أنا الحسن (1) بن محمّد بن إسحاق، نا الفرهاذاني (2) عبد اللّه بن محمّد، نا هشام بن عمّار، نا الوليد بن مسلم، نا ابن عجلان، نا سعيد المقبري (3)،عن أبي هريرة قال:
[استطال] (4) الشيطان رحل على أبي بكر و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم جالس و أبو بكر ساكت، الحديث.
أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم،[أنا أبو القاسم] (5) أنا أحمد بن عدي (6) قال:
عبد اللّه بن محمّد بن سيّار (7) الفرهاذاني رفيق أبي عبد الرّحمن كان من الأقيال (8) و كان له بصر بالرجال، سألته أن يملي عليّ عن حرملة بن يحيى شيئا فقال لي: يا بني، و ما تصنع بحرملة ؟ إنّ حرملة ضعيف، ثم أملى علي عن حرملة ثلاثة (9) أحاديث و لم يزدني عليه.
ابن ثابت بن أبي الأقلح، و اسم أبي الأقلح: قيس بن عصمة (10) بن النعمان -
و يقال: مالك - بن أمة (11) بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف
[ابن عمرو بن عوف] (12) بن مالك بن الأوس
أبو محمّد - و يقال: أبو عاصم، و يقال: أبو عثمان - الأنصاري
الشاعر المعروف بالأحوص (13)
و أمه أسلة بنت عمر بن محسي (14).
و كان أصفر (15) أحوص العينين.
ص: 197
ذكر جميع ذلك الزبير بن بكار، و الحوص أن يكون في مؤخر العين ضيق.
و هو من أهل المدينة.
قدم على الوليد، و عمر بن عبد العزيز، و يزيد بن عبد الملك.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا عبد الوهّاب بن علي بن عبد الوهّاب، أنبأ علي بن عبد العزيز الطاهري، قال: قرئ على أحمد بن جعفر بن محمّد، أنا أبو خليفة الفضل بن الحباب، نا محمّد بن سلام الجمحي (1) قال: الطبقة السادسة من الإسلاميين حجازية، و هم أربعة رهط ، منهم الأحوص بن عبد اللّه بن محمّد بن عاصم بن قيس، و هو أبو الأقلح (2)،شهد عاصم بدرا، و قتل يوم الرجيع، و حمته الدبر، و هو من بني الخزرج.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنبأ أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3) قال: في تسمية أهل بدر من الأنصار، ثم من بني ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف: عاصم بن ثابت بن قيس، و قيس هو أبو الأقلح بن عصمة بن مالك بن أمة بن ضبيعة، و كان لعاصم من الولد:
محمّد، و أمه هند بنت مالك بن عامر بن حذيفة بن بني جحجبا بن كلفة، من ولده الأحوص الشاعر، بن عبد اللّه بن محمّد بن عاصم، و يكنى عاصم أبا سليمان، و شهد عاصم بدرا و أحدا، و كان قتله يوم الرّجيع في صفر على رأس ستة و ثلاثين شهرا من الهجرة (4).
قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (5):و أبو الأقلح قيس بن عصمة بن النعمان من بني ضبيعة من الأوس، و من ولده (6) عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، هو الذي حمته الدّبر، و من أولاد عاصم: الأحوص بن محمّد بن عبد اللّه بن عاصم بن ثابت الشاعر (7)،و اسم الأحوص: عبد اللّه.
أخبرنا أبو العزّ بن كادش - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أبا محمّد بن الحسين، نا
ص: 198
المعافى بن زكريّا (1)،نبأ محمّد بن القاسم الأنباري، أنا أبو علي العنزي، نا محمّد بن عبد الرّحمن الذارع، حدّثني الوليد بن هشام القحذمي، قال:
و قد وفد من أهل المدينة إلى الوليد بن عبد الملك بالشام، فبينما هو جالس و الناس عنده إذ دخل عليه عبد الأحوص بن محمّد الأنصاري، فقال: أعوذ باللّه و بك يا أمير المؤمنين مما يكلفني الأحوص، قال: و ما يكلفك ؟ فأخبره أنه يريده على أمر مذموم، فقال له الوليد:
كذبت أي عدو اللّه على مولاك، اخرج، قال: فخرج، فلما شاع الخبر اندسّ الأحوص إلى غلام رجل من آل أبي لهب فقال له: إن دخلت على أمير المؤمنين فشكوت من مولاك ما شكا عبدي مني أعطيتك مائتي دينار، فدخل العبد على الوليد فشكا من مولاه ما شكا عبد الأحوص منه و مولاه جالس عند الوليد في السماطين، فنظر إليه الوليد فقال: ما هذا يا فلان، قال:
مظلوم يا أمير المؤمنين، و اللّه ما كان هذا، و هذا وفد أهل المدينة فسلهم عنّي، فسألهم فقالوا:
ما أبعده (2) مما رماه به غلامه، فقال: خذوه، فأخذ الغلام فضرب بين يدي الوليد فقال: يا أمير المؤمنين لا تجعل عليّ حتى أخبرك بالأمر، أتاني الأحوص فجعل لي مائتي دينار على أن أدخل عليك و أشكو من مولاي ما شكا عبده منه، فأرسل إلى الأحوص، فأتي به، فأمر به الوليد فجرّد و ضرب بين يديه ضربا مبرحا، و قال: أي عدو اللّه، سترت عليك ما شكا عبدك فعمدت إلى رجل من قريش تريد أن تفضحه ؟ فسيّر إلى دهلك (3) جزيرة في البحر، فلم يزل مستترا (4) أيام الوليد و سليمان، فلما كانت خلافة عمر بن عبد العزيز رجع الأحوص إلى المدينة و قال: هذا رجل أنا خاله - يعني عمر - فلم يصنع.
كانت أم عمر بن عبد العزيز أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطّاب، و أم (5) أمّ عاصم أنصارية بنت عاصم بن أبي الأقلح الأنصاري.
قال المعافي: هو عاصم بن ثابت بن قيس - و هو أبو الأقلح - فبلغ ذلك عمر بن عبد العزيز، فأمر به فردّ إلى دهلك.
فلما قام يزيد بن عبد الملك رجع الأحوص إلى المدينة، ثم إنّه خرج وافدا إلى يزيد بن
ص: 199
عبد الملك فمرّ بمعبد (1) المغنّي فقال له: معبد: الصحبة يا أبا عثمان، قال: ما أحب أن تنصحني (2)،تقول وفود العرب هذا ابن الذي حمت لحمه الدبر و الغسيل معبد معه مغنّ ، قال: لا بدّ و اللّه من الصحبة، فلما أبى إلاّ أن يصحبه ذهب، فلما نزل البلقاء، و هي من الشام، أصابهم مطر من الليل، فأصبحت الغدر مملوءة، فقال الأحوص: لو أقمنا اليوم هاهنا، فتغدّينا على هذا الغدير، ففعلا، و رفع لهما قصر لم يريا بناء غيره، فلما أصبحوا خرجت جارية معها جرّة إلى غدير من تلك الغدر، فملأت جرّتها، فلما رفعتها و حضرت (3) بها رمت بالجرّة فكسرتها، فقال معبد للأحوص: أ رأيت ما رأيت و ما صنعت هذه ؟ قال: نعم، فأرسل إليها الأحوص بعض غلمانه فقال: ما حملك على ما صنعت، فقد رأينا الذي صنعت ؟ قالت:
إنّي طربت، قال: و ما أطربك ؟ قالت: ذكرت صوتا كنا نغني به أنا و صواحب لي بالمدينة فأطربتني (4) فكسرت الجرة، قال: و ما الصوت قالت:
يا بيت عاتكة التي أتعزّل *** حذر العدى و به الفؤاد موكّل
قال: و لمن هذا الشعر؟ قالت: للأحوص الأنصاري، قال: و الغناء؟ قالت: لمعبد، فقالا لها: أ فتعرفينا؟ قالت: لا، قال: فأنا الأحوص و هذا معبد، لمن كنت بالمدينة ؟ قالت:
لآل فلان، اشترتني (5) أهل هذا القصر فصرت هاهنا ما أرى أحدا غيرهم، و قالت: فإنّ لي حاجة قالا: ما حاجتك ؟ قالت لمعبد: تغنّيني قال الأحوص لمعبد: غنّها، قال فجعلت تقترح و يغنّيها حتى قضت حاجتها ثم قالا لها: أ تحبّين أن نعمل لك في الخروج من هاهنا؟ قالت:
نعم، قالا: (6):فإن نحن فعلنا أ تشكريننا؟ قالت: نعم (7)،فلما قدما على يزيد بن عبد الملك و دخلا عليه قال الأحوص: يا أمير المؤمنين إني رأيت في مسيرنا عجبا، نزلنا إلى البلقاء فرأينا جارية، و قصّ عليه قصّتها، قال: أ فتعرفها؟ قال: نعم، فسمّاها و أهلها و موضعها، و قال: يا أمير المؤمنين أنا الذي أقول فيها:
إنّ زين الغدير من كسير (8) الجرّ *** و غنى غنّاء فحل مجيد
قلت: من أنت يا ظعين ؟ فقالت: *** كنت فيما مضى لآل الوليد
ص: 200
ثم بدّلت بعد حيّ قريش *** من بني عامر لآل الوحيد
فغنائي لمعبد، و نشيدي *** لفتى الناس الأحوص الصّنديد
بعجز المال عن شراك و لكن *** سوف يستميل (1) الهمام يزيد
قال: فمضى لذلك ما مضى، ثم دخل الأحوص و معبد يوما (2) على يزيد فأخرج إليهما الجارية، ثم قال: يا أحوص، أ تعرف هذه الجارية ؟ قال: نعم، ثم قال لها الأحوص: أو فينا لك ؟ قالت: نعم، جزاك اللّه خيرا.
قال (3):و نا الوليد بن هشام، قال: و حدّثني سليمان بن محمّد الأنصاري أن عاتكة التي ذكر الأحوص بيتها هي عاتكة بنت يزيد بن معاوية، و إنما كنى عن امرأة سمّاها غيرها، و كان يتشبب (4) بها، فذكر عاتكة و بيتها، لأن بيت عاتكة كان إلى جنب بيت تلك المرأة، و قد أدخلا جميعا في مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.
[قال] (5) المعافى: و الذي حكي عن الأحوص في هذا الخبر من سعيه في أمر اللّهبي و الكذب عليه، و إضافة ما ليس فيه إليه من ألأم الأخلاق و أنجسها (6)،و أقبح المذاهب و أوحشها، و فاعله يتعرض (7) لما أوعد اللّه من فعله من عذابه، و أليم عقابه.
و قد مضى فيما تقدّم من مجالسنا (8) هذه ذكر قصة بني أبيرق (9) و رميهم بفعلهم من هو بريء منه، و إن اللّه أنزل في ذلك: وَ مَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتٰاناً وَ إِثْماً مُبِيناً (10).
و قوله في عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح: الذي حمت لحمه الدّبر لما قتل أراد المشركون أخذه، و كان قد دعا اللّه أن لا يمسّه مشرك، فأرسل اللّه الدّبر فأحاطت به و حمته، فلم يصلوا إليه، فلما جاء الليل أرسل اللّه سيلا فاحتمله من الوادي وفاتهم.
ص: 201
و لقتله قصة أنا ذاكرها (1):
كان أبو سليمان عاصم بن أبي الأقلح شهد بدرا و أحدا، و ثبت حين ولّى الناس يوم أحد عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم معه، و بايعه على الموت، و كان من الرماة المذكورين من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و ذكر أنه قتل يوم أحد من أصحاب اللواء من المشركين الحارث و شافعا ابني (2) طلحة بن أبي طلحة، و أمّهما سلافة بنت سعيد (3) بن الشهيد من بني عمرو بن عوف، فنذرت أن تشرب في قحف رأس عاصم الخمر، و جعلت لمن جاء برأسه مائة ناقة، فقدم فارس (4) بني لحيان من هذيل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فسألوه أن يوجه إليهم من يفقههم في الدين، فبعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم معهم ستة نفر أحدهم عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، فلما صاروا على الرجيع (5) استصرخوا عليهم هزيلا فلم يشعروا و هم في رحالهم إلاّ ببارقة السيوف قد غشيتهم فقاتلهم مرثد بن أبي مرثد (6) و خالد بن البكير، و عاصم بن ثابت حتى قتلوا، و أما الآخرون فاستأسروا رجال بين الذين قتلوهم و بين رأس عاصم أن يأخذوه الدّبر فتركوه و قالوا حتى نمسي فنأخذه، فبعث اللّه الوادي، فاحتمل عاصما فذهب به.
قال المعافي: و الدبر:[النحل] (7) كما قال أبو ذؤيب الهذلي (8):
إذا لسعته الدّبر لم يرج لسعها *** و خالفها في بيت نوب عوامل
و يروى: عواسل. النوب: السود من النوبة، و اللوبة، و الأوبة و اللاّبة (9)،فيروى: إذا لسعته النحل، و قيل (10):إنّ النوب الذين ينوبون و ليس من اللون و قوله: لم يرج لسعها:
ص: 202
معناه: لم يخف و قيل: قول اللّه: مٰا لَكُمْ لاٰ تَرْجُونَ لِلّٰهِ وَقٰاراً (1) إنّ معناه لا تخافون للّه عظمة و من ذلك قول الراجز:
ما ترتجي حين يلاقي (2) الرائدا *** أ سبعة لاقت معا أو واحدا
و قول الشاعر (3):
لعمرك ما أرجو إذا كنت مسلما *** على أي جنب كان في اللّه مصرعي (4)
يعني: ما أخاف، و قيل في قوله: وَ تَرْجُونَ مِنَ اللّٰهِ مٰا لاٰ يَرْجُونَ (5) إن معناه:
و تخافون من اللّه ما لا يخافون، و ممن قال هذا قطرب (6).
قال المعافى: و إنما اختزل (7) الرجاء من الأمل [و الخوف] (8) لأنهما مما ينتظر و يرجى و يتوقع، و ليس المخلوقون (9) منه على أمر يثقون به (10) و يوقنون به و يقطعون عليه بعينه.
و أنكر الفرّاء ما ذكره قطرب في هذا الموضع و قال: العرب لا تذهب بالرجاء مذهب الخوف في الاثبات، و إنما تفعل هذا في الجحد و النفي.
و الأحوص بن محمّد الشاعر من ولد عاصم بن ثابت هذا.
و أما ذكره في الخبر الغسيل، فإن الغسيل حنظلة بن أبي عامر، و اسم أبي عامر عبد عمرو، و ذلك أنه استشهد مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يوم أحد، فأخبر أصحابه أنه رأى الملائكة تغسّله، فأرسل إلى امرأته فسألها عن أمره فأخبرته أنه كان مضاجعها، فلما استنفر (11) للجهاد مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قام عن بطنها مبادرا، و لم يغتسل، فقال: إنّي رأيت الملائكة تغسله.
ص: 203
و كان أبو (1) حنيفة يرى أن شهيد المعركة إذا قتل جنبا فواجب على المسلمين غسله، و يحتج بقصة حنظلة هذه، و كان أصحابه و غيرهم ممن يذهب إلى أن لا يغسل الشهيد يرون أن الجنب و غيره سواء في ترك الغسل، و إلى هذا نذهب، و الاحتجاج فيه مرسوم في كتبنا المؤلّفة في الفقه، و أبو عامر أبو حنظلة كان يقال له الراهب، فسمّاه النبي صلّى اللّه عليه و سلّم الفاسق، و كان ممن يسعى في بناء مسجد الضّرار الذي ذكره اللّه في كتابه و أهله، يقول: وَ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِرٰاراً وَ كُفْراً وَ تَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَ إِرْصٰاداً لِمَنْ حٰارَبَ اللّٰهَ وَ رَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ ، وَ لَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنٰا إِلاَّ الْحُسْنىٰ وَ اللّٰهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكٰاذِبُونَ (2) إلى آخر القصة.
قال المعافى (3):و قد كان ابن الأنباري أملّ علينا خبر الأحوص و دير الغدير بغير هذا الإسناد و على مخالفة في مواضع من المتن، فإنّي كنت قد رسمته فيما مضى من هذه المجالس، ففي هذه الرواية زيادة ليست فيه، و إن كان ما مضى فاتني، آتي ما أحفظه من جملته لتحصيل بما أثبته منه ما فيه من زيادة من غير إطالة، بذكر إسناده و أعيان ألفاظه، و هو أن في الرواية التي و صفت أمرها.
أن يزيد بن الوليد كتب إلى الضّحّاك بن محمّد عامله على المدينة أن وجّه إليّ الأحوص بن محمّد الأنصاري الشاعر و معبدا (4) المغنّي.
فجهّزهما و أمرهما بالمسير، فكانا ينزلان في طريقهما للأكل و الشرب إلى أن أتيا البلقاء، و هو منزل بين المدينة و الشام، فجلسا هنالك، فأكلا، و جلسا على نهرها، فإذا هم بجارية قد خرجت من قصر هنالك، و معها جرّ فاستسقت (5) فيه من الغدير، ثم إنها ألقت الجرّ (6) فانكسر فجلست تبكي، فسألاها عن شأنها فقالت: لرجل بمكة من قريش، فاشتراني صاحب هذا القصر، و هو رجل من بني عامر من آل الوحيد، بخمسين ألف درهم، فنزلت من قبله ألطف منزلة، ثم أنه تزوج ابنة عمّ له فهديت إليه، فكانت تسيء إليّ و تكلفني أن أستقي في كل يوم من هذا الغدير بجرّ، فشكوت ذلك إلى الرجل فقال: إنّما أنت أمة و هذه ابنة عمي،
ص: 204
فربّما ذكرت ما كنت فيه، فيسقط الجرّ من يدي (1) ثم أخذت العود و غنت:
يا بيت عاتكة التي أتعزّل *** حذر (2) العدى و به الفؤاد موكّل
إنّي لأمنحك الصدود و إنّني *** قسما إليك مع الصدود لأميل
و لقد نزلت من الفؤاد بمنزل *** ما كان غيرك و الأمانة، ينزل
و لقد شكوت إليك بعض صبابتي *** و لما كتمت (3) من الصبابة أطول
هل عيشنا بك في زمانك راجع *** فلقد تعجبين (4) بعدك المتعلّل
أعرضت عنك و ليس ذاك لبغضة *** أخشى ملامة (5) كاشح لا يعقل
فقلنا لها: لمن هذا الشعر؟ قالت: للأحوص بن محمّد الأنصاري، و قلنا: فلمن الغناء؟ قالت: لمعبد المغني، فقال الأحوص: فأنا و اللّه الأحوص، و قال معبد: و أنا و اللّه معبد، فأنشأت تقول (6):
إن تروني (7) الغداة أسعى بجرّ *** أستقي (8) الماء نحو هذا الغدير
فلقد كنت في رخاء من العيش *** و في كل نعمة و سرور
ثم قد تبصران ما فيه أصبحت (9) *** و ما ذا إليه صار مصيري
أبلغا عني الإمام و ما يبلغ (10) *** صدق الحديث مثل الخبير
إنّني أضرب الخلائق بالعود *** و أحكاهم لبمّ و زير (11)
فلعل الإله ينقذ مما *** أنا فيه فإنّني كالأسير
ليتني متّ يوم فارقت أهلي *** و بلادي وزرت أهل القبور
ص: 205
فقال الأحوص: و اللّه لا أبرح حتى أقول فيها شعرا، فقال (1):
إنّ زين الغدير من كسر الجرّ *** و غنّا غناء فحل مجيد
قلت من أنت يا ظعين ؟ فقالت: *** كنت فيما مضى لآل الوليد
ثم بدّلت بعد حيّ قريش *** في بني عامر (2) لآل الوحيد
فغنائي لمعبد و نشيدي *** لفتى الناس الأحوص الصنديد
فتبسمت ثم قلت: أنا الأح *** وص و الشيخ معبد فأعيدي
فأعادت فأحسنت ثم ولت *** تتهادى، فقلت: أم سعيد (3)
يعجز المال عن شراك و لكن *** أنت في ذمة الهمام يزيد
إن يذكر بك الإمام بصوت *** معبديّ يزيد حبك الوريد (4)
يفعل اللّه ما يشاء فظنّي *** كل خير بنا هناك و زيدي
ثم دعاها و انصرفا، فلما دخلا على يزيد قال للأحوص: أنشدني أقرب شعر قلته فأنشده:
إن زين الغدير من كسر الجرّ *** و غنّى غناء فحل مجيد
و قال لمعبد: غنّني أقرب غناء غنّيته، فغناه: إن زين الغدير من كسر الجرّ. فقال: لقد اجتمعتما على أمر (5)،فقصّا عليه القصة. فكتب إلى عامله على البلقاء: ابتع هذه الجارية بما بلغت. فابتاعها بمائة ألف درهم و أهداها إلى يزيد، فحظيت عنده، و حلّت ألطف محلّ من قلبه قال: فو اللّه ما انصرفنا حتى صار إلينا من الجارية مال و خلع و ألطاف كثيرة.
ذكر الزبير بن بكار فيما رواه عنه أحمد بن سعيد الدمشقي، و أبو أحمد يحيى بن المنجم، قال: حدّثني محمّد بن يحيى، عن أيوب بن عمر عن أبيه قال (6):
ركب الأحوص إلى الوليد قبل ضرب ابن حزم (7) اياه ليشكوه إليه، فلقيه رجل (8) من
ص: 206
بني مخزوم يقال له: ابن عنبة (1) فوعده أن يعينه على ابن حزم، فلما دخلا على الوليد قال له الوليد: ويلك ما هذا الذي أتيت (2) به يا أحوص، قال: يا أمير المؤمنين، و اللّه لو كان الذي رماني به ابن حزم أمرا من أمر الدين إلا أن دناءته و نذالته على ما هي عليه لاجتنبته، فكيف و هو من أكبر معاصي اللّه، و أنا الذي أقول:
لظلوا و أيديهم إليك تشير
قال: فقال ابن عنبة (3):يا أمير المؤمنين، إنّ ابن حزم من فضله و عدله و رضاه في بلده و ليس ممن يتّهم له قول و لا حكم، فقال الأحوص: هذا و اللّه كما قال الأول (4):
و كنت كذئب (5) السّوء لما رأى دما *** بصاحبه يوما أحال على الدّم
و في رواية أبي أحمد: و أغار، جميعا وعدني و اللّه أن يعينني على ابن حزم، ثم هذا قوله.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد عبد الوهّاب بن علي، أنا أبو الحسن (6) علي بن عبد العزيز، قال: قرئ على أبي بكر أحمد بن جعفر بن محمّد بن سلم، أنا الفضل بن الحباب، نا محمّد بن سلام قال:
و أما الأحوص بن محمّد الأنصاري فحدّثني أبي عن من حدّثه أحسبه قال: عن الزهري، قال (7):
كان الأحوص الشاعر يشبّب بنساء أهل المدينة فتأذوا به، و كان معبد و غيره من المغنين يتغنّون في شعره فشكاه قومه، فبلغ ذلك سليمان بن عبد الملك، فكتب إلى عامله بالمدينة:
أن يضربه مائة سوط و يقيمه على البلس (8) للناس، ثم يسيّره إلى دهلك يفعل ذلك به، فثوى بها سلطان سليمان، و عمر بن عبد العزيز فأتى رجال من الأنصار عمر بن عبد العزيز فسألوه أن يردّه إلى حرم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و قالوا: قد عرفت نسبه، و موضعه من قومه، و قد أخرج إلى
ص: 207
أرض الشرك، فنطلب إليك أن تردّه إلى حرم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و دار قومه، فتساءل عمر: من الذي يقول:
فما هو إلاّ أن أراها فجاءة *** فأبهت حتى ما أكاد أجيب (1)
قالوا: الأحوص، قال: فمن الذي يقول:
أدور و لو لا أن أرى أمّ جعفر *** بأبياتكم ما درت حيث أدور
قالوا: الأحوص، قال: فمن الذي يقول:
اللّه بيني و بين قيّمها *** يفرّ منّي بها و أتّبع
قالوا: الأحوص، قال: فمن الذي يقول:
سيلقى لها في القلب في مضمر الحشا *** سريرة حبّ يوم تبلى السرائر
قالوا: الأحوص، قال: إنه عنها يومئذ لمشغول، و اللّه لا أردّه ما كان لي سلطان، فمكث هنالك صدرا (2) يزيد بن عبد الملك، فبينما يزيد ليلة على سطح و جاريته حبابة تغنّيه شعر الأحوص إذ قال يزيد: من تقول هذا الشعر؟ قالت: لا و عيشك (3) أدري، قال: و قد كان ذهب من الليل شطره، فقال: ابعثوا إليّ الزهري، فعسى أن يكون عنده علم من ذلك، فأتي ابن شهاب الزهريّ ، فقرع بابه، فخرج فزعا حتى أتى يزيد، فلما صعد إليه قال: لا بأس، لم ندعك إلاّ لخير، اجلس، فجلس فقال: من يقول هذا الشعر؟ قال: الأحوص يا أمير المؤمنين، قال: ما فعل ؟ قال: قد طال حبسه بدهلك، قال: عجبت لعمر بن عبد العزيز كيف اعتقله (4)،فأمر بالكتاب بتخليصه (5) و أمر له بأربع مائة دينار، فأقبل الزهري من ليلته إلى ناس من الأنصار فبشّرهم بتخلية سبيل الأحوص، ثم قدم عليه، فأجازه، و أحسن إليه.
أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا (6) الحسن، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل - إجازة - قالا: و أنا أبو تمام علي بن محمّد العبدي - إجازة - أنا أبو بكر بن بيري - قراءة - أنبأ أبو عبد اللّه محمّد بن الحسين بن محمّد بن سعيد،
ص: 208
نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا الزبير بن بكّار، حدّثني محمّد بن إسماعيل، عن محمّد بن زيد الأنصاري قال (1):
أدنى عمر بن عبد العزيز لما ولي الخلافة زيد بن أسلم و جفا الأحوص، فقال الأحوص (2):
أ لست أبا حفص هديت مخبّري *** أ في الحقّ أن أقصى و يدنى ابن أسلما
فقال عمر: ذلك الحق.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر بن مهدي، أنبأ أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي يعقوب، نا الحارث بن مسكين، نا ابن وهب، قال: و نبأ عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم قال:
كان سليمان بن عبد الملك قد أجلى الأحوص (3)،فكان في دهلك، فكتب إلى عمر بن عبد العزيز يتشكّى و يذكر قرابته، فأمر به من دهلك أن يجعل في بعض قرى اليمن بقي من أرض الإسلام، فكان ذرب اللسان قال: فقال عمر بن عبد العزيز حين قال الأحوص:
أ في اللّه أن أقصى و يدنى ابن أسلم
قال: إن ابن أسلم أولى بذلك منه.
قال: و خال الأحوص حنظلة غسيل الملائكة، و أبوه عاصم الذي حمته الدّبر.
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، عن رشأ بن نظيف، نا أبو أحمد عبد السّلام بن الحسن البصري اللغوي، أنا أبو محمّد علي بن عبد اللّه بن المغيرة الجوهري البغدادي، أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد الأسدي، روى (4) الرياشي، حدّثني العتبي، حدّثني أبي و أبو إبراهيم قالا (5):سير الوليد بن عبد الملك الأحوص إلى دهلك - موضع - فكتب إلى عمر (6) حين استخلف (7):
ص: 209
فكيف ترى للنوم (1) طعما و لذة *** و خالك أمسى موثقا في الحبائل
فمن يك أمسى سائلا عن شماتة *** ليشمت بي، أو شامتا غير سائل
فقد عجمت مني الحوادث ماجدا *** صبورا على عماء تلك البلائل
إذا سرّ لم يفرح، و ليس لنكبة *** ألمت به بالخاشع المتضائل
فبعث عمر إلى عراك بن مالك الغفاري - و كان الذي شهد عليه - فقال: ما ترى في هذا البائس فقد كتب بما ترى ؟ فقال عراك: مكانه خير له، فتركه في موضعه، فلما ولي يزيد حدر الأحوص، و سيّر عراكا، فقال الأحوص:
الآن استقرّ الملك في مستقره *** و عاد لعرف أمره المتنكر
طريد تلافاه يزيد برحمة *** فلم يمس من نعمائه يتعذّر
قال الرياشي: كانت أم عاصم بن عمر بن الخطّاب - و هو جدّ عمر بن عبد العزيز - [بنت ثابت بن أبي الأقلح. و كان الأحوص من ولد عاصم، فلذلك مت إلى عمر بن عبد العزيز] (2) بالخئولة (3).
أنبأنا أبو علي بن نبهان، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأ أحمد بن الحسن، و محمّد بن إسحاق بن إبراهيم، و محمّد بن سعيد بن نبهان.
و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو طاهر أحمد بن الحسن، قالوا: أنا أبو علي بن شاذان، أنبأ أبو بكر محمّد بن الحسن (4) بن مقسم، نا أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب، حدّثني عمر بن شبّة، حدّثني ابن أقصير - يعني - عمر بن محمّد السلمي، حدّثني يحيى بن عروة - يعني - ابن أذينة، قال:
لما قدم الفرزدق المدينة أتى مجلس أبي، فأنشده الأحوص شعرا قال: من أنت ؟ قال:
الأحوص بن محمّد، قال: ما أحسن شعرك، فقال: أ هكذا تقول لي ؟ فو اللّه أنا أشعر منك، قال: و كيف تكون أشعر منّي و أنت تقول:
يقرّ بعيني ما يقرّ بعينها *** و أفضل شيء ما به العين قرّت
ص: 210
فإنه يقرّ بعينها أن تنكح، فيقر ذاك بعينك ؟.
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، نبأ أبو بكر الخطيب، أنا الحسن (1) بن أحمد بن [إبراهيم، أنا أبو علي عيسى بن محمد بن أحمد بن] (2) عمر بن عبد الملك بن جريج الطوماري، نا أبو العبّاس أحمد بن يحيى ثعلب، نا زبير بن بكار، نا إبراهيم بن المنذر الحزامي، عن مطرّف بن عبد الله (3) بن خويلد الهذلي، عن أبيه عن جده قال (4):
بينما أنا و أبي نطوف بالبيت إذا نحن بعجوز يضرب أحد لحييها بالآخر أقبح عجوز رأيتها قط ، فقال أبي: بني (5)،أ تعرف هذه ؟ قلت: لا، و من هذه ؟ قال: هذه التي يقول فيها الأحوص:
سلام ليت لسانا تنطقين به *** قبل الذي نالني من حبله قطعا (6)
أدعو إلى هجرها قلبي فتتبعني *** حتى إذا قلت هذا صادق نزعا
يلومني فيك أقوام أجالسهم *** فما أبالي أطار اللوم أم وقعا
أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر المعدّل، أنا أبو طاهر (7)الذهبي، أنبأ أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، حدّثني عمي مصعب بن عبد اللّه (8)، أخبرني الزبير بن خبيب (9) بن ثابت في آخرين عن أبيه خبيب (10) بن ثابت قال:
خرجنا مع محمّد بن عبّاد - يعني: بن عبد اللّه بن الزبير - إلى العمرة، فإنّا لبقرب قديد (11) إذ لحقنا الأحوص الشاعر على جمل برحل، فقال: الحمد للّه الذي وفقكم لي، ما أحب أنكم غيركم، ما زلت أحرّك جملي هذا في آثاركم منذ رفعتم لي و لا أعرفكم، فازددت بكم غبطة حين عرفتكم، فأقبل عليه محمّد بن عبّاد فقال: لكنا و اللّه ما أغبطنا أنفسنا بك، و لا نحبّ مسايرتك فتقدم عنا أو تأخّر فقال: و اللّه ما رأيت كاليوم جوابا، قال: هو ذاك.
ص: 211
و كان محمّد رجلا جديا يكره الباطل و أهله، فأشفقنا مما صنع، و لم نستطع أن نرد (1)عليه، و نحن معه عدة من آل الزبير.
و تقدم عنا الأحوص، و لم يكن لي شأن غيره أن أعتذر إليه، و أفرق من محمّد، فلما هبطنا من المشلّل (2) على خيمتي أم معبد. سمعت الأحوص يهمهم بشيء، ففهمته (3) و هو قد بدرني، و محمّد خلف خيمتي أم معبد، محمّد كأنه يهيّئ القوافي، فأمسكت راحلتي حتى لحقني محمّد فقلت: إنّي أسمع هذا يهيئ القوافي، فإما تركتنا نعتذر إليه و أرضيناه، و إما خلّيت بيننا و بينه فضربناه، فإنا لا نصادفه في أخلى من هذا المكان، قال: كلا، إنّ سعد بن مصعب قد أخذ عليه أن لا يهجو زبيريا أبدا، و إن فعل (4) رجوت أن يخزيه اللّه، دعه.
و ذكر الزبير بن بكار في رواية الدمشقي و يحيى بن علي بن يحيى المنجم عنه قال:
حدّثني عبد الرّحمن بن عبد اللّه، عن عبد اللّه بن عمرو بن سفيان الجمحي (5) قال:
كان عبد الحكم بن عمرو بن عبد اللّه بن صفوان الجمحي قد اتّخذ بيتا و جعل فيه شطرنجات (6) و نردات، و قرقات (7) و دفاتر فيها من كل علم، و جعل في الجدار أوتادا، فمن جاء علق ثيابه على وتد منها، ثم جرّ دفترا فقرأه، أو بعض ما يلعب به، فيلعب مع بعضهم، و إن عبد الحكم يوما لفي المسجد الحرام إذا فتى داخل من باب الخياطين (8) باب بني جمح عليه ثوبان معصفران مدلوكان، و على أذنيه ضغثا ريحان، و عليه ردع (9) خلوق، فأقبل يشق الناس حتى جلس إلى عبد الحكم بن عمرو بن عبد اللّه، فجعل من رآه يقول: ما ذا صبّ عليه من هذا اليوم، لم يجد أحدا يجلس إليه غيره ؟ و يقول بعضهم: فأي شيء يقول له ؟ عبد الحكم أكرم من أن يجبه، فتحدث إليه ساعة ثم أهوى فشبّك يده في يد عبد الحكم، و قام يشق المسجد حتى خرج من باب الخياطين (10).
ص: 212
قال عبد الحكم فقلت في نفسي: ما ذا سلط عليّ منك، رآني معك الناس في المسجد، و نصفهم في الخياطين (1)؟حتى دخل عبد الحكم بيته و علق رداءه، على وتد و حلّ إزاره، و أخذ الشطرنج، و قال: من يلعب بها؟ فبينما هو كذلك إذ دخل الأبجر المغني فقال له: أي زنديق ما جاء بك هاهنا و جعل يشتمه و يمازحه، فقال عبد الحكم: أ تشتم رجلا في منزلي، قال: تعرفه، هذا الأحوص، فاعتنقه عبد الحكم و حيّاه و قال: أما إذا كنت الأحوص فقد هان عليّ كلّ ما فعلت.
قال الزبير: و حدّثني عمرو بن أبي سليمان، عن يوسف بن عنيزة (2) قال: هجا الأحوص بن محمّد رجلا من الأنصار من بني حرام يقال له ابن بشير، و كان كثير المال، فغضب من ذلك، فخرج حتى قدم على الفرزدق بن غالب بالبصرة، فهدى (3) له و ألطفه فقبل ذلك منه، فجلسا يتحادثان، فقال له الفرزدق: ممن أنت ؟ قال: من الأنصار، قال: ما أقدمك ؟ قال: جئت مستجيرا باللّه ثم بك من رجل هجاني، قال: قد أجارك اللّه منه، و كفاك مئونته، فأين أنت عن الأحوص بن محمّد، قال: هو الذي هجاني، فأطرق ساعة ثم قال:
أ ليس الذي يقول:
ألا قف برسم الدار فاستنطق الرّسما *** فقد هاج أحزاني و ذكّرني نعما
قال: بلى، قال: فلا و اللّه ما أهجو رجلا هذا شعره، فخرج ابن بشير فاشترى أفضل من الشراء الأول من الهدايا، و قدم بها على جرير، فأخذها و قال له: ما أقدمك ؟ قال: جئت مستجيرا باللّه و بك من رجل هجاني، قال: قد أجارك اللّه و كفاك، أين أنت عن ابن عمك الأحوص بن محمّد، قال: هو الذي هجاني، قال: فأطرق ساعة ثم قال: أ ليس الذي يقول:
تمشّى بشتمي في أكاريس (4) مالك *** شبابة (5) كالكلب الذي ينبح النّجما
فما أنا بالمخسوس (6) في جذم مالك *** و لا بالمسمّى ثم يلتزم الاسما
ص: 213
و لكن بيتي إن سألت وجدته *** توسط منها العزّ و الحسب (1) الضخما
لا و اللّه لا أهجو رجلا هذا شعره.
فاشترى أفضل من تلك الهدايا و قدم على الأحوص فأهداها له، و صالحه.
أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمّد الزينبي، أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان الأزهري، أنبأ أبو أحمد بن حيّوية، نا أبو مزاحم موسى بن عبيد اللّه [بن] خاقان، أنشدنا محمّد بن عمّار بن أسد التميمي.
قال أبو مزاحم: و حدّثني ابن أبي سعد عن ابن (2) محمود بحديث في قصيدة تنسب إلى الأحوص بن عبد اللّه:
و الست تأمر بالعقاب و بالنهي *** و إليه آل الحكم (3) حين يؤول
أما الحبيب فما يملّ حديثه *** و حديث من أبغضته مملول
و إذا يجالسك البغيض فإنّه *** ثقل تعالجه عليك ثقيل
و يدوم طرفك للجليل يودّه *** و الطرف من دول البغيض كليل
و اعلم بأن من السكوت لبانة *** فانظر إلى ما قلت كيف تقول
كتب إليّ أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن الحطّاب (4)،أنبأ أبو القاسم علي بن محمّد بن علي الفارسي، أنا القاضي أبو الطاهر محمّد بن أحمد بن عبد اللّه بن نصر بن بجير الذهلي، أخبرني محمّد بن الحسن (5)،أنا الرياشي، عن ابن سلاّم، أخبرني إبراهيم بن عبد الرّحمن، عن إسماعيل بن محمّد المخزومي قال (6):اجتمع خمس نسوة عند امرأة من أهل المدينة، فقلن: ارسلي إلى الأحوص، فإنّا نحبّ أن نتحدّث معه، و نسمع من شعره، قالت: إذن لا يزيد إذا خرج من عندكن و عرفكن أن يفضحكن بالشعر، فلم يزلن بها حتى أرسلت رسولا يذكر له أمرهن و لا يسميهن، و يأتي مخمّر الرأس ففعل و تحدث معهن
ص: 214
و أنشدهن، فلما أراد الخروج شق طمرة من (1) ورائه فوضعها على جدران الدار ثم تيمم الموضع لمّا أصبح، فطاف عليه حتى وجد العلامة فقال:
خمس دسسن إليّ في لطف *** حور العيون نواعم زهر
فطرقتهنّ مع الرسول (2) و قد *** نام الرقيب و حلّق النّسر
متأبطا للحي إن فزعوا (3) *** غضبا يلوح بمتنه أثر
فعكفن ليلتهنّ ناعمة *** ثم استفقن و قد بدا الفجر
بأشمّ معسول بحاجبه (4) *** غض الشباب رداؤه غمر
قامت بخاصرة لقيتها (5) *** تمشي التأود غادة بكر
فتناغيا (6) من دون نسوتها *** كلما يسرّ كأنه سحر
كلّ يرى أن الشباب له *** في كلّ مبلغ لذّة عذر (7)
قال إسماعيل: فخرجت و أنا شاب، و معي شباب كثير في مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فذكرنا خبر الأحوص هذا و شعره، و قدامنا عجوز عليها وسم جمال، فلما بلغنا المسجد وقفت، و التفتت إلينا فقالت: يا فتيان، أنا و اللّه إحدى الخمس، كذب و ربّ هذا القبر و المنبر، ما خلت معه واحدة، و لا راجعته دون نسوتها كلاما.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن كرتيلا، أنا أبو بكر محمّد بن علي الخيّاط ، أنا أحمد بن عبد اللّه السّوسنجردي، أنا أبو جعفر أحمد بن علي بن محمّد، أنا أبي أبو طالب، أنا محمّد بن مروان، أنشدنا محمّد بن الحسن القرشي، و أبو عيسى الأزدي للأحوص يرثي معاوية [فقال:]
يا أيها الرجل الموكّل بالصّبا *** و صبى الكبير إذا بقا (8) تعليل
قدّم لنفسك قبل موتك صالحا *** و اعمل، فليس إلى الخلود سبيل
إنّ الحمام لنازل بك لا حق *** و الموت ربع إقامة محلول
ص: 215
لا بدّ من يوم لكلّ معمّر *** فيه لمدة عيشه تكميل
و الناس أرسال إلى أمد لهم *** يمضي لهم جيل و يخلق (1) جيل
إنّ امرأ أمن الزمان و قد رأى *** غير الزمان و ريبه لجهول
أين ابن هند و هو فيه عبرة *** أمّا اعتبرت كمن له معقول
ملك تدين له الملوك مبارك *** كادت لمهلكه الجبال تزول
تجبى له بلخ و دجلة كلها *** و له الفرات و ما سقاه النّيل
و الشام أجمع جازه، فبكلّه *** لهم كتائب تجتنى و خيول
متأثل ما إن يظنّ لملكه *** عنه و لا لنعيمه تحويل
و بكلّ أرض غروة، من وقعة *** حصن تخرّب أو دم مطلول
يقضي، فلا وهم و لا متتعتع *** لمقالة ما قال حين يقول
لو أنه وزن الجبال بحلمه *** لو فى بها، أو ظلّ و هو يميل
فأزال ذلك ريب يوم واحد *** عنه و حكم ما له تبديل
حتى ثوى جدثا كأنّ ترابه *** مما تطرّده الصبا منخول
فهو الذي لو كان حيا (2) خالدا *** يوما لكان من المنون يؤول
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا عبد الوهّاب بن علي السكري، أنبأ علي بن عبد العزيز الطاهري قال: قرئ على أبي بكر أحمد بن جعفر بن محمّد بن (3) سلم أنا الفضل بن الحباب، نا محمّد بن سلام الجمحي قال:
و قال الأحوص يمدح عبد العزيز بن مروان:
أقول بعمّان: و هل طربي به *** إلى أهل سلع (4)،إن تشوّقت (5) نافع
أ صاح أ لم تحزنك ريح مريضة *** و برق تلألأ بالعقيقين راتع
فإن الغريب الدار مما يشوقه *** نسيم الرياح و البروق اللوامع
نظرت على فوت و أوفى عشية *** بنا منظر من حصن عمان يافع
ص: 216
و العين أسرار (1) تفيض كأنما *** تعلّ بكحل الصابّ منها المدامع
لأبصر أحياء بخاخ تضمّنت (2) *** منازلهم منا التلال الروافع
فأبدت كثيرا نظرتي من صبابتي *** و أكثر منها ما تحن الأضالع
و كيف اشتياق المرء يبكي صبابة *** إلى من ناء عن داره و هو طائع ؟
لعمر ابنه الزيديّ إنّ أذكارها *** على كلّ حال للفؤاد الرابع (3)
فإنّي بذكراها على كلّ حالة *** من العوي (4) أو جلس البلاد لنازع
لقد كنت أبكي و النوى مطمئنة *** بنا و بكم، من علم ما البين صانع
و قد ثبتت في الصدر منها مودّة *** كما ثبتت في الراحتين الأصابع
أهمّ لأنسى ذكرها فيشوقني *** رفاق إلى أهل الحجاز نوازع
و إنّا عدانا (5) عن بلاد نحبّها *** إمام دعانا نفعه المتتابع
أغرّ لمروان و حرب كأنه *** حسام جلت عنه الصياقل قاطع
هو الفرع من عبدي مناف كليهما *** إليه انتهت أحسابها و الدسائع
فكلّ غنيّ قانع بفعاله *** و كل عزيز عنده متواضع
هو الموت أحيا المنون (6)،و إنه *** لغيث حيا يحيى به الناس واسع
و قال أيضا (7):
إني إذا جهل (8) اللئام رأيتني *** كالشمس لا تخفى بكل مكان
ما من مصيبة نكبة أمنى بها *** إلاّ تشرفني و ترفع (9) شأني
و تزول حين تزول عن متخمط (10) *** تخشى بوادره على الأقران
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنا عبد الوهاب بن محمد، أنا الحسن بن محمد، أنا أحمد بن
ص: 217
محمد اللنباني، نا عبد اللّه بن محمد، نا أبو زيد النميري، حدثني أبو سلمة الغفاري، حدثني عبد اللّه بن عمران بن أبي فروة قال (1):
أتت الأحوص الأنصار حين وقف (2) أبو بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم في سوق المدينة، و إنه يصيح:
ما من مصيبة نكبة أعنى بها *** إلاّ تعظمني و ترفع شأني
و تزول، حين تزول، عن متخمط *** تخشى بوادره على الأقران
إلى إذا خفي اللئام رأيتني *** كالشمس لا تخفى بكل مكان
أخبرنا أبو العز بن كادش إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده، أنا أبو علي محمد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا، نا محمد بن الحسن بن دريد، أنا عبد الرحمن، عن عمه، قال: سمعت جعفر بن سليمان يقول:
ما سمعت بأشعر من القائل:
إذا رمت عنها سلوة قال شافع *** من الحبّ ميعاد السّلوّ المقابر
فقلت: أشعر من الأحوص حيث يقول:
سيبقى لها في مضمر القلب و الحشا *** سريرة ودّ يوم تبلى السرائر
و ذكر [الزبير] ابن بكار قال: و كتب إلي إسحاق بن إبراهيم التميمي - هو الموصلي - أن أبا عبيدة (3) حدّثه عن غير واحد من أهل المدينة.
أن الأحوص لم يزل بدهلك حتى مات عمر بن عبد العزيز فاندس إلى حبابة فعنت يزيد بن عبد الملك بأبيات له، قال أبو عبيدة أظنها هذه:
أ بهذا المخبري عن يزيد *** بصلاح فداك أهلي و مالي
ما أبالي (4) إذا بقى لي يزيد *** من تولّت به صروف الليالي
قال أبو عبيدة: فتراه عرّض بعمر و لم يقدر على أن يصرح مع بني مروان فقال: من يقول هذا؟ قال: فقالت: الأحوص، و هونت أمره و كلّمته في أمانه فآمنه، فلما أصبح حضر
ص: 218
فاستأذنت له، فأذن له، ثم أعطاه مائة ألف درهم.
أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه بن كادش، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عبيد اللّه المرزباني قال: و أنشدنا أبو عبد اللّه (1)-يعني نفطويه - للأحوص (2):
و إنّي لآتي البيت ما إن أحبّه *** و أكثر هجر البيت و هو حبيب
و أغضي عن أشياء (3) منكم تريبني *** و أدعى إلى ما سرّكم فأجيب
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، عن رشأ بن نظيف، أنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد بن أبي مسلّم الفرضي، أنا أبو الطاهر عبد الواحد بن عمر بن أبي هاشم المقرئ، نا أحمد بن سعيد، نا الزبير بن بكّار (4)،حدّثني عبد الملك قال: قال لي أبو السائب: يا ابن أخي أنشدني للأحوص: فأنشدته قوله:
قالت: و قلت: تحرّجي وصلي *** حبل امرئ بوصالكم صبّ
صاحت إذا بعلي، فقلت لها: *** الغدر شيء ليس من شعبي (5)
ثنتان لا أدنو لوصلهما *** عرس الخليل و جارة الجنب
أما الخليل فلست فاجعه *** و الجار أوصاني به ربّي
عوجا، كذا نذكر لغانية *** بعض الحديث، مطية صحبي
و نقل لها: فيما الصّدود و لم *** نذنب بل أنت بدأت بالذنب
إن تقبلي نقبل و ننزلكم *** منا بدار السّهل و الرّحب
أو تدبري تكدر معيشتنا *** و تصدّعي متلائم الشعب
فأقبل علي و قال: هذا و اللّه يا ابن أخي المحب عينا (6)،لا الذي تقول:
و كنت إذا خليل رام صرمي *** وجدت لديّ منفسحا عريضا
اذهب فلا صحبك اللّه و لا وسّع قلبك.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عبد الوهّاب بن علي، أنا علي بن عبد العزيز
ص: 219
قال: قرئ على أحمد بن جعفر، أنا الفضل بن الحباب، نا محمّد بن سلاّم قال: و قوله أيضا: يعني الأحوص بن محمّد (1):
أ إن نادى هديلا (2) ذات فلج *** مع الإشراق في فنن حمام
ظللت كأن دمعك درّ سلك *** هوى نسقا و أسلمه النظام
و أنّي (3) من بلادك أمّ حفص *** و حبل وصالها خلق رمام
صريع مدامة غلبت عليه *** يموت لها المفاصل و العظام
و أنّى (4) من بلادك (5) أم حفص *** سقى بلدا يحل به الغمام
أحلّ النعف من أحد و أدنى *** مساكنها الشبيكة أو سنام (6)
سلام اللّه يا مطر عليها *** و ليس عليك يا مطر السّلام
و لا غفر الإله لمنكحيها *** ذنوبهم، و إن صلوا و صاموا
كأنّ المالكين (7) نكاح سلمى *** غداة يرومها مطر نيام
فإن يكن النكاح أحلّ شيئا (8) *** فإنّ نكاحها مطرا (9) حرام
و لو لم ينكحوا إلاّ كفيّا *** لكان كفيها ملك همام
فطلّقها، فلست لها بأهل *** و إلاّ شقّ (10) مفرقك الحسام
أنبأنا أبو الفرج الخطيب، قال: نبأ أبو (11) بكر الحافظ ، أنا الحسن (12) بن أحمد بن
ص: 220
إبراهيم، أنا عيسى بن محمّد بن أحمد، نا أحمد بن يحيى ثعلب، نا الزبير بن بكار، حدّثني عمي عن يحيى بن الزبير بن عبّاد (1).
أن الأحوص قال في مرضه الذي توفي فيه:
يا بشر يا ربّ محزون بمصر عنا *** و شامت جذل ما مسّه الحزن
و ما شمات امرئ إن مات صاحبه *** و قد يرى أنه بالموت مرتهن
قال يحيى: و عنى بقوله هذا حميد (2) بن معن بن فضالة بن عبيد بن نافع بن قيس بن ضبيعة لأنه كان يهجوهم و لهم يقول:
تعرّفكم (3) كوثى (4) إذا ما نسبتم *** و يترككم في ساحة الدار جحجبا
فإن منعت عمرو أباها لحقّها *** و شحّت عليه فالتمس غيره أبا
بن يونس بن عبد اللّه
أبو الحسين الحنظليّ السّمناني (5)
رحل و سمع بدمشق و غيرها: هشام بن عمّار، و محمّد بن هاشم البعلبكّي، و المسيّب بن واضح، و بركة بن محمّد الحلبي، و عبدة الصفار، و إسحاق بن راهويه، و محمّد بن حميد، و عيسى بن حمّاد زغبة، و أبا الطاهر بن السّرح، و نصر بن علي، و عمرو بن علي الفلاّس، و أبا كريب، و محمّد بن عبد اللّه بن المبارك المخرمي، و زيد بن أخزم (6)،و إسماعيل بن بشر بن منصور، و مؤمّل بن إهاب، و بشر بن معاذ، و سعيد بن زياد الفلسطيني، و محمّد بن داود بن أبي ناجية.
حكى عنه أبو محمّد بن أبي حاتم، و أبو القاسم عبد اللّه بن إبراهيم الآبندوني.
ص: 221
و روى عنه: أبو عبد اللّه محمّد بن يعقوب بن يوسف، و علي بن حمشاذ العدل، و أبوا (1) عمرو: محمّد بن جعفر بن مطر، و محمّد بن أحمد بن حمدان، و أبو بكر الإسماعيلي، و محمّد بن داود بن سليمان، و أبو أحمد بن عدي، و أبو جعفر محمّد بن صالح بن هانئ، و أبو الحسن محمّد بن عمر بن محمّد بن بجير، و أبو الفضل العبّاس بن أحمد بن هاشم العرني (2)،و أبو علي الحسن بن داود النقّار النحوي الكوفي المعدّل.
أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر القارئ، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عمر بن محمّد بن مسرور، أنا أبو عمرو بن حمدان، أخبرني عبد اللّه بن محمّد بن يونس السّمناني، نا عيسى بن حمّاد، نا الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن الحارث بن يعقوب أن يعقوب بن عبد اللّه حدّثه أنه سمع بشر بن سعيد يقول: سمعت سعد بن أبي وقّاص يقول: سمعت خولة بنت حكيم السلمية تقول:
سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«من نزل منزلا ثم يقول: أعوذ بكلمات اللّه التّامّات من شر ما خلق، لم يضرّه شيء حتى يرتحل (3) من منزله»[6658].
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (4)،قال: بلغني عن صالح جزرة أنه وقف على حلقة أبي الحسين (5)السّمناني عبد اللّه بن محمّد بن يونس ببخارى و هو يحدث عن بركة - يعني ابن محمّد الحلبي - ببعض هذه الأحاديث التي ذكرتها، فقال صالح: يا أبا الحسين ليس ذا بركة، ذا نقمة.
كتب إليّ أبو حفص عمر بن محمّد بن علي السّرخسي الفقيه، و أخبرني أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن حبيب (6) قال: نا أحمد بن محمّد الشجاعي، أنشدنا أبو زكريا (7) عبد اللّه بن محمّد البلاذري، أنشدنا أبو النضر محمّد بن محمّد بن يوسف، أنشدنا أبو الحسين عبد اللّه بن محمّد السّمناني لنفسه (8):
ص: 222
ترى المرء يهوى أن يطول بقاؤه *** و طول البقا ما ليس يشفي له صدرا
و لو كان في طول البقاء صلاحنا *** إذا لم يكن إبليس أطولنا عمرا
و قرأت على أبي القاسم الشّحّامي، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن يونس بن عبد اللّه السّمناني، أبو الحسين من أعيان المحدّثين، سمع بخراسان و بالعراق، و بالشام.
سمعت أبا محمّد عبد اللّه بن محمّد الحواري يقول: توفي أبو الحسين السّمناني بعد منصرفه من نيسابور سنة ثلاث و ثلاثمائة.
أخبرنا (1) والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه اللّه قال (2).
أبو أحمد المعروف بابن المفسّر الفقيه الشّافعيّ (3)
من أهل دمشق.
سكن مصر، و حدّث بها عن أبي بكر أحمد بن علي القاضي المروزي، و أبي الحسن (4)علي بن غالب بن سلام السكسكي، و حويت بن أحمد بن أبي حكيم القرشي، و أبي (5)علي بن قيراط ، و عبد الرّحمن بن القاسم بن الروّاس، و محمّد بن حامد بن السّري، و أبي الجهم عمرو بن حازم القرشي، و أبي الحسن محمّد بن يزيد بن عبد الصّمد، و أبي علي عبد اللّه بن محمّد بن علي بن جعفر بن عون البلخي الحافظ بمكة، و محمّد بن إسحاق بن راهوية بالمدينة، و أبي علي محمّد بن عيسى الهاشمي البياضي بالمدينة، و مفضّل الجندي، و أبي سليمان أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن يزيد المدني، و عمرو بن أبي زرعة، و أحمد بن محمّد بن الوليد المرّي، و أحمد بن محمّد بن أنس بن مالك، و جنيد بن خلف السّمرقندي.
و انتقى عليه أبو الحسن الدار قطني، و قرأ عليه.
ص: 223
و روى عنه: أبو النعمان تراب بن عمرو بن عبيد، و أبو علي الحسين بن الميمون بن حسنون البزار، و أبو القاسم علي بن محمّد بن علي بن عيسى الفارسي، و أبو عبد اللّه الحسين بن خضر بن القاسم الكلبي، و أبو عبد اللّه محمّد بن جعفر بن محمّد بن الفضل، و أبو العبّاس إسماعيل بن عبد الرّحمن بن عمر بن النحّاس، و عبد الغني بن سعيد، و محمّد بن إسحاق بن مندة، و قاضي القضاة أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن أبي العوّام السّعدي المصري، و أبو علي الحسن (1) بن محمّد بن علي بن جتقة الأنماطي، و أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن عبد اللّه بن الغازي (2) و غيرهم.
كتب إليّ أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن الحطّاب (3) من مصر، و حدّثنا أبو بكر يحيى بن سعدون بن تمام عنه، أنبأ أبو القاسم علي بن محمّد بن علي الفارسي - بمصر - أنا أبو أحمد عبد اللّه بن محمّد بن النّاصح بن المفسّر الدمشقي، نا أبو بكر أحمد بن علي بن سعيد القاضي المروزي (4)،نبأ ابن رشيد، نبأ الوليد بن مسلم، عن عبد اللّه بن العلاء، حدّثني عبد اللّه بن عامر اليحصبي (5)،عن واثلة بن الأسقع قال:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لا تزالون بخير ما كان فيكم من رآني و صاحبني، و اللّه لا تزالون بخير ما دام فيكم من رأى من رآني و صاحبني، و اللّه لا تزالون بخير ما دام فيكم من رأى من رأى من رآني و صاحبني»[6659].
أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن، أنا سهل بن بشر، قال: قرأنا على أبي الحسن علي بن منير - من أصل كتابه بخط أبيه - قال: قال لي أبو أحمد المفسّر.
إن أباه دفع إليه بخطّه مولده، فإذا فيه: ولد أبو أحمد نماه اللّه: عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه يوم الثلاثاء لخمس خلون من ربيع الأول سنة ثلاث و سبعين و مائتين، و ذلك قبل نصف النهار.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، قال: توفي أبو أحمد عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن
ص: 224
النّاصح بن شجاع الفقيه، و يعرف بابن المفسّر في رجب سنة خمس و ستين و ثلاثمائة، حدّث عن أحمد بن علي بن سعيد القاضي و غيره.
قال لي أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد: ذكر أبو طاهر مشرّف بن علي بن الخضر التمار و نقلته أنا من خطّه قال: أنا أبو الحسين (1) أحمد بن محمّد بن مرزوق المعدّل بمصر، قال:
و توفي أبو أحمد عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن النّاصح بن شجاع المعروف بابن المفسّر الفقيه المحدّث يوم الثلاثاء لستّ (2) عشرة ليلة خلت من رجب - يعني: سنة خمس و ستين و ثلاثمائة - و كان مولده سنة ثلاث و سبعين و مائتين (3).
3505 - عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن أبي ذرّ السّوسي (4)
سمع بأطرابلس: محمّد بن عبدك الرازي، و أحمد بن حامد بن الحسين المزوزي، و محمود بن محمّد بن عيسى الأطرابلسي، و عبد الرّحمن بن أحمد الحمصي، و إبراهيم بن عبد اللّه بن سليمان العبدي، و أبا طالب محمّد بن عبد المتعال البعلبكي (5).
أبو القاسم القرشي الحرّاني
إمام جامع دمشق.
حدّث عن محمّد بن أحمد بن أبي شيخ الحرّاني.
روى عنه: عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، و أبو بكر محمّد بن المطوع، و أبو بكر محمّد بن عبد الرّحمن القطّان.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - أنا علي بن الحسين بن أحمد بن صصرى، نبأ عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، نا أبو القاسم عبد الرّحمن القرشي - إمام جامع دمشق - و محمّد بن عبد اللّه الملطي القاضي، قالا: نبأ ابن أبي شيخ بحرّان، نا محمّد بن يونس، نا إسحاق بن إدريس، نبأ سفيان بن عيينة قال:
ص: 225
عيّرت اليهود عيسى بن مريم بالفقر فقال: من الغنى إثم (1) بحسبك أنه من شرف الفقر أنك لا ترى أحدا يعصي اللّه ليفتقر.
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا جدي أبو محمّد، نا أبو علي الأهوازي، نا عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، نا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه الكفرسوسي (2)الإمام في مسجد دمشق، و أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الملطي، قالا: نبأ ابن أبي شيخ، نا محمّد بن إدريس التجيبي قال: سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول: سمعت الشافعي يقول:
صحبة من لا يخاف العار عار.
قال: و نا عبد الرّحمن بن عمر، نا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد القرشي الإمام في جامع دمشق، نا ابن أبي شيخ بحرّان، نا عبد اللّه بن محمّد، نا أبو الربيع، نا سلمة، عن محمّد بن إسحاق قال:
رأيت أبا (3) سلمة يجيء إلى الغلام و هو في الكتاب فيأخذه و يمضي به إلى بيته فيملي عليه حديثه.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني قال:
و في يوم الثلاثاء لثلاث و عشرين ليلة خلت من جمادى الآخرة سنة سبع و ستين و ثلاثمائة توفي أبو القاسم الإمام القرشي، رحمه اللّه، إمام جامع دمشق، و كان رجلا صالحا من أهل الدّين و الفضل، و دفن في باب كيسان عند قبر أبي إسحاق البلّوطي.
قرأت بخط أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن تمام بن حبّان الفقيه - قاضي بعلبك:
توفي أبو القاسم القرشي إمام الجامع العبد الصالح رحمه اللّه يوم الثلاثاء لثلاث و عشرين ليلة خلت من جمادى الأخيرة (4) سنة سبع و ستين و ثلاثمائة (5)،و دفن من غد بعد الظهر في مقبرة باب كيسان.
ص: 226
أبو محمّد الصّيداوي
سمع أبا الحسن بن جوصا، و أبا يعلى عبد اللّه بن محمّد بن حمزة بن أبي كريمة، و محمّد بن عبد اللّه بن عبد الجبّار المخزومي، و محمّد بن سليمان بن يوسف الربعي، و أبا محمّد الحسين (1) بن القاسم بن الطّيّب البغدادي القطّان، و أبا محمّد عبد اللّه بن جعفر الواصلي، و أبا إسحاق إبراهيم بن هشام بن يحيى بن معين، و أبا عبد اللّه محمّد بن أحمد بن أبي الخطاب، و أبا علي الحسين بن أحمد بن محمّد بن بكار السكسكي، و أبا الحسن علي بن عبد اللّه بن محمّد بن يحيى بن حمزة، و أبا الحارث أحمد بن محمّد بن عمارة بن أبي الخطاب، و أبا القاسم عبد اللّه بن أحمد بن عبد الصّمد بن هانئ البجلي - بحمص - و أبا الحسن (2) علي بن محمّد بن الأنباري الكاتب، و أبا القاسم الحسين بن محمّد بن عبد الصّمد بن الحسن بن أبان الجيزي (3)-بمصر - و أبا القاسم علي بن محمّد بن أحمد بن مديد الكاتب بالرملة، و أبا الفرج سهل بن محمّد بن محمود بن ماحبان بطبرية، و أحمد بن علي بن جعفر الواصلي، و أبا عبد اللّه الحسين بن محمّد بن هارون السمرسي الكاتب، ببيت لمقدس، و أبا الفضل (4) محمّد بن عبد اللّه بن المطّلب بن همام الشيباني، و أباه محمّد بن عبد اللّه بن سليمان.
روى عنه: أبو الحسين بن جميع.
أخبرنا أبو الحسن (5) علي بن المسلّم الفرضي، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنا أبو نصر بن طلاّب، أنا أبو الحسين بن جميع، حدّثني عبد اللّه بن محمّد بن سليمان قال: قال أحمد بن عمير: نا يحيى بن الوضين بن عطاء:
بنسب جده الوضين بن عطاء بن كنانة بن عبد اللّه بن مصدع، أبو كنانة.
ص: 227
أبو بكر الحنّائي البغدادي الأديب (1)
سكن دمشق.
و روى عن أبي يوسف يعقوب بن أحمد الدّعّاء، و أبي عبد اللّه الحسين بن يحيى بن عيّاش (2) القطّان، و أبي جعفر بن البختري الرزاز، و أبي الحسن إسحاق بن عبد اللّه القزاز، و إسماعيل الصفّار، و أبي عمرو بن السماك، و أبي الحسين بن ماتي الكوفي، و أبي القاسم عبيد اللّه (3) بن أحمد بن عبد اللّه البلخي، و أبي بكر عمر بن محمّد بن داهر النحوي البغدادي، و أبو محمّد الحسن بن زيد بن الحسن العلوي، و أبي الحسين عبد الصّمد بن علي بن محمّد بن مكرم، و عمر بن الحسن بن علي بن الأشناني، و أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي.
روى عنه: أبو نصر أحمد بن علي بن الحسن الكفرطابي، و أبو القاسم الحنّائي، و رشأ بن نظيف، و الأهوازي، و أبو طاهر الحسين بن محمّد بن عامر المقرئ، و عبد الوهّاب الميداني، و أبو الفتح عبد الصّمد بن محمّد بن تميم، و أبو القاسم عبد الرزّاق بن عبد اللّه بن الحسين بن الفضيل، و أبو علي الحسين بن عتبة بن مساور الورّاق، و أبو الحسن علي بن الحسين بن صدقة الشّرابي، و أبو نصر بن الجبّان المرّي، و علي بن إبراهيم الحنّائي، و أبو القاسم عبد الباقي بن محمّد بن علي ابن الأعيرج، و أبو بكر محمّد بن أحمد بن بكر التنوخي، و أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسن بن فضيل (4).
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو نصر أحمد بن علي بن الحسن الكفرطابي.
و أخبرنا أبو الحسن بن سعيد قال: أنا أبو القاسم الحنائي، قالا: أنبأ أبو بكر
ص: 228
عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن هلال الحنّائي، نا أبو يوسف يعقوب بن أحمد بن عبد الرّحمن الجصّاص الدّعّاء، نا محمّد بن سعيد بن غالب، نا ابن عيينة، عن الزهري، عن محمّد بن جبير بن مطعم، عن أبيه قال: رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لا يدخل الجنّة قاطع»[6660].
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو النجم بدر بن عبد اللّه قالا: قال لنا (1) أبو بكر الخطيب (2):عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن هلال الضبّي (3)،و يعرف بالحنّائي، نزل دمشق، و حدّث بها عن الحسين بن يحيى بن عياش القطّان، و يعقوب بن عبد الرّحمن الدّعّاء، و إسماعيل بن محمّد الصفّار، و محمّد بن عمرو الرزاز، و أبي الحسين بن الأشناني، و أبو عمرو بن السمّاك، و عبد الصّمد بن علي الطستي، حدّثنا عنه أبو علي الحسن (4) بن علي بن إبراهيم الأهوازي، و أبو القاسم الحنائي، و كان ثقة.
و لم يذكر ابن قبيس: بن عيّاش القطان.
قرأت بخط أبي الحسن الحنّائي، و أنبأنيه أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو الحسن الحنّائي، أنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد البغدادي الشيخ الثقة، فذكر حديثا.
أخبرنا أبو الحسن (5) بن قبيس، نا - و أبو النجم، أنبأ - أبو بكر الخطيب، قال (6):قال لي أبو علي الأهوازي: مات أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه البغدادي الضّبّي المعروف بالحنّائي سنة إحدى و أربع مائة.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، حدّثني أبو علي الحسن بن علي قال: توفي أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن هلال البغدادي المعروف بالحنّائي في سنة إحدى و أربع مائة.
قال عبد العزيز: حدّث عن يعقوب بن عبد الرّحمن الجصّاص الدّعّاء، و أبي جعفر محمّد بن عمرو بن البختري الرزاز، و عثمان بن أحمد السّماك الدقّاق و غيرهم من شيوخ بغداد، و كان ثقة، حدّثنا عنه جماعة. حمل له رشأ بن نظيف كتبه من بغداد.
ص: 229
أبو محمّد و يعرف بالفاقاني البزاز
حدّث عن خيثمة بن سليمان، و أبي الميمون بن راشد، و هشام بن محمّد بن جعفر بن هشام الكندي، و أبي الحسن بن حذلم، و أبي يعقوب الأذرعي.
و روى عنه علي الحنّائي، و أبو بكر أحمد بن الحسن بن الطيّان، و رشأ بن نظيف، و الأهوازي.
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا أبو محمّد مقاتل بن مطكود جدي، أنا أبو علي الأهوازي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه البزّاز المعروف بالفاقاني، نا القاضي أبو الحسن أحمد بن سليمان بن حذلم الأسدي، نا أبي، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا الوليد بن مسلم، نبأ ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح قال: سمعت ابن عبّاس يقول:
سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«اسمح يسمح لك»[6661].
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو علي الأهوازي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد البزاز بدمشق، نا القاضي أبو الحسن أحمد بن سليمان بن حذلم، نا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو النصري، حدّثني محمّد بن إدريس الرازي، نا عبيد اللّه بن موسى، نا إبراهيم بن إسماعيل مجمّع، عن صالح بن كيسان، عن يزيد الرقاشي عن أبيه عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لقد مرّ الرّوحاء (1) سبعون نبيا عليهم العباء يؤمّون البيت العتيق، فمنهم موسى نبي اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم»[6662].
أخبرنا أبو الحسن علي بن حمزة بن عبد اللّه بن الحسن بن حمزة العطّار، أنا جدي القاضي أبو محمّد عبد اللّه بن الحسن - قراءة - أنا علي بن محمّد الحنّائي - إجازة - أنا عبد الرّحمن بن عثمان، و عبد اللّه بن محمّد البزاز، قالا: أنا عبد الرّحمن بن عمر بن راشد، أنا أبو زرعة قال (2):
قلت لأبي مسهر: فأيوب بن ميسرة بن حلبس سمع من بسر (3) بن أبي أرطأة قال: نعم،
ص: 230
قال أبو مسهر: حدّثني ابنه محمّد بن أيوب بن ميسرة بن حلبس عن أبيه قال: سمعت بسر (1) بن أبي أرطأة يقول: اللّهمّ أحسن عاقبتنا (2) في الأمور كلّها، و أجرنا من خزي الدنيا و عذاب الآخرة، فقلت: إنّي سمعتك تردد هذا الدعاء، قال له (3):إني سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يدعو به.
قرأت بخط أبي الحسن الحنائي، و أنبأنيه أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز، أنا علي الحنّائي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن سعيد البزاز الشيخ الصالح: بحديث ذكره.
أبو محمّد الأندلسيّ ، يعرف بابن العربي
والد أبي بكر.
سمع بالأندلس: أبا محمّد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم، و أبا الحسن علي بن محمّد (4) الباجي، و أبا عبد اللّه محمّد بن أحمد بن العوذي الفقيه الزاهد.
و دخل إلى المشرق بابنه أبي بكر فسمع معه من شيوخ ذلك الوقت، و قدما دمشق جميعا.
و كان أبو محمّد قد حدّث ببغداد، و روى عنه أبو بكر بن طرخان.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن طرخان بن يلتكين (5) بن بجكم - إجازة - أنا أبو محمّد عبد اللّه [بن محمد بن العربي المعافري، أنا الفقيه المشاور أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد] (6) الباجي، نبأ أبي محمّد و جدي أحمد، قالا: نا عبد اللّه بن محمّد الباجي، والد أحمد، وجد محمّد المذكورين، نا محمّد بن وضاح، نا يحيى بن يحيى، نا مالك بن أنس: بجميع الموطأ.
نقلته من خط أبي عامر الحافظ ، و كتبه عن ابن طرخان.
