تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها
تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر
499 ه-571 ه
تفاصيل النشر: بیروت: دارالفکرالمعاصر؛ دمشق: دارالفکر دمشق: معهد الفتح الاسلامي، 1420ق.= 1999م.= 1378 -
دراسة و تحقيق علي شيري
عدد المجلدات: 80
لسان: العربية
ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش
دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع
تصنيف الكونجرس: DS99 /د8 1378 الف243015
تصنيف ديوي: 956/9144
موضوع: تاريخ الإسلام | التاريخ والجغرافيا المحلية | الترجمة الجماعية | رجال
ص: 1
تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها
تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر
499 ه-571 ه
دراسة و تحقيق علي شيري
ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش
دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع
ص: 2
الجزء الواحد و الثلاثون
صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس
ابن عبد مناف بن قصي القرشي الأموي
وفد على عبد الملك بن مروان.
ذكر أبو عثمان عمرو بن بحر فيما نقلت من كتابه، حدّثني أبي عن أبي المقدام قال: هلك معاوية بن يزيد بن معاوية بالشام و قد قيل له: اعهد إلى رجل يفزع إليه، قال: لا تذهبون بحلاوتها، و أذهب بمرارتها، ليختر الناس لأنفسهم، فقدم عليه الوليد بن عتبة، و كان أسنّ آل أبي سفيان يومئذ، فلما كبّر عليه الثالثة خرّ مطعونا، فلم يرفعوه إلاّ ميتا، فقدّموا عليه عثمان بن عنبسة بن أبي سفيان، و كان أسنّ آل أبي سفيان يومئذ، فلما صلّى عليه أحاطوا به، فقالوا: نبايعك بالخلافة، فقال: لا بل ألحق بخالي عبد اللّه بن الزبير - و أمّه ابنة الزبير بن العوّام - فقال له مروان: عمك لا خالك، إنّها و اللّه ما هي بساعة أخوال، فقال عبد الرّحمن بن أم الحكم:
أودت خلافة آل حر *** ب حين أودي بالوليد
و مضت بعثمان الركا *** ب من القريب إلى البعيد
فخرج حتى أتى ابن الزبير و شهد المرج، يقاتل بني أمية، فحمل على ألف دابة، فلما انهزم أرسل إلى ابن الزبير: أن بأصحابي حاجة فأمددهم، فبعث إليه بمائة مدبّر، و مائة مدّ شعير، فأرسل إليه عثمان: أحمل على ألف دابة في قتال قومي و تبعث إليّ بهذا؟ و اللّه لا أكلمك أبدا، و أنشأ يقول:
ص: 3
بابي (1) بلا أو مائة نعمة *** تبعث بني العوام دون بني حرب
أتتبع (2) أذوادا كراما صحائحا *** بعادية الأصلاب مجدبة جرب
و استحيا من الرجوع إلى بني أمية فأقام بمكة فلما احتضر قال لابنه عبد اللّه: يا بني الحق بقومك، فإنّ أباك لم يغتبط بفراقهم، و أوصى إلى خالد بن يزيد و هو بالشام، فلما قدم عبد اللّه أدخله خالد على عبد الملك، فلما رآه قال: لا رحم اللّه أباك، و لا جبر يتمك (3)،و اللّه لا أدع لك خضراء و لا بيضاء إلاّ قبضتها، قال: فجمع الغلام رداءه ثم رما به وجه عبد الملك ثم قال: اقبض هذا أولا، قال: و خرج حاسرا، فقال عبد الملك للوليد: يا وليد، رجل و اللّه، فاجعله في صحابتك.
ممن أدرك النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و استشهد يوم اليرموك.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أبو بكر بن سيف، نا السّري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن أبي عثمان و خالد قالا: و كان ممن أصيب في الثلاثة آلاف الذين أصيبوا يوم اليرموك: عبد اللّه بن عثمان و ذكر غيره (4).
كان في صحابة عمر بن عبد العزيز، و بعثه إلى البصرة لينظر في أشياء رفعت إليه.
تقدم ذكره في ترجمة خالد بن سالم.
ذكر أنه كان أميرا على طيّئ و لخم و جذام في الجيش الذي توجه من دمشق مع مسلمة بن عبد الملك لغزو القسطنطينية.
ص: 4
حكي ذلك عن عبد اللّه بن سعيد بن قيس الهمداني، و قد تقدم إسناد هذا القول في ترجمة الأصبغ بن الأشعث الكندي.
ابن المبارك أبو أحمد الجرجاني
المباركي الحافظ المعروف بابن القطان (1)
أحد أئمة أصحاب الحديث و المكثرين له و الجامعين له، و الرحالين فيه رحل إلى الشام و مصر رحلتين، أولاهما في سنة سبع و تسعين و مائتين، و الثانية في سنة خمس و ثلاثمائة.
و سمع بدمشق: محمّد بن خريم (2)،و عبد الصمد بن عبد اللّه بن أبي يزيد، و عبد الرّحمن بن القاسم بن الرّوّاس، و إبراهيم بن دحيم، و محمّد بن يوسف بن مامويه، و أحمد بن عمير (3) بن جوصا، و أحمد بن علي زبيدة، و أحمد بن عبد الواحد الجوبري، و محمّد بن صالح بن أبي عصمة، و جعفر بن الرّوّاس، و بحمص هنبل بن محمّد، و أحمد بن أبي الأخيل، و الحسن بن محمّد السّكوني، و زيد بن عبد اللّه البهراني، و بمصر: أبا يعقوب إسحاق بن إبراهيم المنجنيقي، و بصيدا: محمّد بن المعافى بن أبي كريمة، و نصر بن أحمد بن بشر بن حبيب الصّوري، و أحمد بن صالح التميمي، و أيوب بن محمّد أبا الميمون، و بالكوفة: أبا العبّاس بن عقدة، و محمّد بن الحسين بن حفص الأشناني، و غيرهم، و بالبصرة أبا خليفة الفضل بن الحباب، و يحيى بن محمّد بن البختري الحنّائي، و بالعسكر: عبدان الأهوازي، و ببغداد: أبا القاسم (4) البغوي، و أبا محمّد بن صاعد، و محمّد بن يحيى بن سليمان، و أبا جعفر أحمد بن هاشم ببعلبك، و خلقا سواهم.
ص: 5
روى عنه: حمزة (1) بن يوسف، و أبو سعد الماليني، و أبو (2) العبّاس بن عقدة و هو من شيوخه، و أبو محمّد الحسن بن الحسين بن رامين (3) الأسترابادي، و أحمد بن محمّد بن زكريا الصوفي (4)،و أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد البكرآبادي، و أبو الحسن محمّد بن علي بن محمّد الطبري، و أبو القاسم أحمد بن محمّد الوليدي، و أبو الحسين أحمد بن محمّد بن منصور بن الحسين العالي خطيب بوشنج (5)،و محمّد بن عبد اللّه بن باكويه (6) الشيرازي و غيرهم.
و كان مصنفا حافظا ثقة على لحن فيه (7).
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأ أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنبأ حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، أنا أبو يحيى محمّد بن سعيد بن أبي مسعود المرّي الخزيمي (8) بدمشق حدّثنا هشام بن عمّار، نا عبد الرّحمن بن أبي الرجال، عن أبيه: أنه حدّثه عن سالم بن عبد اللّه، عن عبد اللّه بن عمر، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«من اتّخذ كلبا إلاّ كلب ماشية أو ضاري (9)،نقص من أجره كل يوم قيراط و القيراط مثل أحد»[6456].
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو سعد الماليني، أخبرني أبو أحمد بن عدي، أنا الحسن بن سفيان، و علي بن سعيد، قالا: نا بشر بن الوليد، نا سهيل بن أبي حزم، عن أبي عمران، عن جندب، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:
«من قال في القرآن برأيه فأصاب، فقد أخطأ»[6457]
ص: 6
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو بكر الخطيب، أنبأ أبو سعد الماليني - قراءة عليه - نا أبو أحمد عبد اللّه بن عدي بن عبد اللّه بن محمّد بن مبارك الحافظ ، نا أبو الطاهر القاسم بن عبد اللّه بن مهدي القاضي الإخميمي - بإخميم - فذكر حديثا.
سمعت أبا القاسم بن السّمرقندي يقول: سمعت أبا القاسم (1) إسماعيل بن مسعدة يقول: سمعت حمزة بن يوسف يقول (2):سمعت أبا أحمد عبد اللّه بن عدي بن عبد اللّه بن محمّد الحافظ يقول: سمعت أبي عدي بن عبد اللّه يقول: ولدت (3) يوم السبت غرة ذي القعدة سنة سبع و سبعين و مائتين، و هي السنة التي مات فيها أبو حاتم الرازي.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف (4) قال أبو أحمد عبد اللّه بن عدي بن عبد اللّه بن محمّد الحافظ يعرف بابن القطّان، كتب الحديث بجرجان في سنة تسعين و مائتين عن أحمد بن حفص السّعدي و غيره، ثم رحل إلى العراق و الشام و مصر في سنة سبع و تسعين، روى عن أهل مصر أبي عبد الرّحمن النسائي، و علي بن سعيد الرازي، و القاسم بن عبد اللّه الإخميمي و غيرهم، و صنف في معرفة ضعفاء المحدّثين كتابا مقدار ستين جزء و أسماه كتاب «الكامل»، سألت أبا الحسن الدار قطني رحمه اللّه أن يصنف كتابا في ضعفاء المحدّثين فقال لي: أ ليس عندك كتاب ابن عدي ؟ قلت: نعم، قال: فيه كفاية لا يزاد عليه، و كان ابن عدي جمع أحاديث مالك بن أنس، و الأوزاعي، و سفيان الثوري، و شعبة، و إسماعيل بن أبي خالد، و جماعة من المقلين، و صنّف على كتاب المزني سماه:
«الانتصار».
و كان أبو أحمد بن عدي حافظا متقنا، لم يكن في زمانه مثله، تفرّد بأحاديث، و كان قد وهب أحاديث له يتفرد بها لبنيه: عدي و أبي زرعة و منصور، تفردوا بروايتها عن أبيهم، و ابنه عدي سكن سجستان، و حدّث بها.
ص: 7
قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي زكريا عبد الرحيم بن أحمد بن نصر بن إسحاق البخاري، أنا عبد الغني بن سعيد، حدّثني أبو سعد أحمد بن محمّد الهروي، قال: قال أبو أحمد بن عدي سمع مني أبو العبّاس بن عقدة كتاب الجعفرية عن أبي الأشعث، و حدّث بها عني فقال: حدّثني عبد اللّه بن عبد اللّه.
أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم،[أنا أبو القاسم] (1)،أنا أبو أحمد بن عدي (2)، قال: قال لي عبدان الأهوازي: أغرب علي لخالد الحذّاء حديثا (3)،فذكرت له هذا الحديث الذي حدّثناه عمر بن سنان، و عبد اللّه بن موسى، و عبد اللّه بن زياد بن خالد و غيرهم، قالوا: حدّثنا بركة بن محمّد الحلبي، نا يوسف بن أسباط ، عن سفيان الثوري، عن خالد الحذّاء، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة: أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم جعل المضمضة و الاستنشاق للجنب ثلاثا فريضة[6458].
فقال لي عبدان: هات حديث المسلمين، أنا قد رأيت بركة هذا الحديث و تركته على عمد، و لم أكتب عنه، لأنه كان يكذب، و هذا الحديث لم يروه موصولا بهذا الإسناد غير بركة هذا، و قد روي مرسلا.
قال ابن عدي: كتب عني ابن سعيد - يعني أبا العبّاس بن عقدة-.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، ثنا أبو بكر الخطيب، قال: سمعت بعض شيوخنا يقول: روى ابن عقدة عن عبد اللّه بن عدي كتاب محمّد بن محمّد بن الأشعث، عن أهل البيت في الفقه، قال الخطيب: و نسب ابن عقدة ابن عدي إلى جده - يعني فقال-:
أخبرنا عبد اللّه بن عبد اللّه لأنه كان حيا في وقت روايته عنه.
أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن أبي العلاء و غيره، قالوا: أنا أبو القاسم أحمد بن أبي الوليد سليمان بن خلف بن سعد الباجي (4)،قال: قال أبي أبو الوليد (5):
ص: 8
أبو أحمد بن عدي حافظ لا بأس به.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف (1)،قال: توفي عبد اللّه بن عدي رحمه اللّه غرّة جمادى الآخر سنة خمس و ستين و ثلاثمائة ليلة السبت، فصلّى عليه أبو بكر الإسماعيلي، رحمه اللّه، و دفن بجنب مسجد كرز بن و برة، عن يمين القبلة مما يلي صحن المسجد.
ابن أسد بن عبد العزّى بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب
أبو بكر القرشي الأسدي (2)
سمع عمّه عبد اللّه بن الزّبير، و عبد اللّه بن عمر، و أباه عروة، و حكيم بن حزام (3)،وجدته أسماء بنت أبي بكر، و رأى الحسن بن علي بن أبي طالب.
وفد على يزيد بن عبد الملك، ثم وفد على الوليد بن يزيد، و قد ذكرت وفوده في ترجمة الزّبير أو أبي الزّبير بن المنذر.
روى عنه: الزهري، و الضّحّاك بن عثمان الحزامي (4)،و يوسف بن يعقوب الماجشون، و أبو بكر الثقفي، أظنه عبد الرّزّاق بن عمر، و أخوه عبيد اللّه بن عروة، و حمّاد بن موسى المدني، و إسماعيل بن أمية بن عمرو بن سعيد بن العاص، و جعفر بن محمّد بن خالد بن الزّبير بن العوّام، و حصين (5) بن عبد الرّحمن السلمي، و عمرو بن عبد اللّه بن عروة، و أخوه هشام بن عروة، و حنظلة بن أبي سفيان الجمحي، و مصعب بن ثابت بن عبد اللّه بن الزّبير بن العوّام، و نافع بن أبي نعيم القارئ.
أخبرنا أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا:
أنا أبو سعد محمّد بن أبي بكر، أنا أبو عمرو محمّد بن أحمد بن حمدان.
و أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر
ص: 9
محمّد بن إبراهيم بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنّى، نا أحمد بن جناب، نا عيسى بن يونس، عن هشام بن عروة، حدّثني أخي عبد اللّه بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت:
اجتمعن - و قال ابن المقرئ: اجتمعت - إحدى عشرة امرأة فتعاهدن و تعاقدن أن لا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئا.
فقالت الأولى: زوجي لحم جمل غثّ (1) على رأس جبل لا سهل فيرتقى، و لا سمين و فينتقل (2).
قالت الثانية: زوجي لا أبث (3) خبره إنّي أخاف أن لا أذره أن أذكره أذكر عجره (4)و بجره.
قالت الثالثة: زوجي العشنّق (5)،إن أسكت أعلّق، و إن أنطق أطلّق (6).
قالت الرابعة: زوجي كليل تهامة لا حرّ (7) و لا قرّ و لا مخافة و لا سآمة.
قالت الخامسة: زوجي إن أكل لفّ ، و إنّ شرب اشتفّ (8)،و إنّ نام التفّ ، و لا يولج الكفّ ليعلم البثّ .
قالت السادسة: زوجي غياياء - أو عياياء (9)،شك عيسى - طباقاء كل داء له داء، شجّك أو فلّك أو جمع كلالك.
قالت السابعة: زوجي إن دخل فهد، و إن خرج أسد، لا يسأل عما عهد.
ص: 10
قالت الثامنة: زوجي المسّ مسّ أرنب، و الريح ريح زرنب (1).
قالت التاسعة: زوجي رفيع العماد، طويل النّجاد، عظيم الرماد، قريب البيت من النادي.
قالت العاشرة: زوجي مالك، و ما مالك، مالك خير من ذلك، له إبل قليلات المسارح، كثيرات المبارك، إذا سمعن صوت المزهر أيقنّ أنهنّ هوا لك.
قالت الحادية عشرة (2):زوجي أبو زرع، و ما أبو زرع، أناس من حليّ أذني، و ملأ من شحم عضدي، و بجّحني فبجحت إليّ نفسي. فوجدني في أهل غنيمة بشقّ .
فجعلني في أهل صهيل و أطيط ، و دائس (3) و منقّ . فعنده أقول و لا أقبح، و أرقد فأتصبّح، و أشرب فأتقنّح. أم أبي زرع و ما أم أبي زرع ؟ عكومها (4) رداح، و بيتها فساح، ابن أبي زرع، و ما ابن أبي زرع، ما مضجعه كمسلّ شطبة، و تشبعه ذراع (5)الجفرة بنت أبي زرع، و ما بنت أبي زرع طوع أبيها و طوع أمها، و ملء كسائها و غيظ جارتها. جارية أبي زرع، و ما جارية أبي زرع ؟ لا تبث حديثنا تبثيثا، و لا تنقث ميرتنا تنقيثا (6)،و لا تملأ بيتنا تعشيشا.
خرج أبو زرع و الأوطاب (7) تمخض، فلقي امرأة معها ولدان لها كالفهدين.
يلعبان من تحت خصرها برمانتين (8)،فطلقني و نكحها. فنكحت بعده رجلا سريا، ركب شريا (9)،و أخذ خطيا (10)،و أراح عليّ نعما ثريا، و أعطاني من كل رائحة زوجا. قال:
كلي أم زرع و ميري أهلك.
ص: 11
قالت: فلو جمعت كلّ شيء أعطانيه ما بلغ أصغر آنية أبي زرع، قالت عائشة: قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«يا عائش يوم كنت لك كأبي زرع لأم زرع»[6459].
و في حديث ابن المقرئ: يا عائشة - رواه مسلم (1) عن أحمد بن جناب.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي الصقر، أنا أبو القاسم هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر الصّوّاف، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسماعيل المهندس، نا أبو بشر محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا يزيد بن محمّد بن عبد الصمد الدمشقي مولى بني هاشم، ثنا عبد الرّحمن بن يحيى، نا الوليد بن مسلم، نا أبو بكر الثقفي، عن عبد اللّه بن عروة بن الزّبير، عن أبي سفيان بن الحارث قال: خرجت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إلى هوازن، و قد جمعت له العرب كلها، فلما أتوه حملوا عليه حملة واحدة، قال اللّه عز و جل: ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ (2) و ثبت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم على بغلته الشهباء، قال أبو سفيان: و بيدي السيف صلتا، ثم أخذت بلجام بغلته و عبّاس بن عبد المطلب ينادي: يا أصحاب سورة البقرة، فثاب إليه الناس حتى توافى حول بغلته نحو من مائة.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو عبد الرّحمن السّلمي، و أبو سعيد بن أبي عمرو قالوا:
أخبرنا (3) أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، نا أبو عتبة، نا ابن أبي فديك، حدّثني الضّحّاك - يعني ابن عثمان - عن عبد اللّه بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أنها قالت: كان أكثر صلاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حين ثقل و بدّن و هو جالس.
أنبأنا أبو طاهر بن سلعة (4)،و أبو المعمر الأنصاري و غيرهما، قالوا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن البسري، أنبأ عبد اللّه بن يحيى السّكّري، أنبأ إسماعيل بن محمّد الصفّار، نا أحمد بن منصور الرّمادي، نا عبد الرّزّاق، قال: قال لي عبد اللّه بن مصعب: أخبرني أبي: أن عبد اللّه بن عروة أخبره قال: رأيت عبد اللّه بن الزّبير قعد إلى الحسن بن علي.
ص: 12
أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا أبي علي قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، ثنا الزّبير بن بكّار (1)،قال: و من ولد عروة بن الزّبير عمر بن عروة، قتل مع عبد اللّه بن الزّبير، و كان مشجّعا، لا عقب له، و عبد اللّه بن عروة أمهما فاختة بنت الأسود بن أبي البختري بن هاشم (2) بن الحارث بن أسد بن عبد العزّى بن قصي، و أمّها (3) أم شيبة بنت حكيم بن حزام، و أمّها زينب بنت العوّام، كان عبد اللّه بن عروة أسن بني عروة، و به كان يكنّى، و بلع خمسا أو ستا و سبعين سنة، لم يكن بينه و بين أبيه إلاّ خمس عشرة سنة، و كان له عقل و حزم و لسان و فضل، و شرف، و كان يشبه عبد اللّه بن الزّبير في لسانه، و كان عبد اللّه بن الزّبير يعرف ذلك له، و هو رسول عبد اللّه بن الزّبير إلى الحصين بن نمير حين لقيه بمرّ.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد أبو البركات: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا محمّد بن الحسن بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خيّاط (4) قال في الطبقة السادسة من أهل المدينة: عبد اللّه بن عروة بن الزّبير أمّه فاختة بنت الأسود بن أبي البختري بن هشام بن الحارث بن أسد بن عبد العزّى بن قصي.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا يوسف بن رباح بن علي، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد (5) بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى يقول في تسمية تابعي أهل المدينة و محدّثيهم:
عبد اللّه بن عروة بن الزّبير.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسين بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا (6)،ثنا محمّد بن سعد قال:
ص: 13
في الطبقة الرابعة من تابعي أهل المدينة: عبد اللّه بن عروة بن الزّبير بن العوّام، و يكنى أبا بكر، روى عنه الزهري.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (1) قال: في الطبقة الرابعة من أهل المدينة: عبد اللّه بن عروة بن الزّبير بن العوّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصي، و أمّه فاختة بنت الأسود بن أبي البختري بن هشام بن الحارث بن أسد بن عبد العزّى بن قصي، و كان عبد اللّه بن عروة يكنى أبا بكر، و قد روى عنه الزهري، و كان قليل الحديث.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأ أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنبأ أحمد بن عبدان (2)،أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (3)،قال: عبد اللّه بن عروة بن الزّبير بن العوّام القرشي الأسدي.
- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنبأ أبو القاسم بن منده، أنبأ أبو علي - إجازة-.
قال: و نا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (4)،قال: عبد اللّه بن عروة بن الزّبير بن العوّام أخو هشام بن عروة، روى عن أبيه، روى عنه الضّحّاك بن عثمان الحزامي (5)،سمعت أبي يقول ذلك.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنبأ أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم (6) قال: أبو بكر عبد اللّه بن عروة بن الزّبير بن العوّام القرشي الأسدي المدني (7) أخو هشام، و يحيى، و محمّد، و عثمان، و إسماعيل،
ص: 14
و إبراهيم، هو والد عمر بن عبد اللّه بن عروة، سمع عمه أبا بكر عبد اللّه بن الزّبير الأسدي، و أبا ليلى النابغة بن عبد اللّه الجعدي، و شهد أبا هريرة عبد الرّحمن بن صخر الدّوسي، روى عنه: أخوه أبو المنذر هشام بن عروة الأسدي، و ابن أخيه محمّد بن يحيى بن عروة القرشي، و أبو خلف ياسين بن معاذ الكوفي، و يقال: روى عنه أبو بكر محمّد بن مسلم الزهري، كنّاه محمّد بن عمر الواقدي.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد التميمي، أنا أبو محمّد العدل، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (1)،قال: و قد ناظرت أحمد بن صالح في مقدمه دمشق سنة ست عشرة في سماع عبد اللّه بن عروة من أسماء بنت أبي بكر، و أخبرته بما أخبرني سعيد بن منصور، عن هشيم (2)،عن حصين، عن عبد اللّه بن عروة عن جدته أسماء أنه سألها فقلت له: القيها؟ قال (3):نعم.
فأخبرني أحمد بن صالح، عن عنبسة بن خالد، عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن عبد اللّه بن عروة (4)،عن عروة، عن أسماء فقال لي أحمد بن صالح: ليس بين عبد اللّه بن عروة و بين أبيه عروة في السنّ إلاّ خمس عشرة سنة، قلت له: و من قاله ؟ قال: أهل المدينة.
- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.
قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (5)،قال: سئل أبي عن عبد اللّه بن عروة فقال: ثقة.
أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين، أنا أحمد بن محمّد بن غالب، قال: سمعت أبا الحسن الدار قطني يقول: عبد اللّه بن عروة بن الزّبير أحد الأثبات ثقة.
ص: 15
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأ أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار، قال: و كان عبد اللّه بن الزّبير يقول لعروة بن الزّبير فيه: ولدت (1) هذا لي، حدّثني ذلك عبد اللّه بن نافع، عن الزّبير بن خبيب.
قرأنا على أبي عبد اللّه بن يحيى بن الحسن و أبي (2) الفضل بن ناصر، عن أبي المعالي محمّد بن عبد السلام بن محمّد، أنبأ علي بن محمّد بن خزفة الصيدلاني، نا محمّد بن الحسين الزعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، أنا مصعب (3) قال:
عبد اللّه بن عروة من رجال آل الزّبير، يشبّه بعبد اللّه بن الزّبير في لسانه و جلده، و كان عبد اللّه بن الزّبير، يقول لعروة: ولدت لي، يريد أن عبد اللّه بن عروة يشبهه.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا أبو جعفر، أنا أبو طاهر، نا أحمد، نا الزّبير، قال: و حدّثني عمي مصعب بن عبد اللّه، و عبد اللّه بن نافع، عن الزّبير بن خبيب قال: أرسل معاوية بن أبي سفيان رسولا و كتب معه: إلى عبد اللّه بن الزّبير يخطب إليه ابنته أم حكيم بنت عبد اللّه على ابنه يزيد بن معاوية، فزوّجها عبد اللّه بن عروة، و كان أوّل من زوج من بني أخيه، فقال له رسول معاوية: ما تجيب به أمير المؤمنين ؟ قال: ما له عندي جواب إلاّ ما رأيت (4).
قال: و حدّثني عمي مصعب، عن جدي عبد اللّه بن مصعب بن عبد اللّه، قال:
قال عبد اللّه بن عروة: كان عمي عبد اللّه بن الزّبير يبيت عند أمّه، كما يبيت عند أهله، فإذا كانت الليلة التي يكون فيها عند أمه جئته فيقوم فيصلّي ليلته، و أقوم إلى جنبه أصلّي حتى الصباح، و أهجر كل يوم، فأصلي معه، فمكثت بذلك ما شاء اللّه، فأدركني يوما، و أنا رائح بالهجير إلى المسجد فصاح بي: مهيم ؟ فوقفت له، فاتكأ على يدي حتى بلغ باب المسجد ثم قال: أ فيك خير؟ فقلت: أين يذهب بالخير عني ؟ قال: أزوجك ابنتي أم حكيم، قد عرفت منزلتها (5) مني، قلت: نعم. فدخل بي إلى المسجد، فجلس إلى عبد اللّه بن عمر، فحمد اللّه و أثنى عليه و زوّجني أم حكيم، ثم قامت، و قمت معه حتى
ص: 16
أتى (1) مصلاّه فوقف فيه، فخرجت حتى أتيت أبي، فأعلمته، فكذّبني و قال: لا يسمعن هذا منك أحد، فقلت: قد و اللّه كان ذلك، فأرسل إلى عبد اللّه بن الزبير: أ كان ما ذكر عبد اللّه ؟ قال: نعم، زوجته أم حكيم، فقال لي: هذا مال لك عندي ورثته من أمك، و هو عشرون ألف درهم، فاحمله إليها، ففعلت، فأرسل إليّ عمي عبد اللّه، فجئته، فقال: أ لم تعدني الخير من نفسك ؟ قال: قلت: بلى، قال: فما حملك على أن بعثت إلينا بمال ؟ لو أردت المال لوجدته عند غيرك،- يريد معاوية - احمل مالك، فلا حاجة لنا فيه. قال: فرجعت بالمال إلى أبي.
و كانت أم حكيم بنت عبد اللّه قالت لأبيها: لم تؤثر بنيك بالنحل علينا؟ و بناتك أحق بالأثرة لضعفهنّ ؟ أ ترى بنيك يؤثروننا على نسائهم ؟ فقال لها: لا أفعل بعدها. فقال عمي مصعب بن عبد اللّه و كانت أم حكيم أحب ولد عبد اللّه إليه.
أخبرنا أبو العزّ أحمد بن كادش السلمي - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنا أبو علي محمّد بن الحسين، أنا الفرج المعافى بن زكريا (2)،نا أبو النضر العقيلي، و هو أحمد بن إبراهيم، نا محمّد بن زكريا الغلابي، نا عبد اللّه (3) بن محمّد عن أبيه، قال الغلابي: و حدّثني العتبي عن أبيه، قالا: دخل عبد اللّه بن عروة بن الزبير، قال: ابن عائشة و أمه بنت المغيرة بن شعبة على هشام بن عبد الملك و قد كان إبراهيم بن هشام أضرّ به و هو على المدينة. فقال له عبد اللّه: يا أمير المؤمنين، إنك قد ولّيت خالك ما بين المدينة إلى عدن فلم يمنعه كثير ما في يده من قليل ما في أيدينا (4) إن نازعته نفسه اختلاس ما في اختلاسه هلكنا (5) فانشدك اللّه يا أمير المؤمنين أن تصل رحما بقطيعة أخرى، فو اللّه ما سخّى بأنفسنا عن الأموات إلاّ ما كفّ وجوه الأحياء، و لأن نموت مرفوعين أحبّ إلينا من أن نعيش مخفوضين. فقل هشام لعبد اللّه: إنه لا سلطان لخالي عليك بعد يومك هذا. فقال له عبد اللّه: فإن قال نقول، و إن مدّ يده مددنا بأيدينا؟ قال:
نعم، فقال عبد اللّه لأخيه يحيى: قل، فجثا بين يديه ثم قال:
ص: 17
إنا و إخوانا لنا قد تكلموا *** حديثا على أمر الضلالة و الهدى
يقولون كنا سادة في نديّنا *** و ما ذاكم مرّ الحديث و لا حلا
قعودا بأبواب الفجاج و خيلنا *** تساقي كئوس الموت تدعس بالقنا
فلما أتاهم فيئهم برماحنا *** تكلم مكفى بعيب لمن كفى
فضحك هشام و قال له: أحسنت، ثم أمر له بعشرة آلاف درهم، و قال لكاتبه:
اكتب إلى إبراهيم بن هشام يحسن إليه و يرفعه، ففعل.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالا: أنا محمّد بن أحمد المعدّل، أنا أبو طاهر محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أحمد بن سليمان، نا الزّبير، قال: و حدّثني مصعب بن عثمان، قال:
كان عبد اللّه بن عروة قد دخل ما بين منابت الزيتون من الشام إلى منابت القرظ من اليمن، فلم يغنه كثير (1) ما بيده عن قليل ما بأيدينا، و أما و اللّه ما طبنا (2) أنفسا بفراق الأحبة إلاّ بما فك (3) من أيدينا من معايشنا، و لو لا ذلك لاخترنا بطن الأرض على ظهرها، و قد أعطيتمونا من الأمان ما قد علمتم، فأمّا وفيتم لنا بعهدنا أو رددتم إلينا سيوفنا، فأعجب قوله هشاما، و كان إبراهيم بن محمّد بن طلحة قد لقيه بمكة، فكلّمه في دار ابن علقمة، فقال له هشام: فأين كنت أمير المؤمنين عبد الملك ؟ قال: جئته، قال: ففعل ما ذا؟ قال: سلك في غير طريق الحق، قال: فأمير المؤمنين الوليد؟ قال: قد جئته، قال: ففعل ما ذا؟ قال: سلك بي طريق أبيه، قال: فأمير المؤمنين سليمان ؟ قال:
جئته، قال: ففعل ما ذا؟ قال: لا سيري (4) و لا أقيمي، قال: فأمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز؟ قال: عوجل برحمة اللّه، قال: فغضب هشام فقال: لو كان فيك مضرب لضربتك، فقال: هو و اللّه في في الحسب و الدين لا يبعدنّ الحق و أهله، و ليكونن بهذا بحث بعد اليوم، فأقبل هشام على الأبرش الكلبي قال: يا أبرش لعن اللّه من زعم أن قومي هلكوا، ابن عروة يتهددني بالمدينة، و هذا يشتم آبائي في وجهي، و قد كان قائل قال له:
هلكت قريش بالمدينة.
ص: 18
قال: و نا الزّبير، قال: و حدّثني محمّد بن الضّحّاك، عن أبيه، قال: كتب عبد اللّه بن عروة إلى هشام بن عبد الملك يشكو إبراهيم بن هشام فيما صنع به، فكتب هشام بن عبد الملك إلى إبراهيم بن هشام يأمره أن يكف عن عبد اللّه بن عروة و يبني قصر عروة و ينشل بئره، و رأيت الذي صنع إبراهيم بن هشام بعبد اللّه بن عروة ظلما و تعديا و ضرارا فكتب إليه::
إن اصطناع المرء في جلّ قومه *** لصرف الليالي بعمر مال الميمر
و حج هشام فاجتمع عنده عبد اللّه بن عروة و إبراهيم بن هشام، و حضره مسلمة بن عبد الملك، فقال عبد اللّه بن عروة: يا أمير المؤمنين إنّ مما طيّب أنفسنا عن من أصيب منا أبقى بأيدينا بما كفّ اللّه به وجوهنا عن قومنا و غيرهم، فتناول هذا أعراضنا و أموالنا، فكيف الحياة مع هذا؟ فقال هشام: أ لا تسمع يا إبراهيم ما يقول هذا؟ فقال إبراهيم: أمير المؤمنين أمير المؤمنين و أنا أنا و هو هو، قال هشام: فما ذا الكلام ؟ أجل لعمري إنّ ذا لكذا، و أقبل هشام بعد ذلك على مسلمة، فقال: سمعت ما قال ابن عروة، فقال: نعم يا أمير المؤمنين، كأنك قد قلت لي تجهز إلى الحجاز قد سمعت كلام رجل لا يقيم على ما شكا أن أقام إلاّ قليلا.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا إبراهيم بن حبيب، نا الحسين بن الحسن، قال: سمعت ابن المبارك (1) يقول عن يحيى بن أيوب عن عمّار بن [غزية عن عبد اللّه بن عروة بن الزبير] (2) قال: أشكو إلى اللّه عيبي ما لا أترك، و نعتي ما لا أتى.
و قال: إنما نبكي بالدين لله: (3).] (4).
ص: 19
(1) بسم اللّه الرحمن الرحيم و به نستعين.
أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه اللّه تعالى.
أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو (2) عبد اللّه ابنا أبي علي بن البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة (3)،أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، حدّثني علي بن سعيد، عن حجّاج، عن ابن لهيعة، عن عمّارة (4) بن غزيّة (5) قال:
سمعت عبد اللّه بن عروة يقول: أشكو إلى اللّه عيبي ما لا أترك، و نعتي ما لا أتى، و إنما يبكي للدنيا بالدين.
و قال غيره شعرا نسبه هذين البيتين (كذا):
يبكون بالدين للدنيا و بهجتها *** أرباب دنيا عليهم كلهم صادي
لا يعملون لشيء من معادهم *** فعجلوا (6) حظهم في العاجل البادي
لا يهتدون و لا يهدون تابعهم *** ضل المقود، و ضل القائد الهادي
أخبرنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد عمرو (7) و أبو (8) الحسن علي بن برقان الخشوعي في كتابيهما، قالا: نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني حمزة بن العباس، أنا عبد اللّه بن عثمان، نا عبد اللّه، نبأ ابن لهيعة عن عمارة بن غزيّة، عن عبد اللّه بن عروة بن الزبير قال: أشكوا إلى اللّه عيبي ما لا أترك، و نعتي ما لا ألقى، و إنما يبكى بالدين الدنيا.
قال: و نبأ ابن أبي الدنيا.
قال: و أنبأ ابن أبي الدنيا قال: و أنبأنا أبو سعيد المدني:
ص: 20
يبكون بالدين للدنيا و بهجتها *** أرباب دنيا، عليهم كلهم صادي
لا ينظرون لشيء من معادهم *** تعجلوا حظهم في العاجل البادي
لا يهتدون و لا يهدون تابعهم *** ضل المقود، و ضل القائد الهادي
أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا (1)،قالا: أنا أبو جعفر، أنا أبو طاهر، أنا أحمد بن سليمان، نا الزّبير، حدّثني عمي مصعب بن عبد اللّه، حدّثني حمّاد بن عطيل بن فضالة بن روّاد الليثي و كان حمّاد قد بلغ مائة سنة و سنتين (2)-قال:
رأيت عبد اللّه بن عروة في سنيات خالد بن عبد الملك بن الحارث بن الحكم (3) بن أبي العاص، و كان خالد واليا لهشام بن عبد الملك على المدينة سبع سنين، فقحط المطر في تلك السبع، فكان يقال لها:«سنيّات خالد»، فجلا الناس من بادية الحجاز، فلحقوا بالشام، قال: فحدثني حماد بن عطيل قال: فحضرت عبد اللّه بن عروة بن الزبير في أمواله بالفرع (4):تدخل الناس في مربد تمره طرفي النهار: غدوة فيتغدون، و عشية فيتعشون، فما زال كذلك (5) يفعل حتى أحيا الناس.
قال: و نا الزبير قال: و حدّثني عمي مصعب بن عبد اللّه، قال: حدّثني حمّاد بن عطيل بن فضالة بن رداد الليثي قال: جلونا مرة إلى الشام في جهد أصاب (6) الناس، ثم رجعنا فوجدنا عبد اللّه بن عروة قد هدم الثلم و كسر الوشع (7)،و أمرج (8) الناس في أموال أبيه، و جنى لهم، فأطعمهم.
قال: و كان عروة بن الزبير يرسل عبد اللّه بن عروة يجد أمواله و يبيعها، فكان كل عام يدق الثلم و يكسر الوشع و يجني للناس، فيطعمهم ثم يجد وشع و يأتي إلى أبيه بثمن ذلك. فقال يحيى بن عروة لأبيه: إن عبد اللّه يهدم الثلم و يكسر الوشع و يبذّر ثمرك
ص: 21
و يجنيها و يطعمها الناس، فقال له: عروة فله العام، يأتني فوليه يحيى فبنى الثلم و سد الوشع (1) و حظر و منع الناس أن ينالوا منه شيئا، ثم جذه و باعه. و كان ذلك العام، فبكى فبلغ شبيها مما باع به عبد اللّه، فجاء يحيى إلى عبد اللّه في لذله (2) ما رآه منه شيئا و لا بلغ إلاّ ما رفع إليه. فقال له أبوه: إني و اللّه يا بني ما اتهمتك و لا جئتنا إلاّ بما رزقنا و لا كان عبد اللّه يأتينا إلاّ بأرزاقنا. و لا كان الناس ينالون منه إلاّ أرزاقهم فصرفت عنا إلى غيرنا و لا شككت في هذا و لا أرسلتك إلاّ لتعتبر.
قال: و نا الزبير، حدّثني عمي مصعب قال (3):قال عبد اللّه بن عروة: بعث إليّ عبد اللّه بن الزبير فقال: انطلق إلى الحصين بن نمير حتى تلقاه فتناظره، ثم أمر لي ببختية، فرحلت بغبيط ثم شد فوق الغبيط جل، فقلت: ما أمنع بالغبيط الرحل...
قال: هلموا جل، و أن تعلو عليه إذا كلمته فانطلقت حتى لقيت الحصين بن نمير (4) فقال له أصحابه: إن صاحبك يعنون مسرف بن عقبة قد عهد إليك أن لا تمكن و تسد عن أذنك فلا تسمع منه شيئا فأبى الحصين و قال: نسمع منه، و ننظر ما يقول و ما يعرض. فإن جاءنا بشيء مما نحب قبلنا.
قال: فأدناني منه، فكلمته و أنا مشرف عليه، قال: و جعل يتطاول إليّ بعنقه (5)فعرفت منزلتي و اللّه ما انصرفت حتى عرفت أني قد كسرت من حده.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأ الحسن (6) بن علي، أنبأ أبو عمر بن حيوية، أنبأ سليمان بن إسحاق، نا الحارث بن أبي أسامة، أنبأ محمّد بن سعد، أنا محمّد بن سليم، قال: سمعت يوسف بن يعقوب الماجشون يقول (7):
كنت مع أبي في حاجة، فلما انصرفنا، قال لي أبي: هل لك في هذا الشيخ ؟ فإنه بقية من بقايا قريش، و أنت واجد عنده ما شئت من حديث، و نبيل رأي - يريد عبد اللّه بن عروة قال: فدخلنا عليه فحادثه أبي طويلا ثم ذكر أبي بني أمية و سوء سيرتها، (8) و ما قد
ص: 22
لقي الناس منهم، و قال: أ يقطع آمال الناس من قريش ؟ فقال عبد اللّه: اقصر أيها الشيخ، فإن الناس لن يبرح لهم أمر صالح من قريش ما لم يل بنو فلان فإذا وليت بنو فلان (1) انقطع آمالهم، فقال له سلمة الأعور صاحبنا: أ بنو هاشم ؟ فقال برأسه: أي نعم.
أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا أبي (2) علي، قالا: أنا أبو جعفر المعدّل، أنا أبو طاهر المخلّص، أنبأ أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار قال: و حدّثني عمي مصعب بن عبد اللّه قال:
جمع عبد اللّه بن عروة بنيه ثم قال: يا بني، إنّ اللّه تعالى لم يبن شيئا فهدمه، و إن الناس لم يبنوا شيئا قطّ إلاّ هدموه، و إنّ بني (3) أمية من عهد معاوية إلى اليوم يهدمون شرف علي، فلا يريده اللّه إلاّ شرفا و فضلا و محبة في قلوب المؤمنين، يا بنيّ فلا تشتموا عليا (4).
قال: و نا الزبير قال: حدّثني مصعب بن عثمان، عن بعض مشايخه.
أن عبد اللّه بن عروة كان يشهد الجمعة فيخرج ابن مطيرة خالد بن عبد الملك بن الحارث بن الحكم بن العاص فيخطب فيسبّ عيلة عبد اللّه بن عروة و ينصت، فإذا شتم خالد عليا تكلم عبد اللّه بن عروة، و أقبل على أدنى إنسان يكون إلى جنبه يحدّثه فيقول له: الإمام يخطب، فيقول: إنا لم نؤمن أن ننصت لهذا.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا أبو الحسين (5) أحمد بن محمّد بن النّقّور، و أبو منصور عبد الباقي بن محمّد بن غالب، قالا: أنبأنا محمّد بن عبد الرّحمن، نا زكريا بن يحيى، نا الأصمعي (6)،عن سعيد (7) بن عتبة، قال: قالوا لعبد اللّه بن عروة بن الزبير: أ لا تأتي المدينة ؟ فقال: ما بقي بالمدينة إلاّ حاسد لنعمة أو فرح بنقمة (8).
أخبرتنا بنت البغدادي قالت: نا أبو طاهر أحمد بن محمود، نا أبو بكر بن
ص: 23
المقرئ، نا أبو الطّيّب المنبي (1) عبد اللّه بن سعد، نا إسحاق بن موسى الخطمي، قال: سمعت سعد بن عتبة يقول: قيل لعبد اللّه بن عروة بن الزّبير - و كان يسكن العقيق-: ما يمنعك أن تنزل المدينة فتجلس إلى الأسطوانة ؟ قال: و هل بقي في الناس أحد إلاّ فرح ببلية أو حاسد نعمة.
أخبرنا أبو بكر الحاسب، نا أبو محمّد الجوهري، أنبأ أبو عمر بن حيّوية، نا سليمان بن إسحاق [ابن] الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد، نا محمّد بن سليم قال: سمعت سفيان (2) بن عيينة يقول: قيل لعبد اللّه بن عروة: نزلت المدينة دار الهجرة و السنّة فلو رجعت لقيت الناس و لقيك الناس، قال: و أين الناس، إنّما الناس رجلان: سائر بنكبة أو حاسد بنعمة.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، نا الحسن بن اسماعيل (3)، نا أحمد بن مروان، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا محمّد بن سعد، عن الواقدي (4) قال:
قيل لعبد اللّه بن عروة بن الزّبير بن العوّام: نزلت المدينة دار الهجرة، فلو رجعت لقيت الناس و لقيك الناس، فقال: و أين الناس، إنما الناس رجلان شامت ببلية أو حاسد لنعمة.
أخبرنا محمّد، نا أبو يعقوب يوسف بن أيوب، نا عبد الكريم بن الحسين، نا علي بن محمّد، نا أحمد بن محمّد بن جعفر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا هارون بن يحيى، عن الأصمعي، عن ابن أبي الزناد قيل: قال عبد اللّه بن عروة وجدت بعض الذل فى الأهل و المال (5).
أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا (6)،قالا: أنا محمّد بن أحمد بن المعدّل، نا محمّد بن عبد الرّحمن بن العبّاس، أنبأ أحمد بن سليمان، نا الزبير، قالا: و قال عمي: كان عبد اللّه بن عروة مصلحا مثمّرا للمال، و كان يبذله في حقه، و يرغب في
ص: 24
الأجر و حسن الذكر، و هو صاحب أبي (1) و جزة الذي كان يعطيه و يأخذ له في كل عام من الزبير عن حواد (2) كلهم بالقرع ستين وسقا على أن يقتصر بمدحه عليهم.
قال: و نا الزّبير، قال: و حدّثني سليمان بن عبّاس السعدي، قال: قال أبو و جزة يمدح عبد اللّه بن عروة:
لعمري ما زاد ابن عروة بالذي له *** دون أيدي القوم قفل و مفتح
و لا ظل عنهم بضيق و ما نرى *** ركاب إلى بكر تصان و تمسح
و أبيض بهام يعمل حماله *** فلا شاغل فيها و لا منحنح
فتى قد لقاني شيبه ما أهمني *** و لا خلت في اغضاره منتدح
أعز تعادي من يليه جناية *** هدايا و أخراها قواعد درح
فتى الركب يلقيهم بفضل و يلتقي *** و في الحي بصمام الشجعان أقسح(3) قرأت بخط أبي الحسن بن نظيف (4)،و أنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم عنه، نا أحمد بن عبد اللّه بن زريق البغدادي، نا الحسن بن رشيق، نا علي بن سعيد، نا حسين بن محمّد، نا عمرو (5) بن صفوان، قال: كان لعبد اللّه بن عروة ابن له سبع سنين مثل الدينار فلذعته حية فمات فقال:
فلولا الموت لم يهلك كريم *** و لم يصبح أخو عزّ ذليلا
و لكنّ المنية لا تبالي *** أ غرا كان أم رجلا دليلا
لقد أهلكت حيّة بطن واد *** كريما ما أريد به بديلا
مقيما ما أقام جبال لبس *** فليس بزائل حين يزولا
قرأت على أبي القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، عن أبي القاسم علي بن محمّد علي، نا أبو الحسن علي بن محمّد بن إبراهيم الحنّائي، أنا محمّد بن أحمد بن عثمان السلمي، نا محمّد بن جعفر بن محمّد السندالي (6) أبو يوسف نعته (7) بن عيسى:
ترى المرء سلمه (8) الذي مات قبله *** و موت الذي يبكي عليه قريب
ص: 25
يحب الفتى المال الكثير و إنما *** لنفس الفتى مما تحبّ نصيب
قرأت على أبي الفتوح أمامة بن محمّد بن زيد بن محمّد، عن أبي جعفر محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمر، عن أبي عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى، قال عبد اللّه بن عروة بن الزّبير بن العوّام يقول للوليد بن عبد الملك حين أخذ إبراهيم و محمّد ابني هشام المحرومين:
عليك أمير المؤمنين بشدة *** على ابني هشام إن ذاك هو العدل
تبيح بها أموالهم و دماءهم *** و يبقى عليهم بعد ذلكم فضل (1)
و له يرثي رجلا:
سيدي نعمى فيهيج عليّ حزني *** قاتلا لي و ضاق عليّ أمري
و هاج محمّد المأمول قدما *** مصيبا فيّ فهاج عليّ ذكري
و كان نعته الأخبار منها *** أؤمله و أرجوه لنصري
فسار الدهر بعدك لا أبالي *** بعسر كان بعدك أو يسر
له ذكر في كتاب الدولتين لابن وبر. نعته العباس بن الوليد بن عبد الملك، بعثه يزيد بن عبد الملك إلى البصرة، و لا أعلم له رواية، و كان يزيد بن المهلب لمّا غلب على البصرة أخذ عاملها عدي بن أرطأة و ابنه محمّدا و عبد اللّه بن عروة سجنهما، فلمّا قتل يزيد بن المهلّب وثب ابنه معاوية بن يزيد فقتل عديا و ابنه و عبد اللّه بن عروة، فبلغني أن عبد اللّه بن عروة قال له: غلب أولياء اللّه، و اللّه ما قتلتني حتى قتل أبوك الفاسق.
تقدم ذكره.
ص: 26
أبو محمّد المفسّر المقرئ (1) المعدّل (2)
حدّث عن أبي علي الحصائري (3)،و أبي علي محمّد بن القاسم بن أبي نصر، و أبي طالب علي بن عبد اللّه بن العباس الحمصي، و أبي عبد اللّه محمّد بن أحمد (4)الزبيدي، و أبي طالب محمّد بن صبيح بن رجاء، و أبي الحسن بن جوصا، و محمّد بن يوسف الهروي.
قرأ القرآن على أبي الحسن بن الأخرم (5)،و أبي الفضل جعفر بن أبي داود سليمان بن داود بن حمدون، و أبي علي الحصائري.
و روى عنه: أبو الحسين عبد اللّه بن هشام بن عبد اللّه بن سيولة (6) العنسي، و أبو الحسن الربعي، و أبو محمّد بن أبي نصر، و أبو صالح طرفة بن أحمد الحرستاني (7)،و علي بن محمّد بن شجاع، و أحمد بن الحسين بن أحمد بن الطيّار، و أبو علي الحسين بن سعيد بن الشيزري، و أبو نصر بن الجبّان.
أخبرنا أبو القاسم [نصر] بن أحمد بن مقاتل، و أبو نصر (8)،نا غالب بن أحمد المسلم، قالا: أنا علي بن أحمد بن زهير، نا أبو بكر أحمد بن الحسين بن أحمد بن عثمان بن سعيد بن قاسم الغساني، نا أبو محمّد عبد اللّه بن عطية المعدّل - إمام مسجد باب الجابية بدمشق - نا أبو الحسن أحمد بن عمير (9) بن يوسف بن جوصا، نا عمر بن عثمان، نا الوليد بن مسلم، نا عبد اللّه بن العلاء بن زبر (10)،حدّثني يحيى بن أبي المطاع قال: سمعت العرباض بن سارية قال:
ص: 27
قام فينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ذات يوم فوعظنا موعظة بليغة و جفت منها القلوب، و ذرفت (1) منها العيون، فقلنا: يا رسول اللّه، وعظتنا موعظة مودع، فما ذا تعهد إلينا؟ قال:«عليكم بتقوى اللّه، و السمع و الطاعة، و إن عبدا حبشيا، و سيرى من بقي منكم بعدي (2) حبلا شديدا، فعليكم بسنّتي و سنّة الخلفاء المهديين الراشدين، عضّوا عليها بالنواجذ، و إيّاكم و المحدثات، فإنّ كل محدثة بدعة، و كلّ بدعة ضلالة»[6460].
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن زهر المالكي - قراءة عليه - نا أبو الحسن علي بن محمّد بن شجاع المالكي، نا الشيخ أبو محمّد [عبد اللّه] بن عطية بن عبد اللّه بن حبيب في مجلسه، حدّثني أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد الزبيدي قال: سمعت أبي يقول: سمعت أحمد بن يحيى العبدي يقول: سمعت ميان (3) الدارع يقول: الطلاق الثلاث له لازما إن لم يكن سمع أبا عبيدة معمر بن المثنى يقول: الطلاق الثلاث له لازم إن لم يكن سمع أبا محمّد و ابن العلاء يقول: الطلاق الثلاث لازم له إن كانت (4) العرر قالت أحكم سمعته من نصر هذه الأبيات (5):
نحن للمكاره بالعرا معلبا *** فلعل يوم لا نرى ما نكره
و لربّما اشتنى (6) الفتى فسما *** فستر (7) فيه العيون انصلموه (8)
و لربما حزن الفتى لشأنه *** حذر الجواب و إنّه لمفوّه
و لربما اشتم الكريم من الأذى *** و فؤاده من حره يتأوّه
قال أبو محمّد بن عطية: هذه الأبيات في هذا الخبر فقط ، و أنشد أول هذا الشعر:
لعب الهوى في كلّ نفس نشره *** و الصبر أجمل و التنزه أبره
و الجهل يتّخذ الحريص مطيّة *** إنّ الحريص مجهل و مسعه (9)
كثر الرقاد عن المعاد و نحن *** في غير تنبها فما نتشبّه
يا من تحدثه الحوادث إنه *** يفنى و ليس عن الحوادث يفته
أما الممات فقد نعاك مصرحا *** و نعتك ارمته بها نتفكّه
رواه غيره فقال: سمعت أبا ميان (10) الدارع و ذكره مختصرا.
ص: 28
و أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا أبو صالح طرفة بن أحمد بن محمّد الكميت الحرستاني الماسح قال: أنبأنا أبو محمّد بن عطية (1).
يا دهر أين الخيرون ذوو الندى *** أغفوا؟ فنحييهم بطيب ثنائهم (2)
و المنعمون إذا عدى دهر على *** إخوانهم بالفضل من نعمائهم
و الدافعون الضيم عن جيرانهم *** و البادرون سؤالهم (3) بعطائهم
فأجابني لم يبق (4) منهم غير ما *** حفظت بطون الكتب من أنبائهم
و تواثبوا بلوم الحبالة (5) في الودي *** و الكاذبون إداوا وافي رأيهم
و المبطنون لكل حربهم *** من جهلة و سفاهة في رأيهم
أبدى الكرام من الام ما حرموا *** حتى أبيد المسك من كرمائهم
أم أوبشوا بالجهل من رزامتهم *** و حبابة فتمسلوا بحبائهم
زمن تواصوا العلم بجواب الأخير *** كان نعم طلاق نسائهم
قرأت بخط أبي الحسن علي بن الحسن بن علي الربعي (6) أنشدني أبو محمد عبد اللّه بن عطية لنفسه:
احذر مودة مارق *** مزج المرارة بالحلاوة
يحصي الذنوب عليك أي *** ام الصداقة للعداوة
قرأت على أبي الحسين الميداني لأبي محمّد بن عطية:
الدهر لام بين و فساد *** يداك فوق ينسا الدهر
.... يفعل في مصرعه *** و الدهر ليس بناله وتر
كنت الضنين بمن فجعت به *** فشكوت حين تقادم الأمر
و لخير حظك في المصيبة أن *** يلقاك (7) عند نزولها الصبر
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، حدّثني ابن الميداني،
ص: 29
قال: توفي أبو محمّد عبد اللّه بن عطيّة بن عبد اللّه بن حبيب المعدل المفسّر يوم الاثنين لأربع و عشرين ليلة خلت من شوال سنة ثلاث و ثمانين و ثلاثمائة.
قال الكتاني: حدّث عن الحسن (1) بن حبيب و غيره كان يقال إنه يحفظ خمسين ألف بيت شعر في الاستشهاد على معاني القرآن و غيره.
و كان (2).. حدثنا عنه أبو الحسن علي بن الحسن (3) الربعي، و أبو محمّد عبد الرّحمن بن غنم بن نصر و غيرهما (4).
قال لي أبو محمّد بن الأكفاني، و كان قد قرأ على ابن الأخرم، و علي بن الفضل، و جعفر بن سليمان بن حمدان (5) النيسابوري، و يعرف بابن أبي داود صاحبي الأخفش.
3408 - عبد اللّه بن أبي أوفى (6)،
و اسم أبي أوفى - علقمة بن خالد بن الحارث ابن أبي أسد (7) بن رفاعة بن ثعلبة بن هوازن ابن أسلم بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر ابن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن ابن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان ابن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان أبو إبراهيم، و يقال: أبو معاوية، و يقال: أبو محمّد الخزاعي الأسلمي صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و خزاعة هم بنو عمرو (8) بن عامر، سموا بذلك لأنهم انخزعوا عن قومهم،
ص: 30
و عبد اللّه بن أبي أوفى ممن سكن الكوفة.
روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أحاديث، و كان ممن بايع تحت الشجرة، و كان قد قدم على أبي (1) عبيدة، و هو محاصر دمشق بكتاب عمر بن الخطّاب.
روى عنه: الشعبي، و عبد الملك بن عمير (2)،و أبو إسحاق إبراهيم بن فيروز الشيباني، و إسماعيل بن [أبي] خالد، و عمرو بن مرة الجملي (3)،و تميم بن طرفة، و القاسم بن عوف الشيباني، و سلمة بن كهيل الحضرمي، و عدي بن ثابت، و أبو يعفور، وقدان (4)،و أبو سعيد بن المرزبان، و الحارث بن كعب المرادي، و طلحة بن مصرّف، و محمّد، و عبد اللّه بن أبي المجالد (5)،و مجزأة (6) بن زاهر، و عبيد بن الحسن (7)، و إبراهيم بن عبد الرّحمن السكسكي، و أبو إدام، و سعيد بن جمهان، و إبراهيم بن مسلم الهجري، و الأعمش.
أخبرنا أبو الحسن (8) علي بن عبد الواحد بن أحمد بن العباس، أنا أبو محمّد الجوهري (9)،نا أبو الحسن (10) علي بن محمّد بن أحمد بن كيسان النحوي، نا أبو محمّد يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حمّاد بن زيد (11)،نا عمرو بن مرزوق المسعودي، عن إبراهيم السكسكي، عن عبد اللّه بن أبي أوفى.
أن رجلا أتى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال: إني لا أقرأ من القرآن شيئا، فهل شيء غيره يجزيني (12)من قراءة القرآن قال:«تقول: سبحان اللّه، و لا إله إلاّ اللّه، و اللّه أكبر، و لا حول و لا قوة إلا باللّه» قال: فقبضهن (13) خمسا قال: فقال الرجل: هذا لربي، فما أقول لنفسي ؟ قال:
ص: 31
«تقول: اللّهمّ اغفر لي، و ارحمني، و عافني و اهدني و ارزقني» فقبضهن (1) خمسا، قال:
فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«ملأ يديه من الخير»[6461].
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو طاهر و أبو الفضل الباقلانيان، قالا: أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هاشم بن محمّد، عن الهيثم بن عدي، عن ابن عبّاس قال عبد اللّه بن أبي أوفى اسم أبي أوفى علقمة.
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، نا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو الطّيّب الزّرّاد، نبأ عبيد اللّه بن سعد بن إبراهيم، قال: قال يعقوب - يعني: عمه - عبد اللّه بن أبي أوفى أبو معاوية، مكتوب بخطه، و بلغني أن اسم أبي أوفى علقمة.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسين، و أبو الفضل بن خيرون.
و أخبرنا أبو العز الكيلي، نا أبو طاهر، قالا: أنا محمّد بن الحسن، نا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خيّاط (2)،قال: و عبد اللّه و زيد ابنا أبي أوفى، و اسم أبي أوفى علقمة بن خالد (3) بن الحارث بن أبي أسيد بن رفاعة بن ثعلبة بن هوازن بن أسلم بن أفصى من (4) ساكني الكوفة، روى عبد اللّه أحاديث (5) صالحة، يكنى عبد اللّه، أبا معاوية، و روى زيد حديث المؤاخاة، مات عبد اللّه بالكوفة سنة ست و ثمانين.
أخبرنا (6) أبو البركات الأنماطي،[أنا] أبو الفضل بن خيرون، نا أبو العلاء الواسطي، نا أبو بكر البابسيري نا أبو أمية بن الغلابي، نا أبي... (7) عبد اللّه بن أبي أوفي، أبو (8) معاوية.
ص: 32
و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور (1)،نا عيسى بن علي أخبرنا عبد اللّه بن محمّد، قال: سمعت هارون بن عبد اللّه يقول: عبد اللّه بن أبي أوفى الأسلمي، يكنى بأبي معاوية، و اسم أبي أوفى علقمة، و كان قد كفّ بصره.
قال: نا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: عبد اللّه بن أبي أوفى، يكنى أبا معاوية.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، نا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، نا أبو الحسن بن السّقّاء، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نبأنا محمّد بن يعقوب، قال: سمعت العبّاس بن محمّد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: عبد اللّه بن أبي أوفى، كنيته أبو معاوية، اسم أبي أوفى علقمة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي أنا أبو الحسين، نا عيسى، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني عمر، عن أبي عبيد قال: عبد اللّه بن أبي أوفى، و اسم أبي أوفى علقمة بن خالد - زاد غير أبي عبيد: بن الحارث بن أبي أسد (2) بن رفاعة بن ثعلبة بن هوازن بن أسلم بن أفصى الأسلمي-.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، نا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا (3)،نا محمّد بن سعد قال في الطبقة الثالثة: عبد اللّه بن أبي أوفى الأسلمي، و يكنى أبا معاوية، و اسم أبي أوفى علقمة.
قال محمّد بن عمر: مات سنة ست و ثمانين، و هو آخر من مات من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بالكوفة، كان قد تحوّل إليها.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، نا الحسن (4) بن علي، أنبأنا [أبو] (5)عمر بن حيوية، نا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (6) قال:
في الطبقة الثالثة: عبد اللّه بن أبي أوفى، و اسم أبي أوفى علقمة بن خالد بن الحارث بن
ص: 33
أبي أسيد بن رفاعة بن ثعلبة بن هوازن بن أسلم بن أقصى، و يكنى عبد اللّه أبي معاوية.
قال محمّد بن عمر: لم يزل عبد اللّه بن أبي أوفى بالمدينة حتى قبض النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، فتحول إلى الكوفة فنزلها حيث نزلها المسلمون، و ابتنى بها دارا في أسلم، و كان قد ذهب بصره، و توفي بالكوفة سنة ست و ثمانين.
أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، ثم أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، نا أبو الحسين بن المظفّر، نا أبو علي المدائني، أنبأنا أبو بكر بن البرقي، قال: و من أسلم بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر: عبد اللّه بن أبي أوفى، و اسم أبي أوفى علقمة بن قيس بن خالد بن الحارث بن أبي أسد (1) بن رفاعة بن ثعلبة بن هوازن بن أسلم، و كان غزا مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم غزوات، و عمي قبل وفاته. قال أخي:
و يقال إنه آخر من مات من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بالكوفة، و كانت وفاته سنة ست و ثمانين، له روايات كثيرة رضي اللّه عنه.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، نا محمّد بن إسماعيل قال (2):عبد اللّه بن أبي أوفى أبو إبراهيم الأسلمي، قال لي (3) أبو نعيم: مات سنة سبع و ثمانين.
و قال وكيع عن سليمان أبي آدام (4) قيل لعبد اللّه بن أبي أوفى: يا أبا معاوية.
و قال عارم عن أبي هلال عن قتادة كان آخرهم موتا بالمدينة: جابر، و بالكوفة:
عبد اللّه بن أبي أوفى [و] (5) بالبصرة: أنس.
و قال غير أبي (6) آدم: اسم أبي أوفى علقمة.
قال: و نا أبو نعيم، نا سفيان عن عطاء رأيت ابن أبي أوفى بعد ما ذهب بصره. و قال آدم: نا شعبة، فذكر حديث عمرو [بن مرة].
ص: 34
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، نا أحمد بن منصور بن خلف، نا أبو سعيد بن حمدون، نا مكّي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو إبراهيم عبد اللّه بن أبي أوفى الأسلمي، له صحبة، و يقال: أبو معاوية.
و قال مسلم في موضع آخر: أبو محمّد عبد اللّه بن أبي أوفى، كنّاه حامد عن أبي عوانة، عن عبد الملك و يقال: أبو معاوية، و أبو إبراهيم.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، نا أبو نصر الوائلي، نا الخصيب بن عبد اللّه أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، نا أبي قال:
أبو إبراهيم عبد اللّه بن أبي أوفى، و اسم أبي أوفى علقمة، و قيل: كنيته أبو معاوية.
و قال في موضع آخر: أبو محمّد عبد اللّه بن أبي أوفى، اختلف في كنيته.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا أبو طاهر بن أبي الصقر، نا أبو القاسم هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا أبو بشر الدولابي (1)، قال: عبد اللّه بن أبي أوفى، كنيته أبو إبراهيم، و قد قيل: أبو معاوية.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا أبو الحسين بن النّقّور (2)،نا عيسى بن علي، نا عبد اللّه بن محمّد قال: عبد اللّه بن أبي أوفى، و اسم أبي أوفى علقمة، و كنية عبد اللّه أبو معاوية، و يقال: أبو محمّد، سكن الكوفة، و ابتنى بها دارا، و هو آخر من مات من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بها.
أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، نا أبو (3) الفتح نصر بن إبراهيم الزاهد، نا أبو الفتح سليم بن أيوب، أنبأ طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا أبو زكريا نوفل بن محمّد بن إياس قال: سمعت محمّد بن أحمد المقدّمي يقول: عبد اللّه بن أبي أوفى الأسلمي أبو معاوية.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالا: أنا أبو الحسين بن
ص: 35
الآبنوسي، عن أبي الحسن الدار قطني.
ح و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، نا أبو الحسن الدار قطني قال: عبد اللّه بن أبي أوفى - اسمه علقمة - بن خالد بن الحارث بن أبي أسيد الأسلمي، له صحبة.
و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا أبو الحسين بن النّقّور (1)،و أبو القاسم بن البسري (2)،و أبو نصر الزينبي.
و أخبرنا أبو (3) الفضل محمّد بن ناصر، و أبو القاسم نصر بن علي بن يونس العلوي، و أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن نصر، و أبو منصور... (4) بن عبد اللّه، قالوا:
أنا أبو القاسم بن البري.
ح و أخبرنا أبو البركات أحمد بن محمّد الصفّار، أنبأ عبد العزيز بن علي بن أحمد بن الحسين، قالوا: أنا أبو طاهر المخلّص، قال: قال ابن منيع: بلغني أن اسم أبي أوفى علقمة.
أنبأنا أبو (5) جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأ أبو بكر الصفار، نا أحمد بن علي بن منجويه، نا أبو أحمد الحاكم (6) قال: أبو إبراهيم و يقال أبو معاوية، و يقال: أبو (7) محمّد عبد اللّه بن أبي أوفى الأسلمي الكوفي، و اسم أبي أوفى علقمة بن خالد بن الحارث بن أبي أسيد (8) بن رفاعة بن ثعلبة بن هوازن بن (9) أسلم بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر أخو زيد بن أبي أوفى، له صحبة من النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و كان من أصحاب الشجرة (10)،
ص: 36
سكن الكوفة، و ابتنى بها دارا في أسلم، و هو آخر من مات من الصحابة سنة ست و ثمانين.
و أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، ثنا شجاع بن علي، نا أبو عبد اللّه بن مندة قال:
عبد اللّه بن أبي أوفى الأسلمي، يكنى أبا إبراهيم، و يقال: أبو معاوية، و اسم أبي أوفى علقمة، من أصحاب الشجرة، و الحديبية، و هو آخر من مات بالكوفة سنة سبع و ثمانين، و قيل [سنة] ست، و روى عنه الشعبي، و عبد الملك بن عمير (1)، و إسماعيل بن [أبي] (2) خالد، و عمرو بن مرّة، و الشيباني.
و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الفضل المقدسي، أنبأنا مسعود بن ناصر، نا عبد الملك بن الحسن، نا أبو نصر البخاري قال:
عبد اللّه بن أبي أوفى أخو زيد بن أبي أوفى - و اسمه علقمة - أبو إبراهيم، و قال:
قيل: اسم أبي أوفى طعمة بن عبد اللّه، يكنى أبا معاوية، و يقال أبو معاوية الضرير الأسلمي الكوفي، سمع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و روى عنه أبو إسحاق السّبيعي، و إسماعيل بن أبي خالد، و عمرو (3) بن مرّة، و إبراهيم السّكسكي في الزكاة، و غير موضع.
قال البخاري في التاريخ الكبير (4):قال أبو نعيم: مات بالكوفة سنة سبع و ثمانين.
و قال البخاري في الصغير: و لم يذكر أبا نعيم و لا غيره، مات سنة سبع أو ثمان و ثمانين.
و قال محمّد بن يحيى الذهلي و فيما كتب إليّ أبو نعيم قال: و عبد اللّه بن أبي أوفى سنة سبع أو ثمان و ثمانين - يعني - موته (5).
قال الذهلي: قال يحيى: مات عبد اللّه بن أبي أوفى سنة ست و ثمانين، فخالفه أبو نعيم و قال: سنة سبع أو ثمان و ثمانين (6) فيما كتب إلي به.
ص: 37
و قال ابن معين: مات سنة ثمانين.
و قال الواقدي: مات سنة ست و ثمانين، و هو آخر من مات بالكوفة - يعني - من الصحابة.
و قال عمرو بن علي: مات سنة ست و ثمانين.
أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحدّاد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ قال:
عبد اللّه بن أبي أوفى الأسلمي من أصحاب الشجرة، غزا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ست غزوات، أصابته يوم حنين ضربة في كراعه، يكنى أبا معاوية، كان يصبغ لحيته و رأسه بالحنّاء، و كان له ضفيرتان، كفّ بصره في آخر عمره، توفي سنة ست و ثمانين و قيل:
سبع و ثمانين بالكوفة، آخر من مات بها من الصحابة، و اسم أبي أوفى علقمة بن خالد بن الحارث بن أبي أسيد بن رفاعة بن ثعلبة بن هوازن بن أسلم بن أفصى بن حارثة، حدّث عنه إسماعيل بن [أبي] (1) خالد، و الشعبي، و عبد الملك بن عمير، و أبو إسحاق الشيباني، و عمرو بن مرّة، و طلحة بن مصرّف، و إبراهيم السّكسكي، و الحكم بن عتيبة (2)،و سلمة بن كهيل، و عبيد بن (3) أبو الحسن، و الأعمش، و أبو يعفور العبدي، و إبراهيم الهجري في آخرين.
قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (4) قال: عبد اللّه بن أبي أوفى علقمة بن خالد بن الحارث بن أبي أسيد (5) بن رفاعة بن ثعلبة بن هوازن بن أسلم بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر بن ماء السماء الأسلمي، له صحبة و رواية.
أنبأنا أبو جعفر الهمذاني (6)،نا أبو بكر الصفّار، نا أحمد بن علي، أنبأ أبو أحمد الحاكم، نا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن مسلم الأسفرايني (7)،نا محمّد بن يحيى، نا محمّد بن أسد، نا يزيد بن هارون (8)،نا فائد قال:
ص: 38
كنت عند عبد اللّه بن أبي أوفى فماكسنا رجل فقال: أبا معاوية.
قال: نا أبو أحمد، نا محمّد بن صالح بن هانئ الحبر بن محمّد، نا حامد بن عمر الثقفي، عن أبي عوانة، عن عبد الملك بن عمير قال: دخلت أنا و أبو سلمة على عبد اللّه بن أبي أوفى فقال: يا أبا محمّد.
و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا إسماعيل بن مسعدة، نا أبو عمرو عبد الرّحمن بن محمّد الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي (1)،نا ابن صاعد - يعني - يحيى، نا عبيد اللّه بن سعد الزهري، نا عمي يعقوب، نا أبي عن ابن (2) إسحاق قال:
كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كما حدّثني شعبة (3) ابن الحجّاج عن سماك بن (4) و أبي حرب عن عبد اللّه بن أبي أوفى، و قد صحب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و رآه قال: كان الرجل إذا أتاه بصدقاتهم و قبضها منهم قال:«اللّهم صل عليهم»، فأتاه أبي بصدقته [فلما] (5) قبضها منه قال:
«اللّهم صلّ على (6) أبي أوفى و أهل بيته، فما زلنا نتعرف منها خيرا»[6462].
قال: أنا ابن صاعد، قال: ابن إسحاق: فيه عن سماك (7) بن حرب، و إنما الحديث حديث عمرو بن قرة.
أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنبأ أبو طاهر أحمد بن محمود، نا محمّد بن إبراهيم بن المقرئ، نا أبو يعلى الموصلي.
ح و أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد بن عبد الواحد، نا أبو القاسم علي بن الحسين بن علي، نا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن شاذان، و أبو الحسين علي بن عمر السدي، و أبو محمّد جعفر بن محمّد بن أحمد بن إسحاق بن البهلول، و أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن إسحاق البزار، و أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى.
ح و أخبرنا أبو الفرج قوام بن زيد بن عيسى، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو نصر أحمد بن عمر بن محمّد بن عبد اللّه القارئ الحافظ ، قالوا أنا أبو الحسين
ص: 39
أحمد بن محمّد بن أحمد، نا أبو الحسن علي بن عمر الحربي.
و أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، نا أبو عاصم [الفصيل] بن يحيى بن الفضيل (1)،أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي شريح، نا أبو القاسم.
و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، قالا: أنا أبو الحسين بن الفقيه [أنا] (2) أبو القاسم عيسى بن علي، قال: قرئ على أبي القاسم البغوي، قالا: نا علي بن الجعد - و في رواية ابن البغوي: عن عيسى و أنا أسمع قيل له:
حدّثكم علي بن الجعد (3) بن عبيد الجوهري أبو الحسن قال لنا شعبة: أخبرني - و في حديث الصريفيني و القارئ عن عمرو بن مرة قال: سمعت عبد اللّه بن أبي أوفى و كان من أصحاب الشجرة قال:
كان النبي صلّى اللّه عليه و سلّم إذا أتاه قوم (4) بصدقة قال:«اللّهمّ صلّ عليهم»، و في حديث الحربي:... (5) عليهم و في حديث أبي يعلى قال:«اللّهمّ صلّ على آل فلان»، فأتاه أبي بصدقته و في حديث أبي يعلى: بصدقة قومه فقال:«اللّهمّ صلّ على آل أبي أوفى»[6463].
و أخبرنا أبو الحسن (6) علي بن المسلّم، أنا أبو الحسين بن أبي الحديد، نا بكّار بن قتيبة، نا أبو داود سليمان بن داود، نا شعبة، عن عمرو بن مرة قال: سمعت ابن أبي أوفى يقول: كنا يوم الشجرة ألفا و ثلاثمائة (7).
أنبأنا أبو علي الحدّاد.
و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا أبو القاسم يوسف بن الحسن (8)،قالا: نا أبو نعيم الحافظ ، نا.
ص: 40
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، نا أبو بكر البيهقي (1)،نا أبو بكر بن فورك (2)، نا عبد اللّه بن جعفر، نا يونس بن حبيب، نا أبو داود، نا شعبة، أخبرني عمرو بن مرة، سمع ابن أبي أوفى صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و كان قد شهد بيعة الرضوان قال: كنا يومئذ ألفا (3) و ثلاثمائة، و كانت أسلم يومئذ ثمن المهاجرين.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، نا الحسن بن (4) علي، نا أبو عمر بن حيّويه، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنبأ محمّد بن عبيد، نا أبو آدم، عن عبد اللّه بن أبي أوفى في حديث رواه: أنه شهد مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بني النضير، و الخندق و قريظة.
كتب إليّ أبو سعد محمّد (5) بن محمّد بن محمّد، و أبو الفتح أحمد بن محمّد بن أحمد.
و أخبرني أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد، نا أبو الفتح، قالا: أنا (6) أبو علي أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن يزداد، نا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر بن فارس أنبا أحمد بن يونس بن المسيّب الضبّي، نا محمّد بن عبيد، نا أبو آدم، عن ابن أبي أوفى قال:
كنا محاصرين باب النضير، فأقبلنا و لم يفتح علينا، فأتينا المدينة كالين لا نعيا بالسير شيئا فتعرفنا في المبارك إذ دعا النبي صلّى اللّه عليه و سلّم... (7) يغسل رأسه، فأتاه جبريل فقال: يا محمّد وضعتم أسلحتكم و لمّا تضع الملائكة أوزارها، فدعا النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بخرقة و لم يمسح رأسه بها، فنادى فينا، فركبنا على حال شديد من الإعياء، و أمدّنا اللّه تعالى بالملائكة يعني... (8) و هي قريظة.
و أخبرنا أبو القاسم يحيى [بن] بطريق [بن] بشرى (9)،و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، و طاهر بن سهل بن بشر (10)،قالوا: أخبرنا أبو الحسين بن مكي،
ص: 41
أنبأ أبو القاسم المؤمل بن أحمد بن محمّد الشيباني، نا يحيى بن محمّد بن ماعز، نا يحيى بن حكيم المقوم [نا] (1) أبو سعيد عمر بن عمران السّدوسي، نا سعيد بن المرزبان قال: رأيت على عبد اللّه بن أبي أوفى برنسا من خزّ، و رأيت بيده ضربة فقال:
أصابتني هذه يوم حنين.
و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، نا أبو الحسين بن النّقّور (2)،نا عيسى بن علي، ثنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني جدي، نا يزيد بن هارون، نا إسماعيل بن أبي خالد قال:
رأيت بيد ابن أبي أوفى ضربة فقلت: ما هذا؟ فقال: ضربتها يوم حنين، قلت:
شهدت حنينا؟ قال: نعم، و قبل ذلك (3).
أخبرنا أبو محمّد بن سليمان، نا أبو العلاء بن (4)،نا أبي عثمان، نا عبد اللّه بن يحيى، نا الحسين بن إسماعيل، نا سعد الأموي، حدّثني أبي، نا إسماعيل قال:
رأيت بيد ابن أبي أوفى ضربة قال: قلت: متى أصابتك هذه ؟ فقال: يوم حنين، قال: فقلت: أدركت حنين (5)؟قال: نعم، و قال ذلك مرارا.
و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا أبو محمّد بن أبي عثمان، أنبأ أبو أحمد عبد اللّه بن محمّد بن أحمد بن أبي مسلّم الفرضي المقرئ، نا أبو بكر محمّد بن جعفر بن أحمد المطيري الصيرفي، نا بشر أبو مطر أبو أحمد الوليطي (6)،نا سفيان بن عيينة، عن أبي يعفور (7)،عن عبد اللّه بن أبي أوفى قال:
غزونا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ست غزوات، نأكل الجراد.
قال: أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا عبد اللّه بن الحسن بن محمّد بن الخلال، نا أبو الحسين محمّد بن عثمان بن محمّد بن شهاب البصري، نا سعيد بن محمّد بن أحمد، نا
ص: 42
إسحاق بن أبي إسرائيل، نا سفيان عن أبي يعفور سأل عبد اللّه بن أبي أوفى عنه - يعني:
الجراد - فقال: غزونا مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم ست غزوات نأكل منه.
و أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا محمود بن جعفر بن محمّد، و محمّد بن أحمد بن علي بن شكرويه.
ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، و أبو سعيد شيبان بن عبد اللّه، قالا: أنا أبو منصور شكرويه.
قالا: أنا أبو علي بن أحمد بن سليمان البغدادي، نا أبو عبد اللّه الحسن بن علي بن أبي الحز... (1)،نا العباس بن زيد، ثنا سفيان (2) بن عيينة، عن أبي يعفور، سمع ابن أبي أوفى يقول: غزوت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ست غزوات نأكل الجراد.
هكذا رواه هؤلاء عن ابن عيينة.
و رواه هارون بن سعيد الأيلي عن سفيان، فقال: ست غزوات أو سبع بالشك.
أخبرناه أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد بن عبد الواحد (3)،و أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالا: أنبأنا أبو طاهر بن محمود، نا أبو بكر بن المقرئ محمّد بن الربيع بن سليمان الجيزي، نا هارون بن سعيد الإيلي، نا سفيان، عن أبي يعفور، عن عبد اللّه بن أبي أوفى قال: غزونا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم سبع غزوات أو ستا، فكنا نأكل الجراد.
رواه علي بن حرب الطائي عن سفيان فقالا: سبع و لم يشك.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، و أبو (4) سعيد شيبان بن عبد اللّه بن شيبان، قالا:
أنا طراد بن محمّد الزينبي، أنا أبو الحسن بن رزقويه، أنا أبو جعفر محمّد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب، نا علي بن حرب، نا سفيان، عن أبي يعفور قال: أتينا عبد اللّه بن أبي أوفى نسأله عن الجراد فقال: غزوت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم سبع غزوات نأكل الجراد.
رواه الثوري و شعبة بن الحجاج، و أبو الأحوص سلاّم بن سليم، و هزيل بن
ص: 43
عبد اللّه، و علي بن صالح، و صدقة بن أبي عمران، عن أبي يعفور، و قالوا: سبع غزوات.
و كذلك قال عبد الملك بن عمير (1)،عن ابن أبي أوفى.
فأمّا حديث سفيان:
فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي التميمي، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، نا وكيع، نا سفيان، عن أبي يعفور العبدي قال:
سمعت ابن أبي أوفى قال: غزونا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم سبع غزوات كنا نأكل فيها الجراد.
و أخبرناه أبو القاسم عبد الصّمد بن محمّد بن عبد اللّه بن مندويه، أنبأ أبو الحسين علي بن محمّد بن أحمد الحسناباذي، أنا أبو الحسين محمّد بن عمر بن عيسى بن يحيى الحطرابي (3) البلدي (4)،أنا أبو عبد اللّه محمّد بن العباس بن يونس الخيّاط - بالموصل - نا محمّد بن أحمد بن المثنّى، نا قبيصة بن عقبة، عن سفيان، عن أبي يعفور، عن عبد اللّه بن أبي أوفى قال: غزوت مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم سبعا، كنا نأكل الجراد.
و أمّا حديث شعبة:
فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنبأ أبو علي الواعظ ، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (5)،حدّثني أبي، نا محمّد بن جعفر، نا شعبة، عن أبي يعفور قال:
سأل شريكي و أنا معه عبد اللّه بن أبي أوفى عن الجراد، فقال: لا بأس به، و قال:
غزوت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم سبع غزوات فكنا نأكله.
و أمّا حديث أبي (6) الأحوص:
فأخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا منصور بن أبي مزاحم، نا أبو الأحوص، عن أبي يعفور قال: سألت عبد اللّه بن أبي أوفى عن الجراد فقال: غزوت مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم سبع غزوات، فكنا نأكله.
ص: 44
و أمّا حديث شريك:
فأخبرناه أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، نا أبو الحسين بن المظفر، نا محمّد بن محمّد بن سليمان، نا محمّد بن أبان، نا شريك، نا أبو يعفور، عن عبد اللّه بن أبي أوفى قال: أكلت مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم الجراد، و غزوت معه سبع غزوات.
و أمّا حديث علي بن صالح:
فأخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو محمّد الصّيريفيني نا أبو حفص عمر بن إبراهيم المقرئ الإمام، نا أبو علي الحسين بن محمّد بن سعد ان العرزمي، نا الحسن (1)-يعني - بن علي بن عفان، نا معاوية بن هشام، عن علي بن صالح، عن أبي يعفور، عن عبد اللّه بن أبي أوفى قال: غزوت - أو غزونا - مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم سبع غزوات، فكنا نأكل الجراد و أخبرناه أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عبد الجبار بن توبة (2) و أبو القاسم بن السّمرقندي قالا أنا الحسن (3) بن علي بن عفان نا معاوية بن هشام نا علي بن صالح بن حي عن أبي يعفور عن عبد اللّه بن أبي أوفى قال:
غزوت - أو غزونا - مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم سبع غزوات فكنا نأكل الجراد.
و أخبرناه أبو القاسم عبد الصّمد بن محمّد، أنبأ أبو الحسين علي بن محمّد الحسناباذي، أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن الصّلت الأهوازي، نا أبو العباس بن عقدة، نا الحسن (4) بن علي بن عفان، نا معاوية بن هشام، نا محمّد بن صالح، عن أبي يعفور، عن ابن أبي أوفى قال: غزوت - أو غزونا - مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم سبع غزوات، فكنا نأكل الجراد.
و أمّا حديث صدقة:
فأخبرناه أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد البسطامي البزّاز - بنيسابور - أنبأ
ص: 45
سعيد بن منصور بن رامش، نا أبو محمّد الحسن (1) بن محمّد بن إسحاق الأسفرايني (2)،نا موسى بن عيسى بن حكيم، نا صهيب، نا صدقة بن أبي عمران (3)، حدّثني أبو يعفور العبدي قال: سمعت عبد اللّه بن أبي أوفى يقول: غزوت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم سبع غزوات كلهم نأكل الجراد و يأكل معنا.
و أمّا حديث عبد الملك:
فأخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو عثمان البحيري (4) فيما ورد عليه، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه زكريا الشيباني، نا محمّد بن عبد الرّحمن الدغولي، نا محمّد بن مشكان، نا يزيد بن أبي حكيم، نا سفيان، نا زائدة، عن عبد الملك بن عمير (5)،عن عبد اللّه بن أبي أوفى قال: غزوت مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم سبع غزوات نأكل الجراد.
أنبأنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنبأ أبو الحسن (6)العتيقي، أنا أبو الحسن الدارقطني - إجازة - أنا عمر بن الحسين بن علي الغساني، نا الحارث بن محمّد بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد، نا محمّد بن عمر الواقدي قال:
إنما أول غزوة غزاها مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم - يعني: عبد اللّه بن أبي أوفى - فيما رأيت أصحابنا يقولون: الفتح ثم حنين، ثم الطائف، ثم تبوك أربع.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (7)،حدّثني أبي، نا يزيد - هو ابن هارون - نا إسماعيل، عن عبد اللّه بن أبي أوفى قال: و رأيت بيده ضربة على ساعديه، فقلت: ما هذه ؟ فقال:
ضربتها يوم حنين، فقلت له: أشهدت معه حنينا: قال (8):نعم، و قبل ذلك.
ص: 46
قال (1):و حدّثني أبي، نا عفّان، نا حمّاد بن سلمة، حدّثني سعيد بن جمهان، قال:
كنا نقاتل الخوارج و فينا عبد اللّه بن أبي أوفى و قد لحق (2) غلام له بالخوارج و هم من ذلك الشط ، و نحن من ذا الشط ، فناديناه أبا فيروز، أبا فيروز، ويحك [هذا] مولاك (3) عبد اللّه بن أبي أوفى قال: نعم الرجل هو لو هاجر قال: ما يقول عدوّ اللّه ؟ قال: قلنا له: هو نعم الرجل هو لو هاجر (4)،قال: فقال: أ هجرة بعد هجرتي مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ثم قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«طوبى لمن قتلهم و قتلوه» (5)[6464].
أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا إبراهيم بن منصور، أنبأ أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن عبد اللّه بن عبد السلام البيروتي مكحول، نا يوسف بن سعيد بن مسلم، حدّثنا خالد بن يزيد، نا أبو مالك الأشجعي، قال: قلت لعبد اللّه بن أبي أوفى: ناولني يدك التي بايعت بها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فناولنيها فقبّلتها.
أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن الفراء، نا أبي (6) أبو يعلى.
ح و أخبرنا أبو السعود بن المجلي (7)،أنبأ محمّد بن علي بن المهتدي، قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن مخلد بن حفص، قال: قرأت على علي بن عمرو و حدثكم الهيثم بن عدي قال: قال ابن عباس (8) في تسمية العميان من الأشراف:
عبد اللّه بن أبي أوفى.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، نا الحسن (9) بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم.
ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا عبد الرّحمن بن محمّد، أنبأ الحسين بن
ص: 47
محمّد، أنا أحمد بن محمّد، نبأ أبي بكر بن أبي الدنيا.
قالا: نا محمّد بن سعد (1)،أنا محمّد بن عمر، أنا خليد بن دعلج، عن قتادة، عن الحسن (2) قال: عبد اللّه بن أبي أوفى آخر من مات من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بالكوفة - زاد ابن أبي الدنيا: و أول مشهد شهده خيبر-.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، نا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو بن (3)،نا حنبل بن إسحاق، نا أبو عبد اللّه، نا الحسين بن موسى، نا [أبو] هلال، نا قتادة قال: آخرهم موتا بالمدينة: جابر بن عبد اللّه، و آخرهم موتا بالبصرة: أنس بن مالك، و آخرهم موتا بالكوفة: عبد اللّه بن أبي أوفى.
أنبأنا أبو علي الحداد (4)،و حدّثني أبو القاسم عبد الملك بن عبد اللّه بن داود الفقيه عنه، نا أبو نعيم الحافظ ، نبأ سليمان بن أحمد، نا محمّد بن يحيى القزّاز، نا هانئ بن يحيى، نا أبو هلال، عن قتادة، قال: آخر من مات من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بالكوفة: عبد اللّه بن أبي أوفى.
قرأت (5) على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد عبد العزيز بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن أبي سليمان (6)،قال: قال الواقدي: و المدني عبد اللّه (7) بن أبي أوفى الأسلمي، يكنى أبا معاوية، و اسم أبي أوفى علقمة، مات في سنة ست و ثمانين بالكوفة.
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد، أنا القاضي أبو منصور محمّد بن الحسين، نا أحمد بن الحسين بن زنبيل، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن الخليل، نا محمّد بن إسماعيل، نا أبو النعمان، نا أبو هلال، عن قتادة قال: آخرهم موتا
ص: 48
بالكوفة ابن أبي أوفى، و بالمدينة جابر، و بالبصرة: أنس.
قال البخاري: و مات عبد اللّه بن أبي أوفى الأسلمي سنة سبع أو ثمان و ثمانين و كنيته أبو إبراهيم الأسلمي.
أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال: و فيها - يعني - سنة ست و ثمانين مات عبد اللّه بن أبي أوفى الأسلمي، من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم (1).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني أحمد بن منصور.
و أنبأنا أبو علي الحسن (2) بن أحمد، أنبأ محمّد بن عبد اللّه بن ريذة، أنبأ سليمان بن أحمد الطبراني، نا أبو الزنباع روح بن الفرج، قالا: نا يحيى بن بكر، قال:
توفي ابن أبي أوفى سنة ست و ثمانين.
أنبأنا أبو علي الحداد بن أحمد، نا (3) أبو القاسم عبد الملك بن عبد اللّه عنه، أنبأ أبو نعيم، نا أبو حامد بن جبلة، نا أبو (4) العباس الثقفي السراج أحمد (5) بن أبو يونس المدني (6)،نا إبراهيم بن المنذر، قال: عبد اللّه بن أبي أوفى، و أبو أوفى اسمه علقمة، و يكنى عبد اللّه أبو معاوية، مات سنة ست و ثمانين.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري عن ثابت (7) بن بندار، قالا: أنا الحسين بن جعفر.
ح و أخبرنا أبو البركات أيضا، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنبأ أبو الحسن (8)العتيقي، أنبأ الحسين بن جعفر، أنبأ الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا
ص: 49
صالح بن أحمد العجلي، حدّثني أبي (1) قال: عبد اللّه بن أبي أوفى مات سنة ست و ثمانين، و هو آخر من مات من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بالكوفة، و كان قد عمي (2)،و اسم أبي أوفى علقمة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا أبو القاسم علي بن أحمد، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - نا عبيد اللّه (3) بن عبد الرّحمن نا عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة حدثني أبي (4)،حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم، قال: سنة ست و ثمانين فيها توفي عبد اللّه بن أبي أوفى الأسلمي بالكوفة.
أنبأنا أبو محمّد الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن أبي عمرو، أنا أبو عبد اللّه بن مروان، أنا أبو عبد الملك البسري، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا علي بن عبد اللّه التميمي قال: عبد اللّه بن أبي أوفى يكنى أبا هاشم مات سنة ست و ثمانين، و هو آخر من مات بالكوفة من الصحابة.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل أحمد، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني أحمد بن زهير، حدّثني أبو الفتح، نا سفيان قال: آخر من بقي من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ابن أبي أوفى.
و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار (5)،نا أبو العلاء الواسطي، نا أبو بكر البابسيري، نا الأحوص بن المفضل بن غسّان (6)،نا أبي قال: كان آخر من مات من الصحابة عبد اللّه بن أبي أوفى بالكوفة.
أبو القاسم البغدادي الخلال المالكي الدقّاق
قدم دمشق في رجب سنة أربع و عشرين و أربع مائة.
و حدّث عن أبي (7) الحسين محمّد بن عبد اللّه بن أخي ميمي، و أبي الحسين
ص: 50
علي بن عيسى السكري الشاعر، و أبي حفص بن (1) شاهين، و أبي بكر محمّد بن إسماعيل الورّاق.
سمع منه أبو محمّد إبراهيم بن الحصين بن زكريا الصائغ، و أبو الحسن بن الحياك، و حيدرة بن أحمد المالكي، و محمّد بن علي السلمي الحياك، و أبو العباس بن قيس، و هو الذي قال في نسبه عبد اللّه بن علي بن أحمد الدقاق المالكي.
و لم يذكره أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد (2).
