تاریخ مدینه دمشق المجلد 30

هویة الکتاب

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

تفاصيل النشر: بیروت: دارالفکرالمعاصر؛ دمشق: دارالفکر دمشق: معهد الفتح الاسلامي، 1420ق.= 1999م.= 1378 -

دراسة و تحقيق علي شيري

عدد المجلدات: 80

لسان: العربية

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

تصنيف الكونجرس: DS99 /د8 1378 الف243015

تصنيف ديوي: 956/9144

موضوع: تاريخ الإسلام | التاريخ والجغرافيا المحلية | الترجمة الجماعية | رجال

ص: 1

اشارة

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

دراسة و تحقيق علي شيري

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

ص: 2

الجزء الثلاثون

تتمة حرف العين

تتمة ذكر من اسمه عبد الله على ترتيب الحروف في أسماء آبائهم و أجدادهم

تتمة حرف العين في أسماء آباء العبادله

3398 - عبد اللّه - و يقال: عتيق - بن عثمان بن قحافة بن عامر

ابن عمرو بن كعب بن سعيد بن تيم بن مرّة بن كعب بن لؤي

أبو بكر الصدّيق خليفة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم

و صاحبه في الغار (1)

روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

روى عنه: عمر بن الخطاب، و عثمان بن عفّان، و علي بن أبي طالب، و عبد الرّحمن بن عوف، و عبد اللّه بن مسعود، و ابن عمر، و ابن عبّاس، و حذيفة، و زيد بن ثابت، و أبو سعيد الخدري، و عبد اللّه بن عمرو بن العاص، و زيد بن أرقم، و البراء بن عازب، و أنس بن مالك، و أبو هريرة، و عقبة بن عامر، و أبو برزة (2)،و أبو أمامة الباهلي، و معقل بن يسار (3)،و جابر بن عبد اللّه، و عبد اللّه بن الزبير، و أبو موسى الأشعري، و عمران بن حصين، و عبد الرّحمن بن أبزى و عبد اللّه بن معقل، و رافع بن أبي رافع، و طارق بن شهاب، و جبير بن الحويرث، و قيس بن أبي حازم،

ص: 3


1- أبو بكر الصدّيق الخليفة الأوّل. راجع في ترجمته و أخباره: في أسد الغابة 205/3 و الاستيعاب 243/2 هامش الإصابة، و الإصابة 341/2 و طبقات ابن سعد 170/3 و المعارف ص 167 و تاريخ الإسلام (عهد الخلفاء الراشدين) من بداية المجلد ص 5 إلى صفحة 122 و تاريخ الطبري (الفهارس) و الكامل لابن الأثير و البداية و النهاية و العقد الفريد
2- مهملة بدون نقط بالأصل، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 40/3
3- بالأصل:«بشار» خطأ. و الصواب ما أثبت ترجمته في سير الأعلام 576/2.

و سويد بن غفلة، و أبو عبد اللّه عبد الرّحمن بن عسيلة (1) الصّنابحي، و أوسط البجلي، و أبو الطّفيل عامر بن وائلة، و عمرو بن جمانة، و مرّة بن شراحيل الطّيّب، و عائشة أمّ المؤمنين و غيرهم.

و قد تاجر إلى بصرى من الشام في الجاهلية و في الإسلام.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد بن الحصين، ثنا أبو القاسم التنوخي، نا الحسين بن جعفر بن محمّد السمسار، نا أبو سعيد عبد اللّه بن الحسين الحرابي، نا عمّار، نا همّام، عن ثابت، عن أنس.

أن (2) أبا بكر حدّثه، قال: قلت للنبي صلى اللّه عليه و سلم و نحن بالغار: يا رسول اللّه لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه، فقال:«يا أبا بكر ما ظنّك باثنين اللّه ثالثهما»[6036 م]، أخرجه البخاري (3) و مسلم (4) في الصحيح، و رواه الترمذي (5)عن زياد بن أيوب، عن عفان.

أخبرنا أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، ثنا أبو أسعد محمّد بن عبد الرّحمن، ثنا أبو عمرو محمّد بن أحمد بن حمدان.

و أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم بن سعدويه، أنا إبراهيم بن منصور سبط بحرويه، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن المقرئ، قالا: ثنا أبو يعلى أحمد بن علي، ثنا أبو خيثمة، نا جرير، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال: قرأ أبو بكر هذه الآية: يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاٰ يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ (6)ثم قال: إنّ الناس يضعون هذه الآية على غير موضعها، ألا و إني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ القوم إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه، و المنكر فلم يغيّروه عمّهم اللّه بعقابه»[6037].

ص: 4


1- ترجمته في تهذيب الكمال 296/11 و كناه: أبا عبيد اللّه.
2- بالأصل:«بن» خطأ.
3- البخاري، فضائل أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم رقم 3453.
4- صحيح مسلم: فضائل الصحابة، رقم 2381.
5- سنن الترمذي في التفسير رقم 3095.
6- سورة المائدة، الآية:105.

أخبرنا أبو علي الحسين بن المظفّر، ثنا أبو محمّد الحسن (1)بن علي.

و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين (2)،ثنا أبو علي الواعظ ، ثنا أحمد بن جعفر، ثنا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبي، نا عبد اللّه بن نمير (4)،ثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس، قال: قام أبو بكر فحمد اللّه، و أثنى عليه ثم قال: أيها الناس إنكم تقرءون هذه الآية: يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاٰ يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ و إنا سمعنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيّروه أو شك أن يعمّهم اللّه بعقابه»[6038].

كذا رواه جماعة عن إسماعيل، و رواه الحكم بن عتيبة عن (5) قيس، فوقفه على أبي بكر.

أخبرنا أبو المظفّر القشيري، ثنا أبو سعد الأديب، ثنا [أبو] (6) عمرو بن حمدان.

و أخبرنا أبو سهل بن سعدويه، ثنا إبراهيم سبط بحرويه، ثنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: ثنا أبو يعلى، نا عبيد اللّه بن معاذ، نا أبي، نا شعبة، عن الحكم، عن قيس - زاد ابن حمدان: بن أبي حازم - عن أبي بكر - زاد ابن حمدان: الصدّيق - بمثل ذلك لا يذكر النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو علي الحسين بن أحمد بن كنانة.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، ثنا يوسف بن الحسين بن محمّد، قالا: ثنا أبو نعيم الحافظ ، نا عبد اللّه بن جعفر بن أحمد بن فارس، نا يوسف بن حبيب، نا أبو داود، نا زمعة، عن الزهري، عن عبد اللّه بن وهب، عن أم سلمة قالت:

خرج أبو بكر الصدّيق يتجر (7) إلى بصرى في زمن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

ص: 5


1- بالأصل: الحسين، خطأ.
2- بالأصل: الحسين، خطأ و الصواب ما أثبت، و السند معروف
3- مسند أحمد 16/1 رقم 1.
4- عن المسند و بالأصل: بكير، خطأ.
5- بالأصل: عيينة، خطأ.
6- زيادة لازمة للإيضاح.
7- رسمها بالأصل:«يبحرا» و لعل الصواب ما ارتأيناه.

و قد تقدم في باب ذكر قدوم النبي صلى اللّه عليه و سلم بصرى كون أبي بكر معه، و كان ذلك قبل الإسلام.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، ثنا شجاع بن علي، ثنا أبو عبد اللّه بن مندة، ثنا أحمد بن سليمان بن أيوب، و إبراهيم بن محمّد بن صالح الدمشقي، قالا: ثنا عبد الرّحمن بن عمرو بن صفوان، نا سعيد بن منصور، نا طلحة بن يحيى، نا معاوية بن إسحاق، عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت:

اسم أبي بكر الذي كان سمّاه أهله: عبد اللّه بن عثمان بن عامر بن عمرو، و لكن النبي صلى اللّه عليه و سلم سمّاه عتيقا.

هذا وهم.

و أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني (1)،ثنا أبو محمّد بن أبي نصر، ثنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2)،نا سعيد بن منصور، حدّثني صالح بن موسى (3)،نا معاوية - يعني ابن إسحاق (4)-عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة أم المؤمنين قالت:

اسم أبي بكر الذي سمّاه به أهله: عبد اللّه بن عثمان بن عامر بن عمرو، و لكن غلب عليه اسم عتيق.

و هذا الإسناد هو المحفوظ .

أخبرناه عاليا أبو المظفّر بن القشيري أخبرنا أبو سعد الجنزرودي (5)،ثنا أبو عمرو بن حمدان.

و أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قرئ (6) على إبراهيم بن منصور، ثنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: ثنا أبو يعلى، نا سويد بن سعيد، نا صالح بن موسى، عن معاوية بن

ص: 6


1- بالأصل: الكنانى، تحريف، و السند معروف.
2- تاريخ أبي زرعة 476/1.
3- ترجمته في تهذيب التهذيب 404/4.
4- كذا، و في تاريخ أبي زرعة: معاوية بن صالح.
5- رسمها و إعجامها مضطربان و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به، و السند معروف، ترجمته في العبر 230/3، و انظر معجم البلدان:«جنزروذ».
6- بالأصل:«و ابن» تحريف، و المثبت قياسا إلى سند مماثل.

إسحاق، عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة أم المؤمنين، قالت:

و اللّه إنّي لفي بيتي ذات يوم و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أصحابه في الفناء، و الستر بيني و بينهم - زاد ابن المقرئ: دونهم - و الاّ: إذ أقبل أبو بكر فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«من سرّه أن ينظر إلى عتيق من أهل النار فلينظر إلى أبي بكر»، و أن اسمه الذي سمّاه أهله لعبد اللّه بن عثمان، فغلب عليه اسم عتيق (1).

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، ثنا شجاع بن علي، ثنا أبو عبد اللّه بن مندة، ثنا عمر بن الربيع بن سليمان، نا عبد الرّحمن بن معاوية، نا يحيى بن بكير، نا عبد اللّه بن عقبة، حدّثني عمارة بن غزيّة، عن عبد الرّحمن بن القاسم، عن أبيه أنه قال: سألت عائشة عن اسم أبي بكر فقالت: عبد اللّه، فقلت: إنّ الناس يقولون عتيق، فقالت: ابن أبا قحافة كان له ثلاثة أولاد سمّى واحدا عتيقا، و الآخر معتقا، و الآخر عتيقا.

قال ابن مندة: هذا حديث غريب من حديث عمارة، لا يعرف عنه إلاّ من هذا الوجه.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، ثنا أبو بكر بن الطبري، ثنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأ عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2)،ثنا يحيى بن عبد اللّه بن بكير، حدّثني عبد اللّه بن لهيعة، حدّثني عمارة بن غزيّة، عن عبد الرّحمن بن القاسم، عن أبيه أنه سأل عائشة عن اسم أبي بكر، فقالت: عبد اللّه، فقلت: إن الناس يقولون: عتيق ؟ فقالت: إن أبا قحافة كان له ثلاثة أولاد، فسمّى واحدا عتيقا و معتقا و عتيقا.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، ثنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمّد، ثنا أبو سليمان أحمد بن محمّد الخطّابي، حدّثني الحسن بن عبد الرحيم، نا إسحاق بن إبراهيم، نا قتيبة بن سعيد، نا ابن لهيعة، عن عمارة بن غزيّة، عن عبد الرّحمن بن القاسم بن محمّد بن أبي بكر، عن أبيه قال:

سألت عائشة عن اسم أبي بكر، فقالت: عبد اللّه، فقلت: إنّهم يقولون عتيق،

ص: 7


1- انظر طبقات ابن سعد 170/3 و الحاكم في المستدرك 62/3 و تاريخ الإسلام (عهد الخلفاء الراشدين ص 105).
2- كتاب المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 238/1.

قالت: كان لأبي قحافة ثلاثة من الولد، فسماهم: عتيقا و معتقا و عتيقا.

قرأت على أبي (1) غالب بن البنّا، عن أبي الفتح عبد الملك بن عمر بن خلف، ثنا أبو حفص بن شاهين.

و أخبرني أبو عبد اللّه البلخي، ثنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الفتح عبد الملك بن عمر، ثنا أبو حفص بن شاهين، ثنا محمّد بن مخلد بن حفص.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا أبو عمرو عثمان بن محمّد المخرّمي، ثنا إسماعيل بن محمّد، قالا: نا العبّاس بن محمّد، نا أبو (2) بكر بن أبي الأسود، نا أبو نعيم، عن محمّد بن شريك، حدّثني ابن أبي مليكة، عن عبد اللّه بن الزبير، قال: سمّيت باسم جدي أبي بكر، و كنّيت بكنيته.

أخبرنا أبو محمّد [بن] الأكفاني، ثنا عبد العزيز بن أحمد، ثنا أبو محمّد بن أبي نصر، ثنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (3)،نا أبو نعيم.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، ثنا أبو بكر بن الطبري، قال: أنا أبو (4)الحسين بن الفضل، نا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب أبي سفيان (5)،قال: نا أبو نعيم الفضل بن دكين.

و أخبرنا أبو الغنائم في كتابه، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنبأ أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: ثنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل: و أبو الحسين قالا:- ثنا أحمد بن عبدان، ثنا محمّد بن سهل، ثنا محمّد بن إسماعيل البخاري (6)، قال: حدّثنا أبو نعيم، قال: ثنا محمّد بن شريك المكي (7)،ثنا ابن أبي مليكة، عن عبد اللّه بن الزبير، قال: سمّيت باسم جدي (8)،و كنّيت بكنيته - يعني أن ابن الزبير قال ذلك-.

ص: 8


1- بالأصل: ابن، خطأ.
2- بالأصل:«أبي».
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 476/1.
4- «أنا أبو» كتبت اللفظتان فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
5- المعرفة و التاريخ ليعقوب بن سفيان 238/1.
6- التاريخ الكبير للبخاري 1/5.
7- ترجمته في تهذيب التهذيب 221/9 (ط الهند)، تاريخ البخاري 112/1/1.
8- في مصادر الخبر الثلاثة: جدي أبي بكر.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، ثنا أبو الحسين الفارسي، ثنا أبو سليمان الخطّابي، ثنا ابن الأعرابي.

و أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، ثنا شجاع بن علي، ثنا أبو عبد اللّه بن منده، ثنا أحمد بن محمّد بن زياد - بمكة-.

و أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنا أبو الحسن (1) الخلعي، ثنا أبو محمّد بن النحاس، ثنا أبو سعيد بن الأعرابي، ثنا الدّقيقي - يعني محمّد بن عبد الملك - ثنا حامد بن يحيى، نا سفيان بن عيينة، نا زياد بن سعد، عن عامر بن عبد اللّه بن الزبير.

و أخبرنا أبو الحسن (2) علي بن المسلّم، ثنا عبد العزيز بن أحمد - إملاء - ثنا أحمد بن طلحة بن هارون، نا محمّد بن عبد اللّه البزار، ثنا حنبل بن حكيم بن الحسن، نا حامد بن يحيى، نا سفيان، عن ابن عجلان، و زياد بن سعد أو أحدهما، عن عامر بن عبد اللّه بن الزبير، عن أبيه قال: كان اسم أبي بكر عبد اللّه بن عثمان، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أنت عتيق اللّه من النار»، فسمّي عتيقا[6038 م].

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: ثنا أبو جعفر بن المسلمة، ثنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، حدّثني سفيان بن عيينة، عن مسعر، عن رجل: أنه سمع عبد اللّه بن الزبير يقول: كان اسم أبي بكر الصدّيق عبد اللّه بن عثمان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، ثنا أبو الحسين بن النقور (3)،ثنا عيسى بن علي، ثنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، حدّثني محمّد بن أبي عبد الرّحمن المقرئ، نا سفيان بن عيينة، عن عتبة، قال: حدّثني من سمع ابن الزبير يقول:

كان اسم أبي بكر عبد اللّه بن عثمان.

ص: 9


1- بالأصل:«أبو الحسين» خطأ و الصواب ما أثبت، و السند معروف. و اسمه: علي بن الحسن بن الحسين بن محمد، أبو الحسن الموصلي المصري، ترجمته في سير الأعلام 74/19.
2- بالأصل: أبو الحسين، خطأ، و الصواب ما أثبت، السند معروف، و انظر مشيخة ابن عساكر ص 152/ب، و ترجمته في سير الأعلام 31/20.
3- الكلمة غير مقروءة بالأصل و رسمها:«العوى ؟؟؟» و الصواب ما أثبت قياسا إلى أسانيد مماثلة.

قال البغوي: اختبرت أن عتبة الذي روى هذا الحديث يقال له: عتبة اللقاط ، روى هذا الحديث عنه مسعر.

قال البغوي: و حدّثني أبو بكر بن زنجويه، نا الحميدي، عن سفيان، عن مسعر، عن عتبة، قال سفيان: و قد سمعته من عتبة، و لكنه عن مسعر... (1).

أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك، ثنا ثابت بن بندار بن إبراهيم.

و أخبرنا أبو غالب الماوردي (2)،أنبأ أبو الفضل بن خيرون (3)،قالا: ثنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان الصيرفي، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، أنا العبّاس بن العبّاس الجوهري، ثنا صالح بن أحمد بن محمّد بن حنبل، حدّثني أبي، نا سفيان، عن عتبة، سمعه من بعض المدنيين عن ابن الزبير قال: اسمه عبد اللّه بن عثمان - يعني أبا (4) بكر الصدّيق-.

قال: و حدّثني أبي، نا عبد الرّزّاق، قال: قال معمر: قال ابن سيرين: كان اسم أبي بكر الصدّيق عتيق بن عثمان.

قال: و حدّثني أبي قال: و قرأ عليّ سفيان و فيه نزلت: فَأَمّٰا مَنْ أَعْطىٰ وَ اتَّقىٰ وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنىٰ (5) قال أبي: بلغني اسم أبي بكر عبد اللّه بن عثمان بن عامر بن عمرو (6) بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا علي بن أحمد بن أبي قيس.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، ثنا أبو منصور بن عبد العزيز، ثنا أبو الحسين بن نزار، ثنا عمر بن الحسين بن علي الأشناني، قالا: ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن إدريس، نا أحمد بن يونس، نا المعافى بن عمران، نا

ص: 10


1- بعدها كلمة غير مقروءة.
2- بالأصل غير مقروءة و رسمها:«المادرليني» و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
3- بالأصل تقرأ: حمدون، خطأ و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
4- بالأصل: أبي.
5- سورة الليل، الآية:5.
6- تقرأ بالأصل:«عمره» و المثبت مما تقد في أول ترجمته، و انظر تاريخ الإسلام (عهد الخلفاء الراشدين ص 105) و أسد الغابة 205/3.

المغيرة بن زياد، قال: أرسلت إلى ابن أبي مليكة أسأله: ما كان اسم أبي بكر الصدّيق ؟ قال: كان اسمه عبد اللّه بن عثمان، و إنّما كان عتيق لقبا (1).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، ثنا الحسن بن علي، ثنا أبو عمر بن حيّويه، نا أحمد بن معروف، ثنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (2)،ثنا أحمد بن عبد اللّه بن يونس، نا المعافى بن عمران، نا مغيرة بن زياد قال: أرسلت إلى ابن أبي مليكة أسأله عن اسم أبي بكر الصدّيق ما كان اسمه ؟ قال: فأتيته (3)،فسألته فقال: كان اسمه عبد اللّه بن عثمان، و إنّما كان عتيق أو كذا يعني لقبا.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا أبو بكر الخطيب، ثنا علي بن أحمد (4)،بن أبي قيس.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، ثنا أبو منصور عبد العزيز، ثنا علي بن محمّد بن بشران (5)،ثنا عمر بن الحسن الأشناني، قالا: ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا أبو بكر بن منصور [نا] عمرو بن خالد، عن ابن (6) لهيعة.

و أخبرنا أبو القاسم أيضا، ثنا أبو بكر بن الطبري، ثنا أبو الحسين بن الفضل، ثنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن (7) سفيان (8)،ثنا عمرو (9) بن خالد، ثنا ابن (10).

لهيعة، عن أبي الأسود (11)،عن عروة قال: أبو بكر الصدّيق، اسمه - و في حديث يعقوب: اسم أبي بكر - عبد اللّه بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد (12) بن تيم بن مرة.

ص: 11


1- تاريخ الإسلام (عهد الخلفاء الراشدين ص 105).
2- طبقات ابن سعد 170/3.
3- عن ابن سعد و بالأصل: فانتبه.
4- بالأصل: ثنا علي بن أحمد، ثنا علي بن أحمد بن أبي قيس.
5- بالأصل: بشر، خطأ و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 311/17، و انظر سير أعلام النبلاء 406/15 ترجمة عمر بن الحسن الأشناني.
6- بالأصل:«أبي» خطأ.
7- بالأصل:«أبي» خطأ.
8- الخبر في المعرفة و التاريخ 238/1.
9- عن المعرفة و التاريخ و بالأصل «محمد».
10- بالأصل:«أبي» خطأ.
11- الأصل: أبي الأسعد، خطأ و الصواب عن المعرفة و التاريخ، و اسمه: محمد بن عبد الرحمن بن نوفل بن الأسود، أبو الأسود المدني ترجمته في تهذيب التهذيب 307/9.
12- بالأصل: سعيد، خطأ. انظر مصادر ترجمته.

و سقط ذكر سعد (1) عند (2) يعقوب.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: ثنا أبو طاهر بن محمود، ثنا أبو بكر بن المقرئ، ثنا محمّد بن جعفر الزراد (3) المنبجي (4)،ثنا عبيد اللّه (5) بن سعد الزهري، نا عمي، نا أبي، عن ابن إسحاق قال:

أبو بكر الصّدّيق، و اسم أبي بكر عتيق بن عثمان بن عامر بن كعب بن سعد (6) بن تيم بن مرّة، كان أبو بكر أنسب العرب للعرب، توفي أبو بكر لثمان ليال، أو سبع،[أو] ثنتي من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة.

أنبأنا أبو سعد محمّد بن محمّد، و أبو علي الحسين بن أحمد، قالا: ثنا أبو نعيم، ثنا عبد اللّه بن محمّد بن عطاء، نا أبو بكر بن أبي عاصم، نا هشام بن خالد، نا ضمرة بن ربيعة، نا الليث بن سعد، قال: إنّما سمي أبو بكر عتيقا لجمال وجهه (7)، و اسمه عبد اللّه بن عثمان.

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن، ثنا أبو الفرج الأسفرايني، و أبو نصر الطريثيثي، قالا: ثنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن عيسى، ثنا منير بن أحمد بن الحسن، ثنا أبو محمّد جعفر بن أحمد، ثنا أحمد بن الهيثم، قال: سمعت أبا نعيم يقول: أبو بكر العتيق، و اسم أبي بكر عبد اللّه بن عثمان، و لقبه عتيق، و إنما سمي عتيقا لأنه عتيق (8) قديم في الخير.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتاني (9)،ثنا أبو محمّد بن أبي نصر، ثنا أبو (10) الميمون، نا أبو زرعة (11)،قال: سمعت أبا نعيم يقول: اسم أبي بكر الصدّيق عتيق بن عثمان بن عامر.

ص: 12


1- بالأصل: سعيد، خطأ. انظر مصادر ترجمته.
2- بالأصل «بن» و لعل الصواب ما أثبت، و يجوز:«من».
3- بالأصل:«الرماد الصحر» كذا، اللفظتان محرفتان، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمة عبيد اللّه بن سعد في تهذيب الكمال 196/12.
4- بالأصل:«الرماد الصحر» كذا، اللفظتان محرفتان، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمة عبيد اللّه بن سعد في تهذيب الكمال 196/12.
5- بالأصل: عبد اللّه، خطأ و الصواب ما أثبت، انظر الحاشية السابقة.
6- بالأصل: سعيد، خطأ. انظر مصادر ترجمته.
7- تاريخ الإسلام: عهد الخلفاء الراشدين ص 105.
8- بالأصل: عتيقا.
9- بالأصل: الكناني.
10- بالأصل: أبي.
11- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 476/1.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي (1)،ثنا أبو الحسين بن المهتدي.

و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، ثنا أبي أبو يعلى، قالا: ثنا عبيد اللّه - أبو القاسم - بن أحمد بن علي (2)،ثنا محمّد بن مخلد بن حفص قال: قرأت على علي بن عمرو، حدّثكم الهيثم بن عدي، قال: أبو بكر الصدّيق، و اسمه عبد اللّه بن عثمان و لقبه عتيق.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، ثنا أبو طاهر، و أبو الفضل الباقلانيان.

و أخبرنا أبو نصر الكيلي، ثنا أبو طاهر قالا: أنا أبو الحسين الأصبهاني، أنا أبو الحسين الأهوازي، ثنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خيّاط (3)،قال: أبو بكر الصدّيق [اسمه] (4) عبد اللّه، و يقال عتيق بن أبي قحافة، اسم أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو (5) بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة، أمّه أم الخير بنت صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة، مات بالمدينة [في جمادي الآخرة] (6) سنة ثلاث عشرة، و صلّى عليه عمر بن الخطاب.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم، أنبأ نعمة اللّه بن محمّد المرندي، ثنا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، نا محمّد بن أحمد بن سليمان، نا سفيان بن محمّد بن سفيان، حدّثني الحسن بن سفيان، نا محمّد بن علي، عن محمّد بن إسحاق، قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: أبو بكر الصدّيق و هو عبد اللّه بن عثمان، و لقبه عتيق لعتاقة وجهه، بويع لأبي بكر، فولي سنتين و ثلاثة أشهر و عشرة أيام، و توفي أبو بكر ليلة الثلاثاء لثمان بقين من جمادى الآخر سنة ثلاث عشرة.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين (7) بن الأسعد، ثنا أبو محمّد الجوهري، أنبأ علي بن أحمد بن أحمد بن نصير بن محمّد بن الحسين بن شهربار، نا أبو حفص الفلاّس، قال:

أبو بكر الصدّيق بن عثمان.

ص: 13


1- بالأصل: المحلى، خطأ، مرّ التعريف به.
2- هو أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن علي بن يحيى، ترجمته في تاريخ بغداد 378/10 و طبقات القرّاء 485/1.
3- طبقات خليفة بن خيّاط ص 48 رقم 90.
4- زيادة عن طبقات خليفة.
5- عن طبقات خليفة و بالأصل: عمر.
6- زيادة عن طبقات خليفة.
7- إعجامها مضطرب بالأصل، و الصواب ما أثبت.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، ثنا أحمد بن الحسن بن خيرون، ثنا عبد الملك بن محمّد، ثنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قال:

سمعت عمي أبا (1) بكر يقول: بلغنا أن اسم أبي بكر عبد اللّه بن عثمان.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، ثنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، ثنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالويه، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عبّاس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: اسم أبي بكر الصّدّيق عبد اللّه بن عثمان، و عثمان أبو قحافة، و لقبه عتيق، لأن وجهه كان جميلا فسمّي عتيقا (2).

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا أبي علي، قالا: ثنا أبو جعفر بن المسلمة، ثنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال (3):فولد عامر بن عمرو: أبا قحافة و اسمه عثمان، و أمّه قيلة بنت أداة بن رياح بن عبد اللّه بن قرط بن رزاح (4) بن عدي بن كعب، فولد أبو قحافة: أبا بكر (5) الصدّيق، و أمّه أم الخير، و اسمها: سلمى بنت صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة، و أبو بكر صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في الغار الذي قال اللّه عز و جل: إِذْ يَقُولُ لِصٰاحِبِهِ لاٰ تَحْزَنْ إِنَّ اللّٰهَ مَعَنٰا (6)،و هاجر مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من مكة إلى المدينة، ليس معهما أحد إلاّ مولى أبي بكر عامر بن فهيرة الذي رفع إلى السماء حين استشهد يوم بئر معونة، و كان دليل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على الطريق إلى المدينة، و أعتق أبو بكر سبعة ممن كان يعذب في اللّه منهم: بلال مؤذن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، شهد بدرا و المشاهد كلها، و شهد عامر بن فهيرة بدرا و غيرها حتى استشهد يوم بئر معونة، و أبو بكر أحد العشرة الذين شهد لهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بالجنة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، ثنا الحسن بن علي، ثنا أبو عمر بن حيّوية، ثنا أحمد بن معروف، ثنا الحسين بن الفهم، ثنا محمّد بن سعد (7).

ص: 14


1- بالأصل: أبي.
2- تاريخ الإسلام عهد الخلفاء الراشدين ص 105.
3- انظر نسب قريش للمصعب ص 275.
4- غير واضحة بالأصل، و الصواب عن نسب قريش.
5- بالأصل:«فولد أبي قحافة: أبي بكر» و المثبت عن نسب قريش.
6- سورة التوبة، الآية:41.
7- طبقات ابن سعد 169/3.

و أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، ثنا أبو عمرو بن مندة، ثنا الحسين بن محمّد، ثنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، قالا: نا محمّد بن سعد، قال:

في الطبقة الأولى ممن شهد بدرا: من بني تيم بن مرّة بن كعب: أبو بكر الصدّيق و اسمه عبد اللّه بن أبي قحافة، و اسمه عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة، و أمّه أم الخير، و اسمها بنت صخر بن عامر بن كعب بن تيم بن مرة - و عند غيرهما: سلمى- (1) بنت صخر بن عامر بن عمر بن كعب - زاد ابن أبي الدنيا: و يقال بل اسمه عتيق - و زاد ابن الفهم: عن ابن (2) سعد قالوا (3):و شهد أبو (4) بكر بدرا و أحدا، و الخندق، و المشاهد كلها مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و دفع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم رايته العظمى يوم تبوك إلى أبي بكر، و كانت سوداء، و أطعمه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بخيبر مائة وسق، و كان فيمن ثبت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم أحد حين ولّى الناس.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: ثنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: ثنا الحسين بن جعفر - زاد ابن الطّيّوري: و محمّد بن الحسن قالا:- ثنا الوليد بن بكر (5)،أنبأ علي بن أحمد بن زكريا، ثنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي (6) قال: أبو بكر الصّدّيق اسمه عبد اللّه بن عثمان، و لقبه عتيق من عتق وجهه، و كان أعلم قريش بأنسابها.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، ثنا أبو الحسن بن الحمّامي، ثنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، ثنا إبراهيم بن أبي أمية، قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: أبو بكر الصّدّيق عبد اللّه بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة بن لؤي بن غالب بن فهر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، ثنا أبو الفتح نصر بن أحمد بن نصر الخطيب، ثنا أبو الحسن الجواليقي.

ص: 15


1- في طبقات ابن سعد المطبوع: سلمى.
2- بالأصل: أبي.
3- طبقات ابن سعد 175/3.
4- بالأصل: أبي.
5- بالأصل: بكير، خطأ، و السند معروف.
6- كتاب تاريخ الثقات للعجلي ص 492.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو طاهر بن سوّار قالا: ثنا الحسين بن علي الطناجيري، قالا: ثنا محمّد بن زيد بن علي، ثنا محمّد بن محمّد بن عقبة، نا هارون بن حاتم، قال: اسم أبي بكر: عبد اللّه بن عثمان.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، ثنا أبو الفضل الباقلاني، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: ثنا أبو أحمد - زاد أبو (1)الفضل: و أبو الحسن (2) قالا:- ثنا أحمد بن عبدان، ثنا محمّد بن سهل، ثنا محمّد بن إسماعيل (3) قال: عبد اللّه بن أبي قحافة، أبو بكر الصدّيق، و هو عتيق بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب (4) بن سعد (5) بن تيم بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي ثم التيمي.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه - ثنا أبو القاسم، نا أبو علي - إجازة-.

قال: و نا أبو طاهر، نا علي، قالا: ثنا أبو محمّد (6) قال: عبد اللّه بن عثمان أبو بكر الصدّيق، صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و عثمان، يكنى بأبي قحافة، و هو عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي، روى عنه عمر بن الخطاب، و عثمان بن عفّان، و علي بن أبي طالب، و عبد الرّحمن بن عوف، و عبد اللّه بن مسعود، و زيد بن ثابت، و عبد اللّه بن عبّاس، و عبد اللّه بن عمر، و حذيفة (7) بن اليمان، و عبد اللّه بن عمرو، و زيد بن أرقم، و البراء بن عازب، و أنس بن مالك، و أبو سعيد الخدري، و عقبة بن عامر، و أبو برزة و أبو أمامة الباهلي، و معقل بن يسار (8)،و عمرو بن حريث، و أبو هريرة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، ثنا أحمد بن منصور بن خلف، ثنا أبو سعيد بن حمدون، ثنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو

ص: 16


1- زيادة لازمة، سقطت من الأصل، و السند معروف.
2- غير واضحة بالأصل.
3- التاريخ الكبير للبخاري1/5.
4- بالأصل: يعرب، خطأ، و الصواب عن البخاري.
5- عن البخاري، بالأصل: سعيد.
6- الجرح و التعديل 111/5.
7- بالأصل:«عمر حذيفة» بسقوط الواو بينهما، و الصواب عن الجرح و التعديل.
8- عن الجرح و التعديل، و بالأصل: بشار.

بكر بن أبي قحافة الصدّيق، و هو: عبد اللّه بن عثمان بن عامر بن عمرو (1) بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة، شهد بدرا.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى بن إبراهيم التميمي، ثنا أبو نصر عبيد اللّه بن سعيد الوائلي، ثنا أبو الحسن الخصيب بن عبد اللّه بن محمّد، ثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، قال: أبو بكر الصدّيق عبد اللّه بن عثمان.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، ثنا أبو الفتح نصر اللّه بن إبراهيم، ثنا سليم بن أيوب، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم، نا يزيد بن محمّد بن إياس، قال: سمعت محمّد بن أحمد المقدمي قال: أبو بكر الصّدّيق عبد اللّه بن عثمان، و يقال: عتيق - التيمي.

أخبرنا أبو المحاسن مسعود بن محمد بن غانم الغانمي، و أبو الفضل محمد بن إسماعيل الفضيلي، قالا: أنبأ أبو القاسم أحمد بن محمد بن محمد الخليلي، ثنا أبو القاسم علي بن أحمد بن الحسن الخزاعي، ثنا أبو سعيد الهيثم بن كليب (2) الشاشي قال: أبو بكر الصّدّيق، و هو عبد اللّه بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة.

أخبرنا أبو غالب بن البنا ثنا أبو الحسين بن الآبنوسي، ثنا عبد اللّه بن عثمان بن يحيى، ثنا أبو محمد إسماعيل بن علي الخطيب قال: أبو بكر الصّدّيق خليفة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و اسمه عبد اللّه - و يقال: عتيق - بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب، و أمه أم الخير و اسمها سلمى بنت صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة. و قد أدرك أبواه الإسلام و أسلما.

أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي، ثنا أبو بكر الصفار، ثنا أحمد بن علي بن منجويه، ثنا أبو أحمد الحاكم (3) قال: أبو بكر الصّدّيق بن أبي قحافة و اسمه عبد اللّه، و لقبه عتيق، و إنما سمي عتيقا لأن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«من سرّه أن ينظر إلى عتيق

ص: 17


1- بالأصل: عمر.
2- بالأصل:«الهيثم في كتاب الساس» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 359/15.
3- الأسامي و الكنى للحاكم النيسابوري 96/2 رقم 468.

من النار فلينظر إلى أبي بكر»[6039].

و هو عبد اللّه بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب التيمي القرشي، و أمه أم الخير، و اسمها سلمى بنت صخر بن عامر بن كعب و هي بنت عم أبي بكر الصّدّيق. شهد بدرا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و كان ثانيه في الغار، إذ قال: لاٰ تَحْزَنْ إِنَّ اللّٰهَ مَعَنٰا (1) شهد له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بالجنة. أدرك أبو بكر بن أبي قحافة الصديق رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم. و أبوه أبو قحافة عثمان بن عامر، و ابنه عبد الرحمن بن أبي بكر الصّدّيق، و ابن (2) ابنه أبو عتيق محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصّدّيق أربعتهم و لا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ليست هذه المنقبة لأحد من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم و غيره.

و أدرك من أولاده و أهل بيته و مواليه سواهم نفر من الرجال و النساء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم منهم بنوه عبد اللّه و عبد الرحمن صحبا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و ابنه الثالث محمد ولد عام حجة الوداع ولدته أسماء (3) بقباء فوجهت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في أمرها أن تغتسل و تهل.

و عائشة و أسماء ابنتا أبي بكر، و أم أبي بكر الصّدّيق أم الخير و اسمها سلمى بنت صخر، و امرأة أبي بكر الصّدّيق أم رومان (4) بنت عمير بن عبد مناة بن دهمان بن غنم بن مالك بن كنانة بن خزيمة، و ابنة خالته أم مسطح (5) بنت أبي رهم بن المطّلب بن عبد مناف، و بلال بن رباح، و عامر بن فهيرة و سعد و القاسم موالي (6) أبي بكر.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، ثنا شجاع بن علي، ثنا أبو (7) عبد اللّه بن منده، قال: عبد اللّه بن عثمان بن عامر بن عمرو (8) بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان: عتيق بن أبي قحافة، و أم أبي بكر سلمى، و هي

ص: 18


1- سورة التوبة، الآية:40.
2- في الأسامي للحاكم: و ابنه أبو عتيق.
3- هي أسماء بنت عميس الخثعمية، الإصابة 231/4 و نسب قريش ص 277.
4- أم رومان بفتح الراء و ضمها، اختلف في اسمها و نسبها، انظر الاستيعاب 448/4 (هامش الإصابة)، و الإصابة 450/4.
5- بمكسورة و سكون سين و طاء مهملتين (المغني ص 230) مشهورة بكنيتها اختلفوا في اسمها، الإصابة 496/4.
6- في الأسامي و الكنى: مولى.
7- مطموسة بالأصل، و إثباتها قياسا إلى سند مماثل.
8- بالأصل: عمر.

أم الخير بنت صخر بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة بن كعب بن لؤي، ولد بعد الفيل بسنتين و أربعة أشهر إلاّ أيام، و مات بعد النبي صلى اللّه عليه و سلم بسنتين و أشهر بالمدينة، و هو ابن ثلاث و ستين، و كان رجلا أبيضا نحيفا، خفيف العارضين، معروق الوجه، غائر العينين، ناتئ الجبهة، يخضب بالحنّاء و الكتم، و كان أوّل من أسلم من الرجال (1)، و أسلم أبواه، له و لوالديه و ولده ولد ولده صحبة رضي اللّه عنهم، و يقال: إنّما سمي عتيقا لجمال وجهه، و قيل غير ذلك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن طاهر، ثنا مسعود بن ناصر، ثنا عبد الملك بن الحسن، ثنا أبو نصر البخاري، قال: عبد اللّه بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان بن أدد التيمي القرشي المدني، أبو بكر بن أبي قحافة، و يقال له عتيق، و إنّما سمّي عتيقا لأنه روي عن إسحاق بن طلحة بن عبيد اللّه، عن عائشة.

أن أبا بكر دخل على النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال له:«أنت عتيق اللّه من النار»[6040]، فسمّي يومئذ عتيقا (2).

و قال عمرو بن علي: و إنّما سمّي عتيقا من عتاقة وجهه، شهد بدرا، و أمّه أم الخير، و اسمها سلمى بنت صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة، سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم، روى عنه عبد اللّه بن عمر، و عبد اللّه بن عمرو بن العاص، و البراء بن عازب، و أنس بن مالك، و طارق بن شهاب في الصلاة و الأحكام و اللقطة، تولّى خلافة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعده من لدن يوم الثلاثاء... (3) من وفاة النبي صلى اللّه عليه و سلم، و ذلك لاثنتي عشرة خلت من شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة إلى أن مات ليلة الأربعاء لثمان بقين من جماد الآخرة سنة ثلاث عشرة، و دفن ليلا، و هو ابن ثلاث و ستين، كتبته (4)،و يقال:

يوم الثلاثاء - و قال يعقوب: ليلة الثلاثاء - فكانت خلافته سنتين و ثلاثة أشهر و عشرة أيام

ص: 19


1- انظر طبقات ابن سعد 171/3 و 188 و تاريخ الإسلام عهد الخلفاء الراشدين ص 106.
2- انظر أسد الغابة 205/3.
3- كلمة غير واضحة و مهملة بالأصل و رسمها:«ابعد».
4- كذا بالأصل.

على ما ذكره عمرو بن علي، و قال ابن نمير: توفي يوم الاثنين سنة ثلاث عشرة (1).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، ثنا أبو بكر بن الطبري، ثنا أبو الحسين بن الفضل، ثنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (2)،نا سعيد بن سليمان، نا إسحاق بن يحيى بن طلحة حدّثني معاوية بن إسحاق، عن أبيه قال: قالت عائشة: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أبو بكر عتيق اللّه من النار»، فمذ يومئذ سماه الناس عتيقا[6041].

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، ثنا أبو محمّد الجوهري، ثنا أبو عمر بن حيّوية، ثنا أحمد بن معروف، ثنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3)[قال: أخبرنا] (4)محمّد بن عمر، نا إسحاق بن يحيى بن طلحة، عن معاوية بن إسحاق بن طلحة، عن أبيه، عن عائشة أنها سئلت: لم سمّي أبو بكر عتيقا؟ فقالت: نظر إليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«هذا عتيق اللّه من النار»[6042].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، نا أبو الحسين بن المهتدي، نا علي بن عمر بن محمّد الحربي، ثنا أبو عمران موسى بن سهل (5) بن عبد الحميد الجوني، نا أبو عبد اللّه أحمد بن عبد الرّحمن الوهبي، نا عمي، نا يحيى بن أيوب، عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة أم المؤمنين قالت: دخل أبو بكر الصدّيق فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«هذا عتيق اللّه من النار»[6043].

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، ثنا شجاع بن علي، نا أبو عبد اللّه بن منده، ثنا إبراهيم بن محمّد بن صالح القنطري - بدمشق - ثنا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو، ثنا سعيد بن منصور، ثنا طلحة بن يحيى، نا معاوية بن أبي إسحاق، عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة أم المؤمنين: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم سمّى أبا بكر الصدّيق عتيقا.

قال: ثنا ابن مندة، قال: ثنا إسماعيل بن محمّد، ثنا محمّد بن عبيد اللّه بن أبي داود، نا شبابة بن سوّار، نا إسحاق بن يحيى بن طلحة، عن عمه موسى بن طلحة، قال:

ص: 20


1- بالأصل: ثلاثة عشر.
2- المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 238/1-239.
3- طبقات ابن سعد 169/3-170.
4- ما بين معكوفتين زيادة عن ابن سعد.
5- إعجامها مضطرب بالأصل، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 261/14.

بينا عائشة بنت طلحة تقول لأمها أم كلثوم بنت أبي بكر: أنا خير منك، و أبي خير من أبيك، فقالت: أبوك خير من أبي ؟ فقالت عائشة أم المؤمنين: أ لا أقضي بينكما؟ إن أبا بكر دخل على النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:«يا أبا بكر أنت عتيق اللّه من النار»، فمن يومئذ سمّي عتيقا، قالت: و دخل طلحة على النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:«يا طلحة أنت ممن قضى نحبه»[6044].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، ثنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد الأنباري، ثنا أبو القاسم هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، ثنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، حدّثني موسى بن النعمان أبو هارون، نا أبو أيوب سليمان بن عيسى بن موسى بن طلحة بن عبيد اللّه، حدّثني أبي، عن جدي، عن موسى بن طلحة قال: سألت أبي طلحة بن عبيد اللّه قلت له: يا أبت، لأي شيء سمّي أبو بكر عتيقا (1)،قال: كانت أمه لا يعيش لها ولد، فلما ولدته استقبلت به البيت، و قالت:

اللّهم إن (2) هذا عتيقك من الموت فهبه لي.

أخبرناه عاليا أبو الفتح الماهاني، ثنا شجاع المصقلي، ثنا أبو عبد اللّه بن منده، ثنا أحمد بن الحسن بن عتبة الرازي - بمصر - نا يحيى بن عثمان، نا سليمان بن أيوب الطلحي، حدّثني أبي عن جدي، عن موسى بن طلحة، قال: قلت لأبي طلحة: لم سمّي أبو بكر عتيقا؟ قال: كانت أمه لا يعيش لها ولد، فلما ولدته استقبلت به البيت، ثم قالت: اللّهمّ إنّ هذا عتيق من الموت فهبه لي.

قال ابن منده: هذا حديث غريب لا يعرف إلاّ بهذا الإسناد.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، ثم أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، ثنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، ثنا أبو علي أحمد بن علي، ثنا أحمد بن عبد اللّه بن البرقي، نا أبو محمّد عبد الملك بن هشام، نا زياد بن عبد اللّه البكّائي، عن محمّد بن إسحاق المطّلبي، قال:

اسم أبي بكر الصدّيق عتيق بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر.

ص: 21


1- بالأصل: عتيق.
2- كتبت بالأصل فوق الكلام بين السطرين.

قال: و روى عثمان بن صالح، عن ابن (1) لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة مثله، إلاّ أنه قال: عبد اللّه بن عثمان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، ثنا أبو بكر بن الطبري، ثنا أبو الحسين بن الفضل، ثنا عبد اللّه، أنا يعقوب (2)،قال: أبو بكر الصدّيق: و اسم (3) أبي بكر عتيق بن أبي قحافة، و أبو قحافة اسمه عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر، حدّثنا بذلك الحجّاج بن أبي منيع، عن جده، عن الزهري بذلك.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، ثنا أبو منصور النهاوندي، ثنا أبو العبّاس النهاوندي ثنا أبو القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل، قال: اسم أبي بكر عتيق بن أبي قحافة، و هو عبد اللّه بن عثمان بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة بن كعب بن لؤي التيمي القرشي، شهد بدرا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، مات بعد النبي صلى اللّه عليه و سلم بسنتين و أشهر، ثٰانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمٰا فِي الْغٰارِ، إِذْ يَقُولُ لِصٰاحِبِهِ لاٰ تَحْزَنْ إِنَّ اللّٰهَ مَعَنٰا (4).

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالا: ثنا أبو الحسين بن الآبنوسي (5)،ثنا أحمد بن عبيد بن بيري - إجازة - قالا: و أنا علي بن محمّد الواسطي في كتابه، ثنا محمّد بن عبيد - قراءة - ثنا محمّد بن الحسين الزعفراني، ثنا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال: سمعت مصعب بن عبد اللّه يقول: سمّي أبو بكر عتيقا لأنه لم يكن في نسبه شيء يعاب به (6)،و يقال: كان عتيق الوجه، و يقال: كان له أخوان يقال (7)لأحدهما عتيق، و عتيق، فسمّي بأحدهما.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، ثنا أبو الحسين بن النّقّور، ثنا عيسى بن علي، أنبأ عبد اللّه بن محمّد، قال: و قال مصعب: سمّي أبو بكر عتيقا لأنه لم يكن في نسبه

ص: 22


1- بالأصل:«أبي لهيعة» تحريف.
2- المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 238/1.
3- بالأصل: و اسمه، و المثبت عن المعرفة و التاريخ.
4- سورة التوبة، الآية:40.
5- بالأصل: الابنوش، خطأ و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
6- انظر أسد الغابة 205/3.
7- كذا بالأصل، و لعل الصواب:«يقال لهما:» أو: يقال لأحدهما عتيق، و للآخر عتيق.

شيء يعاب به، قال: و يقال كان له أخوان يقال لهما: عتيق و عتيق، فسمّي بأحدهما رضوان اللّه عليه و رحمته.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، ثنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمّد، ثنا أبو سليمان الخطّابي، أنا ابن (1) الاعرابي، نا عبّاس الدوري، عن يحيى بن معين قال: كان وجهه جميلا فسمّي عتيقا.

و ثنا الخطابي قال: و أخبرني أبو عمر، أنبأ أبو العبّاس ثعلب، عن ابن (2)الاعرابي، قال: العرب تقول للشيء قد بلغ النهاية في الجودة (3) عتيق.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، ثنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا محمّد بن عبد الرّحمن مولى بني هاشم، نا إبراهيم بن المنذر، عن أبي فليح، عن موسى بن عقبة، عن الزهري، قال: لما كان يوم فتح مكة أوتي بأبي قحافة للنبي صلى اللّه عليه و سلم و كأن رأسه ثغامة (4) بيضاء، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«هلاّ أقررتم الشيخ في بيته، حتى كنا نأتيه» تكرمة (5) لأبي بكر، و أمرهم أن يغيّروا شعره، و بايعه و أتى المدينة و بقي حتى أدرك خلافة أبي بكر، و مات أبو بكر قبله، و ورثه أبو قحافة السدس فردّه على ولد أبي بكر، و كانت وفاته سنة أربع عشرة في خلافة عمر بن الخطاب، و له يومئذ سبع و تسعون سنة، و أم أبي [بكر:] (6) سلمى ابنة صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم، و هي بنت عمّ أبي قحافة، و تكنّى أم الخير[6045].

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قال: أنبأ أبو طاهر الثقفي، ثنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو الطّيّب محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد الزهري، قال: قال لي سعد بن إبراهيم: أم أبي بكر الصدّيق أم الخير، و اسمها سلمى ابنة صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب، و أمّها من خزاعة.

ص: 23


1- بالأصل:«أبي» تحريف.
2- بالأصل:«أبي» تحريف.
3- كذا بالأصل، و نص قول ابن الأعرابي كما ورد في تاج العروس بتحقيقنا: عنق: كل شيء بلغ النهاية في جودة أو رداءة أو حسن أو قبح فهو عتيق، جمعه: عتق.
4- بالأصل:«بعمامة» خطأ و الصواب ما أثبت عن أسد الغابة 477/3 في ترجمة أبي قحافة. و الثغامة: نبت أبيض الزهر و الثمر، يشبه بياض الشبه به.
5- عن أسد الغابة و بالأصل: نكرمه.
6- سقطت من الأصل و زيادتها لازمة.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالا: ثنا أبو جعفر بن المسلمة، ثنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، حدّثني ابن سلاّم قال: قلت لابن دأب من أم أبي بكر الصدّيق ؟ قال: أم الخير عند اسمها.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، ثنا شجاع بن علي، أنبأ أبو عبد اللّه بن منده، أنبأ عبد اللّه بن عمر الجوهري - بمصر - ثنا أحمد بن محمّد بن الحجّاج، نا يوسف بن عدي، نا الهيثم بن عدي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: ما أسلم أبو أحد من المهاجرين إلاّ أبو أبي بكر (1).

قال ابن منده: هذا حديث غريب من حديث هشام بن عروة.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، ثنا أبو طالب محمّد بن علي بن الفتح، ثنا محمّد بن أحمد بن إسماعيل بن سمعون - إملاء - ثنا أحمد بن محمّد بن سليم، نا سعدان، نا علي بن عاصم، عن صخر بن جويرية، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«رأيتني أنزع من بئر بدلو معي فذهبت لأناول الدلو عميرة فنوديت من قومي أن كبر فدفعته إلى أبي بكر».

أخبرنا أبو محمّد المزكّي، ثنا عبد العزيز الصوفي، ثنا أبو محمّد المعدّل، ثنا أبو الميمون: ثنا أبو زرعة (2)،نا أبو مسهر، حدّثني إسماعيل بن عبد اللّه بن سماعة (3)،نا الأوزاعي، حدّثني أبو عبيد، حدّثني عقبة بن وساج (4)،حدّثني أنس بن مالك قال: قدم علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فكان أسنّ أصحابه أبو بكر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، ثنا أبو الحسين بن النّقّور، ثنا عيسى بن علي، ثنا عبد اللّه بن محمّد مولى أحمد بن منصور، نا أبو صالح الحرّاني، نا ابن (5) لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، عن عائشة قالت: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أكبر من أبي بسنتين و شيء.

ص: 24


1- تاريخ الإسلام، عهد الخلفاء الراشدين ص 106.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 586/1.
3- ترجمته في تهذيب التهذيب 309/1
4- بالأصل:«و شاح» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 251/7 (ط الهند).
5- بالأصل: أبي.

قال: و أنا عبد اللّه، نا محمّد بن عبّاد المكي، نا سفيان و سئل عن أكبر أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ فقال سمعت ابن جدعان (1):أظنه عن أنس قال: أبو بكر و سهيل بن بيضاء.

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى، ابنا (2) الحسن قالا: ثنا أبو سعد محمّد بن الحسين بن أحمد، ثنا أبو طاهر المخلّص، ثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، ثنا محمّد بن زياد بن الربيع الزيادي - بالبصرة - نا سفيان بن عيينة، قال: سمعت ابن جدعان يقول: قال أنس: كان أبو بكر و سهيل بن بيضاء من أسن أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأ أبو الحسين بن الآبنوسي، ثنا أبو القاسم عبيد اللّه بن عثمان بن يحيى الدقاق، ثنا أبو محمّد إسماعيل بن علي بن إسماعيل الخطبي، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، نا ابن أبي عدي، عن حبيب بن الشهيد، عن ميمون بن مهران، عن يزيد بن الأصم أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال لأبي بكر:«أيّنا (3)أكبر أنا أو أنت ؟» قال: أنت أكبر و أكرم، و خير مني، و أنا أسن منك[6046].

أخبرنا أبو غالب الماوردي (4)،ثنا أبو الحسن السيرافي (5)،ثنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (6)،نا ابن أبي عدي، عن حبيب بن الشهيد، عن ميمون بن مهران، عن يزيد بن الأصم: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال لأبي بكر:«أنا أكبر أو أنت ؟» قال: أنت أكبر و أكرم (7)،و أنا أسن منك، فكانت ولايته سنتين و ثلاثة أشهر و عشرين يوما، و يقال عشرة أيام.

كذا في هذه الرواية، و المحفوظ أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كان أسن من أبي بكر، و ان أبا بكر استكمل بخلافته سنّ النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحدّاد، قالا: ثنا أبو نعيم الحافظ ، ثنا

ص: 25


1- بالأصل:«حسيب بن جزعان» و لعل الصواب ما ارتأيناه، و انظر الرواية التالية، و ترجمة سفيان بن عيينة في تهذيب الكمال 370/7 فهو يروي عن علي بن زيد بن جدعان.
2- غير واضحة بالأصل، و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
3- بالأصل:«أما» و الصواب عن مختصر ابن منظور 38/13.
4- بالأصل:«المارد؟؟؟ ى» و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
5- بالأصل:«السراحى» و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
6- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 121-122.
7- في تاريخ خليفة: و أكرم و خير.

سليمان بن أحمد، نا يحيى بن عثمان بن صالح، نا سعيد بن أبي مريم، نا ابن (1)لهيعة.

و أخبرنا أبو محمّد بن الآبنوسي في كتابه، ثم أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، ثنا أبو محمّد الجوهري، ثنا أبو الحسين بن المظفّر، ثنا أبو علي المدائني، ثنا أبو علي بن البرقي، ثنا ابن أبي مريم، ثنا ابن (2) لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، عن عائشة قالت:

تذاكر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أبو بكر ميلادهما عندي، فكان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أكبر من أبي بكر، فتوفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو ابن ثلاث و ستين، و توفي أبو بكر، و هو ابن ثلاث و ستين لسنتين و نصف الذي عاش بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، ثنا أبو الحسين بن النّقّور (3)،ثنا عيسى بن علي، ثنا عبد اللّه بن محمّد، نا علي بن الجعد، ثنا شعبة، عن حميد، عن أنس:

أن (4) أبي بكر كان يخضب بالحنّاء و الكتم.

قال: و نا عبد اللّه، نا أبو خيثمة، نا جرير، عن حصين، عن المغيرة بن شبيل (5)،عن قيس بن أبي حازم، قال: رأيت أبا بكر كأن رأسه و لحيته (6) ضرام عرفج (7).

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، نا أبو عمرو العبدي، نا أبو محمّد المديني، نا أبو الحسن اللنباني (8)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا أبو حصين، و هو عبد اللّه، و أحمد بن يونس اليربوعي، نا عبثر بن القاسم، نا إسماعيل بن (9) أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال: كان أبو بكر رضي اللّه عنه يخرج رأسه و لحيته فإنهما ضرام (10) العرفج.

ص: 26


1- بالأصل: أبي.
2- بالأصل: أبي.
3- بالأصل: البغوي، خطأ و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
4- بالأصل:«بن» خطأ.
5- كلمة رسمها:«سسل» و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 299/15.
6- رسمها بالأصل:«وكسه» و المثبت عن مختصر ابن منظور 38/13.
7- الضرام من الحطب: ما ضعف و لان، عرفجا كان أو غيره.
8- غير واضحة بالأصل، و السند معروف.
9- بالأصل:«و أبي» و الصواب ما أثبت: بن أبي.
10- بالأصل:«اصرام» و الصواب عن الرواية السابقة.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، ثنا أبو (1)الحسن بن لؤلؤ، ثنا أبو محمد (2) بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص عمرو (3) بن علي، نا يحيى بن سعيد، نا مسعر، حدّثني ابن عون، عن شيخ قال: رأيت أبا بكر في غزوة ذات السّلاسل شيخا أبيض خفيفا كأن لحيته لهب العرفج.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، ثنا أبو بكر بن الطبري، ثنا أبو الحسين بن الفضل، نا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا أبو نعيم، نا مسعر، عن ابن عون، عن رجل من بني أسد قال: رأيت أبا بكر في غزوة ذات السّلاسل و كأن لحيته لهب العرفج على ناقة له أدماء، أبيض (4) خفيفا.

قال: و نا يعقوب، نا محمّد بن عبد اللّه بن نمير، نا عبدة بن سليمان، عن إسماعيل، عن قيس، قال: دخلت على أبي بكر و هو مريض، فإذا هو أبيض قضيف (5).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنبأ علي بن أحمد بن عمير، أنبأ علي بن أحمد بن أبي قيس.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو منصور عبد العزيز، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عمر بن الحسن، قالا: نا أبو بكر بن أبي الدنيا، أنا أبو زيد النميري، حدّثني محمّد بن يحيى الكناني، حدّثني عبد العزيز بن عمران، عن أبيه، عن ابن (6) شهاب، قال:

كان أبو بكر الصدّيق أبيض أصفر لطيفا جعدا كأنما خرج من صدع حجر، مسترق الوركين لا يثبت إزاره على وركه.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني (7)،ثنا عبد العزيز الكتاني، ثنا أبو محمّد بن أبي

ص: 27


1- بالأصل:«أبي الحسين» خطأ و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
2- بالأصل:«أبو بكر» و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
3- بالأصل عمر، خطأ و الصواب ما أثبت، و السند معروف، ترجمته في تهذيب الكمال 297/14.
4- بالأصل: أبيضا.
5- القضيف الدقيق العظم القليل اللحم.
6- بالأصل: أبي.
7- بالأصل: الكناني، خطأ.

نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (1)،نا أبو نعيم، نا عبد السلام بن حرب، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال: رأيت أبا بكر الصّدّيق أبيض، خفيف اللحم، و امرأته أسماء ابنة عميس تذبّ (2) عنه موشومة (3) اليدين.

أخبرنا أبو القاسم بن علي بن إبراهيم العلوي، ثنا رشأ بن نظيف، ثنا الحسن بن إسماعيل، ثنا أحمد بن مروان، نا عبد اللّه بن محمّد بن أبي الدنيا (4)،نا محمّد بن سعد، عن الواقدي: أن أبا بكر الصدّيق و صفته عائشة فقالت: كان أبيض نحيفا خفيف العارضين، أجنأ (5) لا يستمسك إزاره يسترخي عن حقويه، مقرون الحاجب، غائر العينين، ناتئ الجبهة، عاري الأشاجع، معروق الوجه، و كان يخضب بالحنّاء و الكتم.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالا: ثنا أبو جعفر المعدّل، أنا أحمد بن سليمان، حدّثنا الزبير بن بكار، حدّثني إبراهيم بن المنذر، حدّثني الواقدي، حدّثني شعيب بن طلحة بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أبي بكر الصدّيق، عن أبيه، عن عائشة.

أنها نظرت إلى رجل مارّ و هي في هودجها، فقالت: ما رأيت رجلا أشبه بأبي بكر من هذا، فقيل لها: صفي لنا أبا بكر، فقالت: كان رجلا أبيض نحيفا، خفيف العارضين، أجنأ لا يستمسك إزاره (6) يسترخي على حقويه (7) معروق الوجه، غائر العينين، ناتئ الجبهة، عاري الأشاجع، هذه صفته.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن (8) بن علي، ثنا أبو عمر بن حيّوية، ثنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (9).

ص: 28


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 655/1.
2- إعجامها مضطرب بالأصل، و الصواب عن أبي زرعة.
3- بالأصل: موسومة، و المثبت عن أبي زرعة.
4- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
5- أي أحدب الظهر.
6- بالأصل: إزرته، صوبناها قياسا للرواية السابقة.
7- بالأصل: جفونه، انظر الرواية السابقة.
8- بالأصل: الحسين، خطأ، و السند معروف.
9- طبقات ابن سعد 188/3.

و أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، ثنا أبو عمرو بن مندة، ثنا الحسن بن محمّد بن أحمد، ثنا أحمد بن محمّد بن عمر ثنا أبو (1) بكر بن أبي الدنيا، قالا: ثنا محمّد بن سعد.

أنا محمّد بن عمر، ثنا شعيب بن طلحة بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أبي بكر الصدّيق، عن أبيه، عن عائشة.

أنها نظرت إلى رجل من العرب مارّا و هي في هودجها، فقالت: ما رأيت رجلا أشبه بأبي بكر من هذا، فقلنا: صفي لنا أبا بكر، فقالت: رجل أبيض، نحيف، خفيف العارضين، أجنى، لا يستمسك إزاره يسترخي عن حقوته، معروق الوجه، غائر العينين، ناتئ الجبهة، عاري الأشاجع، هذه صفته.

قال محمّد بن عمر: فذكرت ذلك لموسى بن عمران بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أبي بكر فقال: سمعت عاصم بن عبيد اللّه بن عاصم يذكر هذه الصفة بعينها.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، ثنا أبو علي بن المسلمة، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، ثنا أبو علي بن الصّوّاف، ثنا الحسين بن علي القطان، قال إسماعيل بن عيسى العطار، نا أبو حذيفة إسحاق بن بشر، قال: قال ابن إسحاق عن الزهري في صفة أبي بكر: كان أبيض يخالط بياضه الصفرة، جعد، حسن القامة، رقيق، حمش الساقين، قليل اللحم، حسن الثغر.

أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، ثنا عمر بن أحمد السمسار، أنا أبو سعيد النقاش، أنا الحسن بن علي التيمي، ثنا محمّد بن حمدون بن خالد، نا محمّد بن أشرس الضّبّي، ثنا أبو مسهر، ثنا الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز (2)،عن ربيعة، عن (3) كعب، قال:

كان إسلام أبي بكر الصدّيق شبيها بوحي من السماء، و ذلك أنه كان تاجرا بالشام،

ص: 29


1- بالأصل: أبي بكر.
2- مطموسة بالأصل، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 254/7.
3- كذا بالأصل، و في مختصر ابن منظور 39/13 ربيعة بن كعب.

فرأى رؤيا، فقصّها على بحير (1) الراهب، فقال له: من أين أنت ؟ قال: من مكة، قال:

من أيّها؟ قال: من قريش، قال: فأيش أنت ؟ قال: تاجر، قال: صدق اللّه رؤياك، سيبعث نبيّ من قومك، تكون وزيره في حياته و خليفته بعد موته، فأسرّ أبو بكر حتى بعث النبي صلى اللّه عليه و سلم فجاءه فقال: يا محمّد، ما الدليل على ما تدّعي ؟ قال:«الرؤيا التي رأيت بالشام»، فعانقه و قبّل عينيه، فقال: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، و أشهد (2) أنك رسول اللّه[6047].

قال: و ثنا أبو سعيد، أنا أبو بكر أحمد بن عبيد اللّه البران (3) بنهر الدير (4)،نا محمّد بن يعقوب بن إسحاق - بالأهواز - نا علي بن عبد الحميد القرشي، نا موسى بن شيبة، نا خالد بن القاسم المدائني، عن محمّد بن عبد الرّحمن البياضي، عن أبيه، عن جده، قال:

قيل لأبي بكر: أخبرنا عن نفسك، هل رأيت شيئا قط قبل الإسلام من دلائل نبوة محمّد صلى اللّه عليه و سلم ؟ فقال أبو بكر: نعم، و هل بقي أحد من قريش أو غير قريش لم يجعل اللّه لمحمد في نبوته حجّة، و في غيرها قال: اللّه هدى به من شاء و أضل به من شاء، بينما أنا قاعد في فيء شجرة في الجاهلية إذ تدلّى عليّ غصن من أغصانها، حتى صار على رأسي، فجعلت انظر إليه و أقول: ما هذا؟ فسمعت صوتا من الشجرة: هذا النبي يخرج في و ق ة أ و ه (5) أ تكن أنت من أسعد الناس به، قلت: بينه ما اسم هذا النبي ؟ قال:

محمّد بن عبد اللّه بن عبد المطّلب الهاشمي، فقال أبو بكر: فقلت: صاحبي و أليفي و حبيبي، فتعاهدت الشجرة مني تبشرني بخروج النبي صلى اللّه عليه و سلم، فلما أتاه الوحي سمعت صوتا من الشجرة: جدّ و شمّر يا ابن أبي قحافة، فقد جاء الوحي، و ربّ موسى لا يسبقك إلى الإسلام أحد، قال أبو بكر: فلما أصبحت غدوت إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فلما رآني قال لي:

«يا أبا بكر إنّي أدعوك إلى اللّه و رسوله»، قلت: أشهد أنّك رسول اللّه بعثك بالحق سراجا منيرا، فآمنت به و صدقته[6048].

ص: 30


1- في مختصر ابن منظور:«بحيرا».
2- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
3- كذا رسمها بالأصل.
4- نهر الدير: نهر كبير بين البصرة و مطارا، بينه و بين البصرة نحو عشرين فرسخا، و هناك بليد حسن (معجم البلدان).
5- كذا بالأصل.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد (1)،نا نصر بن إبراهيم (2)،أنبأ علي بن الحسن بن عمر القرشي، نا أبو بكر محمّد بن علي بن عمر الغازي النيسابوري (3)،نا أبو العبّاس أحمد بن الحسن الرازي - بمكة - نا أبو محمّد إسماعيل بن محمّد، نا أبو يعقوب القزويني الصوفي، نا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن إدريس الراسبي، نا أبو القاسم يحيى بن حميد الفلكي (4)،نا أبو عبد اللّه محمّد بن الجرّاح، نا أبو خالد، عن عبد العزيز بن معاوية من ولد عتّاب بن أسيد - ثنا أبو داود الطيالسي عن شعبة، عن منصور، عن زيد، عن خالد الجهني، عن عبد اللّه بن مسعود قال:

قال أبو بكر الصدّيق: إنه خرج إلى اليمن قبل أن يبعث النبي صلى اللّه عليه و سلم، قال: فنزلت على شيخ من الأزد عالم قد (5) قرأ الكتب، و علم من علم الناس علما كبيرا، و أتت عليه أربعمائة سنة إلاّ عشر سنين، فلما رآني، قال لي: أحسبك حرميّا (6)؟قال أبو بكر:

قلت: نعم، أنا من أهل الحرم، قال: و أحسبك قرشيا، قال: قلت: نعم، أنا من قريش، قال: و أحسبك تيميا، قال: قلت: نعم، أنا من تيم بن مرة، أنا عبد اللّه بن عثمان بن كعب بن ضمضم (7) بن مرة، قال: بقيت لي منك واحدة، قلت: ما هي ؟ قال: تكشف لي عن بطنك، قلت: لا أفعل إذ تخبرني لم ذاك ؟ قال: أجد في العلم الصحيح الزكي الصادق، أن نبيا يبعث في الحرم تعاون على أمره فتى و كهل، فأما الفتى فخواض غمرات، و دفاع معضلات، و أما الكهل فأبيض نحيف على بطنه شامة، و على فخذه اليسرى علامة، و ما عليك أن تريني ما سألتك، فقد تكاملت لي فيك الصفة، إلاّ ما خفي عليّ .

قال أبو بكر: فكشفت له عن بطني فرأى شامة سوداء فوق سرّتي، فقال: أنت هو، و ربّ الكعبة، و إنّي متقدم إليك في أمر، فاحذره، قال أبو بكر: قلت: و ما هو؟ قال:

إياك و الميل عن الهدى، و تمسّك بالطريقة الوسطى، و خف اللّه فيما خوّلك و أعطاك.

ص: 31


1- ترجمته في العبر 116/4.
2- ترجمته في العبر 329/3.
3- بالأصل:«أبو بكر بن محمد بن علي بن عمر العادي» و المثبت عن أسد الغابة.
4- أسد الغابة: التككي.
5- بالأصل:«بدحرا اللبب» كذا، و المثبت عن مختصر ابن منظور 39/13.
6- كذا النسبة إلى الحرم بكسر الحاء و سكون الراء، قاله صاحب لسان العرب.
7- كذا بالأصل، و مرّ في نسبه:«كعب بن سعد بن تيم بن مرة» و انظر أسد الغابة 208/3.

قال أبو بكر: فقضيت باليمن أربي، ثم أتيت الشيخ لأودعه، فقال: أ حامل أنت مني أبياتا قلتها في ذلك النبي صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: قلت: نعم، فأنشأ يقول:

أ لم تر أنّي قد و هنت معاشري *** و نفسي و قد أصبحت في الحيّ واهنا

حبيب و في الأنام (1) للمرء عبرة *** ثلاث مئين ثم تسعين آمنا

و صاحبت أخيارا أبانوا بعلمهم *** غياهيب في سدّ ترى فيه طامنا

و كم عيليل (2) راهب فوق قائم *** لقيت و ما غادرت في البحر كاهنا

فكلهم لما تطمست (3) قال لي *** بأن نبيا سوف نلقاه دانيا

بمكة و الأديان فيها غزيرة *** فيركسها حتى يراها كواهنا

فما زلت أدعو اللّه في كلّ حاضر *** حللت بها سرّا و جهرا معالنا

و قد خمدت مني شرارة قوّتي *** و ألقيت (4) شحنا لا أطيق الشواحنا (5)

و أنت، و ربّ البيت تلقى (6) محمدا *** بعامك هذا قد أقام البراهنا

فحيّ (7) رسول اللّه عني فإنّني *** على دينه أحيا و إن كنت داكنا (8)

فيا ليتني أدركته في شيبتي *** فكنت له عبدا أوالا (9) العجاهنا (10)

عليه سلام اللّه ما درّ شارق *** و ما حمل الركبان فيه السواجنا

و ما سبحت (11) بالحكمتين و سبحة *** و ما صح ضحاك من النور هاقنا

قال أبو بكر: فحفظت وصيته و شعره، و قدمت مكة، و قد بعث النبيّ صلى اللّه عليه و سلم، فجاءني عقبة بن أبي معيط ، و شيبة بن ربيعة، و أبو جهل بن هشام، و أبو البختري بن هشام، و صناديد قريش، فقلت لهم: هل نابتكم نائبة، أو ظهر فيكم أمر؟ قالوا: يا أبا بكر أعظم

ص: 32


1- في مختصر ابن منظور 40/13 حييت و في الأيام.
2- كذا بالأصل.
3- كذا بالأصل.
4- مختصر ابن منظور: و ألفيت شيخا.
5- في المختصر: شواجنا.
6- بالأصل: نلقي، و المثبت عن المختصر.
7- تقرأ بالأصل:«فجي» و المثبت عن المختصر.
8- عن المختصر و بالأصل: واكيا.
9- كذا، و في المختصر: و إلاّ.
10- العجاهن: الطباخ و الخادم.
11- كذا رسمها بالأصل.

الخطب، و أجلّ النوائب، يتيم أبي طالب يزعم أنه نبي، و لو لا أنت ما انتظرنا به، فإذ قد جئت فأنت الغاية و الكفاية لنا.

قال أبو بكر فصرفتهم على حس مس و سألت عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، فقيل: أنه في منزل خديجة، فقرعت عليه الباب، فخرج إليّ ، فقلت: يا محمّد، فقدت من منازل أهلك و اتّهموك بالفتنة، و تركت دين آبائك و أجدادك، قال:«يا أبا بكر إنّي رسول اللّه إليك و إلى الناس كلهم، فآمن باللّه» فقلت: و ما دليلك على ذلك، قال:«الشيخ الذي لقيته باليمن»، فقلت: و كم من مشايخ لقيت باليمن، و أمرت و أخذت و أعطيت، قال:

«الشيخ الذي أفادك الأبيات»، قلت: و من خبّرك بهذا يا حبيبي ؟ قال:«الملك العظيم الذي يأتي الأنبياء قبل (1)»، قلت: مدّ يدك، فأنا أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أنت رسول اللّه.

قال أبو بكر: فانصرفت و ما بين لابتيها أشدّ سرورا من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بإسلامي[6049].

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، ثنا أبو محمّد الجوهري، ثنا أبو علي بن محمّد بن أحمد، نا زكريا بن يحيى السّاجي، نا عبد اللّه بن هارون بن موسى بن عبد اللّه بن فروة المدني، حدّثني عبيد اللّه بن إسحاق بن محمّد بن عمران بن موسى بن طلحة بن عبد اللّه، قال: قال لي - يعني طلحة بن عبيد اللّه-:

كان إسلام أبي بكر فتحا، و ذلك أن ورقة بن نوفل جاء إلى أبي بكر، فقال له: يا ابن أخ، إني أراك متبدلا (2) بمكة، و لا أراك في شيء، فأخبرني كم معك من المال ؟ قال: عندي كذا و كذا من العين (3)،قال: فأنا آتيك غدي بكذا و كذا، فأضعف لك حتى تخرج إلى الشام، فتصيب فيه خيرا، فتعطيني ما شئت، و تمسك ما شئت، فانقلب أبو (4)بكر إلى زوجته، فقال لها أبو بكر: اذبحي من تلك الغنم شاة سفّرينا بها، قالت: و أين تريد؟ قال: الشام، قالت: و لم ؟ قال: إن ورقة بن نوفل قارضني أن أخرج مالي كله و يعطيني كذا و كذا ألف دينار، قالت: أ فلا أخبرك خبرا يسرك ؟ قال: و ما هو؟ قالت:

جاء محمد يطلبك منذ اليوم ثلاث مرات، فما حبسك عنه ؟ قال: ما حبسني عنه إلاّ ما

ص: 33


1- في مختصر ابن منظور: قبلي.
2- اللفظة مهملة بالأصل بدون نقط ، و المثبت يوافق ما أثبته محقق مختصر ابن منظور 41/13.
3- كذا بالأصل و في المختصر: من العير.
4- بالأصل: أبي.

ذكرت، قال: سمعته يقول:«أنا رسول اللّه حقا»، قال: ويحك، فإنه هو أخير لي من الدنيا و ما فيها، فانطلق إليه من ليلته، فقرع الباب، فقال:«من هذا؟» قال: أبو بكر، ففتح له الباب، ثم قال:«ما جاء بك في هذه الساعة ؟ فإني قد كنت أبتغيك ثلاث مرات»، قال: إنّي كنت مع ورقة بن نوفل فعرض عليّ قراضا، فقلت لزوجتي سفّرينا، قالت: و أين تريد؟ فقلت: قارضني ورقة بن نوفل على أن أخرج إلى الشام، قالت: أ فلا أخبرك خبرا يسرّك ؟ فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«و ما أخبرتك ؟» قال: أخبرتني أنك تقول:

إنّي رسول اللّه، ثم انصرف من عنده مسرورا بما قال من الخبر و الإسلام، فأصبح، و جاء إليه ورقة بن نوفل بالمال ليدفع إليه، فقال له: يا ابن أخي، هذا المال، قال: وجدت تجارة خيرا من تجارتك و ربحا خيرا من ربحك، قال: و ما هو؟ قال: قال لي محمد صلى اللّه عليه و سلم:«إني رسول اللّه» فصدقته، و آمنت به و شهدت أنه رسول اللّه، قال: فو اللّه لئن كنت صادقا لا آكل ما ذبح على النصب و لا ما ذبحت (1) قريش لآلهتها، و لا لدي حجارتها و لا ما ذبحت يهود لكنائسها، و لأستقبلن هذا البيت الحرام الذي أسسه إبراهيم و إسماعيل، و لا أزال أصلي أبدا، و لأحرمن ما ذبح لغير اللّه عز و جل، و لئن كنت صادقا فإن ظهر هذا الرجل لأبلين بسيفي هذا فأقاتل دونه، فتوفي ورقة قبل أن يظهر أمره صلى اللّه عليه و سلم.

أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمّد بن بيان (2)،ثم أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا الفضل بن خيرون، قالا: ثنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا المنجاب بن الحارث، أنا إبراهيم بن يوسف، نا خالف العرفطي أبو أمية من ولد خالد بن عرفطة، عن ابن (3) دأب - يعني عيسى بن يزيد - قال: قال أبو بكر الصدّيق (4):

كنت جالسا بفناء الكعبة، و كان زيد (5) بن عمرو بن نفيل قاعدا، فمر به أمية بن أبي الصّلت (6)،فقال: كيف أصبحت يا باغي الخير؟ قال: بخير، قال (7):هل وجدت ؟

ص: 34


1- بالأصل: ربحت.
2- مهملة بدون نقط بالأصل، و المثبت عن مشيخة ابن عساكر 139/ب رقم 814.
3- بالأصل:«أبي داب» خطأ و الصواب ما أثبت انظر تبصير المنتبه 557/2.
4- الخبر في أسد الغابة 206/3 نقلا عن ابن عساكر و بنفس السند.
5- مضت ترجمته في كتابنا، و انظر أسد الغابة 295/2.
6- شاعر جاهلي، كان ممن رغب عن عبادة الأوثان، ترجمته في الشعر و الشعراء.
7- بالأصل:«فإن» و المثبت عن أسد الغابة.

قال: لا، و لم آل من طلب، فقال:

كل دين يوم القيامة إلاّ *** ما قضى اللّه و الحنيفة، بور

أما إن (1) هذا النبي الذي ينتظر منّا و منكم أو من أهل فلسطين قال: و لم أكمن سمعت قبل ذلك بنبيّ ينتظر و لا يبعث، قال: فخرجت أريد ورقة بن نوفل، فكان كثير النظر في السماء، كثير همهمة الصدر، قال: فاستوقفته، ثم اقتصصت عليه الحديث، فقال: نعم يا ابن أخي، أبى أهل الكتب (2) و العلماء إلاّ أن هذا النبي الذي ينتظر من أوسط العرب نسبا، و لي علم بالنسب، و قومك أوسط العرب نسبا، قال: قلت: يا عمّ و ما يقول النبي ؟ قال: يقول ما قيل له إلاّ أنه لا ظلم، و لا تظالم، قال: فلما بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم آمنت و صدقت.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، ثنا الحسين بن النّقّور، ثنا محمّد بن عبد الرّحمن بن العبّاس، أنبأ أبو الحسين رضوان بن أحمد، ثنا أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس بن بكير، عن محمّد بن إسحاق (3)،قال: ثم إن أبا بكر لقي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: أ حقا ما تقول قريش يا محمّد من تركك آلهتنا و تسفيهك عقولنا، و تكفيرك آباءنا، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّي رسول اللّه يا أبا بكر و نبيّه، بعثني لأبلّغ رسالته، و أدعو إلى اللّه بالحق، فو اللّه إنه للحقّ أدعوك إلى اللّه، يا أبا بكر وحده لا شريك له و لا يعبد غيره، و الموالاة على طاعته أهل طاعته»، و قرأ عليه القرآن فلم يقرّ و لم ينكر، و أسلم و كفر بالأصنام، و خلع الأنداد و أقر بحق الإسلام، و رجع أبو بكر و هو مؤمن مصدّق.

قال ابن إسحاق (4):فابتدأ أبو بكر أمره و أظهر إسلامه و دعا الناس، فأظهر علي و زيد بن حارثة إسلامهما، فكبر ذلك على قريش، و كان أوّل من اتّبع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خديجة بنت خويلد زوجته، ثم كان أول ذكر آمن به علي و هو يومئذ ابن عشر سنين، ثم زيد بن حارثة، ثم أبو (5) بكر الصديق، فلما أسلم أبو بكر و أظهر إسلامه، و دعا إلى اللّه

ص: 35


1- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
2- أسد الغابة: أهل الكتاب.
3- سيرة ابن إسحاق رقم 177 ص 120.
4- سيرة ابن إسحاق ص 120-121 رقم 179.
5- عن ابن إسحاق، و بالأصل: أبي.

و رسوله، و كان أبو بكر رجلا مألفا لقومه محببا سهلا، و كان أنسب قريش لقريش، و أعلم قريش بما كان فيها من خير أو شر، و كان رجلا تاجرا ذا خلق و معروف، و كان رجال قومه يأتونه و يألفونه لغير واحد من الأمر لعلمه و تجارته، و حسن مجالسته، فجعل يدعو إلى الإسلام من وثق به من قومه ممن يغشاه، و يجلس إليه، فأسلم على يديه فيما بلغني: الزبير بن العوّام، و عثمان بن عفان، و طلحة بن عبيد اللّه، و سعد بن أبي وقّاص، و عبد الرّحمن بن عوف.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، ثنا أبو الحسين بن النّقّور، ثنا عيسى بن علي، ثنا عبد اللّه بن محمّد، نا محمّد بن حسان السّمتي، نا إسماعيل بن مجالد، عن بيان، عن بريدة، عن همّام بن الحارث، قال: قال عمّار: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و ما معه إلاّ خمسة أعبد و امرأتان، و أبو بكر.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، و أبو يعلى حمزة بن علي بن هبة اللّه، قالا: أنبأ أبو القاسم علي بن محمّد بن علي، ثنا عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم، أنبأ خيثمة بن سليمان، ثنا الحسن بن مكرم البغدادي، نا يزيد بن هارون، ثنا حمّاد بن سلمة، عن يعلى بن عطاء، عن يزيد بن طليق، عن عبد الرّحمن السّلماني، عن عمرو بن عبسة (1) السّلمي، قال: قلت لرسول اللّه من تبعك على هذا الأمر؟ قال:

حرّ و عبد، و معه أبو بكر و بلال، ثم قال لي: ارجع إلى قومك حتى يمكّن اللّه لرسوله، فكان عمرو (2) يقول: لقد رأيتني و إنّي لربع الإسلام.

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم، أنبأ أبو الفرج الأسفرايني، ثنا أبو الحسن محمّد بن الحسين بن محمّد، ثنا أبو الطاهر محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الذهلي، نا الحسن بن علي بن الوليد الفسوي، نا سعيد بن سليمان، عن إسحاق بن يحيى بن طلحة، نا عيسى بن طلحة، عن عائشة، قالت (3):قال أبو بكر: كنت أوّل من آمن.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن الماوردي، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن

ص: 36


1- بالأصل: عيينة، خطأ و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في أسد الغابة 748/3.
2- بالأصل:«عمره» خطأ و الصواب عن أسد الغابة.
3- بالأصل: قال.

الحسن بن محمّد الخلاّل، ثنا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن علي الصيدلاني، ثنا أبو محمّد يزداد بن عبد الرّحمن بن محمّد الكاتب، نا أبو سعيد (1) الأشجّ ، حدّثني عقبة - يعني ابن خالد - ثنا شعبة، حدّثني سعيد الجريري (2)،عن أبي نصرة عن أبي سعيد قال: قال أبو بكر:

أ لست أحقّ الناس بها، أ لست أوّل من أسلم، أ لست صاحبه ؟.

قال: و نا أبو سعيد، حدّثني إسماعيل بن الوليد الراسبي، أبو يونس، عن هشام بن حسّان، عن ابن سيرين، قال:

أوّل من أسلم من الرجال أبو بكر، و أوّل من أسلم من النساء خديجة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، ثنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، ثنا عيسى بن علي، ثنا عبد اللّه بن محمّد، أنا عبد اللّه بن سعيد الكندي، نا عقبة بن خالد، عن شعبة، عن الجريري (3)،عن أبي نصرة، عن أبي سعيد قال: قال أبو بكر:

أ لست أحقّ بها، أ لست أوّل من أسلم، أ لست صاحب هذا، أ لست صاحب هذا، أ لست صاحب هذا؟.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن محمّد بن محمّد بن الطّيّب الواسطي، ثنا أبو يعلى علي بن عبيد اللّه بن محمّد عبيد اللّه العلاّف، نا أبو الحسن علي بن القاسم بن الحسين النّجّاد - بالبصرة - نا أبو الحسن علي بن إسحاق بن محمّد بن البختري (4)المادرائي، نا محمّد بن إسماعيل الصائغ، نا شبابة بن سوّار (5)،عن سعيد بن إياس، عن أبي نصرة، عن أبي سعيد، قال:

لما بويع أبو بكر رأى من الناس بعض الانقباض، فقال: أيها الناس ما يمنعكم ؟ أ لست أحقكم بهذا الأمر، أ لست أول من أسلم، أ لست ؟ فذكر خصالا.

ص: 37


1- بالأصل:«أبو سعد» خطأ و الصواب ما أثبت، و اسمه عبد اللّه بن سعيد بن حصين الكندي، ترجمته في تهذيب الكمال 179/10.
2- بالأصل: الحريري، تحريف و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 153/6.
3- بالأصل: الحريري، تحريف و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 153/6.
4- مهملة بالأصل بدون نقط ، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 334/15.
5- بالأصل:«سواد» خطأ و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 513/9.

قال: و نا المادرائي (1)،نا محمّد بن عبيد اللّه بن المناوي، نا شبابة بن سوّار، فذكر بإسناده نحوه.

أخبرنا أبو نصر محمّد بن حمد الكبريتي، أنبأ أبو مسلم محمّد بن علي بن مهرايزد (2) النحوي، ثنا أبو بكر بن (3)،نا أبو عروبة، نا محمّد بن المثنّى، و يحيى بن حكيم، قالا: ثنا عبد الرّحمن بن مهدي، ثنا شعبة، عن الجريري (4)،عن أبي نصرة أن أبا بكر قال: أنا أوّل من صلّى مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد اللّه السلمي، ثنا أبو محمّد الحسن (5) بن علي، نا أبو الحسن بن لؤلؤ، نا إسحاق بن عبد اللّه بن سلمة الكوفي، نا الحسين بن منصور الدّبّاغ، نا بهلول بن عبيد، نا أبو إسحاق، عن الحارث، قال: سمعت عليا يقول:

أوّل من أسلم من الرجال أبو بكر الصدّيق، و أوّل من صلّى مع النبي صلى اللّه عليه و سلم من الرجال علي بن أبي طالب.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، ثنا أحمد بن علي بن الحسن، و أحمد بن محمّد بن إبراهيم.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد، ثنا أبي، قالا: أنبأ إسماعيل بن الحسن.

و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأ أبو الغنائم بن أبي عثمان.

و أخبرنا أبو المعمر حريفة (6) بن أبي سعد بن الحسين، أنبأ أبو الخطاب نصر بن أحمد بن عبد اللّه، قالا: أنبأ عبد اللّه بن عبيد اللّه بن يحيى، قالا: نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا عبد اللّه بن شبيب، حدّثني إبراهيم بن عبد الرّحمن السامي - و قال ابن طاوس: بن أبي عبد الرّحمن السامي - حدّثني حسّان، عن صالح بن محمّد عن (7)

ص: 38


1- بالأصل:«الماداري» خطأ، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ صوابا في السند السابق.
2- بالأصل:«مهرايرد» و الصواب بالزاي، و قد مرّ التعريف به.
3- كلمة غير واضحة و مهملة بدون نقط و رسمها:«المعس».
4- بالأصل:«الحريدي» خطأ و الصواب ما أثبت و ضبط ، و قد مرّ التعريف به.
5- بالأصل: الحسين، خطأ، و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
6- كذا رسمها بالأصل.
7- بالأصل:«بن» خطأ و الصواب ما أثبت.

زائدة، عن أبي عبد اللّه الدّوسي، عن أبي أروى الدّوسي، قال: أول من أسلم أبو بكر.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأ الحسن (1) بن علي، ثنا محمّد بن العبّاس، ثنا أحمد بن معروف، ثنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (2)،ثنا محمّد بن عمر، حدّثني موسى بن محمّد، عن إبراهيم بن محمّد بن طلحة، قال:

و حدّثني منصور بن سلمة بن دينار، عن محمّد بن طلحة بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أبي بكر، عن أبيه قال: و نا عبد الملك بن سليمان، عن أبي النّضر، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن، قال: و حدّثني أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي سبرة، عن صالح بن محمّد عن (3) زائدة، عن أبي عبد اللّه (4) الدّوسي، عن أبي أروى (5)الدوسي، قالوا: أوّل من أسلم أبو بكر الصدّيق.

أبو أروى له صحبة.

كتب إليّ أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان، ثم أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك، ثنا أبو الفضل بن خيرون، قالا: ثنا أبو القاسم بن بشران، ثنا أبو علي بن الصّوّاف، ثنا أبو جعفر محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا المنجاب هو ابن الحارث، نا أبو عامر الأسدي، ثنا أبو الأجلح، عن مجالد، عن عامر، قال: قال قائل لابن عبّاس: أي الناس كان أول إسلاما؟ قال: أبو بكر، أ ما سمعت بقول حسان بن ثابت (6):

إذا تذكرت شجوا من أخي ثقة *** فاذكر أخاك أبا بكر بما فعلا

خير البرية أوفاها (7) و أعدلها *** إلاّ النبي، و أوفاها بما حملا

و الثاني التالي المحمود مشهده *** و أول الناس منهم (8) صدّق الرسلا

أخبرناه أبو القاسم علي بن إبراهيم، ثنا رشأ بن نظيف، ثنا الحسن بن

ص: 39


1- بالأصل: الحسين، خطأ، و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
2- طبقات ابن سعد 171/3.
3- بالأصل:«بن» خطأ و الصواب ما أثبت.
4- بالأصل:«عن أبي عبد اللّه، عن أبي صالح الدوسي» صوبناه عن ابن سعد.
5- بالأصل:«أبي أزدي» و الصواب عن ابن سعد.
6- الأبيات في ديوانه ط بيروت ص 174 باختلاف في ترتيبها. و أسد الغابة 209/3.
7- الديوان: أتقاها و أرأفها بعد النبي.
8- الديوان: طرّا.

إسماعيل، ثنا أحمد بن مروان، قال: سمعت ابن (1) إسحاق، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا شيخ لنا، عن مجالد، عن عامر قال: سألت أو سئل ابن عبّاس: أي الناس أوّل إسلاما؟ فقال: أ ما سمعت قول حسان بن ثابت:

إذا تذكّرت شجوا من أخي ثقة *** فاذكر أخاك أبا بكر بما فعلا

خير البرية أوفاها و أعدلها *** إلاّ النبي و أوفاها بما حملا

و الثاني التالي المحمود مشهده *** و أوّل الناس منهم صدّق الرسلا

أخبرناه أبو القاسم علي بن إبراهيم، ثنا رشأ بن نظيف، ثنا الحسن بن إسماعيل، ثنا أحمد بن مروان، نا إسماعيل بن إسحاق، نا أبو (2) بكر بن أبي شيبة، نا شيخ لنا، عن مجالد، عن عامر، قال: سألت أو سئل ابن عبّاس: من الناس أوّل إسلاما؟ فقال: أ ما سمعت قول حسان بن ثابت ؟ و ذكر الأبيات الثلاثة.

و أخبرناه أعلى من هذا أبو غالب بن البنّا، ثنا الحكم بن الفرا، أنا أبو الحسين علي بن معروف بن محمد البزار، نا يحيى بن صاعد، نا أبو سعيد، نا علي بن الوليد بن عثمان الحضرمي، نا الهيثم بن عدي، عن مجالد بن سعيد، عن الشعبي، عن ابن عبّاس قال: أبو بكر أول من أسلم، ثم قال:

إذا تذكّرت شجوا من أخي ثقة *** فاذكر أخاك أبا بكر بما فعلا

و الثاني التالي المحمود مذهبه *** و أول الناس منهم صدّق الرّسلا

و أخبرناه أعلى من هذا أبو بكر بن المزرفي (3)،ثنا أبو الحسين بن المهتدي، ثنا علي بن عمر الحربي، نا أبو القاسم عيسى بن سليمان القرشي، ثنا داود بن رشيد، حدّثني الهيثم - يعني ابن عدي - نا مجالد، عن الشعبي، قال: سألت ابن عبّاس: أي الناس كان يعني (4) إسلاما؟ فقال: أبو بكر الصدّيق، أ لم تسمع قول حسان يومئذ.

ح و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري (5)،و أبو محمّد بن أبي عثمان، قالوا: ثنا [أبو] الحسن (6) أحمد بن

ص: 40


1- بالأصل: أبي.
2- بالأصل: أبي.
3- بالأصل: المرزقي، تحريف، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
4- كذا بالأصل، و ثمة سقط في العبارة قياسا إلى الروايات السابقة، و يريد: يعني: أول إسلاما.
5- مهملة بالأصل و رسمها:«السسرى» و الصواب ما أثبت و ضبط ، و السند معروف.
6- بالأصل: الحسين، و الصواب ما أثبت و الزيادة السابقة لازمة، انظر ترجمته في سير الأعلام 186/17.

محمّد بن الصلت المجبّر (1)،نا أبو بكر بن الأنباري، أنشدني أبي قال: أنشدنا أحمد بن عبيد و غيره لحسان بن ثابت الأنصاري:

إذا تذكّرت شجوا من أخي ثقة *** فاذكر أخاك أبا (2) بكر بما فعلا

خير البرية أتقاها و أعدلها *** إلاّ النبي و أوفاها بما حملا

و الثاني التالي المحمود مشهده *** و أول الناس منهم صدّق الرسلا

و قال ابن الأنباري: بعد النبي - و زاد:

عاش حميدا (3) لأمر اللّه متبعا *** لهدي صاحبه الماضي و ما انتقلا

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، ثنا أبو طاهر أحمد بن محمود، ثنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو بشر الدولابي، نا محمّد بن مقاتل الرازي، نا عبد الرّحمن بن مغراء عن مجالد، عن الشعبي، عن ابن عبّاس قال: أول من أسلم مع النبي صلى اللّه عليه و سلم أبو بكر، أ ما سمعت قول الشاعر.

ح و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، ثنا أبو محمّد الجوهري.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن عبد الوهّاب، أنبأ الحسين بن غالب بن علي، قالا: ثنا (4) عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد، نا محمّد بن هارون بن حميد بن المجدّد (5)،نا محمّد بن حميد، نا عبد الرّحمن بن مغراء، عن مجالد، عن الشعبي، قال: سألت ابن عبّاس: من أوّل من أسلم ؟ قال: أبو بكر، أ ما سمعت قول حسان بن ثابت و هو يقول:

إذا تذكّرت شجوا من أخي ثقة *** فاذكر أخاك أبا بكر بما فعلا

خير البرية أتقاها و أعدلها *** بعد النبي و أوفاها بما حملا

الثاني التالي المحمود مشهده *** و أوّل النّاس منهم صدّق الرسلا (6)

ص: 41


1- ضبطت «كمحدّث» عن اللباب، و ضبطت في سير الأعلام بالقلم: مجبر: بضم الميم و سكون الجيم و كسر الباء.
2- بالأصل: أبي.
3- عن ديوان حسّان، و بالأصل: عاشا جميعا.
4- كتبت اللفظة فوق الكلام بين السطرين.
5- بالأصل:«المخلد» خطأ، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 436/14.
6- الخبر و الشعر، بإسناده، في أسد الغابة 209/3.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش، ثنا أبو محمّد الجوهري، أنبأ علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ الورّاق، ثنا عمر بن أيوب السّقطي، ثنا أبو معمر القطيعي، أنا الدراوردي (1)،أنا عمر مولى غفرة (2)،عن محمّد بن كعب القرظي، قال: أوّل من صلّى أبو بكر.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، ثنا أبو عثمان الصّابوني، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن محمّد بن عمر بن حفص الزاهد، ثنا أبو أحمد حمزة بن محمد بن العباس بن الفضل البغدادي.

ح و أخبرنا أبو طاهر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه السّنجي (3)،و أبو محمّد بختيار بن (4) عبد اللّه الهندي، ثم و قالا: ثنا أبو علي الحسين بن محمّد بن عبد العزيز بن إسماعيل التّككي - ببغداد - ثنا أبو علي بن شاذان، ثنا أبو سهل بن زياد، قالا: ثنا عبد اللّه بن روح المدائني، نا شبابة بن سوّار، نا الفرات بن السائب، قال:

سألت ميمون بن مهران، فقلت: كان - و في حديث: كان - علي - أول إسلاما أو أبو بكر؟ فقال: و اللّه لقد آمن أبو بكر بالنبي عليه السلام زمن بحيرا الراهب، و اختلف فيما بينه و بين خديجة حتى أنكحها إياه، و هذا - و قال ابن (5) زياد و ذلك - كله قبل أن يولد علي بن أبي طالب.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، قال: نا أبو الحسين بن المهتدي، أنبأ أبو أحمد عبد اللّه بن محمد بن مسلم، ثنا عثمان بن أحمد بن السّمّاك، نا إسحاق بن إبراهيم بن سفيان، نا هارون بن إبراهيم أبو محمّد المؤذن، نا شبابة بن سوّار، نا فرات بن السائب (6)،قال: قلت لميمون بن مهران: أبو بكر و عمر أفضل أم علي ؟ قال:

فارتعد حتى سقطت عصاه من يده، ثم قال: ما كنت أرى أن أعيش إلى زمان يعدل بهما،

ص: 42


1- بالأصل:«أنا الدراود أبي عمر» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمة عمر بن عبد اللّه المدني، أبو حفص مولى غفرة في تهذيب الكمال 108/14.
2- غفرة بضم المعجم و سكون الفاء، تقريب التهذيب.
3- إعجامها مضطرب بالأصل، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 284/20.
4- بالأصل «أبو» خطأ و الصواب ما أثبت عن مشيخة ابن عساكر 31/أ، رقم 194.
5- بالأصل: أبي.
6- بالأصل:«السارط » و الصواب ما أثبت، و قد مرّ صوابا في الرواية السابقة، و انظر ترجمة ميمون بن مهران.

هما رأس الإسلام، و رأس الجماعة، قال: فقلت له: أبو بكر كان أوّل إيمانا بالنبي صلى اللّه عليه و سلم أو علي ؟ قال: فقال: و اللّه لقد آمن أبو بكر بالنبي صلى اللّه عليه و سلم زمان بحيرا الراهب، و اختلف فيما بينه و بين خديجة حتى أنكحها إيّاه، و ذلك كله قبل أن يولد علي.

أنبأنا أبو علي الحسين بن أحمد الحداد، أنبأ أبو نعيم الحافظ ، نا أبو حامد بن جبلة، نا محمّد بن إسحاق، نا سلمان بن توبة نا شبابة، حدّثني فرات بن السائب، قال (1):سألت ميمون بن مهران قلت: علي أفضل عندك أم أبو بكر و عمر؟ قال: فارتعد حتى سقطت عصاه من يده ثم قال: ما كنت أظنّ أن أبقى إلى زمان يعدل بهما، للّه درّهما كانا رأسي الإسلام، و رأسي الجماعة، قلت: فأبو بكر كان أوّل إسلاما أو علي ؟ قال:

و اللّه لقد آمن أبو بكر بالنبي صلى اللّه عليه و سلم زمن (2) بحيرا الراهب حين مرّ به و اختلف فيما بينه و بين خديجة حتى أنكحها إيّاه، و ذلك قبل أن يولد علي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، ثنا أبو الحسين بن النّقور (3)،ثنا عيسى بن علي، ثنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني سريج (4) بن يونس، نا يوسف بن الماجشون، قال: أدركت مشيختنا منهم محمد بن المنكدر، و ربيعة بن أبي عبد الرّحمن، و صالح بن كيسان، و عثمان بن محمّد لا يشكّون أنّ أول القوم إسلاما أبو بكر.

أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن، نا علي بن محمّد السّلمي.

و أخبرنا أبو المعالي محمّد بن حمزة، ثنا أبو القاسم بن بيّان.

و كتب إليّ أبو القاسم بن بيان.

و أخبرنا خالي أبو المكارم سلطان بن يحيى، و أبو سليمان داود بن محمّد الأريكي عنه، ثنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن محمّد، ثنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار، نا الحسين بن عرفة، نا جرير (5) بن عبد الحميد، عن مغيرة، عن إبراهيم، قال: أوّل من أسلم أبو بكر.

ص: 43


1- بالأصل: قالت.
2- بالأصل:«من» و المثبت عن الرواية السابقة.
3- بالأصل: البغوي، و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
4- بالأصل:«شريح» خطأ، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
5- بالأصل: حريز، خطأ، و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 357/3.

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنبأ أبو نعيم الحافظ ، نا أبو عمر مطهّر بن أحمد بن محمّد الحنظلي، نا محمّد بن العباس بن أيوب، نا عمر بن محمّد بن الحسن بن الزبير، نا أبي، نا سعد بن طريف، عن مقسم، عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما كلّمت في الإسلام أحدا إلاّ أبى عليّ و راجعني الكلام إلاّ ابن أبي قحافة - يعني أبا بكر - فإنّي لم أكلّمه في شيء إلاّ قبله و استقام عليه»[6050].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، ثنا أبو الحسين بن النّقّور (1)،ثنا أبو طاهر المخلّص، ثنا رضوان بن أحمد، ثنا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق (2)،حدّثني محمّد بن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن الحصين التّميمي أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«ما دعوت أحدا إلى الإسلام إلاّ كانت له عنه كبوة (3) و تردّد و نظر، إلاّ أبا بكر ما عتّم (4) عنه حين ذكرته له، و ما تردّد فيه»[6051].

أنبأنا أبو القاسم بن بيّان، ثم أخبرنا أبو البركات الأنماطي، ثنا أحمد بن الحسن (5) بن خيرون، قالا: ثنا أبو القاسم بن بشران، ثنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا المنجاب بن الحارث، عن علي بن هاشم، عن محمّد، و يحيى ابني سلمة، عن أبيهما سلمة عن حبّة (6) العرني (7)،عن علي قال:

لما أسلم أبو بكر الصدّيق أظهر إسلامه، و دعا إلى اللّه و إلى رسوله.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، ثنا أبو الحسين بن النّقّور (8)،ثنا أبو طاهر، ثنا رضوان بن أحمد، ثنا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس، عن ابن إسحاق (9)،قال:

و ابتدأ أبو بكر أمره و أظهر إسلامه، و دعا الناس، و أظهر علي و زيد بن حارثة إسلامهما،

ص: 44


1- بالأصل: البغوي، و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
2- سيرة ابن إسحاق ص 120 رقم 178 و أسد الغابة 206/3 بسنده عن ابن إسحاق.
3- الكبوة: الوقفة كوقفة العاثر، أو الوقفة عند الشيء يكرهه الإنسان (النهاية).
4- عن ابن إسحاق و أسد الغابة و بالأصل:«عنم» و في سيرة ابن هشام 252/1 «عكم» و فسّره ابن هشام بقوله: «عكم» أي «تلبث».
5- بالأصل: الحسين، خطأ، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 105/19.
6- حبة بفتح أوله ثم موحدة ثقيلة، تقريب التهذيب.
7- انظر ترجمته في تهذيب الكمال 105/4 و العرني بضم المهملة و فتح الراء بعده نون، تقريب التهذيب.
8- بالأصل: البغوي، و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
9- سيرة ابن إسحاق ص 120 رقم 179-180.

فكبر ذلك على قريش، و كان أوّل من اتبع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خديجة بنت خويلد زوجته، ثم كان أوّل ذكر آمن به علي، و هو يومئذ ابن عشر سنين، ثم زيد بن حارثة، ثم أبو بكر الصدّيق، فلما أسلم أبو بكر و أظهر إسلامه و دعا إلى اللّه و رسوله، فكان أبو بكر رجلا (1)مألفا لقومه محببا سهلا، و كان أنسب قريش لقريش، و أعلم قريش بما كان فيها من خير أو شرّ، و كان رجلا تاجرا ذا خلق و معروف، و كان رجال قومه يأتونه و يألفونه لغير واحد من الأمر، لعلمه، و تجارته، و حسن مجالسته، فجعل يدعو إلى الإسلام من وثق به من قومه ممن يغشاه و يجلس إليه، فأسلم على يديه فيما بلغني: الزبير بن العوّام، و عثمان بن عفان، و طلحة بن عبيد اللّه، و سعد بن أبي وقاص، و عبد الرّحمن بن عوف.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو عبد الرّحمن بن علي بن محمّد بن موسى، أنا أبو العباس محمّد بن أحمد بن محمّد السّليطي، ثنا أبو حامد بن الشرقي، نا أحمد بن حفص، حدّثني أبي، حدّثني إبراهيم بن طهمان، عن الحجّاج، عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، حدّثني محمّد بن سعد (2) بن مالك أنه قال لأبيه سعدا: كان أبو بكر الصدّيق أولكم إسلاما؟ قال: لا، و لكن أسلم قبله أكثر من خمس، و لكن كان خيرنا إسلاما.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن جعفر، ثنا أحمد بن عبد المنعم بن أحمد، ثنا أبو الحسن العتيقي، ثنا أبو الحسن الدارقطني، نا إسماعيل بن محمّد الصفّار، ثنا محمّد بن عبد الملك الدقيقي (3)،نا يزيد بن هارون، ثنا أبو مالك الأشجعي، نا سالم بن أبي الجعد.

أنه كان مع محمّد بن علي بالشّعب، قال: فقلت له يوما: يا أبا عبد اللّه أ كان أبو بكر أوّل القوم إسلاما؟ قال: لا، فقلت: بأي شيء علا و ليس كان لا يذكر أحدا غيره، قال: لأنه كان خيرهم إسلاما يوم أسلم، ثم لم يزل كذلك حتى قبضه اللّه على ذلك.

كتب إليّ أبو القاسم بن بيّان.

ص: 45


1- سقطت من الأصل و أضيفت عن سيرة ابن إسحاق.
2- بالأصل:«سعيد» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 300/16.
3- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل، و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 12/17.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ أبو الفضل بن خيرون قال أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا عمي أبو بكر، نا عبد اللّه بن إدريس قال: و نا المنجاب، نا أبو معاوية جميعا عن أبي مالك الأشجعي (1)، عن سالم بن أبي الجعد، قال: قلت لمحمّد بن الحنفية: هل كان أبو بكر أوّل القوم إسلاما؟ قال: لا، قلت: و لأي شيء بمستو عليهم حتى لا يذكر فيهم غيره، قال: لأنه كان أفضلهم إسلاما حين أسلم، فلم يزل كذلك حتى قبضه اللّه.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، ثنا أبو محمّد الحسن بن علي، ثنا أبو الحسن (2) علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ، نا زكريا بن يحيى بن عبد الرّحمن، نا أبو بكر بن (3) عبد اللّه بن عبيد اللّه بن محمّد بن عمران بن إبراهيم بن محمّد بن طلحة، قال: حدّثني أبي (4) محمّد بن عمران، عن القاسم بن محمّد بن أبي بكر الصدّيق، عن عائشة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم، قالت:

خرج أبو بكر الصدّيق يريد النبي صلى اللّه عليه و سلم، و كان له صديقا في الجاهلية، فلقيه فقال:

يا أبا القاسم فقدت من مجالس و حل (5)،و اتهموك بالعيب لآبائها، و أديانها، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أدعو إلى اللّه»، فلما فرغ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أسلم أبو بكر عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و ما بين الأخشبين أكثر منه سرورا بإسلام أبي بكر، و مضى أبو بكر، فراح بعثمان، و طلحة بن عبيد اللّه، و الزبير بن العوام، و سعد بن أبي وقّاص، فأسلموا، و جاء من الغد بعثمان بن مظعون، و أبي عبيدة عامر بن الجرّاح، و عبد الرّحمن بن عوف، و أبي سلمة بن عبد الأسد، و الأرقم بن أبي الأرقم، فأسلموا.

قالت:

فلما اجتمع أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و كانوا تسعة و ثلاثين رجلا، ألحّ أبو بكر على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في الظهور، فقال: يا أبا بكر إنّا قليل، فلم يزل يلحّ على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى ظهر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و تفرّق المسلمون في نواحي المسجد، و كلّ رجل معه، و قام

ص: 46


1- بالأصل:«الأسمعي».
2- بالأصل: أبو الحسين، خطأ، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 327/16.
3- كذا بالأصل و فوق اللفظة إشارة حذف.
4- كذا بالأصل.
5- كذا رسمها بالأصل.

أبو بكر في الناس خطيبا و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم جالس، و كان أوّل خطيب دعا إلى اللّه عز و جل و إلى رسوله، و ثار المشركون على أبي بكر، و على المسلمين يضربونهم في نواحي المسجد ضربا شديدا، و وطئ أبو بكر فضرب ضربا شديدا، و دنا منه الفاسق عتبة بن ربيعة فجعل يضربه بنعلين مخصوفين، و يخرقهما لوجهه، و أثّر على وجه أبي بكر حتى ما يعرف أنفه من وجهه، و جاءت بنو تيم تتعادى، فأجلوا المشركين عن أبي بكر، و حملوا أبا (1) بكر في ثوب حتى أدخلوه و لا يشكّون في موته، و رجعوا بنو تيم (2)فدخلوا المسجد، فقالوا: و اللّه لئن مات أبو بكر لنقتلن عتبة، و رجعوا إلى أبي بكر فجعل أبو قحافة و بنو تيم يكلّمون أبا بكر حتى أجابهم، فتكلّم آخر النهار: ما فعل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ فنالوه بألسنتهم و عذلوه، ثم قاموا، و قالوا لأم الخير بنت صخر: انظري أن تطعميه شيئا أو تسقيه إياه، فلما خلت به و ألحّت، جعل يقول: ما فعل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟[فقالت: و اللّه] (3) ما لي علم بصاحبك، قال: فاذهبي إلى أم جميل (4)بنت الخطاب فاسأليها عنه، فخرجت حتى جاءت أم جميل (5) فقالت: إنّ أبا بكر يسألك عن (6) محمّد بن عبد اللّه، قالت: ما أعرف أبا بكر، و لا محمّد بن عبد اللّه و إن تحبي أن أمضي معك إلى ابنك، فعلت ؟ قالت: نعم، فمضيت معها حتى وجدت أبا بكر صريعا دنفا (7) فدنت أم جميل و أعلنت بالصياح، و قالت: إنّ قوما نالوا منك هذا لأهل فسق، إنّي لأرجو أن ينتقم اللّه لك، قال: فما فعل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قالت: هذه أمك تسمع قال: فلا عين عليك منها، قالت: سالم صالح، قال (8):فأين هو؟ قالت (9):في دار الأرقم، قال: فإنّ للّه عليّ أليّة (10) لا أذوق طعاما أو شرابا أو آتي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فأمهلتا حتى إذا هدأت الأرجل، و سكن الناس خرجنا به يتّكئ عليهما، حتى (11) دخل

ص: 47


1- بالأصل: أبو.
2- كذا بالأصل، و في مختصر ابن منظور 145/13 و رجعوا بيوتهم.
3- الزيادة لازمة للإيضاح عن مختصر ابن منظور.
4- بالأصل:«أم حميل».
5- بالأصل:«أم حميل».
6- بالأصل:«عن رسول اللّه صلى» و فوق: رسول اللّه صلى» علامات حذف، فحذفنا بما يوافق عبارة مختصر ابن منظور.
7- بالأصل:«زيفا» خطأ، و الصواب ما أثبت، و هو الذي أشفى على الموت.
8- بالأصل:«قالت... قال» و الصواب ما أثبت.
9- بالأصل:«قالت... قال» و الصواب ما أثبت.
10- الألية: اليمين.
11- سقطت من الأصل، و إضافتها لازمة للإيضاح.

على النبي صلى اللّه عليه و سلم، قالت: فانكبّ عليه فقبّله، و انكبّ عليه المسلمون، و رقّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم رقة شديدة، فقال: أبو بكر: بأبي أنت و أمي ليس بي إلاّ ما نال الفاسق من وجهي، هذه أمي برة بوالديها، و أنت مبارك، فادعها إلى اللّه، و ادعوا اللّه لها عسى أن يستنقذها بك من النار، فدعا لها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، ثم دعاها إلى اللّه عز و جل، فأسلمت، فأقاموا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في الدار شهرا و هم تسعة و ثلاثون رجلا، و كان حمزة بن عبد المطلب أسلم يوم ضرب أبو بكر، فدعا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لعمر بن الخطاب، و أبي جهل بن هشام، فأصبح عمر و كانت الدعوة يوم الأربعاء، فأسلم عمر يوم الخميس، فكبّر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أهل البيت تكبيرة سمعت بأعلا مكة، و خرج أبو الأرقم و هو أعمى كافر، و هو يقول:

اللّهم، اغفر لبني عم الأرقم، فإنه كفر، فقال عمر: يا رسول اللّه على ما تخفي ديننا و نحن على الحق و هم على الباطل، فقال: يا عمر إنّا قليل قد رأيت ما لقينا، فقال عمر:

و الذي بعثك بالحق لا يبقى مجلس جلست فيه بالكفر إلاّ جلست فيه بالإيمان، ثم خرج فطاف بالبيت، ثم مرّ بقريش و هم ينظرونه، فقال أبو جهل بن هشام: زعم فلان أنك صبوت، فقال: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أن محمدا عبده و رسوله، فوثب المشركون إليه، فوثب على عتبة فبرك عليه فجعل يضربه، و أدخل إصبعه في عينه، فجعل عتبة يصيح، فتنحّى (1) الناس عنه فقام عمر، فجعل لا يدنو منه أحد إلاّ أخذ شريف من دنا منه حتى أحجم الناس عنه، و اتبع المجالس التي كان فيها، فأظهر الإيمان، ثم انصرف إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم و هو ظاهر عليهم، فقال: ما يجلسك بأبي أنت و أمي، فو اللّه ما بقي مجلس كنت أجلس فيه بالكفر إلاّ أظهرت فيه الإيمان غير هائب و لا خائف، فخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و عمر أمامه، و حمزة بن عبد المطلب حتى طاف بالبيت و صلّى الظهر معلنا، ثم انصرف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى دار الأرقم و من معه، ثم انصرف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

كذا وقع في هذه الرواية، و قد سقط بعض الإسناد.

و أخبرناه علي الصّوّاب أبو محمّد بن طاوس، و أبو يعلى بن الحبوبي، قالا: ثنا أبو القاسم بن أبي العلاء، ثنا أبو محمّد بن أبي نصر، نا أبو الحسن خيثمة بن سليمان، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز العمري بن قاضي المصّيصة، نا أبو بكر عبد اللّه بن

ص: 48


1- تقرأ بالأصل:«ففني» و المثبت عن مختصر ابن منظور 46/13.

عبيد اللّه (1) بن إسحاق بن محمّد بن عمران بن موسى بن طلحة بن عبيد اللّه، حدّثني أبي عبيد اللّه، حدّثني عبد اللّه بن عمران بن إبراهيم بن محمّد بن طلحة، حدّثني أبي (2) محمّد بن عمران، عن القاسم بن محمّد بن أبي بكر، عن عائشة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم قالت:

خرج أبو بكر الصّدّيق يريد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و كان له صديقا في الجاهلية، فلقيه، فقال: يا أبا القاسم فقدت من مجالس قومك و اتّهموك بالعيب لآبائها و أمهاتها، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّي رسول اللّه، أدعوك إلى اللّه جل و عز»، فلما فرغ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من كلامه أسلم أبو بكر، فانطلق عنه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و ما بين الأخشبين أحد أكثر سرورا منه بإسلام أبي بكر، و مضى أبو بكر و راح بعثمان بن عفان، و طلحة بن عبيد اللّه، و الزبير بن العوّام، و سعد بن أبي وقّاص، فأسلموا، ثم جاء الغدّ عثمان بن مظعون، و أبو عبيدة بن الجرّاح، و عبد الرّحمن بن عوف، و أبو سلمة بن عبد الأسد، و الأرقم بن [أبي] (3) الأرقم، فأسلموا.

فقال (4) عبد اللّه بن محمّد فحدّثني أبي محمّد بن عمران، عن القاسم بن محمّد، عن عائشة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم قالت: لما اجتمع أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فكانوا ثمانية و ثلاثين رجلا ألحّ (5) أبو بكر على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في الظهور، فقال:«يا أبا بكر إنّا قليل»، فلم يزل أبا بكر يلحّ على النبي صلى اللّه عليه و سلم حتى ظهر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و تفرق المسلمون في نواحي المسجد كلّ رجل في عشيرته، و قام أبو بكر في الناس خطيبا، و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم جالس، فكان أوّل خطيب دعا إلى اللّه عزّ و جلّ و إلى رسوله، و ثار المشركون على أبي بكر و على المسلمين، فضربوا في نواحي المسجد ضربا شديدا، و وطئ أبو بكر و ضرب ضربا شديدا، فدنا منه الفاسق عتبة بن ربيعة فجعل يضربه بنعلين مخصوفين، و بحرفهما لوجهه، و نزا (6) على بطن أبي بكر حتى ما يعرف وجهه من أنفه، و جاءت بنو تيم يتعادون، و أجلت المشركين عن أبي بكر، و حملت بنو تيم أبا

ص: 49


1- بالأصل: عبد اللّه، و الصواب ما أثبت، و سيأتي صوابا.
2- كذا بالأصل.
3- سقطت من الأصل، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 479/2.
4- بالأصل: يقال.
5- كتبت بالأصل فوق الكلام بين السطرين.
6- كذا رسمها بالأصل.

بكر في ثوب حتى أدخلوه منزله، و لا يشكون في موته، ثم رجعت بنو تيم فدخلوا المسجد و قالوا: و اللّه لئن مات أبا بكر لنقتلن عتبة بن ربيعة، فرجعوا إلى أبي بكر، فجعل أبو قحافة و بنو تيم يكلّمون أبا بكر حتى أجاب، فتكلم آخر النهار، فقال: ما فعل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فمشوا منه بألسنتهم، و عذلوه ثم قاموا و قالوا لأمه أم الخير: انظري أن تطعميه شيئا أو تسقيه إياه، فلما خلت به ألحّت عليه، و جعل يقول: ما فعل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقالت: و اللّه ما لي علم بصاحبك، فقال اذهبي إلى أم جميل بنت الخطاب فسليها عنه، فخرجت حتى جاءت أم جميل، فقالت: إنّ أبا بكر يسألك عن محمّد بن عبد اللّه، فقالت: ما أعرف أبا بكر و لا محمّد بن عبد اللّه، فإن تحبين أن أمضي معك إلى ابنك ؟ قالت: نعم، فمضت معها حتى وجدت أبا بكر صريعا دنفا فدنت أم جميل و أعلنت بالصياح، و قالت: و اللّه إنّ قوما نالوا هذا لأهل فسق و كفر، و إنّي لأرجو أن ينتقم اللّه لك، قال: فما فعل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قالت: هذه أمك تسمع، قال: فلا شيء عليك منها، قالت: سالم صالح قال: فأين هو؟ قالت: في دار ابن الأرقم، قال: فإن للّه علي أن لا أذوق طعاما أو شرابا أو آتي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فأمهلنا حتى إذا هدت الرجل و سكن الناس خرجنا به يتّكئ عليهما حتى أدخلناه على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال: و أكبّ عليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقبّله، و أكبّ عليه المسلمون، و رقّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم رقة شديدة، فقال أبو بكر: بأبي و أمي ليس من بأس إلاّ ما نال الفاسق من وجهي، و هذه أمي برّة بوالديها، و أنت مبارك، فادعها إلى اللّه عز و جل، و ادع اللّه لها عسى أن أن يستنقذها بك من النار، قال: فدعا لها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثم دعاها إلى اللّه عز و جل، و أسلمت، فأقاموا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في الدار شهرا، و هم تسعة و ثلاثون رجلا، و قد كان حمزة بن عبد المطلب أسلم يوم ضرب أبو بكر، فدعا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لعمر بن الخطاب و لأبي جهل بن هشام، و أصبح عمر، فكانت الدعوة يوم الأربعاء، فأسلم عمر يوم الخميس، و كبّر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أهل البيت تكبيرة فسمعت بأعلى مكة، و خرج أبو الأرقم و هو أعمى كافر، و هو يقول: اللّهم اغفر لبنيّ غير الأرقم فإنه كفر، فقام عمر، فقال: يا رسول اللّه على ما يخفى ديننا و نحن على الحق، و يظهر دينهم و هم على الباطل، قال:

«يا عمر إنا قليل، قد رأيت ما لقينا»، فقال عمر بن الخطاب: فو الذي بعثك بالحق لا يبقى مجلس جلست فيه بالكفر إلاّ أظهرت فيه الإيمان، ثم خرج فطاف بالبيت، ثم مرّ بقريش و هي تنتظره فقال أبو جهل بن هشام: يزعم فلان أنك صبوت، فقال عمر أشهد

ص: 50

أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، و أن محمدا عبده و رسوله، فوثب المشركون إليه و وثب على عتبة و برك عليه، فجعل يضربه، و أدخل إصبعيه في عينيه، فجعل عتبة يصيح فتنحى الناس، فقام عمر و جعل لا يدنو منه أحد إلاّ أخذ شريف من دنا منه حتى أعجز الناس، و اتّبع المجالس التي كان يجالس فيها، فيظهر الإيمان، ثم انصرف إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم و هو ظاهر عليهم، فقال: ما علمتك بأبي و أمي و اللّه ما بقي مجلس كنت أجلس فيه بالكفر إلاّ أظهرت فيه الإيمان غير هائب و لا خائف، فخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و خرج عمر أمامه، و حمزة بن عبد المطّلب حتى طاف بالبيت، فصلّى الظهر معلنا، ثم انصرف إلى دار الأرقم، و معه عمر، ثم انصرف عمر وحده، ثم انصرف إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم[6052].

و أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسين بن إبراهيم انبأ أبو الفرج سهل بن بشر، ثنا علي بن منير بن أحمد بن الحسن، ثنا محمّد بن أحمد بن عبد اللّه، ثنا أبو عبد اللّه أحمد بن عبد الرّحمن (1) بن مرزوق بن أبي عوف التبروزي، نا أبو بكر عبد اللّه بن عبيد اللّه الطلحي، حدّثني أبي عبد (2) اللّه بن إسحاق بن محمّد بن عمران بن موسى بن طلحة بن عبيد اللّه (3)،نا عبد اللّه بن محمّد بن عمران بن إبراهيم بن محمّد بن طلحة بن عبيد اللّه، حدّثني أبي محمّد بن عمران، عن القاسم بن محمّد بن أبي بكر، عن عائشة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم قالت:

خرج أبو بكر الصّدّيق يريد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و كان له صديقا في الجاهلية، فلقيه فقال: يا أبا القاسم فقدت من مجلس قومك و اتّهموك بالعيب لآبائها و أديانها، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّي رسول اللّه أدعوك إلى اللّه»، فلما فرغ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أسلم أبو بكر، فانصرف عنه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و ما بين الأخشبين أحد أكثر منه سرورا بإسلام أبي بكر، و مضى أبو بكر فراح بعثمان بن عفان، و طلحة بن عبيد اللّه، و الزبير بن العوّام، و سعد بن أبي وقّاص، فأسلموا، ثم جاء الغد بعثمان بن مظعون، و أبي عبيدة بن الجرّاح، و عبد الرّحمن بن عوف، و أبي سلمة بن عبد الأسد، و الأرقم بن أبي الأرقم، فأسلموا.

ص: 51


1- «ابن عبد الرحمن» استدركت عن هامش الأصل و بجانبها كلمة صح.
2- كذا بالأصل هنا، و الصواب عبيد اللّه، و انظر ما مرّ قريبا.
3- بالأصل: عبد اللّه، خطأ.

قال: قال عبد اللّه بن محمّد، عن أبيه، عن القاسم، عن عائشة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم قالت:

لما اجتمع أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم و كانوا ثمانية و ثلاثون رجلا ألحّ أبو بكر على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في الظهور، فقال: يا أبا بكر إنا قليل، فلم يزل أبو بكر يلحّ على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى ظهر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و تفرّق المسلمون في نواحي المسجد كلّ رجل في عشيرته، و قام أبو بكر في الناس خطيبا، و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم جالس، فكان أوّل خطيب دعا إلى اللّه عز و جل و إلى رسوله، و ثار المشركون على أبي بكر و على المسلمين، فضربوه في نواحي المسجد ضربا شديدا، و وطئ، و دنا منه الفاسق عتبة بن ربيعة فجعل يضربه بنعلين مخصوفين، و بحرفهما لوجهه، و نزا على بطن أبي بكر حتى ما يعرف وجهه من أنفه، و جاءت بنو تيم تتعادى، و أجلى المشركون عن أبي بكر، و حملت بنو تيم أبا بكر في ثوب حتى أدخلوه منزله، و لا يشكون في موته، ثم رجعت بنو تيم فدخلوا المسجد و قالوا: و اللّه لئن مات أبو بكر لنقتلن عتبة بن ربيعة، فرجعوا إلى أبي بكر، فجعل أبو قحافة و بنو تيم يكلّمون أبا بكر حتى أجاب، فتكلّم آخر النهار، فقال: ما فعل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فمشوا منه بألسنتهم، و عذلوه ثم قاموا و قالوا لأمه أم الخير: انظري أن تطعميه شيئا أو تسقيه إياه، فلما خلت به ألحّت عليه، و جعل يقول: ما فعل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقالت: و اللّه ما لي علم بصاحبك، فقال اذهبي إلى أم جميل بنت الخطاب فسليها عنه، فخرجت حتى جاءت أم جميل، فقالت: إنّ أبا بكر يسألك عن محمّد بن عبد اللّه، فقالت: ما أعرف أبا بكر و لا محمّد بن عبد اللّه، فإن تحبين أن أمضي (1)معك إلى ابنك ؟ قالت: نعم، فمضت معها حتى وجدت أبا بكر صريعا دنفا فدنت أم جميل و أعلنت بالصياح، و قالت: و اللّه إنّ قوما نالوا هذا لأهل فسق و كفر، و إنّي لأرجو أن ينتقم اللّه لك، قال: فما فعل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قالت: هذه أمك تسمع قال: فلا عين عليك منها، قالت: سالم صالح قال: فأين هو؟ قالت: في دار ابن الأرقم، قال: فإنّ للّه عليّ أن لا أذوق طعاما أو شرابا أو آتي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فأمهلنا حتى إذا هدأت الرجل و سكن الناس خرجنا به يتّكئ عليهما حتى أدخلناه على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قالت: فأكبّ عليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أكبّ عليه المسلمون، و رقّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم رقة شديدة، و قال أبو

ص: 52


1- بالأصل: أفص.

بكر: بأبي و أمي ليس بي بأس (1) إلاّ ما نال الفاسق من وجهي، و هذه أمي برّة بوالديها، و أنت مبارك، فادعها إلى اللّه عز و جل، و ادع اللّه لها عسى أن أن يستنقذها بك من النار، قال: فدعا لها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثم دعاها إلى اللّه عز و جل، فأسلمت، فأقاموا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في الدار شهرا، و هم تسعة و ثلاثون رجلا، و قد كان حمزة بن عبد المطلب أسلم يوم ضرب أبو بكر، فدعا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لعمر بن الخطاب، و لأبي جهل بن هشام، و أصبح عمر، فكانت الدعوة يوم الأربعاء، فأسلم عمر يوم الخميس، و كبّر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أهل البيت تكبيرة فسمعت بأعلى مكة، و خرج أبو (2) الأرقم و هو أعمى كافر، و هو يقول: اللّهم اغفر لبني غير الأرقم، فقام عمر، فقال: يا رسول اللّه على ما نخفي ديننا و نحن على الحق، و يظهر دينهم و هم على الباطل، قال:«يا عمر إنّا قليل، قد رأيت ما لقينا»، فقال عمر بن الخطاب: فو الذي بعثك بالحق لا يبقى مجلس جلست فيه بالكفر إلاّ أظهرت فيه الإيمان، ثم خرج فطاف بالبيت، ثم مرّ بقريش و هي تنتظره فقال أبو جهل بن هشام: يزعم فلان أنك صبوت، فقال عمر: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، و أن محمدا عبده و رسوله، فوثب المشركون إليه و وثب على عتبة و برك عليه، فجعل يضربه، و أدخل إصبعيه في عينيه، فجعل عتبة يصيح فتنحى الناس، فقام عمر و جعل لا يدنو منه أحد إلاّ أخذ شريف من دنا منه حتى أعجز الناس، و اتّبع المجالس التي كان يجالس فيها، فيظهر الإيمان، ثم انصرف إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم و هو ظاهر عليهم، فقال: ما علمتك بأبي و أمي و اللّه ما بقي مجلس كنت أجلس فيه بالكفر إلاّ أظهرت فيه الإيمان غير هائب و لا خائف، فخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و خرج عمر أمامه، و حمزة بن عبد الرّحمن بن عبد المطلب حتى طاف بالبيت، فصلى الظهر معلنا، ثم انصرف إلى دار الأرقم، و معه عمر، ثم انصرف عمر وحده، ثم انصرف إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا أبي علي، قالا: ثنا أبو جعفر المعدّل، ثنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، حدّثني إسماعيل بن أبي أويس، حدّثني عبد الرّحمن بن أبي الزّناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال:

ص: 53


1- غير مقروءة بالأصل، و لعل الصواب ما أثبت.
2- بالأصل:«ابن».

قيل لعمرو بن العاص: ما أشدّ ما رأيتهم بلغوا من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال عمرو:

أشدّ شيء (1) بلغ من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فيما رأيت - أنهم تذامروا (2) عليه حين مرّ بهم ضحّى عند الكعبة، فقالوا: يا محمّد أنت تنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا، فقال لهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أنا ذلكم»، فأخذ أحدهم برأسه، قال: و أبو بكر آخذ بحضن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من ورائه، يريد أن ينزعه منهم و هو يصيح: يا قوم أَ تَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللّٰهُ وَ قَدْ جٰاءَكُمْ بِالْبَيِّنٰاتِ مِنْ رَبِّكُمْ ، وَ إِنْ يَكُ كٰاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ ، وَ إِنْ يَكُ صٰادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللّٰهَ لاٰ يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذّٰابٌ (3)،قال: تردد أبو بكر هذه الآية و عيناه تسفحان فلم يزل على ذلك حتى انفرجوا عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، ثنا عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسين، نا جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب، ثنا محمّد بن هارون، أنبأ أبو جعفر محمّد بن الحجّاج الحضرمي، نا أسد بن موسى، نا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، نا محمّد بن إسحاق، عن يحيى بن عروة، عن أبيه قال:

قلت لعبد اللّه بن عمرو بن العاص: ما أشد ما رأيت قريشا بلغت من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: أمر و اللّه إنّي بذاك العالم، قال: قلت: و ما هو؟ قال: اجتمعت يوما قريشا في الحجر و أنا معهم أسمع ما يقولون، فقال بعضهم لبعض: ما رأينا مثل ما بلغ هذا الرجل منا قط ، ما أدخل رجل على قوم مثل ما أدخل علينا، فرّق جماعتنا، و شتّت أمرنا، و عاب ديننا، و سب آباءنا، و سفّه أحلامنا، فما يدري على ما ندعه، فبينا هم على ذلك إذ أقبل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى أتى الركن، ثم مرّ بهم طائفا فغمزوه ببعض الكلام فعرفتها و اللّه في وجهه، ثم تقدّم حتى مرّ بهم في الطواف الثالث، فغمزوه بمثلها، فقال:«يا معشر قريش لقد جئتم بالذبح».... (4)و اللّه القوم حتى ما فيهم رجل إلاّ كأنما على رأسه طير واقع حتى أن أشدهم فيه وصاة لسرفاه (5)بأحسن ما يجد من القول، حتى أنه ليقول له: يا أبا القاسم ما كنت جهولا، قال: فانصرف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و تفرّقوا حتى إذا

ص: 54


1- بالأصل: شر، و المثبت عن مختصر ابن منظور 46/13.
2- كذا، و في مختصر ابن منظور: تآمروا.
3- سورة غافر، الآية:28.
4- كلمة غير واضحة بالأصل.
5- كذا رسمها.

كان الغد جلسوا مجلسهم ذلك فذكروه، و قالوا: هممتم به و ذكرتم ما صنع بكم حتى إذا استقبلكم بما تكرهون تركتموه، فبينما هم على ذلك إذ طلع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فوثبوا إليه وثبة رجل واحد يقولون: أنت الذي تقول م (1)آوم ؟ قال:«نعم»، فلقد رأيت رجلا أهوى إليه فأخذ بمجامع ردائه، و دخل أبو بكر بينهم و بينه، فقال: ويلكم أَ تَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللّٰهُ و هو يتلو و يقول أَ تَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللّٰهُ (2) ثم انصرف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و إنّ ذلك لأكثر ما رأيت بلغوا منه عليه السلام[6053].

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم، نا أبو محمّد بن حيّان، نا محمّد بن العبّاس، نا المفضّل بن غسان، نا محمّد بن كثير، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: لما أسري بالنبي صلى اللّه عليه و سلم إلى المسجد الأقصى أصبح يحدّث بذاك الناس، فارتدّ ناس ممن كان آمن و صدّق به و فتنوا، فقال أبو بكر: إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك، أصدقه بخبر السماء غدوة أو روحة (3)،فلذلك سمّي أبو بكر الصّدّيق (4).

أخبرنا أبو عبد اللّه المبارك بن علي بن عبد الباقي بن علي البغدادي - بدمشق - ثنا أبو سعد محمّد بن عبد الملك بن عبد القهار الأسدي، نا أبو القاسم عبد الملك بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران - إملاء - أنا أبو الحسين عبد الباقي بن قانع، نا إبراهيم بن الهيثم البلدي، نا محمّد بن كثير المصّيصي، نا معمر بن راشد عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت:

جاء رجل من (5) المشركين إلى أبي بكر فقالوا: هل لك إلى صاحبك، يزعم أنه أسري به الليلة إلى بيت المقدس، قال: و قال ذاك ؟ قالوا: نعم، فقال (6):لقد صدق، قالوا: نصدقه أنه ذهب إلى الشام في ليلة ثم رجع قبل الصبح ؟، قال: إني لأصدقه بأبعد من ذلك، بخبر السماء غدوه و رواحه، فلذلك سمّي أبو بكر الصدّيق.

ص: 55


1- كذا رسمها بالأصل.
2- سورة غافر، الآية:28.
3- بالأصل: عدده أو روحه.
4- الخبر بهذا الإسناد في أسد الغابة 206/3 نقلا عن الحافظ ابن عساكر.
5- كذا بالأصل:«رجل» بالإفراد، و السياق يقتضي قوله: رجال.
6- بالأصل: فقالوا.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: ثنا أبو جعفر بن المسلمة، ثنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، حدّثني محمّد بن حسان، عن عبد العزيز بن أبان، عن أبي معشر، عن محمّد بن كعب قال:

لما رجع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حين أسري به فبلغ ذا طوى (1) فقال: يا جبريل إنّي أخاف أن يكذبوني، قال: كيف يكذّبونك و فيهم أبو بكر الصدّيق.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، ثنا رشأ بن نظيف، ثنا الحسن بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، نا يوسف بن عبد اللّه الحلواني، نا معاوية بن عمرو القصار، عن أبي إسحاق، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«ما نفعني مال قطّ ما نفعني مال أبي بكر»، فبكى أبي بكر و قال: ما نفعني اللّه إلاّ بك (2)[6054].

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنبأ إبراهيم بن منصور، أنبأ أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«ما نفعني مال ما نفعني مال أبي بكر»[6055].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، ثنا أحمد بن جعفر، ثنا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبي، ثنا أبو معاوية، نا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما نفعني مال قطّ ما نفعني مال أبي بكر»، فبكى أبو بكر و قال: هل أنا و مالي إلاّ لك يا رسول اللّه ؟[6055 م].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، ثنا أبو بكر الخطيب، أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمّد بن موسى بن هارون بن الصّلت الأهوازي، نا القاضي أبو عبد اللّه الحسين بن إسماعيل المحاملي، نا أبو السائب سالم بن جنادة، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«ما نفعني مال قطّ ما نفعني مال أبي بكر»، قال: فبكى أبو بكر، و قال: و هل أنا و مالي إلاّ لك ؟.

ص: 56


1- ذو طوى: موضع عند مكة (معجم البلدان).
2- تاريخ الإسلام، عهد الخلفاء الراشدين ص 106 و انظر تخريجه فيه.
3- مسند أحمد 60/3 رقم 7450.

أخبرناه أبو غالب بن البنّا، ثنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن عبد الوهّاب، أنبأ أبو علي الحسين بن غالب بن علي، قالا: ثنا أبو الفضل الزهري، نا جعفر بن محمّد الفريابي، نا أبو بكر بن أبي شيبة.

ح و أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، ثنا أبو محمّد الجوهري، ثنا أبو حفص عمر بن محمّد بن علي بن الزّيّات (1)،نا قاسم بن زكريا المطرّز، نا أبو كريب، و يوسف بن موسى و المخرمي قالوا: نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما نفعني مال أحد ما نفعني مال أبي بكر»، قال:

فبكى أبو بكر و قال: هل أنا و مالي إلاّ لك يا رسول اللّه ؟[6056].

كتب إليّ أبو (2) بكر عبد الغفار بن محمّد الشيروي (3)،ثم حدّثني أبو المحاسن عبد الرّزّاق بن محمّد بن أبي نصر عنه، ثنا أبو بكر الحيري، نا أبو العبّاس الأصم، نا أحمد بن عبد الجبار، نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما نفعني مال قطّ ما نفعني مال أبي بكر»، قال: فبكى أبو بكر و قال:

هل أنا و مالي يا رسول اللّه إلاّ لك ؟ و قال أبو طالب: إلاّ لك يا رسول اللّه.

أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، ثنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: ثنا أبو يعلى، ثنا عمرو بن محمّد الناقد، نا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«ما نفعنا مال ما نفعنا مال أبي بكر»[6057].

أخبرنا أبو المظفّر، ثنا أبو سعد، ثنا أبو عمرو، ثنا أبو يعلى، ثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، نا سفيان، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما نفعنا مال ما نفعنا مال أبي بكر.[6058].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، ثنا أبو الحسين بن المهتدي، ثنا علي بن

ص: 57


1- بالأصل: الرياب، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 323/16.
2- بالأصل: أبي.
3- بالأصل: السيروي، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.

عمر بن محمّد، ثنا شعيب بن محمّد الذّارع، نا خلاّد بن أسلم، نا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«ما نفعنا مال أحد ما نفعنا مال أبي بكر»[6059].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، ثنا أبو القاسم بن البسري (1)،و أحمد بن علي بن الحسين بن أبي عثمان، و أحمد بن محمّد بن إبراهيم القصاري.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد القصاري، ثنا أبي أبو طاهر قالوا: ثنا إسماعيل بن الحسين بن عبد اللّه الصرصري.

ح و أخبرنا أبو القاسم الواسطي، ثنا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، ثنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، قالا: ثنا أبو عمر بن مهدي، قالا: ثنا أبو عبد اللّه المحاملي، نا فضل الأعرج - قال ابن مهدي بن سهل - حدّثني يحيى بن معين، نا سفيان، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت:

قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«ما نفعنا مال قطّ ما نفعنا مال أبي بكر»[6060].

قال رجل لسفيان: سمعته من الزهري ؟ قال فقال: حدّثني و انك (2)،و ليس في حديث الصرصري: قط .

أخبرناه عاليا أبو الفرج قوام بن زيد بن عيسى، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور (3)،نا علي بن عمر الحربي، نا أحمد بن الحسين بن عبد الجبار الصوفي، نا يحيى بن معين، نا ابن (4) عيينة عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«ما نفعني مال ما نفعني مال أبي بكر»، فقال رجل لابن عيينة: يا أبا محمّد سمعته من الزهري، فقال: حدّثني وائل[6061 م].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنبأ أبو بكر الخطيب، أنبأ أبو سعيد محمّد بن موسى بن الفضل.

ص: 58


1- بالأصل: السدي، و السند معروف.
2- كذا رسمها بالأصل. و سيأتي في الحديث التالي: وائل.
3- بالأصل: البغوي، خطأ، و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
4- بالأصل: أبو.

و أخبرنا أبو المظفّر القشيري (1)،ثنا أبو بكر البيهقي، نا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو سعيد، بن أبي (2) عمرو، قال: أنبأ أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصمّ ، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، قال: قلت لأبي: إنّ سفيان بن عيينة حدّث عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما نفعني مال ما نفعني مال أبي بكر»، فأنكره، و قال: من حدّث به ؟ قلت: يحيى بن معين، حدّثنا عن سفيان، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قال يحيى: فقال رجل لسفيان: من ذكره ؟ قال: وائل (3) فقال أبي: وائل لم يسمع من الزهري، إنما روى وائل عن ابنه و أنكره أبي أشد الإنكار، و قال هذا خطأ، ثم قال: حدّثنا عبد الرزاق (4)،عن معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فذكر الحديث.

قال الخطيب: أخبرنا البيهقي بحديث عبد الرزاق (5).

و أخبرنا أبو بكر الشّحّامي، نا أحمد بن الحسن، نا محمّد بن عبد اللّه، نا أحمد بن محمّد بن الشرقي (6)،نا محمّد بن يحيى، نا عاليا أبو الحسين علي بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران المعدّل، ثنا أبو علي إسماعيل بن محمّد الصفّار، نا أحمد بن منصور الزّيادي، نا عبد الرزاق (7)،نا معمر، عن الزهري، عن ابن المسيّب:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«ما مال رجل من المسلمين أنفع لي من مال أبي بكر»، قال:

و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقضي في مال أبي بكر كما يقضي في مال نفسه[6062].

قال الخطيب: و حديث معمر هذا أصح من حديث ابن عيينة، و قد تابع معمرا على روايته هذا إسحاق بن راشد، و هو المحفوظ عن الزهري و إن كان مرسلا.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، ثنا أبو طالب محمّد بن علي بن الفتح، ثنا أبو الحسين بن سمعون، ثنا عمر بن الحسين بن علي بن مالك، ثنا يحيى بن إسماعيل الجوبري، نا جعفر بن علي، نا يوسف، عن بكر بن وائل، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما أحد أمنّ عليّ في صحبته و ذات يده من

ص: 59


1- بالأصل: و القشيري، حذفنا الواو فهي مقحمة، و السند معروف.
2- بالأصل:«و أبي عمرو» و الصواب ما أثبت: ابن أبي عمرو، انظر دلائل النبوة للبيهقي 65/7.
3- اللفظة محرفة بالأصل و الصواب ما أثبت.
4- بالأصل: عبد الرزاق.
5- بالأصل: عبد الرزاق.
6- مهملة بدون نقط بالأصل، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
7- بالأصل: عبد الرزاق.

أبي بكر، و ما نفعني مال ما نفعني مال أبي بكر، و لو كنت متّخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا» (1)[6063].

أخبرنا أبو علي الحسن (2) بن المظفّر بن السبط ، و أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه (3)السّلمي، قالا: أنا أبو محمّد الجوهري، نا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن أحمد بن أيوب القطان، ثنا أبو جعفر محمّد بن جرير بن يزيد الطبري، نا بشر بن دحية، نا قزعة بن سويد، حدّثني عبد اللّه بن أبي مليكة، عن ابن عبّاس، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما نفعني في الإسلام مال أحد ما نفعني مال أبي بكر، منه أعتق بلالا، و منه هاجر؟؟؟ ه (4) و لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا، و لكنه أخي و صاحبي، و اخوة الإسلام أفضل، أبو بكر و عمر مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبي بعدي».

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، ثنا أبو القاسم بن مسعدة، ثنا حمزة بن يوسف، ثنا أبو أحمد بن عدي (5)،نا إسحاق بن إبراهيم بن يونس، نا محمّد بن صالح القرشي، نا أرطأة بن المنذر أبو (6) حاتم.

ح قال: و نا عبد اللّه بن محمّد بن ناجية (7)،و إسحاق بن إبراهيم، قالا: نا محمّد بن صالح بن النّطّاح مولى بني هاشم، نا أرطأة أبو حاتم، نا ابن جريج عن عطاء، عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما أحد أعظم عندي يدا من أبي بكر، واساني بنفسه و ماله، و أنكحني ابنته»[6064].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك، قالا: ثنا أبو الحسين بن النّقّور (8)،ثنا أبو طاهر المخلّص، ثنا محمّد بن هارون الحضرمي، نا محمّد بن صالح بن النطّاح، حدّثني أرطأة أبو حاتم عن ابن جريج، عن

ص: 60


1- تاريخ الإسلام، عهد الخلفاء الراشدين ص 109.
2- بالأصل: الحسين، خطأ و الصواب ما أثبت، مشيخة ابن عساكر 48/ب.
3- بالأصل: عبد اللّه، خطأ، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 558/19.
4- كذا رسمها.
5- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 431/1 ضمن أخبار أرطأة بن المنذر.
6- بالأصل «بن» و الصواب عن الكامل لابن عدي.
7- رسمها و إعجامها مضطربان و الصواب عن ابن عدي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 164/14.
8- بالأصل: البغوي، خطأ و الصواب ما أثبت، و السند معروف.