و قال: كذا بخط ابن طرخان: في الأول: عبد اللّه بن أحمد، و في الثاني عبد اللّه بن محمّد.
ص: 231
قال أبو عامر: و الصواب عبد اللّه بن محمّد.
قال ابن طرخان: قال لي أبو محمّد بن العربي:
صحبت الإمام أبا محمّد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم سبعة أعوام، و سمعت منه جميع مصنفاته حاشا المجلد الأخير من كتاب:«القصد» نحو السدس، و قرأنا من كتاب:
«الانضال» أربع (1) مجلدات و لم يفتني من تواليفه شيء سوى ما ذكرته من الناقص، و ما لم أقرأه من كتاب «الانصال»، و كان عند الإمام أبي محمّد كتاب:«الانصال»، في أربع (2)و عشرين مجلدا بخط يده. و لي بجميع مصنفاته و مسموعاته إجازة منه.
أبو محمّد التنوخي (3)
ولد بمعرّة النّعمان (4) يوم الأربعاء التاسع عشر من جمادى الأخيرة (5) سنة سبع و سبعين و أربع مائة.
و قدم دمشق في سنة أربع عشرة (6) و خمس مائة على ما ذكر لي ابنه القاضي أبو اليسر شاكر بن عبد اللّه، و أنشدني ابنه أبو اليسر له (7):
يا من تنكّب قوسه و سهامه *** و له من اللّحظ السّقيم سيوف
يغنيك (8) عن حمل السلاح إلى العدى *** أجفانك المرضى فهنّ حتوف
و أنشدني أبو اليسر قال: كتب إليّ والدي من مصر:
يا غائبا مسكنه مهجتي *** و حاضرا و ليس بالحاضر
صغيرة (9) شوقي إليه فما *** يريم من قلبي و من ناظري
جفا رقادي بعده مقلتي *** و استودعت وحشته خاطري
ص: 232
و أنشدني أبو اليسر لوالده في الربوة:
قف على الرّبوة يا حادي الركاب *** وقفة تذهب عني بعض ما بي
و ارجع العيس على أدراجها *** نقص حق الودّ من دار الرّباب
كيف لا أصفو (1) إلى أرضكم *** و بها صاحبت أيام الشباب
فإذا ما ابتسمت من نحوها *** بوميض البرق أجفان السّحاب
لجّ من فرط غرامي بكم *** دمع عيني، و حنيني و انتحابي
يا نسيم الرّوض من تلك الرّبا *** و مديد الظّلّ من تلك القباب
ما نسيناك و إن شط بنا *** خبب الجرد و إيجاف الرّكاب
لا و لا غيّرنا عن عهدنا *** لك تبديل بعاد باقتراب
قال (2):و رثاه ابن عمّه أبو عدي النعمان بن وادع فقال:
لعمرك ما من مات و القوم شهّد *** كآخر منّا مات و هو غريب
كأنّ النّوى آلت عليه أليّة *** بأنّك عبد اللّه لست تئوب
أ لم يكف أنّ البين شعّب شملنا *** و شتّت حتى شعّبته شعوب
و قال لنا (3) القاضي أبو اليسر.
توفي أبي عبد اللّه بن محمّد بمصر يوم الجمعة النصف من ربيع الآخر سنة ست عشرة (4) و خمسمائة و دفن بقرب روضة الشافعي رضي اللّه عنه.
و سمع منه ما كان يرويه من أمالي أبي محمّد الحسن بن محمّد الخلاّل عنه.
و سمع بدمشق من أبي الحسن بن قبيس، و أبي محمّد بن الأكفاني.
و كان يعرف قطعة من الأدب ثم ترك التأديب و اشتغل بالوعظ ، و رزق فيه قبولا. و عقد المجلس في الجامع، و فتح له من الكلام المجموع فيه ما استحسن منه.
ثم أدركت أبا بكر (1) المنية و هو في حدود الأربعين، و مات في صفر سنة تسع و عشرين و خمسمائة، بعد توجهي إلى خراسان بيسير.
أنشدني أبو بكر لنفسه:
يا قلب إنّ الذي كلّفت به *** أقسم لا حال عن (2) بغضه
و أنت خبرتني بأنك لا *** تستطيع (3) صبرا على تجنّبه
فكيف أرجو البقاء مسلما (4) *** قد حرت و اللّه في تطلّبه
أبو الصّنماجي المغربي المعروف بابن الأشيري (5)
كهل فاضل.
سمع بالأندلس أبا جعفر بن غزلون، و أبا بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن العربي الإشبيلي، غيرهما (6).
و حصلت له كتب حسان، و كان يكتب لصاحب (7) صاحب المغرب، فلما مات صاحبه استشعر، فأخذ أهله و كتبه و توجه إلى الشام.
و قدم دمشق و أقام بها مديدة، و حدّث بالموطّإ و غيره، و سمع مني، و كتب عني كتابا
ص: 234
ألّفته لأجله سميته:«كتاب بعض ما انتهى إلينا من الأخبار في ذكر من وافقت كنيته كنية زوجته من الصحابة الأخيار»، و غيره، و علقت عنه شيئا من أخبار أبي الوليد الباجي (1)،و لم أسمع منه حديثا مسندا لنزول سنده.
و كان أديبا و له شعر جيّد ثم توجه إلى حلب فذكره أبو اليسر شاكر بن عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه (2) بن سليمان التّنوخي (3) المنشئ للملك العادل أعزّ اللّه أنصاره و رحمه و الأمير أبو (4) يعقوب يوسف بن علي الملثم (5) و هما في صحبته في الزيادة (6) بالبقاع و أثنيا عنه خيرا كثيرا و دعناه في ترسه (7) بحلب المحروسة لتقوية السنة بها لحاجة أهلها إلى مثله. فنقله الملك العادل إلى ثغر حلب، و قرر له كفايته، و أقام يروي حديث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم سنتي ثمان و تسع و خمسين و خمس مائة، و سفّره إلى حج بيت اللّه الحرام، فجاور، و التمس في سنة ستين المعونة على المجاورة، ثم قدم في سنة إحدى و ستين و خلف ولده و زوجته بمكة المحروسة.
و اجتمعت به بدمشق يوم عيد الفطر و توجّه إلى حلب مستميحا و اجتمع بالملك العادل بحلب، و سار بسيره إلى حمص، و تخلّف بها لمرض ناله، ثم تبعه، فثقل في مرضه و توفي باللّبوة (8).يوم الأربعاء خامس و عشرين شوال سنة إحدى و ستين [و خمسمائة] (9)،و استأذن رفقته الملك العادل في دفنه، فرسم لهم حمله إلى بعلبك، و دفنه بظاهر باب حمص شمالي بعلبك، و زار قبره الملك العادل - أدام اللّه نصره - و خاطبه القاضي أبو اليسر التنوخي في أمر عيال ابن الأشيري و اجتذابهم إلى ظله بالشام، شفقة عليهم من ضيق المعيشة عليهم بالحجاز، و ضعفهم، فرسم لمتولي السبيل أن يجتمع بهم، و يقول لهم: إن شئتم حملتكم في جمال السبيل إلى الشام، و قرّر الملك العادل لكم كفايتكم، فإن أجابوا نقلهم إليه.
فقدموا في قافلة الحاج و بعثهم إلى حلب و قرر لهم كفايتهم.
ص: 235
محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي بكر بن أبي قحافة [بن] (1) عثمان
ابن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم
ابن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي التيمي المدني (2)
سمع عائشة، و عامر بن سعد (3) بن [أبي] وقّاص.
روى عنه: ابناه محمّد و عبد الرّحمن، و محمّد بن إسحاق، و أبو حزرة (4) يعقوب بن مجاهد القاص (5)،و خالد بن سعد، و شريك بن عبد اللّه بن أبي نمر.
أخبرنا أبو أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أحمد بن إبراهيم بن موسى، أنا أبو طاهر بن خزيمة، نا جدي أبو بكر، نبأ بندار، و يعقوب بن إبراهيم الدورقي، و يحيى بن حكيم، و أحمد بن عبدة، قالوا: أنا يحيى - و هو ابن سعيد - نا أبو حزرة (6)-و هو يعقوب بن مجاهد، نا عبد اللّه بن محمّد - هو ابن أبي بكر الصدّيق - قال: كنّا عند عائشة، فجيء بطعام، فقام القاسم يصلّي فقالت عائشة: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«لا يصلّي بحضرة الطعام و لا هو بدافعه الأخبثان» (7)[6663].
أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو سعيد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن عبدويه بن سدوس العبدوي والد أبي حازم، أنا محمّد بن إسحاق بن خزيمة، نا علي بن حجر، نا إسماعيل جعفر، نا أبو جزرة العاص عن عبد اللّه بن أبي عتيق، عن عائشة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«لا يصلي أحدكم بحضرة الطعام و لا هو يدافع الأخبثين».
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو الدّرّ
ص: 236
ياقوت بن عبد اللّه، قالوا: أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن عمر.
و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، قالا: أنا محمّد بن عبد الرّحمن بن العباس، أنا أحمد بن سليمان بن داود، نا الزبير بن بكار الزبيري، حدّثني محمّد بن الضحّاك بن عثمان الحزامي، و محمّد بن حسن المخزومي، و جعفر بن حسن بن حسين اللّهبي.
أن ابن أبي عتيق وفد على عبد الملك بن مروان فلقي حاجبه، فسأله أن يستأذن له عليه، فسأله الحاجب: ما نزعه ؟ فذكر دينا فدحه فاستأذن له، فأمره عبد الملك بإدخاله، فأدخله و عند رأس عبد الملك و رجليه جاريتان له وضيئتان فسلّم و جلس، فقال له عبد الملك: ما حاجتك ؟ قال: ما لي حاجة إليك، قال: أ لم تذكر (1) للحاجب أنك شكوت إليه دينا عليك، و سألته ذكر ذلك لي ؟ قال: ما فعلت و ما عليّ دين، و إني [لأيسر منك، قال: انصرف] (2) راشدا، فقام و دعا عبد الملك الحاجب فقال له: أ لم تذكر لي ما شكا إليك ابن أبي عتيق من الدّين ؟ قال: بلى، قال: فإنه أنكر ذلك، فخرج إليه الحاجب فقال: أ لم تشك إليّ دينك، و ذكرت أنك خرجت إلى أمير المؤمنين فيه، و سألتني ذكره له ؟ قال: بلى، قال: فما حملك على إنكار ذلك عند أمير المؤمنين ؟ قال ابن أبي عتيق: دخلت عليه و قد أجلس الشمس عند رأسه و القمر عند رجليه، ثم قال لي: كن سؤالا، لا و اللّه ما كان اللّه تعالى ليرى هذا أبدا.
فدخل الحاجب على عبد الملك فأخبره، فضحك و وهب الجاريتين له و قضى دينه و وصله.
و في حديث ابن النقور: فأخبره خبره.
قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي المعالي محمّد بن عبد السّلام، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن خزفة (3)،أنا أبو عبد اللّه محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، أنا مصعب (4) قال:
محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي بكر الصّدّيق هو أبو عتيق، و ابنه عبد اللّه الذي يقال له:
ص: 237
ابن أبي عتيق، و هو عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي بكر [الصدّيق، كان امرأ صالحا، و كانت فيه دعابة، و قد سمع من عائشة أم المؤمنين] (1).
[أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العز الكيلي قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون، قالا:- أنا أبو الحسين الأصبهاني - أنا أبو الحسين الأهوازي، أنبأ أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خياط (2) قال: في طبقات أهل المدينة:
عبد اللّه بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصدّيق (3)أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه بن عمر بن علي، أنا عبد الواحد بن محمد بن إسحاق، أنا إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل، قال:
سمعت علي بن المديني يقول:
و عبد اللّه بن محمد هذا هو ابن أبي عتيق و هو عبد اللّه بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر] (4) و أبو عتيق محمّد هذا هو الذي روى في السواك، و كان عبد اللّه قاصا.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزبير بن بكار قال (5):
و من ولد عبد الرّحمن بن أبي بكر [محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر] (6) الصّدّيق و هو أبو عتيق، و ابنه عبد اللّه الذي يقال له ابن أبي عتيق، و هو عبد اللّه بن محمّد بن أبي بكر الصّدّيق، و كان امرأ صالحا، و كانت فيه دعابة، و قد سمع من عائشة أم المؤمنين و دخل عليها في مرضها الذي ماتت فيه، فقال لها: كيف أصبحت يا أمه، جعلني اللّه فداك، فقالت له:
أصبحت ذاهبة، فقال: فلا إذا، و أمه رميثة بنت الحارث بن حذيفة بن مالك بن ربيعة من بني فراس بن غنم بن مالك بن كنانة، و أم ابنه محمّد بن عبد الرّحمن أميمة بنت عدي بن قيس بن حذافة بن سعد بن [سهم بن] عمرو (7) بن هصيص بن كعب.
ص: 238
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر محمّد بن العباس، أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق الجلاّب [نا] (1) الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (2) قال: في الطبقة الثانية من تابعي أهل المدينة: عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي بكر الصّدّيق، و هو الذي يقال له: ابن أبي عتيق، و أمه رميثة بنت الحارث بن حذيفة بن مالك بن ربيعة بن أعيا بن مالك بن علقمة بن فراس بن بني كنانة.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل [بن] ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال: عبد اللّه (3) بن محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي بكر الصّدّيق، و هو عبد اللّه بن أبي عتيق القرشي المدني، سمع عائشة، سمع منه ابناه: عبد الرّحمن و محمّد، و محمّد بن إسحاق.
في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأ علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (4) قال: عبد اللّه بن أبي عتيق، و هو عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي بكر الصّدّيق، روى عن عائشة، روى عنه محمّد بن إسحاق، و ابناه عبد الرّحمن، و محمّد، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك، أنا أبو الفضل المقدسي، أنا أبو سعيد السّجزي، أنبأ عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال: عبد اللّه بن أبي عتيق، و اسم أبي عتيق محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي بكر الصّدّيق التميمي المدني، سمع عائشة بنت أبي بكر الصّدّيق، روى عنه خالد بن سعد في الطب.
أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحدّاد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو حامد أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، نا محمّد بن إسحاق، نا محمّد بن إسماعيل، حدّثني
ص: 239
عبد الرّحمن بن شيبة، عن محمّد بن عبد اللّه أن (1) عبد الرّحمن بن القاسم قال: قال موسى بن عقبة:
ما نعلم أربعة في الإسلام أدركوا هم و أبناؤهم النبي صلّى اللّه عليه و سلّم إلاّ هؤلاء الأربعة: أبو قحافة، و أبو بكر ابنه، و ابن ابنه عبد الرّحمن بن أبي بكر، و أبو عتيق بن عبد الرّحمن بن أبي بكر، و اسم أبي عتيق محمّد.
ح (2) قرأت (3) على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر الحافظ قال (4):
أما عتيق - بفتح العين - أبو عتيق محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي بكر الصّدّيق، رأى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و روى عن عائشة، و ابنه عبد اللّه كانت فيه دعابة، و له حكايات.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا الحسين بن جعفر - زاد ابن الطّيّوري: و ابن عمه محمّد بن الحسن قالا:- أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال (5):
عبد اللّه بن محمّد بن أبي عتيق، مدني، ثقة.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو الدّرّ ياقوت بن عبد اللّه، قالوا: أنا أبو محمّد الصّريفيني.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، حدّثني عبد اللّه بن كثير بن جعفر قال:
اقتتل غلمان عبد اللّه بن العباس و غلمان عائشة، فأخبرت عائشة بذلك، فخرجت في هودج على بغلة لها، فلقيها ابن أبي عتيق، فقال: أي أمي، جعلني اللّه فداك، أين تريدين ؟ قالت: بلغني أنّ غلماني و غلمان ابن عبّاس اقتتلوا فركبت لأصلح بينهم، فقال: يعتق ما يملك إن لم ترجعي، فقالت: يا بني ما حملك - و قال ابن النقور: ما الذي حملك - على هذا؟ قال:
ص: 240
ما انقضى منا (1) يوم الجمل حتى تريدين أن تأتينا بيوم البلغة (2).
أخبرنا أبو بكر و أبو القاسم و أبو الدّرّ ياقوت (3) قالوا: أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا أبو طاهر (4)،نا أحمد، نا الزبير، قال: و حدّثني أبي.
أن ابن أبي عتيق دخل على أم المؤمنين عائشة، و هو مشتمل على قرد فقال لها: يا أماه، برّكي فيّ ، فقالت: بارك اللّه فيك، قال: و فيما معي، قالت: و فيما معك، فكشف لها عنه، فغضبت، و قالت: لقد هممت أن أدعو عليك بدعوة تدخل معك قبرك.
قال: و نا الزبير، حدّثني مصعب بن عثمان و غيره.
أن ابن أبي عتيق دخل على عائشة في مرضها الذي ماتت فيه فقال لها: كيف تجدينك يا أمي جعلني اللّه فداك ؟ قالت: أجدني يا بنيّ ذاهبة، قال: فلا إذا. (5)
أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، حدّثني إبراهيم بن حمزة بن محمّد الزبيري، حدّثني المغيرة بن عبد الرّحمن المخزومي، عن أبيه قال: جاء ابن أبي عتيق إلى عبد اللّه بن عمر بن الخطاب فقال له: يا أبا عبد الرّحمن:
ما ترى فيمن [قد] (6) آلى جاهدا *** حالفا باللّه في قطع الرحم
قال رب الناس صلها قال: لا *** مثل ما لو قال: لا، قال: نعم
و عبد اللّه بن عمر يضحك.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن السّمرقندي - إجازة إن لم يكن سماعا - أنا أبو الحسين بن النّقّور، نا القاضي أبو عبد اللّه الحسين بن هارون الضبّي - إملاء - قال: وجدت في كتاب والدي حديث محمّد بن زكريا الغلاّبي، نا عبد اللّه بن الضّحّاك الهدادي، نا هشام بن محمّد، عن أبيه قال:
ص: 241
كان لرجل على ابن أبي عتيق دين، فتقاضاه، فلما ألحّ عليه قال: ائتني العشية في مجلس القلادة، و كان مجلس القلادة مجلسا لقريش يتذاكرون الفقه و أصناف العلوم - فاسألني عن بيت قريش، فأتاه الغريم في المجلس فقال: إنا تلاحينا في بيت قريش و رضيناك حكما، فقال: أعفني من الكلام في هذا، قال: لا بدّ من أن تقول، قال: فإن بيت قريش آل (1)حرب بن أمية قال: ثم قال: ثم آل (2) أبي العاص قال: و عبد اللّه بن عباس حاضر، فقال الرجل: فأين بنو عبد المطّلب ؟، فقال: لم أظنك (3) تسألني عن بيت الملائكة، و مهبط جبريل، إنّما ظننتك (4) تسألني عن بيت الآدميين ؟ فأمّا إذا صرت إلى بيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم رسول رب العالمين (5)،و سيّد كل شهيد، و عمّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و الطيار في الجنّة مع الملائكة فمن يسامي هؤلاء، و أي فخر إلاّ و هو ينقطع دونهم، قال: فجلا عن ابن عبّاس ما كان فيه، فدعاه بعد ما قام الناس فقال: أ لك حاجة ؟ قال: نعم، عليّ دين، فقال: قد قضيناه عنك.
أخبرنا أبو محمّد عبدان بن زرّين (6) الدويني، و أبو الفتح ناصر بن عبد الرّحمن، قالا:
نا نصر بن إبراهيم بن نصر، أنا عبد الوهّاب بن الحسين بن عمر بن برهان، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن عبيد الدقاق، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أحمد بن طارق الوابشي، نا أحمد بن بشر (7)،عن مجالد قال (8):
دخل ابن أبي عتيق على الحسين (9) بن علي و عنده جماعة، فقعد عنده، فجاء غريم لابن أبي عتيق يتقاضاه، فجلس مع القوم فقال غريم ابن (10) أبي عتيق: من أشرف العرب ؟ قال: يا جاهل، و هل يشك في ذلك، حرب بن أمية، لا تصدر قريش إلاّ عن رأيه، قال:
فاستحيا الرجل من الحسن و وجد الحسن في نفسه فقال له الرجل: فأين عبد المطّلب، قال:
ص: 242
يا جاهل، تذكر عبد المطّلب مع الناس ؟ اذكر جبريل، و ميكائيل، و إسرافيل، و عبد المطّلب، قال: فتبسم الحسن و قال: هل له من حاجة ؟.
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو علي عيسى بن محمّد بن أحمد الطوماري، نا أبو العباس أحمد بن يحيى، نا الزبير بن بكار، أخبرني عبد الرّحمن بن عمر بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرّحمن بن عوف قال: قال مروان بن الحكم:
بغلة الحسن تعجبني، فقال له ابن أبي عتيق: فإن أخذتها لك تقضي لي أربعين حاجة ؟ قال: نعم، قال: فإذا كان العشية فأذن للناس، فإني سأذكر أولية قريش إذا جلس الحسن، و لا أذكر من ناحية الحسن شيئا، فقل: ما لك لا تذكر أبا محمّد؟ قال: فلما كان عيشة أذن للناس، فلما أخذوا مجالسهم أفاض ابن أبي عتيق مع مروان يذكر أوّلية قريش، و شرفهم، فقال له مروان: أراك تذكر أوّلية قريش و شرفهم و لا أسمعك تذكر أبا محمّد و حظه من ذلك الحظ الوافر؟ فقال له ابن أبي عتيق: إنّا كنا في ذكر الأشراف، و لو كنا في ذكر الأنبياء لذكرنا أبا محمّد، فلما قام الحسن قام مع ابن أبي عتيق فلما خرج أضحك (1) الحسن و أقبل عليه فقال:
أ لك حاجة ؟ قال: نعم، البغلة، قال: هي لك، فأعطاها مروان.
أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (2)،و أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الدّرّ مولى (3)أيوب بن البخاري، قالوا: أنا أبو محمّد الصّريفيني (4)،أنبأ أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، حدّثني عبد الرّحمن بن عبد اللّه الزهري، قال: قال ابن (5)عروة بن الزبير:
قد اشتقت إلى حديث ابن أبي عتيق. و أرسل إليه يقول: إني قد اشتقت إلى حديثك، فأحبّ أن تزورني (6) قال: فقال ابن أبي عتيق للرسول: نعم، قال: فأين تعده ؟ قال:
ص: 243
الحوض، فرجع الرسول إلى عبد اللّه بن عروة فأخبره، فقال: هذا موعد مغمس (1)،ارجع إليه فاسأله أي حوض ؟ فرجع إليه، فقال له: يقول لك: أي حوض ؟ قال: حوض القيامة، فذكر ذلك الرسول لعبد اللّه بن عروة، فضحك، و قال: قل له: أ تعدنا حوضا لا ترده ؟.
قال: نا الزبير، حدّثني عبد اللّه بن نافع بن ثابت قال:
جلس ابن أبي عتيق مع أبي بكر بن محمّد بن عمرو ابن حزم في مجلس القضاء، فخاصمت إلى أبي بكر امرأة منتقبة لها عين حسنة حوراء، فأقبل أبو بكر على ابن أبي عتيق فقال: ما تقول في أمر هذه ؟ فقال: لها عين مظلومة، إلى أن طالت بهما الخصومة، فأذلقتها (2)فكشفت وجهها، فإذا أنفها ضخم قبيح، فقال له أبو بكر: ما تقول في أمرها؟ قال: لها أنف ظالمة، و أبو بكر بن محمّد إذ ذاك يلي عمل المدينة و قضاءها.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن علي السمسار،- و عاش مائة سنة، ولد سنة خمس و سبعين و ثلاثمائة، و مات سنة خمس و سبعين و أربعمائة، و ذكر أنه رأى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في منامه في مسجد سيّار - بأصبهان - و معه صلوات اللّه عليه جماعة فقال له: حدد الأخبار قال: أخبرنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن جولة (3) الأبهري، نا أبو عمرو أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن حكيم، نا محمّد بن مسلم، نا الزبير بن بكّار، حدّثني محمّد بن يحيى، عن إبراهيم بن أبي يحيى قال:
كنا نعرض على ابن أبي عتيق و هو في المسجد، فربما أغمض فنسكت فيقول: اقرءوا، ما لكم ؟ فنقول: ظنناك نمت، فيقول: لا، و لكن مرّ رجل يثقل عليّ فغمّضت عيني.
أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن خلف قال: أنشدني منشد لعبد اللّه بن محمّد بن أبي عتيق:
و إنّي لأستحيي من اللّه أن أرى *** إذا غبت عن ليلى أسرّ و أفرح
و أن ترتعي عيناي في وجه غيرها *** أبى (4) ذاك ودّ في الحشا ليس يبرح
ص: 244
أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (1)،و أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو (2) الدّرّ ياقوت بن عبد اللّه، قالوا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، حدّثني محمّد بن يحيى، عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن ابن أبي عتيق.
أنه مرّ به رجل و معه كلب، فقال للرجل: ما اسمك ؟ قال: وثّاب قال: فما اسم كلبك ؟ قال: عمرو، قال: وا خلافاه (3).
قال: و نا الزبير بن بكار، قال حدثني (4) مصعب بن عبد اللّه.
أن ابن أبي عتيق لقي عبد اللّه بن عمر فقال له: ما تقول فيمن (5) هجاني ؟ فقال لي (6):
اذهبت مالك غير مترك *** في كل مومسة (7) و في الخمر
ذهب الإله بما تعيش به *** و بقيت [وحدك (8) غير ذي وفر]
قال: أراد أن يأخذ بالفضل و يصفح (9) فقال له ابن أبي عتيق: أنا و اللّه أرى غير ذلك، قال: و ما هو؟ قال: أفضل شيء يكنّى (10).قال عبد اللّه بن عمر: سبحان اللّه ما تترك العمل (11) و افترقا.
ثم لقيه ابن أبي عتيق بعد ما ظنّ أن ابن عمر قد نسبي ذلك، فقال له: أ تدري (12) ما فعلت بذلك الإنسان ؟ قال: أي إنسان ؟ قال: قال الذي أعلمتك أنه هجاني، قال: ما فعلت به ؟ قال:
كل مملوك لغيرك حرّ إن لم أكن فعلت به - لا يكنّي - فأعظم ذلك ابن عمر، فقال له ابن أبي
ص: 245
عتيق: امرأتي و اللّه التي قالته (1) قال: و امرأته أم إسحاق بنت طلحة بن عبد اللّه و كانت قد غارت عليه فقالت له ذلك.
أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد بن العلاّف، و أخبرني أبو المعمّر الأنصاري عنه.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن أبي جعفر، و أبو الحسن (2) بن العلاّف، قالا: أنا أبو القاسم عبد الملك بن محمّد، أنا أحمد بن إبراهيم، أنا محمّد بن جعفر الخرائطي، نا علي بن الأعرابي قال: حضر ابن أبي عتيق عمر بن أبي ربيعة و هو ينشد:
من كان محزونا لاهراق دمعة *** و هى عزمها فليأتنا نبكها معا
قال: قد أتيناك و لا تبرح، أو تبكى، فبكا معه.
قال: و أنا الخرائطي، نا أبو يوسف الزهري - يعني: يعقوب بن عيسى - نا الزبير بن بكار، قال: لما قال عمر بن أبي ربيعة القرشي (3):
أحنّ إذا رأيت جمال سعدى *** و أبكي إن سمعت لها حنينا (4)
و قد أزف (5) المسير فقل لسعدى: *** فديتك (6) خبّري: ما تأمرينا
قال: فخرج ابن أبي عتيق حتى أتى الخباب (7) من أرض غطفان ثم أتى خيمة سعدى فاستأذن عليها و أنشدها البيتين ثم قال: ما تأمرين ؟ قالت آمره بتقوى اللّه.
قال: و أنا الخرائطي (8)،نا الحسين بن محمّد الدّيبلي، نا محمّد بن أحمد الدولابي، نا سعيد بن بشير، أخبرني حمّاد بن إسحاق بن إبراهيم، عن أبيه قال: أخبرني الحسن بن عتبة اللّهبي قال: قال عمر بن أبي ربيعة - و هو أول من وصف القوادة بهذين البيتين (9):
فأتتها طبّة عالمة *** تخلط (10) الجدّ مرارا باللعب
ص: 246
ترفع الصوت إذا لانت لها *** و تطأطئ (1) عند سورات الغضب
فقال ابن أبي عتيق: قد طلبنا مثل هذه تصلح أمر الناس يوم قتل عثمان بن عفّان فلم نصبها.
أبو محمّد الجهني الأندلسيّ القرطبي (2)
رحل و سمع بدمشق و بمصر: أبا بكر أحمد بن محمّد بن أبي الموت المكّي، و إبراهيم بن جامع، و عبد اللّه بن محمّد بن جعفر بن الورد البغدادي - نزيل مصر - و بمكة إبراهيم بن أحمد بن فراس العبقسي.
و سمع بالأندلس: قاسم بن أصبغ، و محمّد بن مسرور، و أبا علي سعيد بن عثمان بن السّكن بمصر، و إسماعيل بن يعقوب الحراب.
روى عنه: أبو عمر يوسف بن محمّد بن عبد البر.
قرأت على أبي الحسن الأنصاري، عن أبي عبد اللّه محمّد بن أبي نصر الحميدي، أنا أبو عمر يوسف بن عبد البرّ الحافظ ، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد الجهني - قراءة عليه و أنا أسمع - أنبأ أبو القاسم حمزة بن محمّد بن علي بن محمّد بن العبّاس الكناني المصري، أنا أبو عبد الرّحمن النسائي (3) بكتاب:«السنن» له، و فيه نبأ قتيبة بن سعيد، عن مالك، عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«لو لا أن أشقّ على أمّتي لأمرتهم بالسواك عند كلّ صلاة»[6664].
أنبأنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن حمد - في كتابه - و أخبرنا أبو الحسن سعد الخير بن محمّد عنه، أنبأ أحمد بن (4) الحسين الدّينوري، أنبأ أحمد بن محمّد بن أحمد بن السّنّي، أنا أبو عبد الرّحمن النسائي، نا قتيبة: فذكره.
ص: 247
قرأت على أبي الحسن سعد الخير بن محمّد، عن أبي عبد اللّه الحميدي (1)،أخبرني الحاكم أبو بكر مصعب بن عبد اللّه - و هو ابن الفرضي - أخبرني الإمام المحدّث أبو محمّد بن أسد قال:
أعطيت بوادي القرى ثيابي لامرأة أعرابية تغسلها، فغسلتها و أتت بها فدقتها بحذائي بين حجرين و هي تقول:
أعط الأجير أجره و ينصرف *** إنّ الأجير بالهوان معترف
قال: فحفظت عنها الشعر و زدتها على أجرتها قيراطا.
ذكره أبو الوليد عبد اللّه بن محمّد بن يوسف الفرضي فقال (2):عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن بن أسد الجهني من أهل قرطبة، يكنّى أبا محمّد، سمع بقرطبة: من قاسم بن أصبغ و غيره، و رحل إلى المشرق سنة اثنتين (3) و أربعين و ثلاثمائة، فسمع من أبي علي بن السكن، و ابن حراب، و توفي يوم السبت لتسع (4) بقين من ذي الحجّة، و دفن يوم الأحد لثمان بقين [منه] (5) سنة خمس و تسعين و ثلاثمائة.
و ذكره أبو الوليد عبد اللّه البر فقال: كتبت من منثور حديثه عن شيوخه بمصر، و بدمشق، و غيرهما من الشام و المغرب أجزاء.
قرأت على أبي الحسن سعد الخير بن محمّد الأنصاري، عن أبي عبد اللّه الحميدي (6)قال:
عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن بن أسد الجهني البزّاز (7) أبو محمّد، سمع بالأندلس و رحل فسمع بالحجاز، و مصر، و الشام جماعة منهم: أبو علي سعيد بن عثمان بن السكن صاحب الفربري، و أبو محمّد عبد اللّه بن جعفر بن محمّد بن الورد، و أبو بكر أحمد بن محمّد بن أبي الموت المكّي، و أحمد بن محمّد بن أشتة الأصبهاني صاحب كتاب:«المحبّر»
ص: 248
في القراءات، و أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن أحمد بن عيسى (1) بن الخياش، و إبراهيم بن جامع صاحب المقدام بن داود، و أبو العبّاس أحمد بن إبراهيم بن محمّد بن جامع السكري، صاحب علي بن عبد العزيز، و حمزة بن محمّد بن علي الكناني، و أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن فراس، و أبو عبد اللّه محمّد بن مسرور، و أبو الحكم منذر بن سعيد القاضي بالأندلس و غيرهما (2)،أخبرنا عنه أبو عمر (3) بن عبد البرّ.
أبو هاشم
حدّث بدمشق عن أبي لبيد محمّد بن إدريس السامي (4) السّرخسي، و أبي عبد اللّه الحسين بن محمّد ابن أخي بحر المصري.
روى عنه: أبو الحسين الرازي، و محمّد بن يحيى بن ياسر الجوبري.
أخبرنا خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى بن علي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن يحيى بن ياسر، أنا أبي - إجازة - نا أبو هاشم عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز بن صامت، نا أبو لبيد محمّد بن إدريس السّرخسي - بسرخس - نا سويد بن سعيد، نا مسلم بن عبيد أبو فراس، قال: سمعت ربيعة بن أبي عبد الرّحمن يقول:
المروءة مروءتان، فللسفر مروءة، و للحضر مروءة، فأمّا مروءة السفر فبذل الزاد، و قلّة الخلاف على الأصحاب و كثرة المزاح في غير مساخط اللّه، و أما مروءة الحضر فالإدمان إلى المساجد، و تلاوة القرآن، و كثرة الإخوان في اللّه.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد - إجازة - حدّثني أبي، حدّثني أبو هاشم عبد اللّه بن عبد العزيز بن الصّامت - بدمشق - نا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن أخي بحر بن نصر - بمصر - أخبرني محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، أخبرني الشافعي قال:
ص: 249
كان بالكوفة نصراني يعلّم القرآن بالنحو و بمصر آخر.
قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر، قال:
و في شهر ربيع الأول من سنة ست و عشرين و ثلاثمائة توفي أبو العبّاس الوليد بن الدّرفس، و الصامت جميعا في ربيع الأول.
أبو محمّد البعلبكّي القاضي (1)
حدّث عن أبي الدحداح، و أبي العبّاس الزّفتي، و علي بن عبيد اللّه بن عبد القاري الكوفي، و محمّد بن أحمد [بن] (2) صفوة المصّيصي، و أبي السري محمّد بن داود بن عبد الرّحمن الفارسي البعلبكّي، و مكحول البيروتي، و أبو الحسن بن جوصا، و خيثمة بن سليمان، و أبي الحسن علي بن الحسين بن داود البغدادي (3) الحذّاء بطرسوس، و محمّد بن محمّد بن داود أبي بكر الطرسوسي، و الحسين بن عبد اللّه البغراسي، و محمّد بن أحمد بن بركة بن سنان، و أبي بكر الخرائطي، و محمّد بن أحمد بن عمارة، و أحمد بن سليمان بن زبّان (4)،و أبي هاشم محمّد بن عبد الأعلى بن عليل، و علي بن محمّد بن حفص، و إبراهيم بن عبد الرّحمن بن مروان، و محمّد بن بكار البتلهي، و عبد الرّحمن بن إسماعيل الكوفي، و أبي علي (5) محمّد خالد الحضرمي، و عبد اللّه بن وهيب الغزي (6)،و أبي علي محمّد بن سليمان بن حيدرة، و صاعد بن عبد الرّحمن النحّاس، و الحسن (7) بن يوسف، و أبي الحارث أحمد بن سعيد، و أبي بكر أحمد بن محمّد بن خالد بن خليّ ، و طاهر بن محمّد - إمام مسجد سوق الأحد - و أبي القاسم بن كأس القاضي، و أبي الجهم بن طلاّب.
ص: 250
روى عنه: أبو العبّاس الوليد بن بكر بن مخلد الأندلسي.
روى عنه: تمام بن محمّد، و أبو الحسن بن السمسار، و ابنه أبو علي الحسين بن السمسار، و عبد الوهّاب الميداني، و مكّيّ بن محمّد، و أبو طاهر الحسين بن محمّد بن خراشة المقرئ، و عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، و علي بن الحسن الربعي، و أحمد بن الحسن الطيّان، و أبو محمّد بن أبي نصر.
أخبرنا أبو الحسن (1) علي بن المسلّم الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو الحسن بن السمسار، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن ذكوان، نا أبو الدحداح أحمد بن محمّد بن إسماعيل التميمي، نا أبو عامر موسى بن عامر، نا عيسى بن خالد اليمامي، نا شعبة، عن سلمة بن كهيل قال: سمعت حبّة العرني (2) يقول: سمعت عليا يقول:
أنا أوّل من صلّى خلف رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و أوّل من أسلم مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.
أنبأنا أبو طاهر بن الحنّائي، عن أبي علي الأهوازي.
ح و أنبأنا أبو القاسم بن السّمرقندي، عن أبي الحسن بن صصرى، قالا: أنا تمام بن محمّد، و نقلته أنا من خط تمام، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عبد الغفّار بن ذكوان البعلبكّي - كهل رأيته في مجلس ابن حذلم - نا الحسين بن عبد اللّه البغراسي، نا عبد العزيز بن مرة، حدّثنا الأصمعي، عن عبد اللّه بن هشام بن (3) عروة، عن أبيه عن عروة عن عبد اللّه بن عمرو قال:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إنّ اللّه لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس»، و ذكر الحديث[6665].
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني قال: رأيت بخط علي بن موسى بن السمسار: أن ابن ذكوان توفي في سنة ثلاث و ثمانين و ثلاثمائة يوم الأحد، و دفن يوم الاثنين لسبع خلون من رجب.
قال: قرأت بخط علي بن محمّد الحنّائي:
ص: 251
فيها: توفي أبو محمّد بن ذكوان.
قال: و نبأ الكتاني، حدّثني أبو الحسين الميداني، قال: و فيها - يعني سنة ثمانين و ثلاثمائة - توفي القاضي أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن ذكوان، يوم الأحد، و أخرج كالغد (1) لثمان خلون من رجب.
قال عبد العزيز: حدّث عن (2):ابن حذلم، و ابن جوصا، و أملى، تكلموا فيه، حدّثنا عنه (3) أبو الحسين علي بن الحسن الربعي الحافظ و غيره.
و ذكر أبو بكر الحدّاد: أن القاضي أبا محمّد عبد اللّه بن ذكوان البعلبكّي توفي في رجب سنة ثمانين و ثلاثمائة.
ابن نصير (4) بن عبد الوهّاب بن عطاء بن واصل
أبو سعيد القرشي الرّازي الصوفي (5)
سمع بدمشق: أبا الحسن بن جوصا، و أبا هاشم محمّد بن عبد الأعلى بن عليل، و بالري: أبا عبد اللّه محمّد بن أيوب، و يوسف بن عاصم، و أبا محمّد عبد الرّحمن بن أبي حاتم، و بغداد: أبا محمّد بن صاعد، و أبا بكر يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول التنوخي.
روى عنه: الحاكم أبو عبد اللّه، و أبو نعيم (6) الأصبهاني الحافظان، و أبو عثمان، و أبو يعلى الصابونيان، و أبو سعد الجنزرودي (7)،و أبو حفص عمر بن أحمد مسرور، و أبو حامد أحمد بن محمّد بن أبي عمرو الأستوائي (8)،و أبو عمرو محمّد بن عبد العزيز القنطري
ص: 252
المروزي، و أبو أحمد عبد اللّه (1) بن أبي عبيد أحمد بن محمّد بن الهروي، و أبو سعد عبد الملك بن أبي عثمان الواعظ ، و فضل بن سهل الصفّار المروزي.
أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي.
و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأ أبو يعلى إسحاق بن عبد الرّحمن الصابوني، قالا:
أنا أبو سعيد عبد اللّه بن محمّد بن عبد الوهّاب الرّازي، أنا محمّد بن أيوب الرّازي، أخبرني هشام بن عبد الملك أبو الوليد الطيالسي، نا شعبة، عن علقمة بن مرثد (2)،عن سعد بن عبيدة (3)،عن البراء:
عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«إذا سئل المسلم في القبر فشهد أن لا إله إلاّ اللّه، و أنّ محمّدا عبده و رسوله، فذلك قول اللّه عزّ و جل: يُثَبِّتُ اللّٰهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثّٰابِتِ فِي الْحَيٰاةِ الدُّنْيٰا وَ فِي الْآخِرَةِ (4)»[6666].
قالا: و أنبأ أبو سعيد، أنا محمّد بن أيوب، نا أبو عمر (5) الحوضي، نا شعبة: بهذا الإسناد نحوه.
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو محمّد السّيّدي، قالا: أنا أبو سعد الأديب، أنا الشيخ أبو سعيد عبد اللّه بن محمّد بن عبد الوهّاب بن نصير بن عبد الوهّاب بن عطاء بن واصل القرشي الرّازي الصوفي، الشيخ الصالح، نا أحمد بن عمير بن يوسف الدّمشقي، نبأ سعيد بن رحمة، نا محمّد بن حمير، نا إبراهيم بن أبي عبلة (6)،عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من أكل درهم ربا فهو مثل ثلاثة و ثلاثين زنية»[6667].
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، نا أبو بكر الخطيب، نا أبو القاسم يحيى بن علي بن أحمد بن محمّد بن جعفر البخاري - إملاء بلفظه - أنا أبو سعيد عبد اللّه بن محمّد بن
ص: 253
عبد الوهّاب الرّازي، أنا أحمد بن عمير (1) بن يوسف بن جوصا الدّمشقي - بها - فذكر حديثا.
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال (2):عبد اللّه بن محمّد بن عبد الوهّاب بن نصير (3) بن عبد الوهّاب بن عطاء بن واصل القرشي الصوفي أبو سعيد الرّازي نزيل نيسابور، و كان قد سافر، دخل مصر و الشام، و جاور بمكة، ثم دخل نيسابور قاصدا لصحبة أبي علي الثقفي، و ذلك في سنة خمس و عشرين و ثلاثمائة، فلزم أبا علي إلى أن مات، ثم كان يسافر و يحجّ و ينصرف إلي بنيسابور (4) سمع أبا عبد اللّه محمّد بن أيوب، و يوسف بن عاصم الرّازيين (5) و أقرانهما.
دخلت على أبي سعيد الرّازي لما بلغني خروجه إلى مرو ذلك في المحرم من سنة إحدى و ثمانين و ثلاثمائة، فسألته عن سنه، فذكر أنه ابن ثلاث و تسعين سنة، و لم يزل كالريحانة عند مشايخ التصوّف في بلدنا و سائر البلدان، ثم بلغني أنه دخل بخارى، و حدّث بها، و توفي سنة اثنتين (6) و ثمانين و ثلاثمائة.
أبو محمّد
روى عن الفضل بن جعفر.
روى عنه: حمزة بن أحمد بن علي بن معصرة.
إن لم يكن عبد اللّه بن محمّد بن إبراهيم بن عطيّة فهو غيره، و الأظهر أنه هو.
ابن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصيّ
أبو محمّد الهاشمي العقيلي المدني (7)
حدّث عن ابن عمر، و جابر بن عبد اللّه، و أنس بن مالك، و الطّفيل بن أبيّ بن كعب،
ص: 254
و الربيع بنت معوّذ بن عفراء، و محمّد بن الحنفية، و عطاء بن يسار، و أبي سلمة بن عبد الرّحمن، و علي بن الحسين، و حمزة بن أبي سعيد الخدري، و سعيد بن المسيّب، و فضالة بن أبي فضالة الأنصاري.
روى عنه: الثوري، و زائدة بن قدامة، و ابن عيينة، و شريك القاضي، و زهير بن محمّد التميمي، و محمّد بن عجلان، و بشر (1) بن المفضّل، و قيس بن الرّبيّع، و عبيد اللّه بن عمرو الرقّي، و حمّاد بن سلمة، و فرات بن سليمان (2)،و أبو حمّاد المفضّل بن صدقة، و معمر بن راشد، و المبارك بن فضالة، و محمّد بن راشد المكحولي.
وفد على هشام بن عبد الملك.
أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي (3)،أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى، نا عيسى بن سالم، نبأ عبيد اللّه بن عمرو، عن ابن عقيل، عن جابر بن عبد اللّه قال:
جاء رجل إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال: يا رسول اللّه، أ رأيت إن جاهدت في سبيل اللّه صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر حتى أقتل أدخل الجنّة ؟ قال:«نعم، إلاّ أن يكون عليك دين ليس عندك له وفاء»[6668].
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (4)،أنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثني عبيد اللّه بن عمرو (5) قال:
قدم عبد اللّه بن محمّد بن عقيل على هشام بن عبد الملك، فأمر له بأربعة آلاف أو نحوها، فأتى هذا الدير فنزل فيه قال: فطرق من الليل، فذهب بها قال: فنهضت أنا و أبو المليح، و رجل آخر يقال له: محمّد بن عتبة من أهل الرقّة، فجمعنا له مثلها - أو نحوها - ثم أتيناه بها، فقال لنا: أي شيء هذه ؟ إن كانت صلة قبلتها، و إن كانت صدقة فلا حاجة لي فيها،
ص: 255
لأن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«لا تحل الصدقة لنا أهل البيت» قال: قلنا: بل هي صلة.[قال:
فأخذها] (1)[6669].
أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (2)،نا أبو الحسين محمّد بن علي بن محمّد بن المهتدي، أنا أبو أحمد محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن القاسم، نا أبو علي محمّد بن سعيد بن إبراهيم، قال: سمعت هلال بن العلاء يقول: سمعت عبد اللّه بن جعفر يقول:
قدم عبد اللّه بن محمّد بن عقيل الرقّة، فجمع له خمسة آلاف درهم، و كان أبو المليح تولى ذلك، قال: فقال عبد اللّه: إذا قدمت - يعني: المدينة - أعلمت أصحابنا أنّي ما لقيت من موالينا أبرّ بنا منك، فقلنا لأبي المليح: متى كنت مولى بني هاشم ؟ أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العز الكيلي، قالا: أنا أحمد بن الحسن بن أحمد - زاد الأنماطي: و أحمد بن الحسن بن خيرون قالا:- أنبأ محمّد بن الحسن بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد، نا خليفة بن خياط (3) قال:
عبد اللّه بن محمّد بن عقيل بن أبي طالب، يكنى أبا محمّد، مات بعد الأربعين و مائة.
قرأنا على أبي غالب، و أبي عبد اللّه ابني البنّا، عن أبي الحسن محمّد بن محمّد بن مخلد، أنا علي بن محمّد بن خزفة (4)،أنا محمّد بن الحسين بن محمّد، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا مصعب بن عبد اللّه قال (5):
انقرض ولد عقيل بن أبي طالب إلاّ من محمّد بن عقيل، كانت عند محمّد بن عقيل زينب ابنة علي بن أبي طالب، فولدت له: عبد اللّه بن محمّد بن عقيل، روى عنه الثوري.
قال ابن أبي خيثمة: و زينب بنت علي هذه هي الصغرى.
أخبرنا (6) أبو الحسين محمّد بن محمّد بن الفرّاء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا،
ص: 256
قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلّمة، أنا أبو طاهر المخلّص، حدّثنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار قال:
و قد انقرض ولد عقيل بن أبي طالب إلاّ من محمّد بن عقيل، و كانت عنده زينب الصغرى بنت علي بن أبي طالب و هي لأمّ ولد، فولدت له: عبد اللّه بن محمّد، روى عنه الثوري و غيره.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (1) قال: في الطبقة الرابعة من أهل المدينة: عبد اللّه بن محمّد بن عقيل بن أبي طالب، يكنى أبا محمّد، مات قبل خروج محمّد (2).
أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأ أبو أيوب سليمان بن إسحاق الجلاّب، نا الحارث بن محمّد، نا محمّد بن سعد قال: في الطبقة الرابعة من أهل المدينة: عبد اللّه بن محمّد بن عقيل بن أبي طالب بن عبد المطّلب بن هاشم، و أمه زينب الصغرى بنت علي بن أبي طالب، و أمّها أم ولد، و كان عبد اللّه بن محمّد بن عقيل يكنى أبا محمّد، و روى عن الطّفيل بن أبيّ ، و عن ربيع بنت معوّذ بن عفراء، و عن محمّد بن الحنفية، و كان منكر الحديث لا يحتجّون بحديثه، و كان كثير العلم.
أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي الحافظ - في كتابه - ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر الحافظ ، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين الصيرفي، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا:
أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (3):عبد اللّه بن محمّد بن عقيل بن أبي طالب الهاشمي، سمع ابن عمر، و جابرا، و الطّفيل بن أبيّ ، سمع منه الثوري، و شريك، و زهير بن محمّد، و ابن عيينة، و ابن عجلان، و بشر بن المفضّل.
أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل - إجازة - أنبأ أبو القاسم بن مندة، أنبأ أبو علي - إجازة-.
ص: 257
ح قال: و أنبأ أبو طاهر بن سلمة، أنبأ علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (1)،قال: عبد اللّه بن محمّد بن عقيل بن أبي طالب روى عن جابر، و ابن عمر، و أنس بن مالك، و طفيل بن أبيّ ، روى عنه الثوري، و ابن عيينة، و زائدة، و شريك، و زهير بن محمّد، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر، قال: أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة الجرجاني، أنبأ أبو عمرو عبد الرّحمن بن محمّد الفارسي، أنبأ أبو أحمد بن عدي (2) قال:
عبد اللّه بن محمّد بن عقيل بن أبي طالب مديني، يكنى أبا محمّد، و لعبد اللّه (3)أحاديث و روايات؛ قد روى عنه جماعة من المعروفين الثقات، و هو خير من ابن سمعان، و يكتب حديثه.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم، قال:
أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عقيل بن أبي طالب الهاشمي المدني، سمع ابن عمر، و جابر بن عبد اللّه، و أنس بن مالك، روى عنه أبو عبد اللّه محمّد بن عجلان القرشي، و سفيان الثوري، و روى عن شعبة عنه إن كان ذلك محفوظا، حدّث بحديثه: يحيى بن سعيد القطّان، و عبد الرّحمن بن مهدي، و كان أحمد بن حنبل، و إسحاق بن إبراهيم يحتجّان بحديثه، لكنه ليس بذلك المبين (4) المعتمد، كنّاه [لنا] (5) أبا محمّد بن عيسى: أنا موسى - يعني - ابن زكريا التستري، أنا خليفة - يعني: ابن خياط -.
أخبرنا أبو محمّد بن حمزة - فيما قرأت عليه - عن أبي نصر علي بن هبة اللّه قال (6):
أما عقيل (7)-بفتح العين - فهو عبد اللّه بن محمّد بن عقيل بن أبي طالب العقيلي، سمع عبد اللّه بن عمر، و جابر بن عبد اللّه، و الطّفيل بن أبيّ بن كعب، روى عنه الثوري، و ابن
ص: 258
عيينة، و شريك بن عبد اللّه (1)،و زهير بن محمّد، و محمّد بن عجلان، و بشر بن المفضّل و غيرهم.
أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل الفارسي، أنا أبو بكر البيهقي، أنبأ أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو بن السمّاك، نا حنبل بن إسحاق، نا عثمان بن أبي شيبة، نا علي بن هاشم، عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل قال: كنت اختلف أنا و أبو جعفر إلى جابر بن عبد اللّه نكتب عنه في ألواح.
أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (2)،نا أبو الحسين بن المهتدي.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور.
قالا: أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا داود بن عمرو الضّبّي، نا علي بن هاشم - يعني - ابن البريد (3)،عن محمّد بن علي السلمي، عن ابن عقيل قال: كنت أختلف (4) إلى جابر بن عبد اللّه أنا و أبو جعفر معنا ألواح نكتب فيها.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو عمرو عبد الرّحمن بن محمّد الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي (5)،نا أحمد بن صالح التميمي، نا ابن حميد، نا يعقوب القمّي، عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل بن أبي طالب قال:
كنت أنطلق أنا و محمّد بن علي أبو جعفر، و محمّد بن الحنفية إلى جابر بن عبد اللّه الأنصاري فنسأله عن سنن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و عن صلاته، فنكتب عنه، و نتعلّم منه.
كتب إليّ أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن الحطّاب (6)،أنا محمّد بن الحسين (7) بن الطفّال، أنا أبو الطاهر محمّد بن أحمد بن عبد اللّه بن نصر (8) الذهلي، نا محمّد بن عبدوس، نا ابن حميد - يعني - محمّد، أنبأ يعقوب بن عبد اللّه القمّي، نا عبد اللّه بن محمّد بن عقيل قال:
ص: 259
كنت أختلف (1) أنا و أبو جعفر محمّد بن علي، و محمّد بن الحنفية إلى جابر بن عبد اللّه، و نسأله عن سنن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و صلاته، فنتعلّم منه، و نكتب عنه.
قرأنا على أبي غالب، و أبي عبد اللّه ابني البنّا، عن أبي الحسن (2) محمّد بن محمّد بن مخلد، أنا علي بن محمّد بن خزفة (3)،أنا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، نا موسى بن إسماعيل، نا محمّد بن راشد، عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل قال: كنت أزور أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم مع خالي (4) علي بن الحسين.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن المظفّر، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد، أنبأ أبو جعفر العقيلي (5)،نا عبد اللّه بن أحمد - هو ابن أبي مسرة - نا الحميدي، نا سفيان، نا عبد اللّه بن محمّد بن عقيل قال:
أتيت الرّبيّع ابنة معوّذ بن عفراء، و كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يتوضأ عندها فأخرجت إليّ إناء (6)يكون مدا أو مدا و ربع (7)،مد ابن هشام، فقالت: بهذا كنت أخرج لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم الوضوء فيبدأ فيغسل يديه قبل أن يدخلهما الإناء (8).
قال سفيان (9):كان ابن عجلان حدّثنا عن ابن (10) عقيل عن الرّبيع فزاد في المسح قال:
ثم مسح [من] (11) قرنيه إلى عارضيه حتى بلغ لحيته، فلما سألنا ابن عقيل عنه قصّ لنا في المسح، و كان في حفظه شيء، فكرهت أن ألقيه (12).
ص: 260
قال: و نبأ العقيلي (1)،نا أحمد بن إبراهيم البسري، نا سعيد بن نصير (2)،قال: قلت ليحيى بن معين: إن ابن عيينة كان يقول: أربعة من قريش يمسك عن حديثهم قال (3):من هم ؟ قلت: فلان، و علي بن زيد، و يزيد بن أبي زياد، و عبد اللّه بن محمّد بن عقيل، و هو الرابع، فقال يحيى: نعم، قلت: فأيّهم أعجب إليك ؟ قال: فلان، ثم علي بن زيد، ثم يزيد بن أبي زياد، ثم ابن عقيل.
أخبرنا أبو السعود بن المجلي (4)،نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد الخلاّل، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي يعقوب، قال:
سمعت علي بن المديني قال: قال سفيان بن عيينة: رأيته - يعني - ابن عقيل يحدّث نفسه فحملته على أنه قد تغيّر (5).
قال علي: و لم يرو عنه مالك بن أنس و لا يحيى بن سعيد القطّان.
قال جدي: و هذا (6)-يعني: مالكا و ابن سعيد - ممن ينتقي الرجال.
قال يعقوب: و عبد اللّه بن محمّد بن عقيل، و هو ابن عقيل بن أبي طالب صدوق، و في حديثه ضعف شديد جدا.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر الشامي، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد بن يوسف، أنا أبو جعفر العقيلي (7)،نا محمّد بن عيسى الهاشمي.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو عمرو الفارسي، نا ابن عدي (8)،قال: كتب إلي محمّد بن الحسن البرّي.
قالا: نا عمرو بن علي قال: و سمعت يحيى و عبد الرّحمن جميعا يحدّثان عن عبد اللّه بن محمّد و الناس يختلفون عليه.
ص: 261
أخبرنا أبو البركات، أنا أبو بكر، أنا أبو الحسن، أنا يوسف، أنا أبو جعفر (1)،نا محمّد بن إسماعيل، نا الحسن (2) بن علي، نا علي بن عبد اللّه، نا بشر بن عمر قال: كان مالك لا يروي عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل و كان يحيى بن سعيد لا يروي عنه.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو عمرو الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي (3)،نا أحمد بن محمّد بن العراد، نا يعقوب بن شيبة قال: سمعت علي بن عبد اللّه يقول: لم يدخل مالك في كتبه ابن عقيل - يعني عبد اللّه بن محمّد بن عقيل - و لا ابن أبي فروة.
أنبأنا أبو الحسين هبة اللّه (4)،و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنبأ أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي حاتم محمّد بن إدريس (5)،نبأ أبي قال: سمعت أبا معمر القطيعي يقول:
كان ابن عيينة لا يحمد حفظ ابن عقيل.
قال: و نا أبو زرعة، نا الحميدي قال: قال سفيان: كان ابن عقيل في حفظه شيء، فكرهت أن ألقيه (6).
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن مسلم الأسفرايني، نا صالح - يعني - بن أحمد بن حنبل (7)،نبأ علي - يعني - ابن عبد اللّه قال: ذكرنا عند يحيى بن سعيد ضعف عاصم بن عبيد اللّه (8)،فقال يحيى: هو عندي نحو من ابن عقيل.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسن بن مخلد - إجازة - أنا أبو الحسن بن خزفة (9)،أنا أبو عبد اللّه الزعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال: رأيت في
ص: 262
كتاب علي بن المديني: ذكرنا عند يحيى بن سعيد ضعف عاصم بن عبيد اللّه، فقال: هو عندي نحو من ابن عقيل.
و قال أبو جعفر محمّد بن عثمان بن أبي شيبة سألت عليا - يعني - ابن المديني عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل فقال: كان ضعيفا.
أخبرنا (1) أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نبأ عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: خالد بن ذكوان كنيته أبو الحسين.
قيل ليحيى: إنه يروي حديث الرّبيّع، فهو أحبّ إليك أم عبد اللّه بن محمّد بن عقيل ؟ فقال: هو، و كان مدينيا (2).
و سئل يحيى عن حديث سهيل، و العلاء، و ابن (3) عقيل، و عاصم بن عبيد اللّه، فقال:
عاصم و ابن عقيل أضعف الأربعة، و العلاء و سهيل حديثهم قريب من السواء، و ليس حديثهم بالحجج أو قريب من هذا تكلم به يحيى.
قال: و سمعت يحيى يقول: موسى بن عبيدة لا يحتج بحديثه، و ابن أبي الزناد لا يحتج به، و فليح بن سليمان، و ابن عقيل، و عاصم بن عبيد اللّه لا يحتج بحديثهم.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي،[أنا أبو الفضل] (4)،أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسّان الغلاّبي، نا أبي (5) قال: قال يحيى بن معين:
عاصم بن عبيد اللّه (6) بن عقيل متشابهان و في ضعف الحديث.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر الشامي، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا أبو يعقوب بن الدخيل (7)،أنا أبو جعفر العقيلي (8)،نا عبد اللّه بن أحمد قال:
ص: 263
سمعت يحيى بن معين و سئل عن العلاء بن عبد الرّحمن فقال: يضعف (1) الحديث، ليس حديثه بصحيح، و سمعته مرة أخرى (2) قال: هؤلاء الأربعة ليس حديثهم حجة: سهل بن أبي صالح، و العلاء بن عبد الرّحمن، و عاصم بن عبيد اللّه (3)،و ابن عقيل، فقيل ليحيى:
محمّد بن عمرو، قال (4):محمّد فوقهم.
[أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، نا عباس (5) الدوري، قال: سمعت يحيى بن معين، يقول: ابن عقيل لا يحتج بحديثه] (6).
كتب إليّ [أبو] (7) نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت أبا بكر محمّد بن جعفر المزني يقول: سمعت أبا بكر محمّد بن إسحاق بن خزيمة يقول: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: سألت يحيى بن معين أيهما أحبّ إليك:
عاصم بن عبيد اللّه بن عاصم، أو عبد اللّه بن محمّد بن عقيل ؟ فقال: لست أحبّ واحدا منهما (8).
أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنبأ أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو بكر أحمد بن عبيد - إجازة-.
ح قالا: و أنا أبو الحسن (9) محمّد بن محمّد بن مخلد، أنبأ أبو الحسن بن خزفة (10).
ح قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن (11)،عن أبي المعالي محمّد بن عبد السّلام بن شاندي (12)،أنا علي بن محمّد بن خزفة.
ص: 264
قالا: أنا محمّد بن الحسين، أنا ابن أبي خيثمة قال: سئل يحيى بن معين عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل فقال: ليس بذاك (1).
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا يوسف بن رباح، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأ أبو عمرو الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي (2)،نا ابن حمّاد، نا معاوية، عن يحيى قال: عبد اللّه بن محمّد بن عقيل بن أبي طالب ضعيف - زاد الأنماطي: الحديث-.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو عمرو الفارسي، أنا أبو أحمد (3)،نا علي بن أحمد بن سليمان، نا أحمد بن سعد بن أبي مريم قال: سمعت يحيى بن معين يقول: عبد اللّه بن محمّد بن عقيل ضعيف الحديث.
أنبأنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي جعفر بن المسلمة، أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد الخلاّل - إجازة - أنا أبو عمر حمزة بن القاسم بن عبد العزيز الهاشمي، نا أبو علي حنبل بن إسحاق بن حنبل، قال: قال أبو عبد اللّه: عبد اللّه بن محمّد بن عقيل منكر الحديث (4).
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا ثابت بن بندار، و أبو الحسين بن الطّيّوري، قالا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر، و أبو نصر محمّد بن الحسن - زاد الأنماطي عن ابن الطّيّوري: و أبو الحسن العتيقي قالوا:- أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال (5):عبد اللّه بن محمّد بن عقيل بن أبي طالب تابعي (6)،جائز الحديث، و زاد العتيقي: مدني.
في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (7)
ص: 265
قال: سئل أبو زرعة عن ابن عقيل: فقال: قال لي ابن نمير: عاصم بن عبيد اللّه أحبّ إليك أم ابن عقيل ؟ فقلت: ابن عقيل يختلف عنه في الأسانيد، و عاصم منكر الحديث في الأصل.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا عبد الرّحمن بن محمّد، أنا أبو أحمد بن عدي (1)،قال: سمعت ابن حمّاد يقول: قال السعدي.
ح و أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا عبد الوهّاب بن جعفر، أنا عبد الجبّار بن عبد الصّمد، أنا القاسم بن عيسى، نا إبراهيم بن يعقوب السعدي قال:
عبد اللّه بن محمّد توقّف (2) عنه، عامة ما يروي (3) غريب.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - نا عبد العزيز بن أحمد، أنا علي بن الحسن بن علي، و رشأ بن نظيف، قالا: أنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد، أنا محمّد بن محمّد بن داود، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد، قال: عبد اللّه بن محمّد بن عقيل تكلم الناس فيه.
في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد بن محمّد (4)،قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (5) قال: سألت أبي عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل فقال: لين الحديث، ليس بالقوي، و لا ممن يحتج بحديثه، و هو أحبّ إليّ من تمام بن نجيح.
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو بكر محمّد بن جعفر - فيما قرئ عليه - قال: قرئ على أبي بكر محمّد بن إسحاق، قال: لا أحتج بعبد اللّه بن محمّد بن عقيل لسوء حفظه (6).
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، قال: قال: أنا أبو بكر الخطيب، و ذكر حديثا رواه ابن عقيل، فقال: الاضطراب فيه من ابن عقيل، فإنه كان سيّئ الحفظ .
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أبو أيوب الجلاّب، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد قال: قال محمّد بن عمر:
ص: 266
مات عبد اللّه بن محمّد بن عقيل بالمدينة قبل خروج محمّد بن عبد اللّه بن حسن، و خرج محمّد بن عبد اللّه بن حسن سنة خمس و أربعين و مائة.
ابن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف
أبو هاشم الهاشمي العلوي (1)
من أهل المدينة.
حدّث عن أبيه.
روى عنه: الزهري، و سالم بن أبي الجعد، و محمّد بن علي بن عبد اللّه بن عبّاس، و عمرو بن دينار.
و وفد على الوليد بن عبد الملك - و يقال: على سليمان بن عبد الملك - فأدركه أجله بالبلقاء في رجوعه، و دفن بالحميمة.
أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد، أنا أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو العباس بن قتيبة، نا حرملة، أنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن الحسن، و عبد اللّه ابني محمّد بن علي بن أبي طالب، عن أبيهما أنه سمع أباه علي بن أبي طالب يقول لابن عبّاس:
نهى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عن متعة النساء يوم خيبر، و عن أكل لحوم الحمر الإنسية[6670].
أخبرناه عاليا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل الفقيه، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو علي زاهر بن أحمد، أنبأ إبراهيم بن عبد الصّمد الهاشمي، نا أبو مصعب.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري (2)،و أبو محمّد أحمد بن أبي عثمان، و أبو عبد اللّه مالك بن أحمد.
ح و أخبرنا أبوا محمّد (3):بن طاوس، و عبد اللّه بن المبارك بن طالب بن الحسن بن
ص: 267
ينال (1)،و آباء الحسن: علي بن عبد الكريم بن أحمد الكعكي، و علي بن عبد العزيز بن الحسن السمّاك، و كافور بن عبد اللّه الليثي، و علي بن عبد الرّحمن بن محمّد الطوسي، و أخوه أبو اليمن يحيى بن عبد الرّحمن الصوفيّان، و أبوا (2) القاسم: صدقة بن محمّد بن السياف، و عبيد اللّه بن علي بن عبيد اللّه المخزومي (3)،و أبو عامر محمّد بن سعدون بن مرجّى، و أبو عبد اللّه محمّد بن الحسن بن هبة اللّه، و أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن نبهان، و أبو الفتح عبد الرّحمن بن محمّد بن مرزوق، و أبو حفص عمر بن ظفر بن أحمد، و أبو البقاء أحمد بن محمّد بن [عبد العزيز بن الشطرنجي، و أبو السعود المبارك بن خيرون بن عبد الملك بن خيرون، و أبو المظفّر محمّد بن أحمد بن محمّد بن] (4) الدّبّاس، و أبو منصور المبارك بن عثمان بن الحسين بن الشّوّاء ببغداد، و [أبو] (5) الرضا حيدر بن محمّد بن أبي زيد، و أبو سعد بندار بن محمّد بن علي بن مما القاضي - بأصبهان - قالوا: أنا مالك بن أحمد، قالوا: أنا أحمد بن محمّد بن موسى بن القاسم بن الصّلت، نا إبراهيم بن عبد الصّمد، نا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري، قال: حدّثنا مالك - و في حديث ابن الصّلت: عن مالك - بن أنس (6) عن ابن شهاب عن عبد اللّه و الحسن ابني محمّد بن علي، عن أبيهما عن علي بن أبي طالب:
أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم نهى عن متعة النساء يوم خيبر و عن أكل لحوم الحمر الإنسية[6671].
أخبرنا (7) أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن، أنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس، نا أبو جعفر محمّد بن إبراهيم، نا أبو عبيد اللّه المخزومي، نا سفيان، عن الزهري قال: سمعت الحسن بن محمّد بن علي، و عبد اللّه بن محمّد بن علي - و كان الحسن أرضاهما - يحدّثان عن أبيهما عن علي أنه قال لابن عبّاس:
إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم نهى عن نكاح المتعة و عن لحوم الحمر الأهلية زمن خيبر[6672].
ص: 268
أخبرنا (1) أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنبأ أبو بكر المقرئ (2)،أنا محمّد بن عبد اللّه الجوزقي، أنا أبو حامد بن الشرقي، نا عبد الرّحمن بن بشر بن الحكم، نا سفيان، عن الزهري، عن الحسن، و عبد اللّه ابني محمّد بن علي عن أبيهما قال: قال علي لابن عبّاس:
إنّ النبي صلّى اللّه عليه و سلّم نهى عن نكاح المتعة و عن لحوم الحمر الأهلية زمان خيبر[6673].
أخبرنا (3) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، و أبو محمّد أحمد بن علي بن الحسن، و عبد اللّه بن أحمد بن عثمان السكري، قالوا: أنا عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد بن أبي مسلم الفرضي، أنا أبو بكر محمّد بن جعفر بن أحمد المامطيري، أنا أبو أحمد بشر بن مطر الواسطي، نا سفيان بن عيينة، عن الزّهري، عن حسن و عبد اللّه ابني محمّد بن علي، عن أبيهما عن علي:
أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم نهى عن نكاح المتعة و عن لحوم الحمر الأهلية زمن خيبر[6674].
أخبرنا (4) أبو المحاسن محمّد بن عبد الواحد بن سعد بن عبد الواحد الصفّار الفقيه، و أبو بكر محمّد بن شجاع اللفتواني، و أبو الفتوح مبشّر (5) بن أبي سعد بن محمود بن عبد اللّه، و أم الرضا (6) زبيدة بنت محمّد بن الحسن الهردخوسني (7) قالوا: أنا أبو محمّد التميمي، أنا أحمد بن محمّد بن أحمد بن حمّاد، نبأ يوسف بن يعقوب بن إسحاق، نا بشر بن مطر أبو أحمد، نا سفيان، عن الزّهري، عن الحسن بن محمّد و عبد اللّه بن محمّد عن أبيهما أن عليا قال لابن عبّاس:
أ ما علمت أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم نهى عن نكاح المتعة و عن لحوم الحمر الأهلية بخيبر.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه بن عمر، أنا عبد الواحد بن محمّد بن عثمان، أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، نا إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل قال: سمعت علي بن المديني يقول: قال سفيان - يعني: ابن عيينة - عبد اللّه بن محمّد بن علي يعني ابن أبي طالب كان يكنى بأبي هاشم.
قرأنا على أبي غالب و أبي عبد اللّه ابني البنّا، عن أبي الحسن بن مخلد، أنا أبو
ص: 269
الحسن بن خزفة (1)،نا أبو عبيد (2) اللّه الزعفراني، نا ابن أبي خيثمة، أنا مصعب قال (3):
عبد اللّه بن محمّد يكنى أبا هاشم، و كان صاحب الشيعة، فأوصى إلى محمّد بن علي بن عبد اللّه بن عباس و دفع إليه كتبه، و مات عنده، و قد انقرض ولده إلاّ من قبل النساء.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العز الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد أبو البركات: و أبو الفضل أحمد بن الحسن قالا:- أنا أبو الحسين الأصبهاني، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خيّاط (4) قال: أبو هاشم عبد اللّه بن محمّد بن علي بن أبي طالب، أمّه فتاة، توفي سنة ثمان أو تسع و تسعين.
