تاریخ مدینه دمشق المجلد 28

هویة الکتاب

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

تفاصيل النشر: بیروت: دارالفکرالمعاصر؛ دمشق: دارالفکر دمشق: معهد الفتح الاسلامي، 1420ق.= 1999م.= 1378 -

دراسة و تحقيق علي شيري

عدد المجلدات: 80

لسان: العربية

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

تصنيف الكونجرس: DS99 /د8 1378 الف243015

تصنيف ديوي: 956/9144

موضوع: تاريخ الإسلام | التاريخ والجغرافيا المحلية | الترجمة الجماعية | رجال

ص: 1

اشارة

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

دراسة و تحقيق علي شيري

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

ص: 2

الجزء الثامن و العشرون

تتمة حرف العين

[تتمة ذكر من اسمه عبد الله على ترتيب الحروف في أسماء آبائهم و أجدادهم]

حرف الخاء في آباء العبادلة

3272 - عبد اللّه بن خارجة بن حبيب بن قيس

أبو المغيرة الشيباني المعروف بأعشى بني ربيعة] (1)

ابن أحمد بن محمّد بن عمر بن أبي عبيد اللّه محمّد ابن عمران بن موسى المرزباني، قال: أعشى (2) بن أبي ربيعة بن ذهل ابن شيبان اسمه عبد اللّه - و قيل: صالح - بن خارجة بن حبيب (3)ابن قيس بن أبي ربيعة (4) و عبد اللّه أثبت، يكنى أبا المغيرة جزري، له شعر كثير يقول لعبد اللّه بن الزبير:

آل الزبير (5) من الخلافة كالتي *** عجل النّتاج بحملها أحبالها

أو كالصعاب من الحمولة حمّلت *** ما لا تطيق فوضعت أحمالها

أو كالتي نصبت لعب رازح *** خبث القدور فعجّلت إنزالها

و له في عبد الملك بن مروان (6):

ص: 3


1- ما بين معكوفتين زيادة لازمة منا للإيضاح لأن الأخبار التالية تعود لأعشى بني ربيعة. و انظر ترجمته و أخباره في: المختلف و المؤتلف للآمدي ص 12 و الأغاني 132/18 و الوافي بالوفيات 157/17 و الأمالي للقالي 266/2.
2- بالأصل و م:«قالا: عيسى» و المثبت عن المطبوعة.
3- في المطبوعة: حبيب بن عمرو بن قيس.
4- من قوله: اسمه عبد اللّه إلى هنا سقط من م.
5- الأبيات سترد قريبا، و انظر ما نلاحظه بشأنه هناك.
6- البيتان في الأغاني 135/12 قالهما في عبد الملك بن مروان إذ دخل عليه. و هما في المؤتلف و المختلف للآمدي ص 13 قالهما لبشر بن مروان.

رأيتك أمس خير بني معدّ *** و أنت اليوم خير منك أمس

و أنت غدا (1) تزيد الضّعف ضعفا (2) *** كذاك تزيد سادة عبد شمس

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر علي بن هبة اللّه (3)،قال: و أما يعسوب بعد العين سين مهملة، فأعشى بن أبي ربيعة، هو عبد اللّه بن خارجة بن حبيب بن عمرو بن يعسوب بن قيس بن عمرو بن أبي ربيعة بن ذهل بن شيبان، و قيل:

إنه حبيب بن عمرو [بن قيس بن عمرو] (4) المزدلف، قاله الآمدي.

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين الكاتب (5)،أخبرني محمّد بن العبّاس اليزيدي، حدّثني عمي عبيد اللّه (6)،عن محمّد بن حبيب.

قال أبو الفرج: و أخبرني محمّد بن الحسن بن دريد، عن عمه، عن العبّاس بن هشام، عن أبيه قال: قدم أعسى بني أبي ربيعة على عبد الملك بن مروان، و هو شيخ كبير فقال له عبد الملك: ما الذي بقي منك ؟ قال: يا أمير المؤمنين و ما ذا أخذ (7) و أنا الذي أقول (8):

و ما أنا في أمري و لا في خصومتي *** بمهتضم حقي و لا قارع (9) سنّي

فلا مسلم مولاي عند جناية *** و لا خائف مولاي من سوء (10) ما أجني

و إنّ فؤادا (11) بين جنبي عالم *** بما أبصرت عيني و ما سمعت أذني

و فضّلني في الشعر و اللّه (12) أنني *** أقول على علم و أعرف من أعني

ص: 4


1- زيادة عن م و الأغاني و المؤتلف للآمدي.
2- في المؤتلف للآمدي: خيرا بدل ضعفا.
3- الاكمال لابن ماكولا 336/7-337.
4- ما بين معكوفتين زيادة عن الاكمال، و انظر المؤتلف و المختلف للآمدي ص 13.
5- الخبر و الأبيات في الأغاني 132/18-133.
6- في الأغاني: محمد بن عبيد اللّه.
7- سقطت «أخذ» من م، و في الأغاني: قال: أنا الذي أقول.
8- الأبيات في الأغاني 132/18 و الوافي بالوفيات 157/17 و أمالي القالي 262/2.
9- بالأصل و م: فارع، و المثبت عن المصدرين السابقين.
10- في المصدرين السابقين:«شرّ».
11- الأغاني: فؤادي.
12- الأغاني و الوافي: و اللب.

و أصبحت إذ فضلت مروان و ابنه *** على الناس قد فضلت خير أب و ابن

فقال عبد الملك: من يلومني على هذا؟ و أمر له بعشرة آلاف درهم، و عشرة تخوت ثياب، و عشر فرائض من الإبل، و أقطعه ألف جريب (1)،و قال له: امض إلى زيد الكاتب يكتب لك بها، و أجرى له على ثلاثين عيّلا (2) فأتى زيدا فقال له: ائتني غدا، فأتاه فجعل يردده و يتعبه فقال له (3):

يا زيد يا فداك (4) كلّ كاتب *** في الناس بين حاضر و غائب

هل لك في حقّ عليك واجب *** في مثله يرغب كلّ راغب

و أنت عفّ طيّب المكاسب *** مبرّأ من عيب كلّ عائب

لست إذ كفيتني و صاحبي *** طول غدوّ و رواح دائب

و شدة الباب و عنف الحاجب *** من نعمة أسديتها بخائب (5)

فأبطأ عليه زيد، و أتى سفيان بن الأبرد الكلبي فكلمه سفيان، فأبطأ عليه، فعاد من فوره إلى سفيان فقال له عند ذلك (6):

عد إذ بدأت أبا يحيى فأنت لنا (7) *** و لا تكن حين هاب الناس هيّابا

و اشفع شفاعة أنف لم يكن ذنبا *** فإن من شفعاء الناس أذنابا

فأتى سفيان زيدا الكاتب فلم يفارقه حتى قضى حاجته.

قال محمد بن حبيب: دخل أعشى بني أبي ربيعة على عبد الملك و هو يتردد (8) في الخروج لمحاربة ابن الزبير و لا يجدّ، فقال له: يا أمير المؤمنين ما لي أراك متلوما ينهضك الحزم و يقعدك العزم، و تهمّ بالاقدام و تجنح إلى الإحجام. انقد (9) لبصيرتك

ص: 5


1- الجريب من الأرض ثلاثة آلاف و ستمائة ذراع، و قيل: عشرة آلاف ذراع.
2- عيّل الرجل: أهل بيته الذين يتكفل بهم، و هم عياله.
3- الأبيات في الأغاني 132/18 و الوافي 158/17.
4- عن المصدرين و م، و بالأصل:«فدلك».
5- سقط البيت من المطبوع.
6- البيتان في الأغاني 133/18 و الوافي بالوفيات 159/17.
7- في الأغاني و الوافي: لها.
8- بالأصل و م: يروي، و المثبت عن الأغاني 133/8.
9- عن الأغاني، و بالأصل: انفد.

و أمض رأيك، و توجه إلى عدوك، فجدك مقبل، و جدّه مدبر، و أصحابه له ماقتون و نحن لك محبون و كلمتهم مفترقة، و كلمتنا عليك مجتمعة، و اللّه ما تؤتى من ضعف جنان و لا قلة أعوان، و لا يثبطك عنه ناصح، و لا يحرضك عليه غاش، و قد قلت في ذلك أبياتا، قال: هاتها، فإنك تنطق بلسان ودود، و قلب ناصح فقال (1):

آل الزبير من الخلافة كالتي *** عجل النتاج يحملها فأحالها

أو كالضعاف من الحمولة حمّلت *** ما لا تطيق فضيعت أحمالها

قوموا إليهم لا تناموا عنهم *** كم للغواة أطلتم إمهالها

إنّ الخلافة فيكم لا فيهم *** ما زلتم أركانها و ثمالها (2)

أمسوا على الخيرات قفلا موثقا (3) *** فانهض بيمنك فافتتح أقفالها

فضحك عبد الملك و قال: صدقت يا عبد اللّه، إنّ أبا خبيب لقفل دون كل خير، و لن نتأخر عن مناجزته إن شاء اللّه، و نستعين اللّه، و هو حسبنا و نعم الوكيل، و أمر له بصلة سنيّة.

3273 - عبد اللّه بن خازم بن أسماء بن الصّلت بن حبيب بن حارثة

ابن هلال (4) بن سماك بن عوف بن امرئ القيس بن بهثة (5)

ابن سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة (6) بن قيس بن عيلان

أبو صالح السّلمي أمير خراسان (7)

أصله من البصرة، شجاع مشهور.

قدم به على معاوية، و يقال: إن له صحبة.

ص: 6


1- الأبيات في الأغاني 134/18، و قد مرّت في بداية الترجمة باختلاف في روايتها.
2- أي غياثها، و بعدها في المطبوعة: و يروي: أبطالها و ثمالها.
3- الأغاني: مغلقا.
4- في تهذيب الكمال و تهذيب التهذيب: بن هلال بن حرام بن السّمّال.
5- عن مصادر ترجمته و بالأصل و م: بهتة.
6- بالأصل: حفصة، و المثبت عن مصادر ترجمته.
7- ترجمته و أخباره في تهذيب الكمال 99/10 و تهذيب التهذيب 128/3 و أسد الغابة 116/3 و الإصابة 301/2 و الطبري (انظر الفهارس) و الكامل لابن الأثير (بتحقيقنا، انظر الفهارس) و البداية و النهاية (بتحقيقنا، انظر الفهارس)، و العقد الفريد (بتحقيقنا: انظر الفهارس)، الوافي بالوفيات 157/17 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80) ص 434.

روى عنه: سعيد بن الأزرق، و سعد (1) بن عثمان الرّازي. (2)

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و أبو الحسين الأصبهاني قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (3)،قال: قال مخلد (4):نا عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن سعد الدّشتكي الرّازي، قال: سمعت أبي عن أبيه قال: رأيت ببخارى (5) رجلا على بغلة بيضاء، عليه عمامة خزّ سوداء يقول: كسانيها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، قال عبد الرّحمن: نراه ابن خازم السلمي.

أنبأنا أبو بكر وجيه بن طاهر، و أظنني قد سمعته منه، أنا أبو المظفّر موسى بن عمران بن محمّد الصوفي، أنا الحاكم أبو عبد اللّه، نا أبو نصر أحمد بن سهل الفقيه ببخارى، نا الفضل بن هشام الحافظ ، نا محمّد بن حميد، نا عبد اللّه بن سعيد بن الأزرق، عن أبيه قال: رأيت رجلا ببخارى من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، على رأسه عمامة خزّ سوداء، و هو يقول: كسانيها النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و اسمه عبد اللّه بن خازم.

قرأت على أبي الفتوح أسامة بن محمّد بن زيد العلوي، عن محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمر، عن أبي عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى المرزباني، قال:

عبد اللّه بن خازم (6) السلمي صاحب خراسان، و هو عبد اللّه بن خازم (7) بن أسماء بن الصلت بن حبيب بن حارثة بن هلال بن حزام بن السماك بن عوف بن امرئ القيس بن بهثة (8) بن سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان.

ص: 7


1- بالأصل و م: سعيد، و المثبت عن تهذيب الكمال و تاريخ الإسلام و أسد الغابة.
2- بالأصل: المراري، و المثبت عن م و تهذيب الكمال.
3- الخبر في التاريخ الكبير للبخاري 67/2/24 في ترجمة سعد الرازي.
4- كذا بالأصل و م و المطبوعة، و في البخاري: خالد.
5- عند البخاري: رأيته ببخارى راحلا.
6- بالأصل و م: حازم، بالحاء المهملة.
7- عن م و بالأصل: حازم.
8- عن مصادر ترجمته و بالأصل و م: بهتة.

كان عبد اللّه أسود كثير الشعر و كان ولي خراسان لابن الزبير و هو القائل:

أ تحسن مرة و تسيء أخرى فقد أعييتني ما تستقيم و له يرثي محمّدا ابنه و قتلته بنو تميم:

أعزّى عليه و العزاء سجيّتي *** و ما أنا بالآسي على حدث الدّهر

فلا صلح بيني ما حييت و بينكم *** تميم بن مرّ أو أ في بكم وتري

و له فيه:

لعمري لقد حاذرت لو كان نافعي *** حذار على العفّ الجواد محمّد

و لكنّه ما قدّر اللّه كائن *** و ريب المنايا للرّجال بمرصد

و ليس بناج من المنون و ريبها *** فتى باحتيال لا و لا بمخلّد

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف المقرئ، أنا الحسن بن إسماعيل المصري، أنا أحمد بن مروان المالكي، نا علي بن الحسن الربعي، نا أبي، عن عبد اللّه بن ذكوان: أنه دخل على عبد اللّه بن خازم (1) يعزّيه بابن له حين قتل، فأنشأ يقول:

أبا صالح صبرا فكلّ معمّر *** يصير إلى ما صار فيه محمّد

يعني ابنه، فأجابه عبد اللّه بن خازم (2) فقال:

أعزّى عليه و العزاء سجيتي *** و ما أنا بالآسي على حدث الدّهر

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، قال لنا أبو الحسن الدار قطني قال: عبد اللّه بن خازم والي خراسان، استعمله عبد اللّه بن عامر بن كريز على خراسان في خلافة عثمان، قتله وكيع بن الدّورقية، و بعث برأسه إلى عبد الملك بن مروان.

و قال في موضع آخر: سماك بن عوف بن امرئ القيس بن بهثة (3) بن سليم بن منصور: منهم عبد اللّه بن خازم السلمي، قال ذلك أحمد بن الحباب الحميدي (4).

ص: 8


1- بالأصل، حازم، و المثبت عن م.
2- بالأصل، حازم، و المثبت عن م.
3- بالأصل و م: بهته، خطأ، و الصواب ما أثبت، انظر ما مرّ في أول الترجمة.
4- كذا رسمها بالأصل و م، و في المطبوعة: الحميري.

أخبرنا أبو بكر [محمد] (1) بن شجاع، أنا أبو صادق محمّد بن أحمد بن جعفر، أنا أحمد بن محمّد بن زنجويه، أنا أبو أحمد الحسن بن عبد اللّه بن سعيد قال:

و أما (2) خازم، الخاء و الزاي معجمتان، فمنهم عبد اللّه بن خازم السلمي، له قدر، و ذكر في فرسان بني سليم، و كان من أشجع الناس في زمانه، ولي خراسان عشر.

سنين، و افتتح الطّبسين (3) ثم ثار به أهل خراسان فقتله ثلاثة منهم بحير الصريمي، و وكيع بن الدورقية العريفي (4)،و الذي تولى قتله وكيع بن الدورقية، و يقال: إنهم لم يقتلوه إلاّ في قدر ما تنحر جزور و يكشط عنها جلدها، ثم تجزئ عشرة أجزاء. فقال الشاعر (5):

أ ليلتنا بنيسابور كرّي *** علينا الليل ويحك أو أنيري

فلو شهد الفوارس من سليم *** غداة يطاف بالأسد العفير

ثم حمل رأسه إلى عبد الملك بن مروان، فقال فيه الفرزدق (6):

أ تغضب أن أذنا قتيبة حزّتا *** جهارا و لم تغضب لقتل (7) ابن خازم (8)

و ما منهما إلاّ رفعنا دماغه *** إلى الشام فوق الشاحجات العلاجم (9)

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال في

ص: 9


1- سقطت من الأصل و م.
2- بالأصل و م:«و أنا» و المثبت عن المطبوعة.
3- بالأصل و م: الطبسيين، خطأ و الصواب عن معجم البلدان، و فيه: الطبسان: قصبة ناحية بين نيسابور و أصبهان.
4- في الطبري 177/6 القريعي.
5- البيتان في تاريخ الطبري 177/6 من أبيات نسبها لرجل من بني سليم.
6- البيتان في ديوانه ط بيروت 311/2 من قصيدة طويلة يمدح سليمان بن عبد الملك و يهجو قيسا و جريرا.
7- في الديوان: ليوم.
8- بالأصل و م: حازم، و المثبت عن الديوان.
9- في الديوان: و ما منهما إلاّ بعثنا برأسه إلى الشام فوق الشاحجات الرواسم الشاحجات: المصوتة، و هي في الأصل للبغل و الغراب استعاره هنا للجمال. و العلاجم: جمع علجم، كجعفر، الطويل من الإبل و الحمر (تاج العروس بتحقيقنا - مادة: علجم).

تسمية من نزل خراسان من الصحابة و توفي بها: عبد اللّه بن خازم السلمي، مدفون بنيسابور برستاق جوين (1).

كان في الأصل الأسلمي، و هو وهم.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة في:«معرفة الصحابة»، قال: عبد اللّه بن خازم، و هو ابن أسماء بن الصلت ابن أخي عمرو بن أسماء بن الصّلت، و كان قد تولى خراسان، أدرك النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و روى عنه، و كان على يده فتح سرخس.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: قال لنا أبو نعيم الحافظ :

عبد اللّه بن خازم، و هو ابن أسماء بن الصّلت، ابن أخي عمرو بن أسماء بن الصّلت، ولي خراسان من قبل عبد الملك بن مروان، فبعث برأس ابن الزبير إليه، و فتح على يده سرخس، ذكر بعض المتأخرين أنه أدرك النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و لا حقيقة لقوله.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن علي بن هبة اللّه الحافظ ، قال:

و أما خازم أوله خاء معجمة، عبد اللّه بن خازم، والي خراسان استعمله عبد اللّه بن عامر بن كريز على خراسان في خلافة عثمان، قتله وكيع (2).

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد الصوفي، أنا عبد الوهّاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر الفرغاني، أنا محمّد بن جرير الطبري (3) قال: قال علي بن محمّد: أنا أبو (4)عبد الرّحمن الثقفي عن أشياخه.

أن ابن عامر استعمل قيس بن الهيثم على خراسان أيام معاوية، فقال له ابن خازم:

إنّك وجّهت إلى خراسان رجلا ضعيفا، و إنّي أخاف إن لقي حربا أن ينهزم بالناس، فتهلك خراسان و تفتضح أخوالك، قال ابن عامر: فما الرأي ؟ قال: تكتب لي عهدا: إن

ص: 10


1- جوين: اسم كورة جليلة نزهة على طريق القوافل من بسطام إلى نيسابور، تسميها أهل خراسان كوبان، فعربت فقيل: جوين.(معجم البلدان).
2- الاكمال لابن ماكولا 283/2 و 291 و زيد فيه: ابن الدورقية، و بعث برأسه إلى عبد الملك بن مروان.
3- الخبر في تاريخ الطبري 210/5.
4- سقطت من الأصل و م و أضيفت عن الطبري.

هو انصرف عن عدوّ قمت مقامه، فكتب له، فجاشت جماعة من طخارستان، فشاور قيس بن الهيثم، فأشار عليه ابن خازم أن يتصرف حتى يجتمع إليه أطرافه، فانصرف، فلما سار مرحلة أو ثنتين (1) أخرج ابن خازم عهده، و قام بأمر الناس، و لقي العدو، فهزمهم و بلغ الخبر المصرين (2) و الشام، فغضبت القيسية، و قال: خدع قيس (3) و ابن عامر، فأكثروا في ذلك حتى شكي إلى معاوية، فبعث إليه، فقدم به، فاعتذر مما قيل فيه، فقال له معاوية: قم فاعتذر إلى الناس غدا، فرجع ابن خازم إلى أصحابه، فقال:

إنّي قد أمرت بالخطبة، و لست بصاحب كلام، فاجلسوا حول المنبر، فإذا تكلمت فصدّقوني، فقام الغد، فحمد اللّه، ثم قال: إنما يتكلف الخطبة إمام لا يجد منها بدا، أو أحمق يهمر (4) من رأسه لا يبالي ما خرج منه، و لست بواحد منهما، و قد علم من عرفني أنّي بصير بالفرص، و ثاب عليها، و قاف عند المهالك أنفد بالسرية، و أقسم بالسوية، أنشدكم باللّه من كان يعرف ذلك مني لما صدّقني، فقال أصحابه حول المنبر: صدقت، فقال: يا أمير المؤمنين إنّك فيمن نشدت، فقل بما تعلم، فقال: صدقت.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن محمّد بن أحمد بن المسلمة، أنا علي بن أحمد بن عمر بن حفص، أنا محمّد بن أحمد بن الحسن بن الصّوّاف، نا الحسن بن علي القطان، نا إسماعيل بن عيسى، أنا إسحاق بن بشر، قال:

و انصرف عبد اللّه بن عامر بن كريز إلى البصرة، و استعمل على خراسان قيس بن الهيثم السلمي، و كان أحد أخواله، أم عبد اللّه دحاجة ابنة أسماء بن الصلت السّلمية، و قد كان أراد أن يستعمل عبد اللّه بن خازم السلمي على خراسان، و هو أحد أخواله، فقال عبد اللّه: اكتب لي عهدا إن قيس بن الهيثم مات، أو سار من خراسان فأنا أميرها، فكتب له عهدا، فأسرّه حتى لقي قيس بن الهيثم، و كان ابن عمّه، و كانت أمّ عبد اللّه يقال لها: عجلى، فلما أتى قيس بن الهيثم وحده و قد نزل به العدو، فقال له عبد اللّه:

نفسك، نفسك، أنت متهيب للعدوّ، و لا تدري يأتيك مدد أم لا، قال: فما الرأي ؟ قال:

أن تسير إلى أميرك، و تدع ما هاهنا، فسار قيس إلى البصرة، فلما أمعن و علم أنه قد

ص: 11


1- في م:«اثنتين» و في الطبري: أو مرحلتين.
2- عن الطبري، و بالأصل و م: المصريين.
3- كذا بالأصل و م و المطبوعة، و في الطبري: خدع قيسا.
4- يقال: همر الكلام يهمره: أكثر فيه.

تباعد أخرج عبد اللّه عهده، فسمعوا له و أطاعوا، و قاتل العدو، فبلغ ذلك قيس بن الهيثم، و علم أن عبد اللّه خدعه، فلم يزل عبد اللّه بن عامر على خراسان حتى قتل عثمان بن عفّان، جاء فنزل البصرة، فلما كانت الفتنة لحق بالشام بمعاوية، فلما بويع معاوية بعث عبد اللّه بن عامر بن كريز على البصرة، فبعث ابن عامر عوف بن سمح اليشكري على خراسان (1)،فلم تزل هذه الكور على صلحها، يغزون من البصرة فيغيرون بخراسان على من لم يصالح، و يرجعون و يقيم معهم أربعة آلاف بمرو، فكانوا يسمون المعقّبة، ثم بعث معاوية زياد بن أبي سفيان على البصرة، و عزل عبد اللّه بن عامر، فبعث زياد الحكم بن عمرو الغفاري على خراسان ثم عزله.

و أمّر - يعني عبد اللّه (2) بن زياد - على البصرة بعد موت أبيه، و استعمل (3) معاوية سعيد بن عثمان الأعور على خراسان، فمكث عليها سنين، فولّي معاوية خراسان بعده عبيد اللّه بن زياد، فبعث عبيد اللّه أسلم بن زرعة العامري عليها، فبلغ ذلك معاوية، فعزله، و استعمل عليها سلم (4) بن زياد بن أبي سفيان، فلم يزل عليها حتى مات معاوية (5)،فلما مات يزيد استخلف سلم بن زياد المهلّب بن أبي صفرة عليها، و لحق بالشام فعرض عبد اللّه بن خازم للمهلّب فأخرج منها، فكتب إلى عبد اللّه بن الزبير بطاعته، فبعث إليه عبد اللّه (6) بعهده عليها، و جعلها له خمس سنين، و إن هو عزله بعد ذلك لم يفتشه عن شيء، فأبى أن يقبل ذلك منع، و ثم علي بيعته لابن الزبير، و كتب عبد الملك إلى رجل من بني تميم يقال له بجير (7) بن أوس أحد بني سعد بن زيد مناة، ثم أحد بني صريم أن يبايع له، فبلغ ذلك عبد اللّه بن خازم، فسار إليه، فقتل ابنا له، و أسر من أصحابه عشرين رجلا، فضرب أعناقهم و هرب بجير (8) و بقيتهم، فجمعوا

ص: 12


1- سقطت من الأصل و أضيفت عن م.
2- كذا بالأصل و م و المطبوعة، و هو خطأ و الصواب:«عبيد اللّه» و انظر تاريخ خليفة بن خياط ص 323 (حوادث سنة 55).
3- بالأصل و م: و يستعمل.
4- في م: سالم خطأ.
5- بعدها في المطبوعة: و أمّره عليها يزيد بن معاوية.
6- كذا بالأصل و م، و لعل الصواب:«عبد الملك» و هو ما يقتضيه السياق، و باعتبار العبارة التالية.
7- بالأصل و م هنا: بحير، و المثبت عن الطبري 176/6 و في فتوح البلدان ص 2971 بجير بن ورقاء. و سترد مرة أخرى في م:«بحير» و في كل المواضع:«بجير» أما في الأصل فقد وردت:«بحير» في كل المواضع، و قد صوبناها أينما وردت، دون الإشارة إلى ذلك.
8- بالأصل و م هنا: بحير، و المثبت عن الطبري 176/6 و في فتوح البلدان ص 2971 بجير بن ورقاء. و سترد مرة أخرى في م:«بحير» و في كل المواضع:«بجير» أما في الأصل فقد وردت:«بحير» في كل المواضع، و قد صوبناها أينما وردت، دون الإشارة إلى ذلك.

لعبد اللّه بن خازم و سرحهم إليه، و استعمل عليهم بكير بن وشاح التميمي ثم السعدي، فلقوا عبد اللّه بن خازم فقتلوه، فأراد بكير أن يبعث [براءته] (1) إلى بحير بن أوس فقال له أصحابه: ما تصنع ؟ أنت قتلته، و أنت اليوم سيّد الناس، ابعث برأسه إلى عبد الملك بن مروان، يبعث إليك بعهدك على خراسان، فبعث به إلى عبد الملك بن مروان، ثم سار بكير إلى بحير بن أوس، فأخذه فضربه مائة سوط و حبسه عنده، ثم إن بحيرا عاتبه و كلّمه، فخلّى بكير سبيله، و أعطاه مائة ألف درهم، فلم يزل بكير عليها حتى ولي بشر بن مروان، ثم مات بشر، فاستخلف خالد بن عبد اللّه، فكتب خالد بن عبد اللّه إلى عبد الملك يسأله إمرة خراسان لأميّة أخيه، فاستعمله، فبعث خالد أميّة إلى خراسان، فلما أتاها قطع النهر، و استخلف ابنه زياد بن أميّة على ما دون النهر، و أمر زياد بن أمية ابنه، و جعل بكيرا على شرطته، فلما عبر أميّة النهر وثب بكير على زياد بن أميّة فأخذه و حبسه، فبلغ ذلك أميّة، فأقبل راجعا فحصر بكيرا حتى أنزل إليه ابنه على أن يخلّي سبيله، ففعل و كان بجير أديبا، فجلس ذات يوم يحدّث بكيرا، فقال: ويحك يا بكير، أخذت زياد بن أميّة و قبضت على مرو و أنت ترى أن الأمر منتشر، و أن الناس لم يستقيموا بعد، و لو كنت ثبت لأعطيتك حكمك، و ليتك (2) إمرة خراسان، و إنما أراد خديعته، قال بكير: إن شئت أثرتها جذعة، فانطلق بجير حتى أخبر أميّة بذلك، فدفع أميّة بكيرا إلى بجير فأخرجه فضرب عنقه (3)،فبلغ ذلك أعرابيا من قومه، فلم يزل يتغلغل في البلاد، حتى قدم خراسان يطلب بدم بكير، فرصد بجيرا حتى عرفه، ثم لطف به حتى وجأه بخنجر له حتى قتله، و قتل الأعرابي، و لم يزل أميّة على خراسان حتى قدم الحجّاج و بعد قدومه بسنتين.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن النهاوندي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (4) قال: سنة ثلاث ثلاثين فيها جمع

ص: 13


1- عن م، و سقطت اللفظة من الأصل.
2- عن م و بالأصل: وليت .
3- انظر سبب مقتله في فتوح البلدان ص 2972-2973.
4- تاريخ خليفة بن خياط ص 167 (حوادث سنة 33 تحت عنوان: قتال عبد اللّه بن خازم لقارن).

قارن (1) جمعا كثيرا بباذغيس (2) و هراة، فأقبل أربعين في (3) ألفا فخلّى قيس بن الهيثم البلاد، فقام بأمر الناس عبد اللّه بن خازم السلمي، فلقي قارن (4) في أربعة آلاف، فقتل قارن (5) و هزم أصحابه، و أصابوا سبيا كثيرا، و كتب إلى (6) ابن عامر بالفتح، فأقرّه على خراسان حتى قتل عثمان.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، حدّثني عمّار بن الحسن، نا سلمة - يعني ابن الفضل - عن محمّد بن إسحاق قال: و بعث - يعني عبد اللّه بن عامر بن كريز - من نيسابور عبد اللّه بن خازم السلمي إلى سرخس، فصالحوا أهلها و فتحوها.

أخبرنا أبو غالب، أنا أبو الحسن، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد، نا موسى، نا خليفة (7)،قال: و غلب عليها - يعني خراسان - عبد اللّه بن خازم حتى قتل مصعب، و كتب عبد الملك عام قتل مصعب إلى عبد اللّه بن خازم بولايته على خراسان، و بعث بالكتاب مع سورة بن أبجر الدارمي، فقال له ابن خازم: لو لا أن أكره أن أضرب بين بني تميم و سليم لقتلك، و لكن كل كتابك، فأكله، فكتب عبد الملك إلى بكير بن وشاح من بني عمرو بن سعد: إن قتلت ابن خازم أو أخرجته من خراسان فأنت الأمير فقتل بكير ابن خازم، و أقام واليا حتى قدم أميّة بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد فعزله و ولّى أميّة.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، عن أبي الحسن رشأ بن نظيف، أنا أبو شعيب عبد الرّحمن بن محمّد المكتب، و أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرّحمن، قالا: أنا الحسن بن رشيق، أنا أبو بشر الدولابي، نا أحمد بن محمّد - يعني ابن القاسم الوجيهي - حدّثني أبي، حدّثني صالح بن الوجيه، قال: و في سنة إحدى و سبعين قتل عبد اللّه بن خازم بخراسان (8).

ص: 14


1- عن م و تاريخ خليفة، و بالأصل: قارون.
2- بالأصل و م: يبادغيس، و المثبت عن تاريخ خليفة، و هي ناحية بأعمال هراة (انظر معجم البلدان).
3- سقطت من الأصل و م و أضيفت عن تاريخ خليفة.
4- عن م و تاريخ خليفة، و بالأصل: قارون.
5- عن م و تاريخ خليفة، و بالأصل: قارون.
6- سقطت من الأصل و م و المطبوعة و أضيفت عن تاريخ خليفة.
7- تاريخ خليفة بن خياط ص 294 في تسمية عمال عبد الملك.
8- انظر تهذيب الكمال 100/10.

قال: و أنا الدولابي، حدّثني روح بن الفرج، نا يحيى بن بكير، حدّثني الليث بن سعد قال في سنة سبع و ثمانين أتى برأس ابن خازم (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال: و فيها - يعني سنة سبع و ثمانين - أتى برأس ابن خازم.

3274 - عبد اللّه بن خالد بن يزيد

ابن معاوية بن أبي سفيان الأموي (2)

أمّه أم ولد، له ذكر.

ذكره أبو المظفّر محمّد بن أحمد بن محمّد الأبيوردي، و هو والد أبي العميطر (3)الذي خرج بدمشق في زمن المأمون و زوجته نفيسة بنت عبد اللّه (4) بن العبّاس بن علي بن أبي طالب.

و ذكره أبو الحسين أحمد بن حميد بن (5) أبي العجائز في تسمية من كان بدمشق من بني أمية، و ذكر بنيه عبد الرّحمن، و يحيى، و يزيد بني عبد اللّه، و ابنته عائشة بنت عبد اللّه (6).

3275 - عبد اللّه بن خلف بن عبد اللّه الكفرطابي

3275 - عبد اللّه بن خلف بن عبد اللّه (7) الكفرطابي (8)

أبوه المعروف بسطيح.

ذكر لي القاضي أبو القاسم الحسين بن جسر.

ص: 15


1- انظر تهذيب الكمال 100/10.
2- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 79 و جمهرة ابن حزم ص 67.
3- و اسمه علي، خرج بدمشق و غلب عليها و المأمون بخراسان كما في نسب قريش.
4- جمهرة ابن حزم صفحة 67 و نسب قريش:«عبيد اللّه».
5- من هنا إلى و يحيى سقط من م.
6- لم يذكر المصعب الزبيري في أولاده من نفيسة إلاّ عليا و عباسا.
7- بياض بالأصل مقدار كلمة و يوجد علامة تحويل إلى الهامش، و لم يكتب في الهامش شيء، و في م الكلام متصل و لا يوجد فراغ و مثلها في المطبوعة.
8- الكفرطابي: نسبة إلى كفرطاب بلدة بين المعرة و مدينة حلب في برية (ياقوت).

أنه ولد بشيزر (1) و توفي فيها (2)،و قرأ على أبي عبد اللّه محمّد بن يوسف بن عمر المعروف بابن منيرة، ثم سافر إلى دمشق سنة تسع و عشرين و خمس مائة، ثم أقام بمدينة حماة يدرس النحو بجامعها مدة ثنتي عشرة سنة، و سافر إلى حلب، فأقام بها خمس عشرة سنة يدرّس النحو و ينظر في البيمارستان، ثم رجع إلى حماة و كان رخو الرجلين، لا يقدر على المشي إلاّ بقائد، و ألّف كتاب «التحف السنية في فضائل علم العربية»، و كتاب «حيل الخاطب»، و كتاب «مسار في الاسم و الفعل و الحرف»، و من شعره ما كتب به إلى أستاذه ابن منيرة و قد حال بينهما الوحل:

يا حجّتي حين ألقى اللّه منفردا *** تفديك نفسي بالأهلين و الوطن

بيني و بينك سور الوحل ليس له *** باب فقلبي رهين الهمّ و الحزن

ما هجر مثلك محمود عواقبه *** و لا التصبّر عن رؤياك بالحسن

مات سطيح بحماة ليلة السبت سابع جمادى الأولى سنة ست (3) و ستين و خمسمائة.

3276 - عبد اللّه بن خليفة بن ماجد

أبو محمّد الغثوي (4) النجار

من أهل الغثاة (5) من حوران

سمع أبا الفضل أحمد بن عبد المنعم بن أحمد بن بندار الكرندي (6).

سمعت منه شيئا يسيرا، و كان رجلا مستورا، لم يكن الحديث من صنعته، و كان ملازما لحلقتي، يسمع الحديث إلى أن مات.

أخبرنا أبو محمّد عبد اللّه بن خليفة النجار الغثوي - قراءة عليه - أنا أبو الفتح أحمد بن عبد المنعم بن أحمد بن بندار بن الكريدي (7)-قراءة عليه - سنة خمس

ص: 16


1- شيزر: قلعة تشتمل على كورة بالشام قرب المعرّة، بينها و بين حماة يوم (ياقوت).
2- العبارة بالأصل مضطربة و رسمها:«ورفى فها و قراءة» و في م:«و دور في فها» صوبناها عن المطبوعة.
3- سقطت «ست» من م.
4- بالأصل و م:«الغنوي» و المثبت عن معجم البلدان «الغثاة» ذكره ياقوت و ترجم له.
5- الغثاة قرية من حوران من أعمال دمشق (ياقوت).
6- بالأصل و م و معجم البلدان: الكرندي، خطأ و الصواب و الضبط عن تبصير المنتبه، و قد مرّ قريبا.
7- بالأصل و م و معجم البلدان: الكرندي، خطأ و الصواب و الضبط عن تبصير المنتبه، و قد مرّ قريبا.

و تسعين و أربعمائة، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد العتيقي، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن صالح الأبهري، نا محمّد بن الحسين الأشناني، نا عبيد بن إسماعيل الهبّاري، نا أبو أسامة حماد بن أسامة، عن عبيد اللّه بن عمر، حدّثني سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة قال:

سئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: من أكرم الناس ؟ قال:«أتقاهم للّه عز و جل»، قالوا: يا رسول اللّه ليس عن هذا نسألك، قال:«فإن أكرم الناس يوسف نبي اللّه بن نبي اللّه بن خليل اللّه»، قالوا: يا رسول اللّه ليس عن هذا نسألك، قال:«فعن معادن العرب تسألوني ؟»، قالوا: نعم، قال:«الناس معادن، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام، إذا فقهوا»[5860].

حكى لي نوشتكين بن عبد اللّه الأرمني، غلام خالي، عن عبد اللّه الغثوي أنه حكى له أنه رأى ليلة القدر، و قال: قال لي: لا شك أن أجلي قد قرب، فمات في تلك السّنة بعد مدة قريبة، و كان قد خرج إلى ناحية حوران ليجدد العهد بأهله، فأدركه أجله في الطريق.

3277 - عبد اللّه بن خيثمة بن سليمان بن الحارث، و يعرف بحيدرة

بن سليمان بن هزان بن سليم بن حيّان (1) بن وبرة

أبو بكر بن أبي الحسن القرشي الأطرابلسي

سمع أبا عبد الملك أحمد بن جرير بن عبدوس الصوري، و الوليد بن حمّاد الرّملي - بالرملة - و أبا نصر عبد اللّه بن محمّد بن نصر بن طويط ، و أبا العبّاس بن قتيبة، و إبراهيم بن الهيثم الشعيري (2) البغدادي، و أحمد بن يحيى بن زكريا الأعرج بجبلة، و أبا عمر محمّد بن موسى الأحدب بالمصّيصة، و أنس بن سلم - بأنطرطوس - و إسحاق بن إبراهيم قاضي غزة، و محمّد بن عبد السلام بالبصرة، و أبا العبّاس الأحدب - بأنطاكية-.

روى عنه: عبد الوهّاب الكلابي.

ص: 17


1- بالأصل و م: حبان.
2- عن م و بالأصل: الشعيزي.

قرأت على حفاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا علي بن الحسين بن ميمون، أنا عبد الوهّاب الكلابي، نا أبو بكر عبد اللّه بن خيثمة بن سليمان الأطرابلسي، حدّثني أبو عبد الملك أحمد بن جرير بن عبدوس - بصور - نا موسى بن أيوب النّصيبي، نا الوليد بن مسلم، نا بكير بن معروف الأزدي، عن أبان و قتادة، عن أبي أمامة الباهلي، قال: قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«أبعد الخلق من اللّه رجلان: رجل يجالس الأمراء فما قالوا من جور صدقهم عليه، و معلّم الصبيان لا يواسي بينهم، و لا يراقب اللّه في اليتيم»[5861].

ص: 18

حرف الدّال في أسماء آباء العبادلة

3278 - عبد اللّه بن داود بن عامر بن الربيع

أبو عبد الرّحمن الهمداني ثم الشعبي المعروف بالخريبي (1)

كوفي الأصل.

سكن الخريبة بالبصرة.

و سمع بدمشق و غيرها: سعيد بن عبد العزيز، و الأوزاعي، و عاصم بن رجاء بن حيوة، و طلحة بن يحيى، و بدر بن عثمان، و جعفر بن برقان، و فضيل بن غزوان، و الأعمش، و إسماعيل بن أبي خالد، و هشام بن عروة، و عثمان بن الأسود، و سلمة بن نبيط ، و فطر بن خليفة، و هشام، و قدامة بن سعد، و إسرائيل بن يونس، و شريك بن عبد اللّه القاضي، و يحيى بن أبي الهيثم، و عصام [بن قدامة] (2).

روى عنه: سفيان بن عيينة، و الحسن بن صالح بن حي - و هما أسنّ منه - و مسدّد بن مسرهد، و نصر بن علي الجهضمي، و عمرو بن علي الفلاّس، و القواريري (3)، و زيد بن أخزم، و إبراهيم بن محمّد بن عرعرة، و محمّد بن يحيى بن عبد الكريم الأزدي، و علي بن حرب الطائي، و فضل بن سهل، و محمّد بن يونس الكديمي،

ص: 19


1- ترجمته و أخباره في تهذيب الكمال 109/10 و تهذيب التهذيب 132/3 طبقات القرّاء لابن الجزري 418/1 الخلاصة ص 196 شذرات الذهب 29/2 طبقات ابن سعد 295/7 و سير أعلام النبلاء 346/9. و الخريبي فوق الخاء ضمة بالأصل، و هذه النسبة إلى الخريبة و هي محلة من محالّ البصرة.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن تهذيب الكمال.
3- هو عبيد اللّه بن عمر القواريري.

و القاسم بن عبّاد بن عبّاد المهلّبي، و محمّد بن أبي بكر المقدّمي، و علي بن نصر بن علي الجهضمي، و محمّد بن عبد اللّه بن عمّار الموصلي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أحمد بن العبّاس الدّينوري، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن كيسان النحوي، نا أبو محمّد يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حمّاد بن زيد، نا مسدّد، و نصر بن علي، قالا: نا عبد اللّه بن داود، عن هاني بن عثمان، عن حميضة بنت ياسر، عن بسيرة (1)، أخبرتها أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أمرهن أن يراعين بالتسبيح و التقديس و التهليل، و أن يعقدن بالأنامل فإنهنّ مسئولات مستنطقات (2).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، نا أبو بكر الشافعي، نا محمّد بن يونس، نا عبد اللّه بن داود الخريبي، قال: حدّثتنا أم داود الوابشية، قالت:

رأيت علي بن أبي طالب يأكل لحم دجاج و يصطبغ بخلّ خمر.

قال: و حدّثنا محمد بن يونس بن موسى القرشي، نا عبد اللّه بن داود بن عامر بن الربيع الخريبي، عن هارون البربري، عن عبد اللّه بن عبيد، قال: مكتوب في التوراة:

إن اللّه تعالى يقول: أمّة محمد صلّى اللّه عليه و سلّم مرحومة ضعيفة لو نفختها طارت، أحب منها كلّ مفتن ثوّاب.

أنبأنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، أنا علي بن الحسن بن علي بن بكر الربعي، أنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنا محمّد بن عبد اللّه مكحول، حدّثني أحمد بن الحجّاج، حدّثني سعيد بن خالد، نا عبد اللّه بن داود الخريني، قال:

سألني سعيد بن عبد العزيز: ممن أنت ؟ فقلت: رجل من أهل الكوفة، فقال: قال مكحول: ما رأيت مثل الشعبي.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد، أنا أبو منصور بن شكرويه، أنا أبو بكر بن مردويه، أنا أبو بكر الشافعي، نا معاذ بن المثنّى بن معاذ بن معاذ، نا مسدّد، نا عبد اللّه بن داود، عن أبي عمر الصّنعاني، لقيته بعسقلان، قال: إذا كان يوم القيامة

ص: 20


1- بالأصل و م: بسيرة بالباء و المثبت و الضبط بالتصغير عن تبصير المنتبه 1493/4و أسد الغابة 296/6 و ضبطها ابن الأثير: بضم الياء و فتح السين المهملة و بعدها ياء ثانية.
2- الحديث في أسد الغابة 296/6.

جيء بالعلماء، فإذا قاموا للحساب قال: إنّي لم أجعل حكمتي فيكم إلاّ لخير أريده بكم، فادخلوا الجنّة بما فيكم.

أنبأنا أبو القاسم العلوي، و أبو الوحش المقرئ، عن رشأ بن نظيف، أنا أبو شعيب عبد الرّحمن بن محمّد، و أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرّحمن، قالا: أنا الحسن بن رشيق، أنا أبو بشر محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا سليمان بن أشعث، نا عبّاس بن عبد العظيم العنبري، قال: سمعت ابن داود يقول: ولدت سنة ست و عشرين و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1)،نا محمّد بن عبد اللّه بن عمّار، نا عبد اللّه بن داود، حدّثني الحسن بن صالح بن حيّ ، عن نفسي، عن الأعمش، عن إبراهيم، قال: يغسل الماء بالماء، قال: فقلت له: ليس أحفظ هذا، قال: فقال لي:

أنت حدّثتني به.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب، أنا القاضي أبو العلاء الواسطي، نا أبو الفتح محمّد بن الحسين الأزدي، نا إسحاق بن إبراهيم بن سعيد، نا محمّد بن عبد اللّه بن عمّار، حدّثني عبد اللّه بن داود الخريبي - و كان عابدا - حدّثني الحسن بن صالح، عني، عن الأعمش، عن إبراهيم، قال: يغسل الماء بالماء، فقلت للحسن بن صالح: ليس أحفظ هذا، قال: أنت حدّثتني به، فكتبته عنه، عني.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا يوسف بن رباح بن علي، أنا أحمد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح، قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية محدّثي أهل البصرة: عبد اللّه بن داود.

أخبرنا أبو البركات أيضا، أنا أبو طاهر، و أبو الفضل بن خيرون، و أنا أبو العزّ الكيلي، أنا أبو طاهر قالا: أنا محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خيّاط (2)،قال: عبد اللّه بن داود كوفي، يكنى أبا

ص: 21


1- الخبر في المعرفة و التاريخ 689/2.
2- طبقات خليفة بن خياط ص 390 رقم 1928.

عبد الرّحمن، مات سنة ثلاث عشرة و مائتين.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا (1)،نا محمّد بن سعد قال في الطبقة الثامنة من أهل البصرة.

ح و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (2)،قال في الطبقة السّابعة (3) من أهل البصرة: عبد اللّه بن داود الهمداني - زاد ابن الفهم: من أنفسهم، و قالا:- تحول من الكوفة، فنزل الخريبة، انتهت رواية ابن أبي الدنيا - و زاد ابن الفهم: بناحية البصرة - و كان ثقة، ناسكا، و مات في شوال سنة ثلاث عشرة و مائتين في خلافة عبد اللّه بن هارون.

أخبرنا أبو جعفر الهمذاني في كتابه، أنا أبو بكر الصّفار، أنا أبو بكر بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم، أنا الثقفي قال: سمعت الفضل بن سهل يقول: عبد اللّه بن داود الخريبي أبو عبد الرّحمن.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (4)،قال: عبد اللّه بن داود أبو عبد الرّحمن الخريبي نزل البصرة بالخريبة، أصله كوفي، سمع الأعمش، و عثمان بن الأسود، و سلمة بن نبيط ، فقال (5):

عن أبي قدامة، سمع ابن داود يقول: نحن بالكوفة شعبيّون، و بالشام شعبانيون، و بمصر شعوبيّون (6)،و باليمن ذي (7) شعبان، و مسجد الحسن بن صالح مسجد جدّي.

ص: 22


1- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليست في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
2- الخبر في طبقات ابن سعد 295/7.
3- كذا بالأصل و م، و قد ورد في طبقات ابن سعد في الطبقة السادسة من التابعين و أهل العلم و الفقه الذين نزلوا البصرة.
4- التاريخ الكبير للبخاري 82/1/3.
5- كذا بالأصل و م و المطبوعة، و في البخاري: يقال.
6- كذا، و في البخاري:«مشعوبون»!؟.
7- في البخاري و تهذيب الكمال: ذو شعبان.

-في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

قال و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (1)،قال: عبد اللّه بن داود الخريبي، أبو عبد الرّحمن الهمداني، أصله كوفي، نزل البصرة بالخريبة، روى عن الأعمش، و إسماعيل بن أبي خالد، و هشام بن عروة، و عثمان بن الأسود، و سلمة بن نبيط ، روى عنه مسدّد، و عمرو بن علي، و نصر بن علي، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن داود الخريبي.

سمع الأعمش، و هشام بن عروة.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن الحكّاك - قراءة - أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن داود ثقة.

قرأنا على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي طاهر الأنباري، أنا أبو القاسم الصّوّاف، أنا أبو بكر المهندس، أنا أبو بشر الدولابي (2)،قال: أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن داود الخريبي.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن داود الخريبي النخعي، نزل البصرة بالخريبة، أصله كوفي، سمع الأعمش، و هشام بن عروة، سمع منه الحسن بن صالح، و أبو النعمان محمّد بن الفضل، و عمرو بن عاصم.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، قال: قال أبو نصر أحمد بن محمّد بن الحسين

ص: 23


1- الجرح و التعديل 47/5.
2- الخبر في الكنى و الأسماء للدولابي 64/2.

عبد اللّه بن داود، أبو عبد الرّحمن الهمداني الكوفي، سكن الخريبة من البصرة، سمع الأعمش، و هشام بن عروة، و ابن جريج، روى عنه مسدّد، و عمرو بن علي، و نصر بن علي.

قال البخاري: مات قريبا من أبي عاصم - يعني الضّحّاك بن مخلد النبيل - و مات أبو عاصم رحمه اللّه آخر سنة ثنتي عشرة و مائتين.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (1)،قال: أنا الخريبي بضم الخاء المعجمة، و بعد الراء ياء معجمة باثنتين من تحتها، ثم باء معجمة بواحدة، فهو عبد اللّه بن داود الخريبي الكوفي، أبو عبد الرّحمن، نزل خريبة البصرة، فنسب إليها و حدّث عن إسماعيل بن أبي خالد، و هشام بن عروة و غيرهما (2)،روى عنه مسدّد بن مسرهد، و محمّد بن المثنّى و من بعدهما، و كان عسرا في التحديث.

أخبرنا أبو السعادات أحمد بن أحمد الهاشمي، أنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ ، أنا القاضي أبو الفرج محمّد بن أحمد بن الحسن الشافعي، أنا أحمد بن يوسف بن خلاّد العطار، نا محمّد بن يونس القرشي، قال: سمعت ابن داود - و هو عبد اللّه بن داود الخريبي - يقول: كان سبب دخولي البصرة لأن ألقى ابن عون، فلما صرت إلى قناطر بني (3) دارا تلقاني - نعي (4) ابن عون،- فدخلني (5) ما اللّه به عليم (6).

أخبرنا أبو العزّ بن كادش، أنا القاضي أبو الطّيّب، أنا علي بن عمر بن محمد الخريبي، نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، نا يحيى بن عثمان الحربي، حدّثني نصر بن منصور، عن بشر بن الحارث قال: كنت عند عبد اللّه بن داود إذ جاءه قوم، فقالوا له: فقالوا له: ما تقول فيمن يقول القرآن مخلوق، فقال: فكيف (7) يكون مخلوقا

ص: 24


1- الاكمال لابن ماكولا 285/3-286.
2- بالأصل و م و المطبوعة: و غيرهم، و المثبت عن الاكمال.
3- قناطر بني دارا: موضع قرب الكوفة (معجم البلدان) و في سير الأعلام و تهذيب الكمال: قناطر سردارا.
4- بالأصل و م و المطبوعة: يعني، خطأ و المثبت عن سير الأعلام و تهذيب الكمال.
5- عن المصدرين السابقين و بالأصل و م: يدخلني.
6- الخبر نقله الذهبي في سير أعلام النبلاء 348/9 و المزي في تهذيب الكمال 111/10 و كلاهما من طريق محمد بن يونس الكديمي.
7- في م: كيف.

و هو اللّه الذي لا إله إلاّ هو عالم الغيب و الشهادة هو الرّحمن الرحيم، أ مخلوق هذا؟.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن أبي شيبة البزاز - إملاء - نا زيد بن أخزم (1)،قال: سمعت عبد اللّه بن داود يقول: نول (2) الرجل أن يكره ولده على طلب الحديث.

و قال: ليس الدين بالكلام، إنما الدين بالآثار.

و قال في الحديث: من أراد به دنيا دنيا (3)،و من أراد به آخرة فآخرة.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو الحسن علي بن الحسن، و رشأ بن نظيف، قالا: أنا محمّد بن إبراهيم، أنا محمّد بن محمّد بن داود الكرجي، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش، نا نصر بن علي، قال:

قدمت على ابن عيينة، فقال لي: من خلّفت بالبصرة يحدّث ؟ قلت: يزيد بن هارون، قال: عن من يروي ؟ قال: قلت: عن إسماعيل بن أبي خالد، و عبد الملك بن أبي سليمان، قال: و يجتمع عليه الناس ؟ قال: قلت: خلق كثير، قال: و من ؟ قلت: ابن داود، قال: ذاك أحد الأحدين (4).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن الحسن، قالا: نا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب (5)،أنا محمّد بن علي بن هشام، أنا أبي - قراءة عليه - و أنا أسمع في سنة سبع و خمسين و ثلاثمائة، حدّثني يموت من المزرّع، حدّثني نصر بن علي قال:

أردت الخروج إلى مكة، فودعت أبي، فلما كنت بالمندسانية (6) سمعت شحيج

ص: 25


1- الخبر نقله المزي في تهذيب الكمال 111/10 عنه، و سير أعلام النبلاء 349/9 و تذكرة الحفّاظ 338/1 جميعهم عن زيد بن أخزم.
2- بالأصل:«قول» و المثبت عن المصادر الثلاثة.
3- في تهذيب الكمال و سير الأعلام: فدنيا.
4- تهذيب الكمال 111/10 و سير أعلام النبلاء 348/9.
5- الخبر في تاريخ بغداد 100/3 ضمن ترجمة: محمد بن علي بن عبد اللّه بن هشام... بن أبي بكر المجهر.
6- كذا بالأصل و م، و في تاريخ بغداد: المنجشانية، و نراه الصواب، و هو منزل و ماء لمن خرج من البصرة يريد مكة، و هو على ستة أميال من البصرة (انظر ياقوت).

بغلنا فعرفته، فتشوفت، فإذا أبي، فوثبت إليه، فقال: يا بني أردت إذكارك إذا دخلت مكة سالما إن شاء اللّه فلقيت ابن عيينة فسله عن حديث زياد بن سعد، عن هلال بن أبي ميمونة، عن أبي ميمونة، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم خيّر غلاما بين أبيه و أمّه، و سله عن حديث عمرو، عن جابر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«الحرب خدعة»، ذكره بفتح الخاء، فلقيت سفيان، و تعرفت إليه، فأكرمني إلى أن قال لي يوما من أيّامه: من مشايخ البصرة اليوم ؟ قلت: يحيى بن سعيد، و عبد الرّحمن بن مهدي اللآل (1)،قال: فما فعل عبد اللّه بن داود الخريبي ؟ قلت: حي يرزق، قال: ذاك شيخنا القديم.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب - لفظا - أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن حميد الأشناني، قال: سمعت أبا الحسن أحمد بن محمّد بن عبدوس يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى: فعبد اللّه بن داود الخريبي ؟ فقال: ثقة، مأمون، قلت: فأبو عاصم النبيل ؟ قال: ثقة، قلت: فأيّهما أحبّ إليك ؟ فقال: ثقتان، قال أبو سعيد: الخريبي أعلى (2).

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن الحكاك - قراءة - أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، أنا معاوية بن صالح، عن يحيى بن معين، قال: عبد اللّه بن داود ثقة، صدوق، و مأمون (3).

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (4)،قال: سألته - يعني أباه - عنه، قال: كان يميل إلى الرأي، و كان صدوقا، و سئل أبو زرعة عن عبد اللّه بن داود الخريبي، فقال: كوفي الأصل، بصري، ثقة.

أنبأنا أبو المظفّر بن القشيري، عن محمّد بن علي بن محمّد، أنا أبو عبد الرّحمن

ص: 26


1- كذا بالأصول، و في تاريخ بغداد: اللؤلؤي.
2- الخبر في تهذيب الكمال 110/10 و انظر سير أعلام النبلاء 348/9.
3- تهذيب الكمال 110/10 و سير الأعلام 348/9.
4- الجرح و التعديل 47/5.

السّلمي، قال: و سألته - يعني الدار قطني - عن عبد اللّه بن داود الخريبي، فقال: ثقة زاهد (1).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (2)،قال: سمعت الحسن - يعني ابن الربيع - أو غيره من ثقات أهل الكوفة قال: كان مصلى الحسن بن صالح، و عبد اللّه بن داود في مسجد واحد، فغاب ابن داود، فانهدم شيء من منارة المسجد، فهدمها الحسن بن صالح و بناها، و قدم ابن داود فقال للحسن: ما دعاك إلى هدم المنارة و بنائها، و أنا أقعد بباب المسجد (3) منك ؟ فقال الحسن: و أنت هناك أن تكلمني بهذا إمّا أن أتحول عنك، أو تتحول عني، و كان دار ابن داود في قبلة المسجد، قال: فقال ابن داود: بل أتحول عنك، فقال الحسن: بل أتحول عنك، قال: فقال: تريد أن تجعلني شهرة في الناس، يقولون: تحوّل الحسن بحال ابن داود، و لكني أتحول عنك، فتحوّل إلى البصرة، و نزل الخريبة (4)،و ترك داره حتى صارت خرابا إلى اليوم.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، نا أبو العبّاس الأصم، نا عبّاس بن محمّد، قال: قلت ليحيى بن معين: إن الناس قالوا: إن عبد اللّه بن داود بعث إليه السلطان بمال، فأبى أن يأخذه، و قال: هو من مال الصدقة، و لو كتب به لي من مال الخراج أخذته، قال يحيى: لعلّ عبد اللّه بن داود إنّما كره أخذه لأنه كان ليس عليه دين، فيقول: إنّما الصدقة لهؤلاء الأضياف الفقراء و المساكين و الغارمين، فقلت له: فكيف يأخذ من الخراج ؟ قال: هذا كان أحبّ إليه، يقول ليس هو من الصّدقة (5).

قرأت على أبي القاسم بن عبدان، عن أبي عبد اللّه محمّد بن علي بن أحمد، أنا رشأ بن نظيف، أنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد الطرسوسي، أنا محمّد بن محمّد بن

ص: 27


1- تهذيب الكمال 111/10 و سير أعلام النبلاء 348/9.
2- الخبر في كتاب المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 805/2.
3- في المعرفة و التاريخ: و أنا أقعد بناء لمسجد.
4- في المعرفة و التاريخ:«الحربين»؟! و كتب محققه بالهامش: كذا بالأصل»، كأنه غير مطمئن للفظة.
5- الخبر في سير أعلام النبلاء 349/9-350 من طريق عباس الدوري و تهذيب الكمال 112/10 من طريقه أيضا.

داود، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش، نا حجّاج بن الشاعر، قال:

سمعت رجلا يذكر عن ابن داود، قال: ما كذبت قط إلاّ ثلاث مرات، قيل لي: صليت في جماعة ؟ قلت: نعم، و قد كنت صلّيت و لم أصلّ في جماعة.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا محمّد بن يونس القرشي، قال: سمعت عبد اللّه بن داود الخريبي يقول: ما كذبت قطّ إلاّ مرّة واحدة، كان أبي قال لي: قرأت على المعلّم ؟ قلت: نعم، و ما كنت قرأت عليه (1).

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو الخطاب العلاء بن أبي المغيرة بن حزم الأندلسي، نا أبو الحسن علي بن بقاء بن محمّد الورّاق، نا أبو محمّد عبد الغني بن سعيد الحافظ ، حدّثني أبو عبد اللّه بن أبي العوّام، حدّثني أبي قال: سمعت أبا جعفر يعني الطحاوي يقول: سمعت أحمد بن أبي عمران يقول:

لما دخل يحيى بن أكثم البصرة قاضيا عليها، كان يختلف إلى عبد اللّه بن داود الخريبي يسمع منه، فبلغ عبد اللّه أن رجلا خاصم إليه، فجلس متربعا، فأمر به يحيى بن أكثم، فأوذي ثم إن يحيى مضى إلى عبد اللّه بن داود ليسمع منه، فلما دخل قال له: متّعت بلك مسألة، قال يحيى: ما هي ؟ قال: رجل صلى متربعا متطوعا، قال:

جائز: قال يحيى: شيء يقبل اللّه عز و جل الصلاة عليه لا تقبل أنت الخصومة عليه، ثم ولاّه ظهره، و قال: متّعت بك عزم لي أن لا أحدّثك، فقام يحيى و خرج.

و به عن أبي جعفر قال: حدّثني إبراهيم بن موسى بن جميل (2) الأندلسي، نا إسماعيل بن إسحاق القاضي، قال: لما دخل يحيى بن أكثم على عبد اللّه بن داود و رأى مشيته قال له عبد اللّه: متّعت بك إني لما نظرت إليك نويت ألا أحدّث.

قرأت على أبي محمّد أيضا، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا علي بن موسى بن الحسين السمسار، أنا محمّد بن عبد اللّه بن أحمد الربعي، أنا أبو جعفر الطحاوي، قال: سمعت أحمد بن أبي عمران يقول:

ص: 28


1- الخبر في تهذيب الكمال 111/10 و سير أعلام النبلاء 349/9 و تذكرة الحفاظ 338/1.
2- بالأصل و م: حنبل، تحريف، و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في تهذيب الكمال 439/1.

كان يحيى بن أكثم و هو يتولى القضاء بين أهل البصرة يختلف إلى عبد اللّه بن داود الخريبي يسمع منه، فتقدم رجلان إلى يحيى بن أكثم لخصومة فتربع أحدهما بين يديه، فأمر به أن يقام من تربعه، و أمر أن يجلس جاثيا بين يديه، فبلغ ذلك عبد اللّه بن داود، فلما جاء يحيى ليحدثه كما كان يجيء إليه لذلك من قبل، قال له عبد اللّه بن داود: متعت بك،- و كانت كلمة تعرف منه - لو أن رجلا صلّى متربعا؟ قال: فقال له يحيى: لا بأس بذلك، فقال له عبد اللّه بن داود: فحال يكون عليها بين يدي اللّه لا يكرهها منه، تكره أنت أن يكون الخصم بين يديك على مثلها، ثم ولّى ظهره، و قال:

عزم لي ألاّ أحدثك، فقام يحيى و مضى.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش - إذنا و مناولة - و قرأ عليّ إسناده، أنا أبو علي محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا، حدّثني أحمد بن كامل (1)،حدّثني أبو عبد اللّه محمّد بن القاسم المعروف بأبي العيناء، قال: أتيت عبد اللّه بن داود الخريبي، فقال لي: ما جاء بك ؟ قال: قلت: الحديث، قال: فاذهب فتحفّظ القرآن، قال: قلت: قد حفظت القرآن، قال: فاقرأ وَ اتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قٰالَ لِقَوْمِهِ (2)قال: فقرأت العشر حتى أنفذته، قال: اذهب فتعلّم الفرائض، قال: فقلت له: قد حفظت الصلب و الجدّ و الكبر، قال: فأيها أقرب إليك، ابن أخيك أو عمّك ؟ قال: قلت: ابن أخي، قال:

و لم ؟ قلت: لأني أخي ابن (3)أبي، و عمّي من جدّي، قال: اذهب الآن فتعلّم العربية، قال: قلت: قد علمتها قبل ذين، قال: فلم قال عمر بن الخطاب حين طعن يا للّه، يا للمسلمين، لم فتح تلك اللام و كسر هذه ؟ قال: قلت: فتح تلك للدعاء، و كسر هذه للاستنصار، قال: لو حدثت أحدا لحدثتك (4).

رواه هناد النسفي عن أبي الفرج بن المسلمة، و قال: لو حدثت أحدا في سنّك لحدثتك.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: نا و أبو

ص: 29


1- من قوله إذنا إلى هنا سقط من م.
2- سورة يونس، الآية:71.
3- كذا بالأصل و م. و في سير أعلام النبلاء و تهذيب الكمال:«من».
4- الخبر في سير أعلام النبلاء 351/9 و تهذيب الكمال 113/10.

منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب (1)،نا محمّد بن أحمد بن رزق (2)البزار، و أبو الفرج أحمد بن محمّد بن عمر المعدّل، و أبو العلاء محمّد بن الحسن الورّاق، قالوا: أنا أحمد بن كامل القاضي، نا أبو العيناء محمّد بن القاسم قال:

أتيت عبد اللّه بن داود الخريبي، فقال: ما جاء بك ؟ قلت: الحديث، قال: اذهب فتحفّظ القرآن، قال: قلت: قد حفظت القرآن، قال: اقرأ وَ اتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ قال:

فقرأت العشر حتى أنفذته، قال: فقال لي: اذهب الآن فتعلم الفرائض، قلت: قد تعلّمت الصلب و الجدّ و الكبر، قال: فأيما أقرب إليك ابن أخيك أو ابن عمّك، قال:

قلت: ابن أخي، قال: و لم ؟ قلت: لأنّ أخي من أبي، و عمّي من جدّي، قال: اذهب الآن فتعلّم العربية، قال: قلت: علمتها قبل هذين، قال: فلم ؟ قال عمر بن الخطاب - يعني حين طعن-: يا للّه، يا للمسلمين، لم فتح تلك و كسر هذه ؟ قال: قلت: فتح تلك على الدعاء، و كسر هذه على الاستغاثة و الاستنصار، قال: فقال: لو حدّثت أحدا لحدثتك.

و اللفظ لأبي الفرج.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك الخلاّل، أنا أحمد بن محمود الثقفي، أنا أبو بكر بن المقرئ، قال: سمعت محمّد بن إبراهيم بن عبد اللّه الكشّي (3) يقول:

سمعت أبي يقول: أتينا عبد اللّه بن داود ليحدّثنا، فقال: قوموا اسقوا البستان، فلم نسمع (4) منه غير هذا.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (5)،أنا أبو القاسم الأزهري، نا عبيد اللّه بن عثمان بن يحيى الدقاق، نا إسماعيل الخطبي (6)،قال: سمعت أبا مسلم إبراهيم بن عبد اللّه يقول: كتبت الحديث

ص: 30


1- الخبر في تاريخ بغداد 172/3، ضمن أخبار محمد بن القاسم أبي العيناء، و انظر الحاشية السابقة.
2- عن تاريخ بغداد و م، و بالأصل: زريق.
3- في تهذيب الكمال و سير أعلام النبلاء:«الكجي» و الكشي: بفتح الكاف و تشديد الشين، و يقال: الكجي أيضا، و يظن السمعاني أن الكشي ينسب إلى كش جده الأعلى. و يقال الكجي نسبة إلى الكج و هو الجص، ذكره السمعاني و ترجم له (انظر: الكشي و الكجي).
4- بالأصل و م:«يسمع» و المثبت عن سير الأعلام 350/9 و تهذيب الكمال 112/10.
5- الخبر في تاريخ بغداد 121/6 ضمن أخبار إبراهيم عبد اللّه أبي مسلم الكجي.
6- مهملة بالأصل و م باستثناء الخاء و رسمها:«الخطسى» و الصواب ما أثبت عن تاريخ بغداد.

و عبد اللّه بن داود حيّ ، فلم أقصده لأني كنت يوما في بيت عمتي، و لها بنون أكبر مني، فلم أرهم فسألت عنهم فقالوا: قد مضوا إلى عبد اللّه بن داود، فأبطئوا، ثم جاءوا يذمّونه، و قالوا: طلبناه في منزله فلم نجده، و قالوا هو في بسيتنة له بالقرب، فقصدناه، فإذا هو فيها، فسلمنا عليه، و سألناه أن يحدّثنا فقال: متّعت بكم، أنا في شغل عن هذا، هذه البسيتنة لي فيها معاش، و تحتاج أن تسقى و ليس لي من يسقيها، فقلنا: نحن ندير الدولاب و نسقيها، فقال: إن حضرتكم نية فافعلوا، قالوا: فتشلّحنا و أدرنا الدولاب حتى سقينا البستان، ثم قلنا له: حدثنا الآن، فقال: متّعت بكم ليس لي نيّة في أن أحدّثكم، و أنتم كانت لكم نية تؤجرون عليها، قال إسماعيل: سمعت أبا مسلم يحكي هذه الحكاية بهذا المعنى ألفاظ (1) تشبهها أو نحوها.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو منصور بن شكرويه، و أبو بكر السمسار، قالا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن خرّشيذ (2) قولة، نا الحسين بن إسماعيل المحاملي - إملاء - نا ابن الر (3)-يعني أبا بكر محمّد بن عبد اللّه بن جعفر قال: سمعت عبد اللّه بن داود يقول: ما أقبح بالرجل أن يظهر لأخيه خلاف ما في نفسه.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، نا أبي - إملاء - أنا عيسى بن علي، نا أبو القاسم البغوي، نا زيد بن أخرم، قال: سمعت عبد اللّه بن داود يقول: من أمكن الناس من كلّ ما يريدون أضرّوا بدينه و دنياه (4).

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ ، نا (5) أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن يحيى، نا محمّد بن سليمان بن فارس، نا علي بن الحسن قال: سمعت علي بن غنام يقول: قال لي عبد اللّه بن داود: إذا سمعت الحديث للآخرة فاكتبه، و ليكن أكبر همّك الآخرة و عيالك.

أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن القاسم بن أبي بكر، أنا عمر بن أحمد بن عمر بن

ص: 31


1- تاريخ بغداد: ألفاظا تشبهها و نحوها.
2- بالأصل و م:«خرشد» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 69/17.
3- كذا بالأصل لم يبق من الكلمة إلاّ «الر» و مكان اللفظة بياض في م و في المطبوعة:«ابن الزهيري» و الخبر في تهذيب الكمال 111/10 من طريق أبي بكر الزهيري.
4- الخبر في سير أعلام النبلاء 349/9 و تهذيب الكمال 112/10.
5- سقطت «نا» من الأصل و أضيفت عن م.

مسرور، نا الحاكم أبو أحمد الحافظ ، أنا الإمام أبو بكر بن خزيمة، قال: سمعت محمّد بن يحيى يقول: سألت عبد اللّه بن داود - يعني الخريبي - عن التوكّل قال: أرى التوكّل حسن الظنّ باللّه تبارك و تعالى (1).

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا سعيد بن محمّد بن أحمد البحيري، أنا أبي أبو عمر الحافظ ، أنا محمّد بن عبد اللّه الشيباني بالكوفة، نا أبو موسى هارون بن الحسين بن سعيد البغدادي، نا زيد بن أخزم، قال: سمعت عبد اللّه بن داود الخريبي يقول: كل صديق لك ليس فيه عقل هو أشد عليك من عدوك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيوري، أنا أبو الحسن العتيقي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالا:

أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد بن صالح، حدّثني أبي قال: بات علي بن المديني عند عبد اللّه بن داود بالخريبة، فدخل حانوت بقال يتعشى، فقال له عبد اللّه: لو صبرت ليلة واحدة كنت تموت، أين الدين، أين المروءة، ما لك مروءة و لا فيك خير.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، نا محمّد بن يعقوب، نا عبّاس بن محمّد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: لم آت عبد اللّه بن داود قط ، و لم أجلس إليه، كنت أراه في مسجد الجامع (2).

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو صادق الأصبهاني، أنا أحمد بن محمّد بن زنجويه، أنا أبو أحمد العسكري، قال: وجدت بخط عسل (3) بن ذكوان و لا إسناد لي فيه، حكاه عن الحسن بن يحيى قال: قال علي بن المديني: أخبرني المعيطي، قال:

جاء الشاذكوني إلى عبدة بن سليمان، فقال: كيف حديث ندية (4)-يريد حديث ندية مولى

ص: 32


1- سير أعلام النبلاء 349/9.
2- سير أعلام النبلاء 348/9.
3- عن م و بالأصل: غسيل.
4- سقطت من الأصل و أضيفت عن م.

ابن عباس-؟ قال علي: و حدّث (1) عبد اللّه بن داود - يعني الخريبي - بحديث فيه: لا تباع الثمرة حتى تشقح فسألت أبا عبيدة فلم يعرفها، فلما قدم وكيع حدثنا فقال: حتى تشقّح، فلقيت ابن داود، فأخبرته، فقال: متّعت بك أنا أرجع إلى الحق كما هو عند الناس.

قال أبو أحمد: التشقيح تلوين البسر إذا اصفرّ و احمرّ، و يقال: شقحت النخلة تشقح تشقيحا، و يقال: أشقحت إشقاحا إذا تغيّر البسر للاصفرار بعد الاخضرار، و هو أقبح ما يكون في ذلك الوقت، و لذلك قالوا: قبيح شقيح.

قرأت على أبي بكر لأعرابي في ابنه:

أقبّح به من ولد و أشقح *** مثل جريّ الكلب لا بل أقبح

و قد فسر هذا في الحديث المروي.

أنبأنا أبو الحسن محمّد بن مرزوق الزعفراني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، نا أحمد بن محمّد بن عمر العبدي (2)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن قدامة، قال: سمعت بشر بن الحارث يقول:

دخلت على عبد اللّه بن داود في مرضه الذي مات فيه فجعل يقول و يمرّ بيديه إلى الحائط : لو خيّرت بين دخول الجنّة و بين أن أكون لبنة من هذا الحائط لاخترت أن أكون لبنة منه متى أدخل أنا الجنّة.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (3) قال: سنة ثلاث عشرة و مائتين فيها مات عبد اللّه بن داود الخريبي.

أخبرنا أبو طاهر يحيى بن محمّد بن أحمد بن المحاملي، أنا جابر بن ياسين بن الحسن بن محمويه الحنّائي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، قالا: أنا أبو

ص: 33


1- بالأصل و م:«وجدت» و المثبت عن المطبوعة.
2- سقطت «العبدي» من م.
3- تاريخ خليفة بن خياط ص 474.

طاهر المخلّص، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد السكري، نا زكريا بن يحيى المنقري، قال: مات عبد اللّه بن داود سنة ثلاث عشرة.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو بكر الخطيب، أنا القاضي أبو محمّد الحسن بن الحسين (1) بن محمّد بن رامين الأسترآباذي.

ح ثم أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، و أبو نصر بن رضوان، و أبو غالب بن البنا، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، قالا: أنا أبو بكر بن مالك، نا محمّد بن يونس القرشي قال: و مات عبد اللّه بن داود سنة ثلاث عشرة و مائتين للنصف من شوال.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، و أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن محمّد، قالا: نا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا أبو القاسم الحسن بن محمّد بن الحسن السّكوني، نا أبو جعفر محمّد بن عبد اللّه بن سليمان الحضرمي، قال: و فيها - يعني سنة ثلاث عشرة و مائتين - مات عبد اللّه بن داود الهمداني الخريبي.

قرأت على أبي محمّد السلمي، أنا أبو محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر (2) قال: سنة ثلاث عشرة و مائتين فيها مات عبد اللّه بن داود الهمداني الخريبي بخريبة البصرة في شوال.

و كذا ذكر أبو أمية الطرسوسي في وفاته، و كذا ذكر أبو حسّان الزيادي.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني عبيد اللّه بن جرير الأزدي، حدّثني أبو عبد اللّه بن الحداد، عن محمّد بن المهلّب بن المغيرة، قال:

رأيت عبد اللّه بن داود في النوم، فقلت: ما فعل اللّه بك ؟ فقال: نسأل اللّه السّلامة، كهيئة حمّاد بن سلمة.

ص: 34


1- بالأصل و م:«الحسن» خطأ و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في تاريخ بغداد 300/7.
2- بالأصل و م: زيد، خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
3279 - عبد اللّه بن درّاج، مولى معاوية بن أبي سفيان

ولاّه معاوية على خراج الكوفة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر في حديث ذكره، قال:

ثم قتل علي بن أبي طالب في شهر رمضان سنة أربعين، و صالح الحسن بن علي معاوية بن أبي سفيان، و سلّم له الأمر، و بايعه الناس جميعا، فسمّي عام الجماعة، و استعمل معاوية المغيرة بن شعبة تلك السنة على الكوفة على صلاتها و حربها، و استعمل على الخراج عبد اللّه بن درّاج مولاه.

3280 - عبد اللّه بن دويد - و يقال: ابن ذويد - بن نافع

من أهل دمشق.

سمع مكحولا.

روى عنه: الوليد بن مسلم.

ذكره أبو عبد اللّه بن مندة فيما حكاه المقدسي عنه.

روى عن أبيه، و سليمان بن موسى، فأما روايته عن مكحول فلا أخالها محفوظة.

أنبأنا أبو طاهر محمّد بن الحسين بن الحنّائي، أنا أبو القاسم علي بن المفضّل بن طاهر، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أبو الحسن بن جوصا (1)،نا محمّد بن وزير (2)،نا الوليد، قال: أخبرني عبد اللّه بن ذويد أنه سمع سليمان بن موسى.

ح (3) و أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنا أبو بكر الخطيب، قال: كتب إليّ عبد الرّحمن بن عثمان الدمشقي، و حدّثني عبد العزيز بن أبي طاهر عنه.

ص: 35


1- بالأصل:«جوط » خطأ و في م:«أبو الحسن جوطا» و هو خطأ أيضا. و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
2- عن م و بالأصل:«وزر» و انظر ترجمته في تهذيب الكمال 304/17.
3- سقطت ح من الأصل و أضيفت عن م.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا (1)أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عمر بن راشد البجلي، نا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو، نا دحيم، نا الوليد بن مسلم، عن عبد اللّه بن ذويد، قال: سمعت سليمان بن موسى يحدّث عن عمرو بن دينار أنه حدّث مكحولا:

أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم - و في حديث ابن الحنّائي: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم - قال:«من نام عن صلاة العشاء حتى يفوته وقتها فلا نامت عينه»- زاد ابن الحنّائي: فأعجب مكحولا هذا الحديث-.

قال أبو بكر بالخطيب: كذا كان في الأصل، و في عدة نسخ غيره، ذويد مضبوط بالذال المعجمة.

قال الخطيب: عبد اللّه بن ذويد الدمشقي، حدّث عن سليمان بن موسى، روى عنه الوليد بن مسلم.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأديب - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (2)،قال: في حرف الدال المهملة من آباء العبادلة: عبد اللّه بن دويد، روى عن أبيه، عن عروة بن الزبير، روى عنه الوليد بن مسلم.

قرأت على أبي محمّد، عن أبي نصر (3)،قال: أما ذويد أوّله ذال مضمومة عبد اللّه بن ذويد دمشقي، حدّث عن سليمان بن موسى، روى عنه الوليد بن مسلم.

ص: 36


1- سقطت «أنا» من الأصل و أضيفت عن م.
2- الجرح و التعديل 47/5.
3- الاكمال لابن ماكولا 386/3.
3281 - عبد اللّه بن دينار

أبو محمّد البهراني، و يقال: الأسدي (1)

قيل: إنه دمشقي، و الصحيح أنه حمصي

حدّث عن: أبي جرير (2) مولى معاوية، و نافع مولى ابن عمر، و عمر بن عبد العزيز، و عطاء بن أبي رباح، و الزهري، و مكحول، و أبي عامر الشّرعبي (3)، و كثير بن العلاء صاحب لأبي هريرة.

روى عنه: معاوية بن صالح، و أرطأة بن المنذر، و إسماعيل بن عيّاش، و إبراهيم بن عبد الحميد بن ذي حماية، و إسحاق بن ثعلبة الحمصي، و الجرّاح بن مليح، و سليمان بن عطاء الحرّاني.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنا أبو بكر الخطيب، أنا علي بن محمّد بن الحسن السمسار، و الحسن بن علي الجوهري.

ح و أخبرناه عاليا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه، أنا أبو محمّد الجوهري، قالا: أنا عمر بن محمّد بن علي الناقد، أنا جعفر بن محمّد بن الحسن الفريابي، نا هشام بن عمّار، نا إسماعيل بن عيّاش، أنا عبد اللّه بن دينار، عن جرير مولى معاوية بن أبي سفيان، قال: خطب معاوية الناس بحمص، فذكر في خطبته أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حرّم سبعة أشياء: الشعر، و التصاوير، و النوح، و التبرّج، و جلود السباع، و الذهب، و الحرير.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو عمرو عبد الرّحمن بن محمّد الفارسي،[أنا أبو أحمد بن عدي] (4)(5)،نا عمر بن إسماعيل بن أبي غيلان، نا داود بن عمرو، نا إسماعيل بن عيّاش، عن عبد اللّه بن دينار، قال: قدم

ص: 37


1- ترجمته و أخباره في تهذيب الكمال 117/10 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 120-140) ص 460 و تهذيب التهذيب 134/3 و ميزان الاعتدال 418/2 و الكامل لابن عدي 237/4.
2- كذا بالأصل و م، و في تهذيب الكمال: روى عن حريز، و يقال: ابن أبي حريز مولى معاوية. و انظر ترجمة «حريز» فيه 241/4.
3- عن م و تهذيب الكمال و في الأصل: الشعبي.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و قد استدرك للإيضاح قياسا إلى أسانيد مماثلة سابقة.
5- الخبر في الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 239/4.

لقمان من سفر فتلقاه مولى له، فقال له: ما فعل أبي ؟ قال: مات، قال: ملكت أمري ؟ قال: ما فعلت أمي ؟ قال: ماتت، قال: ذهب همي، قال: فما فعلت أختي ؟ قال:

ماتت، قال: سترت عورتي، قال: ما فعلت امرأتي، قال: ماتت، قال: جدّد فراشي، قال: ما فعل أخي ؟ قال: مات، قال: انكسر ظهري.

أخبرناه أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد بن يوه (1)، أنا أبو الحسن اللّنباني (2)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا داود بن عمرو الضّبّي، و شجاع بن الأشرس (3)،قالا: نا إسماعيل بن عيّاش، عن عبد اللّه بن دينار أن لقمان قدم من سفر، فلقي غلاما له في الطريق، قال: ما فعل أبي ؟ قال: مات، قال: الحمد للّه ملكت أمري، قال: ما فعلت أمي ؟ قال: ماتت، قال: ذهب همّي، قال: ما فعلت امرأتي ؟ قال:

ماتت، قال: جدّد فراشي، قال: ما فعل أخي ؟ قال: مات، قال: انقطع ظهري.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن علي بن الحسين، أنا الحسن بن عمر (4) بن الحسن بن يونس، أنا أبو الحسن علي بن القاسم بن الحسن النجّاد، نا أبو روق الهزّاني، نا بحر بن نصر الخولاني، نا ابن وهب، عن معاوية بن صالح، عن عبد اللّه بن دينار قال: سمعت مكحولا يقول: من أقسم على أخيه فلم يبرّه فقد أفجره.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو عمرو الفارسي،[نا أبو أحمد بن عدي] (5)،نا عبد الصّمد بن سعيد، نا ربيعة بن الحارث (6)، نا جعفر بن عبد اللّه السّالمي، نا ابن عيّاش، عن عبد اللّه بن دينار الحمصي، عن الزهري، بحديث ذكره (7).

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن غانم، حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد

ص: 38


1- ضبطت عن تبصير المنتبه 1501/4.
2- رسمها بالأصل و م:«اللساني» خطأ، و الصواب ما أثبت و ضبط ، عن تبصير المنتبه 1233/32.
3- كذا بالأصل و م، و هو الأشرس، بالسين المهملة، كما في ترجمته في تاريخ بغداد 250/9.
4- في م: عمرو.
5- «بن الحارث» سقط من م.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و قد استدرك للإيضاح قياسا إلى أسانيد مماثلة سابقة.
7- الخبر في الكامل لابن عدي 238/4 و قد ذكر ابن عدي الحديث.

-زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (1)،قال: عبد اللّه بن دينار الشامي الدمشقي، عن عمر بن عبد العزيز قوله: سمع منه معاوية بن صالح، و إسماعيل [بن عيّاش] (2) قال الهيثم (3) بن خارجة: أنا إسماعيل، عن عبد اللّه بن دينار البهراني، عن أبي جرير، أو جرير (4) مولى معاوية، خطب معاوية، نهى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم عن سبع: عن النوح، و روى محمّد بن مهاجر، عن كيسان مولى معاوية، عن معاوية، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

كذا ذكره البخاري بالشك.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (5)،قال: عبد اللّه بن دينار الشامي الدمشقي، روى عن عمر بن عبد العزيز، و عطاء بن أبي رباح، و نافع مولى ابن عمر، و جرير (6) مولى معاوية، روى عنه معاوية بن صالح، و أرطأة بن المنذر، و إسماعيل بن عيّاش، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو محمّد الكندي، نا أبو زرعة قال في الطبقة الثالثة من أهل الشام: عبد اللّه بن دينار، روى عنه معاوية بن صالح، و ابن عيّاش.

أنبأنا (7) أبو طالب الحسين بن محمّد بن علي، أنا أبو القاسم علي بن المحسّن التنوخي، أنا أبو الحسين محمّد بن المظفّر، أنا بكر (8) بن أحمد بن حفص، نا أحمد بن محمّد بن عيسى البغدادي، قال في تسمية أصحاب الزهري من أهل حمص:

ص: 39


1- التاريخ الكبير للبخاري 81/1/3.
2- الزيادة عن البخاري.
3- في البخاري: هاشم.
4- كذا بالأصل و م، و في البخاري:«أبي حريز أو حريز» و قد مرّت الإشارة إليه في بداية الترجمة.
5- الجرح و التعديل 47/5.
6- كذا بالأصل و م، و في الجرح و التعديل:«حريز» و قد مرّ قريبا.
7- في م: أنا.
8- عن م، و بالأصل: بكير.

عبد اللّه بن دينار الأسدي، حدّث عن الزهري، حدّث عنه إسماعيل بن عيّاش، و الجرّاح بن مليح.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا،[أنا أبو العباس محمّد بن يعقوب] (1)،نا عبّاس (2) بن محمّد، قال:

سمعت يحيى بن معين يقول: و سألته عن حديث إسماعيل بن عيّاش، عن عبد اللّه بن دينار: من عبد اللّه بن دينار هذا؟ قال: شامي حمصي، قلت: من يروي عنه سوى إسماعيل بن عيّاش ؟ قال: ما سمعنا أحدا يروي عنه غير إسماعيل بن عيّاش.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا محمّد بن علي بن يعقوب، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسّان، نا أبي، قال يحيى: ابن عيّاش عن عبد اللّه بن دينار شامي ضعيف، و لم يرو عن عبد اللّه بن دينار المدني.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو عمرو عبد الرّحمن بن محمّد، أنا أبو أحمد بن عدي (3)،نا ابن أبي عصمة، نا الفضل بن زياد قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: لم يرو إسماعيل بن عياش، عن عبد اللّه بن دينار، مولى ابن عمر شيئا، إنما روى عن عبد اللّه بن دينار (4)،صاحب إسماعيل بن عيّاش، يتأنّى في حديثه، قاله السّعدي، و قال النسائي فيما أخبرني محمّد بن العباس عنه، عن عبد اللّه بن دينار: لا نعلم أحدا روى عنه غير إسماعيل بن عياش قد روى عنه غيره (5).

و قال ابن عدي: عبد اللّه بن دينار البهراني حمصي (6).

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، و أبو يعلى حمزة بن علي بن الحبوبي، قالا:

أنا سهل بن بشر، أنا علي بن منير، أنا الحسن بن رشيق، نا أبو عبد الرّحمن النسائي،

ص: 40


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك للإيضاح قياسا إلى أسانيد مماثلة سابقة.
2- في م: عياش، تحريف.
3- الخبر في الكامل لابن عدي 238/4.
4- في الكامل لابن عدي: إنما روى عن عبد اللّه بن دينار البهراني.
5- العبارة من قوله: صاحب إسماعيل بن عياش إلى هنا ساقطة من عند ابن عدي.
6- الكامل لابن عدي 237/4.