عطاء، عن ابن عبّاس، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما أحد عندي أعظم يدا من أبي بكر، واساني بنفسه و ماله، و أنكحني ابنته»[6065].

أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأ جدي أبو عبد اللّه، ثنا أبو المعمّر المسدّد بن علي بن عبد اللّه بن العبّاس الحمصي، نا أبو بكر محمّد بن يوسف الربعي، نا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن يزيد بن وركشين، ثنا يحيى بن أكثم، نا جرير بن عبد الحميد، أنا ليث، عن مجاهد، عن ابن عبّاس قال:

سألت النبي صلى اللّه عليه و سلم من أحب إليه ؟ فقال لي «عائشة»، فقلت: ليس عن النساء سألتك، قال:«فأبوها إذن»، قال: قلت: فلم يا رسول اللّه ؟ قال:«لأنه أنفق ماله كله غير مقطّب بين عينيه حتى بقي بعباءة يخلّل (1) بريشة لا يملك سواها، و و اللّه ما نفعني مال ما نفعني مال أبي بكر، و زوّجني ابنته، و وهب لي غلامه، و واساني بنفسه، و كلّما هبط جبريل عليّ قال: يا محمّد، اللّه يقرئك السلام، و يقول لك: أقرئ أبا بكر السلام، و قل له: أ ساخط فأرضيك» فقال على من (2) أسخط يا رسول اللّه أنا عنه راض، فهل هو عني راض، فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:«هو عنك راض»، فقال أبو بكر: الحمد للّه[6066].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، ثنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، ثنا أبو أحمد بن عدي (3)،ثنا محمّد بن عبد الحميد الفرغاني، نا أحمد بن علي العمّي، نا إسحاق بن كعب، نا موسى بن عمير، حدّثني عطية العوفي (4)،عن أبي سعيد قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما نفعني مال ما نفعني مال أبي بكر»[6067].

قال: و نا أبو أحمد، نا محمّد بن أحمد بن مقاتل، نا الفضل بن يوسف القصباني (5)،نا إسحاق بن إبراهيم الأسدي، قال: سمعت إسماعيل (6) بن أبي (7) المختار عن عطية، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا تؤذوني في أبي بكر بن

ص: 61


1- خلّ الشيء يخلّه خلا فهو مخلول و خليل، و تخلله أي ثقبه و نفذه، و الخلال هي ما يخله به (اللسان).
2- زيادة منا للإيضاح.
3- الكامل لابن عدي 341/6 ضمن ترجمة موسى بن عمير القرشي.
4- بالأصل:«العوى» و المثبت عن ابن عدي.
5- مهملة بالأصل بدون نقط ، و المثبت عن ابن عدي.
6- الكامل لابن عدي 312/1 ضمن أخبار إسماعيل بن مختار.
7- سقطت من الأصل و أضيفت عن ابن عدي.

أبي قحافة فإنه أمنّ الناس عليّ في نفسه و ماله»[6068].

أخبرنا أبو العزّ بن كادش، نا أبو محمّد الجوهري - إملاء - أنبأ أبو علي محمّد بن أحمد بن يحيى العطشي، نا محمّد بن صالح بن ذريح، نا محمّد بن عبد الرّحمن الكوفي، ثنا عبيد بن هاشم أبو محمّد، نا أبو حفص العبدي، عن مالك بن دينار، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«إنّ من أعظم الناس علينا منا أبو بكر، زوّجني ابنته، و واساني بنفسه، و إنّ خير المسلمين مالا أبو بكر أعتق منه بلالا و حملني إلى دار الهجرة»[6069].

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو حفص بن شاهين، نا الحسين بن محمّد بن محمّد بن عفير الأنصاري، نا... (1) بن السحب، نا بشير بن زاذان (2)،عن عمر بن الصّبح، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك، قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ أعظم الناس عليّ منّة أبو بكر الصدّيق، زوّجني ابنته، و واساني بماله و صاحبي بالغار، و إنّ أفضل أموال المسلمين مال أبي بكر، منه ناقتي التي هاجرت عليها، و منه مؤذّني بلال»[6070].

أخبرنا أبو القاسم، ثنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، ثنا أبو أحمد (3)،نا الحسين بن عبد الغفار الأزدي بمصر سنة تسع و تسعين و مائتين و في سنة خمس و ثلاثمائة، نا سعيد بن كثير (4) بن عفير، ثنا الفضل بن المختار، عن أبان (5)،عن أنس، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لأبي بكر:«ما أطيب مالك، منه بلال مؤذني و ناقتي التي هاجرت عليها و زوجتني ابنتك، و واسيتني بنفسك و مالك، كأني انظر إليك على باب الجنة تشفع لأمّتي»[6071].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عيسى الباقلاني - فيما قرئ عنه و أنا حاضر - ثنا أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن العباس الورّاق

ص: 62


1- لفظة غير مقروءة بالأصل.
2- بالأصل:«بشر بن واذار» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر تهذيب الكمال 96/14 ترجمة عمر بن الصبح.
3- الكامل لابن عدي 15/6 في ترجمة الفضل بن مختار.
4- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل، و الصواب عن ابن عدي.
5- هو أبان بن أبي عياش، ترجم له ابن عدي في كامله 381/1 و الحديث في ترجمته ببعض اختلاف.

-إملاء - حدّثني أبي، نا أبو جعفر محمّد بن الحسين بن إشكاب (1)،نا أبو عتّاب سهل بن حمّاد، نا المختار بن نافع، عن أبي حيان التيمي، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«رحم اللّه أبا بكر، زوّجني ابنته، و حملني إلى دار الهجرة، و أعتق بلالا من ماله، رحم اللّه عمر يقول الحق و إن كان مرّا، تركه الحق و ما له من صديق، رحم اللّه عثمان تستحي (2) منه الملائكة، رحم اللّه عليا، اللّهم ادر الحقّ معه حيث دار»[6072].

أخبرنا أبو الحسين علي بن أحمد بن منصور، أنا أبو الحسين بن أبي الحديد، ثنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، نا عمر بن شبّة، نا أبو عتّاب الدّلاّل، نا المختار بن نافع، نا أبو حيان التيمي، عن أبيه، عن علي، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

و أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن الفراء، و أبو الحسين علي بن محمّد بن علي بن عمر بن المحلبان (3)،قالا: ثنا أبو يعلى بن الفراء، ثنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن علي المصري، ثنا أبو علي إسماعيل بن العباس الورّاق - إملاء - نا محمّد بن إشكاب، نا أبو عتّاب الدّلاّل، ثنا المختار بن نافع، عن أبي حيان التيمي، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«رحم اللّه أبا بكر، زوّجني ابنته، و أعتق بلالا من ماله، و حملني إلى دار الهجرة، رحم اللّه عمر يقول الحق و إن كان مرّا، تركه الحق و ما له من صديق، رحم اللّه عثمان تستحينّه الملائكة، رحم اللّه عليا، اللّهم أدر الحقّ معه حيث دار»[6073].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، ثنا رشأ بن نظيف، ثنا الحسين بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، نا محمّد بن مسلمة الواسطي، نا يعقوب بن محمّد الزهري، نا يحيى بن محمّد بن حكيم، نا عبد اللّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر.

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم أمر بالصّدقة، فقال عمر بن الخطاب:- و عندي مال كثير، فقلت:- و اللّه لأفضلنّ أبا بكر في هذه المرة، فأخذت نصف مالي و تركت نصفه، فأتيت به النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:«هذا مال كثير، فما تركت لأهلك ؟»، قال: تركت لهم نصفه، و جاء أبو

ص: 63


1- بالأصل:«إسكاب» و الصواب ما أثبت و ضبط .
2- بالأصل: يستحي.
3- رسمها مضطرب بالأصل «المحاما» و الصواب عن مشيخة ابن عساكر ص 149/أ.

بكر بمال كثير فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما تركت لأهلك ؟» قال: تركت لهم اللّه و رسوله[6074].

أخبرنا أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين القرشي، و أبو عبد اللّه محمّد بن العمركي بن نصر المتّوثي، و أبو الفتح المختار بن عبد الحميد بن المنتصر الأديب، و أبو المحاسن أسعد بن علي بن الموفق بن زياد، قالوا: ثنا عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفّر، ثنا عبد اللّه بن أحمد بن حموية، نا إبراهيم بن خزيم، نا عبد بن حميد بن نصر، نا أبو نعيم، نا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم (1)،عن أبيه، قال:

سمعت عمر بن الخطّاب يقول:

أمرنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن نتصدّق، و وافق ذلك مالا عندي، فقلت اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما، فجئت بنصف مالي، فقال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما أبقيت لأهلك ؟» قلت:

مثله، و أتى أبو بكر بكلّ ما عنده، فقال له:«يا أبا بكر ما أبقيت لأهلك ؟»، فقال: أبقيت لهم اللّه و رسوله، فقلت: لا أسابقك (2) إلى شيء أبدا (3)[6075].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، نا أبو محمّد الجوهري - إملاء - أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ ، نا محمّد بن سليمان بن محمّد الباهلي، نا عبد اللّه بن عبد الصمد.

ح قال: و أنا أبو حفص، نا القاسم بن عبد اللّه الهمذاني، نا أحمد بن محمّد بن سعيد التّبّعي (4)،قالا: ثنا القاسم بن الحكيم، عن هشام بن سعد، نا زيد بن أسلم، عن أبيه قال: سمعت عمر بن الخطّاب قال:

أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن نتصدق، و وافى ذلك مالا عندي مجتمعا، فقلت: اليوم أسبق أبا بكر، إن سبقته يوما، قال: فجئت بنصف مالي، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما أبقيت لأهلك ؟» قلت: مثله، قال: ثم أتى أبو بكر بكلّ ما عنده، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«ما أبقيت لأهلك ؟» قال: أبقيت لهم اللّه و رسوله، قلت: لا أسبقك إلى شيء أبدا.

أخبرني أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، ثنا أحمد بن عبد الرّحمن،

ص: 64


1- بالأصل: السلم، خطأ، و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 425/6.
2- في أسد الغابة: لا أسبقه.
3- ذكره ابن الأثير في أسد الغابة 222/3.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 612/12.

أنبأ أبو بكر بن مردويه، نا أحمد بن محمّد بن عاصم، نا عمران (1) بن عبد الرحيم، نا محمّد بن الصّبّاح الدولابي (2)،نا موسى بن عمير (3) القرشي، عن الشعبي، قال: لما نزلت هذه الآية: إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقٰاتِ فَنِعِمّٰا هِيَ (4)إلى آخر الآية، جاء عمر بنصف ماله يحمله إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، يحمله على رءوس الناس، و جاء أبو بكر بماله أجمع يكاد أن يخفيه من نفسه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما تركت لأهلك ؟» قال: عدة اللّه و عدة رسوله، قال: يقول عمر لأبي بكر: بنفسي أنت و بأهلي أنت ما سبقنا (5)باب خير قطّ إلاّ سبقتنا إليه.

أخبرنا أبو الحسين بن قبيس (6)،نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (7)،أنا القاضي أبو العلاء الواسطي، ثنا أحمد بن محمّد بن عمرويه بن آدم - ببغداد - نا محمّد بن جعفر بن أحمد بن الليث، نا علي بن عبد اللّه بن جعفر الهمذاني (8)،نا عبد اللّه بن محمّد بن جيهان (9)،نا عبد اللّه بن بكر السّهمي، نا مبارك بن فضالة، حدّثنا ثابت البناني، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن عبد الرّحمن بن أبي بكر الصدّيق قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«حدّثني عمر بن الخطاب أنه ما سابق أبا (10)بكر إلى خير قطّ إلاّ سبقه به» (11)[6076].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأ محمّد بن أحمد بن محمّد بن حسنون النرسي (12)،ثنا علي بن عمر بن محمّد الحرمي السكري، نا محمّد بن عقدة بن حارث، نا إبراهيم - هو ابن الحجّاج - عن حمّاد، عن علي بن زيد، عن سعيد بن

ص: 65


1- أسد الغابة:«عمر» خطأ. انظر الحاشية التالية.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 670/10 و تهذيب الكمال 368/16 و فيها روى عنه: عمران بن عبد الرحيم الأصبهاني.
3- عن أسد الغابة:«عمير» و بالأصل «عمر» خطأ، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 499/18.
4- سورة البقرة، الآية:271.
5- في أسد الغابة: ما استبقنا.
6- بالأصل:«قيس» خطأ و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
7- الخبر في تاريخ بغداد 76/5 ضمن ترجمة أحمد بن محمد بن عمرويه.
8- عن تاريخ بغداد، و بالأصل «الهمداني».
9- إعجامها مضطرب بالأصل، و المثبت عن تاريخ بغداد.
10- بالأصل: أبي.
11- يعني أن أبا بكر سبق عمرا به.
12- بالأصل: الرسي، خطأ و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 84/18.

المسيّب أنّ عمر قال: ما سابقت أبا بكر إلى خير قطّ إلاّ سبقني إليه.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (1)،نا أبو الحسين بن المهتدي، نا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن علي الصيدلاني، نا يعقوب بن إبراهيم البراء، نا عبيد اللّه بن الحجّاج بن المنهال، نا أبي، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيّب أن عمر بن الخطاب قال:

ما سابقت أبا بكر إلى شيء قطّ إلاّ سبقني إليه، فأمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ذات يوم بالصدقة، و حضّ عليها، فقلت: هذا اليوم أسبق فيه أبا بكر، فقلت: يا رسول اللّه عندي كذا و كذا فهو في سبيل اللّه، و للّه عندي معاد، ثم قام أبو بكر فقال: يا رسول اللّه عندي كذا و كذا فهو في سبيل اللّه عز و جل و لي عند اللّه معاد، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا عمر ما و ترت القوس بوترها»[6077].

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم، أنبأ سهل بن بشر، ثنا أبو سهل أحمد بن محمّد، ثنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن فارس السامي البخاري، ثنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد بن سليمان بن كامل المعروف بالغنجار، نا أبو محمّد أحمد بن عبد اللّه المزني، نا جعفر بن محمّد الفريابي، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا أبو أسامة، نا هشام بن عروة، أخبرني عروة بن الزبير قال: أسلم أبو بكر الصّدّيق يوم أسلم و له أربعون ألف دينار.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالا: ثنا أبو جعفر بن المسلمة، ثنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، حدّثني سفيان بن عيينة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: أسلم أبو بكر و له أربعون ألفا أنفقها كلها.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، ثنا أبو سعيد محمّد بن علي بن محمّد الخشّاب، ثنا أبو محمّد عبد اللّه بن يوسف بن بالويه، ثنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا أبو داود، نا الحسن بن علي، نا أبو أسامة، نا هشام بن عروة، أخبرني أبي: أن أبا بكر الصّدّيق أسلم و له أربعون ألف درهم.

ص: 66


1- بالأصل: المرزقي، خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.

قال عروة: فأخبرتني عائشة قالت: توفي أبو بكر و ما ترك دينارا و لا درهما ضرب اللّه سلنه (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، ثنا أبو بكر بن الطّبري، ثنا أبو الحسين بن الفضل، ثنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2)،نا أبو بكر الحميدي، نا سفيان، نا هشام، عن أبيه قال:

أسلم أبو بكر و له أربعون ألفا، فأنفقها في [سبيل] (3)اللّه، و أعتق سبعة كلّهم يعذب (4)في اللّه، أعتق بلالا، و عامر بن فهيرة، و نذيرة (5)،و النهديّة و ابنتها، و جارية (6)بني مؤمّل، و أم عبيس (7).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، ثنا رشأ بن نظيف، ثنا الحسن بن إسماعيل، ثنا أبو بكر المالكي، ثنا أحمد بن داود الدّينوري، نا الرياشي عن الأصمعي:

أن أبا بكر الصدّيق أعتق سبعة كلهم يعذب (8)في اللّه: بلال، و عامر بن فهيرة، و زنّيرة، و أم عبيس (9)،و جارية (10)بن عمرو بن المؤمّل، و النهديّة، و بنتها.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، ثنا أبو القاسم بن البسري - إجازة - عن أبي أحمد العرضي، عن أبي (11)عمر الزاهد قال: الزنّيرة: الحصاة الصغيرة.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، ثنا أبو محمّد الجوهري، ثنا أبو حفص بن شاهين، نا محمّد بن إسحاق الفارسي، نا أحمد بن الحباب، نا علي، ثنا يحيى بن عبد اللّه بن سالم، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أم المؤمنين أن أبا بكر أعتق سبعة كلهم يعذب (12)في اللّه.

ص: 67


1- كذا رسمها بالأصل.
2- كتاب المعرفة و التاريخ 254/3 و أسد الغابة 223/3.
3- الزيادة عن المعرفة و التاريخ.
4- بالأصل: تعذب، و المثبت عن المعرفة و التاريخ و أسد الغابة.
5- بالأصل:«بريدة» و المثبت عن المعرفة و التاريخ، و في أسد الغابة:«زنّيرة» و مثله في مختصر ابن منظور.
6- بالأصل: و حارثة، و المثبت عن المعرفة و التاريخ و أسد الغابة.
7- بالأصل:«أم عميس» و الصواب عن المعرفة و التاريخ و أسد الغابة، و ضبطها ابن الأثير - نصا - بضم العين المهملة، و فتح الباء الموحدة، و الياء الساكنة تحتها نقطتان، و آخره سين مهملة.
8- بالأصل: تعذب، و المثبت عن المعرفة و التاريخ و أسد الغابة.
9- بالأصل:«أم عميس» و الصواب عن المعرفة و التاريخ و أسد الغابة، و ضبطها ابن الأثير - نصا - بضم العين المهملة، و فتح الباء الموحدة، و الياء الساكنة تحتها نقطتان، و آخره سين مهملة.
10- بالأصل: و حارثة، و المثبت عن المعرفة و التاريخ و أسد الغابة.
11- بالأصل: ابن، خطأ.
12- بالأصل: تعذب، و المثبت عن المعرفة و التاريخ و أسد الغابة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، و أبو المعالي ثعلب بن جعفر، قالا: ثنا عبد الدائم بن الحسن (1)،ثنا عبد الوهّاب بن الحسن (2)،أنبأ عبد اللّه بن عتّاب بن الزّفتي، نا أحمد بن أبي الحواري، نا أبو معاوية، نا هشام، عن أبيه، قال: أعتق أبو بكر ممن كان يعذب في اللّه على الإسلام سبعة: بلالا، و عامر بن فهيرة، و زنّيرة، و أم عبيس، و الهندية، و ابنتها (3)و جارية (4)بني عمرو بن مؤمّل.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، ثنا أبو سعيد محمّد بن علي بن محمّد الخشّاب، ثنا أبو محمّد عبد اللّه بن يوسف، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا أبو عبد اللّه العامري، نا بكير بن عبد الوهّاب، نا محمّد بن عمر، نا محمّد بن عمران من ولد أبي بكر بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أبي بكر الصّدّيق، عن عمر بن حسين مولى لبني مظعون، عن نافع، عن ابن عمر، قال:

أسلم أبو بكر يوم أسلم و في منزله أربعون ألف درهم، فخرج إلى المدينة من مكة في الهجرة و ما له غير خمسة آلاف كلّ ذلك ينفق في الرّقاب، و العون على الإسلام.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، ثنا الحسن (5)بن علي، ثنا أبو عمر بن حيّوية، ثنا أحمد بن معروف، ثنا الحسين بن الفهم، ثنا محمّد بن سعد (6)،ثنا محمّد بن عمر، حدّثني أسامة بن زيد بن أسلم، عن أبيه قال: كان أبو بكر معروفا بالتجارة، لقد بعث النبي صلى اللّه عليه و سلم و عنده أربعون ألف درهم، فكان يعتق منها، و يقوّي المسلمين حتى قدم المدينة بخمسة آلاف (7)درهم، ثم كان يفعل فيها ما كان يفعل بمكّة.

أخبرنا أبو العباس عمر بن عبد اللّه بن أحمد الأرغياني، نا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد الواحدي - إملاء - ثنا أبو بكر بن الحارث، ثنا أبو الشيخ بن (8)

ص: 68


1- بالأصل: الحسين، و الصواب ما أثبت، ذكر في سير الأعلام 334/18.
2- بالأصل: الحسين، خطأ و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 557/16.
3- بالأصل:«و ابنها» و المثبت يوافق الروايتين السابقتين.
4- بالأصل: و حارثة، و المثبت عن المعرفة و التاريخ و أسد الغابة.
5- بالأصل: الحسين، خطأ و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
6- طبقات ابن سعد 172/3.
7- عن ابن سعد و بالأصل: ألف.
8- كذا بالأصل و فوقها علامة حذف، و هو أبو محمّد عبد اللّه بن محمد بن جعفر بن حيان، الإمام الحافظ المعروف بأبي الشيخ، ترجمته في سير الأعلام 276/16.

الحافظ ، ثنا الوليد بن أبان (1)،نا محمّد بن إدريس، نا منصور بن أبي مزاحم، نا ابن أبي الوضّاح، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، عن عبد اللّه: أن أبا بكر اشترى بلالا من أمية بن خلف و أبيّ بن خلف ببردة و عشر (2)أواق فأعتقه للّه عز و جل، فأنزل اللّه عز و جل وَ اللَّيْلِ إِذٰا يَغْشىٰ إلى قوله: إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتّٰى (3)سعي أبي بكر و أمية و أبيّ .

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو محمّد السّندي، و أبو محمّد الغازي الصوفي، قالوا: أنا عبد (4)الغافر بن محمّد الفارسي، أنا أبو العباس إسماعيل بن عبد اللّه بن محمّد [بن] ميكال (5)،نا عبدان عبد اللّه بن أحمد بن موسى الأهوازي، نا زيد بن الحريش (6)،نا بشر بن التستري، نا مصعب بن ثابت، عن عامر بن عبد اللّه، و الزبير عن أسعد: نزلت هذه الآية في أبي بكر و ما لأحد عنده من نعمة تجزى إلاّ ابتغاء وجه ربه إلاّ غني.

أخبرنا أبو العباس عمر بن عبد اللّه، قال: و نا الواحدي، ثنا عبد الرّحمن بن حمدان، أنا أحمد بن جعفر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، نا أحمد بن محمّد بن أيوب، نا إبراهيم بن سعد، عن محمّد بن إسحاق، عن محمّد بن عبد اللّه بن أبي عتيق، عن عامر بن عبد اللّه بن الزبير عن بعض أهله، قال:

قال أبو قحافة لابنه أبي بكر: يا بنيّ أراك تعتق رقابا ضعافا، فلو أنّك إذ فعلت ما فعلت أعتقت رجالا جلدا يمنعونك و يقومون دونك، فقال أبو بكر: يا أبت إنّي إنّما أريد ما أريد قال: فيتحدّث، ما نزل هؤلاء الآيات إلاّ فيه و فيما قاله أبوه فَأَمّٰا مَنْ أَعْطىٰ وَ اتَّقىٰ ، وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنىٰ إلى آخر السورة (7).

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، ثنا

ص: 69


1- بالأصل «ابن» و المثبت عن سير الأعلام، انظر الحاشية السابقة.
2- بالأصل: و عشرة.
3- سورة الليل، الآيات:1-4.
4- بالأصل:«أبا محمد العافر» و الصواب ما أثبت، و انظر ترجمته في سير الأعلام 19/18.
5- بالأصل: مبارك، خطأ و الصواب و الزيادة عن سير الأعلام 156/16.
6- غير مقروءة بالأصل، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمة عبدان الأهوازي 168/14.
7- انظر سورة الليل من الآية:17.

أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، حدّثنا الزبير بن بكّار، حدّثني محمّد بن الحسن بن محمّد بن عبد اللّه، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله اللّه عز و جل: فَأَمّٰا مَنْ أَعْطىٰ وَ اتَّقىٰ وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنىٰ نزلت في أبي بكر الصّدّيق.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، و أبو يعلى بن الحبوبي، قالا: نا أبو القاسم بن أبي العلاء، ثنا أبو محمّد بن أبي نصر، ثنا خيثمة بن سليمان حدّثنا إبراهيم بن إسحاق بن أبي العنبس بالكوفة، نا يعلى بن عبيد الطّنافسي عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله عز و جل: فَأَمّٰا مَنْ أَعْطىٰ وَ اتَّقىٰ وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنىٰ قال: أبو بكر الصّدّيق.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، ثنا أبو عثمان الصابوني، ثنا أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن جعفر الماليني، حدّثني أبو جعفر محمّد بن يوسف بن شعيب، نا عبد الرّحمن بن يوسف، نا يعلى بن عبيد عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله: فَأَمّٰا مَنْ أَعْطىٰ وَ اتَّقىٰ وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنىٰ قال: أبو بكر، وَ أَمّٰا مَنْ بَخِلَ وَ اسْتَغْنىٰ وَ كَذَّبَ بِالْحُسْنىٰ ،قال: أبو (1)سفيان بن حرب، رواه غيره عن الكلبي من قوله.

أخبرناه أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، قال: أبو محمّد الجوهري، أنبأ أبو حفص (2)بن شاهين، نا يحيى بن صاعد، نا عبد الجبّار بن العلاء، نا سفيان، عن الكلبي، قال: نزلت في أبي بكر: وَ سَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى اَلَّذِي يُؤْتِي مٰالَهُ يَتَزَكّٰى، وَ مٰا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزىٰ إِلاَّ ابْتِغٰاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلىٰ ، وَ لَسَوْفَ يَرْضىٰ (3)قال سفيان: ابتاع أبو بكر سبعة كلّهم تعذّب في اللّه فأعتقهم.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، نا علي بن أحمد بن محمّد بن بكران، ثنا الحسين بن محمّد بن عثمان الفسوي، نا يعقوب بن سفيان، نا أبو بكر الحميدي، نا بشر بن السري، نا مصعب بن ثابت، عن عامر بن عبد اللّه بن الزبير، عن أبيه قال: أنزلت هذه الآية في أبي بكر: وَ سَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى اَلَّذِي يُؤْتِي مٰالَهُ يَتَزَكّٰى وَ مٰا

ص: 70


1- بالأصل:«أبي» و ليست اللفظة في م.
2- رسمها مضطرب بالأصل و اللفظة غير واضحة القراءة، و في م: جعفر، خطأ، و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
3- سورة الليل، الآيات:17-21.

لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزىٰ إِلاَّ ابْتِغٰاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلىٰ وَ لَسَوْفَ يَرْضىٰ .

أخبرنا بها عالية أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن النرسي، ثنا موسى بن عيسى بن عبد اللّه السرّاج، ثنا أبو بكر بن أبي داود، نا محمّد بن آدم المروزي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو (1) عروبة الحرّاني، نا أحمد بن بكّار قالا: نا بشر (2) بن السّري، عن مصعب بن ثابت، عن عامر بن عبد اللّه بن الزبير، عن أبيه قال: نزلت - زاد ابن البنّا:

هذه الآية - و قالا: في أبي بكر الصدّيق وَ مٰا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزىٰ إِلاَّ ابْتِغٰاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلىٰ وَ لَسَوْفَ يَرْضىٰ .

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنا أبو طالب محمّد بن علي، أنا أبو الحسين (3) بن سمعون، نا عثمان بن أحمد بن يزيد، نا محمّد بن موسى القرشي، نا العلاء بن عمرو الشيباني، نا أبو إسحاق الفزاري، نا سفيان بن سعيد، عن آدم بن علي، عن ابن عمر قال:

كنت عند النبي صلى اللّه عليه و سلم و عنده أبو بكر الصدّيق و عليه عباءة قد (4) خلّها في صدره بخلاّل فنزل عليه جبريل فقال: يا محمّد ما لي أرى أبا (5) بكر عليه عباءة قد خلّها في صدره بخلاّل، فقال:«يا جبريل، أنفق ماله علي قبل الفتح» قال: فإنّ اللّه عزّ و جل يقرأ عليك السلام و يقول لك: قل له أراض أنت عني في فقرك هذا أم ساخط؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«يا أبا بكر، إنّ اللّه يقرأ عليك السلام و يقول لك: أراض أنت عني في فقرك هذا أم ساخط » فقال أبو بكر: أسخط على ربي، أنا عن ربي راض، أنا عن ربي راض، أنا عن ربي راض، كذا قال.

و أخبرنا أبو صالح عبد الصّمد بن عبد الرّحمن الحنوي (6)،و أبو الفضل

ص: 71


1- بالأصل:«ابن» و الصواب عن م.
2- عن م و بالأصل هنا: بشير.
3- في م: أبو الحسن، خطأ، و اسمه محمد بن أحمد بن إسماعيل بن عنبس، أبو الحسين البغدادي، ترجمته في سير الأعلام 505/16.
4- بالأصل: و دخلها، و المثبت عن م.
5- عن م و بالأصل: أبي.
6- إعجامها مضطرب بالأصل، و المثبت عن مشيخة ابن عساكر 118/ب.

محمّد بن عبد الواحد المغازلي (1)،و أبو (2) بكر محمّد بن شجاع، أنبأ أبو محمّد رزق اللّه بن عبد الوهّاب التميمي، أنا أبو الحسن (3) أحمد بن محمّد بن أحمد بن حمّاد الواعظ ، نا أبو الحسن (4) علي بن محمّد بن عبيد، نا محمّد بن عبد الواحد بن موسى، نا العلاء بن عمرو، نا أبو إسحاق الفزاري، نا سفيان بن سعيد، عن آدم بن علي، عن ابن عمر قال:

كنت عند النبي صلى اللّه عليه و سلم و عنده أبو بكر الصدّيق و عليه عباءة قد خلّها (5) في صدره بخلال، فنزل عليه جبريل فقال: يا محمّد، ما لي أرى أبا بكر عليه عباءة قد خلّها (6) في صدره بخلال ؟ فقال:«يا جبريل، أنفق ماله عليّ قبل الفتح» قال: فإنّ اللّه عزّ و جلّ يقرأ عليه السلام و يقول: قل له: أراض أنت عنّي في فقرك هذا أم ساخط؟ فقال أبا بكر:

أسخط على ربي ؟ أنا عن ربي راض، أنا عن ربّي راض، أنا عن ربّي راض.

كذا قال، و الصواب محمّد بن يونس بن موسى و لا مدخل لعبد الواحد في نسبته.

أخبرناه أبو غالب بن البنّا، أنا أبو يعلى محمّد بن الحسين بن الفرّاء، نا جدي أبو القاسم عبيد اللّه بن عثمان بن يحيى الدقّاق، نا إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل الصفّار، نا محمّد بن يونس بن موسى، نا العلاء بن عمرو، نا أبو إسحاق الفزاري، عن سفيان الثوري، عن آدم بن علي، عن ابن عمر قال:

كنت عند النبي صلى اللّه عليه و سلم و عنده أبو بكر الصدّيق عليه عباءة قد خلّها (7) في صدره بخلال، فنزل عليه جبريل فقال: إن اللّه يقرأ عليك السلام و يقول: ما لي أرى أبا بكر عليه عباءة قد خلّها في صدره بخلال ؟ قال:«يا جبريل، أنفق ماله عليّ قبل الفتح» قال:

فإنّ اللّه يقرأ عليك السلام و يقول لك: قل له: أراض أنت عنّي في فقرك هذا أم ساخط؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا أبا بكر، أراض أنت عني في فقرك هذا أم ساخط »، قال: أسخط على ربّي أنا عن ربي راض، أنا عن ربّي راض، أنا عن ربّي راض، ثلاثا.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور،

ص: 72


1- مشيخة ابن عساكر ص 196/ب.
2- من قوله: و أخبرنا إلى هنا سقط من م.
3- بالأصل: أبو الحسين، و المثبت عن م و مشيخة ابن عساكر ص 118/ب.
4- عن م و بالأصل: أبو الحسين، ترجمته في سير الأعلام 286/15.
5- بالأصل: فدخلها، و الصواب عن م.
6- بالأصل: فدخلها، و الصواب عن م.
7- بالأصل: فدخلها، و الصواب عن م.

قالا: ثنا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (1)،حدّثني الحسين بن محمّد الخلاّل، نا أبو بكر بن شاذان، نا محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم بن ثابت الأشناني، نا حنبل بن إسحاق بن حنبل، نا وكيع، عن شعبة، عن الحجّاج، عن مقسم، عن ابن عبّاس عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«هبط عليّ جبريل و عليه طنفسة و هو متخلّل بها، فقلت: يا جبريل، ما نزلت إليّ في مثل هذا الزيّ ! قال: إنّ اللّه أمر الملائكة أن تتخلّل في السماء كتخلّل أبي بكر في الأرض»[6078].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو أسعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن عبد ربّه العدوي، أنا أبو بكر محمّد بن حمدون بن خالد - إملاء - نا محمّد بن عبد العزيز بن حبيب الدّينوري، نا علي بن إبراهيم المروزي - بمكّة - نا ابن المبارك، عن مسعر، و شعبة عن قتادة، عن أنس بن مالك أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال له جبريل: هاجر، قال:«و من يهاجر معي ؟» قال: أبو بكر، و هو الصّدّيق.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو القاسم السهمي، أنا أبو أحمد بن عدي (2)،نا الحسين (3) بن إسماعيل الصوفي، نا محمّد بن عبد العزيز الدّينوري، نا معاذ بن أسد، نا ابن المبارك، عن مسعر، و شعبة عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن علي أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال لجبريل:«من يهاجر معي ؟» قال: أبو بكر، و هو الصّديق[6079].

و رواه غيره فقال عن معاذ إلاّ أنه أسقط منه شعبة.

أخبرناه أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو حفص بن شاهين، نا محمّد بن عمر بن حفص البغوي، نا محمّد بن عبد العزيز بن المبارك، نا معاذ بن أسد، نا عبد اللّه بن المبارك، نا مسعر عن عمرو (4) بن مرّة، عن أبي البختري، عن علي قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لجبريل:«من يهاجر معي ؟» قال: أبو بكر، و هو الصدّيق[6080].

ص: 73


1- تاريخ بغداد 442/5.
2- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 289/6 ضمن أخبار محمد بن عبد العزيز الدينوري.
3- في الكامل هنا، في هذا الخبر، ورد:«الحسن» و لم يزد، و قبله في خبر آخر: ورد الحسين بن إسماعيل الصوفي.
4- بالأصل هنا:«عمر» تحريف.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان و أخبرتنا أم المجتبى العلوية، و أم البهاء بنت البغدادي قالتا: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنبأ أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا أبو موسى، نا يحيى بن سعيد، عن سعيد، عن قتادة، عن أنس بن مالك - و في حديث ابن المقرئ: أن أنس بن مالك حدّثهم - أن نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم صعد أحدا، فتبعه أبو بكر، و عمر، و عثمان، فرجف بهم فقال:«اسكن، نبيّ ، و صدّيق، و شهيدان»[6081].

قالا: و أنا أبو يعلى، نا عبيد اللّه هو القواريري، نا خالد، و يزيد (1) و زريع بن زريع، قالا: نا سعيد - و في حديث ابن حمدان: شعبة - و قال ابن المقرئ عن قتادة، عن أنس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم صعد أحدا و معه أبو بكر، و عمر، و عثمان، فرجف بهم الجبل في حديث يزيد، فضربه برجله و قال:«اثبت أحد، فإنما عليك نبيّ ، و صدّيق، و شهيدان»[6082].

أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، أنا أبو إبراهيم الترجماني، نا داود بن الزبرقان، عن مطر، و سعيد عن قتادة عن أنس حدّثهم قال: رجف أحد - و قال سعيد: حراء - بهم و هم عليه، فضربه النبي صلى اللّه عليه و سلم برجله و قال:«اثبت حراء، عليك نبيّ ، و صدّيق، و شهيد»، فالصدّيق أبو بكر، و الشهيدان عمر و عثمان.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، و أبو الفتح ناصر بن عبد الرّحمن، قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو نصر محمّد بن هارون بن الجندي، قالا: نا خيثمة بن سليمان، نا هلال بن العلاء بن هلال، نا أبي، نا إسحاق الأزرق، نا أبو سنان، نا الضحّاك بن مزاحم (2) عن النّزّال بن سبرة الهلالي (3)،قال:

وافقنا من علي بن أبي طالب ذات يوم طيب نفس و مزاح، فقلنا له: يا

ص: 74


1- عن هامش الأصل و بجانبها كلمة صح.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 173/9.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 54/19.

أمير المؤمنين، حدّثنا عن أصحابك، قال: كل أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أصحابي، قلنا (1) حدّثنا عن أصحابك خاصّة، قال: ما كان لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم صاحب إلاّ كان لي صاحبا، قلنا: حدّثنا عن أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال: سلوني، قلنا: حدّثنا عن أبي بكر الصدّيق، قال: ذاك امرؤ سمّاه اللّه صدّيقا على لسان جبريل، و محمّد صلى اللّه عليه و سلم كان خليفة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم رضيه لديننا فرضيناه لدنيانا.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا أحمد بن نصر... (2) بن سندويه، نا إبراهيم بن راشد، نا داود بن مهران، نا عمر بن يزيد، عن أبي إسحاق، عن أبي يحيى قال: لا أحصي كم سمعت عليا يقول على المنبر: إنّ اللّه عزّ و جلّ سمّى أبا بكر على لسان نبيّه صدّيقا.

قال الدارقطني: هذا حديث غريب من حديث أبي (3) إسحاق السّبيعي (4) عن أبي يحيى حكيم بن سعيد. تفرّد به عمر بن يزيد.

ح أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن الخلاّل، أنا أبو محمّد الحسين (5) بن الحسين بن علي بن العبّاس النوبختي، نا علي بن عبد اللّه بن مبشّر (6)، نا علي بن أحمد الحواري، نا إسحاق بن منصور، نا محمّد بن سليمان العبدي، عن هارون بن سعد، عن عمران بن ظبيان، عن أبي يحيى قال: سمعت عليا يحلف لأنزل اللّه - عزّ و جلّ - اسم أبي بكر من السماء الصدّيق.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن الحسن (7) بن الخلاّل، أنا أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن يوسف بن دوست (8) العلاف، نا عمر بن

ص: 75


1- سقطت من الأصل و أضيفت عن م.
2- كلمة غير واضحة مشطوبة، و عليها علامتا حذف، و ليست اللفظة موجودة في م، و الكلام متصل.
3- بالأصل و م: ابن.
4- بالأصل:«السبعي» و مهملة بدون نقط في م، و الصواب ما أثبت، و اسمه: عمرو بن عبد اللّه، ترجمته في تهذيب الكمال 265/14.
5- في م: الحسن.
6- بالأصل: ميسر، و المثبت عن م، ترجمته في سير الأعلام 25/15.
7- بالأصل: الحسين، خطأ و الصواب ما أثبت، عن م، ترجمته في سير الأعلام 368/18.
8- غير مقروءة بالأصل و م، انظر ترجمته في سير الأعلام 322/17.

الحسن بن علي بن مالك (1)،نا محمّد بن ماهان الدبّاغ، نا داود بن مهران، نا عمر بن يزيد، عن أبي إسحاق، عن أبي يحيى - يعني - حكيم بن سعد (2)،قال: سمعت عليا على المنبر يقول: إن اللّه عزّ و جلّ سمّى أبا بكر على لسان نبيّه صدّيقا.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا محمّد بن عبد اللّه بن محمّد الجوزقي، أنا أبو حامد بن الشّرقي، و مكي بن عبدان.

و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن بن محمّد، أنا محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا أبو حامد بن الشّرقي، قالا: أنا محمّد بن يحيى الذهلي، نا عبد الرزّاق، عن معمر، عن الزهري، أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة قالت:

لم أعقل أبوي إلاّ و هما يدينان الدين، و لم يمر علينا يوم إلاّ و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يأتينا فيه طرفي النهار بكرة و عشيا، فلمّا ابتلي المسلمون خرج أبو بكر مهاجرا قبل أرض الحبشة، حتى إذا بلغ برك الغماد (3) لقيه ابن الدغنّة و هو سيد القارة، فقال ابن الدغنّة:

أين تريد، يا أبا بكر؟ فقال أبو بكر: أخرجني قومي، فأريد أن أسيح في الأرض و أعبد (4) ربي، فقال ابن الدغنّة: فإنّ مثلك يا أبا بكر لا يخرج و لا تخرج، إنك تكسب المعدوم، و تصل الرحم، و تحمل الكلّ ، و تقري الضيف، و تعين على نوائب الحقّ ، فأنا لك جار، فارجع فاعبد ربّك في بلدك - و في حديث وجيه: ببلدك - فارتحل ابن الدغنّة، فرجع مع أبي بكر فطاف ابن الدغنّة في كفّار قريش فقال: إن أبا بكر لا يخرج و لا يخرج، أ تخرجون رجلا يكسب المعدوم، و يصل الرحم، و يحمل الكلّ ، و يقري الضيف، و يعين على نوائب الحق، فأنفذت (5) قريش جوار ابن الدغنّة، و أمنوا أبا بكر، و قالوا لابن الدغنّة: مر أبا بكر فليعبد ربّه في داره، و ليصلّ فيها ما شاء، و ليقرأ ما شاء، و لا يؤذينا، و لا يستعلن بالصلاة و القراءة في غير داره، ففعل.

ص: 76


1- بالأصل: مخلد، و المثبت عن م، ترجمته في سير الأعلام 406/15.
2- كذا بالأصل و م هنا، مرّ قريبا «سعيد» و في مختصر ابن منظور 52/13 حكيم بن سعد.
3- برك بكسر أوله و سكون ثانية في أقاصي هجر إلاّ أنه منضاف إليها، هو برك الغماد بضم الغين المعجمة و كسرها (معجم ما استعجم).
4- عن م «و أعبد ربي» و اللفظتان غير مقروءتين بالأصل.
5- مهملة بالأصل و م بدون نقط ، و المثبت عن مختصر ابن منظور 52/13.

قال: ثم بدا لأبي بكر فابتنى مسجدا بفناء داره فكان يصلي فيه و يقرأ، فتنقص (1)عليه نساء قريش و أبناؤهم يتعجبون منه و ينظرون إليه.

و كان أبو بكر رجلا بكّاء لا يملك دمعه حين يقرأ القرآن، فأفزع ذلك أشراف قريش، فأرسلوا إلى ابن الدغنّة، فقدم عليهم، فقالوا: أما إنّا أجرنا (2) أبا بكر على أن يعبد ربّه في داره و لأنه - زاد وجيه: و إنه - قد جاوز ذلك، و ابتنى مسجدا بفناء داره، و أعلن الصلاة و القراءة، و قالا:- و إنا قد خشينا أن يفتن نساءنا و أبناءنا (3)،فإنّه إن أحبّ أن يقتصر على أن يعبد ربّه في داره فعل، و إن أبى إلاّ أن يستعلن ذلك فسله أن يرد إليك ذمّتك، فإنا قد كرهنا أن نحفرك و لسنا مقرين لأبي بكر الاستعلان.

قالت عائشة: فأتى ابن الدغنّة أبا بكر فقال: يا أبا بكر، قد علمت الذي عقدت لك عليه، فإما أن تقتصر عليه و إمّا أن ترجع إليّ ذمّتي، فإنّي لا أحبّ أن تسمع العرب أنّي أخفرت في عقد رجل عقدت له (4)،فقال أبو بكر: أو ترجو ذلك بأبي أنت، قال: نعم، فحبس أبو بكر نفسه على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لصحبته و علف راحلتين كانتا عنده، ورق السّمر أربعة أشهر.

قال معمر: قال الزهري: قال عروة قالت عائشة:

بينا نحن جلوس في نحر الظهيرة قال قائل لأبي بكر: هذا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مقبلا مقنّعا في ساعة لم يكن يأتينا فيها، قال أبو بكر: فداه أبي و أمي، إن جاء به في هذه الساعة لأمر، قال: فجاء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فاستأذن فأذن له، فدخل، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حين دخل لأبي بكر:«أخرج من عندك» فقال أبو بكر: إنّما هم أهلك بأبي أنت يا رسول اللّه، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«فإنّه قد أذن لي في الخروج» فقال أبو بكر: فالصحابة يا

ص: 77


1- بالأصل:«فشغف» و في م:«فشعفق» و المثبت عن مختصر ابن منظور.
2- في الأصل: أجزنا، و المثبت عن م.
3- بالأصل: و أبنائنا.
4- زيد بعدها في م، فقال أبو بكر: فإني أرد إليك جوارك و آمن بجوار اللّه و رسوله، و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يومئذ بمكة، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم للمسلمين: قد أريت دار هجرتكم، أريت سبخة ذات نخل بين لابتين - و هما حرّتان - فهاجر من هاجر قبل المدينة حين ذكر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و رجع إلى المدينة بعض من كان هاجر إلى أرض الحبشة، و تجهز أبو بكر مهاجرا، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: على رسلك، فإني أرجو أن يؤذن لي» فقال أبو بكر أو ترجو ذلك بأبي أنت.

رسول اللّه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«نعم»، فقال أبو بكر: فخذ بأبي أنت و أمي (1) يا رسول اللّه إحدى راحلتي يا رسول اللّه هاتين، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«بالثمن».

قالت: فجهزناهما أحبّ الجهاز فصنعنا لهما سفرة في جراب، فقطعت أسماء بنت أبي بكر من نطاقها، فأوكت (2) به الجراب فلذلك كانت تسمّى ذات النطاقين (3)،- و في حديث وجيه: النطاق - ثم لحق النبي صلى اللّه عليه و سلم و أبو بكر بغار في جبل يقال له ثور، فمكثا فيه ثلاث ليال.

قال: و أما الجوزقي أنبا مكي ابن عبدان (4) قال: و أنا محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا أبو حامد بن الشرقي، قالا: ثنا محمّد بن يحيى، حدّثني محمّد بن كثير الصنعاني، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة في حديث ذكره قالت:

ثم لحق رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أبو بكر بغار في جبل يقال له ثور، فمكثا فيه ثلاث ليال يبيت عندهما عبد اللّه بن أبي بكر، و هو غلام شاب لقن ثقف، فيدخل، فيخرج من عندهم بسحر، فيصبح بمكّة مع قريش كبائت، لا يسمع أمرا يكادون - و في حديث وجيه: يكادان - به إلاّ وعاه حتى يأتيهما بخبر ذلك إذا اختلط الظلام (5)،و يرعى عليهما عامر بن فهيرة مولى أبي بكر منحة من غنم، فيريحها عليهما حتى تذهب ساعة من العشاء فيبيتان في رسلها (6) حتى ينفق بها عامر بن فهيرة بغلس يفعل ذلك عامر تلك الليالي الثلاث، و استأجر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أبو بكر رجلا من بني الدّيل من بني عبد بن عدي هاديا خرّيتا - و الخرّيت: الماهر بالهداية - قد غمس يمين حلف في آل عاص بن وائل، و هو على دين كفار قريش، فأمناه، فدفع إليه راحلتيهما و وعداه غار ثور بعد ثلاث ليال فأتاهما براحلتيهما صبيحة ليال ثلاث، فارتحل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أبو بكر و عامر و الدليل الدّيلي، و أخذ بهم طريق الساحل.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو حفص

ص: 78


1- فوقها بالأصل علامتا حذف، و اللفظة غير موجودة في م.
2- أوكيته بالوكاء، الوكاء كل خيط أو سير يشد به فم السقاء أو الوعاء.
3- النطاق: شبه إزار فيه تكة كانت المرأة تنطق به.
4- بعدها بالأصل:«و أخبرنا أبو بكر الشحامي» و المثبت يوافق ما جاء في م.
5- في الأصل: الكلام، و المثبت عن م.
6- الرسل: اللبن.

عمر بن أحمد بن عثمان، نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا أحمد بن منصور، ثنا ابن أبي مريم، ثنا ابن (1) لهيعة.

ح قال: و أنا أبو حفص، أنا علي بن محمّد بن أحمد العسكري، نا مقدام بن داود، نا يحيى بن عبد اللّه بن بكير، نا عبد اللّه بن لهيعة، نا أبو الأسود، عن عروة، عن عائشة قالت:

بينا أنا ألعب في ظهيرة في ظل جدار و أنا جارية، حتى جاء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أسندت إلى أبي فقلت: هذا عمّي قد جاء، فخرج إليه، فرحّب (2) برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«يا أبا بكر، أ لم ترني كنت أستأذن اللّه في الخروج ؟» قال: أجل، قال:«فقد أذن لي» قال أبو بكر: الصحابة، قال:«الصحابة»، قال أبو بكر: عندي راحلتين قد علفتهما منذ ستة أشهر لهذا، فخذ إحداهما، قال:«بل أشتريها» فاشتراها منه، فخرجا، فكانا في الغار، و كان عامر بن فهيرة مولى أبي بكر و هو أحد الأسديين يرعى غنما لأبي بكر عندهما، فكان يأتيهما إذا أمسيا باللبن و اللحم، و كان عبد اللّه بن أبي بكر يسعى إليهما، فيأتيهما بما يكون من مكة من خبر ثم يرجع فيصبح بمكة، و لا يرون إلاّ أنه بات معهم، فكان ذلك حتى سار رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على راحلته، و أبو بكر على راحلته، و عامر بن فهيرة يمشي مع أبي بكر مرة و ربما أردفه.

قال: و كانت أسماء تقول: لمّا صنعت لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أبي سفرتهما وجد أبو قحافة ريح الخير، فقال: ما هذا؟ لأي شيء هذا؟ فقلت: لا شيء، هذا خبز عملناه نأكله، ثم إنّي لم أجد حبلا للسفرة، فنزعت حبل منطقتي فربطت السفرة، فلذلك سمّيت ذات النطاقين، فلما خرج أبو بكر جعل أبو قحافة يلتمسه و يقول: أقد فعلها، خرج و ترك عياله عليّ ، و لعله قد ذهب بماله، و كان قد عمي، فقلت: لا، فأخذت بيده، فدهنت به إلى جلد فيه أقط ، فمسسته فقلت: هذا ماله.

قال أبو حفص: فقط : عبد اللّه بن محمّد.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو محمّد المصري، أنا أبو بكر المالكي، نا يحيى بن أبي طالب، نا عبد الرّحمن بن إبراهيم الراسبي، حدّثني

ص: 79


1- عن م و بالأصل: أبي.
2- عن م و بالأصل: فرحت.

الفرات بن السّائب، عن ميمون بن مهران، عن ضبّة بن محصن العنزي (1)،قال:

كان علينا أبو موسى الأشعري أميرا بالبصرة، فوجّهني في بعثة إلى عمر بن الخطاب، فقدمت على عمر، فضربت عليه الباب، فخرج إليّ فقال: من أنت ؟ فقلت:

أنا ضبّة بن محصن العنزي، قال: فأدخلني منزله و قدّم إلي طعاما فأكلت ثم ذكرت له أبا بكر الصدّيق، فبكى، فقلت له: أنت خير من أبي بكر، فازداد بكاء لذلك ثم قال و هو يبكي: و اللّه لليلة من أبي بكر و يوم خير من عمر و آل عمر، هل لك أن أحدّثك بيومه و ليلته ؟ فقلت: نعم يا أمير المؤمنين، فقال: أما الليلة، فإنه لما خرج النبي صلى اللّه عليه و سلم هاربا من أهل مكة خرج ليلا فاتّبعه أبو بكر، فجعل مرة يمشي أمامه، و مرّة خلفه، و مرّة عن يمينه، و مرّة عن يساره، فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:«ما هذا يا أبا بكر؟ ما أعرف هذا من فعالك» فقال:

يا رسول اللّه أذكر الرصد فأكون أمامك، و أذكر الطلب فأكون خلفك، و مرة عن يمينك و مرة عن يسارك لا آمن عليك، قال: فمشى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ليله كله حتى أدغل (2) أطراف أصابعه، فلما رآه أبو بكر حمله على عاتقه و جعل يشتد به حتى أتى به فم الغار، فأنزل ثم قال: و الذي بعثك بالحق لا تدخله حتى أدخله قبلك، فإن يك فيه شيء نزل بي دونك، قال: فدخل أبو بكر فلم ير شيئا، فقال له: اجلس، فإن في الغار خرقا أسدّه، و كان عليه رداء، فمزّقه و جعل يسدّ به خرقا خرقا، فبقي جحران، فأخذ النبي صلى اللّه عليه و سلم فحمله، فأدخله الغار، ثم ألقم قدميه الجحرين، فجعل الأفاعي و الحيّات يضربنه و يلسعنّه إلى الصباح، و جعل هو يتقلّى من شدة الألم و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لا يعلم بذلك و يقول له:«يا أبا بكر لا تحزن، إنّ اللّه معنا»، فأنزل اللّه عليه و على رسوله السكينة و الطمأنينة لأبي بكر رحمه اللّه، فهذه ليلته، و أما يومه فلما توفي النبي صلى اللّه عليه و سلم ارتدّت العرب، فقال بعضهم:

نصلّي و لا نزكي، و قال بعضهم: نزكّي و لا نصلّي، فأتيته لا ألوه (3) نصحا، فقلت: يا خليفة رسول اللّه ارفق بالناس، و قال غيري ذلك، فقال أبو بكر: قد قبض النبي صلى اللّه عليه و سلم، و ارتفع الوحي، و و اللّه لو منعوني عقالا مما كانوا يعطون رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لقاتلتهم عليه،

ص: 80


1- مهملة بالأصل بدون نقط ، و مثله في م، و سترد «العنزي» واضحة في م بعد سطرين، و هو ما أثبتناه. و انظر ترجمته في تهذيب الكمال 152/9.
2- مهملة بالأصل و م بدون إعجام و الصواب ما أثبت، و أدغل في الأمر: أدخل فيه ما يفسده، و الدغل بالتحريك: الفساد.
3- أي لا أقصر في نصحه.

قال: فقاتلنا معه فكان - و اللّه - شديد الأمر، فهذا يومه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا داود بن عمرو (1) الضبّي، نا نافع بن عمر الجمحي، عن ابن أبي مليكة.

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم لما خرج هو و أبو بكر إلى ثور، و جعل أبو بكر يكون أمام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مرة، و خلفه مرة، قال: فسأله النبي صلى اللّه عليه و سلم عن ذلك، فقال: إذا كنت أمامك خشيت أن تؤتى من ورائك، و إذا كنت خلفك خشيت أن تؤتى من أمامك، حتى إذا انتهى إلى الغار من ثور، قال أبو بكر: كما أنت حتى أدخل يدي فأجسّه و أقصه، فإن كانت فيه دابة أصابتني قبلك، قال نافع: فبلغني أنه كان في الغار جحر، فألقم أبو بكر رجله ذلك الجحر تخوفا أن تخرج منه دابة أو شيء يؤذي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو حفص بن شاهين، نا عبد الوهّاب بن عيسى بن عبد الوهّاب، نا محمّد بن معاوية الأنماطي، نا سفيان، عن سعيد بن عمرو بن جعدة، قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لعائشة:«لو رأيتي حين صعدنا الجبل نريد الغار و أبو بكر من بين يدي، و مرّة خلفي حتى دخلنا الغار، فإذا فيه جحر أو جحرة، فبات ملقمه عقبه حتى أصبح»، و قال لها أبو بكر: يا عائشة، لو رأيتني و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حين صعدنا الجبل، فأما قدما رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فتقطّرتا دما، و أما قدماي فعادتا كالصفوان، فقالت: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يتعود الرعية و لا الشفوق و لا الحفية.

قال: و أنا ابن شاهين، نا عمر بن أحمد بن علي القطّان، نا محمّد بن إسماعيل الحسّاني، نا وكيع، نا نافع بن عمر عن رجل لم يسمّه: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم و أبا بكر لما انتهيا إلى الغار إذا جحر في الغار، فألقمه أبا بكر رجله، فقال: يا رسول اللّه إن كانت لدغة أو لسعة كانت بي دونك.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي، أنبأ أبو

ص: 81


1- في م: عمر.

زكريا يحيى بن إسماعيل، أنبأ عبد اللّه بن (1) محمّد بن الحسن، قال: نا (2)عبد اللّه بن هاشم: نا وكيع بن الجرّاح، ثنا نافع بن عمر المكّي الجمحي عن رجل لم يسمّه: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم و أبا بكر لما انتهيا إلى الغار إذا جحر في الغار، قال: فألقمها أبو بكر رجله فقال: يا رسول اللّه إن كانت لدغة أو لسعة كانت بي دونك.(3) أخبرنا أبو الأعزّ، أنا أبو محمّد، أنا أبو حفص بن شاهين، نا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، نا عمرو بن علي، و حشيش بن أصرم.

قال: و نا ابن شاهين، نا صالح بن بيان، نا حمّاد بن الحسن.

قال: و نا ابن شاهين، نا علي بن سليمان، نا عبّاد بن الوليد.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين (4) بن النّقّور (5)،أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو بكر محمّد بن إبراهيم الأنماطي، نا عمرو بن علي، قالوا:

حدّثنا حبّان بن هلال (6)،نا همّام، نا ثابت، نا أنس بن مالك.

أن أبا بكر الصدّيق حدّثه أنه قال لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو في الغار: لو أن رجلا - زاد ابن شاهين: منهم، و قالا:- نظر إلى قدميه رآنا، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا أبا بكر، ما ظنّك باثنين اللّه ثالثهما»[6083].

ص: 82


1- كتبت فوق الكلام بين السطرين في الأصل.
2- عن م، سقطت من الأصل.
3- قبله في م و قد سقط من الأصل، و نصه: أخبرنا أبو العلاء صاعد بن أبي الفضل بن أبي عثمان الشعبي... أنا أبو محمد عبد اللّه بن أبي بكر بن أحمد الشعبي... أبو الفضل محمد بن أحمد بن محمد بن الجارودي الحافظ ، أنا أبو سعد الحسن بن محمد الحسن الزعفراني الحافظ بأصبهان، أنا محمد بن أحمد القشيري في... نا محمد بن سهل بن الحسن بن ميمون العطار، نا عثمان بن معبد العمري نا شيخ من أهل الكوفة يكنى أبا زيد حماد بن موسى ()في مجلس أبي (في م: ابن) عاصم النبيل نا مسعر عن عبادة عن أنس قال: لما مال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى الغار أن يدخله فقال له أبو بكر الصدّيق: ارفق فداك أبي و أمي يا رسول اللّه حتى أدخل قبلك لا يكون فيه هامة فإن كان من ذلك شيء(....) فدخل أبو بكر فجعل يلتمس بيديه، فكلما وجد جحرا شق من ثوبه و سدّ به الجحر حتى لم يدع من ذلك... و بقي جحر واحد و لم يبق من الثوب شيء يسد به، فألقمه عقبه... ادخل فداك أبي و أمي يا رسول اللّه، قال: فلما أصبح قال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: أين ثوبك يا أبا بكر؟ فأخبره... فرفع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يده فدعا له.
4- في م: أبو الحسن.
5- عن م و بالأصل: البغوي، تحريف.
6- ترجمته في سير الأعلام 239/10.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر المقرئ، أنا أبو بكر الجوزقي، نا أبو حامد بن الشرقي، نا أبو الأزهر، نا حبّان بن هلال، نا همّام بن يحيى، نا ثابت.

ح قال: و أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد اللّه بن أحمد بن حفص، نا أحمد بن يوسف السّلمي، نا عفّان بن مسلم، و موسى بن إسماعيل، و محمّد بن سنان العوقي (1)، قالوا: ثنا همّام بن يحيى، نا ثابت، عن أنس بن مالك.

أن أبا بكر الصدّيق حدّثه قال: قلت للنبي صلى اللّه عليه و سلم و نحن في الغار: لو أنّ أحدهم ينظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«يا أبا بكر، ما ظنّك باثنين اللّه ثالثهما»[6084].

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن الحسين بن علي (2)-بسمنان - و أبو الفتح المختار بن عبد الحميد، و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين القرشي (3)،و أبو عبد اللّه محمّد بن العمركي بن نصر المتّوثي (4)، قالوا: أنا أبو الحسين الداويني، أنا عبد اللّه بن أحمد بن حموية، أنا إبراهيم بن خريم، نا عبد بن حميد، أخبرني حبّان بن هلال، نا همّام بن يحيى، نا ثابت البناني، نا أنس بن مالك.

أن أبا بكر الصدّيق حدّثه قال: نظرت إلى أقدام المشركين و نحن في الغار و هم على رءوسنا فقلت: يا رسول اللّه لو أنّ أحدهم نظر إلى قدميه أبصرنا تحت قدميه، فقال:«يا أبا بكر، ما ظنّك باثنين اللّه عزّ و جلّ ثالثهما»[6085].

أخبرنا أبو الأعزّ التركي (5)،أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين، نا عمر بن عبد اللّه بن عمرو ابن أخي أبي حسان الزّيادي، و عمر بن أحمد بن علي القطّان، قالا: نا محمّد بن إسماعيل الحسّاني.

ص: 83


1- إعجامها مضطرب بالأصل و م، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 385/10.
2- مشيخة ابن عساكر ص 53/ب.
3- مشيخة ابن عساكر ص 51/ب.
4- مشيخة ابن عساكر ص 204/ب.
5- عن م و بالأصل «الترفي» تحريف، و هو قراتكين بن الأسعد و انظر مشيخة ابن عساكر ص 166/أ.

ح (1) قال: و أنا ابن شاهين، نا محمّد بن هارون بن حميد بن المجدّر (2)،نا يعقوب بن إبراهيم.

ح قال: و نا ابن شاهين، نا عبد اللّه بن سليمان، نا أبي، أنا أبو سلمة.

ح قال: و نا ابن شاهين، نا عبد اللّه بن سليمان أيضا، نا عمي محمّد بن الأشعث، قالوا: حدّثنا عفّان، عن همّام، عن ثابت، عن أنس، عن أبي بكر الصدّيق قال: كنت مع النبي صلى اللّه عليه و سلم في الغار، فقال:«لا تخف على اثنين اللّه ثالثهما»[6086].

قال ابن شاهين: فقط : عمر بن عبد اللّه، و زاد القطان (3):لا تخف يا أبا بكر.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد، أنا الحسين بن غالب بن علي المقرئ، قالا: أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد، نا جعفر بن محمّد، نا قتيبة بن سعيد، نا عفّان بن مسلم، نا همّام بن يحيى، نا ثابت البناني، قال: سمعت أنس بن مالك يقول:

سمعت أبا بكر الصدّيق يقول: قلت لرسول اللّه و نحن في الغار: يا رسول اللّه لو نظر القوم إلينا لأبصرونا تحت أقدامهم، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا أبا بكر، ما ظنّك باثنين اللّه ثالثهما»[6087].

قال: و نا جعفر بن محمّد، نا محمّد بن المثنّى، نا حبّان بن هلال أبو حبيب، نا همّام، نا ثابت، نا أنس بن مالك.

أن أبا بكر الصدّيق حدّثه قال: نظرت إلى أقدام المشركين و نحن في الغار، و هم على رءوسنا فقلت: يا رسول اللّه، لو أنّ أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه، فقال:«يا أبا بكر، ما ظنّك باثنين اللّه ثالثهما»[6088].

و هذا الحديث صحيح معدود في إفراد همّام ابن يحيى عن ثابت.

ص: 84


1- عن م سقطت من الأصل.
2- بالأصل «المحدث» و اللفظة غير واضحة في م، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 436/14.
3- بالأصل:«لفظا» و المثبت عن م.

و قد روي عن أبي مالك سعيد (1) بن هبيرة العامري (2) عن جعفر بن سليمان، عن ثابت.

أخبرناه أبو الأعزّ، أنا أبو محمّد، أنا أبو حفص بن شاهين، نا إبراهيم بن محمّد بن أحمد البخاري، نا أبو الموجّه محمّد بن عمرو المروزي.

ح قال: و أنا ابن شاهين، نا محمّد بن مخلد، نا إبراهيم بن القعقاع، قالا: أنا ابو مالك سعيد بن هبيرة، نا جعفر بن سليمان، نا ثابت البناني، عن أنس بن مالك، عن أبي بكر.

أنه كان مع النبي صلى اللّه عليه و سلم في الغار، فقال: يا رسول اللّه، لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا أبا بكر، ما ظنّك باثنين اللّه ثالثهما»[6089].

قال: و نا ابن شاهين، نا أحمد بن محمّد بن سعيد الهمذاني (3)،و عمر بن الحسن (4) بن علي بن مالك الشيباني، قالا: أنا أحمد بن الحسن بن عثمان الحراث، نا أبي، نا حصين بن مخارق، عن أبيه عن جده، عن أبيه عن حبشي بن جنادة (5) قال: قال أبو بكر الصدّيق: يا رسول اللّه، لو أن أحد المشركين رفع قدمه لأبصرنا، قال:«يا أبا (6)بكر لا تحزن إنّ اللّه معنا»[6090].

قال: و نا ابن شاهين، نا محمّد بن مخلد بن حفص الدوري، نا إبراهيم بن راشد، نا أبو بكر الكلبي، نا أبو بكر الهذلي، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال: إنّ الذين طلبوهم صعدوا الجبل، فلم يبق إلاّ أن يدخلوا فقال أبو بكر: أتينا فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا أبا بكر لا تحزن إن اللّه معنا»، و انقطع الأثر، فذهبوا يمينا و شمالا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور (7)،أنا أبو طاهر المخلّص، نا رضوان بن أحمد، نا أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس بن بكير، عن ابن

ص: 85


1- في م:«سعد» و سيرد فيها بعد أسطر: سعيد.
2- عن م و بالأصل «و العامري» بزيادة الواو.
3- بالأصل و م: الهمداني، بالدال المهملة، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 612/12.
4- عن م و بالأصل: الحسين، تحريف ترجمته في سير الأعلام 406/15.
5- ترجمته في تهذيب الكمال 104/4.
6- عن م و بالأصل: يا أبي.
7- عن م و بالأصل: البغوي.

إسحاق [قال:] (1) فسلك بهم عبد اللّه بن الأريقط (2) حتى (3) خرج بهم إلى قديد، ثم خرج بهم على ودّان ثم على العرج حتى سلك بهم على الأركوبة (4) فخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بالأركوبة و هي ثنية، فقال أبو بكر الصدّيق في دخوله الغار مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و في مسيره معه حين سار و في طلب سراقة إيّاهما شعرا:

قال النبي صلى اللّه عليه و سلم و لم أجزع يوفرني *** و نحن في سرف من ظلمة النار

لا تخشى شيئا فإن اللّه ثالثنا *** و قد توكل لي منه بإظهار

و إنّما كيد من نخشى بوادره *** كيد الشياطين من كادته لكفار

و اللّه مهلكهم طرّا بما كسبوا *** و جاعل المنتهى منهم إلى النار

و أنت مرتجل عنهم و تاركهم *** إما عدوا و اما مدلج ساري

و هاجر أرضهم حتى يكون لنا *** قوم عليهم ذو و عز و أنصار (5)

حتى إذا الليل و ارانا جوانبه *** و شدّ من دون من نخشى بأستار

سار الأريقط يهدينا و أينقه *** ينعين بالقوم نعيا تحت أكوار

يعسفن عرض (6) الثنايا بعد أطولها *** و كل شهب دفاف الترب موار

حتى إذا قلت قد أنجدن على ضامر *** مدلج فارس في منصب وار

يردي به مسدف (7) الأبطار معترفا *** كالسيد ذي اللبد المستأسد الضاري

فقال: كروا، فقلنا: إنّ كرتنا *** من دونها لك نصر الخالق الباري

إن يخسف اللّه بالأحوى و فارسه *** فانظر إلى أربع في الأرض غواري

فقيل (8) لما رأى أرساغ مهرته *** قد سخن في الأرض لم يحفر بمحفار

فقال (9) هل لكم أن تطلقوا فرسي *** و تأخذوا موثقي في نصح أسراري

ص: 86


1- زيادة عن م.
2- و قيل فيه: ابن أرقط ، و هو رجل من بني الدئل بن بكر، و كانت أمّه امرأة من بني سهم بن عمرو، و كان مشركا، استأجراها ليدلهما على الطريق (سيرة ابن هشام(129/2).
3- انظر سيرة ابن هشام 136/2.
4- في ابن هشام:«ركوبة» و هي تنبة بين مكة و المدينة عند العرج صعبة سلكها النبي صلى اللّه عليه و سلم عند مهاجرته إلى المدينة قرب جبل ورقان (معجم البلدان).
5- عن م و بالأصل: و أنصاري.
6- مطموسة بالأصل، و استدركت عن هامشه و م.
7- كذا بالأصل:«مسدف الأبكار معترفا» و في م: مشرف الأقطار معتريا.
8- في م: فهل.
9- في م: فهل.

و أصرف الحي عنكم إن لقيتهم *** و إن أعور منهم غير عوار

فادعوا الذي هو عنكم كفّ عدوتنا *** يطلق جوادي فأنتم خير أبرار

فقال قولا رسول اللّه مبتهلا *** يا ربّ إن كان ينوي غير إخفار

فنجّه سالما من شر (1) دعوتنا *** و مهره مطلقا من كل آثار

فأظهر اللّه أن تدعو حوافره *** و فاز فارسه من هول أخطار (2)

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين، نا أحمد بن محمّد بن مسعدة الفزاري، نا محمّد بن عبد اللّه بن الحسين (3)،و جعفر بن أحمد بن فارس الأصبهانيان، قالا: أنا سهل بن عثمان، نا النّضر بن منصور العنزي، عن أبي الجنوب عقبة بن علقمة (4) قال:

سمعت علي بن أبي طالب يقول: لقد صنع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بأبي بكر أمرا ما صنعه بي، فقال له رجل: ما صنع به يا أمير المؤمنين قال: يوم الملحم، قلنا: و ما يوم الملحم ؟ قال: يوم جاء المشركون يقتلون رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فخرج و خرج بأبي بكر معه لم يأمن على نفسه أحدا غيره حتى دخلا الغار، و لقد رأيتنا و ما أحد أعزّ منا يوم دخل عمر في الإسلام، و لو [أن] جميع ولد آدم دخلوا، ما كنا أعزّ منا يوم دخل عمر بن الخطّاب في الإسلام (5).

أخبرني أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنا أبو بكر أحمد بن علي، أنا أبو الحسين علي بن أحمد بن محمّد بن بكران «العوى ؟؟؟» (6) بالبصرة، أنا أبو علي الحسين بن محمّد بن عثمان الفسوي، نا يعقوب بن سفيان، نا محمّد بن حميد الرازي، نا علي بن مجاهد، عن أشعث بن إسحاق القمّي (7)،عن جعفر، نا، عن سعيد بن

ص: 87


1- بالأصل:«سوء» و فوقها كتبت:«شرّ» و في م:«سر» و سالما ليست فيها.
2- بعدها في م كتبت العبارة التالية: أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه اللّه.
3- في م: الحسن.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 132/13.
5- من قوله: و لو أن جميع إلى هنا سقط من م.
6- كذا رسمها بالأصل و م.
7- مهملة بالأصل بدون نقط ، و غير واضحة بالتصوير في م، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 268/2.

جبير، عن ابن عبّاس قال:- و قال يعقوب: قوله: فَأَنْزَلَ اللّٰهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ (1)،قال على أبي بكر، لأن النبي صلى اللّه عليه و سلم نزل للسكينة معه.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن زريق، نا أبو بكر الخطيب (2)،أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن عبد اللّه بن الحسين الخفّاف، أنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن إسحاق بن البهلول القاضي (3)،أنا أبو جعفر أحمد بن فرح (4) الضرير - بالأنبار - نا إبراهيم الهروي، نا أبو معاوية، عن عبد العزيز بن سياه، عن حبيب بن أبي ثابت، فَأَنْزَلَ اللّٰهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ ،قال: على أبي بكر، فأما النبي صلى اللّه عليه و سلم فكانت عليه السكينة.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو عروبة الحرّاني، نا إبراهيم بن سعيد.

و أخبرنا أبو الحسن (5) علي بن أحمد بن منصور، و أبو إسحاق إبراهيم بن طاهر بن بركات قالا: نا أبو القاسم بن أبي العلاء، نا محمّد بن محمّد بن الروزبهان، أنا أبو الحسن (6) علي بن الفضل بن إدريس السّامريّ السّتوري، نا الحسن (7) بن عرفة، قالا: نا محمّد بن خازم، عن عبد العزيز بن سياه، عن حبيب بن أبي (8) ثابت في قوله عزّ و جل: فَأَنْزَلَ اللّٰهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ ،قال: على أبي بكر، فأمّا النبي صلى اللّه عليه و سلم فقد نزلت عليه قبل ذلك.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا الحسن بن محمّد الأنصاري، نا سهل بن عمّار، نا نضر (9) بن منصور، عن أبي الجنوب، عن علي بن أبي طالب قال:

خرج النبي صلى اللّه عليه و سلم و أخرج أبا بكر معه لم يأمن على نفسه غيره حتى دخلا الغار.

ص: 88


1- سورة التوبة، الآية:40.
2- الخبر في تاريخ بغداد 345/4 ضمن أخبار أحمد بن الفرح الضرير.
3- بالأصل:«الناصر» و المثبت عن م و تاريخ بغداد.
4- عن تاريخ بغداد و بالأصل و م: فرح.
5- عن م و بالأصل: أبو الحسين.
6- عن م، و بالأصل: أبو الحسين، ترجمته في سير الأعلام 442/15.
7- عن م و بالأصل: الحسين، تحريف، و انظر الحاشية السابقة.
8- عن م و بالأصل:«أبو».
9- بالأصل و م: نصر، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمة أبي الجنوب في تهذيب الكمال 132/13.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنا أبو طالب محمّد بن علي قال:

نا أبو الحسين بن سمعون (1)،أنا أبو بكر محمّد بن جعفر، نا أحمد بن عبيد بن ناصح (2)،نا أبو داود.

ح و أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الحسن الدارقطني، أنا محمّد بن الفتح، و محمّد بن الحسين بن عبيد العجل، قالا: نا أحمد بن عبيد بن ناصح، نا روح بن عبادة (3)،قالا: نا حمّاد بن سلمة، عن عبد الملك بن عمير، عن ابن عمر.

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال - و في حديث هبة اللّه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:- «أنت صاحبي في الغار، و أنت معي على الحوض»[6091].

كذا روياه و اختلفا في إسناده (4).

أخبرنا أبو الأعزّ (5) قراتكين بن الأسعد، ثنا أبو محمّد الجوهري، ثنا أبو حفص بن شاهين، نا محمّد بن هارون بن حميد بن المجدّر، نا يوسف بن موسى، نا مالك بن إسماعيل، عن منصور بن أبي الأسود، حدّثني كثير أبو إسماعيل، عن جميع بن عمير التيمي، عن ابن عمر: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال لأبي بكر:«أنت صاحبي على الحوض، و صاحبي في الغار»[6092].

قال: و نا ابن شاهين، نا عثمان بن جعفر بن محمّد الكوفي، نا عبد اللّه بن الحسين بن جابر المصّيصي، حدّثنا الحسين بن محمّد، نا سليمان بن قرم (6)،عن الأعمش، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عبّاس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال لأبي بكر

ص: 89


1- اسمه: محمد بن أحمد بن إسماعيل بن عنبس، سير الأعلام 505/16.
2- ترجمته في سير الأعلام 193/13.
3- ترجمته في سير الأعلام 402/9.
4- زيد في م، و قد سقط من الأصل، و روايته: أخبرنا أبو يعلى بن الحبوبي قال: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنا أبو محمد بن أبي نصر، نا خيثمة بن سليمان، نا عبد اللّه بن أحمد الدورقي، نا سعيد بن سليمان عن علي هاشم عن كثير النّوّا، عن... بن عمير قال: أتيت ابن عمر فسمعته يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لأبي بكر: أنت صاحبي في الغار، و صاحبي على الحوض.
5- بالأصل:«أبو الأغر» خطأ و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
6- ترجمته في تهذيب الكمال 94/8.

الصدّيق:«أنت صاحبي في الغار، و على الحوض» (1)[6093].

قال: و ثنا ابن شاهين، نا أحمد بن سليمان، ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي، نا محمّد بن هارون، ثنا عمرو بن الربيع، ثنا السّري بن يحيى، عن هلال بن خباب، قال: دخلت على الحسن بن علي، فقال: يا أهل الكوفة لا تقولوا في أبي بكر إلاّ خيرا، كان مع النبي صلى اللّه عليه و سلم في الغار ثاني اثنين.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، نا أبو الحسين بن المهتدي، ثنا أبو الحسن علي بن عمر الحربي، نا أبو عمران موسى بن سهل، نا الحسين بن عبد اللّه الرقي، نا الحسين بن عرفة، نا شبابة بن سوّار، عن ابن (2) معطوف الجزري، عن الزهري، قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لحسان بن ثابت:«هل قلت في أبي بكر شيئا»؟، قال: نعم يا رسول اللّه، قال:«فقل حتى أسمع»، فقال (3):

و ثاني (4) اثنين في الغار المنيف و قد *** طاف العدوّ به إذ صعّد الجبلا

و كان حبّ رسول اللّه كلهم (5) *** من البرية لم يعدل به مثلا (6)

ص: 90


1- بعده في م: أخبرنا أبو... عبد اللّه بن أحمد بن عمر، أنا أبو الحسن... بن عبد الواحد، أنبا... بن إسماعيل بن يحيى بن محمد بن.... بن محمد، نا كثير بن يحيى أبو مالك صاحب... نا أبو عوانة عن الأعمش نا أبو صالح عن بعض أصحاب محمد قال - ما أدري أبو هريرة أو أبو سعيد - أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال لأبي بكر: أنت صاحبي في الغار و صاحبي في الحوض. قال: و نا يحيى نا حميد بن الربيع نا أبو سعيد حدّثني أبو عوانة عن سليمان الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لأبي بكر: أنت صاحبي على الحوض و صاحبي في الغار. أخبرنا أو الأعز قراتكين بن الأسعد أنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري قال: حدّثنا ابن شاهين، ثنا الحسن.... و ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي نا محمّد بن هارون نا عمرو بن الربيع نا السري بن يحيى عن هلال بن حيان قال: دخلت على الحسن بن علي، فقال: يا أهل الكوفة لا تقولوا في أبي بكر إلاّ خيرا كان مع النبي صلى اللّه عليه و سلم في الغار ثاني اثنين. أخبرنا أبو حسين البزار، أنا علي بن محمد السلمي، أنا عبد الرحمن بن عثمان نا خيثمة بن سليمان نا.... هشام عن... عن جابر.... أن النبي صلى اللّه عليه و سلم و أبو بكر.... (محل النقاط في م مطموس لم يظهر من رداءة التصوير).
2- كذا بالأصل و م، و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب.
3- البيتان في ديوانه ط بيروت ص 174.
4- الديوان: و الثاني اثنين.
5- الديوان: رسول اللّه قد علموا.
6- في م و الديوان: رجلا.

قال: فتبسم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى بدت نواجذه ثم قال:«صدقت يا حسان، هو كما قلت»[6094].

صوابه: أبو العطوف.

أخبرناه أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر البرمكي، ثنا أبو عمر بن حيّوية، نا أبو محمّد عبد اللّه بن إسحاق المدائني، نا أبو بكر بن أبي النصر، نا شبابة، حدّثني أبو العطوف:[قال] (1) سمعت الزهري يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لحسان بن ثابت:«هل قلت في أبي بكر شيئا؟» فقال: نعم، قال: قل و أنا أسمع فقال:

و ثاني اثنين في الغار المنيف و قد *** طاف العدوّ به إذ يصعد الجبلا

و كان حبّ رسول اللّه قد علموا *** من البريّة لم يعدل به رجلا

قال: فضحك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى بدت نواجذه، ثم قال:«صدقت يا حسّان، هو كما قلت».

و رواه غيره عن شبابة فزاد فيه: أنسا.

أخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (2)،نا عبد اللّه بن محمد (3) الأنصاري بمصر، ثنا محمّد بن الوليد بن أبان (4)،نا شبابة، نا أبو العطوف الجزري، عن الزهري عن أنس بن مالك أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال لحسان:«هل قلت في أبي بكر شيئا» قال نعم، قال:

«قل و أنا أسمع» فقال:

و ثاني اثنين في الغار المنيف و قد *** طاف العدو به إذ صاعد الجبلا

و كان حبّ رسول اللّه قد علموا *** من البرية لم يعد [ل] به رجلا

قال: فضحك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى بدت نواجذه ثم قال:«صدقت يا حسان، هو كما قلت»[6095].

ص: 91


1- زيادة منا للإيضاح.
2- الكامل لابن عدي 160/2 في ترجمة الجراح بن منهال أبي العطوف الجزري.
3- في ابن عدي: أحمد.
4- ترجمته في الكامل لابن عدي 283/6.

قال: و ثنا أبو أحمد (1)،نا الحسين بن علي بن مرداس الهمذاني (2)،نا محمّد بن عبيد الهمذاني (3)،نا شبابة، نا أبو العطوف الجزري، عن الزهري، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لحسان فذكر مثله، و لم يقل: أنس.

قال أبو أحمد: و هذا الحديث منكر عن الزهري، عن أنس لم يوصله إلاّ محمّد بن الوليد، عن شبابة، و محمّد بن الوليد ضعيف يسرق الحديث (4)،و هذا الحديث موصوله و مرسله منكر، و البلاء فيه من أبي العطوف.

أبو العطوف اسمه الجراح بن المنهال، ضعيف.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: ثنا أبو جعفر المعدّل، ثنا أبو طاهر الذّهبي، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير، حدّثني محمّد بن يحيى، أخبرني بعض أصحابنا، قال: قال شاب من أبناء أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم في مجلس فيه القاسم بن محمّد بن أبي بكر الصدّيق:

و اللّه ما كان لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من موطن إلاّ و إني فيه معه، فقال القاسم: يا ابن أخي لا تحلف، قال: هلم، قال: بلى ما لا نرده قال اللّه عز و جل: ثٰانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمٰا فِي الْغٰارِ [6096].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، ثنا أبو إسحاق البرمكي، ثنا محمّد بن عبد اللّه بن بخيت (5)،نا سليمان بن داود، نا سوّار بن عبد اللّه العنبري، قال: قال ابن عيينة:

عاتب اللّه المسلمين كلّهم في رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فإنه خرج من المعاتبة: إِلاّٰ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّٰهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثٰانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمٰا فِي الْغٰارِ (6) بين سوار و ابن عيينة في هذه الحكاية، أبو يعلى محمّد بن الصلت، حدّثنا بها أبو بكر محمّد بن عبد الباقي - إملاء - و أبو غالب بن البنّا - قراءة - قالا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الفضل عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد الزهري، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، نا

ص: 92


1- الكامل لابن عدي 160/2.
2- عن ابن عدي و بالأصل: الهمداني.
3- عن ابن عدي و بالأصل: الهمداني.
4- بعده في الكامل لابن عدي: و قد ذكرته عن محمد بن عبيد و هو صدوق، مرسلا.
5- بالأصل:«؟؟؟ حنن» و غير واضحة في م بالتصوير، و الصواب ما أثبت انظر المشتبه ص 54.
6- سورة التوبة، الآية:40.

سوّار بن عبد اللّه القاضي، نا أبو يعلى التّوّزي (1)،قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول:

عاتب اللّه المسلمين جميعا في نبيه صلى اللّه عليه و سلم غير أبي بكر وحده فإنه خرج من المعاتبة و تلا قوله تعالى: إِلاّٰ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّٰهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثٰانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمٰا فِي الْغٰارِ (2).

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، نا أبو محمّد الجوهري، ثنا أبو حفص بن شاهين، نا أبو حبيب العبّاس بن أحمد بن محمّد بن عيسى البرتي (3)-قراءة عليه - نا سوّار بن عبد اللّه العنبري، نا أبو يعلى التّوّزي (4)،نا ابن عيينة قال: عاتب اللّه المسلمين جميعا يوم عاتبهم في نبيه غير أبي بكر وحده فإنه خرج من المعاتبة، ثم قرأ إِلاّٰ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّٰهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثٰانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمٰا فِي الْغٰارِ ،فخرج من المعاتبة وحده.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: ثنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر، و أبو نصر محمّد بن الحسن، قالا: ثنا الوليد بن بكر (5)،أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد بن صالح، حدّثني أبي (6) قال: قال أبو (7) الحسن أبي: عاتب اللّه الخلق في هذه الآية ما خلا أبا (8) بكر الصدّيق إِلاّٰ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّٰهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثٰانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمٰا فِي الْغٰارِ إِذْ يَقُولُ لِصٰاحِبِهِ .

أخبرنا أبو الأعزّ [قراتكين بن الأسعد] التركي، أنا أبو محمّد الجوهري، ثنا أبو حفص بن شاهين، ثنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، حدّثني جدي، نا يزيد بن هارون، أنا حمّاد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك قال:

ص: 93


1- بالأصل و م:«الثوري» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر ترجمة سوار بن عبد اللّه في تهذيب الكمال 196/8 و انظر ترجمة محمد بن الصلت التوزي في تهذيب الكمال 375/16. و التوزي بفتح المثناة و تشديد الواو بعدها زاي، تقريب التهذيب و هذه النسبة إلى توّز و يقال: توّج، بلدة من بلاد فارس.
2- سورة التوبة، الآية:40.
3- بالأصل: البرني، خطأ و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 257/14.
4- بالأصل و م:«الثوري» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر ترجمة سوار بن عبد اللّه في تهذيب الكمال 196/8 و انظر ترجمة محمد بن الصلت التوزي في تهذيب الكمال 375/16. و التوزي بفتح المثناة و تشديد الواو بعدها زاي، تقريب التهذيب و هذه النسبة إلى توّز و يقال: توّج، بلدة من بلاد فارس.
5- بالأصل: بكير، خطأ.
6- الخبر في ثقات العجلي ص 491.
7- بالأصل:«أبي» و المثبت عن م.
8- بالأصل و م:«أبو» و المثبت عن ثقات العجلي.

لما هاجر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يركب، و أبو بكر رديفه، و كان أبو بكر يعرف في الطريق باختلافه إلى الشام، فكان يمرّ بالقوم فيقولون: من هذا بين يديك ؟ فيقول: هادي (1) يهدي.

أخبرناه عاليا أبو نصر بن رضوان، و أبو علي بن السّبط ، و أبو غالب بن البنّا، قالوا: ثنا أبو محمّد الجوهري، ثنا أبو بكر بن مالك، نا محمّد بن يونس، نا حبان بن هلال، نا حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس بن مالك قال: ردف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خلف أبي بكر، فكان إذا مرّ على الملأ من قريش قالوا: يا أبا بكر من هذا الرجل معك ؟ فيقول: هذا رجل يهديني (2) السبيل.

ح أخبرنا أبو غالب، و أبا عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: ثنا أبو جعفر بن المسلمة، ثنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، حدّثني إسماعيل بن أبي أويس، قال: حدّثني محمّد بن إسماعيل، أخبرني عبد اللّه بن محمّد بن عمر بن علي، عن أبيه قالا: آخى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بمكة بين أبي بكر الصديق و عمر بن الخطاب، فلما قدم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم المدينة نقض تلك المؤاخاة إلاّ اثنتين (3):المؤاخاة التي بينه و بين علي بن أبي طالب، و التي بين حمزة بن عبد المطلب و زيد بن حارثة.

قال: و نا الزبير بن بكّار، قال: و حدّثني إسماعيل بن أبي أويس عن أبيه، عن حزام بن عثمان الأنصاري ثم السّلمي، عن عبد الرّحمن و محمّد ابني جابر بن عبد اللّه بن عمرو بن حرام (4) الأنصاري ثم السّلمي: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حين آخى بين المهاجرين و الأنصار أخى بين أبي بكر الصدّيق و خارجة بن زيد بن أبي زهير الخزرجي.

حدّثنا أبو الحسن (5) علي بن المسلّم الفرضي - لفظا - و أبو القاسم بن عبدان - قراءة - قالا: أنا أبو القاسم علي بن محمّد بن أبي العلاء، ثنا أبو محمّد بن أبي نصر، ثنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم، ثنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم، ثنا

ص: 94


1- كذا بالأصل بإثبات الياء.
2- عن م و بالأصل: يهدين.
3- بالأصل:«اثنين» و في م:«اسن».
4- بالأصل و م: حزام، خطأ و الصواب ما أثبت، انظر طبقات ابن سعد 561/3.
5- عن م و بالأصل: أبو الحسين.

محمّد بن عائذ (1)،أخبرني الوليد، عن ابن (2) لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة.

و أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا أبو بكر أحمد بن علي، ثنا محمّد بن الحسين بن الفضل، ثنا محمّد بن عبد اللّه بن عتّاب، ثنا القاسم بن عبد اللّه، عن المغيرة، نا إسماعيل بن أبي أويس، نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمه موسى بن عقبة.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، ثنا أبو الحسين بن النّقّور (3)،ثنا أبو طاهر المخلّص، ثنا رضوان بن أحمد، ثنا أحمد بن عبد الجبار، ثنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق (4)،قالوا: في تسمية من شهد بدرا من بني تيم بن مرة بن كعب: أبو بكر الصدّيق، و اسمه عبد اللّه، و قال ابن إسحاق (5):عتيق بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، ثنا أبو بكر بن المقرئ، ثنا محمّد بن جعفر الزّرّاد، نا عبيد اللّه بن سعد، نا عمي، عن أبيه، عن ابن إسحاق قال: في تسمية من شهد بدرا من بني تيم بن مرة: أبو (6) بكر الصدّيق، و اسم (7) أبي بكر: عتيق بن عثمان بن عامر بن عمر بن كعب بن سعد بن تيم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، ثنا أبو الحسين بن النّقّور (8)،ثنا عيسى بن علي، ثنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني سعيد بن يحيى الأموي، حدّثني أبي، عن أبي إسحاق.

ح قال: و أنا عبد اللّه قال: و حدّثني هارون بن موسى الفروي، نا محمّد بن فليح، عن موسى بن عقبة، عن الزهري، قال فيمن شهد بدرا في حديث ابن إسحاق: عتيق - و في حديث الزهري: عبد اللّه - بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة.

ص: 95


1- بالأصل:«عائد» و في م: عائذ.
2- بالأصل و م: أبي.
3- بالأصل:«البغوي» و في م غير واضحة بالتصوير، و الصواب ما أثبت و السند معروف.
4- سيرة ابن هشام 338/2 و بالأصل: أبو إسحاق، تحريف.
5- سيرة ابن هشام 338/2 و بالأصل: أبو إسحاق، تحريف.
6- بالأصل: أبي.
7- بالأصل: و اسمه.
8- بالأصل: البغوي، خطأ و الصواب ما أثبت و السند معروف.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن (1) بن علي، ثنا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبد الوهّاب بن أي حيّة، ثنا محمّد بن شجاع، أنبأ محمّد بن عمر الواقدي (2)،قال: في تسمية من شهد بدرا من بني تيم: أبو بكر الصدّيق، و هو عبد اللّه بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، و أبو يعلى حمزة بن علي بن الحبوبي، قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، ثنا أبو محمّد بن أبي نصر، ثنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان، نا إبراهيم بن أبي العنبس القاضي، نا محمّد بن القاسم الأسدي، عن محمّد بن الفضل العبسي، عن ابن (3) جريج، عن عطاء، عن أبي هريرة، قال:

تباشرت الملائكة يوم بدر، فقالوا: أ ما ترون أبا بكر الصدّيق جاء مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في العريش.

أخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العبّاس، أنا أبو سعد الجنزرودي (4)،أنبأ أبو عمرو بن حمدان (5)،نا أبو يعلى، نا يحيى بن معين، نا مروان بن معاوية الفزاري، ثنا يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من أصبح منكم صائما اليوم ؟» قال أبو بكر: أنا، قال:«من أطعم اليوم مسكينا؟» قال أبو بكر: أنا، قال:«من عاد اليوم مريضا؟» قال أبو بكر: أنا، فقال:«من شهد منكم اليوم جنازة ؟»، قال أبو بكر: أنا فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما اجتمعن هذه الخصال في رجل قطّ إلاّ دخل الجنة»[6097].

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، و أبو (6) طالب علي بن حيدرة بن علي (7) الحسيني، قالا: ثنا أبو القاسم علي بن محمّد بن علي، ثنا عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم، ثنا خيثمة بن سليمان بن حيدرة، ثنا جعفر بن محمّد القلانسي

ص: 96


1- بالأصل: الحسين، خطأ و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
2- مغازي الواقدي 155/1.
3- بالأصل: أبي جريج.
4- بالأصل و م: الجيرودي، خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
5- رسمها مضطرب بالأصل، و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
6- بالأصل: و أبي.
7- كذا بالأصل و م في نسبه «بن علي» و انظر مشيخة ابن عساكر ص 143/أ، و فيها: علي بن حيدرة بن جعفر بن المحسن أبو طالب بن أبي تراب العلوي الحسيني.

-بالرملة - نا داود بن الربيع بن مهجم، نا حفص بن ميسرة، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار (1)،عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من أصبح منكم صائما»، قال أبو بكر: أنا، قال:«من تصدّق بصدقة ؟» قال أبو بكر: أنا، قال:«من شهد اليوم جنازة ؟»، قال أبو بكر: أنا، قال:«من أطعم اليوم مسكينا؟» قال أبو بكر أنا، قال:«من جمعهن في يوم واحد وجبت له - أو قال: غفر له-» [6098].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، ثنا أبو يعلى بن الفراء، ثنا جدي أبو القاسم عبيد اللّه بن عثمان بن يحيى بن حنيف، أنا أبو علي إسماعيل بن محمّد الصفّار، نا عبد الملك بن محمّد أبو قلابة، نا أبو نعيم و القعنبي (2)،قالا: نا سلمة بن وردان، قال: سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ذات يوم:«من أصبح اليوم منكم صائما؟»، قال أبو بكر: أنا، قال:«من عاد اليوم منكم مريضا»، قال أبو بكر: أنا، قال:

«من شيّع اليوم منكم جنازة ؟» قال أبو بكر: أنا، قال:«وجبت وجبت لك الجنة»[6099].

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، نا أبو المظفّر عبد اللّه بن شبيب بن عبد اللّه بن شبيب الإمام - إملاء - نا (3) أبو حفص عمر بن أحمد بن محمّد بن يعقوب ال ؟؟؟ احى (4)،نا أبو [أحمد محمد بن] (5) أحمد بن إبراهيم القاضي، نا سلم بن عصام الأموي، نا بشر بن آدم، نا عبد اللّه بن بكر (6) بن السهمي، نا مبارك بن فضالة، عن ثابت البناني، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن عبد الرّحمن بن أبي بكر الصدّيق، قال:[صلى] (7)رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم صلاة الصبح ثم أقبل على أصحابه بوجهه فقال:«من أصبح منكم اليوم صائما؟»، قال عمر: يا رسول اللّه لم أحدّث نفسي بالصوم البارحة، فأصبحت مفطرا، فقال أبو بكر: لكن حدّثت نفسي بالصوم البارحة، فأصبحت صائما، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«هل منكم أحد اليوم عاد مريضا؟» قال عمر: يا رسول اللّه صلينا، ثم لم نبرح، فكيف نعود المريض ؟ فقال أبو بكر: بلغني أن أخي عبد الرّحمن بن عوف شاك،

ص: 97


1- عن م و بالأصل: بشار.
2- كذا رسمها بالأصل، و لعل الصواب: و القعنبي و هو عبد اللّه بن مسلمة القعنبي يروي عن سلمة بن وردان الليثي، كما ورد في ترجمة سلمة في تهذيب الكمال 464/7.
3- عن م، سقطت من الأصل.
4- كذا رسمها بالأصل، و تقرأ في م: التاجر.
5- زيادة عن م.
6- بالأصل و م: بكير.
7- عن م، سقطت من الأصل.

فجعلت طريقي عليه لأنظر كيف أصبح، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«هل منكم أحد أطعم اليوم مسكينا؟» فقال عمر: يا رسول اللّه صلينا ثم لم نبرح، فقال أبو بكر: دخلت المسجد فإذا أنا بسائل، فوجدت كسرة خبز الشعير في يد عبد الرّحمن، فأخذتها، فدفعتها إليه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أنت فأبشر بالجنة»[6100]، فتنفّس عمر فقال: واها للجنّة، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كلمة أرضى بها عمر رحمه اللّه.

عمر زعم أنه لم يرد خيرا قطّ إلاّ سبقه إليه أبو بكر.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، ثنا علي بن أحمد بن البسري، و أحمد بن علي بن الحسن، و أحمد بن محمّد بن إبراهيم القصاري.

و أخبرنا أبو عبد اللّه أحمد بن أحمد القصاري، ثنا أبي، قالوا: ثنا إسماعيل بن الحسن بن عبد اللّه الصرصري.

و أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي، ثنا أبو الفتح سليمان بن أيوب الفقيه بأيلة.

ح و حدّثنا أبو الفرج غيث (1) بن علي الخطيب - لفظا - و أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد الأكفاني، و عبد الكريم بن حمزة - قراءة - قالوا: نا أحمد بن علي بن ثابت.

ح و أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك الفقيه، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمد الشاهد.

ح و حدّثنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن (2) بن البنّا، أنبأ أبو بكر أحمد بن محمّد بن سياووش الكازروني.

ح و أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، أنا أبو الحسين عاصم بن الحسن، قالوا: ثنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد اللّه، قالا: نا الحسين بن إسماعيل المحاملي، نا أحمد بن إسماعيل المدني.

ح و أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل أخبرنا سعيد بن محمّد البحيري، ثنا زاهر بن أحمد، ثنا إبراهيم بن عبد الصمد، نا أبو مصعب الزهري، قالا: نا مالك بن

ص: 98


1- عن م و بالأصل: عتاب.
2- بالأصل: الحسين، خطأ و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 6/20.

أنس، عن ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرّحمن بن عوف، عن أبي هريرة - و سقط من رواية (1) أبي مصعب - أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«من أنفق زوجين (2) في سبيل اللّه نودي في الجنة، يا عبد اللّه هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دعي»- و قال أبو مصعب: نودي من باب الصلاة - و من كان من أهل الجهاد دعي - و قال أبو مصعب:«نودي - من باب الجهاد، و من كان من أهل الصّدقة دعي من باب الصدقة، و من كان من أهل الصيام دعي من باب الرّيّان» فقال أبو بكر: بأبي أنت و أمّي يا رسول اللّه، ما على أحد ممن دعي من تلك الأبواب - و في حديث أبي مصعب: فقال أبو بكر - ما على من يدعى من هذه الأبواب - من ضرورة فهل يدعى أحد من تلك الأبواب - و قال أبو مصعب: من هذه الأبواب - كلها؟ قال:«نعم و أرجوا أن تكون منهم».

كذا في رواية أبي مصعب إسقاط ذكر أبي هريرة، و لا بدّ منه.

أخرجه البخاري (3) عن إبراهيم بن المنذر، عن معن بن عيسى.

و أخرجه التّرمذي (4)،عن إسحاق بن موسى، عن معن.

و أخرجه النسائي (5) عن أبي الطاهر بن السّراج، و الحارث بن مسكين، عن ابن وهب، و عن الحارث، و محمّد بن سلمة، عن عبد الرّحمن بن القاسم،.... (6) عن مالك (7)[6101].

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، ثنا أبو حامد الأزهري، ثنا أبو محمّد المخلدي، أنبأ أبو بكر الأسفرايني، ثنا موسى بن سهل، نا آدم، نا سفيان، نا يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من أنفق زوجين في سبيل اللّه دعته خزنة (8) الجنة من كلّ باب، أي فل (9) هلمّ » قال أبو بكر الصدّيق: ذاك

ص: 99


1- بالأصل:«رواته» و في م:«ثقاته» و كلاهما تحريف، و الصواب ما أثبت.
2- بالأصل و م: روحين، و المثبت عن مختصر ابن منظور 59/13.
3- أخرجه البخاري في الصوم رقم 1798، و في فضائل الصحابة رقم 3466.
4- سنن الترمذي، المناقب، رقم 3675.
5- سنن النسائي 22/6.
6- لفظة غير مقروءة بالأصل.
7- انظر موطأ مالك 469/2.
8- مهملة بدون نقط بالأصل و م، و المثبت عن صحيح مسلم، الزكاة رقم 1027.
9- فل: بضم اللام، معناه أي فلان، فرخّم و نقل إعراب الكلمة على إحدى اللغتين في الترخيم.

الذي لا توى (1) عليه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أرجو أن تكون منهم يا أبا بكر»[6102].

رواه بقية، عن الأوزاعي، فأدخل محمّد بن إبراهيم بين يحيى، و أبي سلمة.

أخبرناه أبو بكر وجيه، أنا أبو حامد، أنا أبو محمّد المخلدي، ثنا أبو بكر محمّد بن حمدون، نا أبو عتبة، نا بقية، نا الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمّد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من أنفق زوجين في سبيل اللّه دعته خزنة الجنّة من كلّ باب يا فل (2) هلم ادخل»، فقال أبو بكر: يا رسول اللّه ذاك الذي لا توى (3) عليه ؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّي لأرجو أن تكون منهم»[6103].

أخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو المعالي أحمد بن علي بن محمّد بن يحيى، قالا: نا أبو الحسين بن النّقّور (4)،أنبأ محمّد بن عبد اللّه بن الحسين الدقاق، نا عبد اللّه بن محمّد، نا إسحاق، هو ابن أبي إسرائيل، نا سفيان، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة قال:

قلنا: يا رسول اللّه هل نرى ربنا عز و جل يوم القيامة ؟ قال:«هل تضامّون (5) في رؤية القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب ؟» قالوا: لا، قال:«فهل تضارّون (6) في رؤية الشمس في الظهيرة ليس دونها سحاب»؟ قالوا: لا، قال:«فو الذي نفس محمّد بيده لترونه كما ترونهما»، قال:«فيلقى العبد يوم القيامة و يقول: أي قل أ لم أكرمك، و أسوّدك، و أزوجك و أسخّر لك الخيل و أذرك ترأس (7) و تربع (8) فيقول: بلى، فيقول: هل كنت تظنّ أنك تلقاني ؟ فيقول: لا يا رب، فيقول: إنّي أنساك كما نسيتني.

ص: 100


1- مهملة بدون نقط بالأصل، و المثبت عن صحيح مسلم.
2- عن م و بالأصل: باقل.
3- توى: أي الهلاك.
4- بالأصل:«البغوي» و في م غير مقروءة، و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
5- تضامون بتشديد الميم و تخفيفها، فمن شدّدها فتح التاء و من خفّفها ضم التاء، و معنى المشدد هل تتضامون و تتلطفون في التوصل إلى رؤيته، و معنى المخفف هل يلحقكم ضيم و هو المشقة و التعب.
6- تضارون بتشديد الراء و بتخفيفها، و التاء مضمومة فيهما، معنى المخفف هل يلحقكم في رؤيته ضير.
7- بالأصل و م:«و أدرك براس» و المثبت عن صحيح مسلم: الزهد و الرقائق رقم 2968 ص... ج 2280/4.
8- مهملة بدون نقط بالأصل و م، و المثبت عن مسلم. و تربع: أي تأخذ المرباع الذي كانت ملوك الجاهلية تأخذه من الغنيمة، و هو ريعها.

ثم يقول للثاني مثل ذلك، فيقول مثل ذلك، ثم يقول للثالث مثل ذلك، و يردّد عليه مثل ذلك، فيقول: كنت آمنت بك و بكتابك، و تبت و صمت و صلّيت و تصدّقت، فيقول: أ فلا نبعث شاهدنا عليك، قال: فيتفكر في نفسه فيقول: من ذا الذي يشهد عليّ ، فيختم اللّه على فيه، و يقول لفخذه انطق، فينطق فخذه و عظامه و لحمه بما كان، و ذلك ليعذر (1) من نفسه و ذلك الذي يسخط اللّه عز و جل، و ذلك المنافق فينادي مناد أ لا اتبعت كلامه، ما كانت تعبد فيتبع للشياطين و الصليب أولياؤهم و بقينا أيها المؤمنون، قال: فيأتينا ربنا عز و جل فيقول: من هؤلاء؟ فيقولون: نحن عبادك المؤمنون، آمنا بك، و لم نشرك بك شيئا، و هو مقامنا حتى يأتينا ربّنا تبارك و تعالى، و هو ربنا فيثبتنا (2) الجسر و عليه كلاليب من نار تخطف الناس، فهنالك حلّت الشفاعة، أي اللّهم سلّم سلّم، اللّهم سلّم، فإذا جاوز الجسر فكلّ من أنفق زوجا مما يملك من المال في سبيل اللّه عز و جل فكلّ خزنة (3) الجنة تدعونه يا عبد اللّه، يا مسلم، هذا خير، فتعال» (4).

فقال أبو بكر: يا رسول اللّه إن هذا العبد لا توى عليه يدع بابا و يلج من آخر، قال:

فضرب كتفه و قال:«و الذي نفسي بيده إنّي لأرجو أن تكون منهم»[6104].

أنبأنا أبو علي الحسين بن أحمد أخبرنا أبو مسعود المعدّل عنه، أنبأ أبو نعيم الحافظ ، نا محمّد بن أحمد بن محمّد، نا الحسين بن محمّد بن دكّة، نا حميد بن مسعدة حدّثنا الفضل بن العلاء، نا إبراهيم الهجري، عن أبي عياض، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«من أنفق نفقة في سبيل اللّه تلقّته الملائكة يوم القيامة عند أبواب الجنّة معهم الرّيحان يختلجونه في كل ناحية، هلمّ يا عبد اللّه، هلمّ يا مؤمن»، فقال أبو بكر: يا رسول اللّه إنّ ذلك الرجل ما على ماله توى فقال:«إنّي لأرجو أن تكون منهم»[6105].

أخبرنا جدي أبو الفضل يحيى بن علي بن عبد العزيز، أنا أبو القاسم علي بن محمّد بن أبي العلاء، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد بن داود الرزّاز حدّثنا عثمان بن أحمد بن عبد اللّه الدقاق، نا أحمد بن محمّد بن عبد الحميد الجعفي، نا

ص: 101


1- عن م و صحيح مسلم، و بالأصل: ليعزر.
2- كلمة غير مقروءة بالأصل و م.
3- بالأصل:«خزنة إلى الجنة» و المثبت عن م.
4- عن م و بالأصل: فتعالى.

عبد اللّه بن صالح - يعني العجلي - نا عبثر (1)،عن إبراهيم الهجري، عن أبي عياض، عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من أنفق زوجين في سبيل اللّه تلقّته الملائكة يوم القيامة بالريحان على أبواب الجنّة يوم القيامة، يا عبد اللّه، يا مسلم يختلجونه من كلّ مكان»، قال: فقال أبو بكر: يا رسول اللّه إنّ ذلك الرجل ما على ماله توى، قال:«إنّي لأرجو أن تكون منهم»[6106].

أخبرناه عاليا أبو محمّد بن طاوس، و أبو يعلى حمزة بن علي، قالا:، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، أنا إبراهيم بن أبي العنبس القاضي بالكوفة، نا جعفر بن عون، عن إبراهيم الهجري، عن أبي عياض، عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما من رجل ينفق زوجين في سبيل اللّه إلاّ و الملائكة يوم القيامة معهم الريحان يجعلونه على أبواب المسجد» (2)«يا عبد اللّه، يا مسلم هلمّ ، هلمّ »، قال: فقال أبو بكر عند ذلك: يا نبي اللّه إنّ ذلك الرجل ما له من توى، قال:«إنّي لأرجو يا أبا بكر أن تكون منهم»[6107].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو القاسم عمر بن الحسين بن إبراهيم بن محمّد الخفّاف، أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن عبد الرّحمن الزهري، نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن هلال الشطوي (3)،نا أبو بكر السالمي.

و أخبرنا أبو بكر أيضا، أنا أبو محمّد الجوهري - إملاء - أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ، نا محمّد بن أحمد الشطوي (4)،نا أحمد بن محمّد أبو بكر السالمي، حدّثني ابن أبي فديك عن رياح بن أبي معروف، عن قيس بن سعد، عن

ص: 102


1- بالأصل:«عنبر» و في م:«عسر» مهملة، و الصواب ما أثبت و هو عبثر بن القاسم، أبو زبيد، روى عنه العجلي، انظر ترجمة عبد اللّه بن صالح العجلي في تهذيب الكمال 225/10.
2- كذا بالأصل، و كتب فوقها بين السطرين:«صوابه الجنّة» و في م: الجنة.
3- عن م و بالأصل: السطوي، و الشطوي بفتح الشين المعجمة و الطاء المهملة، هذه النسبة إلى جنس من الثياب التي يقال لها الشطوية و بيعها و هي منسوبة إلى شطا من أرض مصر. ذكره السمعاني باسم: أبي بكر محمد بن أحمد بن هلال. ثم قال: و ربما سمّاه بعضهم أحمد بن محمد.
4- كذا هنا بالأصل و م، و انظر ما مرّ في السند السابق.

مجاهد، عن ابن عبّاس، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«يدخل الجنة رجل لا يبقى فيها أهل دار و لا غرفة إلاّ قالوا: مرحبا، مرحبا، إلينا إلينا»، فقال أبو بكر: يا رسول اللّه ما توى هذا الرجل في ذلك اليوم، قال:«أجل، و أنت هو (1) يا أبا بكر» (2) و اتفقا في اللفظ .

قرأت على أبي (3) محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، نا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر المقرئ - إملاء - نا أحمد بن جعفر بن محمّد بن سليمان، نا الحسن بن محمّد بن بويه الأشعري - بأصبهان - نا أحمد بن بديل، نا عبد الرّحمن بن محمد المحاربي، نا عمّار بن سيف، عن ابن أبي خالد، عن ابن أبي أوفى، قال: خرج علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال - و أقبل على أبي بكر فقال:- «إنّي لأعرف اسم رجل، و اسم أبيه و اسم أمه إذا دخل الجنة لم يبق غرفة من غرفها و لا شرفة من شرفها إلاّ قالت: مرحبا مرحبا»، فقال سلمان: إن هذا لغير خائب، فقال: ذاك أبو (4) بكر بن أبي قحافة[6108].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأ أبو محمّد رزق اللّه بن عبد الوهّاب، أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن أحمد الواعظ ، نا يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول، نا الحسن (5) بن عرفة، حدّثني عمر بن يونس اليمامي، عن صدقة بن ميمون القرشي، عن سليمان بن يسار (6)،قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«أبو بكر و عمر خير أهل الأرض إلاّ أن يكون نبيا».

قال: و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«الخير ثلاثمائة و ستون خصلة، إذا أراد اللّه عز و جل بعبد خيرا جعل فيه واحدة منهن يدخله بها الجنة»[6109].

قال: و قال أبو بكر: يا رسول اللّه هل فيّ شيء منهن ؟ قال:«نعم جميعا من كلّ »، هذا مرسل.

ص: 103


1- في م: و أنت هذا الرجل، ثم شطبت «الرجل» بخط .
2- كلمة غير مقروءة بالأصل و م.
3- عن م و بالأصل: ابن.
4- عن م و بالأصل: أبا.
5- بالأصل: الحسين، خطأ و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 362/4.
6- عن م و بالأصل: بشار.

أخبرنا أبو محمّد طاوس، و أبو يعلى بن الحبوبي قالا: ثنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، قال: أنا حسن بن سليمان، أنا محمّد بن إبراهيم المروزي، بشام، أنبأ رجاء بن عيسى المغيري (1)،نا مهدي بن ميمون، عن صدقة القرشي، عن رجال قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«خصال الخير ثلاثمائة و ستون»، قال:

و قال أبو بكر: يا رسول اللّه لي منها شيء؟ قال:«كلّها فيك، و هنيئا لك يا أبا بكر»[6110].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني، و أبو الحسن بن قبيس (2)،قالا: ثنا و أبو منصور بن خيرون، أنبأ أبو بكر أحمد بن علي الخطيب (3)،أنبأ أبو سعد الماليني، ثنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب - الشيخ الصالح - نا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه تلميذ بشر بن الحارث، ثنا السّري بن مغلّس السّقطي، ثنا يحيى بن اليمان، حدّثني عبد السلام بن حرب، عن يزيد [أبي] (4) أبي خالد، عن محمّد بن عبد الرّحمن القرشي، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«بينما جبريل يطوف بي أبواب الجنة قلت: يا جبريل أرني الباب الذي تدخل منه أمّتي»، قال:«فأرانيه»، قال: فقال أبو بكر:

يا رسول اللّه ليتني كنت معك حتى انظر إليه، قال: فقال:«يا أبا بكر أما انك أوّل من يدخله (5) من أمّتي»[6111].

كذا في هذه الرواية، و لا أعلم هذا الوهم من يحيى بن يمان، فإنه كان ينسى الحفظ ، أو ممن دونه و المحفوظ حديث عبد الرّحمن بن محمّد المحاربي، عن عبد السلام، عن أبي خالد مولى آل جعدة.

أخبرناه أبو العزّ بن كادش، أنا القاضي أبو الطّيّب طاهر بن عبد اللّه الطبري، ثنا علي بن عمر بن محمّد الحربي، نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، نا عبد اللّه بن عمر بن أبان، نا عبد الرّحمن بن محمّد، عن عبد السلام بن حرب، عن أبي خالد الدالاني، حدّثني أبو خالد مولى آل جعدة.

ص: 104


1- كذا رسمها بالأصل، و في م: العبدي.
2- عن م و بالأصل: قيس.
3- الخبر في تاريخ بغداد 434/5 في ترجمة محمد بن عبد اللّه تلميذ بشر الحافي.
4- زيادة عن تاريخ بغداد.
5- عن م و تاريخ بغداد و بالأصل: تدخله.

و أخبرناه أبو بكر بن المزرفي (1)،نا أبو الحسين بن المهتدي، نا أبو حفص بن شاهين - إملاء - و أخبرنا أبو السعود بن المجلي (2)،أنبأ أبو جعفر بن المسلمة، و أبو الحسين بن النّقّور (3)،و أبو (4) علي محمّد بن وشاح.

و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور (5)،قالوا: أنا عيسى بن علي، قالا: ثنا علي بن الحسين بن حرب القاضي (6)،نا أبو السّكين (7)زكريا بن يحيى، نا المحاربي (8)،عن عبد السلام بن حرب، عن أبي خالد الدالاني، عن أبي خالد مولى آل جعدة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أتاني جبريل فأخذ بيدي فأراني باب الجنة الذي تدخل منه أمتي» فقال أبو بكر: وددت أنّي كنت معك حتى انظر إليه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّك يا أبا بكر أوّل من يدخل الجنة من أمّتي»[6112].

و أخبرناه أبو القاسم تميم بن أبي سعيد (9)،أنبأ أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو سعيد محمّد بن بشر بن العبّاس، أنا أبو لبيد السرخسي، نا موسى بن محمّد بن سابق، نا المحاربي.

و أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي (10)،و أنا الحسن بن علي - إملاء - أنا أبو حفص عمر بن محمّد بن علي الناقد، نا عبد اللّه بن محمّد بن ناجية، نا محمّد بن عبد المجيد التميمي، نا عبد الرّحمن بن محمّد المحاربي، عن عبد السلام بن حرب - زاد تميم: الملائي - عن أبي خالد الدالاني، عن أبي خالد مولى آل جعدة - و قال تميم:

ص: 105


1- بالأصل و م: المرزقي، خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
2- عن م و بالأصل: المح ؟؟؟ ى.
3- بالأصل: البغوي، و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
4- عن م و بالأصل: و ابن.
5- عن م و بالأصل: و ابن.
6- انظر ترجمته في سير الأعلام 536/14.
7- رسمها مضطرب بالأصل، و في م:«أبو السكن» و الصواب ما أثبت و ضبط ، ترجمته في تهذيب الكمال 323/6.
8- هو عبد الرحمن بن محمد المحاربي.
9- بالأصل:«تميم بن إسماعيل» و الصواب عن م، و انظر مشيخة ابن عساكر ص 35/ب رقم 216.
10- عن م و بالأصل:«ابن عسا».

مولى جعدة - عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أتاني جبريل - زاد محمّد:

فأخذ بيدي و قالا:- فأراني الباب الذي تدخل منه أمّتي الجنة»، فقال أبو بكر: ليتني كنت معك - و قال محمّد: وددت أني كنت معك حتى زاد تميم: كنت، و قالا:- انظر إليه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أما إنك - زاد تميم: يا أبا بكر - أنت - و قالا:- أول من يدخل الجنة من أمّتي»[6113].

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر، و أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن عبد الوهّاب، و أم البهاء فاطمة بنت علي بن الحسين بن جدا، قالوا: أنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن علي، أنا علي بن عمر بن محمّد الحربي، نا أبو الحسين (1) علي بن الحسن بن حبان، نا عبد اللّه بن عمر بن أبان، نا المحاربي عبد الرّحمن، نا عبد السلام بن حرب بياع الملاء، عن أبي خالد الدالاني، حدّثني أبو خالد مولى جعدة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أتاني جبريل فأراني باب الجنة التي تدخل منه أمّتي»، فقال أبو بكر: وددت يا رسول اللّه أنّي كنت معك حتى انظر إليه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أما إنك يا أبا بكر أوّل من تدخل الجنّة من أمّتي»[6114]، و هذا رواه إسحاق بن منصور السلولي، عن عبد السلام.

أخبرناه أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا يحيى بن أبي طالب، نا إسحاق بن منصور، نا عبد السلام بن حرب (2)،عن يزيد (3) بن عبد الرّحمن أبي خالد الدالاني (4)،عن أبي خالد مولى آل جعدة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«أراني جبريل الباب الذي أدخل منه أنا و أمّتي»، فقال أبو بكر: يا رسول اللّه ليتني كنت معك حتى أراه، قال: فخبط النبي صلى اللّه عليه و سلم على منكب أبي بكر و قال:«أما إنك أوّل من يدخل ذاك الباب من أمّتي»[6115].

أنبأنا أبو علي الحسن (5) بن أحمد، حدّثني أبو (6) مسعود عبد الرحيم بن

ص: 106


1- في م: أبو الحسن.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 456/11.
3- ترجمته في تهذيب الكمال باب الكنى 500/21.
4- من قوله: الدالاني في الحديث السابق إلى هنا سقط من م.
5- عن م و بالأصل: الحسين، ترجمته في سير الأعلام 303/19.
6- عن م و بالأصل:«ابن» خطأ.

علي بن حمد عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، ثنا سليمان بن أحمد، نا بكر بن سهل، نا عبد اللّه بن يوسف.

قال: و نا أحمد بن المعلّى، نا هشام بن عمّار، قالا: نا صدقة بن خالد، نا زيد بن واقد، حدّثني بسر (1) بن عبيد اللّه، حدّثني أبو إدريس الخولاني، عن أبي الدرداء، قال: إني لجالس عند النبي صلى اللّه عليه و سلم إذ أقبل أبو بكر فأخذ بطرف حتى أبدى عن ركبته، فأقبل حتى سلّم ثم قال: يا رسول اللّه كان بيني و بين ابن الخطاب شيء حتى أسرعت إليه و ندمت، فسألته أن يستغفر لي فأبى علي، و تحرز مني بفراره، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«يغفر اللّه لك يا أبا بكر»، قلنا: ثم إن عمر ندم فأتى منزل أبي بكر، فسأل أ ثمّ (2) أبي بكر، فقالوا: لا فأتى النبي صلى اللّه عليه و سلم فلما نظر إليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم تغيّر وجهه حتى أشفق أبو بكر فجثا على ركبتيه فقال: يا رسول اللّه أنا و اللّه كنت أظلم مرتين، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:

«أيها الناس إنّ اللّه بعثني إليكم، فقلتم: كذبت، و قال أبو بكر: صدقت، و واساني بنفسه و ماله، فهل أنتم تاركو لي صاحبي، فما أوذي بعدها».

رواه البخاري (3)،عن هشام بن عمّار.

أخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا عمرو بن محمّد أبو عثمان، نا عمرو بن عثمان الكلابي، نا محمّد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم، عن أبي عبد الملك، قال عمرو بن محمّد قال: عمرو بن عثمان و هو (4) علي بن يزيد، عن القاسم أبي عبد الرّحمن، عن أبي أمامة قال:

كان بين أبي بكر عمر معاتبة، فاعتذر أبو بكر إلى عمر فلم يقبل منه، فبلغ ذلك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فاشتدّ عليه، ثم راح إليه عمر، فجلس فأعرض عنه، ثم تحوّل فجلس إلى الجانب الآخر فأعرض عنه، ثم قام فجلس بين يديه فأعرض عنه، فقال: يا رسول اللّه قد أرى إعراضك عني و لا أرى ذلك إلاّ لشيء بلغك، فما خير حياتي و أنت

ص: 107


1- عن م و بالأصل: بشر.
2- غير مقروءة بالأصل و م، و المثبت عن البخاري (فضائل الصحابة رقم 3461).
3- أخرجه البخاري في كتاب فضائل الصحابة رقم 3461.
4- كذا بالأصل و م، و في السند خلل و اضطراب لم أهتد إلى معالجته.

معرض عني، و اللّه ما أبالي أن لا أعيش في الدنيا ساعة، و أنت معرض عني، فقال:

«أنت الذي اعتذر إليك أبو بكر فلم تقبل منه، إنّي جئتكم جميعا فقلتم: كذبت، و قال صاحبي: صدقت، ثم قال: هل أنتم تاركي و صاحبي - ثلاث مرات-» [6116].

أخبرناه أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، ثنا عبد العزيز بن أحمد.

و أخبرناه أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنبأ أبو القاسم بن أبي العلاء، نا أبو منصور (1) محمّد، و أبو عبد اللّه أحمد، ابنا الحسين (2) بن سهل بن خليفة، نا أحمد بن إبراهيم بن أحمد الإمام، نا أبو الحسن (3) علي بن حرب الطائي، نا المحاربي، عن مطرح، عن عبيد اللّه بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة قال:

استطال أبو بكر ذات يوم على عمر فقام عمر مغضبا، فقام أبو بكر، فأخذ بطرف ثوبه، فجعل يقول: ارض عني، و اعف عني، عفا اللّه عنك، حتى دخل عمر الدار، و أغلق الدار دون أبي (4) بكر، و لم يكلّمه، فبلغ ذلك النبي صلى اللّه عليه و سلم، فغضب لأبي بكر، فلما صلى الظهر جاء عمر، فجلس بين يديه، فصرف النبي صلى اللّه عليه و سلم وجهه عنه، فتحول يمينا، فصرف وجهه عنه، ثم تحوّل عن يساره فصرف وجهه عنه، فلما رأى ذلك ارتعد و بكى، ثم قال: يا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قد أرى إعراضك عني، و قد علمت أنك لم تفعل هذا إلاّ لأمر قد بلغك عني موجدة (5) علي في نفسك و ما خير حياتي و أنت عليّ ساخط ، و الذي بعثك بالحق ما أحب أن أبقى في الدنيا و أنت عليّ ساخط ، و في نفسك عليّ شيء، فقال:«أنت القائل لأبي بكر كذا و كذا ثم يعتذر إليك فلا تقبل منه»، ثم قام النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:«إنّ اللّه جل و عز بعثني إليكم جميعا فقلتم: كذبت، و قال صاحبي: صدقت، فهل أنتم تاركو لي صاحبي، فهل أنتم تاركو لي صاحبي - ثلاثا-»، فقام عمر بن الخطاب فقال: يا رسول اللّه رضيت باللّه ربا، و بمحمّد نبيا، و بالإسلام دينا،... (6) علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ما (7) فقام أبو بكر فقال: و اللّه لأنا بدأته، و لأنا كنت أظلم، فأقبل عمر على أبي بكر فقال: ارض عني رضي اللّه عنك، فقال أبو بكر: يغفر اللّه لك، فذهب عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم غضبه.

ص: 108


1- بالأصل:«أبو منصور بن محمد» خطأ. و الصواب عن م.
2- في م: الحسن.
3- عن م و بالأصل: أبو الحسين.
4- عن م و بالأصل: أبو.
5- كذا بالأصل و م.
6- كلمة غير مقروءة بالأصل و م.
7- كلمة غير مقروءة بالأصل و م.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، ثنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، نا أحمد بن إبراهيم العبدوي، نا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن مسلم، قال: نا أحمد بن حرب نا (1) المحاربي، نا مطرح بن يزيد، عن عبيد اللّه بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة قال:

استطال أبو بكر ذات يوم على عمر، فقام عمر مغضبا، و قام أبو بكر فأخذ بطرف ثوبه و يقول: ارض عني رضي اللّه عنك، حتى دخل الدار و أغلق الباب دون أبو بكر، و لم يكلمه، قال: فبلغ النبي صلى اللّه عليه و سلم مغضبا (2) لأبي بكر، قال: فلما صلّى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الظهر جاء عمر فجلس بين يديه، فصرف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم وجهه عنه، فتحوّل عن يمينه و صرف بوجهه عنه، و تحوّل عن يساره فصرف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عنه بوجهه، فلما رأى ذلك عمر انتفض و بكى، ثم قال: يا رسول اللّه قد أرى إعراضك، جلست بين يديك فأعرضت عني، ثم تحوّلت عن يمينك فأعرضت عني، ثم تحوّلت عن يسارك فأعرضت عني، و قد عرفت أنك لم تفعل ذلك إلاّ لأمر قد بلغك عني، و موجود (3) في نفسك علي، و ما خبر حياتي و أنت عليّ ساخط ، و الذي بعثك بالحق ما أحبّ أن أبقى في الدنيا و أنت عليّ ساخط و في نفسك عليّ شيء، قال: فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أنت القائل لأبي بكر كذا و كذا ثم تعذر إليك فلا تقبل منه»، قال: ثم قام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و قد استعلاه الغضب، و علت وجهه حمرة، فقال:«إنّ اللّه تعالى ذكره بعثني إليكم جميعا فقلتم: كذبت، و قال صاحبي صدقت، فهل أنتم تاركو لي صاحبي - ثلاث مرات-»، قال: فقام عمر فقال: يا رسول اللّه رضينا باللّه ربا، و بالإسلام دينا، و بمحمّد صلى اللّه عليه و سلم نبيا، و يحمرّ غضبا و بياضا حمرة، قال: فقام أبو بكر، فقال: و اللّه لأني بدأته، و أنا كنت أظلم منه، قال: فأقبل عمر على أبي بكر فقال: ارض عني رضي اللّه عنك، قال: فقال أبو بكر: يغفر اللّه لك، قال:

فذهب عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم غضبه.

أخبرنا أبو سعد (4) بن البغدادي، أنا أبو المظفّر محمّد بن جعفر بن إبراهيم بن محمّد، أنبأ إبراهيم بن خرّشيد قوله، أنا أبو بكر النيسابوري، نا أحمد بن عيسى، نا

ص: 109


1- سقطت من الأصل و أضيفت عن م.
2- كذا بالأصل، و لم تظهر الكلمة في م من سوء التصوير، و سيرد في الخبر التالي: و يحمر.
3- كذا بالأصل و غير واضحة في م.
4- بالأصل: أبو سعيد، خطأ و الصواب ما أثبت عن م، و السند معروف.

عمر بن أبي سلمة، نا صدقة - و هو ابن عبد اللّه - عن نصر بن علقمة، عن أخيه، عن ابن (1) عائذ عن المقدام قال: استبّ عقيل بن أبي طالب، و أبو بكر قال: و كان أبو بكر سبابا أو نشابا غير أنه تحرّج من قرابته (2) من النبي صلى اللّه عليه و سلم فأعرض عنه و لكنه شكاه إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في الناس:«أ لا تدعون لي صاحبي، ما شأنكم و شأنه، فو اللّه ما منكم رجل إلاّ على باب بيته ظلمة إلاّ باب أبي بكر، فإنّ على بابه النور، فو اللّه لقد قلتم: كذبت، و قال أبو بكر: صدقت، و أمسكتم الأموال و جاد لي بماله، و خذلتموني و واساني و اتّبعني»[6117].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، قال: نا و أبو منصور بن خيرون، نا أبو بكر الخطيب، نا القاضي أبو العلاء محمّد بن علي الواسطي، نا أبو الفرج المعافى بن زكريا القاضي، نا أبو عيسى الفضل بن محمّد بن الحسين الخواص، نا أبو نصر الفتح بن شخرف، نا أبو معاذ الجارود (3) بن سنان (4) الترمذي، نا الفضل بن موسى السّيناني، عن عبد اللّه بن الوليد، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«دعوا لي صويحبي، فإنّي بعثت إلى الناس كافّة فلم يبق أحد إلاّ قال لي:

كذبت، إلاّ أبو بكر فإنه قال لي: صدقت»[6118].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن.

و أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر، أنا عمر بن أحمد بن عمر، قالا: أنا أبو نصر أحمد بن الحسين بن أحمد الضّبّي، نا أبو علي الحسين بن موسى السمسار، نا إبراهيم بن فهد بن حكيم الهاشمي، نا إسحاق بن بشر بن سالم، نا جعفر بن سعيد - زاد أبو سعد: الكاهلي - عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عن ابن عبّاس، قال:

ذكر أبو بكر عند النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«كذّبني الناس و صدّقني، و آمن

ص: 110


1- بالأصل: أبي، و المثبت عن تهذيب الكمال 352/18 ترجمة المقدام بن معدي كرب و فيها: روى عنه عبد الرحمن بن عائذ.
2- عن م و بالأصل: فراشه.
3- بالأصل و م: الجارودي.
4- كذا بالأصل و م، و في ترجمة الفضل بن موسى السيناني في تهذيب الكمال 92/15 الجارود بن معاذ الترمذي.

بي، و زوّجني ابنته، و جهّزني بماله، و جاهد معي في جيش العسرة، ألا إنّه سيأتي يوم القيامة على ناقة من نوق الجنة، قوائمها من[ (1) المسك و العنبر، و رحلها من الزمرّد الأخضر، و زمامها من اللؤلؤ الرّطب، عليها جلباب (2) خضروان] من سندس و استبرق، و يجاء بأبي بكر يوم القيامة و إياي فيقال: هذا محمّد رسول اللّه، و هذا أبو بكر الصدّيق»[6119].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، نا أبو الحسين بن المهتدي، نا يوسف بن عمر، قال: قرئ على الحسين بن إسماعيل القاضي، و أنا أسمع (3)،قيل له: حدّثكم يوسف - يعني القطان - نا يزيد بن هارون، نا مبارك بن فضالة، نا أبو عمران الجوني، عن ربيعة السّلمي (4)،و كان يخدم النبي صلى اللّه عليه و سلم، فقال لي ذات يوم:«يا ربيعة أ لا تزوج»، قال: قلت: يا رسول اللّه ما أحبّ أن يشغلني عن خدمتك شيء، و ما عندي ما أعطي المرأة، قال: فقلت في نفسي (5) بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أعلم بما عندي مني، يدعوني إلى التزويج، لأن دعاني هذه المرة، قال: فقال:«يا ربيعة أ لا تزوج ؟»، قال: قلت: يا رسول اللّه و من يزوّجني، و اللّه ما عندي ما أعطي المرأة، قال:«انطلق إلى [آل] (6) فلان فقل لهم: إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يأمركم أن تزوّجوني فتاتكم فلانة»، قال: فأتيتهم، فقلت:

إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أرسلني إليكم يأمركم أن تزوّجوني فتاتكم فلانة، فقالوا: مرحبا برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و مرحبا برسوله، فزوجوني (7)،فأتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقلت: يا رسول اللّه أتيت خير أهل بيت، صدّقوني و زوّجوني، فمن أين لي ما أعطي صداقي، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم لبريدة الأسلمي:«يا بريدة اجمعوا لربيعة في صداقه وزن نواة من ذهب»، قال: فجمعوها، فأعطوني، فأتيتهم بها فقبلوها، قال: فأتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقلت: يا رسول اللّه قد قبلوها، فمن أين لي ما أولم ؟ فقال: يا بريدة اجمعوا لربيعة ثمن كبش، فجمعوا لي، فقال لي ائت عائشة، فقل لها: فلتدفع إليك ما عندها من الشعير، قال:

ص: 111


1- ما بين الرقمين سقط من م.
2- كذا بالأصل، و في مختصر ابن منظور 61/13 جلان.
3- عن م و بالأصل: إسماعيل.
4- كذا بالأصل و م، و في مسند أحمد و تهذيب الكمال 173/6 الأسلمي.
5- عن م و بالأصل: نفس.
6- زيادة عن المسند.
7- بالأصل و م: فزوجني، و المثبت عن المسند.

فأتيتها فدفعت إليّ ، فانطلقت بالكبش و الشعير إليهم، فقالوا: أما الشعير فنحن نكفيك و أما الكبش فمر أصحابك أن يذبحوه، فذبحوه و عملوا الشعير، فأصبح و اللّه عندنا خبز و لحم، ثم إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أقطع أبا بكر أرضا، و ربيعة أرضا، فاختلفا في عذق، فقلت هو في أرضي، و قال أبو بكر: هو في أرضي، فتنازعنا فقال أبو بكر كلمة كرهتها، فندم فأخذني فقال: قل لي كما قلت لك، قلت: لا و اللّه لا أقول لك ما قلت لي، قال: إذا أنا برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فأتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و تبعته فجاءني قومي يتبعوني، فقالوا: يا ربيعة هو الذي قال لك و هو الذي يأتي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يشكو، فالتفتّ إليهم فقلت: تدرون من هذا؟ هذا الصدّيق، و ذو شيبة المسلمين، ارجعوا لا يلتفت فيراكم، فيظنّ إنّما جئتم تعينوني عليه فيغضب، فيأتي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فيخبره فيغضب فيهلك ربيعة، فأتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: يا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إنّي قلت لربيعة كلمة كرهتها، فقلت له يقول لي مثل ما قلت فقال لي: لا و اللّه، لا أقول له كما قال لي، قال:«أجل لا تقل له كما قال لك، و لكن قل: غفر اللّه يا أبا بكر»[6120].

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين (1)،ثنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، نا أبو النّضر هاشم بن القاسم (3)،نا المبارك بن فضالة، نا أبو عمران الجوني، عن ربيعة الأسلمي، قال: كنت أخدم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال لي:«يا ربيعة أ لا تزوج ؟» قال: قلت: لا و اللّه يا رسول اللّه ما أريد أن أتزوج، ما عندي ما يقيم المرأة، و ما أحبّ أن يشغلني عنك شيء، فأعرض عني، فخدمته ما خدمته، ثم قال لي الثانية:«يا ربيعة (4) أ لا تزوّج ؟» فقلت: ما أريد أن أتزوج، ما عندي ما يقيم المرأة، و ما أحبّ أن يشغلني عنك شيء، فأعرض عني، ثم رجعت إلى نفسي فقلت: و اللّه لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بما يصلحني في الدنيا و الآخرة أعلم مني، و اللّه لئن قال لي تزوّج لأقولن: نعم يا رسول اللّه، مرني بما شئت، قال: فقال:«يا ربيعة أ لا تزوّج ؟» فقلت: بلى مرني (5) بما شئت، قال:«انطلق إلى آل فلان - حي من الأنصار -

ص: 112


1- عن م و بالأصل: الحسين، خطأ، و السند معروف.
2- الحديث في مسند أحمد 569/5 رقم 16577.
3- بالأصل: أبو النصر قاسم بن القاسم، خطأ و الصواب عن م و المسند.
4- في م: يا ربيع.
5- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل، و الصواب عن م و المسند.

و كان فيهم تراخ (1) عن النبي صلى اللّه عليه و سلم فقل لهم: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أرسلني إليكم يأمركم أن تزوّجوني فلانة - لا مرأة منهم-» فذهبت فقلت لهم: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أرسلني إليكم يأمركم أن تزوّجوني فلانة، فقالوا: مرحبا برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و برسول رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، لا و اللّه لا يرجع رسول رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلاّ بحاجته، فزوّجوني و ألطفوني، و ما سألوني البيّنة، فرجعت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حزينا، فقال لي:«ما لك يا ربيعة ؟» فقلت: يا رسول اللّه أتيت قوما كراما، فزوّجوني و أكرموني و ألطفوني و ما سألوني بينة، و ليس عندي صداق، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا بريدة الأسلمي اجمعوا له وزن نواة من ذهب»، قال: فجمعوا لي وزن نواة من ذهب، فأخذت ما جمعوا لي، فأتيت به النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:

«اذهب بهذا إليهم، فقل: هذا صداقها»، فأتيتهم فقلت: هذا صداقها، فرضوه و قبلوه، و قالوا: كثير طيب، قال: ثم رجعت إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم حزينا، فقال:«يا ربيعة ما لك حزين ؟» فقال: يا رسول اللّه ما رأيت قوما أكرم منهم، رضوا بما آتيتهم، و أحسنوا، و قالوا: كثير طيب، و ليس عندي ما أولم، قال:«يا بريدة اجمعوا له شاة»، قال:

فجمعوا لي كبش عظيم سمين، فقال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: اذهب إلى عائشة فقل لها فلتبعث بالمكتل (2) الذي فيه الطعام، قال: فأتيتها، فقلت لها ما أمرني به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقالت: هذا المكتل (3) فيه تسعة آصع (4) شعير، لا و اللّه إن أصبح لنا طعام غيره، خذه، قال: فأخذته، فأتيت به النبي صلى اللّه عليه و سلم، و أخبرته بما قالت عائشة، فقال:

«اذهب بهذا إليهم فقل لهم: ليصبح هذا عندكم خبزا»، فذهبت إليهم، و ذهبت بالكبش، و معي أناس من أسلم، فقال: ليصبح هذا عندكم طبيخا، فقالوا: أما الخبز فسنكفيكموه، و أمّا الكبش فاكفوناه أنتم، فأخذنا الكبش أنا و أناس من أسلم فذبحناه و سلخناه و طبخناه فأصبح عندنا خبز و لحم، فأولمت و دعوت النبي صلى اللّه عليه و سلم، ثم قال: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أعطاني بعد ذلك أرضا، و أعطى أبا بكر أرضا و جاءت الدنيا، فاختلفنا في عذق نخلة، فقلت أنا: هي في حدي، و قال أبو بكر في حدي، فكان بيني و بين أبي بكر كلام، فقال لي أبو بكر كلمة كرهها، و ندم، فقال لي: يا ربيعة ردّ عليّ مثلها حتى يكون قصاصا، قال: قلت: لا أفعل، فقال أبو بكر: لتقولنّ (5) أو لاستعدينّ عليك

ص: 113


1- بالأصل:«تراخى» و في م:«تراخي» و المثبت عن المسند.
2- بالأصل و م: بالمكيل، و المثبت عن المسند، و المكتل: شبه الزبيل يسع خمسة عشر صاعا.
3- بالأصل و م: بالمكيل، و المثبت عن المسند، و المكتل: شبه الزبيل يسع خمسة عشر صاعا.
4- في المسند:«تسع» و الآصع جمع صاع.
5- عن م و المسند، و بالأصل: ليقولن.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال: فقلت: ما أنا بفاعل، قال: و رفض الأرض، و انطلق أبو بكر إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم، و انطلقت أتلوه، فجاء أناس من أسلم، فقالوا لي: رحم اللّه أبا بكر في أي شيء يستعدي عليك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو الذي قال لك ما قال، قال: فقلت: أ تدرون من هذا؟ هذا أبو بكر الصّدّيق، هذا ثاني اثنين، و هذا ذو شيبة المسلمين، إياكم لا يلتفت فيراكم تنصروني عليه فيغضب، فيأتي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فيغضب لغضبه، فيغضب اللّه لغضبهما، فيهلك ربيعة، قالوا: فما تأمرنا؟ قال: ارجعوا، قال: و انطلق أبو بكر إلى رسول اللّه (1) صلى اللّه عليه و سلم، فتبعته وحدي حتى أتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فحدّثه الحديث كما كان فرفع إليّ رأسه فقال:«يا ربيعة ما لك و الصدّيق ؟» (2) قلت: يا رسول اللّه كان كذا، كان كذا، فقال لي كلمة كرهها، فقال لي: قل كما قلت حتى يكون قصاصا، فأبيت، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أجل فلا تردّ عليه، و لكن قل غفر اللّه لك يا أبا بكر»، فقلت: غفر اللّه لك يا أبا بكر، قال الحسن: فولّى أبو بكر و هو يبكي.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو عثمان سعيد بن محمّد البحيري - قراءة عليه - أنا أبو بكر بن زكريا - يعني الجوزقي - أنا أبو علي محمّد بن عبد الوهّاب، نا محمّد بن سليمان بن الحارث، نا حفص بن عمر، نا الايلي، نا مسعر بن كدام، عن عبد الملك بن عمير (3)،عن ربعي بن حراش، قال: سمعت حذيفة بن اليمان يقول:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«لقد هممت أن أبعث رجالا يعلّمون الناس السنّة و الفرائض كما بعث عيسى بن مريم الحواريين في بني إسرائيل»، فقيل له: فأين أنت عن أبي بكر و عمر؟ قال:«لا غنى لي عنهما - أو بي عنهما - فإنهما من الدين كالسمع من البصر»[6121].

حدّثنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن - لفظا - و أبو القاسم بن السّمرقندي - قراءة - قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور (4)،أنا محمّد بن عبد اللّه بن الحسين، نا علي بن الفتح القلانسي، أنا الحسن بن عرفة، نا الوليد بن الفضل العنزي (5)،نا

ص: 114


1- المسند: النبي صلى اللّه عليه و سلم.
2- في م و المسند: و للصديق.
3- عن م و بالأصل: عثمان، خطأ، انظر ترجمة مسعر بن كدام في تهذيب الكمال 51/18.
4- بالأصل: البغوي، خطأ و الصواب عن م.
5- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل و م، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمة الحسن بن عرفة في تهذيب الكمال 363/4.

عبد اللّه بن إدريس الأودي، عن أبيه، عن وهب بن منبّه، عن ابن عبّاس قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يبعث رجالا إلى البلدان يدعون الناس إلى الإسلام، قال رجل: لو بعثت أبا بكر و عمر، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أبو بكر و عمر لا غنى بي عنهما، إنّ أبا بكر و عمر من الإسلام بمنزلة السمع و البصر من الإنسان»[6122].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو الحسين بن النّقّور (1)،ثنا عيسى بن علي، ثنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني الفضل بن الصّبّاح البزّار سنة ست عشرين و مائتين، نا ابن أبي فديك، حدّثني غير واحد عن عبد العزيز بن المطّلب.

قال: و حدّثني علي بن مسلم الطوسي، نا ابن أبي فديك، حدّثني غير واحد منهم: عمر بن (2) أبي عمر، و علي بن عبد الرّحمن بن عثمان، عن عبد العزيز بن المطّلب، عن أبيه، عن جدّه عبد اللّه بن حنطب: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم رأى أبا (3) بكر و عثمان فقال:«هذان السمع و البصر»[6123].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد بن يحيى المخزومي، ثنا جدي لأمي الحسن بن علي بن عبد الصمد اللّبّاد، أنا عبد اللّه بن أحمد بن معاذ الدّارّاني، نا أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب (4)،نا الفريابي، نا محمّد بن مصفى (5)،نا بقية بن الوليد، نا ثور بن يزيد أنه حدّثه عن عبد اللّه بن بسر (6) الكندي، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لقد هممت أن أبعث رجالا من أصحابي إلى الناس يعلّمونهم و يفقّهونهم كما بعث عيسى بن مريم الحواريين»، قالوا:

أ لا تبعث أبا بكر و عمر، فإنهما أبلغ، قال:«لا غنى بي عنهما، إنهما من الدين بمنزلة السمع و البصر من الجسد»[6124].

أخبرنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى بن علي القاضي، أنا أبو القاسم بن أبي

ص: 115


1- بالأصل: البغوي، خطأ و الصواب عن م.
2- بالأصل:«عمر بن عبد العزيز بن أبي عمر» و فوق اللفظتين:«عبد العزيز» علامتا حذف، فحذفنا «عبد العزيز» بما يوافق عبارة م.
3- عن م و بالأصل: أبي.
4- عن م و بالأصل: الغوث.
5- مهملة بالأصل و م، و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 244/17.
6- عن م و بالأصل: بشر.