أخبرنا أبو البركات، أنا أبو طاهر، أنا يوسف بن رباح بن علي، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول في أهل المدينة و محدّثيهم: عبد اللّه بن محمّد بن الحنفية.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن (5) بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا أبو العباس الأصم، نا عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: الذي يروي عنه الزهري عبد اللّه بن محمّد، هو أبو هاشم عبد اللّه بن محمّد بن علي بن أبي طالب.
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر المعدّل، أنا أبو طاهر المخلص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار (6) قال:
و ولد محمّد الأكبر بن علي بن أبي طالب: عبد اللّه، يكنى أبا هاشم، و حمزة، و جعفرا (7) الأكبر، درجا، و عليا لأم ولد تدعى نائلة، كان أبو هاشم صاحب الشيعة، فأوصى إلى محمّد بن علي بن عبد اللّه بن العباس و صرف الشيعة إليه، و دفع إليه كتبه و مات عنده.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن
ص: 270
يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا (1)،نا محمّد بن سعد قال:
عبد اللّه بن محمّد بن الحنفية هو ابن علي بن أبي طالب، و يكنى أبا هاشم، توفي في خلافة سليمان بن عبد الملك بالحميمة، و قال غيره: و أوصى إلى محمّد بن علي بن عبد اللّه بن عبّاس.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم بن الخليل، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (2)قال: في الطبقة الثالثة من أهل المدينة: عبد اللّه بن محمّد ابن الحنيفة، و هو ابن علي بن أبي طالب، و يكنى أبا هاشم، و أمّه أم ولد، و كان أبو هاشم صاحب علم و رواية، و كان ثقة، جليل (3) الحديث، و كانت الشيعة يلقونه و يبجّلونه (4)،و كان بالشام مع بني (5) هاشم، فحضرته الوفاة فأوصى إلى محمّد بن علي بن عبد اللّه بن عباس بن عبد المطّلب و قال: أنت صاحب هذا الأمر، و هو في ولدك، و صرف (6) الشيعة إليه، و دفع كتبه و روايته، و مات بالحميمة في خلافة سليمان بن عبد الملك بن مروان.
أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل البغدادي، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (7):عبد اللّه بن محمّد بن الحنفية، و محمّد هو ابن علي بن أبي طالب الهاشمي، أبو هاشم،[أخو الحسن] (8)سمع أباه، يعدّ في أهل المدينة، قال علي (9):حدّثنا ابن عيينة، نبأ الزهري: كان الحسن أوفقهما (10) في أنفسنا و كان عبد اللّه يتّبع السّبائية (11).
ص: 271
في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنبأ أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (1)قال: عبد اللّه بن محمّد بن الحنفية، و هو ابن علي بن أبي طالب أبو هاشم، أخو الحسن بن محمّد، مديني، روى عن أبيه، روى عنه الزهري، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال:
عبد اللّه بن محمّد بن الحنفية أبو هاشم، أخو الحسن، و الحنفية هي أم محمّد، و هو ابن علي بن أبي طالب الهاشمي المدني، سمع أباه، و روى عنه و عن أخيه الحسن مقرونا به:
الزهري في النكاح، و في غزوة خيبر.
قال البخاري: قال عبد اللّه المسندي عن ابن عيينة عن الزهري قال: كان الحسن بن محمّد بن الحنفية أوثقهما في أنفسهما، و كان عبد اللّه يتّبع السّبائية.
و قال ابن سعد: قال الواقدي: توفي بالحميمة في خلافة سليمان بن عبد الملك.
أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن المجلي (2)،نبأ محمّد بن علي بن المهتدي.
ح (3) و أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، أنا أبي أبو يعلى، قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن مخلد بن حفص قال: قرأت على علي بن عمرو، حدّثكم الهيثم بن عدي قال: قال ابن عياش: عبد اللّه بن محمّد بن الحنفية، يكنى أبا هاشم.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون (4)،أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو هاشم عبد اللّه بن محمّد بن الحنفية، سمع أباه، روى عنه الزهري.
ص: 272
قرأت على أبي الفضل [بن] (1) ناصر عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو هاشم عبد اللّه بن محمّد بن علي بن أبي طالب بن الحنفية، روى عنه الزهري.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر الخطيب، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو (2) بشر الدولابي قال: أبو هاشم عبد اللّه بن محمّد بن الحنفية.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:
أبو هاشم عبد اللّه بن محمّد بن علي بن أبي طالب الهاشمي المدني (3)،و أمّه فتاة، أخو الحسن بن محمّد، و ابن (4) محمّد بن الحنفية، سمع أباه أبا (5) القاسم، روى عنه الزهري، و أبو سعد سعيد بن المرزبان البقّال العبسي، قال الزهري: كان الحسن أوثق من عبد اللّه، و كان عبد اللّه يتّبع حديث السّبائية، و هم صنف من الروافض.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو عبد اللّه، و أبو نصر، قالا: نا الوليد، أنا علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد العجلي، حدّثني أبي قال (6):الحسن و عبد اللّه - يعني: ابني محمّد بن الحنفية - ثقتان.
قال أحمد العجلي (7):نا أبو أسامة قال: أحدهما مرجئ، و الآخر شيعي.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (8)،نا أبو بكر الحميدي، نا سفيان، نا الزهري، حدّثنا حسن و عبد اللّه ابنا محمّد بن علي، و كان حسن أرضى من عبد اللّه، و كان عبد اللّه يجمع أحاديث السّبائية.
ص: 273
قرأت على أبي غالب، و أبي عبد اللّه ابني البنّا، عن أبي الحسن محمّد بن محمّد، أنا علي بن محمّد، أنا محمّد بن الحسين، نبأ ابن أبي خيثمة، نا سليمان بن أبي شيخ، نا حجر بن عبد الجبّار، عن عيسى بن علي قال: مات أبو هاشم ابن الحنفية في عسكر الوليد بدمشق.
فخالفني مصعب الزبيري و قال: مات بالحجر من بلاد ثمود.
كان في نسخة الكتاب من رواية زكريا بن أحمد البلخي، عن ابن أبي خيثمة:
[بالحميمة] (1) بدل ابن الحنفية.
أخبرنا أبو نصر غالب بن أحمد بن المسلّم، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن أيمن الدّينوري - قراءة عليه - أنا أبو الحسن علي بن موسى بن الحسين - إجازة - أنا أبو سليمان محمّد بن عبد اللّه بن أحمد الربعي، أنا أبي، حدّثني الخضر بن أبان، نا الهيثم بن عدي، عن عبد اللّه بن عيّاش قال:
و حدّثني محمّد بن سليمان المنقري، نا مسعود بن بشر المازني، حدّثني أبو اليقظان شحم (2) بن حفص، عن جويرية بن أسماء قالا جميعا: و حديثهما متقارب:
أن أبا هاشم عبد اللّه بن محمّد بن علي وفد إلى سليمان بن عبد الملك في حوائج عرضت له، فدخل عليه، فأكرمه سليمان و رفعه، و ساءله، فأجاب بأحسن جواب، و خاطب سليمان بأشياء مما قدم له من أموره، فأبلغ، و أوجز، فاستحسن سليمان كلامه و أدبه و استعذب ألفاظه و قال: ما كلّمني قرشي قط يشبه هذا، و ما أظنه إلاّ الذي كنا نخبر عنه أنه سيكون منه كذا و كذا، و قضى حوائجه، و أحسن جائزته، و صرفه. فتوجه من دمشق يريد فلسطين فبعث سليمان مولى له أديبا حصيفا مكرا. فسبق أبا هاشم إلى بلاد لخم و جذام فواطا قوما منهم فضربوا أبنية على الطريق كهيئة الحوانيت، و بين كل بناءين نحو الميل، و أقل، و أكثر، و أعدوا عندهم لبنا مسموما (3) فلما مرّ بهم أبو هاشم، و هو راكب بغلة له جعلوا ينادون: الشراب الشراب، اللبن اللبن، فلما تجاوز عدة منهم تاقت نفسه إلى اللبن، فقال:
هاتوا من لبنكم هذا، فناولوه، فلما استقرّ في جوفه و جاوزهم قليلا أحس بالأمر، و علم أنه قد
ص: 274
اغتيل فقال لمن معه: أنا و اللّه يا هؤلاء ميت، فانظروا القوم الذين سقوني اللبن من هم ؟ فعادوا إليهم، فإذا هم قد طاروا على وجوههم، فذهبوا، فقال أبو هاشم: ميلوا بي (1) إلى ابن عمي محمّد بن علي بالحميمة (2)،و ما أحسبني أدركه، فأجدّوا (3) السير.
قال: فجدوا في السير حتى أدركوا الحميمة (4) كدا (5) و هي من الشّراة، فنزل على محمّد بن علي فقال: يا ابن عم، إني ميّت من سمّ سقيته، و أخبره الخبر، و أعلمه أن هذا الأمر صائر إلى ولده، و أوصاه في ذلك، و عرّفه بما تمسك به محمّد بن علي.
و مات أبو هاشم من ساعته، و ذلك في سنة تسع و تسعين.
و هذا قول ابن عيّاش، و في حديث جويرية: سنة ثمان و تسعين.
و كذا ذكر عبيد اللّه بن حمزة العلوي، و ذكر أبو معشر أنّ الذي سمّ أبا هاشم: الوليد بن عبد الملك، و قد مضى ذلك في ترجمة زيد بن الحسن.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (6):و مات عبد اللّه بن محمّد بن الحنفية في آخر ولاية سليمان.
و قال خليفة في موضع آخر (7):و عبد اللّه بن محمّد بن الحنفية في خلافة سليمان - يعني - مات، و ذكر خليفة أن سليمان بويع سنة ست و تسعين و مات سنة تسع و تسعين.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد قال: سنة ثمان و تسعين فيها توفي عبد اللّه بن محمّد بن الحنفية أبو هاشم.
و كذا ذكر حسّان الزيادي في وفاته (8).
ص: 275
ابن عباس بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف
أبو العبّاس أمير المؤمنين (1)
ولد بالحميمة من أرض الشراة من ناحية البلقاء، و كان بها إلى أن جاءته الخلافة، و بويع له بالكوفة، و أمه الحارثية و هي ريطة - و يقال: رائطة - بنت عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عبد المدان بن الدّيّان.
حدّث عن أخيه إبراهيم بن محمّد الإمام.
روى عنه: عمه عيسى بن علي.
أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، حدّثني الحسن بن محمّد الخلاّل - لفظا-.
ح و أنبأنا أبو سعد بن الطيوري، عن الحسن بن محمّد الخلاّل، نا أحمد بن محمّد بن عمران، نا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي، نا عون بن محمّد الكندي، حدّثني محمّد بن إسماعيل قال: سمعت إبراهيم بن المهدي قال: سمعت إسحاق بن عيسى بن علي يحدّث عن أبيه عن أبي العباس السفّاح، حدّثني أخي إبراهيم بن محمّد، يرويه عن أبي هاشم عبد اللّه بن محمّد بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده علي:
أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ذكر أنه يفد عليه وافدان (2) في يوم واحد من السند و إفريقية بسمعهم و طاعتهم، و تلك علامة وفاته.
قال أبو بكر الصولي: و لا يعلم أن السفّاح روي عنه حديث مسند غير هذا الحديث، يعني أن ذاك علامة وفاة السفّاح لا وفاة النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.
و قد روى الخلاّل هذا الحديث في قصة طويلة بإسناد آخر عن السفّاح، سيأتي بعد.
أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو
ص: 276
جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار (1) قال:
فولد محمّد بن علي بن عبد اللّه أبا جعفر المنصور أمير المؤمنين، لأم ولد، و عبد اللّه بن العبّاس أمير المؤمنين، و أمه رائطة (2) بنت عبيد اللّه بن عبيد (3) اللّه - كان يقال له عبد الحجر - بن عبد المدان بن الدّيّان بن قطن بن زياد بن الحارث بن مالك بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب بن عمرو بن علة بن جلد (4)،كانت قبل أن يتزوجها محمّد [عند] (5) عبد اللّه بن عبد الملك بن مروان.
أخبرنا أبو السعود بن المجلي (6)،نا أبو الحسين بن المهتدي.
ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، أنا أبي أبو يعلى، قالا: أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنبأ أبو عبد اللّه محمّد بن مخلد بن حفص قال: قرأت على علي بن عمرو، حدّثكم الهيثم بن عدي قال في كتاب (7) الخلفاء: عبد اللّه بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن العبّاس، بن الحارثية، أبو العبّاس.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:
أبو العباس عبد اللّه بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن عبّاس بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي، و أمّه رائطة بنت عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عبد المدان بن الدّيّان بن قطن بن زياد بن الحارث بن ربيعة بن كعب بن الحارث الحارثي، و أمّها خنساء بنت سعيد من بلحارث، سمع أباه محمّد بن علي بن عبد اللّه بن العباس الهاشمي، روى عنه المهدي أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه، بويع بالكوفة ليلة الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة اثنتين (8) و ثلاثين و مائة، و مات بالجدري بالأنبار سنة خمس و ثلاثين و مائة، و كان مولده بالحميمة بأرض الشام سنة ثمان و مائة، و كان موته في سنة
ص: 277
خمس و ثلاثين و مائة يوم الأحد لثلاث عشرة خلت من ذي الحجّة و هو ابن ثمان و عشرين سنة و صلّى عليه عيسى بن علي، و كانت ولايته أربع سنين و تسعة أشهر.
أخبرنا أبو الحسن: بن قبيس، و ابن سعيد، و أبو النجم الشّيحي، قالوا: قال: لنا أبو بكر الخطيب (1):عبد اللّه أمير المؤمنين السفّاح بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن العبّاس بن عبد المطّلب، يكنى أبا العبّاس، و يقال له أيضا: المرتضى، و القائم، ولد بالشراة، و كان مولده على:
ما أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، أنا علي بن أحمد بن أبي قيس الرّفا، نا عبد اللّه بن محمّد بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن صالح، نا أبو مسعود عمرو بن عيسى الرياحي، حدّثني جدي عبيد اللّه بن العبّاس بن محمّد قال: ولد أبو العبّاس سنة خمس و مائة، و استخلف و هو ابن سبع و عشرين سنة.
قال الخطيب (2):و هو أول خلفاء بني العبّاس بويع بالكوفة و انتقل إلى الأنبار، فسكنها حتى مات بها، و كان أصغر سنا من أخيه أبي جعفر.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن علي بن أحمد، نا علي بن أحمد.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا محمّد بن محمّد بن عبد العزيز، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عمر بن الحسن بن علي، قالا: نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن صالح، نا أبو مسعود عمرو بن عيسى، حدّثني عبيد اللّه بن العبّاس بن محمّد قال:
ولد أبو العبّاس سنة خمس و مائة.
و ذكر أبو العبّاس أحمد بن يونس بن المسيّب الضبّي: أنه ولد في سنة أربع، أو في آخر سنة خمس و مائة.
أخبرنا (3) محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (4)،حدّثني الوليد بن هشام، عن أبيه عن جده:
ص: 278
و عبد اللّه بن المغيرة عن أبيه و أبو اليقظان و غيرهم.
قالوا: ولد أبو العبّاس بالحميمة من أرض الشام سنة ثمان و مائة.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي قال: قرئ على علي بن إبراهيم بن عيسى الباقلاني، حدّثكم أبو بكر بن مالك، نا علي بن طيفور بن غالب النسوي، نا قتيبة بن سعيد، نا جرير، عن الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد قال:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«يخرج عند انقطاع من الزمن، و ظهور من الفتن رجل يقال له السفّاح، يكون عطاؤه المال حثيا»[6675].
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، نا أبي (1)،نا عثمان - و سمعته أنا من عثمان - نا جرير، عن الأعمش، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«يخرج عند انقطاع من الزمان، و ظهور من الفتن رجل يقال له السفّاح، فيكون إعطاؤه المال حثيا»[6676].
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (2)،أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو سعيد بن أبي عمرو، قالا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا أحمد بن عبد الجبّار، نا أبو (3)معاوية، عن الأعمش، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«يخرج رجل من أهل بيتي عند انقطاع من الزمان، و ظهور من الفتن يقال له السفّاح يكون عطاؤه حثيا»[6677].
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، و أبو منصور بن خيرون، قالا: أنبأ - و قال ابن خيرون: أنا أبو بكر الخطيب (4)،أنا القاضي أبو عمر (5)القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، نا أبو الحسن علي بن إسحاق بن محمّد بن
ص: 279
البختري الماوردي (1)،نا أبو قلابة الرقاشي (2).
[و أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد بن داود الرزاز، قال: أنبأنا أحمد بن سلمان النجاد.
قال: أنبأنا أبو قلابة الرقاشي] (3)-قراءة عليه - نا أبو ربيعة، نا أبو عوانة، عن الأعمش، عن الضحاك، عن ابن عبّاس قال:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«منّا السفّاح، و منّا المنصور، و منّا المهدي»[6678].
قال النجاد (4):هكذا قرأه علينا أبو قلابة مرفوعا.
و روي هذا من وجه آخر عن ابن عبّاس من قوله:
أخبرناه أبوا (5) الحسن: بن قبيس، و ابن سعيد، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (6)،أخبرني علي بن أحمد الرزّاز، أنا أبو الفرج علي بن الحسين بن علي (7)الكاتب، نا أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد بن عبيد بن عتبة الكندي - بالكوفة - نا الحسين بن محمّد بن علي الأزدي، أخبرني سلام مولى العبّاسة بنت المهدي، حدّثني محمّد بن كعب مولى المهدي قال: سمعت المهدي أمير المؤمنين يقول: حدّثني أبي عن أبيه عن جده، عن ابن عبّاس قال: و اللّه لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم لأدال (8) اللّه من بني أمية ليكونن منا السفّاح، و المنصور، و المهدي.
أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنبأ أبو (9) بكر البيهقي، أنا علي بن أحمد بن عبدان، أنا أبو القاسم الطبراني، نا إبراهيم بن سويد الشبامي، نا عبد الرزّاق، قال:
و أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو عبد اللّه محمّد بن مخلد بن أبان الجوهري - ببغداد - نا
ص: 280
عبد اللّه بن أحمد بن إبراهيم الدورقي، نا يعقوب بن حميد بن كاسب، نا عبد الرزّاق (1).
أنا الثوري، عن خالد الحذّاء، عن أبي قلابة (2)،عن أبي أسماء، عن ثوبان قال:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«يقتتل عند داركم (3) هذا ثلاثة كلهم ولد خليفة لا يصير (4) إلى واحد منهم، ثم تقبل الرايات السود من خراسان فيقتلونكم مقتلة لم تروا مثلها»، ثم ذكر شيئا «فإذا كان ذلك فأتوه و لو حبوا على الثلج، فإنه خليفة اللّه».
و في رواية ابن عبدان:«ثم تجي الرايات السود فيقتلونكم قتلا، ثم يقتله قوم، ثم يجيء خليفة اللّه المهدي، فإذا سمعتم به فاتوه فبايعوه، فإنه خليفة اللّه المهدي»[6679].
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأ رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، أنا محمّد بن يونس القرشي، نا سهل بن تمام الطّفاوي، نا الحارث بن شبل، حدثتني جدتي أم النعمان، عن عائشة أم المؤمنين، قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«الحجر الأسود من حجارة الجنّة، و زمزم خطفة (5) مقام جبريل عليه السلام، و سيكون لبني العبّاس راية فمن تبعها رشد، و من تخلّف عنها هلك، و لم يخرج (6) الإمام منهم إلى غيرهم»[6680].
أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة، نا أبو كريب، نا رشدين، عن عقيل، و يونس، عن ابن شهاب، عن قبيصة بن ذؤيب، عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«يخرج (7) رايات سود من قبل خراسان فلا يردها شيء حتى تنصب بإيلياء»[6681].
قال: و نا أبو عروبة، نا عبد الجبّار بن العلاء، نا سفيان بن عيينة، عن عمرو، عن أبي (8)سعيد، عن ابن عبّاس قال:
ص: 281
إني لأرجو ألاّ (1) تذهب الأيام و الليالي حتى يبعث اللّه منا غلاما شابا، يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر، ثم يلبس الفتن و لم يلبسه الفتن، و إني لأرجو أن يختم اللّه بنا هذا الأمر كما فتحه بنا، فقال له رجل: يا أبا عبّاس عجزت عنها شيوخكم و ترجوها لشبابكم ؟ قال: إنّ اللّه يفعل ما يشاء.
أخبرني (2) أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد الواحد بن محمّد بن جعفر، أنا محمّد بن المظفّر، نا أحمد بن يحيى بن زكريا (3)،نا جامع بن سوادة، نا مطرّف بن عبد اللّه، نا الزبير بن سعيد، عن عمرو بن دينار، عن ابن عبّاس قال: قال حذيفة و كعب: إذا ولي بنوك - يعني الخلافة - لم تخرج منهم حتى يدفعوها إلى عيسى عليه السلام.
قال الخطيب: أخبرناه أبو طالب عمر بن إبراهيم بن سعيد الفقيه، نا أبو بكر محمّد بن غريب (4) البزّاز (5)،نا أبو بكر محمّد بن العبّاس النسائي، نا أبو بكر الكلوذاني، نا حبيب بن أبي حبيب الحنفي كاتب مالك بن أنس، حدّثني الزبير بن سعيد الهاشمي، عن عمرو بن دينار، عن عبد اللّه بن عبّاس قال:
قال لي حذيفة بن اليمان و كعب الأحبار: إذا ملك الخلافة بنوك لم تزل الخلافة فيهم حتى يدفعوها إلى عيسى ابن مريم عليه السلام، و ليتنافسنّها عليهم أقرب الناس إليهم.
أخبرناه أبو يعلى حمزة بن المنجا بن كرّوس (6) بقراءتي عليه، أنا أبو البركات أحمد بن عبد اللّه بن طاوس، أنا أبو البركات عمر بن إبراهيم فذكره الجعد و أسلم (7).
أخبرنا أبو النجم هلال بن الحسين بن محمّد الخيّاط ، أنا أبو منصور (8) محمد بن محمّد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز العكبري، أنبأ أبو أحمد عبيد اللّه بن أبي مسلم الفرضي، أنا أبو محمّد علي بن عبد اللّه بن المغيرة، أنا أحمد بن سعيد الدمشقي، حدّثني
ص: 282
الزبير بن بكّار، حدّثني محمّد بن مسلمة بن محمّد بن هشام، أخبرني محمّد بن عبد الرّحمن المخزومي، حدّثني داود بن عيسى، عن أبيه عن محمّد بن علي بن عبد اللّه قال:
دخلت على عمر بن عبد العزيز و عنده رجل من النصارى فقال له عمر بن عبد العزيز:
من تجدون الخليفة بعد سليمان ؟ قال له النصراني: أنت، قال: فأقبل عمر بن عبد العزيز عليّ ، فقال: دمي (1) في ثيابك يا أبا عبد اللّه.
قال محمّد بن علي: فلما كان بعد ذلك جعلت ذلك النصراني من بالي، فرأيته يوما، فأمرت غلامي أن يحبسه عليّ ، و ذهبت به إلى منزلي، و سألته عمّا يكون و قلت له: خلفاء بني مروان واحدا واحدا، فعدّ لي خلفاء بني مروان واحدا واحدا، و تجاوز عن مروان بن محمّد.
قال محمّد بن علي: فقلت له: ثم من ؟ قال: ثم ابنك، ابن الحارثية (2) و هو اليوم حمل.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نبأ أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن أبي قيس.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو منصور بن عبد العزيز، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عمر بن الحسن بن علي، قالا: نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا عبّاس - و في رواية ابن السمرقندي: أنا العبّاس - بن هشام، عن أبيه قال:
بايع الناس لأبي العبّاس عبد اللّه بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن العبّاس بالعراق يوم الخميس للنصف من جمادى الأخيرة (3) سنة اثنتين (4) و ثلاثين و مائة.
و قال أحمد بن حنبل: إسحاق بن عيسى، عن أبي معشر قال:
كانت خلافته أربع سنين و عشرة أشهر، و في رواية ابن (5) الأكفاني: عشرة أيام بدل عشرة أشهر.
و قال أحمد بن حنبل: نا إسحاق بن عيسى عن أبي معشر قال: استخلف أبو العباس في
ص: 283
شهر ربيع الأول سنة اثنتين (1) و ثلاثين و مائة.
و قال ابن أبي الدنيا: و أم أبي العبّاس: ريطة - و في رواية ابن الأكفاني: رائطة - بنت عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عبد المدان (2) بن الدّيّان بن قطن من بني الحارث بن كعب.
قال ابن أبي الدنيا: و كان أبو العبّاس طوالا، أبيض، أقنى، ذا شعرة جعدة، حسن اللحية جعدها، مات بالجدري، و صلّى عليه عيسى بن علي، و دفن بالأنبار.
أخبرنا (3) أبو علي محمّد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان، ثم أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن المحاملي.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الفضل بن خيرون، قالوا: أنا أبو علي بن شاذان.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا طراد بن محمّد، و رزق اللّه بن عبد الوهّاب، قالا: أنا أبو بكر بن وصيف الصيّاد.(4) و أخبرنا أبوا (5) الحسن: علي بن أحمد، و علي بن الحسن، قالا: نبأ - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (6)،أنا الحسين بن أبي بكر، قالا: أنا أبو بكر الشافعي قال: نبأ عمر بن حفص السّدوسي، نا محمّد بن يزيد قال:
و استخلف أبو العبّاس عبد اللّه بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن العبّاس بن عبد المطّلب بن هاشم سنة اثنتين (7) و ثلاثين و مائة لاثنتي (8) عشرة خلت من ربيع الأول، و يقال: في جمادى (9) و توفي في سنة ست و ثلاثين و مائة لثلاث عشرة - أو إحدى عشرة - خلت من ذي الحجّة يوم الأحد، فكانت خلافته أربع سنين و تسعة أشهر، و توفي و له ثلاث و ثلاثون سنة، و أمّه رائطة (10) بنت عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عبد المدان بن الدّيّان بن
ص: 284
الحارث بن كعب، توفي بالأنبار، و صلّى عليه عيسى بن علي بن عبد اللّه بن العبّاس.
أخبرنا (1) أبوا (2) الحسن: علي بن المسلّم الفرضي، و علي بن زيد السّليمان، قالا: أنا نصر بن إبراهيم - زاد الفرضي: و عبد اللّه بن عبد الرزّاق قالا:- أنا أبو الحسن بن عوف، أنا أبو علي بن منير، أنا أبو بكر بن خريم، أنا هشام بن عمّار، نا الهيثم بن عمران العبسي، قال:
ولي أبو العبّاس الهاشمي و اسمه عبد اللّه بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن العبّاس بن عبد المطّلب، عمّ النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أربع سنين و شيئا (3) ثم مات بالأنبار من جدري.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن [أنا أبو الحسن] (4) السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (5):
بويع أبو العبّاس عبد اللّه بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن عبّاس، و أمه ريطة بنت عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عبد المدان الحارثي ليلة الجمعة لثلاث عشرة بقيت من ربيع الأول سنة اثنتين (6) و ثلاثين و مائة بالكوفة في بني أود في دار الوليد بن سعد، مولى بني هاشم.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (7)،قال: أبو مسهر: و استخلف أبو العباس عبد اللّه بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن العباس، فأقام أربع سنين.
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.(8) و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان قال: ثم بويع لأبي العبّاس عبد اللّه بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن العباس في شهر ربيع الأول سنة اثنتين (9) و ثلاثين و مائة، و توفي أبو العبّاس لثلاث (10) عشرة من ذي الحجّة سنة سبع و ثلاثين و مائة.
ص: 285
أخبرنا أبوا (1) الحسن: بن قبيس، و ابن سعيد، قالا: نبأ - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (2)،أنبأ محمّد بن أحمد بن رزق، أنا عثمان بن أحمد الدقّاق، نا محمّد بن أحمد بن البراء قال:
أبو العبّاس المرتضى، و القاسم (3)،عبد اللّه بن محمّد الإمام ابن علي السجّاد بن عبد اللّه الحبر بن العبّاس ذي الرأي بن عبد المطّلب شيبة الحمد ابن هاشم و هو عمرو بن عبد مناف، ولد بالشراة (4) و بويع بالكوفة يوم الجمعة لأربع عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة اثنتين (5) و ثلاثين و مائة، و بايع أبو العباس لأخيه أبي جعفر، و لعيسى بن موسى بن محمّد بن علي، و مات بالأنبار لاثنتي عشرة ليلة خلت من ذي الحجّة سنة ست و ثلاثين و مائة، و كان نقش خاتمه: اللّه ثقة عبد اللّه، و كان عمره ثلاثا (6) و ثلاثين سنة، و خلافته أربع سنين و ثمانية أشهر و يومان.
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن علي، أنا عبيد اللّه بن عثمان بن يحيى الدقّاق، قال: قال لنا (7) أبو محمّد إسماعيل بن علي بن إسماعيل بن علي (8) بن إسماعيل:
ثم جاءت الدولة العباسية فكان أول من ولي الأمر من بني العباس - رحمة اللّه عليه - أبو العبّاس أمير المؤمنين عبد اللّه بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن العباس بن عبد المطّلب، و أمه رائطة بنت عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عبد المدان بن الدّيّان الحارثية، و مولده يوم الثلاثاء مستهل رجب سنة أربع و مائة، و بويع له بالكوفة في المسجد الجامع يوم الجمعة لأربع عشرة ليلة خلت من ربيع الأول من سنة ثنتين و ثلاثين و مائة.
قال أبو معشر: بويع لأبي العبّاس عبد اللّه بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن العباس بن عبد المطّلب في شهر ربيع الأول سنة ثنتين و ثلاثين و مائة و قتل مروان في ذي الحجّة سنة ثنتين و ثلاثين و مائة.
فقال أبو معشر: توفي أبو العبّاس أمير المؤمنين لثلاث عشرة خلت من ذي الحجّة سنة
ص: 286
ست و ثلاثين و مائة، فكانت خلافته أربع سنين و عشرة أشهر.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر، أنا سليمان بن إسحاق، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد، أنا عبيد اللّه بن محمّد بن عائشة قال:
و قال أبي: سمعت الأشياخ يقولون:
و اللّه لقد أفضت الخلافة إليهم و ما في الأرض أحد أكثر قارئا للقرآن، و لا أفضل عابدا، و ناسكا منهم بالحميمة.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن علي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (1)،حدّثني عبد اللّه بن المغيرة، عن أبيه قال: رأيت أبا العبّاس حين خرج إلى الجمعة على برذون أشهب قريب من الأرض، بين عمه داود بن (2)علي، و أخيه أبي (3) جعفر شابا جميلا تعلوه (4) صفرة، فأتى المسجد فصعد المنبر فتكلم، فصعد داود بن علي فقام على عتبتين (5) من المنير فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال: أيّها الناس، و اللّه ما علا منبركم هذا خليفة بعد علي بن أبي طالب غير ابن أخي هذا، و وعد الناس و منّاهم، قال: فقال أبي: ثم رأيته الجمعة الثانية كأن وجهه ترس، و كأن عنقه إبريق فضة، و قد ذهبت الصفرة، و اللّه ما كان بينهما إلاّ أسبوع.
تم هذا الجزء المبارك من تاريخ دمشق للشيخ الفاضل العالم العلاّمة و البحر الفهّامة الحافظ أبي (6) القاسم علي بن الحسن بن عساكر تغمّده اللّه برحمته و حشرنا في زمرته، يوم الثلاثاء المبارك لعشرين خلون من جمادى الأول سنة اثنتي (7) عشرة و ألف و مائة بعد الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة و السلام، على يد الفقير الحقير محمّد بن محمّد الشّعيبي المالكي العدوي غفر اللّه له و لوالديه و للمسلمين آمين.
و صلّى اللّه على سيّدنا محمّد و آله و صحبه و سلّم (8).
يتلوه: أنا أبو الحسن بن قبيس.
ص: 287
(1) بسم اللّه الرّحمن الرحيم و به نستعين أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن - رحمه اللّه - قال:
أخبرنا أبوا (2) الحسن: علي بن أحمد المالكي، و ابن سعيد، قالا: ثنا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (3)،أنبأنا أحمد بن عمرو بن روح النهرواني، و محمّد بن الحسين بن محمّد الجازري، قال أحمد: أخبرنا - و قال محمّد: نا - المعافى بن زكريا (4).
ح و أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبد اللّه - فيما قرأ عليّ إسناده و ناولني إيّاه و قال: اروه عني - أنبأ محمّد بن الحسين الجازري، نا المعافى بن زكريا الجريري (5).
نا محمّد بن يحيى الصّولي، نا القاسم بن إسماعيل، نا أحمد بن سعيد بن سلم (6)الباهلي عن أبيه قال: حدثني من حضر مجلس السفاح و هو أحشد ما كان ببني هاشم و الشيعة و وجوه الناس، فدخل عبد اللّه بن حسن بن حسن (7) و معه مصحف، فقال: يا أمير المؤمنين أعطنا حقّنا الذي جعله اللّه لنا في هذا المصحف، قال: فأشفق الناس من أن يعجل السفّاج بشيء إليه فلا يريدون ذلك في شيخ بني هاشم في وقته أو يعيا بجوابه فيكون ذلك نقصا و عارا عليه، قال: فأقبل عليه غير مغضب و لا مزعج فقال: إن جدّك عليا و كان خيرا مني و أعدل، ولي هذا الأمر فأعطى جديك الحسن و الحسين، و كانا خيرا منك، شيئا، و كان الواجب أن أعطيك مثله، فإن كنت فعلت قد أنصفتك، و إن كنت زدتك فما هذا جزائي منك، قال: فما ردّ عبد اللّه جوابا، و انصرف و الناس يعجبون من جوابه له.
أخبرنا أبوا (8) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنبأ - أبو بكر الخطيب (9)،أنبأ أبو بشر
ص: 288
محمّد بن عمر الوكيل، نا محمّد بن عمران المرزباني، حدّثني أحمد بن محمّد الجوهري، نا الحسن بن عليل العنزي، حدّثني عبد الرّحمن بن يعقوب العذري المدني (1)،حدّثني يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال:
دخل عمران بن إبراهيم بن عبد اللّه بن مطيع العدوي على أبي العبّاس في أول وفد وفد عليه من المدينة، فأمروا بتقبيل يده (2) فتبادروها (3) و عمران واقف، ثم حيّاه بالخلافة (4)،و هنأه و ذكر حسبه و نسبه ثم قال: يا أمير المؤمنين إنها و اللّه لو كانت تزيدك رفعة، و تزيدني من الوسيلة إليك ما استغنى بها أحد، و إنّي لغنيّ عمّا لا أجر لنا فيه، و علينا فيه ضعة، قال: ثم جلس قال:
فو اللّه ما نقص من حظ أصحابه.
أخبرنا أبو العزّ بن كادش - فيما قرأ عليّ إسناده و ناولني إيّاه و قال: اروه عني - ثنا أبو علي محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا، نا محمّد بن يحيى الصولي، نا الحسين بن فهم، نا ابن النّطّاح (5) قال:
روينا أن السّفّاح عمل بيتين و وجه برجل إلى عسكر مروان ليقوم على الجبل ليلا فيصيح بهما و ينغمس فلا يوجد، و هما هذان البيتان:
يا آل (6) مروان إنّ اللّه مهلككم *** و مبدل أمنكم خوفا و تشريدا
لا عمّر اللّه من أنسالكم أحدا *** و بثكم في بلاد الخوف تطريدا
قال: ففعل ذلك، فدخلت قلوبهم مخافة (7).
أخبرنا أبوا (8) الحسن، قالا: ثنا - و أبو النجم، أنبأ - أبو بكر الخطيب (9)،حدّثني
ص: 289
الحسين بن محمّد بن طاهر الدقّاق، نا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن المكتفي، نا جحظة قال: قال جعفر بن يحيى:
نظر أمير المؤمنين السّفّاح في المرآة - و كان من أجمل الناس وجها - فقال: اللّهمّ إني لا أقول كما قال عبد (1) الملك: أنا الملك الشاب، و لكني أقول: اللّهمّ عمّرني طويلا في طاعتك، ممتعا بالعافية، فما استتم كلامه حتى سمع غلاما يقول لغلام آخر: الأجل بيني و بينك شهران و خمسة أيام، فتطيّر من كلامه و قال: حسبي اللّه لا قوّة إلاّ باللّه، عليه توكّلت و به أستعين، فما مضت الأيام حتى أخذته الحمى، فجعل يوم يتصل بيوم (2) إلى يوم، حتى مات بعد شهرين و خمسة أيام.
قرأت على أبي الفتوح أسامة بن محمّد بن زيد العلوي، عن محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمران، عن أبي عبد اللّه محمّد بن عمران بن موسى قال:
أبو العبّاس السّفّاح عبد اللّه بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن العبّاس يقول: و جسّه الطبيب في علّته التي مات فيها (3):
انظر إلى ضعف الحرا *** ك و ذلّه بيد السكون
ينبئك أن بيانه *** هذا مقدمة المنون
و قال له الطبيب: إنك صالح،[فأنشأ يقول] (4):
يبشرني بأني ذو صلاح *** يبين له، و بي داء دفين
لقد أيقنت أني غير باق *** و لا شك إذا وضح اليقين
أخبرنا أبوا (5) الحسن: بن قبيس، و ابن سعيد، قالا: ثنا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (6)،أخبرني الحسن بن محمّد الخلاّل، نا أحمد بن محمّد بن عمران، نا محمّد بن سهل بن الفضيل الكاتب، نا عبد اللّه بن أبي سعد (7) قال: ذكر محمّد بن عبد اللّه بن مالك الخزاعي أن الرشيد قال لابنه:
ص: 290
كان أبو العبّاس عيسى بن علي راهبنا و عالمنا - أهل البيت - و لم يزل في خدمة أبي محمّد علي بن عبد اللّه إلى أن توفي ثم خدم أبا عبد اللّه إلى وقت وفاته، ثم إبراهيم الإمام، و أبا العبّاس، و المنصور، فحفظ جميع أخبارهم و سيرهم و أمورهم، و كان قرة عينه في الدنيا إسحاق ابنه، فليس فينا - أهل البيت - أحد أعرف بأمرنا من إسحاق، فاستكثر منه، و احفظ جميع ما يحدّثك به، فإنه ليس دون أبيه في الفضل و إيثار الصّدق.
قال: فأعلمته أنّي قد سمعت منه شيئا كثيرا، فسأله (1):هل سمعت خبر وفاة أبي العبّاس أمير المؤمنين، فأعلمته أنّي قد سمعته فقال: قد سمعت هذا الحديث من أبي العبّاس عيسى بن علي، فحدّثني ما حدثك به إسحاق لأنظر أين هو مما يحدثني به أبوه ؟ فقال:
حدّثني إسحاق بن عيسى، عن أبيه أنه دخل في أول النهار من يوم عرفة على أبي العبّاس و هو في مدينته بالأنبار.
قال إسحاق: قال أبي: و كنت قد تخلفت عنه أياما لم أركب إليه فيها، فعاتبني على تخلّفي عنه، فأعلمته أنّي كنت أصوم منذ أول يوم من أيام العشر، فقبل عذري، و قال لي: أنا في يومي هذا صائم، فأقم عندي لتقضيني فيه بمحادثتك إيّاي ما فاتني من محادثتك (2) في الأيام التي تخلّفت عني فيها، ثم تختم ذلك بإفطارك عندي، فأعلمته أني أفعل ذلك، و أقمت إلى أن تبيّنت (3) النعاس في عينيه قد غلب عليه، فنهضت عنه و استمر به النوم، فميّلت (4) بين القائلة في داره و بين القائلة في داري، فمالت نفسي إلى الانصراف إلى منزلي لأقيل في الموضع التي اعتدت القائلة فيه، فصرت إلى منزلي و قلت إلى وقت الزوال، ثم ركبت إلى دار أمير المؤمنين فوافيت إلى باب الرحبة الخارج، فإذا برجل دحداح (5) حسن الوجه مؤتزر بإزار متردّ (6) بآخر، فسلّم عليّ فقال: هنا اللّه الأمير (7) هذه النعمة و كلّ نعمة، البشرى أنا وافد أهل السّند، أتيت أمير المؤمنين بسمعهم و طاعتهم و بيعتهم، فما تمالكت سرورا أن حمدت اللّه عزّ و جلّ على توفيقه إيّاي في الانصراف، رغبة في أن أبشر أمير المؤمنين بهذه البشرى، فلما توسطت الرحبة حتى وافى رجل مثل لونه و هيئته و قريب الصّورة من صورته، فسلّم عليّ كما
ص: 291
سلم الآخر، و هنأني بمثل تهنئته، و ذكر أنه وافد أهل افريقية إلى أمير المؤمنين بسمعهم و طاعتهم فتضاعف سروري، و أكثرت من حمدي اللّه على ما وفّقني له من الانصراف، ثم دخلت الدار، فسألت عن أمير المؤمنين، فأخبرت أنه في موضع كان يتهيّأ فيه للصلاة، و كان يكون فيه سواكه و تسريح لحيته، فدخلت إليه و هو يسرّح لحيته، فابتدأت بتهنئته و أعلمته أني رأيت ببابه رجلين أحدهما وافد أهل السند، فسقط عليه زمع (1) و قال: الآخر وافد أهل إفريقية بسمعهم و طاعتهم، فقلت: نعم، فوقع (2) المشط من يده ثم قال: سبحان اللّه، كل شيء بائد سواه، نعيت و اللّه نفسي.
حدّثني إبراهيم الإمام، عن أبي هاشم عبد اللّه بن محمّد بن علي بن أبي طالب، عن علي بن أبي طالب عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:
«أنه يقدم عليّ في يوم واحد في مدينتي هذه وافدان: واحد: وافد السند، و الآخر: وافد إفريقية بسمعهم و طاعتهم و بيعتهم، فلا يمضي بعد ذلك ثلاثة أيام حتى أموت»، و قد أتاني الوافدان فأعظم اللّه أجرك يا عمّ في ابن أخيك، فقلت له: كلا يا أمير المؤمنين، إن شاء اللّه تعالى، قال: بلى إن شاء اللّه لئن كانت الدنيا حبيبة إليّ ، فصحة الرواية عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أحبّ إليّ منها، و اللّه ما كذبت و لا كذبت، ثم نهض و قال لي: لا تقم (3) من مكانك حتى أخرج إليك، فما غاب حينا حتى أذّنه المؤذنون بصلاة الظهر، فخرج إليّ خادم له فأمرنا بالخروج إلى المسجد و الصّلاة بالناس، ففعلت ذلك، و رجعت إلى موضعي حتى أذنه المؤذنون بصلاة العصر، فخرج إلى الخادم فأمرني بالصلاة بالناس و الرجوع إلى موضعي ففعلت، ثم أذنه المؤذنون بصلاة المغرب، فخرج الخادم إليّ فأمرني بمثل ما كان أمرني به في صلاة الظهر و العصر، ففعلت ذلك، ثم عدت إلى مكاني، ثم أذنه المؤذنون بصلاة العشاء، فخرج إلي الخادم فأمرني بمثل ما كان يأمرني به، ففعلت مثل ما كنت أفعل، و لم أزل مقيما مكاني إلى أن مرّ الليل، و وجبت صلاته، فقمت، فتنفلت حتى فرغت من صلاة الليل و الوتر، إلاّ بقية بقيت من القنوت، فخرج عند ذلك و معه كتاب، فدفعه إلي حين سلّمت، فإذا هو معنون مختوم:
«من (4) عبد اللّه عبد اللّه أمير المؤمنين إلى الرسول و الأولياء و جميع المسلمين»،
ص: 292
[و قال: يا] (1) عم اركب في غد فصلّ (2) بالناس في المصلى، و انحر و أخبر بعلة أمير المؤمنين، و أكثر لزومك داره، فإذا قضى نحبه فاكتم وفاته حتى تقرأ هذا الكتاب على الناس، و تأخذ عليهم البيعة للمسمى في هذا الكتاب، فإذا أخذتها و استحلفت الناس عليها بمؤكدات الأيمان، فانع إليهم أمير المؤمنين و جهّزه، و تولّ الصلاة عليه، ثم انصرف في حفظ اللّه تعالى، فتأهب لركوبك، فقلت: يا أمير المؤمنين هل وجدت علة ؟ فقال: يا عمّ ، و أي علة هي أقوى (3) و أصدق من الخبر الصادق عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فأخذت الكتاب و نهضت، فما مشيت إلاّ خطى حتى هتف بي يأمرني بالرجوع، فرجعت و قال لي: إنّ اللّه عزّ و جلّ قد ألبسك كمالا أكره أن يحطك (4) الناس فيه، و كتابي الذي في يديك مختوم، و سيقول من يحسدك على ما جرى على يديك من هذا الأمر الجليل أنك إنما وفيت للمسمى في هذا الكتاب لأن الكتاب كان مختوما، و قد رأى أمير المؤمنين أن يدفع إليك خاتمه ليقطع بذلك ألسنة الحسدة عنك، فخذ الخاتم، فو اللّه لتفينّ للمسمّى (5) في هذا الكتاب، و ليلينّ الخلافة (6) ما كذّبت و لا كذبت، و انصرفت و تأهّبت للركوب، فركبت و ركب معي الناس، حتى صلّيت بأهل العسكر و نحرت (7) و انصرفت إليه، فسألته عن خبره فقال:
خبره أنه يموت (8) لا محالة، فقلت: يا أمير المؤمنين هل وجدت شيئا؟ فأنكر علي قولي و كشّر في وجهي [و قال:] (9) يا سبحان اللّه أقول لك إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال: إنه يموت فتسألني عمّا أجد، لا تعود بمثل هذا الذي كان منك، ثم دخلت إليه عشية يوم العيد، و كان من أحسن من عاينته عيناي وجها، فرأيته في تلك العشية و قد حدثت في وجهه و ردية لم أكن أعرفها (10)، فزادت وجهه كمالا، ثم بصرت بإحدى وجنتيه في الحمرة حبة مثل حبّة الخردل بيضاء، فارتبت لها، ثم صوّبت بطرفي إلى الوجنة الأخرى فوجدت فيها حبّة أخرى، ثم أعدت بطرفي
ص: 293
إلى الوجنة التي عاينتها بديا فرأيت الحبّة قد صارت ثنتين، ثم لم أزل أرى الحبّ يزداد حتى رأيت في كل جانب من وجنتيه مقدار الدّينار حبّا أبيض صغارا (1)،فانصرفت و هو على هذه الحالة.
و غلّست (2) غداة اليوم الثاني من أيام التشريق، فوجدته قد هجر (3) و ذهبت عنه معرفتي و معرفة غيري، فرحت إليه بالعشي فوجدته قد صار مثل الزقّ المنفوخ، و توفي في اليوم الثالث من أيام التشريق، فسجيته كما أمر، و خرجت إلى الناس، و قرأت عليهم الكتاب، و كان فيه:
من عبد اللّه عبد اللّه أمير المؤمنين إلى الرسول و الأولياء و جماعة المسلمين، سلام عليكم، أما بعد، فقد قلد أمير المؤمنين الخلافة (4) عليكم بعد وفاته - يعني - أخاه، فاسمعوا له و أطيعوا، و قد قلد الخلافة (5) من بعد، عبد اللّه عيسى بن موسى - إن كان-.
[قال] (6) إسحاق بن عيسى: قال لي أبي: ما نزلت عن المنبر حتى وقع الاختلاف بين الناس فيما كتب به أمير المؤمنين في عيسى بن موسى - إن كان - فقال قوم أراد بقوله، لها موضعا، و قال آخرون: أراد بقوله إن كان هذا لا يكون، ثم أخذت البيعة على الناس و جهزته، و صلّيت عليه و دفنته في اليوم الثالث عشر من ذي الحجة سنة ست و ثلاثين و مائة.
فقال الرشيد: هكذا حدّثني به أبو العبّاس ما غادر إسحاق من حديث أبيه حرفا واحدا، فاستكثروا من الاستماع منه، فنعم حامل العلم هو.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا عبيد اللّه (7) بن محمّد بن أبي مسلم الفرضي، أنا عثمان بن أحمد بن السمّاك، نا إسحاق بن إبراهيم بن معين، نا عبد اللّه بن أبي مذعور، حدّثني بعض أهل العلم:
أنّ أبا العبّاس كان آخر ما تكلم به عند موته: الملك للّه الحيّ القيّوم، ملك الملوك، و جبّار الجبابرة؛ و كان نقش خاتمه: اللّه ثقة عبد اللّه.
أخبرنا أبو السعود بن المجلي (8)،نا أبو الحسين بن المهتدي.
ص: 294
ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، ثنا أبو يعلى قالا: أنبأ عبيد اللّه (1) بن أحمد بن علي، أنبأ محمّد بن مخلد قال: قرأت على علي بن عمرو حدّثكم الهيثم بن عدي قال:
و هلك أبو العبّاس عبد اللّه بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن العبّاس بن عبد المطّلب و هو ابن ثلاث و ثلاثين سنة، و و لي أربع سنين و أشهرا (2).
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل الباقلاني، أنبأ أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: قال أبي: ولي أبو العبّاس الهاشمي أربع سنين و أشهرا (3)،و هلك و هو ابن ثلاث و ثلاثين سنة.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر، نا علي بن أحمد بن أبي قيس.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن محمّد بن عبد العزيز، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عمر بن الحسن بن علي، قالا: نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا أبو عبد اللّه العجلي عن - و في رواية عمر: نا - عمرو بن محمّد عن أبي (4) معشر قال: توفي أبو العبّاس و هو ابن اثنتين (5)-و قال عمر بن الحسن: ابن ثلاث - و ثلاثين سنة.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه، و أبو محمّد الأكفاني، و أبو الحسن بن سعيد، قالوا: حدّثنا - و أبو النجم الشّيحي، أنا - أبو بكر الخطيب (6)،أنا علي بن أحمد بن عمر، أنا علي بن أحمد بن أبي قيس.
و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن محمّد، أنا أبو الحسين، أنا عمر بن الحسن، قالا:
أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن صالح، عن محمّد بن عبّاد، عن إسحاق بن عيسى:
أن أبا العبّاس توفي و هو ابن اثنتين (7) و ثلاثين سنة، و كان أبيض أقنى، ذا شعرة جعدة، حسن اللحية جعدها، مات بالجدري، و صلّى عليه عيسى بن موسى، و دفن بالأنبار - و في
ص: 295
حديث ابن الأكفاني و ابن السمرقندي: قال ابن أبي الدنيا: و كان أبو العبّاس طوالا أبيض، و الباقي مثله، و زادا: و توفي أبو العبّاس يوم الأحد لاثنتي (1) عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة - و في رواية عمر بن الحسن: تمام سنة - ست و ثلاثين و مائة. فكانت خلافته أربع سنين و ثمانية (2) أشهر.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنبأ أبو الحسن السيرافي، أنبأ أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (3) قال: و مات أبو العبّاس بالأنبار يوم الأحد لثلاث عشرة خلت من ذي الحجّة - يعني:[سنة] (4) خمس (5) و ثلاثين و مائة - و هو ابن ثمان و عشرين، و صلّى عليه عيسى بن علي، و كانت ولايته أربع سنين و تسعة أشهر.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين (6) بن الآبنوسي، أنا عبيد اللّه (7) بن عثمان بن يحيى، أنا إسماعيل بن علي، أخبرني اليزيدي (8)،عن ابن أبي السري، عن هشام بن محمّد بن السائب الكلبي قال:
توفي أبو العبّاس يوم الأحد لثنتي عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة ست و ثلاثين و مائة، و هو ابن ثلاث و ثلاثين سنة، و دفن بالأنبار و صلّى عليه عيسى بن علي، فكانت خلافته أربع سنين و تسعة أشهر.
قال ابن أبي الشري: و كان طويلا، أبيض، أقنى، حسن الوجه، حسن اللحية جعدها، و كان يسمّى السفّاح، و القائم، و مبلغ سنّه على حساب مولده بثنتين (9) و ثلاثين سنة و خمسة أشهر و ثلاثة عشر يوما.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه (10)،أنا أبو الحسين بن بشران،
ص: 296
أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل (1) بن إسحاق، نا عاصم بن علي، نا أبو معشر. قال: نا حنبل أبو عبد اللّه.
ح و أخبرني أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر المستملي، أنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، أنا محمّد بن المؤمّل، نا الفضل بن محمّد، نا أحمد بن حنبل، نا إسحاق بن عيسى بن إسحاق (2) عن (3) أبي معشر قال:
ثم بويع أبو العبّاس عبد اللّه بن محمّد في شهر ربيع الأول سنة ثنتين و ثلاثين و مائة، ثم توفي لثلاث عشرة خلت من ذي الحجة، فكانت خلافته أربع سنين و عشرة أشهر.
حدّثنا أبو بكر يحيى (4) بن إبراهيم، أنا نعمة اللّه بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، أنا محمّد بن سليمان، أنا سفيان بن محمّد، حدّثني الحسن بن سفيان، نا محمّد بن علي، عن محمّد بن إسحاق قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول:
ثم تولّى أبو العبّاس ليلة الجمعة لليلة خلت من شهر ربيع الآخر سنة اثنتين (5) و ثلاثين و مائة، فكانت ولايته أربع سنين و ثمانية أشهر، ثم توفي في ذي الحجة سنة ست و ثلاثين و مائة.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد - إجازة-.
ح قالا: و أنبأ أبو تمام علي بن محمّد - إجازة - أنبأ أبو بكر بن بيري، أنا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، أنا الحسن بن أبي الحسن قال: توفي أبو العبّاس و هو ابن ثلاث و ثلاثين سنة.
أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا محمّد بن الحسين بن شهريار قال: قال أبو حفص الفلاّس:
و بايع الناس أبو العبّاس بالكوفة يوم الجمعة لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة ثنتين و ثلاثين و مائة، فملك من [يوم] (6) بويع إلى يوم مات أربع سنين و تسعة أشهر إلاّ
ص: 297
يوما (1)،و مات يوم الرءوس بالأنبار يوم الأحد سنة ست (2) و ثلاثين و مائة.
أخبرنا أبوا (3) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (4)،أخبرني الحسن بن أبي بكر قال: كتب إلينا محمّد بن إبراهيم بن عمران الجوري (5) يذكر أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم: نا أحمد بن يونس الضّبي حدّثني أبو حسان الزيادي قال:
سنة ست و ثلاثين و مائة، فيها توفي أبو العباس بالأنبار يوم الأحد لثلاث عشرة خلت من ذي الحجة و هو ابن إحدى و ثلاثين سنة و أشهر، و كان مولده سنة خمس و مائة، فكانت خلافته أربع سنين و تسعة أشهر، و كان طويلا أبيض، أقنى، حسن اللحية جعدها، و دفن بالأنبار.
قرأت على أبي (6) محمّد السلمي، عن أبي (7) محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: و فيها - يعني سنة ست و ثلاثين و مائة - مات أبو العباس عبد اللّه بن محمّد، يوم الأحد لثنتي عشرة ليلة خلت من ذي الحجّة بالأنبار. مات و هو ابن ثلاث و ثلاثين سنة و بويع لأخيه أبي جعفر عبد اللّه بن محمّد، و لقّب المنصور.
ابن عبّاس بن عبد المطّلب بن هاشم
أبو جعفر المنصور (8)
بويع له بالخلافة بعد أخيه أبي العبّاس السّفّاح، و أمّه أم ولد، اسمها سلامة.
روى عن: أبيه محمّد.
روى عنه: ابنه المهدي.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، نا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر محمّد بن
ص: 298
عبيد اللّه بن الشّخّير الصيرفي (1)،نا أحمد بن إسحاق أبو بكر الملحمي (2)،نا أبو عقيل أنس بن سليم (3) الأنطرطوسي، حدّثني محمّد بن إبراهيم السّلمي، عن المأمون، عن الرشيد، عن المهدي، عن المنصور، عن أبيه عن جده عن ابن عبّاس أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم كان يتختّم في يمينه.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين (4) بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (5)،قال: و فيها - يعني - سنة أربع و خمسين و مائة خرج أبو جعفر إلى بيت المقدس.
قرأت بخط أبي الحسين (6) الرازي، قال:
و قال عبد اللّه بن الحسن بن سعد الكاتب: و في سنة إحدى و أربعين و مائة شخص أبو جعفر المنصور إلى بيت المقدس، فصلّى فيه، و دخل دمشق في ذهابه و مجيئه.
قال: و في سنة أربع و خمسين خرج المنصور إلى بيت المقدس و استقرى (7) الجزيرة و أجناد الشام مدينة مدينة و دخل دمشق مرّتين.
أخبرنا أبو الحسين (8)[محمد] بن محمّد بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار قال: فولد محمّد بن علي بن عبد اللّه: أبا جعفر المنصور، أمير المؤمنين، لأم ولد (9).
أخبرنا أبو الحسن (10) علي بن أحمد، و علي بن الحسن (11)،و أبو النجم بدر بن
ص: 299
عبد اللّه، قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):عبد اللّه أمير المؤمنين المنصور بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن العبّاس بن عبد المطّلب، يكنى أبا جعفر، استخلف بعد أخيه السّفّاح، و كان المنصور حاجا في وقت وفاة السّفّاح، فعقد له البيعة بالأنبار عمّه عيسى بن علي، و ورد الخبر على المنصور في أربعة عشر يوما، و كان له من السن إذ ذاك إحدى و أربعون سنة و شهور.
أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد الفرّاء، أنا ابن أبي (2) يعلى.
ح و أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي، نا محمّد بن علي بن المهتدي، قالا: أنا عبد اللّه بن علي بن أحمد (3)،أنا محمّد بن مخلد قال: قرأت على علي بن عمرو، حدّثكم الهيثم بن عدي قال في كنى الخلفاء: عبد اللّه بن محمّد بن علي أبو جعفر (4).
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن (5) بن قبيس، و أبو محمّد بن الأكفاني، قالوا: حدّثنا أبو بكر الخطيب (6)،أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر، أنبأ علي أحمد بن أبي قيس.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو منصور بن عبد العزيز، أنبأ أبو الحسين بن بشران، أنا أبو الحسين الأشناني، قالا:
ص: 300
أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن صالح، حدّثني أبو مسعود الرّياحي، حدّثني عبيد اللّه بن العباس - زاد الأشناني: بن محمّد - قال: ولد أبو جعفر سنة خمس و تسعين.
حدّثني (1) حمدون بن سعد المؤذن قال:
رأيت أبا جعفر يخطب (2) على المنبر معرق الوجه، يخضب بالسواد - زاد الأشناني:
و قال غير حمدون: كان أبو جعفر أسمر - و في رواية ابن أبي قيس: في حديث حمدون: و كان أسمر طويلا نحيفا، خفيف العارضين، و أمّه أم ولد، يقال لها سلامة - قال الأشناني: يعني البربرية.
أخبرنا أبوا (3) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (4)،أنا عبد العزيز بن علي الورّاق، أنا محمّد بن أحمد المفيد (5)،نا أبو بشر محمّد بن أحمد بن حمّاد، قال: قال أبو موسى هارون بن محمّد بن إسحاق بن موسى بن عيسى بن محمّد علي بن عبد اللّه بن عبّاس، حدّثني عبد اللّه بن عيسى الأموي، عن إبراهيم بن المنذر الحزامي قال: مولد أبي جعفر المنصور بالحميمة في صفر سنة خمس و تسعين، و بويع له يوم الاثنين لثنتي عشرة ليلة خلت من ذي الحجّة سنة ست و ثلاثين و مائة، و هو ابن إحدى و أربعين سنة، و عشرة أشهر.
و قال أبو بشر: أخبرني طاهر بن يحيى بن حسن الطالبي، عن علي بن حبيش المديني عن علي بن ميسرة الرازي قال: رأيت سنة خمس و عشرين أبا جعفر المنصور بمكة، فتى أسمر رقيق السمرة موفر اللمة، خفيف اللحية، رحب الجبهة، أقنى الأنف بين القنى، أعين كأن عينيه لسانان ناطقان، تخالطه أبهة الملوك، بزي النساك تقبله القلوب، و تتبعه العيون، يعرف الشرف في تواضعه، و العتق (6) في صورته، و اللبّ في مشيته.
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنبأ علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ، أنا الحسن بن أحمد العطّار، نا إسحاق بن أبي إسرائيل، أنا محمّد بن جابر،
ص: 301
عن الأعمش، عن أبي الودّاك، عن أبي سعيد الخدري قال:
سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«منا القائم، و منا المنصور، و منا السّفّاح، و منا المهدي، فأما القائم (1) فتأتيه الخلافة و لم يهراق (2) فيها محجمة من دم، و أمّا المنصور فلا ترد له راية، و أمّا السفاح فهو يسفح المال و الدم، و أمّا المهدي يملأها عدلا كما ملئت ظلما»[6682].
قال محمّد بن جابر: أحسب المنصور أبا جعفر، و السّفّاح المهدي.
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا علي بن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد الصفّار.
ح و أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، قالا:
نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (3)،أنا الحسن بن أبي بكر، أنبأ أبو سهل (4) أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن زياد (5) القطّان، قالا: نا محمّد بن الفرج الأزرق، نا يحيى بن غيلان، نا أبو عوانة، عن الأعمش، عن الضّحّاك [بن مزاحم] (6)،عن ابن عبّاس، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«منّا السّفّاح، و المنصور، و المهدي»[6683].
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو بكر القاضي، قالا: نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، نا الحسن بن مكرم، نا أبو النضر، ثنا أبو خيثمة، عن ميسرة بن حلبس، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن (7) جبير قال:
كنت عند ابن عبّاس فتذاكروا المهدي، فقال: يكون منا ثلاثة أهل البيت: سفّاح، و منصور، و مهدي.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن (8) بن قبيس، قالا: نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (9)،أخبرني علي بن أحمد الرزاز، أنا أحمد بن
ص: 302
سلمان (1) الفقيه، نا أبو قلابة الرقاشي، نا علي بن الجعد، أنا زهير بن معاوية، عن ميسرة بن حبيب، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير (2)،قال: كنا عند ابن عبّاس، فذكرنا المهدي، و كان منضجعا فاستوى جالسا فقال: منّا السفّاح، و منّا المنصور، و منا المهدي.
أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر البيهقي.
ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه.
قالا (3):أنا أبو الحسن بن القصّار، أنا عبد اللّه بن جعفر، أنا يعقوب بن سفيان (4)، حدّثني إبراهيم بن أيوب، نا الوليد، نا عبد الملك بن حميد، عن (5) أبي غنية، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير قال:
سمعنا ابن عبّاس و نحن نقول: اثنا عشر أميرا، ثم لا أمير، و اثنا عشر أميرا ثم هي السّاعة.
فقال ابن عبّاس: ما أجمعكم إن منّا - أهل البيت - بعد ذلك المنصور، و السّفّاح، و المهدي يرفعها إلى عيسى بن مريم.
كذا قال، و الصواب ابن أبي غنية.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف (6)، أنبأ أبو حفص (7) عمر بن محمّد بن علي الصيرفي، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، أنا منصور بن أبي مزاحم، أنا أبو سهل الخشاب [و قال غيره: الحاسب] (8) و هو الصواب، حدّثني طيفور مولى أمير المؤمنين المنصور قال (9):حدثتني سلامة أم أمير المؤمنين المنصور، قالت:
ص: 303
لما حملت بابني جعفر رأيت كأن أسدا خرج من فرجي فأقعى، و زأر، و ضرب بذنبه (1)فرأيت الأسد تقبل من كل ناحية إليه، فكلما انتهى إليه أسد منها سجد له.
أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (2)،أنبأ القاضي أبو القاسم التنوخي، أنا محمّد بن عبد الرحيم المازني، أنا الحسين بن القاسم الكوكبي، حدّثني أبو سهل بن علي بن نوبخت قال:
كان جدنا نوبخت على دين المجوسية، و كان في علم النجوم نهاية، و كان محبوسا بسجن الأهواز، فقال: رأيت أبا جعفر المنصور و قد أدخل السجن، فرأيت من هيبته، و جلالته، و سيماه، و حسن وجهه، و ثيابه (3) ما لم أره لأحد قط ، قال: فصرت من موضعي إليه، و قلت: يا سيّدي، ليس بوجهك من وجوه أهل هذه البلاد،[فقال: أجل يا مجوسي، قلت: فمن أي بلاد أنت ؟ فقال: من أهل المدينة، فقلت: أي مدينة] (4) فقال: من مدينة الرسول صلّى اللّه عليه و سلّم، فقلت: و حق الشمس و القمر إنّك لمن ولد صاحب المدينة، قال: لا و لكني من عرب المدينة، قال: فلم أزل أتعرّف إليه و أخدمه حتى سألته عن كنيته فقال: كنيتي أبو جعفر، فقلت: أبشر، فو حق المجوسية لتملكنّ جميع ما في هذه البلدة، حتى تملك فارس و خراسان و الجبال، فقال لي: و ما يدريك يا مجوسي ؟ قلت: هو كما أقول، فاذكر لي هذه البشرى، فقال: إن قضي بشيء فسوف يكون، قال: قلت: قد قضاه اللّه من السماء، فطب نفسا، و طلبت دواة فوجدتها، فكتب لي:
بسم اللّه الرحمن الرحيم، يا نوبخت إذا فتح اللّه على المسلمين و كفاهم مئونة الظالمين، و ردّ الحق إلى أهله، لم نغفل ما يجب من حق خدمتك إيانا، و كتب أبو جعفر.
قال نوبخت: فلما ولي الخلافة صرت إليه، فأخرجت الكتاب فقال: أنا له ذاكر، و لك متوقع، فالحمد اللّه الذي صدق وعده، و حقق الظن و ردّ الأمر إلى أهله، فأسلم نوبخت فكان منجما لأبي جعفر، و مولى.
قرأت بخط أبي الحسين (5) الرازي، حدّثني أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن ابنة أبي
ص: 304
زرعة الدمشقي، نا جدي لأمي أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو بن عبد اللّه بن صفوان (1)، حدّثني عمر بن عبد الواحد الدمشقي، عن الربيع بن حظيان قال:
كنت مع أبي جعفر المنصور أيام مروان بن محمّد فقال لي: يا ربيع، ترى لهذا الأمر من فرج ؟ ثم تذاكرنا الأمر، فقلت: من ترى لهذا الأمر؟ فقال (2):ما أعرف له أحدا إلاّ عبد اللّه بن حسن بن حسن (3) فقلت: ما هو لها بأهل، لا في فضله، و لا في عقله، قال: لا تقل ذاك، يغفر اللّه لك، إنّ له برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قرابة قريبة، فقال لي: فأنت من ترى لها؟ فقلت: أنت و و اللّه الذي لا إله غيره ما علمت يومئذ أحدا أحقّ بها منه، قال: فلما ولي الخلافة أرسل إليّ ، فدخلت عليه، فقال لي: يا ربيع، الحديث الذي كان بيني و بينك بدمشق تحفظه ؟ فقلت: نعم يا أمير المؤمنين، قال: و اللّه يا ربيع لو نازعني فيها أحد من الناس لضربت ما بين عينيه بالسيف، قال: ثم لم يزل يحادثني و يذاكرني أمر عبد اللّه بن حسن و قال: قد وليتك دار الضرب بدمشق، فاخرج إليها.
أخبرنا أبو محمّد طلحة بن أبي غالب بن عبد السّلام البطّيخي، أنا أبو يعلى محمّد بن الحسن بن الفرّاء، أنبأ أبو الحسن علي بن معروف بن محمّد البزّاز (4)،أنبأ أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصّمد بن موسى بن محمّد بن إبراهيم بن محمّد (5)،[قال: حدّثني أبي عبد الصّمد] (6) حدّثني أبي موسى عن أبيه محمّد بن إبراهيم، قال:
قال المنصور لنا و نحن جلوس عنده: تذكرون رؤيا كنت رأيتها و نحن بالشراة (7)؟ قالوا: يا أمير المؤمنين ما نذكرها، فغضب من ذلك و قال: كان ينبغي لكم أن تكتبوها (8) في ألواح الذهب، و تعلّقوها في أعناق الصبيان، فقال عيسى بن علي: إن كنا قصرنا في ذلك فنستغفر اللّه يا أمير المؤمنين، فليحدثنا أمير المؤمنين بها، قال: نعم، رأيت كأني في المسجد الحرام، و كأن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في الكعبة، و بابها مفتوح، و الدرجة موضوعة، و ما أفتقد أحدا
ص: 305
من الهاشميين و لا من القرشيين إذا مناد (1) ينادي: أين عبد اللّه ؟ فقام أخي أبو العبّاس يتخطّى الرجال حتى صار على الدرجة، فأخذ بيده فأدخله، فما لبث أن خرج علينا و معه قناة عليها لواء أسود قدر أربعة أذرع أو أرجح، فرجع حتى دخل من باب المسجد، ثم نودي: أين عبد اللّه ؟ فقمت أنا و عبد اللّه بن علي نستبق حتى صرنا إلى الدرجة، فجلس و أخذ بيدي فأصعدت فأدخلت الكعبة، و إذا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم جالس، معه أبو بكر، و عمر، و بلال، فعقد لي و أوصاني بأمّته، و عمّمني، و كان كورها ثلاثة و عشرين [كورا] (2)،و قال: خذها إليك، أبا الخلفاء إلى يوم القيامة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا عاصم بن علي، نا أبو معشر قال: و استخلف أبو جعفر عبد اللّه بن محمّد - يعني - سنة سبع و ثلاثين، و حجّ في سنة ثمان و خمسين و مائة، و توفي قبل التروية بيوم، فكانت خلافته ثنتين و عشرين سنة، غير ثلاثة أيام.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن بن الحمامي، نا أبو الحسن علي بن أحمد الرفاء.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن محمّد بن عبد العزيز، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو الحسين الأشناني.
قالا: أنا ابن أبي الدنيا، نا عبّاس - و قال الأشناني: العبّاس - بن هشام، عن أبيه قال:
بويع لأبي جعفر عبد اللّه بن محمّد لما مات أبو العبّاس، فاستقبل ببيعته منصرفه من الحجّ ، و كان أبو جعفر حاجا تلك السنة.
أخبرنا أبو (3) الحسن: بن قبيس، و ابن سعيد قالا: ثنا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (4)،أنا عبد العزيز بن علي الورّاق، أنا محمّد بن أحمد (5) المفيد، أنا أبو بشر محمّد بن أحمد بن حمّاد قال: سمعت أبا جعفر محمّد بن إبراهيم الكاتب قال:
بويع المنصور يوم الاثنين لأربع عشرة خلت من ذي الحجّة، و هو ابن إحدى و أربعين
ص: 306
سنة و عشرة أشهر، و أمّه سلامة البربرية، و قام ببيعته عمّه عيسى بن علي، و أتت الخلافة أبا جعفر و هو بطريق مكة بموضع يقال له: الصّفينة (1)،فقال: صفا أمرنا إن شاء اللّه تعالى.
أنبأنا أبو علي محمّد بن سعيد بن إبراهيم.
ثم أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ محمّد بن أحمد الفقيه.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الفضل بن خيرون، قالوا: أنا أبو علي بن شاذان.