قال: و لا عن عبد اللّه بن دينار غير إسماعيل بن عياش - يعني لم يرو عنه غيره-.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت أبا علي الحسين بن علي بن يزيد الحافظ ، و سئل عن عبد اللّه بن دينار الشامي، فقال: هو عندي ثقة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - نا عبد العزيز بن أحمد - لفظا - أنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني، أنا أبو هاشم عبد الجبّار بن عبد الصّمد المؤدب، أنا أبو بكر القاسم بن عيسى القصار، نا إبراهيم بن يعقوب السعدي، قال: عبد اللّه بن دينار صاحب إسماعيل بن عيّاش يتأنّى في حديثه.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (1)،قال: سألت أبي عنه فقال: شيخ ليس بالقوي، منكر الحديث، و يحكي غير ابن أبي حاتم عن أبي حاتم أن كنيته أبو محمّد (2).

أنبأنا أبو محمّد المزكّي، نا عبد العزيز بن أحمد - لفظا - أنا أبو نصر بن الجبّان - إجازة-.

ح نا أحمد بن القاسم بن يوسف الميانجي، نا أحمد بن طاهر بن النجم، حدّثني سعيد بن عمرو البردعي، قال: قلت - يعني لأبي زرعة الرازي-: عبد اللّه بن دينار الشامي ؟ قال: شيخ ربما أنكر، قلت: يقال إن عبد اللّه بن دينار الذي يروي عن أنس حديث الرويبضة (3) هو هذا؟ قال: لا، ابن إسحاق ما له و هذا.

قال أبو عثمان البردعي، و قد كان رجل من أصحابنا ذاكرني بهذا الحديث عن شيخ ليس عنده بمأمون، عن أبي قتيبة، عن عبد اللّه بن المثنّى، عن عبد اللّه بن دينار، عن أبي الأزه، عن أنس، فذكرت لأبي زرعة هذا أنه صاحب أنس، و لم أجسر أن أذكر له

ص: 41


1- الجرح و التعديل 47/5.
2- عن م و الجرح و التعديل و بالأصل: يحمد.
3- بالأصل و م:«الروبيضة» بتقديم الباء، خطأ، و الصواب ما أثبت، انظر اللسان (ربض)، و المطبوعة، و مسند أحمد 220/3.

أنه من رواية هذا الرّجل، لأنه لم يكن يرضاه، فقلت له: هو هذا الشامي، فأجابني بهذا.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو منصور بن هريسة، أنا أبو بكر البرقاني، قال:

و سمعته - يعني الدارقطني - يقول: إسماعيل بن عيّاش، عن عبد اللّه بن دينار هو البهراني حمصي، و لا يعتبر به.

3282 - عبد اللّه بن دينار

أبو الوليد العذري

حدّث عن الأوزاعي.

روى عنه: خالد [بن سعيد] (1) أبو سعيد - و يقال: خلف - الكلبي من أهل القريتين.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أخبرني أبو علي الحسن بن علي بن محمّد الواعظ ، نا محمّد بن المظفّر الحافظ ، نا أبو العباس أحمد بن سعيد بن يزيد بن عروة الحديثي - بحديثة الفرات (2)-نا محمّد بن عنبسة الحديثي (3)،نا خلف بن سعيد أبو سعيد، نا عبد اللّه بن دينار أبو الوليد الدمشقي، عن الأوزاعي، حدّثني هشام بن عروة، عن فاطمة بنت المنذر بن الزبير، عن أسماء ابنة أبي بكير، قالت:

سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فقلت: يا رسول اللّه أ رأيت إحدانا إذ أصاب ثوبها دم الحيض كيف تفعل به ؟ قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إذا أصاب إحداكنّ دم الحيضة (4) فلتحتّه ثم لتقرصه بالماء، ثم لتنضح بقيته، ثم لتصلّ فيه»[5862].

قال: و حدّثني أبو القاسم الأزهري، نا محمّد بن المظفّر، نا أحمد بن سعيد بن يزيد بن عروة الحديثي، نا محمّد بن عنبسة، نا خالد بن سعيد أبو سعيد - و هو رجل من

ص: 42


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
2- و تعرف بحديثة النورة، و هي على فرسخ من الأنبار و بها قلعة حصينة في وسط الفرات (ياقوت).
3- هذه النسبة إلى الحديثة، و هي قرية من قرى غوطة دمشق، و يقال لها حديثة جرش، و منها محمد بن عنبسة الحديثي حدث عن خالد بن سعد العرضي (ياقوت).
4- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: دم الحيض.

أهل القريتين (1)-نا عبد اللّه بن دينار، ثم ذكر الحديث مثله.

و حديث الأزهري هو الصواب، فقد رواه أحمد بن عبد اللّه بن ربيعة بن زبر، عن محمّد بن عنبسة الحديثي، عن أبي سعيد خالد بن سعيد الكلبي من أهل القريتين عن عبد اللّه بن الوليد (2) العذري.

ص: 43


1- القريتان: مرّ التعريف بها (انظر معجم البلدان).
2- كذا بالأصل و م، و قد مرّ أنه عبد اللّه بن دينار، و كنيته أبو الوليد، فهو صاحب الترجمة.

حرف الذال في أسماء آباء العبادلة

3283 - عبد اللّه بن أبي ذرّ

أبو بكر السّوسي

حدّث بأطرابلس، عن يونس بن عدي الكوفي.

روى عنه: خيثمة بن سليمان.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو محمّد بن الأكفاني، قالا: نا عبد العزيز التميمي، أنا تمام بن محمّد، أنا خيثمة، نا عبد اللّه بن أبي ذرّ، أبو بكر بأطرابلس، نا يوسف بن عدي الكوفي - بالفسطاط - نا عبد الرحيم بن سليمان، عن إسماعيل بن سلم، عن الحسن، عن أنس قال: قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«المنتعل راكب»[5863].

3284 - عبد اللّه بن ذكوان

أبو عبد الرّحمن، المعروف بأبي الزّناد (1)

مولى آل عثمان بن عفّان، و يقال مولى رملة بنت شيبة.

من كبار فقهاء المدينة و محدثيها.

روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم مرسلا، و عبد اللّه بن جعفر، و أنس بن مالك مرسلا، و عبد الرّحمن بن هرمز الأعرج، و أبي سلمة بن عبد الرّحمن، و عمر بن أبي سلمة،

ص: 44


1- ترجمته و أخباره في تهذيب الكمال 118/10 و تهذيب التهذيب 134/3 و ميزان الاعتدال 417/2 شذرات الذهب 117/1 الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 130/4 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 121-140) ص 461 و سير أعلام النبلاء 445/5 و الوافي بالوفيات 162/17. و انظر بحاشية المصادر الثلاثة الأخيرة أسماء مصادر أخرى ترجمت له.

و أبي أمامة بن سهل بن حنيف، و علي بن الحسين، و عروة بن الزبير. و روى عنه عن ابن عمر و القاسم بن محمّد بن أبي بكر.

روى عنه: مالك، و الأعمش، و الثوري، و ابن عيينة، و عبد اللّه بن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم، و أبو إسحاق سليمان بن فيروز، و محمّد بن عجلان، و هشام بن عجلان، و عبيد اللّه بن عمر، و موسى بن عقبة، و عبد الوهّاب بن بخت (1)، و أبو المقدام هشام بن زياد، و ابنه عبد الرّحمن بن أبي الزّناد.

و وفد على هشام بن عبد الملك، و استقدمه الوليد بن يزيد يستفتيه في نكاح زوجته أم سلمة، مع جماعة من فقهاء المدينة.

أخبرنا أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، أنا محمّد بن عبد الرّحمن، أنا محمّد بن أحمد بن حمدان.

ح و أخبرتنا أمّ البهاء فاطمة بنت محمّد بن أحمد، و أم المجتبى فاطمة بنت ناصر بن الحسن، قالتا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا محمّد بن إبراهيم بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، نا هارون بن عبد اللّه بن أبي فديك، عن عيسى الخيّاط .

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو يعلى إسحاق بن عبد الرّحمن بن أحمد الصابوني.

و أخبرنا أبو سعد إسماعيل (2) بن أبي صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن الحسين بن أحمد بن مكرم المقرئ، قالا: أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن عبدوس، أنا أبو حاتم مكي بن عبدان، نا أبو الأزهر، نا محمّد بن إسماعيل بن أبي فديك، أخبرني عيسى بن أبي عيسى الخيّاط ، عن أبي الزّناد، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم - و في حديث أبي يعلى الموصلي: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال-:

«الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، و الصّدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، و الصّلاة نور المؤمن، و الصّيام جنّة من النار».

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، و أبو المواهب أحمد بن محمّد بن عبد الملك

ص: 45


1- ضبطت عن تبصير المنتبه 67/1.
2- سقطت من الأصل و استدركت عن م.

الورّاق، قالا: أنا القاضي أبو الطّيّب طاهر بن عبد اللّه الطبري، نا أبو أحمد محمّد بن أحمد بن الغطريف، نا أبو خالد، نا القعنبي، عن مالك.

و أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر، أنا أبو عثمان البحيري، أنا زاهر بن أحمد، أنا إبراهيم بن عبد الصّمد، نا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر، نا مالك، عن أبي الزّناد.

ح و أنا آباء (1) محمّد هبة اللّه بن أحمد المزكي، و عبد الكريم بن حمزة، و طاهر بن سهل، و أبو المعالي ثعلب بن جعفر، قالوا: أنا أبو القاسم الحنّائي.

ح و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا محمّد بن أحمد بن حسنون النّرسي (2).

ح و أخبرنا (3) أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه بن كادش، أنا أبو الحسن علي بن محمود المروزي، و أخبرنا أبو سهل بن سعدويه، أنا أبو الفضل الرازي (4)،قالوا: أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أبو بكر بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا مالك، نا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«إذا اشتد الحرّ فأبردوا عن الصّلاة - و قال هشام: بالصّلاة - فإن شدّة الحرّ من فيح جهنم»[5864].

كتب إليّ أبو بكر عبد الغفّار بن محمّد بن الحسن، و أخبرني عنه أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس بن محمّد بن عبد اللّه بن حبيب و غيرهما، أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي، نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، نا زكريا بن يحيى المروزي، نا سفيان بن عيينة، عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة يبلّغ به النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«إذا نظر أحدكم إلى من فضل عليه في الجسم و المال، فلينظر إلى من دونه في المال و الجسم»[5865].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، حدّثني عبد العزيز بن عمران، نا ابن وهب، أخبرني ابن أبي الزّناد، عن أبيه، قال: كنت جالسا مع عبد اللّه بن جعفر بن

ص: 46


1- في المطبوعة:«أبو».
2- بالأصل و م: الرسي، خطأ و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 84/18.
3- كذا ما بين الرقمين بالأصل و م، و في المطبوعة:«ح و أخبرنا أبو العز بن سعدويه أنا أبو الفضل الرازي». سقط حوالي السطر مما أخل بالمعنى و اختل السياق.
4- كذا ما بين الرقمين بالأصل و م، و في المطبوعة:«ح و أخبرنا أبو العز بن سعدويه أنا أبو الفضل الرازي». سقط حوالي السطر مما أخل بالمعنى و اختل السياق.

أبي طالب بالبقيع، فاطّلع علينا جنازة.

قال: و نا يعقوب، نا عبد الملك بن أبي سلمة، نا عبد العزيز الدراوردي، عن زيد بن أسلم، و عن ربيعة بن أبي عبد الرّحمن، عن محمّد بن المنكدر، و عن أبي الزّناد، و عن أمثال لهم خرجوا إلى الوليد، و كان أرسل إليهم يستفتيهم في شيء، فكانوا يجمعون بين الظهر و العصر إذا زالت الشمس.

أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي، قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر الزرّاد، نا عبيد اللّه بن سعد، نا عمي، عن أبيه، عن ابن إسحاق، حدّثني أبو الزّناد عبد اللّه بن ذكوان مولى عائشة بنت عتبة (1) بن ربيعة، قال: أبو الفضل: بلغني أنه مات سنة ثلاثين.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2) قال: و أبو الزّناد، قال: أحمد بن صالح، و يحيى بن عبد اللّه بن بكير: هو مولى عائشة ابنة عثمان بن عفّان.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسين، أنا عبد الملك بن محمّد، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هاشم بن محمّد، نا الهيثم بن عدي، نا صالح بن حسّان و غيره: في الطبقة الثالثة أبو الزّناد عبد اللّه بن ذكوان مولى لبني تيم.

و هذه الأقوال في ولائه غير محفوظة، و المحفوظ ما: أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو محمّد بن زبر، نا إسماعيل بن إسحاق، نا نصر بن علي، أنا الأصمعي، نا ابن أبي الزّناد قال: أبو الزناد مولى بنت (3) شيبة بن ربيعة.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك، و أبو العزّ ثابت بن منصور، قالا:

أنا أحمد بن الحسن بن أحمد - زاد عبد الوهّاب: و أحمد بن الحسن بن خيرون قالا:-

ص: 47


1- كذا بالأصل و م و المطبوعة، و في تهذيب الكمال: بنت شيبة بن ربيعة.
2- الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 641/1 و انظر تهذيب الكمال 118/10.
3- كذا بالأصول و الذي ورد في تهذيب الكمال 118/10 أنه مولى رملة بنت شيبة بن ربيعة، و قيل: مولى عائشة بنت شيبة بن ربيعة.

أنا أبو الحسن محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خياط (1)،قال: عبد اللّه بن ذكوان يكنى أبا الزّناد، مولى رملة بنت شيبة بن ربيعة بن عبد شمس، توفي سنة ثلاثين و مائة.

قرأنا على أبي غالب، و أبي عبد اللّه ابني البنّا، عن أبي الحسن محمّد بن محمّد بن مخلد، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن خزفة، أنا أبو عبد اللّه محمد بن الحسين بن محمّد الزعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا مصعب، قال: أبو الزناد عبد اللّه بن ذكوان مولى رملة بنت شيبة بن ربيعة زوجة عثمان بن عفّان، و قالوا: كان ذكوان أخا أبي لؤلؤة، قاتل عمر، بولادة العجم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار بن إبراهيم، و أحمد بن الحسن، قالا: أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، نا الأحوص (2) بن المفضّل بن غسان الغلاّبي، نا أبي، قال: قال أبو زكريا: و أبو الزّناد مولى رملة بنت شيبة بن ربيعة - زاد ثابت: و يقال: إن ذكوان - أباه كان أخا أبي لؤلؤة قاتل عمر.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران المعدّل، أنا أبو علي الحسين بن صفوان البردعي.

ح و أخبرنا أبو بكر اللّفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر اللّنباني (3)،قالا: أنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (4)،قال: أبو الزناد و اسمه عبد اللّه بن ذكوان مولى رملة بنت شيبة بن ربيعة بن عبد شمس، و يكنى أبا عبد الرّحمن، توفي بالمدينة في شهر رمضان سنة ثلاثين و مائة، و هو ابن ست و ستين سنة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر (5) بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق الجلاّب، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن

ص: 48


1- طبقات خليفة بن خياط ص 451 رقم 2275.
2- بالأصل و م: الأخوص، خطأ، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
3- بالأصل و م: اللبناني، بتقديم الباء، خطأ، و الصواب ما أثبت بتقديم النون، و قد مرّ التعريف به.
4- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
5- في م: أبو عمرو، خطأ.

سعد (1)،قال في الطبقة الرابعة من أهل المدينة: أبو الزناد، و اسمه عبد اللّه بن ذكوان مولى رملة بنت شيبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف، و كانت رملة بنت شيبة تحت عثمان بن عفّان، و كان أبو الزّناد يكنى أبا عبد الرّحمن، فغلب عليه أبو الزّناد.

قال محمّد بن عمر: مات أبو الزناد بالمدينة، فجاءة في مغتسله ليلة الجمعة لسبع عشرة خلت من شهر رمضان سنة ثلاثين و مائة - و هو ابن ست و ستين سنة - و كان ثقة، كثير الحديث فصيحا، بصيرا بالعربية، عالما، عاقلا، و قد ولي خراج المدينة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أميّة، قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: و اسم أبي الزّناد عبد اللّه بن ذكوان.

أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي، ثم حدّثنا أبو الفضل السلامي، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل: و محمّد بن الحسن قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (2)،قال:

عبد اللّه بن ذكوان أبو الزّناد، قال: قال علي عن ابن عيينة كان كنيته أبو عبد الرّحمن مولى آل عثمان، سمع أبا سلمة بن عبد الرّحمن، و الأعرج، روى عنه مالك، و عبد اللّه بن أبي بكر (3)،و الأعمش، و الثوري، و ابنه عبد الرّحمن.

[محمد] (4) بن عبادة، نا يعقوب بن محمّد، عن الدّراوردي رأيت أبا الزّناد و هو مولى بنت شيبة بن ربيعة.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (5)،قال: عبد اللّه بن ذكوان أبو الزناد، روى عن أنس مرسل، و عن عبد اللّه بن

ص: 49


1- ليس لأبي الزناد عبد اللّه بن ذكوان ترجمة في الطبقات المطبوع بل ذهبت ترجمته مع القسم الضائع من تراجم أهل المدينة.
2- التاريخ الكبير للبخاري 83/1/3.
3- هو عبد اللّه بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، أبو محمد، و يقال أبو بكر.
4- سقطت من الأصل و أضيفت عن م و البخاري.
5- الخبر في الجرح و التعديل 49/5.

جعفر، و أبي سلمة بن عبد الرّحمن، و الأعرج، روى عنه الثوري، و مالك، و ابن عيينة، و ابنه عبد الرّحمن، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفتح نصر بن أحمد بن نصر، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عبد اللّه.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو طاهر بن سوّار، قالا: أنا أبو الفرج الطّناجيري، قالا: أنا أبو عبد [اللّه] (1) الأنصاري، أنا محمّد بن محمّد بن عقبة، نا هارون بن حاتم، قال: و كان اسم أبي الزناد عبد اللّه بن ذكوان، أخبرني بذلك سفيان بن عيينة.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، قال: قال أبي: قال سفيان: لم نكن نكنّيه بأبي الزناد، كنا (2) نكنّيه بأبي عبد الرّحمن.

أخبرنا (3) أبو يعلى حمزة بن الحسن بن المفرج، أنا أبو الفرج الأسفرايني، و أبو نصر الطريثيثي، قالا: أنا أبو الفضل السعدي، أنا منير بن أحمد بن الحسن، أنا جعفر بن أحمد بن إبراهيم، أنا أحمد بن الهيثم قال: قال أبو نعيم: أبو الزناد عبد اللّه بن ذكوان.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الفضل بن خيرون.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو القاسم الأزهري، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، أنا العبّاس بن العبّاس، أنا صالح بن أحمد قال: قال أبي: سمعت سفيان يقول: لم يكن (4) نكنيه بأبي الزناد، كنّا نكنيه بأبي عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل جعفر بن يحيى - قراءة - أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني

ص: 50


1- ليس لفظ الجلالة بالأصل، استدرك عن م.
2- في م: و كنا.
3- أخّر هذا الخبر في المطبوعة إلى ما بعد الخبر الذي ينتهي ب: و كان يغضب من أبي الزناد.
4- كذا بالأصل، و في م: لم يكن كنيته.

أبي قال: أنا عبد اللّه بن أحمد، نا محمّد بن إسماعيل، نا علي، أنا ابن عيينة، قال: كان كنية أبي الزناد أبو عبد الرّحمن، و كان يغضب من أبي الزناد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، حدّثني محمّد بن عبد الرحيم صاعد، قال علي: قال سفيان: قلت لأبي الزناد: يا أبا عبد الرّحمن، قال: على كنيته أبو عبد الرّحمن، و كان يغضب من أبي الزناد.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني، أنا أبو بكر المغربي، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا أبو حاتم التميمي، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو الزناد عبد اللّه بن ذكوان، سمع أبا سلمة، و الأعرج، و روى عنه عبيد اللّه بن عمر، و مالك، و الثوري.

و قال في موضع آخر: أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن ذكوان هو أبو الزناد.

أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد اللّه الكروخي، أنا أبو عامر محمود بن القاسم، و أبو نصر عبد العزيز بن محمّد، و أبو بكر أحمد بن عبد الصمد، قالوا: أنا أبو محمّد عبد الجبار بن محمّد بن عبد اللّه، أنا محمّد بن أحمد بن محبوب، أنا أبو عيسى التّرمذي، قال: و أبو الزناد اسمه عبد اللّه بن ذكوان.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل التميمي - قراءة - أنا عبيد اللّه بن سعيد بن حاتم، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن ذكوان مدني ثقة.

قال: و أنا أبو الفضل - إجازة - أنا عبيد اللّه، أنا الخصيب، أخبرني عبد الكريم، أخبرني أبي، قال: أبو الزناد عبد اللّه بن ذكوان.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنا نصر بن إبراهيم - قراءة - أنا سليم بن أيوب، أنا طاهر بن محمد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم، نا يزيد بن محمّد بن إياس قال: سمعت محمّد بن أحمد المقدّمي يقول: أبو الزناد عبد اللّه بن ذكوان.

قرأنا على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي طاهر الخطيب، أنا أبو القاسم بن الصوّاف، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي (1)،قال: أبو عبد الرّحمن

ص: 51


1- الكنى و الأسماء للدولابي 64/2.

عبد اللّه بن ذكوان أبو الزناد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو عمرو عبد الرّحمن بن محمّد، أنا أبو أحمد بن عدي (1)،قال: عبد اللّه بن ذكوان أبو الزناد، مديني، مولى رملة بنت شيبة بن ربيعة، يكنى أبا عبد الرّحمن، و أبو الزناد لقب، من فقهاء أهل المدينة و محدّثيهم، و رواة أخبارهم، و حدّث عنه الأئمّة مثل مالك و الثوري و غيرهما، لم أنكر (2) له من الرواة (3) شيئا، لكثرة ما يرويه، لأن أحاديثه مستقيمة كلها، و هو كما قال ابن معين: ثقة حجة.

أنبأنا أبو جعفر الهمذاني، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم، قال: أبو الزناد عبد اللّه بن ذكوان القرشي المديني، و كنيته أبو عبد الرّحمن، و أبو الزناد لقب، لكنه اشتهر به، و يقال: كان يجد منه إذا سمعه، يقال:

مولى بنت شيبة بن ربيعة، و يقال: مولى عثمان، و يقال: مولى رملة بنت شيبة، عداده في التابعين، يروى عنه عن أنس بن مالك، و ابن عمر، و عمر بن أبي سلمة، و أبي أمامة بن سهل بن حنيف، و سمع أبا سلمة بن عبد الرّحمن بن عوف، و علي بن الحسين بن علي، و عروة بن الزبير، روى عنه جماعة من التابعين منهم الأعمش، و أبو محمّد عبد اللّه بن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم، و أبو بكر بن أبي مليكة، و سليمان بن فيروز، أبو إسحاق، و محمّد بن عجلان، و هشام بن عروة، و أبو عثمان عبيد اللّه بن عمر، و موسى بن عقبة، و عبد الوهّاب بن بخت.

و روى إسماعيل بن أبي أويس، عن أخيه، عن سليمان بن بلال، عن محمّد بن أبي عتيق، و موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، قال: بلغني عن الأعرج غير حديث، و يقال: أخذه من أبي الزناد، و لكنه لم يسمّه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل المقدّمي (4)،أنا أبو سعيد السّجزي، أنا أبو الحسين عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري، قال:

ص: 52


1- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 130/4 و 131.
2- كذا بالأصل و م، و في ابن عدي:«أذكر».
3- كذا بالأصل و في م و ابن عدي:«من الرواية» و هو أشبه.
4- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: المقدسي.

عبد اللّه بن ذكوان أبو عبد الرّحمن، و يعرف بأبي الزناد، و يلقب به، و كان يغضب منه، و هو مولى رملة بنت شيبة بن ربيعة بن عبد شمس القرشي المديني (1)،سمع الأعرج، روى عنه مالك و الثوري، و شعيب بن أبي حمزة، و المغيرة بن عبد الرّحمن في الإيمان و غيره، قال ابن بكير: مات في شهر رمضان سنة إحدى و ثلاثين و مائة، سنة أربع و ستون، قاله الذهلي عنه، و قال الواقدي في التاريخ و الطبقات: مات في شهر رمضان سنة ثلاثين و مائة، و هو ابن ست و ستين سنة، و قال عمرو بن علي: مات سنة إحدى و ثلاثين و مائة في آخرها، و قال أبو عيسى مثله، و لم يقل في آخرها، و قال ابن نمير مثل أبي عيسى.

أخبرنا أبو محمّد السلمي - قراءة - عن أبي زكريا.

ح و حدّثنا خالي القاضي أبو المعالي القرشي، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا أبو زكريا البخاري، نا عبد الغني بن سعيد، قال: زناد بالنون، أبو الزناد عبد اللّه بن ذكوان صاحب الأعرج.

أخبرنا أبو محمّد السلمي - قراءة - عن أبي نصر الحافظ (2)،قال: و أما (3) زناد بكسر الزاي، و بالنون المخفّفة المفتوحة، فهو أبو الزناد عبد اللّه بن ذكوان، يروي عن أنس بن مالك، و عبد الرّحمن بن (4) الأعرج، و أبي سلمة بن عبد الرّحمن و غيره (5)، سمع منه الزهري، و شعبة، و الثوري و مالك و غيرهم.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك - أنا عبد الرّحمن بن محمّد، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أنا الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي

ص: 53


1- في م: المدني.
2- الاكمال لابن ماكولا 200/4.
3- بالأصل و م: و أنا.
4- «بن» ليست في الاكمال، و في م كالأصل، قلت: و الأعرج، لقب، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 409/11.
5- كذا بالأصل و م، و في الاكمال:«و عروة» و قد أشار محققه بالحاشية إلى أن اللفظة كانت بالأصل: و غيره، و هو خطأ. و انظر تهذيب الكمال و سير اعلام النبلاء، و فيهما أنه روى عن عروة بن الزبير.

حاتم (1)،أنا حرب بن إسماعيل الكرماني - فيما كتب إليّ - قال: قال أبو عبد اللّه - يعني أحمد بن حنبل-: كان سفيان يسمّي أبا الزناد أمير المؤمنين في الحديث.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2)،أخبرني أحمد بن حنبل، أن أبا الزناد أعلم من ربيعة، قلت لأحمد: فحديث ربيعة ؟ قال: ثقة، و أبو الزناد أعلم منه.

قرأنا على أبي غالب، و أبي عبد اللّه ابني البنّا، عن أبي الحسن محمّد بن محمّد بن مخلد، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن خزفة، أنا محمّد بن الحسين بن محمّد الزعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا مصعب، قال (3):و كان أبو الزناد فقيه أهل المدينة، و كان صاحب كتاب و حساب، و كان كاتبا لخالد بن عبد الملك بن الحارث بن الحكم بالمدينة، و كان كاتبا لعبد الحميد بن عبد الرّحمن بن زيد بن الخطاب، و قدم على هشام بن عبد الملك بحساب ديوان المدينة، فجالس هشاما، مع ابن شهاب، فسأل هشام ابن شهاب: في أي شهر كان يخرج عثمان العطاء فيه لأهل المدينة ؟ قال: لا أدري، قال أبو الزناد: كنا نرى أن ابن شهاب لا يسأل عن شيء إلاّ وجد علمه عنده، قال أبو الزناد: فسألني هشام، فقلت: المحرّم، فقال هشام لابن شهاب: يا أبا بكر هذا علم أفدته اليوم ؟ قال ابن شهاب: مجلس أمير المؤمنين أهل أن يفاد منه العلم، و كان أبو الزناد معاديا لربيعة بن أبي عبد الرّحمن، و كان أبو الزناد و ربيعة فقيهي البلد في زمانهما، و كان الماجشون و اسمه يعقوب بن أبي سلمة مولى الهدير - يعين ربيعة على أبي الزناد، و كان الماجشون أول من علّم علم الغناء من أهل المروءة بالمدينة، قال أبو الزناد: مثلي و مثل الماجشون مثل ذئب كان يلج (4) على أهل قرية فيأكل صبيانهم و دواجنهم، فاجتمعوا له فخرجوا في طلبه فهرب منهم، فقطعوا عنه، إلاّ صاحب فخّار، فألحّ في طلبه، فوقف له الذئب، فقال هؤلاء عذرتهم أ رأيتك أنت، ما لي و لك ؟ و اللّه ما كسرت لك فخّارة قط . ثم قال: الماجشون ما لي و له، و اللّه ما كسرت له

ص: 54


1- الخبر في الجرح و التعديل 49/5.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 412/1-413.
3- الخبر نقله المزي في تهذيب الكمال 120/10-121 و سير أعلام النبلاء 447/5-448.
4- كذا بالأصل و المطبوعة، و في تهذيب الكمال و سير أعلام و م: يلحّ .

كبرا (1)،و لا بربطا (2)،قال المدائني: كان خالد بن عبد الملك بن الحارث بن الحكم قد ولّى أبا الزناد بالمدينة فقال علي بن الجون الغطفاني:

رأيت الخير عاش لنا فعشنا *** و أحيا لي مكان أبي الزّناد

و سار بسيرة الحكمين فينا *** بعدل في الحكومة و اقتصاد

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأديب - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر الهمذاني، أنا أبو الحسن الفأفاء، أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (3)،نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، فيما كتب إليّ ، قال: قال أبي: أبو الزناد:

ثقة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو عمرو الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي (4)،نا علاّن - يعني أبا الحسن علي بن أحمد بن سليمان البزار - نا ابن أبي مريم، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو الزناد ثقة، حجة.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه - أنا أبو القاسم، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا أبو الحسن، قالا: أنا أبو محمّد (5) قال: سألت أبي عن أبي الزناد، فقال: ثقة، صالح (6)،قال: و سئل أبي عن أبي الزناد فقال: ثقة، فقيه، صاحب سنّة، و هو ممن (7) تقوم به الحجّة، إذا روى عنه الثقات.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد بن أحمد العتيقي.

ص: 55


1- الكبر: طبل له وجه واحد (اللسان).
2- بالأصل و م: بويطا، و الصواب المثبت عن سير الأعلام و تهذيب الكمال. و البربط : من ملاهي العجم، شبه بصدر البط ، و هو العود (انظر اللسان).
3- الجرح و التعديل 49/5.
4- الكامل لابن عدي 131/4.
5- الجرح و التعديل 49/5.
6- في الجرح و التعديل: صالح الحديث.
7- بالأصل و م: من، و المثبت عن الجرح و التعديل.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالوا:

أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال (1):

أبو الزناد عبد اللّه بن ذكوان مدني تابعي ثقة، سمع من أنس.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قالا: أنا أحمد بن علي بن خلف، أنا أبو عبد اللّه الحافظ (2)،نا أبو عبد اللّه محمّد بن يعقوب، نا محمّد بن سليمان، قال: سمعت محمّد بن إسماعيل البخاري يقول: أصح الأسانيد كلها مالك عن نافع عن ابن عمر، و أصحّ أسانيد أبي هريرة أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة - قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا أبو الحسن، قالا: أنا أبو محمّد (3)،نا محمّد بن أحمد بن البراء، قال: قرئ على (4) ابن المديني لم يكن بالمدينة بعد كبار التابعين أعلم من ابن شهاب، و يحيى بن سعيد الأنصاري، و أبي الزناد، و بكير بن عبد (5) اللّه بن الأشجّ .

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، و أبو يعلى حمزة بن علي، قالا: أنا أبو الفرج الأسفرايني، أنا أبو الحسن بن منير، أنا الحسن بن رشيق، أنا أبو عبد الرّحمن النسائي قال في تسمية الفقهاء من أهل المدينة من تابعي التابعين:

عبد اللّه بن يزيد بن هرمز، و محمّد بن مسلم بن شهاب الزهري، و ربيعة بن أبي عبد الرّحمن، و أبو الزناد عبد اللّه بن ذكوان، و يحيى بن سعيد الأنصاري.

أخبرنا أبو سعد الكرماني، و أبو الحسن الهمذاني، قالا: أنا أبو بكر بن خلف، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: طبقة عدادهم عند الناس في أتباع التابعين، و قد لقوا الصحابة، منهم أبو الزناد عبد اللّه بن ذكوان، و قد لقي عبد اللّه بن عمر و أنس بن

ص: 56


1- كتاب تاريخ الثقات للعجلي ص 254.
2- «أنا أبو عبد اللّه الحافظ » مكررة في م.
3- الجرح و التعديل 49/5.
4- كذا بالأصل و م و في الجرح و التعديل: قال: قال علي بن المديني.
5- «بن عبد اللّه» سقط من الجرح و التعديل.

مالك، و أبا أمامة بن سهل (1).

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، و أبو الحسن بن سعيد، قالا: نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، قال: قرأت على الحسن بن علي الجوهري، عن محمّد بن عمران المرزباني، حدّثني أبو عبد اللّه الحكيمي، نا الحسين بن محمّد بن عبد الرّحمن بن فهم، حدّثني أخي عبد اللّه، نا بشر بن الوليد، نا أبو يوسف، عن أبي حنيفة، قال: قدمت المدينة، فأتيت أبا الزناد، و رأيت ربيعة، فإذا الناس على ربيعة، و أبو الزناد أفقه الرجلين، فقلت له: أنت أفقه أهل بلدك و العمل على ربيعة، فقال: ويحك، كفّ من حظ خير من جراب من علم (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو عمرو عبد الرّحمن بن محمّد، أنا أبو أحمد بن عدي (3)،نا عبد الملك بن محمّد، نا أبو الأحوص، نا ابن بكير، قال: سمعت الليث يقول: رأيت أبا الزناد و خلفه ثلاثمائة تابع من طالب فقه، و علم و شعر و صنوف، ثم لم يلبث أن بقي وحده، و أقبلوا على ربيعة، و كان ربيعة يقول: شبر من حظوة (4) خير من باع من علم.

أخبرنا (5) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد، و أبو الغنائم ابنا أبي عثمان، و أبو القاسم علي بن أحمد البسري، و أبو طاهر أحمد بن محمّد القصاري، قالوا: أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدّثني أبي، نا عبد الجبار بن عاصم مصري، نا ابن وهب، قال: قال رجل لأبي الزناد: ما بال ربيعة يذكر و إنما هو أحد غلمانك - أو كما قال - فقال أبو الزناد: كان يقال: كف حظوة خير من بيت علم.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو سعيد الصيرفي، أنا أبو عبد اللّه الشيباني، نا محمّد بن نصر المروزي، نا الحسن بن علي الحلواني، نا ابن

ص: 57


1- الخبر في تهذيب الكمال 120/10 و فيه عن خليفة بن خياط .
2- الخبر في تهذيب الكمال 120/10 و سير أعلام النبلاء 447/5 من طريق أبي يوسف عن أبي حنيفة.
3- الخبر في الكامل لابن عدي 131/4 و نقله من طريق يحيى بن بكير في تهذيب الكمال 120/10 و سير أعلام النبلاء 447/5.
4- بالأصل و م و ابن عدي: خطوة، خطأ و الصواب عن تهذيب الكمال و سير الأعلام.
5- قدم هذا الخبر في المطبوعة قبل الخبرين السابقين.

أبي مريم، نا الليث بن سعد، عن عبد ربه بن سعيد قال: رأيت أبا الزناد دخل مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و معه من الأتباع مثل ما على (1) السلطان، بين سائل عن حديث، و بين سائل عن قراءة، و بين سائل عن فريضة، و بين سائل عن حساب، و بين سائل عن عربيّة، و بين سائل عن شعر (2).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن الخليل، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر قال: سمعت مالك بن أنس يقول: كانت لأبي الزناد حلقة على حدة في مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

و قال: و أنا محمّد بن عمر، أخبرني من رأى عبد اللّه بن حسن، و داود بن حسن يجلسان إلى أبي الزناد في حلقته، قال: و سألت محمّد بن عمر عن السبعة الذين كان أبو الزناد يحدّث عنهم، يقول: حدّثني السبعة، فقال: سعيد بن المسيّب، و عروة بن الزبير، و أبو بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام، و القاسم بن محمّد، و عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود، و خارجة بن زيد بن ثابت، و سليمان بن يسار.

قال: و أنا محمّد بن عمر، أخبرني عبد الرّحمن بن أبي الزناد أن عمر بن عبد العزيز ولّى أبا الزناد خراج العراق مع عبد الحميد بن عبد الرّحمن بن زيد بن الخطاب، فقدم الكوفة، و كان حمّاد بن أبي سليمان صديقا لأبي الزناد، فكان يأتيه و يحادثه، و شغل أبو الزناد ابن أخي حمّاد بن أبي سليمان في شيء من عمله، فأصاب عشرة آلاف درهم، فأتاه حمّاد فتشكر له.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو عمرو الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي (3)،نا ابن حمّاد، نا صالح، نا علي قال: سمعت سفيان بن عيينة قال: جلست إلى إسماعيل بن محمّد بن سعد، فقلت: حدّثنا أبو الزناد،

ص: 58


1- في تهذيب الكمال: مع.
2- الخبر نقله المزي في تهذيب الكمال 120/10 و سير أعلام النبلاء 446/5-447 باختلاف الرواية فيهما.
3- الخبر في الكامل لابن عدي 130/4.

فأخذ كفا من حصباء فحصبني به، قال: و سمعت سفيان يقول: كنت أسأل أبا الزناد، و كان حسن الخلق، فأقول: يا أبا عبد الرّحمن، ما سمعت في كذا و كذا، فيقول: الشأن فيه كذا و كذا، و هو الموطوء عندنا، فأقول: أي مشيختك ذكره ؟ فيضحك و يقول:

انظروا ما يقول هذا الغلام.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و ابن سعيد، قالا: نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (1)،أنا الصيمري، نا علي بن الحسن الرازي، نا محمّد بن الحسين الزعفراني، نا أحمد بن زهير، حدّثني مصعب، قال: كان أبو الزناد أحب أهل المدينة، و ابنه و ابن ابنه.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد - إجازة - نا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، أنا مصعب، قال أبو الزناد مولى رملة بنت شيبة بن ربيعة، و كان ذكوان - يعني أباه - أخا أبي لؤلؤة قاتل عمر بولادة العجم، و كان أبو الزناد فقيه أهل المدينة، و كان صاحب كتاب و حساب.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2)،حدّثني الوليد بن عتبة، نا بقية، عن شعيب بن أبي حمزة، قال: كان الزهري، و أبو الزناد يقرءان القرآن و يحسّنانه بالعربية.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن زبر، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن منصور، نا الأصمعي، أنا عيسى بن عمر، عن أبي إسحاق قال: سألت أبا الزناد عن الهمز، فكأنما كان يقرأه من كتاب.

قال و نا ابن زبر، أنا أبو قلابة عبد الملك بن محمّد الرقاشي، حدّثني أبو سعيد الأصمعي، عن أبي الزناد (3)،عن أبيه، قال: كان الفقهاء كلهم بالمدينة يأتون عمر بن

ص: 59


1- تاريخ بغداد 228/10 ضمن أخبار عبد الرّحمن بن أبي الزناد.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 435/1.
3- كذا بالأصل و م، و لعل الصواب: ابن أبي الزناد.

عبد العزيز خلا سعيد بن المسيّب، فإنّ عمر كان يرضى أن يكون بينهما رسول، و أنا كنت الرسول بينهما.

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن، قالا: أنا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن مخلد في كتابه، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن خزفة، أنا محمّد بن الحسين بن محمّد، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، أنا سليمان بن أبي شيخ، قال:

ولّى عمر بن عبد العزيز أبا الزناد بيت مال الكوفة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو عمرو الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي (1)،نا عبد الملك بن محمّد، نا أبو الأحوص (2)،نا أحمد بن صالح، نا عبد الرّزّاق من كتابه، نا معمر، عن ابن شبرمة، قال: كلّمت أبا الزناد في اليمين مع الشاهد، فقال: منا خرج العلم، قال ابن شبرمة: فقلت له: فمتى تئوب (3).

قال: و أنا ابن عدي (4)،نا ابن حمّاد، نا صالح، نا علي قال: سمعت سفيان بن عيينة قال: قلت لسفيان الثوري: جالست أبا الزناد؟ قال: ما رأيت بالمدينة أميرا غيره.

قال و أنا ابن عدي (5)،نا عبد الملك بن محمّد، نا أبو الأحوص (6)،حدّثني ابن بكير، حدّثني ليث قال: جاء رجل إلى ربيعة، فقال: إنّي أمرت أن أسألك عن مسألة، و أسأل يحيى، و أسأل أبا الزناد، فطلع يحيى قال: هذا يحيى و أما أبو الزناد فليس بثقة، و لا رضا.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالويه، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عبّاس بن محمّد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: قال مالك بن أنس: أبو الزناد كان كاتب هؤلاء القوم - يعني بني أميّة - و كان لا يرضاه.

ص: 60


1- الكامل لابن عدي 131/4.
2- عن م و ابن عدي، و بالأصل: أبو الأخوص.
3- كذا بالأصل و م و في ابن عدي: يئوب.
4- الكامل لابن عدي 130/4.
5- الكامل لابن عدي 131/4.
6- عن م و ابن عدي، و بالأصل: أبو الأخوص.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر، أنا أحمد بن محمّد العتيقي، أنا يوسف بن أحمد بن يوسف، نا محمّد بن عمرو بن موسى العقيلي (1)،نا المقدام بن داود، نا أبو زيد بن أبي الغمر، و الحارث بن مسكين، قالا: نا عبد الرّحمن بن القاسم، قال: سألت مالك بن أنس عن من يحدّث بالحديث الذي قالوا: إن اللّه تبارك تعالى (2) خلق آدم على صورته، فأنكر ذلك مالك إنكارا شديدا، و نهى أن يتحدّث به أحد، فقيل له: فإن ناسا من أهل العلم يتحدّثون به فقال: من هم ؟ فقيل له: محمّد بن عجلان، عن أبي الزناد، فقال: لم يكن يعرف ابن عجلان هذه الأشياء، و لم يكن عالما، و ذكر أبا الزناد، فقال: إنه لم يزل عاملا لهؤلاء حتى مات، و كان صاحب عمّال يتبعهم.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا أحمد بن داود، نا محمّد بن سلام، قال: قيل لأبي الزناد: لم تحبّ الدراهم و هي تدنيك من الدنيا؟ فقال: إنها و إن أدنتني منها، فقد صانتني عنها.

قرأت على أبي غالب، و أبي عبد اللّه ابني البنّا، عن أبي الحسن محمّد بن محمّد بن مخلد، أنا علي بن محمّد بن خزفة، أنا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، أنا مصعب، قال: هجا عبد الحميد مولى إبراهيم بن عربي أبا الزناد فقال:

كان ابن ذكوان مطويا (3) على خرق (4) *** فقد تبيّن لما كشّف الخرق

و كان ذا خلق حلسا (5) يعاش به *** فأصبح اليوم لا دين و لا خلق

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمّد، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هاشم بن محمّد، نا الهيثم بن عدي، قال: و مات أبو الزناد عبد اللّه بن ذكوان في زمن مروان.

ص: 61


1- كتاب الضعفاء الكبير للعقيلي 251/2.
2- «تبارك و تعالى» ليست عند العقيلي.
3- عن م و بالأصل: مويا.
4- سقطت من الأصل و أضيفت عن م لاستقامة الوزن.
5- في م: حسنا.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال: سمعت يحيى بن بكير يقول: مات أبو الزناد سنة ثلاثين و مائة.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: قال الواقدي: و فيها - يعني سنة ثلاثين - مات أبو الزناد عبد اللّه بن ذكوان مولى رملة بنت شيبة بن ربيعة، و هو ابن ست و ستين سنة في رمضان.

و ذكر عمرو [و] (1) ابن نمير: أن فيها - يعني سنة إحدى و ثلاثين - مات أبو الزناد (2)،و ذكر أسانيدهم بذلك.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (3) قال: و في سنة ثلاثين مات أبو الزناد بالمدينة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم، قال: سنة ثلاثين و مائة فيها مات أبو الزناد عبد اللّه بن ذكوان مولى رملة بنت شيبة بن ربيعة، و قال: سنة إحدى و ثلاثين - يعني مات أبو الزناد - هكذا سلف القول عن أبي الفضل الزهري، و محمّد بن سعد كاتب الواقدي.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا محمّد بن عبد اللّه، أنا محمّد بن إبراهيم، أنا أحمد بن إبراهيم، أنا سليمان بن عبد الرّحمن، نا علي بن عبد اللّه التميمي، قال: أبو الزناد اسمه عبد اللّه بن ذكوان، مات في شهر رمضان سنة

ص: 62


1- سقطت الواو من الأصل و أضيفت للإيضاح عن م. و عمرو يعني بن علي بن بحر بن كنيز، أبو حفص. و ابن نمير هو محمّد بن عبد اللّه بن نمير.
2- انظر تهذيب الكمال 122/10 و سير أعلام النبلاء 450/5.
3- تاريخ خليفة بن خياط ص 395.

إحدى و ثلاثين و مائة، و هو ابن أربع و تسعين سنة، لا أحسب قوله في مبلغ سنه محفوظا، و اللّه أعلم.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (1) قال: و قال يحيى بن بكير: مات في رمضان سنة إحدى و ثلاثين - يعني و مائة-.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، نا محمّد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص الفلاّس، قال: و مات أبو الزناد، و اسمه عبد اللّه بن ذكوان مولى رملة بنت شيبة سنة إحدى و ثلاثين و مائة في آخرها.

و قال الفلاس في موضع آخر: و مات أبو الزناد في رمضان سنة إحدى و ثلاثين و مائة، و قد قالوا: اثنتين.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا يوسف بن رباح بن علي، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح، قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة و محدّثيهم: أبو الزناد مات سنة إحدى و ثلاثين.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو بكر الخطيب، أنا الحسن بن أبي بكر، قال: كتب إليّ محمّد بن إبراهيم الجوري، أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم، نا أحمد بن يونس الضّبّي، حدّثني أبو حسان الزيادي، قال: سنة إحدى و ثلاثين فيها مات أبو الزناد المدني في شهر رمضان، و هو ابن ست و ستين سنة.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال: و يقال: مات أبو الزناد في شهر رمضان سنة إحدى و ثلاثين و مائة.

ص: 63


1- التاريخ الكبير للبخاري 83/1/3.

حرف الرّاء في آباء العبادلة

3285 - عبد اللّه بن راشد

كان على طيب خلفاء بني أميّة.

حكى عن عمر بن عبد العزيز.

حكى عنه أبو عوانة الوضّاح الواسطي (1).

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا أبو الفتح الزاهد - لفظا - و أبو القاسم بن أبي العلاء - قراءة - قالا: أنا أبو الحسن بن عوف، نا محمّد بن موسى بن الحسين، أنا أبو بكر محمّد بن خريم، نا حميد بن زنجويه، نا خلف بن أيوب، أنا أبو عوانة، عن عبد اللّه بن راشد صاحب الطّيّب، قال: أتيت عمر بن عبد العزيز بطيب كان يصنع للخلفاء، فأمسك على أنفه، و قال: إنما ينتفع من هذا بريحه.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (2)،قال: عبد اللّه بن راشد و كان يصنع طيب الخلفاء، قال: أتيت عمر بن عبد العزيز.

روى عنه: أبو عوانة، و فرّق بينه و بين الذي يأتي بعده.

ص: 64


1- انظر ترجمته في تهذيب الكمال 379/19 و سير أعلام النبلاء 217/8.
2- الخبر في الجرح و التعديل 52/5.
3286 - عبد اللّه بن راشد مولى خزاعة

3286 - عبد اللّه بن راشد مولى خزاعة (1)

من أهل دمشق.

روى عن: مكحول، و عروة بن رويم، و عمرو بن مهاجر.

روى عنه: معن بن عيسى، و عمرو بن عبد اللّه بن صفوان النصري، والد أبي زرعة، و يحيى بن زبّان، و الوليد بن مسلم، و أظنه صاحب الطّيّب.

أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي (2) الحافظ ، ثم حدّثنا أبو الفضل السّلامي، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أحمد - زاد أبو الفضل:

و محمّد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (3) قال: عبد اللّه بن راشد، عن مكحول، روى عنه معن بن عيسى منقطع، و قال معن عن عبد اللّه بن راشد.

سمع عروة بن رويم، عن أنس، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«الايمان يمان»، و قال محمّد بن مهاجر: عن عروة بن رويم (4)،عن أبي خالد الحرشي (5)،عن أنس، سمعت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و قال الهيثم بن حميد عن الحجوري (6):سمعت أنسا (7) سمعت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و قال سليمان بن عبد الرّحمن: حدّثني عبد الكريم بن محمّد اللّخمي، نا عروة بن رويم، سمعت أنسا، سمعت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بهذا.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا الحسن بن علي بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن عمر بن عمران الضرّاب، نا محمّد بن محمّد بن سليمان، نا علي بن عبد اللّه بن جعفر المديني، نا حسان بن إبراهيم الكرماني، عن يحيى بن

ص: 65


1- ترجمته في تهذيب التهذيب 134/3 و تاريخ البخاري الكبير 87/1/3 و تاريخ أبي زرعة الدمشقي (انظر الفهارس العامة) و الجرح و التعديل 52/5.
2- بالأصل:«النوسي» و في م:«البوسي» خطأ و الصواب ما أثبت «النرسي» قياسا إلى سند مماثل.
3- التاريخ الكبير للبخاري 87/1/3.
4- من قوله: عن أنس إلى هنا سقط من م.
5- بالأصل و م: الحرسي، بالسين المهملة، و المثبت عن التاريخ الكبير و كتب محققه بالهامش:«و كان في الأصل: الحوسي، و الصواب: الحرشي».
6- ضبطت عن اللباب نصا بفتح الحاء و ضم الجيم و بعد الواو راء.
7- بالأصل و م:«أنس» و الصواب عن البخاري.

زبّان، عن عبد اللّه بن راشد الدمشقي عن عمرو بن مهاجر صاحب حرس عمر بن عبد العزيز، قال: تكلم غيلان عند عمر بن عبد العزيز بشيء من أمر القدر، فقال له عمر: يا غيلان اقرأ أي القرآن شئت، فقرأ: هَلْ أَتىٰ عَلَى الْإِنْسٰانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ (1)حتى انتهى إلى هذه الآية إِنَّ هٰذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شٰاءَ اتَّخَذَ إِلىٰ رَبِّهِ سَبِيلاً (2)،قال:

فردّدها مرارا، و كفّ عما بقي، فقال له عمر: أتمّ السورة، فقال: وَ مٰا تَشٰاؤُنَ إِلاّٰ أَنْ يَشٰاءَ اللّٰهُ إِنَّ اللّٰهَ كٰانَ عَلِيماً حَكِيماً (3)إلى آخرها، قال: فقال له عمر: يا غيلان إن اللّه يقول: إِنَّ اللّٰهَ كٰانَ عَلِيماً حَكِيماً قال: أخبرني حكيم فيما علم أم حكيم فيما لا يعلم، قال: بل حكيم فيما علم، فقال له: أحييتني أحياك اللّه، و اللّه لكأنّي لم أعلم هذا من كتاب اللّه عز و جل، فقال له عمر بن عبد العزيز: اللّهمّ إن كان صادقا فارفعه و وفّقه، و إن كان كاذبا فلا تمته إلاّ مقطوع اليدين و الرجلين مصلوبا، ثم قال: أمّن يا غيلان، ثم قال: أمّن يا عمرو بن مهاجر، قال: فامّنت أنا و غيلان على دعاء عمر بن عبد العزيز، فلما خرج قال لي عمر: يا عمرو ويحه إنه لمفتون، قال عمرو بن مهاجر: فو اللّه إن (4)لفي الرصافة جالس، فقيل لي قد قطعت يداه و رجلان، قال: فأتيته فوقفت عليه، و إنه لملقى فقلت: يا غيلان هذه دعوة عمر بن عبد العزيز قد أدركتك، قال: ثم أمر به فصلب.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (5)،قال: عبد اللّه بن راشد الدمشقي روى عن مكحول، و عروة (6)،يروي عنه معن بن عيسى، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي

ص: 66


1- سورة الإنسان، الآية:1.
2- سورة الإنسان، الآية:29.
3- سورة الإنسان، الآية:30.
4- كذا بالأصل و م:«إن» و لعل و الصواب: إني.
5- الجرح و التعديل 52/5.
6- عبارة الجرح و التعديل: و عروة بن رويم، روى عنه معن.

نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (1)،قال: و سألت أبا مسهر، قلت: ما تقول في عبد اللّه بن راشد؟ قال: ثقة، عاقل، من العابدين، قلت له: فسمع من يونس بن ميسرة بن حلبس ؟ قال: قد أدركه، و قد سمع من عروة بن رويم.

أخبرنا أبو محمّد المزكي، أنا أبو محمّد الصوفي، أنا تمّام بن محمّد، أنا جعفر بن محمّد، أنا أبو زرعة قال: و سألت أبا مسهر قلت: ما تقول في عبد اللّه بن راشد؟ قال: ثقة، عاقل، من العابدين، قلت له: فسمع من يونس بن ميسرة بن حلبس ؟ قال: قد أدركه، و قد سمع من عروة بن رويم.

أخبرنا أبو محمّد المزكي، أنا أبو محمّد الصوفي، أنا تمّام بن محمّد، أنا جعفر بن محمّد، أنا أبو زرعة قال في تسمية شيوخ أهل دمشق: عبد اللّه بن راشد، سمعت أبا مسهر يقول: كان من العابدين.

3287 - عبد اللّه بن راشد القرشي مولى مريم

بنت الوليد بن عبد الملك

من أهل دمشق، له ذكر في كتاب أحمد بن حميد بن أبي العجائز، و هو غير المتقدم صاحب الطّيّب.

3288 - عبد اللّه بن رافع بن عمرو الطّائي الحجزاوي

روى عن أبيه، عن جده.

روى عنه: ابنه عمرو بن عبد اللّه الطائي، و سيأتي حديثه (2).

3289 - عبد اللّه بن رباح

أبو خالد الأنصاري (3)

حدّث عن أبيّ بن كعب، و عمران بن حصين، و أبي قتادة، و أبي هريرة، و عائشة، و كعب الحبر، و عبد العزيز بن النّعمان البصري.

ص: 67


1- الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 378/1.
2- ضمن ترجمة عمرو بن عبد اللّه الطائي، سترد في كتابنا في باب «عمرو».
3- ترجمته و أخباره في تهذيب الكمال 124/10 و تهذيب التهذيب 136/3 و طبقات ابن سعد 212/7 و الوافي بالوفيات 163/17 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 81-100) ص 400 و تقريب التهذيب 414/1.

روى عنه: ثابت البناني، و قتادة، و أبو السّليل ضريب بن نقير (1)،و بكر (2) بن عبد اللّه المزني، و خالد بن مهران الحذّاء، و خالد بن سمير (3) السّدوسي (4)،و أبو عمران عبد الملك بن حبيب الجوني.

و وفد على معاوية.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا بشر بن موسى الأسدي، نا سعيد بن منصور، نا حمّاد بن زيد، عن ثابت البناني، عن عبد اللّه بن رباح، عن أبي قتادة: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«ساقي القوم آخرهم»، هذا مختصر من حديث طويل[5866].

أخبرناه أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه بن كادش، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا عمر بن محمّد بن علي بن يحيى، أنا جعفر بن محمّد بن الحسن، نا هدبة بن خالد، نا سليمان بن المغيرة، عن ثابت البناني، عن عبد اللّه بن رباح، عن أبي قتادة، قال:

خطب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عشية فقال:«إنكم تسيرون عشيتكم و ليلتكم و تأتون الماء غدا إن شاء اللّه تعالى»، قال أبو قتادة: فانطلق الناس لا يلوي أحد منهم على أحد في مسيرهم، فإني أسير إلى جنب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حتى ابهارّ (5) الليل، فنعس رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فمال على راحلته، ثم سرنا حتى إذا تهوّر (6) الليل مال على راحلته ميلة أخرى فدعمته من غير [أن] (7) أوقظه، فاعتدل على راحلته، ثم سرنا حتى إذا كان من آخر الليل مال ميلة أخرى هي أشد من الميلتين الأوليين (8)،حتى إذا كاد أن ينجفل فدعمته، فرفع رأسه فقال:«من هذا؟» قلت: أبو قتادة، قال:

ص: 68


1- بالأصل و م: نفير، بالفاء خطأ و الصواب ما أثبت عن تهذيب الكمال، و انظر ترجمته فيه 184/9.
2- عن م و تهذيب الكمال، و بالأصل: بكير، خطأ.
3- كذا بالأصل و م: سمير بالسين المهملة، و في تهذيب الكمال هنا: شمير، و مثله في تقريب التهذيب و ضبطت بالتصغير، و في ترجمته في تهذيب الكمال 366/5 «سمير» بالسين المهملة.
4- في ترجمته في تهذيب الكمال: الدوسي.
5- بالأصل و م: اتهار، خطأ و الصواب ما أثبت عن اللسان، و ابهار الليل: انتصف.
6- عن م و بالأصل:«اتهور»، و تهور الليل: ذهب أكثره (انظر اللسان).
7- زيادة عن م.
8- بالأصل: الأولتين، و المثبت عن م.

«متى كان هذا مسيرك مني ؟» قلت: يا رسول اللّه هذا مسيري منك منذ الليلة، قال:«حفظك اللّه بما حفظت به نبيّه» ثم قال:«أ ترانا نخفى على الناس، هل ترى أحدا؟» قلت: هذا راكب، و هذا آخر، فاجتمعنا فكنا سبعة، فمال عن الطريق ثم وضع رأسه و قال:«احفظوا علينا صلاتنا» فكان أول من انتبه، و الشمس في ظهره، فقمنا فزعين، فقال: اركبوا، فركبنا، فجعل بعضنا يهمس بعضا: ما ضيعنا تفريطنا في صلاتنا، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«فما هذا الذي تهمسون (1) دوني ؟» قلنا: يا رسول اللّه تفريطنا في صلاتنا، فقال:«أ ما لكم فيّ أسوة، التفريط ، ليس في النوم، التفريط من لم يصلّ الصّلاة حتى يجيء وقت الأخرى، فإذا فعل ذلك فليصلّها إذا انتبه لها، ثم ليصلّها من الغد لوقتها»، ثم نزلنا فدعا بميضأة كانت عندي، فتوضّأ وضوءا دون وضوئه، ثم صلّى ركعتين قبل الفجر، ثم صلّى الفجر كما كان يصلي ثم قال:«اركبوا»، فركبنا، فانتهينا إلى الناس حين تعالى النهار - أو قال: حين حميت الشمس، شك سليمان - و هم يقولون: هلكنا عطشا، قال:«لا هلك عليكم»، ثم نزل ثم قال:«اطلقا لي غمري» (2)، فأطلق له، ثم دعا بالميضأة التي كانت عندي فجعل يصبّ عليّ و يسقيهم، فلما رأوا ما في الميضأة تكابّوا فقال:«أحسنوا الملأ (3) فكلّكم سيروى»، فجعل يصبّ و يسقيهم حتى ما من القوم أحد إلاّ شرب، غيري و غيره، فصبّ عليّ ثم قال:«اشرب يا با قتادة»، فقلت: يا رسول اللّه أشرب قبل أن تشرب ؟ قال:«إنّ ساقي القوم آخرهم»، فشربت و شرب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

فقال عبد اللّه بن رباح: إنّي لفي مسجد الجامع أحدّث بهذا الحديث إذ قال عمران بن الحصين: انظر أيها الفتى كيف تحدّث، فإنّي كنت أحد الركب تلك الليلة، قلت له: أبا نجيد (4) فحدّث فأنت أعلم، قال: من أنت ؟ قال: قلت: من الأنصار، قال:

فحدّث القوم فأنت أعلم بحديثكم، فقال: لقد شهدت تلك الليلة و ما شعرت أن أحدا حفظه (5) كما حفظته.

ص: 69


1- بالأصل و م: تهمسوني.
2- الغمر بضم العين و فتح الميم: القدح الصغير (اللسان).
3- الملأ: الخلق و العشرة (النهاية: ملأ).
4- مهملة بالأصل و م بدون نقط ، و الصواب ما أثبت، و أبو نجيد كنية عمران بن حصين، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 381/14 و ضبطت في تقريب التهذيب 82/2 أبو نجيد بنون و جيم مصغرا.
5- عن م، و بالأصل: حفظ .

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا عبد الوهّاب، عن سعيد، عن قتادة، عن عبد اللّه بن رباح: أنه دخل على عائشة فقال: إنّي أريد أن أسألك عن شيء، و أنا أستحييك (2)،فقالت: سل ما بدا لك، فإنّما أنا أمّك، فقلت: يا أمّ المؤمنين، ما يوجب الغسل ؟ فقالت: إذا اختلف الختانان وجبت الجنابة، فكان قتادة يتبع هذا الحديث إن عائشة قالت: قد فعلت أنا و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فاغتسلنا.

فلا أدري أ شيء في هذا الحديث أم كان قتادة يقوله.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو البركات سعيد بن الحسين بن الحسن (3) بن حسان البزاز (4)،قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو القاسم بن حبابة، أنا أبو القاسم البغوي، نا هدبة، نا سلام بن مسكين، عن ثابت، عن عبد اللّه بن رباح، عن أبي هريرة.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حيث سار إلى مكة ليفتحها قال لأبي هريرة:«اهتف بالأنصار»، فقال: يا معشر الأنصار أجيبوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فجاءوا كأنما كانوا على ميعاد، ثم قال عليه السّلام:«اسلكوا هذا الطريق، فلا يشرفنّ لكم أحد إلاّ أنمتموه»، يقول: قتلتموه، فسار رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، ففتح اللّه عز و جل عليهم، فطاف رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بالبيت، و صلّى ركعتين ثم خرج من الباب الذي يلي الصفا، فخطب الناس و الأنصار أسفل منه، فقالت الأنصار بعضهم لبعض: أما الرجل فأخذته الرأفة بقومه، و الرغبة في قريته، فأنزل اللّه عزّ و جل الوحي بما قالت الأنصار فقال: يا معشر الأنصار تقولون أما الرجل فقد أدركته رأفة لقومه و رغبة في قريته، قال: فمن أنا إذا، كلا و اللّه إنّي عبد اللّه و رسوله حقا، و المحيا محياكم و الممات مماتكم، قالوا: و اللّه يا رسول اللّه ما قلنا ذاك إلاّ مخافة أن تفارقنا، قال:«أنتم صادقون عند اللّه، و عند رسوله»، قال: فو اللّه ما منهم من أحد إلاّ من بلّ نحره بالدموع من عينيه، رضي اللّه عنهم أجمعين، و هذا مختصر من حديث أطول من هذا، يتضمن ذكر وفوده [5867].

ص: 70


1- مسند الإمام أحمد 129/10 رقم 26349.
2- عن المسند و إعجامها غير واضح بالأصل و رسمها:«استحسك» و في م:«استحيتك».
3- «بن الحسن» ليس في م.
4- عن م، و بالأصل:«البرالف».

أنبأناه أبو علي الحدّاد، ثم أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا يوسف بن الحسن الزنجاني، قالا: أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه، أنا عبد اللّه بن جعفر بن فارس، أنا يونس بن حبيب، نا أبو داود، نا سليمان بن المغيرة، نا ثابت البناني، عن عبد اللّه بن رباح، قال:

وفدنا إلى معاوية و معنا أبو هريرة، فكان بعضنا يصنع لبعض الطعام، و كان أبو هريرة ممن يصنع لنا فيكثر فيدعونا إلى رحله، فقلت: لو أمرت بطعام فصنع و دعوتهم إلى رحلي ففعلت، و لقيت أبا هريرة بالعشيّ ، فقلت: يا أبا هريرة الدعوة عندي الليلة، فقال: سبقتني يا أخا الأنصار بدعوتهم، فإنّهم لعندي إذ قال أبو هريرة: أ لا أعلمكم بحديث من حديثكم يا معشر الأنصار، و كان عبد اللّه بن رباح أنصاريا، قال: فذكر فتح مكة، و قال: بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم خالد بن الوليد على أحد (1) المجنبتين، و بعث الزبير على المجنبة الأخرى، و بعث أبا عبيدة على الحسّر (2)،ثم رآني فقال:«يا أبا هريرة»، فقلت: لبّيك رسول اللّه و سعديك، فقال:«اهتف لي بالأنصار، و لا تأتني إلاّ بأنصاري»، قال: ففعلت، ثم قال:«انظروا قريشا و أوباشهم، فاحصدوهم حصدا»، قال: فانطلقنا، فما أحد منهم يوجه إلينا شيئا، و ما منا أحد يريد أحدا منهم إلاّ أخذه، و جاء أبو سفيان فقال: يا رسول اللّه أبيرت (3) خضراء قريش، لا قريش بعد اليوم، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، و من ألقى السلاح فهو آمن»، فألقى الناس سلاحهم، و دخل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فبدأ بالحجر فاستلمه، ثم طاف سبعا، و صلّى خلف المقام ركعتين، ثم جاء و معه القوس أخذ بسيّتها (4) فجعل يطعن بها في عين صنم من أصنامهم و هو يقول:«جاء الحقّ و زهق الباطل إنّ الباطل كان زهوقا»، ثم انطلق حتى أتى الصفا فعلا منه حتى يرى البيت، و جعل يحمد اللّه و يدعوه، و الأنصار عنده يقولون: أما الرجل فأدركته رغبة في قريته، و رأفة بعشيرته، و جاء الوحي، و كان الوحي إذا جاء لم يخف

ص: 71


1- كذا بالأصل و م، و لعل الصواب: إحدى كما في صحيح مسلم (كتاب الجهاد)(32)، باب فتح مكة (31) الحديث رقم 1780.
2- أي الذين لا دروع لهم.
3- أبيرت أي هلكت، و في صحيح مسلم:«أبيحت» و عنده في حديث آخر: أبيدت. و جميعه بمعنى الهلاك. و خضراؤهم أي جماعتهم.
4- سبة القوس: طرفها المنحني.

علينا، فلما رفع الوحي قال:«يا معشر الأنصار قلتم: أما الرجل فأدركته رغبة في قريته، و رأفة بعشيرته، كلاّ، فما اسمي إذا، كلاّ إنّي عبد اللّه و رسوله، المحيا محياكم، و الممات مماتكم»، فأقبلوا يبكون، و قالوا: يا رسول اللّه ما قلنا إلاّ الضّنّ باللّه و برسوله، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إنّ اللّه و رسوله يصدّقانكم و يعذرانكم»[5868].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا يوسف بن رباح بن علي، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح، قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل البصرة:

عبد اللّه بن رباح الأنصاري.

هذا وهم، و الصحيح أنه من أهل المدينة (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه بن الحسن، أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه، أنا عثمان بن أحمد بن عبد اللّه، أنا محمّد بن أحمد بن البراء، قال: قال علي بن المديني: و من أهل المدينة عبد اللّه بن رباح الأنصاري، و لا أعلم أحدا روى عن عبد اللّه بن رباح الأنصاري إلاّ أهل البصرة، و لم يرو عنه أهل المدينة شيئا، و لكنه قدم من المدينة، فنزل البصرة، فروى عنه من أهل البصرة ثابت البناني، و أبو السّليل، و خالد بن سمير السّدوسي، و أبو عمران الجوني (2)،و قد روى عبد اللّه بن رباح هذا عن (3) غير واحد من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، روى عن أبي قتادة الأنصاري، و عن أبي حصين، و أبيّ بن كعب، و لا نعلمه روى عن أبيّ بن كعب إلاّ هذا الحديث - يعني حديثا في فضل آية الكرسي - و كان أكثر رواية عبد اللّه بن رباح عن كعب.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا.

ح و أنبأنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر بن البنّا، قالا: قرئ على أبي محمّد

ص: 72


1- و الذي يفهم من تهذيب الكمال أنه مدني سكن البصرة، و نقل المزي عن ابن خراش أنه من أهل المدينة، و قدم البصرة، و قال: لا أعلم مدنيا حدّث عنه، و قال علي بن المديني نحو ذلك، و نقل عن خالد بن شمير قوله: قدم علينا عبد اللّه بن رباح البصرة.
2- عن م و بالأصل:«الجويني» و قد مرّ في بداية الترجمة «الجوني» صوابا.
3- سقطت من الأصل و أضيفت عن م.

الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، قالا: نا محمّد سعد (1) قال: في الطبقة الثانية من أهل البصرة عبد اللّه بن رباح الأنصاري - زاد ابن الفهم: و كان ثقة - و له أحاديث.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (2) قال: عبد اللّه بن رباح سمع أبا قتادة فارس النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و أبا هريرة، و عن عبد العزيز بن النعمان سمع منه ثابت، قال سليمان بن حرب عن الأسود عن خالد بن سمير: كانت الأنصار تفقهه، لا يتابع في قوله: من نسي صلاة فليصلّها إذا ذكر (3) و لوقتها من الغد.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (4)، قال: عبد اللّه بن رباح روى عن أبي قتادة فارس رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و أبي هريرة، و عائشة، و عبد العزيز بن النعمان، روى عنه أبو السّليل ضريب بن نقير البصري، و قتادة، و بكر بن عبد اللّه المزني، و ثابت البناني، و خالد الحذّاء، و خالد بن سمير، سمعت أبي يقول ذلك.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني قال في باب رباح بالباء عبد اللّه بن رباح الأنصاري، يروي عن أبي هريرة، و عبد اللّه بن عمرو، و أبي قتادة، و غيرهم، يروي عنه ثابت البناني، و أبو عمران الجوني.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن

ص: 73


1- الخبر في طبقات ابن سعد الكبرى 212/7.
2- التاريخ الكبير للبخاري 84/1/3.
3- في البخاري: فليصلّ إذا ذكرها.
4- الجرح و التعديل 52/5.

منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم (1)،قال: أبو خالد عبد اللّه بن رباح الأنصاري البصري، سمع أبا قتادة الحارث، و أبا هريرة، روى عنه ثابت البناني، و قتادة، و خالد بن سمير (2)كانت الأنصار تفقهه، قتل في ولاية عبيد اللّه بن زياد.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن ابن زكريا البخاري.

ح و حدّثنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضي، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، نا أبو زكريا، نا عبد الغني بن سعيد قال: رباح بالباء عبد اللّه بن رباح الأنصاري، عن أبي هريرة، و أبي قتادة.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر الحافظ (3)،قال: أما رباح بفتح الراء و الباء المعجمة بواحدة: عبد اللّه بن رباح الأنصاري، يحدّث عن ابن عمر، و أبي قتادة، و أبي هريرة و غيرهم.

روى عنه: ثابت البناني، و أبو عمران الجوني.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا سليمان بن حرب، نا الأسود بن شيبان، عن خالد بن سمير قال: قدم علينا عبد اللّه بن رباح البصرة، و كانت الأنصار تفقّهه، فغشيه الناس، فقال: نا أبو قتادة فارس رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فذكر حديث الميضأة بطوله.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر بن حمدان، نا عبد اللّه بن أحمد (4)،حدّثني أبي، نا عبد الرّحمن بن مهدي، نا الأسود بن شيبان، عن خالد بن سمير قال: قدم علينا عبد اللّه بن رباح الأنصاري، و كان (5)الأنصار تفقّهه، فأتيته و هو في حوى شريك بن الأعور الشارع على المربد، و قد اجتمع عليه ناس من الناس.

ص: 74


1- الأسامي و الكنى للحاكم النيسابوري 247/4 رقم 1922.
2- من قوله: روى عنه.. إلى هنا سقط من الأسامي و الكنى.
3- الاكمال لابن ماكولا 7/4 و 12.
4- مسند الإمام أحمد 368/8 رقم 22629 و هو القسم الأول من حديث بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم جيش الأمراء إلى مؤتة.
5- في المسند: و كانت.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد العتيقي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالوا:

أنا الوليد بن بكر (1)،أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي (2)قال: عبد اللّه بن رباح بصري تابعي ثقة.

قرأت على أبي القاسم بن عبدان، عن أبي عبد اللّه محمّد بن علي بن أحمد بن المبارك، أنا رشأ بن نظيف، أنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد، أنا محمّد بن محمّد بن داود بن عيسى، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش (3)،قال: عبد اللّه بن رباح الأنصاري من أهل المدينة، قدم البصرة، حدّث عنه قتادة، و ثابت، و بكر (4)، و خالد بن سمير، لا أعلم مدنيا حدّث عنه، و هو رجل جليل.

أخبرنا أبو البركات محفوظ بن الحسن بن محمّد بن صصرى، أنا أبو القاسم نصر بن أحمد الهمذاني، أنا أبو بكر الخليل بن هبة اللّه بن الخليل، أنا أبو علي الحسن بن محمّد بن القاسم بن درستويه، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل أبو الدحداح، نا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، نا الحجّاج - يعني ابن المنهال، نا شعبة، عن أبي عمران الجوني قال: وقفت مع عبد اللّه بن رباح و نحن نقاتل الأزارقة مع المهلب فبكى، فقلت: ما يبكيك ؟ قال: قد كان في قتال أهل الشرك غنى عن قتال أهل القبلة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد أبو البركات: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خيّاط (5)،قال: عبد اللّه بن رباح الأنصاري، يكنى أبا خالد، قتل في ولاية ابن زياد.

ص: 75


1- عن م و بالأصل: بكير.
2- كتاب تاريخ الثقات للعجلي ص 255.
3- بالأصل و م: حراش، بالحاء المهملة، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
4- بالأصل: و بكير، خطأ و الصواب ما أثبت عن م، و قد مرّ في أول الترجمة و هو بكر بن عبد اللّه المزني.
5- طبقات خليفة بن خياط ص 343 رقم 1613.
3290 - عبد اللّه بن ربيعة بن عمر بن الحسن بن إسماعيل

أبو سهل الكندي البستي (1) الفقيه

قدم دمشق حاجا، و حدّث بها عن أبي سليمان الخطابي، و أبي بكر عبد اللّه بن محمّد بن إبراهيم البستي، و أبي نصر أحمد بن علي بن حازم (2).

روى عنه: عبد العزيز بن أحمد، و نجا ابن أحمد، و أبو القاسم بن أبي العلاء، و أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن المبارك الفراء.

أخبرنا جدي أبو المفضّل يحيى بن علي بن عبد العزيز، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو سهل عبد اللّه بن ربيعة بن عمر بن الحسين (3) بن إسماعيل الكندي البستي، قدم علينا دمشق حاجا في شوال سنة ثلاثين و أربعمائة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - قراءة - نا عبد العزيز بن أحمد - لفظا - أنا أبو محمّد (4) عبد اللّه بن ربيعة بن عمر بن الحسن بن إسماعيل البستي الفقيه، قال:

سمعت أبا نصر أحمد بن علي بن حازم يقول: سمعت أبا صخر محمّد بن مالك بن الحسن بن مالك بن الحكم التميمي يقول: سمعت الحسن بن محمّد يقول: سمعت أبا محمّد الدّغولي (5) يقول: سمعت أبا بكر بن حمدويه يقول: بلغني أن أبا موسى المؤدب كان بباب إبراهيم بن خالد في سماع كتاب المغازي فاستسقى فجيء بكوز ليشرب منه، فرأى فيه ضفدعا فأنشأ يقول:

ألا إنّ هذا العلم ليس بمدرك *** براحة جسم قد يصان و يودع

و طالب هذا العلم يحتمل الأذى *** و يشرب من كوز الذي فيه ضفدع

ص: 76


1- هذه النسبة، ضبطت عن الأنساب بضم الباء و سكون السين المهملة، إلى بست و هي بلدة من بلاد كابل بين هراة و غزنة.
2- عن م و بالأصل: خازم.
3- كذا بالأصل و م، و قد تقدم: الحسن.
4- كذا بالأصل و م، و قد تقدم:«أبو سهل».
5- ضبطت عن الأنساب بفتح الدال المهملة، و ضم الغين المعجمة و في آخرها لام، هذه النسبة إلى دغول اسم رجل. و قد ضبطها محقق المطبوعة بفتح الدال و الغين نقلا عن الأنساب و هو خطأ كبير، فقد نص السمعاني على ضم الغين المعجمة، و لم يشر في اللباب إلى ضبط الغين المعجمة بل نص على فتح الدال المهملة.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز الصوفي، أنا أبو سهل عبد اللّه بن ربيعة بن عمر بن الحسن بن إسماعيل البستي الفقيه، قدم علينا، نا أبو سليمان حمد بن محمّد الخطابي، نا ابن الأعرابي، نا حسان بن الحسن المجاشعي، نا بعض أصحابنا عن عبادة (1) بن كليب، قال: سمعت محمّد بن النّضر الحارثي يقول:

إذا صاحبت فاصحب صاحبا *** ذا حياء و عفاف و كرم

قوله في الشيء: لا، إن قلت: لا *** و إذا قلت: نعم، قال: نعم

كذا قال: و صوابه: عباءة (2) بن كليب.

و قد أخبرنا بذلك عاليا على الصواب أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا حسان بن الحسن المجاشعي إمام مسجد البصرة، نا بعض أصحابنا، عن عباءة (3) بن كليب، قال: سمعت محمد بن النضر الحارثي، يقول:

و إذا صاحبت فاصحب صاحبا *** ذا عفاف و حياء و كرم

قوله للشيء: لا، إن قلت: لا *** و إذا قلت: نعم، قال: نعم

قرأت على أبي القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل عن أبي عبد اللّه محمّد بن علي بن أحمد بن المبارك السلمي الفراء، أنا الشيخ أبو سهل عبد اللّه بن ربيعة بن عمر البستي - بدمشق - نا أبو نصر الحسن بن عبد الواحد الفارسي (4)،أنا أحمد بن الحسن الزاهد، نا عبد اللّه بن موسى، قال: سمعت محمّد بن علي الهجري بالأهواز، عن الفضل بن خليد (5) قال: كنا عند بعض المشايخ نكتب (6) عنه و هو يملي علينا و يمازحنا، فعرض له عارض، فدخل منزله ثم خرج مكفهرا عبوسا، فقلنا له: يا شيخ ما قصتك ؟ قال: نعم، اكتبوا:

ص: 77


1- كذا بالأصل و م، و الصواب عباءة، و هو عباءة بن كليب الليثي، أبو غسان الكوفي، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 488/9 و سينبه المصنف إلى الصواب في آخر الخبر.
2- في م:«عباد» خطأ.
3- كذا بالأصل هنا ورد صوابا، و جاء أيضا خطأ في م.
4- بعدها في م:«أنا أحمد بن الحسن بن عبد الواحد الفارسي» و لا معنى لها.
5- في م: خليل.
6- بالأصل و م:«يكتب» و الصواب ما أثبت.

دخلت البيت أطلب فيه خيرا *** فجاءوني بسندان (1) الدقيق

و قالوا قد فني ما كان فيه *** فأظلم ناظراي و جفّ ريقي

و أنسيت القضايا إذا رواها *** جرير عن مغيرة عن شقيق

و ناح محابري و بكى كتابي *** و لم أعرف عدوّي من صديقي

إذا فني الدقيق فقدت عقلي *** فوا حزنا لفقدان الدقيق

3291 - عبد اللّه بن ربيعة بن يزيد

يأتي ذكره في ترجمة عبد اللّه بن يزيد بن ربيعة.

3292 - عبد اللّه بن الربيع بن قيس بن عامر

ابن عباد بن الأبجر، و هو خدرة بن عوف

ابن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخزرجي الخدري (2)

شهد العقبة، و بدرا، و أحدا، و مؤتة، و استشهد بها.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين محمّد بن الحسين بن الفضل، نا محمّد بن عبد اللّه بن عتاب العبدي (3)،أنا القاسم بن عبد اللّه بن المغيرة، نا إسماعيل (4) بن أبي أويس، نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمّه موسى بن عقبة، قال في تسمية من شهد بدرا من بني الحارث بن الخزرج:

عبد اللّه بن الربيع، و يقال: عبد اللّه بن عمير.

و قال في تسمية من شهد العقبة من بني الحارث: عبد اللّه بن الربيع.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد.

ح و أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا محمّد بن يعقوب، قالا: نا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس، عن

ص: 78


1- كذا بالأصل و م.
2- ترجمته و أخباره في الإصابة 304/2 و أسد الغابة 125/3 و الاستيعاب 297/2 (هامش الإصابة).
3- في م: العبدري.
4- «نا إسماعيل» سقط من م.

ابن إسحاق (1) قال: شهد بدرا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من بني الأبجر، و هم بنو خدرة بن عوف: عبد اللّه بن الربيع بن قيس - زاد رضوان ابن الحارث ابن الخزرج-.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (2)،قال في تسمية من شهد بدرا و هي الطبقة الأولى: من بني الأبجر، و هو خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج: عبد اللّه بن الربيع بن قيس بن عامر بن عبّاد بن الأبجر، و اسمه خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج، و قال بعضهم: خدرة هي أم الأبجر، فاللّه أعلم، و أم عبد اللّه بن الربيع فاطمة بنت عمرو بن عطية بن خنساء بن مبذول بن عمرو - قال الصوري: و قد ضرب عليه في الأصل، و كتب في نسخة عتيقة ابن عمر ثم رجع إلى الأصل، فقال - ابن غنم بن مازن بن النجار و كان لعبد اللّه من الولد: عبد الرّحمن، و سعد، و أمّهما من طيّئ، و قد انقرض عقبه، فليس له بقية، و انقرض أيضا ولد عبّاد بن الأبجر، و لم يبق منهم أحد، و شهد عبد اللّه بن الربيع العقبة مع السبعين من الأنصار في روايتهم جميعا، و قد شهد بدرا، و أحدا، قال الصوري - في نسخة: واحد يعني رجلا واحدا من بني خدرة، و كذا كان في الأصل فجعل: و أحدا.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: عبد اللّه بن الربيع بن قيس من بني الأبجر بن عوف بن الخزرج، شهد بدرا، قاله عروة بن الزبير، و محمّد بن إسحاق.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: قال لنا أبو نعيم: عبد اللّه بن الربيع بن قيس من بني الأبجر بن عوف، و هم بنو خدرة بن الحارث بن الخزرج، شهد بدرا، قاله عروة بن إسحاق.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أحمد بن علي بن ثابت، أنا محمّد بن الحسين، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عتّاب، أنا القاسم بن عبد اللّه، نا إسماعيل بن أبي أويس، نا إسماعيل بن إبراهيم، عن عمه موسى بن عقبة، قال: و قتل يومئذ من

ص: 79


1- سيرة ابن هشام 349/2.
2- طبقات ابن سعد 539/3.

المسلمين - يعني يوم مؤتة - من الأنصار من بني الحارث بن الخزرج: عبد اللّه بن رواحة، و عبد اللّه بن ربيع.

3293 - عبد اللّه بن رواحة بن ثعلبة بن امرئ القيس بن ثعلبة

ابن عمرو بن امرئ القيس بن مالك، و يقال:

ابن رواحة بن ثعلبة بن امرئ القيس بن عمرو

ابن امرئ القيس بن مالك الأغرّ بن ثعلبة بن كعب

ابن الخزرج بن الحارث بن الخزرج بن حارثة

ابن عمرو بن عامر ماء السماء بن حارثة

أبو محمد، و يقال أبو (1) رواحة، و يقال: أبو عمرو الأنصاري (2)

حدّث عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و عن بلال.

روى عنه: أبو سلمة بن عبد الرّحمن، و عكرمة، و زيد بن أسلم، و عطاء بن يسار، و لم يدركه أحد منهم.

و شهد بدرا، و العقبة، و هو أحد النقباء، و أحد الأمراء في غزوة مؤتة، و استشهد بها.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، نا عبد اللّه بن محمّد، نا عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا معاوية بن هشام، عن سفيان، عن حميد الأعرج، عن محمّد بن إبراهيم التيمي، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن، عن عبد اللّه بن رواحة، قال: نهى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أن يطرق الرجل أهله ليلا.

هذا مختصر، و قد رواه أبو بكر بن أبي شيبة، عن ابن هشام أتمّ منه.

أخبرناه أبو القاسم أيضا، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا محمّد بن عبد اللّه بن الحسين بن هارون، نا عبد اللّه بن محمّد، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا معاوية بن هشام،

ص: 80


1- بالأصل و م: ابن رواحة، خطأ، و الصواب ما أثبت عن تهذيب الكمال.
2- ترجمته و أخباره في تهذيب الكمال 135/10 و تهذيب التهذيب 141/3 و أسد الغابة 130/3 و الإصابة 306/2 و الاستيعاب 293/2 (هامش الإصابة) و حلية الأولياء 118/1 و الوافي بالوفيات 168/17 و سير أعلام النبلاء 230/1.

نا سفيان، عن حميد الأعرج، عن محمّد بن إبراهيم التيمي، عن أبي سلمة، عن عبد اللّه بن رواحة، قال: كنت في غزاة، فتعجّلت، فانتهيت إلى الباب، و إذا المصباح يتأجج، و إذا أنا بشيء أبيض، فاخترطت سيفي ثم حرّكتها فأتيت المرأة فقالت: إليك إليك، فلانة كانت عندي فمشّطتني، فأتيت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فأخبرته فنهى أن يطرق الرجل أهله ليلا.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الحسين، أنا عيسى بن علي، نا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني الحسن بن عرفة، نا إسماعيل بن عيّاش، عن زمعة بن صالح، عن سلمة بن وهرام، عن عكرمة، عن عبد اللّه بن رواحة، قال: نهانا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أن يقرأ أحدنا القرآن و هو جنب.

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم الدّاراني، أنا سهل بن بشر، أنا علي بن منير بن أحمد الخلاّل، أنا محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الذهلي، نا موسى بن هارون، نا أبو مصعب، نا عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عطاء بن يسار، عن عبد اللّه بن رواحة، و أسامة بن زيد: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم دخل دار حمل هو و بلال، فخرج إليهما بلال، فأخبرهما أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم توضّأ و مسح على الموقين (1).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي: و أحمد بن الحسن بن خيرون قالا:- أنا محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسين الأهوازي، نا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خيّاط (2)،قال:

عبد اللّه بن رواحة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مالك (3) بن كعب بن الخزرج بن حارثة، أمّه كبشة بنت واقد بن عمرو بن الإطنابة، و الإطنابة أمّه، هو عمرو بن عامر بن زيد مناة بن مالك الأغرّ بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج، شهد بدرا، و أحدا، و هو نقيب، و استشهد يوم مؤتة في حياة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم سنة سبع.

ص: 81


1- الموقين: الموق بالضم خف غليظ يلبس فوق الخفّ (القاموس).
2- طبقات خليفة بن خيّاط ص 162 رقم 588.
3- طبقات خليفة: مالك بن ثعلبة بن كعب.

يروى عنه أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال له:«أنت الذي تقول:

ثبت اللّه ما أتاك من حسن *** تثبيت موسى و نصرا مثل ما نصروا»

قال: نعم[5869].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن بن مهران، أنا إبراهيم بن أبي أميّة، قال:

سمعت نوح بن حبيب يقول: عبد اللّه بن رواحة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن عمرو بن حارثة بن امرئ القيس.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن محمّد بن عبد الرّحمن، نا محمّد بن سعد (1)، قال: في الطبقة الأولى من أهل بدر من بني الحارث بن الخزرج بن حارثة: عبد اللّه بن رواحة بن ثعلبة بن امرئ القيس بن عمرو بن امرئ القيس بن مالك الأغرّ بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج، و أمّه كبشة بنت واقد بن عمرو بن الإطنابة بن عامر بن زيد مناة بن مالك الأغرّ.

أنا محمّد بن عمر، نا عبد اللّه بن مسلم الجهني، عن أبي عتيق، عن جابر بن عبد اللّه في حديث رواه عن عبد اللّه بن رواحة أنه (2) كان يكنى أبا محمّد.