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، عن محمّد بن علي السلمي الحدّاد، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن علي بن هلال الخلاّل المالكي - قدم علينا دمشق - قال: و روى عن أبي الحسين محمّد بن عبد اللّه بن الحسين، نا عبد اللّه بن محمّد، نبأ داود بن رشيد، نا شعيب بن إسحاق، عن هشام بن عروة، عن أبيه عن عائشة قالت: طاف رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في حجة الوداع حول الكعبة على بعير يستلم الركن بمحجن (3) كراهية أن يصرف عنه الناس.
أخبرناه عاليا أبو محمّد عبد الرّحمن بن حمد الدولي (4) في كتابه.
ثم أخبرنا أبو الحسن سعد الخير (5) بن محمّد عنه، أنا أبو نصر محمّد بن الحسن (6) بن محمّد، أنبأ أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسحاق السّنّي (7)،أنا أبو عبد الرّحمن النسائي، نا (8) عمرو بن عثمان، نا شعيب - و هو ابن إسحاق - عن هشام بن عروة، عن أبيه عن عائشة قالت: طاف رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في حجة الوداع حول الكعبة على بعير يستلم الركن بمحجنه.
ص: 51
3410 - عبد اللّه بن علي بن أحمد بن علي بن الحسين (1)
ابن عبد اللّه بن فارس بن علي
أبو القاسم الأنصاري المعروف بابن السرحي (2) الشاهد
سمع أبا القاسم سعد بن أحمد بن محمّد النسوي، و أبا عبد اللّه سلمان بن بدي العسراني (3) الفقيه.
سمعت منه.
أخبرنا أبو القاسم بن السّرحي، و أبو العسا (4) بن محمّد بن الخليل قالا: أنا القاضي أبو القاسم سعد بن أحمد بن محمّد عبد اللّه النسوي بدمشق سنة إحدى و ثمانين و أربع مائة، نا أبو الحسن محمّد بن علي بن محمّد بن عبد اللّه بن محمّد الأزدي البصري بمكة، أنا أبو الطيب عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد اللّه بن أبي شيبة المقرئ العطار - إملاء - نا القاضي أبو خليفة هو الفضل بن الحباب (5) بن محمّد الجمحي المالكي، نا أبو الوليد الطيالسي و سليمان بن حرب، و أبو عمر الحوضي (6) عن شعبة، عن عدي بن ثابت قال: سمعت البراء يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«من أحبّ الأنصار فقد أحبّ اللّه و رسوله، و من أبغض الأنصار فقد أبغض اللّه و رسوله، ما يحبّهم إلاّ مؤمن و لا يبغضهم إلاّ منافق»[6465].
مات أبو القاسم يوم الاثنين، و دفن يوم الثلاثاء الحادي عشر من شهر ربيع الآخر سنة ثمان و خمسين و خمسمائة بباب الصغير.
أبو القاسم البغدادي
حدّث عن أبي القاسم البغوي.
روى عنه: عبد الوهّاب الميداني.
سمعت أبا الحسن (7) علي بن المسلّم الفقيه يقول: سمعت عبد العزيز بن أحمد
ص: 52
يقول: سمعت عبد الوهّاب بن جعفر يقول: سمعت أبا القاسم عبد اللّه بن علي بن جنيد البغدادي يقول: سمعت أبا (1) القاسم عبد اللّه بن محمّد بن محمّد البغوي يقول:
سمعت علي بن الجعد يقول: سمعت شعبة يقول: سمعت قتادة يقول: كان أحدنا إذا حمل المحبرة أيس أهله أن يفلج في صنعة.
رواها علي بن محمّد بن شجاع عن عبد الوهّاب، و قال: أبو القاسم.
أبو محمّد القصري الفقيه الشافعي (2)
من أهل قصر حيفا (3).
تفقه ببغداد و أدرك أبا (4) بكر الشافعي، و أبا الحسن علي بن محمّد الطبري المعروف بالكياهرّاسي، و علّق المذهب و الخلاف و الأصولين على الشيخ أسعد الميهني، و أبي الفتح ابن برهان، و أبي عبد اللّه القيرواني.
و سمع الحديث من أبي القاسم بن بيان الرزاز (5)،و أبي علي بن نبهان، و أبي طالب الزينبي، و أقام بالعراق مدة ثم قدم دمشق و حلق في المسجد الجامع مدة، و كان مناظرا (6) جيدا، ثم انتقل إلى حلب ليفقه أهلها، فأقام بها إلى أن مات.
سمعت حديثه و قرأت عليه بعض غريب الحديث لأبي عبيد عن ابن نبهان.
أخبرنا أبو محمّد عبد اللّه بن علي بن سعيد القصري - بدمشق - أنا أبو علي محمّد بن سعيد بن نبهان، و أجازه لي ابن نبهان، أنا أبو علي الحسين بن أحمد بن شاذان، أنا دعلج بن أحمد السّجزي، أنا علي بن عبد العزيز، نا أبو عبيد القاسم بن سلاّم، نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد اللّه قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يتحوّلنا (7) بالموعظة مخافة السآمة علينا.
ص: 53
أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا سفيان، قال: قال سليمان: سمعت شقيقا يقول: كنا ننتظر عبد اللّه في المسجد، يخرج (2) علينا فجاءنا يزيد بن معاوية يعني النخعي قال: فقال: ألا فأذهب فأنظر، فإن كان في الدار لعلي أن أخرجه إليكم، فجاءنا فقام علينا فقال: إنا (3) لنذكر لي مكانكم فما آتيكم كراهية أن أملّكم لقد كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يتحوّلنا بالموعظة في الأيام كراهية السآمة (4) علينا.
توفي أبو محمّد القصري من سنة اثنين (5) و أربعين و خمسمائة بحلب.
ابن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف الهاشمي
عمّ السفاح و المنصور (6)
و هو الذي افتتح دمشق، و هدم سورها و تولى قتال مروان بن محمّد بالزاب و قتل (7) من قتل مر بني أمية منها أبي فطرس من أرض الرملة و كان السّفّاح (8) جعله ولي عهده حين وجهه إلى مروان، فلمّا بلغه موت السفاح دعا إلى نفسه فبايعه أهل الشام بالخلافة، فوجه إليه المنصور أبا مسلم الخراساني فهزمه (9).
روى عن أخويه محمّد و داود ابني علي.
روى عنه: عمرو بن سلمة بن عمرو قاضي دمشق.
ص: 54
حدّثني أبو القاسم إسماعيل بن أحمد (1).
أخبرناه أبو النجيب عبد القاهر بن عبد اللّه السّهروردي (2) بن نبهان فذكره أبي (3)،أنبأ أبو سعيد حمد بن علي بن حميد بن محمّد بن صدقة الرهاوي، قرأ أبي عليه بقبة الصخرة ببيت المقدس، نا أبو محمّد الحسين بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن جميع الصّيداوي - ببيت المقدس - أنا أبو طاهر محمّد بن سليمان بن ذكوان، نا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم بن محمّد القرشي، هكذا (4) قال، نا أبي عبد اللّه قال:
سمعت سلمة بن عمرو (5)-يحدث بحضرة الأوزاعي - قال: شهدت عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه يقول: و حدثاني (6) أخواي عن أبي و أبيهما علي بن عبد اللّه بن عباس.
أن عبد اللّه بن عباس توفي بالطائف و صلّى عليه محمّد بن الحنفية، فكبّر عليه أربعا و قال: لو لا أني سمعته يقول: إن السنّة أربعا لكبّرت عليه سبعا.
قال: و سمعت سلمة بن عمرو يحدّث بحضرة الأوزاعي قال: شهدت عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه قال: و حدثاني (7) أخواي عن أبي و أبيهما قال:
لما أدرج عبد اللّه بن عباس في أكفانه و أدخل حفرته خرج من أكفانه طير أبيض و سمعوا صوتا و هو يقول: يٰا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ اِرْجِعِي إِلىٰ رَبِّكِ رٰاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبٰادِي وَ ادْخُلِي جَنَّتِي (8)،قال: فما رأيت الأوزاعي أنكره، و جعل يحرّك رأسه كأنه يصدقه.
كذا قال لنا أبو القاسم، و كذا رواه... (9) أبي عبد اللّه عن ابن جميع و هو وهم ممن خرّجه لابن جميع، فإن ابن ذكوان إنما يروي هذين الحديثين عن أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة، عن أبيه عن أبيه عن سلمة.
و قد أنبأ أبو الحسن (10) علي بن عبيد اللّه بن نصر، أنا محمّد بن أحمد بن أبي
ص: 55
الصقر، أنبأ أبو طاهر بن ذكوان، نا أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة، نا أبي، نبأ أبي فذكرهما.
قال: و أنا أبو طاهر، نا أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة، نا أبي، عن أبيه عن أبي حمزة قال:
أول رجل رأيته يلبس السواد عبد اللّه بن علي، رأيته داخلا من باب كيسان عليه قميص أسود و عمامة سوداء متقلدا بسيف أسود، و النساء و الصبيان يحضرون و ينظرون إليه و يقولون: أميرنا عليه ثياب سواد، فسمعت رجلا ممّن كان يتولى بني أمية قال:
صلّيت خلف عبد اللّه بن علي في مسجد الجامع يوم الجمعة، و كان إلى جنبي شيخ من مشايخ أهل الشام، فقال للشيخ: اللّه أكبر، سبحانك اللّهمّ و بحمدك، و تبارك اسمك، و تعالى جدك، و لا إله غيرك؛ ما أوحش وجهك، و أشد سواد لباسك، فقلت: إنّ الرجل لمّا رأى السواد استفظعه.
ذكر إبراهيم بن عيسى بن المنصور.
أن عبد اللّه بن علي ولد في سنة ثلاث و مائة و سقط عليه السّرب (1) في سنة ثمان و أربعين و مائة، و أمه بربرية يقال لها هنادة فيما ذكر عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة.
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا (2) البنّا، قالوا: أن أبو جعفر بن المسلمة، نا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار قال في تسمية ولد علي بن عبد اللّه بن العباس (3) قال: و عبد الملك، و عثمان، و عبد الرّحمن، و عبد اللّه الأصغر السّفّاح الذي (4) خرج بالشام و هم لأمهات أولاد شتّى.
قرأت على أبي الفتوح أسامة بن زيد بن محمّد بن زيد العلوي، عن محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمر، عن أبي عبيد اللّه محمّد بن عمران ابن موسى المرزباني قال:
عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه بن العباس بن عبد المطّلب بن هاشم (5) ولد في آخر ليلتي
ص: 56
الحجة سنة اثنين (1) و مائة، و مات في حبس المنصور في سنة سبع و اربعين و مائة، و هو القائل لمّا قتل من بني أمية من قتل بالشام:
الظلم يصرع أهله *** و الظلم مرتعه وخيم
و لقد يكون لك البعي *** د أخا و يقصعك الحميم (2)
[و له أيضا يقول:] (3)
بني أمية قد أفنيت آخركم *** فكيف لي منكم بالأول الماضي
يطيّب (4) النفس أنّ النار تجمعكم *** عوّضتم من لظاها شرّ معتاض
منيتم لا أقال اللّه عثرتكم *** بليت غاب (5) إلى الأعداء نهّاض
إن كان غيظي لفوت منكم *** فلقد رضيت منكم بما رمى به رامي (6)
أخبرنا أبو الحسن (7) علي بن أحمد الفقيه، و علي بن الحسن بن سعيد، و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، قالوا: قال لنا أبو بكر أحمد بن (8) علي: عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه بن العباس بن عبد المطّلب الهاشمي عمّ أبي جعفر المنصور، ولاّه أبو العباس السّفّاح حرب مروان بن محمّد، فسار عبد اللّه إلى مروان حتى قتله و استولى على بلاد الشام، و لم يزل أميرا عليها مدة خلافة السفاح، فلما ولي المنصور خالف عليه و دعا إلى نفسه، فوجّه إليه المنصور أبا مسلم صاحب الدولة فحاربه بنصيبين، فانهزم عبد اللّه بن علي و اختفى و صار إلى البصرة، فأشخصه سليمان (9) بن علي والي البصرة إلى بغداد، فحبسه أبو جعفر المنصور، و لم يزل في حبسه ببغداد حتى وقع عليه البيت الذي حبس فيه فقتله.
أخبرني الأزهري، أنبأنا أحمد بن إبراهيم، نا إبراهيم بن محمّد بن عرفة،
ص: 57
أخبرني أبو العباس المنصور (1)،عن القثمي (2) قال: دخل عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه على هشام بن عبد الملك فأدنى مجلسه حتى أقعده عنده (3) و أكرم لقاءه، و أظهر برّه ثم قال: ما أقدمك ؟ فذكر حاجته و ما أصابه من خلة الزمان، فخرج بنيّ لهشام بن عبد الملك صغير، معه قوس و نشاب (4) و هو يلعب كما يلعب الصبيان، فجعل الصبي يأخذ السهم فيرمي به عبد اللّه بن علي، حتى فعل ذلك مرات، قال: و عبد اللّه بن علي ينظر إليه، ثم قام عبد اللّه فخرج، و ذلك بعين مسلمة بن عبد الملك، فقال مسلمة: يا أمير المؤمنين أ ما رأيت ما صنع الصبي ؟، و اللّه لا يكون قتله و قتل رجال أهل بيته إلاّ على يديه، فقال هشام: فلا تقل هذا، فإنك لا تزال تأتينا بشيء لا نعرفه، قال: هو و اللّه ذاك و ما أقول لك، قال: فو اللّه ما مضت الأيام و الليالي، حتى ورد عبد اللّه واليا على الشام من قبل أبي العباس، فقتل ثلاثة و ثلاثين (5) رجلا من بني أمية، فإذا بالصبي فيمن أتى به فقال: أنت صاحب القوس، فقدّم و ضربت رقبته (6).
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، نا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن الفضل القطّان، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن (7) سفيان، نا محدث (8)،عن أبي المغيرة عبد القدوس، عن ابن عياش (9) عن من حدّثه عن كعب قال: يظهر رايات سود لبني العباس حتى (10) ينزلوا بالشام و يقتل اللّه على أيديهم كلّ جبّار و عدوّ لهم.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطّار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبد اللّه بن عبد الرّحمن، نا زكريا بن يحيى، نا الأصمعي، نا بشر بن منصور قال: قيل لعطاء السلمي: فلان بن فلان قتل أربع مائة من أهل دمشق على دم واحد، فقال: هاه مستقسيا (11) فمات مكانه.
ص: 58
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: و غزا عبد اللّه بن علي الصائفة - يعني - سنة ست و ثلاثين و مائة (1).
أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (2):سنة ست و ثلاثين و مائة في هذه السنة خلع عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه بن عباس و دعا إلى نفسه، و قد كان أبو العباس كتب إلى عبد اللّه بن علي يغزو بلاد الروم و السياحة بها، فأتى عبد اللّه دابق فعسكر بها و توافت إليه الجنود و أتته وفاة (3) أبي العبّاس.
و قال خليفة: سنة سبع و ثلاثين و مائة [لقي أبو مسلم] (4) فاقتتلوا قتالا شديدا، ثم انهزم عبد اللّه بن علي فأتى البصرة، و بعث أبو جعفر إلى أبي مسلم أن احتفظ بما في يديك فغضب أبو مسلم.
قال خليفة: و فيها يعني سنة سبع قدم بعبد اللّه بن علي بن عبد اللّه بن عباس على أبي جعفر فدفعه (5) إلى عيسى بن موسى بن محمّد بن علي (6).
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه بن الحسن، أنا محمّد [بن] الحسين، أنا أبو محمّد بن درستويه، أنا يعقوب (7) قال: و قد قال قوم: كان ولي العهد عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه بن عباس بعد أبي جعفر، فقدم أبو (8) جعفر أمير المؤمنين الحيرة و قدم أبو مسلم على أبي جعفر بالحيرة، و دخل أبو جعفر الكوفة يصلي بالنّاس و خطبهم، و أعلمهم أنه سائر، ثم شخص (9) حتى نزل الأنبار، فأقام بها، و ضم إليه أطرافه و قد كان عيسى كتب إلى عبد اللّه بن علي بالبيعة لأبي جعفر، فورد
ص: 59
عليه الكتاب و هو برأس الدروب (1) متوجها إلى الروم في أهل خراسان و أهل الحيرة (2)و الشام، فرجع بالناس منصرفا حتى نزل مدينة حرّان، فدعا جند خراسان فألحقهم في الثمانين و جعلهم الخواص، و بايع لنفسه، و شخص عن حرّان يريد العراق، ثم وثب على أهل خراسان فقتلهم، و سار أبو مسلم و عبد اللّه بن علي يريد القادر (3) من أرض نصيبين فاقتتلوا قتالا شديدا، فانهزم عبد اللّه بن علي و معه عبد الصّمد بن علي فلحقا برصافة هشام، و أخذ عبد الصّمد بن علي، فوجّه به إلى أبي جعفر فأمنه و عفا عنه و قدم عبد اللّه بن علي البصرة على سليمان بن علي فأكرمه و توارى عنده، و بعث أبو جعفر بيقطين بن موسى (4) إلى أبي مسلم يأمره بإحضار ما في عسكر عبد اللّه بن علي، فغضب أبو مسلم من ذلك و أجمع على الخلاف و المكر، و شخص أبو جعفر إلى المدائن و شخص أبو مسلم فأخذ طريق خراسان يريدها مخالفا لأبي جعفر.
و قتل أبو مسلم يوم الأربعاء لسبع ليال خلون من شعبان في هذه السنة. و على مكة العباس بن عبد اللّه بن معبد، فمات عند انقضاء الحج، فضم إسماعيل عمله إلى زياد بن عبيد اللّه، فأقره أبو جعفر.
و خرج في هذه السنة خارجي بنيسابور و سار إلى الري فغلب عليها و على قومس، فوجّه أبو جعفر جمهور بن مرار العجلي، فقتله، و قتل زهاء خمسين ألفا، و سبى ذراريهم، و فيها خرج حرملة الشيباني بناحية الحيرة (5).
أخبرنا [أبو] محمّد هبة اللّه بن أحمد، أنا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد، نا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب: أنبأنا أحمد بن إبراهيم القرشي، نا محمّد بن عائذ، قال:
قال الوليد: أدركت ولاية الأمين و أمراء المؤمنين من آل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قد ائتموا بما مضى من سنّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و من بعده من ولاة الأمر في... (6) و الصوائف و تقوية
ص: 60
المجاهدين فكان من ذلك إغزاء أمير المؤمنين أبي العباس عبد اللّه بن علي على ما .... (1) جرد بها الناس إدراك مائة ألف أو يزيدون حتى افتتن عبد اللّه بن علي بعد وفاة أبي العباس.
أنبأنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، أنا أبو القاسم، أنا أحمد، نا محمّد، قال:
فلما كان سنة ست و ثلاثين و مائة أغزى أبو العباس جماعة من أهل الشام و الجزيرة و الموصل كما كانوا يغزون، و أغزى جماعة من أهل خراسان و أهل العراقين، و ولّى على جماعتهم عبد اللّه بن علي، و أمره بالإدراب و ولّى أبا جعفر عبد اللّه بن محمّد الموسم معه أبو مسلم، فشخص عبد اللّه عن دابق حين نزل دلوك (2) يريد الإدراب فتوفي أبو العباس يوم الأحد لاثني (3) عشرة خلت من ذي الحجة سنة ست و ثلاثين و مائة، و كانت خلافته أربع سنين و ستة أشهر، و عهد إلى أبي جعفر في مرضه، و عيسى ابن محمّد.
و عيسى بن علي، و من كان بالأنبار منهم فرأوا كتمان عبد اللّه بن علي ذلك ليتمّ إدرابه و كتبوا إلى صالح بن علي و هو بمصر بولايته على عمله الأول، و على من كان يليه عبد اللّه بن علي من الشام و يأمرونه بالمسير إلى ذلك، فمرّ الرسول بذلك إلى (4)علي بن صالح بن علي بقريب له بحلب، فباح به إليه و استكتمه إياه يوما و ليلة، و مضى الرسول، فأخبر (5) بذلك المستكتم عامل عبد اللّه بن علي على حلب، فكره أن يكتب بما لا ينفقه إلى عبد اللّه بن علي، فأرسل في طلب الرسول، فأدركه بقليل، فأخذ كتابه، فبعث به إلى عبد اللّه بن علي و هو بدلوك فقرأه، فجمع إليه الناس و نعى أبا العباس، و دعا إلى نفسه و استشهد حميد بن قحطبة و أصحابا له أن أبا العباس قد كان جعل له العهد في مسيره إلى مروان في الزاب إن هو هزمه، فشهدوا له بذلك، فبايعوه بالخلافة و انصرف عن الإدراب و مضى يريد العراق، فمر بحرّان و فيها موسى بن كعب عامل لأبي جعفر على من خلف بحرّان من ولده و أهل بيته و أمواله، فحاصرهم أربعين ليلة، و قدم أبا جعفر العراق، فوجّه إليه أبا مسلم في نحو من (6) أربعين ألفا، فقاتل عبد اللّه بن علي
ص: 61
فاتحة سنة سبع و ثلاثين و مائة و أشهر حتى (1) هزمه اللّه. و اجتمع الأمر لأبي جعفر في سنة سبع و ثلاثين و مائة، فلم يكن للناس في تلك السنة صائغة إلاّ أنّ أبا جعفر كتب إلى صالح بن علي في ولايته الشام و ما كان يليه من مصر و يأمره بالمسير إلى مقدم الشام، فقدم فنزل دير سمعان و حلب و ما يليها فكان ذلك أمنا للبلاد في تلك السنة، ثم غزا أبو جعفر سنة ثمان و ثلاثين و مائة جماعة من أهل الشام و الجزيرة و الموصل، و من كان مع صالح بن علي من جيوش أهل خراسان.
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا عبيد اللّه بن عثمان بن يحيى، أنا إسماعيل بن علي الخطبي (2)،قال:
ثم ما كان من أمر عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه بن العباس في ابتداء خلافة المنصور و ذلك أن أبا العباس أمير المؤمنين عبد اللّه بن محمّد بن علي حين ولي الأمر وجه عمّه عبد اللّه بن علي لقتال مروان بن محمّد، و ضمّ إليه الجيش، و ضمن (3) له فيما ذكر أن حرز قتل مروان على يده أن يعهد إليه و يجعله الخليفة من بعده، فجرى قتل مروان على يديه، و أقام بالشام أميرا عليها، و كثرت معه الجيوش و الأموال إلى أن حضرت أبا العباس الوفاة، و قد تغيّر رواية (4) في عبد اللّه بن علي، فعهد إلى أخيه أبي جعفر عبد اللّه بن محمّد المنصور، و من بعده إلى عيسى بن موسى بن محمّد بن علي، و كان أبو جعفر يسير عاما في الحج بمكة، فوصى أبو العبّاس بذلك إلى عمّه أبي العبّاس عيسى بن علي، و أمره بالقيام بالأمر لأبي جعفر أخيه، و أخذ البيعة على الناس و لابن أخيه عيسى بن موسى من بعده، و توفي أبو العبّاس بالأنبار، فقام بالأمر عيسى بن علي إلى وقت قدوم أبي جعفر و بلغ عبد اللّه بن علي وفاة أبي العبّاس و ما صنع فدعا من معه من الناس إلى مبايعته على الخلافة، و احتجّ بما كان أبو العباس وعده به من ذلك فبايعه الناس على ما دعاهم إليه من ذلك، و خالف أبو جعفر و غلب على الشام و ديار ربيعة و ديار مضر و جبل قنّسرين و العواصم (5) و الثغور و تلك البلاد، و حصل بينه و بين المنصور مكاتبات و مراسلات، ثم وجّه إليه أبو جعفر بأبي مسلم فلقيه فحاربه فهزمه أبو
ص: 62
مسلم، و فضّ جمعه و مضى منهزما في عصبة من خاصته و مواليه، فقدم على أخيه سليمان بن علي البصرة، فاشتمل سليمان عليه و على أصحابه، فلم يزل عنده إلى أن أخذ له أمان أبي جعفر، فقدم عليه، و لم يصل إليه، و أمر بحبسه فحبسه، فأقام في حبسه تسع سنين، ثم سقط عليه البيت، فمات في محبسه سنة ثمان و أربعين و مائة، و له خمس و أربعون سنة، و أمّه أم ولد، بربرية، يقال لها: هبارة (1).
قرأت في كتاب أبي الحسين الرازي، أخبرني أحمد بن عمر بن يوسف، نا أبو عبد اللّه معاوية بن صالح، حدّثني زيد بن علي العلوي، قال:
لما ورد على المنصور خبر وفاة أبي العبّاس و هو يومئذ بطريق مكة منصرفا من الحجّ ، فقال لجعفر بن حنظلة البهراني و كان من ذوي الرأي من أهل خراسان ما أحسب عبد اللّه بن علي يدعه عجبه حتى يخرج عليّ فما تظن أن فعل، فقال: يا أمير المؤمنين إن فعل واحدة غلبك (2) على الأمر، قال: و ما هي ؟ قال: سرّ من الشّلّم (3) يفرضك فطريقك هذا يتحول بينك و بين دار الخلافة، و الأموال و الجنود ثم يقاتلك و أنت في قل أهل الحجاز، قال: قال: فإن أخطأ هذه ؟ قال: يسير من الشام فيستقبل من المدينة الأنبار، ثم إلى الكوفة، ثم يغلبك (4) على الخزائن و بيت الأموال و يأخذ بيعة من هناك، ثم يقيم و يوجه إليك من يقاتلك قال: فإن أخطأ هذه و لزم معاوية من الشام و قاتلنا من هناك، قال: فإن فعل هذا فتستأثر به أو قتلته.
قال: و حدّثني أبو الحسين محمّد بن أحمد بن غزوان الدمشقي نا (5) كان أحمد بن المعلّى، نا نوح بن عمرو السكسكي، عن النضر [بن] يحيى بن معروف الكلبي، قال:
كان أبو العبّاس السّفّاح ملحا في قتل بني أمية و أشياعهم، و لم يزل على ذلك حتى أتاه الموت، و كانت وفاته بالأنبار و كان أبو جعفر ذلك العام على الموسم، و كان معه أبو مسلم حاجا قال: فلما هلك أبو العبّاس ادعى عبد اللّه بن علي أن يكون (6) أبو العبّاس كان قد جعل العهد له حين توجّه إلى مروان، و كان أبو العباس عهد لأبي جعفر فبايع أهل
ص: 63
الشام و كثير ممن كان مع عبد اللّه بن علي بمن معه بدابق يريد دخول أرض الروم، و بعث عبد اللّه بن علي مقاتل بن حكيم العكي إلى ابن سراقة بدمشق، و أمره بقتله.
قال: و هرب حميد بن قحطبة من عسكر عبد اللّه بن علي، فأخذ في دار كلب حتى صار إلى أبي جعفر بالهاشمية، و وجّه أبو جعفر أبا مسلم في أهل خراسان، و فوّض معه الحسن (1) بن قحطبة، فاقتتلوا أياما ثم هزم عبد اللّه بن علي و أهل الشام.
قال أحمد بن المعلّى (2):و حدّثني إسماعيل بن أبان بن حوي (3)،حدّثني أشياخنا أن عبد اللّه بن علي ولّى أبان بن حوي الدمشقي شرطة الحسين (4) و صيّره على حربه و أنه لما صافّهم للقتال جلس عبد اللّه على مكان مرتفع ينظر إلى العسكرين و قتالهما، قال: فأخذ قائد قائد ينهزم من أصحاب عبد اللّه... (5) بن حوي في وجوههم حتى أتى الشام، دعا عبد اللّه أبان بن حوي فقال: كيف و أنت ما أنت فيه و ما حال الناس ؟ قال:
و ذلك كله يعني (6) عبد اللّه غير أنه أحب أن يعرف (7) حي أبي ثم دعا عبد اللّه أبان، فقال له أبان: معنا القوة و العدة، و أرجو أن يكون الفلح و النصر (8) إن شاء اللّه، قال: فأوصاه عبد اللّه ناسا، ثم أمره بالانصراف قال: فلما ولي بين يديه و نظر إليه قال: أما إني يا أهل الشام أقاتل بكم و إنّي لأعلم أن ريحكم قد ذهب، قال: فركب عبد اللّه الإبل و أخذ على البرية حتى صار إلى أخيه سليمان بالبصرة، و كان عامل أبي جعفر عليها.
قال ابن المعلّى: و حدّثني نوح بن عمرو قال: قال النضر بن يحيى الكلبي: و كان صالح بن علي يصرّ على طاعة أبي جعفر، فأقبل بمن معه من أهل خراسان حتى لقي الحكم بن صنعان الخزامي و مع الحكم خلق كثير من أهل الشام في طاعة عبد اللّه [بن] علي فهزمهم صالح بالجوز بين فلسطين و الأردن، و قتل منهم ناسا كثيرا، و كانت هزيمتهم يوم هزم عبد اللّه بن علي بالموضع الذي كان به أحمد بالبر.
ص: 64
قال الأنماطي: أنبأ أبو الحسين بن الطّيّوري، أنبأ العتيقي.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأ ثابت بن بندار (1)،أنبأ الحسين [بن جعفر] قالا: أنبأ الوليد [بن بكر] أنبأنا علي بن أحمد، نا صالح بن أحمد قال: حدّثني أبي أحمد (2) قال:
كان عيسى بن موسى لا يقطع أمرا عن ابن شبرمة فبعث أبو جعفر إلى عيسى بن موسى عبد اللّه بن علي و أمره أن يحبسه ثم كتب إليه أن يقتله، فبعث عيسى بن موسى إلى ابن شبرمة فقال: إنّ أبا جعفر بعث إليّ بعمّه و أمرني أن أحبسه، و كتب إليّ أن أقتله، فقال له ابن شبرمة لم يرد غيرك و كان عيسى بن موسى ولي العهد بعد أبي جعفر فقال له ابن شبرمة: أحبسه و اكتب إليه: أنّي قد قتلته، ففعل و أتى إخوته إلى عيسى بن موسى فقال لهم: كتب إليّ أمير المؤمنين أن أقتله، فقد قتلته، فرجعوا إلى أبي جعفر، فقال:
كذب لأقيدنّ منه، ارتفعوا إلى قاضي المسلمين، فلما حققوا عليه، طرحه إليهم، فقال أبو جعفر: قتلني اللّه إن لم أقتل الأعرابي عيسى بن موسى لا يعرف هذا، فما زال ابن شبرمة مختفيا حتى مات، و سيّره موسى بن عيسى إلى خراسان حين خشي عليه، فما زال بها حتى مات بها، فقتل أبو جعفر عمّه بعد و كان عمه حينا عرفت عليه (3) سفاكا قتل بني أمية قتلا (4) شديدا و خلع أبو جعفر عيسى من العهد و أرضاه، و إنما أراد أن لو قتل عبد اللّه بن علي فيقتله به فيكون قد قتلهما جميعا.
قرأت على أبي الوفاء حفّاظ بن الحسن (5) بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد، نا عبد الوهّاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنبأ عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا محمّد بن جرير (6) قال:
ذكر علي بن محمّد النوفليّ عن أبيه أنّ أبا جعفر حجّ سنة سبع و أربعين و مائة بعد تقدمته المهدي على عيسى بن موسى بأشهر، و قد كان عزل عيسى بن موسى عن الكوفة
ص: 65
و أرضها، و ولّى مكانه محمّد بن سليمان بن علي، و أوفده إلى مدينة السلام، فدعا به، فدفع إليه عبد اللّه بن علي سرا في جوف الليل ثم قال له: يا عيسى، إنّ هذا أراد أن يزيل النعمة عني و عنك، و أنت وليّ عهدي (1) بعد المهدي، و الخلافة صائرة إليك، فخذه و اضرب عنقه، و إياك أن تخور (2) أو تضعف، فتنقض عليّ أمري الذي ادعيت و دبّرت، ثم مضى لوجهه فكتب إليه من طريقه كتاب يسأله: ما فعل في الأمر الذي أوعز إليه ؟، فكتب إليه، قد أنفذت ما أمرته، فلم يشك أبو (3) جعفر أنه قد قتل عبد اللّه بن علي، و كان عيسى حين دفعه إليه سيره (4) و دعا كاتبه يونس بن قردة (5) فقال: إنّ هذا الرجل دفع إليّ عمه و أمرني فيه بكذا و كذا، فقال أراد أن يقتله و يقتلك و أمرك بقتله سرا ثم يدّعيه عليك علانية، ثم يقيدك به، قال: فما الرأي ؟ قال: أن تستره في منزلك فلا تطلع على ذلك أحدا (6)،فإن طلبه منك علانية دفعته إليه علانية و لا تدفعه إليه سرا أبدا، فإنّه إن كان أمره المكر فإن أمره سيظهر، ففعل ذلك عيسى.
فقدم المنصور و دسّ على عمومته من يحرّضهم على مسألته هبة عبد اللّه بن علي لهم، و يطمعهم في أنه سيفعل فجاءوا إليه فكلّموه و رققوه (7) و ذكروا له الرحم و أظهروا له رقة فقال: نعم عليّ بعيسى بن موسى، فأتاه فقال: يا عيسى، قد علمت أنّي دفعت إليك عمّي و عمّك عبد اللّه بن علي قبل خروجي إلى الحج و أمرتك أن يكون في منزلك قال: قد فعلت ذلك، قال: و قد كلّمني عمومتك فيه و رأيت الصفح عنه و خلّيت سبيله فائتنا به، قال: يا أمير المؤمنين أ لم تأمرني بقتله، فقال: كذبت، ما أمرتك بقتله، ثم قال لعمومته: إنّ هذا قد أقرّ لكم بقتل أخيكم و ادّعى أنّي أمرته بذلك، فقد كذب، قالوا:
فادفعه إلينا نقيده قال: سآتيكم به، و أخرجوه إلى الرحبة، و اجتمع الناس و اشتهر الأمر، فقام أحدهم فشهر سيفه و تقدّم إلى عيسى ليضربه فقال له عيسى: أ قاتلني أنت ؟ قال: أي و اللّه، قال: لا تعجلوني، ردّوني إلى أمير المؤمنين، فردّوه إليه فقال: إنّما أردت بقتله أن يقتلوني، هذا عمك حيّ سوى أن أمرتني بدفعه إليك دفعته قال: ائتنا به، فأتاه به،
ص: 66
فقال له عيسى: دبرت عليّ أمرا فحبسته، فكان كما حسبت فشأنك بعمّك، قال: يدخل حتى أرى رأيي، ثم انصرفوا ثم أمر به، فجعل في بيت، فكان من أمره ما كان، و توفي عبد اللّه بن علي في هذه السنة و دفن في مقابر باب الشام، فكان أول من دفن فيه.
و ذكر عن إبراهيم بن عيسى بن المنصور بن بريهة (1) أنه قال: كان وفاة عبد اللّه بن علي في الحبس سنة سبع و أربعين و مائة، و هو ابن اثنتين (2) و خمسين سنة.
قال إبراهيم بن عيسى: لما توفي عبد اللّه بن علي ركب المنصور يوما و معه [عبد اللّه] ابن عيّاش (3) فقال له و هو كاتبه (4):تعرف ثلاثة خلفاء أسماؤهم على العين مبدؤها، قتلوا ثلاثة خوارج مبدأ أسمائهم العين، قال: لا أعرف إلاّ ما تقول العامة: أن عليا قتل عثمان و كذبوا، و عبد الملك بن مروان قتل عبد الرّحمن بن محمّد بن الأشعث، و عبد اللّه بن الزبير، و عمرو بن سعيد، و عبد اللّه بن علي سقط عليه البيت، فقال له المنصور: سقط على عبد اللّه بن علي البيت، فأنا ما ذنبي ؟، قال: ما قلت إنّ لك ذنبا.
أنبأنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الفضل بن خيرون.
ح و أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، و أبو منصور هو موهوب بن الحرص الجواليقي، قالا: أنا أبو الحسين بن أيوب، قالا: أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو علي عيسى بن محمّد بن أحمد الطوماري، نا أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب، نا عبد اللّه بن سعيد، حدّثني إبراهيم بن المنذر، حدّثني أحمد بن زفر قال: لما خرج عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه بن عباس قال ابن شبرمة:
قل لا حى مكاسره وضعن *** سعرت الحرب بين بني أبيكا
و أورثت الضغائن من سهم *** بني أبنائهم و بني بنيكا
فلو شاورتني و قبلت مني *** لبرز بها سوه أوليكا (5)
و أقررت الخلافة حيث حلت *** و لم يعرض لملك بني أبيكا
كأنك قد أصابك سهم غرب *** و أسلمك الغواه من أبعديكا
ص: 67
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و ابن سعيد، قالا: و أبو النجم، قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب (1)،أخبرني الحسن (2) بن أبي بكر، أنا محمّد بن إبراهيم الجوري - في كتابه - أنا أحمد بن حمدان بن الخضر، نا أحمد بن يونس الضّبّي، نا أبو حسان الزّيادي قال: سنة سبع و أربعين فيها مات عبد اللّه بن علي الهاشمي، سقط عليه البيت في الحبس في ليلة مطيرة، و هو ابن اثنتين (3) و خمسين سنة.
و أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: نبأ و أبو منصور بن خيرون، أنبأ أبو بكر الخطيب (4)،أنبأ محمّد بن علي الورّاق، و أحمد بن علي المحتسب، قالا: أنا محمّد بن جعفر النحوي، نا الحسين بن محمّد السكوني، نا محمّد بن خلف، قال: و كان أول من دفن في مقابر قريش جعفر الأكبر بن المنصور، و أول من دفن في مقابر باب الشام عبد اللّه بن علي سنة سبع و أربعين و مائة، و هو ابن اثنتين (5) و خمسين سنة.
أخبرنا أبوا الحسن (6) بن قبيس، و ابن سعيد، قالا: نبأ و أبو النجم الشيحي (7)، أنا أبو بكر الخطيب (8).
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.
قالا: أنا ابن الفضل، قالا: أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، قال:
سنة سبع و أربعين و مائة فيها مات عبد اللّه بن علي بمدينة السلام، و قد نيّف على الخمسين.
أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال: و فيها يعني سنة ثمان و ثلاثين مات عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه بن عباس (9).
ص: 68
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، عن رشأ بن نظيف، أنا أبو شعيب عبد الرّحمن بن محمّد، و أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرّحمن، قالا: أنا الحسن بن رشيق، أنبأ أبو بشر (1) محمّد بن أحمد بن حمّاد، قال: أخبرني محمّد - يعني - بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه عن محمّد بن عمر قال: و فيها يعني سنة ثمان و أربعين و مائة مات عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه بن عباس، سقط عليه بيت كان فيه فمات.
أبو الحسين الصيداوي الوكيل المعروف بابن المخّ
حدّث عن أبي الحسين بن جميع، و أبي مسعود صالح بن أحمد (2) بن القاسم الميانجي.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، و أبو الفرج غيث بن علي، و أبو جعفر عمر بن الحسين بن عيسى الدّوني الصوفي.
أنبأنا أبو الفرج الخطيب - و نقلته من خطه - أخبرني عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه بن المخّ الوكيل الصيداوي - رحمه اللّه - بقراءتي عليه بجامع صور (3)،أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن جميع الغسّاني - بصيدا - نبأ أحمد بن محمّد بن سعيد أبو العباس الرّقّي قال: أنا.
ح و أخبرنا أبو الحسن (4) علي بن المسلّم الفرضي، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قال: أنا أبو نصر بن طلاّب، أنا أبو الحسين بن جميع، أنا أحمد بن محمّد، نا أبو الحسين محمّد بن هشام بن الوليد، نا حبارة بن المغلّس، عن كثير بن سليم، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار»[6466].
لفظهما سواء.
ص: 69
قال غيث: كان أبو بكر الحافظ (1) قد حدّثني بهذا الحديث عن ابن المخّ ، ثم لقيته بعد ذلك، فأخبرني به.
قال غيث سألته عن مولده فقال: في شعبان من سنة ثلاث و تسعين و ثلاثمائة.
قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (2)،قال: و أما المخ بالحاء المعجمة فهو شيخ سمعنا منه بصيدا من ثغور الشام، و هو أبو الحسين عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه بن المخّ الوكيل، حدّث عن أبي الحسين بن جميع قال الحميدي:
و سمعت منه.
- و يعني - عبد اللّه بن أبي العجائز - سعيد - بن خالد بن حميد
ابن مهيب بن طليب بن النجيب بن علقمة بن الصبر
أبو محمّد الأزدي
سمع أبا الطّيّب علي بن محمّد بن أبي سليمان الصوري، و أبا إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن أبي الدّرداء الصّرفندي بصور، و أبا الجهم بن طلاّب، و سلام بن معاذ، و أبا بكر يحيى بن عبد اللّه بن الحرب، و عثمان بن (3) محمّد الذهبي، و أبا بكر الخرائطي، و محمّد بن يوسف بن بشر (4) الهروي، و أبا نوح سلامة بن أحمد بن مسلم الصوري، و أحمد بن سعيد بن رام سعيد.
روى عنه:... (5) سعيد، و أبو عمر سعيد بن عبد اللّه بن أحمد بن فطيس، و أبو الحسين بن الميداني.
أنبأنا أبو طاهر محمّد بن الحسين، عن محمّد (6) بن أحمد بن عيسى بن عبد اللّه السعدي، نا عبد العزيز [بن] سعيد، حدّثني عبد اللّه بن علي بن أبي العجائز، سمعت الأوزاعي يقول: حدّثني عبد اللّه بن عامر، أخبرني زيد بن أسلم عن أبيه، عن أبي
ص: 70
هريرة عن هذه الآية: وَ إِذٰا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَ أَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (1) قال:
نزلت في رفع الأصوات و هم خلف رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في الصلاة.
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو عثمان سعيد بن عبيد (2) اللّه بن أحمد بن فطيس، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه بن أبي العجائز، نا أبو بكر محمّد بن جعفر الخرائطي، نا عبد اللّه بن أبي سعد، نا كثير بن محمّد بن عبد اللّه التميمي، نا خلف بن خالد الحمال، نا سليم الخشّاب، عن ابن (3)جريج، عن ابن أبي مليكة، عن عبد اللّه بن عباس قال:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من آتاه اللّه تعالى وجها حسنا، و اسما حسنا، و خلقا حسنا، و جعله في موضع غير شائن له فهو من صفوة اللّه من خلقه»[6467]..
قال ابن عباس قال الشاعر:
أنت شرط النبيّ إذ قال يوما *** اطلبوا الخير من حسان الوجوه
أخبرناه عاليا أبو الحسن (4) علي بن محمّد بن العلاف، و في كتابه، و أخبرني عنه أبو المعمر المبارك بن أحمد عنه.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، و أبو الحسن بن العلاف.
قالا: أنا أبو القاسم عبد الملك بن محمّد بن بشران، أنا أحمد بن إبراهيم الكيدر، أنا محمّد بن جعفر الخرائطي، فذكر بإسناده مثله إلاّ أنه قال: أنت و هو بدل شرط .
أبو محمّد بن أبي الحسن الصّوري القاضي عين الدولة
سمع أبا الحسين بن جميع، و أبا مسعود صالح بن أحمد، و أبا الحسين علي بن الحسين المرفق الطرسوسي، و أبا محمّد الحسين بن محمّد بن أحمد بن جميع.
ص: 71
قدم دمشق و حدّث بها.
و روى عنه أبو بكر الخطيب، و خرّج له الفوائد في... (1) أبو الحسين محمّد بن أحمد بن الأيسر، و ابنه أبو الحسين علي بن محمّد، و سهل بن بشر، و أبو الحسن علي بن فريج بن المظفّر بن فلفل الطبراني، و أبو حفص عمر بن الحسين بن عيسى الدوني، و أبو طالب عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الرّحمن الشيرازي، و أبو القاسم حمزة، و أبو أسعد ابنا محمّد الأسدآباذيان (2) و أبو سعيد أحمد بن محمّد الاسفيجابي (3)،و الشريف أبو علي الحسين بن أحمد بن عبد اللّه العثماني، و ابنه الشريف أبو محمّد عبد اللّه، و أبو عبد اللّه محمّد بن (4) عبد اللّه بن النحاس، و أبو البركات هبة اللّه بن عبد السّلام عمّ أبي الفرج عبد بن علي، و أبو الحسن جابر بن منجى بن الحسن العاملي.
و ذكر أبو بكر الحدّاد: أنه من أهل السنة و الخير.
أخبرني أبو طاهر إسماعيل [بن نصر بن] (5) أبي نصر الطوسي المقرئ - شفاها - قال: أنا القاضي عين الدولة أبو محمّد عبد اللّه بن علي بن (6) عياض بن أبي عقيل - بصور - أنا محمّد بن أحمد بن جميع، أنبأ أبو روق الهزّاني، نا أبو الخطار - يعني - زياد بن محمّد الحساني، نا محمّد بن أبي عدي، عن حميد، عن أنس بن مالك قال:
كان لأبي طلحة ابن يكنى أبا عمير، فكان له نغير (7) يلعب به فمات النغير، فحزن عليه، فكان النبي صلّى اللّه عليه و سلّم إذا دخل على أم سليم قال:«يا أبا عمير ما فعل النغير»[6468].
قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي - و هو فيما أجازه لي - قال: سمعت حمزة بن محمّد الصوفي يقول:
خرجت أنا و والدي و رجل يعرف بأبي حاتم الصوفي إلى الخربة، فبينما نحن
ص: 72
بذلك إذ عثر بنا (1) القاضي أبو محمّد عبد اللّه راكبا و أخذ أولاده معه، فسلّمنا عليه، فلما ولّى قال أبو حاتم: يا مولاي، تقول نَحْنُ قَسَمْنٰا بَيْنَهُمْ (2) ما هذه القسمة، هذا رجل شيخ و أنا كذلك، و له ولد و لي ولد، هو غنيّ و ولده جميل، و أنا فقير و ولدي خالفة (3).
قال و القاضي يسمع ذلك، فلم يتكلّم، و مضى، فلما عاد قال: إذا كان غدا ائتني يا شيخ، قال: ففرقنا من ذلك و صعب علينا و خفناه (4)،فلمّا أصبح أبعث (5) رسولا استدعى والدي (6) فلما دخل عليه أخرج لأبي حاتم ثوبين و عمامتين و خمسة دنانير، فدفعها إليه و كتب له رقعة إلى الوكيل بجرة عسل و جرة زيت و حنطة و سكر، ثم قال:
رضيت يا شيخ ؟ قال: لا و اللّه يا سيدي، ما هذه قسمة قال: فكلّما فرغ عرفني به حتى أجدّده لك، رضيت الآن قال: أما إذا كان الأمر هكذا فنعم، أو نحو هذا من الكلام الذي ذكره.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن الكتّاني، قال: و في يوم الجمعة الرابع من شوال سنة خمسين و أربع مائة ورد الخبر بوفاة القاضي عين الدولة أبي محمّد عبد اللّه بن علي بن علي (7) بن عياض المعروف بابن أبي عقيل.
حدّث..... (8) عن أبي الحسين محمّد بن أحمد جميع الصيداوي أثنى عليه الشيخ الإمام أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي الحافظ - رحمه اللّه - حدّث بدمشق بجزء من هذه الفوائد التي خرّجها له في سنة ست و أربعين و أربع مائة، سمعناه منه.
و ذكر غيره: أن وفاته كانت فجأة بالربب (9) بين عكا و صور يوم الأربعاء لاثني عشرة من ذلك، سنة أربعمائة.
ص: 73
أبو نصر بن أبي الحسن السّرّاج الصّوفي الطوسي
سمع بدمشق و غيرها: أبا بكر أحمد بن محمّد السائح، و محمّد بن الفضل، و جعفر بن محمّد الخلدي، و عبد الواحد بن علوان أبا عمرو الرّحبي.
روى عنه: أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد اللّه السّرّاج، و أبو بكر محمّد بن أحمد الحدثي الأسفرايني، و أبو سعيد محمّد بن علي بن عمرو الأصبهاني الحنبلي النقاش (1).
أخبرنا أبو طاهر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه السّنجي (2)،و أبو الحسين علي بن محمّد بن أبي الحسين الصائغ الجوهري المروزيان، قالا: أنا أبو العباس الفضل بن عبد الواحد بن الفضل بن عبد الصّمد التاجر بنيسابور، أنبأ أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد اللّه السّرّاج، حدّثني عبد اللّه بن أبي الحسين السّرّاج، حدّثني أبو العباس أحمد بن محمّد البرادعي (3) قال: سمعت طاهر بن إسماعيل الرازي يقول: سمعت يحيى بن معاذ الرازي يقول: حقيقة المودة هي التي لا تزيد بالبر، و لا تنقص بالجفاء.
قال: و أبدى (4) أبو نصر عبد اللّه بن أبي الحسين السّرّاج أبي أبو الفرج أحمد بن محمّد الغساني بدمشق لنفسه فذكر (5).
أنبأنا أنشدنا (6) أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنشدنا جدي الإمام أبو الفضل أحمد بن محمّد الساعدي، أنشدنا أبو بكر محمّد بن أحمد الحدني أبدي (7) أبو نصر عبد اللّه بن علي السّرّاج، أنشدني أبو عبد اللّه بن عطاء لابن المعدّل:
ما ناصحتك خبايا الودّ من رجل *** ما لم يبليك بمكروه من العدل
مودّتي لك تأبى أن تسامحني *** بأن أراك على شيء من الزلل
أنبأنا أبو الحسين عبد الغافر بن إسماعيل، أنا محمّد بن يحيى بن إبراهيم المزني، أنا أبو عبد الرّحمن السلمي، قال: علي بن محمّد بن يحيى أبو الحسين
ص: 74
السّرّاج الطوسي من جملة مشايخ طوس و فتيانهم، و زهادهم، مات بنيسابور و هو ساجد، و له بطوس عقب باق ابنه المعروف بأبي نصر السّرّاج، و هو المنظور إليه في ناحيته في الفتوة و لسان القوم، و فهم أحكامهم و علومهم، مع الاستظهار بعلم الشريعة و الكتاب و السنّة و هو من بقية مشايخهم، مات أبو نصر في رجب سنة ثمان و سبعين و ثلاثمائة.
و يقال: ابن (1) محمّد بن عمران - بن موسى
أبو (2) محمّد البغدادي المعروف بالنجّار الفقيه الحافظ (3)
آخر الستين بعد الثلاثمائة (4).
قدم دمشق سنة تسع و تسعين و مائتين، و حدّث بها عن عبد الأعلى بن حمّاد، و عباس بن الحسين قاضي الري، و أبي (5) بكر و عثمان ابني أبي (6) شيبة، و إبراهيم بن سعيد الجوهري، و صالح بن علي الحلبي (7)،و محمّد بن داود البغدادي.
روى عنه: أبو عمر بن فضالة، و أبو بكر، و أبو زرعة ابنا أبي دجانة، و سليمان (8) بن أحمد الطبراني، و أبو بكر بن الجعابي، و أبو عمر محمّد بن العباس بن كوذك (9).
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا محمّد بن موسى بن إبراهيم القرشي، نا عبد اللّه بن عمران بن موسى البغدادي، نا عباس بن الحسين - قاضي الري - نا محمّد بن الفضل، عن زيد العمّي، عن جعفر العبدي، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«سدّ ما بين أعين الجنّ و بين عورات بني آدم إذا وضع الرجل ثوبه أن يقول: بسم اللّه»[6469].
ص: 75
أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر الثقفي، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو يعلى الموصلي و حامد بن سعيد (1)،و عبد اللّه بن عمران المقرئ و عدة قالوا: أنبأ أبو بكر بن أبي شيبة (2)،نا شريك، عن سلمة بن كهيل، عن عطاء و أبي الزبير عن جابر أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم باع مدبّرا (3)قرأت على أبي الوفاء حفّاظ بن الحسن (4) بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو نصر محمّد بن أحمد بن هارون بن الجندي، أنا أبا عمر محمّد بن موسى بن فضالة القرشي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن عمران بن موسى البغدادي بن الشيخ الفقيه الحافظ ، نا عباس، فذكر حديثا.
قال: و أنا أبو عمر، نا أبو محمّد عبد اللّه بن عمران بن موسى البغدادي قدم علينا دمشق سنة تسع و تسعين و مائتين بحديث ذكره.
أخبرنا أبو الحسن (5) علي بن أحمد (6) بن منصور، ثنا (7)-و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، نا - أبو بكر الخطيب قال (8):
عبد اللّه بن عمران بن موسى، أبو محمّد المقرئ النجار. حدث عن أبي بكر و عثمان أ بني أبي شيبة - زاد بدر: و عبد الأعلى بن حماد،[و إبراهيم بن سعيد الجوهري] (9) و صالح بن علي الحلبي (10)،ثم اتفقا، فقالا - روى عنه أبو القاسم الطبراني، و أبو بكر بن الجعابي، و أبو بكر بن المقرئ الأصبهاني و غيرهم.
و أخبرنا أبو الحسن (11) بن قبيس - وحده - نا أبو بكر الخطيب قال (12):
عبد اللّه بن عمران البغدادي، حدث عن عبد الأعلى بن حماد النرسي، روى عنه
ص: 76
أبو زرعة محمد و أبو بكر أحمد ابنا عبد اللّه بن أبي دجانة عبد اللّه بن عمرو بن عبد اللّه النصري (1) الدمشقيان كذا قال الخطيب، فرق بينهما، ثم ضرب ببغداد على الترجمة الثانية، كأنه بان له أنهما واحد. و الأظهر أنهما واحد، و اللّه أعلم.
أخبرنا أبو الحسن: ابن قبيس و ابن سعيد، و أبو النجم (2) بدر بن عبد اللّه قالوا:
قال لنا أبو بكر الخطيب (3):
عبد اللّه بن عمران بن موسى بن عيسى، أبو محمّد الخشاب، حدث عن علي بن داود القنطري، روى عنه أبو بكر الإسماعيلي أحمد بن إبراهيم و عندي أن هذا هو الأول أيضا. كان خشابا نجارا، و اللّه أعلم.
أنبأنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، و أبو (4) الحارث أحمد بن سعيد، و عبد الرحمن بن أحمد بن عمران الدشوري، أنبأ الحافظ حمد بن أحمد بن عمارة و عبد اللّه بن الحسين بن جمعة، و أحمد بن سليمان، و عبد الرحمن بن الجعد الكوفي، و إسحاق بن أبي ضمر بن بنان الجوهري (5)،أنا منصور بن الحسين بن علي، و أحمد بن محمود قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو محمد عبد اللّه (6) بن عمران المقرئ النجار ببغداد سنة خمس و ثلاثمائة، نا أبو بكر بن أبي شيبة: بحديث ذكره.
ابن يزيد بن كثير بن مرّة بن مالك
والد أبي نصر بن الجبّان.
روى عن أحمد بن عمير (7) بن جوصا، و محمّد بن خريم (8)،و محمّد بن بركة القنّسريني، و زكريا بن أحمد بن يحيى البلخي، و محمّد بن أحمد بن الوليد بن أبي هشام، و أبي الطّيّب محمّد بن حميد الحوراني، و محمّد بن جعفر بن ملاّس، و أبي
ص: 77
الدحداح أحمد بن محمّد بن إسماعيل التميمي.
روى عنه ابنه أبو نصر، و مكي ابن محمّد بن الغمر، و محمّد بن عوف بن أحمد المزني (1).
أخبرنا أبو الحسن (2) علي بن المسلّم، نا عبد العزيز بن أحمد، أخبرنا عبد الرّحمن بن عثمان، نا أبو سعيد عمرو بن محمّد الدّينوري، أنا الحسن (3) بن الحباب، نا محمّد بن سليمان المصّيصي، نا أبو إسماعيل القنّاد (4).
ح قال: و أنا عبد الرّحمن بن عثمان، و محمّد بن عبد الرّحمن القطّان، قالا: أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب، نا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو النصري، نا يحيى بن صالح الوحاظي، نا معاوية.
ح قال: و أنا أبو الحسن (5) مكي بن محمّد بن الغمر المؤدب، أنا عبد اللّه بن عمر بن أيوب المرّي، أنا محمّد بن خريم (6)،نا هشام بن عمّار (7)،نا عبد الحميد بن حبيب، نا الأوزاعي، قالوا: حدّثنا يحيى بن أبي كثير [عن أبي] (8) عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من صام رمضان إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدّم من ذنبه»[6470].
قال عبد العزيز: اسم أبي إسماعيل القنّاد (9) إبراهيم بن عبد الملك.
أنبأنا أبو محمّد بن صابر، أنا أبو الحسين بن الحنائي (10)،أنا أبو بكر الحداد، أخبرني (11) ابن الجبّان، حدّثني أبي - رحمه اللّه - أن الناس بدمشق في سنة إحدى عشرة و ثلاثمائة نهبوا دار أبي الحسين بن مكلاج النصراني (12) الكاتب و بسببه (13) أحرقت كنيسة
ص: 78
مريم، لقصة كانت له، و طلب الناس قتله فهرب و كتب على داره:
و نفسك فز بها إن خفت ضيما *** و خلّ الدار تبكي عن بكاها
فإنك واجد دارا بدار *** و لست بواجد نفسا سواها
ابن معاوية بن أبي سفيان القرشي الأموي
من ساكني يلدان (1)،له ذكر في كتاب أبي الحسن أحمد بن حميد بن أبي العجائز الأزدي.
ابن عبد العزّى بن رياح (2) بن عبد اللّه بن قرط بن رزاح (3)
أبو عبد الرّحمن القرشي العدوي (4)
من المهاجرين.
شهد مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم الخندق و ما بعده من المشاهد، و شهد غزوة مؤتة مع زيد و جعفر، و شهد يوم اليرموك.
روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أحاديث (5).
و روى عن أبي بكر الصّدّيق، و أبيه عمر بن الخطّاب، و عثمان بن عفّان، و أبي ذرّ، و معاذ بن جبل، و رافع بن خديج، و أبي هريرة، و عائشة.
روى عنه: ابن عبّاس، و جابر، و الأغرّ المزني الصحابيون، و بنوه: سالم،
ص: 79
و عبد اللّه، و حمزة، و بكّار، و زيد، و عبيد اللّه، و حفص بن عاصم بن عمر، و القاسم بن محمّد بن أبي بكر، و سعيد بن المسيّب، و عروة بن الزبير، و أبو سلمة، و حميد ابنا عبد الرّحمن، و مصعب بن (1) و سعد بن أبي وقّاص، و أبو بكر بن سليمان بن أبي حثمة العدوي، و سليمان بن يسار، و أسلم مولى عمر، و نافع، و عبد اللّه بن دينار (2) مولياه، و واسع بن حبّان الأنصاري، و علقمة بن وقّاص، و بسر (3) بن سعيد، و زيد بن أسلم، و خالد بن أسلم، و سعيد بن يسار المدني (4)، و عطاء، و طاوس، و مجاهد، و عمرو (5) بن دينار، و كريب، و عكرمة، و صدقة بن يسار، و عبد اللّه بن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن أبي مليكة، و عكرمة بن خالد المخزومي، و أبو الزبير محمّد بن مسلم، و محمّد بن عبّاد بن جعفر المخزومي، و أبو العبّاس الشاعر المكيون، و عامر الشعبي، و سعيد بن جبير، و عبد اللّه بن مرة، و سعيد بن عبيدة، و عون بن عبد اللّه بن عتبة، و عقبة بن حريث، و محارب بن دثار، و موسى بن طلحة بن عبد اللّه، و وبرة بن عبد الرّحمن، و أبو البختري سعيد بن فيروز الطائي (6)، و عبد الرّحمن بن أبي ليلى، و مسروق بن الأجدع الهمداني، و آدم بن علي، و جبلة بن سحيم (7)،و زاذان أبو (8) عمر، و أبي عبد الرّحمن بن أبي نعم (9) الكوفيين، و الحسن بن أبي الحسن (10)،و محمّد و أنس ابنا سيرين، و صفوان بن محرز، و عبد اللّه بن شقيق (11)العقيلي، و بكر بن عبد اللّه المزني، و ثابت بن أسلم البناني، و عبد اللّه بن الحارث نسيب بن سيرين، و أبو عثمان عبد الرّحمن بن ملّ النهدي،[و أبو] مجلز لاحق بن حميد، و أبو غلاب يونس بن جبير، و بشر بن حرب النّدبي، و أبو الصدّيق بكر بن عمرو النّاجي، و قاسم بن ربيعة بن جوشن، و معاوية بن قرة بن إياس المزني البصريون،
ص: 80
و جبير بن نفير الحضرمي، و خالد بن دريك، و الزبير بن الوليد، و عبد اللّه بن موهب، و كثير بن مرّة أبو شجرة الحضرمي، و مهاجر بن عمر، و الوليد بن عبد الرّحمن (1)، و عمير بن هانئ الداراني، و مغيث بن سليمان الأوزاعي، و يحيى بن راشد الشاميون، و عبّاس بن جليد الحجري المصري، و ميمون بن مهران الرقّي، و خلق سواهم.
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم القارئ (2)، قالا: أنا عبد الغافر بن محمّد، أخبرنا بشر بن أحمد بن بشر (3) الأسفرايني أنا داود [بن] (4) الحسين بن عقيل البيهقي، نبأ يحيى بن يحيى التميمي، قال: قرأت على مالك.
ح و أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، و أبو محمّد السدي، أنا أبو عثمان البحيري (5)،أنا زاهر بن أحمد، أنا إبراهيم بن عبد الصّمد، نا أبو مصعب، نا مالك، عن نافع، عن عبد اللّه بن عمر.
أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كان يصلي قبل الظهر ركعتين، و بعدها ركعتين، و بعد المغرب ركعتين - زاد يحيى: في بيته و قالا:- و بعد العشاء ركعتين و كان لا يصلي بعد الجمعة حتى ينصرف، فيصلّي ركعتين في بيته، قال يحيى: أحسبه (6) كان يصلي ركعتين في بيته.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا إسحاق بن الحسن (7) الحربي، نا أبو حذيفة - و هو موسى بن مسعود النهدي - نا سفيان - هو الثوري - عن عبد اللّه بن دينار، عن أبي عمر قال:
بينا الناس في مسجد قباء في صلاة الصبح إذ جاء رجل فقال: أنزل على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قرآن فأمر أن يتحول إلى الكعبة، فقال هكذا يوصف ذلك، أنهم استداروا إلى القبلة.
ص: 81
أخبرتنا أم خلف سعيدة بنت زاهر بن طاهر قالت: أنبأ أبو الفضل محمّد بن عبيد اللّه (1) الصّرّام الزاهد، أنبأ السيد أبو الحسن (2) الحسيني، أنبأ أبو نصر أحمد بن محمّد بن قريش المروزي القادم علينا غازيا، نا حامد بن محمود المروزي، نا عبدان عبد اللّه بن عثمان بن جبلة، نا عبد اللّه بن المبارك، نا محمّد بن سوقة، عن عبد اللّه بن دينار، عن ابن (3) عمر.
أن عمر بن الخطّاب خطب بالجابية (4) قال: قام فينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في مقامي فسلّم فقال:«استوصوا بأصحابي خيرا، ثم الذين يلونهم ثم يفشو الكذب حتى إنّ الرجل يبتدئ بالشهادة قبل أن يسألها، و باليمين قبل أن يسألها، فمن أراد منكم الجنة (5) فليلزم الجماعة، فإن الشيطان مع الواحد و هو من الاثنين أبعد، لا يخلونّ أحدكم بامرأة، فإنّ الشيطان ثالثهما، و من سرّته حسنته و ساءته سيئته فهو مؤمن»[6471].
رواه سويد (6) بن نصر عن ابن المبارك فقال: خطبنا عمر بالجابية.
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك، و أبو الحسن (7) مكي بن أبي طالب الهمذاني، و أبو حفص عمر بن محمّد بن الحسن (8) الفرغولي، أنبأ أبو بكر أحمد بن علي بن عبد اللّه بن عمر بن خلف الشيرازي منشأ نيسابور - أنا الحاكم أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن محمّد الحافظ نا (9) أبو جعفر محمّد بن أحمد بن سعد (10)[-و في حديث الفرغولي:] (11) أنا محمّد بن أحمد بن سعيد المؤذن (12)-نا الحسين بن داود بن معاذ - زاد عمر: البلخي - نا عبد اللّه بن المبارك، أنبأ محمّد بن
ص: 82
سوقة، عن عبد اللّه بن دينار، عن ابن (1) عمر قال: خطبنا عمر بالجابية فقال: إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قام فينا كمقامي فيكم، و ذكر الحديث.
نا نعيم بن حمّاد، عن (2) ابن المبارك.
أنبأنا أبو الحسن (3)،نا سعد الخير بن محمّد قال: أنا ثابت بن بندار البقال، أنا أبو بكر البرقاني، أنا أبو بكر الإسماعيلي، أنا الهيثم بن خلف الدوري، نا أبو بكر محمّد بن علي بن إسماعيل البندار قال: نا محمّد بن علي بن الحسن (4)[بن] شقيق قال: سمعت أبي يقول: أنا ابن المبارك، أنبأ جرير بن حازم، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر قال: أصبنا يوم اليرموك طعاما و علفا، فلم يقسم.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا أبو الحسن (5) محمّد بن الحسين بن أحمد بن موسى، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خيّاط قال (6):عبد اللّه بن عمر بن الخطّاب بن نفيل، أمه زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو، يكنى أبا عبد الرّحمن، قدم البصرة، و أتى فارس غازيا. و مات بمكة سنة أربع و سبعين.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار (7) قال: فمن ولد عمر بن الخطّاب عبد اللّه بن عمر استصغر يوم أحد، و شهد الخندق مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و هاجر مع أبيه و أمه إلى المدينة و هو ابن عشر سنين، و بقي حتى مات في سنة ثلاث و سبعين، و أخته لأمه حفصة بنت عمر زوج النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و عبد الرّحمن الأكبر، و أمهم زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح كانت من المهاجرات، و أكبر (8) ولد
ص: 83
عمر بن الخطّاب عبد اللّه بن عمر، شهد الخندق و هو ابن خمس عشرة سنة، و المشاهد بعدها و استصغر سنة أحد، و كان يتوجّه في السرايا على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، قال: قال محمّد بن سعد: عبد اللّه بن عمر بن الخطّاب بن نفيل بن عبد العزّى (1) بن رياح (2) بن عبد اللّه بن قرط بن رزاح (3) بن عدي بن كعب، و أمه زينب بنت مظعون أخت عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح، و كان إسلام عبد اللّه بمكة مع إسلام أبيه، و لم يكن بلغ يومئذ، و هاجر مع أبيه إلى المدينة.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأ الحسن (4) بن علي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن محمّد الفقيه، نا محمّد بن سعد قال (5):
كان لعمر بن الخطّاب من الولد: عبد اللّه، و عبد الرّحمن، و حفصة، و أمّهم زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح، و ذكر غيرهم.
أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو (6) بن مندة، أنا الحسن (7) بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا (8)،نا محمّد بن سعد، قال:
عبد اللّه بن عمر بن الخطّاب بن نفيل أحد بني عدي بن كعب، و يكنى أبا عبد الرّحمن، و أمّه زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح، شهد الخندق و ما بعده، و كان إسلامه مع إسلام أبيه بمكة، و هو صغير، و مات سنة أربع و سبعين بمكة، و دفن بفخّ (9) و هو ابن أربع و ثمانين سنة. حدّثني بذلك محمّد بن عمر، عن خالد بن أبي بكر، عن سالم بن عبد اللّه بن عمر.
قرأت على أبي غالب بن البنا، عن (10) أبي إسحاق البرمكي، حدّثني عمي (11)،
ص: 84
أنا أبو طالب بن يوسف، أنا أبو محمّد الجوهري - قراءة - على أبي عمر بن حيوية.
قال: و أنا البرمكي - إجازة إليّ - أنا أبو عمر بن حيّوية - قراءة - أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1) قال في الطبقة الثانية: عبد اللّه بن عمر بن الخطّاب بن نفيل بن عبد العزّى (2) بن رياح (3) بن عبد اللّه بن قرط بن رزاح (4) بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر، و أمه زينب ابنة مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص، و كان إسلامه بمكة مع إسلام أبيه عمر بن الخطّاب، و لم يكن بلغ يومئذ، و هاجر مع أبيه إلى المدينة، و كان يكنى أبا عبد الرّحمن.
أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن علي بن الآبنوسي، أخبرني أبو الفضل [بن] ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي، قال: عبد اللّه بن عمر بن الخطّاب بن نفيل أمه زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح، يكنى أبا عبد الرّحمن، و كان ربعة، يخضب بالصفرة، توفي بمكة، و دفن بذي طوى (5)،و يقال: دفن بفخّ مقبرة المهاجرين، توفي سنة أربع و سبعين، و قيل: سنة خمس و سبعين، و كان ابن عمر يوم مات ابن أربع و ثمانين، و روى ابن القاسم عن مالك قال: توفي ابن عمر و هو ابن لسبع و ثمانين. (6)
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، أخبرنا أبو الفضل [بن] ناصر، أنبأ أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد ابن خيرون: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (7):عبد اللّه بن عمر بن الخطّاب أبو عبد الرّحمن القرشي ثم العدوي.
قال الحسين بن واقع عن ضمرة: مات سنة ثلاث و سبعين، و قال عبد العزيز عن مالك بن أنس: بلغ ابن عمر سبعا (8) و ثمانين سنة.
ص: 85
أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمة اللّه عليه.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه بن الطبري، أنا أبو الحسين محمّد بن الحسين، أنبأ عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1) قال: أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن عمر بن الخطّاب بن نفيل بن عبد العزّى بن رياح (2) بن عبد اللّه بن قرط بن رزاح (3) بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر حدّثنا حجاج بذلك عن جده عن الزهري.
في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد، أنا أبو علي الأصبهاني - إجازة-.(4) ح قال: و أنا الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال: عبد اللّه بن عمر بن الخطّاب أبو عبد الرّحمن، له صحبة، روى عنه جابر بن عبد اللّه، و عبد اللّه بن عبّاس [و الأعز المزني، و القاسم بن محمد بن أبي بكر، و ابنه سالم. أخبرنا أبو محمد حمزة بن العباس] (5) العلوي، و أبو الفضل أحمد [بن] (6)محمّد بن الحسن.
و حدّثني أبو بكر محمّد بن شجاع عنهما قالا: أنا أحمد بن الفضل الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: أنبأ أبو سعيد بن يونس، قال:
عبد اللّه بن عمر بن الخطّاب بن نفيل بن عبد العزّى بن رياح بن عبد اللّه بن قرط بن رزاح (7) بن عدي بن كعب، يكنى أبا عبد الرّحمن، شهد الفتح بمصر، و اختط (8) بمصر، و روى عنه أكثر من أربعين رجلا من أهل مصر، توفي سنة ثلاث و سبعين.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة قال: عبد اللّه بن عمر بن الخطّاب أبو عبد الرّحمن العدوي القرشي، هاجر مع أبيه
ص: 86
إلى المدينة، و شهد بدرا و لم يجزه النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و أجازه يوم أحد، شهد الخندق مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و له خمس عشرة سنة (1)،و كان ابن عمر مقدم النبي صلّى اللّه عليه و سلّم المدينة إحدى عشرة سنة و نصف، و توفي و هو ابن أربع و ثمانين سنة في خلافة عبد الملك.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل محمّد بن طاهر، أنا أبو سعيد مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنبأ أبو نصر البخاري، قال:
عبد اللّه بن عمر بن الخطّاب بن نفيل بن عبد العزّى بن رياح (2) بن عبد اللّه بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب أبو عبد الرحمن القرشي العدوي المدني، و أمه زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو (3) بن هصيص، أسلم مع أبيه بمكة و هو صغير، سمع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و روى عن أبي بكر، و أبيه عمر، و سعد بن أبي وقّاص، و بلال، و عامر بن ربيعة، و زيد بن ثابت، و أبي سعيد الخدري، و روى عنه سعيد بن المسيّب، و أبي سلمة، و مجاهد، و عروة بن الزبير، و عمرو بن دينار، و سعيد بن جبير، و عكرمة مولى ابن عباس، و عكرمة بن خالد، و عبد اللّه بن دينار، و بنوه: عبيد اللّه، و عبد اللّه، و حمزة، و سالم، و زيد في الإيمان، و غير موضع.
قال الغلاّبي عن ابن حنبل: مات سنة ثلاث و سبعين.
و قال أبو بكر بن أبي شيبة: مات سنة ثلاث و سبعين.
قال الذهلي: قال يحيى بن بكير: و بعض التابعين يقول: مات سنة أربع و سبعين.
و قال ابن (4) سعد: قال أبو نعيم سنة ثلاث، و قال خليفة و محمّد بن نمير: مات سنة أربع و سبعين، و قال ابن (5) سعد: أنبأ الهيثم قال: و مات بعد ابن الزّبير بثلاثة أشهر أو شهرين، قال مالك: بلغ ابن عمر سبعا و ثمانين سنة.
و قال[ (6) الواقدي: مات سنة أربع و سبعين و هو ابن أربع و ثمانين سنة.]
ص: 87
و قال نافع عن ابن عمر: عرضت على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يوم الخندق و أنا ابن خمس عشرة سنة، فأجازني.
أنبأنا أبو علي الحسن (1) بن أحمد الحدّاد، أنا أبو نعيم الحافظ قال: عبد اللّه بن عمر بن الخطّاب أبو عبد الرّحمن العدوي، خال المؤمنين، من أملك شباب قريش عن الدنيا، أمّه و أم أخته حفصة زوجة النبي صلّى اللّه عليه و سلّم زينب بنت مظعون بن (2) حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح، هاجر مع أبيه عمر، كان أدم، طوالا، له جمة مفروقة تضرب (3) قريبا من منكبيه، يقص شاربه، و يصفّر لحيته، و يشمر إزاره، أعطي القوة في العبادة و في الجماع، كان من التمسك بآثار النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بالسبيل المبين و أعطي المعرفة بالآخرة، و الإيثار لها حق اليقين، لم تغيّره الدنيا، و لم تفتنه، كان من البكّائين الخاشعين، و عدّه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من الصالحين، استصغره الرسول صلّى اللّه عليه و سلّم عن بدر فغلبه الحزن و البكاء، و أجازه يوم الخندق، فأذهله عن الأمن (4) و البكاء نقش خاتمه:«عبد اللّه للّه» أصاب رجله [زجّ ] (5) رمح، فورمت رجلاه، فتوفي منها بمكة سنة أربع - و قيل: سنة ثلاث - و سبعين، و دفن بالمحصّب (6)،و قيل: بذي طوي، و قيل: بفخّ ، و قيل: بسرف (7)،مات و هو ابن ست و ثمانين.
أخبرنا أبو الحسن (8) علي بن أحمد، و أبو منصور بن خيرون قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (9):
و عبد اللّه بن عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزّى بن رياح (10) بن عبد اللّه بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب. يكنى أبا عبد الرحمن، و أمه: زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح. كان إسلامه بمكة مع إسلام أبيه و هو صغير قبل أن يبلغ، و هاجر مع أبيه إلى المدينة، و شهد غزاة الخندق و ما بعدها،
ص: 88
و خرج إلى العراق فشهد يوم القادسية و يوم جلولاء، و ما بينهما من وقائع الفرس، و ورد المدائن غير مرة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدثني محمّد بن زنجويه قال: سمعت يعلى بن عبيد يذكر عن الأعمش عن عطية بن سعد: أن عبد اللّه بن عمر يكنى أبا عبد الرحمن.
أخبرنا أبو السعود بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي.
ح و أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد، أنا أبي أبو يعلى، قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن مخلد بن حفص، قال: قرأت على علي بن عمرو و حدثكم الهيثم بن علي، قال: قال لي [ابن] عياش (1):عبد اللّه بن عمر، يكنى عبد الرّحمن.
و أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو سعيد بن أبي عمرو، قالا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، قال: سمعت عبد اللّه بن أحمد بن حنبل (2) يقول: سمعت أبي يقول: عبد اللّه بن عمر أبو عبد الرّحمن.
و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأ أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن (3) بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عبّاس بن محمّد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: عبد اللّه بن عمر بن الخطّاب، يكنى أبا عبد الرّحمن.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمّد، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: قال عمي: أبو بكر: عبد اللّه بن عمر بن الخطّاب أبو عبد الرّحمن.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال: عبد اللّه بن عمر أبو عبد الرّحمن (4).
ص: 89
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن عمر بن الخطّاب القرشي، صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب (1) بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:
أبو عبد الرحمن عبد اللّه بن عمر.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر الخطيب، أنا أبو القاسم بن الصّوّاف، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي (2) قال: أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن عمر بن الخطّاب، سمعت عبد اللّه بن أحمد يقول عن أبيه: عبد اللّه بن عمر أبو عبد الرّحمن.
أنبأنا أبو جعفر محمّد أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنبأ أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن عمر بن الخطّاب بن نفيل بن عبد العزّى بن رياح (3) بن عبد اللّه بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر القرشي العدوي، أخو عاصم، و حفصة، و عبيد اللّه (4)، و زينب، و عبد الرّحمن، و زيد، و كان عبد اللّه و حفصة من أم، و أمّهما زينب بنت قدامة بن مظعون (5).
أنبأنا أبو القاسم الشحامي، نا أبو بكر (6) البيهقي، نا أبو طاهر (7) الفقيه، نا أبو
ص: 90
الحسن الطرائفي (1)،نا عثمان بن سعيد الدارمي، نا يحيى بن بكير (2)،حدّثني[ (3)الليث نا يزيد بن أبي حبيب، عن عبد اللّه بن الحارث بن جزء الزبيدي] قال:
توفي صاحب لي غريبا فكنا على قبره أنا و عبد اللّه بن عمر،[و عبد اللّه بن عمرو] (4) بن العاص، و كان اسمي[ (5) العاص، و اسم ابن عمر العاص، و اسم ابن عمرو العاص] فقال[ (6) لنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«انزلوا و اقبروه و أنتم عبيد اللّه» قال فنزلنا، فقبرنا أخانا، و صعدنا من القبر و قد أبدلت أسماؤنا][6472].
[أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك] (7) أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن (8)،أنبأ أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي، نا يحيى بن آدم، نا إسرائيل، عن أبي إسحاق قال: رأيت ابن عمر رجلا أدم، جسيما، ضخما، في إزار إلى نصف الساقين.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد [أنا أحمد] (9) بن محمّد بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني زهير بن محمّد، نا حسين بن محمّد، نا إسرائيل، عن أبي إسحاق قال: رأيت ابن عمر في السعي بين الصفا و المروة، فإذا هو رجل ضخم أدم.
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أبو طاهر الثقفي، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو الطيب محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد الزهري، نا عمي، نا أبي قال: و حدثني أبي يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال: قال: تكلم رجل عند النبي صلّى اللّه عليه و سلّم
ص: 91
بشيء فقال له عمر بن الخطّاب: من رآه معك ؟ فقال: رجل طويل فيه طبع (1)،خفيف العارضين قال: هذا عبد اللّه بن عمر، و رجل أقمر (2) قصير، قال: هذا سالم مولى أبي حذيفة.
أنبأنا أبو علي الحسن (3) بن أحمد، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه، أنبأ أبو حامد بن جبلة، نا أبو العباس السّرّاج، نا عقبة بن مكرم، نا سلم (4) بن قتيبة، عن يونس، عن أبيه قال: رأيت ابن عمر رجلا طويلا، آدم، يطوف بالبيت، و قد أثّر خلوق الكعبة بصدره.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، نا الحسن (5) بن علي، أنا محمّد بن العبّاس، أنا أبو الحسن الخشّاب، نا الحسين بن محمّد بن عبد الرّحمن.
ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق، أنا أبو محمّد الحسن بن محمّد، أنا أبو الحسن اللنباني (6)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا (7)، قالا: نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، نا موسى بن عمران بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أبي (8) بكر، عن عاصم بن عبيد اللّه، عن سالم بن عبد اللّه، قال:
سمعت ابن عمر يقول: إنما جاءتنا الأدمة من قبل أخوالي. و أمّ عبد اللّه بن عمر زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح قال: و الخال أنزع (9) بيني، و جاءني (10) البضع من أخوالي، فهاتان الخصلتان لم تكونا في أبي رحمه اللّه، كان أبي أبيض، لا يتزوج النساء شهوة إلاّ لطلب الولد، و قال ابن أبي الدنيا: لشهوة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو القاسم الوزير، أنا أبو القاسم البغوي قال: حدّثني جدي، نا أبو معاوية، نا هشام بن عروة،
ص: 92
قال: رأيت ابن عمر له جمّة (1).
قال: و نا البغوي، نا عبد الأعلى بن حمّاد، نا عبد العزيز بن محمّد، عن محمّد بن زيد قال: رأيت ابن عمر يصفّر لحيته بالخلوق و الزعفران. (2)
قال: و أنا البغوي، نا محرز بن عون، نا خالد بن عبد اللّه، عن عبد العزيز بن حكيم قال: رأيت ابن عمر يخضب بالورس.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أبي العبّاس المالكي قال: نبأ أبو منصور محمّد بن عبد الملك، قال: أنا أبو بكر الحافظ (3)،أنا أبو القاسم علي بن محمّد بن عيسى البزار، أنا أبو الحسن (4) علي بن محمّد بن أحمد المصري، نا مالك بن يحيى، نا يزيد بن هارون، أنا حمّاد بن سلمة عن علي بن زيد، عن أنس بن مالك و سعيد بن المسيّب قالا (5):قد شهد ابن عمر بدرا.
قال يزيد: ليس هكذا هو.
قال أبو بكر: و الأمر على ما قال يزيد، كان ابن عمر يصغر عن شهود بدر.
أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث، أنا أبو الحسين البزار، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني علي بن مسلم الطوسي، نا عبد الصّمد بن عبد الوارث، نا حمّاد - يعني: ابن سلمة - عن علي بن زيد، عن أنس، و سعيد بن المسيّب قالا (6):إن ابن عمر شهد بدرا.
أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا أبو الحسن (7) الدار قطني - إجازة - أنا عمر بن الحسن (8) الشيباني، نا الحارث بن محمّد بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، نا حاتم بن إسماعيل، عن حمّاد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن ابن المسيّب قال: ابن عمر شهد بدرا.
ص: 93
قال الواقدي: و هذا غلط بيّن (1).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو القاسم الوزير، أنا أبو القاسم البغوي، حدّثني إسماعيل بن إسحاق، نا محمّد بن أبي بكر، نا حمّاد بن زيد، عن عبد اللّه، عن نافع، عن ابن عمر: أنه عرض على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يوم بدر فلم يقبله.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن عثمان السكري - الشيخ الصالح - أنا أبو أحمد عبد اللّه (2) بن محمّد بن أحمد بن أبي مسلّم الفرضي، أنا محمّد بن جعفر بن أحمد المطيري، نا بشر بن مطر، نا سفيان، عن عبيد اللّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال: عرضت على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يوم أحد و أنا ابن أربع عشرة فلم يجزني، و أجازني و أنا ابن خمس عشرة يوم الخندق (3).
قال: و أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى، أنا عبد اللّه، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا عبد اللّه بن إدريس، و عبد الرحيم، قالا: و نا عبد اللّه قال: و حدّثني سويد بن سعيد، نا علي بن مسهر.
ح قال: و نبأ عبد اللّه، حدّثني يعقوب بن إبراهيم، نا يحيى بن سعيد القطّان.
ح قال: و نبأ عبد اللّه، حدّثني علي بن مسلم، نا ابن نمير.
ح قال: و نا عبد اللّه، حدّثني علي بن مسلم، نا محمّد بن بكر، أنا ابن جريج.
كلهم عن عبيد اللّه، عن نافع، عن ابن عمر قال: عرضت على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يوم أحد أنا ابن أربع عشرة فلم يجزني، و عرضت عليه يوم الخندق و أنا ابن خمس عشرة سنة فأجازني.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، و أبو نصر بن طلاّب، أنا أبو بكر بن أبي الحديد، أنا أبو الحسين (4) أحمد بن علي بن أبي بكر، نا
ص: 94
بحر بن نصر، نا علي بن معبد (1)،نا عيسى بن يونس (2)،عن عمر (3) بن محمّد المدني، قال:
سمعت نافعا يقول: قال ابن عمر: عرضت على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يوم بدر و أنا ابن [ثلاث] عشرة فلم يجزني، و عرضت عليه يوم أحد و أنا ابن أربع عشرة فردّني، و عرضت عليه يوم الخندق (4) و أنا ابن خمس (5) عشرة فأجازني.
أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو ذكريا بن إسحاق المزكي، أنا أبو سهل بن زياد (6) القطّان، نا إسماعيل بن إسحاق القاضي، نا مسدّد، نا حمّاد بن زيد عن عبيد اللّه، عن نافع، عن ابن عمر قال: عرضت يوم الخندق أنا و رافع بن خديج (7) على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أنا و هو ابن خمس عشرة فأجازنا.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا - فيما قرأت عليه - عن أبي إسحاق، و حدّثنا عمي (8)، أنا أبو طالب بن يوسف، أنا الجوهري - قراءة - عن أبي عمر.
ح قال: و أنا البرمكي - إجازة - أنا أبو عمر محمّد بن العباس (9)،أخبرنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (10)،نا يزيد بن هارون، نا أبو معشر، عن نافع، عن ابن عمر قال:
عرضت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يوم بدر و أنا ابن ثلاث عشرة سنة فردّني، و عرضت عليه يوم أحد و أنا ابن أربع عشرة سنة فردّني، و عرضت عليه يوم الخندق و أنا ابن خمس عشرة فقبلني.
قال يزيد بن هارون: و هو في الخندق ينبغي أن يكون ابن ست عشرة سنة لأن بين أحد و الخندق بدرا (11) الصغرى.
أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأ أبو طاهر أحمد بن محمود، و أبو القاسم
ص: 95
إبراهيم بن منصور كلاهما قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأ أبو الأزهر جماهر (1)- هو ابن أحمد بن محمّد الغسّاني الدمشقي - و في حديث إبراهيم بن منصور الزملكاني - نا هشام بن عمّار، نا الوليد بن مسلم، نا أبو عمرو الأوزاعي، نا عون بن عبد اللّه بن عتبة، عن ابن عمر قال: بايعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يوم أحد و أنا ابن ثلاث عشرة - زاد إبراهيم: سنة - فاستصغرني فردّني، ثم ما تخلفت عنه في غزوة غزاها.
و في حديث أبي طاهر: قال ابن المقرئ: غريب، من حديث الأوزاعي، و في حديث إبراهيم: قال أبو بكر بن المقرئ: قال لي أبو علي النيسابوري: ما كتبته من حديث الأوزاعي إلا من حديث هشام بن عمّار.
أنبأنا أبو سعد (2) المطرّز و أبو علي الحداد، قالا: نا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو حامد (3) بن جبلة، نا محمّد بن إسحاق، نا عمر بن شبّة، نا أبو خلف، نا يحيى - و هو البكّاء،: أن ابن عمر قال:
عرضت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يوم بدر فاستصغرني فلم يقبلني، فما أتت علي ليلة قط مثلها من السهر و الحزن و البكاء إذ لم يقبلني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فلما كان من العام القابل (4) عرضت عليه فقبلني، فحمدت اللّه على ذلك.
قال رجل: يا أبا عبد الرّحمن [توليتم] (5) يوم التقى الجمعان ؟ قال: نعم، فعفا اللّه عنا جميعنا فللّه الحمد كثيرا (6).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا ابن إدريس، عن مطرّف، عن أبي إسحاق، عن البراء قال: عرضت أنا و ابن عمر على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يوم بدر، فاستصغرنا (7)،و شهدنا أحدا (8).
ص: 96
أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنبأ أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا محمّد بن إسحاق، أنا يزيد بن هارون، أنا شريك بن عبد اللّه، عن أبي إسحاق، عن البراء قال: استصغرنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أنا و ابن عمر فردنا يوم بدر.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أحمد بن أسامة التجيبي، نا أبي، نبأ محمّد بن عبد الحكم، نا خالد بن نزار، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عمر قال: شهدت الفتح و أنا ابن عشرين سنة (1).
قال: و أنا خالد بن نزار، نا يعقوب بن أبي عبّاد، نا حمّاد بن شعيب، عن منصور، عن مجاهد: أن ابن عمر كان يوم مات النبي صلّى اللّه عليه و سلّم ابن اثنتين (2) و عشرين سنة.
قال: و أنا ابن مندة، أنا محمّد بن يعقوب، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، نبأ أبي، نا سفيان بن عيينة (3)،قال: كان لابن عمر عشرون سنة يوم دخل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم الكعبة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو بن السّمّاك، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، نا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال: شهد ابن عمر الفتح و هو ابن عشرين و معه فرس حرون و رمح ثقيل، قال: فذهب عبد اللّه يختلي (4) لفرسه، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«أين عبد اللّه، أين عبد اللّه»[6473].
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد بن المقرئ، نا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال: شهد ابن عمر فتح مكة و هو ابن عشرين سنة.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، قال: نا أبو علي بن المذهب - لفظا - أنا
ص: 97
أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نبأ سفيان عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال: شهد ابن عمر الفتح و هو ابن عشرين سنة و معه فرس حزور (2)،و رمح ثقيل، فذهب ابن عمر يختلي لفرسه، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إن عبد اللّه، إنّ عبد اللّه»[6474].
أنبأنا أبو علي الحسن (3) بن أحمد، أنبأ أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن ريذة، أنبأ سليمان بن أحمد الطبراني، نا علي بن بيان (4) المطرّز، نا أبو معمر صالح بن حرب، نا إسماعيل بن يحيى التيمي، عن مسعر (5)[بن كدام]، عن عطاء بن أبي رباح قال: قلت لابن عمر: أشهدت بيعة الرضوان مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ؟ قال: نعم، قلت: فما كان عليه ؟ قال: قميص من قطن، وجبة محشوة، و رداء و سيف، و رأيت النعمان بن مقرّن المزني قائما (6) على رأسه، قد رفع أغصان الشجرة من رأسه و الناس يبايعونه (7).
أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو العبّاس بن قتيبة، نا حرملة، أنا ابن وهب، أخبرني يونس عن ابن شهاب عن سالم بن عبد اللّه عن عبد اللّه عن أخته حفصة: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال لها:«إن عبد اللّه رجل صالح»[6475].
هذا مختصر من حديث:
أخبرناه أبوا الحسن (8) الفقيهان، قالا: أنا أبو الحسن (9) بن أبي الحديد، أخبرنا جدي أبو بكر، أنا أبو الفضل أحمد بن عبد اللّه بن نصر بن هلال السلمي، نا المؤمّل بن إهاب، نا عبد الرزّاق (10)،أنا معمر عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر قال:
كان الرجل في حياة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إذا رأى رؤيا قصّها على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم،
ص: 98
فتمنيت أن أرى رؤيا أقصّها على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و كنت غلاما عزبا شابا و كنت أنام في المسجد على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال: فرأيت في المنام كأن ملكين أتياني فذهبا بي إلى النار، فإذا هي مطوية كطي البئر (1)،و إذا لها قرن كقرن البئر، قال: فرأيت فيها ناسا قد عرفتهم، فجعلت أقول: أعوذ باللّه من النار، أعوذ باللّه من النار، قال: فلقينا ملك فقال: لن ترع (2) قال: فقصصتها على حفصة، فقصّتها حفصة على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال:
«نعم الرجل عبد اللّه لو كان يصلي من الليل». فكان بعد لا ينام من الليل إلا القليل[6476].
أخبرناه أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنبأ أبو بكر المغربي، أنا محمّد بن عبد اللّه بن محمّد الجوزقي.
و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن الحسن (3) بن محمّد، أنا أبو سعيد محمّد بن عبد اللّه بن حمدون التاجر، قالا: أنا أبو حامد بن الشرقي، نا محمّد بن يحيى، نا عبد الرزّاق، عن معمر.