العلاء، أنبأ أبو نصر بن الجبّان (1)،أنبأ أبو عمر محمّد بن موسى بن فضالة، نا أحمد بن أنس بن مالك (2)،ثنا محمّد بن مصفّى، نا بقية، عن ثور بن يزيد الرّحبي، عن عبد اللّه بن بسر (3) الكندي، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لقد هممت أن أبعث رجالا من أصحابي إلى ملوك الأرض يدعونهم إلى الإسلام، كما بعث عيسى بن مريم الحواريين»، قالوا: يا رسول اللّه أ فلا تبعث أبا بكر و عمر فهما أبلغ، قال:«لا غنى بي عنهما، إنّما منزلتهما من الدين منزلة السمع و البصر من الجسد»[6125].

أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه الشّيحي (4)،قال: أنبأ و أبو الحسن (5) علي بن الحسن (6) بن سعيد، قال: ثنا أبو بكر الخطيب (7)،ثنا أبو عمر بن مهدي، أنبأ محمّد بن مخلد، نا أبو يعلى زكريا بن يحيى السّاجي، نا الحكم بن مروان، نا حسن بن صالح، عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل، عن جابر بن عبد اللّه، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أبو بكر و عمر من هذا الدين، كمنزلة السمع و البصر من الرأس»[6126].

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن، أنا هنّاد بن إبراهيم بن محمّد النّسفي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد بن سليمان، قال: سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن حمدويه بن نعيم يقول: سمعت أبا بكر يحيى بن محمّد العنبري يقول: سمعت أحمد بن خالد بن أحمد يقول: سمعت أبي يقول: رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم في المنام، فقلت: يا رسول اللّه تأذن لي أن أعرض عليك أسامي (8) أولادي، قال: نعم، قلت: أبو (9) محمّد بن عبد اللّه، أحمد أبو محمّد، و الهيثم أبو القاسم، و سكت قال: فهلا سمّيت واحدا باسم أبي بكر و كنّيته و اسم عمر فإنهما عندي بمنزلة السمع و البصر، قال: فولد لي ابن، فسميته عبد اللّه و كنّيته أبا بكر.

ص: 116


1- الجيم و الباء مهملتان بالأصل، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
2- من قوله: نا الفريابي في الحديث السابق إلى هنا سقط من م.
3- بالأصل: بشر، خطأ و الصواب عن م.
4- بالأصل:«التيمي» و في م:«السحى» و كلاهما تحريف و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
5- بالأصل و م: أبو الحسين خطأ.
6- عن م و بالأصل: الحسين.
7- تاريخ بغداد 459/8-460 في ترجمة زكريا بن يحيى الساجي.
8- عن م و بالأصل: إسلامي بأولادي.
9- عن م و بالأصل: بن.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا خيثمة بن سليمان، أنا الحسين بن مكرم، عن محمّد بن عمر المدني، عن عاصم بن عمر.

ح و أخبرنا أبو الحسن كافور بن عبد اللّه الليثي، أنبأ مالك بن أحمد بن علي البانياسي (1)،نا علي بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران - إملاء - لنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه الشافعي، نا محمّد بن الفرج، نا الواقدي، نا عاصم بن عمر، عن سهيل بن أبي صالح، عن محمّد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أبي سلمة - زاد كافور: بن عبد الرّحمن - عن أبي أروى الدّوسي قال: كنت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم جالسا فطلع أبو بكر و عمر، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«الحمد للّه الذي أيّدني بكما».

و رواه النّضر بن عربي، عن عاصم[6127].

أخبرناه أبو الفتح يوسف، ثنا شجاع، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا محمّد بن عبد اللّه بن أسيد، و غير واحد قالوا: ثنا محمّد بن علي بن زيد، نا بشر بن عبيس (2) بن مرحوم، ثنا النضر بن عربي، نا عاصم بن عمر، عن سهيل، عن محمّد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن أبي أروى الدوسي قال: كنت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم جالسا، فطلع أبو بكر و عمر، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«الحمد للّه الذي أيّدني بكما»[6128].

و رواه دعلج، عن محمّد بن علي بن زيد، فأسقط سهيلا منه.

أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الواحد، أنا أبو بكر الخطيب، أنا الحسن بن أبي بكر، أنبأ دعلج بن أحمد، نا محمّد بن علي بن زيد: أن بشر بن عبيس بن مرحوم حدّثهم، ثنا النّضر بن عربي، عن عاصم، عن محمّد بن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن، عن أبي أروى الدوسى، قال: كنت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم جالسا، فأطلع أبو بكر و عمر، فقال:«الحمد للّه الذي أيّدني بكما»[6129].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: ثنا و أبو

ص: 117


1- مهملة بالأصل بدون نقط ، و في م:«البانياسي» و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير الأعلام 526/18.
2- في م عيسى، خطأ، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 86/3.

منصور بن زريق الشّيباني (1)،قال: ثنا أبو بكر أحمد بن (2) علي، أنبأ الحسن (3) بن الحسين النعالي، نا أبو بكر محمّد بن الخضر بن زكريا الدقاق، نا أبو بكر أحمد بن عبد العزيز بن حمّاد المصري (4)،نا إبراهيم بن مهدي، نا عمر بن حفص بن صبيح أبو الحسن الكسائي (5)،نا الوضّاح، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول لأبي بكر:«يا أبا بكر إنّ اللّه أعطاني ثواب من آمن بي منذ خلق آدم إلى أن بعثني و إنّ اللّه أعطاك يا أبا بكر ثواب من آمن بي منذ بعثني إلى أن تقوم الساعة»[6130].

أخبرناه جدي أبو المفضّل القاضي، نا عبد الرّزّاق بن عبد اللّه بن الفضيل، أنا عبد الرّحمن بن عبد العزيز بن الطّبيز، أنا محمّد بن جعفر بن محمّد بن هشام - بحلب - نا محمّد بن عامر بن مرداس السّمرقندي، نا عصام بن يوسف، نا إسرائيل بن يونس، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي بن أبي طالب، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ اللّه أعطاني ثواب من آمن بي منذ خلق اللّه آدم إلى أن تقوم الساعة، و أعطى أبا بكر ثواب من آمن بي منذ خلق اللّه آدم إلى أن تقوم الساعة»[6131].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأ رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، نا أحمد بن عبّاد التميمي، قال إسماعيل بن نعيم: ثنا العلاء بن عمرو، نا وضّاح بن حسان، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لأبي بكر الصدّيق:«إنّ اللّه أعطاني ثواب من آمن به من يوم خلق اللّه آدم إلى أن تقوم الساعة، و إنّ اللّه عز و جل أعطاك يا أبا بكر ثواب من آمن بي»[6132] أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا أبو منصور بن خيرون، نا أبو بكر الخطيب (6)،

ص: 118


1- عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد بن حسن بن منازل الشيباني، ترجمته في سير الأعلام 69/20.
2- في تاريخ بغداد 256/4 في ترجمة أحمد بن عبد العزيز بن حماد.
3- بالأصل و م: الحسين، خطأ، و المثبت عن تاريخ بغداد.
4- عن م و تاريخ بغداد، و بالأصل: البصري.
5- كذا بالأصل و م، و في تاريخ بغداد: الشيباني.
6- تاريخ بغداد 53/5 ضمن أخبار أحمد بن محمد بن عبيد اللّه التمار.

أنا الحسن بن أبي طالب، أنا محمّد بن جعفر بن العبّاس النّجّار، أنا أبو الحسن (1)أحمد بن محمّد بن عبيد اللّه التمار (2)،نا أحمد بن هشام بن بهرام أبو عبد اللّه، نا أبو معاوية، نا الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن علي بن أبي طالب، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لأبي بكر:«يا أبا بكر إنّ اللّه أعطاني ثواب من آمن بي منذ خلق اللّه آدم إلى أن تقوم الساعة، و إن اللّه أعطاك يا أبا بكر ثواب من آمن بي منذ بعثني اللّه إلى أن تقوم الساعة»[6133].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور (3) و أبو القاسم بن البسري (4)،و أبو محمّد بن أبي عثمان، قالوا: أنا أبو الحسين أحمد [بن محمد] (5) بن موسى بن القاسم بن الصّلت المجبر أخبرنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، نا محمّد بن الوليد مولى قريش بمكة، نا شبابة، قال: سمعت ابن عبّاس عن عطاء بن عجلان، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لي وزيران من أهل السماء: جبريل و ميكائيل، و وزيران من أهل الأرض: أبو بكر و عمر»[6134].

أخبرنا أبو الحسن (6) علي بن محمّد بن علي بن عمر بن المحلبان، و أبو سعد أحمد بن محمّد بن علي بن محمود بن إبراهيم الزوزني، قالا: ثنا أبو يعلى بن الفراء - إملاء-.

و أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن الفراء، و أبو غالب أحمد بن الحسن قالوا: أنا أبو يعلى بن الفراء - قراءة - قال: أخبرتنا أم الفتح أمة السلام بنت القاضي أبي (7) بكر أحمد بن كامل - قراءة عليها - و أنا أسمع سنة ست و ثمانين و ثلاثمائة، قالت:

ثنا أبو الطّيّب محمّد بن الحسين بن حميد بن الربيع اللّخمي، نا عبد اللّه بن سعيد الكندي، نا تليد بن سليمان المحاربي، عن أبي الجحّاف عن عطية بن سعد، عن أبي

ص: 119


1- عن م و تاريخ بغداد و بالأصل: أبو الحسين.
2- عن تاريخ بغداد و بالأصل:«اليمان» و غير واضحة بالتصوير في م.
3- بالأصل: البغوي، و الصواب عن م.
4- بالأصل:«التستري» و في م مهملة بدون نقط ، و الصواب ما أثبت و ضبط ، و السند معروف.
5- عن هامش الأصل و بجانبها كلمة صح.
6- عن م و مشيخة ابن عساكر، و بالأصل: أبو الحسين، خطأ.
7- بالأصل: أبو.

سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما من نبيّ إلاّ له وزيران من أهل السماء، و وزيران من أهل الأرض، فأما وزيراي (1) من أهل السماء فجبريل و ميكائيل، و أما وزيراي (2) من أهل الأرض فأبو (3) بكر و عمر»[6135].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، و محمّد بن الحسين الفرضيان، و أبو منصور مقرب بن الحسين بن الحسين، قالوا: حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو القاسم بن حبابة - إملاء-.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو محمّد الصّريفيني، أنبأ أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا العلاء بن موسى، نا سوّار بن مصعب، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ لي وزيرين من أهل السماء، و وزيرين من أهل الأرض، فأما وزيراي من أهل السماء فجبريل و ميكائيل، و أما وزيراي من أهل الأرض (4) فأبو بكر و عمر»، ثم رفع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم رأسه إلى السماء فقال:«إنّ أهل عليين ليراهم (5) من هو (6) أسفل منهم كما يرون النجم - أو الكوكب - في السماء، و إن منهم أبا بكر و عمر و أنعما» قالت: قلت لأبي سيعد: و ما أنعما؟ قال: أهل ذاك هما (7).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن الحسين بن الخلاّل، أنا محمّد بن عثمان بن محمّد النفري، نا الحسين بن إسماعيل، نا عبد اللّه بن أيوب المخرمي، نا سعيد بن محمّد العوفي، نا عمرو بن عطية، عن أبيه، و الحسين بن الحسن بن عطية، عن أخيه، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ لي وزيرين من أهل السماء، و وزيرين من أهل الأرض، فوزيراي من أهل السماء جبريل و ميكائيل، و وزيراي من أهل الأرض أبو بكر و عمر» رضي اللّه عنهما[6136].

ص: 120


1- بالأصل و م: وزيراني.
2- بالأصل و م: وزيراني.
3- عن م و بالأصل: فأبي.
4- من قوله: فأما وزيراي إلى هنا استدرك على هامش م.
5- عن م و أسد الغابة و بالأصل: إبراهيم.
6- سقطت من الأصل و م و أضيفت عن أسد الغابة.
7- نقله ابن الأثير في أسد الغابة 216/3-217.

أخبرنا أبو علي (1) الحسن بن المظفّر، و أبو غالب بن البنّا، قالا: أنا أبو محمّد الجوهري، ثنا أبو حفص عمر بن محمّد بن علي الناقد، نا إبراهيم بن شريك الأسدي، نا أحمد بن عبد اللّه بن يونس، نا معلّى بن هلال، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ لي وزيرين من أهل السماء، و وزيرين من أهل الأرض، فوزيراي من أهل السماء جبريل و ميكائيل، و وزيراي من أهل الأرض أبو بكر و عمر»[6137].

أخبرنا أبو الحسن الفرضي بالمزّة (2)،أنبأ أبو الحسن بن أبي الحديد، و أبو نصر بن طلاّب، قالا: أنا أبو بكر بن أبي الحديد، أنا أبو الحسين محمّد بن علي بن أبي الحديد بمصر، ثنا (3) إبراهيم بن مرزوق، نا أبو عامر العبدي، أنا رياح بن أبي معروف المكي، عن سعيد بن عجلان، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال لأبي بكر و عمر:«أ لا أخبركما بمثلكما في الملائكة، و مثلكما في الأنبياء، مثلك يا أبا بكر في الملائكة مثل ميكائيل ينزل بالرحمة، و مثلك في الأنبياء مثل إبراهيم إذ كذّبه قومه فصنعوا به ما صنعوا، قال فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي، وَ مَنْ عَصٰانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (4)و مثلك يا عمر في الملائكة مثل جبريل ينزل بالبأس و الشدة على أعداء اللّه، و مثلك في الأنبياء مثل نوح إذ قال رَبِّ لاٰ تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكٰافِرِينَ دَيّٰاراً (5)[6138].

أخبرناه أبو نصر أحمد بن محمّد بن عبد الملك بن عبد القاهر بن أسد، ثنا أبو الفرج أحمد بن عثمان بن الفضل بن جعفر المخبزي (6)،أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن محمّد بن إسحاق بن حبابة، نا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن نيروز (7)الأنماطي، نا محمّد بن المثنّى، نا أبو عامر العبدي، نا رياح و هو ابن أبي معروف المكي، عن سعيد بن عجلان، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس.

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال لأبي بكر و عمر:«أ لا أخبركما بمثلكما في الملائكة، و مثلكما في

ص: 121


1- كتبت علي فوق الكلام بالأصل بعد لفظة «أخبرنا» خطأ. و الصواب ما أثبت عن م، و انظر مشيخة ابن عساكر 48/ب رقم 293.
2- سقطت من الأصل.
3- سقطت من الأصل و زيدت عن م.
4- سورة إبراهيم، الآية:36.
5- سورة نوح، الآية:26.
6- بالأصل: المحيزي، و في م: المخبري، و المثبت عن مشيخة ابن عساكر 17/أرقم 104.
7- رسمها و إعجامها مضطرب و المثبت عن مشيخة ابن عساكر ص 17/أ.

الأنبياء؟ أما اسمك أنت يا أبا بكر في الملائكة كمثل ميكائيل ينزل بالرحمة، و مثلك أيضا في الأنبياء كمثل إبراهيم إذ كذّبه قومه و صنعوا به ما صنعوا فقال: فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي، وَ مَنْ عَصٰانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ،و مثلك يا عمر في الملائكة كمثل جبريل ينزل بالبأس و الشدة و النقمة على أعداء اللّه، و مثلك في الأنبياء كمثل نوح إذ قال: رَبِّ لاٰ تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكٰافِرِينَ دَيّٰاراً [6139]».

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا أبو عبيد القاسم بن إسماعيل بن (1)المحاملي، نا أحمد بن داود بن يزيد بن ماهان أبو يزيد (2)السّختياني، نا يحيى بن أحمد الكوفي لقيته ببلخ، أنا شريك، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عثمان قال:

هبط جبريل على النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:«يا جبريل أخبرني بفضائل عمر في السماء، قال: لو مكثت ما مكث نوح في قومه ألف سنة إلاّ خمسين عاما ما استطعت أن أصف فضائل عمر في السماء، و أن عمر حسنة من حسنات أبي بكر.»- في نسخة أخرى: يحيى بن أحمد بالدال (3)،كذا قال: عن عثمان، و هذا الحديث إنّما يروى عن عمّار بن ياسر.

أخبرناه أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنبأ أبو عمرو بن حمدان.

و أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنبأ أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، ثنا الحسن بن عرفة، حدّثني الوليد بن الفضل العنزي (4)،عن إسماعيل العجلي.

و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو (5)غالب أحمد بن يحيى بن الحسن، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور (6)،أنا محمّد بن عبد اللّه بن الحسين الدقاق، نا أبو حامد الحضرمي.

ص: 122


1- كذا بالأصل «بن المحاملي» و «بن» ليست في م، و انظر ترجمته في سير الأعلام 263/15.
2- في م: أبو زيد.
3- كذا بالأصل و م هنا، و الذي مرّ في السند في الأصل و م «أحمد» رسمت فيهما بالدال أيضا.
4- إعجامها مضطرب بالأصل و المثبت عن م.
5- بالأصل:«ثنا أبو غالب أحمد بن علي بن الحسين» و في م: و أبو غالب أحمد بن علي بن الحسين و الصواب ما أثبتناه، و قد مرّ هذا السند كثيرا.
6- عن م و بالأصل: البغوي.

و أخبرناه أبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد، أنبأ أبو القاسم الحنّائي، أنبأ أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن هلال الحنائي.

و أنبأناه أبو القاسم بن بيان، و أخبرنا عنه خالي أبو المكارم سلطان بن يحيى، و أبو سليمان داود بن محمّد الإربلي، قال: أنا أبو الحسن بن مخلد قالا: أنا إسماعيل بن محمّد الصفار، قالا: ثنا الحسن بن عرفة بن يزيد العبدي، نا الوليد بن الفضل العنزي، أخبرني إسماعيل بن عبيد العجلي، عن حمّاد بن أبي سليمان، عن إبراهيم - زاد الصفّار: النخعي - عن علقمة بن قيس، عن عمّار بن ياسر قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أتاني جبريل آنفا، فقلت له: يا جبريل حدّثني بفضائل عمر بن الخطاب في السماء، قال: يا محمّد لو حدّثتك بفضائل عمر بن الخطاب في السماء مثل ما لبث نوح في قومه ألف سنة إلاّ خمسين عاما ما نفذت فضائل عمر، و إن عمر حسنة من حسنات أبي بكر»[6140].

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا الحسن بن إبراهيم البياضي، نا الوليد بن الفضل العنزي، نا إسماعيل بن عبيد بن نافع العجلي، عن حمّاد بن أبي سليمان، عن إبراهيم عن علقمة، عن عمّار قال:

قال لي النبي صلى اللّه عليه و سلم:«يا عمّار أتاني جبريل، فقلت: يا جبريل حدّثني بفضائل عمر في السماء، قال: لو حدّثتك بفضائل عمر في السماء ما لبث نوح في قومه ألف سنة إلاّ خمسين عاما ما نفذت فضائل عمر، و إن عمر حسنة من حسنات أبي بكر الصّدّيق»[6141].

أخبرناه أبو القاسم هبة اللّه (1)بن محمّد بن الحصين (2)،أنا أبو طالب بن غيلان، قال: ثنا أبو بكر الشافعي - إملاء - نا أبو إسحاق إبراهيم بن أسباط ثنا (3)أبو إبراهيم إسماعيل بن عبد الرّحمن الأعرج، نا إسماعيل بن عبيد العجلي، نا خلف بن

ص: 123


1- في م: عبد اللّه، خطأ.
2- بالأصل: الحسين، خطأ و الصواب ما أثبت، و انظر ترجمة أبي طالب بن غيلان في سير الأعلام 598/7 و انظر مشيخة ابن عساكر 237/ب.
3- عن م، سقطت من الأصل.

خليفة، نا المغيرة بن حمّاد، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عمّار بن ياسر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«سألت جبريل، فقلت أخبرني عن فضائل عمر، فقال: لو لبث معك ما (1)لبث نوح في قومه ألف سنة إلاّ خمسين عاما ما نفذت فضائل عمر، و إنّما عمر حسنة من حسنات أبي بكر»[6142].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، قال: ثنا و أبو منصور بن خيرون، قال: أنا أبو بكر الخطيب (2)،أنبأ الحسين بن محمّد أخو الخلاّل، من أصل كتابه، حدّثني أبو القاسم برية بن محمد بن برية البغدادي البيّع بجرجان، نا إسماعيل بن محمّد الصفّار، نا أحمد بن منصور الرّمادي، ثنا عبد الرّزّاق بن همّام، ثنا معمر بن راشد، عن الزهري، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: كانت ليلتي من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فلما ضمني و إياه الفراش نظرت إلى السماء فرأيت النجوم مشتبكة، فقلت: يا رسول اللّه في هذه الدنيا رجل له حسنات بعدد نجوم السماء؟ فقال:«نعم»، قلت: من ؟ قال:«عمر، و إنه لحسنة من حسنات أبيك».

قال الخطيب و في كتابه - يعني برية (3)بن محمّد - بهذا الإسناد عدة أحاديث منكرة المتون جدا.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو محمّد الحسين بن عيسى بن المعدّل، ثنا أبو العبّاس أحمد بن منصور اليشكري، ثنا الصولي، نا أحمد بن الحسين (4)بن أبان المصري بالأبلّة، نا أبو عاصم الضّحّاك بن مخلد.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور (5)،أنا أبو الحسين (5)محمّد بن عبد اللّه بن الحسين، نا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي، نا أحمد بن الحسن المصري، نا أبو عاصم، نا زمعة بن صالح، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال:

ص: 124


1- في م: كما لبث.
2- في تاريخ بغداد 135/7 في ترجمة برية بن محمد بن برية.
3- بالأصل و م:«يريد» و الصواب ما أثبت.
4- في م:«الحسن» و سيرد في الخبر التالي «الحسن».
5- في م: أبو الحسن.

هبط جبريل على - و في حديث ابن السّمرقندي إلى - النبي صلى اللّه عليه و سلم، فوقف مليا بناحية، فرأى أبو بكر الصديق، فقال جبريل: يا محمّد هذا ابن أبي قحافة، فقال:

«حبيبي جبريل، و تعرفونه ؟- و في حديث ابن السّمرقندي: أو تعرفونه - في السماء؟ قال - و الذي - و في حديث ابن السّمرقندي: أي و الذي - بعثك بالحقّ لهو أشهر في السماء منه في الأرض، و إن اسمه في السماء للحليم»[6143].

كتب إليّ أبو الغنائم محمّد بن محمّد بن أحمد بن المهتدي، و حدّثنا أبو الحجّاج يوسف بن مكي، أنبأ أبو إسحاق إبراهيم بن عمر البرمكي، أنبأ أبو القاسم عمر بن أحمد السّوسي البزّار، ثنا حمزة بن عمر بن الحسين بن عمر البزّار، نا أبو جعفر محمّد بن هشام، نا محمّد بن زيد مولى بني هاشم، نا أبو معاوية عن الأعمش، عن خيثمة، عن عبد اللّه، قال:

كان النبي صلى اللّه عليه و سلم جالسا و معه جبريل إذ أقبل أبو بكر، فقال جبريل: يا محمّد هذا أبو بكر قد أقبل، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«و هل له اسم في السموات تعرفونه به كما تعرفه أهل الأرض ؟» قال: أي و الذي بعثك بالحقّ بشيرا و نذيرا، لاسمه في السموات أشهر من اسمه في الأرض، من أحبّ منكم أن ينظر إلى شيبة خليل الرّحمن فلينظر إلى شيبة أبي بكر، فبينما هو كذلك إذ أقبل عمر، فقال جبريل: يا رسول اللّه هذا عمر قد أقبل، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«يا جبريل هل له اسم في السموات تعرفونه كما يعرفه أهل الأرض ؟» قال:

و الذي بعثك بالحقّ بشيرا و نذيرا لاسمه في السموات أشهر من اسمه في الأرض، من أحبّ منكم أن ينظر إلى شيبة نوح في المرسلين فلينظر إلى شيبة عمر بن الخطّاب، فبينا هو كذلك إذ أقبل عثمان بن عفان، فقال له جبريل: هذا عثمان قد أقبل، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا جبريل هل له اسم في السموات تعرفونه كما يعرفونه (1)أهل الأرض ؟»، قال: أي، و الذي بعثك بالحقّ بشيرا و نذيرا لاسمه في السموات أشهر من اسمه في الأرض، من أحبّ منكم أن ينظر إلى شيبة موسى كليم الرّحمن فلينظر إلى شيبة عثمان بن عفّان، فبينا هو كذلك إذ أقبل علي بن أبي طالب، فقال له جبريل: يا رسول اللّه هذا علي قد أقبل، فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:«يا جبريل هل له اسم في السموات تعرفونه به كما تعرفه أهل الأرض ؟» قال: أي، و الذي بعثك بالحقّ بشيرا و نذيرا، لاسمه

ص: 125


1- كذا بالأصل و م هنا.

في السموات أشهر من اسمه في الأرض، من أحبّ منكم أن ينظر إلى شيبة هارون فلينظر إلى شيبة علي بن أبي طالب، ثم ارتفع جبريل، فقام النبي صلى اللّه عليه و سلم قائما على قدميه. قال:

«يا أيها الناس، قد أخبرني الروح الأمين بما هو كائن بعدي إلى يوم القيامة، ألا أيها الشاتم أبا بكر فكأني بك قد جئتني تخوض بحار النيران، و قد سالت حدقتاك على خديك، فأعرض عنك بوجهي، و أنت أيها الشاتم عمر أنت و ربي بريء من الإسلام و أنت (1)أيها الشاتم عثمان بن عفان و ختني على ابنتي و الذي قلت له: اللّهمّ لا تنس له هذا اليوم (2)،كأني بك قد جئتني في الأهوال المهيلة المهيبة، فأعرض بوجهي عنك، و أنت أيها الشاتم عليا أخي و ابن عمّي و ختني على ابنتي و الضارب بسيفي بين يديك، لا نالتك شفاعتي»[6144].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، ثنا أبو محمّد الجوهري - إملاء - أنبأ أبو العبّاس محمّد بن نصر بن أحمد بن محمّد بن مكرم، نا أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن المغلّس - إملاء - في شوال سنة سبع عشرة و ثلاثمائة، نا أبو علي مجاهد بن موسى، نا أبو داود الحفري، عن سفيان، عن أبي الزناد، عن عبد الرّحمن يعني الأعرج، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«بينما رجل سرق بقرة إذ تكلمت فقال القوم: سبحان اللّه بقرة تكلّم، فقال: آمنت به أنا و أبو بكر عمر و ما هما»[6145].

ثم أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، ثنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (3)،ثنا محمّد بن أحمد بن بخيت، نا أحمد بن عبد الخالق الضبعي، نا عبد اللّه بن عبد العزيز بن أبي روّاد، حدّثني أبي، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان أهل الأرض لرجح»[6146].

و هذا مرفوع غريب، و إنّما يحفظ عن عمر قوله:

أخبرناه أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان، نا أحمد بن

ص: 126


1- عن م و بالأصل: كنت.
2- يريد يوم جهز عثمان جيش لعسرة، و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قد قال له ذلك في ذلك اليوم.
3- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 201/4 ضمن أخبار عبد اللّه بن عبد العزيز بن أبي رواد.

سليمان الرّبيعي الصوري، نا موسى بن أيوب، نا عبد اللّه بن المبارك، عن ابن (1)شوذب، عن محمّد بن جحادة، عن سلمة بن كهيل، عن هزيل بن شرحبيل، عن عمر بن الخطّاب.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه، نا محمد بن عيسى بن السكن، نا موسى بن عمران، نا ابن المبارك، عن ابن شوذب، عن محمّد بن جحادة، عن سلمة بن كهيل، عن هزيل بن شرحبيل و أنبأناه أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن الحطّاب (2).

و حدّثنا أبو بكر يحيى بن سعدون بن تمّام عنه، أنا أبو الحسين محمّد بن الحسين بن الترجمان العزيز بمصر، نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يوسف الجندري، نا عباس بن محمّد بن الحسن العسقلاني، نا أبو سليمان أحمد بن نوح أنجد الرملي، نا أيوب بن سويد، عن ابن شوذب، عن محمّد بن جحادة، عن سلمة بن كهيل، عن الهزيل بن شرحبيل الأودي، قال: قال عمر بن الخطّاب: لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان أهل الأرض لرجح بهم - و في حديث ابن الحطّاب (3):لرجح به.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأ رشأ بن نظيف، أنا الحسين بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا سليمان بن الحسن الحنفي، نا أبي، عن عبد اللّه بن داود الخريبي، عن الرّبيع بن أنس، قال:

نظرنا في صحابة الأنبياء فما وجدنا نبيا كان له صاحب مثل أبي بكر الصّدّيق.

قال: و أنبأ ابن مروان، نا أحمد بن علي المروزي، نا علي بن عبد اللّه، نا عبد الرّزّاق، عن معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين:

أن عبد الرّحمن بن أبي بكر الصّدّيق كان يوم بدر مع المشركين، فلما أسلم قال

ص: 127


1- بالأصل و م: أبي شوذب خطأ، و الصواب ما أثبت، و هو عبد اللّه بن شوذب، راجع ترجمة عبد اللّه بن المبارك في تهذيب الكمال 467/10.
2- عن م و بالأصل: الخطاب خطأ، و انظر ترجمته في سير الأعلام 583/19.
3- عن م و بالأصل: الخطاب خطأ، و انظر ترجمته في سير الأعلام 583/19.

لأبيه: لقد أهدفت لي يوم بدر، فصرفت (1)عنك و لم أقتلك، فقال أبو بكر: لكنك لو أهدفت لي لم أنصرف عنك.

قال و أنا ابن مروان، نا عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة: بتفسير هذا الحديث فقال:

قوله أهدفت لي: معناه أشرفت (2)لي، و منه قيل للبناء المرتفع هدف (3)،و هدف الرامي منه، لأنه شيء ارتفع للرامي حتى يراه، و أن عبد الرّحمن كره أن يقاتل أباه، أو انصرف عنه هيبة له، و قول أبي بكر: لو أهدفت لي لم أصرف وجهي عنك، و هذا من أكبر فضائله لأنه كان لا تأخذه في اللّه لومة لائم، جعل اللّه في قلبه من جلالة الإيمان، و بهذا وصف اللّه أصحاب محمّد صلى اللّه عليه و سلم فقال: لاٰ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللّٰهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ الآية (4).

و قال صلى اللّه عليه و سلم:«ما أحد عرضت عليه الإسلام أو الإيمان أو النبوة إلاّ كانت له كبوة غير أبي بكر، فإنه لم يتلعثم»، و الكبوة: أن يقف ساعة حتى ينظر في أمره، و أبو بكر لما قال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:«إنّي نبيّ »، قال له: صدقت، فجاوبه لقوله، و لم يقف ساعة واحدة، و هو قوله: لم يتلعثم: أي لم يقف[6147].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

و أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنبأ إبراهيم بن منصور، أنبأ أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، ثنا عبيد اللّه القواريري، ثنا محمّد بن عبد اللّه بن الزبير، نا مسعر، عن أبي عون، عن أبي صالح الحنفي عن علي، قال:

قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم بدر و لأبي بكر:«مع أحد جاء جبريل، و مع الآخر جاء ميكائيل، و إسرافيل ملك عظيم يشهد القتال أو يكون في القتال»[6148].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، أنبأ أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو عمرو عثمان بن محمّد بن القاسم الآدمي، نا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، نا نصر بن علي الجهضمي، نا أبو أحمد الزهري، ثنا مسعر، عن أبي عون، عن أبي صالح، عن

ص: 128


1- كذا بالأصل و م، و في مختصر ابن منظور: فصدفت.
2- عن م و بالأصل: أسرفت.
3- عن م، و بالأصل: هدق و هرق.
4- سورة المجادلة، الآية:22.

علي، قال: قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و لأبي بكر:«مع أحدكما جبريل و مع الآخر إسرافيل ملك عظيم يشهد القتال أو يكون في الصف»[6149].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا وكيع، عن عبد الحميد بن بهرام، عن شهر بن حوشب، عن ابن غنم (2)[الأشعري] (3) أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال لأبي بكر و عمر:«لو اجتمعتما في (4) مشورة ما خالفتكما»[6150].

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة السلمي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمّام بن محمّد، حدّثني أبو القاسم علي بن محمّد الكوفي الحافظ ، نا أحمد بن عبد اللّه بن البيري، أنا محمّد بن عبد الرّحمن بن غزوان، نا همّام بن إسماعيل، عن أبي قبيل، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص، قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«أتاني جبريل فقال لي: يا محمّد إنّ اللّه يأمرك أن تستشير أبا بكر»[6151].

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه، ثم حدّثني عنه أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد، أنبأ أبو نعيم الحافظ ، ثنا سليمان بن أحمد الطبراني (5)،نا الحسن بن العبّاس الرازي، نا سهل بن عثمان، نا أبو يحيى الحمّاني (6)،نا أبو العطوف، عن الوضين بن عطاء، عن عبادة بن نسي (7)،عن عبد الرّحمن بن غنم (8)،عن معاذ بن جبل: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لما أراد أن يسرّح معاذا (9) إلى اليمن استشار ناسا (10) من أصحابه فيهم: أبا بكر [و عمر] (11)،و عثمان و علي، و طلحة، و الزبير، و أسيد بن حضير، فتكلم القوم، كل إنسان برأيه، فقال:«ما ترى يا معاذ» قلت: أرى ما قال أبو

ص: 129


1- مسند أحمد 290/6 رقم 18016.
2- عن المسند، و في الأصل:«ابن عثمان» و في م:«ابن غنم».
3- و الزيادة عن المسند للإيضاح.
4- سقطت من الأصل و أضيفت عن م و المسند.
5- المعجم الكبير للطبراني 67/20 رقم 124.
6- عن المعجم الكبير و بالأصل: الحمامي.
7- عن الطبراني و م، و بالأصل: بشير، تحريف.
8- بالأصل:«عثمان» و في م:«عنم» و المثبت عن الطبراني.
9- عن م و الطبراني، و بالأصل: معاذ.
10- عن م و الطبراني و بالأصل: ما شاء.
11- زيادة عن م و الطبراني.

بكر، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ اللّه يكره فوق سمائه أن يخطئ أبو بكر»[6152].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو أسعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان.

و أخبرتنا أم المجتبى العلوية، و أم البهاء بنت البغدادي، قالتا: أنبأ إبراهيم بن منصور، أنبأ أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا أبو موسى - و قال ابن المقرئ: نا هارون بن عبد اللّه، نا أبو داود - و زاد ابن المقرئ: الطيالسي عن الحكم - زاد ابن المقرئ: بن عطية - عن ثابت، عن أنس قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يخرج إلى المسجد، و فيه المهاجرون و الأنصار، ما أحد منهم يرفع رأسه من حبوته إلاّ أبو بكر و عمر، فإنه كان يبتسم إليهما و يبتسمان إليه.

قالا: و أنا أبو يعلى، نا أحمد الدورقي، نا أبو داود، نا الحكم بن عطية القيسي، نا ثابت، عن أنس قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فذكر مثله.

أخبرنا أبوا الحسن الفقيهان، و أبو المعالي الحسين بن حمزة، قالوا: أنا أبو الحسن (1) بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، نا عبد اللّه بن أبي سعد، نا عبد العزيز بن يحيى بن عبد العزيز بن سعد المدني، نا المجمع بن يعقوب الأنصاري، عن أبيه قال:

إن كان حلقة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لتشتبك حتى تصير كالاسوار، و إنّ مجلس أبي بكر منها لفارغ (2) ما يطمع فيه أحد من الناس، فإذا جاء أبو بكر جلس ذلك المجلس و أقبل عليه النبي صلى اللّه عليه و سلم بوجهه و ألقى إليه حديثه، و سمع الناس، هذا مرسل.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، و أبو الفتح ناصر بن عبد الرّحمن، قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأ خيثمة بن سليمان (3)،نا أبو عبيدة - يعني السّري بن يحيى - نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر عن وائل بن داود، عن يزيد البهي، قال: قال الزبير بن العوّام:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في غزوة تبوك:«اللّهم بارك لأمّتي في أصحابي و لا تسلبهم

ص: 130


1- عن م و بالأصل: أبو الحسين.
2- عن م و بالأصل: لقارع.
3- بالأصل: ابن أبي سليمان، و المثبت عن م، و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 412/15.

البركة، و بارك لأصحابي في أبي بكر الصّدّيق و لا تسلبه البركة، و اجمعهم عليه، و لا تشتّت أمره، فإنه لم يزل يؤثر أمرك على أمره، اللّهمّ و أعزّ عمر بن الخطّاب، و صبّر (1)عثمان بن عفان، و وفّق علي بن أبي طالب، و ثبّت الزبير، و أغفر لطلحة، و سلّم سعدا، و وقّر (2) عبد الرّحمن، و ألحق بي السابقين الأولين من المهاجرين و الأنصار و التابعين بإحسان»[6153].

و لسيف (3) ابن عمر في هذا الحديث إسناد آخر:

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أحمد بن محمّد بن النّقّور (4)،و أخبرتنا فاطمة بنت عبد اللّه بن إبراهيم قالت: أنبأ أبو جعفر بن المسلمة، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن عبد اللّه بن سيف، نا السّري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن أبي الهمّام سهل بن يوسف بن سهل بن مالك الأنصاري، عن أبيه، عن جده قال:

قام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مرجعه من حجته فاجتمع الناس إليه فقال:«يا أيها الناس إنّ أبا بكر لم يسؤني طرفة عين، فاعرفوا ذلك له، يا أيها الناس إنّ اللّه راض عن عمر بن الخطّاب، و عثمان، و علي، و طلحة، و الزبير، و عبد الرّحمن، و سعد فاعرفوا ذلك لهم، يا أيها الناس دعوا لي أحبابي و أصحابي و أصهاري لا يطلبنكم اللّه بمظلمة أحد منهم، فيعذبكم بها، فإنها مما لا توهب، يا أيها الناس ارفعوا ألسنتكم عن المسلمين، و إذا مات أحد منكم فاذكروا منه خيرا»[6154].

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه، و أم الرضا راضية، و أم عطية فاطمة بنو سعد اللّه بن أسعد بن سعيد بن فضل اللّه قالوا: أنبأ أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد بن الحسن (5) الكامخي (6)،السّاوي - يساوه - أنبأ الأستاذ أبو نصر منصور بن الحسين بن

ص: 131


1- كلمة:«صبر» أضيفت عن م.
2- وقّر الرجل: بجّله، و التوقير: التعظيم و الترزين.
3- عن م و بالأصل: و أسند.
4- عن م و بالأصل: البغوي، خطأ.
5- عن م و بالأصل: الحسين، انظر ترجمته في سير الأعلام 184/19 و الساوي نسبة إلى ساوة: بلد بين الري و همذان.
6- في لسان الميزان: الكاسجي تحريف.

محمّد العدل، نا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن الحسن بن الكارزي (1)-إملاء - نا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم البوشنجي، نا أبو صالح الفراء، نا الفرج بن سعد أبو روح، عن خالد بن عمرو بن سعيد بن العاص القرشي، حدّثني سهل بن يوسف بن شهاب بن مالك، عن أبيه، عن جده قال:

لما قدم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في حجة الوداع من المدينة صعد المنبر فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال:«يا أيها الناس إنّ أبا بكر لم يسوؤني قط ، فاعرفوا ذلك له، يا أيها الناس إنّي راض عن عمر، و عثمان، و علي، و طلحة، و الزبير، و سعد، و عبد الرّحمن بن عوف، و المهاجرين، فاعرفوا ذلك لهم، يا أيها الناس إنّ اللّه قد غفر لأهل بدر و الحديبية، فاحفظوني في أصحابي و في أصهاري و في أحبائي، و لا يطلبنكم اللّه بمظلمة أحد منهم، فإنها لا توهب، أيها الناس ارفعوا ألسنتكم عن المسلمين، فإذا مات أحد من المسلمين فقولوا فيه خيرا»[6155].

أخبرناه عاليا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، ثنا أبو بكر الخطيب - إملاء - أنبأ أبو طاهر محمّد بن الحسين بن زيد العلوي - بالري - نا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن سهل البزّار، نا موسى بن إسحاق القاضي، نا محمّد بن معاوية النيسابوري، نا خالد بن سعيد بن العاص الأموي، عن سهل بن يوسف بن سهل الأنصاري، عن أبيه، عن جده قال: خطب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«أيها الناس إنّي راض عن أبي بكر فاعرفوا ذلك له، إنّي راض عن عمر بن الخطّاب، و علي بن أبي طالب، و عثمان بن عفان، و طلحة، و الزبير، و سعد، و سعيد، و عبد الرّحمن بن عوف، و المهاجرين الأولين، فاعرفوا ذلك لهم، أيها الناس إنّ اللّه قد غفر لأهل بدر و الحديبية، أيها الناس احفظوني في أصهاري و أصحابي، و أحبابي، لا يطلبنكم أحد منهم بمظلمة، فإنها مظلمة، لا توهب في القيامة، أيها الناس ارفعوا ألسنتكم عن الناس، و إذا مات المؤمن فلا تقولوا فيه إلاّ خيرا»، ثم نزل صلى اللّه عليه و سلم[6156].

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد، أنبأ أحمد بن محمّد بن النّقّور (2)،

ص: 132


1- عن م، و إعجامها مضطرب بالأصل، و المثبت يوافق ما جاء في الأنساب للسمعاني ذكره و ترجم له. و الكارزي نسبة إلى كارز قرية بنواحي نيسابور على نصف فرسخ منها.
2- بالأصل: البغوي، و اللفظة غير واضحة في م، و الصواب ما أثبت.

و محمّد بن أحمد بن المسلمة، و محمّد بن وشاح الزينبي.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور (1)،قالوا: أنا أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى، نا أبو عبيد علي بن الحسين بن حرب، نا أبو السّكين زكريا بن يحيى بن عمر، حدّثني أبو أيوب سليمان بن داود الهاشمي، حدّثني خالد بن عمر بن محمّد الأموي، و هو ابن عمّ عبد العزيز بن أبان، عن سهل بن يوسف بن سهل بن مالك الأنصاري، عن أبيه، عن جده قال:

لما قدم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من حجة الوداع، صعد المنبر فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال:«يا أيها الناس إنّ أبا بكر لم يسؤني قطّ فاعرفوا ذلك له، يا أيها الناس إنّي راض عن عمر بن الخطّاب، و عثمان بن عفان، و علي بن أبي طالب، و طلحة بن عبيد اللّه، و الزبير بن العوّام، و سعد بن مالك، و عبد الرّحمن بن عوف، و المهاجرين الأولين فاعرفوا ذلك لهم، يا أيها الناس إنّ اللّه تبارك و تعالى قد غفر لأهل بدر و الحديبية، يا أيها الناس احفظوني في أختاني (2)،و في أصهاري، و في أصحابي، لا يطلبنّكم اللّه بمظلمة أحد منهم، فإنها ليست مما توهب، يا أيها الناس ارفعوا ألسنتكم عن المسلمين، فإذا مات الرجل فلا تقولوا فيه إلاّ خيرا»، ثم نزل صلى اللّه عليه و سلم[6157].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنبأ أبو بكر الخطيب، أنبأ القاضي أبو العلاء الواسطي، ثنا أبو القاسم عبد اللّه بن عتاب بن محمّد، قال: وجدت في كتاب أبي معاذ عتاب بن محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن عتاب بن محمّد، نا علي بن سراج الحافظ المصري.

قال أبو العلاء: و حدّثنا علي بن عمر الحربي، نا علي بن سراج، نا جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، قال: قال أنا محمّد بن يحيى الثوري عن مسلمة بن عبد الرّحمن، عن يوسف بن ماهك (3)،عن أبيه، عن جده، قال:

خطبنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«يا أيها الناس احفظوني في أبي بكر فإنه لم يسؤني منذ صحبني»[6158].

ص: 133


1- بالأصل: البغوي، و اللفظة غير واضحة في م، و الصواب ما أثبت.
2- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل، و المثبت عن م.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 501/20.

و في حديث ابن عتاب: يوسف بن ماهك بن بهزاد عن أبيه عن جده بهزاد.

قال: و أنا أبو العلاء القاضي، أنا عبد اللّه بن موسى الهاشمي، نا علي بن سراج بإسناده مثل لفظ ابن عتاب، إلاّ أنه قال: عن مسلم بن عبد الرّحمن، غريب جدا، و جعفر منكر الحديث.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور (1)،ثنا أبو طاهر المخلّص، نا عبد اللّه بن محمّد بن زياد، نا إبراهيم بن مرزوق، ثنا يحيى بن حمّاد، نا عبد العزيز بن المختار، عن خالد الحذّاء، عن أبي عثمان النهدي قال: حدّثني عمرو بن العاص، قال:

بعثني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على جيش ذات السّلاسل، فأتيته فقلت: يا رسول اللّه أيّ الناس أحبّ إليك قال:«عائشة»، قال: قلت: من الرجال ؟ قال:«فأبوها إذا» قال قلت:

ثم من ؟ قال: قال:«ثم عمر»، قال: فعدّ رجاله.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنا علي بن محمّد بن أحمد، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن أبان السراج، نا بشار بن موسى الخفّاف، نا خالد بن عبد اللّه، نا خالد الحذّاء، قال: سمعت أبا عثمان النهدي يقول:

كان عمرو بن العاص جالسا يحدّث الناس عن جيش ذات السّلاسل، قال: قلت: يا رسول اللّه أيّ الناس أحبّ إليك ؟ قال:«عائشة»، قلت: من الرجال ؟ قال:«أبوها أبو بكر»، قلت: ثم من ؟ قال:«ثم عمر بن الخطّاب»، قلت: ثم من ؟ قال: فعد لي رجالا[6159].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري (2)،و عبد الباقي بن محمّد بن غالب.

و أخبرنا (3) أبو عبد اللّه الفراوي، ثنا أبو يعلى الصابوني، قالوا: أنبأ أبو طاهر محمد بن عبد الرّحمن بن العبّاس المخلّص (4)،نا (5) عبد اللّه بن محمّد بن

ص: 134


1- بالأصل: البغوي، و اللفظة غير واضحة في م، و الصواب ما أثبت.
2- بالأصل:«التستري» و في م مهملة بدون نقط ، و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
3- ما بين الرقمين سقط من م.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 478/16.
5- ما بين الرقمين سقط من م.

عبد العزيز، نا وهب بن بقية الواسطي (1)،نا خالد بن عبد اللّه، عن خالد الحذّاء، عن أبي عثمان، حدّثني عمرو بن العاص أنه أتى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: أيّ (2) الناس أحب إليك يا رسول اللّه ؟ قال:«عائشة»، قال: من الرجال ؟ قال:«أبوها»، قال: قلت: ثم من ؟ قال:

«ثم عمر»[6160].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأ أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمّد، أنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل بن يحيى الحربي، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن، نا عبد اللّه بن هاشم، أنا وكيع، أنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم الأحمسي (3)،أن عمرو بن العاص قال للنبي صلى اللّه عليه و سلم حين رجع من غزوة ذات السّلاسل: يا رسول اللّه من أحبّ الناس إليك ؟ قال:«عائشة»، قال: إنما أقول من الرجال، قال:

«أبوها» (4)[6161].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، و أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، قالا: أنا الحسن بن علي، أخبرنا عبد العزيز بن جعفر بن محمّد الحربي، نا قاسم بن زكريا، نا علي بن سعيد الكندي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور (5)،و أبو القاسم بن البسري (6).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا عبد العزيز بن علي (7) بن أحمد.

و أخبرنا أبو منصور موهوب بن أحمد [بن محمّد بن الخضر] (8) الجواليقي، و أبو الحسين أحمد بن محمّد بن أحمد بن الطّيّب بن الصباغ، قالوا: أنا أبو القاسم بن البسري، قالوا: أنا أبو طاهر المخلّص، أنا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا علي بن سعيد بن مسروق الكندي، نا علي بن مسهر، عن إسماعيل، عن قيس، عن عمرو بن العاص، قال: قلت: يا رسول اللّه أيّ الناس أحبّ إليك حاجته ؟ قال:«عائشة»، فقلت:

ص: 135


1- ترجمته في سير الأعلام 462/11.
2- عن م و بالأصل: إن.
3- إعجامها مضطرب بالأصل و م، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 198/17.
4- عن م و بالأصل: أبيها.
5- عن م و بالأصل: البغوي.
6- بالأصل:«التستري» و اللفظة مهملة في م، و الصواب ما أثبت و ضبط .
7- انظر ترجمته في سير الأعلام 395/18.
8- الزيادة عن م، و انظر ترجمته في سير الأعلام 89/20.

إنّي لست أعني النساء، إنما أعني الرجال، فقال:«أبو بكر»- أو أبوها - و اللفظ لحديث قاسم بن زكريا[6162].

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، و أبو طالب علي بن حيدرة بن جعفر العلوي، قالا: أنا أبو القاسم علي بن محمّد، أنا أبو محمّد، عبد الرّحمن بن عثمان، أنا خيثمة بن سليمان، نا محمّد بن عبد الحكم القطري أبو العبّاس، نا آدم بن أبي إياس، نا حمّاد بن سلمة، نا الجريري، عن عبد اللّه بن شقيق، عن عمرو بن العاص، قال: قلت: يا رسول اللّه أيّ الرجال أحبّ إليك ؟ قال:«أبو بكر الصّدّيق»[6163].

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو الحسن (1)الدارقطني، نا أبو عمرو يوسف بن يعقوب بن يوسف، نا أحمد بن عبدة الضّبّي، نا معتمر (2) بن سليمان، نا حميد، عن أنس، قال:

قالوا: يا رسول اللّه أيّ الناس أحبّ إليك ؟ قال:«عائشة»، قالوا: إنّما نعني من الرجال، قال:«أبوها».

قال الدارقطني: غريب من حديث حميد عن أنس، تفرّد به المعتمر.

أخرجه الترمذي (3) عن أحمد بن عبدة.

و قد رواه محمّد بن ثابت البنّاني أيضا عن أبيه، عن أنس.

أخبرناه أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنا أبو طالب محمّد بن علي بن الفتح (4)،أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن سمعون - إملاء - نا أبو بكر محمّد بن يونس المقرئ، نا جعفر الصائغ، نا الخليل بن زكريا، أنا محمّد بن ثابت، حدّثني أبي ثابت البنّاني، عن أنس قال: قالوا: يا رسول اللّه من أحبّ الناس إليك ؟ قال:«عائشة»، قالوا: من الرجال ؟ قال:«فأبوها إذا»[6164].

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (5)،أنا محمّد بن علي بن

ص: 136


1- عن م و بالأصل: أبو الحسين، خطأ.
2- عن م و بالأصل: معمر.
3- سنن الترمذي، كتاب المناقب،63 باب، رقم 3890.
4- بالأصل: الصبح، خطأ و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 48/18.
5- تاريخ بغداد 425/11 ضمن أخبار علي بن دوست.

أحمد المعدّل، نا محمّد بن المظفّر الحافظ ، نا أبو الحسن علي بن دوست بن أحمد بن شبابة البلخي، نا حميد بن الرّبيع، نا يحيى بن اليمان، عن أبي سنان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عبد اللّه بن عمر، قال: سئل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: من أحبّ الناس إليك ؟ قال:«عائشة»، قيل: إنما نعني من الرجال، قال:«أبوها»[6165].

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا محمّد عمر بن جعفر الخرقي (1)،أنا أحمد بن جعفر بن محمّد بن سلم الختّلي، نا أحمد بن علي الأبّار، نا عمرو الناقد، نا خلف بن تميم، نا أبو هرمز نافع الجمال، عن عطاء، عن ابن عبّاس قال:

قدم رجل من أهل العراق بينه و بين رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قرابة من النساء، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«مرحبا برجل غنم و سلم»، قال: يا رسول اللّه من أحبّ الناس إليك ؟ قال:«عائشة»، قال: و هي خلفه جالسة، قال: لم أعن من النساء، إنّما عنيت من الرجال ؟ قال:«فأبوها إذا»[6166].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا عبد الواحد الحداد، عن كهمس، عن عبد اللّه بن شقيق، قال: قلت لعائشة: أي النساء كان أحبّ إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قالت: عائشة، قلت: فمن الرجال ؟ قالت: أبوها.

أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، و أبو طالب بن علي بن حيدرة، قالا: أنا علي بن محمّد الشافعي، أنا عبد الرّحمن بن عثمان العدل، أنا خيثمة بن سليمان، حدّثنا يحيى بن يزيد بن محمّد بن مروان بن سعد الأيلي، أبو زكريا، نا محمّد بن بشر البلخي، عن أبي قتادة الحرّاني، عن فائد (2) بن عبد الرّحمن، عن عبد اللّه بن أبي أوفى، قال:

كنا مع النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:«إنّي لمشتاق إلى إخواني»، فقلنا: أ و لسنا إخوانك يا رسول اللّه ؟ قال:«كلا أنتم أصحابي، و إخواني قوم يؤمنون بي و لم يروني»، فجاء أبو

ص: 137


1- عن م و بالأصل: الحرفي.
2- مهملة بالأصل و م، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 32/15.

بكر الصّدّيق، فقال عمر إنه قال: إني لمشتاق إلى إخواني، فقلنا: ألسنا إخوانك ؟ فقال:

لا، إخواني قوم يؤمنون بي و لم يروني، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«يا أبا بكر أ لا تحبّ قوما بلغهم أنك تحبني فأحبوك لحبّك إيّاي، فأحبّهم، أحبّهم اللّه»[6167].

حدّثناه عاليا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي - إملاء - ثنا أبو محمّد الحسن بن علي بن محمّد، أنا أبو حفص (1) عمر بن عثمان بن أحمد الواعظ ، نا أحمد بن عيسى بن السّكين، نا أبو فروة يزيد بن محمّد بن يزيد بن سنان الرهاوي، أبو قتادة عبد اللّه بن واقد الحرّاني، نا أبو الورقاء فائد بن عبد الرّحمن، عن عبد اللّه بن أبي أوفى الأسلمي، قال:

كنا عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«يا ليتني قد لقيت إخواني»، فقال له عمر بن الخطّاب: يا رسول اللّه أ و لسنا إخوانك، قال:«أنتم أصحابي، إخواني قوم آمنوا بي و لم يروني، و صدّقوني و لم يروني»، قال: فجاء أبو بكر على هيئة ذلك، فقال له عمر بن الخطّاب: يا أبا بكر أ لا تسمع ما يقول رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: و ما يقول ؟ قال:«يا ليتني لقيت إخواني»، فقلت له: يا رسول اللّه أ و لسنا إخوانك ؟ قال:«أنتم أصحابي، إخواني قوم آمنوا بي و لم يروني، و صدّقوا بي و لم يروني»، قال: فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«صدق يا أبا بكر، أ ما تحبّ قوما بلغهم أنك تحبني و أحبّوك لحبّك إيّاي، فأحبّهم، أحبّهم اللّه عز و جل»[6168].

و أخبرناه أبو الفرج عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر، أنا أبو نصر الزينبي، أنبأ محمّد بن عمر بن علي، نا أبو بكر محمّد بن السّري بن عثمان، نا أبو يعقوب إسحاق بن محمّد بن أبي كثير القاضي، نا مكي بن إبراهيم، نا فائد (2) عن عبد اللّه بن أبي أوفى الأسلمي، قال:

خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوما فقعد، و جاءه عمر بن الخطّاب، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«يا عمر إنّي لمشتاق إلى إخواني»، قال عمر: يا رسول اللّه ألسنا إخوانك ؟ قال:«لا، و لكنكم أصحابي، و لكن إخواني قوم آمنوا بي و لم يروني»، قال: و دخل أبو بكر على بقية ذلك، قال: فقال له عمر: يا أبا بكر إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«إنّي لمشتاق إلى

ص: 138


1- في م:«أبو جعفر» انظر ترجمته في تهذيب الكمال 131/14.
2- بالأصل:«قائد» و المثبت عن م، و قد مرّ التعريف به.

إخواني»، قال: قلت: يا رسول اللّه ألسنا إخوانك ؟ قال:«لا، و لكنكم أصحابي، و لكن إخواني قوم آمنوا بي و لم يروني»، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا أبا بكر أ لا تحبّ قوما بلغهم أنك تحبّني فأحبّوك لحبّك إيّاي، فأحبّهم، أحبّهم اللّه تعالى»[6169].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور (1)،أنا أبو طاهر المخلّص، أنبأ رضوان بن أحمد، أنا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن فائد بن عبد الرّحمن العبدي (2)،ثنا عبد اللّه بن أبي أوفى:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«إنّي لمشتاق إلى إخواني»، فقال عمر بن الخطّاب: يا رسول اللّه ألسنا إخوانك ؟ فقال:«لا، أنتم أصحابي، إخواني قوم آمنوا بي و لم يروني»، فجاء أبو بكر فأخبره عمر بالذي قال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا أبا بكر أ لا تحبّ قوما بلغهم أنك تحبّني فأحبّوك، فأحبّهم، أحبّهم اللّه عز و جل»[6170].

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن الفراء، و أبو غالب أحمد بن الحسن، قالا: أنبأ أبو يعلى بن الفرّاء، أنا جدي أبو القاسم عبيد اللّه بن عثمان بن يحيى بن جنيقا، أنا أبو علي إسماعيل بن العبّاس الوراق، نا محمّد بن يونس بن موسى، نا الحسن بن عنبسة، نا هاشم بن البريد، عن زكريا بن أبي زائدة، عن ابن إسحاق، عن البراء بن عازب، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ألا إن أوليائي منكم المتقون»، ثم قال:

«وددت أنّي لقيت إخواني»، قال: فقال أبو بكر: يا رسول اللّه ألسنا إخوانك ؟ قال:«يا أبا بكر أنتم أصحابي، و إخواني قوم يجيئون من بعدكم، يؤمنون بي و لم يروني»، قال: ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا أبا أبا بكر أ لا تحب قوما بلغهم أنك تحبني فأحبّوك بحبك إيّاي، فأحبّهم، أحبّهم اللّه»[6171].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، قالا: ثنا و أبو منصور محمّد بن عبد الملك، قال: أنا أبو بكر الخطيب (3)،أخبرني أبو سعد الماليني - قراءة عليه - نا أبو بكر محمّد بن خلف بن محمّد بن حيان (4) الفقيه، نا

ص: 139


1- عن م و بالأصل: البغوي، خطأ، و السند معروف.
2- كذا بالأصل و م، و ليس «العبدي» في عامود نسبه في تهذيب الكمال.
3- تاريخ بغداد 440/5 ضمن أخبار أبي بكر الأشناني، محمد بن عبد اللّه.
4- تاريخ بغداد: جيان، خطأ، انظر ترجمته في سير الأعلام 359/16.

أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم بن ثابت، حدّثني سري بن مغلّس، نا أبي أسامة (1).

قال الخطيب: و أنا محمّد بن عمر بن بكير المقرئ[ (2)،أنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن الوتد، نا محمّد بن عبد اللّه الأشناني، نا أبو (3) بكر بن أبي شيبة، نا أبو أسامة، عن مسعر، عن إبراهيم السكسكي (4)،عن أبي خالد - كذا قال لي أبو سعيد و ابن بكير معا - عن] عبد اللّه بن أبي أوفى، قال:

رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم متكئا على علي، و إذا أبو بكر و عمر قد أقبلا، فقال:«يا أبا الحسن أحبهما، فبحبهما تدخل (5) الجنة».

قال الخطيب: رواه الأشناني مرّة أخرى، فركّب له إسنادا غير هذا، حدّثنيه عبيد اللّه بن أبي الفتح من كتابه، نا أبو بكر بن شاذان، نا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم بن ثابت الأشناني، نا سري بن مغلّس السقطي، سنة إحدى و سبعين و مائتين، نا إسماعيل بن عليّة، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، قال: رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم متكئا على علي بن أبي طالب، و إذا أبو بكر و عمر قد أقبلا، فقال له:«يا أبا الحسن أحبهما، فبحبهما تدخل (6) الجنة».

قال الخطيب: و لو لم يذكر التاريخ كان أخفى لبليته و أستر لفضيحته، و ذلك أن سريا مات في سنة ثلاث (7) و خمسين و مائتين (8)،و لا نعلم خلافا في ذلك.

أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن عبد اللّه بن عمر العمري بأرّجان، و أبو الحسن علي بن سهل بن محمّد بن علي الشاشي - قراءة - و أبو النّضر (9) عبد الرّحمن بن عبد الجبّار بن عثمان القاضي - لفظا - بهراة قالوا: أنا نجيب (10) بن ميمون بن سهل، أنا

ص: 140


1- رسمها مضطرب بالأصل، و المثبت عن م و تاريخ بغداد.
2- ما بين الرقمين سقط من م.
3- عن تاريخ بغداد و بالأصل: أبي.
4- عن تاريخ بغداد و بالأصل: السلسلي.
5- عن م و تاريخ بغداد، و بالأصل: يدخل.
6- عن م و تاريخ بغداد، و بالأصل: يدخل.
7- عن م و تاريخ بغداد، و بالأصل: ثلاثا.
8- انظر ما ورد في تاريخ وفاته سير الأعلام 185/12 (ترجمته).
9- عن م و بالأصل: أبو النصر، خطأ، ترجمته في سير الأعلام 297/20.
10- بالأصل و م: بخيت، خطأ و الصواب ما أثبت، انظر الحاشية السابقة، و انظر ترجمة نجيب في سير الأعلام 36/19.

منصور بن عبد اللّه بن خالد الذهلي، نا أبو عبد الرّحمن محمّد بن هارون بن عبد الرّحمن المروزي، نا أبو بكر محمد بن عمير بن هشام الرازي، نا عبد السلام عيّاش الحضرمي، نا الحسين بن مكي، نا سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال:

خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو يتّكئ على يدي علي بن أبي طالب، فاستقبله أبو بكر و عمر، قال:«يا عليّ أ تحبّ هذين الشيخين ؟» قال: نعم يا رسول اللّه، قال:«حبّهما يدخل (1) الجنّة»[6172].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي - إملاء - أنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الحافظ ، نا عبيد اللّه بن عبد الصمد بن المهتدي باللّه، نا الوليد بن حمّاد بن جابر الرملي، نا هارون بن موسى، نا سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو متكئ على عليّ بن أبي طالب، فلقيه أبو بكر و عمر، فالتفت إلى عليّ فقال:«يا علي أ تحب هذين الشيخين ؟» قال: نعم يا رسول اللّه، قال:«حبّهما يدخل الجنّة»[6173].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن النرسي (2)،نا أبو بكر محمّد بن إسماعيل الوراق، نا علي بن محمّد بن أحمد المصري، نا أحمد بن يحيى بن خالد بن حمّاد بن المبارك، نا حمّاد بن المبارك، نا صالح بن عمر القرشي، نا عمر بن إبراهيم بن خالد، عن ابن أبي ذئب، عن ابن أبي لبيبة، عن أنس بن مالك، قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«حبّ أبي بكر و شكره واجب على أمّتي»[6174].

و روي عن ابن أبي ذئب بإسناد آخر:

أخبرناه أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو بكر يعقوب بن أحمد بن محمّد الصيرفي، أنا أبو نعيم أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن عيسى الأزهري بن الشيخ العدل، نا أبو بكر أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن جعفر الصيدلاني - إملاء - نا أحمد بن محمّد بن نصر اللّبّاد.

ص: 141


1- عن م و تاريخ بغداد، و بالأصل: يدخل.
2- عن م و بالأصل: القرشي، خطأ، انظر ترجمته في سير الأعلام 84/18.

و أخبرناه أبو النضر (1) عبد الرّحمن بن عبد الجبار بن عثمان الفامي (2)،و أبو نصر أحمد بن محمّد بن أحمد الإسكندراني، و أبو الفتح محمّد بن الموفق بن محمّد الجرجاني، و محمّد بن علي بن نصر الحمّادي، و أبو جعفر محمّد بن علي بن محمّد الطبري، و أبو المظفّر عبد الفاطر بن عبد الرحيم بن عبد اللّه السقطي - بهراة - و أمة الرّحمن بنت محمّد بن أحمد، قالوا: أنبأ نجيب (3) بن ميمون بن سهل، أنبأ أبو علي منصور بن عبد اللّه بن خالد الذّهلي، نا أبو الطّيّب محمّد بن محمّد بن عبد اللّه الخيّاط - بنيسابور - نا أحمد بن محمّد بن نصر، نا عمر بن إبراهيم، نا محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ذئب، نا أبو حازم، عن سهل بن سعد قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«حبّ أبي بكر و شكره واجب على أمّتي»[6175].

أخبرناه أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، قالا: ثنا أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (4)،أنا القاضي أبو العلاء الواسطي، نا عمر بن أحمد الواعظ (5)،نا محمّد بن عبد اللّه بن دينار النيسابوري، قدم حاجا، نا أحمد بن محمّد بن نصر اللّبّاد، فذكره.

قال الخطيب: تفرد به عمر بن إبراهيم - و يعرف بالكردي (6)-عن ابن أبي ذئب، و عمر ذاهب الحديث.

أخبرنا أبو الحسين بن قصي (7)،نا أبو منصور بن خيرون، أنبأ أبو بكر الخطيب (8)،أنا القاضي أبو العلاء محمّد بن علي الواسطي، نا علي بن عمر الدارقطني، قال: و أخبرني الحسن (9) بن أبي طالب، نا يوسف بن عمر القوّاس، قالا:

نا أبو جعفر محمّد بن عبيد اللّه بن محمّد بن العلاء الكاتب، حدّثني عمي أحمد بن

ص: 142


1- بالأصل و م: أبو النصر، خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ قريبا.
2- بالأصل:«القاضي» و في م:«العامي» و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 297/20.
3- مهملة بدون نقط بالأصل و م، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.
4- تاريخ بغداد 452/5 ضمن أخبار محمّد بن عبد اللّه بن دينار الزاهد.
5- في م: الدارقطني.
6- في م: الكركي خطأ.
7- كذا بالأصل، و في م:«أبو الحسن بن بلر».
8- تاريخ بغداد 72/5-73 ضمن أخبار أحمد بن محمد بن العلاء.
9- عن م و تاريخ بغداد و بالأصل: الحسين.

محمّد بن العلاء، نا عمر بن إبراهيم - يعرف بالكردي (1)-نا محمّد بن عبد الرّحمن بن المغيرة بن أبي ذئب، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن أمنّ الناس عليّ في صحبته و ذات يده أبو بكر الصدّيق، فحبّه و شكره و حفظه واجب على أمّتي»[6176].

قال الخطيب: تفرّد بروايته عمر بن إبراهيم، عن ابن أبي ذئب، و غير عمر أوثق منه.

أخبرناه عاليا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا أبو جعفر محمّد بن عبيد اللّه بن محمّد بن العلاء الكاتب، حدّثني عمي أحمد بن محمّد بن العلاء، نا عمر بن إبراهيم - يعرف بالكردي - نا محمّد بن عبد الرّحمن بن المغيرة بن أبي ذئب، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن أمنّ الناس علينا في صحبته و ذات يده أبو بكر الصدّيق، فحبّه و شكره و حفظه واجب على أمّتي».

قال الدارقطني: غريب من حديث أبي حازم عن سهل، و هو غريب من حديث ابن أبي ذئب، تفرد به عمر بن إبراهيم الكردي عنه[6177].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا حكيم (2) بن أحمد الأسفرايني، ثنا جدي أبو الحسن علي بن محمّد الأسفرايني، ثنا أبو سعيد عمرو بن محمّد بن منصور الضرير - بنيسابور - نا أبو جعفر محمّد بن عبيد بن هارون المقرئ الكوفي، نا محمّد بن عبد الرّحمن بن بشمين (3) أخو عبد الحميد، نا أبو إسحاق الخميسي (4)،عن مالك بن دينار، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«حبّ

ص: 143


1- رسمها مضطرب بالأصل، و في م: بالكركي، و الصواب عن تاريخ بغداد، انظر ترجمته في تاريخ بغداد 202/11.
2- بالأصل و م: حليم، خطأ و الصواب ما أثبت، عن ترجمة جده أبي الحسن الأسفرايني في سير الأعلام 305/17.
3- تقرأ بالأصل:«بشمير» و في م:«بشمس» و المثبت عن تهذيب الكمال 60/11 ترجمة عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني. و ضبطت اللفظة عن تقريب التهذيب.
4- اسمه خازم بن الحسين انظر ترجمته في تهذيب الكمال 327/5 ورد فيه: الحميسي بالحاء المهملة.

أبي بكر و عمر إيمان، و بغضهما كفر»[6178].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، ثنا الحسن (1) بن علي، أنبأ أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ ، نا محمّد بن إبراهيم الأنماطي، نا محمّد بن عمرو بن نافع، نا علي بن الحسن - يعني الشامي - خليد - يعني ابن دعلج - و عمر - يعني ابن صبح - و يونس بن عبيد، عن الحسن (2)،عن جابر بن عبد اللّه، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«حبّ أبي بكر و عمر من الإيمان، و بغضهما من الكفر، و حبّ الأنصار من الإيمان، و بغضهم من الكفر، و حبّ العرب من الإيمان و بغضهم من الكفر»[6179].

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، ثنا علي بن محمّد بن محمّد بن الأخضر - بالأنبار - ثنا عبد الواحد بن محمّد بن عبد اللّه، أنا إسماعيل بن محمّد الصّفار، نا إبراهيم بن الوليد الجشاش (3)،نا الحمّاني، نا أبو إسرائيل، عن علي بن زيد، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«حبّ أبي بكر و عمر سنّة، و بغضهما كفر، و حبّ الأنصار إيمان و بغضهم كفر، و حبّ العرب إيمان و بغضهم كفر»[6180].

أخبرنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضي، ثنا علي بن الحسن بن الحسين، أنا أبو محمّد بن النّحّاس، نا محمّد بن جعفر بن درّان بن سليمان البغدادي غندر (4)،نا الحسن بن الطّيّب بن حمزة، نا قتيبة بن سعيد، نا معلّى بن هلال، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر بن عبد اللّه، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا يبغض أبا بكر و عمر مؤمن، و لا يحبّهما منافق» (5)[6181].

أخبرناه عاليا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا علي بن محمّد بن أحمد الوراق، أنا أبو عبد اللّه بن محمّد بن إبراهيم بن إياب السّرّاج، نا عمرو بن محمّد بن بكير الناقد، ثنا عبد الرّحمن بن مالك بن معاوية، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا يبغض أبا بكر و عمر مؤمن، و لا يحبهما منافق»[6182].

ص: 144


1- بالأصل: الحسين، خطأ و المثبت عن م.
2- عن م و بالأصل: الحسين.
3- كذا رسمها بالأصل، و في م: الجساس.
4- بالأصل و م:«نا غندر» حذفنا «نا» لأنها مقحمة، و غندر لقب محمد بن جعفر بن دران، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 215/16.
5- بهذا السند نقله الذهبي في سير الأعلام في ترجمة غندر 216/16.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه بن كادش، قال: أنا أبو محمّد الجوهري - إملاء - أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ ، نا عبيد اللّه بن عبد الصمد الهاشمي، نا بكر بن سهل، نا إبراهيم بن البراء، نا حمّاد بن زيد، عن أيوب، عن الحسن، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«هذا جبريل عليه السلام يخبرني عن اللّه عز و جل قال: ما أحبّ أبا بكر و عمر إلاّ مؤمن تقيّ ، و لا يبغضهما إلاّ منافق شقيّ »[6183].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا أحمد بن إسحاق بن إبراهيم الملحمي، حدّثني محمّد بن حمّاد المصّيصي - بالرملة - نا سعيد بن رحمة، نا محمّد بن شعيب بن شابور (1)،نا عمر مولى عفرة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من تمسّك بالسّنّة دخل الجنة»، قلت: يا رسول اللّه ما السّنّة ؟ قال:«حبّ أبيك و صاحبه - يعني عمر-» [6184].

قال الدارقطني: غريب من حديث عمر، عن هشام لم يكتبه إلاّ عن هذا الشيخ بهذا الإسناد.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي (2)،أنبأ محمّد بن محمّد بن أحمد بن عثمان الطّرازي (3)،أنا أحمد بن عليل المطيري (4) الحافظ ، نا أحمد بن عصمة (5) بن الفضل النيسابوري.

و أخبرنا أبو الفرج عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف، أنا أبو نصر الزينبي، أنا أبو بكر محمّد بن عمر، نا محمّد بن السّري التّمّار، نا أحمد بن عصمة بن نوح أبو الفضل النيسابوري، نا إسحاق بن راهويه، نا سفيان بن عيينة، عن - و قال التّمّار: نا - الزهري عن نافع، عن عبد اللّه بن عمر - و قال التمّار: عن ابن عمر - قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لما ولد أبو بكر في تلك الليلة اطلع اللّه - و في حديث التمّار: لما كان الليلة التي ولد فيها أبو بكر الصّدّيق أقبل ربكم - على جنة عدن فقال:

ص: 145


1- بالأصل:«سانون» و في م:«سابور» و كلاهما تحريف، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
2- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به، و السند معروف.
3- ترجمته في سير الأعلام 466/16.
4- في م: المطيري الأصغر الحافظ .
5- كذا بالأصل و م، و سيأتي:«أبو الفضل».

و عزّتي و جلالي لا أدخلك إلاّ من أحب هذا المولود».

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: نا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب (1)،أنا القاضي أبو العلاء محمّد بن علي الواسطي، أنا أبو عمرو (2) عثمان بن محمّد بن أبي عيسى المقرئ، نا أبو بكر أحمد بن صالح بن عمر المقرئ، نا أبو جعفر محمّد بن محفوظ المخرّمي - في مجلس ابن عفير الأنصاري - نا أحمد بن محمّد الهروي، نا إسحاق بن راهويه، نا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أبو بكر الصّدّيق أقبل اللّه تعالى على جنّة عدن فقال: و عزّتي و جلالي لا أدخلك إلاّ من يحب هذا المولود»[6185]- يعني أبا بكر-.

قال الخطيب: باطل بهذا الإسناد، و في إسناده غير واحد من المجهولين.

أخبرنا أبو علي الحسن بن عمر بن محمّد بن أبي بكر الطوسي البياع، و أبو الحسن علي بن الحسين بن عبد الرّحمن الصوفي بنيسابور، قالا: أنا أبو القاسم إسماعيل بن زاهر بن محمّد بن عبد اللّه النوقاني (3)،أنبأ أبو الحسن علي بن الحسين (4) بن علي المصري - بمكة - نا عبد المنعم بن عبيد اللّه أبو الطّيّب المقرئ من أصله، نا الحسين بن يوسف الحجبي - بحلب - نا أحمد بن المعلّى الدمشقي، نا هشام بن عمّار، نا مالك بن أنس، عن العلاء - زاد الصوفي: بن عبد الرّحمن - عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لما كان في الليلة التي ولد فيها أبو بكر الصّدّيق أقبل ربكم على جنة عدن فقال: و عزتي و جلالي لا أسكنت فيك إلاّ من أحبّ هذا المولود»[6186].

غريب جدا، و قد روي عن هشام بن عمّار بإسناد آخر سيأتي في باب المحمدين إن شاء اللّه عز و جل.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقنديّ ، أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف،

ص: 146


1- تاريخ بغداد 309/3 ضمن أخبار محمد بن محفوظ المخرمي.
2- كذا بالأصل و م، و في تاريخ بغداد: أبو عمر.
3- تقرأ في م:«البرقاني» خطأ و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 446/18.
4- في م: الحسن.

أنا أبو أحمد بن عدي (1)،نا الحسن (2) بن علي العدوي.

و أخبرنا أبو الفرج عبد الخالق بن أحمد بن يوسف، أنا أبو نصر محمّد بن محمّد الزينبي، أنا أبو بكر محمّد بن عمر بن علي بن خلف الوراق، نا أبو بكر محمّد بن السّري بن عثمان التّمّار، نا علي بن أحمد المصري، و أبو عبد اللّه غلام الخليل، قالوا:

حدّثنا الحسن بن علي بن راشد (3)،نا هشيم (4)،عن حميد، عن أنس:

أن (5) يهوديا أتى (6) أبا بكر - زاد العدوي: الصّدّيق - فقال: و الذي بعث موسى كليما - زاد العدوي: فكلمه تكليما، و قالوا:- إنّي لأحبك، فلم يرفع (7) أبو بكر به رأسا، تهاونا باليهود (8)،قال: فهبط جبريل على النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: يا محمّد، العلي - و قال العدوي: إن العلي الأعلى يقرأ عليك السلام، و يقول: قل لليهودي الذي قال لأبي بكر إنّي أحبك: إن اللّه قد أجار (9) عنه في النار خلتين لا توضع إلاّ نكال في قدميه، و لا الغل في عنقه لحبه أبا بكر، قال: فبعث النبي صلى اللّه عليه و سلم فأحضره، فأخبره الخبر، فرفع رأسه - و في حديث العدوي: فرفع بطرفه - إلى السماء، و قال: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أنك محمّد رسول اللّه، و الذي بعثك بالحق (10) لا ازددت لأبي بكر إلاّ حبا، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«هنيئا، هنيئا، أجار (11) اللّه عنك النار بحذافيرها، و أدخلك الجنة بحبّك أبا بكر»[6187].

قال ابن عدي: و هذا بهذا الإسناد باطل.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو (12) الحسن بن قبيس، قالا: نا و أبو

ص: 147


1- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 338/2.
2- عن م و ابن عدي و بالأصل: الحسين.
3- ترجمته في تهذيب التهذيب 256/2 (ط مصورة عن ط الهند).
4- بالأصل و م: هشام، و المثبت عن ابن عدي.
5- عن م و ابن عدي و بالأصل: بن.
6- عن م و ابن عدي و بالأصل: أبي.
7- سقطت من الأصل، و أضيفت عن م و ابن عدي.
8- في م و ابن عدي: باليهودي.
9- ابن عدي: أحاد.
10- في ابن عدي: بالنبوة.
11- ابن عدي: أحاد.
12- «أبو» سقطت من الأصل و أضيفت عن م.

منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (1)،أنا بشر (2) بن أبي عبد اللّه الرومي، نا أبو القاسم عمر بن محمّد بن عبد اللّه بن حاتم الترمذي، نا جدي محمّد بن عبيد اللّه (3) بن مرزوق بن دينار الخلاّل، نا عفان، نا حمّاد بن سلمة، أخبرني ثابت، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لما عرج بي جبريل رأيت في السماء خيلا موقفة مسرجة ملجمة، لا تروث و لا تبول، و لا تعرق (4)،رءوسها من الياقوت الأحمر، و حوافرها من الزمرّد الأخضر، و أبدانها من العقيان (5) الأصفر، ذوات أجنحة، فقلت: لمن هذه ؟ فقال جبريل: هذه لمحبي أبي بكر و عمر، يزورون اللّه عليها يوم القيامة»، قال الخطيب:

منكر[6188].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو سعيد الحسن بن علي بن زكريا بن صالح العدوي، نا كامل بن طلحة الجحدري أبو يحيى سنة تسع و عشرين و مائتين، نا ابن (6) لهيعة عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ في السماء الدنيا ثمانين ألف ملك يستغفرون اللّه تعالى لمن أحبّ أبا بكر و عمر، و في السماء الثانية ثمانون ألف ملك يلعنون من أبغض أبا بكر و عمر».

هذا رواه أبو بكر بن شاذان، عن العدوي، و هو مما ركبه العدوي علي كامل عن ابن (7) لهيعة.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد بن النّحّاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي.

و أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (8)،حدّثني الحسن بن أبي

ص: 148


1- تاريخ بغداد 329/2-330.
2- في تاريخ بغداد:«بشرى بن عبد اللّه الرومي» و في ترجمته فيه 135/7 «بشرى بن مسيس أبو الحسن الرومي» و في سير الأعلام 548/17:«بشرى بن مسيس بن عبد اللّه».
3- عن م و تاريخ بغداد و بالأصل: عبد اللّه.
4- عن م و تاريخ بغداد و بالأصل: تعرف.
5- بالأصل و م: العقبان، و الصواب عن تاريخ بغداد.
6- عن م و بالأصل: أبي.
7- عن م و بالأصل: أبي.
8- تاريخ بغداد 383/7-384 في ترجمة الحسن بن علي العدوي.

طالب، نا محمّد بن العبّاس الخزّاز، نا أبو القاسم الحسن (1) بن إدريس بن محمّد بن شاذان القافلائي (2)،قالا: ثنا عبد الرّزّاق بن منصور البندار، نا أبو عبد اللّه بن (3)السّمرقندي الزاهد، نا ابن (4) لهيعة، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:- و في حديث القاقلائي [النبي صلى اللّه عليه و سلم] (5)-: جميع الصحابة قد برئ من النفاق».

قال أبو بكر الخطيب: أبو عبد اللّه الزاهد مجهول الزقة العدوي على كامل، و كامل ثقة، و الحديث ليس بمحفوظ عن ابن لهيعة، و قد صنع العدوي لهذا الحديث إسنادا آخر:

أخبرناه أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (6)،قال: أخبرناه أحمد بن محمّد بن إسحاق المقرئ، نا محمّد بن إبراهيم بن كثير، نا أبو سعيد العدوي، نا طالوت عن (7) عبّاد الجحدري، نا الربيع بن مسلم القرشي، عن محمّد بن زياد، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن في السماء الدنيا ثمانين ألف ملك يستغفرون اللّه لمن أحبّ أبا بكر و عمر، و في السماء الثانية ثمانين ألف ملك يلعنون من أبغض أبا بكر و عمر».

قال الخطيب: و هذا الإسناد صحيح، و رجاله كلهم ثقات، و قد أتى العدوي أمرا عظيما، و ارتكب أمرا قبيحا في الجرأة بوضعه أعظم من جرأته في حديث ابن (8) لهيعة.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن حمزة بن إبراهيم الفراتي (9)-بزنجان - أنبأ الشيخ العالم الثقة أبو محمّد إدريس بن محمّد بهمذان في ذي القعدة سنة خمس و ثمانين و أربع مائة، نا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس - بمكة - نا أبو العبّاس أحمد بن

ص: 149


1- عن م و تاريخ بغداد و بالأصل: الحسين.
2- في م: الباقلاني.
3- فوقها علامة حذف بالأصل، و اللفظة ليست في م و تاريخ بغداد.
4- عن م و بالأصل: أبي.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م و تاريخ بغداد، و بعدها في م، و في تاريخ بغداد، و قد سقط من الأصل:«إن في السماء الدنيا ثمانين ألف ملك يستغفرون لمن أحب أبا بكر و عمر، و من أحب جميع...».
6- تاريخ بغداد 383/7.
7- بالأصل و م:«بن» و المثبت عن تاريخ بغداد.
8- عن م و بالأصل: أبي.
9- مشيخة ابن عساكر ص 186/أ.

محمد بن علي العنبري، نا أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن عبد اللّه، نا محمّد بن يونس، نا إبراهيم بن هشام، عن زيد بن أرقم، عن مجاهد، عن ابن عبّاس قال:

كان أبو بكر الصّدّيق مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في الغار، فعطش أبو بكر عطشا شديدا، فشكا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اذهب إلى صدر الغار و اشرب»، فانطلق أبو بكر إلى صدر الغار و شرب منه ماء أحلى من العسل و أبيض من اللبن، و أزكى رائحة من المسك، ثم عاد إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: شربت يا رسول اللّه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أ لا أبشرك يا أبا بكر؟» قال: بلى، فداك (1) أبي و أمي يا رسول اللّه، قال:«إنّ اللّه تعالى أمر الملك الموكل بأنهار الجنة أن خرق (2) نهرا من جنة الفردوس إلى صدر الغار ليشرب أبو بكر»، فقال أبو بكر: و لي عند اللّه هذه المنزلة ؟ قال:«نعم، و أفضل، و الذي بعثني بالحقّ نبيا لا يدخل الجنة مبغضك و لو كان له عمل سبعين نبيا»[6189].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، نا أبو محمّد الجوهري - إملاء - أنا أبو علي محمّد بن أحمد بن يحيى العطشي، نا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، نا النّضر بن سلمة، نا يحيى بن إبراهيم بن أبي قتيله (3)،نا عبد العزيز بن محمّد، عن عمر مولى عفر، عن محمّد بن كعب، عن سالم بن عبد اللّه بن عمر، عن أبيه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«لكلّ نبيّ رفيق، و إنّ رفيقي في الجنة أبو بكر»[6190].

خالفه أبو أحمد الغطريفي، فرواه عن الباغندي، فقال: عن عمرو بن أبي عمرو، بدل عمر مولى عفرة.

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، و أبو المواهب أحمد بن محمّد بن عبد الملك، قالا: أنا أبو الطّيّب طاهر بن عبد اللّه الفقيه، نا أبو أحمد محمّد بن أحمد بن الغطريف، نا أبو بكر محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، نا النّضر بن سلمة المديني بشاذان، نا يحيى بن إبراهيم بن أبي قتيلة (4)،نا عبد العزيز بن محمّد، عن عمرو بن أبي عمرو،

ص: 150


1- عن م و بالأصل: قدا.
2- القاف مهملة بالأصل و م و قد تقرأ:«ف» و المثبت عن مختصر ابن منظور 70/13.
3- كذا رسمها بالأصل و م. و سترد في الخبر التالي: قتيلة.
4- كذا رسمها بالأصل و م م هنا:«فتيله».

عن محمّد بن كعب القرظي، عن سالم، عن أبيه: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«إنّ لكلّ نبيّ رفيق، و إنّ رفيقي في الجنة أبو بكر»[6191].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو القاسم السهمي، أنا أبو أحمد بن عدي (1)،نا يحيى بن محمّد بن أخي حرملة، نا محمّد بن الوليد بن أبان، نا مصعب بن سعيد، ثنا عيسى بن يونس، عن وائل بن داود، عن البهي، عن الزبير بن العوّام، قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اللّهمّ إنّك جعلت أبا بكر رفيقي في الغار، فاجعله رفيقي في الجنة»[6192].

قال ابن عدي (2):و هو المتن بهذا الإسناد باطل.

قال: و أنا ابن عدي (3)،نا الحسين بن الحسن (4) بن سفيان الفارسي - ببخارا - ثنا أبو الأزهر أحمد بن الأزهر، أنا أبو الجهم الفضل بن موفق، نا إبراهيم بن الفضل المديني (5)،عن المقبري، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أنا و أبو بكر في الجنة كهاتين - فضم السبابة و الوسطى (6)-» [6193].(7) أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأ أبو نصر عبد الرّحمن بن علي، أنبأ أبو زكريا (8) يحيى بن إسماعيل، أنبأ عبد اللّه بن محمّد بن الحسين (9)،قال: حدّثنا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع، نا عبد الجبار بن الورد المكي، عن ابن أبي مليكة التيمي، أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أصحابه انتهوا إلى غدير، فسبحوا فيه، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«ليسبح كلّ

ص: 151


1- الكامل في ضعفاء الرجال 286/6 ضمن أخبار محمد بن الوليد بن أبان القلانسي.
2- بالأصل:«ابن عون» و المثبت عن م.
3- الكامل لابن عدي 231/1 ضمن أخبار إبراهيم بن الفضل المدني.
4- عن م و ابن عدي و بالأصل: الحسين.
5- في ابن عدي: المدني.
6- عن م و ابن عدي و بالأصل: و الوسط .
7- قبله في م: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد قالا نا و أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن زريق قال أنا أبو بكر الخطيب أنا نصر بن علي... أنا أحمد بن يوسف العطّار نا أحمد بن علي الحرار نا أبو جعفر محمد بن عاصم صاحب... قال أنا أبو هرام الكندي عن إسماعيل بن ا...... (كذا ورد في م، و آثرنا إثباته هنا للأمانة).
8- بالأصل:«زكريا بن يحيى» حذفنا «بن» و هو يوافق عبارة م.
9- في م: الحسن.

رجل منكم إلى صاحبه»، فسبحوا، و سبح النبي صلى اللّه عليه و سلم إلى أبي بكر[6194].

أخبرناه عاليا أبو بكر محمّد بن الحسين، أنا أبو الحسين بن المهتدي، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا داود بن عمرو، نا عبد الجبار بن الورد، عن ابن أبي مليكة، قال:

دخل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أصحابه غديرا، فقال:«ليسبح كلّ رجل إلى صاحبه»، قال: فسبح كلّ رجل منهم إلى صاحبه، حتى بقي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أبو بكر، قال: فسبح رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى اعتنقه و قال:«لو كنت متّخذا خليلا حتى ألقى اللّه لاتّخذت أبا بكر خليلا، و لكنه صاحبي»[6195].

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد في كتابه، و حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو محمد بن حيّان، نا عبد اللّه بن محمّد بن إسحاق، نا أسيد بن عاصم، نا إبراهيم بن أبي يحيى، نا أبو عمر الضرير، نا حمّاد بن سلمة، عن هشام بن (1) عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«الناس كلهم يحاسبون إلاّ أبو بكر»[6196].

أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن محمّد بن سهل بن المحبّ العمري، و عبد اللّه بن أحمد بن محمّد الحلواني، قالا: أنا أحمد بن علي بن عبد اللّه، أنا الحاكم أبو (2) عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو جعفر محمّد بن محمّد البغدادي، أنا العبّاس بن محمّد بن عبد اللّه بن حفص الزماري، نا أبو الحسن محمّد بن جعفر (3) المصّيصي، نا الفضل الأطروش الخراساني من سكان صنعاء بمكة، نا معن بن عيسى، عن مالك بن أنس، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قال: قالت: يا رسول اللّه أ كل الناس تقف يوم القيامة للحساب ؟ قال:«نعم، إلاّ أبو بكر، فإن شاء مضى و إن شاء وقف»[6197].

قال الحاكم: لم نكتبه من حديث مالك إلاّ بهذا الإسناد.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: نا و أبو

ص: 152


1- عن م و بالأصل:«بن».
2- عن م و بالأصل:«بن».
3- ما بين الرقمين سقط من م.

منصور بن زريق (1)،نا أبو بكر الخطيب (2)،أنا محمّد بن أحمد بن رزق، و محمّد بن محمّد بن أحمد بن الروزبهان، قالا: نا عثمان بن أحمد الدقاق.

و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، قالا:

أنا سعيد بن أحمد بن محمّد بن نعيم، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن حامد الأصبهاني، أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد اللّه الدقاق، نا إسحاق بن إبراهيم الختّلي، حدّثني محمّد بن جعفر البغدادي، أبو جعفر، نا داود بن صغير، نا كثير النّوّا عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«قلت لجبريل حين أسري بي إلى السماء: يا جبريل هل (3)على أمّتي حساب ؟ قال: كلّ أمّتك عليها حساب ما خلا أبا بكر - زاد الخطيب:

الصّدّيق - فإذا كان يوم القيامة قيل له: يا أبا بكر ادخل الجنة، قال: ما أدخل حتى أدخل معي من كان يحبني في الدنيا»[6198].

أخبرناه أعلى من هذا أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنبأ أبو بكر الخطيب (4)،أنبأ محمّد بن عمر بن بكير (5) المقرئ، أنا حمزة بن أحمد بن مخلد القطان، نا أبو (6)العبّاس عبيد اللّه بن عبد اللّه بن محمّد العطار، نا داود بن صغير سنة ثلاث و ثلاثين (7)و مائتين، نا أبو عبد الرّحمن النّوّا الشامي، عن أنس بن مالك، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«التقى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و جبريل في الملأ الأعلى، فقال: يا جبريل على أمّتي حساب ؟ فقال: نعم عليهم حساب، ما خلا أبا بكر الصّدّيق ليس عليه حساب، قيل: يا أبا بكر أدخل الجنة، قال: لن أدخلها حتى أدخل معي من أحبني في دار الدنيا»[6199].

أخبرنا أبو الفرج عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر، أنا أبو نصر الزينبي، أنبأ أبو بكر محمّد بن عمر بن زنبور، أنا محمّد بن السّري بن عثمان، نا علي بن هشام الكرماني، نا نصر بن حمّاد، نا عبد العزيز بن الماجشون، عن محمّد بن المنكدر، عن

ص: 153


1- بالأصل و م: خيرون، و المثبت قياسا إلى سند مماثل.
2- تاريخ بغداد 118/2 ضمن أخبار محمد بن جعفر البغدادي.
3- في تاريخ بغداد: أعلى أمتي.
4- تاريخ بغداد 367/8 ضمن أخبار داود بن صغير البخاري.
5- بالأصل:«تكين» و غير واضحة في م، و المثبت عن تاريخ بغداد.
6- كتبت بالأصل فوق الكلام بين السطرين.
7- بالأصل: أو ثلاثين، و الصواب عن م و تاريخ بغداد.

جابر بن عبد اللّه، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«تأتي الملائكة بأبي بكر الصّدّيق مع النبيّين و الصّدّيقين تزقه (1) إلى الجنّة زقا»[6200].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد، أنا عثمان بن أحمد، نا إسحاق بن إبراهيم بن سفيان، نا عمر بن إبراهيم بن خالد، نا مرحوم بن أرطان ابن عم عبد اللّه بن عون، نا عاصم الأحول، عن زيد بن ثابت قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أول من يعطى كتابه بيمينه من هذه الأمّة عمر بن الخطاب و له شعاع كشعاع الشمس»، فقيل له: فأين أبو بكر يا رسول اللّه ؟ قال:

«هيهات، زفته الملائكة إلى الجنات».

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو منصور زريق، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين محمّد بن عبيد اللّه الحنّائي، نا عثمان بن أحمد بن عبد اللّه الدقاق، نا إسحاق بن إبراهيم الختّلي (2).

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا و أبو الحسن بن سعيد، نا أبو بكر الخطيب (3)، نا محمّد بن أحمد بن رزق - إملاء - أنا عثمان بن أحمد الدقاق، نا إسحاق بن إبراهيم بن سنين، نا عمر بن إبراهيم بن خالد (4)،نا مرحوم بن أرطبان ابن عمّ عبد اللّه بن عون، نا عاصم الأحول، عن زيد بن ثابت (5) قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أول من يعطى كتابه بيمينه (6) من هذه الأمة عمر بن الخطاب، و له شعاع كشعاع الشمس»، قيل:

- و في حديث النسيب فقيل - له: فأين أبو بكر - زاد النسيب: يا رسول اللّه-؟ قال:

«هيهات، زفّته الملائكة إلى الجنة زفّا»، و قال ابن خيرون و ابن سعيد قال:«تزفه الملائكة إلى الجنات»[6201].

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن

ص: 154


1- كذا بالأصل، و في م:«تزفه إلى الجنّة زفّا» و هو أشبه بالصواب قال في القاموس: زفّ العروس إلى زوجها زفّا و زفافا: هداها.
2- ترجمته في تاريخ بغداد 381/7.
3- تاريخ بغداد 202/11 ضمن أخبار عمر بن إبراهيم بن خالد.
4- «بن خالد» مطموسة بالأصل و المثبت عن م.
5- مطموسة بالأصل، و المثبت عن م.
6- كتبت اللفظة فوق الكلام بين السطرين بالأصل، و كانت موجودة فيه بعد كلمة: الأمة و عليها علامة حذف، فحذفناها و وضعناها هنا و هو يوافق عبارة م و تاريخ بغداد.

محمّد بن الآبنوسي، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن بحر بن خالد الفقيه الأصبهاني المعروف بابن المقدر - قراءة عليه - و أنا أسمع في سنة تسعين و ثلاثمائة، نا عثمان بن أحمد الدقاق، نا عبيد بن محمّد بن خلف البزّار، نا إسحاق بن بشر الكاهلي، نا جعفر بن سعيد الكاهلي، عن أبيه، عن مجاهد، عن ابن عبّاس قال:

ذكر أبو بكر الصّدّيق عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«و أين مثل أبي بكر، كذّبني الناس و صدّقني، و آمن بي و زوّجني ابنته، و جهّز لي بماله، و جاهد معي في ساعة العسرة و ليلة العسرة، و إنه سيأتي يوم القيامة على ناقة من نوق الجنة، رحالها من الزبرجد الأحمر، و قوائمها من المسك و العنبر، و زمامها من اللؤلؤ الرطب، و عليه حلتان خضراوتان من سندس و استبرق فيحاكيني يوم القيامة، فيقال: من هذا؟ فيقال: هذا محمّد و هذا أبو بكر الصدّيق»[6202].

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، أخبرني الحسين بن محمّد الخلاّل، نا عثمان بن أحمد بن عثمان، نا الحسين بن محمّد بن محمّد بن عفير الأنصاري، نا رزيق بن السخت، حدّثنا بشير بن زاذان، عن عمر بن الصّبح، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«كأنّي بك يا أبا بكر على باب الجنّة تشفع لأمّتي»[6203].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن (1) بن قبيس، قالا: نا أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب (2)،قال: سمعت أبا بكر محمّد بن العبّاس بن الحسين القاضي يقول: نا (3) أبو بكر محمّد بن أحمد المفيد، أنا الحسين بن علي بن زيد، نا حاجب بن سليمان، نا وكيع بن الجراح، نا سفيان بن سعيد الثوري، حدّثني سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد اللّه، قال: كنا عند النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:«يطلع عليكم رجل لم يخلق اللّه بعدي أحدا هو خير منه و لا أفضل، و له شفاعة مثل شفاعة النبيين»، فما برحنا حتى طلع أبو بكر الصّدّيق، فقام النبي صلى اللّه عليه و سلم فقبّله و أكرمه[6204]

ص: 155


1- عن م و بالأصل «أبو الحسين».
2- تاريخ بغداد 124:123/3.
3- سقطت من الأصل و أضيفت عن م، و في تاريخ بغداد: حدّثنا.

قال الخطيب (1):هذا حديث منكر، و حاجب بن سليمان و من فوقه ثقات أئمة.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنبأ سهل بن بشر، أنا علي بن منير الخلاّل، أنا الحسن بن رشيق، نا أبو بكر محمّد بن هارون بن مالك بن الحسين الدّينوري - إملاء - بمكة سنة ثلاثمائة، نا محمّد بن عبيد اللّه بن مرزوق العكبري، أبو بكر الخلاّل، نا الحسن (2) بن عبيد اللّه بن خال سفيان الثوري، نا فضل (3) بن مرزوق، عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إذا كان يوم القيامة ينصب منبران، قال: فيجيء ملك من الملائكة فيرتقي على أحدهما فيقول: معشر الخلائق من كان لا يعرفني فليعرفني، فأنا رضوان خازن الجنّة، و هذه مفاتيحها، أمرني ربّي أن أدفعها إلى محمّد، و أمرني محمّد أن أدفعها إلى أبي بكر (4) ليدخل الجنّة محبّيه و محبّي عائشة بغير حساب»، قال:«ثم يجيء ملك آخر فيرتقي على المنبر الآخر، فيقول: معشر الخلائق من كان لا يعرفني فليعرفني، فأنا مالك خازن جهنم، و هذه مفاتيحها، أمرني ربّي أن أدفعها إلى محمّد، و أمرني محمّد أن أدفعها إلى أبي بكر ليدخل النار مبغضه و مبغض عائشة بغير حساب»، قال: قال: أنا أبو بكر الدّينوري لم يرو هذا الحديث عن فضيل (5) بن مرزوق غير الحسين بن عبيد اللّه العجلي.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، و أبو الفتح ناصر بن عبد الرّحمن، قالا: أنا أبو (6) القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر: أنا خيثمة بن سليمان، نا أبو جعفر محمّد بن عبدك الرازي، نا أحمد بن الحسين بن القاسم الكوفي، نا وكيع، نا سفيان، عن ابن جريج، عن عمرو بن دينار، عن ابن عبّاس قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إذا كان يوم القيامة نادى منادى (7) من تحت العرش: ألا هاتوا

ص: 156


1- من هنا إلى آخر الخبر ليس في تاريخ بغداد 124/3.
2- في م:«الحسين» و سيأتي في آخر الخبر «الحسين».
3- كذا بالأصل و م:«فضل» و هو خطأ و الصواب:«فضيل» انظر ترجمته في سير الأعلام 342/7 و تهذيب الكمال 119/15.
4- في م: أبو بكر، خطأ.
5- كذا بالأصل هنا، و في م: فضل، خطأ.
6- عن م، سقطت من الأصل.
7- كذا بالأصل و م بإثبات الياء.

أصحاب محمد، قال: فيؤتى بأبي بكر الصّدّيق، و عمر بن الخطاب، و عثمان بن عفان، قال: فيقال لأبي بكر: قف على باب الجنّة فأدخل الجنّة من شئت برحمة اللّه، ودع من شئت بعلم اللّه، و يقال لعمر بن الخطاب: قف على الميزان، فثقل من شئت برحمة اللّه عز و جل، و خفّف من شئت بعلم اللّه، و يعطى عثمان بن عفّان عصا آس التي غرسها اللّه - عزّ و جلّ - في الجنّة و يقال له: ذر الناس عن الحوض»[6205].

قال سفيان: قال بعض أهل العلم: لقد آسى بينهم بالفضل و الكرم.

حدّثنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد بن عبد الواحد - إملاء و قراءة - أنا أبو طالب بن غيلان، نا أبو بكر الشافعي، نا أبو حمزة أحمد بن عبد اللّه بن مرزوق المروزي، نا داود بن الحسين العكبري، نا بشر بن داود، عن علي بن عاصم، عن حميد، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ على حوضي أربعة أركان، فأوّل ركن منها في يد أبي بكر، و الركن الثاني في يد عمر، و الركن الثالث في يد عثمان، و الركن الرابع في يد عليّ ، فمن أحبّ أبا بكر و أبغض عمر لم يسقه أبو بكر، و من أحبّ عمر و أبغض أبا بكر لم يسقه عثمان، و من أحبّ عثمان و أبغض عليا لم يسقه عثمان، و من أحبّ عليا و أبغض عثمان لم يسقه عليّ ، و من أحسن القول في أبي بكر فقد أقام الدين، و من أحسن القول في عمر فقد أوضح السبيل، و من أحسن القول في عثمان قد استنار بنور اللّه، و من أحسن القول في عليّ فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها، و من أحسن القول في أصحابي فهو مؤمن»[6206].

أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد المروزي، أنبأ أبو بكر بن خلف، نا الأستاذ الإمام أبو القاسم الحسن بن محمّد بن حبيب المفسر - لفظا - نا أبو عبد اللّه الصفّار، نا أبو عبد اللّه العمري من ولد سالم بن عبد اللّه بالكوفة، نا بشر بن داود القرشي قاضي المنصورة، نا مسعود بن سابور، عن علي بن عاصم، عن حميد، عن أنس بن مالك، قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ لحوضي أربعة أركان، فأوّل ركن منها في يد أبي بكر، و الثاني في يد عمر، و الثالث في يد عثمان، و الرابع في يد علي، فمن أحبّ أبا بكر و أبغض عمر لم يسقه أبو بكر، و من أحبّ عثمان و أبغض أبا بكر لم يسقه عمر، و من أحبّ عثمان و أبغض عليا لم يسقه عثمان، و من أحبّ عليا و أبغض عثمان لم يسقه علي،

ص: 157

و من أحسن القول في أبي بكر فقد أقام الدين، و من أحسن القول في عمر فقد أوضح السبيل، و من أحسن القول في عثمان فقد استنار بنور اللّه، و من أحسن القول في عليّ فقد استمسك بالعروة الوثقى، و من أحسن القول في أصحابي فهو مؤمن، و من أساء القول في أصحابي فهو منافق»[6207].

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، نا و أبو منصور بن زريق، نا أبو بكر الخطيب (1)،أنا محمّد بن عمر بن بكير، حدّثني أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن موسى الضرير المقرئ المعروف بابن أبزون الحمزي الأنباري، قدم بغداد، نا أبو عمر محمّد بن أحمد الحليمي، و ذكر أنه من ولد حليمة السعدية، مرضعة النبي صلى اللّه عليه و سلم، نا آدم بن أبي إياس العسقلاني، عن ابن أبي ذئب، عن معن بن الوليد، عن خالد بن معدان، عن معاذ بن جبل، قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«إذا كان يوم القيامة نصب لإبراهيم منبر (2) أمام العرش، و نصب لي منبر (3) أمام العرش، و نصب لأبي بكر كرسي فيجلس (4) عليها، و ينادي مناد: يا لك من صدّيق بين خليل و حبيب»[6208].

أخبرنا أبو الفرج عبد الخالق بن أحمد، أنا أبو نصر الزينبي، أنا أبو بكر بن زنبور، ثنا محمّد بن السّري، نا نصر بن شعيب نا أبي، نا عبّاد بن صهيب، عن سليمان التيمي، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«دخلت الجنّة ليلة أسري بي، نظرت إلى برج أعلاه نور، و وسطه نور، و أسفله نور، فقلت لحبيبي جبريل: لمن هذا البرج ؟ قال: هذا لأبي بكر الصدّيق»[6209].

أخبرنا أبو منصور بن زريق، و أبو النجم الشّيحي، قالا: أنا أبو بكر الخطيب (5)، أنا الحسن بن الحسين النعالي، نا أحمد بن نصر بن عبد اللّه الدارع (6)،نا صدقة بن موسى (7)،و عبد اللّه بن موسى (8) حمّاد القطيعي، قالا: نا أحمد بن حنبل، نا عبد الرّزّاق، عن معمر، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم:«إن اللّه تعالى

ص: 158


1- تاريخ بغداد 386/4 ضمن أخبار أحمد بن محمد بن أبزون.
2- كذا بالأصل و تاريخ بغداد، و في م:«منبرا».
3- كذا بالأصل و تاريخ بغداد، و في م:«منبرا».
4- تاريخ بغداد: فنجلس.
5- تاريخ بغداد 445/9.
6- ترجمته في تاريخ بغداد 184/5 ضمن ترجمة عبد اللّه بن حماد القطيعي.
7- ترجمته في تاريخ بغداد 333/9.
8- كذا بالأصل و فوقها علامتا حذف، و اللفظة ليست في م و تاريخ بغداد.

ادّخر لأبي بكر الصدّيق في أعلى عليين قبّة من ياقوته بيضاء معلّقة بالقدرة، يتخرقها (1)رياح الرحمة، للقبّة أربعة آلاف (2) باب، ينظر إلى اللّه بلا حجاب».

قال الخطيب: هذا الحديث باطل من رواية الزهري، عن سالم بن عبد اللّه بن عمر، عن أبيه، و من حديث معمر عن الزهري، و من حديث عبد الرّزّاق، عن معمر، و من حديث أحمد بن حنبل، عن عبد الرّزّاق لا أعلم رواه سوى الذّارع (3) عن هذين الرجلين، و هما مجهولان، و الحمل فيه على الذّارع (4)،و أنه مما صنعته يداه، و اللّه أعلم.

أخبرناه أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: ثنا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (5)،أنبأ محمّد بن علي بن يعقوب المعدّل، نا أبو بكر محمّد بن الخضر (6) بن زكريا بن أبي خزام (7) المقرئ، نا محمّد بن عبد اللّه بن ثابت الأشناني، ثنا أبو زكريا يحيى بن معين بن عون بن زياد، نا عبد اللّه بن إدريس بن يزيد الأودي (8)،ثنا شعبة بن الحجّاج، عن عمرو بن مرّة الجملي، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن البراء بن عازب، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«إنّ اللّه اتّخذ لإبراهيم (9) في أعلى عليين قبّة من ياقوتة بيضاء معلّقة بالقدرة تخترقها (10) رياح الرحمة، للقبّة أربعة آلاف (11) باب، كلما اشتاق أبو بكر إلى اللّه يفتح منه باب ينظر إلى اللّه عز و جل»[6210].

أخبرنا أبو منصور محمّد بن عبد الملك، قال: أنا و أبو الحسن (12) علي بن

ص: 159


1- اللفظة غير واضحة بالأصل و م، و المثبت عن تاريخ بغداد.
2- عن تاريخ بغداد، و بالأصل و م: ألف.
3- عن تاريخ بغداد و بالأصل و م: الدارع.
4- عن تاريخ بغداد و بالأصل و م: الدارع.
5- تاريخ بغداد 441/5.
6- عن م و تاريخ بغداد، و بالأصل: الحصين.
7- عن تاريخ بغداد، و بالأصل و م: حزام.
8- في تاريخ بغداد:«الأزدي» و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 42/9.
9- كذا بالأصل و م، و في تاريخ بغداد: لأبي بكر.
10- إعجامها مضطرب بالأصل و المثبت عن م و تاريخ بغداد.
11- بالأصل و م: ألف و المثبت عن تاريخ بغداد.
12- عن م و بالأصل: أبو الحسين، خطأ.

الحسن، قال: ثنا أبو بكر الخطيب (1)،أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن (2) محمّد بن عبد اللّه السراج بنيسابور، نا أبو حامد أحمد بن علي بن حسنويه (3) المقرئ، نا الحسن (4) بن علي بن عفان، نا يحيى بن أبي بكير (5)،نا ابن أبي ذئب، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ اللّه يتجلّى للمؤمنين عامة، و يتجلّى لأبي بكر خاصة»[6211].

قال الخطيب: و هذا باطل، و الحمل فيه على أبي حامد بن حسنويه، فإنه لم يكن ثقة، و نرى أن أبا حامد وقع إليه حديث علي بن عبدة، فركبه على هذا الإسناد، مع أنّا لا نعلم أن الحسن بن علي بن عفان سمع من يحيى بن أبي بكير شيئا، و اللّه أعلم - يعني مات (6)-.

أخبرنا (7) أبو العزّ بن كادش، أنا أبو طالب محمّد بن علي العشاري، أنبأ أبو الحسن (8) الدارقطني، أخبرنا الحسين (9) بن إسماعيل - قراءة عليه - في سنة ست عشرة و ثلاثمائة من كتابه، و لم أسمعه إلاّ منه حدّثنا أبو الحسن علي بن عبدة.

و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور (10)،أنا محمّد بن هارون الحضرمي، نا علي أبو الحسن المكتب، نا يحيى بن سعيد القطان، عن ابن أبي ذئب، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - و في حديث ابن كادش: النبي صلى اللّه عليه و سلم-: «إن اللّه ليتجلّى

ص: 160


1- تاريخ بغداد 20/12 ضمن ترجمة علي بن عبدة المكتب التميمي.
2- بالأصل:«عبد الرحمن و محمد» و المثبت عن م و تاريخ بغداد.
3- عن م و تاريخ بغداد و بالأصل: حيوية.
4- عن م و تاريخ بغداد و بالأصل: الحسين.
5- عن م و تاريخ بغداد، و بالأصل: بكر.
6- بعدها في م ورد خبر و قد سقط من الأصل و روايته: أخبر بعدي التأمين (كذا) أبو الفضل يحيى بن علي أنا أبو القاسم عبد الرزّاق بن عبد اللّه بن الفضيل، أنا أبو الحسن بن محمد العتيقي، نا أبو محمد عبد اللّه بن الحسن المروزي (نا) يحيى بن سعيد العطار عن ابن أبي ذئب عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد اللّه عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: إن اللّه عزّ و جل ليتجلى للمؤمنين عامة و لأبي (كذا) خاصة.
7- في م: أخبرناه عاليا.
8- عن م و بالأصل: أبو الحسين.
9- بالأصل:«أبو الحسين» و المثبت عن م.
10- عن م و بالأصل: البغوي، خطأ، و السند معروف.

-و في حديث ابن كادش: يتجلّى - للناس عامة، و يتجلّى لأبي بكر خاصة»[6212].

و قد يروى عن ابن المنكدر، عن جابر من وجه آخر.

أخبرناه أبو عبد اللّه محمّد بن المفضّل بن سيار الدهان، أنا أبو سهل نجيب بن ميمون بن علي، أنا منصور بن عبد اللّه بن خالد الخالدي، نا أبو بكر محمّد بن القاسم بن سليمان السّوسي (1)-ببغداد - نا يوسف بن الحكم الخيّاط ، نا محمّد بن خالد الحبلي (2)،ثنا كثير بن هشام، عن جعفر برقان، عن محمد بن سوقة، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللّه، قال:

لما قدم وفد عبد القيس إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم كلّموه بكلام و اقووا في الكلام، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم لأبي بكر:«يا أبا بكر سمعت ما قالوا؟» قال: نعم، و فهمته، قال:«فأجبهم»، قال: فأجابهم بجواب، فأجاد الجواب، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا أبا بكر أعطاك اللّه الرضوان الأكبر»، فقال له بعض أصحابه: يا رسول اللّه و ما الرضوان الأكبر؟ قال:

«يتجلّى اللّه لعباده المؤمنين يوم القيامة عامة، و لأبي بكر الصدّيق خاصة»[6213].

و أخبرناه أبو غالب بن البنّا، نا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو حفص بن شاهين، نا أحمد بن كامل بن خلف القاضي، نا يوسف بن الحكم الخيّاط ، ثنا محمّد بن خالد الحيلي (3)،نا كثير بن هشام الكلابي، عن جعفر بن برقان، عن محمّد بن سوقة، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللّه، قال: كنا عند النبي صلى اللّه عليه و سلم إذ جاء وفد عبد القيس، فتكلم بعض القوم بكلام، و لغا في الكلام، فالتفت النبي صلى اللّه عليه و سلم إلى أبي بكر فقال:«يا أبا بكر، أسمعت ما قالوا؟»، قال: سمعت يا رسول اللّه، و فهمت، قال:

«فأجبهم»، قال: فأجابهم أبو بكر و أجاد، فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:«يا أبا بكر أعطاك اللّه الرضوان الأكبر»، فقال له بعض القوم: يا رسول اللّه، ما الرضوان الأكبر؟ قال:«يتجلّى اللّه للعباد في الآخرة عامة، و يتجلّى لأبي بكر خاصة»[6214].

و روي عن أبي الزبير، عن جابر.

ص: 161


1- في م: السنوسي.
2- كذا رسمها بالأصل مهملة بدون نقط ، و تقرأ في م:«الخيلي» و لم أقف عليه.
3- كذا بالأصل و م هنا.

أخبرناه أبو منصور بن خيرون، قالا: أنا و أبو الحسن (1) بن سعيد، أنا أبو بكر الخطيب (2)،أنا محمّد بن عمر بن جعفر الخرقي (3)،أنا أبو القاسم عمر بن محمّد بن عبد اللّه الترمذي، نا عبّاس (4) بن الشكلي، نا الحسن (5) بن عرفة، نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي (6) الزبير، عن جابر، قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم لأبي بكر:«يا أبا بكر أ لا أسرّك ؟» قال: بلى يا رسول اللّه، قال:«إن اللّه يتجلّى للخلائق عامة، و لك خاصة».

قال الخطيب: و أخبرناه محمّد بن عمر بن بكير من أصل كتابه، ثنا عمر بن محمّد بن عبد اللّه بن الترمذي البزّار (7)،نا خالي أبو سعيد أحمد بن محمّد بن عبيد اللّه الخلاّل، ثنا الحسن بن عرفة، نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي الزبير، عن جابر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لأبي بكر:«أ لا أبشّرك ؟» قال: بلى يا رسول اللّه، قال:«إنّ اللّه يتجلّى للخلائق عامة، و لك خاصة»[6215].

و روي عن أنس عن النبي صلى اللّه عليه و سلم:

أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد أحمد بن إبراهيم بن موسى المقرئ، أنبأ أبو الحسن (8) علي بن محمّد بن سهل الماسرجسي، نا عبد اللّه بن محمّد بن حميد البالسي - ببالس - نا علي بن الحسين التميمي الآدمي، نا مسدّد بن مسرهد، و هدبة (9) بن خالد، قالا: نا حمّاد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا أبا بكر أعطاك اللّه الرضوان الأكبر»، فقال أبو بكر: يا رسول اللّه و ما الرضوان ؟ فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«يا أبا بكر إذا كان يوم القيامة يتجلّى الجبّار لأهل الجنّة فتراه و يراه أهل الجنّة، و يتجلّى لك خاصة، فلا يراه مخلوق غيرك»[6216].

و روي عن قتادة، عن أنس:

أخبرناه أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: نا و أبو

ص: 162


1- بالأصل: أبو الحسين، خطأ، و الصواب عن م، و السند معروف.
2- تاريخ بغداد 254/11-255 ضمن أخبار عمر بن محمد بن الترمذي.
3- في م: الحرقي، تحريف.
4- عن م و تاريخ بغداد، و بالأصل: عياش.
5- عن م و تاريخ بغداد.
6- بالأصل و م:«ابن» و المثبت عن تاريخ بغداد.
7- كذا بالأصل و م، و في تاريخ بغداد: البزاز.
8- عن م و بالأصل: الحسين.
9- بالأصل:«هدية» و الياء في م مهملة، و الصواب ما أثبت.

منصور بن خيرون، أنبأ أبو بكر الخطيب (1)،أنا محمّد بن أحمد بن رزق، نا محمّد بن يوسف بن حمدان الهمداني، نا محمّد بن عبد بن عامر، أنبأ عبد بن حميد الكسّي، نا عبد الرّزّاق، نا معمر، عن قتادة، عن أنس، قال: لما خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من الغار، أخذ أبو بكر بغرزه فنظر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى وجهه فقال:«يا أبا بكر أ لا أبشّرك ؟» قال:

بلى، فداك أبي و أمي، قال:«إنّ اللّه يتجلّى للخلائق يوم القيامة عامة، و يتجلّى لك يا أبا بكر خاصة».

قال الخطيب: لا أصل له عند أهل المعرفة بالنقل فيما نعلمه، و قد وضعه محمّد بن عبد اللّه إسنادا و متنا (2).

أخبرنا أبو الوفاء أحمد بن إبراهيم بن عبد الواحد الصّالحاني، أخبرتنا عائشة بنت الحسن بن إبراهيم الوركانية، قالت: أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن حشيش، أنا أحمد بن موسى بن إسحاق، نا سهل بن بحر، نا أبو هشام سلمة بن سليمان الضّبّي، نا الخزرج بن عثمان، عن أبي أيوب مولى عثمان بن عفان، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ في الجنّة لطيرا كأشباه البخت» (3)،فقال أبو بكر: إنّ هذه لطير ناعمة، قال:«آكلها أنعم منها، و إنّي لأرجو أن تأكلها يا أبا بكر»[6217].

أخبرنا أبو حفص عمر بن علي بن أحمد القاضي بنوقان، نا علي بن أحمد بن محمّد المديني - إملاء - أنا الشيخ أبو سعيد محمّد بن موسى بن الفضل الصيرفي، نا أبو العبّاس الأصمّ ، أنا إبراهيم بن منقذ الخولاني، أنا إدريس بن يحيى، أنا الفضل بن المختار، عن عبيد اللّه بن موهب، عن عصمة الخطمي، قال: خرجنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في بعض سكك المدينة، و ذكر الحديث، و فيه قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ في الجنّة»[6218].

أخبرنا أبو محمّد طاوس، أنا عبد الرّزّاق بن عبد الكريم الحسناباذي، أنا أبو عبد اللّه البردي.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو

ص: 163


1- تاريخ بغداد 388/2 ضمن أخبار محمد بن عبد بن عامر السغدي.
2- بالأصل:«محمد بن عبد اللّه إذا و مبنيا» صوبنا العبارة عن م و تاريخ بغداد.
3- البخت: الذكر، بختي، و الأنثى: بختية، جمال طوال الأعناق (النهاية).

العبّاس - هو الأصمّ - نا إبراهيم بن منقذ، نا إدريس بن يحيى، حدّثني الفضل بن المختار، عن ابن موهب - و قال الفراوي: عن عبيد اللّه بن موهب - عن عصمة بن مالك الخطمي، عن حذيفة، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ في الجنّة طيرا كأمثال - في حديث الفراوي: أمثال - البخاتي»، قال أبو بكر: إنّها لنا عمة يا رسول اللّه، قال:«أنعم منها من يأكلها، و أنت ممن يأكلها يا أبا بكر»[6219].

و ليس في حديث الفاضلي ذكر حذيفة، و لا بد منه.

أخبرنا أبو الحسن (1) علي بن الحسن (2) بن سعيد قال: ثنا و أبو منصور بن زريق، قال: أنبأ أبو بكر الخطيب (3)،حدّثني الحسن بن علي بن محمّد بن المذهب (4)الواعظ من أصل كتابه العتيق، حدّثني أبو القاسم هارون بن أحمد العلاّف المعروف بالقطان - إملاء من لفظه - سنة أربع و سبعين و ثلاثمائة، نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسماعيل الآدمي المقرئ سنة اثنتين (5) و عشرين و ثلاثمائة، نا أحمد بن منصور الرمادي، نا عبد الرّزّاق، نا معمر، عن الزهري، عن أنس بن مالك، عن عائشة قالت:

كانت ليلتي من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فلما ضمّني و إياه الفراش قلت: يا رسول اللّه أ لست أكرم أزواجك عليك ؟ قال:«بلى يا عائشة»، قلت: فحدّثني عن أبي بفضله (6)، قال:«حدّثني جبريل أنّ اللّه لما خلق الأرواح اختار روح أبي بكر الصدّيق من بين الأرواح، و جعل ترابها من الجنّة، و ماءها من الحيوان، و جعل له قصرا في الجنّة من درّة بيضاء مقاصيرها فيها من الذهب و الفضة البيضاء، و أنّ اللّه تعالى آلى على نفسه ألا يسأله (7) عن حسنة، و لا يسأله عن سيئة، و إنّي ضمنت على اللّه عز و جل كما ضمن اللّه على نفسه ألا يكون لي ضجيعا في حفرتي، و لا أنيسا في وحدتي، و لا خليفة على أمّتي من بعدي إلاّ أبوك يا عائشة، بايع على ذلك جبريل و ميكائيل، و عقدت خلافته براية بيضاء، و عقد لواؤه تحت العرش، قال اللّه عزّ و جلّ للملائكة: رضيتم ما رضيت لعبدي،

ص: 164


1- عن م و بالأصل:«الحسين» خطأ.
2- عن م و بالأصل:«الحسين» خطأ.
3- تاريخ بغداد 35/14 ضمن أخبار هارون بن أحمد القطان.
4- عن م و تاريخ بغداد، و بالأصل: الموهب.
5- عن تاريخ بغداد و بالأصل و م: اثنين.
6- كذا بالأصل و م، و في تاريخ بغداد: بفضيلة.
7- في م و تاريخ بغداد: يسلبه.

فكفى بأبيك فخرا أن بايع له جبريل و ميكائيل و ملائكة السماء صلى اللّه عليهم، و طائفة من الشياطين يسكنون البحر، فمن لم يقبل هذا فليس مني و لست منه»، قالت عائشة:

فقبّلت أنفه و ما بين عينيه، فقال:«حسبك يا عائشة، فمن لست بأمة فو اللّه ما أنا نبيّه، فمن أراد أن يتبرأ من اللّه و مني فليتبرأ منك يا عائشة»[6220].

قال الخطيب: لا يثبت هذا الحديث، و رجال إسناده كلهم ثقات، و لعله شبه لهذا الشيخ القطان - أو أدخل عليه - مع أنّي قد رأيته من حديث محمّد بن بابشاذ البصري، عن سلمة بن شبيب (1)،عن عبد الرّزّاق، و ابن بابشاذ (2) راوي مناكير عن الثقات، و قد كان في أصل ابن المذهب (3) أحاديث صالحة، عن هارون القطان، عن البغوي، و كلها مستقيمة، و سألت ابن المذهب عنه فقال: كان يسكن بدار البطيخ العليا التي عند دار إسحاق، و لم يكن ممن يظن به الكذب، و لا تلحقه التهمة لأنه لم يكن ممن يتصدّى للحديث، و لا يحسنه، و كان من أهل القرآن و الخير.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم - قراءة - أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن المظفّر بن عبد الرّحمن الكحال - بمكة - سنة خمس و أربعين، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسماعيل بن الفرج المهندس، نا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز البغوي، نا وهب بن بقية، نا عمر بن يونس اليمامي، عن عبد اللّه بن عمر المديني، عن الحسين (4) بن زيد بن حسن قال: جاء نفر من أهل العراق، فقالوا: يا أبا محمد حديث بلغنا أنك تحدّثه عن علي في أبي بكر و عمر، قال: نعم، حدّثني أبي عن أبيه، عن علي قال: كنت عند النبي صلى اللّه عليه و سلم فأقبل أبو بكر و عمر فقال:«يا عليّ هذان سيّدا كهول أهل الجنّة و شبابها بعد النبيّين و المرسلين»[6221].

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر، أنا أبو محمّد الجوهري.

و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (5)،حدّثني وهب بن بقية الواسطي، نا عمر بن يونس،

ص: 165


1- بالأصل:«سنيت» و مهملة في م بدون نقط ، و المثبت عن تاريخ بغداد.
2- مهملة بالأصل، و في م:«باسناد» و المثبت عن تاريخ بغداد.
3- بالأصل: الموهب، و الصواب عن م و تاريخ بغداد.
4- في م:«الحسن» و سيأتي في الخبر التالي: الحسن.
5- مسند أحمد 174/1 رقم 602.

يعني اليمامي (1)،عن عبد اللّه بن عمر اليمامي، عن الحسن بن زيد بن حسن، حدّثني أبي عن أبيه، عن علي قال: كنت عند النبي صلى اللّه عليه و سلم، فأقبل أبو بكر و عمر، فقال:«يا عليّ ، هذان سيّدا كهول أهل الجنّة و شبابها بعد النبيّين و المرسلين»[6222].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، و أبو نصر بن طلاّب (2)،قالا: أنا أبو بكر بن أبي الحديد، ثنا أبو الحسين محمّد بن علي بن أبي الحديد، نا إبراهيم بن مرزوق، نا عمر بن يونس، نا عبد اللّه بن عمر المديني (3)، عن الحسن بن زيد بن الحسن أنه كان جالسا في المسجد، فجاءه ناس من أهل العراق، فسلّموا، ثم قالوا: يا أبا محمّد حديث بلغنا أنك تذكره عن أبي بكر و عمر، قال: حدّثني أبي عن أبيه، عن علي أنه كان جالسا عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأقبل أبو بكر عمر، فقال:

«هذان سيّدا كهول أهل الجنّة و شبابها بعد النبيّين و المرسلين، لا تخبرهما يا عليّ »[6223].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، نا أبو بكر الشافعي، نا عبيد بن عبد الواحد بن شريك البزّار، نا ابن أبي مريم، أنا سفيان بن عيينة، حدّثني إسماعيل بن [أبي] خالد، عن الشعبي، عن الحارث، عن علي أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نظر إلى أبي بكر و عمر فقال:«هذان سيّدا كهول أهل الجنّة من الأوّلين و الآخرين إلاّ النبيّين و المرسلين، لا تخبرهما يا عليّ »[6224].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو الحسن علي بن المبارك بن علي بن الفاعوس، قالا: أنا عبد الباقي بن محمّد بن غالب، قال: قرئ على أبي الحسن أحمد بن محمّد بن عمران بن موسى، أنبأ أبو القاسم البغوي، نا عبد اللّه بن عمر، نا عبد الرّحمن المحاربي، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن زبيد (4) الإيامي، عن الشعبي، عن من حدّثه، عن علي قال: كنت جالسا عند النبي صلى اللّه عليه و سلم إذ أقبل أبو بكر و عمر، فذكر نحوه.

ص: 166


1- مرّ في السند السابق:«المديني» و في م و المسند كالأصل.
2- بالأصل و م: كلاب، تحريف و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
3- في م: المدني.
4- بالأصل: زيد، تحريف و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في تهذيب الكمال 267/6 و سير الأعلام 296/5 و يقال: اليامي أيضا.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، نا أبو بكر الشافعي، نا أحمد بن محمّد بن صالح، نا كثير بن يحيى صاحب البصري، نا سفيان بن عيينة، عن عبيد المكتب عن الشعبي، عن الحارث، عن علي قال: كنت عند النبي صلى اللّه عليه و سلم فذكر نحوه.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن (1)،عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد، و عن محمّد بن محمّد بن مخلد، أنا علي بن محمّد بن خزفة (2)،قالا:

نا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، قال: رأيت في كتاب علي بن المديني، قال يحيى بن سعيد: كان إسماعيل بن أبي خالد يحدّث عن رجل عن الشعبي:«سيّدا كهول أهل الجنّة»، قال يحيى: فسألته عنه فلم يصححه.

أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر، أنا عمر بن أحمد بن عمر.

و أخبرنا أبو محمّد السّيّدي، و أبو القاسم تميم بن أبي سعيد، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي (3)،قالا: أنا الحاكم أبو أحمد، أنا أبو العبّاس (4)،عبد الرّحمن بن محمّد بن حمّاد الطّهراني - بالري - أنا ابن حميد - يعني محمّد أنا هارون بن المثنّى - عن محمّد بن مرّة، عن الحكم بن عتيبة (5).

و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو القاسم الشّحّامي، قالا: أنا أبو سعد (6)محمّد بن عبد الرّحمن.

و أخبرنا أبو محمّد السيدي، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو عمرو بن حمدان.

و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، قالا: أنا محمّد بن هارون بن حميد، أنا محمّد بن حميد الرازي، نا هارون بن المثنّى أبو حفص، نا محمّد بن مرّة، عن الحكم بن عتيبة (7)،عن الشعبي، عن الحارث، عن

ص: 167


1- عن م و بالأصل: الحسين، و قد مرّ التعريف به.
2- بالأصل و م:«حرفه» خطأ، و الصواب ما أثبت و ضبط .
3- بالأصل و م: الجيرودي، خطأ و الصواب ما أثبت و ضبط ، و قد مرّ التعريف به.
4- أقحم بعدها بالأصل:«و أبو محمد هبة اللّه بن سهل السيدي».
5- بالأصل: عيينة، خطأ و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 208/5.
6- في م: أبو سعيد، تحريف.
7- بالأصل: عيينة، خطأ و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 208/5.

علي قال: أقبل أبو بكر و عمر و أنا عند النبي صلى اللّه عليه و سلم، فقال:«يا عليّ هذان سيّدا كهول أهل الجنّة من الأوّلين و الآخرين إلاّ النبيّين و المرسلين، لا تخبرهما يا عليّ » و في حديث ابن حمدان و ابن حيّوية:«بعد النبيّين»[6225].

أخبرنا أبو السعادات أحمد بن أحمد بن عبد الواحد المتوكّلي، نا أبو جعفر بن المسلمة - إملاء - أنبأ أبو القاسم (1) عيسى بن علي بن عيسى، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز البغوي، نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، نا سفيان بن عيينة، قال: ذكره داود عن الشعبي عن الحارث، عن علي، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«أبو بكر عمر سيّدا كهول أهل الجنّة من الأوّلين و الآخرين، ما خلا النبيّين و المرسلين فلا تخبرهما يا عليّ »[6226].

و أخبرناه أبو محمّد السّيّدي، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو عمرو بن حمدان، نا مسدّد بن قطن بن إبراهيم القشيري، نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، نا سفيان، قال:

ذكره داود عن الشعبي، عن الحارث، عن علي، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«أبو بكر و عمر سيّدا كهول أهل الجنّة من الأوّلين و الآخرين، ما خلا النبيّين و المرسلين، لا تخبرهما يا عليّ »[6227].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، و أبو المواهب أحمد بن محمّد بن عبد الملك، قالا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، نا أبو بكر الباغندي، نا محمّد بن جامع بن كامل الموصلي، نا أحمد بن عمرو المزني، نا عكرمة بن إبراهيم، عن سعيد بن مسروق، حدّثني الشعبي عن الحارث قال: سمعت علي بن أبي طالب يقول: كنت عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و لم يكن عنده غيري، إذ أقبل أبو بكر و عمر، فقال:«يا عليّ هذان سيّدا كهول أهل الجنّة من الأوّلين و الآخرين، ما خلا النبيّين المرسلين، و لا تخبرهما يا عليّ (2)»[6228].

ص: 168


1- بالأصل:«أبو القاسم بن عيسى» و فوق بن علامة حذف، فحذفناها بما يوافق عبارة م.
2- بعده في م ورد خبر و قد سقط من الأصل، نثبته هنا للفائدة و روايته: أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة أنا محمد بن مكي الضرير، أنا عبد الكريم بن أحمد بن علي بن أبي حدار الصواف، أنا الحسين بن محمد بن داود(...) أنا محمد بن هشام بن أبي حسن السدوسي نا سفيان عن الحسين بن عمّار عن الشعبي عن الحارث عن علي قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: أبو بكر و عمر سيدا كهول أهل الجنّة من الأولين و الآخرين إلا النبيين و المرسلين و لا تخبرهما يا علي.

و أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو محمّد بن المقتدر (1)،أنا أبو العبّاس أحمد بن منصور اليشكري، نا أبو بكر عبد اللّه بن سليمان السّجستاني، نا المسيّب بن واضح السّلمي، نا سفيان بن عيينة، عن فراس، عن الشعبي.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن (2) علي بن المبارك، قالا: أنا أبو منصور بن العطار، قال: قرئ على أبي (3) الحسن بن الجندي، نا أبو القاسم البغوي، نا محمّد بن أبي عبد الرّحمن، نا سفيان، عن الحسن بن عمارة، عن الشعبي، عن الحارث، عن علي قال: كنت عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأقبل أبو بكر و عمر فقال:«يا عليّ هذان سيّدا كهول أهل الجنّة من الأوّلين و الآخرين إلاّ النبيّين و المرسلين، و لا تخبرهما يا عليّ »، قال: فما أخبرتهما حتى ماتا[6229].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الفضل الزهري.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن بن القاعوس، قالا: أنا أبو منصور عبد الباقي بن محمّد، أنبأ أبو الحسن (4) بن الجندي، قالا (5):نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، حدّثني محمّد بن عبد اللّه المخرمي، حدّثنا - و في حديث الزهري: حدّثني - ورد (6) بن عبد اللّه، نا محمّد بن طلحة، عن عبد الأعلى الثعلبي، عن الشعبي، عن الحارث، عن علي قال: كنت جالسا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ليس معنا ثالث إلاّ اللّه، فأقبل أبو بكر و عمر، فقال:«هذان سيّدا كهول أهل الجنّة من الأوّلين و الآخرين إلاّ النبيّين و المرسلين»[6230].

و أخبرناه أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنبأ أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمّد الخرقي، نا جعفر بن أحمد بن محمّد بن الصّبّاح، نا جدي، أنا الهذيل (7) بن ميمون، عن زكريا بن أبي زائدة، عن عامر الشعبي، عن الحارث، عن علي قال: بينا أنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذ دخل أبو بكر و عمر، فقال:«يا عليّ

ص: 169


1- عن م و بالأصل: المعتذر.
2- عن م و بالأصل: أبو الحسين.
3- بالأصل: بن، و المثبت عن م.
4- عن م و بالأصل: الحسين.
5- ما بين الرقمين سقط من م.
6- ما بين الرقمين سقط من م.
7- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل، و في م: الهريل، و الصواب ما أثبت انظر تهذيب الكمال 233/19.

هذان سيّدا كهول الجنّة من الأوّلين و الآخرين إلاّ النبيّين و المرسلين، لا تخبرهما »[6231].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو الحسن علي بن المبارك، قالا: أنا أبو منصور عبد الباقي بن محمّد بن غالب، قال: قرئ على أبي (1) الحسن أحمد بن محمّد بن عمران، حدّثني البغوي (2)،نا ابن زنجويه، نا أبو النضر، نا محمّد بن طلحة، نا عبد الأعلى الزهري، عن الشعبي، عن رجل من همدان عن علي قال: كنت جالسا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فذكر نحوه (3).

و أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا محمّد بن سليمان بن الحارث، نا أحمد بن عبد اللّه بن يونس، نا أبو معاوية، عن الحسن بن عمارة عن فراس، عن الشعبي، عن الحارث، عن علي قال:

أقبل أبو بكر و عمر، و أنا جالس عند النبي صلى اللّه عليه و سلم، فقال:«هذان سيّدا كهول أهل الجنّة من الأوّلين و الآخرين إلاّ النبيّين و المرسلين، لا تخبرهما يا عليّ »[6232].

قال: فما ذكرت ذلك لهما حتى هلكا.

هكذا رواه من سقنا أحاديثهم، عن الشعبي، عن الحارث.

و رواه محمّد بن أبان، عن أبي جناب (4) يحيى بن أبي حيّة الكلبي، عن الشعبي، عن زيد بن يثيع (5)،عن علي.

ص: 170


1- عن م و بالأصل: ابن.
2- «حدثني البغوي» استدركت على هامش الأصل و بعدها كلمة صح.
3- بعده ورد خبر في م، و قد سقط من الأصل، نثبته للأمانة هنا، و نصه: أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا و أبو منصور بن خيرون، نا أبو بكر الخطيب أنا علي بن القاسم بن الحسن نا علي بن إسحاق المادرائي نا جعفر بن محمد الصائغ قال، و أنا محمد و اللفظ له، نا جعفر بن محمد عن نجيب بن ميمون المعدل نا محمد بن الفضل قالا نا بشار بن موسى نا شريك عن فراس عن الشعبي عن الحارث عن علي قال: نظر النبي صلى اللّه عليه و سلم إلى أبي بكر و عمر و هما مقبلان فقال: يا علي هذان سيدا كهول أهل الجنّة من الأولين و الآخرين ممن خلا في الأمم الغابرين و من أتى إلاّ النبيين و المرسلين، لا تخبرهما يا علي، قال علي: فلو كانا حيين ما حدثت به.
4- إعجامها مضطرب بالأصل، و في م بدون نقط ، و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 65/20.
5- مهملة بالأصل و م بدون نقط و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 490/6.

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنبأ أبو طالب بن غيلان، نا أبو بكر محمّد بن إبراهيم، نا علي بن الحسن، نا عبيد اللّه بن يوسف الجبيري، نا إبراهيم بن سليمان الدبّاس، نا محمّد بن أبان، نا أبو جناب (1) الكلبي، عن الشعبي، عن زيد، عن علي قال:

كنت عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ليس عنده أحد، فأقبل أبو بكر و عمر، فقال:«هذان سيّدا كهول أهل الجنّة من الأوّلين و الآخرين»[6233].

و أخبرناه أبو الحسن علي بن المسلّم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنبأ تمّام بن محمّد، أنبأ أحمد بن سليمان بن حذلم، ثنا بكّار بن قتيبة، نا إبراهيم بن أبي الوزير أبو عمر، نا محمّد بن أبان، عن أبي جناب، عن الشعبي، عن زيد بن يثيع، عن علي قال:

كنت عند النبي صلى اللّه عليه و سلم فأقبل أبو بكر و عمر، فقال:«يا عليّ هذان سيّدا كهول أهل الجنّة من الأوّلين و الآخرين، ما خلا النبيّين و المرسلين، لا تخبرهما يا عليّ »، فما حدّثت به حتى ماتا.

و رواه المحاربي، عن أبي جناب و زاد فيه: زبيدا.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن بن المبارك، قالا: أنا أبو منصور بن العطار، أنا أبو الحسن بن الجندي، أنا أبو القاسم البغوي، نا عبد اللّه بن عمر، نا المحاربي، عن أبي جناب، عن زبيد، عن عامر، عن يثيع أو ابن يقنع، عن علي مثل ذلك.

كذا قال، و الصواب: زيد بن يثيع، و يقال: أثيع.

و رواه جماعة غير هؤلاء عن الشعبي، عن علي نفسه.

أخبرناه (2) أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، ثنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو حفص بن شاهين، نا عبد اللّه بن معمر البلخي، قدم علينا، نا إسماعيل بن بشر البلخي، نا مكي - يعني ابن إبراهيم - عن مقاتل بن سليمان، عن محمّد بن بشر، عن عامر الشعبي، عن علي بن أبي طالب، أن أبا بكر و عمر ذكرا عند النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:«هما سيّدا كهول أهل الجنّة من الأوّلين و الآخرين، غير النبيّين و المرسلين، و إن الحسن

ص: 171


1- بالأصل و م: خباب، انظر ما مرّ.
2- عن م و بالأصل: أخبرنا.

و الحسين سيّدا شباب أهل الجنّة»[6234].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، نا أبو بكر الشافعي، حدّثني عبد اللّه بن محمّد بن ياسين، نا علي بن أحمد الجواربي (1)،نا معلى (2) بن عبد الرّحمن، نا الربيع بن صبيح، عن سيّار (3) أبي الحكم، عن الشعبي، عن علي، قال:

نظر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى أبي بكر و عمر مقبلين، فقال:«يا عليّ هذان سيّدا كهول أهل الجنّة من الأوّلين و الآخرين، ما خلا النبيّين و المرسلين، لا تحدّثهما»، قال: فما حدّثتهما حتى ماتا.

قال أبو بكر الشافعي: و ذكر أبو الأحوص محمّد بن الهيثم القاضي، نا يوسف بن عدي، نا المحاربي، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن زبيد، عن الشعبي، عن علي، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم مثله.

قال: و نا أبو بكر الشافعي، نا الحسن بن علي بن شبيب (4)،نا عمرو بن علي، قال: و حدّثني عبد اللّه بن ياسين، نا أبو معمر، قال: و أنا أحمد بن عبد اللّه بن شجاع، نا القاسم بن محمّد بن عباد (5)،قالوا: حدّثنا أبو عاصم.

و أخبرنا أبو علي الحسين بن المظفّر، أنا أبو الغنائم بن الزّجاجي، أنبأ أبو الحسن (6) الحربي، نا قاسم بن زكريا المطرّز، نا محمّد بن المثنّى، نا الضّحّاك بن مخلد، عن سفيان، عن طعمة بن غيلان، عن الشعبي، عن علي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال - و في حديث ابن الحصين: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال-: «أبو بكر و عمر سيّدا كهول أهل الجنّة من الأوّلين و الآخرين، ما خلا النبيّين و المرسلين»- زاد ابن السبط :«لا تخبرهما يا عليّ »[6235].

ص: 172


1- عن م و تهذيب الكمال 261/18 ترجمة معلى بن عبد الرحمن، و إعجامها مضطرب بالأصل.
2- في م: يعلى، خطأ، انظر الحاشية السابقة.
3- عن م و بالأصل سفيان تحريف، ترجمته في تهذيب الكمال 242/8.
4- بالأصل:«سنيت» و في م:«سبيب» كلاهما تحريف و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 510/13.
5- بالأصل و م: عياد، خطأ و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 191/15.
6- عن م و بالأصل: أبو الحسين.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، قال: نا أبو المظفّر عبد اللّه بن شبيب (1) بن عبد اللّه بن شبيب (2) الضّبّي - إملاء-.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري (3)،و أبو علي بن المسلمة، و أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه بن عمر بن البقّال، و أبو الوفاء طاهر بن الحسين القوّاس، و أبو الحسين عاصم بن الحسن، و أبو الحسن هبة اللّه بن عبد الرّزّاق الأنصاري، و أبو الفارس طراد بن محمّد.

و أخبرنا أبو الكرم المبارك بن الحسين بن أحمد بن علي بن نجار بن منصور، و أبو الحسن علي بن محمّد بن يحيى الدّريني (4)،و زوجه فخر النساء شهدة بنت أحمد بن الفرج الإبري، و أبو محمّد بن طاوس، قالوا: أنا طراد بن محمّد.

و أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن محمّد العطار المعروف بابن الاخوة، أنا أبو علي الحسين بن محمّد بن القاسم بن عبيد اللّه بن زينة، قالوا: أنا هلال بن محمّد الحفّار، أنا الحسين بن يحيى بن عيّاش القطان (5)،نا إبراهيم بن مجشر، نا عبد اللّه بن المبارك، أنا يونس بن أبي إسحاق، عن الشعبي، عن علي بن أبي طالب، قال:

كنت عند النبي صلى اللّه عليه و سلم إذ أقبل أبو بكر و عمر، فقال:«هذان سيّدا كهول أهل الجنّة من الأوّلين و الآخرين إلاّ النبيّين و المرسلين»، ثم قال:«يا عليّ لا تخبرهما »[6236].

و أخبرناه أبو محمّد بن طاوس، و أبو يعلى حمزة بن الحسين بن المفرج، و أبو الحزم (6) مكي بن الحسن بن معافى، قالوا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا إبراهيم بن أبي إسحاق قال: و أنا أبو عمرو بن أبي غرزة (7)،ثنا عبيد اللّه بن موسى، أنا يونس بن أبي إسحاق، عن الشعبي،

ص: 173


1- بالأصل: سنيت.
2- بالأصل: سنيت.
3- بالأصل:«التستري» و غير واضحة في م، و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
4- مهملة بالأصل و الصواب عن م و مشيخة ابن عساكر ض 151/ب.
5- ترجمته في سير الأعلام 319/15.
6- في مشيخة ابن عساكر ص 245/ب أبو الحرم.
7- مهملة بالأصل و م، و الصواب ما أثبت، و اسمه أحمد بن حازم بن محمد بن يونس بن قيس بن أبي غرزة، أبو عمرو، ترجمته في سير الأعلام 239/13.