قال محمّد بن عمر: و سمعت من يقول إنه (3) كان يكنى أبا رواحة، و لعلّه كان يكنى بهما جميعا، و ليس له عقب، و هو خال النعمان بن بشير بن سعد، و كان عبد اللّه بن رواحة يكتب في الجاهلية، و كانت الكتابة في العرب قليلا (4)،و شهد عبد اللّه العقبة مع السبعين من الأنصار في روايتهم جميعا، و هو أحد النقباء الاثني عشر من الأنصار، و شهد بدرا، و أحدا، و الخندق، و الحديبية، و خيبر (5)،و عمرة القضية و قدمه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من بدر يبشر أهل العالية بما فتح اللّه عليه، و العالية بنو عمرو بن عوف و خطمة و وائل، و استخلفه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم على المدينة حين خرج إلى غزوة بدر

ص: 82


1- طبقات ابن سعد 525/3.
2- ما بين الرقمين سقط من م، و المثبت يوافق عبارة ابن سعد.
3- ما بين الرقمين سقط من م، و المثبت يوافق عبارة ابن سعد.
4- كذا بالأصل و م، و في ابن سعد: قليلة.
5- عن م و ابن سعد، و بالأصل: و جبير.

الموعد (1)،و بعثه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم سرية في ثلاثين راكبا إلى أسير بن زارم (2) اليهودي بخيبر فقتله، و بعثه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إلى (3) خيبر خارصا (4) فلم يزل يخرص عليهم إلى أن قتل بمؤتة.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، ثم أخبرني أبو الفضل محمّد بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي، قال في تسمية من شهد بدرا من الخزرج: عبد اللّه بن رواحة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج بن حارثة، شهد بدرا، و أحدا، و كان نقيبا، و استشهد يوم مؤتة، حدّثنا بذلك كله ابن هشام عن زياد، عن ابن إسحاق.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (5)،قال: عبد اللّه بن رواحة بن مالك بن امرئ القيس بن (6) بلحارث بن الخزرج، ثم من بني امرئ القيس بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج، نقيب بني الحارث بن الخزرج، شهد بدرا، و قتل يوم مؤتة مع جعفر بن أبي طالب.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك - أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (7)،قال: عبد اللّه بن رواحة له صحبة، روى عنه أبو سلمة بن عبد الرّحمن، و روى عنه عكرمة، و زيد بن أسلم مرسل.

ص: 83


1- و كان أبو سفيان لما انصرفوا من أحد نادى: إن موعدكم بدر الموعد، العام المقبل. انظر في شأنها طبقات ابن سعد 59/2.
2- في ابن سعد: رازم.
3- من قوله: سرية في ثلاثين... إلى هنا سقط من م.
4- الخارص هو الذي يحزر ما على النخل من الرطب تمرا، و هو الخرص.
5- الخبر في المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 259/1.
6- في م و المعرفة و التاريخ: بن الحارث.
7- الخبر في الجرح و التعديل 50/5.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسين، أنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنا أحمد بن عمير، قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: عبد اللّه بن رواحة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن عمرو بن امرئ القيس، بدري.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، قال: عبد اللّه بن رواحة بن امرئ القيس، شهد بدرا، و العقبة، و أحدا، و الخندق، و مشاهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: عبد اللّه بن رواحة بن امرئ القيس بن ثعلبة الأنصاري الحارثي الخزرجي، شهد العقبة، و بدرا، نقيب، قيل (1):نسبه محمّد بن إسحاق، و ابن أبي خيثمة، عن سعد بن عبد الحميد بن جعفر، قال غيرهما: قتل بمؤتة في قتال الروم سنة ثمان على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، روى عنه عبد اللّه بن عبّاس، و أنس بن مالك، و قيس بن أبي حازم، و ابن أبي ليلى و غيرهم.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: قال أنا أبو نعيم: عبد اللّه بن رواحة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن عبد عمرو بن امرئ القيس بن (2) ثعلبة بن كعب الخزرج (3)،عقبي، بدري، كان خارص النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و شاعره، ارتجز بين يدي النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم حين دخل مكة معتمرا في عمرة القضاء، و أمّره النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بعد جعفر بمؤتة سنة ثمان، و استشهد بها، أحد النقباء، له في الإسلام المناقب المذكورة، و الأيام المشهورة، روى عنه أنس، و أسامة، و عبد اللّه بن عبّاس.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو بكر

ص: 84


1- تقرأ بالأصل: قتل، و تقرأ قيل، رجحنا الثانية و أثبتناها خاصة أنه كان بعدها بالأصل:«يوم أحد» فشطبت اللفظتان، و في م فقط :«أحد»، و في المطبوعة:«قتل يوم أحد»؟ كذا.
2- من قوله: عبد عمرو إلى هنا سقط من م.
3- كذا بالأصل: كعب الخزرج، و في م:«كعب الخزرجي»، و في المطبوعة: كعب بن الخزرج.

الخوارزمي، أنا أبو بكر [الاسماعيلي، نا عبد اللّه بن محمد بن سيار قال: سمعت قتيبة يقول: ابن رواحة و أبو الدرداء: أخوان لأم. أخبرنا أبو بكر] (1) وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن محمّد بن الحسن بن محمّد، أنا أبو محمّد الحسن بن أحمد بن محمّد (2)،أنا أبو بكر بن حمدون، نا أبو عبد اللّه أحمد بن أبي مسلم النجار الواسطي، نا عبد اللّه بن محمّد بن عمارة أبو محمّد القداح.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه، ثم أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن جعفر، أنا أبو الفرج سهل بن بشر، قال: أنا أبو الحسن محمّد بن الحسين النيسابوري، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الذهلي، نا علي بن سراج المصري، نا عبد اللّه بن محمّد بن أبي مسلم، نا القداحي، نا ابن أبي ذئب، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«نعم عبد اللّه أبو بكر، نعم عبد اللّه عمر، نعم عبد اللّه أبو عبيدة بن الجرّاح، نعم عبد اللّه أسيد بن الحضير، نعم عبد اللّه معاذ بن جبل، نعم عبد (3) اللّه بن رواحة، نعم عبد اللّه ثابت بن قيس بن شماس».

انتهى حديث وجيه، و زاد: و قال ابن أبي ذئب.

و أخبرنا سهيل أن أبا هريرة قال: بئس بئس، و لم يسمهم لنا أبو هريرة.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر الخرقي، نا أبو الحسن علي بن مطر السكري، نا محمّد بن مصفّى، نا بقية، عن ابن مبارك، عن همّام بن نافع، عن سالم، عن ابن عمر، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«رحم اللّه ابن رواحة، كان أينما أدركته الصلاة أناخ»[5870].

أخبرنا أبو سعيد عبد اللّه بن مسعود بن محمّد بن منصور - بنيسابور - و أبو حفص عمر بن محمّد بن الحسن (4) بن محمّد بن إبراهيم - بمرو - قالا: أنا أبو بكر بن خلف، أنا أبو طاهر محمّد بن محمّد بن محمش الزيادي، أنا أبو حامد أحمد بن

ص: 85


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
2- قوله:«أنا أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد» سقط من م. و لم يشر إليه محقق المطبوعة.
3- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: نعم عبد اللّه عبد اللّه بن رواحة.
4- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: الحسين.

محمّد بن يحيى بن بلال البزّاز، نا أبو جعفر محمّد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسي، نا المحاربي، عن أبان بن أبي عيّاش، عن أنس قال:

كنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في سفر، فأصابنا مطر و رداغ (1)،فأمرنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أن نصلي على ظهور رواحلنا، قال: ففعلنا، و نزل ابن رواحة فصلّى في الأرض، قال:

فسعى به رجل من القوم فقال: يا رسول اللّه أمرت الناس يصلّون على ظهور - يعني رواحلهم - ففعلوا، و نزل ابن رواحة فصلّى في الأرض، قال: فبعث إليه، فقال:

«ليأتينّكم و قد لقي حجّته»، قال: فأتاه، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«يا ابن رواحة أمرت الناس أن يصلّوا على ظهور رواحلهم، نزلت و صلّيت في الأرض»، قال: فقال: يا رسول اللّه لأنك تسعى في رقبة قد فكها اللّه، و إنّما أنا نزلت لأسعى في رقبة لم تفكّ ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«أ لم أقل لكم أنه سيلقّى حجّته»[5871].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن الفتح الجلّي، نا أبو يوسف محمّد بن سفيان بن موسى الصّفّار المصّيصي، نا أبو عثمان سعيد بن رحمة بن نعيم الأصبحي، قال: سمعت ابن المبارك، عن أبي بكر بن أبي مريم الغسّاني، حدّثني ضمرة و مهاجر ابنا حبيب، قالا: خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في سرية، فأدركته الصّلاة و هو على ظهر، فصلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم على ظهر، و نزل ابن رواحة، فصلّى بالأرض، ثم أتى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«يا ابن رواحة أرغبت عن صلاتي ؟» قال: لست مثلك، أنت تسعى في عتق، و نحن نسعى في رقّ ، فلم يعب عليه ما صنع، قال: و خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في سرية، فصلّى بأصحابه على ظهر، فاقتحم رجل من الناس فصلّى على الأرض، فقال: خالف خالف اللّه به، فما مات الرجل حتى خرج من الإسلام.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، نا عبد الصمد بن عبد الوارث، نا عمّارة، عن زياد النميري، عن أنس بن مالك قال: كان عبد اللّه بن رواحة إذا لقي الرجل من أصحابه

ص: 86


1- الرداغ كجبال جمع الرّدغة محركة و تسكن الماء و الطين و الوحل الشديد، و كانت بالأصل و م الرداع بالعين المهملة، و الذي أثبت عن القاموس المحيط .
2- مسند الإمام أحمد رقم 13798(528/4).

يقول: تعال نؤمن بربنا ساعة، فقال ذات يوم لرجل فغضب الرجل، فجاء النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال: يا رسول اللّه أ لا ترى أن ابن رواحة يرغب عن إيمانك إلى إيمان ساعة، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«يرحم اللّه ابن رواحة أنه يحبّ المجالس التي تتباهى (1) بها الملائكة عليهم السّلام»[5872].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (2)،أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو سعيد بن أبي عمرو، قالا: نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، نا محمّد بن إسحاق الصّغانيّ ، نا المسيّبي، نا فضالة بن يعقوب الأنصاري، عن إسماعيل بن إبراهيم بن مجمّع، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم جلس على المنبر يوم الجمعة، فقال:«اجلسوا»، فسمع عبد اللّه بن رواحة قول النبي صلّى اللّه عليه و سلّم اجلسوا فجلس في بني غنم، فقيل: يا رسول اللّه ذاك ابن رواحة سمعك و أنت تقول للناس اجلسوا فجلس في مكانه.

قال البيهقي: و روي مرسلا من وجه آخر كما أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد المقرئ، أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، نا يوسف بن يعقوب، نا أبو الربيع، نا حمّاد بن زيد، نا ثابت، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى أن عبد اللّه بن رواحة أتى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم ذات يوم و هو يخطب، فسمعه و هو يقول اجلسوا، فجلس مكانه خارجا من المسجد حتى فرع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم من خطبته، فبلغ ذلك النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال له:«زادك اللّه حرصا لا على طواعية اللّه و طواعية رسوله» (3)[5873].

أخبرنا أبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمّد الزيدي العلوي، أنا أبو الفرج محمّد بن أحمد بن علاّن (4)،أنا محمّد بن عبد اللّه بن الحسين الجعفي، أنا أبو جعفر محمّد بن جعفر بن محمّد بن رباح الأشجعي، نا علي بن المنذر، نا محمّد بن فضيل، نا عمر بن ذرّ، عن أبيه.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم دفع إلى نفر من أصحابه فيهم عبد اللّه بن رواحة يذكرهم باللّه،

ص: 87


1- في المسند: تباهي.
2- الخبر في دلائل النبوة للبيهقي 256/6-257.
3- دلائل النبوة للبيهقي 257/6.
4- ترجمته في سير أعلام النبلاء 451/18.

فلما رأى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم سكت، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«ذكّر أصحابك»، فقال: يا رسول اللّه أنت أحق مني، قال:«أما إنكم الذين أمرني اللّه أن أصبر نفسي معهم»، ثم تلا عليهم وَ اصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ (1)الآية إلى آخرها، قال: و ما قعد عدتكم قط يذكرون اللّه إلاّ قعد معهم عددهم من الملائكة، فإن حمدوا اللّه حمدوه، و إن سبّحوا اللّه سبّحوه، و إن كبّروا اللّه كبروه، و إن استغفروا اللّه أمّنوا، ثم عرجوا إلى ربّهم، فسألهم و هو أعلم منهم فقال أين و من أين ؟ قالوا: ربنا عبيد لك من أهل الأرض ذكروك فذكرناك، قال: و يقولون ما ذا؟ قالوا: ربّنا حمدوك، فقال (2):أول من عبد و آخر من حمد، قالوا: و سبحوك، قال: مدحي، لا ينبغي لأحد غيري، قالوا: ربنا كبّروك، قال:

لي الكبرياء في السموات و الأرض، و أنا العزيز الحكيم، قالوا: ربنا استغفروك، قال:

إنّي أشهدكم أنّي قد غفرت لهم، قالوا: ربنا فيهم فلان و فلان، قال: هم القوم لا يشقى بهم جليسهم.

قال عمر: فذكرت ذلك لمجاهد فوافق، أي في هذا الحديث، يرفعه (3)إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم مثله.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن (4)بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (5)،أنا عفان بن مسلم، نا حمّاد بن سلمة، أنا أبو عمران الجوني: أن عبد اللّه بن رواحة أغمي عليه، فأتاه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال:«اللّهم إن كان قد حضر أجله فيسّر عليه، و إن لم يكن حضر أجله فاشفه»، فوجد خفّة، فقال: يا رسول اللّه أمي تقول وا جبلاه وا ظهراه و ملك قد رفع مرزبّة (6)من حديد و يقول: أنت كذا، فلو قلت نعم لقمعني بها.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري.

ص: 88


1- سورة الكهف، الآية:28.
2- في م: فقالوا.
3- في م: رفعه.
4- بالأصل:«أنا الحسن، أنا الحسن بن علي» و في م:«أنبا الحسن بن الحسن بن علي» و الصواب ما أثبت قياسا إلى مسند مماثل سابق، و قد مرّ هذا السند عن ابن عساكر كثيرا.
5- طبقات ابن سعد 529/3.
6- المرزبة: عصية من حديد (القاموس المحيط ).

ح و أخبرنا أبو منصور موهوب بن أحمد بن محمّد بن الخضر، و أبو الحسين أحمد بن محمّد بن الطّيّب بن الصباغ، قالا: أنا أبو القاسم بن البسري، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الربيع بن سليمان، نا عبد اللّه بن وهب، أخبرني هشام بن سعد، عن عثمان بن حيان، و إسماعيل بن عبيد اللّه أنهما سمعا أم الدّرداء تقول: حدّثني أبو الدرداء قال: إن كنا لنكون مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في السّفر في اليوم الحارّ الذي يضع أحدنا يده على رأسه من شدة الحرّ و ما في القوم أحد صائم إلاّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و عبد اللّه بن رواحة.

قال: و نا يحيى بن محمّد، نا بحر بن نصر الخولاني، نا بشر بن بكر (1)التّنّيسي، حدّثني سعيد بن عبد العزيز، عن إسماعيل بن عبيد اللّه، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، قال: كنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في السفر، و إن أحدنا ليضع يده على رأسه من شدة الحرّ، ما منا صائم إلاّ ما كان من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و عبد اللّه بن رواحة.

أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور (2)،أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا داود بن رشيد، نا الوليد - يعني ابن مسلم - عن سعيد بن عبد العزيز، عن إسماعيل بن عبيد اللّه، عن أم الدّرداء، عن أبي الدّرداء، قال: خرجنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في شهر رمضان في حرّ شديد حتى إن كان أحدنا ليضع - يعني يده - على رأسه من شدة الحرّ، و ما فينا صائم إلاّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و عبد اللّه بن رواحة.

أخبرنا (3)عاليا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن الحسن بن قتيبة، نا إبراهيم بن هشام، نا سعيد بن عبد العزيز، عن إسماعيل بن عبيد اللّه، عن أم الدّرداء، عن أبي الدّرداء، قال: خرجنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في شهر رمضان في حرّ شديد، حتى إن أحدنا ليضع يده على رأسه من شدة الحرّ، و ما فينا صائم إلاّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و عبد اللّه بن رواحة.

ص: 89


1- بالأصل: بكير، خطأ و رسمها مضطرب و غير واضح في م و الصواب ما أثبت، عن الأنساب (التنيسي) ذكره السمعاني و ترجم له.
2- زيد بعده في م:«أنا أبو بكر بن منصور».
3- كذا في الأصل و م، و في المطبوعة: أخبرناه.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، نا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن الفتح الجلّي المصّيصي، نا أبو يوسف محمّد بن سفيان بن موسى المصّيصي الصفّار، نا أبو عثمان سعيد بن رحمة بن نعيم الأصبحي، قال: سمعت عبد اللّه بن المبارك، عن ابن جريج، عن مجاهد قال:

قوله تعالى: لِمَ تَقُولُونَ مٰا لاٰ تَفْعَلُونَ إلى قوله: صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيٰانٌ مَرْصُوصٌ (1)في نفر من الأنصار، منهم عبد اللّه بن رواحة، قالوا في مجلس: لو نعلم أيّ الأعمال أحبّ إلى اللّه عز و جل لعملنا به حتى نموت، فلما نزلت فيهم فقال ابن رواحة: لا أزال حبيسا في سبيل اللّه عز و جل حتى أموت، فقتل شهيدا، رحمة اللّه عليه.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا أبو منصور بن شكرويه، أنا أبو بكر بن مردويه، أنا أبو بكر الشافعي، نا معاذ بن المثنّى، نا مسدّد بن مسرهد، نا يحيى - يعني القطان - نا موسى بن (2)عيسى الطحان، نا عبد الرّحمن بن سابط .

أن عبد اللّه بن رواحة ذكر أصحابه فهشّ أصحابه للذكر، و اشتاقوا فقال: اللّهمّ لو يعلم (3)الذي هو أحبّ إليك فعلناه، فأنزل اللّه عز و جل يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مٰا لاٰ تَفْعَلُونَ حتى بلغ كَأَنَّهُمْ بُنْيٰانٌ مَرْصُوصٌ ،فلما كان يوم مؤتة ندب بأصحابه فقال:

يا أهل المجلس ما وعدكم ربكم، قال: ثم مضى فقاتل حتى قتل رضي اللّه عنه.

أخبرنا أبو العبّاس عمر بن عبد اللّه بن أحمد، نا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد الواحدي - إملاء - أنا أبو عثمان بن أبي عمرو الحافظ ، أنا جدي، نا أبو عمرو أحمد بن محمّد الحرشي، نا محمّد بن يحيى، نا عمرو بن حمّاد، نا أسباط ، عن السّدّي، عن أبي مالك، عن ابن عبّاس.

في هذه الآية يعني: وَ لَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ (4)،قال: نزلت في عبد اللّه بن رواحة، و كانت له أمة سوداء، و أنه غضب عليها فلطمها، ثم إنه فزع فأتى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فأخبره خبرها، فقال له النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«ما هي يا عبد اللّه ؟» قال: هي تصوم

ص: 90


1- سورة الصف، الآيات:2-4.
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: أبو عيسى.
3- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة:«نعلم» و هو أشبه.
4- سورة البقرة، الآية:221.

و تصلّي و تحسن الوضوء، و تشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أنك رسوله، فقال:«يا عبد اللّه هذه مؤمنة»، فقال عبد اللّه: فو الذي بعثك بالحق لأعتقنها و لأتزوجنها، ففعل، فطعن عليه ناس من المسلمين، و قالوا: نكح أمة، و كانوا يريدون أن ينكحوا إلى المشركين و ينكحوهم رغبة في أحسابهم، فأنزل اللّه تعالى فيهم وَ لَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَ لَوْ أَعْجَبَتْكُمْ الآية.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا معمر، عن ثابت البناني، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، قال: تزوج - يعني رجل - امرأة عبد اللّه بن رواحة، فقال لها: تدرين لم تزوّجتك، لتخبريني عن صنيع عبد اللّه بن رواحة في بيته، فذكرت له شيئا لا أحفظه، غير أنها قالت: كان إذا أراد أن يخرج من بيته صلّى ركعتين، و إذا دخل داره صلّى ركعتين، و إذا دخل بيته صلّى ركعتين لا يدع ذلك أبدا (1).

و كان ثابت لا يدع ذلك فيما ذكر لنا بعض من يخالط أهله، و فيما رأيناه منه.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، نا أبو علي بن المذهب - لفظا - أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، نا أبو معاوية، نا الحجّاج، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عبّاس قال: بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عبد اللّه بن رواحة في سرية، فوافق ذلك يوم الجمعة، قال: فقدّم أصحابه و قال: أتخلّف فأصلّي مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم الجمعة ثم ألحقهم، قال (3):فلما صلّى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم رآه فقال:«ما منعك أن تغدو مع أصحابك ؟» قال: فقال: أردت أن أصلّي معك الجمعة ثم ألحقهم، قال: فقال له (4) رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«لو أنفقت ما في الأرض (5) ما أدركت غدوتهم»[5874].

ص: 91


1- نقله الذهبي في سير الأعلام 233/1 من طريق معمر، و أورده ابن حجر في الإصابة و نسبه إلى ابن المبارك في الزهد.
2- مسند الإمام أحمد 482/1 رقم 1966.
3- كذا بالأصل و م، و في المسند: قال: فلما رآه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:.
4- «له» سقطت من المسند.
5- زيد بعدها في المطبوعة:«جميعا» و قد سقطت من الأصل و م و المسند.

قال: و نا أبي (1)،نا عبد اللّه بن محمّد، و سمعته أنا من عبد اللّه بن محمّد، نا أبو خالد الأحمر، عن حجّاج، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عبّاس أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بعث إلى مؤتة، فاستعمل زيدا، فإن قتل زيد فجعفر، فإن قتل جعفر فابن رواحة، فتخلّف ابن رواحة فجمّع مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فرآه، فقال:«ما خلّفك ؟» قال: أجمّع معك، قال:«لغدوة أو روحة خير من الدنيا و ما فيها»[5875].

أخبرنا أبو القاسم الحسين بن علي الزهري، و أبو الفتح المختار بن عبد الحميد بن المنتصر، و أبو المحاسن أسعد بن علي بن الموفق، قالوا: أنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد الداودي، أنا عبد اللّه بن أحمد الحموي، أنا إبراهيم بن خزيم الشاشي، نا عبد بن حميد الكشّي، نا محمّد بن الفضل، نا حمّاد بن سلمة، عن الحجّاج بن أرطأة، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عبّاس.

أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم وجّه عبد اللّه بن رواحة و جعفرا و زيد بن حارثة إلى الشام، فتخلّف ابن رواحة، فقال له النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«ما خلّفك ؟» قال: أجمّع ثم أروح، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:

«لغدوة في سبيل اللّه أو روحة خير من الدنيا و ما فيها»، فراح عبد اللّه منطلقا[5876].

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو حفص بن شاهين، نا عبد اللّه بن سليمان، نا محمّد بن عامر بن إبراهيم، عن أبيه عامر بن إبراهيم، قال: سمعت نهشل بن سعيد يحدّث عن الضّحّاك، عن ابن عبّاس: إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّٰالِحٰاتِ وَ ذَكَرُوا اللّٰهَ كَثِيراً وَ انْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مٰا ظُلِمُوا (2)قال: أبو بكر، و عمر، و علي، و عبد اللّه بن رواحة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3)،أنا يزيد بن هارون، و يحيى بن عباد، قالا: أنا حمّاد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: لما نزلت وَ الشُّعَرٰاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغٰاوُونَ (4)قال عبد اللّه بن رواحة: قد علم اللّه أني منهم،

ص: 92


1- مسند الإمام أحمد 552/1 رقم 2317.
2- سورة الشعراء، الآية:227.
3- طبقات ابن سعد 528/3.
4- سورة الشعراء، الآية:224.

فأنزل اللّه عزّ و جل إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّٰالِحٰاتِ حتى ختم الآية.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو سعيد بن أبي عمرو، قالا: نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، نا هارون بن سليمان، نا عبد الرّحمن بن مهدي، عن سعيد بن عبد الرّحمن، عن محمّد بن سيرين، قال: كان شعراء أصحاب محمّد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: عبد اللّه بن رواحة، و حسّان بن ثابت، و كعب بن مالك.

أخبرنا أبو بكر اللّفتواني، أنا أبو عمرو الأصبهاني، أنا أبو محمّد المديني، أنا أبو الحسن اللّنباني (1)،نا أبو بكر القرشي، نا خالد بن خداش، نا حمّاد بن زيد، عن هشام بن عروة، قال: قال عبد اللّه بن رواحة للنبي صلّى اللّه عليه و سلّم:

يثبّت (2) اللّه ما أتاك من حسن *** تثبيت موسى و نصرا كالذي نصروا

قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«و إيّاك»[5877].

قال: و نا خالد، نا حمّاد بن زيد، عن هشام بن حسان أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال له:

«و إياك يا سيّد الشعراء»[5878].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد بن أبي الحديد، أنا عبد الرّحمن بن عبد العزيز بن أحمد السّرّاج، أنا محمّد بن عيسى بن الحسن التميمي، نا محمّد بن يونس الكديمي، نا سهل بن حمّاد أبو عتاب، نا عبيدة (3) بن حميد، عن أبي عبيدة الظاعني، عن حسن بن علي، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لعبد اللّه بن رواحة:«ما الشعر؟» قال: شيء يختلج (4) في صدر الرجل فيخرجه على لسانه شعرا، قال:«فهل تستطيع أن تقول شيئا الآن ؟» قال: فنظر في وجه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فقال: نعم:

إنّي توسّمت فيك الخير نافلة *** و اللّه يعلم أنّي ثابت البصر (5)

ص: 93


1- بالأصل و م بتقديم الباء على النون، خطأ و الصواب ما أثبت بتقديم النون، و قد مرّ التعريف به.
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: ثبّت.
3- عن م و بالأصل:«عبدة» خطأ، و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 508/8.
4- عن م و بالأصل: تخلج.
5- في البيت إقواء.

ثبّت اللّه ما أتاك من حسن *** تثبيت موسى و نصرا كالذي نصروا

يا آل هاشم إنّ اللّه فضّلكم *** على البرية فضلا ما له غير

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو محمّد عبد الوهّاب بن علي بن عبد الوهّاب بن السكري البزّاز (1)-إجازة - أنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز الظاهري - قراءة عليه - أنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن محمّد بن سلم (2) بن راشد الختّلي، أنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي، نا أبو عبد اللّه محمّد بن سلام الجمحي (3)،قال:

و قد روى عمر بن أبي زائدة، قال: سمعت مدرك (4) بن عمّارة بن عقبة بن أبي معيط يقول: قال ابن رواحة: مررت (5) بالنبي صلّى اللّه عليه و سلّم و هو جالس في نفر من أصحابه، فأضبّ (6) القوم: يا عبد اللّه بن رواحة، يا عبد اللّه بن رواحة، فعرفت أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم دعاني، فانطلقت إليهم مسرعا، فسلّمت، فقال:« هاهنا»، فجلست بين يديه، فقال كأنه يعجب من شعري، فقال:«كيف تقول الشعر إذا قلت»، قلت: انظر في ذلك ثم أقول،[قال] (7)«فعليك بالمشركين»، قال: و لم أكن أعددت شيئا، فأنشدته، فلما قلت:

فخبّروني أثمان العباء متى *** كنتم بطاريق أو دانت لكم مضر

قال: فكأني عرفت في وجه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم الكراهة أن جعلت قومه أثمان العباء فقلت:

نجالد (8) الناس عن عرض فنأسرهم *** فينا النّبي و فينا تنزل السور

و قد علمتم بأنّا ليس يغلبنا *** حيّ من الناس إن عزوا و إن كثروا

يا هاشم الخير إنّ اللّه فضّلكم *** على البريّة فضلا ما له غير

ص: 94


1- عن م و بالأصل:«البزار».
2- في م: سالم، خطأ. و انظر ترجمته في سير الأعلام 82/16.
3- الخبر في طبقات الشعراء لمحمّد بن سلام الجمحي ص 90 و انظر سير أعلام النبلاء 234/1.
4- في طبقات الجمحي:«مدركة».
5- في طبقات الجمحي: مررت بمسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و هو جالس...
6- أي صاحوا.
7- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن طبقات الجمحي.
8- عن م و طبقات الجمحي و بالأصل: فجالد.

إنّي تفرست فيك الخير أعرفه *** فراسة خالفتهم في الذي نظروا

و لو سألت أو استنصرت بعضهم *** في جلّ أمرك ما آووا و لا نصروا

فثبّت اللّه ما آتاك من حسن *** تثبيت موسى و نصرا كالذي نصروا

فأقبل عليّ بوجهه متبسما ثم قال:«و إيّاك فثبّت اللّه»، قال: و أرسله رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إلى مؤتة ثالث ثلاثة أمراء: زيد بن حارثة، و جعفر بن أبي طالب، فلما قتل صاحباه كره (1) الإقدام فقال:

أقسمت يا نفس لتنزلنّه *** طائعة أو (2) لا لتكرهنّه

و طال ما قد كنت مطمئنه *** ما لي أراك تكرهين الجنّه

فقتل يومئذ.

أخبرناه أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسن بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3)،أنا عبيد اللّه بن موسى، أنا عمر بن أبي زائدة، عن مدرك بن عمارة، قال: قال عبد اللّه بن رواحة: مررت في مسجد الرسول، و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم جالس و عنده أناس من أصحابه في ناحية منه، فلما رأوني أضبّوا إليّ : يا عبد اللّه بن رواحة، يا عبد اللّه بن رواحة، فعلمت أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم دعاني، فانطلقت نحوه، قال:«اجلس هاهنا»، فجلست بين يديه، فقال:«كيف تقول الشعر، إذ أردت أن تقول» كأنه يتعجب بذاك (4)،قال: انظر في ذاك ثم أقول، قال:«فعليك بالمشركين»، و لم أكن هيّأت شيئا، قال: فنظرت في ذلك ثم أنشدته فيما أنشدته:

خبّروني أثمان العباء متى *** كنتم بطاريق أو دانت لكم مضر

قال: فرأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كره بعض ما قلت، أنّي جعلت قومه أثمان العباء، فقلت:

يا هاشم الخير إنّ اللّه فضّلكم *** على البريّة فضلا ما له غير

ص: 95


1- في طبقات ابن الجمح: كأنه كره الإقدام.
2- عند الجمحي: أو و لتكرهنه.
3- طبقات ابن سعد 527/3-528.
4- في م:«بذلك» و في ابن سعد: لذاك.

إنّي تفرّست فيك الخير أعرفه *** فراسة خالفتهم في الّذي نظروا

و لو سألت أو استنصرت بعضهم *** في جلّ أمرك ما آووا و لا نصروا

فثبّت اللّه ما آتاك من حسن *** تثبيت موسى و نصرا كالذي نصروا

قال: فأقبل بوجهه متبسما، و قال:«و إيّاك فثبت اللّه»[5879].

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، نا هوذة بن خليفة، نا عوف، عن محمّد قال: هجا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و أصحابه ثلاثة من كفار قريش: أبو سفيان بن الحارث، و عمرو بن العاص، و ابن الزبعري، قال: فقال قائل لعلي: اهج عنا هؤلاء القوم الذين قد هجونا، قال: فقال علي: إن أذن لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فعلت، فقال (1) الرجل: يا رسول اللّه أ تأذن لعلي كيما يهجو عنا هؤلاء القوم الذين قد هجونا؟ فقال:«ليس هناك أو ليس عنده ذلك»، ثم قال للأنصار:«ما يمنع القوم الذين قد نصروا رسول اللّه بسلاحهم و أنفسهم أن ينصروه بألسنتهم»؟، فقال حسان بن ثابت: أنا لها يا رسول اللّه، و أخذ بطرف لسانه فقال: و اللّه ما يسرني به مقولا (2) بين بصرى و صنعاء، فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«و كيف تهجوهم و أنا منهم ؟» قال: إنّي أسلّك منهم كما تسلّ الشعرة من العجين، قال: فكان يهجوهم ثلاثة من الأنصار يجيبونهم: حسان بن ثابت، و كعب بن مالك، و عبد اللّه بن رواحة، قال: فكان حسان بن ثابت، و كعب بن مالك يعارضانهم بمثل قولهم بالوقائع و الأيام و المآثر و يعيرانهم بالمثالب.

قال: و كان ابن رواحة يعيّرهم بالكفر، و ينسبهم إلى الكفر، و يعلم أنه ليس فيهم شرّ من الكفر، قال: و كانوا في ذلك الزمان أشدّ القول عليهم قول حسان، و كعب بن مالك، و أهون القول قول عبد اللّه بن رواحة، قال: فلما أسلموا و فقهوا الإسلام كان أشدّ القول عليهم قول عبد اللّه بن رواحة (3).

قرئ على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، و أنا أسمع، عن أبي تمّام علي بن محمّد الأزدي (4)،أنا أحمد بن عبيد بن الفضل، نا محمّد بن الحسين الزعفراني، نا أبو

ص: 96


1- من قوله: فقال قائل لعلي إلى هنا سقط من م.
2- كذا بالأصل و م.
3- ورد مختصرا في سير الأعلام من طريق ابن سيرين 235/1.
4- كذا بالأصل و م.

بكر بن أبي خيثمة، نا موسى بن إسماعيل، نا وهيب بن خالد، ثنا هشام بن عروة، عن أبيه: أن عبد اللّه بن رواحة قال للنبي صلّى اللّه عليه و سلّم:

ثبّت اللّه ما آتاك من حسن *** تثبيت موسى و نصرا كالذي نصروا

فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«و إيّاك»[5880].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو محمّد بن أحمد بن حمدان، أنا محمّد بن مخلد بن حفص الدوري، نا محمّد بن يوسف بن أبي معمر، نا حبيب بن زريق، نا عبد اللّه بن عامر الأسلمي، عن عبد اللّه بن الفضل، عن نافع بن جبير، عن ابن عبّاس: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم طاف بالبيت على بعير يستلم الركن بمحجن (1)،و عبد اللّه بن رواحة آخذ بغرزه (2) يقول (3)(4):

خلّوا بني الكفّار عن سبيله *** خلّوا فكلّ الخير مع رسوله

نحن ضربناكم على تنزيله (5) *** ضربا يزيل الهام عن مقيله

و يذهل الخليل عن خليله *** يا رب إنّي مؤمن بقيله

فقال عمر بن الخطاب: أو هاهنا يا ابن رواحة أيضا؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«أو ما تعلمن، أو لا تسمع ما قال»، قال: فمكث ما شاء اللّه ثم قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«هيه يا ابن رواحة قل لا إله إلاّ اللّه وحده، نصر عبده، و أعزّ جنده، و هزم الأحزاب وحده»[5881].

و رواه غيره عن عبد اللّه بن الفضل منقطعا.

أخبرناه أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك بن الحسن، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم، أنا أبو العلاء (6) محمّد بن علي بن يعقوب، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد بن موسى البابسيري، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل بن

ص: 97


1- المحجن و المحجنة كمنبر و مكنسة: العصا المعوجة، و كل معطوف معوّج (القاموس).
2- الغرز ركاب من جلد (القاموس).
3- في المطبوعة: و هو يقول.
4- الرجز في سيرة ابن هشام 13/4 و طبقات ابن سعد 527/3.
5- في ابن هشام: نحن قتلناكم على تأويله كما قتلناكم على تنزيله يعني قاتلناكم و ضربناكم على إنكار تأويله و على إنكار تنزيله.
6- بالأصل:«أبو العلي» خطأ و الصواب ما أثبت عن م.

غسان، نا أبي، نا يزيد بن هارون، أنا ابن أبي سلمة الماجشون، عن عبد اللّه بن الفضل، و كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يطوف بالبيت على ناقة و ابن رواحة آخذ بغرزه و هو يقول:

خلّوا بني الكفّار عن سبيله

نحن ضربناكم على تنزيله

ضربا يزيل الهام عن مقيله

و يذهل الخليل عن خليله

يا ربّ إنّي مؤمن بقيله

قال أبي: و يقولون: هذا خطأ بيّن لم يحضر ابن رواحة فتح مكة، قتل ابن رواحة بمؤتة مع جعفر بن أبي طالب.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر و أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالتا:

قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا أبو بكر بن زنجويه، نا عبد الرّزّاق، أنا جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن أنس قال: دخل النبي صلّى اللّه عليه و سلّم مكة في عمرة القضاء (1)،و ابن رواحة بين يديه و هو يقول:

خلّوا بني الكفّار عن سبيله

اليوم نضربكم على تأويله

ضربا يزيل الهام عن مقيله

و يذهل الخليل عن خليله

فقال عمر: يا ابن رواحة في حرم اللّه و بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم تقول هذا الشعر؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم - و في حديث ابن المقرئ: النبي صلّى اللّه عليه و سلّم-: «خلّ عنه يا عمر، فو الذي نفسي بيده لكلامه أشدّ عليهم من وقع النّبل»[5882].

أخبرناه أبو عمر (2) محمّد (3) بن محمّد بن القاسم العبشمي، و أبو القاسم

ص: 98


1- كانت في ذي القعدة سنة سبع و ذلك بعد عودته من خيبر، و قد خرج في الشهر الذي صدّه فيه المشركون معتمرا عمرة القضاء، مكان عمرته التي صدوه عنها و يقال لها: عمرة القصاص.
2- في م:«أبو عمرو».
3- «محمّد بن» سقط من المطبوعة.

الحسين بن علي بن الحسين الزهري، و أبو الفتح المختار بن عبد الحميد بن المنتصر، و أبو المحاسن أسعد بن علي بن الموفق بن زياد، قالوا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن مظفّر الداودي، أنا عبد اللّه بن أحمد بن حموية السرخسي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن خزيم (1) الشاشي، نا عبد بن حميد الكشّي، نا عبد الرّزّاق، أنا جعفر بن سليمان الضبعي، عن ثابت، عن أنس قال: دخل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم مكة في عمرة القضاء و ابن رواحة يمشي بين يديه و هو يقول:

خلّوا بني الكفّار عن سبيله

اليوم نضربكم على تنزيله

ضربا يزيل الهام عن مقيله

و يذهل الخليل عن خليله

قال: فقال عمر: يا ابن رواحة أبين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و في حرم اللّه تقول الشعر؟ فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«خلّ عنه يا عمر، فلهي أسرع فيهم من نضح النبل»[5883].

أخبرناه عاليا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن أبان السرّاج، نا يحيى بن عبد الحميد، نا جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن أنس قال: لما افتتح النبي صلّى اللّه عليه و سلّم مكة مشى ابن رواحة بين يديه و هو يقول:

خلّوا بني الكفّار عن سبيله *** اليوم نضربكم على تأويله

ضربا يزيل الهام عن مقيله *** و يذهل الخليل عن خليله

فقال له عمر: يا ابن رواحة، في سبيل اللّه و بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم تقول الشعر؟ فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«خلّ عنه يا عمر، فو الذي نفسي بيده لهذا الشعر أشدّ عليهم من وقع السيوف» (2)[5884].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي (3)،أنا أبو عمرو بن حمدان.

ص: 99


1- اضطرب إعجامها بالأصل: تقرأ «خريم» و تقرأ «حزيم» و في م:«حريم» و كله تحريف، و الصواب ما أثبت و ضبط ، و قد مرّ التعريف به قريبا.
2- في م: وقع السيف.
3- بالأصل و م:«الخزرودي» خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.

ح و أخبرتنا أم المجتبى و أم البهاء قالتا: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا عبد اللّه بن أبي بكر، نا جعفر، نا ثابت، عن أنس أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لمّا دخل مكة قام أهل مكة سماطين، قال: و عبد اللّه بن رواحة يمشي يقول:

خلّوا بني الكفّار عن سبيله

اليوم نضربكم على تنزيله

ضربا يزيل الهام عن مقيله

و يذهل الخليل عن خليله

يا ربّ إنّي مؤمن بقيله

قال: فقال عمر: يا ابن رواحة تقول الشعر بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و في حرم اللّه ؟ قال: فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«مه يا عمر، هذا أشدّ عليهم من وقع النبل»[5885]، و رواه معمر، عن الزهري، عن أنس.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا محمّد بن الحسين القطان، أنا أبو الأزهر أحمد بن الأزهر.

ح و قال: و أنا ابن مندة، نا محمّد بن أحمد بن معقل النيسابوري، نا محمّد بن أحمد بن معقل الذهلي.

ح و أخبرناه أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرناه أبو الحسن مكي بن أبي طالب البروجردي (1)،أنا أبو المظفّر موسى بن عمران الصوفي، قالا: أنا السيد أبو الحسن محمّد بن الحسين بن داود العلوي، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين القطان، نا أبو الأزهر السّليطي.

ح و أخبرناه أبو منصور عبد الخالق بن زاهر بن طاهر بن محمّد الشّحّامي، و أبو علي الحسن بن أحمد بن محمّد الموسياباذي (2)،قالا: أنا الفضل بن أبي حرب، أنا أبو

ص: 100


1- بالأصل و م:«البرودي» و المثبت عن مشيخة ابن عساكر مخطوط ص 246 رقم 1401.
2- في الأصل:«الموشياباذي» و في م:«الموساباذي» و المثبت عن مشيخة ابن عساكر مخطوط رقم 257.

بكر أحمد بن الحسن الحيري، أنا محمّد بن أحمد بن معقل الميداني، أنا محمّد بن يحيى.

ح و أخبرناه أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد الأزهري، أنا أبو محمّد المخلدي، أنا المؤمّل بن الحسن بن عيسى، نا محمّد بن يحيى الذهلي، و محمّد بن إسحاق السّجزي.

ح و أخبرناه أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر البيهقي، أنا القاضي أبو عمر محمّد بن الحسين بن محمّد البسطامي، نا سليمان بن أحمد بن أيوب، نا إبراهيم بن أبي سويد الشّبامي (1)،قالوا:

حدّثنا عبد الرّزاق، أنا معمر، عن الزهري، عن أنس قال (2):

دخل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم مكة - زاد وجيه: في عمرة القضاء و قالوا:- ابن رواحة - زاد وجيه: بين يديه و قالوا:- آخذ بغرزه و هو يقول:

خلّوا بني الكفّار عن سبيله

اليوم نضربكم على تنزيله

ضربا يزيل الهام عن مقيله

و يذهل الخليل عن خليله

يا ربّ إنّي مؤمن بقيله

و في حديث يوسف: نضربكم على تأويله، و في حديث وجيه: بعد:«عن سبيله»:

قد أنزل الرّحمن في تنزيله

بأنّ خير القتل في سبيله

و في حديث عبد الخالق و الموسيابادي: أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم دخل مكة في عمرة القضاء،

ص: 101


1- بالأصل و م: الشامي خطأ و الصواب ما أثبت و ضبط عن الأنساب نسبة إلى شبام مدينة باليمن.(و في اللباب: شبام بطن من همدان و المدينة سميت بهم)، ذكره السمعاني و ترجم له: و سماه: إبراهيم بن سويد الشبامي.
2- الخبر في دلائل النبوة للبيهقي 322/4 و ما بعدها.

و عبد اللّه بن رواحة بن بيديه و هو يقول.

- و في حديث الفراوي عن البيهقي عن أبي عمر (1)،عن أنس قال: لما دخل النبي صلّى اللّه عليه و سلّم مكة في عمرة القضاء مشى عبد اللّه بن رواحة بين يديه و هو يقول - و زاد:

نحن قتلناكم (2) على تأويله

كما قتلناكم (3) على تنزيله

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا أبو محمّد الكتاني (4)-لفظا - أنا أبو محمّد بن أبي نصر، و أبو القاسم تمّام بن محمّد، و أبو نصر بن الجندي، و أبو القاسم عبد الرّحمن بن الحسين بن الحسن بن علي بن يعقوب، و أبو بكر محمّد بن عبد الرّحمن القطان.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، و أبو الحسين عبد الرّحمن بن عبد اللّه الخطيب، و أبو الحسن علي بن معضاد، قالوا: أنا أبو (5) عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن بن السمسار، قالوا: أنا أبو القاسم بن أبي العقب، نا أبو زرعة، قال: قلت لأبي عبد اللّه - يعني أحمد بن حنبل - فحديث أنس بن مالك: دخل النبي صلّى اللّه عليه و سلّم مكة و ابن رواحة آخذ بغرزه، فقال: و هذا أيضا - يعني ليس له أصل - قلت: يا أبا عبد اللّه ليس له أصل ؟ قال: ما أدري ما أقول لك، فأنكره، فقلت له: فكان يحفظ؟ قال: كان يحفظ حديث معمر.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (6)،قال: سألت أحمد بن حنبل عن حديث أنس بن مالك: دخل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم مكة و ابن رواحة آخذ بغرزه، قال (7):لو قلت إنه باطل، و ردّه ردا شديدا.

ص: 102


1- يريد أبا عمر محمّد بن الحسين البسطامي، و لم يذكر ما بينه و بين أنس من رجال.
2- كذا بالأصل، و في م و دلائل البيهقي:«قاتلناكم». و أشار محقق المطبوعة إلى أنه في م:«قتلناكم» و هو خطأ.
3- كذا بالأصل، و في م و دلائل البيهقي:«قاتلناكم». و أشار محقق المطبوعة إلى أنه في م:«قتلناكم» و هو خطأ.
4- في الأصل و م: الكناني، خطأ و الصواب ما أثبت: الكتاني، و هو عبد العزيز بن أحمد، أبو محمّد التميمي الكتاني الدمشقي ترجمته في سير أعلام النبلاء 248/18.
5- كذا بالأصل و م، و سقطت «أبو» من المطبوعة.
6- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 455/1.
7- في المطبوعة: فقال.

أخبرنا أبو الفتح الكروخي، أنا أبو عامر محمود بن القاسم، و أبو نصر عبد العزيز بن محمّد، و أبو بكر أحمد بن عبد الصمد، قالوا: أنا عبد الجبار بن محمّد، أنا محمّد بن أحمد بن محبوب، أنا محمّد بن عيسى بن سورة الترمذي، قال (1):

و روي في غير هذا الحديث، أنّ النبي صلّى اللّه عليه و سلّم دخل مكة في عمرة القضاء، و كعب بن مالك بين يديه، و هذا أصح عند بعض أهل العلم (2)،لأن عبد اللّه بن رواحة يعني قتل يوم مؤتة، و إنّما كانت عمرة القضاء بعد ذلك (3).

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب بن البنّا، قالا: أنا أبو يعلى بن الفراء، أنا أبو القاسم عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا أبو الأحوص - يعني سلام بن سليم - عن أبي إسحاق، عن البراء قال: رأيت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يوم الخندق ينقل التراب حتى وارى التراب شعر صدره و هو يرتجز برجز عبد اللّه بن رواحة يقول (4):

اللّهم (5) لو لا أنت ما اهتدينا *** و لا تصدّقنا و لا صلّينا

فأنزلن سكينة علينا *** و ثبّت الأقدام إن لاقينا

إنّ الألى (6) قد بغوا علينا *** و إن أرادوا فتنة أبينا

يرفع بها صوته.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا الحارث - هو ابن أبي أسامة - نا أبو النضر، نا أبو معاوية شيبان، عن إسماعيل بن أبي

ص: 103


1- سنن الترمذي(44) كتاب الأدب،70 باب، الحديث رقم 2847.
2- في سنن الترمذي: أهل الحديث.
3- و عقب الذهبي في سير أعلام النبلاء 236/1 قال: قلت: كلاّ بل موته بعدها بستة أشهر جزما. و عقب ابن حجر أيضا بعد نقله كلام الترمذي في فتح الباري في المغازي 384/7 باب عمرة القضاء: قال: و هو ذهول شديد و غلط مردود، و ما أدري كيف وقع الترمذي في ذلك مع وفور معرفته، و مع أن في قصة عمرة القضاء اختصام جعفر و أخيه علي و زيد بن حارثة في بنت حمزة. و جعفر قتل و زيد و ابن رواحة في موطن واحد، فكيف يخفى على الترمذي هذا؟.
4- الرجز في أسد الغابة 21/3 و نسبها لعامر بن سنان الأكوع و سيرة ابن هشام 342/3 و نسبها أيضا لعامر بن الأكوع.
5- سيرة ابن هشام: و اللّه.
6- سيرة ابن هشام: إنا إذا.

خالد، عن قيس بن أبي حازم قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لعبد اللّه بن رواحة:«انزل فحرك بنا الركاب»، فقال: يا رسول اللّه لقد تركت قولي، فقال له عمر: اسمع و أطع، قال:

فنزل فقال:

تاللّه لو لا اللّه ما اهتدينا *** و ما تصدّقنا و ما صلّينا (1)

فأنزلن سكينة علينا *** و ثبّت الأقدام إن لاقينا

إنّ الذين كفروا بغوا علينا (2) *** و إن يريدوا فتنة أبينا

رواه غيره، عن إسماعيل، عن قيس، عن عمر:

أخبرنا أبو الحسن علي بن عبيد اللّه بن نصر، أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا محمّد بن يحيى بن كثير الحرّاني - بحرّان - نا محمّد بن موسى بن أعين، نا عبد اللّه بن إدريس، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس، قال: قال عمر بن الخطاب: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لعبد اللّه بن رواحة:

«لو حرّكت بنا الركاب»، فقال: لقد تركت قولي، فقال له عمر: اسمع و أطع فقال:

اللّهم لو لا أنت ما اهتدينا *** و لا تصدّقنا و لا صلّينا

فأنزلن سكينة علينا *** و ثبّت الأقدام إن لاقينا

فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«اللّهمّ ارحمه»، فقال عمر: وجبت.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب، أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو العبّاس النهاوندي، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل، حدّثني عبد اللّه - يعني ابن صالح - حدّثني الليث.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، و أبو سعد محمّد بن علي بن محمّد الرّستمي.

ح و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (3)،نا أبو صالح (4)،و ابن بكير (5)،قالا: ثنا

ص: 104


1- الخبر في سير أعلام النبلاء 236/1 و فيها الشطران الأول و الثاني فقط .
2- كذا بالأصل.
3- الخبر و الشعر في المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 259/3 و السنن الكبرى لأبي بكر البيهقي 239/10.
4- هو أبو صالح عبد اللّه بن صالح بن محمّد بن مسلم الجهني، ترجمته في تهذيب الكمال 218/10.
5- هو يحيى بن عبد اللّه بن بكير، أبو زكريا المصري، ترجمته في تهذيب الكمال 136/20.

الليث، حدّثني يونس، عن ابن شهاب، حدّثني - و في حديث يعقوب: أخبرني الهيثم بن أبي سنان أنه سمع أبا هريرة و هو يقصّ و يقول:- و في حديث يعقوب: و هو يقول في قصصه - و هو يذكر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أنّ أخا لكم لا يقول الرفث (1)،يعني بذلك عبد اللّه بن رواحة، قال:

و فينا رسول اللّه يتلو كتابه *** إذا انشقّ معروف من الفجر ساطع

أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا *** به موقنات أنّ ما قال واقع

بيت يجافي جنبه عن فراشه *** إذا استثقلت بالكافرين المضاجع

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدثني أبي، نا يعمر بن بشر، نا عبد اللّه، أنا يونس، عن الزهري، قال: سمعت سنان بن أبي سنان قال: سمعت أبا هريرة يقول قائما في قصصه:

إنّ أخا لكم كان لا يقول الرفث - يعني ابن رواحة - فقال:

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني إبراهيم بن هانئ، نا أبو صالح، نا الليث، حدّثني يونس، عن ابن شهاب، حدّثني الهيثم بن أبي سنان أنه سمع أبا هريرة يقول في قصصه و هو يذكر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: إن أخا لكم لا يقول الرفث - يعني ابن رواحة-:

و فينا رسول اللّه يتلو كتابه *** إذا انشقّ معروف من الفجر ساطع

و في حديث ابن الحصين: الليل.

يبيت يجافي جنبه عن فراشه *** إذا استقلّت بالكافرين المضاجع

أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا *** به موقنات أنّ ما قال واقع

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه، ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم، نا أبي، نا عمرو بن الحارث، عن عبد اللّه بن سالم، عن الزبيدي، عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب، و عبد الرّحمن الأعرج: أن أبا هريرة كان يقول في قصصه: إنّ أخاكم كان

ص: 105


1- الرفث: الفحش (القاموس).
2- مسند الإمام أحمد 338/5 رقم 15737.

يقول شعرا أو قولا ليس من الرفث و هو عبد اللّه بن رواحة:

و فينا رسول اللّه يتلو كتابه *** إذا انشقّ معروف من الفجر ساطع

أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا *** به موقنات أن ما قال واقع

يبيت يجافي جنبه عن فراشه *** إذا استثقلت بالكافرين المضاجع

أخبرنا أبو القاسم زاهر و أبو بكر وجيه ابنا طاهر بن محمّد، قالا: أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمّد بن موسى، أنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل بن يحيى الحربي، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن بن الشرقي (1)،نا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع، نا ابن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم: أن عبد اللّه بن رواحة بكى، فبكت امرأته، فقال لها: ما يبكيك ؟ فقالت: رأيتك بكيت فبكيت، فقال: إني أنبئت أني وارد، و لم أنبأ أنّي صادر.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر بن إسماعيل، قالا: نا يحيى بن محمّد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال: بكى ابن رواحة، و بكت امرأته، فقال لها: ما يبكيك ؟ قالت: بكينا حين رأيناك تبكي، فقال عبد اللّه: إنّي قد علمت أني وارد النار، و ما أدري أناجي (2) منها أم لا (3).

قال: و أنا عبد اللّه عن عبّاد المنقري، نا بكر بن عبد اللّه المزني، قال: لما نزلت هذه الآية: وَ إِنْ مِنْكُمْ إِلاّٰ وٰارِدُهٰا (4) ذهب عبد اللّه بن رواحة إلى بيته فبكى، فجاءت امرأته فبكت، و جاءت الخادم فبكت، و جاء أهل البيت فجعلوا يبكون، فلما انقطعت عبرته، قال: يا أهلاه، ما الذي أبكاكم ؟ قالوا: لا ندري، و لكن رأيناك بكيت فبكينا، قال: إنه أنزلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم آية ينبئني فيها ربي عز و جل أنّي وارد النار، و لم ينبئني أنّي صادر عنها، فذلك الذي أبكاني.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا محمّد بن الحسين، أنا

ص: 106


1- بالأصل: الشرفي، بالفاء خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
2- كذا بالأصل و م بإثبات الياء.
3- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام 236/1-237.
4- سورة مريم، الآية:71.

محمّد بن عبد اللّه بن عتاب، أنا القاسم بن عبد اللّه بن المغيرة، أنا إسماعيل بن أبي أويس، نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمّه موسى بن عقبة، قال: و زعموا و اللّه أعلم أن ابن رواحة بكا حين أراد الخروج إلى مؤتة، فبكا - يعني أهله - حين رأوه يبكي، فقال: و اللّه ما بكيت جزعا من الموت، و لا صبابة بكم، و لكن بكيت من قول اللّه: وَ إِنْ مِنْكُمْ إِلاّٰ وٰارِدُهٰا كٰانَ عَلىٰ رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا ،فأيقنت أنّي واردها، و لم أدر أنجو منها أم لا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني ابن زنجويه، نا عبد الرّزّاق، أنا معمر، عن حرام بن عثمان، عن أبي (1) جابر، عن جابر، قال: عبد اللّه بن رواحة من النقباء الاثني عشر (2)، قال ابن زنجويه: بلغني أن ابن رواحة شهد بدرا، و أحدا، و قتل يوم مؤتة.

قال: و نا عبد اللّه، حدّثني زهير بن محمّد، أخبرني صدقة بن سابق، عن ابن إسحاق، عن أبي سعيد: في النقباء الاثني عشر عبد اللّه بن رواحة.

و أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، و نا (3) محمّد بن جعفر الزرّاد، نا عبيد اللّه بن سعد، نا أحمد بن حنبل، نا أبو سعيد مولى بني هاشم، عن حرب بن شداد، قال: سمعت يحيى بن أبي كثير قال: بلغني أنّ النقباء اثني عشر ليلة العقبة من بني النجار، فسمّى نفرا فيهم عبد اللّه بن رواحة.

قال: و نا عبيد اللّه، حدّثني عمي، نا أحمد بن حنبل، قال: سمعت سفيان، و قيل لسفيان: سمّ النقباء، فسمّاهم و فيهم: عبد اللّه بن رواحة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (4)،حدّثني محمود بن خالد، نا عمر بن

ص: 107


1- كذا بالأصل و م و في ابن سعد 603/3 ورد السند التالي: حرام بن عثمان عن ابن جابر عن أبيه جابر.
2- و قد ذكره ابن سعد 612/3 أيضا من النقباء الاثني عشر الذين اختارهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من الأنصار ليلة العقبة بمنى.
3- كذا بالأصل، و لم تظهر بالتصوير في م.
4- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 575/1-576.

عبد الواحد، عن سعيد بن عبد العزيز أن النقباء اثنا عشر كلهم من الأنصار، فذكرهم قال: و من بني الخزرج عبد اللّه بن رواحة.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أنا (1) أبو طاهر المخلّص، أنا أبو الحسين (2) رضوان بن أحمد، نا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن محمّد بن إسحاق، قال في تسمية النقباء في العقبة الثانية، قال:

و كان نقيب بني الحارث بن الخزرج عبد اللّه بن رواحة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن عمرو بن امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج، شهد بدرا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و أحدا و الخندق، و مشاهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كلها إلى (3) الفتح و ما بعده، قتل يوم مؤتة شهيدا، أميرا لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم - لفظا - و أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان - قراءة - قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا علي بن يعقوب بن إبراهيم، أنا أحمد بن إبراهيم بن بسر (4)،نا محمّد بن عائذ (5)القرشي، أخبرني الوليد بن مسلم، عن عبد اللّه بن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة في تسمية من شهد بدرا من الأنصار: من بني الحارث بن الخزرج، ثم من بني امرئ القيس بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج: عبد اللّه بن رواحة بن امرئ القيس.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، أنا أبو بكر أحمد بن علي، أنا محمّد بن الحسين، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عتاب، أنا القاسم بن عبد اللّه بن المغيرة، نا إسماعيل بن أبي أويس، نا إسماعيل بن إبراهيم، عن عمّه موسى بن عقبة، قال في تسمية من شهد العقبة، و في تسمية من شهد بدرا من بني الحارث بن الخزرج:

عبد اللّه بن رواحة بن امرئ القيس، و هو نقيب.

ص: 108


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: أنا.
2- بالأصل و م: أبو الحسين بن رضوان، حذفنا «بن» لأنها مقحمة، قياسا إلى سند مماثل سابق.
3- كذا بالأصل و م، و هو خطأ، و الصواب «إلاّ» كما في تهذيب الكمال 135/10 و أسد الغابة 131/3.
4- بالأصل: بشر، خطأ و الصواب «بسر» عن م، و هو أبو عبد الملك البسري، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 100/1.
5- بالأصل و م:«عائد» خطأ، و الصواب: عائذ، و قد مر التعريف به.

أنبأنا أبو سعد محمّد بن محمّد، و أبو علي الحسن بن أحمد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا محمّد بن عمرو، نا أبي، نا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة في تسمية من شهد بدرا من الأنصار، ثم من بني الحارث بن الخزرج ثم من بني امرئ القيس (1) بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج:

عبد اللّه بن رواحة بن امرئ القيس.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني هارون بن موسى الفروي، نا ابن فليح، عن موسى بن عقبة، عن الزهري.

ح قال: و حدّثني ابن الأموي، عن أبيه، عن ابن إسحاق، قالا: فيمن شهد بدرا:

عبد اللّه بن رواحة بن امرئ القيس بن أبي زهير بن مالك بن الحارث بن الخزرج، شهد بدرا، و قتل يوم مؤتة شهيدا، أميرا لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا محمّد بن عمر، نا إسحاق بن إبراهيم شاذان (2)،نا وهب بن جرير، نا أبي، عن ابن إسحاق، قال: عبد اللّه بن رواحة شهد بدرا، و قتل يوم مؤتة.

قال: و أنا ابن مندة، أنا محمّد بن يعقوب، أنا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال: شهد بدرا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من بني الحارث بن الخزرج بن حارثة، ثم من بني امرئ القيس، ثم من بني الحارث بن الخزرج:

عبد اللّه بن رواحة، لا عقب له.

أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي، قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو الطّيّب الزرّاد، نا عبيد اللّه بن سعد، نا عمي، عن أبيه، عن ابن إسحاق، قال في تسمية من شهد بدرا من بني الحارث بن الخزرج ثم من بني امرئ القيس: عبد اللّه بن رواحة بن امرئ القيس بن ثعلبة.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه

ص: 109


1- من هنا إلى آخر الخبر سقط من م.
2- شاذان لقب، و كنيته أبو بكر، النهشلي الفارسي، ترجمته في سير الأعلام 382/12.

محمّد بن إسحاق العبدي، أنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم الوراق، نا أحمد بن مهدي، نا أبو عبيد، عن عثمان بن صالح، عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كتب إلى زرعة بن سيف ذي يزن:

بسم اللّه الرّحمن الرحيم.

أمّا بعد، من محمّد النبي صلّى اللّه عليه و سلّم إلى زرعة بن ذي يزن.

إذا أتاكم رسلي، فآمركم بهم خيرا معاذ بن جبل، و ابن رواحة، و مالك بن عبادة، و عتبة بن نيار (1).

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (2)،أنا أبو الحسن علي بن محمّد المقرئ، أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، نا يوسف بن يعقوب، نا عبد الواحد بن غياث (3)،نا حمّاد بن سلمة، نا عبيد اللّه بن عمر، فيما يحسب أبو سلمة، عن نافع، عن ابن عمر: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قاتل أهل خيبر حتى ألجأهم إلى قصرهم، فذكر الحديث (4).

قال (5):و كان عبد اللّه بن رواحة يأتيهم كل عام فيخرصها (6) عليهم ثم يضمّنهم الشّطر، فشكوا إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم شدة خرصه و أرادوا أن يرشوه، فقال: يا أعداء اللّه تطعموني (7) السّحت، و اللّه لقد جئتكم من عند أحب الناس إليّ ، و أنتم أبغض إليّ من عدّتكم من القردة و الخنازير، و لا يحملني بغضي إياكم و حبي إيّاه على أن لا أعدل عليكم، فقالوا: بهذا قامت السموات و الأرض.

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل بن بشر، أنا أبو القاسم الحسين بن محمّد

ص: 110


1- الخبر في أسد الغابة 467/3 في أخبار عتبة بن نيار و عقب ابن الأثير عليه بقوله: في هذا نظر، فإن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كاتب الناس باليمن سنة تسع بعد الفتح، و عبد اللّه بن رواحة قتل بمؤتة سنة ثمان، و اللّه أعلم.
2- الخبر في دلائل النبوة للبيهقي 229/4.
3- بالأصل «عتاب» و لم تظهر بالتصوير في م، و المثبت عن دلائل البيهقي.
4- انظر دلائل النبوة للبيهقي 229/4-230.
5- دلائل البيهقي 230/4.
6- تقرأ بالأصل: فيخرصها و تقرأ فيخرصهم. و المثبت يوافق عبارة البيهقي.
7- كذا بالأصل و م و البيهقي.

الحنّائي، أنا أبو الحسين عبد الوهّاب بن الحسن بن الوليد بن موسى بن راشد الكلابي، أنا أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا، نا يونس بن عبد الأعلى، أنا ابن وهب أن مالكا أخبره.

ح قال: و أنا عبد الوهّاب، قال: و أنا أحمد بن عمير، قال: و نا عيسى - يعني ابن مثرود الغافقي - أنا ابن القاسم، حدّثني مالك، عن ابن شهاب، عن سليمان بن يسار.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كان يبعث عبد اللّه بن رواحة إلى خيبر، فيخرص بينه و بين يهود، قال: فجمعوا حليا من حليّ نسائهم، فقالوا: هذا لك، و خفف عنا و تجاوز في القسم، فقال عبد اللّه بن رواحة: يا معشر يهود، و اللّه إنكم لمن أبغض خلق اللّه إليّ ، و ما ذلك بحاملي على أن أحيف عليكم، و أمّا الذي عرضتم عليّ من الرّشوة فإنها سحت، و إنّا لا نأكلها، قالوا: بهذا قامت السموات و الأرض.

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، نا سعيد بن عبد العزيز عن بلال بن سعد أن أبا الدرداء قال:

كان ابن رواحة يأخذ بيدي فيقول: تعال نؤمن ساعة، إن القلب أسرع تقلّبا من القدر إذا استجمعت غليانا.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد أنا أبو عبد اللّه بن مروان، نا أبو الحسن أحمد بن نصر بن شاكر نا أبو سلمة (1) إسحاق بن سعيد الجمحي، نا سعيد بن عبد العزيز، عن بلال بن سعد أن أبا الدرداء، قال:

أعوذ باللّه أن يأتي عليّ يوم لا أذكر فيه عبد اللّه بن رواحة، كان إذا لقيني مقبلا ضرب بين ثدييّ ، و إذا لقيني مدبرا ضرب بين كتفيّ ، ثم قال لي: يا عويمر، أجلس نتذاكر ساعة. فنجلس فنتذاكر، ثم يقول: عويمر، هذا مجلس الإيمان، مثل الإيمان مثل قميصك، بينما أنت قد نزعته إذ لبسته، و بينما أنت قد لبسته إذ نزعته. القلب أسرع تقلّبا من القدر إذا استجمعت غليانا.

ص: 111


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: أبو مسلمة.

أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أنا الفضيل بن يحيى، أنا محمّد بن أبي شريح أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر، نا عيسى بن أحمد، نا بشر، أنا سعيد، عن بلال بن سعد، قال، قال أبو الدرداء:

أعوذ باللّه أن يأتي عليّ يوم لا أذكر فيه عبد اللّه بن رواحة كان إذا لقيني مقبلا ضرب بين ثدييّ (1)،و إذا لقين مدبرا ضرب بين كتفي، ثم يقول: يا عويمر، اجلس بنا فلنؤمن ساعة فنجلس، فنذكر اللّه ما شاء اللّه، ثم يقول (2):يا عويمر، هذه مجالس الإيمان، إن مثل الإيمان مثل قميصك، بينا أنت قد نزعته إذ لبسته، و بينا أنت قد لبسته إذ نزعته، يا عويمر، القلب أسرع تقلبا من القدر إذا استجمعت غليا.

أخبرنا أبو محمّد عبدان بن زرّين (3) بن محمّد المقرئ، أنا نصر بن إبراهيم، نا عبد الوهاب بن الحسين بن عمر، أنا أبو (4) عبد اللّه الحسين بن محمّد بن عبيد العسكري، نا أبو عبد اللّه محمّد بن العباس اليزيدي، نا محمّد بن حرب، نا محمّد بن عباد، نا عبد العزيز ابن أخي الماجشون قال:

بلغنا أنه كانت لعبد اللّه بن رواحة الأنصاري جارية يستسرها سرّا عن أهله، فبصرت به امرأته يوما قد خلا بها، فقالت لقد اخترت أمتك على حرتك، فجاحدها ذاك قالت: فإن كنت صادقا فاقرأ آية من القرآن، فقال (5):

شهدت بأن (6) وعد اللّه حقّ *** و أن النار مثوى الكافرينا

قالت فزدني آية أخرى، فقال:

و إن العرش فوق الماء طاف (7) *** و فوق العرش ربّ العالمينا

ص: 112


1- عن م و بالأصل: يدي.
2- من قوله: ثم يقول يا عويمر إلى هنا سقط من م.
3- بالأصل و م: رزين، و المثبت و الضبط عن مشيخة ابن عساكر رقم 771 ص 133 و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 256/20.
4- سقطت «أبو» من المطبوعة.
5- الأبيات في الوافي بالوفيات 170/17 و الاستيعاب 296/2 (هامش الإصابة) و سير أعلام النبلاء 238/1.
6- في الوافي: أن.
7- الوافي و الاستيعاب: فوق الماء حق.

فقالت: زدني آية أخرى، فقال:

و تحمله ملائكة كرام (1) *** ملائكة الإله مقرّبينا (2)

فقالت: آمنت باللّه و كذّبت البصر، فأتى ابن رواحة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فحدثه، فضحك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و لم يغيّر عليه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا عبد الوهّاب بن محمّد بن إسحاق، أنا الحسن بن محمّد بن يوه، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا وليد بن شجاع، حدّثني ابن وهب (3)،حدّثني أسامة بن زيد الليثي، أن نافعا حدّثه قال:

كانت لابن رواحة امرأة و كان يتّقيها، و كانت له جارية، فوقع عليها، فقالت له: و فرقت أن يكون قد فعل، فقال: سبحان اللّه، قالت: اقرأ علي إذا فإنك جنب فقال:

شهدت بإذن اللّه أن محمّدا *** رسول الذي فوق السموات (4) من عل

و أن أبا يحيى و يحيى كليهما *** له عمل في دينه متقبّل (5)

أخبرناه عاليا أبو بكر محمّد بن الحسين، نا أبو الحسين بن المهتدي، نا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن علي الصيدلاني، نا علي بن محمّد أبو طالب الكاتب، نا الحسين بن الأسود، نا أبو أسامة، نا أسامة بن زيد، عن نافع.

أن عبد اللّه بن رواحة كانت له امرأة و جارية، و كان يكتم امرأته أن (6) يأتيها، فاتّهمته يوما، فقالت: إني لأراك جنبا من جاريتك، فقال: سبحان اللّه، فقالت: فاقرأ عليّ إذا، فقال:

شهدت بإذن اللّه أنّ محمّدا *** رسول الذي فوق السّماوات من علي

و أن أبا يحيى و يحيى كليهما *** له عمل في دينهم متقبّل

فقالت: لو لا أنك قرأت.

ص: 113


1- الوافي و الاستيعاب: غلاظ .
2- الوافي و الاستيعاب: سومينا.
3- الخبر في سير أعلام النبلاء 238/1 من طريق ابن وهب.
4- بالأصل و م: السما، و المثبت عن سير الأعلام.
5- في سير الأعلام: له عمل من ربه متقبل.
6- كذا بالأصل و م.

و قد رويت هذه الأبيات لحسّان بن ثابت (1).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، و أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الدرّ ياقوت بن عبد اللّه، قالوا: أنا أبو محمّد الصّريفيني - زاد أبو القاسم، و أبو الحسين بن النّقّور، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو عبد اللّه أحمد بن سليمان بن داود الطوسي، نا الزبير بن بكّار، نا موسى بن جعفر بن أبي كثير، حدّثني عبد العزيز بن عبد اللّه بن أبي سلمة، عن الثقة: أن عبد اللّه بن رواحة الأنصاري كانت له جارية، فاتّهمته امرأته أن يكون أصابها، فقالت: إنّك الآن جنب منها، فأنكر ذلك، فقالت:

و إن (2) كنت صادقا فاقرأ القرآن، و قد عهدته لا يقرأ القرآن و هو جنب، فقال.

ح و أخبرنا أبو بكر اللّفتواني، أنا أبو عمرو العبدي، أنا أبو محمّد المديني، أنا أبو الحسن اللّنباني (3)،أنا أبو بكر القرشي، نا الوليد بن شجاع بن الوليد السّكوني (4)، حدّثني عبد اللّه بن وهب، عن عبد الرّحمن بن سلمان، عن ابن الهاد.

أن امرأة ابن رواحة رأته على جارية له فقالت له و هي تكلّمه: و على فراشي أيضا، فقام يجاحدها، فقالت له: فاقرأ آية من القرآن، فإنّي أعلم أنك لا تقرأ و أنت جنب، فقال:

شهدت بأن وعد اللّه حقّ *** و أنّ النار مثوى الكافرينا

و أنّ العرش فوق الماء طاف *** و فوق العرش ربّ العالمينا

و تحمله ملائكة شداد *** ملائكة الإله مسوّمينا

قرأت بخط رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم (5)،و أبو الوحش سبيع بن المسلّم عنه، أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن سيبخت (6)،نا أبو

ص: 114


1- انظر ديوان حسان بن ثابت ط بيروت ص 186 من خمسة أبيات أنشدها للمصطفى عليه الصلاة و السلام.
2- في م:«إن» و في المطبوعة:«فإن».
3- بالأصل:«اللساني» و في م:«اللناني» و كلاهما تحريف و الصواب ما أثبت و ضبط ، و قد مرّ التعريف به.
4- بالأصل و م:«الساوي» خطأ و الصواب ما أثبت، و انظر ترجمته في تهذيب الكمال 417/19.
5- من هنا إلى سبيخت سقط من م.
6- غير واضحة بالأصل و الصواب ما أثبت و ضبط عن التبصير.

بكر محمّد بن يحيى بن العبّاس (1) الصولي، نا عون - يعني ابن محمّد - عن أبيه، عن الهيثم - و هو ابن عدي - قال: ذكروا أن عبد اللّه بن رواحة ابتاع جارية، و كتم ذلك امرأته، و قد بلغها، فقالت له ذات يوم - و بلغها أنه كان عندها - إنّه بلغني عنك أنك ابتعت جارية، فقال لها: ما فعلت، فقالت: بلى، و قد بلغني أنك كنت عندها اليوم، و لا أحسبك إلاّ جنبا، فإن كنت صادقا فاقرأ آيات من القرآن فقال:

شهدت بأنّ وعد اللّه حقّ *** و أن النار مثوى الكافرينا

و أن العرش فوق الماء طاف *** و فوق العرش ربّ العالمينا

و تحمله ملائكة شداد *** ملائكة الإله مقربينا

فقالت له: أما إذ قرأت القرآن فإنّي قد عرفت أنه مكذوب عليك.

قال: فافتقدته ذات ليلة فلم تجده على فراشها فحبست نفسها، فلم تزل تطلبه حتى قدرت عليه في ناحية الدار، فقالت: الآن صدقت فيما بلغني، فجحدها، فقالت: اقرأ الآيات من القرآن إن كنت صادقا، فإنك إن كنت جنبا لم تقرأ، فقال:

و فينا رسول اللّه يتلو كتابه *** إذا انشقّ معروف من الصّبح ساطع

يبيت يجافي جنبه عن فراشه *** إذا استثقلت بالكافرين المضاجع

أتى بالهدى بعد العمى فقلوبنا *** له موقنات أنّ ما قال واقع

و اعلم علما ليس بالظنّ أنني *** إليّ اللّه محشور هناك و راجع

فحدّث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بذلك، فاستضحك حتى ردّ يده على فيه، و قال:«هذا لعمري من معاريض الكلام، يغفر اللّه لك يا ابن رواحة، إنّ خياركم خيركم لنسائكم، فأخبرني ما الذي ردّت عليك حيث قلت ما قلت ؟» قال: قالت لي: اللّه بيني و بينك، أمّا إذا قرأت القرآن فإنّي أتّهم ظني و أصدقك، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لقد وجدتها ذات فقه في الدين»[5886].

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم (2) بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو

ص: 115


1- بالأصل و م:«العباس، نا الصولي» خطأ، و «نا» مقحمة حذفناها، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 301/15 و فيه: محمّد بن يحيى بن عبد اللّه بن العباس.
2- بالأصل و م:«عبد اللّه» خطأ و الصواب ما أثبت عن مشيخة ابن عساكر رقم 697 ص 122 و هو عبد الكريم بن حمزة بن الخضر بن العباس، أبو محمّد السلمي الحداد الوكيل.

القاسم عبيد اللّه بن عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ ، حدّثني أبي، نا عبد الوهّاب بن عيسى، نا محمّد بن معاوية، نا سعيد بن زكريا، عن زمعة بن صالح، عن سلمة بن وهرام، عن عكرمة مولى ابن عبّاس.

أن عبد اللّه بن رواحة كان مضطجعا إلى جنب امرأته، فخرج إلى الحجرة فواقع جارية له، فاستنبهت المرأة و لم تره، فخرجت فإذا هو على بطن الجارية، فرجعت، فأخذت الشفرة، فلقيها و معها الشفرة، فقال لها: مهيم، فقالت: مهيم، أما إني لو وجدتك حيث كنت لوجأتك بها، قال: و أين كنت ؟ قالت: على بطن الجارية، قال: ما كنت، قالت: بلى، قال: فإن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم نهى أن يقرأ أحدنا القرآن و هو جنب، فقالت: اقره (1) قال:

أتانا رسول اللّه يتلو كتابه *** كما لاح مشهور من الصّبح ساطع

أتى بالهدى بعد العمى فقلوبنا *** به موقنات أنّ ما قال واقع

يبيت يجافي جنبه عن فراشه *** إذا استثقلت بالكافرين المضاجع

قالت: آمنت باللّه، و كذّبت بصري، قال: فغدوت إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فأخبرته، فضحك حتى بدت نواجذه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، نا أبو الحسين (2) بن المهتدي، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا داود بن عمرو، نا شريك بن عبد اللّه، عن المقدام بن شريح، عن أبيه، قال: قلت لعائشة: أ كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يتمثّل بشيء من الشعر؟ قالت:

كان يتمثل بشعر عبد اللّه بن رواحة، و يقول:

و يأتيك بالأخبار من لم تزوّد (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا شريك، عن المقدام بن شريح، عن أبيه - يعني قال:- قلت لعائشة: أ كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يتمثل بشيء من الشعر؟ قالت: قد

ص: 116


1- في م:«اقراه».
2- بالأصل و م:«أبو الحسن» خطأ و الصواب ما أثبت «أبو الحسين» و قد مرّ التعريف به.
3- البيت لطرفة بن العبد، من معلقته و صدره: ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا

كان يتمثل من شعر عبد اللّه بن رواحة، قالت: و ربما قال:

و يأتيك بالأخبار من لم تزوّد (1)

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد، نا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق (2)، حدّثني عبد اللّه بن أبي بكر بن حزم، قال: سار عبد اللّه بن رواحة و كان زيد بن أرقم يتيما في حجره، فحمله على حقبية (3) رحله، و خرج به غازيا إلى مؤتة، فسمعه زيد و هو يتمثّل أبياته التي قال:

إذا أذيتني (4) و حملت رحلي *** مسيرة أربع بعد الحساء

فشأنك فانعمي (5) و خلاك ذمّ *** و لا أرجع إلى أهلي ورائي

و جاء المؤمنون (6) و غادروني *** بأرض الشام مشتهر (7) الثواء

و ردّك كلّ ذي نسب قريب *** إلى الرّحمن و انقطع الإخاء (8)

هنالك لا أبالي طلع نخل *** و لا بعل (9) أسافلها رواء

فلما سمعه زيد بكى، فخفقه بالدرّة، و قال: ما عليك يا لكع أن يرزقني اللّه الشهادة و ترجع بين شعبي الرحل، و لزيد بن أرقم يقول عبد اللّه بن رواحة:

يا زيد زيد اليعملات الذّبّل *** تطاول الليل هديت فانزل

ص: 117


1- سير أعلام النبلاء 239/1 و انظر تخريجه فيه.
2- الخبر و الشعر في سيرة ابن هشام 18/4-19 و بسنده عن ابن إسحاق ورد في أسد الغابة 131/3 و حلية الأولياء 119/1.
3- يسمى ما يحمل من القماش على الفرس خلف الراكب حقيبة، مجازا، و الحقيبة بالأصل: العجيزة (المصباح المنير).
4- كذا بالأصل و م، و في السيرة:«أديتني» و في الحلية و أسد الغابة: أدنيتني.
5- كذا بالأصل و م و بقية المصادر، و في السيرة: فشأنك أنعم.
6- عن م و أسد الغابة، و في السيرة و الحلية: المسلمون.
7- كذا بالأصل و م، و في أسد الغابة:«مشهور» و في الحلية و السيرة: مشتهى.
8- في البيت إقواء، و في المصادر:«منقطع الإخاء» و على هذه الرواية يرتفع الإقواء.
9- كذا بالأصل و م، و في المصادر: طلع بعل و لا تحل. و البعل: الذي يشرب بعروقه من الأرض، و الطلع من النخل ما يبدو من ثمرته في أول ظهورها. و رواء بكسر الهمزة: صفة لنخل.

يرتجز، يقول: أنزل فسق بالقوم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع اللفتواني - ببغداد - أنا أبو عمرو عبد الوهّاب بن محمّد بن إسحاق بن مندة، أنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن أحمد بن يوسف بن يوه المديني، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عمر بن أبان العبدي، أنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن عبيد القرشي، حدّثني محمّد بن عبادة، نا أبو نعيم، عن زمعة بن صالح، عن سلمة بن وهرام، عن عكرمة قال: كان عبد اللّه بن رواحة نائما إلى جنب امرأته، فقام إلى جارية له إلى جنب الحجرة، فوقع عليها، ففزعت المرأة، فقامت فذهبت فرأته، ثم رجعت فأخذت الشفرة ففزع، فاستقبلها، فقالت: مهيم لو أدركتك حيث وجدتك لوجأت بهذه الشفرة من كتفيك، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم نهانا أن يقرأ أحدنا القرآن و هو جنب، قالت: فاقرأ لي، فقال:

أتانا رسول اللّه يتلو كتابه *** كما لاح مشهور من الصّبح ساطع

أتانا الهدي بعد العمى فقلوبنا *** به موقنات أنّ ما قال واقع

يبيت يجافي جنبه عن فراشه *** إذا استثقلت بالكافرين المضاجع

قالت: آمنت باللّه و كذّبت البصر، قال: فأتيت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فأخبرته، فضحك حتى بدت نواجذه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي الأنصاري، أنا أبو محمّد الحسن بن علي، أنا أبو عمر (1) محمّد بن العبّاس، أنا أبو القاسم عبد الوهّاب بن أبي حيّة، أنا محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر الواقدي (2)،قال: و كان زيد بن أرقم يقول: كنت في حجر عبد اللّه بن رواحة، فلم أر والي يتيم كان خيرا منه، خرجت معه في وجهه إلى مؤتة، و صبّ بي و صببت به، فكان يردفني خلف رحله، فقال ذات ليلة و هو على راحلته بين شعبتي (3) رحله و هو يتمثّل أبيات شعر:

إذا بلّغتني و حملت رحلي *** مسافة أربع بعد الحساء

ص: 118


1- في م: أبو معمر، خطأ، و هو أبو عمر بن حيوية، و قد مرّ هذا السند كثيرا، و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 409/16.
2- الخبر و الشعر في مغازي الواقدي 759/2.
3- بالأصل و م:«شعبي» و المثبت عن الواقدي، و شعبتي الرحل: طرفاه (القاموس).

فزادك أنعما و خلاك ذمّ *** و لا أرجع إلى أهلي ورائي

و آب المسلمون و غادروني *** بأرض الشام مشتهر (1) الثواء

هنالك لا أبالي طلع نخل *** و لا نخل أسافلها رواء

فلمّا سمعت هذه الأبيات منه بكيت، فخفقني بالدرة (2) و قال: ما يضرك يا لكع أن يرزقني اللّه الشهادة فأستريح من الدنيا و نصبها و همومها و أهوائها (3)،و أحداثها، و ترجع بين شعبتي (4) الرحل، ثم نزل نزلة من الليل فصلّى ركعتين دعا (5) فيها دعاء طويلا ثم قال لي: يا غلام، فقلت: لبيك، قال: هي إن شاء اللّه الشهادة.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا محمّد بن عبد الرّحمن مولى بني هاشم، نا إبراهيم بن المنذر، عن ابن فليح، عن الزهري.

أن عبد اللّه بن رواحة خرج غازيا إلى بلد الروم مع جعفر بن أبي طالب، و زيد بن حارثة، فلما ركب راحلته أنشأ يقول:

إذا بلّغتني و حملت رحلي *** مسيرة أربع بعد الحساء

فزادك أنعما و خلاّك ذم *** و لا أرجع إلى أهلي ورائي

و آب المسلمون و غادروني *** بأرض الروم و محتبس الثواء

هنالك لا أبالي نخل بعلي *** و لا سقي (6) و إن عظم الإتاء

يقول: إذا استشهدت لم أبال (7) ما تركت من عذي النخل و سقيه.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أنا أبو طاهر الثقفي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو الطّيّب المنبجي، نا عبيد اللّه بن سعد، نا عمي يعقوب، نا (8) أبي عن

ص: 119


1- في المغازي: مشتهى.
2- في المغازي: فخفقني بيده.
3- المغازي: و أحزانها.
4- بالأصل و م:«شعبي» و المثبت عن الواقدي، و شعبتي الرجل: طرفاه (القاموس).
5- في المغازي: و عاقبهما.
6- عن م و بالأصل:«شقيني»؟.
7- بالأصل:«أبالي» و اللفظة غير واضحة في م. و الصواب ما أثبت.
8- بالأصل:«نا ابن (ثم فراغ و ثمة إشارة إلى الهامش، و لم يكتب عليه شيء) إسحاق» و في م «نا أبي عن إسحاق» و في المطبوعة:«نا أبي عن ابن إسحاق» و هذا ما أثبت.

ابن إسحاق (1)،حدّثني عبد اللّه (2) بن أبي بكر بن حزم، عن زيد بن أرقم أنه قال:

كنت يتيما لعبد اللّه بن رواحة في حجره، قال: قال ابن رواحة يرتجز:

يا زيد زيد اليعملات الذّبّل

تطاول الليل هديت فانزل

أخبرنا أبو بكر الحاسب، أنا أبو محمّد الشيرازي، أنا أبو عمر الخزّاز، أنا عبد الوهّاب بن أبي حيّة، أنا محمّد بن شجاع، نا محمّد بن عمر (3)،حدّثني أبو البسام (4) بن عمارة بن غزيّة، عن أبيه، عن عطاء بن أبي مسلم، قال: لما ودّع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عبد اللّه بن رواحة، قال ابن رواحة: يا رسول اللّه مرني بشيء أحفظه عنك، قال:«إنك قادم غدا بلدا السجود فيه قليل، فأكثر السجود»، قال عبد اللّه بن رواحة: زدني يا رسول اللّه، قال:«اذكر اللّه فإنّه عون لك على ما تطالب» (5)،فقام من عنده حتى إذا مضى ذاهبا رجع إليه، فقال: يا رسول اللّه، إنّ اللّه وتر يحبّ الوتر، قال:

يا ابن رواحة ما عجزت فلا تعجزنّ إن أسأت عشرا أن تحسن واحدة، فقال ابن رواحة:

لا أسألك عن شيء بعدها.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد، أنا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق (6)،قال: فلما أصيب القوم قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم - فيما بلغني-: «أخذ زيد بن حارثة الراية فقاتل بها حتى قتل شهيدا، ثم أخذها جعفر فقاتل حتى قتل شهيدا»، ثم صمت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حتى تغيّرت وجوه الأنصار، و ظنّوا أنه كان في عبد اللّه بن رواحة ما يكرهون، فقال:«ثم أخذها عبد اللّه بن رواحة فقاتل حتى قتل شهيدا، ثم لقد رفعوا إليّ في الجنّة فيما يرى النائم على سرير (7) من ذهب، فرأيت في سرير عبد اللّه بن رواحة

ص: 120


1- انظر سيرة ابن هشام 18/4 و 19.
2- عن ابن هشام، و بالأصل و م: عبيد اللّه.
3- الخبر في مغازي الواقدي 758/2.
4- في المغازي:«أبو القاسم» و في م كالأصل.
5- كذا بالأصل و م، و في الواقدي: تطلب.
6- الخبر في سيرة ابن هشام 22/4.
7- كذا بالأصل، و في م و ابن هشام: سرر من ذهب.

ازورارا (1) عن سريري صاحبيه، فقلت: عمّ هذا؟ فقيل لي: مضيا و تردّد عبد اللّه بعض التردد، ثم مضى»[5887].

و أخبرنا أيضا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (2)،أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا محمّد بن يعقوب، أنا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس، عن ابن إسحاق قال:

و حدّثني محمّد بن جعفر بن الزبير، عن عروة بن الزبير قال: ثم أخذ الراية عبد اللّه بن رواحة فالتوى (3) بعض الالتواء، ثم تقدم بها على فرسه، فجعل يستنزل نفسه و يتردد بها (4) بعض التردد.