و أخبرناه أبو (4) عبد اللّه، أنا أبو بكر، أنبأ محمّد بن عبد اللّه، قال (5):و أنا أبو علي إسماعيل بن محمّد ابن الفضل ببغداد، نا أحمد بن منصور الرّمادي، قال: نا عبد الرزّاق، أنا معمر، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه - و في حديث الجوزقي: عن ابن عمر - قال:
كان الرجل في حياة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إذا رأى رؤيا قصّها - زاد ابن حمدون: على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم - قال: فتمنيت أن أرى رؤيا أقصها على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، قال: و كنت غلاما شابا عزبا، و كنت أنام في المسجد على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فرأيت في النوم كأن ملكين أخذاني، فذهبا بي إلى النار، فإذا هي مطوية كطي البئر، و إذا لها قرنان كقرن البئر، فرأيت فيها ناسا قد عرفتهم، فجعلت أقول: أعوذ باللّه من النار، أعوذ باللّه من النار، فلقينا ملك آخر فقال لي: لن ترع، فقصصتها على حفصة، فقصّتها حفصة على
ص: 99
رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال:«نعم الرجل عبد اللّه، لو كان يصلي من الليل». قال فكان لا ينام من الليل إلاّ قليلا»[6477].
و أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو عبد اللّه (1) التميمي، أنا أحمد بن جعفر، أنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (2)،نا عبد الرزّاق، أنا معمر، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر قال:
كان الرجل في حياة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إذا رأى رؤيا قصّها على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، قال:
[فتمنيت أن أرى رؤيا فأقصها على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال] (3) و كنت غلاما شابا عزبا، فكنت أنام في المسجد على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، قال: فرأيت في النوم كأن ملكين أخذاني فذهبا بي إلى النار، فإذا هي مطوية كطي البئر، و إذا لها قرنين (4)،و إذا فيها ناسا قد عرفتهم، فجعلت أقول: أعوذ باللّه من النار، أعوذ باللّه من النار، فلقيهما ملك آخر فقال لي: لن ترع (5)،فقصصتها على حفصة، فقصّتها حفصة على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال:«نعم الرجل عبد اللّه، لو كان يصلّي من الليل»[6478].
قال سالم: فكان عبد اللّه بعد (6) لا ينام من الليل إلا قليلا.
و رواه نافع عن ابن عمر:
أخبرناه أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، و أبو (7) القاسم الحسين بن الحسن بن محمّد الأسدي، أنبأ أبو القاسم بن أبي العلاء.
ح و أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن (8) الداراني، أنبأ أبو الفضل أحمد بن علي بن الفرات (9)،قالا: أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا الحسن (10) بن حبيب، نا أبو أمية، نا أحمد بن شعيب، حدّثني الحارث بن عمير، عن أيوب
ص: 100
السختياني، عن نافع، عن ابن عمر: رأى كأن بيده حربة (1) من استبرق لا يشير بها إلى شيء من الجنّة إلاّ طار إليها، فقصّها على حفصة فقصّتها حفصة على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال:«إن عبد اللّه رجل صالح»[6479].
أخبرناه أبو غالب أحمد بن الحسن (2)،أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو محمّد عبد العزيز بن الحسن بن علي بن أبي صابر الناقد، نا أبو حبيب العباس بن أحمد بن محمّد البرتي، نا عبد الأعلى بن حمّاد، نا وهيب - يعني - ابن خالد، نا أيوب، عن نافع، عن ابن عمر قال:
رأيت في المنام كأن في يدي سرقة (3) من حرير فما أهوي إلى مكان من الجنّة إلا طارت بي إليه، فقصصتها على حفصة، فقصّتها على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال:«إنّ أخاك رجل صالح» أو قال:«إنّ عبد اللّه رجل صالح»[6480].
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا أبو الربيع الزهراني، نا حمّاد بن زيد.
ح قال العلوي (4):حدّثني جدي و زياد بن أيوب، قالا: نبأ إسماعيل بن إبراهيم.
قال: و نا عبد الأعلى، نا وهيب، قالوا: حدثنا أيوب، عن نافع، عن ابن عمر قال: رأيت في المنام كأن في يدي سرقة من حرير لا أهوي بها إلى مكان من الجنّة إلا طارت بي إليه، فقصصتها على حفصة، فقصّتها حفصة على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال:«إنّ أخاك رجل صالح، أو إن عبد اللّه رجل صالح»[6481].
و اللفظ لحديث عبد الأعلى.
و أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، قال: نبأ أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (5)،نا أبي إسماعيل، نا أيوب، عن نافع قال: قال ابن عمر:
رأيت في المنام كأن بيدي قطعة استبرق، و لا أشير بها إلى مكان من الجنّة إلاّ
ص: 101
طارت بي إليه، فقصّتها حفصة على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال:«إنّ أخاك رجل صالح، أو إنّ عبد اللّه رجل صالح»[6482].
و أخبرناه أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل الفقيه، و أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، قالا: أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان.
ح و أخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر قالت: قرئ (1) على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا أبو خيثمة، نا إسماعيل بن إبراهيم، نا أيوب، عن نافع، عن ابن عمر قال:
رأيت في المنام كأنما بيدي قطعة استبرق، لا أشير بها إلى مكان من الجنّة إلاّ طارت بي إليه، قال: فقصّتها حفصة على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال:«إنّ أخاك رجل صالح، أو إن عبد اللّه رجل صالح»[6483].
و رواه عبيد اللّه (2) بن عمر العمري عن نافع:
و أخبرناه أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو بكر أحمد بن يحيى بن الحسن (3)،و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، قالوا: أنا أبو الحسن (4) الداودي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن حموية، أنبأ عيسى بن عمر بن العباس، أنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن، أنا موسى بن خالد.
ح و أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنا أبو سعد الجنزرودي (5)،أنا الحاكم أبو أحمد محمّد [بن محمد] بن أحمد بن إسحاق الحافظ ، أنا أبو الحسن (6) أحمد بن محمّد بن الفضل السّجستاني، نا مسعود (7)،نا عبد اللّه - يعني - أبي عبد الرّحمن السمرقندي، نا موسى بن خالد - يعني: عن أبي إسحاق الفزاري، عن عبيد اللّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال:
كنت أبيت في المسجد، و لم يكن لي أهل، فرأيت في المنام كأنما انطلق بي إلى
ص: 102
بئر فيها رجال معلقين (1)،فقيل: انطلقوا به إلى ذات اليمين، فذكرت الرؤيا لحفصة فقلت: قصّيها على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فقصّتها عليه، فقال:«من رأى هذه ؟» قالت: ابن عمر فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«نعم الفتى، أو قال: نعم الرجل - لو كان يصلّي من الليل» قال: و كنت إذا نمت لم أقم حتى أصبح قال: فكان ابن عمر يصلي الليل[6484].
و رواه عبد اللّه بن نافع عن أبيه كذلك قال: و إنما هو ختن (2) الفزاري.
و أخبرناه أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، أنا محمّد بن بشّار، نا أبو بكر الحنفي، نا عبد اللّه بن نافع، عن أبيه عن ابن عمر قال:
كان رجال من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يرون الرؤيا في المنام فيقصونها (3) على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فيحدثهم عنها بما شاء - و كان - ابن عمر يقول لنفسه: و كنت غلاما حديث السن ليس لنا أهل و كان - يبيت في المسجد، و كان كثير الرقاد، فقال ليلة و اضطجع:
اللهم إن كنت تعلم أن لي عندك خيرا فأرني رؤيا أقصّها على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فقال: بينما أنا نائم إذ رأى أنه أتاه (4) ملكان في أيديهما مقمعان من حديد فأخذا يعتلاني إلى جهنم، فبينما أنا بينهما إذ لقينا ملك في يده مقمعة (5) من حديد و أنا أقول: اللّهمّ إنّي أعوذ بك من جهنم، اللّهمّ أعوذ بك من جهنم، فقال ذلك الملك: يا عبد اللّه، لا تدع الصلاة، نعم الرجل أنت لو لا قلة الصلاة. قال: فأزاني و ذهب بي حتى وقف بي على جهنم، فإذا أنا بها مطوية كطي البئر، لها قرون مثل قرون الرّحا على كل قرن ملك في يده مقمعة من حديد، فإذا فيها رجال معلقة بالسلاسل رءوسهم أسفل، و عرفت منهم رجالا فصرفوا عنها دار اليمين قال: فصرفوني، فقصّتها حفصة على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إنّ عبد اللّه رجل صالح»[6485].
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنبأ إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم، أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن خرّشيد قوله، أنا أبو بكر النيسابوري، نا أبو بكر بن الأشعث
ص: 103
-و هو محمّد بن عبد الرّحمن - نا محمّد بن بكّار، نبأ سعيد، عن قتادة، عن ابن سيرين، عن ابن عمر قال:
كنت شاهد النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في حائط نخل، فاستأذن أبو بكر فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«ائذنوا له و بشّروه بالجنّة»، ثم استأذن عمر فقال:«ائذنوا له و بشّروه بالجنّة» ثم استأذن عثمان فقال:«ائذنوا له و بشّروه بالجنّة على بلوى تصيبه» (1) قال: فدخل يبكي و يضحك، قال عبد اللّه: فأنا يا نبي اللّه قال:«أنت مع أبيك» (2)[6486].
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل أحمد، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا عبيد اللّه بن محمّد التيمي أبو عبد الرّحمن، نا حمّاد، عن علي بن زيد، عن أنس بن مالك و سعيد بن المسيّب.
أن عمر بن الخطاب كتب المهاجرين على خمسة آلاف، و الأنصار على أربعة آلاف، و من لم يشهد بدرا من أبناء المهاجرين على أربعة آلاف، فكان منهم عمر بن أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي، و أسامة بن زيد، و محمّد بن عبد اللّه بن جحش الأسدي، و عبد اللّه بن عمر فقال عبد الرّحمن بن عوف: إنّ ابن عمر ليس من هؤلاء إنّه و إنّه و إنّه، فقال ابن عمر: إن كان لي حق فأعطيته و إلاّ فلا يعطى، فقال عمر لابن عوف:
السنة على خمسة آلاف (3) و اكتبني على أربعة آلاف، فقال عبد اللّه: لا أريد هذا، فقال عمر: و اللّه لا أجتمع أنا و أنت على خمسة (4) آلاف وحدنا، قالا (5):
[أخبرنا أبو مسعود عبد الرحيم بن علي المعدل في كتابه، أنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا محمّد بن جعفر، نا أحمد بن الحسين، نا عبد اللّه بن داود و عبد اللّه بن زكريا بن أبي زكريا، قالا: ثنا] (6) حسين بن حفص، عن الأعمش، عن
ص: 104
إبراهيم، عن علقمة و لم يذكر ابن (1) داود علقمة قال: قال (2) عبد اللّه بن مسعود: ما شابّ من شباب قريش بأملك (3) لنفسه عن الدنيا من عبد اللّه بن عمر (4).
قال أبو نعيم: هكذا في كتّابي، و صوابه: عن أبي بلج قائد الأعمش عنه.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، نا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد (5)،حدّثني أبي، نا زكريا بن عدي،[نا عبيد اللّه بن عمرو] (6)،و عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل، عن عبد اللّه (7) بن عمر قال: كساني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من حلل السيراء (8)،أهداها له فيروز، فلبست الإزار، فأغرقني (9) طولا و عرضا فسحبته و لبست الرداء، فتقنّعت (10) به فأخذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بعاتقي [فقال:] «يا عبد اللّه بن عمر ارفع الإزار (11)،فإن: ما مست الأرض من الإزار إلى ما أسفل من الكعبين في النار»[6487].
قال عبد اللّه بن محمّد: فلم [أر إنسانا أشد تشميرا] (12) من عبد اللّه بن عمر.
و أخبرنا أبو سعد محمّد بن يحيى بن منصور الجنزي بمرو (13)،أنا أبو حامد أحمد بن علي بن محمّد بن عبدوس، أنا أبو سعد عبد الرّحمن بن حمدان النصرويي، أنا أحمد بن جعفر بن حمدان، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا أبو معاوية، أنا الأعمش، عن إبراهيم قال: قال عبد اللّه: إنّ من أملك شباب قريش لنفسه عن الدنيا عبد اللّه بن عمر.
ص: 105
أنبأنا أبو علي الحسن (1) بن أحمد، أنا أبو نعيم الأصبهاني (2)،نا عبد اللّه بن محمّد، نا محمّد بن يوسف البنّا الصوفي (3)،نبأ عبد الجبّار بن العلاء، نا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم قال: قال عبد اللّه - يعني ابن مسعود: إن من أملك شباب قريش لنفسه عن الدنيا عبد اللّه بن عمر.
أخبرنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه الحسن (4) بن أحمد، أنا أبو الحسن (5) الربعي، أنا أبو علي الحسن (6) بن عبد اللّه بن سعيد، أنا محمّد بن حمّاد، نا مؤمل بن إهاب، نا يزيد بن هارون، نا ابن (7) عون، عن إبراهيم قال: قال عبد اللّه: إن من أملك شباب قريش لنفسه عن الدنيا عبد اللّه بن عمر.
كذا رواه منقطعا لم يذكروا بين إبراهيم و بين عبد اللّه أحدا.
و رواه بشر بن المفضل فوصله بذكر الأسود بن يزيد (8) فيه.
كتب به إليّ أبو صادق مرشد بن يحيى بن القاسم بن علي البزار (9).
أخبرنا (10) أبو محمّد الدّاراني غير مرة - أنا سهل بن بشر، قالا: أنا أبو الحسين محمّد بن الحسين بن محمّد بن الطفال سنة أربعين و أربعمائة (11)،أنا القاضي أبو الطاهر محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الذهلي، نا الحسين بن الكميت الموصلي، نا معلّى بن مهدي، نا بشر بن المفضل، عن ابن عون، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عبد اللّه قال: لقد رأيتنا و نحن متوافرون و ما فينا شابّ هو أملك لنفسه من عبد اللّه بن عمر (12).
ص: 106
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأ احمد بن محمّد بن عمران بن موسى، نا الحسين بن يحيى بن عباس، نا الحسن بن محمّد بن الصباح، نا محمّد بن عبيد الطّنافسي، نا أبو سعد البقّال، عن شقيق بن سلمة، قال:
سمعت حذيفة يقول: ما منا أحد يفتّش (1) إلاّ فتّش (2) عن جائفة (3) أو منقّلة إلاّ عمر و ابنه (4).
كذا قال، و قد أسقط من إسناده أبو حصين.
أخبرناه أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو منصور شكرويه، و أبو بكر محمّد بن أحمد بن علي السمسار، قالا: أنا إبراهيم بن خرّشيد قوله، نا أبو عبد اللّه (5)،حدّثنا علي بن الهيثم، نا محمّد بن عبيد، نا أبو سعد البقّال، عن أبي حصين، عن شقيق بن سلمة قال: سمعت حذيفة يقول: ما منا أحد يفتّش (6) إلاّ فتّش (7) عن جائفة أو منقّلة إلاّ - يعني - عمر و ابنه.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (8)،نا عمرو بن عاصم، نا سليمان بن المغيرة، نا علي بن زيد، عن يوسف بن مهران قال: كنا عند جابر بن عبد اللّه الأنصاري في الحجر فمر عليه عبد اللّه بن عمر يطوف بالبيت قال: فقال جابر بن عبد اللّه: من سرّه أن ينظر إلى أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم الذين مضوا قبله و بعده لم يغيّروا و لم يبدّلوا - أو كلمة شبيهة بهذه - فلينظر إلى هذا، يعني (9) ابن عمر.
قال جابر: ما منهم أحد إلاّ و قد و أومى (10) جابر بيده - أي تناول.
أخبرناه أبو القاسم أيضا، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد،
ص: 107
و عبد الرّحمن بن عثمان، و محمّد بن هارون، و محمّد بن عبد الرّحمن القطّان، و عبد الرّحمن بن الحسين.
ح (1) و أخبرنا أبو الحسن (2) علي بن المسلّم، أنبأ أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأ عبد الرّحمن بن محمّد بن ياسر، قالوا: أنا أبو القاسم بن أبي العقب، نا أبو زرعة، نا سعيد - يعني - ابن سعدويه، نا سليمان بن المغيرة، نا علي بن زيد، نا يوسف بن مهران قال:
إني لمع (3) جابر بن عبد اللّه في الحجر إذ مرّ ابن عمر فقال جابر: من سرّه أن ينظر إلى أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم الذين مضوا معه و بعده لم يغيّروا و لم يبدّلوا ما منا أحد أدركته الدنيا إلا و قد مال.
أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، أنا أبو الحسن (4)الربعي، أنا أبو علي الحسن (5) بن عبد اللّه، أنا محمّد بن حمّاد، نا مؤمّل بن إهاب، نا أبو داود الطيالسي، أنا شعبة، أنا حصين بن عبد الرّحمن، عن سالم بن أبي الجعد، قال: سمعت جابر بن عبد اللّه يقول: ما منا من أحد أدرك الدنيا إلاّ قد مالت به إلاّ عبد اللّه بن عمر.
أخبرنا (6) أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن (7)علي بن الحسن بن الحسين، أنا أبو محمّد بن النحّاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا يحيى بن إسحاق بن سافرى، نا معاوية بن عمرو، نا زائدة، نا حصين بن عبد الرّحمن، عن سالم، عن جابر قال: ما منا من أحد أدرك الدنيا إلاّ قد مالت به و مال بها غير عبد اللّه بن عمر.
و أخبرنا (8) أبو سعد إسماعيل بن عبد الواحد، و أبو الحسن علي بن محمّد بن الحسين، البوشنجيان (9)،و أبو القاسم عبد الجبّار بن محمّد بن أبي القاسم القايني
ص: 108
الصوفي (1)،قالوا أنا أبو المظفّر موسى (2) بن عمران الصوفي، أنا أبو الحسن محمّد بن الحسين الحسني (3)،أنا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن بن الشرقي، نا علي بن سعيد النسوي (4)،نا عبد الصّمد بن عبد الوارث، نا شعبة، نا حصين عن (5) سالم بن أبي الجعد (6)،قال: قال جابر بن عبد اللّه: ما منا أحد أدرك الدنيا إلاّ قد مالت به و مال بها غير عبد اللّه بن عمر.
أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين، أنبأ أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا أبو عمرو يعقوب بن يوسف القزويني، نا محمّد بن سعيد بن سابق، نا أبو جعفر الرازي، عن حصين، عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر قال: ما أحد منا أدرك الدنيا إلاّ مالت به و مال بها إلاّ ابن عمر.
و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أخبرنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا خلف بن هشام، نا خالد بن عبد اللّه.
ح قال: و حدّثني جدي، نا عباد بن العوّام.
جميعا عن حصين، عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر قال: ما منا من أحد أدرك الدنيا إلاّ مالت به و مال بها إلا ابن عمر.
و أخبرناه (7) أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو منصور بن (8) شكرويه، و أبو بكر محمّد بن أحمد السمسار، قالا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن خرّشيذ (9) قوله، نا الحسين بن إسماعيل المحاملي، نا أبو السائب، نا ابن إدريس، عن حصين، عن سالم، عن جابر بن عبد اللّه قال: ما منا - أو ما أدركنا - أحد إلاّ قد مالت به الدنيا أو مال بها إلاّ عبد اللّه بن عمر (10).
ص: 109
أخبرنا أبو الحسن (1) علي بن المسلّم الفرضي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الرّحمن بن عبد العزيز بن أحمد السرّاج، أنا أبو الحسن (2) محمّد بن جعفر بن محمّد بن السّقّا الحلبي - بحلب - نا أبو العباس الفضل بن العباس البغدادي، نا القعنبي عبد اللّه بن مسلمة، نا عبد اللّه بن عمر، عن أبي النضر، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن، عن عائشة قالت: ما رأيت أحدا ألزم للأمر الأول من عبد اللّه بن عمر (3).
كتب إليّ أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم الرازي.
أخبرنا (4) أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن (5) بن إبراهيم، أنبأ سهل بن بشر، قالا: أنا أبو الحسن محمّد بن الحسين بن محمّد بن الطّفّال، أنا القاضي أبو الطاهر محمّد بن أحمد بن عبد اللّه، نا محمّد بن عبدوس - هو ابن كامل - نا سليمان بن عمر الرقّي، نا إسماعيل بن عليّة، عن أبي سفيان بن العلاء أخي أبي عمرو (6) بن العلاء، عن ابن أبي عتيق قال: قالت عائشة لابن عمر:
ما منعك أن تنهاني عن مسيري ؟ قال: رأيت رجلا قد استولى على أمرك و ظننت أنك لن تخالفيه - يعني: ابن الزبير - قالت: أما أنك لو نهيتني ما خرجت قال: و كانت تقول إذا مر ابن عمر فأرونيه، فإذا مر قيل لها: هذا ابن عمر فلا تزال تنظر إليه.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو علي الحسن (7) بن أحمد بن عبد الغفار بن سليمان الفارسي، نا أبو [الحسن علي بن] (8) الحسين بن معدان، نا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، أنا الثقفي، نا أيوب، عن ابن أبي مليكة، عن القاسم، عن عائشة أنها قالت لما بلغها قول عمر (9) و ابن عمر قالت: إنّكم لتحدثون عن غير كاذبين و لا مكذّبين، بين و لكن السمع يخطئ.
أنبأنا أبو علي الحسن (10) بن أحمد، و حدّثني (11) أبو مسعود عبد الرحيم بن علي
ص: 110
عنه، أنبأ أبو نعيم الحافظ (1)،نا أبو محمّد بن حيّان، نا محمّد بن العبّاس.
ح (2) قال: و نا أبو حامد بن جبلة، نا محمّد بن إسحاق، قالا: نا عمر بن محمّد بن الحسن الآمدي، نا أبي، عن محمّد بن أبان، عن السدّي قال: رأيت نفرا من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم منهم أبو سعيد الخدري، و أبو هريرة، و ابن عمر - زاد محمّد بن العباس: كانوا يرون أنه ليس أحد منهم على الحال التي فارق عليها محمّدا صلّى اللّه عليه و سلّم إلاّ عبد اللّه بن عمر.
أخبرنا (3) أبو القاسم الحسين بن الحسن (4) بن محمّد الأسدي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، قال: قرئ على أبي نصر أحمد بن المظفر بن الطوسي الموصلي البزار، حدّثكم عبد اللّه بن حبان بن عبد العزيز الأزدي الموصلي، نا عبد اللّه بن ناجية، نا عمر بن محمّد بن الحسن (5)،نا أبي، نا محمّد بن أبان، عن إسماعيل السّدّي، قال:
أدركت نفرا من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم منهم أبو سعيد الخدري، و أبو هريرة، و ابن عمر و غيرهم، فكانوا يرون أنه ليس منهم أحد على الحال التي فارقه عليها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إلاّ عبد اللّه بن عمر.
أخبرنا أبو الحسن (6) علي بن محمّد، أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو العباس النهاوندي، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل، نا سليمان بن حرب، نا أسود بن شيبان (7)،عن خالد بن سمير قال: لما قدم الكذاب الكوفة - يعني المختار (8)-هرب ناس من وجوه أهل الكوفة فقدموا علينا البصرة، منهم: موسى بن طلحة فغشيته فقال: يرحم اللّه أبا عبد الرّحمن أو - عبد اللّه بن عمر - و اللّه إن لأحسبه على عهد النبي صلّى اللّه عليه و سلّم الذي عهد إليه.
و حدّثنا (9) عمي، أنا ابن (10) يوسف، أنا الجوهري - قراءة عن أبي (11) عمر-.
ح قال: و أنبأ البرمكي - إجازة-.
ص: 111
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي إسحاق البرمكي (1)،أنا أبي (2) عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3)،أنا روح بن عبادة، أنا الأسود بن شيبان (4)،نا خالد بن سمير، عن موسى بن طلحة قال: يرحم اللّه عبد اللّه بن عمر - إمّا سماه و إما كنّاه - و اللّه إني لأحسبه على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم الذي عهده إليه، لم يغير (5) بعده و لم يتغير، و اللّه ما استفزّته (6) قريش في فتنتها (7) الأولى.
فقلت في نفسي: إنّ هذا ليزري (8) على اللّه في مقتله.
قال: و نا ابن سعد (9)،أنبأ إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب عن محمّد، قال: نبئت أن ابن عمر كان يقول: إني لقيت أصحابي على أمر، و إنّي أخاف إن خالفتهم (10) خشيت أن لا ألحق بهم.
أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل الفارسي، أنا أبو بكر البيهقي، أنبأ أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس الأصم، نا إبراهيم بن مرزوق، نا أبو داود، نا شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي سلمة، قال: مات ابن عمر و هو مثل عمر في الفضل.
أخبرنا أبو المعالي أيضا، أنا أبو بكر البيهقي.
ح أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنبأ أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (11)،نبأ أبو بكر، نا سفيان، نا مالك بن مغول، عن أبي إسحاق الهمداني قال:
كنا نأتي ابن أبي ليلى في بيته، و كانوا يجتمعون إليه، فجاءه أبو سلمة بن عبد الرّحمن، فقال: أعمر كان عندكم أفضل أم ابنه ؟ فقالوا: لا بل عمر، فقال أبو سلمة: إنّ عمر كان في زمان له فيه نظراء، و إن ابن عمر كان في زمان ليس له فيه نظير (12).
ص: 112
أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا شيبان (1)،نا أبو هلال، نا قتادة، عن سعيد بن المسيّب قال: لو شهدت لأحد أنه من أهل الجنّة لشهدت لعبد اللّه بن عمر.
أخبرنا أبو الفرج غيث (2) بن علي - قراءة عليه - أنا أبو القاسم رمضان بن علي بن عبد الساتر - بتنّيس - أنا أبو بكر محمّد بن علي بن يحيى بن السري، نا أبو القاسم جعفر بن محمّد بن الحسن (3) الجروي (4)،نا أبو الأشعث، نا حمّاد بن زيد، عن و اصل، عن حفص بن عاصم قال: سألت سعيد بن المسيّب عن العلم يكون في العمامة فقال: كان عبد اللّه بن عمر يكرهه، و لو كنت شاهدا لأحد من أهل الأرض أنه من أهل الجنّة لشهدت لعبد اللّه بن عمر أنه من أهل الجنّة (5).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصّمد بن علي بن البدن، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا شعبة، عن قتادة قال: سألت سعيد بن المسيّب عن الحرير فقال: كان ابن عمر يوم مات خير من بقي، و كان يقول: إنّه ثياب من لا خلاق له.
أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنبأ أبو نعيم (6)،نا محمّد بن علي، نا الحسين بن محمّد، نا محمّد بن بشار (7)،و محمّد بن المثنى، قالا: نا محمّد بن جعفر، نا شعبة قال: سمعت قتادة يحدّث عن سعيد بن المسيّب قال: مات ابن عمر يوم مات و ما في الأرض أحد أحبّ إليّ من أن ألقى اللّه بمثل عمله (8) منه.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن محمّد بن عبد الرّحمن، نا محمّد بن
ص: 113
سعد (1)،أنا محمّد بن عبد اللّه الأنصاري، نبأ عمر بن الوليد الشّنّي، حدّثني شهاب بن عبّاد (2) أن أباه حدّثه قال:
أتينا المدينة فسألنا عن أفضل أهلها، فقالوا: سعيد بن المسيّب، فأتيناه، فقلنا:
إنّا سألنا عن أفضل أهل المدينة فقيل لنا سعيد بن المسيّب فقال: أنا أحدّثكم عن من هو أفضل مني مائة ضعف، عمر و ابن عمر.
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسين (3)،أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، نا أبو إسحاق إبراهيم بن (4) عبد اللّه بن محمّد، نبأ علي بن نصر، نا عبد الصّمد، نا شعبة، عن يحيى بن أبي إسحاق قال: سألت سعيد بن المسيّب عن صوم يوم عرفة فقال: كان ابن عمر لا يصومه، قلت له: فغيره ؟ قال: حسبك به شيخا.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن، أنبأ أبو سعيد محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا أبو حامد بن الشرقي، نا محمّد بن يحيى الذهلي، نا بشر بن عمر، نا مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه قال: كان عمر و ابن عمر لا يعرف فيهما البرّ حتى يقولا أو يعملا.
أخبرنا أبو [بكر] (5) محمّد بن الحسين، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو الدّرّ ياقوت بن عبد اللّه، قالوا: أنبأ أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان بن داود، نا الزبير بن بكّار، حدّثني محمّد بن الضحاك بن عثمان الحزامي (6)،نا مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود أنه قال: لم يكن يعرف البرّ في عمر و ابنه حتى يعملا، أو يقولا.
أخبرنا أبو الحسن (7) علي بن المسلّم الفرضي، و أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد المزكي، قالا: نبأ عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو (8) الميمون، نا أبو زرعة (9)،نا أبو مسهر، نا مالك بن أنس، عن الزهري، عن عبيد اللّه بن
ص: 114
عبد اللّه (1) قال: لم يكن البرّ يعرف في عمر و لا ابنه حتى يقولا، أو يفعلا.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن (2) بن علي، أنبأ أحمد بن معروف، أنبأ الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3)،أنبأ يزيد بن هارون، أنا عبد اللّه بن عبد اللّه بن أبي أويس المدني (4)،عن الزهري، عن سالم قال: كان عمر بن الخطّاب و عبد اللّه بن عمر لا يعرف فيهما البرّ حتى يقولا، أو يفعلا.
قال: قلت: يا أبا بكر ما تعني بذلك ؟ قال: لم يكونا مؤنثين و لا متماوتين.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نبأ أبو الحسن (5) رشأ بن نظيف، أنا الحسن (6) بن إسماعيل [نا أحمد بن مروان، نا زيد بن إسماعيل] (7) نا أبو الوليد، عن عمرو بن ثابت، عن ميمون بن مهران، قال: ما رأيت رجلا أورع من ابن عمر و لا أفقه من ابن عبّاس.
أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنا أبو بكر البيهقي.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (8)،نا قبيصة، نا سفيان، عن ابن جريج، عن طاوس قال: ما رأيت رجلا أورع من ابن عمر.
أنبأنا (9) أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم، أنبأ سهل بن بشر (10)،أنا أبو الحسن (11)محمّد بن الحسين بن محمّد بن الطّفّال، أنا القاضي أبو الطاهر محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الذهلي، نا محمّد بن عبدوس بن كامل، نا منصور بن أبي مزاحم، نا أبو وكيع، عن أبي إسحاق قال: رأيت ابن عبّاس و ابن عمر، فكان (12) ابن عمر أشدهما تشميرا.
ص: 115
و أخبرنا أبو المعالي الفارسي (1)،أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثني قريبي أبو نصر التاجر، أنا الحسن بن الحسين بن منصور، نا محمّد بن عبد الوهّاب قال: سمعت أبي يقول: قال بعض الخلفاء لمالك:- و أظنه هارون:- يا أبا عبد اللّه، ما لكم أقبلتم على عبد اللّه بن عمر و تركتم ابن عبّاس ؟ قال: لا على أمير المؤمنين أن لا يسأل عن هذا، قال: فإن أمير المؤمنين يريد أن يعلم ذلك، قال: كان أورع الرجلين.
قرأت على أبي غالب بن البنّا (2)،عن أبي إسحاق البرمكي (3)،أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (4)،أنا معن بن عيسى، نا مالك بن أنس، عن زيد بن أسلم، عن أبيه أنه قيل له: كيف ترى عبد اللّه بن عمر لو ولي من أمر الناس شيئا، فقال أسلم: ما رجل قاصد لباب المسجد أو خارج بأقصد من عبد اللّه لعمل أبيه.
أخبرنا (5) أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي (6)،أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، أنا أبي، نا سليمان بن حرب، نا حمّاد، عن أيوب قال: كان يقال: ما رجل أضلّ بعيره بأرض فلاة فهو في طلبه بأتبع (7) له من عبد اللّه بن عمر.
و قال أيوب: ما أدري (8) من أحسبه شيئا، يبلغني (9) عن ابن عمر خلافه.
أخبرنا (10) أبو الحسن بن قبيس (11)،نا أبو منصور بن خيرون، نا أبو بكر
ص: 116
الخطيب (1):أخبرني (2) إبراهيم بن مخلد بن جعفر، نا (3) أبو عبد اللّه الحسين بن يحيى بن عباس القطان، نا أحمد بن محمّد بن يحيى بن سعيد القطان (4)،نا أبو عامر العقدي (5)،نا (6) عبد اللّه بن عمر، عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: ما رجل ضلّ عن بعيره بأرض فلاة بأشد اتباعا لأثر ثم بعيره من ابن عمر لعمر.
أخبرنا أبو غالب و أبو (7) عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن بيري - إجازة - نا محمّد بن الحسين [نا ابن أبي خيثمة] (8)،نا عبد اللّه بن محمّد بن أسماء بن أخي جويرية، نا جويرية بن أسماء، عن نافع أن ابن عمر كان ربما لبس المطرف الخزّ ثمنه خمس مائة درهم. فقال عبد الرّحمن السّرّاج (9):
حدّثني فلان أنه دخل على أنس من مالك و عليه جبّة تكاد (10) تقوم قياما فغضب نافع فقال: أحدّث عن ابن عمر و يحدّث عن أنس، فقال له الضحّاك بن عثمان: إنّه لم يقل بأسا بما يثبت لك قولك و يصدقك فقال: أحدّث عن ابن عمر و يحدّث عن أنس.
ح أخبرنا (11) أبو المعالي عبد اللّه بن محمّد المروزي، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف، أنا الحاكم أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه، أنا أبو علي محمّد بن علي المذكر، نا عتيق بن محمّد القرشي (12)،نا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر قال: ما غرست غرسا منذ قبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.
قال: و نا ابن أبي خيثمة، نا ابن الأصبهاني، أنا يونس بن بكير، عن ابن (13)
ص: 117
إسحاق، عن القاسم بن محمّد، قال: كان ابن عمر قد أتعب أصحابه فكيف من بعدهم.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، و أبو محمّد بن أبي نصر، و أبو نصر بن الجندي، و أبو بكر القطّان، و أبو القاسم عبد الرّحمن بن الحسين، قالوا: أنا أبو القاسم بن أبي العقب، نا أبو زرعة النصري، نا سعيد بن منصور، نا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن ابن (1) عمر قال: ما وضعت لبنة على لبنة و لا غرست نخلة منذ توفي النبي صلّى اللّه عليه و سلّم (2)كتب إليّ أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن الحطّاب.
ثم أخبرنا (3) أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن (4) بن إبراهيم، أنا سهل بن بشر (5)،قالا: أنا علي بن [محمّد بن علي الفارسي، أنا] (6) محمّد بن أحمد الذهلي، نا أبو أحمد بن عبدوس، نا أبو عباد (7)،نا سفيان، عن عمرو قال: قال ابن عمر ما وضعت لبنة على لبنة، و لا غرست نخلة منذ قبض النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.
أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر البيهقي، أنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا الحسن (8) بن علي بن عفان العامري، نا يحيى بن آدم، نا سفيان، عن عمرو (9) بن دينار، عن ابن عمر قال: ما غرست نخلة منذ قبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.
أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا أحمد بن معروف، نبأ الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (10)،أنا الفضل بن دكين أبو نعيم، نا زهير بن معاوية، عن محمّد بن سوقة، عن أبي جعفر، قال: لم يكن أحد من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إذا سمع من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حديثا أحذر أن لا يزيد فيه و لا ينقص منه، و لا و لا، من عبد اللّه بن عمر بن الخطّاب.
ص: 118
ح أخبرنا (1) أبو محمّد طاهر بن سهل، نا أبو بكر الخطيب، نا أبو الحسين علي بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران (2) المعدل، أنا إسماعيل بن محمّد الصفّار، نا محمّد بن الحسين بن أبي الحسن، نا أبو غسان (3) عن زهير قال: سمعت محمّد بن سوقة يذكر، عن أبي جعفر محمّد بن علي قال: لم يكن من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أحدا إذا سمع من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لا يزيد و لا ينقص و لا و لا، مثل عبد اللّه بن عمر (4).
أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (5)،حدّثني أبي، نا مصعب بن سلاّم، نا محمّد بن سوقة، قال: سمعت أبا جعفر يقول: كان عبد اللّه بن عمر إذا سمع من نبي اللّه شيئا أو شهد معه مشهدا لم ينظر دونه أو يعدوه (6).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا محمّد بن أبي عبد الرّحمن المقرئ، نا سفيان، عن عمرو، عن محمّد بن علي قال: كان ابن عمر إذا سمع الحديث لم يزد فيه و لم ينقص منه و لم يجاوزه (7) و لم يقصر عنه.
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنبأ أبو نعيم الحافظ (8)،نا محمّد بن
ص: 119
الحسن (1) بن كوثر، نبأ بشر بن موسى، نا عبد الصّمد بن حسان، نا خارجة بن مصعب، عن موسى بن عقبة، عن نافع قال: لو نظرت إلى ابن عمر إذا اتّبع أثر (2)رسول (3) اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لقلت: هذا مجنون.
أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنا أبو بكر البيهقي.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب (4)،نا محمّد بن أبي زكير (5)،نا ابن وهب أخبرني مالك أن رجلا حدّثه عن عبد اللّه بن عمر أنه كان يتّبع أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و آثاره و حاله و يهتمّ به، حتى كان قد خيف (6) على عقله من اهتمامه بذلك (7).(8) حدّثنا أبو القاسم محمود بن عبد الرّحمن البستي - لفظا - أنا أبو عبد اللّه إسماعيل بن عبد الغافر بن محمّد الفارسي (9)،أنا أبو حفص بن مسرور (10)-إجازة - أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن زكريا الجوزقي النيسابوري، أنا أبو حاتم مكي بن عبدان التميمي [نا] مسلم بن الحجاج، نا الحلواني، نا محمّد بن بشر، نا خالد بن سعيد - قال: قيل لمحمّد: من ذكرنا (11) عبد اللّه قال: الثقة الصدوق المأمور خالد بن سعيد
ص: 120
أخو إسحاق بن سعيد (1)-عن أبيه قال: ما رأيت أحدا كان أشد اتّقاء للحديث من ابن عمر.
أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد.
ثم أخبرنا (2) أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن (3)،أنبأ سهل بن بشر، قالا: أنا محمّد بن الحسين بن محمّد بن الطّفّال، أنبأ أبو الطاهر الذهلي، نا موسى بن هارون، نا عبد الرّحمن بن محمّد بن سلام الطرسوسي، نا شبابة بن سوّار، نا عبد العزيز الماجشون، عن عبيد اللّه (4) بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر: أنه كان يتبع آثار رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كلّ مكان صلّى فيه حتى أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم نزل تحت شجرة، فكان ابن عمر يتعاهد تلك الشجرة، فيصب في أصلها الماء لكيلا تيبس.
قال: لنا موسى بن هارون: هذا حديث غريب لا نعرفه إلاّ عن الماجشون و كان ثبتا متقنا رحمه اللّه.
أخبرنا أبو المعالي صالح بن شافع بن صالح بن حاتم الجيلي، أنبأ أبو الفضل محمّد بن محمّد بن الطّيّب الصّبّاغ، أنا أبو القاسم عبد الملك بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران المعدّل، أنا أبو محمّد عبد الخالق بن الحسن (5) المعدّل، نا محمّد بن سليمان، نا أبو معمر، نا عبد الوارث، نا أيوب، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:
«لو تركنا هذا الباب للنساء» (6)[6488].
قال نافع: فلم يدخل فيه ابن عمر حتى مات (7).
أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر بن المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار قال:
و كان عبد اللّه بن عمر يتحفظ ما سمع من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و يسأل إذا لم يحضر من حضر عما قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أو فعل و كان يتّبع آثار رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في كل مسجد مرّ به،
ص: 121
صلّى فيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و كان يعرض (1) براحلته في كل طريق مرّ بها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فيقال له في ذلك فيقول: إني أتحرّى أن تقع (2) أخفاف راحلتي على بعض أخفاف راحلة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و كان قد شهد مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حجة الوداع، فوقف معه بالموقف بعرفة، فكان يقف في ذلك الموقف كلّما حجّ ، و كان كثير الحجّ ، لا يفوته الحجّ في كل عام، حج عام قتل ابن الزبير مع الحجاج، و كان عبد الملك بن مروان كتب إلى الحجّاج بن يوسف يأمره أن لا يخالف ابن عمر في الحجّ ، فأتى ابن عمر حين زالت الشمس يوم عرفة و معه ابنه سالم بن عبد اللّه، فصاح به عند سرادقه: الرواح، فخرج عليه الحجاج في معصفرة، فقال: هذه الساعة ؟ قال: نعم، قال: فأمهلني أصبّ عليّ ماء، فدخل ثم خرج قال سالم: فسار بيني و بين أبي، فقلت له: إن كنت تحبّ أن تصيب السنّة فعجّل الصلاة و أوجز الخطبة، فنظر إلى عبد اللّه ليسمع ذلك منه، فقال عبد اللّه: صدق، ثم انطلق حتى وقف في موقفه الذي كان يقف فيه، فكان ذلك الموقف بين يدي الحجّاج، فأمر من نخس به حتى نفرت به ناقته فسكنها ابن عمر (3) ثم ردها إلى ذلك الموقف، فوقف فيه فأمر الحجاج أيضا بناقته فنخست، فنفرت بابن (4) عمر، فسكّنها ابن عمر حتى سكنت، ثم ردّها إلى ذلك الموقف، فثقل على الحجاج أمره، قام رجلا معه حربة - يقال: إنها كانت مسمومة. فلما دفع الناس من عرفة لصق به ذلك الرجل، فأمرّ الحربة على قدميه، و هي في غرز رحله، فمرض منها أياما ثم مات بمكة، فدفن بها و صلّى عليه الحجّاج.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا أحمد محمد بن يحيى بن سعيد، نا محمّد بن بشر (5) قال:
سمعت خالد بن سعيد يذكره عن أبيه قال: ما رأيت أحدا كان أشد اتّقاء لحديث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من ابن عمر.
ص: 122
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا إبراهيم بن أحمد بن جعفر، نا جعفر بن محمّد بن الحسن (1)،نا أبو مسعود أحمد بن الفرات (2)، أنبأ يزيد بن هارون، أنبأ شعبة، عن ابن أبي السفر، عن الشعبي قال: صحبت ابن عمر سنة، فما رأيته يحدّث عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم إلاّ حديثا واحدا.
أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنبأ أحمد بن محمود، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم، نا أبو يوسف يعقوب بن إسحاق الأنطاكي، نا محمّد بن سلاّم المنبجي، نا عيسى بن يونس، عن عبد اللّه بن أبي السفر، عن الشعبي قال: جالست ابن عمر بالمدينة، فما سمعته يحدّث عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حديثا.
أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، نبأ عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال (3):قال محمّد - يعني - ابن أبي عمر - عن ابن عيينة (4) عن ابن أبي نجيح.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين (5) أحمد بن محمّد، أنا عيسى بن علي، أنبأ عبد اللّه بن محمّد، نا عمرو الناقد، نا سفيان، عن ابن جريج، عن مجاهد قال: صحبت ابن عمر إلى المدينة، فما سمعته حدّث عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم إلاّ حديثا واحدا.
هكذا قال الناقد: ابن جريج، و الصواب: ابن أبي نجيح، كما قال: ابن أبي عمر.
أخبرنا بها على الصواب أبو القاسم (6) أيضا، أنا أبو محمّد بن أبي (7) عثمان، أنبأ أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد الفرضي، أنبأ محمّد بن جعفر المطيري، نا بشر بن مطر الواسطي، نا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال: صحبت ابن عمر إلى المدينة، فما سمعته يحدّث عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إلاّ حديثا واحدا.
ص: 123
أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنبأ أبو الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد بن النحّاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا محمّد بن سنان القزّاز أبو الحسن (1) البصري، نا وهب بن جرير بن حازم، نا شعبة، عن توبة العنبري قال: قال الشعبي: أ رأيت فلانا حين يحدّث عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم ؟ لقد جالست ابن عمر قريبا من سنتين (2) فما سمعته يحدّث عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم غير أنه قال يوما كان ناس من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عنده يأكلون ضبا، فيهم سعد بن مالك، فنادتهم امرأة من أزواج النبي صلّى اللّه عليه و سلّم إنّه ضبّ ، فأمسكوا، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«كلوا، فإنّه حلال، و لا بأس به، و لكن ليس من طعام قومي»[6489].
أخبرناه أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نبأ أبو العباس محمّد بن يعقوب الأصم، نا إبراهيم بن مرزوق، نا وهب بن جرير، نا شعبة، عن توبة العنبري قال: قال لي الشعبي: أ رأيت فلانا حين يحدّث عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، قد جالست ابن عمر قريبا من سنتين فما سمعته يحدّث عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بشيء غير أنه قال يوما: كان ناس من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يأكلون ضبا، فيهم سعد بن مالك، فنادتهم امرأة من أزواج النبي صلّى اللّه عليه و سلّم إنّه ضبّ ، فأمسكوا، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«كلوا، فإنّه حلال، و لا بأس به و لكنه ليس من طعام قومي»[6490].
أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو سعد محمّد بن موسى الصيرفي، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب الأصم، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني معاذ (3) بن شعبة البصري، نا معتمر (4)،عن كهمس، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي قال: لو لقيت هذا - يعني - الحسن (5) لنهيته عن قوله [قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم صحبت ابن عمر ستة أشهر فلم أسمعه يقول] (6).قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إلاّ في حديث واحد.
أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأ أبو نعيم الحافظ (7)،نا أبو حامد بن جبلة، نا محمّد بن إسحاق، نا محمّد بن الصباح، نا سفيان، حدّثني الصدوق البرّ عمر بن
ص: 124
محمّد بن زيد، عن أبيه قال: كان ابن عمر إذا مرّ يربعهم - و قد هاجر منها (1) غمّض عينيه - و لم ينظر إليه، و لم ينزله قط .
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا طراد بن محمّد، أنا أبو الحسن (2) بن رزقويه، أنبأ أبو جعفر محمّد بن يحيى بن عمر بن علي [بن حرب] (3)،نا علي بن حرب (4)،نا سفيان، عن زيد بن محمّد، عن أبيه قال: ما رأيت ابن عمر مر بربعه قط إلاّ غمّض عينيه، قلت له: نزله ؟ قال: لا ينظر إليه كيف ينزله.
الصواب: عمر بن محمّد بن زيد.
أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنبأ أبو بكر البيهقي، أنبأ أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأ أبو العباس الأصم، أنبأ الربيع، أنبأ الشافعي، أنا ابن عيينة، عن عمر بن محمّد بن زيد بن عبد اللّه بن عمر قال: سمعت أبي يقول: ما ذكر ابن عمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إلاّ بكى، و ما مرّ على ربعهم إلاّ غمّض عينيه.
أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو بكر أحمد بن يحيى بن الحسن (5)،و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، قالوا: أنا أبو الحسن (6) الداودي، أنا عبد اللّه بن أحمد بن حموية السرخسي، أنا عيسى بن عمر بن العباس أنا (7) عبد اللّه بن عبد الرّحمن الدارمي، نا محمّد بن أبي خلف، نبأ سفيان عن عمر بن محمّد عن أبيه قال: سمعت ابن عمر ما يذكر النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قطّ إلاّ بكى.
و رويت عن ابن عيينة بإسناد آخر.
أخبرنا بها أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو محمّد بن أبي عثمان، أنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد الفرضي، نا محمّد بن جعفر المطيري، نا أبو منصور نصر بن داود بن طوق الخلنجي، نا قتيبة، نا سعيد بن منصور، نبأ سفيان، عن عاصم بن محمّد، عن ابن زيد، عن أبيه قال: ما سمعت ابن عمر ذكر النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قطّ إلاّ بكى.
ص: 125
أخبرنا بها عالية أبو القاسم بن الحصين، و أبو نصر بن رضوان، و أبو علي بن السّبط ، و أبو غالب بن البنّا، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، نبأ عبيد اللّه بن عمر، نا سفيان، عن عاصم بن محمّد العمري، عن أبيه قال: ما سمعت ابن عمر ذكر النبي صلّى اللّه عليه و سلّم إلاّ بكى.
أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا رشأ المقرئ، أنا أبو محمّد المصري، أنا أحمد بن مروان، نا أبو إسماعيل الترمذي، نا مهدي بن جعفر، نا الوليد بن مسلم، عن عمر بن محمّد بن زيد، عن إسحاق بن عبد اللّه الغطفاني قال: كان ابن عمر لا يذكر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إلاّ بكى.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن (1)،أنا هشيم (2)،قال أبو بشر: أنا عن يوسف بن ماهك قال: رأيت ابن عمر و هو عند عبيد بن عمير، و عبيد يقصّ ، فرأيت ابن عمر عيناه تهرقان (3) دمعا.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي (4)،أنبأ أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (5)،أنا موسى بن مسعود أبو حذيفة النهدي، نا عكرمة بن (6) عمّار، عن عبد اللّه بن عبيد (7) بن عمير (8)، عن أبيه أنه قرأ: فَكَيْفَ إِذٰا جِئْنٰا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ حتى ختم الآية (9)،فجعل ابن عمر يبكي حتى لثقت لحيته و جبهته (10) من دموعه.
قال عبد اللّه: فحدّثني الذي كان إلى جنب ابن عمر قال: لقد أردت أن أقوم إلى عبيد بن عمير فأقول له: أقصر عليك فإنك قد آذيت هذا الشيخ.
ص: 126
أنبأنا أبو علي الحدّاد، قال: أنبأ أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه (1)،نا أبو حامد بن جبلة، نا محمّد بن إسحاق، حدّثنا الحسن (2) بن حمّاد، نا أبو أسامة، عن عثمان بن واقد، عن نافع، قال: و كان ابن عمر إذا قرأ هذه الآية: أَ لَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللّٰهِ (3) بكى حتى يغلبه البكاء.
و أخبرنا أبو القاسم زاهر، و أبو بكر وجيه ابنا (4) طاهر بن محمّد، قالا: أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمّد الشاهد، أنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل بن يحيى الحربي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن الحسن (5) بن الشرقي، نا عبد اللّه بن هاشم الطوسي، نبأ وكيع، نا هشام الدّستوائي، عن القاسم بن أبي بزّة، حدّثني من سمع ابن عمر قرأ وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (6) فلما بلغ يَوْمَ يَقُومُ النّٰاسُ لِرَبِّ الْعٰالَمِينَ (7) بكى حتى خرّ و امتنع من قراءة ما بعده.
قال: و نا وكيع، نا عبد الجبّار بن ورد، و نافع بن عمر، عن ابن أبي مليكة قال: مرّ رجل على عبد اللّه بن عمر و هو ساجد في الحجر و هو يبكي، فقال: أتعجب أن أبكي عن خشية من اللّه و هذا القمر يبكي من خشية اللّه ؟ قال: و نظر إلى القمر حين شفّ (8) أن يغيب.
و قد رويت هذه القصة عن عبد اللّه بن عمرو (9) بن العاص.
قرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن، عن إبراهيم بن عمر (10)،أنا محمّد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (11)،أنا أحمد بن عبد اللّه بن يونس، نا أبو شهاب أخبرني (12) حبيب بن الشهيد، قال: قيل
ص: 127
لنافع: ما كان يصنع ابن عمر في منزله ؟ قال: لا يطيقونه، الوضوء لكلّ صلاة، و المصحف فيما بينهما.
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنبأ أبو منصور بن شكرويه، أنبأ إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد، نبأ أبو عبد اللّه المحاملي، نا محمّد بن عمرو بن أبي (1)مذعور قال: سألت عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر قال: سألت عن قول اللّه عزّ و جلّ :
وَ الْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحٰارِ (2) قال: حدّثني سليمان بن موسى، عن نافع أن ابن عمر كان يحيي الليل ثم يقول: يا نافع أسحرنا؟ فأقول لا، فيعاود الصلاة، فإذا قلت: نعم، فقد يستغفر اللّه و يدعو حتى يصبح.
سقط الوليد شيخ ابن أبي مذعور، فإنه لم يدرك ابن جابر.
أنبأناه أبو علي الحسن (3) بن أحمد، أنا أبو نعيم (4) أحمد بن عبد اللّه، نا سليمان بن أحمد، نا أبو (5) يزيد القراطيسي، نا أسد بن موسى، نا[ (6) الوليد بن مسلم، نا ابن جابر، حدّثني سليمان بن موسى]، عن نافع، عن ابن عمر: أنه كان يحيي الليل صلاة ثم يقول: يا نافع أسحرنا؟ فيقول: لا، فيعاود الصلاة، ثم يقول: يا نافع أسحرنا؟ فأقول: نعم، فيقعد و يستغفر و يدعو حتى يصبح.
قال: و نا أبو نعيم (7)،نا محمّد بن أحمد بن الحسن (8)،نا بشر بن موسى، نا خلاّد بن يحيى، نا عبد العزيز بن أبي روّاد (9).
ح قال (10):و نا أبو محمّد بن حيّان (11)،نا أبو يعلى، نا محمّد بن الحسين البرجلاني، نا زيد بن الحباب، نا عبد العزيز بن أبي رواد (12)،عن نافع أن ابن عمر كان إذا فاتته صلاة العشاء في جماعة أحيا بقية ليلته (13).
ص: 128
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو القاسم علي بن محمّد بن علي بن يعقوب الإيادي ببغداد، أنا أبو علي محمّد بن أحمد بن الصّوّاف، نا أبو العباس بن المفلّس، قال: سمعت ابن أبي أويس يقول: سمعت مالك بن أنس يقول: سمعت نافعا يقول: كان ابن عمر إذا فاتته صلاة في جماعة صلّى إلى الصلاة الأخرى، فإذا فاتته العصر سبّح إلى المغرب، و لقد فاتته صلاة عشاء الأخيرة (1) في جماعة فصلّى حتى طلع الفجر.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا يحيى بن محمّد، نا الحسين بن الحسن (2)،أنا ابن المبارك، أنا عمر بن محمّد بن زيد: أنا أباه أخبره أن عبد اللّه بن عمر كان له مهراس (3) فيه ماء، فيصلّي ما قدر له ثم يصير إلى الفراش فيغفى إغفاء الطائر، ثم يقوم فيتوضأ ثم يصلّي، ثم يرجع إلى فراشه فيغفى إغفاء الطائر ثم ينتبه فيتوضأ ثم يصلّي، يفعل ذلك في الليلة أربع مرات أو خمس (4).
أخبرنا (5) أبو القاسم الشحامي أنا أبو (6) بكر البيهقي، أنا أبو بكر الحارثي الأصبهاني، أنا أبو محمّد بن حيّان (7)،نا إبراهيم بن محمّد بن الحسن، نا أبو عامر موسى بن عامر، نا الوليد بن مسلم، قال: و أخبرني عمر بن (8) محمّد بن أبيه عن جده عبد اللّه بن عمر أنه كان إذا غلبه النوم في قيام الليل أتى فراشه، فاضطجع، فرقد رقاد الطير، ثم يثب فيتوضأ و يعاود الصلاة.
أنبأنا أبو علي الحداد، قال: أنا أبو نعيم (9)،أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، نا محمّد بن أبي عدي، عن ابن عون قال: ذكر محمّد فضل ابن عمر فقال: كان كلما استيقظ من الليل صلّى.
ص: 129
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق الفقيه، و حدّثنا (1) عمي، أنا ابن يوسف، أنا الجوهري - قراءة - ابن عمر.
ح قال: و أنا أبو إسحاق - إجازة (2)-أنا أبو (3) عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (4)،أنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب، عن نافع قال: ابن عمر لا يصوم في السفر، و لا يكاد يفطر في الحضر، إلاّ أن يمرض، أو أيام يقدم، فإنه كان رجلا كريما يحبّ أن يؤكل عنده.
قال: و كان يقول: لأن أفطر في السفر و آخذ برخصة اللّه أحبّ إليّ من أن أصوم.
أخبرنا أبو نصر إبراهيم بن الفضل بن إبراهيم البآر، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأ أبو الحسن (5) أحمد بن محمّد بن عمران المعروف بابن الجندي (6)،نا أبو القاسم البغوي، نا عبد الأعلى هو ابن حمّاد، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن عبيد اللّه، عن نافع: أن ابن عمر كان لا يصوم في السفر، و لا يكاد يفطر في الحضر، و إن ابن عمر كان اليوم الذي يدخل فيه مكة يصبح صائما.
أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو القاسم بن حبابة، نبأ يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن المروزي، أنبأ محمّد بن أبي عدي، عن حميد الطويل، عن نافع، عن ابن عمر قال: ما رأينا ابن عمر صائما في سفر و لا مفطرا في حضر (7).
قال: و نا الحسين، نا أبو داود الطيالسي، نا قرّة (8) بن خالد، نا سعد (9) بن إبراهيم قال: كان ممن يكثر الصوم عائشة، و ابن عمر، و سعيد بن المسيّب.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد الأزهري، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا أبو حامد بن الشرقي، نا محمّد بن يحيى الذهلي، نا عبد الرزّاق، أنا معمر، عن
ص: 130
الزهري، عن سالم قال: ما لعن بن عمر خادما ما له قط إلاّ مرة فأعتقه (1).
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أخبرنا (2) عمي، أنا (3)ابن يوسف الجوهري - قراءة عن محمّد بن العباس.
ح قال: و أنا البرمكي - إجازة - أنا محمّد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (4)،أنبأ محمّد بن يزيد بن خنيس، عن عبد العزيز بن أبي روّاد، أخبرني نافع: أن عبد اللّه بن عمر كانت له جارية، فلما اشتدّ عجبه بها أعتقها و زوّجها مولى له.
قال محمّد بن يزيد: قال بعض الناس: هو نافع، فولدت غلاما، قال نافع: فلقد رأيت عبد اللّه بن عمر يأخذ ذلك الصبي فيقبّله ثم يقول: واها لريح فلانة - يعني الجارية التي أعتق.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنبأ أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأ أبو قتيبة سالم (5) بن الفضل الأدمي - بمكة - نا محمّد بن نصر الصائغ، أنا أبو مصعب، نا عبد اللّه بن الحارث الجمحي، حدّثني زيد بن أسلم قال:
مرّ عبد اللّه بن عمر براع فقال: يا راعي الغنم، هل من جزرة، قال الراعي: ليس هاهنا ربّها، فقال له ابن عمر: تقول: إنه أكلها الذئب، قال: فرفع الراعي رأسه إلى السماء، ثمّ قال: فأين اللّه، قال ابن عمر: فأنا و اللّه أحق أن أقول فأين اللّه، فاشترى (6)ابن عمر الراعي، و اشترى (7) الغنم فأعتقه و أعطاه الغنم.
قال: و أنبأ البيهقي، أنا أبو نصر بن قتادة، أنبأ أبو أحمد الحافظ ، أنا أبو العباس الثقفي، نا قتيبة، نا الخنيسي - يعني - محمّد بن يزيد الخنيسي (8)،عن عبد العزيز بن أبي روّاد (9)،عن نافع قال: خرج ابن عمر في بعض نواحي المدينة و معه أصحاب له، و وضعوا السفرة له، فمرّ بهم راعي غنم قال: فسلّم فقال له ابن عمر: هلمّ يا راعي، هلمّ
ص: 131
فأصب من هذه السفرة، فقال له: إنّي صائم، فقال ابن عمر: أ تصوم في مثل هذا اليوم الحار الشديد سمومه و أنت في هذه الحالة، ترعى هذه الغنم، فقال له: إنّي و اللّه أبادر أيامي هذه الخالية، فقال له ابن عمر: و هو يريد يختبر ورعه: فهل لك أن تبيعنا شاة من غنمك هذه فنعطيك ثمنها و نعطيك من لحمها فتفطر عليه، فقال: إنها ليست لي بغنم، إنها غنم سيدي، قال له ابن عمر: فما عسى سيّدك فاعلا إذا فقدها، فقلت أكلها الذئب ؟ فولّى الراعي عنه و هو رافع إصبعه إلى السماء و هو يقول: فأين اللّه، قال: فجعل ابن عمر يردد قول الراعي و هو يقول: قال الراعي: فأين اللّه ؟ قال: فلمّا قدم المدينة بعث إلى مولاه فاشترى منه الغنم و الراعي، فأعتق الراعي و وهب منه الغنم.
أخبرنا (1) أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو منصور بن شكرويه، و أبو بكر السمسار، قالا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد، نبأ أبو عبد اللّه المحاملي، نا عبد اللّه بن شبيب، حدّثني محمّد بن يزيد بن خنيس المخزومي، حدّثني عبد العزيز بن أبي روّاد (2)،عن نافع قال:
خرجت مع ابن عمر في بعض أسفاره، إذ نزل منزلا، فبسط سفرته، فمرّ به راعي (3)،فقال: يا راعي، هلم، فقال: إني صائم، قال: و في مثل هذا اليوم ؟ و ذلك يوم قائظ شديد الحرّ، قال: إني أبادر الأيام الخالية، قال: فأراد ابن عمر أن يبلو عقله فقال:
يا راعي بعنا شاة، قال: ليست لي، قال: نطعمك من لحمها، و نعطيك ثمنها، و تخبر صاحبها أن الذئب أكلها، قال: يا عبد اللّه، فأين اللّه ؟ قال ابن عمر: يا نافع ارفع سفرتك ثم رجع، فلم يزل يقول: قال الراعي: فأين اللّه ؟ حتى دخل المدينة، فسأل عن مولى الراعي، فاشتراه و اشترى الغنم منه، فكتب ابن عمر إليه بعتقه و وهب له الغنم.
قال نافع: و كان ابن عمر إذا أعجبه من ماله قدّمه و لقد رأيته عشية في حج أو عمرة و هو على نجيب له قد أعجبه سيرته و روحته فنزل عنه، فقال: يا نافع حط عنه و قلّده (4)، و أشعره و أدخله في البدن، قال نافع: فعرفه غلمانه بذلك، فجعلوا يشمّرون ثيابهم،
ص: 132
و يلزمون الصف الأول، فلما رآهم أعجب بهم فأعتقهم، فقيل له: يا أبا عبد الرّحمن، إنهم و اللّه يخدعونك، فقال: من خدعنا باللّه انخدعنا.
أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنبأ أبو نعيم (1)،نا إبراهيم بن عبد اللّه، نا محمّد بن إسحاق، نبأ قتيبة بن سعيد، نبأ محمّد بن يزيد بن خنيس، نا عبد العزيز بن أبي روّاد، عن نافع قال: كان ابن عمر إذا اشتد عجبه بشيء من ماله قرّبه لربّه عزّ و جل قال نافع:
و كان رقيقه قد عرفوا ذلك منه، فربما شمّر أحدهم، و لزم المسجد، إذا رآه ابن عمر على تلك الحالة الحسنة أعتقه، فيقول له أصحابه: يا أبا عبد الرّحمن، و اللّه ما بهم إلاّ أن يخدعوك، فيقول ابن عمر: فمن خدعنا باللّه انخدعنا له.
قال نافع: فلقد رأيتنا ذات عشية و راح ابن عمر على نجيب له قد أخذه بمال، فلما أعجبه سيره أناخه مكانه، ثم (2) نزل عنه فقال: يا نافع، انزعوا زمامه و رحله، و جلّلوه (3)و أشعروه و أدخلوه في البدن.
قال (4):و نبأ أبو حامد بن جبلة، نا أبو العباس الثقفي، نا محمّد بن الصباح، نا سفيان، عن عبيد اللّه، عن نافع قال:
بينما هو يسير على ناقته بعير ابن عمر إذ أعجبته فقال: أخ أخ فأناخها ثم قال: يا نافع حط عنها الرحل، فكنت أرى أنه لشيء رابه منها في فحططت (5) الرحل (6)،فقال لي: انظر هل ترى عليها مثل رأسها، فقلت: أنشدك اللّه، إنّك إن شئت بعتها و اشتريت بثمنها، قال: فحلّلها و جلّلها و جعلها (7) في بدنه، و ما أعجبه من ماله شيء قطّ إلاّ قدّمه.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الطّيّب عثمان بن عمرو الإمام (8)،نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن
ص: 133
الحسن (1)،أنا ابن (2) المبارك، أنا محمّد بن مطرف، عن أبي (3) حازم، عن عبد اللّه بن دينار (4) قال: خرجت مع ابن عمر إلى مكة، فعرسنا في بعض الطرق، فخرج ابن عمر لحاجة و خرجت معه، فانحدر عليه راع من الجبل، فقال له ابن عمر:
أراعي (5)؟قال: نعم، قال: بعني شاة من الغنم - قال أسامة في حديثه (6) قال: إنّي مملوك، قال: قل لسيدك: أكلها الذئب، قال: فأين اللّه عزّ و جلّ ، قال عبد اللّه: فأين اللّه ثم بكى، ثم قال للراعي: أ قريب سيّدك ؟ قال: لا، قال: فاذهب معنا إلى المنزل، قال: فذهب، فأعطاه في ثوبه طعاما ثم قال: ائتني أنت و سيّدك غدا على الماء، ثم ذهب، ثم غدا هو و سيده على عبد اللّه، فقال: بعني غلامك، فقال: نعم، فاشتراه منه فأعتقه.
قال: و أنبأ ابن المبارك، أنا أسامة بن زيد، عن نافع، عن ابن عمر نحوا منه (7).
أخبرنا أبو علي الحدّاد - في كتابه - أنا أبو نعيم الحافظ (8)،أنا إبراهيم بن عبد اللّه، نا محمّد بن إسحاق، نا قتيبة بن سعيد، نبأ كثير بن هشام، نا جعفر بن برقان، نا ميمون بن مهران، قال:
مر أصحاب نجدة الحروري (9) على إبل لعبد اللّه بن عمر فاستاقوها، فجاء راعيها، فقال: يا أبا عبد الرّحمن أحتسب الإبل، قال: و ما لها، قال: مرّ بها أصحاب نجدة فذهبوا بها، قال: كيف ذهبوا بالإبل و تركوك، قال: قد كان، و ذهبوا بي معها لكن انفلت منهم، قال: فما حملك على أن تركتهم و جئتني، قال: أنت أحبّ إليّ منهم، قال: اللّه الذي لا إله إلاّ هو، لأنا أحب إليك منهم ؟ قال: فحلف له، قال: فأني أحتسبك معها، فأعتقه، فمكث ما مكث ثم أتاه آت فقال: هل لك في ناقتك الفلانية -
ص: 134
سمّاها، باسمها - ها هو ذا في السوق تباع، قال: أرني ردائي، فلما وضع على منكبيه و قام جلس فوضع رداءه ثم قال: لقد كنت احتسبتها فلم أطلبها.
قال (1):و نا كثير بن هشام، نا جعفر بن برقان، نا ميمون بن مهران: أن ابن عمر كاتب غلاما له و نجّمها عليه نجوما، فلما حلّ أول النجم أتاه المكاتب به، فسأله من أين أصبت هذا؟ قال: كنت أعمل و أسأل. قال ابن عمر: أ فجئتني بأوساخ الناس تريد أن تعطينيها؟ أنت حر (2)،و لك ما جئت به.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأ أبو بكر البيهقي، أنا أبو بكر بن الحسن (3)،و أبو زكريا بن أبي إسحاق قال: نبأ أبو العباس محمّد بن يعقوب، أنبأ محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، أنا ابن وهب، أخبرني عمر بن محمّد بن زيد بن عبد اللّه بن عمر أن أباه حدّثه.
أن عبد اللّه بن عمر كاتب غلاما له يقال له شرفا بأربعين ألفا، فخرج على الكوفة، فكان يعمل على حمر له حتى أدّى خمسة عشر ألفا، فجاءه إنسان فقال: مجنون أنت، أنت هاهنا تعذّب نفسك و عبد اللّه بن عمر يشتري الرقيق يمينا و شمالا ثم يعتقهم، ارجع إليه، فقل له: قد عجزت، فجاء إليه بصحيفته فقال: يا أبا عبد الرّحمن قد عجزت، و هذه صحيفتي فامحها فقال: لا، و لكن امحها إن شئت، فمحاها، ففاضت عينا عبد اللّه بن عمر قال: اذهب فأنت حرّ، قال: أصلحك اللّه أحسن إلى ابنيّ قال:
هما حرّان، قال: أصلحك اللّه أحسن إلى أمّي ولديّ قال: هما حرّتان (4) فأعتقهم جميعا (5) كلهم في مقعد واحد (6).
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأ أبو طاهر المخلّص، أنا محمّد بن هارون الحضرمي، نا علي بن الحسين، أنبأ أبو محمّد الزبيري (7)،نا سفيان الثوري، عن فراس، عن أبي (8) صالح، عن
ص: 135
زاذان قال: كنت عند ابن عمر فضرب غلاما له ثم أعتقه، ثم رفع شيئا من الأرض فقال:
ما لي من أجره ما يزن هذه، سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«من ضرب عبدا له حدّا لم يأته، أو لطمه كان كفّارته عتقه»[6491].
أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثنا أبي، نا عبد الرّحمن، عن سفيان، عن فراس، أخبرني أبو صالح عن زاذان قال: كنت عند ابن عمر فدعا غلاما له فأعتقه، ثم قال: ما لي فيه من أجر ما يسوى هذا أو يزن هذا، سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«من ضرب عبدا له حدّا لم يأته (2)،أو لطمه - شك عبد الرّحمن - فإن كفارته أن يعتقه»[6492].
و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم، قالا: أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان (3).
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا إبراهيم بن منصور، أنبأ أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا زهير - و في حديث ابن المقرئ: أنا أبو خيثمة - نا وكيع، عن سفيان، عن فراس، عن أبي صالح، عن زاذان:
أن ابن عمر لطم غلاما له - و قال ابن المقرئ: غلامه - ثم أعتقه، فقال: ما لي من الأجر هذا - و قال ابن حمدان: من أجره هذه - و أخذ شيئا من الأرض، سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«من ضرب عبده ظالما لم يكن له كفّارة دون عتقه»[6493].
ح أخبرنا أبوا (4) الحسن الفقيهان، قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا محمّد بن يوسف بن بشير الهروي (5)،و نا محمّد بن حمّاد الطّهراني، أنا عبد الرزّاق، عن الثوري، عن فراس، عن أبي صالح، عن زاذان قال:
كنت جالسا عند ابن عمر فدعا بعبد له فأعتقه ثم قال: ما لي من أجره ما يزن أو ما يساوي [هذا - و أخذ شيئا بيده - إني سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول: من ضرب عبدا له حدّا لم يأته
ص: 136
أو لطمه فإن كفارته أن يعتقه»] (1).
أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الطّيّب عثمان بن عمرو بن المنتاب، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، حدّثنا الحسين بن الحسن، نا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت ليث بن أبي سليم يحدّث عن سلمة بن كهيل:
أن ابن عمر أعتق مملوكا له، فقال له رجل: آجرك اللّه، فقال: ما لي من أجره (2)شيئا، و لا ما يساوي هذه - و رفع شيئا من الأرض - سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«من ضرب عبده حدّا في غير حدّ لم يكن له كفارة إلاّ عتقه»، و إنّي ضربت هذا حدّا في غير حدّ[6494].
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو صادق (3) العطّار، قالا: نبأ أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا الحسن (4) بن مكرم، نا أبو النضر، نبأ عاصم بن محمّد العمري، عن أبيه قال:
أعطى عبد اللّه بن جعفر عبد اللّه بن عمر بنافع بعشرة آلاف درهم أو ألف دينار، فدخل عبد اللّه على صفية امرأته، فقال: إنه أعطاني ابن جعفر بنافع عشرة آلاف درهم أو ألف دينار، فقالت: يا أبا عبد الرّحمن فما تنتظر أن تبيع، قال: فهلا ما هو خير من ذلك، هو حرّ لوجه اللّه تعالى، قال: فكان يخيل إليّ أن ابن عمر كان ينوي (5) قول اللّه عزّ و جل: لَنْ تَنٰالُوا الْبِرَّ حَتّٰى تُنْفِقُوا مِمّٰا تُحِبُّونَ (6)(7).
أنبأنا أبو علي المقرئ، أنا أبو نعيم الحافظ (8)،نا أحمد بن محمّد بن سنان، نا محمّد بن إسحاق السّرّاج، نا عمرو بن زرارة، نا أبو عبيدة بن محمّد الحداد، عن عبد اللّه بن أبي عثمان قال: كان عبد اللّه بن عمر أعتق جاريته التي يقال لها رميثة،
ص: 137
و قال: إنّي سمعت اللّه قال في كتابه: لَنْ تَنٰالُوا الْبِرَّ حَتّٰى تُنْفِقُوا مِمّٰا تُحِبُّونَ و إنّي و اللّه إن كنت لأحبّك في الدنيا، اذهبي، فأنت حرة (1) لوجه اللّه.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عثمان بن عمرو بن محمّد بن المنتاب، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا ابن المبارك، أنا يونس، عن الزهري، قال: أراه عن سالم قال:
لم نسمع - أو قال: لم أر - ابن عمر يلعن خادما قطّ إلاّ مرة واحدة، غضب على بعض خدمه فقال: لعنة اللّه عليكم (2)،ثم قال: كلمة لم أكن أحب أقولها.
قال: و أنا ابن المبارك، أنا حجاج بن أبي منيع الرصافي، عن جدّه عن الزهري قال: أخبرني سالم: أنه لم يكن يسمع عبد اللّه بن عمر لعن (3) خادما له قطّ إلا مرّة واحدة، فإنه غضب على بعض خدمه فقال: لعنة اللّه عليك، كلمة لم أكن أحبّ أن أقولها.
أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد بن المجلي، أنبأ أبو بكر الخطيب، أنا القاضي أبو بكر أحمد [بن] الحسن (4) الحرشي، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب الأصم، نبأ محمّد بن خالد بن خليّ (5) الحمصي - بحمص - حدّثنا بشير (6) بن شعيب بن أبي حمزة، عن أبيه عن الزهري أخبرني سالم بن عبد اللّه.
أنه لم يسمع عبد اللّه يلعن خادما له قط غير مرة واحدة غضب فيها على بعض خدمه فقال له: لعنة اللّه عليك، كلمة لم أكن أحبّ أن أقولها.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصفّار، نا أحمد بن منصور، نا عبد الرزّاق (7)،أنبأ معمر، عن الزهري قال: أراد ابن عمر أن يلعن خادما له فقال: اللّهمّ العن، قال: فلم
ص: 138
يتمّها، و قال: إن هذه الكلمة لم أحبّ أن أقولها.
قال: و أنا معمر، عن الزهري، عن سالم قال: ما لعن ابن عمر خادما له قطّ إلا واحدا، فأعتقه.
أخبرنا أبو الحسن (1) علي بن أحمد بن منصور، أنبأ أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، نا أبو بكر أحمد بن منصور الرمادي، نا عبد الرزّاق (2)،أنا معمر، عن الزهري، عن سالم قال: ما لعن ابن عمر خادما له قط إلا واحدا، فأعتقه.
قرأت على أبي غالب بن البنّا عن أبي إسحاق البرمكي، و حدّثنا (3) عمي، أنا أبو (4) طالب، أنا أبو محمّد - قراءة - عن أبي (5) عمر.
ح قال: و أنا أبو إسحاق - إجازة - أنا أبو عمر محمّد بن العباس، أنا أبو الحسين أحمد بن معروف، أنبأ الحسين بن محمّد الفقيه، نا محمّد بن سعد (6)،أنا كثير بن هشام، نا جعفر بن برقان، نا ميمون بن مهران، عن نافع قال:
أتى ابن عمر ببضعة و عشرين (7) ألفا، فما قام من مجلسه حتى أعطاها، و زاد عليها، قال: لم يزل يعطي حتى أنفد ما كان عنده، فجاءه (8) بعض من كان يعطيه فاستقرض من بعض من كان أعطاه، فأعطاه.
قال ميمون: و كان يقول له القائل: بخيل، و كذبوا، و اللّه ما كان ببخيل فيما ينفعه.
أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم (9)،نا الحسن بن محمّد بن كيسان (10)،نا
ص: 139
إسماعيل بن إسحاق القاضي، نا سليمان بن حرب، نا أبو هلال، نا أيوب بن وائل الراسبي (1) قال:
قدمت المدينة، فأخبرني رجل - جار (2) لابن عمر - أنه أتى ابن عمر أربعة آلاف من قبل معاوية، و أربعة آلاف من قبل آخر، و ألفان من قبل آخر، و قطيعة (3) فجاء إلى السوق يريد علفا لراحلته بدرهم نسيئة - و قد عرفت الذي جاءه - فأتيت (4) سرّيته فقلت:
إنّي أريد أن أسألك عن شيء و أحب أن تصدقيني (5)،قلت أ ليس قد أتت أبا عبد الرّحمن أربعة آلاف من قبل معاوية، و أربعة آلاف من قبل إنسان آخر، و ألفان من قبل آخر، و قطيفة ؟ قالت: بلى، قلت: ما لي رأيته يطلب علفا بدرهم نسيئة، قالت: ما بات حتى فرّقها، فأخذ القطيفة فألقاها على ظهره ثم ذهب فوجهها. ثم جاء فقلت: يا معشر التجار ما تصنعون بالدنيا، و ابن عمر أتته البارحة عشرة آلاف درهم (6)،فأصبح اليوم يطلب لراحلته علفا بدرهم نسيئة.
أنبأنا (7) أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن (8) الباقلاني.
ح و أنبأنا أبو الفضل بن ناصر في جماعة، قالوا: أنا أبو الفضل محمّد بن عبد السلام الأنصاري، قالا: أنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم، أنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن كيسان النحوي، أنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، نا سليمان بن حرب، نا أبو هلال، نا أيوب بن وائل الراسبي، قال:
قدمت المدينة فأخبرني رجل (9)-جار لابن عمر - أنه أتى ابن عمر أربعة آلاف درهم من قبل معاوية، و أربعة آلاف أخرى من قبل آخر (10)،و ألفان من قبل آخر، و قطيفة، فجاء إلى السوق يريد لراحلته علفا بدرهم نسيئة، و قد عرفت الذي جاءه،
ص: 140
فأتيت سرّيته فقلت: إنّي أريد أن أسألك عن شيء، فأحب أن تصدقيني، قالت: سل، قلت: أ ليس قد أتت أبا عبد الرّحمن أربعة آلاف من قبل معاوية، و أربعة آلاف من قبل إنسان، قالت: بلى، قلت: إني رأيته يطلب علفا بدرهم نسيئة، قالت: ما بات حتى فرّقه، و أخذ القطيفة فألقاها على ظهره ثم ذهب فوجهها، ثم جاء فقلت: يا معاشر التجّار، ما تصنعون بالدنيا، و ابن عمر أتته البارحة عشرة آلاف درهم وضحا، فأصبح اليوم يطلب لراحلته علفا بدرهم نسيئة (1).
أخبرنا أبو علي الحداد - في كتابه - أنا أبو نعيم، نا سليمان بن أحمد، نا محمّد بن (2) السري بن مهران، نا الحكم بن موسى، نا يحيى بن حمزة، عن برد بن سنان، عن نافع قال: إن كان ابن عمر ليقسم في المجلس الواحد ثلاثين ألفا، ثم يأتي عليه شهر ما يأكل فيه مزعة (3) من لحم.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس - هو الأصم - نا سعد بن محمّد قاضي بيروت، نا عبد الوهّاب بن الضحاك، نا ابن عيّاش، عن مطعم بن المقدام، عن برد بن سنان، عن نافع، عن ابن عمر: أنه ربّما تصدّق في الشهر بثلاثين ألف درهم، و ما يأكل فيه أكلة لحم.
أنبأنا أبو علي الحداد، قالا (4):أنا أبو نعيم (5)،نا أبو حامد بن جبلة، نا محمّد بن إسحاق، نا أبو همام السّكوني، نا إسماعيل، عن أيوب (6)،عن نافع، قال:
بعث معاوية إلى ابن عمر بمائة ألف، فما حال عليه الحول و عنده منها شيء.
قال: و نا أبو نعيم (7) نا (8) أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد، نا أبي (9)،نا عبد الأعلى، عن برد، عن نافع، عن ابن عمر.
أنه كان لا يعجبه شيء من ماله إلاّ خرج منه للّه عزّ و جل، قال: و كان ربّما تصدّق
ص: 141
في المجلس الواحد بثلاثين ألفا، قال: و أعطاه ابن عامر ثلاثين ألفا مرتين فقال: يا نافع إنّي أخاف أن تفتنّي دراهم ابن عامر، اذهب فأنت حرّ، قال: و كان لا يدمن اللحم شهر إلاّ مسافرا (1) أو رمضان، قال: و يمكث الشهر لا يذوق فيه مزعة (2) لحم.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأ أبو الغنائم بن المأمون، أنبأ أبو الحسن الدار قطني، نا أبو داود (3) أحمد بن محمّد بن أبي بكر الواسطي، نا علي بن حرب، نا الحسن (4) بن موسى الأشيب، نا سعيد بن زيد، عن عمرو بن خالد، عن حبيب بن أبي ثابت، عن نافع، عن ابن عمر: أنه اشترى سمكة طرية بدرهم و نصف، فأتاه سائل، فتصدّق بها عليه، و قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«أيّما امرئ اشتهى شهوة فردّ شهوته، و آثر على نفسه غفر اللّه له»[6495].
قال الدار قطني: غريب من حديث حبيب عن نافع، تفرّد به عمرو (5) بن خالد، أبو خالد الواسطي عنه.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا - فيما قرأت عليه - عن أبي إسحاق إبراهيم بن عمر (6)،أنا محمّد بن العباس، أنبأ أحمد بن معروف، أنبأ الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (7)،أنا عبد اللّه بن جعفر، نا أبو المليح، عن حبيب بن أبي مرزوق.
أن ابن عمر اشتهى سمكا قال: فطلبته له صفية امرأته، فأصابت له سمكة، فصنعتها، فأطابت صنعتها، ثم قدمتها (8) إليه قال: و سمع نداء مسكين على الباب، فقال: ادفعوها إليه، فقالت صفية: أنشدتك اللّه لما رددت نفسك منها بشيء، فقال:
ادفعوها إليه، قالت: فنحن نرضيه منها، قال: أنتم أعلم، فقالوا للسائل: إنّه قد اشتهى هذه السمكة، قال: و أنا و اللّه اشتهيتها، قال: فماكسهم حتى أعطوه دينارا، قالت: إنّا قد
ص: 142
أرضيناه، قال: كذلك قد أرضوك، و رضيت و أخذت الثمن ؟ قال: نعم، قال: ادفعوها إليه.
أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأ أبو نعيم (1)،نبأ إبراهيم بن عبد اللّه، نا محمّد بن إسحاق، نا قتيبة بن سعيد، نا الليث بن سعد، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال.
أن عبد اللّه بن عمر نزل الجحفة (2) و هو شاك، فقال: إني لأشتهي حيتانا، فالتمسوا له فلم يجدوا إلاّ حوتا واحدا، فأخذته امرأته صفية بنت أبي عبيد، فصنعته، ثم قرّبته إليه، فأتى مسكين حتى وقف عليه، فقال له ابن عمر: خذه، فقال أهله:
سبحان اللّه قد عيينا (3) و معنا زاد نعطيه فقال: إنّ عبد اللّه يحبه.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا أبو نصر محمّد بن أحمد التاجر، أنبأ علي بن محمّد بن ماشاذه، نا محمّد بن إبراهيم بن عبد اللّه الراشدي، نا أحمد بن هشام، نا بكر بن بكّار، نا قيس بن مسلم، نا علقمة بن مرثد قال:
أتى ابن عمر بحوت اشتهاه، فجاء سائل فقال: من يتصدّق (4)،فإن اللّه يجزي المتصدقين، فقال ابن عمر: احملوا هذا الحوت إليه، فقالت زوجته: نعطيه درهما مكان هذا الحوت، و اقض شهوتك، قال: شهوتي أريد ح أخبرنا (5) أبو المظفّر بن القشيري، و أبو القاسم الشّحّامي، قالا (6):أنا أبو سعد الجنزرودي (7)،أنا أبو سعيد محمّد بن بشر (8) ابن العباس، أنا أبو لبيد (9)محمّد بن إدريس السامي، نا سويد بن سعيد، نا حمّاد بن زيد، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر أنه اشتهى شهوة (10) العنب في غير زمانه، فطلبوه فلم يجدوا له إلاّ عند
ص: 143
رجل (1) سبع حبات درهم، فاشتري له، فجاء سائل فأمر له به، و لم يأكله (2).
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن (3)،أنا أبو محمّد الجوهري، أنبأ أبو عمر بن حيوية، نبأ يحيى بن محمّد بن صاعد، نبأ الحسين بن الحسن (4)،أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا عمر بن محمّد بن زيد بن عبد اللّه بن عمر بن (5) الخطاب، عن نافع.
أن ابن عمر اشتكى، فاشتري له عنقود بدرهم، فأتاه مسكين يسأل، فقال: أعطوه إياه، فخالف إنسان فاشتراه (6) منه بدرهم [ثم جاء به إليه، فجاء المسكين يسأل، فقال: اعطوه إياه ثم خالفه إليه إنسان آخر فاشتراه منه بدرهم] (7) فأراد أن يدفع حتى منع، و لو علم ابن عمر بذلك العنقود ما ذاقه.
أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن قريش البنّا، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد الأهوازي، و يعرف بابن الصلت، نا محمّد بن مخلد العطّار، نا سعدان بن نصر، نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن نافع قال: مرض ابن عمر فاشتهى عنبا أول ما جاء العنب، فأرسلت صفية امرأته فاشترت له عنقودا (8) بدرهم، فرآه السائل، فاتبع الرسول، فلما انتهى إلى الباب و دخل الرسول قال السائل: من يقرض اللّه ؟ قال ابن عمر: أعطوه إياه، فأعطوه إيّاه، فأرسلت صفية بدرهم آخر فاشترت به عنقودا، و اتبع الرسول السائل، فلما دخل الرسول قال السائل: قال ابن عمر أعطوه إيّاه، فأعطوه إيّاه، فأرسلت صفية إلى السائل: و اللّه لئن عدت لا تصيب منا خيرا أبدا، فأرسلت صفية بدرهم فاشترت به (9).
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن (10) طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن يحيى بن عبد الجبّار السكري - ببغداد - أنا إسماعيل بن محمّد الصفّار.
ص: 144
ح قال: و أنا عبد اللّه بن يوسف الأصبهاني، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، قالا: نا سعدان بن نصر (1)،نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن نافع قال:
مرض ابن عمر، فاشتهى عنبا أول ما جاء العنب، فأرسلت صفية امرأته بدرهم فاشترت عنقودا بدرهم، فاتّبع الرسول سائل، فلما أتى الباب و دخل قال: السائل، السائل، فقال ابن عمر: أعطوه إياه، ثم أرسلت بدرهم آخر فاشترت به عنقودا، فاتبع الرسول السائل، فلما انتهى إلى الباب و دخل قال: السائل: السائل، فقال ابن عمر:
أعطوه إيّاه، فأرسلت صفية إلى السائل، فقلت: و اللّه لئن عدت لا تصيب مني خيرا أبدا، ثم أرسلت بدرهم آخر فاشترت به.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر بن إسماعيل، قالا: نبأ يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنبأ المفضل بن لاحق، عن أبي بكر بن حفص، قال:
كان ابن عمر لا يحبس عن طعام بين مكة و المدينة مجذوما و لا أبرص و لا مبتلى حتى يقعدوا معه على مائدته، فبينما هو يوما قاعد على مائدته أقبل موليان من موالي أهل المدينة، فسلّما فرحبوا بهما و حيّوهما، و أوسعوا لهما، فضحك عبد اللّه بن عمر فأنكر الموليان ضحكه، فقالا: يا أبا عبد الرّحمن، ضحكت أضحك اللّه سنّك، فما الذي أضحكك ؟ قال: عجبا من بنيّ هؤلاء يجيء هؤلاء الذين تدمى (2) أفواههم من الجوع، فيضيّقون عليهم، و يتأذون بهم (3) حتى لو أراد أحدهم أن يأخذ مكان اثنين فعل، تأذيا بهم و تضييقا عليهم، و جئتما أنتما قد أوقرتما (4) الزاد، فأوسعوا إليكما و حبوكما، يطعمون طعامهم من لا يريده، و يمنعونه ممن يريده.
أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم (5)،قال: أخبرت عن سالم بن عصام (6)،نا يحيى بن حكيم، نا عمر بن أبي خليفة قال: سمعت أفلح بن كثير قال: كان ابن عمر لا يرد سائلا حتى إن المجذوم ليأكل معه في صحفته (7) و إنّ أصابعه لتقطر دما.
ص: 145
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، و علي بن زيد السلميان، قالا: أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم - زاد الفرضي: و محمّد بن فضيل قالا:- أنا أبو الحسن بن عوف، أنا أبو علي بن منير، أنا أبو بكر بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا هشام بن يحيى، عن أبيه قال: دخل سائل إلى ابن عمر فقال لابنه: أعطه دينارا، فأعطاه، فلما انصرف قال ابنه عقيل تقبل اللّه منك يا أبتاه فقال: لو علمت أن اللّه تقبّل مني سجدة واحدة، أو صدقة درهم لم يكن غائب أحبّ إليّ من الموت، تدري ممن يتقبّل اللّه ؟ إنما يتقبّل اللّه من المتّقين.
أخبرنا (1) أبو القاسم بن الحصين، و أبو نصر بن رضوان، و أبو علي بن السّبط ، و أبو غالب بن البنّا، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا بشر بن موسى أبو علي الأسدي، نا أبو عبد الرحمن المقرئ، نبأ سعيد بن أبي أيوب، حدّثني محمّد بن عجلان، عن نافع، عن ابن عمر: أنه كان ليلة على الصفا فقال: اللّهمّ اعصمني بدينك و طاعتك و طاعة رسولك، و استعملني بسنّة نبيك، و توفّني على ملّته، و أعذني من شرّ مضلاّت القبر (2).
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر بن إسماعيل، قالا: أنا يحيى بن محمّد بن صاعد، أنا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنبأ ابن لهيعة، عن محمّد بن عبد الرّحمن بن نوفل الأسدي.
أن صفية بنت أبي عبيد قالت: ما رأيته شبع فأقول شبع - يعني: ابن عمر - فلمّا رأيت ذلك، و كان له يتيمان صنعت له شيئا فدعاهما، فأكلا معه، فلما ناما جئته بشيء فقال: ادعوا فلانة و فلانا، قلت: قد ناما و قد أشبعتهما، قال: فادعي لي بعض أهل الصّفّة (3)،فدعا له مساكين، فأكلوا معه.
[قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي إسحاق البرمكي] (4).
ص: 146
و حدّثنا (1) عمي، أنا أبو طالب، أنا الحسن - قراءة [أنا أبو عمر] (2)ح قال: و أنا أبو إسحاق - إجازة - أنا أبو عمر بن حيويه (3) أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نبأ محمّد بن سعد (4)،أنا الفضل بن دكين، نا هشام بن سعد، عن أبي جعفر القارئ، قال:
خرجت مع ابن عمر من مكة إلى المدينة، و كان له جفنة من ثريد يجتمعوا (5) عليها بنوه و أصحابه، و كلّ من جاء حتى يأكل بعضهم قائما، و معه بعير له عليه مزادتان (6)فيهما نبيذ و ماء مملوءتان، فكان لكلّ رجل قدح سويق بذلك النبيذ، حتى يتضلع منه شبعا.
قال: و أنا ابن سعد (7)،أنا الفضل بن دكين، نا مسعر عن عون قال: كان ابن عمر إذا صنع طعاما فمرّ به رجل له هيئة لم يدعه و دعاه بنوه أو بنو أخيه، و إذا مرّ إنسان مسكين دعاه و لم يدعوه، و قال: تدعون من لا يشتهيه، و يدعون من يشتهيه.
قال: و أنا ابن سعد (8)،أنا عبد اللّه بن جعفر، نا أبو المليح، عن ميمون بن مهران (9)،عن نافع.
أن ابن عمر كان يجمع أهل بيته على جفنته كل ليلة، قال: فربّما يسمع نداء مسكين، فيقوم إليه بنصيبه من اللحم و الخبز، فيدفعه إليه و يرجع قد فرغوا مما في الجفنة، فإن كنت أدركت فيها شيئا فقد (10) أدرك فيها ثم يصبح صائما.
أخبرنا (11) أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، نا أبو عبد اللّه الحافظ (12)،نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا يحيى بن أبي طالب، نا
ص: 147
عبد الوهّاب (1) بن عطاء، أنا عمران بن حدير قال: قالوا لعكرمة: أن ابن عمر كان لا يدخل الحوانيت حتى يستأذن، فقال: و من يطيق ما كان ابن عمر يفعله ؟ كان ابن عمر لا يلبس ثوبا مصلبا قال عبد الوهّاب: يعني ثوبا فيه صليب - و كان يجوع نفسه، و كان يأتي أهله يدعو بالطعام فيمثل، و يقول: كلوا فإني صائم (2).