عن علي بن أبي طالب، قال:

كنت مع النبي صلى اللّه عليه و سلم، فأقبل أبو بكر و عمر، فقال لي النبي صلى اللّه عليه و سلم:«يا عليّ هذان سيّدا كهول أهل الجنّة من الأوّلين و الآخرين، إلاّ النبيّين و المرسلين»، ثم قال لي:«يا عليّ لا تخبرهما»[6237].

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنبأ إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم، أنا (1) أبو يعلى قال: حدّثنا أبو خيثمة زهير بن حرب (2)،نا وكيع، عن يونس بن (3) أبي إسحاق، عن الشعبي، عن علي قال:

كنت عند النبي صلى اللّه عليه و سلم فأقبل أبو بكر و عمر، فقال:«هذان سيّدا كهول أهل الجنّة من الأوّلين و الآخرين، إلاّ النبيّين و المرسلين»[6238].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

و أخبرنا أبو سهل بن سعدويه، أنا إبراهيم سبط بحرويه، أنبأ أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا الحسن (4) بن عرفة، نا وكيع بن الجرّاح، عن يونس بن أبي إسحاق.

و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو نصر بن موسى، أنا أبو زكريا الحربي، أنا أبو حامد بن الشرقي، نا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع، نا يونس بن أبي (5) إسحاق الهمداني، عن الشعبي، عن علي قال:

كنت جالسا عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فأقبل أبو بكر و عمر، فقال - زاد الحسن:

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم-«هذان سيّدا كهول أهل الجنّة من الأوّلين و الآخرين إلاّ النبيّين و المرسلين، لا تخبرهما »[6239].

و أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، نا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن صالح (6) الأبهري، نا أبو عروبة الحسين بن محمّد بن

ص: 174


1- ممحوة في م.
2- بالأصل «حرث» و غير ظاهرة بالتصوير و في م، و الصواب ما أثبت ترجمته في تهذيب الكمال 335/6.
3- بالأصل «عن» خطأ، و الصواب عن م.
4- عن م و بالأصل: الحسين.
5- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
6- في م: صلح، خطأ، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 232/16.

مودود، نا جدي عمرو بن أبي عمرو (1)،نا أبو يوسف (2)،نا عبد الأعلى، عن عامر الشعبي، عن علي قال:

نظر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى أبي بكر و عمر مقبلين، فقال:«يا عليّ هذان سيّدا كهول أهل الجنّة من الأوّلين و الآخرين إلاّ النبيّين و المرسلين، يا عليّ لا تخبرهما»[6240].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنا أبو طالب العشاري، نا أبو الحسين بن سمعون، نا أبو بكر محمّد بن جعفر بن أحمد الصيرفي، نا حمّاد بن الحسن (3)،نا محمّد بن بكير، أنا مغيرة بن مسلم، عن يحيى بن أبي حيّة، عن الشعبي، عن علي، قال:

كنت إلى جانب النبي صلى اللّه عليه و سلم [قال] (4) فمرّ أبو بكر و عمر فقال:«ادن يا عليّ »، فدنوت منه، فقال:«أ ترى هذين ؟ هذان سيّدا كهول أهل الجنّة ممن مضى من الأوّلين و الآخرين ما خلا النبيّين و المرسلين، لا تخبرهما يا عليّ »[6241].

أخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العبّاس، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه العمري، أنا أبو محمّد بن أبي شريح، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، نا إسحاق بن يوسف الأزرق، نا أبو جناب (5) عن الشعبي، عن علي قال:

كنت عند النبي صلى اللّه عليه و سلم ليس عنده غيري، إذ أقبل أبو بكر و عمر فقال:«يا عليّ هذان سيّدا كهول أهل الجنّة إلاّ النبيّين و المرسلين، لا تقل لهما ذاك يا عليّ ».

و لم يذكر في الإسناد: الحارث[6242].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنبأ أبو بكر الخطيب، أنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، أنا أحمد بن سلمان بن الحسن النّجّاد.

و أخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد، أنا محمّد بن عبد اللّه، أنبأ ابن أبي

ص: 175


1- عن م و بالأصل: عمر.
2- «نا أبو يوسف» مثبتة في م و شطبت الكلمات بخط أفقي.
3- في م: الحسين.
4- زيادة عن م.
5- إعجامها مضطرب بالأصل، و في م:«أبو هاب» و الصواب ما أثبت و هو يحيى بن أبي حية الكلبي، و قد مرّ التعريف به.

شريح، نا يحيى بن محمّد قالا: نا الحارث بن محمّد، نا داود بن المحبّر، نا أبو الأشهب، عن الحسن - زاد ابن صاعد: يعني البصري - عن يسار بن ثوبان، عن الشعبي، عن علي قال:

نظر النبي صلى اللّه عليه و سلم - و في حديث النّجّاد: رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - إلى أبي بكر و عمر مقبلين فقال:«هذان سيّدا كهول الجنّة - و قال ابن صاعد: كهول أهل الجنّة - من الأوّلين و الآخرين، ما خلا النبيّين و المرسلين، يا عليّ لا تخبرهما»[6243].

و لم يذكر في الإسناد الحارث - و زاد النّجّاد: قال علي: فما أخبرتهما حتى ماتا.

و روي عن الشعبي، عن أبي هريرة، و هو غريب جدا.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأ محمّد بن أحمد، نا أبو بكر الشافعي، حدّثني حمدون بن أحمد بن سالم السّمسار، نا أبو بكر بندار، نا سلم بن قتيبة، قال: و حدّثني محمّد بن ياسين أبو عبد اللّه، نا إبراهيم بن بشار الواسطي، نا أبو قتيبة، نا يونس بن أبي إسحاق، عن الشعبي، عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم هكذا قال، أقبل أبو بكر و عمر، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«هذان سيّدا كهول أهل الجنّة من الأوّلين و الآخرين، إلاّ النبيّين و المرسلين، لا تخبرهما يا عليّ ».

و روي عن الشعبي عن النبي صلى اللّه عليه و سلم مرسلا.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، نا أبو بكر الشافعي، نا إبراهيم بن عبد اللّه البصري، نا أبو عاصم، عن سفيان، عن طعمة (1)،عن الشعبي أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«أبو بكر و عمر سيّدا كهول أهل الجنّة من الأوّلين و الآخرين، ما خلا النبيّين و المرسلين (2)»[6244].

قال و أنا الشافعي، نا إبراهيم بن شريك الأسدي، نا أحمد بن يونس، نا مالك بن مغول، عن الشعبي قال: آخى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بين أبي بكر و عمر، فأقبل أحدهما آخذا بيد صاحبه، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«من سرّه أن ينظر إلى سيّدي كهول أهل الجنّة من الأوّلين و الآخرين إلاّ النبيّين و المرسلين فلينظر إلى هذين المقبلين»[6245].

ص: 176


1- هو طعمة بن غيلان الجعفي، ترجمته في تهذيب الكمال 233/9.
2- نقله المزي في تهذيب الكمال 234/9 و انظر تخريجه فيه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأ أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1)،أنا أحمد بن عبد اللّه بن يونس، نا مالك بن مغول (2)،عن الشعبي، قال: آخى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بين أبي بكر و عمر، فأقبلا، أحدهما آخذ بيد صاحبه، فقال:«من سرّه أن ينظر إلى سيدي كهول أهل الجنّة من الأوّلين و الآخرين إلاّ النبيّين و المرسلين فلينظر إلى هذين المقبلين»[6246].

و الحديث محفوظ عن علي، رواه غير من سمّينا عنه.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمد الجوهري، أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد، نا حمزة بن القاسم، نا محمّد بن الخليل المحرمي، نا عبد الصمد، نا حفص بن سليمان أبو عمر، عن عاصم، عن زرّ، عن علي قال:

كنت جالسا مع النبي صلى اللّه عليه و سلم ليس معنا ثالث من البشر، فأقبل أبو بكر و عمر يتماشيان كل واحد منهما آخذ بيد صاحبه، فلما رآهما النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«يا عليّ هذان سيّدا كهول أهل الجنّة من الأوّلين و الآخرين ما خلا النبيّين و المرسلين، لا تخبرهما»، قال: فما أخبرتهما، و لو كانا حيين ما حدّثت بهذا[6247].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، نا أبو طالب بن غيلان، قال: نا أبو بكر الشافعي - إملاء - نا محمّد بن يونس محمّد بن عبد اللّه الصفّار، نا روح بن مسافر، عن عاصم بن بهدلة، عن زرّ بن حبيش، عن علي قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أبو بكر و عمر سيّدا كهول أهل الجنّة من الأوّلين و الآخرين إلاّ النبيّين و المرسلين، لا تخبرهما يا عليّ ما عاشا»[6248].

قال: و نا الشافعي، حدّثني عبد اللّه بن محمّد بن ياسين، نا أحمد بن المقدام، نا عمرو بن صالح، نا الحسن بن عمارة، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة (3)،عن علي قال:

كنت عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذ أقبل أبو بكر و عمر، فقال:«يا عليّ هذان سيّدا كهول

ص: 177


1- طبقات ابن سعد 175/3.
2- عن ابن سعد و في الأصل و م: معول.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 302/9.

أهل الجنّة من الأوّلين و الآخرين إلاّ النبيّين و المرسلين».

قال: و نا الشافعي، نا أحمد بن محمّد بن أبي شيبة، نا علي بن مسلم، نا ابن أبي فديك، حدّثني إبراهيم بن الفضل المخزومي، عن سليمان بن زيد، عن هرمز، عن علي بن أبي طالب، قال:

كنت جالسا عند النبي صلى اللّه عليه و سلم فخذه على فخذي، إذ طلع أبو بكر و عمر من مؤخر المسجد، فنظر إليهما نظرا شديدا فصاعد بصره فيهما و صوت فالتفت إليّ فقال:«و الذي نفسي بيده إنهما لسيّدا كهول أهل الجنّة من الأوّلين و الآخرين إلاّ النبيّين و المرسلين و أنعما، لا تعلمهما بذلك»[6249].

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل، نا أبو بكر الخطيب، أنا الحسن بن أبي بكر، قال: قال لنا أبو علي الطوماري: كنا عند أبي العبّاس أحمد بن يحيى ثعلب فقال له رجل: أيش معنى قول النبي صلى اللّه عليه و سلم - و قد أقبل أبو بكر عمر فقال-: «هذان سيّدا كهول أهل الجنّة، لا تخبرهما يا عليّ »؟ فقال: أشفق عليهما من التقصير في العمل، و قد تقدم، روي عن جابر عن علي بن أبي طالب[6250].

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة، نا إسحاق بن زياد الأيلي، نا عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر، عن علي بن أبي طالب أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«أبو بكر و عمر سيّدا كهول أهل الجنّة»[6251].

كتب إليّ أبي بكر أحمد بن المظفّر بن الحسن بن سوسن التّمّار، نا أبو القاسم عبد الرّحمن بن عبيد اللّه بن عبد اللّه الحرفي (1) السّمسار - إملاء - سنة اثنتين (2)و عشرين و أربع مائة، نا محمّد بن عثمان بن بشر السّقطي، نا هارون بن مسلم الحياني، عن القاسم بن عبد الرّحمن، عن محمّد بن علي بن الحسين (3)،عن أبي محمّد الأنصاري، قال:

قلت للحسن بن علي: يا ابن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حدّثني بحديث سمعته من جدك لم

ص: 178


1- مهملة بالأصل، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 411/17.
2- بالأصل و م: اثنين.
3- في م: الحسن.

يناقله الرجال، ننسى بعضه و نحفظ بعضه، قال: كنت أصغر من ذلك، و لكن سمعت جدي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«لا تسبّوا أبا بكر و عمر فإنهما سيّدا كهول أهل الجنّة من الأوّلين و الآخرين إلاّ النبيّين و المرسلين، و لا تسبّوا الحسن و الحسين فإنّهما سيّدا شباب أهل الجنّة، و لا تسبّوا عليا فإنه من سبّ عليا فقد سبّني، و من سبّني فقد سب اللّه، و من سبّ اللّه عز و جل عذّبه اللّه»[6252].

أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا سهل بن زنجلة الرازي (1)،نا عبد الرّحمن بن عمر (2)،نا عبد اللّه بن يزيد العبدي، قال: سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أبو بكر عمر سيّدا كهول أهل الجنّة من الأوّلين و الآخرين»[6253].

[أخبرنا] (3) أبو محمّد بن الأكفاني، أنا الحسين بن الحسين بن زيد الجرجاني، و عبد اللّه بن الحسن بن طلحة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنبأ أبو القاسم بن أبي العلاء.

و أخبرنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى بن علي القاضي، أنا أبو الحسن محمّد بن عبد اللّه بن علي بن محمّد بن أبي داود الفارسي بمصر، قالوا:- أنا محمّد بن الفضل بن نظيف، نا أحمد بن محمّد الصابوني، نا فهد بن سليمان الدلال، نا محمّد بن كثير، قال: سمعت الأوزاعي عن قتادة - زاد ابن أبي العلاء: عن أنس - قالوا:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لأبي بكر و عمر:«هذان سيّدا كهول أهل الجنّة من الأوّلين و الآخرين إلاّ النبيّين و المرسلين»[6254].

أخبرنا أبو محمّد السّيّدي، و أبو القاسم الشّحّامي، و أبو الحسن عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد، قالوا: أنا أبو يعلى إسحاق بن عبد الرّحمن الصابوني.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري (4)،و أبو محمّد بن أبي عثمان، قالوا: أنا أحمد بن محمّد بن موسى بن

ص: 179


1- ترجمته في تهذيب الكمال 169/8.
2- كذا بالأصل و م.
3- سقطت من الأصل و أضيفت عن م.
4- بالأصل:«التستري» و في م غير واضحة، و الصواب ما أثبت، و السند معروف.

القاسم بن الصلت، نا إبراهيم بن عبد الصمد، نا محمّد بن الوليد القرشي، نا محمّد بن كثير نا الأوزاعي، عن قتادة، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أبو بكر و عمر سيّدا كهول أهل الجنّة»[6255].

أخبرنا أبو الحسن بن المسلّم الفرضي، و أبو المعالي بن الشّعيري (1)،أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأ جدي أبا بكر، أنبأ أبو بكر الخرائطي، نا العبّاس بن عبد اللّه التّرقفي، و إبراهيم بن الهيثم البلدي، قالا: نا محمّد بن كثير المصّيصي، عن الأوزاعي، عن قتادة، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد الأزهري، أنا أبو محمّد المخلدي، أنبأ أبو بكر عبد اللّه بن محمّد الأسفرايني، نا يوسف بن سعيد بن مسلم، نا ابن كثير، عن الأوزاعي، عن قتادة، عن أنس بن مالك، قال: و أنا المخلدي، أنا مكي بن عبدان، نا أحمد بن يوسف، نا محمّد بن كثير، عن الأوزاعي، عن قتادة، عن أنس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم (2).

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الجنزرودي (3)،أنا أبو الحسن محمّد بن علي بن الحسين الهمداني، نا أبو مسعود المقدسي، نا أحمد بن عبد الواحد العسقلاني، نا محمّد بن كثير، نا الأوزاعي، عن قتادة، عن أنس.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، و أبو يعلى حمزة بن الحسن، و أبو الحزم (4)مكي بن الحسن بن معافى، قالوا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا محمّد بن عوف الطائي، و أحمد بن مسعود المقدسي في آخرين، قالوا: نا محمّد بن كثير، عن الأوزاعي، عن قتادة، عن أنس بن مالك.

ح و أخبرنا أبو حفص عمر بن محمّد بن الحسن الفرغولي (5)،ثنا أبو بكر بن خلف، أنا الحاكم أبو عبد اللّه.

ص: 180


1- عن م و بالأصل: السعيري.
2- كذا بالأصل و م.
3- إعجامها مضطرب بالأصل و م، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
4- كذا بالأصل، و في م و مشيخة ابن عساكر:«أبو الحرم» و قد مرّ قريبا.
5- بالأصل:«القرعولي» و في م:«الفرعولي» و المثبت عن مشيخة ابن عساكر ص 156/ب رقم 926.

و أخبرتنا (1) أم البهاء بنت البغدادي، قالت: أنا أبو علي الحسن بن عمر بن الحسن بن يونس، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن محمّد [بن نصر] (2) التستري (3).

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، و أبو إسحاق إبراهيم بن طاهر بن بركات، قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا محمّد بن محمّد بن أحمد بن سعيد بن الروزمهان، قالوا: أنا أبو الحسن علي بن الفضل السامري، نا إبراهيم بن الهيثم البلدي، نا محمّد بن كثير، نا الأوزاعي.

و أخبرتنا أم البهاء قالت: أنا سعيد بن أحمد بن محمّد، أنا أبو الحسين الخفّاف، ثنا أبو حامد بن الشرقي، نا أبو الأزهر، و علي بن سعيد، و حمدان السّلمي، قالوا: حدّثنا محمّد بن كثير الصّنعاني، قال: سمعت الأوزاعي، عن قتادة، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لأبي بكر و عمر:«هذان سيّدا كهول أهل الجنّة من الأوّلين و الآخرين إلاّ النبيّين و المرسلين»[6256].

زاد ابن الشّرقي:«لا تخبرهما يا علي بذلك» (4).

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنبأ أبو الحسن علي بن الحسن، أنا أبو محمّد بن النّحّاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا أبو محمّد عبد الرّزّاق بن منصور بن أبان البندار، نا عبيد اللّه بن موسى، نا طلحة بن عمرو، عن عطاء، عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أبو بكر و عمر سيّدا كهول أهل الجنّة من الأوّلين و الآخرين إلاّ النبيّين و المرسلين»[6257].

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، و أبو (5) يعلى بن أبي حبس، و أبو الحزم (6)الجبيلي، قالوا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأ أبو محمّد بن نصر، نا خيثمة بن

ص: 181


1- عن م و بالأصل: و أخبرنا.
2- زيادة عن م.
3- كذا بالأصل، و رسمها في م:«السوري».
4- من قوله: زاد ابن الشرقي إلى هنا مؤخرة بالأصل إلى نهاية الخبر التالي، و ليس في سنده: ابن الشرقي، قدمناها إلى هنا، نهاية هذا الخبر، بما يوافق ما جاء في م، و قد ذكر أبو حامد بن الشرقي في أسانيد هذا الخبر.
5- عن م و بالأصل: و أبي.
6- كذا بالأصل، و في م و مشيخة ابن عساكر 245/ب أبو الحرم.

سليمان، نا إبراهيم بن أبي العنبس (1) القاضي، نا محمّد بن عبيد الطنافسي، قال: و نا محمّد بن عوف الطائي، نا عبيد بن موسى، جميعا عن طلحة بن عمرو، عن عطاء، عن ابن عبّاس، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أبو بكر عمر سيّدا كهول أهل الجنّة»[6258].

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر، و أبو غالب بن البنّا، قالا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد الزهري، نا عبد اللّه بن إسحاق المدائني، نا محمّد بن داود، نا خيرون بن وافد، نا مخلد بن حسين، عن هشام بن حسّان، عن محمّد بن سيرين، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أبو بكر و عمر خير أهل السماء و خير الأوّلين و الآخرين، إلاّ النبيّين و المرسلين»[6259].

أخبرنا أبو بكر (2) محمّد بن الحسين، و أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن عبد الوهّاب البارع، و أبو علي بن السّبط ، و أبو غالب عبد اللّه بن أحمد بن بركة، و محمّد بن أحمد بن الحسين بن قريش، قالوا: أنا أبو الغنائم بن المأمون، نا أبو الحسن علي بن عمر بن محمّد الحربي، نا العبّاس - يعني ابن علي بن العبّاس المعروف بالنسائي، نا محمّد بن داود القنطري في صفر سنة خمس و خمسين و مائتين، نا أبو عبّاد جيرون بن وافد - ببيت المقدس - نا مخلد بن الحسين، عن هشام بن حسّان، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أبو بكر و عمر خير أهل السّماوات و خير أهل الأرض و خير الأوّلين، و خير الآخرين إلاّ النبيّين و المرسلين»[6260].

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو أحمد إسماعيل بن موسى بن إبراهيم الحاسب البغدادي - ببغداد - إملاء، نا عبد الملك بن عبد ربه الطائي، نا خلف بن خليفة، عن إسماعيل بن أبي خالد، قال: سمعت قيسا قال:

نظرت عائشة إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقالت: يا سيد العرب، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أنا سيّد ولد آدم، و أبوك سيّد كهول العرب، و عليّ سيّد شباب العرب»[6261].

رواه إبراهيم بن زياد، عن خلف، عن إسماعيل، قال: بلغني أن عائشة.

ص: 182


1- إعجامها مضطرب بالأصل و م، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 198/13.
2- سقطت من الأصل و أضيفت عن م.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، نا أبو بكر الشافعي، نا عمر بن الحسن القاضي، نا أبو خيثمة، نا محمّد بن عبيد، عن إسماعيل بن أبي خالد، و سالم المرادي، عن عطية العوفي، قال سالم: و كان عطية يسمع عن أبي سعيد الخدري.

قال: و نا الشافعي، نا عبد اللّه بن ياسين، نا ابن معمر، نا محمّد بن عبيد، نا سالم المرادي عن عطية، عن أبي سعيد قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ أهل عليين ليراهم من هو أسفل منكم كما ترون الكوكب الدّرّي في أفق السماء، و إنّ أبا بكر و عمر منهم و أنعما»[6262].

قال: و نا الشافعي، حدّثني علي بن الحسن، نا أبو محذوره محمّد بن عبيد، نا الحسين بن الحسن، نا شريك، عن إبراهيم بن مهاجر، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري، قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ أهل الدرجات العلى لينظرون إلى من هو أسفل منهم كما يرون الكوكب الدّرّيّ في أفق السماء، و إنّ أبا بكر و عمر لمنهم و أنعما»[6263].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة.

و أخبرنا أبو القاسم أيضا، و أبو الحسن بن الفاعوس، قالا: أنا أبو منصور بن العطار، أنا أبو الحسن بن الجندي، قالا: نا أبو القاسم البغوي، نا عبد اللّه بن عمر، نا علي بن هاشم بن البريد، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

قال: و نا عبد اللّه بن عمر، نا علي بن هاشم بن البريد (1)،عن فضيل بن مرزوق، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

قال: و نا عبد اللّه.

قال: و نا خلف بن هشام البزّار، نا عبثر بن القاسم، عن سالم بن أبي حفصة، و ابن أبي ليلى.

ص: 183


1- عن م و بالأصل هنا: اليزيد، تحريف.

ح قال: ابن منيع، و نا عبد اللّه بن مطيع، نا خلف بن عبد اللّه، و هاشم، عن ابن أبي ليلى، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري، قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ أهل الدرجات العلى ليراهم من تحتهم كما ترون الكوكب الطالع في السماء، و إنّ أبا بكر و عمر منهما و أنعما».

- زاد علي بن هاشم في حديثه عن فضيل (1) بن مرزوق قلت لعطية ما قوله و أنعما: قال: أهل ذلك هما.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، و أبو يعلى حمزة بن الحسن، و أبو الحزم (2)مكي بن الحسين (3) بن معافى، قالوا: أنا أبو (4) القاسم بن أبي العلاء، ثنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا يحيى بن أبي طالب، أنا محمّد بن عبيد، أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ أهل عليّين ليراهم (5) من هو أسفل منهم كما ترون الكوكب في أفق السماء، و إنّ أبا بكر و عمر منهم و أنعما و أرفعا»[6264].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، ثنا أبو القاسم البغوي، نا جدي، نا يحيى بن أبي زائدة، قال: قال إسماعيل بن أبي خالد و هو جالس مع مجالد على الطنفسة: أشهد على عطية أنه شهد على أبي سعيد أنه سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول ذلك.

قال: و أنا عبد اللّه بن محمّد، ثنا عبد اللّه بن عمر، نا علي بن هاشم، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عطية، عن أبي سعيد، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم نحوه.

أنبأنا أبو الفتح أحمد بن محمد بن أحمد الحداد أيضا (6)أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد الحلواني عنه، أنا أبو علي أحمد بن

ص: 184


1- عن م و بالأصل هنا: فضل، تحريف.
2- كذا بالأصل و في مشيخة ابن عساكر: أبو الحرم.
3- عن م و مشيخة ابن عساكر، و في الأصل: الحصين.
4- سقطت من الأصل، و أضيفت عن م.
5- عن م و بالأصل: إبراهيم.
6- «أيضا» ليست في م.

محمّد بن إبراهيم بن يزداد (1)،أنا أبو محمّد عبد اللّه بن جعفر بن أحمد بن فارس، أنا أحمد بن يونس المسيّب الضّبّي، نا يعلى، نا إسماعيل بن أبي خالد، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري.

و أنبأناه أبو الفتح الحداد أيضا (2).

و أخبرنا أبو طاهر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه السّنجي عنه، أنا القاضي أبو بكر محمّد بن الحسين (3) بن جرير الدشتي (4)،أنبأ أبو جعفر محمّد بن علي بن دحيم الشيباني، نا أحمد بن حازم بن أبي غرزة، نا يعلى بن عبيد، نا إسماعيل بن أبي خالد، عن عطية، عن أبي سعيد قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ أهل عليّين ليراهم من هو أسفل منهم، كما ترون الكوكب في أفق السماء، و إنّ أبا بكر و عمر منهم و أنعما»[6265].

و أنبأنا أبو الفتح، ثم أخبرني أبو المعالي عنه، أنا أبو علي بن يزداد (5)،نا عبد اللّه بن جعفر، نا أحمد بن يونس، نا محمّد بن عبيد، نا سالم المرادي، عن عطية العوفي، قال سالم: و كان عطية يسمع (6) عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم مثله.

قال و قال سالم: يعني بقوله: أنعما: أرفعا.

أخبرني أبو الحسن بن العلاّف في كتابه، و أخبرنا أبو طاهر محمّد بن أبي بكر عنه، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا أبو (7) عمرو عثمان أحمد (8) بن السماك، نا أحمد بن عبد الجبار.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا عبد العزيز بن أحمد - إملاء - أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن عبيد اللّه الحرفي، نا أبو أحمد حمزة بن محمّد بن العبّاس بن الفضل الدهقان، نا أبو عمر أحمد بن عبد الجبار بن محمّد العطاردي، نا أبو معاوية،

ص: 185


1- مهملة بدون نقط بالأصل و م، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
2- في م: أبو الفتح الحدادي.
3- عن م و بالأصل: الحصين.
4- هذه النسبة إلى دشتي من قرى أصبهان ذكره السمعاني في الأنساب و ترجم له.
5- مهملة بدون نقط بالأصل و م، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
6- عن م، و إعجامها مضطرب بالأصل.
7- عن م و بالأصل:«ابن» خطأ، انظر الحاشية التالية.
8- عن م و بالأصل: و أحمد، خطأ. انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 444/15.

عن الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ أهل الدرجات العلى ليراهم من تحتهم كما ترون - و في حديث ابن العلاّف: كما ترى - الكوكب الدّرّي في أفق السماء»، و قال ابن العلاّف:

بالأفق من آفاق السماء «و أن أبا بكر و عمر منهم و أنعما»[6266].

أخبرنا أبو طاهر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه بن يحيى [السّنجي] (1)،و أبو محمّد بختيار بن عبد اللّه الهندي عتيق ابن السمعاني، قالا: أنبأ أبو علي الحسن بن محمّد بن عبد العزيز بن إسماعيل التككي - ببغداد - أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو جعفر عبد اللّه بن برية الهاشمي، و أبو أحمد حمزة بن محمّد الدهقان، و أبو سهل بن زياد القطان، و عثمان بن أحمد بن السّماك، و ميمون بن إسحاق، قالوا: نا أحمد بن عبد الجبار العطاردي، نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عطية، فذكره.

أخبرنا أبو إسماعيل سعيد بن المطهّر بن أحمد بن عبد اللّه السكري الكاتب، أنا أبو بكر الباطرقاني، نا أبو عمر عبد الرّحمن بن محمّد بن عيسى العمري، نا أبو أسيد أحمد بن محمّد بن أسيد العدل المديني (2)،نا أبو محمّد موسى بن إسحاق القواس الكناني، نا يحيى بن عيسى الرملي، و وكيع بن الجرّاح، و عبد اللّه بن نمير، قالوا:

حدّثنا الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري، قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ أهل الدرجات العلى ليراهم من تحتهم كما ترون النجم الطالع في الأفق من آفاق السماء، و إنّ أبا بكر و عمر منهم و أنعما».

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي، أنبأ أبو زكريا يحيى بن إسماعيل، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن، نا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع، نا الأعمش.

و أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الغفار الشيروي (3) في كتابه، و حدّثني عنه أبو المحاسن عبد الرّزّاق بن محمّد بن أبي نصر، و أبو زكريا يحيى بن الحسين بن أحمد الأرموي عنه، أنا أبو بكر الحيري، نا أبو العبّاس الأصمّ ، نا إبراهيم بن عبد اللّه

ص: 186


1- زيادة عن م، سقطت من الأصل.
2- في م: المدني.
3- بالأصل: السروي، و المثبت عن م.

العبسي (1) القصار (2)،نا وكيع، عن الأعمش، عن عطية بن سعد العوفي، عن أبي سعيد الخدري، قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ أهل الدرجات العلى ليرون - و في حديث زاهر: تراهم - من أسفل منهم، كما ترون الكوكب الطالع في أفق من آفاق السماء، و أن أبا بكر و عمر منهم و أنعما»[6267].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبي، نا ابن فضيل، نا سالم - يعني ابن أبي حفصة - و الأعمش، و عبد اللّه بن صهبان، و كثير النّوّا، و ابن أبي ليلى، عن عطية العوفي.

و أنبأنا أبو القاسم بن بيان، أنا أبو الحسن بن مخلد.

و أخبرنا أبو الوفاء غريب بن يوسف بن عبد اللّه الخيّاط الأزجي (4)،أنا الحسين بن علي بن أحمد بن البسري (5)،أنا عبد اللّه بن يحيى بن عبد الجبار السكري، قالا: أنا إسماعيل بن محمّد الصفّار، نا الحسن بن عرفة، نا محمّد بن فضيل، عن الأعمش، و ابن أبي ليلى، و كثير النّوّا، و عبد اللّه بن صهبان، كلهم عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ أهل الدرجات العلى ليراهم من تحتهم كما ترون النجم الطالع في أفق من آفاق السماء، ألا و إنّ أبا بكر و عمر منهم و أنعما»[6268].

أخبرنا أبو محمّد [بن] (6) الأكفاني، أنبأ أبو نصر الحسين بن محمّد بن أحمد بن طلاّب (7)،أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن عثمان، نا عبد اللّه بن أحمد بن ربيعة بن زبر، نا علي بن حارث بن محمّد الطائي، نا محمّد بن فضيل، نا الأعمش، و ابن

ص: 187


1- غير واضحة في م، انظر ترجمته في سير الأعلام 43/13.
2- بعدها كلمة غير واضحة في م و رسمها:«الم ؟؟؟ وى» و هذه اللفظة ليست في الأصل.
3- مسند أحمد 185/4 رقم 11882.
4- مشيخة ابن عساكر 161/أ.
5- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 185/19.
6- زيادة عن م.
7- عن م و بالأصل:«كلاب»، و قد مرّ التعريف به.

صهبان، و كثير النّوّا، و ابن أبي ليلى عن عطية بن سعد (1)،عن أبي (2) قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ أهل الدرجات العلى ليراهم من هو أسفل منهم، كما ترون الكوكب الدّرّي في أفق السماء، و إنّ أبا بكر و عمر منهم و أنعما»[6269].

قال و نا ابن زبر حدّثنا إبراهيم بن عبد اللّه بن عمر العبسي، نا وكيع بن الجرّاح، عن الأعمش (3).

قال و نا ابن زبر قال: و نا أحمد بن بكر بن الفضل، نا محمّد بن عبيد، نا الأعمش.

قال: و ثنا ابن زبر، نا أحمد بن عبد الجبار، نا أبو معاوية الضرير، عن الأعمش كلهم قالوا عن عطية، عن أبي (4) سعيد قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ أهل الدرجات العلى ليراهم من هو أسفل منهم كما ترون الكوكب الدّرّي في أفق السماء، و إنّ أبا بكر و عمر منهم، و أنعما»[6270].

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا إسحاق بن إسماعيل الطالقاني، نا جرير، و أبو معاوية، عن الأعمش.

قال: و نا البغوي، قال: و نا عبد اللّه بن عمر، نا محمّد بن فضيل، نا الأعمش قال (5).

و أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

و أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا زهير، نا جرير، عن الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ أهل الدرجات العلى ليراهم من تحتهم كما ترون النجم

ص: 188


1- بالأصل و م: سعيد، خطأ، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 325/5.
2- كذا بالأصل، و الصواب:«عن أبي سعيد» قياسا إلى الروايات السابقة للحديث، و قوله:«عن أبي» ليس في م.
3- بعده في م: قال و نا الخضر بن أبان نا عبد اللّه بن... و أسباط بن كثير عن الأعمش.
4- عن م و بالأصل: ابن.
5- عن م، سقطت من الأصل.

الطالع في أفق السماء - ابن المقرئ: من أفق - من آفاق السماء»، و قالا[ (1):و إن أبا بكر من أولئك و أنعما.

قالا: و أنا أبو يعلى، نا أبو خيثمة: و في حديث ابن المقرئ: في أفق من آفاق السماء.] نا زهير، نا محمّد بن فضيل، نا سالم بن عبد اللّه بن صهبان، و كثير النّوّا، و ابن أبي ليلى عن عطية، عن أبي سعيد قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ أهل الدرجات العلى ليراهم من تحتهم كما ترون النجم الطالع في أفق السماء - قال ابن المقرئ: بأفق من آفاق السماء - و إنّ أبا بكر و عمر منهم و أنعما»[6271].

و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، أنا أبو القاسم البغوي، نا عبد اللّه بن عمر، نا محمّد بن فضيل، نا سالم بن أبي حفصة، و عبد اللّه بن صهبان، و كثير النّوّا كلهم عن عطية، فذكر نحوه.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو حفص الكتاني (2)،نا أبو القاسم البغوي، نا خلف، نا عبثر (3)،عن سالم بن أبي حفصة، عن محمد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى.

و أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل، أنا أبو (4) عثمان البحيري، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى أحمد بن علي المثنّى، نا خلف بن هشام البزّار، نا عبثر (5) بن القاسم، عن سالم بن أبي حفصة، و محمّد بن أبي ليلى، عن عطية، عن أبي سعيد، قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ أهل عليّين يراهم من هو أسفل منهم كما ترون الكوكب الدّرّي في أفق السماء، و إنّ أبا بكر و عمر منهم و أنعما»[6272].

[و اللفظ لأبي يعلى] (6).

ص: 189


1- كذا ما بين الرقمين بالأصل، و العبارة شديدة الاضطراب في م.
2- عن م و بالأصل: الكناني، تحريف.
3- بالأصل:«عنبر» و مهملة بدون نقط بالأصل، و الصواب ما أثبت ترجمته في سير الأعلام 227/8 و هو عبثر بن القاسم، أبو زبيد الزبيدي الكوفي.
4- سقطت من م.
5- بالأصل: عنتر، و غير واضح إعجامها في م.
6- ما بين معكوفتين زيادة عن م، سقط من الأصل.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأ أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا عمر بن إسماعيل بن أبي غيلان، نا داود بن عمر بن المسيّب الضّبّي، نا أبو إسماعيل المؤدب، نا عطية، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ أهل الدرجات العلى - أو قال: أهل عليّين - ليراهم (1) من تحتهم كما ترون الكوكب الدّرّي في أفق السماء، و إنّ أبا بكر و عمر منهم و أنعما»[6273].

قال أبو سليمان: سمعت أحمد بن حنبل، و كتب هذا الحديث يقول: سمعت سفيان بن عيينة: و أنعما: و أهلا.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان، نا الحسن بن سفيان النسوي، نا محمّد بن قدامة، نا النّضر - يعني ابن شميل - عن هارون - و هو ابن موسى الأعور - عن أبان بن تغلب (2)،حدّثني عطية، عن أبي سعيد قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ الرجل من أهل عليّين ليرد على أهل الجنة وجهه كأنه كوكب درّي، و إنّ أبا بكر و عمر لمنهم و أنعما»[6274].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد الجبار، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز بن مردك، نا الحسين بن (3) إسماعيل الضّبّي، نا الحسن بن أحمد بن أبي شعيب، نا مسكين (4) بن بكير، عن هارون بن موسى، عن أبان بن تغلب (5)،عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ الرجال من أهل عليّين يشرق على أهل الجنة فيضيء وجهه كأنه كوكب درّي، و إنّ أبا بكر و عمر منهم و أنعما»[6275].

قال هارون: هكذا جاء في الحديث، قال أبو الحسن الدارقطني: تفرّد به هارون النحوي.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل الفقيه، و أبو القاسم تميم بن أبي سعيد، قالا:

ص: 190


1- عن م و بالأصل: لتراهم.
2- بالأصل و م: ثعلب و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 308/6.
3- بالأصل: و إسماعيل، حذفنا الواو و أثبتنا مكانها «بن» عن م، و انظر ترجمته في سير الأعلام 258/15.
4- بالأصل: مسلم، خطأ، و الصواب عن م، ترجمته في سير أعلام النبلاء 209/9.
5- بالأصل و م: ثعلب، خطأ، مرّ قريبا و انظر ترجمته في تهذيب الكمال 298/1.

أنا أبو سعد الأديب، أنبأ الحاكم أبو أحمد، أنا محمّد بن هارون بدمشق، نا هشام بن عمّار، نا سعيد بن يحيى، نا عبد الملك - يعني ابن أبي سليمان - عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ أهل الجنة لينظرون إلى من فوقهم من أهل عليّين كما ينظرون إلى النجم الطالع في أفق السماء، و إنّ أبا بكر و عمر منهم و أنعما»[6276].

أخبرنا أبو المعالي الحسن بن محمّد بن الحسن الوركاني الفقيه، أنا أبو عبد اللّه القاسم بن الفضل بن محمود الثقفي، نا محمّد بن محمّد بن بالوية، نا محمّد بن يعقوب، نا أحمد بن يونس الضّبّي، نا محمّد بن عبيد الطّنافسي، نا سالم المرادي، عن عطية، عن أبي سعيد، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«إنّ أهل عليّين يراهم من هو أسفل منهم كما يرون الكوكب في أفق السماء، و إنّ أبا بكر و عمر منهم و أنعما»[6277].

أخبرنا أبو بكر (1) محمّد بن شجاع، و أبو روح محمّد بن معمر بن أحمد بن محمّد العبدي، و أبو صالح عبد الصّمد بن عبد الرّحمن بن أحمد بن العباس (2)الحنوني (3)،قالوا] (4) أنا أبو محمّد التميمي، أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن أحمد بن حمّاد الواعظ ، نا أبو بكر يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول التنوخي - إملاء - نا جدي، حدّثني أبي عن عبد الأعلى بن أبي المساور، عن عطية، عن أبي سعيد، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«إنّ أهل عليّين ينظر إليهم من هو أسفل منهم كما ينظر إلى الكوكب الدّرّي في جو السماء، و إنّ أبا بكر و عمر منهم و أنعما»[6278].

أخبرنا أبو العزّ بن كادش، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن نصر بن عرفة (5)،نا محمّد بن إبراهيم الصلحي، نا محمّد بن معمر البحراني، نا حسين بن حسن، نا شريك، عن إبراهيم بن مهاجر، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال:

ص: 191


1- عن م، سقطت من الأصل.
2- كلمة غير واضحة في م، و المثبت عن مشيخة ابن عساكر ص 118/ب.
3- كذا رسمها في مشيخة ابن عساكر و م.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م.
5- ترجمته في سير الأعلام 421/17.

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ أهل الدرجات العلى ليرون من هو أسفل منهم كما ترون الكوكب في أفق السماء، و إنّ أبا بكر و عمر منهم و أنعما»[6279].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن بن الفاعوس، قالا: أنا أبو منصور بن العطار، أنبأ أبو الحسن بن الجندي.

و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، قالا: أنا أبو القاسم البغوي، نا هدبة بن خالد، نا حمّاد بن سلمة، عن الحجّاج بن أرطأة، عن عطية، عن أبي سعيد:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«إنّ أهل الدرجات العلى ليراهم من هو أسفل منهم كما ترون الكوكب الدّرّي، و إنّ أبا بكر و عمر منهم و أنعما و أنعما»[6280].

قال و نا البغوي، نا محمّد بن كليب، نا إبراهيم بن سليمان - يعني أبا إسماعيل المؤدب (1)-عن عطية العوفي، عن أبي سعيد، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«إنّ أهل الدرجات العلى ليراهم من هو أسفل منهم كالكوكب الدّرّي، و إنّ أبا بكر و عمر منهم و أنعما»[6281].

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، نا سليمان بن إبراهيم بن محمّد، نا محمّد بن إبراهيم بن جعفر، أنا محمّد بن عبد اللّه بن أحمد الصفّار، نا أحمد بن مهدي، نا عبد اللّه بن محمّد النّفيلي، نا عكرمة بن إبراهيم، نا إدريس بن يزيد الأودي، عن عطية بن سعد العوفي، عن أبي سعيد الخدري، قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ أهل الدرجات العلى يراهم من هو أسفل منهم كما يرى أحدكم الكوكب الطالع في أفق السماء، و إنّ أبا بكر و عمر من أولئك و أنعما»[6282].(2) أنبأنا أبو الفتح الحداد.

ص: 192


1- ترجمته في تهذيب الكمال 357/1.
2- قبله ورد خبر في م، و قد سقط من الأصل، نثبته هنا، و نصه: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أحمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان أنا عبد اللّه بن محمد بن أبي مسلم الفرضي، أنا أبو العباس أحمد بن محمد بن محمد بن سعيد، نا محمود بن علي بن عبد الهروي، نا أبي، نا عكرمة بن إبراهيم، عن إدريس الأودي عن عطية عن أبي سعيد قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: إن أهل الدرجات العلى ليراهم من هو أسفل منهم كما يرون الكوكب الدرّي في أفق السماء و إن أبا بكر و عمر منهم و أنعما.

أخبرنا أبو طاهر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه عنه (1)،أنبأ أبو بكر محمّد بن الحسين، أنا محمّد بن علي بن نعيم، نا أحمد بن حازم بن أبي غرزة، أنا عبيد اللّه بن موسى، و أبو نعيم، عن أبي إسرائيل الملائي، عن عطية، عن أبي سعيد، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ أهل الدرجات العلى تراهم من أسفل منهم كما ترون الكوكب الطالع في أفق السماء، و إنّ أبا بكر و عمر منهم و أنعما»[6283].

قال أبو إسرائيل لعطية: ما و أنعما؟ قال: هنيئا لهما.

أخبرنا أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، أنا أبو سعيد الجنزرودي (2)،أنا أبو عمرو بن حمدان.

أخبرتنا أم المجتبى قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا محمّد بن بحر، نا فضيل بن سليمان، ثنا كثير بن قاروندا (3) قال: سمعت عطية العوفي قال: سمعت أبا سعيد الخدري يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ أهل الدرجات العلى ليرون من أسفل منهم كما ترون الكوكب الدّرّي الطالع في أفق السماء، و إنّ أبا بكر و عمر من أولئك و أنعما»[6284].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن علي بن المبارك، قالا: أنا عبد الباقي بن محمّد بن غالب، أنا أحمد بن محمّد بن عمران، نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا محمّد بن إسماعيل الأحمسي، نا أسباط ، أنا عمرو بن قيس، عن عطية، عن أبي سعيد، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم نحوه.

قال و نا عبد اللّه بن محمّد، ثنا الحسن (4) بن محمّد بن الصباح، نا أسباط ، عن فطر و فضيل بن مرزوق، و أبي (5) إسرائيل، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم نحوه.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه، أنبأ

ص: 193


1- سقطت من الأصل.
2- مضطربة بالأصل و م، و الصواب ما أثبت و ضبط .
3- كذا بالأصل و م.
4- عن م و بالأصل:«الحسين» خطأ، ترجمته في تهذيب الكمال 428/4.
5- بالأصل و م:«و ابن» خطأ.

عبد اللّه بن محمّد بن سليمان، نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا أبي (1) هانئ، نا عبيد اللّه بن موسى.

ح قال: و نا البغوي، نا محمّد بن إسحاق، قال: نا محمّد بن القاسم، قالا: نا فطر، عن عطية، عن أبي سعيد، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم نحوه.

قال و نا البغوي، نا محمّد بن إسحاق، نا عفّان، نا أبو بكر النهشلي، عن عطية، عن أبي سعيد، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم نحوه.

قال و نا البغوي، نا ابن الأصبهاني، نا صباح بن عوف، عن عطية، عن أبي سعيد، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم مثله، قال: و نا البغوي، أنا محمّد بن القاسم، نا محمّد بن عبيد اللّه، و بشر بن دريد، و عثمان بن بزرج العبسي، و عبيد بن طفيل، عن عطية، عن أبي سعيد، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم مثله.

أخبرنا أبو المعالي ثعلب بن جعفر، أنا أبو القاسم الحسين بن محمّد، أنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد الأديب، نا أبو يوسف يعقوب بن أحمد الدعاء، نا روح بن الفرج، نا إسماعيل بن عمر، أخبرنا المسعودي، عن عطية.

و حدّثنا أبو محمّد بن طاوس، أنا نصر بن أحمد بن النظر، أنا أبو الحسن بن رزقويه، أنا إسماعيل بن محمّد الصفّار، نا أحمد بن الوليد الفحّام، نا أبو المنذر إسماعيل بن عمرو.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل (2) بن محمّد بن الفضل، و أبو سعيد شيبان بن عبد اللّه بن شيبان (3)،و أبو الفتوح بندار بن غانم بن محمّد الدّلاّل (4)،قالوا: أنا أبو عبد اللّه القاسم بن الفضل بن أحمد، أنا أبو عمرو محمّد بن محمّد بن بالوية الصائغ، نا محمّد بن يعقوب بن يوسف، نا أحمد بن يونس الضّبّي، نا محمّد بن القاسم الأسدي، حدّثني محمّد بن عبيد اللّه، و مالك بن مغول، و فطر (5) بن خليفة، و فضيل بن مرزوق،

ص: 194


1- عن م و بالأصل: ابن.
2- بالأصل: سمان، خطأ و الصواب عن م، و انظر مشيخة ابن عساكر رقم 185.
3- مشيخة ابن عساكر 80/أ.
4- مشيخة ابن عساكر 34/أ، و ليس فيها «الدلال».
5- عن م و بالأصل: قطر.

و عبيد بن طفيل، و بشر بن دويد الأسدي كلهم يحدّثون عن عطية - يعني العوفي - عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

و أخبرنا أبو الفتح أحمد بن محمّد بن أحمد في كتابه.

و أخبرنا عنه أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد، بمرو (1) عنه، ثنا أبو علي أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن يزداد (2)،أنبأ أبو محمّد عبد اللّه بن جعفر بن أحمد بن يونس بن المسند، نا محمّد بن القاسم الأسدي، حدّثني محمّد بن عبد اللّه الفراوي (3)، و مالك بن مغول، و بشر بن دويد الأسدي كلّهم حدّثني عن عطية.

و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنبأ أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأ عبد الرّحمن بن عبد العزيز بن الطبيز، ثنا أبو عبد اللّه محمّد بن عيسى بن الحسن، نا أبو بكر محمّد بن سليمان بن الحارث الواسطي، نا عبيد اللّه بن موسى العبسي، أنا مالك بن مغول (4).

و أخبرنا أبو الفضل عبد الرحيم بن غانم بن عبد الواحد الشاهد، و أبو علي الحسن بن أحمد بن محمّد البغدادي (5)،و أبو زيد شكر بن أحمد بن محمّد الأبهري، قالوا: أنا القاسم بن الفضل بن أحمد القاضي (6)[أنا] (7) أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي بنيسابور، نا أبو علي محمّد بن أحمد بن معقل الميداني، نا محمّد بن يحيى، نا أبو قتيبة، نا الفضيل بن مرزوق، و مالك بن مغول، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ أهل الدرجات العلى ليراهم من هو أسفل منهم كما ترون

ص: 195


1- عن م، و تقرأ بالأصل: ثم و عنه.
2- بالأصل:«برداد» و غير واضحة في م بالتصوير.
3- كذا رسمها بالأصل، و في م:«محمد بن عبيد اللّه العراوى» و لم أصل إليه، و في ترجمة عطية العوفي في تهذيب الكمال يروي عنه: محمد بن عبيد اللّه العرزمي.
4- بعده في م: و أخبرنا أبو منصور عبد الخالق بن زاهر، و أبو علي الحسن بن أحمد الموسياباذي قالا: أنا الفضل بن أبي حرب الجرجاني.
5- في م: ابن البغدادي.
6- ترجمته في سير الأعلام 8/19 و فيها أنه يروي عن أبي بكر الحيري و اسمه أحمد بن الحسن الحرشي.
7- زيادة لازمة منا للإيضاح، انظر ترجمته في سير الأعلام 357/17.

الكوكب الدرّي في أفق السماء، و إنّ أبا بكر و عمر منهم و أنعما»[6285].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو يعلى الصابوني، أنا عبد الرّحمن بن أحمد الأنصاري، نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، أخبرنا جدي و أبو بكر بن زنجويه، قالا: نا أبو نعيم، نا مالك بن مغول فذكر الحديث نحوه (1).

و أخبرناه أعلى من جميع من تقدّم أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو القاسم زاهر بن طاهر السّندي (2) أنا أبو يعلى الصابوني، أنا أبو سعيد عبد اللّه بن محمّد بن عبد الوهّاب القرشي الرازي - بنيسابور قراءة عليه - نا محمّد بن أيوب بن الضّريس (3) الرازي، أنا مسلم بن إبراهيم، نا مالك بن مغول، أنا عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ أهل الدرجات العلى ليراهم من هو أسفل منهم كما يرى كوكب درّي، و إنّ أبا بكر و عمر لمنهم و أنعما»[6286].

و أخبرناه أبو نصر أحمد بن عبد اللّه بن رضوان، و أبو علي بن السّبط ، و أبو غالب بن البنّا، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا محمّد بن يونس القرشي، نا محمّد بن الطّفيل، نا الصّبي (4) بن الأشعث، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ أهل الدرجات العلى ليراهم من تحتهم كما يرى أحدكم الكوكب الدرّي الغائر في أفق السماء، و إنّ أبا بكر عمر لمنهم و أنعما» قلت: و ما أنعما؟ قال: أخصا.

و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن بن الفاعوس، قالا: أنا أبو

ص: 196


1- كرر هذا السند في م، و أثبت فيها بعده خبر سقط من الأصل، نثبته هنا و تمامه: و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم نا عبد العزيز بن أحمد أنا تمام بن محمد، نا ابن حذلم، و ابن أبي العقب، قالا: حدثنا أبو زرعة نا أبو نعيم نا مالك بن مغول عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: إن أهل الدرجات العلى لينظرون إلى من هو أسفل منهم كما ترون الكوكب الدرّي في أفق السماء و إن أبا بكر و عمر منهم و أنعما.
2- ليست في م.
3- مهملة بالأصل و غير واضحة في م، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 449/13.
4- إعجامها مضطرب بالأصل و م و الصواب ما أثبت، انظر ترجمة عطية العوفي في تهذيب الكمال 90/13.

منصور بن العطار، أنا أبو الحسن بن الجندي، نا عبد اللّه بن محمّد، نا أبو الجهم العلاء بن موسى، نا سوّار بن مصعب، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ أهل عليّين ليراهم من هو أسفل منهم كما ترون النجم أو الكوكب في السماء، و إن منهم لأبا بكر عمر و أنعما»[6287].

قال: قلت لأبي سعيد الخدري: و ما أنعما؟ قال: أهل ذلك هما.

أخبرنا (1) أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الأصبهاني، ثنا أبو الفتح منصور بن الحسين بن علي بن القاسم، و أبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي، قالا: أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن المقرئ، نا محمّد بن أحمد بن حبنس (2) البزّار الرازي - بالري - نا موسى بن نصر، نا الحكم بن بشير، نا عمرو بن قيس، عن العوفي، عن أبي سعيد الخدري، قال: بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أبا بكر و عمر في عمله إلى مكة، فلما كان بذي الحليفة سمع رغاء ناقة على جمل، فرجع إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم يبكي، قال: يا رسول اللّه نزل فيّ شيء؟ قال:«لا، أ ليس أنت صاحبي في الغار، و أنت كذا، و أنت كذا»، فجعل يذكّره فضائل بدار (3) أهل عليّين ينظر إليهم كهيئة النجوم و إنّ أبا بكر و عمر منهم و أنعما[6288].

هذا الحديث مشهور بعطية بن سعد العوفي، عن أبي سعيد.

و قد رواه أيضا أبو الوداك جبر بن نوف (4)،عن أبي سعيد.

أخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأ أحمد بن علي بن (5) عثمان، و أحمد بن محمّد بن إبراهيم القصاري.

و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن القصاري، أنبأ أبي أبو طاهر، قالا: أنا إسماعيل بن الحسن بن عبد اللّه.

ح أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر (6) بن مهدي، قالا: أنا أبو العبّاس بن عقدة، ثنا أحمد بن يحيى الصوفي، نا

ص: 197


1- قبلها في م: أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه اللّه قال..
2- كذا رسمها بالأصل مهملة بدون نقط ، و في م: جيش.
3- كذا بالأصل، و في م: لو أن عليين.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 325/3.
5- في م: ابن أبي عثمان.
6- عن م و بالأصل: أبو عمرو.

عبد الرّحمن بن شريك، نا أبي، عن مجالد، عن أبي الوداك جبر (1) بن عوف، عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه قال:«إنّ أهل الجنة ليرون أهل عليّين كما ترون الكوكب - زاد إسماعيل: الدّرّي و قالا:- في الأفق من آفاق السماء، و إنّ أبا بكر و عمر لمنهم و أنعما»[6289].

حدّثناه (2) عاليا أبو يعقوب (3) يوسف بن أيوب بن الحسين، و أبو الحسن علي بن محمّد بن الحسين (4)،و أبو بكر محمّد بن الحسين بن المرزفي (5)،و أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد بن المجلي (6)،قالوا:

أخبرنا أبو الحسين بن المهتدي.

و أخبرنا أبو الفرج قوام بن زيد بن عيسى، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، قالا: نا علي بن عمر بن محمّد بن الحسن، نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، نا يحيى بن معين، نا يحيى بن أبي زائدة، عن مجالد قال:

أشهد على أبي (7) الوداك أنه شهد على أبي سعيد الخدري عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«إنّ أهل الجنة ليرون أهل عليّين كما ترون الكوكب الدرّي في أفق السماء، و إنّ أبا بكر و عمر لمنهم و أنعما»[6290].

فقال له إسماعيل و هو مع مجالد على الطنفسة: و أنا أشهد على عطية أنه شهد على أبي سعيد أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول ذلك.

و أخبرناه أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو بكر يعقوب بن أحمد بن محمّد الصيرفي، نا أبو نعيم أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن عيسى الأزهري الشيخ العدل، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن الحسين بن الشرقي (8)،نا عبد اللّه بن هاشم، نا

ص: 198


1- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل و م، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ قريبا.
2- في م: أخبرناه.
3- بالأصل:«ابن يعقوب بن يوسف» و انظر ترجمته في سير الأعلام 66/20.
4- في م: الحسن.
5- بالأصل و م: المرزقي، خطأ و الصواب ما أثبت. مرّ التعريف به.
6- بالأصل و م:«المحلي» تحريف و الصواب ما أثبت. مرّ التعريف به.
7- بالأصل:«ابن» خطأ و الصواب عن م، و قد مرّ قريبا صوابا.
8- بالأصل و م: السرفي، خطأ و الصواب ما أثبت و ضبط . ترجمته في سير الأعلام 40/15.

يحيى بن سعيد، عن مجالد بن سعيد، أخبرنا أبو الوداك عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«إنّ أهل الدرجات العلى ليرون من فوقهم كما يرى الكوكب الدرّي في أفق السماء، و إنّ أبا بكر و عمر منهم و أنعما»[6291].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنبأ أبو القاسم بن حبابة، أنا أبو القاسم البغوي، نا جد أبي، نا يحيى بن أبي زائدة، قال: سمعت مجالدا يقول: أشهد على أبي الوداك أنه شهد على أبي سعيد أنه سمعه يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ أهل الجنة يرون عليّين كما ترون الكوكب الدّرّي في أفق السماء، و إنّ أبا بكر و عمر منهم و أنعما»[6292].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو الحسن علي بن المبارك بن علي، قالا: أنا أبو منصور عبد الباقي بن محمّد بن غالب، قال: قرئ على أبي (1) الحسن أحمد بن محمّد بن عمران، نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا عبيد اللّه بن عمر، نا أبو أسامة، أنا مجالد، أنبأ أبو الوداك، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم بمثله.

الصواب: عبد اللّه، و هو مشكدانه (2).

و قد روى عن غير أبي سعيد عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرناه أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن بن محمّد، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمّد بن مخلد، نا حفص بن عمرو، نا عبيد اللّه بن عبد المجيد، نا إسرائيل - و لا أعلمه إلاّ عن أبي هريرة - أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«إنّ أهل الدرجات العلى ليراهم من أسفل منهم كما يرون الكوكب الدرّي في أفق السماء، و ان منهم أبا بكر و عمر و أنعما»[6293].

كذا قال، و قد أسقط من إسناده ذكر يونس والد إسرائيل و الشعبي.

أخبرناه على الصّواب: أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر.

ص: 199


1- عن م و بالأصل: ابن الحسن.
2- و اسمه: عبد اللّه بن عمر بن محمد بن أبان، أبو عبد الرحمن القرشي، ترجمته في سير الأعلام 155/11.

أخبرنا أبو طالب العشاري، قال: أنا أبو (1) الحسين بن سمعون - إملاء - نا أحمد بن محمّد بن سلم المحرمي، نا حفص بن عمرو الرياني (2)،نا عبيد اللّه بن عبد المجيد، نا إسرائيل.

أخبرنا أبي عن عامر - قال إسرائيل: و لا أعلمه إلاّ عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«إنّ أهل الدرجات العلى ليراهم من هو أسفل منهم كما ترون الكوكب الدّرّي في أفق السماء، و إنّ منهم لأبا بكر عمر و أنعما»[6294].

و قد رواه سلم (3) بن قتيبة، عن يونس على الصواب، و لم يشكّ في أنه عن أبي هريرة.

أخبرناه أبو منصور عبد الخالق بن زاهر بن طاهر، و أبو علي الحسن بن أحمد الموساباذي قالا: أنا أبو القاسم الفضل بن أبي حرب الجرجاني.

و أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أنا أبو علي الحسن بن عمر بن الحسن بن يونس.

و أخبرنا أبو الفضل عبد الرحيم بن غانم بن عبد الواحد الشاهد، و أبو علي الحسن بن أحمد بن محمّد بن البغدادي، و أبو زيد شكر بن أحمد بن محمّد الأبهري، قالوا: أنا القاسم بن الفضل بن أحمد، قالوا: ثنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي (4)-بنيسابور - نا أبو علي محمّد بن أحمد بن معقل البندار، نا محمّد بن يحيى الذهلي، نا أبو قتيبة سلم بن قتيبة، عن يونس - يعني ابن أبي إسحاق - عن الشعبي، عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«إنّ الرجل من أهل الجنّة ليشرف على أهل الجنّة كأنه كوكب دريّ ، و إنّ أبا بكر و عمر لمنهم و أنعما»[6295].

و حدّثناه (5) أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن بن الفاعوس، قالا: أنا أبو منصور بن العطار، أنا أبو الحسن بن الجندي، نا أبو القاسم البغوي قال حدّثني زيد بن

ص: 200


1- بالأصل:«أنا الحسين» زيدت «أبو» عن م، و فيها أبو الحسن، خطأ، و هو محمد بن أحمد بن إسماعيل بن عنبس، أبو الحسين البغدادي، ترجمته في سير الأعلام 505/16.
2- كذا رسمها بالأصل و م.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 406/7.
4- عن م و بالأصل: الحرسي، و قد مرّ التعريف به.
5- في م: و أخبرناه.

أخزم (1)،نا أبو قتيبة، نا يونس بن أبي إسحاق، عن الشعبي، عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«إنّ الرجل من أهل الجنّة ليشرف على أهل الجنّة كأنه كوكب درّي، و إنّ أبا بكر و عمر منهم و أنعما»[6296].

قال: و نا عبد اللّه البغوي، نا عبيد اللّه بن عمر حدّثني (2) صباح أبو سهل، حدّثني حصين أبو عبد الرّحمن السلمي، نا جابر بن سمرة، قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ أهل الدرجات العلى ليراهم أهل عليّين كما يرون الكوكب الدرّي، و إنّ أبا بكر و عمر منهم و أنعما»[6297].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا الحسين بن محمّد بن أحمد بن طلاّب (3)،أنا محمّد بن أحمد بن عثمان، نا عبد اللّه بن أحمد بن ربيعة بن زبر، نا الحسن بن عليل العنزي، قال: سمعت هنّاد بن السّري يقول: سمعت محمّد بن عبيد يقول: سمعت سالم الأنعمي يقول: و أنعما: أرفعا.

فإنه يقول: إنهما أرفع من هذه المنزلة أيضا أي زيادة عليهما.

قال و نا ابن زبر، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: و أنعما: و أهلا لذلك.

قال و نا ابن زبر، نا محمّد بن الجهم السّمّري، قال:

سألت الفرّاء عن قول النبي صلى اللّه عليه و سلم في حديث الدرجات: أنعما؟ لم أدخلت الألف في آخر حرف ؟ فقال: معناه و قد أنعما أي صارا إلى النعيم، و أنشد الفرّاء عن بعض العرب يصف راعيا:

سمين الضّواحي لم تؤرقه ليلة *** و أنعم أبكار الهموم و عونها (4)

معناه: لم تؤرقه أبكار الهموم و عونها ليلة. و قد أنعم: صار إلى النعيم.

ص: 201


1- بالأصل و م: أحزم، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 260/12.
2- عن م، سقطت من الأصل.
3- عن م و بالأصل: كلاب.
4- البيت بدون نسبة في اللسان و تهذيب اللغة و تاج العروس بتحقيقنا (نعم). و جاء في التاج بعد قوله: و أنعم في الأمر: بالغ. و الضواحي ما بدا من جسده، و أنعم أي و زاد على هذه الصفة. و أبكار الهموم: ما فجأك و عونها: ما كان همّا بعد همّ .

أخبرنا (1) أبو بكر بن المرزفي (2)،نا أبو الحسين بن المهتدي، نا أبو حفص بن شاهين، نا إبراهيم بن حمّاد بن إسحاق بن إسماعيل بن حمّاد ابن زيد، نا الحسن بن عرفة، نا أبو معاوية الضرير، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما مررت بسماء إلاّ رأيت فيها مكتوب: محمد رسول اللّه، أبو بكر الصّدّيق»[6298].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر القشيري، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي (3)،أنا أبو عمرو حفص بن شاهين، نا محمّد بن جعفر بن بكر الخوارزمي، و محمّد بن إبراهيم الأنماطي، و يعقوب بن إبراهيم العسكري، و الحسن بن سعيد المروذي.

ح و أخبرنا أبو الفرج عبد الخالق بن أحمد بن يوسف، أنا أبو نصر الزينبي، أنا أبو بكر بن زنبور (4)،نا محمّد بن السّري بن عثمان التّمّار.

[ح و أخبرنا أبو القاسم الحسن بن الحسن، أنا علي بن محمّد.

ح و أخبرنا أبو المعالي محمّد بن حمزة، أنا أبو القاسم بن بيان] (5).

ح حدّثنا أبو القاسم بن بيان في كتابه.

و أخبرنا خالي أبو المكارم سلطان بن يحيى، و أبو سليمان داود بن محمّد عنه (6)،قالا: أنا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن مخلد.

[و أخبرنا أبو (7) الحسن الغساني قالا: نا و أبو منصور بن خيرون قالوا: أنا أبو

ص: 202


1- قبله في م، و قد سقط الخبر من الأصل، نثبته هنا و تمام روايته: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو عبد اللّه محمد بن علي بن الحسين بن سكينة، أنا أبو أحمد محمد بن عبد اللّه بن أحمد بن القاسم بن جامع الدهان، أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن عبد اللّه بن يعقوب الحارثي، نا محمد بن غالب نا يحيى بن محمد نا حميد الطويل عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إن أبا بكر رحمه اللّه في السماء كاكثر في السماء و أنعما.
2- بالأصل و م: المرزقي، خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.
3- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل و م و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.
4- عن م و بالأصل:«ز؟؟؟ ون».
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م.
6- «عنه» ليست في م.
7- في م:«أبو» و الصواب ما أثبت.

بكر الخطيب، أنا أبو عمر بن مهدي و محمّد بن أحمد بن رزق البزار، و أبو الحسن بن الفضل العطّار، و عبد اللّه بن يحيى السكري، و محمّد بن محمّد بن محمّد بن إبراهيم بن مخلد] (1).

و حدّثنا مسعود عبد الجليل (2) بن محمّد بن عبد الواحد - لفظا - و أبو علي الحسن بن الحسن بن أحمد بن متوله (3)،و أبو الفتح عبد الرّزّاق بن محمّد بن عبد الرّزّاق المؤذن (4)-قراءة - قالوا: أنا أبو عبد اللّه القاسم بن الفضل بن أحمد، أنا أبو الحسين محمّد بن الحسين بن محمّد القطان - ببغداد-.

و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر (5)،و أبو الحسن عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد، قالا: أنا أبو يعلى الصابوني، أنا أبو علي بن عبد اللّه بن خالد الذهلي.

و أخبرنا أبو القاسم عبد الواحد بن محمّد بن عبد الواحد، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن أحمد، أنا عبد اللّه بن يحيى بن عبد الجبار، قالوا: أنا إسماعيل بن محمّد بن الصفّار، قالوا: ثنا الحسن بن عرفة، نا عبد اللّه بن إبراهيم الغفاري، عن عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، عن سعيد أبي (6) أبي سعيد، عن (7) أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«عرج بي إلى السماء - زاد أبو يعلى: الدنيا و قالا:- فما مررت بسماء إلاّ وجدت فيها اسمي مكتوبا: محمّد رسول اللّه، و أبو بكر الصّدّيق خلفي - و في حديث بعضهم: من خلفي» و لم يقل أبو يعلى و ابن شاهين: مكتوبا[6299].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري (8)،و أبو محمّد بن أبي (9) عثمان، أنا أحمد بن محمّد بن القاسم بن الصّلت، نا

ص: 203


1- ما بين معكوفتين أضيف عن م، سقط من الأصل.
2- بالأصل:«و أخبرتنا أم مسعود عند الخليل» خطأ صوبنا السند عن م، و انظر مشيخة ابن عساكر ص 103/أ رقم 591.
3- مشيخة ابن عساكر ص 43/ب.
4- مشيخة ابن عساكر 114/ب.
5- في م: و أبو محمد هبة اللّه بن سهل و أبو الحسن عبيد اللّه بن محمد بن أحمد قالوا. و كانت جملة «و أبو محمد هبة اللّه بن سهل» موجودة بالأصل بعد «محمد بن محمد بن مخلد».
6- زيادة لازمة.
7- من قوله: و أخبرنا أبو القاسم عبد الواحد... إلى هنا مضطرب في م.
8- عن م و بالأصل: البشري.
9- بالأصل و م: أبو.

إبراهيم بن عبد الصمد، نا محمّد بن الوليد مولى قريش، نا عبد اللّه بن إبراهيم بن أبي عمرو، نا عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم عن المقبري، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما مررت بملاء من الملائكة إلاّ رأيت اسمي و اسم أبي بكر خلفي»[6300].

أخبرنا جدي القاضي أبو المفضّل يحيى بن علي، أنا أبو القاسم عبد الرّزّاق بن عبد اللّه بن الفضل (1)،أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن عبد العزيز بن أحمد السّرّاج، أنا أبو الحسن محمّد بن جعفر بن محمّد بن هشام - بحلب - نا أبو الحسن محمّد بن عامر بن مرداس بن هارون السّمرقندي، نا أبو محمّد عصام بن يوسف بن قدامة الباهلي - ببلخ - حدّثنا شعبة، عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«لما عرج بي، ما مررت بسماء إلاّ وجدت فيها اسمي و أبي بكر الصّدّيق من خلفي»[6301].

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، قال: أنا و أبو الحسن بن سعيد، قال: نا أبو بكر الخطيب (2)،أخبرني أحمد بن عمر بن علي القاضي - بدرزيجان (3)-أنبأ أحمد بن علي بن محمّد بن الجهم الكاتب، نا محمّد بن جرير الطبري، حدّثني عمر بن إسماعيل بن مجالد، نا ابن فضيل.

قال الخطيب: و أنا محمّد بن علي بن الفتح، أنبأ علي بن عمر الدارقطني، نا أبو حامد الحضرمي، نا عمر بن إسماعيل بن مجالد.

ح قال الدارقطني، و نا محمّد بن أحمد بن أسد الهروي، نا السّري بن عاصم، قالا: نا محمّد بن فضيل، عن ابن (4) جريج، عن عطاء، عن أبي الدّرداء، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«رأيت ليلة أسري بي في العرش فريدة خضراء فيها مكتوب بنور (5) أبيض لا إله إلاّ اللّه محمد رسول اللّه أبو بكر الصديق»- زاد الطبري: عمر الفاروق. و اللفظ لحديث

ص: 204


1- بعدها في م: ح و أخبرنا أبو الفتح ناصر بن عبد الرحمن ثنا أبو الفتح حدثني إبراهيم قالا...
2- تاريخ بغداد 204/11 في أخبار عمر بن إسماعيل الهمداني.
3- مهملة بالأصل بدون نقط إلاّ نقطة فوق الزاي، و مهملة تماما في م، و المثبت عن معجم البلدان، و في تاريخ بغداد: بدرزنجان، بالنون: و درزيجان بالياء قرية كبيرة تحت بغداد على الدجلة بالجانب الغربي. (ياقوت).
4- عن تاريخ بغداد و بالأصل و م: أبي، خطأ.
5- عن م و تاريخ بغداد، و بالأصل: نور.

الدارقطني و قال: تفرّد به ابن فضيل عن ابن (1) جريج، لا أعلم حدّث به غير هذين.

أخبرناه أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنا أبو بكر الخطيب، أنا القاضي أبو العلاء الواسطي، نا محمّد بن علي بن العلاء، أبو علي القاضي - بواسط - نا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن السني الرياب (2)-بالبصرة - نا السّري بن عاصم الهمداني (3)،نا محمّد بن فضيل، عن ابن جريج، عن عطاء، عن أبي الدّرداء، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«رأيت ليلة أسري بي حول العرش حريرة خضراء مكتوب فيها بقلم من نور أبيض:

لا إله إلاّ اللّه محمد رسول اللّه، أبو بكر الصديق»[6302].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، نا محمّد بن علي بن محمّد، أنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد، أنا عثمان بن أحمد، نا إسحاق بن إبراهيم بن سفيان، نا السّري بن عاصم، أخبرنا ابن فضيل، حدّثني ابن جريج، عن عطاء، عن أبي الدّرداء، قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لما أسري بي نظرت إلى العرش فإذا فريدة خضراء مكتوب فيها بقلم أبيض من نور: لا إله إلاّ اللّه محمّد رسول اللّه، أبو بكر الصّدّيق»[6303].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي، نا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن خلف بن مجيب الدقاق، نا أبو هاشم محمّد بن إبراهيم الملطي، نا أحمد بن موسى بن معدان الكرابيسي، نا زكريا بن دويد الكندي، عن حميد، عن أنس بن مالك قال:

جاء جبريل إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم بوحي من عند اللّه عز و جل فقال له: يا محمّد إنّ اللّه يقرأ عليك السلام، فقال:«منه بدأ السلام»، قال: إنّ اللّه يقول لك: قل للعتيق ابن أبي قحافة إنّي عنه راض.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو بكر يعقوب بن أحمد بن محمّد الصيرفي، نا أبو نعيم أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن عيسى الأزهر بن العدل، أنا أبو جعفر

ص: 205


1- عن تاريخ بغداد و بالأصل و م: أبي، خطأ.
2- كذا رسمها بالأصل و في م: الزيات.
3- ترجمته في تاريخ بغداد 192/9.

محمّد بن محمّد بن عبد اللّه البغدادي، نا إسحاق بن سنين الختّلي (1).

حدّثنا زكريا بن يحيى البصري، نا مسلم بن إبراهيم، نا قزعة (2) بن سويد، عن ابن أبي مليكة، عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أبو بكر و عمر منّي بمنزلة هارون من موسى»[6304].

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أنا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمّد، أنا أبو محمّد الحسن بن أحمد بن محمّد المخلدي، أنا أبو العبّاس السّرّاج، نا زياد بن أيوب، نا عبّاد بن عوام (3)،و يزيد بن هارون، و سعيد بن عامر، عن محمّد بن عمرو (4)،عن أبي سلمة، قال سعيد: عن أبي هريرة قال: لما نزلت: لاٰ تَرْفَعُوا أَصْوٰاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ (5) قال أبو بكر: لا أرفع صوتي إلاّ كأخي السرار.

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنا أبو المظفّر محمود بن جعفر، و أبو القاسم (6) عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق، و أبو منصور بن شكرويه، قالوا: أنبأ أبو علي الحسن بن علي بن أحمد بن سليمان بن البغدادي، نا الفضل (7) بن الخصيب، نا النّضر بن سلمة، نا عبد الجبار بن سعيد المساحقي، و محمّد بن موسى أبو (8) غزيّة، عن محمّد بن عبد الملك بن عبد الرّحمن بن أسعد بن زرارة، عن أبيه، عن جده قال:

رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يخطب، فالتفت التفاتة فلم ير أبا بكر فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أبو بكر، أبو بكر أما إنّ روح القدس أخبرني آنفا أنّ خير أمتك بعدك أبو بكر»[6305].

أخبرنا أبو سعد أيضا قال: قرئ على أبي (9) الفتح عبد الجبار بن عبيد (10) اللّه بن برزة الجوهري، و أنا حاضر، نا أبو طاهر محمّد بن محمّد بن محمش، أنبأ أبو طاهر محمّد بن الحسن المحمّدآباذي، نا عثمان بن سعيد الدّارمي، نا

ص: 206


1- مهملة بالأصل و م، و الصواب ما أثبت و ضبط ، ترجمته في سير الأعلام 342/13.
2- مهملة بالأصل و م و الصواب ما أثبت، و ضبطت بزاي و فتحات في تقريب التهذيب.
3- ترجمته في سير الأعلام 511/8 و تهذيب الكمال 414/9.
4- هو محمد بن عمرو بن علقمة، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 113/17 و بالأصل:«محمد بن عمرة» خطأ.
5- سورة الحجرات، الآية:2.
6- «أبو القاسم» ليس في م.
7- في م: الفضيل، خطأ، ترجمته في سير الأعلام 551/14.
8- عن م، غير واضحة بالأصل.
9- عن م و بالأصل: ابن.
10- في م: عبد اللّه.

عبد اللّه بن صالح حدّثني نافع بن يزيد، عن زهرة بن معبد، عن سعيد بن المسيّب، عن جابر بن عبد اللّه قال:

[قال] (1) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ اللّه تعالى اختار أصحابي على جميع العالمين سوى النبيّين و المرسلين، و اختار لي من أصحابي أربعة: أبا بكر، و عمر، و عثمان، و عليا، فجعلهم خير أصحابي، و في كلّ أصحابي خير، و اختار أمتي على سائر الأمم، و اختار من أمتي أربع (2) قرون بعد أصحابي: القرن الأول و الثاني و الثالث تترى (3) و الرابع فرادى»[6306].

أخبرنا أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن علي الخطيب، أنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن عبد الوهّاب الصائغ، نا أبو العبّاس محمّد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي السّرّاج، نا أبو معمر صالح بن حرب مولى بني هاشم، نا إسماعيل بن يحيى بن طلحة بن عبيد اللّه، عن ابن (4) جريج، عن عطاء، عن جابر بن عبد اللّه قال:

رأى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أبا الدّرداء يمشي أمام أبي بكر فقال له:«أتمشي (5) قدام رجل لم تطلع الشمس على أحد منكم أفضل منه»؟ فما رئي (6) أبو الدّرداء بعد ذلك إلاّ خلف أبي بكر[6307].

كذا قال، و المحفوظ عن عطاء، عن أبي الدّرداء.

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو محمّد الحسن بن عيسى، قالوا: أنا أحمد بن منصور اليشكري - إملاء - نا أبو بكر عبد اللّه بن سليمان السّجستاني.

و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن محمّد بن حسنون، أنا أبو القاسم موسى بن عيسى بن عبد اللّه السّرّاج، نا عبد اللّه بن أبي داود، نا محمّد بن مصفّى، نا بقية بن الوليد، عن ابن (7) جريج، عن عطاء، عن أبي الدّرداء قال:

ص: 207


1- زيادة عن م.
2- كذا بالأصل و م، و الصواب: أربعة قرون.
3- تترى أي تتواتر و يتبع بعضها بعضا.
4- عن م و بالأصل: أبي.
5- عن م و بالأصل: أتمش.
6- بالأصل و م:«رأي».
7- عن م و بالأصل: أبي.

رآني النبي صلى اللّه عليه و سلم و أنا أمشي أمام أبي بكر فقال:«يا أبا الدّرداء أتمشي أمام من هو خير منك، إنّ أبا بكر خير من طلعت عليه الشمس أو غربت»[6308].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو يعلى بن الفرّاء.

ح و أخبرنا (1) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري، قالوا: أنا محمّد بن عبد الرّحمن بن العبّاس، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، نا وهب بن بقية، أنا عبد اللّه بن سفيان الواسطي، عن ابن (2)جريج، عن عطاء، عن أبي الدّرداء قال:

رآني النبي صلى اللّه عليه و سلم أمشي أمام أبي بكر، فقال:«يا أبا الدّرداء أتمشي أمام من هو خير منك في الدنيا و الآخرة، ما طلعت الشمس و لا غربت على أحد بعد النبيّين و المرسلين أفضل من أبي بكر»[6309].

أخبرنا أبو القاسم الحسين (3) بن علي بن الحسين الزهري، و أبو عبد اللّه محمّد بن العمركي بن نصر البوشنجي (4)،و أبو الفتح المختار بن عبد الحميد، و أبو المحاسن أسعد بن علي، قالوا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفّر، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن حموية، أنبأ إبراهيم بن خزيم (5) الشاشي، نا عبد بن حميد، نا عمر بن يونس اليمامي، نا أبو سعيد البكري، عن ابن جريج، عن عطاء، عن أبي الدّرداء:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«ما طلعت الشمس و لا غربت على أحد أفضل أو خير من أبي بكر إلاّ أن يكون نبيا»[6310] كذا كان في كتابي: البكري، و إنما هو العسكري، و اسمه أبان.

أخبرناه أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو نعيم، نا عبد اللّه بن جعفر، نا إسماعيل بن عبد اللّه العبدي، نا الحسين بن بشير، نا عمر بن يونس اليمامي عن أبان العسكري عن ابن جريج عن عطاء عن أبي الدرداء، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«أبو بكر

ص: 208


1- الخبر مكرر في م.
2- عن م و بالأصل: أبي.
3- بالأصل: الحسن، خطأ، و الصواب عن م، و مشيخة ابن عساكر ص 52/ب رقم 316.
4- عن م و بالأصل البوسنجي بالسين المهملة.
5- بالأصل:«حزيم» و في م:«حريم» كلاهما تحريف، و الصواب ما أثبت و ضبط و قد مرّ التعريف به.

خير من طلعت عليه الشمس إلاّ النبيّين»[6311].

كذا قال، و إنما هو الحسن بن بشر.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الوليد الحسن بن محمّد الدربندي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد بن سليمان البخاري، نا أبو عمرو أحمد بن محمّد بن عمر المقرئ، و سهل بن عثمان السلمي، قالا نا نصير بن صابر بن داود، نا أسباط بن اليشع، نا غالب بن شعبة، نا داود بن سليمان الجرجاني، نا النّضر بن إسماعيل البجلي، عن محمّد بن الفضل، عن ابن جريج، عن عطاء، عن أبي الدّرداء، قال:

رآني النبي صلى اللّه عليه و سلم و أنا أمشي أمام أبي بكر، فقال:«لا تمش (1) أمام من هو خير منك إنّ أبا بكر خير من طلعت عليه الشمس و غربت غير النبيّين و المرسلين»[6312].

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، قال: نا و أبو منصور محمّد بن عبد الملك، أنبأ أبو بكر الخطيب (2)،أنبأ عبد اللّه بن يحيى السّكري (3)،أنا محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم، نا القاسم بن أحمد الخطابي، نا هوذة بن خليفة (4)،نا ابن جريج، عن عطاء، عن أبي الدّرداء قال:

رآني النبي صلى اللّه عليه و سلم و أنا أمشي أمام أبي بكر الصّدّيق، فقال:«يا أبا الدّرداء أتمشي أمام من هو خير منك في الدنيا و الآخرة، ما طلعت الشمس و لا غربت على أحد بعد النبيّين و المرسلين أفضل من أبي بكر (5)»[6313].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، قال: قرئ على سعيد بن محمّد بن أحمد البحيري، أنا أبو علي الحسين بن محمّد بن علي بن إبراهيم السرّاج، أنا علي بن إبراهيم بن معاوية، نا محمّد بن مسلم بن وارة الرازي (6)،نا أحمد بن محمّد بن

ص: 209


1- بالأصل و م: لا تمشي.
2- الخبر في تاريخ بغداد 438/12 ضمن ترجمة القاسم بن أحمد الخطابي.
3- بعدها في م: و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم، نا عبد العزيز بن أحمد، نا أحمد...
4- ترجمته في تاريخ بغداد 94/14.
5- تاريخ بغداد: أبي بكر الصديق.
6- ترجمته في سير الأعلام 28/13.

عبد اللّه بن القاسم بن أبي بزّة أبو الحسن المكي (1)،حدّثني الوليد بن عبد العزيز بن عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، و لم أسمع منه غيره، و كان فاضلا قارئا لكتاب اللّه، معروفا بالقراءة، مشهورا بالفضل في الناس بمكة، ما كان له عندنا ثاني في حياته، قال: حدّثني أمي أنها سمعت جدي عبد الملك جريج يقول: أخبرني عطاء عن أبي الدّرداء، قالت:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من فلق فيه إلى أذني - و رآني، و أنا أمشي بين يدي أبي بكر و عمر، فقال لي:«يا أبا الدّرداء أتمشي بين يدي من هو خير منك» فقلت: و من هو يا رسول اللّه ؟ قال:«أبو بكر و عمر»[6314].

أخبرنا أبو السعادات أحمد بن أحمد المتوكلي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا الحسن بن أبي بكر، أنا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه القطان، نا عبد الكريم بن الهيثم، نا أحمد بن محمّد بن القاسم بن أبي بزّة، نا أبو العبّاس الوليد بن عبد العزيز بن عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، حدّثتني أمي عن جدي عبد الملك، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي الدّرداء قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من فلق فيه إلى أذني هذه، و رآني أمشي بين يدي أبي بكر و عمر، فقال لي:«يا أبا الدّرداء أتمشي بين يدي من هو خير منك»، فقلت: و من هو يا رسول اللّه ؟ قال:«أبو بكر و عمر، ما طلعت الشمس و لا غربت على أحد بعد النبيّين و المرسلين خير من أبي بكر و عمر»[6315].

قال: فحدّثت الحميدي به، فقال لي: اذهب بنا إليه حتى أسمعه منه، فقلت له:

منزله بالبقية و التقية (2) على ثلاثة أميال من مكة، فلما كان ذات يوم دفنا رجلا من قريش باكرا ثم قال لي الحميدي: هل لك بنا في الرجل ؟ قلت: نعم فخرجنا نريده (3)،فلما كنا بقصر داود بن عيسى لقينا ابن عم له فقال: يا أبا بكر أين تريد؟ قال: أردنا (4) أبا العبّاس، فقال: يرحم اللّه أبا العبّاس، مات أمس، فقال الحميدي: هذه حسرة، ثم قال: أنا أسمعه منك فدخلنا على سعيد بن منصور، و هو يحدّث، فلما افترق الناس دنا منه فقال لي: حدّث أبا عثمان حديث الجريجي (5)،فحدّثته، فقال سعيد: قطع هذا كلّ

ص: 210


1- ترجمته في سير الأعلام 50/12.
2- كذا رسم اللفظتين بالأصل، و اللفظتان مهملتان في م، و لم أحلهما.
3- بالأصل:«في خبا يريده» صوبنا العبارة عن م.
4- في م: أبي العباس.
5- نسبة إلى عبد الملك بن جريج.

علة، فقلت للحميدي: ما قطع كلّ علة، فقال: إنّ أناسا يزعمون أن عليا من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أنه لا يقاس به أحد من الناس، فلما أن قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ما قال علمنا أن عليا ليس بنبي و لا مرسل فقطع كلّ علة.

أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد الحلواني، أنا أبو بكر بن خلف، أنا محمّد بن محمّد الرياذي، أنبأ أبو الحسن علي بن إبراهيم بن معاوية النيسابوري، نا أبو عبد اللّه محمّد بن مسلم بن وارة، نا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن القاسم بن أبي بزّه، أبو (1) الحسن المكي، حدّثنا الوليد بن عبد العزيز بن عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج لم أسمع منه غيره، و كان فاضلا، قارئا لكتاب اللّه عز و جل، معروفا بالقراءة، مشهورا بالفضل في الناس بمكة ما كان عندنا له ثاني في حياته، قال:

حدّثتني أمي أنها سمعت جدي عبد الملك بن جريج يقول: أخبرني عطاء، عن أبي الدّرداء قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول من فلق فيه إلى أذني و رآني و أنا أمشي بين يدي أبي بكر و عمر، فدعا بي فقال لي:«يا أبا الدّرداء أتمشي بين يدي من هو خير منك»، فقلت:

و من هو يا رسول اللّه ؟ قال:«أبو بكر و عمر، ما طلعت الشمس و لا غربت على أحد بعد النبيّين و المرسلين خير من أبي بكر و عمر»[6316].

قال لي أحمد بن محمّد فأخبرته الحميدي فقال لي: اذهب أنا و أنت إلى منزله، فكان منزله ببئر ميمون بأصل بئر على نحو من ثلاثة أميال، فمكثت أياما ثم ركبت أنا و الحميدي، فلما كنا بقصر داود بن عيسى لقيه ابن عمه، فسأله الحميدي عنه و عن حاله، فقال: رحمة اللّه عليه دفناه أمس، و كان ذلك يوم جمعة في سنة أربع و مائتين، فقال الحميدي: و ما أشتكى (2) قال: كان ضعيفا و كانت عليه يوما فقال لي الحميدي:

فأنا أكتبه عنك، فحدّثته إياه، فكتبه، ثم اجتمعت أنا و الحميدي و سعيد بن منصور، فقال لي: حدّث أبا عثمان حديث الجريجي، فحدّثته، فقال سعيد: سبحان اللّه ما سمعنا حديثا أجمع من هذا دخل في هذا الحديث كلّ آفة لهم فقل للحميدي: ما معنى كلّ آفة لهم ؟ قال: لأنهم يقولون: إن عليا قال: خير الناس أبا بكر و عمر، و نحن أهل بيت لا

ص: 211


1- بالأصل «و أبو» خطأ و الصواب عن م، و قد مرّ التعريف به.
2- عن م و بالأصل: أشكا.

يقاس بنا أحد فنقض هذا ذلك، لأن عليا ليس بنبيّ و لا مرسل.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، و أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (1)،نا محمّد بن أحمد بن هارون، نا أحمد بن الهيثم، نا إسماعيل بن زياد الأيلي (2)،نا عمر بن يونس، عن عكرمة بن عمّار، عن إياس بن سلمة، حدّثني أبي أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«أبو بكر خير الناس إلاّ أن يكون نبيّا» (3)[6317].

أخبرناه (4) عاليا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو الحسين محمّد بن عبد اللّه بن الحسين بن أخي ميمي الدقاق، نا أبو الطّيّب محمّد بن عبد الصمد الدقاق، نا أحمد بن الهيثم البزّار، نا إسماعيل بن زياد الأيلي، نا عمر بن يونس اليمامي، عن عكرمة، نا إياس بن سلمة، نا أبي سلمة: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«أبو بكر خير الناس إلاّ أن يكون نبيا»[6318].

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني، أنبأ أبو نعيم، نا الحسن بن محمّد، نا أحمد بن جعفر بن سعيد، نا الخليل بن محمّد، نا عبد العزيز بن أبان، نا مسعر بن كدام، عن محارب، عن جابر، قال:

كنا جماعة من المهاجرين و الأنصار فتذاكرنا الفضائل بيننا، فارتفع أصواتنا، فخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:[«فيما ارتفع الصوت بينكم ؟» قلنا: يا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم تذاكرنا الفضائل فيما بيننا، فقال:«أ فيكم أبو (5) بكر؟»، فقلنا: لم يحضرنا يا رسول اللّه، فقال:] (6)«لا تفضّلنّ أحدا منكم على أبي بكر، فإنّه أفضلكم في الدنيا و الآخرة»[6319].

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، و أبو يعلى حمزة بن علي، قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان، نا محمّد بن إبراهيم المروزي السمسار - بسامراء - نا رجاء بن عيسى المهري، نا مهدي بن ميمون، عن صدقة القرشي، عن رجل قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أبو بكر الصّدّيق خير أهل

ص: 212


1- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 276/5.
2- مكانها في م:«أنا مكي» تحريف، و المثبت يوافق ابن عدي.
3- بالأصل و م و ابن عدي:«نبي».
4- عن م، و بالأصل: أخبرنا.
5- عن م و بالأصل: أبا.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك على هامشه و بعدها كلمة صح.

الأرض إلاّ أن يكون نبيّا (1)،إلاّ مؤمن آل ياسين، و إلا مؤمن آل فرعون»[6320].

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح أحمد بن عبد الملك، و أبو المظفّر بن القشيري، و أبو القاسم الشّحّامي، قالوا: أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو طاهر بن خزيمة، نا جدي، نا بندار محمّد بن بشار (2)،نا محمّد بن عبد اللّه الأنصاري (3)،نا أشعث، عن الحسن، عن أبي بكرة:

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال ذات يوم:«من رآني منكم رؤيا»، فقال رجل: أنا رأيت كأن ميزانا نزل من السماء، فوزنت أنت بأبي بكر فرجحت أنت بأبي بكر، و وزن عمر و أبي بكر فرجح أبو بكر، و وزن عمر و عثمان فرجح عمر، ثم رفع الميزان فرأينا الكراهية في وجه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم[6321].(4) أخبرنا أبو يعلى حمزة بن أحمد بن المنجى بن فارس، أنا أحمد بن عبد اللّه بن علي بن طاوس، أنا أبو طالب عمر بن إبراهيم بن سعيد (5) الفقيه الزهري نا أبو بكر محمّد بن غريب البزّار، نا أبو العبّاس أحمد بن موسى بن منجويه، نا أبو عبد اللّه محمّد بن المتوكل بن أبي السّري العسقلاني، نا سفيان بن عيينة، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللّه، قال:

سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول:«يدفن المرء في تربته التي خلق منها»، فلما دفن أبو بكر و عمر إلى جانب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم علمنا أنهما خلقا من تربته.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو عثمان البحيري، أنا جدي أبو الحسين أحمد بن محمّد بن جعفر بن محمّد البحيري، نا محمّد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي - إملاء - نا محمّد بن يحيى بن أبي عمر، نا عبد العزيز بن محمّد، عن أنيس بن أبي

ص: 213


1- بالأصل و م: نبي.
2- ترجمته في سير الأعلام 144/12.
3- في م: الأنصاري قال: سمعت عن الحسن...
4- قبله ورد خبر في م و قد سقط من الأصل، نثبته هنا، و روايته: أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد، نا هارون بن عبد اللّه و علي بن.... قالا: نا أبو النضر، نا عبد الأعلى الزهري عن زياد بن علاقة عن قطن بن مالك عن عرفجة الأشجعي قال صلّى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الفجر ثم جلس فقال: وزن أصحابنا الليلة وزن أبا بكر فوزن، ثم وزن عمر فوزن ثم وزن عثمان و هو صالح.
5- عن م و بالأصل: سعد خطأ، و انظر ترجمته في سير الأعلام 524/17.

يحيى، عن أبيه، عن أبي سعيد قال:

مرّ النبي صلى اللّه عليه و سلم بقبر فقال:«قبر من هذا؟»، قالوا: قبر فلان الحبشي، قال:«لا إله إلاّ اللّه سيق من أرضه و سمائه إلى التربة التي خلق منها»[6322].

قال: و سمعت محمّد بن إسحاق الثقفي يقول: سمعت سوّار بن عبد اللّه بن سوّار العنبري (1) قال: سمعت أبي لما حدّثته بهذا الحديث قال: يا بني ما لأبي بكر و لا لعمر فضلة (2) أفضل من أن يكون النبي صلى اللّه عليه و سلم، و أبا بكر عمر خلقوا من تربة واحدة.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، قال: قرئ على أبي (3) عثمان البحيري، أنا أبو زكريا، نا يحيى بن إسماعيل المزكي، نا أبو عمر و أحمد بن محمّد بن أحمد الحيري، نا أحمد بن منصور الحيري، نا أحمد بن منصور المروزي، نا عبد اللّه بن نافع الصائغ، نا عاصم بن عمر، عن عد اللّه بن دينار، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أوّل من تنشق الأرض عنه أنا ثم أبو بكر، ثم عمر، ثم آتي البقيع فينشق عنهم، ثم أنتظر أهل مكة فتنشق عنهم، فأبعث بينهم»[6323].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، أنبأ أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو بكر محمّد بن عمر بن سليمان النّصيبي، بها، أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاّد (4)،نا أحمد بن محمّد بن صاعد، نا صالح بن عبد اللّه التّرمذي، نا أبو بكر بن عيّاش، عن أبي البختري، عن عبد اللّه، عن نافع، عن ابن عمر: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«أحشر يوم القيامة أنا و أبو بكر عمر هكذا».

قال: و أراه ذكر فيه: و نحن مشرفون على الناس.

قال أبو بكر: لم يكن أبو البختري يكذب في هذا الحديث.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو الحسين بن بشران، أنبأ أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا الحسن بن شاذان، نا يزيد بن هارون، عن عبد العزيز بن عبد اللّه الماجشون، عن محمّد بن المنكدر، قال:

ص: 214


1- رسمها و إعجامها مضطربان في م، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 543/11.
2- في م: فضيلة.
3- بالأصل:«أبو» و المثبت عن م.
4- ترجمته في سير الأعلام 69/16.

دخل النبي صلى اللّه عليه و سلم على أبي بكر فرآه مقبلا، فخرج من عنده، فدخل على عائشة فانه ليخبرها بوجع أبي بكر إذ دخل أبو بكر يستأذن، فقالت عائشة: أبي، فدخل فجعل النبي صلى اللّه عليه و سلم يتعجب لما عجل اللّه له من العافية، فقال: ما هو إلاّ أن خرجت من عندي يعقوب (1) فأتاني جبريل عليه السلام يسعطني سعطة، فقمت و قد برأت.

أخبرنا أبو بكر المزرفي (2)،نا أبو الحسين محمّد بن علي بن محمّد، أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن علي الصيدلاني، نا محمّد بن مخلد العطار، نا جعفر بن أبي عثمان الطيالسي (3)،نا إسماعيل بن إبراهيم أبو بشر صاحب القوهي قال: سمعت أبي قال: حدّثنا المبارك بن فضالة، عن عبيد اللّه بن عمر، عن القاسم، عن عائشة قالت:

كان بيني و بين رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كلام، فقال:«من ترضين أن يكون بيني و بينك ؟ أ ترضين بأبي عبيدة بن الجرّاح ؟» قلت: لا، ذلك رجل هين ليّن يقضي لك، قال:

«فترضين بأبيك ؟» قال: فأرسل إلى أبي بكر، فجاء، فقال:«أقصصي»، قالت: قلت:

أقصص أنت، فقال:«هي كذا و كذا»، قالت: فقلت: أقصد؟ فرفع أبو بكر يده فلطمني قال: تقولين يا بنت فلانة لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أقصد؟ من يقصد إذا لم يقصد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: و جعل الدم يسيل من أنفها على ثيابها، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّا لم نرد هذا»، قال: و جعل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يغسل الدم بيده من ثيابها و يقول:«رأيت كيف أنقذتك منه ؟» [6324].

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا أبو خيثمة، نا وهب بن جرير، نا عبد اللّه، عن نافع، عن ابن عمر: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعث أبا بكر، فأقام للناس حجهم، أو قال: فحج-[فحجّ ] (4) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بالناس العام المقبل حجة الوداع، ثم قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و استخلف أبو بكر، فبعث أبو بكر عمر بن الخطّاب يحج بالناس، ثم حج أبو بكر في العام المقبل، ثم استخلف عمر،

ص: 215


1- كذا بالأصل و م ؟
2- بالأصل و م: المرزفي، خطأ، و الصواب: المرزفي، و قد مرّ.
3- ترجمته في سير الأعلام 346/13.
4- زيادة لازمة عن مختصر ابن منظور 76/13 و اللفظة مستدركة فيه بين معكوفتين أيضا.

فبعث عبد الرّحمن بن عوف ثم حجّ عمر إمارته كلها، ثم استخلف عثمان فبعث عبد الرّحمن بن عوف، ثم حجّ عثمان إمارته كلها.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن علي بن الحسن، و أحمد بن محمّد بن إبراهيم.

و أخبرنا أبو عبد اللّه بن القصاري، أنا أبي أبو طاهر، قالا: أنا إسماعيل بن الحسن بن عبد اللّه الصرصري، أنا أبو العبّاس بن عقدة، نا أحمد بن يحيى الصوفي، نا عبد الرّحمن بن شريك، حدّثني أبي عن عروة - يعني بن عبد اللّه بن قتيبة - عن أبي جعفر، قال:

بعث نبيّ اللّه عليّ بن أبي طالب ب «براءة» لما نزلت، فقرأها على أهل مكة، و بعث أبا بكر على الموسم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1)،أنا خلف (2) بن مخلد، نا عبد اللّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال:

استعمل النبي صلى اللّه عليه و سلم أبا بكر على الحج في أوّل حجة كانت في الإسلام، ثم حجّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في السنة المقبلة، فلما قبض النبي صلى اللّه عليه و سلم و استخلف أبو بكر استعمل عمر بن الخطّاب على الحجّ ، ثم حجّ أبو بكر من قابل، فلما قبض أبو بكر و استخلف عمر استعمل عبد الرّحمن بن عوف على الحجّ ، ثم لم يزل عمر يحج سنيه (3) كلها حتى قبض،[فاستخلف عثمان فاستعمل عبد الرّحمن بن عوف على الحجّ ] (4).

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا أبي علي، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص (5)،نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال: و دفع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في سنة تسع إلى أبي بكر الصّدّيق رايته العظمى، و كانت سوداء، و لواؤه أبيض.

ص: 216


1- طبقات ابن سعد 177/3.
2- كذا بالأصل و م، و في ابن سعد: خالد بن مخلد.
3- بالأصل و م: سنته، و المثبت عن ابن سعد.
4- ما بين معكوفتين زيادة عن ابن سعد، و مكان العبارة بالأصل و م: فاستعمل عثمان.
5- عن م و بالأصل: المخلصي.

أخبرنا أبو محمّد السلمي، نا أبو بكر الخطيب.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1)،نا عمّار - يعني بن (2)الحسن - نا سلمة، عن محمّد بن إسحاق.

قال: و نا يعقوب، نا حامد، نا صدقة، قال: قرأت على محمّد بن إسحاق، قال:

و دخل ذو الحجة من سنة ثنتي عشرة أقام للناس الحج تلك السنة أبو بكر و بعض الناس يقول: لم يحج أبو بكر في خلافته، و أنه بعث في سنة ثنتي عشرة على الموسم عمر بن الخطّاب أو عبد الرّحمن بن عوف.

قال ابن إسحاق (3):و حدّثني العلاء بن عبد الرّحمن عن رجل من بني سهم، عن ابن (4) ماجدة السهمي أنه قال: حج علينا أبو بكر في خلافته سنة ثنتي عشرة.

و قال يعقوب: و نا ابن بكير، و قرئ عليه و أنا حاضر عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير: أن أبا بكر الصدّيق أحجّ على الناس سنة عمر بن الخطّاب، و السنة الثانية عتّاب بن أسيد القرشي.

أخبرنا أبو القاسم، أنبأ أبو بكر، أنا أبو الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب، أخبرنا محمّد بن فضيل، نا عثمان بن اليمان.

أخبرنا العمري عن نافع، عن ابن عمر قال: ثم توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأمر أبو بكر عمر أن يحجّ سنة إحدى عشرة، و ثم حج أبو بكر سنة اثنتي عشرة.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (5)،قال: و فيها - يعني سنة اثنتي عشرة - حجّ بالناس أبو بكر الصّدّيق.

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن، أنبأ أبو الفرج سهل بن بشر، أنا

ص: 217


1- الخبر في المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 291/3.
2- عن م و المعرفة و التاريخ و بالأصل: أبو الحسن.
3- الخبر في المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 291/3.
4- اسمه علي، انظر تهذيب التهذيب(309/12).
5- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 119.

أبو الحسن (1) محمّد بن الحسين بن محمّد بن الطّفّال - بمصر - أنا القاضي أبو الطاهر محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الذهلي، نا الحسين بن عمرو بن إبراهيم، نا عقبة بن مكرم الضّبّي (2)،نا نصر - يعني ابن باب (3)-عن حسام، عن الحسن، عن سمرة بن جندب، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أمرت أن أؤوّل الرؤيا أبا بكر»[6325].

أخبرنا أبو محمّد بن عبد الباقي، أخبرنا الحسن بن علي، أنبأ أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (4)،نا أحمد بن عبد اللّه بن يونس، نا أبو بكر بن عيّاش عن مبشّر السعيدي (5)،عن ابن شهاب قال:

رأى النبي صلى اللّه عليه و سلم رؤيا فقصها على أبي بكر، فقال:«يا أبا بكر رأيت كأنّي استبقت أنا و أنت درجة، فسبقتك ثم بمرقاتين و نصف»، قال: خير يا رسول اللّه يبقيك اللّه حتى ترى ما يسرّك و تقرّ (6) عينك، قال: فأعاد عليه مثل ذلك ثلاث مرات، و أعاد عليه مثل ذلك، قال: فقال له في الثالثة:«يا أبا بكر رأيت كأنّي استبقت أنا و أنت (7) درجة فسبقتك بمرقاتين (8) و نصف»، قال: يا رسول اللّه يقبضك (9) اللّه إلى رحمته و مغفرته، و أعيش بعدك سنتين و نصفا (10)[6325 م].

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن نصير (11) بن لؤلؤة، نا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن أبان السراج، نا يحيى بن عبد الحميد الحمّاني، نا حشرج بن نباتة، عن سعيد بن جمهان، عن سفينة قال:

ص: 218


1- عن م و بالأصل: أبو الحسين، خطأ، ترجمته في سير أعلام النبلاء 664/17.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 138/13.
3- بالأصل:«ناب» و مهملة بدون نقط في م، و المثبت عن تهذيب الكمال 139/13 في من روى عنه عقبة.
4- طبقات ابن سعد 177/3.
5- كذا بالأصل، و في م:«منسى السعيدي» و في ابن سعد: مبشر السعدي.
6- في م و ابن سعد: و يقرّ.
7- بالأصل:«كأني أنا و أنت استبقت درجة» و فوق:«أنا و أنت استبقت» علامات تقديم و تأخير، صوبنا العبارة بما وافق عبارة م و ابن سعد.
8- بالأصل:«ثم ما بين» و المثبت عن م و ابن سعد.
9- عن م و ابن سعد، و بالأصل: يقنعك.
10- بالأصل و م: و نصف، و المثبت عن ابن سعد.
11- بالأصل: نصر، تحريف، و الصواب عن م، و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 327/16.

لما بنى النبي صلى اللّه عليه و سلم المسجد وضع حجرا ثم قال:«ليضع أبو بكر حجرا إلى جنب حجري»، ثم قال:«ليضع عمر حجرا إلى جنب حجر أبي بكر»، ثم قال:«ليضع عثمان حجره إلى جنب حجر عمر»، ثم قال:«هؤلاء الخلفاء بعدي»[6326].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا منصور بن أبي مزاحم، نا خالد الزيّات، عن زرعة بن عمرو، و عن أبيه - و كان رابع أربعة فيمن دفن عثمان - قال:

لما قدم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم المدينة قال لأصحابه:«انطلقوا بنا إلى أهل قباء نسلّم عليهم»، فلما أتاهم سلّم عليهم، و رحّبوا به، فقال:«يا أهل قباء، ائتوني بحجارة من هذه الحرّة»، فجمعت عنده فخطّ بها قبلتهم، فأخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حجرا فوضعه، ثم قال:«يا أبا بكر خذ حجرا فضعه إلى جنب حجري»، ففعل، ثم قال:«يا عمر خذ حجرا فضعه إلى جنب حجر أبي بكر»، ففعل، ثم قال:«يا عثمان خذ حجرا فضعه إلى جنب حجر عمر»، ففعل، ثم التفت إلى الناس بأخرة فقال:«وضع رجل حجره حيث أحبّ على هذا الخط »[6327].

أخبرنا أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، أنبأ أبو سعد الأديب، أنبأ أبو عمرو بن حمدان.

و أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنبأ أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا عبد اللّه بن مطيع، نا هشيم، عن العوّام، عن من حدّثه عن عائشة قالت:

لما أسّس رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مسجد المدينة، جاء بحجر فوضعه، قال: و جاء أبو بكر بحجر فوضعه، و جاء عمر بحجر فوضعه، و جاء عثمان بحجر فوضعه، قال: فسئل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن ذلك فقال:«لكم أمر الخلافة»- و في حديث ابن حمدان: فقال: هذا أمر الخلافة، و قالا:- من بعدي»[6328].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنبأ أحمد بن جعفر، أنا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا يزيد بن هارون، أنا إبراهيم بن سعد، عن

ص: 219


1- مسند أحمد 621/5 رقم 16767.

أبيه (1)،عن ابن جبير بن مطعم، عن أبيه:

أن امرأة أتت النبي صلى اللّه عليه و سلم تسأله شيئا، فقال لها:«ارجعي إليّ »، فقال: فإن رجعت فلم أجدك يا رسول اللّه ؟- تعرض بالموت - فقال لها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«فإن رجعت فلم تجديني فالقي أبا بكر»[6329].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، قالا: أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

و أخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر، قالت: قرئ علي إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا زهير، نا يزيد، أنبأ إبراهيم بن سعد عن أبيه، عن ابن (2) جبير - زاد ابن حمدان: بن مطعم - و قالا: عن أبيه:

أن امرأة أتت النبي صلى اللّه عليه و سلم تسأله شيئا، فقال لها:«ارجعي إليّ »، فقالت له: يا رسول اللّه و إن رجعت فلم أجدك - و قال ابن حمدان: إنّك تعرض بالموت - قال:«إن لم تجديني فالقي أبا بكر»[6330].

أخبرناه عاليا أبو محمّد إسماعيل بن أبي (3) القاسم بن أبي بكر، أنا عمر بن أحمد بن عمر، أنا أبو أحمد الحافظ ، أنا أبو بكر يوسف بن يعقوب المقرئ - بواسط - نا محمّد بن خالد بن عبد اللّه الواسطي، نا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن محمّد بن جبير بن مطعم، عن أبيه قال:

أتت امرأة النبي صلى اللّه عليه و سلم فكلمته، فأمرها أن ترجع إليه، فقالت: يا رسول اللّه، أ رأيت إن جئت فلم أجدك - تعني الموت - قال:«إن لم تجديني فاتى أبا بكر»[6331].

أخبرنا أبو الفرج عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن يوسف، أنا أبو نصر الزينبي، أنا أبو بكر بن زنبور، نا أبو بكر محمّد بن السّري التّمّار، نا أبو عبد اللّه غلام خليل، نا كثير بن يحيى بن كثير صاحب البصري، نا أبي، نا عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس، قال:

جاءت امرأة إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم تسأله شيئا، فقال لها:«تعودين»، فقالت له: يا

ص: 220


1- بالأصل:«أمه» و الصواب عن م و مسند أحمد.
2- عن م و بالأصل: أبي.
3- «أبي» ليست في م.

رسول اللّه إن عدت فلم أجدك - تعرض بالموت - فقال:«إن جئت فلم تجديني فائتي أبا بكر فإنّه الخليفة من بعدي»[6332].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن جعفر، أنا أبو الفضل أحمد بن عبد المنعم بن أحمد بن بندار (1)،أنا أبو الحسن العتيقي، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا عبد الصمد بن علي المكرمي، نا عبد الوارث بن إبراهيم، نا عبد الرّحمن بن عمرو بن جبلة، نا بشير (2) بن سريج البزّار، قال: سمعت أبا رجاء العطاردي (3) يقول: سمعت الزبير بن العوّام - و ذكر عنده أبو بكر - فقال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«الخليفة فيكم بعدي أبو بكر، ثم عمر»، قال: فقمنا ستة حتى دخلنا على علي بن أبي طالب، فقلنا: يا أمير المؤمنين إنّا سمعنا الزبير يقول:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«الخليفة بعدي أبو بكر ثم عمر»، فقال: صدق، و سمعت (4) ذلك من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا الحسن بن أحمد بن أبي الحداد، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن عبد العزيز بن أحمد الحلبي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عيسى بن الحسن التميمي، نا محمّد بن سليمان الواسطي، نا حجّاج بن منهال الأنماطي، نا حمّاد بن سلمة، عن محمّد بن عمرو، عن أبي سلمة، و علي بن الحكم عن أبي عثمان، عن أبي موسى الأشعري:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان في حائط بالمدينة، فجاء رجل فاستفتح الباب فقال:«اذهب فافتح له و بشّره بالجنّة»، فإذا أبو بكر الصّدّيق[6333].

أخبرنا أبو العزّ بن كادش، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا علي بن محمّد بن أحمد بن نصير بن عرفة، نا أبو محمّد عبد اللّه بن العبّاس بن عبيد اللّه الطيالسي، نا عمر بن محمد بن الحسن الأسدي، نا أبي، نا عتبة، عن أبي روق (5)،عن أنس بن مالك، قال:

ص: 221


1- في م:«بيدان».
2- في م: بشر.
3- اسمه عمران بن ملحان، ترجمته في تهذيب الكمال 400/14.
4- في م: سمعت، بدون واو.
5- مهملة بالأصل و م، و الصواب ما أثبت و ضبط ، و اسمه عطية بن الحارث الهمداني الكوفي، ترجمته في تهذيب الكمال 89/13.

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في حائط ، فاستفتح رجل فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ائذن له و بشّره بالجنّة، و أخبره أنه سيلي أمتي من بعدي»، ففعلت، فإذا هو أبو بكر، ثم استفتح رجل، فقال:«قم يا أنس فافتح له و بشّره بالجنّة و أخبره أنه سيلي أمتي من بعدي و من بعد أبي بكر»، فإذا هو، فأخبرته، ثم جاء آخر فدقّ فقال:«قم يا أنس فافتح له و بشّره بالجنّة، و أخبره أنه سيلي أمّتي من بعد عمر و أنه سيلقى من الرعية شدة حتى يبلغوا ذمتي (1) و أمره عند ذلك بالكف»، فقمت، فإذا هو عثمان، فأخبرته، فحمد اللّه، فلما أخبرته أنهم سيبلغون دمه (2) استرجع.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو القاسم السهمي، نا أبو أحمد بن عدي (3)،أنا القاسم بن يحيى بن نصر، نا عمي سعدان بن نصر، نا خالد المخزومي، عن هشام بن عروة عن أبيه، عن عائشة في قوله وَ إِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلىٰ بَعْضِ أَزْوٰاجِهِ حَدِيثاً (4)،قال: أسرّ إليها أن أبا بكر خليفتي من بعدي.

قال: و أنا ابن عدي نا (5)صدقة بن منصور أبو الأزهر بحران، نا عبد اللّه بن سعد بن إبراهيم بن سعد، نا عمي - يعني يعقوب بن إبراهيم - نا سيف بن عمر، عن عطية بن الحارث، عن أبي أيوب، عن علي، و عن الضّحّاك، عن ابن عبّاس، و عمرو بن محمّد، عن الشعبي، و سعيد بن جبير عن ابن عبّاس، قال: و اللّه إنّ إمارة أبي (6)بكر و عمر لفي الكتاب، وَ إِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلىٰ بَعْضِ أَزْوٰاجِهِ حَدِيثاً ،و قال لحفصة:«أبوك و أبو عائشة واليا الناس بعدي» (7)[6334].

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الفقيه، أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا الحسن بن سعيد بن عبد اللّه الفارسي، نا خالد بن العوّام البزّار - كان ينزل قنطرة بردان (8)-نا فرات بن السّائب، عن

ص: 222


1- كذا بالأصل و في م: دمه.
2- بالأصل:«ذمة» و المثبت عن م و مختصر ابن منظور 79/13.
3- الخبر في الكامل لابن عدي 42/3 ضمن أخبار خالد بن إسماعيل أبي الوليد المخزومي.
4- سورة التحريم، الآية:2.
5- عن م، سقطت من الأصل.
6- عن م و ابن عدي و بالأصل: أبا.
7- الحديث في الكامل لابن عدي 436/3 ضمن أخبار سيف بن عمر الضبي الكوفي.
8- في معجم البلدان: قنطرة البردان محلة ببغداد بناها رجل يقال له السري بن الحطم.

ميمون بن مهران، قال في قوله: وَ إِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلىٰ بَعْضِ أَزْوٰاجِهِ حَدِيثاً قال: أسرّ إليها أن أبا بكر خليفتي من بعدي.

و عن ميمون بن مهران في قوله تعالى: وَ إِنْ تَظٰاهَرٰا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللّٰهَ هُوَ مَوْلاٰهُ وَ جِبْرِيلُ وَ صٰالِحُ الْمُؤْمِنِينَ (1)أبو بكر و عمر.

قال ابن الأعرابي: نا العبّاس الاسقاطي، نا علي بن جعفر الأحمر، عن أبي بكر بن عيّاش، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت وَ إِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلىٰ بَعْضِ أَزْوٰاجِهِ حَدِيثاً قال: أخبر عائشة أن أباها خليفة من بعده، و أنّ أبا حفص الخليفة من بعد أبيها.

حدّثنا أبو منصور بن زريق (2)،قال: أنا و أبو الحسن بن سعيد، قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب (3)،نا هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار، نا محمّد بن حميد بن سهيل الحرمي (4)،نا أحمد بن الجعد - في درب الآجر نهر طابق - نا هارون المستملي الكبير مكحلة و هو ابن سفيان بن راشد، نا يعلى بن الأشدق، عن عبد اللّه بن جراد قال:

أتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بفرس فركبه، و قال:«يركب هذا الفرس من يكون الخليفة من بعدي»، فركبه أبو بكر الصّدّيق[6335].

أخبرناه أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا القاضي أبو الحسين محمّد بن أحمد بن القاسم بن المحاملي، نا أبو عمرو بن السماك.

حدّثني أبو جعفر أحمد بن الحسن بن الجعد البزّار، نا هارون بن موسى المستملي الكبير، مكحلة، نا يعلى بن الأشدق، نا عبد اللّه بن جراد، قال:

كنا عند النبي صلى اللّه عليه و سلم، فأتي بفرس، فركبه، فقال:«يركب هذا من كان خليفة بعدي»، فركبه أبو بكر[6336].

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمّام بن محمّد، أنا أبو علي الحسن بن حبيب، نا أبو يعقوب إسحاق بن الحسن الطحان

ص: 223


1- من الآية 4 من سورة التحريم.
2- عن م، و اللفظة مضطربة في الأصل و رسمها:«رريق».
3- الخبر في تاريخ بغداد 24/14 ضمن أخبار هارون بن سفيان مكحلة.
4- كذا بالأصل و م، و في تاريخ بغداد: المخرمي.

-بمصر - نا موسى بن ناصح الواسطي، نا أبو معاوية.

[و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو عمرو عبد الرّحمن بن محمّد الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي (1) نا علي بن إبراهيم بن الهيثم، نا إسحاق بن الحسن الطحان، نا موسى بن ناصح، نا أبو معاوية الضرير (2)] (3) عن عمر بن نافع، عن أبيه، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لأبي بكر و عمر:«لا يتأمرن عليكما أحد بعدي»[6337].

و قد روي عن أبي معاوية بإسناد منقطع، و هو أشبه.

أخبرناه أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف.

أخبرنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (4)،أنا أحمد بن عبد اللّه بن يونس، نا أبو معاوية عن السّري بن يحيى عن بسطام بن مسلم، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لأبي بكر و عمر:«لا يتأمر عليكما أحد (5) بعدي»[6338].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، أنبأ القاضي أبو العلاء الواسطي، نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد البابسيري - بواسط - نا القاضي أبو أمية الأحوص (6) بن المفضّل (7)،حدّثني عتّاب بن عبد اللّه بن سوّار بن عبد اللّه العنبري، حدّثني عمي أبو عبد اللّه محمّد بن سوّار العنبري.

حدّثني عيسى بن علي بن عبد اللّه بن عبّاس، عن أبيه، عن جده قال:

قال العبّاس لعلي حين أنزلت: إِذٰا جٰاءَ نَصْرُ اللّٰهِ وَ الْفَتْحُ (8)انطلق بنا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فإن كان هذا الأمر لنا من بعده لم يشاحنا فيه قريش، و إن كان لغيرنا سألناه الوصاة بنا، قال: لا، قال العبّاس: فجئت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فذكرت له ذلك فقال:

ص: 224


1- الكامل لابن عدي 46/5 ضمن ترجمة عمر بن نافع.
2- في م: نصر بن و بعدها بياض مقدار كلمة، و الصواب عن ابن عدي.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م للإيضاح.
4- طبقات ابن سعد 211/3.
5- عن م و ابن سعد و بالأصل: أبعد.
6- بالأصل و م: الأخوص، خطأ.
7- عن م و بالأصل: الفضل، خطأ.
8- سورة النصر، الآية الأولى.

«نعم إن اللّه جعل أبا بكر خليفتي على دين اللّه و وحيه، و هو مستوص، فاسمعوا له و أطيعوا تهتدوا و تفلحوا، و اقتدوا به ترشدوا»، قال ابن عباس: فما وافق أبا بكر على رأيه و لا وازره على أمره و لا أعانه على شأنه، إذ خالفوه (1)أصحابه في ارتداد العرب إلاّ العباس بن عبد المطلب، قال: فو اللّه ما عدل رأيهما و حزمهما رأي أهل الأرض أجمعين[6339].

و قد روي من وجه آخر:

أخبرناه أبو منصور بن خيرون (2)،أنبأ و أبو الحسن بن سعيد، نا أبو بكر الخطيب (3)،أنا أبو الفرج عبد الوهّاب بن الحسين بن عمر بن برهان البغدادي - بصور - أنا محمّد بن عبد اللّه بن خلف بن بخيت الدقاق، نا أبو عمرو عثمان بن سعيد الدقاق، نا أحمد بن منصور المروزي،- زاد سنة ست و خمسين و مائتين - نا محمّد بن مصعب القرقساني، عن عمر بن إبراهيم بن خالد القرشي، عن عيسى بن علي، عن أبيه، عن جده عبد اللّه بن عباس، قال: لما نزلت: إِذٰا جٰاءَ نَصْرُ اللّٰهِ وَ الْفَتْحُ جاء العباس إلى علي فقال: قم بنا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فصارا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فسألاه عن ذلك فقال:«يا عباس، يا عمّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، إنّ اللّه جعل أبا بكر خليفتي على دين اللّه و وحيه، فاسمعوا له تفلحوا (4)،و أطيعوه ترشدوا»، قال العباس: فأطاعوه و اللّه فرشدوا[6340].

قال (5):و أنا محمّد بن أحمد بن رزق، نا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد اللّه الدقاق، نا إسحاق بن إبراهيم الختّلي، نا عمر بن إبراهيم بن خالد بن عبد الرّحمن، نا عيسى بن علي بن عبد اللّه بن العباس، عن أبيه، عن جده العباس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا عمّ إنّ اللّه جعل أبا بكر خليفتي على دين اللّه و وحيه، فأطيعوه بعدي تهتدوا (6)،و اقتدوا به ترشدوا»، قال ابن عباس: ففعلوا فرشدوا[6341].

و لعمر بن إبراهيم فيه إسناد آخر:

ص: 225


1- كذا بالأصل و م.
2- بالأصل:«أخبرناه أبو منصور بن خيرون» و الصواب ما أثبت و السند معروف.
3- تاريخ بغداد 294/11 ضمن أخبار عثمان بن سعيد التمار.
4- ليست في م، و مكانها علامة تحويل إلى الهامش، و لم يظهر بالتصوير شيء على الهامش.
5- المصدر السابق نفس الجزء و الصفحة.
6- عن م و تاريخ بغداد و بالأصل: تهدوا.

أخبرناه أبو العزّ بن كادش، نا أبو محمّد الجوهري - إملاء - أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ ، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا عبد اللّه بن عمر بن سليمان، نا أبو العوّام أحمد بن يزيد الرّياحي، نا عمر بن إبراهيم الهاشمي، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده، عن علي قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أطيعوا بعدي أبا بكر الصّدّيق، ثم عمر ترشدوا، و اقتدوا بهما ترشدوا»[6342].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، نا عبد اللّه بن روح المدائني، نا شبابة بن سوّار، نا سليمان بن المغيرة، عن ثابت البناني، عن عبد اللّه بن (1) رباح الأنصاري، عن أبي قتادة صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم في مسير له:«إن تطع الناس أبا بكر و عمر يرشدوا»[6343].

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، و أبو يعلى حمزة بن الحسن بن المفرّج، و أبو العشائر محمّد بن الخليل بن فارس، قالوا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأ خيثمة بن سليمان، نا أبو عمرو بن أبي غرزة (2) بالكوفة، أنبأ ثابت بن موسى العائد، عن سفيان بن عيينة، عن عبد الملك بن عمير، عن ربعي، عن حذيفة، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اقتدوا باللّذين (3) من بعدي، أبو بكر و عمر رضي اللّه عنهما»[6344].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنبأ أبو القاسم بن أبي العلاء.

و أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، قالا: أنا محمّد و أحمد ابنا الحسين بن سهل البلديان، قالا: أنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد، نا علي بن حارث، نا سفيان بن عيينة، عن عبد الملك، عن ربعي، عن حذيفة، قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«اقتدوا باللّذين (4) من بعدي: أبو بكر و عمر»[6345].

و أخبرناه أبو سعد عبد اللّه بن أسعد بن أحمد بن محمّد بن حيّان الصوفي، أنا أبو الفضل محمّد بن عبيد اللّه بن محمّد الصّرام، أنا أبو عمر محمّد بن الحسين البسطامي، أنا أبو بكر أحمد بن عبد الرّحمن بن الجارود الرّقّي، ثنا علي بن حرب، أنا

ص: 226


1- عن م، سقطت اللفظة من الأصل.
2- بالأصل:«عرزة» و في م مهملة بدون نقط ، و الصواب ما أثبت و ضبط ، و قد مرّ التعريف به.
3- في م: بالذين.
4- في م: بالذين.

سفيان، عن عبد الملك بن عمير، عن ربعي، عن حذيفة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«اقتدوا باللذين (1) من بعدي أبي بكر و عمر»[6346].

أخبرناه أبو الفتح عبد الرّزّاق بن محمّد بن سهل الشرابي المقرئ، أنا أبو طاهر جعفر بن محمّد بن الفضل العبّاداني بالبصرة، أنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر، نا أبو العباس محمّد بن أحمد بن أحمد الأثرم المقرئ، نا بشر بن مطر، نا سفيان بن عيينة، عن عبد الملك بن عمير (2)،عن ربعي بن حراش (3)،عن حذيفة أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر و عمر»[6347].

رواه غير ابن عيينة، عن عبد الملك، عن مولى لربعي، عن ربعي.

أخبرناه أبو محمّد بن طاوس، و أبو يعلى حمزة بن الحسن، و أبو العشائر محمّد بن الخليل، قالوا: أنا أبو القاسم علي بن محمّد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، نا خيثمة، نا أبو عبيدة السّري بن يحيى - بالكوفة - نا قبيصة بن عقبة، نا سفيان الثوري، عن عبد الملك بن عمير، عن مولى لربعي، عن ربعي، عن حذيفة بن اليمان قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اقتدوا باللذين من بعدي.... (4) إلى أبي بكر عمر، و اهتدوا بهدي عمّار، و تمسّكوا بعهد ابن أم عبد»[6348].

قال و نا خيثمة، نا إبراهيم بن أبي سفيان القيسراني (5)،نا محمّد بن يوسف الفريابي (6)،نا سفيان الثوري، عن عبد الملك بن عمير، عن مولى لربعي بن حراش، قال: حدّثني من لم يكذبني حذيفة بن اليمان قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر عمر، و اهتدوا بهدي عمّار، و تمسّكوا بعهد ابن أم عبد»[6349].

كذا قال، و قد سقط منه ذكر: ربعي، و لا بدّ منه.

أخبرنا أبو شكر محمّد بن أبي طاهر حمد بن أبي نصر عبد اللّه بن الحسين المستوفي (7)-بأصبهان - أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أحمد بن سعد البغدادي، بتنّيس، نا

ص: 227


1- في م: بالذين.
2- عن م و بالأصل: عمر.
3- عن م و بالأصل: جراش، و ترجمته في تهذيب الكمال 121/6.
4- كلمة غير واضحة رسمها:«يسهر» بالأصل و م.
5- بالأصل: الفيشراني، خطأ و الصواب عن م.
6- عن م و بالأصل: الغرابي.
7- مشيخة ابن عساكر 185/ب.

محمّد بن عبد العزيز بن ربيعة الكلابي (1)،نا أحمد بن رشد بن خيثم، نا حميد بن عبد الرّحمن، عن الحسن بن صالح، عن فراس بن يحيى، عن الشعبي، عن علقمة بن قيس، عن عبد اللّه بن مسعود، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر و عمر»[6350].

أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمّد بن أحمد الإسكندراني، و أبو الفتح محمّد بن الموفق بن محمّد الجرجاني، و أبو الفتح محمّد بن علي بن نصر الحمادي الأدرقاني، [و] (2) أبو النضر عبد الرّحمن بن عبد الجبار بن عثمان العامي، و أبو جعفر محمّد بن علي بن محمّد الطبري (3) و أبو المظفّر عبد الفاطر بن عبد الرحيم بن عبد اللّه السقطي المقرءان - بهراة - قالوا: أنا أبو سهل نجيب بن ميمون بن سهل، أنا أبو علي منصور بن عبد اللّه بن خالد الذهلي الخالدي، نا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن عمروية المروزي المقلب بعبد دليل، و أبو سعيد الحسن بن أحمد بن محمّد بن المبارك التستري (4)،قالا: أنا أحمد بن صبيح بن وضاح، نا محمّد بن قطن، نا ذا النون، نا مالك بن أنس، عن نافع، عن ابن عمر قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر و عمر»[6351].

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، و أبو الفتح محمّد بن الموفق بن مبارك بن أبي مطيع الوكيل، و عبد الجبار بن أبي سعيد بن أبي القاسم الطبيب، و أبو العلاء صاعد بن أبي الفضل بن أبي عثمان الشعيبي الماليني، قالوا: أنبأ أم الفضل... (5) بنت عبد الصمد بن علي بن محمّد الهريمية، قالت: أنبأ أبو محمّد بن أبي شريح، نا أبو القاسم عبد الرّحمن بن الحسن الأسدي - زاد وجيه: بهمذان - نا أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن محمّد بن العباس الضّبّي، نا أحمد بن خلاّد القطان، نا محمّد بن عبد اللّه العمري المدني، عن مالك بن أنس، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر و عمر»[6352].

ص: 228


1- عن م و بالأصل: العلافي.
2- سقطت من الأصل و م، و الزيادة لازمة، انظر مشيخة ابن عساكر 107/ب.
3- مشيخة ابن عساكر ص 201/ب.
4- كذا بالأصل و في م: النسوي.
5- غير مقروءة بالأصل و م و رسمها:«؟؟؟».

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ، ثم أخبرنا أبو مسعود المعدّل عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، ثنا سليمان بن أحمد، نا عبد الرّحمن بن معاوية العتبي، نا محمّد بن نصر الفارسي، نا أبو اليمان الحكم بن نافع، نا إسماعيل بن عيّاش، عن المطعم بن المقدام الصّنعاني، عن عنبسة بن عبد اللّه الكلاعي، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي الدّرداء قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر و عمر، فإنهما حبل اللّه الممدود، فمن تمسّك بهما فقد تمسّك بعروة اللّه الوثقى التي لا انفصام لها»[6353].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب، نا سليمان بن حرب، نا حمّاد بن زيد، عن أيوب قال: إذا بلغك (1) اختلاف عن النبي صلى اللّه عليه و سلم فوجدت في ذلك الاختلاف أبا بكر أو عمر فسديد (2) و اللّه فإنّه الحق و هو السند.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأ أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا محمّد بن إسحاق، نا عبد اللّه بن صالح، عن الليث بن سعد، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن ربيعة بن سيف (3)قال: كنا عند شفي (4) الأصبحي فقال: سمعت عبد اللّه بن عمرو يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«يكون (5) خلفي اثنا (6) عشر خليفة، أبو بكر لا يلبث إلاّ قليلا».

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنا أبو طالب محمّد بن علي بن الفتح، نا أبو الحسين بن سمعون - إملاء - أنا أبو بكر المطيري، نا علي بن إبراهيم الواسطي، نا وهب بن جرير، نا شعبة، عن أبي إسحاق عن البراء، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لو كنت متّخذا خليلا لاتّخذت أبا بكر خليلا»[6354].

قال: أنا أبو بكر المطيري كذا قال وهب: لم يقله أحد غيره.

ص: 229


1- «إذا بلغك» مكانه بياض في م.
2- في م: فشد يدك به فإنه المسند و هو (بياض).
3- في م: يوسف، خطأ، و انظر ترجمته في تهذيب الكمال 156/6.
4- بالأصل و م:«سعي» و الصواب ما أثبت، و هو شفي بن ماتع الأصبحي يروي عنه ربيعة بن سيف، انظر الحاشية السابقة.
5- عن م و بالأصل: تكون.
6- عن م و بالأصل: اثني عشر، خطأ.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، ثنا عبد الرّزّاق، أنا معمر، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لو كنت متّخذا خليلا اتّخذت ابن أبي قحافة خليلا».

قال: و حدّثني أبي (1)،نا أبو سعيد و ابن جعفر، قالا: نا شعبة، نا أبو إسحاق، قال محمّد - يعني ابن جعفر - عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص (2)،عن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لو كنت متّخذا خليلا من أمّتي لاتّخذت أبا بكر»[6355].

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو حفص بن شاهين، نا أبو القاسم البغوي، نا أحمد بن إبراهيم الدورقي، نا بهز بن أسد، نا شعبة، قال: أبو إسحاق أخبرني قال: سمعت أبا الأحوص (3) يحدّث عن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لو كنت متّخذا خليلا من أمّتي لاتّخذت أبا بكر خليلا»[6356].

قال: و نا ابن شاهين، نا أحمد بن محمّد بن شيبة، نا محمّد بن عبد اللّه المخرمي، نا وهب، أنا شعبة، عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد اللّه عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«لو كنت متخذا خليلا من أمّتي لاتّخذت أبا بكر خليلا».

قال: و نا ابن شاهين، نا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني جدّي، نا ابن قطن، نا شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص (4)،عن عبد اللّه، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«لو كنت متّخذا خليلا - أظنه قال: من أمّتي - لاتّخذت أبا بكر خليلا»[6357].

قال وا ابن شاهين، حدّثني أبي، نا محمّد بن علي بن مهران، نا عفّان، نا شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«لو كنت متّخذا خليلا لاتّخذت أبا بكر خليلا».

قال و نا عبد اللّه بن محمّد، نا بندار، نا محمّد بن جعفر، نا شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«لو كنت متّخذا خليلا لاتّخذت أبا بكر خليلا».

ص: 230


1- مسند أحمد 176/2 رقم 4354.
2- بالأصل و م:«الأخوص» خطأ، و قد صوبت في كل مواضع الحديث و اسمه عوف بن مالك بن نضلة الجشمي، انظر ترجمة عبد اللّه بن مسعود في تهذيب الكمال 534/10.
3- بالأصل و م:«الأخوص» خطأ، و قد صوبت في كل مواضع الحديث و اسمه عوف بن مالك بن نضلة الجشمي، انظر ترجمة عبد اللّه بن مسعود في تهذيب الكمال 534/10.
4- بالأصل و م:«الأخوص» خطأ، و قد صوبت في كل مواضع الحديث و اسمه عوف بن مالك بن نضلة الجشمي، انظر ترجمة عبد اللّه بن مسعود في تهذيب الكمال 534/10.

(1) أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر القشيري، قالا: أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، و أبو منصور الحسين بن طلحة، قالا: أنا إبراهيم بن منصور، أنبأ أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا أبو خيثمة، نا هاشم بن القاسم، نا شعبة، عن (2) أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لو كنت متّخذا خليلا لاتّخذت أبا بكر»- زاد ابن حمدان:

«خليلا».

و هكذا رواه جماعة غير شعبة، عن أبي إسحاق.

أخبرناه أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني، نا أبو بكر يعقوب بن إبراهيم البزّار، نا عبد اللّه بن الحسن الهاشمي، نا شبابة، نا ورقاء بن عمر (3)،و شعبة، و المغيرة بن مسلم، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لو كنت متّخذا خليلا لاتّخذت أبا بكر خليلا»[6358].

قال الدارقطني: غريب عن ورقاء و مغيرة بن مسلم. تفرّد به شبابة.

أخبرنا أبو الأعزّ الأزجي، أنا أبو محمّد الحسن بن علي، قال: نا عمر بن أحمد بن عثمان، نا أحمد بن عيسى الخوّاص، نا عبد اللّه بن الحسن الهاشمي، نا شبابة حدّثني ورقاء، و شعبة و مغيرة بن مسلم، عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لو كنت متّخذا خليلا لاتّخذت أبا بكر خليلا»[6359].

قال: و نا عمر، نا أحمد بن محمّد بن سعيد الهمذاني (4)،نا يونس بن نافع

ص: 231


1- قبله خبر ورد في م و قد سقط من الأصل، نثبته هنا و تمامه: أخبرنا أبو طالب علي بن حيدرة بن جعفر الحسيني و أبو القاسم نصر بن أحمد بن (...) قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا أبو قلابة الرقاشي نا بشر بن (...) نا شعيب عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد اللّه بن مسعود قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا و لكن أبو بكر أخي و صاحبي، و لقد... اللّه صاحبكم خليلا.
2- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 374/19.
4- بالأصل و م: الهمداني، انظر ترجمته في سير الأعلام 612/12.

البغدادي، نا (1) حفص بن عمر بن ميمون، نا مالك بن مغول، و سفيان الثوري، و شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«إنّي أبرأ إلى كلّ خليل من خلة و لو كنت متّخذا خليلا لاتّخذت أبا بكر خليلا، و ان اللّه قد اتّخذ صاحبكم خليلا»[6360].

قال و نا عمر، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، نا محمّد بن عبد الملك بن زنجويه، نا عبد الرّزّاق، أنا معمر، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لو كنت متّخذا خليلا لاتّخذت أبا بكر خليلا»[6361].

قال و نا عمر، نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، و عبد الملك بن أحمد بن نصر، قالا: نا يعقوب بن إبراهيم، نا عبد الرّحمن بن مهدي، نا أبو محمّد بن أبي نصر، نا خيثمة بن سليمان، نا أبو قلابة الرقاشي، نا بشر بن عمير، نا سعيد، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه بن مسعود، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لو كنت متّخذا خليلا لاتّخذت أبا بكر خليلا، و لكن أبو بكر أخي و صاحبي، و لقد.... (2) اللّه صاحبكم خليلا (3)».

عن (4) سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لو كنت متخذا خليلا لاتّخذت ابن أبي قحافة خليلا».

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، ثنا عبد اللّه بن أحمد (5)،حدّثني أبي نا عبد الرّحمن - هو ابن مهدي - نا سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لو كنت متّخذا خليلا لاتّخذت بن أبي قحافة خليلا»[6362].

أخبرنا أبو الأعزّ البغدادي، أنبأ أبو محمّد الشيرازي، نا أبو حفص الواعظ ، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، و أحمد بن محمّد بن المغلّس، و محمّد بن محمود بن محمّد السّرّاج، قالوا.

ص: 232


1- «نا» ليست في م.
2- كلمة غير واضحة بالأصل.
3- من قوله: ابن مهدي إلى هنا سقط من م.
4- كذا بالأصل و يبدو السند مضطربا.
5- مسند أحمد 131/2 رقم 4136.

أخبرنا (1) يعقوب بن إبراهيم، نا ابن أبي زائدة - يعني يحيى بن زكريا بن أبي زائدة - أخبرني أبي، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لو كنت متّخذا خليلا لاتّخذت ابن أبي قحافة خليلا»[6363].

قال و نا أبو حفص، نا محمّد بن هارون بن حميد بن المجدّر، ثنا محمّد بن عبد اللّه المخرّمي.

قال: و نا أبو حفص، نا عبد اللّه بن محمد البغوي عبد اللّه بن عمر.

ح قال: و نا أبو حفص، نا أحمد بن إسحاق بن البهلول، حدّثني أبي، قالوا: ثنا عبد اللّه بن نمير، عن حجّاج، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لو كنت متّخذا خليلا لاتّخذت أبا بكر خليلا، و لكن ربي تبارك و تعالى اتّخذني خليلا»[6364].

قال ابن (2) المجدّر في حديثه: و لكن خلّة الإسلام أفضل.

قال و نا أبو حفص، نا عثمان بن جعفر بن محمّد الكوفي، نا هلال بن العلاء، نا سليمان بن عبيد اللّه الرّقّي، نا عبيد اللّه بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«لو كنت متخذا خليلا لاتّخذت أبا بكر خليلا»[6365].

أخبرتنا أم الفتوح فاطمة بنت محمّد بن عبد اللّه القيسية، قالت: أخبرتنا أم الفتح عائشة بنت الحسن بن إبراهيم الوركانية، نا أبو الحسين عبد الواحد بن محمّد بن شاه الشيرازي - إملاء - نا أحمد بن محمّد بن يحيى العطار - بالبصرة - نا عبدة بن عبد اللّه الصّفّار، نا عبيد اللّه بن موسى، نا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه بن مسعود، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لو كنت متّخذا من هذه الأمّة خليلا لاتّخذت ابن أبي قحافة»[6366].

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الحسن (3) بن علي قال: نا عمر بن أحمد بن عثمان، نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا يعقوب بن إبراهيم، نا

ص: 233


1- في م: حدثنا.
2- عن م و بالأصل: إن.
3- بالأصل:«أبو محمد بن الحسين» خطأ و الصواب عن م، و السند معروف.

يحيى بن أبي بكير، نا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لو كنت متّخذا خليلا من هذه الأمة لاتّخذت ابن أبي قحافة».

قال: و نا عمر، نا عبد الملك بن أحمد بن نصر، نا يعقوب بن إبراهيم، نا شعيب بن حارث، نا سلام بن سليم، نا أبو إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم «لو كنت متّخذا خليلا لاتّخذت ابن أبي قحافة خليلا»[6367].

أخبرناه أعلى من جميع ما تقدم أبو الأعزّ التركي، ثنا أبو محمّد الجوهري، ثنا أبو حفص بن شاهين، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز البغوي، نا يحيى بن عبد الحميد الحمّاني (1)،نا أبو الأحوص (2)،عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص (3)، عن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لو كنت متّخذا خليلا لاتّخذت بن أبي قحافة خليلا»[6368].(4) أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر القشيري، قالا: أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، و أبو منصور الحسين بن طلحة، قالا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا أبو خيثمة، نا عبد الرّحمن - و في حديث ابن حمدان عن شعبة عن إسماعيل بن رجاء عن عبد اللّه بن أبي الهذيل عن أبي الأحوص عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«لو كنت متّخذا خليلا لاتّخذت أبا بكر خليلا، و لكنه أخي و صاحبي، و قد اتّخذ اللّه صاحبكم خليلا»[6369].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأ أبو طاهر

ص: 234


1- ترجمة يحيى بن عبد الحميد الحماني في تهذيب الكمال 146/20.
2- هو أبو الأحوص سلاّم بن سليم، انظر ترجمة أبي إسحاق السبيعي عمرو بن عبد اللّه في تهذيب الكمال 265/14.
3- هو أبو الأحوص عوف بن مالك الجشمي، و قد مرّ التعريف به قريبا.
4- قبله ورد خبر في م، و قد سقط من الأصل، نثبته هنا، و روايته: أخبرنا أبو طالب بن علي حيدرة (كذا) و أبو القاسم بن السوسي قالا: أنا علي بن محمد، أنا عبد الرحمن بن عثمان، أنا خيثمة بن سليمان نا هلال بن العلاء، نا حسين بن عياش (كذا)، أنا زهير بن معاوية، نا أبو إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد اللّه قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«لو كنت متخذا خليلا من هذه الأمة لاتخذت ابن أبي قحافة».

المخلّص، نا عبد اللّه بن محمّد بن زياد.

و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، قال: أنا أبو يعلى بن الفرا، و أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن الحسين بن سكينة الأنماطي... (1) قالا: نا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن علي المقرئ، قال: أنبأ أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن زياد النيسابوري - إملاء - نا أحمد بن فخر، نا النضر بن شميل، أنا شعبة، عن إسماعيل بن رجاء، قال: سمعت عبد اللّه بن أبي الهذيل (2) يحدّث عن أبي الأحوص، قال: سمعت عبد اللّه بن مسعود يحدّث عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«لو كنت متّخذا خليلا لاتّخذت أبا بكر، و لكنه أخي و صاحبي، و قد اتّخذ اللّه صاحبكم خليلا»- يعني نفسه[6370]-.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر، و أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، قالا: أنبأ أبو عثمان البحيري، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا عبد اللّه بن محمّد بن شيرويه، نا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، أنبأ جرير، عن المغيرة بن مقسم الضّبّي أبي هشام، عن واصل بن حيّان، عن ابن أبي الهذيل، عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه بن مسعود، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«لو كنت متّخذا أحدا من أهل الأرض خليلا لاتّخذت أبا بكر خليلا، و لكن صاحبكم خليل اللّه، و إنّ القرآن أنزل على سبعة أحرف، و لكن لكلّ آية منها ظهر و بطن، و لكلّ حرف حدّ، و لكلّ حدّ مطلع»[6371].

رواه مسلم (3) عن إسحاق بن إبراهيم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري (4)،و أبو منصور بن العطار، قالوا: أنا أبو طاهر المخلّص.

و أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأ أبو محمّد الجوهري، نا أبو حفص بن شاهين، قالا: نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا يوسف بن موسى القطان، نا جرير، عن مغيرة - يعني بن مقسم الضّبّي - عن واصل بن حيّان، عن ابن أبي الهذيل، عن أبي الأحوص، قال: قال عبد اللّه، عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم «لو كنت متّخذا أحدا من أهل الأرض خليلا لاتّخذت أبا بكر بن أبي قحافة خليلا، و لكنّ صاحبكم خليل اللّه عز و جل، و إنّ

ص: 235


1- كلمة غير واضحة بالأصل و م.
2- ترجمته في سير الأعلام 170/4.
3- صحيح مسلم، في كتاب فضائل الصحابة رقم 2383.
4- بالأصل:«التستري» و في م:«البشري» و كلاهما تحريف و الصواب ما أثبت، و السند معروف.

القرآن نزل على سبعة أحرف»[6372].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد، أنا أبو عمرو بن حمدان.