قال (5):و حدّثني عبد اللّه بن أبي بكر بن حزم أن عبد اللّه بن رواحة قال عند ذلك (6):

أقسمت يا نفس لتنزلنّه *** طائعة أو لتكرهنّه

إن أجلب الناس و شدّوا الرّنّه (7) *** ما لي أراك تكرهين الجنّه

قد طال ما كنت مطمئنّة *** هل أنت إلاّ نطفة في شنّة

ثم نزل فقاتل حتى قتل، قال: و قد قال أيضا:

يا نفس إلاّ تقتلي تموتي *** هذا حمام الموت قد صليت

و ما تمنيت فقد أعطيت *** إن تفعلي فعلهما هديت

و إن تأخرت فقد شقيت

يريد جعفرا، و زيدا، و نزل، فلما نزل أتاه ابن عمّ له بعرق (8) لحم، فقال: شدّ بهذا صلبك، فإنك قد لقيت أيامك هذه - و قال الفراوي: يومك هذا - ما لقيت، فأخذه

ص: 121


1- أي ميلا و عوجا.
2- الخبر في دلائل النبوة للبيهقي 363/4.
3- في دلائل البيهقي: فالتوى بها بعض الالتواء.
4- عن دلائل البيهقي، و بالأصل و م: لها.
5- القائل هو ابن إسحاق.
6- «عند ذلك» استدركت على هامش م و بجانبها كلمة صح.
7- بالأصل و م:«الونه» و المثبت عن دلائل البيهقي.
8- هو العظم عليه بعض اللحم.

منه، فنهش (1) منه نهشة، ثم سمع الحطمة (2) في ناحية العسكر، فقال: و أنت في الدنيا، فألقاه من يده، ثم أخذ سيفه، فتقدم فقاتل حتى قتل.

حدّثنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه - لفظا - و أبو القاسم بن عبدان - قراءة - قالا: نا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم علي بن يعقوب، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم بن بسر، نا محمّد بن عائذ، أخبرني الوليد، قال:

فسمعت أنهم ساروا حتى إذا كانوا بناحية معان (3) من أرض الشّراة (4) فأخبروا أن الروم قد نذروا و جمعوا لهم جموعا كثيرة من الروم و قضاعة و غيرهم من نصارى العرب، فاستشار زيد بن حارثة أصحابه، فقالوا: قد وطئت البلاد، و أخفت أهلها، فانصرف فإنه لا يعدل العافية شيء، و عبد اللّه بن رواحة ساكت، فسأله زيد عن رأيه، فقال: إنا لم نسر إلى هذه البلاد و نحن نريد الغنائم، و لكنا خرجنا نريد لقاءهم، و لسنا نقابلهم (5) بعدد و لا عدة، فالرأي المسير إليهم، فقبل زيد رأيه و سار إليهم، قال ابن عائذ: قال الوليد: قال أبو عمرو عبد الرّحمن بن عمرو الأوزاعي: إنّ الراية لما انتهت إلى عبد اللّه بن رواحة جاءه الشيطان فرغّبه في الحياة و كرّه إليه الموت، ثم تذكر فصاح بأولئك النفر الذين حضروا ذلك المجلس الذي (6) بعث إليهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فتلا عليهم: إِنَّ اللّٰهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقٰاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيٰانٌ مَرْصُوصٌ (7) أين ما كنتم عاهدتم اللّه عليه ؟ قد جاء مصداقه، اصدقوا اللّه يصدقكم، قال: فجاءوه يخبّون كأنهم بقر نزعت من تحتها أولادها، فتقدموا بين يديه، و أتى ابن رواحة بلوح من ضلع، و قد التاث جوعا، فردّه و قال: هذا أدعه فيما أدعه من الدنيا، فشدّ عليهم و شدّوا حتى شدخوا جميعا.

ص: 122


1- في دلائل البيهقي: فنهس منه نهسة.
2- الحطمة: زحام الناس.
3- معان بالفتح، و المحدثون يضمونها يعني الميم، مدينة في طرف بادية الشام تلقاء الحجاز من نواحي البلقاء (انظر معجم البلدان).
4- الشراة: صقع بالشام بين دمشق و المدينة (انظر معجم البلدان).
5- في م: نقاتلهم.
6- كذا بالأصل و م.
7- سورة الصف، الآية:4.

و أخبرني الوليد بن مسلم، قال: فحدّثني غير واحد من مشيختنا: أن الراية لما انتهت إلى عبد اللّه بن رواحة كعّ (1) شيئا ثم قال:

يا نفس أقسمت لتنزلنّه *** طائعة أو ما لتكرهنّه

ما لي أراك تكرهين الجنّة *** هل أنت إلاّ نطفة في شنّة

يا حبذا الجنة (2)

فقاتل حتى قتل.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد، أنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق (3)،حدّثني محمّد بن جعفر بن الزبير، عن عروة بن الزبير، قال: أمّر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم على الناس في مؤتة زيد بن حارثة، ثم قال:«إن أصيب زيد فجعفر، فإن أصيب جعفر، فعبد اللّه بن رواحة، فإن (4) أصيب فليرتض المسلمون رجلا فيجعلوه عليهم» (5)،فتجهّز الناس و تهيّئوا للخروج، فودع الناس أمراء رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و سلّموا عليهم، فلما ودّع الناس أمراء رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و ودعوا عبد اللّه بن رواحة بكا، قالوا: ما يبكيك يا ابن رواحة ؟ فقال: أما و اللّه ما لي حبّ الدنيا، و لا صبابة إليها، و لكني سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقرأ وَ إِنْ مِنْكُمْ إِلاّٰ وٰارِدُهٰا كٰانَ عَلىٰ رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا (6) فلست أدري كيف لي بالصدر بعد الورود، فقال المسلمون: صحبكم اللّه وردكم إلينا صالحين، و دفع عنكم، فقال ابن رواحة:

ص: 123


1- كعّ : جبن و ضعف.
2- كذا بالأصل و م، و الرجز لجعفر بن أبي طالب ارتجزه يوم اقتحم على فرسه الشقراء و تمامه: يا حبذا الجنّة و اقترابها طيبة و باردا شرابها و الروم روم قد دنا عذابها كافرة بعيدة أنسابها عليّ إذ لاقيتها ضرابها راجع سيرة ابن هشام 20/4 و حلية الأولياء 118/1.
3- سيرة ابن هشام 15/4-16.
4- ما بين الرقمين ليس في سيرة ابن هشام.
5- ما بين الرقمين ليس في سيرة ابن هشام.
6- سورة مريم، الآية:71.

لكنني أسأل الرّحمن مغفرة *** و ضربة ذات فرغ (1) تقذف الزّبدا

أو طعنة يبدي حرّان مجهزة *** بحربة تنفذ الأحشاء و الكبدا

حتى يقولوا إذا مروا على جدثي *** يا أرشد (2) اللّه من غاز و قد رشدا

ثم أتى عبد اللّه بن رواحة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فودعه، ثم قال:

ثبّت (3) اللّه ما آتاك من حسن *** تثبيت موسى و نصرا كالذي نصروا

إنّي تفرّست فيك الخير نافلة *** و اللّه يعلم أنّي ثابت البصر (4)

أنت الرسول فمن يحرم نوافله *** و الوجه منه فقد أزرى به القدر

ثم خرج القوم حتى نزلوا بمعان، فبلغهم أن هرقل قد نزل مآب (5) في مائة ألف من الروم، و مائة ألف من المستعربة، فأقاموا بمعان يومين، فقالوا: نبعث إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فنخبره بكثرة عدوّنا، فإمّا أن يمدّنا، و إما أن يأمرنا أمرا، فشجع الناس عبد اللّه بن رواحة، فقال: يا قوم و اللّه إنّ التي تكرهون للتي خرجتم إليها إياها تطلبون:

الشهادة، و ما نقاتل الناس بعدد و لا كثرة، و إنّما نقاتلهم بهذا الدين الذي أكرمنا اللّه به، فإن يظهرنا اللّه به، فربما فعل، و إن تكن الأخرى فهي الشهادة، و ليست بشر المنزلتين، فقال الناس: و اللّه لقد صدق ابن رواحة، فانشمر الناس و هم ثلاثة آلاف حتى لقوا جموع الروم و هم بقرية من قرى البلقاء يقال لها شراف (6)،ثم انحاز المسلمون إلى مؤتة - قرية فوق أحساء ابن موت-.

قال: و نا يونس، عن ابن إسحاق، قال: فقال ابن رواحة في مجلسهم (7) ذلك (8):

ص: 124


1- عن ابن هشام، و بالأصل و م:«قرع» و ذات فرغ أي سعة.
2- ابن هشام: أرشده اللّه.
3- في ابن هشام: فثبت.
4- في البيت إقواء.
5- مآب: من أرض البلقاء (قاله ابن هشام) و انظر معجم البلدان.
6- كذا بالأصل و م، و في ابن هشام 19/4 «مشارف» و شراف: هي بين واقصة و القرعاء على ثمانية أميال من الأحساء التي لبني وهب، و من شراف إلى واقصة ميلان.(معجم البلدان).
7- في ابن هشام: محبسهم.
8- الأبيات في سيرة ابن هشام 17/4-18 و معجم البلدان (معان) و تاريخ الطبري 38/3.

جلبنا الخيل من آجام قرح (1) *** يعدّ (2) من الحشيش لها العكوم

حذوناها من الصّوّان سبتا *** أزلّ كأنّ صفحته أديم (3)

أقامت ليلتين على معان *** فأعقب بعد فترتها جموم (4)

فرحنا بالجياد مسوّمات *** تنفّس (5) في مناخرها السّموم

فلا و أبي لنأتيها (6) جميعا *** و لو كانت بها عرب و روم

و فقأ اللّه أعينهم فجاءت (7) *** عوابس و الغبار لها يريم

بذي لجب كأنّ البيض فيه *** إذا برزت فوارسها (8) النجوم

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (9)،أنا عفّان بن مسلم، نا ديلم بن غزوان، نا ثابت البناني، عن أنس بن مالك قال: حضرت حرب فقال عبد اللّه بن رواحة:

يا نفس أ لا أراك تكرهين الجنة

أحلف باللّه لتنزلنّه

طائعة أو لتكرهنّه

أخبرنا محمّد بن طاوس، أنا علي بن محمّد بن محمّد بن الأخضر، أنا أبو الحسن بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني أبي، نا عبد القدوس بن عبد الواحد الأنصاري، حدّثني الحكم بن عبد السّلام بن النعمان بن بشير الأنصاري.

ص: 125


1- قرح: سوق وادي القرى، و في ابن هشام: من أجأ و فرح و هما جبلان.(انظر ياقوت).
2- في ابن هشام: تغرّ.
3- السبت: النعال التي تصنع من الجلود المدبوغة. و أزل: أملس.
4- الفترة: الضعف و السكون، و الجموم: اجتماع القوة و النشاط بعد الراحة.
5- عن ابن هشام، و بالأصل:«ينفس» و في م: بنفس و السموم: الريح الحارة.
6- عن م و بالأصل:«ليأتيها» و في ابن هشام:«لنأتينها» بدل لنأتيها جميعا.
7- ابن هشام: فعبأنا أعنتها فجاءت.(و هذه الرواية عن غير ابن إسحاق، قاله ابن هشام).
8- في ابن هشام: قوانسها.
9- طبقات ابن سعد 529/3.

أن جعفر بن أبي طالب حين قتل، دعا الناس: يا عبد اللّه بن رواحة، يا عبد اللّه بن رواحة - و هو في جانب العسكر و معه ضلع جمل ينهشه - و لم يكن ذاق طعاما قبل ذلك بثلاث، فرمى بالضّلع، ثم قال: و أنت مع الدنيا، ثم تقدّم فقاتل، فأصيب إصبعه فارتجز، فجعل يقول:

هل أنت إلاّ إصبع دميت *** و في سبيل اللّه ما لقيت

يا نفس إلاّ تقتلي تموتي *** هذا حياض الموت قد صليت

و ما تمنّيت فقد لقيت *** إن تفعلي فعلهما هديت

و إن تأخّرت فقد شقيت (1)

ثم قال: يا نفس إلى أي شيء تتوقين إلى فلانة فهي طالق ثلاثا، و إلى فلان و فلان - غلمان (2) له - و إلى معجف:- حائط له، فهو للّه و رسوله [ثم قال:] (3)(4)

يا نفس ما لك تكرهين الجنّة

أقسم باللّه لتنزلنّه

طائعة أو لتكرهنّه

فطال ما قد كنت مطمئنّة

هل أنت إلاّ نطفة في شنّة

قد أجلب الناس و شدّوا الرّنّة (5)

أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن أبي العلاء، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد بن عبد اللّه، نا محمّد بن أحمد بن النصر، نا معاوية بن عمرو، عن أبي إسحاق الفزاري، عن أبي حمّاد الحنفي، عن أبيه، عن مصعب بن شيبة قال:

ص: 126


1- مرّ الرجز، و انظر سير أعلام النبلاء 240/1 و سيرة ابن هشام 21/4 و الحلية 120/1 و أسد الغابة 133/3 و الاستيعاب 295/2 (هامش الإصابة).
2- زيد بعدها في أسد الغابة: فهم أحرار.
3- ما بين معكوفتين زيادة للإيضاح عن أسد الغابة.
4- مرّ الرجز قريبا.
5- أجلب القوم: أي صاحوا و اجتمعوا. و الرنّة: صوت فيه ترجيع شبه البكاء.

لما نزل ابن رواحة للقتال طعن، فاستقبل الدم بيده، فذلك به وجهه ثم صرع بين الصفين، فجعل يقول: يا معشر المسلمين ذبّوا عن لحم أخيكم، فجعل المسلمون يحملون حتى يحوزوه (1)،فلم يزالوا كذلك حتى مات مكانه.

قال: و نا معاوية، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن عبد العزيز قال: قال بعضهم حين بلغه قتل ابن رواحة: كان أوّلنا فصولا، و آخرنا قفولا، كان يصلي الصّلاة لوقتها.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو العبّاس عبيد اللّه (2) بن جعفر بن محمّد بن أعين البزار (3)-ببغداد - نا إسحاق بن أبي إسرائيل، نا حمّاد بن زيد، عن أيوب، عن حميد بن هلال، عن أنس:

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم نعى إلى الناس و إلينا جعفرا و ابن رواحة، و زيدا و عيناه تذرفان.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبد الوهّاب بن أبي حيّة، أنا محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر الواقدي (4)،حدّثني محمّد بن صالح - يعني ابن دينار (5)-عن عاصم بن عمر بن قتادة.

ح قال: و حدّثني عبد الجبّار بن عمارة، عن عبد اللّه بن أبي بكر - زاد أحدهما على صاحبه في الحديث.

أن جعفر بن أبي طالب لما قتل بمؤتة أخذ الراية بعده عبد اللّه بن رواحة، فاستشهد، ثم دخل الجنة معترضا، فشقّ ذلك على الأنصار، فقالوا: يا رسول اللّه ما اعتراضه ؟ قال:«لمّا أصابته الجراح نكل، فعاتب نفسه، فشجع، فاستشهد، فدخل الجنة، فسري عن قومه»[5888].

قال (6):و أنا أبو عمر، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن

ص: 127


1- بالأصل:«تحوزوه» و في م:«يجوزوه».
2- بالأصل و م:«عبد اللّه» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر الحاشية التالية.
3- عن م، و بالأصل: البزار، انظر ترجمته في تاريخ بغداد 345/10.
4- الخبر في مغازي الواقدي 761/2-762 باختلاف بسيط .
5- «يعني ابن دينار» من كلام المصنف، و ليست في الواقدي.
6- القائل الراوي الحسن بن علي، أبو محمّد الجوهري.

سعد (1)،قال: قال محمّد بن عمر: و كانت مؤتة في جمادى الأولى سنة ثمان من الهجرة.

حدّثنا أبو الحسن الفرضي - لفظا - و أبو القاسم بن عبدان - قراءة - قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا علي بن يعقوب بن إبراهيم، أنا أحمد بن إبراهيم بن بسر، نا محمّد بن عائذ، أخبرني الوليد بن مسلم، عن عبد اللّه بن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، قال: و قتل من الأنصار من بني الحارث بن الخزرج: عبد اللّه بن رواحة - يعني يوم مؤتة-.

3294 - عبد اللّه بن رؤبة بن لبيد بن صخر بن كثيف

3294 - عبد اللّه بن رؤبة بن لبيد بن صخر بن كثيف (2)

ابن عمرو بن حنيّ (3) و يقال: ابن حنّ - بن ربيعة بن سعد

ابن مالك بن سعد بن زيد مناة بن تميم،

و يقال: عبد اللّه بن رؤبة بن صخر بن حنيف بن حذيم بن مالك

ابن قدام بن أسامة بن الحارث بن عوف

ابن مالك بن سعد بن زيد مناة بن تميم

أبو الشعثاء المعروف بالعجّاج، والد رؤبة بن العجّاج (4)

راجز مجيد.

حدّث عن أبي هريرة، و قيل عن أبي الشّعثاء.

روى عنه: ابنه رؤبة.

و وفد على الوليد بن عبد الملك، و قد ذكرت له رواية في ترجمة رؤبة.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو غالب محمّد بن أحمد بن الحسين بن قريش السّقلاطوني، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي - إملاء - نا أبو بكر عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث - إملاء - سنة أربع عشرة و ثلاثمائة، نا عبد اللّه بن محمّد بن خلاّد، نا يعقوب بن محمّد الزهري، عن يونس بن حبيب، عن

ص: 128


1- طبقات ابن سعد 530/3.
2- في جمهرة ابن حزم ص 215: كنيف بن عميرة.
3- بالأصل:«حيي» و في م:«حي» و المثبت عن جمهرة ابن حزم ص 215.
4- ترجمته و أخباره في: جمهرة ابن حزم ص 215 و الشعر و الشعراء لابن قتيبة ص 374.

أبي عمرو بن العلاء، عن رؤبة بن العجّاج، عن أبيه، قال:

أنشدت أبا هريرة رضي اللّه عنه (1):الحمد للّه الذي استقلّت بأمره السماء و استعلت بإذنه الأرض و ما تعنت أرسى عليها الجبال الثبت.

فقال أبو هريرة: أشهد أنك تؤمن بيوم الحساب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي (2)،أنا أبو محمّد عبد الوهّاب بن علي السكري، أنا علي بن عبد العزيز الطاهري (3)،قال: قرئ على أحمد بن جعفر بن محمّد بن سلم (4)،أنا أبو خليفة الفضل بن الحباب بن محمّد، نا محمّد بن سلام بن عبيد اللّه، قال في الطبقة التاسعة من الشعراء الإسلاميين رجاز منهم: العجّاج و اسمه عبد اللّه بن رؤبة بن لبيد بن صخر بن كثيف بن عمرو بن حنيّ - و في نسخة: حنّ - بن ربيعة بن سعد بن مالك بن سعد بن زيد مناة بن تميم.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، قال أبو الشعثاء: عبد اللّه و هو العجاج، والد رؤبة.

أنبأنا (5) أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم، قال: أبو الشعثاء العجاج بن رؤبة، و اسمه عبد اللّه التميمي البصري، سمع أبا هريرة، روى عنه ابنه رؤبة بن العجّاج بن رؤبة أبو الجحّاف التميمي.

قرأت على أبي الفتوح أسامة بن محمّد بن زيد العلوي، عن محمّد بن أحمد بن محمّد (6) بن عمر، عن أبي عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى المرزباني، قال:

ص: 129


1- الرجز في ديوانه 408/1 باختلاف الرواية.
2- «ابن السمرقندي» سقط نم م.
3- بالأصل و م: الظاهري بالظاء المشالة خطأ و الصواب ما أثبت «الطاهري» بالطاء المهملة، نسبة إلى طاهر بن الحسين أحد القواد المعروفين كما في الأنساب، ذكره السمعاني و ترجم له (الأنساب: الطاهري).
4- في م: سالم، خطأ، و قد مرّ التعريف به.
5- في م: أنا.
6- «بن محمّد» سقط من م.

العجاج الرّاجز، و اسمه عبد اللّه بن رؤبة بن لبيد بن صخر بن كنيف، أو كثيف بن عمرو بن حنّى أو حن بن ربيعة بن سعد بن مالك بن سعد بن زيد مناة بن تميم، و يكنى أبا الشعثاء، و كان يعرف بعبد اللّه الطويل، و لقب العجاج بيت قاله، و ولد في الجاهلية، و قال فيها أبياتا من رجزه، و مات في أيام الوليد بن عبد الملك بعد أن كبر و فلج و أقعد، و هو أول من رفع الرجز و شبهه بالقصيد، و جعل له أوائل، و نسبه، و ذكر الدار، و وصف ما فيها، و بكى على الشباب، كما صنعت الشعراء في القصيد، و هو القائل لعمر بن عبيد اللّه بن معمر (1) لمّا توجّه إلى أبي فديك الشاري (2) المذكورة التي أولها:

قد جبر الدّين الإله فجبر *** و عوّر الرّحمن من ولّى العور

يعني أمية بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد، لأنه توجه إلى أبي فديك، فهزمه و فيها يقول:

حول ابن غرّاء حصان إن وتر (3) *** فاز و إن طالب بالرّغم اقتدر

إذا الكرام ابتدروا بالباع (4) بدر *** يهدي قداماه (5) عرانين مضر

و من قريش كل منسوب أغرّ

و مما (6) يستحسن له في وصف الدرّ، و تروى لرؤبة:

كان خلفيها إذا ما درّا *** جروا هراش حرّشا فهرا

و له في ابنه (7) رؤبة:

لما رآني أرعشت أطرافي

استعجل الدّهر و فيه كاف

يخترم الإلف عن الألاّف

ص: 130


1- في م: عمر بن عبيد اللّه بن عمر.
2- انظر في خروجه و مقتله الكامل في التاريخ لابن الأثير بتحقيقنا 77/3.
3- بالأصل و م: وبر، و المثبت عن الديوان.
4- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: الباع.
5- قداماه: يعني أوله، قدامى كل شيء: أوله (القاموس).
6- بالأصل: و منها، و المثبت عن م.
7- بالأصل و م: أبيه، خطأ، و الصواب ما أثبت.

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين الكاتب (1)،أخبرني محمّد بن الحسن (2) بن دريد، أنا أبو حاتم، عن أبي عبيدة، عن رؤبة، قال:

لما ولي الوليد بن عبد الملك الخلافة فبعث بي (3) الحجّاج مع أصحابه لنلقاه (4)،و استقبلنا الشمال حتى صرنا بباب الفراديس.

قال: و كان خروجنا في ربيع مخصب، و كنت أصلي (5) الغداة، فاجتني الكمأة ما شئت، ثم لا أجاور قليلا حتى أرى غيرها خيرا منها، فأرمي بها و آخذ الأخرى، حتى بلغنا بعض المياه، فأهدي لنا جمل مخرفج (6)،و وطب لبن غليظ ، و زبدة كأنها رأس نعجة حوشية فقطّعنا الحمل آرابا (7) و كررنا (8) عليه اللبن و الزبدة حتى إذا بلغ إناه انتشلنا اللحم بغير خبز، ثم شربت من مرقه شربة لم أنزل لها ذفرياي (9) ترشح حتى رجعنا إلى حجر، فكان أوّل من لقينا من الشعراء جرير، فاستعهدنا ألا نعين عليه، فكان أول من أذن له من الشعراء أبي، ثم أنا، فأقبل الوليد على جرير فقال له: ويلك، أ لا تكون مثل هذا أعقد الشفاه عن أعراض الناس، فقال: إنّي أظلم فلا أصبر.

ثم لقينا بعد ذلك جرير، فقال: يا ابن (10) أم العجاج، و اللّه لئن وضعت كلكلي عليكما لا أغنت عنكما مقطّعاتكما، قال: لا و اللّه، ما بلغه عنا شيء، و لكنه حسدنا لما أذن لنا قبله، و استنشدنا قبله.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (11)،أنا أبو جعفر بن المسلمة، و ابنه أبو علي، قالا:

ص: 131


1- الخبر في الأغاني 350/20 ضمن أخبار رؤبة بن العجاج.
2- بالأصل و م:«الحسين» خطأ، و الصواب ما أثبت عن الأغاني، و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 96/15.
3- كذا بالأصل و الأغاني، و في م: أبي.
4- بالأصل و م: ليلقاه، و المثبت عن الأغاني.
5- عن الأغاني و بالأصل و م: في أصل.
6- بالأصل و م: خربج، و المثبت عن الأغاني، و في المطبوعة: خرفج.
7- الآراب جمع إرب، و هو العضو.
8- عن الأغاني، و بالأصل م: و كدرنا.
9- بالأصل:«فتاي» و في م:«قناي» و المثبت عن الأغاني، و الذفري: العظم الشاخص خلف الأذن.
10- الأغاني: يا بني أم العجاج.
11- بالأصل: المرزوقي، و في م:«المرزوقي» و كلاهما خطأ و الصواب:«المرزفي» و قد مرّ التعريف به.

أنا أبو الفرج أحمد بن محمّد بن عمر بن الحسن بن المسلمة، أنا أبو سعيد الحسن بن عبد اللّه بن المرزبان السيرافي، نا أبو بكر بن السّرّاج، نا أبو العبّاس محمّد بن يزيد، نا الرّياشي - أحسبه عن الأصمعي - قال: قال رؤبة: خرجت مع أبي أريد سليمان بن عبد الملك، فلما صرنا ببعض الطريق قال لي: أبوك راجز، و جدّك راجز، و أنت مقحم، قلت: أ فأقول ؟ قال: نعم، فقلت:

كم قد حسرنا من علاة عبس

ثم أنشدته إياها.

فقال: اسكت، فضّ اللّه فاك، فلما انتهينا إلى سليمان قال له: ما قلت ؟ فأنشده أرجوزتي، فأمر له بعشرة آلاف، فلما خرجنا من عنده، قلت: أ تسكتني و تنشد أرجوزتي، فقال: اسكت ويلك، فإنك أرجز الناس، قال: فالتمست منه يعطيني نصيبا مما أخذه بشعري فأبى أن يعطيني منه شيئا، فنابذته (1) فقال:

لطال ما أجرى أبو الجحّاف *** لنية بعيدة الإيجاف

نأى عن الأهلين و الآلاف *** شرهفته (2) ما شئت من شرهاف

حتى إذا ما آض ذا أعراف *** كالكودن المشدود بالإكاف

قال الذي عندك لي صراف *** من غير (3) ما كسب و لا احتراف

فقال رؤبة يجيبه:

إنّك لم تنصف أبا الجحّاف *** و كان يرضى منك بالإنصاف

ظلمتني، غيرك (4) ذو الاسراف *** يا ليت حظي من نداك الضّافي

و الفضل أن تتركني (5) كفاف

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل،

ص: 132


1- بالأصل و م: فمابذته، و المثبت عن المطبوعة.
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: سرهفته ما شئت من سرهاف
3- عن م، و بالأصل: عز.
4- عن م، و بالأصل: غرك.
5- عن م و بالأصل: يتركني.

أنا أحمد بن مروان، نا الحربي، نا أبو نصر، عن الأصمعي قال: قيل للعجّاج: إنك لا تحسن الهجاء، فقال: إنّ لنا أحلاما تمنعنا من أن نظلم، و أحسابا تمنعنا من أن نظلم، و هل رأيت بانيا إلاّ و هو على الهدم أقدر منه على البنّاء.

أنبأ أبو القاسم النسيب، و أبو الوحش المقرئ، عن رشأ بن نظيف، أنا أبو القاسم إبراهيم (1) بن علي بن الحسين، نا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي، نا الفضل بن الحباب بالبصرة، نا أبو عبيد اللّه محمّد بن طلحة، عن أبيه، قال: قيل للعجّاج: إنك لا تحسن الهجاء، فقال: إنّ لنا أحلاما تمنعنا من أن نظلم، و أحسابا تمنعنا من أن نظلم، و هل رأيت بانيا إلاّ تحسن يهدم.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش - فيما قرأ عليّ إسناده و ناولني إياه و أذن لي في روايته - أنا أبو علي [الجازري، حدثنا المعافى بن زكريا (2)] (3)[حدثنا محمّد بن يحيى الصولي قال حدثنا الطيب بن محمّد الباهلي قال: حدثنا أحمد بن سعيد بن سلم] (4) الباهلي، قال: قرأنا على الأصمعي شعر العجاج، فمرّ بنا: من أن تبدلت بآدي (5) آدا لم يك ينآد، فأمسى أنآدا فقد أراني أصل القعادا.

قال: و دخل ابن الأعرابي، فأومأ إلينا سلوه ما القعّاد؟ فسألناه، فقال: الشيوخ الذين قعدوا عن الغزل كبرا، و كذلك هو من النساء، فقال ابن الأعرابي: أما القعّاد من الرجال فصحيح، و أما النساء فقواعد كما قال اللّه عز و جل وَ الْقَوٰاعِدُ مِنَ النِّسٰاءِ (6)قال: فو اللّه ما التفت إليه الأصمعي، ثم أنشد للقطامي:

أبصارهنّ إلى الشبّان مائلة *** و قد أراهنّ عني غير صدّاد (7)

فما الفرق بين صدّاد و قعّاد، فما نطق ابن الأعرابي بحرف، و قام فخرج.

ص: 133


1- سقطت «إبراهيم» من الأصل و أضيفت اللفظة عن م.
2- الخبر في الجليس الصالح الكافي 299/3.
3- ما بين معكوفتين زيادة منا للإيضاح قياسا إلى سند مماثل.
4- ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن الجليس الصالح الكافي.
5- الآد: القوة (اللسان: أيد).
6- سورة النور، الآية:60.
7- ديوان القطامي ص 79.

قال المعافى: الأمر في هذا على ما قال الأصمعي، و قد أغفل ابن الأعرابي إنكاره منه ما أنكره.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد عبد الوهّاب بن علي السكري، أنا علي بن عبد العزيز، قال: قرئ على أحمد بن جعفر بن محمّد بن سلم (1)،أنا الفضل بن الحباب، نا محمّد بن سلام الجمحي، قال: و قال العجاج:

يا ربّ ربّ البيت و المشرّق

و المرقلات كلّ سهب سملق

إياك أدعو فتقبّل ملقي

و أغفر خطاياي و ثمّر ورقي

أنا إذا حرب غدت (2) لا نتّقي

دينا و لا مستأخرا لم يلحق

يردّ جد الناس منها الأورق

في كل عام كاللّياح (3) الأبلق

قد علمته عصبة المروّق

و رهط شؤبوب و رهط الخندق

و الحمس قد تعلم يوم الملزق

أنّا نقي (4) أحسابنا و نعتق

شؤبوب و الخندق رجلان، و الحمس يعني: قريشا.

3295 - عبد اللّه بن رومان

3295 - عبد اللّه بن رومان (5)

أدرك عهد النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و شهد فتح بعلبك مع أبي عبيدة بن الجراح، و كتب الصلح لأهلها.

ص: 134


1- بالأصل و م: سالم، خطأ، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
2- مضطربة بالأصل و م، و المثبت عن طبقات الشعراء للجمحي.
3- في م: كالليالي.
4- بالأصل و م:«لقى» و المثبت عن طبقات الشعراء.
5- أخباره في الإصابة 90/3 و فيها: عبد اللّه بن أبي رومان.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن هارون، و عبد الرّحمن بن الحسين بن الحسن (1) بن علي بن يعقوب، قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العقب، نا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم، نا محمّد بن عائذ، قال: قال الوليد: فأخبرني إسماعيل بن عيّاش.

أن أبا عبيدة كتب لأهل بعلبك هذا أمان من أبي عبيدة بن الجرّاح لفلان و فلان (2)و فلان و أهل مدينتهم بعلبك و رومها و فرسها و عربها و لرؤسائها (3) و سكانها، و الروم و النصارى، و لأموالهم و لدوابهم و لبيعهم و دياراتهم و كلّ شيء لهم من خارج المدينة بيعه أو إذا (4) أوشى(؟) و للمدينة و لأرحائهم، و أنهم على سكنهم (5) لا يكرهون عليه، و إنّ عليهم السمع و النصح و إعطاء ما عليهم، و لا عقب تبعت (6) بيننا و بينهم فيما قد خلا من القتال و الحرب، و ان للرّوم أن يسيروا و يظعنوا حيث شاءوا خمسة عشر ميلا و لا يلبثوا في قرية [عامرة] (7) أو بنية (8)،و لأهل المدينة، و ريّها (9) و اكتسائها (10) أن يتّجروا (11) أن يمكثوا في المدينة شهري ربيع و جمادى الأولى، فإذا انسلخ فإنهم يسيرون حيث شاءوا [و يذهبون] (12) بأموالهم و دوابهم، و إن مكثوا بعد انسلاخ الأشهر فإنّ عليهم مثل ما على أهل المدينة من [السمع] (13) و الطاعة و النصح و إعطاء الذي عليهم من السبيل، فإن أحبوا أن يسيروا عند نفاذ هذه الصحيفة ساروا، و أن لنا على الروم

ص: 135


1- «الحسن بن» سقط من م.
2- في م: و لفلان.
3- في م: و رؤوسائها.
4- كذا العبارة بالأصل و م، و في المطبوعة: بيعه أوان الوشي.
5- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: نسكهم.
6- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: بيعة.
7- بياض بالأصل و م مقدار سطر، و اللفظة استدرك عن فتوح البلدان للبلاذري ص 151 و في مختصر ابن منظور 168/12: في قرية عامرة، و أن لهم أن يرعوا دوابهم خمسة أميال في ستة.
8- كذا رسمها بالأصل، و رسمها في م:«أ و مدينة»؟ 1.
9- كذا رسمها بالأصل و م، و في مختصر ابن منظور: و عربها.
10- كذا رسمها بالأصل و م.
11- بياض بالأصل و م، و في المطبوعة: أن يتجروا حيث شاءوا من الأرض [التي صالحناها، و أن للروم].
12- بياض بالأصل و م و في مختصر ابن منظور:«و يذهبون» و هو ما أضفناه.
13- بياض بالأصل و م و اللفظة استدركت عن مختصر ابن منظور.

و الفرس أن لا يحموا شيئا كان للمؤمنين من أموالهم عند النبط و العرب من حيث نفاذ هذه الصحيفة، فإن مكثوا فلنا عشور (1) العرب و الروم و أهل المدينة و إن شاءوا أن يذهبوا ذهبوا حيث شاءوا من الأرض بأموالهم، فإنّ ذمّة أبي عبيدة و المؤمنين لهم بهم (2)،و إنّ للمؤمنين ما عرفوا من أموالهم عند الروم و العرب، و إنّ لنا عندهم كل نفس حرّة مسلمة فيهم في رومهم و فرسهم و عربهم (3) و نبطهم، و اللّه هو الشاهد على هذه الصحيفة، و يزيد بن أبي سفيان، و معمر بن رانم (4)،و كتب عبد اللّه بن رومان و ختم أبو عبيدة بخاتمه (5).

و روى عن محمّد بن يعقوب بن حبيب الغسّاني، عن ابن (6) عائذ بهذا الإسناد، و قال: معمر بن وثاب: و هذا الصواب.

ص: 136


1- بالأصل و م:«عبور» و المثبت عن المطبوعة.
2- «بهم» سقطت من م.
3- عن المطبوعة و بالأصل و م: وريهم.
4- كذا بالأصل و م.
5- ورد نص لكتاب أبي عبيدة لأهل بعلبك في فتوح البلدان ص 151 باختلاف و اختصار. و ثمة إشارة في معجم البلدان (بعلبك) إلى أن أبا عبيدة صالحهم على أن أمنهم على أنفسهم و أموالهم و كنائسهم و كتب لهم كتابا أجّلهم فيه شهر ربيع الآخر و جمادى الأولى، فمن جلا سار إلى حيث شاء و من أقام فعليه الجزية.
6- بالأصل و م:«أبي» خطأ و الصواب ما أثبت و هو محمّد بن عائذ، و قد مرّ في السند.

حرف الزاي في أسماء [آباء] العبادلة

اشارة

في أسماء [آباء] (1) العبادلة

3296 - عبد اللّه بن الزبير بن عبد المطّلب

ابن هاشم بن عبد مناف بن قصي القرشي الهاشمي (2)

له صحبة، و لا أعرف له رواية.

استشهد بأجنادين، و هي على قول سيف بعد وقعة اليرموك، و قيل: استشهد بفحل.

أخبرنا أبو الحسين (3) محمّد بن محمّد بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص (4)،نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، حدّثني إبراهيم بن حمزة (5)،حدّثني محمّد بن عثمان بن أبي حرة (6)،مولى بني عثمان عن (7) حسين بن علي، قال:

كان ممن سمع (8) رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يوم حنين العبّاس بن عبد المطلب، و علي بن

ص: 137


1- سقطت من الأصل و م و أضيفت للإيضاح.
2- ترجمته و أخباره في الاستيعاب 299/2 هامش الإصابة، و الإصابة 308/2 و أسد الغابة 137/3 الوافي بالوفيات 172/17 سير أعلام النبلاء 381/3 و تاريخ الإسلام (عهد الخلفاء الراشدين ص 96) و انظر بهامشه أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
3- بالأصل و م: أبو الحسن، خطأ و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 601/19.
4- بالأصل و م:«المخلصي» خطأ و اسمه: محمّد بن عبد الرّحمن بن العباس بن عبد الرحمن، أبو طاهر المخلّص، ترجمته في سير أعلام النبلاء 478/6.
5- بالأصل و م:«حيوة» و المثبت عن المطبوعة.
6- بالأصل و م:«حيوة» و المثبت عن المطبوعة.
7- بالأصل و م:«بن» خطأ.
8- في المطبوعة: كان ممن ثبت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

أبي طالب، و أبو سفيان بن الحارث، و عقيل بن أبي طالب، و عبد اللّه بن الزبير بن عبد المطلب [و الزبير بن العوام و أسامة بن زيد. قال الزبير بن بكار: و ولد الزبير بن عبد المطلب:] (1) أربعة نفر و امرأتين: الطاهر ابن الزبير - و به كان يكنى - هلك في الجاهلية، و حجل و قرّة (2) ابني الزبير بن عبد المطلب هلكا في الجاهلية، لا بقية لهما، و عبد اللّه بن الزبير كان ممن ثبت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يوم حنين، و استشهد بأجنادين لا بقية له، و أمّ حكيم و ضباعة أمهم.... (3).

[أخبرنا] (4) أبو بكر محمّد بن عبد الباقي [أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيويه، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم] نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر [حدثني هشام بن عمارة عن أبي الحويرث قال: أول من قتل] (5) يوم أجنادين برز بطريق [معلم يدعو إلى البراز] (6)[فبرز إليه عبد اللّه بن الزبير (بن عبد المطلب)] (7)فاختلفا ضربات ثم قتله عبد اللّه بن الزبير [و لم يتعرض لسلبه، ثم برز إليه آخر فبرز إليه] (8) عبد اللّه بن الزبير فتشاولا (9) بالرمحين ساعة [ثم صارا إلى السيفين، فحمل عليه عبد اللّه بن الزبير] (10) فضربه و هو دارع على عاتقه و هو يقول خذها [و أنا ابن عبد المطلب، فأثبته و قطع سيفه الدرع] (11) و أسرع في منكبه، ثم ولّى الرومي منهزما، و عز [م عليه عمرو بن العاص] (12) أن لا يبارز فقال عبد اللّه: إني و اللّه، ما أجدني

ص: 138


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف للإيضاح عن المطبوعة.
2- بالأصل و م: مرة، و المثبت عن جمهرة أنساب العرب ص 17.
3- بياض بالأصل و م.
4- زيادة منا للإيضاح قياسا إلى أسانيد مماثلة، و قد مرّ هذا السند كثيرا.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و أضيف عن سير أعلام النبلاء 382/3 نقلا عن ابن سعد.
6- ما بين معكوفتين زيادة عن سير الأعلام، و مكانه بياض بالأصل.
7- ما بين معكوفتين بياض بالأصل و المستدرك عن تاريخ الإسلام (ص 96) و أسد الغابة 137/3 و سير الأعلام 382/3 و ما بين قوسين زيادة عن سير الأعلام فقط ، و مكانه بياض بالأصل و م.
8- ما بين معكوفتين بياض بالأصل، و الإضافة عن أسد الغابة، و تاريخ الإسلام، و سير الأعلام.
9- في تاريخ الإسلام و أسد الغابة: فاقتتلا.
10- بياض بالأصل، و ما بين معكوفتين استدرك عن أسد الغابة.
11- بياض بالأصل و ما بين معكوفتين زيادة عن سير الأعلام.
12- الكلمة الأولى: و عزم، لم يبق منها بالأصل و م إلا «و عز» و بعدها بياض، فأكملنا اللفظة و ما بعدها عن سير الأعلام و أسد الغابة.

أصبر، فلما اختلطت الس [يوف و أخذ] (1) بعضها بعضا وجد في ربضة (2) من الروم عشرة حجزة مقتولا و هم حوله قتلى، و قائم [السيف] (3) في يده قد غرى فبعد نهار ما نزع من يده، و إن في وجهه لثلاثين ضربة بالسيف.

قال محمّد بن عمر (4):فحدّثت بهذا الحديث الزبير بن سعيد النوفلي (5)،فقال:

سمعت شيوخنا يقولون:

لا، انهزمت الروم يوم أجنادين انهزموا عند العصر، فولّوا في كل وجه، و عسكر المسلمون موضعها (6)،فاجتمعوا فيه، و نصبوا راياتهم، و بعثوا في الطلب، و لا يمنعوا (7) قدر ما يرجع إلى العسكر قبل الليل، و تقعد الناس حرامهم (8)،و قراباتهم، فقال الفضل بن العبّاس: عبد اللّه بن الزبير بن عبد المطلب، فقال عمرو: انطلق في مائة من أصحابك (9) و اطلبوه، فقال قائل: عهدي بك في الميسرة، و هو متفرد فانطلق الفضل في أصحابه في الميسرة نحوا من ميل أو أكثر فيجده مقتولا في عشرة من الروم، قد قتلهم، و يجد السيف في يده قد غرى قائمه، فما خلّصوه إلاّ بعد عناء، ثم حفروا له و قبروه، و لم يصلّ عليه، ثم رجعوا إلى عمرو فأخبروه، فرحّم عليه.

قال: محمّد بن عمر: و كان فتح أجنادين يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة بقيت من جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة في خلافة أبي بكر الصدّيق، قال: و كان عبد اللّه بن الزبير بن عبد المطّلب يوم قبض النبي صلّى اللّه عليه و سلّم له نحوا (10) من ثلاثين سنة، و لا نعلمه غزا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و لا روى عنه حديثا.

ص: 139


1- الكلمة الأولى: السيوف بقي منها جزء، و بعده بياض، و الذي استدرك عن أسد الغابة 137/3.
2- الربضة بكسر الراء: مقتل قوم قتلوا في بقعة واحدة (النهاية).
3- بياض بالأصل و م، و المستدرك بين معكوفتين عن سير الأعلام.
4- عن م و بالأصل:«حجر» خطأ، و في سير الأعلام: قال الواقدي (و هو محمّد بن عمر الواقدي).
5- بالأصل:«التوقلي» و في م:«النوقلي» و كلاهما خطأ و الصواب ما أثبت:«النوفلي» عن سير الأعلام، و انظر ترجمته في تهذيب الكمال 276/6.
6- كذا، و في م:«موضعا» و هو أشبه بالصواب.
7- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: يغنوا.
8- تقرأ بالأصل و م:«حوامهم» و الصواب المثبت عن المطبوعة.
9- عن م و بالأصل: أصحابه.
10- كذا بالأصل و م.

قال محمّد بن سعد في الطبقة الخامسة: عبد اللّه بن الزبير بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، و أمّه عاتكة بنت أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم.

أخبرنا أبو علي (1) الحسين بن أشليها، و ابنه أبو الحسن علي، قالا: أنا أبو الفضل أحمد بن علي بن الفرات، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم، أنا محمّد بن عائذ، قال: و أنا الواقدي، قال: و قتل يوم أجنادين من بني هاشم:

عبد اللّه بن الزبير بن عبد المطّلب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا أبو علي بن الصّوّاف، أنا أبو محمّد الحسن بن علي القطان، نا إسماعيل بن عيسى القطان (2) قال: قال إسحاق بن بشر، و كانت وقعة فحل كما زعم بعضهم.... (3)(4) .... من المسلمين رجال منهم عبد اللّه.... (5).

3297-[عبد اللّه بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد]

3297-[عبد اللّه بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد] (6)

ابن عبد العزّى بن قصي بن كلاب

[أبو بكر، و يقال: أبو حبيب، الأسدي] (7)(8)

[و كان أول مولود ولد في الإسلام بالمدينة] (9) من قريش له صحبة، و روى

ص: 140


1- بالأصل و م:«أبو علي بن الحسين» حذفنا «بن» فهي مقحمة، انظر مشيخة ابن عساكر رقم 318 ص 53 ب.
2- في المطبوعة: العطار.
3- في المطبوعة: العطار.
4- في المطبوعة: العطار.
5- بياض بالأصل و م.
6- ما بين معكوفتين بياض بالأصل، نستدركه للإيضاح عن مصادر ترجمة عبد اللّه بن الزبير بن العوام، لأن ما يلي هو بداية ترجمته.
7- ما بين معكوفتين بياض بالأصل، و الذي استدرك عن مصادر ترجمته.
8- ترجمة عبد اللّه بن الزبير بن العوام و أخباره في: أسد الغابة 137/3 و الإصابة 309/2 و الاستيعاب 300/2 (هامش الإصابة)، تهذيب الكمال 136/10 و تهذيب التهذيب 141/3 و العبر 81/1 و نسب قريش ص 238 و سير أعلام النبلاء 363/3 و الوافي بالوفيات 172/17 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80) ص 435 و انظر بحاشية المصادر الثلاثة الأخيرة أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
9- ما بين معكوفتين بياض بالأصل، و أضفنا العبارة عن تهذيب الكمال.

...... (1) عن عمر بن الخطاب، و عثمان بن عفّان، و سفيان [بن أبي زهير...].

... [روى عنه] (2)...... (3) عامر، و عباد ابنا عبد اللّه، و ابن أخيه محمّد بن عروة بن [الزبير] (4)...... (5)...... [و عبيدة] (6) السلماني (7)، و عطاء بن أبي رباح، و الشعبي، و طاوس، و عمرو بن دينار و يحيى بن..... (8)

[و وهب] (9) بن كيسان، و ابن أبي مليكة، و أبو إسحاق السّبيعي، و سماك بن حرب (10)،و مغيث بن سمي الأوزاعي.... (11) المكي، و ثابت بن أسلم البنّاني، و زرعة بن عبد الرّحمن، و يوسف بن الزبير مولى لآل الزبير.

و حضر وقعة اليرموك مع أبيه، و شهد خطبة عمر بالجابية، و قدم دمشق لغزو القسطنطينية أيّام معاوية، و بويع بالخلافة بعد موت يزيد بن معاوية بمكّة، و غلب على الحجاز و العراقين، و اليمن، و مصر، و أكثر الشام، ثم قتله الحجّاج بن يوسف في أيام عبد اللّه بن مروان.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه بن كادش، أنا أبو محمّد الجوهري، نا عمر بن محمّد بن علي (12) البنّاني، قال: سمعت عبد اللّه بن الزبير و هو على المنبر، و يخطب و يقول: قال محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم:«من لبس الحرير في الدّنيا لم يلبسه في الآخرة»[5889].

ص: 141


1- بياض بالأصل، و انظر أسماء من روى عبد اللّه بن الزبير عنهم في تهذيب الكمال 137/10.
2- بياض بالأصل و المثبت عن تهذيب الكمال.
3- بياض بالأصل و الذي أثبتناه للإيضاح.
4- ما بين معكوفتين مكانه بياض بالأصل و المثبت عن تهذيب الكمال.
5- بياض بالأصل و م.
6- ما بين معكوفتين مكانه بياض بالأصل و المثبت عن تهذيب الكمال.
7- عن م و تهذيب الكمال، و بالأصل: السلمان.
8- بياض بالأصل و م.
9- بياض بالأصل و م و المستدرك عن تهذيب الكمال.
10- عن م و بالأصل: حارث.
11- بياض بالأصل و م.
12- بعدها في المطبوعة: ابن الزيات، نا أبو بكر جعفر بن محمّد بن الحسن الفريابي، نا قتيبة بن سعيد، نا حماد بن زيد، عن ثابت.

رواه البخاري (1)،عن سليمان بن حرب، عن حمّاد بن زيد، و رواه النسائي عن قتيبة (2).

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل [و أبو المظفر] (3) عبد المنعم بن عبد الكريم، قالا: أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أمّ المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ قالا: أنا أبو يعلى، نا داود بن رشيد، نا معمّر (4)- يعني ابن سليمان الرّقّي - عن حجّاج، عن الفرات أبي عبد اللّه، عن سعيد بن جبير، قال:

كنت جالسا عند عبد اللّه بن عتبة بن مسعود، و كان ابن الزبير جعله على قضاء الكوفة، إذ جاءه كتاب ابن الزبير:

سلام عليك، أمّا بعد، فإنك كتبت (5) تسألني عن الجدّ، و إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«لو كنت متّخذا من هذه الأمّة خليلا من دون ربّي لاتّخذت ابن أبي قحافة، و لكنه أخي في الدّين، و صاحبي في الغار»، جعل الجدّ أبا، فأحقّ من أخذنا به قول أبي بكر رضي اللّه عنه[5890].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو غالب (6) بن أحمد بن علي بن الحسين الجكّي، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا محمّد بن عبد اللّه بن أخي ميمي، نا أحمد بن محمّد بن سعيد، نا أحمد بن محمّد بن يحيى الطلحي، نا إبراهيم بن هراسة (7)،عن سفيان، عن عبد الملك بن عمير، عن عبد اللّه بن الزبير، قال:

خطبنا عمر بالجابية فقال: إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قام فينا كمقامي هذا فيكم، فقال:

«أكرموا أصحابي، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يفشو الكذب حتى يشهد

ص: 142


1- صحيح البخاري 193/7-194 (كتاب اللباس).
2- سنن النسائي 200/8 (في كتاب الزينة).
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و المثبت عن مشيخة ابن عساكر رقم 737 ص 129 ب.
4- انظر ترجمته في تهذيب الكمال 281/18.
5- في م: كنت.
6- بالأصل و م: أبو غالب بن أحمد، حذفنا «بن» فهي مقحمة، انظر.
7- بالأصل و م: هواشه، خطأ.

الرجل و لم يستشهد، و حتى يحلف و لم يستحلف، فمن أحبّ أن يسكن بحبوحة الجنّة فليلزم الجماعة، فإن الشيطان مع الواحد، و هو من الاثنين أبعد، و لا يخلونّ رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما، و من سرّته».... (1) ابن أحمد بن الحسن بن القطان نا إسرائيل و مفضل [بن].... (2)

فقال: إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قام فينا.... (3)

ثم الذين يلونهم ثم يفشوا الكذب حتى يشهد الرجل..... (4)

أحبّ أن يسكن بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة...... (5)

أبعد، و لا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما...... و ساءته سيئته فهو مؤمن.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا[..... (6)]جعفر بن أحمد بن حامد بن عبيد البخاري - قراءة عليه - سنة ثمان و سبعين..... (7)

أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن خلف العدل - إملاء - سنة تسع و تسعين و ثلاثمائة، نا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي، حدّثني عيسى بن أحمد العسقلاني، نا شبابة بن سوّار، نا يونس بن أبي إسحاق، عن (8) عبد الملك بن عمير، عن عبد اللّه بن الزبير، قال:

خطبنا عمر بن الخطاب بالجابية، فقال: إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قام فينا مقامي فيكم فقال:«أكرموا أصحابي، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يفشو الكذب حتى إن الرجل يحلف من غير أن يستحلف، و يشهد من قبل أن يستشهد، فمن سرّه أن ينال بحبوحة الجنّة فعليه بالجماعة، فإن يد اللّه تعالى على الجماعة، و إن الشيطان مع الواحد، و هو من الاثنين أبعد، ألا لا يخلونّ رجل بامرأة فإن ثالثهما الشيطان، و من (9) سرّته حسنته و ساءته سيئته فهو مؤمن»[5891].

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي (10)،أنا أبو المظفّر محمود بن جعفر الكوسج، و أبو

ص: 143


1- بياض بالأصل و م.
2- بياض بالأصل و م.
3- بياض بالأصل و م.
4- بياض بالأصل و م.
5- بياض بالأصل و م.
6- بياض بالأصل و م.
7- بياض بالأصل و م.
8- سقطت «عن» من م.
9- من هنا إلى آخر الحديث سقط من م.
10- قوله:«أخبرنا أبو سعد بن البغدادي» سقط من م.

منصور بن شكرويه، و إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم القفّال، و أبو بكر محمّد، و أبو القاسم علي بن أحمد ابنا السمسار - حضورا - قالوا: أنا إبراهيم بن خرّشيذ قوله، أنا أبو بكر بن زياد النيسابوري، نا أحمد بن منصور بن زاج (1)،نا علي بن الحسن، أنا الحسين بن واقد، نا عبد الملك بن عمير، قال: سمعت ابن الزبير يخطب يقول:

سمعت عمر بن الخطّاب يخطب يقول (2):سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يخطب فقال:

«أكرموا أصحابي، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يظهر الكذب حتى يشهد الرجل و لا يستشهد، و يحلف و لا يستحلف، فمن أحبّ منكم بحبحة الجنة فليلزم الجماعة، فإنّ الشيطان مع الواحد، و هو من الاثنين أبعد، و لا يخلونّ رجل بامرأة فإن ثالثهما الشيطان، من سرّته حسنته و ساءته سيئته فهو مؤمن»[5892].

أخبرناه عاليا أبو نصر بن رضوان، و أبو علي بن السبط ، و أبو غالب بن البنّا، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا الحسين بن عمر الثقفي، نا أحمد بن يونس، نا مندل (3)،عن عبد الملك بن عمير، عن ابن الزبير، قال:

قام عمر بن الخطّاب بالشام خطيبا، فحمد اللّه و أثنى عليه، و صلّى على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، ثم قال: قام فينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كمقامي فيكم، فقال:«أوصيكم بأصحابي، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يفشو الكذب حتى يحلف الرجل على اليمين و لم يسألها، و حتى يشهد بالشهادة و لم يسلها، فمن سرّه بحبحة الجنّة فليلزم الجماعة، فإنّ الشيطان مع الواحد، و هو من الاثنين أبعد، ألا لا يخلونّ رجل بامرأة فإنّ الشيطان ثالثهما، و من ساءته سيئته، و سرّته حسنته فهو مؤمن»[5893].

و أخبرناه أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبي، نا علي بن عيسى، نا محمّد بن إبراهيم بن سعيد، نا عبيد بن عبيدة، نا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن عبد الملك بن عمير، حدّث عن عبد اللّه بن الزبير قال: خطبنا عمر حين قدم الشام.

فذكر الحديث.

و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا

ص: 144


1- بالأصل و م:«بن اج» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 388/12.
2- من قوله: يقول سمعت... إلى هنا سقط من م.
3- في م: ميدل.

أبو عمرو بن السماك، نا حنبل بن إسحاق، نا إبراهيم بن مهدي، نا ابن المبارك، أنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد اللّه بن الزبير: أنه كان مع أبيه يوم اليرموك، فلما انهزم المشركون حمل فجعل يجيز على جرحاهم.

أخبرنا أبو الحسن (1) علي بن محمّد الخطيب، أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو العبّاس النهاوندي، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل.

ح و أخبرنا أبو الفتح يوسف (2) بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، نا إبراهيم بن محمّد بن صالح القنطري - بدمشق - نا أبو زرعة عبد الرّحمن، قالا: أنا أبو نعيم، نا (3) محمّد بن شريك، حدّثني - و في حديث أبي زرعة: عن ابن أبي مليكة - عن عبد اللّه بن الزبير قال: سميت باسم جدي - زاد البخاري: أبي بكر - و قالا: و كنّيت بكنيته.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص (4)،نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال: فولد الزبير بن العوام: عبد اللّه و به كان يكنى الزبير، و المنذر، و عروة، و ذكر غيرهم، ثم قال: و أمّهم أسماء بنت أبي بكر الصدّيق ذات النّطاقين، و عبد اللّه بن الزبير أول مولود ولد في الإسلام (5) بعد الهجرة، و هو أسنّ ولد الزبير.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، و أبو العزّ ثابت بن منصور، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد ابن المبارك و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا محمّد بن الحسن، أنا أبو (6) الحسين محمّد بن أحمد، أنا أبو حفص، نا خليفة بن خيّاط (7)،قال:

ص: 145


1- بالأصل و م: أبو القاسم، خطأ و الصواب ما أثبت: أبو الحسن، عن مشيخة ابن عساكر رقم 867 ص 148 أ. و هو علي بن محمّد بن أحمد بن عبد اللّه أبو الحسن خطيب مشكان.
2- في م: يوسف بن شجاع بن عبد الواحد، و كانت «شجاع» موجودة بالأصل و شطب عليها بخط .
3- «نا» سقطت من م.
4- بالأصل و م: المخلصي، خطأ، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
5- انظر نسب قريش للمصعب ص 236-237.
6- بالأصل:«أبو بكر الحسين محمّد»، و في م:«أبو بكر بن الحسين محمّد» و كلاهما تحريف، و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
7- طبقات خليفة بن خياط ص 44 رقم 69.

عبد اللّه بن الزبير بن العوّام يكنى أبا بكر، و يكنى أبا خبيب (1)،أمّه أسماء بنت أبي الصدّيق قتل بمكة سنة ثلاث و سبعين.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين (2)الطيوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو عبد اللّه، و أبو نصر، قالا: نا الوليد بن بكرا، أنا (3) علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال: عبد اللّه بن الزبير بن العوام قد سمع من النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و هو أوّل مولود ولد في الإسلام، و أمّه أسماء ابنة أبي بكر الصدّيق، قتل بمكة، قتله الحجّاج و صلبه (4).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، نا عبد اللّه بن محمّد، نا أحمد (5) بن منصور، نا يحيى بن بكير، قال: ولد عبد اللّه بن الزبير بالمدينة بعد الهجرة بعشرين شهرا، و هو أكبر من المسور، و مروان بأربعة أشهر، و يكنى أبا بكر، و كان ممن حضر دفن عثمان.

أخبرنا أبو محمّد (6) بن عبد الباقي، أنا أبو بكر محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، قال في الطبقة الخامسة: عبد اللّه بن الزبير بن العوّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصي، و يكنى أبا بكر، و أمّه أسماء بنت أبي بكر الصدّيق.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن مندة، أنا أحمد بن محمّد، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد، قال في الطبقة الثامنة:

عبد اللّه بن الزبير بن العوّام بن خويلد، يكنى أبا بكر، و ولد بعد الهجرة بعشرين شهرا، و توفي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و عمره ثمان سنين و أربعة أشهر، و قتل يوم الثلاثاء لسبع عشرة خلت من جمادى الأولى سنة ثلاث و سبعين، و هو ابن اثنتين و سبعين سنة، و صلب

ص: 146


1- عن طبقات خليفة و بالأصل و م: حبيب.
2- في المطبوعة: أبو الحسين بن الطيوري.
3- بالأصل و م: أن.
4- كتاب تاريخ الثقات للعجلي ص 256 رقم 808.
5- «نا أحمد» مكرر في م.
6- بالأصل و م:«أبو بكر محمّد» خطأ.

بمكة، و أمّه أسماء بنت أبي بكر الصدّيق، و قد روى عن عمر، و عثمان.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، ثم أخبرني أبو الفضل محمّد بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الحسن بن علي، أنا أبو الحسين محمّد بن المظفّر، أنا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي، قال:

و عبد اللّه بن الزبير بن العوّام بن أسد بن عبد العزّى يكنى أبا بكر، و يقال: يكنى أبا خبيب، و أمّه أسماء بنت أبي بكر الصدّيق، و أمها قتيلة (1) بنت عبد (2) العزى بن أسعد (3) بن نصر (4) بن مالك بن حسل (5) بن عامر بن لؤي، و هو أوّل مولود في الهجرة ولد بعد قدوم النبي صلّى اللّه عليه و سلّم المدينة، و قتل سنة ثلاث و سبعين يوم الثلاثاء لسبع عشرة خلون من جمادى الأولى، و كان يوم قتل ابن اثنتين و سبعين سنة، و جاء عنه من الحديث بضعة عشر حديثا.

و أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، و أبو الحسين بن الطّيّوري، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (6) قال: عبد اللّه بن الزبير بن العوّام أبو بكر، و يقال: أبو خبيب (7)،و قال بعضهم: أبو بكر (8) القرشي، ثم الأسدي.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا محمّد بن أبي

ص: 147


1- بالأصل و م: قبيلة، و المثبت عن نسب قريش ص 276.
2- عن نسب قريش، و بالأصل و م: أبي العزى.
3- في نسب قريش: بن عبد أسعد.
4- في م: نصير.
5- بالأصل و م: حنبل و المثبت عن نسب قريش.
6- الخبر في التاريخ الكبير للبخاري 6/1/3.
7- بالأصل و م: أبو حبيب، و المثبت عن البخاري و الجرح و التعديل.
8- كذا بالأصل و م، و في التاريخ الكبير «أبو بكير» و هو أشبه بالصواب هنا، فقد مرّ «أبو بكر» قريبا و إعادتها هنا تكرار.

حاتم (1)،قال: عبد اللّه بن الزبير بن العوّام أبو بكر، و يقال له: أبو خبيب (2) القرشي ثم الأسدي، سمع من النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و هو أوّل مولود ولد بالمدينة (3)،مكي، روى عنه أخوه عروة بن الزبير، و ابناه (4) عامر، و عباد، و عبيدة السلماني، و عطاء بن أبي رباح، و الشعبي، و طاوس، و عمرو بن دينار، و يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب، و وهب بن كيسان، و ابن أبي مليكة، و أبو إسحاق السّبيعي، و سماك بن حرب، سمعت أبي يقول بعض ذلك، و بعضه من قبلي.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (5) قال: أبو بكر عبد اللّه بن الزبير بن العوّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر، حدّثنا بذلك الحجّاج بن أبي منيع عن جده، عن الزهري (6)،منهم أصهار رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و هم من حلف الفضول (7).

أخبرنا أبو الفتح الفقيه،[أنا نصر بن إبراهيم أنا سليم بن أيوب] (8) أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمّد بن إياس، قال:

سمعت محمّد بن أحمد المقدّمي يقول: عبد اللّه بن الزبير يكنى أبا بكر، و أبا خبيب.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: عبد اللّه بن الزبير بن العوّام الأسدي القرشي، يكنى أبا بكر، و يقال: أبا خبيب، أمّه أسماء بنت أبي بكر الصدّيق، و قتل بمكة سنة ثلاث و سبعين، و يقال: سنة اثنتين و سبعين، و صلب على الثنية.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو الفضل المقدسي، أنا أبو سعيد

ص: 148


1- الجرح و التعديل 56/5.
2- و بالأصل و م: أبو حبيب، و المثبت عن البخاري و الجرح و التعديل.
3- في الجرح و التعديل: في الإسلام.
4- في الأصل و م:«و أباه» و المثبت عن الجرح و التعديل.
5- الخبر في المعرفة و التاريخ 243/1.
6- من قوله: حدثنا بذلك إلى هنا ليس في المعرفة و التاريخ.
7- بالأصل و م:«خلف الفصول» تحريف و الصواب عن المعرفة و التاريخ.
8- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك للإيضاح قياسا إلى سند مماثل سابق.

السّجزي (1)،أنا أبو الحسين بن سياوش (2)،أنا أبو نصر البخاري، قال:

عبد اللّه بن الزبير بن العوّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصي بن كلاب، أبو بكر، سمع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و حدّث عن عمر بن الخطّاب، و عن أبيه الزبير، و خالته عائشة، و سفيان بن أبي زهير، روى عنه أخوه عروة، و ابنه عامر، و عبد العزيز بن رفيع، و ثابت البناني، و عبّاس بن سهل بن سعد في العلم و الرقاق، و آخر السير و غير موضع، قتله الحجّاج بن يوسف، و صلبه بمكة يوم الثلاثاء لسبع عشرة خلت من جمادى الأولى سنة ثلاث و سبعين، ذكره الواقدي، و عمرو (3) بن علي، و خليفة بن خيّاط .

و قال الذهلي: حدّثنا أحمد بن حنبل، قال: قال سفيان بن عيينة، و يحيى بن سعيد: قتل ابن الزبير سنة ثلاث و سبعين، و قال: ابن الزبير أول مولود ولد بالمدينة.

قال: و قال يحيى بن بكير: ولد ابن الزبير بالمدينة بعد الهجرة بعشرين شهرا، و كذلك قال الواقدي، قال: و توفي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و هو ابن ثمان سنين، و أربعة أشهر، و قال عمرو (4):و قتل و هو ابن سبعين سنة، و قال الواقدي في مثل عمرو، و قال الواقدي في التاريخ: ولد في شوال سنة اثنتين من الهجرة، و كان أوّل مولود ولد من المهاجرين، و قال أبو عيسى: قتل في آخر سنة اثنتين و سبعين، و قال ابن أبي شيبة: قتل سنة ثلاث و سبعين، قال الذهلي: قال ابن بكير: و كان ابن الزبير أكبر من المسور بن مخرمة، و مروان بن الحكم بأربعة أشهر، قال: و فيما كتب إليّ أبو نعيم قال ابن الزبير: سنة ثلاثين و سبعين - يعني موته.

- قال البخاري (5):حدّثنا الحسن، نا ضمرة قال: قتل ابن الزبير سنة ثنتين و سبعين.

أنبأنا ابن سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: قال لنا أبو نعيم الحافظ :

ص: 149


1- بالأصل:«الشجري» و في م:«السجري» و كلاهما تحريف، و الصواب ما أثبت و اسمه: مسعود بن ناصر بن أبي زيد، ترجمته في سير الأعلام 532/18.
2- بالأصل:«سباوس» و في م:«سياوس» و الصواب ما أثبت، قياسا إلى أسانيد مماثلة سابقة.
3- بالأصل و م:«عمر» خطأ، و الصواب ما أثبت، و هو عمرو بن علي بن بحر، أبو حفص الفلاس، مرّ التعريف به قريبا.
4- بالأصل و م:«عمر» و الصواب ما أثبت، انظر ما مرّ قريبا.
5- التاريخ الكبير 6/1/3.

عبد اللّه بن الزبير بن العوّام أبو بكر، و قيل: أبو خبيب أبوه حواريّ (1)،رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و أمّه أسماء بنت أبي بكر الصدّيق، وجده أبو بكر الصدّيق، وجدته صفية عمّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و عمّته خديجة زوجة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و خالته عائشة زوجة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، هو أوّل مولود ولد في الإسلام للمهاجرين بالمدينة، فحنكه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و سمّاه (2) عبد اللّه، فكبّر الصحابة و المسلمون لمولده استكثارا، و قتل بمكّة سنة ثلاث و سبعين، فكبّر فجرة أهل الشام لقتله استكبارا، بايع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و هو ابن ثمان سنين، كان صوّاما قوّاما، بالحق قوالا، و للرحم وصّالا، شديدا على الفجرة، ذليلا (3) للأتقياء و البررة، قتله الحجّاج بمكّة و صلبه في جمادى الآخرة سنة ثلاث و سبعين، كان له جمّة مفروقة طويلة.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و محمّد بن بالوية، قالا: نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب (4)،قال:

سمعت عبّاس بن محمّد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: عبد اللّه بن الزبير أبو بكر، و يقال: أبو خبيب (5).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، قال: سمعت أبا بكر بن زنجويه يقول: أبو خبيب عبد اللّه بن الزبير، أبو بكر، و يقال: أبو خبيب (6).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد قال: سمعت أبا بكر بن زنجويه يقول: أبو خبيب عبد اللّه بن الزبير بن العوّام بن أسد بن خويلد بن عبد العزّى بن قصي، و قال غير ابن زنجويه: كنيته أبو بكر، و أبو خبيب، سكن مكّة، و قتل بها، و أمّه أسماء بنت أبي بكر.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو

ص: 150


1- بالأصل:«أبو مكواري» و في م:«أبو بكر أمر بي» و لا معنى لها، و المثبت عن المطبوعة.
2- من قوله: هو أول مولود إلى هنا سقط من م.
3- كذا بالأصل، و في م:«ذليلا» و في المطبوعة: خليلا.
4- «يعقوب» سقطت من م.
5- بالأصل و م: أبو حبيب، بالحاء المهملة خطأ.
6- سيتكرر الخبر بالإسناد نفسه بالأصل، و اختلاف و زيادة في روايته، و لم يرد في م.

سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو بكر عبد اللّه بن الزبير بن العوّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصي، رأى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، قال: أبو بكر عبد اللّه بن الزبير بن العوّام، و قيل: أبو خبيب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا أبو القاسم الصّوّاف، نا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي (1)،قال: عبد اللّه بن الزبير أبو بكر، أخبرني أحمد بن شعيب، قال: عبد اللّه بن الزبير كنيته أبو بكر.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصّفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم (2) قال: أبو بكر و يقال: أبو خبيب، و يقال: أبو بكير، عبد اللّه بن الزبير بن العوّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي الأسدي، و أمّه أسماء ابنة أبي بكر الصدّيق، و هو أول مولود ولد في الإسلام بالمدينة، حملت به أمّه و هي (3) متم (4) فولدت بقباء (5)،و حملته إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فحنكه بتمرة، فكان أوّل ما دخل في جوفه ريق رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، ولد بعد الهجرة بعشرين شهرا، قتل بمكّة و صلب بها، و حمل رأسه إلى المدينة، و بعث إلى خراسان، فدفن بها.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (6)،قال: و أمّا خبيب أوله خاء مضمومة بعدها باء مفتوحة معجمة بواحدة أبو خبيب عبد اللّه بن الزبير، و كان يكنى أيضا أبا بكر.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا

ص: 151


1- الكنى و الأسماء للدولابي 64/1 و 65/.
2- الأسامي و الكنى للحاكم النيسابوري رقم 99/2،469 و 876، ج 342/2.
3- في م: و هو.
4- أي دنا ولادها (اللسان).
5- بالأصل و م:«بقفا» تحريف و الصواب عن الأسامي و الكنى للحاكم.
6- الاكمال لابن ماكولا 301/3 و 302.

عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثنا أبي، نا أبو (2) أسامة، عن هشام، عن أبيه، عن أسماء أنها حملت بعبد اللّه بن الزبير بمكّة، قالت: فخرجت و أنا متم، فأتيت المدينة، فنزلت بقباء فولدته بقباء، ثم أتيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فوضعته (3) في حجره ثم دعا بتمرة فمضغها ثم تفل في فيه، فكان أوّل ما دخل جوفه ريق رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، ثم حنّكه بتمرة، ثم دعا له و برّك (4)عليه، و كان أول مولود ولد في الإسلام.

أخبرناه أبو نصر محمّد بن حمد بن عبد اللّه الكبريتي، أنا أبو مسلم محمّد بن علي بن محمّد بن مهرابزد (5)،أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو عروبة، نا محمّد بن عثمان بن كرامة، و بشر بن خالد العسكري، قالا: نا ابن أبي (6) أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أسماء بنت أبي بكر أنها حملت بعبد اللّه بن الزبير، قالت:

فخرجت و أنا متم فأتيت المدينة، فنزلت بقباء فولدته بقباء، ثم أتيت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فوضعه في حجره ثم دعا بتمرة فمضغها في فيه، فكان أوّل شيء دخل في فيه ريق رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، ثم حنّكه بالتمرة، ثم دعا و برك عليه، فكان أول مولود ولد في الإسلام.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا سويد بن سعيد، نا علي بن مسهر.

قال: و نا علي بن مسلم، نا أبو أسامة.

جميعا عن هشام، عن أبيه، عن أسماء بنت أبي بكر.

أنها هاجرت إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و هي حبلى بعبد اللّه بن الزبير، فوضعته بقباء، فلم ترضعه حتى أتت به النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، فأخذه فوضعه في حجره، فطلبوا تمرة ليحنّكه بها، حتى وجدوها، فحنّكه، فكان أوّل شيء دخل بطنه ريق النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و سماه عبد اللّه.

ص: 152


1- مسند أحمد 270/10 رقم 27004.
2- سقطت من الأصل و م، و أضيفت عن المسند.
3- عن م و المسند و بالأصل:«فوضعت» و قد وهم محقق المطبوعة حيث أشار بالهامش هنا إلى «في م: فوضعت».
4- في م: و بارك.
5- بالأصل و م: شهرابزد، خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
6- كذا بالأصل و م، و صوابه:«أبو أسامة» أو:«ابن أسامة» و هو حمّاد بن أسامة بن زيد القرشي، أبو أسامة، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 155/5.

رواه شعيب بن إسحاق عن (1) هشام بن عروة، عن أبيه، و امرأته فاطمة.

كتب به إليّ أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن الحطّاب (2)،ثم أخبرنا أبو القاسم فضائل بن الحسن بن الفتح الكتاني (3)،أنا سهل بن بشر، قالا: أنا محمّد بن الحسين بن الطّفّال، أنا محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الذهلي، نا محمّد بن يحيى بن سليمان المروزي، نا أبو طالب عبد الجبار بن عاصم، نا شعيب بن إسحاق الدمشقي، نا هشام بن عروة بن الزبير [و] (4) فاطمة بنت المنذر بن الزبير أنهما قالا:

خرجت أسماء بنت أبي بكر حين هاجرت و هي حبلى بعبد اللّه بن الزبير، فقدمت قباء، فنفست بعبد اللّه بقباء، ثم خرجت به حين نفست إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ليحنّكه فأخذه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فوضعه في حجره ثم دعا بتمرة، قال: فقالت عائشة: فمكثنا ساعة نلتمسها فلم نجدها، ثم مضغها ثم بزقها في فيه، فإنّ أول شيء دخل بطنه لريق رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، قالت أسماء: ثم مسحه و صلى عليه، و سمّاه عبد اللّه، ثم جاءه بعد و هو ابن سبع سنين أو ثمان ليبايع (5) رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أمره بذلك الزبير، فتبسّم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حين رآه مقبلا إليه، ثم بايعه.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابن البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المعدل (6)،أنا أبو طاهر المخلّص (7)،نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال: و حدّثني عتيق بن يعقوب عن (8) الزبير بن خبيب، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: لما ولد عبد اللّه بن الزبير بقباء، و كانت (9) يهود حين قدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قالت أخّذوهم حتى لا يكون لهم نسل، فلما ولد عبد اللّه بن الزبير كبّر الناس، و كان أوّل

ص: 153


1- بالأصل و م: بن، خطأ.
2- بالأصل و م: الخطاب، خطأ و الصواب ما أثبت، عن مشيخة ابن عساكر رقم 998 ص 169/أ.
3- بالأصل و م: الكناني، خطأ و الصواب عن مشيخة ابن عساكر ص 164 ب.
4- سقطت من الأصل و أضيفت من م.
5- عن م و بالأصل: لتبايع.
6- بالأصل و م: العدل.
7- بالأصل و م:«المخلصي» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.
8- بالأصل و م:«بن» خطأ و الصواب ما أثبت، و انظر ترجمة الزبير بن خبيب هذا، في الاكمال لابن ماكولا 302/2 و فيها يروي عنه عتيق بن يعقوب.
9- في م: و كان.

مولود ولد في الإسلام، فخرجت به أسماء حتى أتت به رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فوضعه في حجره، و دعا بتمرة فمضغها و حنّكه بها، و دعا له و أسماه (1) عبد اللّه، قال: قد أسميته فجبريل فكان أول ما دخل بطنه ريق رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

قال: و نا الزبير، حدّثني عتيق بن يعقوب، عن عبد اللّه بن محمّد بن يحيى بن عروة بن الزبير، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال:

خرجت أسماء بنت أبي بكر حين هاجرت إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و هي حامل بعبد اللّه بن الزبير، فنفست بقباء ثم خرجت به إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ليحنّكه، فأخذه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فوضعه في حجره ثم دعا بتمرة فمضغها ثم بصقها فحنّكه بها، فكان أوّل شيء دخل بطنه ريق (2) رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، قالت أسماء: ثم مسحه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ثم صلّى عليه، و سمّاه عبد اللّه، ثم جاء بعد و هو ابن أربع سنين، أو ثمان سنين ليبايع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، أمره بذلك الزبير، فتبسّم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حين رآه مقبلا ثم بايعه، و كان أوّل ولد في الإسلام بالمدينة، فكبّر أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حين ولد عبد اللّه فقال عبد اللّه بن عمر، و سمع تكبير أهل الشام حين قتلوا عبد اللّه بن الزبير الذين كبروا على مولده خير من الذين كبّروا على قتله حين قتل.

أخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا محمّد بن أبي يحيى العجيفي - بمكة - و هارون بن أحمد الجرجاني ببخارى، قالا: نا أحمد بن زيد، نا إبراهيم بن المنذر، نا عبد اللّه بن أحمد بن عروة، حدّثني هشام بن عروة، عن أبيه، قال:

خرجت أسماء ابنة أبي بكر حين هاجرت إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و هي حامل بعبد اللّه بن الزبير، فنفست به، فأتت به إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ليحنّكه، فأخذه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فوضعه في حجره، فأتى بتمرة ثم مصّها ثم مضغها في فيه، فحنّكه بها، قال: كان أوّل ما دخل بطنه ريق النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، قالت أسماء ثم مسحه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و سمّاه عبد اللّه، ثم جاء بعد و هو ابن سبع سنين، أو ثمان ليبايع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، أمره بذلك الزبير، فتبسّم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حين رآه، ثم بايعه، و كان أول مولود ولد في الإسلام، فقدم

ص: 154


1- في م: و سماه.
2- بالأصل:«بريق» و في م:«الريق».

رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و كانت يهود تقول: قد أخذناهم فلا يولد (1) لهم بالمدينة ولد فكبر أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم حين ولد عبد اللّه فقال عبد اللّه بن عمر بن الخطاب، و سمع تكبير أهل الشام حين قتلوا عبد اللّه بن الزبير: الذين كبّروا على مولده خير من الذين كبروا على قتله.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه، قالوا: أنا أبو جعفر، أنا أبو طاهر، أنا أحمد، نا الزبير قال: و حدّثني إبراهيم بن المنذر، عن زيد بن عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب، عن أبيه، عن جده زيد قال: لما دخل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم المدينة قالت يهود: قد سحرنا محمّدا و أصحابه، فليس يولد لهم بأرضنا، فقال: فكان أوّل مولود عبد اللّه بن الزبير، قال زيد: فسمعت أن اليهود لما علموا أن اللّه تبارك و تعالى قد أبطل كيدهم حوّلوا فكتبوا طبّا فجعلوا ما يضرّ ينفع، و ما ينفع يضرّ.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، حدّثني مصعب بن ثابت، عن أبي الأسود محمّد بن عبد الرّحمن، قال:

لما قدم المهاجرون المدينة أقاموا لا يولد مولود من المهاجرين، فقالوا: سحرتنا يهود حتى كثرت في ذلك القالة (2)،و تلاقى (3) الناس بذلك، فكان أوّل مولود ولد في الإسلام من المهاجرين بعد الهجرة عبد اللّه بن الزبير، قال: فكبّر المسلمون تكبيرة واحدة حتى ارتجّت المدينة تكبيرا، و فرح المسلمون، و كان ولاد (4) ابن الزبير في شوال على رأس عشرين شهرا من المهاجرين (5)،فكان يهنأ به الزبير، و أبو بكر الصدّيق، و هو جده، ثم حملته أمّه إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في خرقة، فحنّكه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بتمر، و بارك عليه، و كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أمر (6) أن يؤذّن في أذنيه بالصّلاة، فأذّن أبو بكر في أذنيه.

ص: 155


1- عن م و بالأصل: مولد.
2- بالأصل و م: الغالة خطأ و الصواب عن سير أعلام النبلاء 365/3.
3- بالأصل و م: تلافى، و المثبت عن المطبوعة.
4- في م: ولادة.
5- كذا بالأصل، و في م:«المهاجر» و في المطبوعة: المهاجرة.
6- من قوله: في خرقة إلى هنا سقط من م.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا أبي علي، قال (1):

أنا محمّد بن أحمد المعدل، أنا محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عبد اللّه الطوسي، نا الزبير بن أبي بكر، قال: و حدّثني رجل عن أبي غزيّة (2) محمّد بن موسى الأنصاري، حدّثني عبد اللّه بن مصعب بن ثابت، عن أبيه، عن عامر بن عبد اللّه بن الزبير، عن أبيه عبد اللّه بن الزبير قال: لما ولدتني أسماء بنت أبي بكر الصدّيق حملتني و ذهبت بي إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فاستقبلها أبي الزبير، فأخذني منها، و ذهبا بي إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فحنّكني.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو عمرو عبد الرّحمن بن محمّد الفارسي، أنا عبد اللّه بن عدي (3)،نا عمر بن الحسن بن نصر، نا أيوب بن محمّد الوزان، نا يعلى بن الأشدق، حدّثني عبد اللّه بن جراد (4) قال: أوّل مولود ولد في الإسلام عبد اللّه بن الزبير، و حنّكه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بتمرة.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي (5)،نا أبو الحسين (6) بن المهتدي، أنا محمّد بن علي الديباجي، أنا علي بن عبد اللّه بن مبشّر (7)،أنا محمّد بن حرب النشائي (8)،أنا أبو مروان يحيى بن أبي (9) زكريا الغساني، حدّثني هشام، عن عروة، عن عائشة قالت: حنّك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عبد اللّه بن الزبير.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أحمد بن محمّد بن زياد، نا أحمد بن ملاعب، نا يحيى بن إسحاق، عن

ص: 156


1- الخبر مختصرا ورد في سير أعلام النبلاء 365/3 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80) ص 437.
2- في م: عرنه.
3- الخبر في الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 287/7 ضمن أخبار يعلى بن الأشدق العقيلي، باختلاف السند.
4- بالأصل:«حراذ» و في م:«حراز» و كلاهما تحريف و الصواب ما أثبت، عن الكامل لابن عدي.
5- بالأصل و م:«المحلي» خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
6- بالأصل و م:«أبو الحسن» خطأ.
7- بالأصل و م:«ميسر» خطأ و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 25/15.
8- عن م و بالأصل: النسائي.
9- سقطت «أبي» من م.

خالد بن يزيد بن زكريا بن العلاء قال: أوّل مولود ولد في الإسلام عبد اللّه بن الزبير، و عبد اللّه بن خبّاب.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن، أنا عبد الملك بن محمّد بن بشران، أنا أبو علي بن الصّواف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي، نا وكيع، عن علي بن صالح، عن أبي إسحاق: أن أبا بكر طاف بابن الزبير في خرقة، و هو صبيّ مولود.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين (1) بن النّقّور، أنا عيسى بن علي.

ح و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة (2)،قالا: أنا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا إسرائيل بن (3) يونس، عن أبي (4) إسحاق، عن من حدّثه، عن أبي بكر: أنه طاف بعبد اللّه بن الزبير في خرقة، و هو أوّل مولود ولد في الإسلام - يعني في المدينة-.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار البقّال، أنا أبو العلاء محمّد بن علي بن يعقوب، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد بن موسى، أنا أبو أميّة الأحوص (5) بن المفضّل بن غسان الغلاّبي، نا أبي، نا أبو داود، نا قيس بن الربيع، عن أبي إسحاق، عن رجل.

أن أبا بكر الصدّيق طاف بابن الزبير بالبيت، و هو في خرقة.

و قد حدّث به الثوري، عن أبي إسحاق، و لم يسمعه من أبي إسحاق، و هو من حديث مسعر، قال أبي: قال الزبيري: قال عبد اللّه بن الزبير: هاجرت أمي و هي في حمل، فما وصل إليها من ألم في حالها (6) تلك في هجرتها إلاّ و قد وصل إليّ خالفه

ص: 157


1- بالأصل و م:«أبو الخير» خطأ. و قد مرّ كثيرا.
2- بالأصل و م:«حماية» خطأ و الصواب ما أثبت و ضبط ، و قد مرّ.
3- بالأصل و م: من خطأ و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 355/7.
4- بالأصل:«ابن» خطأ، و الصواب ما أثبت، و هو أبو إسحاق السبيعي و هو جدّ إسرائيل بن يونس و قد روى عن جده.
5- بالأصل و م: الأحوصي.
6- في م: حملها.

الواقدي، فقال: ولد (1) الزبير بعد الهجرة بعشرين شهرا بالمدينة، و لم يخرج أبو بكر و لا أسماء إلى مكّة حتى كان عمرة القضيّة، و في حجة الوداع ابن ثمان سنين أو أكثر، و هو في عمرة القضية ابن سبع سنين، و أمّا ما أخبرني به الزبيري و كان حملا في الهجرة.

و كان يعجب من غلط هذا الحديث.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، قال: فذكرت هذا لمحمّد فقال: هذا غلط بيّن، عبد اللّه بن الزبير أوّل مولود ولد بالمدينة بعد الهجرة لا اختلاف بين المسلمين في ذلك، و مكّة يومئذ دار حرب، لم يدخلها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و لا أحد من المسلمين.

أنبأنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ابن الحسن (2) العتيقي - قراءة - أنا أبو الحسن الدّارقطني - إجازة - أنا عمر بن الحسن بن علي بن مالك الشيباني، نا الحارث بن محمّد بن أبي أسامة، حدّثني محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر الواقدي قال: و هذا لا يعرف، ولد ابن الزبير بعد الهجرة بعشرين شهرا بالمدينة، و لم يخرج أبو بكر و لا أسماء و لا الزبير إلى مكة حتى كانت (3) عمرة القضيّة، فدخلوا في حرب ليس معهم نساء إلاّ سبيات مشمّرات (4)،و دخل في الفتح و هو يومئذ ابن سبع سنين أو نحوها، و كان في حجة الوداع ابن ثمان سنين أو أكثر منها.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا الحجّاج، نا حمّاد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: أوّل سخلة ولدت في الإسلام أم عبد اللّه بن الزبير.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد، و أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى، قالوا: أنا أبو جعفر المعدّل، أنا أبو طاهر الذهبي، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال:

ص: 158


1- كذا بالأصل و م، و الصواب: ولد ابن الزبير.
2- بالأصل و م:«ابن الحسين العتيقي» خطأ و الصواب ما أثبت، قياسا إلى سند مماثل سابق.
3- سقطت «كانت» من م.
4- عن م و بالأصل: مسمرات.

و حدّثني عمي مصعب بن عبد اللّه، قال: سمعت أصحابنا يقولون: ولد عبد اللّه بن الزبير سنة الهجرة، و هو أوّل مولود ولد في الإسلام بالمدينة، و أتاه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يمشي من المدينة اليوم الذي ولد فيه، و كانت أسماء مع أبيها بالسّنح (1)ببلحارث، قال الزبير: و قد دخلته أنا أيضا و بينه و بين منزل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ميل، قال الزبير: قال عمي في حديثه عن أصحابه: فأتي به رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فحنكه فدعا له، قال:

و زعموا أنه لما نظر في وجهه قال: أ هو أ هو، ليمنعنّ البيت، أو ليموتنّ دونه، قال:

و قال العقيلي في ذلك (2):

برّ يبين ما قال الرسول له *** من الصلاة لضاحي (3) وجهه علم

حمامة من حمام البيت قاطنة *** لا تتبع (4) الناس إن جاروا و إن ظلموا

قال الزبير: و الثبت عندنا أن عبد اللّه بن الزبير ولد بقباء، و البيت الذي ولد فيه قائم معروف ولاد ابن الزبير فيه، و إنما كان نزول أبي بكر الصدّيق بالسّنح حين تزوج مليكة بنت خارجة بن زيد بن أبي زهير، و لم يتزوجها إلاّ بعد مولد عبد اللّه بن الزبير.

قال: و نا الزبير، قال: و حدّثني أبو الحسن الأثرم، عن هشام بن محمّد بن السائب، قال: عبد اللّه بن الزبير أوّل مولود ولد في الإسلام بعد الهجرة بالمدينة.