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا الحسن (3) بن علي، أنا أبو عمر بن حيوية، و أبو بكر بن إسماعيل، قالا: أنا أبو محمّد بن صاعد، أنبأ الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا عبد العزيز بن أبي روّاد.
أن ابن عمر كان في مسير، فنزل منزلا و لم يجيء ثقله، فلما رأته الرفاق أرسلوا إليه من طعامهم، فقعد ابن عمر و أصحابه قال: و جاءه المساكين، فنظر ابن عمر إلى أفضل شيء بحضرته من الطعام، فإذا قصعة فيها ثريد، فرفعها ليناولهم، فأخذ ابن له القصعة فقال: هذا أفضل طعامك، فدعه لنا و هاهنا من الطعام ما تطعم قال: فتنازعا القصعة بينهما فقال ابن عمر: إنما أجاحش بها عن رقبتي.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا أبو حامد بن الشرقي، نا محمّد بن يحيى الذهلي، نا عبد الرزّاق (4).
ح و أخبرنا أبو غالب بن أبي علي، قال: أنا أبو محمّد الشيرازي، أنا أبو عمر و أبو بكر، قالا: أنا يحيى بن محمّد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، قالا:
أنا معمر، عن الزهري، عن حمزة بن عبد اللّه بن عمر قال: لو أن طعاما كثيرا عند عبد اللّه بن عمر ما شبع منه بعد أن يجد له أكلا، قال: فدخل عليه ابن مطيع يعوده، فرآه قد كان (5) قد نحل جسمه، فقال لصفية - زاد ابن المبارك: بنت أبي (6) عبيد امرأته و قالا:- أ لا تلطفيه لعله يرتد إليه جسمه، و تصنعين له طعاما، قالت: أنا أفعل و لكنه لا يدع أحدا من أهله، و لا ممن بحضرته إلاّ دعاه عليه، فكلّمه أنت في ذلك، فقال له ابن (7) مطيع: يا أبا عبد الرّحمن، لو أكلت فرجع - و قال الذهلي: لو أخذت طعاما
ص: 148
فرجع - إليك جسمك، فقال: إنّه ليأتي علي ثمان سنين ما أشبع فيها شبعة واحدة - أو إلاّ شبعة - و قال عبد الرزّاق أو قال: لا أشبع فيها إلاّ شبعة - واحدة، و الآن تريد أن أشبع حين لم يبق (1) من عمري إلاّ ظمء حمار.
أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأ أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه الصغاني (2)،نا إسحاق بن إبراهيم، أنا عبد الرزّاق، عن معمر، عن الزهري، عن حمزة بن عبد اللّه بن عمر قالوا:
لو أن طعاما كثيرا كان عند عبد اللّه بن عمر ما شبع منه بعد أن يجد له آكلا، قال:
و دخل عليه ابن مطيع يعوده، فرآه قد نحل جسمه، فقال لصفية: أ لا تلطفيه لعله يرتد إليه جسمه، تصنعين له طعاما؟ قالت: إنا لنفعل ذلك، و لكنه لا يدع أحدا من أهله، و لا من يحضره إلاّ دعاه إليه، فكلّمه أنت في ذلك، فقال له ابن مطيع: يا أبا عبد الرّحمن، لو اتّخذت طعاما فرجع إليك جسمك ؟ فقال: إنّه ليأتي عليّ ثمان سنين لا أشبع فيها شبعة واحدة - أو قال: لا أشبع فيها إلا شبعة واحدة - فالآن تريد أن أشبع حتى لم يبق من عمري إلاّ ظمء حمار؟!.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا - فيما قرأت عليه - عن أبي إسحاق البرمكي (3)،أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (4)،أنا كثير بن هشام، نا جعفر بن برقان، نا ميمون بن مهران، أنّ امرأة بن عمر عوتبت فيه، فقيل لها ما تلطفين بهذا الشيخ ؟ قالت: و ما أصنع به ؟ لا يصنع له طعام إلاّ دعا عليه من يأكله، فأرسلت إلى قوم من المساكين كانوا يجلسون بطريقه إذا خرج من المسجد فأطعمتهم و قالت: لا تجلسوا بطريقه ثم جاء إلى بنيه (5) فقال: أرسلوا إلى فلان و إلى فلان، و كانت امرأته قد أرسلت إليهم بطعام و قالت: إن دعاكم فلانا فلا تأتوه، فقال:
أردتم ألاّ أتعشى الليلة، فلم يتعش تلك الليلة.
ص: 149
أخبرنا (1) أبو القاسم زاهر، و أبو بكر وجيه ابنا طاهر، قالا: أبو نصر عبد الرّحمن بن علي الشاهد (2)،أنا أبو زكريا، نا يحيى بن إسماعيل بن يحيى، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد [بن الحسن] (3)،أخبرنا عبد اللّه بن هاشم العبدي، نا وكيع بن الجراح (4)،نا ميمون بن مهران قال: كان ابن عمر لا يكاد يشبع من طعام.
قال [نا] عبد اللّه، نا وكيع [نا مالك بن مغول، عن نافع أن ابن عمر أتى بجوارش] (5) فكرهه و قال: ما شبعت من كذا و كذا.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو زكريا بن أبي إسحاق، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا يحيى بن نصر، نا ابن وهب، حدّثني عبد اللّه بن عمر، عن نافع: أن رجلا من أهل العراق أهدى لابن عمر جوارش (6) فقال ابن عمر: ما هذا؟ فقال: يهضم عليك طعامك، فقال: و اللّه ما شبعت منذ ستة أشهر، و ردّه.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا محمّد بن غالب، نا أبو حذيفة قال: سمعت سفيان يقول: قيل لعبد اللّه بن عمر في الجوارش شيئا فقال: و ما أصنع بالجوارش و انه لم أشبع منذ كذا و كذا؟ يريد أنه كان يدع الطعام و به إليه حاجة.
أنبأنا أبو علي المقرئ، أنا أبو نعيم (7)،نبأ أبو (8) حامد بن جبلة، نا محمّد بن إسحاق، نا الحسن بن عبد العزيز الجروي (9)،عن ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة، عن ميمون بن مهران، قال: دخلت منزل عبد اللّه بن عمر فما كان فيه ما يساوي طيلساني هذا.
ص: 150
و نا (1) عمي، أنا ابن يوسف (2)،أنا الجوهري، أنا أبو (3) عمر محمّد بن العباس - إجازة - و قال: و أنا البرمكي - إجازة-.
قرأت[ (4) على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي.] أنا محمّد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (5)،أنا عبد اللّه بن جعفر، نا أبو المليح، عن ميمون بن (6) مهران قال: دخلت على ابن عمر فقوّمت كلّ شيء في بيته من فراش أو لحاف أو بساط و كلّ شيء عليه، [فما] (7) وجدته يساوي مائة درهم.
قال: و دخلت عليه مرة أخرى فما وجدته يسوى ثمن طيلساني هذا.
قال أبو المليح: فبيع طيلسان ميمون حين مات في ميراثه بمائة درهم.
قال أبو المليح: كانت الطيالسة كردية يلبس الرجل الطيلسان ثلاثين سنة ثم يقلّبه أيضا.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر (8) بن حيّوية، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نبأ الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، نا ابن (9)لهيعة، حدّثني عمرو بن يزيد بن مرزوق (10) قال: قلت لعبد اللّه بن دينار: كيف كان طعام ابن عمر؟ قال: كان يطعمنا ثريدا، فإن لم نشبع زادنا آخر، قال: فقلت: فكيف كان لباس ابن عمر؟ قال: كان يلبس ثوبين ثمن عشرين درهما، و كان يلبس ثوبين قطريّين ثمن عشرة دراهم.
أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم (11)،نا إبراهيم بن عبد اللّه، نا محمّد بن إسحاق، نا قتيبة بن سعيد، نا كثير، نا جعفر، نا ميمون.
ص: 151
أن رجلا من بني عبد اللّه بن عمر استكساه إزارا و قال: تخرّق إزاري فقال له:
اقطع إزارك ثم انكسه، فكره الفتى ذلك، فقال له عبد اللّه بن عمر: ويحك اتق اللّه، و لا تكونن من القوم الذين يجعلون ما رزقهم اللّه في بطونهم، و على ظهورهم.
أخبرنا أبو غالب أحمد بن أبي علي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نبأ يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنبأ سفيان، عن جعفر بن برقان، عن ميمون بن جرير - ابن أبي جرير.
أن ابن عمر أتاه ابن له، فقال: تخرّق إزاري، فقال: اقطعه و انكسه، و إياك أن تكون من الذين يجعلون ما رزقهم اللّه في بطونهم، و على ظهورهم.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، نبأ أبو علي بن المذهب - لفظا - أنبأ أحمد بن جعفر، نبأ عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا إسحاق بن يوسف، عن سفيان، عن ابن عجلان، عن القعقاع بن حكيم (2) قال: كتب (3) عند عبد العزيز بن مروان إلى ابن (4) عمر قال: ارفع إليّ حاجتك، قال: فكتب إليه ابن عمر: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كان يقول:«إنّ اليد العليا خير من اليد السفلى و ابدأ بمن تعول، و لست أسألك شيئا و لا أزد رزقا رزقنيه اللّه منك»[6496].
قال: و حدّثني أبي (5)،نا هاشم، نا إسحاق بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص، عن أبيه سعيد بن عمرو، عن ابن عمر قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«اليد العليا خير من اليد السفلى» قال ابن (6) عمر: فلم أسأل عمر، فمن سواه من الناس.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنبأ محمود بن عمر بن جعفر، أنا علي بن الفرج بن علي (7) بن أبي روح، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا فضل بن سهل، نا ابن أبي أويس، نا سليمان بن بلال، عن جعفر - يعني - بن محمّد، عن نافع:
أن المختار بن أبي عبيد كان يرسل إلى عبد اللّه بن عمر بالمال فيقبله و يقول: لا أسأل أحدا شيئا، و لا أردّ ما رزقني اللّه - عزّ و جلّ -.
ص: 152
حدّثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل - إملاء - أنبأ علي بن محمّد بن قريش (1)-ببغداد - أنا أحمد بن محمّد بن الصلت، نا ابن مخلد، نا أحمد بن محمّد بن عبد الحميد، نا محمّد بن عبد المجيد (2)،نا جرير، عن الأعمش، عن نافع قال:
نزل ابن عمر بقوم، فلما مضت ثلاث (3) ليال قال: يا نافع أنفق علينا من مالنا، لا حاجة لنا أن يتصدّق علينا (4).
أخبرنا (5) أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي،[و أبو محمد (6) هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، و أبو القاسم نصر بن أحمد، و الحسين بن محمد، و أبو المعالي محمد بن يحيى قالوا:] (7) أنا أبو القاسم علي بن محمّد الفقيه.
ح و أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، قالا: أنا محمود (8) و أحمد ابنا الحسين البلديان، قالا: أنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد، نا علي بن حرب، نا أبو معاوية، نا الأعمش أن ابن عمر قال: لا يصيب عبد من الدنيا شيئا إلاّ انتقص من درجاته عند اللّه، و إن كان على اللّه كريما.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر بن إسماعيل، قالا: نبأ يحيى بن محمّد بن صاعد، نبأ الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا وهيب: أن ابن عمر باع حمارا، فقيل له: لو أمسكته، قال: لقد كان لنا (9) موافقا و لكنه أذهب شعبة من قلبي، فكرهت أن أشغل قلبي بشيء.
ص: 153
أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو (1) بن مندة، أنبأ الحسن (2) بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نبأ أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني بشر بن معاذ، نا عبد اللّه بن جعفر، أخبرني الضحاك بن عثمان، عن نافع قال: سمع ابن عمر شيئا، فضحك و هو عند قبر أبيه (3) يوم مات و كان أحبّ الناس إليه، فقال: إنما نفرح بهم و نحزن (4) عليهم ما داموا معنا، فإذا انقرضوا أو صاروا إلى اللّه انقطعوا منا.
قال أبو (5) سهل: و قال عبد اللّه: إذا استأثر اللّه بشيء فاله عنه.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن (6) بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو محمّد بن زبر، نا بشر بن موسى، قال: سمعت الأصمعي يقول: لمّا دفن ابن عمر واقدا ضحك على قبره فغضب أخوه لذلك، فقال: إنّي كايدت به الشيطان.
أخبرنا خالي أبو المعالي القاضي، أنا عبد المحسن بن عثمان التّنّيسي، أنا أحمد بن عبد اللّه، نا أسلم (7) الكاتب، أنا أبو بكر بن دريد (8)،نا أبو عثمان يعني المازني، نا أبو محمّد التّوّزي (9)،قال: بلغني عن عبد اللّه بن عمر أن أخا (10) له مرض مرضا (11) موجع شديدا، فلما مات خرج على أصحابه مكتحلا مدّهنا (12)،فقالوا: لقد أشفقنا عليك يا أبا عبد الرّحمن، فقال: إذا وقع القضاء فليس إلاّ التسليم (13).
أخبرنا أبي (14) الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن - رحمه اللّه - قال:
أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن (15) بن البنّا، قالا: أنا أبو
ص: 154
الحسين بن الآبنوسي، أنبأ عثمان بن عمرو (1) بن محمّد المنتاب، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن المروزي، أنا عبد اللّه، أنبأ أسامة بن زيد، أخبرني عبد اللّه بن سلمة الهذلي قال: سمعت خالد بن أسلم مولى عمر يقول: آذى رجل من قريش عبد اللّه بن عمر، فأبى عبد اللّه أن يقول له شيئا، فجئت فقلت: أنا عبد الرّحمن، بلغني أن فلانا آذاك، فإمّا أن تنتصر، و إمّا أن أنتصر لك منه، فقال عبد اللّه: إني، و أخي عاصم لا نسابّ الناس.
رواها الزبير بن بكّار عن الحسين بن الحسن، عن ابن المبارك.
أخبرنا أبو [بكر اللفتواني] (2)،أنا أبو عمرو (3) الأصبهاني، أنا الحسن (4) بن محمّد المديني (5)،أنا أحمد بن محمّد بن أحمد اللنباني، نا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد، نا يعقوب بن إبراهيم بن كثير العبدي، نا عبد الرّحمن بن مهدي، عن عبد اللّه بن عمر، عن زيد (6) ابن أسلم قال: قال زيد (7) لابن عمر: إنّ فلانا سبّك، قال: إنّي و أخي عاصم لا نسابّ الناس.
أخبرنا أبو الحسن (8) علي بن أحمد بن منصور، أنا أبو الحسن (9) بن أبي الحديد، أنبأ جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، نا أحمد بن منصور الرمادي، نا علي بن عبد اللّه بن جعفر، نا عبد الرّحمن بن مهدي، عن عبد اللّه بن عمر العمري، عن زيد بن أسلم قال: جعل رجل يسبّ عبد اللّه بن عمر، و ابن عمر ساكت، و الرجل يتبعه، فلما بلغ ابن عمر باب داره التفت إليه فقال: إنّي و أخي عاصم لا نسبّ الناس.
أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا إسماعيل الصفّار، نا أحمد بن منصور، نا عبد الرزّاق، أنا معمر، عن أيوب.
أن رجلا قال لابن عمر: يا خير الناس - أو ابن خير الناس - فقال ابن عمر: ما أنا بخير الناس، و لا ابن خير الناس، و لكني عبد من عباد اللّه، أرجو اللّه و أخافه، و اللّه لن تزالوا بالرجل حتى تهلكوه.
ص: 155
أنبأنا أبو علي الحسن (1) بن أحمد، أنا أبو نعيم الحافظ (2)،نا سليمان بن أحمد، نا إسحاق بن إبراهيم، أنبأ عبد الرزّاق، عن معمر، عن أيوب، عن نافع أو غيره.
أن رجلا قال لابن عمر: يا خير الناس، أو ابن خير الناس، فقال ابن عمر: ما أنا بخير الناس، و لا ابن خير الناس، و لكني عبد من عباد اللّه أرجو اللّه و أخافه، و اللّه لن تزالوا بالرجل حتى تهلكوه.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (3)،نا أبي، نبأ يحيى، عن إسماعيل، أخبرني وبرة قال:
أتى رجل ابن عمر فقال: أ يصلح أن أطوف بالبيت و أنا محرم ؟ قال: ما يمنعك من ذلك ؟ قال: إن فلانا ينهانا عن ذلك حتى[ (4) يرجع الناس من الموقف، و رأيته كأنه مالت به الدنيا]، و أنت أعجب إلينا منه، قال ابن عمر: حجّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فطاف بالبيت و سعى بين الصفا و المروة، و سنّة اللّه و رسوله أحقّ أن تتبّع من سنة ابن فلان إن كنت صادقا.
أخبرناه أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمرو (5) السيدي و أبو (6) القاسم تميم بن أبي سعيد، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي (7)،أنبأ الحاكم أبو أحمد، أنا محمّد بن مروان (8)- بدمشق - نا هشام بن عمّار، نا سعيد بن يحيى، نا إسماعيل بن أبي خالد، عن وبرة (9) بن عبد الرّحمن قال:
أتى ابن عمر رجل فقال: أ يصلح أن أطوف بالبيت و أنا محرم ؟ قال: و ما يمنعك ؟ قال: ابن عباس ينهى عن ذلك حتى ترجع الناس من الموقف و قد مالت به الدنيا، و أنت أعجب إلينا منه، فقال ابن عمر: و أيّنا لم تمل به الدنيا؟ قد حجّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فطاف بالبيت، و سعى بين الصفا و المروة، و سنّة اللّه و رسوله أحقّ أن تتبّع من سنة ابن عبّاس
ص: 156
-زاد السّيّدي: إن كنت صادقا-.
أخبرنا (1) أبو محمّد المقرئ، أنا أبو الغنائم محمّد بن علي، أنا أبو الحسن (2)محمّد بن أحمد بن محمّد بن رزقويه (3)،أنا أبو جعفر محمّد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب، نا علي بن حرب، نا سفيان، عن شيخ عن ابن عمر: أنه أقبل يتحلل رحال الحاج و يقول: من عنده بعير ببعيري (4) فقال رجل: لا يزال في الناس خير ما دام فيهم مثلك، قال ابن عمر: إني لأظنك (5) عراقيا و هل تدري ما يغلق عليه ابن أخيك بابه.
أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنبأ أبو بكر البيهقي.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه، قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق.
ح و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، قالا: نبأ قبيصة، نا سفيان، عن أبي الوازع (6) قال:
قلت لابن عمر: لا يزال الناس بخير ما أبقاك اللّه لهم، فغضب ابن عمر، و قال:
إني لاحسبك عراقيا و ما يدريك على ما يغلق عليه ابن أمك بابه (7).
و في حديث حنبل: و ما يدريك ما يعلق عليه بن أمك بابه.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا علي بن محمّد بن محمّد بن الأخضر، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صوفان، نا أبو (8) بكر بن أبي الدنيا، نا أبو يعقوب
ص: 157
يوسف بن موسى، عن أبي أحمد الزبيري (1)،عن سفيان، عن أبي الوازع، قال: سمعت ابن عمر و قال له رجل (2):لا نزال بخير ما أبقاك اللّه، قال: ثكلتك أمك، و ما يدريك ما يغلق عليه ابن أخيك بابه.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا أبو عمرو يعقوب بن يوسف القزويني، نا محمّد بن سعيد بن سابق، نا أبو جعفر الرازي، عن حصين قال: قال ابن عمر: إنّي لأخرج و ما لي حاجة إلاّ أن أسلّم على الناس و يسلّمون (3) عليّ (4).
أخبرنا أبو النّدى حسان بن تميم بن نصر، أنبأ نصر بن إبراهيم الزاهد، أنا أبو الفتح سليم بن أيوب، أنا القاضي أبو الحسين محمّد بن أحمد بن القاسم المحاملي، أنبأ إسماعيل محمّد الصفّار، نا أحمد بن منصور الرمادي، نا عبد الرزّاق، أنا معمر، عن أبي عمرو النّدبي قال: خرجت مع ابن عمر فما لقي صغيرا و لا كبيرا إلاّ سلّم عليه، و لقد مرّ بعبد أعمى، فجعل يسلّم عليه و الآخر لا يردّ عليه، فقيل له: إنّه أعمى (5).
أخبرنا أبو الفتح محمّد بن علي بن عبد اللّه المقرئ (6)،و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب، و أبو بكر ناصر بن أبي العباس بن علي الصيدلاني، و قالوا: أنا أبو عبد اللّه محمّد بن مسعود عبد العزيز بن محمّد الفارسي، أنا أبو محمّد بن أبي شريح، نبأ يحيى بن محمّد بن صاعد، نا القاسم بن أحمد بن بشر بن معروف، نا سفيان بن عيينة، عن مسعر، عن ابن أبي بردة سعيد، عن أبيه قال:
صليت إلى جنب ابن عمر، فسمعته حين سجد يقول: اللّهمّ اجعل حبّك أحبّ الأشياء إليّ ، و خوفك أخوف الأشياء عندي، و سمعته حين سجد يقول: [رَبِّ ] بِمٰا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ (7).
ص: 158
و قال: ما صليت صلاة منذ أسلمت إلاّ و أنا أرجو أن تكون كفّارة.
و قال لأبي بردة: علمت أن أبي لقي أباك فقال له: يا أبا موسى، أبشّرك (1)،إنّ عملك الذي كان مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم خلص لك لا عليك و لا لك، قال: لا قرأت القرآن، و علمت الناس قال: قال عمر: تمنيت أن عملي خلص لي كفافا لا عليّ و لا لي، قال أبو بردة: إنّ أباك أفقه من أبي.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، و أبو نصر بن رضوان، و أبو غالب بن البنّا، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نبأ علي بن طيفور، نا قتيبة (2) نبأ الوسيم بن جميل، عن عبد الجبّار بن موسى، عن أبيه.
أن رجلا أتى ابن عمر يسأله، فألقى إليه عمامته، فقال له بعض القوم: لو أعطيته درهما لأجزأه، فقال ابن عمر: إنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«إنّ من أبرّ البر أن يصل الرجل أهل ودّ أبيه» و إنّ هذا كان من أهل ودّ عمر[6497].
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور (3)،نبأ عيسى بن علي، نا أبو عبيد القاسم بن إسماعيل، نا أحمد بن الوليد الكرابيسي، نا محمّد بن يزيد الخنيسي، نا عبد العزيز بن أبي روّاد (4)،نا نافع قال: دخلت مع ابن عمر الكعبة و هو يومئذ مضيّق، فسمعته و هو ساجد يتضرع إلى ربّه يقول: يا ربّ ، و قد تعلم، لو لا خوفك لزاحمنا قريشا (5) على هذه الدنيا.
أنبأنا أبو الحسن (6) علي بن محمّد بن العلاّف.
ح (7) و أخبرني أبو المعمّر المبارك بن أحمد.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن أبي جعفر، و أبو الحسن (8) بن العلاّف، قالا: أنبأ أبو القاسم عبد الملك بن محمّد، أنا أحمد بن
ص: 159
إبراهيم، أنا محمّد بن جعفر الخرائطي، نا حمّاد بن الحسن (1)،نا سيار بن حاتم العنزي (2)،عن عبد اللّه بن سميط قال: سمعت أبي يقول: قال عبد اللّه بن عمر: ساعة للدنيا و ساعة للآخرة، و بين ذلك اللّهمّ اغفر لنا.
أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو منصور بن شكرويه، أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد، نبأ أبو عبد اللّه المحاملي، نا ابن أبي مذعور، نا معتمر، عن عبيد اللّه بن عمر، عن نافع، عن عبد اللّه: أنه كان لا يذكر اللّه إلاّ و هو طاهر.
ح أخبرنا (3) أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر أحمد بن [الحسين، أنا أبو أحمد] (4) عبد اللّه بن محمّد بن الحسن (5) المهرجاني، نا أبو بكر محمّد بن جعفر، نا محمّد بن إبراهيم البوشنجي (6)،نا ابن بكير (7)،نا مالك أنه بلغني: أن عبد اللّه بن عمر مكث على سورة البقرة ثمان سنين يتعلّمها.
[قال:] و أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس الأصم، نا محمّد بن إسحاق، نا إسحاق بن عيسى قال: سمعت مالكا يوما عاب العجلة (8) في الأمور ثم قال: قرأ ابن عمر البقرة في ثمان سنين.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسن محمّد بن أبي المعروف الفقيه المهرجاني - بها - نا أبو سهل بشر بن أحمد بن بشر، أنا أبو محمّد الحسن (9) بن علي القطّان، نا عبيد بن جنّاد الحلبي (10)،نا عبيد اللّه بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن القاسم بن عوف، قال:
سمعت عبد اللّه بن عمر يقول: لقد عشنا برهة من دهرنا و أحدنا يؤتى الإيمان قبل القرآن، و تنزل السورة على محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم فيتعلم حلالها و حرامها، و آمرها و زاجرها، و ما
ص: 160
ينبغي أن يقف عنده منها كما تعلّمون أنتم اليوم القرآن. ثم لقد رأيت اليوم رجالا يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان، فيقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته ما يدري ما آمره و لا زاجره، و لا ما ينبغي أن يقف عنده منه نثر الدّقّل (1)(2).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا إسحاق بن إبراهيم، قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: قال عمر: ما منكم أحد إلاّ و أنا أحب أن أقول عليه إنّا للّه و إنّا إليه راجعون، خلا عبد اللّه فإني أحب أن يبقى ليأخذ به الناس.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو بكر أحمد بن عبيد بن الفضل، أنبأ أبو عبد اللّه محمّد بن الحسين الزعفراني، نبأ أبو بكر بن أبي خيثمة، نا يحيى بن أيوب، نا معاذ بن معاذ، عن ابن عون، عن محمّد، قال: كانوا يرون أعلم الناس بالمناسك ابن عفان، و بعده ابن عمر.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي.
و حدّثنا (3) عمي، أنا أبو طالب، أنا الحسن بن علي - قراءة - عن أبي عمر.
[ح قال: و أنا أو إسحاق إجازة إلى] (4) نا أبو عمر الخزّاز (5)،نا أحمد بن
ص: 161
معروف، نا الحسن بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1)،أنا محمّد بن مصعب القرقساني، نا الأوزاعي، عن خصيف (2)،عن مجاهد قال: ترك الناس أن يقتدوا (3) بابن عمر و هو شاب، فلما كبر اقتدوا به.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمّد، أنبأ أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هاشم بن محمّد الهلالي، نا الهيثم بن عدي، عن ابن (4) جريج، عن عمرو بن دينار قال: كان ابن عمر يعدّ من فقهاء الأحداث.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (5)،نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز، قال: كان العلماء بعد معاذ بن جبل: عبد اللّه بن مسعود، و أبو الدّرداء، و سلمان، و عبد اللّه بن سلام، ثم كان العلماء بعد هؤلاء (6):زيد، ثم كان بعد زيد بن ثابت ابن عمر، و ابن عباس، ثم كان بعد هذين سعيد بن المسيّب.
أخبرنا أبو الحسن (7) علي بن المسلّم، و أبو يعلى حمزة بن علي، قالا: أنا أبو الفرج سهل بن بشر، أنا علي بن منير، أنا الحسن (8) بن رشيق، قال: قال أنا أبو عبد الرّحمن النسائي في تسمية فقهاء الأمصار من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من أهل المدينة: عمر بن الخطّاب، و زيد بن ثابت، و عبد اللّه بن عمر، و عائشة.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص [نا] (9) أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار قال: و حدّثني رجل عن قيس بن حفص الدارمي حدّثني مسعود بن سليمان قال: أتينا (10) معاوية بالأبطح مجلسا،
ص: 162
فجلس عليه و معه ابنة قرظة (1)،فإذا هو بجماعة على رحال لهم، و إذا بشاب قد رفع عقيرته (2) يغني:
من يساجلني يساجل ما جدا *** أخضر الجلدة في بيت العرب (3)
فقال: من هذا؟ قالوا: عبد اللّه بن جعفر، قال: خلوا له الطريق فليذهب، قال:
ثم إذا هو بجماعة منهم غلام يغني (4):
بينما يذكرنني أبصرنني *** عند قيد الميل يسعى بي الأغرّ (5)
قلن: تعرفن الفتى ؟ قلن: نعم (6) *** قد عرفناه، و هل يخفى القمر؟
قال: من هذا؟ قالوا: عمر بن عبد اللّه بن أبي ربيعة، قال: خلوا له الطريق فليذهب، ثم إذا هو بجماعة فإذا رجل منهم يسأل، يقال له: رميت قبل أن أحلق و حلقت قبل أن أرمي، لأشياء أشكلت عليهم من مناسك الحج.
فقال: من هذا؟ فقالوا: عبد اللّه بن عمر، فالتفت إلى ابنه قرظة (7) فقال: هذا و أبيك الشرف، هذا و اللّه شرف الدنيا و شرف الآخرة (8).
أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنبأ أبو بكر البيهقي.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (9)،نا محمّد - يعني - ابن أبي زكير (10)،أنا أبو وهب، حدّثني مالك، عن يحيى بن سعيد قال: قلت لسالم: أسمعت
ص: 163
أباك يقول: هكذا فقال: ربما سمعته يقول الشيء أكثر من مائة مرة، فقلت (1) لمالك مائة مرة ؟ قال: نعم و ألف مرة لكثرة السنين، قد أقام ابن عمر بعد النبي صلّى اللّه عليه و سلّم ستين سنة يفتي الناس في الموسم.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنبأ علي بن يعقوب - بدمشق - نا الحسن (2) بن جرير، قال: سمعت عتيق بن يعقوب قال: سمعت مالك بن أنس يقول: لا تعدلن برأي ابن عمر، فإنه أقام بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ستين عاما، فلم يذهب عنه من أمره، و لا أمور أصحابه شيء.
رواه غيره عن عتيق، فزاد فيه الزهري.
أخبرناه أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنبأ أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو جعفر أحمد بن عبيد بن إبراهيم الحافظ - بهمذان (3)-نا إبراهيم بن الحسين بن ديزيل، نا عتيق بن يعقوب، قال: سمعت مالك بن أنس يحدّث أن ابن شهاب قال له: لا تعدلنّ برأي ابن عمر لأنه أقام ستين سنة بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فلم يخف عليه شيء من أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و لا أصحابه.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد، أنا أبو القاسم عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني أحمد بن منصور، نا ابن عبد الحكم، أنبأ ابن وهب، عن أبي القاسم، عن مالك قال: أقام ابن عمر بعد النبي صلّى اللّه عليه و سلّم ستين سنة يقدم عليه وفود الناس.
قال ابن عبد الحكم و أنبأ أبي، عن أبي (4) القاسم عن مالك قال: سنّ ابن عمر سبع و ثمانون.
أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنبأ أبو بكر البيهقي.
ح و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، قال: نا - أبو منصور بن خيرون: أنا - أبو بكر الخطيب] (5).
ص: 164
ح و أخبرنا (1) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا أبو هاشم، زياد (2) بن أيوب، نا سعيد بن عامر، نا حميد بن الأسود، عن مالك بن أنس، قال: كان إمام الناس عندنا بعد عمر زيد بن ثابت، و كان إمام الناس عندنا بعد زيد عبد اللّه بن عمر (3).
أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنبأ أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا إبراهيم بن عبد اللّه الزينبي (4)،نا أبو موسى محمّد بن المثنى، نا معاذ بن معاذ، نا ابن عون قال: قال رجل: اللّهمّ أبقني ما أبقيت ابن عمر أقتدي به (5).
أخبرنا أبو المعالي محمّد إسماعيل، أنبأ أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس الأصم، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، نبأ ابن وهب، حدّثني أشهل (6) بن حاتم، عن عبد اللّه بن عون، عن محمّد بن سيرين، قال: قال رجل: اللّهمّ أبقني ما أبقيت ابن عمر اقتدي به (7).
قال ابن سيرين: و قال رجل: لقد رأيت هذه الفتنة و ما فينا أحد إلاّ فيه غير، عبد اللّه بن عمر.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، و حدّثنا (8) عمي، أنا أبو طالب، أنا أبو محمّد - قراءة - عن محمّد بن العبّاس.
ح قال: و أنا أبو إسحاق - إجازة - أنا محمّد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (9)،أنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب، عن
ص: 165
محمّد، قال: قال رجل: اللّهمّ ابق ابن عمر (1) ما أبقيتني أقتدي به، فإنّي لا أعلم أحدا على الأمر الأول غيره.
أخبرنا أبو المعالي الفارسي، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، أنا ابن (2) وهب، أخبرني مالك بن أنس: أن رجلا من أهل العراق كان يقول: اللّهمّ أبقني ما أبقيت عبد اللّه بن عمر آتمّ به في دينك.
قال: و أنا أبو عبد اللّه، أخبرنا دعلج بن أحمد، نا محمّد بن عمرو الحرشي - بنيسابور - قال: سمعت يحيى بن يحيى يقول: قلت لمالك بن أنس: أ ليس قد سمعت المشايخ يقولون: من أخذ بقول ابن عمر لم يدع من الاستقصاء شيئا؟ قال:
نعم.
أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنبأ أبو نعيم (3) نبأ سليمان بن أحمد، نا أحمد بن علي الأبّار، نا أبو هشام الرفاعي، نا يحيى بن يمان، عن سفيان قال: نأخذ بقول عمر في الجماعة، و نأخذ بقول ابنه في الفرقة.
أخبرنا (4) أبو البركات الأنماطي أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص (5) بن المفضّل، نا أبي، نا محمّد بن عبد اللّه، عن أبي يونس حاتم بن صغيرة، قال: حدّثنا أشياخ من أشياخ مكة.
أنهم شهدوا ابن عمر و أتاه صبيان يتحادثون (6) فجعل ينظر في طلبهم (7) فشق ذلك على القوم. فقالوا: يا أبا عبد الرّحمن خيّر بينهم و أخرجهم (8) فقال: إنّه حكم، و لا بد من أن ننظر فيه
ص: 166
أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو بكر أحمد بن يحيى، و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، قالوا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفر، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن حمويه، أنا عيسى بن عمر بن العباس، أنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن، أنا عبد اللّه بن عمران، نبأ إسحاق بن سليمان، نا العمري، عن عبيد بن جريج، قال: كنت أجلس بمكة إلى ابن عمر يوما، و إلى ابن عبّاس يوما، فما يقول ابن عمر فيما يسأل: لا علم لي أكثر مما يفتي به.
أخبرنا أبو المعالي الفارسي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس الأصم، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، أنا ابن وهب، قال: سمعت مالك بن أنس يحدّث عن نافع قال: كان عبد اللّه بن عمر، و عبد اللّه بن عبّاس يجلسان للناس عند قدوم الحاجّ ، قال: فكنت أجلس إلى هذا يوما، و إلى هذا يوما، فكان ابن عباس يحدّث (1) و يفتي في كل ما قال (2) عنه، و كان ابن عمر ما يرد أكثر مما يفتي (3)قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي.
أنبأ (4) عمي، أنا عبد القادر، أنا الحسن - قراءة - عن أبي عمر.
ح قال: و أما البرمكي - إجازة (5)-أنا أبو عمر محمّد بن العباس، أنا أبو الحسن أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (6)،نا محمّد بن يزيد (7) بن خنيس، نا عبد العزيز بن أبي روّاد، أخبرني نافع.
أن رجلا سأل ابن عمر عن مسألة فطأطأ ابن عمر رأسه و لم يجبه حتى ظنّ الناس أنّه لم يستمع (8) مسألته، قال: فقال له يرحمك اللّه أ ما سمعت مسألتي ؟ قال: بلى، و لكنكم كأنكم ترون أن اللّه ليس بسائلنا (9) عما تسألونا عنه، اتركنا يرحمك اللّه حتى
ص: 167
نتفهم في مسألتك، فإن كان لها جواب عندنا و إلاّ أعلمناك أنه لا علم لنا به.
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر بن إسماعيل، قالا: نبأ يحيى بن محمّد بن صاعد، أنا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا حيوة بن شريح، حدّثني عقبة بن مسلم.
أن ابن عمر سئل عن شيء فقال: لا أدري، ثم أتبعها فقال: أ تريدونا أن تجعلوا ظهورنا لكم جسورا في جهنم؛ أن تقولوا: أنبأنا بهذا ابن عمر (1).
قال: و أنا ابن المبارك، أنا محمّد بن عجلان، عن نافع، عن ابن عمر: أنه سئل عن أمر لا يعلمه فقال: لا أعلمه.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسن بن الفضل (2)،أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (3)،نا عبد اللّه بن عثمان، نا عبد اللّه بن المبارك، أنبأ محمّد بن عجلان، عن نافع، عن ابن عمر: أنه سئل عن أمر فقال: لا أعلمه، ثم[ (4) قال: نعم ما قال ابن عمر سئل عن أمر لا يعلمه فقال: لا أعلمه.] أخبرنا أبو الفضل الفضيلي (5)،و أبو المحاسن الأديب، و أبو بكر الأذرنجاني، و أبو الوقت السّجزي، قالوا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد، أنا عبد اللّه بن أحمد، أنا عيسى بن عمر، أنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن، انبأ فروة بن أبي المغراء، نا علي بن مسهر، عن هشام بن عروة، عن أبيه عن ابن عمر.
أن رجلا سأله عن مسألة فقال: لا علم لي بها، فلمّا أدبر الرجل قال ابن عمر: نعم ما قال ابن عمر، سئل عما لا يعلم، فقال: لا علم لي به.
أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنا أبو بكر البيهقي، أنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، نا أبو إسحاق إبراهيم بن فراس، نا محمّد بن علي بن زيد الصائغ، حدّثني أحمد بن شبيب، حدّثني أبي، عن يونس، عن ابن شهاب، عن خالد بن
ص: 168
أسلم (1) قال: خرجنا مع عبد اللّه بن عمر نمشي، فلحقنا أعرابي، فقال: أنت عبد اللّه بن عمر؟ قال: نعم، قال: سألت عنك فدللت عليك، فأخبرني أ ترث العمّة ؟ فقال ابن عمر: لا أدري، فقال: أنت لا تدري، و لا ندري، قال: نعم، اذهب إلى العلماء بالمدينة فسلهم، فلمّا أدبر قبّل ابن عمر يديه فقال: نعمّا قال أبو عبد الرّحمن، سئل عما لا يدري فقال: لا أدري.
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن (2)،أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن عمر بن عمران الضرّاب، نا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، نا محمّد بن عبد اللّه بن نمير، نا أبي، نا الأعمش، عن مجاهد قال: سئل ابن عمر عما لا يعلم فقال: لا أعلم، فلما ذهب الرجل قيل له: أ لا أخبرته ؟ فقال: سئل ابن عمر عمّا لا يعلم، فقال: لا أعلم.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأ أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال: و أخبرت عن مجالد عن الشعبي، قال: كان ابن عمر جيد الحديث، و لم يكن جيد الفقه.
أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن علي، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن (3) الأزهري، أنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الحافظ ، نا يونس بن عبد الأعلى، نا ابن (4) وهب، و شعيب بن الليث، عن الليث قال:
كتب رجل إلى ابن عمر: أن اكتب إليّ بالعلم كلّه (5) فكتب إليه ابن عمر: إن العلم كثير، و لكن إن استطعت أن تلقى اللّه خفيف الظهر من دماء الناس، خميص البطن من أموالهم، كافا لسانك عن أعراضهم، لازما (6) لأمر جماعتهم فافعل، و السلام.
أخبرنا بها عالية أبو القاسم بن الحصين، أنبأ أبو طالب بن غيلان، أنا أبو إسحاق
ص: 169
المزكّي، أنا أبو العباس السّرّاج، نا قتيبة بن سعيد، نا بكر بن مضر، عن عمرو (1) بن الحارث، قال:
بلغني أن رجلا كتب إلى ابن عمر يسأله عن العلم، فكتب إليه: إنّ العلم كثير يا ابن أخي، و لكن إن استطعت أن تلقى اللّه عزّ و جلّ خفيف الظهر من دماء المسلمين و أموالهم، كافّ اللسان عن أعراضهم، خامص البطن من أموالهم، لازما لجماعتهم فافعل (2).
قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أنا محمّد بن عبد الواحد - و هو أبو عبد اللّه - أنا أبو عمر محمّد بن العباس، أنا محمّد بن خلف - هو ابن المرزبان - أخبرني حارث بن أبي أسامة، أخبرني محمّد بن نصر، عن أبي عبد الرّحمن القرشي قال (3):بعثت أمّ ولد لعبد الملك بن مروان إلى وكيل لها بالمدينة تستهديه غلاما، و قالت له: يكون على هذه الصفة: عالما بالسنّة، قارئا لكتاب اللّه، فصيح اللسان، حسن البيان (4)،عفيف الفرج، كثير الحياء، قليل المراء، قال: فكتب إليها: قد طلبت الغلام الذي استهديتني على ما وصفت فلم أجد غلاما بهذه الصفة إلاّ عبد اللّه بن عمر بن الخطاب، و قد ساومت به أهله فأبوا أن يبيعوه.
أخبرنا (5) أبو الفتح ناصر بن عبد الرّحمن بن محمّد، نبأ نصر بن إبراهيم، أنا أبو الفرج عبيد اللّه بن محمّد بن يوسف النحوي المراغي (6)،نا عيسى بن عبيد اللّه بن عبد العزيز الموصلي، أنا أبو بكر محمّد بن صلة الحنوي (7)،نا أبو علي نصر بن عبد الملك السّنجاري، نا عثمان بن عبد الصّمد، نا عبد الوهّاب بن نجدة، نا بقية، عن عبد اللّه بن حذيم (8)،عن نافع قال:
كنا مع ابن عمر في سفر فقيل: إنّ السّبع في الطريق قد حبس الناس، فاستخفّ ابن عمر راحلته، فلما بلغ إليه نزل ففرك أذنه و قعده و قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«لو
ص: 170
أنّ ابن آدم لم يخف إلاّ اللّه لم يسلّط عليه غيره، و لو أنّ ابن آدم لم يرج إلاّ اللّه لم يكله إلى سواه»[6497 م].
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد بن أبي مسلّم الفرضي، أنا عثمان بن أحمد بن السمّاك، نا إسحاق بن إبراهيم بن سنين (1)،نا عثمان بن سعيد، نا عبد الوهّاب أبو محمّد، نبأ بقية بن الوليد، عن بكر بن حذيم الأسدي، عن وهب بن أبان القرشي (2)،عن ابن عمر.
أنه خرج في سفر له، فبينما هو يسير إذا قوم وقوف، فقال: ما بال هؤلاء؟ قالوا:
أسد على الطريق قد أخافهم، فنزل عن دابته ثم مشى إليه حتى أخذ بأذنه فعركها ثم غمز (3) قفاه و نحّاه عن الطريق، ثم قال: ما كذب عليك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«إنّما تسلّط على ابن آدم من خافه ابن آدم، و لو أنّ ابن آدم لم يخف إلاّ اللّه لم يسلّط عليه، و إنّما ابن آدم و كلّ بني آدم لمن رجا ابن آدم، و لو أنّ ابن آدم لم يرج إلاّ اللّه لم يكله إلى غيره» (4)[6498].
أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، أنبأ طراد بن محمّد، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني أبو الحسن أحمد بن عبد الأعلى الشيباني، نا إسماعيل بن أبان العامري، نا سفيان الثوري، عن طارق بن عبد العزيز، عن الشعبي قال:
لقد رأيت عجبا، كنا بفناء الكعبة أنا و عبد اللّه بن عمر، و عبد اللّه بن الزبير [و مصعب بن الزبير] (5) و عبد الملك بن مروان فقال القوم بعد أن فرغوا من حديثهم:
ليقم كلّ رجل منكم فليأخذ بالركن اليماني، و يسأل اللّه حاجته، فإنه يعطي من ساعته قم يا عبد اللّه بن الزبير، فإنك أول مولود ولد في الهجرة، فقام، فأخذ بالركن اليماني ثم قال: اللّهمّ إنك عظيم، ترجى لكلّ عظيم، أسألك بحرمة وجهك، و حرمة عرشك،
ص: 171
و حرمة نبيك صلّى اللّه عليه و سلّم أن لا تمتني من الدنيا حتى تولّيني الحجاز و يسلّم علي بالخلافة و جاء حتى، جلس فقالوا: فقالوا: قم يا مصعب بن الزبير، فقام حتى أخذ بالركن اليماني فقال: اللّهمّ إنّك ربّ كل شيء و إليك يصير كلّ شيء، أسألك بقدرتك على كلّ شيء أن لا تميتني من الدنيا حى توليني العراق و تزوّجنى سكينة بنت الحسين و جاء حتى جلس و قالوا: قم[ (1) يا عبد الملك بن مروان فقام فأخذ بالركن اليماني فقال: اللّهمّ رب السموات السبع، و ربّ الأرضين السبع]، ذات النبت بعد القفر أسألك بحقّك على جميع خلقك، و بحق الطائفين حول عرشك أن لا تميتني من الدنيا حتى توليني شرق الأرض و غربها و لا ينازعني أحد (2) إلاّ أتيت برأسه، ثم جاء حتى جلس، ثم قالوا: قم يا عبد اللّه بن عمر، فقام حتى أخذ بالركن اليماني ثم قال: اللّهمّ إنك رحمان رحيم، أسألك برحمتك التي سبقت غضبك، و أسألك بقدرتك على جميع خلقك أن لا تميتني من الدنيا حتى توجب لي الجنّة.
قال الشعبي: فما ذهبت عيناي من الدنيا حتى رأيت كلّ رجل منهم قد أعطي ما سأل، و بشّر عبد اللّه بن عمر بالجنّة، و رئيت له.
أخبرنا آباء محمّد: هبة اللّه بن أحمد المزكي (3)،و عبد الكريم بن حمزة، و طاهر بن سهل، قالوا: أنا أبو الحسين بن مكي، أنا أبو الحسن (4) محمّد بن أحمد بن العباس الإخميمي، نا علاّن - يعني - علي بن أحمد بن سليمان، نا سلمة بن شبيب، نا الفريابي، عن سفيان الثوري، عن عمرو بن ميمون، عن أبيه قال: قيل لابن عمر: مات فلان، قال: سبيل مأتي (5)،بي قال: ترك مائة ألف، قال: لكنها لا تتركه.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالا: أنا أبو جعفر المعدّل، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، حدّثني مصعب بن عثمان بن مصعب بن عروة بن الزبير، قال:
خطب عروة بن الزبير إلى عبد اللّه بن عمر ابنته سودة بنت عبد اللّه و هو بمكة،
ص: 172
فلم يردد (1) عليه شيئا، فلما قدم المدينة أتاه عروة و هو في المسجد، فسلّم عليه، فقال له عبد اللّه بن عمر: أ رأيت ما ذكرت لي بمكة، أ هو من شأنك اليوم ؟ قال له عروة: نعم، و لقد عجبت من سكاتك عني بمكة، فقال: إنّي خرجت حاجا، فكرهت أن أخلط حجتي بشيء، قال: فتشهد عبد اللّه بن عمر، ثم زوّجه.
أخبرنا أبو القاسم، و أبو بكر الشّحّاميان، قالا: أنا أبو نصر بن موسى، أنا أبو زكريا الحربي، أنا أبو محمّد بن الشرقي، نا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع بن الجراح، قال: نا أسامة بن زيد، عن عبد اللّه بن واقد، قال: رأيت ابن عمر قائما يصلّي فلو رأيته رأيته مقلوليا (2) قال: و رأيت (3) ابن عمر يفت المسك في الدهن و يدّهن به (4).
حدّثنا (5) عمي رحمه اللّه، أنا أبو طالب بن يوسف، أنا الجوهري - قراءة - عن ابن حيّوية، و قال: أنا أبو إسحاق البرمكي - إجازة (6)-.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي.
أنبأ أبو (7) عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (8)،أنا الفضل بن دكين، نا مندل، عن أبي سنان، حدّثني زيد بن عبد اللّه الشيباني قال: رأيت ابن عمر إذا مشى إلى الصلاة دبّ دبيبا، لو أن نملة مشت معه قلت لا يسبقها.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر بن إسماعيل، قالا: نبأ يحيى بن محمّد بن صاعد، أنا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا مالك بن مغول (9)،عن أبي حصين، عن مجاهد، قال:
ص: 173
مررت مع عبد اللّه بن عمر بخربة فقال: يا مجاهد ناديا خربة أين أهلك ؟ أو قال:
ما فعل أهلك ؟ قال: فناديت، فقال ابن عمر: ذهبوا و بقيت أعمالهم.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني جعفر بن محمّد، حدّثني إبراهيم بن نصر، حدّثني إبراهيم بن بشار (1)،قال:
سمعت إبراهيم بن أدهم يقول:
مرّ عبد اللّه بن عمر على قوم مجتمعين و عليه بردة حسناء، فقال رجل من القوم:
إن أنا سلبته بردته فما لي عندكم ؟ فجعلوا له شيئا، فأتاه فقال: يا أبا عبد الرّحمن بردتك هذه هي لي، قال: فقال: فإني اشتريتها بالأمس، قال: قد أعلمتك و أنت في حرج من لبسها، قال: فخلعها (2) ليدفعها إليه قال: فضحك القوم، فقال: ما لكم ؟ فقالوا (3) له:
هذا رجل بطال، قال: فالتفت إليه، فقال: يا أخي أ ما علمت أن الموت أمامك لا تدري متى يأتيك صباحا أو مساء، ليلا أو نهارا، ثم القبر و هول المطّلع، و منكر و نكير، و بعد ذلك القيامة يوم يحشر (4) فيه المبطلون، فأبكاهم و مضى.
أخبرنا أبو الفتوح عبد الخلاّق بن عبد الواسع بن عبد الهادي بن عبد اللّه بن محمّد بن علي الأنصاري الهروي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن محمّد بن علي بن عمير العمري - بهراة - أنبأ أبو زكريا يحيى بن عمّار بن يحيى بن عمّار الشيباني - إملاء - أنا أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي، أنبأ الصولي، نا أحمد بن يحيى الشيباني، نا أبو عبد اللّه بن الأعرابي، قال:
أراد رجل أن يعتزل الناس، فقال له عبد اللّه بن عمر: إنه لا بدّ لك من الناس، و لا بدّ للناس منك، و لكن كن كأصمّ يسمع، و أعمى يبصر، و سكوت ينطق، قال ابن الأعرابي و لبعض الطائيين في هذا:
الناس داء و ادوى الداء قربهم *** و في الجفاء لهم قطع المودّات
ص: 174
لا بدّ لي منهم تبدو إليّ لهم *** و لي إليهم طوال الدهر حاجات (1)
فجامل الناس طرّا ما استطعت و كنّ *** أصمّ أخرس (2) أعمى ذا تقيّات
أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب، أنا عبد الكريم بن الحسن، أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه، أنا أحمد بن محمّد بن جعفر، نا أبو (3) بكر بن أبي الدنيا، حدّثني أحمد بن عبد الرّحمن، عن سلّم (4) بن سالم البلخي، عن نوح بن أبي مريم، عن عبد الوهّاب، عن ابن سيرين: أن ابن عمر كان إذا خرج في سفر أخرج معه سفيها، فإن جاءه سفيه ردّه عنه (5).
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، و أبو المعالي الحسين بن حمزة، قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، نا العباس بن عبد اللّه الترقفي، نا خلف (6) بن تميم، نا بشير بن سليمان أبو إسماعيل، نا أبو حازم المدني، قال: اشتريت أنا و صاحب لي من عبد اللّه بن عمر تبنا فجئنا نقبضه، فجاء عبد اللّه فجلس فأقبل (7) يكتاله، فسطع رهج الغبار على ابن عمر، فقلنا: يا أبا عبد الرّحمن لو تنحّيت عن الغبار فإنا نرجو منك (8) الذي ترجو فقال: إني لم أجلس أحفظكم، إنما جلست أحفظ نفسي.
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنبأ أبو بكر بن المقرئ، أنبأ محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد الزهري، نا حسين بن محمّد، نا شيبان بن عبد الرّحمن، عن قتادة، قال:
كان ابن عمر يقول: إن الحليم ليس من ظلم ثم حلم حتى إذا هيّجه قوم اهتاج، و لكن الحليم من قدر ثم عفا، و إن الوصول ليس من وصل - يعني - من وصله - فتلك مجازاة، لكن الوصول من قطع ثم وصل، و عطف على من لم يصله.
ص: 175
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأ رشأ بن نظيف، أنا الحسن (1) بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، نا إبراهيم بن إسحاق الحربي، نا مسلم بن إبراهيم، نا حمّاد بن سلمة، قال: كان ابن عمر يقول:
البر شيء هيّن *** وجه طليق و كلام ليّن
كذا قال، و قد أسقط منها حميد الطويل.
أخبرنا بها أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو محمّد بن أبي عثمان، أنا الحسن بن الحسن (2) بن علي بن المنذر القاضي، أنبأ أبو علي بن صفوان، نا أبو (3)بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، نا مسلم بن إبراهيم، نا حمّاد بن سلمة، عن حميد الطويل، قال: قال ابن عمر.
ح و أخبرنا بها عالية أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم، أنا أبو حفص بن مسرور.
ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الجنزرودي (4)،قالا: أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن جعفر البحيري (5)،أنا أبو عمرو أحمد بن محمّد بن أحمد الحيري، نا أحمد بن سعيد الدارمي، نبأ.
ح و أخبرنا أبو الحسن (6) علي بن المسلّم الفقيه، و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، و أبو المعالي الحسين بن حمزة بن الشعيري، قالوا: أنا أبو الحسن (7) بن أبي الحديد السلمي، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، نا أبو قلابة عبد الملك بن محمّد الرقاشي، قالا: بشر (8) بن عمر الزهراني، نا حمّاد بن سلمة، عن حميد، قال:
كان عبد اللّه بن عمر يقول:
البرّ شيء هيّن *** وجه طلق و كلام لين
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، قال: سمعت أبا
ص: 176
عبد الرّحمن السلمي يقول: سمعت أبا الحسن (1) الطرائفي يقول: سمعت شكرا بن (2)الهروي يقول: سمعت محمّد بن أحمد بن مردويه يقول: سمعت بشر بن عبيد يقول:
سمعت عبد اللّه بن المغيرة عن حميد الطويل قال: قال ابن عمر:
البر شيء هين *** وجه طليق و كلام لين
أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد اللّه بن رضوان، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن خلف بن المرزبان، نا أبو جعفر الثمامي، نا أبو الحسن (3)في إسناده، قال: قال ابن عمر: ما حمل الرجال حملا أثقل من المروءة، فقال له أصحابه: أصلحك اللّه، صف لنا المروءة، فقال: ما لذلك عندي حدّ أعرفه، فألحّ عليه رجل منهم، فقال: ما أدري ما أقول، إلاّ أني ما استحييت من شيء علانية إلاّ استحيت منه سرّا.
أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن طلحة بن علي الرازي، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا زهير، عن ابن (4) إسحاق، عن عبد الرّحمن بن سعد قال:
كنت عند عبد اللّه بن عمر فخدرت رجله فقلت له: يا أبا عبد الرّحمن ما لرجلك ؟ قال: اجتمع عصبها من هاهنا، قال: قلت: ادع أحبّ الناس إليك، فقال: يا محمّد، فانبسطت.
أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، أنا أبو الحسن (5) أحمد بن الحسين بن محمّد بن عبد اللّه بن خلف بن بخيت، أنبأ أبو نصر أحمد بن محمّد بن أحمد بن شجاع الصفّار البخاري، أنا خلف بن محمّد بن إسماعيل الخيّام، نا سهل بن شاذويه (6)،نا أبو علي الحسن بن سميط - رقيق (7) هانئ البخاري - نا موسى بن إسماعيل، نا حمّاد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن يوسف بن مهران.
ص: 177
أن ابن عمر دخل على عبد اللّه بن جعفر ذي الجناحين، فإذا عنده بربط (1) فقال:
يا أبا عبد الرّحمن إن دريت ما هذا فلك كذا و كذا، فنظر إليه، و قلّبه ساعة ثم قال: هذا ميزان رومي.
و أقعد عبد اللّه ذات يوم سبع جوار (2) في سبعة أبيات فقال لكلّ واحدة منهن: إذا قعدنا على باب البيت فاضربن و تغنّين، فقعد عند أولها بابا، و ابن عمر معه، فلما ضربت و تغنّت نفر ابن عمر فقام فقعد على الباب الآخر، فضربت و تغنّت فقال ابن عمر: ما لها - قاتلها اللّه - إنّها لتأخذ من القلب مأخذا.
أخبرنا أبو نصر غالب بن أحمد بن المسلّم، أنبأ[ (3) أبو الحسن (4) علي بن أحمد بن زهير المالكي]، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن شجاع الربعي المالكي، أنا أبو بكر محمّد بن محمّد الأسفرايني [بمكة، أنا عبد اللّه بن عدي الحافظ ، نا محمد بن خلف، نا أبو زيد النميري، نا أحمد بن معاوية، حدثني شيخ] (5) من أهل المدينة، عن مالك قال:
اشترى ابن عمر جارية رومية فأحبّها حبا شديدا، فوقعت يوما عن بغلة كانت عليها، فجعل ابن عمر يمسح التراب عنها و يفدّيها قال: فكانت تقول له: أنت قالون - أي رجل صالح - ثم هربت [منه] (6) فقال ابن عمر:
قد كنت أحسبني قالون فانطلقت *** فاليوم أعلم أنّي غير قالون
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو يعلى بن الفرّاء، حدّثني جدي أبو القاسم عبيد اللّه بن عثمان بن جنيقا، أنبأ إسماعيل [بن] محمّد بن إسماعيل الصفّار، نا الحسن بن الحسين، نا أحمد بن الحارث، نا أبو الحسين، عن عثمان بن مقسم، قال:
قال المغيرة بن شعبة لعمر: أدلك (7) على القويّ الأمين ؟ قال: بلى، قال: عبد اللّه بن عمر، قال: ما أردت بقولك هذا؟ و اللّه لأن يموت فأكفّنه بيدي أحبّ إليّ من أن أولّيه،
ص: 178
و أنا أعلم أن في الناس من هو خير منه.
أخبرنا أبوا (1) محمّد: هبة اللّه بن الأكفاني، و عبد الكريم بن حمزة، و أبو المعالي ثعلب بن جعفر، قالوا: أنا أبو القاسم الحنّائي (2).
ح و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي (3).
و أخبرنا أبو سهل بن سعدويه، أخبرنا عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن.
ح و أخبرنا أبو الحسن (4) بن سعيد، أنا أبو القاسم السميساطي.
قالوا: أنا عبد الوهّاب الكلابي (5)،أنا أبو بكر محمّد بن خريم، نا هشام بن عمّار، قال: و سمعت مالك بن أنس يقول: قال عمر بن الخطّاب: من يدلّني على رجل برّ تقيّ أولّيه، قال المغيرة بن شعبة (6):أنا أدلّك عليه، قال: من هو؟ قال: عبد اللّه بن عمر، قال: قاتلك اللّه، و اللّه ما اللّه أردت بها.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا محمّد بن عبد اللّه الدقّاق، نا أحمد بن محمّد الضّرّاب الدينوري، نا أبو علي هارون بن موسى الأشناني، نا محمّد بن سعيد (7) بن سابق، نا أبو جعفر الرازي، عن حصين، عن عمرو بن ميمون، قال: قال عمر بن الخطّاب: إنّهم ليقولون استخلف علينا، فإن حدث بي حدث فالأمر في الستة الذين فارقهم (8) رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و هو عنهم راض: علي بن أبي طالب، و عثمان بن عفّان، و الزّبير، و طلحة، و سعد، و عبد الرّحمن، و فيهم ابن عمر، و ليس له من الأمر شيء..
أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور، أنبأ أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا أمية بن بسطام، نا معتمر بن سليمان، قال:
ص: 179
سمعت عبد الملك بن أبي جميلة (1) يحدّث عن عبد اللّه بن وهب (2).
أن عثمان قال لابن عوف: اذهب قاضيا قال: و تعفني (3) يا أمير المؤمنين، قال[ (4):اذهب فاقض بين الناس، قال: أو تعفني (5) يا أمير المؤمنين]، قال: عزمت عليك إلاّ ذهبت فقضيت، قال: لا تعجل، سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«من عاذ باللّه فقد عاذ بمعاذ»، قال: نعم، قال: إنّي أعوذ باللّه أن أكون قاضيا، قال: و ما يمنعك و قد كان أبوك يقضي، قال: لأنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«من كان قاضيا فقضى بجور كان من أهل النار، و من كان قاضيا فقضى بجهل كان من أهل النار، و من كان قاضيا عالما فقضى بحق - أو بعدل - سأل أن ينفلت كفافا»، فما أرجو من بعده (6).
كذا قال، و إنما هو: عبد اللّه بن موهب أن عثمان قال لابن عمر.
أخبرناه أبو الفتح عبد الملك بن عبد اللّه الكروخي، أنبأ أبو عامر محمود بن القاسم بن محمّد، و أبو نصر عبد العزيز بن محمّد الترياقي، و أبو بكر أحمد بن عبد الصّمد، قالوا: أنا عبد الجبّار بن محمّد بن عبد اللّه، أنبأ محمّد بن أحمد بن محبوب، أنا محمّد بن عيسى بن سورة (7)،نا محمّد بن عبد الأعلى، نا المعتمر بن سليمان قال: سمعت عبد الملك يحدّث عن عبد اللّه بن موهب: أن عثمان قال لابن عمر: اذهب فاقض بين الناس، قال: أو تعاقبني (8) يا أمير المؤمنين، قال: فما تكره من ذلك، و قد كان أبوك يقضي، قال: لأني سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«من كان قاضيا فقضى بالعدل فبالحرى أن ينقلب منه كفافا» فما أرجو بعد ذلك.
و في الحديث: قصّة.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو
ص: 180
طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، حدّثني عمي مصعب بن عبد اللّه قال: جاءت جماعة من بني عدي إلى عبد اللّه بن عمر و هو عند عثمان في الدار يوم قتل عثمان قبل قتله، فاحتملوا عبد اللّه بن عمر من الدار، فخرجوا به.
أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأ محمّد بن عبد اللّه بن ريذة، أنبأ سليمان بن أحمد الطبراني، نا محمّد بن موسى بن حمّاد البربري (1)،نا عبد الرّحمن بن صالح الأزدي، نا عبد اللّه بن إدريس، عن ليث، عن نافع، قال:
لما قتل عثمان جاء علي إلى ابن عمر فقال: إنّك محبوب إلى الناس، فسر إلى الشام، فقال ابن عمر: بقرابتي و صحبتي النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و الرحم التي بيننا فلم يعاوده (2).
أنبأنا أبو صادق مرشد بن يحيى بن القاسم بن علي، و أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم، قالا: أنا أبو الحسين محمّد بن الحسين بن محمّد - قال محمّد: و أنا حاضر:- أنبأ أبو الطاهر محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الذهلي، نا محمّد بن عبدوس، نا محمّد بن أبي عمر العدني، نا سفيان، عن عمر بن نافع، عن أبيه عن ابن عمر قال:
بعث إليّ علي بن أبي طالب، فأتيته، فقال: يا أبا عبد الرّحمن، إنّك رجل مطاع في أهل الشام، فسر (3)،فقد أمّرتك عليهم، فقلت: أذكرك اللّه و قرابتي من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و صحبتي إياه إلاّ ما أعفيتني. فأبى علي، فاستعنت عليه بحفصة، فأبى فخرجت ليلا إلى مكة، فأتي، فقيل له: إنه قد خرج إلى الشام، فبعث في أثري فجعل الرجل يأتي المربد، فيخطم بعيره بعمامته ليدركني. فأرسلت حفصة: أنه لم يخرج إلى الشام، إنّما خرج إلى مكّة (4).
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالا: أنا محمّد بن أحمد بن المسلمة، أنا أبو الطاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، حدّثني عمي مصعب بن عبد اللّه قال:
ص: 181
لما قتل عثمان و بويع علي أتى بعبد اللّه بن عمر فقيل: بايع، فأبى، فشد به أصحاب علي، فقال عبد اللّه بن عمر لعلي: ما تصنع بهذا؟ لا و اللّه لا أبسط يدي ببيعة (1) في فرقة، و لا أقبضها في جماعة أبدا، فقال علي: خلّوه، أنا كفيله.
قال: و حدّثني عمي مصعب بن عبد اللّه، قال: خرج عبد اللّه بن عمر بعد قتل عثمان إلى مكة ليلا، فلما أصبح عليّ فقده فظنّه خرج إلى الشام، فنهض إلى سوق الظّهر و قال: عليّ بالإبل: و أمر بجمعها ليرسل في طلبه، فأرسلت إليه ابنته أم كلثوم: لا تعنّ بطلبه، فلم يخرج إلى الشام، و إنّما خرج إلى مكة، و أنا عذيرتك منه، فوقف عن طلبه.
أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا محمّد بن علي بن حبيش، نا أحمد (2) بن القاسم مساور، نا أحمد بن محمّد الصفّار، نا مرحوم بن عبد العزيز قال:
سمعت أبي يقول:
لما كانت فتنة يزيد بن المهلّب انطلقت أنا و رجل إلى ابن سيرين فقلنا: ما ترى فقال: انظروا إلى أسعد الناس حين قتل عثمان فاقتدوا به، قلنا: هذا ابن عمر كفّ يده.
أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنبأ أبو الحسن علي بن الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد بن النّحّاس، أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي، نا أبو يحيى زكريا بن يحيى الناقد، نبأ صالح بن عبد اللّه الترمذي، نا محمّد بن الحسن، عن العوّام بن حوشب، عن جبلة بن سحيم عن ابن عمر قال:
لما كان أمر الحكمين (3) قالت لي حفصة: إنّه لا يجمل بك إلاّ الصلح، يصلح اللّه بك بين هذه الأمة، أنت صهر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و ابن عمر بن الخطاب. قال: فخرجت فانتهيت إليهم، و قد اجتمعوا على أن يولّوني، فخرج معاوية، فظنّ أني قدمت لذلك على جمل أحمر جسيم، فجعل يقول: من - ثم ذكر كلمة - هذا الأمر؟ من يرجو هذا الأمر؟ فأردت أن أقول: من ضربك و أباك على الإسلام حتى أدخلكما فيه كرها، ثم ذكرت الجنة و نعيمها، فانصرفت عنه.
ص: 182
أخبرنا أبو البركات (1) عمر بن إبراهيم بن محمّد، أنا أبو الفرج محمّد بن أحمد بن محمّد بن الخازن (2)،أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن الحسين الجعفي، نا أبو الحسن (3) علي بن محمّد بن هارون بن زياد الحميري (4)،نا أبو كريب محمّد بن العلاء، نا ابن إدريس، عن مسعر، عن أبي حصين (5)،قال: قال معاوية: من أحقّ بهذا الأمر منّا - قال: و ابن عمر شاهد - قال: فأردت أن أقول: أحق منك من ضربك عليه و أباك، فذكرت ما أعدّ اللّه في الخلاف، فخفت أن يكون كلامي فسادا (6)(7)حدّثنا (8) أبو بكر [وجيه] بن طاهر - لفظا - قال: أنا أبو حامد أحمد بن الحسن الأزهري، أنا أبو سعيد محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا أبو حامد أحمد (9) بن الحسن، نا محمّد بن يحيى الذهلي، نا عبد الرزّاق (10) علي، أنا معمر، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر قال معمر: و أخبرنيه ابن طاوس عن عكرمة بن خالد عن ابن عمر قال:
دخلت على حفصة و نوساتها تنطف (11) فقلت: قد كان من الناس ما كان (12)،و لم يجعل لي من الأمر شيء قالت: فالحق بهم فإنهم ينتظرونك، و إنّي أخشى أن يكون في احتباسك (13) عنهم فرقة، فلم تدعني أذهب (14)،فلما تفرق الحكمان خطب معاوية فقال: من كان يريد أن يتكلم في هذا الأمر فليطلع إليّ قرنه فلنحن أحقّ بذلك منه و من أبيه - يعرّض بابن عمر-.
ص: 183
قال حبيب (1) بن مسلمة: فهلاّ أجبته - فداك أبي و أمي-؟ (2) قال ابن عمر فحللت حبوتي، فهممت أن أقول: أحق بذلك من قاتلك و أباك على الإسلام، فخشيت أن أقول كلمة تفرّق الجمع و يسفك فيها الدم، و أحمل فيها على رأيي (3)،فذكرت ما أعدّ اللّه في الجنان فقال حبيب (4):حفظت و عصمت مما خشيت غرته (5)(6).
أخبرنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم الحافظ (7)،نبأ أحمد بن محمّد بن سنان، نا أبو العبّاس الثقفي (8)،نا عبد اللّه (9) بن جرير بن جبلة، نا سليمان بن حرب، نا جرير، عن يعلى (10)،عن نافع قال: قدم أبو موسى و عمرو بن العاص أيام حكما قال أبو موسى: لا أدري لهذا الأمر غير عبد اللّه بن عمر، فقال عمرو (11) لابن عمر: إنّا نريد أن نبايعك فهل لك أن تعطى مالا عظيما على أن تدع هذا الأمر لمن هو أحرص عليه منك ؟ فغضب ابن عمر فقام فأخذ ابن الزبير بطرف ثوبه (12) فقال: يا أبا عبد الرّحمن، إنّما قال نعطى مالا على أن نبايعك، فقال ابن عمر: ويحك يا عمرو، فقال عمرو: إنّي إنّما قلت:
اختبرتك (13)،فقال ابن عمر: و اللّه لا أعطي (14) عليها و لا أعطى، و لا أقبلها إلاّ عن رضا من المسلمين.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (15)،حدّثني سعيد بن أسد، نا ضمرة، عن
ص: 184
ابن شوذب قال: قال معاوية لعبد اللّه بن جعفر: بلغني أنّ ابن عمر يريد هذا الأمر، و فيه ثلاث خصال لا تصلحن في خليفة: هو رجل غيور، و هو رجل عيي، و هو رجل بخيل، قال: فذهب ابن جعفر، فأخبر ابن عمر، فقال ابن عمر: أمّا قوله: إنّي رجل غيور، فإنّي كنت أغلق بابي على أهلي، فما حاجة الناس إلى ما وراء ذلك، و أمّا قوله: إنّي رجل عيي فإنّي كنت أعلم الناس بكتاب اللّه تعالى و لا كلام أبلغ منه، و أما قوله: إنّي رجل بخيل، فإني كنت أقسم على الناس فيأهم، فإذا فعلت ذلك فما حاجة الناس ما أورثني ابن الخطاب ؟ قال: فأخبر ابن جعفر معاوية بها فقال معاوية: عزمت (1) عليك أن يسمع هذا منك.
و قد روي نحو هذه المقالة عن الحجّاج:
أنبأنا أبو علي الحسن (2) بن أحمد، أنا أبو نعيم الحافظ (3)،و أبو بكر بن ريذة، قالا: نبأ سليمان بن أحمد، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني الحكم بن موسى، نا إسماعيل بن عيّاش، حدّثني المطعم بن المقدام الصنعاني، قال:
كتب الحجّاج بن يوسف إلى عبد اللّه بن عمر: بلغني أنك طلبت الخلافة، و إن الخلافة لا تصلح لعيي، و لا بخيل، و لا غيور، فكتب إليه ابن عمر: أما ما ذكرت من الخلافة أنّي طلبتها فما طلبتها، و ما هي من بالي [و أما ما ذكرت من العي و البخل و الغيرة فإنّ من جمع كتاب اللّه فليس بعيي، و من أدى زكاة ماله فليس ببخيل] (4) و أما ما ذكرت من الغيرة فإني أحق ما غرت فيه ولدي أن يشركني فيه غيري.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أحمد بن أسامة التجيبي، نا أبي، نا هارون بن سعيد، عن خالد بن نزار، عن سفيان، عن مسعر، عن علي بن الأقمر، قال (5):
قال مروان بن الحكم لابن عمر: أ لا تخرج إلى الشام فيبايعوك ؟ فقال: كيف تصنع بأهل العراق، قال: تقاتلهم بأهل الشام، قال: و اللّه ما يسرّني لو بايعني الناس
ص: 185
كلهم إلاّ أهل فدك، و إني قاتلتهم فقتل منهم رجل، فقال مروان:
إنّي أرى فتنة تغلي مراجلها *** فالملك بعد أبي ليلى لمن غلبا (1)
[ (2) أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة] أنا الحسن بن محمّد المدني (3) أنا أحمد بن محمّد اللنباني (4)،نا عبد اللّه بن محمّد القرشي، نا هاشم بن الوليد، نا أبو بكر بن عياش، نا عاصم، قال:
قال مروان لعبد اللّه بن عمر: هل نبايعك فإنك (5) سيد العرب و ابن سيدها، فقال ابن عمر: فكيف أصنع بأهل المشرق ؟ قال (6):تقاتلهم، قال: و اللّه ما يسرّني [أنّ العرب دانت لي سبعين عاما، و أنه قتل في سنتي رجل واحد. قال مروان:
إني أرى فتنة تغلي مراجلها *** فالملك بعد أبي ليلى لمن غلبا
قرأت[ (7) على أبي غالب بن البنا عن أبي إسحاق البرمكي.] حدّثنا (8) عمّي، أنا أبو طالب، أنا الجوهري - قراءة - على ابن حيّوية.
ح قال: و أنا البرمكي - إجازة-.
أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن (9) سعد، أنبأ عفان بن مسلم، نا أبو عوانة، عن مغيرة، عن قطن (10) قال: أتى رجل ابن عمر فقال: ما أحد شرّ لأمة محمّد منك، فقال: لم ؟ فو اللّه ما سفكت دماءهم، و لا فرّقت جماعتهم، و لا شققت عصاهم، قال: إنّك لو شئت ما اختلف فيك اثنان (11)
ص: 186
قال: ما أحبّ أنها أتتني (1) و رجل يقول لا، و آخر يقول: بلى.
قال: و أنا ابن سعد (2)،أنا عبد اللّه بن جعفر الرقّي، نا أبو المليح، عن ميمون قال:
دس معاوية عمرو بن العاص، و هو يريد أن (3) يعلم ما في نفس ابن عمر يريد القتال أم لا، فقال: يا أبا عبد الرّحمن، ما يمنعك أن تخرج نبايعك و أنت صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و ابن أمير المؤمنين، و أنت أحقّ الناس بهذا الأمر؟ قال: و قد اجتمع الناس كلهم على ما تقول ؟ قال:[نعم،] إلا نفير يسير، قال: لو لم يبق إلاّ ثلاثة أعلاج بهجر لم يكن لي فيها حاجة، قال: فعلم أنه لا يريد القتال، قال: هل لك أن تبايع لمن قد كاد الناس أن يجتمعوا عليه، و يكتب لك من الأرضين و من الأموال ما لا تحتاج أنت و لا ولدك إلى ما بعده، فقال: أفّ لك، اخرج من عندي، ثم لا تدخل عليّ ذلك (4)،إن ديني ليس بديناركم، و لا درهمكم (5)،و إنّي لأرجو أن أخرج من الدنيا و يدي بيضاء نقية (6).
[أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن أحمد بن إبراهيم، ثم] (7) أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن الداراني، أنبأ سهل بن بشر.
قالا: أنا محمّد بن الحسين بن أحمد، أنبأ محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الذهلي، نا موسى بن هارون، نا الحسن (8) بن عيسى مولى عبد اللّه بن المبارك، نا عبد اللّه بن المبارك، أنا عبيد اللّه بن عمر، عن نافع قال:
جاء رجلان إلى ابن عمر زمن فتنة ابن الزبير، فقالا: ما يمنعك أن تخرج فتقاتل،
ص: 187
فإنك ابن عمر بن الخطّاب، فقال: يمنعني أنّ اللّه حرّم دم أخي المسلم، فقال: أ ليس يقول اللّه عزّ و جل: وَ قٰاتِلُوهُمْ حَتّٰى لاٰ تَكُونَ فِتْنَةٌ ، وَ يَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّٰهِ (1)فقال ابن عمر: قد قاتلناهم حتى لم تكن فتنة و كان الدين للّه، و أنتم اليوم تريدون أن تقاتلوهم حتى يكون فتنة و يكون الدين لغير اللّه.
أخبرنا أبو علي الحدّاد - في كتابه - قال: أنبأ أبو نعيم (2)،نا القاضي عبد اللّه بن محمّد بن عمر، نا علي بن سعيد العسكري، نبأ عباد بن الوليد، نبأ قرّة بن حبيب القنوي (3)،حدّثنا عبد اللّه بن بكر بن عبد اللّه المزني، عن عبد اللّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر.
أنه أتاه رجل فقال: يا أبا عبد الرّحمن أنت ابن عمر، و صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فذكر مناقبه فما يمنعك من هذا الأمر؟ قال: يمنعني أن اللّه حرّم عليّ دم المسلم، قال:
فإن اللّه تعالى يقول: وَ قٰاتِلُوهُمْ حَتّٰى لاٰ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَ يَكُونَ الدِّينُ لِلّٰهِ قال: قد فعلنا، قد قاتلناهم حتى كان الدين للّه، و أنتم تريدون أن تقاتلوا حتى يكون الدين لغير اللّه.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثنا شيبان، نا سلام بن مسكين قال: سمعت الحسن قال:
لما كان من اختلاط الناس ما كان أتوا عبد اللّه بن عمر فقالوا: أنت سيّد الناس، و ابن سيّدهم، اخرج يبايعك الناس، فكلهم بك راض، فقال: و اللّه لا تهراق محجمة من دم في سنتي، ما كان فيّ الروح، ثم أتى فقيل له: لتخرجن أو لنقتلنّك (4) على فراشك، فقال مثلها، فو اللّه ما استقلوا منه شيء حتى ألحق باللّه عزّ و جلّ .
أخبرنا أبو القاسم [بن السّمرقندي، أنا محمد بن] (5) هبة اللّه.
[أخبرنا أبو القاسم زاهر] (6) بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي.
ص: 188
ح قالا: أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا ابن عثمان - يعني - عبد اللّه، أنا عبد اللّه، أنبأ كهمس بن الحسن (1)،عن أبي الأزهر الضبعي (2)، عن أبي العالية البرّاء:
أن عبد اللّه بن الزبير، و عبد اللّه بن صفوان كانا ذات يوم قاعدين في الحجر، فمرّ بهما ابن عمر و هو يطوف بالبيت، فقال أحدهما لصاحبه: أ تراه بقي أحد خير من هذا؟ ثم قال لرجل: ادعه لنا إذا قضى طوافه، فلمّا قضى طوافه و صلّى ركعتين (3) أتاه رسولهما فقال: هذا عبد اللّه بن الزبير، و عبد اللّه بن صفوان يدعوانك فجاء إليهما.
فقال عبد اللّه بن صفوان: يا أبا عبد الرّحمن، ما يمنعك أن تبايع أمير المؤمنين ؟- يعني ابن (4) الزبير - فقد بايع له أهل العروض (5)،و أهل العراق، و عامة أهل الشام، فقال:
و اللّه لا أبايعكم و أنتم واضعو (6) سيوفكم على عواتقكم تصيب أيديكم من دماء المسلمين (7)،فقال ابن الزبير لابن صفوان: الهه أو اشغله، فقال: يا أبا عبد الرّحمن أ في كلّ صلاة تقرأ قال: إني لأستحي من ربّ هذا البيت أن أركع ركعتين لا أقرأ فيهما بأمّ الكتاب فزائدا - أو قال: فصاعدا-.
قال: و نا يعقوب، نا عمرو بن عاصم، نا سليمان بن المغيرة، نا سعيد الجريري، نا أبو الأزهر، عن أبي العالية البرّاء قال: كان ابن الزبير و ابن صفوان في المسجد الحرام فذكر نحوه.
قال: و نا يعقوب، نبأ عارم (8) أبو النعمان، نا حمّاد بن زيد، عن أيوب قال:
سمعت أبا العالية البرّاء يقول: سمعت ابن عمر يقول: قد وضعوا سيوفهم على عواتقهم لقتل بعضهم بعضا، تعال: يا عبد اللّه بن عمر، أعط بيدك، بايع.
ح أخبرنا الشحامي، أنا البيهقي.
ص: 189
ح و أخبرنا ابن السّمرقندي، أنا ابن اللالكائي قالا: أنا الحسين بن الفضل (1)،أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا ابن عثمان، أنبأ عبد اللّه، أنا المنذر بن ثعلبة، حدّثني سعيد بن حرب العبدي، قال:
كنت جالسا (2) لعبد اللّه بن عمر في المسجد الحرام زمن ابن الزبير و في طاعة ابن الزبير رءوس الخوارج: نافع بن الأزرق، و عطية بن الأسود، و نجدة، فبعثوا - أو بعضهم - شابا - زاد ابن السّمرقندي (3):مسعن (4) الرأس-، يعني مطموم - و قالا - إلى عبد اللّه بن عمر: ما يمنعك أن تبايع [زاد ابن السّمرقندي:] (5) فقال له الشاب: يا أبا عبد الرّحمن - أو يا عبد اللّه بن عمر - ما يمنعك أن تبايع لعبد اللّه بن الزبير أمير المؤمنين ؟ فرأيته حين مدّ يده و هي ترجف من الضعف، فقال: إنّي و اللّه ما كنت لأعطي بيعتي في فرقة، و لا أمنعها في جماعة.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنبأ علي (6) بن محمّد بن طوق، أنا عبد الجبّار بن مهنى (7)،نا محمّد بن ملاّس - و هو محمّد بن جعفر بن محمّد - نا أبو عاصي (8)[نا] (9) الوليد قال: قال ابن جابر: حدّثني القاسم بن عبد الرّحمن أنه قال لعبد اللّه بن عمر: أ لا تخرج فتقاتل ؟ قال: قد قاتلت الأنصاب (10)بين الركن و المقام حتى نفاها اللّه من أرض العرب، فأنا أكره أن يقاتل (11) من يقول لا إله إلاّ اللّه، قالوا: و اللّه ما ذاك، بك، و لكنك أردت أن يفني أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بعضهم
ص: 190
بعضا، فإذا لم يبق غيرك قيل: بايعوا لعبد اللّه بن عمر بإمارة المؤمنين، قال: و اللّه ما ذلك بي، و لكنكم إذا قلتم: حي على الصلاة أجبتكم، و إذا قلتم حي على الفلاح أجبتكم، و إذا اقتتلتم لم أجامعكم، و إذا اجتمعتم لم أفارقكم.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ و أبو (1) سعيد بن أبي عمرو (2)،قالا: نبأ أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا أبو جعفر محمّد بن عبيد اللّه بن أبي داود المنادي المخرّمي - ببغداد - نا يونس - و هو ابن محمّد المؤدّب - نا أبو شهاب، نا يونس بن عبيد، عن نافع قال:
كان ابن عمر يسلم على الخشبية و الخوارج و هم يقتتلون، فقال: من قال: حيّ على الصلاة أجبته، و من قال: حيّ على الفلاح أجبته، و من قال: حيّ على قتل أخيك المسلم و أخذ ماله قلت: لا (3).
أنبأنا (4) أبو علي الحداد، أنبأ أبو نعيم (5)،نا إبراهيم بن عبد اللّه، نا محمّد بن إسحاق، نا قتيبة بن سعيد، نا محمّد بن يزيد الخنيسي، نا عبد العزيز بن أبي روّاد، نا نافع قال: دخل ابن عمر الكعبة، فسمعته و هو ساجد يقول: قد تعلم ما يمنعني من مزاحمة قريش على هذه الدنيا إلاّ خوفك.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأ عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا أبو نعيم، نا أشرس بن صهيب مولى سعيد بن العاص قال: سألت سالم بن عبد اللّه عن عبد اللّه بن الزبير، فقال: كتب عبد اللّه بن عمر إلى عبد اللّه بن الزبير: إنّك أمّرت (6) على رقاب الناس من غير شورى، فدع ما أنت فيه، فإنك لست في شيء.
قال: و نا يعقوب، نا أبو نعيم، نبأ عبد الجليل بن عطية القيسي (7)،عن أبي محجن الحنفي، قال: كنت قاعدا مع ابن عمر أنا و عطية بن الأسود، فجاءه رجل فقال:
إنّي أتيت ابن الزبير فقلت: أبايعك على سنّة اللّه و رسوله، فأبى، قال: صدق، و لو
ص: 191
أعطاكها لم يقر (1) لك بها.
ثم جاءه آخر فقال: قد جاءت خيلنا، قال: ايت خيل قال: خيل أهل الشام، قال:
ما هي لنا بخيل.
ثم جاءه آخر فقال: ما تأمرني ؟ قال: أمر اللّه بالطاعة و نهى عن المعصية، و أمر بالجماعة و نهى عن الفرقة، قال: ثم ما ذا؟ قال: إن كانت لك ضيعة فالحق بضيعتك.
قال: و أخبرنا (2) أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن المقرئ، أنا أبو العباس محمّد بن الحسن (3) بن قتيبة، نا حرملة بن يحيى، أنا عبد اللّه بن وهب، أنا حيوة (4) بن شريح، أخبرني (5) بكر بن عمرو أن بكير بن الأشج، حدّثه عن نافع، عن عبد اللّه بن عمر.
أن رجلا أتاه فقال: يا أبا عبد الرّحمن، ما الذي حملك على أن تحجّ عاما، و تعتمر (6) عاما، و تترك (7) الجهاد في سبيل اللّه، و قد علمت ما أعدّ اللّه فيه، فقال: يا ابن أخي، بني الإسلام على خمس (8):إيمان باللّه و رسوله، و صلاة الخمس، و صيام شهر رمضان، و أداء الزكاة، و حجّ البيت، فقال: يا أبا عبد الرّحمن، أ لا تسمع ما ذكر اللّه في كتابه: وَ إِنْ طٰائِفَتٰانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمٰا، فَإِنْ بَغَتْ إِحْدٰاهُمٰا عَلَى الْأُخْرىٰ ، فَقٰاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتّٰى تَفِيءَ إِلىٰ أَمْرِ اللّٰهِ (9)فما يمنعك أن تقاتل الفئة الباغية كما أمر اللّه عزّ و جلّ في كتابه، فقال: يا ابن أخي، لأن أعتبر بهذه الآية فلا أقاتل أحبّ إليّ من أن أعتبر بالآية التي يقول اللّه عزّ و جل فيها: وَ مَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزٰاؤُهُ جَهَنَّمُ (10)فقال: أ لا ترى أن اللّه يقول: وَ قٰاتِلُوهُمْ حَتّٰى لاٰ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَ يَكُونَ الدِّينُ لِلّٰهِ (11)قال ابن عمر: و قد فعلنا على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إذ كان أهل الإسلام قليلا،
ص: 192
و كان الرجل يفتن في دينه، إما أن يقتلوه، و إما أن يسترقّوه، فلما كثر أهل الإسلام فلم يكن فتنة، فلما رآني أني لا أوافقه (1)فيما يريد و لا فيما بعث له قال: فما قولك في عليّ و عثمان ؟ قال ابن عمر: قولي في علي و عثمان، أمّا عثمان فكان (2)اللّه عفا عنه و كرهتم أن يعفو (3)،و أمّا علي، فابن عم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و حبيبه (4)،و من أهل بيته، و زوج ابنته، قال: فسكت (5).
قال: و نا يعقوب، نا الحجّاج بن أبي منيع، نا جدي.
ح قال: و نا يعقوب، قال: و نا أبو صالح، حدّثني الهقل، عن الصّدفي.
قال: و نا يعقوب، حدّثني محمّد بن يحيى بن إسماعيل، عن ابن وهب، عن يونس جميعا عن الزهري، قال: أخبرني حمزة بن عبد اللّه بن عمر.
أنه بينما هو جالس مع عبد اللّه بن عمر إذ جاءه رجل من أهل العراق، فقال له: يا أبا عبد الرّحمن، إنّي و اللّه لو حرصت (6)على أن أسمت سمتك، و أقتدي بك في أمر فرقة الناس، فأعتزل الشرّ (7)ما استطعت، و إنّي أقرأ آية من كتاب اللّه محكمة، فقد أخذت بقلبي فأخبرني عنها، أ رأيت قول اللّه عزّ و جلّ : وَ إِنْ طٰائِفَتٰانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا الآية، أخبرني عن هذه الآية، فقال له عبد اللّه بن عمر: ما لك و لذلك، انصرف عنّي، فقام الرجل و انطلق حتى توارى منا سواده أقبل علينا عبد اللّه بن عمر، فقال: ما وجدت في نفسي شيء من أمر هذه الآية ما وجدت في نفسي من أن أقاتل هذه الفئة الباغية كما أمرني اللّه.
فقال حمزة: فقلنا له: و من ترى الفئة الباغية، قال ابن عمر: ابن الزبير بغى على هؤلاء القوم، فأخرجهم من ديارهم، و نكث عهدهم.
ص: 193
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن - فيما قرأت عليه - عن أبي إسحاق البرمكي.
[ح و حدثنا ألحقه قاسم عمي، أنا أبو طالب، أنا الجوهري قراءة، عن ابن حيويه ح قال:
و أنا البرمكي إجازة.] (1).أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (2)،أنا محمّد بن مصعب، نا الأوزاعي: أن ابن عمر قال:
لقد بايعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فما نكثت و لا بدّلت إلى يومي هذا، و لا بايعت صاحب فتنة و لا أيقظت مؤمنا من مرقده.
قال [و نا] (3) ابن سعد (4):أن كثير بن هشام، نا جعفر بن برقان، حدّثني حبيب بن أبي مرزوق، قال: بلغني أن عبد اللّه بن عمر كتب إلى عبد الملك بن مروان و هو يومئذ خليفة: من عبد اللّه بن عمر إلى عبد الملك بن مروان، فقال: من حول عبد الملك: بدأ باسمه قبل اسمك، فقال عبد الملك: إن هذا من أبي عبد الرّحمن كثير.
أخبرنا أبو الحسن (5) علي بن أحمد، أنا أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو محمّد بن زبر، نا عباس بن محمّد بن حاتم (6) الدوري، نبأ عبد الملك بن قريب أبي سعيد الأصمعي، نا عاصم بن محمّد بن زيد بن عبد اللّه بن عمر، حدّثني أبي:
أنه شهد عرفة مع ابن عمر، فرأى رجلا واقفا على حدة فقال: من هذا؟ قالوا:
نجدة قال: فمن هذا؟ قالوا: ابن الزبير، قال: فمن هذا الآخر؟ قالوا: فلان، قال الأصمعي: فقلت أنا: ابن الحنفية ؟ فقال: نعم، فقال ابن عمر: لشدّ ما أكبر هؤلاء دنياهم.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل [بن] (7) أحمد، أنا أبو الحسين البزّاز (8)،أنا عيسى، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا محمّد بن بكّار، نا أبو معشر، عن عبد الرّحمن بن يسار، قال:
سمعت الحجاج يخطب و هو يقول: إنّ عبد اللّه بن الزبير قد بدّل كلام اللّه، فقال
ص: 194
ابن عمر: كذبت، ليس يتبدل كلام اللّه بيدك و لا بيد ابن الزبير، كتاب اللّه أعزّ من أن يبدّل، قال: فقال الناس لابن عمر: اخرج، فأبى أن يخرج حتى صلّى معه (1).
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا يحيى بن محمّد، نا الحسين بن الحسن (2)،أنا ابن المبارك، أنبأ ابن عون، عن محمّد، قال: كان ابن عمر يأتي العمّال ثم قعد عنهم فقيل له: لو أتيتهم فلعلهم يجدون في أنفسهم فقال: ارحب (3) إن تكلمت أن يروا أن الدين غير الذي بي، و إن سكت رهنت أن آثم.
ثم أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه بن الحسن، أنا محمّد بن الحسين المتّوثي، أنا أبو محمّد بن درستويه، نا يعقوب، نا سليمان بن حرب، نا حمّاد بن زيد، عن أيوب، قال:
سألت نافعا عن بدء مرض ابن عمر و موته، فقال: أصابته عارضة محمل بمكة بين اصبعين من أصابعه عند الجمرة، فمرض فدخل عليه الحجّاج فلما رآه ابن عمر غمّض عينيه، قال: فكلّمه الحجاج فلم يكلّمه، قال: فغضب الحجّاج و قال: إن هذا يقول إني على الضرب الأول (4).