و أخبرنا أبو منصور الحسين بن طلحة، و أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا أبو خيثمة، نا جرير، عن مغيرة، عن واصل بن حيّان (1)،عن عبد اللّه بن أبي الهذيل، عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه - و في حديث ابن المقرئ: قال: قال عبد اللّه - عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم:

«لو كنت متّخذا من أهل الأرض خليلا لاتّخذت أبا بكر خليلا، و لكنّ صاحبكم خليل اللّه عز و جل، و إنّ القرآن نزل على سبعة أحرف، لكلّ آية منها ظهر و بطن، و لكلّ حدّ مطلع (2)»[6373].

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، قال: أنا أبو حفص بن شاهين، نا محمّد بن هارون بن حميد بن المجدّر، نا محمّد بن أبي هشام جار أحمد بن حنبل، نا سفيان - يعنى: بن عيينة - عن الأعمش، عن من حدّثه، عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«لو كنت متّخذا خليلا لاتّخذت أبا بكر خليلا، و لكن... (3) إيمان و أن صاحبكم خليل اللّه»[6374].

قال ابن شاهين: هكذا قال ابن عيينة، عن الأعمش، عن من حدّثه، عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ك.

رواه غيره على الصواب، عن ابن عيينة، و سيأتي بعد.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد، أنا أبو حفص، نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، حدّثني محمّد بن إسحاق، نا معاوية بن عمرو، نا زائدة، عن الأعمش، عن عمرو بن مرّة، عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«برئت إلى كلّ خليل من خلّة، و لو كنت متّخذا خليلا لاتّخذت أبا بكر خليلا، و إنّ صاحبكم خليل اللّه»[6375].

ص: 236


1- بالأصل و م: حبان، خطأ و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 355/19.
2- كذا بالأصل و م هنا، قارن مع الرواية قبل السابقة.
3- لفظة غير واضحة بالأصل و م تركنا مكانها بياضا و رسمها:«و دواخا».

قال ابن شاهين: هكذا وجدت في كتابي عن عمرو بن مرّة، و الصواب عبد اللّه بن مرّة (1).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي الواعظ ، أنا أبو بكر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، نا عبد الرّزّاق، نا سفيان، عن الأعمش، عن عبد اللّه بن مرّة، عن أبي (3) الأحوص، قال: قال عبد اللّه، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إنّي أبرأ (4) إلى كلّ خليل من خلّة (5)،و لو كنت متخذا خليلا، لاتّخذت ابن أبي قحافة خليلا، و إنّ صاحبكم خليل اللّه»[6376].

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو علي، أبو بكر، نا عبد اللّه، حدّثني أبي، نا وكيع.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمّد، أنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل، نا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن، نا عبد اللّه بن هاشم بن حيّان (6) الطوسي، نا وكيع بن الجرّاح.

و أخبرنا أبو المظفّر بن الأستاذ أبي القاسم، أنا سعيد بن محمّد البحيري، أنا أبو سعيد محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع بن الجرّاح بن مليح الرؤاسي نا الأعمش، عن عبد اللّه بن مرّة، عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه بن مسعود، قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«ألا إنّي أبرأ إلى كلّ ذي خلّ من خلّه، و لو كنت متخذا - و قال ابن القشيري: و لو اتّخذت - خليلا لاتّخذت أبا بكر خليلا، إنّ صاحبكم خليل اللّه»- زاد زاهر: يعني نفسه[6377].

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنبأ أبو حفص بن

ص: 237


1- و هو عبد اللّه بن مرة الهمداني الخارفي الكوفي، ترجم له في تهذيب الكمال 528/10 و فيها روى عن أبي الأحوص عوف بن مالك بن نضلة الجشمي، روى عنه: سليمان الأعمش.
2- مسند أحمد 77/2 رقم 3880 و ط بولاق 408/1.
3- كتبت فوق الكلام بالأصل بين السطرين.
4- في الأصل و م:«ا؟؟؟ روا» و المثبت «إني أبرأ» عن مسند أحمد.
5- بالأصل و م:«من خلة» و المثبت عن مسند أحمد.
6- بالأصل:«حبان» و مهملة بدون نقط في م، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 328/2.

شاهين، نا محمّد بن غسان بن جبلة بن ميمون بن مهران العتكي - بالبصرة - نا جميل بن الحسن العتكي.

قال: و نا أبو حفص، نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا يعقوب بن إبراهيم، قالا: نا وكيع، نا الأعمش، عن عبد اللّه بن مرّة عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه، قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«ألا إنّي أبرأ إلى كلّ ذي خلّ من خلّته، و لو كنت متّخذا خليلا لاتّخذت أبا بكر خليلا، إنّ صاحبكم خليل اللّه»[6378].

قال و نا أبو حفص، نا مسدّد بن يعقوب بن إسحاق القلوسي (1)،نا علي بن حرب، نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عبد اللّه بن مرّة، عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«لو كنت متّخذا خليلا لاتّخذت أبا بكر خليلا»[6379].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر المغربي، أنا أبو بكر الجوزقي (2)،أنا أبو حامد بن الشرقي (3)،نا عبد الرّحمن بن بشر، نا سفيان بن عيينة، عن الأعمش، عن عبد اللّه بن مرّة، قال زاد الجوزقي: أنبأ مكي بن عبدان (4)،نا عبد اللّه بن هاشم، نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عبد اللّه بن مرّة، عن أبي الأحوص عن عبد اللّه قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«أبرأ إلى كلّ خليل من خلّته، و لو كنت متّخذا خليلا لاتّخذت أبا بكر خليلا، و إنّ صاحبكم خليل اللّه»- يعني نفسه[6380]-.

لفظ سفيان بن عيينة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو مسعود سليمان بن إبراهيم بن محمّد، و سهل بن عبد اللّه بن علي البخاري، و محمّد بن أحمد بن ررا، و أحمد بن عبد الرّحمن بن محمّد الذّكواني، و عبد الرازق بن عبد الكريم، و القاسم بن الفضل.

و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا سليمان بن إبراهيم.

ص: 238


1- في م: الفلوسي، خطأ. و بالأصل «بن أبي إسحاق» و الصواب عن م، و انظر ترجمة يعقوب بن إسحاق القلوصي في سير الأعلام 631/12.
2- بالأصل:«الخورفي» و في م:«الجورقي» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.
3- بالأصل:«السرفي» و مهملة بدون نقط في م، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
4- في م: عبد اللّه.

و أخبرنا أبو الفتح إسماعيل بن حمد بن أبي الفتح الطرسوسي، و أبو القاسم زاهر بن محمّد بن أبي نصر الواعظ ، و أبو عمرو عبد الرّزّاق بن أحمد بن حمد المؤدب (1)،و أبو إبراهيم عبد الكريم بن عمر بن أحمد الجهبذ (2)،و أم البهاء جمعة بنت يسار بن أحمد بن محمّد، قالوا:

أنا أبو عبد اللّه القاسم بن الفضل بن أحمد، قالوا: حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن جعفر - إملاء - أنا حاجب بن أحمد الطوسي، نا محمّد بن حمّاد الأبيوردي الغازي، نا أبو معاوية الضرير، عن الأعمش، عن عبد اللّه بن مرّة، عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إنّي أبرأ إلى كلّ خليل من خلة، غير أنّ اللّه قد اتّخذ صاحبكم خليلا - يعني نفسه - و لو كنت متّخذا خليلا لاتّخذت أبا بكر خليلا»[6381].

أخبرناه عاليا أبو بكر عبد الغفار بن محمّد الشيروي (3) في كتابه، و حدّثني أبو المحاسن عبد الرّزّاق بن محمّد بن أبي نصر عنه، أنا أبو بكر الحيري، نا أبو العبّاس الأصم، نا أحمد بن عبد الجبار، نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عبد اللّه بن مرّة، عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إنّي أبرأ إلى كلّ خليل من خلّه، غير أنّ اللّه قد اتّخذ صاحبكم خليلا - يعني نفسه - و لو كنت متّخذا خليلا لاتّخذت أبا بكر خليلا»[6382].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، قال: حدّثنا و أبو غالب أحمد بن الحسن، قال: أخبرنا أبو محمّد الجوهري - قراءة - و قال: ابن عبد الباقي - إملاء - أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد الزهري، نا إبراهيم بن شريك الأسدي، أنا أحمد بن عبد اللّه بن يونس، نا أبو بكر بن عيّاش، عن الأعمش، عن عبد اللّه بن مرّة، عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«أبرأ إلى كلّ خليل من خليله، و لو كنت متّخذا خليلا لاتّخذت أبا بكر خليلا»[6383].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنبأ أبو سعد الأديب، أنبأ أبو عمرو بن حمدان.

ص: 239


1- مشيخة ابن عساكر 112/ب.
2- إعجامها مضطرب بالأصل و م، و الصواب ما أثبت، مشيخة ابن عساكر ص 123/أ.
3- عن م و بالأصل: الشروي. و انظر مشيخة ابن عساكر ص 121/أ.

ح [و] (1) أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، و أبو منصور الحسين بن طلحة، قالا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا زهير بن حرب أبو خيثمة، نا جرير، عن الأعمش، عن عبد اللّه بن مرّة، عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«برئت إلى كلّ خليل من خليله - و قال ابن المقرئ: من خله - و لو كنت متّخذا خليلا لاتّخذت أبا بكر - زاد ابن المقرئ: خليلا - و لكن - و قال ابن حمدان: و إن - صاحبكم خليل اللّه عز و جل»[6384].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي سفيان، عن الأعمش، عن عبد اللّه بن مرّة، عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه، عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«إنّي أبرأ إلى كلّ خليل من خلّته (3)،و لو كنت متّخذا خليلا لاتّخذت أبا بكر خليلا، و إنّ صاحبكم خليل اللّه عز و جل».

و هذه الرواية، و رواية عبد الرّحمن بن بشر (4)،عن سفيان يدلاّن على أن محمّد بن هشام أو من دونه أخطأ على سفيان.

و روي هذا الحديث عن ابن عبّاس، عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، أنبأ إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا زهير، نا إسماعيل، عن أيوب، عن عكرمة، قال: قال ابن عبّاس في الحد أما الذي قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم «لو كنت متّخذا من هذه الأمة خليلا لاتّخذته» فإنّه فضّله أبا، يعني أبا بكر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، و أبو طالب علي بن حيدرة الحسيني، قالا: أنبأ أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو (5) محمّد بن أبي (6) نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا أبو قلابة الرؤاسي، نا معلّى بن أسد.

ح قال: و نا خيثمة، نا أحمد بن الأسد الحنفي، نا مسلم بن إبراهيم، نا وهيب بن خالد، عن أيوب، عن عكرمة، عن عبد اللّه بن عبّاس، قال:

ص: 240


1- عن م، سقطت من الأصل.
2- مسند أحمد 12/2 رقم 3580.
3- عن مسند أحمد و بالأصل و م: خلّه.
4- في م:«بسر» تحريف، انظر ترجمته في سير الأعلام 340/12 و تهذيب الكمال 116/11.
5- كتبت بين السطرين بالأصل.
6- سقطت من الأصل و أضيفت عن م.

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«لو كنت متّخذا خليلا لاتّخذت أبا بكر، و لكنه أخي و صاحبي في اللّه»[6385].

قال معلّى بن أسد في حديثه و إنّ أبا بكر جعل الجدّ أبا.

و لم يذكر مسلم في حديثه (1):في اللّه، و هذا إنّما يحفظ من حديث ابن الزبير، و سيأتي بعد.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو البركات يحيى بن عبد الرّحمن بن حبيش، قالا: أنا أبو (2) الحسين بن النّقّور، نا عيسى بن علي - إملاء - قال: قرئ على أبي (3) الحسن محمّد بن نوح الجنديسابوري، و أنا أسمع قيل له: حدّثكم معمر بن سهل الأهوازي (4)،نا عبيد اللّه بن تمّام، عن خالد الحذّاء، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«ما من أحد من الناس أفضل عليّ نعمة في نفس و مال من أبي بكر، و لو كنت متّخذا خليلا لاتّخذت أبا بكر خليلا، و لكنّ إخوة الإيمان و الإسلام أفضل»[6386].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأ أبو بكر المغربي، أنا أبو بكر الجوزقي، أنبأ أبو حامد بن الشّرقي (5)،نا أبو الأزهر، نا وهب بن جرير، نا أبي قال: سمعت - يعني ابن حكيم - يحدّث عن عكرمة، عن ابن عبّاس:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال و هو على المنبر في مرضه الذي توفي فيه:«لو كنت متّخذا خليلا لاتّخذت أبا بكر خليلا، و لكن خلّة الإسلام أفضل، سدّوا عنّي كلّ خوخة (6) غير خوخة أبي بكر»[6387].

ص: 241


1- راجع صحيح مسلم،44 كتاب فضائل الصحابة(1) باب، ح رقم 2383.
2- كتبت بين السطرين بالأصل.
3- بالأصل و م:«ابن الحسن» خطأ و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 34/15.
4- بعدها زيد في م: و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي و أبو محمد السيدي و الفارسي و نا محمد بن علي المعلم بسامرا أنا عبد الغافر بن محمد الفارسي قال أنا أبو سعد بن إسماعيل بن عبد اللّه بن محمد بن ساله، أنا عبدان عبد اللّه بن أحمد بن موسى نا معمر بن سهل بن سلام قالا.
5- الخوخة: الباب الصغير بين البيتين أو بين الدارين.
6- الخوخة: الباب الصغير بين البيتين أو بين الدارين.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا القاضي أبو (1)محمّد عبد اللّه بن محمّد الأسدي الأكفاني، نا أبو عبد اللّه محمّد بن مخلد العطار، نا أبو يحيى زكريا بن يحيى بن الحارث بن ميمون البصري، شريك (2) السّري، نا وهب بن جرير، عن أبيه قال: سمعت يعلى يحدّث عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال:

خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في مرضه الذي مات فيه عاصبا رأسه بخرقة، فقعد على المنبر، فحمد اللّه و أثنى عليه، ثم قال:«إنه ليس من الناس أحد أمنّ عليّ بنفسه و ماله من أبي بكر بن أبي قحافة، و لو كنت متّخذا من الناس خليلا و لكن خلّة الإسلام أفضل، سدّوا عني كلّ خوخة في المسجد غير خوخة أبي بكر»[6388].

أخبرنا أبو نصر بن رضوان، و أبو علي الحسن بن المظفّر، و أبو غالب بن البنّا، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري.

ح أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي التميمي، قالا: أنا أبو بكر بن مالك، نا محمّد بن يونس، نا أبو عبيدة العصفري إسماعيل بن سنان، نا مالك بن مغول (3)،عن طلحة بن مصرّف، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«أبو بكر صاحبي، و مؤنسي في الغار، سدّوا كلّ خوخة في المسجد غير خوخة أبي بكر»[6389].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

و أخبرنا أبو منصور الحسين بن طلحة بن منصور، و أمّ البهاء فاطمة بنت محمّد، قالا: أنبأ إبراهيم بن منصور، أنبأ أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا زهير، حدّثنا وهب بن جرير، نا أبي، قال: سمعت يعلى بن حكيم، عن عكرمة، و قال ابن حمدان: يحدّث عن عكرمة - عن ابن عبّاس:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم خرج في مرضه الذي مات فيه عاصبا رأسه بخرقة، فجلس على المنبر، فحمد اللّه و أثنى عليه، ثم قال:«إنّه ليس من الناس أحد أمنّ عليّ بنفسه و ماله من ابن أبي قحافة، و لو كنت متّخذا خليلا من الناس لاتّخذت أبا بكر، و لكن خلّة الإسلام

ص: 242


1- كتبت بين السطرين بالأصل.
2- كذا بالأصل و م.
3- مهملة بدون نقط بالأصل و م، ترجمته في تهذيب الكمال 407/17.

أفضل، سدّوا كلّ - و قال ابن المقرئ: عني كلّ - خوخة في المسجد غير خوخة أبي بكر»[6390].

و أخبرناه أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه بالمزّة، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، و أبو نصر بن طلاّب (1)،قالا: أنا أبو بكر بن أبي الحديد، أنبأ أبو الحسين محمّد بن علي بن أبي الحديد - بمصر - ثنا إبراهيم بن مرزوق، نا وهب بن جرير، حدّثني أبي قال: سمعت يعلى بن حكيم يحدّث عن عكرمة، عن ابن عبّاس، قال:

خرج علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في مرضه الذي مات فيه، عاصبا رأسه بخرقة، فجلس على المنبر، فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال:«إنّه ليس من أحد أمنّ علينا بنفسه و ماله من أبي بكر بن أبي قحافة، و لو كنت متّخذا من الناس خليلا لاتّخذت أبا بكر خليلا، و لكن خلّة الإسلام أفضل، سدّوا عني كلّ خوخة في المسجد غير خوخة أبي بكر»[6391].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو عثمان سعيد بن محمّد البحيري، أنا أبو سعيد محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، و أبو الحسين بن أبي نصر، قالا: أنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن الحسن الحافظ ، نا أبو الأزهر (2)،نا وهب بن جرير، نا أبي قال:

سمعت يعلى بن حكيم يحدّث عن عكرمة، عن ابن عبّاس:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم خرج في مرضه الذي توفي فيه عاصبا رأسه بخرقة، فصعد المنبر، فحمد اللّه و أثنى عليه، ثم قال:«إنّه ليس من الناس أحد أمنّ علي بنفسه و ماله من أبي بكر بن أبي قحافة، و لو كنت متّخذا من الناس خليلا لاتّخذت أبا بكر خليلا، و لكن خلّة الإسلام أفضل، سدّوا عني كلّ خوخة في هذا المسجد غير خوخة أبي بكر»[6392].

قال أبو الأزهر مرّة: فصعد على المنبر، و قال أيضا: أمنّ عليّ في نفسه و ماله من أبي بكر.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا (3) عمرو بن علي، نا أبو عاصم، عن ابن جريج، عن ابن أبي

ص: 243


1- بالأصل: كلاب، تحريف، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
2- هو أحمد بن الأزهر بن منيع بن سليط النيسابوري، أبو الأزهر العبدي، ترجمته في سير الأعلام 363/12.
3- في م: ثنا.

مليكة، قال: كتب الزبير إلى أهل البصرة: إنّ الذي قال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم «لو كنت متّخذا خليلا لاتّخذته خليلا» قضى أن الجدّ... (1) أبو بكر.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأ أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن سعيد الأوسي الإصطخري، نا أبو الحسن علي بن أحمد الموصلي، نا يعقوب بن إسحاق بن دينار، أبو يوسف، نا محمّد بن معاذ العنبري (2)، قال: سمعت أبا عاصم النبيل يحدّث عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة، أن ابن الزبير كتب إلى أهل العراق أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«لو كنت متّخذا خليلا لاتّخذت أبا بكر خليلا»[6393].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنبأ أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبي، نا يحيى بن سعيد، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن ابن الزبير قال: إنّ الذي قال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«لو كنت متّخذا خليلا سوى اللّه حتى ألقاه لاتّخذت أبا بكر» جعل الجدّ أبا.

قال (4):و حدّثني أبي نا معمر بن سليمان الرّقّي، نا الحجّاج عن فرات بن عبد اللّه - و هو فرات القزاز - عن سعيد بن جبير، قال:

كنت جالسا عند عبد اللّه بن عتبة بن مسعود، و كان ابن الزبير جعله على القضاء، إذ جاءه كتاب من ابن الزبير: سلام عليك، أمّا بعد، فإن كنت سألتني عن الجدّ، و أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«لو كنت متّخذا من هذه الأمة خليلا دون ربّي لاتّخذت ابن أبي قحافة، و لكنه أخي في الدين، و صاحبي في الغار»، جعل الجدّ أبا، فأحق (5) أ ما أخذنا به قول أبي بكر الصدّيق.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري (6)،و أحمد بن علي بن أبي عثمان، و مالك بن أحمد بن علي.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس المقرئ، و عبد اللّه بن المبارك بن طالب بن

ص: 244


1- لفظة غير مقروءة بالأصل و م.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 248/17.
3- مسند أحمد 452/5 رقم 16120.
4- مسند أحمد 450/5 رقم 16107.
5- في مسند أحمد: و أحق ما أخذناه قول أبي بكر الصديق.
6- بالأصل:«البشري» و في م:«السري» و كلاهما تحريف، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.

نيال (1)،و أبو (2) الحسن علي بن عبد الكريم بن أحمد، و كافور بن عبد اللّه، و علي بن الحسين بن الحسن بن الدنيسر (3) الاسكاف، و علي بن عبد العزيز بن الحسن، و أبو القاسم صدقة بن محمّد سبط السّياف (4)،و عبيد اللّه بن علي بن عبيد اللّه المخرّمي، و أبو عامر محمّد بن سعدون بن مرجا، و أبو عبد اللّه محمّد بن الحسن بن العالمة، و أبو حفص عمر بن ظفر المعادلي، و أبو البقاء أحمد بن محمّد بن عبد العزيز، و أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن شهاب، و أبو المظفّر محمّد بن أحمد بن محمّد بن الدّباس، و أبو الفتح عبد الرّحمن بن محمّد بن مرزوق، و أبو منصور المبارك بن عثمان بن الحسين بن الشوا ببغداد، و أبو الرضا حيدر بن محمّد بن أبي زيد العلوي، و أبو سعد (5) بندار بن محمّد بن علي بن مما القاضي، بأصبهان، قالوا:

أنا أبو عبد اللّه مالك بن أحمد، نا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، أبو سعيد الأشجّ ، نا زيد بن الحسن بن فرات، عن أبيه، عن جده، عن سعيد بن جبير قال:

كتب عبد اللّه بن عتبة إلى ابن الزبير يستفتيه في الجدّ و أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«لو كنت متّخذا خليلا من أمّتي لاتّخذت أبا بكر، و لكنه أخي في الدين، و صاحبي في الغار»، و إنّ أبا بكر كان ينزله بمنزلة الوالد، و إنّ أحق من اقتدينا به بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أبو بكر[6394].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد أحمد بن إبراهيم بن موسى المقرئ، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن سهل السّرخسي، أنا أبو طالب عمر بن الربيع بن سليمان الخشّاب - بمصر - نا طاهر بن عيسى التميمي، نا يحيى بن سليمان الجعفي، نا زياد بن الحسن بن الفرات القزاز (6) حدّثني أبي، عن جدي، فرات القزّاز (7)عن سعيد بن جبير، عن عبد اللّه بن الزبير:

ص: 245


1- إعجامها مضطرب بالأصل و م، و المثبت عن مشيخة ابن عساكر 94/ب.
2- بالأصل و م:«و أبا».
3- غير واضحة بالأصل، و مهملة في م، و المثبت عن مشيخة ابن عساكر 142/أ.
4- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن م، و في مشيخة ابن عساكر 84/أ أبو القاسم بن السياف سبط ابن المخلبان.
5- عن م و مشيخة ابن عساكر ص 34/أ، و بالأصل: أبو سعيد.
6- إعجامها مضطرب بالأصل و م، و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 367/6.
7- إعجامها مضطرب بالأصل و م، و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 367/6.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«لو كنت متّخذا خليلا من دون ربي لاتّخذت أبا بكر خليلا، و لكن أخي في الدنيا و صاحبي في الغار»[6395].

و رواه أبو سعيد الخدري، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.

أخبرناه أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأ أحمد بن الحسن بن محمّد، أنبأ الحسن بن أحمد بن محمّد، أنا المؤمّل بن الحسن بن عيسى، نا عبد اللّه بن حمزة، نا الزبيري، نا عبد اللّه بن نافع، عن مالك، عن أبي النّضر، عن ابن جبير، عن أبي سعيد الخدري:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«إنّ أمنّ الناس عليّ في صحبته و ماله أبو بكر الصدّيق، و لو كنت متّخذا خليلا لاتّخذت أبا بكر خليلا، و لكن خلّة الإسلام أفضل، لا تبقين في المسجد خوخة إلاّ سدّت، إلاّ خوخة أبي بكر»[6396].

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو محمّد الجوهري.

و أخبرنا أبو عبد اللّه (1) الحسين بن محمّد بن عبد الوهّاب، أنبأ الحسن بن غالب بن علي، قالا: أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد، نا جعفر الفرياني، نا المعافى بن سليمان، نا فليح بن سليمان، عن أبي النّضر، عن عبيد بن حنين، عن أبي سعيد الخدري:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم خطب الناس فقال:«إنّ اللّه تعالى خيّر عبدا بين الدنيا و بين ما عنده، فاختار ذلك العبد ما عند اللّه عز و جل»، فبكا أبو بكر تعجّبا لبكائه أن يخبر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عن عبد خيّر، فكان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم هو المخيّر، و كان أبو بكر أعلمنا به، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إنّ أمنّ الناس عليّ في صحبته و ماله أبو بكر، و لو كنت متّخذا من الناس خليلا لاتّخذت أبا بكر خليلا، لكن خلّة الإسلام و مودته لا يبقين في المسجد باب إلاّ سدّ إلاّ باب أبي بكر»[6397].

قال (2):و نا جعفر، حدّثني عبد اللّه بن جعفر بن يحيى، نا معن بن عيسى، عن مالك بن أنس، عن أبي النّضر، عن عبيد بن حنين، عن أبي سعيد الخدري:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم جلس على المنبر فقال:«إنّ عبدا خيّره اللّه عز و جل بين أن يؤتيه

ص: 246


1- عن م و بالأصل: أبو عبد.
2- في م: ح قال.

زهرة الدنيا (1) و بين ما عنده، فاختار ما عنده»، فذكر الحديث نحوه.

رواه مسلم (2) عن عبد اللّه بن جعفر.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، نا أبي (3):

حدّثنا صفوان بن عيسى، أنا (4) أنيس و مكي - يعني ابن إبراهيم (5)-نا أنيس بن أبي يحيى، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري، قال:

خرج علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في مرضه الذي مات فيه، و هو عاصب رأسه، قال:

فاتبعته حتى صعد المنبر، قال: فقال:«إنّي الساعة لقائم على الحوض»، قال: ثم قال:

«إنّ عبدا عرضت عليه الدنيا و زينتها فاختار الآخرة»، فلم يفطن لها أحد من القوم إلاّ أبا بكر، فقال: بأبي أنت و أمّي، بل نفديك بأموالنا و أنفسنا و أولادنا، قال: ثم هبط رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عن المنبر، فما رئي عليه حتى الساعة.

رواه كعب بن مالك السلمي، عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم.

أخبرناه أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد بن النّحّاس، أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي، نا أبو محمّد الحسن بن سعيد بن عبد اللّه الفارسي، نا معمر بن سليمان الرّقّي، نا عبد السلام بن حرب، عن المطرح (6)،عن عبيد اللّه بن زحر (7)،عن علي بن يزيد، عن كعب بن مالك، قال:

عهدي بنبيّكم صلى اللّه عليه و سلّم قبل وفاته بخمس و هو يقول:«إنّ اللّه قد اتّخذني خليلا كما اتّخذ إبراهيم خليلا، و إنّي قد اتخذت ابن أبي قحافة خليلا»[6398].

ص: 247


1- المراد بزهرة الدنيا نعيمها و أعراضها و جدودها، و شبهها بزهر الروض.
2- صحيح مسلم،44 كتاب فضائل الصحابة،(1) باب، رقم 2382.
3- مسند أحمد 181/4 رقم 11863.
4- كذا بالأصل و م، و ما بين الرقمين ليس في مسند أحمد.
5- كذا بالأصل و م، و ما بين الرقمين ليس في مسند أحمد.
6- هو مطرح بن يزيد الأسدي الكناني، أبو المهلب الكوفي، ترجمته في تهذيب الكمال 140/18.
7- بالأصل و م: زجر، و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 190/12. و ضبطت بفتح الزاي و سكون المهملة عن التقريب.

كذا قال، و قد أسقط منه رجلان (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الفرج قوام بن زيد بن عيسى، قال: نا أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنبأ علي بن عمر بن محمّد الحربي، نا أبو بكر محمّد بن هارون بن حميد بن المجدّر، نا عبد اللّه بن عمر بن أبان، نا عبد الرّحمن بن محمّد المحاربي، عن مطرح بن يزيد، عن عبد اللّه (2) بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة، قال: حدّثني كعب بن مالك، قال: إنّ أحدث عهدي بنبيكم صلى اللّه عليه و سلّم قبل وفاته بخمس ليال، دخلت عليه و هو يقلب يديه و هو يقول:«إنّه لم يكن نبيّ كان قبلي إلاّ و قد اتّخذ من أمته خليلا، و إنّ خليلي من أمّتي أبو بكر بن أبي قحافة، ألا و أن اللّه قد اتّخذني خليلا كما اتّخذ إبراهيم خليلا»[6399].

و أخبرناه أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر، أنبأ عمر بن أحمد بن عمر بن مسرور، أنا أبو أحمد الحافظ ، أنبأ أبو القاسم عبد الوهّاب بن عيسى بن أبي حيّة - ببغداد - نا إسحاق - يعني ابن أبي إسرائيل، نا المشمعل بن ملحان الطائي (3)،كتبنا عنه ببغداد عن أبي المهلب، عن عبيد اللّه بن زحر (4)،عن القاسم، عن أبي أمامة، عن كعب بن مالك، قال:

إنّي لأحدثكم عهدا بنبيكم صلى اللّه عليه و سلّم من قبل وفاته بخمس، سمعته يقول:«إنّه لم يكن

ص: 248


1- بعده ورد خبر في م و قد سقط من الأصل، نستدركه هنا و تمام روايته: أخبرناه أبو القاسم الحسن بن الحسن أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، قال قرأ علي بن معمر محمد بن عمر بن سليمان - قيل له حدثكم أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد نا عبيد بن شريك نا سعيد بن الحكم بن أبي مريم، نا يحيى بن أيوب أخبرني عبد اللّه بن زفر (كذا) عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة عن كعب بن مالك أنه قال عهدني نبيكم (كذا) صلى اللّه عليه و سلّم قبل وفاته بخمسة أيام فسمعته يقول: لكل نبي... خليل من أمته و إن خليلي أبا بكر بن أبي قحافة، و إن اللّه اتخذ صاحبكم خليلا. ح و أخبرناه أبو الفضل الفضل أنا أبو القاسم الخليل، أنا أبو القاسم... علي، أنا الهيثم بن كليب نا علي بن داود عن قنطري (كذا) نا ابن أبي مريم، أنا يحيى بن أيوب عن عبد اللّه بن مرة عن معلى بن أبي يزيد عن القاسم عن أبي أمامة عن كعب بن مالك قال: عهد لي نبيكم صلى اللّه عليه و سلّم قبل وفاته بخمس ليال فسمعته يقول: لم يكن نبي إلا و له خليل من أمّته و إن خليلي منكم أبو بكر بن أبي قحافة و إن اللّه قد اتخذ صاحبكم خليلا.
2- كذا بالأصل و م هنا،«عبد اللّه بن زجر» و قد مرّ رواية سابقة «عبيد اللّه بن زحر» و هو الصواب.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 116/18.
4- بالأصل و م: زجر، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.

نبي قبلي إلاّ و قد كان له في أمّته خليل، ألا و إنّ خليلي من أمّتي أبو بكر، ألا و إن ربّي اتّخذني خليلا كما اتّخذ إبراهيم خليلا، و إنه من كان قبلكم اتخذوا قبور أنبيائهم و صلحائهم مسجدا، ألا و إني أنهاكم عن ذلك» ثلاث مرات، ثم أغمي عليه، فأفاق، فقال:«اتقوا اللّه فيما ملكت أيمانكم، أطعموهم مما تأكلون، و اكسوهم (1) مما تكتسون، و ألينوا لهم في القول»[6400].

و رواه جابر بن عبد اللّه، عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأ أبو حامد الأزهري، أنا أبو محمّد المخلدي، أنبأ أبو نعيم عبد الملك بن محمّد، نا أحمد بن عيسى - يعني الخشّاب - نا إبراهيم بن مالك، نا حمّاد بن سلمة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب، عن جابر بن عبد اللّه، قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«لو كنت متّخذا خليلا لاتّخذت أبا بكر خليلا، و لكن قولوا كما قال اللّه صاحبي».

و رواه أنس بن مالك، عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم:

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين (2) بن المزرفي (3)،نا أبو الحسين محمّد بن علي بن المهتدي، أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن علي الصيدلاني، نا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد الحافظ ، حدّثني محمّد بن صالح، نا حرملة، نا أبو صالح عن الليث، عن يحيى بن سعيد، عن أنس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«سدّوا الأبواب إلاّ باب أبي بكر رضي اللّه عنه»[6401].

و أخبرناه أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك، أنا عبد العزيز بن علي بن أحمد السكري، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن عبد اللّه بن سيف، نا فهد بن سليمان، نا أبو صالح كاتب الليث (4)،نا الليث بن سعد، عن يحيى بن سعيد، عن أنس بن مالك:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم خطب الناس فقال:«سدّوا هذه الأبواب الشارعة في المسجد إلاّ باب أبي بكر، فإنّي لا أعلم أحدا أعظم عندي يدا في صحبته، و ذات يده من أبي بكر»،

ص: 249


1- في م: و البسوهم مما تلبسون.
2- عن م، و بالأصل: الحسن، تحريف.
3- في م: المرزوقي، تحريف، و قد مرّ التعريف به.
4- عن م و بالأصل: الكتب.

فقال بعض الناس: سد الأبواب كلها إلاّ باب خليله، فقال:«إنّي رأيت على أبوابهم ظلمة، و على باب أبي بكر نورا، فكانت الآخرة أعظم عليهم من الأولى»[6402].

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص (1)،نا أحمد بن عبد اللّه بن سيف، نا فهد بن سليمان، نا أبو صالح كاتب الليث، نا الليث بن سعد، عن يحيى بن سعيد، عن أنس بن مالك:

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم خطب الناس فقال:«سدّوا هذه الأبواب الشارعة في المسجد إلاّ باب أبي بكر، فإنّي لا أعلم أحدا أعظم عندي يدا في صحبته و ذات يده من أبي بكر»، فقال بعض الناس: سدّ الأبواب كلها إلاّ باب خليله، فقال:«إنّي رأيت على أبوابهم ظلمة، و رأيت على باب أبي بكر نورا، فكانت الآخرة أعظم عليهم من الأولى»[6403].

رواه ابن أبي المعلى (2) الأنصاري، عن أبيه، عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم.

أخبرناه أبو القاسم بن السّوسي (3)،و أبو طالب علي بن حيدرة، قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، نا خيثمة بن سليمان، نا أبو قلابة الرؤاسي، نا أبو الوليد، نا أبو عوانة، عن عبد الملك بن عمير، عن ابن أبي المعلّى (4)، عن أبيه، قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«ما نفعني مال قطّ ما نفعني مال أبي بكر، و إنّ أمنّ الناس عليّ في صحبته و ماله أبو بكر، و لو كنت متّخذا خليلا لاتّخذت أبا بكر خليلا»[6404].

أخبرناه عاليا، ثنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن، و أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك، و أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد محمّد بن البخاري، و أبو الدر ياقوت بن عبد اللّه قالوا: أنا أبو محمّد الصريفيني.

ح و أخبرناه أبو العزّ بن] (5) عبيد اللّه، أنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن علي الورّاق.

ح و أخبرناه أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن علي البيهقي، أنبأ أبو علي

ص: 250


1- عن م و بالأصل: المخلصي.
2- عن م و بالأصل: العلي.
3- في م: السنوسي، خطأ.
4- عن م و بالأصل: العلي.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م للإيضاح و استقامة السند، و انظر مشيخة ابن عساكر ص 95/أ.

إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل العراقي - بطوس - قالوا: نا أبو طاهر المخلّص - إملاء-.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري، و أبو منصور بن العطار، قالوا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، حدّثني ابن أبي الشوارب، نا أبو عوانة، عن عبد الملك بن عمر (1)،عن ابن أبي المعلّى، عن أبيه:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم خطب فقال:«ما من الناس أحد أمنّ علينا في صحبته و ذات يده من ابن أبي قحافة، و لو كنت متّخذا خليلا من الناس لاتّخذت ابن أبي قحافة خليلا، و لكن و دوا اخا إيمان»- مرتين أو ثلاثا - و قال البيهقي: إما مرتين و إما ثلاثا «و إنّ صاحبكم خليل اللّه عز و جل»[6405].

و رواه جندب بن عبد اللّه البجلي، عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم.

أخبرناه أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنبأ أبو القاسم طلحة بن أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن مالك القصار، أنا أبو علي الحسن بن علي بن أحمد بن سليمان، نا محمّد بن علي بن الحسين بن يزيد بن عبد الرّحمن الهمداني، نا محمّد بن إسحاق الشيباني، نا عبد اللّه بن جعفر الرّقّي، أنا عبيد اللّه بن عمرو، عن زيد، عن عمرو بن مرّة، عن عبد اللّه بن الحارث، حدّثني جندب:

أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قبل أن يتوفّى بخمس يقول:«قد كان لي فيكم إخوة و أصدقاء، و إني أبرأ إلى اللّه عز و جل أن يكون لي منكم خليل، و لو كنت متّخذا من أهلي خليلا لاتّخذت أبا بكر خليلا كما اتّخذ اللّه إبراهيم خليلا، و إنّ ربي اتّخذني خليلا كما اتّخذ إبراهيم خليلا»[6406].

و أخبرناه أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن الحسن الأزهري، أنا الحسن بن أحمد المخلدي، أنا المؤمّل بن الحسن، نا أحمد بن منصور الرّمادي، نا زكريا بن عدي، نا عبيد اللّه بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عمرو بن مرّة، عن عبد اللّه بن

ص: 251


1- كذا بالأصل و م هنا «عمر» و مرّ في الرواية السابقة:«ابن عمير».

الحارث النجراني (1)،حدّثني جندب (2)،قال:

سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلّم قبل أن يتوفّى بخمس يقول:«إنّه كان لي منكم إخوة و أصدقاء، و إنّي أبرأ إلى اللّه عز و جل أن يكون لي منكم خليل، و لو كنت متّخذا خليلا لاتّخذت أبا بكر خليلا، و ألا و إنّ من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد، فإنّي أنهاكم عن ذلك»[6407].

و أخبرناه أبو القاسم نصر بن أحمد، و أبو طالب علي بن حيدرة، قالا: أنا أبو القاسم علي بن محمّد، أنا عبد الرّحمن بن عثمان التميمي، نا خيثمة بن سليمان، نا هلال بن العلاء الرّقّي، حدّثني أبي، و عبد اللّه بن جعفر، و عمرو بن عثمان، قالوا: ثنا عبيد اللّه بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عبد اللّه بن الحارث، حدّثني جندب بن عبد اللّه:

أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول قبل أن يتوفّى بخمس:«قد كان فيكم - و قال ابن جعفر: منكم - إخوة و أصدقاء، و إنّي أبرأ إلى اللّه أن يكون لي منكم خليلا و لو كنت متّخذا خليلا من أمتي لاتّخذت أبا بكر و إنّ ربي قد اتّخذني خليلا كما اتّخذ إبراهيم خليلا».

- زاد ابن جعفر:«و لا تتخذوا القبور مساجد-» [6408].

و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، و أبو الفتح ناصر بن عبد الرّحمن بن محمّد، قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأ أبو نصر محمّد بن هارون بن الجندي، أنا خيثمة بن سليمان، نا هلال بن العلاء، نا أبي و عبد اللّه بن جعفر، قالا: نا عبيد (3) اللّه (4) بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عمرو بن مرّة، عن عبد اللّه بن الحارث، حدّثني جندب:

أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قبل أن يتوفّى بخمس يقول:«كان فيكم - و قال ابن جعفر:

منكم - إخوة و أصدقاء، و إنّي أبرأ إلى اللّه عز و جل أن يكون لي منكم خليل، و لو كنت متّخذا خليلا من أمّتي لاتّخذت أبا بكر (5)»[6409].

ص: 252


1- إعجامها مضطرب بالأصل و م و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 77/10.
2- هو جندب بن عبد اللّه بن سفيان البجلي، ترجمته في تهذيب الكمال 454/3.
3- عن م و بالأصل: عبد اللّه.
4- عن م و بالأصل: عبد اللّه.
5- الخبر مكرر في م.

قال: و حدّثنا هلال بن العلاء، نا سليمان بن عبيد اللّه أبو أيوب، نا عبيد اللّه بن عمرو، عن زيد،[عن أبي إسحاق] (1) عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«لو كنت متّخذا خليلا لاتّخذت أبا بكر خليلا»[6410].

و رواه أبو واقد الليثي، عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم:

أخبرناه أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا علي بن محمّد بن أحمد، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن أبان السّرّاج، نا يحيى بن عبد الحميد الحمّاني، نا أبي، عن عبد الرّحمن بن أمين (2)،حدّثني سعيد بن المسيّب أنه سمع أبا واقد الليثي يقول:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«لو كنت متّخذا خليلا لاتّخذت ابن أبي قحافة خليلا، و لكن صاحبكم خليل اللّه»[6411].

و روته عائشة عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم:

أخبرناه أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، قال: ثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان، أنبأ عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا سعيد بن يحيى الأموي، حدّثني أبي، عن ابن إسحاق، عن محمّد بن جعفر، عن عروة، عن عائشة قالت:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إنّ عبدا من عباد اللّه قد خيّر بين ما عند اللّه عز و جل و بين الدنيا، فاختار ما عند اللّه»، فلم يفقهها إلاّ أبو بكر، فبكى، فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«على رسلك يا أبا بكر، سدّوا هذه الأبواب الشوارع في المسجد إلاّ باب أبي بكر، فإنّي لا أعلم امرأ - أي (3)-أفضل عندي يدا في الصحابة من أبي بكر»[6412].

ح و أخبرنا (4) أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، و أبو إسحاق إبراهيم بن

ص: 253


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م.
2- و يقال: ابن يامين، انظر ترجمة عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني في تهذيب الكمال 60/11.
3- كذا بالأصل، و اللفظة ليست في م.
4- قبله في م ورد خبر سقط من الأصل، نثبته هنا و تمام نصه: أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو عثمان البحيري (في م: البختري) أنا أبو عمرو الحيري نا محمد بن إسحاق الثقفي إملاء نا محمد بن حمد الرازي نا إبراهيم بن المختار، حدّثني إسحاق بن راشد عن الزهري عن عروة عن عائشة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال: سدوا الأبواب الشوارع في المسجد إلاّ باب أبي بكر.

طاهر بن بركات (1)،قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، نا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن سعيد بن الروزبهان، أنا أبو الحسن علي بن الفضل بن إدريس السامري.

ح و أخبرناه أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو الحسن علي بن الفضل السامري.

ح و أخبرناه أبو العزّ بن كادش، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا عمر بن أيوب السّقطي.

ح و أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو صالح (2) عبد الصمد بن عبد الرّحمن الحنوني (3)،و أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا رزق اللّه بن عبد الوهّاب، أنبأ أبو الحسين أحمد بن محمّد بن أحمد بن حمّاد الواعظ مولى بني هاشم، نا أبو بكر يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول التنوخي - إملاء - في سنة ثمان و عشرين و ثلاثمائة، قالوا: نا الحسن بن عرفة العبدي، نا إبراهيم بن محمّد المدني، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«سدّوا الأبواب الشوارع التي في المسجد إلاّ باب أبي بكر، فإنّي لا أعلم رجلا في صحبته»[6413].

و قال... (4) في حديثه: من الصحابة أحسن يدا من أبي بكر.

و أخبرناه أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، نا أبو معمر - يعني إسماعيل بن إبراهيم الهذلي - نا أبو سفيان العمري، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة:

ص: 254


1- بعده في م: و أبو القاسم الحسين بن الحسن.
2- في م و مشيخة ابن عساكر ص 118/ب: أبو صلح.
3- كذا رسمها بالأصل و م و مشيخة ابن عساكر.
4- اللفظة غير مقروءة بالأصل و م.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أمر بسدّ الأبواب إلاّ باب أبي بكر، و خوخة أبي بكر، قال:

و قالت عائشة: ما أدركت أبوي إلاّ و هما يدينان هذا الدين.

و أخبرناه أبو علي الحسن بن المظفّر، و أبو نصر بن رضوان، و أبو غالب بن البنّا، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرناه أبو بكر الأنصاري، نا الجوهري - إملاء - أنبأ أبو بكر بن مالك، نا الحسين بن عمر بن إبراهيم الثقفي، نا يحيى بن بشر الحريري (1)،سنة سبع و عشرين و مائتين عن عثمان بن عبد الرّحمن السعدي (2)،عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت:

مرض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فأمر أن يصبّ عليه من ماء سبع قرب لم تخلّل أوكيتهن، قالت: فوضعناه في مخضب (3) لحفصة، ثم شلنا عليه الماء حتى أشار بيده أن كفوا، قال: ثم صعد المنبر، فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال:«أمّا بعد فسدّوا هذه الشوارع كلها في المسجد إلاّ خوخة أبي بكر، فإنه ليس امرؤ أمنّ علينا في حياته و ذات يده من ابن أبي قحافة»، و قال ابن البنّا: في حياته (4)[6414].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد، أنبأ أبو علي الحسن بن غالب، قالا:

أنا أبو الفضل الزهري، نا جعفر بن محمّد، نا هشام بن عمّار الدّمشقي، نا الوليد بن مسلم، عن ابن (5) لهيعة، عن أبي (6) الأسود محمّد بن عبد الرحمن، عن عروة بن الزبير، عن عائشة قالت:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إنّ عبدا من عباد اللّه خيّر بين الدنيا و بين ما عند ربه فاختار ما عند ربّه»، فبكا أبو بكر، و علم أنه يريد نفسه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«سدّوا الأبواب

ص: 255


1- بالأصل: الجريدي، خطأ و الصواب ما أثبت عن م، و انظر ترجمته في تهذيب الكمال 41/20.
2- كذا بالأصل و م، و ورد في ترجمة يحيى بن بشر الحريري في تهذيب الكمال أنه روى عن: عثمان بن عبد الرحمن الزهري الوقاصي.
3- بالأصل:«محصب» و في م:«محصب» و المثبت الصواب، و المخضب كمنبر شبه الإجالة تغسل فيها الثياب، و المخضب المركن (راجع تاج العروس بتحقيقنا: خضب).
4- كذا بالأصل و م.
5- عن م و بالأصل:«أبي» تحريف.
6- عن م و بالأصل:«ابن» تحريف.

الشوارع في المسجد إلاّ باب أبي بكر، فإنّي لا أعلم أحدا أفضل عندي يدا بالنصيحة من أبي بكر»[6415].

أخبرنا (1) أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأ أحمد بن محمّد بن النّقّور.

ح و أخبرتنا فاطمة بنت عبد اللّه بن إبراهيم، قالت: أنبأ أبو جعفر بن المسلمة، قالا: أنا أبو طاهر المخلص، أنا أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن سيف، نا السّري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن محمّد بن إسحاق، عن محمّد بن جعفر بن الزبير، عن عروة، عن عائشة، قالت (2):

أمرنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أن نغسّله بسبع فرب من سبع آبار، ففعلنا ذلك، فصببناها عليه فوجد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم راحة، فخرج، فصلّى بالناس، فاستغفر لأهل أحد، و دعا لهم و أوصى بالأنصار، فقال:«أما بعد يا معشر المهاجرين، فإنّكم تزيدون، و أصبحت الأنصار لا تزيد، على هيئتها التي هي عليها اليوم، و إنّ الأنصار عيبتي (3) التي أويت إليها، فأكرموا كريمهم يعني محسنهم، و تجاوزوا عن مسيئهم».

ثم قال:«إنّ عبدا من عباد اللّه خيّر ما بين الدنيا و بين ما عند اللّه فاختار ما عند اللّه»، فبكى أبو بكر، و ظنّ أنه يريد نفسه، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«على رسلك يا أبا بكر، سدّوا هذه الأبواب الشوارع في المسجد إلاّ باب أبي بكر، فإنّي لا أعلم امرأ أفضل عندي يدا في الصحبة (4) من أبي بكر»[6416].(5) أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأ أبو

ص: 256


1- قبلها في م العبارة التالية: أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه اللّه قال.
2- الخبر في تاريخ الطبري 194/3.
3- العيبة في الأصل ما يجعل فيه الثياب، يريد هنا أنتم الأنصار موضع ثقتي و سرّي.
4- الطبري: الصحابة.
5- قبله ورد في م خبر، سقط من الأصل، و تمام روايته: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف أنا عبد اللّه بن عدي - كهمس - معمر الجوهري، نا الحسن بن سليمان بن... نا عبد اللّه بن صالح، نا الليث بن سعد، عن يحيى بن سعيد عن أنس بن مالك أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم خطب الناس فقال: سدوا هذه الأبواب الشارعة في المسجد إلاّ باب أبي بكر إني لا أعلم عليّ غير يدا (كذا) في صحبته و ذات يده من أبي بكر، فقال بعض الناس: سد الأبواب كلها إلاّ باب خليله، فقال: إني رأيت على أبوابهم ظلمة و على باب أبي بكر نورا فكانت الآخرة أعظم عليهم من الأولى. ح قال ابن عدي: و لا أعلم أوصل هذا الحديث عن الليث عن عبد اللّه بن صالح. ح و رواه أبو بكر عن الليث عن يحيى بن سعيد أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم و لم يذكر في إسناده: أنسا.

محمّد بن أبي نصر، أنبأ أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم البسري (1)،نا محمّد بن عائذ (2)،نا الوليد، أخبرني أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي مريم، عن أبي الأحوص حكيم بن عمير العبسي:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال عند ما أمر به من سد تلك الأبواب إلاّ باب أبي بكر و قال:

«ليس منها باب إلاّ و عليه ظلمة إلاّ ما كان من باب أبي بكر، فإن عليه نورا»[6417].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأ أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الحسن الدارقطني، أنبأ أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن عبد اللّه بن بكير، أنا أبو علي سهل بن علي الدوري، أنا أبو الحسن الأثرم، قال: قال أبو عبيدة: الخوخة: الباب الصغير.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل الفراوي، أنا أبو عثمان سعيد بن محمّد بن أحمد البحيري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو الحسين بن النّقّور، قالا: أنا أبو الحسين محمّد بن عبد اللّه بن الحسين بن هارون، ثنا علي بن الفتح القلانسي، نا الحسن بن عرفة، نا محمّد بن خازم (3) أبو معاوية الضرير، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، قالت:

لما ثقل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم جاء بلال يؤذنه بالصلاة، قالت: فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«مروا أبا بكر فليصلّ (4) بالناس»، قالت: فقلت: يا رسول اللّه إنّ أبا بكر رجل أسيف (5)،فلو أمرت عمر، قالت: فقال:«مروا أبا بكر فليصلّ (6) بالناس»، قالت:

ص: 257


1- رسمها مضطرب بالأصل و بدون نقط ، و في م:«النسري» و الصواب ما أثبت و قد مرّ.
2- بالأصل: عابد، و في م: عائد، و كلاهما تحريف و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.
3- بالأصل و م «حازم» خطأ، و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 233/16 و سير الأعلام 73/9.
4- عن م، و بالأصل: فليصلي، خطأ.
5- أي شديد الحزن و البكاء من الأسف: أي الحزن.
6- عن م، و بالأصل: فليصلي، خطأ.

فقلت لحفصة: قولي له إن أبا بكر رجل أسيف، و أنه متى يقوم (1) مقامك لا يسمع الناس، و لو أمرت عمر، قال: فقالت له حفصة، قالت: فقال:«إنكن لأنتن صواحبات يوسف»، فقالت حفصة لعائشة: ما كنت لأصيب منك خيرا، قالت: و أمر أبا بكر فصلّى بالناس، فلما دخل أبو بكر في الصلاة وجد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم من نفسه خفّة، فقام يهادى بين رجلين، و إنّ رجليه لتخطّان (2) في الأرض حتى دخل المسجد، فلما سمع أبا بكر حسّه ذهب يتأخر، فأومأ إليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أن أقم مقامك، قال: فجاء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم حتى جلس عن يسار أبي بكر، قالت: فكان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يصلي بالناس قاعدا و أبو بكر قائما يقتدي أبو بكر بصلاة النبي صلى اللّه عليه و سلّم، و الناس يقتدون بصلاة أبي بكر[6418].

أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور السّلمي، أنبأ أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا عبد الأعلى، أخبرنا معتمر، قال:

سمعت أبي يحدّث عن نعيم بن أبي هند، عن أبي وائل، عن عائشة أنها قالت:

أغمي على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فلمات أفاق قال:«هل نودي بالصلاة ؟» قالت: فقلنا:

لا، أو فقيل: لا، قال:«فأمري بلالا - أو مري بلالا - فليناد الصلاة، ليصلّ (3) بالناس أبو بكر»، قالت: فقلت: يا رسول اللّه إن أبا بكر رجل أسيف، و أنه لا يستطيع أن يقوم مقامك، قال: فنظر إليّ أن فرغت من كلامي ثم أغمي عليه، فلما أفاق قال:«هل نودي بالصلاة ؟» قالت: فقلت: لا، قال:«فأمري بلالا فليناد (4) بالصلاة، و ليصلّ بالناس أبو بكر، فإنّكن صواحب يوسف»، ثم أغمي على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فأقام بلال الصلاة، فصلّى بالناس أبو بكر، ثم أفاق رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فجاءت ثوبة و بريرة فاحتملناه فقالت عائشة: فكأني انظر إلى أصابع قدمي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يخط في الأرض أو يمس (5)، قالت: فلما أحس أبو بكر بحسه (6) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أراد أن يتأخر، فأومأ إليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، قالت: و جيء بنبي اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فوضع بحذاء أبي بكر، أو قالت: في الصف، قالت: فلما رجع أبو (7) بكر قالت: خرجت من عنده و لا أرى به بأسا، قالت:

ص: 258


1- كذا بالأصل و م، و الصواب: يقم.
2- عن م و بالأصل:«لتحطان» و قوله: لتخطان أي لا يستطيع رفعهما، و هو يضعهما و يعتمد عليها.
3- بالأصل و م:«ليصلي».
4- في م: فلينادي.
5- كذا بالأصل و م.
6- كذا بالأصل و في م: بحيسه.
7- عن م و بالأصل:«أبا».

فذهبت إليه أو أتيته، و إذا هو مسجّى، فقلت: خلفي هذا و اللّه كما قال الشاعر: إذا حشرجت يوما و ضاق به الصدر.

فقال:«لا تقولي ذاك يا عائشة، و لكن جاءت سكرة الموت بالحقّ ذلك ما كنت منه تحيد»، قالت: و كان أهلي أمروني أن أقول له يولي طلحة قالت: فدفع إليّ صحيفة فقال:«ادفعيها إلى الذي يلي من بعدي»[6419].

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنبأ علي بن محمّد بن أحمد بن نصير، نا أبو معشر الحسن بن سليمان بن نافع الدّارمي (1)،ثنا أبو الفضل عبّاس بن الوليد النرسي (2)،نا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت أبي يحدّث، نا نعيم بن أبي هند، عن أبي وائل، عن عائشة قالت:

أغمي على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ثم أفاق، قال:«هل نودي بالصلاة ؟»، قال: فقلنا: لا، أو قلت: لا، قال:«مري بلالا - أو مرن بلالا - فليناد (3) بالصلاة، و ليصلّ بالناس أبو بكر»، قالت: فقلت: يا رسول اللّه إنّ أبا بكر رجل أسيف، و أنه لا يستطيع أن يقوم مقامك، قال: فنظر إليّ حتى فرغت من كلامي ثم أغمي عليه، فلما أفاق قال:«هل نودي بالصلاة ؟»، قال: قلت: لا، قال:«مري بلالا فليناد (4) بالصلاة، و ليصلّ (5)بالناس أبو بكر»، قالت: فأومأت إلى حفصة، فقالت: يا نبي اللّه إنّ أبا بكر رجل رقيق، لا يستطيع يقرأ، و قال أيضا (6) أن يقوم مقامك، قال: فنظر إليها حتى فرغت من كلامها ثم أغمي على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فلما أفاق قال:«هل نودي بالصلاة ؟» قالت: قلت: لا، قال:«مري بلالا فليناد (7) بالصلاة، و ليصلّ بالناس أبو بكر، فإنّكن صواحب يوسف» (8)،ثم أغمي على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فأقام بلال الصلاة، و صلّى بالناس أبو بكر، ثم أفاق رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فجاء بثوبه (9) و بريرة فاحتملاه، قالت: فكأني انظر إلى قدم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يمسح أو يخطّ (10) في الأرض، قالت: فجيء به حتى وضع في الصفّ ، أو

ص: 259


1- ترجمته في سير أعلام النبلاء 148/14 و في م: الداري. تحريف.
2- ترجمته في سير الأعلام 27/11.
3- بالأصل و م: فلينادي.
4- بالأصل و م: فلينادي.
5- عن م و بالأصل: و ليصلي.
6- كذا بالأصل و م.
7- عن م و بالأصل: فلينادي.
8- أي في التظاهر على ما تردن، و كثرة إلحاحكن في طلب ما تردنه و تملن إليه.
9- مهملة بالأصل بدون نقط ، و قد مرّت اللفظة في الرواية السابقة، و في م:«بثوبة» أيضا؟!.
10- عن م و بالأصل: يحفظ .

قالت: وضع إلى جنب أبي بكر، قالت: فلما رجع أبي دعيت إليه، و قد سجي فقلت:

حلفا هذا و اللّه كما قال الشاعر:

إذا حشرجت يوما و ضاق بها الصدر

قال: لا تقولي ذلك يا عائشة، و لكن جاءت سكرة الموت بالحق، ذلك، ما كنت منه تحيد، قالت: و كان أهلي قد أمروني أن أقول له يولي طلحة: قالت فدفع إلي كتابا و قال:«ادفعيه إلى الذي يلي من بعدي»، ثم قال:«اللّهمّ إنّي لم أل و لم أول (1)»، قالت:

فعرفت أنه لم يتبع الولي و لم يولّ (2) طلحة، قالت: و قال: ادفعي هذا البعير، و هذا الغلام إلى الذي يلي من بعدي، قالت: فلما دفعناهما إلى عمر قال: رحم اللّه أبا بكر، لقد أتعب من بعده أتعابا شديدا[6420].

أخبرنا أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، أنا أبو سعد الأديب، أنبأ أبو عمرو بن حمدان، نا أبو يعلى، نا إبراهيم - هو ابن الحجّاج - نا حمّاد - هو ابن سلمة - عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال في مرضه:«ليؤمّ الناس أبو بكر»، فقالت عائشة لحفصة:

قولي له إنّ أبا بكر رجل رقيق، و أنه إذا قام مقامك لم يسمع الناس من البكاء، فمر عمر فليؤمّ الناس، فقالت حفصة ذلك للنبي صلى اللّه عليه و سلّم فقال:«ليؤمّ الناس أبو بكر»، فقالت عائشة لحفصة مثل مقالتها الأولى، فقال:«ليؤمّ الناس أبو بكر»، فأعادت عائشة لحفصة مثل مقالتها للنبي صلى اللّه عليه و سلّم فقال:«دعيني إنّكنّ لأنتنّ صواحب يوسف، ليؤمّ الناس أبو بكر»[6421].

قال: و نا أبو يعلى، قال: و ثنا إبراهيم، نا حمّاد، عن أيوب، عن ابن أبي مليكة [عن عائشة بمثله، ثم قال ابن أبي مليكة:] (3):و أية خلافة أبين من هذا.

أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم، أنبأ علي بن محمّد بن علي الفارسي.

ص: 260


1- عن م و بالأصل:«لم أك و لم أولي».
2- بالأصل و م: يولي.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م.

ح و أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم، أنا سهل بن بشر، أنا علي بن منير الخلاّل، قالا: أنا محمّد بن أحمد (1) بن عبد اللّه الذهلي، نا جعفر بن محمّد الفريابي، نا إبراهيم بن الحجّاج، نا حمّاد بن سلمة، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة بمثل حديث قبله: ليؤمّ الناس أبو بكر، و مراجعة عائشة و حفصة قال: ثم قال ابن أبي مليكة: فرأيت خلافة أبين من هذا، كذا قال، و قد أسقط منه أيوب.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا (2) أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا زكريا بن يحيى الرؤاسي، نا يوسف بن خالد، نا موسى المكي، عن موسى بن طلحة، عن عائشة بنت سعد، عن عائشة قالت:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ليصلّ أبو بكر بالناس»، قالوا: يا رسول اللّه لو أمرت غيره أن يصلّي، قال:«لا ينبغي لأمتي أن يؤمّهم إمام و فيهم أبو بكر» (3)[6422].

أخبرنا أبو سعد عبد اللّه بن أسعد بن أحمد بن محمّد بن حيّان، و أبو القاسم عبد الكريم، و أبو عبد الرّحمن أحمد ابنا الحسن بن أحمد بن يحيى، قالوا: أنا أبو الفضل محمّد بن عبيد اللّه بن محمّد الصّرّام، أنا القاضي أبو عمر محمّد بن الحسين البسطامي، أنا أحمد بن عبد الرّحمن بن الجارود بن هارون الرقي، نا الحسن بن عرفة، أنا أحمد بن بشير الكوفي، عن عيسى بن ميمون، عن القاسم بن محمّد، عن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا ينبغي لقوم يكون فيهم أبو بكر أن يؤمّهم غيره»[6423].(4) أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر،

ص: 261


1- «بن أحمد» ليس في م.
2- قبله في م ورد خبر سقط من الأصل و تمام نصّه: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم بن أبي الفضل، أنا قرة بن يوسف، أنا عبد اللّه بن عدي، نا الحسين بن عبد اللّه القطان، نا عمر بن بريد المساري (كذا) نا... و عصام العسقلاني، نا الحسن بن عمارة عن ابن أبي مليكة عن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فى مرضه: ائتوني بكتاب و دواة أو صحيفة أكتب لأبي بكر كتابا لأخلفه أو لا يشك فيه اثنان، ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: و من يشك في أبي بكر على غيري ؟ قوله: و من يشك في أبي بكر لا بقوله......
3- أسد الغابة 226/3 بهذا السند.
4- قبله في م خبر، سقط من الأصل و تمام نصه:- ح نا هبة (كذا) نصر بن عبد الرحمن الوشاء عن أحمد بن.... أنبأنا أبو سعد المطرز و أبو علي الحداد قالا: أنا أبو نعيم الحداد نا محمد بن المظفر و علي بن محمّد بن نصر قالا: نا علي بن إبراهيم بن... نا عمرو بن عثمان بن سعيد الحمصي نا أبي نا عبد اللّه بن عبد العزيز نا محمد بن عبد العزيز بن علي الزهري عن أبي سلمة إسماعيل عن عتبة عن عروة بن الزبير عن عتبة بن غزوان أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: لا ينبغي لأحد من رجالكم أن يؤم أبا بكر، و أنه ليس لأحد علي أفضل يد في الجنّة و لا الصحبة إلاّ أبو بكر.

نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا يعقوب، نا أبي، عن ابن إسحاق قال: فقال ابن شهاب الزهري: حدّثني عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام، عن أبيه، عن عبد اللّه بن زمعة بن الأسود بن المطّلب بن أسد قال:

لما استعزّ برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أنا عنده في نفر من المسلمين قال دعا بلال للصلاة فقال: مروا من يصلّي بالناس»، قال: فخرجت فإذا عمر في الناس، و كان أبو بكر غائبا، فقال:«قم يا عمر فصلّ بالناس»، قال: فقام، فلما كبّر عمر سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم صوته و كان عمر رجلا مجهرا، قال: فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«فأين أبو بكر؟ يأبى اللّه ذلك و المسلمون، يأبى اللّه ذلك و المسلمون»، قال: فبعث إلى أبي (2) بكر، فجاء بعد أن صلّى عمر تلك الصلاة، فصلّى بالناس، قال: و قال عبد اللّه بن زمعة: قال لي عمر: ويحك ما ذا صنعت بي يا ابن زمعة، و اللّه ما ظننت حين أمرتني إلاّ أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أمرك بذلك، و لو لا ذلك ما صلّيت بالناس، قال: قلت: و اللّه ما أمرني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و لكن حين لم أر أبا بكر رأيتك أحقّ من حضر الصلاة[6424].

رواه الواقدي، عن ابن أخي الزهري، عن عمه نحوه.

أخبرناه عاليا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنبأ أحمد بن محمّد بن زياد، و محمّد بن يعقوب بن يوسف.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا محمّد بن عبد الرّحمن بن العبّاس، أنبأ رضوان بن أحمد، قالوا: أنا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق (3)،حدّثني يعقوب بن عتبة (4) بن المغيرة بن الأخنس،

ص: 262


1- مسند أحمد 485/6-486 رقم 16928.
2- عن م و بالأصل: أبو بكر.
3- سيرة ابن هشام 303/4.
4- بالأصل و م: عيينة خطأ و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 440/20.

عن أبي بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام، عن عبد اللّه بن زمعة (1) بن الأسود، قال:

لما ثقل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن الصلاة، قال: مروا من يصلّي بالناس، و كان أبو بكر غائبا، فقال عبد اللّه: فخرجت فلم أجد أحدا أولى بها فيمن حضر من عمر بن الخطّاب، فأمرته فصلّى بالناس، فلما كبّر - و كان رجلا جهير الصوت - سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم صوته، فقال:«أين أبو بكر، يأبى اللّه ذلك و المسلمون»، فدعا أبو بكر فصلّى بالناس، فقال عمر لابن زمعة: ويل (2)،ما ذا صنعت، و اللّه لو لا أني ظننت أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم هو الذي أمرك أن تأمرني ما صلّيت بالناس[6425].

و اللفظ غريب رضوان، و قد اختلف في إسناده على ابن إسحاق.

كتب إليّ أبو (3) بكر عبد الغفار بن محمّد، ثم حدّثني أبو المحاسن عبد الرّزّاق بن محمّد بن أبي نصر عنه، أنا أبو بكر الحيري، نا أبو العبّاس الأصمّ ، نا إسماعيل بن إسحاق القاضي، نا بشر (4)-يعني ابن عبيس (5)-نا محمّد بن إسماعيل بن أبي فديك، حدّثني موسى بن يعقوب بن عبد اللّه بن وهب بن زمعة، عن عبد الرّحمن بن إسحاق، عن محمّد بن مسلم، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود أن عبد اللّه بن زمعة حدّثهم:

أنه عاد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في مرضه الذي مات فيه، قال عبد اللّه بن زمعة: فقال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«مر الناس فليصلّوا»، فخرجت فلقيت ناسا لا أكلّمهم، فلما لقيت عمر بن الخطّاب لم أتبع وراءه فقلت: صلّ بالناس، قال: فخرج عمر ليصلّي (6)بالناس، فلما سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم صوت عمر، فقال عبد اللّه بن زمعة: فخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى أطلع رأسه من حجرته، فقال:«لا، لا، لا، ليصلّ لهم ابن أبي قحافة»، يقول ذلك مغضبا، قال عبد اللّه بن زمعة: فانصرف عمر، فقال لي: يا ابن أخي، أمرك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن تأمرني ؟ فقلت: لا، و لكن لما رأيتك لم أتبع وراءك،

ص: 263


1- في م: ربيعة، خطأ.
2- في م و ابن هشام: ويحك.
3- بالأصل و م: أبي.
4- في م: بشير، تحريف.
5- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل و م، و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 86/3.
6- بالأصل:«ليصلي» و المثبت عن م.

قال: فوجد عمر من ذلك وجدا شديدا[6426].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحارث بن أبي (1) أسامة، أنا محمّد بن سعد (2)،أنا محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن عبد اللّه بن محمّد بن أبي سبرة، عن عاصم بن عبيد اللّه، عن سالم، عن ابن عمر، قال: كبر (3) عمر، فسمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم تكبيره، فأطلع رأسه مغضبا، فقال:«أين ابن أبي قحافة، أين ابن أبي قحافة».

قال (4):و حدّثني أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي سبرة، عن محمّد بن عبد اللّه بن أبي صعصعة، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري، قال:

لم يزل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في وجعه إذا وجد خفّة خرج، و إذا ثقل و جاءه المؤذن، قال:«مروا أبا بكر يصلّي بالناس»، فخرج من عنده يوما الآمر (5) يأمر الناس يصلّون، و ابن أبي قحافة غائب، فصلّى عمر بن الخطّاب بالناس، فلما كبّر قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«لا، لا، أين ابن أبي قحافة»، قال: فانقضت الصفوف، و انصرف عمر،[قال:] فما برحنا حتى طلع ابن أبي قحافة، و كان بالسّنح، فتقدم، فصلّى بالناس[6427].

قال و نا ابن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، قال: فحدّثني محمّد بن سلمة مولى آل جعفر، عن أبي الحويرث، عن نافع بن جبير، عن عبد اللّه بن زمعة، قال: فانصرف عمر، فلقي عبد اللّه بن زمعة، فقال: ما حملك على ما صنعت ؟ قال: قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«مر الناس فليصلّوا»، فلما لم أر أبا بكر لم أجد أحدا أحقّ بالصلاة منك قال: فأسكت عمر[6428].(6) أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، نا أبو إسحاق

ص: 264


1- زيادة عن م سقطت من الأصل.
2- طبقات ابن سعد 222/2.
3- عن م و ابن سعد، و بالأصل: ابن.
4- المصدر السابق 222/2-223.
5- كذا بالأصل و م، و في ابن سعد: لأمر.
6- قبله في م ورد حديث، و قد سقط من الأصل، نثبته هنا، و تمام نصه: أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر بن مالك نا عبد اللّه بن أحمد حدثني أبي، نا حسين بن بن علي عن زائدة عن عبد الملك بن عمير عن أبي بردة بن أبي موسى عن أبي موسى قال: مرض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فاشتد مرضه فقال: مروا أبا بكر يصلّ بالناس، فقالت عائشة: يا رسول اللّه، إن أبا بكر رجل رقيق متى يقوم مقامك لا يستطيع أن يصلي بالناس فقال: مروا أبا بكر فليصلّ بالناس فإنكن صواحبات يوسف، فأتاه الرسول، فصلّى أبو بكر بالناس في حياة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم. قال: و حدثنا أبو سعد المغربي (كذا) بن هاشم عن زائدة نا عبد الملك يعني ابن عمير عن أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه قال: مرض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«مروا أبا بكر فليصلّ بالناس»، فذكره. الحديث في مسند أحمد رقم 19720 و 19721. و في المسند حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم.

المزكي - إملاء - سنة أربع و خمسين و ثلاثمائة، أنبأ أبو بكر محمّد بن إسحاق بن خزيمة، نا عمران بن موسى القزّاز (1) بحديث غريب، نا عبد الوارث، نا عبد العزيز - و هو ابن صهيب (2)-عن أنس بن مالك قال:

لم يخرج إلينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثلاثا، فأقيمت الصلاة، فذهب أبو بكر يصلّي بالناس، فرفع النبي صلى اللّه عليه و سلم الحجاب، فما رأينا منظرا أعجب إلينا منه حيث وضح لنا وجه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فأومأ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى أبي بكر أن تقدم، و أرخى نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم الحجاب، فلم يوصل إليه حتى مات.

أخبرتنا فاطمة بنت محمّد بن أحمد البغدادي، قالت: أنبأ أبو علي الحسن بن عمر بن يونس، أنا أبو الحسن علي بن القاسم العدل، أنا علي بن إسحاق المادرائي (3)، نا محمّد بن أحمد بن الجنيد، نا الأسود بن عامر، نا شريك (4)،عن الهذلي، عن الحسن، عن علي، قال:

لقد أمر النبي صلى اللّه عليه و سلم أبا بكر أن يصلّي بالناس، و إنّي لشاهد ما أنا بغائب، و لا في مرض، فرضينا لدنيانا ما رضي به النبي صلى اللّه عليه و سلم لديننا (5).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، نا أبو بكر الشافعي، نا أبو نصر منصور بن محمّد الزاهد، نا محمّد بن الصّبّاح.

أخبرتنا أم عمر بنت حسان الفقيه، عن سعيد بن يحيى بن قيس بن عيسى صاحب الطائف، عن أبيه أنه بلغه أن حفصة بنت عمر قالت لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: إذا أنت مرضت قدّمت أبا بكر، قال:«لست أنا الذي أقدّمه، و لكن اللّه يقدّمه»[6429].

ص: 265


1- إعجامها مضطرب بالأصل و م، و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 402/14.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 501/11.
3- إعجامها مضطرب بالأصل و م و الصواب ما أثبت و ضبط ، و قد مرّ الكلام على هذه النسبة.
4- هو شريك بن عبد اللّه النخعي، ترجمته في تهذيب الكمال 334/8.
5- انظره في أسد الغابة 226/3.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا محمّد بن عبد العزيز، نا العبّاس بن بكار، نا أبي، عن أبي بكر الهذلي، عن الشعبي:

أنه قال: خص اللّه تبارك تعالى أبا بكر الصّدّيق بأربع خصال لم يخصصن بها أحدا من الناس، سمّاه الصّدّيق و لم يسمّ أحدا الصّدّيق غيره، و هو صاحب الغار مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و رفيقه في الهجرة، و أمره رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بالصلاة و المسلمون شهود.

أخبرنا أبو عبد [اللّه] (1) الحسين بن عبد الملك، أنبأ إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عبيد علي بن الحسين بن حارث - قاضي مصر - نا الحسن بن عبد العزيز الجروي، نا يحيى بن حسان، نا سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن القاسم بن محمّد، قال: قالت عائشة:

وا رأساه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن كان و أنا حي فأستغفر لك و أدعو لك»، قالت:

عائشة: وا ثكلاه، و اللّه اني لأظنك تحبّ موتي، و لو كان ذلك لظللت معرّسا ببعض أزواجك، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«بل أنا وا رأساه، لقد هممت أن أرسل إلى أبي بكر و ابنه فأعهد إليه: أن يقول القائلون، و يتمنّاه المتمنون»[6430].

أخبرناه عاليا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو محمّد السّيّدي، قالا: أنا أبو عثمان البحيري.

ح و أخبرناه و أبو المظفّر القشيري (2)،و أبو القاسم الشّحّامي، قالوا: أنا أبو سعد الجنزرودي، قالا: أنا أبو عمرو بن حمدان، نا أبو بكر محمّد بن زنجويه بن الهيثم القشيري (3)،نا عبد العزيز بن يحيى بن عبد اللّه بن عمرو بن أوس الهاشمي، نا سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، قال: سمعت القاسم بن محمّد يقول: قالت عائشة:

وا رأساه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ذاك لو كان و أنا حيّ فأستغفر لك و أدعو لك»، فقالت عائشة: وا ثكلتاه، و اللّه إنّي لأظنك تحب موتي، و لو كان لظللت آخر يومك

ص: 266


1- اسم الجلالة، ليس في الأصل أضيف عن م.
2- إعجامها مضطرب بالأصل و م، و الصواب ما أثبت.
3- ترجمته في سير الأعلام 143/14.

معرسا ببعض أزواجك، قالت: فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«بل أنا وا رأساه، لقد هممت - أو أردت - أن أرسل إلى أبي بكر أو ابنه، فأعهد: أن يقول القائلون، أو يتمنى المتمنون»، ثم قلت: يأبى اللّه و يدفع المؤمنون، أو يدفع اللّه و يأبى المؤمنون[6431].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عمران بن الجندي، نا الحسين بن يحيى بن عبّاس، نا أحمد بن محمّد بن يحيى القطان، نا يزيد بن هارون، نا إبراهيم بن سعد، نا صالح بن كيسان، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في مرضه:«ادعي (1) لي أباك و أخاك حتى أكتب كتابا، فإنّي أخاف أن يتمنى متمني (2)،و يقول قائل: أنا، و يأبى اللّه و المؤمنون إلاّ أبا بكر»[6432].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي التميمي، أنا أحمد بن جعفر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبي، نا مؤمّل، نا نافع - يعني ابن عمر - نا ابن أبي مليكة، عن عائشة قالت: لما كان وجع النبي صلى اللّه عليه و سلم الذي قبض فيه قال:«ادعوا (4)لي أبا بكر و ابنه فليكتب لكي لا يطمع في أمر أبي بكر طامع، و لا يتمنى متمني (5)»، ثم قال:«يأبى اللّه ذلك و المسلمون»- مرتين-[و قال مؤمل مرة:«و المؤمنون» قالت عائشة: فأبى اللّه و المسلمون] (6) و قال مؤمّل مرّة:«و المؤمنون» إلاّ أن يكون أبي، فكان أبي رضي اللّه عنه.

أخبرنا أبو محمّد السدي، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أحمد بن محمّد بن بشار - ببغداد - نا يحيى بن السّري، نا أصرم بن حوشب، نا معاوية بن سلمة البصري، عن عبد العزيز بن رفيع، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ائتوني بأديم و دواة، فأكتب لأبي بكر كتابا لا يختلف عليه اثنان»، ثم قال:«دعوه، معاذ اللّه أن يختلفوا في أبي بكر»- مرتين-[6433].

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا يوسف بن

ص: 267


1- عن م و بالأصل: ادع.
2- كذا بإثبات الياء بالأصل و م.
3- مسند أحمد 408/9 رقم 24805.
4- عن م و مسند أحمد و بالأصل: ادع.
5- كذا بإثبات الياء بالأصل و م.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و أضيف عن م و المسند.

الحسن الزنجاني قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا عبد اللّه بن] (1) جعفر بن أحمد بن فارس، نا يونس بن حبيب، نا أبو داود الطيالسي، نا محمّد بن أبان، عن عبد العزيز بن رفيع، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، قالت: قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في مرضه الذي مات فيه:«ادعي لي عبد الرّحمن بن أبي بكر أكتب لأبي بكر كتابا لا يختلف عليه أحد بعدي»، ثم قال:«دعيه، معاذ اللّه أن يختلف المؤمنون في أبي بكر»[6434].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمّام بن محمّد، أنبأ أحمد بن سليمان بن حذلم (2)،نا بكار، نا أبو داود الطيالسي، نا محمّد بن أبان الجعفي، عن عبد العزيز بن رفيع، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة قالت:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في مرضه الذي مات فيه:«ادعوا لي عبد الرّحمن بن أبي بكر فاكتب لأبي بكر كتابا لا يختلف عليه أحد بعدي»، ثم قال:«دعيه، معاذ اللّه أن يختلف المؤمنون في أبي بكر»[6435].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنبأ أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبي، نا معاوية (4)،نا عبد الرّحمن بن أبي بكر القرشي، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، قالت:

لما ثقل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لعبد الرّحمن بن أبي بكر:«ائتني بكتف (5) أو لوح حتى أكتب لأبي بكر كتابا لا يختلف عليه أحد» (6)،فلما ذهب عبد الرّحمن ليقوم قال:«أبى اللّه و المؤمنون أن يختلف عليك يا أبا بكر»[6436].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أحمد بن محمّد بن عمران بن الجندي، ثنا أبو عبد اللّه الحسين بن يحيى بن عيّاش.

ح و أنبأنا أبو القاسم بن بيان (7).

ص: 268


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و أضيف لاستقامة السند عن م.
2- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل، و المثبت عن م.
3- مسند أحمد 300/9 رقم 24254.
4- كذا بالأصل و م، و في المسند: أبو معاوية.
5- مهملة بالأصل و م، و المثبت عن المسند.
6- «أحد» ليست في م و المسند.
7- في م:«رمان» و بعدها فيها زيادة: و أخبرنا أبو القاسم الأسدي نا علي بن محمد. ح و أخبرنا أبو المعالي السلمي أنا ابن بيان.

ح و أخبرنا عنه خالي أبو المكارم سلطان بن يحيى، و أبو سليمان داود بن محمّد، و أبو عاصم قيس بن محمّد بن إسماعيل عنه، قالا (1):أنبأ أبو الحسن محمّد بن محمّد بن محمّد.

ح و أخبرنا أبو اليسر عطاء بن شهاب بن محمّد بن عبد المنعم، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين (2) بن زكريا، نا الطوسي، قال: أنا أبو الحسن بن مخلد.

ح و أخبرنا أبو مسعود عبد الجليل بن محمّد، و أبو عبد اللّه محمّد بن غانم بن أحمد الحداد، و أبو منصور علي بن محمّد بن أحمد بن الفرج التاجر، و أبو المطهّر القاسم بن الفضل بن عبد الواحد الصيدلاني، قالوا: أنا أبو عبد اللّه القاسم بن الفضل بن محمود الثقفي، نا أبو الحسين محمّد بن الحسين بن محمّد بن الفضل القطّان - قراءة عليه - ببغداد، قالا: نا أبو علي إسماعيل بن محمّد الصفّار، قالا: نا الحسن بن عرفة، نا محمّد بن خازم (3) أبو معاوية الضرير، عن عبد الرّحمن بن أبي بكر القرشي، عن عبد اللّه بن أبي مليكة، عن عائشة قالت:

لما ثقل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال لعبد الرّحمن بن أبي بكر:«ائتني بكتف حتى أكتب لأبي بكر كتابا لا يختلف عليه بعدي»، قالت: فلما قام عبد الرّحمن قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«أبى اللّه و المؤمنون أن يختلف على أبي بكر الصّدّيق» (4)[6437].

و قد روي هذا الحديث عن غير عائشة:

أخبرناه أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنبأ أبو طالب محمّد بن علي العشاري، نا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن إسماعيل الواعظ - إملاء - نا محمّد بن

ص: 269


1- سقطت من الأصل، و أضيفت عن م.
2- «بن الحسين» ليست في م، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 160/19.
3- بالأصل و م: حازم، خطأ و الصواب بالخاء المعجمة، و قد مرّ التعريف به.
4- بعده في م ورد خبر، سقط من الأصل، نثبته هنا و تمام روايته: أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن أحمد الحافظ ، أنا أبو بكر محمد بن المظفر السامي، أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد الحسيني، أنا أبو يعقوب يوسف بن أحمد الدخيل نا أبو جعفر محمد بن عمرو العتبي، أنا يوسف بن يعقوب السمسار نا سليم بن سلام مولى... أبو مالك، نا الفضل بن... الوراق عن خلف بن خليفة عن... خليفة يصلي بالناس... و المؤمنون يأبون أن يصلي بهم غيره. ح قال... لا مانع الفضل بن جبير جعلته... و محل روايته.

يونس المقرئ، نا جعفر بن كزان، نا الخليل بن زكريا، نا محمّد بن ثابت، حدّثني أبي، عن أنس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«يا عائشة - في شكايته التي توفي فيها - ادعوا لي عبد الرّحمن بن أبي بكر حتى أكتب لأبي بكر كتابا لا يختلف عليه أحد بعدي، معاذ اللّه أن يختلف على أبي بكر أحد من المؤمنين»[6438].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر المغربي، أنبأ أبو بكر الجوزقي، أنا أبو العبّاس الدّغولي، نا محمّد بن عبد اللّه بن قهزاد، نا جعفر بن عون، أنا أبو عميس، عن ابن أبي مليكة قال: سمعت عائشة و سئلت من كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مستخلفا لو استخلف ؟ قالت (1):«أبو بكر»، ثم قيل لها: من بعد أبي بكر قالت (2):عمر.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا الحسن بن علي، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي.

و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسي النحوي، نا أبو الحسن علي بن الحسين بن معدان، نا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قالا: نا وكيع، نا أبو العميس، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة قالت:

قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و لم يستخلف، و قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لو كنت مستخلفا أحدا لاستخلفت أبا بكر أو عمر»، و في حديث أحمد: و لم يستخلف أحدا.

و لو كان مستخلفا أحدا لا ستخلف أبا بكر أو عمر، و المحفوظ ما في رواية أحمد: فقد أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا محمّد بن عبد اللّه بن (3) الحسين الدقاق، نا عبد اللّه بن محمّد، نا عثمان، نا وكيع، نا أبو العميس عن ابن أبي مليكة عن عائشة قالت: قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و لم يستخلف أحدا، و لو كان مستخلفا لا ستخلف أبا بكر أو عمر.(4) أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن

ص: 270


1- عن م و بالأصل: قال.
2- عن م و بالأصل: قال.
3- كتبت بين السطرين بالأصل.
4- قبله في م و قد سقط من الأصل ورد الخبر التالي نصه: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا القاسم بن مسعدة الجرجاني أنا حمزة بن يوسف السهمي إجازة أو سماعا قال: كتب إليّ أبو الشيخ الأصبهاني و حدثني علي... أحمد بن راشد نا محمد بن حسان الخطابي نا عبيس بن عبد الرحمن الحارثي و خلاد بن عيسى كلاهما عن أيوب عن الحسن عن أبي هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم: لقد أمرت أن أستخلف أبا بكر غير مرة و أخبرت أنه أعقل أمتي. هذا منكر.

المقرئ، أنا أبو يعلى، نا أبو خيثمة، نا معاوية بن عمرو، نا زائدة، عن عاصم بن أبي النّجود، عن زرّ، عن عبد اللّه قال:

لما قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قالت الأنصار: منّا أمير و منكم أمير، فأتاهم عمر بن الخطّاب فقال: يا معشر الأنصار أ لستم تعلمون أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قد أمر أبا بكر أن يؤمّ الناس، فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر، قالت الأنصار: نعوذ باللّه أن نتقدم أبا بكر (1).(2) أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد، أنا أبو علي الواعظ ، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا معاوية بن عمرو، نا زائدة.

أخبرنا عاصم و حسين بن علي، عن زائدة، عن عاصم.

و أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي قال: نا الحسن بن علي - إملاء - أنبأ أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن ماهبرد الأصبهاني، نا محمّد بن محمّد (3) بن سليمان الباغندي (4)،نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا حسين بن علي، عن زائدة، عن عاصم، عن زرّ، عن عبد اللّه قال:

لمّا قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قالت الأنصار: منّا أمير و منكم أمير، فأتاهم عمر فقال:

يا معشر الأنصار أ لستم تعلمون أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قد أمّر - و في حديث ابن أبي شيبة:

أمر - أبا بكر فأمر الناس - و في حديث أحمد: أن يؤم - الناس، فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر؟ فقالت الأنصار: نعوذ باللّه أن نتقدم أبا بكر.

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنبأ أبو بكر البيهقي، أنا أبو علي الحسين بن محمّد الرّوذباري (5)،و أبو القاسم الحسن بن محمّد بن حبيب المفسّر من

ص: 271


1- تاريخ الإسلام: عهد الخلفاء الراشدين ص 111 و رواه الحاكم في المستدرك 67/3 و انظر طبقات ابن سعد 179/3.
2- «بن محمد» ليست في م.
3- «بن محمد» ليست في م.
4- عن م و بالأصل:«أنا عبدي» خطأ، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 383/14.
5- في م:«الروداي» تحريف.

أصله، قالا: نا أبو العبّاس الأصمّ ، نا أبو أبو جعفر أحمد بن عبد الحميد الحارثي، نا حسين بن علي الجعفي، عن زائدة.

ح قال: و أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو جعفر محمّد بن عمرو، نا محمّد بن الهيثم، نا محمّد بن كثير، عن زائدة، عن عاصم بن أبي النجود، عن زرّ بن حبيش، عن عبد اللّه قال:

لمّا قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قالت الأنصار: منا أمير و منكم أمير، فأتاهم عمر - و في حديث ابن ملاعب: فبلغ ذلك عمر - فأتاهم فقال: يا معشر الأنصار أ لستم تعلمون أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قد أمر أبا بكر أن يؤم الناس - و في رواية الجعفي: أن يصلّي بالناس - و في حديث ابن ملاعب: قال:«مروا أبا بكر أن يصلّي بالناس - قالوا: نعم، قال: فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر، فقال:- و في حديث أحمد بن ملاعب: قال: فقالت:- الأنصار نعوذ باللّه أن نتقدم أبا بكر.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنبأ أبو الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد بن النّحّاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا مسرف بن سعيد الواسطي، عن إسماعيل بن أبي (1) خالد، عن زرّ بن حبيش، عن عبد اللّه قال:

كان رجوع الأنصار يوم سقيفة بني ساعدة بكلام قاله عمر، قال: نشدتكم باللّه أمر أبو بكر أن يصلّي بالناس ؟ قالوا: اللّهم نعم، قال: فأيكم تطيب نفسه أن يزيله عن مقامه الذي أقامه فيه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ؟ قالوا: كلنا لا تطيب أنفسنا، نستغفر اللّه.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر، أنبأ أبو محمّد الحسن بن علي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، قالا: ثنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، نا عفان، نا أبو عوانة، عن داود بن عبد اللّه الأودي عن حميد بن عبد الرّحمن، قال:

توفي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و أبو بكر في طائفة من المدينة، قال: فجاء فكشف عن وجهه

ص: 272


1- سقطت من الأصل و أضيفت عن م.
2- مسند أحمد 23/1 رقم 18.

فقبّله فقال: فداك أبي و أمي ما أطيبك حيا و ميتا، مات محمّد (1)،و ربّ الكعبة، فذكر الحديث.

قال: فانطلق أبو بكر و عمر يتقاودان حتى أتوهم فتكلم أبو بكر، فلم يترك شيئا أنزل في الأنصار و لا ذكره رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من شأنهم إلاّ ذكره، و قال: لقد علمتم أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«لو سلك الناس واديا و سلكت الأنصار واديا سلكت وادي الأنصار»، و لقد علمت يا سعد أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال و أنت قاعد:«قريش ولاة هذا الأمر، و برّ الناس تابع لبرّهم، و فاجرهم تبع لفاجرهم»، قال: فقال له سعد: صدقت، نحن الوزراء و أنتم الأمراء.

قال (2):و حدّثني أبي، نا محمّد بن فضيل، نا إسماعيل بن سميع، عن مسلم البطين، عن أبي البختري، قال: قال عمر لأبي عبيدة بن الجرّاح: أبسط يدك حتى أبايعك (3)،فإنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«أنت أمين هذه الأمة»، فقال أبو عبيدة:

ما كنت لأتقدم بين يديّ رجل أمره رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن يؤمّنا، فأمّنا حتى مات.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأ أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (4)،أنا يزيد بن هارون، أنا العوّام، عن إبراهيم التيمي قال:

لما قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أتى عمر أبا عبيدة بن الجرّاح، فقال: أبسط يدك فلأبايعك (5)،فإنك أمير هذه الأمة على لسان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فقال أبو عبيدة لعمر: ما رأيت لك فهمة قبلها منذ أسلمت، أ تبايعني و فيكم الصّدّيق، و ثاني اثنين ؟ أخبرنا أبو بكر أيضا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الحسن الدار قطني، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن عبد اللّه بن بكر التميمي أنا سهل بن علي الدوري، أنا أبو الحسن الأثرم، قال: قال أبو عبيدة، و قالوا:

ص: 273


1- زيد في المسند: صلى اللّه عليه و سلم.
2- مسند أحمد 83/1 رقم 233.
3- بالأصل:«أبسط يدي حتى أتابعك» صوبنا الجملة عن م و المسند.
4- طبقات ابن سعد 181/3.
5- عن م و بالأصل: فلا تابعك.

لما قبض النبي صلى اللّه عليه و سلم أتى عمر أبا عبيدة بن الجرّاح فقال: ابسط يدك فلنبايعك (1)، فإنك أمين هذه الأمة على لسان محمّد، و قال أبو عبيدة: يا عمر ما رأيت لك فهمة منذ أسلمت، أ تقول لي هذا و فيكم أبا بكر؟ قالوا: الفهمة ضعف الرأي فه يفه فها.

أخبرنا أبو بكر أيضا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (2)،أنا محمّد بن عبد اللّه الأنصاري، نا ابن عون عن محمّد أن أبا بكر قال لعمر: أبسط يدك نبايع لك، فقال له عمر: أنت أفضل منّي، فقال له أبو بكر: أنت أقوى منّي، فقال له عمر: فإنّ قوتي لك مع فضلك، قال: فبايعه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب، أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو العبّاس النهاوندي، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا أبو عبد اللّه البخاري، نا إسماعيل بن أبي أويس، حدّثني أخي (3) عن سليمان بن يسار (4)،عن هشام بن عروة، أخبرني أبي عروة بن الزبير، عن عائشة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم قالت:

إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم مات و أبو بكر بالسّنح، قال إسماعيل: بالعالية (5)،و اجتمعت الأنصار إلى سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة، فقال أبو بكر: نحن الأمراء و أنتم الوزراء، فقال عمر: نبايعك، أنت سيّدنا و خيرنا، و أحبّنا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فبايعه، و بايعه الناس.

أخبرنا أبو الفرج عبد الخالق بن أحمد، أنا أبو نصر الزينبي، أنا أبو بكر بن زنبور، نا محمّد بن السّري بن عثمان التّمّار، نا أبو عبد اللّه غلام خليل، نا محمّد بن مسلم، عن إسماعيل بن عبد اللّه، عن سليمان بن بلال، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أن عمر بن الخطّاب قال لأبي بكر الصّدّيق: لا بل نبايعك، فأنت سيدنا، و خيرنا، و أنت أحبّنا إلى اللّه و إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فبايعه.

ص: 274


1- عن م و بالأصل: فلنتابعك.
2- طبقات ابن سعد 211/3.
3- في م: أبي.
4- عن م و بالأصل: بشار.
5- في م: يعني بالعالية.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد الزهري، نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا إبراهيم بن سعيد الطبري، نا إسماعيل بن أبي أويس، عن سليمان بن بلال، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، عن عمر قال: كان أبو بكر أحبنا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و كان سيّدنا و خيرنا.

أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز المكي، أنا الحسن بن عبد الرّحمن بن الحسن الشافعي، أنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس (1)،أنبأ هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، عن عمر قال: أبو بكر سيدنا، و كان أحبّنا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.

كذا رواه، أنا المكي (2)،و إنما يرويه ابن فراس عن ابن قتيبة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن (3) بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (4)،نا عارم بن الفضل، نا حمّاد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، عن القاسم بن محمّد أن النبي صلى اللّه عليه و سلم لما توفي اجتمعت الأنصار إلى سعد بن عبادة، فأتاهم أبو بكر و عمر و أبو عبيدة بن الجرّاح، قال: فقام حباب (5) بن المنذر و كان بدريا فقال: منا أمير و منكم أمير، فإنّا و اللّه ما ننفس هذا الأمر عليكم أيها الرهط ، و لكنا نخاف أن يليها - أو قال: يليه - أقوام قتلنا آباءهم و إخوتهم، قال: فقال له عمر: إذا كان ذلك فمت إن استطعت، فتكلم أبو بكر، فقال:

نحن الأمراء و أنتم الوزراء، و هذا الأمر بيننا و بينكم نصفين، كقدّ الأبلمة يعني الخوصة، فبايع أول الناس بشير بن سعد أبو النعمان، قال: فلما اجتمع الناس على أبي بكر قسم بين الناس قسما، فبعث إلى عجوز من بني عدي بن النجار بقسمها مع زيد بن ثابت،

ص: 275


1- كذا السند بالأصل و ثمة اضطراب فيه، و هو شديد الاضطراب في م أيضا، و لعل السقط يستقيم بزيادة بعد «ابن فراس» أنا محمد بن إبراهيم بن عبد اللّه الديبلي، نا محمد بن يزيد المستملي نا ابن أبي مسند أويس عن سليمان بلال عن هشام... انظر مشيخة ابن عساكر 16/أ.
2- كذا بالأصل و م.
3- عن م و بالأصل: الحسين خطأ، و السند معروف.
4- طبقات ابن سعد 182/3.
5- عن م و ابن سعد و بالأصل: خباب.

فقال: ما هذا؟ قال: قسم قسمه أبو بكر للنساء، فقالت: أ تراشوني عن ديني ؟ فقالوا:

لا، فقالت: أ تخافون أن أدع ما أنا عليه ؟ فقالوا: لا، قالت: فو اللّه لا آخذ منه شيئا أبدا، فرجع زيد إلى أبي بكر فأخبره بما قالت، فقال أبو بكر: و نحن لا نأخذ مما أعطيناها شيئا أبدا.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبيد اللّه بن عثمان بن يحيى، أنا أبو محمّد إسماعيل بن علي بن إسماعيل الخطبي، نا بشر بن موسى، نا عمرو بن حكام، نا صخر بن جويرية، نا عبد الرّحمن بن القاسم، عن أبيه أن أبا بكر أخذ بيد عمر و رجل آخر كان بدريا... (1) صخر اسمه، فانطلق إلى سقيفة بني ساعدة، فذكر حديثا طويلا، قال: فقال عمر: و كنت أول الناس آخذ بيده - يعني بيد أبي بكر - فبايعته، إلاّ رجل من الأنصار أدخل يده من خلفي من بين يدي و يده فبايعه قبلي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو الحسين محمّد بن عبد اللّه بن الحسين بن هارون، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا زياد بن أيوب، نا محمّد بن فضيل، نا إسماعيل بن سميع، عن مسلم البطين، عن أبي البختري، قال: قال عمر لأبي عبيدة: كيف أصلي بين يدي رجل أمره رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أن يؤمّنا حتى قبض - يعني أبا بكر الصّدّيق-.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، و أبو يعلى حمزة بن علي، قالا:

أنا أبو (2) القاسم علي بن محمّد، أنبأ عبد الرّحمن بن عثمان، أنا خيثمة بن سليمان، نا عبد اللّه بن أحمد بن إبراهيم الدوري، نا العبّاس بن الوليد (3)،نا نصر، نا يزيد بن زريع، ثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن مسلم بن بشار، عن حمران بن أبان قال:

قال عثمان بن عفّان: إنّ أبا بكر الصّدّيق أحقّ الناس بها - يعني بالخلافة - إنّه لصدّيق، و ثاني اثنين، و صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد المروزي الحلواني، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف، أنا الحاكم أبو الحسن علي بن محمّد المهرجاني.

ص: 276


1- كلمة غير واضحة بالأصل و م.
2- عن م، سقطت من الأصل.
3- في م: العباس ابن الوليد بن نصر.

[ح و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن علي الحافظ الأسفراييني قال] (1) نا أبو علي الحسين بن علي الحافظ ، نا أبو بكر بن إسحاق بن خزيمة، و إبراهيم بن أبي طالب، قالا: نا بندار بن بشار، نا أبو هشام المخزومي، نا وهيب، نا داود بن أبي هند، نا أبو نضرة، عن أبي سعيد الخدري، قال:

قبض النبي صلى اللّه عليه و سلّم و اجتمع الناس في دار سعد بن عبادة، و فيهم أبو بكر، و عمر، قال: فقام خطيب الأنصار فقال: أ تعلمون أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم كان من المهاجرين و خليفته من المهاجرين، و نحن كنا أنصار رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فنحن أنصار خليفته كما كنا أنصاره، قال فقام عمر بن الخطّاب فقال: صدق قائلكم، أما لو قلتم غير هذا لم نتابعكم (2)، و أخذ بيد أبي بكر و قال: هذا صاحبكم فبايعوه، و بايعه عمر، و بايعه المهاجرون و الأنصار، قال: فصعد أبو بكر المنبر، فنظر في وجوه القوم فلم ير الزبير، قال: فدعا بالزبير، فجاء، فقال (3):قلت: أين ابن عمة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و حواريّه، أردت أن تشقّ عصا المسلّمين ؟ قال: لا تثريب يا خليفة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقام فبايعه، ثم نظر في وجوه القوم فلم ير عليا، فدعا بعلي بن أبي طالب، فجاء فقال: قلت ابن عم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و ختنه على ابنته أردت أن تشقّ عصا المسلمين، قال: لا تثريب يا خليفة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فبايعه.

هذا أو معنا قال أبو علي الحافظ : سمعت محمّد بن إسحاق بن خزيمة يقول:

جاءني مسلم بن الحجّاج فسألني عن هذا الحديث، فكتبت له في رقعة و قرأت عليه، و قال: هذا حديث يسوي بدنة، فقلت: يسوي بدنة بل هذا يسوي بدرة.

كذا رواه لنا، و قد سقط من صدره قول قائل الأنصار.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد - قراءة - و أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن - لفظا - قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا محمّد بن عبد اللّه بن الحسين، نا أبو جعفر محمّد بن يحيى بن محمّد بن مرداس الشطوي، نا أبي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن

ص: 277


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م.
2- عن م و بالأصل: يتابعكم.
3- عن م، و بالأصل: فقالت.

جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد بن محمّد بن حنبل، حدّثني أبي، قالا: نا عفان، نا وهيب، عن داود، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، قال:

لما توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قام خطباء الأنصار، فجعل منهم من يقول - و في حديث الشطوي: فجعل الرجل منهم يقول - يا معشر المهاجرين إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم كان إذا استعمل رجلا منكم قرن معه رجلا منا، فنرى (1) أن يلي هذا الأمر رجلان أحدهما منكم و الآخر منّا، قال: فتتابعت خطباء الأنصار على ذلك، فقام زيد بن ثابت، و قال: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم كان من المهاجرين - زاد ابن حنبل: و إنّما الإمام يكون من المهاجرين و قالا:- و نحن أنصاره كما كنا أنصار رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فقام أبو بكر فقال: جزاكم اللّه خيرا من حيّ يا معشر الأنصار و ثبت قائلكم، ثم قال: و اللّه لو فعلتم غير ذلك لما صالحناكم - و في حديث الشطوي: أما لو قلتم غير ذلك لما صالحناكم-.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن علي بن الحسن (2) بن أبي عثمان، و أحمد بن محمّد بن إبراهيم القصاري.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه بن القصاري، أنا أبي أبو طاهر، قالا: أنا أبو القاسم إسماعيل بن الحسن (3) بن عبد اللّه الصرصري، نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا القاسم بن سعيد بن المسيّب، نا علي بن عاصم، نا الجريري، عن أبي نضرة (4)،عن أبي سعيد قال:

لما بويع أبو بكر قال: أين علي، لا أراه، قالوا: لم يحضر، قال: فأين الزبير؟ قالوا: لم يحضر، قال: ما كنت أحسب أن هذه البيعة إلاّ عن رضا جميع المسلمين، إنّ هذه البيعة ليس كبيع الثوب ذي الخلق، إنّ هذه البيعة لا مردود لها، قال: فلما جاء علي قال: يا علي ما بطأ بك عن هذه البيعة ؟ قلت إنّي ابن عم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و ختنه على ابنته، لقد علمت أنّي كنت في هذا الأمر قبلك، قال: لا تزري بي يا خليفة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فمدّ

ص: 278


1- عن م و بالأصل: فيرى.
2- بالأصل:«الحسن و ابن عثمان» و المثبت عن م.
3- في م: الحسين، خطأ.
4- بالأصل و م: أبي نصرة، خطأ و الصواب ما أثبت، و اسمه المنذر بن مالك بن قطعة. ترجمته في سير الأعلام 529/4.

يده فبايعه، فلما جاء الزبير قال: ما بطأ بك عن هذه البيعة ؟ قلت (1):إنّي ابن عمّة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و حواريّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، أ ما علمت أني كنت في هذا الأمر قبلك، قال:

لا ترزي بي يا خليفة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و مدّ يده فبايعه.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرازي، نا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا ابن المثنّى، نا بشير (2) بن عمر، قال: و حدّثني مالك بن أنس عن الزهري، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود، عن ابن عبّاس، عن عمر بن الخطّاب، قال:

لما توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم اجتمعت المهاجرون إلى أبي بكر، و اجتمعت الأنصار في سقيفة بني ساعدة، فقلت لأبي بكر: انطلق بنا إلى إخواننا هؤلاء من الأنصار، فانطلقنا حتى جئناهم، فلما جلسنا تكلم خطيبهم فقال أبو بكر: أمّا ما ذكرتم فيكم من خير فأنتم أهله، و لم تعرف العرب هذا الأمر إلاّ بهذا الحي من قريش، هم أوسط العرب نسبا و دارا و قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين، فبايعوا أيهما شئتم، و أخذ بيدي و بيد أبي عبيدة بن الجرّاح، و هو جالس، فلم أنكر - أو قال: أكره، شك بشر - غيرها قلت: و اللّه لئن أقدم فيضرب عنقه لا يقربني ذلك إلي ثم أحبّ إلي من أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر إلاّ أن تغير نفسي عند الموت فكثر اللغط ، و ارتفعت الأصوات حتى فرقت من الاختلاف، فقلت: أبسط يدك يا أبا بكر، فبايعناه ثم بايعه المهاجرون، ثم بايعه الأنصار، و ليس فيكم من تنقطع إليه الأعناق إلاّ أبا بكر.

أخبرنا أبو طاهر محمّد بن الحسن (3) بن محمّد بن إبراهيم، أنا أبو علي أحمد، و أبو الحسين محمّد، ابنا عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر، قالا: قرئ على أبي بكر يوسف بن القاسم بن يوسف، نا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي، نا عبد اللّه بن محمّد بن أسماء، نا جويرية بن أسماء، نا مالك بن أنس، عن الزهري أن عبيد اللّه بن عبد اللّه (4) بن عتبة أخبره أن عبد اللّه بن عبّاس (5) أخبره:

ص: 279


1- تقرأ بالأصل:«قال» و قد تقرأ «قلت» و هو ما أثبت عن م.
2- كذا بالأصل: بشر، و في م هنا:«بشير» و سيرد فيها و في الأصل في آخر الخبر: بشر.
3- بالأصل: الحسين، خطأ، و الصواب ما أثبت «الحسن» عن م و انظر مشيخة ابن عساكر 184/ب.
4- «ابن عبد اللّه» استدرك على هامش الأصل و بعده كلمة صح.
5- عن م و بالأصل: عياش.

أنه كان يقري عبد الرّحمن بن عوف في خلافة عمر، قال: فلم أر رجلا يجد من إلاّ قشعريرة ما يجد عبد الرّحمن عند القراءة، قال ابن عبّاس: فجئت التمس عبد الرّحمن يوما فلم أجده، فانتظرته في بيته حتى رجع من عند عمر، فلما رجع قال لي: لو رأيت رجلا آنفا قال لعمر كذا و كذا و هو يومئذ بمنى آخر حجة حجّها عمر، فذكر عبد الرّحمن لابن عبّاس أن رجلا أتى إلى عمر فأخبره أن رجلا قال: و اللّه لو قد مات عمر لقد بايعت فلانا، فقال عمر حين بلغه ذلك إنّي لقائم العشية، فمحذّرهم هؤلاء الذين يغضبون الأمة أمرهم، قال عبد الرّحمن: فقلت؛ يا أمير المؤمنين لا تفعل ذلك، و ذكر الحديث بطوله، لم يزدنا على هذا و هذان مختصران من حديث:

أخبرناه بتمّامه أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل الفراوي (1)،و أبو محمّد هبة اللّه بن سهل، و السيدي (2)،و أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، و أبو القاسم تميم بن أبي سعيد، قالوا: أنا أبو عثمان سعيد بن محمّد بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن حمدان الحيري، أنا الحسن بن سفيان - زاد الفراوي و السيدي: النسوي و قالوا: و أبو يعلى - و زاد أحمد بن علي بن المثنّى الموصلي و قالوا:- و اللفظ (3) لأبي يعلى، قالا: نا عبد اللّه بن محمّد بن أسماء بن أخي جويرية بن أسماء، نا جويرية بن أسماء، عن مالك بن أنس، عن الزهري، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود أن عبد اللّه بن عبّاس أخبره:

أنه كان يقري عبد الرّحمن بن عوف في خلافة عمر، قال: فلم أر رجلا يجد من الأقشعريرة ما يجد عبد الرّحمن عند القراءة، قال ابن عبّاس: فجئت ألتمس عبد الرّحمن فلم أجده، فانتظرته في بيته حتى رجع من عند عمر، فلما رجع قال: لو رأيت رجلا آنفا قال لعمر كذا و كذا و هو يومئذ بمنى في آخر حجة حجّها عمر، فذكر عبد الرّحمن لابن عبّاس أن رجلا أتى عمر فأخبره أن رجلا قال: و اللّه لو قد مات عمر لقد بايعت فلانا، قال عمر حين بلغه ذلك: إنّي لقائم إن شاء اللّه في الناس فمحذّرهم الذين يغضبون الأمة أمرهم قال عبد الرّحمن: قلت: يا أمير المؤمنين لا تفعل ذلك

ص: 280


1- بالأصل:«و أبو الفراوي محمد» و المثبت عن م.
2- كتبت اللفظة بين السطرين بالأصل، و اللفظة ليست في م.
3- عن م، و بالأصل: ذا اللفظ .

يومك فإن الموسم يجمع رعاع الناس و غوغاءهم و أنهم هم الذين يغلبون على مجلسك، فأخشى إن قلت فيهم اليوم مقالة أن يطيروا بها و ألا يعوها و لا يضعوها على مواضعها، أمهل حتى تقدم المدينة، فإنها دار الهجرة و السنّة و تخلص بعلماء الناس و أشرافهم، فتقول ما قلت متمكنا فيعوا مقالتك و يضعوها مواضعها.

فقال عمر: و اللّه لئن قدمت المدينة صالحا لأكلمنّ بها الناس في أوّل مقام أقومه.

قال ابن عبّاس: فلما قدمنا المدينة في عقب ذي الحجة، و ذاك يوم الجمعة، هجّرت صكة الأعمى لما أخبرني عبد الرّحمن، فوجدت سعيد بن زيد قد سبقني بالتهجير، فجلست إلى ركن جانب المنبر، فجلس إلى جنبي تمس ركبتي ركبته، فلم ينشب (1) عمر أن خرج، فأقبل يؤم المنبر، فقلت لسعيد بن زيد، و عمر مقبل: أم و اللّه ليقولنّ أمير المؤمنين على هذا المنبر اليوم مقالة لم يقلها أحد قبله، فأنكر ذلك سعيد و قال: ما عسى أن يقول ما لم يقله أحد قبله ؟ فلما جلس على المنبر أذّن المؤذن، فلمّا أن سكت قام عمر: فتشهّد و أثنى على اللّه بما هو أهله، ثم قال: أما بعد، فإنّي قائل لكم مقالة قد قدّر لي أن أقولها لعلها بين يدي أجلي، فمن عقلها و وعاها فليتحدث بها حيث انتهت به راحلته، و من خشي أن لا يعيها فلا أحلّ له أن يكذب عليّ ، إن اللّه بعث محمّدا صلى اللّه عليه و سلّم و أنزل عليه الكتاب، و كان مما أنزل عليه آية الرجم، فقرأناها و عقلناها و وعيناها، و رجم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و رجمنا بعده، فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل: و اللّه ما نجد آية الرجم في كتاب اللّه عز و جل فنترك فريضة أنزلها اللّه عز و جل، فإنّ الرجم في كتاب اللّه حقّ على من زنا إذا أحصن من الرجال و النساء، إذا قامت عليه بيّنة، أو كان الحبل، و الاعتراف، ثم إنا قد كنا نقرأ ألا ترغبوا عن آبائكم فإنّ كفرا بكم أن ترغبوا عن آبائكم. ثم إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«لا تطروني كما أطري ابن مريم عليه السلام، فإنّما أنا عبد، فقولوا: عبد اللّه و رسوله»، ثم إنه بلغني أن فلانا منكم يقول:

و اللّه لو قد مات عمر لقد بايعت فلانا، فلا يغترنّ امرؤ أن يقول: إنّ بيعة أبي بكر كانت فلتة فتمّت فإنها قد كانت كذلك، ألا و ان اللّه عز و جل وقى شرّها، و ليس فيكم من تقطع إليه الأعناق مثل أبي بكر، و إنه كان من خيرنا حين توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إنّ عليا و الزبير و من معهما تخلّفوا عنا، و تخلّفت الأنصار عنا بأسرها فاجتمعوا في سقيفة بني ساعدة،

ص: 281


1- بالأصل و م: ينسب، خطأ و الصواب ما أثبت عن مختصر ابن منظور 88/13 لم ينشب أي لم يلبث.

و اجتمع المهاجرون إلى أبي بكر، فبينا نحن في منزل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إذا رجل ينادي من وراء الجدار: اخرج إليّ يا ابن الخطّاب، فقلت: إليك عني، فأنّا عنك مشاغيل، فقال:

إنّه قد حدث أمر لا بد منك فيه، إنّ الأنصار قد اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة فأدركوهم قبل أن يحدّثوا أمرا يكون بيننا و بينهم فيه حرب، فقلت لأبي بكر: انطلق بنا إلى إخواننا من هؤلاء الأنصار، فانطلقنا نؤمهم، فلقيت أبا عبيدة بن الجراح، فأخذ أبو بكر بيده فمشى بيني و بينه حتى إذا دنونا منهم لقينا رجلان صالحان، فذكرا الذي صنع القوم، فقالا: أين تريدون يا معشر المهاجرين ؟ فقلت: نريد إخواننا من هؤلاء الأنصار، فقالا:

لا عليكم أن تقربوهم يا معشر المهاجرين، افضوا أمركم، فقلت: و اللّه لنأتينّهم، فانطلقنا حتى أتيناهم، فإذا هم جمع (1) في سقيفة بني ساعدة، و إذا بين أظهرهم رجل مزمّل (2)،قلت: من هذا؟ قالوا: سعد بن عبادة، قلت: ما له ؟ قالوا: هو وجع، فلما جلس تكلم خطيب الأنصار، فأثنى على اللّه بما هو أهله، ثم قال: أما بعد، فنحن أنصار اللّه، و كتيبة الإسلام، و أنتم يا معشر المهاجرين رهط منا، و قد دفّت دافّة (3) من قومكم.

قال عمر: فإذا هم يريدون أن يختزلونا من أصلنا، و يحصنونا (4) من الأمر، فلما قضى مقالته أردت أن أتكلم قال: و كنت قد زوّرت مقالة أعجبتني أريد أن أقوم بها بين يدي أبي بكر، و كنت أداري منه بعض الحدّة (5) فلما أردت أن أتكلم قال أبو بكر: على رسلك، فكرهت أن أغضبه، فتكلم أبو بكر، و هو كان أحلم منّي، و أوقر، و اللّه ما ترك من كلمة أعجبتني في تزويري إلاّ تكلم بمثلها، أو أفضل في بديهته، حتى سكت، فتشهد أبو بكر و أثنى على اللّه بما هو أهله، ثم قال:

أما بعد أيها الأنصار، فما ذكرتم فيكم من خير فأنتم أهله، و لن تعرف العرب هذا الأمر إلاّ لهذا الحي من قريش، هم أوسط العرب نسبا و دارا، و قد رضيت لكم هذين

ص: 282


1- في م: جميع.
2- هو سعد بن عبادة، و مزمل أي مغطى مدثّر (النهاية: زمل).
3- بالأصل اللفظتان مهملتان بدون نقط ، و في م: دبت الدابة. و الصواب ما أثبت عن النهاية لابن الأثير، و فيها: الدافة: قوم من الأعراب يردون المصر، و دفت علينا: يعني أنهم قدموا علينا المدينة.
4- أي يمنعونا، و الإحصان: المنع.
5- عن م و بالأصل: الجدة.

الرجلين، فبايعوا أيهما شئتم، و أخذ بيدي و بيد أبي عبيدة بن الجراح، فلم أكره مما قال غيرها، كان و اللّه أن أقدم فتضرب عنقي، لا يقربني ذلك إلى إثم أحبّ إليّ من أن أؤمّر على قوم فيهم أبو بكر إلاّ أن تغترّ (1) نفسي عند الموت، فلما قضى أبو بكر مقالته، قال قائل من الأنصار: أنا جذيلها المحكّك و عذيقها المرجّب (2)،منا أمير و منكم أمير، يا معشر قريش قال عمر: فكثر اللغط ، و ارتفعت الأصوات حتى أشفقت الاختلاف، قلت: ابسط يدك يا أبا بكر، فبسط أبو بكر يده، فبايعته و بايعه المهاجرون و الأنصار، فنزونا (3) على سعد بن عبادة، فقال قائل من الأنصار: قتلتم (4) سعدا؟ قال عمر: فقلت و أنا مغضب: قتل (5) اللّه سعدا فإنه صاحب فتنة و شرّ، و أنّا و اللّه ما رأينا فيما حضر من أمرنا أمر أقوى من بيعة أبي بكر، خشينا (6) أن فارقنا القوم قبل أن تكون بيعة أن يحدّثوا بعدنا بيعة، فأما أن نبايعهم على ما لا (7) نرضى (8)،و إمّا أن نخالفهم فيكون فسادا. فلا يغترّن امرؤ أن يقول (9):إن بيعة أبا بكر كانت فلتة فتمت، فقد كانت فلتة و لكن اللّه وقى شرّها، ألا و انه ليس فيكم اليوم مثل أبي بكر.

أخبرناه عاليا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، و أبو بكر محمّد بن شجاع، و أبو طاهر محمّد بن أبي نصر بن أبي القاسم، قالوا: أنا أبو المظفّر محمود بن جعفر التميمي، أنبأ عمّ والدي أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن جعفر، نا إبراهيم بن السندي بن علي، ثنا أبو عبد اللّه الزبير بن أبي بكر، حدّثني سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، عن ابن عبّاس قال:

كنت أقري عبد الرّحمن بن عوف في خلافة عمر بن الخطّاب، فلما كان في آخر حجّة حجّها عمر بن الخطّاب، أتاني عبد الرّحمن بن عوف ذات ليلة و نحن بمنى، فقال: لو رأيت أمير المؤمنين و أتاه رجل فقال: إنّ رجالا يقولون: لو قد مات أمير

ص: 283


1- بالأصل:«تغير» و في م:«تغر» و الذي أثبت وافق ما جاء في مختصر ابن منظور 90/13.
2- الجذيل تصغير الجذل و هو العود ينصب للإبل الجربى. و العذيق تصغير العذق، و هو النخلة، و هو تصغير تعظيم (راجع اللسان و تاج العروس).
3- أي وقعوا عليه و وطئوه (النهاية).
4- بالأصل و م: قبلتم... قبل. خطأ و الصواب ما أثبت.
5- بالأصل و م: قبلتم... قبل. خطأ و الصواب ما أثبت.
6- في م: حسنا.
7- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
8- بالأصل و م: يرضى.
9- بالأصل و م: تقول.

المؤمنين قد بايعنا فلانا، فقال عمر: إنّي لقائم في الناس، فمحذّرهم هؤلاء الرهط الذين يريدون أن يغصبوا الناس بيعتهم، فقلت: يا أمير المؤمنين إنّ الحج يجمع رعاع الناس و عوامّهم و هم الذين يغلبون على مجلسك، و إنّك إن قلت فيهم اليوم مقالة لم يحفظوها و لم يعوها و لم يضعوها موضعها و يطيروا بها كل مطير فلم أمهلت حتى تقدم المدينة، فإنها دار الهجرة و السنّة، و تعود بالمهاجرين و الأنصار، فقلت: ما قلت متمكنا كان أجدر أن يحفظوا مقالتك و أن يعوها و أن يضعوها في موضعها. فقال: أما و اللّه إن شاء اللّه لئن قدمت المدينة لأقومن بها في أول مقام أقومه بالمدينة، قال: فقدمنا المدينة في عقب ذي الحجة، فلمّا أن جاءت الجمعة هجرت الذي حدّثني عبد الرّحمن بن عوف و لا أرى أحدا سبقني، فوجدت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، قد سبقني بالتهجير جالسا إلى جنب المنبر، فصلّيت و جلست إلى جنبه، تحك ركبتي ركبته، فقلت: أما و اللّه ليقولن (1) أمير المؤمنين على المنبر مقالة لم يقلها أحد قبله و لا بعده، فغضب سعيد و قال: أيّ مقالة عسيت أن يقولها أمير المؤمنين لم يقلها أحد كان قبله، فلما زالت الشمس خرج عمر فجلس على المنبر، و أذّن المؤذن في أذانه، فلما فرغ قام عمر فخطب، فحمد اللّه و أثنى عليه، ثم قال: أما بعد، فإنّي قائل مقالة قدر لي أن أقولها، و لا أدري لعلها أن تكون بين يدي أحلى، فمن حفظها و عقلها أو وعاها فليحدّث بها حيث انتهت به راحلته، و من لا فلا أحل لأحد أن يكذب عليّ هو (2) أن اللّه بعث محمدا صلى اللّه عليه و سلّم بالحق، و أنزل عليه الكتاب، فكان فيما أنزل عليه آية الرجم، فقرأناها و وعيناها، فرجم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و رجمنا به، فأخشى أن يطول بالناس زمان فيقول فإنك لا تجد الرجم في كتاب اللّه، فيضلوا بترك فريضة أنزلها اللّه، ألا و إن الرجم حقّ على من زنا إذا أحصن و قامت عليه البيّنة، أو كان الحبل أو الاعتراف، ألا و إنا كنا نقرأ في كتاب اللّه لا ترغبوا عن آبائكم، فإنه لقربكم أن ترغبوا عن آبائكم أو كفرتكم لن ترغبوا عن آبائكم ألا و إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم، فإنّما أنا عبده و رسوله فقولوا عبده و رسوله»، ثم إنه كان من خبرنا أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لما توفي تخلّفت عنا الأنصار مع سعد بن عبادة، و تخلّف عنا عليّ و الزبير و من كان معهما في بيت فاطمة، فاجتمع المهاجرون إلى أبي بكر، فقلت لأبي بكر: يا أبا بكر انطلق بنا إلى إخواننا من الأنصار، فانطلقت أنا و أبو بكر، و أبو عبيدة بن الجرّاح، فاستقبلنا رجلان صالحان من

ص: 284


1- عن م و بالأصل: ليقول.
2- عن م، سقطت من الأصل.

الأنصار قد شهدا بدرا: عويمر بن ساعدة و الآخر معن بن عدي، فقالا: أين تريدون يا معشر المهاجرين ؟ فقلنا: نريد إخواننا من هؤلاء الأنصار فقالا: فارجعوا، فأفضوا أمركم بينكم، فقلت: و اللّه لنأتينهم، فإذا هم مجتمعون في سقيفة بني ساعدة، و إذا بين أظهرهم رجل مزمّل، قلت: من هذا؟ فقالوا: سعد بن عبادة، فقلت: ما له ؟ قالوا:

مريض، فلما جلسنا قام خطيب الأنصار، فحمد اللّه و أثنى عليه، قال (1):أما بعد، فنحن الأنصار، و كتيبة الإسلام، و أنتم يا معشر المهاجرين حي منا، و قد دفّت (2) دافّة من قومكم، قال عمر: فإذا هم يريدون أن يختزلونا من أصله، و يحصنونا من الأمر، فلما سكت أردت أن أتكلم [قال:] و كنت قد زوّرت في نفسي مقالة أريد أن أقوم بها بين يدي أبي بكر، و كنت أداري منه بعض الحدة و هو كان إذ قربني و أحلم فذهبت لأتكلم قال أبو بكر: على رسلك، فكرهت أن أغضبه، فحمد اللّه و أثنى عليه فو اللّه ما ترك شيئا مما كنت زورت في نفسي إلاّ أجاء بها أو خير منها، قال: أما بعد فما ذكرت فيكم من خير فأنتم أهله، و إن العرب لا تعرف هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش هم أوسط العرب دارا و نسبا و قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين فبايعوا أيهما شئتم فأخذ بيدي و بيد أبي عبيدة بن الجرّاح فو اللّه ما كرهت من مقالته شيئا غيرها، و كنت لأن أقدم فيضرب عنقي لا يعريني ذلك من إثم أحبّ إليّ من أن أتأمر على قوم فيهم أبا بكر.

فقام الحباب بن المنذر السلمي فقال: أنا جذيلها المحكك، و عذيقها المرجب منا أمير و منكم أمير، يا معشر قريش إن شئتم أعدنا الحرب جذعة، فارتفعت الأصوات و كثر اللغط حتى خشيت الاختلاف فقلت يا أبا بكر ابسط يدك، فبسطها فبايعته و بايعه أبا عبيدة بن الجرّاح و بايعه المهاجرون ثم بايعه الأنصار، و نزونا على سعد فقال قائل الأنصار: قتلتم سعدا، فقلت: قتل (3) اللّه سعدا، إنا و اللّه ما وجدنا فيما حضرنا من أمرنا أقوى من مبايعة أبي بكر، خفنا إن فارقنا القوم أن يحدثوا بعدنا بيعة، فإما بايعناهم على ما نكره أو نخالفهم فيكون فسادا، و لا نعرف امرأ أن يقول إن بيعة أبي بكر كانت فلتة إلاّ أنها كانت فلتة و لكن اللّه وقى شرّها أو ليس فيكم من نقطع له الأعناق مثل أبي بكر.

ص: 285


1- في م: ثم قال.
2- بالأصل:«دق داقة» و في م:«دف إلينا دافة» و الصواب ما أثبت، قياسا إلى رواية سابقة، و قد شرحنا اللفظة هناك.
3- بالأصل و م:«قبلتم... قبل».

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد الواعظ ،[أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن النّقّور، و أبو علي محمّد بن وشاح الرسي (1).

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي] (2)،أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، قالا:

أنبأ عيسى بن علي بن عيسى، نا أبو عبيد علي بن الحسين بن حرب، نا أبو السكين (3)زكريا بن يحيى، حدّثني عمّ أبي زحر (4) بن حصن، عن جده حميد بن منهب، قال:

زرت الحسن بن أبي الحسن فخلوت به، فقلت له: يا أبا سعيد أما ترى ما الناس فيه من الاختلاف ؟ فقال لي: يا أبا يحيى (5) أصلح أمر الناس أربعة، و أفسده اثنان، أما الذين أصلحوا أمر الناس فعمر بن الخطّاب يوم سقيفة بني ساعدة حيث قالت قريش: منا أمير و قالت الأنصار منا أمير، فقال لهم عمر: أ لستم تعلمون أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:

«الأئمة من قريش»[6439]؟ قالوا: بلى، قال: أ و لستم تعلمون أنه أمر أبا بكر يصلّي بالناس ؟ قالوا: بلى، قال: فأيّكم يتقدم أبا بكر؟ قالوا: لا أحد، فسلّمت لهم الأنصار، و لو لا ما احتج به عمر من ذلك لتنازع الناس هذه الخلافة إلى يوم القيامة، و أبو بكر الصّدّيق حيث ارتدّت العرب فشاور فيهم الناس، فكلهم أشار عليه بأن يقبل منهم الصلاة و يدع لهم الزكاة، فقال: و اللّه لو منعوني عقالا (6) مما كانوا يعطونه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لجاهدتم، و لو لا ما فعل أبو بكر من ذلك لألحد الناس في الزكاة إلى يوم القيامة، و عثمان بن عفان حيث جمع الناس على هذه القراءة و قد كانوا يقرءونه على سبعة أحرف، فكان هؤلاء يلقون هؤلاء فيقولون: قراءتنا أفضل من قراءتكم حتى كاد بعضهم أن يكفّر بعضا، فجمعهم عثمان على هذا الحرف، و لو لا ما فعل عثمان من ذلك لألحد الناس في القرآن إلى يوم القيامة، و علي بن أبي طالب حيث قاتل أهل البصرة (7)،فلما فرغ منهم قسم بين أصحابه ما حوى عسكرهم، فقالوا له: يا أمير المؤمنين أ لا تقسم بيننا

ص: 286


1- كذا رسمها بالأصل.
2- ما بين معكوفتين ليس في م.
3- بالأصل:«أبو السلين» و في م:«أبو السكن» و كلاهما تحريف و الصواب ما أثبت و ضبط . ترجمته في تهذيب الكمال 323/6.
4- بالأصل:«زجر» و في م:«رحر» و الصواب ما أثبت، انظر الحاشية السابقة.
5- كذا بالأصل، و في م:«بحر» و في مختصر ابن منظور 90/13 بحير.
6- العقال: الحبل الذي يعقل به البعير الذي كان يؤخذ في الصدقة، أراد أنه ما يساوي عقالا، يريد أنه لو منعوه هذا الحبل الذي لا قيمة تذكر له، لا يقبل منهم ذلك، و هو يقاتلهم عليه.
7- يعني يوم الجمل.

إماءهم و نساءهم ؟ فقال: أيكم يأخذ عائشة في سهمه ؟ قالوا: و من يأخذ أم المؤمنين في سهمه، قال: أ فرأيتم هؤلاء اللواتي قتل عنهن أزواجهن، يعتددن أربعة أشهر و عشرا، و يورّثن الربع و الثمن ؟ قالوا: نعم، قال: فما أراهن إماء؟ و لو كن إماء لم يعتددن و لم يورثن، و لو لا ما فعل عليّ من ذلك لم يعلم الناس كيف يقاتل أهل القبلة، و أما اللذان أفسد (1) أمر الناس فعمرو بن العاص يوم أشار على معاوية برفع المصاحف، فحكّمت الخوارج فلا يزال هذا التحكيم إلى يوم القيامة، و المغيرة بن شعبة فإنّه كان عامل معاوية على الكوفة، فكتب إلى معاوية: إذا قرأت كتابي هذا فأقبل معزولا فأبطأ في مسيره، فلمّا ورد عليه قال له: يا مغيرة، ما الذي أبطأ بك ؟ قال: أمر و اللّه كنت أوطئه و أهيئه قال: و ما هو؟ قال: البيعة ليزيد من بعدك، قال: أو فعلت ؟ قال: نعم، قال: ارجع إلى عملك، فأنت عليه، فلما خرج من عند معاوية قال له أصحابه: ما وراءك يا مغيرة ؟ قال: ورائي، و اللّه أنّي قد وضعت رجل معاوية في غرز بغي لا يزال فيه إلى يوم القيامة.

قال الحسن: فمن أجل ذلك بايع هؤلاء لأبنائهم، و لو لا ذلك لكانت شورى إلى يوم القيامة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنبأ محمّد بن يوسف بن بشر الهروي، نا محمّد بن حمّاد الطّهراني، نا عبد الرّزّاق، أنا معمر، عن الزهري، حدّثني أنس بن مالك، قال: لقد رأيت عمر يزعج أبا بكر إلى المنبر إزعاجا (2).(3) كتب إليّ أبو بكر عبد الغفار بن محمّد الشروي (4)(5)،أنبأ أبو بكر أحمد بن

ص: 287


1- عن م و بالأصل: أفسدوا.
2- أي يقيمة و لا يدعه يستقر حتى بايعه (النهاية لابن الأثير: زعج) قال ابن الأثير: في حديث أنس: رأيت عمر يزعج أبا بكر إزعاجا يوم السقيفة.
3- قبله ورد خبر في م سقط من الأصل نثبته هنا و تمام روايته: أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنا أبو بكر البيهقي نا أبو عبد اللّه الحافظ نا محمد بن صالح بن هانئ، نا الفضل بن محمد البيهقي، نا إبراهيم بن المنذر الخزامي نا محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن سعد بن إبراهيم حدثني إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف أن عبد الرحمن بن عوف كان مع عمر بن الخطاب و أن محمد بن مسلمة كسر سيف الزبير ثم قام أبو بكر يخطب الناس و اعتذر إليهم و قال: و اللّه ما كنت حريص على الإمارة يوما و لا لبد و لا كنت فيها مزاحما، و لا سألتها اللّه في سر و لا علانية، و لكني... من الفساد و ما لي في الإمارة من... و لكن قلدت أمرا عظيما ما لي به طاقة و لا يداي لا... اللّه و لوددت أن أقوى الناس عليها... عليها... فقيل لها: جرون منه ما قال و ما اعتذر به، و قال علي و الزبير: ما غضبنا إلاّ لأنا... عن المشاورة و إنا نرى أبا بكر أحق الناس بها بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، إنه صاحب الغار و ثاني اثنين، و إنا لنعرف شرفه و خبره و لقد أمره رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بالصلاة و هو حي.
4- كذا بالأصل، في م:«السروي» و في مشيخة ابن عساكر ص 121/أ الشيروي.
5- بعدها في م: ح و حدثني أبو المحاسن الطيبي عنه.

الحسن بن أحمد، نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب بن يوسف، نا أحمد بن عبد الجبار العطاردي، نا يونس بن بكير، عن محمّد بن إسحاق، حدّثني صالح بن كيسان، عن عروة، عن عائشة قالت:

توفيت فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بعد وفاة أبيها بستّة أشهر، فاجتمع إلى علي أهل بيته، فبعثوا إلى أبي بكر ائتنا (1)،فقال عمر: و اللّه لا تأتيهم، فقال أبو بكر: و اللّه لآتينهم، و ما يخاف عليّ منهم، فجاءهم حتى دخل عليهم، فحمد اللّه و أثنى عليه ثم ذكر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فصلّى عليه، ثم قال: إنّي قد عرفت أنكم قد وجدتم عليّ في أنفسكم من هذه الصدقات التي وليت عليكم، و و اللّه ما صنعت ذلك إلاّ أني لم أكن أريد أن آكل شيئا مما أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم كنت أرى أثره فيه و عمله، إلى غيري حتى أسلك به سبيله، و أنفذه فيما جعله اللّه، و و اللّه لأن أصلكم أحبّ إليّ من أصل أهل قرابتي لقرابتكم من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و لعظيم حقه الذي جعله له على كل مسلم.

ثم تشهد عليّ ، فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال: يا أبا بكر، و اللّه ما نفسنا عليك خيرا قسمه اللّه لك إلاّ أن يكون أهلا لما أسند إليك في صحبة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و سنّك، و فضلك، و لكنا قد كنّا من الأمر حيث قد علمت، فتقوّل به علينا، فوجدنا في أنفسنا، و قد رأيت أن أبايع و أدخل فيما دخل فيه الناس، و إذا كان العشية (2) فصلّ بالناس الظهر و اجلس على المنبر حتى آتيك فأبايعك.

فلما صلّى أبو بكر الظهر ركب المنبر، فحمد اللّه، و أثنى عليه و ذكر الذي كان من أمر علي، و ما دخل فيه من أمر الجماعة و البيعة، و ها هو ذا فاسمعوا منه.

ص: 288


1- اللفظة غير واضحة بالأصل و م، و الصواب ما أثبت عن مختصر ابن منظور 92/13.
2- جاء في النهاية: عشا: صلى بنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إحدى صلاتي العشيّ فسلم من اثنتين، يريد صلاة الظهر أو العصر لأن ما بعد الزوال إلى المغرب عشيّ ، و قيل: العشي من زوال الشمس إلى الصباح.

فقام علي، فحمد اللّه، و أثنى عليه ثم ذكر أبا بكر و فضله و سنّه و أنه أهل لما ساق اللّه إليه من خير، ثم قام إلى أبي بكر فبايعه، فلا يرى مثل ما قال الناس: جزاك اللّه يا أبا حسن خيرا، فقد أحسنت و أجملت، حتى لم تصدع عصا المسلمين، و لم تفرّق (1)جماعتهم، فدخل فيما دخلوا فيه، ثم انصرف.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه السّلمي، نا أبو محمّد الجوهري - إملاء - أنا أبو الحسن علي بن عمر الحافظ ، نا علي بن محمّد بن كاس (2) النخعي، نا يعقوب بن تواب (3)،أنا محمّد بن بشر الحريري، نا موسى بن مطير، عن أبيه، عن صعصعة بن صوحان، قال:

دخلنا على علي بن أبي طالب حين ضربه ابن ملجم، فقلنا: يا أمير المؤمنين استخلف علينا، قال: لا، و لكن أترككم كما تركنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، دخلنا على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقلنا: يا رسول اللّه استخلف علينا، فقال:«لا، إن يعلم اللّه - عز و جل - فيكم خيرا يولّ عليكم خياركم»، قال علي: فعلم (4) اللّه فينا خيرا، فولّى علينا أبا بكر.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر، و أبو نصر أحمد بن عبد اللّه بن رضوان، و أبو غالب أحمد بن الحسن، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا الحسين بن عمر بن إبراهيم، نا عقبة بن مكرم الضّبّي، نا يونس بن بكير، عن الحسن بن عمارة، عن الحكم و واصل عن شقيق بن سلمة، قال:

قيل لعلي: أ لا توصي ؟ قال: ما أوصى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فأوصي، و لكن إن يرد اللّه بالناس خيرا فسيجمعهم على خيرهم كما جمعهم بعد نبيهم على خير.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، و أبو يعلى حمزة بن علي، قالا: أنا علي بن محمّد الفقيه، أنا عبد الرّحمن بن عثمان، أنا خيثمة بن سليمان، نا أبو عمرو بن أبي غرزة (5)، أنا محمّد بن بشر الأسدي، نا موسى بن مطير، عن أبيه، عن صعصعة بن صوحان قال:

لما ضرب علي أتيناه فقلنا: يا أمير المؤمنين استخلف علينا، قال: لا، إن يرد اللّه

ص: 289


1- بالأصل:«يصدع... يفرق» و المثبت عن م.
2- عن م و بالأصل: كاش.
3- كذا، و في م: أيوب.
4- عن م و بالأصل: يعلم.
5- إعجامها مضطرب بالأصل و م، و الصواب ما أثبت و ضبط ، و قد مرّ التعريف به.

بكم خيرا استعمل عليكم خيركم، كما أراد بنا خيرا استعمل علينا أبو بكر الصّدّيق.

أخبرنا أبو الحسن علي بن عبيد اللّه بن نصر بن الزاغوني (1)،أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمر، أنا أبو طاهر المخلّص، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا عمّار بن خالد التّمّار، نا محمّد بن الحسن، عن الحسن بن عمارة، عن واصل بن حبان، عن شقيق بن سلمة، قال: قال - يعني عليا - إن يرد اللّه بالناس خيرا فسيجمعهم بعدي كما جمعهم بعد نبيّهم على خيرهم - يعني أبا بكر-.

رواه غيره فزاد فيه الحكم:

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه، ثم أخبرنا أبو القاسم فضائل بن الحسن بن الفتح الكناني، أنا سهل بن بشر، قالا: أنا محمّد بن الحسين (2) بن الطفال، أنا محمّد بن أحمد الذهلي، نا الحسين بن عمر بن إبراهيم، نا عقبة بن مكرم، نا يونس بن بكير، عن الحسن بن عمارة، عن الحكم، و واصل، عن شقيق بن سلمة، قال:

قيل لعلي: أ لا توصي ؟ فقال: ما أوصى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فأوصي، و لكن إن يرد اللّه بالناس خيرا فسيجمعهم على خيرهم، كما جمعهم بعد نبيهم على خيرهم.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد بن يحيى بن عروس (3) القصاع، أنا جدي لأمي أبو محمّد الحسن بن علي بن عبد الصمد اللّبّاد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الوليد هشام بن محمّد بن جعفر الكندي، أنا عثمان بن خرّزاد (4)،حدّثني محمّد بن أبان، نا شعيب بن ميمون صاحب البزور (5)،نا أبو جناب، عن الشعبي، عن شقيق بن سلمة، عن علي بن أبي طالب أنه قيل له: لا توصي يا أمير المؤمنين ؟ قال:

كيف أوصي و لم يوص رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ؟ إن يرد اللّه بهذه الأمة خيرا فسيجمعهم بعدهم على خيرهم، كما جمعهم بعد نبيهم صلى اللّه عليه و سلّم على خيرهم.

ص: 290


1- مهملة بالأصل بدون نقط ، و في م:«الراعوني» و المثبت عن مشيخة ابن عساكر ص 144/أ.
2- في م: الحسن، خطأ، ترجمته في سير الأعلام 664/17.
3- كذا بالأصل و م «ابن عروس القصاع» و ليس هذا في عامود نسبه. في ترجمته في سير الأعلام 44/20 و مشيخة ابن عساكر 175/ب.
4- مهملة بالأصل و م، و الصواب ما أثبت و ضبط ، و قد مرّ التعريف به.
5- ترجمته في تهذيب الكمال 379/8.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، و أبو يعلى حمزة بن علي الثعلبي (1)،قالا: أنبأ أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا أحمد بن عبد الواحد بن سليمان النيسابوري، نا مهدي بن جعفر الرملي، نا ضمرة، عن ابن شوذب، عن عبد الرّحمن بن أبي الزّناد، عن أبيه، قال:

أقبل رجل يتخلص الناس، حتى وقف على علي بن أبي طالب، فقال: يا أمير المؤمنين ما بال المهاجرين و الأنصار قدّموا أبا بكر و أنت أوفى منه منقبة، و أقدم منه سلما، و أسبق سابقة، قال: إن كنت قرشيا فأحسبك من عائذة ؟ قال: نعم، قال: لو لا أن المؤمن عائذ اللّه لقتلتك، و لأخلص إليك روعك حصدا ويحك إنّ أبا بكر سبقني إلى أربع، لم أبزّهنّ و لم أعتض منهن، سبقني إلى الامام و تقديم الهجرة، و إلى الغار، و إفشاء الإسلام، و إنّي يومئذ... (2) الشعب الأقصى يستحقرني قريش، و يسير فيه أظهر الدين و أخفيه، و لو أن أبا بكر دخل على مشورة الجيش بشراك الرأي لصار الناس ككرعة أصحاب طالوت، ويحك إنّ اللّه ذم الناس كلهم و مدح أبا بكر فقال: إِلاّٰ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّٰهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثٰانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمٰا فِي الْغٰارِ إِذْ يَقُولُ لِصٰاحِبِهِ لاٰ تَحْزَنْ إِنَّ اللّٰهَ مَعَنٰا (3).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا سليمان بن إبراهيم بن محمّد، و سهل بن عبد اللّه بن علي، و أحمد بن عبد الرّحمن بن محمّد، و محمّد بن أحمد بن محمّد بن هارون، و عبد الرّزّاق بن عبد الكريم بن عبد الواحد.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، نا سليمان بن إبراهيم، قالوا: أخبرنا محمّد بن إبراهيم بن جعفر الجرجاني - إملاء - أنا محمّد بن الحسين بن الحسن، نا محمّد بن يزيد السّلمي، نا الحسين بن الوليد، نا سفيان الثوري، عن الأسود بن قيس العبدي، عن عمرو بن شقيق الثقفي، قال:

لما فرغ علي من الجمل قال: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لم يعهد إلينا في الإمارة شيئا، و لكنه رأي رأيناه، فإن يك صوابا فمن اللّه، و إن يك خطأ فمن قبلنا، ولي أبو بكر، فأقام و استقام، ثم ولي عمر فأقام و استقام، حتى ضرب الإسلام بجرانه (4)،ثم إن أقواما

ص: 291


1- مشيخة ابن عساكر ص 58/أ.
2- غير واضحة بالأصل و م.
3- سورة التوبة، الآية:40.
4- ضرب الإسلام بجرانه يعني قرّ قراره و استقام.

طلبوا الدنيا فيعفو اللّه عن من يشاء، و يعذب من يشاء.

أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، قالا؛ أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا عبد الرّزّاق، أنا سفيان، عن الأسود بن قيس، عن رجل، عن علي أنه قال يوم الجمل: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لم يعهد إلينا عهدا نأخذ به في إمارة و لكنه شيء رأيناه من قبل أنفسنا أن استخلف أبو بكر رحمة اللّه على أبي بكر، فأقام و استقام، ثم استخلف عمر رحمة اللّه على عمر، فأقام و استقام حتى ضرب الدين بجرانه.

قال: و نا عبد اللّه بن أحمد بن محمّد بن حنبل، أبو بكر بن أبي شيبة، نا ابن نمير عن عبد الملك بن سلع، عن عبد خير، قال: سمعت عليا يقول: قبض اللّه عز و جل نبيه على خير ما قبض عليه نبي من الأنبياء، ثم استخلف أبا بكر فعمل بعمل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و سنّة نبيه و عمر كذلك.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو علي الرّوذباري، أنا أبو محمّد بن شوذب الواسطي بها، نا شعيب بن أيوب، نا أبو داود الحفري (1)(2)، عن سفيان، عن أبي الأسود بن قيس، عن عمرو بن سفيان قال:

لما ظهر علي على الناس يوم الجمل قال: أيها الناس إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لم يعهد إلينا في هذه الإمارة شيئا حتى رأينا من الرأي أن نستخلف أبا بكر، فأقام و استقام حتى مضى لسبيله، ثم إن أبا بكر رأى من الرأي أن يستخلف عمر، فأقام و استقام حتى ضرب الدين بجرانه، ثم إنّ أقواما طلبوا بهذه الدنيا، فكانت أمور يقضي اللّه فيها.(3) أخبرنا أبو منصور محمود بن أحمد بن عبد المنعم بن ماشاده، أنا أبو علي

ص: 292


1- غير واضحة بالأصل، و في م:«الحصري» و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 415/9.
2- بعدها في م: و أخبرنا أبو يعقوب و سدس (كذا) أبو بكر، نا يوسف بن محمد بن أحمد المهرواني، أنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن رزقويه أنا محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب نا علي بن حرب نا أبو داود نا عصام بن النعمان...
3- قبله في م، و قد سقط من الأصل، نثبته هنا: أنا... قال أنا علي بن محمد المصيصي أنا عبد الرحمن بن عثمان أنا... أنا أبو عبيدة السري بن يحيى، نا... نا سفيان عن الأسود بن قيس عن رجل عن علي، خطب يوم البصرة فقال: إن رسول اللّه لم يعهد إلينا فذكر مثله. أخبرنا النجار (كذا) قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان نا إسحاق بن يسار النصيبي نا أبو عاصم عن سفيان الثوري عن الأسود بن قيس عن سعيد بن عمرو عن أبيه قال: خطب علي بن أبي طالب و قال: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لم يعهد إلينا في الإمارة بشيء و لكن رأي رأيناه استخلف أبو بكر فقام و استقام ثم قام عمر فقام و استقام حتى ضرب الدين بجرانه ثم إن أقواما طلبوا الدنيا، يعفو اللّه عمن يشاء و يعذّب من يشاء.