و أخبرنا (2) أبو عبد اللّه أيضا، أنا (3) طراد بن محمّد، و رزق اللّه بن عبد الوهّاب، قالا: أنا أبو بكر بن وصيف الصيّاد.
قالا: أنا أبو بكر الشافعي، نا عمر بن حفص السّدوسي، نا (4) محمّد بن يزيد، قال:
و استخلف أبو جعفر عبد اللّه بن محمّد بن علي، و أمّه أم ولد، يقال لها سلامة، و توفي سنة ثمان و خمسين و مائة لتسع خلون من ذي الحجّة، فكانت خلافته اثنتين (5) و عشرين سنة إلاّ ستة أيام، و توفي بمكة يوم التروية، و صلّى عليه عيسى بن علي بن عبد اللّه بن العبّاس.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر أبو الميمون، نا أبو زرعة قال (6):و بويع أبو جعفر عبد اللّه بن محمّد بن علي (7) بالخلافة (8) سنة ست و ثلاثين و مائة، فأقام ثنتين و عشرين سنة.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن محمّد بن علي، أنا عبيد اللّه بن عثمان بن يحيى، أنا إسماعيل بن علي، قال:
باب ذكر خلافة أبي جعفر عبد اللّه بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن العبّاس و أمّه أم ولد، يقال لها سلامة، و مولده في ذي الحجّة سنة خمس و تسعين، و هو عبد اللّه الأكبر،
ص: 307
و يقال له: عبد اللّه الطويل الأكبر، و استخلف أبو جعفر المنصور عبد اللّه الأكبر أمير المؤمنين ابن محمّد يوم توفي أبو العبّاس بالأنبار، و كان أبو العبّاس وصّى عند وفاته إلى عمّه عيسى بن علي، و كتب العهد لأخيه أبي (1) جعفر بعده، و من بعد أبي (2) جعفر لعيسى بن موسى بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن العبّاس فقام بالبيعة لأبي جعفر بالأنبار عيسى بن علي، و أبو جعفر يومئذ بمكة في الحجّ ، و أنفذ إليه الخبر بذلك، فلقيه الرسول في منصرفه من الحجّ بمنزل يقال له صفينة من ناحية طريق الجادة، فتفاءل باسم المنزل. و قال: صفت لنا إن شاء اللّه تعالى، و أغذ السّير، ثم قدم الأنبار و هي يومئذ دار الملك، فاستقبل بخلافته المحرّم من سنة سبع و ثلاثين، فكانت خلافته ثنتين و عشرين سنة، تنقص أياما، و توفي بأكناف مكة، و هو محرم في اليوم السابع من ذي الحجّة سنة ثمان و خمسين و مائة.
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب قالا: أنا أحمد بن علي بن خلف، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا الحسن أحمد بن جعفر العلوي بالكوفة يقول: سمعت أبي يحكي عن آبائه:
أن أبا جعفر المنصور كان يرحل في طلب العلم قبل الخلافة، فبينما هو يدخل منزلا من المنازل قبض عليه صاحب الرّصد، فقال: زن درهمين قبل أن تدخل، قال: خلّ (3) عني، فإنّي رجل من بني هاشم، قال: زن درهمين قال: خلّ عني، فإنّي من بني أعمام رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، قال: زن درهمين، قال: خلّ عني فإنّي رجل قارئ لكتاب اللّه تعالى، قال:
زن درهمين، قال: خلّ عني فإنّي رجل عالم بالفقه و الفرائض، قال: زن درهمين، قال: فلما أعياه أمره و زن الدرهمين و لزم جميع المال و التدنيق (4) فيه، فبقي على ذلك برهة من زمانه إلى أن قلّد الخلافة و بقي إليه، فصار الناس يبخلونه فلقب بأبي الدوانيق (5).
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا رشأ بن نظيف، أنا الحسين بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان،[نا] (6) محمّد بن داود، نا أبو (7) عثمان المازني، عن الأصمعي قال:
قالت أعرابيّة للمنصور في طريق مكة بعد وفاة أبي العبّاس: أعظم اللّه أجرك في أخيك،
ص: 308
لا مصيبة على الأمة أعظم من مصيبتك، و لا عوض لها أعظم من خلافتك.
أخبرنا أبوا (1) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (2)،أنا الجوهري، أنا محمّد بن عمران المرزباني أحمد بن محمّد بن عيسى المكّي، نا محمّد بن القاسم بن خلاّد، عن عبد اللّه بن سلّم (3)،عن الربيع بن يونس الحاجب قال: سمعت المنصور يقول: الخلفاء أربعة: أبو بكر، و عمر، و عثمان، و علي، و الملوك [أربعة] (4):
معاوية، و عبد الملك، و هشام، و أنا.
أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء بن أبي منصور، أنا منصور بن الحسين بن [علي و] (5) أحمد بن محمود الثقفي، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا سكن بن محمّد بن سكن بن زيد بن عبد اللّه بن جابر بن راشد بن سهل المصري - بمصر - نا زكريا بن يحيى أبو يحيى الوقار (6)،نا عقبة بن مسلم الحضرمي عن مالك بن أنس قال:
دخلت على أبي جعفر الخليفة فقال: من أفضل الناس بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ؟ قال: فهجم عليّ أمر لم أعلم رأيه، قال: قلت: أبو بكر، و عمر، قال: أصبت، و ذلك رأي أمير المؤمنين.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (7) قال: سنة ست و ثلاثين - يعني - حجّ أبو جعفر عبد اللّه بن محمّد بن علي.
و أقام الحجّ - يعني - سنة أربعين و مائة أبو جعفر أمير المؤمنين، و سنة أربع و أربعين و مائة أقام الحجّ أبو جعفر أمير المؤمنين.
ص: 309
و قال خليفة (1):سنة سبع و أربعين و مائة أقام الحج أبو جعفر أمير المؤمنين، و قال:
سنة اثنتين (2) و خمسين و مائة أقام الحجّ أبو جعفر أمير المؤمنين.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (3) قال:
ثم حجّ أبو جعفر عبد اللّه بن محمّد علي سنة ست و ثلاثين و مائة و هو ولي العهد، و حجّ معه أبو مسلم، و على مكة العبّاس بن عبد اللّه بن معبد، و بويع لأبي جعفر عبد اللّه بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن عبّاس بمكة في المحرّم يوم عاشوراء من سنة سبع (4) و ثلاثين و مائة، و من بعده لعيسى بن موسى، و ولي البيعة و أمر الناس و الارسال في الوجوه كلها لأبي جعفر عيسى بن موسى بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن عبّاس.
و في سنة أربعين و مائة (5) حجّ بالناس أبو جعفر خرج أبو جعفر حاجا و أحرم من الحيرة (6)،و أقام للناس الحجّ ، و على المدينة و مكة زياد بن عبيد اللّه الحارثي و صدر أبو جعفر مصدره عن الحجّ إلى المدينة، فتوجه منها إلى بيت المقدس.
و في سنة أربع (7) و أربعين و مائة حج بالناس أبو جعفر المنصور.
و في سنة سبع و أربعين و مائة حجّ بالناس أبو جعفر.
و في سنة اثنين و خمسين و مائة حجّ بالناس أبو جعفر.
أخبرنا أبو العزّ كادش - فيما قرأ إسناده علي و ناولني إيّاه و قال: اروه عني - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا (8)،نا أحمد بن العبّاس العسكري، حدّثني أحمد بن يونس (9) بن المسيّب، قال: حدثت عن إسماعيل الفهري قال:
سمعت المنصور في يوم عرفة على منبر عرفة يقول في خطبته (10):
ص: 310
أيها الناس، إنما أنا سلطان اللّه في أرضه، أسوسكم بتوفيقه و رشده، و خازنه على فيئه بمشيئته، أقسمه بإرادته و أعطيه بإذنه، و قد جعلني اللّه تعالى عليه قفلا إذا شاء أن يفتحني لإعطائكم، و قسم أرزاقكم، و إذا شاء أن يقفلني عليه أقفلني، فارغبوا إلى اللّه تعالى، أيّها الناس، و اسألوه (1) في هذا اليوم الشريف الذي وهب للمرء فيه من فضله ما أعلمكم به في كتابه إذ يقول: اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلاٰمَ دِيناً (2)ان يوفقني للصواب، و يسددني للرشاد، و يلهمني (3)الرأفة بكم و الإحسان إليكم، و يفتحني لإعطائكم و قسمة أرزاقكم بالعدل عليكم، فإنه سميع مجيب.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن (4)بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، حدّثنا علي بن الحسن الربعي، نا محمّد بن منصور، عن ابن (5)مبارك الطبري قال: سمعت أبا عبيد (6)اللّه يقول:
سمعت أبا جعفر المنصور بعرفات يخطب فقال في آخر خطبته: يا أيّها الناس، أنا سلطان اللّه في أرضه أسوسكم بتوفيقه و تسديده و تأييده و نصره، و خازنه على فيئه أعمل فيه بمشيئته، و أقسم بإرادته، و أعطيته، قد جعلني عليه قفلا إن شاء أن يفتحني لإعطائكم، و قسم أرزاقكم فتحني، و إن شاء أن يقفلني عليها قفلني، فارغبوا إلى اللّه، و اسألوه (7)في هذا اليوم الشريف الذي ذهب للمرء فيه من فضله ما أعلمكم في كتابه إذ يقول: اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ، وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي، وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلاٰمَ دِيناً أن توفقني للصواب، و الرشاد، و تلهمني الرأفة و الرحمة و الإحسان إليكم، و يفتحني لإعطائكم و قسم أرزاقكم بالعدل عليكم.
قال: حدّثنا ابن قتيبة، عن المعلّى بن أيوب:
أن المنصور خطب بمكة (8)،فحمد اللّه تعالى و أثنى عليه، و مضى في كلامه، فلما انتهى إلى: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، قام رجل من أقصى المسجد فقال: اذكر من تذكر (9)،
ص: 311
فسكت المنصور ثم قال: سمعنا لمن سمع عن اللّه، و ذكّر به، و أعوذ باللّه أن أكون جبّارا عصيّا، و أن تأخذني العزّة بالإثم، لقد ضللت إذا، و ما أنا من المهتدين، و أنت و اللّه أيها القائل ما اللّه أردت بهذا، و لكن حاولت إلى أن يقال: قام، فقال، فعوقب، فصبر، و أهون بقائلها.
ويلك، إذا سهوت أنا فمن يعلم: و إياكم، معشر الناس، و أختها، فإن الموعظة علينا نزلت، و من عندنا أبينت (1)،فردوا الأمر إلى أهله يصدروه كما أوردته.
ثم رجع إلى خطبته كأنه يقرءوها من كفّه، فقال: و أشهد أن محمّدا عبده و رسوله.
أخبرنا أبوا (2) الحسن علي بن أحمد، و علي بن الحسن بن سعيد، قالا: نا - و أبو النجم: أنا - أبو بكر الخطيب (3)،أخبرني أبو الفضل محمّد بن عبد العزيز بن العبّاس بن المهدي الخطيب، نا الحسن (4) بن محمّد بن القاسم المخزومي، نا أحمد بن موسى بن العبّاس بن مجاهد، نا أبو عبد اللّه محمّد بن القاسم أبو العيناء، نا الأصمعي، قال:
صعد أبو جعفر المنصور المنبر فقال: الحمد للّه أحمده و أستعينه و أؤمن به، و أتوكل عليه، و أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، فقام إليه رجل و قال: يا أمير المؤمنين اذكر (5) من أنت في ذكره، فقال أبو جعفر: مرحبا مرحبا، لقد ذكرت جليلا، و خوّفت عظيما، و أعوذ باللّه أن أكون ممن إذا قيل له اتّق اللّه أخذته العزة بالإثم، و الموعظة منّا بدت، و من عندنا خرجت، و أنت يا قائلها فأحلف باللّه، ما اللّه أردت بها، و إنّما أردت أن يقال: قام فقال، فعوقب، فصبر، فأهون بها من قائلها و اهتبلها اللّه (6)، ويلك، إنّي غفرتها و إياكم معشر الناس و أمثالها.
و أشهد أن محمّدا عبده و رسوله، فعاد إلى خطبته فكأنما يقرءوها من قرطاس.
أخبرنا أبو العزّ بن كادش - فيما قرأ عليّ إسناده و ناولني إيّاه و قال: اروه عنّي - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا (7)،نا الحسين بن القاسم الكوكبي، نا أبو الفضل الرّبعي (8)،حدّثني أبي قال:
ص: 312
بينما المنصور ذات يوم يخطب و قد علا بكاؤه إذ قام رجل فقال: يا وصّاف، تأمر ما تحتقبه (1)،و تنهى عمّا ترتكبه، بنفسك فابدأ ثم بالناس، فنظر إليه المنصور و تأمّله مليا و قطع الخطبة ثم قال: يا عبد الجبّار خذه إليك، فأخذه عبد الجبّار و عاد إلى خطبته حتى أتمّها و قضى الصلاة، ثم دخل و دعا بعبد الجبّار فقال له: ما فعل الرجل ؟ قال: محبوس عندنا يا أمير المؤمنين، قال: امل له ثم عرّض له بالدنيا، فإن صدف عنها و قلاها [فلعمري إنه مريد] (2) و إن كان كلامه ليقع موقعا حسنا، و إن مال إلى الدنيا، و رغب فيها إن لي فيه أدبا يزعه عن الوثوب على الخلفاء، و طلب الدنيا بعمل الآخرة، فخرج عبد الجبّار فدعا بالرجل، و قد دعا بغدائه فقال له: ما حملك على ما صنعت ؟ قال: حق للّه كان في عنقي فأديته إلى خليفته، قال: ادن فكل من هذا الطعام حتى يدعو بك أمير المؤمنين، قال: لا حاجة لي فيه، قال: و ما عليك من أكل الطعام إن كانت نيتك حسنة فلا يفثأك (3) عنها شيء فدنا فأكل، فلما أكل طمع فيه، فتركه أياما ثم دعاه فقال: لهي عنك أمير المؤمنين و أنت محبوس، فهل لك في جارية تؤنسك و تسكن إليها؟ قال: ما أكره ذلك، فأعطاه جارية، ثم أرسل إليه: هذا الطعام قد أكلت و الجارية قد أقبلت، فهل لك في ثياب تلبسها و تلبس (4) عيالك إن كان لك عيال، و نفقة تستعين بها على أمرك إلى أن يدعو بك أمير المؤمنين ؟ قال: ما أكره ذلك، فأعطاه ثم قال له: ما عليك أن تصنع خلّة تبلغ بها الوسيلة من أمير المؤمنين إن أردت الوسيلة عنده إذا ذكرك ؟ قال: و ما هي ؟ قال: أولّيك الحسبة و المظالم فتكون أحد عمّاله، تأمر بمعروف و تنهى عن منكر، قال: ما أكره ذلك، فولاّه الحسبة و المظالم. فلما انتهى عليه شهر، قال عبد الجبّار للمنصور: الرجل الذي تكلم بما تكلم به فأمرت بحبسه، قد أكل من طعام أمير المؤمنين، و لبس من ثيابه و عاش (5) في نعمته.
قال القاضي: الصواب عندي و عاش في نعمته.
و صار أحد ولاته و إن أحبّ أمير المؤمنين أن أدخله إليه في زي الشيعة (6) فعلت قال:
ص: 313
فأدخله، فخرج عبد الجبّار إلى الرجل فقال: قد دعاك (1) أمير المؤمنين و قد أعلمته أنك أحد عمّاله على المظالم و الحسبة فادخل عليه في الزيّ الذي تحبّ ، فألبسه قباء بأربند (2) و علق خنجرا في وسطه و سيفا بمعاليق (3)،و أسبل كمّيه (4) و دخل فقال: السّلام عليك يا أمير المؤمنين، قال: و عليك، أ لست القائم بنا و الواعظ لنا، و مذكّرنا بأيام اللّه على رءوس الملأ؟ قال: نعم، قال: فكيف حلت عن مذهبك ؟ قال: يا أمير المؤمنين فكّرت في أمري، فإذا أنا قد أخطأت فيما تكلمت به، و رأيتني مصيبا في مشاركة أمير المؤمنين في أمانته، فقال:
هيهات، أخطأت استك الحفرة هبناك يوم أعلنت الكلام، و ظننا أنك أردت اللّه به فكففنا عنك، فلمّا تبيّن لنا أنك الدنيا أردت جعلناك عظة لغيرك حتى لا يجترئ بعدك مجترئ على الخلافة، أخرجه يا عبد الجبّار فاضرب عنقه، فأخرجه فقتله.
أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا علي بن الحسن (5)،أنا معلّى بن أيوب قال: سمعت ابن (6) المبارك يقول: سمعت أبا عبيد (7) اللّه يقول: سمعت المنصور أمير المؤمنين يقول لأمير المؤمنين المهدي:
يا أبا عبد اللّه، إن الخليفة لا يصلحه إلاّ التقوى، و السّلطان لا يصلحه إلاّ الطاعة، و الرعية لا يصلحها إلاّ العدل، و أولى الناس بالعدل أقدرهم على العقوبة، و انقص الناس عقلا من ظلم من هو دونه.
كذا قال، و إنما هو: مبارك.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور (8)،و أبو منصور بن العطار، و أبو القاسم بن البسري (9)،قالوا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبد الواحد بن المهتدي، نا أحمد بن يحيى، نا أبو عبد اللّه بن أبي بكر، نا مبارك الطبري، قال: سمعت أبا
ص: 314
عبيد اللّه (1) يقول: سمعت المنصور يقول للمهدي: يا أبا عبد اللّه.
ح و أنبأنا أبو علي بن نبهان، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأ أحمد بن الحسن بن أحمد، و محمّد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد، و محمّد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أحمد بن الحسن بن أحمد، قالوا: أنا أبو علي بن شاذان، أنبأ محمّد بن الحسن (2) بن مقسم، نا أبو العبّاس، نا زبير، حدّثني مبارك الطبري قال: سمعت أبا عبيد اللّه (3) يقول (4):سمعت أمير المؤمنين المنصور يقول لأمير المؤمنين المهدي: يا أبا عبد اللّه: لا تبرمنّ أمرا حتى تفكر فيه، فإن فكرة العاقل مرآة، تريه قبيحه و حسنه.
قال: و سمعت أمير المؤمنين المنصور يقول للمهدي:
يا أبا عبد اللّه، الخليفة لا يصلحه إلاّ التقوى، و السّلطان لا يصلحه إلاّ الطاعة، و الرعية لا يصلحها إلاّ العدل، و أولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة، و أنقص الناس عقلا من ظلم من هو دونه.
أخبرنا أبو العزّ بن كادش - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنا محمّد بن الحسين.
ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، و علي بن الحسن، قالا: ح ثنا - و أبو النجم الشّيحي: نا - أبو بكر الخطيب (5)،أنا محمّد بن الحسين الجازري، نبأ المعافى بن زكريا (6)، نا محمّد بن أبي الأزهر البوشنجي، نا الزبير بن بكار، نا مبارك الطبري قال: سمعت أبا عبيد (7) اللّه يقول: سمعت أمير المؤمنين المنصور يقول: الخليفة لا يصلحه إلاّ التقوى، و السّلطان لا يصلحه إلاّ الطاعة، و الرعية لا يصلحها إلاّ العدل، و أولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة، و أنقص الناس عقلا من ظلم من هو دونه.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، نا أبو بكر البيهقي، أنا أبو منصور عبد القاهر بن
ص: 315
طاهر الفقيه، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد البزاريّ (1)،نا الحسن بن علي الطوسي، نا الزبير بن بكّار، حدّثني مبارك الطبري قال: سمعت أبا عبيد اللّه (2) الوزير يقول: سمعت أبا جعفر أمير المؤمنين المنصور يقول لابنه المهدي أمير المؤمنين:
يا أبا عبد اللّه إذا أردت أمرا فتفكّر فيه، فإنّ فكرة العاقل مرآته، تريه حسنته و سيئته، يا أبا عبد اللّه الخليفة لا يصلحه إلاّ التقوى، و السّلطان لا يصلحه إلاّ الطاعة، و الرعية لا يصلحها إلاّ العدل، و أعظم الناس عفوا أقدرهم على العقوبة، و أنقص الناس عقلا من نقص من هو دونه.
أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا المنصور بن الحسين، و أحمد بن محمود، قالا: أنا أبو بكر المقرئ (3)،ثنا محمّد بن يحيى بن عيسى بن سليمان السلمي البصري، نا أبو حاتم السّجستاني، قال: قال الأصمعي:
قال منصور:- و اسمه عبد اللّه بن محمّد بن عبد (4) اللّه بن العبّاس - للمهدي (5) ابنه:
أي بني، ابتدئ (6) النعمة بالشكر، و المقدرة بالعفو، و الطاعة بالتآلف، و النصر بالتواضع و الرحمة للناس.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن، و أبو غالب أحمد بن الحسن، قالا: أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن علي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن سعيد بن محارب الأنصاري الأنسي الإصطخري، نا أبو خليفة، نا الحسن بن خضر، عن أبيه قال: حدّثني رجل عن المبارك بن فضالة قال (7):
كنا عبد اللّه أمير المؤمنين المنصور فدعا برجل، و دعا بالسّيف، فأخرج المبارك رأسه في السماط ، فقال: يا أمير المؤمنين سمعت الحسن يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:- فلما سمعه المنصور يقول قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أقبل عليه بوجهه يسمع منه، فقال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:- «إذا كان يوم القيامة قام مناد من عند اللّه ينادي: ليقم الذين أجرهم على اللّه، فلا يقوم إلاّ من
ص: 316
عفا» فقال المنصور: خلوا سبيله، ثم أقبل على جلسائه يخبرهم بعظيم جرمه، و ما صنع[6684].
أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (1)،أنبأ التنوخي، أنا محمّد بن عبد الرحيم المازني، نا الحسين بن القاسم الكوكبي، نا ابن أبي سعد، حدّثني أبو (2) زيد، حدّثني أيوب بن عمرو بن أبي عمرو - أبو سلمة الغفاري (3)-حدّثني قطن بن معاوية الغلاّبي، قال:
كنت ممن سارع إلى إبراهيم (4) و اجتهد معه، فلما قتل طلبني أبو جعفر و استخفيت، فقبض أموالي و دوري، فلحقت بالبادية فجاورت في بني نصر بن معاوية ثم في بني كلاب، ثم في بني فزارة، ثم في بني سليم، ثم تنقلت في بلاد قيس أجاورهم حتى ضقت (5) ذرعا (6)، فأزمعت على القدوم على أبي جعفر و الاعتراف له، فقدمت البصرة، فنزلت في طريق منها، ثم أرسلت إلى أبي عمرو بن العلاء و كان لي ودّا فشاورته في الذي أزمعت عليه، فقبل رأي (7)قال: و اللّه إذا ليقتلنّك و إنّك لتعين على نفسك، فلم التفت إليه و شخصت حتى قدمت بغداد، و قد بنى أبو جعفر مدينته و نزلها، و ليس من الناس أحد يركب فيها ما خلا المهدي، فنزلت الخان ثم قلت لغلماني: أنا ذاهب إلى أمير المؤمنين فأمهلوا ثلاثا، فإن جئتكم و إلا فانصرفوا، و مضيت حتى دخلت المدينة، فجئت دار الربيع و الناس ينتظرونه و هو يومئذ داخل المدينة في الشارعة على قصر الذهب، فلم ألبث أن خرج يمشي، فقام إليه الناس، و قمت معهم، فسلّمت عليه، فردّ عليّ و قال: من أنت ؟ قلت: قطن بن معاوية، قال: انظر ما تقول، قلت: أنا هو، فأقبل على مسودة معه فقال: احتفظوا بهذا، قال: فلما حرست لحقتني ندامة، و تذكرت رأي أبي (8) عمرو، فتأسّفت عليه، و دخل الربيع، فلم يطل حتى خرج معي و أخذ بيدي فأدخلني قصر الذهب، ثم أتى بيتا حصينا فأدخلني فيه، ثم أغلق بابه و انطلق، فاشتدت ندامتي، و أيقنت بالبلاء، و خلوت بنفسي ألومها، فلما كانت الظهر أتاني الخصي بماء،
ص: 317
فتوضّأت و صلّيت، و أتاني بطعام و أخبرته أني صائم، فلما كانت المغرب أتاني بماء فتوضّأت و صلّيت، و أرخى عليّ الليل سدوله، فآيست (1) من الحياة و سمعت أبواب المدينة تغلق، و أقفالها تشدّد، فامتنع مني النوم، فلما ذهب صدر الليل أتاني الخصي ففتح علي و مضى بي فأدخلني صحن دار، ثم أدناني من ستر مسدول، فخرج علينا خادم، فأدخلنا فإذا أبو جعفر وحده و الربيع قائم في ناحية، فأكب أبو جعفر هنيهة مطرقا ثم رفع رأسه فقال: هيه، قلت: يا أمير المؤمنين أنا قطن بن معاوية، قد و اللّه جهدت عليك جهدي، فعصيت أمرك، و واليت عدوك، و حرصت على أن أسلبك ملكك، فإن عفوت فأهل ذاك أنت و إن عاقبت فبأصغر ذنوبي تقتلني.
قال: فسكت هنيهة ثم قال: هيه، فأعدت مقالتي، فقال: قال أمير المؤمنين قد عفا عنك.
فقلت: يا أمير المؤمنين، إني إن أصر من وراء بابك لا أصل إليك، و ضياعي و دوري فهي مقبوضة، فإن رأى أمير المؤمنين أن يردها فعل، فدعا بالدواة ثم أمر خادما فكتب بإملائه إلى عبد الملك بن أيوب النميري - و هو يومئذ على البصرة:- إن أمير المؤمنين قد رضي عن قطن بن معاوية و ردّ عليه ضياعه و دوره و جميع ما قبض له، فاعلم ذلك و أنفذه له إن شاء اللّه.
قال: ثم ختم الكتاب و دفعه إليّ ، فخرجت من ساعتي لا أدري أين أذهب، فإذا الحرس بالباب فجلست جانب أحدهم أحدّثه، فلم ألبث أن خرج علينا الربيع فقال: أين الرجل الذي خرج آنفا؟ فقمت إليه، فقال: انطلق أيها الرجل فقد و اللّه سلمت، فانطلق بي إلى منزل فعشّاني، و أفرشني، فلما أصبحت و دعته، و أتيت إلى غلماني فأرسلتهم يكترون لي فوجدوا صديقا لي من الدهاقين من أهل بيسان (2) قد اكترى سفينة لنفسه فحملني معه، فقدمت على عبد الملك بن أيوب بكتاب أبي جعفر فأقعدني عنده، فلم أقم حتى رد عليّ جميع ما اصطفى لي.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا عبد الرّحمن، عن عمّه الأصمعي.
ص: 318
ح (1) قال لنا أحمد بن مروان: نا محمّد بن يونس، نا الأصمعي (2) قال:
أتى المنصور برجل يعاقبه على شيء بلغه عنه، فقال: يا أمير المؤمنين، الانتقام عدل و التجاوز فضل، و نحن نعيذ أمير المؤمنين باللّه أن يرضى لنفسه بأوكس النصيبين (3) دون أن يبلغ أرفع الدرجتين، قال: فعفا عنه.
أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل، أنبأ أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين، أنبأ أبو محمّد بن النحّاس، أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي، أنبأ أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد العتكي بصري، نا أحمد بن علي بن سويد بن منجوف، نا الأصمعي (4):
أن أبا جعفر المنصور لقي أعرابيا بالشام فقال: أحمد اللّه يا أعرابي الذي رفع عنكم الطاعون بولايتنا أهل البيت، قال: إنّ اللّه لم يجمع علينا حشفا و سوء كيل، ولايتكم و الطاعون (5).
أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد، نا أبو الحسين محمّد بن علي بن محمّد، أنا أبو الفضل محمّد بن الحسن بن محمّد بن الفضل بن المأمون، نا أبو بكر محمّد بن القاسم بن بشار، نا أبو عبد اللّه المقدّمي - يعني - محمّد بن أحمد، نا حارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن داهر، ثنا أبو عبد الملك بن الفارسي، نا الفريابي، قال:
قال عبّاد بن كثير لسفيان الثوري: قلت لأبي جعفر المنصور: أ تؤمن باللّه ؟ قال: نعم، قلت: فحدّثني عن الأموال التي اصطفيتموها من أموال بني أمية، فو اللّه لئن كانت صارت إليهم ظلما و غصبا لما رددتموها إلى أهلها الذين ظلموا أو غصبوا، و لئن كانت الأموال لهم لقد أخذتم ما لا يحلّ ، و ما لا يطيب. إذا دعيت يوم القيامة بنو (6) أمية بالعدل جاءوا بعمر بن عبد العزيز، فإذا دعيتم أنتم بالعدل، و أنتم أمس رحما برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لم تجيئوا بأحد، فكن أنت ذلك الأحد، فقد مضت من خلافتك ست عشرة سنة، و ما رأينا خليفة قبلك بلغ اثنتين (7)
ص: 319
و عشرين سنة فهبّك تبلغها فما ست سنين تعدل فيها (1).
فقال لي: يا أبا عبد اللّه ما أجد (2) على هذا الأمر أعوانا قلت عليّ أعوانك بغير مرزئة (3) أنت تعلم أن أبا أيوب المورياني يريد منك في كل سنة بيت مال، و أنا أجيئك بمن يعمل بغير رزق، و يتصدق على المسلمين بنفسه: آتيك بالأوزاعي تقلّده كذا و بسفيان الثوري كذا، و أكون أنا بينك و بين الناس على مظالمهم، أبلّغهم عنك و أبلّغك عنهم بلا دينار و لا درهم، فقال: حتى استكمل بناء مدينة السلام و أخرج إلى البصرة و أوجه إليك.
فقال له سفيان الثوري: و لم ذكرتني له ؟ فقال عبّاد: و اللّه ما أردت إلاّ النصيحة للمسلمين، ثم قال لسفيان: يا أبا عبد اللّه، ويل لمن دخل عليهم إذا لم يكن كثير العقل (4)، كثير الفهم، كيف يكون فتنة عليهم و على أمة محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم - و في نسخة: و بلاء على أمة محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم-.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن، أنا القاضي أبو المظفّر هنّاد بن إبراهيم بن محمّد النسفي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن سليمان الحافظ ، أنا خلف بن محمّد، أنبأ مكي بن خلف بن عفان، نا عجيف بن آدم، نا أبو مقاتل الفضل بن مقاتل، نا النضر بن زرارة قال:
أدخل سفيان الثوري على أبي جعفر المنصور أمير المؤمنين، فأقبل عليه أبو جعفر يوبخه فقال: تبغضنا و تبغض هذه الدعوة، و تبغض عترة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال: و سفيان ساكت يقول: سلم سلم، قال: فلما قضى أبو جعفر كلامه قال: أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم: أَ لَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعٰادٍ إِرَمَ ذٰاتِ الْعِمٰادِ إلى قوله: إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصٰادِ (5) قال: و نكس أبو جعفر رأسه، و جعل ينكت بقضيب في يده الأرض، فقال سفيان: البول البول قال: قم قال:
فخرج و أبو جعفر ينظر إليه.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، أنا علي بن الحسن، أنا [أبي، عن بكر العابد] (6) قال: قال سفيان الثوري
ص: 320
لأبي جعفر المنصور: إني لأعلم رجلا إن صلح صلحت الأمّة، قال: و من هو؟ قال: أنت.
قال إبراهيم بن حبيب، نا محمّد بن منصور البغدادي (1) قال (2) قام (3) بعض الزهاد بين يدي المنصور فقال: إن اللّه أعطاك الدنيا بأسرها، فاشتر نفسك ببعضها، و اذكر ليلة [تبيت] (4)في القبر لم تبت قبلها، و اذكر ليلة تمخض عن يوم لا ليلة بعده.
قال: فاقتحم (5) أبو جعفر من قوله، فقال له الربيع: أيّها الرجل، إنك قد غممت أمير المؤمنين، فقال الرجل: يا أمير المؤمنين هذا صحبك عشرين سنة لم ير لك عليه أن ينصحك يوما واحدا، و لا عمل وراء بابك بشيء من كتاب اللّه تبارك و تعالى، و لا بسنّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فأمر له المنصور بمال فقال: لو احتجت إلى مالك لما و عظتك.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، قال: حدّثنا-[و أبو] (6) منصور بن زريق، قال:
أنا - أبو بكر الخطيب (7)،أنا القاضي أبو عبد اللّه الحسين بن علي الصيمري، نا محمّد بن عمران بن موسى الكاتب، أخبرني علي بن هارون، أخبرني عبد اللّه بن أحمد بن أبي طاهر، عن أبيه عن عقبة بن هارون قال: دخل عمرو بن عبيد على أبي جعفر المنصور - و عنده المهدي بعد أن بايع له ببغداد - فقال له: يا أبا عثمان عظني، فقال: إن هذا الأمر الذي أصبح في يدك لو بقي في يد غيرك ممن كان قبلك لم يصل إليك، فأحذرك ليلة تمخض بيوم لا ليلة بعده و أنشده (8):
يا أيها الذي قد غرّه الأمل *** و دون ما يأمل التنغيص و الأجل
أ لا ترى أنما الدنيا و زينتها *** كمنزل الركب حلّوا ثمت ارتحلوا
حتوفها رصد، و عيشها نكد *** و صفوها كدر، و ملكها دول
تظل تقرع (9) بالروعات ساكنها *** فما يسوغ له لين و لا جدل
ص: 321
كأنه للمنايا و الردى غرض *** تظل فيه بنات الدهر تنتضل (1)
تديره - ما أدارته (2)-دوائرها *** منها المصيب و منها المخطئ الزلل
و النفس هاربة و الموت يرصدها (3) *** فكل عثرة رجل عندها جلل
و المرء يسعى بما يسعى (4) لوارثه *** و القبر وارث ما يسعى له الرجل
فبكى المنصور.
قال (5):و أخبرني الصيمري، أنبأ ح و أخبرني علي بن أيوب القمي قال: أنبأ أبو عبد اللّه (6) المرزباني، أنا محمّد بن الحسن بن دريد، أنا أبو علي عسل بن ذكوان العسكري - بعسكر مكرم (7)-حدّثني بعض أهل الأدب عن صالح بن سليمان، عن الفضل بن يعقوب بن عبد الرّحمن بن عبّاس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب.
قال المرزباني: و حدّثني عبد الواحد بن محمّد الخصيبي، و أحمد بن محمّد المكي، قالا: أنا أبو العيناء محمّد بن القاسم، حدّثني الفضل بن يعقوب الهاشمي الربعي، قال:
حدّثني عمي إسحاق بن الفضل.
قال المرزباني: و حدّثني عبد اللّه بن مروان (8)،نا محمّد بن زكريا الغلابي، نا رجاء بن سلمة، نا عبد اللّه بن إسحاق الهاشمي عن أبيه إسحاق بن الفضل قال:
إني لعلى باب المنصور و إلى جنبي عمارة بن حمزة إذ طلع عمرو (9) بن عبيد على حماره فنزل عن حماره و نجل (10) البساط برجله و جلس دونه، فالتفت إليّ عمارة فقال: لا تزال بصرتكم، قد رمتنا بأحمق، فما فصل كلامه من فيه حتى خرج الربيع و هو يقول: أبو
ص: 322
عثمان عمرو بن عبيد قال: فو اللّه ما دل على نفسه حتى أرشد إليه، فاتكأه يده ثم قال: أجب أمير المؤمنين، جعلني اللّه فداك، فمر متوكئا عليه فالتفتّ إلى عمارة فقلت: إن الرجل الذي قد استحمقت قد دعي و تركنا، فقال: كثيرا ما يكون مثل هذا. فأطال اللبث، ثم خرج الربيع و عمرو متوكئا عليه و هو يقول: يا غلام حمار أبي عثمان، فما برح حتى أقره على سرجه، و ضم إليه نشر ثوبه و استودعه اللّه، فأقبل عمارة على الربيع فقال: لقد فعلتم اليوم بهذا الرجل فعلا لو فعلتموه بولي عهدكم لكنتم قد قضيتم حقه، قال: فما غاب عنك و اللّه ما فعله أمير المؤمنين أكثر و أعجب، قال: فإن اتسع لك الحديث فحدّثنا، فقال:
ما هو إلاّ أن سمع أمير المؤمنين بمكانه، فما أمهل حتى أمر بمجلس ففرش لبودا، ثم انتقل هو و المهدي، و على المهدي سواده و سيفه، ثم أذن له (1)،فلما دخل سلّم عليه بالخلافة، فردّ عليه السلام، و ما زال يدنيه حتى اتكأه فخذه، و تحفّى به ثم سأله عن نفسه و عن عياله يسمّيهم رجلا رجلا و امرأة امرأة، ثم قال: يا أبا عثمان عظني، فقال: أعوذ باللّه السميع العليم (2) من الشيطان الرجيم، بسم اللّه الرحمن الرحيم وَ الْفَجْرِ، وَ لَيٰالٍ عَشْرٍ، وَ الشَّفْعِ ، وَ الْوَتْرِ، وَ اللَّيْلِ إِذٰا يَسْرِ، هَلْ فِي ذٰلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ؟ أَ لَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعٰادٍ، إِرَمَ ذٰاتِ الْعِمٰادِ، اَلَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهٰا فِي الْبِلاٰدِ، وَ ثَمُودَ الَّذِينَ جٰابُوا الصَّخْرَ بِالْوٰادِ، وَ فِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتٰادِ، اَلَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلاٰدِ، فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسٰادَ، فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذٰابٍ إِنَّ رَبَّكَ -يا أبا جعفر لَبِالْمِرْصٰادِ (3) قال: فبكا بكاء شديدا، فكأنه لم يسمع هذه الآيات إلاّ في تلك السّاعة.
و قال: زدني، فقال: إن اللّه عزّ و جل قد أعطاك الدنيا بأسرها، فاشتر نفسك منه ببعضها، و اعلم أن هذا الأمر الذي صار إليك إنما كان في يد من كان (4) قبلك، ثم أفضى إليك، و كذلك يخرج منك إلى من هو بعدك، و إني أحذّرك ليلة تمخض صبيحتها عن يوم القيامة، قال: فبكى و اللّه أشد من بكائه الأول حتى رجف جنباه (5)،فقال له سليمان بن مجالد:
رفقا بأمير المؤمنين، قد أتعبته منذ اليوم، فقال له عمرو: بمثلك ضاع الأمر و انتشر لا أبا لك، و ما ذا خفت على أمير المؤمنين إن بكى من خشية اللّه تعالى ؟ فقال له أمير المؤمنين: يا أبا
ص: 323
عثمان أعنّي بأصحاب أستعين بهم، قال: أظهر الحق يتبعك أهله.
قال: بلغني أن محمّد بن عبد اللّه بن حسن بن حسن - و قال ابن دريد: عبد اللّه بن حسن - كتب إليك كتابا فقال: قد جاءني كتاب يشبه أن يكون كتابه قال: فبما أجبته قال أ و ليس قد عرفت رأيي في السّيف أيام كنت تخلفت إلينا؟ إني لا أراه. قال: أجل، و لكن تحلف لي ليطمئن قلبي قال: لئن كذبتك تقية لأحلفن لك تقية، قال: أنت و اللّه الصادق الذي (1) قد أمرت لك بعشرة آلاف درهم تستعين بها على سفرك و زمانك قال: لا حاجة لي فيها، قال:
و اللّه لتأخذنها قال: و اللّه لا أخذتها، فقال له المهدي: يحلف أمير المؤمنين و تحلف ؟ فترك المهدي و أقبل على المنصور فقال: من هذا الفتى ؟ قال: ابني محمّد و هو المهدي و ولي العهد، قال: و اللّه لقد اسميته اسما ما استحقه عمله هذا، و ألبسته لبوسا ما هو من لبوس الأبرار، و لقد مهدت له أمرا أمتع ما يكون به، أشغل ما يكون عنه، ثم التفت إلى المهدي و قال: يا ابن أخي إذا حلف أبوك حلف عمّك، لأن أباك أقدر على الكفارة من عمّك، ثم قال:
يا أبا عثمان، هل من حاجة ؟ قال: نعم، قال: و ما هي ؟ قال: لا تبعث إليّ حتى آتيك، قال:
إذا لا نلتقي قال عن حاجتي سألتني قال: فاستخلفه (2) اللّه عزّ و جل و ودعه و نهض، فلما ولى أمده بصره و هو يقول (3):
كلم يمشي (4) رويد *** كلكم يطلب (5) صيد
غير عمرو بن عبيد
قال (6):و أنا الصيمري، أنا محمّد بن عمران بن موسى، أخبرني أبو ذرّ القراطيسي، نا ابن أبي الدنيا، نا أحمد بن إبراهيم، نا أبو نعيم، حدّثني عبد السّلام بن حرب قال:
قدم أبو جعفر المنصور البصرة، فنزل عند الجسر (7) الأكبر، فبعث إلى عمرو بن عبيد، فجاءه، فأمر له بمال، فأبى أن يقبله، فقال المنصور: و اللّه لتقبلنه، فقال: لا و اللّه لا
ص: 324
أقبله، فقال له المهدي: يحلف عليك أمير المؤمنين (1) فتحلف أن لا تقبله، فقال:
أمير المؤمنين أقوى على كفّارة اليمين من عمك، فقال له المنصور: يا أبا عثمان سل حاجتك، قال: أسألك أن لا تدعوني حتى آتيك، و لا تعطيني حتى أسألك، قال: يا أبا عثمان، علمت أنّي جعلت هذا ولي عهد؟ قال: يا أمير المؤمنين يأتيه الأمر يوم يأتيه و أنت مشغول، قال: قال: يا أبا عثمان ذكّرنا، قال: أذكرك ليلة تمخض عن صبيحة يوم القيامة.
أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك، أنا أبو الحسين بن الطيوري، أنا أبو الحسن العتيقي.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن خسرو (2)،و أنبأ ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي أحمد قال (3):حدّثني أبي عبد اللّه بن صالح قال: كتب أبو جعفر إلى سوّار بن عبد اللّه قاضي البصرة: انظر الأرض التي تخاصم فيها فلان القائد (4)،[و] (5) فلان التاجر، فادفعها (6) إلى فلان القائد (7)،فكتب إليه سوّار: إنّ البينة قد قامت عندي أنها لفلان التاجر، فلست أخرجها من يديه إلاّ ببيّنة، فكتب إليه أبو جعفر: و اللّه الذي لا إله إلاّ هو لتدفعنها إلى فلان القائد (8)،فكتب إليه سوّار: و اللّه الذي لا إله إلاّ هو لا أخرجها من يدي فلان التاجر إلاّ بحقّ ، فلما جاءه الكتاب قال أبو جعفر: ملأتها و اللّه عدلا، صار قضاتي تردني إلى الحق.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال:
سمعت الحسن بن (9) محمّد بن حكيم يقول: سمعت أبا العبّاس بن سعيد يذكر عن مشايخهم قالوا:
شكي سوّار بن عبد اللّه القاضي إلى أبي جعفر المنصور و أثني عليه عنده شرا. قال (10):
فاستقدمه فلما أن قدم دخل عليه فعطس المنصور، فلم يشمّته سوار، فقال: ما يمنعك من
ص: 325
التشميت ؟ قال: لأنك لم تحمد اللّه، فقال: قد حمدت في نفسي، قال: قد شمّتك في نفسي، فقال: ارجع إلى عملك، فإنك إذا لم تحاسبني لم تحاسب غيري.
أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبد اللّه - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنا محمّد بن الحسين، أنبأ المعافى بن زكريا (1)،نا القاضي، نا محمّد بن مزيد البوشنجي، نا الزبير، حدّثني عمر بن أبي بكر الموصلي، عن نمير المدني، قال:
قدم علينا أمير المؤمنين المنصور المدينة و محمّد بن عمران الطلحي (2) على قضائه، و أنا كاتبه، فاستعدى الجمالون (3) على أمير المؤمنين في شيء ذكروه، فأمرني أن أكتب إليه كتابا بالحضور معهم، و إنصافهم (4) فقلت تعفيني من هذا فإنه يعرف خطي، فقال: اكتب، فكتبت ثم ختمه فقال: لا يمضي به و اللّه غيرك، فمضيت به إلى الربيع (5)،و جعلت أعتذر إليه، فقال: لا عليك (6)،فدخل عليه بالكتاب، ثم خرج الربيع فقال للناس، و قد حضر وجوه أهل المدينة و الأشراف و غيرهم: إن أمير المؤمنين يقرأ عليكم السلام و يقول لكم: إني قد دعيت إلى مجلس الحكم، فلا أعلمن أحدا قام إليّ ، إذا خرجت، أو تدانى (7) بالسّلام، ثم خرج و المسيّب (8) بين يديه، و الربيع، و أنا خلفه، و هو في إزار و رداء، فسلّم على الناس، فما قام إليه أحد، ثم مضى حتى بدأ بالقبر، فسلّم على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ثم التفت إلى الربيع فقال: يا ربيع ويحك، أخشى إن رآني ابن عمران أن يدخل قلبه لي هيبة، فيتحول عن مجلسه، و باللّه لئن فعل لا ولي لي ولاية أبدا.
فلما رآه و كان متكئا أطلق رداءه عن عاتقه ثم احتبى به، و دعا بالخصوم و بالجمالين (9)، ثم دعا بأمير المؤمنين، ثم ادّعى عليه القوم، فقضى لهم عليه، فلما دخل الدار قال للربيع:
اذهب فإذا قام و خرج من عنده من الخصوم فادعه فقال: يا أمير المؤمنين ما دعا بك إلاّ بعد أن
ص: 326
فرغ من الناس جميعا، فلما دخل عليه سلّم، فقال: جزاك اللّه عن دينك و عن نبيك و عن حسبك و عن خليفتك أحسن الجزاء، قد أمرت لك بعشرة آلاف دينار، فاقبضها، و كانت عامة أموال محمّد بن عمران من تلك الصلة.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأ رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، أنا أحمد بن عبدان، نا محمّد بن منصور قال:
قال المنصور لرجل خلا به: سل حاجتك، فقال: يبقيك اللّه يا أمير المؤمنين، قال:
سل، فليس يمكنك ذلك في كل وقت، فقال: و لم يا أمير المؤمنين ؟ فو اللّه ما أستقصر عمرك، و لا اذهب بخلك، و لا أغتنم مالك، إن سؤالك لزين، و إنّ عطاءك شرف، و ما على أحد بذل وجهه لك نقص، فاستحسن كلامه و أعطاه.
و أنبأ أحمد بن مروان، نا أحمد بن عبّاد، نا المعلّى بن أيوب قال:
دخل رجل على المنصور فقال له: ما بالك (1)؟فقال: ما يكف وجهي و يعجز عن برّ الصديق، فقال المنصور: لقد تلطفت للسؤال، و وصله.
أخبرنا أبوا (2) الحسن: علي بن أحمد و علي (3) بن الحسن، قالا: ثنا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (4)،قال: حدّثني الحسن بن محمّد الجلال، نا أحمد بن محمّد بن عمران، نا إسماعيل بن محمّد الصفّار، نا محمّد بن يزيد المبرد قال:
دخل أعرابي على المنصور فكلّمه بكلام أعجبه، فقال له المنصور: سل حاجتك، فقال: ما لي حاجة يا أمير المؤمنين، أطال اللّه عمرك و أنعم على الرعية بدوام النعمة عليك، قال: ويحك، سل حاجتك، فإنه لا يمكنك الدخول علينا كلما أردت، و لا يمكننا أن نأمر لك كلما دخلت، قال: و لم يا أمير المؤمنين و أنا لا أستقصر عمرك، و لا أغتنم مالك، و إن العرب لتعلم ما في مشارق الأرض و مغاربها أن مناجاتك شرف، و ما شريف عنك منحرف، و إن عطاءك زين (5)،و ما مسألتك بنقص، و لا شين (6)،فتمثل المنصور بقول الأعشى (7):
ص: 327
فجربوه فما زادت تجاربهم *** أبا قدامة إلاّ المجد و الفنعا (1)
ثم قال: يا غلام أعطه ألف دينار.
أخبرنا أبو العزّ بن كادش - فيما قرأ عليّ إسناده و ناولني إيّاه و قال: اروه عنّي - أنا محمّد بن الحسين الجازري.
ح و أخبرنا أبوا (2) الحسن، قالا: ثنا و أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب (3)،أنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني، و علي بن محمّد بن عبد الواحد البلدي، و محمّد بن الحسين بن محمّد الجازري، قال أحمد: أخبرنا و قالا: حدّثنا المعافى بن زكريا الجريري (4)،نا محمّد بن الحسن (5) بن دريد، نا الحسن بن خضر، عن أبيه قال:
دخل رجل على المنصور فقال - و في حديث أبي العز: يوما فقال-:
أقول له حين واجهته *** عليك السلام أبا جعفر
فقال المنصور: و عليك السّلام فقال:
فأنت المهذّب من هاشم *** و في الفرع منها الذي يذكر
فقال المنصور: ذاك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال:
فهذي ثيابي قد أخلقت *** و قد عضّني زمن منكر
فألقى إليه المنصور ثيابه، و قال: هذه بدلها (6).
أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أحمد بن عمر بن روح، ثنا المعافى بن زكريا الجريري، أنبأ أحمد بن العبّاس العسكري، أنا عبد اللّه بن أبي سعد، نا يحيى بن خليفة بن الجهم الدارمي، حدّثني محمّد بن حفص العجلي قال:
ولد لأبي دلامة ابنة فغدا على أبي جعفر المنصور فقال له: يا أمير المؤمنين إنه ولد لي الليلة ابنة، قال: فما سمّيتها قال: أمّ دلام، قال: و أي شيء تريد؟ قال: أريد أن يعينني عليها
ص: 328
أمير المؤمنين ثم أنشده شعر:
لو كان يقعد فوق الشمس من كرم *** قوم لقيل اقعدوا يا آل عبّاس
ثم ارتقوا في شعاع الشمس كلّكم *** إلى السّماء، فأنتم أكرم (1) الناس
قال: فهل قلت فيها شيئا؟ قال: نعم، قلت:
فما ولدتك مريم أمّ عيسى *** و لم يكفلك (2) لقمان الحكيم
و لكن قد تضمك أمّ سوء *** إلى لبّاتها و أب لئيم
قال: فضحك أبو جعفر، ثم أخرج أبو دلامة خريطة من خرق فقال: ما هذا؟ قال: يا أمير المؤمنين أجعل فيها ما تحبوني به، قال: املئوها له دراهم، فوسعت ألفي (3) درهم (4).
أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب بن الحسين بن زهرة، و أبو بكر محمّد بن الحسين، قالا: أنا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو حاتم محمّد بن عبد الواحد بن محمّد بن زكريا بن يحيى الرّازي الخزاعي، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد العنبري الأصبهاني قال:
سمعت الفضل بن الحباب يقول: سمعت محمّد بن سلاّم الجمحي يقول (5):
ص: 329
قيل للمنصور: هل بقي من لذّات الدنيا شيء لم تنله ؟ قال: بقيت خصلة، أن أقعد في مصطبة و حولي أصحاب الحديث، فيقول المستملي: من ذكرت رحمك اللّه ؟ قال فغدا عليه و أبناء الوزراء بالمحابر و الدفاتر، فقال: لستم بهم إنما هم الدّنسة ثيابهم، المشققة أرجلهم الطويلة شعورهم، برد الآفاق، و نقلة الحديث (1).
أخبرنا أبو القاسم الحسيني (2)،أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو محمّد المغربي (3)،أنا أبو بكر الدّينوري، أنا علي بن الحسن، نا محمّد بن سلاّم.
ح قال: و أنا ابن قتيبة (4) عن الزيادي.
قالا: اجتمع جماعة من أهل العلم عند المنصور، فيهم: عمرو بن عبيد، فسأل المنصور عمرو بن عبيد عن الحديث: فيمن [اقتنى كلبا لغير زرع و لا حراسة، إنه] (5) ينقص كل يوم من أجره قيراط .
فقال له عمرو [بن] عبيد هكذا جاء الحديث، قال المنصور: خذها بحقها؛ إنما قيل ذلك لأنه ينبح الضيف، و يروع السّائل، ثم أنشد (6):
أعددت للضيفان كلبا ضاريا *** عندي و فضل هراوة من أرزن
و معاذرا كذبا، و وجها باسرا *** و تشكّيا عضّ الزمان الالزن
قال: فما بقي أحد في المجلس إلاّ كتبه عن المنصور.
أخبرنا أبو العزّ بن كادش - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا (7)،نا محمّد بن يحيى الصولي، نا أحمد بن يحيى، عن محمّد بن إسماعيل، عن أبيه قال:
ص: 330
قال عبد الصّمد بن علي للمنصور: يا أمير المؤمنين، لقد هجمت بالعقوبة حتى كأنك لم تسمع بالعفو، قال: لأن بني مروان (1) لم تبل رممهم، و آل أبي طالب لم تغمد سيوفهم، و نحن بين قوم قد رأونا أمس سوقة، و اليوم خلفاء، فليس تتمهد هيبتنا في صدورهم إلاّ بنسيان العفو، و استعمال العقوبة.
أنبأنا أبو علي بن نبهان، حدّثنا (2) أبو الفضل بن ناصر، أنبأ أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الحسن علي (3) بن إسحاق، و أبو علي بن نبهان.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أحمد بن الحسن.
قالوا: أنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم، أنا أبو بكر بن مقسم، أنا أبو العبّاس أحمد بن يحيى، ثعلب. قال: تمثّل أبو جعفر عند قتل محمّد بن عبد اللّه بن الحسن، أبياتا للحارث (4) بن وعلة:
دعوت أبا أروي إلى السلم كي يرى *** برأي أصيل، أو يؤول إلى حكم
و مولى دعاه البغي، و الحين كاسمه *** و للحين أسباب تصدّ عن الحزم
أتاني يشبّ الحرب بيني و بينه *** فقلت له: لا، بل علّم إلى السّلم
و إيّاك و الحرب التي لا يديمها *** صحيح، و قد يعدي الصحاح على السّقم
و لكنها تسري إذا نام أهلها *** و تأتي على ما ليس يخطر في الوهم
فإن ظفر القوم الذي أنت فيهم *** فآبوا بفضل من سناء و من غنم
فلا بدّ من قتلى فعلّك منهم *** و إلاّ فجرح لا يحنّ على العظم
و قال أبو العبّاس: قال ابن الأعرابي: لا يحنّ :
فلما أبى أرسلت فضلة ثوبه *** إليه، فلم يرجع بحلم و لا عزم
فلما رمى شخصي رميت سواده *** و لا بدّ أن يرمى سواد الذي يرمي
فكان صريع الخيل أوّل وهلة *** فيا لك مختارا لجهل على علم
أخبرنا أبوا (5) الحسن قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (6) قال: قرأت على
ص: 331
علي بن أبي علي البصري، عن إبراهيم بن محمّد الطبري، نا إبراهيم بن علي الهجيمي (1)،نا أبو العيناء قال:
دخل المنصور من باب الذهب، فإذا ثلاثة قناديل مصطفة، فقال: ما هذا؟ أ ما واحد من هذا كان كافيا؟ يقتصر من هذا على واحد. قال: فلما أصبح أشرف على الناس و هم يتغدّون، فرأى الطعام قد خفّ من بين (2) أيديهم من قبل أن يشبعوا، فقال: يا غلام، علي بالقهرمان (3)قال: ما لي رأيت الطعام قد جفّ من بين أيدي الناس من قبل أن يشبعوا؟ قال: يا أمير المؤمنين، رأيتك قد قدرت الزيت فقدرت الطعام، قال: فقال: و أنت لا تفرق بين زيت يحترق في غير ذات اللّه، و هذا طعام إذا فضل فضل وجدت له أكلا ابطحوه، قال: فبطحوه، فضربه سبع درر.
قال (4):و أنا الحسين (5) بن محمّد أخو الخلاّل، أخبرني إبراهيم بن عبد اللّه الشّطّي، نا أبو إسحاق الهجيمي، نا محمّد بن القاسم أبو العيناء قال: قال لي إسماعيل بن بريهة، عن بعض أهله عن الربيع الحاجب قال:
لما مات المنصور قال لي المهديّ : يا ربيع، قم بنا حتى ندور في خزائن أمير المؤمنين، قال: فدرنا، فوقفنا على بيت فيه أربع مائة حبّ (6) مطينة الرءوس، قال: فقلنا: ما هذه ؟ قيل:
هذه فيها أكباد مملحة، أعدها المنصور للحصار.
أخبرنا أبو العزّ السّلمي - مناولة و إذنا و قرأ عليّ إسناده - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا (7)،أنا الحسين بن القاسم الكوكبي، نا أبو الفضل العبّاس بن الفضل الرّبعي (8)،حدّثني أبي قال:
كان أبو جعفر المنصور في بعض أسفاره في أيام بني أمية تزوج امرأة من الأزد بالموصل
ص: 332
عن ضر شديد أصابه حتى أكرى نفسه مع الملاحين يمدّ في الحبل حتى انتهى إلى الموصل، أو فعل ذلك لأمر خافه على نفسه، فتنكر و أكرى نفسه في مداري السفن، فخطب هذه امرأة و رغّبها في نفسه، و وعدها و مناها، و أخبرنا أنه نابه العذر (1)،و أنه من أهل بيت شرف، و أنها إن تزوجته سعدت به، فلم يزل يمنّيها بهذا و شبهه حتى أجابته، و أقام معها، فكان يختلف في أسبابه و يجعل طريقه عليها بما رزقه اللّه.
ثم اشتملت على حمل، فقال لها: أيتها المرأة هذه رقعة مختومة عندك لا تفتحيها حتى تضعي ما في بطنك، فإن ولدت ابنا فسمّيه جعفرا و كنّيه أبا عبد اللّه، و إن ولدت ابنة فسميها فلانة، و أنا عبد اللّه بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن عبّاس بن عبد المطّلب، فاستري أمري، فإنا قوم مطلوبون، و السلطان إلينا سريع، و ودّعها عبد اللّه و خرج من عندها، فقضي أنها ولدت ذكرا و أخرجت الرقعة فقرأت النسب [فسمّته] (2) جعفرا.
و ضرب الدهر على ذلك ما تسمع له خبرا، و نشأ الصبي مع أخواله و أهل بيت أمّه، و كان كيّسا ذهنا لقنا (3) و استخلف أبو العبّاس فقيل للمرأة: إن كنت صادقة في رقعتك و كان من كتبها صادقا فإن زوجك الخليفة أمير المؤمنين، قالت: ما أدري صفوا لي صفة هذا الخليفة، قالوا: غلام حين أبقل (4) وجهه قالت: ليس هو هو، فقيل: فاستري إذا أمرك.
و لم يلبث أبو العبّاس أن مات و استحق عندها اليأس، و أقبل ابنها على الأدب فتأدب و ظرف فكتب و نزعت به همته إلى بغداد، فدخل ديوان أبي (5) أيوب كاتب المنصور، و انقطع إلى بعض أهله، فأتى عليه زمان يتقوّت الكتب، و يتزيد في أدبه و فهمه و خطه، حتى بلغ أن صار يكتب بين يدي أبي (6) أيوب إلى أن تهيّأ أن خرج خادم يوما إلى الديوان يطلب كاتبا يكتب بين يدي المنصور، فقال أبو أيوب للغلام: خذ دواتك و قم و اكتب بين يدي أمير المؤمنين، فدخل الغلام فكتب و كانت تتهيّأ من أبي جعفر إليه النظرة بعد النظرة، فتأمّله و ألقيت عليه محبّته و استجاد خطه و استرشق فهمه، فلبث زمانا لا يزال الخادم قد خرج فيقول: يا غلام خذ دواتك و قم و اكتب بين يدي أمير المؤمنين، و استراح أبو أيوب إلى مكانه، و رأى أنه قد حمل
ص: 333
عنه ثقلا، و برّ الغلام و وصله و كساه كسوة يصلح أن يدخل بها على أمير المؤمنين، ثم إن أبا جعفر قال للغلام يوما: ما اسمك ؟ قال: جعفر، قال: ابن من ؟ فسكت متحيرا، قال: ابن من ويحك (1)؟قال: ابن عبد اللّه، قال: و أين أبوك ؟ قال: لم أره و لم أعرفه، و لكن أمي أخبرتني أن أبي شريف، و أن عندها رقعة بخطه فيها نسبه (2):عبد اللّه بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن عبّاس بن عبد المطّلب.
فساعة ذكر الرقعة تغيّر وجه المنصور، فقال: و أين أمّك ؟ قال: بالموصل، قال: و أين تنزلون ؟ قال: في موضع كذا، قال: تعرف فلانا؟ قال: نعم، هو إمام مسجد محلتنا، قال:
أ فتعرف فلانا؟ قال: نعم، خياط (3) في مسجدنا، قال: أ فتعرف فلانا؟ قال: نعم بقال في سكتنا، فلما رأى الغلام أبا جعفر ينزع (4) بأسماء قوم يعرفهم أدركته هيبة له و جزع و تدمّع، فأدركت أبا جعفر الرأفة (5) عليه فلم يتمالك أن قال: فلانة بنت فلان من هي منك ؟ قال: أمي، قال: ففلانة ؟ قال: خالتي، قال: ففلان ؟ قال: خالي، فضمّه إليه و بكى، و قال: يا غلام لا يعلمنّ أبو أيوب (6) و لا أحد من خلق اللّه ما دار بيني و بينك، انظر انظر احذر احذر.
فنهض الغلام، فخرج. فقال له أبو أيوب: لقد احتبست عند أمير المؤمنين، قال:
كتبت له كتبا كثيرة أملّها علي، قال: فأين هي ؟ قال: جعلها نسخا يتردد فيها حتى يحكمها ثم يخرج إلى الديوان.
ثم إنّ أبا جعفر جعل يقول في بعض الأيام لأبي أيوب: هذا الغلام الذي يكتب بين يدي كيّس فاستوص (7) به قال: فاتهم أبو أيوب الغلام أن يلقي إلى أبي جعفر الشيء بعد الشيء من خبره. ثم يلبث أن سأله عنه مرة بعد مرة فقذف في قلب أبي أيوب بغض الغلام، و أنه يقوم مقامه إن قدّمه (8) أبو جعفر، و قذف في قلبه أن يسعى عليه، و أنه يخرج بأخباره. فجعل إذا خرج الخادم يطلب كاتبا بعث معه غيره، و أبو جعفر يزداد و لها إلى الغلام و يجن به جنونا
ص: 334
و ليس يمنعه من إدنائه و إظهار أمره إلاّ لأمر يريده، فلما رأى أبا (1) أيوب يحبسه عنه عنادا، قال للخادم: اخرج إلى الديوان فجئني بفلان الغلام الذي كان يكتب بين يدي، فإن بعث معك أبو أيوب بغيره فقل: لا، أمرني أمير المؤمنين أن لا يدخل عليه غيره، ففعل الخادم ذلك، و استحق في قلب أبي أيوب ما حذره و حدثته به نفسه، فقال الغلام: يا أمير المؤمنين - جعلني اللّه فداك - قد تعرّفت من أبي أيوب البغض و الاستثقال بمكاني، و له غوائل لا يحيط بها علمي، و أنا أخافه على نفسي.
فقال له أبو جعفر: بارك اللّه عليك، فما أخطأت الذي في نفسي، و هذا كله (2) قد جال (3) في صدري، فإذا كان غدا فتعرض لأن يغلظ لك، فإذا أغلظ لك فقم و انصرف كأنك مغضب، و لا تعد إلى الديوان و اجعل وجهك إلى أمّك، و أوصل إليها هذا العقد و هذا الكيس و كتابي هذا، و احمل أمك و من اتبعها من قرابتك، و أقبل فانزل موضع كذا، فإني منفذ إليك خادما يتفقد أمورك و يعرف خبرك، و لا تطلعنّ أحدا من الخلق طالع (4) ما معك، و امض بهذا المال و هذا العقد و أحرزه (5) أولا قبل رجوعك إلى الديوان، ثم قال للخادم: أخرجه من باب كذا و كذا، فخرج الغلام فأحرز ما كان معه ثم رجع إلى الديوان، و أبو أيوب في فكره من احتباسه عند المنصور، و رجع الغلام بوجهه بهج مسرور لا يخفى ذلك عليه، و ظهور الفرح في وجهه و شمائله، فقال أبو أيوب: أحلف باللّه لقد رجع هذا الغلام بغير الوجه الذي مضى به، و لقد دار بينه و بين أمير المؤمنين من ذكري ما سرّه، فاستشعر الوحشة منه و صرف أكثر (6)عمله عنه، ثم لم يلبث أن أغلظ له، فقال الغلام: أنا إنسان غريب أطلب الرزق، و أنت تستخف بي، فكأني قد ثقلت عليك، فانتحي عنك قبل أن تطردني، ثم قام فانصرف و افتقده أبو أيوب أياما، و رأى أن أبا جعفر لا يسأل عنه و لا يذكره، ثم إنّ نفس أبي أيوب نازعته إلى علم حقيقة خبره، فأرسل من يسأل عنه في الموضع الذي كان نازلا به، فقيل له: إنه قد تهيّأ للسفر، و تجهّز جهازا حسنا و شخص إلى أهله بالموصل، فقال أبو أيوب في نفسه: و أين له ما يتجهّز به ؟ كم مبلغ ما ارتزق معي، و ارتفق (7) به ؟ لهذا الأمر نبأ، و جعلت نفسه: تزداد وحشة
ص: 335
منه و من خبره، إلى أن وصل (1) له: قد كان أبو جعفر وصله بمال و وهب له شيئا فقال في نفسه: هذا الذي ظننت، و قد ربصه (2) لمكاني، و ينبغي أن يكون استأذنه في أن يخرج إلى أهله، فيلم بهم ثم يرجع إليه فيقلده مكاني، فقال لرجل من أصحابه: اخرج إلى طريق الموصل ثم أعط خبر الغلام منزلا منزلا حتى تأتي الموصل قرية قرية كذا (3) و كذا فإذا عرفت موضعه فاقتله و جئني بما معه.
فشخص و تهيّأ [ثم] (4) إن الغلام لما خرج عن بغداد رأى أنه قد أمن فقصر في مسيره، فكان يقيم في الموضع يستطيبه اليوم و اليومين و الأكثر و الأقل، و لحقه رسول أبي أيوب و عرفه، فباتا بقرية فقام إليه الرسول فخنقه و طرحه في بئر، و أخذ [خرجه] (5) و خرائط معه و ركب دابة له (6)،و إذا كتاب المنصور بخطه إلى أمّه، فوجم أبو أيوب و ندم و علم أنه قد عجل و أخطأ، و أن الخبر لم يكن كما ظن و عزم على الحلف و المكابرة إن عثر على شيء من أمره، و أبطأ خبر الغلام، و استبطأه في الوقت الذي ضرب له، فدعا خادما من ثقاته، و رجلا من خاصيته (7)[فقال لهما] (8) استقرئا المنازل إلى الموصل منزلا منزلا و قرية قرية، و أعطيا صفة الغلام حتى يدخل الموصل، ثم اقصدا موضع كذا من الموصل و اسألا عن فلانة و وصف لهما كل ما أراد، ففعلا فلما انتهيا إلى الموضع الذي أصيب فيه الغلام أعلما خبره و ذكروا الوقت الذي أصيب فيه، فإذا التاريخ بعينه، ثم مضيا إلى الموصل فسألا عن أمّه فوجداها أشد خلق اللّه و لها على ابنها و حاجة إلى علم خبره، فأطلعاها طلع حاله، و أمراها أن تستر أمرها، ثم رجعا إلى أبي جعفر بجملة خبره، فكادت أمّه أن تقتل نفسها و لم ترد الدنيا بعده، فكان المنصور يذكره فيكاد ذكره يصدع قلبه، و أجمع أبو جعفر على الإيقاع بأبي أيوب عند ذلك، و استصفى أمواله و أموال أهل بيته، ثم قتلهم جميعا و أباد خضراءهم (9) و كان إذا ذكر أبا أيوب
ص: 336
لعنه و سبّه (1) و قال: ذاك قاتل حبيبي.
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، و حدّثني أبو إسحاق إبراهيم بن طاهر بن بركات عنه، أنا المشرف بن علي بن الخضر التمار - إجازة - أنبأ محمّد بن الحسين أبو خازم (2) بن الفراء، [أخبرني] (3) أحمد (4) بن أحمد بن علي بن عبدوس المعدل - قراءة عليه بالأهواز - أنبأ أحمد بن محمود بن خرّزاد - إجازة - نا أبو بكر محمود بن محمّد الرامهرمزي، نا أبو يعقوب يوسف بن الحسن البغدادي، نا زكريا بن يحيى بن عاصم الكوفي قال: سمعت عبد الحميد صالح قال: كان أبو جعفر يصعد المنبر فيزهد و يبكي.
أخبرنا (5) أبو القاسم العلوي، نا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، نا علي بن الحسن الربعي، نا أبي، قال المنصور: إذا مدّ إليك عدوّك يده، فإن قدرت على قطعها و إلاّ قبّلها.
أخبرنا أبوا (6) الحسن، قالا: أنبأ - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (7)،حدّثني الأزهري، نا أحمد بن إبراهيم بن الحسن (8)،نا ابن دريد، نا أبو حاتم عن الأصمعي، عن يونس قال:
كتب زياد بن عبد اللّه (9) الحارثي إلى المنصور يسأله الزيادة في عطائه و أرزاقه و أبلغ في كتابه، فوقّع المنصور في القصة: إن الغنى و البلاغة إذا اجتمعا في رجل أبطرتاه، و أمير المؤمنين يشفق عليك من ذلك، فاكتف بالبلاغة.