أخبرنا أبو الحسن (5) علي بن محمّد الخطيب، أنا أبو منصور محمّد بن الحسن، نا أحمد بن الحسين، نا عبد اللّه بن محمّد، نا محمّد بن إسماعيل، نا موسى بن إسماعيل، نا عمرو بن يحيى بن سعيد بن عمرو بن العاص السعيدي، أخبرني جدي سعيد بن عمرو: أن عبد اللّه بن عمر قدم حاجا، فدخل الحجّاج عليه و قد أصابه زجّ رمح، فقال: من أصابك ؟ قال: أصابني من أمرتموه بحمل السلاح في مكان لا يحل فيه حمله (6).
أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالا: أنا أبو جعفر المعدّل، أنا
ص: 195
أبو طاهر الذهبي، أنا أبو عبد اللّه الطوسي، أنا الزبير بن أبي بكر، حدّثني محمّد بن الضحّاك الحزامي، قال:
جاء الحجاج إلى ابن عمر يعوده فقال له: من بك (1) يا أبا عبد الرّحمن ؟ فقال له:
و ما تصنع به، قال: قتلني اللّه إن لم أقتله، فقال: ما أراك فاعلا حتى قالها الحجّاج ثلاثا فقال: أنت الذي أمرت الذي نخسني (2) بالحربة.
أخبرنا أبو الحسن (3) علي بن المسلّم، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، و أبو محمّد بن فضيل، قالا: أنا أبو علي بن منير، أنا أبو بكر بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا أيوب بن حسّان، نا عبد الرّحمن بن عبد الأعلى قال:
كان الحجّاج بن يوسف على الموسم، فلما أفاض أصاب رجل ابن عمر زجّ أو رمح، فجرحه فقال: اسرعوا بي، فأسرعوا به حتى زار البيت و انصرف، فجاءه الحجّاج فقال: من بك ؟ فقال: أنت بي، جعله اللّه حرما آمنا، و حملت أنت فيه السلاح.
أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نبأ أبو يعلى، نا أبو الربيع الزهراني، نا حمّاد بن زيد، نا أيوب، عن نافع قال: ذكرت الوصية لابن عمر في مرضه فقال: أما ما لي فاللّه أعلم [ما كنت أفعل فيه، و أما رباعي و أرضي، فإني لا أحب أن يشارك ولدي] (4) فيها أحد.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي (5) بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن عبيد اللّه.
ح و أخبرنا أبو الحسن (6) علي بن المسلّم، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأ أبو محمّد (7) بن أبي نصر، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا أبي، نبأ محمّد بن عبيد اللّه بن المنادي.
نا روح بن عبادة، نا العوّام بن حوشب، عن عيّاش (8) العامري، عن سعيد بن
ص: 196
جبير قال: لمّا احتضر (1) ابن عمر الموت قال: ما آسي على شيء من الدنيا إلاّ على ثلاث: ظمأ الهواجر، و مكابدة الليل، و إنّي لم أقاتل هذه الفئة الباغية التي نزلت بنا - يعني - الحجّاج (2).
و في حديث ابن أبي الدنيا: لما حضرت ابن عمر الوفاة، و لم يقل ثلاث، و الباقي مثله.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن إبراهيم بن عمر (3) أنا محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن محمّد (4)،نا ابن سعد (5)،أنا محمّد بن عمر، حدّثني شرحبيل بن أبي عون، عن أبيه قال: قال ابن عمر عند الموت لسالم: يا بنيّ ، إن أنا متّ فادفني خارجا من الحرم، فإنّي أكره أن أدفن فيه بعد أن خرجت منه مهاجرا، فقال: يا أبت، إن قدرنا (6) على ذلك [فقال:] تسمعني أقول لك و تقول (7):إن قدرنا على ذلك، قال: أقول الحجاج يغلبنا فيصلي عليك، قال: فسكت ابن عمر.
قال (8):و أنا محمّد بن عمر، حدّثني عبد اللّه، عن نافع، قال: لما صدر الناس و نزلنا بابن عمر أوصى عند الموت (9) أن لا يدفن في الحرم، فلم يقدر على ذلك من الحجاج فدفناه بفخّ في مقبرة المهاجرين بذي طوى، و مات بمكة سنة أربع و سبعين.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر (10) محمّد بن هبة اللّه، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، حدّثني العباس بن الوليد، أخبرني أبي، أخبرني سعيد بن بشير، عن قتادة، قال: كان آخر أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم موتا بمكة: عبد اللّه بن عمر.
ص: 197
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نبأ أبو منصور بن خيرون، أنبأ أبو بكر الخطيب (1)،أنا ابن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نبأ يعقوب بن سفيان، حدّثني محمّد بن أبي زكير، نا ابن وهب، حدّثني مالك قال: بلغ عبد اللّه بن عمر (2) من السن سبعا و ثمانين.
أخبرنا أبو الحسن (3) الخطيب، أنبأ محمّد بن الحسن، نا أحمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا محمّد بن إسماعيل، حدّثني الأويسي، حدّثني مالك: أن عبد اللّه بن عمر بلغ سبعا و ثمانين سنة.
أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأ أبو نعيم، نا سليمان بن أحمد، نا أبو الزّنباع، نا يحيى بن بكير قال: توفي عبد اللّه بن عمر، و يكنى أبا عبد الرّحمن بمكة بعد الحج، و دفن بالمحصّب، و بعض الناس يقول: بفخّ ، و سنه حين أجازه النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يوم الخندق في القتال و هو ابن خمس عشرة سنة، و كان الخندق في شوال من سنة أربع، فسنه يوم توفي [أربع] (4) و ثمانون (5).
أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث، أنا أبو الحسين بن النقور انبأ عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا أحمد بن منصور، نا يحيى بن بكير، قال: توفي عبد اللّه بن عمر بمكة بعد الحجّ ، و دفن بالمحصّب، و بعض الناس يقول: بفخّ ، و سنه يوم توفي أربع و ثمانون.
أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر الزرّاد، نا عبيد اللّه (6) بن سعد، قال: نا هارون بن معروف، نا ضمرة قال: مات ابن عمر في سنة ثنتين - أو ثلاث - و سبعين.
أخبرنا أبو الحسن الخطيب، أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل، نا الحسين بن واقع، نا ضمرة، قال: مات ابن عمر سنة ثلاث و سبعين.
و قال[ (7) أبو نعيم: مات ابن عمر سنة ثلاث و سبعين.]
ص: 198
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني،[أنا أبو محمد الكتاني] (1) نا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2)،قال: و قال أهل العلم: أبو نعيم و غيره في هذه السنة - يعني - سنة ثلاث و سبعين مات عبد اللّه بن عمر، و فيها قتل عبد اللّه بن الزبير.
أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد، نا ابن أبي الدنيا (3)،نا محمّد بن سعد، أنا الهيثم بن عدي، قال: مات - يعني - ابن عمر بعد ابن الزبير بثلاثة أشهر، أو شهرين.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن علي، أنا محمّد بن أحمد، أنا الأحوص بن المفضّل [أنا أبي] (4)،نا أبو نعيم.
و أنا (5) أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو بكر بن المؤمل، نا الفضل بن محمّد، نا أحمد بن حنبل.
ح قال: و أنا أبو بكر البيهقي.
ح و أخبرنا (6) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر (7) بن عبيد اللّه، قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، نا أبو عمرو بن السماك، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه نا (8) أبو نعيم.
ح (9) و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن محمّد، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا أحمد بن إبراهيم العبدي، قال: سمعت أبا نعيم.
ح (10) و أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا جعفر بن محمّد الخصّاف، نا أحمد بن الهيثم، قال: قال أبو نعيم.
ص: 199
ح و أنبأنا أبو علي الحداد، و أبو سعد المطرّز، و أبو القاسم غانم بن محمّد.
ثم أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد، أنبأ أبو علي الحداد.
قالوا: نبأ أبو نعيم، نا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، حدّثني أبو نعيم قال: و عبد اللّه بن عمر سنة ثلاث و سبعين - يعني - من الهجرة.
أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنا أبو بكر البيهقي.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: نبأ أبو الحسين بن الفضل انبأ عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: قال ابن بكير: مات ابن عمر سنة ثلاث و سبعين - زاد ابن الطبري: بمكة - في دار (1) خالد بن عبد اللّه بن أسيد.
أخبرنا أبو الحسين بن قبيس، نا.
ح و أبو منصور بن خيرون، أنبأ أبو بكر الخطيب (2)،أنبأ أبو حازم العبدوي، أنا القاسم بن غانم المهلّبي، أنا محمّد بن إبراهيم البوشنجي (3)،قال: سمعت ابن بكير يقول: مات عبد اللّه بن عمر أبو عبد الرّحمن سنة ثلاث و سبعين.
أخبرنا (4) أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن، أنبأ أبو الفرج سهل بن بشر (5)،أنبأ أبو بكر الخليل بن هبة اللّه، أنبأ عبد الوهّاب الكلابي، نا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاب، نا هشام بن خالد، نا أبو مسهر، قال: مات عبد اللّه بن عمر سنة ثلاث و سبعين.
حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم السّلماسي، أنا أبو الحسن (6) نعمة اللّه بن محمّد، نبأ أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، نا محمّد بن أحمد بن سليمان، أنا سفيان بن محمّد بن سفيان، حدّثني الحسن (7) بن سفيان، نبأ محمّد بن علي، عن محمّد بن
ص: 200
إسحاق، قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: توفي عبد اللّه بن عمر سنة ثلاث و سبعين.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن، أنبأ أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: قال أبي و الهيثم - يعني: ابن عدي - و عمي أبو بكر: مات ابن عمر سنة ثلاث و سبعين.
قال الهيثم: بعد الزبير بشهرين (1) أو ثلاثة أشهر.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه، أنا أبو القاسم عبد الواحد بن محمّد بن عثمان، أنا الحسن (2) بن محمّد بن إسحاق، قال:
سمعت (3) إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل قال: سمعت علي بن المديني يقول: مات ابن عمر سنة ثلاث و سبعين.
أخبرنا أبو الحسن (4) بن قبيس، أنبأ أبو الحسن (5) بن أبي الحديد، أنا جدي، أنبأ أبو محمّد بن زبر، نا إسماعيل بن إسحاق، نا نصر بن علي.
قال: أخبرنا الأصمعي قال: توفي ابن عمر سنة ثلاث و سبعين.
أخبرنا أبو الحسن (6) بن قبيس، نبأ أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (7)،أنبأ محمّد بن أحمد بن رزق، أنبأ عثمان بن أحمد [الدقاق]، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، قال: مات عبد اللّه بن عمر سنة ثلاث و سبعين.
أخبرنا (8) أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا محمّد بن علي الواسطي، أنا محمّد بن أحمد البابسيري (9)،أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل (10) بن غسان، أنا أبي، نا أحمد بن حنبل قال: و عبد اللّه بن عمر في سنة ثلاث و سبعين - يعني - مات.
ص: 201
أخبرنا أبو السعود بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي.(1) و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبي أبو يعلى، قالا: أنبأ أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنبأ محمّد بن مخلد بن حفص، قال: قرأت على علي (2) بن عمرو حدثكم الهيثم بن عدي قال: مات عبد اللّه بن عمر سنة ثلاث و سبعين.
أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء محمّد بن علي بن يعقوب، أنا علي بن الحسن (3) الجرّاحي.
ح قال: و أنا أبو علي الحسن (4) بن الحسين بن العبّاس، أنا جدي لأمي إسحاق بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد عبد اللّه بن إسحاق المدائني، أنا قعنب بن المحرّر بن (5)قعنب الباهلي، قال: و مات عبد اللّه بن عمر سنة ثلاث و سبعين.
أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا محمّد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص الفلاّس، قال: و مات عبد اللّه بن عمر في تلك السنة - يعني - سنة ثلاث و سبعين.
و قال في موضع آخر: و مات عبد اللّه بن عمر بن الخطاب سنة أربع و سبعين بمكة و دفن بفخّ و هو ابن أربع و ثمانين، و يكنى أبا عبد الرحمن (6).(7) أنا الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا محمّد بن أحمد البابسيري (8)،نا الأحوص بن المفضل (9)،نا أبي، قال: قال الواقدي: مات ابن عمر في سنة أربع و سبعين.
ص: 202
[قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي، أنا مكي بن محمد] (1)أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال أبو نعيم و عمرو: مات ابن عمر سنة ثلاث و سبعين.
نا قال ابن زبر: و فيها - يعني سنة أربع و سبعين - مات عبد اللّه بن عمر بن الخطاب، و يكنى أبا عبد الرّحمن بمكة، و دفن بفخّ ، و هو ابن أربع و ثمانين سنة، و هذا أثبت، و مما يتبين لنا (2) أن ابن عمر مات في هذه السنة، و أن أبا نعيم قد أخطأ في ذكره سنة ثلاث، أن رافع بن خديج مات سنة أربع و سبعين، و ابن عمر حي، و حضر جنازته، و باللّه التوفيق.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن (3) السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن إسحاق (4)،نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال: و في سنة أربع و سبعين مات عبد اللّه بن الخطاب (5).
أخبرنا أبو الحسن (6) بن قبيس، قال: نبأ أبو منصور (7) بن خيرون، أنا أبو بكر أحمد بن علي (8)،أنا عبد اللّه بن عمر الواعظ ، حدّثني أبي، نا الحسين بن القاسم، نا علي بن داود، عن سعيد بن عفير، قال: و في سنة أربع و سبعين مات عبد اللّه بن عمر بمكة، و دفن بذي طوى في مقبرة المهاجرين، و قد قيل إنه دفن بفخّ (9) و هو ابن أربع و ثمانين.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (10)،نا محمّد (11) بن أبي أسامة، نا ضمرة (12)،عن رجاء بن أبي سلمة، عن رجاء بن حيوة قال: نعي البنا ابن عمر في مجلس ابن محيريز، فقال ابن محيريز: إن كنت لأعدّ بقاء عبد اللّه بن عمر أمانا لأهل الأرض، قال رجاء:
ص: 203
و إن كنت و اللّه لأعدّ بقاء ابن محيريز أمانا لأهل الأرض.
أخبرنا أبو الحسن (1) بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (2).
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي (3)،أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، قالا:
أنا محمّد بن الحسين بن الفضل، أخبرنا ابن درستويه، نا يعقوب (4)،حدّثني سعيد - هو ابن أسد بن موسى - نا ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة، عن رجاء بن حيوية قال:
أتانا نعي ابن عمر و نحن في مجلس ابن محيريز، فقال ابن محيريز: و اللّه إن كنت لأعدّ بقاء ابن عمر أمانا لأهل الأرض.
قال يعقوب: قال أبو نعيم: مات ابن عمر سنة أربع و سبعين رضي اللّه عنه.
والد أبي الميمون.
حكى عنه ابنه أبو الميمون (5).
أبو العبّاس الكوكبي النيسابوري
رحل و سمع بدمشق و مصر و الحجاز و العراق، و خراسان.
و حدّث عن أبي هبيرة محمّد بن الوليد الدمشقي، و يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد، و عبد اللّه عيشون (6)،و موسى (7) بن عبد الأعلى، و ابن أخي ابن وهب، و محمّد بن عبد اللّه بن يزيد بن المقرئ، و الحسن (8) بن محمّد بن الصبّاح، و علي بن حرب، و أحمد بن منصور الرّمادي، و علي بن خشرم، و الكوسج (9).
ص: 204
روى عنه: أبو حامد بن (1) الشرقي، و أبو بكر أحمد بن علي الرازي، و أبو علي الحافظ ، و محمّد بن صالح بن هانئ، و عبد اللّه بن محمّد الشعراني، و أبو يعقوب إسحاق بن سعد (2) بن الحسن بن سفيان (3).
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر على أبي بكر البيهقي، أنا الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ ، أنا عبد اللّه بن عمر بن سليمان، نبأ يزيد بن محمّد الدمشقي، نا عبد الرّحمن بن يحيى بن إسماعيل بن عبيد اللّه (4)المخزومي، نا ابن عيينة، عن عمرو (5) بن دينار، عن عطاء، عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لا تنجّسوا (6) موتاكم، فإن المسلم (7) ليس بنجس (8) حيا و لا ميتا»[6499].
أخبرنا أبو الفتح ناصر بن عبد الرّحمن بن محمّد النجار، نبأ نصر بن إبراهيم الزاهد، أنا أبو الفرج عبد الوهّاب بن الحسين بن عمر بن برهان البغدادي - بصور - نا أبو يعقوب إسحاق بن سعد بن الحسن (9) بن سفيان النسائي (10)،نا أبو العبّاس
ص: 205
عبد اللّه بن عمر النيسابوري - إملاء - نبأ يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد، نا محمّد بن المبارك - يعني - الصوري - نا المغيرة بن عبد الرّحمن، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قضى باليمين مع الشاهد.
قرأت على أبي القاسم الشّحّامي، عن أبي بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: عبد اللّه بن عمر بن سليمان أبو العبّاس الكوكبي النيسابوري من الرحّالة المكثرين، و من الصالحين الأثبات، سماعه بخراسان (1) من: إسحاق بن منصور، و علي بن خشرم، و طبقتهما، و بالعراق من الزعفراني، و علي بن حرب، و بمصر: من يونس بن عبد الأعلى، و أبي عبيد اللّه، و الطبقة، و بالشام من أبي هبيرة، و ابن عيشون، و أقرانهما، و بالحجاز من ابن المقرئ و أقرانه.
و روى عنه: أحمد بن علي الرازي، و أبو حامد بن الشرقي، و المشايخ بعدهما (2).
أخبرني أبو محمّد بن جعفر، عن شيوخه قالوا: توفي أبو العبّاس الكوكبي سنة ثلاث عشرة و ثلاثمائة في السنة التي توفي فيها السّرّاج.
قال الحاكم: و كان يكتب إلى أن مات.
قرأت بخط أبي الحسين الحجّاجي: توفي أبو العبّاس عبد اللّه بن عمر الكوكبي ليلة الأحد لستّ (3) و عشرين ليلة خلت من ذي القعدة سنة إحدى عشرة و ثلاثمائة، و صلّى عليه أبو عمرو (4) الحيري في ميدان الحسين، و دفن في مقبرة الحسين، و هذا الصحيح من وفاته.
ص: 206
3424 - عبد اللّه بن عمر بن عبد اللّه بن علي بن عدي (1) بن ربيعة
ابن عبد العزّى بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي
أبو علي (2) القرشي العبشمي المعروف بالعبلي (3)
حجازي، شاعر (4) مشهور.
وفد على هشام بن عبد الملك و ليس هو في الحقيقة عبليا (5) إنما العبلات من ولدته عبلة بنت عبيد بن خازن (6) بن قيس بن حنظلة، فكانت زوج عبد شمس بن عبد مناف، فولدت له أمية الأصغر و عبدا، و نوفلا، فأولاد أولادها هم العبلات، و لكن العبلات إخوته.
حدث عن عبيد بن جبير مولى الحكم بن أبي العاص.
روى عنه: محمّد بن إسحاق، و أبو عاصم سعد مولى سليمان بن علي الهاشمي.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أحمد بن محمّد بن زياد، و محمّد بن يعقوب، قالا: نا أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس بن بكير، عن محمّد بن إسحاق، حدّثني عبد اللّه بن عمر بن ربيعة (7) يعني العبلي - عن عبيد بن حنين مولى الحكم بن أبي العاص [عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص] (8)،عن أبي مويهبة مولى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال (9):أهبني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من الليل فقال:«يا أبا مويهبة، إنّي قد أمرت أن أستغفر لأهل هذا البقيع» فخرجت معه حتى أتينا البقيع، فرفع يديه، فاستغفر لهم طويلا، ثم قال:«ليهن لكم ما أصبحتم فيه مما
ص: 207
أصبح (1) الناس فيه، أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع أولها آخرها [الآخرة] (2) شرّ من الأولى (3)،يا أبا مويهبة إنّي قد أعطيت مفاتيح (4) خزائن الدنيا و الخلد فيها، ثم الجنّة، فخيّرت بين ذلك و بين لقاء ربي و الجنّة» فقلت: يا رسول اللّه بأبي أنت و أمي، فخذ مفاتيح خزائن الدنيا و الخلد فيها ثم الجنّة، فقال:«و اللّه يا أبا مويهبة لقد اخترت لقاء ربي و الجنّة»، ثم انصرف رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فلما أصبح ابتدئ بوجعه الذي قبضه اللّه فيه.
و قد تقدمت طرق هذا الحديث في باب مرض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.
أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل (5)،أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن يوسف الأصفهاني، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا محمّد بن إسماعيل، نا أبو حفص الرّياحي.
ح قال: و أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن الحمّامي المغربي (6)-ببغداد - نبأ أحمد بن سليمان النّجاد، نا محمّد بن إسماعيل، و محمّد بن غالب، قالا: نبأ عمر بن عبد الوهّاب الرياحي، نا إبراهيم بن سعد، عن ابن (7) إسحاق، عن عبد اللّه بن عمر، عن عبيد بن جبير (8) مولى الحكم بن أبي العاص، فذكره بإسناده و معناه.
قرأت في كتاب أبي (9) الفرج علي بن الحسين بن محمّد الأموي، أخبرني عمي (10) الحسن بن محمّد، حدّثني الكراني، نا العمري، عن العتبي، عن أبيه قال:
وفد أبو علي (11) الأموي إلى هشام بن عبد الملك و قد امتدحه بقصيدته (12) التي يقول فيها:
ص: 208
عبد شمس أبوك و هو أبونا *** لا يناديك من مكان بعيد
و القرابات بيننا واشجات *** محكمات (1) القوى بعقد (2) شديد
فأنشده إياها، و أقام عنده مدة حتى حضر بابه وفود قريش، فدخل فيهم، فأمر لهم بمال فضّل فيه بني مخزوم أخواله، و أعطى أبا عديّ عطية لم يرضها فانصرف و قال:
خسّ حظي إن كنت من عبد شمس *** ليتني (3) كنت من بني مخزوم
فأفوز الغداة فيهم بقسم (4) *** و أبيع (5) الأب الكريم بلوم
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنبأ أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنبأ محمّد بن إسماعيل (6)،قال: عبد اللّه بن عمر العبشمي، و يقال: العبلي، عن عبيد بن حنين (7)،روى عنه ابن إسحاق.
في نسخة ما شافهني (8) به أبو عبد اللّه الأديب (9)،أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (10) قال: عبد اللّه بن عمر العبشمي، و يقال: عبيد اللّه (11) بن عمر، روى عن عبيد بن حنين (12)،و يقال: عبيد بن جبر (13)،عنه محمّد بن إسحاق، سمعت أبي يقول ذلك.
ص: 209
قرأت[ (1) على أبي محمّد السلمي، عن أبي زكريا عبد الرحيم بن أحمد بن نصر.
ح و] أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا إبراهيم بن يونس بن محمّد، أنبأ أبو زكريا.
ح و أخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة بن يحيى، أنا أبو الفرج سهل بن بشر، أنبأ رشأ بن نظيف، قالا: نبأ عبد الغني بن سعيد، قال: و أما العبلي بالعين التي لا تعجم فهم جماعة منهم عبد اللّه بن عمر العبلي العبشمي عن عبيد بن جبير (2)،روى عنه محمّد بن إسحاق.
قرأت على أبي الفتوح أسامة بن محمّد بن زيد العلوي، عن أبي جعفر بن المسلمة، عن أبي عبيد اللّه محمّد بن عمران أن ابن موسى المرزباني قال: العبلي اسمه عبد اللّه بن عمر بن عبد اللّه بن علي (3) بن عدي بن ربيعة بن عبد العزّى (4) بن عبد شمس بن عبد مناف.
قال الزبير بن بكّار: يقال: العبلي و ليس بعبلي، إنّما العبلات من ولدته عبلة بنت (5) عبيد بن جادل (6) من بني زيد بن مناة بن تميم، و هي أم أمية الصغير، و عبد أمية، و نوفل بني عبد شمس بن عبد مناف، و العبلي يكنى أبا علي (7) و لحق الدولة العباسية و هو القائل لهشام بن عبد الملك:
عبد شمس أبوك و هو أبونا *** لا يناديك من مكان بعيد
و القرابات بيننا واشجات *** محكمات القوى بعقد شديد
و لما ظهر محمّد بن عبد اللّه بن حسن (8) بن حسن اتبعه العبلي، فطلبه المنصور بعد ذلك فقال (9):
ص: 210
و تقربت (1) باتّباعي عليا *** فإذا ذاك كان داء دويّا
أنبأنا أبوا (2) محمّد: عبد اللّه بن أحمد بن عمر، و عبد الكريم بن حمزة، قالا:
نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، قال: سمعت أبا عبد الرّحمن الطائي يذكر عن بعض أشياخ الأنصار عن أبي عدي العبلي قال: قال كعب بن مالك في بعض أشعاره:
إن يسلم المرء من قتل و من هرم *** و ملّي العيش أبلاه الجديدان
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء الحنبلي، و أبو غالب ح و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأ أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار قال (3):و لربيعة عقب منهم: عبد اللّه بن عمر بن عبد اللّه بن علي بن عديّ بن ربيعة، الشاعر الذي يقال له العبلي و ليس بعبليّ إنما العبلات من ولدته عبلة بنت عبيد بن حادل (4) بن قيس بن حنظلة و هو الذي يقول حين قتل مروان بن محمّد و ظهرت بنو هاشم:
يا قيس عيشي بمنى الباطل *** شهرك هذا و شفا الداخل
حتى إذا حلّت منا هاشم *** فاستقيني (5) بحرب (6) شامل
هيهات (7) مروان و أشياعه *** هيهات أهل الجور و الباطل
مريت مروان أطبأها *** حتى استمرّت بدم حائل
هيّجتم الحرب فلا تنكلوا *** ليس أخو النّهمة بالناكل
جاشت خراسان لكم جيشة *** فارتجّ منها عرض الكاهل
و قال أيضا:
ص: 211
و ما ضرّني إذ كان سلطان والد *** لعمّ لو (1) أنّ الحرب شدّ غطاؤها
يسرّ بها من هاشم أهل جهلها *** و يأسى (2) من هاشم حلماؤها
قال ابن الزبير: أنشدنيها محمّد بن فضالة.
قال الزبير و هو الذي يقول:
ذهبت قريش غير أنّ لها *** ذكر (3) و أنّ أميرها منها
عبثت بأنفسها تقتّلها *** من ذا يدافع بعدها عنها
و قال أيضا:
جاءت قصي تعودني زمرا *** و قد وعى سرّها لها الحفظه
إنها - و الإله ألزمها (4) *** موعظة من حلومها يعطه
و لم تعدني سهم و لا جمح *** و عادني الغرّ من بني يقظه
قال الزبير: أنشدنيها مصعب بن عثمان بن مصعب بن عروة بن الزبير، و أنشدني الأول منها و الآخر علي بن صالح قال: أنشدنيها عامر بن صالح بن عبد اللّه بن عروة بن الزبير.
قال الزبير: وجدت في كتب الضّحّاك بن عثمان الحزامي (5) بخطه لعبد اللّه بن عمر الذي يعرف بالعبلي يقول ذلك لهشام بن عبد الملك:
عبد شمس أبوك و هو أبونا *** لا يناديك من مكان بعيد
القرابات بيننا واشجات *** محكمات القوى بعقد شديد
ثم جدّي الأدنى لعمّة أم *** ولدت شيخك (6) الكريم الجدود
و أمّ جدة عبد اللّه بن علي ميمونة بنت قيس بن السائب المخزومي، و أمّها رقية (7)
ص: 212
بنت نوفل بن أسد بن عبد العزّى، جدّة عبد الملك بن مروان بسرة (1) بنت صفوان بن نوفل بن أسد بن عبد العزّى.
قال الزبير: و أنشدنيها عمّي مصعب بن عبد اللّه و غيره أكثر من ذلك و لها موضع غير هذا.
قال الزبير: و وجدت أيضا بخط الضّحّاك بن عثمان له يذكر خئولة بني مخزوم و يثني عليهم:
جزى اللّه مخزوم بن مرّ جزاءها *** إذا عدّت الأقوام فضل الأوائل
هم شرّفوني في المواطن كلها *** و هم رفدوني نصرهم غير آجل
أولئك إخواني (2) و أخوالي الألى *** أسابق بهم مستبدلا لا أبادل
قال الزبير: و قال حين اتهمه أمير المؤمنين المنصور بالميل عنه (3) إلى بني حسن بن حسن:
و تقرّبت باتباعي عليا *** فإذا ذاك كان داء دويا
فلما قام محمّد بن عبد اللّه بن حسن قام معه.
أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا (4):أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أبو عبد اللّه الطوسي، نا الزبير بن أبي بكر قال (5):حدّثني سليمان بن عياش السعدي قال: جاء عبد اللّه بن عمر الذي يعرف بالعبلي سويقة (6) و هو طريد من بني العباس و ذلك بريان (7) خروج ملك بني أمية و انتقاله (8) في بني العباس، إلى عبد اللّه و حسن (9) ابني حسن [بن حسن] فاستنشده عبد اللّه بن حسن (10) من
ص: 213
شعره فأنشدهم، فقالوا: نريد بعض ما كان من شعرك فيما كان من أمركم و أمر القوم فأنشدهم قوله:
تقول أمامة لما رأت *** نشوزي عن المنزل (1) المنفس
و قلة نوفي على مضجعي *** لدى هجعة الأعين النّعّس
عزيز (2) أباك فحبسنه *** من الطرد في شرّ ما مجس
لفقد العشيرة إذ نالها *** سهام من الحدث المؤيس (3)
رمتها المنون بلا نصّل (4) *** و لا طائشات، و لا نكّس
بأسهامها الخالسات النفو *** س متى ما تصب (5) مهجة تخلس
فصرعاهم في نواحي البلا *** د تلقى بأرض و لم ترسس (6)
تقي، أصيب و أثوابه *** من العار و العيب (7) لم تدنس
و آخر قد رسّ في حفرة *** و آخر طار فلم يحسس (8)
فكم تركوا من بواكي العيو *** ن حربى (9)،و من صبية بؤّس
إذا ما ذكرتهم لم تقم (10) *** صباح الوجوه و لم تجلس
يرجّعن مثل بكاء الحما *** م في مأتم قلل (11) المجلس
فذاك الذي غالني فاصمتي (12) *** و لا تسأليني و تستخسي
و في ذاك أشياء قد ضفنني *** و لست لهنّ بمستحلس
ص: 214
أفاض المدامع قتلى كدى (1) *** و قتلى بكثوة لم ترمس
و بالزابيين (2) نفوس ثوت *** و قتلى بنهر أبي فطرس
أولئك قومي أذاعت بهم *** حوادث من (3) زمن متعس
أذلت جبالي لمن رامها *** و أنزلت (4) الرّغم بالمعطس
فلما أتى عليها استبكى محمّد بن عبد اللّه بن حسن (5) قال: فنظر عبد اللّه إلى أخيه حسن (6) فقال حسن: ما لك تنظر، أما و اللّه لو كان ابنك على غير ما ترى لكان خيرا لنا و له، قال: و قام حسن إلى منزله فبعث إلى عبد اللّه بن عمر المعروف بالعبلي بخمسين دينارا، يقول له: استعن بهذه على نفسك، و ارحل عنا إلى حيث شئت، فإنا نخاف يعرّنا (7) قربك قال: و أعطاه عبد اللّه بن حسن (8) و ابناه محمّد و إبراهيم كل واحد منهما مثل ذلك و كانت هند بنت أبي عبيدة مقتفية به فقال العبلي:
أقام ثويّ بنت أبي عبيد *** بخير منازل الجيران جارا
أتاهم خائفا وجلا طريدا *** فصادف خير دور الناس دارا
إذا ذمّ الجوار نزيل قوم *** شكرتهم و لم أذمم جوارا
فقالت هند بنت أبي عبيدة لعبد اللّه بن حسن (9) و لابنيها محمّد و إبراهيم: و اللّه ما مدحكم بأفضل مما مدحني به، و لتعطنّه عني مثل ما أعطاه أحدكم، فأعطوه عنها خمسين دينارا.
بلغني عن مصعب الزبيري (10) أنه قال: قوله: قتلى كدى يعني آل أسيد بن أبي العيص، مسكنهم مكة، فهربت منهم طائفة فنزلوا الطائف، فقتل داود بن علي منهم خلقا حتى قتل أربعين صبيا ما فيهم أحد لبس سراويل و كدى هي عقبة الطائف التي يهبط
ص: 215
عليها، و قوله: و قتلى بكوثة [و يروى: بكثوة، و الأجود الأول - يعني من قتله داود بن علي من بني أسيد بن أبي العيص، و مكة تسمى كوثة] (1) و داود إذ ذاك يلي الحجاز من قبل أبي العباس يعني السفاح.
ابن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس الأموي
ولي الكوفة ليزيد بن الوليد.
و روى عن أبيه، و عبد اللّه بن عياض.
و روى عنه: شعبة، و عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و يزيد بن عثمان، و ابنه بشر بن عبد اللّه، و عبد الرّحمن بن عبد اللّه، المسعودي (2).
و أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، و أبو المواهب أحمد بن محمّد بن عبد الملك، قالا (3):أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، نا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، حدّثني أحمد بن محمّد بن عمر بن يونس اليمامي، نا محمّد بن العباس الأموي، نا بشر بن عبد اللّه بن عمر بن عبد العزيز، عن أبيه عن جده عن أبان بن (4) عن عثمان بن عفّان عن أبيه عثمان بن عفّان أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم صعد حراء فارتجّ بهم فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«اسكن حراء، فما عليك إلاّ نبيّ و صدّيق (5) أو شهيد»، و عليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و أبو بكر، و عمر، و عثمان، و علي، و طلحة، و الزبير، و سعد، و سعيد بن زيد.
أخبرناه أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر محمّد بن عبيد اللّه بن الشّخّير (6) الصيرفي، نا أبو بكر محمّد بن محمّد بن سليمان
ص: 216
الباغندي، حدّثني أحمد بن محمّد بن عمر بن يونس اليمامي، نا محمّد بن العباس الأموي، نا بشر بن عبد اللّه بن عمر بن عبد العزيز، حدّثني أبي، حدّثني أبي (1) عمر بن عبد العزيز، نا أبان بن عثمان بن عفّان، حدّثني عثمان بن عفّان قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم على حراء فتحرك، فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«اسكن حراء فما عليك إلاّ نبي أو صدّيق أو شهيد»، و عليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و أبو بكر، و عمر، و عثمان، و علي، و طلحة، و الزبير، و عبد الرّحمن بن عوف، و سعد بن أبي وقّاص، و سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل.
أخبرنا أبو بكر أيضا، و أبو المواهب أحمد بن محمّد، قالا: أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، نا محمّد بن محمّد الباغندي، نا عطية بن بقية بن الوليد، نا أبي، عن بشر بن عبد اللّه بن عمر بن عبد العزيز، عن أبيه، عن جده قال:
حج معاوية بن أبي سفيان قال: فلما انتهى إلى المدينة - قال: و سعيد بن العاص، و عبد اللّه بن الزبير قاعدان، فلما انتهى إليهما - قام سعيد بن العاص قال: فقال معاوية:
أخوك أفقه منك، سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«من سرّه إذا رأته الرجال مقبلا أن تمثل له قياما بنى اللّه له بيتا في النار»[6500].
أخبرنا أبو الحسن (2) علي بن المسلّم الفقيه، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا:
نبأ عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أحمد بن سليمان بن زيّان (3)نا (4) هشام بن عمّار، نا صدقة بن خالد، نبأ ابن جابر قال: سمعت عبد اللّه بن عمر بن عبد العزيز يقول: سمعت عمر بن عبد العزيز يقول: اللّهمّ إنّي أعوذ بك أن أبدّل نعمة لك كفرا، أو أنكرها بعد أن أعرفها، أو أنساها فلا أثني بها.
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر (5) المعدّل، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار قال:
و من ولد عمر بن عبد العزيز - و ذكر (6) واحدا ثم قال:- و عبد اللّه بن عمر بن عبد العزيز ولي الكوفة.
ص: 217
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق الجلاّب، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (1) قال:
فولد عمر بن عبد العزيز عبد اللّه، و بكرا، و أمّ عمّار و أمهم لميس (2) بنت علي بن الحارث بن عبد اللّه بن الحصين، ذي الغصّة بن يزيد بن شداد بن قنان الحارثي.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قال: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (3)،قال: عبد اللّه بن عمر بن عبد العزيز بن مروان القرشي، روى عنه (4) عمرو بن الحارث، عن عياض، عن ابن جريبة (5)،و أرى قال بعضهم: ابن خريبة (6)،روى شعبة عن عبد اللّه بن عمر بن عبد العزيز قوله.
كذا في العتيق (7).
في نسخة «أجاز لي» شافهني به أبو عبد اللّه الأديب، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأ علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (8):عبد اللّه بن عمر بن عبد العزيز بن مروان القرشي، روى عن أبيه، و عبد اللّه بن عياض، روى عنه شعبة، و عمرو بن الحارث، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في تسمية ولد عمر بن عبد العزيز:
عبد اللّه بن عمر بن عبد العزيز، روى عنه ابن (9) جابر.
ص: 218
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الرّحمن بن عثمان، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، قال: في ذكر الاخوة من أهل الشام: و عبد اللّه بن عمر بن عبد العزيز؛ يحدّث عنه عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر.
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن الآبنوسي، أنبأ عبد اللّه بن عتّاب (1)،أنبأ أبو الحسن (2) بن جوصا - إجازة-.
ح و أخبرنا (3) أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأ أبو الحسن (4) الربعي، أنا عبد الوهّاب بن الحسن (5)،أنا أبو الحسن بن جوصا - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الخامسة: عبد اللّه بن عمر بن عبد العزيز.
كتب[ (6) إلي أبو الفضل بن ناصر، نا أبو الفضل بن خيرون]، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو الغنائم (7)،قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد أحمد (8):و محمّد بن الحسن (9) الأصبهاني قالوا: أنا أحمد بن عبدان، نا محمّد بن سهل، نا محمّد بن إسماعيل البخاري (10):أن عمر بن عبد العزيز أوصى (11) إلى ابنه عبد اللّه، قاله موسى بن عمر بن عمرو بن ميمون (12)،سمع أباه، سمع بشر بن عبد اللّه بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم.
قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد، عن نصر بن إبراهيم الزاهد، أنبأ أبو محمّد عبد اللّه بن الوليد الأنصاري، أنبأ محمّد بن أحمد فيما كتب إليّ قال: أخبرني
ص: 219
جدي عبد اللّه بن محمّد بن علي اللّخمي، أنبأ أبو محمّد عبد اللّه بن يونس، أنا بقي بن مخلّد، نا أحمد بن إبراهيم الدورقي، حدّثني أبو نعيم، نا عمرو بن سعيد بن يحيى القرشي، عن عبد اللّه بن عمر بن عبد العزيز قال: قال لي أبي: ما نقش خاتمك ؟ قال:
قلت:«لكلّ عمل ثواب» قال: إذا يا بني، فادأب لرب الأرباب.
أخبرنا أبو الحسن (1) علي بن المسلّم الفرضي، نا عبد العزيز بن أحمد.
ح و أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، قالا: أنا محمّد بن عوف بن أحمد المزني، أنبأ أبو العباس محمّد بن موسى بن السمسار، أنا محمّد بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا عبد الحميد بن عدي قال: حدّثنا - و قال ابن أبي الحديد: حدّثني - يزيد بن عثمان عن عبد اللّه بن عمر بن عبد العزيز، عن أبيه قال:
كان يقول لنا: يا بني، ذكروني آية الأربعين، فإن كنت أذكرها زدتموني ذكرا، و إن كنت قد نسيتها ذكرتموني حَتّٰى إِذٰا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَ بَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً (2).
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل في كتابه،[و] (3) حدّثني به بعض من سمعه منه، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن سليمان (4)،أنا محمّد (5) بن محمّد بن عبد الرّحمن بن حريث البزار (6)،أنا أبو أحمد الحسن (7) بن عبد اللّه بن سعيد العسكري، نا عرارة بن عبد الدائم (8)،نا القاسم بن إسماعيل الهاشمي، نا الحسين بن علي الجعفي، عن زائدة، عن ليث، عن مجاهد قال: الفقيه من يخاف اللّه قال: و بلغني أنه كان يرى (9) عبد اللّه بن عمر بن عبد العزيز ملازما للمقابر و معه كتاب لا يفارقه فقيل له في ذلك فقال: ما شيء أوعظ من قبر، و لا آنس من كتاب، و لا أسلم من الوحدة.
ص: 220
[أنبأنا أبو الحسن الفقيه و غيره عن] (1) جعفر السراج، أنا أبي (2)،أنا أبو طاهر محمّد بن علي البيع، أنا أبو الحسن بن رزقويه (3) أنا أبو علي بن الصّوّاف، و إجازة (4)، نا الحارث بن محمّد بن محمّد بن أبي أسامة، نا أبو الحسن علي بن محمّد المدائني، قال: و كان عبد اللّه بن عمر بن عبد العزيز أكولا، كان يأكل في اليوم تسع مرّات و ينتبه في السحر فيدعو بالطعام، فيأكل أكل من لم يأكل طعاما منذ أيام.
و أخبرنا أبو السعود بن المجلي (5)،نا أبو الحسين بن المهتدي (6).
و أخبرنا أبو الحسين (7) بن الفراء، أنا أبي قال: أنا عبيد اللّه بن أحمد علي الصيدلاني المقرئ، أنا محمّد بن مخلد بن حفص قال: قرأت على علي بن عمرو، حدّثكم الهيثم بن عدي قال في تسمية من ولي العراق و جمع له المصران: عبد اللّه بن عمر بن عبد العزيز.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن (8)،نا زكريا بن يحيى، نا الأصمعي قال: فولّى يزيد بن الوليد بن عبد الملك: جرير يزيد بن جرير على البصرة، ثم استعمل عبد اللّه بن عمر بن عبد العزيز على البصرة فحفر لهم نهر ابن عمر (9).
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (10)،حدّثني الوليد بن هشام، عن أبيه عن جده، و عبد اللّه بن المغيرة، عن أبيه و أبو اليقظان و غيرهم، قالوا: ولي عبد اللّه بن
ص: 221
عمر بن عبد العزيز العراق سنة ست و عشرين و مائة، ولاّه يزيد بن الوليد، و عزل ابن عمر و هو ابن أقلّ من أربعين سنة.
قال خليفة (1):قال إسماعيل بن إبراهيم: لما قتل ابن هبيرة عبيدة بن سوار - يعني - الخارجي و أصحابه و سار إلى واسط ، فوثب من كان في المدينة فسدوا باب القصر على ابن عمر باللبن حتى أتاه ابن هبيرة، فقام (2) إليه بشر بن عبد الملك بن بشر بن مروان، فتناول سيفه و أمره بالدخول إلى بيت من بيوت القصر، و كره ابن هبيرة أن يلي ذلك منه، و كتب إلي مروان بذلك، فكتب إليه مروان يأمره (3) أن يرسل به إليه، فأرسل به إلى مروان، فحبسه بحرّان مع إبراهيم بن محمّد بن علي.
قرأت على أبي الفضل عبد الواحد بن إبراهيم بن الفرة (4)،عن عاصم بن الحسن (5) بن محمّد، أنا علي بن محمّد بن بشران، أنا الحسين بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني إبراهيم بن سعيد، حدّثني يونس بن محمّد، نا جعفر بن سليمان، حدّثني نوح بن مخالد (6)،قال: حدّثني ابن عبد اللّه بن عمر بن عبد العزيز قال:
و كان متواريا عندي، فلما قدم ابن هبيرة واسطا أخذه فقيّده و غلّه، ثم بعث به إلى مروان بن محمّد، قال: و أنا محمول معه أخدمه (7) حتى قدم بنا عليه، قال: لما قدم به عليه (8) أمر ببيت فبني له ثم جيء به فأدخله، فذهب يقوم فلم يستطع أن يقيم صلبه فيه من قصره، فجلس فاتكأ فذهب يمد رجليه فلم يستطع فقال: الحمد للّه ربي، يا بني، بينما (9) خاتمي يجوز في مشارق الأرض و مغاربها صرت لا أملك موضع قدمي، فلما قال ذلك بكيت فقال: لا تبك يا بني، أ لا أحدّثك عن جدك بحديث ؟ قلت: بلى، قال:
سمعت أبي يقول: ما من ميت يموت إلاّ حفظه اللّه في عقبه و عقب عقبه.
بلغني أن عبد اللّه بن عمر بعث به إلى مروان الجعدي، فحبسه في السجن
ص: 222
بحرّان، ثم قتله غيلة، و قيل: بل مات في السجن من و باء وقع بحرّان، و قد ذكرت ذلك في ترجمة إبراهيم الإمام.
ابن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف
أبو عثمان - و يقال: أبو عمر -
الأموي الشاعر المعروف بالعرجي (1)
نسب إلى عرج الطائف لسكناه به.
من الشعراء المجيدين، قدم الشام غازيا، و اجتاز بدمشق.
ذكر أبو بكر البلاذري: أن العرجي غزا مع مسلمة بن عبد الملك في البحر في خلافة سليمان بن عبد الملك، فقال: يا معشر التجار (2)،من أراد من الغزاة المعدمين شيئا فأعطوهم، فأعطوهم عليه عشرين ألف دينار، فلما استخلف عمر بن عبد العزيز قال: بيت المال أولى بمال هؤلاء التجّار من مال العرجي فقضى (3) ذلك من بيت المال.
و أمه آمنة بنت عمر بن عثمان بن عفّان.
أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد، و أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا أبي علي، قالوا: أنبأ أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نبأ الزبير بن بكّار، قال (4):و ولد عمر بن عمرو بن عثمان بن عفان: عبد اللّه الشاعر، أمه آمنة بنت عمر بن عثمان بن عفّان لأم ولد، و هو الذي يعرف بالعرجي، كان يسكن عرج الطائف.
قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين بن محمّد (5)،أخبرني محمّد بن مزيد
ص: 223
-إجازة - عن حمّاد بن إسحاق - و ذكر - أن حمّادا (1) أخذه (2)-عن أبيه عن بعض شيوخه: أن العرجي كان أعرج (3) كوسجا (4) ناتئ الحنجرة و كان صاحب غزل و فتوّة (5)،و كان يسكن بمال له في الطائف يسمى العرج، فقيل له العرجي، و نسب إلى ماله، و كان من الفرسان المعدودين مع مسلمة بن عبد الملك بأرض الروم، و كان له معه بلاء حسن و نفقة كثيرة.
قرأت على أبي (6) الفتوح أسامة بن محمّد بن زيد، عن أبي جعفر محمّد بن أحمد، عن أبي عبيد اللّه (7) المرزباني، قال: العرجي اسمه عبد اللّه بن عمر بن عمرو بن عثمان بن عفّان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، كان يسكن عرج الطائف، فنسب إليه، و أمّه آمنة بنت عمر (8) بن عثمان بن عفّان، و يكنى أبا عثمان، و كان شاعرا غزلا فارسا شجاعا مقداما يقول (9):
عوجي (10) عليّ فسلّمي جبر *** فيم الوقوف (11) و أنتم سفر
ما يلتقي الأنكاف منا *** حتى يفرّق بينا النصر (12)
و كان محمّد بن هشام (13) بن إسماعيل المخزومي إذا كان واليا لهشام بن عبد الملك على مكة (14)،و هو خاله، سجن العرجي في تهمة دم، فلم يزل في السجن حتى مات، و هو القائل في الحبس (15):
أضاعوني و أي قبر (16) أضاعوا *** ليوم كريهة و سداد ثغر
ص: 224
و خلّوني لمعترك المنايا *** و قد شرعت أسنّتها لنحري (1)
كأني لم أكن فيهم وسيطا *** و لم تك نسبتي في آل عمرو
قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (2)،قال: و أما العرجي بالعين و الراء الساكنة، فهو: عبد اللّه بن عمر بن عمرو بن عثمان العرجي الشاعر، كان ينزل العرج، فنسب إليه.(3) أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، و أبو الحسن بن العلاّف، أنا عبد الملك بن محمّد، أنا أحمد بن إبراهيم، أنا محمّد بن جعفر، نا أبو يوسف يعقوب بن عيسى الزهري، نا الزبير بن بكّار قال: أنشد عطاء قول العرجي (4):
إنّي أتيحت لي يمانية *** إحدى بني الحارث من مذحج
نمكث حولا كاملا كلّه *** ما يلتقي إلاّ على منهج
في الحجّ إن حجت (5) و ما ذا منى *** و أهله إن هي لم تحجج
فقال عطاء: بمنى - و اللّه - و أهله خير كثير إذ غيبها اللّه (6) عن مشاعره.
أخبرنا أبو غالب، و أبو ح عبد اللّه ابنا البنّا، و أبو الحسين بن الفرّاء، قالوا: أنبأ أبو جعفر المعدّل، أنبأ أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن [سليمان، نا] (7) الزبير بن بكّار، حدّثني عمي مصعب بن عبد اللّه (8)،و محمّد بن الضحّاك الحزامي، و محمّد بن الحسن، و من شئت من أصحابنا.
أن محمّد بن هشام بن إسماعيل إذ كان واليا لهشام بن عبد الملك على مكة - و هو خاله - سجن عبد اللّه بن عمر العرجي في تهمة دم مولى لعبد اللّه بن عمر ادّعى على عبد اللّه دمه، فلم يزل محبوسا في السجن حتى مات، و في حبس محمّد بن هشام للعرجي يقول العرجي: أخبرني بذلك حمزة بن عتبة اللّهبي، و أخبرتنيه ظبية مولاة
ص: 225
فاطمة بنت عمر بن مصعب بن الزّبير قالت[ (1):حدثتني ذلك أم سليمان أبيّة مولاة لسكينة بنت مصعب بن الزبير]، و كانت دخلت على العرجي مع عثيمة بنت بكير بن عمرو بن عثمان بن عفان، و أمها سكينة بنت مصعب بن الزبير.
قالت ظبية قالت أبيّة سمعت ذلك منه، قال حمزة و ظبية، عن أبيّة و جلده محمّد بن هشام و هو في الحبس (2):
سينصرني الخليفة بعد ربي *** و يغضب حين يخبر عن مساقي
عليّ عباءة برقاء (3) ليست *** مع البلوى تغيّب نصف ساقي
و تغضب (4) لي بأجمعها قصيّ *** قطين البيت و الدّمث (5) الرّقاق
قال: و زادتني ظبية عن أبية:
على سوداء مشرفة بسوق *** بناها القمح مزلقة المراقي (6)
قالوا جميعا: فلما استبطأ نصر قومه له قال:
أضاعوني و أيّ فتى أضاعوا *** ليوم كريهة و سداد (7) ثغر
و خلّوني لمعترك المنايا *** و قد شرعت أسنّتها (8) لصدري
كأنّي لم أكن فيهم وسيطا *** و لم تك نسبتي في آل عمرو
قالوا: و قال في ذلك أيضا (9):
يا ليت سلمى رأتنا لا تراع (10) لنا *** لمّا هبطنا جميعا أبطح السّوق
و كشرنا و كبول القبر ينكبنا (11) *** كالأسد تكشر عن أنيابها الروق
ص: 226
و الناس صفان من ذي بغضة (1) حنق *** و ممسك بدموع العين مخفوق
و في السطوح كأمثال الدّمى خرد (2) *** يكتمن لوعة حبّ غير ممذوق
من كلّ ناشرة فرعا لرؤيتنا *** و مفرق ذي نبات غير مفروق
يضربن حرّ وجوه لا يلوّحها *** لفح السّموم، و لا شمس المشاريق
كأن أعناقهن التّلع (3) مشرفة *** من الزهوّ كأعناق الأباريق
قالت ظبية: قالت أبيّة و قال أيضا في السجن:
يا ليت شعري و ليت الطير تخبرني *** هل أدخل القبة الحمراء من أدم ؟
أسلمني أسرتي طرا و حاشيتي *** حتى كأني من عاد و من إرم
قال الزبير: و أنشدني عمي له في محبسه:
زارتك ليلى و كان السجن قد رقدا *** و لم تخف من عدوّ كاشح رصدا
تكلفت ذاك ما كانت معاودة *** سرى الظلام إذا ما عرسها هجدا
يا عقب ويحك لم حلّأت (4) صادية *** عن مشرب لم يكن من بعدها وردا
ليس الإله بغافل (5) عنك ردّكها *** إن عذب اللّه ممن قد برا أحدا (6)
أخبرنا[ (7) والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن - رحمه اللّه - قال]:
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن المزرفي (8) ح و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن السّمرقندي، و أبو الدّرّ ياقوت بن عبد اللّه، قالوا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنبأ أبو طاهر المخلّص، أنبأ أبو عبد اللّه الطوسي، نبأ الزبير بن بكّار، حدّثني محمّد بن موسى بن طلحة بن عمر بن عبيد اللّه، حدّثني نوفل بن عمارة.
أن محمّد بن عبد اللّه بن عمرو بن عثمان بن عفّان حجّ ، و أخرج معه بأشعب بن
ص: 227
جبير مولى عبد اللّه بن الزبير و يعقوب بن مجاهد أبي حزرة القاص (1)،فبعث إليه العرجي و هو محبوس يسأله أن يتكلم فيه، و يعنى به، فوعده ذلك، ثم نفر في النفر الأول، و لم يكن منه فيما سأله العرجي شيء، فقال له العرجي عبد اللّه بن عمر بن عمرو بن عثمان بن عفّان:
عذرت بني عمّي إلى الضعف ما هم *** و خالي فما بال ابن عمي تنكبا (2)
تعجّل في يومين عني بنفسه *** فآثر يعقوبا عليّ و أشعبا
أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا أبي علي، قالا: أنبأ أبو (3)جعفر بن المسلمة، أنبأ أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، قال: و حدّثني محمّد بن فضالة قال: حجّ محمّد بن عبد اللّه بن عمرو بن عثمان و حجّ معه بأبي حزرة (4) القاضي (5) يعقوب بن مجاهد، و أشعب بن جبير مولى عبد اللّه بن الزبير، و حجّ معه جماعة من ولد عثمان بن عفّان، فظن العرجي أن محمّد بن عبد اللّه بن عمرو يتكلم فيه، و هو إذ ذاك في حبس محمّد بن هشام، فلم يفعل محمّد و لا غيره، و خرج و خرجوا إلى المدينة في النفر الأول، فقال العرجي:
عذرت بني عمي إلى الضعف ما هم *** و خالي فما بال ابن عمي تنكبا؟
تعجّل في يومين عنّي بنفسه *** و آثر يعقوبا عليّ و أشعبا
و لو إذ كنت من آل الزبير وجدتني *** بمندوحة عن ضيم من ضام أجنبا
بأمن فلا يختانني الطير ساعة *** مناط محلّ البدر فارق كوكبا
و لكن قومي غرّهم جلّ أمرهم *** أراذلهم من بين سقطى و أجربا
أخبرنا أبوا (6) محمّد: هبة اللّه بن أحمد، و عبد اللّه بن أحمد في كتابيهما قالا:
أنا أبو بكر الخطيب، أخبرني أبو الحسن (7) علي بن أيوب القمي، أنا أبو عبيد اللّه
ص: 228
محمّد بن عمران بن موسى المرزباني، أنا محمّد بن يحيى، نا يموت بن المزرّع، قال:
سمعت الجاحظ (1) ينشد:
تشرّب قلبي حبّها فمشى به (2) *** كمشي حميّا الكأس في جسم شارب
و دبّ هواها في عظامي كلها (3) *** كما دبّ في الملسوع سمّ العقارب
قال المرزباني: و أخبرني الحسين بن علي، عن اليزيدي، عن محمّد بن حبيب أنهما للعرجي.
أخبرنا (4) أبو الحسين (5) محمّد بن محمّد بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر المعدل، أنا محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، أنشدني حمزة بن عتبة اللّهبي لعبد اللّه بن عمر بن عمرو بن عثمان بن عفّان الذي يعرف بالعرجي، و كان يسكن عرج الطائف (6):
نبيّ الهدى و حمزة ابدا و هما إن *** نسبتها خالاها
إنّ عثمان و الزبير أحلاّ بيتها *** بالبقاع (7) إذ ولداها
إنّها بنت كلّ أبيض قرم *** ماجد حلّ من قصيّ ذراها (8)
سكن الناس بالظواهر منها *** و تبوّا لنفسه بطحاها
فابتنوا بالشعاب و الحزن (9) منها *** و تفجّى عن بيته سيلاها
منهم الطّيّب النبيّ به *** اللّه إلى كلّ باب خير هداها
من تراب بين المقام إلى ال *** ركن براها الإله حين براها
ص: 229
قصوي منه قصيّ و لم يخ *** لط بطين القرى و لا أكباها (1)
سار في الخيل و الرجال فلم تشعر *** قريش بذاك حتى أتاها
في كراديس (2) كالجبال و رجل *** يفرع الأخشبين طول قناها
قال الزبير: و حدّثني ظبية مولاة فاطمة بنت عمرو بن مصعب بن الزبير، عن أم سليمان (3) بنت نافع مولاة سكينة ابنة مصعب [بن الزبير قالت: تزوج سيدتي سكينة بنت مصعب بكير بن عمرو بن عثمان، فولدت له عثيمة ابنة بكير، ثم خلف على سكينة عامر بن حمزة بن عبد اللّه بن الزبير، ثم تزوجت عثيمة بنت بكير العرجي عبد اللّه بن عمر بن عمرو بن عثمان، و فيها يقول:
إنّ عثمان و الزبير أحلاّ *** بيتها باليفاع (4) إذ ولداها
قال الزبير: و زادتني فيها عن أبية قالت:
فهي أترجّة بحيّز ماء *** مألف الظّلّ بالعشي خباها
و قالت أبية سمعتها من العرجي.
أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (5)،و أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الدّرّ ياقوت بن عبد اللّه، قالوا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنبأ أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، حدّثني عروة (6) بن عبد اللّه بن عروة بن الزبير، حدّثني عروة بن أذينة الليثي قال: أنشد ابن أبي عتيق قول عبد اللّه بن عمر بن عمرو بن عثمان المعروف بالعرجي الذي يقول فيه (7):
يا ليلة الأنس لست ببالغ *** جزى الذي أوليتني آخر الدهر
فما ليلة عندي و إن قيل جمعة *** و لا ليلة الأضحى و لا ليلة الفطر
ص: 230
بعادلة (1) الاثنين عندي و بالحرى *** يكون سواء مثلها (2) ليلة القدر
فما أنس من (3) أشياء لا أنس قولها *** لخادمها قومي سلي [لي] (4) عن الوتر
فجاءت (5) يقول: الناس في ست عشرة *** فلا تعجلي عنه فإنك في أجر
فقال: أشهدكم باللّه إنها حرة في مالي إن باعوها، و هذه أفقه من ابن شهاب - و في حديث ابن السّمرقندي: فما أنس مل أشياء لا أنس قولها «و فيه: فقال أشهدكم أنها حرة في مالي إن باعوها، لهذه أفقه من ابن (6) شهاب».
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، و أبو الحسين بن الفراء، قالوا: قال أبو جعفر محمّد بن أحمد (7)،أنا أبو طاهر الذهبي، أنا أبو عبد اللّه الطوسي، أنا الزبير بن بكّار، قال (8):فولد عبد اللّه بن عمر العرجي عمر كان يلقب الصداويّ ، قتل بقديد، و زيدا لا عقب له، و أمهما عثيمة بنت بكير بن عمرو بن عثمان بن عفان، و لسكينة بنت مصعب بن الزبير و لأم ولد، و لعثيمة بنت بكير يقول عبد اللّه بن عمر العرجي:
إنّ عثمان و الزبير أحلاّ *** بيتها (9) باليفاع إذ ولداها
بنبي الهدى و حمزة أبدا *** و هما إن نسبتها خالاها
إنها نبت كل أبيض قرم *** نال في المجد من قصي ذراها
سكن الناس بالظواهر منها *** فتبّوا لنفسه بطحاها
فابتنوا بالشعاب و الحزن منها *** و تفجّى عن بيته سيلاها
فهي أترجّة بحيّز (10) ماء *** مألف الظل بالعشي خباها
و بحسب المسافرين من المج *** د قصيا أن يبلغوا مولاها
منهم الطيب النبي به الل *** ه إلى كل باب خير هداها
ص: 231
من تراب بين المقام إلى ال *** ركن براها (1) الإله حين براها
قصوي منهم قصي و لم يخ *** لط بطين القرى و لا أكباها
سار في الخيل و الرجال فلم تشعر *** قريش بذاك حين أتاها
في كراديس كالجبال و رجل *** يفرع الأخشبين طول قناها
أنبأنا أبو علي محمّد بن محمّد بن عبد العزيز بن المهدي، و أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن مكي الفقيه عنه، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد العتيقي، أنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن (2) بن محمّد بن شاذان، نا محمّد بن يزيد (3) بن أبي الأزهر، أنشدنا الزبير بن بكّار، أنشدني عمي مصعب (4) و ظبية للعرجي (5):
خمس (6) بعثن رسولا في ملاطفة *** ثقفا إذا استيقظ (7) الهيّابة الوهم
إليّ أن ائتنا و هنا إذا غفلت (8) *** أحراسنا و افتضحنا إن هم علموا
أقبلت أمشي على هول أجشّمه *** تجشّم المرء هؤلاء في الهوى كرم (9)
قالت كلابة: من هذا؟ فقلت لها: *** هذا الذي أنت من أعدائه زعموا
إنّي امرؤ لج بي حبّ فأحرضني (10) *** حتى بليت و حتى شفّني السّقم
فانعمني نعمة تجزي بأحسنها *** فربّما مسّني من أهلك النّعم
قالت: رضيت و لكن جئت في قمر *** هلاّ تلبّث حتى تدخل (11) الظلم
خلّت عناقي (12) كما خلّيت ذا عذر *** إذا رأته إناث الخيل ينتحم (13)
ص: 232
فجعلنني (1) بعد تقبيل و تفدية *** بحيث يجعل عرض الضامن الزلم
قرأت بخط أبي الحسن (2) رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم عنه، أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن الحسن (3) بن سيبخت، نا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي، نا أبو العبّاس ثعلب، نا ابن شبيب قال: قال الزبير: وجدت هذه الأبيات للعرجي في كتاب إسماعيل بن المجدّر و كان من علماء الناس و أدبائهم (4):
أين ما قلت: متّ قبلك أينا *** أين تصديق ما عهدت إلينا
غير أنّي أخاف أن تصرمي الحبل *** و أن تجمعي مع البحر (5) بيننا
فاجعلي بيننا و بينك عدلا *** لا تحيفي و لا يحيف علينا
كيف يقضي (6) في فتى هام إن (7) هام *** بمن لا ينال جهلا و حينا
ما تحرّجت من زنا (8) علم اللّه *** و لو كنت قد شهدت حنينا
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت أبا الطّيّب - و هو محمّد بن أحمد بن حمدون المذكر - يقول:
سمعت محمّد بن الرومي يقول: سمعت إبراهيم بن عامر صاحب الطاهرية (9) يقول (10):
واعد العرجي امرأة بفناء الطائف، فجاء على حمار و معه غلام له، فجاءت المرأة على أتان معها جارية، فوثب العرجي على المرأة، و الغلام على الجارية، و الحمار على الأتان، فقال العرجي: هذا يوم غابت عواذله (11).
ص: 233
له ذكر في ترجمة داود بن سليمان] (1)
و يقال: ابن زيد بن الحكم
أبو زرارة الحكمي
حكى عن عمر بن عبد العزيز، و أبيه عمر بن يزيد.
روى عنه: الوليد بن مسلم، و أبو عبيدة معمر بن المثنى.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، أنبأ أحمد بن المعلى، نا صفوان، نا الوليد، أخبرني عبد اللّه بن عمر أبو زرارة الحكمي قال:
حضرت عمر بن عبد العزيز في عسكره حين كتب إلى الأجناد بمنع من طبخ الطلاء الذي قد ذهب ثلثاه و بقي ثلثه - فكلّمه فيه أصحابه من أهل الشام و قالوا: أحلّه عمر و نهيت عنه ؟ فقال عمر: نهيت عن طبخه رأسا (2) ليترك حرامه.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو طاهر الخطيب، أنا أبو القاسم بن الصوّاف، نا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر (3) الدولابي، قال: أبو زرارة عبد اللّه بن عمر الحكمي، يروي عنه الوليد بن مسلم.
أحد قوّاد المتوكل الذين قدموا معه دمشق، فيما قرأته بخط عبد اللّه بن محمّد الخطابي، و كان قدومه إياها سنة ثلاث و أربعين و مائتين.
ذكر أبو الحسن محمّد بن أحمد بن القوّاس الورّاق: أن عبد اللّه بن عمر البازيار مات في شهر رمضان (4) سنة ثلاث و سبعين و مائة.
ص: 234
ابن أبي سرح بن الحارث بن حبيّب بن خزيمة (1) بن مالك
ابن حسل بن عامر بن لؤي القرشي (2) العامريّ
كان رسول يزيد بن معاوية إلى ابن عمه الوليد بن عتبة أمير المدينة بموت أبيه، و أخذ البيعة له.
روى عن عبد الملك بن مروان، و قبيصة بن ذؤيب.
روى عنه: إبراهيم بن عبد اللّه بن أبي فروة.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية - إجازة - أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (3)،أنا محمّد بن عمر، حدّثني إبراهيم بن عبد اللّه بن أبي فروة قال:
سمعت عبد اللّه بن عمرو بن أويس العامريّ يقول: سمعت عبد الملك بن مروان يقول لقبيصة بن ذؤيب: هل سمعت في الوداع بدعاء موقّت (4)؟فقال: لا، فقال عبد الملك:
و لا أنا.
و أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار (5) قال: و عبد اللّه بن عمرو بن أويس (6) الأكبر (7)،و هو الذي قدم على الوليد بن عتبة - بنعي - معاوية، و الوليد أمير المدينة، و أمره بأخذ الحسين (8) بن علي، و ابن الزبير بالبيعة.
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه، قالوا: أنا أبو جعفر، أنا
ص: 235
أبو طاهر، أنا أحمد، نبأ الزبير قال: قال عمي مصعب بن عبد اللّه: و زعم الواقدي أن الذي قدم - بنعي - معاوية عبد اللّه بن عمرو بن أويس (1) العامريّ ، عامر لؤي.
قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة على أبي نصر بن ماكولا (2)،قال: أما حبيّب بتشديد الباء المعجمة باثنتين من تحتها: عبد اللّه بن عمرو الأكبر بن أويس بن أبي سرح بن الحارث بن حبيّب الذي كتب معه يزيد بن معاوية إلى الوليد بن عتبة و هو على المدينة بنعي معاوية.
كان على بيت مال الوليد بن عبد الملك، و سليمان، و هشام، و كان أبوه على خاتم عبد الملك بن مروان بعد قبيصة.
روى عن: عمر بن عبد العزيز، و محمود بن لبيد الخزرجي.
و روى عنه: إبراهيم بن عبد اللّه بن أبي فروة.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف - إجازة - نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3)،أنا محمّد بن عمر، نا إبراهيم بن عبد اللّه بن أبي فروة، عن عبد اللّه بن عمرو بن الحارث - من بني عامر بن لؤي - عن عمر بن عبد العزيز: أتى بأسير أسره مسلمة بن عبد الملك، و أنّ أهله سألوه أن يفتدوه بمائة مثقال، فردّه عمر إليهم و فداه بمائة مثقال.
أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (4):في تسمية عمّال الوليد: ببيوت الأموال (5)و الخزائن: عبد اللّه بن عمرو.
و قال خليفة (6) في تسمية عمّال سليمان: ببيوت الأموال و الخزائن و الرقيق و الثياب (7):عبد اللّه بن عمرو بن الحارث مولى بني عامر بن لؤي.
ص: 236
و قال خليفة (1) في تسمية عمّال هشام: الخزائن و بيوت الأموال (2):عبد اللّه بن عمرو بن الحارث.
بن أميّة بن خلف الجمحيّ
سكن دمشق (3)،و أقطعه العباسيّون بها إذ دخلوا إقطاعا لدلالته إيّاهم على بني أميّة.
قرأت بخط أبي الحسين الرازي، أخبرني أبو الأشعث غالب بن سليمان بن روح بن جناح، نا وريزة (4) بن محمّد، حدّثني أحمد بن بشر، نا صفوان بن صالح قال:
سمعت الوليد بن مسلم يقول:
كان عبد اللّه بن عمرو (5) بن صفوان بن أميّة بن خلف الجمحيّ يوم دخل عبد اللّه بن علي دمشق يدل على رجال بني أمية ليقتلوا، فأقطع من مستغل هشام بن عبد الملك (6) من سوق اللؤلؤ إلى قنطرة الغرابيل. قال أبو الأشعث: و الدار التي هي اليوم الزقاق النافذ إلى سوق الطير و غيره يعرف اليوم بزقاق (7) صفوان، هي داره.
أظنه عبد اللّه بن عمرو بن عبد اللّه بن صفوان بن أمية (8).
ذكر عبد اللّه بن محمّد بن ربيعة القدامي في كتاب:«فتوح الشام» الذي صنفه أنه استشهد يوم أجنادين، و كان قدم مع أبيه في جند خالد الذي قدم من العراق.
ص: 237
ابن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي
أبو محمّد - و يقال: أبو عبد الرّحمن،
و يقال (1):أبو نصير - السّهمي (2) صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم
و كان من أكثر أصحابه عنه حديثا، و قيل: كان اسمه العاص، فسمّاه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عبد اللّه.
روى عن أبي بكر الصدّيق، و عمر بن الخطاب، و عبد الرّحمن بن عوف، و أبي الدّرداء، و معاذ بن جبل، و أبيه عمرو بن العاص.
روى عنه: سعيد بن المسيّب، و عروة بن الزبير، و عطاء، و مجاهد، و ابن ابنه شعيب بن محمّد بن عبد اللّه، و عيسى بن طلحة، و طاوس بن كيسان، و عبد اللّه بن عبيد اللّه بن أبي مليكة، و يعقوب بن عاصم، و أبو سلمة، و حميد ابنا عبد الرّحمن بن عوف، و أبو الوليد سعيد بن مينا، و الحكم بن ميناء، و عبد اللّه بن رباح، و عمرو بن أوس (3)،و أبو العباس السائب بن فرّوخ (4)،و عطاء بن يسار، و عكرمة مولى ابن عباس، و عمر (5) بن الحكم بن ثوبان، و يوسف بن ماهك، و عمر مولى أم سلمة، و أبو عياض عمرو (6) بن الأسود، و إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر، و يوسف بن ميسرة بن حلبس، و جبير بن نفير (7)،أبو كبشة السلولي، و عمرو بن قيس الكندي، و مغيث بن سمي الأوزاعي الشاميون، و خيثمة بن عبد الرّحمن، و مسروق (8) بن
ص: 238
الأجدع، و سالم بن أبي الجعد، و عبد الرّحمن بن عبد رب الكعبة، و عامر الشعبي، و أبو يحيى مصدع، و أبو زرعة بن عمرو بن جرير البجلي الكوفيون، و أبو المليح عامر بن أسامة الهزلي، و أبو أيوب يحيى بن مالك المراغي، و القاسم بن ربيعة بن جوشن، و ثابت بن أسلم البصريون، و الحارث بن يعقوب، و أبو الخير مرثد (1) بن عبد اللّه، و أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن يزيد الحبلي، و أبو فراس يزيد بن رباح المصريون، و جماعة سواهم.
و قدم دمشق غير مرة.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، نا أبو بكر الشافعي - إملاء - نا أحمد بن محمّد بن عيسى البرتي (2) القاضي، نا أبو نعيم، نا شيبان، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عبد اللّه بن عمرو قال:
انكسفت (3) الشمس على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فنودي بالصلاة جامعة (4)،فركع ركعتين فسجد (5)،ثم قام فركع ركعتين بسجدة، ثم جلس حتى حل عين (6) الشمس، فقالت عائشة: ما سجد سجودا قطّ ، و لا ركع ركوعا قط أطول منه.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، و أبو نصر بن رضوان، و أبو غالب بن البنّا، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا بشر بن موسى، نا أبو عبد الرّحمن المقرئ، نا حيوة، أخبرني أبو هانئ، أنه سمع أبا عبد الرّحمن الحبلي يقول (7):إنه سمع عبد اللّه بن عمرو يقول:
إنه سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«إنّ قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن - عزّ و جلّ - كقلب واحد يصرّفه حيث يشاء» ثم قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«اللّهمّ مصرّف القلوب اصرف قلوبنا إلى طاعتك»[6501].
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنبأ تمام بن محمّد، أنا أبو
ص: 239
عبد اللّه بن مروان، نا زكريا بن يحيى، نا هشام بن عمّار، نا الوليد بن مسلم، نا سعيد (1)،عن يونس بن ميسرة بن حلبس قال:
كتب معاوية بن أبي سفيان إلى مسلمة بن مخلّد أن سل عبد اللّه بن عمرو بن العاص أسمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول: لا تقدس أمة لا يقضى فيها بالحق و يأخذ الضعيف حقّه من القوي غير مضطر؟ فإن أخبرك أنه سمع من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فابعثه إليّ على مركبة من البريد، فقدم على البريد فقال: أنت سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقوله ؟ قال: نعم، قال معاوية: و أنا سمعته منه كما سمعته.
قال: و نا زكريا بن يحيى، نا محمّد بن مصفّى، نا بقية، نا سعيد بن عبد العزيز، عن ابن (2) حلبس قال: كتب معاوية إلى مسلمة بن مخلّد فذكر نحوه.
أنبأناه عاليا أبو علي الحسن (3) بن أحمد، ثم حدّثني أبو مسعود المعدّل عنه، أنبأ أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد الطبراني (4)،نا أحمد بن المعلّى، نا هشام بن عمّار، نا الوليد بن مسلم.
ح قال: و نبأ إبراهيم بن محمّد بن عرق، نا محمّد بن مصفّى، نا بقية، قالا: نا سعيد بن عبد العزيز، عن يونس بن ميسرة بن حلبس قال:
كتب معاوية إلى مسلمة بن مخلّد و هو بمصر: أن سل عبد اللّه بن عمرو هل سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول: لا تقدّس اللّه أمة لا يقضى فيها بالحق، و يأخذ الضعيف حقه من القوي غير مضطهد»، فإن أخبرك أنه سمعه من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فابعثه على مركبة من البريد، فسأله فقال: نعم، فدفع إليه الكتاب، فقدم على مركبة من البريد و قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقوله، فقال معاوية: أنا سمعت كما سمعت.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العز ثابت بن منصور، قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني - زاد أبو البركات: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنبأ أبو الحسين محمّد بن الحسن بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا أبو جعفر عمر بن أحمد، نا
ص: 240
خليفة بن خياط قال (1):عبد اللّه بن عمرو بن العاص بن وائل، أمه رائطة (2) بنت منبّه بن الحجّاج بن عامر بن حذافة بن سعد بن سهم بن عمرو، يكنى أبا محمّد، مات بالطائف، و يقال: بمكة سنة خمس و ستين.
و أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص (3)،نا أحمد بن سليمان، نبأ الزبير بن بكار قال (4):فولد عمرو بن العاص: عبد اللّه بن عمرو (5)،صحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و روى عنه، و كان يصوم الدهر، و يقوم الليل، فبلغ ذلك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال له:«صم و أفطر، و صلّ و نم»[6502].
و أمه ريطة بنت منبّه بن الحجّاج بن عامر، و أمّها بنت معمر بن حبيب.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو (6) بن مندة، أنبأ الحسن (7) بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا (8)،نبأ محمّد بن سعد قال: في الطبقة الرابعة: عبد اللّه بن عمرو بن العاص بن وائل، و يكنى أبا محمّد، و أمه رائطة بنت منبّه بن الحجّاج بن عامر بن حذيفة بن سعيد بن سهم، أسلم قبل أبيه و توفي في (9) سنة خمس و ستين و هو يومئذ ابن ثلاث و سبعين سنة، و قد روى عن أبي بكر، و عمر.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن (10) بن علي، أنبأ أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (11):قال في الطبقة الثالثة: عبد اللّه بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم، و أمه ريطة بنت منبّه بن الحجّاج بن عامر بن حذيفة بن سعد بن سهم، و كان لعبد اللّه بن عمرو من الولد: محمّد، و به كان يكنى، و أمه بنت محمية بن جزء الزبيدي، و هشام،
ص: 241
و هاشم، و عمران، و أم (1) إياس، و أم عبد اللّه، و أم سعيد، و أمهم أم هاشم الكندية من بني وهب بن الحارث.
أخبرنا أبو محمّد بن الآبنوسي في كتابه، و أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنبأ أبو محمّد الجوهري [أنا] (2) أبو الحسين بن المظفر، أنا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي قال: عبد اللّه بن عمرو بن العاص، أمه رائطة بنت منبّه بن الحجّاج بن عامر بن حذافة بن سعد بن سهم، يكنى أبا محمّد، توفي في سنة خمس و ستين في خلافة يزيد بن معاوية. اختلف الناس في موته أين مات، فقال بعضهم: مات بمكة، و قال آخرون: بالطائف، و أما أهل مصر فيقولون بمصر، و دفن في داره بمصر، و أما ولده فيقولون بالشام.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، حدّثنا أبو الفضل [بن] (3) ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد، [-زاد أحمد:] (4) و أبو الحسين الأصبهاني، قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (5)،قال: عبد اللّه بن عمرو بن العاص السّهمي القرشي، أبو محمّد، مات ليالي الحرّة في ولاية يزيد بن معاوية.
قاله محمّد بن مقاتل عن أحمد بن محمّد: و ولي يزيد ثلاث سنين و أشهرا (6)، و يقال: مات سنة تسع و ستين، و هو ابن اثنتين (7) و سبعين سنة (8).
و قال محمّد: نبأ أبو قتيبة سلّم عن أبي عوانة عن إسماعيل بن سالم عن الشّعبي، لم يقل (9) عمرو بن العاص عبد اللّه بن عمرو إلاّ ثنتي (10) عشرة سنة.
في نسخة ما شافهني (11) به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ص: 242
ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (1):عبد اللّه بن عمرو بن العاص أبو محمّد القرشي ثم (2) السّهمي، له صحبة، روى عنه سعيد بن المسيّب، و أبو سلمة بن عبد الرّحمن، و عطاء، و مجاهد، و شعيب بن محمّد بن عبد اللّه، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نبأ يعقوب بن سفيان (3) قال: عبد اللّه بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد (4) بن سهم (5).
و أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن (6)،أنبأ أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب (7)،أنا أحمد بن عمير (8)-إجازة-.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي (9)،أنا أحمد بن عمير (10)-قراءة - قال:
سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: و عبد اللّه بن عمرو بن العاص يكنى أبا محمّد.
أخبرنا (11) أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنبأ سليم بن أيوب، أنبأ أبو نصر طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم، نبأ يزيد بن محمّد بن إياس قال: سمعت محمّد (12) بن أحمد المقدّمي قال: عبد اللّه بن عمرو بن العاص أبو محمّد.
أنبأنا أبو محمّد حمزة بن العبّاس، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن.
ص: 243
و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أبو سعيد بن يونس، قال: عبد اللّه بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم، يكنى أبا محمّد، شهد الفتح بمصر، و اختطّ بمصر، له بمصر أحاديث نحو المائة، توفي بمصر سنة خمس و ستين.
أخبرنا أبو الفتح يوسف (1) بن سعد بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: عبد اللّه بن عمرو بن العاص أبو (2) محمّد السهمي القرشي، أمّه أم عبد اللّه بنت نبيه (3) بن الحجّاج، توفي ليالي الحرّة (4) سنة ثلاث و ستين في ولاية يزيد بن معاوية، و قيل: توفي بالطائف سنة خمس و ستين، و قال ابن أبي عاصم: مات بمكة و هو ابن اثنتين (5) و سبعين سنة في سنة خمس و ستين.
و سمعت أبا سعيد بن يونس يقول: شهد عبد اللّه بن عمرو فتح مصر، و اختطّ بها دارا، و توفي سنة خمس و ستين، فكان بينه و بين أبيه في السن (6) عشرون سنة.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل محمّد بن طاهر، أنا أبو سعيد مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن (7)،أنبأ أبو نصر البخاري قال: عبد اللّه بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم، أبو محمّد السّهمي القرشي، و أمّه ريطة بنت منبّه بن الحجّاج بن عامر بن حذيفة بن سعد بن سهم، و نزل الشام، سمع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم،[و روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم] (8) و روى عن أبي بكر الصّدّيق، و روى عنه مسروق، و الشعبي، و مجاهد، و عروة، و حميد بن عبد الرّحمن، و عيسى بن طلحة، و أبو العباس الشاعر، و أبو الخير في الإيمان و غير موضع.
قال عمرو بن علي: كان عمرو بن العاص أسن من ابنه بثنتي عشرة سنة.
ص: 244
قال الذهلي: قال يحيى بن بكير: مات سنة خمس و ستين، و قائل يقول: سنة ثمان و ستين، سنه (1) ثنتان و سبعون سنة.
و قال الذهلي: سمعت أحمد بن حنبل يقول: مات ليالي الحرّة في ولاية يزيد بن معاوية.
و قال كاتب الواقدي: مات بمكة، و قال ابن نمير (2):مات سنة خمس و ستين، و قال عمرو بن علي و الواقدي: مات سنة خمس و ستين، و هو ابن اثنتين (3) و سبعون سنة، و قال: سنّه تسع و ستون، و يقال: مات ليال الحرّة في ولاية يزيد بن معاوية.
أنبأنا أبو علي الحسن (4) بن أحمد المقرئ، أنبأ أبو نعيم الحافظ ، قال:
عبد اللّه بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم (5) بن سعيد بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي، يكنى أبا محمّد، و قيل: أبو عبد الرّحمن، و قيل:
أبو نصير (6)،استأذن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في الكتابة عنه في حال الغضب و الرضا، فأذن له، حفظ عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم ألف مثل، و كان [قد] قرأ الكتب، كان يصوم النهار، و يقوم الليل، و يرغب عن غشيان النساء، فدعاه النبي صلّى اللّه عليه و سلّم إلى الائتساء به في النوم، و الإفطار و النوم (7) و إتيان النساء، و أن يختم في كل سبعة أيام، أمه ريطة بنت منبّه بن الحجّاج بن عامر بن حذيفة بن سعد بن سهم، توفي ليال الحرّة سنة ثلاث و ستين، و قيل: خمس و ستين،:
و قيل: ثمان و ستين، و قيل: توفي بمكة و قيل: بالطائف، و قيل بمصر: كان بينه و بين أبيه في السن عشرون سنة، و قيل: اثنتا (8) عشرة سنة.
حدّث عنه من الصحابة: عبد اللّه بن عمر، و أبو أمامة الباهلي، و سفيان بن عوف (9) القاري، و المسور بن مخرمة، و السائب بن يزيد (10)،و أبو أمامة بن سهل بن حنيف، و أبو الطّفيل.
ص: 245
و من التابعين: سعيد بن المسيّب، و القاسم بن محمّد، و عروة بن الزبير، و عيسى بن طلحة، و أبو سلمة، و حميد بن عبد الرّحمن، و عكرمة في آخرين.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا عبد الملك بن عبد العزيز أبو نصر التمّار، نا سعيد بن عبد العزيز التنوخي، قال: قيل لعبد اللّه بن عمرو: يا أبا محمّد.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي (1)، أنا أحمد بن عبيد - إجازة - نبأ (2) محمّد بن الحسين، نا (3) ابن أبي خيثمة، نا قتيبة، نا ليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سالم بن أبي سالم: أنه قال لعبد اللّه بن عمرو بن العاص أبو محمّد.
قال (4):و نا ابن أبي خيثمة قال: سمعت أبي يقول: عبد اللّه بن عمرو بن العاص أبو محمّد (5).
أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن، أنا أبو القاسم (6) بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال:
قال عمي أبو بكر: عبد اللّه بن عمرو أبو (7) محمّد.
قرأت على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي (8) عمر بن حيوية، أنبأ أبو الطّيّب محمّد بن القاسم الكوكبي، نا أبو بكر بن أبي خيثمة قال: سمعت أبي يقول: عبد اللّه بن عمرو بن العاص أبو محمّد.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو محمّد عبد اللّه عمرو بن العاص بن وائل السّهمي، له صحبة.
ص: 246
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأ أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب (1) بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:
أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن عمرو بن العاص، و قيل: أبو محمّد.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر الأنباري، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد (2) قال: نا أحمد بن شعيب قال: من كنيته أبو محمّد [من الصحابة - فذكرهم، و فيهم] (3) عبد اللّه بن عمرو بن العاص.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو عبد الرحمن - و يقال: أبو محمّد، و يقال: أبو نصير - عبد اللّه بن عمرو بن العاص بن وائل بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب السّهمي القرشي، له صحبة من النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و كان أبوه عمرو لم يعله في السنّ (4) إلاّ ثنتي عشرة سنة، و أمه ريطة بنت منبّه بن الحجّاج بن عامر بن حذافة بن سعد بن سهم بن عمرو، و يقال: أسلم قبل أبيه، مات بالطائف، و يقال: بمكة، و قد أتى الشام و مصر و الكوفة.
أخبرنا (5) أبو المظفر (6) بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو سعيد بن أبي عمرو (7)،و قالا: نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب [قال:
سمعت عبد اللّه بن أحمد بن حنبل يقول: سمعت أبي يقول: عبد اللّه بن عمرو، أبو عبد الرحمن] (8).
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا
ص: 247
[أبو] (1) الحسن بن السقا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد، قالا: سمعت يحيى بن معين يقول: عبد اللّه بن عمرو بن العاص أبو عبد الرّحمن.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن محمّد، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني عباس بن محمّد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول:
عبد اللّه بن عمرو (2)،عبد اللّه (3) بن عمر، و معاذ بن جبل كلهم أبو عبد الرّحمن.
أنبأنا أبو علي الحسن (4) بن أحمد، أنبأ أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه، نا أبو حامد بن جبلة، نا محمّد بن إسحاق، نا محمّد بن يحيى الأزدي، نا عبد اللّه بن يزيد المقرئ، نا حيوة بن شريح، أخبرني أبو هانئ أنه سمع أبا عبد الرّحمن الحبلي (5)يقول: سمعت عبد اللّه بن عمرو، و قيل له: يا أبا نصير (6).
أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنبأ أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو العباس بن قتيبة، نا حرملة، أنا ابن وهب، أخبرني الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عبد اللّه بن الحارث بن جزء قال: توفي صاحب لنا غريب بالمدينة، و كنا على قبره فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«ما اسمك ؟» فقلت:
العاص، و قال لعبد اللّه بن عمر:«ما اسمك» فقال: العاص، و قال لعبد اللّه بن عمرو بن العاص:«ما اسمك ؟» فقال: العاص، فقال:«انزلوا (7) فاقبروه، فأنتم عبيد اللّه»، قال: فقبرنا أخانا، و خرجنا و قد بدلت أسماؤنا[6503].
أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد.
قال: نا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (8)،نا عبد اللّه بن صالح، نا الليث، حدّثني يزيد بن أبي حبيب، عن عبد اللّه بن الحارث بن جزء (9) الزبيدي: أنهم حضروا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم جنازة
ص: 248
فقال لهم:«ما اسمك ؟» فقال: العاص، و قال للعاص بن العاص:«ما اسمك ؟» فقال:
العاص، و قال لابن عمرو:«ما اسمك ؟» فقال: العاص، قال: فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:
«أنتم عبيد اللّه» فخرجنا و قد غيّرت أسماؤنا[6504].
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين (1) بن لؤلؤ، أنبأ أبو بكر محمّد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص الفلاس، حدّثني أبو قتيبة، نا أبو عوانة، عن إسماعيل بن سالم، عن الشعبي قال: لم يعل عمرو بن العاص ابنه إلاّ باثنتي عشرة سنة.
أخبرناه أبو غالب بن البنّا، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن حسنون النرسي، أنا أبو القاسم موسى بن عيسى بن عبد اللّه السراج، نا عبد اللّه بن أبي داود، نا محمّد بن يحيى النيسابوري، نا سلّم (2) بن قتيبة، عن أبي عوانة، عن إسماعيل بن سالم، عن الشعبي قال: لم يعل عمرو عبد اللّه إلاّ باثنتي عشرة سنة.
أخبرنا (3) أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن (4) خيرون، أنا محمّد بن علي بن يعقوب، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد البابسيري (5)،أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل الغلاّبي، نا أبي قال: قال الواقدي: أسلم عبد اللّه بن عمرو بن العاص قبل أبيه عمرو بن العاص (6).
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو الطّيّب المنبجي، نا عبيد اللّه بن سعد الزهري، نا حسين، نا شيبان (7)،عن قتادة: أن عبد اللّه بن عمرو كان رجلا سمينا.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني إبراهيم بن هانئ، نا حجّاج بن المنهال، نا حمّاد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن العريان بن الهيثم قال: و فدت مع أبي إلى يزيد بن معاوية، فجاء رجل طوال أحمر عظيم البطن، فجلس، فقلت: من هذا؟ فقيل: عبد اللّه بن عمرو.
ص: 249
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن (1) بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (2)،أنا عفّان بن مسلم، نا حمّاد بن سلمة، أنا علي بن زيد، عن عبد الرّحمن بن أبي بكرة: أنه وصف عبد اللّه بن عمرو فقال: رجل أحمر، عظيم البطن، طوال.
[قال: و نا محمد بن سعد، أنا محمد بن عمر قال: أسلم عبد اللّه بن عمرو قبل أبيه] (3)أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو القاسم عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد قال في كتاب هارون بن عبد اللّه: كان إسلام عبد اللّه بن عمرو قبل فتح مكة، و كان يكنى أبا محمّد.
أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد، أنا أبو علي الحسن (4) بن علي، أنا أبو بكر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد (5)،حدّثني أبي، نا عبد اللّه بن يزيد، أنبأ ابن (6) لهيعة - قال أبو عبد الرّحمن: عبد اللّه بن يزيد أظنه عن مشرح، عن عقبة بن عامر (7) أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«نعم أهل البيت أبو عبد اللّه، و أم عبد اللّه، و عبد اللّه»[6505].
أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرّازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا أحمد بن عبد الرّحمن، نا عمي، حدّثني ابن لهيعة، عن مشرح بن هامان، عن عقبة بن عامر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«نعم أهل البيت أبو عبد اللّه، و أم عبد اللّه، و عبد اللّه»[6506].
قال أبو عبيد (8) اللّه: يعني أحمد بن عبد الرّحمن - يريد عبد اللّه بن عمرو.
أخبرنا أبو علي الحسن (9) بن المظفّر، أنا أبو محمّد الجوهري.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، قالا: أنا أحمد بن
ص: 250
جعفر، نبأ عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا وكيع، نا نافع بن عمر، و عبد الجبّار بن ورد، عن ابن أبي مليكة قال: قال طلحة بن عبيد اللّه: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«نعم أهل البيت عبد اللّه، و أبو عبد اللّه، و أم عبد اللّه»[6507].
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن الحارث الشيخ الفقيه (2)،نا أبو بكر محمّد بن هارون بن محمّد بن بكار (3)،نبأ أبو أيوب سليمان بن عبد الرّحمن، نا بشر بن عون، نا بكّار بن تميم، عن مكحول، عن أبي أمامة قال:
مر ابن العاص على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و هو مسبل إزاره، مسبل جمّته فقال:«نعم الفتى ابن العاص، لو شمّر من مئزره، و قصّر من لمّته» (4) قال: فحلق رأسه و قصّر و رفع إزاره إلى الركبة[6508].
أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأ أبو يعلى، نا غسان بن الربيع، عن ثابت، عن محمّد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن عبد اللّه بن عمرو قال:
دخل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بيتي هذا فقال:«يا عبد اللّه أ لم أخبر أنك تكلّفت قيام الليل، و صيام النهار»، قال: قلت: إني لأفعل (5)،قال: فقال:«إنه من حسبك»- و لم يقل:
افعل - أن تصوم من كلّ شهر ثلاثة أيام، فالحسنة بعشر أمثالها، فكأنك قد صمت الدهر كلّه».