الحسن بن عمر بن يونس، أنا أبو عمر الهاشمي، أنبأ أبو العبّاس محمّد بن أحمد الأثرم (1)،نا أبو أسامة، حدّثني العلاء بن المنهال، حدّثني إبراهيم بن عمرو بن مالك الجشمي، عن أبيه، قال:

كنت بجرجان فدخلت على فروة بن الأخنس، و كان على معونتها فاستقبلت شيخا مخصوبا بالحنّاء، خارجا من عنده على برذونة شهباء، فدخلت فإذا هو يتعجب، فقال:

استقبلت شيخا آنفا على برذونة شهباء، قال: إنه حدّثني بحديث عجب، قلت له: نعم، قال: زعم أنه غلام شاب و هو ممن دخل على علي يوم الجمل بعد القتال، قال: فنظر علي إلينا فرأى شيبه فقال: أين شيوخ القوم ؟ فقال رجل: قتلوا و اللّه أمس حول الجمل، قال: فقام رجل من بني نمير يقال له ابن الأرت فخطب، فقال علي: و اللّه هذا الخطيب الشحشح قال: ثم إنّ عليا حمد اللّه و أثنى عليه ثم قال: إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم مضى و لم يعهد إلينا في هذا الأمر عهدا، فرأى المسلّمون أن تبايع أبو بكر فبايعناه، فقام و اللّه بالدين قياما حتى مضى، ثم استخلف و اللّه عمر، فضرب و اللّه الدين بجرانه، فضرب و اللّه الدين بجرانه حتى مضى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو الحسين بن النّقّور، نا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن (2) الأسود بن قيس، عن رجل، عن علي (3) قال: خطبنا يوم البصرة فقال: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لم يعهد إلينا، فذكر مثله.

ص: 293


1- زيد في م: قال نا أحمد بن الربيعي الجزار.
2- بالأصل «بن» و السند شديد الاضطراب هنا.
3- كذا بالأصل و ثمة سقط في السند بالأصل، و في م، و هو مضطرب أيضا و لست مطمئنا له، ننقله هنا: و أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر أنا الحسن بن علي. و أخبرنا أبو القاسم الشيباني أنا أبو علي التميمي قالا أنا أبو بكر بن مالك. أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور، أنا أبو سعيد (كذا) إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي.

إبراهيم (1) الإسماعيلي، ثنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن زياد القطان، نا أبو عمرو (2) أحمد بن عبد الجبار بن محمّد بن العلاء بن العبّاس بن محمّد بن عطارد، نا أبو بكر بن عيّاش، عن عاصم، عن زرّ، عن عبد اللّه قال:

إن اللّه نظر في قلوب العباد بعد قلب محمّد فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد بعد قلبه، فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون على دينه، فما رآه المؤمنون حسنا فهو عند اللّه حسن، و ما رآه المؤمنون سيئا فهو عند اللّه سيّئ.

قال ابن عيّاش: و أنا أقول: إنهم قد رأوا أن يولوا أبا بكر بعد النبي صلى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر، و أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد، و أم أبيها فاطمة بنت علي بن الحسين، قالوا: أنا محمّد بن علي بن علي، أنا علي بن معروف بن محمّد البزّار، نا أبو عيسى محمّد بن الهيثم بن خالد الوراق، نا أحمد بن عبد الجبار العطاردي، نا أبو بكر بن عيّاش، عن عاصم، عن زرّ، عن عبد اللّه، قال:

إن اللّه نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمّد خير قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه و ابتعثه برسالته ثم نظر في قلوب العباد بعد قلبه، فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد بعد قلبه، فجعلهم وزراء نبيه عليه السلام يقاتلون على دينه، فما رأى المسلّمون حسنا فهو عند اللّه حسن، و ما رآها المسلّمون سيئا فهو عند اللّه سيّئ.

قال أبو بكر بن عيّاش: و أنا أقول: إنهم قد رأوا أن يولّوا أبا بكر بعد النبي صلى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، حدّثني جدي، نا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، حدّثني نافع بن عمر، عن ابن أبي مليكة، قال: قيل لأبي بكر: يا خليفة اللّه، قال: أنا خليفة محمّد صلى اللّه عليه و سلّم و أنا راض بذلك، و كره أن يقال: خليفة اللّه تعالى.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب.

ح و أخبرنا أبو علي بن السّبط ، أنا أبو محمّد الجوهري، قالا: أنا أحمد بن

ص: 294


1- كذا بالأصل و في م و تهذيب الكمال 184/1 «أبو عمر» و ذكره باسم: أحمد بن عبد الجبّار بن محمد بن عمير بن عطارد و فيه: روى عن أبي بكر بن عياش، روى عنه: أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد اللّه بن زياد القطان.
2- كذا بالأصل و في م و تهذيب الكمال 184/1 «أبو عمر» و ذكره باسم: أحمد بن عبد الجبّار بن محمد بن عمير بن عطارد و فيه: روى عن أبي بكر بن عياش، روى عنه: أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد اللّه بن زياد القطان.

جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا محمّد بن يزيد، نا نافع بن عمر الجمحي، عن عبد اللّه بن أبي مليكة قال: قيل لأبي بكر: يا خليفة اللّه، قال (2):بل خليفة محمّد، و أنا أرضى به.

قال (3):و حدّثني أبي، ثنا موسى بن داود، نا نافع - يعني ابن عمر - عن ابن أبي مليكة، قال: قيل لأبي بكر: يا خليفة اللّه فقال: أنا خليفة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و أنا راضي (4) به (5).

أخبرنا إبراهيم (6) العلوي، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، نا عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة في قول اللّه: سَتُدْعَوْنَ إِلىٰ قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ (7) قال قوم: هم بني حنيفة و الداعي إلى قتالهم أبو بكر الصّدّيق، و قال آخرون: هم أهل فارس، و الداعي إلى قتالهم عمر بن الخطّاب، و هذه الآية تدل على خلافة أبي بكر و عمر و أما منهما إذا وعد اللّه المطيع له بالثواب، و وعد العاصي بالعقاب، لأنه قال: سَتُدْعَوْنَ إِلىٰ قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقٰاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللّٰهُ أَجْراً حَسَناً وَ إِنْ تَتَوَلَّوْا كَمٰا تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذٰاباً أَلِيماً ،قال: و قال ابن قتيبة: قال: قال اللّه تعالى: وَعَدَ اللّٰهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصّٰالِحٰاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضىٰ لَهُمْ (8)،الآية. فالمراد بهذا القول صحابة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لأنهم كانوا الخائفين في صدر الإسلام و قبل الهجرة، و المستضعفين ثم وجدوا بعد هذا جميع ما وعدهم اللّه به من النصر و الظهور و العزّ، و قوله ليستخلفنّهم في الأرض: يعني بعد النبي صلى اللّه عليه و سلّم.

ص: 295


1- مسند أحمد 34/1 رقم 64.
2- في المسند: فقال.
3- مسند أحمد رقم 59/ج 33/1.
4- كذا بالأصل و م بإثبات الياء، و في المسند:«راض» و كررت ثلاث مرات فيه.
5- بعدها خبر في م، و قد سقط من الأصل، و روايته: أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو أحمد الحاكم أنا أبو عروبة الحراني نا محمد بن أحمد بن مرزوق نا يحيى بن بسطام أنا عامر بن أبي تمام أنا يونس عن الحسن عن أبي بكر الصدّيق أنه سأل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال: رأيت فيما يرى النائم كأن في صدري دينار و على قلبه... فقال النبي صلى اللّه عليه و سلّم.... الدينار خلافة سنتين.
6- في م: أبو القاسم العلوي.
7- سورة الفتح، الآية:16.
8- سورة النور، الآية:55.

هذه الآيات شاهدة لخلافة أبي بكر.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب (1)،أنا محمّد بن أحمد بن رزق، قال: سمعت أبا سعيد الحسن بن علي الرازي - في مجلس أبي بكر الشافعي - قال: سمعت أبا محمّد عبد الرّحمن بن أبي حاتم الرازي يقول: دلالة ولاية أبي بكر الصّدّيق من القرآن قوله تعالى: قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرٰابِ سَتُدْعَوْنَ إِلىٰ قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقٰاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللّٰهُ أَجْراً حَسَناً .

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، قال: نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، أخبرني الحسن بن محمّد الخلاّل، نا يوسف بن عمر القوّاس، قال: سمعت أبا محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عثمان الحافظ يقول: الذين وقع عليهم اسم الخلافة ثلاثة، قال اللّه عز و جل لآدم: إِنِّي جٰاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً (2)، قال ابن عبّاس: فأخرجه اللّه من الجنة قبل أن يدخله فيها لأنه خلفه الأرض خليفة فيها، و قوله تعالى لداود: يٰا دٰاوُدُ إِنّٰا جَعَلْنٰاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ (3) و أجمع المهاجرون و الأنصار على خلافة أبي بكر، و قالوا له: يا خليفة رسول اللّه و لم يسمّ أحد بعده خليفة، و يقال: إنه قبض النبي صلى اللّه عليه و سلّم عن ثلاثين ألف مسلم، كلّ قال لأبي بكر: يا خليفة رسول اللّه و رضوانه، و من بعده رضي اللّه عنهم إلى حيث انتهينا، قيل لهم أمير المؤمنين.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبو علي، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو بكر بن بيري - إجازة (4)-قالا:

و أنا أبو تمّام الواسطي في كتابه، أنا أبو بكر بن بيري - قراءة - أنا محمّد بن الحسين الزعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا فضيل بن عبد الوهّاب، نا غسان بن مضر، عن سعيد بن يزيد، عن أبي نضرة، قال: قال أبو بكر أتيت عمر و بين يديه قوم يأكلون فرمى ببصره في مؤخر القوم إلى رجل، فقال: ما تجد فيما تقرأ (5) قبلك من الكتب ؟ قال: خليفة النبي صلى اللّه عليه و سلّم صديقه.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنبأ أبو طالب العشاري، نا أبو

ص: 296


1- تاريخ بغداد 386/7-387 ضمن أخبار الحسن بن علي الرازي.
2- سورة البقرة، الآية:30.
3- سورة ص، الآية:26.
4- في م: ح قالا.
5- عن م و بالأصل: يقرأ.

الحسين بن سمعون، نا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن سلم المحرمي، نا محمّد بن ماهان، نا عبد الرّحمن بن عمرو بن جبلة، نا مطرف بن عبد اللّه الكعبي، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال: أبو بكر خليفة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم على كل مؤمن و مؤمنة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، ثنا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو الحسن علي بن عمر الحربي، نا أبو عمران موسى بن سهل الجوني، نا بكّار بن قتيبة، نا أبو عمر الضرير، نا سهل، نا المبارك، عن محمّد بن الزبير الحنظلي، قال: سمعت الحسن يقول: و اللّه الذي لا إله إلاّ هو لقد استخلف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أبا بكر.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، و أبو طالب علي بن حيدرة، قالا: أنا أبو القاسم بن العلاء، أنبأ أبو محمّد بن أبي نصر، أخبرنا خيثمة بن سليمان، نا أحمد بن ملاعب البغدادي، نا خلف بن الوليد، نا مبارك بن فضالة، حدّثني محمّد بن الزبير، قال:

أرسلني عمر بن عبد العزيز إلى الحسن البصري أسأله عن أشياء، فصعدت إليه، فإذا هو متكئ على وسادة من أدم، فقلت: أرسلني إليك عمر أسألك عن أشياء، فأجابني فيما سألته، و قال: اشفني فيما اختلف فيه الناس، هل كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم استخلف أبا بكر، فاستوى الحسن قاعدا فقال: أو في شك هو، لا أبا لك، أي و اللّه الذي لا إله إلاّ هو لقد استخلفه، و لهو كان أعلم باللّه و أتقى له، و أشدّ له مخافة من أن يموت عليها لو لم يأمره (1).

قال: و نا أحمد بن ملاعب البغدادي، أنا خلف بن الوليد، نا مبارك بن فضالة، عن معاوية بن قرّة، قال: ما كان أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يشكون أن أبا بكر خليفة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و ما كانوا يسمونه إلاّ خليفة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و ما كانوا يجتمعون على خطأ أو ضلالة، و ما كانوا يكتبون إلاّ أبي (2) بكر خليفة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و ما كان يكتب إلاّ من أبي بكر خليفة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فما زالوا كذلك حتى توفي، فلما كان عمر بن الخطاب أرادوا أن يقولوا خليفة خليفة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، قال عمر: هذا يطول، قالوا: لا، و لكنا أمّرناك علينا، فأنت أميرنا، قال: نعم أنتم المؤمنون و أنا أميركم، فكتب أمير المؤمنين.

ص: 297


1- في م: يموت عليها أبو بكر يأمره.
2- كذا بالأصل و م.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنبأ و أبو الحسن بن سعيد قال: ثنا أبو بكر الخطيب، أنا ابن الفضل، أنا دعلج بن أحمد، أنا أحمد بن علي الأبّار، نا أبو هشام - يعني الرفاعي - قال: سمعت أبا بكر بن عيّاش يقول: أبو بكر الصّدّيق خليفة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في القرآن لأن اللّه تعالى يقول: لِلْفُقَرٰاءِ الْمُهٰاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيٰارِهِمْ وَ أَمْوٰالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللّٰهِ وَ رِضْوٰاناً وَ يَنْصُرُونَ اللّٰهَ وَ رَسُولَهُ أُولٰئِكَ هُمُ الصّٰادِقُونَ (1)،فمن سمّاه صادقا فليس يكذب، هم قالوا: يا خليفة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (2)،نا أحمد بن العبّاس الهاشمي، نا الحسن (3) بن عليل العنزي، نا محمّد بن إسماعيل القرشي، عن أبي بكر بن عيّاش، قال: قال لي الرشيد:

يا أبا بكر كيف استخلف الناس أبا بكر الصّدّيق ؟ قلت: يا أمير المؤمنين سكت (4) اللّه و سكت (5) رسوله و سكت (6) المؤمنين. قال: و اللّه ما زدتني إلاّ عمّى (7).قلت: يا أمير المؤمنين، مرض النبي صلى اللّه عليه و سلّم ثمانية أيام فدخل عليه بلال فقال: يا رسول اللّه من يصلّي بالناس ؟ قال:«مر أبا بكر يصلّي بالناس»، فصلى أبو (8) بكر بالناس ثمانية أيام و الوحي ينزل، فسكت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لسكوت اللّه (9) و سكت المؤمنون لسكوت رسول اللّه، فأعجبته، فقال: بارك اللّه فيك[6440].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، و أبو المعالي ثعلب بن جعفر، قالا: أنا أبو الحسن عبد الدائم بن الحسن، أنا عبد الوهّاب بن (10) الحسن، أنا عبد اللّه بن عتّاب بن الزّفتي، نا أحمد بن أبي الحواري، قال: سمعت الفريابي، يقول: سمعت سفيان يقول:

ما أحسب أن اللّه يقبل لمن أساء الظن بالمهاجرين الأولين من تقدمه أبي بكر و عمر صوما و لا صلاة و لا يصعد له إلى السماء عمل.

ص: 298


1- سورة الحشر، الآية:8.
2- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 26/4 ضمن أخبار أبي بكر بن عياش.
3- كذا بالأصل و م، و في ابن عدي: الحسين.
4- عن م و ابن عدي و بالأصل: ساكت.
5- عن م و ابن عدي و بالأصل: ساكت.
6- عن م و ابن عدي و بالأصل: ساكت.
7- بالأصل و م:«غما» و المثبت عن ابن عدي.
8- عن م و ابن عدي و بالأصل: أبا.
9- «لسكوت اللّه» ليس في ابن عدي.
10- سقطت من م و مكانها فيها بياض.

(1) أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو علي الحسن بن محمّد بن القاسم بن زينة، أنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفار، نا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن صالح (2) البروجردي، نا إبراهيم بن الحسين بن دازيل (3)،ثنا يحيى بن سليمان الجعفي، حدّثني شيخ من أهل الكوفة قال: لما بويع أبو بكر و استقام أمور الناس أنشأ رجل من قريش يكنى أبا عمرة يقول في ذلك:

شكرا لمن هو بالثناء حقيق *** ذهب الحجاج و بويع الصّدّيق

من بعد ما دحضت بسعد بغلة *** و رجا رجاء دونه العيّوق (4)

حفّت به الأنصار عاصب رأسه *** فأتاهم الصّدّيق و الفاروق

و أبو عبيدة و الذين إليهم *** نفس المؤمّل للبقاء تتوق (5)

بالحق إذ طلبوا الخلاّلة زلّة *** لم يخط مثل خطائهم مخلوق

فتداركوها بالصواب فبايعوا *** بعد التي فيها لنا تحقيق

إنّ الخلافة من قريش مالكم *** فيها و ربّ محمد تعريق

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي (6)،أنبأ أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي، نا محمّد بن عائذ (7)،قال: و أنا الوليد بن مسلم، عن يزيد بن سعيد بن ذي (8) عصوان، عن عبد الملك بن عمير (9) أو غيره، عن رافع الطائي:

ص: 299


1- قبله في م، و قد سقط الخبر من الأصل، نثبته هنا، و تمام نصه: أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ أنا أبو الطيب الفقيه أنا محمد بن عبد الرحمن الأصبهاني عن ابن يحيى الساعي (كذا) قال: سمعت الحسن بن محمد الزعفراني يقول: سمعت الشافعي يقول: أجمع الناس على خلافة أبي بكر، فاستخلف أبو بكر عمر ثم جعل عمر الشورى إلى ستة على أن يولوها واحدا، فولوها عثمان. قال الشافعي: و ذلك أنه اضطر الناس بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فلم يجدوا تحت أديم... خيرا من أبي الصديق فولوه رقابهم.
2- في م: صلح، تحريف، انظر ترجمته في سير الأعلام 64/16.
3- بالأصل و م؛ و يقال فيه: ابن ديزيل، انظر ترجمته في سير الأعلام 184/13.
4- العيوق: كوكب أحمر مضيء، بحيال الثريا في ناحية الشمال.
5- عن م و بالأصل: تنوق.
6- بالأصل:«القرص» تحريف و الصواب عن م، و قد مرّ هذا السند كثيرا.
7- بالأصل و م: عائد.
8- بالأصل:«بن در عن عصوان» و المثبت عن م، و فيها:«زيد» و لم أهتد إلى ترجمته.
9- ترجمته في تهذيب الكمال 72/12 و في م: عمر.

أنه سأل أبا بكر عن قبوله بيعتهم يومئذ و قد كان عهد إليه أن لا يأتمر على اثنين، قال: لما أتينا الأنصار تكلمت فقلت: يا معشر الأنصار إن رأيتم ألاّ تسبقوا المهاجرين بأمر كان اللّه قد جمع بكم الإسلام و أعزّه بكم، فلا يكوننّ فرقة أهله على أيديكم، و تكلّم عمر فقال: يا معشر الأنصار أ تعلمون أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أمر أبا بكر بالصلاة بكم في... (1) و مرضه، قالوا: نعم، قال: فأيكم يجترئ على أن يتقدمه، قالوا: لا أينا، قال: فقال سعد فبايعه إن نحن بايعناه، قال عمر: نعم، و أخذ عهدهم إن هو بايعه ليبايعنّه، فضرب عمر على يد أبي بكر و بايعت الأنصار على أن الخليفة منا و منهم الوزراء فقبلتها مخافة فرقة الإسلام.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنبأ أبو بكر الخطيب، أنا علي بن القاسم بن الحسين الشاهد بالبصرة، نا علي بن إسحاق المادرائي، نا العبّاس بن محمّد الدّوري، نا أحمد بن عبد اللّه بن يونس، نا فضيل بن عياض، عن الأعمش، عن سليمان بن ميسرة، عن طارق بن شهاب، عن رافع بن أبي رافع، قال:

كنت رجلا أغير على الناس و أدفن الماء في أدحيّ (2) النعام، فاستاقه (3) حتى أمر عليه بالفلاة، فاستثيره، فلما كانت غزوة ذات السلاسل بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم جيشا و استعمل عليهم عمرو بن العاص، و هي التي يفخر بها أهل الشام، و فيهم أبو بكر الصّدّيق و أمرهم أن يستنفروا من مروا عليه من المسلّمين، فمرّوا علينا في منازلنا، فاستنفرونا، فقلت: و اللّه لأختارنّ لنفسي رجلا فلأصحبنه، قال: فصحبت أبا بكر، قال: و كان له كساء فدكي (4) كان إذا ركب خلّه عليه، و إذا نزل لبسناه جميعا، و هو الذي عيّرته به هوازن فقالوا: إذا الحلال نبايع بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، قال: فقضينا غزاتنا ثم رجوت فقلت: يا أبا بكر إنّي قد صحبتك و إنّ لي عليك حقا، فأحبّ أن توصيني، فإنّي لست كل ساعة أستطيع أن آتي المدينة، قال: قد أردت أن أفعل ذلك، و لو لم تقله، اعبد اللّه و لا تشرك به شيئا، و أقم الصلاة، و آت الزكاة، و حجّ البيت، و صم رمضان،

ص: 300


1- غير مقروءة بالأصل و م.
2- أدحي النعام: مبيض النعام في الرمل، بضم الهمزة و كسرها.
3- كذا بالأصل، و في م:«فاستفاه» و في مختصر ابن منظور 96/13.
4- فدكي نسبة إلى فدك، قرية قريبة من خيبر بينها و بين المدينة ست ليال.

و لا تأمّرن على رجلين، قال: قلت: هذا، أعبد اللّه و أقيم الصلاة، و أوتي الزكاة، و أحجّ البيت، و أصوم رمضان، أ رأيت قولك و لا تأمّرن على رجلين فو اللّه ما يصيب الناس الخير و الشرف إلاّ في الإمارة في الدنيا، قال: إنّك استجهدتني (1)،فجهدت لك، إن الناس دخلوا في الإسلام طوعا و كرها، فهم عوّاذ اللّه، و جيران اللّه و في ذمة اللّه، فمن ظلم أحدا منهم فإنّما يحقر ذمة اللّه، و إن أحدكم لتؤخذ شاة جاره، و بعير جاره فيظل ناتئ عضله (2) لجاره، و اللّه من وراء جاره.

فلما قبض النبي صلى اللّه عليه و سلّم و استخلف أبو بكر قال: قلت: صاحبي الذي قال لي ما قال لآتينه، قال: فأتيت المدينة، فالتمست خلوته حتى أتيته، قال: فسلّمت عليه، و تعرّفت إليه فعرفني، فقلت له: أ ما تذكر قولا قلته لي ؟ قال: و ما هو؟ قال: قلت قولك: و لا تأمّرن على رجلين، قال: بلى، إن الناس كانوا حديث عهد بكفر، و إني خشيت عليهم، و إن أصحابي لم يزالوا بي حتى جعلوا عليه و أنا كاره، قال: فو اللّه ما زال يعتذر إليّ حتى عذرته.(3) أخبرناه أبو أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه (4)،أنا أبو محمّد الجوهري، أنا علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ، أنا عمر بن أيوب السقطي، نا الحسن بن حمّاد الضّبّي، نا عبدة، عن هشام، عن أبيه قال:

قام أبو بكر خطيبا، فحمد اللّه، و أثنى عليه، ثم قال: أما بعد، فإنّي وليت أمركم

ص: 301


1- في مغازي الواقدي 772/2 استنصحتني.
2- الناتئ: المرتفع المنتفخ، و العضل جمع عضلة، و هي القطعة من اللحم الشديدة (شرح أبي ذر ص 454).
3- قبله في م، ورد خبر، و قد سقط من الأصل، و تمام روايته: أخبرنا أبو السعود بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو بكر الديباجي، أنا علي بن عبد اللّه بن... نا محمد بن حرب، نا أبو مروان الغسّاني، قال: قال هشام: كانت خطبة أبي بكر حين استخلف: أما بعد، فإني وليت أمركم و لست بخيركم، و لكنه نزل القرآن، و سن النبي صلى اللّه عليه و سلّم علينا، فعلمنا أن أكيس الكيس التقي، و إن أحمق الحمق الفجور،... الضعيف حتى آخذ له حقه، و إن أضعفكم عندي القوي حتى آخذ منه الحق، إنما أنا متبع و لست بمبتدع فإن أنا أحسنت فأعينوني، و إن أنا زغت فقوموني. و روي من وجه آخر، فيه ذكر عروة.
4- في م: عبد اللّه.

و لست بخيركم، و لكن نزل القرآن و بيّن النبي صلى اللّه عليه و سلّم، و علّمنا فعلمنا أن أكيس (1) الكيّس التقى، و إنّ أحمق الحمق الفجور، و إنّ أقواكم عندي الضعيف حتى آخذ له بحقّه، و إن أضعفكم عندي القوي حتى آخذ منه الحق أيها الناس إنّما أنا متبع و لست بمبتدع، فإن أحسنت فاتبعوني، و إن زغت فقوّموني.(2) أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنبأ أحمد بن مروان، نا الحربي إبراهيم بن إسحاق، نا خلف بن هشام، عن أبي عوانة، عن هلال، عن عبد اللّه بن عليم.

قال: و أنا أحمد بن مروان، نا محمّد بن عبد الرّحمن مولى بني هاشم، نا أبي، عن الهيثم، عن مجالد، عن الشعبي قال:

لما بويع أبو بكر صعد المنبر فنزل مرقاة من مقعد النبي صلى اللّه عليه و سلّم، فحمد اللّه و أثنى عليه، ثم قال: اعلموا أيها الناس أن أكيس الكيس التقى، و ان أحمق الحمق الفجور، و إنّ أقواكم عندي الضعيف حتى آخذ له بحقه، و إن أضعفكم عندي القوي حتى آخذ الحق منه، إنما أنا متبع، و لست بمبتدع، فإن أحسنت فأعينوني، و إن زغت فقوّموني، و حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، و لا يدع قوما الجهاد في سبيل اللّه إلاّ ضربهم اللّه بالفقر، و لا ظهرت الفاحشة في قوم إلاّ عمهم اللّه بالبلاء، فأطيعوني ما أطعت اللّه و رسوله، فإذا عصيت اللّه و رسوله، فلا طاعة لي عليكم، أقول قولي هذا و أستغفر اللّه لي و لكم.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن

ص: 302


1- عن هامش الأصل و بجانبها كلمة صح.
2- قبله في م ورد خبر، و قد سقط من الأصل، نثبته هنا، و تمام روايته: و روي من وجه آخر عن هشام عن جدته أسماء. أخبرناه أبو سعد أحمد بن محمد بن البغدادي، أنا أبو منصور محمد بن أحمد، و أبو بكر محمد بن أحمد قالا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه نا الحسين بن إسماعيل، نا خلاد بن أسلم، نا علي بن عراب عن هشام بن عروة عن... عن أبي بكر الصدّيق أنه خطب الناس، فحمد اللّه و أثنى عليه بما هو أهله، ثم قال: أما بعد فإني وليت أمركم و لست بخيركم، و لكن نزل القرآن و سن النبي صلى اللّه عليه و سلّم فعلمنا و تعلمنا أن أكيس الكيس التقي، و إن أحمق الحمق الفجور، و أن أقواكم عندي الضعيف حتى آخذ له حقه، و ان أضعفكم عندي القوي حتى آخذ منه الحق، أيها الناس، إنما أنا متبع و لست بمبتدع فإن أحسنت فاتبعوني و إن زغت فقوموني.

طاوس بن شكر العاقولي، ثنا أبو القاسم عبد الملك بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران، نا أبو الحسين عبد الباقي بن قانع الحافظ ، نا محمّد بن زكريا، نا محمّد بن محبب (1)أبو همّام، ثنا ميمون المراني (2)،عن الحسن قال: لما استخلف أبا بكر قام فخطب فحمد اللّه و أثنى عليه و قال: إن كنتم تكلفوني أن أقوم فيكم مقام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إنّي لا أ في بذاكم كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يخصه اللّه بالوحي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو (3) عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (4)،نا وهب بن جرير، نا أبي قال: سمعت الحسن قال: لما بويع أبو بكر قام خطيبا فلا و اللّه ما خطب خطبته أحد بعد، فحمد اللّه و أثنى عليه، ثم قال: أما بعد فإنّي وليت هذا الأمر، و أنا له كاره، و و اللّه لوددت أن بعضكم كفانيه (5)،ألا و إنكم إن كلّفتموني أن أعمل فيكم بمثل عمل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لم أقم به، كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عبدا (6) أكرمه اللّه بالوحي و عصمه به، ألا و إنّما أنا بشر و لست بخير من أحد منكم، فراعوني، فإذا رأيتموني استقمت فاتبعوني، و إن رأيتموني زغت فقوّموني، و اعلموا أن لي شيطانا يعتريني، فإذا رأيتموني غضبت فاجتنبوني، لا أوثر في أشعاركم و أبشاركم.

و قد وقعت لي هذه الحكاية أعلى مما هاهنا إلاّ أن فيها اختصارا.

أخبرنا بها أبو بكر الأنصاري، أنبأ إبراهيم بن عمر البرمكي - قراءة عليه و أنا حاضر - أنبأ عبد اللّه بن إبراهيم بن ماسي، نا أبو معشر الحسن بن سليمان الدّارمي، نا عبد الواحد بن غياث، نا أبو هلال، نا الحسن قال: لما استخلف أبو بكر تكلّم بكلام و اللّه ما تكلّم به أحد بعده، فقال: يا أيها الناس تكلفوني سنة محمّد عليه السلام، و إنّ اللّه كان يعصم نبيه بالوحي، إنّي و اللّه لوددت أنكم كفيتموني، و إنّ لي شيطانا يعتريني ثلاث مرار فإذا اعتراني فاجتنبوني لا أوثر في أشعاركم و أبشاركم و تعاهدوني بأنفسكم، فإن

ص: 303


1- محبب بالمهملة و موحدتين على وزن محمد، تهذيب التهذيب. ترجمته في تهذيب الكمال 193/17.
2- كذا رسمها بالأصل.
3- عن م، سقطت من الأصل.
4- الخبر في طبقات ابن سعد 212/3.
5- عن ابن سعد، و في الأصل و م: كفايته.
6- عن م و ابن سعد، و بالأصل: عبد.

استقمت فاتبعوني، و إن زغت فقوّموني.

أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر، أنا عمر بن أحمد بن عمر بن مسرور، أنا أبو أحمد الحسين بن علي التميمي، أنا أبو القاسم عبد اللّه (1) بن محمّد بن عبد العزيز البغوي، نا محمّد بن عبد الوهّاب (2) الكوفي من كتابه، نا يحيى بن سلمة بن كهيل، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس، عن أبي بكر: أنه خطب الناس فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال: إنّي وليتكم و لست بخيركم، و لعلكم تطلبوني بعمل نبيكم صلى اللّه عليه و سلّم و لست هناك، إنّ نبيكم صلى اللّه عليه و سلّم كان يعصم بالوحي، و إنّ لي شيطانا يغويني، فإذا رأيتموني أحسن فأعينوني، و إذا رأيتموني غضبت فاجتنبوني أن لا أصيب من أبشاركم و أعراضكم.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمّد، أنا أبو سليمان حمد بن محمّد بن إبراهيم الخطّابي قال: و في حديث أبي بكر أنه قال:

وليتكم و لست بخيركم، فذهب هذا الكلام و طريقه مذهب التواضع، و ترك الاعتداد بالولاية، و التباعد من كبرياء السلطنة، و لم يزل من شيم الأبرار، و مذاهب الصالحين و الأخيار أن يهتضموا (3) أنفسهم و أن يسوغوا من حقوقهم، و قد كان له برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أسوة حتى يقول ليس لأحد أن يقول: أنا خير من يونس بن متّى و هو صلى اللّه عليه و سلّم سيد ولد آدم أحمرهم و أسودهم.

و أخبرنا ابن الأعرابي، نا أبو داود، نا أحمد بن عبده قال: سمعت سفيان يقول:

بلغنا عن الحسن أنه ذكر قول أبي بكر هذا، ثم قال: بل و اللّه إنه لخيرهم، و لكن المؤمن يهضم نفسه، و مما يشبه ذلك من كلامه قوله حين خطب.

أخبرناه محمّد بن هاشم، نا الديري، عن عبد الرّزّاق (4)،عن معمر، عن رجل، عن الحسن: أن أبا بكر خطب فقال: إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم كان يعصم بالوحي، و كان معه ملك، و إنّ لي شيطانا يعتريني (5) فإذا غضبت فاجتنبوني لا أؤثر في أشعاركم و أبشاركم،

ص: 304


1- في م: عبيد اللّه، خطأ، ترجمته في سير الأعلام 440/14.
2- في م: عبد الواهب.
3- إعجامها مضطرب بالأصل و م، و المثبت عن مختصر ابن منظور 97/13.
4- الخبر في مصنف عبد الرزّاق 336/11 رقم 20701.
5- كذا بالأصل و م و مصنف عبد الرزّاق، و في مختصر ابن منظور 98/13 يغيرني.

ألا فراعوني فإن استقمت فأعينوني، و إن زغت فقوموني.

و قد يعيبه بهذا و بما أشبهه من كلامه قوم لا رويّة لهم و هو بحمد اللّه سليم من العيب إذ لم يكن أحد بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم معصوما، و كيف و هو يقول:«ما منكم من أحد إلاّ و له شيطان»، قالوا: و لك يا رسول اللّه ؟ قال:«و لي إلاّ أن اللّه أعانني عليه فأسلم»، و كان أبو بكر يوصف ببعض الحدة، و ذكره ابن عبّاس فقال: كان و اللّه بريا تقيا من رجل كان يصادي منه عزب أي حدة.

قوله يصادي، قال الأصمعي: معناه يمارس[6441].

و أنشدنا أبو عمرو قال: أنشدنا يا أبو العبّاس عن أبي نصر، عن الأصمعيّ لجابر بن مؤتلف يعاتب أخاه:

أتيت أكف نفسي عنك كفا *** و تغشيني أذاك على و سادي

فلن تلقى أخا إن متّ مثلي *** يصادي الحرب عنك كما أصادي

قال: و قال الأصمعي: يقول الرجل لناقته إذا مخضت: بت أصاديها، و ذلك أنه يكره أن يعقلها فيعثيها أو يدعها فتفرق فيأكلها الذئب، فيبيت يصاديها. و الرجل يصادي ولده و أخاه أن يقع في حرب أو خصومة أو أمر يكره فيمار و يداريه و يترضاه، قال أبو عمرة: و أنشدنا أبو العبّاس عن ابن الأعرابي لمزرد:

ظللنا نصادي أمّنا عن حميتها *** كاهل الشمس كلهم يتودد

قال: يريد نداريها و نترضاها و نناشدها (1) و يريدها عنه.

أخبرنا أبو نصر بن رضوان، و أبو علي بن السبط ، و أبو غالب بن البنّا، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، أنا الحسين بن عمر بن أبي الأحوص، نا عبّاد (2) بن زياد الأسدي، نا يحيى بن العلاء الرازي (3)،عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، و أبو البختري المدني، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، و عن عبد السلام بن عبد اللّه، عن عكرمة، عن ابن عبّاس أن أبا بكر قال: و الذي نفسي بيده ما أخذتها رغبة

ص: 305


1- بالأصل:«يترضاها و يناشدها» و المثبت عن م.
2- غير واضحة بالأصل و م، و الصواب ما أثبت، انظر الحاشية التالية. و انظر ترجمته في تهذيب الكمال 404/9.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 184/20.

فيها، و لا إرادة استئثار على أحد من المسلمين، و لا حرصت عليها يوما و ليلة قط ، و لا سألتها اللّه عز و جل سرا و لا علانية، و لقد تقلّدت أمرا عظيما لا طاقة لي به إلاّ أن يعينني اللّه عز و جل عليه.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب.

ح و أخبرنا أبو علي بن السّبط ، أنا أبو محمّد الجوهري، قالا: أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا هاشم بن القاسم، نا عيسى - يعني ابن المسيّب - عن قيس بن أبي حازم، قال:

إني لجالس عند أبي بكر الصدّيق خليفة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بعد وفاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بشهر، فذكر قصة، فنودي في الناس: إن الصلاة جامعة، و هي أوّل صلاة في المسلمين نودي بها: إن الصلاة جامعة، فاجتمع الناس، فصعد المنبر، شيئا صنع له كان يخطب عليه، و هي أوّل خطبة خطبت (2) في الإسلام، قال: فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال: يا أيها الناس و لوددت أن هذا الأمر كفانية (3) غيري، و لئن أخذتموني بسنّة نبيكم صلى اللّه عليه و سلّم ما أطيقها، إن كان لمعصوما من الشيطان، فإن كان لينزل عليه الوحي من السماء.

أنبأنا أبو الفتح أحمد بن محمّد بن أحمد بن سعيد الحداد.

[و] (4) أخبرني أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد، أنا أبو علي أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن يزداد، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن جعفر بن أحمد بن فارس، أنا أحمد بن يونس بن المسيّب الضّبّي، نا محمّد بن عبيد، نا تليد بن سليمان، عن أبي الجحّاف، عن علي، قال: قام أبو بكر بعد ما استخلف بثلاث فقال: من يستقيلني بيعتي فأقيله، فقلت: و اللّه لا نقيلك و لا نستقيلك، من ذا الذي يؤخرك و قد قدمك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.

أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبو رشيد محمّد بن مبشّر بن أبي سعد عنه، أنبأ أبو نعيم، نا أبو محمّد عبد اللّه بن جعفر بن إسحاق بن علي بن جابر الجابري الموصلي - بالبصرة - نا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن أبي (5) عيسى، نا جعفر بن عون، نا

ص: 306


1- مسند أحمد 39/1 رقم 80.
2- المسند: خطبها.
3- عن المسند و بالأصل و م: كفايته.
4- عن م، سقطت من الأصل.
5- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.

إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد الرّحمن بن الأصبهاني، قال: جاء الحسين بن علي إلى أبي بكر و هو على منبر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال: انزل عن مجلس أبي، فقال: صدقت إنه لمجلس أبيك، قال: ثم أجلسه في حجره و بكى، فقال علي: و اللّه ما هذا عن أمري، قال: صدقت، و اللّه ما اتّهمتك.

و قد روي هذا للحسين (1) بن علي.

أخبرناه أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد.

أخبرنا علي بن محمّد، عن حمّاد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن عروة: أن أبا بكر خطب يوما، فجاء الحسن فصعد إليه المنبر فقال: انزل عن منبر أبي، فقال علي:

إنّ هذا لشيء عن غير ملامنا.(2) و أخبرناه أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن علي بن الحسن، أنبأ أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا أحمد بن حازم، نا جعفر بن عون، أنا أسامة بن زيد، عن عبد الرّحمن الأصبهاني، قال:

جاء الحسن بن علي إلى أبي بكر و هو على منبر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فقال: انزل عن مجلس أبي، قال: صدقت إنه مجلس أبيك، ثم أجلسه في حجره ثم بكى، فقال علي:

و اللّه ما هذا عن أمري، قال: صدقت، و اللّه ما اتهمتك.

و قد روي للحسين مع عمر:

أخبرناه أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمّد بن مخلد، نا حاتم بن الليث، نا يحيى بن حمّاد، نا أبو عوانة، عن سليمان، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، قال:

كان عمر يخطب على المنبر، فقام إليه حسين بن علي فقال: انزل عن منبر أبي، فقال عمر: منبر أبيك لا منبر أبي، من أمرك بهذا؟ قال: فقام علي فقال: ما أمره بهذا أحدا أما لأوجعنك يا عذر، قال: فقال: لا توجع ابن أخي، فقد صدق منبر أبيه.

ص: 307


1- في م:«للحسن بن علي» و هو أشبه. و سيرد في الخبر التالي: الحسن.
2- زيدت الواو عن م.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد بن أبي مسلم الفرضي، أنا عثمان بن أحمد بن السّماك، نا أبو القاسم إسحاق بن إبراهيم بن سنين (1) الختّلي (2)،نا علي بن الجعد، أخبرني الربيع بن صبيح، عن حبّان الصائغ قال: كان نقش خاتم أبي بكر الصدّيق: نعم القادر اللّه.

أخبرنا أبو طالب بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن الفقيه، أنا أبو محمّد بن النّحّاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي أخبرنا عبّاس الدوري.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا إسماعيل بن محمّد الصفّار، ثنا العبّاس بن محمّد بن حاتم الدوري، نا يحيى بن أبي بكير، نا الحسن بن صالح، عن أبي بشر، عن الحسن: فَسَوْفَ يَأْتِي اللّٰهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ (3)قال أبو بكر و أصحابه - و في حديث الفراوي: هو أبو بكر و أصحابه-.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، و أبو يعلى حمزة بن علي، قالا: أنا علي بن محمّد المصّيصي، أنبأ عبد الرّحمن بن عثمان، نا خيثمة بن سليمان، نا يحيى بن أبي طالب، أنا إسحاق بن منصور، أنا الحسن بن صالح، عن أبي بشر، عن الحسن: فَسَوْفَ يَأْتِي اللّٰهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ قال: أبو بكر الصديق و أصحابه.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا عبد الرّحمن بن عبد العزيز، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عيسى التميمي، نا محمّد بن يونس، نا هشام بن عبد الملك أبو الوليد، و رأيت علي بن المديني يسأله عن هذا الحديث، نا السّري بن يحيى، عن الحسن في قوله: فَسَوْفَ يَأْتِي اللّٰهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ أبا بكر و عمر.

أخبرنا أبو الحسن أيضا، نا عبد العزيز بن أحمد - إملاء - أنبأ طلحة بن علي بن الصقر، نا محمّد بن جعفر العطار المقدسي (4)،نا أبو عبد اللّه الحسين بن عمر بن إبراهيم الكوفي، نا أحمد بن عبد اللّه بن يونس، نا السّري بن يحيى قال: قرأ الحسن

ص: 308


1- إعجامها مضطرب بالأصل و م و الصواب ما أثبت و ضبط ، ترجمته في سير الأعلام 342/13.
2- بالأصل و م: الجبلي، تحريف، و الصواب ما أثبت و ضبط .
3- سورة المائدة، الآية:54 و بالأصل: يأت.
4- عن م و بالأصل: القديسي.

هذه الآية: يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ (1)حتى قرأ الآية، قال: فقال الحسن فولاّها (2)أبا بكر الصدّيق و أصحابه.

أخبرنا بها عالية أبو نصر بن رضوان، و أبو علي بن السّبط ، و أبو غالب بن البنّا، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا الحسين بن عمر بن إبراهيم الثقفي، نا أحمد بن يونس، نا السّري بن يحيى، قال: قرأ الحسن (3)هذه الآية: يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّٰهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ حتى قرأ الآية، قال: فقال الحسن: فولاّها اللّه - و اللّه - أبا بكر و أصحابه (4).

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين، نا محمّد بن هارون بن حميد، نا عبد اللّه بن محمّد الادرمي، نا محمّد بن حازم، عن السّري بن يحيى، عن الحسن في قوله:

فَسَوْفَ يَأْتِي اللّٰهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ ،فقال الحسن: تدرون من هم ؟ هم - و اللّه - أبو بكر و أصحابه.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي، أنا يحيى بن إسماعيل، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن، نا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع، نا الفضل بن دلهم، عن الحسن مَنْ (5)يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّٰهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ ،قال: قال الحسن: هم - و اللّه - أبو بكر و أصحابه.

أخبرنا أبو الأعزّ، أنا أبو محمّد، أنا أبو حفص محمّد بن هارون بن حميد (6)بن المجدّر، ثنا الحسن بن حمّاد سجادة، نا وكيع، عن الفضل بن دلهم، عن الحسن في قوله عز و جل: فَسَوْفَ يَأْتِي اللّٰهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ قال: هو - و اللّه - أبو بكر و أصحابه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، و أبو إسحاق إبراهيم بن طاهر بن

ص: 309


1- سورة المائدة، الآية:54.
2- بالأصل: تولاها. و الفاء في مهملة، و الصواب ما أثبت.
3- عن م و بالأصل: الحسين.
4- بعدها كتبت العبارة التالية: أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه اللّه قال.
5- عن م و بالأصل «بن».
6- «بن حميد» ليس في م.

بركات، قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو الحسين (1) محمّد بن محمّد بن أحمد بن الروزبهان، أنا أبو الحسن علي بن الفضل السامري، نا الحسن بن عرفة، نا الحسين بن علي الجعفي، عن إسرائيل البصري، عن الحسن في قوله: فَسَوْفَ يَأْتِي اللّٰهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ قال: ما هي لأهل حروراء و لا لأهل النهر، و لكنها لأبي بكر و أصحابه.

قال: و نا الحسن بن عرفة، نا عبد الرّحمن بن محمّد المحاربي، عن جويبر، عن الضّحّاك في قوله فَسَوْفَ يَأْتِي اللّٰهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ قال: هم - و اللّه - أبو بكر و أصحابه لما ارتدت العرب جاهدهم أبو بكر و أصحابه حتى ردّهم إلى الإسلام.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، و أبو يعلى حمزة بن الحسن بن المفرّج، قال: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خثيمة، نا يحيى بن أبي طالب، نا إسحاق بن منصور، نا عبد الرّحمن بن محمّد المحاربي.

ح و أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنبأ أبو منصور بن شكرويه، و أبو المظفّر محمود بن جعفر الكوسج، و محمّد بن أحمد بن إبراهيم.

ح و أخبرتنا أم الفتوح رابعة بنت معمر بن أحمد، قالت: أنا أبو الطّيّب (2)محمّد بن أحمد، قالوا: أنبأ أبو علي الحسن بن علي بن أحمد بن سليمان بن البغدادي (3)،أنا عبد اللّه بن (4) محمّد بن عبد الكريم، نا عمي أبو زرعة، نا أحمد بن عبد اللّه بن يونس، نا المحاربي، نا جويبر، عن الضّحّاك - زاد ابن يونس في قوله:

و قالا:- يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّٰهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّٰادِقِينَ (5) قال: مع أبي بكر و عمر و أصحابهما.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو المعالي أحمد بن علي بن الشويخ (6)، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا محمّد بن عبد اللّه الدقاق.

ص: 310


1- في م: أبو الحسن.
2- ما بين الرقمين سقط من م، فاختل فيها السند.
3- ترجمته في سير الأعلام 112/17.
4- ما بين الرقمين سقط من م، فاختل فيها السند.
5- سورة التوبة، الآية:119.
6- كذا بالأصل و م، و في مشيخة ابن عساكر ص 11/أ: أحمد بن علي بن محمد بن يحيى بن الرويح، أبو المعالي.

و أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن المرزفي (1)،و أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن أبي سعيد المتّقي، قالا: نا أبو الحسين بن المهتدي، أنبأ أبو بكر محمّد بن يوسف بن محمّد العلاّف، قالا: ثنا أبو القاسم البغوي، نا عبد اللّه بن عون الخرّاز (2)، نا عبد الرّحمن بن عبد اللّه العمري:

أخبرني أبي عن عبد الرّحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة، قال: و أخبرني هشام بن عروة، عن عروة، عن عائشة قالت:

لما توفي النبي صلى اللّه عليه و سلّم اشرأب النفاق، و ارتدّت العرب، و انحازت الأبصار، فلو نزل بالجبال الراسيات ما نزل بأبي لهامها فما اختلفوا في نقطة إلاّ طار أبي بعنانها و فضلها، فقالوا: أين يدفن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فما وجدنا عند أحد من ذلك علما، فقال أبو بكر:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«ما من نبيّ يقبض إلاّ دفن تحت مضجعه الذي مات فيه»، قال: و اختلفوا في ميراثه، فما وجدوا عند أحد من ذلك علما، فقال أبو بكر سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«إنّا معشر الأنبياء لا نورث، ما تركنا صدقة»[6442].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عبد اللّه بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن الخلاّل، أنا أبو محمّد الحسن بن الحسين بن علي بن العبّاس البوشنجي، نا أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن مبشّر، نا أبو الحسن خلف بن عيسى الشاهياني، نا عمران بن أبان، ثنا أيوب بن سيّار، عن عبد الرّحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة، و سليمان بن بلال، عن عبد الواحد، عن القاسم، عن عائشة قالت:

قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و لو نزل بالجبال الراسيات ما نزل بأبي لهامها اشرأبّ النفاق بالمدينة، و ارتدّت العرب قاطبة، فو اللّه ما اختلفوا في نقطه إلاّ طار لهم أبي بخطها و عنانها، قال: و كانت تذكر عمر و تذكر خلقه و تقول و من رأى (3) ابن الخطاب علم أنه خلق غنى (4) للإسلام كان أحوزيا، نسيج وحده، قد أعدّ للأمور أقرانها.

ص: 311


1- بالأصل:«المرزقي» و الكلمة مهملة بدون نقط في م، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
2- مهملة بالأصل و م بدون نقط ، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 375/6 و تهذيب الكمال 399/10.
3- عن م و بالأصل: رآني.
4- بالأصل:«خلف عنا الإسلام» و المثبت عن م: خلف غنّى للإسلام.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر بن علي، و أبو محمّد، و أبو الغنائم، ابنا أبي عثمان.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأ أبو الغنائم بن أبي عثمان، قالوا: أنا عبد اللّه بن عبيد اللّه بن يحيى المؤدب، نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا موسى بن خاقان، نا شعيب بن حرب، نا عبد العزيز بن عبد اللّه بن أبي سلمة، نا عبد الواحد بن أبي عون، عن القاسم بن محمّد، قال: قالت عائشة:

توفي النبي صلى اللّه عليه و سلّم، فو اللّه لو نزل بالجبال الراسيات ما نزل بأبي لهاضها، اشرأب النفاق بالمدينة، و ارتدّت العرب من كل جانب فما اختلفوا في نقطة إلاّ طار أبي في خطها و عنائها، و قالت: من رأى عمر عرف أنه خلق غنى (1) الإسلام، كان و اللّه أحوزيا، نسيج وحده، قد أعدّ للأمور أقرانها.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، و أبو طالب علي بن حيدرة، قالا: ثنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا أبو عبيدة السّري بن يحيى، نا أحمد بن يونس، و عثمان بن زفر، قالا: نا عبد العزيز بن أبي سلمة، عن عبد الواحد مولى أم حكيم، عن القاسم، عن عائشة قالت:

توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فو اللّه لو نزل بالجبال الراسيات ما نزل بأبي لهاضها ارتدّت العرب، و اشرأب النفاق في المدينة، فو اللّه ما اختلفوا في نقطة إلاّ طار أبي بحطها و عنائها في الإسلام، و كانت تقول في هذا الحديث: و من رأى (2) عمر بن الخطاب علم أنه خلق (3) غنى الإسلام، كان و اللّه أحوزيا نسيج وحده، قد أعدّ للأمور أقرانها.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا الحارث بن محمّد بن أبي أسامة، نا يحيى بن أبي بكير، نا عبد اللّه (4) بن عبد اللّه.

ح و قال: و نا عمر بن حفص أبو بكر السدوسي، نا عاصم بن علي، نا عبد العزيز بن أبي سلمة، عن عبد الواحد بن أبي عون، عن القاسم بن محمّد، قال:

قالت عائشة:

ص: 312


1- بالأصل و م: خلف عنا.
2- بالأصل:«رآني».
3- بالأصل و م: خلف عنا.
4- في م: عبد العزيز.

توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فو اللّه لو نزل بالجبال الراسيات ما نزل بأبي لهاضها، اشرأبّ النفاق، و ارتدّت العرب، فو اللّه ما اختلفوا في نقطة إلاّ طار أبي بخطها و عنائها في الإسلام، و كانت تقول في هذا الحديث: و من رأى ابن الخطاب علم أنه خلق غنّى للإسلام، كان و اللّه أحوزيا نسيج وحده، قد أعدّ للأمور أقرانها.

رواه الأصمعي، عن عبد العزيز الماجشون نحوه.

قال: و نا بشر بن موسى، نا خلف بن الوليد، عن الثقة من أصحابه، عن عبد العزيز بن أبي سلمة، عن عبد الواحد بن أبي عون، عن القاسم، عن عائشة أنها كانت تقول: توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فذكر هذا الحديث.

قال: و نا عمر بن الحسن القاضي، نا أبو خيثمة مصعب بن سعيد، نا زهير بن معاوية، عن عبد العزيز بن أبي سلمة، عن عبد الواحد بن أبي (1) عون، عن القاسم بن محمّد، عن عائشة قالت:

توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فلو نزل بالجبال الراسيات ما نزل بأبي لهامها، اشرأب النفاق، و ارتدّت العرب بالمدينة، فو اللّه ما اختلفوا في نقطة إلاّ طار أبي بخطها و عنائها و كانت تقول في هذا الحديث: من رأى ابن الخطاب رآني إنما خلق غنى الإسلام، كان و اللّه أحوزيا، نسيج (2) وحده، قد أعدّ للأمور أقرانها.

قال: و نا ابن ياسين، و هو عبد اللّه بن محمّد، نا نصر بن علي، نا الأصمعي، نا عبد العزيز بن أبي سلمة، عن عبد الواحد مثله.

قال: و حدّثني أحمد بن الوليد الواسطي، نا أحمد بن سنان، نا أبو النّضر هاشم بن القاسم، نا عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، عن عبد الواحد بن أبي عون، عن القاسم، قال: سمعت عائشة تقول:

توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فذكرت مثله - و زاد - يعني بالأحوزي: الذي يختار الأمور برأيه، و يكتفي بما عنده.

قال: و نا جعفر بن محمّد القاضي، نا أبو (3) بكر بن أبي شيبة، نا يزيد، أنا عبد العزيز مثله.

ص: 313


1- زيادة لازمة عن م.
2- بالأصل:«أخور بالتسبيح».
3- بالأصل:«أبي بكر» و الصواب عن م.

قال: حدّثني أحمد بن جون الفرعاني، نا أبو عبيد اللّه، و هو ابن أخي ابن وهب، نا عمي، نا الليث بن سعد، عن عبد العزيز بن أبي سلمة، عن عبد الواحد بن أبي عون، عن القاسم، قال: توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فلو نزل بالجبال الراسيات، فذكر الحديث.

قال: و نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني إسماعيل بن معمر، نا عبد اللّه بن جعفر، عن عبد الواحد بن أبي عون، و عبيد اللّه بن عمر، عن القاسم، عن عائشة قالت:

لما قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و ارتدّت العرب فنزل بأبي ما لو نزل بالجبال الراسيات لهامها، ارتدت العرب، و اشرأبّ النفاق بالمدينة، فو اللّه ما اختلف في نقطة إلاّ طار أبي بحظها و عنائها (1).

قال: و نا بشر (2) بن موسى، نا الحميدي، نا عبد العزيز بن محمّد الدّراوردي، نا عبد الواحد بن أبي عون، عن موسى بن هياج، قال: لما ولي عمر بن عبد العزيز قال القاسم بن محمّد:

اليوم تنطق العذراء في خدرها، سمعت عمتي عائشة تقول: لما قبض - يعني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم - ارتدّت العرب قاطبة، و اشرأبّ النفاق، و صار أصحاب محمّد كلهم معري (3) مطيره في حفش، فو اللّه ما اختلفوا في نقطة إلاّ طار أبي.... (4) و عنائها ثم ذكرت عمر، فقالت: من رأى عمر علم أنه خلق (5) غنّى للإسلام، قالت: كان و اللّه أحوزيا نسيج (6) وحده قد أعدّ للأمور أقرانها.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن عبد العزيز بن سعيد، نا السّري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن عبد اللّه بن سعيد بن ثابت بن الجدع، عن عمرة بنت عبد الرّحمن، عن عائشة قالت:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قبل وفاته:«لا يبقى في جزيرة العرب دينان»، فلمّا توفاه اللّه عز

ص: 314


1- و عنائها سقطت من م.
2- في م:«السر».
3- كذا بالأصل و م: معرى مطيره في حفش.
4- كلمة مهملة بدون نقط بالأصل و رسمها:«؟؟؟ علاها».
5- بالأصل:«حلف ع ؟؟؟ ا» و المثبت عن م.
6- بالأصل: أخورنا بتسبيح.

و جل ارتدّ في كل ناحية من جزيرة العرب مرتدّون عامة أو خاصة، و اشرأبّت اليهود و النصرانية، و لحم النفاق بالمدينة، و فيما حولها و كادوا الدين، و بقي المسلمون كالغنم المطيرة في الليلة المظلمة السائبة (1) بالأرض المسبعة، فما اختلف الناس في نقطة إلاّ أصاب (2) أبي بأيها، و طار بعنائها، و لو حملت الجبال الرواسي ما حمل أبي لهامها (3)[6443].

أخبرنا أبو بكر الحاسب، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن الآبنوسي، أنا أبو الحسن الدارقطني، أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن عبد اللّه بن بكير، أنا أبو علي الدوري، أنا أبو الحسن الأثرم، قال: قال أبو عبيدة: قالوا: قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فارتدّت العرب، و اشرأبّ النفاق أي ارتفع، و المشرئب: الرافع رأسه لينظر.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، نا عبد اللّه بن نافع بن ثابت الزبيري (4)،عن الزبير بن حبيب، قال: قالت عائشة ابنة أبي بكر أم المؤمنين: لما قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لحم النفاق، و ارتدّت العرب، و صار المسلمون كالغنم السائبة في الليلة الماطرة، فحمل أبو بكر ما لو حملته الجبال لهاضها، فو اللّه إن اختلفوا في نقطة إلاّ ذهب أبي يحطها و يسدها و عنا بها، و كنت إذا نظرت إلى عمر عرفت أنه إنّما خلق لعبا (5) عن الإسلام، كان أحوزيا نسيج وحده.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، أنا أبو الفتح عبد الرّزّاق بن عبد الكريم بن عبد الواحد، أنا محمّد بن إبراهيم بن جعفر، نا أبو العبّاس الأصمّ .

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، نا محمّد بن علي الميموني، نا الفريابي، نا عبّاد بن كثير، عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال:

و اللّه الذي لا إله إلاّ هو لو لا أن أبا بكر استخلف ما عبد اللّه، ثم قال الثانية، ثم

ص: 315


1- في م: الشاتية.
2- في م: صار.
3- كذا و في م: لهاضها.
4- في م: الزهري، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 578/10.
5- كذا هنا بالأصل، و مهملة في م بدون نقط .

قال الثالثة، فقيل له: مه يا أبا هريرة، فقال: إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم وجّه أسامة بن زيد في سبعمائة إلى الشام، فلما نزل بذي خشب (1) قبض النبي صلى اللّه عليه و سلّم و ارتدّت العرب حول المدينة، فاجتمع إليه أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فقالوا: يا أبا بكر ردّ هؤلاء، توجّه هؤلاء إلى الروم، و قد ارتدّت العرب حول المدينة، فقال: و الذي لا إله إلاّ هو لو جرّت الكلاب بأرجل أزواج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ما رددت جيشا وجّهه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و لا حللت لواء عقده رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فوجّه أسامة، فجعل لا يمرّ بقبيل يريدون الارتداد إلاّ قالوا:

لو لا أنّ لهؤلاء قوة ما خرج مثل هؤلاء من عندهم، و لكن ندعهم حتى يلقوا الروم، فلقوا الروم فهزموهم، و قتلوا و رجعوا سالمين، فثبتوا على الإسلام.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد بن النّحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا زكريا بن يحيى السّاجي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه.

ثم أخبرنا أبو القاسم فضائل بن الحسن بن الفتح، أنبأ سهل بن بشر، قالا: أنا محمّد بن الحسين الطّفّال، أنا محمّد بن أحمد الذهلي، نا أبو يحيى زكريا بن يحيى بن عبد الرّحمن السّاجي، نا أبو غزيّة محمّد بن يحيى بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرّحمن بن عوف الزهري، حدّثني عبد الوهّاب بن موسى بن عبد العزيز بن عمر بن الرّحمن بن عوف الزهري، حدّثني ابن أبي الزّناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت:

خرج أبي شاهرا سيفه، راكبا على راحلته إلى ذي القصّة (2) فجاء علي بن أبي طالب يأخذ بزمام راحلته، فقال: إلى أين يا خليفة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ؟ أقول لك ما قال لك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يوم أحد:«اشهر (3) سيفك و لا تفجعنا بنفسك»، فو اللّه لئن أصبنا بك لا يكون للإسلام بعدك نظام أبدا فرجع و أمضى الجيش[6444].

ص: 316


1- ذو خشب: خشب بضم أوله و ثانيه واد على مسيرة ليلة من المدينة (ياقوت).
2- ذو القصة: القصة بالفتح و تشديد الصاد، و ذو القصة: موضع بينه و بين المدينة أربعة و عشرون ميلا (ياقوت).
3- في م:«أشم» و في مختصر ابن منظور 98/13 «أشمر». في القاموس: شام سيفه يشيمه: غمده و استله، ضده، يريد هنا كما في رواية م: اشم سيفك أي اغمده.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو حفص بن شاهين، نا أبو محمّد جعفر بن أحمد بن محمّد بن يحيى المروزي، نا أبو عبيدة السّري بن يحيى بن السّري، أنا شعيب بن إبراهيم التيمي، نا سيف بن عمر التميمي، عن عبيدة، عن يزيد الضخم قال قائل لأبي بكر: ما أراك تخاش (1) لما قد بلغ من الناس و لما تبويع من إغارة العدو، فقال: ما دخلني إشفاق من شيء، و لا دخلني في الدين وحشة إلى أحد بعد ليلة الغار، فإنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم حين رأى إشفاقي عليه و على الدين قال لي:«هوّن عليك، فإنّ اللّه قد قضى لهذا الأمر بالنصر و التمّام»[6445].

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن أحمد بن المنجى السلمي، أنا أحمد بن عبد اللّه بن علي بن طاوس، أنا أبو طالب عمر بن إبراهيم بن سعد الفقيه، نا أبو بكر محمّد بن غريب البزار، نا أبو بكر النسائي محمّد بن العبّاس، نا سريج (2) بن يونس، نا يوسف بن يعقوب، عن ابن شهاب، قال: من فضل أبي بكر أنه لم يشكّ في اللّه ساعة قط .

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، قالا: أنبأ سعيد بن محمّد البحيري (3)،أنا أبو نصر أحمد بن الحسين بن أحمد حموية المعروف بابن حسكويه (4)،نا ينجاب والدي عليه، نا مكي بن عبدان، نا الحسين بن محمّد بن زياد، نا إسماعيل بن إبراهيم أبو معمر، أنا يوسف بن الماجشون، قال:

سمعت الزهري يقول: من فضل أبي بكر أنه لم يشكّ في اللّه ساعة قط .

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس قال: و نا و أبو منصور بن خيرون، أنبأ أبو بكر الخطيب (5)،أنبأ العتيقي، أنا عبد العزيز بن جعفر بن محمّد الخرقي، نا حامد بن محمّد بن شعيب، نا سريج (6) بن يونس، نا شبابة بن سوّار، نا عيسى بن يزيد المدني (7)،حدّثني صالح بن كيسان، قال:

ص: 317


1- أي تفزع.
2- بالأصل و م: شريح، خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
3- عن م و بالأصل: البختري، تحريف، و قد مرّ التعريف به.
4- ترجمته في سير الأعلام 424/16.
5- الخبر في تاريخ بغداد 149/11 ضمن أخبار عيسى بن يزيد بن دأب.
6- في م:«سريح» تحريف، و الصواب ما أثبت بالأصل و تاريخ بغداد.
7- كذا بالأصل و م، و في تاريخ بغداد: المديني.

لما كانت الردّة قام أبو بكر فحمد اللّه، و أثنى عليه ثم قال: الحمد للّه الذي هدى فكفى، و أعطى فأغنى، إنّ اللّه بعث محمّدا صلى اللّه عليه و سلّم و العلم شريد، و الإسلام غريب طريد، قد رث حبله و خلق عهده، و ضلّ أهله منه، و مقت اللّه أهل الكتاب، فلا يعطيهم خيرا، لخبر عندهم، و لا يصرف عنهم شرا لشرّ عندهم، قد غيروا كتابهم، و أتوا عليه ما ليس فيه، و العرب الأميون صفر من اللّه لا يعبدونه، و لا يدعونه، أجهدهم عيشا، و أضلّهم دينا في ظلف من الأرض مع قلة السحاب (1) فجمعهم اللّه بمحمد صلى اللّه عليه و سلّم، و جعلهم الأمة الوسطى، نصرهم بمن اتّبعهم، و نصرهم على غيرهم، حتى قبض اللّه نبيه، فركب منهم الشيطان مركبه الذي أنزله اللّه عنه، و أخذ بأيديهم، و بغى هلكتهم، وَ مٰا مُحَمَّدٌ إِلاّٰ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ، أَ فَإِنْ مٰاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلىٰ أَعْقٰابِكُمْ ؟ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلىٰ عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللّٰهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِي اللّٰهُ الشّٰاكِرِينَ (2)إنّ من حولكم من العرب منعوا شاتهم و بعيرهم، و لم يكونوا في دينهم، و ان رجعوا إليه أزهد منهم يومهم هذا، و لم يكونوا في دينكم أقوى منكم يومكم هذا، على ما قد فقدتم من بركة نبيكم صلى اللّه عليه و سلّم، و لقد و كلكم إلى المحلي الذي وجده ضالا فهداه، و عائلا فأغناه، و كنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها، و اللّه لا أدع أقاتل على أمر اللّه حتى ينجز اللّه وعده، و يوفي لنا عهده، و يقتل من قتل منا شهيدا من أهل الجنة، و يبقى من بقي منا خليفته و ورثته في أرضه، قضاء اللّه الحق، و قوله الذي لا خلف له، وَعَدَ اللّٰهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصّٰالِحٰاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ الآية (3)،ثم نزل رحمه اللّه.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز بن أحمد - إملاء - أنا أحمد بن طلحة بن هارون الواعظ ، نا أبو الحسين علي بن أحمد بن الأشعث المقرئ، نا الحسن بن علي الفارسي، نا أبو جعفر، أنا أحمد بن عمران الأخنسي، حدّثني محمّد بن فضيل و سمعته يقول:

أخبرنا عمّار بن رزيق (4)،عن هشام بن زيد، عن زيد بن علي، قال أبو بكر الصدّيق إمام الشاكرين ثم قرأ وَ سَيَجْزِي اللّٰهُ الشّٰاكِرِينَ (5).

ص: 318


1- «قلة السحاب» عن تاريخ بغداد، و بالأصل:«فيه السحار» و في م:«فيه السحاء».
2- سورة آل عمران، الآية:144.
3- سورة النور، الآية:55.
4- في م: زريق.
5- سورة آل عمران، الآية:142.

كتب إلي أبو (1)بكر عبد الغفار بن محمّد بن الحسين، و حدّثني أبو المحاسن عبد الرّزّاق بن أبي (2)نصر عنه، أنبأ أبو بكر الحيري، نا أبو العبّاس الأصمّ ، نا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن عيسى بن عبد اللّه التميمي، عن قتادة قال:

لما توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ارتدّت العرب كلها إلاّ ثلاثة مساجد: مكة و المدينة و البحرين، فقالوا: أما الصلاة فإنا سنصلي، و أمّا الزكاة فو اللّه لا يغصب أموالنا، فكلّموا أبا بكر أن يخلّي عنهم فإنهم لو قد فقهوا أدّوا الزكاة طائعين، فقال: لا أفرق بين شيء جمعه اللّه، فو اللّه لو منعوني عقالا فما سوى ذلك مما فرض اللّه و رسوله لقاتلتهم عليه.

فبعث اللّه معه عصابة، فقاتلوا على ما قاتل عليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم حتى أقرّوا بالماعون و هو الزكاة المفروضة، فسارت إليه وفود العرب فخيّرهم بين خطة مخزية أو حرب مجلية، فاختاروا الخطة المخزية، و ذلك أنهم يشهدون على قتلاهم أنهم في النار و أن قتلى المسلمين في الجنة، و أن ما أصابوا من أموال المسلمين ردوه عليهم، و ما أصاب المسلمون من أموالهم لم يردوه عليهم.

قال قتادة: فكنا نتحدّث أن هذه الآية نزلت في أبي بكر و أصحابه فَسَوْفَ يَأْتِي اللّٰهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ الآية (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا داود بن عمرو، نا الوليد بن مسلم، عن خليد، عن قتادة، عن أنس بن مالك قال:

لما قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و استخلف أبو بكر فقتل و سبا و حرّق خلال البيوت فقال لي خليد: إنهم لم تحرق خلال البيوت، حرق خلال البيوت: يعني الشر لا يقدر على حمله حتى أتته وفود العرب فخيّرهم بين خطة مخزية، أو حرب مجلية، فاختاروا الخطة المخزية، فكانت أهون عليهم: أن قتلاهم في النار و قتلى المسلمين في الجنة، و أن ما أصابوه للمسلمين فوجدوه قائما بعينه لم يستهلوه ردّوه، و ما أصابه المسلمون منهم لم يردوه عليهم، قال: فأقروا بما كانوا أنكروا و رجعوا إلى ما كانوا تركوه معرة فمات.

ص: 319


1- بالأصل:«أبي» و المثبت عن م.
2- في م:«أبو» تحريف.
3- سورة المائدة، الآية:54.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأ الحسن بن علي، أنا محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1)،أنا محمّد بن عمر، نا محمّد بن يحيى بن سهل بن أبي حثمة (2)،عن أبيه، عن جده قال: و أخبرنا عبد الملك بن وهب، عن ابن (3) صبيحة التيمي، عن آبائه، عن جده صبيحة قال: و أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن أبي بكر، عن أبيه، عن حنظلة بن قيس الزرقي (4)،عن جبير بن الحويرث قال: و أنا محمّد بن هلال، عن أبيه، دخل حديث بعضهم في حديث بعض: أن أبا بكر الصدّيق كان له بيت مال بالسّنح معروف ليس يحرسه أحد فقيل له: يا خليفة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لا تجعل على بيت المال من يحرسه ؟ فقال: لا يخاف [عليه] (5)قلت: لم ؟ قال: عليه قفل. و كان يعطي ما فيه حتى لا يبقى فيه شيئا، فلما تحول أبو بكر إلى المدينة حوله فجعل بيت ماله في الدار التي كان فيها، و كان قدم عليه مال من معدن القبلية و من معادن جهينة كثير، و انفتح معدن بني سليم في خلافة أبي بكر، فقدم عليه منه بصدقته، فكان يوضع ذلك في بيت المال، فكان أبو بكر يقسمه على الناس نقرا (6) نقرا، فيصيب كل مائة إنسان كذا و كذا، و كان يسوي بين الناس في القسم الحر و العبد و الذكر و الأنثى و الصغير و الكبير فيه سواء، و كان يشتري الإبل و الخيل و السلاح، فيحمل في سبيل اللّه، و اشترى عاما قطائف أتى بها من البادية، ففرقها في أرامل أهل المدينة في الشتاء، فلما توفي أبو بكر، و دفن دعا عمر الأمناء و دخل بهم بيت مال أبي بكر و معه عبد الرّحمن بن عوف، و عثمان بن عفان، ففتحوا بيت المال، فلم يجدوا فيه لا دينارا و لا درهما، و وجدوا خيشة للمال فنقضت، فوجدوا فيها درهما فترحّموا على أبي بكر، و كان بالمدينة وزّان على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و كان يزن ما عند أبي بكر قال: فسئل الوزّان كم بلغ ذلك المال الذي ورد على أبي بكر، قال: مائتي ألف.

أخبرنا أبو العزّ (7) أحمد بن عبيد اللّه، أنا الحسن بن علي، أنا علي بن محمّد بن

ص: 320


1- طبقات ابن سعد 213/3.
2- بالأصل و م:«خيثمة» و المثبت عن ابن سعد.
3- عن م و ابن سعد، و بالأصل: أبي.
4- بالأصل و م: الرزقي، و المثبت عن ابن سعد، ترجمته في تهذيب الكمال 290/5.
5- أضيفت عن ابن سعد.
6- إعجامها مضطرب بالأصل و م، و المثبت عن ابن سعد.
7- عن م، و بالأصل: أبو نصر، تحريف.

أحمد بن لؤلؤ، أنا عمر بن أيوب السّقطي، نا عبد الرّحمن بن صالح الأزدي، نا أبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أن أبا بكر حين استخلف ألقى كلّ دينار و درهم عنده في بيت مال المسلمين، و قال: قد كنت أتجر فيه و التماس به فلما وليتهم شغلوني.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو بكر محمّد بن علي بن محمّد بن النّضر الديباجي البغدادي، نا أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن مبشّر الواسطي، نا محمّد بن حرب أبو عبد اللّه النّشائي، نا أبو مروان يحيى بن أبي زكريا الغساني، عن هشام بن عروة.

أن أبا بكر حين استخلف طرح ماله في بيت المال و قال: احتسبت نفسي للّه، فنظروا فإذا هو لا يسعه ذلك، و قد ترك تجارته.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر الخزّاز، أنا أبو الحسن الخشاب، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1)،أنبأ مسلم بن إبراهيم، نا هشام الدّستوائي (2)،نا عطاء بن السائب، قال: لما استخلف أبو بكر أصبح غاديا إلى السوق و على رقبته أثواب يتجر بها، فلقيه عمر بن الخطاب، و أبو عبيدة بن الجراح، فقالا له: أين تريد يا خليفة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ؟ قال: السوق، قالا: تصنع ما ذا و قد وليت أمر المسلمين ؟ قال: فمن أين أطعم عيالي ؟ قالا له: انطلق حتى نقرض لك شيئا، فانطلق معهما فقرضوا له كل يوم شطر شاة و ما كسوه في الرأس و البطن، فقال عمر: إليّ القضاء، و قال أبو عبيدة: و إليّ الفيء، قال عمر: فلقد كان يأتي عليّ الشهر ما يختصم إليّ فيه اثنان.

قال: و نا ابن (3) سعد، أنا عفّان بن مسلم، نا سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال، قال: لما ولي أبو بكر قال أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم: افرضوا لخليفة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ما يغنيه، قالوا: نعم، برداه إذا أخلقهما وضعهما (4)،و أخذ (5) مثلهما و ظهره إذا سافر

ص: 321


1- طبقات ابن سعد 184/3.
2- بالأصل:«الدستواني» بالنون، و في م أهملت النون، و الصواب ما أثبت عن ابن سعد، و هذه النسبة إلى «دستوا» أو «دستوى» تقدم التعريف بها، انظر الأنساب و ياقوت.
3- بالأصل «أبو» و المثبت عن م، و الخبر في طبقات ابن سعد 184/3.
4- عن م و ابن سعد، و بالأصل «و وضعهما».
5- عن م و ابن سعد، و بالأصل: و آخر.

و نفقته على أهله كما كان ينفق قبل أن يستخلف، قال أبو بكر: رضيت.

قال و أنا ابن (1) سعد (2) أخبرنا أحمد بن عبد اللّه بن يونس، نا أبو بكر بن عيّاش، عن عمرو بن ميمون، عن أبيه، قال: لما استخلف أبو بكر جعلوا له ألفين، فقال:

زيدوني فإنّ لي عيالا، و قد شغلتموني عن التجارة، قال: فزادوه خمسمائة، قال: إما أن يكون ألفين فزادوه خمسمائة أو كانت ألفين و خمسمائة فزادوه خمسمائة.

أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أنبأ الفضيل بن يحيى، أنا أبو محمّد بن أبي شريح، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر، نا محمّد بن إبراهيم حدثنا (3) عبيد اللّه بن معاذ، نا أبي، نا شعبة، عن حبيب بن عبد الرّحمن سمع عمته أنيسة (4) قالت: نزل فينا أبو بكر ثلاث سنين (5)،سنتين قبل أن يستخلف و سنة بعد ما استخلف، فكان جواري الحي يأتينه بغنمهن فيحلبهن لهن.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، حدّثني الحسن بن علي بن محمّد الواعظ ، نا أبو نصر إسحاق بن أحمد بن شبيب البخاري، نا أبو الحسن نصر بن أحمد بن إسماعيل بن سائح بن قوامة - ببخارا - أنا جبريل بن مجاع الكمشاني (6) بها، نا قتيبة، نا رشدين، عن الحجّاج بن شداد المرادي، عن أبي صالح الغفاري.

أن عمر بن الخطاب كان يتعاهد عجوزا كبيرة عمياء في بعض حواشي المدينة من الليل (7)،فيستقي لها و يقوم بأمرها، فكان إذا جاءها وجد غيره قد سبقه إليها، فأصلح ما أرادت فجاءها غير مرة كيلا يسبق إليها، فرصده عمر، فإذا هو بأبي بكر الصديق الذي يأتيها، و هو يومئذ خليفة، فقال عمر: أنت هو لعمري.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل الحافظ ، أنبأ محمّد بن أحمد بن علي الفقيه، أنا أبو إسحاق بن خرّشيذ قوله، نا الحسين بن إسماعيل المحاملي، نا ابن

ص: 322


1- بالأصل «أبو» و المثبت عن م، و الخبر في طبقات ابن سعد 184/3.
2- الخبر في طبقات ابن سعد 185/3.
3- عن م، و مكانها بياض بالأصل.
4- عن م و بالأصل: أنسية.
5- عن م و بالأصل: سنيت.
6- هذه النسبة إلى كشانية، بلدة من بلاد السغد، بنواحي سمرقند. و في م: الكيشاني تحريف، انظر الأنساب و معجم البلدان.
7- في م: من المدينة.

أبي مذعور، نا يزيد بن زريع (1)،نا روح بن القاسم، نا محمّد بن المنكدر، عن جابر قال: أتيت أبا بكر أسأله فمنعني، فقلت: إمّا أن تبخل و إمّا أن تعطي، قال: قلت: نبخل و أي داء أدوى من البخل ؟ ما أتيتني من مرة إلاّ و أنا أريد أن أعطيك ألفا، قال؛ فأعطاني ألفا و ألفا و ألفا.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا الحسن بن علي، أنا محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (2)،أنا محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي سبرة، عن مروان بن أبي سعيد بن المعلّى، قال: سمعت سعيد بن المسيّب قال: و أنا محمّد بن عمر، أنا موسى بن محمّد بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الرّحمن بن صبيحة التيمي، عن أبيه قال: و أنا محمّد بن عمر، أنا عبد الرّحمن بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال: و أنا محمّد بن عمر، و أنا محمّد بن عبد اللّه، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قال: و نا محمّد بن عمر، أنا أبو قدامة عثمان بن محمّد، عن أبي وجزة، عن أبيه قال: و غير هؤلاء أيضا قد حدّثني ببعضه فدخل حديث بعضهم في حديث بعض، قالوا:

بويع أبو بكر الصدّيق يوم قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يوم الاثنين لاثنتي (3) عشرة خلت من شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة من مهاجر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و كان منزله بالسّنح (4)عند زوجته حبيبة بنت خارجة بن زيد بن أبي زهير (5) من بني الحارث من الخزرج، و كان قد حجر عليه حجرة من شعر، فما زاد على ذلك حتى تحوّل إلى منزله بالمدينة، فأقام هناك بالسّنح (6) بعد ما بويع له ستة أشهر يغدو على رجليه إلى المدينة، و ربما ركب على فرس له و عليه إزار و رداء ممشّق فيوافي المدينة فيصلّي الصلوات بالناس، فإذا صلّى العشاء رجع إلى أهله بالسّنح (7)،فكان إذا حضر صلّى بالناس، و إذا لم يحضر صلّى بهم عمر بن الخطاب، فكان يقيم يوم الجمعة في صدر النهار بالسّنح يصبغ رأسه و لحيته، ثم يروح لقدر الجمعة، فيجمع بالناس و كان رجلا تاجرا، فكان يغدو كل يوم السوق فيبيع و يبتاع و كانت له قطعة غنم تروح عليه، و ربما خرج هو نفسه فيها و ربّما كفيها فرعيت له،

ص: 323


1- ترجمته في سير الأعلام 296/8.
2- الخبر في طبقات ابن سعد 185/3-186.
3- عن ابن سعد، و بالأصل و م «لاثني عشرة».
4- عن م و ابن سعد، و بالأصل: بالشيح.
5- عن م و ابن سعد، و بالأصل: رهم.
6- عن م و ابن سعد، و بالأصل: بالشيح.
7- عن م و ابن سعد، و بالأصل: بالشيح.

و كان يحلب للحي أغنامهم، فلما بويع له بالخلافة قالت جارية من الحي: الآن لا يحلب لنا منائح دارنا، فسمعها أبو بكر، فقال: بلى، لعمري لأحلبنّها لكم لأرجو أن لا يغيرني ما دخلت فيه عن خلق كنت عليه. فكان يحلب لهم فربما قال للجارية من الحي: يا جارية أ تحبين أن أرغي لك أو أصرح ؟ فربما قالت: أرغ (1)،و ربما قالت: صرّح، فأيّ ذلك قالت فعل، فمكث كذلك بالسّنح ستة أشهر ثم نزل إلى المدينة فأقام بها و نظر في أمره. فقال: لا و اللّه ما يصلح أمر الناس التجارة و ما يصلح لهم إلا التفرغ و النظر في شأنهم و ما بد لعيالي مما يصلحهم. فترك التجارة و استنفق من مال المسلمين ما يصلحه و يصلح عياله يوما بيوم و يحج و يعتمر. و كان الذي فرضوا له كل سنة ستة (2) آلاف درهم. فلما حضرته الوفاة قال: ردوا ما عندنا من مال المسلمين فإني لا أصيب من هذا المال شيئا. و إن (3) أرضي التي بمكان كذا و كذا للمسلمين بما أصبت من أموالهم.

فدفع ذلك إلى عمر و لقوح (4) و عبد صيقل (5) و قطيفة ما يساوي (6) خمسة دراهم، فقال عمر: لقد أتعب من بعده.

قالوا: و استعمل أبو بكر على الحج سنة إحدى عشرة عمر بن الخطاب، ثم اعتمر أبو بكر في رجب سنة اثنتي عشرة فدخل مكة ضحوة فأتى منزله و أبو قحافة جالس على باب داره و معه فتيان أحداث يحدثهم إلى أن قيل له هذا ابنك، فنهض قائما، و عجل أو بكر أن ينيخ راحلته فنزل عنها و هي قائمة فجعل يقول: يا أبت لا تقم. ثم لاقاه فالتزمه و قبّل بين عيني أبي قحافة، و جعل الشيخ يبكي فرحا بقدومه. و جاء إلى مكة عتاب بن أسيد و سهيل بن عمرو و عكرمة بن أبي جهل و الحارث بن هشام فسلموا عليه: سلام عليك يا خليفة رسول اللّه، و صافحوه جميعا فجعل أبو بكر يبكي حين يذكرون رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، ثم سلموا على أبي قحافة، فقال أبو قحافة: يا عتيق هؤلاء الملأ فأحسن صحبتهم، فقال أبو بكر: يا أبت لا حول و لا قوة إلاّ باللّه! طوقت عظيما من الأمر لا قوة

ص: 324


1- بالأصل:«فلما قالت: ادع» و المثبت عن ابن سعد.
2- رسمها مضطرب بالأصل، و في م:«ألف درهم» و المثبت عن ابن عدي.
3- عن م و ابن سعد، و بالأصل: وراني.
4- عن م و ابن سعد، و بالأصل: و أبوح.
5- بالأصل:«صقيل» و في م:«صيقل» و المثبت عن ابن سعد. و الصيقل: شحاذ السيوف و جلاؤها. جمع صياقل و صياقلة (القاموس).
6- عن ابن سعد و م، و بالأصل: تساوي.

لي به و لا يدان إلاّ باللّه، ثم دخل فاغتسل و خرج و تبعه أصحابه فنحاهم ثم قال: امشوا على رسلكم. و لقيه الناس يتمشون في وجهه و يعزونه بنبي اللّه صلى اللّه عليه و سلّم. و هو يبكي حتى انتهى إلى البيت فاضطبع بردائه ثم استلم الركن ثم طاف سبعا و ركع ركعتين، ثم انصرف إلى منزله، فلما كان الظهر خرج فطاف أيضا بالبيت، ثم جلس قريبا من دار الندوة فقال:

هل من أحد يتشكى من ظلامة أو يطلب حقا؟ فما أتاه أحد و أثنى الناس على واليهم خيرا. ثم صلى العصر و جلس فودعه الناس ثم خرج راجعا إلى المدينة فلما كان وقت الحج سنة اثنتي (1) عشرة حج أبو بكر بالناس تلك السنة و أفرد الحج و استخلف على المدينة عثمان بن عفان.(2) قال: و أنا محمد بن سعد (3) أنبأ يعلى و محمد ابنا عبيد قالا نا موسى الجهني عن أبي بكر بن حفص بن عمر قال (4):جاءت عائشة إلى أبي بكر و هو يعالج ما يعالج الميت و نفسه في صدره فتمثلت هذا البيت:

لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى *** ذا حشرجت يوما و ضاق بها الصدر

فنظر إليها كالغضبان ثم قال: ليس كذلك يا أم المؤمنين و لكن و جاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد. إني قد كنت نحلتك حائطا و إن في نفسي منه شيئا فرديه إلى الميراث، قالت: نعم، فرددته،[فقال] أما أنّا منذ ولينا أمر المسلمين لم نأكل لهم دينارا و لا درهما و لكنا قد أكلنا من جريش طعامهم في بطوننا و لبسنا من خشن ثيابهم

ص: 325


1- عن ابن سعد، و بالأصل: اثني عشرة.
2- قبله في م: أخبرنا أبو القاسم النخعي، أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو محمد الحسن بن الأسفرايني نا محمد بن محمد بن رجاء نا عمرو بن محمد بن محمد السنا، قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: جاءني...... و الي المهتدي فقال: حدّثني... موسى الجهني حتى أحدّث به المهدي قال محمد بن محمد بن رحا، نا أبو حفص، نا يحيى بن عبيد، أنا موسى الجهني حدّثني أبو بكر بن حفص قال: جاءت عائشة إلى أبيها و هو يعالج ما يعالج من الموت فلما رأت نفسه في صدره تمثلت بهذا البيت: أ ماوي ما يغني الثراء عن الفتى إذا حشرجت يوما و ضاق بها الصدر زاد فيه غيره فكشف عن وجهه و قال: و لكن جاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد. أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن كثير (كذا) أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين قال.....
3- الخبر في طبقات ابن سعد 196/3.
4- عن ابن سعد و م و بالأصل: قالت.

على ظهورنا و ليس عندنا (1) من فيء المسلمين قليل و لا كثير إلاّ هذا العبد الحبشي و هذا البعير الناضح، و جرد هذه القطيفة فإذا متّ فابعثي بهن إلى عمر و ابرئي منهن ففعلت.

فلما جاء رسول عمر بكى، حتى جعلت دموعه تسيل في الأرض و يقول: رحم اللّه أبا بكر لقد أتعب من بعده، رحم اللّه أبا بكر لقد أتعب من بعده، يا غلام ارفعهن. فقال عبد الرحمن بن عوف: سبحان اللّه تسلب عيال أبي بكر عبدا حبشيا و بعيرا ناضحا و جرد قطيفة ثمن خمسة (2) الدراهم، قال: فما تأمر؟ قال: تردهنّ على عياله، فقال: لا و الذي بعث محمدا بالحق، أو كما حلف لا يكون هذا في ولايتي أبدا و لا خرج أبو بكر منهن عند الموت، و أردهنّ أنا على عياله، الموت أقرب من ذلك.(3) أخبرنا أبو بكر [محمد] (4) بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمد بن أحمد، أنا أحمد بن محمد بن عمر، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا.

و أخبرنا أبو بكر الحاسب، أنا أبو محمد، أنا أو عمر بن حيّويه، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، قالا ثنا محمد بن سعد (5) أنبأ محمد بن عمر بن واقد الأسلمي عن يحيى بن المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن عكرمة بن خالد عن ابن عمر أنه سئل من كان يفتي الناس في زمن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال: أبو بكر و عمر، ما أعلم غيرهما.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضل، نا أبي، نا سليمان بن حرب، نا حماد بن زيد، عن سعيد بن أبي صدقة، عن محمد بن بشر، قال: لم يكن وجد بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أهيب بما لا يعلم (6) من أبي بكر، و بعد أبي بكر عمر، و آية الكعبة نزلت بأبي بكر قضية

ص: 326


1- عن ابن سعد و م و بالأصل: عند.
2- بالأصل: خمس.
3- قبله في م خبر، سقط من الأصل، نثبته هنا، و تمام نصه: أخبرنا أبو بكر بن المرزفي (في م: الررقي) نا أبو الحسين (في م: أبو الحسن) بن المهتدي لفظا، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد، نا داود بن عمرو، نا عبد الجبّار بن الورد عن ابن أبي مليكة قال سئل أبو بكر عن آية من كتاب اللّه ؟ فقال: أي أرض تستعين أو أي سماء تظلني إذا قلت في كتاب اللّه لم يرد اللّه ذا.
4- زيادة عن م.
5- طبقات ابن سعد 334/2-335.
6- بالأصل:«أهيب الا بعلم» و المثبت عن م.

فلم يجد له (1) في كتاب اللّه أصلا و لا في السنة أبدا. فقال: أشهدوني فإن يك صوابا فمن اللّه، و إن يك حسنا فمن نفسي.

قرأت على أبي (2) محمد السلمي عن أبي بكر الخطيب أنا أبو بكر البرقاني، نا محمد بن عبد اللّه بن خميرويه، نا الحسين بن ادريس، أنا محمد بن عبد اللّه بن محمد، و أنا عبد الرحمن بن مهدي، عن حماد بن زيد عن سعيد بن أبي صدقة عن محمد بن سيرين قال:

لم يكن أحد أصيب لما لا يعلم بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم من أبي بكر، و لم يكن أهيب لما لا يعلم بعد أبي بكر من عمر و أنها نزلت بأبي بكر قضية لم يجد لها في كتاب اللّه:

أصلا و لا في السنة أبدا. فقال: أقول فيها برأي برأيي، فإن يك صوابا فمن اللّه و إن يك خطأ فمن نفسي، و أستغفر اللّه.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر، أنا أحمد، نا الحسين، نا محمد بن سعد (3).أخبرنا الفضل بن عنبسة الخزاز الواسطي، و عارم بن الفضل، قالا: نا حماد بن زيد، نا سعيد بن أبي صدقة عن محمد بن سيرين قال: لم يكن أحد بعد النبي صلى اللّه عليه و سلّم أهيب لما لا يعلم من أبي بكر. و لم يكن أحد بعد أبي بكر أهيب لما لا يعلم من عمر، و إن أبا بكر نزلت به قضية فلم نجد لها في كتاب اللّه أصلا و لا في السنة أبدا (4)،فقال: أجتهد رأيي فإن يكن صوابا فمن اللّه و إن يكن خطأ فمني، أستغفر اللّه.

أخبرنا أبو الفضل محمد بن إسماعيل و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو بكر أحمد بن يحيى بن الحسين، و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى قالوا: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن المظفر، نا عبد اللّه بن أحمد بن حموية، أنا عيسى بن عمر بن العبّاس، أنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن الدارمي، أنا محمّد بن الصلت، نا زهير، عن جعفر بن برقان، نا ميمون بن مهران، قال: كان أبو بكر إذا ورد عليه الخصم نظر في كتاب اللّه فإن وجد فيه ما يقضي بينهم قضا به، و إن لم يكن في الكتاب و علم من

ص: 327


1- بالأصل:«فلم به في كتاب» و المثبت عن م.
2- عن م و بالأصل «بن».
3- طبقات ابن سعد 177/3-178.
4- في ابن سعد: أثرا.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في ذلك الأمر سنة قضى به، فإن أعياه خرج فسأل المسلمين، فقال: أتاني كذا و كذا، فهل علمتم أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قضى في ذلك بقضاء، فربما اجتمع إليه النفر كلهم يذكر من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فيه قضاء، فيقول أبو بكر: الحمد للّه الذي جعل فينا من يحفظ في نبينا، فإن أعياه أن يجد فيه سنة من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم جمع رءوس الناس و خيارهم فاستشارهم، فإن أجمع رأيهم على أمر قضى به.(1) أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأ عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2)،نا أبو عمر حفص بن عمر، نا حمّاد بن زيد، نا هشام، عن محمّد، قال: كان أبو بكر أعبد هذه الأمة بعد النبي صلى اللّه عليه و سلّم.

كذا قال، و إنما هو أعبر من عبارة الرؤيا.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الفضل بن البقال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا عفّان، نا حمّاد بن زيد، عن هشام، عن ابن سيرين قال: كان أعبد هذه الأمة بعد النبي صلى اللّه عليه و سلّم أبو بكر.

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم، أنا أبو القاسم نصر بن

ص: 328


1- قبله ورد في م، و قد سقط من الأصل، نثبت السقط هنا: أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد الحافظ ، أنا أبو منصور محمد بن أحمد القاضي، أنا إبراهيم بن عبد الوراق الوراق، نا الحسين بن إسماعيل المحاملي، نا محمود بن... نا أحمد بن مغيرة عن الشعبي قال: قال عمر: إني لأستحي من ربّي عزّ و جلّ أن أخالف أبا بكر رضي اللّه عنه. أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنا أبو بكر البيهقي أنا... أبو الفتى العمري أنا عبد الرّحمن بن أبي شريح نا أبو القاسم البغوي نا داود بن أسيد نا عمر بن أيوب نا جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران قال قال أبو بكر: إذا ورد عليه... نظر في كتاب اللّه فإن وجد فيه ما يقضي به قضى به بينهم و إن لم يجد في الكتاب نظر هل كانت من النبي صلى اللّه عليه و سلّم قضى بها و إن لم يعلم حرج يسأل المسلمين فقال: أتاني كذا و كذا فنظرت في كتاب اللّه و في سنّة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فلم أجد في ذلك شيئا فهل تعلمون أن نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قضى في ذلك بقضاء فربما قام إليه الرهط فقالوا: نعم قضى فيه بكذا و كذا فيأخذ بقضاء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم. قال جعفر: و حدّثني ميمون أن أبا بكر كان يقول عند ذلك: الحمد للّه الذي جعل فينا... نحفظ عن نبيّنا صلى اللّه عليه و سلّم و إن أغناه ذلك،... المسلمين و غيرهم فاستشارهم فإذا اجتمع رأيهم على ألاّ نرتضي به. قال جعفر: أخبرني ميمون أن عمر بن الخطاب كان يقضي بذلك فإن أعياه أن يجد في القرآن و السنّة فيفطن هل كان أبو (أبي) بكر... قضى، فإن وجد أبا بكر قد قضى فيه بقضاء قضى به و إلاّ دعا رءوس المسلمين و علماءهم فاستشارهم فإذا اجتمعوا على أمر قضى بينهم.
2- الخبر في المعرفة و التاريخ 454/1.

أحمد الهمداني، أنا أبو بكر خليل بن هبة اللّه بن الخليل، أنا أبو علي الحسن بن محمّد بن الحسن بن القاسم بن درستويه، نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، حدّثني الحسين بن عيسى، نا عبد الصمد بن عبد الوارث، نا عبد الواحد بن زيد، حدّثني أسلم الكوفي، عن مرة، عن زيد بن أرقم، قال:

دعا أبو بكر بشراب فأتي بماء و عسل، فلما أدناه من فيه نحاه ثم بكى حتى بكى أصحابه، فسكتوا و ما سكت، ثم عاد فبكى حتى ظنوا أنهم لا يقوون على مسكته، ثم أفاق فقالوا: يا خليفة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ما أبكاك ؟ قال: كنت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فرأيته يدفع عن نفسه شيئا، و لم أر أحدا معه، فقلت: يا رسول اللّه ما هذا الذي تدفع، و لا أرى معك أحدا؟ قال:«هذه الدنيا تمثّلت لي، فقلت لها: إليك عني فتنحت ثم رجعت فقال: أما إنّك إن أفلتّ فلن يفلت مني من بعدك»[6446]. فذكرت ذلك فخفت أن تلحقني.(1) أخبرنا أبو منصور أحمد بن محمّد بن ينال (2) الترك الصوفي، قال: أخبرتنا عائشة بنت الحسن بن إبراهيم بن محمّد الوركانية، قالت: نا أبو محمّد عبد اللّه بن عمر بن عبد اللّه بن الهيثم المذكر - إملاء - نا عبد اللّه بن محمّد بن الحجّاج، حدّثني أبو عمرو بن خلف، نا أحمد بن أبي الحواري، نا أبو معاوية، نا جويبر، عن

ص: 329


1- قبله في م، و قد سقط من الأصل، نثبته هنا: أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن الفضل، و أبو محمد هبة اللّه بن سهل الفقيهان، قالا: أنا أبو سعد محمد بن عبد الرّحمن الفقيه، أنا أبو أحمد محمد بن محمد الحاكم أنا محمد بن محمد بن سليمان نا هشام بن عمّار نا عمرو بن واقد نا يونس بن ميسرة عن أبي إدريس عن معاذ بن جبل قال: دخل أبو بكر الصدّيق... اللّه حافظا و إذا يد مش (كذا) في ظل شجرة فتنفس الصعداء ثم قال: طوبى لك يا طير، تأكل من الثمر و تستظل بالشجر و تصير إلى غير حساب يا ليت أبا بكر مثلك. أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو محمد عبد اللّه بن يوسف الأصبهاني أنا أبو نا إبراهيم بن محمد... بمكة نا محمد بن علي بن... الصائغ نا الحسن بن علي، نا عبد الصّمد بن عبد الوارث نا عبد الواحد بن... نا أسلم الكوفي عن مرة الطيّب عن زيد بن أرقم قال: أبي (كذا) بكر الصدّيق فاستسقى فأتي... و عسل.... و بكى حتى بكى أصحابه من كلامه ثم مسح وجهه، فقالوا له: يا خليفة رسول اللّه ما الذي أباك ؟ قال: كنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فرأيته يدفع عنه شيئا لم أبصر معه أحدا قلت يا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ما هذا الذي تدفع عن نفسك، و لا أرى معك أحدا، قال: هذه الدنيا تمثّلت لي... ظهرها علي فقلت لها: إليك عني، فقالت: أما و اللّه لئن نجوت مني لا ينجو مني من بعدك فأكون ذلك اليوم، فخشيت أن تلحقني.
2- إعجامها مضطرب بالأصل و م، و المثبت عن مشيخة ابن عساكر 20/أ رقم 120.

الضّحّاك بن مزاحم، قال:

قال أبو بكر يوما: و رأى طيرا واقفا على شجرة، فقال: طوبى لك يا طائر، لوددت أنّي كنت مثلك تقع على الشجر، و تأكل من الثمر، ثم تطير و لا حساب عليك، و لا عدوان (1)،و اللّه لوددت أنّي كنت شجرة إلى جانب الطريق فمرّ بي (2) بعير فأخذ بي و أدخلني فاه، فلاكني ثم ازدردني، فأخرجني بعرا، و لم أكن بشرا.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو بكر بن إسحاق، نا موسى بن إسحاق الأنصاري، نا عبد اللّه بن أبي شيبة، نا محمّد بن فضيل، نا عبد الرّحمن بن إسحاق، عن عبد اللّه بن عبيد القرشي، عن عبد اللّه بن عليم، قال:

خطبنا أبو بكر الصدّيق، فحمد اللّه و أثنى عليه بما هو له أهل، ثم قال: أوصيكم بتقوى اللّه، و أن تثنوا عليه بما هو أهل، و أن تخلطوا الرغبة بالرهبة، فإنّ اللّه عز و جل أثنى على زكريا و أهل بيته فقال: إنهم كانوا يسارعون في الخيرات و يدعوننا رغبا و رهبا، و كانوا لنا خاشعين، ثم اعلموا عباد اللّه أن اللّه قد ارتهن بحقه أنفسكم، و أخذ على ذلك مواثيقكم، و اشترى منكم القليل الفاني بالكثير الباقي، و هذا كتاب اللّه فيكم لا يطفأ نوره، و لا تنقضي عجائبه، فاستضيئوا بنوره و انتصحوا كتابه، و استضيئوا منه ليوم الظلمة، فإنّه إنّما خلقكم لعبادته، و وكّل بكم كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون، ثم اعلموا عباد اللّه أنكم تغدون و تروحون في أجل قد غيّب عنكم علمه، فإن استطعتم أن تنقضي الآجال و أنتم في عمل اللّه فافعلوا و لن تستطيعوا ذلك إلاّ باللّه فسابقوا في آجالكم قبل أن تنقضي آجالكم، و تردكم إلى أسوأ أعمالكم، فإن قوما جعلوا آجالهم لغيرهم، و نسوا أنفسهم فأنهاكم أن تكونوا أمثالهم فالوحا الوحاء، ثم النجاء المجاء، فإن وراءكم طالبا حثيثا، مره سريع.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا إبراهيم بن عصمة بن إبراهيم العدل، نا يحيى (3) بن يحيى، أنا سفيان بن عيينة، عن رجل، عن الحسن، قال: أبصر أبو بكر طائرا على شجرة فقال: طوبى يا طير، تأكل

ص: 330


1- في م: و لا عذاب.
2- في م: عليّ .
3- عن م و بالأصل:«أبو يحيى».

الثمر، و تقع على الشجر، لوددت أنّي ثمرة ينقرها الطير.

قال: و نا يحيى بن يحيى، نا معاوية، عن جويبر، عن الضّحّاك، قال:

مرّ أبو بكر بطير وقع على شجرة فقال: طوبى لك يا طير، تطير فتقع على الشجر، ثم تأكل من الثمر، ثم تطير ليس عليك حساب و لا عذاب، يا ليتني كنت مثلك، و اللّه لوددت أنّي كنت شجرة إلى جانب الطريق، فمرّ عليّ بعير، فأخذني فأدخلني فاه، فلاكني ثم ازدردني ثم أخرجني بعرا و لم أكن بشرا.

قال: فقال عمر: يا ليتني كنت كبش أهلي سمنوني ما بدا لهم حتى إذا كنت كأسمن ما يكون زارهم بعض من يحبون فذبحوني لهم فجعلوا بعضي شواء و بعضي قديدا، ثم أكلوني، و لم أكن بشرا.

قال: و قال أبو الدرداء: يا ليتني كنت شجرة تعضد و تؤكل ثمرتي و لم أكن بشرا.

قال: و نا أبو نصر بن قتادة، أنبأ أبو العبّاس محمّد بن إسحاق بن أيوب الضبعي، نا سهل (1) بن عمّار، نا عبيد اللّه بن موسى، نا موسى بن عبيدة، عن يعقوب بن زيد، و عمر بن عبد اللّه مولى غفرة (2)،قالا: نظر أبو بكر الصدّيق إلى طير حين وقع على الشجرة، فقال: ما أنعمك يا طير، تأكل و تشرب و ليس عليك حساب، يا ليتني كنت مثلك.(3) أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد بن المجلي (4)،أنا محمّد بن محمّد بن أحمد العكبري، أنا أبو الطّيّب محمّد بن أحمد بن خلف بن خاقان، أنا أبو

ص: 331


1- رسمها مضطرب بالأصل، و المثبت عن م، ترجمته في سير أعلام النبلاء 32/13.
2- بالأصل و م عفرة بالعين المهملة، و الصواب ما أثبت و ضبط «غفرة بضم المعجمة و سكون الفاء» عن تقريب التهذيب.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 108/14. قبله في م، و قد سقط من الأصل، و تمام روايته: أخبرنا أبو القاسم المستملي أنا أبو بكر الحافظ أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه الصفّار، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا نا سريج بن يونس عن (في م: بن) الوليد بن مسلم، نا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير أن أبا بكر الصدّيق كان يقول في... الوحا الحسنة وجوههم المعجبون بشأنهم، أين أين الملوك الذين بنوا المدائن و حصنوها بالحيطان، أين الذين كانوا يعطون... في مواطن القرب قد تضعضع أرقابهم حين أحيا بهم الدهر و أصبحوا في ظلمات القبور، الوحا الوحا ثم النجا النجا.
4- بالأصل و م: المحلي، تحريف و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.

بكر محمّد بن الحسن بن دريد.

قال: و أخبرنا القاضي أبو محمّد عبد اللّه بن علي بن أيوب، أنا أبو بكر بن الجرّاح الحراز، أنبأ أبو بكر محمّد بن الحسن بن دريد، أنبأ أبو حاتم، عن الأصمعي، قال: كان أبو بكر إذا مدح قال: اللّهمّ أنت أعلم بي مني بنفسي، و أنا أعلم بنفسي منهم، اللّهمّ اجعلني خيرا مما يحسّنون، و اغفر لي ما لا يعلمون، و لا تؤاخذني بما يقولون.

حدّثنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1).

أخبرنا أبي، نا يحيى بن آدم، نا زهير، عن الأسود بن قيس، عن ربيح (2)،عن أبي سعيد الخدري: أنهم خرجوا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في سفر، فنزلوا رفقاء: رفقة مع فلان و رفقة مع فلان، قال: فنزلت في رفقة أبي بكر، فكان معنا أعرابي من أهل البادية، فنزلنا بأهل بيت من الأعراب، و فيهم (3) امرأة حامل، فقال لها الأعرابي: أبشرك (4) أن تلدي غلاما إن أعطيتني شاة ولدت غلاما، فأعطته شاة، و سجع لها أساجيع، قال: فذبح الشاة، فلمّا جلس القوم يأكلون قال أجل أ تدرون ما هذه الشاة ؟ فأخبرهم، فرأيت أبا بكر متبريا (5) مستنبلا (6) متقيئا.

أخبرنا أبو القاسم زاهر، و أبو بكر وجيه ابنا (7) طاهر، قالا: أنا عبد الرّحمن بن علي بن محمّد، أنا يحيى بن إسماعيل بن يحيى بن زكريا، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع، نا الأعمش، عن سليمان بن ميسرة، و المغيرة بن شبيل (8)عن طارق بن شهاب، عن رافع بن أبي رافع الطائي، قال: وافقت أبا بكر في غزوة ذات

ص: 332


1- مسند أحمد 103/4 رقم 11482 و ط الميمنية 51/3.
2- عن المسند و بالأصل:«شيخ» و الكلمة غير مقروءة في م.
3- عن م و المسند و بالأصل: و فيها.
4- كذا بالأصل و م، و في المسند ط دار الفكر و ط الميمنية: أ يسرك.
5- مهملة بدون نقط بالأصل و م، و المثبت عن المسند، يعني خرج إلى البرية.
6- مهملة بدون نقط بالأصل، و في م:«مستنلا» و المثبت عن المسند، و قوله: مستنبلا أي مستعدا و مهيأ لأمر ما. و هو على ما في الكلمة الأخيرة: مستعدا للتقيؤ.
7- مهملة بالأصل، و في م:«نا» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ هذا السند.
8- رسمها مضطرب، و هي بدون إعجام، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 304/18.

السلاسل و عليه كساء له فدكي يخلّه عليه إذا ركب، و نلبسه (1) أنا و هو إذا نزلنا.

أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنا أبو محمّد الجوهري، و أنا.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، نا موسى بن داود، نا عبد اللّه بن المؤمّل، عن ابن أبي مليكة، قال: كان ربما سقط الخطام (3) من يد أبي بكر الصدّيق، قال: فيضرب بذراع ناقته فينيخها فيأخذه، قال: فقالوا له: أ فلا أمرتنا نناولكه، فقال:

إنّ حبي (4) أمرني أن لا أسأل الناس شيئا.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الأديب، أنبأ أبو بكر محمّد بن محمّد بن أحمد بن عثمان الطرازي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن بطّة الأصبهاني، نا جعفر بن أحمد بن فارس الأصبهاني، نا أحمد بن أبي حميد الأيذجي، ثنا الفرج بن عبّاد، نا الحسن بن حبيب، نا أيوب السّختياني عن (5) أبي العالية الرّياحي، قال: قيل لأبي بكر الصدّيق في مجمع من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم: هل شربت الخمر في الجاهلية، فقال: أعوذ باللّه، فقيل: و لم ؟ قال: كنت أصون عرضي، و أحفظ مروءتي، فإنّ من شرب الخمر كان مضيّعا في عرضه و مروءته، قال: فبلغ ذلك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال:«صدق أبو بكر، صدق أبو بكر» مرتين[6447].

أنبأنا أبو سعد محمّد بن محمّد، و أبو علي الحسن بن أحمد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، ثنا محمّد بن إبراهيم بن علي، نا محمّد بن الحسن بن قتيبة، نا عمران بن بكار، ثنا أبو التّقيّ ، نا عبد اللّه بن سالم، عن الزبيدي، أخبرني الزهري، عن عروة بن الزبير: أن عائشة قالت: و اللّه لقد ترك أبو بكر شرب الخمر في الجاهلية، و ما ارتاب أبو بكر في اللّه منذ أسلم.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأ رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل بن محمّد، نا أحمد بن مروان، نا إبراهيم الحربي، ثنا علي بن المديني، عن

ص: 333


1- بالأصل: و يلبسه.
2- مسند أحمد 34/1 رقم 65.
3- الأصل و م: الحطام، و المثبت عن المسند.
4- الأصل و م، و في المسند: حبيبي.
5- عن م و بالأصل:«ابن».

سفيان بن عيينة، قال: قالت عائشة: ما شرب أبو (1) بكر خمرا في الجاهلية و لا في الإسلام.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي (2)،نا أبو الحسين بن المهتدي، أنبأ أبو بكر بن علي الديباجي، نا علي بن عبد اللّه بن مبشّر، نا محمّد بن حرب النسائي، نا أبو مروان يحيى بن أبي زكريا الغساني، عن هشام، عن عروة، عن عبد اللّه بن الزبير، قال: ما قال أبو بكر شعرا قط ، و لكنكم تكذبون عليه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو محمّد الصّريفيني، أنبأ أبو بكر محمّد بن عمر بن علي بن خلف الوراق، نا أبو بكر عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، نا أحمد بن صالح، نا عنبسة، حدّثني يونس، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة أنها كانت تدعو على من زعم أن أبا بكر قال هذه الأبيات، قالت عائشة: و اللّه ما قال أبو بكر شعرا في جاهلية و لا إسلام، لقد ترك هو و عثمان شرب الخمر في الجاهلية.(3) أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالا: أنا أبو جعفر المعدّل، أنا أحمد بن طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، حدّثني الحارث بن مسكين، عن عبد اللّه بن وهب، عن مالك بن أنس: أن رجلا دعا أبا بكر الصدّيق في الجاهلية إلى حاجة له استصحبه إليها، فمرّ به في طريق غير التي يمر فيها، فقال له أبو بكر: إلى أين تذهب هذه الطريق ؟ فقال: إنّ فيها ناسا نستحي منهم أن نمرّ عليهم، فقال أبو بكر: أ تدعوني إلى طريق يستحيا منها، ما أنا بالذي أصاحبك، فأبى أن يتبعه.

قال: و ثنا الزبير، حدّثني محمّد بن حسن المخزومي، عن نصر بن مزاحم، عن

ص: 334


1- عن م و بالأصل: أبا.
2- بالأصل و م: المحلي، تحريف و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
3- خبر ورد في م قبله، و قد سقط من الأصل. و روايته: أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا ثابت بن بندار و أنا أبو سعد الواسطي نا أبو بكر البابسيري أنا الأحوص بن المفضل نا أبي، حدّثني الحارث بن... عن عبد الرّحمن بن القاسم عن مالك قال: استصحب رجل أبا بكر الصدّيق إلى حاجته، مرا بالطريق إلى... فقال له الرجل: لو أخذت بنا في غير هذه الطريق، قال أبو بكر و ما له هذه الطريق ؟ قال: إن فيها مجلس قوم نكره أن نمر به، فقال له أبو بكر: أما... أن... يوما ما... فيها و ذلك في الجاهلية. رواه غيره...... عن أيوب.

معروف بن خربوذ: أن أبا بكر الصدّيق أحد (1) عشرة من قريش اتصل بهم شرف (2)الجاهلية بشرف (3) الإسلام، فكان الذي ذكر من شرف (4) أبي بكر في الجاهلية، قال:

كانت الأشناق إلى أبي بكر بن أبي قحافة، و الأشناق: الديات و المغرم، فكان إذا احتمل شيئا فسأل فيه قريشا صدقوه و أمضوا حمالته و حمالة من نهض معه، و أعانه، و إن احتملها غيره خذلوه و لم يصدّقوه، و كان فيمن أسمي في العشرة الحارث بن عامر بن نوفل.

و ذلك غلط ، قتل الحارث بن عامر بن نوفل يوم بدر مشركا، فكيف ما يتصل له شرف (5) الإسلام بشرف (6) الجاهلية، و قد قتل مشركا.

أخبرنا أبو القاسم العلوي أنا أبو (7) الحسن المقرئ، أنا أبو محمّد المصري، أنا أحمد بن مروان، نا أحمد بن زكريا المخزومي، نا الزبير بن بكار، قال: سمعت بعض أهل العلم يقول: خطباء أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أبو بكر الصدّيق، و علي بن أبي طالب.

أخبرنا أبو سهل بن سعدوية انبأ أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا الربيع بن سليمان، نا ابن وهب، أخبرني ابن أبي الزّناد، عن موسى بن عقبة.

أن أبا بكر الصدّيق كان يخطب فيقول: الحمد للّه رب العالمين أحمده و أستعينه و نسأله الكرامة فيما بعد الموت، فإنه قد دنا أجلي و أجلكم، و أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، و أنّ محمدا عبده و رسوله أرسله بالحق بشيرا و نذيرا و سراجا منيرا لِيُنْذِرَ مَنْ كٰانَ حَيًّا وَ يَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكٰافِرِينَ (8) و من يطع اللّه و رسوله فقد رشد، و من يعصهما فقد ضلّ ضلالا مبينا، أوصيكم بتقوى اللّه و الاعتصام بأمر اللّه الذي شرع لكم و هداكم به، فإن جوامع هدى الإسلام بعد كلمة الإخلاص السمع و الطاعة لمن ولاّه اللّه أمركم، فإنه من يطع والي الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فقد أفلح، و أدّى الذي عليه من الحق، و إياكم و اتّباع الهوى، فقد أفلح من حفظ من الهوى و الطمع و الغضب، و إيّاكم و الفخر، و ما فخر من خلق من تراب ثم إلى التراب يعود، ثم يأكله الدود، ثم هو اليوم حيّ و غدا ميت، فاعملوا يوما بيوم، و ساعة بساعة، و توقوا دعاء المظلوم، و عدوا

ص: 335


1- عن م و بالأصل: أخذ.
2- بالأصل: شرب، و المثبت عن م.
3- بالأصل: شرب، و المثبت عن م.
4- بالأصل: شرب، و المثبت عن م.
5- بالأصل: شرب، و المثبت عن م.
6- بالأصل: شرب، و المثبت عن م.
7- عن م و بالأصل: ابن.
8- سورة يس، الآية:70.

أنفسكم في الموتى، و اصبروا فإن العمل كله بالصبر، و احذروا و الحذر ينفع، و اعملوا و العمل يقبل، و احذروا ما حذركم اللّه من عذابه، و سارعوا فيما وعدكم اللّه من رحمته، و افهموا أو تفهموا، و اتّقوا أو توقّوا فإنّ اللّه قد بيّن لكم ما أهلك به من كان قبلكم، و ما نجّى به من نجّى قبلكم قد بيّن لكم في كتابه حلاله و حرامه، و ما يحب من الأعمال و ما يكره، فإنّي لا ألوكم و نفسي و اللّه المستعان، و لا حول و لا قوة إلاّ باللّه، و اعلموا أنكم ما أخلصتم للّه من أعمالكم فربكم أطعتم، و حظكم (1) حفظتم و اغتبطتم، و ما تطوعتم به لمدّتكم فاجعلوه نوافل بين أيديكم تستوفوا سلعكم، و تعطوا قرابتكم لحين فقركم، و حاجتكم إليها ثم تفكروا عباد اللّه في إخوانكم و صحابتكم الذين مضوا قد وردوا على ما قدموا عليه، و حلوا في الشقاء و السعادة فيما بعد الموت، و إن اللّه ليس له شريك، و ليس بينه و بين أحد من خلقه نسب يعطيه به خيرا أو لا يصرف (2) عنه سوءا إلاّ بطاعته، و اتّباع أمره، فإنّه لا خير في خير بعده النار، و لا شرّ بشرّ بعده الجنة، أقول قولي هذا و أستغفر اللّه لي و لكم، و صلوات (3) اللّه على نبيكم صلى اللّه عليه و سلّم، و السلام عليه و رحمة اللّه و بركاته.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا أبي، عن ابن (4) عيينة، قال: كان أبو بكر الصدّيق إذا عزّى رجلا قال: ليس مع العزّاء مصيبة، و لا مع الجزع فائدة، الموت أهون ما قبله، و أشدّ ما بعده، اذكروا فقد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم تصغر (5) مصيبتكم، و أعظم اللّه أجركم.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو حفص بن شاهين، نا عبد اللّه بن سليمان، نا علي بن حرب، نا دلهم بن يزيد، نا العوّام بن حوشب، نا عمر بن إبراهيم، عن عبد الملك بن عمير، عن أسيد بن صفوان (6)، و كانت له صحبة، قال: قال علي بن أبي طالب: الذي جاء بالحق كذا قال محمّد، و صدّق به أبو بكر الصدّيق.

هكذا قال: الحق، و لعلها قراءة لعليّ (7).

ص: 336


1- عن م و بالأصل: حفظكم.
2- في م: و لا يصرف.
3- بالأصل: و صلوا و اللّه، و الصواب عن م.
4- عن م و بالأصل: أبي عيينة.
5- عن م و بالأصل: يصغر.
6- ترجمته في تهذيب الكمال 256/2.
7- انظر حديث أسيد بن صفوان بطوله في أسد الغابة 110/1.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو إسحاق (1) إبراهيم بن طاهر بن بركات (2)، قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، نا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن أحمد، أنا أبو الحسن علي بن الفضل، نا الحسن بن عرفة، نا عبد الرّحمن بن محمّد المحاربي، عن جويبر، عن الضّحّاك في قوله: يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّٰهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّٰادِقِينَ (3)، قال: مع أبي بكر و عمر و أصحابهما.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأ أبو القاسم عبد الرّحمن بن الطبيز، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عيسى التميمي، نا محمّد بن يونس الكديمي، نا حفص بن عمر العدني، نا الحكم بن أبان، عن عكرمة يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّٰهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (4)،قال: أبو بكر و عمر.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو (5) الفضل عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد، نا عبد اللّه بن إسحاق المدائني، نا إسحاق بن الضيف (6)،نا يزيد - و هو ابن أبي حكيم (7)-نا سفيان عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس: وَ نَزَعْنٰا مٰا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ (8)،قال: نزلت في عشرة: في أبي بكر، و عمر، و عثمان، و علي، و طلحة، و الزبير، و سعد، و عبد الرّحمن بن عوف، و سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، و عبد اللّه بن مسعود.

أخبرنا أبو العبّاس عمر بن عبد اللّه بن أحمد الأرغياني، نا علي بن أحمد بن محمّد الواحدي - إملاء - نا عبد الرّحمن بن حمدان العدل، أنا أحمد بن جعفر بن مالك، أنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني محمّد بن سليمان بن خالد الفحام، نا

ص: 337


1- في م: أبو علي، خطأ و الصواب ما أثبت، و انظر مشيخة ابن عساكر ص 23/أ رقم 147.
2- زيد في م: و أبو القاسم الحسين بن الحسن (كذا).
3- سورة التوبة، الآية:119.
4- سورة النساء، الآية:59.
5- عن م، سقطت من الأصل.
6- في الأصل:«الصف» و في م:«الصنف» كلاهما تحريف و الصواب ما أثبت ترجمته في تهذيب الكمال 51/2.
7- ترجمته في تهذيب الكمال 298/20.
8- سورة الأعراف، الآية:43 و سورة الحجر، الآية:47.

علي بن هاشم، عن كثير النّوّا، قالت: قلت لأبي جعفر: إن فلانا حدّثني عن علي بن الحسين أن هذه الآية نزلت في أبي بكر و عمر: وَ نَزَعْنٰا مٰا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوٰاناً عَلىٰ سُرُرٍ مُتَقٰابِلِينَ (1)،قال: و اللّه إنها لفيهم نزلت، و فيمن نزلت إلاّ فيهم ؟ قال: و أي غل هو؟ قال: غلّ (2) الجاهلية أي بني تيم وعدنا و بني هاشم كان بينهم في الجاهلية، فلما أسلم هؤلاء القوم تحابّوا، فأخذت أبا بكر الخاصرة فجعل عليّ يسخن يده فيكمّد بها خاصرة أبي بكر، فنزلت هذه الآية.

أخبرنا أبو الأعزّ، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو حفص بن شاهين، نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا داود بن رشيد، نا علي بن هاشم، عن كثير النّوّا، عن أبي جعفر: أن هذه الآية نزلت في أبي بكر و علي: وَ نَزَعْنٰا مٰا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوٰاناً عَلىٰ سُرُرٍ مُتَقٰابِلِينَ .

قال: و أنا أبو حفص، نا عثمان بن أحمد بن عبد اللّه، نا الحسن بن علي القطان، نا إسماعيل بن عيسى، نا المسيّب، عن شريك، قال: قال الكلبي: قال أبو (3)صالح: قال ابن عبّاس: نزلت في أبي بكر الصدّيق وَ وَصَّيْنَا الْإِنْسٰانَ بِوٰالِدَيْهِ إِحْسٰاناً (4)إلى قوله: وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كٰانُوا يُوعَدُونَ (5).

أخبرنا أبو القاسم الخطيب، أنبأ رشأ المقرئ، أنبأ أبو محمّد بن الضّرّاب، أنا أحمد بن مروان، نا يوسف بن الضّحّاك، نا إسحاق بن سليمان الرازي، نا أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس قال: مكتوب في الكتاب الأول: مثل أبي بكر مثل القطر حيث وقع نفع (6).

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، و أبو يعلى حمزة بن علي، قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا أبو يحيى بن أبي مسرّة (7)،نا خلف بن الوليد، نا أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس قال: مكتوب في الكتاب الأوّل: مثل أبي بكر الصدّيق مثل القطر أينما وقع نفع (8).

ص: 338


1- سورة الحجر، الآية:47.
2- عن م و بالأصل: على.
3- عن م و بالأصل: أبي.
4- سورة الأحقاف، الآيات:14-16.
5- سورة الأحقاف، الآيات:14-16.
6- عن م و بالأصل: يقع.
7- اسمه عبد اللّه بن أحمد بن أبي مسرة، أبو يحيى، ترجمته في سير الأعلام 632/12 و الجرح و التعديل 6/5.
8- عن م و بالأصل: يقع.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه، ابنا أبي (1) علي، قالا: أنا أبو جعفر المعدّل، أنا أبو طاهر الذّهبي.

أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، حدّثني يحيى بن مسكين، عن موسى بن عبد اللّه بن حسن، عن أبيه، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إنّما أبو بكر منا أهل البيت»[6448].

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح، أنا أبو الفضل محمّد بن (2) أحمد بن جعفر الطّبسي، أنا القاضي أبو بكر أحمد بن محمّد بن إبراهيم الصّدفي، أنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن حكيم العامري، أنا أبو الموجّه محمّد بن عمرو بن الموجّه، أنا يحيى الحمّاني، نا ابن عيينة، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه قال: كان آل أبي بكر يدعون على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم آل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنبأ أبو بكر الشافعي، نا عبد اللّه بن محمّد بن أبي الدنيا، أنا خالد بن خداش، نا حمّاد بن زيد، عن يحيى بن عتيق، عن الحسن بن أبي الحسن: أن عمر بن الخطاب قال: وددت أنّي من الجنة حيث أرى أبو بكر.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنبأ أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد - إجازة-.

ح قالا: و أنا محمّد بن علي الأزدي في كتابه قال: قرئ على أحمد بن عبيد، أنبأ أحمد بن الحسين، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا علي بن بحر، نا حاتم بن إسماعيل، عن محمّد بن عجلان، عن عامر بن عبد اللّه بن الزبير، قال: قال عمر: إنّ أبا بكر كان سابقا مبرّزا.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنبأ منصور بن الحسين، و أحمد بن محمود، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن أحمد بن عمارة، نا عبدة بن

ص: 339


1- عن م و بالأصل: أبو.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و فيها مكان السقط كله:«أنا» و هو خطأ. انظر ترجمة أبي الفضل محمد بن أحمد بن جعفر الطبسي في سير الأعلام 588/18. و الطبسي ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى طبس بلدة في برية بين نيسابور و أصبهان و كرمان.

عبد الرحيم المروزي، نا ابن عيينة، عن الزهري، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه، عن ابن عبّاس، قال: قال عمر: لأن أقدّم فيضرب عنقي و لا يقربني ذلك من إثم أحبّ إليّ من أن أتأمّر على قوم فيهم أبو بكر.

أخبرنا أبو (1) الحسن الفقيهان، قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأ جدي أبو بكر، أنا أبو الدحداح أحمد بن محمّد بن إسماعيل التميمي، نا أبو عبد اللّه عبد الوهّاب بن عبد الرحيم الأشجعي، نا شعيب بن إسحاق القرشي، عن مسعر بن كدام، عن زياد بن علاقة.

أن رجلا أتى عمر و هو يتصدّق عام الرّمادة، فقال: إنّ هذا لخير (2) هذه الأمة بعد نبيّها، قال: فعمد عمر و جعل يضرب صلعة الرجل بالدّرة و يقول: كذب الآخر، أبو بكر خير مني، و من أبي، و منك، و من أبيك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، و أبو طالب علي بن حيدرة، قالا: أنا أبو القاسم المصّيصي، أنا أبو محمّد العدل، أنا خيثمة بن سليمان، نا أبو عمرو بن أبي غرزة (3)بالكوفة، نا عبيد اللّه بن موسى، أنا مسعر بن كدام، عن زياد بن علاقة، قال: رأى عمر بن الخطاب رجلا يتصدّق عام الرّمادة فقال الرجل: إنّ هذا لخير هذه الأمة بعد نبيها، قال: فجعل عمر يضرب الرجل بالدّرّة و يقول: كذب الآخر، لأبو بكر خير مني و من أبي، و منك و من أبيك.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن، أنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس، نا محمّد بن إبراهيم بن عبد اللّه الديبلي، ثنا سعيد بن عبد الرّحمن، نا سفيان، عن الزهري، قال: قال رجل لعمر: يا خير الناس - أو ما رأيت أميرا خيرا منك - فقال: هل رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ؟ قال: لا، فهل رأيت أبا بكر؟ قال: لا، قال: لو أخبرتني أنك رأيت واحدا منهما لأوجعتك.

أنبأنا أبو الفتح الحداد، و أخبرني عنه أبو المعالي الحلواني عنه، أنا أبو علي أحمد بن محمّد بن إبراهيم، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، نا أحمد بن يونس الضّبيّ ،

ص: 340


1- بالأصل و م:«أبو الحسن» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ هذا السند.
2- كذا بالأصل، و اللفظة غير واضحة في م، و في مختصر ابن منظور 109/13 لحبر.
3- بالأصل:«عرزة» و في م مهملة بدون نقط ، و الصواب ما أثبت و ضبط ، مرّ التعريف به.

نا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن جده: أنه قدم وفد عبد القيس على عمر بن الخطاب، فأذن لهم، فدخلوا عليه، فقضى بينهم، و قضى من حوائجهم، فبينما هم كذلك إذ غلبته عينه، فقال رجل من القوم: ما رأيت أميرا قطّ خيرا من هذا، فاستيقظ عمر بكلمته، فقال: هل رأيت أبا بكر؟ قال: لا و اللّه، قال: أما و اللّه لو كنت رأيته لثكلت بك.

أخبرنا أبو صادق مرشد بن يحيى بن القاسم بن علي، و أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن الحطاب (1) في كتابيهما (2)،ثم أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن، أنا سهل بن بشر، قالوا: أنا أبو الحسن محمّد بن الحسين بن محمّد الطّفّال، أنا القاضي أبو الطاهر محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الذهلي، نا موسى بن هارون، نا سلم (3) بن قادم، نا بقية بن الوليد، عن بحير (4) بن سعد، أخبرني خالد بن معدان، عن جبير بن نفير أن نفرا قالوا لعمر:

ما رأينا رجلا أقضى بالقسط و لا أقول بالحق، و لا أشدّ على المنافقين منك يا أمير المؤمنين، فأنت خير الناس بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فقال عوف بن مالك: كذبتم، لقد رأيت خيرا منه غير رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فأقبل إليه عمر فقال: من هو يا عوف ؟ فقال: أبو بكر، فقال عمر: صدق عوف و كذبتم، لقد كان أبو بكر أطيب من المسك، و إنّي لمثل بعير أهلي.

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد عنه، أنا أبو نعيم، ثنا سليمان بن أحمد، نا موسى بن عيسى بن المنذر الحمصي، نا أبي، نا بقية، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير.

أن نفرا قالوا لعمر بن الخطاب: و اللّه ما رأينا رجلا أقضى بالقسط ، و لا أقول بالحقّ ، و لا أشدّ على المنافقين منك يا أمير المؤمنين، فأنت خير الناس بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فقال عوف بن مالك: كذبتم و اللّه لقد رأينا خيرا منه بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فقال: من هو يا عوف ؟ فقال: أبو بكر، فقال عمر: صدق عوف و كذبتم، و اللّه لقد كان

ص: 341


1- عن م و بالأصل: الخطاب، تحريف، انظر تهذيب الكمال في سير الأعلام 583/19.
2- عن م و بالأصل: كتابهما.
3- في م: سليم.
4- في م: يحيى، تحريف و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 12/3.

أبو بكر أطيب من ريح المسك، و أنا أضلّ من بعير أهلي.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمّام بن محمّد، و عبد الرّحمن بن عثمان، و محمّد بن هارون بن الجندي، و محمّد بن عبد الرّحمن القطان، و عبد الرّحمن بن الحسين بن الحسن.

ح و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنبأ أبي أبو العبّاس، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، قالوا: أنا علي بن يعقوب بن أبي العقب، نا أبو زرعة، نا حيوة بن شريح، نا بقية بن الوليد، عن بحير (1) بن سعد، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير.

أن نفرا قالوا لعمر بن الخطاب: ما رأينا رجلا أقضى بالقسط ، و لا أقول بالحق، و لا أشدّ على المنافقين منك يا أمير المؤمنين، فأنصت خير الناس بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فأنت عنهم عمر، فقال عوف بن مالك: كذبتم و اللّه، لقد رأينا خيرا منه بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فأقبل عليه عمر فقال: من هو يا عوف ؟ قال: أبو بكر، قال عمر: صدق عوف و كذبتم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي (2)،و أبو طالب الحسيني، قالا: أنا أبو القاسم الشافعي، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة، نا محمّد بن الحسين الحسيني، نا عارم (3) أبو النعمان، نا هشيم، نا حصين، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، قال:

وفد ناس من أهل الكوفة، و ناس من أهل البصرة إلى عمر بن الخطاب قال: فلما نزلوا المدينة تحدّث القوم بينهم إلى أن ذكروا أبا بكر و عمر، قال: ففضّل بعض القوم أبا بكر على عمر، و فضّل بعض القوم عمر على أبي بكر، و كان الجارود بن المعلجى ممن فضّل أبا بكر على عمر، فجاء و معه درته، و ما في وجهه رابحة، فأقبل على الذين فضّلوه على أبي بكر فجعل يضربهم بالدّرّة حتى ما يبقى أحدهم إلاّ برجله، فقال له الجارود:

أفق أفق يا أمير المؤمنين فإنّ اللّه لم يكن ليرانا أن نفضلك على أبي بكر، أبو بكر أفضل منك في كذا، و أفضل منك في كذا، فسرى عن عمر ثم انصرف، فلما كان من العشاء

ص: 342


1- بالأصل:«يحيى» و في م:«بحير» و الصواب ما أثبت، انظر الحاشية السابقة.
2- في م: السنوسي.
3- بالأصل: عازم، خطأ، و الصواب ما أثبت، و اسمه محمد بن الفضل و عارم لقبه، أبو النعمان السدوسي البصري ترجمته في سير الأعلام 265/10.

صعد المنبر، فحمد اللّه و أثنى عليه، ثم قال: ألا إنّ أفضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر من قال غير ذلك بعد مقامي هذا فهو مفتري عليه ما على المفتري.

أخبرنا أبو الفتح محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي بكر الكشميهني، و ابناه أبو عبد الرّحمن محمّد، و أبو محمّد عبد الرّحمن، و أبو القاسم محمود بن ميمون بن عبد اللّه الدّبّوسي (1)،و أبو المظفّر منصور، و أبو الفتح مسعود، ابنا محمّد بن أبي نصر المسعوديان، و أبو العلاء صاعد بن منصور بن أحمد السّرخسي بمرو، و أبو سعد عبد الكريم بن محمّد السمعاني، و أبو بكر محمّد بن علي بن عمر الخطيب البروجردي (2)- بدمشق - قالوا: أنا أبو منصور (3) بن محمّد بن علي بن محمود الكراعي المروزي - بمرو - أنا جدي أبو غانم أحمد بن علي بن الحسين الكراعي، أنا أبي أبو الحسن علي بن الحسين الكراعي، أنا أبو النصر الخلعاني - يعني محمّد بن أحمد بن النضر - نا محمّد بن الحسن الرومي (4)،نا يحيى بن آدم، نا حمّاد بن زيد، عن أيوب، عن أبي عمران الجوني، قال: قال عمر: ليتني شعرة في صدر أبي بكر رضي اللّه عنه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، ثنا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، نا سفيان، قال: قال عمر: لوددت أنّي شعرة في صدر أبي بكر.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنبأ الحسن بن علي، أنبأ أبو الفضل عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد الزهري، نا يحيى بن محمّد بن صاعد - إملاء - سنة ثلاث عشرة و ثلاثمائة، نا محمّد بن عوف بن سفيان الطائي، و محمّد بن خالد بن خلي الكلاعي، قالا: نا بشر بن شعيب بن أبي حمزة، عن أبيه، عن الزهري، قال: أخبرني سالم بن عبد اللّه أن (5) عبد اللّه بن عمر قال: كنا نقول و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم حي: أفضل أمة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بعده أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان.

ص: 343


1- الباء مهملة بالأصل، و في م: الدنوشي، و المثبت عن مشيخة ابن عساكر 229/أ.
2- غير واضحة بالأصل، و على هامشه:«الدوجردي» و في م:«البروجردي» و كله تحريف، و الصواب ما أثبت.
3- بالأصل:«أبو منصور بن محمد» خطأ و الصواب عن م، انظر ترجمته في سير الأعلام 556/19.
4- كذا رسمها بالأصل، و في م: الروفى.
5- عن م و بالأصل: بن.

قال: و نا يحيى، نا عمران بن بكّار الكلاعي، نا عبد الحميد بن إبراهيم الحضرمي، نا عبد اللّه، و سالم الحمصي، عن الزبيدي، أخبرني الزهري، حدّثني سالم بن عبد اللّه أن عبد اللّه بن عمر قال: قد كنا نقول و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم حي: أفضل أمة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بعده أبو بكر ثم عمر ثم عثمان.

قال: و حدثنا يحيى، نا عمران بن بكّار الكلاعي، نا عبد الحميد بن إبراهيم، نا عمر بن الحسن الأسدي، ثنا أبي، نا إبراهيم بن سعد، عن محمّد بن عبد اللّه بن أبي عتيق، عن الزهري، عن سالم بن عبد اللّه، عن أبيه قال: كنا في عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم نقول: أبو بكر بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و عمر بعد أبي بكر، و عثمان بعد عمر.

قال: و نا يحيى، نا يوسف بن سعيد بن مسلّم (1) المصّيصي، نا عمارة بن بشير، نا معاوية بن يحيى الصّدفي الدمشقي، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر قال: كنا نتحدّث على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أن خير الناس بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان.

قال: و نا يحيى، نا الحسين بن الحسن المروزي، و محمّد بن علي بن ميمون الرّقّي، و أبو أسامة الحلبي، قالوا: نا حجّاج بن أبي منيع الرصافي، نا جدي - و هو عبيد اللّه بن أبي زياد - عن الزهري، أخبرني سالم بن عبد اللّه أن عبد اللّه بن عمر قال:

إنّا كنا نقول و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم حي: أفضل أمّة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بعده أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان.

قال: و نا يحيى، نا سليمان بن عبد الحميد أبو أيوب البزاز، نا يحيى بن صالح الوحاظي، نا إسحاق بن يحيى الكلبي، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، قال:

كنا نقول و رسول اللّه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم حي: أفضل أمّة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بعده أبو بكر، و عمر، و عثمان.

قال: و نا يحيى، نا يعقوب بن إبراهيم الدّورقي، نا يزيد بن هارون، نا الحجّاج بن المنهال الجزري (2)،عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، قال: إنا كنا نقول و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فينا: أفضل أمّة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أبو بكر، و عمر، و عثمان.

ص: 344


1- في م: سلم، خطأ و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 622/12.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 167/4 و سير الأعلام 352/10.

و رواه نافع عن ابن عمر و زاد فيه: فيبلغ النبي صلى اللّه عليه و سلّم فلا ينكره.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، نا أبو محمّد الجوهري - إملاء - أنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن ماهبرد الأصفهاني، نا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، نا أحمد بن الدورقي، نا العلاء بن عبد الجبار، نا الحارث بن عمير، عن عبد اللّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال: كنا نفاضل على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فنقول: أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، فيبلغ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و لا ينكره.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش، و أبو علي بن السّبط ، قالا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن الفتح المعروف بابن أبي العصب الشاعر، نا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، حدّثني أحمد بن الدورقي، أنا العلاء بن عبد الجبار العطاردي، فذكر بإسناده مثله غير أنهما لم يقولا: فيبلغ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فلا ينكره.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنبأ منصور بن الحسين، و أحمد بن محمود.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أحمد بن محمود، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا إسماعيل بن داود بن وردان (1) بن نافع المصري (2)،نا عيسى بن حمّاد، نا رشد (3) بن سعد، عن معاوية بن صالح و غيره عن يحيى بن سعيد (4)-و في حديث أبي (5) الفرج: عن معاوية بن صالح عن يحيى بن سعيد و غيره - عن نافع، عن ابن عمر، قال: كنا نفاضل - و في حديث أبي (6) عبد اللّه: نتحدّث - على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم - زاد أبو الفرج: فنقول:- خير هذه الأمة: أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، و قال أبو الفرج: أبو بكر و عمر و لم يذكر عثمان.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، و أبو يعلى (7) حمزة بن الحسن، و أبو العشائر محمّد بن خليل، قالوا: أنبأ أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا

ص: 345


1- في م: وركان، تحريف، انظر ترجمته في سير الأعلام 521/14.
2- في م: المقرئ.
3- في م: زبيد.
4- في م: سعد.
5- بالأصل و م: ابن الفرج، خطأ.
6- م: ابن عبد اللّه.
7- عن م و بالأصل:«أبو العلاء» خطأ و انظر مشيخة ابن عساكر 57/أ.

خيثمة بن سليمان، نا محمّد بن عوف، نا موسى بن إسماعيل، أنا يوسف الماجشون، عن أبيه، عن ابن عمر قال: كنا نقول في عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و لا نعدل به أحدا أبو بكر، ثم عمر، ثم ندع أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فلا نفاضل بينهم.

أخبرنا أبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمّد الزيدي (1)،و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور.

ح و أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (2)،ثنا أبو الحسين بن المهتدي، قالا: أنا أبو الحسن الحربي، نا العبّاس بن أحمد البرتي (3)،نا جعدبة بن يحيى، ثنا العلاء بن بشير، عن ابن أبي أويس، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر قال: كنا وفينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم نفضل أبا بكر و عمر و عثمان و عليا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا إبراهيم (4) بن سعيد الحبّال (5)،أنبأ أبو محمّد بن النحاس، نا أبو سعيد بن الأعرابي، نا الزعفراني، نا أبو معاوية، نا سهيل، عن أبيه، عن ابن عمر، قال: كنا نقول على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم: إذا ذهب أبو بكر و عمر و عثمان استوى الناس، فيبلغ ذلك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فلا ينكره (6).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، نا أبو علي بن المذهب - لفظا - أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد، نا أبي، نا أبو معاوية، نا سهيل بن صالح، عن أبيه، عن ابن عمر، قال: كنا نعدّ أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم متوافرون: أبو بكر، و عمر، و عثمان، ثم يسكت (7).

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأ أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، نا محمّد بن يعقوب، قال: نا عبّاس بن محمّد، و قال: قال يحيى:

قد روى أبو معاوية عن سهيل حديثا لم يروه غيره: كنا نعد زمن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.

ص: 346


1- مشيخة ابن عساكر ص 154/ب.
2- بالأصل:«المرزقي» و في م:«الرزقي» كلاهما تحريف، و الصواب ما أثبت. و قد مرّ التعريف به.
3- ترجمته في سير الأعلام 257/4.
4- ترجمته في سير الأعلام 495/18.
5- ترجمته في سير الأعلام 495/18.
6- زيد في م: و أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن العباسي، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين الصرصري الفقيه قالا.
7- عن م و بالأصل: سكت.

و في قول يحيى نظر. فقد رواه علي بن عاصم، عن سهيل.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، و أبو يعلى بن أبي حسن، و أبو العشائر قالوا: نا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا عبد الرّحمن بن عثمان، أنا خيثمة بن سليمان، نا يحيى بن أبي (1) طالب، نا علي بن عاصم، نا سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن ابن عمر قال:

كنا نفاضل على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فنقول: أبو بكر، و عمر ثم عثمان.

و رواه عمر بن عبيد.... (2)،عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة.

أخبرناه أبو العلاء زيد، و أبو المحاسن مسعود، ابنا علي بن منصور بن الرّاوندي، قالا: أنا قاضي القضاة أبو نصر أحمد بن محمّد بن صاعد النيسابوري - قدم علينا - أنا أبو سعيد محمّد بن موسى بن الفضل الصيرفي، نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، ثنا محمّد بن عبيد اللّه بن المنادي، نا أبو عبد الرّحمن المقرئ، نا عمر بن عبيد... (3)،عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: كنا معاشر أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و نحن متوافرون نقول: أفضل هذه الأمة بعد نبيّها أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم نسكت.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، و أبو يعلى حمزة بن علي، و أبو العشائر محمّد بن الخليل، قالوا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا أبو علي (4) أحمد بن محمّد بن أبي الخناجر، نا مؤمّل بن إسماعيل، نا سفيان الثوري، نا جامع بن أبي راشد، حدّثني منذر الثوري، عن محمّد بن الحنفية، قال:

قلت لأبي: يا أبت من خير هذه الأمة بعد نبيّها؟ قال: أبو بكر يا بني، قلت: ثم من ؟ قال: عمر، فخفت إن قلت من أن يقول: عثمان، قلت: ثم أنت يا أبت ؟ قال: ما أبوك إلاّ رجل من المسلمين.

قال: و نا خيثمة، نا أبو عبيدة السّري بن يحيى، نا أحمد بن يونس، نا سعيد بن سلام المكي، نا سفيان الثوري، عن جامع بن أبي راشد، عن أبي يعلى، عن محمّد بن الحنفية قال:

ص: 347


1- عن م، سقطت من الأصل.
2- الكلمة غير واضحة بالأصل و م.
3- الكلمة غير واضحة بالأصل و م.
4- زيد بالأصل بعدها:«محمد» قبل «أحمد»، و المثبت عن م.

سألت أبي خاليا، فقلت: يا أبت من خير الناس بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ؟ قال: أبو بكر، قلت: ثم من ؟ قال: ثم عمر، قال: فخفت أن أقول له ثم من فيقول عثمان ؟ فقلت: يا أبت ثم أنت ؟ قال: يا بني أبوك رجل من المسلمين.

أخرجه البخاري في صحيحه (1) عن محمّد بن كثير، عن سفيان الثوري.

أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمّد بن بيّان في كتابه.

و أخبرنا عنه خالي أبو المكارم القرشي، و أبو سليمان داود بن محمّد، أنبأ أبو الحسن بن مخلد.

و أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنبأ أبو بكر الخطيب، أنبأ أبو مهدي، و ابن رزق، و ابن الفضل، و السكري، و ابن مخلد (2)،قالوا: أنا إسماعيل بن محمّد الصفّار.

و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأ أبو القاسم بن البسري (3)،و أبو جعفر بن المسلمة، و أبو الفضل بن البقّال، و طاهر بن الحسين القوّاس، و عاصم بن الحسن، وهبة اللّه بن عبد الرّزّاق، و طراد بن محمّد.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، و أبو الكرم المبارك بن الحسن بن أحمد، و أبو الحسن علي بن محمّد بن يحيى، و شهدة بنت أحمد بن الفرج، قالوا: أنا طراد بن محمّد.

ح و أخبرنا أبو الوفاء أحمد بن ظفر، و أبو رجاء محمود بن يحيى، أنبأ أحمد بن محمود، الثقفيان، قالا: أنا القاسم بن الفضل بن أحمد، قالوا: أنا هلال بن محمّد بن جعفر، نا الحسين بن يحيى بن عيّاش (4)،قالا: أنا الحسن بن عرفة، نا النّضر بن إسماعيل بن أبي (5)

ص: 348


1- أخرجه البخاري في الفضائل فتح الباري 369/7 ط دار الفكر رقم 3671.
2- زيد في م: و أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة (في م: و حمزة) أنا أبو القاسم الحسين بن محمد بن إبراهيم بن الحنائي، أنا عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه الحنائي قالوا: أنا إسماعيل بن محمد الصفّار.
3- بالأصل و م: السري، خطأ، و السند معروف.
4- بالأصل: عباس، و في م: عنبس، و الصواب ما أثبت ترجمته في سير الأعلام 319/15.
5- كذا بالأصل، و في م:«إسماعيل أو... المغيرة» و كلاهما خطأ و الصواب النضر بن إسماعيل بن حازم البجلي، أبو المغيرة، ترجمته في تهذيب الكمال 77/19 روى عن محمد بن سوقة... روى عنه الحسن بن عرفة.

المغيرة، عن ابن سوقة (1)،عن منذر الثوري، عن محمّد بن الحنفية قال:

قلت لأبي: يا أبت من خير الناس بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ؟ قال: يا بني و لا تعلم ؟ قلت: لا، قال: أبو بكر، قال: قلت: ثم من ؟ قال: يا بني أولا تعلم ؟ قلت: لا، قال:

عمر، ثم بدرته فقلت: يا أبت ثم أنت ؟ قال: يا بني أبوك رجل من المسلمين له ما لهم، و عليه ما عليهم.

و اللفظ لحديث ابن عيّاش.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، نا عمر بن إبراهيم الكناني.

ح و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري (2)،و أبو نصر الزينبي.

ح و أخبرنا أبو المكارم أحمد بن عبد الباقي بن الحسن بن منازل (3)،أنبأ أبو الحسين بن النّقّور، و أبو نصر الزينبي.

ح و أخبرنا أبو المظفّر محمّد بن محمّد بن عبد الواحد بن زريق، أنا أبو نصر الزينبي، قالوا: أنا أبو طاهر المخلّص، قالا: نا عبد اللّه بن محمّد، نا محرز بن عون، نا النّضر بن إسماعيل أبو المغيرة، عن محمّد بن سوقة، عن منذر الثوري، عن محمّد بن علي، قال: قلت لأبي:

من خير الناس بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ؟ قال: أبو بكر الصدّيق، قال: قلت: ثم من ؟ قال: أ ما تعلم يا بني ؟ قلت: لا، قال: ثم عمر بن الخطاب، قال: فجعلت.... (4)

للحدامة فقلت: أنت الثالث يا أبت ؟ قال: أي أين (5) أبوك، رجل من المسلمين له ما لهم و عليه ما عليهم.

كتب إليّ أبي بكر عبد الغفار بن الحسين الشيروي (6)،و حدّثني أبو المحاسن

ص: 349


1- بالأصل: سومة، خطأ، و الصواب ما أثبت، انظر الحاشية السابقة، و ترجمته في تهذيب الكمال 339/16.
2- بالأصل و م: السري، خطأ، و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
3- عن م و مشيخة ابن عساكر ص 9/أ، و بالأصل: مبارك.
4- كلمة غير مقروءة بالأصل و م.
5- كذا بالأصل و م:«أي أين أبوك».
6- بالأصل:«السيروي» و المثبت عن م.

عبد الرّزّاق بن محمّد عنه، أنبأ أبو بكر الحيري، نا أبو العبّاس الأصم، نا السّري بن يحيى، نا أحمد بن يونس، نا سعيد بن سالم، نا منصور بن دينار، عن الأعمش، نا الحسن، عن عمرو و جامع بن أبي راشد، و محمّد بن قيس، و أبي (1) حصين، عن منذر الثوري، عن محمّد بن الحنفية، قال:

قلت لأبي علي بن أبي طالب: أي الناس خير بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ؟ قال: أبو بكر، قلت: ثم من ؟ قال: ثم عمر، قال: ثم بادرت، فخفت أن أسأله فيخبرني بغيره، قلت:

ثم أنت ؟ قال: أنا رجل من المسلمين.

أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنبأ جدي أبو عبد اللّه، أنا أبو المعمر المسدّد بن علي بن عبد اللّه بن العبّاس المعروف بابن أبي السّجيس الحمصي، قدم علينا، نا أبو بكر محمّد بن سليمان بن يوسف الربعي البندار، نا أحمد بن محمّد بن إدريس، نا خالد بن سليمان، نا مالك بن سعير (2)،نا أبو جناب، عن يزيد بن أبي زياد، قال: سمعت محمّد بن الحنفية يقول:

قلت: يا أبتاه من خير الناس بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ؟ قال: يا بني أبو بكر صاحبه في الغار، قلت: فمن بعده ؟ قال: عمر بن الخطاب، قال: فما منعني أن أقول فمن الثالث إلاّ مخافة أن يعزلها عن نفسه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، نا أبو محمّد التميمي، أنبأ تمّام بن محمّد، و عبد الرّحمن بن عثمان، و عقيل بن عبد اللّه.

ح و أخبرنا أبو الحسن أيضا، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، قالوا: أنا أحمد بن سليمان بن حذلم، نا بكّار بن قتيبة، نا أبو داود الطيالسي، نا نوح بن ربيعة أبو مسكين، نا ليث بن أبي سليمان، عن ابن الحنفية قال:

قلت: يا أبتاه أيّ الناس خير بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ؟ قال: أبو بكر يا بني، قلت: ثم من ؟ قال: ثم عمر يا بني، قال: فما منعني أن لا أسأله عن الثالث إلاّ مخافة أن يردّها عن نفسه.

و روي هذا الحديث عن علي غير ابنه محمّد جماعة من الصحابة و التابعين، فممن

ص: 350


1- في م: و ابن حصين.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 401/17.

رواه عنه من الصحابة أبو جحيفة (1) وهب بن عبد اللّه السّوئي (2) و أبو هريرة، و أنس بن مالك، و عمرو بن حريث.

فأمّا رواية أبي جحيفة: فأخبرنا بها أبو القاسم بن السّمرقندي - قراءة - و أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن - لفظا - قالا: أنبأ أبو الحسين بن النّقّور، أنبأ محمّد بن عبد اللّه بن الحسين الدقاق، نا أحمد بن محمّد، نا يونس بن سابق، نا إبراهيم بن بكر النسائي، نا شعبة، عن الحكم، و عون (3) بن أبي جحيفة، عن أبي جحيفة (4) أنه سمع عليا يقول: خير هذه الأمة بعد نبيّها أبو بكر و عمر.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، و أبو يعلى حمزة بن الحسن، و أبو العشائر محمّد بن خليل، قالوا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأ أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا أبو عمرو بن أبي غرزة (5)،نا جعفر بن عون، عن أبي عميس (6)،عن عون بن أبي جحيفة (7)،عن أبيه: أنه سمع علي بن أبي طالب يقول على هذا المنبر: خير هذه الأمة بعد نبيّها أبي بكر، ثم عمر، ثم اللّه أعلم بأخباركم.

قال: و نا خيثمة، نا أبو علي بن أبي الخناجر، نا معاوية بن عمرو، نا عبد الرّحمن (8) بن عبد اللّه المسعودي، عن عون بن أبي جحيفة (9)،عن أبيه، عن علي قال: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر، ثم عمر.

قال: و نا خيثمة، نا أبو الأحوص محمّد بن الهيثم القاضي، نا الحسن بن سليمان الجعفي، نا ابن أبي عيينة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عون بن أبي جحيفة (10)،عن أبيه، قال: قال علي بن أبي طالب: يا فلان أ لا أخبرك بخير الناس بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أبو بكر ثم عمر.

ص: 351


1- إعجامها مضطرب بالأصل و م، و الصواب ما أثبت و ضبط ، انظر الحاشية التالية.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 483/19.
3- في م:«عن الحكم بن عون...» خطأ و الصواب ما أثبت، فقد ورد في ترجمته في تهذيب الكمال روى عنه:... الحكم بن عتيبة... و ابنه عون بن أبي جحيفة.
4- إعجامها مضطرب بالأصل و م، و الصواب ما أثبت و ضبط ، انظر الحاشية التالية.
5- بالأصل:«عرزة» و في م: تقرأ:«عروة» كلاهما تحريف، و الصواب ما أثبت و ضبط ، مرّ التعريف به.
6- اسمه عتبة بن عبد اللّه المسعودي. ترجمته في تهذيب الكمال 365/12.
7- إعجامها مضطرب بالأصل و م، و الصواب ما أثبت و ضبط ، انظر الحاشية التالية.
8- كذا بالأصل و م، و هو عبد الرحمن بن عبد اللّه بن عتبة بن عبد اللّه، المسعودي الكوفي ترجمته في تهذيب الكمال 258/11.
9- إعجامها مضطرب بالأصل و م، و الصواب ما أثبت و ضبط ، انظر الحاشية التالية.
10- إعجامها مضطرب بالأصل و م، و الصواب ما أثبت و ضبط ، انظر الحاشية التالية.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنبأ أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأ عبد الرّحمن بن عبد العزيز بن أحمد السّرّاج، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عيسى بن الحسن، نا محمّد بن سليمان الواسطي.

ح و أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا محمّد بن سليمان بن الحارث الواسطي، نا عبد اللّه بن موسى، نا مالك بن مغول (1)،عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه قال: قال علي: خيرنا بعد نبينا: أبو بكر و عمر.

قال: حدّثنا محمّد بن سليمان، ثنا محمّد بن مسلمة الواسطي، نا أبو عبد الرّحمن المقرئ عبد اللّه بن يزيد، نا المسعودي، عن عون بن أبي جحيفة (2)،عن أبيه، قال: سمعت عليا على منبره يقول: أفضل هذه الأمة بعد نبيّها أبو (3) بكر و عمر، و لقد علمت الثالث.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعيد محمّد بن علي بن محمّد الخشّاب، أنا الحسن (4) بن أحمد بن محمّد المخلدي، أنا أبو نعيم عبد الملك بن محمّد بن عدي الأسترابادي (5)،نا إسحاق بن إبراهيم - يعني الطلقي - نا محمّد بن خالد، نا الجراح بن الضّحّاك، عن عون بن أبي جحيفة (6)،عن أبيه، قال: قال علي:

إنّ خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر، و الثاني عمر، و الثالث لو شئت أن أسمّيه لفعلت.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو العلاء الخصيب بن المؤمّل بن محمّد، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور.

ح و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنبأ أبو الحسين بن النّقّور، و أبو نصر الزينبي، و أبو القاسم بن البسري (7).

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو محمّد الصّريفيني.

ص: 352


1- إعجامها مضطرب بالأصل و م، و الصواب ما أثبت، مرّ التعريف به.
2- إعجامها مضطرب بالأصل و م، و الصواب ما أثبت.
3- عن م و بالأصل: أبي.
4- عن م و بالأصل: الحسين، تحريف، ترجمته في سير الأعلام 539/16.
5- ترجمته في سير الأعلام 541/14.
6- إعجامها مضطرب بالأصل و م، و الصواب ما أثبت.
7- بالأصل و م: السري، خطأ، و السند معروف.

و أخبرنا أبو المظفّر محمّد بن محمّد بن عبد الواحد القزّاز (1)،قال: أنا أبو نصر الزينبي، قالوا:

أنا أبو طاهر المخلّص، قالا: ثنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا عبيد اللّه بن عمر القواريري، نا خالد الزيات (2)،عن عون بن أبي جحيفة، قال: كان أبي على شرطة علي بن أبي طالب و كان تحت منبره، قال: سمعت عليا يقول: خير هذه الأمة بعد نبيّها أبو بكر، و عمر رضي اللّه عنهما.

أخبرنا أبو منصور سعيد بن محمّد بن منصور الفارسي، و أبو حامد أحمد بن عمر بن أحمد بن علي الوعظان، و أبو نصر الحسن بن إسماعيل بن أبي (3) القاسم الشّجاعي، و أبو نصر محمّد بن أسعد بن علي الفراوي، و أبو القاسم محمّد بن أبي منصور بن أبي القاسم السياري العطار، قالوا: أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن أحمد بن محمّد الواحدي، نا عبد اللّه بن يوسف بن أحمد بن بامويه، أنا أبو محمّد جعفر بن أحمد بن إبراهيم الخفّاف - بمكة - ثنا محمّد بن سليمان، نا معاوية بن عمرو، نا المسعودي، عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه، عن علي قال: خير هذه الأمة بعد نبيّها أبو بكر و عمر.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمّد بن مخلد العطار، نا أحمد بن إسحاق بن يوسف الرّقّي، نا الهيثم بن جميل، نا شريك، عن فراس، عن الشعبي، عن أبي جحيفة عن علي قال: خير هذه الأمة بعد نبيّها أبو بكر، و من بعد أبي بكر عمر، و قد أحدثنا من بعدهم أشياء و اللّه يفعل ما يشاء.

قال: و أنا ابن مخلد، نا حمدون (4) بن عمارة (5)،عن سعيد بن سليمان، نا

ص: 353


1- إعجامها غير واضح بالأصل و م، و انظر مشيخة ابن عساكر ص 211/أ.
2- عن م و بالأصل: الرياب، تحريف، و انظر فيمن يروي عن عون في ترجمته في تهذيب الكمال، و قد مرّ التعريف به قريبا.
3- بالأصل:«إسماعيل أبو القاسم» تحريف و الصواب عن م، و انظر مشيخة ابن عساكر ص 43/أ.
4- اسمه محمد، لقبه حمدون و هو الغالب عليه، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 205/5 و سير الأعلام 50/13.
5- بعدها زيد في م: و أخبرنا أبو النجم بدر (في م: زياد) بن عبد اللّه، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو عمر بن مهدي نا محمد بن مخلد الصغير عن سعيد بن سليمان.

عبد الرّحمن بن عبد الملك بن أبجر، عن أبيه، عن الشعبي، عن أبي جحيفة قال:

خرج علينا علي فقال: أ لا أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيّها؟ قالوا: بلى، قال:

أبو بكر، فقال: أ لا أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيّها و بعد أبي بكر؟ عمر، قال أبوه:

يعني عبد الملك: فذهبت أنا و سلمة إلى عون فسألته أسمعت هذا الحديث من أبيك ؟ قال: نعم.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا عبد الرّحمن بن علي بن إسماعيل (1).

أخبرنا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن، نا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع، نا إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن أبي جحيفة وهب السّوائي، قا: قال علي: أ لا أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيّها؟ أبو بكر ثم عمر.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، و أبو يعلى حمزة بن الحسن، و أبو العشائر محمّد بن الخليل، قالوا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا يحيى بن أبي طالب، أنا محمّد بن عبيد الطّنافسي، نا إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر الشعبي، عن أبي جحيفة السّوائي قال: قال علي: يا (2)وهب أ لا أخبرك بخير هذه الأمّة بعد نبيّها؟ أبو بكر و عمر، و رجل آخر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن الحسن بن الخلاّل، أنا أبو محمّد الحسن بن الحسين بن علي بن العبّاس... (3)،نا علي بن عبيد اللّه بن مبشّر، نا عبد الحميد بن بيان، أنا خالد.

ح و أخبرنا أبو علي بن السّبط ، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه [بن أحمد بن حنبل (4)،قال: حدّثني وهب بن بقية الواسطي، أنا خالد بن عبد اللّه] (5)،عن بيان، عن عامر، عن أبي جحيفة قال: قال علي: أ لا أخبركم

ص: 354


1- في م: أنا عبد الرحمن بن علي، أنا يحيى بن إسماعيل.
2- في م: نا وهب.
3- رسمها بالأصل:«التوبحني» و في م:«البويجي».
4- مسند أحمد 235/1 رقم 878.
5- ما بين معكوفتين سقط من م.

بخير هذه الأمّة بعد نبيّها - زاد ابن السّمرقندي - قالوا: بلى، و قالا:- قال: أبو بكر ثم عمر، ثم رجل آخر.

أخبرنا أبو علي بن السّبط ، أنا الحسن (1) بن علي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي، قالا:

أنا أحمد بن جعفر، قالا: نا عبد اللّه، حدّثني أبي (2)،نا إسماعيل بن إبراهيم، نا منصور بن عبد الرّحمن - يعني الغداني الأشلّ - عن الشعبي، حدّثني أبو جحيفة الذي كان علي يسميه وهب الخير، قال: قال لي علي: يا أبا جحيفة أ لا أخبرك بأفضل هذه الأمة بعد نبيّها؟ قلت: بلى،- قال: و لم أكن أرى أن أحدا أفضل منه - قال: أفضل هذه الأمة بعد نبيّها أبو بكر، و بعد أبي بكر عمر، و بعدهما آخر ثالث و لم يسمّه (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسن الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا شريك، عن أبي إسحاق - يعني الشيباني - عن عامر، عن أبي جحيفة قال: قال علي: خير هذه الأمة بعد نبيّها أبو بكر، ثم عمر، و لو شئت أخبرتكم بالثالث لفعلت.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، و أبو الفضل محمّد بن أحمد (4) بن علي بن الأشقر، قالا: أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو القاسم بن حبابة.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا محمّد بن عبد اللّه بن الحسين، قالا: نا أبو القاسم البغوي، نا يحيى بن أيوب العابد، ثنا ابن عليّة، نا منصور بن عبد الرّحمن، نا الشعبي، حدّثني أبو جحيفة (5) الذي يسميه علي وهب الخير، قال: قال علي: يا أبا جحيفة (6) أ لا أخبرك بأفضل هذه الأمة بعد نبيّها؟ قلت: بلى، و لم أكن أحسب أحدا أفضل منه، فقال: أفضل هذه الأمة بعد نبيّها أبو بكر، و بعد أبي بكر عمر، و بعدهما آخر ثالث، و لم يسمّه (7).

ص: 355


1- عن م و بالأصل: الحسين.
2- مسند أحمد 226/1-227 رقم 835.
3- بالأصل و م:«يسميه» و الصواب عن المسند.
4- بالأصل:«بن أبي أحمد» خطأ، و الصواب عن م، و مشيخة ابن عساكر ص 171/ب.
5- إعجامها مضطرب بالأصل و م، و الصواب ما أثبت.
6- إعجامها مضطرب بالأصل و م، و الصواب ما أثبت.
7- في م: يسميه، خطأ.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب.

ح و أخبرنا أبو علي بن السّبط ، أنا أبو محمّد الجوهري، قالا:

أنا أبو بكر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد بن محمّد بن حنبل (1)،حدّثني أبو صالح هديّة بن عبد الوهّاب - بمكة - أنا محمّد بن عبيد الطّنافسي، نا يحيى بن أيوب البجلي، عن الشعبي، عن وهب السّوائي، قال: خطبنا علي فقال: من خير هذه الأمة بعد نبيّها؟ فقلنا (2):أنت يا أمير المؤمنين، قال: لا، خير هذه الأمة بعد نبيّها أبو بكر، ثم عمر، و ما نبعد (3) إنّ السكينة تنطق على لسان عمر.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن حسنون، أنا أبو القاسم (4) موسى بن عيسى بن عبد اللّه السّرّاج، نا عبد اللّه بن أبي داود، نا عمرو بن علي الفلاّس، نا سفيان بن (5) عيينة، عن ابن أبي خالد، عن الشعبي، عن أبي جحيفة، عن علي قال: خير الناس بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أبو بكر و عمر، و لو شئت لسمّيت الثالث.

قال: و ثنا عبد اللّه بن أبي داود، نا المسيّب بن واضح، و زياد بن أيوب، قالا:

ثنا مروان، عن يحيى بن أيوب البجلي، عن الشعبي، عن أبي جحيفة، قال: قال علي:

من أفضل أمّتكم بعد نبيّها؟ قالوا: أنت يا أمير المؤمنين، أنت، أنت، قال: لا، أفضل أمّتكم بعد نبيّها أبو بكر و عمر، و ما لنا نبعد إن (6) السكينة تنطق بلسان عمر.

لفظ زياد.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو عثمان الصابوني، أنبأ أبو بكر بن مهران المقرئ، نا أبو نعيم عبد الملك بن محمّد بن عدي الجرجاني، نا إبراهيم بن منقذ، نا إدريس بن يحيى، عن لفضل بن مختار، عن مالك بن مغول، و القاسم بن الوليد، عن عامر الشعبي، قال: قال أبو جحيفة: دخلت على علي فقلت: يا خير الناس بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ؟ قال: فقال: مهلا يا أبا جحيفة، أ فلا أخبرك بخير الناس بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ؟ أبو (7) بكر و عمر ويحك يا أبا جحيفة [لا يجتمع حبي و بغض أبي بكر

ص: 356


1- مسند أحمد 226/1 رقم 834.
2- كذا بالأصل و م، و في المسند: فقلت.
3- في الأصل:«بعد» و في م:«؟؟؟ عد» و المثبت عن المسند.
4- بالأصل:«أنا إبراهيم موسى» و المثبت عن م.
5- عن م و بالأصل:«عن».
6- عن م و بالأصل: أي.
7- عن م و بالأصل: أبا.

و عمر في قلب مؤمن، ويحك يا أبا جحيفة لا يجتمع بغض و حب أبي بكر و عمر في قلب مؤمن] (1).

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، نا أبو محمّد الجوهري، أنا علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ، أنا أبو معشر الحسن بن سليمان بن نافع الدارمي، نا عبّاس بن الوليد أبو الفضل النرسي (2)،ثنا يحيى بن سعيد، نا إسماعيل - هو ابن أبي خالد - قال: قال المغيرة بن سعيد و كان عند عامر و هو يحلف باللّه أن عليا كان أفضل هذه الأمة بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فقال عامر عند ذلك: أشهد في ساعتي هذه على أبي (3) جحيفة أنه أخبرني أن عليا قال: أ لا أخبرك يا وهب بأفضل هذه الأمّة بعد نبيّها، قال: قلت: من هو يا أمير المؤمنين ؟ قال: فقال: أبو بكر الصدّيق، و عمر بن الخطاب، ثم رجل آخر.

أخبرنا أبو بكر محمّد (4) بن عبد الباقي، نا أبو محمّد الجوهري - إملاء - أنا محمّد بن أحمد بن يحيى العطشي، نا محمّد بن صالح بن ذريح (5)،أنا محمّد بن عبد الرّحمن الكوفي، نا عمر بن عبيد الطنافسي، عن أبي إسحاق، عن أبي جحيفة، قال: سمعت عليا على المنبر يقول: إنّ خير هذه الأمة بعد نبيّها أبو بكر و عمر، و لو شئت أن أسمي الثالث لسمّيته.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن النرسي (6)،أنا موسى بن عيسى السّرّاج، نا عبد اللّه بن أبي داود، نا علي بن خشرم، نا عيسى - يعني ابن يونس بن أبي إسحاق - عن أبيه، عن جده، عن أبي جحيفة قال: قال علي: أ لا أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيّها؟ أبو بكر ثم عمر، و لو شئت أن أسمي الثالث لسمّيته.

أخبرنا أبو غالب أيضا، أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا أحمد بن محمّد بن سعدان الصيدلاني - بواسط - نا إسحاق بن وهب العلاّف، نا

ص: 357


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م.
2- مهملة بالأصل، و في م:«الرسي» و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 27/11 و في م: عياش، خطأ أيضا.
3- عن م و بالأصل: ابن، تحريف.
4- في م: محمد بن محمد.
5- ترجمته في سير الأعلام 259/14.
6- غير واضحة بالأصل و م، و الصواب ما أثبت، انظر سير أعلام النبلاء 603/19 ترجمة أبي غالب بن البنا، أحمد بن الحسن بن أحمد.

محمّد بن القاسم الأسدي، نا مسعر و سفيان، و فطر بن خليفة، عن أبي إسحاق، عن أبي جحيفة قال:

صعد علي على منبر الكوفة فقال: ألا إن خير هذه الأمة بعد نبيّها أبو بكر، و من بعد أبي بكر عمر.

قال محمّد بن القاسم: و حدّثني خطاب بن كيسان، عن أبي إسحاق، عن أبي جحيفة، قال: فرجعت الموالي يقولون كلهم كنّى عن عثمان و رجعت العرب يقولون كنّى عن نفسه.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، و أبو يعلى حمزة بن الحسن، و أبو العشائر محمّد بن خليل، قالوا: أنا علي بن محمّد بن علي، أنا عبد الرّحمن بن عثمان، أنا خيثمة بن سليمان، ثنا علي بن عبد اللّه القراطسي، نا حفص بن عمر، نا حمّاد بن سلمة، عن عاصم، عن أبي جحيفة، عن علي بن أبي طالب أنه قال: أ لا أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيّها؟ أبو بكر ثم عمر.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنبأ أبو بكر الشافعي، نا الحسن بن سلام السّوّاق، نا أبو نعيم، نا فطر - يعني ابن خليفة - عن الحكم، عن أبي جحيفة قال: سمعت عليا يقول: أ لا أنبئكم بخير أمّتكم بعد نبيّكم ؟ أبو بكر، ثم قال: أ لا أنبئكم بخير أمّتكم بعد نبيّكم و أبي بكر؟ عمر.(1) أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو أحمد الحسين بن علي التميمي، أنا أبو الحسن علي بن العبّاس بن الوليد البجلي بالكوفة، نا عمر بن محمّد بن الحسن، نا أبي، نا حسن بن الزبير، عن حكيم بن جبير، عن أبي جحيفة قال: سمعت عليا يقول: أ لا أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيّها؟ أبو بكر، و الثاني عمر.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا سعيد بن أحمد بن محمّد، أنا أبو محمّد

ص: 358


1- قبله في م، و قد سقط من الأصل، ورد خبر و تمام روايته: قال و نا الشافعي نا محمد بن سليمان الباغندي نا عبيد بن موسى نا أبو إسرائيل الملائي عن الحكم عن أبي حجيفة قال: سمعت عليا و هو على المنبر يقول: إن أفضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر و عمر. قال و نا الشافعي نا الحسين بن عمر الكوفي نا أبي، نا محمد بن الحسن عن أبيه عن حكيم بن جبير على أبي جحيفة عن علي بنحوه.

عبد اللّه بن حامد بن محمّد بن محمّد بن عبد اللّه بن علي بن رستم بن ماهان - و كانا مسلمين - أنا عمر بن الحسن بن علي بن مالك الشيباني سنة أربع و ثلاثين و ثلاثمائة، نا أحمد بن عبيد بن إسحاق الضّبّي - بالكوفة - نا أبي، نا أبو مريم، عن حكيم بن جبير قال:

قلت لعلي بن حسين: جعلت فداك، كان أبو جحيفة يزعم أنه سمع عليا يقول: أ لا أخبركم بأفضل هذه الأمّة بعد نبيّها؟ أبو بكر و عمر، ثم سكت، فقال لي علي بن حسين:

فهذا سعيد بن المسيّب خبرني أنه سمع سعدا قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم [لعلي] (1):«أ لا ترمي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبيّ بعدي» هل كان في بني إسرائيل بعد موسى أفضل من هارون صلى اللّه عليهما و سلم ؟ قلت: لا، فضرب على كتفي ثم قال لي (2) علي بن حسين فأين ذهب بك[6449].

قد صح حديث سعيد عن سعد من طرق لكن تأويل علي بن الحسين فيه نظر، فإنه إنّما شبّهه بهارون حين استخلفه على قومه حين خرج إلى تبوك، كما استخلف موسى هارون حين ذهب إلى مناجاة ربه، فقيل في علي كرهه و ملّه فقال له ذلك تطييبا لقلبه.

فأمّا التفضيل فيتلقى من أحاديث أخر، و في إسناد حديث علي بن حسين غير واحد من السبعة، فلا يحتج به، و أبو مريم من الغلاة في التشيّع.

و قد روي هذا الحديث عن حكيم بن جبير [عن عبد خير] (3).

أخبرناه أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأ أبو الحسين بن أبي نصر، أنا أبو بكر يوسف بن القاسم، أنا أبو يعلى، نا أمية بن بسطام، نا يزيد بن زريع، نا إسرائيل، عن حكيم بن جبير، قال: قلت لعلي بن الحسين: أشهد على عبد خير لحديثي أنه سمع عليا على هذا المنبر و هو يقول: خير هذه الأمّة بعد نبيّها أبو بكر، و عمر، و قال: لو شئت لسميت ثالثا، قال: فضرب علي بن حسين فخذي و قال: حدّثني سعيد بن المسيّب أن سعد بن أبي وقّاص حدّثه أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول لعليّ :«أنت مني بمنزلة هارون من موسى»[6450].

ص: 359


1- سقطت من الأصل و استدركت عن م.
2- مطموسة بالأصل، و المثبت عن م.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.

و أمّا رواية أبي هريرة فأخبرنا بها أبو الباسم العلوي، و أبو الحسن بن قبيس، قالا:

نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (1):

أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أنا عبد اللّه بن إسحاق البغوي، نا أحمد بن حبيب بن حمّاد أبو جعفر الدقاق، نا أبو إبراهيم الترجماني، نا عبد اللّه بن جعفر المديني، عن سهيل (2) بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال علي: خير هذه الأمّة بعد نبيّها أبو بكر و عمر، و لو شئت لأنبأتكم بالثالث، قال عبد اللّه بن جعفر قال سهيل: كانوا يرون أنه عنى نفسه.

أخبرنا عاليا أبو محمّد السّيدي (3)،أنا أبو عثمان البحيري (4)،أنا أبو عمرو بن حمدان.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأ إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، ثنا أبو معمر، نا عبد اللّه - يعني ابن جعفر - عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال علي: خير هذه الأمّة بعد نبيّها أبو بكر و عمر.

و أخبرناه أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمّد الخرقي، أنا أبو حفص عمر بن أيوب بن مالك السّقطي، نا أبو معمر القطيعي، نا إسماعيل بن جعفر، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة قال:

قال علي بن أبي طالب: إنّ خير هذه الأمّة بعد نبيّها أبو بكر و عمر.

كذا قال إسماعيل بن جعفر، و وهم فيه، و الصواب ما تقدم، و هو والد علي بن عبد اللّه بن جعفر المديني ضعيف.

و أمّا (5) رواية أنس.

ص: 360


1- تاريخ بغداد 120/4.
2- عن م و تاريخ بغداد، و بالأصل: سهل.
3- عن م، و في الأصل مهملة بدون نقط .
4- بالأصل و م: البحتري، خطأ، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
5- سقطت رواية ابن عباس للخبر، و هي مثبتة في م و قد جاءت قبل رواية أنس فيها: و فيها: و أما رواية ابن عباس فأخبرنا بها أبو الفرج سعيد بن أبي الدنيا قال: أنا منصور بن الحسين الكاتب و أبو طاهر بن محمود قالوا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو العباس أحمد بن عبد اللّه بن سابور الدقاق نا أبو نعيم الحلبي، نا المعتمر بن سليمان عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن ابن عباس قال: سمعته من علي قال: أ لا أخبركم بخير الناس بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ؟ قالوا: بلى، قال: أبو بكر و عمر.

فأخبرنا بها أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصّريفيني، نا أبو حفص عمر بن إبراهيم المقرئ، ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن جيش بن دينار المعدّل، نا محمّد بن السّري بن سهل القنطري، نا يحيى بن شبيب (1)،نا حميد و دينار، قالا: ثنا أنس قال:

جاء رجل إلى علي بن أبي طالب فقال: يا خير الناس بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، قال له:

رأيت أبا بكر و عمر؟ قال: لا، قال: لو قلت: إني رأيتهما لحددتك، ثم قال: خير هذه الأمّة بعد نبيّها أبو بكر و عمر، نحن أهل بيت لا يقاس بنا أحد.

و أمّا رواية عمرو بن حريث (2).

فأخبرنا بها أبو الحسن الفرضي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا عبد الرّحمن بن عبد العزيز السراج، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عيسى بن الحسن التميمي، نا محمّد بن سليمان الباغندي، نا أبو نعيم نا هارون بن سليمان الفرّاء، مولى عمرو بن حريت، عن علي بن أبي طالب أنه كان قاعدا على المنبر فذكر أبا بكر و عمر فقال: خير هذه الأمة بعد نبيّها أبو بكر، و الثاني عمر، و إن أشأ أن أذكر الثالث ذكرته.

كذا كان في الأصل هارون بن سليمان، و الصواب ابن سلمان بغير ياء، فأما هارون بن سليمان فهو الأصبهاني الحرار (3)،يروي عن عبد الرّحمن بن مهدي و طبقته.

و أخبرناه أبو حفص عمر بن أحمد الفاضلي (4)،أنبأ أبو القاسم الفضل بن أبي حرب (5)،أنبأ أبو بكر أحمد بن أبي علي الحسن بن محمّد الحرشي.

و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، نا سليمان بن إبراهيم، نا محمّد بن إبراهيم بن جعفر، قالا: أنا حاجب بن أحمد، نا محمّد بن حمّاد، نا أبو معاوية الضرير، عن هارون بن سلمان مولى عمرو بن حريت عن عمرو بن حريث (6) قال: سمعت عليا

ص: 361


1- عن م و بالأصل: سنيت.
2- تهذيب الكمال 195/14.
3- كذا بالأصل و م.
4- في م: الفاضل.
5- بالأصل:«حرث» تحريف و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 40/19.
6- قوله:«عن عمرو بن حريث» سقط من م.

يقول: خير هذه الأمّة بعد نبيّها أبو بكر، و خيرها بعد أبي بكر عمر، و لو شئت أن أسمي الثالث لفعلت.

و رواه عن علي أيضا جماعة من التابعين منهم عبد خير بن يزيد الهمداني، و سويد بن غفلة الجعفي، و زرّ بن حبيش الأسدي، و هم ممن أدرك الجاهلية (1)، و علقمة بن قيس النّخعي، و عبد اللّه بن سلمة، و الحارث بن عبد اللّه الهمداني، و أبو الجعد الأشجعي (2)،و مسعدة البجلي، و أبو هلال العتكي، و عبد الرّحمن بن الأصبهاني، و أبو مخلد، و لم يسمع من علي، و إبراهيم النّخعي، و طلحة بن مصرّف و هما لم يدركا عليا.

فأمّا رواية عبد (3) خير.

فأخبرنا بها أبو محمّد بن طاوس، و أبو يعلى حمزة بن الحسن، و أبو العشائر محمّد بن الخليل، قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأ أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا أبو علي بن أبي الخناجر، نا مؤمّل بن إسماعيل، نا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد خير قال: قال علي بن أبي طالب و هو على المنبر: خير هذه الأمّة بعد نبيّها أبو بكر، و خيرها بعد أبي بكر عمر، و لو شئت أن أسمي الثالث سمّيته.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأ أبو سعد الجنزرودي (4)،أنا أبو بكر محمّد بن الطّرازي، أنا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا أبو يحيى محمّد بن عبد الرحيم صاعقة (5)،نا أبو عاصم، نا منصور بن دينار، نا أبو إسحاق السّبيعي، عن عبد خير، عن علي قال: خير هذه الأمة بعد نبيّها أبو بكر و عمر، و لو شئت لأخبرتكم بالثالث.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأ سعيد بن أحمد بن محمّد، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن حامد الأصفهاني، أنا مكي بن عبدان، نا محمّد بن عمر الدّرابجردي، نا النّضر بن شميل، نا شعبة، عن أبي إسحاق، عن عبد خير عن علي قال: خير هذه الأمّة بعد نبيّها أبو بكر و عمر.

ص: 362


1- زيد بعدها في م: و عمرو بن شرحبيل الأودي.
2- زيد في م: و موسى بن شداد الحملي.
3- هو عبد خير بن يزيد أبو عمارة الكوفي، ترجمته في تهذيب الكمال 71/11.
4- عن م و بالأصل:«الجيرودي» خطأ، و السند معروف.
5- ترجمته في سير الأعلام 295/12.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، و أبو نصر بن رضوان، و أبو علي بن السّبط ، و أبو غالب بن البنّا، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا الحسن بن عمر بن إبراهيم، نا أبي عمر بن إبراهيم، نا محمّد بن الحسن الأسدي، عن محمّد بن عبيد اللّه، عن أبي إسحاق، عن عبد خير، عن علي قال: خير هذه الأمة بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أبو بكر، ثم خيرها بعد أبي بكر عمر.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمّد بن موسى، أنا أبو العبّاس محمّد بن أحمد بن محمّد السّليطي، أنا أبو نصر محمّد بن حمدويه بن سهل المروزي الغازي، نا محمود بن آدم المروزي.

ح و أخبرنا أبو علي (1) بن السّبط ، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، قالا: أنا أحمد (2) بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، قالا: نا سفيان بن عيينة، عن أبي إسحاق، عن عبد خير، عن علي قال: خير هذه الأمة بعد نبيّها أبو بكر و عمر، انتهى حديث أحمد - و زاد محمود: و لو شئت أخبرتكم بالثالث-.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأ أبو سعد الأديب، أنا أبو بكر محمّد بن محمّد الطّرازي، أنبأ أبو بكر بن أبي داود، نا إسحاق بن إبراهيم الفارسي شاذان، نا الكرماني بن عمرو، قال: نا زائدة بن قدامة، نا الشيباني، عن عبد خير الهمداني، عن علي قال: خير هذه الأمّة بعد نبيّها أبو بكر، ثم عمر، و لقد علمت الثالث.

حدّثنا أبو عبد اللّه بن البنّا - لفظا - و أبو القاسم بن السّمرقندي - قراءة - قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأ محمّد بن عبد اللّه بن الحسين الدقاق، نا أحمد بن محمّد بن سعيد، نا أحمد بن محمّد بن يحيى الطلحي، و يعقوب بن يوسف بن زياد، قالا: نا محمّد بن القاسم، نا شعبة، عن الحكم، عن عبد خير عن علي قال: خير هذه الأمّة بعد نبيّها أبو بكر و عمر.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأ سليمان بن إبراهيم، و أحمد بن عبد الرّحمن، و سهل بن عبد اللّه الغازي، و محمود بن جعفر بن محمّد، و أبو بكر بن خولة.

ص: 363


1- عن م و بالأصل: أبو غالب، تحريف.
2- مسند أحمد 245/1 رقم 932.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، نا سليمان بن إبراهيم، قالوا: ثنا محمّد بن إبراهيم بن جعفر الجرجاني - إملاء - أنا محمّد بن محمّد بن عبد اللّه بن حمزة، نا عبد اللّه بن روح المدائني، نا شبابة بن سوّار، نا شعيب بن ميمون، عن حصين بن عبد الرّحمن، عن المسيّب بن عبد خير، عن أبيه، عن علي قال: خير هذه الأمّة بعد نبيّها أبو بكر و عمر ثم أحدثنا بعدهما احداثا يصنع اللّه فيها ما يشاء.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب.

ح و أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنا أبو محمّد الجوهري، قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد بن محمّد بن حنبل (1)،حدّثني أبو صالح الحكم بن موسى (2)،نا شهاب بن خراش (3)،قال: أخبرني يونس بن خبّاب، عن المسيّب (4) بن عبد خير، عن عبد خير قال: سمعت عليا يقول: إنّ خير هذه الأمّة بعد نبيّها أبو بكر ثم عمر.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، و أبو يعلى حمزة بن الحسن (5)،و أبو العشائر محمّد بن خليل، قالوا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأ أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأ خيثمة بن سليمان، نا أبو عبيدة السّري بن يحيى، نا قبيصة، نا سفيان الثوري، نا حبيب بن أبي ثابت، عن عبد خير عن علي قال: أ لا أنبئكم بخير هذه الأمّة بعد نبيّها؟ أبو بكر، ثم قال: أ لا أخبركم بالثاني ؟ هو عمر، ثم سكت، فرأينا أنه يعني نفسه.

قال: و أنا خيثمة، نا علي بن عبد اللّه القراطيسي، نا حفص بن عمر، نا شعبة، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عبد خير قال: قال علي بن أبي طالب: خير هذه الأمّة بعد نبيّها أبو بكر ثم عمر.

أخبرنا أبو علي بن السّبط ، أنا أبو محمّد الجوهري.

ص: 364


1- مسند أحمد 269/1 رقم 1052.
2- زيد في م: و أخبرنا أبو القاسم الشحامي قال أنا أبو سعد الجنزرودي أنا أبو عمرو بن حمدان أنا أبو يعلى أنا الحكم بن موسى.
3- زيد في م: قال: حدّثني بن علي عبد اللّه (كذا) و المثبت يوافق السند في مسند أحمد.
4- زيد في م: زاد عبد اللّه.
5- عن م، و بالأصل: الحسين.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه (1)،حدّثني نصر بن علي الأزدي، نا بشر بن المفضّل، عن شعبة، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عبد خير قال: سمعت عليا يقول: أ لا أخبركم بخير هذه الأمّة بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ؟ أبو بكر و عمر (2).

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد بن الحصين، أنا أبو علي الحسن بن علي.

ح و أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر، أنا أبو محمّد الجوهري، قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبي، نا وكيع، عن سفيان، و شعبة، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عبد خير عن علي أنه قال: أ لا أنبئكم بخير هذه الأمّة بعد نبيّها؟ أبو بكر ثم عمر.

قال (4):و حدّثني أبي [حدثنا] (5) عبد اللّه بن عون، نا مبارك بن سعيد أخو سفيان، عن أبيه، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عبد خير الهمداني قال:

سمعت عليا يقول على المنبر: أ لا أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيّها؟ قال: فذكر أبا بكر، ثم قال: أ لا أخبركم بالثاني، قال: فذكر عمر، ثم قال: لو شئت لأنبأتكم بالثالث، قال: و سكت فرأينا أنه يعني نفسه، فقلت: أنت سمعته يقول هذا؟ قال: نعم، و رب الكعبة، و إلاّ فصمّتا.

أخبرنا أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، أنبأ أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو سهل بن سعدويه، أنا إبراهيم سبط بحرويه، أنا محمّد بن إبراهيم بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، نا الحسن بن عرفة، نا - فقال ابن حمدان: حدّثني - المبارك بن سعيد أخو سفيان الثوري - و قال ابن المقرئ: أخو

ص: 365


1- مسند أحمد 240/1 رقم 908.
2- بعدها في م كتبت العبارة التالية: أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه اللّه قال.
3- مسند أحمد 267/1 رقم 1040.
4- القائل: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، و الخبر في مسند أحمد 241/1 رقم 909.
5- زيادة لازمة عن المسند، و في م: قال: و حدّثني عبد اللّه بن عون.

سفيان بن سعيد - عن سعيد بن مسروق، عن حبيب، عن عبد خير الهمداني، قال:

سمعت علي بن أبي طالب يقول على هذا المنبر: أ لا أخبركم بخير هذه الأمّة بعد نبيّها؟ قال: فذكر أبا بكر، ثم قال: أ لا أخبركم بالثاني ؟ قال: فذكر عمر - زاد ابن حمدان: ابن الخطاب - قال: ثم قال: لئن شئت أخبرتكم بالثالث، قال: ثم سكت، قال: فظننا أنه يعني نفسه، قال حبيب: فقلت لعبد خير: أنت سمعت هذا من علي ؟ قال: نعم و رب الكعبة، و إلا فصمّتا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا محمّد بن إبراهيم بن حفص بن شاهين، نا الحسن بن عرفة، نا المبارك بن سعيد أخو سفيان الثوري.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأ أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنبأ عبد اللّه بن عبد اللّه بن يحيى، نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا الحسن بن عرفة، حدّثني المبارك بن سعيد بن مسروق، عن سعيد بن مسروق، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عبد خير الهمداني، قال:

سمعت علي بن أبي طالب على هذا المنبر يقول: أ لا أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيّها؟ قال: فذكر أبا بكر، قال: ثم قال: أ لا أخبركم بالثاني ؟ قال: فذكر عمر، قال: ثم قال: لئن شئت أنبأتكم بالثالث، قال: ثم سكت - زاد ابن طاوس: قال فظننا أنه يعني نفسه، قال حبيب بن أبي ثابت: فقلت لعبد خير: أنت سمعت هذا من علي ؟ قال: نعم و رب الكعبة، و إلا فصمّتا.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، أنبأ أبي أبو العبّاس، و أبو محمّد التميمي، و الحسين بن علي بن محمّد بن أبي الرضا، و غنائم بن أحمد بن عبيد اللّه، و علي بن محمّد بن أبي العلاء (1)،و أبو نصر بن طلاّب (2)،و غنائم بن أحمد، و علي بن الخضر بن عبدان.

ص: 366


1- زيد في م: ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي، نا عبد العزيز بن أحمد، و علي بن محمد بن أبي العلاء.
2- عن م، و بالأصل: كلاب، خطأ، و قد مرّ التعريف به.

و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، و أبو يعلى حمزة بن علي بن هبة اللّه، و أبو العشائر محمّد بن الخليل بن فارس، قالوا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن عبد الواحد، أنا عمي عبد الواحد بن علي، قالوا: أنا أبو محمّد بن أبي (1) نصر، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن أبي ثابت، نا يحيى بن أبي طالب، أنا إسماعيل بن عمر، نا جهم، عن حبيب بن أبي ثابت، قال: أتيت مسجد عبر خير الهمداني، و كان أمير شرطة علي، قال: لو شئت اليوم على كبري و ضعفي لأتيته، فأتيت إليه، و عنده سعيد بن جبير، و هو يحدّث، فلما دخلت المسجد سكت عبد خير فقال سعيد بن جبير: هذا أخوك حبيب المكي، قال: سمعت عليا صعد المنبر فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال: أيّها الناس أ لا أنبئكم بخير هذه الأمّة بعد نبيّها؟ ألا إنّ خيرهم بعد نبيّهم أبو بكر، و خيرهم بعد أبي بكر عمر، و لو شئت أن أسمي الثالث لسمّيته، قال عبد خير: فقلنا: إنه يعني نفسه.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، و أبو يعلى بن أبي حلس (2)،و أبو العشائر محمّد بن خليل، قالوا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، نا أبو علي بن أبي الخناجر، نا مؤمّل بن إسماعيل، عن سفيان الثوري، حدّثني خالد بن علقمة، حدّثني عبد خير، قال: سمعت عليا على المنبر و هو يقول: خير هذه الأمّة (3) نبيّها و خيرها بعد نبيّها أبو بكر، و خيرها من بعد أبي بكر عمر، ثم أحدثنا أحداثا يفعل اللّه فيها ما يشاء.

قال: و نا خيثمة، نا عمر بن محمّد بن عمر بن إبراهيم بن واقد العمري بصنعاء، نا أبو الوليد، نا أبو عوانة، عن أبي الأحوص، قال: حدّثني خالد بن علقمة، عن عبد خير قال: خطبنا علي بن أبي طالب يوم النهروان فقال: يا أيها الناس أ لا أنبئكم بخير هذه الأمّة ؟ نبيّها صلى اللّه عليه و سلّم، و بعد نبيّها أبو بكر، و بعد أبي بكر عمر.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، و أبو المواهب أحمد بن محمّد بن عبد الملك الوراق، قالا: أنا طاهر بن عبد اللّه الطبري، نا محمّد بن أحمد بن الغطريف، نا عمر بن محمّد الكاغدي، نا وهب بن إسماعيل الأسدي، عن محمّد بن قيس الأسدي، عن سلمة بن كهيل، عن عبد خير.

ص: 367


1- زيدت عن م، سقطت اللفظة من الأصل.
2- كذا رسمها بالأصل، و في م:«حسس».
3- بالأصل:«بعد نبيها» حذفنا «بعد» و هو يوافق عبارة م.

قال (1):و نا ابن الغطريف، أنبأ عمر بن محمّد، و نا أبو سعيد الأشجّ ، نا مسهر بن عبد الملك بن سلع، عن أبيه، عن عبد خير (2).

قال: و أنا ابن الغطريف قال: و أنا عمر بن محمّد قال: و نا أبو سعيد أيضا، نا إبراهيم بن محمّد بن مالك، عن عبد الملك بن سلع، و خالد بن علقمة، عن عبد خير عن علي - و قال وهب بن إسماعيل: سمعت عليا - يقول على منبر الكوفة: خيركم بعد نبيّكم أبو بكر، و خيركم بعد أبي بكر عمر، و لو شئت أن أسمّي الثالث لسميت، قال:

فكأنه ينحو نفسه.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسين بن أبي نصر، أنبأ أبو بكر الميانجي، نا ابن شاكر (3).

ح و أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي، قالت: أنا سعيد بن أحمد بن محمّد، أنا محمّد بن محمّد (4) بن الحسن بن الهاني، نا أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن شاذ بن قتيبة الرساقي (5)،قالا: نا عبد اللّه بن سعيد (6) الأشج، نا وهب بن إسماعيل الأسدي، عن محمّد بن قيس، عن سلمة بن كهيل، عن عبد خير بن يزيد الهمداني، قال: سمعت عليا على منبر الكوفة يقول - و في حديث فاطمة: و هو يقول - خيركم بعد نبيكم - و في حديث فاطمة: بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم - أبو بكر، و خيركم بعد أبي بكر عمر،- زادت فاطمة: و لو شئت أن أسمي الثالث لسميت - قال: كأنه ينحو نفسه.

أخبرتنا أم البهاء أيضا، قالت: أنا سعيد بن أحمد بن محمّد، أنا محمّد بن محمّد، نا محمّد بن محمّد بن شاذ، نا أبو سعيد، نا مسهر بن عبد الملك بن سلع، عن أبيه، عن عبد خير، عن علي مثله.

قال: و نا أبو سعيد الأشجّ ، نا يعلى بن عبيد الطّنافسي، عن أبيه، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عبد خير، عن علي مثله (7).

ص: 368


1- ما بين الرقمين سقط من م.
2- ما بين الرقمين سقط من م.
3- زيد في م: يعني أحمد بن محمد الرمابي.
4- «بن محمد» ليست في م.
5- كذا رسمها بالأصل و في م: الراساني.
6- عن م و بالأصل: سعد، تحريف، ترجمته في تهذيب الكمال 179/10.
7- زيد في م: قال و نا أبو سعيد الأشج نا شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد اللّه بن سلمة عن علي مثله.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، ثنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنبأ أبو حفص الكناني، نا أبو القاسم البغوي، نا خلف بن هشام، نا أبو الأحوص سلاّم بن سليم، عن إسماعيل السّدّي، عن عبد خير قال: قال علي: خير هذه الأمة بعد نبيّها أبو بكر، و بعد أبي بكر عمر، قال السّدّي: و أنا أشهد أنه قال.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا (1) أبو الحسين علي بن أحمد بن حرابخت (2) الحروى النسابة، أنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن زياد القطان (3)-ببغداد - نا عبد اللّه بن روح، نا شبابة، نا شعيب بن ميمون الواسطي، عن حصين بن عبد الرّحمن، عن عبد خير قال: بلغ عليا أن ناسا تقاعدوا فتذاكروا، فكأنهم فضلوا عليا على أبي بكر و عمر، و ذاك أنهم قالوا: إنّ أبا بكر و عمر لم يكن في زمانهم فتنة و أن عليا وقع في الفتنة، فكان فيها صليبا حتى همّ الناس، فبلغ عليا ما قالوا، فصعد المنبر فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال: بلغني أن ناسا فضّلوني على أبي بكر و عمر، و إنّي لم أقدم، و لو قدّمت لعاقبت و لا ينبغي لوال أن يعاقب حتى يتقدم ألا من فضلني على أبي بكر و عمر بعد مقامي هذا فعليه ما على المفتري، ألا إن خير الناس أو أفضل بعد نبيّها صلى اللّه عليه و سلّم من هذه الأمة أبو بكر، ثم عمر، و اللّه أعلم بالثالث، أحببت حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما، و ابغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما.

و أما رواية [سويد بن غفلة و شرحبيل بن عمرو] (4).

و أخبرنا (5) بها أبو محمّد بن طاوس، و أبو يعلى حمزة بن الحسن، و أبو العشائر محمّد بن خليل، قالوا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأ خيثمة بن سليمان، نا علي بن عبد اللّه القراطيسي، نا حفص بن عمر النجار، نا الحسن بن عمارة، نا المنهال بن عمرو، عن سويد بن غفلة، عن علي بن أبي طالب أنه

ص: 369


1- إعجامها مضطرب بالأصل، و في م:«الحيززودي» و الصواب ما أثبت و قد مرّ التعريف به.
2- مهملة بالأصل:«حرابخت الحروي» و في م:«حرابخت» و هو ما أثبت، و اللفظة الثانية غير واضحة فيها.
3- ترجمته في تاريخ بغداد 45/5.
4- ما بين معكوفتين أثبت عن م و مكانه بالأصل:«سويرو» كذا و لا معنى لها.
5- عن م و بالأصل: أخبرنا.

قال: ألا إن خير هذه الأمّة بعد نبيّها أبو بكر، ثم اللّه أعلم بالخير حيث هو.

و أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، ثنا أبو محمّد الجوهري - إملاء - أنا أبو علي محمّد بن أحمد بن يحيى العطشي، نا محمّد بن خلف وكيع، نا أحمد بن محمّد بن عيسى السّكوني، نا محمّد بن الحسن صاحب الرأي، نا أبو جناب (1)يحيى بن أبي حيّة، ثنا الشعبي، عن أبي جحيفة (2)،و سويد بن غفلة، و زرّ بن حبيش (3)،و أبي (4) الجعد الأشجعي، و عمرو بن شرحبيل، قالوا: سمعنا علي بن أبي طالب يقول على المنبر: إنّ خير عباد اللّه بعد نبيّها أبو بكر الصدّيق صاحبه في الغار، و بعد أبي بكر عمر، و الثالث لو شئت سميت أباه و أمّه.

و أمّا رواية علقمة.

فأخبرنا بها أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب.

ح و أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنا أبو محمّد الجوهري، قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (5)،حدّثني أبو صالح الحكم بن موسى، نا شهاب بن خراش، حدّثني الحجّاج بن دينار، عن أبي معشر، عن إبراهيم النخعي، قال: ضرب علقمة بن قيس هذا المنبر [و] (6) قال: خطبنا علي على هذا المنبر، فحمد اللّه و أثنى عليه و ذكر ما شاء اللّه أن يذكر،[و] (7) قال: إنّ خير الناس كان بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أبو بكر، ثم عمر، ثم أحدثنا بعدهما أحداثا يقضي (8) اللّه فيها.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمّد الخرفي، نا أبو عمران موسى بن سهل بن عبد الحميد الجوني، نا عبد الغني بن أبي عقيل، نا عبد الرّحمن بن زياد الرصاصي، نا أبو حراش، عن الحجّاج بن دينار، عن أبي معشر، عن النّخعي، عن علقمة أنه ضرب بيده على منبر الكوفة فقال: خطبنا علي بن أبي طالب على هذا المنبر، فذكر ما شاء اللّه أن يذكر، ثم

ص: 370


1- إعجامها مضطرب بالأصل و م و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
2- عن م، و مهملة بالأصل بدون نقط .
3- بالأصل: حنيس، و في م: حنبش، كلاهما تحريف، و الصواب ما أثبت.
4- عن م و بالأصل: و أبو.
5- مسند أحمد 269/1 رقم 1051.
6- زيادة عن المسند.
7- زيادة عن المسند.
8- عن المسند و بالأصل و م: يقض.

قال: ألا إنه بلغني أن أناسا يفضّلوني على أبي بكر و عمر، و لو كنت تقدمت في ذلك لعاقبت فيه، و لكن أكره العقوبة قبل التقدم، فمن أتى به بعد يومي قد قال ذلك فهو مفتري (1)،عليه ما على المفتري، إنّ خير الناس كان بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أبو بكر، ثم عمر، ثم اللّه أعلم بالخير و أحبب (2) حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما، و أبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما.

و أما رواية عبد اللّه بن سلمة.

فأخبرنا بها (3) محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، نا أبو الحسن بن رزقويه - إملاء - نا أبو بكر محمّد بن العبّاس بن نجيح الحافظ ، نا أبو الأحوص محمّد بن الهيثم القاضي، نا محمّد بن الصلت، نا عبد اللّه بن عمرو بن مرة، عن أبيه، عن عبد اللّه بن سلمة قال: سمعت عليا ينادي على المنبر: ألا إنّ خير هذه الأمة بعد نبيّها أبو بكر و عمر.

و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، و أبو يعلى حمزة بن الحسن، و أبو العشائر محمّد بن خليل، قالوا: أنا علي بن محمّد بن علي، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا يحيى بن أبي طالب،[نا إسحاق بن منصور، نا عبد اللّه بن عمرو (4) بن مرة، عن أبيه، عن عبد اللّه بن سلمة قال: شهدت مع علي بن أبي طالب] (5) الجمل و صفّين، فسمعته يقول: خير هذه الأمة بعد نبيّها أبو بكر و عمر.

قال: و نا خيثمة، نا أبو قلابة الرؤاسي (6)،نا بشر (7) بن عمر، نا شعبة.

ح قال: و نا خيثمة، نا علي بن عبد اللّه القراطيسي، نا حفص بن عمر، نا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن عبد اللّه بن سلمة، قال: قال علي بن أبي طالب على هذا المنبر:

أ لا أخبركم بخير هذه الأمّة بعد نبيّها؟ أبو بكر، ثم قال: أ لا أخبركم بخيرها بعد أبي بكر؟

ص: 371


1- كذا بالأصل و م بإثبات الياء.
2- بالأصل:«الخيرة أحبب» و المثبت عن م.
3- سقطت من الأصل و أضيفت عن م.
4- عن م و بالأصل: عمر.
5- ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل و بعده كلمة صح.
6- في م: الرقاشي. و هو الصواب، و اسمه عبد الملك بن محمد الرقاشي، ترجمته في تهذيب الكمال 89/12 و انظر ترجمة خيثمة بن سليمان في سير الأعلام 412/15.
7- بالأصل: بشير، خطأ، و هو بشر بن عمر الزهراني، راجع الحاشية السابقة.

عمر، ثم قال: أ لا أخبركم بخيرها بعد عمر، ثم سكت، و اللفظ لبشر (1) بن عمر.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن منده، و أبو مسعود سليمان بن إبراهيم، و سهل بن عبد اللّه بن علي الغازي، و أحمد بن عبد الرّحمن بن محمّد الذكواني، و أبو بكر محمّد بن علي بن محمّد بن خولة الأبهري.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا سليمان بن إبراهيم.

ح و أخبرنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد بن الفضل الحداد، أنا أبو بكر بن خولة، قالوا:

ثنا محمّد بن إبراهيم بن جعفر اليزدي (2)-إملاء - أنا محمّد بن محمّد بن عبد اللّه بن حمزة، نا عبد اللّه بن روح المدائني، نا شبابة بن سوّار، نا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن عبد اللّه بن سلمة، قال: سمعت عليا يقول: أ لا أخبركم بخير الناس بعد النبي صلى اللّه عليه و سلّم ؟ أبو بكر، أ لا أخبركم بخير الناس بعد أبي بكر؟ عمر.

و أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا الحسين بن أحمد بن فهد، أنا أبو يعلى الموصلي، ثنا بندار، نا محمّد، ثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن عبد اللّه بن سلمة، عن علي أنه قال: أ لا أخبركم بخير الناس بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ؟ أبو بكر و عمر.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، قال: نا و أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأ أبو محمّد الجوهري قال: أبو بكر - إملاء - و قال قراتكين - قراءة - أنبأ أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد، أنبأ زكريا بن يحيى السّاجي، نا الحسن بن علي بن راشد، نا هشيم، عن سفيان، عن عمرو بن مرة، عن عبد اللّه بن سلمة، عن علي قال: ألا إنّ خير هذه الأمّة بعد نبيّها أبو بكر و عمر، و لو شئت أن أسمّي الثالث لفعلت، ثم اللّه أعلم بالخير.

[و أمّا رواية الحارث] (3):

ح و أخبرنا (4) أبو محمّد السندي، أنا أبو عثمان البحيري (5)،أنا أبو عمرو بن

ص: 372


1- بالأصل: لبشير، انظر الحاشية السابقة.
2- ترجمته في سير الأعلام 286/17.
3- زيادة عن م.
4- في م: فأخبر بها بها.
5- بالأصل:«البختري» و مهملة بدون نقط في م، و الصواب ما أثبت و السند معروف.

حمدان، أنا أبو بكر بن أبي داود السّجزي، نا الحسين بن علي بن مهران، نا عبّاد بن صهيب، عن ابن (1) عجلان، عن أبي إسحاق، عن الحارث قال: قال علي:

و اللّه إن كان خير الناس بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أبو بكر، و اللّه إن كان خير الناس بعد أبي بكر عمر.

و أمّا رواية أبو الجعد.

فأخبرنا بها أبو محمّد بن طاوس، و أبو يعلى المقرئ، و أبو العشائر العبسي، قالوا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا عبد الرّحمن بن عثمان، أنا خيثمة بن سليمان، نا علي بن عبد اللّه القراطيسي، نا يزيد بن هارون، نا أبو مالك، عن عبيد بن أبي الجعد، عن أبيه.

أن عليا قال على المنبر: أ لا أخبركم بخير أئمتكم بعد نبيّها؟ أبو بكر، ثم قال: أ لا أخبركم بخير أئمتكم بعد أبي بكر؟ عمر، ثم قال: أ لا أخبركم بخير أئمتكم بعد عمر، ثم سكت، فظننا أنه يعني نفسه.

و قد تقدمت أيضا من رواية الشعبي عن أبي الجعد (2).

و أما رواية مسعدة: فأخبرنا بها أبو بكر محمّد بن أحمد بن الجنيد بن الخطيب، أنبأ أبو الفضل محمّد بن أحمد بن أبي الحسن العارف الطوسي، أنا أبو علي الحسين بن محمّد بن الحسين بن يوسف السّختياني، أنا أبو علي حامد بن محمّد بن عبد اللّه الرّفّاء الهروي، أنا علي بن عبد العزيز بن يحيى المكي، نا أبو نعيم، نا منصور بن دينار، حدّثني مسعدة البجلي قال: سمعت عليا يقول على المنبر: أ لا أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيّها؟ فقال: أبو بكر و عمر، ثم قال: لو شئت أن أسمّي الثالث لسمّيت.

و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد، أنبأ أبو

ص: 373


1- عن م و بالأصل: أبي عجلان.
2- زيد في م بعدها: و أما رواية موسى الحمل، فأخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو منصور بن شكرويه و أبو بكر السمسار قالا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن.... أبو عبد اللّه المحاملي إملاء، نا سعيد بن محمد بن.... إبراهيم بن سعد عن ابن عون عن موسى بن مطراد الحمل يقول: سمعت عليا يقول: أفضلنا أبو بكر رضي اللّه عنهما (كذا).

القاسم تمّام بن محمّد، و أبو محمّد الحسن بن محمّد بن جعفر بن خياره (1) الصراب، قالا: نا خيثمة (2) ابن سليمان، نا السّري بن يحيى، نا أبو نعيم، نا منصور بن دينار، نا مسعدة البجلي، قال: سمعت عليا على المنبر يقول: أ لا أخبركم بخير هذه الأمّة بعد نبيّها؟ أبي بكر، ثم قال: عمر، ثم قال: لو شئت أن أسمّي لكم الثالث لسمّيته.

و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، و أبو يعلى بن أبي خيش (3)،و أبو العشائر (4)، قالوا: أنا أبو القاسم الفقيه، أنا عبد الرّحمن العدل، أنبأ خيثمة، نا ابن أبي غرزة (5)، و أبو عبيدة السّري بن يحيى قالا: نا أبو نعيم، نا منصور بن دينار، قال: سمعت مسعدة البجلي قال: سمعت عليا على المنبر يقول: أ لا أخبركم بخير هذه الأمّة بعد نبيها، فقال: أبو بكر، ثم قال: عمر، ثم قال: لو شئت أن أسمّي الثالث لسمّيته.

و أمّا رواية أبي (6) هلال الأزدي العتكي (7).

فأخبرنا بها أبو محمّد طاهر بن سهل، أنا أبو الحسين بن مكي، أنا أبو علي أحمد بن عمر بن محمّد بن خرّشيذ (8) قوله، نا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن إسحاق المروزي، نا علي بن أحمد الرّقّي، نا أسد بن موسى، نا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، حدّثني أبي، عن خالد بن سلمة، عن أبي بردة: أنّ أبا هلال العتكي (9) قال: قلت لعلي: أيّ هذه الأمّة أفضل بعد نبيّها؟ قال: أبو بكر، قلت: ثم من ؟ قال: عمر، ثم بادرت قلت: ثم أنت يا أمير المؤمنين، قال: لا (10).

ص: 374


1- كذا رسمها بالأصل، و في م:«ح ؟؟؟ اره» بدون نقط .
2- سقطت من الأصل و أضيفت عن م.
3- رسمها بالأصل و م:«حسس» و الصواب ما أثبت، و اسمه: حمزة بن الحسن بن المفرج ابن أبي الخيش، مشيخة ابن عساكر ص 57/أ.
4- في م: و أبو الغنائم، تحريف.
5- إعجامها مضطرب في الأصل و م، و الصواب ما أثبت و ضبط ، مرّ التعريف به.
6- عن م و بالأصل: أبو.
7- رسمها مضطرب بالأصل و م و الصواب ما أثبت، و قد مرّ قريبا.
8- إعجامها مضطرب بالأصل و م و الصواب ما أثبت. انظر ترجمته في سير الأعلام 562/16.
9- رسمها مضطرب بالأصل و م و الصواب ما أثبت، و قد مرّ قريبا.
10- زيد في م بعدها: و أخبرنا بها أبو يعلى حمزة بن الحسن بن أبي خيش و أبو العشائر محمد بن الخليل قالوا (كذا) أنا علي بن محمد أنا عبد الرّحمن بن أبي عثمان أنا خيثمة بن سليمان نا عبد اللّه بن جعفر بن أحمد بن محمد القشيري، أنا إسماعيل بن محمد نا ابن أبي زائدة عن خالد بن سلمة عن ابن [أبي] بردة [في م: عرزة] ابن موسى الأشعري عن أبي هلال العبلي قال قلت لعلي: يا أمير المؤمنين من أفضل الناس بعد نبيّهم صلى اللّه عليه و سلّم ؟ قال: أبو بكر، قال: قلت: ثم من ؟ قال: ثم عمر رضي اللّه عنهما. كان في الأصل العبلي و الصواب: العتكي. و أخبرنا أبو الفتح بن مامويه نا أبو (كذا). و أخبرنا أبو بكر... و أبو الحسين... قالا: أنا أبو... ابن... و أخبرنا أبو القاسم بن البسري... الفضل قالا أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو جعفر بن إسحاق بن إبراهيم... نا عبد اللّه بن جعفر بن محمد العسكري بالرقة، نا سهل بن محمد، نا يحيى بن محمد نا ابن أبي زائدة عن أبيه عن خالد بن سلمة عن أبي بردة عن أبي هلال العتكي قال: قلت لعلي بن أبي طالب: يا أمير المؤمنين من أفضل الناس بعد نبيّهم ؟ قال: أبو بكر، قال: قلت: ثم من ؟ قال: ثم عمر، قال... قلت: أنت الثالث يا أمير المؤمنين ؟ قال: لا، و لا الرابع.

و أما رواية عبد الرّحمن بن الأصبهاني.

فأخبرنا بها أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (1)،أنا محمّد بن أحمد بن المؤمّل الصيرفي، نا محمّد بن أحمد بن الجنيد حدّثنا الوليد بن القاسم الهمداني، نا حبيب بن أبي العالية، عن عبد الرّحمن بن الأصبهاني (2)،قال:

رأيت عليا صعد المنبر فقال: خير الناس بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أبو بكر، و خير الناس بعد أبي بكر عمر، و لو شئت أن أسمّي الثالث لسمّيته.

و أما رواية أبي مخلد.

فأخبرنا بها أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصّريفيني، نا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد الكتّاني (3)،نا أبو القاسم عبيد اللّه بن الحسن، نا جعفر بن أحمد بن محمّد الجرجاني (4)،نا محمّد بن يحيى القطعي، نا حمّاد بن سعيد البرام، نا عبّاد بن علقمة المازني، عن أبي مخلد، قال: قال علي بن أبي طالب: ما مات رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم حتى عرفنا أفضلنا بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، أبو بكر، و ما مات أبو بكر حتى عرفنا أنّ أفضلنا بعد أبي بكر عمر، و ما مات عمر حتى عرفنا أنّ أفضلنا بعد أبي بكر و عمر رجل لم يسمّه.

ص: 375


1- الخبر في الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 409/2 ضمن أخبار حبيب بن أبي العالية.
2- ابن عدي: الأصفهاني.
3- بالأصل: الكناني، و الصواب الكتاني عن م، ترجمته في سير الأعلام 482/16.
4- في م: الجرجرائي، و هو الصواب، ترجمته في سير الأعلام 196/14.

و أمّا رواية النخعي.

فأخبرنا بها أبو محمّد المقرئ، و أبو يعلى الأزدي، و أبو العشائر العبسي، قالوا: أنا علي بن محمّد، أنا عبد الرّحمن بن عثمان، أنا خيثمة بن سليمان، نا ابن أبي الخناجر، نا مؤمّل بن إسماعيل، نا هشيم، عن مغيرة، عن إبراهيم، قال: أتى علي بن أبي طالب فأخبر أنّ عبد اللّه بن الأسود الشيباني يفضلونه على أبي بكر و عمر، فقام فزعا يجرّ رداءه حتى صعد المنبر، فقال: إنّ خير هذه الأمة بعد نبيّها أبو بكر، و خيرها بعد أبي بكر عمر، و لو شئت أن أسمّي الثالث لسمّيته، ثم نزل.

قال: و أنا خيثمة، نا أحمد بن ملاعب البغدادي، نا أحمد بن يونس، نا أبو بكر بن عيّاش، عن سليمان بن أسيد قال: كان عند إبراهيم رجل من هؤلاء الخشبية، قال: فقال له إبراهيم و مالك لا تفرط أ ما صعد علي على هذا المنبر فقال: إنّ خير هذه الأمّة بعد نبيّها أبو بكر و عمر، و لو شئت لأنبأتكم بالثالث ؟ و أمّا رواية طلحة: فأخبرنا بها أبو محمّد، و أبو يعلى، و أبو العشائر أيضا قالوا: أنا علي بن محمّد، أنا عبد الرّحمن، أنا خيثمة، نا أبو عمرو بن أبي حمّاد الحمصي، نا عيسى بن سليمان الشيزري، نا عبيد اللّه بن عمرو، عن خلف بن حوشب، عن أبي إسحاق، عن طلحة بن مصرّف، قال: قال علي: أ لا أخبركم بخير الناس بعد نبيّكم ؟ أبو بكر و عمر، ثم الناس مستوون (1).

و هذا الحديث من جميع طرقه موقوف على علي، و إن كان البخاري قد أخرجه في المسند الصحيح، و قد روي عن علي مرفوعا من وجه منقطع.

أخبرناه أبو غالب بن البنّا، أنا أبو يعلى بن الفراء، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن مالك بن الحارث البيع، نا محمّد بن أحمد بن يعقوب - هو ابن شيبة بن الصّلت - حدّثني جدي، نا أبو العوّام الرّياحي، نا عبد العزيز بن محمّد، عن عبيد اللّه بن عمر بن حفص، عن علي بن أبي طالب قال: سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلّم يقول:

«خير أمّتي أبو بكر و عمر» عبيد اللّه بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب بن البعاث من الثقات الأثبات غير أنه لم يدرك عليا.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الأديب، أنبأ السيد أبو الحسن

ص: 376


1- رسمها مضطرب بالأصل و المثبت عن م.

محمّد بن علي بن الحسين، قال: سمعت محمّد بن عبد الرّحمن يقول: سمعت علي بن الحسن القنطري يقول: سمعت هشام بن خالد يقول: سمعت علي بن هاشم بن البريد (1) يقول: سمعت أبي يقول: سمعت زيد بن علي يقول: سمعت أبي علي بن الحسين يقول: سمعت أبي (2) الحسين بن علي يقول: قلت لأبي بكر: يا أبا بكر من خير الناس بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ؟ فقال لي: أبوك، فسألت أبي عليا، فقلت: من خير الناس بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال: أبو بكر، فكان يرى كل واحد لصاحبه على نفسه فضلا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (3)،نا أحمد بن محمّد الضبعي، نا الحسن بن يونس، نا أبو هشام - يعني أصرم بن حوشب - نا قرّة بن خالد، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاس، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«أنا الأول، و أبو بكر المصلي (4)،و عمر الثالث، و الناس بعدنا الأول فالأول»[6451].(5) أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك، و أبو المظفّر بن القشيري، و أبو القاسم الشّحّامي، قالوا: أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو طاهر بن خزيمة، نا جدي، نا بندار، نا يحيى، نا سفيان، حدّثني القاسم بن كثير، عن قبيس الخارفي، قال: سمعت عليا يقول: سبق رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و صلى أبو بكر، و ثلّث عمر (6)،القاسم يكنى أبا هاشم (7)،و قيس - و يقال سعد بن قيس - الخارفي (7)،يكنى، أبا المغيرة قارئ حاذق.

ص: 377


1- في الأصل: اليزيد» و مهملة في م، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
2- في م:«ابن» تحريف.
3- الكامل لابن عدي 404/1 ضمن أخبار أصرم بن حوشب.
4- في ابن عدي: الثاني.
5- قبله في م ورد خبر، سقط من الأصل، و تمام نصّه: أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري نا أبو محمد عبد اللّه بن بكر بن سودة الواسطي، نا شعيب بن أيوب، نا يعلى بن عبيد الطنافسي و أبو نعيم عن سفيان عن القاسم بن... الصابوني عن حسن الحادمى (كذا) قال سمعت عليا يقول على هذا المنبر: سبق رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و صلى أبو بكر و ثلث عمر، ثم أصابنا... فهو ما شاء اللّه.(سيرد في الخبر التالي: القاسم بن كثير، و قيس الخارفي).
6- زيد في م: فبطشتنا فتنة فما شاء اللّه.
7- ترجمته في تهذيب الكمال 343/15 و بالأصل و م: الحارقي.

أخبرنا أبو محمّد المقرئ، و أبو يعلى بن أبي خيش، و أبو العشائر محمّد بن خليل، قالوا: أنا علي بن محمّد، أنا عبد الرّحمن بن عثمان، أنا خيثمة بن سليمان، نا أبو علي بن أبي الخناجر، نا مؤمّل بن إسماعيل، نا سفيان الثوري، نا أبو هاشم القاسم بن كثير، حدّثني قيس الخارفي (1) قال: سمعت عليا و هو على المنبر يقول: سبق رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و صلى (2) أبو بكر، و ثلث عمر، ثم خبطتنا فتنة، فهو ما شاء اللّه.

قال: و أنا خيثمة، نا أبو (3) عبيدة السّري بن يحيى، ثنا أبو نعيم و قبيصة، قالا:

نا سفيان الثوري، عن أبي هاشم القاسم بن كثير، عن قيس الخارفي (4) قال: سمعت علي بن أبي طالب يقول: سبق رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و صلى أبو بكر، و ثلّث عمر.

و رواه ليث بن أبي سليم، عن القاسم بن كثير، عن سعيد (5) بن قيس.

أخبرناه أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو حفص عمر بن محمّد بن علي، نا أبو بكر قاسم بن زكريا، ثنا أبو كريب، نا عبد اللّه بن إدريس، قال: سمعت (6) عن القاسم أبي هاشم، عن سعيد (7) بن قيس الخارفي، قال:

سمعت عليا يقول: سبق رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و صلى أبو بكر، و ثلث عمر، ثم خبطتنا فتنة بعد، فما شاء اللّه.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا عبد اللّه بن عبيد اللّه، نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا يوسف، نا جرير، عن ليث بن أبي سليم، عن القاسم، عن سعيد بن قيس الخارفي، قال: قال علي: سبق رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و صلى أبو بكر، و ثلث عمر.

قال: و أنا أبو الغنائم، أنا أبو عمر بن مهدي، نا المحاملي، نا سعيد بن يحيى الأموي، نا أبو بدر، عن خلف بن حوشب، عن أبي إسحاق، عن عبد خير، عن علي

ص: 378


1- ترجمته في تهذيب الكمال 343/15 و بالأصل و م: الحارقي.
2- عن م و بالأصل:«و قيل».
3- عن م و بالأصل: أبا.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 343/15 و بالأصل و م: الحارقي.
5- كذا بالأصل و م، و قد قلبوا اسم قيس.
6- كلمة رسمها و إعجامها مضطربان و غير واضحة، و صورتها:«ا؟؟؟».
7- كذا بالأصل و م، و مرّ: قيس الخارفي، و في ترجمته في تهذيب الكمال: نقلا عن ابن حبان: قيس بن سعد الخارفي.

قال: سبق رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و صلى أبو بكر، و ثلث عمر، ثم خبطتنا - أو أصابتنا - فعفو اللّه عن من يشاء.

أخبرنا أبو بكر الحاسب، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1)،أنا عفان بن مسلم، نا أبو عوانة، عن مغيرة، عن عامر قال: قال رجل لبلال: من سبق ؟ قال: محمّد، قال: من صلّى ؟ قال: أبو بكر، قال: قال الرجل: إنما أعني في (2) الخيل قال بلال: و إنما أنا أعني في الخير.

قال: و نا ابن سعد، أنا سعيد بن محمّد الثقفي، عن كثير النّوّا، عن أبي سريحة، قال: سمعت عليا يقول على المنبر: ألا إن أبا بكر أوّاه منيب القلب، ألا إن عمر ناصح اللّه فنصحه.

أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمّد بن عبد اللّه بن مندويه، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد الحسناباذي (3)،نا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الصّلت الأهوازي، نا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة، نا إبراهيم بن عبد اللّه بن أبي شيبة، نا إبراهيم بن إسماعيل بن بشير بن سلمان، نا تميم بن الجعد، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال: قال علي بن أبي طالب: إنّ أبا بكر كان أوّاها منيبا، و ان عمر نصح اللّه فنصحه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن المزرقي (4)،أنبأ أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو عمرو و عثمان بن محمّد بن القاسم البزار المعروف بابن الآدمي، نا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، نا عمر بن شبّة، نا أبو أحمد الزبيري، نا سفيان، عن السّدّي، عن عبد خير، عن علي قال: أعظم الناس أجرا في المصاحف أبو بكر، فإنه أول من جمع بين اللوحين.

ص: 379


1- طبقات ابن سعد 172/3.
2- المصلّي من الخيل هو الذي يجيء ثانيا بعد السابق الأول، لأن رأسه يلي صلا السابق. و صلاه: جانبا ذنبه عن يمينه و شماله.
3- بالأصل و م:«الحسن آبادي» و المثبت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى حسن آباذ، من قرى أصبهان.
4- بالأصل و م: المرزقي، خطأ. و السند معروف.

أخبرناه أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر عمر بن محمّد بن علي بن عمر بن يوسف الحرفي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا أبو خيثمة، نا محمّد بن عبد اللّه الأسدي، نا سفيان، عن السّدّي، عن عبد خير عن علي: إنّ أعظم الناس أجرا في المصاحف أبو بكر، إنّ أبا بكر كان أول من جمع بين اللوحين.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد البارع، أنا أبو علي الحسن بن غالب.

ح و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، قالا: أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن عبد الرّحمن الزهري، نا جعفر بن محمّد الفريابي، نا عبيد اللّه بن عمر القواريري، نا أبو أحمد الزبيري، نا سفيان الثوري، عن السّدّي، عن عبد خير، عن علي، قال: إنّ أعظم الناس أجرا في المصاحف أبو بكر الصدّيق، كان أوّل من جمع القرآن بين اللوحين.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد، أنا أبو الفضل، نا جعفر بن محمّد، نا عثمان بن أبي شيبة، نا عبد الرّحمن بن مهدي، عن سفيان، عن السّدّي (1)،عن عبد خير، عن علي، قال: سمعته يقول: رحم اللّه أبا بكر هو أوّل من جمع القرآن بين اللوحين.

أخبرنا أبو بكر بن المرزقي (2)،و أنا أبو جعفر المعدل، أنا عثمان بن محمّد بن القاسم، نا عبد اللّه بن سليمان، نا أحمد بن عبد الجبار الدارمي، نا وكيع، عن سفيان، عن السّدّي، عن عبد خير قال: سمعت عليا يقول: رحمة اللّه على أبي بكر، كان أول من جمع بين اللوحين.

قال: و نا عبد اللّه بن سليمان، نا هارون بن إسحاق، نا عبدة، عن سفيان، عن السدي، عن عبد خير: قال رحم اللّه أبا بكر كان أوّل من جمعه بين اللوحين.

أخبرنا أبو نصر محمّد بن حمد، أنا أبو مسلم محمّد بن علي، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة، نا هارون بن إسحاق، نا عبدة، عن سفيان، عن السّدّي، عن عبد خير، عن علي قال: رحم اللّه أبا بكر هو أوّل من جمع بين اللوحين.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (3)،أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن محمّد، أنبأ أبو

ص: 380


1- عن م و بالأصل: السيدي.
2- بالأصل و م: المرزقي، خطأ.
3- بالأصل و م: المرزقي، خطأ.

عثمان و عثمان بن محمّد، نا عبد اللّه بن سليمان، نا أحمد بن محمّد بن الحسين بن حفص أخبرنا (1) خلاد، نا سفيان، عن السّدّي، عن عبد خير، عن علي قال: رحمة اللّه على أبي بكر، كان أعظم الناس أجرا في جمع المصاحف، و هو أول من جمع بين اللوحين.

قال: و نا عبد اللّه، نا يعقوب بن سفيان، نا قبيصة، نا سفيان، عن السّدّي، عن عبد خير قال: سمعت عليا يقول: أعظم الناس أجرا في المصاحف أبا بكر، رحمة اللّه على أبي بكر هو أوّل من جمع بين اللوحين.

رواه غير هؤلاء، فقال الأسدي: و إنّما هو السّدّي و اسمه إسماعيل بن عبد الرّحمن (2).

أخبرنا أبو بكر المزرفي (3)،أنا أبو جعفر، أنا عثمان بن محمّد، نا عبد اللّه بن أبي داود (4)،نا محمّد بن أيوب بن يحيى بن ضريس (5)،نا علي بن الحسن، قال: أبو بكر كان يلقب كراع.

قال: ثنا المطّلب، عن السّدّي، عن عبد خير قال: أوّل من جمع كتاب اللّه بين اللوحين أبو بكر.

قال: و نا ابن أبي داود، نا هارون بن إسحاق، نا عبدة، عن هشام، عن أبيه: أن أبا بكر هو الذي جمع القرآن بعد النبي صلى اللّه عليه و سلّم، يقول ختمه.

أخبرنا أبو بكر الفرضي، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (6)،أنا عبيد اللّه بن موسى، نا أبو عقيل، عن رجل قال: سئل عليّ عن أبي بكر و عمر، فقال: كانا إمامي هدى راشدين مرشدين مفلحين (7) منجحين، خرجا من الدنيا خميصين.

ص: 381


1- في م: حدثنا.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 190/2 و هو السدي الكبير، أبو محمد الأعور.
3- بالأصل و م: المرزقي، خطأ.
4- عن م و بالأصل: دلود. تحريف.
5- بالأصل:«صرس» و في:«صريس» و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 449/13.
6- طبقات ابن سعد 210/3.
7- كذا بالأصل و م، و في ابن سعد: مصلحين.

أبو عقيل هو يحيى بن المتوكل (1).

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (2)،نا أبو الحسين بن المهتدي، نا علي بن عمر بن محمّد الحربي (3)،نا أبو سعيد حاتم بن الحسن الشاشي، قدم علينا، حدّثني عبد - يعني ابن حميد - حدّثني شبابة، نا يحيى بن المتوكل مولى لآل عمر، حدّثني شيخ عن علي عليه السلام أن رجلا سأله فقال: ما تقول في أبي بكر و عمر؟ قال علي: الخير و اللّه بهما سقطت (4) كانا و اللّه إمامي هدى، راشدين مرشدين، مفلحين منجحين، خرجا من الدنيا خميصين (5).

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، قال: قرئ على أبي (6) الحسن علي بن إبراهيم بن عيسى المقرئ و أنا حاضر، نا أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن العبّاس الوراق - إملاء - نا محمّد بن عبيد اللّه بن محمّد الكاتب العسكري، حدّثني عمي أحمد بن محمّد بن العلاء، نا عمر بن إبراهيم المعروف بكردي، نا زائدة بن قدامة، عن إسماعيل بن عبد الرّحمن، عن عبد خير صاحب راية علي بن أبي طالب، قال: سمعت عليا يقول:

إنّ اللّه عز و جل جعل أبا بكر و عمر حجّة على من بعدهم من الولاة إلى يوم القيامة، سبقا و اللّه سبقا تعبدا و أتعبا من بعدهم إتعابا شديدا فذكرهما حزن للأمّة و طعن على الأئمة.(7) أخبرنا (8) أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، نا محمّد بن

ص: 382


1- ترجمته في تهذيب الكمال 200/20.
2- بالأصل و م: المرزقي، خطأ.
3- إعجامها مضطرب بالأصل و م، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 609/17.
4- كذا بالأصل و م.
5- خميصين مثني خميص، يقال رجل خمصان و خميص إذا كان ضامر البطن، يريد أنهما كانا عفيفين خرجا من الدنيا ضامرين فقد كانا عفيفي النفس عن أكل أموال الأمة.
6- بالأصل و م: علي بن الحسن، و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
7- ورد في م، نثبته هنا و قد سقط من الأصل: أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد اللّه أنا علي بن أحمد بن محمد بن أحمد نا يحيى بن إبراهيم بن محمد المزني إملاء، أنا عبد اللّه بن إسحاق بن إبراهيم المعدل بن العدل، نا أحمد بن الهيثم بن خالد البزار، نا يحيى بن مسعود بن بشر الأنصاري، نا عبيد اللّه بن محمد بن أيوب، عن سهل بن عبد الرّحمن عن المسور بن الصلت عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: جاء رجل من قريش إلى علي بن أبي طالب فقال: يا أمير المؤمنين، سمعتك تقول في الخطبة... اللهم أصلحنا بما أصلحت به الخلفاء الراشدين المهديين فمن هم ؟ قال: فاغر و رقت عيناه ثم أهملهما فقال: حبيباي و عماي أبو بكر و عمر، إماما الهدى، و شيخا الإسلام، و رجلا قريش، و المقتدى بهما بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فمن اقتدى بهما عصم، و من اتبع آثارهما هدي إلى صراط مستقيم، و من تمسك بهما فهو من حزب اللّه، و حزب اللّه هم المفلحون. أخبرنا أبو الفتح ناصر بن عبد الرّحمن قالا: أنا علي بن محمد المعتصم، أنا عبد الرّحمن بن عثمان بن... أنا خيثمة بن سليمان، نا أبو العباس أحمد بن محمد... القاضي، نا مسلم بن إبراهيم، نا مهجع بن... بن الحكم عن أبيه،... بن الحكم عن الحكم بن حجل قال قال علي بن أبي طالب: لا أوتى برجل فضلني على أبي بكر و عمر إلاّ جلدته حدّ المفتري. أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو طاهر الفقيه أنا أبو حامد بن... أنا محمد بن إسماعيل، نا المحاربي، نا محمد بن طلحة عن أبي علي قال: لا يفضلني أحد على أبي بكر و عمر.
8- في م: و أخبرنا.

أحمد بن محمّد بن رزقويه - إملاء - نا أبو جعفر محمّد بن يوسف بن حمدان الهمداني، نا محمّد بن عبد بن عامر، نا إبراهيم بن يوسف، نا وكيع، عن محمّد بن طلحة، عن الحكم بن حجل، عن أبيه، قال: قال علي بن أبي طالب: من فضّلني على أبي بكر و عمر جلدتهم حدّ المفتري.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو محمّد بن المقتدر، نا أحمد بن منصور اليشكري، نا أبو (1) بكر بن أبي داود، نا إسحاق بن إبراهيم، أنبأ الكرماني بن عمرو، نا محمّد بن طلحة، عن شعبة، عن حصين بن عبد الرّحمن، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، قال: قال علي: لا أجد أحدا يفضلني على أبي بكر و عمر إلاّ جلدته حد المفتري.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن جعفر، أنا أحمد بن عبد المنعم بن أحمد بن بندار، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا علي بن محمّد المصري، نا علي بن سعيد الرازي، نا هنّاد بن السّري، نا محمّد بن فضيل، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس، قال: قال علي بن أبي طالب: و هل أنا إلاّ حسنة من حسنات أبي بكر.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو سعيد محمّد بن موسى بن الفضل الصّيرفي، نا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الصفّار الأصبهاني، نا أحمد بن مهران الأصبهاني، نا سعيد بن يحيى، نا العبّاس بن جويرية أبو مازن، عن حسان بن إبراهيم، عن عطية بن عطية (2)،عن عطاء قال: لما حارب

ص: 383


1- عن م و بالأصل: أبي.
2- «بن عطية» ليس في م.

معاوية عليا مرّ رجل من التابعين يقال له سويد بن غفلة برجلين من أصحاب عليّ و هما ينتقصان أبا بكر و عمر، فلم يملك نفسه أن ذهب إلى علي، فقرع الباب، فخرج، فقال:

يا أبا حسن إنّي مررت بفلان و فلان صاحبيك و هما ينتقصان أبا بكر و عمر، و أيّم اللّه لو لم تضمر لهما مثل ما أبديا ما اجترئا على ذلك، قال: فغضب علي غضبا شديدا حتى استدرّ عرق بين عينيه، و نودي بالصلاة جامعة، فصعد المنبر، فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال: تجندت عليّ الجنود، و وردت عليّ الوفود عند مستقر الخطوب، و عند نوائب الدهر، ما بال أقوام يذكرون سيدي قريش و أبوي المؤمنين بما ليسا من هذه الأمّة بأهل، و بما أنا عنه منزه و منه بريء و عليه معاقب، أما و الذي فلق الحبة، و برأ النسمة لا يحبهما إلاّ مؤمن تقي، و لا يبغضهما إلاّ منافق ردي و ساق الحديث بطوله.

أخبرناه بطوله أبو محمّد عبدان بن زرّين (1) الأزدي الدويني (2)،أنبأ أبو الفتح نصر بن إبراهيم بن نصر، أنا عبد الوهّاب بن الحسين بن عمر بن برهان، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن عبيد الدقاق، نا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد بن أيوب المخرمي (3) في سنة إحدى و ثلاثمائة، نا علي بن عيسى الكراجكي (4)، نا حجين بن المثنى، نا كثير بن مروان، عن الحسن بن عمارة، عن المنهال بن عمرو و عن سويد بن غفلة، قال: مررت بنفر من الشيعة يتناولون أبا بكر و عمر، فدخلت على علي فقلت: يا أمير المؤمنين مررت بنفر من أصحابك آنفا يتناولون أبا بكر و عمر بغير الذي هما له من هذه الأمّة أهل، فلو لا أنك تضمر على مثل ما أعلنوا عليه ما تجرّأ على ذلك، فقال علي: ما أضمر لهما إلاّ الذي أتمنى المضي عليه، لعن اللّه من أضمر لهما إلاّ الحسن الجميل، ثم نهض دامع العين يبكي قابض على يدي حتى دخل المسجد، فصعد المنبر، و جلس عليه متمكنا قابضا على لحيته ينظر فيها و هي بيضاء حتى اجتمع له

ص: 384


1- إعجامها مضطرب بالأصل و م و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 256/20 و مشيخة ابن عساكر ص 123/ب. و انظر تبصير المنتبه 602/2 و المشتبه ص 316.
2- هذه النسبة إلى دوين بضم أوله و كسر ثانيه بليدة في طرف أذربيجان مما يلي بلاد الكرج كما في سير الأعلام 588/20 و الدويني ضبطت في الأنساب بضم أوله و كسر ثانيه، و ضبطها الذهبي بفتح ثانيه.
3- بالأصل و م: المحرمى، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 196/14.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 375/13، و الكراجكي بفتح الكاف و كسر الجيم بعد الألف و قد تبدل شيئا كما في تقريب التهذيب.

الناس، ثم قام فخطب خطبة بليغة موجزة، ثم قال: ما بال قوم يذكرون سيّديّ قريش، و أبويّ المسلمين، أنا مما قالوا بريء، و على ما قالوا معاقب، ألا و الذي فلق الحبّة، و برأ النسمة إنه لا يحبهما إلاّ مؤمن تقي، و لا يبغضهما إلاّ فاجر رديء، صحبا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم على الصدق و الوفاء، يأمران و ينهيان و ما يحاقدان فيما يضعان على رأي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و لا كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يرى بمثل رأيهما رأيا، و لا يحبّ كحبهما أحدا، مضى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و هو عنهما راض، و مضا و المؤمنون عنهما راضون، أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أبا بكر بصلاة المؤمنين فصلّى بهم سبعة أيام في حياة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فلما قبض اللّه عز و جل نبيّه صلى اللّه عليه و سلّم و اختار له ما عنده ولاّه المؤمنون أمرهم، و فوّضوا إليه الزكاة لأنهما مقرونتان، ثم أعطوه البيعة طائعين غير كارهين، أنا أوّل من سنّ ذلك من بني عبد المطّلب، و هو لذلك كاره يود لو أنّ أحدنا كفاه ذلك، و كان و اللّه خير من بقي أرحمه رحمة، و أرأفه رأفة و أثبته ورعا، و أقدمه سنا و إسلاما، شبهه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بميكائيل رأفة و رقة، و بإبراهيم عفوا و وقارا، فسار فينا سيرة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم حتى مضى على ذلك، ثم ولي عمر الأمر من بعده فمنهم من رضي و منهم من كره، فلم يفارق الدنيا حتى رضي به من كان كرهه، فأقام الأمر على منهاج النبي صلى اللّه عليه و سلّم و صاحبه يتبع آثارهما كتباع الفصيل أمه، و كان و اللّه رفيقا رحيما، و للمظلومين عزا و راحما و ناصرا، لا يخاف في اللّه لومة لائم، ثم ضرب اللّه بالحق على لسانه، و جعل الصدق من شأنه، حتى كنا نظن ان ملكا ينطق على لسانه، أعزّ بإسلامه الإسلام، و جعل هجرته للدين قواما، ألقى اللّه له في قلوب المنافقين الرهبة، و في قلوب المؤمنين المحبّة، شبهه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بجبريل عليه السلام فظا غليظا على الأعداء، و بنوح عليه السلام...... (1) على طاعة اللّه تعالى (2) من السراء على معصية اللّه فمن لكم بمثلهما رضي اللّه عنهما و رزقنا المضي على سبيلهما، فإنه لا يبلغ مبلغهما إلاّ اتباع آثارهما و الحب لهما، ألا من أحبني فليحبهما، و من لم يحبهما فقد أبغضني و أنا منه بريء، و لو كنت تقدمت إليكم في أمرهما لعاقبت على هذا أشد العقوبة، و لكن لا ينبغي أن أعاقب قبل التقدم، ألا فمن أتيت به بقولي هذا بعد اليوم فإنّ عليه ما على المفتري، ألا و خير هذه الأمّة بعد نبيّها أبو بكر و عمر، و لو شئت سميت الثالث لكم، و أستغفر اللّه لي و لكم.

ص: 385


1- ثلاث كلمات غير مقروءة.
2- كلمة غير مقروءة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، حدّثني نجا بن أحمد، أنا محمّد بن الحسين الطّفّال، أنا الحسن بن رشيق، نا محمّد بن أحمد الكوفي، نا المسيّب بن عبد الملك الدّشّاشي - بالكوفة - نا الأشجعي، عن يزيد بن سليمان، عن الحدلي، عن ابن عبّاس.

أنه سئل عن أبي بكر فقال: كان و اللّه خيرا كله، و سئل عن عمر فقال: كان و اللّه كالطير الحذر الذي ينصب له في كل طريق شرك، و كان يعمل على ما يرى مع العنف و شدة النشاط ، و سئل عن عثمان فقال: كان و اللّه صوّاما قواما قارئا للقرآن من رجل غرته نومته من يقظته، و سئل عن علي فقال: كان و اللّه مزكونا (1) علما و حلما من رجل غرّته سابقته من أن يمدّ يده إلى شيء إلاّ اتبعه، فو اللّه ما رأيته مدّ يده إلى شيء إلاّ خالفه.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، و أبو يعلى حمزة بن الحسن، و أبو العشائر محمّد بن خليل، قالوا: أنا علي بن محمّد الفقيه، أنبأ أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة، نا يحيى بن أبي طالب، نا عبد الوهّاب، أنا سعيد، عن قتادة، عن أبي أيوب، عن عبد اللّه بن عمرو بمثل حديث قبله أنه قال: إنّ خير هذه الأمّة بعد نبيّها أبو بكر و عمر.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، حدّثني ذؤيب بن عن عمامة، عن يحيى بن سليم، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب قال: ولينا أبو بكر، فخير خليفة أرحمه بنا و أحناه علينا.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، و أبو يعلى حمزة بن علي البزار، قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا علي بن المبارك الصنعاني - بصنعاء - نا محمّد بن عبد الرحيم بن شروش، نا يحيى بن سليم (2)الطائفي، نا جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن عبد اللّه بن جعفر قال: ولينا أبو بكر الصّدّيق فخير خليفة أرحم بنا و أحناه علينا.

أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي، قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن

ص: 386


1- الزكن: الحافظ ، و أزكنته شيئا أعلمته إياه و أفهمته حتى زكنه.
2- عن م، و بالأصل: سليمان، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 115/20.

المقرئ، نا أبو بكر أحمد بن مسعود الزنبري (1)،نا محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم (2)،نا الشافعي، أنا يحيى بن سليم (3)،عن جعفر بن محمّد.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو القاسم عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا أبو خيثمة، نا يحيى بن سليم (4) الطائفي، نا جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب، قال: ولينا أبو بكر فخير خليفة، و قال الشافعي خير خليفة اللّه أرحمه بنا، و أحناه علينا.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أبو علي الحسن بن محمّد بن النّضر بن أبي هريرة فيما قرئ عليه و أنا حاضر سنة ثمان عشرة، نا إسماعيل بن يزيد القطان، نا يحيى بن سليم (5) الطائفي، نا جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب، قال: ولينا أبو بكر الصدّيق خليفة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فخير خليفة، أرحمه بنا، و أحناه علينا.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو الليث الفرائضي، نا محمّد بن إسماعيل الخشوعي، نا يحيى بن سليم (6)،نا جعفر بن محمّد، عن أبيه قال: سمعت عبد اللّه بن جعفر يقول: ولّينا أبو بكر الصدّيق فخير خليفة اللّه، أرحمه بصغيرنا، و أحناه على كبيرنا.(7) أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد، و حدّثني أبو رشيد محمّد بن بشر بن أبي سعد الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه، نا أبو محمّد عبد اللّه بن جعفر بن إسحاق، نا محمّد بن أحمد بن أبي المثنى، نا جعفر - هو ابن عون - نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة.

ص: 387


1- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل و م، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 333/15.
2- عن م و بالأصل: عبد الحكيم خطأ، انظر ترجمته في سير الأعلام 497/12 و تهذيب الكمال 430/16.
3- عن م، و بالأصل: سليمان، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 115/20.
4- عن م، و بالأصل: سليمان، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 115/20.
5- عن م و بالأصل: سليمان، و قد مرّ قريبا.
6- عن م و بالأصل: سليمان، و قد مرّ قريبا.
7- قبله في م، و قد سقط من الأصل، خبر و تمام روايته: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد، أنا عفان بن مسلم نا عبد الواحد بن زياد نا الحسن بن عبيد اللّه، نا إبراهيم النخعي قال: كان أبو بكر يسمّى الأوّاه لرأفته و رحمته.

أنها بلغها أنّ قوما تكلموا في أبيها، فبعثت إلى أزفلة (1) من الناس، و علت وسادتها، و أرخت ستارتها ثم قالت: أبي و ما أبيه، أي و اللّه لا تعطوه الأيدي، ذاك طود منيف، و ظل مديد، هيهات كذبت الظنون، أنجح و اللّه إذا أكديتم (2)،و سبق إذ ونيتم، سبق الجواد إذا استولى على الأمد (3) فتى قريش ناشئا كهفها كهلا، يريش مملقها (4)، و يرأب شعبها، ويلم شعثها حتى حليته قلوبها، ثم استشرى في دينه فما برحت شكيمته (5) في ذات اللّه حتى اتّخذ بفنائه مسجدا يحيي فيه ما أمات المبطلون، و كان رضي اللّه عنه غزير الدمعة، و قيذ الجوانح (6)،شجي النّشيج، فانتصبت (7) عليه نسوان أهل مكة و ولدانهم يسخرون منه، و يستهزءون به (8)، اَللّٰهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ ، وَ يَمُدُّهُمْ فِي طُغْيٰانِهِمْ يَعْمَهُونَ (9)،و أكبرت ذلك رجالات قريش، فحنت (10) قسيّها و فوّقت (11)سهامها و امتثلوه غرضا فما فلّوا له صفاة، و لا قصموا له قناة، و مضى على سيسائه (12)حتى إذا ضرب الدين بجرانه، و رست أوتاده و دخل الناس فيه أفواجا، و من كلّ فرقة أرسالا و أشتاتا اختار اللّه لنبيّه ما عنده، فلما قبض اللّه نبيه صلى اللّه عليه و سلّم اضطرب حبل الدين، و مرج أهله و بغى العوائل، و ظنّت رجال أن قد أكثبت (13) نهزها، و لات حين يظنون و أتى و الصديق بين أظهرهم ؟ فقام حاسرا مشمّرا، فرفع حاشيتيه بطبّه، و أقام أوده بثقافه حتى امذقر (14) النفاق فلما انتاش الدين بنعشه و أراح الحقّ على أهله، و قرّت (15) الرءوس في كواهلها، و حقن الدماء في أهبها حضرت منيته فسد ثلمته بنظيره في السيرة و المرحمة،

ص: 388


1- الأزفلة: الجماعة من الناس.
2- يقال: أنجح اللّه حاجته فنجحت. و أكديتم يريد إذا خبتم و لم تظفروا.
3- الأمد: الغاية.
4- يريش مملقها أي يغنيه، و المملق: الفقير.
5- الشكيمة: عزة النفس و أنفتها.
6- و قيذ الجوانح: الوقيذ العليل الشديد العلة، و الجوانح الضلوع القصار التي تلي الفؤاد.
7- كذا بالأصل، و اللفظة مهملة بدون نقط في م، و في مختصر ابن منظور 112/13 فانقصفت.
8- سقطت من الأصل و أضيفت عن م.
9- سورة البقرة، الآية:15.
10- عن م و بالأصل: فحدت.
11- الفوق: موضع الوتر من السهم، و فوّقت السهم: عملت له فوقا.
12- سيسائه: سيساء الظهر من الدواب: مجتمع وسطه أي موضع الركوب.
13- أكثبت نهزها أي قربت فرصها، و النهز جمع نهزة و هي الفرصة.
14- امذقرّ النفاق: تلاشى.
15- عن م و بالأصل: و فروا.

ذاك ابن الخطاب، للّه درّ أمّ حملت به و درّت عليه، لقد أوجدت به فذبح (1) الكفرة و فتحها (2)،و شرّد الشرك شذر مذر، و يعج الأرض فنجعها (3)،حتى فائت أكلها ترأمه، و يصدّ عنها، و تصدى له، فيأباها، و تريده و يصدق عنها، ثم فرّغ فيها فيئها، ثم تركها كما صحبها فأروني ما ذا ترتئون، و أي يومي أبي تنقمون ؟ يوم إقامته إذ عدل فيكم، أم يوم ظعنه إذ نظر لكم ؟ أقول قولي هذا و أستغفر اللّه العظيم لي و لكم.

ثم التفتت إلى الناس فقالت: سألتكم باللّه هل أنكرتم مما قلت شيئا؟ قالوا:

اللّهمّ لا.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه، قالا: أنا أبو جعفر المعدّل، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، حدّثني رجل عن عبد الرّحمن بن موسى بن عبد اللّه، حدّثني محمّد بن القاسم مولى بني هاشم قال:

بلغ عائشة أن ناسا يتناولون أبا بكر، فبعثت إلى أزفلة منهم فلما حضروا أسدلت أستارها ثم دنت، فحمدت اللّه و أثنت عليه و صلّت على نبيّها صلى اللّه عليه و سلّم و عدلت و قرعت و قالت: أبي و ما أبيه، و اللّه لا تعطوه الأيدي ذاك طود منيف و فرع مديد، هيهات كذبت الظنون، أنجح و اللّه إذ أكديتم، و سبق إذ (4) ونيتم، سبق الجواد إذا استولى على الأمد، فتى قريش ناشئا و كهفها كهلا يفك عانيها، و يريش مملقها، و يرأب (5) شعثها حتى حليته (6) قلوبها ثم استبشر في دينه فما برحت شكيمته في ذات اللّه حتى اتّخذ بفنائه مسجدا يحيي فيه ما أمات المبطلون، و كان و اللّه غزير الدمعة، و قيذ الجوارح، شجيّ النشيج، فانعصفت (7) إليه نسوان مكة، و ولدانها يسخرون منه و يستهزءون به، اَللّٰهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَ يَمُدُّهُمْ فِي طُغْيٰانِهِمْ يَعْمَهُونَ ،و أكبرت ذلك رجالات قريش، فحيت له قسيّها، و فوّقت له سهامها، و امتثلوه غرضا، فما قلّوا له صفاة و لا قصفوا له قناة، و مرّ على سيسائه حتى إذا ضرب الدين بجرانه و ألقى بركة و أرست أوتاده و دخل الناس فيه

ص: 389


1- كذا بالأصل و م، و في مختصر ابن منظور 113/13 فديخ.
2- أي أذلها و قهرها.
3- أي أنهكها بالحرث و الزرع.
4- عن م و بالأصل: إذا.
5- بالأصل و م:«و برأت شعبها» و المثبت عن الرواية السابقة.
6- بالأصل:«حلته» و في م:«نكلته» و المثبت عن مختصر ابن منظور 112/13.
7- كذا بالأصل و م، و في المختصر: فانقصفت.

أفواجا، و من كلّ فرقة أشتاتا و أرسالا، اختار اللّه عز و جل لنبيه ما عنده، فلما قبض نبيه صلى اللّه عليه و سلّم نصب الشيطان رواقه و مدّ طنبه و نصب حبائله، و أجلب بخيله و رجله فظنّت رجال أن قد تحققت أطماعهم و لات حين التي يرجون و أنى، و الصديق بين أظهرهم، فقام حاسرا مشمّرا فجمع حاشيته، فرد نشر الإسلام على غرّه و لم شعثه بطبّه (1)،و أقام أوده بثقافه، فامذقر النفاق بوطأته، و انتاش الدين، بنعشه، فلما أراح الحق (2) على أهله، و قرر الرءوس على كواهلها، و حقن الدماء في أهبها، أتته منيته فسد ثلمته بنظيره في المرحمة و شقيقه في السيرة، و المعدّ له، ذاك ابن الخطاب، للّه درّ (3) أمّ حملت له و درّت عليه، لقد أوجدت به، ففتح الكفرة، و ذبحها، و شرّد الشرك شزر، مذر بعج الأرض و بخعها فقاءت أكلها، و لفظت خبيثها، ترأمه، و يصدف عنها و تصدّى له و يأباها، ثم وزّع فيها فيئها و ودعها كما صحبها، فأروني ما ترتئون و أي يومي أي تنقمون ؟ أ يوم أقامته إذ عدل فيكم أم يوم ظعنه ؟ فقد نظر لكم، استغفر اللّه لي و لكم.

قال: و نا الزبير، قال: و حدّثني أحمد بن محمّد الأسدي، عن محمّد بن عبد اللّه الهاشمي، عن أبي عبد الرّحمن الأزدي قال (4):

لما انقضى الجمل قامت عائشة، فتكلمت فقالت: أيها الناس إنّ لي عليكم حرمة الأمومة، و حق الموعظة لا يتّهمني إلاّ من عصى ربه، قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بين سحري (5)و نحري، و أنا إحدى نسائه في الجنة، ادّخرني ربي و حصّنني من كل بضاعة (6)،و بي ميّز مؤمنكم من منافقكم، و فيّ رخّص للمرء في صعيد الإقواء (7)،و إني رابع أربعة من المسلمين، و أول مسمّى صدّيقا، قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و هو عنه راض فطوقه وهف (8)

ص: 390


1- الطّبّ : الحذق.
2- في م: الدين.
3- «لله درّ» استدركت على هامش الأصل.
4- الخبر في الفائق في غريب الحديث للزمخشري 161/2.
5- عن م و بالأصل شحرى. و السحر: الرئة و المراد الموضع المحاذي للسحر من جسدها، و روي: شجري. قال الأصمعي: هو الذقن بعينه حيث اشتجر طرفا اللحيين من أسفل.
6- في الفائق: وضيع.
7- بالأصل و م: الأقوال، و المثبت عن الفائق. و الإقواء فيه وجهان: أن يكون علما للمكان، أو جمع قيّ و هو القواء أي المكان القفر.
8- وهف الأمانة: الإقامة بها، من الواهف و هو قيّم البيعة، وهف يهف وهفا. و حقيقة معناه: الدنو.

الأمانة، ثم اضطرب حبل الدين، فأخذ بطرفيه، و ربّق (1) لكم أثناءه فوقذ النفاق، و أغاض (2) نبع الرّدّة، و أطفأ ما حشّت يهود، و انتم حينئذ جحظ ، تنتظرون العدوة (3)و تستمعون الصيحة، فرأب الثأي (4)،و أوذم العطلة (5)،و امتاح من المهواة (6)، و اجتهر دفن الرواء (7)،فقبضه اللّه واطئا على هامة النفاق مذكيا نار الحرب للمشركين، يقظان في نصرة الإسلام، صفوحا عن الجاهلين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين (8) بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب بن سفيان، نا أبو بكر الحميدي، نا سفيان قال: و حدّثني خالد بن سلمة المخزومي سمعته يحدّث ابن شبرمة في الطواف قال:

سمعت الشعبي يحدّث عن مسروق قال: حبّ أبي بكر و عمر و معرفة فضلهما من السنّة.(9) و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري (10)،و أبو علي بن المسلمة، و أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه، و أبو الوفاء طاهر بن الحسين، و عاصم بن الحسن، وهبة اللّه بن عبد الرّزّاق الأنصاري، و طراد بن محمّد.

ح و أخبرنا أبو الكرم المبارك بن الحسين (11) بن أحمد، و أبو محمّد بن طاوس، و أبو الحسن علي بن محمّد بن يحيى الدّريني، و زوجه شهدة بنت أحمد بن الفرج الكاتبة، قالوا: أنا طراد قالوا: أنبأ هلال بن محمّد بن جعفر، نا الحسين بن يحيى بن

ص: 391


1- ربّق أثناءه: جعل أوساط الحبل و ما عدا طرفيه ربقا لكم شدّ بها أعناقكم كما يفعل الراعي ببهيمته. تعني أنه جمعهم على أمر فأطاعوه، و لم يستطيعوا الخروج عنه.
2- أي نقصه و أذهبه. و في الفائق: نبغ الردة.
3- في الفائق:«تنتظرون الدعوة، و روي: تنتظرون العدوة» و في اللسان: الغدوة.
4- رأب الثأي: إصلاح الفساد، يقال: ثأى الخرز ثأيا و ثئي ثأي إذا التقت خرزتان فصارتا واحدة.
5- العطلة الدلو المعطلة، و قيل العطلة: الناقة الحسنة.
6- المهواة: البئر.
7- اجتهر: كسع، و الرواء: الماء الكثير الذي للواردة فيه ري.
8- في م: أبو الحسن.
9- قبله في م: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو منصور عبد الباقي بن محمد بن غالب أنا الشريف أبو الفضل محمد بن الحسن بن الفضل بن المأمون.
10- في م:«السري» و بالأصل:«البسري» و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
11- في م: الحسن.

عيّاش، نا إبراهيم بن مجسر، نا عبد اللّه بن المبارك، أنا سفيان، عن خالد بن سلمة، عن الشعبي، عن مسروق، قال: حبّ أبي بكر و عمر و معرفة فضلهما من السنّة.

و أخبرناه أبو عبد اللّه الخلاّل، ثنا أبو المظفّر عبد اللّه بن شبيب بن عبد اللّه بن شبيب، أنبأ هلال بن محمّد، نا الحسين بن يحيى، نا إبراهيم بن مجسر، نا عبد اللّه بن المبارك فذكره.

و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي - قراءة - و أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن - لفظا - قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا محمّد بن عبد اللّه بن أخي ميمي، نا محمّد بن هارون الحضرمي، نا محمّد بن الوليد، نا سفيان بن عيينة، عن خالد بن سلمة، عن الشعبي، عن مسروق، قال: حبّ أبي بكر و عمر و معرفة فضلهما من السنّة.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمّد، أنا أبو العبّاس محمّد بن أحمد بن أبي محمّد السّليطي، أنا أبو نصر محمّد بن حمدويه بن سهل الغازي، نا محمود بن آدم المروزي، قال: نا سفيان، نا خالد بن سلمة، عن الشعبي، عن مسروق قال: حبّ أبي بكر و عمر و معرفة فضلهما من السنّة.

و أخبرناه أبوا (1) الحسن الفقيهان، قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو الدحداح أحمد بن محمّد، نا عبد الوهّاب بن عبد الرحيم الأشجعي.

و أخبرنا أبو الحسن بختيار (2) بن عبد اللّه الهندي، أنا أبو القاسم عبد الملك بن علي بن خلف بن شعبة - بالبصرة - نا القاضي أبو عمر الهاشمي، نا محمّد بن [أحمد بن أحمد بن حمّاد الأصرم، نا علي بن حرب، قالا: نا سفيان بن عيينة، عن خالد بن سلمة، سمع الشعبي] (3) يقول: قال مسروق.

ح و أخبرتنا فاطمة بنت عبد القادر بن أحمد بن الحسين بن السماك، قالت: أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن أحمد بن يعقوب بن قفرجل، أنا جدي أبو بكر محمّد بن عبيد اللّه بن الفضل بن قفرجل، نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن أبي شيبة، نا علي بن

ص: 392


1- بالأصل و م:«أبو».
2- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل، و الصواب ما أثبت، انظر مشيخة ابن عساكر ص 31/أ.
3- ما بين معكوفتين سقط من م.

شعيب، نا سفيان، نا خالد بن سلمة، عن الشعبي قال: قال مسروق: حبّ أبي بكر و عمر و معرفة فضلهما من السنّة.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا عبد الرّحمن بن علي، أنا يحيى بن إسماعيل، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن، نا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع، عن سفيان، عن خالد بن سلمة المخزومي، عن الشعبي، عن مسروق، قال: حبّ أبي بكر و عمر سنة.

و قد روي هذا القول عن ابن (1) مسعود.

و أخبرناه أبو القاسم عبد الصمد بن محمّد بن عبد اللّه بن مندويه، أنبأ أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد الحسناباذي، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الصّلت، نا ابن عقدة، ثنا محمّد بن إسحاق بن عون البكّائي، نا فضل بن موفق، نا أبو بكر بن عيّاش، عن عاصم، عن أبي وائل، عن عبد اللّه قال حبّ أبي بكر و عمر و معرفتهما من السنّة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب نا عبيد اللّه بن موسى، و سليمان بن حرب، قالا: نا أبو هلال، عن رجل أظنه نجيح، عن أنس بن مالك قال: رحم اللّه أبا بكر و عمر أمرهما سنّة.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أحمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان، و أحمد بن محمّد بن إبراهيم القصّاري.

و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن القصّاري، أنبأ أبي، قالا: أنا أبو القاسم إسماعيل بن الحسن بن عبد اللّه بن الهيثم بن هشام الصرصري، نا أبو القاسم الحسين بن أحمد بن صدقة الفرائضي (2)،نا محمّد بن إسرائيل الجوهري، نا الوليد بن الفضل، حدّثني عبد العزيز بن جعفر اللؤلؤي، قال: سمعت الحسن (3):حب أبي بكر

ص: 393


1- عن م و بالأصل: أبي مسعود.
2- زيد في م بعدها: ح و أخبرنا أبو محمد بن أبي (أبو في م) الفتح ناصر بن عبد... قال: أنا علي بن محمد السلمي أنا عبد الرحمن بن عثمان، نا خيثمة بن سليمان قالا.
3- كذا بالأصل:«قال: سمعت الحسن» و في م:«قال: قلت للحسن» و هو أشبه بالصواب، باعتبار تمام العبارة.

و عمر سنّة، قال: لا، فريضة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (1)،نا أبو بكر الحميدي، عن سفيان بن عيينة، عن وائل بن داود، عن الحسن، قال: قدّمهما رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«فمن ذا الذي يؤخرهما».

قال: و نا يعقوب (2)،نا أبو بكر قال: قال سفيان، عن وائل، عن الحسن، قال:

ثلاثة لا يربّعهم أحد أبدا: النبي صلى اللّه عليه و سلّم، و أبو بكر، و عمر.

قال: و نا يعقوب، نا محمّد بن عبد اللّه بن عمّار، نا عمرو بن عثمان، نا أبو شهاب، قال: قال الأعمش: ما كنت أرى أنّي أعيش في زمان أسمعهم يفضلون فيه عليا على أبي بكر و عمر.(3) أنبأنا أبو علي الحداد، و أبو القاسم غانم بن محمّد بن عبيد اللّه البرجي، ثم حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد، أنا جدي غانم، و أبو علي الحداد، و أبو منصور محمّد بن عبد اللّه بن مندويه، و أبو سعد محمّد بن علي بن محمّد السرمرع (4).

ح و أخبرنا أبو طالب محمّد بن محفوظ بن الحسن بن القاسم بن الفضل الثقفي، أنا أبو علي الحداد، قالوا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو محمّد عبد اللّه بن جعفر بن فارس، نا أبو جعفر محمّد بن عاصم الثقفي، نا أبو أسامة، عن زيد بن بكر (5)،عن حجّاج، عن طلحة اليامي (6) قال: كان يقال الشاك في أبي بكر و عمر كالشاك في السنّة.

ص: 394


1- كتاب المعرفة و التاريخ 683/2.
2- قبله في م: أخبرنا أبو الفتح ناصر بن عبد الرّحمن قال: أنا أبو القاسم علي بن محمد(...) أنا عبد الرّحمن بن عثمان بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا أبو عبيدة السّري بن يحيى، نا قبيصة، نا فطر بن خليفة عن حسين بن ثابت قال كنت أنا و سعيد بن جبير و سعيد أبو البختري الطائي و أصحاب لنا من أهل الكوفة في... فذكرنا أبا (في م: أبو) بكر و عمر و عليا رحمة اللّه عليهم، فقال أبو البختري سعيد و كانا أكبرنا و أفقهنا: ما أنا بالذي أزعم أن عليا أفضل من أبي بكر و عمر، و لكن أجد لعلي من اللبط في قلبي ما لا أجد لهما. قال: فخرجنا و نحن بعد ذلك فيه ارفاعا. يعني علوا، وال.. ط : المحبة.
3- المعرفة و التاريخ 684/2.
4- كذا رسمها بالأصل و م.
5- في م: بكير.
6- بالأصل و م: النامي، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 264/9.

قال: و سمعت أبا أسامة يقول: أ تدرون من أبو بكر و عمر؟ هما أبوا الإسلام و أمّه، فذكرت ذلك لأبي أيوب الشّاذكوني، فقال: صدق، هما ربيا الإسلام.

أخبرنا أبو الحسن بختيار (1) بن عبد اللّه الهندي عتيق محمّد بن إسماعيل اليعقوبي البوشنجي (2) بها، أنبأ الشريف أبو طاهر جعفر بن محمّد بن الفضل العبّاداني - بالبصرة - أنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي - بالبصرة - ثنا القاضي أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحيم العنبري، نا حسان الإمام، نا بكر بن الأسود، قال: سمعت أبا بكر بن عيّاش يقول: سمعت أبا حصين - أو قال: قال أبو الحصين - ما ولد لآدم في ذرّيته بعد النبيين و المرسلين أفضل من أبي بكر الصدّيق، و لقد قام ليوم الرّدّة مقام نبي من الأنبياء.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي (3)،أنا أبو جعفر بن المسلمة، و أبو الحسين بن النّقّور، و أبو علي محمّد بن وشاح.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، قالوا: أنا عيسى بن علي، نا القاضي أبو عبيد علي بن الحسين بن حرب، نا أبو السّكين زكريا بن يحيى الطائي، قال:

سمعت أبا بكر بن عيّاش يقول في مجلسه بالكنانة (4) عند الطاق في القتانين (5):

إنّي أريد أن أتكلم اليوم بكلام لا يخالفني فيه أحد إلاّ هجرته ثلاثا، قالوا: قل يا أبا بكر، قال: ما ولد لآدم مولود بعد النبيين و المرسلين أفضل من أبي بكر، قالوا: صدقت يا أبا بكر، فقال له عاصم بن يوسف مولى فضل بن عيّاش: يا أبا بكر و لا يوشع بن نون وصي موسى ؟ قال: و لا يوشع بن نون وصي موسى إلاّ أن يكون كان نبيا، ثم فسره أبو بكر فقال: قال اللّه تبارك و تعالى: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنّٰاسِ (6)،و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«أفضل هذه الأمّة بعدي أبو بكر»[6452].

قال: و سمعت أبا بكر يقول: لو أتاني أبو بكر، و عمر، و علي في حاجة لبدأت

ص: 395


1- مهملة بالأصل و م، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
2- في الأصل:«البوسحى» و في م:«الب ؟؟؟ سحى».
3- بالأصل و م: المحلي، تحريف، و الصواب ما أثبت، مرّ التعريف به.
4- كذا رسمها بالأصل.
5- كذا رسمها بالأصل.
6- سورة آل عمران، الآية:110.

بحاجة عليّ قبل حاجة أبي بكر و عمر لقرباه من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و لأن أخرّ من السماء إلى الأرض أحبّ إليّ من أن أقدّمه عليهما.

رواها الخطيب أبو بكر، عن ابن النّقّور.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأ سعيد بن أحمد بن محمّد، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن حامد بن محمّد الأصفهاني، أنا عمر بن الحسن (1) بن علي بن مالك الشيباني (2)،نا أبو بكر بن أبي العوّام، قال: سمعت أبي يقول: سمعت شعيب بن حرب يقول: قلت لمالك بن مغول (3):أوصني، قال: أوصيك بحبّ أبي بكر و عمر، فو اللّه إني لأرجو لك على حبهما كما أرجو لك في التوحيد (4).

و قد رويت هذه الحكاية من وجه آخر و زيد فيها.

أخبرنا بها أبو يعلى حمزة بن الحسن بن المفرج، نا سهل بن بشر، نا علي بن ربيعة البزار، أنبأ الحسن بن رشيق العسكري، نا الحسين بن حميد، نا حمّاد بن المبارك، نا يحيى بن عبد الرّحمن الجزري، عن شعيب بن حرب المدائني، قال:

أتيت مالك بن مغول، فقلت: يا أبا عبد الرّحمن أوصني، فقال: عليك بحبّ الشيخين، قلت: و ما بلغ من حبهما.

حدّثني يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إنّي لأرجو لأمتي في حبّهم أبي بكر و عمر ما أرجو لهم في قول: لا إله إلاّ اللّه»[6453].

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، قال: و حدّثني

ص: 396


1- في م: الحسين، تحريف، و انظر ترجمته في سير الأعلام 406/15.
2- بالأصل:«اللسسالى» و الصواب ما أثبت عن م، و انظر الحاشية السابقة.
3- بالأصل:«معول» و في م:«عول» و كلاهما تحرف، و الصواب ما أثبت و ضبط . مرّ التعريف به.
4- بعدها سقط من الأصل خبر، و هو مثبت في م و تمام روايته: أخبرنا جدي القاضي أبو الفضل يحيى بن علي بن عبد العزيز، أنا أبو القاسم عبد الخالق بن عبد اللّه بن الفضل الكلاعي أنا أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي نا أبو القاسم عبد العزيز بن عبد اللّه الدارقي (كذا) نا جدي الحسن بن عبد الدارقي نا سفيان بن عيينة نا شعيب بن حرب قال: أردت سفرا فأتيت إلى ابن مغول، فقلت له: يا أبا عبد الرّحمن، أوصني (في م: أوصيني) قال: أوصيك بتقوى اللّه عزّ و جل، و عليك بحب الشيخين فإني أرجو لك على حبهما ما أرجو لك على التوحيد.

مطرّف بن عبد اللّه، عن مالك بن أنس قال: قال أمير المؤمنين هارون لي: يا مالك صف لي مكان أبي بكر و عمر من النبي صلى اللّه عليه و سلّم، فقال له: يا أمير المؤمنين قرّبهما منه في خبائه كقرب قبريهما من قبره، قال: شفيتني يا مالك، شفيتني يا مالك.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، قال: أنشدنا ابن قتيبة لحسّان بن ثابت في النبي صلى اللّه عليه و سلّم، و أبي (1) بكر، و عمر:

ثلاثة برزوا بسيفهم *** نصرهم ربهم إذا ذكروا

عاشوا بلا فرقة حياتهم *** و اجتمعوا في الممات إذ قبروا

فليس من مؤمن له نصر *** يتلو من فضلهم إذا ذكروا

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد بن النّحّاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا يحيى بن أبي طالب، نا بشر بن موسى، نا عطاء بن مسلم الخفّاف، قال: قلت لسفيان الثوري: يا أبا عبد اللّه ما تقول في رجل يقول: أبو بكر و عمر خير من علي، و لكنّى لعلي أشدّ حبا، قال: فقال لي:

احذر أن يكون هذا رجل في قلبه غلّ ، يحتاج إلى شربة (2) آذرطوس لعلها تسهله، فيخرج ما في قلبه، إنّما زعم إن كان صادقا أنه أحب قوما للّه، و من زعم أن أبا بكر و عمر أتقى منه، فإن كان صادقا فأحبّهم إليه أتقاهم للّه.

قال: و أنا أبو الأعرابي، نا عباس (3) الدوري، و السّري بن يحيى أبو عبيدة، و محمّد بن نوفل، قالوا: سمعنا قبيصة يقول: سمعت الثوري يقول: من قدّم علي على أبي بكر و عمر فقد أزرى (4) على المهاجرين و الأنصار، و أخاف أن لا ينفعه مع ذلك عمل.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن الحسن بن محمّد الخلاّل، أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن علي الصيدلاني، نا يزداد بن

ص: 397


1- بالأصل و م:«و أبو» خطأ.
2- عن م و بالأصل:«تبرية».
3- بالأصل: عياش، تحريف و الصواب عن م، و هو عباس بن محمد الدوري أبو الفضل البغدادي، ترجمته في سير الأعلام 522/12.
4- إعجامها مضطرب بالأصل، و مهملة بدون نقط في م، و الصواب ما أثبت، و في القاموس: أزرى بأخيه أدخل عليه عيبا أو أمرا يريد أن يلبس عليه به.

عبد الرّحمن بن محمّد الكاتب، نا أبو سعيد الأشجّ ، نا إبراهيم بن أعين، قال: و سمعت سفيان بن سعيد يقول: من فضّل على أبي بكر و عمر فقد عابهما، قال: قلت: و عاب من فضّل عليهما.

قال: و نا إبراهيم بن أعين، قال: سألت شريك بن عبد اللّه قلت: يا أبا عبد اللّه أ رأيت من قال لا أفضّل أحدا على أحد؟ قال: هذا أحمق، أ ليس (1) قد فضّل أبا بكر و عمر، قال: قلت فأدركت أحدا يفضل عليهما، قالا: لا إلاّ مفتضح.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا أحمد بن زهير، حدّثني أبو الفتح نصر بن المغيرة قال:

قال سفيان بن عيينة: قيل لشريك: ما تقول فيمن يفضّل على أبي بكر و عمر غيرهما؟ فقال: إذا مفتضح، يقول: أخطأ المسلمون.

أخبرنا أبو طالب بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن (2) الخلعي، أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا محمّد بن عبد اللّه بن نوفل حدثنا (3)عبد الرّحمن بن محمّد، عن أبي غسان عباءة بن كليب (4) قال: سمعت شريكا يقول: ما وجدنا أحدا يقدم علينا على أبي بكر و عمر إلاّ مفتضح، فما سوى ذلك مغيرة و أبو الخطا (5)ما منهم فلان بن فلان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو القاسم السهمي، أنا أبو أحمد بن عدي (6) قال: كتب إليّ ابن أيوب، نا أبو غسان زنيج (7)،ثنا إسحاق بن سليمان، أنا طالب الخزّاز (8)،قال: سألت شريكا أبا عبد اللّه: هل أدركت أحدا يفضل على أبي بكر و عمر؟ قال: لا إلاّ من كان مفتضحا فيما سوى ذلك.

ص: 398


1- عن م و بالأصل: البشر.
2- عن م و بالأصل: أبو الحسين، تحريف، مرّ التعريف به، و السند معروف.
3- سقطت من الأصل و أضيفت للإيضاح عن م.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 488/9.
5- كذا بالأصل و م.
6- الخبر في الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 9/4 ضمن أخبار شريك بن عبد اللّه النخعي.
7- مهملة بالأصل و م و غير واضحة، و المثبت عن ابن عدي.
8- مهملة بدون نقط بالأصل و م، و المثبت عن ابن عدي.

قال: و أنا أبو أحمد (1)،نا أحمد بن الحسين بن عبد الصمد، نا أبو سعيد الأشجّ ، نا إبراهيم بن أعين، قال: سألت شريكا قلت: يا أبا عبد اللّه أ رأيت من قال لا أفضّل أحدا على أحد؟ قال: و يقول هذا الأحمق (2)؟أ ليس قد فضّل أبو بكر و عمر.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: ثنا و أبو منصور بن خيرون، أنبأ أبو بكر الخطيب (3)،أنا ابن دوما - يعني الحسن بن الحسين بن العبّاس النعالي - حدّثني خالي أبو بكر محمّد بن إسحاق النعالي، نا علي بن الحسن بن دليل (4)،نا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد المقدّمي (5)،نا عمرو بن علي، قال: سمعت أبا عاصم يقول: سمعت وهيب بن الورد يقول: إذا أردت أن تذكر فضائل علي بن أبي طالب فابدأ بفضائل أبي (6) بكر و عمر، ثم اذكر فضائل علي.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: ثنا محمّد بن يعقوب، نا عباس (7) بن محمّد قال: قلت ليحيى: من قال: أبو بكر و عمر و عثمان ؟ فقال: هو مصيب، و من قال أبو بكر و عمر و عثمان و علي فهو مصيب، و من قال: أبو بكر و عمر و علي و عثمان فهو (8)شيعي، و من قال: أبو بكر و عمر و عثمان و سكت فهو مصيب.

قال: يحيى: و أنا أقول أبو بكر و عمر و عثمان و علي و هذا مذهبنا، و هذا قولنا.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (9)،أنا محمّد بن محمّد العتيقي، نا أبو الفضل عبيد اللّه بن عبد الرّحمن (10) الزهري، نا القاضي الحسين بن إسماعيل قال: كنت عند أبي الحسن بن عبدون و هو يكتب لبدر، و عنده جمع فيهم أبو

ص: 399


1- الكامل لابن عدي 9/4.
2- بالأصل:«إلاّ أحمق» و في م:«أحق» و المثبت عن ابن عدي.
3- تاريخ بغداد 260/1 ضمن ترجمة محمد بن إسحاق النعالي.
4- ترجمته في تاريخ بغداد 383/11.
5- ترجمته في تاريخ بغداد 336/1.
6- عن م و تاريخ بغداد و بالأصل: أبا.
7- عن م و بالأصل: عياش، خطأ، مرّ قريبا.
8- في م: فهذا.
9- الخبر في تاريخ بغداد 21/8 ضمن أخبار الحسين بن إسماعيل القاضي المحاملي.
10- كذا بالأصل و م، و في تاريخ بغداد: عمر.

بكر الداودي، و أحمد بن خالد المادرائي، فذكر قصة مناظرته مع الداودي في التفضيل إلى أن قال: فقال: و اللّه ما نقدر نذكر مقامات علي مع هذه العامة، قلت: أنا و اللّه أعرفها مقامها ببدر، و أحد، و الخندق، و يوم خيبر، قال: فإن عرفتها فينبغي (1) أن تقدّمه على أبي بكر و عمر، قلت: قد عرفتها و منه قدمت أبا بكر و عمر عليه، قال: من أين ؟ قلت: أبو (2) بكر كان مع النبي صلى اللّه عليه و سلّم على العريش يوم بدر، مقامه مقام الرئيس، و الرئيس ينهزم به الجيش، و علي مقامه مقام مبارز لا ينهزم به الجيش، و جعل يذكر فضيلة، و أذكر فضيلة فقلت: كم يكثر هذه الفضائل ؟ لهما حق، و لكن الذين أخذنا عنهم القرآن و السنن أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قدّموا أبا بكر فقدّمناه لتقديمهم، فالتفت أحمد بن خالد و قال: ما أدري لم فعلوا هذا؟ فقلت: إن لم تدر (3) فأنا أدري، فقال: لم فعلوا؟ قلت: إنّ السؤدد و الرئاسة في الجاهلية كانت لا تعدوا منزلين (4) إما رجل كانت له عشيرة تحميه، و إما رجل كان له مال يفضل به، ثم جاء الإسلام فجاء باب الدين، فمات النبي صلى اللّه عليه و سلّم و ليس لأبي بكر مال، قال صلى اللّه عليه و سلّم:«ما نفعني مال قط ما نفعني مال أبي بكر»، و لم تكن تيم لها مع عبد مناف و مخزوم تلك الحال، و إذا بطل اليسار الذي به كان رئيس أهل الجاهلية لم يبق إلاّ باب الدين، فقدّموه له، فأفحم.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، و أبو القاسم غانم بن محمّد بن عبيد اللّه البرجي.

ثم حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد، أنا جدي أبو القاسم البرجي، و أبو علي الحسن بن أحمد، و أبو منصور محمّد بن عبد اللّه بن مندويه، و أبو سعد محمّد بن علي بن محمّد.

ح و أخبرنا أبو طالب محمّد بن محفوظ بن الحسن بن القاسم بن الفضل الثقفي، أنا أبو علي الحداد، قالوا: أنا أبو نعيم، نا أبو محمّد عبد اللّه بن جعفر، نا أبو جعفر الثقفي، نا أبو أسامة، عن سفيان بن عيينة، عن خلف بن حوشب، عن سعيد بن

ص: 400


1- الأصل و م، و في تاريخ بغداد: ينفعني.
2- عن م و تاريخ بغداد، و بالأصل: أبا.
3- بالأصل و م: تدري، و الصواب عن تاريخ بغداد.
4- عن م و تاريخ بغداد، و بالأصل: أمير كبير.

عبد الرّحمن بن أبزى، قال: قلت لأبي: ما تقول في رجل سبّ أبا بكر؟ فقال: يقتل، قلت (1):سبّ عمر؟ قال: يقتل.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (2)،نا أبو الحسين بن المهتدي، نا أبو حفص بن شاهين، نا محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن عتاب، نا عبد اللّه بن روح، نا الحسن بن قتيبة، نا عمر بن مصقلة أخو رقبة بن مصقلة، عن عبد الملك بن عمير، عن ربعي بن حراش (3)،قال: قذف المحصنة يهدم عمل سبعين سنة، و شتم أبي بكر و عمر يهدم عمل مائة سنة.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا عبد اللّه بن عبيد اللّه بن يحيى، نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا محمود - هو ابن خداش - نا أسباط بن محمّد، نا عمرو بن قيس، قال: سمعت جعفر بن محمّد يقول: برئ اللّه ممن يبرأ من أبي بكر و عمر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي أخبرنا إبراهيم بن عبد اللّه القصار الكوفي، أنا مصعب بن المقدام، عن زائدة بن قدامة قال: قلت لمنصور بن المعتمر اليوم الذي أصوم فيه أقع في الأمراء، قال: لا، قلت: فأقع في من يتناول أبا بكر و عمر؟ قال: نعم.

أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب بن الحسين، و أبو بكر محمّد بن الحسين، قالا: ثنا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو زرعة عبد اللّه بن عثمان بن علي بن محمّد البنّا، نا عثمان بن جعفر الكناني (4)،نا عبد اللّه بن محمّد (5) النيسابوري المعروف بعبدوس (6)،نا سوّار بن عبد اللّه، حدّثني عبيد اللّه بن معاذ، عن أخيه مثنّى قال:

ص: 401


1- عن م و بالأصل: كلب.
2- بالأصل و م: المرزقي، تحريف. و قد مرّ التعريف به.
3- في مختصر ابن منظور 116/13 خراش تحريف، ترجمته في سير الأعلام 359/4 و تهذيب الكمال 121/6.
4- في م: اللبان.
5- كذا بالأصل و م. و في تهذيب الكمال 200/8 في ترجمة سوار بن عبد اللّه: روى عنه... عبد اللّه بن معاذ النيسابوري عبدوس.
6- بالأصل:«عيدوس» و في م بدون نقط .

حدّثني حيّان (1) الهجري قال:

كان لي جليس يذكر أبا بكر و عمر فأنهاه، فيغرى (2)،فأقوم عنه، فذكرهما يوما، فقمت عنه مغضبا و اغتممت، فلما سمعت اذ لم أرد عليه الردّ الذي ينبغي، فنمت فرأيت النبي صلى اللّه عليه و سلّم في منامي كأنه أقبل و معه أبو بكر و عمر، فقلت: يا رسول اللّه إنّ لي جليسا يؤذيني في هذين فأنهاه فيغرى و يزداد، قال: فالتفت صلى اللّه عليه و سلّم إلى رجل قريب منه فقال:

اذهب إليه فاذبحه، فذهب الرجل إليه، و أصبحت فقلت: إنها لرؤيا، فلو أتيته فخبّرته لعله ينتهي، قال: فمضيت أريده، فلما صرت قريبا من داره إذا الصراخ و إذا بوادي ملقاة قلت: ما هذا؟ قالوا: فلان طرقته الذبحة في هذه الليلة، فمات.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا طراد بن محمّد، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني سويد بن سعيد، عن أبي المحيّاة التيمي، مؤذن عك، قال: خرجت أنا و عمي إلى مكران فكان معنا رجل يسبّ أبا بكر و عمر، فنهيناه فلم ينته، فقلنا: اعتزلنا، فاعتزلنا، فلما دنا خروجنا تذممنا فقلنا: لو صحبنا حتى يرجع إلى الكوفة، فلقينا غلاما له، فقلنا: قل لمولاك يعود إلينا، قال: إنّ مولاي قد حدث به أمر عظيم، قد مسخت يداه يدي خنزير، قال: فأتيناه، فقلنا: ارجع إلينا، قال: إنه حدث بي أمر عظيم، و أخرج ذراعيه فإذا هما ذراعي خنزير، قال:

فصحبنا حتى انتهينا إلى قرية من قرى السواد كثيرة الخنازير، فلما رآها صاح صيحة، و وثب فمسخ خنزيرا و خفي علينا، فجئنا بغلامه و متاعه إلى الكوفة.

قال: و حدّثني سويد بن سعيد، عن أبي المحيّاة، حدّثني رجل قال: خرجنا في سفر و معنا رجل يشتم أبا بكر و عمر، فنهيناه فلم ينته، فخرج لبعض حاجته، فاجتمع عليه الدبر - يعني الزنابير - فاستغاث فأغثناه، فحملت علينا حتى تركناه، فما أقلعت عنه حتى قطعته.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن، أنا هنّاد بن إبراهيم بن محمّد، أنا

ص: 402


1- تقرأ بالأصل:«حبان» و مهملة في م بدون نقط ، و المثبت عن مختصر ابن منظور 117/13 و في ترجمة المثنى بن معاذ في تهذيب الكمال 431/17 روى عن: حيان النحوي.
2- بالأصل و م: فيعري، و المثبت عن مختصر ابن منظور 116/13.

أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد الحافظ ، نا أبو بكر محمّد بن بكير بن خلف (1)، نا أبو حفص عمر بن حفص بن أحلم، قال: سمعت محمّد بن إسحاق بن عثمان السمسار يقول: كان أخوين بنيسابور من أهل مرو، و كانا يبغضان أبا بكر و عمر أشدّ البغض، و كانا يسكنان في بيت، و كان أمرهما و كلامهما و طعامهما واحدا، و كان لا يفارق أحدهما صاحبه، و قد صورا في بيتهما صورتيهما فكان يضربانهما كلّ يوم ضربات، فما مضى أيام حتى احترقا كلاهما في النار في المنزل قال محمّد بن إسحاق: كان هذا بنيسابور و أنا بها.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (2)،نا أبو الحسين بن المهتدي، نا أبو حفص بن شاهين، نا علي بن محمّد، ثنا أحمد بن داود المكي، نا عبد العزيز بن الخطاب، نا عبد الرّحمن المحاربي، قال: حضرت رجلا الوفاة، فقيل له: قل لا إله إلاّ اللّه، قال: لا أقدر، كنت أصحب قوما يأمروني بشتم أبي بكر و عمر.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره عن أبي عثمان الصابوني، أنا أبو القاسم بن حبيب المفسّر، أنا أبو القاسم منصور بن العبّاس - ببوشنج (3)-نا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الهروي، نا ابن أبي الدنيا، نا الحسين بن عبد الرّحمن، قال: لقيت عنى مجنونا مصروعا، فلما أراد أن يؤدي فريضة أو يذكر اللّه صرع، فقلت على ما يقول الناس إن كنتم يهود فبحق موسى، و إن كنتم نصارى فبحق عيسى، و إن كنتم مسلمين فبحق محمّد إلاّ ما خليتم عنه، فقال: لسنا بيهود و لا بنصارى و لكنا وجدناه يبغض أبا بكر و عمر فمنعناه من أشدّ أموره.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا أبو بكر الصيرفي قال: مات رجل كان يشتم أبا بكر و عمر، و يرى رأي جهم فأريه رجل في النوم كأنه عريان، على رأسه خرقة سوداء، و على عورته أخرى، فقال: ما فعل اللّه بك ؟ قال: جعلني مع بكر العس (4) و عون بن الأعنس، و هذان نصرانيان.

ص: 403


1- في م: أبو بكر بن خلف.
2- بالأصل و م: المرزقي، تحريف. مرّ التعريف به.
3- بالأصل و م بالسين المهملة خطأ، و الصواب بالشين المعجمة، و مرّ التعريف بها، و انظر معجم البلدان.
4- كذا رسمها بالأصل و م.

سمعت أبا القاسم بن السّمرقندي يقول: سمعت أبا القاسم الإسماعيلي يقول:

سمعت أبا القاسم حمزة بن يوسف (1) يقول: سمعت أبا أحمد بن عدي يقول: سمعت أبا صالح محمّد بن عيسى بن محمّد المروذي (2) الفارض (3)-بجرجان - يقول: سمعت أبي يقول: سمعت الأمير إسماعيل بن أحمد والي خراسان يقول: كنت في حداثتي أميل إلى التّشيع فرأيت النبيّ صلى اللّه عليه و سلّم في النوم، و أبا بكر، و عمر، أبو بكر عن يمينه، و عمر عن يساره، و علي قائم خلف ظهره، قال: فقال أبو بكر: يا رسول اللّه - و نخس (4) بيده في صدري - ما يريد هذا منا يا رسول اللّه، قال إسماعيل: فلم أزل في وجع ذاك الذي نخسني به أبو بكر بين يدي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و اعتللت شهورا كثيرة، و عالجتني الأطباء بكل حيلة، فلم أبرأ فكتب إليّ أخي نصر بن أحمد: ما لك يا أخي عليل، تعالجك الأطباء و لا تبرأ، فكتبت إليه مما رأيت في المنام، فقلت له: ما أدري بما أتعالج، فقال: فكتب إليّ أخي: علاج هذا سهل، تب يا أخي إلى اللّه و إلى رسوله مما كنت تقول به أو تعتقده، قال: فرجعت عن التشيّع فبرأت أو كما قال (5).