أخبرنا أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب (10)،نا الجوهري، أنا محمّد بن العبّاس، أنا أبو
ص: 337
بكر محمّد بن الحسن بن دريد، نا الرياشي، عن محمّد بن سلام قال:
رأت جارية للمنصور قميصه مرقوعا فقالت: خليفة و قميصه مرقوع ؟ فقال: ويحك، أ ما سمعت ما قال ابن هرمة:
قد يدرك الشرف الفتى و رداؤه *** خلق وجيب قميصه مرقوع (1)
قرأت على أبي الفتوح أسامة بن محمّد بن زيد العلوي، عن محمّد بن أحمد بن عمر، عن أبي عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى، قال:
أبو جعفر المنصور أبو الخلائف عبد اللّه بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن العبّاس يقول لعمّه عبد اللّه بن علي: شعر:
سأجعل نفسي منك حيث جعلتني *** و للدّهر أيام لهنّ عواقب
و لما قتل أبا مسلم قال و هو طريح بين يديه (2):
قد اكتنفتك خلاّت ثلاث *** جلبن عليك محتوم الحمام
خلافك و امتناعك من يميني *** و قودك للجماهير العظام
و له لما عزم على قتله (3):
إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة *** فإن فساد الرأي أن تترددا
و لا تمهل الأعداء يوما بقدرة (4) *** و بادرهم أن يملكوا مثلها غدا
أخبرنا أبوا (5) الحسن قالا: نا - و أبو النجم: أنا - أبو بكر الخطيب (6) قال: قرأت على ابن رزق، عن عثمان بن أحمد، نا ابن البراء، حدّثني الحسن بن هشام، عن الربيع، قال:
حججت مع المنصور أبي جعفر، فلما كنا بالقادسية، قال لي: يا ربيع، إني مقيم بهذا المنزل ثلاثا، فناد في الناس، فناديت، فلما كان من الغد قال لي: يا ربيع، أجمت المنزل فناد
ص: 338
بالرحيل، فقلت ناديت أمس أنك مقيم بهذا المنزل ثلاثا، و ترحل الساعة ؟! قال: أجمت المنزل، فرحل و رحل الناس، و قربت له ناقة ليركب، و جاءوه بمجمر ليتبخر، فقمت بين يديه، فقال: ما عندك ؟ فقلت: رحل الناس، فأخذ فحمة من المجمر فبلها بريقه، و قام إلى الحائط ، فجعل يكتب على الحائط بريقه حتى كتب أربعة أسطر، ثم قال: اركب يا ربيع، فكان في نفسي همّ لأعلم ما كتب. ثم حججنا، فكان من أمر وفاته ما كان. ثم رجعت من مكة، فبسط في الموضع الذي كان يبسط له فيه، في القادسية، فدخلت، و في نفسي أن أعلم ما كتب على الحائط ، فإذا هو قد كتب على الحائط (1):
المرء يأمل أن يعي *** ش و طول عمر قد يضرّه
تبلى بشاشته و يب *** قى بعد حلو العيش مرّه
و تخونه الأيام حت *** ى لا يرى شيئا يسره
كم شامت بي إن هلك *** ت و قائل: للّه دره
أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد بن المجلي - إذنا و مناولة - نا أبو الحسين محمّد بن علي بن عبيد اللّه (2) بن عبد الصّمد بن المهتدي باللّه، قال: قرئ على أبي الحسن أحمد بن محمّد بن المكتفي، نا محمّد بن الحسن بن دريد، نا العكلي، حدّثني عبد اللّه بن عمرو بن خليد بن رعلة بن محدوج الشيباني - و كان من أصحاب عمر بن الخطّاب - قال: حدّثني الربيع، قال:
لما مرض أمير المؤمنين المنصور باللّه مرضه الذي مات فيه بمكة أتيته يوما و هو وحده فنظر إلى القبلة فرأى فيها كتابا، فقرأه و قال: يا ربيع، قم بيني و بين القبلة، فإذا الكتابة في صدري، فقال: افتح الباب، فعاد الكتاب إلى القبلة، فقال: ظننت هذا من حيلة الآدميين، و إذا فيه (3):
أبا جعفر حانت وفاتك و انقضت *** سنوك، و أمر اللّه لا بد واقع (4)
ص: 339
أبا هل كاهن أو منجم *** لك اليوم من ريب (1) المنية دافع (2)
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، و أبو القاسم بن البسري، و أبو محمّد بن أبي عثمان.
و أخبرنا أبو سعد عبد الملك بن أحمد بن الحسين العتابي، قال: نا أبو القاسم بن البسري - إملاء-.
قالوا: أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن موسى القاسم بن الصلت القرشي - قراءة عليه - نا محمّد بن القاسم، نا - و في حديث العتابي: حدّثني - أبي (3)،نا أبو عبد اللّه المطبخي، نا أبو إسحاق الختلي، قال:
لما حج المنصور في آخر عمره دخل بعض المنازل بطريق مكة فرأى كتابا على الحائط ، فقرأه فإذا هو - فذكر البيتين سواء إلاّ أنه قال: من حر المنية دافع.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، و أبو القاسم بن البسري، و أبو محمّد بن أبي عثمان.
ح (4) و أخبرنا أبو القاسم العتابي، نا أبو القاسم بن البسري.
قالوا: أنا أحمد بن محمّد بن موسى بن المجير - قراءة عليه - نا أبو بكر محمّد بن القاسم الأنباري - إملاء - نا محمّد بن أحمد المقدمي، نا أبو محمّد التميمي، نا منصور بن أبي مزاحم، نا أبو سهل الحاسب، حدّثني طيفور قال:
كان سبب إحرام المنصور من خضراء مدينة السلام أنه نام ليلة، فانتبه فزعا، ثم عاود النوم فانتبه فزعا، ثم راجع النوم فانتبه فزعا، فقال: يا ربيع، قال: لبيك يا أمير المؤمنين، قال: لقد رأيت في منامي عجبا، قال: و ما رأيت، جعلني اللّه فداك يا أمير المؤمنين ؟ قال:
رأيت كأن آتيا أتاني، فهينم بشيء لم أفهمه، فانتبهت فزعا، ثم عاودت النوم، فعادوني يقول
ص: 340
ذلك الشيء، ثم عاودني بقوله، حتى فهمته و حفظته، و هو (1):
كأني بهذا القصر قد باد أهله *** و عري (2) منه أهله (3) و منازله
و صار رئيس (4) القوم من بعد بهجة *** إلى جدث تبنى عليه (5) جنادله
و ما أحسبني يا ربيع إلاّ قد حانت وفاتي، و حضر أجلي، و ما لي غير ربي، قم فاجعل لي غسلا، ففعلت، فقام فاغتسل، و صلى ركعتين و قال: أنا عازم على الحج، فهيأنا له آلة الحج، فخرج و خرجنا، حتى إذا انتهينا إلى الكوفة نزل النجف، فأقام أياما، ثم أمر بالرحيل، فتقدمت بوانيه و جنده، و بقيت أنا و هو في القصر، و شاكريته بالباب، فقال لي: يا ربيع، جئني بفحمة من المطبخ - يعني - فجئته فقال: اخرج، و كن مع دابتي إلى أن أخرج، فلما خرج و ركب إلى الموضع كأني أطلب حاجة فوجدته قد كتب على الحائط بالفحمة (6):
المرء يهوى أن يعي *** ش و طول عيش قد يضرّه
تفنى بشاشته و يب *** قى بعد حلو العيش مرّه
و تصرف الايام حت *** ى ما يرى شيئا يسرّه
كم شامت بي إن هلك *** ت و قائل: للّه درّه
أخبرنا أبوا (7) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (8)،أنا محمّد بن أحمد بن رزق، أنا عثمان بن أحمد الدقاق، نا محمّد بن أحمد بن البرّاء، حدّثني أحمد بن هشام قال: قال الربيع: بينا أنا مع أبي جعفر المنصور بطريق مكة تبرّز فنزل، فقضى حاجته؛ فإذا الريح قد ألقت رقعة فيها مكتوب:
أبا جعفر حانت وفاتك و انقضت *** سنوك و أمر اللّه لا بدّ واقع
قال: فناداني: يا ربيع، تنعي إليّ نفسي في رقعة ؟ فقلت: لا و اللّه، ما أعرف رقعة، و لا
ص: 341
أدري ما هي ؟ قال: فما رجع من وجهه حتى مات بمكة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو الحسن بن النقور (1)،و أبو منصور بن العطّار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، نا زكريا بن يحيى، نا الأصمعي، قال: كان نقش خاتم أبي (2) جعفر:«عبد اللّه بن محمّد».
أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (3)،نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا عبيد اللّه بن محمّد بن أبي مسلم، أنا عثمان بن أحمد بن السمّاك، نا إسحاق بن إبراهيم بن سنين، نا عبد اللّه بن أبي مذعور، حدّثني بعض أهل العلم قال:
و كان آخر ما تكلّم به عند الموت أبو جعفر عبد اللّه بن محمّد: اللّهمّ بارك لي في لقائك، و كان نقش خاتمه: اللّه ثقة عبد اللّه، و به يؤمن.
أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنبأ أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو بكر بن أحمد بن عبيد (4) بن بيري - إجازة-.
قالا: و أنبأ أبو تمام علي بن محمّد الواسطي في كتابه، أنا أبو بكر بن بيري - قراءة - أنا محمّد بن الحسين بن محمّد بن سعيد، أنا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا سليمان بن أبي شيخ، حدّثني أبي قال:
كنت حاجا في سنة ثمان و خمسين، و قد حجّ فيها أبو جعفر فلما قربنا من مكة رأيت كأن رأسي قطع، فأخبرت بذاك عديلي سعيد بن خالد فقال: الرأس أبو جعفر و لا أراه إلاّ يموت، فما مكثنا إلاّ أيّاما حتى مات أبو جعفر، فدفن بمكة ببئر ميمون.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن محمّد بن عبد العزيز، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عمر بن الحسن بن علي بن مالك الأشناني، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن صالح، حدّثني محمّد بن معروف بن سويد، حدّثني فليح بن سليمان، قال:
قال لي أبو جعفر سنة حج فمات فيها: ابن كم أنت ؟ قلت: ابن ثلاث و ستين، قال:
ص: 342
تلك سنّي، ثم [قال:] (1) تدري ما كانت العرب تسميها؟ قلت: لا، قال: مدقّة الأعناق، ثم مضى فمات فيها.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، أنا أحمد بن علي الخزّاز، قال: سمعت أبي يقول: قال الحكم بن عثمان:
قال المنصور أبو (2) جعفر أمير المؤمنين عند موته:«اللّهمّ إنك تعلم أني (3) قد ارتكبت من الأمور العظام جرأة مني عليك، و إنّك تعلم أني أطعتك في أحب الأشياء إليك: شهادة أن لا إله إلاّ اللّه مخلّصا منّا لك لا منّا عليك» قال: ثم خرجت نفسه.
قال: و أنبأ أحمد بن مروان، نا (4) المبرد، نا أبو (5) عبد الرّحمن الثوري، نا المدائني قال:
لما حضرت أبا جعفر المنصور الوفاة قال: يا ربّ إن كنت عصيتك في أمور كثيرة فقد أطعتك في أحبّ الأشياء إليك: شهادة أن لا إله إلاّ اللّه مخلّصا، و مات مكانه.
أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر، أنبأ عمر بن أحمد بن عمر، أنبأ أبو أحمد الحسين بن علي التميمي، نا محمّد بن سليمان (6) بن فارس الدلال، قال: سمعت أبا زيد عمر بن شبه يقول:
بلغني أن المنصور قال عند موته و هو يقضي: اللّهمّ إن كنت تعلم أني قد ارتكبت الذنوب (7) العظام جرأة مني عليك، فإنك تعلم أني قد أطعتك في أحبّ الأشياء إليك: شهادة أن لا إله إلاّ اللّه منا منك لا منا عليك.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، و علي بن زيد السلميان، قالا: أنبأ نصر بن إبراهيم الفقيه - زاد الفرضي: و عبد اللّه بن عبد الرزّاق الكلاعي قالا:- أنا أبو
ص: 343
الحسن بن عوف، أنبأ أبو علي بن منير، أنا أبو بكر بن خريم (1)،أنا هشام بن عمّار،[نا] (2)الهشيم بن عمران قال: ولي أبو جعفر اثنتين (3) و عشرين سنة، مات بمكة من البطن (4).
أخبرنا أبو السعود بن المجلي (5)،أنا أبو الحسين بن المهتدي.
ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، قالوا: أنا أبي أبو يعلى، قالوا: أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن مخلد بن حفص، قال: قرأت على علي بن عمرو حدّثكم الهيثم بن عدي قال:
و هلك أبو جعفر عبد اللّه بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن العبّاس و هو ابن أربع و ستين سنة، و ولي ثنتين و عشرين سنة.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمّد بن بشران، أنبأ أبو علي بن الصّوّاف، أنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: قال أبي:
و ولي من بعده أبو جعفر - و اسمه عبد اللّه بن محمّد بن علي - بثنتين و عشرين سنة غير أيام، و توفي و هو ابن أربع و ستين سنة.
أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد - إجازة-.
ح قالا: و أنبأنا علي بن محمّد - إجازة - أحمد بن عبيد - قراءة - أنبأ محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة قال: و أنبأ الحسن، قال: مات أبو جعفر المنصور و هو ابن ثمان و ستين سنة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور (6)،و أبو محمّد بن أبي عثمان، و أبو القاسم بن البسري (7) قالوا: أنا أحمد بن محمّد بن موسى بن الصّلت (8)،نا أبو
ص: 344
بكر بن الأنباري، نا أبي عن مغيرة المهلبي، عن هارون الفروي، حدّثني من رأى أبا جعفر المنصور محمولا على السّرير ميتا مكشوف الوجه، و كان مات محرما.
قال: و بصرت برجل أبصره على تلك الحال، تمثل هذا البيت:
وافى القبور أبو مالك *** برغم العداة و أوتارها (1)
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن [أنا] (2) محمّد بن علي السيرافي، أنبأ أبو عبد اللّه النهاوندي، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (3):حدّثني الوليد بن هشام، عن أبيه عن جده، و عبد اللّه بن المغيرة، عن أبيه، و أبو اليقظان و غيرهم قالوا: ولد أبو جعفر بالحميمة من أرض الشام، و مات ببئر ميمون (4) يوم السبت (5) لسبع خلون من ذي الحجّة سنة ثمان و خمسين و مائة و هو ابن أربع و ستين سنة، و صلّى عليه عيسى (6) بن موسى بن محمّد بن علي، و يقال إبراهيم بن يحيى بن محمّد، و كانت ولايته اثنتين (7) و عشرين سنة إلاّ ستة أيام.
قال خليفة: أمه أم ولد، يقال لها سلامة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو الفضل بن البقال، نا أبو الحسين بن بشران (8)،أنا عثمان بن أحمد الدقاق، نا حنبل بن إسحاق، نا إبراهيم بن علي، نا أبو معشر.
ح قال: و أنا حنبل، حدّثني أبو عبد اللّه.
ح و أخبرني أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر الحافظ ، نا محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، نا أبو بكر محمّد بن المؤمّل، نا الفضل بن محمّد البيهقي، نا أحمد بن حنبل، نا إسحاق بن عيسى، عن أبي معشر قال:
ص: 345
و استخلف أبو جعفر عبد اللّه بن محمّد، و توفي أبو جعفر، و حجّ سنة ثمان و خمسين و مائة، و توفي قبل التروية بيوم، فكانت خلافته ثنتين و عشرين سنة غير ثلاثة أيام.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن محمّد بن عبد العزيز، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عمر بن الحسن بن علي، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: و قال أحمد بن حنبل: أنا إسحاق بن عيسى، عن أبي معشر قال: كانت خلافته ثنتين و عشرين سنة إلاّ ثلاثة أيام.
قال: و أنا ابن أبي الدنيا، أنا العبّاس بن هشام، عن أبيه قال:
توفي أبو جعفر المنصور عند بئر ميمون في الحرم، يوم السبت قبل التروية بيوم لسبع ليال خلون من ذي الحجّة سنة ثمان و خمسين، و صلّى عليه عيسى (1) بن موسى بن محمّد بن علي، و يقال: بل صلّى عليه إبراهيم بن يحيى بن محمّد، قال: فكانت خلافته إحدى و عشرين سنة و أحد عشر شهرا.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبيد اللّه (2) بن عثمان، أنا إسماعيل بن علي، قال: قال أبو معشر:
استخلف أبو جعفر في سنة سبع و ثلاثين و مائة و حجّ في سنة ثمان و خمسين و مائة، فتوفي قبل يوم التروية بيوم، و كانت خلافته ثنتين و عشرين سنة غير ثلاثة أيام.
قال: و أنبأنا إسماعيل بن علي، أخبرني اليزيدي، عن ابن أبي السّري، عن ابن الكلبي قال: توفي المنصور بمكة يوم السبت في ذي الحجة لستّ ليال خلون منه، فكانت خلافته ثنتين و عشرين سنة إلاّ ثمانية أيام، و دفن بالحجون (3) و هو ابن أربع و ستين سنة.
قال ابن أبي السّري: و كان أسمر طويلا نحيف الجسم، خفيف العارضين، يخضب بالسواد، صلّى عليه إبراهيم بن يحيى، ابن أخيه، و كان يلقب قبل الخلافة عبد اللّه الطويل، بلغ سنه على حساب مولده ثلاث و ستون سنة.
حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم، أنا نعمة اللّه بن محمّد، أنا أبو مسعود أحمد بن محمّد، نا محمّد بن أحمد بن سليمان، أنا سفيان بن محمّد بن سفيان، حدّثني الحسن بن
ص: 346
سفيان، نا محمّد بن علي، عن محمّد بن إسحاق قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول:
ثم بويع لأبي جعفر بالأنبار فكانت ولايته اثنتين (1) و عشرين سنة إلاّ سبعة أيام، ثم توفي و هو متوجه إلى مكّة ببئر ميمون لستّ ليال خلت من ذي الحجّة سنة ثمان و خمسين و مائة.
أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنبأ أبو الحسن بن لؤلؤ، أنبأ محمّد بن الحسين بن شهريار قال: قال أبو حفص الفلاّس:
و بايع - يعني السّفّاح - لأخيه أبي جعفر و هو بمكّة، فملك أبو جعفر اثنتين (2) و عشرين سنة إلاّ أربعة أيام، و مات قبل التروية بيوم، يوم السّابع من ذي الحجّة سنة ثمان و خمسين و مائة بمكة، و بايع لابنه المهدي.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال (3):
و فيها - يعني: سنة ثمان و خمسين - نزل أبو جعفر قصره الذي لم يخلد فيه، و حجّ من سنته و توفي ببئر ميمون مع طلوع الفجر يوم السبت لستّ خلون من ذي الحجّة. و يقال: توفي و هو ابن خمس و ستين، و أمير مكة عامئذ محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن العبّاس.
أخبرنا أبو محمّد السلمي، نا أبو بكر الخطيب.
ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأ محمّد بن هبة اللّه.
قالا: أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال:
و استخلف أبو جعفر عبد اللّه بن محمّد بن علي سنة سبع و ثلاثين و مائة، و مات أبو جعفر بمكة لسبع مضين من ذي الحجّة سنة ثمان و خمسين و مائة.
أخبرنا أبوا (4) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (5)،أنا ابن رزق، نا عثمان بن أحمد، نا محمّد بن أحمد بن البرّاء قال: و مات أبو جعفر ببئر ميمون من مكة،
ص: 347
و هو محرم، فدفن مكشوف الوجه لستّ خلون من ذي الحجّة سنة ثمان و خمسين و مائة، و نقش خاتمه:«اللّه ثقة عبد اللّه، و به يؤمن»، و كان عمره ثلاثا و ستين سنة، و خلافته إحدى و عشرون (1) سنة و أحد عشر شهرا و ثمانية أيام.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: نا - و أبو منصور بن خيرون: أنا - أبو بكر الخطيب (2)،أنا محمّد بن علي الورّاق، أنا أحمد بن محمّد بن عمران، نا أبو بكر محمّد بن يحيى بن عبد اللّه بن العبّاس بن محمّد بن صول الصولي النديم قال: توفي المنصور بمكّة و كان حاجّا في سنة ثمان و خمسين و مائة، و دفن ما بين الحجون و بئر ميمون بن الحضرمي، و له يوم توفي أربع و ستون سنة.
قال الصولي: و يروى أنه ولد سنة خمس و تسعين في اليوم مات فيه الحجّاج.
قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد عبد العزيز بن أحمد التميمي، أنا أبو الحسن مكي بن محمّد بن الغمر المؤدب، أنا أبو سليمان بن أبي محمّد الربعي قال: و فيها - يعني: سنة ثمان و خمسين - خرج أبو جعفر متوجها إلى الحجّ ، فمات عند بئر ميمون يوم السبت لثلاث ليال خلون من ذي الحجّة. و بويع لابنه محمّد بن عبد اللّه المهدي.
ابن زرّاع (3) بن عبد اللّه بن قيس
أبو جعفر النّفيلي الحرّاني (4)
[حدّث عن أبي خيثمة زهير بن معاوية الجعفي، و معقل بن عبيد اللّه الجزري، و خليد بن دعلج، و محمّد بن عمران] (5) الحجبي، و زيد بن السائب الجزري، و عبّاد بن العوّام، و عمر بن أيوب الموصلي، و عبد الرّحمن بن أبي الزناد، و عفير (6) بن معدان،
ص: 348
و عمرو بن واقد الدمشقي، و أبي مهدي سعيد بن سنان، و عبّاد بن كثير الرملي، و بكّار بن عبد اللّه بن عبيدة الربذي، و داود بن عبد الرّحمن بن العطار، و مسكين بن بكير، و محمّد بن سلمة، و موسى بن أعين، و مخلد بن يزيد الحرانيين، و أبي المليح الحسن بن عمر الرّقّي، و عبد العزيز بن محمّد الدراوردي (1).
روى عنه: أبو زرعة، و أبو حاتم الرازيان، و أبو داود السّجستاني، و الفضل بن محمّد الشعراني، و أحمد بن عبد الرّحمن بن يزيد بن عفّان الحرّاني، و أبو عمر هلال بن العلاء بن هلال الباهلي الرقّي، و أبو جعفر أحمد بن مهدي بن رستم (2) الأصبهاني، و زهير بن محمّد بن قمير (3)،و أبو أمية (4) محمّد بن إبراهيم الطرسوسي، و أبو موسى عمران بن محمّد بن أبي عوف المزني، و جعفر بن محمّد الفريابي.
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن الحريري (5)،أنا الحسن بن علي الشيرازي.
و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد الشاعر، أنا الحسن بن غالب الحربي.
قالا: أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد الزهري، نا جعفر بن محمّد الفريابي، نا عبد اللّه بن محمّد النّفيلي، نا محمّد بن سلمة، عن محمّد بن إسحاق، عن الزهري، أخبرني عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام بن زمعة - و قال الحربي: عن عبد اللّه بن زمعة، ثم اتفقا فقالا:- ابن الأسود بن المطّلب (6) بن أسد قال: لما استعزّ (7)برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و أنا عنده أتاه بلال فأذنه بالصّلاة فقال:«مروا من (8) يصلي بالناس»[6685].
رواه أبو داود (9) عن النّفيلي أتمّ من هذا، و الصواب ما قال الحربي.
قرأت بخط أبي محمّد عبد العزيز بن أحمد.
ص: 349
و أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان عنه، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، نا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعي (1)،نا أبو الأصبغ محمّد بن عبد الرّحمن القرقساني، قال: قال أبو جعفر بن نفيل: أتيت بيت المقدس و الناس متوافرون بدمشق، سمعت ابن أبي عبد اللّه (2) سعيد بن عبد العزيز التنوخي فمن دون، و مات سعيد بعد ذلك بسنة (3).
قرأت على أبي غالب بن البنّا (4)،عن أبي محمّد الجوهري، و حدّثنا عمي - رحمه اللّه - أنا أبو طالب بن يوسف، أنا أبو محمّد الجوهري - قراءة - أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (5) قال: في تسمية من كان بالجزيرة من الفقهاء و المحدثين: عبد اللّه بن محمّد بن علي بن نفيل الحرّاني صاحب زهير بن معاوية، يكنى أبا جعفر (6) زاد غير ابن معروف: و قد كتب الناس عنه، و توفي بحرّان في شهر ربيع الأول سنة أربع و ثلاثين و مائتين.
أخبرنا أبو الغنائم الكوفي في كتابه، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن (7)،و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي الكوفي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو عبد اللّه البخاري قال (8):عبد اللّه بن محمّد بن نفيل أبو جعفر الحرّاني، سمع زهيرا، و معقل بن عبيد اللّه (9).
أنبأنا أبو (10) عبد اللّه الخلاّل، قالا (11):أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم
ص: 350
قال: عبد اللّه بن محمّد (1) بن نفيل أبو جعفر الحرّاني، روى عن زهير، و معقل بن عبيد اللّه، و خليد بن دعلج، و محمّد بن عمران الحجبي، و زيد بن السّائب، سمعت أبي يقول ذلك، و يقول: كتبت عنه، و روى عنه هو و أبو زرعة.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو جعفر عبد اللّه بن محمّد بن علي بن نفيل الجزري، سمع زهير بن معاوية، و محمّد بن سلمة.
قرأت على أبي الفضل محمّد بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو جعفر عبد اللّه بن محمّد بن علي بن نفيل الحرّاني، ثقة.
قرأت على أبي الحسن علي بن المسلّم الفرضي، عن أبي العبّاس أحمد بن إبراهيم بن أحمد الرازي، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا علي بن الحسين بن بندار الأذني، أنا أبو عروبة الحسين بن محمّد بن مودود قال في الطبقة الخامسة من طبقات أهل الجزيرة: أبو جعفر عبد اللّه بن محمّد بن علي بن نفيل، حدّثني محمّد بن يحيى: أنه مات سنة أربع و ثلاثين و مائتين.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم (2) قال: أبو جعفر عبد اللّه بن محمّد (3) بن علي بن نفيل الحرّاني، سمع عكرمة بن إبراهيم الأزدي (4)،و زهير بن معاوية، و محمّد بن سلمة الحرّاني، كتب عنه أيام [هشيم بن بشير] (5)،روى عنه الذهلي، و عبيد اللّه بن عبد الكريم أبو زرعة، نسبه (6) و كنّاه لنا أبو عروبة الحراني (7).
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال:
ص: 351
عبد اللّه بن محمّد (1) بن علي بن نفيل أبو جعفر النّفيلي الحرّاني، سمع مسكين بن بكير، و روى البخاري عن محمّد غير منسوب عنه - و يقال: إنه محمّد بن إبراهيم البوشنجي، و أراه ابن يحيى الذهلي عنه - في تفسير آخر سورة البقرة.
قال البخاري: مات بحرّان سنة أربع و ثلاثين و مائتين.
أخبرنا أبو منصور بن زريق قال: قال: لنا أبو بكر الخطيب، و أمّا الثاني بالباء المعجمة بواحدة فهو: بصر بن زمّان بن حزيمة بن نهد بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن إلحاف بن قضاعة، ذكره القاضي أبو علي المحسّن بن علي التنوخي في كتاب:«نسب (2) تنوخ»، و حدثني به ابنه أبو القاسم علي عنه، فقال: و ولد زمّان بن حزيمة (3):بصرا - بالباء و فتح الصاد - و بعض النسّاب يقول: نصرا بالنون و تسكين الصاد.
قال الخطيب: و من ولده: أبو جعفر النّفيلي المحدّث، و اسمه عبد اللّه بن محمّد بن علي بن نفيل بن زرّاع بن عبد اللّه بن قيس بن عصم (4) بن كوز بن هلال بن عصم بن بصر بن زمّان، هكذا نسبه المحسّن بن علي في كتابه.
قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا قال (5):و أما بصر - أوله باء معجمة بواحدة - فهو أبو جعفر النّفيلي المحدّث، و اسمه عبد اللّه بن محمّد بن علي بن نفيل بن زرّاع بن عبد اللّه بن قيس بن عصم بن كوز بن هلال بن عصم بن بصر بن زمّان بن حزيمة بن نهد بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن إلحاف بن قضاعة، ذكره أبو علي التنوخي في نسب (6) تنوخ، قال: و بعض النسّاب يقول: نصر بالنون و بالضاد الساكنة.
أنبأنا أبو محمّد عبد الكريم (7) بن حمزة، عن عبد العزيز أحمد، عن تمام بن محمّد الرازي، أنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن هاشم الأذرعي، نا محمّد بن الخضر قال:
سمعت أبا (8) جعفر بن نفيل يقول:
ص: 352
قدم علينا أحمد بن حنبل، و يحيى بن معين، فسألني يحيى و هو يعانقني فقال: يا أبا جعفر قرأت على معقل بن عبيد اللّه (1) عن عطاء:«أدنى وقت الحائض يوم ؟»، فقال له أبو عبد اللّه: لو جلست، فقال: أكره أن يموت، أو يفارق الدنيا قبل أن أسمعه.
ثم قال: حدثك نضر بن عربيّ عن عكرمة: أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فرش له في قبره قطيفة بيضاء بعلبكية.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن المظفر، أنا أبو الحسن العتيقي (2)،أنا يوسف بن أحمد بن يوسف، أنا أبو جعفر العقيلي (3)،حدّثني الخضر بن داود، نا أحمد بن محمّد - يعني: الأثرم - قال: سمعت أبا عبد اللّه، و ذكر أبا جعفر النّفيلي فأثنى عليه خيرا و قال: كان يجيء معي إلى مسكين بن بكير.
أنبأنا و أبو (4) عبد اللّه الخلاّل، قالا (5):أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد قال: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (6)قال: سمعت أبي يقول: سمعت يحيى بن معين يثني على النّفيلي.
قال: و سمعت أبي يقول: نا ابن نفيل الثقة المأمون.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن بن قبيس (7)،قالا: نا - و أبو منصور بن زريق، أنا - أبو بكر الخطيب (8)،أنبأنا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه الكاتب، أنا الحسين بن أحمد الهروي (9)،نا أبو الفضل يعقوب بن إسحاق بن محمود الفقيه قال: سمعت أحمد بن سلمة النيسابوري يحكي عن محمّد بن مسلم بن وارة قال: أحمد بن صالح بمصر،
ص: 353
و أحمد بن حنبل ببغداد، و ابن نمير بالكوفة، و النّفيلي بحرّان، هؤلاء أركان الدين.
أخبرنا أبو الفتح ناصر بن عبد الرّحمن، و أبو العشائر بن محمّد بن الخليل، قالا: أنا علي بن محمّد الفقيه، أنا عبد الرّحمن بن عثمان، أنا خثيمة بن سليمان، نا صالح بن علي الموصلي (1)-بحلب - قال:
سألت النّفيلي عن أفضل أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم - و جرى بيني و بينه كلام فقلت: يا أبا جعفر [فأنا أريد أن أجعلك حجة بيني و بين] (2) اللّه عزّ و جلّ قال: و من أنا؟ قلت: لم أر مثلك قال: يا ابن أخي، فانا نقول: خير الناس بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي، قلت: يا أبا جعفر، إن أحمد بن حنبل و يعقوب بن كعب يقولان: عثمان [و يقفان عن علي، قال: أخطئا جميعا، أدركت] (3) الناس و أهل السنّة و الجماعة على هذا.
سمعته منهما.
أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا أبو القاسم عمر بن أحمد بن الواسطي، نا أبو الحسن (4) بن محمّد بن أحمد بن عبد الرّحمن الملطي، نا أبو الحسن أحمد بن جعفر بن زياد السوسي قال: قال: سمعت أبا جعفر النّفيلي يقول:
من شرب مسكرا [فقد] شرب خمرا، و لو أن رجلا حلف بالطلاق لا يشرب خمرا، فشرب نبيذا مسكرا، فإن كانت له نية في خمر العنب فهو و نيته، و إن لم يكن له نية قلت له:
اعتزل امرأتك. و قال: المسكر حرام، المسكر خمر.
أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:
قلت للدارقطني: فعبد اللّه بن محمّد النّفيلي ؟ قال: ثقة، مأمون، يحتج به (5).
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط قال: سنة أربع و ثلاثين و مائتين فيها
ص: 354
مات عبد اللّه بن محمّد النّفيلي بحرّان (1).
أخبرنا أبو محمّد السّلمي - فيما قرأت عليه - عن عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر (2)،أنا أبي، نا علي بن عثمان بن نفيل قال: مات أبو جعفر النّفيلي في شهر ربيع الآخر سنة أربع و ثلاثين و مائتين (3).
قرأت على أبي غالب، و أبي عبد اللّه ابني البنّا عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيوية، أنا محمّد بن القاسم الكوكبي، نا ابن أبي خيثمة قال: مات محمّد بن عبد اللّه بن نمير مع أبي - رحمهما اللّه - في شعبان سنة أربع و ثلاثين، و فيها مات النّفيلي.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: سنة أربع و ثلاثين و مائتين فيها مات ابن نفيل (4).
قال: و أنا أبو علي بن المسلمة، و أبو القاسم العلاّف، قالا: أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا أبو القاسم السكوني، نا محمّد بن عبد اللّه بن سليمان قال: و عبد اللّه بن محمّد النّفيلي - يعني - مات سنة أربع و ثلاثين و مائتين.
قال: و أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي قال:
سمعت أحمد بن خالد بن عبد الملك بن مسرّح يقول: مات أبو جعفر النّفيلي سنة أربع و ثلاثين و مائتين.
[محمود، قال: سمعت أبا أحمد عبيد اللّه بن] (1) محمّد الفقيه الدينوري يقول: سمعت عبد اللّه بن محمّد بن علي القاضي بالدّينور يقول: سمعت أبا زرعة الدمشقي يقول: سمعت أبا مسهر يقول:
سأل المأمون مالك بن أنس: هل لك دار؟ فقال: لا، فأعطاه ثلاثة آلاف دينار، و قال:
اشتر بها دارا، قال: ثم أراد المأمون الشخوص و قال لمالك: تعال معنا فإني عزمت على أن أحمل الناس على:«الموطّأ» كما حمل عثمان الناس على القرآن، فقال مالك: ليس إلى ذلك سبيل، و ذاك أن أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم افترقوا بعده في الأمصار فحدثوا، فعند كلّ أهل مصر علم، و لا سبيل إلى الخروج معك، فإن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم [قال:] (2):«و المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون»[6686].
و قال:«المدينة تنفي خبثها (3) كما ينفي الكير خبث الحديد»[6687].
و هذه دنانيركم فإن شئتم فخذوه، و إن شئتم فدعوه.
حدّثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل - إملاء - أنا أحمد بن عبد اللّه السّوذرجاني، أنا أبو سعيد النقاش - يعني: محمّد بن علي بن عمرو (4)-أنا أبو بكر الشافعي، نا عبد اللّه بن محمّد القاضي الهمداني، نا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو قال:
قلت لأحمد بن حنبل: مالك أفقه أو الأوزاعي ؟ قال: مالك، قلت: مالك أفقه أو الثوري ؟ قال: مالك، قلت: مالك أفقه أو الليث بن سعد؟ قال: مالك.
حكى عن بعض أهل العلم من البغداديين.
ذكر عنه أبو بكر الخطيب، و سمع منه بأطرابلس في ذكر أنهار بغداد] (5).
هو عبد اللّه بن عمران. تقدم ذكره.
ص: 356
ابن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف
أبو محمّد العلوي (1)
قيل إن قبره بدمشق.
حدّث عن أبيه.
روى عنه: ابنه عيسى بن عبد اللّه، و عبد اللّه بن المبارك، و محمّد بن إسماعيل بن أبي فديك، و أبو أسامة حمّاد بن أسامة، و الواقدي، و إسماعيل بن عون بن عبد اللّه (2) بن أبي رافع.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان، و أحمد بن محمّد بن إبراهيم القصّاري.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا أبي.
قالا: أنا إسماعيل بن الحسن بن عبد اللّه الصرصري، نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا يوسف بن موسى، نا عيسى بن عبد اللّه بن محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب أبو بكر، أخبرني أبي، عن أبيه، عن جده، عن علي قال: كان أحبّ ما في الشاة إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم الذراع.
أخبرنا أبو الحسين (3) بن الفرّاء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، أنا أبو جعفر المعدّل، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، أنا الزبير بن بكّار قال (4):
و ولد محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب: عمر، و عبد اللّه، و عبيد اللّه، و أم كلثوم، أمّهم خديجة بنت علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، و أمّها أم ولد، و ولد، عبد اللّه بن
ص: 357
محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب: أحمد و محمّدا يكنى (1) أبا عمر (2)،أمّهما أم ولد، و عيسى يلقب مبارك (3)،كان راوية للحديث و الشعر، و كان شاعرا، و يحيى، و أم عبد اللّه، أمّهم: أم الحسين بنت عبد اللّه بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، و أمّها أم ولد.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا يوسف بن رباح بن علي، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد، أنا أبو بشر محمّد بن أحمد، نا معاوية بن صالح قال:
سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل المدينة و محدّثيهم: عبد اللّه بن محمّد بن عمر بن علي.
أخبرنا أبو البركات، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أحمد بن الحسن (4) بن أحمد - زاد أبو البركات: و أحمد بن الحسن بن خيرون، قالا:- أنا محمّد بن الحسن (5) بن أحمد، أنا محمّد [بن أحمد] (6) بن إسحاق، نا عمر بن أحمد (7) بن إسحاق، نا خليفة بن خيّاط (8) قال:
عبد اللّه بن محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب، أمّه خديجة بنت علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو (9) بن مندة، أنا الحسن بن أحمد بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا (10)،نا محمّد بن سعد قال: في الطبقة السّادسة من أهل المدينة: عبد اللّه بن محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب، و يكنى أبا محمّد، و كان يلقب دافن، مات آخر زمن أبي جعفر.
أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا الحسن بن علي، أنا محمّد بن العبّاس، أنا سليمان بن
ص: 358
إسحاق بن إبراهيم بن الخليل، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (1) قال: في الطبقة الخامسة من أهل المدينة: عبد اللّه بن محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب، و أمّه خديجة بنت علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، و كان يلقّب دافن (2)،و قد روى عنه ابنه (3)و غيره، و كان قليل الحديث، و توفي آخر خلافة جعفر المنصور.
قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد، عن أبي الحسين (4) المبارك بن عبد الجبّار بن أحمد، أنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر، أنا عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمّة، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، أنا جدي قال:
عبد اللّه بن محمّد بن عمر بن علي، أمّه خديجة بنت علي بن حسين بن علي بن أبي طالب، و قد روى عن عبد اللّه بن محمّد أهل الكوفة، و أهل المدينة، سمعت علي بن عبد اللّه بن جعفر يقول: عبد اللّه بن محمّد بن عمر بن علي وسط .
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد:
و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (5):عبد اللّه بن محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب الهاشمي، عن أبيه، عن علي.
أنبأنا أبو عبد اللّه الخلاّل، قال: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
قال (6):أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (7) قال: عبد اللّه بن محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب، روى عنه أبيه، روى عنه ابن المبارك، سمعت أبي يقول ذلك.
قال أبو محمّد: روى عنه ابن أبي فديك، و أبو أسامة.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه،
ص: 359
أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو [محمّد] (1) عبد اللّه بن محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب الهاشمي المدني، يروي عن أبيه، عن علي، روى عنه أبو أسامة حمّاد بن أسامة القرشي، كنّاه محمّد بن عمر الواقدي.
ابن سليمان بن الوليد
أبو العبّاس المعروف بابن الجليد الأسدي
روى عن هشام بن عمّار، و صفوان بن صالح.
روى عنه ابن (2) عدي، و أبو عمر بن فضالة، و محمّد بن جعفر بن أبي كريمة، و أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن أبي دجانة.
أخبرنا خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى بن علي القرشي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو نصر بن الجبّان، أنا أبو عمر محمّد بن موسى بن فضالة، حدّثني عبد اللّه بن محمّد بن عمر الأسدي - يخضب بصفرة - نا هشام بن عمّار، نا مسلم بن خالد، نا هشام بن عروة، عن أبيه عن عائشة:
أن رجلا ابتاع غلاما من رجل، فكان عنده ما شاء اللّه، ثم ردّه من عيب وجد به، فقال الرجل: قد كان استعمل غلامي منذ كان، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«الخراج بالضّمان»[6688].
أخبرناه عاليا، أنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو محمّد السيدي الفقيهان، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي (3)،أنا أبو أحمد الحاكم، أنا محمّد بن محمّد بن سليمان الواسطي، نا هشام بن عمّار، نا مسلم بن خالد الزّنجي، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة:
أن رجلا ابتاع من رجل غلاما، فكان عنده ما شاء اللّه، ثم ردّه من عيب وجده، قال الرجل: قد كان استعمل غلامي ما كان عنده، قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«الخراج بالضّمان»[6689].
قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي زكريا البخاري.
ح و حدّثنا خالي القاضي أبو المعالي، نا نصر بن إبراهيم الزاهد، نا أبو زكريا، نا
ص: 360
عبد الغني بن سعيد، قال: و أما جليد - بفتح الجيم - فهو في نسب عبد اللّه بن محمّد بن أبي (1) الجليد الأسدي، كان بدمشق يحدّث عن صفوان بن صالح، حدّثني عنه محمّد بن جعفر بن أبي كريمة.
كذا قال، و إنما هو: ابن الجليد.
قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن علي بن هبة (2) اللّه [قال] و أمّا جليد - بفتح الجيم و كسر اللام - فهو عبد اللّه بن محمّد بن أبي (3) الجليد الأسدي، كان بدمشق، يحدّث عن صفوان بن صالح، روى عنه محمّد بن جعفر بن أبي كريمة و غيره.
قرأت على أبي محمّد، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: سنة سبع و ثلاثمائة فيها توفي أبو العبّاس بن الجليد.
أبو العبّاس الأزدي (4) الغزّي (5)
سمع بدمشق أبا مسهر و بغيرها: أسد بن موسى، و عبيد اللّه بن موسى، و الفريابي (6)، و آدم بن أبي إياس، و سعيد بن الحكم (7) بن أبي مريم، و عفّان بن مسلم الصفّار.
روى عنه: أبو بكر محمّد بن إسحاق بن خزيمة، و عبد الرّحمن بن أبي حاتم، و أبو بكر بن زياد النيسابوري، و أبو عوانة، و أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن مسلم الأسفراينيان، و زكريا بن يحيى بن يعقوب المقدسي، و أبو سليمان داود بن الوسيم بن أيوب البوشنجي، و أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن إسماعيل الغزّي، و أبو الحسن بن جوصا، و علي بن إبراهيم بن الهيثم.
أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد بن عبد الواحد، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو
ص: 361
إسحاق المزكي، نا عبد الرّحمن بن محمّد بن إدريس الحنظلي، نا عبد اللّه بن محمّد بن عمرو (1) الغزّي، نا الفريابي، نا سفيان، عن عوف الأعرابي، عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان الفارسي قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«تمسحوا بالأرض فإنها بكم برّة»[6690].
قال الدارقطني: تفرّد به الفريابي، و المحفوظ أنه مرسل ليس فيه سلمان.
أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا زكريا بن يحيى بن يعقوب المقدسي - ببيت المقدس - من أصل كتابه و أفادنيه أبو الحسين بن المظفّر [نا عبد اللّه بن محمّد بن عمرو الغزّي، نا الفريابي، نا سفيان، عن إسماعيل، عن قيس، عن جرير] (2) قال: قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«من لم يرحم الناس لا يرحمه اللّه».
أنبأنا أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - قال: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (3)قال: عبد اللّه بن محمّد بن عمرو الغزّي أبو العبّاس، روى عن الفريابي، و أسد بن موسى، و عبيد اللّه بن موسى، و آدم بن أبي إياس، و ابن عفير (4)،و ابن أبي مريم، كتبت عنه، و هو ثقة.
أنبأنا أبو جعفر الهمذاني، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:
أبو العبّاس عبد اللّه بن محمّد بن عمرو بن الجرّاح الغزّي، سمع محمّد بن يوسف الفريابي، و سعيد بن كثير بن عفير الأنصاري، روى ابن خزيمة، و أحمد بن عمير بن يوسف، كناه لنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إدريس الحنظلي.
قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، عن أبي عبد اللّه محمّد بن علي بن أحمد بن المبارك السلمي، أنا أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرّحمن الصّابوني - قدم
ص: 362
علينا - أنا أبو محمّد الحسن بن أحمد المخلدي، قال:
قال أبو العبّاس الغزّي: كتب أحمد بن حنبل إلى أبي مسهر أن يكتب إليه بهذا الحديث، يعني: حديث أم حبيبة:«من مسّ فرجه فليتوضأ»[6691].
فقلت لأبي مسهر: اكتب به معي لأتبجّح (1) به عنده، فقال لي: كتب إلي: اكتب بخطه (2)،و أنا السّاعة في شغل.
أبو الحسن اللّخمي الديربلوطي (3) المقرئ الضرير (4)
قدم دمشق و حدّث بها عن أبي زكريا عبد الرّحيم بن أحمد بن نصر البخاري، و سمعه ببيت المقدس.
سمع منه أبو محمّد بن صابر، و ذكر أنه سأله عن مولده فقال: في دير بلّوط : ضيعة من عمل الرّملة، و استجاز منه له و لابنه أبي المعالي سنة تسع و تسعين و أربع مائة، و ذكر أن اسمه في سماعه: جرّاح بن محمّد بن فرج.
- و يقال: ابن الفضل - الصيداوي
حدّث عن محمّد بن صالح الهاشمي مولاهم.
روى عنه: أبو حاتم الرازي.
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، أنا أبو حفص عمر بن الحسين الصّوفي، و أبو محمّد عبد اللّه بن سعد الأندلسي - الشيخ (5) الصالح - قالا: أنا القاضي أبو الحسن عبد العزيز بن عبد الرّحمن القزويني - بصور - أنا أبو علي حمد بن عبد اللّه بن محمّد الأصبهاني، نا محمّد بن [الحسن بن الحسين القاضي، أنا أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن مردويه، نا أبو
ص: 363
حاتم، نا عبد اللّه بن محمّد بن] (1) الفضل الصيداوي، نا محمّد بن صالح مولى جعفر بن سليمان الهاشمي، نا الأصمعي، حدّثني المعتمر بن سليمان التيمي، عن أبيه قال:
ليس قوم أشد بغضا للإسلام من الجهمية (2) و القدرية (3)،فأما الجهمية فقد بارزوا اللّه، و أما القدرية فإنهم قالوا في اللّه.
وجدته بخط أبي الفتح سليم بن أيوب الفقيه فيما كتبه عن حمد بن عبد اللّه الأصبهاني:
عبد اللّه بن محمّد بن الفضيل بزيادة ياء، و لا أدري هل هو من أهل صيدا ساحل دمشق أو من بني الصّيداء حي من بني أسد، فاللّه أعلم.
أبو محمّد الأندلسيّ الثغري (4) القلعي (5)
من أهل قلعة أيوب، و يعرف بالنظر و الي.
رحل و سمع بدمشق: أبا القاسم بن أبي العقب، و ببغداد: أبا علي بن الصّوّاف، و أبا بكر الشافعي، و أحمد بن جعفر بن حمدان و غيرهم، و بالبصرة أبا إسحاق الهجيمي، و بالكوفة: أبا جعفر بن دحيم، و عبيد اللّه بن خالد بن الحسن الحاسب، و أبا بكر الأبهري، و أبا إسحاق إبراهيم بن سعيد المالكي البصري.
روى عنه: القاضي أبو الوليد عبد اللّه بن محمّد بن يوسف بن الفرضي، و كان شيخا جليلا من أهل العلم، و الزهد، و الشجاعة.
قرأت على أبي الحسن سعد الخير بن محمّد، عن محمّد بن أبي نصر الحميدي قال (6):
عبد اللّه بن محمّد بن قاسم القلعي أندلسي محدّث، له رحلة وصل فيها إلى العراق، و سمع
ص: 364
بالبصرة من أبي إسحاق إبراهيم بن سعيد البصري [المالكي] (1) صاحب القاضي ابن (2) بكير مؤلف «أحكام القرآن»، حدّث بالأندلس.
روى عنه: عبد اللّه بن أحمد بن بتري، و قد روى أبو سعيد بن يونس، عن عبد اللّه بن محمّد بن القاسم الأندلسيّ ، و كنّاه أبا محمّد، و لعلّه هذا.
و ذكره القاضي أبو الوليد [عبد اللّه بن محمّد بن يوسف بن الفرضي في تاريخه (3):
فقال:
عبد اللّه بن محمّد بن القاسم بن حزم بن خلف الثغري] (4) من أهل قلعة أيوب، يكنّى أبا محمّد، سمع بتطيلة من ابن (5) شبل، و أحمد بن يوسف بن عبّاس، و بمدينة الفرج: من وهب بن مسرّة، و بطليطلة: من وهب بن عيسى.
و دخل (6) إلى المشرق سنة خمسين و ثلاثمائة، و دخل العراق، و سمع بالبصرة من الهجيمي أبي إسحاق، و نظرائه من شيوخها (7)،و سمع ببغداد من أبي علي الصّوّاف (8)،و من أبي بكر الشافعي، و من أبي بكر بن حمدان (9)،سمع منه مسند أحمد بن حنبل، و التاريخ، و سمع من أبي الحسن أحمد بن محمّد بن مقسم المقرئ و غيرهم من شيوخ بغداد، و سمع بالكوفة من ابن (10) دحيم مسند ابن أبي عرزة (11) و غير ذلك، و دخل إلى الشام فسمع بها من ابن أبي العقب الدمشقي و غيره، و بمصر: من عبد اللّه بن جعفر بن ألون، و من علي بن العبّاس بن الوز و من أحمد بن الحسن الرّازي، و الحسن بن رشيق، و أبي بكر محمّد بن أحمد بن المسور المعروف بابن أبي طنّة، و جماعة يكثر تعدادهم، و انصرف إلى الأندلس فلزم
ص: 365
العبّادة و الجهاد، و استقضاه المستنصر باللّه - يعني: الأموي - بموضعه ثم استعفاه من القضاء فأعفاه.
و كان فقيها، فاضلا، دينا، ورعا، صليبا في الحق، لا يخاف في اللّه لومة لائم، ما كنا نشبهه إلاّ بسفيان الثوري في زمانه، و أنكر على بعض أسباب السلطان شيئا في ناحيته (1)، فسعى به فعهد بإسكانه قرطبة، فقدمها علينا في أحد شهري ربيع سنة خمس و سبعين فقرأ الناس عليه أكثر روايته.
و كان مما أخذنا عنه مما لم يكن عند شيوخنا كتاب معاني القرآن للزّجّاج (2)،و قرأت عليه كثيرا و أجاز لنا جميع روايته و كان ثقة مأمونا و كان فارسا بئيسا، بلغني أنه كان يقف وحده للفئة، سمع منه غير واحد من شيوخنا الذين كتبنا عنهم: محمّد بن أحمد بن يحيى (3)القاضي، و أحمد بن عون اللّه، و عبّاس بن أصبغ، و إسماعيل بن إسحاق، و عبد اللّه بن إسماعيل. صاحبنا إلى جماعة من كبار أصحابنا، و لم يزل يحدث إلى أن سرح إلى بلده، أقام متلوّما أشهرا على من كان بقي عليه سماع ما كان نسخه أوقاته، محتسبا في ذلك.
و خرج من قرطبة (4) إلى موضعه يوم الأحد لثلاث يعني من ذي القعدة سنة ست و سبعين و ثلاثمائة، و كانت الرحلة إليه من جميع نواحي الثغر، و نفع اللّه به عالما كثيرا، و توفّى رحمه اللّه و أنا (5) بالمشرق لثماني عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث و ثمانين و ثلاثمائة، بقلعة أيوب، و هو ابن ثلاث و ستين سنة.
أبو بكر التّيمي
حدّث عن أبي مسهر، و هشام بن عمّار.
روى عنه: أحمد بن أنس بن مالك، و أبو عمر محمّد بن موسى بن فضالة.
ص: 366
أبو بكر الأسفرايني الجوربذي (1)
من قرية جوربذ رحال.
سمع بمصر: يونس بن عبد الأعلى، و أبا عمران (2) موسى بن عيسى بن حمّاد زغبة، و بالشام: العبّاس بن الوليد بن مزيد - ببيروت - و حاجب (3) ابن سليمان المنبجي، و بالعراق:
الحسن بن محمّد الزعفراني، و محمّد بن إسحاق الصّغاني، و بالحجاز: محمّد بن إسماعيل بن سالم الصائغ، و بخراسان: محمّد بن يحيى الذهلي، و بالريّ : أبا زرعة الرازي، و محمّد بن مسلم بن وارة.
روى عنه: أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين بن شهريار الرازي، و أبو عبد اللّه محمّد بن يعقوب، و أبو علي الحسين بن الحفّاظ ، و أبو محمّد المخلدي، و عبد اللّه بن محمّد بن علي بن زياد المعدّل، و أبو بكر محمّد بن جعفر المزكي، و أبو جعفر محمّد بن أحمد التميمي، و أبو أحمد [محمّد بن] (4) محمّد بن إسحاق الحافظ ، و أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن الحسين الماسرجسي، و علي بن عيسى بن إبراهيم الحيري، و أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن عبدويه بن سدوس العبدوي، و أبو طاهر محمّد بن الفضل [بن خزيمة] (5).
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن عبدويه العبدوي، أنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن مسلم الأسفرايني، نا عيسى بن أبي عمر البزّاز (6)،نا الوليد بن مسلم، حدّثنا صفوان بن عمرو، عن أبي المثنى الأملوكي عن عتبة بن عبد السلمي أنه سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«النار لها سبعة أبواب، و الجنّة لها ثمانية أبواب»[6692].
ص: 367
أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم القارئ، أنا عمر بن أحمد بن مسرور (1)، أنا أبو طاهر محمّد بن الفضل، نا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن مسلم، نا محمّد بن عزيز - يعني: الأيلي - أنا سليمان - و هو ابن سلمة الخبائري - حمصي - نا يوسف بن السفر، نا الأوزاعي، حدّثني الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إن اللّه يحبّ الملحّين في الدعاء»[6693].
أنبأنا أبو جعفر الهمذاني، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال (2):أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن مسلم الأسفرايني، سمع أبا موسى يونس بن عبد الأعلى، و أبا الفضل العبّاس بن (3) الوليد بن مزيد العذري.
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:
عبد اللّه بن محمّد بن مسلم النيسابوري أبو بكر الأسفرايني، و كان من الأثبات المجودين [الجوالين] (4) في أقطار الأرض، سمع بخراسان: محمّد بن يحيى الذهلي و أقرانه، و بالعراق: الحسن بن محمّد الزعفراني و أقرانه، و بالريّ أبا زرعة و أقرانه، و بالحجاز: محمّد بن إسماعيل بن سالم و أقرانه، و بمصر: يونس بن عبد الأعلى و أقرانه، و بالشام: حاجب بن سليمان و أقرانه.
روى عنه: أحمد بن علي، و محمّد بن يعقوب، و الحسين بن علي الحفّاظ ، الأئمة الأثبات.
سمعت أبا محمّد عبد اللّه بن محمّد بن علي المعدّل يقول: سمعت عبد اللّه بن محمّد بن مسلم يقول: ولدت في رجب سنة تسع و ثلاثين و مائتين، و عقّ عنّي أبي و هو بمكّة، و ولدت أنا بالقرية بأسفرايين.
قال أبو محمّد: و توفي سنة ثمان عشرة و ثلاثمائة.
ص: 368
أبو الفضل (1) الهاشمي
أخو شيخنا أبي القاسم أحمد بن محمّد (2).
سمع الكثير من أبي بكر الخطيب، و أبي القاسم الحنّائي، و السّميساطي، و عبد الدائم بن الحسن، و عبد العزيز الكتّاني.
سمع منه: غيث بن علي حديثا واحدا، و إبراهيم بن يونس.
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، حدّثنا أبو الفضل (3) عبد اللّه بن محمّد بن مسلم الهاشمي من حفظه في المذاكرة، أنا أبوا (4) القاسم: السميساطي و الحنّائي، قالا: أنا عبد الوهّاب بن الحسن بن الوليد، نا محمّد بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا مالك بن أنس، عن الزهري، عن أنس:
أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم دخل يوم فتح مكّة و على رأسه المغفر.
قال غيث: لم أسمع منه غيره.
أخبرناه عاليا (5) أنا أبو محمّد بن الأكفاني في جماعة قالوا: أنا أبو القاسم الحنّائي.
ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن (6) بن سعيد، أنا أبو القاسم السميساطي، قالا:
أنا عبد الوهّاب، فذكره.
و لهذا الحديث عندي طرق كثيرة.
ص: 369
أبو بكر بن أبي عبد اللّه الصّيداوي
روى عنه: عبد الغني بن سعيد.
قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا أبو الخطّاب العلاء بن المغيرة بن حزم الأندلسي، نا علي بن بقاء بن محمّد الوراق (1)-و قرأته (2) بخط عبد الغني بن سعيد قال:
سألت أبا محمّد الورّاق عبد اللّه بن محمّد بن المعافي بن أحمد بن أبي كريمة الصيداوي (3) عن مولده فقال: ولدت سنة اثنتين (4) و سبعين و مائتين.
أبو منصور الهروي البزّاز (5)
سمع بدمشق: هشام بن عمّار، و دحيما، و بمصر: محمّد بن رمح، و عيسى بن حمّاد، و حرملة بن يحيى، و بالعراق: سويد بن سعيد.
روى عنه: أبو الفضل يعقوب بن إسحاق الهروي، و أبو إسحاق أحمد بن محمّد بن يونس البزّاز (6) الحافظان.
أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر بن أبي الرضا الفامي حفيد العميري، أنا أبو عاصم الفضيل (7) بن يحيى الفضيلي، أنا أبو علي الحسن بن محمّد بن الحسن الخذاباني (8)الورّاق، نا أبو الفضل يعقوب بن إسحاق بن محمود الفقيه الحافظ ، نا عبد اللّه بن محمّد بن منصور البزّاز قال: سمعت هشام بن عمّار.
و بلغه أن أناسا ينسبونه إلى اللفظية، فغضب و خطب خطبة أثني فيها على اللّه تعالى
ص: 370
و وصفه بالآيات الست من أوّل الحديد، و تلاها علينا، و ذكر من عظمة اللّه ما عجب منه السّامعون من حسنه، ثم ذكر القرآن فقال: القرآن كلام اللّه و ليس بمخلوق، و من قال القرآن - أو قدرة اللّه، أو عزّة اللّه - مخلوقة فهو من الكافرين، فقيل له: ما تقول فيمن قال: لفظي بالقرآن مخلوق ؟ فقال: قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ اَللّٰهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ هذا الذي قرأت كلام اللّه، قيل له: تحدّث الناس ببغداد أنك كتبت إلى الكرابيسي (1) فقال: و من الكرابيسي ؟ ما رأيته قط ، و لا أدري من هو، و اللّه ما كتبت إليه قطّ .
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، أنا أبو طالب عبد الرّحمن بن محمّد الشيرازي، أنا أبو ذرّ الهروي - إجازة - أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن الحسن بن المبارك (2)،أنا أبو إسحاق أحمد بن محمّد بن يونس البزّاز قال: عبد اللّه بن محمّد بن منصور البزّاز، كان كتب عن سويد بن سعيد، و عن حرملة بن يحيى، و ابن زغبة (3)،و ابن رمح، و دحيم، و هشام بن عمّار و نظرائهم، توفي سنة تسع و ثمانين و مائتين.
أبو الفضل (4) البزّاز (5) الرّملي الحافظ
سمع بدمشق: هشام بن عمّار، و دحيما، و هشام بن خالد، و عبد اللّه بن أحمد بن ذكوان، و وارث بن الفضل بن العسقلاني، و نوح بن حبيب القومسي، و عبدة بن عبد الرحيم، و عبد الجبّار بن العلاء، و محمّد بن علي بن الحسين بن شقيق، و هارون بن سعيد الأيلي، و أحمد بن محمّد بن عمر بن يونس اليمامي، و سعيد بن عمرو بن أبي سلمة، و أبا جعفر سليمان بن عبد العزيز، و عبد الملك بن شعيب بن الليث، و عبّاس بن عبد العظيم، و عمرو بن سوّاد السّرخسي (6)،و محمّد بن منصور، و محمّد بن علي ابن أخي رواد (7) بن الجرّاج، و عمرو بن ثور القيسراني، و سعيد عبد الرّحمن المخزومي، و جعفر بن مسافر التّنّيسي.
ص: 371
روى عنه:[أبو] أحمد بن عدي، و أبو سعيد بن الأعرابي، و أبو عمر بن فضالة، و أبو بكر عبد اللّه بن خيثمة بن سليمان الأطرابلسي، و سليمان بن أحمد الطبراني، و أبو بكر محمّد بن الحسين بن صالح السّبيعي و أحمد بن إبراهيم بن الحدّاد التّنّيسي، و أبو الفضل محمّد بن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن الحارث الرّملي.
أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم الحافظ ، و أبو بكر بن ريذة.
ح و أنبأنا أبو الفتح الحداد، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد اللّه الهمذاني، قالوا:
أنا سليمان بن أحمد الطبراني (1)،نا عبد اللّه بن محمّد بن طويت الرّملي البزّاز، نا محمّد بن علي ابن أخي روّاد بن الجرّاح، نا روّاد، نا مالك بن أنس عن ربيعة بن أبي عبد الرّحمن، عن القاسم، عن عائشة.
ح قال: و أنا مالك عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«السفر قطعة من العذاب، يمنع أحدكم نومه، و طعامه، و شرابه، و لذّته، فإذا فرغ أحدكم من حاجته فليتعجل (2) إلى أهله»[6694].
قال سليمان: لم يروه عن مالك عن ربيعة إلاّ روّاد، و المشهور من حديث مالك عن سمي (3).
أبو محمّد الدّينوري الحافظ (4)
سمع عبّاس بن الوليد بن مزيد البيروتي، و عبد اللّه بن محمّد الفريابي - ببيت المقدس - و أبا عمير (5) عيسى بن محمّد بن النحّاس، و أحمد بن عبد الرّحمن بن وهب، و أحمد بن سعيد الهمذاني، و جعفر بن مسافر التّنّيسي، و محمّد بن إبراهيم المصّيصي، و محمّد بن معمر، و إبراهيم بن الحسين (6) المقسمي، و العبّاس بن يزيد البحراني،
ص: 372
و إسماعيل بن توبة، و أبا زرعة، و أبا حاتم الرازيين، و عبد اللّه بن عمرو بن الجرّاج الغزّي، و أبا سعيد الأشجّ الكندي، و محمّد بن سهل بن عسكر و ميمون بن الأصبغ، و علي و أحمد ابني (1) حرب الطائيين، و عبد اللّه بن يوسف الجبيري، و أحمد بن سنان القطان، و يعقوب الدورقي، و محمّد بن حرب النشائي، و سعيد بن عمرو بن أبي سلمة التّنّيسي، و إبراهيم بن سعيد الجوهري، و علي بن سهل الرّملي، و إبراهيم بن بسطام الأبلّي، و محمّد بن خلاّد الباهلي، و محمّد بن الوليد البسري، و يونس بن عبد الأعلى، و علي بن قرّة بن حبيب الغنوي، و غيرهم.
روى عنه: جعفر بن محمّد الفريابي الحافظ ، و هو أكبر منه، و أبو علي الحسين بن علي، و أبو بكر بن الجعابي، و أبو سعيد عثمان بن أحمد بن سنبل الدّينوري، وراق (2) خيثمة، و أبو القاسم علي بن أحمد بن علي بن راشد الدّينوري، و أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن أحمد بن عثمان الدّينوري، و أبو عبد اللّه محمّد بن يحيى بن أحمد بن يحيى الفقيه، و هارون بن عبد العزيز الوادحي (3)،و أبو القاسم عبد الرّحمن بن أحمد بن عمران الدّينوري الواعظ ، و أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن صالح الأبهري، و عتّاب بن محمّد بن عتّاب الوراميني (4) الحافظ ، و أبو جعفر محمّد بن محمّد بن أحمد الصفّار الحافظ المكفوف، و يوسف بن القاسم الميانجي، و أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن (5)الجرجاني، و عبيد اللّه بن سعيد البروجردي، و هو آخر من حدّث عنه وفاة.
أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أحمد بن العبّاس، نا [أبو] (6) محمّد الحسن بن محمّد الخلاّل - إملاء - نا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن أحمد بن عثمان الدينوري بمكة، و كان مجاورا بها سنة سبع و سبعين و ثلاثمائة، نا عبد اللّه بن حمدان الدينوري، نا العبّاس بن يزيد البحراني، نا مروان بن معاوية الفزاري، نا عبيد اللّه بن
ص: 373
عبد اللّه بن الأصمّ ، عن عمّه يزيد بن الأصمّ ، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لعن اللّه اليهود و النصارى، اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد»[6695].
كتب إلي أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال (1):
سألت أبا علي الحافظ عن عبد اللّه بن محمّد بن وهب الدّينوري فقال: كان صاحب حديث حافظا.
ثم قال أبو علي (2):بلغني أن أبا زرعة كان يعجز عن مذاكرته في زمانه.
أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أنا محمّد بن عبد اللّه قال:
سمعت أبا علي الحسين بن علي الحافظ يقول: سمعت أبا محمّد عبد اللّه بن محمّد بن وهب الحافظ يقول (3):
حضرت أبا زرعة يوما و علج من أهل خراسان يلقي عليه الموضوعات التي وضعت بخراسان من حديث محمّد بن القاسم الطايكاني و أحمد بن عبد اللّه الجويباري و هو يجيب:
باطل، و العلج يضحك و يقول: كلّ ما لا تحفظه تقول: باطل، فانتضيت أنا لجواب العلج فقلت: يا هذا أي مذهب تنتحله ؟ فقال: مذهب أبي حنيفة، فقلت: أيش أسند أبو حنيفة عن حمّاد بن أبي سليمان ؟ فتحيّر العلج عاجزا عن الجواب، فقلت: يا أبا زرعة تحفظ عن أبي حنيفة عن حمّاد كذا و عن أبي حنيفة عن حمّاد؟ و أبو زرعة يسرد حديث أبي حنيفة و يمر فيها، ثم قلت للعلج: أ لا تستحي تقصد إمام المسلمين بالموضوعات عن الكذّابين و أنت لم تحفظ لإمامك حديثا (4)؟ فلما قدمنا تقدّم إليّ أبو زرعة فقبّل وجهي و قال لي: يا أبا محمّد خلصتني، خلّصك اللّه من مكروه، ثم قلت للشاب: أيش أسند أبو بكر الصّدّيق عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال: أحاديث كثيرة، قلت: تحفظ منها شيئا؟ قال: نعم، قلت: أيش أسند أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عن أبي بكر، فسكت و لم يذكر منها حرفا واحدا، فقلت: اسمع. و أقبلت على أبي زرعة، فابتدأ و قال: قد روى عمر عن أبي بكر كذا كذا حديثا (5)،حدثناه فلان و نا فلان. و قد روى عثمان
ص: 374
عن أبي بكر: حدثناه فلان و فلان، و قد روى علي عن أبي بكر: حدثناه فلان و فلان فقعد (1)الشاب و لم يعد إلى سوء أدبه معه.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو عمرو (2)عبد الرّحمن بن محمّد الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي قال (3):عبد اللّه بن حمدان بن وهب (4) أبو محمّد الدّينوري، كان يعرف و يحفظ ، سمعت عمر بن سهل يعرف بابن كدوا (5)الدينوري يرميه بالكذب، و يصرّح به. و سمعت أحمد بن محمّد بن سعيد يقول: كتب إليّ ابن وهب جزءين من غرائب الثوري فلم أعرف منها إلاّ حديثين، و كان قد (6) سوّاها عامتها على شيوخه الشاميين (7) و يذكره (8) عن الثوري ليخفي مكان تلك الأحاديث، و كنت أتّهمه بتلك الأحاديث أنه سوّاها على الشاميين.
قال ابن عدي: و عبد اللّه بن حمدان قد قبله قوم و صدّقوه، و اللّه أعلم.
أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق بن بشرى، أنا أبو تمام علي بن محمّد بن الحسن (9)،و أبو الغنائم محمّد بن علي بن علي - في كتابيهما - عن أبي الحسن الدارقطني قال:
و أخبرنا (10) أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن خسرو، و أنا أبو ياسر محمّد بن عبد العزيز بن عبد اللّه الخيّاط ، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن غالب - إجازة - قال: هذا ما وافقت عليه أبا الحسن الدارقطني من المتروكين: و عبد اللّه بن حمدان بن وهب الدينوري حدّثونا عنه - زاد ابن بطريق: متروك-.
أنبأنا أبو المظفّر بن القشيري، عن محمّد بن علي بن محمّد، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي قال: و سألته يعني الدارقطني عن عبد اللّه بن وهب الدّينوري فقال: يضع الحديث (11).
ص: 375
قرأت على أبي القاسم الشّحّامي، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال:
سمعت أبا عبد اللّه الزبير بن عبد الواحد (1) الحافظ - بأسداباذ (2)-يقول:
ما رأيت لأبي علي زلة قط إلاّ روايته عن عبد اللّه بن وهب الدينوري، و أحمد بن عمير بن جوصا.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (3)،أنا محمّد بن عيسى البزّاز (4)،نا صالح بن أحمد الحافظ قال: سمعت أبي يقول: كتب ابن وهب الدّينوري و أفسد حاله [بمرة-] (5) يعني حال محمّد بن إبراهيم بن زياد - فذكرت ذلك لأبي جعفر - يعني للصفار - فقال: ابن وهب يتكلم في الناس، و له في نفسه من الشغل ما لا يتفرغ لغيره.
حكى عن أبيه محمّد بن يحيى.
حكى عنه ابنه أبو الحسن (6) علي بن عبد اللّه بن محمّد بن يحيى بن حمزة.
مما نقلته من خطه في تسمية من قدم الشام مع المتوكل من الكتّاب؛ و امتدحه البحتري، و ذكره أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي في كتاب الوزراء و ذكر من شعره:
ضاق صدري لمّا بعدت و لو كن *** ت قريبا لما ضاق صدري
يا خليّا مما ألاقيه فيه *** ليس بالحبّ و الصبابة تدري
بأبي وجهك الذي لم يزل لي *** فإنّما عند من (1) يلوم بعذري
سكرت من حبّ شكر *** و بعت عرفا بنكر
و أكثرت ذكر هجري *** فصار منها كهجر
و ما تجازي بودّ *** و لا تهشّ لشكر
أنسيت ذكر محبّ *** ما زلت منه بذكر
قال: و من شعر أبي صالح بن يزداد:
لا تجحد الذنب ثم اطلب تجاوزنا *** عنه؛ فإنّ جحود الذنب ذنبان
و امح الإساءة بالإحسان مقتبلا *** إنّ الإساءة قد تمحى بإحسان
قرأت على أبي الفتوح أسامة بن محمّد بن زيد العلوي، عن محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمر، عن أبي عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى المرزباني (2) قال (3):أبو صالح عبد اللّه بن محمّد بن يزداد بن سويد الكاتب المروزي، وزر أبوه للمأمون، و وزر أبو صالح للمستعين، و هو قليل [الشعر] (4) يقول في جارية كان يهواها:
يا خليّا ممّا ألاقيه فيه *** لست بالحبّ و الصّبابة تدري
بأبي وجهك الذي لم يزل [لي] (5) *** قائما عند من يلوم بعذري
و له يفخر بما كان المأمون عقده لأبيه من ولائه لبني هاشم:
ص: 377
إنّ بيتي من الأكاسرة الغر (1) *** ر مكانا تحلّه العيّوق (2)
و لنا من ولاء أحمد خير ال *** ناس ما نحوه النفوس تتوق
تتلظّى الأعداء شحا عليه *** ما لهم من جماله ثفروق (3)
و الإمام المأمون أكّد منه *** سببا قاده (4) له التوفيق (5)
و ذكر أبو الحسن محمّد بن أحمد بن القوّاس الورّاق قال:
مات أبو صالح بن يزداد و هو مستخف في داره، و دفن فشاع موته، فنبش حتى نظر إليه ثم ردّ في قبره في رجب سنة إحدى و ستين و مائتين.