قال: قلت: يا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إنّي أجد قوة، و إنّي أحب أن تزيدني، قال:«فخمسة أيام»، قال: قلت: إنّي أجد قوة، و إنّي أحب أن تزيدني، قال:«سبعة أيام»، قال:
فجعل يستزيده (6) و يزيده يومين يومين حتى بلغ النصف، فقال:«إنّ أخي داود كان أعبد البشر، و إنه كان يقوم نصف الليل، و يصوم نصف الدهر، إنّ لأهلك عليك حقّا، و إنّ
ص: 251
لعينيك (1) عليك حقا، و إن لضيفك عليك حقا»، قال: فكان عبد اللّه بعد ما كبر و أدركه السن يقول: ألا كنت قبلت رخصة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أحبّ إليّ من أهلي و مالي (2)(3)[6509].
أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن سلمة بن قرباء، أنا عثمان بن أبي شيبة، نا جرير، عن مطرّف، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن عبد اللّه بن عمرو قال:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«اقرأ القرآن في شهر»، فقلت: إني أقوى، فقال:«اقرأه في خمس و عشرين» قلت: إني أقوى، قال (4):«اقرأه في عشرين» قلت: إني أقوى، قال:
«اقرأه في خمسة عشر» قلت: إني أقوى (5)،قال:«اقرأه في عشر» قلت: إني أقوى، قال:«اقرأه في خمس» قلت: إني أقوى، قال:«لا»[6510].
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن كيسان النحوي، أنا أبو محمّد يوسف بن يعقوب القاضي، نا عبد الواحد بن غياث، نا حمّاد بن سلمة، عن عطاء بن السّائب، عن أبيه عن عبد اللّه بن عمرو.
أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال له:«كيف تصوم ؟» قال: أصوم و لا أفطر، فقال له النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:
ص: 252
«صم (1) و أفطر، و أفطر و صم و صم من الشهر ثلاثة أيام».
فقال: زدني يا رسول اللّه فإنّ بي قوة، قال: فلم أزل أناقصه و يناقصني حتى قال:
«أحبّ الصوم إلى اللّه - عزّ و جلّ - صوم داود، كان يصوم يوما و يفطر يوما»، فلما كبر عبد اللّه قال: لأن أكون انتهيت إلى ما أمرني به رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أحبّ إليّ مما طلعت عليه الشمس، و لكن لا أدع فريضة فرضها عليّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم[6511].
أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأ أبو يعلى الموصلي، نا عبد الأعلى بن حمّاد، نا حمّاد بن سلمة، عن عطاء بن السّائب، عن أبيه عن عبد اللّه بن عمرو.
أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال له:«كيف تصوم ؟» قال: أصوم و لا أفطر، قال له النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:
«صم و أفطر، و صم من الشهر ثلاثة أيام»، قال: زدني يا رسول اللّه فإنّ لي قوة، قال: فما زال أناقصه و يناقصني ثم قال:«صم أحبّ الصوم إلى اللّه - عزّ و جل - صوم داود عليه السلام، كان يصوم يوما و يفطر يوما»، فلما كبر عبد اللّه قال: لأن أكون انتهيت إلى ما أمرني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أحبّ إليّ مما طلعت عليه الشمس، لكن لا أدع فريضة فرضها عليّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم[6512].
قال (2):و نا عبد (3) الأعلى، نبأ حمّاد، عن علي بن زيد، عن عطاء بن فرّوخ (4)، عن عبد اللّه بن عمرو، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم [بنحوه] (5).
أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو محمّد هبة اللّه بن سهل، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي (6)،أنبأ أبو سعيد عبد اللّه بن محمّد بن عبد الوهّاب الرازي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن أيوب بن يحيى بن ضريس البجلي (7)،أنا مسلم بن إبراهيم، نا
ص: 253
هشام، نا عطاء بن السّائب، عن أبيه عن عبد اللّه بن عمرو أنه سأل النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: كيف أقرأ القرآن ؟ قال:«اقرأه[ (1) في سبع ليال»، فما زلت أنا قصه حتى قال لي]: «اقرأه في يوم و ليلة»[6513].
أخبرنا (2) أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، و أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالا: أنبأ إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا القواريري، نا يحيى بن سعيد، عن ابن جريج، قال: سمعت ابن أبي مليكة يحدّث عن يحيى بن حكيم بن صفوان، عن عبد اللّه بن عمرو قال:
جمعت القرآن، فقرأت (3) به في ليلة، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«اقرأه في شهر» قال: قلت: يا رسول اللّه دعني أستمتع من قوتي و شبابي، قال:«اقرأه في عشرين» قال:
قلت: يا رسول اللّه دعني أستمتع من قوتي و شبابي،[قال: اقرأه في عشر، قال: قلت:
يا رسول اللّه دعني أستمتع من قوتي و شبابي] (4) قال:«اقرأه في سبع» قال: قلت،[يا رسول اللّه، دعني أستمتع من قوتي و شبابي] (5) قال: فأبى.
أخبرنا أبو العز بن كادش، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا محمّد بن المظفر الحافظ ، أنا محمّد بن محمّد بن سليمان، نا علي بن المديني، نا يحيى بن سعيد، عن ابن (6) جريج قال: سمعت ابن أبي مليكة حدّثني يحيى بن حكيم بن صفوان، عن عبد اللّه بن عمرو قال: جمعت القرآن فقرأته كل ليلة فقال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«اقرأه في شهر» قلت: دعني أستمتع من قوتي و شبابي، قال:«اقرأه في عشر» قلت: دعني أستمتع من قوّتي و شبابي، قال:«اقرأه في سبع» قلت: دعني استمتع من قوّتي و شبابي، قال فأبى (7).
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن
ص: 254
علي، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي [حدثني] (1) بن زنجويه، حدّثني (2) أبو الأسود.
ح قال: و حدّثني محمّد بن هارون، نا عمرو (3) بن طارق.
قالا: نا ابن لهيعة، عن واهب، عن عبد اللّه.
أنه رأى في المنام كأن في إحدى يديه عسلا و في الأخرى سمنا، كأنه يلعقهما فأصبح فذكر ذلك للنبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال:«تقرأ (4) الكتابين: التوراة و القرآن»، فكان يقرأهما.
رواه ابن بطة عن البغوي، فقال: نا عمرو بن الربيع بن طارق.
أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا أبو خيثمة، نا الحسن (5) بن موسى، و أبو رجاء، قالا: ثنا ابن (6) لهيعة، نا واهب بن عبد اللّه المعافري، عن عبد اللّه بن عمرو.
أنه رأى في المنام كأن في إحدى إصبعيه عسلا و في الأخرى سمنا، و كان (7)يلعقهما، فأصبح، فذكر ذلك للنبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال:«إن عشت تقرأ الكتابين: التوراة و الفرقان» فكان يقرأهما.
كان في الأصل:«فإصبع» موضع:«فأصبح»، و هو وهم.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، نا أبو علي بن المذهب - لفظا - أنا أبو بكر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد (8)،حدّثني أبي، نا قتيبة.
ثم أخبرتنا به عاليا فاطمة بنت محمّد بن البغدادي، قال: أنا سعيد بن أحمد بن محمّد، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد الصيرفي، نا أبو العباس السراج، نبأ قتيبة.
نبأ ابن (9) لهيعة عن واهب بن عبد اللّه، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص أنه
ص: 255
قال: رأيت فيما يرى النائم كأن في أحد إصبعي سمنا، و في الأخرى عسلا، فأنا ألعقهما، فلما أصبحت ذكرت ذلك للنبي (1) صلّى اللّه عليه و سلّم فقال:«تقرأ (2) الكتابين: التوراة و الفرقان»، فكان يقرأهما[6514].
و اللفظ لحديث ابن حنبل.
كتب إليّ أبو علي الحسن (3) بن أحمد، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن ريذة، أنبأ سليمان بن أحمد الطبراني، نا يحيى بن عثمان بن صالح، نا عبد اللّه بن يوسف، نا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عمرو بن الوليد بن عبدة، عن عبد اللّه بن عمرو قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«تدري من معنا في البيت ؟ جبريل عليه السلام، و قد سلّم عليك»[6515].
قال: و أنا سليمان، نا أحمد بن رشدين حدثني أبي عن أبيه عن جده، عن عمرو بن الحارث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عمرو بن الوليد، عن عبد اللّه بن عمرو قال:
كنت يوما مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في بيته، فقال:«تدرون من معنا في البيت ؟» قلت:
من يا رسول اللّه ؟ قال:«جبريل»، قلت: السلام عليك يا جبريل و رحمة اللّه، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم له:«إنّه (4) قد ردّ عليك»[6516].
ح أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي (5)،و أبو عبد الرّحمن السلمي من أصله، قالا: نا أبو العباس الأصم - إملاء - نا سعيد بن عثمان (6) أبو عثمان التنوخي الحمصي، نا بشر بن بكر (7)،نا سعيد بن سنان، عن أبي الزاهرية، حدّثني كريب عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص - و كان النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يفضل عبد اللّه على أبيه - قال: خرج علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فذكر حديثا في القدرية (8).
ص: 256
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأ أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى، نبأ كامل بن طلحة، نا ابن (1) لهيعة، عن يزيد بن عمرو، عن شفي، عن عبد اللّه بن عمرو قال: حفظت عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ألف مثل (2).
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون (3)،نا أبو زرعة (4)،حدّثني سعيد بن عفير، نا يحيى بن أيوب، عن أبي قبيل قال: كنا عند عبد اللّه بن عمرو فقال: كنا عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم نكتب ما يقول.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل [بن] (5) أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نبأ شيبان بن أبي شيبة [ثنا] (6) محمّد بن راشد، عن سليمان بن موسى، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه عن جده: أنه استأذن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أن يكتب ما يسمع من حديثه، فأذن له.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن الحسن بن محمّد، أنا الحسن بن أحمد بن محمّد، أنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد الأسفرايني، نا يوسف - هو ابن (7)سعيد - قال: أملى علينا عبيد اللّه (8) بن موسى، أنبأ عثمان بن عطاء، عن عطاء الخراساني، عن شعيب بن محمّد، عن عبد اللّه بن عمرو قال: استأذنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أن أكتب عنه ما سمعت، فأذن لي.
أخبرنا (9) أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو منصور شكرويه، و أبو بكر السمسار، قالا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه [نا] (10) الحسين [بن] (11) إسماعيل، أنا عبيد اللّه بن سعد، نا عمي، نا أبي، عن ابن إسحاق، حدّثني عمرو بن شعيب أن شعيبا حدّثه - كذا قال (12)-، أن (13) مجاهد، أبا الحجاج حدّثه: أن عبد اللّه بن عمرو بن العاص حدّثهم
ص: 257
أنه قال لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: اكتب كل ما أسمعه منك ؟ قال:«نعم»، قال: عند الغضب و الرضا؟ قال:«نعم، فإنه لا ينبغي لي أن أقول إلاّ حقا».
كذا قال: عن مجاهد (1).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني جدّي، نا يزيد.
ح قال: و نا عبد الأعلى، نا حمّاد بن سلمة، قالا: أنا محمّد بن إسحاق.
ح قال: و حدّثني الحسن (2) بن عرفة، نا إسماعيل بن عياش، عن ابن (3) جريج، جميعا عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: قلت لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: أكتب ما أسمع منك ؟ قال:«نعم»، قلت: في الغضب و الرضا؟ قال:«نعم، فإني لا أقول في ذلك إلاّ حقا» (4)[6517].
قال عبد اللّه: و اللفظ لجدّي، عن يزيد.
أخبرنا أبو محمّد، نبأ أبو محمّد، نا أبو محمّد، نبأ أبو الميمون، نا أبو زرعة (5)، نا أحمد بن خالد، نا محمّد بن إسحاق، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه عن جده عن قال: قلت: يا رسول اللّه أكتب عنك ما سمعت ؟ قال:«نعم» قلت: و عند الغضب، و عند الرضا؟ قال:«نعم، إنّه لا ينبغي لي (6) أن أقول في (7) ذلك كلّه إلاّ حقا»[6518].
أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأ أبو يعلى، نبأ زهير، نا يزيد بن هارون، أنا محمّد بن إسحاق، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: قلت: يا رسول اللّه، أكتب (8) ما أسمع منك ؟ قال:«نعم»، قال: ما في الرضا و الغضب ؟ قال:«نعم، فإني (9) لا أقول إلاّ حقا»[6519].
ص: 258
أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، و أم المجتبى قالا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا إبراهيم السامي (1)،نا حمّاد بن سلمة، عن محمّد بن إسحاق، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده [عن] (2)عبد اللّه بن عمرو أنه قال: يا رسول اللّه أكتب عنك كلما أسمع ؟ قال:«نعم»، قال:
قلت: ما قلت في الرضا و الغضب ؟ قال:«نعم، إني لا أقول في (3) ذلك كلّه إلاّ الحق»[6520].
أخبرنا (4) أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو منصور القاضي، و أبو بكر السمسار، قالا: أنا أبو إسحاق بن خرّشيذ قوله، نا أبو عبد اللّه المحاملي - إملاء - نا الفضل بن سهل، نا علي بن عاصم قال:
كنت بالري مع الزبير بن عدي عند عطاء،[فجاء دويد بن طارق، فقعد] (5) إليه فقال: حدّثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قلنا: يا رسول اللّه، إنا نسمع منك أشياء لا نحفظها منك، أ فلا نكتبها؟ قال:«بلى، فاكتبوها»[6521].
رواه عقيل بن خالد، عن عمرو بن شعيب، عن (6) شعيب و مجاهد: د.
أخبرناه أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، أنا ابن وهب، أخبرني عبد الرّحمن بن سليمان، عن عقيل بن خالد، عن عمرو بن شعيب أن شعيبا حدّثه و مجاهدا أن عبد اللّه بن عمرو حدّثهم أنه قال:
يا رسول اللّه، أكتب ما أسمعه (7) منك ؟ قال:«نعم»، قلت: عند الغضب و عند الرضا؟ قال:«نعم، إنه لا ينبغي لي أن أقول إلاّ حقّا»[6522].
ص: 259
أخبرنا أبو القاسم الحصين، نا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا يحيى بن سعيد، عن عبيد اللّه بن الأخنس، أنبأ الوليد بن عبد اللّه، عن يوسف (2) بن ماهك، عن عبد اللّه بن عمرو قال: كنت أكتب كلّ شيء أسمعه من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أريد حفظه، فنهتني قريش، فقالوا: إنك تكتب كل شيء، تسمعه من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم [بشر] (3) يتكلم في الغضب و الرضا، فأمسكت عن الكتاب، فذكرت ذلك لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال:«اكتب، فو الذي نفسي بيده ما خرج مني إلاّ حق»[6523].
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا علي بن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد الصغار (4)،نا زياد بن الخليل التستري (5)،نا إبراهيم بن المنذر (6)، حدّثني هشام بن سليمان المخزومي، نا ابن جريج (7)،عن عبد اللّه بن السائب، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص قلت: يا رسول اللّه إنا نسمع منك، فتأذن لي أن أكتب ؟ قال:«اكتب، فإني لا أقول إلاّ حقّا»[6524].
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن عبد اللّه بن سيف، نا يونس بن عبد الأعلى، نا ابن وهب، قال:
و أخبرني يعني عبد الرّحمن بن سليمان، عن عقيل، عن المغيرة بن حكيم أنه سمع من أبي هريرة يقول: ما كان أحد أعلم بحديث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من عبد اللّه بن عمرو، فإنه كان يكتب بيده، و استأذن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أن يكتب ما سمع منه، فأذن له، فكان يكتب بيده و يعي بقلبه، و إنما كنت أعي بقلبي.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، نا أبو محمّد العدل، أنبأ أبو الميمون. (8).
ص: 260
ح أنبأنا أبو بكر عبد الغفّار بن محمّد، و أخبرني أبو القاسم أحمد بن منصور بن محمّد عنه، نبأ أبو بكر الحيري، نا أبو العباس الأصم.
قالا: نبأ أبو زرعة، نا أحمد بن خالد الوهبي (1)،نا محمّد بن إسحاق، عن عمرو بن شعيب، عن المغيرة بن حكيم، و مجاهد أنهما سمعا أبا هريرة يقول: ما كان أحد أحفظ لحديث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم مني إلاّ عبد اللّه بن عمرو، فإني كنت أعي بقلبي، و يعي بقلبه، و يكتب، استأذن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فأذن له.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا محمّد بن عباد، و محمّد بن منصور الجوّاز المكيان، قالا: نا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن وهب بن منبه، عن أخيه (2) همام قال:
سمعت أبا هريرة يقول: ليس أحد من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أكثر حديثا عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم مني، إلا ما كان من عبد اللّه بن عمرو، فإنه كان يكتب، و كنت لا أكتب (3).
أخبرنا أبو الحسن (4) علي بن أحمد بن منصور، و علي بن المسلّم الفقيهان، قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا محمّد بن يوسف الهروي، نا محمّد بن حمّاد الطهراني.
ح أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا إسماعيل الصفّار، نا أحمد بن منصور، قالا: نا عبد الرزّاق (5)،أنا معمر - و في حديث الطهراني: عن معمر، عن همام بن منبه قال: سمعت أبا هريرة يقول:
و في حديث ابن منصور: أنه سمع أبا هريرة يقول: لم يكن من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أكثر حديثا مني إلا عبد اللّه بن عمرو، فإنه كتب و لم أكتب.
أخبرنا أبو سعد بن البغدادي (6)،أنا محمّد بن أحمد بن شكرويه، و محمّد بن أحمد بن قاسم، قالا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه الورّاق، نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا
ص: 261
هارون بن إسحاق، نا ابن إدريس، عن ليث، عن مجاهد، عن عبد اللّه بن عمرو قال:
ما آسيت على شيء إلاّ صدقة الوهط (1) و الصحيفة (2):استأذن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أن يكتب ما سمع منه فأذن له. و أما الوهط فبستانه التي بالطائف (3).
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو (4) الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمرو بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي، نا أبو النضر هاشم بن القاسم، نا إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد اللّه، عن مجاهد، قال:
دخلت على عبد اللّه بن عمرو بن العاص، فتناولت صحيفة تحت رأسه، فتمنع عليّ ، فقلت: تمنعني شيئا من بيتك (5)؟فقال: إنّ هذه الصحيفة الصادقة التي سمعتها من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ليس بيني و بينه أحد، فإذا سلّم لي كتاب اللّه و سلمت لي هذه الصحيفة و الوهط (6) لم أبال (7) ما صنعت الدنيا (8).
أخبرنا أبو حامد أحمد بن نصر (9) بن علي بن أحمد الحاكمي الطوسي - بها - أنا أبي أبو الفتح أخبرنا أبو بكر الحيري، نا أبو العباس الأصم، نا محمّد بن علي - يعني:
حمدان - الوراق، نا سعيد - يعني: ابن (10) سليمان - حدّثنا إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد اللّه، نا مجاهد، قال:
أتيت عبد اللّه بن عمرو و تناولت صحيفة تحت مفرشه فمنعني قلت: ما كنت تمنعني شيئا، قال: هذه الصادقة هذه ما سمعت من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ليس بيني و بينه أحد،
ص: 262
إذا سلمت لي هذه و كتاب اللّه و الوهط (1)،فما أبالي على ما كانت عليه الدنيا.
أنبأنا أبو علي الحسن (2) بن أحمد.
ثم أخبرنا أبو القاسم إسماعيل [بن] أحمد، أنا يوسف بن الحسن (3)الزّنجاني (4)،قالا: أنبأ أبو نعيم، نا عبد اللّه بن جعفر، نبأ يونس بن حبيب، نا أبو داود، نا همّام، عن قتادة، عن عبد اللّه بن بريدة، عن سليمان بن الربيع العدوي قال:
لقينا عمر فقلت له: إن عبد اللّه بن عمرو حدثنا بكذا و كذا، فقال عمر:
عبد اللّه بن عمرو أعلم بما يقول - قالها ثلاثا - ثم نودي بالصلاة جامعة فاجتمع الناس إليه فخطبهم عمر فقال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«لا تزال طائفة من أمّتي على الحق حتى يأتي أمر اللّه»[6525].
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنبأ أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنبأ الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (5)،أنا محمّد بن عمر، حدّثني يحيى بن العلاء، عن عبد المجيد بن سهيل، عن عكرمة، قال: سمعت عبد اللّه بن عمرو بن العاص يقول: ابن عباس أعلمنا بما مضى، و أفقهنا فيما نزل (6) ما لم يأت فيه شيء.
قال عكرمة: فأخبرت ابن عباس بقوله فقال: إنّ عنده لعلما، و لقد كان يسأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عن الحلال و الحرام.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، أخبرنا أبو القاسم البغوي، حدّثني ابن زنجويه، نا طلق بن السّمح، نا عبد الرّحمن بن شريح، عن أبي الأسود، عن محمّد بن كعب، عن عروة بن الزبير أن عائشة قالت له: يا ابن أخت إني قد أخبرت أن عبد اللّه بن عمرو حاج في عامه هذا، فالقه، فإنه قد حفظ عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أحاديث كثيرة.
ص: 263
أخبرنا أبو بكر الحاسب، أنا أبو محمّد الشيرازي، أنا محمّد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن محمّد، نا محمّد بن (1) سعد (2)،نا عبيد اللّه بن موسى، أنا أسامة بن زيد، عن عبد الرّحمن بن السلماني، قال:
التقى كعب الأحبار و عبد اللّه بن عمرو (3) فقال كعب: أتطيّر (4) يا عبد اللّه، قال:
نعم، قال: ما تقول ؟ قال: أقول: اللّهمّ لا طير إلاّ طيرك، و لا خير إلاّ خيرك، و لا رب غيرك، و لا حول و لا قوّة إلاّ بك، فقال: أنت أفقه العرب، إنها لمكتوبة في التوراة كما قلت.
أخبرنا أبو نصر محمّد بن حمد بن عبد اللّه الكبريتي (5)،أنا أبو مسلم محمّد بن علي بن محمّد مهرايزد (6) النحوي، أنبأ أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة، نا سليمان بن سيف (7)،نا سعيد بن بزيع، قال: قال ابن إسحاق: حدّثني من لا أتهم من أصحابنا.
أن كعبا قدم مكة و فيها عبد اللّه بن عمرو بن العاص، فقال كعب: سلوه عن ثلاث، فإن أخبركم بهن فهو عالم، سلوه عن شيء من الجنّة، وضعه اللّه للناس في الأرض، و سلوه ماء أول ما وضع بالأرض، و ما أول شجرة غرست بالأرض، فسئل عبد اللّه عنها فقال: أول شيء (8) وضع في الأرض فهو الركن الأسود، و أول ماء وضع بالأرض فبرهوت ماء باليمن ترده هام الكفار، و أمّا أول شجرة غرسها اللّه في الأرض فالعوسجة التي اقتطع منها موسى عصاه، فلما بلغ ذلك كعبا قال: صدق، الرجل، و اللّه، عالم.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو محمّد الجوهري، قال: أنبأ أبو عمر بن
ص: 264
حيّوية، و أبو بكر بن إسماعيل، قالا: نبأ يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا إبراهيم بن نشيط الوعلاني، حدّثني قيس بن رافع أو غيره، عن مولى لعبد اللّه بن عمرو بن العاص.
أن عبد اللّه بن عمرو نظر إلى المقبرة، فلما نظر إليها نزل فصلى ركعتين، فقيل له: هذا شيء لم يكن يصنعه (1) فقال: ذكرت أهل القبور، و ما حيل بينهم و بينه فأحببت أن أتقرّب إلى اللّه عزّ و جلّ بهما (2).
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أحمد بن الحسين، نا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس - هو الأصم - نا الحسن (3) بن علي بن عفّان، أنا أبو أسامة قال مسعر (4):
حدّثني عن زياد بن علاقة (5) قال: قال عبد اللّه بن عمرو: و اللّه لوددت أنّي هذه السارية.
قال: و أنا أبو الفوارس الحسن بن أحمد بن أبي الفوارس - ببغداد - و أبو أحمد الحسين بن علوشا الأسدآبادي - بها - قالا: أنا أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي.
و أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم (6)،نا محمّد بن أحمد بن الحسن، و سليمان بن أحمد، قالوا: نا أبو علي (7) بشر بن موسى، نا المقرئ، نا حيوة، أخبرني شرحبيل بن شريك أنه سمع أبا عبد الرّحمن الحبلي يقول: أنه سمع عبد اللّه بن عمرو بن العاص يقول: لخير أعمله اليوم أحبّ إليّ من مثليه مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، لأنا كنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم تهمنا الآخرة، و لا تهمنا الدنيا، و إنا اليوم قد مالت بنا الدنيا.
و أخبرنا (8) أبو الوفاء الشرابي، و أم المجتبى قالا (9):أخبرنا أبو طاهر الثقفي، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو العباس بن قتيبة، نا حرملة، أنا ابن وهب، أنا حيوية بن
ص: 265
شريح، أخبرني شرحبيل بن شريك أنه سمع الحبلي يقول: سمعت عبد اللّه بن عمرو يقول: لخير نعمله اليوم أحبّ إليّ من مثليه مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، لأنا كنا مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم (1) تهمنا الآخرة و لا تهمنا (2) الدنيا، و إنّا اليوم قد مالت بنا الدنيا.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن إسماعيل، و أبو عمر بن حيّوية، قالا: نبأ يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك (3)،أنا يحيى بن أيوب، نا شرحبيل بن شريك أن عبد اللّه بن يزيد المعافري حدّثه، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص قال: لأن أعمل اليوم عملا أقر عليه أحبّ إليّ من ضعفه فيما مضى، لأنا حين أسلمنا وقعنا في عمل الآخرة، و أما اليوم فقد خانتنا (4) الدنيا.
قال: و أنا ابن (5) حيوية، نا ابن (6) صاعد، نا الحسين، أنا ابن المبارك، أنبأ محمّد بن عجلان، أن عبد اللّه بن عمرو بن العاص قال:
إن هذا الدين متين، فأوغلوا فيه برفق، و لا تبغّضوا إلى أنفسكم عبادة اللّه عزّ و جلّ ، فإن المنبتّ لا بلغ بعدا، و لا ابقى ظهرا، أو عمل على عمل امرئ يظن أن لا يموت إلاّ هرما، و احذر حذر امرئ يحسب أن يموت غدا.
أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأ أبو نعيم (7)،نا إبراهيم بن عبد اللّه، نا محمّد بن إسحاق، نا قتيبة بن سعيد، نا الليث بن سعد، و ابن لهيعة، عن عيّاش (8) بن عبّاس، عن أبي عبد الرّحمن الحبلي قال: سمعت عبد اللّه بن عمرو بن العاص يقول: لأن أكون عاشر عشرة مساكين يوم القيامة أحبّ إليّ من أن أكون عاشر عشرة أغنياء، فإن الأكثرين هم الأقلّون يوم القيامة، الاّ من قال هكذا و هكذا، يقول: يتصدق يمينا و شمالا.
ص: 266
هي لفظ الليث.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، قال: أنا أبو الحسين بن المهتدي، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا داود بن عمرو، نا عبد الجبّار بن الورد، قال: سمعت ابن أبي مليكة يقول: بينما عبد اللّه بن عمرو بن العاص يصلّي وراء المقام و هو يبكي و قد كسف - أو خسف - القمر، إذ مرّ به العلاء بن طارق، فوقف يسمع، فقال: ما يوقفك، يا ابن أخي ؟ تعجب من أنّي أبكي، و اللّه إنّ هذا القمر يبكي من خشية اللّه، أما و اللّه لو تعلمون علم اليقين لبكى أحدكم حتى ينقطع صوته، و يسجد (1) حتى ينقطع صلبه.
أخبرناه أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا نافع بن عمر الجمحي، عن ابن أبي مليكة، حدّثني ابن طارق، قال: مررت بعبد اللّه بن عمرو و هو ساجد يبكي، فقمت فرفع رأسه و قال: تعجب من بكائي، ثم نظر إلى القمر، فقال:
إن هذا ليبكي من خشية اللّه عزّ و جل.
و قد روي نحو هذا عن ابن عمر.
أخبرناه أبو الوفاء عمر بن الفضل بن أحمد بن المميز، و أبو محمّد أحمد بن محمّد بن أحمد بن أبي الحسين الزناتي (2)،قالا: نا إبراهيم بن محمّد، أنا إبراهيم بن عبد اللّه (3)،نا محمّد بن عبيد اللّه بن العلاء الكاتب، نا أحمد بن بديل الإيامي، نا ابن (4) فضيل، نا عبد الرّحمن بن إسحاق، عن محارب بن دثار قال: أتيت منزل ابن عمر، فإذا رجل هو آنس بالدار مني فدخل ثم خرج، فقال: عجبت من عبد اللّه بن عمر (5)،رأيته يبكي فقال: تعجب من بكائي، و اللّه إنّ هذا القمر ليبكي من خشية اللّه، فمن استطاع منكم أن يبكي (6) فليبك، و من (7) لم يستطع فليتباك.
ص: 267
أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، أنا أبو صاعد - يعلى - ابن هبة اللّه.
ح و أخبرنا أبو محمّد الحسن (1) بن أبي بكر بن أبي الرضا، أنبأ أبو عاصم الفضل بن أبي منصور، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي شريح، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عقيل بن الأزهر البلخي، نا عباس الدوري، نا الأسود بن عامر، نا شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن أمه (2) قالت: كنت أصنع (3) الكحل لعبد اللّه بن عمرو بن العاص و كان يطفئ السراج بالليل ثم يبكي حتى رسعت (4) عيناه.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا محمّد بن إسماعيل الحسّاني (5)،نا عاصم بن علي، عن أبي (6) هلال، عن عبد اللّه بن بريدة (7)،قال: قلت لعبد اللّه بن عمرو: بلغني أنك كنت من أحسن قريش عينا، فما الذي أرى بهما؟ قال: البكاء.
أخبرنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن - لفظا - و أبوا القاسم: بن السّمرقندي، و المبارك بن أحمد بن علي بن القصار بقراءتي عليهما، قالوا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأ محمّد بن عبد اللّه بن الحسين بن عبد اللّه بن هارون، نا أبو القاسم البغوي، نا داود بن رشيد، نا مروان - يعني الفزاري - نا عبد الرّحمن بن زياد، عن عبد الرّحمن بن رافع، عن عبد اللّه بن عمرو قال: ما أعطي إنسان شيء [خير] (8) من صحة و عفة و أمانة وفقه.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن (9) بن علي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (10)،أنا كثير بن
ص: 268
هشام، نا الفرات بن سليمان (1)،عن عبد الكريم، عن مجاهد.
أن عبد اللّه بن عمرو بن العاص كان يضرب فسطاطه في الحلّ ، و يجعل مصلاه في الحرم، فقيل له: لم تفعل ذلك ؟ قال: لأن الأحداث في الحرم أشد منها في الحلّ .
قال: و نا ابن سعد (2)،أنبأ أبو معاوية الضرير، نبأ الأعمش عن خيثمة قال: انتهيت إلى عبد اللّه بن عمرو بن العاص و هو يقرأ في المصحف، قال: فقلت: أي شيء تقرأ؟ قال: جزئي الذي أقوم به الليلة.
أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد اللّه بن رضوان، أنا أبو محمّد الجوهري، نا أبو عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن خلف بن المرزبان، نا محمّد بن المؤمّل الخوارزمي، حدّثني جعفر بن صالح المؤدب قال: قال يونس بن حبيب، قال عمرو بن العاص لابنه:
يا بني ما الشرف ؟ قال: كفّ الأذى، و بذل الندى، قال: فما المروءة ؟ قال: عرفان الحق، و تعاهد الصنعة، قال: فما المجد؟ قال: احتمال المغارم و ابتناء المكارم.
حدّثنا أبو القاسم إسماعيل (3) بن محمّد بن الفضل - إملاء - أنا محمّد بن محمّد بن عبد الوهّاب، أنا أبو (4) عبد اللّه الجمال، نا عبد اللّه بن جعفر، نبأ ابن مهدي - يعني - أحمد، نا عبد اللّه بن صالح، حدّثني ابن (5) لهيعة، عن عقيل، عن ابن شهاب - في حديث طويل - قال: سأل عمرو بن العاص ابنه عبد اللّه: ما الغي ؟ قال:
طاعة المفسد (6) و عصيان المرشد، قال: فما البله ؟ قال: عمى القلب، و سرعة النسيان.
أخبرنا أبو سعد ناصر بن سهل (7) بن أحمد البغدادي، أنا أبو عبد اللّه عبد الرّحمن بن محمّد بن يوسف الخلوقي، أنبأ أبو إبراهيم إسماعيل بن نيال المحبوبي، نبأ أبو العباس محمّد بن أحمد بن محبوب التاجر، نا أبو عثمان سعيد بن مسعود، نا يزيد بن هارون، نا الجريري، عن أبي السليل، قال:
ص: 269
قال عبد اللّه بن عمرو بن العاص لأخواله - حي من عنزة (1) يقال لهم: بنو فلان:- يا بني أمي، إنّه ليس الواصل الذي يصل من وصله، و يقطع من قطعه،[و ليس الحليم الذي يحلم عمن يحلم عنه، و يجهل على من يجهل] (2) قالوا: فمن ذاك ؟ قال:
ذاك المنصف، و لكن الواصل الذي يصل من وصله و يصل من قطعه، و ليس الحليم الذي يحلم عن من يحلم عنه و يحلم عن من يجهل عنه (3)[قالوا: فما ذاك ؟ قال: ذاك المنصف إنما الحليم الذي يحلم عمن يحلم عنه، و يحلم عمن يجهل عليه] (4).
أم عبد اللّه بن عمرو ريطة بنت منبه بن الحجّاج السهمية فأخواله بنو سهم من قريش، فأمّا بنو عنزة فهم أخوال أبيه عمرو بن العاص، و هذا الكلام محفوظ من كلام عمرو بن العاص، و سيأتي في ترجمته على الصواب، و لكن هذا وقع في هذه الرواية فأوردتها هنا على ما رويت (5) عليه.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الطّيّب عثمان بن عمرو بن محمّد بن المنتاب، أنبأ يحيى (6) بن محمّد [بن] صاعد، أنبأ الحسين بن الحسن بن حرب، أنا ابن المبارك (7)،أنا سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال، قال: كان عبد اللّه بن عمرو بن العاص يقول: دع ما لست منه في شيء، و لا تنطق فيما لا يعنيك، و اخزن لسانك كما تخزن ورقك.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نبأ.
ح و أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد البغدادي، أنا إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم القفال، أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن (8) خرّشيد قوله، أنا عبد اللّه بن محمّد بن زياد، نا محمّد بن عبد اللّه بن (9) عبد الحكم، نا عبد الرّحمن بن زياد الرصاصي، نا شعبة، عن
ص: 270
جابر قال: سمعت الشعبي يقول: قيل لعبد اللّه بن عمرو و هو قاعد بالكعبة - و في حديث أبي سعد في الكعبة:- إذ كنت تريد أن تذكر فقد ذكرت، و إن كنت تريد أن يشاع حديثك فقد أشيع، حدّثنا شيئا سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و دعنا (1) مما وجدت في خرجك، فقال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«المسلم من سلّم المسلمون من لسانه و يده، و المهاجر من هجر ما نهى اللّه عنه»[6526].
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنبأ أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نبأ محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، حدّثني موسى بن محمّد بن إبراهيم، عن أبيه قال: كان راية عمرو بن العاص يوم اليرموك يحملها ابنه عبد اللّه بن عمرو.
أخبرنا[ (2) أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، قال: أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه إلي.] أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة السلمي (3)،نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب إليّ .
قالا: محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا ابن بكير، حدّثني الليث بن سعد، قال: ثم كانت قيسارية بالشام - أميرهم عبد اللّه بن عمرو - و موت هرقل لستة عشرين.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن (4) السيرافي، أنا أبو عبد اللّه النهاوندي، أنا أحمد بن عمران، نا موسى التستري، نا خليفة العصفري (5)،قال: قال أبو عبيد: كان على الميمنة - يعني:- بصفّين - مع معاوية: عبد اللّه بن عمرو بن العاص.
ص: 271
فقال[ (1) خليفة في تسمية عمّال معاوية على الكوفة: عبد اللّه بن عمرو بن العاص] حين اجتمع عليه الناس، ثم عزله من أيامه و ولى المغيرة بن شعبة.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر الخزّاز، أنبأ أحمد بن معروف، أنبأ أبو علي الحسين بن محمّد، نا محمّد بن سعد (2)، أخبرنا معن بن عيسى، نا السري بن يحيى، عن الحسن (3)،قال: و بما ارتجز عبد اللّه بن عمرو بن العاص بسيفه في الحرب.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (4)،حدّثني أبي، نا يزيد بن هارون، أنبأ العوّام، حدّثني أسود بن مسعود، عن حنظلة بن خويلد العنزي (5)،قال:
بينما أنا عند معاوية إذ جاءه رجلان يختصمان في رأس عمّار، يقول كل واحد منهما: أنا قتلته، فقال عبد اللّه بن عمرو: ليطب به أحدكما نفسا لصاحبه، فإنّي سمعت - يعني: رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم - كذا قال أبي:- يعني - رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم - يقول:«تقتله الفئة الباغية» فقال معاوية: أ لا تغني عنا مجنونك يا عمرو؟ فما بالك معنا، قال: إنّ أبي شكاني إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فقال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«أطع أباك ما دام حيا، و لا تعصه» (6)،فأنا معكم و لست أقاتل[6527].
قال (7):و حدّثني أبي، نا يزيد بن هارون، أنا همام، عن قتادة، عن ابن سيرين، و محمّد بن عبيد، عن عبد اللّه بن عمرو قال: كنت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فجاء أبو بكر فاستأذن، فقال:«ائذن له و بشّره بالجنّة»، ثم جاء عمر، فاستأذن، فقال:«ائذن له و بشّره بالجنّة»، ثم جاء عثمان، فاستأذن، فقال:«ائذن له و بشّره بالجنّة» قال: قلت: فأين أنا؟ قال:«أنت مع أبيك»[6528].
ص: 272
(1) أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا يوسف (2) بن الحسن التفكّري، قالا: نا أبو نعيم (3) الحافظ ، نا عبد اللّه بن جعفر، نا يونس بن حبيب، نا أبو داود، نا همّام، عن قتادة، عن محمّد بن سيرين، و أحمد بن عبيد (4) الحنفي، عن عبد اللّه بن عمرو.
أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كان في حشّ من حشّان (5) المدينة، فاستأذن رجل فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«ائذن له و بشّره بالجنّة»، فإذا هو أبو بكر، فقرب من محمّد حتى جلس ثم استأذن رجل آخر، رفيع الصوت، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«ائذن له و بشّره بالجنّة» فإذا عمر، فأذنت له و بشرته بالجنّة [فقرب بحمد اللّه] (6) ثم استأذن رجل خفيف (7) الصوت، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«ائذن له و بشّره بالجنّة على بلوى تصيبه»، فأذنت له، و بشّرته [بالجنة] (8) فإذا هو عثمان بن عفّان، فقرّبه محمّد إليه (9) حتى جلس، فقال عبد اللّه بن عمرو: و أين أنا؟ قال:«أنت مع أبيك»[6529].
أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، و أم المجتبى العلوية، قالا: أنبأ إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نبأ أبو عبد اللّه الدورقي (10)،نا أبو داود، نا همّام، عن قتادة، عن محمّد بن سيرين، عن محمّد بن عبيد الحنفي، عن عبد اللّه بن عمرو قال:
كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في حشّان المدينة، فاستأذن رجل خفيض الصوت، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«ائذن له و بشّره بالجنّة»، فإذا هو أبو بكر، فأخبرته فقرّب فحمد اللّه، ثم استأذن رجل جهير الصوت، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«ائذن له و بشّره بالجنّة»، فإذا هو عمر، فأخبرته فقرب، فحمد اللّه، ثم استأذن رجل فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«ائذن له و بشّره بالجنّة على بلوى تصيبه»، فإذا هو عثمان، فقرب، فحمد اللّه، فقلت: يا رسول اللّه، فأين أنا؟ قال:«أنت مع أبيك».
ص: 273
قال أبو داود: بلغني عن ابن سيرين أنه قال: ما بلغني عن عبد اللّه بن عمرو حديث أسد (1) من هذا.
قال: و نبأ أبو يعلى، نا هدبة بن خالد، نبأ همّام، نا قتادة، عن محمّد بن سيرين، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص قال:
كنت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في حشّان من حشّان المدينة، فجاء رجل، فاستفتح الباب، قال:«قم فافتح له و بشّره بالجنّة»، فقمت ففتحت له فإذا هو أبو بكر فبشرته بالجنّة، فجعل يحمد اللّه حتى جلس، ثم جاء رجل آخر، فاستفتح الباب، فقال:«قم فافتح له و بشّره بالجنّة»، فقمت ففتحت له فإذا هو عمر، فبشّرته بالجنّة، فجعل يحمد اللّه حتى جلس، ثم جاء رجل خفيض الصوت، فاستفتح الباب، فقال:«قم فافتح له و بشّره بالجنّة على بلوى»، فجعل يقول: اللّهمّ صبرا حتى جلس، قلت: يا رسول اللّه، فأين أنا؟ قال:«أنت مع أبيك»[6530].
و قد ورد (2) من وجه آخر عن الحسن البصري، عن عبد اللّه بن عمرو:
كتب إليّ به أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن الحطّاب، أنبأ علي بن محمّد بن علي.
ح و أخبرنا أبو محمّد عبد الرحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم، أنبأ أبو الفرج سهل بن بشر، أنبأ أبو الحسن علي بن منير بن أحمد الخلاّل.
قالا: أنا القاضي أبو الطاهر محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الذهلي، نبأ أبو عمران موسى بن زكريا التستري (3)،نا عثمان بن حفص التومني (4)،نبأ سلاّم، عن يونس، عن الحسن، عن عبد اللّه بن عمرو.
فإنه كان مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في حائط ، فجاء رجل فاستأذن فقال:«من هذا؟» قال:
أبو بكر، قال:«ائذن (5) له و بشّره بالجنّة»، ثم جاء آخر فاستأذن، فقال:«من هذا؟» فقال: عمر، فقال:«ائذن (6) له و بشّره بالجنّة»، ثم جاء آخر، فاستأذن، فقال:«من
ص: 274
هذا؟» فقال: عثمان، فقال:«ائذن (1) له و بشّره بالجنّة».
قال عبد اللّه بن عمرو: فقلت: فأين أنا؟ قال:«مع أبيك»[6531].
هذا أصح، و قد تقدمت هذه القصة لعبد اللّه بن عمر (2).
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، نا أبو الحسين بن المهتدي.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، قالا: أنا أبو القاسم عيسى بن علي، نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا داود بن رشيد، نا علي بن هاشم، عن أبيه عن إسماعيل بن رجاء، عن أبيه قال:
كنت في مسجد الرسول صلّى اللّه عليه و سلّم في حلقة فيها: أبو سعيد الخدري، و عبد اللّه بن عمرو، فمرّ بنا حسين بن علي، فسلّم، فردّ عليه القوم، فسكت عبد اللّه بن عمرو حتى إذا فرغوا القوم (3) رفع عبد اللّه بن عمرو صوته فقال: و عليك و رحمة اللّه و بركاته، ثم أقبل على القوم، فقال: أ لا أخبركم بأحبّ أهل الأرض إلى أهل السماء؟ قالوا: بلى، قال: هذا هو الماشي (4)،ما كلّمني كلمة منذ ليالي صفّين، و لأن يرضى عني أحبّ إليّ من أن تكون لي حمر النعم، فقال أبو سعيد: أ لا تعتذر إليه ؟ قال: بلى، فتواعدا أن يغدوا (5) إليه، فغدوت معهما، فاستأذن أبو سعيد، فأذن له، فدخل ثم استأذن لعبد اللّه بن عمرو، فلم يزل به حتى أذن له، فلما دخل قال أبو سعيد: يا ابن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، إنّك لما مررت أمس - فأخبره بالذي كان من قول عبد اللّه بن عمرو - فقال له حسين: أعلمت يا عبد اللّه، أني أحبّ أهل الأرض إلى أهل السماء؟ أي و ربّ الكعبة، قال: فما حملك على أن قاتلتني و أبي يوم صفّين ؟ فو اللّه لأبي كان خيرا مني، قال: أجل، و لكن عمرو شكاني إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال: يا رسول اللّه إن عبد اللّه يقوم الليل، و يصوم النهار، فقال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«يا عبد اللّه بن عمرو، صلّ و نم، و أفطر و أطع عمرا»، قال: فلما كان يوم صفّين أقسم علي، فخرجت أما و اللّه، ما كثرت لهم سوادا (6) و لا اخترطت لهم سيفا، و لا طعنت برمح، و لا رميت بسهم، قال: فكأنه.
ص: 275
أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد البزار (1)،أنا الفضل بن أحمد بن محمّد بن أبي حرب، أنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحيري، نا أبو العباس الأصم، نا الحسن بن مكرم، نا يزيد بن هارون، نا عبد الملك بن قدامة الجمحي، حدّثني عمر بن شعيب - أخو عمرو بن شعيب - عن أبيه عن جده قال:
كانت أم عبد اللّه بن عمرو ابنة منبّه ابن الحجاج و كانت تلطف رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فأتاها ذات يوم فقال: كيف أنت يا أم عبد اللّه ؟ فقالت: بخير (2) يا رسول اللّه، قالت:
فكيف أنت بأبي و أمي يا رسول اللّه ؟ فقال:«فكيف أبو عبد اللّه ؟» فقالت: بخير يا رسول اللّه، قال: كيف عبد اللّه ؟ قالت: بخير (3) يا رسول اللّه، و عبد اللّه رجل قد ترك الدنيا، فلا يريدها، و ترك النساء، فلا يريدهن، و لا يأكل اللحم، فقال له أبوه يوم صفّين: اخرج فقاتل، فقال: يا أبت كيف تأمرني أخرج فأقاتل، و قد سمعت من عهد (4)رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إليّ ما قد سمعت، قال: نشدتك باللّه، أتعلم أن آخر ما كان من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إليك أن أخذ بيدك فوضعها في يدي، فقال:«أطع (5) عمرو بن العاص ما دام حيا» قال: نعم، قال: فإني آمرك أن تقاتل قال: فخرج فقاتل، فلما وضعت الحرب أنشأ عمرو بن العاص يقول:
شبّت الحرب فأعددت لها *** مفرغ الحارك مرويّ الثبج (6)
يصل الشدّ بشدّ فإذا *** وثب (7) الخيل من البح (8) معج
جرشع أعظمه جفرته *** فإذا ابتلّ من الماء حدج (9)
و قال عبد اللّه بن عمرو (10):
ص: 276
لو شهدت جمل و مقامي و مشهدي (1) *** بصفّين يوم شاب منها الذّوائب
عشية جاء أهل العراق كأنهم *** سحاب ينبع دفعته الحبائب (2)
و جئناهم تردي كأن صفوفنا *** من البحر منه موجه متراكب (3)
فدارت رحانا و استدارت رحاهم *** سراة النهار ما تولي المناكب
إذ أقبلوا ولّوا سراعا بدت لنا *** كتائب منهم فارجحنّت كتائب (4)
فقالوا لنا: إنا نرى أن تبايعوا *** عليّا فقلنا بل نرى أن نضارب (5)
أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد البلخي، أنا أبو غالب محمّد بن الحسن (6) بن أحمد، أنا أبو علي الحسين (7) بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان، أنا أحمد [بن] إسحاق بن نيخاب (8) الطيبي، نا إبراهيم بن الحسين، و أبو شعيب عبد اللّه بن الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحرّاني، و أبو محمّد (9) الحسين بن علي بن زياد السري (10)-و اللفظ لإبراهيم بن الحسين - قال: سمعت ابن أبي أويس، حدّثني عبد الملك بن قدامة بن إبراهيم بن حاطب الجمحي، أنه سمع من عمرو بن شعيب ثم حفظه من أبيه بعد ذلك قال: و كنت سمعته أنا و أبي جميعا.
قال: حدّثني عمرو بن شعيب، عن أبيه عن جده، عن أبي جده عبد اللّه بن عمرو بن العاص قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«كيف بك إذا بقيت في حثالة من الناس، قد
ص: 277
مرجت (1) عهودهم و مواثيقهم و كانوا هكذا» فخالف بين أصابعه، قال: فأمرني (2) بأمر يا رسول اللّه، قال:«تأخذ ما تعرف و تدع ما تنكر، و تعمل بخاصّة نفسك، و تدع الناس و عوامّ أمرهم» قال: فلما كان يوم صفّين قال له أبوه عمرو بن العاص: يا عبد اللّه بن عمرو، اخرج[ (3) فقاتل، فقال: يا أبتاه أ تأمرني أن أخرج فأقاتل، و قد سمعت ما سمعت يوم عهد إليّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ما يعهد فقال: أنشدتك باللّه يا عبد اللّه بن عمرو]، أ لم يكن آخر ما عهد إليك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أن أخذ بيدك فوضعها في يدي ثم قال:«أطع أباك»، قال: اللّهمّ بلى، قال: فإني أعزم عليك أن تخرج فتقاتل، فخرج عبد اللّه بن عمرو فقاتل يومئذ متقلدا بسيفين، فلما انكشفت الحرب أنشأ عمرو بن العاص يقول:
شبّت الحرب فأعددت لها *** مفرغ الحارك مروي الثّبج
يصل الشدّ بشدّ فإذا *** دنت الخيل من الشدّ معج
جرشع أعظمه جفرته *** فإذا ابتلّ من الماء حدج
قال: و أنشأ عبد اللّه بن عمرو بن العاص يقول:
فلو شهدت جمل مقامي و مشهدي *** بصفّين يوما شاب منها الذّوائب
عشية جاء أهل العراق كأنهم *** سحاب ربيع رفّعته الجنائب
و جئناهم ندوي كأنّ صفوفنا *** من البحر موج موجه متراكب
إذا قلت قد ولوا سراعا بدت لنا *** كتائب منهم و ارجحنت كتائب
فدارت رحانا و استدارت رحاهم *** [سراة النار ما تولي المناكب] (4)
فقالوا لنا إنا نرى أن تبايعوا *** عليا، فقلنا: بل نرى أن نضارب
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، نا محمّد بن علي.
ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد، قالا: نا عيسى بن علي، نا عبد اللّه بن محمّد، نا داود بن عمرو، نا نافع بن عمر، عن ابن أبي مليكة، قال: قال عبد اللّه بن عمرو: ما لي و لصفين ؟ ما لي و لقتال المسلمين ؟ لوددت
ص: 278
أني متّ - و قال أبو بكر: قتلت - قبله بعشرين سنة، أما و اللّه على ذلك ما ضربت بسيف، و لا طعنت برمح، و لا رميت بسهم، و ما كان رجل أجهد (1) مني من رجل لم يفعل شيئا من ذلك - ذكر أنه كانت الراية بيده-.
قال نافع (2):حسبت أنه قال: قدمت الناس منزله أو منزلتين (3).
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن، أنا أبو محمّد الحسن بن أحمد، أنا عبد اللّه بن محمّد بن مسلم، نا يوسف بن سعيد بن مسلم، نا حجّاج بن محمّد، نا أبو معشر، عن محمّد بن قيس، قال:
كان عبد اللّه بن عمرو بن العاص في زمن عمر و عثمان بمصر يجلس يحدّث، و كان يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«إنّها ستكون فتنة عمياء صمّاء، الراقد فيها خير من اليقظان، و الجالس فيها خير من القائم، و الماشي فيها خير من الساعي»، فلمّا كانت الفتنة التي كانت بين معاوية و عليّ حضر عبد اللّه بن عمرو صفّين، فقاتل فيها، فاستعمل معاوية بذلك عبد اللّه بن عمرو بن العاص على مصر.
فلما قدم (4) عبد اللّه مصر جلس ذلك المجلس الذي كان يجلسه في زمن عمر و عثمان، فحدّث كيف كان القتال بصفّين، فقال له رجل من أهل مصر: قاتلت أنت و أبو عبد اللّه ؟ قال: بلى، قال: و اللّه لا أكلمك كلمة بعد هذا، سمعت أنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«إنها ستكون فتنة عمياء صمّاء، الراقد فيها خير من اليقظان، و اليقظان فيها خير من الجالس، و الجالس فيها خير من القائم، و القائم خير من الماشي، و الماشي فيها خير من الساعي» فقاتلت أنت، و سمعت أنا هذا الحديث منك و ما فتحت بابي إلاّ لصلاة مكتوبة حتى تصرّمت الفتنة[6532].
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن معروف بن (5) بشر، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (6)،أنا معن بن عيسى، نا عبد اللّه بن أبي مليكة، قال:
ص: 279
كان عبد اللّه بن عمرو يأتي الجمعة من المغمّس (1)،فيصلّي الصبح، ثم يرتفع إلى الحجر، فيسبّح و يكبّر حتى تطلع الشمس، ثم يقوم في جوف الحجر، فيجلس إليه الناس، فقال يوما: ما أفرق على نفسي إلاّ من ثلاث مواطن: في دم عثمان، فقال له عبد اللّه بن صفوان: إن كنت (2) رضيت قتله فقد شركت في دمه، و إني آخذ المال، فأقول: أقرضه اللّه هذه الليلة فيصبح في مكانه فقال ابن صفوان: أنت امرؤ لم توق شحّ نفسك، و يوم صفّين.
قال: و نا ابن سعد (3)،أنا عفان بن مسلم، نا همّام بن يحيى، نا قتادة، عن عبد اللّه بن بريدة، عن سليمان بن الربيع، قال:
انطلقت في رهط من نسّاك أهل البصرة إلى مكة، فقلنا: لو نظرنا رجلا من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فحدّثنا إليه، فدللنا على عبد اللّه بن عمرو بن العاص، فأتينا منزله (4)،فإذا قريب من ثلاثمائة راحلة، قال: فقلنا: على كل هؤلاء حجّ عبد اللّه بن عمرو؟ قالوا: نعم، هو و مواليه و أحباؤه، قال: فانطلقنا إلى البيت، فإذا نحن برجل أبيض الرأس و اللحية، بين بردين (5) قطريين (6) عليه عمامة ليست عليه قميص، قال:
فقلنا: أنت عبد اللّه بن عمرو، و أنت صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و رجل من قريش، و قد قرأت الكتاب الأول، و ليس أحد نأخذ عنه أحبّ إلينا - أو قال: أعجب إلينا - منك، فحدثنا بحديث لعلّ اللّه أن ينفعنا به، فقال لنا: ممن أنتم ؟ فقلنا: من أهل العراق، فقال:
إنّ من أهل العراق قوما يكذبون و يكذّبون و يسخرون قال: قلنا ما كنا لنكذّبك و لا نكذب عليك، و لا نسخر منك، حدثنا بحديث لعل اللّه أن ينفعنا به، قال: فحدّثهم بحديث في بني قنطور بن كركر.
أنبأنا أبو علي الحسن (7) بن أحمد، أنا أبو نعيم (8) أحمد بن عبد اللّه، نا أبو حامد بن جبلة، أنا محمّد بن إسحاق، نا عبد الوارث بن عبد الصّمد بن عبد الوارث،
ص: 280
حدّثني أبي، نا أبي (1)،نا حسين - يعني (2)-المعلم، نا عبد اللّه بن بريدة أن سليمان بن ربيعة حدّثه أنه حجّ في إمارة معاوية و معه المنتصر (3) بن الحارث الضّبّي في عصابة من قرّاء أهل البصرة، فقال: و اللّه لا نرجع حتى نلقى رجلا من أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم مرضيا يحدّثنا بحديث، فلم نزل نسأل حتى أخبرنا (4) أن عبد اللّه بن عمرو بن العاص نازل في أسفل مكة، فعمدنا إليه، فإذا نحن بثقل عظيم يرتحلون ثلاثمائة راحلة، منها مائة راحلة و مائتا زاملة (5)،فقلنا: لمن هذا الثقل ؟ فقالوا: لعبد اللّه بن عمرو، فقلنا: أكل هذا له، و كنا نحدّث أنه من أشد الناس تواضعا، فقالوا: أما هذه المائة راحلة فلإخوانه يحملهم عليها، و أما المائتان فلمن نزل عليه من أهل الأمصار له و لأضيافه، فعجبنا من ذلك عجبا شديدا، فقالوا: لا تعجبوا من هذا، فإن عبد اللّه بن عمرو رجل غني، و إنه يرى حقّا عليه أن يكثر من الزاد لمن نزل عليه من الناس، فقلنا: دلونا عليه، فقالوا: إنه في المسجد الحرام، فانطلقنا لطلبه حتى وجدناه في دبر الكعبة جالسا، رجل قصير أرمص (6) بين بردتين (7) و عمامة، ليس عليه قميص، قد علق نعليه في شماله.
و هذا مختصر من حديث.
أنبأناه بطوله أبو الغنائم محمّد بن علي بن ميمون، عن محمّد بن علي بن الحسن (8)،نا الحسين (9) بن أحمد بن أبي داود الحفري (10) القطّان، نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن السري التميمي، أنا عبيد اللّه (11) بن أحمد بن حازم البصري، نا الحسن (12) بن أبي الربيع الجرجاني، نا عبد الصّمد بن عبد الوارث، حدّثني أبي، نا
ص: 281
حسين المعلّم، عن ابن بريدة أن سليمان (1) بن ربيعة الغنوي حدّثه.
أنه حجّ مرة في إمارة معاوية و معه المنتصر بن الحارث الضّبّي (2) في عصابة من قرّاء أهل البصرة، فلما قضوا مناسكهم (3) قالوا: لا و اللّه لا نرجع حتى نلقى رجلا من أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم مرضيا (4) يحدّثنا بحديث مستطرف نحدثه أصحابنا إذا رجعنا إليهم، فلم نزل نسأل حتى دللنا على عبد اللّه بن عمرو بن العاص و هو نازل بأسفل مكة، فعمدنا إليه، فإذا نحن بثقل عظيم يرتحلون ثلاثمائة راحلة: فيها مائة راحلة و مائتا زاملة، فقلنا: لمن هذه ؟ قالوا: لعبد اللّه بن عمرو، فقلنا: أ كلّ هذا له ؟ لقد كنّا نحدّث أنّه أشد الناس تواضعا، فقالوا لنا: ممن أنتم ؟ قلنا: من أهل العراق، قالوا: العجب منكم حقّ ، يا أهل العراق، أما هذا المائة راحلة فلإخوانه يحملهم عليها، و أما المائتا (5)زاملة فلمن (6) نزل عليه من أهل الأمصار، و له و لأضيافه فعجبنا من ذلك، فقالوا: لا تعجبوا من هذا، فإن عبد اللّه بن عمرو رجل غني، و إنه يرى حقا عليه أن يكثر من الزاد لمن نزل عليه من الناس، فقلنا: دلونا عليه، فقالوا: إنه في المسجد الحرام، فانطلقنا نطلبه حتى وجدناه في دبر الكعبة، فإذا هو يصلّي، قصير أرمص، أصلع، بين بردين و عمامة، ليس عليه قميص، قد علق نعليه في شماله، فقلنا: يا عبد اللّه بن عمرو، إنك رجل من أصحاب محمّد (7) صلّى اللّه عليه و سلّم، فحدّثنا حديثا ينفعنا اللّه به بعد اليوم، فقال لنا: و من أنتم ؟ فقلنا: لا تسأل من نحن و حدّثنا - غفر اللّه لك - فقال: ما أنا بمحدّثكم شيئا حتى تخبروني من أنتم ؟ فقلنا: وددنا أنك لم تسألنا، و أعفيتنا، و حدثتنا بعض الذي سألناك عنه، فقال: و اللّه لا أحدثكم شيئا حتى تخبروني من أي الأمصار أنتم، فلما رأيناه (8) ألحّ و لجّ و حلف، قلنا: نحن ناس من أهل العراق، قال: كلكم أهل العراق ؟ قال: إنكم تكذبون و تكذّبون، و تسخرون، فلما بلغ: و تسخرون وجدنا فيه وجدا شديدا، فقلنا:
معاذ اللّه أن نسخر بمثلك، أما قولك الكذب، فو اللّه لقد فشا الكذب فينا و في الناس، و أما التكذيب فو اللّه إنّا لنسمع (9) بالحديث لم نسمع من أحد سواه، فإنّا نكاد أن نكذب به،
ص: 282
و أما السخري فإن أحدا لا يسخر بمثلك مرتين (1)،فو اللّه إنك اليوم لسيّد المسلمين فيما نعلم (2)،و إنّك لمن المهاجرين الأولين، و لقد بلغنا أنك قرأت القرآن على عهد محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم، و إنّه لم يكن في الأرض قرشي أبر بوالديه منك، و أنك كنت أحسن الناس عينين، فأفسد عينيك البكاء، و إن أصحاب محمّد [صلّى اللّه عليه و سلّم] كانوا يسمونك البكّاء، ثم لقد قرأت الكتب كلها بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فما أحد أفضل منك علما في أنفسنا، و ما نعلمه من العرب رجل كان يرغب عن فقهاء أهل مصره حين يرحل إلى مصر آخر يبتغي العلم عند أحد من العرب غيرك، فحدّثنا غفر اللّه لك، قال: ما أنا بمحدّثكم حتى تعطوني موثقا (3) لا تكذبون علي، و لا تكذّبوني، و لا تسخرون، فقلنا: خذ علينا ما شئت من المواثيق، قال: عليكم عهد اللّه و ميثاقه لا تكذّبوني و لا تكذبون عليّ و لا تسخرون بما أحدّثكم، فقلنا له: علينا ذلك، فقال: اللّه به عليكم وكيل، فقلنا: نعم، قال: اللّهمّ اشهد، ثم قال عند ذلك:
أما و ربّ هذا المسجد الحرام، و البلد الحرام، و اليوم الحرام، و الشهر الحرام، أسميت اليمين أم لا؟ قال: قلنا: قد اجتهدت، قال: ليوشك ابني (4) قنطور بن كركر قوم خنس الأنوف، صغار الأعين، كأن وجوههم المجانّ (5) المطرّقة، في كتاب اللّه المبارك أن يسوقكم (6) بخراسان و سجستان سياقا عنيفا، قوم يرقون اللمم (7) و ينتعلون الشعر، و يحتجرون السيوف على أوساطهم حتى ينزلوا الأبلّة (8)،قال: و كم الأبلّة من البصرة ؟ قلنا: أربع فراسخ، قال: و يعقدون بكلّ نخلة [من نخل دجلة] (9) رأس فرس، ثم يرسلون لأهل البصرة: اخرجوا منها قبل أن ننزل (10) عليكم، فتخرج أهل البصرة، فيلحق لاحق ببيت (11) المقدس و يلحق لاحق بالمدينة، و يلحق آخر بمكة، و يلحق
ص: 283
آخر (1) بالأعراب، ثم يسيرون حتى ينزلوا البصرة فيلبثون بها سنة، ثم يرسلون إلى أهل الكوفة أن اخرجوا منها قبل أن ننزل (2) عليكم، فيخرج أهل الكوفة منها، فيلحق لاحق ببيت المقدس، و يلحق لاحق بالمدينة، و يلحق آخر بمكة، و يلحق آخرون بالأعراب، فلا يبقى في الأرض من المسلمين إلاّ قتيل أو أسير في أيديهم في دمه ما يشاءون.
فانصرفنا عنه و ساءنا الذي حدّثنا و مشينا من عنده غير بعيد ثم انصرف إليه المنتصر بن الحارث فقال: يا عبد اللّه بن عمرو، إنك قد حدّثتنا بحديث قد قطعتنا و إنّا لا ندري من يدركه منا، فحدّثنا هل بين يدي ذلك من علامات (3)؟قال: نعم، لا يعدم عقلك، بين يدي ذلك أمارة، قال: فقال له المنتصر: و ما الأمارة ؟ قال: الأمارة:
العلامة، قال: و ما تلك العلامة ؟ قال: إمارة الصبيان فإذا رأيت إمارة الصبيان قد طبّقت الأرض، فاعلم أن الذي حدثتك قد جاء، فانصرف عنه المنتصر فمشى قليلا ثم رجع إليه، فقلنا: مهلا على ما تؤذي هذا الشيخ، قال: و اللّه لا أفارقه حتى يبيّن لي، فلما رجع بيّن.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنبأ أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (4)،أنا مسلم بن إبراهيم، نا القاسم بن الفضل، نا طلحة بن عبيد اللّه بن كريز الخزاعي، قال: كان عبد اللّه بن عمرو إذا جلس لم تنطق قريش، قال: فقال يوما: كيف أنتم بخليفة يملككم ليس هو منكم، قالوا: فأين قريش يومئذ، قال: يفنيها السيف.
أخبرنا (5) أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا المفضل (6) بن محمّد الجندي، نا إبراهيم بن محمّد الشافعي، نا مسلم بن خالد، عن ابن خثيم (7)،عن عبيد بن سعيد: أنه دخل مع عبد اللّه بن عمرو بن العاص المسجد
ص: 284
الحرام و الكعبة محترقة حين [أدبر] (1) جيش الحصين بن نمير و الكعبة تتناثر حجارتها، فوقف و معه ثلاثين عبد (2)،فبكى حتى إني لأنظر إلى دموعه تسيل على و جنته، فقال:
أيها الناس، و اللّه لو أن أبا هريرة أخبركم أنكم (3) قاتلوا ابن نبيكم، و محرقو بيت ربكم، ما أحد أكذب من أبي هريرة، أ نحن (4) نقتل ابن نبينا صلّى اللّه عليه و سلّم و نحرق (5) بيت ربنا عزّ و جل، فقد و اللّه فعلتم، فانتظروا نقمة اللّه عزّ و جلّ ، فو الذي نفسي بيده ليبتليكم اللّه شيعا و يذيق[ (6) بعضكم بأس بعض - قالها ثلاثا - ثم نادى بصوت فأسمع: أين الآمرون بالمعروف، و الناهون عن المنكر؟ و الذي نفس عبد اللّه بن عمرو بيده لقد ألبسكم اللّه شيعا و أذاق بعضكم بأس بعض، لبطن الأرض خير لمن عليها، لمن لم يأمر بالمعروف، و لم ينه عن منكر.] أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن (7) بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني إبراهيم بن سعيد الجوهري، نا حسين بن محمّد، نا عمر بن صفوان، قال: كان لعبد اللّه بن عمرو ابن (8) ابن سبع سنين مثل الدينار، فلدغته حية، فمات، فقال:
لقد أهلكت حيّة بطن واد *** كريما ما أريد به بديلا
مقيم ما أقام جبال لبس (9) *** فليس بزائل حتى يزولا
فلو لا الموت لم يهلك كريم *** و لم يصبح أخو عمرو دليلا (10)
و لكنّ المنيّة لا تبالي *** أ غرا كان أم رجلا جليلا
و روي أن هذا الشعر لعبد اللّه بن عروة بن الزّبير.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، و أبو منصور محمّد بن عبد الملك، و أبو
ص: 285
طاهر يحيى بن محمّد بن أحمد، و أبو محمّد علي بن عبد القاهر بن الخضر الفرضي، و أبو حازم محمّد بن محمّد بن الحسين بن الفرّاء، و أبو (1) الفرج هبة اللّه بن محمّد بن الحسن، و أبو غالب محمّد بن علي المكّي (2)،و أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن السّلّال في جماعة قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو الفضل الزهري، نا جعفر بن محمّد الفريابي، نا أبو بكر سعيد بن يعقوب الطالقاني، نا عبد اللّه بن المبارك، عن الأوزاعي، عن هارون بن رئاب: أن عبد اللّه بن عمرو لما حضرته الوفاة قال: انظروا فلانا - لرجل من قريش - فإني كنت قلت له [في ابنتي قولا] (3) كشبه العدة، ما أحبّ أن ألقى اللّه بثلث النفاق، و أشهدكم أني قد زوّجته.
قرأت على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي (4) عمر بن حيوية، أنا أبو الطّيّب محمّد بن القاسم بن جعفر، نا ابن أبي خيثمة، أنبأ المدائني، قال: يقال إن عبد اللّه بن عمرو بن العاص أتى له قريب من مائة سنة.
أنبأنا أبو طاهر محمّد بن الحسين، عن أبيه أبي القاسم، عن عبد الوهّاب الكلابي، أنا محمّد بن يوسف بن بشر الهروي، نا محمّد بن إسماعيل الترمذي، نا محمّد بن أبي السري، قال: و كان عبد اللّه بن عمرو بن العاص بن وائل السهمي قد صار إلى قرية بعسقلان و هي حبس من عمرو بن العاص لولده، و كان بها عمرو بن شعيب، فلم يزل بها عبد اللّه بن عمرو حتى مات، و دفن بقرية يقال لها: املامس (5)، قبره معروف و هي من عسقلان على فرسخين من عمل عسقلان، و غيلان من عمل بيت جبريل بينها و بين ملامس قدر ميل أو أقل.
قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: ذكر الهيثم و المدائني: أن عبد اللّه بن عمرو بن العاص مات سنة ثلاث و ستين، و هو مختلف فيه، و ذكر ابن زبر (6) أن أباه حدّثه عن
ص: 286
أحمد بن عبيد بن ناصح، عن الهيثم و المدائني بذلك.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا [أبو] (1) الميمون، نا أبو زرعة (2) قال: قال أحمد بن حنبل.
ح و أنبأنا أبو علي الحسن (3) بن أحمد، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي.
و أخبرني (4) أبو المظفر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو بن السمّاك، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه.
ح قال: و أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو بكر بن المؤمّل، نا الفضل بن محمّد، نا أحمد بن حنبل قال: و مات عبد اللّه بن عمرو ليالي الحرة - و زاد أبو المظفّر (5):في ولاية يزيد بن معاوية - زاد أبو زرعة قال: و كانت الحرّة يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من ذي الحجّة سنة ثلاث و ستين.
أنبأنا (6) أبو محمّد (7)،نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا محمّد بن عبيد اللّه (8) بن المنيني، أنا محمّد بن إبراهيم بن مروان، أنا أحمد بن إبراهيم القرشي، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا علي بن عبد اللّه التميمي قال: عبد اللّه بن عمرو بن العاص يكنى أبا محمّد، مات سنة خمس و ستين، و هو ابن سبعين سنة (9).
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد، أنا عيسى، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني ابن زنجويه، قال: أخبرت عن أبي نعيم قال: توفي عبد اللّه بن عمرو ليالي الحرّة في ولاية يزيد بن معاوية.
ص: 287
أنبأنا (1) أبو علي الحدّاد، أنبأ أبو بكر بن ريذة، أنبأ سليمان بن أحمد الطبراني، نا أبو الزّنباع روح بن الفرج المصري.
ح قال: و أنا أبو نعيم، نا سليمان بن أحمد، نا أبو الزنباع، نبأ يحيى بن بكير قال: توفي عبد اللّه بن عمرو بن العاص و يكنى أبا محمّد بمصر، و دفن بمصر في داره الصغيرة سنة خمس و ستين، و قائل يقول: سنة ثمان و ستين سنّة ثنتان و سبعون سنة - أو ثنتان و تسعون سنة - شك يحيى بن بكير في التسعين و السبعين.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد،- قال: و نا ابن زنجويه قال: و أخبرت عن أبي عبد اللّه أحمد بن حنبل، نا سفيان بن عيينة قال: مات عبد اللّه بن عمرو، و لعله أن يكون سنة خمس و ستين، نحو هذا.
قال: و نا عمي، نا سليمان بن أحمد، حدّثني أبو مسهر، قال: توفي عبد اللّه بن عمرو سنة خمس و ستين، و هو ابن ثنتين و سبعين.
قال: و حدّثني أحمد بن منصور، نا يحيى بن بكير، قال: توفي عبد اللّه بن عمرو أبو محمّد بمصر سنة خمس و ستين، و دفن في داره الصغيرة.
أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا محمّد بن علي بن حبيش، نا محمّد بن عبدوس بن كامل، نا محمّد بن عبد اللّه بن نمير قال: مات عبد اللّه بن عمرو سنة خمس و ستين.
قال: و نا أبو حامد بن جبلة، نا أبو العباس السراج، أخبرني أبو يونس، نا إبراهيم بن المنذر قال: عبد اللّه بن عمرو بن العاص مات سنة خمس و ستين، و هو ابن اثنتين (2) و سبعين، يكنى أبا محمّد.
قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: و قال عمرو (3)،و الواقدي و ابن نمير (4):و في هذه
ص: 288
السنة - يعني - سنة خمس و ستين مات عبد اللّه بن عمرو بن العاص أبو محمّد، و هو ابن ثنتين (1) و سبعين سنة، و ذكر ابن زبر: أن المصعبي أخبره عن محمّد بن أحمد بن هامان (2) عن عمرو، و الهروي (3) أخبره عن محمّد بن عبد اللّه بن سليمان، عن ابن نمير (4) و أباه أخبره عن إبراهيم بن عبد اللّه، عن محمّد بن سعد، عن الواقدي.
[أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال: و فيها - يعني سنة خمس و ستين - مات عبد اللّه بن عمرو بن العاص بمكة] (5).
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه، أنا أبو الحسين بن بشران، أنبأ عثمان بن أحمد، نبأ حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه أحمد، قال: مات عبد اللّه بن عمرو قال: لعله أن يكون في سنة خمس و ستين، نحو ذا.
و قال في موضع آخر: مات عبد اللّه بن عمرو ليالي الحرّة ولاية يزيد بن معاوية.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنبأ الهيثم، عن (6) ابن أبي خيثمة، عن أحمد بن حنبل قال: مات ابن عمرو سنة خمس و ستين.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمّد، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم قال: سنة خمس و ستين فيها توفي عبد اللّه بن عمرو بن العاص.
أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنبأ أبو الحسن (7)علي بن محمّد بن أحمد، أنا محمّد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص الفلاّس قال:
ص: 289
و مات عبد اللّه بن عمرو بن العاص سنة خمس و ستين و هو ابن ثنتين (1) و سبعين سنة، و يكنى أبا محمّد، و اختلفوا في كنيته.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن محمّد النقور، أنا عيسى بن علي (2)،أنا عبد اللّه بن محمّد، قال: و قال هارون الحمّال: توفي عبد اللّه بن عمرو سنة خمس و ستين بمكة، و هو ابن اثنتين (3) و سبعين سنة، و قال غير هارون: كان عبد اللّه بن عمرو يسكن الطائف، و مات بها سنة خمس و ستين، و هو ابن اثنتين (4)و سبعين.
قرأت على أبي محمّد السلمي، عن (5) عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: و نا أسامة بن علي، نا البرلّسي، نا يحيى بن بكير قال: مات عبد اللّه بن عمرو بن العاص سنة ثمان و ستين.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، نا أحمد بن إبراهيم بن نافع، نا أبو الزنباع روح بن الفرج، نا يحيى بن بكير، نا الليث بن سعد قال: مات عبد اللّه بن عمرو بمصر سنة ثمان و ستين.
أخبرنا (6) أبو البركات، أنا ثابت بن بندار، أنا محمّد بن علي، أنا محمّد بن (7)أحمد، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال: قال أبو زكريا: و مات عبد اللّه بن عمرو بن العاص سنة ثلاث و سبعين (8).
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (9) قال: مات - يعني - ابن عمرو سنة سبع و سبعين في خلافة عبد الملك مروان.
هكذا روى أبو اليمان الحمصي عن صفوان بن عمرو عن الأشياخ في موت عبد اللّه بن عمرو.
ص: 290
أبو دجانة النصري
أخو أبي زرعة.
حدّث عن محمّد بن ثوبة (1) الطرطوسي الزاهد.
و روى عنه: أخوه أبو زرعة.
ابن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي (2)
حدّث عن أبي حبّة البدري، و عبد اللّه بن عمر، و عبد اللّه بن عباس، و رافع بن خديج، و الحسين بن علي، و أبيه عمرو بن عثمان.
روى عنه: محمّد بن يوسف، و محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي لبيبة، و أبو بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم، و هشام بن سعد، و ابنه محمّد بن عبد اللّه الدّيباج.
و وفد على عبد الملك بن مروان.
أخبرنا أبو الحسن (3) سعد الخير بن محمّد بن سهل، أنا أحمد بن محمّد بن أحمد بن موسى، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن عبد الرّحمن، أنبأ محمّد بن أحمد بن إبراهيم، نا محمّد [بن] عبد اللّه بن سليمان مطيّن الكوفي، نا أبو نعيم الطحان - يعني - ضرار بن صرد (4)-نا ابن أبي فديك، عن هشام بن سعد، عن عبد اللّه بن عمرو بن عثمان، عن الحسين بن علي قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«الولد للفراش»[6533].
قرأت في كتاب، عن أبي محمّد عبد الصّمد بن عبد اللّه بن عبد الصّمد بن أبي يزيد الدّمشقي، نا معاوية بن صالح الأشعري، حدّثني محمّد بن يحيى بن عمرو بن
ص: 291
مسلم بن عمرو، حدّثني محمّد بن عبيدة النمري (1)،حدّثني عبد اللّه بن نافع قال:
كان ثابت بن عبد اللّه بن الزبير إذا قدم على عبد الملك نهى بني أمية عن كلامه، فخرج من عنده مرة، فمرّ بعبد اللّه (2) بن عمرو بن عثمان و هو جالس مع أهل الشام، فجعل ثابت يتصفح وجوههم، فقال له عبد اللّه: إلام تنظر؟ هؤلاء قتلة أبيك، قال:
لكن أبوك ما قتله إلاّ حملة القرآن.
أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن الفرّاء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، قال (3):و ولد عمرو بن عثمان بن عفان: عبد اللّه الأكبر بن عمرو (4)، أمّه حفصة بنت عبد اللّه بن عمر بن الخطاب، و لصفية بنت أبي عبيد بن مسعود بن عمرو بن عمير (5) بن عوف بن عقدة بن غيرة بن عوف بن قسيّ ، و هو ثقيف و لعاتكة بنت أسيد بن أبي العيص بن أميّة بن عبد شمس (6)،و لزينب بنت أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس و كان يقال لعبد اللّه بن عمرو (7) المطرف، من حسنه و جماله.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر بن الحسن (8)-زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون (9) قالا:- أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد، نبأ خليفة بن خيّاط قال (10):
عبد اللّه بن عمرو بن عثمان بن عفّان، أمّه حفصة بنت عبد اللّه بن عمر بن الخطّاب.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأ أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم الجلاّب، نا الحارث بن أبي أسامة، أنا محمّد بن
ص: 292
سعد، قال (1):في الطبقة الثالثة من أهل المدينة: عبد اللّه بن عمرو بن عثمان بن عفّان بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس، و أمّه حفصة بنت عبد اللّه بن عمر بن الخطّاب، و أمّها صفية بنت أبي عبيد بن مسعود الثقفي، و أمها عاتكة بنت أسيد بن أبي العيص بن أمية، و أمّها زينب بنت عمر بن أبي سلمة، و هو الذي يقال له المطرف لجماله، و توفي عبد اللّه بن عمرو بمصر سنة ست و تسعين.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (2)،قال: قال عبد اللّه بن عمرو بن عثمان بن عفّان الأموي القرشي (3) سمع أبا حبّة البدري، و ابن عمر قاله ابن (4) جريج عن محمّد بن يوسف، و روى جعفر بن محمّد، عن ابن أبي لبيبة (5)،هو والد محمّد.
في نسخة ما أجاز لي و شافهني به أبو عبد اللّه الخلال، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (6)،قال: عبد اللّه بن عمرو بن عثمان القرشي الأموي، روى عن أبي حبّة البدري، و ابن (7) عمر، و ابن عبّاس، روى عنه محمّد بن يوسف، و ابن أبي لبيبة، سمعت أبي يقول ذلك.
قال أبو محمّد: و روى عن رافع بن خديج، و روى ابن (8) الهاد عن أبي بكر عنه.
أخبرنا (9) أبو بكر محمد بن شجاع في كتابه، أنا (10) أبو زكريا يحيى بن
ص: 293
عبد الوهّاب (1) قال: أنا عمي أبو القاسم بن أبي عبد اللّه، عن أبيه قال: قال أنا أبو سعيد عبد الرّحمن بن أحمد بن يونس (2):عبد اللّه بن عمرو بن عثمان بن عفّان، مديني (3)قدم مصر، أمّه رملة بنت معاوية بن أبي سفيان، هكذا (4) تواترت الأخبار، توفي بمصر سنة ست و تسعين.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن (5)الدار قطني قال: و أما مطرف فهو عبد اللّه بن عمرو بن عثمان، كان من حسنه يسمى المطرف.
كذا فيه فتح (6) الأول و كسر الثاني، و الصواب بالضم.
قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (7)،قال: و أما مطرف بتخفيف الراء (8) فهو عبد اللّه بن عمرو بن عثمان بن عفّان، كان يسمى المطرف لحسنه (9)(10) أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل، أنا أبو عثمان سعيد بن محمّد، أنا أبو
ص: 294
علي زاهر بن أحمد، أنا إبراهيم بن عبد الصّمد، نا أبو مصعب الزهري، نا مالك بن أنس، عن نافع أن ابنة سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل كانت تحت عبد اللّه بن عمرو بن عثمان فطلّقها البتّة، فانتقلت، فأنكر ذلك [عليه] (1) عبد اللّه بن عمرو.
أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي (2)، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأ أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار.
قال: و حدّثني مصعب بن عثمان، قال: قدم الوليد بن عبد الملك، و هو خليفة فوضع أربعة كراسي جلس عليها أربعة أشراف من قريش كلّهم أمه [من بني] (3) عدي بن كعب: عبد اللّه بن عمرو بن عثمان، أمه حفصة بنت عبد اللّه بن عمر بن الخطّاب، و محمّد بن المنذر بن الزبير، أمه عاتكة بنت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، و طلحة بن عبد اللّه بن عوف، أمه بنت مطيع بن الأسود، و نوفل بن مساحق، أمه بنت مطيع بن الأسود.
قال: و حدّثني مصعب بن عثمان، قال: لما (4) نشأ عبد اللّه بن عمرو قال الناس: هذا حسن مطرف بعد عمرو بن الزبير، فبذلك سمي عبد اللّه: المطرف (5).
قال: و كان عمرو بن الزبير فائق الجمال.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، نبأ زكريا بن يحيى المنقري (6)،نا الأصمعي، نا أبو نوفل الهزلي، عن أبيه قال:
ولد عتبة بن مسعود عبد اللّه، كان واليا لعمر بن الخطّاب، فولد عبد اللّه:
عبيد اللّه، و عونا، و عبد الرّحمن، فأمّا عبيد اللّه فكان من فقهاء أهل المدينة و خيارهم، و كان أعمى، فمرّ عليه عبد اللّه بن عمرو بن عثمان، و عمر بن عبد العزيز فلم يسلّما عليه، فأخبر بذلك فأنشأ يقول (7):
ص: 295
لا تعجبا أن تؤتيا فتكلما (1) *** فما خشي الأقوام (2) شرا من الكبر
مسّا تراب الأرض منه (3) خلقتما *** و فيها المعاد و المصير إلى الحشر
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر المعدّل، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال:
و حدّثني محمّد بن يحيى، عن أيوب بن عمر الغفاري، قال: سمعت أصحابنا منهم إبراهيم بن عبد اللّه بن أبي فروة يقولون:
قال جميل لبثينة: ما رأيت عبد اللّه بن عمرو بن عثمان يخطر على البلاد قط إلاّ أخذتني الغيرة عليك، و أنت بالجناب (4).
و لعبد اللّه بن عمرو يقول أبو الرئيس عباد بن طهية الثعلبي (5):
جميل المحيا واضح اللون لم يطأ *** بحزن و لم يألم له النكب إصبع
من النفر الشمّ الذين إذا انتدوا *** و هاب اللئام حلقة الباب قعقعوا
إذا النفر الأدم اليمانون نمنموا *** له حوك برديه أرقوا و أوسعوا
جلا الغسل و الحمّام و البيض كالدمى *** و طيب الدهان رأسه، فهو أصلع (6)
قال: و حدثنا الزبير بن بكار الزبيري (7)،قال: و أنشدني مصعب بن عثمان لموسى شهوات (8):
ليس فيما بدا لنا منك عيب *** عابه الناس غير أنك فان
أنت خير المتاع لو كنت تبقى *** غير أن لا بقاء للإنسان
و له يقول الفرزدق (9):
أعبد اللّه إنك خير ماش *** و ساع بالجراثيم (10) الكبار
ص: 296
نمى الفاروق أمك و ابن أروى *** أباك فأنت منصدع (1) النهار
هما قمرا السماء و أنت نجم (2) *** به بالليل يدلج كل ساري
و هل في الناس من أحد يساوي *** يديك إذا تبوّع (3) للقحار
كلا أبويك عبد اللّه عال *** رفيع في المنازل بالخيار (4)
و فيه يقول السري بن عبد الرحمن بن عتبة بن عويم بن ساعدة الأنصاري:
يا بن عثمان و يا بن خير قريش *** أبغني ما يقرني بفناء (5)
ربما بلّني نداك و جلّى (6) *** عن جبيني (7) عجاجة الغرماء
أخبرنا (8) أبو الفرج غيث بن علي في كتابه، أنا أبو بكر الخطيب أنبأ أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد الطبراني، نا أحمد بن عروة الزئبقي (9)،نا أبو حاتم السجستاني، نا العتبي، عن يزيد بن عياض بن جعدبة قال:
خرج الحسن بن الحسن (10) بن علي و عبد اللّه بن عمرو بن عثمان إلى الصحراء فأخذتهما لاسماء، فأويا إلى سرحة، فكتب الحسن بن علي على السرحة:
خبرينا خصصت بأسرح بالغي *** ث بصدق و الصدق فيه شفاء
هل يموت المحبّ من لاعج الشو *** ق، و يشفي من الحبيب اللقاء؟
فقال الآخر:
إن جهلا سؤالك السرح عما *** ليس فيه على اللبيب خفاء
ليس للعاشق المحبّ من الح *** ب سوى لذة اللقاء شفاء
ص: 297
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أو القاسم علي بن أحمد بن محمد، أنا أبو طاهر المخلص إجازة، أنا أبو محمد عبيد اللّه بن عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم قال:
سنة ست و تسعين، فيها مات عبد اللّه بن عمرو بن عثمان بمصر (1)أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه اللّه تعالى قال.
3437 - عبد اللّه بن عمرو (2)،بن غيلان بن سلمة بن معتّب (3)
ابن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن قسي،
و هو ثقيف بن منبه بن بكر بن هوازن (4) الثّقفي
أصله من دمشق، و ولاه معاوية البصرة.
حدّث عن عبد اللّه بن مسعود، و جابر بن عبد اللّه، و كعب بن ماتع الأحبار.
و روى عنه: قتادة بن دعامة، و أبو بشر جعفر بن أبي وحشية إياس اليشكري الواسطي (5)،و يزيد (6) بن ظبيان التجيبي المصري.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن الفقيه، أنبأ الحاكم أبو أحمد محمّد بن محمّد بن أحمد (7) الحافظ ، أنا أبو العباس عبد اللّه بن عتّاب (8) الخزاعي - بدمشق - نا محمود بن خالد، نا الوليد - يعني - ابن مسلم، أخبرني ابن لهيعة عن يزيد بن ظبيان التجيبي، عن عبد اللّه بن عمرو بن غيلان الثّقفي، عن عبد اللّه بن مسعود أنه حدّثه عن رسول اللّه قال:«لا يستنج (9) أحدكم إذا خرج إلى الخلاء بعظم، و لا ببعرة، و لا بروثة»[6534].
ص: 298
أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي - في كتابه - ثم حدّثنا أبو الفضل [بن] ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني (1)-زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (2)،قال: عبد اللّه بن عمرو الثّقفي رأى جابر بن عبد اللّه، روى عنه جعفر أبو بشر، و روى أبو هلال عن قتادة، عن عبد اللّه بن عمرو بن غيلان الثّقفي، و قال سعيد (3) عن قتادة عن عمرو بن غيلان الثّقفي أمير البصرة، سمع كعبا قوله.
في نسخة ما شافهني (4) به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (5):عبد اللّه بن عمرو بن غيلان الثّقفي، روى عن جابر بن عبد اللّه، و روى عنه قتادة، و أبو بشر جعفر بن إياس، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، و عبد الباقي بن محمّد بن غالب، قالا: أنا أبو طاهر محمّد بن عبد الرّحمن، أنبأ عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أنا زكريا بن يحيى، نا الأصمعي، نا سلمة بن بلال، عن أبي رجاء العطاردي قال: عزل سمرة بن جندب عن البصرة سنة خمس و خمسين، و استعمل على البصرة عبد اللّه بن عمرو بن غيلان الثّقفي، فأقرّ زرارة بن أوفى على القضاء، ثم استعمل عبيد اللّه بن زياد على البصرة.
قال: أنبأ سلمة عن أبي رجاء (6) قال: ولّى معاوية عبد اللّه بن عمرو بن غيلان بن سلمة الثّقفي ستة أشهر ثم عزله.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن علي بن أحمد [أنا أحمد] (7) بن
ص: 299
إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (1)،قال: سنة أربع و خمسين عزل معاوية سمرة بن جندب عن البصرة، و ولاّها عبد اللّه بن عمرو بن غيلان (2) الثّقفي ستة أشهر.
و قال خليفة (3):سنة خمس و خمسين فيها عزل معاوية عبد اللّه بن عمرو بن غيلان عن البصرة، و ولاّها عبيد اللّه بن زياد، فلم يزل واليا حتى مات معاوية (4)،فأقرّه يزيد.
ابن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب
أبو محمّد القرشي العامري (5)
و يعرف بابن السّعدي، لأن أباه عمرا كان مسترضعا في بني سعد بن بكر، و عبد اللّه صحبة.
روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و عن عمر بن الخطّاب.
و روى عنه: حويطب بن عبد العزّى، و بسر بن أبي أرطأة العامري، و عبد اللّه بن محيريز، و أبو إدريس الخولاني، و حسّان بن الضمري، أو أحدهما، و مالك بن يخامر السكسكي، و عمير (6) بن الأسود، و سكن الأردن.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي، أنبأ أبو القاسم علي بن الفضل بن طاهر، أنا عبد الوهّاب بن الحسن (7) الكلابي، نا أحمد بن عمير (8) بن يوسف، نا عمرو بن عثمان، نا الوليد بن مسلم، عن عبد اللّه بن العلاء بن زبر، عن بسر بن
ص: 300
عبيد اللّه الحضرمي (1)،عن ابن محيريز (2)،عن عبد اللّه بن وقدان القرشي (3)،و كان مسترضعا (4) في بني سعد بن بكر، فكان يقال له عبد اللّه بن السّعدي. قال:
وفدت في نفر من بني سعد بن بكر إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فأتوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقضوا حوائجهم و خلفوني في رحالهم، فجئت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقلت: يا رسول اللّه أخبرني عن حاجتي ؟ فقال:«ما حاجتك ؟» قلت: انقطعت الهجرة ؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«أنت خيرهم حاجة، أو قال: حاجتك من خير حاجاتهم، لا تنقطع الهجرة ما قوتل الكفار»[6535].
رواه داود بن رشيد، عن الوليد فقال: عن بسر (5) عن أبي إدريس عن ابن السّعدي (6).
[أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور] (7).
أخبرنا أبو الحسن (8) بن البقشلان، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، قالا: أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا داود بن رشيد، نا الوليد بن مسلم، عن عبد اللّه بن العلاء، نبأ بسر (9) بن عبيد اللّه عن أبي إدريس الخولاني، عن عبد اللّه بن السّعدي قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«لا تنقطع الهجرة ما قوتل الكفار»[6536].