قال: و نا الزبير، قال: و حدّثني عمي مصعب بن عبد اللّه، قال: كان عبد اللّه بن الزبير يقول: هاجرت بي (5) و أنا في بطنها، فما أصابها من مخمصة أو نصب إلاّ و قد أصابني.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالا: أنا أبو الحسين الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد - إجازة - قالا: و أنا أبو تمّام علي بن محمّد، أنا أبو بكر بن بيري، نا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، نا مصعب بن عبد اللّه، نا أبي، قال: كان عارضا

ص: 159


1- السنح بضم أوله و سكون ثانيه، و آخره حاء مهملة و هي إحدى محال المدينة، كان بها منزل أبي بكر الصدّيق، و هي في طرف من أطراف المدينة، و هي منازل بني الحارث بن الخزرج بعوالي المدينة (معجم البلدان).
2- البيتان في نسب قريش للمصعب الزبيري ص 237.
3- نسب قريش: بضاحي.
4- نسب قريش: يتبع.
5- في نسب قريش للمصعب ص 237: هاجرت أمي، و أنا حمل في بطنها.

ابن الزبير خفيفين، فما اتّصلت لحيته حتى بلغ ستين سنة.

قال: و سمعت مصعبا يقول: ولد عبد اللّه بن الزبير بعد الهجرة بسنتين، و هو أوّل مولود ولد للمهاجرين بالمدينة.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو محمّد المصري، أنا أبو بكر الدينوري، نا إبراهيم بن ديزيل (1)،نا أبو غسان، نا محمّد بن يحيى، أخبرني مصعب بن عثمان، قال: قال عبد اللّه بن الزبير: هاجرت و أنا في بطن أمّي، فما كان يصيبها شيء من الأذى إلاّ دخل عليّ ألم ذلك و شدته.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (2)،قال: و في هذه السنة - يعني سنة اثنتين - ولد عبد اللّه بن الزبير بالمدينة، و هو أوّل مولود من المهاجرين.

أخبرنا أبو الحسين بن أبي يعلى، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالوا:

أنا محمّد بن أحمد، أنا محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أحمد بن سليمان، أنا الزبير بن أبي بكر، قال: و حدّثني محمّد بن الحسن، عن إبراهيم بن محمّد بن نافع بن ثابت، عن محمّد بن كعب القرظي.

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم دخل على أسماء بنت أبي بكر الصدّيق حين ولد عبد اللّه بن الزبير فقال:«أ هو هو» فتركت أسماء رضاع عبد اللّه بن الزبير لما سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول هو (3) هو، فقيل (4) لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: إن أسماء تركت رضاع عبد اللّه بن الزبير لما سمعتك تقول: أ هو هو، فقال:«أرضعيه و لو بماء عينيك، ليث بين (5) ذئاب ذئاب عليها ثياب، ليمنعنّ الحرم أو ليقتلنّ به»[5894].

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد،[نا أبو منصور النهاوندي] (6) نا أحمد بن

ص: 160


1- بالأصل و م:«داريل» خطأ و الصواب ما أثبت، و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 184/13 و هو إبراهيم بن الحسين بن علي، أبو إسحاق الهمذاني الكسائي ابن ديزيل.
2- تاريخ خليفة ص 65.
3- في م: أ هو هو.
4- من هنا إلى قوله: فقال: أرضعيه سقط من م.
5- بالأصل:«ليس بين ذباب» خطأ و الصواب ما أثبت:«ليث بين ذئاب» عن م.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدراكه لازم للإيضاح قياسا إلى أسانيد مماثلة سابقة.

الحسين بن زنبيل، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن بن الخليل، نا محمّد بن إسماعيل، حدّثني إبراهيم بن المنذر، حدّثني أبو بكر بن أبي أويس، حدّثني ابن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: كان الزبير يقبّل ابنه عبد اللّه و هو صغير يقول (1):

أبيض من آل أبي (2) عتيق

أحبّه كما أحب ريقي

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم الأصبهاني، نا محمّد بن علي بن حبيش، نا عمر بن أيوب السقطي، نا الحسن، نا الحسن بن عرفة، نا إسماعيل بن عيّاش، عن هشام بن عروة، عن أبيه أن عبد اللّه بن الزبير، و جعفر بن الزبير بايعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و هما ابنا سبع سنين، فلما رآهما رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم تبسّم و بسط يده، فبايعهما.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو الدرّ ياقوت بن عبد اللّه، قالوا: أنا أبو محمّد الصّريفيني.

ح و أنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا أبي علي، قالوا: أنا جعفر بن المسلمة، قالا: أنا أبو طاهر بن المخلّص (3)،نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، حدّثني علي بن صالح، عن عامر بن صالح عن (4) سالم (5)- و في حديث الصّريفيني: مسلم ابن عبد اللّه بن عروة - عن أبيه عبد اللّه - زاد الصريفيني: ابن عروة - أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم كلّم في غلمة ترعرعوا منهم عبد اللّه بن جعفر، و عبد اللّه بن الزبير، و عمر بن أبي سلمة (6)،فقيل: يا رسول اللّه لو بايعتهم فتصيبهم (7)

ص: 161


1- استدركت على هامش م، و فيها و يقول بزيادة الواو.
2- عن م، سقطت من الأصل، و في الأصل و م: أبيضي.
3- ياقوت و م: المخلصي، تحريف و الصواب ما أثبت و قد مرّ التعريف به.
4- بالأصل و م:«بن» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر ترجمة عامر بن صالح و اسم جده عبد اللّه بن عروة بن الزبير (تهذيب الكمال 359/9 و فيها أنه يروي عن عمّه سالم بن عبد اللّه (ورد فيه: مسالم) و في تهذيب التهذيب 71/5 سالم.
5- بالأصل: مسالم، و المثبت عن م. و انظر الحاشية السابقة.
6- بالأصل و م:«مسلمة» خطأ و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في أسد الغابة 680/3.
7- بالأصل و م: فيصيبهم.

بركتك و يكون لهم، فأتي بهم إليه، فكأنهم تكعكعوا حين جيء بهم إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، فاقتحم ابن الزبير أوّلهم، فتبسّم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و قال:«إنه ابن أبيه» و بايعوه[5895].

أخبرنا أبو الحسين، و أبو غالب و أبو عبد اللّه، قالوا: أنا أبو جعفر، أنا أبو طاهر، نا أحمد، نا الزبير، قال: و حدّثني عمّي، عن عبد اللّه، عن مصعب قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم جمع ابناء المهاجرين و الأنصار الذين ولدوا في الإسلام حين ترعرعوا يبايعهم، فوقفوا بين يديه، و جلس لهم، فجمح (1) منهم عبد اللّه بن الزبير حين (2) سبق إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فبايعه.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد بن الحصين، و أبو المواهب أحمد بن محمّد بن عبد الملك الوراق، قالا: أنا القاضي أبو الطّيّب طاهر بن عبد اللّه الطبري، نا أبو أحمد الغطريف (3)،نا أبو خليفة الفضل بن الحباب (4)،نا عبد الرّحمن بن المبارك، نا سعد أبو عاصم مولى سليمان بن علي، عن كيسان مولى عبد (5) اللّه بن الزبير، قال:

أخبرني سلمان الفارسي أنه دخل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم [فقال:] (6)«ما شأنك يا ابن أخي»، قال: إني أحببت أن يكون من دم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في جوفي، فقال:«ويل لك من الناس، و ويل للناس منك، لا تمسّك النار إلاّ قسم اليمين»[5896].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، و أبو الفضل محمّد بن أحمد بن علي بن عبد الواحد بن الأشقر الشروطي، قالا: أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو القاسم بن حبابة.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، قالا: نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا محمّد بن حميد الرازي، نا علي بن مجاهد، نا رباح النوبي أبو محمّد مولى الزبير قال: سمعت أسماء بنت أبي بكر الصديق تقول للحجّاج.

ص: 162


1- في م: فجمع.
2- كذا بالأصل و م.
3- في المطبوعة:«أنا أبو أحمد محمّد بن أحمد الغطريف» و غير ظاهر في التصوير في م.
4- بالأصل:«الخباب» خطأ و الصواب ما أثبت و قد مرّ التعريف به، و اللفظة غير ظاهرة بالتصوير في م.
5- بالأصل: عبيد اللّه.
6- زيادة للإيضاح.

إن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم احتجم فرفع دمه إلى ابني فشربه، فأتاه جبريل فأخبره، فقال:«ما صنعت ؟» قال: كرهت أن أصبّ دمك، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«لا تمسّك النار»، و مسح على رأسه، و قال:«ويل للناس منك، و ويل لك من الناس»[5897].

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالوا: أنا محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا محمّد بن عبد الرّحمن بن العبّاس، أنا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزبير بن أبي بكر، قال: و حدّثني رجل عن موسى بن إسماعيل البصري، حدّثني هنيد بن القاسم، قال: سمعت عامر بن عبد اللّه بن الزبير عن أبيه.

أنه أتى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و هو يحتجم، فلما فرغ قال:«يا عبد اللّه اذهب بهذا الدم فواره حيث لا يراه أحد»، فلما برز عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عمد إلى الدم فشربه، فلما رجع قال:«يا عبد اللّه ما صنعت ؟»، قال: جعلته في أخفى مكان ظننت أنه خاف عن الناس، قال:

«لعلك شربته ؟»، قلت: نعم[5898].

هذا مختصر، و قد أخبرنا به عاليا بتمّامه أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالت:

قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، أنا موسى بن محمّد بن حيان البصري، نا موسى بن إسماعيل، نا هنيد بن القاسم، قال: سمعت عامر بن عبد اللّه بن الزبير يحدّث أن أباه حدّثه.

أنه أتى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و هو يحتجم، فلما فرغ قال:«يا عبد اللّه اذهب بهذا الدم فاهريقه حيث لا يراك أحد»، فلما برز عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عمد إلى الدّم فشربه، فلمّا رجع قال:

«يا عبد اللّه ما صنعت ؟» قال: جعلته في أخفى مكان علمت أنه يخافي (1) عن الناس، قال:«لعلك شربته ؟» قال: نعم، قال:«و لم شربت الدم، ويل للناس منك، و ويل لك من الناس».

قال أبو سلمة - يعني موسى - فحدّثت بهذا عاصم فقال: كانوا يرون أن القوة التي به من ذلك الدم (2)[5899].

و أخبرناه أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسن علي بن

ص: 163


1- كذا بالأصل.
2- نقله الذهبي في سير الأعلام 366/3 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80) ص 437 و حلية الأولياء 330/1.

أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد، نا محمّد بن غالب، نا موسى بن إسماعيل أبو (1)سلمة، نا هنيد بن القاسم، قال: سمعت عامر بن عبد اللّه بن الزبير يحدّث عن أبيه قال:

احتجم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و أعطاني دمه، قال:«اذهب فواره لا يبحث عنه سبع أو كلب و لا إنسان»، قال: فتنحيت فشربته، ثم أتيت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، فقال:«ما صنعت ؟» قلت: صنعت الذي أمرتني، قال:«ما أراك إلاّ قد شربته»، قلت: نعم، قال:«ما ذا تلقى أمّتي منك»، قال أبو جعفر (2):و زادني بعض أصحاب الحديث عن أبي سلمة قال:

فيرون أن القوة التي كانت في ابن الزبير من قوة دم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم[5900].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم [نا إبراهيم] (3) بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا وهب بن بقية، نا خالد - زاد ابن حمدان: بن عبد اللّه - عن خالد - زاد ابن حمدان: الحذّاء - عن يوسف أبي يعقوب، عن محمّد بن حاطب، و الحارث أو الحارث - و في حديث ابن حمدان: عن يوسف بن يعقوب، عن محمّد بن حاطب، و ساق الحديث، ثم اتفقا فقال: قال: و ذكر ابن الزبير فقال:

طال ما حرص على الإمارة، قلت:- و قال ابن المقرئ: فقلت:- و ما ذاك ؟ قال: أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بلصّ فأمر بقتله، فقيل إنه سرق، قال:«اقطعوا»، ثم جيء به بعد ذلك إلى أبي بكر قد - و قال ابن المقرئ: و قد سرق - و قد قطعت قوائمه، فقال أبو بكر: ما أجد لك شيئا إلاّ ما قضى فيك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يوم أمر بقتلك فإنه كان أعلم بك، فأمر بقتله أغيلمة من أبناء المهاجرين أنا فيهم، قال ابن الزبير: أمّروني عليكم، فأمّرناه علينا، فانطلقنا به إلى البقيع فقتلناه (4).

ص: 164


1- بالأصل «نا أبو سلمة» حذفنا «نا» لأنها مقحمة، و موسى بن إسماعيل كنيته أبو سلمة، التبوذكي، ترجمته في تهذيب الكمال 440/18 و فيها أنه يروي عن هنيد بن القاسم، و يروي عنه محمّد بن غالب تمتام.
2- هو أحد رواة الحديث، محمّد بن غالب، أبو جعفر الضبي البصري، تمتام ترجمته في سير الأعلام 390/13.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك للإيضاح قياسا إلى سند مماثل.
4- سير الأعلام 366/3 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80) ص 438.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا (1) البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر المعدل، أنا أبو طاهر بن الذهبي، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير، قال: و حدّثني عمّي مصعب بن عبد اللّه.

أن عبد اللّه بن الزبير استقطع من أبي بكر في خلافته سلع (2)،فقال له أبو بكر الصدّيق: ما تصنع (3) به، فقال له ابن الزبير: لنا جبل بمكة يقال له جبل خويلد، فأحبّ أن يكون لنا بالمدينة مثله، فأقطعه أبو بكر ناحية من مبلغ (4) فبنى عليه ابن الزبير جسرين و لا يعرف لهما اليوم أثر (5).

قال: و نا الزبير، قال: و حدّثني محمّد بن الضّحّاك أن عبد الملك بن مروان قال لرأس الجالوت أو لابن رأس الجالوت: ما عندكم من الفراسة في الصبيان ؟ قال: ما عندنا فيهم شيء، لأنهم يخلقون خلقا بعد خلق غير أننا نرمقهم، فإن سمعنا منهم من يقول في لعبه: من يكون معي ؟ رأيناها همة، و خبر صدق فيه، و إن سمعناه يقول مع من أكون ؟ كرهناها منه، و كان أوّل ما علم من أمر ابن الزبير أنه كان ذات يوم يلعب مع الصبيان و هو صبي، فمرّ رجل، فصاح عليهم ففروا و مشى ابن الزبير القهقرى، و قال: يا صبيان اجعلوني أميركم و شدّوا بنا عليه.

و مرّ به عمر بن الخطاب و هو صبي يلعب مع الصبيان ففروا و وقف و قال: ما لك لم تفر مع أصحابك، فقال: يا أمير المؤمنين لم أجرم فأخافك، و لم تكن الطريق ضيقة فأوسّع لك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا مسلم بن إبراهيم، نا الحارث بن عبيد، نا أبو عمران الجوني، أن نوفا (6) كان يقول إني (7) لأجد

ص: 165


1- بالأصل:«ابن» خطأ.
2- سلع بفتح أوله و سكون ثانيه، جبل بالمدينة (انظر معجم البلدان).
3- بالأصل: يصنع.
4- كذا بالأصل، و لعله: سلع.
5- بالأصل:«أثرا».
6- هو نوف بن فضالة البكالي، ابن امرأة كعب الأحبار، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 181/19.
7- عن م و سير الأعلام و تاريخ الإسلام، سقطت اللفظة من الأصل.

في كتاب اللّه المنزل أن ابن الزبير فارس الخلفاء (1).

قال: و أنا ابن سعد، أنا عارم بن (2) الفضل، نا مهدي بن ميمون، نا محمّد بن أبي يعقوب الضّبّي: أن معاوية بن أبي سفيان كان يلقى ابن الزبير فيقول: مرحبا بابن عمّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و ابن حواريّ رسول اللّه عليه السّلام، و يأمر له بمائة ألف (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد [حدثني محمّد] (4) بن ميمون المكي الخيّاط ، نا سفيان، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، قال:

ذكر ابن الزبير عند ابن عبّاس فقال: قارئا لكتاب اللّه، عفيفا في الإسلام، أبوه (5)الزبير، و أمّه أسماء، و جدّه أبو بكر، و عمّته خديجة، و خالته عائشة، وجدته صفية، و اللّه لأحاسبنّ له نفسي محاسبة لم أحاسبها لأبي بكر و لا عمر (6).

أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد بن يوسف، أنا إبراهيم بن عمر البرمكي.

ح و أخبرنا أبو المعمر المبارك بن أحمد بن المبارك بن عبد الجبار، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن الحسن، و أبو إسحاق إبراهيم بن عمر، قالا: أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، نا أبو محمّد عبد اللّه بن مسلم الدّينوري: قال:

في حديث ابن عبّاس أنه قال: لما بايع الناس عبد اللّه بن الزبير قلت: أين المذهب عن ابن الزبير، أبوه حواري رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و جدّته عمّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم صفية بنت عبد المطلب، و عمّته خديجة بنت خويلد زوج النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و خالته أم المؤمنين عائشة، و جدّه صديق رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أبو بكر، و أمّه ذات النّطاقين، فشددت على عضده،

ص: 166


1- الخبر في سير أعلام النبلاء 367/3 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80) ص 438 من طريق الحارث بن عبيد.
2- عن م، سقطت من الأصل، و عارم لقب محمّد بن الفضل السدوسي، أبو النعمان، ترجمته في تهذيب الكمال 153/17.
3- سير أعلام النبلاء 367/3 و تاريخ الإسلام(61-80) ص 438.
4- ما بين معكوفتين زيادة عن م.
5- بالأصل:«أبو» و في م:«ابن» و الصواب عن سير الأعلام.
6- الخبر في سير الأعلام 367/3 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80) ص 438.

ثم آثر عليّ الحميدات و التويبات (1) و الأسامات فبأوت بنفسي و لم أرض بالهوان، إن ابن أبي العاص مشى التقدمية (2)،و يقال القدمية، و ان ابن الزبير مشى القهقرى - و في حديث آخر: أن ابن الزبير (3) لوى ذنبه، ثم قال لعلي بن عبد اللّه بن العبّاس: الحق بابن عمّك، فغثّك خير من سمين غيرك، و منك أنفك، و إن كان أجدع، فلحق علي بعبد الملك بن مروان، فكان آثر الناس عنده.

يرويه (4) سليمان بن أبي شيخ، عن محمّد بن الحكم، عن عوانة، و يروي أيضا بعض الألفاظ يحيى بن سعيد الأموي عن الأعمش.

قوله: مشى التقدمية (5):أي تقدّم بهمّته و أفعاله، يقال: مشى فلان التقدمية (6)و القدمية و إن ابن الزبير مشى القهقرى: أي نكص على عقبيه، و تأخر عما تقدم له الآخر (7)،و قوله: فبأوت بنفسي: أي رفعتها و عظّمتها، و أصل البأو التعظيم و الكبر، و منه قول عمر في طلحة بن عبيد اللّه: لو لا بأو فيه، و أما قوله آثر عليّ الحميدات (8)و التويبات (9) و الأسامات فإنه أراد: آثر قوما من بني أسد بن عبد العزّى من قرابته، و كأنه صغّرهم و حقّرهم.

قال الأصمعي: هم الحميديون من بني أسد من قريش، و ابن أبي العاص عبد الملك بن مروان، نسبه إلى أبي جده، قال عبد اللّه بن الزبير الأسدي (10) في هذا المعنى:

مشى (11) ابن الزبير القهقرى و تقدمت *** أمية حتى أحرزوا القصبات

يريد قصبات السبق.

ص: 167


1- كذا بالأصل و م.
2- كذا بالأصل و م.
3- عن م و بالأصل: الزبيري.
4- عن م و بالأصل: برواية.
5- كذا بالأصل و م.
6- كذا بالأصل و م.
7- بالأصل و م: الأجر، و لا معنى لها هنا و المثبت يوافق ما جاء في المطبوعة.
8- عن م و بالأصل: الحميديات.
9- كذا بالأصل و م.
10- الزبير بفتح الزاي (قاله في سير الأعلام) ترجمته في سير الأعلام 383/3 و الأغاني 33/13.
11- عن م و بالأصل: يمشي.

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل، نا أبو بكر الخطيب، أنا أحمد بن أبي جعفر، نا عبد الرّحمن بن عمر بن نصر الدمشقي، أنا أبو علي بن حبيب، قال: سمعت الربيع بن سليمان يقول: سمعت الشافعي، و قد سئل عن عبد اللّه بن الزبير هل سمع من النبي صلّى اللّه عليه و سلّم شيئا؟ قال: نعم، و حفظ عنه، و مات النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و هو ابن تسع سنين.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا الفضل بن دكين، نا أبو سعيد بن عوذ البرّاد المكي، نا محمّد بن المرتفع، قال: سمعت ابن الزبير يقول:

يا معشر الحاج سلوني، فعلينا كان التنزيل، و نحن حضرنا التأويل، فقال له رجل من أهل العراق: دخلت في جرابي فأرة (1) أ يحل لي (2) قتلها و أنا محرم ؟ قال: اقتل الفويسقة، قال: أخبرنا بالشفع و الوتر و الليالي العشر، قال: العشر: الثمان و عرفة و النحر، و الشفع من تعجّل في يومين فلا إثم عليه، و من تأخر فلا إثم عليه، و هو اليوم.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير، قال:

و حدّثني يعقوب بن محمّد بن عيسى، عن يحيى بن محمّد بن حكيم، عن عبد اللّه بن عمر بن حفص، عن عبد الرّحمن بن القاسم، عن أبيه، قال:

ما كان أحد أعلم بالمناسك من ابن الزبير.

قال: و نا (3) الزبير، قال: و حدّثني مصعب بن عثمان قال: أوصت أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصدّيق إلى عبد اللّه بن الزبير، و أوصى إليه حكيم بن حزام، و عبد اللّه بن عامر بن كريز، و الأسود بن أبي البختري، و شيبة بن عثمان، و الأسود بن عوف.

قال الزبير: و وجدت مثل حديث مصعب بن عثمان هذا في كتب إبراهيم بن

ص: 168


1- بالأصل:«حرابى فاراه» تحريف و المثبت عن م.
2- بالأصل «انحل بي» و المثبت عن م.
3- في م: و أنا.

موسى بن صديق، و كان من العلماء العباد (1) المجتهدين إن شاء اللّه، و أنا قرأت وصية أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصدّيق إلى عبد اللّه بن الزبير.

قال: و نا الزبير، قال: و حدّثني مصعب بن عبد اللّه، عن جدي عبد اللّه بن مصعب (2)،عن موسى بن عقبة أنه قال: أقرأني عامر بن عبد اللّه وصيّة عبد اللّه بن مسعود إلى الزبير بن العوّام، و إلى عبد اللّه بن الزبير من بعده، و أنهما من وصيتي في حلّ وبل.

قال: و نا الزبير، قال: و حدّثني يعقوب بن محمّد بن عيسى مثله، بمثل إسناده، و زادني فيه قال: و أقرأني وصية عائشة إلى عبد اللّه بن الزبير فيها: أن الأربعة آلاف التي قال أقضيها عنك تقضيها عنّي.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد - إجازة-.

ح قالا: و أنا أبو تمّام علي بن محمّد، أنا أبو بكر بن بيري، نا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، نا أحمد بن يونس، نا الزنجي بن خالد، عن عمرو بن دينار، قال: ما رأيت مصليا أحسن من صلاة ابن الزبير (3).

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، و أبو عبد اللّه محمّد بن أبي الفتح بن طاهر الشحّاذ، قالا: أنا محمود بن جعفر الكوسج، أنا عم أبي الحسين بن أحمد بن جعفر، أنا إبراهيم بن السندي بن علي، نا (4) محمّد بن زياد بن عبيد اللّه الزيادي، نا فضيل بن عياض، عن منصور، عن مجاهد، قال: كان ابن الزبير إذا قام في الصّلاة كأنه عود، و حدّث أن أبا بكر كان كذلك (5).

أنبأناه أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم الحافظ (6)،أنا أبو بكر الطلحي، نا أبو

ص: 169


1- اللفظة بالأصل:«احا» و لا معنى لها، و المثبت عن المطبوعة.
2- من قوله: بن عثمان - في آخر الخبر السابق - إلى هنا سقط من م.
3- حلية الأولياء 335/1 و سير الأعلام 367/3.
4- من قوله: محمّد بن أبي الفتح إلى هنا سقط من م. و لم يشر محقق مطبوعة المجمع العلمي إلى هذا السقط في السند.
5- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام 368/3 و في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80 ص 438).
6- الخبر في حلية الأولياء 335/1.

حصين الوادعي (1)،نا أحمد بن يونس، نا زائدة، عن منصور، عن مجاهد قال: كان عبد اللّه بن الزبير، فذكره و لم يذكر (2) أبا بكر.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا أبو الربيع الزهراني، نا حمّاد بن زيد، نا ثابت البناني قال: كنت أمرّ بابن الزبير و هو يصلّي خلف المقام كأنه خشبة منصوبة لا يتحرك (3).

قال: و أنا عبد اللّه بن محمّد، نا أحمد بن عمران الأخنسي، نا النضر بن إسماعيل، نا الأعمش، عن يحيى بن وثّاب: أن ابن الزبير كان إذا سجد وقعت العصافير على ظهره تصعد و تنزل لا تراه إلاّ جذم حائط .

أخبرنا أبو الحسين، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه قالوا: أنا أبو جعفر، أنا أبو طاهر، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير قال: و حدّثني إسماعيل بن عبد اللّه، عن أبيه، عن وهب بن كيسان أن أوّل من صف رجليه في الصّلاة عبد اللّه بن الزبير، فاقتدى به كثير من العبّاد، و كان مجتهدا.

قال (4):و نا الزبير، قال: و حدّثني إسماعيل بن عبد اللّه، عن أبيه، عن وهب بن كيسان: أن أول من صفّ رجليه في الصّلاة عبد اللّه بن الزبير، فاقتدى به كثير من العبّاد، و كان مجتهدا.

قال (5):و حدّثنا (6) الزبير، قال: و حدّثني عبد الملك بن عبد العزيز عن خاله يوسف بن الماجشون، عن الثقة بسنده، قال: قسم عبد اللّه بن الزبير الدهر على ثلاث ليال: فليلة هو قائم حتى الصباح، و ليلة هو راكع حتى الصباح، و ليلة هو ساجد حتى الصباح (7).

ص: 170


1- عن م و حلية الأولياء و بالأصل: الوداعي.
2- سقطت «يذكر» من م.
3- سير الأعلام 369/3 و تاريخ الإسلام(61-80 ص 439).
4- ورد هذا الخبر مكررا بالأصل و م.
5- ورد هذا الخبر مكررا بالأصل و م.
6- في م: و حدّثني.
7- الخبر في سير الأعلام 369/3 و تاريخ الإسلام(61-80 ص 439).

قال: و نا الزبير، قال: و حدّثني سليمان بن حرب، عن يزيد بن إبراهيم التستري، عن عبد اللّه بن سعيد، عن مسلم بن ينّاق (1) المكي، قال: ركع ابن الزبير يوما ركعة، فقرأت البقرة و آل عمران و النساء و المائدة و ما رفع رأسه (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الفضل بن ناصر، قالا: أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي الصقر، أنا محمّد بن الحسين بن يوسف الأصبهاني، أنا محمّد بن أحمد بن عبد اللّه البغوي، نا إسحاق بن إبراهيم بن عبّاد الدّبري، أنا عبد الرّزّاق بن همّام، عن ابن جريج، عن عطاء، قال: كان ابن الزبير إذا صلّى كأنه كعب ثابت - و في نسخة: راتب رأيت هو المحفوظ -:

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم (3).

ح قال: و نا سليمان بن أحمد، نا إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرّزّاق، عن ابن جريج، عن عطاء قال: كان ابن الزبير إذا صلّى كأنه كعب راتب.

قال (4):و نا حامد بن جبلة، نا محمّد بن إسحاق، نا أحمد بن سعيد، نا علي بن الحسن بن شقيق، نا نافع بن عمر، عن ابن أبي مليكة، قال: قال لي عمر بن عبد العزيز: إنّ في قلبك من ابن الزبير، قال: قلت: لو رأيته ما رأيت مناجيا مثله، و لا مصليا مثله.

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنا أحمد بن الحسين البيهقي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل البقّال، قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا الحميدي، نا سفيان، عن هشام بن عروة، عن ابن المنكدر، قال: لو رأيت ابن الزبير يصلّي كأنه غصن شجرة تصفقها الريح و المنجنيق يقع هاهنا و هاهنا (5)،قال سفيان: كأنه لا يبالي.

ص: 171


1- بالأصل و م: نياق، بتقديم النون، خطأ و الصواب يناق بتقديم الياء و تشديد النون عن الخلاصة، و ترجمته في تهذيب الكمال 96/18.
2- الخبر في تاريخ الإسلام(61-80 ص 439) و سير الأعلام 369/3 و فيهما:«فقرأنا بالبقرة» بدل: فقرأت.
3- حلية الأولياء 335/1.
4- القائل أبو نعيم الحافظ ، و الخبر في حلية الأولياء 335/1.
5- سير الأعلام 369/3 و تاريخ الإسلام(61-80 ص 439).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا عبد الأعلى بن حمّاد، أنا عبد العزيز بن محمّد، عن هشام بن عروة، قال: رأيت عبد اللّه بن الزبير يرمى بالمنجنيق عن يمينه و عن يساره و لا يلتفت و كان يشبه أبا بكر.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا محمّد بن عبد الرّحمن، نا عبيد اللّه (1) السكري، نا زكريا المنقري، نا الأصمعي، نا يزيد بن إبراهيم، عن عمرو بن دينار، قال: كان ابن الزبير يصلّي في الحجر، و المنجنيق يصيب (2) طرف ثوبه فما يلتفت إليه.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو عبد اللّه ابنا (3) البنّا، قالوا: أنا محمّد بن أحمد بن عبد الرّحمن، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، قال: و حدّثني عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد اللّه بن أبي سلمة الماجشون، و يوسف بن عبد العزيز بن الماجشون، عن ابن (4) أبي مليكة، عن أبيه، أو عن أبيه، عن جده قال:

كنت أطوف مع عمر بن عبد العزيز، فلما بلغت الملتزم تخلّفت عنه أدعو ثم لحقت عمر بن عبد العزيز فقال لي: ما خلّفك ؟ فقلت: كنت أدعو في موضع رأيت عبد اللّه بن الزبير يدعو عنده، فقال: ما تترك تحنانك على ابن الزبير أبدا، قلت: و اللّه ما رأيت أحدا أشد جلدا على لحم، و لحما على عظم من ابن الزبير، و لا رأيت أحدا أثبت قائما، و لا أحسن مصليا من ابن الزبير، و لقد رأيت حجرا من المنجنيق جاء فأصاب شرافة (5) من المسجد فمرّت قذاذة منه بين لحيته و حلقه، فما زال عن مقامه، و لا عرفنا ذلك في صوته، فقال عمر: لا إله إلاّ اللّه جاد ما وصفت.

قال: و نا الزبير، قال: و سمعت إسماعيل بن يعقوب التيمي (6) يحدّث، قال: قال

ص: 172


1- في م:«بن عبيد اللّه السكري» خطأ.
2- في سير الأعلام: و المنجنيق يصب توبه.
3- كذا بالأصل، و قد سقط من السند «و أبو غالب» بعد أو قبل «أبي عبد اللّه» و قد مرّ هذا السند كثيرا.
4- ما بين الرقمين سقط من م.
5- كذا بالأصل و م.
6- في م: التميمي.

عمر بن عبد العزيز لابن أبي مليكة: صف لنا عبد اللّه بن الزبير، فإنه ترمرم (1) على أصحابنا فتغشمروا (2) عليه، فقال عن أي حاليه يسأل أ عن دينه، أو عن دنياه ؟ قال: عن كلّ ، قال: و اللّه ما رأيت جلدا قط ركب على لحم، و لا لحما على عصب، و لا عصبا على عظم مثل جلده على لحمه، و لا مثل لحمه على عصبه، و لا مثل عصبه على عظمه، و لا رأيت نفسا ركبت بين جنبين مثل نفس له ركبت بين جنبيه، و لقد قام يوما إلى الصّلاة فمرّ حجر من حجارة المنجنيق بلبنة مطبوخة من شرافات (3) المسجد، فمرّت بين لحيته و صدره، فو اللّه ما خشع لها بصره، و لا قطع لها قراءته، و لا ركع دون الركوع الذي كان يركع، إنّ ابن الزبير كان إذا دخل في الصّلاة خرج من كلّ شيء إليها، و لقد كان يركع فتكاد تقع الرخم (4) على ظهره، و يسجد فكأنه ثوب مطروح.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين (5) بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا إسحاق بن إبراهيم، نا أبو بكر بن عيّاش قال: سمعت أبا إسحاق يقول: ما رأيت رجلا قط أعظم سجدة بين عينيه من عبد اللّه بن الزبير (6).

أخبرنا بها عاليا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الحسين بن (7) النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني جدي، نا أبو بكر بن عيّاش، عن أبي إسحاق، قال: ما رأيت أحدا أعظم سجدة بين عينيه من عبد اللّه بن الزبير.

و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الحسين، أنا عيسى.

و أخبرنا أبو القاسم أيضا، و أبو الحسن (8) بن عبد السّلام، قالا: أنا أبو محمّد

ص: 173


1- بالأصل و م:«تمرمرم» خطأ و الصواب عن مختصر ابن منظور 177/12 و ترمرم: حرك فاه للكلام (اللسان).
2- تغشمروا عليه: غضبوا.
3- كذا بالأصل و م.
4- الرخم، جمع رخمة طائر أبقع على شكل النسر (اللسان).
5- من هنا إلى آخر هذا الخبر، و بداية الخبر التالي إلى «بن النقور» سقط من م. و سنشير إلى ذلك هناك أيضا.
6- سير أعلام النبلاء 369/3-370 و تاريخ الإسلام(61-80 ص 439).
7- إلى هنا ينتهي السقط من م الذي أشرنا إليه في الخبر السابق.
8- بالأصل: أبو الحسين، و المثبت عن م.

الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة (1)،قالا: نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، نا شعبة، عن منصور بن زاذان (2)،قال: أخبرني من رأى ابن الزبير شرب في صلاته، و كان ابن الزبير من المصلين.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (3)،نا سعيد بن أبي مريم، نا نافع، عن ابن كميل، قال:

جلست إلى عمر بن عبد العزيز، فقال: أ كان ابن الزبير يصلي الصبح بغلس ؟ قلت: نعم، قال: و ما يريد بذلك ؟ قلت: سنة أبيك عمر، قال: إن ابن الزبير لم يكن الصلاة له عيبا (4)،لم ير رجل أطول قياما، و أطول ركوعا، و أطول سجودا، و أتمّ جلسة، و أقلّ التفاتا، و أكمل صلاة من ابن الزبير، و لم ير من الناس أكيس خطيبا و أكيس ما جارا (5)،و أكيس مخاصما حتى إذا ولي أنكر الناس منه ما كانوا يعرفون.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه، قالوا: أنا أبو جعفر، أنا أبو طاهر، أنا أحمد، نا الزبير، حدّثني عمي مصعب عن جدي عبد اللّه، عن عمر بن قيس، عن أمّه أنها قالت:

دخلت على عبد اللّه بن الزبير بيته، فإذا هو قائم يصلي، قالت: فسقطت حيّة من السقف على ابنه هاشم فتطوّت على بطنه، و هو قائم، و صاح أهل البيت: الحية و لم يزالوا بها حتى قتلوها، و عبد اللّه بن الزبير يصلّي، ما التفت و لا عجّل، ثم فرغ بعد ما قتلت، فقال: ما بالكم ؟ قال: فقالت أم هاشم: يرحمك اللّه أ رأيت إن كنا هنا عليك أ يهون عليك ابنك ؟ قالت: فقال: ويحك، و ما كانت التفاتة لو التفتها مبقية من صلاتي (6)؟ولاء عمر بن قيس لأم هاشم بنت منظور بن زيّان (7)،أم هاشم بن عبد اللّه بن الزبير.

ص: 174


1- عن م و بالأصل:«حباية» و قد وهم محقق مطبوعة المجمع العلمي فأشار في الحاشية إلى أن اللفظة في جميع الأصول «حباية» ففي م كما أشرت اللفظة واضحة تماما: حبابة.
2- بالأصل و م: زادان، خطأ و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 388/18.
3- الخبر في المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 543/1.
4- كذا بالأصل و م و في المعرفة و التاريخ:«غشّا» و في المطبوعة: عبئا.
5- كذا رسمها بالأصل و م، و رسمت في المعرفة و التاريخ: ما حارا.
6- الخبر مختصرا في سير الأعلام 371/3 و تاريخ الإسلام(61-80 ص 439).
7- بالأصل و م: ريان، خطأ و الصواب ما أثبت انظر جمهرة ابن حزم ص 258.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم (1)،نا محمّد بن علي بن عاصم، نا الحسين بن محمّد الحرّاني، نا عبد الوارث بن عبد الصمد، حدّثتني أمي، قالت:

حدّثتنا ماطرة المهرية، قالت: حدّثتني خالتي أم جعفر بنت النعمان أنها سلّمت على أسماء بنت أبي بكر - و ذكر عندها عبد اللّه بن الزبير - فقالت: كان ابن الزبير قوّام الليل، صوّام النهار، و كان يسمّى حمام المسجد.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد، و أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه [يحيى] (2)ابنا أبي علي، قالوا: أنا أبو جعفر المعدل (3)،أنا أبو طاهر، نا أحمد، نا الزبير، قال:

و حدّثني محمّد بن الضّحّاك، نا الحزامي، و عبد الملك بن عبد العزيز، و من لا أحصي كثرة من أصحابنا: أن عبد اللّه بن الزبير كان يواصل الصيام سبعا، يصوم يوم الجمعة و لا يفطر إلاّ ليلة الجمعة الأخرى، و يصوم بالمدينة فلا يفطر إلاّ بمكّة، و قال عبد الملك: و كان إذا أفطر كان أوّل ما يفطر عليه لبن لقحة بسمن بقر، و زادني غيره:

و صبر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو منصور عبد الباقي بن محمّد بن غالب، أنا أحمد بن محمّد بن عمران، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن المروزي.

ح و أخبرنا (4) أبو سعد (5) بن البغدادي، أنا أبو منصور بن شكرويه، و أبو بكر السمسار، قالا: أنا أبو إسحاق بن خرّشيد قوله، نا الحسين بن إسماعيل المحاملي، نا ابن أبي مذعور (6)،قالا: نا هشيم (7)،نا - و قال ابن أبي مذعور: أنا - مغيرة، عن فطر بن عبد اللّه، قال:

ص: 175


1- الخبر في حلية الأولياء 335/1 و سير الأعلام 367/3 و تاريخ الإسلام(61-80 ص 440).
2- زيادة من الإيضاح.
3- بالأصل:«العدل» و اللفظة غير واضحة بالتصوير في م، و الصواب ما أثبت و قد مرّ.
4- فوق اللفظة في م: ملحق.
5- في م: أبو سعيد خطأ.
6- بالأصل و م: مدعور، خطأ و الصواب ما أثبت بالذال المعجمة، و اسمه محمّد بن عمرو بن سليمان، أبو عبد اللّه، ترجمته في تاريخ بغداد 130/3.
7- في م:«هاشم» و كتب محقق المطبوعة بالحاشية عن م:«هشام» خطأ.

رأيت ابن الزبير و هو يواصل من الجمعة إلى الجمعة، فإذا كان عند إفطاره من الليلة المقبلة من ليلة الجمعة و دعا - و قال ابن أبي مذعور قال: يدعو - بقدح يقال له الغمر (1)،و يدعو بسمن، و قال المروزي بقعب (2) من سمن - ثم يأمر بلبن يحلب - و قال ابن أبي مذعور: فيحلب - عليه - ثم يدعو بشيء من صبر فيذرّه عليه ثم يشربه، فأمّا اللبن فيعصمه، و أمّا السمن فيقطع عنه العطش، و أما الصّبر فيفتق أمعاءه.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين (3) بن النّقّور، أنا أبو القاسم الوزير، أنا أبو القاسم البغوي، نا زياد بن أيوب، أنا هشيم، عن مغيرة، عن فطر (4) بن عبد اللّه، قال: رأيت ابن الزبير و هو يواصل من الجمعة إلى الجمعة، فإذا كان عند إفطاره من الليلة المقبلة يدعو بقدح قد سمّاه هشيم، قال: ثم يدعو بقعب من سمن، ثم يأمر بلبن فيحلب عليه ثم يدعو بشيء من صبر فيذرّه عليه، ثم يشربه، فأمّا اللبن فيعصمه، و أمّا السمن فيقطع عنه العطش، و أما الصبر فيفتح أمعاءه.

قال: و أنا البغوي، نا عيسى بن سالم الشاشي، نا أبو المليح، قال: قال ميمون بن مهران: رأيت عبد اللّه بن الزبير يوصل من الجمعة إلى الجمعة، فإذا أفطر استعان بالسمن حتى يلين بالسمن.

أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر بن أبي الرضا، أنا الفضيل (5) بن يحيى الفضيلي، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن محمّد بن أبي شريح، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر، نا عبّاس الدوري.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنا أبو القاسم الوزير، أنا أبو القاسم البغوي، حدّثني ابن هانئ - يعني إبراهيم - نا حسان بن عبد اللّه.

ح قال: و نا البغوي، قال: و حدّثني عبّاس، نا يحيى بن معين، نا حسان بن

ص: 176


1- الغمر: القدح الصغير (اللسان).
2- العقب: القدح (اللسان).
3- بالأصل و م: أبو الحسن، خطأ.
4- كذا بالأصل و م و المطبوعة. و على هامش الأصل:«و صوابه فطن».
5- عن م و بالأصل: الفضل.

عبد اللّه المصري عن خلاّد بن سليمان المصري، عن خالد بن أبي عمران، قال: كان ابن الزبير لا يفطر من الشهر إلاّ ثلاثة أيام، قال: و مكث أربعين سنة لم ينزع ثوبه عن ظهره (1)-و في حديث ابن زهر: من ظهره-.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالويه، قالا: ثنا محمّد بن يعقوب، نا عيّاش بن محمّد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: نا حسان بن عبد اللّه المصري، عن خلاّد بن سليمان المصري، عن خالد بن أبي عمران قال: كان ابن الزبير لا يفطر من الشهر إلاّ ثلاثة أيام، قال: و مكث أربعين سنة لم ينزع ثوبه عن ظهره.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمّد، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ .

ح و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد (2) بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالويه، قالوا: أنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، نا عبّاس الدوري، نا يحيى بن معين، نا روح بن عبادة، نا حبيب بن الشهيد، عن ابن أبي مليكة قال: كان ابن الزبير يواصل سبعة أيّام ثم يصبح اليوم الثامن و هو أليثنا (3)(4).

أخبرنا أبو بكر الحاسب، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا روح بن عبادة، و يحيى بن عبّاد، قالا: نا حمّاد بن سلمة، عن عمّار بن أبي عمّار: أن عبد اللّه بن الزبير كان يواصل سبعة أيام فإذا كان ليلة السّابعة دعا بإناء من سمن فشربه ثم أتى بثريدة في صحفة عليها عرقان (5)،و يؤتى الناس بالجفان، فتوضع بين أيديهم، فيقول: يا أيها الناس هذا من خالص مالي، و هذا من بيت مالكم.

قال: و نا محمّد بن سعد، نا روح بن عبادة، نا حبيب بن الشهيد، عن ابن أبي

ص: 177


1- عن م و بالأصل: طهره.
2- لفظة «أحمد» مكانها بياض في م.
3- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل و م، و رسمها:«الثنيا» و الذي أثبتناه عن سير أعلام النبلاء 368/3. و المليث كمنبر الشديد القوي، و المليثة من الإبل الشديدة (قاموس).
4- الخبر في حلية الأولياء 335/1 و سير الأعلام 368/3.
5- العرقان مثنى عرق و هو العظم الذي أخذ أكثر لحمه (اللسان).

مليكة، قال: كان ابن الزبير يواصل سبعة أيام، ثم يصبح اليوم الثامن و هو أليثنا.

قال: و أنا ابن سعد، أنا عبد الوهّاب بن عطاء، عن هشام بن حسان، قال: كان عبد اللّه بن الزبير يصوم عشرة (1) أيام لا يفطر فيها، قال: فكان إذا دخل رمضان أكل أكلة في نصف الشهر.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنا أبو بكر الخطيب.

ح و أنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا الحسين بن صفوان، نا عبد اللّه محمّد بن أبي الدنيا، حدّثني سريج (2) بن يونس، عن رباح بن خالد، عن عبد السّلام بن حرب، عن ليث، عن مجاهد قال: ما كان باب من العبادة يعجز عنه الناس إلاّ تكلّفه (3) عبد اللّه بن الزبير، و لقد جاء سيل طبّق البيت فجعل ابن الزبير يطوف سباحة (4)(5).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفتح نصر بن أحمد بن نصر، أنا محمّد بن أحمد الجواليقي.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو طاهر أحمد بن علي، قالا: أنا الحسين بن علي الطناجيري، قالا: أنا محمّد بن زيد بن علي، نا محمّد بن محمّد بن عقبة، نا هارون بن حاتم، نا رباح، عن عبد السلام بن حرب، عن ليث، عن مجاهد قال: بلغ ابن الزبير من العبادة ما لم يبلغ أحد، و جاء سيل فحال بين الناس و بين الطواف، فجاء ابن الزبير فطاف بالبيت سبوعا (6) سباحة (7).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن (8) بن علي، أنا أبو عمر بن

ص: 178


1- في م: عشر.
2- بالأصل و م و المطبوعة: شريح، خطأ و الصواب ما أثبت:«سريج» ترجمته في تهذيب الكمال 59/7 و سير الأعلام 146/11.
3- بالأصل:«لا يكلفه» و الصواب ما أثبت، عن م.
4- في الأصل و م:«سياحة».
5- الخبر في سير الأعلام 370/3 و تاريخ الإسلام(61-80 ص 440).
6- أي سبع مرات.
7- بالأصل و م:«سياحة» و المثبت قياسا إلى الرواية السابقة للخبر.
8- عن م و بالأصل: الحسين.

حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا أحمد بن عبد اللّه بن يونس، نا زهير، نا عروة بن عبد اللّه بن قشير، قال: ما رأيت إنسانا أسرع مشيا حول البيت من ابن الزبير، قال: و كان يؤمّنا عند المقام، فإذا فرغ من المكتوبة صلّى تحت الميزاب قائما ما يتحرك منه شيء.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه، قالوا: أنا محمّد بن أحمد، أنا محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير، قال: و حدّثني إبراهيم بن المنذر، عن عثمان بن طلحة، قال: كان عبد اللّه بن الزبير لا ينازع في ثلاثة: شجاعة، و لا عبادة، و لا بلاغة (1).

قال: و نا الزبير، قال: و حدّثني عبد العزيز بن أبي سلمة، عن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف، عن الزهري، عن أنس بن مالك.

أن عثمان بن عفّان أمر زيد بن ثابت، و عبد اللّه بن الزبير و سعيد بن العاص، و عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام فنسخوا القرآن في المصاحف، و قال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم و زيد في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنّما نزل بلسانهم، ففعلوا (2)،في حديث طويل.

قال: و حدّثني محمّد بن الحسن (3)،عن نوفل بن عمارة قال: سئل سعيد بن المسيّب عن خطباء قريش في الجاهلية، فقال الأسود بن المطّلب بن أسد، و سهيل بن عمرو، و سئل عن خطبائهم في الإسلام، فقال: معاوية و ابنه، و سعيد و ابنه، و عبد اللّه بن الزبير.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني عمي، نا أبو نعيم، نا عبد الواحد بن أيمن قال: رأيت على ابن الزبير رداء عدنيا يصلّي فيه، و كان صيّتا إذا خطب، تجاوب الجبلان أبو قبيس و زرزر (4) و كانت له جمّة إلى العنق، و كانت له لحية صفراء (5).

ص: 179


1- سير أعلام النبلاء 370/3 و تاريخ الإسلام(61-80 ص 440).
2- سير أعلام النبلاء 370/3 و تاريخ الإسلام(61-80 ص 440).
3- في م: الحسين.
4- كذا بالأصل و م.
5- الخبر في سير الأعلام 370/3 و تاريخ الإسلام(61-80 ص 440).

أخبرنا أبو بكر اللّفتواني، أنا عبد الوهّاب بن محمّد بن إسحاق، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا عبد اللّه بن محمّد القرشي، حدّثني سليمان بن أبي شيخ، نا أبو سفيان الحميري (1) قال: تكلّم عبد اللّه بن الزبير، و الزبير يسمع، فقال له: أي بني ما رأيت (2) تكلّم بكلام أبي بكر رضي اللّه عنه حتى ظننت أن أبا بكر قائم، فانظر إلى من تزوّج فإن المرأة من أخيها من أبيها.

حدّثنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن، أنا أبو القاسم يوسف بن محمّد المهرواني، أنا عبد الواحد بن محمّد بن عبد اللّه بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي، قال: قرئ على الحارث بن مسكين، أخبركم ابن وهب قال: سمعت مالك بن أنس.

يحدّث أن عبد اللّه بن الزبير شهد فتح إفريقية في خلافة عثمان بن عفّان، و أنه قدم بذلك المدينة، فأمره عثمان أن يقوم فيتكلم، فكأنّ الزبير كره ذلك، فلما خطب أعجبه ما قال، ثم قال الزبير: كأنه كلام أبيه - يريد أبا بكر الصدّيق - قال مالك: لأن أمه أسماء ابنة أبي بكر.

أخبرنا أبو علي الحسين بن أشليها، و ابنه أبو الحسن (3) علي، قالا: أنا أحمد بن علي بن طاهر، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم القرشي، نا محمّد بن عائذ، أخبرني مروان بن محمّد، عن رشدين بن سعد، عن الحسن بن ثوبان، عن يزيد بن أبي حبيب.

أن عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح بعث عبد اللّه بن الزبير بفتح إفريقية، و كان في الجيش معهم، فقدم على عثمان قبل أن يأتي أباه فخرج معه عثمان إلى المسجد، فرقى المنبر، فحمد اللّه، و أثنى عليه بما هو أهله، ثم ذكر الذي فتح اللّه على عبد اللّه بن سعد، ثم قال: قم يا ابن الزبير فحدّث الناس، فقال: فوجدت على عثمان حين يأمر

ص: 180


1- هو سعيد بن يحيى بن مهدي، أبو سفيان، ترجمته في تهذيب الكمال 325/7.
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: زلت.
3- في م:«أبو الحسين» خطأ، و الصواب ما أثبت و اسمه: علي بن الحسين بن علي بن الحسين بن أحمد بن جعفر بن الفضل، أبو الحسن بن أبي علي و يعرف بابن أشليها، قاله في مشيخة ابن عساكر 142/ب رقم 830.

غلاما من الغلمان أن يتكلم، فقام (1) عبد اللّه بن الزبير، فتكلم فأبلغ و أصاب، فما فرغ حتى ملأهم عجبا، فنزل عثمان و ذهب ابن الزبير إلى أبيه، فقال: إذا أردت أن تتزوّج امرأة فانظر إلى أبيها، و أخيها، قبل أن تتزوجها، كأنه يشبّه - يعني بلاغته - ببلاغة جدّه أبي بكر.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو عبد اللّه الزبير بن بكار، قال؛ و حدّثني عمي مصعب بن عبد اللّه (2) قال: غزا عبد اللّه بن الزبير إفريقية مع عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح العامري، فحدّثني الزبير بن خبيب (3) و أبي عبد اللّه بن مصعب، قالا: قال عبد اللّه بن الزبير: هجم علينا جرجير في معسكرنا في عشرين و مائة ألف فأحاطوا بنا من كل مكان و سقط في أيدي المسلمين و نحن في عشرين ألفا من المسلمين، و اختلف الناس على ابن أبي سرح، فدخل فسطاطا له فخلا فيه، و رأيت غرة من (4) جرجير بصرت به خلف عساكره على برذون أشهب معه جاريتان تظلان (5) عليه بريش الطواويس بينه و بين جنده أرض بيضاء ليس فيها أحد، فخرجت أطلب ابن أبي سرح فقيل قد خلا في فسطاطه، فأتبت حاجبه، فأبى أن يأذن لي عليه، فدرت من كسر الفسطاط فدخلت عليه، فوجدته مستلقيا على ظهره، فلما دخلت فزع و استوى جالسا، فقلت: إيه إيه كلّ أزبّ نفور (6)،فقال: ما أدخلك عليّ يا ابن الزبير؟ قلت: رأيت عورة من العدو، فأخرج فاندب إليّ الناس، قال: و ما هي ؟ قال: فأخبرته، فخرج معي سريعا، فقال: أيها الناس انتدبوا مع ابن الزبير، فاخترت ثلاثين فارسا، و قلت لسائرهم: البثوا على مصافّكم، و حملت في الوجه الذي رأيت فيه جرجير، و قلت

ص: 181


1- في م: فقال.
2- الخبر في نسب قريش للمصعب الزبيري ص 237-238 و تاريخ الإسلام(61-80 ص 440-441) و سير أعلام النبلاء 371/3.
3- بالأصل و م: حبيب، خطأ و الصواب عن المصادر السابقة.
4- عن م و المصادر السابقة، و بالأصل: بن.
5- كذا بالأصل و م و تاريخ الإسلام، و في سير الأعلام: تظلّلان.
6- الأزب من الإبل الكثير شعر الأذنين و العينين. و لا يكون الأزب إلاّ نفورا، لأنه ينبت على حاجبيه شعرات، فإذا ضربته الريح نفر (اللسان زبب).

لأصحابي: احموا لي ظهري، فو اللّه ما شئت (1) أن خرقت الصف إليه، فخرجت صامدا له و ما يحتسب هو و لا أصحابه إلاّ أني رسول إليه حتى دنوت منه، فعرف الشرّ فثنى (2)برذونه موليا، و أدركته فطعنته، فسقط ، و سقطت الجاريتان عليه، و أهويت إليه مبادرا فذففت (3) عليه بالسيف، و أصبت يد إحدى الجاريتين فقطعتها ثم احتززت رأسه فنصبته في رمحي و كبّرت، و حمل المسلمون في الوجه الآخر الذي كنت فيه و ارفضّ العدو في كل وجه، و منح اللّه المسلمين أكتافهم.

فلما أراد ابن أبي سرح أن يوجّه بشيرا إلى عثمان قال: أنت أولى من هاهنا بذاك، فانطلق إلى أمير المؤمنين فأخبره الخبر، فقدمت على عثمان فأخبرته بفتح اللّه و نصره و صنعه، و وصفت له أمرنا كيف كان، فلما فرغت من ذلك قال: هل تستطيع أن تؤدي هذا (4) إلى الناس، قال: قلت: و ما يمنعني من ذاك ؟ قال: فاخرج إلى الناس فأخبرهم، فخرجت حتى جئت المنبر، فاستقبلت الناس، فتلقاني وجه أبي الزبير بن العوّام، فدخلتني له هيبة، فعرفها أبي في وجهي فقبض قبضة من حصى و جمع وجهه في وجهي و همّ أن يحصبني فاعتزمت (5) فتكلّمت، فزعموا أن الزبير لما فرغ من كلامه قال: و اللّه لكأني سمعت كلام أبي بكر الصدّيق، من أراد أن يتزوّج امرأة فلينظر إلى أبيها و أخيها، فإنها تأتيه بأحدهما.

و بشّر عبد اللّه بن الزبير مقدمه من إفريقية بابنه (6) خبيب بن عبد اللّه، و عروة بن الزبير، و كان خبيب أكبر من عروة، و كان عبد اللّه يكنى أبا بكر، و يكنى أبا خبيب بابنه خبيب بن عبد اللّه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا إبراهيم بن مهدي، نا

ص: 182


1- كذا بالأصل، و إعجامها مضطرب في م، و في المطبوعة:«فما نشبت» و في نسب قريش:«فما كان إلاّ أن خرقت..».
2- في نسب قريش:«فقبل برذونه» و في تاريخ الإسلام:«فتبادر برذونه» و في سير الأعلام:«فثابر برذونه».
3- بالأصل و م:«فدققت» و المثبت عن نسب قريش.
4- في م: ذلك.
5- بالأصل: فأعرمت، و في م:«فأعزمت» و المثبت عن نسب قريش.
6- بالأصل و م:«بأبيه» خطأ و الصواب عن نسب قريش.

ابن المبارك، أنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد اللّه بن الزبير أنه كان مع أبيه يوم اليرموك، فلما انهزم المشركون حمل فجعل يجيز على جرحاهم.

أخبرنا أبو طاهر محمّد بن الحسين في كتابه، أنا أبو علي الأهوازي.

ثم أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا سهل بن بشر، أنا طرفة بن أحمد، قالا:

أنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنا أبو الجهم بن طلاّب [عن] (1) أحمد بن أبي الحواري، قال: سمعت أبا سليمان يقول:

خرج ابن الزبير في ليلة مقمرة على راحلة، قال: فنزل يبول (2) فالتفت فإذا على الراحلة شيخ أبيض الرأس و اللحية، قال: فشدّ عليه فتنحى فركب راحلته و مضى، قال:

فناداه: و اللّه يا ابن الزبير لو دخل قلبك مني الليلة شعرة لخبلتك، قال: و منك أنت بالعين يدخل (3) قلبي شيء.

قال: و نا أحمد بن أبي الحواري، حدّثني علي الرحبي، قال: قال عبد اللّه بن الزبير: إذا رأيت خيالا في الليل فلا تكن أجبن الخيالين.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد (4) أحمد بن الحسن بن أبي عثمان، و أبو طاهر أحمد بن محمّد بن إبراهيم.

ح و أنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا أبي أبو طاهر، قالا: أنا أبو القاسم إسماعيل بن الحسن بن عبد اللّه الصرصري، نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا عبد اللّه بن شبيب.

حدّثني محمّد بن غرير بن الوليد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف، حدّثني يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري، عن أبيه، قال:

خرج عبد اللّه بن الزبير يريد مكّة، حتى إذا كان ببعض الطريق نزل تحت شجرة

ص: 183


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدركت للإيضاح، و في م «بن» خطأ.
2- بالأصل:«يقول» و في م:«يبوك» و كلاهما فيه نظر، و المثبت «يبول» عن مختصر ابن منظور 180/12.
3- بالأصل و م: تدخل.
4- بالأصل و م:«أبو محمّد بن أحمد بن الحسين بن أبي عثمان» خطأ و المثبت قياسا إلى أسانيد مماثلة سابقة.

و حط رحله، ثم رقد، فاستيقظ فرأى على حلسه (1) مثل الشبر أو فويق الشبر، قال:

فنفضه عن الحلس، فطفق ينتقل على متاع الرحل حتى صار على الخشبة، كلّ ذلك ينفضه ابن الزبير فيلقيه (2) عينه، ثم قال ابن الزبير: من أنت ؟ قال: أنا أزبّ الشجرة، قال: افتح فاك حتى انظر إلى أسنانك، قال: ففتح فاه فأدخل ابن الزبير اصبعه في فيه، فطفق يجليها في فيه، قال: فإذا أسنانه كلها أنياب، قال: ثم اغترز ابن الزبير في رحله و أثار راحلته، قال: و طفق ذلك يطول معه حتى ساوى برحله، قال: ثم غفل عنه ابن الزبير، فسمعته و هو يقول حين فقدته: للّه درّك يا ابن الزبير أي رجل أنت، قال: فما دخلتني منه وحشة حتى توارى عني، فإنّي وجدت قشعريرة حين فقدته، أو قال: حين توارى عني.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني أبو بكر بن زنجويه، حدّثني أحمد بن شبّويه، حدّثني سليان - يعني ابن سلمويه - صاحب ابن المبارك، قال: قرأت على ابن المبارك، عن إسحاق بن يحيى، عن عامر بن عبد اللّه بن الزبير، قال:

أقبل عبد اللّه بن الزبير من العمرة في ركب من قريش فيهم عبد الرّحمن بن أبي ربيعة المخزومي و رهط من قريش حتى إذا كانوا بالكديد (3) قال ابن الزبير: رأيت رجلا تحت التناضب (4)-يعني شجرا - فقال ابن الزبير: أ لا تقدم أبغيكم لبنا؟ قالوا: بلى، فأقبل ابن الزبير حتى أتاه، قال: فسلّمت عليه، قال: و عليك السلام، قال ابن الزبير:

و اللّه ما رأيتني أتيت أحدا إلاّ رأيت له مني هيبة غيره، فلمّا دنوت منه و هو في ظلّ قد كاد (5) يذهب و لم يتحرك، فضربت برجلي و قلت: انقبض إليك إنّك لشحيح بظلك، فانحاز متكارها، فجلست فأخذت بيده، و قلت: من أنت ؟ قال: رجل من أهل الأرض

ص: 184


1- الحلس: بالكسر، كساء على ظهر البعير تحت البرذعة، و يبسط في البيت تحت حر الثياب (القاموس المحيط ).
2- كذا بالأصل و م.
3- الكديد: فيه روايتان: الأولى رفع (كذا) أوله و كسر ثانيه، و الثانية: الكديد مصغرا: موضع على اثنين و أربعين ميلا من مكة (معجم البلدان).
4- التناضب: انظر في ضبطه و موقعه معجم البلدان.
5- في م: كان.

من الجن، قال: فو اللّه ما عدا أن قالها، فقامت كلّ شعرة مني و اجتذبته بيدي، فقلت:

إنك من أهل الأرض و تبدو (1) لي هكذا، و اجتذبته، فإذا ليس له سفلة فانكسر، فقلت:

إلي تبدو (2) و أنت من أهل الأرض، و انقمع مني، فذهب فجاء (3) أصحابي، قالوا: أين صاحبك ؟ قلت: كان و اللّه رجلا من الجن، فذهب، قال: ما بقي رجل ممن رآه إلاّ ضرب به الأرض ساقطا، فأخذت كلّ رجل منهم فشددته على بعيره بين شعبتي رحله حتى أتيت بهم أمج (4) و ما يعقلون.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر، و ابنه أبو علي أحمد، و أبو الحسين عبد الوهّاب بن جعفر بن علي الميداني، و أبو نصر عبد الوهّاب بن عبد اللّه بن عمر المرّي - و اللفظ لابن أبي نصر - قالوا: أنا أبو سليمان محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن زبر، نا أبي، نا جعفر بن محمّد بن شاكر الصائغ، نا إسحاق بن إسماعيل، نا معاذ بن عبد الوهّاب، عن سفيان بن عيينة، قال:

قال ابن الزبير: دخلت المسجد ذات ليلة فإذا نسوة يطفن بالبيت، فأعجبنني (5)، فلما قضين طوافهنّ خرجن مما يلي باب الحذائين، فقلت: لأتبعهن حتى أعرف مواضعهن، فما زلن يمشين حتى أتين العقبة، ثم صعدان العقبة، و صعدت خلفهنّ ، ثم هبطن، و هبطت خلفهنّ ، حتى أتين فجّا فدخلن في خربة، فدخلت في إثرهن، فإذا مشيخة جلوس، فقالوا: ما جاء بك يا ابن الزبير؟ فقلت لهم: و من أنتم ؟ قالوا: نحن الجن، قلت: إني رأيت نسوة يطفن بالبيت، فأعجبنني (6) فاتبعتهنّ حتى دخلت هذا الموضع، فقالوا: إنّ أولئك نساؤنا، تشهّى يا ابن الزبير ما شئت، قلت: أشتهي رطبا و ما بمكة يومئذ من رطبة، فأتوني برطب، فأكلت، ثم قالوا لي: احمل ما بقي معك، قال: فحملته و رجعت، و أنا أريد أن أريه أهل مكّة حتى دخلت منزلي فوضعته في سفط ثم وضعت السفط في صندوق، ثم وضعت رأسي فو اللّه إني لبين النائم و اليقظان إذ

ص: 185


1- بالأصل و م: تبدا.
2- بالأصل و م: تبدا.
3- في م: فجاءني.
4- أمج: بالجيم و فتح أوله و ثانيه، بلد من أعراض المدينة (ياقوت).
5- عن م و بالأصل: فأعجبتني.
6- عن م و بالأصل: فأعجبتني.

سمعت جلبة في البيت، فقال بعضهم لبعض: أين وضعه ؟ فقال بعضهم: في الصندوق، فقال بعضهم لبعض: افتحوا الصندوق، قال: ففتحوه، فقال بعضهم لبعض: أين هو؟ فقال بعضهم: في السفط ، قال: افتحوا السفط ، فقالوا: لا نستطيع أن نفتحه إنه قد ذكر عليه اسم اللّه عز و جل، قال: فاحملوه كما هو، قال: فحملوه، فذهبوا به.

قال ابن الزبير: لم آسف على شيء أسفي كيف لم أثب عليهم و هم في البيت.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، و أبو المعالي ثعلب بن جعفر السرّاج، قالا: أنا عبد الدائم بن الحسن، أنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنا أبو العبّاس بن الزّفتي، نا أحمد بن أبي الحواري، نا أبو معاوية، عن هشام، عن وهب بن كيسان، قال: ما رأيت ابن الزبير معطي (1) رجلا كلمة قط لرغبة و لا لرهبة سلطان و لا غيره.

قال: و نا معاوية، نا هشام، عن أبيه قال: لما قتل عمر محا الزبير نفسه من الديوان، فلما قتل عثمان محا ابن الزبير نفسه من الديوان.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، حدّثني شرحبيل بن أبي عون، عن أبيه، قال:

سمعت ابن الزبير يقول على منبر مكة: و اللّه لقد استخلفني أمير المؤمنين عثمان على الدار، فلقد كنت أنا الذي أقاتل بهم، و لقد كنت أخرج في (2) الكتيبة و أباشر القتال بنفسي فجرحت بضعة عشر جرحا و إنّي لأضع اليوم يدي على بعض تلك الجراحات التي جرحت مع عثمان فأرجو أن تكون خير أعمال.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزبير بن بكار، حدّثني وهب بن جرير، عن أبيه، قال: لما ظهر طلحة و الزبير على عثمان بن حنيف، و كان عاملا لعلي بن أبي طالب على البصرة، أمن (3) عبد اللّه بن الزبير، و كان يصلي بالناس.

ص: 186


1- كذا بالأصل و م.
2- في م: من.
3- كذا بالأصل و م.

أخبرنا (1) أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء محمّد بن علي المقرئ، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد البابسيري، أنا الأحوص (2) بن المفضّل الغلاّبي (3)،نا أبي، حدّثني مصعب بن عبد اللّه، حدّثني أبي، عن موسى بن عقبة بن أبي عيّاش مولى الزبير بن العوام، عن أبي حبيبة مولى الزبير، قال: أتانا ابن عبّاس بالبصرة في يوم شديد الحرّ، فلما رآه الزبير قال: مرحبا بابن لبابة، أ زائرا أم سفيرا؟ قال: كلّ ذلك، أرسلني ابن خالك إليك، فقال لك: ما عدا مما بدا، عرفتني بالمدينة و أنكرتني بالبصرة، قال: فجعل الزبير ينقر بالمروحة في الأرض، ثم رفع رأسه إليه فقال: نرفع (4) لكم المصاحف غدا، فما أحلّت حللنا، و ما حرّمت حرّمنا، فانصرفت فناداني ابن الزبير و هو في جانب البيت: يا ابن عبّاس علي أقبل، قال ابن عبّاس: فأقبلت عليه، و أنا أكره كلامه، فقال: بيننا دم خليفة، و عهد خليفة، و انفراد (5) واحد و اجتماع ثلاثة، و أم مبرورة و مشاورة العامة، قال: يعني الثلاثة: الزبير و طلحة و سعد، أقام بالمدينة، و عهد خليفة عمر بن الخطاب، قال: إذا اجتمعوا و تشاوروا اتبع الأقل الأكثر، و دم الخليفة عثمان بن عفّان.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أبو عبد اللّه النهاوندي، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (6) قال: قال أبو عبيدة في تسمية الأمراء يوم الجمل من أصحاب عائشة و على الرجالة: عبد اللّه بن الزبير.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا علي بن محمّد بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا الحميدي، نا سفيان، عن هشام بن عروة، قال: رأيت ابن الزبير يوم الجمل و به تسع عشرة ضربة ما منها طعنة و لا رمية، و يوم الدار أحد عشر ضربة.

أخبرنا أبو الحسين بن أبي يعلى، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو

ص: 187


1- فوق اللفظة في م: ملحق.
2- عن م و بالأصل: الأخوص.
3- عن م و بالأصل: الغلاني.
4- النون مهملة بالأصل، و في م: يرفع، و لعل الصواب ما ارتأيناه.
5- بالأصل و م:«و انعزلت واحدة اجتماع» صوبنا العبارة عن المطبوعة.
6- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 184.

جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر الذهبي، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال:

و حدّثني يحيى بن معين، عن هشام بن يوسف، عن معمر، أخبرني هشام بن عروة قال: أخذ عبد اللّه بن الزبير من وسط القتلى يوم الجمل، و به بضع و أربعون طعنة و ضربة (1).

قال: و نا الزبير، حدّثني محمّد بن يحيى الأزدي، حدّثني سفيان بن عيينة، عن هارون بن عنترة (2)،عن عبد اللّه بن عبيد بن عمير، قال: أعطت عائشة الذي بشرها أن ابن الزبير لم يقتل عشرة آلاف درهم.

كذا قال هارون بن عنترة، و قال غيره: هارون بن إبراهيم البربري (3)،و هو الصواب.

أخبرناه أبو الحسن صافي بن عبد اللّه النجمي، نا نصر بن إبراهيم الزاهد، أنا عبد الوهّاب بن الحسين بن عمر بن برهان، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن خلف بن بخيت (4)،أنا خلف بن عمر العكبري، نا عبد اللّه بن الزبير الحميدي، نا سفيان، نا هارون بن إبراهيم البربري - قال سفيان: و هو من ثقيف إلاّ أنه بربري - عن عبد اللّه بن عبيد بن عمير: أن عائشة أعطت الذي بشّرها بابن الزبير أنه حيّ عشرة آلاف درهم بشارته (5).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، و أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، قالا: أنا أبو منصور محمّد بن أحمد بن علي.

ح و أخبرنا أبو بكر أيضا، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن علي السمسار.

ح و أنا أبو طاهر محمّد بن أبي نصر بن أبي القاسم، يعرف بابن هاجر، أنا

ص: 188


1- سير الأعلام 371/3 و تاريخ الإسلام(61-80 ص 441).
2- تقرأ بالأصل:«عترة» و في م:«عرة» و كلاهما تحريف، و الصواب ما أثبت و هو هارون بن عنترة بن عبد الرّحمن الشيباني، أبو عبد الرّحمن الكوفي ترجمته في تهذيب الكمال 200/19.
3- و يقال فيه: ابن أبي إبراهيم، الثقفي، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 210/19 و فيها يروى عن عبد اللّه بن عبيد بن عمير، و يروى عنه... و سفيان بن عيينة.
4- رسمها بالأصل:«بحيث» و في م:«بحيث» و كلاهما تحريف و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 334/16.
5- تاريخ الإسلام(61-80 ص 441) و سير الأعلام 371/3.

محمود بن جعفر بن محمّد، قالوا: إنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد المخرّمي (1)،نا الزبير بن بكار، حدّثني محمّد بن الضّحّاك بن عثمان، عن جدي عبد اللّه بن مصعب، قال: أخبرني مولى لنا قد أدرك ابن الزبير، قال: بعث ابن الزبير إلى عائشة يوم الجمل إني صالح، فسجدت عائشة شكرا للّه عز و جل.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال: و حدّثني يعقوب بن محمّد بن عيسى، حدّثني محمّد بن إبراهيم بن ثعلبة بن عبد اللّه بن صعير، عن عبد اللّه بن لهيعة، عن أبي الأسود محمّد بن عبد الرّحمن بن نوفل، عن عروة بن الزبير قال: لم يكن أحد أحبّ إلى عائشة بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و بعد أبي بكر من عبد اللّه بن الزبير (2).

قال: و نا الزبير، حدّثني عتيق بن يعقوب، حدّثني عبيد اللّه بن المنذر، عن هشام بن عروة، عن عروة بن الزبير قال:

اعتلت عائشة، فدخل عليها عبد اللّه و المنذر ابنا الزبير و أنا، فسألناها عن حالها، فشكت إلينا نهكة من علّة لها، قال: فعزّاها (3) عبد اللّه عن ذلك، فأجابته على نحو قوله، فعاد لها بالكلام فعادت له بالجواب، فصمت و بكى، فما رأيت متجاورين (4) من الخلق أبلغ منها، قال: ثم رفعت رأسها تنظر في وجهه فأنهت لبكائه فبكت، ثم قالت:

ما أحقي (5) بأبي منك بما أرى، إن تبك علي، فلما أعلم بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و بعد أبوي أحدا نزل مني منزلتك.

قال: و نا الزبير، قال: و حدّثني عتيق بن يعقوب، عن عبيد اللّه بن المنذر، عن هشام بن عروة، عن عروة قال: ما سمعت أمي عائشة و أسماء تدعوان لأحد من الخلق دعاءهما لعبد اللّه بن الزبير.

ص: 189


1- في م: المحرمي.
2- سير الأعلام 371/3 و تاريخ الإسلام(61-80 ص 441).
3- بالأصل و م:«فعراها» تحريف، و المثبت يوافق عبارة المطبوعة.
4- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: متحاورين من الخلق أبلغ منهما.
5- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: بأحقني.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا الحميدي، نا سفيان، قال: قال هشام بن عروة: كان عبد اللّه بن الزبير يعقد بمكرمات لا يعتدّ بها أحد من الناس، أوصت له عائشة بحجرتها، و اشترى حجرة سودة.

كتب إليّ أبو سعد محمّد بن محمّد، و أبو علي الحسن بن أحمد، و أبو القاسم غانم بن محمّد بن عبيد اللّه، ثم أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد الحلواني، أنا أبو علي، قالوا: أنا أبو نعيم، نا سليمان بن أحمد، نا الحسين بن الفهم، نا هارون بن أبي بكر الزبيري، حدّثني يحيى بن هارون الهرى (1)،عن سليمان بن محمّد بن يحيى بن عروة بن الزبير، عن أبيه، عن عمّه عبد اللّه بن عروة، قال:

أقحمت (2) السنة نابغة بني جعدة، فأتى (3) عبد اللّه بن الزبير و هو جالس في المسجد فأنشده:

حكيت لنا الصّدّيق لما وليتنا *** و عثمان و الفاروق فارتاح معدم

لم يزد على هذا البيت.

أنبأنا أبو علي محمّد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن الباقلاني.

ح و حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الحسن محمّد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد، و أبو علي بن نبهان، قالوا:

أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن مقسم المقرئ، أنا أبو العبّاس أحمد بن يحيى، نا عبد اللّه بن شبيب، نا يحيى بن إبراهيم قال ثعلب:

و حدّثنا الزبير عن أخيه هارون بن أبي بكر قال: و قال عبد اللّه بن شبيب: و لقيت هارون فحدّثني به عن سليمان بن محمّد بن يحيى بن عروة، عن أبيه، عن عمّه عبد اللّه بن عروة قال:

ص: 190


1- كذا رسمها بالأصل و م، و سقطت اللفظة من المطبوعة.
2- أقحم أهل البادية بالضم أجدبوا فحلوا الريف. و القحمة: السنة الشديدة و القحط (القاموس المحيط ).
3- عن م و بالأصل: فيأتي.

أقحمت السنة نابغة بني جعدة فدخل عن ابن الزبير المسجد الحرام، ثم أنشده (1):

حكيت لنا الصّدّيق لمّا وليتنا *** و عثمان و الفاروق فارتاح معدم

و سوّيت بين الناس في الحقّ فاستوى *** فعاد صباحا حالك اللون أسحم

أتاك أبو ليلى يجوب به الدجى *** دجى الليل جوّاب الفلاة عثمثم (2)

لتجبر منه جانبا دعدعت (3) به *** صروف الليالي و الزمان المصمّم

فقال له ابن الزبير: عليك أبا ليلى، فإن الشعر أهون، و سائلك عندنا، أمّا صفوة أموالنا فلآل الزبير، و أمّا عفوته (4) فإن بني أسد تشغلها (5) عنك، و لكن لك في مال اللّه حقان: حق برؤيتك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و حق لشركتك إلى الإسلام في فيئهم ثم أدخله (6)دار النّعم، فأعطاه قلائص تسعا و جملا رحيلا (7) و أوقر له الركاب برا و تمرا و ثيابا، فجعل النابغة يستعجل و يأكل الحبّ صرفا، فقال ابن الزبير: ويح أبي ليلى لقد بلغ به الجهد، فقال النابغة: أشهد لسمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«ما وليت قريش فعدلت، و استرحمت فرحمت (8)،و وعدت خيرا فأنجزت، فانّا و النبيون فراط لقاصفين»[5901].

أخبرنا (9) أبو بكر اللفتواني، و أبو محمّد بن طاوس، قالا: أنا أبو منصور بن شكرويه.

ح و أخبرنا أبو بكر، أنا محمّد بن أحمد بن علي.

ص: 191


1- الأبيات في الأغاني 28/5 ما عدا البيت الثاني.
2- العثمثم: الجمل الشديد.
3- في الأغاني:«زعزعت» و في المطبوعة:«ذعذعت» و في م: دعدت».
4- بالأصل:«عقرته» و المثبت عن م.
5- عن الأغاني، و بالأصل و م: شغلها.
6- كذا بالأصل و م، و وهم محقق المطبوعة فكتب بالهامش عن م:«أخذ بيده فدخل به».
7- بالأصل و م:«وحيلا» و الصواب ما أثبت، و في الأغاني: رجيلا و الرحيل و الرجيل من الإبل بالحاء و الجيم، القوي على السير. و وهم محقق المطبوعة: فنقل عن «س»«وخيلا» و لم يشر إلى م.
8- بعدها في المطبوعة:«و حدثت فصدقت» و لاحظ محققها أن هذه العبارة موجودة فقط في م، و العبارة ليست في م.
9- وضع محقق المطبوعة إشارة هنا، و كتب بالحاشية: ليس الخبر التالي في م. و قد وهم في ذلك فالخبر بتمامه حرفيا في م.

ح و أخبرنا أبو طاهر محمّد بن أبي نصر بن أبي القاسم، و أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن سعد البغدادي (1)-بأصبهان - قالا: أنا محمود بن جعفر، قالوا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد، نا الزبير بن بكّار، حدّثني أخي هارون بن أبي بكر، عن يحيى بن إبراهيم، عن سليمان بن محمّد بن يحيى بن عروة، عن أبيه، عن عمه عبد اللّه (2) بن عروة قال: أقحمت السنة نابغة بني جعدة، فدخل على عبد اللّه بن الزبير المسجد الحرام فأنشده:

حكيت لنا الصّدّيق لما وليتنا *** و عثمان و الفاروق فارتاح معدم

و سوّيت بين الناس في الحقّ فاستووا *** فعاد صباحا حالك اللون مظلم

أتاك أبو ليلى يجوب به الدّجى *** دجى الليل جوّاب الفلاة عثمثم

لتجبر منه جانبا دعدعت (3) به *** صروف الليالي و الزمان المصمّم

فقال ابن الزبير: هوّن عليك أبا ليلى فإن الشعر أهون، وسائلك عندنا، أمّا صفوة مالنا فلآل الزبير، و أمّا عفوته فإن بني أسد تشغلها (4) عنك، و تيما، و لكن لك في مال اللّه حقان: حق برؤيتك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و حق لشركتك أهل الإسلام في فيئهم، ثم أخذ بيده فدخل به دار النّعم، فأعطاه قلائص سبعا و جملا رحيلا، و أوقر له الركاب برا و تمرا و ثيابا فجعل النابغة يستعجل و يأكل الحب صرفا، فقال ابن الزبير: ويح أبي ليلى، لقد بلغ الجهد، فقال النابغة: أشهد لسمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«ما وليت قريش فعدلت، و استرحمت فرحمت و حدّثت فصدقت، و وعدت خيرا فأنجزت، فأنا و النبيون فراط لقاصفين»[5902].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر، و محمّد، و أحمد ابنا أبي عثمان.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، قالوا: أنا عبد اللّه بن عبيد اللّه بن يحيى البيّع، نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا عبد اللّه بن شبيب،

ص: 192


1- بعدها في المطبوعة:«الثعالبي». و قد سقطت اللفظة من الأصل و م.
2- بالأصل و م:«عبيد اللّه» خطأ و الصواب ما أثبت، و انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص 262.
3- كذا بالأصل و م، و مرّ عن الأغاني: زعزعت.
4- بالأصل و م: يشعلها.

حدّثني هارون بن أبي بكر، حدّثني يحيى بن محمّد بن طلحة بن عبد اللّه، حدّثني أبي، عن أبيه طلحة بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أبي بكر الصدّيق، عن أمّه عائشة بنت طلحة أنها قالت: خرجت مع أمّ المؤمنين عائشة زوج النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال: فبينا نحن كذلك إذا نحن براجز يقول:

أنشد من كان يعيد الهمّ

يدلّني اليوم على ابن أمّ

له أب في باذخ أشمّ

و أمّه كالبدر ليل تمّ

مقابل الخال كريم العمّ

يجيرني من زمن ملمّ

جرّعه أكؤسه بسمّ

قالت: فلما سمعت أمّ المؤمنين أبياته دعت به، فقالت له من وراء حجابها: يا عبد اللّه سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«الدّال على الخير كفاعله»، فحاجتك رجل بين يديك، فسل عن عبد اللّه بن الزبير، فإنه شرطك، فخرج الرجل حتى أدرك عبد اللّه بن الزبير، فحمله على راحلة و صنع إليه معروفا[5903].

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال: و حدّثني أبو الحسن المدائني، عن أبي إسحاق التميمي (1)،قال: سمع معاوية رجلا و هو يقول:

ابن رقاش ماجد سميدع

يأتي فيعطي عن يد أو يمنع

فقال: ذاك عبد اللّه بن الزبير.

قال: و حدّثني عمّي مصعب بن عبد اللّه مثل ذلك إلاّ أنه قال: قال معاوية ذلك منّا، ذلك عبد اللّه بن الزبير، و لم يذكره عمّي عن أحد.

ص: 193


1- كذا بالأصل و م، و في مختصر ابن منظور 185/12 التيمي.

أخبرنا أبو بكر اللّفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد المدني (1)،أنا أبو الحسن اللّنباني (2)،نا أبو بكر القرشي (3)،نا عبد الرّحمن بن عبد اللّه (4) بن قريب، حدّثني عمّي، حدّثني عبد الرّحمن بن أبي الزناد، قال: أظنه عن هشام بن عروة، قال:

كان، يعني عبد اللّه بن الزبير، ينشد عند كل شيء شيئا، حتى كانوا يرون أنه يقول من كثرة ما يتمثّل.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، و أبو محمّد بن هبة اللّه بن أحمد، قالا: أنا أبو منصور محمّد بن أحمد بن علي بن شكرويه.

ح و أخبرنا أبو بكر أيضا، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن علي السمسار.

ح و أخبرنا أبو طاهر محمّد بن أبي نصر، أنا محمود بن جعفر، قالوا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد المخرّمي، نا الزبير بن بكّار، حدّثني عبد الجبّار بن سعيد المساحقي (5)،قال:

دخل عبد اللّه بن الزبير على معاوية و عنده جماعة فيهم مروان، و سعيد (6) بن العاص، فأوسع له معاوية على سريره، فلما انصرف عبد اللّه بن الزبير أقبل مروان على معاوية فقال له: للّه درك أنس من رئيس قبيلة يضع الكثير، و لا يدني إلاّ صغيرا، فقال معاوية:

نفس عصام سوّدت عصاما (7).

فضحك مروان و قال: يا أمير المؤمنين إنّما كلمتك مازحا، فقال معاوية: ترسلها

ص: 194


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: المديني.
2- بالأصل:«اللبناني» و في م:«اللساني» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
3- وهم محقق المطبوعة حيث نبّه إلى أنه من هنا إلى كلمة «المساحقي» في الخبر التالي ليس في م.
4- في م: عبد الرّحمن.
5- من كلمة المساحقي إلى هنا سقط من م.
6- من كلمة المساحقي إلى هنا سقط من م.
7- ينسب الرجز للنابغة الذبياني، ديوانه ط بيروت ص 118 و بعده فيه: و علمته الكرّ و الإقداما و هو مثل قيل أول من قاله: عصام بن شهبر الجرمي، و كان من أشد الناس بأسا، و أبينهم لسانا و أحزمهم رأيا و كان على جلّ أمر النعمان، و لم يكن في بيت قومه أدنى منه، فقال له رجل: كيف نزلت هذه المنزلة من الملك و أنت دنيء الأصل. فقاله... انظر جمهرة الأمثال للعسكري 312/2 و مجمع الأمثال 192/2 و المستقصي ص 319 و الفاخر ص 177 و فصل المقال ص 122.

شقراء غبراء ثم تتبعها ضحكة يا مروان ؟!.

أخبرنا أبو العزّ السلمي - إذنا و مناولة، و قرأ عليّ إسناده - أنا محمّد بن الحسين (1)(2)،أنا المعافا بن زكريا القاضي (3)،نا محمّد بن الحسن بن دريد، حدّثني محمّد بن الحسين.

ح و أخبرناها عالية أبو الفضل أحمد بن الحسن بن هبة اللّه المقرئ، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنا أبو الخطاب عبد الملك بن أحمد بن عبد اللّه الملوكي، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن جعفر الخالع، أخبرني محمّد بن الحسين - و هو ابن الباقلاني-.

عن سليمان بن أحمد، حدّثني عبد اللّه بن محمّد بن حبيب.

أن معاوية لما حجّ بالمدينة فلقبه عبد اللّه بن الزبير، فقال: آدني - و قال الخالع:

أعدني على الوليد بن عتبة، فقد تزايد،- و قال الخالع برأيه - خطله، و ذهب به جهله إلى غاية يقصر عنها الأنوق، و دون قرارها العيّوق، فقال معاوية: و اللّه ما يزال أحدكم يأتيني يغلي جوفه كغلي المرجل (4) على ابن عمّه، فقال ابن الزبير: أمّا - و قال الخالع أم - و اللّه، ما ذلك عن فرار منه، و لا جبن عنه، و لقد علمت قريش أنّي لست بالفه الكهام، و لا بالهلباجة النغر (5)،فقال له معاوية: إنك لتهددني و قد عجزت عن غلام من قريش لم يبرّ في سباق (6) و لا ضرب - و قال الخالع: و لم يضرب - في سياق إن شئت خلينا بينك و بينه، فقال ابن الزبير: ما مثلي يهارش به، و لكن عندك من قريش و الأنصار و من ساكن الحجون في (7) الآطام من إن سألته حملك على محجّة أبين من ظهر الجفير (8)،قال:

و من ذلك ؟ قال: هذا - يعني أبا الجهم بن حذيفة - فقال معاوية: تكلم يا أبا الجهم،

ص: 195


1- بالأصل و م: الحسن خطأ، و الصواب ما أثبت عن الأنساب (الجازري) ذكره السمعاني و ترجم له. و هو راوي كتاب الجليس الصالح و الأنيس الناصح للمعافى بن زكريا.
2- من هنا إلى قوله: بن هبة اللّه المقرئ - بعد سطرين - سقط من م.
3- الخبر في الجليس الصالح للمعافى بن زكريا 46/3 و ما بعدها.
4- بالأصل و م: الرجل، و الصواب عن الجليس الصالح.
5- كذا بالأصل، و في م:«النفر» و في الجليس الصالح: النثر.
6- عن الجليس الصالح و بالأصل و م: سياق.
7- في الجليس الصالح:«و الآطام».
8- بالأصل و م: الحفير، و المثبت عن الجليس الصالح.