و كذا ذكر أبو بكر أحمد بن كامل القاضي.
3543 - عبد اللّه بن محمّد بن أبي يزيد الخلنجي (6) القاضي (7)
ولي قضاء الكرخ ببغداد، و قيل إنه ولي قضاء دمشق، و كان من رءوس أصحاب أحمد بن أبي دؤاد.
أخبرنا أبوا (8) الحسن: علي بن أحمد بن منصور، و علي بن الحسن بن سعيد، و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، قالوا: قال: أنا أبو بكر الخطيب (9):عبد اللّه بن محمّد بن أبي يزيد الخلنجي، أحد أصحاب الرأي، ولي قضاء الشرقية في أيام الواثق، فأخبرني أبو القاسم الأزهري، أنا أحمد بن إبراهيم، أنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة قال: و في هذه السنة - يعني سنة ثمان و عشرين و مائتين - عزل الواثق عبد الرحمن بن إسحاق و شعيب بن سهل، و ولّى الحسن بن علي بن الجعد مكان عبد الرّحمن على الغربي، و ولّى عبد اللّه بن محمّد الخلنجي
ص: 378
الشرقية (1)،و كان الخلنجي من المجردين [للقول] (2) بخلق القرآن المعلنين به؛ و أنا علي بن المحسّن، أنا طلحة بن محمّد بن جعفر قال: عزل الواثق عبد الرّحمن بن إسحاق، و استقضى عبد اللّه بن محمّد بن أبي يزيد الخلنجي، و كان من أصحاب أبي عبد اللّه بن أبي دؤاد (3)، حاذقا بالفقه على مذهب أبي حنيفة، واسع العلم، ضابطا، و كان يصحب ابن سماعة، و تقلّد المظالم بالجبل، فأخبر ابن أبي دؤاد (4) أنه مستقل، عالم بالقضاء و وجوهه، فسأل عنه ابن سماعة فشهد له، فكلم ابن أبي دؤاد المعتصم فولاّه قضاء همذان (5)،فأقام نحوا من عشرين سنة لا يشكى، و تلطف له محمّد [بن] (6) الجهم في مال عظيم فلم يقبله، و لما ولي الشرقية ظهرت عفته و ديانته لأهل بغداد، و كان فيه كبر شديد، و كتب إليه المعتصم في أن يمتحن الناس، يضبط نفسه فتقدمت إليه امرأة فقالت: إنّ زوجي لا يقول بقول أمير المؤمنين في القرآن ففرّق بيني و بينه، فصاح عليها، فلمّا كان في سنة سبع و ثلاثين في جمادى عزله المتوكل و أمر أن يكشف ليفضحه بسبب ما امتحن الناس في خلق القرآن، فأخبرني الطبري محمّد بن جرير قال: أقيم الخلنجي للناس سنة سبع و ثلاثين و مائتين، قال طلحة: و أخبرني عمر بن الحسن قال: كشف الخلنجي فما انكشف عليه أنه أخذ حبة واحدة.
قرأت في كتاب علي بن الحسين (7) بن محمّد (8) الكاتب (9)،نا محمّد بن خلف وكيع قال: كان الخلنجي القاضي، و اسمه عبد اللّه بن محمّد ابن أخت علّوية المغنّي، و كان تيّاها صلفا، فتقلد في خلافة الأمين قضاء الشرقية فكان يجلس إلى أسطوانة من أساطين المسجد فيستند إليها بجميع جسده و لا يتحرك، فإذا تقدم إليه الخصمان أقبل عليهما بجميع جسده و ترك الاستناد حتى يفصل بينهما ثم يعود إلى حاله، فعمد بعض المجّان إلى رقعة من الرّقاع التي يكتب فيها الدعاء (10) و ألصقها في موضع ذنبته (11) و طلاها بدبق.
ص: 379
و جاء الخلنجي فجلس كما كان يجلس فالتصقت ذنبته بالدّبق، و تمكن منها. فلما تقدم إليه الخصوم، و أقبل عليهم بجميع جسده كما كان يفعل انكشف رأسه، و بقيت الذنبة في موضعه مصلوبة و قام الخلنجي مغضبا، و علم أنها حيلة وقعت عليه، فغطى رأسه بطيلسانه و قام، فانصرف و تركها مكانها حتى جاء بعض أعوانه فأخذها.
و قال بعض شعراء أهل ذلك العصر فيه:
إنّ الخلنجي من تتايهه *** أثقل باد لنا بطلعته
ما تيه ذي (1) نخوة مناسبه *** بين أخاوينه و قصعته
يصالح الخصم من يخاصمه *** خوفا من الجور في قضيّته
لو لم تدبّقه (2) كفّ قانصه *** لطارتيها على رعيّته
قال: و شهرت الأبيات و القصة ببغداد، و عمل علّوية حكاية أعطاهما الزفانين (3)و المخنثين فأحرقوه (4) فيها، و كان علّوية يعاديه لمنازعة كانت بينهما ففضحه، و استعفى الخلنجي من القضاء ببغداد و سأل أن يولّى بعض الكور البعيدة فولّي جند دمشق أو حمص فلمّا ولي المأمون الخلافة غناه علّوية بشعر الخلنجي و هو (5):
برئت من الإسلام إن كان ذا الذي *** أتاك به الواشون عني كما قالوا
و لكنهم لما رأوك غريّة *** بهجري تواصوا بالنميمة و احتالوا
فقد صرت إذنا للوشاة سميعة *** ينالون من عرضي (6) و لو شئت ما نالوا
فقال له المأمون: من يقول هذا الشعر؟ قال: قاضي دمشق، فأمر المأمون بإحضاره فكتب إلى صاحب دمشق بإشخاصه فأشخص و جلس المأمون [للشرب] (7) و أحضر علّوية و دعا بالقاضي فقال له: أنشدني قولك:
برئت من الإسلام إن كان ذا الذي فقال له: يا أمير المؤمنين هذه أبيات قلتها منذ أربعين سنة و أنا صبي، و و الذي أكرمك
ص: 380
بالخلافة، و أورثك ميراث النبوة ما قلت شعرا من أكثر من عشرين إلاّ في زهد أو عتاب صديق، فقال له: اجلس، فجلس، فناوله قدح نبيذ كان في يده و قال له: اشرب، فأرعد، و بكى، و أخذ القدح من يده و قال: و اللّه يا أمير المؤمنين ما غيّرت الماء بشيء قط مما يختلف في تحليله فقال: لعلك تريد نبيذ التمر و الزبيب (1)،فقال: لا و اللّه يا أمير المؤمنين ما أعرف شيئا منهما، فأخذ القدح من يده و قال: أم و اللّه لو شربت شيئا من هذا لضربت عنقك، و لقد ظننت أنّك صادق في قولك كله، و لكن لا يتولى القضاء أبدا رجل بدأ في قوله بالبراءة من الإسلام انصرف إلى منزلك.
و أمر علّويه فغير هذه الكلمة، و جعل مكانها: حرمت مناي منك.
و رويت هذه القصة لغير الخلنجي، و ذكر أن علّوية غنى بالأبيات المأمون بدمشق، و ذكر أنها لعمر بن أبي بكر الموصلي، و ستأتي في ترجمة عمر إن شاء اللّه تعالى.
أخبرنا أبوا (2) الحسن، قالا: و أنا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (3)،أخبرني الأزهري، أخبرني أحمد بن إبراهيم، نا إبراهيم بن محمّد بن عرفة، حدّثني علي بن محمّد بن الفرات قال:
لما تولى الخلنجي قضاء الشرقية كثر من يطالبه بفك الحجر، فدعا بالأمناء فقال لهم:
من كان في يده منكم مال ليتيم، فليشتر له منه مرّا و زبيلا (4) يكون قبله، و ليدفع إليه ماله؛ فإن أتلفه عمل بالمرّ و الزبيل. و قال ابن عرفة: حدّثني داود بن علي قال: سمعت بعض شهود الخلنجي يقول: ما علمت أن القرآن مخلوق إلى اليوم فقلت: و كيف علمت أ جاءك وحي ؟ قال: سمعت القاضي يقول.
و ذكر أحمد بن كامل القاضي قال: سنة ثلاث و خمسين و مائتين مات فيها الخلنجي القاضي.
- و الصواب: عبد الملك بن محمّد - الصّنعاني
من صنعاء دمشق.
ص: 381
روى عن: سعيد بن عبد العزيز.
روى عنه: سليمان بن عبد الرّحمن.
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن يحيى، نا محمّد بن سليمان بن فارس، نا عبد الوهّاب بن الضحّاك السّلمي، نا سليمان بن عبد الرّحمن الدّمشقي، نا عبد اللّه بن محمّد الصّنعاني، نا سعيد بن عبد العزيز، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«استحيوا؛ فإنّ اللّه لا يستحي من الحقّ ، لا تأتوا النساء في أدبارهنّ »[6696].
كذا وقع في هذه الرواية، و إنما هو عبد الملك بن محمّد.
حكى عن محمّد بن المبارك الصوري.
روى عنه: أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن الحسن (1) بن متّويه - إمام جامع أصبهان-.
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم الحافظ ، أنا أبي، نا إبراهيم بن محمّد بن الحسن، نا عبد اللّه بن محمّد الدّمشقي قال: سمعت محمّد بن المبارك الصّوري يقول:
أعمال الصّادقين للّه بالقلوب، و أعمال المرائين بالجوارح للناس، فمن صدق فليقف موقف العمل للّه لعلم اللّه به، لا لعلم الناس بمكان عمله.
حدّث عن سليمان بن عبد الرّحمن.
روى عنه: أبو عمر بن فضالة.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو الحسن بن السمسار، أنا أبو عمر محمّد بن موسى بن فضالة، نا عبد اللّه بن محمّد البزّاز - و يعرف بابن
ص: 382
الوسخ - الشيخ الصالح، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا عيسى بن يونس، عن هشام بن عروة، عن أبيه: أن الزبير أعلم (1) يوم بدر بعمامة صفراء (2).
3547 - عبد اللّه بن محمّد النشّار (3)
أبو أحمد
روى عن هشام بن عمّار.
روى عنه: محمّد بن عيسى الرازي، و محمّد بن علي بن الحسن العطوفي (4).
أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه (5) بن محمّد الشافعي، نا نصر بن إبراهيم - لفظا - أنا أبو القاسم عبد الوهّاب بن محمّد العمري - قراءة عليه - نا أبو الحسن (6) علي بن أحمد بن غسّان، نا (7) أبو بكر أحمد بن الفضل بن (8) جعفر الرامهرمزي (9)،نا أبو بكر الجيان (10)،نا محمّد بن عيسى بن (11) عيسى الرازي - بالعقيق - حدّثني أبو أحمد عبد اللّه بن محمّد، حدّثني هشام بن عمّار، نا الوليد بن مسلم، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن معاذ بن جبل قال:
كنت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في منزل أيوب الأنصاري قال: فتلا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم الآية يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوٰاجاً (12)فرأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قد تغرغرت - يعني: عينيه - فقلت:
يا رسول اللّه، ما تفسير هذه الآية يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوٰاجاً ؟فبكى حتى غشي عليه، ثم أفاق فإذا هو ينتفض و يفيض عرقا، ثم قلت: يا رسول اللّه ما قوله:
ص: 383
فَتَأْتُونَ أَفْوٰاجاً ؟قال:«يا معاذ، لقد سألتني عن أمر عظيم» و بكى حتى ظننت أنّي قد أسأت إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم ثم أقبل عليّ فقال:«يا معاذ، هل تدري عمّا سألت ؟» قلت: أخبرني يا رسول اللّه عن قوله: فَتَأْتُونَ أَفْوٰاجاً قال:«إنّك أوّل من سألني عنها، إذا كان يوم القيامة تجزأ أمّتي عشرة أجزاء، يحشرون على عشرة أفواج، صنف على صورة القردة، و صنف على صورة الخنازير، و صنف على صورة الكلاب، و صنف على صورة الحمير (1)،و صنف على صورة الذّر، و صنف على صورة البهائم، و صنف على صورة السّباع، و صنف يحشرون على وجوههم، و صنف ركبان، و صنف مشاة.
فأمّا الذين يحشرون على صورة القردة فهم قوم من هذه الأمة يسمون القدرية (2)»قلت: يا رسول اللّه و ما علاماتهم و قولهم ؟ قال:«يا معاذ، إنهم مشركو أمتي، يزعمون أنّ اللّه تعالى قدّر بعض الأشياء، و لم يقدّر بعضها، و إنّ المعاصي ليست بمخلوقة، أولئك مشركو هذه الأمة، يعذّبهم اللّه تعالى في النار على صورة القردة» قال: قلت: يا رسول اللّه، فمن هؤلاء الذين يحشرون على صورة الخنازير؟ قال:«يا معاذ أولئك آفة أهل الإسلام و هلاّك الدين المكذبين بما جئت به» قلت: من هم ؟ قال:«يسمون بالمرجئة» قلت: يا رسول اللّه و ما علاماتهم و قولهم ؟ قال:«يا معاذ، يزعمون أن الإيمان قول، لا يضرّهم مع القول كثرة المعاصي، كما لا ينفع أهل الشّرك كثرة من صالح الأعمال، أولئك يعذبهم اللّه - عزّ و جل - في النار مع هامان في صورة الخنازير»، قلت: يا رسول اللّه، فما الصّنف الذي يحشرون على صورة الكلاب ؟ قال:
«يا معاذ، أولئك قوم من أهل الدعوة مرقوا من الدين، و استحلّوا دماء أمتي، و استباحوا حريمهم، و تبرءوا من أصحابي، يسمون بالحرورية، أولئك كلاب النار - ثلاثا - لو قسم عذابهم على الثقلين لأوسعهم، لهم في الدنيا نباح كنباح الكلاب» قلت: يا رسول اللّه فما الصّنف الذين يحشرون على صورة الحمير (3)؟قال:«صنف من هذه الأمة يسمون الرافضة» قلت: يا رسول اللّه، فما علامتهم ؟ قال:«إنهم مشركون ينتحلون حبّنا و يتبرءون من أبي بكر و عمر و يشتمونهما، لهم نبز (4) لا يرون جمعة و لا جماعة أولئك في النار شرّ مكانا» قلنا: يا رسول اللّه، أ ليس هذه (5) الأصناف مؤمنون قال:«يا معاذ ما نفعهم إيمانهم شيئا إذا تركوا الإيمان و خالفوا ما جئت به، أولئك لا تنالهم شفاعتي» قلت: يا رسول اللّه، فما الصنف الذين
ص: 384
يحشرون على صورة السباع ؟ قال:«يا معاذ زنادقة الأمة» قلت: يا رسول اللّه صفهم و ما قولهم ؟ قال:«ينكرون حوضي و شفاعتي و يكفرون بفضائلي ألا إن اللّه عز و جل - يعني - جعل منهم قوما يحشرون عطاشا إلى النار على صورة السباع» قلت: يا رسول اللّه أ تنفعهم شفاعتك ؟ قال:«يا معاذ كيف تنفعهم شفاعتي و لم يقرّوا بشفاعتي» قلت: يا رسول اللّه، فما الصنف الذين يحشرون على صورة الذرّ؟ قال:«يا معاذ المنكرون المتعظمون من أمّتي، و أصحاب البغي على أمّتي، و أصحاب التطاول، يحشرون على صورة الذرّ إلى النار» قلت: يا رسول اللّه، فما الصنف الذين يحشرون على صورة البهائم» قال:«أولئك أكلة الربا الذين لا يقومون إلاّ كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس» قلت: يا رسول اللّه، فما الصنف الذين يحشرون على وجوههم ؟ قال:«أولئك المصورون، و الهمّازون، و اللّمّازون، و السعاة من هذه الأمة» قلت: يا رسول اللّه فما الصّنف الذين يحشرون مشاة ؟ قال:«أولئك أهل اليمين» قلت:
فما الصنف الذين يحشرون ركوبا؟ قال:«أولئك المقربون الذين يحشرون إلى جنّات عدن» (1)[6697].
أبو العبّاس الأنباري المعروف بابن شرشير
الأنباري الناشي الشاعر المتكلم (2)
قدم دمشق.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس،[نا-] (3) و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (4)،أخبرني القاضي أبو عبد اللّه الحسين بن علي الصّيمري، نا محمّد بن عمران المرزباني قال: قال محمّد بن داود الجرّاح:
ص: 385
عبد اللّه بن محمّد الناشئ من أهل الأنبار، نزل بغداد، و له كتب ينقض فيها كتاب المنطق، و أشعار في ذلك، و كان شاعرا، و له قصيدة على روي واحد، و قافية واحدة تكون أربعة آلاف بيت ذكرها الناجم و ذكر أنه أنشده إياها، و كان ينزل في خلاف كل معنى قالت فيه الشعراء.
قال المرزباني: و كان أبو العبّاس الناشئ متهوسا، شديد الهوس، و شعره كثير، و هو مع كثرته قليل الفائدة، و قد قرأت بعض كتبه فدلّتني على هوسه و اختلاطه؛ لأنه أخذ نفسه بالخلاف على أهل المنطق، و الشعراء، و العروضيين و غيرهم، و رام أن يحدث لنفسه أقوالا ينقض بها ما هم عليه، فسقط ببغداد، فلجأ إلى مصر، فشخص إليها، و أقام بها بقية عمره.
قرأت على أبي الفتوح أسامة بن محمّد بن زيد، عن محمّد بن أحمد (1) بن عمر، عن أبي عبيد اللّه المرزباني قال:
عبد اللّه بن محمّد الناشئ المعروف بشرشير و يكنى أبا العبّاس، من أهل الأنبار، نزل بغداد، و هو مهووس، يتعاطى الخلاف على العلماء في المنطق و العروض، و على الشعراء في المعاني التي قالوا فيها. و صار إلى مصر فأقام بها مدة. و له إلى أبي أحمد يحيى بن علي المنجم مكاتبات بالأشعار، و جوابات، و هو القائل:
لعمري لقد صادت فؤادي غريرة *** هي الشمس، بل أضواء من الشمس و البدر
فدى لك نفسي لو مننت بزورة *** تقرّ لها عيني و أشفي لها صدري
سلي الليل عني كم أراعي نجومه *** فإنّ الليالي يطّلعن على سرّي
أبيت أراعي النجم فيك كأنّما *** أقلّب جنبي في الفراش على جمر
و من شؤم جدّي أن داري قريبة *** و ما لي سوى الإعراض و النظر الشزر
و له في داود بن علي الأصبهاني (2) الفقيه (3):
أقول كما قال الخليل بن أحمد *** و إن شئت ما بين النظامين في الشّعر (4)
ص: 386
عذلت على ما لو علمت بقدره *** بسطت (1) مكان العذل (2) و اللوم من عذري
جهلت و لم تعلم (3) بأنك جاهل *** فمن لي بأن تدري بأنك لا تدري ؟
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو النجم الشّيحي (4)،قالا: قال: أنا أبو بكر الخطيب (5) عبد اللّه بن محمّد أبو العبّاس المعروف بابن شرشير (6) الناشئ الشاعر المتكلم من أهل الأنبار، أقام ببغداد مدة طويلة ثم خرج إلى مصر، فنزلها.
قرأت على أبي محمّد السّلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (7):أمّا الناشئ - أوله نون و بعد الألف شين - فهو أبو العبّاس الناشئ المعتزلي، كان متكلما و له تصانيف، ذكره ابن طرخان.
قال لي أبو القاسم بن السّمرقندي رئي الناشئ في مسجد دمشق و قد خلع سراويله ليبيعه فقيل: لو تعرضت لهؤلاء الملوك فأنشأ يقول:
و إنّي لأرضى باليسير تعففا *** و لي همّة تسطو على نوب الدّهر
أفكر في بيعي قبائي بهمّتي *** فارتاح من ذلّ السؤال إلى الفقر
مخافة أن ألقى بخيلا مصرّدا *** يثمّن لي نزر العطية بالشكر
أنشدني أبو القاسم محمود بن عبد الرّحمن بن أبي القاسم البستي، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن أحمد بن محمّد بن علي الواحدي الفقيه، أنشدنا عبد الرّحمن بن محمّد بن الحسين بن موسى السّلمي، أنشدنا منصور بن عبد اللّه، أنشدنا الناشئ:
طلبت يوما مثلا سائرا *** فكنت في الشعر له ناظما
لا خير في المرء إذا لم يكن *** لا طالبا علما و لا عالما
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر محمّد بن العبّاس بن حيويه، أنشدنا أبو بكر بن المرزبان، أنشدنا أبو العبّاس المتكلم:
ص: 387
و كان لنا أصدقاء حماة *** و أعداء سوء فما خلّدوا
تساقوا جميعا كئوس الحمام *** فمات الصّديق و مات العدو
أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز المكي، نا أبو عبد اللّه الحسين بن يحيى بن إبراهيم بن الحكاك - بمكة - أنا الحسن (1) بن علي بن محمّد الشيرازي، أنا علي بن عبد اللّه بن الحسين، أنشدنا جعفر بن محمّد الخواص، أنشدني ابن مسروق، أنشدني الناشئ أبو العبّاس: شعر:
إنّي ليهجرني الصديق تجنيا *** فأريه أنّ لهجره أسبابا (2)
أوليته مني السكوت و ربما *** كان السكوت عن الجواب جوابا
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، قال: نا - و أبو النجم الشّيحي، قالا (3):أنا - أبو بكر الخطيب (4)،أخبرني الصيمري، أخبرني المرزباني، أخبرني الصولي.
قال: و أنا علي بن أبي علي - لفظا - أنا محمّد بن العبّاس الخزّاز (5)،نا الصولي.
حدّثني محمّد بن خلف بن المرزبان، قال: اجتمع عندي أحمد بن أبي طاهر و الناشئ و محمّد بن عروس، فدعوت لهم مغنية فجاءت و معها رقيبة لم ير الناس أحسن منها، فلما شربوا أخذ الناشئ رقعة فكتب فيها (6):
فديتك لو أنهم أنصفوك *** لودّوا النواظر عن ناظريك
تردين أعيننا عن سواك *** و هل تنظر العين إلاّ إليك
و هم جعلوك رقيبا علينا *** فمن ذا يكون رقيبا عليك
أ لم يقرءوا - ويحهم - ما يرون *** من وحي حسنك في وجنتيك
قال: فشغفنا بالأبيات، فقال ابن أبي طاهر: أحسنت و اللّه و أجملت، قد و اللّه حسدتك على هذه الأبيات، و اللّه لا جلست، و قام و خرج.
ص: 388
أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبد اللّه بن كادش، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، نا محمّد بن خلف بن المرزبان، قال: وقف أبو العيناء عليّ و جاءني ابن أبي طاهر و العروس و الناشئ فقلت: الخليفة لا يقدر على جمع مثلكم و قد شوي لي سمك، ففعلوا، فأكلنا، و أحضرتهم نبيذا، فطلب الناشئ كراعة يقال لها زهراء، فجاءت و معها رقيبة ما رأينا قط أحسن وجها منها، فعبث الجميع بها، و مازحوها فجذب الناشئ الدواة و عمل شعرا من وقته:
فديتك لو أنهم أنصفوك *** لردّوا النواظر عن ناظريك
تردّين أعيننا عن سواك *** و هل تنظر العين إلاّ إليك
و قد جعلوك رقيبا علينا *** فمن ذا يكون رقيبا عليك ؟
أ لم يقرءوا ويحهم، ما يرون *** من وحي قلبك من مقلتيك
فلما قرءوا الرقعة وثب ابن أبي طاهر و قال: من أين لك ويحك هذا؟ و اللّه لا جلست حسدا لك.
أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد العلاّف.
ح و أخبرنا أبو المعمر المبارك بن أحمد عنه.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن أبي جعفر (1)،أنشدني أبو محمّد بن الأكفاني، أنشدني أبو العبّاس الناشئ لنفسه.
ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنا أبو بكر بن أبي الحديد، أنا جدي [أبو بكر، أنا] (2) أبو بكر الخرائطي، أنشدني أبو العبّاس الناشئ - و لم يذكر ابن أبي الحديد:
الأكفاني، و هو الصواب:-
إذا المرء أحمى نفسه حلّ شهوة *** لصحّة أيام تبيد و تنفد
فما باله لا يحتمي من حرامها *** لصحة ما يبقى له و يخلّد
ص: 389
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس،[نا-] (1) و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (2)،أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد الطبراني، أنشدنا الناشئ لنفسه بمصر سنة ثمانين:
ليس شيء أحرّ في مهجة العاشق *** من هذه العيون المراض
و الخدود المضرّجات اللواتي *** شيب جريالها (3) بحسن البياض
و رنوّ الجفون و الغمز بالحاجب *** عند الصدود و الإعراض
و طروق الحبيب و الليل داج *** حين همّ السّمّار بالإغماض
أنبأنا [أبو] (4) الحسن بن العلاّف.
و أخبرني (5) أبو (6) المعمر عنه.
ح و أخبرني أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، و أبو الحسن بن العلاّف، قالا: أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أحمد بن إبراهيم، أنا محمّد بن جعفر، أنشدني أبو العبّاس الناشئ لنفسه:
و لما رأين البين قد جدّ جدّه *** و أيقنّ منّا بانقطاع المطالب
طلبن على الركب المحثّين علّة *** فعجن علينا من صدور الركائب
فلمّا تواقفنا كتبن بأعين *** لنا كتبا أعجمنها بالحواجب
فلما قرأناهنّ سرّا طوينها *** حذار الأعادي بازورار المناكب
قال: و أنا محمّد بن جعفر، أنشدني أبو محمّد الأكفاني للناشئ (7) شعر:
كلّ النّفوس لها في قتلها قود *** إلاّ نفوس أبادتها الدّمى القتل
و كلّ جرح له شيء يلاثمه *** إلاّ جروحا جنتها الأعين النجل
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (8)،قال: بلغني أن أبا العبّاس الناشئ مات سنة ثلاث و تسعين و مائتين (9).
ص: 390
روى عن محمّد بن الوزير بن الحاكم.
روى عنه: أبو بكر بن أبي دجانة.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، حدّثني أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن أبي دجانة، نا عبد اللّه بن محمّد الرّعيني، نا محمّد بن الوزير، نا (1) مروان - و هو ابن محمّد - نا سعيد بن عبد العزيز، حدّثني سليمان بن (2) موسى:
أن أبا سيّارة المتعي (3) أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال: يا رسول اللّه إنّ لي نخلا قال:«أدّ العشر» قال: يا نبي اللّه أحم جبلها، قال: فحمى له جبلها[6698].
قرأت بخط أبي محمّد بن الأكفاني، و ذكر أنه وجده بخط بعض أهل العلم في تسمية من سمع منه بدمشق سنة ثلاث عشرة و ثلاثمائة: عبد اللّه بن محمّد الرّعيني.
أبو القاسم الدّمشقي السماحي (4) الصوفي
صنّف كتاب مقالات الصّوفية.
و حكى عن أبي بكر الشّبلي، و إبراهيم بن المولّد، و أبي عبد اللّه الحسين بن خالويه النحوي.
حكى عنه أبو عبد الرّحمن السّلمي، و عبد الملك بن محمّد القشيري.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي قال: سمعت عبد اللّه بن محمّد الدّمشقي يقول: سمعت إبراهيم بن المولّد يقول:
ص: 391
قال أبو سعيد الخرّاز (1) علامة العبودية ثلاث: الوفاء للّه على الحقيقة، و المتابعة لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في الشريعة، و النصيحة لجميع هذه الأمة.
قال: و أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي قال: سمعت أبا القاسم عبد اللّه بن محمّد الدّمشقي يقول: سمعت الشّبلي يقول: الورع أن يتورع عن كل ما سوى اللّه.
سمعت أبا المظفر بن القشيري يقول: سمعت أبي الأستاذ أبا القاسم يقول: سمعت محمّد بن الحسين يقول: سمعت عبد اللّه بن محمّد الدّمشقي يقول: سمعت إبراهيم بن المولّد يقول (2):
سألت ابن (3) الجلاّ: متى يستحق الفقير اسم الفقر (4)؟فقال: إذا لم يبق عليه بقية منه، فقلت: كيف ذاك ؟ فقال: إذا كان [له] (5) فليس له و إذا لم يكن له فهو له.
أخبرنا أبو سعد عبد اللّه بن أسعد بن أحمد بن محمّد بن حيّان النسوي، أنا أبو بكر بن خلف، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي قال: سمعت عبد اللّه بن محمّد الدّمشقي يقول: سمعت الشّبلي في يوم عيد و قال له رجل: يا أبا بكر، اليوم يوم العيد، فأنشأ يقول:
ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر قال: سمعت أبا بكر محمّد بن الحسن الخبّازي (6) قال: سمعت الشيخ أبا عبد الرّحمن محمّد بن الحسين السّلمي يقول: أنشدني عبد اللّه بن محمّد الدّمشقي قال: سمعت الشّبلي ينشد أيام العيد في مجلسه:
الناس بالعيد قد سرّوا و قد فرحوا *** و ما سررت به و الواحد الصّمد
لمّا تيقّنت أنّي لا أعاينكم *** غمّضت عيني فلم انظر إلى أحد
أخبرنا أبو سعيد محمّد بن إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم القرّي (7)،أنا أبو بكر محمّد بن
ص: 392
إسماعيل بن السّري بن بنّون التفليسي، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي، أخبرني عبد اللّه الدّمشقي قال: أنشدني ابن (1) خالويه لبعضهم:
هجرتك لا قلى منّي و لكن *** رأيت بقاء ودّك في الصّدود
كهجر الحائمات الورد لمّا *** رأت أنّ المنية في الورود
تفيض نفوسها ظمأ و تخشى *** حذارا و هي تنظر من بعيد
تصدّ بوجه ذي البغضاء عنه *** و ترمقه بألحاظ الورود
أخبرنا أبو سعد عبد اللّه بن أسعد، أنا أبو بكر بن خلف، أنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال: سمعت عبد اللّه بن محمّد الدّمشقي قال: كنت واقفا على حلقة الشبلي فجعل يبكي و لا يتكلم فقال له رجل: ما هذا البكاء؟ فأنشأ يقول:
إذا عاتبته أو عاتبوه *** شكا فعلي و عدد سيّئاتي
فيا من دهره غضب و سخط *** أما أحسنت يوما في حياتي ؟
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي، أنشدنا عبد اللّه بن محمّد الدّمشقي لبعضهم:
ربّ دان بقلبه و هو نائي (2) *** و مقيم و قلبه في انصراف
لم يضرنا غبّ التلاقي لأنا *** قد طبعنا على الوفاء و التصافي
من عذيري من ريب دهر عجاب *** لزني أن أخاطب الخطّاب
قد بلاني بكلّ خطب و لكن *** مثل ذا الخطب لم يكن في حسابي
عاذلي عاذري إذ لم أخنه *** عن خطاب إلاّ بترك الخطاب
و هو عين الصواب فليفخر *** العاذل أنّي أصبت عين الصواب
فالقوافي أما فكري (1) إذا ما *** جلبت في غرائب الأغراب
و معاني شعري إذا ما رواها *** عوّذوها بها من الإعجاب
كتبتها الأسماع مذ سمعتها *** في طروس الأفهام و الألباب
و عفت أعين الحوادث عنها *** مذ علتها تمائم الآداب
أبو القاسم المقدسي الإمام
حدّث بدمشق عن أبي حفص عمر بن يوسف بن سليمان البغدادي المذكر.
روى عنه: أبو أحمد عبد اللّه بن بكر (2) بن محمّد بن الحسين الطبراني.
أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، نا نصر بن إبراهيم، أخبرني أبو الفرج عبيد اللّه (3) بن محمّد بن يوسف النحوي - فيما أذن لي في روايته - أن أبا أحمد عبد اللّه بن بكر بن محمّد بن الحسين الطبراني أخبره في إجازته قال: أخبرني أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد المقدسي الإمام بدمشق أنا أبو جعفر عمر بن يوسف بن سليمان البغدادي المذكر المعروف بالباقلاني، أخبرني أحمد بن محمّد بن مسروق، حدّثني بشر بن آدم قال: سمعت سعيد بن مهدي يقول: سمعت ميمون بن سياه (4) يقول: سمعت حوشبا (5) يقول: قال اللّه عزّ و جل:
و عزتي و جلالي، و جودي و مجدي، ما من عين بكت من مخافتي، إلاّ بدّلتها ضحكا في نور قدسي في جواري حيث يسمع كلامي.
ص: 394
كذا وجدته بخط الفقيه نصر رحمه اللّه، و أظنه:
أبا القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه القرشي الإمام بجامع دمشق الذي تقدم، و تصحف القرشي بالمقدسي، و اللّه أعلم.
أبو أحمد
حدّث عن أبي الميمون البجلي.
روى عنه: أبو الحسين (1) بن جميع.
أخبرنا أبو الحسن الفرضي، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنا أبو نصر بن طلاّب، أنا أبو الحسين بن جميع، نا عبد اللّه بن محمّد أبو أحمد، أنا أبو الميمون عبد الرّحمن بن عبد اللّه، نا أحمد بن محمود الهروي عن شيخ له - أظنه: أحمد بن عبد اللّه النجار - عن عبد الرزّاق و عبد الوهّاب ابني همام، عن عبيد اللّه (2) بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال:
خرج النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قابض على شيئين.
فذكر مثل حديث القدّاح (3)،لم يزد على هذا (4).
أبو محمّد بن الزجّاج الوشاء
حدّث عن أبي بكر الخرائطي.
ص: 395
روى عنه أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد بن الطيّان (1).
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، و أبو نصر غالب بن أحمد بن المسلم، قالا: أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن زهير المالكي، نا أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد بن عثمان بن سعيد الغسّاني، نا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد الوشّاء - يعرف بابن الزجّاج بدمشق - إملاء من حفظه، نا أبو بكر محمّد بن جعفر بن سهل الخرائطي، نا علي بن حرب، نا دلهم بن يزيد، نا العوّام بن حوشب، حدّثني عمر بن إبراهيم الهاشمي، حدّثنا عبد اللّه بن عمر (2)،عن أسيد بن صفوان (3)-و كانت له صحبة برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم - قال:
لما كان اليوم الذي قبض فيه أبو بكر الصّدّيق ارتجّت المدينة بالبكاء، و دهش الناس كيوم قبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و جاء علي باكيا مسرعا و هو يقول: اليوم انقطعت خلافة النبوة، حتى وقف على البيت الذي فيه أبو بكر مسجى فقال: رحمك اللّه أبا بكر، كنت أول القوم إسلاما و أخلصهم إيمانا، فذكره بطوله.
أبو عبد الرّحمن الحنظلي مولاهم المروزي (4)
من [أئمة] (5) المسلمين.
قدم دمشق، و سمع من الأوزاعي، و سعيد بن عبد العزيز، و أبي عبد ربّ (6) الزاهد، و عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و هشام بن الغاز، و عتبة بن أبي حكيم الهمداني، و إبراهيم بن أبي عبلة، و أبي المعلّى صخر بن جندل البيروتي، و صفوان بن عمرو، و عمر بن
ص: 396
محمّد بن زيد العسقلاني، و الحكم (1) بن عبد اللّه الأيلي، و يحيى بن أيوب، و ابن (2)لهيعة، و الليث بن سعد، و سعيد بن أبي أيوب، و حرملة بن عمران، و أبي شجاع سعيد بن يزيد، و الأعمش، و إسماعيل بن أبي خالد، و يونس بن أبي إسحاق، و مجالد بن سعيد، و هشام بن عروة، و زائدة بن قدامة، و يحيى بن سعيد الأنصاري، و يحيى بن عبيد اللّه بن موهب، و أسامة بن زيد الليثي، و ابن (3) عجلان، و ابن جريح، و معمر، و يونس بن يزيد، و موسى بن عقبة، و هشام بن سعد، و محمّد بن إسحاق، و عبد اللّه بن سعيد بن أبي هند، و مالك بن أنس، و سفيان الثوري، و حمّاد بن زيد، و المبارك بن فضالة، و سليمان التيمي، و حميد الطويل، و عوف الأعرابي، و شعبة، و هشام بن حسّان، و عاصم بن سليمان الأحول، و عبد اللّه بن عون، و خالد الحذّاء، و غيرهم.
روى عنه: معمر بن راشد، و سفيان الثوري، و سفيان بن عيينة، و أبو إسحاق الفزاري، و عبد العزيز بن مسلم القسملي، و معتمر بن سليمان، و عبد الرّحمن بن مهدي، و محمّد بن شعيب بن شابور (4)،و الوليد بن مسلم، و أبو أسامة حمّاد بن أسامة، و بقية بن الوليد، و أبو الأحوص سلاّم بن سليم، و داود بن عبد الرّحمن العطار، و أبو أحمد محمّد بن عبد اللّه الزبيري، و نعيم بن حمّاد، و مسلم بن إبراهيم الأزدي، و أبو داود الطيالسي، و أبو النضر هاشم بن القاسم، و يحيى بن آدم، و سعيد بن سليمان سعدويه، و يعمر (5) بن بشر، و أبو الوزير محمّد بن أعين، و عتّاب بن زياد، و أحمد بن الحجّاج، و حبّان (6) بن موسى، و سهل بن عثمان العسكري، و أحمد بن جميل المروزي، و سويد بن نصر الطوساني، و محمّد بن مقاتل المروزي، و يحيى بن عبد الحميد الحمّاني (7)،و عروة بن مروان الرقّي، و أحمد بن منيع البغوي، و عبّاس بن الوليد النرسي، و عيسى بن سالم الشاشي، و عفان بن مسلم، و محمّد بن سعيد بن الأصبهاني، و يحيى بن معين، و عبد الرزّاق بن همّام،
ص: 397
و يحيى بن سعيد القطّان، و أبو بكر بن عياش، و رباح (1) بن زيد، و عبد اللّه بن يزيد المقرئ، و الحسن بن عيسى بن ماسرجس، و الحسين بن الحسن المروزي، و سلمة بن سليمان المروزي، و عبدة بن سليمان، و لوين (2)،و محمّد بن آدم المصّيصي، و أبو صالح محبوب بن موسى الفراء، و المسيّب بن واضح، و سعيد بن رحمة (3) المصّيصي، و الخضر بن شجاع، و علي بن حجر، و فضيل بن عياض، و محمّد بن الحسن الفقيه و غيرهم.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، أنا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا حميد الطويل، عن أنس بن مالك قال:
كان يعجبنا أن يجيء الرجل من أهل البادية يسأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فأتى أعرابي فسأله فقال: يا رسول اللّه متى قيام السّاعة ؟ و أقيمت الصّلاة، فنهض فصلّى، فلما فرغ من صلاته قال:«أين السّائل» قال: أنا يا رسول اللّه، قال:«و ما أعددت لها»؟ قال: ما أعددت من كثير صلاة و لا صيام. إلاّ أني أحبّ اللّه و رسوله، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«المرء مع من أحبّ » قال: فما رأيت المسلمين فرحوا بشيء بعد الإسلام فرحهم به[6699].
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا إبراهيم بن محمّد بن الفتح، نا محمّد بن سفيان، نا سعيد بن رحمة قال: سمعت عبد اللّه بن المبارك يقول عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك قال:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«ما من نفس تموت لها عند اللّه خير، يسرّها أن ترجع إلى الدنيا و لها الدنيا و ما فيها، إلاّ الشهيد لما يرى من فضل الشهادة، فيتمنى أن يرجع فيقتل مرة أخرى»[6700].
أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الطيب عثمان بن عمرو بن محمّد بن المنتاب، نا أبو محمّد (4) يحيى بن محمّد بن صاعد، أنا
ص: 398
الحسين بن الحسن المروزي، أنا ابن المبارك، نا سليمان التيمي، عن أنس بن مالك - شك في رفعه - قال:«لا هجرة بين المسلمين فوق ثلاثة أيام - أو قال: ثلاث ليال-».
و رفعه صحيح، و ممن رفعه عن سليمان بن طرخان (1):محمّد بن عبد اللّه الأنصاري، و وقع لي عاليا من حديثه.
أخبرناه أبو بكر محمّد بن عبد الباقي قال: قرئ على أبي إسحاق البرمكي (2)،أنا عبد اللّه بن إبراهيم بن ماسيّ (3) البزّاز (4)،نا أبو مسلم إبراهيم بن عبد اللّه بن مسلم الكجّي البصري، نا محمّد بن عبد اللّه الأنصاري، نا سليمان التيمي، عن أنس قال:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لا هجرة بين المسلمين فوق ثلاثة أيام، أو قال: ثلاث ليال»[6701].
أخبرنا أبو منصور بن خيرون قال: أنا - و أبو الحسن بن سعيد، قال: نا - أبو بكر الخطيب (5)،أخبرني أبو بشر الوكيل، و أبو الفتح الضّبّي، قالا: أنا عمر بن أحمد الواعظ ، نا أحمد بن محمّد بن عصمة الخراساني، نا أحمد بن بسطام، نا الفضل بن عبد الجبّار قال:
سمعت أبا عثمان حمدون بن أبي الطوسي يقول: سمعت عبد اللّه بن المبارك يقول: قدمت الشام على الأوزاعي فرأيته بيروت، فقال لي: يا خراساني من هذا (6) الذي خرج بالكوفة - يعني - أبا حنيفة، فرجعت إلى بيتي فأقبلت على كتب أبي حنيفة، فأخرجت منها مسائل من جياد المسائل، و بقيت في ذلك ثلاثة أيام، فجئته يوم الثالث، و هو مؤذن مسجدهم و إمامهم، و الكتاب في يدي، فقال: أي شيء (7) هذا الكتاب، فناولته، فنظر في مسألة منها وقعت عليها قال النعمان بن ثابت. فما زال قائما بعد ما أذن حتى قرأ صدرا من الكتاب، ثم وضع الكتاب في كمّه، ثم أقام و صلّى، ثم أخرج الكتاب حتى أتى عليها، فقال لي: يا خراساني من النعمان بن ثابت هذا؟ قلت: شيخ لقيته بالعراق، فقال: هذا نبيل من المشايخ، اذهب
ص: 399
فاستكثر منه، قلت: هذا أبو حنيفة الذي نهيتني (1) عنه.
أخبرنا أبوا (2) الحسن: بن قبيس، و ابن (3) سعيد، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (4)،أنا علي بن أحمد الرزاز، نا أبو علي بن الصّوّاف، نا بشر بن موسى.
ح فأخبرناه عاليا أنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن لؤلؤ، أنا محمّد بن الحسين بن شهريار، قالا: نا أبو حفص الفلاّس عمرو بن علي، قال: ولد عبد اللّه بن المبارك سنة ثمان عشرة و مائة.
أخبرنا أبوا (5) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (6)،أنا محمّد بن أحمد بن رزق.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه، أنا أبو الحسين بن بشران.
قالا: نا عثمان بن أحمد الدقّاق، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه قال: ابن المبارك سنة ثمان عشرة - يعني - ولد سنة ثمان عشرة.
قرأت (7) على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيوية، أنا محمّد بن القاسم، نا أبو بكر بن أبي خيثمة قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ولد ابن المبارك سنة ثمان عشرة و مائة.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (8):و فيها - يعني - سنة ثمان عشرة و مائة ولد عبد اللّه بن المبارك.
قرأت على أبي محمّد السّلمي (9)،عن أبي محمّد التميمي، نا مكي بن محمّد بن الغمر،
ص: 400
نا أبو سليمان بن زبر قال: و فيها - يعني - سنة ثمان عشرة ولد عبد اللّه بن المبارك.
أخبرنا أبوا (1) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (2)،أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب، أنا محمّد بن نعيم، أخبرني أبو أحمد (3) بن أبي عبد اللّه الحمّادي قال: سمعت محمّد بن موسى بن حاتم الباشاني (4) يقول: سمعت عبد اللّه (5) بن عثمان يقول: سمعت عبد اللّه بن المبارك يقول: ولدت سنة تسع عشرة و مائة.
أخبرنا أبوا (6) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (7).
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر الطبري.
قالا: أنا ابن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر بن درستويه، نا يعقوب بن سفيان (8)، قال: سمعت بشر بن أبي الأزهر قال: قال ابن المبارك: ذاكرني عبد اللّه بن إدريس السن (9)،قال: ابن كم أنت ؟ فقال (10):إن العجم لا يكادون يحفظون ذلك، و لكني أذكر أني لبست السواد و أنا صغير عند ما خرج أبو مسلم، قال: فقال لي: و قد ابتليت بلبس السّواد؟ قلت: إنّي كنت أصغر من ذلك، كان أبو مسلم أخذ الناس كلهم بلبس السّواد، الصغار و الكبار.
أخبرنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا القاضي أبو العلاء الواسطي، أنا علي بن الحسن بن علي الجرّاحي.
ح و أخبرنا أبو الفضل أيضا، أنا أبو الفضل بن خيرون.
ح و أخبرنا أبوا الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (11)،قالا: أنا الحسن (12) بن الحسين بن العبّاس، أنا جدي إسحاق بن محمّد النعالي، قالا: أنا عبد اللّه بن
ص: 401
إسحاق المدائني، نا قعنب بن المحرّر الباهلي قال: عبد اللّه بن المبارك الخراساني مولى بني عبد شمس، من بني سعد بن تميم (1).
أخبرنا أبوا (2) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (3)،أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب، أنا محمّد بن نعيم الضّبّي، أنا أبو العبّاس السّيّاري، نا عيسى بن محمّد بن عيسى، نا العبّاس بن مصعب، قال:
كانت أم عبد اللّه بن المبارك خوارزمية (4) و أبوه تركي، و كان عبدا لرجل من التجار من همذان من بني حنظلة، فكان عبد اللّه إذا قدم همذان يخضع لولده و يعظمهم.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العز الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون، قالا:- أنا أبو الحسين الأصبهاني، أنا أبو الحسين الأهوازي، نا خليفة بن خيّاط (5) قال: عبد اللّه بن المبارك يكنى أبا عبد الرّحمن، مات سنة إحدى و ثمانين و مائة.
أخبرنا أبو البركات، أنا أبو طاهر، أنا أبو محمّد يوسف بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، أنا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح، عن يحيى بن معين قال في تسمية محدّثي أهل خراسان: عبد اللّه بن المبارك.
أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا محمّد بن الحسين بن شهريار، نا (6) أبو حفص الفلاّس قال: عبد اللّه بن المبارك يكنى أبا عبد الرّحمن.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو عبد الوهّاب بن محمّد، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا.
ح و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم.
ص: 402
قالا: أنا محمّد بن سعد (1) قال: عبد اللّه بن المبارك، و يكنى أبا عبد الرّحمن، توفي - و قال ابن الفهم: مات - بهيت منصرفا من الغزو سنة إحدى و ثمانين و مائة.
انتهت رواية ابن أبي الدنيا - و زاد ابن فهم: و له ثلاث و ستون سنة، ولد سنة (2) ثمان عشرة (3) و مائة، و طلب العلم، و روى رواية كثيرة، و صنّف كتبا كثيرة في أبواب العلم و صنوفه، حملها عنه قوم، و كتبها الناس عنهم، و قال الشعر في الزهد و الحثّ على الجهاد، و قدم العراق، و الحجاز، و الشام، و مصر، و اليمن و سمع علما كثيرا، و كان ثقة، مأمونا، إماما، حجّة، كثير الحديث.
أخبرنا أبوا (4) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (5)،أنا ابن الفضل القطّان، أنا علي بن إبراهيم المستملي، أنا أبو أحمد بن فارس.
ح و أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد (6)-زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، قالا: نا البخاري (7) قال: عبد اللّه بن المبارك، أبو عبد الرّحمن مولى بني حنظلة.
انتهت رواية ابن فارس، و زاد ابن سهل: مروزي، مات سنة إحدى و ثمانين و مائة في رمضان، سمع معمرا (8)،و يونس بن يزيد، سمع منه يحيى القطّان، و ابن مهدي، و قال موسى بن إسماعيل: سمعت سلاّم بن أبي مطيع يقول: ما خلف بالمشرق مثله، قال أحمد (9):ولد سنة ثمان عشرة و مائة.
أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح (10) قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا محمّد بن أبي حاتم
ص: 403
قال (1):عبد اللّه بن المبارك المروزي، أبو عبد الرّحمن، مولى بني حنظلة، روى عن الأعمش، و إسماعيل بن أبي خالد، و ابن جريج، و معمر، و يونس بن يزيد، روى عنه سفيان بن عيينة (2)،و أبو إسحاق الفزاري، و معتمر بن سليمان، و سلمة بن الوليد، و يحيى بن سعيد القطّان، و عبد الرّحمن بن مهدي، و يحيى بن آدم، و سلمة بن سليمان، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن المبارك، سمع الربيع بن أنس، و حميدا (3) الطويل.
أخبرنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أبو الفضل جعفر بن يحيى - قراءة - أنا عبيد اللّه (4) بن سعيد بن حاتم، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن المبارك، الثقة المأمون.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي طاهر بن أبي الصّقر (5)،أنا هبة اللّه بن إبراهيم، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد قال: أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن المبارك الخراساني.
كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهّاب بن مندة، و أخبرني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه قال: قال: أنا أبو سعيد بن يونس:
عبد اللّه بن المبارك يكنى أبا عبد الرّحمن، مروزي، قدم مصر، و كتب بها، و كتب عنه، سمع منه عبد اللّه بن وهب، و كانت وفاته بهيت في رمضان سنة إحدى و ثمانين و مائة.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصّفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن المبارك الحنظلي المروزي، مولى بني حنظلة، سمع معمر بن راشد، و يونس بن يزيد الأيلي، و الأوزاعي، سمع منه الثوري،
ص: 404
و يحيى بن سعيد القطّان، و ابن مهدي.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، قال: أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر الكلاباذي، قال:
عبد اللّه بن المبارك أبو عبد الرّحمن الحنظلي، مولاهم المروزي، سمع معمر بن راشد، و يونس بن يزيد، و يحيى بن سعيد [و] (1) الأوزاعي، و شعبة، و الثوري، و هشام بن عروة، روى عنه ابن (2) مهدي، و مسلم بن إبراهيم، و معاذ بن أسد، و عبدان، و محمّد بن مقاتل، و أحمد بن محمّد [بن] مردويه، و سعيد بن سليمان.
قال البخاري: قال أحمد بن حنبل: ولد بمرو سنة ثمان عشرة و مائة.
و قال عمرو بن علي: ولد سنة ثمان عشرة و مائة، و مات بهيت سنة إحدى و ثمانين و مائة (3).
و قال الغلاّبي عن أحمد بن حنبل: مات سنة إحدى و ثمانين و مائة، و هو ابن ثلاث و ستين سنة.
أخبرنا أبوا (4) الحسن: بن قبيس، و ابن سعيد، و أبو النجم، قالوا: قال لنا (5) أبو بكر الخطيب (6):
عبد اللّه بن المبارك أبو عبد الرّحمن المروزي، مولى بني حنظلة، سمع هشام بن عروة، و إسماعيل بن [أبي] (7) خالد، و سليمان بن (8) الأعمش، و سليمان التيمي، و حميدا (9)الطويل، و عبد اللّه بن عون، و يحيى بن سعيد الأنصاري، و موسى بن عقبة، و سعيد الجريري، و معمر بن راشد، و ابن جريج، و ابن أبي ذئب، و مالك بن أنس، و سفيان الثوري،
ص: 405
و شعبة، و الأوزاعي، و الليث بن سعد (1)،و زهير بن معاوية، و أبا عوانة، و كان من الربّانيين في العلم، الموصوفين بالحفظ ، و من المذكورين بالزهد.
حدّث عنه داود بن عبد الرّحمن العطّار، و سفيان بن عيينة، و أبو إسحاق الفزاري، و معتمر بن سليمان، و يحيى بن سعيد القطّان، و عبد الرّحمن بن مهدي، و عبد اللّه بن وهب، و يحيى بن آدم، و عبد الرزّاق بن هشام، و أبو أسامة حمّاد بن أسامة، و مكّي بن إبراهيم، و موسى بن إسماعيل، و مسلم بن إبراهيم، و عبدان بن عثمان، و يعمر بن بشر، و أبو النضر هاشم بن القاسم، و يحيى بن معين، و أبو بكر بن أبي شيبة، و الحسن بن الربيع البوراني، و الحسن بن عرفة، و يعقوب الدورقي، و إبراهيم بن مجشّر و غيرهم. قدم عبد اللّه بغداد غير مرة، و حدّث بها.
و قال الخطيب (2):و حدّثني أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن علي السيبي، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد بن سفيان الكوفي - بها - أنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد، نا عبد اللّه بن إبراهيم بن قتيبة، نا محمّد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، قال: سمعت أبي يقول:
سمعت عبد اللّه بن المبارك يقول: نظر أبو حنيفة إلى أبي فقال: أدّت أمه إليك الأمانة، و كان أشبه الناس بعبد اللّه.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، قال: و أنا أبو سعد الزاهد، نا أبو الفضل أحمد بن أبي عمران - بمكة - نا أبو يعقوب البزّاز، نا محمّد بن حاتم السّمرقندي، نا أحمد بن زيد، نا حسين بن الحسن قال:
سئل ابن المبارك و أنا حاضر عن أول زهده فقال: إنّي كنت يوما في بستان و أنا شاب مع جماعة من أترابي، و ذلك في وقت الفواكه، فأكلنا و شربنا، و كنت مولعا بضرب العود، فقمت في بعض الليل، و إذا غصن يتحرك عند رأسي، فأخذت العود لأضرب به، فإذا بالعود ينطق و هو يقول: أَ لَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللّٰهِ (3) قال: فضربت بالعود الأرض فكسرته، و صرفت ما عندي من جميع الأمور التي كنت عليها مما شغل عن اللّه، و جاء التوفيق من اللّه تعالى، فكان ما سهّل لنا من الخير من (4) فضل اللّه تعالى و رحمته.
ص: 406
أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل، أنا أبو محمّد عبيد اللّه بن إبراهيم بن كبيبة النجار، أنا أبو مسلم محمّد بن علي بن أبي طلحة الأصبهاني، نا أبو بكر محمّد بن الحارث بن الأبيض القرشي، حدّثني أبو زرعة أحمد بن موسى بن يونس المقدسي قال: سمعت عبد الرّحمن بن علي بن سعيد التاجر يقول: سمعت الحسن بن عرفة يقول: سمعت ابن المبارك يقول: كنا نطلب هذا الحديث و في خفافنا الخناجر، و كنا نطلبه لغير اللّه، فردّنا (1) إلى اللّه.
أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل الحكاك - قراءة - أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب (2) بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي.
ح و أنبأنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن حمد بن الحسن.
و أخبرني أبو الحسن (3) سعد الخير بن محمّد بن سهل عنه، أنا القاضي أبو نصر أحمد بن الحسين بن محمّد، نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسحاق السّنّي (4)،أنا أبو عبد الرّحمن النّسائي، أنا عبيد اللّه (5) بن سعيد قال: سمعت أبا أسامة يقول:
ما رأيت رجلا أطلب للعلم - زاد عبد الكريم: يعني في الآفاق و قالا:- من عبد اللّه بن المبارك،[رحل إلى] (6) الشامات، و مصر، و اليمن، و الحجاز - زاد عبد الكريم: و ذكر البلاد-.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.
و أخبرني أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي.
أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، حدّثني الفضل بن زياد، قال: قال أحمد بن حنبل:
لم يكن في زمن ابن المبارك أطلب للعلم منه، رحل إلى اليمن، و إلى مصر، و إلى الشام، و البصرة، و الكوفة، و كان من رواة العلم، و أهل ذلك. كتب عن الصغار و الكبار،
ص: 407
و كتب عن عبد الرّحمن بن المهدي، و عن الفزاري، و جمع أمرا عظيما، ما كان أحد أقلّ سقطا من ابن المبارك، كان رجلا يحدّث من كتاب، و من حدّث من كتاب لا يكاد يكون له سقط كثير شيء، و كان وكيع يحدّث من حفظه، و لم يكن ينظر (1)،فكان يكون له سقط ، كم يكون حفظ الرجل (2).
[انتهت رواية] (3) ابن القشيري، و زاد أبو القاسم قال: و كذلك ابن المبارك عن معمر يقول هو غير حديث الناس كان رجلا صاحب حديث، و كان حافظا، فكان يذاكر الأسنان فيحدّثهم.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، و أبو محمّد طاهر بن سهل، قالا: نا أحمد بن علي بن ثابت، أخبرني عبيد اللّه بن أبي الفتح، نا محمّد بن العبّاس الخزّاز (4)،نا عبد اللّه بن أبي داود، نا عبد اللّه بن خبيق عن شيخ له، قال: قيل لابن المبارك: إلى كم تكتب الحديث ؟ قال: لعل الكلمة التي أنتفع بها لم أسمعها بعد.
أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو علي زاهر بن أحمد، أنا محمّد بن المسيّب، نا عبد اللّه بن خبيق (5)،نا عبد اللّه بن السّندي قال: قال رجل لابن المبارك: كم كتب ؟ قال: لعل الكلمة التي أنتفع بها لم أسمع بعد.
أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، نا أبو طالب محمّد بن علي،[نا] (6) أبو الحسين بن سمعون، نا عثمان بن أحمد بن عبد اللّه، نا عبيد بن شريك، نا محمّد بن الحسن بن زياد الأنطاكي، نا عبد اللّه بن ضريس قال:
قيل لعبد اللّه بن المبارك: يا أبا عبد الرّحمن، إلى متى تكتب هذا الحديث ؟ فقال: لعل الكلمة التي أنتفع بها ما كتبتها بعد.
أخبرني أبو عبد اللّه محمّد بن أميرجه بن الأشعث الهروي الصّوفي، أنا أبو عطاء اللّه عبد الأعلى بن عمر عبد الواحد بن أحمد، أنا أبو الفضل الجارودي الحافظ - يعني:
ص: 408
محمّد بن أحمد بن محمّد - قال: سمعت أبا الصّخر محمّد بن مالك بن الحسن السّعدي - بمرو - يقول: سمعت أبا مضر محمّد بن معن الرباطي يقول: سمعت محمّد بن علي بن شقيق يقول: سمعت أبي يقول: سأل أبو خراش بالمصّيصة عبد اللّه بن المبارك: يا أبا عبد الرّحمن، إلى متى تطلب العلم ؟ قال: لعل الكلمة التي فيها نجاتي لم أسمعها بعد.
قرأت على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيوية، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا محمّد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، نا أبو وهب بن محمّد بن مزاحم قال: بلغني أن عبد اللّه قيل له بالشام: إلى كم تطلب هذا العلم ؟ قال: أرجو أن تروني فيه إلى أن أموت.
قال: و قال غيره: أ و ليس يقال: يستغفره كل شيء حتى الحيتان في الماء، فلهذا مترك!.
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز الكتّاني، نا أبو محمّد عبد الواحد بن أحمد بن مسماس، أنا الحسين بن أحمد بن أبي ثابت، أنا زكريا بن يحيى السّجزي، نا أبو موسى عيسى بن سلمة بن وصيف، قال:
اجتمع ابن المبارك و وكيع عند شريك يكتبان عنه، فكان وكيع إذا سوّد ورقتيه تركهما تجف و أخذ في الكلام، و كان ابن المبارك إذا سوّد ورقتيه تركهما تجف و قام يركع.
و سمع ابن المبارك وكيعا يقدم على عثمان فقال له: يا أبا سفيان، و إنك لعلى هذا؟ إنك رجل لا كلمتك حتى ألقى اللّه عزّ و جلّ .
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو نصر الزينبي، و أبو القاسم بن البسري.
ح و أخبرنا أبو المكارم أحمد بن عبد الباقي بن الحسن بن منازل الشيباني، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو نصر الزينبي.
ح و أخبرنا أبو المظفّر محمّد بن محمّد بن عبد الواحد بن زريق، أنا أبو نصر الزينبي، قالوا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا أبو القاسم البغوي، نا محمود بن غيلان، نا علي بن الحسن بن شقيق عن ابن المبارك قالا (1):القرآن كلام اللّه ليس بخالق و لا مخلوق.
ص: 409
أخبرنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى بن علي القاضي، نا أبو الحسن علي بن الحسن (1) بن الحسين، أنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن الحاج بن يحيى الشاهد، نا أبو الفضل محمّد بن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن الحارث الرّملي، نا أبو الفضل العبّاس بن الفضل بن يونس الأسفاطي، نا أحمد بن يونس، قال: سمعت عبد اللّه بن المبارك قرأ شيئا من القرآن ثم قال: من زعم أن هذا مخلوق فقد كفر باللّه العظيم (2).
قرأت (3) على أبي عبد اللّه (4) يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا ابن أبي رزمة - يعني: محمّد بن عبد العزيز - أخبرني أبي، نا إبراهيم بن المغيرة، قال: قال يونس بن يزيد لأهل مكة: إنّما حملت كتبي لهذا الخراساني يعني عبد اللّه بن المبارك.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، نا أبو عصمة سهل بن مج ببخارى، أنا أبو صفوان قال: سمعت المكي يقول: شيّع ابن جريج عبد اللّه بن المبارك فقال: صحبك اللّه، ما زلت موموقا - يعني معشوقا-.
أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمّد، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن محمّد الجوري (5)،أنا أبو عثمان عمرو بن عبد اللّه البصري، قال: سمعت محمّد بن عبد الوهّاب الفراء يقول:
كان أوّلونا يقولون: ما أخرجت خراسان مثل هؤلاء الثلاثة: ابن المبارك، و النضر بن شميل، و يحيى بن يحيى.
رواها الخطيب عن أبي حازم (6) العبدوي، عن عمر بن أحمد (7).
ص: 410
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف.
و أخبرني أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، قالا:
أنا أبو عبد اللّه (1) الحافظ ، أخبرني دعلج بن أحمد السّجزي، قال: سمعت الفضل بن معمر - و قال ابن القشيري: معمر الهروي - يقول: سمعت أبا داود السّجستاني يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: خرج من خراسان رجلان: ابن المبارك، و يحيى بن يحيى.
أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا مكحول، نا عثمان بن خرّزاد، نا محمّد بن حسين (2)،نا عبد اللّه بن يزيد أبو عثمان الحمصي، قال: قال عبد الرّحمن بن عمرو الأوزاعي يوما: رأيت عبد اللّه بن المبارك ؟ قال:
قلت: لا، قال: لو رأيته لقرّت عينك.
كذا قال محمّد بن حسين، و إنما هو ابن حسّان السّمتي.
أخبرنا أبوا (3) الحسن: بن قبيس، و ابن سعيد، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (4)،أنا أبو القاسم الأزهري، أنا محمّد بن المظفّر، نا الحسن بن آدم، نا عثمان بن خرّزاذ، نا محمّد بن حسّان، نا عبد الرّحمن بن يزيد (5) الحمصي (6)،قال: قال الأوزاعي:
رأيت المبارك ؟ قلت: لا، قال: لو رأيته لقرّت عينك.
أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ (7)،أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد المعدّل، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الكريم، نا الفضل بن محمّد البيهقي، نا سنيد (8) بن داود قال: سمعت شعيب بن حرب يقول: سمعت سفيان الثوري يقول: لو جهدت جهدي أن أكون في السنّة ثلاثة أيام على ما عليه ابن المبارك لم أقدر.
ص: 411
أخبرنا أبوا (1) الحسن، قالا: ثنا (2)-و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (3)،أنا البرقاني، نا محمّد بن جعفر بن الهيثم البندار، نا ابن أبي العوّام، قال: سمعت أبي يقول:
سمعت شعيب بن حرب يقول: قال سفيان:
إني لأشتهي من عمري كلّه أن أكون سنة واحدة مثل عبد اللّه بن المبارك، فما أقدر أن أكون و لا ثلاثة أيّام.
أخبرنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أبو الفضل المكّي، أنا عبيد اللّه بن سعيد، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أنا إبراهيم بن يعقوب، نا علي بن الحسن العسقلاني عن رجل ثقة عنده، قال: سمعت شعيب بن حرب قال: سمعت سفيان بن سعيد يقول:
أحببت أن أكون خمسة أيام على و وتيرة ابن المبارك، فلم أقدر عليه، و أربعة أيام، فلم أقدر عليه، و ثلاثة أيام فلم أقدر، و يومين فلم أقدر عليه.
قال شعيب: كنا نأتي ابن المبارك: فنحفظ عنه هل يستطيع (4) أن نتعلق عليه بشيء، فلا نقدر على شيء من ذلك.
أخبرنا أبوا (5) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (6)،أنا ابن يعقوب، أنا محمّد بن نعيم، نا محمّد بن أحمد بن عمر، نا محمّد بن المنذر، نا إبراهيم بن بحر الدّمشقي، نا عمران بن موسى الطرسوسي، قال:
جاء رجل فسأل سفيان الثوري عن مسألة (7)،فقال له: من أين أنت ؟ قال: من أهل المشرق، قال: أ و ليس عندكم أعلم أهل المشرق، قال: و من هو يا أبا عبد اللّه ؟ قال:
عبد اللّه بن المبارك، قال: هو أعلم أهل المشرق ؟ قال: نعم، و أهل المغرب.
قال: أنا محمّد بن المنذر، حدّثني محمّد بن أحمد بن الحسين القرشي، نا أحمد بن عبدة قال: كان فضيل و سفيان (8) جلوسا في المسجد الحرام، فطلع عبد اللّه بن المبارك من
ص: 412
الثنية (1) فقال سفيان: هذا رجل أهل المشرق، فقال فضيل: هذا رجل أهل المشرق و المغرب، و ما بينهما.
قال الخطيب (2):و أنا أحمد بن علي المحتسب، نا يوسف بن عمر القوّاس، نا أحمد بن العبّاس البغوي - إملاء - نا علي بن زيد - يعني الفرائضي - حدّثني عبد الرّحمن بن أبي جميل، قال: كنا حول ابن المبارك بمكة، فقلنا له: يا عالم الشرق (3) حدّثنا، و سفيان قريب منّا - فسمع قال: ويحكم عالم المشرق و المغرب و ما بينهما.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا أحمد بن محرز الهروي، نا أحمد بن جميل قال: سمعت ابن المبارك يقول: دخلت على الثوري بمكة، و قد شرب دواء، و قد أصابه في رأسه ريح قد تحير منها، فقلت: ما في البيت من بصلة، فأتيت بها، فشققتها و ناولتها سفيان الثوري، فقلت: شمّها يا أبا عبد اللّه، فشمّه فعطس و طابت نفسه، فقال: يا ابن المبارك، فقيه و طبيب.
أخبرنا أبي أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة اللّه الحافظ - رحمه اللّه - قال:
أخبرنا أبو القاسم (4) إسماعيل بن أحمد، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف [أنا] (5) أبو أحمد بن عدي، أنا الدغولي، نا ابن قهزاد قال: سمعت عبد العزيز بن أبي رزمة يقول: قال شعبة: من أين أنت ؟ قال: قلت: من أهل مرو، قال:
تعرف عبد اللّه بن المبارك ؟ قال: قلت: نعم، قال: ما قدم علينا مثله (6).
أخبرنا أبوا (7) الحسن: علي بن أحمد الفقيه، و علي بن الحسن بن سعيد، قالا: ثنا (8)- و أبو النجم الشّيحي، أنا أبو بكر الخطيب (9)،أخبرني أبو الفرج الحسين بن علي الطناجيري، نا عمر بن أحمد الواعظ ، نا الحسين بن أحمد بن صدقة، حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة، نا محمّد بن عبد العزيز بن أبي رزمة.
ص: 413
ح (1) و أخبرنا أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب (2)،أنا أبو بكر البرقاني، حدّثني محمّد بن العبّاس الخزاز، نا محمّد بن هارون بن حميد، نا ابن أبي رزمة قال: سمعت أبي يقول: قال لي شعبة: عرفت ابن المبارك ؟ قلت: نعم، قال: ما (3) قدم علينا من ناحيتكم مثله، و لم يقل البرقاني: علينا.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (4)،نا الحميدي، قال: سمعت رجلا قال لسفيان: إن ابن المبارك يروي عنك، عن ابن طاوس عن أبيه: ليس في القلس (5) وضوء، فقال ابن عيينة: ما أعرف هذا، و إن ابن المبارك لثقة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو القاسم السهمي، أنا أبو أحمد بن عدي، نا أبو يعلى، نا عمرو الناقد، قال: قال لنا سفيان بن عيينة: ما رأيت أحدا ممن قدم علينا مثل عبد اللّه بن المبارك، و يحيى بن زكريا بن أبي زائدة (6).
أخبرنا أبو منصور بن زريق (7)،أنا - و أبو الحسن بن سعيد، قال: نا (8)-أبو بكر الخطيب (9)،أنا عثمان بن محمّد بن يوسف العلاّف، أنا محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، نا عمرو الناقد قال: سمعت ابن عيينة يقول: ما قدم علينا من أصحابنا أحد يشبه هذين الرجلين: عبد اللّه بن المبارك، و يحيى بن زكريا بن أبي زائدة.
أخبرنا أبوا (10) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (11)،أخبرني محمّد بن علي المقرئ، نا محمّد بن عبد اللّه النيسابوري الحافظ ، نا أبو حامد أحمد بن محمّد الخطيب [بمرو] (12) نا أبو وهب أحمد بن رافع - ورّاق سويد بن نصر - قال: سمعت
ص: 414
علي بن إسحاق بن إبراهيم يقول: قال ابن عيينة: نظرت في أمر الصحابة، و أمر ابن المبارك، فما رأيت لهم عليه فضلا إلاّ بصحبتهم النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و غزوهم معه.
أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (1)،حدّثني أبي، حدّثني إسحاق بن محمّد بن إبراهيم المروزي قال: نعي ابن المبارك إلى سفيان بن عيينة فقال: رحمه اللّه، لقد كان فقيها، عالما، عابدا، زاهدا، سخيّا، شجاعا، شاعرا.
أخبرنا أبوا (2) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (3)،أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه الكاتب، أنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكي، نا محمّد بن عبد الرّحمن الدغولي، حدّثني محمّد بن عبد اللّه بن قهزاد قال: سمعت أبا الوزير يقول:
قدمت على سفيان بن (4) عيينة فقالوا: هذا وصي عبد اللّه فقال: رحم اللّه عبد اللّه، ما خلف بخراسان مثله، قال: فقالوا له: لا يرضون (5)[قال] ما يقولون قال: يقولون و لا بالعراق قال:
ما أخلق ما أخلق ما أخلق ثلاثا.
أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد قال: كتب إليّ محمّد بن أيوب، أنا عثمان بن عيسى، قال: سمعت حبّان يقول: قال أبو عمران شيخ من أصحاب ابن المبارك: ذكرت عبد اللّه عند ابن عيينة فقال: لا ترى عينيك مثله.
أخبرنا أبوا (6) الحسن، قالا: نا (7)-و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (8)،أنا الحسن بن علي بن عبد اللّه المقرئ.