رواه سليمان بن عبد الرّحمن عن الوليد فجمع بينهما:
أخبرناه أبو الحسن (10) علي بن المسلّم (11) الفرضي، أنا أبو عبد اللّه الحسن (12) بن أحمد، أنا أبو الحسن (13) علي بن موسى بن الحسين (14)،أنا أبو عبد اللّه محمّد بن
ص: 301
إبراهيم بن عبد الرّحمن، نا أبو بكر أحمد بن المعلّى بن يزيد، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا الوليد بن مسلم، حدّثني عبد اللّه - يعني - ابن العلاء بن زبر، حدّثني بسر (1) بن عبيد اللّه، عن أبي إدريس الخولاني، و عبد اللّه محيريز عن عبد اللّه بن السّعدي قال:
وفدت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في سبعة أو ثمانية أو تسعة كلنا نطلب حاجة قال:
فكنت آخرهم دخولا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فقلت: يا رسول اللّه إنّي تركت من خلفي و هم يزعمون أن الهجرة قد انقطعت فقال:«حاجتك خير حاجاتهم، أو أنت خيرهم حاجة، لن تنقطع الهجرة ما قوتل الكفار»[6537].
رواه إبراهيم بن عبد اللّه بن العلاء، و عمرو بن أبي سلمة، و مروان بن محمّد، و زيد بن يحيى بن عبيد (2)،فقالوا (3):عن بسر، عن أبي إدريس، عن حسّان بن عبد اللّه الضمري، عن عبد اللّه بن السّعدي و زادوا فيه: حسان.
فأمّا حديث إبراهيم و عمرو:
فأنبأناه أبو علي الحسن (4) بن أحمد، و حدّثني به أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد (5) عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نبأ سليمان بن أحمد، نا أبو عبد الملك الدمشقي، نا إبراهيم بن عبد اللّه بن العلاء، حدّثني أبي.
ح قال: و نا سليمان، نا أحمد بن مسعود المقدسي، نا عمرو بن أبي سلمة، نا عبد اللّه بن العلاء بن زبر، حدّثني بسر (6) بن عبيد اللّه، عن أبي إدريس الخولاني، عن حسّان بن الضمري، عن عبد اللّه بن (7) السّعدي.
وفدنا إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في نفر سبعة أو ثمانية، كلنا يطلب حاجته (8)،و كنت آخرهم دخولا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فقلت: يا رسول اللّه، إني تركت من خلفي و هم
ص: 302
يزعمون أن الهجرة قد انقطعت، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«حاجتك من خير حاجاتهم لن تنقطع الهجرة ما قوتل الكفار»[6538].
و أمّا حديث مروان و زيد:
فأخبرناه أبو الحسن (1) الفرضي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن (2) بن (3) السمسار، أنا أبو عبد اللّه بن مروان، نا أبو عبد الرّحمن زكريا بن يحيى، نا محمود بن خالد، نا مروان بن محمّد، نا عبد اللّه بن العلاء، أخبرني بسر (4) بن عبيد اللّه، عن أبي إدريس، عن حسّان بن عبد اللّه الضمري، عن عبد اللّه بن السّعدي قال:
وفدنا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم سبعة أو ثمانية فدخل أصحابي فقضى حاجاتهم (5) فكنت أحدثهم سنّا (6) فقال:«حاجتك ؟» فقلت: يا رسول اللّه متى تنقطع الهجرة، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«حاجتك خير حاجتهم (7)،أو أنت خير ذي حاجة، لا تنقطع الهجرة ما قوتل الكفار»[6539].
قال: و نبأ زكريا بن (8) يحيى، نا شعيب بن شعيب، نا زيد بن يحيى، نا ابن زبر، نا بسر (9) بن عبيد اللّه، عن أبي إدريس، عن حسّان بن عبد اللّه بن الضمري، عن عبد اللّه بن السّعدي قال: وفدت - نحوه.
و رواه الوليد بن سليمان بن (10) و أبي السّائب، عن بسر (11) بن عبيد اللّه، عن عبد اللّه بن محيريز، عن عبد اللّه بن السّعدي، عن محمّد بن حبيب المصري قال:
أتينا النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.
و أخطأ فيه، و لم يتابعه أحد على ذكر محمّد بن حبيب.
ص: 303
أخبرناه أبو الحسن (1) علي بن الحسن، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد، أنا عيسى بن علي، أخبرنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، حدّثني محمّد بن هارون أبو نشيط الحربي، نا أبو المغيرة، نا الوليد بن سليمان بن أبي السائب، عن بسر (2) بن عبيد اللّه، عن ابن محيريز، عن عبد اللّه بن السّعدي، عن محمّد بن حبيب قال: أتينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقلنا: يا رسول اللّه، رجال يقولون: قد انقطعت الهجرة، قال:«لا تنقطع الهجرة ما قوتل الكفار»[6540].
قال البغوي: و لا أعلم أحدا ذكر في إسناد هذا الحديث محمّد بن حبيب غير الوليد بن سليمان.
قرأت (3) على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، حدّثني علي بن الحسن بن علي الربعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، نا أبو الحسن (4) بن جوصا قال سمعت محمّد بن عوف يقول: لم يقل في هذا الحديث أحد عن محمّد بن حبيب عن (5) أبي المغيرة، و لم يصنع شيئا شبّه عليه.
و سمعت أبا زرعة و محمود ينكران ذكر محمّد بن حبيب في هذا الحديث، و قال محمود: لعله اسم رجل سمع في كتاب أبي المغيرة فشبّه عليه.
و قال أبو زرعة: الحديث صحيح مثبت عن عبد اللّه بن السعدي.
كذا رواه الثقات الأثبات، منهم: مالك بن يخامر، و أبو إدريس الخولاني، و عبد اللّه بن محيريز، و غيرهم، و محمّد بن حبيب زيادة لا أصل له.
و أخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، نا أحمد بن إبراهيم بن جامع، نا يحيى بن عثمان صالح، نا نعيم بن حمّاد، نا الوليد مسلم، عن الوليد بن أبي السائب، عن بسر (6) بن عبيد اللّه، عن عبد اللّه بن محيريز، عن عبد اللّه بن السعدي، عن محمّد بن حبيب المصري، قال:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لا تنقطع الهجرة ما قوتل الكفار»[6541].
ص: 304
خالفه عطاء بن أبي مسلم الخراساني، عن ابن محيريز:
أخبرنا بحديثه أبو الحسن (1) الموحد، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي.
و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور.
قالا: أنا عيسى بن علي، أنا أبو القاسم البغوي، أنا عبد اللّه، حدّثني منصور بن أبي مزاحم، نا يحيى بن حمزة، عن عطاء الخراساني، حدّثني ابن محيريز عن عبد اللّه بن السّعدي قال: قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لا تنقطع الهجرة ما قوتل العدو»[6542].
و قال الموحد: الكفار (2).
تابعه محمّد بن يحيى بن حمزة، عن أبيه يحيى بن حمزة، عن عطاء.
و كذلك رواه عثمان بن عطاء عن أبيه:
أخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا محمّد بن يعقوب، نا عبّاس بن الوليد بن مزيد، أخبرني محمّد بن شعيب بن شابور (3)،نا عثمان بن عطاء الخراساني، عن أبيه، عن عبد اللّه بن محيريز، عن عبد اللّه بن السّعدي قال:
وفدت مع قومي على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و أنا من أحدثهم سنا، فأتوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقضوا حوائجهم، و خلّفوني في رحالهم، فجئت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فقلت: حاجتي قال:
«و ما حاجتك» قلت له: انقطعت الهجرة ؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لا تنقطع الهجرة ما قوتل الكفار»[6543].
تابعه أبو إسحاق الفزاري، و ضمرة بن ربيعة و غيرهما عن عثمان بن عطاء.
و كذلك رواه ابن وهب عن يونس، عن يزيد، عن عطاء الخراساني.
و رواه مالك بن يخامر (4) عن السّعدي عن النبي.
ص: 305
أخبرناه أبو علي الحسين (1) بن المظفّر، أنا أبو محمّد الجوهري.
ح و أخبرناه أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد بن الحصين، أنا أبو علي الحسن (2) بن المذهب، قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبي، نا الحكم بن نافع، نا إسماعيل بن عياش.
ح و أخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنبأ القاسم بن القاسم بن عبد اللّه بن مهدي السياري، ثم - بمرو - يحيى بن عبد الكريم، نا علي بن حجر، عن إسماعيل بن عيّاش.
عن ضمضم (4) أبي زرعة عن شريح بن عبيد، يردّه إلى مالك بن يخامر (5)،عن ابن السّعدي - و في حديث أحمد: عن عبد اللّه بن السّعدي (6)-أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«لا تنقطع الهجرة ما دام العدو يقاتل»، فقال معاوية و عبد الرّحمن بن عوف النخعي (7)و عبد اللّه بن عمرو بن العاص، إن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«إن الهجرة خصلتان: إحداهما (8)أن تهجر السيئات (9)،و الأخرى أن تهاجر - و في حديث أحمد أن يهاجروا (10)-إلى اللّه و رسوله و لن - و قال أحمد: و لا - تنقطع الهجرة ما تقبّلت التوبة، لا تزال التوبة مقبولة حتى تطلع الشمس من مغربها - و قال أحمد: من (11) المغرب-: فإذا طلعت طبع على كل قلب بما فيه، و كفي الناس العمل»[6544].
قال ابن مندة: غريب لا يعرف إلاّ من هذا الوجه.
رواه محمّد بن إسماعيل بن عيّاش عن أبيه، و لم يذكر عمر (12) بن عوف النخعي.
ص: 306
أنبأناه أبو علي الحدّاد، ثم حدّثني به أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نبأ سليمان بن أحمد، نا عمرو بن إسحاق، نا محمّد بن إسماعيل، حدّثني أبي، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح، عن مالك بن يخامر، عن ابن السّعدي أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«لا تنقطع الهجرة ما دام العدو يقاتل».
فقال عبد الرّحمن بن عوف و معاوية بن أبي سفيان، و عبد اللّه بن عمرو بن العاص إن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«لا تنقطع الهجرة ما قبلت التوبة، و لا تزال التوبة مقبولة حتى تطلع الشمس من المغرب، فإذا طلعت من المغرب ختم على كلّ قلب بما فيه، و كفي الناس العمل»[6545].
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنا إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم، أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد، أنبأ عبد اللّه بن محمّد بن زياد، أنا العباس بن الوليد، أخبرني ابن شعيب، أخبرني عثمان بن عطاء، عن أبيه، عن عبد اللّه بن السّعدي - و كان من بني مالك بن حسل (1)-أنه كان يحدّث قال: قدمت على عمر بن الخطاب فأرسل إليّ بألف دينار، فرددتها فقال: لم رددتها؟ قلت: أنا عنها غنيّ ، و ستجد من هو أحوج إليها منّي، فقال: خذها، فإن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أعطاني عطاء فقلت:
يا رسول اللّه أنا عنه غني، و ستجد من هو أحوج إليه منّي فقال لي:«خذه، هذا رزق اللّه، إذا ساق اللّه إليك رزقا لم تسأله، و لم تشره إليه (2) نفسك، فهو رزق اللّه ساقه إليك، فخذه»[6546].
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي يعقوب، نا إسحاق بن عيسى بن (3) الطباع، نا شريك، عن جامع بن أبي راشد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه قال: كان رجل من أهل الشام في الشام مرضيا فيهم، فقال له عمر: على ما يحبّك أهل الشام ؟ قال: أغازيهم فأواسيهم. قال: فعرض عليه عمر عشرة آلاف و قال: خذها و استعن بها في غزوتك قال: إني عنها غنيّ فقال عمر: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عرض عليّ مالا دون الذي عرضت عليك، فقلت مثل الذي قلت لي، فقال لي:«يا عمر، إذا أتاك اللّه مالا
ص: 307
لم تسأله - قال و أراه قال:- و لم تشره إليه نفسك فاقبله، فإنّما هو رزق ساقه اللّه إليك»[6547].
هذا الرجل هو عبد اللّه بن السّعدي، بيّن ذلك حويطب بن عبد العزّى في روايته عنه، و روى ابن لهيعة عن بكر بن سوادة، عن أبي عبد الرّحمن الحبلي، عن قبيصة بن ذؤيب قال: بعث عمر بن الخطّاب إلى عبد اللّه بن السّعدي، و كان يسكن دمشق، فأتاه، فقال له: على ما يحبّك أهل الشام ؟ فذكر معناه.
أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك، أنبأ أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الفضل أحمد بن الحسن.
ح و أخبرنا أبو العزّ ثابت بن منصور، أنا أبو طاهر.
قالا: أنا محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد، أنا عمر بن أحمد، نا خليفة (1)قال: عبد اللّه بن وقدان و هو ابن السّعدي، و إنّما قيل: ابن السّعدي لأنه (2) استرضع في بني سعد بن بكر بن هوازن (3).
قرأت على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل، أنا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، أنا مصعب بن عبد اللّه قال: عبد اللّه بن السّعدي كانت له صحبة من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و السعدي عمرو بن وقدان بن عبد شمس.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار قال: و ولد وقدان بن عبد شمس: عبدا و عمرا، و هو السّعدي، و أمهما عقيلة بنت غانم بن عامر بن عبد اللّه بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب، و من ولد السعدي: عبد اللّه بن السعدي، كانت له صحبة.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن
ص: 308
أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر (1)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا (2)،نا محمّد بن سعد، قال: في تسمية من نزل الشام من الصحابة: عبد اللّه بن السعدي بن وقدان، من بني عامر بن لؤي، و إنّما قيل له ابن السعدي لأنه استرضع له في بني سعد بن بكر، و كان يسكن الأردن، و قد صحب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و روى عنه، أخبرني بذلك محمّد بن عمر، قال:
و كان يكنى أبا محمّد، مات سنة سبع و خمسين.
أخبرنا أبو بكر (3) محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، قال: في الطبقة الرابعة: عبد اللّه بن السّعدي، و اسم السّعدي عمرو بن وقدان بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي (4)،و أم السّعدي: عقيلة بنت غانم بن عامر (5) بن عبد اللّه بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب بن لؤي، و أم عبد اللّه بن السّعدي ابنة الحجاج بن عامر بن حذيفة بن سعيد بن سهم، و أمّها زينب بنت عميلة بن السّبّاق بن عبد الدار بن قصي.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (6)،قال: عبد اللّه بن السّعدي، و اسم السّعدي عمرو بن وقدان بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل (7) بن عامر بن لؤي، أسلم يوم فتح مكة، و صحب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و روى عنه، ثم تحوّل إلى الشام (8)،فنزل دمشق، فمات هناك.
أخبرنا أبو محمّد بن الآبنوسي في كتابه، و أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنبأ أبو الحسين بن المظفّر، نا أحمد بن علي بن الحسن (9)،أنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم قال: عبد اللّه بن السّعدي، و هو عبد اللّه بن عبيد بن
ص: 309
وقدان بن عبد شمس، و إنّما قيل له: ابن السّعدي لأنه كان مسترضعا في بني سعد بن بكر، أم عبد اللّه بن السّعدي بنت الحجاج بن عامر بن حذيفة بن سعد (1) بن سهم، و أمّها بنت عميلة بن السّبّاق (2) بن عبد الدار بن قصي، له حديث.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد:- و أبو الحسين قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (3)،قال: عبد اللّه بن السّعدي من بني مالك بن حسل (4)،قال عبد اللّه بن يوسف: نا يحيى بن حمزة، نا عطاء الخراساني، عن ابن (5) محيريز، عن عبد اللّه بن السّعدي - من بني مالك بن حسل (6)،أنه قدم في أناس على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقالوا:
احفظ رواحلنا حتى نقضي حاجتنا، و كان أصغرهم، فأتيته فقال:«لا تنقطع الهجرة ما قوتل الكفار»[6548]. و قال عبد القدوس أبو المغيرة نا الوليد بن سليمان بن أبي السّائب، حدّثني بسر بن عبيد اللّه، عن عبد اللّه بن محيريز، عن عبد اللّه بن السّعدي، عن محمّد بن حبيب المصري، قال: أتينا النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في نفر أربعة أو خمسة، و لم يقل أصغرهم، نحوه.
قال الحميدي: نا الوليد بن مسلم، حدّثني عبد اللّه بن العلاء، عن بسر (7) بن عبيد اللّه، عن أبي إدريس، عن عبد اللّه بن السّعدي، قال: وفدت إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في نفر سبعة أو ثمانية، و قال إبراهيم بن عبد اللّه بن العلاء، نا أبي، نا بسر (8)،عن أبي إدريس، عن حسّان بن الضمري، عن عبد اللّه بن السّعدي قال: وفدنا سبعة أو ثمانية نحوه.
قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن (9)،عن أبي تمام علي بن محمّد، عن
ص: 310
أبي عمر بن حيوية، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر، نا ابن أبي خيثمة، قال: عبد اللّه بن السّعدي أسلم يوم فتح مكة، و السعدي اسمه عمرو بن وقدان.
في نسخة ما شافهني (1) به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن محمّد، أنا حمد - إجازة-.
ح قال: و أنا الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال (2):عبد اللّه بن وقدان القرشي السّعدي، و كان مسترضعا في بني سعد بن بكر، قال: وفدت في نفر من بني سعد بن بكر إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و روى عنه أبو إدريس الخولاني، و حسّان الضمري، و عبد اللّه بن محيريز، و مالك بن يخامر.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، قال: عبد اللّه بن عمرو بن وقدان السّعدي سكن[ (3) المدينة، و روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم حديثا.
قال الزبير: حدّثني عمي مصعب قال: عبد اللّه بن السّعدي] و اسم السّعدي عمرو بن وقدان بن عبد شمس بن عبد ودّ بن نصر بن مالك بن حسل (4) بن عامر بن لؤي، و كانت له صحبة، و بلغني أن السّعدي كان مسترضعا في بني سعد.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا محمّد بن أحمد، أنا عبد اللّه بن عتّاب (5)،أنا أحمد بن عمير (6)-إجازة-.
ح و أخبرنا (7) أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنا أحمد بن عمير (8)-قراءة - قال:
سمعت أبا الحسن (9) بن سميع يقول في الطبقة الأولى: و عبد اللّه بن السّعدي من بني
ص: 311
مالك بن حسل (1)،بن عامر بن لؤي، كان مسترضعا في بني سعد من قريش.
أنبأنا أبو طالب الحسين (2) بن محمّد الزينبي.
و أخبرنا (3) عمّي، أنا الزينبي - قراءة - أنبأ أبو القاسم علي بن المحسّن التنوخي، أنا محمّد بن المظفّر، أنا بكر بن أحمد بن حفص، نا أحمد بن محمّد بن عيسى قال في تسمية من نزل حمص من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: عبد اللّه بن السّعدي من بني مالك [بن حسل، حدث عنه من أهل حمص عمير بن الأسود، و مالك] (4) بن يخامر.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه.
قال: نا عبد العزيز بن أحمد، أنبأ المسدّد بن علي بن عبد اللّه، أنبأ أبي، أنا عبد الصّمد بن سعيد القاضي قال في تسمية من نزل حمص من الصحابة: عبد اللّه بن السّعدي من بني مالك بن حسل (5)،حدّث عنه من أهل حمص: عمير بن الأسود، و مالك بن يخامر.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو الحسن (6) علي بن محمّد، أنا علي بن أحمد بن محمّد، أنبأ أبو حاتم محمّد بن حبّان (7) البستي (8) قال: عبد اللّه، هو عبد اللّه بن السّعدي بن وقدان بن عبد شمس بن عبد ودّ، و أمّه بنت الحجاج بن عامر بن سعد (9) بن سهم، مات في خلافة عمر بن الخطّاب.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة قال: عبد اللّه بن السّعدي و هو ابن عمرو (10) بن وقدان بن مالك بن حسل (11)،و كان مسترضعا في بني سعد بن بكر، روى عنه حويطب بن عبد العزّى، و أبو إدريس، و عبد اللّه بن محيريز، توفي بالشام سنة سبع و خمسين.
كذا نسبه، و أسقط (12) من نسبه ثلاثة آباء، و هذا وهم فاحش.
ص: 312
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل المقدسي، أنا مسعود [بن] ناصر، أنا عبد الملك [بن] الحسن، أنا أبو نصر البخاري، قال:
عبد اللّه بن وقدان، و يعرف بابن السّعدي، لأنه استرضع له في بني سعد بن بكر، يكنى أبا محمّد، و هو من بني مالك بن حسل (1) بن عامر بن لؤي، له صحبة، العامري القرشي (2)،سكن الأردن من الشام، نسبه الواقدي، و سمع عمر بن الخطّاب، و روى عنه حويطب بن عبد العزّى في كتاب الأحكام.
و قال ابن سعد: قال الواقدي: مات سنة سبع و خمسين.
أنبأنا أبو علي الحداد، قال: قال أبو نعيم الحافظ : عبد اللّه بن السّعدي القرشي كان مسترضعا في بني سعد (3) فهو يدعى ابن السّعدي، و هو عبد اللّه بن عبد (4) بن وقدان بن عبد شمس بن عبد ودّ بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب، و يقال: عبد اللّه بن سعد، و يقال: عبد اللّه بن وقدان.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر بن إسماعيل، قالا: نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك (5)،أنا يونس بن يزيد، عن الزهري.
أن عبد اللّه بن السّعدي كان يحدث - و هو رجل من بني عامر بن لؤي، و كان من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم - قال بينا أنا نائم أوفيت على جبل أنا عليه طلعت عليّ ثلة من هذه الأمة قد سدّت الأفق، حتى إذا دنوا مني دفعت عليهم الشعاب بكل زهرة من الدنيا، فمرّوا و لم يلتفت إليها منهم راكب، فلما جاوزوها (6) قلصت الشعاب بما فيها، فلبثت ما شاء اللّه أن ألبث، ثم طلعت عليّ ثلة مثلها حتى إذا بلغوا مبلغ الثلّة الأولى دفعت عليهم الشعاب بكلّ زهرة من الدنيا، فالآخذ و التارك، و هم على ظهر حتى إذا جاوزوها (7)قلصت الشعاب بما فيها، فلبثت ما شاء اللّه ثم طلعت الثلة (8) الثالثة حتى إذا بلغوا مبلغ
ص: 313
الثلّتين دفعت الشعاب بكلّ زهرة من الدنيا، و أناخ أول راكب فلم يجاوزها (1) راكب، فنزلوا يهتالون من الدنيا، فعهدي بالقوم يهتالون و قد ذهبت الركاب.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري (2)،أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - نا عبيد اللّه (3) بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد، قال: سنة سبع و خمسين فيها توفي عبد اللّه بن السّعدي، و كان مسترضعا في بني سعد، و هو أحد بني عامر بن لؤي، يكنى أبا محمّد، و كان بالشام.
و كذا ذكر أبو حسّان الزيادي في وفاته، و قد تقدم في قول ابن (4) حبّان أنه مات في خلافة عمر بن الخطّاب.
و لا أراه محفوظا، و اللّه أعلم.
ابن أبي معيط أبان بن أبي عمرو بن أمية
أبو وهب القرشي الأموي
و هو ابن أبي قطيفة الشاعر.
كان في زمان هشام بن عبد الملك و بينه و بينه مزاحمة بالشعر.
ذكره أبو عبيد اللّه المرزباني في:«معجم أسماء الشعراء» (5)،و لم أجد له ذكر في كتاب النسب للزبير بن بكّار.
قرأت على أبي الفتوح أسامة بن أبي منصور محمّد بن زيد بن محمّد، عن محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمر، عن أبي عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى (6)
ص: 314
قال: عبد اللّه بن عمرو بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط الأموي، قال له هشام بن عبد الملك:
أبلغ أبا وهب إذا ما لقيته *** بأنّك شرّ الناس عيبا لصاحب
ثم قال: و اللّه لئن هجوتني لأبلغنّ في عقوبتك (1) فقال:
إذا كنت لا مالي (2) يرجّى نواله *** لديك و إن غبنا (3) رميت الفرائصا
و لا أنا أرميكم بنبل كنبلكم *** و لو كنت لي كفوا لخفت القوارصا (4)
و يقال: عبد اللّه بن عمرو بن عوف، و يقال: عبد اللّه
ابن عمرو بن مسعود بن عمرو بن النعمان بن سليمان
ابن صبح بن مازن بن حلاوة بن ثعلبة بن ثور بن هذمة (5)
ابن لاطم بن عثمان - و هو مزينة بن عمرو بن أدّ بن طابخة بن إلياس
ابن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان المزني (6)
والد بكر بن عبد اللّه، له صحبة.
و شهد مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم غزوة الفتح، و كان معه أحد ألوية مزينة.
و خرج مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في غزوة تبوك، و توجه منها إلى دومة الجندل، ثم نزل البصرة.
و ذكر هذا النسب خليفة بن خياط في ترجمة ابنه (7)،و فرق بين نسب بكر بن عبد اللّه، و بين نسب علقمة بن عبد اللّه، فقال (8):عبد اللّه بن سنان بن نبيشة بن
ص: 315
سلمة بن سلمان بن النعمان (1) بن صبح بن مازن بن حلاوة بن ثعلبة بن ثور بن هدمة بن لاطم بن عثمان بن عمرو (2) بن أد و هو أبو علقمة بن عبد اللّه، و هكذا فرّق بينهما البغوي في المعجم:
فيما أخبرنا به أبو القاسم (3) إسماعيل بن أبي بكر، أنبأ أحمد بن محمّد، أنا عيسى، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، قال: عبد اللّه بن عمرو المزني و هو أبو بكر بن عبد اللّه صحب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و نزل البصرة بعد ذلك.
كذا قال ابن سعد، و قال محمّد بن إسماعيل: عبد اللّه المزني، أبو علقمة بن عبد اللّه، و ليس هو عنده أبو بكر بن عبد اللّه.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، و قال: قرئ على أبي إسحاق إبراهيم (4)البرمكي، أنا أبو محمّد بن ماسي، نا أبو مسلم الكجّي، نبأ محمّد بن عبد اللّه الأنصاري، نا محمّد بن فضاء، عن أبيه، عن علقمة بن عبد اللّه المزني، عن أبيه.
أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم نهى أن تكسر سكة (5) المسلمين الجائزة بينهم إلاّ من بأس، أن يكسر الدرهم فيجعل فضة (6) و يكسر الدينار فيجعل ذهبا.
قال: و أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبد الوهّاب بن أبي حيّة، أنا محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر الواقدي (7) قال: في غزوة دومة الجندل قال: قالوا فكان عبد اللّه بن عمرو (8) المزني يقول: كنا أربعين رجلا من مزينة (9) مع خالد بن الوليد، و كانت سهماننا (10) خمس فرائض، كل رجل مع سلاح يقسم علينا درع و رماح.
ص: 316
قال الواقدي (1):يقول اللّه تعالى: وَ لاٰ عَلَى الَّذِينَ إِذٰا مٰا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاٰ أَجِدُ مٰا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَ أَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاّٰ يَجِدُوا مٰا يُنْفِقُونَ (2)هؤلاء البكّاءون، و هم سبعة: أبو ليلى المازني، و سلمة بن صخر الزرقي، و ثعلبة بن عنمة السلمي، و علبة[ (3)بن زيد الحارثي، و العرباض بن سارية السلمي،] و عبد اللّه بن عمرو المزني، و سالم بن عمير.
و قال الواقدي في موضع آخر: عمرو بن عنمة (4)بدل ثعلبة بن عنمة (5)، و هرمى بن عمرو بدل المزني، قال: و يقال عبد اللّه بن المغفّل (6)المزني.
قال: و نا الواقدي (7)،حدّثني سعيد (8)بن عطاء بن أبي مروان، عن أبيه عن جده قال: و بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يعني حين أراد الخروج لفتح مكة إلى مزينة بلال بن الحارث، و عبد اللّه بن عمرو المزني، و كانت مزينة - يعني من حضر منها الفتح - ألفا فيها من الخيل مائة فرس و مائة درع، و فيها ثلاثة ألوية، لواء مع النعمان بن مقرّن، و لواء مع بلال بن الحارث، و لواء مع عبد اللّه بن عمرو.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن ميمون، ثم حدّثنا أبو الفضل [بن] ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين الصيرفي، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد ابن خيرون: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (9)،قال: عبد اللّه بن عمرو بن هلال المزني له صحبة، والد بكر و علقمة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأ عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد قال: عبد اللّه المزني أبو علقمة بن عبد اللّه و ليسا بأخوين -
ص: 317
يعني علقمة و بكرا - يقال: إنه عبد اللّه بن سنان.
هكذا قال محمّد بن سعد، سكن البصرة، و روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، حديثين.
قال: و نا عبد اللّه، حدّثني عمر قال: بلغني أن بكر بن عبد اللّه بن هلال المزني.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأ شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة قال: عبد اللّه بن عمرو بن هلال - و قيل: بن شرحبيل - المزني، والد بكر، و علقمة، و روى عنه ابناه.
أنبأنا أبو علي الحسن (1)بن أحمد، أنا أبو نعيم الحافظ ، قال: عبد اللّه المزني (2)أبو علقمة، و هو (3)عبد اللّه بن عمرو بن هلال - و قيل: ابن شرحبيل - والد بكر و علقمة، حديثه (4)عند ابنه.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد، أنا أبو القاسم الوزير، أنا أبو القاسم البغوي، قال: حدّثني علي بن الحسن بن هاشم البغوي، نا أبو إسحاق الفزاري، عن حميد الطويل، عن بكر بن عبد اللّه، قال: قال لي علقمة بن عبد اللّه.
ح (5)قال: و نا البغوي، قال: و نا الوليد بن شجاع، نا مخلد بن الحسين، عن هشام، عن بكر بن عبد اللّه المزني قال: قال لي علقمة بن عبد اللّه المزني: غسّل أباك أربعة من أصحاب بدر.
- كذا في حديث الفزاري، و في حديث مخلد: أربعة من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم - فما زاد على أن حسروا عن سواعدهم، و جعلوا ثيابهم في حجزهم، فلمّا فرغوا توضئوا - زاد الفزاري: و لم يغسلوا-.
و رواه يزيد بن هارون عن حميد فزاد فيه امرأة:
أخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن
ص: 318
مندة، أنا أحمد بن محمّد بن زياد، و إسماعيل بن محمّد، قالا: أنا محمّد بن عبد الملك بن مروان، نبأ يزيد بن هارون، أنا حميد، عن بكر بن عبد اللّه المزني، عن علقمة بن عبد اللّه المزني قال: حدثتني امرأة منا: أن أباك عبد اللّه غسّله أربعة من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم ممن بايع تحت الشجرة، فما خلع رجل منهم ثوبه، و ما زادوا أن شمّروا (1)أكمّتهم و جعلوا قمصهم (2)في حجورهم (3).
أخو أبي عمرو الأوزاعي الفقيه.
حكى عن القاسم بن مخيمرة.
حكى عنه: أخوه الأوزاعي.
أنبأنا أبوا (4)محمّد: هبة اللّه بن أحمد، و عبد اللّه بن أحمد، قالا: نبأ عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو الحسن (5)علي بن موسى بن الحسين، نا أبو سليمان بن زبر، نا أبي، نا محمّد بن أيوب بن سويد، قال: سمعت أبي يقول: سمعت الأوزاعي يقول: حدّثني أخي عبد اللّه أنه شهد قارئ (6)عمر بن عبد العزيز يقرأ و القاسم بن مخيمرة يسمع، فإذا مرّ به ما يعجبه يقول: وا بأبي شجّته.
صوابه كتاب عمر يقرأ، كذا وجدته في سماع رشأ من (7)ابن السمسار.
قالا: أنبأ أبو الفضل بن الفرات، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأ أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم، نا محمّد بن عائذ، نا الوليد بن مسلم، عن عبد اللّه بن لهيعة عن أبي الأسود، عن عروة قال: و قتل من المسلمين يوم أجنادين الطّفيل بن عمرو، و عبد اللّه بن عمرو، و هما من دوس.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر أحمد بن علي، أنا محمّد بن الحسين بن الفضل، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عتّاب، أنا القاسم بن عبد اللّه بن المغيرة، نا إسماعيل بن أبي أويس، نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمّه موسى بن عقبة.
ح (1)و أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين أبو الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان.
ح و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، قالا: إبراهيم بن المنذر حدّثني محمّد بن فليح، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب - زاد يعقوب: و ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قال: و قتل يوم أجنادين عبد اللّه بن عمرو الدوسي.
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة - فيما قرأت عليه - عن عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو الحسن المؤدّب، أنا أبو سليمان بن أبي محمّد، قال: و استشهد بأجنادين (2)في جمادى الأول سنة ثلاث عشرة (3)عبد اللّه بن عمرو الدوسي (4).
3443 - عبد اللّه بن عمير (5)
روى عن: بلال بن سعد.
روى عنه: الوليد بن مسلم.
ص: 320
قرأت على أبي عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن جعفر، عن سهل بن بشر (1)،أنا رشأ بن نظيف، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أبو الحسن (2)بن جوصا، أنا عمرو (3)بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار، نبأ الوليد بن مسلم، عن عبد اللّه بن عمير الدمشقي، عن بلال بن سعد - قال: سمعته (4)يحدّث قال:- أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بشراب و هو في أصحابه، فنظر في وجوههم فقال:«أعطه أبا عبيدة بن الجرّاح، فإنّ البركة مع أكابرهم» (5)[6549].
3444 - عبد اللّه بن عنبة (6)
و هو أبو عنبة (7)الخولاني، يأتي في باب الكنى إن شاء اللّه عزّ و جلّ .
ابن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي
من وجوه قريش.
كان مع الوليد بن يزيد حين قتل، و استشاره الوليد في بعض أمره، ثم تحوّل إلى الحجاز، فقتل به فيمن قتل من بني أمية.
يأتي ذكره في ترجمة الوليد بن يزيد إن شاء اللّه.
أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد (8)،و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، قال: و من ولد عنبسة بن سعيد: عبد اللّه بن عنبسة بن سعيد، و أمّه أم
ص: 321
ولد، قتله داود بن علي، و هو صاحب القصر الذي يقال له قصر ابن عنبسة (1)الذي يقول فيه الصهيبي:
حبذا ثم حبذا *** لي قصر ابن عنبسه
ابن (2)يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي
له ذكر فيمن سمّاه أحمد بن حميد بن أبي العجائز ممن كان بدمشق و بغوطتها من بني أمية، و ذكر أنه كان يسكن بدير هند من إقليم بيت الأبّار من الغوطة.
أبو القاسم الكنانيّ القارئ (3)
من أهل دمشق (4).
رأى عثمان بن عفّان، و معاوية بن أبي سفيان.
و روى عن أبي جمعة، و بشير بن أبي عقربة، و كعب الأحبار.
و روى عنه: الزهري، و رجاء بن أبي سلمة، و حجر بن الحارث أبو خلف الغسّاني، و محمّد بن يزيد المصري.
استعمله عمر بن عبد العزيز على خراج فلسطين، فلذلك يعد في الفلسطينيين و هو من أهل دمشق.
أخبرنا أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم، أنبأ أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان.
و أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا محمّد بن عبّاد المكّي، نا أبو سعيد مولى بني
ص: 322
هاشم، عن أبي خلف، عن عبد اللّه بن عوف قال: سمعت أبا جمعة حميد (1)بن سبيع (2)يقول: قاتلت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أول النهار كافرا، و قاتلت معه آخر النهار مسلما، و كنا ثلاثة رجال و سبع نسوة، و فينا أنزلت وَ لَوْ لاٰ رِجٰالٌ مُؤْمِنُونَ وَ نِسٰاءٌ مُؤْمِنٰاتٌ الآية (3).
كذا قال حميد، و الصواب جنيد (4) بالجيم و النون.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، قالا: أنا أبو نصر بن طلاّب، أنا أبو الحسين بن جميع، نا محمّد بن الحسن (5)-يعني:
بن يزيد الشيرازي - أبو بكر، نا يحيى بن يونس الشيرازي، نا سعيد بن منصور، نا حجر بن الحارث، عن عبد اللّه بن عوف الكناني.
أنه سمع عبد الملك حين قتل عمرو بن سعيد بن العاص قال لبشير بن عقربة: يا أبا اليمان، إنّي قد احتجت اليوم إلى كلامك، فقم (6) فتكلم، فقال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«من قام بخطبة لا يريد بها إلاّ رياء و سمعة وقفه اللّه يوم القيامة موقف رياء و سمعة»[6550].
أخبرناه أبو الحسن (7) علي بن محمّد بن أحمد، أنا محمّد بن الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن الحسين بن زنبيل، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن بن الخليل، نا محمّد بن إسماعيل قال: نا سعيد بن منصور، حدّثني حجر بن الحارث الغسّاني الرملي، عن عبد اللّه بن عوف الكناني عامل عمر بن عبد العزيز على الرملة.
أنه شهد عبد الملك بن مروان قال لابن عقربة الجهني يوم قتل عمرو بن سعيد بن العاص: يا أبا اليمان، إنّي احتجت إلى كلامك، فقال: سمعت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«من قام يخطب لا يلتمس إلاّ رياء و سمعة وقفه اللّه يوم القيامة موقف رياء و سمعة»[6551].
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل السلامي، أنبأ أبو
ص: 323
الحسين، و أبو الفضل، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد-- زاد أبو الفضل: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (1)،قال: عبد اللّه بن عوف القارئ عامل عمر بن عبد العزيز على ديوان فلسطين.
قال ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة قلت لعبد اللّه بن عوف القارئ: أبا القاسم، من أين جئت ؟ قال: جئت من عند ابن موهب (2).
في نسخة ما شافهني «أجاز لي» به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر [بن سلمة] أنا علي [بن محمّد] أبو الحسن، (3) قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (4):عبد اللّه بن عوف القارئ أبو القاسم، رأى عثمان (5)و معاوية، و كان عامل عمر بن عبد العزيز على ديوان فلسطين، و روى عن أبي جمعة، و بشير بن عقربة، و روى عنه الزهري، و رجاء بن أبي سلمة، و حجر بن الحارث الغسّاني، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نبأ عبد العزيز الكتاني، أنا أبو القاسم (6) تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في ذكر أهل فلسطين: عبد اللّه بن عوف القارئ.
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد، أنا عبد اللّه بن عتّاب (7)،أنا أحمد بن عمير (8)-إجازة-.
و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسين بن أحمد، أنا علي بن الحسن،
ص: 324
أنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنا أحمد بن عمير (1)-قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة: عبد اللّه بن عوف الكناني، دمشقي، عامل عمر بن عبد العزيز على خراج فلسطين.
قرأت على أبي الفضل محمّد (2) بن ناصر، عن أبي الفضل التميمي، أنا عبيد اللّه بن سعيد بن حاتم، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو القاسم عبد اللّه بن عوف، عامل عمر بن عبد العزيز.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم، قال: أبو القاسم عبد اللّه بن عوف القارئ، عامل عمر بن عبد العزيز على فلسطين، سمع بشير بن عقربة الجهني، روى عنه ابن شهاب، و شريح بن عبيد.
أنبأنا أبو علي الحسن (3) بن أحمد، قال: قال: أنا أبو نعيم الحافظ :
عبد اللّه بن عوف، و روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«الإيمان يمان»[6552].
أخرجه يحيى بن يونس الشيرازي في كتابه، و ذكر ابن جوصا عن محمود بن سميع أنه من تابعي أهل الشام من عمّال عمر بن عبد العزيز، من الطبقة الثالثة.
قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي زكريا البخاري.
ح و أخبرنا (4) أبو القاسم بن السّوسي، أنا إبراهيم بن يونس بن محمّد الخطيب، أنا أبو زكريا.
ح و أخبرنا (5) أبو الحسين أحمد بن سلامة بن يحيى، أنا أبو الفرج سهل بن بشر، أنبأ رشأ بن نظيف، قالا: نا عبد العزيز بن سعيد، قال: في باب القارئ بالهمز:
عبد اللّه بن عوف القارئ، عن بشير بن عقربة.
أنبأنا أبو علي الحداد و جماعة قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة، نا سليمان بن أحمد،
ص: 325
نا عبد اللّه بن محمود بن عبد العزيز البغوي، نا داود بن رشيد، نا سلمة بن بشر (1)،نا حجر بن الحارث الغسّاني، نا عبد اللّه بن عوف القارئ قال: رأيت عثمان بن عفّان أبيض اللحية.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2)،نا محمّد بن عبد العزيز، نبأ النعمان (3) بن بشير الرملي، حدّثني زكري بن شداد، قال:
كتب عمر بن عبد العزيز إلى عبد اللّه بن عوف القارئ: إذا أتاك كتابي هذا فاركب أنت و من معك إلى البيت النجس الذي برفح، فاقلعه من أساسه ثم أذره في البحر.
قال: و نا يعقوب (4)،نا أبو صالح، و ابن بكير، عن الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، أخبرني عبد اللّه بن عوف القارئ عامل عمر بن عبد العزيز على ديوان فلسطين، فذكر حكاية.
الشعبي، و موسى بن أنس بن مالك.
و روى عنه: الثوري، و شعبة، و عبّاد بن العوّام، و النضر بن شميل، و بشر (1) بن المفضّل، و معاذ بن معاذ العنبري، و محمّد بن أبي عدي، و إبراهيم بن سعد، و عبد الرّحمن بن حمّاد الشّعيثي (2)،و عيسى بن يونس (3)،و أبو خالد الأحمر، و أبو عاصم النبيل (4).
أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد بن عبد الواحد، أنا أبو طالب محمّد بن محمّد بن إبراهيم، نا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه الشافعي، نا محمّد بن شداد المسمعي، نا أبو عاصم، نا ابن عون، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من أتى الجمعة فليغتسل»[6553].
قال: و نا الشافعي، نا أبو يحيى عباد الثقاب (5)،حدّثنا بكار بن عبد اللّه السّيريني - من ولد [محمد] (6) ابن سيرين - نا ابن عون، عن محمّد بن سيرين، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:
«إنّ اللّه تعالى خلق الجنّة و خلق لها أهلا بعشائرهم و قبائلهم لا يزاد فيهم رجل و لا ينقص منهم - يعني (7)-و خلق النار و خلق لها أهلا بعشائرهم و قبائلهم لا يزاد فيهم و لا ينقص منهم» قيل: يا رسول اللّه، ففيم العمل ؟ قال:«اعملوا فكلّ ميسّر لما خلق له»[6554].
هو بكّار بن محمّد بن عبد اللّه بن سيرين.
أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد اللّه بن رضوان، و أبو علي الحسن (8) بن المظفر، و أبو غالب بن البنّا، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا محمّد بن
ص: 327
يونس بن موسى القرشي، نا أبو داود الطيالسي، نا ابن عون، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة»[6555].
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن (1) أحمد، نبأ سوّار بن عبد اللّه، نا معاذ بن معاذ، عن ابن عون قال: أنا رأيت غيلان - يعني - القدري - مصلوبا على باب دمشق.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا عبد العزيز الأزجي، أنا عبيد اللّه بن سليمان بن محمّد المخرّمي، نا جعفر الفريابي، نا عبيد اللّه بن معاذ، نا أبي عن بعض أصحابه قال: حدّث محمّد بن عمرو بهذا الحديث ابن عون، فقال ابن عون: أنا رأيته مصلوبا على باب دمشق.
و حدّثنا (2) عمي، أنا أبو طالب بن يوسف، أنا الجوهري [قراءة].
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3)،أنا عارم بن الفضل، نا حمّاد بن زيد، قال: ولد ابن عون قبل الحارث (4) بثلاث سنين.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال: ولد ابن عون قبل الحارث (5) بثلاث سنين.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (6)،قال: و في سنة ست و ستين ولد عبد اللّه بن عون الفقيه.
و كذا ذكر الأصمعي في مولده.
ص: 328
قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: و في هذه السنة - يعني: سنة ست و ستين - ولد عبد اللّه بن عون و حكى عن إسماعيل بن عليّة: أن ابن عون ولد سنة أربع و ستين.
أخبرنا (1)[أبو بكر] (2) وجيه [بن] (3) طاهر، أنا أبو صالح (4) أحمد بن عبد الملك، أنا علي بن محمّد بن علي بن السّقّا، نا محمّد بن يعقوب بن يوسف، نا عبّاس بن محمّد الدوري، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: و سئل كان (5) ابن عون أكبر من أيوب ؟ قال: كان أكبر من أيوب بسنتين، و عاش ابن عون بعد [أيوب عشرين سنة] (6).
قال يحيى (7):و مات ابن عون بعد الأعمش، ذهب وكيع بعد الأعمش إلى ابن عون، فسمع يعني منه.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر و أبو الفضل الباقلانيان.
ح و أخبرنا أبو العزّ الكيلي، قال: أنا أبو طاهر، أنا أبو الحسين الأصبهاني، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خيّاط ، قال: عبد اللّه بن عون بن أرطبان، مولى عبد اللّه بن درّة (8) المزني، يكنى أبا عون، مات سنة إحدى و خمسين و مائة عمّر.
أخبرنا أبو البركات، أنا أبو طاهر، أنا يوسف بن رباح، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح، قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل البصرة: عبد اللّه بن عون، مات سنة إحدى و خمسين و مائة.
ص: 329
أخبرنا (1) أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن (2) بن لؤلؤ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين، نا أبو حفص الفلاّس (3)،قال:
عبد اللّه بن عون بن أرطبان، يكنى - يعني - أبا عون.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن (4) بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: حدّثنا محمّد بن يعقوب، نا عبّاس بن محمّد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: كان عبد اللّه بن عون مولى لمزينة.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هاشم بن محمّد، نا الهيثم بن عدي، قال: في الطبقة الثالثة من أهل البصرة: عبد اللّه بن عون بن أرطبان المزني، مولى مزينة، قال أبي مولى لعبد اللّه بن مغفّل (5) المزني.
أخبرنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم السّلماسي، أنبأ نعمة اللّه بن محمّد المرندي، نا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، نا أحمد (6) بن محمّد بن سليمان، أنا سفيان بن محمّد بن سفيان، حدّثني الحسن بن سفيان، نا محمّد بن علي، عن محمّد بن إسحاق، قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: عبد اللّه بن عون أبو عون.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نبأ عبد العزيز بن أبي طاهر، أنا أبو محمّد الشاهد، أنا أبو الميمون البجلي، نا أبو زرعة (7) قال: قال أحمد بن حنبل: قال يحيى بن سعيد: ابن عون أكبر من التيمي (8)،و التيمي يروي عن أنس (9).
قال (10):و سمعت سليمان بن حرب (11) يذكر أنه سمع حمّاد بن يزيد ينسب ابن
ص: 330
عون فقال: عبد اللّه بن عون بن أرطبان.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن (1)،أنا أبو الفضل بن خيرون.
ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو القاسم الأزهري، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، أنا العبّاس بن العبّاس بن محمّد بن عبد اللّه بن المغيرة، أنا صالح بن أحمد بن محمّد بن حنبل، حدّثني أبي، نا معاذ بن معاذ، قال: كنية عبد اللّه بن عون أبو عون.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية، قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: عبد اللّه بن عون بن أرطبان، سمعته من سليمان بن حرب، و سمعت مسلم بن إبراهيم يكنيه أبا عون.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن (2) شجاع، أنبأ أبو عمرو بن مندة، أنا الحسين بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا (3)،نا محمّد بن سعد، قال في الطبقة الرابعة من أهل البصرة: عبد اللّه بن عون بن أرطبان مولى عبد اللّه بن درّة (4) بن سرّاق المزني، يكنى أبا عون، توفي سنة إحدى و خمسين و مائة.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري (5)،أنبأ أبو عمر بن حيّوية، أنبأ أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (6) قال:
عبد اللّه بن عون بن أرطبان، يكنى أبا عون، مولى عبد اللّه بن درّة (7) بن سرّاق المزني، و كان أكبر من سليمان التيمي (8) و كان عثمانيا، و كان ثقة، كثير الحديث ورعا.
أخبرنا (9) أبو الفتح الفقيه أنا أبو الفتح الفقيه [أنا أبو الفتح الفقيه] (10) أنا
ص: 331
طاهر (1) بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد الجوزي، نا يزيد بن محمّد بن إياس، قال: سمعت محمّد بن أحمد المقدّمي يقول: عبد اللّه بن عون (2) بن أرطبان ولاؤه لمزينة، و ابن عون يكنى أبا عون.
حدّثني أبي قال: و قال علي بن المديني: جمع لابن عون من الإسناد ما لم يجمع لأحد من أصحابه (3)،سمع من القاسم، و سالم، و من الحسن، و ابن سيرين، و من الشعبي، و إبراهيم، و من عطاء، و مجاهد، و من رجاء، و مكحول.
أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي الكوفي (4)-و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهّاب بن (5) محمّد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (6) قال: عبد اللّه بن عون بن أرطبان مولى مزينة، أبو عون البصري، سمع القاسم، و الحسن (7)،و ابن سيرين.
و قال المقرئ: سمعت ابن المبارك يقول: ما رأيت أحدا أفضل من ابن عون.
في نسخة ما شافهني به - أجاز لي - أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنبأ أبو علي - إجازة-.
قال: نا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (8) قال: عبد اللّه بن عون البصري، و هو ابن عون بن أرطبان، مولى مزينة، أبو عون، رأى أنس بن مالك، و روى عن القاسم بن محمّد، و أبي وائل، و مجاهد، و الحسن (9)،و ابن سيرين، و إبراهيم النخعي، و روى عنه الثوري، و شعبة، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو بكر (10) محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو عون
ص: 332
عبد اللّه بن عون بن الأرطبان، سمع الحسن (1)،و محمّدا (2)،و إبراهيم، و الشعبي، و روى عنه: حمّاد بن زيد، و ابن علية.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عون عبد اللّه بن عون بن أرطبان الثقة المأمون.
قرأنا على أبي الفضل أيضا، عن أبي طاهر الأنباري، أنا أبو القاسم بن الصّوّاف، نا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي (3)،قال: أبو عون عبد اللّه بن عون بن الأرطبان.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو عون عبد اللّه بن عون بن أرطبان المزني، مولاهم البصري، و يقال: كان أرطبان مولى عبد اللّه بن مغفّل (4)،و يقال: مولى عبد اللّه بن درّة، عداده في التابعين، يروي عنه عن[ (5) أنس بن مالك، و سمع القاسم بن محمّد بن أبي بكر، و الحسن (6) بن أبي الحسن (7) البصري، و روى عنه]: داود بن أبي هند القشيري، و سليمان بن مهران، و سفيان الثوري، و شعبة.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل المقدسي، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري، قال: عبد اللّه بن عون بن أرطبان أبو عون، مولى عبد اللّه بن درّة بن سرّاق المزني، مولاهم، البصري، سمع القاسم بن محمّد، و نافعا، و ابن سيرين، و مجاهدا (8)،و الشعبي، و إبراهيم، و موسى بن أنس بن مالك، و روى عنه: النضر بن شميل، و عبّاد بن العوّام، و بشر بن المفضّل، و معاذ بن معاذ، و ابن أبي عدي (9)،و إبراهيم بن سعد، و عبد الرّحمن بن حمّاد في العلم و غير موضع.
ص: 333
قال البخاري (1):قال ابن أبي الأسود: قال سعيد بن عامر: مات سنة إحدى و خمسين و مائة.
و قال يحيى بن بكير: قال الذهلي عنه، و البخاري أيضا عنه (2)،و قال ابن سعد مثل ابن بكير، و قال الغلاّبي: حدّثنا ابن حنبل، قال: حدّثنا يحيى بن سعيد، قال:
مات سنة إحدى و خمسين و مائة في أوّلها، و هو أكبر من التيمي (3).
و قال البخاري (4):قال المقرئ: مات سنة خمسين و مائة، و قال أبو عيسى:
مات سنة خمسين و مائة، و قال عمرو بن علي: مات سنة إحدى و خمسين و مائة، و هو ابن خمس و ثمانين سنة، ولد سنة ست و ستين (5).
و قال ابن أبي شيبة: مات سنة إحدى و خمسين و مائة.
قال الواقدي مرة في التاريخ: مات سنة إحدى و خمسين و مائة، و قال مرة: مات سنة اثنتين (6) و خمسين و مائة، و ذكر أبو داود أن حميد بن الأسود قال: كان ابن عون اسن من أيوب بسنتين، و ذكر أبو داود أيضا: أنه مات سنة إحدى و خمسين و مائة.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، أنا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (7)،حدّثني الوليد بن هشام، عن أبيه عن ابن عون، عن أبيه عن أرطبان قال: كنت شماسا في بيعة ميسان فوقعت في السهم لعبد اللّه بن درّة (8) المزني.
أخبرنا أبو الحسن (9) علي (10) بن المسلم، و أبو[ (11) الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيهان (12) قال: قالا] نا نصر بن إبراهيم، أنا أبو الحسن (13) بن عوف، نا محمّد بن
ص: 334
موسى (1) بن الحسين، أنبأ أبو بكر بن خريم، أنا حميد بن زنجويه، نا سليمان بن حرب، نا حمّاد بن زيد، عن ابن عون، حدّثني أبي عن جدي أرطبان قال:
لما عتقت اكتسبت مالا، فأتيت عمر بن الخطّاب بزكاته، فقال لي: ما هذا؟ قلت: زكاة مالي (2)،قال: أولك مال ؟ قال: قلت: نعم، قال: بارك اللّه لك في مالك و ولدك.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (3)،نا سليمان بن حرب، نا حمّاد، عن ابن عون، حدّثني أبي، عن جدي أرطبان قال:
أعتقت فاكتسبت مالا، فأتيت عمر بن الخطّاب بزكاته، فقال: ما هذا؟ قلت:
زكاة مالي، فقال لي: أولك مال ؟ قلت: نعم، قال: بارك اللّه لك في مالك و ولدك.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: نا - و أبو منصور بن زريق: أنا - أبو بكر الخطيب (4)،أنا أبو القاسم الأزهري، أنا علي بن عمر الحافظ ، نا محمّد بن مخلد، نا محمّد بن موسى بن مهاجر أبو عبد اللّه، نا أزهر بن سعيد (5)،نا ابن عون، عن أبيه عن جده أرطبان (6) قال: أتيت عمر بن الخطّاب بصدقة مالي، فقال لي: بارك اللّه لك في مالك، قلت: يا أمير المؤمنين و أهلي ؟ قال:
و لك أهل ؟ قلت: يكون، قال: و أهلك.
أخبرنا أبو سعد محمّد بن محمّد، و أبو علي الحسن (7) بن أحمد - في كتابيهما - قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا علي بن محمّد بن سعيد الموصلي، نا أسد بن عمرو الواسطي، نا يزيد بن هارون، عن ابن عون قال: رأيت على أنس بن مالك جبّة و عمامة و كساء خز و حدّثنا (8) عمي أنا أبو طالب، أنا الجوهري - قراءة.
ص: 335
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف [ثنا] الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1)،أنا بكّار بن محمّد قال: سمعت ابن عون يقول: رأيت أنس بن مالك يقاد به دابته، لا يلقى ما ألقى أنا، لقد تركوني ما أقدر أن أخرج إلى حاجة.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، نبأ محمّد بن يعقوب، نا عبّاس بن محمّد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: قد رأى ابن عون أنس بن مالك.
أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن أيمن الدّينوري - قراءة عليه - أنا أبو الحسن بن السمسار - إجازة - أنا القاضي أبو عبد اللّه أحمد بن القاسم الميانجي، أنا[ (2) أبو بكر محمّد بن الحسين بن فيل البالسي بأنطاكية]، نا أبو جعفر (3) محمّد بن سليمان المنقري، قال: سمعت علي بن المديني يقول:
كنا عند يحيى القطان فتذاكروا الأعمش و ابن عون، فقالوا: الأعمش رأى غير واحد من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، فقال يحيى بن سعيد: و من للأعمش بسماع ابن عون، سمع ابن عون من فقهاء أهل الأرض، سمع بالبصرة من: الحسن (4)،و ابن سيرين، و بالكوفة من إبراهيم النخعي و الشعبي، و بالمدينة من القاسم، و سالم، و بمكة من سعيد بن جبير (5)،و مجاهد، و بالشام من مكحول، و رجاء (6) بن حيوة.
أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو بكر محمّد بن عمر بن بكير النجار، أنا عثمان بن أحمد بن سمعان الرزاز، نا أبو محمّد الهيثم بن خلف بن محمّد الدوري، نا محمود بن غيلان، نا المؤمل، عن حمّاد بن زيد (7) قال:
ص: 336
مكث ابن عون بالبصرة نحوا من سبعين سنة (1)،أو ستين، و ليس له في أيدي الناس إلاّ ثمانية أو سبعة أحاديث حتى مات أيوب.
أخبرنا أبو الحسن (2) الفرضي، نا عبد العزيز الصوفي، أنا أبو نصر محمّد بن أحمد بن هارون بن موسى الغساني، نا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم الهمداني، نا محمّد بن إدريس بن الحجّاج الأنطاكي، نا محمّد بن مصفّى (3)،نا موسى بن إسماعيل البصري، نا حمّاد بن سلمة، قال: مكث ابن عون سبعين سنة لا يروى (4) له في الناس إلاّ ثمانية أحاديث.
أخبرنا أبو الفتح، أنبأ أبو الفتح، أنا أبو الفتح، أنبأ طاهر بن محمّد، نا علي بن إبراهيم، نا يزيد بن محمّد، قال: سمعت محمّد بن أحمد المقدّمي يقول: حدّثنا إسماعيل - يعني - القاضي - نا علي بن المديني، نا بشر بن المفضّل قال:
لقيت الثوري بمكة، فقلت له: من أمر من آمن من تركت على الحديث بالكوفة ؟ قال: منصور بن المعتمر، فمن آمن من تركت أنت (5) على الحديث بالبصرة، قلت:
يونس بن عبيد، قال علي: و هذا بعد موت أيوب. قال علي: و هذا قبل أن يحدّث ابن عون، و لو كان ابن عون قد حدّث ما قدّم عليه عندي أحدا (6).
قال: و بلغني أن ابن عون لم يحدّث إلاّ بعد موت أيوب، و كان يحدّث بعد ذلك بخمسة أو ستة أحاديث، و كان يمتنع من الحديث حتى مات يونس بن عبيد، فألحّ عليه أصحاب الحديث فسلس (7) و حدّث، و مات أيوب سنة إحدى و ثلاثين، و مات منصور بن المعتمر سنة ثلاث (8) و ثلاثين، و مات يونس بن عبيد سنة تسع و ثلاثين، و مات ابن عون سنة إحدى و خمسين بعد أيوب بعشرين سنة، و كان ابن عون أسن من أيوب بسنتين، و كان أيوب أكثر هؤلاء حديثا، الذي ظهر من حديثه قريب من ثلاثة آلاف حديث و أقلهم (9) حديثا يونس بن عبيد.
ص: 337
أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد، أنبأ أبو الفضل بن خيرون، أنبأ أبو بكر محمّد بن عمر، أنا عثمان بن أحمد، نا الهيثم بن خلف، نا محمود بن غيلان، نا النضر بن شميل، قال: كان رجل ملازما لابن عون، فقيل له: بلغ حديث ابن عون ألفا؟ قال: أضعف، قيل: فألفين، قال: أضعف، قيل: فأربعة آلاف ؟ قال: أضعف، قيل:
فستة (1) آلاف ؟ قال: فسكت الرجل.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن عبد الملك بن عمر.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا عبد الملك، أنا حفص بن شاهين، أنا محمّد بن مخلد.
ح قال: و أنا العتيقي، أنا عثمان بن محمّد، نا إسماعيل الصفّار، قالا: نا عباس الدوري، نا أبو بكر بن أبي الأسود قال: سمعت إسماعيل - يعني - ابن عليّة يقول:
لم يكن خالد (2) الحذّاء يحفظ حديث محمّد بن سيرين، و كان سلمة بن علقمة أحفظ لحديث محمّد من خالد. قال: و كان ابن عون يريد اللفظ ، فيغلبه (3) قال: و كان الدستوائي أحفظ لحديث يحيى بن أبي كثير من أيوب، و قد كان سليمان بن المغيرة أحفظ لحديث حميد بن هلال من أيوب.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه بن الحسن، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (4)،حدّثني أبو بشر (5)-هو بكر بن خلف - قال: قال لي معاذ بن معاذ: حدّثني بشر (6) بن المفضل قال: جئت يوما إلى أهلي، فإذا أبي يقول: جاءنا قبل ابن عون يسألني عنك فاته قال: فأتيته فقلت: بلغني أنك جئت تطلبني ؟ قال: نعم، الحديث الذي حدثتك يوم كذا و كذا، كيف هو؟ فقلت:
كذا و كذا، قال: نعم، إني خشيت (7) أن لا يكون حديثك (8) كما هو عندي.
ص: 338
أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنبأ أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو القاسم السهمي، أنبأ أبو أحمد بن عدي، نا عبد الرّحمن بن محمّد القرشي، نا محمّد بن رجاء السيدي (1)، أنا النضر بن شميل.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأ أبو الفضل بن خيرون، أنا محمّد بن عمر بن بكير، قال: قرئ على عثمان بن أحمد سمعان (2)،أنا الهيثم بن خلف، نا محمود بن غيلان، نا النضر قال: سمعت شعبة يقول: شكّ ابن عون أحب إليّ من يقين غيره (3).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري، و أبو نصر الزينبي.
ح و أخبرنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أبو القاسم بن البسري (4)،قالوا: أنا أبو طاهر المخلّص.
ح و أخبرنا أبو الفتح محمّد بن علي بن عبد اللّه المضري (5)،و أبو الحسن علي بن أبي طالب أحمد بن محمّد بن عوانة القايني، و أبو رشيد علي بن عثمان بن محمّد بن الهيصم الهيصمي (6)،و أبو صالح ذكوان بن سيّار (7) بن محمّد بن أبي القاسم الدهّان - بهراة - قالوا: أنا أبو عبد اللّه محمّد بن أبي مسعود عبد العزيز بن محمّد الفارسي، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أحمد بن محمّد بن أبي شريح، قالا: نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا خلاّد - هو ابن أسلم - قال: سمعت النضر بن شميل يذكر قال: قال شعبة: لأن يحدثني ابن (8) عون يقول: أرى حدثني فلان أحبّ إليّ من أن يقول غيره: حدّثني فلان.
أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو الفضل المطهّر بن (9) عبد الواحد بن محمّد
ص: 339
البزاني، أنبأ أبو عمر عبد اللّه بن محمّد بن أحمد بن عبد الوهّاب، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عمر الزهري، نا عمي عبد الرّحمن بن عمر رستة، نا أبو عبد الرّحمن المقرئ، قال: قال شعبة: شك ابن عون أحبّ إليّ من يقين غيره.
أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر المقرئ، نا محمّد بن جعفر الزرّاد المنبجي، نا عبيد اللّه بن سعد، نا ابن عائشة، نا رجل من القرشيين قال: قال شعبة: شك أيوب و يونس و ابن عون أحبّ إليّ من يقين قوم كثير.
في نسخة ما شافهني (1) به أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك الأديب، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق، أنا أبو علي حمد بن عبد اللّه - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر الحسين بن سلمة، أنا أبو الحسن علي بن محمد قالا: أنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الحنظلي (2) حدّثنا محمّد بن مسلم، قال: سمعت عبد الرّحمن بن الحكم بن بشير يقول: أخرج إليّ العلاء (3)-يعني: ابن منصور - كتابه، قال: سألت ابن عليّة عن حفاظ أهل البصرة فذكر منهم: عبد اللّه بن عون (4).(5) أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن جعفر، أنا سهل بن بشر، أنا علي بن منير بن أحمد الخلال، أنا القاضي أبو طاهر محمّد بن أحمد الذهلي، نا أبو
ص: 340
خليفة الفضل بن الحباب، نا محمّد بن سلاّم، قال: سمعت وهيبا يقول: دار أمر البصرة على أربعة، قلت: من هم يا أبا بكر؟ قال: يونس بن عبيد، و أيوب السختياني، و عبد اللّه بن عون، و سليمان التيمي.
قرأت على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن (1)،عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيوية، أنبأ محمّد بن القاسم الكوكبي، نا ابن أبي خيثمة، نا عبيد اللّه بن عمر قال: حدّثنا معاذ بن معاذ، قال: سمعت ابن عون يقول: ما بقي أحد أبطن بالحسن (2) منا، و اللّه لقد أتيت منزله في يوم حار و ليس هو في منزله فنمت على سريره، فلقد انتبهت و إنه ليروّحني.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا سليمان بن حرب، نا حمّاد بن زيد، عن ابن عون قال: قلت عند الحسن (3) و محمّد فكلاهما لم يزالا قائمين على أرجلهما حتى فرش لي.
قال: و رأيت الحسن (4) ينفض (5) الفراش بيده.
قال سليمان تكرمة لابن عون.
أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنبأ أبو بكر النجّار، أنا عثمان بن أحمد بن سمعان، نا الهيثم بن خلف، نا محمود بن غيلان، نا البرساني، قال: كان هشام بن حسان إذا جلس يحدّث ربما جاء ابن عون فيجلسه في مجلسه و هو يحدّث.
أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، أنا أبو صاعد يعلى ابن هبة اللّه.
ح و أخبرنا أبو محمّد الحسن (6) بن أبي بكر، أنبأ أبو عاصم الفضيل بن أبي منصور، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي شريح، أنبأ محمّد بن عقيل بن الأزهر، نا محمّد بن إبراهيم، نا عبيد اللّه بن معاذ (7)،نا أبي، قال يونس بن عبيد: إني لا أعرف رجلا يطلب منذ عشرين سنة أن يسلم له يوم كأيام ابن عون فما يسلم له، و ما ذاك بمانعه أن يطلبه فيما
ص: 341
بقي، فكانوا يرون أنه يعني نفسه (1).
كتب إليّ أبو نصر أحمد بن محمّد بن علي بن البخاري، أنا أبو بكر بن بشران، أنا أبو الحسن (2) الدارقطني، نا جعفر بن محمّد بن أحمد الواسطي (3)،نا إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم، نا أبو موسى، نا محمّد بن عبد اللّه الأنصاري، عن هشام، عن محمّد.
في البول في المغتسل، قال: من يكره هذا؟ قال: يكرهونه، يقولون: عامة الوسواس منه، قالوا: ربّنا اللّه لا شريك له، قال الأنصاري: قلت لرجل: سله، ممن سمعه ؟ قال: فسأله فقال: حدّثني به من لم تر عيناي مثله، عبد اللّه بن عون.
أنبأنا أبو علي الحسن (4) بن أحمد، أنبأ أبو نعيم (5)،نا أبو محمّد بن حيّان، نا عبد الرّحمن بن محمّد بن حمّاد، نا حفص الرّبالي، نا معاذ بن معاذ، قال: سمعت هشام بن حسّان يقول: حدّثني من لم تر عيناي مثله، فقلت في نفسي اليوم يستبين فضل الحسن (6) و ابن سيرين، قال: فأشار بيده إلى ابن عون و هو جالس.
قال الرّبالي فذكرته للخليل بن شيبان فقال له: سمعت عمر بن حبيب يقول:
سمعت عثمان البتّي يقول: ما رأت عيناي مثل ابن عون.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري (7)،أنا أبو عمر بن حيّوية، أخبرنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (8)،أنا محمّد بن عبد اللّه الأنصاري، قال: سمعت عثمان البتّي يقول في شهادة الرجل لأبيه (9):لا تجوز إلا أن يكون مثل ابن عون.
قال الأنصاري: و به آخذ، و قد شهدت عند سوّار بن عبد اللّه لأبي علي شهادة فقبلها.
قال (10):و أنا محمّد بن عبد اللّه الأنصاري قال: حدّث هشام (11) مرة فقال له رجل:
ص: 342
من حدّثك به ؟ قال: من لم تر عيناي و اللّه مثله قط ، عبد اللّه بن عون [و ما أستثني الحسن و لا ابن سيرين. قال الأنصاري: و قدم هشام مرة من مكة فأتى ابن عون] (1)و نحن عنده، فقال: ما أتيت أهلي و لا أحدا حتى أتيتك.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنبأ أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2)،حدّثني عبيد اللّه بن النضر، قال: قال مالك بن أنس للثوري: يا أبا عبد اللّه من خلّفت بالعراق ؟ قال: فكرهت أن أذكر له أهل الكوفة، قال: فقلت له: تركت بها أيوب، و يونس بن عبيد، و ابن عون و التيمي، قال: فقال لي:
ذكرت الناس.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أنا إبراهيم بن يعقوب، نا الحسن (3) بن الربيع، حدّثني علي بن بكار عن أبي إسحاق الفزاري قال: كنت عند الأوزاعي فقال: لو خيّرت لهذه الأمة من ينظر لها، و يختار لها ما اخترت لها إلاّ سفيان بن سعيد، و عبد اللّه بن عون.
أنبأنا أبو علي الحسن (4) بن أحمد، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه، نا سليمان بن أحمد، نا محمّد بن صالح بن الوليد، نا محمّد بن يحيى الأزدي، نا عبد اللّه بن داود الخريبي عن بهيم (5)،عن أبي إسحاق الفزاري قال: سمعت الأوزاعي يقول: إذا مات ابن عون و سفيان الثوري استوى الناس (6).
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد الزهري (7).
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن (8) علي بن هبة اللّه بن عبد السّلام، قالا: أنا أبو محمّد الصّرفيني (9)،أنا أبو القاسم بن حبابة، قالا: أنبأ أبو
ص: 343
القاسم البغوي، حدّثني علي بن مسلم، نا أبو داود، عن شعبة قال: ما رأيت قط مثل أيوب و يونس و ابن عون (1).
أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنبأ أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسن (2)،أنا أبو محمّد بن النحّاس، أنا أبو أبو سعيد بن الأعرابي، نا إبراهيم بن عمر، عن الأصمعي، قال: قال شعبة: ما رأيت أحدا بالكوفة إلاّ و هؤلاء الأربعة أفضل منه: التيمي، و يونس، و ابن عون، و أيوب.
[أخبرنا ملحق أبو الحسن الغساني قال: ثنا - و أبو منصور القزاز قال] (3) أنا أبو بكر الخطيب قرأ (4) الصوري، أنا عبد اللّه (5) بن عمر المصري، أنا أبو سعيد أحمد بن محمّد بن زياد، نا أبو العباس أحمد بن جعفر الفرغاني، نا أحمد بن عبد الجبّار البغدادي، نا علي بن المديني قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: سمعت سفيان الثوري يقول: دخلت البصرة فرأيت أربعة أئمة: سليمان التيمي، و أيوب السختياني، و أبو عون، و يونس، كلّ يقول: أبو بكر، و عمر، و عثمان، و علي، فرجعت (6) عن قولي، فقلت كما قالوا: أبو بكر، و عمر، و عثمان، و علي، قال أبو سعيد: و كان قوله: أبو بكر، و عمر، و عثمان، و علي (7).
أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء (8)،أنبأ أبو الفتح منصور بن الحسين، و أحمد بن محمود، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الخطيب الأهوازي، نا معمر بن إبراهيم بن الربيع بن المسيّب، نا المنهال بن بحر، قال: سمعت شعبة يقول:
انظروا عن من تكتبوا (9) اكتبوا عن قرّة بن خالد، و سليمان بن المغيرة،
ص: 344
و الأسود بن شيبان (1)،و ابن (2) عون، و اللّه لوددت أنّي قدرت أن آخذ لابن عون كل يوم بالركاب.
و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن (3) علي [بن] هبة اللّه بن عبد السّلام، قالا: أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا أحمد بن إبراهيم العبدي، نا محمّد بن معاذ، نا معاذ، عن شعبة قال: ما رأيت أحدا من أصحاب الحديث إلاّ يدلس إلاّ ابن عون، و عمرو [بن مرة] (4).
أخبرنا أبو علي الحدّاد - في كتابه - أنبأ أبو نعيم (5) الحافظ ، نا عبد اللّه بن محمّد، نا محمّد بن يحيى بن مندة، نا محمّد بن عمر بن حرب، نا بعض أصحابنا عن ابن عون: أنه نادته أمّه فأجابها فعلا صوته صوتها، فأعتق رقبتين.
قال: و أنا أبو نعيم (6)،أنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم - في كتابه - نا محمّد بن أيوب.
قال: و نا عبد اللّه بن محمّد، نبأ أحمد بن نصر، نا أحمد بن كثير، قالا: أنا أبو الربيع الزهراني، حدّثني محمّد بن عبّاد المهلّبي، عن أبيه قال: أتيت ابن عون، فسلّمت عليه، قال: فرجعت إلى البيت، فإذا أنا بإنسان قد ضرب الباب، فإذا هو ابن عون، فقلت: ادخل، فما جاء به إلاّ أمر، و إنما فارقته الساعة، فقلت: يا ابن عون مه ؟ قال:
أردت أن آتيك فأسلّم عليك، فكرهت أن أعود نفسي هذه العادة (7) أن أنوي شيئا ثم لا أ في به.
أخبرنا (8) أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم - في كتابه - أنا القاضي أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن محمّد الصيداني (9)،نا أبو عبد اللّه محمّد بن الحسين بن عمر التميمي (10)،أنا أبو الفضل جعفر بن أحمد بن عبد السّلام الحميري، نا الحسين بن نصر بن المعارك البغدادي، نا أحمد (11) بن صالح، نا نعيم (12) بن حمّاد
ص: 345
قال: سمعت ابن المبارك يقول: ما رأيت أحدا ممن ذكر لي إلاّ (1) و أنه دون ما ذكروا لي إلاّ ابن عون، و حيوة بن شريح (2).
أخبرنا أبو الفرج سعيد (3) بن أبي الرجاء الصيرفي، أنا منصور بن الحسين، و أحمد بن محمود، قالا: أنا أبو بكر المقرئ، نا أبو عثمان إسحاق بن إبراهيم بن زيد، نا عمران بن عبد الرحيم، نا محمّد بن جابر قال: قال ابن المبارك: ما رأيت أفضل من ابن عون (4).(5) أخبرنا أبو بكر اللفتواني، نا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوه (6)،أنا أبو الحسن اللّنباني، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني أحمد بن إسحاق بن عيسى الأهوازي، نا أبو عبد الرّحمن المقرئ قال: سمعت ابن المبارك يقول: ما رأيت أحدا أفضل من عبد اللّه بن عون.
أخبرنا أبو نصر بن القشيري - في كتابه - أنا أبو بكر البيهقي، أنا الحاكم أبو عبد اللّه قال: سمعت علي بن بندار الزاهد يقول: سمعت حاتم بن أحمد البخاري يقول: سمعت سفيان بن عبد الحكم يقول: حدّثنا المقرئ (7) قال: سمعت عبد اللّه بن المبارك يقول: ما رأيت أفقه من ابن عون، قال المقرئ (8):و أنا أقوله.
قال: و أنبأ أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو بكر الجرّاحي، نا يحيى بن ساسويه، نا عبد الكريم السكري، عن وهب بن زمعة، قال: سمعت عبد اللّه - يعني - ابن المبارك يقول: ما أحد ممن لقيت آسي عليه كما آسي على ابن بن عون (9) ألاّ أكون لزمته حتى أموت (10).
أنبأنا (11) أبو القاسم منصور بن محمّد بن محمّد العلوي الهروي، قال: سمعت
ص: 346
القاضي أبا المظفر منصور بن إسماعيل الحنفي (1) الخالدي المعروف الذي يعرف بابن أبي قرّة يقول: سمعت أبا بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن زكريا الجوزقي يقول:
سمعت أبا العبّاس الدغولي يقول: سمعت عبد اللّه بن جعفر بن خاقان السلمي المروزي يذكر عن أحمد بن الحسن البكري (2) صاحب سنة قال: سمعت نعيم بن حمّاد يقول: سمعت ابن المبارك يقول: و جعل يدعو الناس.
ما رأيت أحدا ذكر لي قبل أن ألقاه، ثم لقيته إلاّ و هو غير ما ذكر لي إلاّ حيوة (3)، و ابن عون، و سفيان، فأما ابن عون فلوددت أنّي لزمته حتى أموت أو يموت.
أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد بن يوسف، و أبو نصر المعمر بن محمّد البيّع، قالا: أنا أبو المظفر هنّاد بن إبراهيم بن محمّد النّسفي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد بن سليمان بن كامل الغنجار، أنا محمّد بن محمّد بن صابر، أنا أبي قال: سمعت سهل بن خلف بن وردان يقول: سمعت خشنام الشعراني الزاهد يذكر عن عبد اللّه بن المبارك قال: طلبت هذا العلم فوجدته و طلبت الأدب فلم أجده إلاّ عند رجلين: مسعر، و ابن عون.
أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم (4)،نا عبد اللّه بن محمّد، نا أحمد بن الحسين، نا أحمد بن إبراهيم، حدّثني المثنى أبو بكر (5) بن أصرم قال: قيل لابن المبارك: بن عون بما ارتفع ؟ قال: بالاستقامة.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا الحسين بن جعفر - زاد ابن الطّيّوري: و ابن عمه محمّد بن الحسن قالا:- أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنبأ صالح بن أحمد بن صالح، حدّثني أبي أحمد (6) قال (7):و كان ابن المبارك ما وصف لي أحد إلاّ وجدته دون صفته إلاّ ابن عون، و حيوة بن شريح.
ص: 347
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن (1) بن عبد السّلام، قالا: أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن مسلم، أنبأ حبان مولى بني أمية جار أبي عاصم قال: سمعت سلاّم بن أبي مطيع يقول: ما فقنا أهل الأمصار قطّ إلاّ في زمن أيوب، و يونس، و ابن عون، فإنه لم يكن في الأرض مثلهم لا بالبصرة، و لا بالكوفة، و لا بالحجاز، و لا بالشام.
قال: و نا علي بن مسلم، نا أبو داود قال: سمعت أبا عوانة يقول: رأيت الكوفة و رأيت الناس، ما رأيت مثل هؤلاء الثلاثة: أيوب، و يونس، و ابن عون.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري (2)،أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3)،أنا عارم، نا حمّاد بن زيد قال: فقهاؤنا أيوب، و ابن عون، و يونس.
قال عارم: فذكرته لابن (4) داود فقال: قال سفيان الثوري: فقهاؤنا: ابن أبي ليلى، و ابن شبرمة.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد (5)،أنبأ أبو الفضل بن البقال، أنبأ أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، قال: قال سليمان:
أصحابنا يقولون: أيوب، و يونس، و ابن عون.
و قال عارم عن حمّاد بن زيد: أيوب، و ابن عون، و يونس في التقدمة.
أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنبأ أبو بكر بن الطّيّوري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (6)،قال: سمعت سليمان بن حرب يقول: قال حمّاد بن زيد: لما ولد لي إسماعيل و تحرك ذهبت به إلى حلقة ابن عون، قلت: لعل ابن عون يدعو له، قال: فلما قمنا قال لي الصبي: يا أبتاه من ذلك الرجل - يريد ابن عون - كأنه من الملائكة، أو كلام نحو هذا.
ص: 348
قال: و نبأ يعقوب، قال: و حدّثني عقبة بن مكرم، قال: سمعت سعيدا - يعني:
ابن عامر - يقول: لم تر بعينك كوفيا و لا بصريا مثل ابن عون.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسن (1)محمّد بن يعقوب الفقيه، نا أبو بكر محمّد بن أحمد المفيد، حدّثني خالد بن محمّد بن خالد، قال: سمعت أبا عبيد القاسم بن سلاّم.
و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا محمّد بن علي بن محمّد (2)،أنا أبو بكر الجوزقي، أنا محمّد بن عبد الرّحمن الدغولي، قال:
سمعت عبد المجيد (3) بن إبراهيم يقول: حدّثنا أبو عبيد القاسم بن سلاّم قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: ما ساد ابن عون الناس أن كان أزهدهم في الدنيا، و لقد كان سليمان التيمي أترك للدنيا منه، و سقط له بيت فما رفعه حتى مات، و لكن ساد ابن عون الناس بصيانة هذا اللسان.
أنبأنا أبو علي الحسن (4) بن أحمد، أنا أبو نعيم (5)،نا إبراهيم بن عبد اللّه بن إسحاق، نا محمّد بن إسحاق الثقفي، قال: سمعت محمّد بن عبيد اللّه بن المنادي يقول: سمعت روحا - يعني - ابن عبادة يقول: ما رأيت رجلا أعبد من ابن عون.
قال (6):و نا أبو محمّد بن حيّان، نا أحمد بن نصر، نا أحمد بن إبراهيم، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم، حدّثني ابن مهدي، قال: ما كان بالعراق أحد أعلم بالسنّة من ابن عون.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن عبد الملك بن (7) عمر بن خلف ثم (8) أخبرني أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الفتح عبد الملك بن عمر بن خلف، أنا أبو حفص بن شاهين، نا محمّد بن مخلد.
ح قال: و أنا أبو الحسن العتيقي، أنا عثمان بن محمّد، نا إسماعيل الصفّار، قالا:
ص: 349
نا عباس الدوري، نا أبو بكر بن أبي الأسود قال:
كتب عبد الرّحمن بن المهدي في وصيته و أوصى أهله و ولده قال: انظروا ما كان عليه أيوب، و يونس، و ابن عون، و سلوا عن هدي ابن عون، فإنكم ستجدون من يخبركم عنه.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن (1) رشأ بن نظيف، أنا الحسن (2) بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا محمّد بن يونس، نا الأصمعي، قال:
أعبد الأربعة (3):سليمان التيمي، و أفقههم أيوب السّختياني، و أشدهم في الدرهم: يونس بن عبيد، و أضبطهم للسانه ابن عون.
قرأت على أبي عبد اللّه (4) بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيوية، أنا أبو الطّيّب محمّد بن القاسم بن جعفر، نا ابن أبي خيثمة، نا يحيى بن يوسف الزّمّي (5)،قال: سمعت أبا الأحوص سلام (6) يقول: كان يقال لابن عون: سيّد القرّاء في زمانه (7).
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل - إجازة - أنا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، نا يحيى بن أيوب قال: سمعت معاذ بن معاذ يقول: ما رأيت مثل ابن عون.
قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام، أنا محمّد بن القاسم، نا ابن أبي خيثمة، أنا محمّد بن سلاّم، قال: قال الوثيق بن يوسف: ما رأيت رجلا قطّ أفضل من ابن عون.
أخبرنا (8) أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون (9)،أنا أبو بكر البرقاني، أنا أبو عمر بن حيّوية - إجازة - أبو العباس أحمد بن محمّد بن مسعدة
ص: 350
الفزاري، أنا أبو الفضل جعفر بن درستويه [النسوي، نا أبو العبّاس] (1) أحمد بن محمّد بن القاسم بن محرز قال: سمعت يحيى بن معين يقول: ابن عون خير من عمرو بن قيس (2) الملائي، و عمرو بن قيس رجل صالح، مات هاهنا - يعني - ببغداد، زعموا كان راجعا من الحربية (3).
في نسخة ما شافهني (4) به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة- (5).
ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (6)، قال: نا محمّد بن أحمد بن البرّاء، قال: قال علي بن المديني: و ذكر هشام بن حسّان، و خالد الحذّاء،[و عاصم الأحول، و سلمة بن علقمة، و عبد اللّه بن عون، و أيوب، فقال:] (7) ليس في القوم مثل ابن عون و أيوب.
قال: و نا ابن أبي حاتم، نا أبو سعيد الأشجّ ، نا عيسى - يعني - ابن يونس عن عبد اللّه بن عون، و هشام القردوسي (8) قال عيسى: و كان ابن عون أثبت الرجلين عندهم.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه (9) قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد - إجازة - أنا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، قال: و سمعت يحيى بن معين يقول: ابن عون ثبت.
أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه الواسطي، قال: نا أبو بكر الخطيب
ص: 351
-لفظا - أنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن حميد، قال: سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس قال: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول:
سألت يحيى بن معين قلت: فابن عون فيما روى عن إبراهيم و الشعبي ؟ فقال:
هو في كل شيء ثقة، قلت: هو أحبّ إليك في الشعبي أو إسماعيل ؟ فقال: إسماعيل أعلم به - يعني - ابن أبي خالد.
أخبرنا أبو البركات (1) عبد الوهّاب بن المبارك، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطيوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا الحسين (2) بن جعفر - زاد ابن الطيوري: و محمّد بن الحسن قالا:- أنبأ الوليد بن بكر، أنبأ علي بن أحمد بن زكريا، أنبأ صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال (3):
عبد اللّه بن عون يكنى أبا عون، بصري، ثقة، رجل صالح، و أهل البصرة يفخرون بأربعة: أيوب السختياني، و عبد اللّه بن عون، و سليمان التيمي، و يونس بن عبيد، فأمّا ابن عون فكان إذا غضب على (4) أحد من أهله قال: بارك اللّه فيك، فقال لابن له يوما: بارك اللّه فيك، فقال: أنا بارك اللّه فيّ ؟ قال: نعم، فقال بعض من حضر:
ما قال لك إلاّ خيرا، قال: ما قال لي هذا حتى أجهد.
قال: و كان يأتيه السابري (5) من سابور، فإذا أراد أن يبيعه (6) أخرجه إلى صحن الدار فيريهم المتاع، قال: فيشترونه منه قال: و كان له جار مجوسي يأتيه السابري (7)من سابور، فإذا أراد أن يبيعهم أدخلهم في موضع مظلم فكانوا لا يشترون من المجوسي شيئا حتى لا يصيبوا عند ابن عون شيئا.
في نسخة ما شافهني (8) به أبو عبد اللّه (9) الأديب، أنا أبو القاسم بن محمّد، أنا أبو علي - إجازة-.
ص: 352
ح قال: و أنا أبو طاهر الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمّد الفأفاء، قالا: أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن محمّد بن إدريس الحنظلي (1) قال: سمعت أبي يقول:
عبد اللّه بن عون ثقة، و هو أكبر (2) من سليمان التيمي.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، أخبرني عبيد اللّه بن فضالة بن إبراهيم، قال: سمعت يحيى - و هو ابن يحيى - يقول: قيل للنضر بن محمّد: ابن المبارك يشبه بابن عون ؟ قال: كان ابن عون يصلي بالليل، و ابن المبارك ينظر في الحديث.
أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنبأ علي بن محمّد بن أحمد بن نصير، نا محمّد بن الحسين بن شهريار، نا عمرو بن علي، قال:
سمعت أبا عاصم يقول: رأيت هشام بن حسّان إذا ذكر النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و الجنّة و النار بكى حتى تسيل دموعه على خدّه، و رأيت ابن عون تدور الدموع في عينيه و لا تخرج.
أخبرنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه الحسن (3) بن أحمد، أنبأ أبو علي الأهوازي، نا عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، نا أبو حاتم عدي (4) بن يعقوب الخطيب، نا محمّد بن يزيد بن عبد الصّمد، نا إبراهيم بن بشير (5) الجوهري قال: سمعت أبا أسامة يقول: كان ابن عون يؤدي زكاته في السنة مرّتين، مرة يقسمها و مرة يدفعها إلى السلطان.
كذا قال، و إنما هو إبراهيم بن سعيد (6) الجوهري.
أنبأنا أبو علي المقرئ، أنا أبو نعيم الحافظ (7)،أنبأ محمّد بن أحمد بن إبراهيم - في كتابه - نا محمّد بن أيوب، نا بكّار بن عبد اللّه السّيريني، قال: كان ابن عون يصوم يوما و يفطر يوما.
ص: 353
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري (1)،أنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأ أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (2)،أنبأ بكار بن محمّد، قال: صحبت ابن عون دهرا من الدهر حتى مات، و أوصى إلى أبي، فما سمعته حالفا على يمين برّه و لا فاجره حتى فرق الموت بيننا.
قال: و كان ابن عون (3) يصوم يوما و يفطر يوما حتى مات.
قال: و ما رأيت بيد ابن عون دينارا و لا درهما قط ، و لا رأيته يزن (4) شيئا قط ، و كان إذا توضأ للصلاة لا يعينه عليه أحد، و كان يمسح وجهه بالمنديل (5) إذا توضأ أو بخرقة.
قال: و كان لا يبكر إلى الجمعة ذاك التبكير الذي يعرف و لا يؤخرها، و كانت أحب الأمور إليه أوساطها (6) و الاختلاط بالجماعة، و كان يغتسل للجمعة و العيدين، و يتطيّب للجمعة و العيدين، و يرى ذلك سنّة، و كان طيّب الريح في سائر الأيام، لين الكسوة، و كان يلبس للجمعة و العيدين أنظف ثيابه، و كان يأتي الجمعة ماشيا و راكبا، و لا يقيم بعد صلاة الجمعة، و كان في شهر رمضان لا يزيد على المكتوبة في الجماعة، ثم يخلو في بيته، و كان إذا خلا في منزله إنما هو صامت لا يزيد على الحمد للّه ربّنا.
قال: و كان ابن عون إذا وصل إنسانا (7) وصله سرا، و إذا صنع شيئا صنع (8) سرا، يكره أن يطّلع عليه أحد.
قال (9):و كان لابن عون سبع يقرأه كل ليلة، فإذا لم يقرأه بالليل أتمّه بالنهار.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (10)،نا سليمان بن حرب، نا عبّاد بن عبّاد المهلّبي، قال: سأل رجل ابن عون عن الوتر، أي متى يوتر؟ قال: فحدّثه
ص: 354
بما كانوا يفعلون، قال: فقال: حدّثني كيف تفعل أنت ؟ قال: فأبى (1)،قال: فقلنا: يا أبا عون أخبره، قال: فقال: كفى بالرجل ما يخطئ في نفسه.
أنبأنا (2) أبو الحسن (3) سعد الخير بن محمّد (4) الأنصاري و غيره، قالوا: أنا أبو الحسن (5) علي بن الحسين بن أيوب، أنبأ أبو علي بن شاذان، أنا أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف القاضي، نا محمّد بن العباس الكاملي، نا أبو (6) الربيع الزهراني، نبأ محمّد بن عبد اللّه الأنصاري، حدّثني مفضّل بن لاحق، قال (7):
كنا بأرض الروم، فخرج رومي يدعو إلى المبارزة، فخرج إليه رجل فقتله، ثم دخل في الناس فجعلت ألوذ به لأعرف من هو، قال: فجعل لا يكشف وجهه و عليه مغفر، قال: فوضع المغفر يمسح وجهه، فإذا ابن عون.
قال الأنصاري: و حدّثنا هشام يوما (8) بحديث، فقلت له: من حدّثك بهذا الحديث ؟ قال: حدّثني و اللّه رجل ما رأت عيناي مثله، قال: قلت: من هو؟ قال: ابن عون.
قرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن (9)،عن الحسن (10) بن علي (11)،أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (12)،أنبأ بكار بن محمّد، قال: كان ابن عون يغزو على ناقته إلى الشام، فإذا صار إلى الشام ركب الخيل.
قال: و بارز ابن عون روميا فقتله.
قال (13):و كان ابن عون إذا جاءه إخوانه [فسلّموا عليه] (14) فكأن على رءوسهم
ص: 355
الطير، لهم خشوع و خضوع ليس أراه لأحد، و كان يرد عليهم: و عليكم السلام و رحمة اللّه، و كان لا يدع أحدا من أصحاب الحديث و لا غيرهم يتّبعه، و اتّبع ابن عون محمّد بن سيرين يوما، فقال: أ لك حاجة ؟ قال: لا، قال: فانصرف، و ما رأيت ابن عون يمازح أحدا، و لا يماري أحدا، و لا ينشد شعرا، و كان مشغولا بنفسه.
قال: و أنا ابن سعد (1)،أخبرنا بكار بن محمّد - يعني - السّيريني قال: ما رأيت ابن عون يمازح أحدا، و لا يماري أحدا، و لا ينشد شعرا، و كان مشغولا بنفسه، و كان ابن عون إذا صلى الغداة مكث مستقبل (2) القبلة في مجلسه يذكر اللّه، فإذا طلعت الشمس صلّى ثم أقبل على أصحابه.
قال بكّار: و ما رأيت ابن عون شاتما أحدا قط ، عبدا و لا أمة، و لا شاة، و لا دجاجة، و لا شيئا، و لا رأيت أحدا أملك للسانه منه.
قال: و أنا ابن سعد (3)،أنا بكار بن محمّد، قال: كان ابن عون قد سمع بالكوفة علما كثيرا، فعرضه على محمّد، فما قال محمّد: ما أحسن هذا، حدث به، و ما كان سوى ذلك أمسك عنه حتى مات، و كان إذا حدّث بالحديث تخشع (4) عنده حتى ترحمه، مخافة أن يزيد أو ينقص.
أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأ أبو نعيم (5)،نا أبو محمّد بن حيّان، نا أحمد بن نصر، نا أحمد بن إبراهيم بن كثير، حدّثني بكار بن محمّد، قال: صحبت ابن عون دهرا من الدهر حتى مات، و أوصى إلى أبي فما سمعته حالفا على يمين برّة و لا فاجرة حتى فرّق بيننا الموت.
قال: و أنا أبو نعيم (6)،نا محمّد بن أحمد الجرجاني، نا بكر (7) بن أحمد بن سعدويه، نا محمّد بن يحيى الأزدي، نا مسلم بن إبراهيم، نا قرّة بن خالد قال: كنا
ص: 356
نعجب من ورع ابن سيرين، فأنساناه ابن عون.
حدّثنا (1) عمي رحمه اللّه، أنبأ أبو طالب بن يوسف، أنا أبو محمّد الجوهري (2)، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3)،أنا يحيى بن خليف بن عقبة قال:
مرّ ابن عون و محمّد بن سيرين فمرّ ابن سيرين في موضع المطر على جذع، و مرّ ابن عون في (4) موضع المطر، فقال له (5):ما يمنعك أن تمشي على الجذع ؟ قال: لم أدر ما يوافق صاحبه.
قرأت على أبي غالب أيضا، عن أبي الفتح الرزّاز.
و أخبرني (6) أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الفتح، أنا أبو حفص بن شاهين، نا محمّد بن مخلد.
ح قال: و أنا العتيقي، أنا عثمان بن محمّد (7) بن أحمد، نا إسماعيل الصفّار، قالا: نا عباس الدوري، نا أبو (8) بكر بن أبي الأسود، نا سعيد بن عامر، عن سلاّم بن أبي مطيع، قال: لما بعث سليمان بن علي بالألفين إلى يونس و ابن عون فقبلها يونس، فدخلت عليه فقال: يا أبا سعيد، ما اكتسبت مالا قط هو أطيب عندي منه، قال: و كان الرسول فيها حميد، قال: و أمّا ابن عون فأقبل على حميد فقال: ما لي و لك يا حميد، ما لي و لك يا حميد؟ أ تستطيع أن تخرجني مما أدخلتني فيه، قال: و أبى أن يقبلها.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد بن أبي عثمان، أنا الحسن (9) بن الحسين بن المنذر، أنبأ أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني عبد اللّه بن محمّد قال: سمعت عصام بن يوسف قال: سمعت خارجة بن
ص: 357
مصعب يقول: صحبت ابن عون ثنتي عشرة سنة، فما رأيته تكلّم كلمة كتبها عليه الكرام الكاتبون.
أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن الحطّاب (1)،و حدّثني أبو بكر يحيى بن سعدون بن تمام عنه، أنبأ أبو الفضل محمّد بن أحمد بن عيسى السعدي (2)- بمصر - و كتبه عنه عبد الغني الحافظ شيخه، أنبأ أبو القاسم موسى بن محمّد بن عرفة السمسار - ببغداد - نا أبو عمر محمّد بن يوسف بن يعقوب المقرئ، نا زاج، نا علي بن الحسن (3) بن شقيق، قال: سمعت خارجة بن مصعب قال: جالست ابن عون عشرين سنة فلم أظن أن الملكين كتبا عليه سوءا.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو طاهر الفقيه (4)،أنبأ أبو عثمان البصري، نا محمّد بن عبد الوهّاب.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن علي بن الحسين الصوفي، و أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، قالا: أنا أبو الفتح عبد الجبّار بن عبد اللّه بن برزة - قال ابن البغدادي: و أنا حاضر:- نا أبو طاهر محمّد بن محمّد بن محمش الزيادي - إملاء بنيسابور - أنا أبو عثمان البصري، نا أبو أحمد الفراء، نا (5) إبراهيم بن رستم، نا خارجة قال: صحبت عبد اللّه بن عون أربعا (6) و عشرين سنة، فما أعلم أن الملائكة كتبت عليه خطيئة.
و قال البيهقي: ما سمعت منه كلمة أظن عليه فيها جناح.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري (7)،أنا أبو عمر محمّد بن العباس (8)،أنبأ أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (9)،نا بكّار بن محمّد، قال: ما سمعت ابن عون ذاكرا بلال بن أبي بردة بشيء قط ، و لقد بلغني
ص: 358
أن قوما قالوا: يا أبا عون، بلال فعل، فقال: إن الرجل يكون مظلوما، فلا يزال يقول حتى يكون ظالما، ما أظن أحدا منكم أشد على بلال مني، قال: و كان بلال [قد ضربه بالسياط لأنه كان تزوج امرأة عربية] (1).
أخبرنا (2) أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا حمزة بن عبد العزيز بن محمّد الصيدلاني، أنا عبد اللّه بن محمّد بن منازل، نا أبو سعيد محمّد بن شاذان، نا أبو عمّار حسين (3) بن حريث، نا إسماعيل بن موسى، عن مسعر، عن ابن عون، قال: ذكر الناس داء و ذكر اللّه دواء.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو محمّد بن أبي عثمان، أنا الحسين (4) بن الحسن بن علي بن المنذر، أنبأ أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن إدريس، نا عبدة بن سليمان، عن ابن المبارك قال: قيل لابن عون:
أ لا تتكلم فتؤجر؟ قال: أ ما يرضى المتكلم بالكفاف.
قال: و نبأ ابن أبي الدنيا، حدّثني عبد اللّه بن محمّد البلخي، قال: سمعت مكي بن إبراهيم قال:
كنا عند ابن عون، فذكروا بلال بن أبي بردة، فجعلوا يلعنونه [و يعقون فيه] (5)و ابن عون ساكت، فقالوا له: يا أبا عون، إنّما نذكره لما ارتكب منك، فقال ابن عون:
إنّما هما كلمتان يخرجان من صحيفتي يوم القيامة: لا إله إلا اللّه، و لعن اللّه فلانا. يخرج من صحيفتي لا إله إلاّ اللّه أحبّ إليّ من أن يخرج لعنه اللّه.
قرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن، عن الحسن بن علي (6)،أنا محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (7)،أنا
ص: 359
بكار بن محمّد، قال: كان ابن عون إذا صلى الغداة مكث مستقبل (1) القبلة في مجلسه يذكر اللّه، فإذا طلعت الشمس صلّى، ثم أقبل على أصحابه.
قال بكار: و ما رأيت ابن عون شاتما أحدا قط ، عبدا، و لا أمة، و لا شاة، و لا دجاجة، و لا شيئا، و ما رأيت أحدا أملك للسانه منه.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأ رشأ بن نظيف، أنا الحسن (2) بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا محمّد بن سليمان بن أيوب مولى بريدة بن الخصيب الأسلمي، نا عبد اللّه بن قوة - زاد المروزي: قال:- سمعت إبراهيم بن رستم يقول:
كنت و ابن عون ببغداد إذ جاءت الجارية و بيدها قصعة، فسقطت القصعة من يدها و فزعت، فنظر إليها ابن عون فقال لها بالفارسية: أخفت مني ؟ قالت: نعم، فقال لها:
فأنت حرة، فأنت حرّة.
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم (3)،نا أبو محمّد بن حيّان، نبأ محمّد بن الحسن بن علي بن بحر، نا أبو حفص، قال: سمعت أزهر يقول:
جاء غلام لابن عون قال: فقأت عين الناقة، قال: بارك اللّه فيك، قلت: فقأ (4)عينها فتقول: بارك اللّه فيك، قال: أقول: أنت حرّ لوجه اللّه.
قرأت على أبي غالب (5)،عن أبي محمّد (6)،أنا أبو عمر، أنا أحمد (7)،نا الحسين، نا محمّد بن سعد (8)،أنبأ بكار بن محمّد، حدّثني بعض أصحاب ابن عون قال: كان له ناقة يغزو عليها و يحج عليها، و كان بها معجبا، فأمرّ غلاما له يستقي عليها، فجاء بها و قد ضربها على وجهها فسالت عينها على خدها، قلنا: إن كان من ابن عون شيء فاليوم (9) قال: فلم نلبث أن نزل علينا، فلما نظر إلى الناقة قال: سبحان اللّه، أ فلا
ص: 360
غير الوجه ؟ بارك اللّه فيك، اخرج عني، أشهدوا أنه حر.
أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم، نا أحمد بن محمّد بن عبد الوهّاب، نا أبو العباس الثقفي، نا أحمد [بن] الوليد، نا محمّد بن بشير الدعاء، نا يحيى بن يمان قال:
قال سفيان الثوري:
كانت الخشبية قد أفسدوني حتى أنقذني اللّه بأربعة لم أر مثلهم: أيوب، و يونس، و ابن عون، و سليمان التيمي، الذين يرون أنه لا يحسن أن يعصى اللّه.
قال: و نبأ أبو مسلم عبد الرّحمن بن محمّد بن جعفر، نا محمّد بن نصير، نا إسماعيل بن عمرو، عن سفيان الثوري قال:
ما رأيت أربعة اجتمعوا في مصر مثل أربعة اجتمعوا بالبصرة، أيوب، و يونس، و سليمان التيمي، و عبد اللّه بن عون.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل [بن] (1) الحسن بن عبد العزيز الضبي، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبيد اللّه القصري (2)،نا أبو علي الحسين بن المخارق، نا موسى بن إسحاق الأنصاري، نا الحسن (3) بن علي، نا يحيى بن كثير العنبري أبو غسّان قال: قال لنا ابن عون: يا إخوتاه: أوصيكم بثلاث:
قراءة القرآن، و لزوم السنّة، و الكفّ عن الناس.
أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل الفقيه، و أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم، قالا: أنا محمّد بن علي بن محمّد الخشّاب، أنبأ أبو بكر الجوزقي، أنا محمّد بن عبد الرّحمن الدغولي، قال: سمعت موسى بن الحسن بن عبّاد ببغداد قال:
سمعت القعنبي، نا حمّاد بن زيد، قال: سمعت ابن عون يقول: ثلاثة أحبهم لي و لإخواني، فذكر القرآن، و السنّة، و رجل يقبل على نفسه و لها عن الناس إلاّ من خير.
قال: و سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن نصر يقول: حدّثنا يحيى بن يحيى، أنا مسلم (4) بن أخضر، قال: سمعت ابن عون يقول غير مرة و لا مرتين: ثلاثا (5) أرضاهن
ص: 361
لنفسي و لإخواني: أن ينظر الرجل هذا القرآن فيقرأه، و يتدبره، و ينظر فيه آناء الليل و النهار، و أن ينظر هذا الأثر و السنّة، فيسأل عنه، و يتبعه بجهده و أن يدع هؤلاء الناس إلاّ من خير.
كذا قال، و الصواب سليم (1) بن أخضر.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو عثمان سعيد بن محمّد بن أحمد البحيري، نا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه الشيباني، أنبأ أبو العباس الدغولي، نا أبو عبد اللّه محمّد بن نصر المروزي، نا يحيى بن يحيى، نبأ سليم (2) بن أخضر قال:
سمعت ابن عون يقول غير مرة و لا مرتين و لا ثلاث (3):ثلاث أحبّهن لنفسي و لإخواني، أن ينظر الرجل هذا القرآن فيتدبره و يعمل بما فيه، و ينظر هذا الأثر عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فيتبعه و يعمل بما فيه، و يدع (4) هؤلاء الناس إلاّ من خير.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، أنا أبو زرعة (5)،قال: و سمعت أبا مسهر يقول: سمعت عيسى بن يونس يقول: سلّم عمرو (6) بن عبيد على ابن عون فلم يردّ عليه و جلس إليه، فقام عنه.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنبأ أبو القاسم بن أبي حرب - بنيسابور - أنا الحاكم أبو الحسن (7) الأسفرايني، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن شعيب - بنسا - نا أحمد بن عثمان، نا أحمد بن إبراهيم الدورقي، حدّثني سويد، نا سليم (8) بن أخضر قال: أردت السفر إلى مكة، فأتيت ابن عون لأودّعه فقال: يا سليم (9) اتّق اللّه، و عليك بالإحسان، فإنّ المحسن معان، إِنَّ اللّٰهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَ الَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (10).
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنبأ أبو القاسم علي بن محمّد
ص: 362
الشافعي، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان، نا أبو بكر محمّد بن عيسى بن عبد الكريم، أنا أحمد بن محمّد بن عبد الرّحمن الجلي، نا العباس - هو ابن أحمد المستملي (1)-نا عبدة بن سليمان، أخبرني الخليل بن بكير، عن أشعث (2) بن شعبة، عن رجل عن عبد اللّه بن عون:
أما بعد، فاتّهم الشيطان على دينك، و احذره على نعمة اللّه عليك أن يفتنك كما أخرج أبويك من الجنّة، فإنّه عدوّ مضلّ مبين، عدوّ للحقّ ، وليّ للباطل، قاعد بصراط اللّه المستقيم يصدّ عن صراط (3) الجنّة و يدعو إلى سبيل النار، و قد صارع كلّ خصلة من الطاعة شهوة من المعصية، و كل شريعة من الهدى شريعة من الضلالة، حريص على أن يصدق ظنه و أن يكثر نفعه، من هنالك سال النظرة إلى الوقت المعلوم. اعلم أنه يعرض الشهوات على العبّاد كلّها، و المعاصي صغيرها و كبيرها كما عرض على عبد بابا من الحرام، فلم يوافق شهوته، و لم يطع فيه عرض عليه آخر حتى يصادف هواه فيستهويه عند ذلك و يتركه حيران لا يدري أين يتوجه، كلّما ملّ العبد شهوة من الحرام أطرفه أخرى، و أخبره أنه قد تاب من الأولى. كلما حلق (4) في عينه باب من أبواب المعاصي جدّد له آخر و زيّنه له، فهو يعلّل العبد بالشهوات، و يعده بالغرور و يلهيه بالأماني و الأمل كما يعلل الصبي حتى يقذفه في النار، ثم يتبرأ منه.
أخبرنا أبو السعادات أحمد بن أحمد المتوكلي، و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، قالا: نبأ أبو بكر الخطيب.
ح و أخبرنا (5) أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي (6)، أنبأ أبو سعيد الصيرفي، نا محمّد بن عبد اللّه بن أحمد الصفّار، نبأ ابن أبي الدنيا،
ص: 363
حدّثني علي بن أبي مريم، عن محمّد بن سعيد، عن أشعث (1) بن شعبة قال: قال ابن عون:
لا تثق بكثرة العمل، فإنك لا تدري تقبّل منك أم لا، و لا تأمن ذنوبك فإنك لا تدري هل كفّرت عنك أم لا، إنّ عملك عنك مغيّب كله ما تدري ما اللّه صانع فيه، أ يجعله في سجين، أم يجعله (2) في عليين.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، و أبو الحسين بن الفراء، قالا: نا أبو بكر لخطيب، أنبأ محمّد بن رزق، أنا عثمان بن أحمد الدقّاق، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه - يعني - أحمد بن حنبل.
و أخبرنا (3) أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو بكر بن المؤمل، نا الفضل بن محمّد، نا أحمد بن حنبل، نا أبو قطن قال: سمعت ابن عون يقول - و في رواية القصري (4):قال: وددت أني خرجت منه كفافا - يعني العلم-.
انتهت رواية الفضل (5)،و زاد حنبل: قال أبو قطن: قال شعبة: ما أنا على شيء مقيم أخاف أن يدخلني النار غيره.
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالا: أنبأ أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل - إجازة - نا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، قال: سمعت يحيى بن معين - و قيل (6) له في حديث (7)-اختلف فيه أيوب و ابن (8) عون فقال أيوب ثبت، و ابن (9) عون ثبت.
قال أبو بكر: و هو عبد اللّه بن عون بن أرطبان.
أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا أبو سعيد
ص: 364
محمّد بن علي بن محمّد، أنبأ أبو بكر الجوزقي، أنا أبو العباس الدغولي، قال: سمعت قطن بن إبراهيم يقول[ (1):حدّثنا أحمد بن إبراهيم، نا إبراهيم]- و هو ابن عيسى البناني - حدّثنا ضمرة بن ربيعة، عن يحيى بن زيد الباهلي، قال: جاء شرطي يطلب رجلا في مجلس ابن عون، و هو في المجلس، قال: يا أبا عون، فلان رأيته ؟ قال: ما في كلّ الأيام يأتينا فلان، فذهب و تركه.
أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم، أنبأ سهل بن بشر، أنا علي بن منير الخلاّل، أنا محمّد بن أحمد الذهلي، أنا أبو أحمد بن عبدوس، نا عمران بن بكّار الكلاعي، نا الربيع بن روح، نا محمّد بن حرب، نا الزبيدي، عن عدي بن عبد الرّحمن الطائي، عن داود بن [أبي] هند، عن عبد اللّه بن عون قال:
أوصى إليّ ابن عمّ لي و أنا غائب، فذكرت ذلك لابن سيرين فقال: اقبض وصيته، قال: فأخذتها، و كتبت إلى نافع أسأله: هل علمت ابن عمر ردّ وصية أحد من أقاربه، أو من غيرهم من إخوانه من المسلمين ؟ فكتب: إنّي لا أعلم ابن عمر ردّ وصية أحد من أقاربه، و لا من غيرهم و لا من إخوانه من المسلمين، قال: فقبلتها.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري.
ح (2) و حدّثنا (3) عمي، أنا ابن يوسف، أنا أبو الجوهري.
أنا أبو عمر، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن محمّد (4)،نا محمّد بن سعد (5)،أنا محمّد بن عبد اللّه الأنصاري، نا ابن عون قال: رأيت في المنام كأني مع محمّد في بستان، قال: فجعل يمشي فيه، فيمرّ على الجدول فيثبه، و أنا خلفه أفعل كذلك، قال: فانتبهت (6) فقصصتها عليه، فرأيت أنه عرفها، فقال: ما شاء اللّه، هذا رجل يتبع رجلا يتعلّم منه الخير، قال (7):فرأى أنّي كنت.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو الحسين (8)
ص: 365
علي بن محمّد بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا خالد بن خداش، نا حمّاد بن زيد، عن محمّد بن فصال (1) قال: رأيت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم [في المنام] (2)و هو يقول: زوروا ابن عون فإن اللّه و رسوله يحبه، و إنّه يحب اللّه و رسوله.
[رواه أبو بكر ابن أبي خيثمة، عن خالد بن خداش، فقال: عن محمّد بن فضاء، و هو الصواب] (3).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (4)،نا عبد الملك بن محمّد بن عدي، نا أبو الأحوص، نا عارم (5)،نا حمّاد، عن محمّد بن فضاء قال: رأيت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في المنام فقال: زوروا ابن عون (6)،فإنه يحب اللّه و رسوله - أو إن اللّه يحبّه و رسوله - شك محمّد.
أخبرنا أبو القاسم أيضا، نا أبو بكر الخطيب - بدمشق - أنا أبو الحسن (7)أحمد بن محمّد بن موسى بن هارون بن الصلت الأهوازي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن مخلد العطّار، نا العبّاس بن يزيد بن أبي حبيب أبو الفضل، نا النضر بن كثير قال:
رأيت ابن عون في أعلى منارة المسجد الجامع التي في مؤخر المسجد مستقبل القبلة و اصبعاه (8) في أذنيه، و هو يقول: هذا صراط ابن عون المستقيم.
أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا عمر بن عبيد اللّه، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل (9)،حدّثني أبو عبد اللّه، نا عفان، نا حمّاد بن زيد، حدّثني مزاحم (10) مولى سليمان بن علي قال: رأيت ابن عون مقيدا يمشي في سكك المربد، و قال لي الحجّاج الصواف: و أنا رأيت أيوب مقيدا، قال حماد: و أيوب حي.
ص: 366
قرأت على أبي (1) غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، و حدّثنا (2) عمي، نا ابن يوسف، أنا الجوهري، أنا أبو عمر الخزّاز (3)،أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (4)،أنا بكار بن محمّد، قال: كان ابن عون يتمنى أن يرى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فلم يره إلا قبل وفاته بيسير، فسرّ بذلك سرورا شديدا، فنزل من درجته إلى مسجد كان في الدار قال: فسقط فأصيب في رجله فلم يعالجها حتى مات، و كفّن في برد شراه بمائتي درهم، فماكسنا بنوه و قالوا: لا يشتري إلاّ بدون ذلك فقالت عمتي:
- و كانت امرأته - احسبوا الباقي عليّ (5)،قال: و حضرت وفاة ابن عون فكان موجها حين قبض يذكر اللّه حتى غرغر بالموت.
قال: و قالت عمتي أم محمّد بنت عبد اللّه بن محمّد بن سيرين: اقرأ عند ابن عون سورة يس، فقرأتها، قال: و ما رأيت أحدا كان أشد عقلا عند الموت من ابن عون، و ما كان يزيد أن يقول: بالثوب (6) هكذا يرفعه عن بطنه، و مات في السحر، فما قدرنا أن نصلي عليه حتى وضعناه في محراب المصلى غلبنا عليه الناس (7).
و مات ابن عون و عليه من الدين بضعة عشر ألفا و أوصى بخمس ماله بعد دينه إلى أبي في قرابته المحتاجين و غير المحتاجين.
قال: و كان ابن عون في مرضه أصبر من أسد، أي (8) ما رأيته يشكو شيئا من علّته حتى مات و لم يخلّف درهما و لا دينارا و إنّما خلّف دارا في العطارين و داره التي كان يسكنها في سكة المربد، قال: و مات رحمه اللّه في رجب سنة إحدى و خمسين و مائة في خلافة أبي جعفر، و صلّى عليه جميل بن محفوظ الأزدي صاحب شرطة عقبة بن مسلم (9)(10).
ص: 367
أخبرنا[ (1) والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن - رحمه اللّه - قال:] أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك، أنبأ أبو الحسين بن الطيوري، و أبو طاهر أحمد بن علي، قالا: أنبأ الحسين بن علي الطناجيري.
ح (2) و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأ نصر بن أحمد بن نصر الخطيب، أنبأ محمّد بن أحمد الجواليقي، قالا: أنا محمّد بن زيد بن علي، أنا محمّد بن محمّد (3) بن عقبة، نا هارون بن حاتم قال: سألت أبا قطن عمرو بن الهيثم متى مات عبد اللّه بن عون ؟ قال: سنة خمسين.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي، نا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب.
ح (4) و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه، قالا: أنبأ أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، قال: سمعت مكي بن إبراهيم يقول: مات ابن عون سنة خمسين و مائة.
أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنبأ عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا أبو نعيم قال: ابن عون في سنة خمسين - يعني - مات.
أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (5)،قال: سمعت أبا نعيم.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد [بن] (6) هبة اللّه، أنا علي بن محمّد، أنبأ عثمان بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن البرّاء، قال: سمعت علي بن المديني يقول: سمعت أبا نعيم (7) يقول: مات ابن عون سنة خمسين و مائة.
أخبرنا أبو القاسم العلوي، نا أبو بكر الخطيب، أنا محمّد بن أحمد بن رزق.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه.
ص: 368
ح و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنبأ محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال: قال أحمد: نا [أبو] (1) عبد الرّحمن المقرئ قال:
مات ابن عون سنة خمسين.
أخبرنا أبو القاسم النسيب، نا أبو بكر الخطيب، أنا الأزهري، أنبأ محمّد بن العبّاس، أنبأ إبراهيم بن محمّد الكندي، نا أبو موسى محمّد بن المثنى، قال: و مات ابن عون سنة خمسين و مائة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو علي بن المسلمة، و أبو القاسم عبد الواحد بن علي، قالا: أنا أبو الحسن (2) بن الحمّامي، أنبأ الحسن (3) بن محمّد بن الحسن، نا محمّد بن عبد اللّه بن سليمان، قال: مات أبو عون عبد اللّه بن عون بن أرطبان سنة خمسين و مائة.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين (4) الصيرفي، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (5)،قال: قال عبد اللّه بن [أبي] (6) الأسود عن سعيد بن عامر:
مات - يعني: ابن عون - سنة إحدى و خمسين و مائة.
و قال المقرئ: مات (7) ابن عون و ابن جريج سنة خمسين، و يقال: سنة إحدى و خمسين، و هو ابن سبع و ثمانين.
و قال يحيى بن بكير: مات سنة إحدى و خمسين و مائة.
أخبرنا أبو القاسم النسيب، نا أبو بكر الخطيب، أنا محمّد بن أحمد بن رزق، أنا إسماعيل بن علي الخطبي، و أبو علي بن الصوّاف، و أحمد بن جعفر بن حمدان،
ص: 369
قالوا: أنا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي.
و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل، حدّثني أبو عبد اللّه.
ح و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر بن الطبري (2)،أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (3) قال: قال أحمد.(4) و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، نا أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن علي بن يعقوب، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسّان، أنا أبي، نا أحمد بن حنبل (5)،حدّثني يحيى بن سعيد قال: مات ابن عون سنة إحدى و خمسين في أوّلها - زاد أحمد و يعقوب و المفضّل (6):و هو أكبر من التيمي-.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، أنا أبو بكر الخطيب، أنبأ ابن رزق، أنبأ أبو عمرو بن السماك، نا حنبل بن إسحاق، نا عبد اللّه (7) بن محمّد التيمي، نا حسين بن حسن قال: مات ابن عون سنة إحدى و خمسين.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنبأ أبو الحسن السيرافي، أنبأ أبو عبد اللّه النهاوندي، نا أحمد بن عمران الأشناني، نا موسى التستري، نا خليفة العصفري (8)، قال: سنة إحدى و خمسين و مائة فيها مات عبد اللّه بن عون، و حنظلة بن أبي سفيان الجمحي.
أخبرنا أبو القاسم الخطيب، نا أبو بكر الحافظ ، قال: قرأت على إبراهيم بن عمر (9) البرمكي، عن أبي حامد أحمد بن الحسن (10) المروزي، نا عبيد اللّه بن محمّد
ص: 370
الزيادي (1)،نا أحمد بن سيّار، قال: سمعت عبيد اللّه بن يحيى بن بكير يقول:
عبد اللّه بن عون بن أرطبان، مات سنة إحدى و خمسين و مائة، كما ذكر ابن بكير و غيره.
أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه، قالا: أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2)،قال: قال أبو نعيم: مات عبد اللّه بن عون سنة إحدى و خمسين و مائة.
أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن، أنا أبو الفرج الأسفرايني، و أبو نصر الطريثيثي قالا: أنا محمّد بن أحمد بن عيسى، نا منير بن أحمد بن الحسن، نا جعفر بن أحمد بن إبراهيم، نا أحمد بن الهيثم، قال: قال أبو نعيم: و عبد اللّه بن عون سنة إحدى و خمسين و مائة - يعني - مات.
أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن (3) بن لؤلؤ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن شهريار، أنا عمرو بن علي، قال:
و مات عبد اللّه بن عون سنة إحدى و خمسين و مائة، و ولد سنة ست و ستين، و مات ابن خمس و ثمانين.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمّد، أنبأ أبو علي بن الصوّاف، نبأ محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: قال عمي أبو بكر: مات ابن عون في سنة إحدى و خمسين و مائة.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (4)،قال: سمعت سليمان بن حرب يقول: مات ابن عون سنة إحدى و خمسين و مائة.
أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أحمد بن محمّد بن النقور، و عبد الباقي بن
ص: 371
محمّد بن غالب، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبيد (1) اللّه بن عبد الرّحمن، نا زكريا بن يحيى المنقري، نا الأصمعي، قال: مات ابن عون سنة إحدى و خمسين و مائة في أولها، و هو أكبر من سليمان التيمي.
أخبرنا أبو الحسن (2) علي بن أحمد الفقيه، أنبأ أبو الحسن (3) بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنبأ أبو محمّد بن زبر، نا إسماعيل بن إسحاق، نا نصر بن علي قال:
خبرنا الأصمعي قال: و توفي ابن عون في سنة إحدى و خمسين، و ولد ابن عون سنة ست و ستين.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو بكر الخطيب، أخبرني الحسن بن أبي بكر، قال: كتب إلي محمّد بن إبراهيم الجوري (4)،أنا أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم، نا أحمد بن يونس الضبي، حدّثني أبو حسان الزيادي قال: سنة إحدى و خمسين و مائة فيها مات عبد اللّه بن عون بن أرطبان البصري، مولى مزينة، و يكنى أبا عون، و يقال: مات سنة اثنتين (5) و خمسين، و ولد سنة ست و ستين، مات و هو ابن ست و ثمانين سنة.
قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: و في هذه السنة - يعني: سنة إحدى و خمسين و مائة - مات عبد اللّه بن عون بن أرطبان المزني، أبو عون، مات و هو ابن خمس و ثمانين سنة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - نا عبيد اللّه (6) بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد قال: سنة إحدى و خمسين و مائة فيها مات عبد اللّه بن عون، و هو مولى مزينة بالبصرة.
قال: و أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد
ص: 372
الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أميّة قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: مات ابن عون سنة اثنتين (1) و خمسين و مائة.
حدّثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل - إملاء - أنا أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن عبد الوهّاب، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن إبراهيم الحمال، نا عبد اللّه بن جعفر، نا أحمد بن مهدي، نا أبو الربيع الزهراني، حدّثني موسى بن سليمان بن عمر قال:- قال أبو الربيع الزهراني: و كان من خيار الناس - حدّثني جار لنا قال:
رأيت ابن عون في النوم فقلت: ما صنع اللّه بك ؟ فقال لي: ما غربت الشمس من يوم الاثنين حتى عرضت عليّ صحيفتي، و غفر لي، قال: و كان مات يوم الاثنين.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأ أبو (2) الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو الحسين بن بشران، أنبأ أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني علي بن أبي مريم، عن يحيى بن أيوب، حدّثني أبو كريمة - و كان يعبر الرؤيا - قال:
جاءني رجل فقال: رأيت كأني أدخلت الجنّة فانتهيت إلى روضة فيها أيوب، و يونس، و ابن عون، و التيمي، فقلت: أين سفيان الثوري ؟ قالوا: ما نرى (3) ذاك إلا كما ترى الكوكب.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو عمرو عبد الرّحمن بن محمّد الفارسي، أنا أبو أحمد (4) عبد اللّه بن عدي الجرجاني (5)، نا محمّد بن الحسين بن أبي شيخ، نا جعفر بن محمّد[ (6) بن فضيل.
ح قال: و نا يعقوب بن إسحاق، نا نصر بن مرزوق، قال: نا إسماعيل بن] مسلمة القعنبي (7)،قال: رأيت الحسن بن أبي جعفر بعبّادان في المنام بعد ما مات. فقال
ص: 373
لي: أيوب و يونس - زاد نصر: و ابن عون - في الجنّة، فقلت: فعمرو بن عبيد؟ قال: في النار، ثم رأيته الليلة الثانية، فقال لي: أيوب و يونس (1) و ابن عون في الجنة، فقلت:
و عمرو بن عبيد؟ قال: في النار، فلما رأيته الليلة الثالثة فقال لي: أيوب و يونس - زاد نصر: و ابن عون - في الجنّة، فقلت: فعمرو (2) بن عبيد؟ قال: في النار، كم أقول لك.
أبو عبد الرّحمن الرّبعي (3)
روى عن أبي سلاّم الأسود، و سالم بن عبد اللّه، و الزّهري، و بلال بن سعد، و مكحول، و الضّحّاك بن عبد الرّحمن بن عرزب، و القاسم بن عبد الرّحمن، و أبي (4)عبيد اللّه مشكم بن مشكم، و بسر (5) بن عبيد اللّه، و يحيى بن أبي المطاع، و عطية بن قيس، و حزام بن حكيم، و أبي الأزهر المغيرة بن فروة القرشي، و يزيد بن عبد الرّحمن بن أبي مالك، و أبي زيادة عبيد اللّه بن زيادة البكري، و عطية بن قيس (6)الكلابي، و عبد اللّه بن عامر اليحصبي المقرئ، و ربيعة بن يزيد، و نمير بن أوس الأشعري، و يونس بن ميسرة بن حلبس، و عمر بن عبد العزيز، و الزّهري (7)،و سالم مولى المطّلب، و ثور بن يزيد، و القاسم بن محمّد بن أبي بكر، و نافع مولى ابن عمر، و أبي بكر الهذلي، و الأوزاعي، و سعيد بن عكرمة الخولاني، و عمرو (8) بن مهاجر بن
ص: 374
دينار، و أبو المطهّر (1) المقرائي، و الوليد بن عبد الرّحمن الجرشي (2).
و روى عنه: ابنه إبراهيم، و محمّد بن شعيب، و مروان الطاطري، و الوليد بن مسلم، و عمرو (3) بن بشر بن السرح، و أبو الزرقاء عبد الملك بن محمّد الصنعاني، و زيد بن يحيى بن عبيد، و أبو المغيرة الحمصي، و زيد بن الحباب، و شبابة (4) بن سوّار، و أبو مسهر، و إبراهيم بن محمّد عبد اللّه بن بكّار البسري، و عمرو بن أبي سلمة (5) التّنّيسي، و أبو محمّد الفضل بن حبيب السراج، و محمّد بن سليمان بن [أبي] (6) داود الحرّاني، و بكر (7) بن خنيس، و عثمان بن عبد الرّحمن الطرائفي، و روّاد (8) بن الجرّاح، و مصعب بن سلاّم (9).
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأ أبو الحسن (10)[الدار قطني، نا أبو محمّد الحسن] (11) بن إبراهيم بن عبد اللّه بن عبد المجيد البزار المقرئ، نا العبّاس بن عبد اللّه الترقفي، نا زيد بن يحيى بن عبيد، نا ابن زبر، نا ابن شهاب الزهري، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة:
أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم جاءه أعرابي فقال: يا رسول اللّه إنّ امرأتي ولدت غلاما أسود، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«هل لك من إبل ؟» قال: نعم، قال:«ما ألوانها؟» قال: فذكر كلمة، قال:«هل فيها من أورق (12)؟» قال: نعم، قال:«فأنّى ذلك»، قال: لعلّ عرقا نزعه، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«فلعل هذا نزع ابنك»[6556].
ص: 375
قال الدار قطني: هذا حديث غريب من حديث أبي (1) زبر عبد اللّه بن العلاء بن زبر، عن الزّهري، تفرّد به العباس الترقفي، عن زيد بن يحيى، و لم يكتبه إلاّ عن شيخنا هذا، و ليس هذا الحديث بالشام.
أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: قرئ (2) على إبراهيم بن منصور، أنبأ إبراهيم بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا داود بن رشيد، نا الوليد بن مسلم، عن عبد اللّه بن العلاء، و عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، قالا: نا أبو سلاّم، حدّثني أبو سلمى راعي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«بخ بخ، خمس ما أثقلهن في الميزان: لا إله إلاّ اللّه، و سبحان اللّه، و الحمد للّه، و اللّه أكبر، و الولد الصالح، يتوفى للمرء المسلم فيحتسبه»[6557].
و أعلى ما وقع لي من حديثه:
ما أخبرناه أبو القاسم بن الحصين (3)،أنبأ أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا عبد اللّه بن روح المدائني (4)،نا شبابة بن سوّار، نا أبو زبر، نا الزهري، عن أبي سلمة، عن عائشة قالت: أهللت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بعمرة في حجّته.
قال الزهري: و سمعت غيرها يقول: أهلّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بعمرة و حجّة.
أخبرنا أبو الحسن (5) علي بن أحمد بن منصور، و علي بن الحسن، قالا: نبأ و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنبأ أبو بكر الخطيب (6)،قال: كتب إليّ أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان الدمشقي يذكر أن أبا الميمون عبد الرّحمن بن عبد اللّه البجلي (7) أخبرهم قال: أنا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو قال: حدّثني إبراهيم بن عبد اللّه بن العلاء بن زبر قال: ولد أبي سنة خمس و سبعين.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن (8) بن
ص: 376
محمّد بن يوسف، أنبأ أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا (1)،نا محمّد بن سعد: قال في الطبقة الرابعة من أهل الشام.
ح و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري.
و حدّثنا (2) عمي، أنا أبو طالب، أنا الجوهري - قراءة-.
نبأ أبو عمر بن حيّوية، أنبأ أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3) قال في الطبقة الخامسة منهم: عبد اللّه بن العلاء بن زبر - زاد ابن الفهم: و كان ثقة إن شاء اللّه-.
أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنبأ أبو الفضل و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنبأ عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أبو الفضل:
و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (4)،قال: عبد اللّه بن العلاء بن زبر أبو زبر (5) الشامي الربعي، سمع أبا سلاّم، نسبه الوليد بن مسلم، هو أخو بشر (6).
أخبرنا أبو الحسن (7) علي بن محمّد، أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو العباس النهاوندي أبو القاسم بن الأشقر (8)،نا محمّد بن إسماعيل قال: عبد اللّه بن العلاء بن زبر، كنيته أبو عبد الرّحمن.
في نسخة ما شافهني (9) به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنبأ أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد (10)،قالا: أنا ابن أبي حاتم (11)
ص: 377
قال: عبد اللّه بن العلاء أبو زبر الشامي الدمشقي، روى عن أبي سلاّم الأسود، و مكحول، و عبد اللّه بن عامر، روى عنه الوليد بن مسلم، و أبو مسهر، سمعت أبي يقول ذلك.
قال أبو محمّد: روى عن القاسم بن محمّد، و عمر بن عبد العزيز، و عطية بن قيس، و الزّهري.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنبأ أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو زبر عبد اللّه بن العلاء بن زبر سمع القاسم بن محمّد، و القاسم مولى يزيد، و بسرا (1)،روى عنه الوليد و شبابة.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو زبر عبد اللّه بن العلاء بن زبر، دمشقي.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو طاهر الأنباري، أنا أبو القاسم بن الصّوّاف، نا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر (2) الدولابي قال: أبو زبر عبد اللّه بن العلاء بن زبر الدمشقي.
أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، أنا نصر بن إبراهيم، أنبأ سليم بن أيوب، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمّد بن إياس، قال: سمعت محمّد بن أحمد المقدّمي يقول: أبو زبر روى عنه شبابة و الوليد بن مسلم، هو عبد اللّه بن زبر الشامي.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو زبر عبد اللّه بن العلاء بن زبر بن عطارد الرّبعي، الدمشقي، سمع الضّحّاك بن عبد الرّحمن، و سالم بن عبد اللّه بن عمر، روى عنه الوليد بن مسلم، و محمّد بن شعيب بن شابور القرشي.
ص: 378
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنبأ أبو الحسن الدار قطني، قال: أبو زبر عبد اللّه بن العلاء بن زبر الدمشقي، يروي عن مكحول، و الضّحّاك بن عرزب، و بسر بن عبيد اللّه (1)،و الزّهري و غيرهم، و روى عنه الوليد بن مسلم، و زيد بن يحيى بن عبيد، و شبابة بن سوّار و غيرهم، و ابنه إبراهيم بن عبد اللّه بن العلاء بن زبر يروي عن أبيه.
أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك (2)،أنا أبو الفضل محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال:
عبد اللّه بن العلاء بن زبر أبو زبر الرّبعي الشامي، أخو بشر (3)،حدّث عن بسر (4) بن عبيد اللّه، و روى عنه الوليد بن مسلم في الجزية، و تفسير الأعراف.
أخبرنا أبو الحسن (5):بن قبيس، و ابن سعيد، و أبو النجم التاجر، قالوا: قال أنا أبو بكر الخطيب (6):عبد اللّه بن العلاء بن زبر بن عطارد[-زاد أبو النجم] (7) بن عمرو بن حجر بن منقذ بن أسامة بن الجعيد، و قالوا: أبو زبر الرّبعي (8) الدمشقي - زاد أبو النجم: و قد تقدم ذكر نسبه على الاستقصاء في نسب عبد اللّه بن أحمد بن ربيعة بن زبر، و قالوا: حدّث عن القاسم بن محمّد بن أبي بكر، و عن سالم بن عبد اللّه بن عمر، و نافع مولاه، و أبي سلاّم ممطور، و بسر بن عبيد اللّه الحضرمي (9)،و أبي عبيد اللّه مسلم بن مشكم، و ابن شهاب الزهري، و مكحول الشامي، و غيرهم، و روى عنه ابنه إبراهيم، و محمّد بن شعيب بن شابور (10)،و الوليد بن مسلم، و أبو المغيرة
ص: 379
عبد القدّوس بن الحجّاج الحمصي، قدم أبو زبر بغداد، و حدّث بها فروى عنه من العراقيين شبابة بن سوّار الفزاري.
قرأت على أبي محمّد السلمي، عن علي بن هبة اللّه الحافظ (1)،قال: أما زبر بفتح الزاي و سكون الباء فهو أبو زبر عبد اللّه بن العلاء بن زبر الدمشقي، يروي عن مكحول، و الضّحّاك بن عرزب، و الزّهري، و بسر (2) بن عبيد اللّه و غيرهم، روى عنه الوليد بن مسلم، و زيد بن يحيى بن عبيد، و شبابة بن سوّار و غيرهم.
أخبرنا أبو محمّد المزكي، نا أبو محمّد الصوفي، أنبأ أبو محمّد المعدل (3)،أنبأ أبو الميمون، نا أبو زرعة (4) قال: قلت لعبد الرّحمن بن إبراهيم (5):فما تقول في ابن زبر؟ قال: ثقة.
أخبرنا أبوا الحسن (6):بن قبيس، و ابن سعيد، قالا: نا - و أبو النجم - أنا أبو بكر الخطيب (7).
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن اللالكائي، قالا: أنبأ أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، أنا يعقوب بن سفيان، قال: سألت عبد الرّحمن بن إبراهيم، عن عبد اللّه بن العلاء فقال: كان ثقة - زاد اللالكائي: روى عنه أبو مسلم، و كان عبد اللّه بن العلاء من أشراف البلد (8).
أخبرنا أبو الحسن (9) علي بن أحمد الفقيه، و أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، و أبو الحسين، قالوا: حدّثنا ح - و أبو النجم بدر بن عبد اللّه: أنبأ - أبو بكر الخطيب، أنبأ أبو بكر أحمد بن محمّد بن محمّد الأشناني، قال (10):سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: سألت يحيى بن معين قلت: فعبد اللّه بن العلاء بن زبر، فقال: ثقة.
ص: 380
قال عثمان: و سألت دحيما الدمشقي عن عبد اللّه بن العلاء بن زبر فوثقه جدا (1).
ح أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنبأ أبو الحسين بن السّقّا، نبأ محمّد بن يعقوب، نا عبّاس بن محمّد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: عبد اللّه بن العلاء أبو زبر ثقة.
أنبأنا أبو علي الحسن (2) بن أحمد، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي، عنه، أنبأ (3) أبو نعيم الحافظ ، أنا سليمان بن أحمد.
ح و أخبرنا أبوا الحسن (4):بن قبيس، و ابن سعيد، قالا: نبأ ح - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (5)،أنبأ أبو الفرج عبد السّلام بن عبد الوهّاب القرشي، بأصبهان، أنبأ سليمان بن أحمد الطبراني، نا أبو بكر بن صدقة، نا العباس بن محمّد، قال:
سمعت يحيى بن معين يقول: عبد اللّه بن العلاء بن زبر ثقة (6).
أخبرنا أبوا الحسن (7) قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (8).
ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ أحمد بن الحسن بن أحمد، قالا: أنا يوسف بن رباح البصري، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل المهندس - بمصر - نا أبو بشر (9) الدولابي، نا معاوية بن صالح قال: عبد اللّه بن العلاء بن زبر ثقة، مات قبل سعيد - يعني: بن عبد العزيز - زعم أبو مسهر أنه صلّى عليه سعيد (10)،و كان أكبر من سعيد.
ص: 381
قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيوية، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر، نا.
ح و أخبرنا أبوا الحسن (1)،قالا: حدّثنا - و أبو النجم، أنبأ - أبو بكر الخطيب (2)،أنا هبة اللّه بن الحسن الطبري (3)،أنا أحمد بن عبيد، أنا محمّد بن الحسين الزعفراني، قالا: أنا أحمد بن زهير، قال: سمعت يحيى بن معين يقول:
عبد اللّه بن العلاء بن زبر ثقة.
في نسخة ما شافهني (4) به أبا عبد اللّه الخلاّل، أنبأ أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (5) قال: نا محمّد بن عوف الحمصي، قال: قال يحيى بن معين: عبد اللّه بن العلاء ليس به بأس.
أنبأنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي جعفر بن المسلمة، أنا عبد الرّحمن بن عمر بن حمّة - إجازة - أنبأ حمزة بن القاسم بن عبد العزيز الإمام، نا حنبل بن إسحاق، قال: قال أبو عبد اللّه: عبد اللّه بن العلاء (6) مقارب الحديث.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري (7)،أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (8) قال: سألت عبد الرّحمن بن إبراهيم عن عبد اللّه بن العلاء؟ فوثّقه، قلت له: ابن المبارك لم يرو عنه ؟ قال: ابن المبارك إنما حمل عن الأعلام المشاهير.
قال يعقوب (9):قلت - يعني: لهشام بن عمّار:- فعبد اللّه بن العلاء؟ قال:
ص: 382
بخ (1)،ثقة، قد سمع من القاسم أبي عبد الرّحمن، و من عمر بن عبد العزيز، هو قديم.
قال يعقوب (2):و عبد اللّه بن العلاء بن زبر أبو زبر ثقة دمشقي، أثنى عليه عبد الرّحمن بن إبراهيم، و ذكر أنه ثقة.(3) ذكر أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الكناني الأصبهاني أنه سأل أبا حاتم عن عبد اللّه بن العلاء بن زبر فقال: يكتب حديثه (4).
في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه، أنا أبو القاسم، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر، أنبأ علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (5):سئل أبي عن عبد اللّه بن العلاء بن زبر فقال: هو أحبّ إليّ من أبي معيد حفص بن غيلان.
أخبرنا أبوا الحسن (6)،قالا: نبأ - و أبو النجم، أنا - أبو بكر الخطيب (7)،أنبأ أحمد بن أبي جعفر القطيعي، أنا محمّد بن عدي بن زحر البصري - في كتابه - أنا محمّد بن علي الآجري أبا عبيد، قال: سألت أبا داود سليمان بن الأشعث عن عبد اللّه بن العلاء بن زبر فقال: ثقة.
أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: قلت للدارقطني: فعبد اللّه بن العلاء بن زبر؟ قال: ثقة، يجمع حديثه (8).
أخبرنا أبوا الحسن (9)،قالا: نا - و أبو النجم، أنا - أبو بكر (10).
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا محمّد بن الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب (11)،قال: أبو
ص: 383
العباس هشام بن الغاز، و عبد اللّه بن العلاء (1) و ذكر غيرهما، منهم من حمل و منهم من قدم إلى بغداد، و كتب أصحابنا عنه ببغداد.
قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أخبرنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر، أنبأ أبي، عن أبيه، حدّثني إبراهيم بن عبد اللّه بن العلاء بن زبر قال: توفي أبي سنة أربع و ستين و مائة، و هو ابن تسع و ثمانين سنة، و صلّى عليه سعيد بن عبد العزيز.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنبأ أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2)،حدّثني إبراهيم بن عبد اللّه بن العلاء بن زبر قال: ولد أبي سنة خمس و سبعين، و مات سنة خمس و ستين و مائة، و صلّى عليه سعيد بن عبد العزيز.
أخبرنا أبوا الحسن (3)،قالا: نا ح - و أبو النجم، أنبأ - أبو بكر الخطيب (4)،أنا هبة اللّه بن الحسن الطبري، نا علي بن محمّد المروزي (5)،نا أحمد بن محمّد بن أبي سعدان، نا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي، قال: قال أبو إسحاق إبراهيم بن عبد اللّه بن العلاء: توفي عبد اللّه بن العلاء سنة أربع و ستين و مائة.
قال الخطيب: و أنا ابن (6) الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، حدّثني عبد الرّحمن بن عمرو (7)،حدّثني إبراهيم بن عبد اللّه بن العلاء قال: مات أبي سنة خمس و ستين و مائة.
ص: 384
ابن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم
أبو الحارث القرشي المخزومي المديني (1)
ولد بأرض الحبشة في عهد النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و قيل إنه رأى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.
سمع عمر، و ابن عمر، و ابن العبّاس، و أباه عيّاش بن أبي ربيعة.
روى عنه: ابنه الحارث بن عبد اللّه، و ابن[ (2) ابنه عبد اللّه بن الحارث بن عبد اللّه]، و نافع مولى ابن عمر، و أبو بكر بن (3) محمّد بن عمرو بن حزم، و سليمان بن يسار، و سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص، و زياد مولى ابن عيّاش.
و قدم دمشق غازيا.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنبأ أبو عثمان عمرو بن عبد اللّه البصري - بنيسابور - نا الفضل بن محمّد البيهقي، نا إسماعيل بن أبي أويس، نا عبد الرّحمن بن أبي الزناد، عن عبد الرّحمن بن الحارث، عن أخيه عبد اللّه بن الحارث، عن (4) عبد اللّه بن عيّاش بن أبي ربيعة، قال:
دخل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بعض بيوت آل أبي (5) ربيعة إما لعيادة المريض، و إما لغير ذلك، فقالت له أسماء بنت المخرّبة التميمية، و كانت أم الجلاّس، و هي أم عيّاش بن أبي ربيعة: يا رسول اللّه، أ لا توصيني (6)؟فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«يا أم الجلاّس ائتي إلى أختك ما تحبّين أن تأتي إليك، و أحبّي (7) لأختك ما تحبّين لك»، ثم أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بصبي من ولد عيّاش، فكانت أم الجلاّس ذكرت لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم مرضا بالصبي - أو علة -
ص: 385
فجعل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يرقي الصبي، و يتفل عليه، و جعل الصبي يتفل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كلما تفل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فجعل بعض أهل البيت ينهى الصبي و يكفّهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عن ذلك[6558].
رواه محمّد بن يحيى الذّهلي عن إسماعيل.
و رواه إسحاق بن محمّد الفروي، عن عبد الرّحمن بن أبي الزّناد نحوه (1).(2) أنبأنا أبو علي الحداد - في كتابه - أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه، نا سليمان بن أحمد، نا عبد اللّه بن شعيب الزنجاني، نا محمّد بن معمر البحراني، نا أبو عامر العقدي، نا أبو عمرو السّدوسي، عن عبد اللّه بن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم، عن أبيه عن عبد اللّه بن عيّاش بن أبي ربيعة قال:
ما قام رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لتلك الجنازة إلاّ أنها كانت يهودية، فآذاه ريح بخورها، فقام حتى جازته.
قرأت بخط إبراهيم بن عبد اللّه بن خضر الأندلسي المحتسب، حدّثني أبو الحسين عبد الوهّاب بن الحسن، نا أحمد بن عمير (3) بن يوسف بن جوصا، نا علي بن عبد الرّحمن نا عبد اللّه بن يوسف، نا يحيى بن حمزة، عن ثور بن يزيد أن عيسى بن عاصم حدّثه:
أن عبد اللّه بن عمر، و عبد اللّه بن عبّاس، و عبد اللّه بن عيّاش بن أبي ربيعة خرجوا من جوف الشام، و كانوا غزوا الروم و مع ابن عيّاش سرية له، فكان يقبلها إذا اشتهاها و هو يسير، و يصيبها و ليس معه ماء، فكانا ينهيانه عن ذلك و يكرهانه و يعيبان
ص: 386
ذلك عليه، فيقول: بيني و بينكم عمر (1)،فلما قدموا على عمر ذكروه له فضربه عمر.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا علي بن يعقوب بن إبراهيم، و محمّد بن إبراهيم بن مروان، قالا: نا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم، نا محمّد بن عائذ، نا محمّد بن شعيب بن شابور، عن عثمان بن عطاء، عن أبيه عن عكرمة، عن ابن عبّاس أنه قال: ولد عبد اللّه بن عيّاش بن أبي ربيعة بأرض الحبشة، و أمّه أم سلمة بنت مخرّبة (2) بن جندل بن نهشل بن دارم.
قال ابن مندة: هذا حديث غريب لا يعرف إلاّ بهذا الإسناد.
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر أحمد بن علي.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا (3) عمرو بن خالد، و حسّان بن عبد اللّه، عن ابن (4) لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة بن الزّبير قال:
و من بني مخزوم عيّاش بن أبي ربيعة، و معه امرأته بنت (5) سلمة بن مخرّبة (6) بن جندل بن نهشل بن دارم (7)،فولدت له بأرض الحبشة عبد اللّه بن عيّاش (8) بن أبي ربيعة.
أخبرنا أبو البركات بن المبارك، و أبو (9) العزّ الكيلي، قالا: أنا أحمد بن الحسن بن أحمد - زاد ابن المبارك: و أبو الفضل بن خيرون قالا: أنبأ محمّد بن الحسن الأصبهاني، أنا محمّد بن أحمد الأهوازي، نا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خيّاط (10) قال: عبد اللّه بن عيّاش بن أبي ربيعة بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم، أمّه أسماء بنت سلامة بن مخرّبة (11) بن جندل بن أبير بن نهشل بن دارم بن
ص: 387
مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مرّ، قتل بسجستان سنة ثمان و سبعين (1).
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار قال (2):و ولد عياش بن أبي ربيعة بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم: عبد اللّه بن عيّاش (3)-و نعم عبد اللّه - كان حكى عن نافع مولى ابن عمر أنه قيل له: أ كان عبد اللّه بن عمر يقول لمن يصحبه في السفر (4):إن كنت تصوم فلا تصحبنا؟ قال: قد كان يصحبه ابن عياش، و هو يصوم، فيأمرنا له بسحور، و أمّ عبد اللّه بن عيّاش أسماء بنت سلامة بن مخرّبة بن جندل.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنبأ الحسن (5) بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد، نا أبو بكر بن أبي الدنيا (6)،نا محمّد بن سعد، قال: في الطبقة الثامنة ممن أدرك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و رآه و لم (7) يحفظ عنه شيئا: عبد اللّه بن عيّاش بن أبي ربيعة المخزومي، ولد بأرض الحبشة.
قال الواقدي: و لا أعلمه روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و قد روى عن عمر، و له دار بالمدينة.
قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (8):قال في الطبقة الأولى من [أهل] المدينة: عبد اللّه بن عيّاش بن أبي ربيعة بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم، و أمّه أسماء بنت سلامة بن مخرّبة بن جندل بن أبير بن نهشل بن دارم، و ولد
ص: 388
عبد اللّه بن عيّاش بأرض الحبشة، و لا نعلمه روى عن النبي شيئا، و قد روى عن عمر بن الخطّاب، و له دار بالمدينة.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (1)،قال: عبد اللّه بن عيّاش بن أبي ربيعة أبو الحارث القرشي المخزومي.
قال سعيد بن داود: نا مالك، قال نافع: سمعت من (2) عبد اللّه بن عيّاش بن أبي ربيعة حديثا - لا أدري عن من حدّث به (3)-قال: يبعث اللّه ريحا بين يدي الساعة لا تدع أحدا في قلبه من الخير شيء إلاّ أماتته.
و قال إبراهيم بن المنذر، عن عيسى بن المغيرة، نا الضّحّاك بن عثمان (4)،عن نافع، عن عبد اللّه بن عيّاش قال نافع: لا أدري عمن حدّث - عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم - نحوه.
و قال إسحاق عن عبد الرزّاق، أنا معمر، عن أيوب، عن نافع، عن عياش بن أبي ربيعة قال: سمعت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم نحوه، و الأول أصح، و سمع عمر، و روى عنه الحارث بن عبد اللّه بن عيّاش ابنه (5)،كنّاه إسحاق بن سعيد، عن أبيه.
أخبرنا أبو الحسن (6) علي بن محمّد، أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو العباس النهاوندي، نا أبو القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل قال: و كنيته عبد اللّه بن عيّاش بن أبي ربيعة المخزومي القرشي المديني، أبو الحارث، كنّاه إسحاق بن عبد اللّه.
في نسخة ما شافهني (7) به أبو عبد اللّه الأصبهاني، أنا أبو القاسم بن أبي عبد اللّه، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر الهمذاني، أنا على بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي
ص: 389
حاتم قال (1):عبد اللّه بن عيّاش بن أبي ربيعة القرشي المخزومي أبو الحارث، روى عن عمر (2)،و روى عنه ابنه الحارث بن عبد اللّه بن عياش، و نافع، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (3) قال: عبد اللّه بن عيّاش بن أبي ربيعة المخزومي. يقال: إنه قد رأى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و ولد بأرض الحبشة في الهجرة.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو الحارث عبد اللّه بن عيّاش عن أبيه، روى عنه نافع.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو الحارث عبد اللّه بن عيّاش بن أبي ربيعة المخزومي.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي (4)،قال: أبو الحارث عبد اللّه بن عيّاش بن أبي ربيعة [المخزومي].
أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنبأ أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد قال: عبد اللّه بن عيّاش بن أبي ربيعة سكن المدينة، رأيت في كتاب محمّد بن سعد: عبد اللّه بن عيّاش بن أبي ربيعة ابن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم، و كان عيّاش من مهاجرة الحبشة، و أقام بالمدينة، و مات بها.
قال: البغوي: و لا أعرف لعبد اللّه حديثا مسندا، و قد روى عياش عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو صادق محمّد بن أحمد بن جعفر، أنا أحمد بن محمّد بن زنجويه، أنا أبو أحمد العسكري، و أمّا عياش تحت الياء نقطتان و الشين منقوطة، فمنهم عبد اللّه بن عيّاش بن أبي ربيعة، روى عنه عمر.
ص: 390
أنبأنا أبو جعفر الهمذاني، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد (1)،قال: أبو الحارث عبد اللّه بن عيّاش بن أبي ربيعة بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي المديني، ولد في عهد رسول (2) اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بأرض الحبشة، له رواية (3) عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم (4)،و سمع عمر بن الخطّاب، و روى عنه:
نافع (5) مولى ابن عمر، و ابنه الحارث.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا [أبو] (6)عبد اللّه بن مندة قال: عبد اللّه بن عيّاش بن أبي ربيعة المخزومي ولد في عهد النبي صلّى اللّه عليه و سلّم لأبيه و عمه صحبة، عداده في أهل الحجاز، روى عنه أبو بكر [بن] (7) محمّد بن عمرو بن حزم.
أنبأنا أبو علي الحدّاد، قال: قال: أنا أبو نعيم الحافظ : عبد اللّه بن عيّاش بن أبي ربيعة المخزومي ولد بأرض الحبشة - فيما ذكره ابن عائذ عن محمّد بن شعيب بن شابور، عن عثمان بن عطاء، عن أبيه عن عكرمة، عن ابن عبّاس - و ذكر أن أمّه أم سلمة بنت مخرّبة بن جندل بن نهشل بن دارم (8).
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد العتيقي.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالوا.
ص: 391
أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد العجلي، حدّثني أبي (1) قال:
عبد اللّه بن عيّاش بن أبي ربيعة المخزومي، مدني، تابعي، ثقة.
أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (2)،قال: قال لنا موسى بن إسماعيل، نا حمّاد بن سلمة، عن يحيى بن سعيد، عن محمّد بن مينا: أن عبد العزيز - أبا عمر بن عبد العزيز - بعث إلى ابن عمر بمال في الفتنة، فقبله، و بعث إلى عبد اللّه بن عيّاش بن أبي ربيعة فلم يقبل.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو الدّرّ ياقوت بن عبد اللّه، قالوا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان بن داود الطوسي، نا الزبير بن بكار، حدّثني عمي مصعب بن عبد اللّه، عن الضّحّاك بن عثمان الحزامي، عن عبد الرّحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن خارجة بن زيد بن ثابت، قال:
خرج عبد اللّه بن عمر، و عبد اللّه بن عيّاش بن أبي ربيعة من المسجد، فلما كانا على بابه و قد أحفيا (3) شواربهما حتى بدت الشوى (4) كفت (5) كل واحد منهما ثيابه حتى بدت ساقاه، و قال لصاحبه: ما عندك خير هل لك أن أسابقك ؟ قال: و نا الزبير، قال: و حدّثني عبد اللّه بن عمر بن القاسم، حدّثني عبد اللّه بن عمر بن حفص، عن نافع قال: رأيت عبد اللّه بن عمر، و عبد اللّه بن عيّاش بن أبي ربيعة بطريق مكة يسعيان على أرجلهما و إنهما لشيخان.
3451 - عبد اللّه بن عيسى بن برت (6) بن الحصين البعلبكّي
حدّث عن أحمد بن أبي الحواري.
ص: 392
و روى عنه: هاشم (1) بن أحمد العصار المصري.
قرأت على أبي محمّد السلمي (2)،عن أبي نصر علي بن هبة اللّه، قال (3):أما برت (4) بباء مكسورة فهو: عبد اللّه بن عيسى بن برت (5) بن الحصين البعلبكّي، حدّث عن أحمد بن أبي الحواري، حدّث عنه هاشم بن أحمد العصار، شيخ ابن رشيق.
أبو محمّد الأنصاري الكوفي (6)
قدم دمشق و أبو ليلى، له صحبة، و قد اختلف في اسمه.
حدّث عن جدّه عبد الرّحمن بن أبي ليلى، و عامر الشعبي، و عطية (7) بن سعد العوفي، و أميّة بن هند المدني (8)،و عبد اللّه بن عبد اللّه بن جبر (9)،و موسى بن عبد اللّه بن يزيد، و عبد اللّه بن أبي الجعد الغطفاني، و العبّاس بن سهل السّاعدي، و زيد بن علي بن الحسين.
روى عنه: أبو فروة مسلم بن سالم الجهني، و سفيان الثوري، و زهير بن معاوية، و شريك القاضي، و عمّار بن رزيق (10)،و عتبة بن أبي حكيم الهمداني، و المطّلب بن زياد.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد أحمد (11) بن الحسن بن محمّد، أنا أبو محمّد الحسن (12) بن أحمد بن محمّد المخلدي، أنا أبو العباس محمّد بن
ص: 393
إسحاق بن إبراهيم بن مهران الثقفي السّرّاج، نا إسماعيل بن موسى، نا شريك، عن عبد اللّه بن أبي ليلى (1)،عن عبد اللّه بن جبر (2)،عن أنس بن مالك أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كان يتوضأ في إناء يسع (3) رطلين، و كان يغتسل بصاع.
أخبرنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن - قراءة - عن أبي الحسن محمّد بن محمّد بن مخلد، أنا علي بن محمّد بن خزفة.
ح، و عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن بيري، قالا: أنبأ محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة (4)،نا الحسن بن حمّاد، نا المطّلب بن زياد، عن عبد اللّه بن عيسى قال:
لقيت زيد بن علي بالشام فذاكرته المسح على الخفّين، و قلت له: إن عليّا مسح، قال: أنتم أعلم بعلي منّا، كان فيكم، أما أنا ففي نفسي منه شيء.
قال: و حدّثته بحديث فكتبه في ألواح معه صغار.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل البغدادي، أنا أبو الفضل الباقلاني، و أبو الحسين الصيرفي، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد الباقلاني: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (5)،قال: عبد اللّه بن عيسى بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى الأنصاري الكوفي، روى عنه الثوري، و أبو فروة مسلم - هو ابن أخي محمّد بن عبد الرّحمن-.
في نسخة ما شافهني (6) به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنبأ أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (7):عبد اللّه بن عيسى بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى الأنصاري الكوفي، هو
ص: 394
ابن أخي محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، روى[ (1) عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى]، و عطية العوفي، و الشعبي، روى عنه أبو فروة مسلم بن سالم الجهني، و سفيان الثوري، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك [بن] الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال:
عبد اللّه بن عيسى بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى - و اسمه يسار، و يقال: داود - بن بلال ابن أخي محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى الأنصاري الكوفي، حدّث عن جده عبد الرّحمن، و الزهري، و روى عنه شعبة، و أبو فروة مسلم بن سالم في الصوم.
قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي الحسن بن مخلد (2)،أنبأ علي بن محمّد بن خزفة.
ح و عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن بيري.
قالا: أنا محمّد بن الحسين، نبأ ابن أبي خيثمة، نا أبو نعيم، نا شريك، عن عبد اللّه بن عيسى قال: رآني عبد الرّحمن بن أبي ليلى، و أنا أصلي فقال: ألزق أنفك بالأرض يا ابن عيسى.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر (3) بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (4)،نا أبو بكر، نا سفيان، حدّثني عبد اللّه بن عيسى، عن (5) عبد الرّحمن بن أبي ليلى قال سفيان: و كان عبد اللّه و أخوه أكبر من عمّهما و كانا يفضّلان على عمّهما محمّد بن عبد الرّحمن.
قال: و نا يعقوب (6)،نا الحميدي، قال: قال سفيان: كان عبد اللّه يفضل على عمّه ابن أبي ليلى.
أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا
ص: 395
عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا أبو عبد اللّه ح نا سفيان.
و أخبرنا (1) أبو البركات الأنماطي، أنبأ أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل الغلابي، أنا أبي، نا أحمد بن حنبل، عن سفيان ابن عيينة: قال عمارة بن القعقاع:
و أخبرنا (2) أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ (3)،أنا أبو بكر بن المؤمّل، نا الفضل بن محمّد، نا أحمد بن حنبل، نا سفيان، نا عمارة بن القعقاع بن أخي بن شبرمة، و عبد اللّه بن عيسى بن أخي محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، فكانوا يقولون: هما أفضل من عمّهما (4).
أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل، نا أحمد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، نا أحمد بن حنبل، عن سفيان بن عيينة قال: عبد اللّه بن عيسى ابن أخي محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، كانوا يقولون: هو أفضل من عمّه.
قرأت على أبي القاسم بن عبدان، عن محمّد بن علي بن أحمد بن المبارك، أنبأ رشأ بن نظيف، أنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد، أنا محمّد بن محمّد بن داود، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش قال: عبد اللّه بن عيسى بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى الأنصاري، و هو أوثق ولد أبي ليلى (5)،روى عنه شعبة و سفيان.
أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، أنا أبو الفتح الزاهد، أنا (6) سليم بن أيوب، أنا أبو نصر طاهر بن محمّد، نبأ أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو زكريا يزيد بن محمّد بن إياس قال: سمعت محمّد بن أحمد المقدّمي يقول: عبد اللّه بن عيسى بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، و هو أسنّ من عمّه محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى.
ص: 396
أخبرنا أبو سعد (1) إسماعيل بن أحمد، و أبو الحسن (2) مكي بن أبي طالب، قالا: أنا أحمد بن علي بن خلف، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: عبد اللّه بن عيسى بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى أكبر من عمه محمّد بن عبد الرّحمن.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني (3)-شفاها - عن عبد العزيز بن أحمد، عن تمام بن محمّد، حدّثني مكحول، نا جعفر بن محمّد بن أبان، نبأ علي بن حكيم قال:
قال لنا شريك: كان عبد اللّه بن عيسى رجل صدق، و كان يعلّم العجم محتسبا (4).
في نسخة ما شافهني (5) به أبو عبد اللّه الخلال، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (6)،حدّثني أبي، نا علي بن حكيم الأودي، قال: سمعت شريكا يثني على عبد اللّه بن عيسى، ذكره أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين أنه قال:
عبد اللّه بن عيسى ثقة.
سألت أبي عن عبد اللّه بن عيسى فقال: صالح.
أخبرنا أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر الخطيب، أنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم قال: سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: سألت يحيى بن معين عن عبد اللّه بن عيسى ؟ فقال: ثقة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنبأ أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد البرّاء (7)،قال: قال علي بن المديني:
عبد اللّه بن عيسى الذي روى عن عكرمة، عن أبي هريرة عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«[ليس منا من خبّب امرأة على زوجها»[6558 م] قال: عبد اللّه بن عيسى بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى.
ص: 397
قال: هو عندي منكر] (1).
ح و أخبرنا (2) أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار (3)،أنا محمّد بن علي، أنا محمّد بن أحمد، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي، عن يحيى بن معين قال:
عبد اللّه بن عيسى بن أبي ليلى يتشيّع.
أخبرني أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - أنا أبو محمّد التميمي - إجازة - أنا تمام بن محمّد - إجازة - حدّثني أبي، أخبرني عبد اللّه بن أحمد بن (4) ربيعة الربعي، نا جعفر بن محمّد بن أبي عثمان الطيالسي قال: قال يحيى بن معين: هلك عبد اللّه بن عيسى سنة ثلاثين و مائة كنيته أبو محمّد.
[حرف الغين في آباء العبادلة: فارغ] (5)
ص: 398
3453 - عبد اللّه بن الفتح (1)
ولي إمرة دمشق نيابة عن أبي الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون، و قد تقدم ذكر توليته إياه في ترجمة سعد الأعسر (2).
أبو محمّد القرشي المعروف بابن البرامي
روى عن القاسم بن عثمان الجوعي، و أبي أمية محمّد بن إبراهيم.
روى عنه: ابنه أبو بكر أحمد، و أبوا (3) بكر: بن المقرئ، و محمّد بن أحمد بن محمّد المفيد، و أبو هاشم المؤدّب.
أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنبأ أبو الفتح منصور بن الحسين، و أبو طاهر أحمد بن محمود، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو محمّد عبد اللّه بن الفرج بن عبد اللّه القرشي البرامي بدمشق، نا القاسم بن عثمان الجوعي، نا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن [دينار] (4)،عن أبي سعيد بن رافع قال: سألت ابن عمر عن هذه الآية إِنَّكَ لاٰ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ (5) أ في أبي جهل و أبي طالب نزلت ؟ قال: نعم.
[قال: و نا عبد اللّه، نا قاسم، نا إبراهيم بن أيوب، قال: قال سفيان بن عيينة:
ص: 399
رأيت الثوري في المنام، فقلت:] (1) أوصني، قال: أقل من مخالطة الناس، قال:
قلت: زدني، قال: سترد فتعلم.
3455 - عبد اللّه بن فرّوخ (2)
سمع أبا هريرة و عائشة.
روى عنه: أبو سلاّم الأسود، و شداد أبو عمّار، و زيد بن سلاّم، و أبو عبد الجليل (3)،و مبارك بن أبي حمزة الزهري (4).
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن الآبنوسي، أنبأ أبو بكر محمّد بن الحسن بن عبدان بن الحسن (5) بن مهران الصيرفي - في ذي الحجة من سنة خمس و ثمانين و ثلاثمائة - نا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز البغوي، نبأ أحمد بن عيسى المصري، نا بشر بن بكر التنيسي، حدّثني الأوزاعي، حدّثني شدّاد أبو عمار، نا عبد اللّه بن فرّوخ، نا أبو هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«أنا سيّد ولد آدم يوم القيامة، و أنا أوّل من تنشق عنه الأرض، و أنا أول شافع، و أول مشفع»[6559].
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أبو الفضل:
و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (6) قال: عبد اللّه بن فرّوخ سمع عائشة.
في نسخة ما شافهني (7) به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.
ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (8) قال:
ص: 400
عبد اللّه بن فرّوخ مولى عائشة، روى عن عائشة، و روى عنه أبو عبد الجليل (1)، سمعت أبي يقول ذلك.
قال أبو محمّد: و روى عنه مبارك بن أبي حمزة الزبيدي (2)،سألت أبي عنه فقال:
هو مجهول، و مبارك بن أبي حمزة مجهول.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، أنا أبو القاسم البجلي، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة: قال [في] طبقة قدم يلي الطبقة العليا من تابعي أهل الشام: عبد اللّه بن فرّوخ، روى عنه أبو سلاّم.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.
ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، نا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الثالثة: عبد اللّه بن فرّوخ.
قرأت على أبي محمّد (3) عبد الكريم بن حمزة (4)،عن أبي بكر الخطيب قال:
عبد اللّه بن فرّوخ سمع عائشة أم المؤمنين، روى عنه زيد بن سلاّم، و عبد اللّه بن فرّوخ ذكره محمود بن إبراهيم بن سميع في الطبقة الثالثة من تابعي أهل الشام، حدّث عن أبي هريرة، روى عنه شداد أبو عمّار.
كذا قال الخطيب، و عندي أنهما رجل واحد.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن (5)جعفر، و محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد العتيقي.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالوا:
أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن (6) أحمد بن زكريا، أنبأ أبو مسلم العجلي، حدّثني أبي قال: عبد اللّه بن فرّوخ شامي، تابعي، ثقة.
ص: 401
3456 - عبد اللّه بن فضالة اللّخمي (1)
أظنه دمشقيا.
حكى عنه أبو طاهر أحمد بن بشر الدمشقي.
ذكر بعض بني نوبخت حدّثني عمي، حدّثني أحمد بن بشر الدمشقي قال: أنشدني عبد اللّه بن فضالة اللخمي للوليد بن يزيد:
و لقد قال طبيبي *** و طبيبي غير آلي
أشك ما شئت سوى الح *** ب فإني ما أبالي
سقم الحب رخيص *** و دواء الحب غالي
أبو بشر - و يقال: أبو بسر (2)-الدّيلمي (3)
و كانت لأبيه صحبة، و أبوه من أبناء اليمن.
صحب عبد اللّه معاذ بن جبل بالشام إلى أن مات، و سكن فلسطين - و يقال:
الأردن-.
و حدّث عن أبيه، و معاذ بن جبل، و عبد اللّه بن عمرو بن العاص، و أبيّ بن كعب، و عبد اللّه بن مسعود، و حذيفة بن اليمان، و زيد بن ثابت، و حنش بن عبد اللّه.
روى عنه: يحيى بن أبي عمرو الشيباني (4)،و محمّد بن سيرين، و حكيم بن رزيق (5) الأيلي (6)،و وهب بن خالد الحمصي.
وفد على عمر بن عبد العزيز.
ص: 402
أخبرنا أبو الحسن بن البقشلان الموحد، أنبأ أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبد اللّه بن محمّد، نا داود بن رشيد، نا إسماعيل، نا يحيى بن أبي عمرو الشيباني، عن عبد اللّه بن الدّيلمي.
ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عيسى الباقلاني - فيما قرئ (1) عليه و أنا حاضر - نا أبو بكر بن مالك - إملاء - نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصوفي، نبأ الهيثم بن خارجة، نا إسماعيل بن عيّاش (2)،عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني، عن عبد اللّه بن فيروز الدّيلمي قال:
سمعت عبد اللّه بن عمرو يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«إنّ اللّه خلق خلقه في ظلمة ثم ألقى [و في حديث الموحد: فألقى - عليهم من نوره، فمن أصابه من ذلك النور اهتدى، و من أخطأ ضل، و لذلك-] (3)-و في حديث الموحد: فلذلك أقول جفّ القلم على علم اللّه عزّ و جل»[6560].
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أحمد بن إبراهيم بن موسى، أنا أبو طاهر بن خزيمة، نا جدي، نا عبيد اللّه بن الجهم الأنماطي (4)،نا أيوب بن سويد، عن أبي زرعة الشيباني يحيى بن أبي عمرو، نا [ابن] (5) الدّيلمي، عن عبد اللّه بن عمرو (6).
ح قال: و نا جدي، نا إبراهيم بن منقذ بن عبد اللّه الخولاني، نا أيوب - يعني:
ابن سويد - عن أبي زرعة - و هو يحيى بن أبي عمرو الشيباني - عن أبي بشر (7)عبد اللّه بن الدّيلمي، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:
«أن سليمان بن داود لما فرغ من بنيان مسجد بيت المقدس سأل اللّه حكما يصادف حكمه و ملكا لا ينبغي لأحد من بعده، و لا يأتي هذا المسجد أحد (8) لا يريد إلاّ الصلاة
ص: 403
فيه إلاّ خرج من خطيئته كيوم ولدته أمّه»، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«أما ثنتان فقد أعطيهما و أنا أرجو أن يكون قد أعطي الثالثة»[6561].
أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأ أبو الحسين أحمد بن محمّد (1)،أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبد اللّه بن محمّد زياد النيسابوري، نا أبو الأزهر (2) أحمد بن الأزهر، نا إسحاق بن سليمان، نا أبو سنان عن وهب بن خالد الحمصي، عن ابن (3)الديلمي قال:
وقع في نفسي شيء من القدر، فأتيت أبيّ بن كعب فقلت: يا أبا المنذر، إنه وقع في نفسي شيء من القدر قد خشيت أن يكون فيه هلاك ديني أو أمري، فحدّثني من ذلك شيئا لعل اللّه عزّ و جل أن ينفعني، فقال: لو أن اللّه عزّ و جلّ عذّب أهل سماواته، و أهل أرضه لعذبهم و هو غير ظالم لهم، و لو رحمهم كانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم، و لو كان لك (4) مثل أحد - أو مثل جبل أحد - ذهبا فأنفقته في سبيل اللّه عزّ و جلّ ما قبله اللّه منك حتى تؤمن بالقدر، و تعلم أنّ ما أصابك لم يكن ليخطئك، و أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، و أنك إن متّ على غير (5) هذا أدخلت النار، و لا عليك أن تأتي أخي عبد اللّه بن مسعود فتسأله، فأتيت عبد اللّه بن مسعود فقال لي مثل ذلك، و قال: لا عليك أن تأتي أخي حذيفة بن اليمان فتسأله، فأتيت حذيفة فسألته فقال مثل ذلك و قال:
لو أتيت زيد بن ثابت، فأتيت زيد بن ثابت فسألته فقال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:
«إنّ اللّه عزّ و جلّ لو عذّب أهل سماواته، و أهل أرضه لعذّبهم و هو غير ظالم لهم، و لو رحمهم كانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم، و لو كان لك جبل أحد - أو مثل جبل أحد - ذهبا أنفقته في سبيل اللّه ما قبله اللّه منك حتى تؤمن بالقدر، و تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، و أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، و إن متّ على غير هذا دخلت النار»[6562].
أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر بن الحسن (6) قالت: أنبأ إبراهيم بن منصور السلمي، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم، أنبأ أبو يعلى، نا سويد بن سعيد، نا زياد بن الربيع، عن هشام، عن ابن سيرين، عن ابن (7) الدّيلمي قال:
ص: 404
كنت ثالث ثلاثة ممن يخدم معاذ بن جبل، فلما حضرته الوفاة قلنا: يرحمك اللّه، إنما صحبناك و انقطعنا إليك لمثل هذا اليوم، و لتحدثنا حديثا سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ننتفع (1) به، قال: ساء ساعة الكذب هذه سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«من مات و هو يؤمن بثلاث: أن اللّه حق، و أن الساعة قائمة، و أن اللّه يبعث من في القبور» قال ابن سيرين: أما أنا نسيت قال:«دخل الجنّة - أو قال: نجا من النار-» [6563].
خالفه غيره:
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا أبو منصور بن شكرويه، أنبأ أبو بكر بن مردويه، أنبأ أبو بكر الشافعي، نا معاذ بن المثنّى، نا إسماعيل، أنا أيوب، عن محمّد بن سيرين، عن ابن (2) الديلمي (3) أحد الثلاثة الذين كانوا يخدمون معاذا قال: لما حضر (4) قلت: أ لا أراك قد حضرت ؟ قال: نعم، و ساء حين الكذب هذا: من مات و هو مؤمن بثلاث: يعلم أن اللّه حق، و أن الساعة قائمة، و أن اللّه يبعث من في القبور، قالا: فقال: قولا رغب لهم فيه ألاّ يكون إلاّ غفر اللّه له، فلا أدري.
أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي في كتابه ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أبو الفضل الباقلاني، و أبو الحسين الصيرفي، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد أبو الفضل: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسن المقرئ، نا أبو عبد اللّه البخاري (5) قال: عبد اللّه بن الدّيلمي أبو بشر (6) بن فيروز، حديثه في الشاميين، كنّاه إسحاق. و قال ضمرة عن الشيباني عن عبد اللّه بن الدّيلمي: أتيت الأردن، فلقيت حنشا (7) الصنعاني فقال لي: يا أبا بشر (8).
أخبرنا أبو محمّد المزكي، نبأ عبد العزيز الصوفي، أنبأ أبو القاسم البجلي، أنا جعفر بن محمّد بن جعفر، أنا أبو زرعة قال: في طبقة قدم تلي الطبقة الثانية من تابعي
ص: 405
أهل الشام دونهم من أهل فلسطين: عبد اللّه بن فيروز، و الضّحّاك بن فيروز، و عباس بن فيروز [و هو أبو العريف] (1).
[قال: و أنا عبد الرّحمن بن عثمان، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2) قال: و بنو فيروز الديلمي ثلاثة:] (3) عبد اللّه يكنى أبا بشر (4) و الضحّاك، و عيّاش، فعبد اللّه من نحو ابن محيريز، و الضحّاك، كان يصحب عبد الملك بن مروان و يجالسه.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب (5)،أنا أبو الحسن بن جوصا - إجازة-.
ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنا أبو الحسن - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الثانية: عبد اللّه بن الدّيلمي، فلسطيني.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول في باب أبي بشر (6)-بالشين المعجمة: أبو بشر عبد اللّه بن الدّيلمي عن حنش، روى عنه يحيى بن أبي عمرو الشيباني (7).
قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر عبيد اللّه بن سعيد، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال في باب أبي بشر (8) بالشين المعجمة: أبو بشر (9) عبد اللّه بن فيروز الدّيلمي.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأ أبو طاهر محمّد بن أحمد (10) بن محمّد [أنا هبة اللّه بن إبراهيم، نا أحمد بن محمّد] (11) بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن
ص: 406
حمّاد (1) قال: أبو بشر (2) عبد اللّه بن الدّيلمي.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأ أبو أحمد الحاكم (3) قال: أبو بشر عبد اللّه بن الدّيلمي، و اسم الدّيلمي فيروز الشامي، عن حنش الصنعاني، روى عنه أبو زرعة يحيى بن أبي عمرو الشيباني، كنّاه لنا (4) محمّد بن سليمان، نا محمّد - يعني: ابن إسماعيل-.
قال: و قال ضمرة عن الشيباني عن عبد اللّه بن الدّيلمي: أتيت الأردن فلقيت حنشا (5) الصنعاني فقال لي: يا أبا بشر (6).
هكذا قاله محمّد بن إسماعيل، و تابعه مسلم بن الحجّاج. و كنية (7) عبد اللّه بن فيروز أبو بسر بالسين، لا أبو بشر (8).
أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا أبي علي، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، عن أبي الحسن الدار قطني.
و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدار قطني قال في باب بسر: بالباء و السين المهملة: أبو بسر عبد اللّه بن الدّيلمي، روى عنه ربيعة بن يزيد.
قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن علي بن هبة اللّه قال (9):و أما بسر بضم الباء و السين المهملة: فهو أبو بسر عبد اللّه بن الدّيلمي، روى عنه ربيعة بن يزيد.
قرأت على أبي الفضل الحافظ ، عن أبي الفضل المكّي، أنا عبيد اللّه بن سعيد بن
ص: 407
حاتم، أنبأ الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، أنا يعقوب بن سفيان، نا محمّد بن عبد العزيز، نا عبادة بن عبّاد، و ابن عياش، عن الشيباني (1)،عن أبي بشر - و هو عبد اللّه بن الدّيلمي - عن فيروز.
قال: و أخبرني أبي، أنا أحمد [بن] (2) الفرج، نا ضمرة، نا عبد الرحمن بن عبد الأعلى قال: خرج عمي عبد اللّه بن الدّيلمي أبو بشر، فشيّعه وهب بن منبّه.
قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن (3) أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيوية، أنا محمّد بن القاسم، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا هارون بن معروف، نا ضمرة بن ربيعة، عن عبد الرحيم بن عبد الأعلى قال:
خرج عمي عبد اللّه بن الديلمي أبو بشر إلى صنعاء، فلما أراد أن يخرج شيّعه وهب بن منبّه فقال: يا أبا بشر، أين منزلك ؟ فأخبره، فقال: إن استطعت ألاّ تنام إلاّ في موضع ترى فيه أهلك يا رجل الحمى، فافعل، قال: فاشترى دارا بكورة بيت جبرين (4)في قرية يقال لها صدوفا (5).
أخبرنا أبو القاسم الشروطي، نبأ أبو بكر الخطيب، أنا أبو بكر الأشناني، قال:
سمعت أبا الحسن الطرائفي قال: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: و سألت يحيى بن معين عن عبد اللّه بن الدّيلمي كيف حديثه ؟ فقال: ثقة.
أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر،[و أحمد بن محمّد العتيقي.
ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر] (6)، قالوا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد [بن زكريا، أنا صالح بن أحمد] (7)،حدّثني أبي قال (8):عبد اللّه بن الدّيلمي شامي، تابعي، ثقة.
ص: 408
الجزء الواحد و الثلاثين
ص: 409
ص: 410
>الفهرس < 3399 - عبد اللّه بن عثمان بن عنبسة بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية ابن عبد شمس ابن عبد مناف بن قصي القرشي الأموي 3
3400 - عبد اللّه بن عثمان 4
3401 - عبد اللّه بن عجلان 4
3402 - عبد اللّه بن عدي بن حاتم الطائي 4
3403 - عبد اللّه بن عدي بن عبد اللّه بن محمّد بن المبارك أبو أحمد الجرجاني المباركي الحافظ المعروف بابن القطان 5
3404 - عبد اللّه بن عروة بن الزبير بن العوّام بن خويلد بن أسد ابن عبد العزّى بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب أبو بكر القرشي الأسدي 9
3405 - عبد اللّه بن عروة النضر بن الدمشقي 26
3406 - عبد اللّه بن عضاة هو ابن عبد الرّحمن بن عضاة 26
3407 - عبد اللّه بن عطية بن عبد اللّه بن حبيب أبو محمّد المفسّر المقرئ المعدل 27
3408 - عبد اللّه بن أبي أوفى، و اسم أبي أوفى علقمة بن خالد ابن الحارث بن أبي أسد بن رفاعة بن ثعلبة بن هوازن ابن أسلم بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر بن حارثة ابن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن الغوث ابن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب ابن يعرب بن قحطان أبو إبراهيم، و يقال أبو معاوية و يقال أبو محمّد الخزاعي الأسلمي صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم 30
3409 - عبد اللّه بن علي بن أحمد، و يقال: ابن علي بن هلال أبو القاسم البغدادي الخلال المالكي الدقّاق 50
ص: 411
3410 - عبد اللّه بن علي بن أحمد بن علي بن الحسين بن عبد اللّه بن فارس ابن علي أبو القاسم الأنصاري المعروف بابن السرحي الشاهد 52
3411 - عبد اللّه بن علي بن جنيد أبو القاسم البغدادي 52
3412 - عبد اللّه بن علي بن سعيد أبو محمّد القصري الفقيه الشافعي 53
3413 - عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه بن عباس بن عبد المطّلب ابن هاشم بن عبد مناف الهاشمي عمّ السفاح و المنصور 54
3414 - عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه أبو الحسين الصيداوي الوكيل المعروف بابن المخّ 69
3415 - عبد اللّه بن علي بن عبد الرّحمن و يعني عبد اللّه بن أبي العجائز سعيد بن خالد بن حميد بن مهيب بن طليب بن النجيب بن علقمة ابن الصبر أبو محمّد الأزدي 3416 - عبد اللّه بن علي بن عياض بن أحمد بن أيوب بن أبي عقيل أبو محمّد بن أبي الحسن الصوري القاضي عين الدولة 71
3417 - عبد اللّه بن علي بن محمّد بن يحيى بن يحيى أبو نصر ابن أبي الحسن السراج الصوفي الطوسي 74
3418 - عبد اللّه بن عمران و يقال ابن محمّد بن عمران بن موسى أبو محمّد البغدادي المعروف بالنجّار الفقيه الحافظ 75
3419 - عبد اللّه بن عمر بن أيوب بن المعمر بن قعنب ابن يزيد بن كثير بن مرة بن مالك 77
3420 - عبد اللّه بن عمر بن حرب بن خالد بن يزيد بن معاوية ابن أبي سفيان القرشي الأموي 79
3421 - عبد اللّه بن عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزّى ابن رياح بن عبد اللّه بن قرط بن رزاح أبو عبد الرّحمن القرشي العدوي 79
3422 - عبد اللّه بن عمر بن راشد البجلي 204
3423 - عبد اللّه بن عمر بن سليمان أبو العباس الكوكبي النيسابوري 204
3424 - عبد اللّه بن عمر بن عبد اللّه بن علي بن عدي بن ربيعة ابن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي أبو علي القرشي العبشمي المعروف بالعبلي 207
3425 - عبد اللّه بن عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم ابن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس الأموي 216
ص: 412
3426 - عبد اللّه بن عمر بن عمرو بن عثمان بن عفان بن أبي العاص ابن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف أبو عثمان و يقال: أبو عمر الأموي الشاعر المعروف بالعرجي 223
3427 - عبد اللّه بن عمر بن الوليد له ذكر في ترجمة داود بن سليمان 234
3428 - عبد اللّه بن عمر بن يزيد بن الحكم و يقال ابن زيد ابن الحكم أبو زرارة الحكمي 234
3429 - عبد اللّه بن عمر البازيار 234
3430 - عبد اللّه بن عمرو بن أويس الأكبر بن سعد بن أبي سرح ابن الحارث بن حبيب بن خزيمة بن مالك بن حسل ابن عامر بن لؤي القرشي العامري 235
3431 - عبد اللّه بن عمرو بن الحارث مولى بني عامر بن لؤي 236
3432 - عبد اللّه بن عمرو بن صفوان بن أمية بن خلف الجمحي 237
3433 - عبد اللّه بن عمرو بن الطفيل الدوسي 237
3434 - عبد اللّه بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد ابن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي أبو محمّد و يقال أبو عبد الرّحمن و يقال أبو نصير السهمي صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم 238
3435 - عبد اللّه بن عمرو بن عبد اللّه بن صفوان أبو دجانة النصري 291
3436 - عبد اللّه بن عمرو بن عثمان بن عفان بن أبي العاص ابن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي 291
3437 - عبد اللّه بن عمرو بن غيلان بن سلمة بن معتب بن مالك ابن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن قسي و هو ثقيف ابن منبه بن بكر بن هوازن الثقفي 298
3438 - عبد اللّه بن عمرو السعدي بن وقدان بن عبد شمس بن عبد ود ابن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب أبو محمّد القرشي العامري 300
3439 - عبد اللّه بن عمرو بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط أبان بن أبي عمرو بن أمية أبو وهب القرشي الأموي 314
3440 - عبد اللّه بن عمرو بن هلال و يقال: عبد اللّه بن عمرو بن عوف ابن النعمان بن سليمان بن صبح بن مازن بن حلاوة بن ثعلبة
ص: 413
ابن ثور بن هذمة بن لاطم بن عثمان و هو مزينة بن عمرو ابن أدّ بن طابخة بن إلياس بن مضر ابن نزار بن معد بن عدنان المزني 315
3441 - عبد اللّه بن عمرو بن يحمد الأوزاعي 319
3442 - عبد اللّه بن عمرو الدوسي 319
3443 - عبد اللّه بن عمير 320
3444 - عبد اللّه بن عنبة 321
3445 - عبد اللّه بن عنبسة بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص ابن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي 321
3446 - عبد اللّه بن عنبسة بن أبي محمّد بن عبد اللّه ابن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي 322
3447 - عبد اللّه بن عوف أبو القاسم الكناني القارئ 322
3448 - عبد اللّه بن عون بن أرطبان أبو عون 326
3449 - عبد اللّه بن العلاء بن زبر أبو عبد الرّحمن الربعي 374
3450 - عبد اللّه بن عياش بن أبي ربيعة بن المغيرة ابن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم أبو الحارث القرشي المخزومي المديني 385
3451 - عبد اللّه بن عيسى بن برت بن الحصين البعلبكي 392
3452 - عبد اللّه بن عيسى بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى أبو محمّد الأنصاري الكوفي حرف الغين في آباء العبادلة: فارغ حرف الفاء في أسماء آباء العبادلة 3453 - عبد اللّه بن الفتح 399
3454 - عبد اللّه بن الفرج بن عبيد اللّه و يقال: ابن عبد اللّه أبو محمّد القرشي المعروف بابن البرامي 399
3455 - عبد اللّه بن فروخ 300
3456 - عبد اللّه بن فضالة اللخمي 402
3457 - عبد اللّه بن فيروز أبو بشر و يقال أبو بسر الديلمي 402
الفهرس 409
ص: 414