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب (6)،أنا أبو الحسين علي بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران، أنا الحسين بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، ثنا أبو مسلم عبد الرّحمن بن يونس، نا عبد اللّه بن إدريس، عن إسماعيل بن أبي خالد قال:

جاءنا يزيد بن النعمان بن بشير (7) إلى أم عبد اللّه ابنة أبي هاشم سلام عليك، فإنّي أحمد إليك اللّه الذي لا إله إلاّ هو، فإنّك كتبت إليّ لأكتب إليك بشأن زيد بن

ص: 404


1- «بن يوسف» كتبتا فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
2- في م:«المروزي»، و في سير الأعلام 571/13 في ترجمة والده عيسى:«المروزي» و كان من رؤساء المراوزة.
3- في م: الفارضي.
4- عن م و اللفظة غير واضحة بالأصل.
5- الخبر ورد مختصر في سير الأعلام 154/14 في ترجمة إسماعيل بن أحمد صاحب خراسان.
6- زيد في م: و أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن الفضل أنا أبو بكر أحمد بن الحسين... قالا.
7- كذا بالأصل و المعنى مضطرب، ارتفع الخلل في م بزيادة فيها نصها: إلى حلقة القاسم بن عبد الرحمن بكتاب أبيه النعمان بن بشير: بسم اللّه الرحمن الرحيم، من النعمان بن بشير.

خارجة، و أنه كان من شأنه أنه أخذه وجع في حلقه، و هو يومئذ من أصح (1) أهل المدينة، فتوفي في صلاة الأولى و صلاة العصر، فأضجعناه لظهره و غشيناه بردين و كساء، فأتاني آت و أن أسبّح بعد المغرب، فقال: إنّ زيدا قد تكلّم بعد وفاته، فانصرفت إليه مسرعا، و قد حضره قوم من الأنصار و هو يقول:- أو يقال على لسانه - الأوسط أجلد القوم الذي كان لا يبالي في اللّه لومة لائم، كان لا يأمر الناس أن يأكل قويّهم ضعيفهم، عبد اللّه أمير المؤمنين، صدق، صدق، كان ذلك في الكتاب الأول، قال: ثم قال عثمان أمير المؤمنين و هو يعافي الناس من ديون (2) كثيرة، خلت اثنتان، و بقي أربع، و اختلف الناس، و أكل بعضهم بعضا، فلا نظام، و أبيحت الأحماء، ارعوى المؤمنون فقالوا: كتاب اللّه و قدره. أيها الناس، أقبلوا على أميركم، و اسمعوا و أطيعوا فمن تولّى فلا يعهدن (3) دما كان أمر اللّه قدرا مقدورا، و اللّه أكبر، هذه الجنة، و هذه النار، و يقولون (4) النبيّون و الصّدّيقون: سلام عليك يا عبد اللّه بن رواحة، هل أحسست لي خارجة - لأبيه و سعدا اللذين (5) قتلا يوم أحد كَلاّٰ إِنَّهٰا لَظىٰ ، نَزّٰاعَةً لِلشَّوىٰ ، تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَ تَوَلّٰى، وَ جَمَعَ فَأَوْعىٰ (6)،ثم خفت صوته، فسألت الرهط عما سبقني من كلامه، فقالوا: سمعناه يقول: أنصتوا، أنصتوا، فنظر بعضنا إلى بعض، فإذا الصوت من تحت الثياب، فكشفنا عن وجهه، فقال هذا أحمد رسول اللّه، سلام عليك يا رسول اللّه و رحمة اللّه و بركاته، ثم قال: أبو بكر الصدّيق الأمير (7) خليفة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم كان ضعيفا في جسمه، قويا في أمر اللّه - عزّ و جلّ - صدق، صدق، و كان في الكتاب الأول.(8) قال: و نا ابن أبي الدنيا، نا علي بن الجعد، أخبرني عكرمة بن إبراهيم، عن عبد الملك بن عمير، قال: قرأت كتابا كان عند حبيب بن سالم كتبه النعمان بن بشير إلى أم خالد: أما بعد فإنّك كتبت تسأليني عن حديث زيد بن خارجة الذي تكلم بعد وفاته، فذكر نحوه.

ص: 405


1- في م:«أقبح» و هذا بعيد.
2- في م: ذنوب.
3- عن م و بالأصل: بعهدي.
4- كذا بالأصل، و في م: و يقول، و هو الصواب.
5- بالأصل و م:«الدين».
6- سورة المعارج، الآيات:15-18.
7- كذا بالأصل و م، و في مختصر ابن منظور 117/13 الأمين.
8- قبلها في م: و أخبرنا أبو محمد، أنا أبو بكر، أنا أبو الحسين، أنا الحسن.

(1) قال: و نا ابن أبي الدنيا، نا زياد بن أيوب، نا شبابة، نا أبو بكر بن أبي عيّاش، عن ميسر (2) مولى سعيد بن العاص، عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب قال:

حضرت الوفاة رجلا من الأنصار، فمات فسجّوه ثم تكلّم، فقال: أبو بكر القوي في أمر اللّه عز و جل الضعيف فيما ترى العين، و عمر الأمير و عثمان على منهاجهم، انقطع العدل أكل الشديد الضعيف.

أخبرنا أبو محمد (3) بن طاوس، و أبو الفتح ناصر بن عبد الرّحمن، قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي (4) نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا أبو عبيدة السّري بن يحيى، نا عثمان بن زفر، نا أبو بكر بن عيّاش، عن ميسر (5)،عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب قال: مات رجل من الأنصار، فغسّل و كفّن و حنّط فقعد في أكفانه، فقال: محمد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم حقّا، أبو بكر الصدّيق أصبتم اسمه، ضعيف في العين، قوي في أمر اللّه تعالى، عمر بن الخطّاب القوي الأمين، عثمان بن عفّان على منهاجهم.

أخبرنا أبو محمّد السلمي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا أحمد بن محمّد بن أبي بكر، نا أبو همّام محمّد بن الصلت، نا مسلم بن علقمة، عن داود بن أبي هند، عن يزيد بن نافع، عن حبيب بن سالم، عن النعمان بن بشير قال:

كان زيد بن خارجة من سروات الأنصار، و كان أبوه خارجة بن سعد (6) حيث

ص: 406


1- ورد في م قبله، و قد سقط من الأصل، نثبت هذا السقط هنا و تمامه: أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا البيهقي عن علي بن نصر بن قتادة أنا أبو عمرو بن محمد نا علي بن الحسين بن الحنبلي نا المعافى بن سليمان نا وهلة بن معاوية نا إسماعيل بن أبي خالد فذكره بإسناده. و معاذ زاد في وسط الحديث: و كان ذلك على تمام سنتين خلتا من إمارة عثمان. قال: و لم أرني أحفظ هذه الأربع البواقي... ما هو كائن فيهن فكان فيهن أمراء أهل العراق و خلافهم و إرجاف المرجفين و طعنهم على أميرهم الوليد بن عقبة، و السلام عليك و رحمة اللّه و بركاته. قال البيهقي: و ذكر - رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم اتخذ خاتما كان في يده ثم كان في يد أبي بكر من بعده ثم كان في يد عمر ثم كان في يد عثمان ثم وقع منه في بئر أريس بعد ما مضى من خلافة ست سنين بعد ذلك فعند ذلك تغيرت عماله و ظهرت أسباب الفتن كما قيل على لسان زيد بن خارجة. أخبرنا أبو محمد، أنا أبو بكر أنا أبو الحسين، أنا أبو علي.
2- في م: مبشر.
3- عن م و بالأصل: أبو بكر.
4- سقطت من الأصل و أضيفت عن م.
5- في م: مبشر.
6- عن م و بالأصل: سعيد، تحريف.

هاجر أبو بكر نزل عليه في داره و تزوج ابنته، ابنة خارجة، و كان لها زوج يقال له سعد، فقتل أبوه و أخوه سعد بن خارجة يوم أحد فمكث بعدهم حياة النبي صلى اللّه عليه و سلّم و خلافة أبي بكر و عمر، و سنين (1) من خلافة عثمان، فبينا هو يمشي في طريق من طرق المدينة بين الظهر و العصر إذ خرّ فتوفي، فأعلمت به الأنصار، و أتوه فاحتملوه إلى بيته، فسجوه كساء و بردين، و في البيت نساء من نساء الأنصار يبكين عليه، و رجال من رجالهم، فمكث على حاله حتى إذا كان بين المغرب و العشاء الآخرة سمعوا صوتا قائلا يقول: أنصتوا، فنظروا، فإذا الصوت من تحت الثياب، فحسروا عن وجهه و صدره فإذا القائل يقول على لسانه: محمد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم النبي الأميّ ، خاتم النبيين لا نبي بعده، كان ذلك في الكتاب الأوّل، ثم قال القائل على لسانه: صدق، صدق، صدق، ثم قال: أبو بكر خليفة رسول اللّه الصّدّيق الأمير (2) الذي كان ضعيفا في جسده قويا في أمر اللّه، كان ذلك في الكتاب الأوّل، ثم قال القائل على لسانه: صدق، صدق، صدق، ثم قال: الأوسط أجلد القوم الذي كان لا يخاف في اللّه لومة لائم الذي كان يمنع الناس أن يأكل قويّهم ضعيفهم، عند الله عمر أمير المؤمنين، كان ذلك في الكتاب الأول، ثم قال القائل على لسانه: صدق، صدق، صدق، ثم قال: عثمان أمير المؤمنين، و هو رحيم بالمؤمنين، و هو يعافي الناس في ذنوب خلت ليلتان جعلت السنين لثلاثين و بقيت (3) أربع سنين و لا نظام لها و أبيحت الأحماء، و دنت الساعة، و أكل الناس بعضهم بعضا، ثم ارعوى (4)المؤمنون و قالوا: يا أيها الناس كتاب اللّه و قدره، فأقبلوا على أميركم، فاسمعوا له و أطيعوا، فإنه على منهاجكم، فمن تولّى بعد ذلك فلا يعهدن دما كان أمر اللّه قدرا مقدورا - مرتين - ثم قال: هذه النار، و هذه الجنة، و هؤلاء النبيّون و الشهداء، السلام عليكم يا عبد اللّه بن رواحة أحسست لي خارجة و سعدا لأبيه و أخيه اللذين قتلا (5) يوم أحد قال: كَلاّٰ إِنَّهٰا لَظىٰ نَزّٰاعَةً لِلشَّوىٰ ، تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَ تَوَلّٰى، وَ جَمَعَ فَأَوْعىٰ (6)،ثم قال: هذا رسول اللّه، السلام عليك يا رسول اللّه و رحمة اللّه و بركاته، قال النعمان: فقيل لي إنّ زيد بن خارجة قد تكلّم بعد موته، فجئت أتخطّى رقاب الناس، فقعدت عند رأسه

ص: 407


1- في م:«و سنتين» و في مختصر ابن منظور 118/13 و شيئا.
2- في م: الأمين.
3- عن م و بالأصل: و بقت.
4- عن م و بالأصل: ادعوا.
5- عن م و بالأصل: الذين.
6- سورة المعارج، الآيات 15-18.

فأدركت من كلامه و هو يقول: الأوسط أجلد القوم حتى انقضى الحديث، و سألت القوم ما كان قبلي فأخبروني.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، و أبو الفتح ناصر بن عبد الرّحمن، قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان أخبرنا يحيى بن أبي طالب، أنا علي بن عاصم، أنا حصين بن عبد الرّحمن، عن عبد اللّه بن عتبة الأنصاري قال: بينما هم يثورون القتلى يوم مسيلمة إذ تكلم رجل من الأنصار من القتلى فقال: محمّد رسول اللّه، أبو بكر الصدّيق، عمر الشهيد، عثمان الرحيم، ثم سكت.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، ثنا ابن سعد (1)،أنبأ قبيصة بن عقبة، نا سفيان، عن أبي إسحاق، عن مسلم البطين قال:

إنا نعاتب لا أنالك عصبة *** علقوا الفرى و بروا من الصّدّيق

و بروا شفاها من وزير نبيهم *** تبّا لمن يبرأ من الفاروق

إني على رغم العداة لقائل *** دانا بدين الصادق المصدوق

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن عبد اللّه بن سعيد، نا السّري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن بشير بن الفضيل، عن سالم بن عبد اللّه، عن أبيه عبد اللّه بن عمر قال: كان سبب موت أبي بكر وفاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم كمد (2)،فما زال جسمه يحري حتى مات.

قال: و نا سيف، عن عمرو بن محمّد، عن العاص بن تمّام، عن زياد بن حنظلة قال: كان سبب موت أبي بكر الكمد على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم على قوّته في أمر اللّه، فمرض بعد خروج خالد من العراق إلى الشام، و ثقل بعد قدوم خالد على أهل اليرموك، و أتاه عنه و مات قبل الفتح بأيام.

أخبرنا أبو بكر الفرضي، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا

ص: 408


1- الخبر و الشعر في طبقات ابن سعد 171/3.
2- كذا بالأصل و م، و الكمد بفتح الميم و سكونها: الحزن و الغم الشديد.

أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1)،أنا عبد العزيز بن عبد اللّه الأويسي، حدّثني الليث بن سعد، عن عقيل، عن ابن شهاب أن أبا بكر و الحارث بن كلدة كانا يأكلان خزيرة (2) أهديت لأبي بكر، فقال الحارث لأبي بكر:

ارفع يدك يا خليفة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و اللّه إنّ فيها لسمّ سنة، و أنا و أنت نموت في يوم واحد، قال: فرفع يده، فلم يزالا عليلين حتى ماتا في يوم واحد عند انقضاء السنة.

قال: وثنا ابن سعد (3)،أنبأ محمّد بن عمر، حدّثني أسامة بن زيد الليثي، عن محمّد بن حمزة بن عمرو، عن أبيه.

ح قال: و أنبأ ابن (4) سعد، أنا محمّد بن عمر، أنبأ عمران بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أبي بكر (5)[الصديق عن عمر بن حسين مولى آل مظعون عن طلحة بن عبد اللّه بن عبد الرحمن بن أبي بكر] (6).

ح قال: و أنا ابن سعد، أنا محمّد بن عمر، أنا محمّد بن عبد اللّه، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالوا: كان أول بدء مرض أبي بكر أنه اغتسل يوم الاثنين لسبع خلون من جماد الآخرة، و كان يوما باردا فحمّ خمسة عشر يوما لا يخرج إلى صلاة، و كان يأمر عمر بن الخطاب يصلّي بالناس، و يدخل الناس إليه يعودونه، و هو يثقل كل يوم، و هو نازل يومئذ في داره التي قطع له النبي صلى اللّه عليه و سلّم و جاه دار عثمان بن عفان اليوم، و كان عثمان أكرمهم (7) له في مرضه، و توفي أبو بكر مساء ليلة الثلاثاء لثمان ليال بقين من جماد الآخرة سنة ثلاث عشرة من مهاجر النبي صلى اللّه عليه و سلّم، فكانت خلافته سنتين و ثلاثة أشهر و عشر ليال، و كان أبو معشر يقول: سنتين و أربعة أشهر إلاّ أربع ليال، و توفي و هو ابن ثلاث و ستين مجتمع (8) على ذلك في الروايات كلها، استوفى سنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم،

ص: 409


1- طبقات ابن سعد 198/3.
2- الخزيرة: اللحم الغابّ يؤخذ فيقطع صغارا في القدر. و الخزيرة شبه عصيدة بلحم، و بلا لحم: عصيدة أو مرقة من بلالة النخالة (القاموس).
3- الخبر في طبقات ابن سعد 201/3-202.
4- بالأصل:«أبو» و الصواب عن م.
5- بالأصل:«بكرة» و الصواب عن م. و في ابن سعد: عمر بن عمران بن عبد اللّه بن عبد الرحمن بن أبي بكر.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م و ابن سعد.
7- كذا، و في م: ألزمهم.
8- كذا بالأصل و م، و في ابن سعد: مجمع.

و كان أبو بكر ولد بعد الفيل بثلاث سنين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا الحسين بن صفوان، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا وليد بن شجاع السّكوني و غيره، ثنا أبو أسامة، عن مالك بن مغول سمع أبا السّفر [الهمداني] قال: دخلوا على أبي بكر في مرضه، فقالوا: يا خليفة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أ لا ندعو لك طبيبا ينظر إليك ؟ قال:

قد نظر إلي، قالوا: ما قال لك ؟ قال: قال: إنّي فعّال لما أريد.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري - إملاء - أنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن أحمد بن أبي عزة العطار، ثنا محمّد بن الحسن بن بدينا ابن عمّار، نا المعافى، عن مالك بن مغول، قال: سمعت أبا السّفر قال: مرض أبو بكر الصّدّيق، فقيل: يا خليفة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أو يا أبا بكر لو بعثت إلى الطبيب فنظر إليك، قال: قد نظر إلي، قالوا: فما ذا قال ؟ قال: إنّي فعّال لما أريد.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر، أنا أبو الحسن، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1)،أنا محمّد بن عمر، حدّثني أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي سبرة، عن عبد المجيد بن سهيل، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن قال:

و أنا بردان (2) بن أبي النضر، عن محمّد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، قال: و أنا عمرو بن عبد اللّه بن عنبسة، عن أبي النضر، عن عبد اللّه البهي، دخل حديث بعضهم في حديث بعض: أنّ أبا بكر الصدّيق لما استعزّ (3) به دعا عبد الرّحمن - يعني ابن عوف - فقال: أخبرك عن عمر بن الخطّاب، فقال عبد الرّحمن: ما تسألني عن أمر إلاّ و أنت أعلم به مني، فقال أبو بكر: و إن، فقال عبد الرّحمن: هو و اللّه أفضل من رأيك فيه، ثم دعا عثمان بن عفّان، فقال: أخبرني عن عمر، فقال: أنت أخبرنا به، فقال على ذلك يا أبا عبد اللّه، فقال عثمان: اللّهمّ علمي به أنّ سريرته خير من علانيته، و أنّ ليس فينا مثله، فقال أبو بكر: يرحمك اللّه، و اللّه لو تركته ما عدوتك، و شاور معهما سعيد بن

ص: 410


1- طبقات ابن سعد 199/3.
2- رسمها مضطرب بالأصل، غير واضحة القراءة، و المثبت عن م و ابن سعد.
3- استعز بالمريض، اشتد مرضه و أشرف على الموت.

زيد أبا الأعور، و أسيد بن الحضير (1) و غيرهما من المهاجرين و الأنصار، فقال أسيد:

اللّهمّ أعلمه الخيرة بعدك، يرضى الرضا و يسخط السخط ، الذي يسرّ خير من الذين يعلن، و لن يلي هذا الأمر أحد أقوى عليه منه.

و سمع بعض أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلّم بدخول عبد الرّحمن، و عثمان على أبي بكر و خلوتهما به فدخلوا على أبي بكر فقال له قائل منهم: ما أنت قائل لربك إذا سألك عن استخلافك عمر؟[لعمر] (2) علينا و قد ترى غلظته، فقال أبو بكر: أجلسوني أبا للّه تخوفوني خاب من تزوّد من أمركم بظلم، أقول اللّهم استخلفت عليهم خير أهلك. أبلغ عني ما قلت لك من وراءك، ثم اضطجع و دعا عثمان بن عفّان، فقال: اكتب: بسم اللّه الرّحمن الرحيم، هذا ما عهد أبو بكر بن أبي قحافة في آخر عهده بالدنيا خارجا منها، و عند أول عهده بالآخرة داخلا فيها حيث يؤمن الكافر و يوقر الفاجر و يصدق الكاذب، إنّي استخلفت عليكم بعدي عمر بن الخطاب، فاسمعوا له و أطيعوا، و إني لم آل اللّه و رسوله و دينه و نفسي و أتاك خيرا فإن عدل فذلك ظني به و علمي فيه، و إن بدل فلكلّ امرئ ما اكتسب، و الخير أردت، و لا أعلم الغيب، وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (3)،و السلام عليكم و رحمة اللّه و بركاته.

ثم أمر بالكتاب، فختمه، فقال بعضهم لما أملى أبو بكر صدر هذا الكتاب: بقي ذكر عمر، فذهب به قبل أن يسمي أحدا، فكتب عثمان: إنّي قد استخلفت عليكم عمر بن الخطاب، ثم أفاق أبو بكر فقال: اقرأ علي ما كتبت، فقرأ عليه ذكر عمر، فكبّر أبو بكر و قال: أراك خفت إن أقبلت نفسي في غشيتي تلك فتختلف الناس، فجزاك اللّه عن الإسلام و أهله خيرا، و اللّه إن كنت لها أهلا، ثم أمره فخرج بالكتاب مختوما و معه عمر بن الخطاب، و أسيد أسد بن سعيد القرظيّ (4)،فقال عثمان للناس: أ تبايعون لمن في هذا الكتاب ؟ فقالوا: نعم، و قال بعضهم: و قد علمنا به، قال ابن سعد: عليّ القائل و هو عمر، فأقروا بذلك جميعا و رضوا به و بايعوا، ثم دعا أبو بكر عمر خاليا، فأوصى بما أوصاه، ثم خرج من عنده، فرفع أبو بكر يديه مدا فقال: اللّهمّ إنّي لم أرد بذلك إلاّ

ص: 411


1- بالأصل:«الحضين» و في م:«و أشهد بن الحصين» و الصواب عن ابن سعد.
2- زيادة عن ابن سعد.
3- سورة الشعراء، الآية:227.
4- بالأصل:«و أسيد أسد بن شعبة القرطي» و الصواب عن م و ابن سعد.

صلاحهم، و خفت عليهم الفتنة، فعملت فيهم بما أنت أعلم به، و اجتهدت لهم رأيي فولّيت عليهم خيرهم، و أقواه عليهم، و أحرصهم على ما أرشدهم و قد حضرني من أمرك ما حضر، فأخلفني فيهم فهم عبادك و نواصيهم بيدك، أصلح لهم ولاتهم (1)،و اجعله من خلفائك الراشدين يتبع هدى نبي الرحمة و هدى الصالحين بعده، و أصلح له رعيته.

أنبأنا أبو علي الحداد و جماعة قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة (2)،أنا سليمان بن أحمد، نا عمرو بن أبي الطاهر بن السرح المصري، نا يوسف بن عدي الكوفي، ثنا أبو الأحوص، عن الأعرابي مالك قال: لما أراد أبو بكر أن يستخلف عمر بعث إليه، فدعاه فقال: إنّي أدعوك إلى أمر متعب لمن وليه، فاتّق اللّه يا عمر بطاعته، و اطعه بتقواه، فإنّ المتقي آمن (3) محفوظ ثم إن الأمر معروض لا يستوجبه إلاّ من عمل به، فمن أمر بالحق و عمل بالباطل و أمر بالمعروف و عمل بالمنكر يوشك أن تنقطع أمنيته، و إن يحبط عمله، فإن أنت وليت عليهم أمرهم فإن استطعت أن تخفّ يدك من دمائهم و أن يضمر (4) بطنك من أموالهم، و ان يخفّ (5) لسانك عن أعراضهم فافعل، و لا قوة إلاّ باللّه.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك (6)،أنا إسماعيل بن أبي خالد، عن زبيد أن أبا بكر قال لعمر بن الخطاب:

إنّي موصيك بوصية، فإن حفظتها (7)،إنّ للّه حقا بالنهار لا يقبله بالليل، و للّه في الليل حقا لا يقبله في النهار، و انه لا يقبل (8) نافلة حتى تؤدى الفريضة، و إنّما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة باتّباعهم في الدنيا الحقّ و ثقله عليهم، و حق له ميزان لا يوضع فيها إلاّ الحق أن يكون ثقيلا، و إنما خفت موازين من خفت موازينه يوم القيامة باتباعهم في الدنيا الباطل و خفته عليهم، و حقّ للميزان ألاّ يوضع فيه إلاّ الباطل أن

ص: 412


1- في ابن سعد:«و اليهم».
2- بالأصل:«زيذه» و في م:«زبده» كلاهما تحريف و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
3- بالأصل:«أمر» و المثبت عن م.
4- كذا رسمها بالأصل و م، و في مختصر ابن منظور 121/13 تصمّ .
5- بالأصل:«تخف» و في م:«يحف» و المثبت عن المختصر.
6- الخبر في كتاب الزهد و الرقائق لابن المبارك ص 319 رقم 914.
7- كذا بالأصل و م، و في الزهد: إن حفظتها.
8- في الزهد: و إنها لا تقبل.

يخفّ ، و إن اللّه ذكر أهل الجنة و صالح ما عملوا، و تجاوز عن سيئاتهم فيقول قائل (1):أنا أفضل من هؤلاء، و ذكر آية الرحمة و آية العذاب فيكون المؤمن راغبا راهبا، و لا يتمنى على اللّه غير الحق، و لا يلقى بيده إلى التهلكة، فإن حفظت قولي فلا يكونن غائب أحبّ إليك من الموت، و لا بدّ لك منه، و إن ضيّعت وصيتي فلا يكونن أمر (2) أبغض إليك من الموت، و لن تعجزه.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد ابن الفضل، أنا أبو عثمان الصابوني، أنا أبو بكر ابن زكريا الشيباني، أنا أبو محمد الحسن بن الحسين بن منصور، نا محمد بن عبد الوهاب الفراء، أبو أحمد، أنا يعلى بن عبيد، نا إسماعيل عن زبيد قال: لما ثقل أبو بكر فأراد أن يستخلف عمر فقالوا: استخلف علينا فظا غليظا فهو إذا ولي كان أفظ و أغلظ ما ذا تقول لربك إذا أتيته و قد استخلفت عمر، قال: أبر بي تخوفوني، أقول: أمرت عليهم خير أهلك، ثم أرسل إلى عمر فقال: إني موصيك بوصية إن حفظتها، إن للّه حقّا في النهار (3) لا يقبله في الليل، و إن للّه حقا في الليل لا يقبله في النهار، و أنها لا تقبل النافلة حتى تؤدي الفريضة، و إنما ثقلت موازين من ثقلت يوم القيامة باتباعهم الحق في الدنيا، و ثقله عليهم حق لميزان لا يوضع فيه إلاّ الحق أن يثقل، و إنما خفت موازين من خفت موازينه يوم القيامة باتباعهم الباطل في الدنيا و خفته عليهم خفّ لميزان لا يوضع فيه إلاّ الباطل أن يخف و إن اللّه عزّ و جلّ ذكر أهل الجنة بأحسن أعمالهم و تجاوز عن سيّئاتهم فيقول القائل: أنا دون أو شرّ أو لا أبلغ هؤلاء أو نحو من هذا، و أن اللّه عزّ و جلّ ذكر أهل النار بأسوإ أعمالهم و رد عليهم صالح الذي عملوا، فيقول القائل: أنا أفضل من هؤلاء، و أن اللّه ذكر آية الرحمة و آية العذاب ليكون المؤمن راغبا راهبا و لا يلقى بيديه إلى التهلكة و لا يتمنى على اللّه غير الحق، فإن حفظت وصيتي فلا يكونن غائب أحبّ إليك من الموت، و لا بدّ لك منه، و إن ضيعت فلا يكونن غائب أبغض إليك من الموت و ليست معجزة (4).

أخبرناه أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو و بكر بن المقرئ، أنا أبو سعيد المفضل بن محمد بن إبراهيم الجندي، نا أبو يحيى

ص: 413


1- عن م و الزهد، و بالأصل: فإنك.
2- في الزهد: غائب.
3- «في النهار» استدركت على هامش الأصل و بجانبها كلمة صح.
4- في م: بمعجزة.

المقرئ، نا ابن (1) عيينة عن ابن أبي نجيح، قال قال أبو بكر لعمر حين أراد أن يوليه:

يا عمر، إني موصيك بوصية، فإن أنت حفظت وصيتي فلا يكونن (2) غائب أحد إليك من الموت. و إن أنت لم تحفظ وصيتي فلا يكونن (3) غائب أبغض إليك من الموت و لن تفوته، اعلم يا عمر أن للّه عزّ و جلّ حقا بالليل لا يقبله بالنهار، و أنه لا يقبل نافلة حتى تؤدى الفرائض، و إنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه باتباعهم الحق، و ثقله عليهم، و حق لميزان لا يكون فيه إلاّ الحق أن يكون ثقيلا و إنما خفت موازين من خفّت موازينه باتباعهم الباطل و خفّته عليهم، و حقّ لميزان لا يكون فيه إلاّ الباطل أن يكون خفيفا، و إنما جعلت آية الرجاء مع آية الشدة لكي يكون المؤمن راغبا راهبا، و إذا ذكرت أهل الجنة قلت (4) لست منهم، و إذا ذكرت أهل النار فقلت (5) لست منهم، و ذلك بأن اللّه جل ذكره ذكر أهل الجنّة و ذكرهم بأحسن أعمالهم، و ذكر أهل النار فذكرهم بأسوإ أعمالهم، و قد كانت لهؤلاء سيّئات و لكن اللّه عفا عنها، و قد كانت لهؤلاء حسنات يعني أهل النار و لكن اللّه أحبطها.

أخبرنا أبو نصر محمّد بن حمد بن عبد اللّه الكبريتي، أنبأ أبو بكر أحمد بن الفضل بن محمّد الباطرقاني (6)،نا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن جعفر اليزدي (7)،نا أبو طاهر محمّد بن الحسن المحمّدآبادي، نا أبو علي حامد بن محمود، نا إسحاق بن سليمان الرازي، نا قطر بن خليفة، عن عبد الرّحمن بن سابط ، قال: لما حضر أبو بكر الموت أرسل إلى عمر فقال: يا عمر اتّق اللّه و إن وليت على الناس بعدي فاعلم أن للّه عملا بالنهار لا يقبله بالليل، و بالليل عملا لا يقبله بالنهار، و انه لا يقبل نافلة حتى تؤدى الفريضة، إن اللّه ذكر أهل الجنة و ذكرهم بأحسن أعمالهم، و تجاوز عن سيئها فإذا ذكرتهم قلت: أخاف ألاّ أكون منهم، أو قال لا أدركهم، و ذكر أهل النار فذكرهم بأسوإ أعمالهم، و رد عليهم أحسنها، فإذا ذكرتهم قلت: أرجو أن لا أكون منهم ليكون

ص: 414


1- عن م، و بالأصل: أبي.
2- عن م و بالأصل: تكونن.
3- عن م و بالأصل: تكونن.
4- عن م:«قلت» و بالأصل: فكنت.
5- عن م:«قلت» و بالأصل: فكنت.
6- بالأصل:«الناظرقاني» و في م:«الناطرقاني» و كلاهما تحريف و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 182/18.
7- بالأصل:«البردي» و في م:«الردي» كلاهما تحريف و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 286/17.

المؤمن راغبا راهبا لا يتمنى على اللّه ما ليس له، و لا يقنط و إنما ثقلت موازين من ثقلت يوم القيامة باتباعهم الحق في الدنيا و ثقله عليهم و حق لميزان يوضع فيه الحق غدا أن يكون ثقيلا، و إنّما خفّت موازين من خفّت يوم القيامة باتّباعهم الباطل في الدنيا، و خفته عليهم، و حقّ لميزان يضع فيه الباطل أن يكون خفيفا، فإن أنت حفظت وصيتي، فلا يكونن (1) غائب خيرا لك من الموت و هو يأتيك، و إن أنت ضيّعت وصيتي فلا يكونن (2) غائب أبغض إليك من الموت و ليست بمعجزة.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنا أبو علي محمّد بن الحسين، أنبأ المعافى بن زكريا القاضي (3)،نا أحمد بن العبّاس العسكري، نا عبد اللّه بن أبي سعد، نا أبو إبراهيم إسحاق بن إبراهيم بن أبي بكر بن سالم بن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب قال: سمعت جدي أبا بكر بن سالم قال: لما حضر أبا بكر الموت: أوصى:

بسم اللّه الرّحمن الرحيم، هذا عهد من أبي بكر الصدّيق عند آخر عهده بالدنيا خارجا منها، و أوّل عهده بالآخرة داخلا فيها، حيث يؤمن الكافر و يتّقي الفاجر، و يصدق الكاذب، أنّي استخلفت من بعدي عمر بن الخطاب، فإن قصد و عدل فذاك ظني به، و إن جار و بدّل فالخير أردت، و لا أعلم الغيب، وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (4) ثم بعث إلى عمر فدعاه، فقال: يا عمر أبغضك مبغض و أحبّك محبّ ، و قد ما يبغض الخير و يحبّ الشر، قال: فلا حاجة لي فيها، قال: و لكن لها بك حاجة، قد رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و صحبته و رأيت أثرته أنفسنا على نفسه حتى إن كنا لنهدي لأهله فضل ما يأتينا منه، و رأيتني و صحبتني (5)،و إنّما اتبعت أثر من كان قبلي، و اللّه ما نمت فحلمت (6)،و لا شبهت فتوهّمت، و إنّي لعلى طريقي ما زغت، تعلم يا عمر أن للّه تعالى حقا في الليل لا يقبله في النهار، حقا في النهار لا يقبله في الليل، و إنّما ثقلت موازين من

ص: 415


1- عن م و بالأصل: تكونن.
2- عن م و بالأصل: تكونن.
3- الخبر في الجليس الصالح الكافي للمعافى بن زكريا 27/4 و ما بعدها، و انظر بحاشيته مصادر أخرى ورد فيها عهد أبي بكر لعمر بن الخطاب.
4- سورة الشعراء، الآية:227.
5- عن الجليس الصالح، و بالأصل: و صحبتي.
6- عن م و الجليس الصالح و بالأصل: فحكمت.

ثقلت موازينه يوم القيامة باتباعهم الحق، و حقّ لميزان أن يثقل لا يكون فيه إلاّ الحق، و إنّما خفّت موازين من خفّت موازينه يوم القيامة باتّباعهم الباطل، و حقّ لميزان أن يخفّ لا يكون فيه إلاّ الباطل، إنّ أول من أحذرك نفسك و أحذرك الناس، فإنهم قد طمحت أبصارهم و انفتحت (1) أجوافهم، و انّ لهم لخيرة (2) عن زلّة تكون، فإيّاك أن تكونه فإنّهم لن يزالوا خائفين لك، فرقين منك، ما خفت من اللّه و فرقته، و هذه وصيتي، و أقرأ عليك السلام.

قال القاضي: لقد أحسن الصدّيق رضوان اللّه عليه الوصية، و محض النصيحة، و بالغ في الاجتهاد للأمة و أنذر بما هو كائن بعده، فوجد على ما قال، و حذر بما يوتغ (3)الدين و يقدح في سياسة أمر المسلمين بأوجز قول، و أفصحه، و أحسن بيان و أوضحه، و أوصى لعمر [و كان و] (4) اللّه كافيا أمينا شحيحا على دينه، ضنينا فصدّق ظنه به، و تحقق تأميله و تقديره فيه، فانقادت الأمور إليه، و استقامت أحوال الأمة على يديه، و عدّل الشدة و اللين في رعاياه و عدل في أحكامه و قضاياه، و اللّه يشكر له سن سيرته، و يجزل ثوابه على العدل في بريّته، إنه ولي المؤمنين و مفيض إحسانه على المحسنين.

فإن قال لنا قائل: فما وجه وصف أبي بكر نفسه في هذا الخبر بأنّه الصدّيق، و كيف استخار (5) الخلاف هذا النعت على نفسه، و فيه تزكية، و تعظيم [لا يصف] (6)الألباء بهما أنفسهم و إن كانت ثابتة فيهم، و كان يصفوا بهم إليهم، و ينيبون بها عليهم (7)قيل له: في هذا وجهان: أحدهما: أن يكون الكاتب أثبته من قبل نفسه، و لم يكن من أبي بكر رضي اللّه عنه ذكر له، كما كمل (8) الممل شيئا على غيره فيجري فيه ذكره فيصله

ص: 416


1- في م:«و انتفخت» و في الجليس الصالح: و انتفجت.
2- كذا بالأصل، و في م:«لحبرة» و في الجليس الصالح: لحيزة.
3- بالأصل:«توقع» و مهملة بدون نقط في م، و المثبت عن الجليس الصالح.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و أضيف عن الجليس الصالح.
5- كذا بالأصل، و في م:«استجار الحلاق» و في الجليس الصالح: استجار إطلاق هذا النعت.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و أضيف عن الجليس الصالح، و اللفظتان استدركتا فيه ضمن معكوفتين.
7- في الجليس الصالح: و كان الناس يضيفونها إليهم و يثنون بها عليهم.
8- الأصل و م، و في الجليس الصالح: يملّ .

الكاتب بتقريظه و الدعاء له، و الوجه الثاني: أن يكون أبو بكر استجاز هذا لأنه (1) قد اشتهر به و استفاض الحاقه بتسميته أ لا ترى قول الشاعر يعنيه:

سميت صدّيقا و كلّ مهاجر *** سواك يسمّى باسمه غير منكر

و قوله في الخبر: ما نمت فحلمت» فإنه يقال: حلم في نومه، كما قال الشاعر:

حلمت بكم في نومتي فعصيتم (2) *** و لا ذنب لي أن كنت في النوم أحلم

[و حلم عن خصمه كما قال الآخر] (3):

حلمت (4) على السفيه يظن أنّي *** عييت عن الجواب و ما عييت

[و حلم الأديم: إذا فسد، كما قال الآخر:] (5)

و إنك و الكتاب إلي عليّ *** كدابغة و قد حلم الأديم (6)

أخبرنا أبو البركات عبد اللّه بن محمّد بن الفضل الفراوي (7)،و أم المؤيد نازيين المعروفة بجمعة بنت أبي حرب محمّد بن الفضل بن أبي حرب، قالا: أنا أبو القاسم الفضل بن أبي حرب الجرجاني، أنبأ أبو بكر أحمد بن الحسن، نا أبو العبّاس أحمد بن يعقوب، نا الحسن بن مكرم بن حسان البزار أبو علي ببغداد، حدّثني أبو الهيثم خالد بن القاسم قال: حدّثنا ليث بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن حميد بن عبد الرّحمن بن عوف، عن أبيه.

أنه دخل على أبي بكر الصدّيق يعوده في مرضه الذي مات فيه فوجده مقتفيا (8)، فقال: أصبحت بحمد اللّه بارئا فقال، أ ترى ذاك ؟ قال: نعم، قال: أما إنّي شديد الوجع،

ص: 417


1- بالأصل:«استخار هذه الآية» و المثبت عن الجليس الصالح.
2- في م و الجليس الصالح: فغضبتم.
3- ما بين معكوفتين كان موقعه بعد الشعر، فقدمناه إلى هنا بما وافق م و الجليس الصالح.
4- عن م و الجليس الصالح و بالأصل: حكمت.
5- ما بين معكوفتين بالأصل جاء بعد الشعر، قدمناه بما وافق ما جاء في م و الجليس الصالح.
6- البيت للوليد بن عقبة بن أبي معيط قاله يحض معاوية بن أبي سفيان على قتال علي بن أبي طالب، انظر الحماسة البصرية 116/1 و اللسان (حلم).
7- مشيخة ابن عساكر ص 93/ب.
8- كذا بالأصل و م، و في مختصر ابن منظور 122/13 «مفيقا» و هو أشبه، يعني أنه خفّ من مرضه.

و ما لقيت منكم أيها المهاجرين أشدّ من وجعي هذا، إنّي ولّيت أمركم خيركم في نفسي و كلكم ورم من ذلك أنفه يريد أن يكون الأمر له، و كانت الدنيا قد أقبلت و لمّا تقبل، و هي مقبلة حتى تتخذوا ستور الحرير، و نضائد الديباج، و حتى يألم أحدكم على الصوف الآدمي (1) كما يألم أحدكم على حسك السّعدان (2) فو الذي نفسي بيده لأن يقدم أحدكم، فيضرب عنقه من غير حدّ خير له من أن يخوض غمرة الدنيا، ثم أنتم غدا أوّل ضال بالناس، يمينا و شمالا لا تصفعونهم على الطريق، يا هادي الطريق جرت إنّما هو الفجر أو البحر.

قال: فقال له عبد الرّحمن: خفّض عليك يرحمك اللّه، فإن هذا يهيضك (3) لما بك، إنّما الناس في أمرك رجلان: إما رجل رأى ما رأيت فهو معك، و إما رجل رأى ما لم تر فهو يشير عليك بما تعلم، و صاحبك كما تحب، أو كما يحب، و لا نعلمك أردت إلاّ الخير، و لم تزل صالحا مصلحا مع أنك لا تأسى من الدنيا قال: أجل، و اللّه ما أصبحت آسى من الدنيا على شيء إلاّ على ثلاث فعلتهن، و ثلاث ألاّ أكون سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عنهن.

فأما الثلاث التي فعلتهن: فوددت أني تركتهن أني يوم سقيفة بني ساعدة ألقيت هذا الأمر في عنق هذين الرجلين - يعني عمر و أبا عبيدة - فكان أحدهما أميرا و كنت وزيرا، وددت أني لم أكن كشفت بيت فاطمة عن شيء مع أنهم أغلقوه على الحرب، و وددت أني لم أكن حرّقت الفجاءة السلمى و أني كنت قتلته سريحا، أو خليته نجيحا.

و أما الثلاث التي تركتهن و وددت أني كنت فعلتهن: وددت أنّي يوم وجّهت خالد بن الوليد إلى أهل الشام وجهت عمر بن الخطاب إلى أهل العراق، فكنت قد بسطت كلتا يدي في سبيل اللّه، و وددت أنّي حين أتيت بالأشعث بن قيس أسيرا ضربت عنقه، فإنّه يخيل إليّ أنه لا يرى شرا إلاّ أعان عليه، و وددت أني سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لمن هذا الأمر بعده ؟ فلا ينازعه أحد، و وددت أنّي سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم هل للأنصار فيه شيء؟ و وددت أني سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عن ميراث بنت الأخ و العمّة، فإن في نفسي منها شيء.

ص: 418


1- كذا بالأصل و م، و في مختصر ابن منظور:«الأذربي».
2- السعدان: نبت له شوك كبار.
3- يهيضك، هاضه الأمر يهيضه هيضا، و الهيض: الكسر بعد الجبر، و هو أشد ما يكون من الكسر.

كذا رواه خالد بن القاسم المدائني، عن الليث، و أسقط منه علوان بن داود.

و قد وقع لي عاليا من حديث الليث، و فيه ذكر علوان:

أخبرناه أبو عبد اللّه الخلاّل، و أبو القاسم غانم بن خالد، قالا: أنا أبو الطّيّب بن شمّة، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا محمّد بن زبّان (1)،أنا محمّد بن رمح، أنا الليث، عن علوان، عن صالح بن كيسان، عن حميد بن عبد الرّحمن بن عوف، عن أبيه.

أنه دخل على أبي بكر في مرضه الذي توفي فيه فأصابه مفيقا فقال له عبد الرّحمن:

أصبحت و الحمد للّه بارئا، فقال أبو بكر: تراه ؟ قال: نعم قال: إنّي على ذلك لشديد الوجع، و لما لقيت منكم يا معشر المهاجرين أشدّ عليّ من وجعي أنّي ولّيت أمركم خيركم في نفسي فكلكم ورم من ذلك أنفه، يريد أن يكون الأمر له، و رأيتم الدنيا قد أقبلت، و لمّا تقبل ولهي مقبلة حتى تتخذوا ستور الحرير، و نضائد الديباج، و تألمون الانضجاع (2) على الصوف الأذري (3) كما يألم أحدكم أن ينام على حسك السّعدان، و اللّه لئن يقدم أحدكم فيضرب رقبته في غير حدّ خير له من أن يخوض غمرة الدنيا، و أنتم أوّل ضال بالناس غدا فتضربون (4) عن الطريق يمينا و شمالا، يا هادي الطريق إنّما هذا الفجر أو البحر.

فقلت: خفّض عليك رحمك اللّه فإن هذا يهيضك عن ما بك، إنّما الناس في أمرك بين رجلين: إما رجل رأى ما رأيت فهو معك، و إما رجل خالفك فإنما يسير عليك برأيه و صاحبك كما تحب فلا نعلمك أردت إلاّ خيرا، و لم تزل صالحا مصلحا مع أنك لا تأسى على شيء من الدنيا.

فقال أبو بكر: أجل لا آسي على شيء من الدنيا إلاّ على ثلاث فعلتهن وددت أني لو تركتهن، و ثلاث تركتهن وددت أنّي فعلتهن، و ثلاث وددت لو أنّي سألت عنهن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.

ص: 419


1- إعجامها بالأصل و م مضطرب، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 519/14.
2- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل، و بدون نقط في م، و المثبت عن مختصر ابن منظور.
3- بالأصل:«الادرى» و في م:«الادرى» و المثبت عن مختصر ابن منظور، و هذه النسبة إلى أذربيجان. انظر ياقوت و الأنساب.
4- عن م، و غير واضحة بالأصل، و في المختصر: فيصفقون.

فأما التي وددت أنّي تركتهن فوددت أنّي لم أكشف بيت فاطمة عن شيء، و وددت أنّي لم أكن حرّقت الفجاءة السلمي و قتلته سريحا أو خليته نجيحا. و وددت لو أنّي يوم سقيفة بني ساعدة كنت قدمت الأمر في عنق أحد الرجلين - يريد عمر و أبا عبيدة - فكان أحدهما أميرا و كنت وزيرا.

و أما التي تركتهن فوددت يوم أني أتيت بالأشعث بن قيس أسيرا كنت ضربت عنقه فإنه يخيل إلى أنه لا يرى شرا إلاّ طار عليه، و لوددت لو أني حين سيّرت خالد بن الوليد إلى أهل الردّة كنت أقمت بذي القضية فإن ظفر المسلمون ظفروا، و إن هزموا كنت .... (1) و وددت لو أنّي إذ كنت وجّهت خالد بن الوليد إلى الشام وجهت عمر بن الخطاب إلى العراق، فكنت قد بسطت يدي كلتيهما في سبيل اللّه، و وددت أنّي سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لمن هذا الأمر فلا ينازعه أحد، و وددت أنّي كنت سألته هل الأنصار (2) في هذا الأمر نصيب، و وددت لو أنّي سألته عن ميراث الاثنتين (3) ابنة (4) الأخ و العمة، فإن في نفسي منها شيء.

و رواه غير الليث عن علوان، فزاد في إسناده رجلا بينه و بين صالح بن كيسان.

أخبرناه أبو القاسم بن السّوسي، و أبو طالب الحسيني، قالا: أنا علي بن محمّد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان، نا أبو محمّد عبد اللّه بن زيد بن عبد الرحمن النهراني، نا الوليد بن الزبير، ثنا علوان بن داود البجلي، عن أبي محمّد المدني، عن صالح بن كيسان، عن حميد بن عبد الرّحمن بن عوف، عن أبيه قال:

دخلت على أبي بكر الصدّيق في مرضه الذي قبض فيه، فرأيته مقتفيا، فقلت:

أصبحت بحمد اللّه بارئا و أراك مقتفيا (5)،قال: أما إني على ما ترى وجع، و قد جعلتم لي معشر المهاجرين شغلا، جعلت لكم عهدا بعدي و استخلفت عليكم خيركم في نفسي فكلكم ورم أنفه من ذلك، و رأى أن يؤول الأمر له، و رأيتم الدنيا قد أقبلت و هي جائية

ص: 420


1- لفظتان غير واضحتين بالأصل و م.
2- بالأصل و م: الأنصار.
3- بالأصل:«الابنيين» و المثبت عن م.
4- سقطت من الأصل و أضيفت عن م.
5- كذا بالأصل هنا، و بدون نقط في م، و قد مرّ في المختصر: مفيقا.

فتتخذون ستور الحرير، و نضائد الديباج، و تألمون ضجائع (1) الصوف الأزدي (2) كأن أحدكم على حسك السّعدان، و اللّه لأن يقدم أحدكم فيضرب عنقه في غير حدّ خير له من أن يسبح (3) غمرة الدنيا، و أنتم أوّل ضال بالناس تصفق بهم الطريق يمينا و شمالا، يا هادي الطريق جرب في الفجر و البحر.

قال: فقلت له بعض هذا رحمك اللّه إنّ هذا يهيضك على ما بك، و اللّه ما أردت إلاّ الخير و إنّ صاحبك لكما تحبّ و تحبّ قال: فسكن.

فقال له عبد الرّحمن: لا أرى بك بأسا، و الحمد للّه، فلا تأس على شيء من الدنيا، فو اللّه ما علمنا إن كنت لصالحا مصلحا.

قال: أما أنّي لا آسى من الدنيا إلاّ على ثلاث فعلتها وددت أنّي كنت تركتها، و ثلاث وددت أنّي كنت سألت عنهن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و أما الثلاث التي فعلتها: فوددت أنّي لم أكن كشفت بيت فاطمة، و أني أغلق على المحارب (4) وددت أني يوم سقيفة بني ساعدة كنت فرّغت الأمر في عنق أحد الرجلين عمر بن الخطاب أو أبي عبيدة بن الجراح، فكان أميرا و كنت وزيرا، و وددت أني حيث ارتدّت العرب أقمت بذي القصّة فإن ظفر المسلمون ظفرت، و إن هزموا كنت مصدر (5) أو مدد.

و أما الثلاثة التي تركتها: فوددت أنّي يوم أتيت بالأشعث (6) أسيرا كنت ضربت عنقه، فإنّه يخيل إليّ أنه لا يرى شرا إلاّ أعان عليه، و وددت أني يوم أتيت بالفجاءة لم أكن حرّقته قتلته سريحا أو أطلقته نجيحا إنّي وجهت خالد بن الوليد إلى الشام-- (7)-- لعمر بن الخطاب، فكنت قد بسطت يديّ : يميني و شمالي في سبيل اللّه، و أما الثلاثة (8) التي وددت أنّي سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عنهن: فوددت أنّي كنت

ص: 421


1- كذا بالأصل، و في م: صحائف.
2- كذا بالأصل، و في م:«الادرى» و كلاهما تحريف و الصواب الأذربي أو الأذري كلاهما نسبة إلى أذربيجان، و قد مرّت في الرواية السابقة.
3- كذا بالأصل، و في م:«نسح» و في المختصر: يخوض غمرة الدنيا.
4- كذا في م، و بالأصل:«و إني اعلق علي المحامد».
5- كلمة غير واضحة بالأصل و م.
6- عن م و بالأصل: أسير.
7- كلمتان غير مقروءتين بالأصل و م و رسمهما:«م ؟؟؟ عب المسرف».
8- كذا، و في م: الثالث، الصواب: الثلاث.

سألته هل للأنصار في هذا الأمر نصيب، و وددت أنّي كنت سألته عن ميراث العمة و بنت الأخ، فإن في نفسي منها حاجة.

قال علوان: و حدّثني الماجشون، عن صالح بن كيسان، عن حميد بن عبد الرّحمن بن عوف، عن أبيه مثله سواء (1).

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد، و جماعة في كتبهم قالوا: أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن ريذه (2):.

أخبرنا سليمان بن أحمد، نا أبو الزّنباع روح بن الفرج المصري، نا سعيد بن عفير، حدّثني علوان بن داود البجلي، عن حميد بن عبد الرّحمن بن حميد بن عوف، عن صالح بن كيسان، عن حميد بن عبد الرّحمن بن عوف، عن أبيه، قال:

دخلت على أبي بكر أعوده في مرضه الذي توفي فيه، فسلّمت عليه و سألت كيف أصبحت، فاستوى جالسا فقلت: أصبحت بحمد اللّه بارئا، فقال: أما إني على ما ترى وجع، و جعلتم لي شغلا مع وجعي، جعلت لكم عهدا لمن يعهدني، و اخترت لكم خيركم في نفسي، فكلكم ورم لذلك أنفه رجاء أن يكون الأمر له، و رأيت الدنيا قد أقبلت و لمّا تقبل، و هي جاثية، و تستعحدون (3) بيوتكم بستور الحرير، و نضائد الديباج، و تألمون ضجاع الصوف الأذري (4) كأن أحدكم على حسك السّعدان، و و اللّه لئن يقدم أحدكم فيضرب عنقه في غير حدّ خير له من أن يشح (5) في غمرة (6) الدنيا، ثم قال: أما إني لا آسى على شيء إلاّ على ثلاث فعلتهن وددت لم أفعلهن، و ثلاث لم أفعلهن وددت أني فعلتهن، و ثلاث وددت أنّي سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عنهن، فأما الثلاث اللاتي وددت أنّي لم أفعلهن: فوددت أنّي لم أكن كشفت بيت فاطمة و تركته و إن أغلق على الحرب، و وددت أني يوم سقيفة بني ساعدة كنت قذفت الأمر في الأمر في عنق أحد الرجلين

ص: 422


1- بعدها في م كتبت العبارة التالية: أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه اللّه قال.
2- بالأصل:«ز؟؟؟ ده» و في م:«رنده» كلاهما تحريف و الصواب ما أثبت و قد مرّ التعريف به.
3- كذا بالأصل.
4- مهملة بالأصل و م بدون نقط ، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ شرحها.
5- كذا بالأصل، و في م: سح.
6- بالأصل و م:«عمرة» و الصواب مما تقدم من روايات.

أبي عبيدة أو عمر، فكان أمير المؤمنين و كنت وزيرا، و وددت أنّي حيث كنت وجهت خالد بن الوليد إلى أهل الردّة أقمت بذي القصّة فإن ظفر المسلمون ظفروا، و إلاّ كنت ردءا و مددا، و أما اللاتي وددت أنّي فعلتها: فوددت أني يوم أتيت بالأشعث أسيرا ضربت عنقه، فإنه يخيل إليّ أنه لا يكون شرا إلاّ طار إليه، و وددت أني يوم أتيت بالفجاءة السلمي لم أكن حرّقته و قتلته سريحا أو أطلقته نجيحا، و وددت أنّي حيث وجهت خالد بن الوليد إلى [الشام] (1) وجهت عمر إلى العراق، فأكون قد بسطت يدي: يميني و شمالي في سبيل اللّه، و أما الثلاث اللاتي وددت أنّي سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عنهن:

فوددت أنّي كنت سألته فيمن هذا الأمر فلا ينازعه أهله، و وددت أنّي كنت سألته هل للأنصار في هذا الأمر سبب و وددت أنّي سألته عن العمة و بنت الأخ كان في نفسي منهما حاجة.

أخبرنا أبو نصر محمّد بن إسماعيل بن الفضل بن أحمد بن الأخشيد السراج، نا أبو نصر محمّد بن عمر بن محمّد بن عبد الرّحمن المؤدب المقرئ المعروف بابن نابة، نا علي بن محمّد بن أحمد الفقيه، نا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الراشدي، نا عبد اللّه بن محمّد بن النعمان، نا علي بن عثمان، نا حمّاد (2) أنا ثابت البنّاني أن أبا بكر الصدّيق كان يكثر أن يتمثل بهذا البيت:

لا تزال تنعي حبيبا حتى تكونه *** و قد يرجو الفتى الرجا يموت دونه

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّويه، أنا أحمد ابن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3)،أنا وكيع بن الجرّاح، و كثير بن هشام، عن جعفر بن برقان، عن خالد بن أبي عزّة، أن أبا أبا بكر أوصى بخمس ماله، أو قال آخذ من مالي ما أخذ اللّه من فيء المسلمين (4).

ص: 423


1- سقطت من الأصل، و قد أشير بعد إلى بعلامة إلى الهامش لكنه لم يكتب شيئا عليه، و اللفظة استدركت عن م.
2- هو حماد بن سلمة، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 175/5.
3- طبقات ابن سعد 194/3.
4- بعده ورد في م، و قد سقط من الأصل ما روايته: قال: و نا ابن سعد، أنا محمد بن حميد العبدي عن معمر عن هشام بن عروة عن أبيه قال قال أبو بكر لأن أوصي بالخمس أحب إليّ من أن أوصي بالربع، و لأن أوصي بالربع أحبّ إليّ من أن أوصي بالثلث، و من أوصى بالثلث فلم يترك شيئا.(انظر طبقات ابن سعد 199/3).

قال: و نا ابن سعد (1)،أنا مسلم بن إبراهيم، نا القاسم بن الفضل، نا أبو العبّاس (2) الكندي، عن محمّد بن الأشعث أن أبا بكر الصدّيق لما أن ثقل قال لعائشة:

إنه ليس أحد من أهلي أحبّ (3) إليّ منك، و قد كنت أقطعتك أرضا بالبحرين لا أراك رزأت منها شيئا، قالت له: أجل، قال: فإذا أنا متّ فابعثي (4) هذه الجارية، و كانت ترضع ابنه، و هاتين النعجتين (5) و حالبهما إلى عمر، و كان يسقي لبنهما جلساءه، و لم يكن في يده من المال شيء، فلما مات أبو بكر بعثت عائشة بالغلام و النعجتين (6)و الجارية إلى عمر. فقال عمر: يرحم اللّه أبا بكر لقد أتعب من بعده، فقبل النعجتين (7)و الغلام، و ردّ الجارية عليهم.

قال: و نا ابن سعد (8)،أنا عمرو بن عاصم، نا همّام، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: أن أبا بكر الصدّيق لما حضرته الوفاة دعاها فقال: إنه ليس في أهلي بعدي أحد أحبّ إلي غنى منك و لا أعزّ عليّ فقرا منك، و إنّي كنت نحلتك من أرضي بالعالية جداد، يعني صرام، عشرين وسقا فلو كنت جددتيه تمرا عاما واحدا إنحار لك، و إنما هو مال الوارث، و إنّما هما أخواك و أختاك، فقلت: إنّما هي أسماء، فقال: و ذات بطن ابنة خارجة، قد ألقي في روعي أنها جارية فاستوصي بها خيرا، فولدت أم كلثوم.(9) أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل، أنا سعيد بن محمّد بن أحمد، نا زاهر بن أحمد، أنبأ إبراهيم بن عبد الصمد، نا أبو مصعب، نا مالك بن أنس، عن ابن شهاب،

ص: 424


1- طبقات ابن سعد 194/3.
2- كذا بالأصل و م، و في ابن سعد: أبو الكباش.
3- استدركت على هامش م.
4- عن م و ابن سعد، غير مقروءة بالأصل.
5- في م و ابن سعد: اللقحتين.
6- في م و ابن سعد: اللقحتين.
7- في م و ابن سعد: اللقحتين.
8- طبقات ابن سعد 195/3.
9- قبله ورد خبر في م و قد سقط من الأصل و تمام روايته: أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، و أبو المعالي ثعلب بن جعفر قالا: أنا عبد الدائم بن الحسن، أنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنا أبو العباس بن عتّاب الزفتي، أنا أحمد بن أبي الحواري، نا أبو معاوية، نا هشام عن أبيه عن عائشة قالت: لما مرض أبو بكر دعاني، فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال: أما بعد، أي بنية فإنك أعز الناس فقرا و أحبّ إليّ غنى، و إني كنت... و عشرين وسقا من مالي بالعالية، و إني وددت أنك كنت... تمرا فيجوز لك، و لم يعد بفضلي و إنما هو مال الوارث و إنما هما أخواك و اختاك أسماء و ذو بطن ابنة خارجة، استوصي بها خيرا، و إنه قد ألقي في نفسي أنها جارية، فولدت أم كلثوم.

عن عروة بن الزبير، عن عائشة زوج النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أنها قالت إن أبا بكر الصدّيق نحلها حاد (1)عشرين وسقا من ماله بالعالية، فلما حضرته الوفاة قال: و اللّه يا بنية ما من الناس أحد أحب إلي غنى بعدي منك، و لا أعز عليّ فقرا بعدي منك، و إنّي كنت نحلتك حاد و عشرين وسقا فلو كنت جددتيه و اخترمتيه كان لك، و إنّما هو اليوم مال الوارث، و إنّما هو أخواك و أختاك فاقتسموه على كتاب اللّه، فقالت عائشة: و اللّه يا أبت لو أنه كان كذا و كذا لتركته، إنما هي أسماء فمن الأخرى ؟ قال: ذو بطن ابنة خارجة أراها جارية.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا محمّد بن عبد اللّه بن أخي ميمي، أنا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا أبو هشام الرفاعي، نا يحيى بن آدم، عن مفضّل - هو ابن مهلهل - عن منصور، عن أبي وائل، عن مسروق قال: لما حضر أبو بكر أرسل إلى عائشة و هي تقضي قالت: فقلت: هذا ما قال الشاعر:

إذا حشرجت يوما و ضاق بها الصدر (2)

قال: أ فلا قلت كما قال اللّه تعالى: وَ جٰاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ (3)يا بنية إنّي كنت قد شل (4)إذ نحلتك و إنّما يرثني ولدي أنت و إخوتك، فإن أنت رأيت أن تأخذيه بصاع أو صاعين و تردين سائره في الميراث قالت أفعل.

أخبرنا أبو نصر بن رضوان، و أبو علي بن السّبط ، و أبو غالب بن البنّا، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا بشر بن موسى، نا أبو عبد الرّحمن المقرئ، نا سعيد بن أبي أيوب، أخبرني جعفر بن ربيعة، عن مجاهد بن وردان، عن عروة بن الزبير، عن عائشة: أنها كانت عند أبي بكر الصدّيق حين حضرته الوفاة، فتمثلت بهذا البيت:

من لا يزال دمعه مقنّعا *** يوشك أن يكون مره مدفوقا

فقال لها أبو بكر: لا تقولي هكذا يا بنية و لكن قولي: جٰاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذٰلِكَ مٰا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ ثم قال لها: في كم كفّن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يا بنية ؟ قالت: في

ص: 425


1- كذا بالأصل و م ؟.
2- عجز بيت لحاتم الطائي انظر ديوانه و صدره فيه: أ ماويّ ما يغني الثراء عن الفتى
3- سورة ق، الآية:19.
4- كذا رسمها بالأصل و م.

ثلاثة أثواب، فقال: كفّنوني في ثوبيّ هذين و استروا بهما ثوبا، فإنّ الحي أفقر إلى الجديد من الميت.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد المزكّي، و عبد الكريم بن حمزة، و طاهر بن سهل بن بشر، قالوا: أنا الحسين بن مكي، نا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن العبّاس الإخميمي (1)،نا أبو الحسين (2) محمّد بن عبد اللّه بن سعيد المهراني، نا محمّد بن بشار، نا عبد الوهّاب، نا محمّد بن عمرو، عن أبيه، عن جده، عن عائشة قالت:

حضرت أبي و هو يموت و أنا جالسة عند رأسه، فتمثلت ببيت من شعر:

من لا يزال دمعه مقنّعا *** فإنه مرّة لا بدّ مدفوق

فرفع رأسه فقال: يا بنية ليس كذلك، و لكنه كما قال اللّه: وَ جٰاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذٰلِكَ مٰا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ .

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا خلف بن هشام، نا أبو شهاب الخيّاط (3)،عن إسماعيل بن أبي خالد، عن البهي قال: لما أن تقل أبو (4)بكر جاءت عائشة فتمثلت بهذا البيت:

لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى *** إذا حشرجت يوما و ضاق بها الصدر

فكشف عن وجهه و قال: ليس كذلك، و لكن قولي وَ جٰاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذٰلِكَ مٰا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ انظروا ثوبيّ هذين فاغسلوها و كفّنوني فيهما، فإنّ الحي أحوج إلى الجديد من الميت.

قال: و ثنا ابن أبي الدنيا، نا إبراهيم بن زياد سبلان (5)،أنا عبّاد بن عبّاد، عن

ص: 426


1- بكسر الألف، هذه النسبة إلى إخميم و هي بلدة من ديار مصر، من الصعيد، انظر الأنساب و معجم البلدان.
2- في م: أبو الحسن.
3- في م: الحناط .
4- عن م و بالأصل: أبي.
5- ترجمته في تهذيب الكمال 347/1 و «سيلان» رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل و م. و الصواب ما أثبت.

محمّد بن عمرو بن علقمة، عن أبيه، عن جده، عن علقمة بن (1) وقاص أن عائشة قالت:

حضرت أبي و هو يموت و أنا جالسة عند رأسه، فأخذته غشية، فتمثّلت ببيت من الشعر:

من لا يزال دمعه مقنّعا *** فإنه لا بد مرة مدفوق

قال: فرفع رأسه فقال: يا بنية ليس كذاك، و لكن كما قال اللّه تبارك و تعالى:

وَ جٰاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذٰلِكَ مٰا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا رشأ المقرئ، أنا الحسن بن إسماعيل المصري، نا أحمد بن مروان، نا إبراهيم بن دازيل، نا حجّاج بن المنهال، نا الحكم بن عطية، نا محمّد بن سيرين.

أن أم المؤمنين عائشة كانت عند أبي بكر و هو في الموت فقالت:

أ ماويّ ما يغني الثراء عن الفتى *** إذا حشرجت يوما و ضاق بها الصدر

فقال أبو بكر: لا، هكذا قولي: وَ جٰاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذٰلِكَ مٰا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ .

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (2)،أنا روح بن عبادة، نا هشام بن حسّان، عن بكر (3) بن عبد اللّه المزني، قال: بلغني أن أبا بكر الصدّيق لما مرض فثقل قعدت عائشة عند رأسه فقالت:

كل ذي إبل موروثها *** و كل ذي سلب مسلوب

فقال: ليس كما قلت يا بنتاه، و لكن كما قال اللّه: وَ جٰاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذٰلِكَ مٰا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ .

ص: 427


1- بالأصل:«أبي» خطأ، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 61/4.
2- طبقات ابن سعد 197/3.
3- بالأصل و م: بكير، خطأ، و الصواب ما أثبت عن ابن سعد، و انظر ترجمته في سير الأعلام 532/4.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا أحمد بن يوسف، نا أبو عبيد، نا أبو النّضر (1)،عن سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس.

أن أبا بكر الصدّيق قال لعائشة و هي تمرضه: و اللّه لقد كنت حريصا على أن أوفّر في المسلمين على أني قد أصبت من اللحم و اللبن فانظري ما عندنا فأبلغيه عمر، قالت:

و ما كان دينار و لا درهم، ما كان إلاّ خادم و لقحة و محلب، فلما رجعوا من جنازته أمرت به عائشة إلى عمر، فقال: رحم اللّه أبا بكر، لقد أتعب من بعده.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (2)،أنا عمرو بن عاصم الكلابي، نا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس قال:

أطفنا بغرفة أبي بكر الصدّيق في مرضته (3) التي قبض فيها، قال: فقلنا: كيف أصبح أو كيف أمسى خليفة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ؟ فاطّلع علينا اطّلاعة فقال: أ لستم ترضون بما أصنع ؟ قلنا: بلى، قد رضينا، قال: و كانت عائشة هي تمرّضه، قال: فقال: أما إني كنت حريصا على أن أوفّر في المسلمين (4) فيأهم مع أني قد أصبت من اللحم و اللبن، فانظروا إذا رجعتم مني، فانظروا ما كان عندنا فأبلغيه (5) عمر، قال: فذاك حيث عرفوا أنه استخلف عمر، قال: و ما كان عنده دينار (6) و لا درهم، ما كان إلاّ خادم و لقحة و محلب، فلما رأى ذلك عمر يحمل إليه قال: يرحم اللّه أبا بكر، لقد أتعب من بعده.

قال: و أنا ابن سعد (7)،أنا عبد اللّه بن نمير (8)،و محمّد بن عبيد، عن عبيد اللّه بن عمر، عن عبد الرّحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة أن أبا بكر حين حضره الموت قال: إنّي لا أعلم عند أبي بكر من هذا المال شيئا غير هذه اللقحة و غير هذا الغلام الصيقل، كان يعمل سيوف المسلمين و يخدمنا، فإذا أنا متّ فادفعيه إلى

ص: 428


1- بالأصل و م:«أبو النصر» و الصواب ما أثبت، و هو أبو النضر هاشم بن القاسم يروي عن سليمان بن المغيرة، انظر تهذيب الكمال 103/8-104.
2- طبقات ابن سعد 192/3-193.
3- عن ابن سعد، و بالأصل و م: مرضه.
4- ابن سعد: للمسلمين.
5- ابن سعد: فأبلغوه.
6- عن م و ابن سعد و بالأصل: دينارا.
7- طبقات ابن سعد 192/3.
8- عن م و ابن سعد، و بالأصل: بكير.

عمر، فلما دفعته إلى عمر قال: رحم اللّه أبا بكر لقد أتعب من بعده.

قال: و ثنا ابن سعد (1)،أنا يزيد بن هارون، أنبأ ابن عون، عن محمّد قال: توفي أبو بكر الصدّيق عليه و ستة ألف درهم كان أخذها من بيت المال، فلما حضرته الوفاة قال: إن عمر لم يدعني حتى أصبت من بيت المال ستة آلاف (2) درهم، و إن حائطي الذي بمكان كذا و كذا فيها، فلما توفي ذكر ذلك لعمر فقال: يرحم اللّه أبا بكر، لقد أحبّ أن لا يدع لأحد بعده، مقالا: و أنا والي الأمر بعده، و قد رددتها عليكم.

أنبأناه أبو الفتح [أحمد بن محمّد بن أحمد سعيد الحداد.

و أخبرنا (3) أبي عبد اللّه أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد الحلواني المروزي عنه، أنا أبو علي] (4) أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن يزداد، أنا عبد اللّه بن جعفر بن أحمد بن فارس، أنا أحمد بن يونس بن المسيّب الضّبّي، نا محاضر قال: ثنا الأعمش، عن شقيق بن سلمة، عن مسروق، عن عائشة قالت:

قال أبو بكر: انظروا إلى ما زاد من مالي مذ دخلت في هذه الإمارة فردّوه إلى الخليفة من بعدي، فإنّي قد كنت أسلخه جهدي إلاّ الودك (5) فإنّي قد كنت أصبت منه نحوا مما كنت أصبت من التجارة، قالت: فنظرنا فوجدنا زاد فيه ناضح و غلام نوبي كان يحمل صبيا له، قال: فأرسلت به إلى عمر، قالت: فأخبرني جدي أنه بكى ثم قال:

رحم اللّه أبا بكر لقد أتعب من بعده إتعابا شديدا.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، و أبو يعلى حمزة بن علي البزار، قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان، نا محمّد بن الحسن الحبيبي، نا الفضل بن دكين، عن القاسم - يعني ابن معين - عن منصور قال: لا أعلمه إلاّ عن شقيق بن سلمة قال: لما جاءت الوصية إلى عمر بن الخطاب وصية أبي بكر قال: يرحمه اللّه لقد أتعب من بعده.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا عيسى بن

ص: 429


1- طبقات ابن سعد 193/3.
2- عن ابن سعد، و بالأصل و م: ألف.
3- بالأصل:«و أخبرنا أبي عبد اللّه أبو المعالي...» صوبنا السند عن مشيخة ابن عساكر ص 89/ب.
4- ما بين معكوفتين سقط من م.
5- الودك: هو دسم اللحم، و دهنه الذي يستخرج منه.

علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا داود بن عمر، و ثنا عبد الجبار بن الورد، عن ابن أبي مليكة، قال: قالت عائشة.

لما حضر أبي دعاني فقال: يا بنية إنّي كنت أتجر قريش و أكثرهم مالا، فلما شغلتني الإمارة رأيت إن أصبت من المال، فذكر داود كلمتين أو ثلاثة (1) لم أحفظه أنا ثم قال: العباءة القطوانية و حلاب، و عبد، فإذا قبضت فاستدعي (2) به إلى ابن الخطاب، يا بنية (3) ثيابي هذه تكفّينني فيها قالت: فبكيت، و قلت: يا أبت نحن أيسر ذلك قال: غفر اللّه لك، و هل ذلك إلاّ للمهل قالت: فلما مات بعثت بذلك إلى ابن الخطاب، فقال:

يرحم اللّه أباك، لقد أحب أن لا يترك لقائل قالا.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا إبراهيم بن محمّد الرازي، نا ابن أبي عمر، عن ابن عيينة، عن الزهري قال:

توفي أبو (4) بكر يوم الجمعة لسبع ليال بقين من جماد الآخرة سنة ثلاث عشرة، و كانت ولايته سنتين و ثلاثة أشهر، و كان أوصى أن تغسله أسماء ابنة عميس، فلما مات حمل (5) على السرير الذي كان ينام عليه النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و دفن في بيت عائشة مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و كان قال لعائشة: انظري يا بنية فما زاد في مالي أبي بكر مذ ولينا هذا الأمر فردّيه على المسلمين، فو اللّه ما نلنا من أموالهم إلاّ ما أكلنا في بطوننا من جريش طعامهم، و لبسنا على ظهورنا من أخشن ثيابهم. فنظرت فإذا بكر و جرد قطيفة لا يساوي خمسة دراهم و حبشية، فلما جاء بها الرسول إلى عمر بن الخطاب قال له عبد الرّحمن بن عوف: يا أمير المؤمنين أ تسلب (6) هذا ولد أبي بكر؟، فقال: كلا و رب الكعبة لا يتأتم بها أبو بكر في حياته و أتحملها بعد موته، رحم اللّه أبا بكر لقد كلّف من بعده تعبا طويلا.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، أنبأ بهلول بن إسحاق بن بهلول، نا أبي أبو شيبة، عن عبد الرّحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة.

ص: 430


1- كذا بالأصل و م، و الصواب: ثلاثا.
2- كذا بالأصل، و في م:«فأسرعي» و هذا أشبه.
3- عن م و بالأصل: فأتينه.
4- عن م و بالأصل: أبي.
5- في م: حمله.
6- عن م و بالأصل: انشلب.

أن أبا بكر كفّن في ثلاثة أثواب بيض سحول و نمرة كانت له قام بها أن تغسل و أن يكفن فيها، و قال: الحي أحوج إلى الجديد من الميت.

كذا فيه، و صوابه نا أبي، نا أبي لأنّ إسحاق بن بهلول بن حسان إنّما يروي عن أبيه بهلول بن حسان، عن أبي شيبة إبراهيم بن عثمان.

أخبرنا أبو محمّد السيدي (1)،أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا الحاكم أبو أحمد، أنا محمّد بن مروان، نا هشام، نا سعيد، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت:

لما اشتدّ مرض أبي بكر و أغمي عليه فأفاق قال: أيّ يوم توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ؟ قلت: يوم الاثنين، قال: إنّي لأرجو (2) من اللّه - عز و جل - ما بيني و بين الليل فمات ليلة الثلاثاء، و دفن قبل أن يصبح، قالت: و قال: و في كم كفّنتم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ؟ قال: كفّناه في ثلاثة أثواب بيض يمانية ليس فيها قميص و لا عمامة، فقال: اغسلي ثوبي هذا، و به ردع (3) من زعفران أو مشق (4) و اجعلوه مع ثوبين جديدين. قلت: إنه خلق، قال: الحيّ أحوج إلى الجديد من الميت، إنّما هو للمهلة.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص الفلاّس، نا عثمان بن عثمان الغطفاني، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت:

قال لي أبو بكر في مرضه: أيّ شيء اليوم ؟ قلت: الاثنين، قال: ففي أيّ يوم قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ؟ قلت: في يوم الاثنين، قال: أرجو فيما بيني و بين الليل، قالت:

فقبض في الليلة الثالثة، و دفن في ليلته.

كذا قال، و الصواب ليلة الثلاثاء كما تقدم.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، و أبو المعالي ثعلب بن جعفر، قالا: أنبأ عبد الدائم بن الحسن، أنبأ عبد الوهّاب بن الحسن، أنا أبو العبّاس بن الزّفتي، نا

ص: 431


1- في م: السري، تحريف.
2- عن م و بالأصل: لا أرجو.
3- ردع من زعفران أي لطخ لم يعمه كله.
4- المشق: بالكسر، المغرة.

أحمد بن أبي الحواري، نا أبو معاوية، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت (1):

قال أبو بكر حين ثقل: أيّ يوم هذا؟ قلنا: يوم الاثنين، قال: فأي يوم مات رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ؟ قلنا: يوم الاثنين، قال: فإنّي أرجو إما بيني و بين الليل، قالت: كان عليه ثوب قميص (2) ردع من مشق كنا نمرّضه فيه، فقال: إذا أنا متّ فاغسلوا ثوبي هذا، ثم ضموا إليه ثوبين جديدين فكفّنوني بها، قلت: أ لا تجعلها جددا كلها؟ قال: لا، إنّما هو للمهلة، الحيّ أحوج إلى الجديد من الميت، فمات ليلة الثلاثاء.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن عبد الوهّاب، أنا الحسن بن غالب بن علي، قالا: أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد، نا جعفر الفريابي، ثنا العبّاس بن الوليد النرسي (3)،نا حمّاد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن عروة، عن عائشة.

أن أبا بكر قال لعائشة: في أيّ يوم مات النبي صلى اللّه عليه و سلّم ؟ فقالت (4):يوم الاثنين، فقال:

أيّ يوم هذا؟ قالت (5):يوم الاثنين، قال: ما شاء اللّه، أرجو فيما بيني و بين الليل، ثم قال لها: فبم كفنتموه ؟ قالت: في ثلاثة أثواب سحول يمانية ليس فيها قميص و لا عمامة، فقال أبو بكر: اغسلي ثوبي و به ردع زعفران أو مشق و اجعلوا معه ثوبين آخرين، فقالت عائشة: يا أبت هذا خلق، فقال: إنّ الحي أحق بالجديد، و قال: إنّما هو للمهلة، فمات أبو بكر ليلة الثلاثاء، فدفن ليلا.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين.

و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الفضل عبيد اللّه (6) بن عبد الرّحمن الزهري، قالا: أنا حمزة بن القاسم، نا عبد اللّه بن أبي علي بن الحاجب، نا إسحاق بن بشر، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن ابن أبزى، في

ص: 432


1- عن م و بالأصل: قال.
2- كذا بالأصل و في م: فقط .
3- بالأصل:«السرسى رسى» و في م:«السرسى رسى» و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 27/11.
4- بالأصل: فقال... قال.
5- بالأصل: فقال... قال.
6- عن م و بالأصل: عبد اللّه، انظر ترجمته في سير الأعلام 392/16.

قوله تعالى: يٰا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ اِرْجِعِي إِلىٰ رَبِّكِ رٰاضِيَةً مَرْضِيَّةً (1)،قال: قال أبو بكر ما أحسبها يا رسول اللّه قال: فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«أما إنها ستقال لك يا أبا بكر»[6454].

رواها أشعث (2)القمّي عن جعفر، فقال عن سعيد بن جبير.

أخبرناها أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنا محمّد بن علي بن الفتح، ثنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن إسماعيل بن سمعون - إملاء - أنا أبو بكر محمّد بن يونس المطرّز، نا محمّد بن أحمد بن نصر، ثنا يزيد بن مهب، نا يحيى بن يمان، نا أشعث، عن جعفر - هو ابن أبي المغيرة القمّي - عن سعيد - هو ابن جبير - قال: قرئت عند النبي صلى اللّه عليه و سلّم يٰا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ قال أبو بكر: يا رسول اللّه إنّ هذا لحسن، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«أما إن الملك سيقولها لك عند الموت»[6455].

أخبرنا أبو عمر محمّد بن محمّد بن القاسم، و أبو الفتح المختار بن عبد الحميد، و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين، و أبو بكر مجاهد بن أحمد بن محمّد المجاهدي، قالوا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفّر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن حموية، أنا إبراهيم بن خريم (3)،نا عبد بن حميد، أنا عبد الرّزّاق، أنا معمر، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال:

سأل أبو بكر عائشة: في كم كفّن النبي صلى اللّه عليه و سلّم ؟ قالت: في ثلاثة أثواب، قال: و أنا فكفنوني في ثلاثة أثواب، ثوبي مع ثوبين آخرين، و اغسلوه كثوبه الذي كان يلبس، فقالت عائشة: أ لا نشتري لك جديدا؟ قال: لا، الحي أحوج إلى الجديد، إنما هو للمهلة - يعني ما يخرج منه - ثم قال: أيّ يوم مات رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ؟ قالت: يوم الاثنين، قال: أيّ يوم هذا؟ قالت: يوم الاثنين، قال: إنّي لأرجو إلى الليل، فتوفي حين أمسى، فدفن ليلته قبل أن يصبح.

أخبرنا أبو المظفّر القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى الموصلي، نا إبراهيم، نا حمّاد، عن هشام بن عروة، عن عروة، عن عائشة.

ص: 433


1- سورة الفجر، الآيتان:27-28.
2- بالأصل و م: أشعب، تحريف و الصواب ما أثبت، انظر ترجمة جعفر بن أبي المغيرة في تهذيب الكمال 441/3 روى عنه: أشعث بن إسحاق الأشعري القمي.
3- بالأصل:«حزيم» و في م:«خريم» و هو ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 486/14.

أن أبا بكر قال لعائشة: في أيّ يوم مات رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ؟ فقالت (1):في يوم الاثنين، فقال: أيّ يوم هذا؟ قالت: يوم الاثنين، فقال: ما شاء اللّه، أرجو فيما بيني و بين الليل، و قال لهم: فيما كفنتموه ؟ فقالت: في ثلاثة أثواب سحول يمانية بيض ليس فيها قميص و لا عمامة، فقال أبو بكر: اغسلوا ثوبي هذا، و به ردع من زعفران، أو مشق و معه ثوبين آخرين، فقالت عائشة: يا أبت هذا خلق، فقال: إنّ الحي أحق بالجديد، فقال: إنّما هو للمهلة، و كان عبد اللّه بن أبي بكر أعطاهم حلّة حبرة فأدرج فيها ثم أخرج منها، فكفّن في ثلاثة أثواب سحول يمانية بيض، فوجد عبد اللّه الحلّة فقال: لأكفنن نفسي في شيء مس جلد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، ثم قال بعد ذلك: لا و اللّه لا أكفّن نفسي في شيء منعه اللّه و رسوله أن يكفن فيه، فمات أبو بكر ليلة الثلاثاء، و دفن ليلا.

قال: و أنا أبو يعلى، نا العبّاس بن الوليد القرشي، نا وهيب، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: دخلت على أبي فرأيت به الموت، فقلت: هج هج:

من لا يزال دمعه مقنّعا *** فإنه مرة [لا بدّ] (2) مدفوق

قال: لا تقولي هذا، و لكن قولي: جٰاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذٰلِكَ مٰا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ ،ثم قال: في أيّ يوم توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ؟ قال: قلت: يوم الاثنين، قال: أرجو فيما بيني و بين الليل، فلم يمس حتى مات (3)ليلة الثلاثاء، فدفن قبل أن يصبح، قالت:

و قد قال قبل ذلك: في كم كفّن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ؟ قلت: في ثلاثة أثواب بيض سحولية ليس فيها قميص و لا عمامة، فنظر إلى ثوب كان يمرض فيه، فيه ردع من زعفران أو مشق، فقال: اغسلوا ثوبي هذا، فزيدوا عليه ثوبين و كفنوني فيها، قالت: قلت: إنّ هذا خلق، قال: الحي أحقّ بالجديد من الميت، إنما هو للمهنة (4).

أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا عبد الأعلى - هو ابن حمّاد النرسي (5)-نا وهيب بن

ص: 434


1- في م: فقلت.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و زيادته لازمة - عن رواية سابقة للبيت - لاستقامة الوزن.
3- العبارة:«فلم يمس حتى مات» غير مقروءة بالأصل و هو ما رأيناه مناسبا، و في م مكانها: قال: فلم يتوفى حتى أمسى ليلة الثلاثاء.
4- كذا بالأصل و م هنا، و مرّ في أكثر من رواية: للمهلة.
5- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل و م و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 28/11.

خالد، فذكر بإسناده مثله إلاّ أنه زاد قال: فأيّ يوم هذا؟ قلت: يوم الاثنين، فقال: من ليلة الثلاثاء، و قال: في كم كفّنتم، و قال: للمهلة، و لم يقل: بيض، و الباقي مثله.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا أبو معاوية، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: لما ثقل أبو بكر قال: أيّ يوم هذا؟ قلنا: يوم الاثنين، قال: فأي يوم قبض فيه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، قالت: قبض يوم الاثنين، قال: فإني أرجو ما بيني بين الليل، قالت:

و كان عليه ثوب به ردع من مشق، فقال: إذا أنا مت فاغسلوا ثوبي هذا، و ضمّوا إليه ثوبين جديدين فكفّنوني في ثلاثة أثواب، فقلنا: أ فلا نجعلها جددا كلها؟ قال: فقال:

لا، إنما هو للمهلة، قالت: فمات ليلة الثلاثاء.

كتب إليّ أبو بكر عبد الغفار بن محمّد الشيروي (1).

و أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن حبيب العامري (2)،و أبو سعيد برغش (3)بن عبد اللّه عنه، أنا أبو سعيد الصيرفي، نا الأصمّ ، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، أنبأ مالك بن أنس (4)،عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلّم أنها قالت:

لما اشتدّ مرض أبي بكر بكيت و أغمي عليه، فقلت:

من لا يزال دمعه مقنعا *** فإنه مرة [لا بدّ] (5)مدفوق

قالت: فأفاق أبو بكر، فقال: ليس كما قلت يا بنية، و لكن: جٰاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذٰلِكَ مٰا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ ،ثم قال: أيّ يوم توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ؟ قال:

فقلت: يوم الاثنين، قالت: فقال: فأي يوم هذا؟ فقلت: يوم الاثنين، قال: فإنّي أرجو من اللّه ما بيني و بين الليل، قالت: فمات ليلة الثلاثاء، قالت: فدفن قبل أن يصبح، قالت: و قال: في كم كفّنتم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ؟ فقالت: كنا كفناه في ثلاثة أثواب سحولية

ص: 435


1- بالأصل و م: الشيروني، و المثبت عن مشيخة ابن عساكر ص 121/أ.
2- مشيخة ابن عساكر ص 189/ب.
3- بالأصل و م: برعش، و المثبت عن مشيخة ابن عساكر 32/ب و كناه: أبو منصور.
4- في م: أنا أنس بن عياض.
5- زيادة لا بدّ منها للوزن.

جدد بيض ليس فيها قميص و لا عمامة، قالت: فقال لي: اغسلوا ثوبي هذا و به ردع زعفران أو مشق و اجعلوا معه ثوبين جديدين، فقالت عائشة: إنه خلق، فقال لها: الحي أحوج إلى الجديد من الميت، إنّما هو للمهلة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أحمد الدينوري (1)،نا علي بن عمر بن محمّد بن الحسن - إملاء - أنا عبد العزيز بن الحسن، نا يحيى - و هو ابن صاعد - نا عبد اللّه بن عمر بن سليمان، نا أبو العوّام أحمد بن يزيد الرياحي، نا يحيى، ثنا عمر بن إبراهيم الهاشمي عن موسى بن عبد الملك بن عمير، عن أبيه، عن أسيد بن صفوان - و في حديث آخر و كان قد أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلّم أنه سمع عليا يقول: كان أبو بكر الصدّيق خدن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و إلفه و أنيسه و مستراحه و (2)و موضع سره، و مشاورته و خليفته.

أنبأنا أبو علي محمّد بن محمّد بن عبد العزيز بن المهدي.

و أخبرنا عنه أبو طاهر إبراهيم بن الحسن بن طاهر الحموي عنه، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد العتيقي، سنة سبع و ثلاثين و أربع مائة، نا عمر بن محمّد الزيات (3)،نا عبد اللّه بن الصقر، نا الحسن بن موسى، نا محمّد بن عبد اللّه الطّحّان، حدّثني أبو طاهر المقدسي، عن عبد الجليل المزني، عن حبّة العرني، عن علي بن أبي طالب قال:

لما حضرت أبا (4)بكر الوفاة أقعدني عند رأسه و قال لي: يا علي إذا أنا متّ فغسلني بالكفّ الذي غسلت به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و حنّطوني و اذهبوا بي إلى البيت الذي فيه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فاستأذنوا فإن رأيتم الباب قد يفتح فادخلوا بي، و إلاّ فردّوني إلى مقابر المسلمين حتى يحكم اللّه بين عباده، قال: فغسل و كفّن و كنت أول من يأذن إلى الباب، فقلت: يا رسول اللّه هذا أبو بكر مستأذن، فرأيت الباب قد تفتح، و سمعت قائلا يقول: ادخلوا الحبيب إلى حبيبه، فإن الحبيب إلى الحبيب مشتاق.

هذا منكر و راويه (5)أبو الطاهر موسى بن محمّد بن عطاء المقدسي، و عبد الجليل

ص: 436


1- مشيخة ابن عساكر ص 146/أ.
2- الكلمة غير واضحة بالأصل و م.
3- عن م و بالأصل: الرياب.
4- عن م و بالأصل: أبي.
5- عن م و بالأصل: رواية.

مجهول، و المحفوظ : أن الذي غسّل أبا بكر امرأته أسماء بنت عميس.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، ثنا محمّد بن سعد (1)،أنا معاذ بن معاذ، و محمّد بن عبد اللّه الأنصاري، قالا: ثنا أشعث (2)،عن عبد الواحد بن سبرة (3)،عن القاسم بن محمّد: أن أبا بكر الصّدّيق أوصى أن تغسله امرأته أسماء، فإن عجزت أعانها ابنها منه محمّد.

قال محمّد بن عمر: و هذا وهل، و قال محمّد بن سعد: هذا خطأ.(4) أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر المقرئ، أنا علي بن أحمد بن أبي قيس الرّفّاء.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو منصور بن عبد العزيز، أنا أبو الحسن (5)بن بشران، أنا أبو الحصين الأشناني، قالا: نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا شجاع بن مخلد، نا هشيم (6)،عن ابن أبي مليكة: أن أبا بكر أوصى أن تغسله أسماء بنت عميس، و يعينها عبد الرّحمن بن أبي بكر.

قال: و ثنا شجاع، أنا هشيم (7)،أنا إسماعيل بن أبي خالد، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبي بكر بن حفص بن عمر بن سعد أن أبا بكر أوصى أن تغسله امرأته أسماء بنت عميس، و عزم عليها أن تفطر ليكون أقوى لها، ففعلت، فلما كان من آخر النهار دعت بماء، فأفطرت عليه، و قالت: لا أتبعه سائر اليوم حنثا.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن

ص: 437


1- طبقات ابن سعد 203/3.
2- عن ابن سعد و بالأصل و م: أشعب.
3- كذا بالأصل و م، و في ابن سعد: صبرة.
4- قبله ورد في م و قد سقط من الأصل: و تمام روايته: قال: و أنا محمد بن عمر نا ابن جريج عن عطاء قال: أوصى أبو بكر أن يغسله امرأته أسماء بنت عميس فإن لم تستطع استعانت بعبد الرّحمن بن أبي بكر. قال محمد بن عمر: و هذا الثبت (في م: البيت) و كيف يعينها محمد ابنها و إنما ولدته بذي الحليفة في حجة الوداع سنة عشر، و كان له يوم توفي أبو بكر ثلاث سنين أو نحوها. (انظر طبقات ابن سعد 203/3-204).
5- في م: أبو الحسين.
6- عن م و بالأصل: هشام.
7- عن م و بالأصل: هشام.

مندة، أنا محمّد بن أحمد السلمي، و محمّد بن مالك المروزي، قالا: أنا حمّاد بن أحمد بن حمّاد، نا عمر بن إبراهيم بن خالد بن بهرام، عن إسماعيل بن عيّاش، عن عبد الملك بن عمير، عن أسيد بن صفوان، و كان قد أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلّم، فلما قبض أبا بكر و سجّوه ارتجّت المدينة بالبكاء كيوم قبض النبي صلى اللّه عليه و سلّم، فذكر الحديث بطوله.

و روي عن عمر بن إبراهيم، عن عبد الملك من غير ذكر إسماعيل بن عيّاش.

أخبرناه أبو القاسم علي بن إبراهيم، ثنا أبو بكر الخطيب، أنا علي بن القاسم بن الحسن الشاهد - بالبصرة - نا أبو الحسن علي بن إسحاق بن محمّد بن البختري المادرائي (1)،نا علي بن حرب الطائي، نا دلهم بن يزيد، نا العوّام بن حوشب، عن عمر بن إبراهيم الهاشمي، عن عبد الملك بن عمير، عن أسيد بن صفوان، و كانت له صحبة لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، قال:

لما كان اليوم الذي قبض فيه أبو بكر ارتجّت المدينة بالبكاء، و دهش الناس كيوم قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و جاء علي بن أبي طالب باكيا مسرعا و هو يقول: اليوم انقطعت خلافة النبوة، حتى وقف على البيت الذي فيه أبو بكر مسجّى، فقال: رحمك للّه يا أبا بكر، كنت أوّل القوم إسلاما، و أكملهم إيمانا، و أخوفهم للّه، و أشدّهم يقينا، و أعظمهم غنى، و أحوطهم على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و أحد بهم على الإسلام، و آمنهم على أصحابه، و أحسنهم صحبة و أفضلهم مناقب، و أكثرهم سوابق، و أرفعهم درجة، و أقربهم من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم مجلسا، و أشبههم به هديا و خلقا و سمتا (2)و فعلا، و أشرفهم منزلة، و أكرمهم عليه، و أوثقهم عنده، فجزاك اللّه عن الإسلام و عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم خيرا، صدّقته حين كذّبوه، فسمّاك اللّه صدّيقا، فقال: وَ الَّذِي جٰاءَ بِالصِّدْقِ (3)محمّد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، وَ صَدَّقَ بِهِ (4)أبو بكر الصدّيق. أعطيته حين بخلوا، و قمت معه حين قعدوا، و صحبته بأحسن الصحبة، ثاني اثنين صاحبه، و المنزل عليه السكينة (5)،و رفيقه في الهجرة، و مواطن الكره خلفته في أمّته أحسن خلافة حين ارتدّ الناس، و قمت بدين اللّه قياما لم يقمه خليفة نبي، قويت حين ضعف أصحابه، و نهضت حين وهنوا، و لزمت

ص: 438


1- بالأصل:«المادراني» و في م:«المادري» و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 334/15.
2- السمت: الطريق، و حسن القصد.
3- سورة الزمر، الآية:33.
4- سورة الزمر، الآية:33.
5- عن م و بالأصل: للسكينة.

منهاج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، كنت خليفته حقا، لم تنازع، و لم تصدّ بزعم المنافقين، و صغر الفاسقين، و غيظ الكافرين، و كره الحاسدين، قمت بالأمر حين فشلوا، و نطقت حين تقبّضوا، و مضيت بنور اللّه إذ وقفوا و اتّبعوك فهدوا، و كنت أخفضهم صوتا، و أعلاهم فوقا (1)،و أطولهم صمتا و أصوبهم نطقا، و أبلغهم كلاما، و أكثرهم أناة و أشرحهم قلبا، و أشدّهم نفسا، و أسدّهم (2)عقلا، و أعرفهم بالأمور، كنت أولا حين تفرق عنه، و آخرا حين فشلوا، كنت للمؤمنين أبا رحيما، صاروا عليك عيالا، تحملت أثقال ما عنه ضعفوا، و حفظت ما أضاعوا، و رعيت ما أهملوا، و علوت إذ هلعوا (3)،و صبرت إذ جزعوا، فأدركت آثار ما طلبوا، و نالوا بك ما لم يحتسبوا، كنت على الكفار عذابا واصبا، و للمسلمين غناء و حصنا، فطرت بغنائها، و ذهبت (4)بفضائلها، و أحرزت سوابقها، لم تقلل حجّتك، و لم يزغ قلبك، و لم تضعف بصيرتك، و لم تجبن نفسك كنت كالجبل لا تحركه العواصف و لا تزيله القواصف، كنت كما قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم آمن الناس في صحبتك و ذات يدك، عونا في أمر اللّه، متواضعا في نفسك، عظيما عند اللّه، خليلا في الأرض كبيرا عند المؤمنين، لم يكن لأحد فيك مطمع، و لا لقائل مغمز و لا لأحد عندك هوادة. الضعيف الذليل عندك قوي حتى تأخذ له بحقه، و القويّ العزيز عندك ذليل حتى تأخذ منه الحق، فالعزيز و الضعيف عندك سواء في ذلك، شأنك الحق و الرفق، قولك حق و حتم و أمرك احتياط و حزم.

أقلعت و قد نهج (5)السبيل، و سهل العسير، و أطفئت النيران، و قوي الإسلام، فظهر أمر اللّه و لو كره المشركون، سبقت و اللّه سبقا بعيدا، و أتبعت من بعدك إتعابا شديدا، و فزت بالحق فوزا مبينا، فإنّا للّه و إنا إليه راجعون، رضينا عن اللّه قضاءه، و سلمنا له أمره، لن يصاب (6)المسلمون بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بمثلك، أبدا كنت للدين عزا و كهفا، و للمسلمين حصنا، و على المنافقين غيظا، فالحمد للّه، لا حرمنا اللّه أجرك، و لا أضلّنا بعدك.

ص: 439


1- الفوق موضع الوتر من السهم، استعاره و عنى أنك أكثرهم حظا و نصيبا من الدين.
2- أسدّ: أصاب السداد، أو طلبه، و السداد: الاستقامة، و الصواب من القول و العمل.(القاموس).
3- عن م و الكلمة غير واضحة بالأصل.
4- عن م و بالأصل: و وهبت.
5- عن م، و اللفظة غير واضحة بالأصل. و نهج السبيل: وضح.
6- عن م و بالأصل: أن تصاب.

و سكت القوم حتى انقضى كلامه، و بكوا و قالوا: صدقت يا ابن عم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.

ح و أخبرناه أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو منصور محمّد بن أحمد بن شكرويه، أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد، نا الحسين بن (1)إسماعيل، المحاملي، نا أحمد بن منصور زاج (2)ثنا أحمد بن مصعب، نا عمر بن إبراهيم بن خالد القرشي، عن عبد الملك بن عمير (3)،عن أسيد (4)بن صفوان، و كان قد أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلّم، قال:

لما قبض أبو بكر و سجّي عليه ارتجّت المدينة بالبكاء، كيوم قبض النبي صلى اللّه عليه و سلّم، فجاء علي مسرعا مسترجعا، و هو يقول: اليوم انقطعت خلافة النبوة، حتى وقف على باب البيت الذي فيه أبو بكر، و أبو بكر مسجى، فقال: رحمك اللّه يا أبا بكر، كنت إلف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و أنيسه، و مستراحه، و ثقته و موضع سره و مشورته، كنت أوّل القوم إسلاما، و أخلصهم إيمانا، و أشدّهم يقينا، و أخوفهم للّه عز و جل، و أعظمهم غنى في دين اللّه و أحوطهم على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و أحدبهم على الإسلام، و آمنهم على أصحابه، و أحسنهم صحبة، و أكثرهم مناقبا، و أفضلهم شورى، و أرفعهم درجة، و أقربهم وسيلة، و أشبههم برسوله صلى اللّه عليه و سلّم هديا و سمتا و رحمة و فضلا، أشرفهم منزلة، و أكرمهم عليه و أوفقهم عنده، فجزاك اللّه عن الإسلام و عن رسوله صلى اللّه عليه و سلّم خيرا، كنت عنده بمنزلة السمع و البصر، صدّقت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم حين كذّبه الناس، سمّاك اللّه في تنزيله صدّيقا، فقال:

وَ الَّذِي جٰاءَ بِالصِّدْقِ محمد وَ صَدَّقَ بِهِ أبو بكر، و واسيت حين بخلوا، و قمت معه عند المكاره و حين عنه قعدوا، و صحبت معه في الشدة أكرم الصحبة، ثاني اثنين و صاحبه في الغار، و المنزل عليه السكينة و رفيقه في الهجرة، و خليفته في دين اللّه، و أمته أحسن الخلافة حين ارتدّ الناس، و قمت بالأمر ما لم يقم به خليفة نبي، فنهضت حين وهن أصحابك، و برزت حين استكانوا، و قويت حين ضعفوا، و لزمت منهاج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إذ همّوا. كنت خليفة حقا لم تنازع و لم تصدع بزعم المنافقين، و كبت

ص: 440


1- بالأصل و م:«الحسين و إسماعيل» تحريف، و الصواب ما أثبت، انظر الحاشية التالية.
2- بالأصل و م: راح، و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 268/1 روى عنه الحسين بن إسماعيل المحاملي... روى عن أحمد بن مصعب الخراساني.
3- بالأصل: عمر، و المثبت عن م.
4- بالأصل و م:«أسد»، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ في الرواية السابقة.

الكافرين، و كره الحاسدين، و صغر الفاسقين، و غيظ الباغين، و قمت بالأمر حين فشلوا، و نطقت إذ تعففوا، مضيت بالفوز إذ وقفوا، و اتبعوك فهدوا، كنت أخفضهم صوتا، و أعلاهم فوقا، و أقلهم كلاما و أصوبهم منطقا، و أطولهم صمتا و أصوبهم قولا، و أكثرهم رأيا و أشجعهم نفسا، و أعرفهم بالأمور، و أشرفهم عملا، كنت و اللّه للذين تغشونا أولا حين نفر عنه الناس، و آخرا حين أقبلوا، كنت للمؤمنين أبا رحيما حين صاروا عليك عيالا، فحملت أثقال ما ضعفوا، و رعيت ما أهملوا، و حفظت ما أضاعوا، و علمت ما جهلوا، فشمّرت إذ خفضوا، و علوت إذ خلعوا، و صبرت حين جزعوا، فأدركت أوتار ما طلبوا، و راجعوا رشدهم برأيك فظفروا، و نالوا بك ما لم يحتسبوا، كنت على الكافرين عذابا صبا و لهبا، و للمؤمنين رحمة و أنسا و حصنا، فطرت و اللّه بغنائها و فزت بخبائها، و ذهبت بفضائلها، و أدركت سوابقها، لم تقلّل حجتك، و لم تضعف بصيرتك، و لم تجبن نفسك، و لم يزغ قلبك (1)،كنت كالجبل لا تحركه العواصف، و لا تزيل العواصف، كما قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم آمن الناس عليه في صحبتك، و ذات يدك، و كنت كما قال ضعيفا في بدنك قويا في أمر اللّه، متواضعا في نفسك، عظيما عند اللّه، جليلا في أعين المؤمنين كبيرا في أنفسهم، لم يكن لأحد فيك مغمز، و لا لقائل فيك مهمز، و لا لأحد فيك مطمع، و لا لمخلوق عندك هوادة، الضعيف الذليل قوي عزيز حتى تأخذ بحقه، القوي العزيز عندك ضعيف حتى تأخذ منه الحق، القريب و البعيد عندك في ذلك سواء، أقرب الناس إليك أطوعهم للّه عز و جل و أتقاهم له، شأنك الحق و الصدق و الرفق، قولك حكم و حتم (2) و أمرك حلم و حزم (3)،و رأيك علم و عزم، فأقلعت و قد نهج السبيل، و سهل الطريق، و أطفئت النيران، و اعتدل بك الدين، و قوي بك الإيمان، و ثبت بك الإسلام، و المسلمون، فظهر أمر اللّه و لو كره الكافرون، فجليت عنهم فأبصروا، فسبقت و اللّه سبقا بعيدا، و أتعبت من بعدك إتعابا شديدا، و فزت بالخير فوزا مبينا، فجللت عن البكاء، و عظمت رتبتك في السماء، و جلت مصيبتك في الأنام، فإنا للّه و إنا إليه راجعون، رضينا عن اللّه بقضائه، و سلّمنا له أمره، فو اللّه لن يصاب (4) المسلمون بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بمثلك أبدا، كنت للدين عزا

ص: 441


1- بعدها بالأصل و م: و لم يحر، و المثبت يوافق الرواية السابقة.
2- بالأصل: وخيم، و المثبت عن م.
3- بالأصل و م:«و جزم» أثبتنا ما ورد في الرواية السابقة.
4- في م: تصاب.

و حرزا و كهفا، و للمؤمنين قية و حصنا و عينا، و على المنافقين غلظة و كظما و غيظا، فألحقك اللّه بنبيك و لا حرمنا أجرك، و لا أضلّنا بعدك، فإنا للّه و إنا إليه راجعون.

قال: و سكت الناس حتى انقضى كلامه، ثم بكوا حتى علت أصواتهم، فقالوا:

صدقت يا ختن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.

رواه أبو عمر حفص بن عمر الضرير المقرئ، عن أبي العوّام عمران بن داود القطان، عن أبي حفص المودودي، و هو عمر بن إبراهيم، عن عبد الملك.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي، أنا يحيى بن إسماعيل، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن، نا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع، نا إسماعيل بن عبد الملك بن الصغير (1) أو عبد (2) الواحد بن أيمن (3) المكي سمعا من أبي جعفر محمّد بن علي، قال: دخل علي على أبي بكر بعد ما سجّي قال: ما أحد ألقى اللّه بصحيفته (4) أحبّ إلي من هذا المسجّى (5).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنبأ أحمد بن مروان، نا إبراهيم الحربي، نا أبو نصر قال: سمعت الأصمعي يقول:

سمعت أبي يقول: سمعت جدي يقول:

وقفت عائشة على قبر أبيها فقالت: رحمك اللّه يا أبت، لقد قمت بالدين حين و هي سعيه (6)،و تفاقم صدعه، و رحبت جوانبه، و بغضت ما أصغوا إليه، شمرت فيما ونوا عنه، و استخففت من دنياك ما استوطنوا، و صغرت منها ما عظّموا، و لم تهضم دينك، و لم تنس غدك، ففاز عند المساهمة قدحك (7)،و خف مما استوزروا ظهرك حتى قرّرت الرءوس على كواهلها، و حقنت الدماء في أهبها - يعني في الأجساد - فنضّر اللّه

ص: 442


1- بالأصل:«الصغيرا» و المثبت عن م و تهذيب الكمال 196/2 و في تقريب التهذيب: الصفير بالمهملة و الفاء مصغرا.
2- «أو» غير واضحة بالأصل، و المثبت عن م.
3- بالأصل: أمين، تحريف، و الصواب عن م، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 115/12.
4- كذا بالأصل و م، و في مختصر ابن منظور 128/13 بصحبته.
5- الخبر في تاريخ الإسلام من طريق عبد الواحد بن أيمن و غيره (الخلفاء الراشدون:120).
6- بالأصل و م:«شعبه» و المثبت عن مختصر ابن منظور 128/13.
7- القدح: السهم الذي كانوا يستقسمون أو الذي يرمى به عن القوس.

وجهك يا أبت، فلقد كنت للدنيا مذلاّ بإدبارك عنها، و للآخرة معزّا بإقبالك عليها، و لكن أجلّ الزرايا بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم رزؤك و أكثر المصائب فقدك، فعليك سلام اللّه و رحمته غير قالية (1) لحياتك، و لا زارية على القضاء فيك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا الحسن بن علي القطان، نا إسماعيل بن عيسى، نا أبو حذيفة إسحاق بن بشر قال: و قال حسان بن ثابت في وفاة أبي بكر (2):

إذا تذكّرت شجوا من أخي ثقة *** فذاكر أخاك أبا بكر بما فعلا

خير البرية أوفاها (3) و أعدلها *** إلاّ النبي و أولاها بما حملا

و الصادق القول (4) و المحمود مشهده *** و أوّل الناس منهم صدّق الرسلا

قد عاش فينا جميل الرأي متبعا *** يهدي كهدي رسول اللّه ما انتقلا (5)

قال: و ثنا أبو حذيفة قال: و قال خفاف (6) بن ندبة السلمي يتلى (7) أبا بكر:

ليس لحي ما علمته بقاء *** و كل دنيا عمرها للفناء

و الملك في الأقوام مستودع *** عارية و الشرط فيه للأداء

و المرء يسعى و له راصد *** يسديه العين و باب العداء

يهزم أو يقتل أو قهر *** بشكوه سقم ليس فيها شفاء

إن أبا بكر هو الغيث إذ *** لم يزرع الجوزاء بقلا بماء

باللّه لا تدرك أيامه *** ذو ميزر ناش و لا ذو رداء

من يسع كي يدرك أيامه *** مجتهد الشدّ بأرض فضاء

ص: 443


1- مطموسة بالأصل و المثبت عن م.
2- الأبيات في ديوانه ط بيروت ص 174.
3- روايته في الديوان: أتقاها و أرأفها بعد النبي، و أوفاها بما حملا
4- في الديوان: التالي الثاني... طرّا صدق الرسلا.
5- روايته في الديوان: عاش حميدا لأمر اللّه متبعا بهدي صاحبه الماضي و ما انتقلا
6- بالأصل:«خباب بن بديه» و في م:«خفاف بن بد؟؟؟ ه» و الصواب ما أثبت انظر مختصر ابن منظور 128/13.
7- كذا رسمها بالأصل و م.

قال و بويع عمر بن الخطاب لسبع ليال بقين من جماد الآخرة سنة ثلاث عشرة.

أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف، أنا إبراهيم بن عمر الفقيه.

ح و أخبرنا أبو المعمر الأنصاري، أنا المبارك بن عبد الجبار، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن الحسن و إبراهيم بن عمر، قالا: أنا محمد بن العباس، أنا عبيد اللّه بن عبد الرحمن، نا عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة، حدثني أبو حاتم و عبد الرحمن عن الأصمعي: أن قوم خفاف بن ندبة ارتدوا، و أبى أن يرتد، و حسن ثباته على الإسلام، فقال في أبي بكر شعرا قوافيه ممدودة مقيدة:

ليس لشيء غير تقوى جداء (1) *** و كل خلق عمره للفناء

إن أبا بكر هو الغيث إذ *** لم تزرع الأمطار بقلا بماء

المصطفي الجرد (2) بأرسانها *** و الناعجات (3) المسرعات النجاء

و اللّه لا يدرك أيامه *** ذو طرة (4) ناش و لا ذو رداء

من يسع كي يدكر أيامه *** يجتهد الشّد (5) بأرض فضاء

الشّد: العدو.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل الضّرّاب، نا أحمد بن مروان المالكي، نا عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة، عن البجلي.

أن أبا بكر الصديق لما مات حمل على السرير الذي كان ينام عليه النبي صلى اللّه عليه و سلّم، و هو سرير عائشة من خشبتي ساج منسوج بالليف، فبيع في ميراث عائشة بأربعة آلاف (6)درهم، فاشتراه رجل من موالي معاوية فجعله للناس و هو بالمدينة، و صلّى عليه عمر بن الخطاب، و دفن مع النبي صلى اللّه عليه و سلّم في بيت عائشة و نزل في قبره: عمر، و عثمان، و طلحة، و عبد الرّحمن بن أبي بكر.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن علي بن

ص: 444


1- عن م و بالأصل: جلا.
2- صفة للخيل الكريمة، و فرس أجرد: قصير الشعر.
3- الناعجات هي من الإبل البيض الكريمة.
4- الطرة: طرة الثوب، و الرجل ذو الطرة أي ذو هيئة و هيبة و جمال.
5- في م: السدّ.
6- بالأصل و م: ألف.

أحمد بن عمر، نا علي بن أحمد بن أبي قيس.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث، أنا أبو منصور بن عبد العزيز، أنا أبو الحسين بن بشران، أنبأ أبو الحسن الأشناني، قالا: نا أبو (1) بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن سهل التميمي، نا عبد الرّزّاق، أنا - و في حديث الأكفاني: عن - معمر عن الزهري قال: صلّى على أبي بكر عمر بن الخطاب.

أخبرنا أبو محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو (2) بكر بن أبي الدنيا (3)،نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، نا معمر، عن الزهري، قال: صلى عليه عمر بن الخطاب، و دفن ليلا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (4)،أنا وكيع بن الجرّاح، عن حنظلة، عن القاسم بن محمّد قال: كفّن أبو (5) بكر في ريطتين، ريطة بيضاء، و ريطة ممصّرة، و قال: الحيّ أحوج إلى الكسوة من الميّت، إنّما هو لما يخرج من أنفه و فيه.

قال: و نا ابن سعد (6)،أنبأ محمّد بن عبد اللّه الأسدي، نا سفيان، عن عبد الرّحمن بن القاسم، عن أبيه أن أبا بكر كفّن في ثلاثة أثواب.

قال: و أنا ابن سعد (7)،أنا عبد الملك بن عمرو (8) أبو عامر العقديّ ، نا خالد بن إلياس، عن صالح بن أبي حسّان أن علي بن الحسين سأل سعيد بن المسيّب: أين صلّى على أبي بكر؟ فقال: بين القبر و المنبر، قال: من صلّى عليه ؟ قال: عمر، قال: كم كبّر عليه ؟ قال: أربعا.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني (9)،أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، حدّثني سليمان بن عبد الرّحمن، نا سفيان، عن

ص: 445


1- عن م و بالأصل: أبي.
2- بالأصل: أبي، تحريف، و الصواب عن م.
3- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
4- طبقات ابن سعد 204/3.
5- عن م و ابن سعد، و بالأصل: أبا.
6- طبقات ابن سعد 205/3.
7- ابن سعد 206/3.
8- عن م و ابن سعد و بالأصل: عمره.
9- بالأصل و م: الكناني، بنونين، تحريف، و الصواب ما أثبت، و السند معروف.

معمر، عن الزهري: أن عمر بن الخطاب صلّى على أبي بكر.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، نا أحمد بن الحسن بن عتبة الرازي - بمصر، نا عبد اللّه بن عيسى المديني.

ح قال: و نا ابن مندة، نا أحمد بن (1) محمّد بن زياد، نا أحمد بن زيد المكي، قالا: نا إبراهيم بن المنذر، نا سفيان بن حمزة، نا كثير بن زيد، قال:

قال لي المطّلب بن عبد اللّه بن حنطب (2):أ تدري أين صلّى على أبي بكر؟ قلت - لا، قال: وضع و جاه المنبر، و صلّى عليه، ولد (3) بمكة في بيته المدور بعد الفيل بسنتين و أربعة أشهر إلاّ أيام، و بويع يوم الثلاثاء لثلاث عشرة خلت من شهر ربيع الأولى سنة إحدى عشرة، و هو ابن إحدى و ستين، و توفي بالمدينة، و هو ابن ثلاث و ستين، و كانت خلافته سنتين و أربعة أشهر، و توفي ليلة الثلاثاء لثمان بقين من جماد الآخرة سنة ثلاث عشرة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (4)،أنا محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي سبرة، عن عمر بن عبد اللّه بن أبو عروة (5) أنه سمع عروة و القاسم بن محمّد يقولان: أوصى أبو بكر عائشة أن يدفن إلى جنب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فلما توفي حفر له و جعل رأسه عند كتفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و ألصق اللحد بقبر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقبر هناك.

قال (6):و ثنا محمّد بن عمر، حدّثني ربيعة بن عثمان، عن عامر بن عبد اللّه بن الزبير قال: رأس أبي بكر عند كتفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و رأس عمر عند حقوي أبي بكر.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين علي بن

ص: 446


1- كتبت «بن» فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
2- إعجامها مضطرب بالأصل، و اللفظة مطموسة بالتصوير في م، و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 150/18.
3- عن م و بالأصل: ودار.
4- طبقات ابن سعد 209/3.
5- بالأصل:«بن أبي عروة» و المثبت عن م و ابن سعد.
6- المصدر السابق نفس الجزء و الصفحة.

أحمد بن عمر، نا علي بن أحمد بن أبي قيس.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو منصور بن عبد العزيز، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو الحسين الأشناني.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا (1)،أنبأ محمّد بن سعد (2)،أنا محمّد بن عمر، أنا ابن أبي سبرة، عن خالد بن رباح، عن المطلب بن عبد اللّه بن حنطب، عن ابن عمر، قال: نزل في حفرة أبي بكر عمر بن الخطاب، و طلحة بن عبيد اللّه، و عثمان بن عفّان، و عبد الرّحمن بن أبي بكر، قال ابن عمر:

فذهبت أريد أنزل فقال عمر: كفيت.

أنا (3) أبو الحسين الأشناني، قالا: أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا أحمد بن منيع، نا زيد بن الحباب (4)،عن موسى بن علي، عن أبيه، عن عقبة بن عامر، قال: قبر أبو بكر رضي اللّه عنه ليلا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع اللفتواني، أنا أبو عمرو، و عبد الوهّاب بن محمّد بن إسحاق بن مندة.

قال: أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن أحمد بن يوه الأصبهاني (5)،قال:

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عمر الكسائي، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا (6)،نا محمّد بن سعد كاتب الواقدي (7)،أنا محمّد بن عمر، نا موسى بن عليّ بن رباح (8)، عن أبيه، عن عقبة بن عامر، قال: قبر أبو بكر ليلا.

ص: 447


1- زيد بعدها في م: و أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم.
2- الخبر في طبقات ابن سعد 208/3.
3- كذا ورد السند بالأصل و هو غير واضح في م من سوء التصوير.
4- بالأصل: الخباب، و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 242/6.
5- مشيخة ابن عساكر ص 188/ب.
6- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
7- بالأصل: الواحدي، خطأ.
8- ترجمته في تهذيب الكمال 496/18.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن المجلي (1) الواعظ ، نا القاضي الشريف أبو الحسين محمّد بن علي بن محمّد، أنا محمّد بن علي الديباجي، ثنا علي بن عبد بن مبشّر، نا أبو عبد اللّه محمّد بن حرب، قال: ثنا أبو مروان الغساني، عن أبيه، عن هشام، عن عائشة: أن أبا بكر توفي ليلة الثلاثاء، و دفن ليلا.

قال: و أخبرني أبي أنه صلّى عليه في المسجد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني أبو بكر بن زنجويه، أنا الفريابي، نا سفيان، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت: توفي أبو بكر يوم الاثنين عشية.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا محمّد بن مبشّر أبو سعد الصّاغاني المكفوف، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: إن أبا بكر لمّا حضرته الوفاة قال: أيّ يوم هذا؟ قالوا: يوم الاثنين، قال: فإن متّ من ليلتي فلا تنتظروني الغد فإن أحب الأيام و الليالي إليّ أقربها من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس (2)،و ابن سعيد، قالا: نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو عمر عبد الواحد (3) بن محمّد بن عبد اللّه بن مهدي.

ح و أخبرنا [أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا] (4) أبو القاسم بن البسري (5)،و أبو الغنائم بن أبي عثمان، و أبو طاهر بن القصاري.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه بن القصاري، نا أبي أبو (6) طاهر، قالوا: أنا إسماعيل بن

ص: 448


1- بالأصل:«المحلي» و غير واضحة بالتصوير في م، و الصواب ما أثبت، مرّ التعريف به.
2- عن م و بالأصل: قيس، و السند معروف.
3- عن م و بالأصل: عبد اللّه، تحريف، و انظر ترجمته في سير الأعلام 221/17.
4- ما بين معكوفتين سقط من م.
5- بالأصل:«السري» و مهملة بدون نقط في م، و الصواب ما أثبت، و السند معروف.
6- عن م، سقطت من الأصل.

الحسن بن عبيد اللّه الصرصري (1)،قالوا: ثنا القاضي أبو عبد اللّه المحاملي - إملاء - نا عبد الرّحمن بن يونس، ثنا محمّد بن فضيل، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: توفي أبو بكر ليلة الثلاثاء فما أصبحنا حتى دفناه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنبأ الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (2)،أنا عمرو بن عاصم الكلابي، نا همّام، عن هشام بن (3) عروة، حدّثني أبي أن عائشة قالت: توفي أبو بكر [ليلا] (4) فدفناه قبل أن يصبح (5).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني (6)،أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (7)،حدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم، نا الوليد بن (8)مسلم، نا الأوزاعي، حدّثني عبد الرّحمن بن (9) القاسم، قال: توفي أبو بكر ليلة الثلاثاء، و دفن عشاء من ليلته.

أخبرنا أبو محمّد أيضا، ثنا أبو بكر أحمد بن علي، أنبأ أبو الحسن بن الحمّامي، أنا علي بن أحمد بن عمر، أنا علي بن أحمد بن أبي قيس.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو منصور بن عبد العزيز، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو الحسن الأشناني، قالا: نا أبو بكر بن أبي الدنيا.

ح و أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد (10)،

ص: 449


1- زيد في م: و أخبرنا أبو سعد (في م: سعيد) بن البغدادي، أنا أبو منصور محمد بن... علي، و أبو بكر محمد بن... أحمد بن علي السمسار قالا: أنا إبراهيم......... قال: أنا ابن مهدي.
2- طبقات ابن سعد 207/3.
3- عن م و ابن سعد، و بالأصل: عن.
4- زيادة عن ابن سعد، سقطت من الأصل و م.
5- الأصل و م، و في ابن سعد: نصبح.
6- بالأصل: الكناني، تحريف، الصواب ما أثبت و السند معروف.
7- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 552/1.
8- عن أبي زرعة و م، و بالأصل: الوليد و مسلم.
9- عن م و أبي زرعة، و بالأصل:«أبي».
10- ما بين الرقمين سقط من م.

أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، نا - و في حديث ابن السّمرقندي: أنبأ - محمّد (1) بن عبد اللّه بن أخي الزهري، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: توفي أبو بكر بالمدينة ليلة الثلاثاء لثمان بقين من جمادى الأول سنة ثلاث عشرة، و هو يومئذ ابن ثلاث و ستين سنة، و سقط من رواية ابن الأكفاني ذكر: عروة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا محمّد بن بكّار، نا أبو معشر، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، و عن عمر مولى غفرة، و عن محمّد بن بزيع، قالوا: توفي أبو بكر لثمان بقين من جماد الآخر سنة ثلاث عشرة.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (2)،قال: قال ابن أبي أويس عن عبد اللّه بن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب: مات - يعني أبا بكر - بعد النبي صلى اللّه عليه و سلّم بسنتين (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأ عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني أبو بكر بن زنجويه، ثنا أبو صالح، حدّثني الليث قال: توفي أبو بكر لليلة خلت من شهر ربيع الأوّل سنة ثلاث عشرة.

قال: و أنا عبد اللّه (4) بن محمّد، نا علي بن مسلم، نا زياد البكّائي، عن محمّد بن إسحاق، قال: كانت خلافة أبي بكر سنتين و ثلاثة أشهر و اثنان و عشرون يوما، و توفي في جمادى الأولى.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده.

أنا محمّد بن يعقوب، نا أحمد بن عبد الجبار، أنا يونس بن بكير.

ص: 450


1- ما بين الرقمين سقط من م.
2- التاريخ الكبير للبخاري 1/5.
3- عند البخاري: بسنتين و أشهر.
4- في م: عبيد اللّه.

ح قال: و أنا ابن منده] (1) أنبأ إسماعيل بن محمّد، نا أحمد بن محمّد بن عيسى، نا أحمد بن محمّد بن أيوب، نا إبراهيم، قالا: قال ابن إسحاق: توفي أبو بكر رضي اللّه عنه لثمان ليال أو تسع بقين من جمادى الآخرة، فدعا عمر.

قال ابن سعد: فيما بلغني فقال: إنّي مستخلفك على أصحاب نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فعهد إلى عمر عهده، و أوصاه بتقوى اللّه، فتوفي أبو بكر و استخلف عمر على رأس سنتين و اثنين و عشرين يوما من متوفّى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.

أخبرتنا أم البهاء بنت محمّد، قالت: أنبأ أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو الطّيّب محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد قال: قال ابن سعد بن إبراهيم: توفي أبو بكر على رأس سنتين و ثلاثة أشهر و اثنين و عشرين يوما من متوفّى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.

قال: و نا عبيد اللّه، نا عمي، نا أبي، قال: قال ابن إسحاق: توفي أبو بكر لثمان ليال أو سبع بقين من جمادى الآخرة.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن (2)،أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (3)،حدّثني علي بن محمّد، و أبو اليقظان في آخرين، قالوا: توفي أبو بكر رضوان اللّه عليه يوم الثلاثاء لثمان بقين من جمادى الآخرة، و توفي لطرف من الشك (4) و هو ابن ثلاث و ستين لا يختلف في سنّه.

قال خليفة (5):و بويع أبو بكر الصديق بيعة العامة يوم الثلاثاء من غد وفاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و اسم أبي بكر عبد اللّه بن عثمان (6) أبي قحافة، و اسم أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة، و أمّه: أم الخير بنت صخر بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة.

ص: 451


1- ما بين معكوفتين سقط من م.
2- عن م، و بالأصل:«الحسين» انظر مشيخة ابن عساكر ص 182/أ.
3- تاريخ خليفة ص 121.
4- كذا بالأصل و م:«بطرف من الشك» و ليس في تاريخ خليفة.
5- تاريخ خليفة ص 100 حوادث سنة 11 ه .
6- «عثمان» ليس في تاريخ خليفة.

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن بن المفرج، أنا أبو الفرج الأسفرايني، و أبو نصر أحمد بن محمّد بن سعيد، قالا: أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن عيسى، أنا منير بن أحمد بن الحسن، أنبأ جعفر بن أحمد، أنبأ أحمد بن الهيثم، قال: قال أبو نعيم.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، ثنا عبد العزيز بن أحمد، قال:

قرأت على أبي خازم (1) بن الفرا، أنا أبو الفتح يوسف بن عمر بن مسرور، نا محمّد بن مخلد، نا عبّاس (2) بن محمّد، نا أبو نعيم قال: نا أبو بكر الصدّيق لثمان ليال بقين - و في حديث ابن الهيثم: بقيت - من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة، و كانت ولاية أبي بكر الصدّيق سنتين و ثلاثة أشهر.

أخبرنا أبو المحاسن مسعود بن محمّد بن غانم الفقيه، و أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، قالا: أنا أبو القاسم أحمد بن محمّد بن محمّد، أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن الحسن الخزاعي، أنا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشّاشي، قال: سمعت محمّد بن صالح، أنا عبيد اللّه (3) يقول: سمعت عثمان بن أبي شيبة، أنا الحسن يقول:

سمعت أبا نعيم الفضل بن دكين يقول: مات أبو بكر بعد النبي صلى اللّه عليه و سلّم بسنتين و نصف.

و روى الهيثم في موضع آخر عن محمّد بن صالح، عن عثمان بن أبي شيبة، عن أبي نعيم غير هذا، و اللّه أعلم.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب، أنا أبو منصور محمّد بن الحسن، أنا أحمد بن الحسين النهاوندي، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن، نا محمّد بن إسماعيل، نا أبو نعيم قال: توفي أبو بكر لثمان ليال بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: قال أبي و عمي أبو بكر توفي أبو بكر الصدّيق سنة ثنتي عشرة و نصف من مهاجر النبي صلى اللّه عليه و سلّم.

ص: 452


1- بالأصل و م: حازم، خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
2- عن م و بالأصل: عياش.
3- م: عبد اللّه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - نا عبد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم، قال: سنة ثلاث عشرة فيها توفي أبو بكر الصدّيق، و اسمه عبد اللّه، و كان يقال له: عتيق بن عثمان، و كانت خلافة أبي بكر سنتين و ثلاثة أشهر و عشرة أيام، و توفي في جمادى الأولى من هذه السنة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنبأ أبو علي بن الصّوّاف، نا الحسن بن علي، نا إسماعيل بن عيسى، نا أبو حذيفة، قال: توفي أبو بكر لسبع بقين من جمادى الأولى يوم الاثنين و هو ابن ثلاث و ستين سنة، و كانت خلافته سنتين و ثلاثة أشهر و ليال - يعني مات سنة ثلاث عشرة-.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص الفلاّس، قال:

و ليس في سنّ أبي بكر اختلاف أنه مات ابن ثلاث و ستين، و أنه مات ليلة الأربعاء لثلاث بقين من جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة، و دفن ليلا، و صلّى عليه عمر بن الخطاب، و ملك سنتين و ثلاثة أشهر و عشرة أيام، و نزل في قبره عمر، و طلحة، و عثمان بن عفّان، و عبد الرّحمن بن أبي بكر، و اسمه عبد اللّه بن عثمان، و لقبه عتيق، و إنما لقّب (1) عتاقة من غناوة وجهه.

أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي، قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو الطّيّب المنبجي، أنا عبيد اللّه بن سعد، قال: قال أبي سعد بن إبراهيم: توفي أبو بكر على رأس سنتين و ستة أشهر و اثنين و عشرين يوما من متوفّى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.

ما (2) أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن

ص: 453


1- رسمها مضطرب بالأصل و المثبت عن م.
2- قبله في م، و قد سقط الخبر من الأصل، و تمام رواية الخبر في م: أنبأنا أبو سعد المطرز و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم، نا سليمان بن أحمد نا إسحاق عن عبد الرزّاق عن ابن جريج عن أبي جويرية عن ابن عباس أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قبض و هو ابن خمس و ستين، و أبو بكر بمنزلته كذا قال و المحفوظ .

جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، ثنا روح، نا شعبة، حدّثني أبو إسحاق، قال: سمعت عامر بن سعد يقول: سمعت جرير بن عبد اللّه يقول: سمعت معاوية بن أبي سفيان يقول و هو يخطب: توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و هو ابن ثلاث و ستين، و توفي أبو بكر و هو ابن ثلاث و ستين، و توفي عمر و هو ابن ثلاث و ستين، قال معاوية: و أنا اليوم ابن ثلاث و ستين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، نا عبد الرّزّاق، أنا ابن جرير، عن ابن شهاب، عن عائشة قالت: توفي أبو بكر على رأس ثلاث و ستين.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، ثم أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي المدائني، أنبأ أبو بكر بن البرقي، نا أبو صالح، حدّثني الليث، حدّثني عقيل، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيّب قال:

استكمل أبو بكر و عمر سن النبي صلى اللّه عليه و سلّم، قال الزهري عن عروة، عن عائشة أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم توفي و هو ابن ثلاث و ستين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا أبو هاشم، نا هشيم، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيّب: أن أبا بكر قبض و هو ابن ثلاث و ستين، و هو سن النبي صلى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، و أبو القاسم بن العلاف، قالا: أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنبأ الحسن بن محمّد بن الحسن، ثنا محمّد بن عبد اللّه بن سليمان، نا سلم بن جنادة بن سلم (2)،نا ابن شاهين، نا يحيى - و هو ابن سعيد - عن سعيد - يعني ابن المسيّب - قال: استكمل أبو بكر بخلافته سن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، فتوفي و هو ابن ثلاث و ستين.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا

ص: 454


1- مسند أحمد 22/6 رقم 16873.
2- عن م و بالأصل: مسلم، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 296/7.

أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1)،أنا أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي أويس، عن سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيّب قال: استكمل أبو بكر بخلافته سنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن بن رزقويه (2)،أنا عثمان بن السماك، أنا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، نا يحيى بن سعيد، عن يحيى بن سعيد (3)،عن سعيد بن المسيّب، قال ملك (4):أبو بكر سنتين (5) و مات و هو ابن ثلاث و ستين.

أخبرنا أبو الأعزّ التركي (6)،أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن لؤلؤ، أنا أبو بكر بن شهريار، ثنا عمرو بن علي الفلاّس، قال: سمعت عبد الوهّاب الثقفي قال:

سمعت يحيى بن سعيد قال: سمعت سعيد بن المسيّب يقول: قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و هو ابن ثلاث و ستين، و استكمل أبو بكر بخلافته سنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا أبي علي، قالا: أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا أبو طاهر محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، قال: و حدّثني أبو ضمرة أنس بن عياض الليثي، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيّب قال: توفي أبو بكر الصدّيق و هو ابن ثلاث و ستين سنة.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (7)،أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن بن رزقويه، أنا أبو عمرو بن السماك، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، نا هاشم، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيّب: أن أبا بكر قبض و هو ابن ثلاث و ستين.

قال: و نا حنبل، نا خلف بن هشام، نا خالد بن عبد اللّه، عن داود، عن عامر قال: قبض أبو بكر و هو ابن ثلاث و ستين، و قبض عمر و هو ابن ثلاث و ستين.

أخبرنا أبو بكر، أنبأ أبو بكر، أنا أبو الحسن بن رزقويه (8).

ص: 455


1- طبقات ابن سعد 202/3.
2- في م: زرقويه، تحريف. مرّ التعريف به.
3- كذا ورد الاسم مكرر بالأصل و م.
4- عن م و بالأصل: مالك.
5- عن م و بالأصل: ستين.
6- بالأصل:«الرلى» و الصواب عن م، مرّ التعريف به.
7- بالأصل و م: المرزقي، تحريف، و الصواب ما أثبت، مرّ التعريف به.
8- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، قالا: أنا أبو عمرو بن السماك، نا حنبل، حدّثني أبو عبد اللّه، نا هشيم، أنا داود، عن الشعبي أن أبا بكر قبض و هو ابن ثلاث و ستين، و أن عمر قبض و هو ابن ثلاث و ستين.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، أنبأ أبو جعفر المعدّل، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، حدّثني عمر بن أبي بكر المؤمّلي، عن زكريا بن عيسى، عن ابن شهاب قال: دعاني الوليد بن عبد الملك ليلة، فسألني عن أعمار الخلفاء كم كان عمر كلّ رجل من خلفاء اللّه، فأخبرته أن أبا بكر عمّر ثلاثا و ستين سنة، في حديث له موضع و نحو (1) هذا.

أخبرنا أبو السعود (2) أحمد بن علي بن محمّد، نا أبو الحسين بن المهتدي.

و أخبرنا أبو الحسين (3) بن الفراء، أنا أبو يعلى، قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن مخلد، قال: قرأت على علي بن عمرو، حدّثكم الهيثم بن عدي قال: و مات أبو بكر و هو ابن ثلاث و ستين سنة.

ح (4) و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا نصر بن أحمد بن نصر، أنا محمّد بن أحمد الجواليقي.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو طاهر بن سوار، قالا: أنا الحسين بن علي، أنا أبو عبد اللّه الأنصاري، أنبأ محمّد بن محمّد بن عقبة، نا هارون بن حاتم، نا أبو بكر بن عيّاش، قال: قبض أبو بكر و له ثلاث و ستون، و قبض عمر و له ثلاث و ستون.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن، أنبأ أبو القاسم بن بشران (5)،أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي و عمي أبو

ص: 456


1- في م:«سوى هذا» و هو أشبه.
2- بالأصل:«أبو السعود، نا أحمد» صوبنا السند عن م، و هو معروف.
3- عن م و بالأصل: أبو الحسن.
4- «ح» سقطت من م، و فيها: أخبرنا.
5- اسمه عبد الملك بن محمد بن عبد اللّه، أبو القاسم الأموي البغدادي، ترجمته في سير الأعلام 450/17.

بكر قال: ولي أبو بكر الصدّيق سنتين و نصف، و هلك و هو ابن ثلاث و ستين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا محمّد بن أبي زكير، نا ابن (1) وهب، حدّثني مالك: أن أبا بكر بلغ من السن ستين سنة.

و هذا وهم، و المحفوظ ما تقدم.(2) أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا علي بن أحمد بن أبي قيس الرّفّاء.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو منصور بن عبد العزيز، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو الحسن الأشناني، قالا: ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمود بن غيلان، نا وهب بن جرير، نا أبي قال: سمعت قتادة.

قال (3):و نا ابن أبي الدنيا، حدّثني حسين بن علي العجلي، نا عمرو بن محمّد، نا أبو معشر.

قال (4):و نا ابن أبي الدنيا، نا أبو بكر بن (5) منصور، نا محمّد بن وهب الدّمشقي، نا الهيثم بن عمران، حدّثني جدي قالوا: ولي أبو بكر سنتين و نصف - و زاد الهيثم بن عمران: و توفي بالمدينة - و دفن مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.

أخبرتنا (6) أم البهاء العلوية بنت محمّد، أنا أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا محمّد بن جعفر، أنا عبد اللّه بن سعد، نا أحمد بن كثير (7)،نا إبراهيم بن

ص: 457


1- في م:«بن أبي زكريا بن وهب» خطأ و الصواب ما أثبت، و السند معروف انظر المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 546/1 و 547.
2- قبله ورد في م، و قد سقط من الأصل، و تمام روايته فيها: أنبأنا أبو سعد محمد بن محمد السيدي و أبو علي... بن أحمد المغربي، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا إسحاق عن عبد الرزّاق عن ابن جريج عن ابن الجويرية عن ابن عباس أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قبض و هو ابن خمس و ستين و أبو بكر بمنزلته. قال: و أنا أبو نصر نا أبو بكر أنا يحيى... أنا ابن عاصم نا أبو بكر بن أبي شيبة نا الحسن بن موسى نا أبو هلال عن قتادة أن أبا بكر توفي و هو ابن خمس و ستين.
3- في م: ح قالا.
4- في م: ح قالا.
5- عن م و بالأصل:«عن».
6- في م: أخبرنا أبو الفضل بن محمد.
7- في م: حنبل.

خالد، أخبرني أمية بن شبل و غيره قالوا: ولي أبو بكر سنتين و نصف.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، و أبو الحسن علي بن زيد السّليمان (1)،قالا: أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم - زاد الفرضي: و أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرّزّاق قالا:- أنا أبو الحسن بن عوف، أنا أبو علي بن منير، أنا أبو بكر بن خريم أخبرنا هشام، نا الهيثم بن عمران أبو الحكم العبسي - و يخضب بحمرة - قال: مات أبو بكر الصديق و به طرف من الشك، و ولي سنتين و نصف.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2)،قال: فحدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم، نا الوليد بن مسلم، حدّثني الأموي: أن أبا بكر ولي سنتين و أربعة أشهر.

فحدّثني أبو مسهر قال: فتوفي أبو بكر الصدّيق سنة ثلاث عشرة (3).

قال أبو زرعة (4):فحدّثني هشام قال: سمعت مالك بن أنس يقول: فولي أبو بكر سنتين.

قال: و نا أبو زرعة (5)،قال: أملي علينا عبد الأعلى بن مسهر، قال: ولي أبو بكر سنتين و أربعة أشهر.(6) أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا (7) أبو سوار بن سودة (8)،أنا أبو الحسين بن بشران، أنبأ عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا عاصم بن علي، نا أبو معشر قال: استخلف أبو بكر في شهر ربيع الأول حين توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و مات

ص: 458


1- في الأصل:«السلماني» و المثبت عن م.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 170/1.
3- تاريخ أبي زرعة 688/2.
4- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 170/1.
5- تاريخ أبي زرعة 169/1.
6- قبله في م: أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنا أبو بكر البيهقي، أنا محمد بن عبد اللّه الحافظ أنا أبو بكر المؤمل نا الفضل بن محمد نا أحمد بن حنبل نا إسحاق بن يحيى عن أبي معشر. و أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن الفضل الفراوي و أبو المعالي...
7- ما بين الرقمين مكانه في م: أنا أبو الفضل بن الفضل، قالا.
8- ما بين الرقمين مكانه في م: أنا أبو الفضل بن الفضل، قالا.

لثمان بقين من جماد الآخرة يوم الاثنين من سنة ثلاث عشرة فكانت خلافته سنتين و أربعة أشهر إلاّ عشرة ليال.

أنبأنا أبو علي محمّد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان.

ثم أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد الفقيه.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الفضل بن خيرون، قالوا: أنا أبو علي بن شاذان.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه أيضا، أنبأ طراد بن محمّد، و رزق اللّه بن عبد الوهّاب، قالا: أنبأ أبو بكر بن وصيف قالا: أنا أبو بكر الشافعي، نا عمر بن حفص، نا محمّد بن يزيد قال: استخلف أبو بكر في شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة، و توفي يوم الاثنين في جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة لثمان مضين من جمادى الآخرة، و كانت ولايته سنتين و ثلاثة أشهر أو نحو ذلك، و اسم أبي بكر عبد اللّه بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي، و اسم أم أبي بكر أم الخير سلمى بنت صخر بن عامر و هي بنت عم أبيه، و صلّى عليه عمر بن الخطاب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه، أنا أبو الحسين علي بن محمّد، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا الحميدي، نا سفيان، نا الوليد بن كثير، عن صياد، عن سعيد بن المسيّب قال:

لما قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ارتجّت مكة بصوت عال، فقال أبو قحافة: ما هذا؟ قالوا: قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، قال: فمن استخلف بعده ؟ قالوا: ابنك، قال: فهل رضيت بذلك بنو عبد شمس و بنو المغيرة ؟ قالوا: نعم، قال: فإنه لا مانع لما أعطى اللّه، و لا معطي لما منع اللّه، فلما قبض أبو بكر ارتجّت مكة بصوت عال دون ذلك فقال أبو قحافة ما هذا؟ فقالوا: ابنك مات، فقال أبو قحافة: هذا (1) خير جليل (2).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3)،أنا محمّد بن عمر، نا

ص: 459


1- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
2- بالأصل:«خير خليل» و اللفظتان مهملتان في م بدون نقط ، و المثبت عن مختصر ابن منظور 130/8.
3- طبقات ابن سعد 210/3.

الضّحّاك بن عثمان، عن عمارة بن عبد اللّه بن صيّاد (1)،عن ابن المسيّب قال: سمع أبو (2) قحافة الهائعة بمكة، فقال: ما هذا؟ قالوا: توفي ابنك، قال: رزء جليل (3)،من قام بالأمر بعده ؟، قالوا: عمر، قال: صاحبه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن اللاّلكائي، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا أبو بكر الحميدي، و محمّد بن يحيى قالا: نا سفيان، عن الوليد بن كثير، عن ابن (4) صياد، عن سعيد بن المسيّب قال:

لما مات رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم - و في حديث الحميدي: لما قبض - ارتجت مكة بصوت عال، فقال أبو قحافة: ما هذا؟ قالوا: توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، قال: فمن ولي بعده ؟ قالوا:

ابنك، قال: و رضيت بذلك بنو عبد شمس و بنو المغيرة ؟ قالوا: نعم، قال: اللّهمّ لا مانع لما أعطيت، و لا معطي لما منعت - و في حديث الحميدي: قال أبو قحافة: لا مانع لما أعطى اللّه و لا معطي لما منع اللّه - قال: فلما توفي أبو بكر ارتجّت المدينة بصوت دون ذلك فقال: ما هذا - و في حديث الحميدي: قال أبو قحافة ما هذا؟- قالوا: ابنك مات، قال: هذا خبر جليل (5).

أخبرنا أبو بكر الفرضي، أنا أبو محمّد، أنا أبو عمر، أنبأ أبو الحسن الخشّاب، أنا الحسين (6) بن محمّد، أنا محمّد بن سعد (7)،أنا محمّد بن عمر، أنا شعيب بن طلحة بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أبي بكر، عن أبيه قال (8):ورث (9) أبا بكر أبوه أبو (10)قحافة السّدس، و ورثه معه ولده عبد الرّحمن، و محمّد، و عائشة، و أسماء، و أم كلثوم بنو أبي بكر، و امرأتاه أسماء ابنة عميس، و حبيبة بنت خارجة بن زيد بن أبي زهير من

ص: 460


1- عن ابن سعد، و بالأصل و م:«هناد».
2- عن م و ابن سعد و بالأصل: أبا.
3- بالأصل:«زر خليل» و المثبت عن ابن سعد.
4- عن م و بالأصل:«أبي».
5- عن م و بالأصل: خير خليل.
6- في م: أنا الحسين بن محمد بن سعد.
7- طبقات ابن سعد 210/3.
8- عن م و ابن سعد، و سقطت اللفظة من الأصل.
9- عن م و ابن سعد، و بالأصل: وزن.
10- عن م و ابن سعد، و بالأصل: أبا.

بلحرث بن الخزرج، و هي أم أم كلثوم، و كانت بها نسأ حين توفي أبو بكر.

قال (1):و أنا محمّد بن عمر، نا إسحاق بن يحيى بن طلحة، قال: سمعت مجاهدا يقول: كلم أبو قحافة في ميراثه من أبي بكر الصدّيق، فقال: قد رددت ذلك على ولد أبي بكر.

قالوا: ثم لم يعش أبو قحافة بعد أبي بكر إلاّ ستة أشهر و أياما، و توفي في المحرم سنة أربع عشرة بمكة، و هو ابن سبع و تسعين سنة.

ص: 461


1- طبقات ابن سعد 210/3.

الفهرس

3398 - عبد اللّه - و يقال: عتيق - بن عثمان بن قحافة بن عامر ابن عمرو بن كعب بن سعيد بن تيم بن مرّة بن كعب بن لؤي أبو بكر الصدّيق خليفة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و صاحبه في الغار 3

الفهرس 462

رقم الإيداع:15/1323 ردمك:5-00-809-9960 (مجموعة) 7-30-809-9960 (ج 30)

ص: 462

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.