و أخبرناه عاليا أنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور (9).
ص: 415
قالا: أنا محمّد بن عبد الرّحمن بن العبّاس، أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، نا أحمد بن يوسف التغلبي، نا أحمد بن أبي الحواري، نا أبو عصمة قال:
شهدت سفيان، و فضيل بن عياض، فقال سفيان لفضيل: يا أبا علي أي رجل ذهب - يعني ابن المبارك - فقال فضيل: يا أبا محمّد، و بقي بعد ابن المبارك من يستحيا منه، و قال ابن النقور (1):رجل يستحيي منه.
أخبرنا أبو محمّد المزكي، أنا أبو محمّد التميمي، أنا أبو محمّد العدل، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2)،حدّثني أحمد بن أبي الحواري، عن الفضيل بن عياض قال: لما مات ابن المبارك قال: ما بقي واحد (3) يستحيا منه.
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قالا: أنا أحمد بن علي بن خلف، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن خيران بن الحسن الزاهد بهمذان يقول: سمعت علي بن صالح الكرابيسي يقول: سمعت نصر بن طلبة يقول: سمعت محمّد بن أعين يقول: سمعت الفضيل بن عياض يقول: و ربّ هذا البيت ما رأت عيناي مثل عبد اللّه بن المبارك (4).
أنبأنا أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم بن هوازن، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا الجرّاحي، نا يحيى بن ساسويه، نا عبد الكريم، نا وهب بن زمعة، قال: قال أبو إسحاق الطالقاني: قال الفضيل يوما و ذكر عبد اللّه فقال: أما إني أحبّه، ثم قال:
تدري لم أحبّه ؟ قال: لأنه يخشى اللّه عزّ و جلّ .
أنبأنا أبو سعد محمّد بن محمّد، و أبو علي الحسن بن أحمد، و أبو القاسم غانم بن محمّد بن عبيد اللّه.
ثم أخبرني أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد، أنا أبو علي. قالوا: أنا أبو نعيم (5)،نا إبراهيم بن عبد اللّه، نا محمّد بن إسحاق الثقفي، قال: سمعت محمود بن
ص: 416
محمّد بن أبي المضاء الحلبي (1) يقول: سمعت عبد الرّحمن بن عبد اللّه (2) يقول: كنا عند الفضيل (3) بن عياض فجاء فتى في شهر رمضان سنة إحدى و ثمانين فنعى إليه ابن المبارك، فقال فضيل: رحمه اللّه إما إنه ما خلف بعده مثله.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو القاسم السهمي، أنا أبو أحمد بن عدي قال: سمعت إبراهيم الهسنجاني يقول: سمعت المسيّب بن واضح يقول: سمعت أبا إسحاق الفزاري يقول: ابن المبارك عندنا إمام المسلمين.
أخبرنا أبوا (4) الحسن، قالا: نا (5)-و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (6)[أخبرنا] (7)البرقاني، قال: قرأت على أبي حاتم بن أبي الفضل الهروي أخبركم الحسين بن إدريس، قال: سمعت المسيّب بن واضح يقول: سمعت أبا إسحاق الفزاري يقول: ابن المبارك إمام المسلمين أجمعين.
قال: و أنا هبة اللّه بن الحسن الطبري، أنا علي بن محمّد بن عمر، أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، حدّثني أبي، أنا المسيّب بن واضح قال: سمعت أبا إسحاق الفزاري يقول: ابن المبارك إمام المسلمين أجمعين، قد رأيت ابن إسحاق بين يدي ابن المبارك قاعدا يسائله (8).
أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ (9)،نا إبراهيم بن عبد اللّه، نا أبو العبّاس السراج، قال: سمعت أحمد بن الوليد يقول: سمعت المسيّب (10) بن واضح يقول: سمعت أبا إسحاق الفزاري يقول: ابن المبارك إمام المسلمين، قال: و رأيته قاعدا بن يديه يسائله.
أخبرنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أبو الفضل بن الحكاك - قراءة - أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، أنا محمّد بن علي بن الحسن بن شقيق، حدّثني الثقة، أخبرني أبو صالح الفرّاء قال: سأل رجل الفزاري عن مسألة فقال: كتبت فيها إلى إمام المسلمين - يعني - عبد اللّه بن المبارك.
ص: 417
أخبرنا أبوا (1) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (2)،أخبرني الحسن بن محمّد الخلاّل، نا أحمد بن إبراهيم، نا الحسين بن محمّد بن عفير، نا أحمد بن سنان قال:
بلغني أن ابن المبارك أتى حمّاد بن زيد في أول الأمر، قال: فنظر إليه فأعجبه نحوه، قال له: من أين أنت ؟ قال: من أهل خراسان، قال: من أي خراسان ؟ قال: من مرو، قال:
تعرف رجلا يقال له عبد اللّه بن المبارك ؟ قال: نعم، قال: ما فعل ؟ قال: هو الذي يخاطبك (3)،قال: فسلّم عليه، و رحّب به، و حسن الذي بينهم (4).
أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل التميمي، أنا عبيد اللّه بن سعيد بن حاتم، أنا الخصيب، أخبرني عبد الكريم، أخبرني أبي، نا عبد اللّه بن أحمد، نا محمّد، حدّثني موسى بن إسماعيل قال: سمعت سلاّم بن أبي مطيع يقول لابن المبارك: ما خلف بالمشرق مثله (5)،قال أبي: و كنيته أبو عبد الرّحمن.
أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد، نا ابن الجنيد - و اسمه محمّد بن عبد اللّه - نا البخاري (6)،نا موسى بن إسماعيل، قال: سمعت سلاّم بن أبي المطيع يقول لابن المبارك: ما خلف بالمشرق مثله (7)،و كنيته أبو عبد الرّحمن مولى بني حنظلة.
أخبرنا أبوا (8) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (9)،أخبرني أبو الفرج الطناجيري، أنا عمر بن أحمد الواعظ ، نا الحسين بن أحمد بن صدقة.
و قرأت (10) على أبي عبد اللّه بن البنّا، و حدّثنا أبو الفضل [بن] ناصر، عن أبي المعالي محمّد بن عبد السّلام، أنا علي بن محمّد بن خزفة، أنا محمّد بن الحسين الزعفراني.
قالا: نا ابن أبي خيثمة، نا موسى بن إسماعيل، قال: سمعت سلاّم بن أبي مطيع يقول:
ما خلف ابن المبارك بالمشرق مثله.
ص: 418
أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت علي بن عيسى يقول: سمعت أبا العبّاس (1) محمّد بن إسحاق يقول: سمعت الفضل بن سهل الأعرج يقول: سمعت عبيد اللّه القواريري يقول: لم يكن عبد الرّحمن بن مهدي يقدم أحدا في الحديث على مالك، و ابن المبارك.
أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد، أنا ابن أبي عصمة، نا أبو نشيط ، قال (2):سمعت نعيم بن حمّاد يقول: سمعت عبد الرّحمن بن مهدي يقول: ما رأيت مثل ابن المبارك.
أخبرنا أبوا (3) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (4)،قال: قرأت على أبي بكر البرقاني، عن محمّد بن العبّاس.
ح (5) و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو بكر البرقاني، أنا أبو عمر بن حيّوية - إجازة - نا أحمد بن محمّد بن مسعدة الفزاري، نا جعفر بن درستويه، نا أحمد بن محمّد بن القاسم بن محرز، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: سمعت ابن مهدي يقول: كان ابن المبارك أعلم من سفيان الثوري.
أخبرنا أبوا (6) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (7)،أنا أبو زرعة روح بن محمّد الرازي، أنا علي بن محمّد بن عمر الفقيه، نا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، نا أبو نشيط محمّد بن هارون قال: سمعت نعيم بن حمّاد قال:
قلت لعبد الرّحمن بن مهدي: أيهما أفضل عندك: ابن المبارك، أو سفيان الثوري ؟ فقال: ابن المبارك، فقلت: إن الناس يخالفونك، قال: إن الناس لم يجربوا ما رأيت مثل ابن المبارك.
ص: 419
قال (1):أنا محمّد بن الحسين القطّان، نا عثمان بن أحمد الدقّاق، نا محمّد بن إبراهيم بن يوسف المروزي قال: سمعت أبا الوزير محمّد بن أعين يقول: سمعت عبد الرّحمن بن مهدي يقول:- و قدم بغداد في بيع دار له - فاجتمع إليه أصحاب الحديث فقالوا له:
جالست سفيان الثوري و سمعت منه، و سمعت من عبد اللّه بن المبارك فأيهما أرجح ؟ فقال: ما يقولون ؟ لو أن سفيان جهد جهده على أن يكون يوما مثل عبد اللّه لم يقدر.
أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا أبو إسماعيل محمّد بن إسماعيل الترمذي، نا نعيم بن حمّاد قال:
سألت عبد الرّحمن بن مهدي قلت: أين ابن المبارك من الثوري ؟ فقال لي: يا أبا عبد اللّه بينهما شيء كثير؛ يقدّم ابن المبارك على الثوري.
قال نعيم: فقلت له: إن الناس يخالفونك، فقال: إن الناس لم يباشروا منهما ما باشرت.
قال نعيم: قلت له: يا أبا سعيد، فأين ابن عيينة من الثوري ؟ قال: كان عند ابن (2) عيينة من معرفته بالقرآن، و تفسير الحديث، و غوصه علي حروف معرفته، يجمعها، ما لم يكن عند الثوري.
أنبأنا أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن الجرّاح العدل - بمرو - نا يحيى بن ساسويه، نا عبد الكريم بن أبي عبد الكريم السكري، نا وهب بن زمعة قال: أخبرت عن أبي إسحاق الطّالقاني قال: سمعت عبد الرّحمن بن مهدي يقول:
ما رأيت مثل ابن المبارك، قال: فقال له يحيى بن سعيد القطّان: و لا سفيان، و لا شعبة ؟ قال: و لا سفيان و لا شعبة، كان ابن المبارك فقيها عالما في علمه، حافظا، زاهدا، عابدا، غنيا، حجاجا، غزّاء، نحويا شاعرا، ما رأيت مثله.
ص: 420
قال أبو إسحاق الطّالقاني: و سمعت عبد اللّه بن إدريس يقول: كلّ حديث لا يعرفه ابن المبارك فنحن منه براء (1).
أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم (2)،نا إبراهيم بن عبد اللّه، نا أبو العبّاس السّرّاج، حدّثني الحسن بن عبد العزيز الجروي (3) قال: سمعت أبا عبيد القاسم بن سلاّم يقول:
سمعت عبد الرّحمن بن مهدي يقول: ما رأت عيناي مثل سفيان (4)،و لا أقدّم على عبد اللّه بن المبارك أحدا.
أخبرنا أبوا (5) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (6)،أنا علي بن أبي علي البصري، نا محمّد بن إسحاق بن إبراهيم الصفّار، نا أبو علي بن أحمد بن علي بن شعيب المدائني - بمصر - نا محمّد بن عمر - و هو ابن نافع المعدّل - نا أحمد بن محمّد بن شبّويه، نا الثقة عن ابن المهدي قال:
ما رأيت رجلا أعلم بالحديث من سفيان الثوري، و لا أحسن عقلا من مالك، و لا أقشف من شعبة، و لا أنصح لهذه الأمة من عبد اللّه بن المبارك.
أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (7)،أنا أبو بكر البرقاني قال:
قرئ على عمر بن بشران - و أنا أسمع - أخبركم علي بن الحسين بن حبّان، نا عبد اللّه بن أحمد بن شبّويه، قال: سمعت عمرا - جليس مسدّد - يقول: سمعت عبد الرّحمن بن مهدي يقول:
ما رأيت رجلا أحسن عقلا من مالك بن أنس، و لا رأيت رجلا أنصح للأمة من عبد اللّه بن المبارك، و لا أعلم بالحديث من سفيان، و لا أقشف من شعبة.
أخبرنا أبوا (8) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر (9)،أنا القاضي أبو العلاء الواسطي، نا أبو علي الحسين بن محمّد بن حبش المقرئ - بالدّينور - نا الحسن بن علي بن
ص: 421
زيد البزّاز (1)،قال: سمعت أبا موسى محمّد [بن] المثنّى يقول: سمعت عبد الرّحمن بن مهدي يقول:
ما رأيت عيناي مثل أربعة: ما رأيت أحفظ للحديث من الثوري، و لا أشد تقشفا من شعبة، و لا أعقل من مالك بن أنس، و لا أنصح للأمة من عبد اللّه بن المبارك.
أخبرنا أبو الحسن علي بن يحيى بن رافع النابلسي (2)،و أبو (3) محمّد عبد اللّه بن خليفة النجار الغثوي (4)،قالا: أنا أحمد بن عبد المنعم بن أحمد بن الكريدي، أنا أحمد بن محمّد بن أحمد العتيقي، أنا محمّد بن عبد اللّه الأبهري، أنا محمّد بن الحسين الأشناني، نا محمّد - يعني: بن علي بن شقيق - قال: سمعت أبي يقول: قال عبد الرّحمن بن مهدي:
لم أر أحدا أشدّ بحثا (5) للرجال من شعبة، و لم أر أحدا أعقل من مالك بن أنس، و لم أر أنصح لهذه الأمة من عبد اللّه بن المبارك.
أخبرناه (6) أبو النجم بدر بن عبد اللّه، قال: أنا - و أبو الحسن (7) علي بن الحسن، قال: نا (8)-أبو بكر الخطيب (9)،حدّثني الحسن بن محمّد الخلاّل - لفظا - نا عبد اللّه بن أحمد التّمّار، نا الحسين بن بسطام، نا عيسى بن شاذان، نا عمرو بن عبّاس الأزدي، قال:
سمعت عبد الرّحمن بن مهدي يقول: ما رأيت أعقل من مالك بن أنس، و لا أشد تقشفا من شعبة، و لا أنصح للأمة من عبد اللّه بن المبارك.
قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد، عن سهل بن بشر الأسفرايني، أنا أبو القاسم علي بن محمّد بن علي الفارسي - بمصر - أنا أبو أحمد عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن الناصح بن شجاع الفقيه الشافعي، نا القاضي أبو بكر أبي أحمد بن علي بن سعيد المروزي في دار الحفلا (10) لفظا منه، نا يعقوب بن الدورقي،[نا] (11) أبو بكر بن أبي الأسود، قال: سمعت
ص: 422
عبد الرّحمن بن مهدي يقول:
لم أر أحدا أعلم بالسنّة و ما فيها من حمّاد بن زيد، و لم أر أحدا أحسن وصفا لها من شهاب بن خراش، و لم أر أحدا أجمع من عبد اللّه بن المبارك، و لم أر أحدا أقدمه على بشر بن منصور، و لسفيان علمه و زهده.
قال: و سمعته يقول: أربعة إذا رأيت أحدا من الناس يحمل على أحد منهم أو يذكرهم بسوء فاعلم أنه على خلاف: ابن عون بالبصرة، و مالك بن أنس بالمدينة، و الأوزاعي بالشام، و زائدة بن قدامة بالكوفة، و كان الأوزاعي إماما.
قال: و أنا أحمد بن علي، نا أبو بكر بن زنجويه، قال: قال ابن مهدي: ما رأيت أعقل من مالك بن أنس، و ما رأيت أحفظ من سفيان الثوري، و ما رأيت أشد تقشفا من شعبة، و ما رأيت أنصح للأمة من ابن المبارك.
أخبرنا أبوا (1) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (2)،أنا هبة اللّه الطبري، نا علي بن محمّد بن عمر، نا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، قال: حدّثني أبي قال:
و سمعت ابن الطباع يحدّث عن عبد الرّحمن بن مهدي قال: الأئمة أربعة: سفيان الثوري، و مالك بن أنس، و حمّاد بن زيد، و ابن المبارك.
قال الخطيب (3):و أخبرني ابن يعقوب، أنا ابن نعيم، نا علي بن حمشاذ (4) المعدل، نا محمّد بن أيوب، نا نوح بن حبيب، نا عبد الرّحمن بن مهدي، حدّثني ابن المبارك و كان نسيج وحده.
أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب (5) بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أنا أبي قال: أنا محمّد بن علي بن الحسن، قال: سمعت إبراهيم - و هو ابن رستم - قال: سمعت داود بن عبد الرّحمن و قيل له: قدم ابن المبارك ؟ فقال: قدم خير أهل المشرق.
ص: 423
أنبأنا أبو سعد المطرز، و أبو علي الحداد، و أبو القاسم غانم بن محمّد.
ثم أخبرني أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد، أنا أبو علي الجياد.
قالوا: أنا أبو نعيم (1)،أنا إبراهيم بن عبد اللّه، نا محمّد بن إسحاق (2)،نا أحمد بن سعيد الدارمي قال: سمعت هارون بن معروف عن بشر بن السّري، قال: قال عبد الرّحمن بن مهدي: ابن المبارك آدب عندنا من سفيان الثوري.
أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد قال: سمعت عمر بن نصر الحلبي يقول: أنا إسحاق بن الضّيف قال: سمعت عبد الرزّاق يقول: ما رأيت أحدا من أهل المشرق أفضل من ابن المبارك.
قال: و أنا أبو أحمد، نا ابن سنان - يعني - عمر المنبجي، نا عبد اللّه بن محمّد الضعيف، قال: سمعت عبد اللّه بن المبارك و كان عندنا من أرفع أهل زمانه و أعلمهم بالاختلاف.
أخبرنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا ابن الفضل التميمي، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أنا أبي، أنا محمّد بن علي بن الحسن بن شقيق قال: سمعت أبي يقول:
أتيت باب عبد اللّه بالكوفة، فرأيت شيخا جليلا على بابه، فقال لي: من أين أنت ؟ قلت: أنا من أهل مرو، فقال: تعرف هذا الرجل حقّ معرفته ؟ إنّ هذا رجل لا يأخذ في فن من الفنون إلاّ تخيل إليه أن عمله كان فيه.
فإذا الشيخ الحسن بن عياش.
أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا منصور بن الحسين، و أحمد بن محمود، قالا: و أنا (3) أبو بكر بن المقرئ، نا أبو بكر محمّد بن محمود، نا أبو الهيثم الزهري، نا هارون بن معروف قال: سمعت بشر بن السّري يقول: سمعت إبراهيم بن مهدي - أخو عبد الرّحمن بن مهدي - يقول: كان ابن المبارك أثبت من الثوري.
ص: 424
أخبرنا أبوا (1) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (2)،أنا أحمد بن علي بن الحسين التّوّزي (3)،نا يوسف بن عمر القوّاس، نا أحمد بن العبّاس البغوي، نا علي بن زيد - يعني - الفرائضي - حدّثني علي بن صدقة قال: سمعت شعيب بن حرب قال: ما لقي ابن المبارك رجلا إلاّ و ابن (4) المبارك أفضل منه.
و قال علي بن صدقة: سمعت أبا أسامة يقول: ابن المبارك في أصحاب الحديث مثل أمير المؤمنين في الناس.
قال الخطيب: و أنا أبو نصر أحمد بن إبراهيم المقدسي - بساوة (5)-نا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر المعروف بصاحب الخان - بأرمية (6)-نا محمّد بن إبراهيم الديبلي، نا علي بن زيد، نا علي بن صدقة قال: سمعت أبا أسامة يقول: كان ابن المبارك في أصحاب الحديث مثل أمير المؤمنين في الناس.
أخبرنا أبو الفضل [بن] (7) ناصر، نا جعفر بن يحيى، نا أبو نصر الوائلي، نا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم (8) بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، أنا محمّد بن علي بن الحسن بن شقيق، قال: سمعت إبراهيم بن رستم يقول: سمعت مخلد (9) بن حسين يقول: جالست ابن عون، و أيوب، و يونس فلم أجد فيهم من أفضّله على ابن المبارك.
أنا أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن الجرّاح العدل (10)-بمرو - نا يحيى بن ساسويه، نا عبد الكريم بن أبي
ص: 425
عبد الكريم السكري، نا وهب بن زمعة قال: و قال إبراهيم بن رستم: سمعت مخلد بن الحسين يقول: جالست أيوب، و ابن عون، و هشاما، فلم أر منهم من كنت أفضّله على ابن المبارك.
أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم (1)،نا إبراهيم بن عبد اللّه، نا محمّد بن إسحاق، قال: سمعت أحمد بن الوليد، نا عبيد بن جنّاد و قال: سمعت العمري يقول:
ما رأيت في دهرنا هذا يصلح لهذا الأمر إلاّ رجلا أتى إلى منزلي فأقام عندي ثلاثا يسألني عن غير ما يسألني عنه أهل هذا الدهر، فصيح اللسان، إلاّ أنّ اللغة مشرقية (2)،يكنى بأبي عبد الرّحمن، معه غلام يقال له سفير فقلنا له: هذا عبد اللّه بن المبارك، فقال: هكذا ينبغي، إن كان بقي (3) أحد يصلح لهذا الأمر فذاك.
قال عبيد: يعني: الاقتداء بالعلم.
أخبرنا أبوا (4) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (5)،أنا أبو عبد اللّه بن أحمد بن عبد اللّه بن الحسين المحاملي، نا إبراهيم [بن محمّد بن يحيى المزكي، حدّثنا أبو العباس محمّد بن عبد الرّحمن الدغولي، حدّثنا عبد المجيد بن إبراهيم، حدّثنا وهب] (6) بن زمعة، نا معاذ بن خالد، قال:
تعرفت إلى إسماعيل بن عياش بعبد اللّه بن المبارك قال: فقال إسماعيل بن عياش: ما على وجه الأرض مثل عبد اللّه بن المبارك، و لا أعلم أنّ اللّه عزّ و جلّ خلق خصلة من خصال الخير إلاّ و قد جعلها في عبد اللّه بن المبارك، و لقد حدّثني أصحابي أنهم صحبوه من مصر إلى مكة، فكان يطعمهم الخبيص (7) و هو الدهر صائم.
أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم (8)،نا إبراهيم بن عبد اللّه، نا محمّد بن إسحاق قال: سمعت أبا يحيى محمّد بن عبد الرحيم يقول: سمعت عبيد بن جنّاد (9)،أبا سعيد،
ص: 426
قال: قال لي عطاء بن مسلم: يا عبيد، رأيت عبد اللّه بن المبارك ؟ قلت: نعم، قال: ما رأيت مثله و لا ترى مثله.
أنبأنا أبو علي، أنا أبو نعيم، نا إبراهيم بن عبد اللّه.
ح و أخبرنا أبوا (1) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (2)،قال:
قرأت على البرقاني، عن أبي إسحاق المزكي.
قالا: نا محمّد بن إسحاق السراج، نا حاتم الجوهري، نا أسود بن سالم قال: كان ابن المبارك إماما يقتدى به، كان من أثبت الناس في السّنّة، إذا رأيت رجلا يغمز ابن المبارك بشيء فاتّهمه على الإسلام.
أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد، نا الليث بن عبدة، قال:
قال ابن أبي مريم ليحيى بن معين: من أثبت في نحوه (3) ابن المبارك أو ابن وهب ؟ فقال: ابن المبارك أثبت منه في جميع ما يروي، ثم قال: ابن المبارك بابه يحيى بن سعيد القطّان.
قال: أنا إسماعيل بن مسلمة بن قعنب، نا محمّد بن معتمر قال: قلت لأبي: من فقيه العرب ؟ قال: سفيان الثوري، فلما مات سفيان قلت: له من فقيه العرب ؟ قال: عبد اللّه بن المبارك.
أخبرنا أبو علي الحداد - في كتابه - أنا أبو نعيم الحافظ (4)،نا محمّد بن علي، قال:
سمعت أحمد بن محمّد بن إبراهيم يقول: سمعت أبا إسماعيل الترمذي يقول: سمعت إسماعيل بن مسلمة القعنبي (5) يقول: سمعت محمّد بن معتمر بن سليمان يقول: قلت لأبي:
يا أبت (6) من فقيه العرب ؟ قال: عبد اللّه بن المبارك.
أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ص: 427
ح و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (1)،نا أبي، نا المسيّب بن واضح قال: سمعت معتمر بن سليمان يقول: ما رأيت مثل ابن المبارك تصيب عنده الشيء الذي لا يصاب عند أحد.
رواها غيره عن المسيّب من قوله و لم يذكر المعتمر.
أخبرنا بها أبو القاسم الحسن علي بن المسلّم الفرضي، نا عبد العزيز بن أحمد، نا أبو نصر عبد الوهّاب بن عبد اللّه المرّي (2)،أنا أبو الفرج أحمد بن القاسم الخشّاب، نا عبد اللّه بن سليمان، نا المسيّب بن واضح، قال: ما رأيت مثل ابن المبارك.
أخبرنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ (3)،نا إبراهيم بن عبد اللّه، نا أبو العبّاس الثقفي، نا أحمد بن الوليد، قال: سمعت المسيّب بن واضح يقول: سمعت المعتمر بن سليمان يقول: ما رأيت مثل ابن المبارك تصيب (4) عنده الشيء الذي لا تصيبه عند أحد.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو القاسم السهمي، أنا أبو أحمد بن عدي، قال: كتب إليّ محمّد بن أيوب، أنا عبد اللّه بن أحمد، قال: سمعت أبا الوليد الطيالسي يقول: ما رأينا محدّثا أجمع من عبد اللّه بن المبارك.
أخبرنا أبوا (5) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (6)،أخبرني الأزهري، نا أبو سعد عبد الرّحمن بن محمّد الإدريسي، قال: سمعت محمّد بن خالد المطوعي البخاري يقول: سمعت الحسن بن الحسين البخاري يقول: سمعت أبا معشر حمدويه (7) يقول: رأيت أفقه الناس، و أورع الناس، و أحفظ الناس، فأمّا أفقه الناس فابن المبارك، و أما أورع الناس ففضيل بن عياض، و أمّا أحفظ الناس فوكيع بن الجرّاح.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبد الرّحمن بن أحمد الواعظ ، أنا أبو منصور محمّد بن علي بن محمود، أنا جدي أبو غانم أحمد بن علي بن الحسين، أنا الحاكم أبو الفضل محمّد بن الحسين الحدادي، أنا أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن محمود بن سليمان السعدي، نا
ص: 428
عبد الكريم بن عبد اللّه قال: سمعت وهب بن زمعة يقول: عن محمّد بن داود العابد قال:
سمعت خارجة يقول لأصحابه: من شاء منكم أن ينظر إلى رجل كأنه من الصحابة فلينظر إلى عبد اللّه بن المبارك.
أنبأنا أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني محمّد بن عبد اللّه بن الجرّاح، نا يحيى بن ساسويه، نا عبد الكريم بن أبي عبد الكريم، نا وهب بن زمعة، قال: قال عبد العزيز بن أبي رزمة: ما رأيت مثل عبد اللّه قط أحدا يشبهه في العلم، و الفضل، و خصال كثيرة.
قال وهب: و قال خالد (1) بن المعتمر: شبّهت عبد اللّه بن المبارك بالمسك (2) كلما حركته تجد منه ريحا.
قال: و أنا محمّد بن عبد اللّه بن الجرّاح، نا أبو رجاء محمّد بن حمدويه، نا أشعث بن محمّد، نا عبد العزيز بن أبي رزمة، قال:
لم تكن خصلة من خصال البرّ إلاّ جمعت في عبد اللّه بن المبارك، حياء، و تكرّم، و حسن خلق، و حسن صحبة، و حسن مجالسة، و الزهد، و الورع و كلّ شيء (3).
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا أحمد بن محرز، نا الحسن بن عيسى، قال (4):
اجتمع جماعة من أصحاب ابن المبارك مثل الفضل بن موسى، و مخلد بن حسين، و محمّد بن النضر فقالوا: تعالوا حتى نعدّ خصال ابن المبارك من أبواب الخير، فقالوا: جمع العلم، و الفقه، و الأدب، و النحو، و اللغة، و الزهد، و الشعر، و الفصاحة، و الورع، و الانصاف، و قيام الليل، و العبّادة، و الحجّ ، و الغزو، و السخاء، و الشجاعة، و الفروسية، و الشدّة في بدنه، و ترك الكلام في ما لا يعنيه، و قلّة الخلاف على أصحابه، و كان كثيرا ما يتمثل (5):
ص: 429
و إذا صحبت (1) فاصحب ما جدا *** ذا حياء و عفاف و كرم
قوله للشيء لا، إن قلت لا *** و إذا قلت نعم، قال: نعم
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن بن الموحد، أنا القاضي أبو طاهر هنّاد بن إبراهيم بن محمّد النّسفي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد بن سليمان بن كامل، أنا خلف بن محمّد، أنا أبو عصمة أحمد بن محمّد بن اليشكري، نا أبو عبد اللّه بن أبي حفص، أخبرني أبو صالح المحتسب - يعني شفيع (2) بن إسحاق - قال: قلت لسعيد بن منصور: ما لك لم تكتب حديث شعبة و سفيان ؟ قال: إنّي لقيت ابن المبارك، فلما رأيته هان عليّ الناس.
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قال: أنا أحمد بن علي بن خلف، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو العبّاس السّيّاري، نا عيسى بن محمّد بن محمّد (3) بن عيسى، حدّثنا العبّاس بن مصعب، قال:
جمع عبد اللّه بن المبارك: الحديث، و الفقه، و العربية، و أيام الناس، و الشجاعة، و التجارة، و السخاء، و المحبة عند الفرق (4).
رواها الخطيب عن أبي بكر المنكدري (5) عن الحاكم.
أخبرنا أبوا (6) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (7)،حدّثني مكي بن إبراهيم الشيرازي، نا عبد الرّحمن بن عمر التجيبي - بمصر - نا محمّد بن أحمد بن أبي الأصبغ، أنا هاشم بن مرثد (8)،نا عثمان بن طالوت، قال: سمعت علي بن المديني يقول: انتهى العلم إلى رجلين: إلى عبد اللّه بن المبارك، و من بعده إلى يحيى بن معين.
قال الخطيب (9):و نا منصور بن ربيعة الزهري الخطيب بالدّينور، نا علي بن أحمد بن
ص: 430
[علي بن] (1) راشد، نا أحمد (2) بن يحيى بن الجارود قال: قال علي بن المديني:
و عبد اللّه بن المبارك هو أوسع علما من عبد الرّحمن بن مهدي، و يحيى بن آدم.
أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل - شفاها - قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح (3) قال: أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (4)،قال: سمعت أبي يقول: قال علي بن المديني: عبد اللّه بن المبارك ثقة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو القاسم السهمي، أنا أبو أحمد بن عدي، نا أحمد المدائني، نا الليث بن عبدة، نا يحيى بن معين قال: ابن المبارك نائم أيقظ عندنا من الوليد.
أخبرنا أبوا (5) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (6) أنا هبة اللّه بن حسن الطبري، أنا محمّد بن أحمد بن علي بن حامد، أنا محمّد بن عمر بن يزيد، أنا العبّاس بن محمّد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: ما رأيت أحدا يحدّث للّه إلاّ ستة نفر، منهم: ابن المبارك.
قال (7):و أنا الحسن بن علي الجوهري، أنا محمّد بن العبّاس، نا محمّد بن القاسم بن جعفر الكوكبي، نا إبراهيم بن عبد اللّه بن الجنيد، قال: سمعت يحيى بن المعين (8).
- و ذكروا عبد اللّه بن المبارك - فقال رجل: إنه لم يكن حافظا، فقال يحيى بن معين:
كان عبد اللّه بن المبارك رحمه اللّه كيّسا مستثبتا، ثقة، و كان عالما، صحيح الحديث، و كانت كتبه التي حدّث بها عشرين ألفا، أو واحدا (9) و عشرين ألفا.
قال (10):و أنا الحسن بن أبي بكر، و أنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن زياد القطّان، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: و ذكر أصحاب سفيان
ص: 431
و ذكر ابن المبارك فبدأ به، و قال: هم خمسة: ابن المبارك، و وكيع، و يحيى، و عبد الرّحمن، و أبو نعيم.
قال (1):و أنا الحسن بن أبي بكر، أنا أبو سهل بن زياد، نا جعفر بن أبي عثمان الطيالسي، قال:
قلت ليحيى بن معين: إذا اختلف يحيى القطّان و وكيع قال: القول قول يحيى، قلت: إذا اختلف عبد الرّحمن و يحيى ؟ قال: يحتاج من يفصل بينهما، قلت: أبو نعيم و عبد الرّحمن ؟ قال: يحتاج من يفصل بينهما، قلت: الأشجعي ؟ قال: مات الأشجعي و مات حديثه معه، قلت: ابن المبارك ؟ قال: ذاك أمير المؤمنين.
قال (2):و أخبرني محمّد بن [علي] (3) المقرئ، أنا محمّد بن عبد اللّه النيسابوري، نا أحمد بن محمّد بن العبّاس الخطيب - بمرو - قال: سمعت محمود بن والان يقول: سمعت محمّد بن موسى يقول: سمعت إبراهيم بن موسى يقول:
كنت عند يحيى بن معين فجاء رجل فقال: يا أبا زكريا، من كان أثبت في معمر عبد الرزّاق أو عبد اللّه بن المبارك ؟ و كان متكئا، فاستوى جالسا فقال: كان ابن المبارك خيرا (4) من عبد الرزّاق و من أهل قريته، ثم قال: تضم عبد الرزّاق إلى عبد اللّه.
قال: و قال يحيى:- و ذكر عنده ابن المبارك فقال:- سيّد من سادات المسلمين.
أخبرنا أبوا (5) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (6)،أنا حمزة بن عبد اللّه (7) بن طاهر.
ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت قال: أنا الحسين بن جعفر - زاد ابن الطّيّوري، و محمّد بن الحسين قالوا:- نا الوليد بن بكر، نا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، نا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد اللّه العجلي، حدّثني أبي قال (8):عبد اللّه بن المبارك خراساني، ثقة، ثبت في
ص: 432
الحديث، رجل صالح، و كان يقول الشعر، و كان جامعا للعلم.
أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، قالا: أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (1)قال: سمعت أبي يقول: عبد اللّه بن المبارك ثقة، إمام.
قال: و سمعت أبا زرعة يقول: عبد اللّه بن المبارك اجتمع فيه: فقه، و سخاء، و شجاعة، و غزو، و أشياء.
أخبرنا أبوا (2) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (3)،أنا علي بن طلحة بن محمّد المقرئ، أنا أبو الفتح محمّد بن إبراهيم بن الغازي (4)،أنا محمّد بن محمّد بن داود الكرجي (5)،نا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش قال: عبد اللّه بن المبارك مروزي ثقة.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، و أبو يعلى حمزة بن علي، قالا: نا سهل بن بشر، أنا علي بن منير، أنا الحسن بن رشيق، أنا أبو عبد الرّحمن النسائي قال: أثبت أصحاب الأوزاعي: عبد اللّه بن المبارك.
أخبرنا أبوا (6) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (7)،أنا أحمد بن محمّد العتيقي، أنا أبو سعيد أحمد بن محمّد بن الفضل الكرابيسي المروزي قال: سمعت عمر بن أحمد بن علي الجوهري يقول:
و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو عثمان الصابوني، أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن عبدة السّليطي.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه أيضا، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو العبّاس محمّد بن أحمد الطهماني، قال (8):أنا عمر بن أحمد الجوهري، قال:
ص: 433
سمعت محمود بن والان يقول: سمعت عمّار بن الحسن يمدح ابن المبارك يقول (1):
إذا سار عبد اللّه من مرو ليلة *** فقد سار عنها (2) نورها و جمالها
إذا ذكر الأحباب (3) في كلّ بلدة *** فهم أنجم فيها و أنت (4) هلالها
و قال البحيري: منها نورها.
أخبرنا أبوا (5) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (6)،أخبرني أبو علي عبد الرّحمن (7) بن أحمد بن محمّد بن فضالة النيسابوري - بالري (8)-نا أبو الفضل محمّد بن محمّد بن مجاهد بالشاش، نا محمّد بن جبريل بن الحارث التونكثي (9) في مجلس الأرزناني، قال: سمعت أبا حسّان النضري عيسى بن عبد اللّه يقول: سمعت الحسن بن عرفة يقول: قال لي ابن المبارك:
استعرت قلما بأرض الشام، فذهبت (10) على أن أردّه إلى صاحبه، فلما قدمت مرو نظرت فإذا هو معي، فرجعت يا أبا (11) عليّ الحسن بن عرفة إلى أرض الشام حتى رددته على صاحبه.
قال (12):و أخبرني ابن يعقوب، أخبرني ابن نعيم (13)،أنا أبو العبّاس قاسم بن القاسم السّيّاري، نا عيسى بن محمّد بن عيسى، نا العبّاس بن مصعب، حدّثني بعض أصحابنا، فلما سمعت أبا وهب يقول:
ص: 434
مرّ ابن المبارك برجل أعمى قال: فقال: أسألك أن تدعو اللّه أن يردّ عليّ بصري، قال:
فدعا اللّه، فردّ عليه بصره، و أنا انظر.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو نصر الخفّاف، نا محمّد بن المنذر (1)،حدّثني محمّد بن أحمد بن الحسين بن الربيع، قال:
رأيت ابن المبارك يقاتل في أرض الروم في يوم شديد الحر، قد وضع قلنسوته عن رأسه.
قال: و قال محمّد بن الوزير: وصى ابن المبارك كنت مع عبد اللّه في المحمل (2)، فانتهينا إلى موضع بالليل، و كان ثم خوف قال: فنزل ابن المبارك و ركب دابته حتى جاوزنا الموضع، فانتهينا إلى نهر، فنزل عن دابته، و أخذت أنا مقوده، و اضطجعت فجعل يتوضأ، و يصلّي حتى طلع الفجر و أنا انظر إليه، فلما طلع الفجر ناداني قال: قم تتوضأ، قال: قلت:
إنّي على وضوء، فركبه الحزن حيث علمت أنا بقيامه، فلم يكلّمني حتى انتصف النهار، و بلغت المنزل معه.
أخبرنا أبو القاسم بن أبي الجن (3) الحسيني، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو محمّد المصري، أنا أبو بكر أحمد بن مروان، أنا أبو إسماعيل الترمذي، نا نعيم بن حمّاد، قال (4):
قال رجل لابن المبارك: قرأت البارحة القرآن في ركعة، فقال ابن المبارك: لكني أعرف رجلا لم يزل البارحة يقرأ أَلْهٰاكُمُ التَّكٰاثُرُ إلى الصبح، ما قدر أن يجاوزها - يعني - نفسه.
أخبرنا أبوا (5) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (6)،أنا القاضي أبو محمّد الحسن بن الحسين بن رامين الأسترابادي، قال: سمعت القاضي أبا بكر يوسف بن القاسم الميانجي بدمشق يقول: سمعت القاسم بن محمّد بن عبّاد بالبصرة قال: سمعت سويد بن سعيد يقول:
رأيت عبد اللّه بن المبارك بمكة أتى زمزم فاستقى منه شربة، ثم استقبل الكعبة، فقال:
اللّهمّ إنّ ابن أبي الموّال حدّثنا عن محمّد بن المنكدر عن جابر عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أنه قال:«ماء
ص: 435
زمزم لما شرب له» و هذا أشربه لعطش القيامة، ثم شربه (1)[6702].
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو سعد الماليني، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب الشيخ الصالح، نا جعفر بن أحمد الدهقان، نا سويد بن سعيد، قال:
رأيت ابن المبارك أتى زمزم فملأ الإناء ثم استقبل الكعبة فقال: اللّهمّ إنّ ابن أبي الموّال حدثنا عن ابن المنكدر عن جابر أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«ماء زمزم لما شرب له» و هو ذا أشرب هذا لعطش القيامة، ثم شربه.
كذا قالا: ابن أبي الموّال، و المحفوظ عن عبد اللّه بن المؤمل عن أبي الزبير.
أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا منصور بن الحسين، و أحمد بن محمود، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثني محمّد بن عبد الرحيم الخوئي (2) في مجلس ابن قتيبة (3)،نا محمّد بن عبد اللّه النيسابوري، نا الحسن بن عيسى، قال:
رأيت ابن المبارك دخل زمزم فاستقى دلوا و استقبل البيت ثم قال: اللّهمّ إن عبد اللّه بن المؤمّل حدّثني عن أبي الزبير عن جابر أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«ماء زمزم لما شرب له» اللّهمّ إنّي أشربه لعطش يوم القيامة، فشرب.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عبدوس العنزي، نا عثمان بن سعيد الدّارمي قال: سمعت نعيم بن حمّاد يقول:
كان ابن المبارك إذا قرأ كتاب الرقاق يصير كأنه ثور منحور، أو بقرة منحورة، من البكاء، لا يجترئ أحد منا أن يدنو منه، أو يسأله عن شيء إلاّ دفعه (4).
قال: و أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو بكر الجرّاحي، نا يحيى بن شاسويه، نا
ص: 436
عبد الكريم السكري، نا وهب بن زمعة، أخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن الأشعث قال: مرض ابن المبارك مرضة، فجزع حتى رأوه جزعا، فقيل له: إنه ليس بك كلّ ذلك، و أنت تجزع هذا الجزع، قال: مرضت و أنا بحال لا أرضاه.
قال أبو إسحاق: و قال الفضيل يوما - و ذكر عبد اللّه فقال:- أما إنّي أحبّه لأنه يخشى اللّه.
قال أبو إسحاق: قيل لابن المبارك: رجلان أحدهما أخوف، و الآخر قتل في سبيل اللّه، فقال: أحبّهما إليّ أخوفهما.
قال وهب: أخبرني أبو خزيمة العابد قال:
دخلت على عبد اللّه و هو مريض، فجعل يتقلب على فراشه من الغمّ ، فقلت له: يا أبا عبد الرّحمن ما هذا؟ فاصبر، قال: من يصبر في أخذ اللّه، إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (1).
قال: و أنا أبو عبد اللّه، قال: أخبرني محمّد بن عبد اللّه العدل - بمرو - نا أبو رجاء محمّد بن حمدويه (2)،نا إسحاق (3)،نا أحمد بن علي قال: سمعت أبا روح يقول:
قال [ابن المبارك: إن البصراء لا يأمنون] (4) من أربع خصال: ذنب قد مضى لا يدرى ما يصنع الرب فيه، و عمر قد بقي لا يدرى ما ذا فيه من الهلكات، و فضل قد أعطي لعله مكر و استدراج، و ضلالة قد زيّنت له فيراها هدى، و من زيغ القلب ساعة أسرع من طرفة عين قد يسلب دينه و هو لا يشعر (5).(6) أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن الأكفاني، قال: نا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا أبو العبّاس الفضل بن سهل بن نصر (7) الصفّار المروزي، نا أبو عمرو
ص: 437
لا حق بن الحسين بن عمران بن أبي الورد الأندلسي (1)،نا نرجس بن عبد اللّه الخادم، مولى الحسن بن عرفة بن يزيد العبدي - بعين زربة - و كان مرابطا بها نيّف و عشرين سنة:
قال: أنا الحسن بن عرفة قال: قدم عبد اللّه بن المبارك البصرة، فدخلت عليه فسألته أن يحدّثني فأبى و قال: أنت صبي.
قال الحسن بن عرفة: فأتيت حمّاد بن زيد فقلت: يا أبا إسماعيل، دخلت على ابن المبارك فأبى أن يحدّثني فقال: يا جارية هات بخفي و طيلساني، و خرج معي متوكئا (2) على يدي حتى دخلنا على ابن المبارك، فجلس معه على السرير، فتحدثا ساعة ثم قال له حمّاد: يا أبا عبد الرّحمن لم لا تحدّث هذا الغلام ؟ قال ابن المبارك: يا أبا إسماعيل هو صبي لا يفقه ما يحمله، قال له حمّاد: حدّثه يا أبا عبد الرّحمن فلعله و اللّه أن يكون آخر من يحدّث عنك في الدنيا.
قال الحسن بن عرفة: رحم اللّه حمّادا (3) ما (4) كان أحسن فراسته، أنا آخر من حدّث عن ابن المبارك.
قال الحسن بن عرفة: فأقام ابن المبارك بالبصرة أياما ثم خرج إلى الحج، فخرجت بخروجه، فلما قدم بنا مكة أتى الكعبة فطاف بها سبعا، و طفت بطوافه، ثم صلّى خلف المقام ركعتين، فصلّيت بصلاته، ثم أتى زمزم فاستقى دلوا فصبّه في ركوة معه، ثم خرج فوقف على باب زمزم و نادى بأعلى صوته: يا أهل مكة، يا أهل [مكة] (5) من عرفني فقد عرفني، و من لم يعرفني فأنا عبد اللّه بن المبارك المروزي، حدّثني عبد اللّه (6) بن أبي الموّال مكّيكم، عن أبي الزبير، عن جابر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«ماء زمزم لما شرب له»[6703] ثم قال ابن المبارك: اللّهمّ هذا لعطش يوم القيامة، ثم شربه.
قال الحسن بن عرفة: فما رأيت أكثر شربا من يومئذ.
قال عبد العزيز: حدثوا بهذا الحديث عن ابن المبارك، فقالوا: عن محمّد بن المنكدر.
ص: 438
ابن أبي الموّال اسمه عبد الرّحمن (1) و هو مدني لا مكي.
[قال: و أنا أبو عبد اللّه الحافظ ] (2) قال: سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن العبّاس يقول:
أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد الحافظ ، نا أبو جعفر الشامي، نا عبد اللّه بن عاصم الهروي:
أن شيخا دخل على عبد اللّه بن المبارك فرآه على وسادة خشنة مرتفعة قال: فأردت أن أقول له، فرأيت من الخشية حتى رحمته، فإذا هو يقول: قال اللّه عزّ و جلّ : قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصٰارِهِمْ (3) قال: لم يرض اللّه أن ينظر إلى محاسن المرأة فكيف بمن يزني بها و قال اللّه عزّ و جلّ : وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (4) في الكيل و الوزن، فكيف بمن يأخذ المال كلّه ؟ و قال اللّه تعالى: وَ لاٰ يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً (5) و نحو هذا، فكيف بمن يقتله ؟ قال: فرحمته، و ما رأيته فيه، فلم أقل له شيئا.
أخبرنا أبو القاسم الحسيني (6)،أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن (7) بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، أنا أحمد بن محرز الهروي قال الحسن بن عيسى: قال: سئل ابن المبارك:
من أحسن الناس حالا؟ قال: من انقطع إلى اللّه عزّ و جلّ .
أخبرنا [أبوا] (8) الحسن: بن قبيس، و أبو سعيد، قالا: ثنا (9)-و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (10)،أنا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه الكاتب، نا إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكّي، نا محمّد بن عبد الرّحمن الدغولي، نا يحيى بن زكريا، نا محمّد بن النضر بن فساور قال: قال: أبي:
قلت لعبد اللّه - يعني: ابن المبارك:- يا أبا عبد الرّحمن، هل تحفظ الحديث ؟ قال:
فتغيّر لونه و قال: ما تحفظت حديثا قط ، إنّما آخذ الكتاب فأنظر فيه، فما اشتهيته علق بقلبي.
ص: 439
قال (1):و أخبرني يعقوب، أخبرني ابن نعيم (2) قال: قرأت بخط إبراهيم بن علي الذهلي، حدّثني أحمد بن الخليل، حدّثني الحسن بن عيسى، أخبرني صخر - صديق ابن المبارك قال: كنا غلمانا في الكتّاب، فمررت أنا و ابن المبارك و رجل يخطب، فخطب خطبة طويلة، فلما فرغ قال لي ابن المبارك: قد حفظتها، فسمعه رجل من القوم، فقال له: هاتها، فأعادها عليهم ابن المبارك، و قد حفظها.
قال (3):و أخبرني محمّد بن علي المقرئ، أنا محمّد بن عبد اللّه النيسابوري، أخبرني أبو جعفر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه البغدادي، نا يحيى بن عثمان بن صالح، نا نعيم بن حمّاد قال: سمعت عبد اللّه بن المبارك قال: قال لي أبي: لئن وجدت كتبك لأحرقتها، قال:
قلت له: و ما عليّ من ذلك و هو في صدري ؟ قرأت على أبي إسحاق إبراهيم بن طاهر بن بركات، عن أبي القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو زكريا أحمد بن محمّد بن الصائغ الصوفي - بدمشق - نا أبو عمر (4) أحمد بن محمّد العمركي، أنا أبو علي كنانة بن محمّد بن المهدي بن عبد الرحيم قالوا: و لقد أخبرني أبي، أنا ابن الحمّاني قال:
قدم ابن المبارك بغداد و أنا رديفه، فأخذه الناس يمنة و يسرة، فما استفتي ابن المبارك يومئذ في مسألة إلاّ و روى في ذلك خبرا.
أنبأنا أبو القاسم عبد المنعم بن علي بن أحمد بن الغمر (5) الورّاق، أنا علي بن الخضر بن سليمان، أنا عبد الوهّاب الميداني، نا أبو هاشم المؤدّب، حدّثني محمّد بن يوسف الهروي، حدّثني الفرجي (6)-يعني: محمّد بن يعقوب - قال: سمعت محمّد بن عبد الرّحمن بن سهم يقول: حدّث ابن المبارك بالمصّيصة بسبعة عشر ألف حديث.
قال: و قدم علينا وكيع بن الجرّاح بعد موت ابن المبارك.
ص: 440
أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني عبد اللّه بن محمّد الدورقي، نا أحمد بن حريب (1)،قال: سمعت عبد اللّه بن الخليل بن إبراهيم العمّي يقول: سمعت أبي يقول: كان عبد اللّه بن المبارك يقول: لنا في صحيح الحديث شغل عن سقيمه (2).
قال: و أنا أبو عبد اللّه (3) الحافظ ، أخبرني أحمد بن علي المقرئ، أنا أبو عيسى الترمذي، نا أحمد بن عبدة، نا وهب (4)-يعني - ابن زمعة، قال: قال عبد اللّه بن المبارك:
العلم هو تحبّل (5) من هاهنا و هاهنا - يعني - المشهور.
أخبرنا أبوا (6) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (7)،أنا أحمد بن [أبي] جعفر القطيعي، نا محمّد بن العبّاس، نا أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم بن الخليل الجلاّب، قال: سئل إبراهيم الحربي: إذا اختلف أصحاب معمر فالقول قول من ؟ قال: القول قول ابن المبارك.
قال (8):و أخبرني ابن يعقوب، أخبرني ابن نعيم (9)،نا أبو العبّاس السّيّاري، حدّثنا عيسى بن محمّد، نا العبّاس بن مصعب قال: قال أبو وهب محمّد بن مزاحم: العجب ممن سمع الحديث من ابن المبارك عن رجل ثم يأتي ذلك الرجل حتى يحدّثه به.
قال (10):و أخبرني ابن يعقوب، أنا محمّد بن نعيم، أخبرني محمّد بن عبد اللّه بن الجرّاح العدل - بمرو - نا يحيى بن ساسويه، نا عبد الكريم بن أبي عبد الكريم السرخسي (11)،نا وهب بن زمعة، عن فضالة النسوي (12)،قال: كنت أجالس أصحاب الحديث
ص: 441
بالكوفة، فكانوا إذا تشاجروا في حديث قالوا: مروا بنا إلى هذا الطبيب حتى نسأله، يعنون عبد اللّه بن المبارك.
قال (1):أنا ابن يعقوب، نا ابن نعيم، أخبرني أبو النضر الفقيه، نا عثمان بن سعيد الدّارمي، قال: سمعت نعيم بن حمّاد يقول: سمعت يحيى بن آدم يقول: كنت إذا طلبت الدقيق من المسائل فلم أجده في كتب ابن المبارك أيست منه.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبي أبو عبد اللّه قال:
سمعت محمّد بن النضر بن سلمة يقول: سمعت هديّة بن عبد الوهّاب يقول: سمعت معاذ بن خالد بن شقيق يقول: سمعت ابن المبارك يقول: أول منفعة العلم أن يفيد (2) بعضكم بعضا.
أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أخبرنا مكحول البيروتي، نا أحمد بن المبارك، نا إبراهيم بن سعيد الجوهري، نا أبو صالح الفزاري قال:
قال ابن المبارك: من ضنّ بالحديث و لم يفده (3) ابتلي بإحدى ثلاث: إمّا أن يصحب السلطان فيذهب علمه، أو يكذب في الحديث، أو يموت.
أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، قال: أنا أبو طاهر بن محمود، و منصور بن الحسين، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن الحسين الهمذاني، نا إبراهيم بن محمّد الإمام، نا محمّد بن سهل بن عسكر، نا أبو صالح محبوب بن موسى الفراء قال: قال (4):سمعت ابن المبارك يقول:
من بخل بالعلم ابتلي بثلاث: إما بموت، أو بنسيان، أو بلحوق سلطان (5).
و سمعت ابن المبارك يقول: الحبر في الثياب خلوق العلماء (6).
أخبرنا بها عالية أبو الفرج عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن محمّد بن يوسف،
ص: 442
أنا أبو نصر الزينبي، أنا محمّد بن عمر بن علي بن خلف الورّاق، نا محمّد بن السّري بن عثمان التّمّار، نا عبد اللّه بن إبراهيم بن نوح البلدي، نا أبو صالح الفراء قال: سمعت ابن المبارك يقول:
من بخل بالعلم ابتلي بثلاث: إمّا يموت فيذهب علمه، أو ينساه، أو يتبع السلطان.
و قال ابن المبارك: ما انتخبت على عالم قط إلاّ ندمت.
و أخبرنا بها أبو المعالي الفارسي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو النضر الفقيه، نا عثمان بن سعيد الدّارمي، نا أبو صالح محبوب بن موسى، قال: سمعت ابن المبارك يقول:
من بخل بالعلم ابتلي بثلاث: إمّا أن يموت فيذهب علمه، أو ينسى، أو يتبع السلطان.
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قالا: أنا أحمد بن علي بن خلف، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو العبّاس السّيّاري، أنا أبو الموجّه، أنا عبدان قال: ذكر لعبد اللّه بن المبارك رجل ممن كان يدلس، فقال فيه قولا شديدا و أنشد فيه (1):
دلّس للناس أحاديثه *** و اللّه لا يقبل تدليسا
أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا أبو الغنائم [بن] (2) المأمون، أنا أبو القاسم بن حبابة، أنا أبو القاسم البغوي، أنا أبو الربيع سليمان بن داود الزهراني (3) العتكي قال: كان ابن المبارك يقول: لأن يخرّ من السماء أحبّ إلى (4) اللّه من أن يدلّس حديثا (5).
أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد اللّه بن رضوان، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن خلف بن المرزبان، قال: قال بعض الشعراء - أو يقال: ابن المبارك:-
تعلّم فليس المرء يخلق عالما *** و ليس أخو علم كمن هو جاهل
و إنّ كبير القوم لا علم عنده *** صغير إذا التفّت عليه المحافل
ص: 443
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا محمّد بن أحمد بن عمر، نا محمّد بن المنذر، حدّثني موسى بن عمران (1)،قال: سمعت محمّد بن حميد و نوح بن حبيب يقولان:
كنا عند ابن المبارك فألحوا عليه قال: هاتوا كتبكم حتى أقرأ، فجعلوا يرمون عليه (2)الكتب من قريب و من بعيد، فكان رجل من أهل الريّ يسمع كتاب الاستئذان، فرمى بكتابه، فأصاب صلعة ابن المبارك حرف كتابه، فانشق (3) و سال الدم، فجعل ابن المبارك يعالج الدم حتى سكن، ثم قال: سبحان اللّه، كاد أن يكون قتالا (4)،ثم بدأ بكتاب الرجل فقرأه.
أخبرنا أبوا (5) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (6)،نا عبيد اللّه (7) بن عمر الواعظ ، نا أبي، نا إسماعيل بن علي بن إسماعيل، قال:
بلغني عن ابن المبارك أنه حضر عند حمّاد بن زيد [مسلما عليه (8) فقال أصحاب الحديث لحمّاد بن زيد: أبا إسماعيل تسأل أبا عبد الرّحمن أن يحدّثنا؟ فقال: يا أبا عبد الرّحمن حدّثهم، فإنهم قد سألوني، قال: سبحان اللّه يا أبا إسماعيل، أحدّث و أنت حاضر؟ قال: فقال: أقسمت لتفعلنّ - أو نحوه - قال: فقال ابن المبارك: خذوا حدّثنا أبو إسماعيل حمّاد بن زيد، فما حدّث بحرف إلاّ عن حمّاد بن زيد.
أخبرنا أبو سعيد (9) محمّد بن إبراهيم بن أحمد القرّي، أنا محمّد بن إسماعيل، أنا أبو عبد الرّحمن قال: سمعت أحمد بن سعيد المعداني يقول: سمعت أحمد بن علي يحكي عن ابن المبارك قال:
من استخف بالعلماء ذهبت آخرته، و من استخف بالأمراء ذهبت دنياه، و من استخف بالاخوان ذهبت مروءته (10)
ص: 444
أخبرنا أبو النجم بدر (1) بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب قال (2):أجاز لي محمّد بن أسد الكاتب و حدّثني أبو محمّد الخلاّل عنه، نا جعفر بن محمّد بن نصير (3)،نا أحمد بن محمّد (4) بن مسروق، نا محمّد بن حميد قال:
عطس رجل عند ابن المبارك قال: فقال له ابن المبارك: أيش يقول الرجل إذا عطس ؟ قال: يقول: الحمد للّه، قال: فقال له ابن المبارك: يرحمك اللّه، قال: فعجبنا كلنا من حسن أدبه.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا محمّد بن رزق اللّه بن عبيد (5) اللّه بن أبي عمرو، نا محمّد بن محمّد بن عبد الحميد، نا محمّد بن يزيد بن عبد الصّمد، نا أحمد بن أبي الحواري (6)،حدّثني الوليد [بن] (7) عتبة قال: قال عبد اللّه بن المبارك: طلبنا الأدب حين فاتنا المؤدبون.
أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا منصور بن الحسين، و أحمد بن محمود، قالا: أنا أبو بكر [بن] (8) المقرئ، نا سعيد بن عبد العزيز، نا أبو نعيم عبيد بن هشام، قال:
سمعت ابن المبارك يقول لأصحاب الحديث: أنتم إلى قليل من الأدب أحوج منكم إلى كثير من العلم.
قرأت بخط أبي الحسن (9) رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم عنه، أنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد بن أبي مسلّم، نا أبو طاهر عبد الواحد بن عمر بن أبي هاشم المقرئ - إملاء - نا إسماعيل بن يونس قال:
قال أبو زيد - يعني: عمر بن شبّة (10)-و كنت مع أبي نعيم جالسا، فمرّ به رجل غليظ جلد، فقال: رأيت ابن المبارك ؟ قلت: لا، قال: فانظر إلى هذا.
ص: 445
قال أبو نعيم: و لقد شهدت ابن المبارك عند وكيع و هو يذاكره، فجعل ابن المبارك يحدّثه عن الشاميّين و المصريين: مشرح بن هاعان، و شريح بن عبيد الحضرمي، و أبي اليمان الهوزني، فقال له وكيع: عن من تحدّثني ؟ أين حديث أهل بدر، و الحديبية بسننه ؟ قال: فأنشد ابن المبارك في ذلك المجلس شعر شبيب بن البرصاء (1):
و إنّي لتراك الضغينة جاهدا *** أراها (2) من المولى فلا استثيرها
إذا كانت (3) العوراء ولّيت سمعها *** سواي و لم أسأل (4) بها ما دبيرها (5)
ترجّي النفوس لا تستطيعه *** و تخشى من الأشياء ما لا يضيرها
ألا إنما يكفي النفوس إذا اتّقت *** تقى اللّه مما جاوزت (6) فيجيرها
تبيّن أدبار الأمور إذا مضت *** و تقبل أشباها عليك صدورها
قال: فرأيت وكيعا يتحرك، و يحبّ أن يكتبها (7)،ثم قال لمن حوله: اكتبوها، فإنها تحثّ على الأدب و مكارم الأخلاق.
قال: و قام ابن المبارك فقال وكيع: للّه درّه ما أعز نظيره.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا محمّد بن عبد العزيز، نا محمّد بن يحيى، نا عتّاب بن زياد، قال: سمعت ابن المبارك يقول: يا ابن المبارك إذا عرفت [نفسك] (8) لم يضرك ما قيل فيك.
أنبأنا أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي - قراءة - أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو بكر الجرّاحي، نا يحيى بن ساسويه، نا عبد الكريم بن أبي عبد الكريم السّكري، قال: قال وهب بن زمعة: أنا علي بن عبد اللّه العابد قال: كنت جالسا مع عبد اللّه (9) فجاءت (10) امرأة،
ص: 446
فقالت: يا عبد اللّه، إنّي رأيت لك قصرا له من الشّرف كذا و كذا، قال: و عبد اللّه ساكت، ثم قال لها بالفارسية: إنه يرى الرؤيا (1).
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا الحسين بن جعفر - زاد ابن الطّيّوري: و أبو نصر محمّد بن الحسن قالا:- أنا الوليد بن بكر (2)،أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال: حدّثني [أبي] (3) عبد اللّه قال (4):
حضرت ابن المبارك بالكوفة، و عنده إسماعيل بن حمّاد بن (5) و أبي حنيفة، و علي بن صالح صاحب المصلّى، فسألاه عن شيء فلم يجبهما، فقال أحدهما: ما سفيان الثوري هاهنا بشيء، فأقبل ابن المبارك على أضعف أهل المجلس عبد الرّحمن بن شكيل فقال: سل يا أبا عبد اللّه.
أخبرنا أبوا (6) الحسن: الفقيه و العطّار، قالا: نا - و أبو النجم الشّيحي، أنا - أبو بكر الحافظ (7)،حدّثني يحيى بن علي بن الطيب الدّسكري - بحلوان - نا محمّد بن أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي - بجرجان - نا أبو الحسين الرازي عبيد اللّه بن إبراهيم، نا محمّد بن علي الهمذاني - بهمذان - نا أبو حفص عمر بن مدرك، نا القاسم (8) بن عبد الرّحمن، نا أشعث بن شعبة المصّيصي قال:
قدم هارون الرشيد أمير المؤمنين الرّقّة فانجفل الناس خلف عبد اللّه بن المبارك و تقطّعت النعال، و ارتفعت الغبرة، فأشرفت أم ولد لأمير المؤمنين من برج من قصر الخشب فلما رأت الناس قالت: ما هذا؟ قالوا: عالم من أهل خراسان قدم الرقّة يقال له: عبد اللّه بن المبارك، فقالت: هذا و اللّه الملك لا ملك هارون الذي لا يجمع الناس إلاّ شرط و أعوان.
ص: 447
قال (1):و أنا أبو الطيب عبد العزيز بن علي بن محمّد القرشي، أنا عمر بن أحمد بن هارون المقرئ، أنا محمّد بن حمدويه المروزي، أنا أحمد بن سعيد بن مسعود المروزي، نا أبو حاتم الرازي، قال: سمعت عبدة [بن] (2) سليمان - يعني: المروزي - يقول: كنا في سرية مع عبد اللّه بن المبارك في بلاد الروم، فصادفنا العدو، فلما التقى الصفّان خرج رجل من العدو فدعا إلى البراز، فخرج إليه رجل فقتله، ثم آخر فقتله، ثم آخر فقتله (3)،ثم دعا إلى البراز، فخرج إليه فطارده ساعة فطعنه فقتله، فازدحم إليه الناس، فكنت أنا فيمن ازدحم إليه و هو يلثم وجهه بكمّه، فأخذت بطرف كمّه فمددته، فإذا هو عبد اللّه بن المبارك، فقال: و أنت يا أبا عمرو ممن تشنّع علينا.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني محمّد بن إسماعيل السكري، أنا أبو بكر محمّد بن إسحاق، نا محمّد بن المثنى، نا عبد اللّه بن سنان قال (4):
كنت مع ابن المبارك و المعتمر بن سليمان بطرسوس فصاح الناس: النفير، النفير، قال: فخرج ابن المبارك و المعتمر (5) و خرج الناس، فلما اصطف المسلمون (6) و العدو، خرج (7) رجل من أهل الروم يطلب البراز، فخرج إليه مسلم، فشد العلج على المسلم فقتل المسلم، حتى قتل ستة من المسلمين مبارزة، فجعل يتبختر بين الصفين يطلب المبارزة لا يخرج إليه أحد، قال: فالتفت إليّ ابن المبارك فقال: يا عبد اللّه إن حدث بي حدث (8)[كذا و كذا] (9) قال: و حرّك دابته و خرج العلج، فعالج معه ساعة، فقتل العلج، و طلب المبارزة فخرج إليه علج آخر، فقتله، حتى قتل ستة من العلوج مبارزة، و طلب البراز فكأنهم كاعوا (10)عنه، فضرب دابته و نظر (11) بين الصفين و غاب، فلم أشعر بشيء إذا أنا بابن المبارك في
ص: 448
الموضع الذي كان، فقال لي: يا عبد اللّه لئن حدثت بهذا أحدا و أنا حيّ - فذكر كلمة - قال:
فما حدّثت به أحدا و هو حيّ .
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن ميمون، أنا محمّد بن علي بن الحسن بن عبد الرّحمن العلوي، أنا أبو المفضّل محمّد بن عبد اللّه بن المطّلب الشّيباني، قال: أملى علينا أبو محمّد عبد اللّه بن سعيد (1) بن يحيى الكريزي بنصيبين حفظا.
ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، أنا نجا بن أحمد، أنا أبو طاهر محمّد بن نصر الخطيب السّمنجاني، أنا أبو نصر أحمد بن شاه المروزي، أنا أبو المفضّل محمّد بن عبد اللّه الشيباني قال: أملى علينا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن سعيد بن يحيى القاضي بنصيبين في مسجد الرّمّان، قال:
أملاه على محمّد بن إبراهيم بن [أبي] (2) سكينة قال: أملى علي عبد اللّه بن المبارك هذه الأبيات بطرسوس و ودعته للخروج، و أنفذها معي إلى الفضيل (3) بن عياض في سنة سبعين و مائة - و في حديث أبي الغنائم: سنة سبع و سبعين (4):-
يا عابد الحرمين لو أبصرتنا *** لعلمت أنك في العبادة تلعب
من كان يخضب خدّه (5) بدموعه *** فنحورنا بدمائنا تتخضّب
أو كان يتعب خيله في باطل *** فخيولنا يوم الصبيحة تتعب
ريح العبير لكم، و نحن عبيرنا *** رهج السنابك، و الغبار الأطيب
و لقد أتانا من مقال نبيّنا *** قول صحيح صادق لا يكذب
لا يستوى و غبار خيل اللّه في *** أنف امرئ و دخان نار تلهب (6)
ص: 449
هذا كتاب اللّه ينطق بيننا: *** ليس الشهيد بميت، لا يكذب
فلقيت الفضيل بن عياض في مسجد الحرام بكتابه، فلما قرأه ذرفت عيناه، ثم قال:
صدق أبو عبد الرّحمن و نصحني، ثم قال: أنت ممن يكتب الحديث ؟ قلت: نعم يا أبا عليّ ، قال: فاكتب هذا الحديث كراء حملك كتاب أبي عبد الرّحمن إلينا، و أملى عليّ الفضيل:
نا منصور بن المعتمر عن أبي صالح عن أبي هريرة:
أن رجلا قال: يا رسول اللّه علّمني عملا أنال به ثواب المجاهدين في سبيل اللّه. فقال له النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«هل تستطيع أن تصلّي فلا تفتر، و تصوم فلا تفطر» فقال: يا نبي اللّه أنا أضعف من أن أستطيع ذلك، ثم قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«فو الذي نفسي بيده لو طوّقت ذلك، ما بلغت فضل المجاهدين في سبيل اللّه، أ ما علمت أن فرس المجاهدين ليستنّ (1) في طوله (2) فتكتب بذلك الحسنات»[6704].
و اللفظ لحديث الفقيه.
أخبرنا أبو يعلى حمزة بن المفرّج، أنا سهل بن بشر، أنا علي بن ربيعة، أنا الحسن بن رشيق، نا داود بن إبراهيم الفارسي، نا العلاء بن عمرو الشّنّي، نا أبو عبد اللّه الصائغ قال:
سمعت الفضيل بن عياض يقول: قال عبد اللّه بن المبارك: خصلتان من كانا فيه نجا:
الصّدق، و محبّة أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا عبيد اللّه بن محمّد بن أبي مسلم، أنا عثمان بن أحمد بن السمّاك، نا إسحاق بن إبراهيم بن سنين (3) قال:
قال ابن المبارك (4):(5) شغلي بقوم مضوا كانوا لنا سلفا *** و للرسول مع الفرقان أعوانا
فما الدخول عليهم في الذي عملوا *** بالطعن منّي و قد فرّطت عصيانا
ص: 450
فلا أسبّ أبا بكر و لا عمرا (1) *** و لا أسبّ ، معاذ اللّه، عثمانا
و لا ابن عمّ رسول اللّه أشتمه *** حتى ألبّس تحت التّرب أكفانا
و لا الزّبير حواريّ الرّسول و لا *** أهدي لطلحة شتما عزّ أو هانا
و لا أقول:«عليّ في السحاب» إذا *** قد قلت و اللّه ظلما ثم عدوانا
و لا أقول بقول الجهم إنّ له *** قولا يضارع أهل الشّرك أحيانا
و لا أقول: تخلّى من خليقته *** ربّ العبّاد، و ولّى الأمر شيطانا
ما قال فرعون هذا في تجبّره (2) *** فرعون موسى، و لا هامان طغيانا
لكن على ملّة الإسلام ليس لنا *** اسم سواه، فداك اللّه سمّانا
إنّ الجماعة حبل اللّه فاعتصموا *** بها، هي العروة الوثقى لمن دانا
أخبرنا أبو محمّد الموفّق بن علي بن عبد الرّحمن الثابتي الخرقي (3)-بها - أنشدنا القاضي أبو بكر محمّد بن أحمد بن عبد الرّحمن بن إسحاق ببخارى إملاء، أنشدنا القاضي الإمام الوالد، أنشدنا الشيخ الإمام الزاهد أبو نصر أحمد بن عبد اللّه بن الفضل، قال:
أنشدونا لعبد اللّه بن المبارك:
إنّي أحبّ عليّا حبّ مقتصد *** و لا أرى دونه في الفضل عثمانا
أما عليّ فقد كانت له قدم *** في السّابقين بها في الناس قد بانا
و كان عثمان ذا صدق و ذا ورع *** برّا أخينا (4) جزاه اللّه غفرانا
ما يعلم اللّه من قلبي مشايعة *** للمبغضين عليا ثم (5) عثمانا
إنّي لأمنحهم بغضا (6) علانية *** و لست اكتمه في الصدر كتمانا
و لا أرى حرمة يوما لمبتدع *** و هنا يكون له منّي و إدهانا
أخبرنا أبوا (7) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (8)،[أخبرنا] (9)
ص: 451
ابن يعقوب، أنا ابن نعيم (1)،أخبرني محمّد بن أحمد بن عمر، نا محمّد بن المنذر، حدّثني عمر بن سعيد الطائي، نا عمر بن حفص الصّوفي - بمنبج - قال: خرج ابن المبارك من بغداد يريد المصّيصية، فصحبه الصّوفية فقال لهم: أنتم لكم أنفس تحتشمون أن ينفق عليكم، يا غلام هات الطّست، فألقى على الطّست منديلا ثم قال: يلقي كل رجل منكم تحت المنديل ما معه، قال: فجعل الرجل يلقي عشرة دراهم، و الرجل يلقي عشرين درهما، فأنفق عليهم إلى المصّيصة، فلما بلغ المصّيصة قال: هذه بلاد نفير فقسّم (2) ما بقي، فجعل يعطي الرجل عشرين دينارا فيقول: يا أبا عبد الرّحمن إنّما أعطيت عشرين درهما، فيقول: و ما ننكر (3) أن اللّه يبارك للغازي في نفقته.