فقال: أعفني، قال:- و قال الخالع: فقال:- عزمت عليك لتقولنّ ، قال: نعم، أمك هند، و أمّه أسماء بنت أبي بكر، و أسماء خير من هند، و أبوك أبو سفيان، و أبوه الزبير، و معاذ اللّه أن يكون أبو سفيان مثل الزبير، و أمّا الدنيا فلك، و أمّا الآخرة فله إن شاء اللّه، انتهت رواية الخالع.

قال القاضي:

قول الزبير لمعاوية: آدني على الوليد معناه أعدني، قد (1) علم بعضهم أن فلانا استأدى على فلان أفصح من أن يستعدي، و هما عندي سواء، و قد روي أن رجلا قال للنبي صلّى اللّه عليه و سلّم: أعدني على رجل من أصحابك.

و قوله يقصر عنها الأنوق: يعني الرّخم (2)،و هو يرتاد لبيضه شوامخ الجبال، و حيث يبعد متناوله، و يخفى مكانه، فلا يكاد إنسان يجده أو يصل إليه، و العرب تضرب المثل فيمن طلب ما يعزّ وجوده و يتعذر إدراكه، و نيله فيقولون: إنه يطلب بيض الأنوق، و قد روي لنا أن رجلا سأل معاوية حاجة معتاصة مستقلة (3)،فردّه عنها، فسأله حاجة هي أيسر منها إلاّ أن فيها استصعابا، فقال معاوية:

طلب الأبلق العقوق فلما *** لم ينله أراد بيض الأنوق

و الأبلق الفرس، و العقوق: ذات الحمل، و ذلك في الذكر مستحيل، و بيض الأنوق ما فسرنا، فلما طلب هذا (4) الرجل أمرا مستبعدا لا سبيل إليه، ثم طلب ما ينال صعوبته لمّا منع ما لا مطمع له فيه، ضرب معاوية هذا البيت مثلا له، و هذا من المثال القريب، و التشبيه المصيب، و أمّا العيّوق: فنجم عال معروف.

و قوله: لست بالفه فمعنى الفهاهة في الكلام ما يأتي على غير استقامة، و يقال:

أتى فلان في قوله بفهة أي بقول ساقط في لفظه، أو معناه، و أمّا الكهام فالكليل، يقال:

سيف كهام إذا كان نابيا فليلا (5)،و أما الهلباجة فالأحمق، و أمّا النثر (6):فذو الرأي

ص: 196


1- كذا بالأصل و م، و في الجليس الصالح: و زعم بعضهم.
2- عن الجليس الصالح و بالأصل: الرحم.
3- كذا بالأصل و م، و في الجليس الصالح:«مستثقلة» و هو أشبه بالصواب.
4- بالأصل و م:«فلما طلب الأنوق الرجل أمرا» صوبنا العبارة عن الجليس الصالح.
5- في الجليس الصالح: كليلا.
6- كذا بالأصل و م هنا، و قد وردت محرفة في متن الخبر في الأصل: النغر و في م: النفر، و في الجليس الصالح: النثر. و هو ما يشرحه القاضي هنا.

السخيف، و اللبّ الضعيف كما قال الشاعر (1):

هذريان هذر هذاءة *** موشك السّقطة ذو لبّ نثر

و أمّا قول معاوية: لم يبرّ في سباق: أي لم يسبق مجاريا (2) فيفضله و يظهر غلبته إياه، يقال: أبرّ فلان على فلان إذا غلبه، و زاد في الفضل عليه، يبرّ إبرارا فهو مبرّ كما قال ذو الرمّة يمدح بلال بن أبي بردة (3):

أبرّ على الخصوم فليس خصم *** و لا خصمان يغلبه جدالا

و ليس يبرّ (4) أقوام فكل *** أعدّ له الشغازب و المحالا

الشغازب جمع شغزبة، و أصله أن يدخل الرجل رجله بين رجلي الرجل فيصرعه، يقال: صرعه شغزبية، و المحال الكيد و المكر، من قول اللّه تعالى: وَ هُوَ شَدِيدُ الْمِحٰالِ (5) و أمّا قوله: و لا ضرب في سياق فمعناه أنه لم يرض و لم يؤخذ بالتثقيف و لذع التأديب فتستحكم عزيمته و تستحصد مرّته، و أمّا قول ابن الزبير: من ساكن الحجون الآطام فإنّ الحجون موضع بمكة معروف و إياه عنى الشاعر بقوله:

كان لم يكن بين الحجون إلى الصفا *** أنيس و لم يسمر بمكة سامر (6)

و قال الآخر:

هيّجتني إلى الحجون شجون *** ليته قد بدا لعيني الحجون (7)

و أما الآطام فإنها جمع أطم، و العرب تسمي ما كان من البيوت مربّعا كعبة، و ما كان مدوّرا أطما، و أما الجفير فإنه الكنانة و جمعه جفر، قال الشماخ (8):

ص: 197


1- البيت في مجمع الأمثال 395/2 و مجالس ثعلب ص 595 و نوادر أبي زيد ص 224، و البيت في اللسان و التاج بتحقيقنا (نثر) و لم ينسباه.
2- بالأصل:«لم يبر في سياق أي لم تسبق محاربا» و في م:«لم ؟؟؟ في سياق أي لم يسبق مجاوبا» صوبنا العبارة عن الجليس الصالح.
3- البيتان في ديوان ذي الرمة ص 445.
4- الديوان و الجليس الصالح: بين.
5- سورة الرعد، الآية:13.
6- البيت في معجم البلدان (الحجون) من قصيدة لمضاض بن عمرو الجرهمي قالها لما أجلتهم خزاعة من مكة.
7- البيت في مصارع العشاق 206/2 من أبيات دون نسبة.
8- ديوانه ص 161.

و خفّت نواها من جنوب عشيرة (1) *** كما خفّ من نبل المرامي جفيرها

و ذكر أبو عبيد، عن أبي عمرو: الكنانة: جعبة السّهام، و الكنانة هي الوفضة (2)، و جمعها و فاض، و قال الكسائي مثله، و قال الأحمر: الجفير و الجشير جميعا الوفضة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن كرتيلا، أنا محمّد بن علي الخيّاط ، أنا أحمد بن عبد اللّه السّوسنجردي، أنا أبو جعفر أحمد بن أبي طالب، علي بن محمّد الكاتب (3)،أنا أبي، أنا محمّد بن مروان بن محمّد السعيدي (4) أخبرني حبيب بن نصر الأزدي، نا محمّد بن دينار، نا محمّد بن زياد الضّبّي، نا هشام بن سليمان المخزومي، عن أبيه قال: قال:

أذن معاوية للناس يوما فدخلوا عليه، فاحتفل المجلس و هو على سريره، فأجال بصره فيهم ثم قال: أنشدوني لقدماء العرب ثلاثة أبيات جامعة من أجمع ما قالتها، ثم قال: يا أبا خبيب، فقال: مهيم، فقال: أنشدني ثلاثة أبيات لقدماء العرب جامعة من أجمع ما قالتها (5)،قال: نعم يا أمير المؤمنين بثلاثمائة ألف، قال معاوية: إن سارت قال: أنت بالخيار، و أنت واف كاف، قال: نعم، فأنشده للأفوه الأودي:

بلوت الناس قرنا بعد قرن *** فلم أر غير ختّال و قال

فقال: صدق.

و لم أر في الخطوب أشد وقعا *** و كيدا من معاداة الرجال

فقال: صدق.

و ذقت مرارة الأشياء طرا *** فما شيء أمرّ من السؤال

ص: 198


1- كذا بالأصل و م، و في الديوان و الجليس الصالح:«عنيزة» و هو موضع.(راجع ياقوت).
2- عن م و الجليس الصالح، و بالأصل: الوصفة.
3- بالأصل و م:«أنا أبو طالب أحمد بن أبي طالب، نا محمّد بن علي الكاتب». و في السند تحريف كبير، و الصواب ما أثبت عن مشيخة ابن عساكر ص 211/ب رقم 1247 و أبو طالب اسمه: علي بن محمّد بن أحمد بن الجهم. و سيمر هذا السند صوابا في خلال الصفحتين التاليتين.
4- عن م و بالأصل: السعيد.
5- وهم محقق المطبوعة حيث كتب أنه من قوله:«ما قالتها إلى هنا ساقط من س» و هو الأصل الذي نعتمده، و العبارة التي أشار إليها موجودة بالأصل و م.

فقال: صدق، هيه، يا أبا خبيب، قال: إلى هاهنا انتهى بي، قال: فدعا معاوية بثلاثين عبدا على عنق كل واحد منهم بدرة، فمرّوا بين يدي ابن الزبير حتى انتهوا إلى داره.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، أخبرني أبو زيد النّميري، نا أبو عاصم النبيل، نا جويرية بن أسماء، قال:

حج معاوية، فتلقاه الناس، و لم يتلقه ابن الزبير، و بعث مولى له فقال: اذهب فانظر ما يقول لك معاوية، فأتاه، فلما رآه معاوية قال: أين ابن الزبير؟ قال: يا أمير المؤمنين، إنه كان و كان يعذره، قال: لا و اللّه، و لكن ما في نفسه، فلما كان بمنى مرّ به ابن الزبير و قد حلق معاوية رأسه، فقال: يا أمير المؤمنين ما أكثر جحرة رأسك، قال:

اتّق لا تخرج عليك حيّة من بعض هذه الجحرة فتقتلك، فلما أفاض من منى لم يدخل عليه، فلما أراد (1) معاوية أن يطوف قام إليه ابن الزبير، فأخذ بيده فطاف معه حتى فرغ من طوافه، فقال له: يا أمير المؤمنين إنّي أريد أن تنطلق معي، فتنظر إلى بنائي، فانطلق معه إلى قعيقعان (2) فنظر إلى بنائه و دوره ثم رجع معه حتى إذا كان بالباب قال: يا أمير المؤمنين، قالوا: جاء معه أمير المؤمنين فنظر إلى بنائه و دوره ففعل ما ذا؟ لا و اللّه لا أدعك حتى تعطيني مائة ألف، فأعطاه، فجاءه مروان فقال: و اللّه ما رأيت مثلك، جاءك رجل قد سمّى بيت مال الديوان، و بيت الخلافة، و بيت كذا و بيت كذا، فأعطيته مائة ألف، قال: ويلك، فكيف أصنع بابن الزبير؟.

قال و أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، أخبرني عمر بن بكير، عن علي بن مجاهد [عن هشام] (3) بن عروة قال: سأل عبد اللّه بن الزبير معاوية شيئا فمنعه، فقال: و اللّه ما أجهل أن ألزم هذه البنية فلا أشتم لك عرضا، و لا أقصب (4) لك حسبا، و لكن أسدل

ص: 199


1- عن هامش الأصل و بجانبها كلمة صح.
2- جبل بمكة (انظر معجم البلدان).
3- ما بين معكوفتين أضيف عن المطبوعة. و الخبر في مختصر ابن منظور 187/12 من طريق (مجاهد بن عروة) و صوبه محققه «هشام بن عروة».
4- عن مختصر ابن منظور و بالأصل و م:«أنصب».

عمامتي بين يدي ذراعا و من خلفي ذراعا في طريق أهل الشام، و أذكر سيرة أبي بكر و عمر، فيقول الناس: من هذا؟ فيقولون: ابن حواريّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و ابن الصّدّيق، فقال معاوية: حسبك بهذا شرا، ثم قال: هات حوائجك.

قال و أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، أخبرني عمر بن بكير، عن عبد اللّه بن المبارك، عن هشام بن عروة.

أن مروان بن الحكم نازع ابن الزبير، فكان هوى معاوية مع مروان، فقال ابن الزبير: يا أمير المؤمنين إنّ لك حقا و طاعة، فأطع الذي يطعك، فإنه لا طاعة لك علينا إلاّ في حقّ اللّه عز و جل، و لا تطرق إطراق الأفعوان في أصول السّخبر (1)،فإنه أقرّ صامت.

قال أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا أبو محمّد عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، نا زكريا بن يحيى المنقري، نا الأصمعي، نا غسان بن مضر، عن سعيد بن يزيد قال:

دخل عبد اللّه بن الزبير على معاوية و عنده ابن له، فأمره فلطم ابن الزبير لطمة دوّخ منها رأسه، فلما أفاق قال له: ادن مني، فدنا منه، فقال له: الطم معاوية، قال: لا أفعل، قال: فلم ؟ قال: لأنه أبي، قال: فرفع عبد اللّه يده فلطمه لطمة دار الصبي على البساط كما تدور الدوامة، فقال له معاوية: تفعل هذا بغلام لم تجب عليه الأحكام، قال: رأيته قد عرف ما ينفعه ممّا يضره فأحببت أن أحسّن أدبه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن علي، أنا أبو بكر محمّد بن علي بن محمّد، أنا أحمد بن عبد اللّه بن الخضر، أنا أحمد بن أبي طالب الكاتب، حدّثني أبي علي بن محمّد، حدّثني محمّد بن مروان بن عمر، أخبرني جعفر - و هو ابن أحمد بن معدان - نا الحسن - و هو ابن جهور - نا أبو الحسن المدائني، نا عبد اللّه بن أبي بكر، قال:

قدم معاوية المدينة، فأقام بها، فأكثر الناس و عرضوا له يسألونه، فقال يوما لبعض غلمانه: أسرج لي بغلتي إذا قامت صلاة العصر، فأسرج له (2) البغلة، فلما صلّى العصر

ص: 200


1- السخبر: شجر يشبه الإذخر (القاموس) تألفه الحيات فتسكن في أصوله (اللسان).
2- عن م و بالأصل: لي.

جلس عليها ثم توجّه قبل الشام، و صيح في الأثقال و الناس، و تبع معاوية من تبعه و يدركه ابن الزبير في أول من أدركه، فسار إلى جنبه ليلا و هو نائم ففزع له فقال: من هذا؟ فقال: ابن الزبير، أمّا إني لو شئت أن أقتلك لقتلتك، قال: لست هناك، لست من قتال الملوك، إنما يصيد (1) كل طائر قدره، فقال ابن الزبير: أمّا و اللّه لقد سرت تحت لواء أبي إلى ابن أبي طالب و هو من تعلم، فقال: لا جرم و اللّه، لقد قتلكم بشماله، فقال: أما أن ذلك في نصرة عثمان ثم لم نجز بها قال: و اللّه ما كان بك نصرة عثمان، و لو لا بغض علي بن أبي طالب لجررت برجلي عثمان (2) مع الضّبع، قال: لقد فعلتها إنّا قد أعطيناك عهدا فنحن وافون لك به ما عشت، فإذا متّ فسيعلم من بعدك، فقال: و اللّه ما أخافك إلاّ على نفسك، و لكأني بك قد خبطت في الحبالة، و استحكمت عليك الأنشوطة (3)،فذكرتني و أنت فيها، فقلت: ليت أبا عبد الرّحمن لها، ليتني و اللّه لها، أما و اللّه لحلفتك (4) رويدا و لأطلقنك سريعا، و لبئس الولي أنت تلك الساعة.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، قال: حدّثني أحمد بن عبد الرّحمن بن المفضّل الحرّاني، نا أحمد بن أبان القرشي، نا سفيان بن عيينة، قال:

بينا معاوية يسير في طريق مكة إذ نام على راحلته فلحقه ابن الزبير، فقال: أ تنام و أنا معك، أ ما تخاف أن أقتلك، قال: لست من قتال الملوك، إنّما يصيد (5) كل طير قدره، إنّما أنت يا ابن الزبير ثعلب رواغ تدخل من جحر و تخرج من جحر، و اللّه لكأني بك قد ربقت (6) كما يربق الجدي، فيا ليتني لك حيا فأخلصك و بئس المخلّص كنت.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا أنا أبو

ص: 201


1- بالأصل و م:«تصيد» و المثبت عن مختصر ابن منظور 188/12.
2- من قوله: ثم لم نجز.. إلى هنا سقط من م.
3- بالأصل و م:«الأشرطة» و لعل ما أثبتناه عن مختصر ابن منظور 189/12 أشبه بالصواب.
4- كذا بالأصل و م.
5- بالأصل و م: تصيد.
6- ربقه يربقه جعل رأسه في الربقة، و ربقه في الأمر: أوقعه و الربق: حبل فيه عدة عري (القاموس المحيط ).

أحمد - زاد أحمد و أبو الحسين الأصبهاني، قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (1)،قال: قال عبد اللّه بن محمّد عن وهب بن جرير:

سمع جويرية بن أسماء، سمع بردا مولى آل الزبير، قال: لم يزل ابن الزبير لا يدعو بالخلافة حتى هلك يزيد.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن علي السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (2)،حدّثني وهب بن جرير، حدّثني جويرية بن أسماء قال:

سمعت أشياخنا (3) من أهل المدينة ما لا أحصي يتحدّثون أن معاوية لما هلك، و في المدينة يومئذ الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، فأتاه موته، فبعث إلى مروان بن الحكم و ناس من بني أميّة فأعلمهم الذي أتاه، فقال مروان: ابعث السّاعة إلى الحسين، و ابن الزبير، فإن بايعاك (4) و إلاّ فاضرب أعناقهما، و قد هلك عبد الرّحمن بن أبي بكر قبل ذلك، فأتاه ابن الزبير، فنعى له معاوية، فترحّم له و جزاه خيرا، و قال له: بايع، قال: ما هذه ساعة مبايعة، و لا مثلي بايعك هاهنا، و لكن تصبح فترقى المنبر و أبايعك و يبايعك (5) الناس علانية غير سر (6).

فوثب مروان فقال: اضرب عنقه، فإنه صاحب فتنة و شرّ، فقال: إنك لها هنا (7) يا ابن الزرقاء، و استبا، فقال الوليد: أخرجوهما عني، و كان رجلا رفيعا (8) سريا كريما، فأخرجا عنه، فجاء الحسين بن علي على تلك الحال، فلم يكلّم في شيء حتى رجعا

ص: 202


1- التاريخ الكبير للبخاري 134/2/1 ضمن ترجمة برد مولى آل الزبير.
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 232 حوادث سنة 60 تحت عنوان: يزيد يطلب من والي المدينة أخذ البيعة له.
3- بالأصل:«أشياخنا حتى من...» حذفنا:«حتى» فهي مقحمة و المثبت يوافق عبارة م و تاريخ خليفة بن خياط .
4- عن م و بالأصل:«بايعك» و عند خليفة: بايعا.
5- بالأصل:«و لكن يصبح فرقي المنبر و لبائعك و يبايعك» صوبنا العبارة عن م و انظر تاريخ خليفة، و قد سقط منه: و لكن تصبح.
6- عن م و تاريخ خليفة، و بالأصل: شر.
7- تاريخ خليفة: إنك لهتّاك.
8- كذا بالأصل و م، و في تاريخ خليفة: رفيقا.

جميعا، و رجع مروان، فقال: و اللّه لا تراه [بعد] (1) مقامك إلاّ حيث يسوؤك، فأرسل العيون في أثره، فلم يزد حين دخل منزله على أن دعا بوضوء ثم صفّ بين قدميه، فلم يزل يصلّي، و أمر حمزة ابنه أن يقدم راحلته إلى ذي الحليفة (2) على بريد من المدينة مما يلي الفرع، و كان له بذي الحليفة مال عظيم، فلم يزل صافا قدميه حتى كان من آخر الليل، و تراجعت عنه العيون جلس على دابّته فركضها حتى انتهى إلى ذي الحليفة، فجلس على راحلته ثم توجّه إلى مكة، و خرج الحسين من ليلته فالتقيا بمكة، فقال له ابن الزبير: ما يمنعك من شيعتك و شيعة أبيك، فو اللّه لو أن لي مثلهم ما وجّهت إلاّ إليهم.

و بعث يزيد عمرو بن سعيد أميرا على المدينة، و عزل الوليد بن عتبة تخوّفا لضعف الوليد، فرقي عمرو المنبر حين دخل، فحمد اللّه، و أثنى عليه، و ذكر ابن الزبير و ما صنع و قال: تعزّز (3) بمكة، فو اللّه لتغزون (4)،ثم و اللّه لئن دخل الكعبة لنحرقنها عليه، على رغم أنف من رغم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، نا ربيعة بن عثمان، و أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي سبرة، و محمّد بن عبد اللّه بن عبيد بن عمير و غيرهم، قالوا (5):

جاء نعي معاوية بن أبي سفيان، و عبد اللّه بن عبّاس يومئذ غائب بمكة، فلما صدر الناس من الحج سنة ستين، و تكلّم عبد اللّه بن الزبير، و أظهر الدعاء خرج ابن عبّاس إلى الطائف، فلما كانت وقعة الحرّة و جاء الخبر ابن الزبير كان بمكة يومئذ عبد اللّه بن عبّاس، و ابن الحنفيّة، و لما جاء الخبر بنعي يزيد بن معاوية و ذلك لهلال شهر ربيع الآخر سنة أربع و ستين قام ابن الزبير فدعا إلى نفسه، و بايعه الناس، دعا ابن عبّاس، و ابن الحنفية إلى البيعة، فأبيا أن يبايعا، و قالا: حتى يجتمع لك البلاد، و يأتسق لك

ص: 203


1- زيادة عن م و تاريخ خليفة.
2- قرية بينها و بين المدينة ستة أميال أو سبعة (ياقوت).
3- تاريخ خليفة: تعوّذ.
4- تاريخ خليفة: لنغزونه.
5- عن م و بالأصل: قال.

الناس، و ما عندنا خلاف، فأقاما على ذلك ما أقاما، فمرة يكاشرهما، و مرة يباديهما (1)، فكان هذا من أمره حتى إذا كانت سنة ست و ستين غلظ عليهما و دعاهما إلى البيعة، فأبيا.

قال: أخبرنا محمّد بن عمر، حدّثني هشام بن عمارة، عن سعيد بن محمّد بن جبير بن مطعم، عن أبيه قال:

كان ابن عبّاس، و ابن الحنفيّة بالمدينة، و عبد الملك يومئذ بالشام يغزو مصعب بن الزبير فرحلا حتى نزلا مكة، فأرسل ابن الزبير إليهما [أن يبايعا] (2) قالا: لا حتى يجتمع الناس على رجل، و أنت في فتنة، فغضب من ذلك فوقع بينه و بينهما شر، فلم يزل الأمر يغلظ حتى خافا منه خوفا شديدا، و معهما الذرية، فبعثا رسولا إلى العراق يخبر بما هما فيه، فخرج إليهما أربعة آلاف، فيهم ثلاثة رؤساء: عطية بن سعد، و ابن هانئ، و أبو عبد اللّه الجدلي، فخرجوا من الكوفة، فبعث والي الكوفة في أثرهم خمس مائة ليردّوهم، فأدركوهم بواقصة (3)،فامتنعوا منهم، فانصرفوا راجعين فمرّوا قد أخفوا السّلاح حتى انتهوا إلى مكة لا يعرض لهم أحد، و انهم ليمرون على مسالح ابن الزبير ما (4) يعرض لهم أحد، فدخلوا المسجد، فسمع لهم ابن الزبير حين دخلوا فدخل منزله، و كان قد ضيّق على ابن عباس و ابن الحنفيّة، و أحضر الحطب يجعله على أبوابهما يحرقهما أو يبايعان، فهم على تلك الحال حتى جاء هؤلاء العراقيون، فمنعوهما حتى خرجا إلى الطائف، و خرجوا معهم، و هم أربعة آلاف، و كانوا هناك حتى توفي عبد اللّه بن عبّاس، فحضروا موته بالطائف، ثم لزموا ابن الحنفية، فكانوا معه في الشّعب، و امتنعوا من ابن الزبير.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن أبي بكر، نا عمي مصعب، قال: و كان يقال لعبد اللّه بن الزبير عائذ بيت اللّه، قالت أم هاشم زجلة

ص: 204


1- عن م و بالأصل: يناديهما.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
3- منزل بطريق مكة، يقال له واقصة الحزون (ياقوت).
4- في م: لا.

بنت منظور بن زبّان (1) الفزارية للحجّاج:

أبعد عائذ بيت اللّه تخطبني (2) *** جهلا جهلت و غبّ الجهل مذموم

و قال عمرو بن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل:

فإن ينج منها عائذ البيت سالما *** فما نالنا منكم و إن شفّنا جلل

قال جريرا و غيره:

و عائذ بيت ربّك قد أجرنا *** و أبلينا فما نسي البلاء (3)

قال: و نا الزبير، قال: قال غير مصعب: زعموا أن الذي دعا عبد اللّه بن الزبير إلى التعوّذ بالبيت شيء سمعه من أبيه حين سار من مكة إلى البصرة، قال: التفت الزبير إلى الكعبة بعد ما ودّع و توجّه يريد الركوب، ثم أقبل على ابنه عبد اللّه بن الزبير، ثم قال: أما و اللّه ما رأيت مثلها لطالب رغبة أو خائف رهبة، و كان سبب تعوذ ابن الزبير بها موت معاوية.

قال الزبير: قال عمي (4):سمعت أبي يقول: كان ابن الزبير قد صحب عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح، قال ابن الزبير: فلقيته بعد العتمة متلثما لا يبدو منه إلاّ عيناه فعرفته فأخذت بيده و قلت: ابن أبي سرح كيف كنت بعدي ؟ كيف تركت أمير المؤمنين ؟ فلم يكلّمني، فقلت: ما لك ؟ مات أمير المؤمنين فلم يكلمني، فخليته و قد أثبت معرفته، ثم خرجت حتى لقيت الحسين بن علي، و أخبرته خبره، و قلت: سيأتيك الرسول فانظر ما أنت صانع، و اعلم أن رواحلي في الدار معدّة، فالموعد بيني و بينك أن تغفل عنا عيونهم، ثم فارقته فلم ألبث أن جاء رسول الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، فجئته فوجدت عنده الحسين، و وجدت عنده مروان، فنعى إليّ معاوية، فاسترجعت، فأقبل عليّ الوليد فقال: هلمّ إلى بيعة يزيد، فقد كتب إلينا يأمرنا أن نأخذها عليك، فقلت: إنّي قد علمت أن في نفسه عليّ شيئا لتركي بيعته في حياة أبيه، و إن بايعت له على

ص: 205


1- بالأصل و م:«ريان» خطأ و الصواب «زبّان» انظر جمهرة ابن حزم ص 258.
2- في م: يخطبني.
3- لم أعثر عليه في ديوان جرير، و هو في نسب قريش للمصعب الزبيري ص 239 و نسبه لبعض الشعراء.
4- بالأصل و م:«قال عمر».

هذه الحال توهّم أنّي مكره، فلم يقع ذلك منه بحيث أريد، و لكني أصبح و يجتمع الناس و يكون ذلك علانية إن شاء اللّه، فنظر إليّ مروان، فقال مروان: هو الذي قلت لك، إن يخرج (1) لم تره، فأحببت أن ألقي بيني و بين مروان شرا يتشاغل به، و أقبلت على مروان فقلت له: و ما قلت يا ابن الزرقاء؟ فقال لي، و قلت حتى تواثبنا، فتناصبت أنا و هو، و قام الوليد يحجز بيننا، فقال له مروان: أ تحجز بيننا و تدع أن تأمر أعوانك، فقال له الوليد: قد أرى ما تريد، و لا أتولى ذلك و اللّه منه أبدا، اذهب يا ابن الزبير حيث شئت، فأخذت بيد الحسين فخرجنا من الباب جميعا حتى صرنا إلى المسجد، و ابن الزبير يقول:

لا تحسبني يا مسافر شحمة *** تعجّلها من جانب القدر جائع

فلما دخل المسجد افترق هو و الحسين، و عمد كلّ رجل منهما إلى مصلاه، فقام يصلّي فيه، و جعلت الرسل تختلف إليهما، و يسمعون وقعهم في الحصا حتى هدأ عنهما الحس، ثم انصرفا إلى منازلهما، فأتى ابن الزبير رواحله فقعد عليها، و خرج من أدبار داره، فوافاه الحسين للموعد، فخرجا جميعا من ليلتهم و سلكوا طريق الفرع حتى مرّوا بالجثجاثة (2) و بها جعفر بن الزبير قد ازدرعها (3) و غمز (4) عليهم بعير من إبلهم، فانتهوا إلى جعفر، فلما رآهم قال: أمات معاوية ؟ قال له ابن الزبير: نعم، انطلق معنا و أعطنا (5)أحد جمليك، و كان ينضح على جملين له، فقال جعفر متمثلا:

إخوتا لا تبعدوا (6) أبدا *** و بلى و اللّه قد بعدوا

فقال ابن الزبير، و تطير منها - بفيك التراب، فخرجوا جميعا حتى قدموا مكة، فأما الحسين فخرج من مكة يوم التروية.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر،

ص: 206


1- الحرف الأول في اللفظة مهمل بالأصل و م.
2- الجثجاثة: قرية على بعد ستة عشر ميلا من المدينة (انظر معجم البلدان).
3- ازدرع القوم: اتخذوا زرعا لأنفسهم، أو احترثوا (اللسان).
4- كذا بالأصل و م.
5- في م: و أعطينا.
6- بالأصل:«يبعدوا» و اللفظة غير واضحة بالتصوير في م.

حدّثني عبد اللّه بن جعفر، عن عمته أم بكر بنت المسور بن مخرمة، قال: و حدّثني شرحبيل بن أبي عون، عن أبيه، قال: و حدّثني عبد الرّحمن بن أبي الزناد - و في نسخة عن أبيه - و غيرهم أيضا، قد حدّثني بطائفة من هذا الحديث، قالوا:

لم يزل عبد اللّه بن الزبير مقيما بالمدينة في خلافة معاوية بن أبي سفيان، فتوفي معاوية، فبعث يزيد بن معاوية إلى الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، و هو يومئذ والي المدينة نعي معاوية، و يأمره أن يبايع من قبله من الناس، فجاءه الرسول ليلا، فأرسل إلى ابن الزبير فدعاه إلى البيعة، فقال: حتى تصبح (1)،فتركه، فخرج ابن الزبير و هو يقول:

هو (2) يزيد الذي نعرف و اللّه ما أحدّث خيرا، و لا مروءة، و خرج من ليلته [إلى مكة] (3)فلم يزل مقيما بها حتى خرج حسين بن علي منها إلى العراق، و لزم ابن الزبير الحجر و لبس المعافري (4)،و جعل يحرّض الناس على بني أمية، و بلغ يزيد ذلك فوجد عليه، فقال ابن الزبير: أنا على السمع و الطاعة، لا أبدل و لا أغيّر، و مشى إلى يحيى بن حكيم بن صفوان بن أميّة الجمحي، و هو والي مكة ليزيد بن معاوية فبايعه له على الخلافة، فكتب بذلك يحيى إلى يزيد، فقال: لا أقبل هذا منه، حتى يؤتى به في (5)وثاق في جامعة، فقال له ابنه معاوية بن يزيد: يا أمير المؤمنين ادفع الشر عنك ما اندفع، فإن ابن الزبير رجل لحز (6) لجوج و لا يطيع بهذا أبدا، و إن تكفّر عن يمينك و تلها (7) منه حتى تنظر (8) ما يصير إليه أمره أفضل، فغضب يزيد و قال: إنّ في ذلك لعجبا، قال:

فادع عبد اللّه بن جعفر، فسله عما أقول و تقول، فدعا عبد اللّه بن جعفر فذكر له قولهما، فقال عبد اللّه: أصاب أبو ليلى (9)،و وفّق، فأبى يزيد أن يقبل ذلك، و عزل

ص: 207


1- عن م و بالأصل: يصبح.
2- أضيفت عن م، سقطت من الأصل.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن سير الأعلام و تاريخ الإسلام.
4- كذا بالأصل و م و سير أعلام النبلاء، و في تاريخ الإسلام: المغافر.
5- في سير الأعلام و تاريخ الإسلام: في جامعة و وثاق.
6- اللحز: الرجل الضيق الخلق.
7- كذا بالأصل و م.
8- في م: ينظر.
9- كنية معاوية بن يزيد، انظر في ترجمته و أخباره كتاب الإمامة و السياسة بتحقيقنا 17/2 و الطبري 530/5 و ابن الأثير بتحقيقنا 605/2 و مروج الذهب 88/3.

الوليد بن عتبة عن المدينة و ولاها عمرو بن سعيد بن العاص، و أرسل إليه إن أمير المؤمنين يقسم باللّه لا يقبل من ابن الزبير شيئا حتى يؤتى به في جامعة، فعرضوا ذلك على ابن الزبير فأبى، فبعث يزيد بن معاوية الحصين بن نمير، و عبد اللّه بن عضاه الأشعري بجامعة إلى ابن الزبير يقسم له باللّه لا يقبل منه إلاّ أن يؤتى به فيها، فمرّا بالمدينة، فبعث إليه مروان معهما عبد العزيز بن مروان يكلمه في ذلك و يهوّن عليه الأمر، فقدموا عليه مكة، فأبلغوه يمين يزيد بن معاوية و رسالته، و قال له عبد العزيز بن مروان: إنّ أبي أرسلني إليك عناية بأمرك، و حفظا لحرمتك، فابرر يمين أمير المؤمنين، فإنما يجعل عليك جامعة فضة أو ذهب، و تلبس عليها برنسا، فلا تبدو إلاّ أن يسمع صوتها، فكتب ابن الزبير إلى مروان يجزيه خيرا، و يقول: قد عرفت عنايتك و رأيك، فأمّا هذا فإني لا أفعله أبدا فليكفّر يزيد عن يمينه أو يدع، و قال ابن الزبير: اللّهمّ إنّي عائذ ببيتك، و قد عرضت عليهم السماع و الطاعة، فأبوا إلاّ أن يخلوا بي و يستحلوا مني ما حرّمت فمن يومئذ سمي العائذ.

و أقام بمكة لا يعرض لأحد، و لا يعرض له أحد، فكتب يزيد بن معاوية إلى عمرو بن سعيد أن يوجّه إليه جندا، فسأل عمرو: من أعدى الناس لعبد اللّه (1) بن الزبير؟ فقيل: أخوه عمرو بن الزبير، فذكر قصّة توجيهه إلى ابن الزبير و ظفر ابن الزبير به، و سيأتي ذلك في ترجمة عمرو بن الزبير.

قالوا: و نحّى عبد اللّه بن الزبير الحارث بن خالد (2) عن الصلاة بمكة، و كان عاملا ليزيد بن معاوية عليها، و أمر مصعب بن عبد الرّحمن أن يصلي بالناس، فكان يصلي بهم، و كان لا يقطع أمرا دون المسور بن مخرمة، و مصعب بن عبد الرّحمن بن عوف، و جبير بن شيبة، و عبد اللّه بن صفوان بن أمية، فشاورهم في أمره كله و يريهم أن الأمر شورى بينهم لا يستبدّ بشيء منه دونهم و يصلّي بهم الصلوات و الجمع، و يحج بهم.

و عزل يزيد بن معاوية عمرو بن سعيد عن المدينة، و ولاّها الوليد بن عتبة، ثم عزله و ولى عثمان بن محمّد بن أبي سفيان، فوثب عليه أهل المدينة، فأخرجوه، و كانت

ص: 208


1- في م: إلى عبد اللّه.
2- كذا بالأصل و م و المطبوعة، و في سير الأعلام و تاريخ الإسلام: ابن يزيد.

وقعة الحرّة و كانت الخوارج قد أتته و أهل الأهواء كلهم، و قالوا: عائذ بيت اللّه و كان شعاره: لا حكم إلاّ للّه، فلم يزل على ذلك بمكة، و حجّ بالناس عشر سنين أولها سنة اثنتين و ستين، و آخرها سنة اثنتين و سبعين، و لما بلغ يزيد بن معاوية و ثوب أهل المدينة (1) و إخراجهم عامله و أهل بيته عنها، وجّه إليهم مسلم بن عقبة المرّي، فذكر إيقاع مسلم بهم و توجيهه حصين بن نمير عند موته إلى ابن الزبير و حصره إياه إلى أن أتته وفاة يزيد بن معاوية، و قد ذكرت ذلك في ترجمة مسلم و حصين، و فيه: فدعا ابن الزبير من يومئذ إلى نفسه - يعني عند رجوع حصين - فبايع الناس له على الخلافة، و سمّي أمير المؤمنين و ترك الشعار الذي كان عليه، و دعائه عائذ اللّه، و لا حكم إلا للّه، قبل أن يموت مصعب بن عبد الرّحمن بن عوف، و المسور بن مخرمة، و فارقته الخوارج و تركوه، و ولى العمال، فولى المدينة مصعب بن الزبير بن العوام، فبايع له الناس، و بعث الحارث بن عبد اللّه بن أبي ربيعة إلى البصرة، فبايعوه، و بعث عبد اللّه بن مطيع إلى الكوفة، فبايعوه، و بعث عبد الرّحمن بن عتبة بن جحدم الفهري على مصر أميرا فبايعوه، و بعث و إليه إلى اليمن فبايعوه، و بعث و اليه إلى خراسان فبايعوه، و بعث الضّحّاك بن قيس الفهري إلى الشام واليا فبايع له عامّة أهل الشام، و استوسقت له البلاد كلها ما خلا طائفة من أهل الشام كان بها مروان بن الحكم و أهل بيته (2).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو يعلى بن الفراء، أنا محمّد بن عبد الرّحمن بن العبّاس، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، نا داود بن رشيد، نا شعيب بن إسحاق، نا هشام بن عروة، عن أبيه: أن يزيد بن معاوية كتب إلى عبد اللّه بن الزبير أنّي قد بعثت إليك سلسلة فضة و قيدا من ذهب، و جامعة من فضّة، و حلفت لتأتيني في ذلك، قال:

فألقى الكتاب و قال:

لا ألين لغير الحقّ أسأله *** حتى يلين لضرس الماضغ الحجر (3)

أنبأنا أبو عامر محمّد بن سعدون بن مرجّى العبدي، أنا أبو الحسين المبارك بن

ص: 209


1- بعدها بالأصل: على.
2- الخبر مطولا - ببعض اختلاف - و نقلا عن ابن سعد نقله الذهبي في سير أعلام النبلاء 372/3 و تاريخ الإسلام(61-80 ص 441).
3- البيت في حلية الأولياء 331/1 و سير أعلام النبلاء 373/3 و تاريخ الإسلام(61-80 ص 443) و في المصادر:«و لا ألين».

عبد الجبار الصيرفي، أنا أبو سعد المظفّر بن الحسين بن المظفّر، أنا أبو الفتح محمّد بن أحمد بن أبي الفوارس، أنا محمّد بن العبّاس بن أحمد العصمي، أنا يعقوب بن إسحاق بن محمود الهروي، أنا أبو علي صالح بن محمّد الحافظ ، حدّثني علي بن المديني، نا هشام بن يوسف، حدّثني عبد اللّه بن مصعب بن ثابت بن عبد اللّه بن الزبير، حدّثني موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، أخبرني عبد العزيز بن مروان، قال (1):

لما بعث يزيد بن معاوية بابن عضاه الأشعري و مسعدة (2) الفزاري و أصحابهما إلى عبد اللّه بن الزبير ليؤتى به في جامعة ليبرّ يمينه، و بعث معهم بجامعة من ورق و برنس خزّ، قال: فأرسلني أبي و أخي فقال: إذا بلغته رسل يزيد فتعرضا له ثم ليتمثّل أحدكما بهذا البيت (3):

فخذها فليست للعزيز بنصرة (4) *** و فيها مقال لامرئ متذلّل

أ عامر إنّ القوم ساموك خطّة *** و ذلك في الجيران غزل (5) بمغزل

أراك إذا قد كنت للقوم ناضحا *** يقال له بالدلو أدبر و أقبل

فلما بلغته الرسل قال لي أخي: أكفنيها، قال: ففعلت، قال: فسمعني، فقال:

ابنا (6) مروان قد سمعت ما قلتما (7):

إنّي لمن نبعة صمّ مكاسرها *** إذا تناوحت العضباء (8) و العشر

فلا ألين لغير الحق أسأله *** حتى يلين لضرس الماضغ الحجر

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار،

ص: 210


1- الخبر في تاريخ الطبري 476/5.
2- كذا بالأصل و م و الطبري.
3- كذا بالأصل، و الأبيات للعباس بن مرداس السلمي انظر الأغاني 311/14 و فيها البيتان الأول و الثاني، و الأبيات في الطبري بدون نسبة.
4- الطبري: بخطة.
5- بالأصل:«عنك معزل» و المثبت عن الطبري و الأغاني.
6- كذا بالأصل و في تاريخ الطبري: فقال: أي ابني مروان.
7- البيتان في تاريخ الطبري 476/5 و فيه بعد «قلتما»: و علمت ما ستقولانه، فأخبرا أباكما. و ذكر البيتين.
8- الطبري: القصباء.

قال: قال عمي مصعب بن عبد اللّه: و زعم الواقدي أن الذي قدم بنعي معاوية عبد اللّه بن عمرو بن أويس العامري، عامر بن لؤي.

و قال: زفر بن الحارث الكلابي في عبد اللّه بن الزبير (1):

أ في الحق أمّا بحدل و ابن بحدل فيحيى و أما ابن الزّبير فيقتل

كذبتم و بيت اللّه لا تقتلونه *** و لمّا (2) يكن يوم أغرّ محجّل

و لمّا (3) يكن للمشرفيّة بيننا (4)*** وميض كضوء الشمس حين ترجّل

و قال عبد الرّحمن بن أرطأة بن سيحان الجسري (5) حليف حرب بن أمية يلوم رجلا و يمدح عبد اللّه بن الزبير:

فلو كنت مثل ابن الحواريّ لم ترم و جالدت يوم الدار إذ عظم الخطب و لكنّ عبد اللّه طاعن دونه و ضارب يوم الدار إذ كره الضرب و قال ذو العنق (6) الجذامي:

و شدّ أبو بكر لدى الرّكن شدّة *** أبت لحصين أن يطاع فيغنما

مشدّ امرئ لم يدخل الذلّ قلبه *** و لم يك أعمى عن هدى اللّه أبكما

و قال ابن مفرّغ الحميري:

لكن بالأبطح (7) قد حماها *** فضافضة أزبّ له زئير

متى يطرح على لحم يديه *** فلا أسد يروم و لا نسور

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: قال ابن بكير، قال الليث: و أقام ابن الزبير للناس الحج - يعني سنة خمس و ستين، و سنة سبع و ستين، و سنة ثمان و ستين،

ص: 211


1- مرّت الأبيات في كتابنا في ترجمة زفر بن الحارث، و هي في تاريخ الطبري 543/4.
2- عن الطبري و بالأصل: و لم.
3- عن الطبري و بالأصل: و لم.
4- في الطبري: فوقكم شعاع كقرن الشمس.
5- كذا رسمها بالأصل، و في المطبوعة: الجري.
6- بالأصل: ذو العقق، خطأ و الصواب ما أثبت و ضبط عن تاج العروس بتحقيقنا (عنق).
7- في م: بالأباطح.

و سنة تسع و ستين، و سنة سبعين، و سنة إحدى و سبعين.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا عاصم بن علي، نا أبو معشر.

ح و أنا حنبل، نا أبو عبد اللّه، نا إسحاق بن عيسى، عن أبي معشر.

ح و أخبرني أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، نا محمّد بن المؤمّل، نا الفضل بن محمّد، نا أحمد بن حنبل، نا إسحاق بن عيسى، عن أبي معشر، قال:

و أقام للناس الحج عبد اللّه بن الزبير سنة ثلاث و ستين قبل أن يبايع له الناس، ثم بويع ابن الزبير سنة أربع و ستين، و حجّ ابن الزبير ثمان حجج، ولاء (1) من سنة أربع و ستين إلى سنة إحدى و سبعين، ثم قتل ابن الزبير يوم الثلاثاء لسبع عشرة خلت من جمادى الأولى سنة ثلاث و سبعين (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفتح نصر بن أحمد بن نصر، أنا محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الجواليقي.

ح و أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا المبارك بن عبد الجبار، و أحمد بن علي بن سوّار، قالا: أنا الحسين بن علي، قالا: أنا محمّد بن زيد بن علي، أنا محمّد بن محمّد (3) بن عقبة، نا هارون بن حاتم، نا أبو بكر بن عيّاش، قال:

ثم وقعت الفتنة و حجّ بالناس عبد اللّه بن الزبير سنة ثلاث و ستين قبل أن يبايع له الناس، ثم بايع الناس سنة أربع و ستين، و خرّبت الكعبة يوم السبت لثلاث ليال خلون من شهر ربيع الأول سنة أربع و ستين، ثم حجّ بالناس عبد اللّه بن الزبير ثمان سنين ولاء: سنة أربع و ستين و خمس و ستين، و ست و ستين، و سبع و ستين، و ثمان و ستين، و تسع و ستين، و سنة سبعين، و سنة إحدى و سبعين، و قتل ابن الزبير يوم الثلاثاء لسبع عشرة ليلة خلت من جمادى الآخرة سنة ثلاث و سبعين.

ص: 212


1- أي متابعة (اللسان: ولي).
2- من قوله: ثم قتل إلى هنا استدرك على هامش م و بعد العبارة كلمة صح.
3- «محمّد بن» ليس في م.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد المزكّي، نا عبد العزيز بن أحمد التميمي، أنا عبد الرّحمن بن عثمان، أنا أبو الميمون البجلي، أنا أبو زرعة (1)،قال: فسمعت أبا مسهر قال: و حجّ ابن الزبير ثمان حجج، ولاء (2) من سنة أربع و ستين إلى سنة إحدى و تسعين (3)،فظفر عبد الملك بمصعب، و وجّه الحجّاج إلى عبد اللّه بن الزبير فقتله سنة ثلاث و سبعين، فاجتمع الناس له، و عبد اللّه بن عمر يومئذ حيّ .

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن علي السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (4)،قال: أقام الحج عبد اللّه بن الزبير من (5) سنة أربع و ستين إلى آخر سنة إحدى و سبعين، ثم حضر الموسم سنة ثنتين و سبعين، فحجّ ابن الزبير بالناس و لم يقفوا الموقف، و حج الحجّاج بن يوسف بأهل الشام و لم يطوفوا بالبيت.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا.

و أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا محمود بن جعفر، أنا عمّ أبي الحسين بن أحمد بن جعفر، أنا إبراهيم بن السّندي، أنا الزبير بن بكار، حدّثني (6) محمّد بن الحسن - زاد ابن شجاع: المخزومي - قال: و حدّثني و في حديثهم عن عبد العزيز بن محمّد الدراوردي، عن هشام بن عروة قال: أول من كسا الكعبة الديباج عبد اللّه بن الزبير، و إن كان ليطيّبها حتى يجد ريحها من دخل الحرم (7).

أخبرنا أبو الحسين، و أبو غالب و أبو عبد اللّه، قالوا: أنا أبو جعفر، أنا أبو

ص: 213


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 191 و 192.
2- في أبي زرعة:«ولي».
3- بالأصل:«و تسعين» خطأ و الصواب عن م و أبي زرعة.
4- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 254 و 269 و انظر سير الأعلام 374/3 و تاريخ الإسلام(61-80 ص 443).
5- سقطت من الأصل و م و أضيفت عن تاريخ خليفة.
6- في م: و حدّثني.
7- الخبر في سير الأعلام 374/3 و تاريخ الإسلام(61-80 ص 443).

طاهر، نا أحمد، نا الزبير قال: و حدّثني إبراهيم بن حمزة، عن الزبير بن خبيب (1)،عن أبيه.

أن عبد اللّه بن الزبير أوّل من كسا الكعبة الديباج، و كانت كسوتها المسوح و الأنطاع.

قال: و نا الزبير، قال: و حدّثني مصعب بن عبد اللّه، عن عبد اللّه بن شعيب الحجبي (2).

أن أمير المؤمنين المهدي لما جرّد الكعبة كان فيما نزع عنها كسوة من ديباج مكتوب عليه لعبد اللّه (3) أبي بكر أمير المؤمنين (4)،قال عمي مصعب بن عبد اللّه قال: عبد اللّه بن شعيب: و كان ابن الزبير، يكنى أبا بكر، و يكنى أبا خبيب.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو بكر محمّد بن علي بن محمّد بن النضر البغدادي الديباجي، نا أبو الحسن علي (5) بن عبد اللّه بن مبشّر الواسطي، نا محمّد بن حرب أبو عبد اللّه النّشائي (6)،نا أبو مروان يحيى بن أبي زكريا الغساني، عن هشام، عن عروة قال:

كتب رجل من أهل العراق إلى عبد اللّه بن الزبير: سلام عليك، فإنّي أحمد إليك اللّه الذي لا إله إلاّ هو، أمّا بعد، فإن لأهل (7) الطاعة و أهل الخير علامة يعرفون بها، و يعرف فيهم الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و العمل بطاعة اللّه، و اعلم أن مثل الإمام مثل السّوق يأتيه ما زكى فيه، فإن كان برا أتاه أهل البرّ ببرّهم (8) و إن كان فاجرا أتاه أهل الفجور بفجورهم، و السلام عليك.

ص: 214


1- في م: حبيب.
2- بالأصل و م: الحجي، و المثبت عن سير الأعلام و تاريخ الإسلام.
3- بالأصل و م:«لعبد اللّه بن أبي بكر» و المثبت عن سير الأعلام و تاريخ الإسلام.
4- الخبر نقله الذهبي في كتابيه سير الأعلام 374/3 و تاريخ الإسلام(61-80 ص 443) من طريق عبد اللّه بن شعيب الحجبي.
5- من قوله: ابن المجلي إلى هنا سقط من م.
6- عن م و بالأصل: النسائي.
7- في المطبوعة: فإن لأهل الخير علامة.
8- بالأصل و م: برهم.

أخبرنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحدّاد، في كتابيهما، قالا: أنا أبو نعيم (1)، نا أبو حامد بن جبلة، نا محمّد بن إسحاق الثقفي، نا أحمد بن سعيد الدارمي، نا أبو عاصم، عن عمر بن قيس، قال: كان لابن الزبير مائة غلام، يتكلم كلّ غلام منهم بلغه أخرى، و كان ابن الزبير يكلّم كل واحد منهم بلغته، و كنت إذا نظرت إليه في أمر دنياه، قلت: هذا رجل لم يرد اللّه طرفة عين و إذا نظرت إليه في أمر آخرته، قلت: هذا رجل لم يرد الدنيا طرفة عين.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا أبو محمّد الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا أحمد بن محمّد بن البراء، نا أبو نعيم، عن سفيان، عن الأعمش، قال: قال أبو الضحى (2):رأيت على رأس ابن الزبير من المسك ما لو كان لي كان رأس مالي (3).

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن بن علي، أنا عبد اللّه بن الحسن بن محمّد، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي المقرئ، نا يزداد بن عبد الرّحمن بن محمّد الكاتب، نا أبو سعيد الأشجّ ، نا عبد اللّه بن إدريس، عن أبي الضّحى قال: رأيت في مفرق ابن الزبير عشية عرفة من الطّيّب ما لو كان لي (4) كان رأس مالي.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا معمر، حدّثني ابن طاوس، عن أبيه، قال: دخل ابن الزبير على امرأته بنت الحسن فرأى ثلاثة مثل - يعني أفرشة - في بيته، فقال: هذا لي، و هذا لابنة (5) الحسن، و هذا للشيطان فأخرجوه.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا زهير، نا وكيع، عن سفيان، عن عبد الملك بن أبي بشير،

ص: 215


1- الخبر في حلية الأولياء 334/1.
2- هو مسلم بن صبيح القرشي الكوفي، مولى آل سعيد بن العاص ترجمته في تهذيب الكمال 79/18.
3- الخبر في سير الأعلام 374/3 و تاريخ الإسلام(61-80 ص 444) من طريق الأعمش.
4- بالأصل:«كان لرجل لي» و المثبت عن م.
5- بالأصل و م: لا بنت.

عن عبد اللّه بن مساور، قال: سمعت ابن عبّاس يبخّل ابن الزبير، و قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«ليس المؤمن الذي يبيت و جاره طاوي» (1)[5904].

أخبرنا أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين [بن علي بن الحسين] (2)الزهري، و أبو الفتح المختار بن عبد الحميد بن المنتصر الأديب، و أبو المحاسن أسعد بن علي بن الموفق، قالوا: أنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفّر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن حموية، أنا إبراهيم بن خزيم، نا عبد بن حميد، أنا عبد الرّزّاق، أنا الثوري، عن عبد الملك بن أبي بشير، عن عبد اللّه بن مساور، قال: سمعت ابن عبّاس ذكر ابن الزبير فبخّله، ثم قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«ليس المؤمن الذي يشبع و جاره جائع (3) إلى جنبه»[5905].

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عثمان بن عمرو بن محمّد بن المنتاب، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا مؤمّل، نا سفيان (4)،عن عبد الملك بن أبي بشير - و كان تاجرا بالمدينة، و كان مرضيا - عن عبد اللّه بن مساور، قال: سمعت ابن عبّاس يعاتب ابن الزبير في البخل، و يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«ليس بالمؤمن الذي يبيت شبعان و جاره إلى جنبه جائع»[5906].

أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمّد بن عبد اللّه بن مندويه، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد الحسناباذي، أنا أبو الحسن محمّد بن عمر بن عيسى بن يحيى الحطراني (5) البلدي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن العبّاس بن يونس الخيّاط بالموصل، نا محمّد بن أحمد بن أبي المثنى، نا قبيصة بن عقبة، عن سفيان، عن عبد الملك بن أبي بشير، عن عبد اللّه بن أبي (6) المساور، قال: سمعت ابن عبّاس يقول و هو يبخّل ابن

ص: 216


1- كذا بالأصل و م بإثبات الياء.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م.
3- سقطت اللفظة من م.
4- انظر الخبر في سير الأعلام 375/3 و تاريخ الإسلام(61-80 ص 444) و انظر تخريجه في سير الأعلام.
5- بالأصل و م:«الخطبراني» تحريف و الصواب ما أثبت و ضبط عن الأنساب ذكره و ترجم له السمعاني، و لم يذكر إلى أي شيء هذه النسبة.
6- كذا بالأصل و م و المطبوعة هنا.

الزبير: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول.

ح و أخبرنا (1) أبو الحسن السّلمي، أنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن أبي الحديد، أنا أبو علي الحسن بن علي الإمام الطّبراني، أنا سعيد بن عبدوس بن أبي زيدون، أنا محمّد بن يوسف، نا سفيان، عن عبد الملك بن أبي بشير، عن عبد اللّه بن أبي المساور (2)،قال: سمعت ابن عبّاس يبخل ابن الزبير و يقول: قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«ليس المؤمن الذي يشبع و جاره جائع إلى جنبه»[5907].

أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد الشيباني، نا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب (3)،أنا محمّد بن الحسين القطان، أنا محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن عتّاب، نا يحيى بن أبي طالب، نا أبو أحمد الزبيري، نا سفيان الثوري، عن عبد الملك بن أبي بشير، عن عبد اللّه بن المساور - و في أصل القطان: بن أبي المساور - قال: سمعت ابن عبّاس و هو يبخّل ابن الزبير يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«ليس المؤمن بالذي يشبع و جاره جائع إلى جنبه»[5908].

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو بكر الخطيب، أنبأ أبو بكر محمّد بن أحمد بن عبد الرّحمن الأصبهاني، أنا محمّد بن أحمد بن الفضل بن شهريار، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إدريس الحنظلي قال: سئل أبو زرعة عن حديث رواه قبيصة، و ثابت بن محمّد، و أبو نعيم عن الثوري، فاختلفوا، فقال قبيصة: عن الثوري، عن عبد الملك بن أبي بشير، عن عبد اللّه بن أبي المساور، عن ابن عبّاس عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«ليس المؤمن بالذي يشبع و جاره جائع إلى جانبه»، و قال ثابت، عن الثوري، عن عبد الملك، عن عبد اللّه بن المسور، عن ابن عبّاس، و قال وكيع: عن سفيان، عن عبد الملك، عن عبد اللّه بن المسور، عن ابن عبّاس، و قال أبو نعيم عن الثوري، عن عبد الملك، عن عبد اللّه بن المساور، عن ابن عبّاس.

قال أبو زرعة: وهم ثابت في ما قال، و أبو نعيم أثبت في هذا الحديث من وكيع، كأنه حكم لأبي نعيم.

ص: 217


1- فوق اللفظة في م: ملحق.
2- كذا بالأصل و م و المطبوعة هنا.
3- الخبر في تاريخ بغداد 391/10-392 ضمن أخبار عبد الملك بن أبي بشير البصري.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين (1) بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا أبو سعيد عيسى بن سالم الشاشي، نا عبيد اللّه بن عمرو، عن ليث بن أبي سليم، قال: كان ابن عبّاس يكثر أن يعنف ابن الزبير بالبخل، قال: فلقيه يوما فعيّره فقال له ابن الزبير: ما أكثر ما تعيّرني يا إن عبّاس ؟ قال: أن أفعل، فإني سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«إنّ المؤمن لا يشبع و جاره و ابن عمّه جائع»[5909].

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء بن أبي منصور، أنا أبو الفتح منصور بن الحسين بن علي بن القاسم بن روّاد الكاتب، و أبو طاهر أحمد بن محمود قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو (2) أحمد إسرائيل بن محمّد بن إسرائيل (3) بن عبد اللّه بن عيسى بن يونس بن عمرو - هو أبو إسحاق السّبيعي - بحصن منصور، حدّثني عمي علي بن إسرائيل، حدّثني خالي أحمد بن عمرو، عن أبيه عمرو، عن أبيه عيسى، عن أبيه، عن أبي إسحاق قال: حججت مع أبي هريرة و رافع بن خديج، فنزلوا على عبد اللّه بن الزبير، فذبح لهم شاة و كان يبخّل.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر، أنا الحسن بن علي الجوهري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (4)،حدّثني أبي، نا إسماعيل بن أبان الوراق، نا يعقوب، عن جعفر بن (5) المغيرة، عن ابن أبزى، عن عثمان بن عفّان قال: قال له عبد اللّه بن الزبير حيث حصر: إن عندي نجائب قد أعددتها لك فهل [لك] (6) أن تحول إلى مكة فيأتيك من أراد أن يأتيك ؟ قال: لا، إنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«يلحد بمكة كبش من قريش اسمه عبد اللّه، عليه [مثل] (7) نصف أوزار الناس»[5910].

ص: 218


1- بالأصل و م: أبو الحسن، خطأ.
2- كتبت «أبو» فوق الكلام بين السطرين في م.
3- وهم محقق المطبوعة حيث كتب بالحاشية هنا «بن إسرائيل» ليست في م. فاللفظتان مثبتتان فيها.
4- انظر مسند الإمام أحمد 141/1 رقم 461 و تاريخ الإسلام(61-80 ص 444 و سير أعلام النبلاء 374/3).
5- كذا بالأصل، و في م و تاريخ الإسلام و سير الأعلام و مسند أحمد: جعفر بن أبي المغيرة، و هو الصواب انظر ترجمته في تهذيب الكمال 441/3.
6- سقطت «لك» من الأصل، و أضيفت عن م و المسند.
7- سقطت «لك» من الأصل، و أضيفت عن م و المسند.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبي أبو العبّاس، و أبو محمّد الكتاني (1)،و أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن محمّد بن أبي الرضا و أبو القاسم غنائم بن أحمد بن عبيد اللّه، و أبو القاسم علي بن محمّد بن أبي العلاء.

و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، نا عبد العزيز بن أحمد، و علي بن محمّد بن أبي العلاء، و الحسين بن محمّد بن طلاّب، و غنائم بن أحمد بن عبيد اللّه، و علي بن الخضر بن عبدان.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد القصاع، أنا جدي لأمي (2)الحسن بن علي بن عبد الصمد اللّباد.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي بن البري، أنا عمي أبو الفضل عبد الواحد بن علي بن عبد الواحد.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، و أبو العشائر محمّد بن الخليل بن فارس، و أبو يعلى حمزة بن علي، قالوا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، قالوا: أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا إبراهيم بن محمّد بن أحمد بن أبي ثابت، نا أحمد بن بكير يعني البالسي، نا إسماعيل بن أبان، نا يعقوب - يعني القمّي - عن جعفر بن أبي المغيرة، عن ابن أبزى، قال: قال عبد اللّه بن الزبير حيث حوصر عثمان بن عفّان: إن عندي نجائب قد أعددتها، فهل لك أن تحول إلى مكة فيأتيك من أراد أن يأتيك ؟ قال: لا، إنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«يلحد بمكة كبش من قريش اسمه عبد اللّه عليه مثل أوزار الناس» و لا أراك إلاّ (3) إياه أو عبد اللّه بن عمر[5911].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن أحمد بن علي الزّجّاجي (4)،أنا أبو مسلم (5) عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد الفرضي، أنا إبراهيم بن

ص: 219


1- عن م و بالأصل: الكناني.
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: لأبي.
3- سقطت من الأصل و أضيفت عن م.
4- في م: الزجاج.
5- كذا بالأصل و م، و انظر في سير أعلام النبلاء 212/17 عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن علي بن أبي مسلم البغدادي الفرضي كنيته أبو أحمد.

محمّد بن علي بن بطحا، نا العبّاس بن عبد اللّه، نا محمّد بن كثير، عن الأوزاعي، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن عبد اللّه بن عمرو قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«يلحد بمكة رجل من قريش يقال له عبد اللّه عليه نصف عذاب العالم، فو اللّه لا أكونه»، فتحوّل منها فسكن الطائف (1).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، نا محمّد بن كناسة، نا إسحاق بن سعيد، عن أبيه قال: أتى عبد اللّه بن عمر عبد اللّه بن الزبير فقال: يا ابن الزبير إيّاك و الإلحاد في حرم اللّه تبارك و تعالى، فإنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«إنّه سيلحد فيه رجل من قريش، لو توزن ذنوبه بذنوب الثقلين لرجحت»، فانظر لا تكونه[5912].

قال (3):و حدّثني أبي، نا أبو النّضر (4)،نا إسحاق بن سعيد، نا سعيد بن عمرو، عن عبد اللّه بن عمرو، قال: أشهد باللّه لسمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«يحلّها و يحلّ (5)به رجل من قريش، لو وزنت ذنوبه بذنوب الثقلين لوزنتها».

قال (6):و حدّثني أبي، نا هاشم - يعني ابن القاسم - نا إسحاق - يعني بن سعيد - نا سعيد بن عمرو، قال: أتى عبد اللّه بن عمرو (7) ابن الزبير، و هو جالس في الحجر، فقال: يا ابن الزبير إياك و الإلحاد في حرم اللّه عز و جل، فإني أشهد لسمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«يحلّها و يحلّ (8) به رجل من قريش لو وزنت ذنوبه بذنوب الثقلين لوزنتها»، قال: فانظر أن لا تكونه (9) يا ابن عمرو، فإنك قد قرأت الكتب، و صحبت الرسول صلّى اللّه عليه و سلّم، قال: فإنّي أشهدك أن هذا وجهي إلى الشام مجاهدا[5913].

أخبرناه عاليا أبو عبد اللّه الخلاّل، و أمّ المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالا: أنا

ص: 220


1- سير الأعلام 376/3 و تاريخ الإسلام(61-80 ص 445).
2- مسند الإمام أحمد 499/2 رقم 6208.
3- مسند أحمد 633/2 رقم 6862.
4- بالأصل و م: أبو النصر، خطأ و الصواب ما أثبت، و هو هاشم بن القاسم.
5- عن م و المسند و بالأصل: و تحل به.
6- مسند أحمد 682/2 رقم 7064.
7- في م: عمر، و المثبت يوافق عبارة المسند.
8- عن م و المسند و بالأصل: و تحل به.
9- كذا بالأصل، و في م و المسند: لا تكون هو.

إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن (1) المقرئ، أنا أبو يعلى، نا بشر بن الوليد الكندي، نا إسحاق - يعني ابن سعيد - حدّثني سعيد أبو مالك قال:

إني لقاعد في الحجر مع ابن الزبير إذ جاءه عبد اللّه بن عمرو، قال: فقال لابن الزبير: إيّاك و الإلحاد في حرم اللّه، فإنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«يلحد بها رجل من قريش لو وزنت ذنوب الثقلين بذنوبه وازنته»، قال ابن الزبير: انظر لا تكونه (2) يا ابن العاص، فإنك قد قرأت الكتب، قال: لا و اللّه، إنّي أشهدك أنّي ليس هو، هذا وجهي إلى الشام.

أخبرنا أبو محمّد عبدان بن زرّين (3) بن المقرئ، نا نصر بن إبراهيم المقدسي، أنا عبد الوهّاب بن الحسين الغزال، أنا الحسين بن محمّد بن عبيد العسكري، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا وكيع، نا سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن أبي صادق، عن حنش الكناني، عن عليم الكندي، عن سلمان الفارسي، قال: ليحرقنّ هذا البيت على يدي رجل من آل الزبير.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل - إجازة - نا محمّد بن الحسين بن محمّد بن سعيد، نا ابن أبي خيثمة، نا يحيى بن معين، نا ابن فضيل، نا سالم بن أبي حفصة، عن منذر الثوري قال: قال ابن الحنفيّة: اللّهم إنّك تعلم أنّي كنت أعلم مما علمتني أن ابن الزبير لا يخرج منها (4) إلاّ قتيلا، يطاف برأسه في الأسواق.

قال: و نا ابن أبي خيثمة، نا أبي، نا وهب بن جرير، نا جويرية، قال: سمعت نافعا يقول: لم يدع ابن الزبير إلى نفسه حتى هلك يزيد بن معاوية.

قال جويرية: و حدّثني نافع أنه كان تحت منبره يوم دعا إلى نفسه. قال: و أخبرني عن نافع أن أبا حرة الأسلمي صاحب العباء كان رجلا من الموالي، شجاعا، مقاتلا،

ص: 221


1- سقطت «بن» من المطبوعة.
2- كذا بالأصل، و في م و المسند: لا تكون هو.
3- بالأصل:«زيد بن المقرئ» و المثبت عن م، و فيها: زرين المقرئ، و انظر مشيخة ابن عساكر 133/أ.
4- «منها» ليست في م.

فقام إليه فقال له: إنّما سفكنا الدماء، و قتلنا الناس إلاّ في ملكك، قال: فمن تبغون سواي ؟ قال: فهلاّ انتظرت حتى نكون نحن ندعوك، ففارقه.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد، و أبو غالب و أبو عبد اللّه، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير قال:

و حدّثني عبد اللّه بن محمّد بن المنذر عن خالة أبيه صفية بنت الزبير بن هشام بن عروة، عن هشام بن عروة (1) قال: كان أول ما أفصح به عمي عبد اللّه بن الزبير و هو صغير السّيف، فكان لا يضعه من فيه، فكان الزبير بن العوام إذا سمع ذاك منه يقول: أ ما و اللّه ليكوننّ لك منه يوم و يوم و أيام.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، نا إبراهيم بن حبيب، نا محمّد بن عبد اللّه، نا أبو بكر بن عيّاش، عن الأعمش، عن محمّد بن زيد بن عبد اللّه بن عمر (2) قال: إنّي لفوق أبي قبيس حين وضع المنجنيق على ابن الزبير، فنزلت صاعقة كأنّي انظر إليها تدور كأنها خمار (3) أحمر قد حرقت أصحاب المنجنيق نحوا من خمسين رجلا.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد (4)-إجازة-.

ح قالا: و أنا أبو تمّام علي بن محمّد - إجازة - أنا أبو بكر أحمد بن عبيد - قراءة - نا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، نا أبو الفتح - و هو نصر بن المغيرة - قال: قال سفيان: كان ابن الزبير يشتد بالسيف، و هو ابن ثلاث و سبعين كأنه غلام.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالويه، قالا: نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، نا عبّاس بن محمّد قال: نا يحيى بن معين، نا محمّد بن الصلت، نا يحيى بن اليمني (5)،

ص: 222


1- قوله:«عن هشام بن عروة» ليس في م.
2- بالأصل و م: عمرو، خطأ و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 105/5.
3- بالأصل و م: حمار بالحاء المهملة تحريف. و الصواب عن مختصر ابن منظور 196/12.
4- بالأصل و م «حميد» خطأ، و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
5- كذا بالأصل و اللفظة غير مقروءة في م، و في المطبوعة: البهي.

قال: كان ابن الزبير يقاتل الحجّاج بمكة، قال: فقالت له امرأته: أ لا أخرج فأقاتل معك ؟ قال: لا، و كان الحجّاج يقاتل و هو في المسجد الحرام، فجعل ابن الزبير يقول هذا الشعر:

كتب القتل و القتال علينا *** و على المحصنات جرّ (1) الذّيول

قال: و نا عبّاس، نا جعفر بن عون، نا هشام بن عروة قال: كان ابن الزبير يحمل عليهم حتى يخرجهم من الأبواب - يعني أبواب المسجد (2) الحرام - و هو يقول:

لو كان قرني واحدا كفيته (3)

و لسنا على الأعقاب تدمى كلومنا *** و لكن على أقدامنا يقطر الدم (4)

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد - أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص نا أبو محمّد السكري، نا زكريا بن يحيى المنقري، أنا الأصمعي نا عبد اللّه بن معاوية عن هشام بن عروة قال:

كان عبد اللّه بن (5) الزبير يحمل عليهم حتى يخرجهم من الأبواب و هو يقول:

لو كان قرني واحدا كفيته

ثم يقول:

و لسنا على الأعقاب تدمى كلومنا *** و لكن على أقدامنا يقطر الدم

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء بن أبي منصور، أنا منصور بن الحسين بن علي بن القاسم بن روّاد، و أحمد بن محمود، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عبد اللّه محمّد بن عثمان بن محمّد بن عبد الملك بن سليمان - إملاء - نا أبو خالد

ص: 223


1- عن م و بالأصل: جز.
2- عن م و بالأصل: مسجد الحرام.
3- الرجز في حلية الأولياء 333/1 بدون نسبة، و نسبه بحواشي المطبوعة لدويد بن زيد. و بعده في الاستيعاب 304/2. أوردته الموت و قد ذكيته
4- البيت في الحلية 333/1 بدون نسبة، و خزانة الأدب الشاهد 566، ج 252/3 و 255 و قال البغدادي هو من ثلاثة أبيات أوردها أبو تمام في الحماسة للحصين بن الحمام المري. و انظر الاستيعاب 305/2 و أسد الغابة 140/3.
5- سقطت «بن» من م.

عبد العزيز بن معاوية، نا جعفر بن عون، نا هشام بن عروة، عن أبيه قال: كان عبد اللّه بن الزبير يحمل عليهم حتى يخرجهم من الأبواب و يرتجز و يقول:

لو كان قرني واحدا كفيته

و لسنا على الأعقاب تدمى كلومنا *** و لكن على أقدامنا تقطر (1) الدّما

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، و أبو الحسين بن الفراء، قالوا: أنا أبو جعفر المعدل، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير، قال:

و حدّثني محمّد بن الضّحّاك، عن جدي عبد اللّه بن مصعب، عن هشام بن عروة قال:

رأيت ابن الزبير يرمى بالمنجنيق، فلا يلتفت و لا يرعد صوته، قال: و ربما مرت الشظية منه قريبا من نحره.

قال: و نا الزبير، قال: و حدّثني خالد بن وضّاح، حدّثني أبو الخصيب نافع بن ميسرة مولى آل الزبير، عن هشام بن عروة قال: رأيت الحجر من المنجنيق يهوي حتى أقول لقد كان (2) يأخذ لحية عبد اللّه بن الزبير، فقال له أبي: ابن أم، و اللّه إن كان (3)ليأخذ لحيتك، فقال عبد اللّه: دعني يا ابن أم، فو اللّه ما هي إلاّ هيت حتى (4) كأن الإنسان لم يكن، فقال أبي و أقبل علينا بوجهه: ألا إني و اللّه ما أخشى عليك إلاّ من تلك الهيت (5).

قال: و حدّثني خالد بن وضّاح، حدّثني أبو الخصيب نافع بن ميسرة مولى آل الزبير، عن هشام بن عروة، قال: سمعت عمي عبد اللّه بن الزبير يقول: و اللّه إن أبالي إذا وجدت ثلاثمائة يصبرون صبري، لو أجلب على أهل الأرض.

قال: و نا الزبير، حدّثني محمّد بن الضّحّاك، عن جدي عبد اللّه بن مصعب، عن هشام بن عروة قال: أوصى الزبير بثلث ماله، قال: و قسم عبد اللّه بن الزبير ثلث ماله و هو حيّ .

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر محمّد بن

ص: 224


1- عن م و بالأصل:«يقطر».
2- عن م و بالأصل: كان.
3- عن م و بالأصل: كان.
4- استدركت على هامش م.
5- بالأصل:«المهيت» و في م:«المهيت» و الصواب ما أثبت و قد مرّت صوابا في السطر السابق.

العبّاس، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، نا عبد اللّه بن مصعب، نا هشام بن عروة قال: جلس ابن الزبير يوم الثلاثاء، فتغامز به بعض من كان عنده بنعسته تلك، ففتح عينيه فقال: شيخ كبير قد عاش حتى ملّ ، اللّهمّ إذا قبضت رجلي فلا أبسطها و إذا بسطتها فلا أقبضها.

قال: و أنا محمّد بن عمر، نا إسحاق بن عبيد اللّه، عن المنذر بن جهم الأسلمي، قال: رأيت ابن الزبير يوم قتل و قد خذله من كان معه خذلانا شديدا، و جعلوا يخرجون إلى (1) الحجّاج، و جعل الحجّاج يصيح: أيها الناس، على ما تقتلون أنفسكم، من خرج إلينا فهو آمن، لكم عهد اللّه و ميثاقه و في حرم اللّه و أمنه، و رب هذه البنية لا أغدر بكم، و لا لنا حاجة في دمائكم، قال: فجعل الناس ينسلّون حتى خرج إلى الحجّاج من أصحاب ابن الزبير نحو من عشرة آلاف، فلقد رأيته و ما معه أحد (2).

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم (3)،نا سليمان بن أحمد (4)،نا زيد بن المبارك، أنا صاحب لنا، أخبرني إبراهيم بن إسحاق بن أبي إسحاق، قال: سمعت إسحاق بن أبي إسحاق يقول: أنا حاضر قتل ابن الزبير يوم قتل في المسجد الحرام، جعلت الجيوش تدخل من أبواب المسجد، فكلما دخل قوم من باب حمل عليهم وحده حتى يخرجهم، فبينا هو على تلك الحال إذ جاءت شرفة من شرفات المسجد فوقعت على رأسه فصرعته و هو يتمثّل بهذه الأبيات يقول (5):

أسماء يا أسماء لا تبكيني

لم يبق إلاّ حسبي و ديني

و صارم لانت (6) به يميني

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو (7) عمر بن

ص: 225


1- عن م و بالأصل: مع.
2- الخبر في سير الأعلام 377/3 و تاريخ الإسلام(61-80 ص 445).
3- الخبر في حلية الأولياء 333/1 و سير الأعلام 373/3 و تاريخ الإسلام(61-80 ص 446).
4- في الحلية ورد بعدها: ثنا علي بن المبارك، ثنا زيد بن المبارك.
5- الرجز في حلية الأولياء 333/1 و سير الأعلام 377/3 و تاريخ الإسلام(61-80 ص 446).
6- في سير الأعلام و تاريخ الإسلام: لاثت.
7- سقطت «أبو» من م.

حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، حدّثني فروة بن زبيد - و أصلحه ابن حيّوية: قرة، و هو خطأ - عن عبّاس بن سهل بن سعد قال: سمعت ابن الزبير يقول: ما أراني اليوم إلاّ مقتولا، و لقد رأيت في الليلة هذه كأن السماء فرجت لي فدخلتها، فقد و اللّه مللت الحياة و ما فيها، و لقد قرأ في الصبح يومئذ متمكنا:«ن و القلم» حرفا حرفا، و إنّ سيفه لمسلول إلى جنبه، و إنه ليتم الركوع و السّجود كهيئته قبل ذلك (1).

قال: و أنا محمّد بن عمر، حدّثني عبد الملك بن وهب، عن شيخ من أسلم قال:

سمعت ابن الزبير يقول يوم قتل: و اللّه لقد مللت الحياة، و لقد جاوزت سن أبي هذه، لي ثنتان و سبعون سنة، اللّهمّ إني قد أحببت لقاءك فاحبب لقائي، و جاهدت فيك عدوّك فأثبني ثواب المجاهدين، قال: فقتل ذلك اليوم.

قال: و أنا محمّد بن عمر، حدّثني عبد الرّحمن بن أبي الزّناد، عن مخرمة بن سليمان الوالبي، قال:

دخل عبد اللّه بن الزبير على أمّه حين رأى من الناس ما رأى من خذلانهم إيّاه، فقال: يا أمه، خذلني الناس حتى ولدي و أهلي، فلم يبق معي إلاّ من ليس عنده من الدفع أكثر من صبر ساعة، و القوم يعطوني (2) ما أردت من الدنيا، فما رأيك ؟ فقالت أمّه: أنت و اللّه يا بنيّ أعلم بنفسك، إن كنت تعلم أنك على حق و إليه تدعو فامض له، فقد قتل عليه أصحابك، و لا تمكّن (3) من رقبتك، فيلعب بك غلمان بني أميّة، و إن كنت إنما أردت الدنيا فبئس العبد أنت، أهلكت نفسك، و أهلكت من قتل معك، قال: قد (4) يا ابن الزبير، فقبّل رأسها، فقال: هذا و اللّه رأيي و الذي، قمت به داعيا إلى يومي هذا، ما ركنت إلى الدنيا، و لا أحببت الحياة فيها، و ما دعاني إلى الخروج إلاّ الغضب للّه، و لكني (5) أحببت أعلم رأيك فزدتني قوة و بصيرة مع بصيرتي، فانظري يا أمّه فإنّي مقتول من يومي هذا، لا يشتد جزعك عليّ ، سلمي لأمر اللّه، فإنّ ابنك لم يعتمد إتيان منكر،

ص: 226


1- تاريخ الإسلام(61-80 ص 446).
2- كذا بالأصل و م.
3- في م: يمكن.
4- كذا بالأصل و م.
5- كذا بالأصل و م.

و لا عمل بفاحشة، و لم يجر في حكم، و لم يغدر في أمان، و لم يتعمد ظلم مسلم، و لا معاهد، و لم يبلغني عن عمالي فرضيته بل أنكرته (1)،و لم يكن شيء آثر عندي من رضى ربي، اللّهمّ إنّي لا أقول هذا تزكية مني لنفسي أنت أعلم بي، و لكني أقوله تعزية (2) أمي لتسلو به عني، فقالت له أمّه: إنّي لأرجو أن يكون عزائي فيك حسنا إن تقدمتني و إن تقدمتك، ففي نفسي حوجاء حتى انظر إلى ما يصير إليه أمرك، قال: جزاك اللّه يا أمّه خيرا، فلا تدعي الدعاء لي (3) بعد قتلي، قالت: لا أدعه، لست بتاركة ذلك أبدا، فمن قتل على باطل فقد قتلت على حق، و خرج.

و قالت أمّه: اللّهمّ ارحم طول ذلك القيام في الليل الطويل، و ذلك النجيب و الظمأ في هواجر المدينة و مكة و بر بأبيه و بي، اللّهمّ إنّي سلّمت فيه لأمرك، و رضيت فيه بما قضيت، فأثبني في عبد اللّه ثواب الصّابرين الشاكرين.

قال: و أنا محمّد بن عمر، نا خالد بن إلياس، عن أبي سلمة الحضرمي، قال:

دخلت على أسماء ابنة أبي بكر يوم الثلاثاء و بين يديها كفن قد أعدته و نشرته، و أجمرته (4)،و أمرت جواري لها يقمن على أبواب المسجد، فإذا قتل عبد اللّه صيّحن، فرأيتهن قد قتل عبد اللّه صيحن، و أرسلت ليحمل عبد اللّه، فأتى الحجّاج فجرّ رأسه و بعث به إلى عبد الملك بن مروان و صلب جثته، فقالت أسماء: قاتل اللّه المبير يحول بيني و بين جثته أن أواريها، ثم ركبت دابّتها حتى وقفت عليه و هو مصلوب، فدعت له طويلا و ما يقطر من عينها قطرة، ثم انصرفت و هي تقول: من قتل على باطل فقد قتلت على حق، و على أكرم قتلة ممتنع بسيفك، فلا تبعد (5).

قال: و أنا محمّد بن عمر، حدّثني عبد اللّه بن نافع، عن أبيه قال: سمع ابن عمر التكبير فيما بين المسجد إلى الحجون حين قتل ابن الزبير، فقال ابن عمر: لمن كان كبّر حين ولد ابن الزبير أكبر و خيرا (6) ممن كبر على قتله.

ص: 227


1- من قوله: و لا عمل بفاحشة إلى هنا سقط من م.
2- عن م و بالأصل: تعرفه أمي.
3- لفظة «لي» سقطت من م.
4- أي بخرته بالطيب (انظر القاموس المحيط ، تاج العروس بتحقيقنا «جمر»).
5- التاء مهملة بدون نقط بالأصل و م.
6- كذا بالأصل و م.

قال: و أنا محمّد بن عمر، حدّثني نافع بن ثابت، عن عبد اللّه مولى أسماء قال (1):

لما قتل عبد اللّه خرجت إليه أمّه حتى وقفت عليه، و هي على دابة، فأقبل الحجّاج في أصحابه، فسأل عنها فأخبر بها، فأقبل حتى وقف عليها، فقال: كيف رأيت نصر اللّه الحق، و أظهره ؟ قالت: و بما أديل الباطل على الحق و إنك بين فرثها و الجيّة، قال: إن ابنك ألحد في هذا البيت، و قال اللّه: وَ مَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحٰادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذٰابٍ أَلِيمٍ (2) و قد أذاقه اللّه ذلك العذاب الأليم (3)،قطع السبيل، قالت: كذبت، كان أوّل مولود ولد (4) في الإسلام بالمدينة، و سرّ به رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و حنكه بيده، فكبّر المسلمون يومئذ حتى ارتجّت المدينة فرحا به، و قد فرحت أنت و أصحابك بمقتله، فمن كان فرح يومئذ به (5) خيرا منك و من أصحابك، و كان مع ذلك برا بالوالدين، صوّاما، قوّاما بكتاب اللّه عز و جل، معظّما لحرم اللّه، يبغض أن يعصي اللّه، أشهد على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لسمعته يقول:«سيخرج من ثقيف كذابان، الآخر منهما شرّ من الأول، و هو مبير»، و هو أنت، فانكسر الحجّاج و انصرف، و بلغ ذلك عبد الملك، فكتب إليه يلومه في مخاطبته أسماء، و قال: ما لك و لابنة الرّجل الصالح[5914].

قال: و أنا محمّد بن عمر، نا شرحبيل بن أبي عون، عن أبيه قال:

كان عبد اللّه بن الزبير قد قشم جلده على عظمه، كان يصوم الدهر، فإذا أفطر، أفطر على لبن الإبل، و كان يمكث الخمس و الست لا يذهب لحاجته، و كان يشرب المسك، و كان بين عينيه سجدة مثل مبرك البعير، فلما قتله الحجّاج صلبه على الثنية التي بالحجون يقال له كداء (6)،فأرسلت أسماء إليه: قاتلك اللّه، علام تصلبه ؟ فقال:

إنّي استبقت أنا و ابنك إلى هذه الخشبة، فكانت (7) به، فأرسلت إليه تستأذنه في أن

ص: 228


1- الخبر في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80 ص 446) و سير أعلام النبلاء 378/3 و فيهما «أكثر» بدل من «أكبر».
2- سورة الحج، الآية:25.
3- في م: أليم.
4- سقطت اللفظة من م.
5- كذا بالأصل و م:«خيرا».
6- في م:«كدا» و كداء موضع بأعلى مكة (ياقوت).
7- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة فراغ مقدار كلمة بعد لفظة فكانت، و في مختصر ابن منظور 200/12 «فكانت اللنحة به» و لا معنى لها.

تكفنه، فأبى، و كتب إلى عبد الملك يخبره بما صنع، فكتب إليه عبد الملك يلومه فيما صنع، و يقول: أ لا خلّيت أمّه فوارته، فأذن لها الحجّاج، فوارته بالمقبرة بالحجون.

قال: و أنا محمّد بن عمر، نا رباح بن مسلم، عن أبيه قال: لقد رأيتهم مرة ربطوا هرة ميتة إلى جنبه، فكان ريح المسك يغلب على ريحها.

قال: و أنا محمّد بن عمر، نا يحيى بن عبد اللّه بن أبي فروة، عن أبيه قال: صلّى عليه عروة بن الزبير، و دفنه بالحجون، و أمّه يومئذ حيّة، ثم توفيت بعد ذلك بأشهر بالمدينة.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن ريذة (1)،أنا سليمان بن أحمد الطبراني، نا علي بن المبارك، نا زيد بن المبارك (2)،نا عبد الملك بن عبد الرّحمن الذّماري، نا القاسم بن معن، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال:

لما مات معاوية تثاقل عبد اللّه بن الزبير عن طاعة يزيد بن معاوية، و أظهر شتمه، فبلغ يزيد، فأقسم لا يؤتى به إلاّ مغلولا، و إلاّ أرسل إليه، فقيل لابن الزبير: أ لا نضع (3)لك أغلالا من فضة تلبس عليها الثوب و تبرّ (4) قسمه، فالصلح أجمل بك، قال: فلا أبرّ و اللّه قسمه، ثم قال:

و لا ألين لغير الحقّ أسأله *** حتى يلين لضرس الماضغ الحجر

ثم قال: و اللّه لضربة بسيف في عزّ أحبّ إليّ من ضربة بسوط في ذلّ ، ثم دعا إلى نفسه، و أظهر الخلاف ليزيد بن معاوية، فوجّه إليه يزيد بن معاوية مسلم بن عقبة المرّي (5)في جيش أهل الشام، و أمره بقتال أهل المدينة، فإذا فرغ من ذلك سار إلى مكة، قال:

فدخل مسلم بن عقبة المدينة (6) و هرب منه يومئذ بقايا أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و عبث فيها، و أسرف في القتل، ثم خرج منها، فلما كان في بعض الطريق إلى مكة مات،

ص: 229


1- بالأصل:«ريده» و في م:«زيد» و كلاهما تحريف و الصواب ما أثبت و ضبط ، و قد مرّ التعريف به.
2- قوله:«نا زيد بن المبارك» ليس في م. و وجوده ضروري، انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 483/6.
3- في م: نصنع.
4- عن م و بالأصل: و يبرّ.
5- بالأصل:«المزني» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر تاريخ خليفة ص 195 و 237 و سقطت اللفظة من م.
6- من قوله المري إلى هنا سقط من م.

و استخلف حصين بن نمير الكندي، فقال له: يا ابن بردعة (1) الحمار احذر خدائع قريش و لا تعاملهم إلاّ بالثقاف، ثم القطاف، فمضى حصين بن نمير حتى ورد مكة، فقاتل بها ابن الزبير أياما، و ضرب ابن الزبير فسطاطا في المسجد، فكان فيه نساء يسقين الجرحى و يداوينهم، و يطعمن الجائع و يكتمن إليهن المجروح، فقال حصين: ما يزال يخرج علينا من ذلك الفسطاط أسد كأنما يخرج من عرينه، فمن يكفينيه ؟ فقال رجل من أهل الشام: أنا، فلما جنّ الليل وضع شمعة في طرف رمحه ثم ضرب فرسه، ثم طعن الفسطاط فالتهب نارا، و الكعبة يومئذ مؤزّرة بالطنافس، و في أعلاها (2) الحبرة (3)، فطارت الريح باللّهب على الكعبة حتى أحرقت، و احترق فيها يومئذ قرنا الكبش الذي فدي به إسحاق.