قال (4):و أنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، و أبو محمّد الحسن بن محمّد الخلاّل، قالا: حدّثنا إسماعيل بن محمّد (5)،نا أحمد بن الحسن المقرئ، سمعت عبد اللّه بن أحمد الدورقي، سمعت محمّد بن علي بن الحسن (6) بن شقيق، سمعت أبي قال:
كان ابن المبارك إذا كان وقت الحجّ اجتمع إليه إخوته (7) من أهل مرو فيقولون:
نصحبك يا أبا عبد الرّحمن، فيقول لهم: هاتوا نفقاتكم، فيأخذ نفقاتهم فيجعلها في صندوق و يقفل عليها، ثم يكتري لهم و يخرجهم من مرو إلى بغداد، فلا يزال ينفق عليهم و يطعمهم أطيب الطعام و أطيب الحلوى، ثم يخرجهم من بغداد بأحسن زيّ و أكمل (8) مروءة، حتى يصلوا إلى مدينة الرسول صلّى اللّه عليه و سلّم فإذا صاروا إلى المدينة قال لكل رجل منهم: ما أمرك عيالك أن تشتري لهم من المدينة من طرفها؟ فيقول: كذا، ثم يخرجهم إلى مكّة فإذا وصلوا إلى مكّة و قضوا حجهم قال لكل منهم: ما أمرك عيالك أن تشتري لهم من متاع مكة ؟ فيقول: كذا و كذا، فيشتري لهم ثم يخرجهم من مكة، فلا يزال ينفق عليهم إلى إن يصيروا إلى مرو، فإذا
ص: 452
صاروا إلى مرو جصّص (1) أبوابهم و دورهم، فإذا كان بعد ثلاثة أيام صنع لهم وليمة و كساهم، فإذا أكلوا و شربوا (2) دعا بالصندوق، ففتحه و دفع إلى كلّ رجل منهم صرّته بعد أن كتب عليها اسمه.
قال أبي: أخبرني خادمه أنه عمل آخر سفرة سافرها دعوة، فقدم إلى الناس خمسة و عشرين خوانا فالوذج (3).
قال أبي: و بلغني (4) أنه قال للفضيل بن عياض: لولاك و أصحابك ما اتّجرت.
قال أبي: و كان ينفق على الفقراء في كل سنة مائة ألف درهم.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثني محمّد بن علي النحوي، نا أحمد بن علي بن رزين، نا علي بن خشرم، حدّثني سلمة بن سليمان قال (5):
جاء رجل إلى عبد اللّه بن المبارك فسأله أن يقضي دينا عليه، فكتب له إلى وكيل له، فلما ورد عليه الكتاب قال له الوكيل: كم الدين الذي سألت فيه عبد اللّه أن يقضيه عنك ؟ قال:
سبعمائة درهم، قال: فكتب إلى عبد اللّه: إنّ هذا الرجل سألك أن تقضي عنه سبعمائة درهم و كتبت إليّ سبعة آلاف درهم، و قد فنيت الغلاّت، فكتب إليه عبد اللّه: إن كانت الغلاّت قد فنيت فإن العمر أيضا قد فني، فأجز له ما سبق به قلمي له.
رواها الخطيب عن ابن يعقوب عن الحاكم (6).
أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم، أنا أبي و عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، قالا: و نا أحمد بن محمّد بن إبراهيم، نا علي بن محمّد بن روح ابن عمة لوين قال: سمعت المسيّب بن واضح يقول (7):
كنت عند ابن المبارك جالسا إذ كلموه في رجل يقضي عنه سبعمائة درهم دينا، فكتب
ص: 453
إلى وكيله: إذا جاءك كتابي هذا و قرأته و فهمته فادفع إلى صاحب الكتاب سبعة آلاف درهم، فلما ورد الكتاب على الوكيل و التفت (1) إلى الرجل فقال: أي شيء قصتك ؟ قال: كلموه أن يقضي عني سبعمائة درهم، فقال: الكتاب أصيب فيه غلطا، و لكن اقعد موضعك حتى أجري عليك من مالي و أبعث إلى صاحبي، و آمره (2) فيك.
فكتب إلى عبد اللّه بن المبارك: أتاني كتابك و قرأته و فهمت ما ذكرت فيه، و سألت صاحب الكتاب، فذكر أنه كلّمك في سبعمائة درهم، و هاهنا سبعة آلاف، فإن يكن منك غلطا، فاكتب إليّ حتى أعمل على حسب ذلك.
فكتب إليه: إذا أتاك كتابي و قرأته و فهمت ما ذكرت لك فيه، فادفع إلى صاحب الكتاب أربعة عشر ألفا (3)،فأنفذ ما آمرك به، و إن كنت أنا وكيلك فتعال (4) إلى موضعي حتى أصير إلى موضعك، فأنفذ ما تأمرني به.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو نصر بن عمر، نا محمّد بن المنذر، حدّثني إسحاق بن إبراهيم، قال: سمعت هارون بن إسحاق يقول: سمعت حسين الجعفي يقول:
كان لعبد اللّه بن المبارك صديق يؤاخيه بالكوفة، فقدم ابن المبارك الكوفة و هو محبوس بدين عليه، فأمر ابن المبارك بأن تقضى عنه ديونه، و يخرج من السجن.
قال البيهقي: و روينا قصة أخرى عن ابن المبارك في قضائه عن شاب بالرقّة كان عبد اللّه إذا دخلها اختلف إليه، فقام بحوائجه عشرة آلاف درهم من غير علمه، و استثنى (5) منه من أمر بقضائه عنه، و ذلك في تاريخ النيسابوريين في ذكره مكتوب.
أخبرنا بها أبوا (6) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (7)،أخبرني
ص: 454
ابن يعقوب، أنا ابن نعيم (1)،أخبرني أحمد بن محمّد بن عمر، نا محمّد بن المنذر، حدّثني يعقوب بن إسحاق، حدّثني محمّد بن عيسى، قال:
كان عبد اللّه بن المبارك كثير الاختلاف إلى طرسوس، و كان ينزل الرقّة في خان فكان شاب يختلف إليه و يقوم بحوائجه و يسمع منه الحديث، قال: فقدم عبد اللّه الرقّة مرة فلم ير (2)ذلك الشاب، و كان مستعجلا، فخرج في النفير، فلما قفل من غزوته و رجع إلى الرقّة سأل عن الشاب قال: فقالوا: إنه محبوس لدين ركبه، قال: فقال عبد اللّه: و كم يبلغ دينه ؟ قالوا:
عشرة آلاف درهم، فلم يزل يستقصي حتى دلّ على صاحب المال، فدعا به ليلا و وزن له عشرة آلاف درهم، و حلّفه أن لا يخبر أحدا ما دام عبد اللّه حيّا، و قال: إذا أصبحت فأخرج الرجل من الحبس، و أدلج عبد اللّه، فأخرج الفتى من الحبس، و قيل له: عبد اللّه بن المبارك كان هاهنا و كان يذكرك، و قد خرج، فخرج الفتى في أثره، فلحقه على مرحلتين - أو ثلاث (3)-من الرقّة، فقال: يا فتى، أين كنت لم أرك في الخان ؟ قال: نعم يا أبا عبد الرّحمن، كنت محبوسا بدين، قال: فكيف كان سبب خلاصك ؟ قال: جاء رجل فقضى ديني، و لم أعلم به حتى خرجت من الحبس، فقال له عبد اللّه: يا فتى احمد اللّه على ما وفق لك من قضاء دينك، فلم يخبر ذلك الرجل أحدا إلاّ بعد موت عبد اللّه.
قال (4):و أنا أبو القاسم منصور بن عمر الكرخي، نا عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد المقرئ.
ح قال: و أنا عبيد اللّه بن عمر الواعظ ، حدّثني أبي، نا عثمان بن أحمد، نا الفتح بن شخرف، حدّثني عبّاس بن يزيد، نا حبّان بن موسى، قال:
عوتب ابن المبارك فيما يفرق المال في البلدان و لا يفعل في أهل بلده، قال: إني أعرف مكان قوم لهم فضل و صدق طلبوا الحديث فأحسنوا الطلب للحديث يحتاج (5) الناس إليهم
ص: 455
احتاجوا، فإن تركناهم ضاع علمهم، و إن أعنّاهم بثوا العلم لأمّة محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم، و لا أعلم بعد النبوّة أفضل من بثّ (1) العلم.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السّمّاك، نا فتح بن شخرف العابد، حدّثني عبّاس بن يزيد، نا حبّان بن موسى قال:
عوتب ابن المبارك فيما يفرق المال في البلدان، و لا يفعل في أهل بلده، فقال: إنّي لأعرف مكان قوم لهم فضل و صدق، طلبوا الحديث فأحسنوا الطلب للحديث و حاجة الناس إليهم شديدة، و قد احتاجوا، فإن تركناهم ضاع علمهم، و إن أغنيناهم بثوا العلم لأمّة محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم، و لا أعلم بعد النبوة درجة أفضل من بث (2) العلم.
أخبرنا (3) أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني جعفر بن محمّد الخوّاص، نا إبراهيم بن نصر المنصور (4)،قال: سمعت إبراهيم بن بشار خادم إبراهيم بن أدهم يقول (5):سمعت علي بن الفضيل يقول: سمعت أبي يقول لابن المبارك:
أنت تأمرنا بالزهد و التقلل و البلغة، و نراك تأتي بالبضائع من بلاد خراسان إلى البلد الحرام، كيف ذا، و أنت تأمرنا بخلاف ذا؟ فقال ابن المبارك: يا أبا علي، أنا أفعل ذا لأصون بها وجهي (6)،و أكرم بها عرضي، و أستعين بها على طاعة ربّي، لا أرى للّه حقا إلاّ سارعت إليه حتى أقوم به، فقال له الفضيل: يا ابن المبارك، ما أحسن ذا إن تمّ ذا.
أخبرنا أبوا (7) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (8)،أنا القاضي أبو محمّد الحسن بن الحسين بن رامين الأسترآباذي، نا عبد الرّحمن بن محمّد بن جعفر الجرجاني، نا السراج و هو أبو العبّاس محمّد بن إسحاق النيسابوري، قال: سمعت إبراهيم بن بشّار يقول: حدّثني علي بن الفضيل قال: سمعت أبي و هو يقول لابن المبارك:
ص: 456
يا ابن المبارك (1)،أنت تأمرنا بالزهد و التقلل و البلغة، و نراك تأتي بالبضائع من بلاد خراسان إلى البلد الحرام، كيف ذا؟ فقال ابن المبارك: يا أبا علي، إنّما أفعل ذاك لأصون به وجهي، و أكرم به عرضي، و أستعين به على طاعة ربّي، لا أرى للّه حقا إلاّ سارعت إليه حتى أقوم به، فقال له الفضيل: يا ابن المبارك، ما أحسن ذا إن تمّ ذا.
حدّثني أبو أحمد معمر بن عبد الواحد بن رجاء بن الفاخر الأصبهاني - بجرباذقان - أنا أبو منصور أحمد بن محمّد بن عمر بن إدريس، أنا محمّد بن أحمد بن عبد الرحيم - قراءة عليه - نا أبو الفتح يوسف بن عمر القوّاس، نا محمّد بن داود، نا محمّد بن أحمد [بن (2)منصور، أنا عمر بن الحكم، حدّثني جعفر بن عبد اللّه الورّاق قال:
قدم ابن المبارك الكوفة و معه مال، فقسمه، فصرّ صررا فجعل يوجه إلى كلّ شيخ بصرّة، فوجّه إلى أبي أسامة (3) بصرة و كتب إليه بهذين البيتين (4):
و فتى خلا من ماله *** و من المروءة غير خال (5)
أعطاك قبل سؤاله *** و كفاك مكروه السّؤال
أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه السّلمي - فيما قرأ عليّ إسناده و ناولني إياه و قال:
اروه عنّي - أنا محمّد بن (6) الحسين، أنا المعافى بن زكريا (7)،حدّثنا محمّد بن داود بن سليمان النيسابوري قال: سمعت الحسن بن سفيان يقول:
قال حبّان عن ابن المبارك: إنه قسم يوما لإخوانه و من حضره من أصحابنا ألف درهم، ثم قال:
لا خير في المال و كنّازه *** بل لجواد (8) الكفّ وهابه
يفعل أحيانا بزوّاره *** ما يفعل الخمر بشرّابه
ص: 457
قال المعافى: ذكّر ابن المبارك الخمر، و المعروف تأنيثها (1) أراد: الشراب.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني.
ح و أخبرنا أبوا (2) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (3)،أنا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي - بنيسابور - أنا أبو الطّيّب محمّد بن أحمد بن حمدون الذهلي، حدّثني أحمد بن محمّد بن الحسين قال: سمعت عثمان بن سعيد يقول:
سمعت نعيم بن حمّاد يقول: كان ابن المبارك يكثر الجلوس في بيته، فقيل له: أ لا تستوحش ؟ فقال: كيف استوحش و أنا مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و أصحابه (4).
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، أنا يحيى بن زكريا بن حيوية، نا محمّد بن الغصن، قال: سمعت نعيم بن حمّاد يقول: قيل لابن المبارك: يا أبا عبد الرّحمن تكثر القعود في البيت وحدك، قال: أنا وحدي ؟ أنا مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و أصحابه - يعني النظر في الحديث-.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا محمّد بن يوسف، أنا عبد اللّه بن أحمد بن روزبه الفارسي، أنا حامد بن المبارك، و أنا إسحاق بن سيّار (5) النّصيبي، نا الأصمعي، قال: سمعت ابن المبارك يقول:
إنه ليعجبني من القرّاء كلّ طلق مضحاك، فأمّا من تلقاه بالبشر و يلقاك بالعبوس، كأنه يمنّ عليك بعمله، فلا أكثر اللّه في القرّاء مثله.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو بكر محمّد (6) بن علي بن محمّد بن النضر الدّيباجي، نا محمّد بن حمدويه المروزي، نا محمّد بن العبّاس بن عبد الرحيم المروزي، نا عبد الرحيم الحلواني، قال: سمعت ابن المبارك يقول:
و سئل: أي خصلة للإنسان أنفع له ؟ قال: غريزة العقل قال: فإن لم يكن ؟ قال: فأدب
ص: 458
حسن، قال: فإن لم يكن ؟ قال: أخ شقيق يشاوره في الأمر، قال: فإن لم يكن، قال: صمت طويل، قال: فإن لم يكن ؟ قال: موت عاجل.
أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا منصور بن الحسين، و أحمد بن محمود، قالا (1):أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن الحسين الخلنجي أبو الحسن السرخسي، حدّثني الدغولي أبو العبّاس قال: سمعت أحمد بن سيّار المروزي يقول: حدثناه حبيب (2)الجلاب قال: سئل ابن المبارك ما خير ما أعطي الإنسان ؟ قال: غريزة عقل، قيل: فإن لم يكن ؟ قال: أدب حسن، قيل: فإن لم يكن ؟ قال: أخ صالح (3) يستشيره، قيل: فإن لم يكن ؟ قال: صمت طويل، قيل: فإن لم يكن ؟ قال: موت عاجل.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، قال: سمعت أبا عبد الرّحمن السّلمي يقول: سمعت أحمد بن محمّد بن رميح يقول: أنا أحمد بن محمّد بن عمر بن بسطام قال: سمعت أحمد بن سيّار يقول: سمعت حبيب (4) أبا محمّد الخلاّل قال:
قيل لعبد اللّه بن المبارك: أي خصلة في الإنسان خير؟ قال: غريزة عقل، قيل: فإن لم يكن ؟ قال: فأدب حسن، قيل: فإن لم يكن ؟ قال: أخ شفيق يشاوره، قيل: فإن لم يكن ؟ قال: صمت طويل، قيل: فإن لم يكن ؟ قال: موت عاجل.
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا سعيد بن أحمد بن محمّد، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن محمّد الرومي، نا السّرّاج في سنة إحدى عشرة و ثلاثمائة، نا الحسن بن عيسى، قال: سمعت عبد اللّه بن المبارك يقول (5):
اغتنم ركعتين زلفى إلى اللّه *** إذا كنت فارغا (6) مستريحا
و إذا ما هممت بالزّور و البا *** طل (7) فاجعل مكانه تسبيحا
ص: 459
فاغتنام السكوت للمرء فضل *** و إن كان للكلام (1) فصيحا
أخبرنا أبو محمّد هبة بن أحمد الأكفاني، و أبو الحسين محمّد بن محمّد بن الفراء، قالا: نا أبو بكر الخطيب، نا أبو القاسم عبيد اللّه بن محمّد بن عبيد اللّه النجار، أنا محمّد بن عبيد اللّه بن الفضل الكيّال، نا محمّد بن الهيثم المقرئ، قال: قال أبو سعيد الجصّاص: نا ابن عبد المؤمن - بمصر - نا عبدان بن عثمان قال: سمعت ابن المبارك يقول:
اغتنم ركعتين زلفى إلى *** اللّه إذا كنت ريحا مستريحا
و إذا ما هممت بالنطق في *** الباطل فاجعل مكانه تسبيحا
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: و فيما ذكر شيخنا أبو عبد اللّه الصفّار.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن علي، أنا الحسن بن الحسن، أنا أبو علي بن صفوان، قالا: أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني أبو جعفر مولى بني هاشم، عن أبي زيد محمّد بن حسّان قال: سمعت ابن المبارك يقول:
اغتنم ركعتين زلفى إلى اللّه *** إن كنت فارغا مستريحا
و إذا ما هممت بالنطق في *** الباطل فاجعل مكانه تسبيحا
فاغتنام السكوت أفضل من *** خوض، و إن كنت بالحديث فصيحا (2)
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر، أنا أبو زكريا بن [أبي] (3) إسحاق، أخبرني أبو بكر محمّد بن داود بن سليمان الزاهد، حدّثني إبراهيم بن عبد الواحد العبسي، نا وريزة (4) بن محمّد الحمصي، حدّثني عبد اللّه بن عبد الوهّاب بن محمّد الخوارزمي قال:
كان عبد اللّه بن المبارك كثيرا مما (5) يتمثل بأبيات حميد النحوي:
و اغتنم ركعتين
ص: 460
فذكر الأبيات الثلاثة غير أنه قال: بالحديث فصيحا (1).
أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد بن النحّاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا سهل بن علي الدوري، نا عبد السّملا بن صالح قال:
[قال] (2) عبد اللّه بن المبارك.(3) و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني عبد اللّه بن محمّد بن زياد، قال: سمعت أبا العبّاس الثقفي يقول: سمعت سهل بن علي يقول: حدّثنا عبد السّلام بن صالح قال: سمع ابن المبارك رجلا يتكلم بما لا يعنيه، فقال (4):
تعاهد لسانك، إنّ اللسان *** سريع إلى المرء في قتله
و هذا اللسان يزيد (5) الفؤاد *** يدلّ الرّجال على عقله
و في حديث زاهر: احفظ لسانك، و فيه: إنّ اللسان يزيد (6) الفؤاد.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن أبي عثمان، أنا الحسن بن الحسن بن علي بن المنذر، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني الثقة أن الحسن بن سعيد الباهلي قال:
لم يقل عبد اللّه بن المبارك مثل هذين البيتين:
تعاهد لسانك، فذكرهما.
أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر الثقفي، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن الحسن بن قتيبة، نا المسيّب بن واضح قال: سمعت عبد اللّه بن المبارك ينشد:
تعاهد لسانك إنّ اللسان *** سريع [إلى] (7) المرء في قتله
و هذا اللسان يزيد (8) الفؤاد *** يدلّ الرّجال على عقله
ص: 461
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن علي بن الحسن، أنا الحسن بن الحسن، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن إدريس الحنظلي قال: قال عبد اللّه بن المبارك (1):
أدّبت (2) نفسي فما وجدت بها *** من بعد تقوى اللّه من أدب (3)
في كل حالاتها و إن قصرت (4) *** أفضل من صمتها عن الكذب
و غيبة (5) الناس، إنّ غيبتهم *** حرّمها ذو الجلال في الكتب
إن كان من فضة كلامك يا *** نفس فإنّ السكوت من ذهب
أنبأنا أبو علي الحسن [بن] (6) أحمد، أنا أبو نعيم الحافظ (7)،أنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن عبد اللّه (8)،نا العبّاس بن يوسف الشّكلي قال: سمعت أبا أمية [الأسود] (9)يقول: سمعت عبد اللّه بن المبارك يقول:
أحبّ الصّالحين، و لست منهم، *** و أبغض الطالحين و أنا شرّ منهم.
ثم أنشأ عبد اللّه يقول (10):
الصّمت أزين للفتى (11) *** من منطق في غير حينه
و الصدق أجمل للفتى (12) *** في القول عندي، من يمينه
و على (13) الفتى بوقاره *** سمة تلوح على جبينه
فمن الذي يخفى عليك *** إذا نظرت إلى قرينه
ربّ امرئ متيقّن *** غلب الشقاء على يقينه
فأزاله عن رأيه *** فابتاع دنياه بدينه
أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد اللّه بن رضوان، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن
ص: 462
حيّوية، أنا أبو بكر محمّد (1) بن خلف بن المرزبان، أنا أحمد بن الحارث، نا علي بن محمّد، عن عبد اللّه بن المبارك أنه كان يقول:
سخاء النفس عمّا في أيدي الناس أكثر من سخاء النفس بالبذل و القناعة، و الرضا أكثر (2)من مروءة الاعطاء.
أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو عثمان الصابوني، أنا أبو معاذ بن أبي عصمة الهروي - بها - أنا أبو الفضل يعقوب بن إسحاق بن محمود، نا محمّد بن الوليد بن أبان المقرئ (3) أبو الحسن، بواسط ، نا نعيم بن حمّاد قال: سمعت ابن المبارك:
ما ذاق طعم الغنى من لا قنوع له *** و لن يرى قانعا، ما عاش مفتقرا
و العرف من يأته يحمد عواقبه *** ما ضاع عرف و إن أو ليته حجرا
أخبرنا أبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمّد الزيدي، أنا أبو البقاء المعمّر بن محمّد الحبّال، نا الشريف أبو الطيّب أحمد بن علي بن محمّد الجعفري، نا أبو الحسين علي بن الحسن بن أحيد القطان البلخي بالكوفة، قدم حاجا، حدّثني أحمد بن محمّد بن عبد اللّه الحنفي الهروي، نا يعقوب بن إسحاق بن محمود، نا محمّد بن الوليد بن أبان المصري، أبو الحسن.
و أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد الحلواني (4)،أنا أبو بكر أحمد بن علي الشيرازي، أنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم المزكي، نا أبو الحسين الجرجاني - بالريّ - نا أبو نصر محمّد بن حاتم بن الطّيّب السّمرقندي - بمكة - نا محمّد بن الوليد العقيلي.
نا نعيم بن حمّاد قال: سمعت ابن المبارك يقول:
سخاء النفس عمّا في أيدي الناس أفضل من سخاء بالبذل (5)-و قال أبو نصر: أفضل من مروءة الناس بالبذل - قال نعيم: و أنشد ابن المبارك:
ص: 463
ما ذاق طعم الغنى من لا قنوع له *** و لن ترى قانعا - ما عاش - مفتقرا
فالعرف من يأته يحمد (1) عواقبه *** ما ضاع عرف، و إن أوليته حجرا
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا الحسين بن محمّد، نا (2) يحيى بن محمّد بن سليمان بن فارس، نا عبد اللّه بن بشر، نا القاسم بن غصن، نا زكريا بن أبي خالد، عن عبد اللّه بن المبارك:
لا تضرعنّ لمخلوق على طمع *** فإنّ ذاك مضرّ منك بالدين
و استرزق اللّه ممّا في خزائنه *** فإنّما هي بين الكاف و النون
أ لا ترى كلّ من ترجو و تأمله *** من البرية مسكين ابن مسكين
أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمّد، أنا أبو الفرج سهل بن بشر الأسفرايني، أنا القاضي أبو الحسن علي بن عبيد اللّه الهمذاني - إجازة - أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أبو مروان عبد الملك بن بحر بن شاذان المكي، قال: أنشد أبو خالد يزيد بن محمّد بن حمّاد العقيلي لعبد اللّه بن المبارك (3):
كل من الجاورس (4) و الرز *** و من خبز الشعير
و اجعلن ذاك حلالا *** تنج من نار (5) السّعير
و التمس رزقك من *** ذي العرش و الربّ القدير
و ارض يا ويحك من دن *** ياك بالقوت اليسير
إنّها دار بلاء *** و زوال و غرور
كم لعمري (6) صرعت قب *** لك أصحاب القبور (7)
و ذي (8) الهيئة في *** المجلس و الجمع الكثير
ص: 464
أخرجوا (1) منها فما *** كان لديهم من نكير
كم ببطن الأرض ثاو *** من (2) شريف و وزير
و صغير الشأن عبد *** خامل الذّكر، حقير
لو تصفّحت قبور ال *** قوم في يوم بصير (3)
لم تميّزهم و لم *** تعرف غنيا من فقير
خمدوا فالقوم صر *** عى تحت أشقاق (4) الصخور
استووا (5) عند مليك *** بمساويهم خبير
حكم يعدل لا يظلم *** مقدار النقير (6)
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل السوسي، أنا جدي أبو محمّد، نا أبو علي الأهوازي، أنا عمران بن الحسن، نا علي بن داود الورثاني، قال: أنشدني مقرّب بن محمّد لعبد اللّه بن المبارك الخراساني (7):
يا عائب الفقر أ لا تزدجر *** عيب الغنا أكثر لو تعتبر
من شرف الفقر و من فضله *** على الغنى، إن (8) صح منك النظر
إنّك تعصي لتنال الغنى *** و لست (9) تعصي اللّه كي تفتقر
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، قال: نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو طالب محمّد بن علي بن الفتح الحربي، نا علي بن عمر الحضرمي، نا خالد بن مخلد الصفّار، نا مردويه الصائغ سنة إحدى و ثلاثين و مائتين، قال: سمعت الفضيل بن عياض يذكر أنه سمع عبد اللّه بن المبارك يقول:
لن يخلو المؤمن من ثلاثة: من نفس تدعوه، و شيطان يبغيه، و منافق (10) يحسده.
ص: 465
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا - و أبو منصور بن خيرون، أنا - أبو بكر الخطيب (1)، أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه المعدّل، نا عثمان بن أحمد بن السّمّاك.
ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو عثمان بن السّمّاك.
نا جعفر الخيّاط - صاحب أبي ثور - نا عبد الصّمد بن يزيد، قال: سمعت فضيل بن عياض يقول:
سئل ابن المبارك: من الناس ؟ قال: العلماء، قال: فمن الملوك ؟ قال الزهّاد، قال:
فمن السّفلة ؟ قال: الذي يأكل بدينه.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا أحمد بن محمّد النيسابوري، نا الحسن بن عيسى، قال (2):
سئل ابن المبارك فقيل له: من الناس ؟ قال: العلماء، قيل: فمن الملوك ؟ قال: الزهّاد، قيل له: فمن السّفلة ؟ قال: الذي يأكل بدينه، قيل: فمن الغوغاء؟ قال: خزيمة بن (3) خازم و أصحابه، قيل له: فمن الدنىء؟ قال: الذي يذكر غلاء السعر عند الضيف.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد الحبّال.
ح و أخبرنا أبو طالب بن أبي عقيل، نا أبو الحسن (4) علي بن الحسن الخلعي.
قالا: أنا أبو محمّد بن النحاس، قال: سمعت ابن الأعرابي يقول: سمعت مسلم بن عبد اللّه يقول: سمعت ابن المبارك يقول:
من طلب العلم تعلّم العلم، و من تعلّم العلم خاف من الذّنب، و من خاف من الذنب هرب من الذنب، و من هرب من الذنب نجا من الحساب.
أخبرنا أبو السعادات أحمد بن أحمد المتوكّلي، و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة،
ص: 466
قالا: نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو سعيد الصيرفي، نا محمّد بن عبد اللّه بن أحمد الصفّار، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني أحمد بن إسحاق بن عيسى الأهوازي، نا أبو عبد الرّحمن عن عبد اللّه بن المبارك أنه كان يتمثل:
ركوب الذّنوب يميت (1) القلوب *** و قد يورث الذّل إدمانها
و ترك الذّنوب حياة القلوب *** و خير لنفسك عصيانها
أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا منصور بن الحسين، و أحمد بن محمود، قالا: أنا أبو بكر [بن] (2) المقرئ، حدّثني عبّاس بن محمّد بن الحسن بن قتيبة، نا أبو عمير (3) عيسى بن محمّد [بن] (4) النحّاس،[نا] (5) أبي، سمعت ابن المبارك ينشد (6):
رأيت الذنوب تميت القلوب *** و تورثها (7) الذّلّ إدمانها
امهد لنفسك قبل الممات (8) *** و خير لنفسك عصيانها
و هل بدّل الدين إلاّ الملوك *** و أحبار سوء و رهبانها (9)
لقد رتع القوم في جيفة *** تبين لذي العقل إنتانها
أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، نا نصر بن إبراهيم الزاهد، نا أبو الحسن علي بن طاهر القرشي، نا أحمد بن إبراهيم بن فراس، نا العبّاس بن محمّد اللّخمي، أبو الفضل، نا [أبو] (10) عمير، حدّثني أبي، عن ابن المبارك أنه كان يقول:
رأيت الذنوب تميت القلوب *** و يورثها الذل إدمانها
فامهد لنفسك دون النّفوس *** خير لنفسك عصيانها
و هل بدّل الدين إلاّ الملوك *** و أحبار سوء و رهبانها
ص: 467
لقد رتع القوم في جيفة *** تبين لذي العقل إنتانها (1)
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال:
سمعت عبد الرّحمن بن أحمد المؤذّن يقول: سمعت أبا بكر محمّد بن إسحاق يقول: سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول: أنشدني سلم (2) الخوّاص عن ابن المبارك:
رأيت الذّنوب تميت القلوب *** و يتبعها الذلّ إدمانها
و ترك الذنوب حياة القلوب *** و خير لنفسك عصيانها
و هل بدّل الدين إلاّ الملوك *** و أحبار سوء و رهبانها
و باعوا النفوس فلم يربحوا *** و في البيع لم تغل أثمانها (3)
لقد وقع (4) القوم في جيفة *** تبين لذي العقل إنتانها (5)
أخبرنا أبو السعادات المتوكّلي و أبو محمّد السّلمي، قالا: أنا أبو بكر الخطيب، أنا الصيرفي، نا محمّد بن عبد اللّه بن أحمد الصفّار، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني أبو عبد الرّحمن الأزدي، عن عبدان بن عثمان، عن عبد اللّه بن المبارك أنه كان يتمثّل (6):
و كيف تحبّ أن تدعى حكيما (7) *** و أنت لكلّ ما تهوى ركوب
و تضحك دائبا (8) ظهرا لبطن *** و تذكر ما عملت (9) و لا تتوب
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن بن محمّد، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمّد بن مخلد العطّار، حدّثني أبو سام، أبو الذي تقلد القضاء، قال: سمعت زرقان يقول: سمعت ابن المبارك يقول على سور طرسوس (10):
و من البلاء و للبلاء علامة *** أن لا ترى (11) لك عن هواك نزوع
العبد عبد النّفس في شهواتها *** و الحرّ يشبع مرة و يجوع
ص: 468
أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو عثمان الصابوني، أنا أبو نصر النعمان بن محمّد الجرجاني، قال: سمعت أبا حاجب محمّد بن محمّد بن حاجب يقول: أنشدنا جعفر بن محمّد الشاشي، أنشدني الحسن بن إبراهيم البجلي لعبد اللّه بن المبارك:
تعصي الإله، و أنت تظهر حبّه *** هذا محال في الفعال بديع
لو كان حبّك صادقا لأطعته *** إنّ المحبّ لمن يحبّ مطيع
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا عبد اللّه بن يوسف، أنا عبد اللّه بن (1) أحمد الفارسي - بهمذان - نا حامد بن حمّاد، نا إسحاق بن سيّار، نا الأصمعي قال: سمعت ابن المبارك يقول:
خالق الناس بخلق حسن *** لا تكن كلبا على النار تهرّ (2)
أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي، أنا منصور بن الحسين، و أحمد بن محمود، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أحمد بن (3) خليفة، نا أبي عن جدي، عن عبد الرّحمن بن مهدي قال: سمعت ابن المبارك يقول: إذا تأكد الإخاء قبح الثناء.
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثني أبو حامد أحمد بن محمّد الخطيب - ببيهق - نا عيسى بن محمّد بن عيسى المروزي، نا الحسن بن حمّاد العطار قال:
سمعت ابن المبارك و سأله حاتم بن عبد اللّه العلاّف حين أراد الخروج إلى مكة فقال:
أ ما توصينا؟ أ ما تقوّينا؟ فقال عبد اللّه بن المبارك:
إذا صاحبت في الأسفار قوما *** فكن لهم كذي الرّحم الشفيق (4)
بعيب النّفس ذا بصر و علم *** غنيّ النفس عن عيب الرفيق
و لا تأخذ بعثرة كلّ قوم *** و لكن قل: هلمّ إلى الطريق
فإن تأخذ بعثرتهم يقلّوا *** و تبقى في الزمان بلا صديق
أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا محمّد بن علي - هو ابن إبراهيم بن
ص: 469
علي بن المقرئ - أنا أبو يعلى، نا (1) عبد الصّمد بن يزيد، حدّثني بعض أصحابنا، أنشدني ابن المبارك في إخوان العلانية و أعداء السّريرة:
أعداء غيب إخوة التلاقي *** يا سوأتا من هذه الأخلاق
كأنما اشتقت من النفاق
أخبرتنا أم الفتوح فاطمة بنت محمّد بن عبد اللّه بن الحسن قالت: أخبرتنا عائشة بنت الحسن بن إبراهيم قال: نا أبو الحسين عبد الواحد بن محمّد بن شاه الشيرازي - إملاء - حدّثني عبد الواحد بن بكر (2)،نا محمّد بن هارون بن شعيب، نا أحمد بن محمّد بن الصّلت، نا يحيى بن عبد الحميد الحمّاني قال: سمعت عبد اللّه بن المبارك يقول:
إنّ العبد إذا استخفّ بستر اللّه عليه أنطق اللّه لسانه بمعايب نفسه حتى يكفي الناس مئونته.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا محمّد بن عبد اللّه النيسابوري، نا أبي عن محمّد بن أعين، قال:
حمل أبو جميل سنّين من خارج حصن مرو إلى عبد اللّه بن المبارك فوضعهما عبد اللّه بين يديه و دعي (3) بالميزان فوزنهما أو وزن أحدهما فإذا فيه منوان (4) و زيادة في كل شيء، فوضعه عبد اللّه بين يديه و قال فيه شعرا (5):
أتيت بسنّين قد رمّتا *** من الحصن لما أثاروا الدّفينا
على وزن منّين إحداهما *** تقلّ به الكفّ شيئا رزينا
ثلاثين أخرى (6) على قدرها *** تباركت ما أحسن الخالقينا
فما ذا يقوم لأفواهها *** و ما كان يملأ تلك البطونا
إذا ما تذكّرت أجسامهم *** تقاصرت (7) بالنفس حتى تهونا
ص: 470
و كلّ على ذلك لاقى (1) الردى *** فبادوا جميعا فهم خامدونا (2)
و قد وقعت إليّ هذه الأبيات من وجه آخر و هي أكثر من هذه.
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا جدي أبو محمّد، نا أبو علي الأهوازي، نا أبو القاسم تمام بن محمّد بن عبد اللّه الرازي الحافظ - بدمشق - نا أبو بكر يحيى بن عبد اللّه بن الحارث بن الزّجّاج، نا الخطّاب بن سعد الخير، نا المسيّب بن واضح قال:
سمعت عبد اللّه بن المبارك يقول:
حفروا بخراسان حفيرا فوجدوا رأس إنسان، فوزنوا سنّا من أسنانه فإذا فيه سبعة أساتير (3) فقال عبد اللّه بن المبارك:
تذكّرت أيام من قد مضى *** فهاج له الدّمع سحّا هتونا
فردّدت في النّفس ذكراهموا *** ليحدث ذلك للقلب لينا
فقلت لنفسي، و عاتبتها *** و قد أعبت (4) نفسي أن تستكينا
أ تنسين آثار من قد مضى *** و دهرا نقاسيه قدما، خئونا
وقوع (5) المنايا و إبقاعها *** و صوت الصوائح فيما يلينا
و ما إن نزال على حادث *** يطير له القلب روعا حزينا
و ما تهدأ النّفس حتى أصلي *** بأخرى جديد تصيب الوتينا
و أمّا دراكا (6) على إثرها *** و قدما تكاد تهدّ المتونا
و في كلّ يوم، و في مسيه *** تكرّ النوائب بالموت فينا
و أمّا قريبا يراشى به *** و إمّا شمالا و إمّا يمينا
إذا سكن الرّوع عن ميّت *** بدهنا (7) بآخر يبغي السكونا
و كيف البقاء على ما أرى *** ستؤتين عما قليل يقينا
دفنت الأحبّة كم آلها *** أهيل عليها ترابا و طينا
ص: 471
و كانت تعزّ على أهلها *** و أعزز بها اليوم أيضا دفينا
لقد غيّب القبر في لحده *** و قارا نبيلا و برّا و دينا
و شيخي و الأهل فارقتهم *** و كنت أراهم رفاقا عزينا
كأنّ تأوّب أهليهم *** حنين عشار تحبّ الحنينا
و أخوان صدق لحقنا بهم *** و قد كنت بالقرب منهم ضنينا
و أوحشت في الدار من بعدهم *** أظلّ على ذكرهم مستكينا
أرى الناس يبكون موتاهم *** و ما الحيّ أبقى من الميتينا
أ ليس مصيرهم للفناء *** و إن عمّر القوم أيضا سنينا
يساقون سوقا إلى يومهم *** فهم في السياق و ما يشعرونا
فإن كنت تبكين من قد مضى *** فأبكي (1) لنفسك في الهالكينا
و ابكي (2) لنفسك جهد البكاء *** إن كنت تبكين، أو تفعلينا (3)
فإنّ السبيل لكم واحد *** سيتبع الآخر الأوّلينا
و إن كنت بالعيش مغترّة *** تمنيك (4) نفسك فيها الظنونا
فغادي قبورك ثم انظري *** مصارع أهلك و الأقربينا
إلى أين صاروا، و ما ذا لقوا *** و كانوا كمثلك في الدّور حينا
و أين الملوك، و أهل الحمى (5) *** و من كنت ترضين، أو تحذرينا
و أين الذين بنوا قبلنا *** قرونا تتابع تتلو القرونا
أتيت بسنّين قد رمّتا *** من الحصن لمّا أثاروا الدفينا
على وزن منّين أحدهما *** تقلّ به الكفّ شيئا رزينا
ثلاثين أخرى على قدرها *** تباركت يا أحسن الخالقينا
فما ذا يقوم لأجرامهم *** و ما كان يملأ تلك البطونا
إذا ما تذكّرت أجسامهم *** تصاغرت النّفس حتى تهونا
و كلّ على ذاك لاقى الردى *** فنادوا جميعا فهم خامدونا
ص: 472
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، حدّثنا أبو البركات بن أبي طاهر الحارثي عنه (1)قال: حدّثني عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، نا أبو القاسم علي بن يعقوب، نا أبو جعفر الفارسي أحمد بن عمرو بن إسماعيل بن عمر المقعد، نا محمّد بن عبد الرّحمن بن سهم، نا عبد اللّه بن المبارك، عن علي بن علي الرفاعي، عن الحسن، عن أبي موسى الأشعري قال:
يعرض (2) الناس يوم القيامة ثلاث عرضات، فأمّا عرضتان فجدال و معاذير، و أمّا العرضة الثالثة فتطاير الصحف في الأيدي.
ثم قال عبد اللّه بن المبارك (3):
و طارت الصّحف في الأيدي منشّرة *** فيها السرائر و الأخبار تطلّع (4)
فكيف سهوك (5) و الأنباء واقعة *** عمّا قليل و لا تدري بما تقع (6)
أ في الجنان و فوز لا انقطاع له *** أم الجحيم فما تبقي و ما تدع (7)
تهوي به (8) كأنها طورا و ترفعهم *** إذا رجوا مخرجا من غمّها وقعوا (9)
طال البكاء فلم ينفع تضرّعهم *** هيهات. لا رقّة تجزي (10) و لا جزع
لينفع (11) العلم قبل الموت عالمه *** قد سال قوم بها الرّجعى فما رجعوا
أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز المكّي، أنا الحسين بن يحيى بن
ص: 473
إبراهيم المكّي، أنا الحسين بن علي بن محمّد الشيرازي، أخبرنا علي بن عبد اللّه بن جهضم، نا يونس بن محمّد بن أعين، نا محمّد بن صالح، عن المسيّب قال: أنشدنا عبد اللّه بن المبارك:
و كيف (1) قرت لأهل العلم أعينهم *** أو استلذوا (2) لذيذ النوم أو هجعوا
و الموت ينذرهم جهرا علانية *** لو كان للقوم أسماع لقد سمعوا
و النار ضاحية لا بدّ موردهم (3) *** و ليس يدرون من ينجو و من يقع
قد أمست الطير و الأنعام آمنة *** و النون (4) في البحر، لم يخبأ لها فزع
و الآدمي بهذا الكسب مرتهن *** له رقيب على الأسرار يطلع
حتى يوافيه يوم الجمع منفردا *** و خصمه الجلد، و الأبصار، و السمع
إذ النبيون و الأشهاد قائمة *** و الإنس و الجن و الأملاك قد خشعوا
و طارت الصحف في الأيدي منشرة *** فيها السرائر و الأخبار تطلع
فودّ قوم ذوو عزّ لو أنهم *** هم الخنازير، كي ينجو أو الضبع
طال البكاء فلم يرحم تضرعهم *** هيهات (5) لا رقّة تجزي و لا جزع
هل ينفع العلم قبل الموت (6) عالمه *** قد سال قوم بها الرجعى فما رجعوا
أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد، أنشدنا محمّد بن حاتم المروزي، أنشدنا سويد بن نصر المروزي لعبد اللّه بن المبارك:
أيا رب يا ذا العرش أنت رحيم *** و أنت بما تخفي الصدور عليم
فيا رب هب لي منك حلما، فإنني *** أرى الحلم لم يندم عليه حليم
و يا ربّ هب لي منك عزما على التقى *** أقيم به في الناس حيث أقيم
ألا إن تقوى اللّه أكرم نسبة *** يسامى بها عند الفخار كريم
إذا أنت نافست الرجال على التقى *** خرجت من الدنيا و أنت سليم
أراك امرأ ترجو من اللّه عفوه *** و أنت على ما لا يحب مقيم
ص: 474
و إن امرأ لا يرتجي الناس عفوه *** و لم يأمنوا منه الأذى للئيم
فحتى متى تعصي الإله، إلى متى *** تبارز ربي ؟ إنه لرحيم
و لو قد توسدت الثرى و افترشته *** لقد صرت لا يلوى عليك حميم
أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن يحيى، نا أبو محمّد الحسن بن الحسين بن منصور، نا محمّد بن عبد الوهّاب الفرّاء، نا عمر بن عقبة، عن ابن المبارك:
أنه كان يقول في دعائه: اللّهمّ إنّي أسألك الشهادة في غير جهد بلية، و لا تبديل نية.
فمنّ [اللّه] (1) على ابن المبارك بإجابة دعوته، فأماته شهيدا غريبا في غير تربته من غير جهد في الشهادة، و لا تبديل في الإرادة.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل بن محمّد، نا أحمد بن مروان، نا أحمد بن محرز الهروي، نا الحسن بن عيسى، قال:
لما حضرت ابن المبارك الوفاة قال لنصر مولاه: اجعل رأسي على التراب، قال: فبكى نصر، فقال له: ما يبكيك ؟ قال: أذكر ما كنت فيه من النعيم، و أنت هو ذا تموت فقيرا غريبا، فقال له: أسكت، فإنّي سألت اللّه تبارك و تعالى أن يحييني حياة الأغنياء، و أن يميتني ميتة الفقراء، ثم قال: لقّني، و لا تعد علي إلاّ أن أتكلم (2).
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قال: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قال: أنا الحسين بن جعفر - زاد ابن الطّيّوري: و ابن عمّه محمّد بن الحسن قال:- أنا الوليد بن بكر (3)،أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي (4) قال: حدّثني أبي عبد اللّه قال (5):
لما حضر ابن المبارك جعل رجل يلقّنه قل: لا إله إلاّ اللّه، فأكثر عليه، فقال: إنّك ليس (6) تحسن، أخاف أن تؤذي بها رجلا مسلما بعدي إذا لقنتني فقلت: لا إله إلاّ اللّه، ثم لم
ص: 475
أحدث كلاما بعدها، فدعني، فإذا أحدثت كلاما بعدها فلقّنّي حتى تكون آخر كلامي.
أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبي الأستاذ أبو القاسم قال: و قيل: فتح عبد اللّه بن المبارك عينه عند الوفاة فضحك، و قال: لِمِثْلِ هٰذٰا فَلْيَعْمَلِ الْعٰامِلُونَ (1).
أخبرنا أبوا (2) الحسن: علي بن أحمد، و علي بن الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (3)،أخبرني حمزة بن محمّد بن طاهر الدقّاق، نا علي بن عمر الحافظ ، نا محمّد بن مخلد، نا عبد الصّمد بن حميد، قال: سمعت أبا الحسن عبد الوهّاب بن عبد الحكم يقول: لما مات ابن المبارك بلغني أن هارون أمير المؤمنين قال: مات سيّد العلماء.
قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي (4) بن محمّد، أنا أبو سليمان بن أبي محمّد، نا الهروي، نا محمّد بن سليمان بن داود، قال: سمعت ابن المديني يقول:
مات خيار الأرض جميعا في سنة واحدة: مالك، و حمّاد، و خالد، و سلاّم بن سليم أبو الأحوص، و عبد اللّه بن المبارك، سنة تسع و سبعين و مائة.
قال الهروي: نا محمّد بن صالح، نا نعيم بن حمّاد، قال: مات ابن المبارك سنة تسع و سبعين و مائة.
قال: و قال سعيد بن أسد: مات ابن المبارك سنة تسع و سبعين.
و ذكر أبو سليمان [أن] (5) الهروي أخبره، عن محمّد بن صالح بن عمرو عن سعيد بن أسد (6) بذلك.
و هذان القولان وهم، و المحفوظ :
ما أخبرنا أبوا (7) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (8)،أنا ابن
ص: 476
يعقوب، أنا محمّد بن نعيم، أنا علي بن محمّد المروزي، نا محمّد بن موسى بن حاتم، قال:
سمعت عبدان بن عثمان يقول:
خرج عبد اللّه إلى العراق أول ما خرج سنة إحدى و أربعين و مائة و مات بهيت و عانات (1) لثلاث عشرة خلت من رمضان سنة إحدى و ثمانين و مائة.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي، و أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه، و علي بن الحسن بن سعيد، قالوا: حدّثنا - و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، نا - أبو بكر الخطيب (2).
ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه.
قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل (3)،أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان قال:
سمعت الحسن (4) بن الربيع يقول:
شهدت موت ابن المبارك، مات سنة إحدى و ثمانين و مائة في رمضان لعشر مضين (5)منه، مات سحرا، و دفناه بهيت.
انتهت رواية العلوي، و زادوا: قال الحسن: و سألت ابن المبارك قبل أن يموت قال: أنا ابن ثلاث و ستين.
أخبرنا أبوا (6) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (7)،أنا محمّد بن أحمد بن رزق.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه (8)،أنا أبو الحسين بن بشران.
قالا: أنا عثمان بن أحمد الدقّاق، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، نا
ص: 477
حسن بن الربيع قال: سألت ابن المبارك قبل أن يموت فقال: أنا ابن ثلاث و ستين، و مات سنة إحدى و ثمانين.
- زاد ابن رزق (1):و قال أبو عبد اللّه: ذهبت لأسمع منه فلم أدركه، و كان قدم، فخرج إلى الثغر (2) فلم أسمع منه و لم أره.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، أنا عبد اللّه بن أحمد قال: قال أبي: سمعت من قرّان بن تمام في سنة إحدى و ثمانين و مائة:
و كان ابن المبارك هاهنا، و فيها مات ابن المبارك.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنبأ الأحوص بن المفضّل بن غسان، قال: قال أبي: قال ابن حنبل: مات ابن المبارك سنة إحدى و ثمانين.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن البرّاء، قال: قال علي بن المديني:
عبد اللّه بن المبارك، و هو حنظلي، و يكنى أبا عبد الرّحمن، مات سنة إحدى و ثمانين و مائة بهيت.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبوا (3) الحسن: المالكي، و علي بن الحسن، قالوا: حدّثنا أبو بكر الخطيب [ح و أخبرنا أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب (4)] (5).
أنا منصور بن ربيعة الزهري - بالدّينور - زاد أبو القاسم: أبو الفتح الخطيب، و قالوا:- قال: أنا علي بن أحمد (6) بن راشد، أنا أحمد بن يحيى بن الجارود قال: قال علي بن المديني: و عبد اللّه بن المبارك مولّى لبني (7) حنظلة، مات سنة إحدى و ثمانين و مائة بهيت.
أخبرنا (8) أبو القاسم النّسيب، نا أبو بكر الخطيب، أنا الأزهري، أنا محمّد بن
ص: 478
العبّاس، أنا إبراهيم بن محمّد الكندي، نا أبو موسى محمّد بن المثنّى، قال: و مات ابن المبارك سنة إحدى و ثمانين.
أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن لؤلؤ، أنا أبو بكر بن شهريار، نا أبو حفص الفلاّس قال: مات ابن المبارك سنة إحدى و ثمانين بهيت، و هو ابن ثلاث و ستين.
قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: و قال أبو موسى و عمرو،[و] (1) المدائني:
مات عبد اللّه بن المبارك سنة إحدى و ثمانين و مائة (2).
و ذكر ابن زبر أن أباه أخبره، عن أبيه، عن أحمد بن عبيد بن ناصح عن المدائني.
و أن أباه أخبره عن أبيه.
و أن مصعب بن إسماعيل أخبره عن محمّد بن أحمد بن ماهان عن عمرو (3):بأقوالهم على اختلافها.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو بكر الخطيب، نا عبد العزيز بن علي الأزجي، أنا محمّد بن عبد الرّحمن (4) المخلّص.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري قال: دفع إليّ عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة كتابه فنسخته و قرأته عليه: حدّثني أبي، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم قال: سنة إحدى و ثمانين و مائة، فيها مات عبد اللّه بن المبارك بهيت.
أخبرنا أبو القاسم النسيب، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو سعيد بن حيوية، نا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، نا عمر بن أحمد الأهوازي، نا خليفة بن خيّاط قال (5):و عبد اللّه بن
ص: 479
المبارك يكنى أبا عبد الرّحمن، مات سنة إحدى و ثمانين و مائة بهيت.
ح (1) قال: و أخبرني محمّد بن الحسين (2) القطّان. أخبرناه دعلج بن أحمد، أنا أحمد بن علي الأبّار، نا أيوب بن محمّد الوزان (3)،عن عبيد بن جنّاد قال: مات ابن المبارك سنة إحدى و ثمانين.
قال: و أنا أحمد بن علي الرّزّاز، أنا محمّد بن أحمد بن الحسن الصوّاف، نا بشر بن موسى، نا عمرو بن علي قال: و مات عبد اللّه بن المبارك سنة إحدى و ثمانين و مائة بهيت.
قال: و أنا السمسار، أنا الصفّار، نا ابن نافع قال: و ابن المبارك مات سنة إحدى و ثمانين و مائة.
أخبرنا أبو السعادات أحمد بن أحمد المتوكّلي، و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، قالا: نا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب، أنبأ أبو العبّاس الفضل بن عبد الرّحمن الأبهري، نا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن علي، أنشدنا عبد اللّه بن رستم قال: رئي على قبر عبد اللّه بن المبارك مكتوب (4):
الموت بحر موجه غالب *** تذهل فيه حيل السّابح
لا يصحب المرء إلى قبره *** غير التّقى و العمل الصالح
أخبرنا أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم - في كتابه - أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ،[حدّثني محمّد بن طاهر بن يحيى، نا الليث بن محمّد المروزي] (5)، حدّثني موسى بن عيسى بن الحسن الشاشي، نا العبّاس بن محمّد النسفي، قال: سمعت أبا حاتم الفربري يقول (6):
رأيت عبد اللّه بن المبارك في المنام واقفا على باب الجنّة بيده مفتاح، فقلت له: يا أبا عبد الرّحمن ما يوقفك هاهنا؟ قال: هذا مفتاح الجنّة دفعه (7) إليّ محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم، و قال: حتى
ص: 480
أزور الربّ ، فكن أميني في السماء، كما كنت أميني في الأرض.
قال: و أنا [أبو] (1) عبد اللّه، أخبرني أبو نصر محمّد بن عمر، نا أبو عبد الرّحمن - يعني: محمّد بن المنذر - حدّثني محمّد بن حمّاد الحمصي - قاضي جبلة - نا إسماعيل بن إبراهيم بن أبي جعفر المصّيصي قال (2):
رأيت الحارث بن عطية في النوم فقلت: ما فعل اللّه بك يا أبا عبد اللّه ؟ قال: غفر لي، قلت: فابن (3) المبارك، قال: بخ بخ، إنّ ابن المبارك في عليّين ممن يلج على اللّه في كل يوم مرّتين.
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو عثمان الصابوني، أنا خالي أبو الفضل عمر بن إبراهيم الزاهد، نا أبي أبو سعيد (4)،نا أبو عبد اللّه محمّد بن يعقوب بن يوسف الأخرم قال:
سمعت أبا الفضل جعفر بن محمّد بن نوح صهر محمّد بن عيسى، قال: سمعت إبراهيم بن نوح الموصلي يحدّث، عن محمّد بن عيسى، عن رجل من أهل خراسان من العبّاد قال: رأيت سفيان الثوري في المنام فقلت: ما فعل اللّه بك ؟ قال: عفا عني، قلت: ما فعل أبو (5)عبد الرّحمن بن المبارك ؟ فقال: هيهات هيهات، ذاك ممن يرى اللّه كل يوم مرّتين.
أخبرنا أبوا (6) الحسن: علي بن أحمد الفقيه، و علي بن الحسن بن سعيد، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (7).(8) و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان.
قالا: نا أبو الحسين بن بشران، نا الحسين بن صفوان البردعي، نا عبد اللّه بن محمّد بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين (9)،حدّثني علي بن إسحاق، حدّثني صخر بن راشد، قال:
رأيت عبد اللّه بن المبارك في منامي بعد موته فقلت: أ ليس قد متّ ؟ قال: بلى، قلت:
ص: 481
ما صنع بك ربّك ؟ قال: غفر لي مغفرة أحاطت بكل ذنب، قلت: فسفيان الثوري ؟ قال: بخ بخ، ذاك مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّٰهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَدٰاءِ وَ الصّٰالِحِينَ ، وَ حَسُنَ أُولٰئِكَ رَفِيقاً (1).
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه الصفّار.
و أخبرنا أبوا (2) الحسن، قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (3).
ح و أخبرنا أبو محمّد (4) بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان.
قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا الحسين بن صفوان.
قالا: نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني - و في حديث ابن صفوان: نا محمّد بن علي بن الحسن، حدّثني إبراهيم بن شماس - و في حديث ابن صفوان: إبراهيم بن أشعث - قال:
سمعت محمّد بن فضيل بن عياض يقول:
رأيت عبد اللّه بن المبارك في المنام، فقلت: أي العمل - و في حديث ابن صفوان:
الأعمال - وجدت أفضل ؟ قال: الأمر الذي كنت فيه، قلت: الرباط و الجهاد؟ قال: نعم، قلت: فأي شيء صنع بك - و في حديث الصفّار: صنع بك ربّك - قال: غفر لي مغفرة تتبعها مغفرة - و في حديث ابن صفوان: ما بعدها مغفرة - و كلمتني امرأة من أهل الجنّة أو امرأة من الحور العين.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، نا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو القاسم الحسن بن محمّد بن حبيب المفسّر - من أصله - نا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن يحيى (5)،أنا محمّد بن إسحاق الثقفي، أخبرنا إبراهيم بن الجنيد، حدّثني عبد الرّحمن بن عفان، نا محمّد بن فضيل بن عياض قال:
ص: 482
رأيت عبد اللّه بن المبارك في المنام، فقلت: يا أبا عبد الرّحمن، ما صنع بك ربّك ؟ قال: غفر لي مغفرة بعد مغفرة، قلت: بأي شيء؟ قال: بتلاوتي القرآن، و أشار بيده يريد الغزو.
قال لي: يا محمّد إنّ حوراء كلمتني اليوم في الجنّة.
أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن علي، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا (1):
أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو بكر الجوزقي، نا أبو العبّاس الدغولي، نا محمّد بن نصر بن حجّاج، نا الحسن بن الربيع، نا محمّد بن فضيل بن عياض قال:
رأيت عبد اللّه بن المبارك بعد موته فقلت له: ما صنع بك ؟ فقال: خير، فقلت له: أي الأعمال وجدت أفضل ؟ قال: وجهي هذا الذي متّ فيه، قال: فقلت: فالحديث ؟ قال: فذمّ الحديث.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني الحسين بن محبوب، قال: سمعت بعض أصحابنا:
أن ابن المبارك رئي (2) في النوم فقيل له: ما فعل ربك بك ؟ قيل: غفر لي، قيل بالحديث ؟ قال: لا، بالدّرب، بالدّرب، يعني: درب الروم.
و قد روي من وجهين آخرين أنه قال: غفر لي برحلتي.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، نا أحمد بن حفص السعدي، نا أحمد بن سعيد الدارمي، قال: سمعت العلاء يقول: أخبرني رجل قال:
رأيت عبد اللّه بن المبارك في المنام، فقلت له: ما فعل بك ربّك ؟ قال: غفر لي برحلتي.
أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل، نا أبو بكر الخطيب، قال: قرأت على أبي بكر البرقاني، عن إبراهيم بن محمّد بن يحيى النيسابوري، أنا محمّد بن إسحاق الثقفي، حدّثني
ص: 483
علي بن أحمد الرقّي السّوّاق، نا زكريا بن عدي، قال (1):
رأيت ابن المبارك في النوم، فقلت: ما صنع اللّه بك ؟ قال: غفر لي برحلتي.
أنبأنا أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثني أبو أحمد محمّد بن أحمد بن شعيب، نا أبو صالح محمّد بن صالح بن عبد اللّه الحافظ - بمرو - حدّثني عبد الكريم الزاهد، أنا محمّد بن يحيى من أهل أمج (2) قال:
رأيت فيما يرى النائم كأني أرى غمامة على السماء مكتوب عليها: ينتظر، من أراد النجاة فعليه بكتب ابن المبارك.
ص: 484
الجزء الثاني و الثلاثين
ص: 485
ص: 486
الفهرس حرف القاف في أسماء آباء العبادلة 3458 - عبد اللّه بن القاسم بن الحكم بن عبد الرّحمن بن معاوية ابن عبد اللّه بن أبان بن عثمان بن عفان أبو عثمان العثماني 3
3459 - عبد اللّه بن القاسم بن سهل بن جوهر أبو الحسين الموصلي الفقيه الصّوّاف 4
3460 - عبد اللّه بن قرط الأزدي الثمالي 5
3461 - عبد اللّه بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب بن عامر بن عتر ابن بكر بن عامر بن عذر بن وائل بن ناجية بن الجماهر بن الأشعر بن أدد ابن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان أبو موسى الأشعري 14
3462 - عبد اللّه بن قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف بن قصي ابن كلاب القرشي المطلبي 103
3463 - عبد اللّه بن قيس المكشوح بن هبيرة المرادي 108
3464 - عبد اللّه بن قيس أبو بحرية التراغمي الحمصي 108
3465 - عبد اللّه بن قيس الهمداني الحمصي 116
3466 - عبد اللّه بن قيس الفزاري، و يقال: الأنصاري 118
3467 - عبد اللّه بن قيس الضبّي 121
3468 - عبد اللّه بن أبي قيس و يقال: ابن قيس أبو الأسود النصري و يقال: عبد اللّه بن أبي موسى مولى عطية بن عفيف 121
ص: 487
حرف الكاف في أسماء آباء العبادلة 3469 - عبد اللّه بن كامل بن حبيب بن عمرة بن ذباب بن مرة بن هلال ابن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم بن عكرمة ابن خصفة السلمي 126
3470 - عبد اللّه بن كثير المازني 127
3471 - عبد اللّه بن كثير القارئ الطويل 127
3472 - عبد اللّه بن الكوا 129
حرف اللام في أسماء آباء العبادلة 3473 - عبد اللّه بن لحيّ أبو عامر الهوزني الحمصي 130
3474 - عبد اللّه بن لهيعة بن عقبة بن فرعان أبو عبد الرّحمن و يقال: أبو النضر الحضرمي المصري الفقيه 136
حرف الميم في أسماء آباء العبادلة 3475 - عبد اللّه بن محمّد بن إبراهيم أبو نصر الهمداني 160
3476 - عبد اللّه بن محمّد بن إبراهيم بن عطية الإمام 161
3477 - عبد اللّه بن محمّد بن إبراهيم بن إدريس و يقال: ابن إبراهيم ابن أسد أبو القاسم الرّازي الشافعي 161
3478 - عبد اللّه بن محمّد بن إسحاق بن إبراهيم بن زهير أبو محمّد ابن أبي كامل الأطرابلسي 163
3479 - عبد اللّه بن محمّد بن إسماعيل بن يوسف أبو محمّد الطرسوسي المعروف بالبيساني المؤدب 163
3480 - عبد اللّه بن محمّد بن إسماعيل بن صدقة أبو محمّد الغزال المصري 165
3481 - عبد اللّه بن محمّد بن الأشعث أبو الدرداء الأنطرطوسي 166
3482 - عبد اللّه بن محمّد بن أيوب بن حيان أبو محمّد القطان الحافظ 167
3483 - عبد اللّه بن محمّد بن بهلول أبي أسامة أبو أسامة الحلبي 168
3484 - عبد اللّه بن محمّد بن جعفر أبو القاسم القزويني الفقيه الشافعي 169
3485 - عبد اللّه بن محمّد بن جعفر أبو محمّد النهاوندي المقرئ المالكي 174
ص: 488
3486 - عبد اللّه بن محمّد بن الحسن بن إسماعيل بن عبد الصّمد بن علي ابن عبد اللّه بن عباس الهاشمي 175
3487 - عبد اللّه بن محمّد بن الحسن بن الخصيب بن الصقر بن حبيب أبو بكر الخصيبي الشافعي الأصبهاني 176
3488 - عبد اللّه بن محمّد بن الحسين بن جمعة 178
3489 - عبد اللّه بن محمّد بن حمزة بن أبي كريمة أبو يعلى الصيداوي 178
3490 - عبد اللّه بن محمّد بن أبي الدبس أبو محمّد 179
3491 - عبد اللّه بن محمّد بن ذويد 180
3492 - عبد اللّه بن محمّد بن أبي الرماح أبو محمّد إمام الصخرة 181
3493 - عبد اللّه بن محمّد بن روزبه الكسروي 181
3494 - عبد اللّه بن محمّد بن زكريا أبو القاسم الأزدي المعلم المعروف بابن أبي النمر 182
3495 - عبد اللّه بن محمّد بن زيد 183
3496 - عبد اللّه بن محمّد بن زياد بن واصل بن ميمون أبو بكر النيسابوري الفقيه الحافظ الشافعي 183
3497 - عبد اللّه بن محمّد بن سعد اللّه أبو محمّد البغدادي الفقيه الحنفي الواعظ 188
3498 - عبد اللّه بن محمّد بن سعيد بن سنان أبو محمّد الحلبي الشاعر المعروف بالخفاجي 189
3499 - عبد اللّه بن محمّد بن سلم بن حبيب بن عبد الوارث أبو محمّد المقدسي الفريابي 193
3500 - عبد اللّه بن محمّد بن سليمان 195
3501 - عبد اللّه بن محمّد بن سيار أبو محمّد الفرهياني و يقال: الفرهاذاني 195
3502 - عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن عاصم بن سليمان بن ثابت بن أبي الأقلح و اسم أبي الأقلح: قيس بن عصمة بن النعمان و يقال: مالك بن أمة بن ضبيعة ابن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس أبو محمّد و يقال: أبو عاصم، و يقال: أبو عثمان الأنصاري الشاعر المعروف بالأحوص 197
3503 - عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن يونس بن عبد اللّه أبو الحسين الحنظلي السمناني 221
3504 - عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن الناصح بن شجاع أبو أحمد المعروف بابن المفسر الفقيه الشافعي 223
3505 - عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن أبي ذر السوسي 225
3506 - عبد اللّه و يقال: عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد اللّه أبو القاسم القرشي الحراني 225
3507 - عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن سليمان أبو محمّد الصيداوي 227
3508 - عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن هلال أبو بكر الحنائي البغدادي الأديب 228
3509 - عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن سعيد أبو محمّد و يعرف بالفاقاني البزاز 230
ص: 489
3510 - عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه أبو محمّد الأندلسي، يعرف بابن العربي 231
3511 - عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن سليمان أبو محمّد التنوخي 232
3512 - عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه أبو بكر بن أبي الحسن بن أبي الفضل المعروف بابن الفقيه المؤدب 233
3513 - عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه أبو الصنهاجي المغربي المعروف بابن الأشيري 234
3514 - عبد اللّه بن أبي عتيق محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي بكر بن أبي قحافة ابن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب ابن لؤي بن غالب القرشي التيمي المدني 236
3515 - عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن بن أسد أبو محمّد الجهني الأندلسي القرطبي 247
3516 - عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز بن الصامت أبو هاشم 249
3517 - عبد اللّه بن محمّد بن عبد الغفّار بن أحمد بن إسحاق بن ذكوان أبو محمّد البعلبكي القاضي 250
3518 - عبد اللّه بن محمّد بن عبد الوهّاب بن نصير بن عبد الوهّاب بن عطاء ابن واصل أبو سعيد القرشي الرازي الصوفي 252
3519 - عبد اللّه بن محمّد بن عطية أبو محمّد 254
3520 - عبد اللّه بن محمّد بن عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم ابن عبد مناف بن قصي أبو محمّد الهاشمي العقيلي المدني 254
3521 - عبد اللّه بن محمّد بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم ابن عبد مناف أبو هاشم الهاشمي العلوي 267
3522 - عبد اللّه السفاح بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن عباس بن عبد المطلب ابن هاشم بن عبد مناف أبو العباس أمير المؤمنين 276
3523 - عبد اللّه بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن عباس بن عبد المطلب ابن هاشم أبو جعفر المنصور 298
3524 - عبد اللّه بن محمّد بن علي بن نفيل بن زراع بن عبد اللّه بن قيس أبو جعفر النفيلي الحراني 348
3525 - عبد اللّه بن محمّد 355
3526 - عبد اللّه بن محمّد بن علي البغدادي 356
3527 - عبد اللّه بن محمّد بن عمران 356
3528 - عبد اللّه بن محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب ابن هاشم بن عبد مناف أبو محمّد العلوي 357
ص: 490
3529 - عبد اللّه بن محمّد بن عمر بن العبّاس بن الوليد بن سليمان بن الوليد أبو العباس المعروف بابن الجليد الأسدي 360
3530 - عبد اللّه بن محمّد بن عمرو بن الجراح أبو العباس الأزدي الغزي 361
3531 - عبد اللّه بن محمّد بن الفرج بن القاسم أبو الحسن اللخمي الدير بلوطي المقرئ الضرير 363
3532 - عبد اللّه بن محمّد بن الفضيل و يقال: ابن الفضل الصيداوي 363
3533 - عبد اللّه بن محمّد بن القاسم بن حزم بن خلف أبو محمّد الأندلسي الثغري القلعي 364
3534 - عبد اللّه بن محمّد بن محمّد بن معاذ أبو بكر التيمي 366
3535 - عبد اللّه بن محمّد بن مسلم أبو بكر الأسفرايني الجوربذي 367
3536 - عبد اللّه بن محمّد بن المسلم أبو الفضل الهاشمي 369
3537 - عبد اللّه بن محمّد بن المعافى بن أحمد بن أبي كريمة أبو بكر بن أبي عبد اللّه الصيداوي 370
3538 - عبد اللّه بن محمّد بن منصور أبو منصور الهروي البزاز 370
3539 - عبد اللّه بن محمّد بن نصر بن طويط و يقال: طويت أبو الفضل البزاز الرملي الحافظ 371
3540 - عبد اللّه بن محمّد بن وهب بن بشر بن صالح بن حمدان أبو محمّد الدينوري الحافظ 372
3541 - عبد اللّه بن محمّد بن يحيى بن حمزة الحضرمي 376
3542 - عبد اللّه بن محمّد بن يزداد بن سويد أبو صالح الكاتب 376
3543 - عبد اللّه بن محمّد بن أبي يزيد الخلنجي القاضي 378
3544 - عبد اللّه بن محمّد و الصواب عبد الملك بن محمّد الصنعاني 381
3545 - عبد اللّه بن محمّد 382
3546 - عبد اللّه بن محمّد المعروف بابن الوسخ 382
3547 - عبد اللّه بن محمّد النشار أبو أحمد 383
3548 - عبد اللّه بن محمّد أبو العباس الأنباري المعروف بابن شرشير الأنباري الناشي الشاعر المتكلم 385
3549 - عبد اللّه بن محمّد الرعيني 391
3550 - عبد اللّه بن محمّد أبو القاسم الدمشقي السماحي الصوفي 391
3551 - عبد اللّه بن محمّد أبو محمّد الخطابي النحوي الشاعر 393
3552 - عبد اللّه بن محمّد أبو القاسم المقدسي الإمام 394
ص: 491
3553 - عبد اللّه بن محمّد أبو أحمد 395
3554 - عبد اللّه بن محمّد أبو محمّد بن الزجاج الوشاء 395
3555 - عبد اللّه بن المبارك بن واضح أبو عبد الرّحمن الحنظلي مولاهم المروزي 396
الفهرس 485
ص: 492