قال: و بلغ حصين بن نمير موت يزيد بن معاوية فهرب حصين بن نمير، فلما مات يزيد بن معاوية دعا مروان بن الحكم إلى نفسه، فأجابه أهل حمص، و أهل الأردن، و فلسطين، فوجه إليه ابن الزبير الضّحّاك بن قيس الفهري في مائة ألف، فالتفوا بمرج راهط و مروان يومئذ في خمسة آلاف من بني أميّة و مواليهم و أتباعهم من أهل الشام، فقال مروان لمولى له يقال له كرة: احمل على أيّ الطرفين شئت، فقال: كيف أحمل على هؤلاء لكثرتهم، قال: هم من بين مكره و مستأجر، احمل عليهم لا أم لك، فيكفيك الطعان (4) الماضغ الجندلي (5) هم يكفونك أنفسهم، إنّما هو عبيد الدينار و الدرهم، فحمل عليهم فهزمهم، و قتل الضّحّاك بن قيس، و انصدع الجيش، ففي ذلك يقول زفر بن الحارث (6):

لعمري لقد أبقت وقيعة راهط *** لمروان (7) صدعا بيّنا متنائيا

أبيني (8) سلاحي لا أبا لك إنني *** أرى الحرب لا يزداد إلاّ تماديا

ص: 230


1- في م: برذعة.
2- عن مختصر ابن منظور و بالأصل و م: أعلاهما.
3- بالأصل و م:«الحيرة» و الصواب عن مختصر ابن منظور 201/12.
4- عن م و بالأصل: الطاعن.
5- كذا بالأصل و م، و في مختصر ابن منظور 201/12 الجندل.
6- الأبيات في تاريخ الطبري 541/5 و الأغاني 197/19 ضمن أخبار عويف القوافي.
7- الطبري: لحسان.
8- الطبري: أربني.

و قد ينبت المرعى على دمن الثرى *** و تبقى خزازات (1) النفوس كما هيا

و فيه يقول أيضا (2):

أ في الحقّ أما بحدل و ابن بحدل *** فيحيا و اما ابن الزبير فيقفل

كذبتم و بيت اللّه لا تقتلونه *** و لمّا يكن يوم أغرّ محجل

و لمّا يكن للمشرفية فيكم *** شعاع كنور الشمس حين تعرجل

قال: ثم مات مروان، فدعا عبد الملك إلى نفسه، و قام، فأجابه أهل الشام، فخطب على المنبر و قال: من لابن الزبير منكم ؟ فقال الحجّاج: أنا يا أمير المؤمنين، فأسكته، ثم عاد، فأسكته، فقال: أنا يا أمير المؤمنين، فإنّي رأيت في النوم أنّي انتزعت جبّته فلبستها، فعقد له في الجيش إلى مكة حتى وردوها على ابن الزبير، فقاتله بها، فقال ابن الزبير لأهل مكة: احفظوا هذين الجبلين، فإنكم لن تزالوا بخير أعزة ما لم يظهروا عليهما (3)،قال: فلم يلبثوا أن ظهر الحجّاج و من معه على أبي قبيس، و نصب عليه المنجنيق، فكان يرى به ابن الزبير و من معه في المسجد، فلما كان الغداة التي قتل فيها ابن الزبير، و دخل ابن الزبير على أمّه أسماء بنت أبي بكر، و هي يومئذ بنت مائة سنة، لم يسقط لها سن، و لم يفسد لها بصر، فقالت لابنها: يا عبد اللّه ما فعلت في حربك ؟ قال: بلغوا مكان كذا و كذا، قال: و ضحك ابن الزبير، فقال: إنّ في الموت راحة، فقالت: يا بنيّ لعلك تتمناه لي ما أحبّ أن أموت حتى آتي على أحد طرفيك، إمّا أن تملك فتقر بذلك عيني، و إمّا أن تقتل فاحتسبك، قال: ثم ودّعها، فقالت له: يا بني إياك أن تعطي خصلة من دينك مخافة القتل، و خرج عنها، فدخل المسجد، و قد جعل بيضة على الحجر الأسود يتقي أن يصيبه المنجنيق، و أتى ابن الزبير آت و هو جالس عند الحجر، فقال له: أ لا نفتح (4) لك الكعبة فتصعد فيها، فنظر إليه عبد اللّه ثم قال: من كلّ شيء تحفظ أخاك إلاّ من نفسه - يعني من أجله - و هل للكعبة حرمة ليست لهذا المكان، و اللّه لو وجدوكم متعلقين بأستار الكعبة لقتلوكم، فقيل له: أ لا نكلمهم في الصلح ؟

ص: 231


1- بالأصل:«و قد تنبت... خرافات النفوس» و المثبت عن م و مثله في الطبري و الأغاني.
2- مرّت الأبيات قريبا في أثناء الترجمة.
3- في م: عليها.
4- عن م و بالأصل: يفتح.

فقال: أو حين صلح هذا؟ و اللّه لو وجدوكم في جوفها لذبحوكم جميعا، ثم أنشأ يقول (1):

و لست بمبتاع الحياة بسبّة *** و لا مرتق (2) من خشية الموت سلّما

أنافس سهما إنّه غير بارح *** ملاقي المنايا أيّ صرف تيمّما

ثم أقبل على آل الزبير يعظهم و يقول: ليكن أحدكم سيفه كما يكن وجهه، لا ينكسر سيفه فيدفع عن نفسه بيده كأنه امرأة، و اللّه ما لقيت زحفا قط إلاّ في الرعيل الأول، و ما ألمت جرحا قط إلاّ أن ألم الدواء قال: فبينما هم كذلك، إذ دخل عليهم نفر من باب بني جمح فيهم أسود فقال: من هؤلاء؟ قيل: أهل حمص، فحمل و معه شيبان فأول من لقيه الأسود، فضربه بسيفه حتى أطنّ (3) رجله فقال له الأسود: أخ يا ابن الزانية، فقال له ابن الزبير: اخس يا ابن حام، أسماء زانية، ثم أخرجهم من المسجد و انصرف، فإذا بقوم قد دخلوا من باب بني سهم، فقال: من هؤلاء؟ فقيل: أهل الأردن، فحمل عليهم و هو يقول:

لا عهد لي بغارة مثل السّيل *** لا ينجلي غبارها حتى الليل

قال: فأخرجهم من المسجد، فإذا بقوم قد دخلوا من باب بني مخزوم، فحمل عليهم و هو يقول:

لو كان قرني واحدا كفيته

قال: و على ظهر المسجد من أعوانه من يرمي عدوه بالآجر و غيره، فحمل عليهم، فأصابته آجرة في مفرقه حتى فلقت رأسه، فوقف قائما و هو يقول:

و لسنا على الأعقاب تدمى كلومنا *** و لكن على أقدامنا تقطر الدّما

قال: ثم وقع، فأكبّ عليه موليان له و هما يقولان:

العبد يحمي ربّه و يحتمي

قال: ثم سيّر إليه فحزّ رأسه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية،

ص: 232


1- البيت الأول في الوافي بالوفيات 176/17 و نسبه بحاشيته للحصين بن حمام المري.
2- بالأصل و م: مرتقى، و المثبت عن الوافي.
3- أطن رجله أي قطعها بسرعة (انظر تاج العروس بتحقيقنا «طنن»).

أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، نا مصعب بن ثابت، عن أبي الأسود، عن عباد بن عبد اللّه بن الزبير.

قال: و نا شرحبيل بن أبي عون عن أبيه، و كان عالما بأمر ابن الزبير.

قال: و نا عبد الرّحمن بن أبي الزّناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه.

قال: و نا عبد اللّه بن جعفر، عن ابن عون مولى عبد الرّحمن بن مسور.

قال: و نا موسى بن (1) يعقوب بن عبد اللّه بن وهب بن زمعة، عن عمه أبي الحارث بن عبد اللّه.

قال: و نا عبد اللّه بن جعفر عن أم بكر بنت المسور.

قال: و غير هؤلاء أيضا قد حدّثني، و كتبت كلّ ما حدّثوني به في مقتل عبد اللّه بن الزبير، قالوا:

لما قتل عبد الملك بن مروان مصعب بن الزبير بعث الحجّاج بن يوسف إلى عبد اللّه بن الزبير بمكة في ألفين من جند أهل الشام، فأقبل حتى نزل الطائف، فكان يبعث البعوث إلى عرفة، و يبعث ابن الزبير بعثا يطيقون (2)،فيهزم خيل ابن الزبير، و يرجع خيل الحجّاج إلى الطائف، فكتب (3) الحجّاج إلى عبد الملك في دخول الحرم و محاصرة ابن الزبير، و أن يمدّه برجال، فأجابه عبد الملك إلى ذلك، و كتب إلى طارق بن عمرو يأمره أن يلحق بالحجّاج، فسار طارق في أصحابه و هم خمسة آلاف، فلحق بالحجّاج، فنزل الحجّاج من الطائف فحصر ابن الزبير في المسجد، و حجّ بالناس الحجّاج سنة اثنتين و سبعين، و ابن الزبير محصور، ثم صدر الحجّاج و طارق حين فرغا من الحجّ فنزلا بئر ميمون (4)،و لم يطوفا بالبيت، و لم يقربا النساء و لا الطّيّب إلى (5) أن قتل ابن الزبير، فطافا بالبيت و ذبحا جزرا و حصرا (6) ابن الزبير ليلة هلال ذي القعدة سنة

ص: 233


1- سقطت «بن» من الأصل و م.
2- كذا بالأصل، و في المطبوعة: يطوفون.
3- من قوله: فكان يبعث إلى هنا سقط من م.
4- بئر ميمون أحد آبار مكة (انظر ياقوت).
5- من قوله: ثم صدر الحجاج إلى هنا سقط من م.
6- عن م و بالأصل: و حصر.

اثنتين و سبعين ستة أشهر و سبع عشرة ليلة، و قتل (1) يوم الثلاثاء لسبع عشرة خلت من جمادى الأولى سنة ثلاث و سبعين، و قدم على ابن الزبير حبشان من أرض الحبشة يرمون بالمزاريق، فقدمهم لأهل الشام، فجعلوا يرمون بمزاريقهم، فلا يقع لهم مزراق إلاّ في إنسان، فقتلوا من أهل الشام قتلى كثيرة، ثم حمل عليهم أهل (2) الشام حملة واحدة، فانكشفوا، و كان ابن الزبير يقدم أصحاب النكاية (3) بالسيوف، و يتقدم هو ما يستفزه صياحهم، و كان معه قوم من أهل مصر، فقاتلوا معه قتالا شديدا، و كانوا خوارج حتى ذكروا عثمان فتبرءوا منه، فبلغ ابن الزبير فناكرهم، و قال: ما (4) بيني و بين الناس إلاّ باب عثمان، فانصرفوا عنه، و نصب الحجّاج المنجنيق يرمي بها أحثّ الرمي، و ألحّ عليهم بالقتال من كل وجه، و حبس عنهم الميرة، و حصرهم أشدّ الحصار، حتى جهد أصحاب ابن الزبير و أصابتهم مجاعة شديدة.

و كان ابن الزبير قد وضع في كلّ موضع يخاف منه مسلحة، فكانت مسالحه كثيرة يطوف عليها أهل البيات (5) من أصحابه، و هم على ذلك مبلوغين من الجوع، ما يقدر الرجل يقاتل و لا يحمل السلاح كما يريد من الضعف، و كانوا يستعينون بزمزم فيشربون منها فيعصمهم و جعلت الحجارة من المنجنيق يرمي بها الكعبة حتى يؤثر فيها كأنها جنوب الشتاء (6)،و يرمي بالمنجنيق من أبي قبيس فتمرّ الحجارة و ابن الزبير يصلي عند المقام كأنه شجرة قائمة، ما ينثني، تهوي الحجارة ململمة ملس كأنها خرطت و ما يصيبه منها شيء و لا سحالها (7) و لا يفزع لها.

و حشر (8) الحجاج أهل الشام يوما و خطبهم و أمرهم بالطاعة و أن يرى أثرهم اليوم، فإنّ الأمر قد اقترب، فاقبلوا و لهم زجل (9) و فرح، و سمعت ذلك أسماء بنت أبي

ص: 234


1- بالأصل و م، و قيل.
2- عن م، سقطت من الأصل.
3- في م: الكناية.
4- سقطت من م، و وهم محقق المطبوعة حيث أثبت بالحاشية أن اللفظة «سقطت من الأصول».
5- بالأصل و م: النيات، و المثبت عن المطبوعة.
6- كذا بالأصل و م.
7- كذا بالأصل و م.
8- بالأصل و م:«و حسر» خطأ و الصواب عن مختصر ابن منظور 204/12.
9- بالأصل و م:«رجل» خطأ و الصواب ما أثبت عن مختصر ابن منظور 204/12.

بكر الصّدّيق أم عبد اللّه بن الزبير، فقالت لعبد اللّه مولاها: اذهب فانظر ما فعل الناس، إنّ هذا اليوم يوم عصيب، اللّهمّ أمض ابني على بيّنة، فذهب عبد اللّه ثم رجع، فقال:

رأيت أهل الشام قد أخذوا بأبواب المسجد، و هم من الأبواب إلى الحجون، فخرج أمير المؤمنين يخطر بسيفه و هو يقول:

إنّي إذا أعرف يومي أصبر *** إذ بعضهم يعرف ثم ينكر

فدفعهم دفعة تراكموا منها، فوقعوا على وجوههم و أكثر فيهم القتل ثم رجع إلى موضعه، قالت: من رأيت معه ؟ قال: معه أهل بيته، و نفر قليل، قالت أمّه: خذلوه، و أحبّوا الحياة، و لم ينظروا لدينهم و لا لأحسابهم، ثم قامت تصلي و تدعو و تقول: اللّهمّ إنّ عبد اللّه بن الزبير كان معظّما لحرمتك، كريه إليه أن تعصى، و قد جاهد فيك أعداءك، و بذل مهجة نفسه رجاء ثوابك، اللّهمّ فلا تخيبه، اللّهمّ ارحم ذلك السجود و النحيب و الظمأ في تلك الهواجر، اللّهمّ لا أقوله تزكية، و لكن الذي أعلم و أنت أعلم به، اللّهمّ و كان برا بالوالدين، قال: ثم جاء عبد اللّه بن الزبير فدخل على أمّه و عليه الدرع و المغفر، فدخل عليها، فسلّم، ثم دنا فتناول يدها فقبّلها و ودعها، فقالت: هذا وداع فلا تبعد إلاّ من النار، قال ابن الزبير: نعم، جئت مودعا لك، إني لأرى هذا آخر يوم من الدنيا يمرّ بي، و اعلمي يا أمه أنّي إن قتلت فإنّما أنا لحم لا يضرني ما صنع بي، قالت: صدقت، فامض على بصيرتك، و لا تمكّن ابن أبي عقيل منك، فادن مني أودّعك، فدنا منها، فعانقها، فمسّت الدرع، فقالت: ما هذا؟ أ صنيع من يريد ما تريد، فقال: ما لبست الدرع إلاّ لأشد منك، قالت: فإنه لا يشدّ مني بل يخالفني، فنزعها ثم أدرج كمّه و شدّ أسفل قميصه و جبّة خزّ تحت القميص، و أدخل أسفلها في المنطقة، و أمّه تقول: البس ثيابك مشمرة، قال: بلى هي على عهدك، قالت: ثبّتك اللّه، فانصرف من عندها و هو يقول:

إنّي إذا عرف يومي أصبر *** إذ بعضهم يعرف ثم ينكر

ففهمت قوله، فقالت: تصبر، و اللّه إن شاء اللّه، أ ليس أبوك الزبير؟ قال: ثم لاقاهم، فحمل عليهم حملة هزمهم، حتى أوقفهم خارجا من الباب، ثم حمل عليه أهل حمص، فحمل عليهم فمثل ذلك.

قال: و أنا ابن سعد، أنا موسى بن إسماعيل، أنا صالح بن الوليد الرياحي،

ص: 235

أخبرتني جدتي ريطة بنت عبد اللّه الرياحية، قالت:

كنت عند أسماء إذ جاء ابنها عبد اللّه، فقال: إنّ هذا الرجل قد نزل بنا، و هو رجل من ثقيف يسمى الحجّاج في أربعين ألفا من أهل الشام، و قد نالنا نبلهم و نشابهم، و قد أرسل إليّ يخيّرني (1) بين ثلاث: بين أن أهرب في الأرض، فأذهب حيث شئت، و بين أن أضع يدي في يده فيبعث بي إلى الشام موقرا حديدا، و بين أن أقاتل حتى أقتل، قالت: أي بني عش كريما، و مت كريما، فإنّي سمعت النبي (2) صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«إن من ثقيف مبيرا و كذّابا»، قالت: فذهب، فاستند إلى الكعبة حتى قتل[5915].

قال: و أنا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، نا عبد اللّه بن مصعب، عن هشام بن عروة، قال: جاء رجل إلى ابن الزبير يوم الثلاثاء فحذّره الكمين، فقال ابن الزبير:

إن يأخذوا سلبي غصبا و إن كثروا *** ما لم أكن نائما أو لم يغرّوني

قال: و جاء عمارة بن عمرو بن حزم، فقال: لو ركبت رواحلك فنزلت برمل الحرل (3)،فقال ابن الزبير: فما فعلت القتلى بالحرم، و اللّه لئن كنت أوردتهم ثم فررت عنهم لبئس الشيخ أنا في الإسلام.

قال: و أنا محمّد بن سعد، حدّثني مصعب بن ثابت، عن نافع مولى بني أسد قال: لما كان ليلة الثلاثاء قال الحجاج لأصحابه: و اللّه إني لأخاف أن يهرب ابن الزبير، فإن هرب فما عذرنا عند خليفتنا، فبلغ ابن الزبير قوله، فتضاحك و قال: إنّه و اللّه ظن بي ظنه بنفسه، إنه فرّار في المواطن، و أبوه قبله.

قال: و أنا محمّد بن عمر، حدّثني عبد اللّه بن مصعب، عن هشام بن عروة، قال: لما أصبحوا يوم الثلاثاء غدا ابن الزبير و معه نحو من ثلاثمائة، و قال: استأخروا عني لا يقولون أخذ حمى ظهره، فتنحى عنه الناس، ثم حمل على باب من تلك الأبواب فهزمهم حتى خرجوا إلى الأبطح و هو يرتجز:

ص: 236


1- تقرأ بالأصل:«يخبرني» و في م:«يخير من بين».
2- في م: رسول اللّه.
3- كذا بالأصل و م، و لم أعثر على هذا الموضع، و في مختصر ابن منظور:«برمل الحرك» قال عنه ياقوت إنه موضع، و لم يحدده.

قد سنّ أصحابك ضرب الأعناق

و قامت الحرب بنا على ساق

صبرا عقاق انه شرّ باق

صبر (1) بنيّ إنه العناق

قال: و أنا محمّد بن عمر، نا مصعب بن ثابت، عن نافع مولى بني أسد قال (2):

رأيت الأبواب قد شحنت من أهل الشام يوم الثلاثاء، و أسلم أصحاب ابن الزبير و المحاربين (3) و كثرهم القوم، و أقاموا على كل باب قائدا و رجالا، و أهل بلد، و كان لأهل حمص الباب الذي يواجه الباب - باب الكعبة - و لأهل دمشق باب بني شيبة، و لأهل الأردن باب الصفا، و لأهل فلسطين باب بني جمح، و لأهل قنّسرين باب بني سهم، و كان الحجاج و طارق جميعا في ناحية الأبطح إلى المروة، فمرة يحمل ابن الزبير في هذه الناحية، و مرة في هذه الناحية، و لكأنه أسد في أجمة، ما تقدم عليه الرجال فغدوا في آثارهم حتى يخرجهم و هو يرتجز:

إنّي إذا أعرف يومي أصبر *** و إنّما يعرف يومه (4) الحرّ

ثم يصيح: أبا صفوان (5)،ويل أمه فتح (6) لو كان له رجال.

لو كان قرني واحدا كفيته

قال ابن صفوان: إي و اللّه و ألف.

قال: و أنا محمّد بن عمر، نا شرحبيل بن أبي عون، عن أبيه، قال: سمعت ابن الزبير يقول لأصحابه: انظروا كيف تضربون بسيوفكم، و ليصن الرجل سيفه كما يصون وجهه، فإنه قبيح بالرجل أن يخطئ مضرب سيفه، فكنت أرمقه إذا ضرب، فما يخطئ مضربا واحدا شبرا من ذباب السيف أو نحوه، و لقد رأيته ضرب رجلا من أهل الشام

ص: 237


1- كذا بالأصل و م.
2- الخبر في تاريخ الطبري 190/6 (حوادث سنة 73).
3- في الطبري:«المحارس» و هو أشبه بالصواب.
4- في الطبري: يوميه.
5- كنية عبد اللّه بن صفوان بن أمية الجمحي، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 150/4.
6- كذا بالأصل و م، و في الطبري: فتحا.

ضربة أبدى سحرة و هو يقول: خذها و أنا ابن الجواري، فلما كان يوم الثلاثاء قام بين الركن و المقام فقاتلهم أشد القتال، و جعل الحجّاج يصيح بأصحابه: يا أهل الشام، يا أهل الشام، اللّه اللّه في طاعة إمامكم، فيشدّون الشدّة الواحدة جميعا حتى يقال: قد اشتملوا عليه، فيشد عليهم حتى يفرجهم، و يبلغ بهم باب بني شيبة، ثم يكرّ و يكرّون عليه، و ليس معه أعوان، فعل ذلك مرارا حتى جاءه حجر عائر (1) من ورائه، فأصابه فوقع في قفاه فوقذه (2)،فارتعش ساعة ثم وقع لوجهه، ثم انتهض فلم يقدر على القيام، و ابتدره الناس، و شدّ عليه رجل من أهل الشام، و قد ارتعش ابن الزبير، فهو متكئ على مرفقه الأيسر، فضرب الرّجل بالسيف و جعل يضربه، و ما يقدر ينهض، حتى كثروه، فذفّفوا (3) عليه، و لقد كان يقاتل و إنه لمطروح يخذم بالسيف كلّ من دنا منه، فصاحت امرأة من الدار: و أمير المؤمنيناه، فابتدره الناس، فكثروه، فقتلوه، رحمه اللّه و رضوانه عليه.

قال: و أنا محمّد بن عمر، نا رباح (4) بن مسلم، عن أبيه قال: سمعت ابن الزبير يوم الثلاثاء و هو يحمل على أهل حمص و هم كانوا أشد الأجناد، فأخرجهم من المسجد و لقد رأيتهم و حضّهم رجل منهم فأقبلوا جميعا قد شرعوا الرماح، فأقبل إليهم ابن الزبير و هو يرتجز:

لو كان قرني واحدا كفيته

ثم حمل عليهم فانفضّوا أوزاعا.

قال: و أنا محمّد بن عمر، حدّثني عبد الرّحمن بن أبي الزّناد و عبد اللّه بن مصعب، عن أبي المنذر هشام بن عروة.

قال: و نا نافع بن ثابت، عن نافع مولى بني أسد، قالا (5):

لما كان يوم الثلاثاء أخذ الحجّاج بالأبواب على ابن الزبير، و بات ابن الزبير يصلّي عامة الليل في المسجد الحرام، ثم احتبى بحمائل سيفه، فأغفى، ثم انتبه بالفجر،

ص: 238


1- حجر عائر: أي لا يدري من رماه (انظر اللسان: عور).
2- وقذه: ضربه حتى استرخى و أشرف على الموت (اللسان: وقذ).
3- أي: أجهزوا عليه.
4- كذا بالأصل و م.
5- الخبر في تاريخ الطبري 191/6.

فقال: أذّن يا سعد (1)،فأذّن عند المقام، ثم توضّأ ابن الزبير و ركع ركعتي الفجر، ثم أقام المؤذن، و تقدم فصلّى بأصحابه فقرأ:«ن و القلم» (2) حرفا حرفا، ثم سلّم فقام، فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال: اكشفوا وجوهكم حتى انظر،- و عليهم المغافر و العمائم، فكشفوا وجوههم فقال: يا آل الزبير، لو طبتم لي نفسا عن أنفسكم كنا أهل بيت من العرب اصطلمنا لم يصبنا زبّاء بتّة (3)،أما بعد يا آل الزبير، فلا يروّعنكم وقع السيوف فإني لم أحضر موطنا قط إلاّ ارتثثت فيه بين القتلى، و لما أجد من دواء جراحها أشدّ مما أجد من ألم وقعها، صونوا سيوفكم كما تصونون وجوهكم، لا أعلمن (4) امرأ كسر سيفه و استبقى نفسه، فإنّ الرجل إذا ذهب سلاحه فهو كالمرأة أعزل، غضّوا أبصاركم عن البارقة، و ليشغل كلّ امرئ منكم قرنه، و لا يلهينكم السؤال (5).... الزعفراني، نا، و أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد بن النحاس، نا أبو سعيد بن الأعرابي، نا الزعفراني، نا عبد الوهّاب بن عطاء، عن زياد الجصّاص، عن علي بن زيد، عن مجاهد، قال: قال ابن عمر - زاد ابن أبي عقيل: لغلامه - و قالا:- انظر المكان الذي به (6)-و في حديث ابن أبي عقيل: به ابن الزبير - مصلوب، فلا تمرّ بي عليه، فسها الغلام، فرفع ابن عمر رأسه، فإذا هو - زاد ابن أبي عقيل: به - و قالا: مصلوب، فقال: يغفر اللّه لك - زاد ابن أبي عقيل: ثلاثا - أ ما و اللّه ما علمتك إلاّ - زاد ابن أبي عقيل: كنت - و قالا- (7) صوّاما، وصولا للرحم، و اللّه إنّي لأرجو مع مساوئ ما أصبت، أن لا يعذبك اللّه بعدها أبدا، ثم التفت إليّ فقال: حدّثني أبو بكر الصّدّيق أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«من يعمل سوءا يجز به في الدنيا» (8)[5916].

ص: 239


1- في الطبري: سعيد.
2- في م: نون و القلم.
3- بالأصل و م:«رئاسه» كذا و في المطبوعة:«رئاسة» و المثبت عن تاريخ الطبري.
4- في م: لا أعلمن أميرا.
5- بياض بالأصل مقداره صفحتين، و لم يبن في م أي فراغ و الكلام متصل. و انظر تتمة الخبر في تاريخ الطبري.
6- سقطت من م.
7- سقطت «و قالا» من م.
8- الخبر نقله الذهبي في سير أعلام النبلاء 378/3 من طريق زياد الجصاص، و في تاريخ الإسلام(61 - 80 ص 447) من طريق عبد الوهّاب بن عطاء، و انظر تخريجه فيهما.

أخبرنا أبو الحسن كافور بن عبد اللّه الليثي، أنا أبو عبد اللّه مالك بن أحمد بن علي المالكي، نا أبو الحسين علي بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران المعدّل - إملاء - أنا أبو جعفر محمّد بن عمرو بن البختري، نا أحمد بن الوليد الفحام، و محمّد بن عبيد اللّه بن يزيد، قالا: نا عبد الوهّاب بن عطاء، أنا زياد بن الجصّاص عن علي بن زيد، عن مجاهد: أن ابن عمر مرّ بابن الزبير فقال: يغفر اللّه لك، يغفر اللّه لك، يغفر اللّه لك، ما علمت إلاّ أنك كنت صوّاما وصولا لرحمك.

أخبرنا أبو حفص عمر بن محمّد بن الحسن بن محمّد الفرغولي (1)-بمرو - أنا أبو عمرو عثمان بن محمّد بن عبيد اللّه المحمي، أنا أبو الحسن محمّد بن الحسين بن علي بن داود العلوي، نا أبو الأحرز محمّد بن عمر الأزدي، نا محمّد بن يونس القرشي، نا عبد الرحيم بن سليم بن حيّان، حدّثني أبي عن أبيه، قال: صحبت ابن عمر من مكّة إلى المدينة، فقال لي و لنافع: لا تمرا بي على (2) هذا المصلوب - يعني عبد اللّه بن الزبير - قال: فما فجئه في جوف الليل أن صدم عينيه جذعه، قال: فجلس يمسح عينيه، ثم قال: رحمك اللّه أبا خبيب إن كنت و كنت، و لقد سمعت أباك الزبير بن العوّام يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من يعمل سوءا يجز به في الدنيا أو في الآخرة»، فإن يك هذا بذاك، فهه فهه مرتين.

قال الحاكم أبو عبد اللّه.

سليم من ثقات البصريين الذين يعز حديثهم، و لا أعرف له عن أبيه غير هذا، و أمّا عبد الرحيم فلم أسمع بذكره إلاّ في هذا الحديث.

كذا قال: عبد الرحيم، و سمّاه غيره: عبد الرّحمن.

أخبرناه أبو محمّد الحسن بن أبي (3) بكر بن أبي الرضا، أنا أبو عاصم الفضيل بن

ص: 240


1- بالأصل:«الفرعوني» و في م:«الفرعوس» و كلاهما تحريف و الصواب ما أثبت عن مشيخة ابن عساكر و الأنساب. و الفرغولي بفتح الفاء و سكون الراء و ضم الغين المعجمة نسبة إلى فرغول قال السمعاني و ظني أنها من قرى دهستان. ذكره السمعاني و ترجم له. توفي سنة 538 بمرو.(كما في معجم البلدان: فرغول).
2- في م: لا تمر علي.
3- سقطت «أبي» من م.

يحيى الفضيلي، أنا أبو محمّد بن أبي شريح، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر، نا أبو عيسى، نا إبراهيم بن المستمر البصري، حدّثني عبد الرّحمن بن سليم بن حيان أبو زيد قال: سمعت أبي يذكر عن أبيه، قال:

صحبت ابن عمر من مكة إلى المدينة، فقال لنافع: لا تمرّ (1) بي على المصلوب - يعني عبد اللّه بن الزبير - قال: فما فجئه في جوف الليل أن صكّ محمله جذعه، قال:

فجلس يمسح عينيه، ثم قال: رحمك اللّه أبا خبيب، إن كنت و كنت، و لقد سمعت أباك الزبير يقول (2):قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من يعمل سوءا يجز به في الدنيا و في الآخرة»، فإن يك هذا بذاك فهه فهه[5917].

أخبرني أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا الحسن بن أبي بكر، أنا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه القطان، نا محمّد بن غالب بن حرب، نا محمّد بن يوسف بن عربي (3) البصري، نا أبو زيد عبد الرّحمن بن سليم بن حيّان (4)،حدّثني أبي سليم بن حيّان (5) بن بسطام، عن أبيه، قال:

مررت مع ابن عمر على جذع عبد اللّه بن الزبير فقال: ما هذا؟ فقيل: هذا جذع عبد اللّه بن الزبير، فقال: رحمك اللّه أبا خبيب إن كنت و إن كنت، و لقد كنت تلاّء للقرآن، و لقد سمعت الزبير بن العوّام يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«من يعمل سوءا يجز به في الدنيا»، فإن يك فهه فهه[5918].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا مسلم بن إبراهيم، نا سلام بن مسكين، نا عبد العزيز بن (6) أبي جميلة الأنصاري.

أن ابن عمر مرّ بابن الزبير و هو مصلوب، فقال: رحمك اللّه إن كنت لصوّاما، قوّاما، لقد أفلحت قريش إن كنت شرّ أهلها.

ص: 241


1- عن م و بالأصل: يمر.
2- قوله:«أباك الزبير يقول: قال» استدرك على هامش م.
3- في م: عزبي.
4- عن م و بالأصل: حبان.
5- عن م و بالأصل: حبان.
6- في م:«عبد العزيز أبي جميلة» خطأ.

قال: و أنا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، نا عبد اللّه بن نافع، عن أبيه، عن ابن عمر.

أنه كان جالسا معه، فأتاه آت فقال: قتل ابن الزبير، فقال: يرحمه اللّه، فقيل: يا أبا عبد الرّحمن صلب، فقال ابن عمر: قاتل اللّه الحجّاج ما من خصلة شر إلاّ هي فيه، ثم مرّ به ابن عمر و هو مصلوب و المسك يفوح منه، فقال: يرحمك اللّه، فو اللّه إن قوما كنت أخسّهم لقوم صدق.

قال: و أنا ابن سعد، أنا الفضل بن دكين، نا الحسن بن أبي الحسناء، نا أبو العالية.

أنه رأى ابن عمر واقفا يستغفر لابن الزبير و هو مصلوب (1)،فقال: إن كنت و اللّه ما علمت صوّاما قوّاما تحبّ اللّه و رسوله، فانطلق رجل إلى الحجّاج، فقال: هذا ابن عمر واقف يستغفر لابن الزبير و يقول: إن كنت و اللّه ما علمت صوّاما قوّاما تحب اللّه و رسوله، فقال لرجل (2) من أهل الشام قم فأتني (3) به، فقام الشامي طويلا، فقال:

أصلح اللّه الأمير، تأذن لي أن أتكلم، فقال: تكلم، فقال: إنّما أعين الناس كافة إلى هذا الرجل، فإن أنت قتلته خشيت أن تكون فتنة لا تطفئ، فقال: اجلس، و أرسل إليه مكانه بعشرة آلاف، فقال: أرسل بهذه الأمير لتستعين بها، فقبلها، ثم سكت عنه، فأرسل إليه: أن أرسل إلينا بدراهمنا لكيما ينظر أ ينفق منها شيئا أم لا، فأرسل إليه: إنّا قد أنفقنا طائفة و عندنا طائفة، نجمعها لك أحد اليومين، ثم نبعث بها، فأرسل إليه: استنفع بها فلا حاجة لنا فيها.

أخبرنا (4) أبو الفضل محمّد بن إسماعيل الفضيلي، أنا أبو القاسم أحمد بن محمّد الخليلي، أنا أبو القاسم علي بن أحمد الخزاعي، أنا الهيثم بن كليب الشاشي، نا السّري بن يحيى أبو عبيدة، نا أحمد بن يونس، نا أبو المحياة، عن أبيه قال:

دخلت مكة بعد ما قتل ابن الزبير بثلاثة أيام، و هو مصلوب، فجاءته أمه، عجوز

ص: 242


1- في م: يستغفر لابن الزبير و يقول.
2- عن م و بالأصل: الرجل.
3- بالأصل و م: فأتيني.
4- فوق الكلمة في م: ملحق.

طويلة مكفوفة البصر، فقالت للحجّاج: أ ما آن لهذا الرّاكب أن ينزل، قال: فقال الحجّاج: المنافق، قالت: لا و اللّه ما كان منافقا، إن كان لصوّاما برا، قال: انصرفي فإنك عجوز قد خرفت، قالت: لا و اللّه ما خرفت منذ سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:

«يخرج من ثقيف كذّاب و مبير»، فأمّا الكذاب فقد رأيناه، و أمّا المبير، فأنت المبير، قال: فقلت لأبي المحياة أما الكذاب فقد رأيناه، أ ليس يعني المختار، قال: لا أراه إلاّ إياه[5919].

أخبرناه أبو الحسن الفرضي، أنا أبو الفتح الزاهد، و أبو محمّد بن فضيل، قالا:

أنا أبو الحسن بن عوف، أنا أبو علي بن منير، أنا أبو بكر بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا أيوب بن حسان (1)،نا يزيد بن حسان، نا يزيد بن أبي يزيد النّجراني، قال: رأى عبد اللّه بن عمرو بن العاص عبد اللّه (2) بن الزبير مصلوبا، فقال: طوبى لأمّة أنت شرّها، و رآه عبد اللّه بن عمر فقال: ويل لابن الزبير و لمروان ما أهريق في سببهما من الدم.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا رشأ المقرئ، أنا أبو محمّد المصري، أنا أحمد بن مروان، نا محمّد بن عبد الرّحمن، نا مصعب بن عبد اللّه، قال: سمعت أبي يقول: سمعت جدي يقول: قال عامر بن عبد اللّه بن الزبير: مات أبي فما سألت اللّه حولا إلاّ العفو عنه.

أخبرنا (3) أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: أخبرني أحمد بن سهل الفقيه، نا أزهر بن معبد، نا حرملة نا ابن وهب (4)،حدّثني مالك.

أن أبان بن عثمان حين ولي المدينة في خلافة عبد الملك بن مروان أراد نقض ما كان عبد اللّه بن الزبير قضى به، فكتب أبان بن عثمان في ذلك إلى عبد الملك (5)،

ص: 243


1- بعده في الأصل:«نا يزيد بن حسان» و العبارة مقحمة و لا لزوم لها، و المثبت يوافق ما جاء في م.
2- بالأصل و م:«لعبد اللّه».
3- فوق الكلمة في م: ملحق.
4- بالأصل:«حرملة بن أبي وهب» و المثبت عن م.
5- في م: فكتب أبان بن عثمان إلى عبد الملك في ذلك.

فكتب إليه عبد الملك: إنا لم ننقم على ابن الزبير ما كان يقضي به، و لكنا (1) نقمنا عليه ما كان أراد من الإمارة، فإذا جاءك كتابي هذا فامض ما كان قضى به ابن الزبير، و لا تردّه، فإن نقضنا القضاء عناء معن (2).

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن علي السّيرافي، أنا أبو عبد اللّه النهاوندي، أنا أحمد بن عمران، نا موسى التستري، نا خليفة العصفري (3)،قال: و في سنة أربع و ستين دعا عبد اللّه بن الزبير بن العوّام إلى نفسه، و ذلك بعد موت يزيد بن معاوية، و أم عبد اللّه بن الزبير أسماء بنت أبي بكر الصّدّيق، بويع ابن الزبير في رجب لسبع (4) خلون منه سنة أربع و ستين.

قال: و نا خليفة، نا وهب بن جرير، حدّثني جويرية بن أسماء، قال: لم يزل ابن الزبير لا يدّعي بالخلافة حتى مات يزيد بن معاوية.

قال خليفة: و قال أبو (5) اليقظان: بويع ابن الزبير بالخلافة لسبع (6) خلون من رجب سنة أربع و ستين بعد وفاة يزيد بثلاثة أشهر و أيام، و كانت ولاية ابن الزبير إلى أن قتل تسع سنين و شهرين و أياما (7)،أو نحو ذلك على الاختلاف.

أخبرنا أبو علي محمّد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان في كتابه، ثم أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن محمّد الفقيه.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الفضل بن خيرون، قالوا: أنا أبو علي بن شاذان.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه أيضا، أنا طراد بن محمّد، و رزق اللّه بن عبد الوهّاب،

ص: 244


1- عن م، و بالأصل «و لكن» و في المطبوعة: و لكننا.
2- بالأصل:«عنا معنى» و:«عنا» كتبت فوق الكلام بين السطرين. و المثبت:«عناء معن» عن مختصر ابن منظور 209/12.
3- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 257 و 258.
4- في تاريخ خليفة ص 258 لتسع.
5- بالأصل:«ابن» و في م:«أبا» و كلاهما تحريف، و الصواب ما أثبت انظر تاريخ خليفة (الفهارس، و ص 209).
6- كذا، و قد مرّ عن خليفة: لتسع.
7- بالأصل و م: و أيام، و المثبت عن تاريخ خليفة ص 270.

قالا: أنا أبو بكر بن وصيف، قالا: أنا أبو بكر الشافعي، نا عمر بن حفص السّدوسي، نا محمّد بن يزيد قال:

و بويع لعبد اللّه بن الزبير بمكة في رجب لسبع خلون منه سنة أربع و ستين و قتل رحمه اللّه في جمادى الآخرة لثلاث عشرة بقيت منه، يوم الثلاثاء سنة ثلاث و سبعين، فكانت الفتنة منذ بويع إلى أن قتل تسع سنين و شهرين و أياما، قتله الحجّاج بن يوسف و له ثلاث و سبعون، و كنيته أبو بكر، و هو عبد اللّه بن الزبير بن العوّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصي بن كلاب، و أمّه أسماء بنت أبي بكر الصّدّيق.

أخبرنا أبو محمّد المزكّي، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا علي بن أحمد بن أبي قيس (1) الرّفّاء.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو منصور بن عبد العزيز، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عمر بن الحسن بن علي بن مالك، قالا: أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، قال: و في هذه السّنة - يعني سنة أربع و ستين، بايع أهل مكة و من حضرها عبد اللّه بن الزبير بالخلافة يوم الاثنين لعشر ليال بقين من رجب، و قتل عبد الملك بن مروان عبد اللّه بن الزبير سنة ثلاث و سبعين يوم الثلاثاء لعشر بقين من جمادى الآخرة، و صلبه منكسا، ثم أنزله من الصلب، فكانت فتنة ابن الزبير من لدن موت يزيد بن معاوية إلى أن قتل تسع سنين و ثلاثة أشهر و عشر ليال، و كان ابن الزبير أدم نحيفا، ليس بالطويل و لا بالقصير، بين عينيه أثر السجود، و كان يكنى أبا بكر، و أبا خبيب، و أمّه أسماء بنت أبي بكر الصدّيق.

فأخبرني العبّاس بن هشام، عن أبيه، قال: بويع عبد اللّه بن الزبير بمكة في رجب من سنة أربع و ستين، و بعث عماله [إلى] الحجاز و المشرق كله.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبيد اللّه بن عثمان بن يحيى، أنا أبو محمّد إسماعيل بن علي الخطبي (2)،قال:

ذكر بيعة (3) أبي بكر: و يكنى أيضا بأبي خبيب، عبد اللّه بن الزبير بن العوّام بن

ص: 245


1- عن م و بالأصل: قبيس.
2- بالأصل و م: الخطي، خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
3- عن هامش الأصل و بجانبها كلمة صح.

خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصى، و أمّه أسماء بنت أبي بكر الصدّيق، و بايع أهل مكة عبد اللّه بن الزبير بالخلافة في جمادى الأولى سنة أربع و ستين، قال أبو معشر:

حجّ بالناس عبد اللّه بن الزبير سنة ثلاث و ستين، قبل أن يبايع، ثم بويع لابن الزبير سنة أربع و ستين، و انتشرت بيعته في الحجاز، و اليمن، و العراق، و المشرق و عامّة بلاد الشام و المغرب، و فرّق عماله في الأمصار، و سيّر بني أميّة من المدينة إلى الشام، و فيهم يومئذ مروان بن الحكم، فقدموا الشام، و نزل مروان الجابية، و اجتمع إليه من كان هناك من بني أمية و شيعتهم، فبايعوه بالخلافة.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد حدثني أحمد بن منصور، نا عبد اللّه بن عبد الحكم، أنا ابن وهب، عن مالك بن أنس، عن يحيى بن سعيد، قال: رأيت رأس عبد اللّه بن الزبير، قال مالك: كان مقتل عبد اللّه بن الزبير على رأس ثنتين و سبعين.

أخبرنا أبو الحسن (1) علي بن محمّد، أنا أبو (2) منصور النهاوندي، نا أبو العبّاس، أنا أبو القاسم بن الأشقر، أنا محمّد بن إسماعيل، نا الحسن بن واقع، نا ضمرة قال: قتل ابن الزبير سنة اثنتين و سبعين.

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن بن المفرج (3)،أنا أبو الفرج سهل بن بشر، و أبو نصر أحمد بن محمّد بن سعيد، قالا: أنا محمّد بن أحمد بن عيسى، أنا منير بن أحمد بن الحسن، أنا جعفر بن أحمد بن إبراهيم، نا أحمد بن الهيثم، قال: قال أبو نعيم.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو حازم محمّد بن الحسين، أنا يوسف بن عمر، نا محمّد بن مخلد، نا عبّاس بن محمّد، نا أبو نعيم، قال: و قتل (4).

ح و أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل الفضيلي، أنا أبو القاسم أحمد بن

ص: 246


1- عن م و بالأصل: أبو الحسين.
2- كتبت «أبو» فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
3- بالأصل و م:«الفرج» خطأ و الصواب ما أثبت عن مشيخة ابن عساكر ص 57/أ رقم 347.
4- في م: و قيل.

محمّد الخليلي، أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن الحسن الخزاعي، نا الهيثم بن كليب، قال: سمعت أبا عبد اللّه - يعني محمّد بن صالح يقول: سمعت عثمان بن أبي شيبة يقول: سمعت أبا نعيم يقول: مات ابن الزبير سنة ثنتين و سبعين.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمّد، أنا أبو علي بن الصّواف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي قال: قتل عبد اللّه بن الزبير سنة اثنتين (1) و سبعين.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء محمّد بن علي بن يعقوب، أنا أبو [الحسن علي بن] (2) الحسن بن علي الجرّاحي.

ح قال: و أنا ابن خيرون أنا الحسن بن الحسين بن العباس، أنا جدي لأمي إسحاق بن محمّد النعالي.

قالا أنا عبد اللّه بن إسحاق، نا قعنب بن المحرّر بن قعنب الباهلي، قال: و قتل عبد اللّه بن الزبير سنة اثنتين و سبعين بمكة.

أخبرنا أبو القسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا إبراهيم بن المنذر، نا عبد اللّه بن نافع، حدّثني (3) نافع بن أبي نعيم، قال: قال نافع مولى ابن عمر:

كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بالمدينة عشر سنين ثم توفي، و كان أبو بكر سنتين و سبعة أشهر، و كان عمر عشر سنين و خمسة أشهر، و كان عثمان ثلاث (4) عشرة سنة، فكانت خلافة علي و فتنة معاوية خمس سنين، ثم ولي معاوية عشرين سنة إلاّ شهرا، ثم هلك،

ص: 247


1- في م: اثنين.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م.
3- كذا بالأصل و م:«نا عبد اللّه بن نافع حدثني نافع بن أبي نعيم» و وهم محقق المطبوعة حيث نقل عن م بالحاشية:«عبد اللّه بن نافع بن أبي نعيم» و كله تحريف و الصواب:«عبد اللّه بن نافع بن أبي نافع» و هو عبد اللّه بن نافع بن أبي نافع الصائغ القرشي المخزومي مولاهم، أبو محمّد المدني يروي عن عبد اللّه بن نافع مولى عبد اللّه بن عمر (تهذيب الكمال 583/10 ترجمة مولى ابن عمر). روى عنه إبراهيم بن المنذر الحزامي (تهذيب الكمال 581/10 ترجمة الصائغ و تهذيب الكمال 432/1 ترجمة إبراهيم بن المنذر الحزامي).
4- بالأصل و م: ثلاثة، خطأ.

و كان يزيد بن معاوية أربع سنين إلاّ شهرا ثم هلك، فقام ابن الزبير فكانت فتنة ابن الزبير تسع سنين، ثم قتل على رأس ثلاث و سبعين إلاّ شهرين.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن عثمان، أنا إسماعيل بن علي الخطبي، نا أبو علي حمزة بن محمّد، نا محمّد بن إسحاق المسيبي، نا عبد اللّه بن نافع بن (1) عبد الرّحمن، عن نافع مولى ابن عمر قال: كانت فتنة ابن الزبير تسع سنين، ثم قتل على رأس ثلاث و سبعين.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، حدّثني عبد الجبار بن عمّارة، عن عبد اللّه بن أبي بكر بن حزم، حدّثني من حضر مقتل عبد اللّه بن الزبير: يوم الثلاثاء لسبع عشرة خلت من جمادى الأولى سنة ثلاث و سبعين، و هو يومئذ ابن اثنتين (2) و سبعين سنة.

قال: و أنا محمّد بن عمر، حدّثني مصعب بن ثابت، عن نافع مولى بني أسد بن عبد العزّى، و كان عالما بأمر ابن الزبير، قال: حصر عبد (3) اللّه بن الزبير ليلة هلال ذي القعدة سنة اثنتين و سبعين إلى أن قتل يوم الثلاثاء لسبع عشرة خلت من جمادى الأولى سنة ثلاث و سبعين، فكان حصر الحجّاج إيّاه ستة أشهر و سبعة عشر يوما.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا إسحاق بن إسماعيل، نا سفيان، عن أبي يعقوب (4) العبدي قال: سمعت [أميرا] (5) كان على مكة من قبل ابن الزبير منصرف الحجّاج عنها سنة ثلاث و سبعين.

قال: و نا عبد اللّه، نا ابن زنجويه (6)،قال: بلغني عن أبي معشر قال: قتل ابن

ص: 248


1- بالأصل:«عبد اللّه بن نافع عن نافع بن عبد الرحمن» و المثبت عن م.
2- عن م و بالأصل: اثنين.
3- سقطت «عبد اللّه» من م.
4- كذا بالأصل و م، و صححها في المطبوعة:«يعفور».
5- بياض بالأصل و اللفظة استدركت بين معكوفتين عن م.
6- كذا بالأصل و م، و وهم محقق المطبوعة حيث نقل بالحاشية عن م:«نا عبد اللّه بن زنجويه» و تمام عبارة م:«قال: و نا عبد اللّه، نا ابن زنجويه قال...».

الزبير يوم الثلاثاء لسبع عشرة خلت من جمادى الأولى سنة ثلاث و سبعين.

قال: و نا عبد اللّه، نا ابن زنجويه قال: سمعت ابن عائشة يقول: قتل ابن الزبير سنة ثلاث و سبعين.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبيد اللّه بن عثمان بن يحيى، أنا إسماعيل بن علي، أنا محمّد بن موسى البربري (1)،عن محمّد بن أبي السّري، قال: قال العمري: حدّثت (2) عن محمّد بن إسحاق قال: قتل ابن الزبير بمكة يوم الثلاثاء لعشر خلون من جمادى الآخرة سنة ثلاث و سبعين، فكانت أيامه تسع سنين و عشر ليال.

أخبرنا أبو محمّد بن (3) الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن (4) بن الحمّامي، أنا علي بن أحمد بن أبي قيس (5).

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو منصور بن عبد العزيز، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عمر بن الحسن بن علي بن مالك، قالا:

نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا سعيد بن يحيى، نا عبد اللّه بن سعيد، عن زياد بن عبد اللّه عن محمّد بن إسحاق، قال: قتل ابن الزبير يوم الثلاثاء في جمادى الآخرة في سنة ثلاث و سبعين.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان قال: قال ابن بكير: قال الليث: و في سنة ثلاث و سبعين (6) قتل عبد اللّه بن الزبير في جمادى الآخرة.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، قال: قال أبو عبد اللّه: قال يحيى: و قتل ابن الزبير سنة ثلاث و سبعين (7).

ص: 249


1- عن م و بالأصل:«الررى».
2- في م: حديث.
3- سقطت من الأصل و أضيفت عن م.
4- عن م و بالأصل:«أبو الحسين».
5- عن م و بالأصل: قبيس.
6- ما بين الرقمين سقط من م.
7- ما بين الرقمين سقط من م.

قال: و نا حنبل، حدّثني أبو عبد اللّه، نا أبو نعيم قال: و ابن الزبير سنة ثلاث و سبعين.

أخبرتنا أمّ البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر الزرّاد، نا عبيد اللّه بن سعد الزهري، قال: قال أبي سعد: قتل ابن الزبير في جمادى الأولى يوم الثلاثاء سنة ثلاث و سبعين.

قال: و نا عبيد اللّه، نا عمي يعقوب، عن أبيه، عن ابن إسحاق، قال: قال لي ابن شهاب الزهري: كانت الفتنة من ابن الزبير عشر سنين، ثم اجتمع الناس على عبد الملك بن مروان.

قال: و نا عبيد اللّه، نا أحمد بن حنبل، قال: سمعت يحيى بن سعيد، قال: قتل ابن الزبير سنة ثلاث و سبعين.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد، أنا أبو الحسين بن المهتدي.

ح (1) و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبي أبو يعلى، قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي الصيدلاني، نا محمّد بن مخلد، قال: و أنا علي بن عمرو، قلت: حدّثكم الهيثم بن عدي، قال: و هلك عبد اللّه بن الزبير و هو ابن ثلاث و سبعين سنة، و ولي تسع سنين...... (2) بمكة.

و قال في موضع آخر: عبد اللّه بن عمر - يعني مات سنة ثلاث و سبعين - و ابن الزبير قبل ابن عمر بشهرين أو ثلاثة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (3)،قال: قال أبو نعيم: و توفي ابن عمر، و ابن الزبير سنة ثلاث و سبعين.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا جعفر بن أحمد الخصاف (4)،نا أحمد بن الهيثم، نا أبو نعيم، قال: مات ابن

ص: 250


1- سقطت ح من م.
2- بياض بالأصل مقدار كلمة، و في م:«يتم»؟!.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 192/1-193.
4- في م: الخطاب.

عمر، و عبد اللّه بن الزبير سنة ثلاث و سبعين، و ابن الزبير قبله، و كان سنه (1) تسعا و ستين.

أنبأنا أبو سعد محمّد بن محمّد، و أبو القاسم غانم بن محمّد، و أبو علي الحداد، ثم أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد، أنا أبو علي الحداد، قالوا:

أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو بكر أحمد بن جعفر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، حدّثني أبو نعيم، قال: و ابن الزبير سنة ثلاث و سبعين.

أخبرنا (2) أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء محمّد بن علي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد البابسيري، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل بن غسان، أنا أبي، نا أحمد بن حنبل، قال: في سنة ثلاث و سبعين قتل ابن الزبير قبل موت عبد اللّه بن عمر.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم السّلماسي، أنا نعمة اللّه بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، نا محمّد بن أحمد بن سليمان، أنا سفيان بن محمّد بن سفيان، حدّثني الحسن بن سفيان، نا محمّد (3) بن علي، عن محمّد بن إسحاق قال:

سمعت أبا عمر الضرير يقول: قتل ابن الزبير سنة ثلاث و سبعين.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن (4) بن لؤلؤ (5)،أنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص الفلاّس، قال:

قتل الحجّاج ابن الزبير يوم الثلاثاء لسبع عشرة خلت من جمادى الآخرة في المسجد الحرام سنة ثلاث و سبعين، و هو ابن ثنتين و سبعين، و استقام الناس لعبد الملك بن مروان، و كانت الفتنة من يوم مات معاوية (6) بن يزيد إلى أن استقام الناس لعبد الملك تسع سنين و إحدى و عشرين ليلة، و ولد عبد اللّه بن الزبير بالمدينة

ص: 251


1- بالأصل و م: و كان سنة تسع و ستين، خطأ، و الصواب ما أثبتناه.
2- فوقها في م ملحق (كتبت خطأ: محلق).
3- في م: زيد.
4- عن م و بالأصل: أبو الحسين خطأ.
5- في م: لؤلؤة.
6- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: يزيد بن معاوية.

بعد الهجرة بعشرين شهرا، و هو أكبر من المسور، و كانت له كنيتان: يكنى أبا خبيب، و أبا بكر، و قد سمعت بعض أهل العلم يقول: مات (1) و هو ابن ثلاث و سبعين، و قال الحجّاج بن يوسف: من يعذرني من ابن الزبير (2)؟ابن ثلاث و سبعين ينقز (3) في الجبل نقزان الظبي.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (4) قال: فيها قتل عبد اللّه بن الزبير يوم الثلاثاء لثلاث عشرة بقيت من جمادى الآخرة - يعني سنة (5) ثلاث و سبعين-.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم، نا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، نا الفضل بن العبّاس، نا يحيى بن بكير (6) قال: و في سنة ثلاث و سبعين قتل عبد اللّه بن الزبير في جمادى الآخرة.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أحمد بن الحسن (7) بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمّد بن (8) بشران، أنا أبو علي بن الصّواف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: و قال عمي أبو بكر: و قتل عبد اللّه بن الزبير سنة ثلاث و سبعين، قال أبي:

و ولي عبد اللّه بن الزبير مكة تسع سنين، و هلك و هو ابن سبعين سنة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر، أنا عبد الواحد بن محمّد بن عثمان، أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، نا إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل، قال: سمعت علي بن المديني قال: مات ابن عمر سنة ثلاث و سبعين، و فيها صلب (9) ابن الزبير.

ص: 252


1- سقطت من الأصل و أضيفت عن م.
2- سقطت من الأصل و أضيفت عن م.
3- بالأصل و م:«ينقر.. نقران الظبي» و هو تحريف، و الصواب ما أثبت. و النقز بالفتح الوثب كالفقزان (القاموس).
4- تاريخ خليفة ص 269 (حوادث سنة 73).
5- بالأصل و م:«الحسين» خطأ و قد مرّ التعريف به.
6- أضيفت على هامش م.
7- في م: بكر، خطأ. و هو يحيى بن عبد اللّه بن بكير، و قد مرّ التعريف به.
8- عن م، سقطت «بن» من الأصل.
9- في م: قتل.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو القاسم بن البسري، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد قال: و أصيب فيها - يعني سنة ثلاث و سبعين - عبد اللّه بن الزبير.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، أنا أبو بكر الخطيب.

ح (1) و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، نا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال: بويع ابن الزبير سنة أربع و ستين، فأقام تسع سنين، و قتل في جمادى سنة ثلاث و سبعين.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو (2) سليمان بن زبر قال: سنة ثلاث و سبعين فيها: قتل عبد اللّه بن الزبير بن العوّام بمكّة يوم الثلاثاء لسبع عشرة ليلة خلت من جمادى الأولى، و هو ابن اثنتين و سبعين سنة.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة، قال: فحدّثني الوليد بن هشام، عن أبيه، عن جده قال: قتل ابن الزبير و هو ابن اثنتين (3) و سبعين، و قال عبد العزيز: ولد عام الهجرة (4).

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالا: أنا أبو الحسين (5) بن الآبنوسي، أنا أبو بكر بن بيري - إجازة - نا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، أنا المدائني، قال: مات ابن الزبير و هو ابن ثلاث و سبعين، و هذا موافق لقول من قال إنها هاجرت و هي حبلى، و أنا مصعب، قال: هو أوّل مولود ولد من المسلمين، و يقال: من المهاجرين بالمدينة بعد الهجرة بسنتين، كذا قال.

ص: 253


1- سقطت ح من م.
2- سقطت «أبو» من م.
3- عن م و بالأصل: اثنين.
4- تاريخ خليفة ص 269 (حوادث سنة 73) و فيه: و هو ابن ثلاث و سبعين سنة.
5- في م: أبو الحسن.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر الزرّاد، نا عبيد اللّه بن سعد، نا معاوية - يعني ابن عمرو - عن ابن إسحاق، عن ابن المبارك، عن جويرية بن أسماء، عن جدته.

أن أسماء ابنة أبي بكر غسلت عبد اللّه بن الزبير بعد ما تقطعت أوصاله، و جاء الإذن في ذلك من عبد الملك عند ما أبي (1) الحجّاج أن يأذن لها، و حنّطته و كفنته، و صلّت عليه، و جعلت فيه شيئا حين رأته يتفسخ (2)،إذا مسّته (3)،قال مصعب بن عبد اللّه:

حملته أسماء فدفنته بالمدينة في دار صفية بنت حيي ثم زيدت دار صفية في المسجد، فابن الزبير مدفون في المسجد مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و أبي بكر، و عمر (4).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو عبد الوهّاب بن محمّد، أنا أبو محمّد الحسن بن محمّد المديني، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا عبد اللّه بن محمّد القرشي، حدّثني أزهر بن مروان الرّقاشي، نا الحارث بن نبهان، نا مالك بن دينار قال:

كانوا يسمعون كل ليلة زمن قتل ابن الزبير قائلا يقول:

لبيك على الإسلام من كان باكيا *** فقد (5) أوشكوا هلكى و ما قدم العهد

و أدبرت الدّنيا و أدبر خيرها *** و قد ملّها من كان يوقن بالوعد

فينظرون فلا يجدون أحدا.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال: و أنشدني يحيى بن أيوب السعدي ثم المسروحي لعبد اللّه بن أبي مسروح يرثي عبد اللّه بن الزبير:

لقد أدركت (6) كتائب أهل (7) حمص *** لعبد اللّه طرفا غير وعل

ص: 254


1- عن سير الأعلام، و بالأصل و م:«عند أبا».
2- في م: تفسخ.
3- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام 379/3 و تاريخ الإسلام(61-80 ص 447) و لم يذكر في سير الأعلام: مع أبي بكر و عمر.
4- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام 379/3 و تاريخ الإسلام(61-80 ص 447) و لم يذكر في سير الأعلام: مع أبي بكر و عمر.
5- في م: قد.
6- في المطبوعة: أردت.
7- سقطت من م.

شجاع الحرب إذ شدّت وقودا *** و للحادين خير محلّ رحل

و من ذا يكره الأبطال منه *** إذا اعتنشوا (1) طريقا غير سهل

فمال الشامتين بنا أصيبوا *** و قلّوا من سراتهم بمثل

و قال ابن أبي بور يرثي عبد اللّه بن الزبير:

أ الحق أم لا إنّ خير خيارنا *** صريع على أيدي العداة ينقّل

تهاداه ذؤبان العشائر بينها *** و يفرا له بالقأس جذع مرقّل

أطودا منيعا مشمخرا ممرّدا *** رسا أصله بالأرض لا يتخلخل (2)

علوتم به جذعا ليعرف إنّما *** بيان الذي يخفى فلا يتأمل

فلولا جزاء اللّه كلاّ بفعله *** لعاش و أوديتم و اللّه موئل

فللّه من (3) عينا مثل خيرنا *** قتيلا و هادى الناس عرفاء جيأل

و قال نعيم بن مسعود الشيباني يرثي عبد اللّه بن الزبير و مصعبا:

ألا إن هذا الدين من بعد مصعب *** و بعد أخيه قد تنكّر أجمع

و أن ليس للدنيا بهاء، و ريشها *** -لقد كان زحفا وافر الفرع - أفرع

فللدين و الدنيا بكينا و إنّما *** على الدين و الدنيا، لك الخير، يجزع

فصمّمت الآذان من بعد مصعب *** و من بعد عبد اللّه و الأنف أجدع

فتى كلّ عام مرّتين عطاؤه *** و غيث لنا فيه مصيف و مربع

على ابن حواريّ النبي تحية *** من اللّه، إن اللّه يعطي و يمنع (4)

و قال قيس بن الهيثم السلمي:

فقدنا مصعبا و أخاه لمّا *** نفت عنا سماؤهما (5) المحولا

و كنا لا يرام لنا حريم *** نسحّب في مجالسنا الذيولا

إذا أمن الجناب و إن فزعنا *** ركبنا الخيل و اجتنبنا (6) الشّليلا (7)

ص: 255


1- بالأصل و م: اغتنشوا خطأ و الصواب ما أثبت، اعتنشه عانقه و قاتله.(اللسان).
2- في م:«يتخلخلا» و في المطبوعة: يتحلحل.
3- عن م، سقطت من الأصل.
4- عن م، و سقط جزء من الكلمة، و لم يبق منها إلا:«و ع» و بين الواو و العين فراغ.
5- في م: سماؤها.
6- بالأصل و م: و اجنبنا، و المثبت عن المطبوعة.
7- الشليل: الدرع (القاموس).

و نرمي بالعداوة من رمانا *** و نوطئهم بها وطأ ثقيلا

فيا لهفي و لهف أبي و أمي *** لقد أصبحت بعدهما (1) ذليلا

و يا لهفا على ما فات مني *** ألا أصبحت في القتلى قتيلا

و لم أصبح لأهل الشام نصبا *** يذكرني ابن مروان الذّحولا

فلا رفدا يعدّ و لا غناء (2) *** و لا إذنا و لا حبسا جميلا

و لكن بين ذلك بين بين *** لقد ضلّ ابن مروان السبيلا

فقال عمرو بن معمر الذهلي (3) يرثي عبد اللّه و مصعبا ابني الزبير:

لعمرك ما أبقيت في الناس حاجة *** و لا كنت ملبوس الهوى متذبذبا

غداة دعاني مصعب فأجبته *** و قلت له: أهلا و سهلا و مرحبا

أبوك حواريّ النبيّ و سيفه *** فأنت بحمد اللّه من خيرنا أبا

و ذاك أخوك المهتدي بضيائه *** بمكة يدعونا دعاء مثوّبا

و لم أك ذا وجهين (4):وجه لمصعب *** مريض، و وجه لابن مروان إذ صبا

و كنت امرأ ناصحته غير مؤثر *** عليه ابن مروان و لا متقرّبا

إليه بما تقذى به عين مصعب *** و لكنّني ناصحت في اللّه مصعبا

إلى أن رمته الحادثات بسهمها *** فللّه سهما ما أسد و أصوبا

فإن يك هذا الدهر أودى بمصعب *** و أصبح عبد اللّه شلوا ملحّبا (5)

فكلّ امرئ حاس من الموت جرعة *** و إن حاد عنها جهده و تهيّبا

و قال سويد بن منجوف السّدوسي يرثيهما:

ألا قل لهذا العاذل المتصعّب *** تطاول هذا الليل من بعد مصعب

و بعد أخيه عائذ البيت إننا *** رمينا بجدع (6) للعرانين موعب (7)

ص: 256


1- في م: بهما.
2- بالأصل:«وفد... غناة» و الصدر غير واضح بالتصوير في م، و المثبت عن المطبوعة.
3- بعض الأبيات في معجم الشعراء للمرزباني ص 226 و فيه: عمرو بن معمر الهذلي، و لم أجد في شرح أشعار الهذليين، و ديوان الهذليين شاعرا اسمه: عمرو بن معمر.
4- بعض الأبيات في معجم الشعراء للمرزباني ص 226 و فيه: عمرو بن معمر الهذلي، و لم أجد في شرح أشعار الهذليين، و ديوان الهذليين شاعرا اسمه: عمرو بن معمر.
5- سقطت من م.
6- بالأصل و م: بجذع، تحريف و الصواب ما أثبت، و الجدع القطع، و يقال في الدعاء على الإنسان: جدعا له أي ألزمه اللّه الجدع (انظر التاج بتحقيقنا: جدع).
7- يقال: أوعب أنفه: قطعه أجمع، و كل شيء اصطلم فلم يبق منه شيء فقد أوعب و استوعب، فهو موعب (التاج بتحقيقنا: وعب).

فصرنا كشاء غاب عنها رعاؤها *** معطلة جنح الظلام لأذؤب (1)

فإن يك هذا الدهر أخنى بنابه *** و أنحى عليه بعد ناب بمخلب

و أصبح أهل الشام يرمون مصرنا *** بنبل بروها للعداوة صيّب

فإنّي لباك ما حييت عليهما *** و مثن ثناء لست منه بمعتب

أرى الدين و الدنيا جميعا كأنما *** هوت بهما بالأمس عنقاء مغرب

هما ما هما (2) كانا لذي الدّين عصمة *** فهل بعد هذا من بقاء لمطلب

فزادهما مني صلاة و رحمة *** و حرة ثكل (3) دائم بتنحّب

فقد دخل المصرين حزن و ذلة *** و جدع (4) لأهل المكتين و يثرب

و بدلت مما كنت أهوى بقاءه *** معاشر حيي ذي كلاع و يحصب

و عكّ و لتخم و السّكون و فرقة *** برابرة الأجناس أخلاط سقلب

يقولون هذاك الزبيري هالك *** فقد ذهبت أبناؤه كلّ مذهب

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، حدثني هارون بن سفيان، نا الوليد بن صالح، نا عبد الأعلى بن أخت المقعد، قال:

بلغني أن رجلا من التابعين بإحسان رأى كأن القيامة قد قامت، فدعي عبد اللّه بن الزبير فأمر به إلى النار، فجعل ينادي: أين صلاتي و صومي! فنودي أن دعوه لصلاته و صومه.

ص: 257


1- في م: الأذؤب.
2- في م: هما هما.
3- بالأصل و م: ثكلى.
4- سقطت من الأصل و أضيفت عن م.
3298 - عبد اللّه بن الزّبير بن سليم

3298 - عبد اللّه بن الزّبير (1) بن سليم

و يقال: ابن الأسلم (2)،بن الأعشى بن بجرة بن قيس ابن منقذ بن طريف ابن عمرو بن قعين بن الحارث ابن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة.

أبو كثير (3)،و يقال: أبو سعد الأسدي (4)شاعر معروف من أهل الكوفة.

قدم دمشق، و امتدح معاوية و ابنه يزيد و ابن ابنه معاوية بن يزيد بن معاوية.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو صادق محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن زنجويه، أنا الحسن بن عبد اللّه بن سعيد، قال:

فأما الزّبير، الزاي مفتوحة و الباء مكسورة، فمنهم: عبد اللّه بن الزبير الأسدي شاعر أهل الكوفة، و له أخبار مع عبد اللّه بن الزبير بن العوّام. فمن لا يميز بينهما يجعلهما واحدا. و هو القائل:

إذا ركبوا الأعواد قالوا فأحسنوا *** و لكنّ حسن القول يفسده الفعل (5)

و له أخبار مع الحجاج بن يوسف. و هو القائل:

هما خطّتا خسف نجاؤك منهما *** ركوبك حوليّا من الثلج أشهبا

و قالوا: إن الزّبير من أسماء الدواهي (6).و الذي قرأته على أبي بكر بن دريد، أن

ص: 258


1- ضبطت عن الوافي بالوفيات بفتح الزاي و كسر الباء الموحدة على وزن كبير. و انظر خزانة الأدب 264/2. و ضبطها محقق تاريخ الإسلام بالحركة بضمة ثم فتحة (الزبير) خطأ، انظر تاريخ الإسلام ت الدكتور تدمري (81-100 ص 108).
2- الأغاني:«الأشم» و في خزانة الأدب: الأشيم.
3- في تاريخ الإسلام: أبو كبير.
4- ترجمته و أخباره في: الأغاني 217/14 و خزانة الأدب 264/2 و الوافي بالوفيات 180/17 سير أعلام النبلاء 257/3 و البداية و النهاية (الجزء التاسع، بتحقيقنا الفهارس)، و العقد الفريد (بتحقيقنا، الجزء الثاني: الفهارس) و ذيل أمالي القالي ص 115 و جمهرة أنساب العرب ص 195 و تاريخ الإسلام(81 - 100 ص 108).
5- نسبه بحواشي المطبوعة لعبد اللّه بن همام السلولي.
6- ورد في تاج العروس (بتحقيقنا: زبر) و الزبير: كأمير: الداهية قاله الفراء.

الزبير حمأة البئر (1).قال: و به سمّي الزّبير، و أنشدنا:

و قد جرّب الناس آل الزبير *** فلاقوا من آل الزّبير الزّبيرا (2)

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسن بن الآبنوسي، أنا أبو الحسن الدارقطني إجازة.

ح و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح عبد الكريم بن محمّد بن أحمد ابن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني، قال:

عبد اللّه بن الزّبير الشاعر الأسدي: هو ابن الأشيم (3) بن الأعشى بن بجرة. كان في أيام بني أمية، فله فيهم شعر كثير معروف.

قرأت على أبي الفتوح أسامة بن محمّد بن زيد بن محمّد، العلوي عن أبي جعفر محمّد بن أحمد بن عمر المعدل، عن أبي عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى المرزباني (4)،قال:

عبد اللّه بن الزبير بن الأشيم بن الأعشى، و اسمه قيس بن بجرة بن قيس بن منقذ بن طريف بن عمرو بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة، و عبد اللّه يكنى أبا سعد، و هو كوفي حجة، و كان من شعراء بني أسد و نبلائهم، و قال الشعر في أيام عثمان بن عفّان، و هو القائل لما قتل عبيد اللّه بن زياد مسلم بن عقيل و هانئ بن عروة (5):

إن كنت لا تدرين ما الموت فانظري *** إلى هانئ في السّوق و هو قتيل

و في نسخة: و ابن عقيل (6):

ترى جسدا قد هشّم السيف وجهه (7) *** و نضح دم قد سال كلّ مسيل

ص: 259


1- ذكره في تاج العروس نقلا عن الصاغاني.
2- البيت في تاج العروس (بتحقيقنا) في مادة زبر أورده شاهدا على قوله: الزبير: الداهية. و نسبه لعبد اللّه بن همام السلولي.
3- بالأصل و م «الأسيم» و الصواب ما أثبت عن خزانة الأدب.
4- ليس لعبد اللّه بن الزبير ترجمة في معجم الشعراء المطبوع للمرزباني.
5- البيتان في تاريخ الطبري 379/5-380 قال و يقال: قاله الفرزدق.
6- و هي رواية الطبري.
7- الطبري: ترى جسدا قد غير الموت لونه . و فيه قبله ورد بيت روايته: إلى بطل قد هشم السيف وجهه و آخر يهوي من طمار قتيل

و لما دخل الحجّاج الكوفة و خطب بها خطبته المشهورة و قتل عمر بن ضابئ البرجمي و نفذ بعث المهلب، و كان ابن الزبير فيهم فخرج على وجهه و قال (1):

أقول لعبد اللّه (2) لما لقيته *** أرى الأمر يمسي منصبا متشعّبا

تجهّز فإما أن تزور ابن ضابئ *** عميرا و إمّا أن تزور المهلّبا

هما خطّتا خسف نجاؤك منهما *** ركوبك حوليّا من الثلج أشهبا (3)

فأضحى و لو كانت خراسان دونه *** رآها مكان السوق أو هي أقربا

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي زكريا البخاري.

ح و حدّثنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضي، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا أبو زكريا، نا عبد الغني بن سعيد قال: الزبير: بفتح الزاي قليل:

عبد اللّه بن الزبير الشاعر الذي أتى عبد اللّه بن الزبير بن العوّام مستحملا فحرمه، فقال له عبد اللّه بن الزبير: لعن اللّه ناقة حملتني إليك، فقال له ابن الزبير: إنّ و راكبها (4).

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر الحافظ (5)،قال: عبد اللّه بن الزبير بن الأشيم بن الأعشى بن بجرة بن قيس بن منقذ بن طريف الأسدي الشاعر، إسلامي في دولة بني مروان.

قال أبو نصر الحافظ : و ليس في بني أسد أعشى غير واحد، و هو جد عبد اللّه بن الزبير، و هو الأعشى، و اسمه قيس بن بجرة (6) بن قيس بن منقد بن طريف بن عمرو بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر.

ص: 260


1- الأبيات في الأغاني 245/14 و الثاني و الثالث في الشعر و الشعراء ص 204 و الأغاني 209/6.
2- الأغاني و الطبري:«أقول لإبراهيم» و هو إبراهيم بن عامر الأسدي من بني غاضرة بن مالك بن ثعلبة بن دودان بن أسد، و كان عبد اللّه قد لقيه بالسوق، و سأله إبراهيم عن الخبر.
3- الخسف: الذل، و الحولي: ما أتى عليه الحول، و الشبهة: بياض يصدعه سواد في خلاله.
4- يعني: إن اللّه لعن الناقة و راكبها، و الخبر في تاج العروس (زبر).
5- الاكمال لابن ماكولا 190/1 في باب بجرة أوله باء معجمة بواحدة و جيم وراء مفتوحات.
6- بالأصل و المطبوعة: بحره، و المثبت عن الاكمال.

أخبرنا خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى، أنا أبو الفرج سهل بن بشر، أنا أبو الحسن محمّد بن الحسين بن أحمد بن السّري النيسابوري، أنا أبو محمّد الحسن بن رشيق، نا يموت بن المزرّع، نا محمّد بن حميد، نا أبو عبيدة، قال (1):

جاء عبد اللّه بن الزبير الأسدي إلى عبد اللّه بن الزبير بن العوّام، فقال: يا أمير المؤمنين إن بيني و بينك رحما من قبل فلانة (2) هي أختنا و قد ولدتكم، و أنا ابن فلان بن فلان، ففلانة عمتي، فقال ابن الزبير: نعم [هذا كما ذكرت] (3) و إن فكّرت في هذا أصبت الناس بأسرهم يرجعون إلى أب واحد، و إلى أم واحدة، فقال: يا أمير المؤمنين إنّ نفقتي قد نفدت فقال: ما كنت ضمنت لأهلك أنها تكفيك إلى أن ترجع إليهم، قال:

يا أمير المؤمنين فإن ناقتي قد نقبت (4)،قال: أنجد بها برد خفها، و ارقعها بسبت و اختصفها (5) بهلب (6)،و سر عليها البردين، قال: يا أمير المؤمنين إنّما جئتك مستحملا و لم آتك مستوصفا، لعن اللّه ناقة حملتني إليك، فقال ابن الزبير: إنّ و راكبها، ثم خرج، و أنشأ يقول:

أرى الحاجات عند أبي خبيب *** بعدن (7) و لا أميّة في البلاد

من الأعياص (8) أو من آل حرب *** أغرّ كغرّة الفرس الجواد

و قلت لصحبتي أدنوا ركابي *** أفارق بطن مكة في سواد (9)

و ما لي حين أقطع ذات عرق *** إلى ابن الكاهلية من معاد (10)

ص: 261


1- الخبر في الأغاني 79/12 في أخبار فضالة بن شريك، و خزانة الأدب 62/4-65.
2- في خزانة الأدب: فلانة الكاهلية و هي عمتنا.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف من م.
4- بالأصل:«بقيت» و في م: الحرف الأول مهمل. و المثبت عن الأغاني و خزانة الأدب. و يقال: نقب البعير إذا حفي و رقّت أخفافه.
5- كذا بالأصل و م، و في الأغاني و الخزانة: و اخصفها.
6- الهلب: الشعر.
7- في الخزانة و الأغاني: نكدن.
8- بالأصل و م: الأعياض خطأ و الصواب ما أثبت.
9- في الأغاني: أقول لغلمتي شدوا ركابي أجاوز بطن... و الصحبة أراد به الأصحاب، و هو في الأصل مصدر، و أدنوا بفتح الهمزة: أمر مسند لجماعة الذكور، من الإدناء، و ركابي: إبلي. أفارق مجزوم في جواب الأمر (قاله البغدادي في الخزانة).
10- ذات عرق: موضع و هو الحد بين نجد و تهامة و عنده مهل أهل العراق.

فبلغ شعره هذا عبد اللّه بن الزبير، فقال: لو علم أن لي أمّا أخسّ من عمّته الكاهليّة لنسبني إليها، الكاهلية هي زهرة بنت عمرو بن حنثر (1) أم خويلد بن أسد، جدّ ابن الزبير.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالوا: أنا أبو جعفر المعدّل، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، حدثني فليح بن إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير، عن أبيه، قال: دخل (2) عبد اللّه بن الزّبير الأسدي على مصعب بن الزبير بالعراق، فقال له مصعب: أنت الذي تقول:

إلى رجب أو غرة الشهر بعده *** يوافيكم (3) بيض المنايا و سودها

ثمانين (4) ألفا دين عثمان دينها *** مسوّمة جبريل فيها يقودها

ففزع ابن الزبير ثم قال: نعم، أمتع اللّه بك، فعفا عنه، و أعظم جائزته، فخرج من عنده و هو يقول:

جزى اللّه عنا مصعبا إنّ فضله *** يعيش به الجاني و من ليس جانيا

و يعفو عن الذنب العظيم اجترامه *** و يوليك من إحسان ما لست ناسيا

ثم كف بصر عبد اللّه بن الزّبير بعد ذلك، فسمع كلام عبيد اللّه بن ظبيان بعد قتل مصعب بن الزبير، فسأل عنه قائده، فقال: هذا قاتل مصعب بن الزبير، فقال: أدركه بي، فلما لحقه قال له:

ص: 262


1- كذا رسمها بالأصل، و في م:«عمرو عمير» و في الخزانة: بنت جبيرة من بني كاهل بن أسد، و في الأغاني 79/12 زهرة بنت حنثر.
2- الخبر و الشعر في الأغاني 232/14 و انظر 229 و ما بعدها.
3- في الأغاني روايتان: الأولى: إلى رجب السبعين أو ذاك قبله تصبحكم حمر الثانية: ففي رجب أو غرة الشهر بعده تزوركم حمر
4- في الأغاني: ثمانون ألفا نصر مروان دينهم كتائب فيها جبريل و فيها: ثمانون ألفا دين عثمان دينهم كتائب فيها جبريل

أبا مطر شلّت يمين تفرعت (1) *** بسيفك رأس الحواريّ مصعب

و لا ظفرت كفّاك بالخير بعده *** و لا عشت إلاّ في نبار مخيّب

قتلت فتى كانت يداه بفضله *** تسحّان سحّ العارض المتصوب

أغرّ كضوء البدر صورة وجهه *** إذا ما بدا في الجحفل المتكثب

فقال: نعم، و اللّه ما أفلحنا بعده، و لا أنجحنا، فهل من توبة ؟ فقال له ابن الزّبير:

سبق السيف العذل.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن علي السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة حدثني أمية بن خالد، أخبرني السري عن محمّد بن سيرين قال: قال رجل:

هممت و لم أفعل و كدت و ليتني *** تركت على عثمان تبكي حلائله (2)

فحبسه عثمان، و قال: أوعدني، و في ذلك يقول عبد اللّه بن الزّبير الأسدي (3):

أقول لعبد اللّه لما لقيته *** أرى الأمر أمسى هالكا متشعبا

تخيّر فإما أن تزور ابن ضابئ *** عميرا و إمّا أن تزور المهلبا

فما أن أرى الحجّاج يغمد سيفه *** مدى الدّهر حتى يترك الطفل أشيبا

هما خطتا خسف نجاؤك منهما *** ركوبك حوليّا من الثلج أشهبا

فحال و لو كانت خراسان خلتها *** عليه مكان السوق أو هي أقربا

بلغني أن الحجاج بن يوسف بعث عبد اللّه بن الزبير في بعث إلى الري، فمات بها في خلافة عبد الملك.

3299 - عبد اللّه بن زريق-و يقال: رزيق-مولى بني أميّة

3299 - عبد اللّه بن زريق (4)-و يقال: رزيق (5)-مولى بني أميّة

حدّث عن الزهري.

ص: 263


1- بالأصل و م: تقرعت، و المثبت عن المطبوعة.
2- البيت من أبيات قالها ضابئ بن الحارث بن أرطأة البرجمي، انظر طبقات الشعراء لمحمّد بن سلام الجمحي ص 72 و الشعر و الشعراء ص 203.
3- مرّت الأبيات قريبا.
4- ضبطت عن الأصل. وقع فوق الحرفين الأولين في اللفظتين ضمة ثم فتحة.
5- ضبطت عن الأصل. وقع فوق الحرفين الأولين في اللفظتين ضمة ثم فتحة.

روى عنه: الوليد بن مسلم.

كتب إليّ أبو نصر أحمد بن محمّد بن علي بن البخاري، أنا أبو بكر بن بشران، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا أبو عبد اللّه الأبلّي (1) محمّد بن علي بن إسماعيل، نا أبو الوليد عبد الملك بن يحيى بن بكير، حدّثني أبي، حدّثني الليث بن سعد، عن الوليد بن مسلم، عن شيخ من جند دمشق يقال له عبد اللّه بن زريق قال: سمعت ابن شهاب الزهري يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«ما من امرئ مسلم تصيبه مصيبة تحزنه فيرجع إلاّ قال اللّه عز و جل لملائكته: أوجعت قلب عبدي فصبر و احتسب، اجعلوا ثوابه منها الجنة، قال: و متى ما ذكر مصيبته فيرجع إلاّ جدد اللّه له أجرها»[5920].

قال: و نا الدارقطني، نا محمّد بن مخلد، نا عبد اللّه بن أبان الزرّاد، نا الحكم بن موسى، نا الوليد، عن عبد اللّه بن زريق مولى بني أمية، قال: عزّاني الزهري فقال في تعزيته: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و ذكر نحوه.

كذا فيه، الأول بتقديم الراء، و الثاني بتقديم الزاي.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني قال في باب زريق بتقديم الزاي: عبد اللّه بن زريق مولى بني أمية، روى عن الزهري، روى عنه الوليد بن مسلم، حدّثنا ابن مخلد، نا عبد اللّه بن أبان المؤدب، عن الحكم بن موسى، عن الوليد، عن عبد اللّه بن زريق.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (2)،قال: أما زريق بتقديم الزاي على الراء: عبد اللّه بن زريق مولى بني أمية، شامي، روى عن الزهري، روى عنه الوليد بن مسلم.

3300 - عبد اللّه بن أبي زكريا

هو عبد اللّه بن إياس، تقدم ذكره.

ص: 264


1- ضبطت عن الأنساب و هذه النسبة إلى الأبلّة: بلدة قديمة على أربعة فراسخ من البصرة. ذكره السمعاني و ترجم له.
2- الاكمال لابن ماكولا 54/4 و 57.
3301 - عبد اللّه بن زياد بن سليمان بن سمعان

أبو عبد الرّحمن القرشي المديني (1)(2)

مولى أم سلمة.

قدم دمشق و حدّث بها، و استقضاه الوليد بن يزيد في عسكره.

روى عن الزهري، و نافع مولى ابن عمر، و ربيعة بن أبي عبد الرّحمن، و يحيى بن سعيد، و سليمان بن حبيب المحاربي، و عبد اللّه بن عبد الرّحمن الأنصاري، و محمّد بن المنكدر، و سعيد بن أبي سعيد المقبري، و العلاء بن عبد الرّحمن، و عبد الرّحمن الأعرج، و زيد بن أسلم، و محمّد بن عمرو بن عطاء، و محمّد بن كعب القرظي، و مجاهد بن جبر.

روى عنه: يحيى بن حمزة، و محمّد بن شعيب، و الهيثم بن حميد، و الوليد بن مسلم الدمشقيون، و محمّد بن فضيل بن غزوان الضّبّي، و روح بن القاسم، و المفضّل بن فضالة، و الدّراوردي، و ابن وهب، و البهلول بن حسّان التّنوخي الأنباري، و الربيع بن بدر عليلة، و مسكين بن بكير (3)،و بقية، و عبد اللّه بن وهب (4)، و شبابة بن سوّار، و الحسن بن قتيبة المدائنيان، و كثير بن هشام الكلابي الرّقي، و علي بن الجعد بن عبيد الجوهري.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب (5) بن غيلان، أنا أبو إسحاق بن محمّد بن يحيى المزكّي، نا أبو بكر بن خزيمة، نا الهيثم بن حميد، عن عبد اللّه بن زياد، عن نافع، عن ابن عمر: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«من أشرك باللّه فليس بمحصن»[5921].

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا

ص: 265


1- في تاريخ بغداد: المدائني، و في تهذيب الكمال: المدني.
2- ترجمته و أخباره في: تهذيب الكمال 147/10 و تهذيب التهذيب 144/3 ميزان الاعتدال 423/2 و تاريخ بغداد 455/9.
3- بالأصل: بكر، خطأ و المثبت عن تهذيب الكمال. انظر ترجمته في سير الأعلام 209/9.
4- مرّ «و ابن وهب» و كأنه تكرار.
5- بالأصل «أبو غالب» خطأ، و اللفظة غير واضحة في م من التصوير.

الحسين بن عبد اللّه بن يزيد بن الأزرق الرّقّي، نا هشام بن عمّار، نا يحيى بن حمزة، نا عبد اللّه بن زياد بن سمعان، حدّثني الزهري، حدّثني عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، عن أبي سريحة حذيفة بن أسيد صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«بين يديّ السّاعة عشر آيات كالنظم في الخيط ، إذا سقط منها واحدة توالت:

خروج الدجال، و نزول عيسى بن مريم، و فتح يأجوج و مأجوج، و الدابّة، و طلوع الشمس من مغربها، و ذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها»[5922].

الحديث هكذا في أصول الشيخ.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: و استقضى الوليد في عسكره عبد اللّه بن زياد بن سمعان، و أقرّ سليمان بن حبيب على قضائه، فكانا جميعا معا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن الحمامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية، قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: و ابن سمعان عبد اللّه بن زياد.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا (1)،نا محمّد بن سعد، قال في الطبقة السّابعة من أهل المدينة: عبد اللّه بن زياد بن سمعان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو عمرو عبد الرّحمن بن محمّد، أنا أبو أحمد بن عدي (2)،نا الجنيدي.

ح و أخبرنا أبو القاسم الواسطي أنا أبو بكر الخطيب.

ح و حدّثني أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين قالا: أنا أحمد بن محمّد بن غالب، أنا حمزة بن محمّد بن علي بن هاشم، نا محمّد بن إبراهيم بن شعيب.

ح و أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن

ص: 266


1- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في طبقات ابن سعد الكبرى المطبوع.
2- انظر الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 125/4.

الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و أبو الحسين الأصفهاني قال: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل البخاري (1)،قال: عبد اللّه بن زياد بن سليمان بن سمعان مولى أم سلمة سكتوا عنه، نسبه إبراهيم بن المنذر، انتهت رواية ابن شعيب، و قالا: كان مالك يضعفه.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (2) قال: عبد اللّه بن زياد بن (3) سمعان مولى أم سلمة مديني، روى عن نافع مولى ابن عمر، و الزهري (4)،و ربيعة، و سليمان بن حبيب المحاربي، و يحيى بن سعيد الأنصاري، سمعت أبي يقول ذلك (5)،روى عنه روح بن القاسم، و المفضّل بن فضالة، و عبد العزيز بن محمّد الدّراوردي و ابن وهب.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن زياد بن سمعان القرشي المديني مولى أم سلمة، تولى القضاء بالمدينة زمانا، يروي عن ابن شهاب الزهري، و عتبة بن عبد اللّه أبي العميس ذاهب الحديث، روى عنه أبو العبّاس محمّد بن صبيح السّمّاك الواعظ ، و محمّد بن شعيب، و ابن وهب، و روي عن أبي غياث (6) روح بن القاسم عنه إن كان محفوظا.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدّارقطني، قال: عبد اللّه بن زياد بن سمعان المديني يروي عن الزهري، و العلاء بن

ص: 267


1- التاريخ الكبير للبخاري 96/1/3.
2- الجرح و التعديل 60/5.
3- كذا نسبه ابن أبي حاتم.
4- بالأصل: الزهري، بدون «واو» أضفنا «الواو» لأنها ضرورية عن الجرح و التعديل، و انظر بداية الترجمة و تهذيب الكمال 147/10 و فيه روى عن:... و محمّد بن مسلم بن شهاب الزهري.
5- سقطت من الجرح و التعديل.
6- بالأصل و م: أبي عتاب، خطأ و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 244/6.

عبد الرّحمن، و روى عن مجاهد، و محمّد بن المنكدر، و غيرهم، كان ضعيفا في الحديث، رماه مالك بالكذب.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو النجم الشّيحي، و أبو الحسن بن سعيد، قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):عبد اللّه بن زياد بن سمعان المديني (2) مولى أم سلمة زوج النبي صلّى اللّه عليه و سلّم حدّث عن محمّد بن كعب القرظي، و مجاهد بن جبر، و ابن شهاب الزهري، و محمّد بن عمرو بن عطاء، و نافع مولى ابن عمر، و محمّد بن المنكدر، روى عنه عبد اللّه بن وهب المصري، و شبابة بن سوّار، و محمّد بن فضيل بن غزوان، و كثير بن هشام، و الحسن بن قتيبة المدائني، و علي بن الجعد، قدم ابن سمعان بغداد في أيام المهدي و حدّث بها.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (3)،قال: قال يحيى بن معين، قال حجّاج: اجتمع ابن سمعان، و محمّد بن إسحاق عند أبي عبيد اللّه فقال ابن سمعان: حدّثنا مجاهد، فقال محمّد بن إسحاق: كذب و اللّه ما سمع من مجاهد، لأنا أسنّ منه ما سمعت من مجاهد [شيئا] (4) و لا رأيته.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، نا محمّد بن يعقوب، نا عبّاس بن محمّد، قال: سمعت يحيى يقول: قال حجّاج الأعور: قال أبو عبيد اللّه (5) صاحب المهدي كان عندنا ابن سمعان (6) فقال: حدّثني مجاهد، فقال محمّد بن إسحاق: أنا و اللّه أكبر منه، و ما سمعت من مجاهد.

أخبرنا (7) أبو البركات، أنا أبو الفضل، أنا أبو العلاء، أنا أبو بكر البابسيري، أنا

ص: 268


1- تاريخ بغداد 455/9.
2- في تاريخ بغداد: المدائني.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 380/1.
4- سقطت من الأصل و م، و أضيفت عن أبي زرعة.
5- بالأصل: أبو عبد اللّه، و الصواب عن تهذيب الكمال.
6- من قوله: نا عباس.. إلى هنا سقط من م.
7- فوق الكلمة في م: ملحق.

الأحوص بن المفضّل بن غسان، نا أبي قال أبو زكريا: نا حجّاج عن أبي عبيد اللّه قال:

كان ابن سمعان عندي، و محمّد بن إسحاق، فقال ابن سمعان: نا مجاهد، فقال ابن إسحاق: أنا أكبر منه، ما رأيت مجاهدا و لا سمعت منه.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو عمرو الفارسي، نا أبو أحمد بن عدي (1)،نا علي بن أحمد بن سليمان نا ابن أبي مريم، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: ابن سمعان ليس بثقة، قال يحيى: حدّثني حجّاج الأعور عن أبي عبيد اللّه (2) قال: كنت بين ابن إسحاق و ابن سمعان، فقال ابن سمعان:

سمعت مجاهدا قال: فقال ابن إسحاق: لا إله إلا اللّه، أنا و اللّه أكبر منه ما رأيت مجاهدا و ما سمعت منه.

قال ابن أبي مريم: و سمعت أبا يحيى بن بكير يقول: قال هشام بن عروة في ابن سمعان و ذاك أنه حدّث عنه أحاديث و اللّه ما حدّثته بها، و لقد كذب عليّ .

أخبرنا أبو الحسن (3) بن قبيس، و ابن سعيد قالا: نا و أبو النجم الشّيحي (4)،أنا أبو بكر الخطيب (5)،أنا محمّد بن أحمد بن رزق.

ح و أخبرنا (6) أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، قالا: أنا عثمان بن أحمد الدقاق، نا حنبل بن إسحاق، قال:

سمعت أبا عبد اللّه يقول: كان ابن سمعان عند أبي عبيد اللّه، فقال: نا (7) مجاهد، فقال محمّد بن إسحاق: و اللّه إني لأكبر منه، و اللّه ما لقيت مجاهدا و فخّم أبو عبد اللّه كلامه.

ص: 269


1- الخبر في الكامل لابن عدي 125/1 و انظر تهذيب الكمال 148/10.
2- في م و ابن عدي:«أبي عبد اللّه» تحريف.
3- بالأصل و م: أبو الحسين، خطأ و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل. و في المطبوعة: أبو الحسن: بن قبيس و ابن سعد، و هو أشبه بالصواب.
4- بالأصل و م: الشيخي، خطأ و الصواب ما أثبت عن الأنساب و هذه النسبة إلى شيحة من قرى حلب، و قد مرّ التعريف به.
5- تاريخ بغداد 455/9.
6- فوق الكلمة في م: ملحق.
7- تاريخ بغداد: حدثنا.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه الجرّاحي - بمرو - نا يحيى بن شاسويه، نا عبد الكريم السكري، نا وهب بن زمعة، أنا سفيان بن عبد الملك، قال: قال عبد اللّه:

ابن سمعان، هو عبد اللّه بن زياد بن سمعان كره حديثه، قال عبد اللّه: أقمت كذا و كذا، و عندي بعيران أعلفهما حتى خرجت إليه - يعني ابن سمعان - فحدّث بحديث عن مجاهد عن ابن عبّاس فتركته.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد بن يوسف، أنا أبو جعفر العقيلي (1)،نا عبد اللّه بن محمّد بن سعدويه المروزي، نا أحمد بن عبد اللّه بن بشر (2) المروزي، نا سفيان بن عبد الملك، قال: سمعت ابن المبارك يقول: ابن سمعان هو عبد اللّه بن زياد بن سمعان، أقمت عليه كذا و كذا، و حملت عنه، فحدّث يوما عن مجاهد عن ابن عبّاس، فقلت: إنّك كنت ذكرت هذا عن مجاهد، فقال: أ و ليس مجاهد يحدّث عن ابن عبّاس ؟ فكرهت حديثه و تركته (3).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس (4)،و ابن سعيد، قالا: نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (5)،أنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر، نا محمّد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، قال: سمعت أبي يقول:

سمعت إبراهيم بن سعد يحلف باللّه لقد كان ابن سمعان يكذب.

قال: و أنا إبراهيم بن مخلد، نا محمّد بن أحمد الحكيمي، نا عبد اللّه، حدّثني أبي قال: ذكروا عند إبراهيم بن سعد، ابن سمعان فقال: و اللّه ما رأيته في حلقة من حلق الفقه، و لقد أخبرني ابن أخي الزهري، و سألته: هل رأيته (6) عند عمك ابن شهاب

ص: 270


1- الخبر في كتاب الضعفاء الكبير للعقيلي 254/2 رقم 808.
2- عند العقيلي: بشير.
3- كذا بالأصل و الضعفاء الكبير، و في م:«و كرهته» و نقل محقق المطبوعة عن الضعفاء الكبير: «و تركت»؟!.
4- بالأصل:«قيس» خطأ و الصواب ما أثبت، و في المطبوعة: أبو الحسن: ابن قبيس و ابن سعيد.
5- الخبر في تاريخ بغداد 455/9.
6- عن م و تاريخ بغداد، و بالأصل: رأيت.

الزهري ؟ فقال: و اللّه ما رأيته قط .

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو عمرو الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي (1)،نا ابن حمّاد، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي قال:

سمعت إبراهيم بن سعد يحلف باللّه أن ابن سمعان يكذب.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الفضل بن البقّال.

و أخبرنا (2) أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو بن السماك، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، قال:

و ذكر ابن سمعان عند إبراهيم بن سعد، فقال: و اللّه ما رأيته في حلقة من حلقنا قط ، و لقد أخبرني ابن أخي ابن شهاب، و سألته - زاد ابن البقّال: عنه - و قالا: هل رأيته عند عمك ؟ فقال: و اللّه ما رأيته قط ، قال: و سمعت إبراهيم يحلف باللّه، لقد كان ابن سمعان يكذب.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن المظفّر بن بكران، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد بن يوسف، أنا أبو جعفر العقيلي (3)،نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي قال: سمعت إبراهيم بن سعد يحلف باللّه لقد كان ابن سمعان يكذب، قال أبي: و سمعت إبراهيم بن سعد يقول (4):قلت لابن أخي ابن شهاب، و سألته: هل رأيته عند عمك ؟ فقال: و اللّه ما رأيته عنده، و لا رأيته في حلقة من حلق أصحابنا (5) قط .

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز.

و أخبرنا أبو (6) الحسن بن قبيس، و ابن سعيد، قالا: نا و أبو النجم، أنا أبو بكر

ص: 271


1- الخبر في الكامل لابن عدي 125/4.
2- في المطبوعة: ح و أخبرنا.
3- الخبر في كتاب الضعفاء الكبير للعقيلي 254/2.
4- من قوله: يحلف باللّه إلى هنا سقط من م.
5- في الضعفاء الكبير: من حلق الفقه قط .
6- في المطبوعة:«أبوا».

الخطيب (1)،نا عبد العزيز بن أحمد بن علي الكتّاني بدمشق، نا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني، نا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي، نا القاسم بن عيسى العطار، نا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، قال: عبد اللّه بن زياد بن سمعان ذاهب، سمعت أبا مسهر يقول: سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول: أتى العراق فأمكنهم من كتبه، فزادوا فيها فقرأها عليهم، فقالوا: كذاب.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو عمرو الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي (2) قال: سمعت ابن حمّاد يقول: قال السّعدي:

عبد اللّه بن سمعان ذاهب، سمعت أبا مسهر يقول: سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول:

أتى العراق فأمكنهم من كتبه، فزادوا فيها، فقرأه عليهم، فقالوا: كذاب.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو بكر الشامي، أنا أحمد بن محمّد، أنا أبو يعقوب الصيدلاني، نا محمّد بن عمرو بن موسى (3)،نا علي بن عبد العزيز، نا سليمان بن أحمد، حدّثني أبو مسهر، قال: سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول: قدم عبد اللّه بن زياد بن سمعان العراق، فزادوا في كتبه ثم دفعوها إليه، فقرأها فقالوا:

كذاب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن نصر بن يحيى، نا علي بن عثمان بن نفيل، نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز قال: قدم ابن سمعان العراق فأمكنهم من كتبه، فزادوا فيها، فقرأها عليهم، فقالوا: كذاب.

أخبرنا أبو (4) الحسن بن قبيس، و ابن سعيد، قالا: نا و أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب (5)،أنا محمّد بن أحمد بن رزق، نا علي بن محمّد (6) المصري - إملاء - نا عمر بن عبد العزيز بن مقلاص، نا عبد الحميد بن الوليد، أخبرني ابن القاسم - يعني

ص: 272


1- الخبر في تاريخ بغداد 456/9.
2- الكامل لابن عدي 125/4.
3- الخبر في كتاب الضعفاء الكبير للعقيلي 254/2.
4- في المطبوعة:«أبوا».
5- الخبر في تاريخ بغداد 456/9.
6- كذا بالأصول، و في تاريخ بغداد: علي بن محمّد بن أحمد المصري.

عبد الرّحمن - قال: سألت مالك بن أنس عن ابن سمعان فقال: كذاب، فقلت (1):

فيزيد بن عياض ؟ قال: أكذب (2) و أكذب.

كذا فيه، و عمر بن عبد العزيز يرويها عن أبيه:

أخبرنا بها أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو عمرو عبد الرّحمن بن محمّد، أنا أبو أحمد بن عدي (3)،نا ابن حمّاد، حدّثني عمر بن عبد العزيز (4) أبو حفص بن مقلاص، حدّثني أبي، عن أبي زيد كنيد (5)،عن عبد الرّحمن بن القاسم قال: سألت مالك بن أنس عن ابن سمعان فقال: كذاب، فقلت: يزيد بن عياض ؟ قال: أكذب و أكذب.

كذا فيه، و الصواب محير (6).

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو بكر القاضي، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد، أنا أبو جعفر العقيلي (7)،نا عمر بن عبد العزيز بن عمران بن مقلاص، نا أبي، نا أبو زيد عبد الحميد بن الوليد، أخبرني ابن القاسم، قال: سألت مالكا عن ابن سمعان فقال: كذاب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (8)،نا عبد العزيز بن عمران، نا أبو زيد عبد الحميد بن الوليد بن المغيرة، حدّثني ابن (9) القاسم قال: سألت مالكا عن

ص: 273


1- ما بين الرقمين سقط من م.
2- ما بين الرقمين سقط من م.
3- سقط الخبر من الكامل لابن عدي من ترجمة عبد اللّه بن زياد، و ورد الخبر في الكامل لابن عدي 263/7 في ترجمة يزيد بن عياض بن يزيد بن جعدبة. و وهم محققو مطبوعة المجمع العلمي حيث كتبوا بالحاشية أن الخبر ساقط من الكامل لابن عدي.
4- في الكامل لابن عدي: عبد اللّه.
5- كذا بالأصل و م و المطبوعة، و سقطت اللفظة من الكامل لابن عدي.
6- كذا رسمها بالأصل، و في المطبوعة:«عبد» و لم تظهر في م لسوء التصوير.
7- كتاب الضعفاء الكبير للعقيلي 254/2.
8- الخبر في المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 699/1.
9- بالأصل و م:«أبي» خطأ و الصواب ما أثبت عن المعرفة و التاريخ، و كانت بأصله:«أبي» و هو عبد الرّحمن بن القاسم، انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 252/6.

ابن سمعان فقال: كذاب، قلت: فيزيد [بن عياض] (1) قال: أكذب و أكذب.

قال: و نا يعقوب، نا العبّاس بن الوليد بن صبح.

و أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم، أنا سهل بن بشر، أنا أبو بكر الخليل بن هبة اللّه بن الخليل، أنا عبد الوهّاب الكلابي، نا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاّب (2)،نا العبّاس بن الوليد بن صبح، نا أبو مسهر، حدّثني عمر بن عبد الواحد، قال: قلت لمالك بن أنس: يا أبا عبد اللّه ابن سمعان تعرفه ؟ قال: أعرفه، و قال: نعم، نعم، و كان كذابا.

آخر الجزء الثالث و الثلاثين بعد المائة (3).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (4)،نا أبو مسهر، حدّثني عمر بن عبد الواحد، قال: قلت لمالك بن أنس: يا أبا عبد اللّه ما تقول في ابن سمعان ؟ قال: كان كذابا.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، و علي بن الحسن، قالا: نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (5)،أخبرني أحمد بن محمّد بن أحمد العتيقي، أنا عثمان بن محمّد المخرّمي، أنا إسماعيل بن محمّد الصفّار، نا عبّاس بن محمّد، نا أبو بكر بن أبي الأسود، نا (6) إسماعيل، عن عبد اللّه بن سمعان بحديث النفل (7) أبي هريرة، فبلغ يحيى بن سعيد، فأنكر عليه الرواية عن ابن سمعان.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر، أنا أبو الحسن

ص: 274


1- الزيادة بين معكوفتين عن المعرفة و التاريخ.
2- بالأصل و م: كلاب، تحريف، و الصواب ما أثبت، انظر الأنساب (المشغرائي) ترجمته في سير الأعلام 512/14.
3- كذا بالأصل و م، و جاء بحاشية المطبوعة عن إحدى النسخ:«بعد الثلاثمائة» و هو أشبه بالصواب.
4- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 379/1.
5- تاريخ بغداد 456/9-457.
6- في تاريخ بغداد: حدّثنا.
7- كذا بالأصل و م و تاريخ بغداد، و قد أورد له ابن عدي في كامله عدة أحاديث كلها عن أبي هريرة و ليس فيها واحدا حول «النفل» و فيها حديث عن النعل و تمامه قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: إذا صلّى أحدكم فليصلّ في نعليه فإن خلعهما فليجعلهما بين رجليه لا يؤذي بهما أحدا. و سيرد واضحا في الحديث التالي: حديث النعل».

العتيقي، أنا يوسف بن أحمد، أنا أبو جعفر (1)،نا محمّد بن جعفر الرازي، نا أبو بكر بن أبي الأسود [قال: حدثنا] (2) إسماعيل بن عليّة، عن عبد اللّه بن سمعان بحديث النعل (3) عن أبي هريرة، فبلغ يحيى بن سعيد فأنكر عليه الرواية، عن ابن سمعان، فأخبرت إسماعيل بذلك فقال: صدق غير أن هذا حديث حدّثناه أيوب عنه، و كنا نرى أنه حفظه.

أخبرنا أبو (4) الحسن بن قبيس، و ابن سعيد، قالا: نا و أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب (5)،أنا البرقاني، نا الحسين بن علي التميمي، نا أبو عوانة الأسفرايني، نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن الحجّاج المروذي، قال: و ذكر أبو عبد اللّه بن سمعان فقال:

كان متروك الحديث، قال أبو عبد اللّه: سمعت إبراهيم بن سعد يحلف باللّه أن ابن سمعان يكذب.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن المظفّر، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا أبو يعقوب الصيدلاني، أنا أبو جعفر العقيلي (6)،أنا أحمد بن أصرم المدني (7)،قال:

سئل أبو عبد اللّه و أنا أسمع عن ابن سمعان في الحديث فقال: ليس بشيء.

أخبرنا أبو (8) الحسن علي بن أحمد، و علي بن الحسن، قالا: نا و أبو النجم التاجر، أنا أبو بكر الخطيب (9)،أنا محمّد بن [أحمد بن] (10) رزق، أنا محمّد بن أحمد بن الصّواف، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، قال: قال أبي: إنّما كان يعرف ابن سمعان بالمدينة بالصلاة، و لم يكن يعرف بالحديث قال أبي: الشاميون أروى الناس عنه.

ص: 275


1- الخبر في كتاب الضعفاء الكبير للعقيلي 255/2.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك عن الضعفاء للعقيلي.
3- بالأصل و م: النفل، و الصواب عن الضعفاء الكبير للعقيلي، و انظر ما لاحظناه عن الكامل لابن عدي.
4- في المطبوعة: أبوا.
5- تاريخ بغداد 458/9.
6- الضعفاء الكبير للعقيلي 255/2.
7- كذا بالأصل و م، و في الضعفاء الكبير: المزني.
8- في المطبوعة:«أبوا».
9- تاريخ بغداد 457/9-458.
10- الزيادة عن تاريخ بغداد.

قال: و أنا البرقاني، أنا أبو أحمد التميمي، نا يعقوب بن إسحاق الأسفرايني، نا عبيد (1) بن محمّد الكشوري، قال: سألت أبا مصعب عن ابن سمعان فقال: كان مرمدا (2)،و سألت يحيى بن معين فقال: كان كذابا.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالويه.

ح و أخبرنا أبو (3) الحسن الغساني، و ابن سعيد، قالا: نا و أبو النجم الشّيحي، أنا أبو بكر الخطيب (4)،أنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصيرفي، قالوا: سمعنا أبا العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم يقول: سمعت عبّاس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: ابن سمعان مدني، ضعيف الحديث.

أخبرنا أبو الحسن (5)،قالا: نا و أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب (6)،أنا السكري، أنا محمّد بن عبد اللّه الشافعي، نا جعفر بن محمّد بن الأزهر، أنا ابن الغلاّبي، عن يحيى بن معين، قال: عبد اللّه بن سمعان ليس بثقة.

أخبرنا (7) أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا محمّد بن علي بن يعقوب، أنا محمّد بن أحمد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل (8)،أنا أبي، قال: و قلت له - يعني يحيى بن معين ابن أبي ذئب حدّث عن سعيد بن سمعان مولى بني زريق، قال: دخل علينا أبو هريرة مسجد بني زريق، فقال ابن سمعان: هذا ثقة، و ابن سمعان الآخر ليس بثقة - يعني عبد اللّه بن سمعان-.

قال: و أنا ثابت بن بندار، أنا محمّد بن علي بن يعقوب [أنا أبو بكر

ص: 276


1- تاريخ بغداد: عبيد اللّه.
2- عن تاريخ بغداد، و بالأصل و م: مرصدا.
3- في المطبوعة:«أبوا».
4- تاريخ بغداد 457/9.
5- كذا بالأصل، و لعله: أبو الحسن، و يعني بهما: علي بن أحمد، و علي بن الحسن، و قد مرّ هذا السند قريبا.
6- تاريخ بغداد 457/9.
7- فوقها في م: ملحق.
8- بالأصل و م: الفضل، خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به، و انظر الأنساب (الغلابي).

البابسيري] (1) أنا الأحوص، نا أبي قال: قال يحيى بن معين: ابن سمعان ضعيف.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن.

ح و أخبرنا أبو الحسن (2)،قالا: نا و أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب (3)،قالا:

أنا يوسف بن رباح البصري، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل المهندس، نا أبو بشر الدولابي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو عمرو الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي (4)،نا ابن حمّاد، قالا: نا معاوية بن صالح، عن يحيى بن معين قال: عبد اللّه بن زياد بن سمعان مدني (5) ليس حديثه بشيء.

أخبرنا أبو الحسن (6)،قالا: نا و أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب (7)،أنا أبو نعيم الحافظ ، نا موسى بن إبراهيم (8) بن النضر العطار، نا محمّد (9) بن عثمان بن أبي شيبة، قال: سئل علي بن المديني، و أنا أسمع، عن عبد اللّه بن زياد بن سمعان، فقال: ذاك عندنا ضعيف.

قال: و أخبرني علي بن محمّد المالكي، أنا عبد اللّه بن عثمان الصفّار، نا محمّد بن عمران الصيرفي، نا عبد اللّه بن علي بن المديني، قال: سمعت أبي يقول:

ابن سمعان روى أحاديث مناكير، و ضعّفه جدا.

و قال في موضع آخر: سألت أبي عن ابن سمعان عن محمّد بن عمرو بن عطاء العامري، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«لا تجوز شهادة البدوي على القروي»، و قال ابن سمعان: ضعيف الحديث[5923].

ص: 277


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف قياسا إلى سند مماثل.
2- كذا بالأصل، و لعله: أبو الحسن، و يعني بهما: علي بن أحمد، و علي بن الحسن، و قد مرّ هذا السند قريبا.
3- تاريخ بغداد 457/9.
4- الكامل لابن عدي 125/4.
5- كذا بالأصل و م، و في ابن عدي: مديني.
6- كذا بالأصل، و لعله: أبو الحسن، و يعني بهما: علي بن أحمد، و علي بن الحسن، و قد مرّ هذا السند قريبا.
7- تاريخ بغداد 457/9.
8- سقطت «إبراهيم» من تاريخ بغداد.
9- تاريخ بغداد: أحمد.

قال (1):و أنا محمّد بن الحسين القطان، أنا عثمان بن أحمد الدقاق، نا سهل بن أحمد الواسطي، نا أبو حفص عمرو بن علي، قال: و عبد اللّه بن زياد بن سمعان ضعيف الحديث جدا.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد [قالا: أنا أبو محمّد] (2) بن أبي حاتم (3)،نا علي بن الحسن الهسنجاني، قال: سمعت أحمد بن صالح يقول (4):أظنّ ابن سمعان يضع للناس - يعني الحديث-.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، و علي بن الحسن، قالا: نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، قال: أنا أبو بكر الخطيب (5)،أنا عبيد اللّه بن عمر الواعظ ، أنا أبي، قال:

و في كتاب جدي عن ابن رشدين قال: سمعت أحمد بن صالح (6)،و ذكر ابن سمعان فقال: كان يغيّر أسماء اللّه عز و جل، يقول: حدّثني عبد اللّه بن عبد الرّحمن قال أحمد:

و هذا هو كذب.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (7)،حدّثني أحمد بن صالح، قال: قلت لابن وهب، ما كان مالك يقول في ابن سمعان ؟ قال: لا يقبل قول بعضهم في بعض.

قال ابن وهب: قلت لابن سمعان: من (8) عبد اللّه بن عبد الرّحمن الذي رويت عنه ؟ قال: لقيته في البحرة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري (9)،أنا أبو الحسين بن

ص: 278


1- القائل أبو بكر الخطيب، انظر الخبر في تاريخ بغداد 458/9.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف من م.
3- الجرح و التعديل 61/5.
4- ما بين الرقمين سقط من م، و لم يشر محققو المطبوعة إلى هذا النقص.
5- تاريخ بغداد 458/9.
6- ما بين الرقمين سقط من م، و لم يشر محققو المطبوعة إلى هذا النقص.
7- الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 379/1-380.
8- بالأصل و م:«بن» خطأ و الصواب عن تاريخ أبي زرعة.
9- الخبر في كتاب المعرفة و التاريخ 54/3.

الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: يزيد بن عياض بن جعدبة وسمه مالك بالكذب، و كذلك عبد اللّه بن زياد بن سمعان.

و قال يعقوب في (1) باب:«من يرغب عن الرواية عنهم»: و كنت أسمع أصحابنا يضعفونهم منهم: عبد اللّه بن سمعان المديني.

أخبرنا أبو الحسن الغساني، و ابن سعيد، قالا: نا و أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب (2)،أنا الحسن بن أبي بكر، أنا محمّد بن إبراهيم الجوري، في كتابه، نا عبدان بن أحمد بن أبي صالح الهمداني (3)،قال: سمعت أبا حاتم محمّد بن إدريس يقول: و عبد اللّه بن سمعان ضعيف.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - نا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (4)،قال: سمعت أبي يقول: ابن سمعان ضعيف الحديث، سبيله سبيل الترك، قال أبو محمّد: امتنع أبو زرعة من أن يقرأ علينا حديث ابن سمعان، و قال: هو لا شيء.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو نصر بن الجبّان (5)- إجازة - أنا أحمد بن (6) القاسم الميانجي - إجازة - حدّثني أحمد بن طاهر بن النجم، أنا سعيد بن عمرو البردعي (7) فيما نسخه من كتاب أبي زرعة الرازي بخطه في أسامي الضعفاء و من تكلّم فيهم من المحدّثين: عبد اللّه بن زياد بن سمعان.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و ابن سعيد، قالا: نا و أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب (8)،أنا أحمد بن أبي جعفر، أنا محمّد بن عدي البصري في كتابه، أنا أبو عبيد

ص: 279


1- انظر كتاب المعرفة و التاريخ 34/3 و 37.
2- تاريخ بغداد 458/9.
3- في تاريخ بغداد: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن أبي صالح - همذاني-.
4- الجرح و التعديل 61/5-62.
5- بالأصل:«الحباب» خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
6- قوله:«أنا أبو نصر بن الجبان، إجازة، أنا أحمد» سقط من م.
7- البردعي، قيل بالدال المهملة، و بالذال لغة فيه، و قد مرّ التعريف به.
8- تاريخ بغداد 458/9.

محمّد بن علي الآجري، قال: سألت أبا داود، عن عبد اللّه بن سمعان قال:

عبد اللّه بن سمعان كان من الكذابين، ولي قضاء المدينة.

قال (1):و أنا البرقاني، أنا أحمد بن سعيد بن سعد، نا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، و أبو يعلى حمزة بن علي، قالا: أنا أبو الفرج الأسفرايني، أنا علي بن منير بن أحمد، أنا الحسن بن رشيق، قالا: نا أبو عبد الرّحمن النسائي، قال: عبد اللّه بن زياد بن سمعان متروك الحديث - زاد عبد الكريم: مديني (2)-.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد (3)،أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو عمرو الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي (4) قال: عبد (5) اللّه بن زياد بن سمعان ضعيف جدا (6)،و لابن سمعان أحاديث صالحة، و رأيت أروى الناس عنه عبد اللّه بن وهب، و الضعف على حديثه و رواياته بيّن.

أخبرنا أبو الحسن، قالا (7):نا و أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب (8)،أنا البرقاني، أنا أبو الحسن الدارقطني، قال: و عبد اللّه بن زياد بن سمعان متروك الحديث.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد البلخي، أنا أبو ياسر محمّد بن عبد العزيز، أنا أبو بكر البرقاني - إجازة-، قال: هذا ما وافقت (9) عليه أبا الحسن الدارقطني من المتروكين.

ص: 280


1- القائل: الخطيب، و انظر تاريخ بغداد 459/9.
2- في تاريخ بغداد مدني.
3- بعدها في الأصل:«نا إسماعيل بن أحمد» مكرر، حذفناها و هو يوافق عبارة م.
4- الكامل لابن عدي 127/4.
5- ما بين الرقمين سقط من ابن عدي.
6- ما بين الرقمين سقط من ابن عدي.
7- كذا بالأصل و م، و الصواب: أبو الحسن، و هما علي بن أحمد بن قبيس، و أبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد.
8- تاريخ بغداد 459/9.
9- عن م و بالأصل: وفقت.

ح و أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق، أنا أبو الغنائم بن الدجاجي، و أبو تمّام الواسطي في كتابيهما عن أبي الحسن الدارقطني قال: عبد اللّه بن زياد بن سمعان - زاد ابن بطريق: مولى أم سلمة - مدني متروك.

أخبرنا أبو الحسن (1)،قالا: نا أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب (2)،أنا البرقاني، أنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، نا أحمد بن طاهر بن النجم، أنا سعيد بن عمرو البردعي، حدّثني محمّد بن إدريس بن المنذر، نا أيوب بن سليمان بن بلال، حدّثني أبو بكر بن أبي أويس، قال: كنت أجالس عبد اللّه بن زياد بن سمعان فكنا نرى أنه أخذ كتبا غير سماع فبينا هو يحدّث إذ انتهى إلى حديث لشهر بن حوشب، فقال:

حدّثني شهر بن حوشب (3)،فقلت: من هذا؟ فقال: رجل من أهل خراسان اسمه من أسماء العجم، فقلت: لعلك تريد شهر بن حوشب، فقلنا حينئذ إنه يأخذ من الكتب.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا الميمون، نا أبو زرعة (4)،حدّثني محمّد بن إدريس، نا أيوب بن سليمان بن بلال، نا أبو بكر عبد الحميد بن أبي أويس، قال: كنت جالسا عند عبد اللّه بن (5)سمعان فوجدته يحدّث، فانتهى إلى الحديث (6) لشهر بن حوشب، فقال: حدّثني شهر بن حوشب (7)،فقلت: من شهر بن حوشب (8)؟فقال: بعض العجم من أهل خراسان قدموا علينا، فقلت: لعلك تريد شهر بن حوشب، فسكت، قال: فذكرت ذلك لأبي معشر، فقال: أما سماعي من المشيخة فأيام كنت أضرب بالإبرة في حانوت أستاذي، كنت أرشّ الحانوت و أكنّسه، فكان يجلس إليه: محمّد بن كعب، و محمّد بن

ص: 281


1- كذا بالأصل و م، و الصواب: أبو الحسن، و هما علي بن أحمد بن قبيس، و أبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد.
2- تاريخ بغداد 456/9.
3- كذا بالأصل و م، و في تاريخ بغداد:«شهر بن جوست» و هذا أشبه بالصواب لأنه من خلال الرواية و السياق أن عبد اللّه أخطأ في اسم شهر و قرأه خطأ.
4- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 581/1 و تهذيب الكمال 148/10 من طريق أبي بكر بن أبي أويس.
5- عند أبي زرعة: عبد اللّه بن زياد بن سمعان.
6- كذا بالأصل، و في م و أبي زرعة: حديث لشهر.
7- كذا بالأصل و م و في تهذيب الكمال:«جوست» و في أبي زرعة:«جوسب» و هو أقرب للصواب، لأن عبد اللّه قال الاسم و أخطأ فيه، انظر ما لاحظناه بهذا الشأن قريبا.
8- كذا بالأصل و م و في تهذيب الكمال:«جوست» و في أبي زرعة:«جوسب» و هو أقرب للصواب، لأن عبد اللّه قال الاسم و أخطأ فيه، انظر ما لاحظناه بهذا الشأن قريبا.

قيس، و سعيد المقبري، فسمعت منهم مشافهة، و أما ابن سمعان، فإنما أخذ كتبه من الدواوين و الصحف.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا ابن مسعدة، أنا عبد الرّحمن بن محمّد، أنا أبو أحمد بن عدي (1)،نا ابن أبي داود، نا محمود (2) بن خالد، و يزيد بن عبد الصمد، قالا: أنا أبو مسهر، قال: قال الأوزاعي: لم يكن ابن سمعان صاحب علم، إنما كان صاحب عمود، قال أبو مسهر: يعني صلاة.

أخبرنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (3)، قال: قال أبو مسهر: حدّثني الهقل بن زياد قال: سمعت الأوزاعي يقول: لم يكن ابن سمعان صاحب علم إنّما كان صاحب عمود - يعني صلاة-.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني أبو بكر بن سهل التميمي، نا محبوب بن موسى أبو صالح [الفرّاء] (4)،أنا مخلد بن حسين قال: دخلت على ابن سمعان غدوة و قد قام من نومه و هو فزع، فقال: إنّي رأيت كأن بين يدي كلبين، فدعوت فآمن أحدهما و لم يؤمن الآخر، فقلت: هذان صاحبا بدعة، تدعو أحدهما فيجيبك إلى السنة و تدعو الآخر فلا يجيبك، قال: فما قمت من ذلك المجلس حتى دخل عليه رجلان قد اختصما عنده، فدعا أحدهما فأجابه، و دعا الآخر فلم يجبه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا علي بن الحسين بن علي بن أيوب، أنا محمّد بن عمر بن محمّد، نا محمّد بن عبد اللّه بن محمّد، قال: قرأت على أبي بكر محمّد بن أحمد بن هارون قلت له: أخبرك إبراهيم بن الجنيد، حدّثني أحمد بن إبراهيم - يعني الدّورقي - حدّثني الحكم بن موسى، نا الوليد بن مسلم، أخبرني أخ لي، قال:

كنت في طريق مكة، قال: و معي كتاب ابن سمعان، قال: فأنا في بعض المراحل و أنا انظر في الكتاب و هو على صدري فذهب بي النوم، فرأيت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، قال: فقلت: يا

ص: 282


1- الكامل لابن عدي 125/4.
2- عن ابن عدي، و بالأصل و م:«محمّد».
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 379/1.
4- ما بين معكوفتين مكانها بياض بالأصل، و الكلمة أضيفت عن م.

رسول اللّه هذا يرويه عنك ابن سمعان، قال: قل لابن سمعان يتقي (1) اللّه.

حكاها غيره عن الوليد نفسه.

أخبرنا بها أبو البركات أيضا، أنا أبو بكر الشامي، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد بن يوسف، أنا أبو جعفر العقيلي (2)،حدّثني إدريس بن عبد الكريم، نا الحكم بن موسى أبو صالح، نا الوليد بن مسلم، قال: كتبت كتابا عن ابن سمعان فإنه لفي يدي إذ غلبتني (3) عيني، فنمت فرأيت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في النوم، فقلت: يا رسول اللّه هذا ابن سمعان حدّثني عنك، فقال: قل لابن سمعان يتقي (4) اللّه و لا يكذب عليّ .

و حكاهما (5) غيرهما عن الوليد، عن ابن بحير الدمشقي أنه رآها و فيها أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم لم ينكر من الأحاديث شيئا.

3302 - عبد اللّه بن زيد بن عامر بن ناتل بن مالك بن عبيد

3302 - عبد اللّه بن زيد بن عامر بن ناتل (6) بن مالك بن عبيد

ابن علقمة بن سعد بن كثير (7) بن غالب بن عديّ بن بيهس (8)

ابن طرود بن قدامة بن جرم (9) بن ربّان (10) بن حلوان

ابن عمران بن الحاف بن قضاعة

أبو قلابة الجرمي البصري (11)

أحد الأعلام.

ص: 283


1- كذا بالأصل و م.
2- الضعفاء الكبير للعقيلي 255/2.
3- عن الضعفاء و بالأصل و م: غلبني.
4- كذا بالأصل و م.
5- عن م و بالأصل: و حكاها.
6- عن تهذيب الكمال و بالأصل و م:«نائل» و في مختصر ابن منظور 214/12 ناثل، و في تهذيب التهذيب: نابل.
7- كذا بالأصل و م و تهذيب الكمال، و في المطبوعة: كبير.
8- إعجامها مضطرب بالأصل و م، و المثبت عن تهذيب الكمال، و في جمهرة ابن حزم ص 451: شميس.
9- بالأصل و م: حزم، و المثبت عن تهذيب الكمال و جمهرة ابن حزم.
10- بالأصل و م:«ريان» و المثبت عن تهذيب الكمال و جمهرة ابن حزم.
11- ترجمته و أخباره في جمهرة ابن حزم ص 451 و تهذيب الكمال 155/10 و تهذيب التهذيب 148/3 و صفوة الصفوة 159/3 و ميزان الاعتدال 425/2 و حلية الأولياء 282/2 و تاريخ داريا ص 72 و تذكرة الحفّاظ 94/1 و الوافي بالوفيات 185/17 و سير أعلام النبلاء 468/4 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 101-120 ص 295).

قدم دمشق، و سكن داريا.

و روى عن أنس بن مالك، و مالك بن الحويرث، و عمرو بن سلمة الجرمي، و النّعمان بن بشير، و ثابت بن الضّحّاك، و أنس بن مالك الكعبي، و أرسل عن ابن عمر و عائشة، و روى عن سالم بن عبد اللّه بن عمر، و محمّد بن أبي عائشة، و عبد اللّه بن محيريز، و خالد بن اللّجلاج، و أبي مسلم الجليلي، و أبي الأشعث الصّنعاني، و أبي أسماء الرحبي، و أبي إدريس الخولاني.

روى عنه: قتادة بن دعامة (1)،و يحيى بن أبي كثير، و خالد بن مهران الحذّاء، و يزيد بن أبي مريم، و حميد الطويل، و عاصم الأحول، و داود بن أبي هند، و أيوب السّختياني، و سليمان بن داود الخولاني، و حسّان بن عطية.

أخبرنا أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا؛ أنا أبو يعلى، نا هدبة بن خالد - زاد ابن المقرى: أبو خالد - نا أبان بن يزيد، نا يحيى بن أبي كثير أن أبا قلابة حدّثه: أن ثابت بن الضّحّاك حدّثه أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«من حلف على ملة غير الإسلام فهو كما قال، ليس على رجل نذر فيما لا يملك»[5924].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، و أبو المواهب أحمد بن محمّد بن عبد الملك، قالا: أنا القاضي، أنا القاضي أبو الطّيّب طاهر بن عبد اللّه بن طاهر، أنا أبو أحمد (2)محمّد بن أحمد بن الغطريف - بجرجان - نا أبو خليفة - لفظا - نا محمّد بن كثير العيدي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو محمّد هبة اللّه بن سهل، و أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر، و أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العبّاس، قالوا: أنا عمر بن أحمد بن عمر بن محمّد بن مسرور، أنا أبو عمرو

ص: 284


1- و قيل لم يسمع منه (نقله المزي في تهذيب الكمال).
2- بالأصل:«أبو أحمد بن محمّد» حذفنا «بن» بينهما فهي مقحمة و المثبت يوافق عبارة م.

إسماعيل بن نجيد بن أحمد بن يوسف، نا محمّد بن أيوب الرازي، أنا محمّد بن كثير، أنا شعبة عن (1) أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس قال: أمر بلال أن يشفع الأذان و يوتر الإقامة.

أخبرنا أبو محمّد السيّدي، أنا أبو عثمان البحيري (2)،أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا عمران بن موسى الجرجاني، نا محمّد بن عبيد (3) بن حساب، نا حمّاد بن زيد، نا أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس.

أن رهطا من عكل أو قال من عرينة و لا أعلمه إلاّ قال: من عكل قدموا المدينة، فاجتووها فأمر لهم النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بلقاح، و أمرهم أن يشربوا من ألبانها و أبوالها حتى برءوا، و ذهب (4) سقمهم، فقتلوا راعي النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و اطّردوا النّعم، فبلغ ذلك النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، فبعث إليهم غدوة، فما ارتفع النهار حتى جيء بهم، فقطعت أيديهم و أرجلهم و سمر أعينهم و ألقوا بالحرّة يستسقون فلا يسقون، قال: فقال أبو قلابة: هؤلاء قوم قتلوا (5) و كفروا بعد إيمانهم و حاربوا اللّه و رسوله.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني (6)،أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة الدمشقي (7)،حدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم، نا محمّد بن شعيب، عن يزيد بن أبي مريم الأنصاري، قال: كان يقدم علينا أبو قلابة فينزل دار صفوان - و في نسخة: دار بني صفوان - فقدم فنزل داريّا (8)،فقلت له: يا أبا قلابة كان اللّه ينفعنا بمجالستك، قال: كنا نجالسكم فلما قلتم: عمّن ؟ تركنا ذلك، يعني لما طلبتم الإسناد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن

ص: 285


1- عن م و بالأصل: بن.
2- عن م و بالأصل:«البختري».
3- عن م و بالأصل: عبد.
4- في م: و بريء.
5- في المطبوعة: قتلوا و سرقوا و كفروا.
6- بالأصل و م:«الكناني» خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
7- الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 502/1.
8- بالأصل و م:«دارنا» و الصواب عن أبي زرعة.

بشران، أنا عثمان بن أحمد السّماك، نا حنبل بن إسحاق.

ح و أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر الزرّاد، نا عبيد اللّه بن سعد، قالا: نا هارون بن معروف، نا ضمرة، عن علي بن أبي حملة، قال: قدم علينا مسلم بن يسار دمشق، فقالوا له - و في رواية حنبل: فقلنا له - يا أبا عبد اللّه لو علم اللّه أن بالعراق من هو خير منك لجاءنا به، قال - و في حديث حنبل: من هو أفضل منك جاء به - فقال:

كيف لو رأيتم عبد اللّه بن زيد الجرمي أبا قلابة، قال: فما ذهبت الأيام و الليالي حتى قدم علينا أبو قلابة (1).

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عمر بن راشد، نا أحمد بن المعلّى بن زيد، نا موسى بن عامر المرّي (2)،و هشام بن عمّار، قالا: نا الوليد، نا ابن جابر و غيره، قال:

قيل لعبد الملك بن مروان، هذا أبو قلابة قد قدم على أمير المؤمنين قال: و ما أقدمه ؟ قال متعوذا من الحجّاج أراده على القضاء، فقال عبد الملك: و كتب له إلى الحجّاج بالوصاة.

قال: و نا موسى بن عامر، نا الوليد، نا ابن جابر، و سعيد بن عبد العزيز أنهم أخبروا أبا قلابة بقول عبد الملك فيه، فقال أبو قلابة: قد كنت أحبّ أن آتي الشام، و قد دخلتها و لن أخرج منها (3).

حدّثني أبو المعمّر (4) المبارك بن أحمد، أنا المبارك بن عبد الجبار، أنا محمّد بن عبد الواحد بن (5) محمّد الحريري، أنا عمر بن محمّد الزيات، أنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، نا الهيثم بن خارجة، نا إسماعيل بن عيّاش، عن عمرو بن

ص: 286


1- سير أعلام النبلاء 469/4.
2- عن م و إعجامها مضطرب بالأصل و رسمها فيه:«المدنى».
3- سير أعلام النبلاء 475/4.
4- في م: أبو العمر.
5- سقطت «بن» من م.

مهاجر: أن عمر بن عبد العزيز كان يقول: الأذان مثنى مثنى، و الإقامة إحدى إحدى، و كان مع عمر بن عبد العزيز أبو قلابة الجرمي، و عراك بن مالك، و محمّد بن كعب القرظي، و سالم بن عبد اللّه، و محمّد بن شهاب الزهري، و غيرهم من الفقهاء يصلّون بصلاته و هو يثني الأذان و يفرد الإقامة، لا ينكرون ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو القاسم تمّام بن محمّد، نا جعفر بن محمّد بن جعفر، نا أبو زرعة، قال: نفر قدموا الشام في إمارة عبد الملك فذكرهم، و فيهم أبو قلابة عبد اللّه بن زيد.

أخبرنا أبو محمّد أيضا، نا أبو محمّد، أنا علي بن محمّد بن طوق، أنا عبد الجبار بن محمّد بن مهنّا، قال (1):ذكر أبي قلابة الجرمي: و هو عبد اللّه بن زيد بن عامر ثم ساق (2) نسبه، كما تقدم، مولده بالبصرة، و قدم الشام، و نزل داريّا، و سكن بها عند ابن عمّه بيهس (3) بن صهيب بن عامر بن ناتل (4)،و ذكر كلاما غير هذا.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الفضل بن خيرون.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان (5)،أنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، أنا العبّاس بن العبّاس، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي، نا عفان، نا حمّاد بن زيد، نا سعيد الجريري (6)،نا ثابت قال: سمعت عبد اللّه بن زيد الجرمي أبا قلابة.

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن، أنا أبو الفرج سهل بن بشر، و أبو نصر أحمد بن محمّد بن سعيد، قالا: أنا أبو الفضل السعدي، أنا منير بن أحمد بن الحسن، أنا جعفر بن أحمد بن إبراهيم، أنا أحمد بن الهيثم، قال: قال أبو نعيم: أبو قلابة عبد اللّه بن زيد.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن

ص: 287


1- انظر تاريخ داريا ص 72 و ما بعدها.
2- في م: بيان.
3- إعجامها مضطرب بالأصل و م، و المثبت عن تاريخ داريا.
4- عن تاريخ داريا و بالأصل و م: نائل.
5- قوله:«أنا عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان» سقط من م.
6- بالأصل و م: الحريري، خطأ و الصواب ما أثبت و ضبط عن الأنساب (ذكره السمعاني و ترجم له).

علي بن محمّد بن أحمد، أنا محمّد بن الحسين بن شهربار، أنا أبو حفص الفلاّس، قال: أبو قلابة الجرمي عبد اللّه بن زيد: سمعت يزيد بن هارون يقول: أنا عاصم الأحول عن عبد اللّه بن زيد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هاشم بن محمّد، عن الهيثم بن عدي، عن ابن عيّاش قال في الطبقة الثانية من أهل البصرة أبو قلابة الجرمي، و اسمه عبد اللّه بن زيد.

أخبرنا أبو البركات أيضا، أنا أبو طاهر الباقلاني، أنا يوسف بن رباح بن علي، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح، قال:

سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل البصرة: أبو قلابة الجرمي عبد اللّه بن زيد.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، نا محمّد بن يعقوب، نا عبّاس بن محمّد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: اسم أبي قلابة عبد اللّه بن زيد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، و أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد، قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن البراء قال: قال علي بن المديني: أبو قلابة عرني (1) من جرم، و اسمه عبد اللّه بن زيد بن عمرو، و مات بالشام، و أدرك خلافة عمر بن عبد العزيز، و لقي أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: النّعمان بن بشير، و مالك بن الحويرث، و أنس بن مالك، و روى عن هشام بن عامر، و لم يسمع منه، ثم سمع من سمرة بن جندب، حدّث عن أبي المهلّب، عن سمرة (2).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، حدّثني محمّد بن عبد الرحيم قال: قال

ص: 288


1- ضبطت عن الأصل، فوق العين ضمة، و في سير الأعلام 471/4: عربي.
2- الخبر في تهذيب الكمال 158/10.

علي بن المديني: اسم أبي المهلّب عمرو بن معاوية، و أبو قلابة عبد اللّه بن زيد بن معاوية.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم، أنا نعمة اللّه بن محمّد، نا أبو مسعود البجلي، أنا محمّد بن أحمد بن سليمان، أنا سفيان بن محمّد بن سفيان، نا الحسن (1) بن سفيان، نا محمّد بن علي، عن محمّد بن إسحاق، قال: سمعت أبا عمر (2) الضرير يقول: أبو قلابة الجرمي عبد اللّه بن زيد.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الفضل بن خيرون.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو القاسم الأزهري، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، أنا العبّاس بن العبّاس بن محمّد، أنا صالح بن أحمد، قال: قال: أبي.

ح و أخبرنا (3) أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو بكر بن المؤمّل، نا الفضل بن محمّد، نا أحمد بن حنبل، قال: و اسم أبي قلابة عبد اللّه بن زيد.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمّام الواسطي، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم الكوكبي، نا ابن أبي خيثمة، قال: سمعت أبي يقول: و أبو قلابة عبد اللّه بن زيد الجرمي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد أبو البركات و أبو الفضل بن خيرون قالا: أنا محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خيّاط (4) قال: أبو قلابة الجرمي اسمه عبد اللّه بن زيد، مات سنة أربع و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية، قال: سمعت

ص: 289


1- بالأصل و م: الحسين، خطأ و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
2- عن م و بالأصل: أبا عمرو، خطأ.
3- في م: و أخبرني.
4- طبقات خليفة بن خياط ص 361 رقم 1730.

نوح بن حبيب يقول: و اسم أبي قلابة الجرمي عبد اللّه بن زيد.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد بن محمّد، نا أبو بكر بن أبي الدنيا (1)،نا محمّد بن سعد قال: أبو قلابة الجرمي، و اسمه عبد اللّه بن زيد، قال الواقدي: توفي سنة أربع أو خمس (2) و مائة.

أنبأنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر بن البنّا، قالا: قرئ على أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3) قال: في الطبقة الثانية من أهل البصرة: أبو (4) قلابة الجرمي، و اسمه عبد اللّه بن زيد، و كان ثقة كثير الحديث، و كان ديوانه بالشام.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (5)،قال: عبد اللّه بن زيد أبو قلابة الجرمي الأزدي البصري، مات بالشام، سمع أنس بن مالك، و مالك بن الحويرث، و عمرو بن سلمة، روى عنه خالد (6)،و قال محمّد بن المثنى، عن الحسن الحارثي، عن ابن عون، قال: ذكر أيوب لمحمّد حديثا عن أبي قلابة، فقال: أبو قلابة رجل صالح إن شاء للّه، و لكن عمن ذكره أبو قلابة ؟ مات قبل (7) ابن سيرين.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي

ص: 290


1- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
2- في م: أو خمسين و مائة.
3- طبقات ابن سعد 183/7.
4- بالأصل:«نا أبو» حذفنا «نا» لأنها مقحمة، و المثبت يوافق عبارة م و ابن سعد.
5- التاريخ الكبير للبخاري 92/1/3.
6- بالأصل و م: حالك، و الصواب عن البخاري.
7- سقطت «قبل» من التاريخ الكبير المطبوع للبخاري.

حاتم (1)،قال: عبد اللّه بن زيد أبو قلابة الجرمي البصري، مات بالشام، روى عن أنس بن مالك، و مالك بن الحويرث، و النعمان بن بشير، و كان واليا على حمص، و ثابت بن الضّحّاك، و أنس بن مالك الكعبي، و روى عن عائشة، و ابن عمر مرسلا، و أدرك عبد اللّه بن بسر (2)،و لم يرو عنه شيئا، و لم يسمع من أبي زيد عمرو بن أخطب بينهما عمرو بن بجدان، و سمع من محمّد بن أبي عائشة بالشام، و سمع من أبي الأشعث الصّنعاني، و من أبي أسماء الرحبي، و من ابن محيريز، و من أبي إدريس الخولاني، و هشام بن عامر، و عمرو بن سلمة، روى عنه يحيى بن أبي كثير، و خالد الحذّاء، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو قلابة عبد اللّه بن زيد الجرمي، سمع أنس بن مالك، و مالك بن الحويرث، روى عنه خالد الحذّاء.

أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد اللّه، أنا أبو عامر محمود بن القاسم، و أبو نصر عبد العزيز بن محمّد، و أبو بكر أحمد بن عبد الصمد، قالوا: أنا عبد الجبار بن محمّد بن عبد اللّه، أنا محمّد بن (3) محبوب، أنا محمّد بن عيسى بن سورة، قال: و أبو قلابة عبد اللّه بن زيد الجرمي.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، أنا محمّد بن عبد اللّه بن خميرويه (4)،نا الحسين بن إدريس، نا محمّد بن عبد اللّه بن عمّار، قال: و أبو قلابة عبد اللّه بن زيد الجرمي.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، قال: أبو قلابة عبد اللّه بن زيد الجرمي بصري.

ص: 291


1- الجرح و التعديل 57/5.
2- عن م و الجرح و التعديل، و بالأصل: بشر.
3- في المطبوعة: محمّد بن أحمد بن محبوب.
4- بالأصل و م: حميرويه، بالحاء المهملة خطأ، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 311/16.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا محمّد بن علي بن يعقوب، أنا علي بن الحسن بن علي.

ح قال: و أنا [ابن خيرون، أنا] (1) الحسن بن العبّاس بن دوما، أنا جدي لأمي إسحاق بن محمّد، قالا: أنا عبد اللّه بن إسحاق المدائني، نا قعنب بن المحرّر (2)، قال: قال أبو قلابة الجرمي عبد اللّه بن زيد.

أخبرنا أبو الفتح الفقيه، أنا أبو الفتح الزاهد، أنا أبو الفتح سليم بن أيوب، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، أنا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمّد بن إياس، قال: سمعت محمّد بن أحمد المقدّمي يقول: أبو قلابة عبد اللّه بن زيد (3) الجرمي.

قرأنا على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي طاهر الأنباري، أنا أبو القاسم بن الصّوّاف، نا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي (4)،قال: أبو قلابة عبد اللّه بن زيد الجرمي.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهّاب بن مندة، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه، قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:

عبد اللّه بن زيد أبو قلابة الجرمي البصري، قدم مصر زمن عمر بن عبد العزيز بن مروان، و كتب عنه، توفي بالشام سنة أربع و مائة.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحافظ قال: أبو قلابة عبد اللّه بن زيد الجرمي (5)،روى عنه أبو الخطاب قتادة بن دعامة السّدوسي، و أبو نصر يحيى بن أبي كثير الطائي، و أبو بكر أيوب بن أبي تميمة السّختياني، و أبو المنازل خالد بن مهران المجاشعي.

ص: 292


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك للإيضاح قياسا إلى سند مماثل سابق.
2- بالأصل و م: المحرز، خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
3- عن م و بالأصل هنا:«يزيد».
4- الكنى و الأسماء للدولابي 84/2.
5- بعدها في المطبوعة - و قد سقطت العبارة من الأصل و م: الأزدي البصري. سمع أبا حمزة أنس بن مالك النجاري، و أبا سليمان مالك بن الحويرث الليثي، و أبا بريد عمرو بن سلمة الجرمي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل محمّد بن طاهر، أنا أبو سعيد (1)مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر أحمد بن محمّد بن الحسين، قال: عبد اللّه بن زيد بن عمرو أبو قلابة الجرمي الأزدي البصري ابن أخي أبي المهلّب عبد الرّحمن، و يقال: معاوية بن عمرو (2)،سمع أنس بن مالك، و مالك بن الحويرث، و عمرو بن سلمة، و ثابت بن الضّحّاك، روى عنه أيوب، و خالد الحذّاء، و يحيى بن أبي كثير في الأيمان و غير موضع، أريد على القضاء بالبصرة، فهرب إلى الشام، فمات بها، و قال ابن سعد: قال الواقدي: توفي سنة أربع أو خمس و مائة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر الحافظ ، قال: أبو قلابة عبد اللّه بن زيد، روى عن ثابت بن الضّحّاك، و أبي هريرة، و مالك بن الحويرث، و أنس بن مالك و غيرهم، روى عنه أيوب السّختياني، و خالد الحذّاء، و قتادة و غيرهم.

قرأت بخط أبي عمر بن حيّوية، سألت أبا عمر (3) اللغوي عن قلابة، فقال: أخبرنا ثعلب، عن ابن الأعرابي قال: يقال رجل قلابة و قالب و قلب: إذا كان أحمر الوجه شديد الحمرة، قال: و هو الغضب، و هو الكرك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو الحسين الطبراني، نا عبد الجبار بن محمّد بن مهنّى (4)،نا أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا، و أبو عبد اللّه محمّد (5) بن يوسف الهروي، قالا: نا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم بن البرقي، نا عمرو بن أبي سلمة، نا صدقة بن عبد اللّه الخولاني، عن سليمان بن داود الخولاني، عن أبي قلابة الجرمي، حدّثني عشرة من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عن صلاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في ركوعه و سجوده و حاله أنه كان يصلّي كنحو مما رأى عمر بن عبد العزيز يصلّي، قال سليمان: و التقينا عند عمر بن عبد العزيز، و ذكر الحديث بطوله.

ص: 293


1- في م: سعد.
2- كذا ورد اسمه هنا بالأصل و م، انظر ما مرّ بشأنه قريبا.
3- بالأصل و م:«أبا عمرو» خطأ و الصواب ما أثبت، و هو أبو عمر محمّد بن عبد الواحد بن أبي هاشم البغدادي الزاهد المعروف بغلام ثعلب، ترجمته في سير أعلام النبلاء 508/15.
4- الخبر في تاريخ داريا ص 74.
5- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل و بجانبها كلمة صح.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان، نا أبي: نا عبيدة بن عثمان، أخبرني يحيى بن حمزة، أخبرني سليمان بن داود - حديث فيه طول - قال: قلت لأبي قلابة الجرمي: ما هذه الصّلاة التي يصليها أمير المؤمنين ؟- يريد عمر بن عبد العزيز - فقال: حدّثني عشرة من أفضل من أدركت من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أنها صلاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و قراءته و ركوعه و سجوده.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو سعد الماليني، أنا أبو أحمد بن عدي (1) الحافظ ، أنا ابن سلم (2)،نا دحيم، نا الوليد بن مسلم، عن صدقة بن عبد اللّه، عن سليمان بن داود الخولاني قال: سمعت أبا قلابة الجرمي يقول:

حدّثني عشرة من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عن صلاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في قيامه و ركوعه و سجوده بنحو (3) من صلاة أمير المؤمنين - يعني عمر بن عبد العزيز - قال سليمان:

فرمقت (4) عمر في صلاته، فكان بصره إلى موضع سجوده، و ذكر (5) باقي الحديث.

أخبرنا (6) أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، و ثابت بن بندار، أنا محمّد بن علي بن يعقوب، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان، قال: قال أبي، و قال يحيى بن معين: قد سمع أبو قلابة من أنس بن مالك، و مالك بن الحويرث، و عمرو بن سلمة، و ثابت بن الضّحّاك - زاد ابن خيرون:

و أنس بن مالك القشيري، و اللفظ لرواية ثابت.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، نا محمّد بن يعقوب، نا عبّاس بن محمّد، قال: سألت يحيى بن معين عن حديث أبي قلابة، عن ابن عمر: أن رجلا قال: يا رسول اللّه أي الليل

ص: 294


1- الخبر في الكامل لابن عدي 275/3 ضمن أخبار سليمان بن داود الخولاني.
2- عن م و ابن عدي، و بالأصل: سالم.
3- بالأصل و م: بنحوه، و المثبت عن الكامل لابن عدي.
4- إعجامها مضطرب بالأصل و المثبت عن م و ابن عدي.
5- بالأصل و م:«و ذكرنا في الحديث» كذا، و المثبت عن المطبوعة.
6- فوقها في م: ملحق.

أجوف (1)؟فقلت: أبو قلابة سمع من ابن عمر؟ فقال: أظنه قد سمع منه، قال: و سمعت يحيى يقول: أبو قلابة عن النّعمان بن بشير مرسل.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد، أنا محمّد بن الحسن بن محمّد، نا أحمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن، نا محمّد بن إسماعيل، نا سليمان بن حرب، نا حمّاد بن زيد، عن أيوب قال: كان أبو قلابة أكبر من قتادة و أكثر مجالسة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا محمّد بن علي بن يعقوب، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي، نا أحمد، نا عبد الرّحمن، عن حمّاد.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا سعيد بن أحمد العيّار، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن حامد، أنا مكي بن عبدان، نا عبد اللّه بن هاشم، نا عبد الرّحمن بن مهدي، نا حمّاد بن زيد، عن أيوب قال: قال أبو قلابة لقد أقمت بالمدينة ثلاثا، ما لي حاجة إلاّ رجل عنده حديث، يقدم، و قال الخلاّل: ليقدم - فأسمعه منه، رواها أحمد بن حنبل عن ابن مهدي.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو بكر أحمد بن يحيى، و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، قالوا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفّر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن حموية، أنا عيسى بن عمر بن العبّاس، أنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن الدارمي، أنا محمّد بن عيسى، نا حمّاد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، قال: لقد أقمت بالمدينة ثلاثا، ما لي حاجة إلاّ و قد فرغت منها، إلاّ رجلا كانوا يتوقعونه، كان يروي حديثا، فأقمت حتى قدم فسألته عنه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2)،نا سليمان بن حرب، نا حمّاد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة قال: أقمت بالمدينة ثلاثا، و ما لي بها حاجة إلاّ رجل كان في ضيعة له، و بلغني عنه حديث انتظرته أن يقدم فأسأله عنه.

ص: 295


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: أجوب.
2- الخبر في المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 66/2.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا عبد العزيز بن أحمد - إملاء - أنا أبو الحسن بن مخلد، نا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي، نا الحسن بن علي بن شبيب، نا سليمان بن أيوب (1)،نا حمّاد بن زيد، عن أيوب قال: قال لي أبو قلابة: لقد أقمت بالمدينة ثلاثا ما لي حاجة إلاّ أن يقدم رجل فأسأله عن حديث.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2)،نا يونس بن عبد الأعلى، أخبرني أشهب صاحب مالك قال: قال مالك: مات ابن المسيّب، و القاسم و لم يتركوا كتبا (3)،و مات أبو قلابة فبلغني أنه ترك حمل بغل كتبا (4).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني قراءة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان، أنا خيثمة بن سليمان، نا محمّد بن الهيثم أبو عبد اللّه القاضي، نا موسى بن إسماعيل، نا وهب الجريري، عن ثابت البناني، قال: ما رأيت أنسا أصغى لحديث هذا (5) ما أصغى لحديث هذا - يعني أبا قلابة.

- كذا قال، و الصواب وهيب عن الجريري.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، أنا عبيد اللّه السكري، نا زكريا بن يحيى المنقري، نا الأصمعي، نا حمّاد بن زيد، عن مسلم بن يسار، قال: لو كان أبو قلابة من العجم لكان موبد (6) موبدان.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر، أنا أبو الحسين، أنا عبد اللّه، نا

ص: 296


1- كذا بالأصل و م، و لعل الصواب: سليمان بن حرب.
2- الخبر في كتاب المعرفة و التاريخ 478/1.
3- في المعرفة و التاريخ: كتابا.
4- المعرفة و التاريخ: كتب.
5- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: أحد.
6- كذا بالأصل، و فوق الباء في اللفظتين:«شدّة» و بالدال المهملة، و في م:«موبدا موبدان» و في تهذيب الكمال:«موبذ موبذان» يعني قاضي القضاة. و مثله في سير الأعلام 470/4 و انظر حلية الأولياء 284/2. و انظر تاج العروس (بتحقيقنا: مادة وبذ).

يعقوب (1)،نا سليمان بن حرب، نا حمّاد، عن أيوب، عن مسلم بن يسار قال: لو كان أبو قلابة من العجم لكان موبد موبدان (2).

قال (3):و نا سليمان بن حرب، نا حمّاد، عن أيوب، عن أبي رجاء مولى أبي قلابة، قال: كان أبو قلابة عند عمر بن عبد العزيز فسألهم عن القسامة و ذكر حديثا طويلا، قال [فقال] (4) عنبسة بن سعيد: سبحان اللّه، قال: فقال أبو قلابة: أ تتهمني يا عنبسة ؟ قال: لا، و لكن هذا الجند لا يزال بخير ما أبقاك اللّه بين أظهرهم.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم الحافظ (5)،أنا أبو أحمد محمّد بن أحمد، نا الحسن بن سفيان، نا عبيد اللّه بن معاذ، نا أبي، نا ابن عون، نا أبو رجاء مولى أبي قلابة، عن أبي قلابة، قال: كنت جالسا عند عمر بن عبد العزيز فذكروا حديث القسامة (6) فحدثته عن أنس و قصّة العرنيين (7)،فقال عمر: لن تزالوا بخير يا أهل الشام ما دام فيكم هذا، أو مثل هذا.

أنبأنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر بن البنّا، قالا: قرئ على أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن (8) سعد، نا سليمان بن حرب، حدّثني حمّاد بن زيد، عن أبي خشينة صاحب الزّيادي، قال: ذكر أبو قلابة عند محمّد بن سيرين، فقال: ذاك أخي حقا.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، أنا زكريا السّاجي، نا ابن المثنى، نا الحسن بن عبد الرّحمن بن العربان، عن ابن عون، قال: ذكر أيوب لمحمّد حديث أبي قلابة، فقال أبو قلابة إن شاء اللّه ثقة رجل صالح، و لكن عمّن ذكره أبو قلابة (9).

ص: 297


1- الخبر في المعرفة و التاريخ 65/2 و فيه: موبذ موبذان، بالذال المعجمة.
2- الخبر في المعرفة و التاريخ 65/2 و فيه: موبذ موبذان، بالذال المعجمة.
3- المصدر السابق نفسه.
4- زيادة عن المعرفة و التاريخ.
5- الخبر في حلية الأولياء 284/2 و انظر تهذيب الكمال 158/10 و سير أعلام النبلاء 471/4.
6- انظر في حديث القسامة صحيح مسلم(28) كتاب القسامة(1) باب القسامة الحديث 1669، ج 1291/3 و انظر البخاري 443/10.
7- انظر صحيح مسلم رقم 1671 و البخاري 98/12.
8- طبقات ابن سعد 183/7 و تهذيب الكمال 157/10.
9- تهذيب الكمال 157/10 و سير أعلام النبلاء 470/4.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد بن يوسف، أنا أبو جعفر العقيلي، نا يحيى بن عثمان بن صالح، نا نعيم بن حمّاد، نا عبد اللّه بن سلمة المسمعي، عن ابن عون، عن محمّد، قال: كان يقول: إنّ هذا العلم دين فانظروا عن من تأخذونه ؟ قال: و ذكر عند محمّد حديث عن أبي قلابة فقال: لا نتهم أبا قلابة، و لكن عن من أخذه أبو قلابة ؟.

أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد اللّه الكروخي، أنا أبو عامر محمود بن القاسم بن محمّد، و أبو نصر عبد العزيز بن محمّد، و أبو بكر أحمد بن عبد الصّمد، قالوا: أنا عبد الجبار بن محمّد بن عبد اللّه، أنا أبو العبّاس المحبوبي، أنا أبو عيسى التّرمذي، نا ابن أبي عمر، نا سفيان بن عيينة، قال: ذكر أيوب السّختياني أبا قلابة فقال: كان و اللّه من الفقهاء ذوي الألباب (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر، أنا علي بن محمّد، أنا أبو عمرو بن السماك، نا حنبل بن إسحاق، نا عفان، نا حمّاد بن زيد، قال:

سمعت أيوب، و ذكر أبا قلابة فقال: كان و اللّه من الفقهاء ذوي الألباب.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا والدي أبو عبد اللّه، أنا أبو الحسن علي بن سليمان المقرئ، نا بشر بن موسى.

ح و أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنا أبو سهل (2) حمد بن أحمد بن عمر، أنا أبو منصور محمّد بن عبد اللّه بن كوار (3)،نا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبد الكريم الرازي، نا أبو حاتم الرازي، قالا: نا سليمان بن حرب، نا حمّاد بن زيد، عن أيوب، قال: قال أبو قلابة - و في حديث أبي سعد عن أبي قلابة قال:- لا تجالسوا أهل الأهواء - زاد أبو القاسم بن الفضل: و لا تجادلوهم، و قالا:- فإنّي لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم، أو يلبسوا عليكم ما كنتم تعرفون - زاد أبو سعد قال أيوب: و كان أبو قلابة من ذوي الألباب.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو

ص: 298


1- تهذيب الكمال 157/10.
2- في م: أحمد.
3- كذا رسمها بالأصل و م:«يكوار» بإهمال الحرف الأول بدون نقط . و في المطبوعة «يكوار».

الحسن علي بن أحمد بن محمّد بن بكران الفوّي (1)-بالبصرة - أنا أبو علي الحسن بن محمّد بن عثمان الفسوي، نا يعقوب بن سفيان، نا سليمان بن حرب، نا حمّاد بن زيد، عن أيوب قال: قال أبو قلابة: لا تجالسوا أهل الأهواء و لا تجادلوهم فإني لا آمنهم أن يغمسوكم في ضلالتهم و يلبسون (2) عليكم ما كنتم تعرفون.

قال: أيوب: و كان و اللّه من الفقهاء، و ذوي الألباب - يعني أبا قلابة-.

أخبرنا أبو الحسن الخطيب، أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو العبّاس، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل، نا سليمان بن حرب، نا حمّاد بن زيد، عن أيوب قال: كان أبو قلابة من الفقهاء ذوي الألباب، سمع من أنس، و مالك بن الحويرث، و عمرو بن سلمة، و اسم أبي قلابة عبد اللّه بن زيد الجرمي البصري، مات بالشام قبل محمّد بن سيرين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر، أنا علي بن محمّد بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا سليمان بن حرب، نا حمّاد بن زيد، قال: قال أيوب: و كان و اللّه من الفقهاء ذوي الألباب - يعني أبا قلابة-.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال: قال سليمان بن حرب: سمع أبو قلابة من أنس و هو ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد بن أحمد العتيقي.

و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالوا:

أنا الوليد بن بكر (3)،أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد بن صالح، حدّثني

ص: 299


1- ضبطت عن الأنساب بضم الفاء و الواو المشددة المكسورة، و ظنها السمعاني أن هذه النسبة إلى فوة قرية بنواحي البصرة، ثم نقل عن أحد المغاربة أنها من ديار مصر بين الفسطاط و الاسكندرية و ليست هي على النيل. ذكره السمعاني و ترجم له.(و انظر معجم البلدان).
2- كذا بالأصل و م.
3- عن م و بالأصل: بكير، تحريف.

أبي (1) قال: أبو قلابة عبد اللّه بن زيد الجرمي بصري تابعي ثقة، و كان يحمل على عليّ ، و لم يرو عنه شيئا قط ، و لم يسمع من ثوبان شيئا.

قرأت على أبي القاسم بن عبدان، عن أبي عبد اللّه بن المبارك، أنا رشأ بن نظيف، أنا أبو الفتح بن الطرسوسي، أنا محمّد بن محمّد الكرجي (2)،أنا عبد الرّحمن بن يوسف، قال أبو قلابة اسمه عبد اللّه بن زيد بصري ثقة.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (3)،قال: سمعت أبي يقول:- و قلت له: أبو قلابة عن معاذ (4) أحب إليك، أو قتادة عن معاذ (5)؟قال: جميعا ثقتان، و أبو قلابة لا يعرف له تدليس.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، و أبو يعلى حمزة بن علي، قالا: أنا أبو الفرج سهل بن بشر، أنا علي بن منير، أنا الحسن بن رشيق، قال: قال لنا أبو عبد الرّحمن النسائي في تسمية الفقهاء من أهل البصرة: الحسن بن أبي الحسن البصري، و محمّد بن سيرين، و جابر بن زيد، و أبو قلابة، و اسمه عبد اللّه بن زيد الجرمي.

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن أحمد بن القاسم الطّهراني، و أبو عمرو بن مندة، قالا: أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا الحسين بن علي، نا عيسى بن سلمة الرملي، نا أيوب بن سويد، عن السّري بن يحيى، حدّثني جار كان لأبي قلابة الجرمي: أنه خرج حاجّا، فتقدم أصحابه في يوم صائف و هو صائم، فأصابه عطش

ص: 300


1- تاريخ الثقات للعجلي ص 257.
2- بالأصل و م: الكرخي، خطأ و الصواب ما أثبت و ضبط عن تبصير المنتبه 1209/3 و انظر الاكمال 142/7.
3- الجرح و التعديل 58/5.
4- كذا بالأصل و م، و في الجرح و التعديل:«معاذة». و هي معاذة بنت عبد اللّه العدوية، أم الصهباء (ترجمتها في تهذيب الكمال 431/22).
5- كذا بالأصل و م، و في الجرح و التعديل:«معاذة». و هي معاذة بنت عبد اللّه العدوية، أم الصهباء (ترجمتها في تهذيب الكمال 431/22).

شديد، فقال: اللّهمّ إنك قادر على أن تذهب [عطشي] من غير فطر، فأظلّه (1) سحابة، فأمرت عليه حتى بلّت ثوبيه، و ذهب العطش عنه، فنزل فحوّض حياضا فملأها ماء، فانتهى (2) إليه أصحابه فشربوا، و ما أصاب أصحابه من ذلك المطر شيء.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (3)،نا سليمان بن حرب، نا حمّاد، عن أيوب، قال: كان أبو قلابة يعتكف في مسجد قومه، و كان لا يلقى له فيه حصير و لا شيء، و كان يجلس ناحية، و كان يبيت ليلة الفطر حتى يغدو إلى مصلاّه من موضع اعتكافه.

قال أيوب: و غدوت عليه يوم الفطر، و في حجره جويرية مزينة ظننت أنها ابنته، فاعتنقها ثم مضى إلى المصلّى.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه (4)،نا عمر بن محمّد بن حاتم، نا جدي محمّد بن عبيد اللّه بن مرزوق.

ح و أخبرنا أبو المظفّر القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو بكر بن المؤمّل، نا الفضل بن محمّد، نا أحمد بن حنبل.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه، أنا علي بن محمّد، أنا أبو عمرو بن السمّاك، نا حنبل بن إسحاق، و حدّثني أبو عبد اللّه، قالا: نا عفان.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا محمّد بن علي بن يعقوب، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي، نا عفان بن مسلم، نا بشر بن المفضّل، عن خالد الحذّاء، قال: كنا نأتي أبا قلابة فإذا حدّثنا بثلاثة - و قال المفضل (5) ثلاثة أحاديث - قال: قد أكثرت.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو

ص: 301


1- بالأصل و م: فأضله، خطأ.
2- في م: فانتهت.
3- الخبر في المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 66/2.
4- انظر حلية الأولياء 287/2.
5- بالأصل و م: الفضل، خطأ و الصواب ما أثبت.

الحسن بن السّقّا، أنا محمّد بن يعقوب، نا عبّاس بن محمّد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: نا عفان، نا بشر بن المفضّل، عن خالد الحذّاء قال: كنا نأتي أبا قلابة، فإذا حدّثنا بثلاثة أحاديث قال: قد أكثرت (1).

أخبرنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر بن البنّا في كتابيهما، قالا: قرئ على أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن (2) سعد، نا أحمد بن عبد اللّه بن يونس، نا أبو بكر بن عيّاش، نا عمرو بن ميمون، عن أبي قلابة، قال: لما قدم على عمر بن عبد العزيز قال: يا أبا قلابة حدّث، قال: يا أمير المؤمنين إني لأكره كثيرا من الحديث، و أكره كثيرا من السكوت.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا علي بن محمّد بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا عفان بن مسلم، نا حمّاد بن زيد، نا أيوب قال: إني وجدت أعلم الناس بالقضاء أشدهم منه فرارا، و أشدهم منه فرقا، و قال حمّاد عن أيوب قال: و ما أدركت بهذا المصر رجلا كان أعلم بالقضاء من أبي قلابة، لا أدري ما محمّد (3).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد البابسيري، نا الأحوص بن المفضّل بن غسان الغلاّبي، أنا أبي، نا سليمان بن حرب، قال: قال حمّاد بن زيد: و سمعت أيوب يقول: لم يكن هاهنا أحد أعلم بالقضاء من أبي قلابة، ما أدري ما محمّد لو جبر عليه (4).

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو العبّاس النهاوندي، نا أبو القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل، قال: قال علي:

عبد الرّحمن بن أذينة (5) هو العبدي، قاضي البصرة زمن شريح، فلما مات عبد الرّحمن طلب أبو قلابة للقضاء فهرب إلى الشام.

ص: 302


1- سير أعلام النبلاء 470/4 و تهذيب الكمال 158/10 و تاريخ الإسلام(101-120 ص 296).
2- طبقات ابن سعد 184/7.
3- سير أعلام النبلاء 470/4 و باختصار في تاريخ الإسلام(101-120 ص 296).
4- في طبقات ابن سعد 183/7 «لو خبر».
5- انظر ترجمته في تهذيب الكمال 95/11.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل (1)،أنا أحمد بن مروان، نا أحمد بن عيسى، و علي بن عبد العزيز، عن أبي عبيد القاسم بن سلاّم، نا إسماعيل بن (2) إبراهيم، عن أيوب السّختياني، قال: لما مات عبد الرّحمن بن أذينة ذكر أبو قلابة للقضاء فهرب حتى أتى اليمامة، قال أيوب: فلقيته بعد ذلك، فقلت له في ذلك، فقال: ما وجدت مثل القاضي العالم إلاّ مثل رجل وقع في بحر، فما عسى أن يسبح حتى يغرق (3)؟.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (4)،نا أبو عمر النمري، نا حمّاد، قال: قال أيّوب: وجدت أعلم الناس بالقضاء أشدّ الناس منه فرارا، و أشدّهم منه فرقا، ثم قال: و ما أدركت أحدا كان أعلم بالقضاء من أبي قلابة، لا أدري ما محمّد بن سيرين فكان يراد على القضاء فيفرّ إلى الشام مرة، و يفرّ إلى اليمامة مرة، فكان إذا قدم البصرة كان كالمستخفي حتى يخرج.

قال (5):و نا إبراهيم بن محمّد الشافعي، نا الحارث بن عمير، عن أيوب، عن أبي قلابة، قال: إنما مثل القاضي كمثل رجل يسبح في البحر، فكم عسى يسبح حتى يغرق، قال: و طلب أبو قلابة للقضاء فهرب.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح المؤذن، أنا أبو الحسن بن السّقّا، نا أبو العبّاس الأصم، نا عبّاس، قال: سمعت يحيى يقول: فرّ أبو قلابة إلى الشام، فمات بها، و أرادوا أن يستقضوه.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمّام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم، نا ابن أبي خيثمة، نا خالد بن خداش، نا حمّاد بن زيد، عن أيوب قال:

ص: 303


1- ما بين الرقمين سقط من م.
2- ما بين الرقمين سقط من م.
3- الخبر في تهذيب الكمال 158/10 سير أعلام النبلاء 470/4 و تاريخ الإسلام(101-120 ص 297).
4- الخبر في المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 67/2.
5- المعرفة و التاريخ 65/2.

أتيته يوما من أوّل النهار - يعني أبا قلابة - ثم أتيت السّوق، قال: فلما انتصف النهار إذا أبو قلابة متقنّع، فلما رأيته قمت من دكّاني، فأتيته، فلما رآني لم يقل لي شيئا، و اتّبعته حتى خرج من السوق، ثم ذكر الذين يبتلون بالفتيا (1)،فذكر ما هم فيه من البلاء و ما يخصّون به من البلاء، ثم قال: الذي قلت لك ليس كما قلت لك، قال: ثم مضى، فخرج من ساعته.

و أخبرنا (2) أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الجنزرودي (3)،نا أبو محمّد الحسن بن أحمد بن محمّد المخلدي - إملاء - نا أحمد بن محمّد بن يحيى البكالي البزّاز (4)،نا أحمد بن يوسف، نا أبو زيد، نا أبو عون صاحب القرب، نا أيوب، قال:

قال لي أبو قلابة: يا أيوب احفظ عني ثلاثا: إيّاك و أبواب السلطان، و إيّاك و مجالسة أهل الأهواء، و الزم سوقك، فإن الغنى من العافية.

أبو عون هذا هو الحكم بن سنان (5).

أخبرنا بالحكاية عالية أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد الجبار بن توبة، قال: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز بن مردك (6) البزّار (7)،نا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، نا عمّار بن خالد الواسطي، نا الحكم بن سنان، نا أيوب السّختياني، قال: قال لي أبو قلابة: يا أيّوب احفظ عني ثلاث خصال: إيّاك و أبواب السلطان، و إيّاك و مجالسة أهل الأهواء، و الزم سوقك فإن الغنى من العافية.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن يوسف الأصبهاني، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا الحسن بن محمّد الزعفراني، نا عبد الوهّاب بن عبد المجيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، قال: لا تجالسوا أهل الأهواء،

ص: 304


1- في م: بالفتوى.
2- في المطبوعة: أخبرنا، بدون الواو.
3- بالأصل و م:«الخزرودي» خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به مرارا.
4- عن م و بالأصل: البزار.
5- ترجمته في تهذيب الكمال 84/5.
6- في م: مدرك.
7- في م: البزاز.

فإنّي لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم، أو يلبس (1) عليكم بعض ما تعرفون.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو سهل أحمد بن محمّد القطان، نا يحيى بن أبي طالب، أخبرني عصمة بن سليمان الخزّاز (2).

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو الحسن عبيد اللّه بن محمّد بن إسحاق بن مندة، أنا أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه، نا عبيد اللّه بن إسحاق بن إبراهيم، نا يحيى بن أبي طالب، نا عصمة بن سليمان، نا محمّد بن عمرو الأنصاري، عن أيوب السّختياني، قال: قال أبو قلابة: يا أيوب احفظ عني أربعا: لا تقل - و في حديث الأنماطي: لا تقولن - في القرآن برأيك، و إيّاك و القدر، و إذا ذكر أصحاب محمّد فأمسك، و لا تمكّن أصحاب الأهواء - و في حديث الأنماطي: و لا تمكن أهل الهواء - من سمعك، فيغيّروا قلبك.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو بكر أحمد بن يحيى، و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، قالوا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفّر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن حموية، أنا عيسى بن عمر بن العبّاس، أنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن بهرام، نا سليمان بن حرب، نا حمّاد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة قال:

إن أهل الأهواء أهل الضلالة، و لا أرى مصيرهم إلاّ النار، فجرّبهم فليس أحد منهم ينتحل قولا، أو قال حديثا فيتناهى به الأمر (3) من دون السيف، و إن النفاق كان ضروبا (4) ثم تلا وَ مِنْهُمْ مَنْ عٰاهَدَ اللّٰهَ (5)وَ مِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقٰاتِ (6)وَ مِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ (7) فاختلف قولهم و اجتمعوا في الشك و التكذيب. و إن

ص: 305


1- كذا بالأصل و م، و لعل الصواب: و يلبسوا.
2- بالأصل و م:«الحرار» خطأ، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في تاريخ بغداد 286/12.
3- بالأصل و م:«الأمن» و المثبت عن طبقات ابن سعد 184/7.
4- عن م و بالأصل: ضروريا.
5- سورة التوبة، الآية:75.
6- سورة التوبة، الآية:58.
7- سورة التوبة، الآية:61.

هؤلاء اختلف قولهم، و اجتمعوا في السيف و لا أرى مصيرهم إلاّ النار.

قال حمّاد: ثم قال أيوب عند ذا الحديث، أو عند الأول: و كان و اللّه من الفقهاء ذوي الألباب - يعني أبا قلابة-.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو القاسم طلحة بن أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن مالك القصّار، أنا أبو علي الحسن بن علي بن أحمد بن سليمان البغدادي، نا أحمد بن محمّد بن عمر بن أبان العبدي اللّنباني (1)،نا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن عبيد القرشي، نا عبد اللّه بن أبي بدر، عن عبد الوهّاب الثقفي، عن أيوب، عن أبي قلابة، قال: العلماء ثلاثة: فعالم عاش بعلمه، و عاش الناس، بعلمه، و عالم عاش بعلمه و لم يعش الناس بعلمه، و عالم لم يعش بعلمه و لم يعش الناس بعلمه.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، و أبو الحسين بن الفراء، قالا: نا أبو بكر الخطيب، أنا محمّد بن عبيد اللّه الحنّائي، نا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي، نا أحمد بن محمّد بن مسروق، نا محمّد بن الحسين، نا سعيد بن عامر، نا صالح بن رستم قال: قال لي أبو قلابة: إذا أحدّث اللّه لك علما فأحدّث له عبادة، و لا تكن إنما همّك أن تحدث به الناس.

أخبرنا أبو محمّد، و أبو الحسين أيضا، قالا: نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا محمّد بن الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر بن درستويه، نا يعقوب بن سفيان، حدّثني أبو بشر - يعني بكر بن خلف - نا سعيد بن عامر، نا صالح بن رستم، قال: قال أبو قلابة لأيوب: يا أيوب إذا أحدّث اللّه لك علما، فأحدّث للّه عبادة و لا تكوننّ إنما همّك أن تحدث به الناس.

أخبرنا بها عالية أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو بكر القاضي، قالا: نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، نا إبراهيم بن مرزوق، نا سعيد بن عامر، عن صالح بن رستم، قال: قال أبو قلابة لأيوب:

ص: 306


1- بالأصل و م مهملة بدون نقط و رسمها:«اللسانى» و الصواب ما أثبت و قد مرّ التعريف به.

إذا أحدّث لك علم فأحدّث للّه عبادة، و لا تكن من همّك أن تحدّث (1) به الناس.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن أبي نعيم النسوي، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا عمي أبو علي، نا أحمد بن علي بن سعيد القاضي، نا يحيى بن يوسف، نا إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب قال: قال لي أبو قلابة: يا أيوب الزم سوقك، فإنّ أعظم العافية الغنى عن الناس.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنا أبو طالب محمّد بن علي العشاري، نا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن سمعون، نا أبو محمّد بن نصير، نا أحمد بن محمّد الطوسي، نا يوسف بن يعقوب أبو يعقوب الصّفّار، نا أبو أسامة، عن المبارك بن فضالة، عن حميد الطويل قال: قال أبو قلابة: إذا بلغك عن أخيك شيء تجد عليه فيه، فاطلب له العذر جهدك، فإن له تجده فقل: عسى عذره لم يبلغه علمي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد الدّينوري، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن الحسن القزويني، نا علي بن عمرو (2) الجريري (3)،نا أحمد بن القاسم، نا أبو همّام، نا أبو أسامة، قال أبو قلابة: إذا رأيت من أخيك أو بلغك عنه شيء تكرهه فاطلب له عذرا، فإن لم تجد له عذرا، قل: فلعلّ له عذرا.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل بن محمّد، نا أبو بكر المالكي، نا يوسف بن عبد اللّه الحلواني، نا عثمان بن الهيثم قال: كان رجل بالبصرة من بني سعد، و كان قائدا من قوّاد عبيد اللّه بن زياد، فسقط (4) من السطح فانكسرت رجلاه، فدخل عليه أبو قلابة فعاده، فقال له: أرجو أن يكون عملك خيرة، فقال له: يا أبا قلابة، و أي خيرة في كسر رجلي جميعا؟ فقال: ما ستر اللّه عليك أكثر فلما كان بعد ثلاث ورد عليه كتاب ابن زياد يسأله (5) أن يخرج فيقاتل الحسين بن علي، قال: فقال له: قد أصابني ما أصابني، قال ذلك للرسول فما كان إلاّ

ص: 307


1- عن م و بالأصل: يحدث.
2- في م: عمر.
3- في م: الحريري.
4- ما بين الرقمين سقط من م.
5- ما بين الرقمين سقط من م.

سبعا حتى وافى الخبر بقتل الحسين (1)،فقال الرّجل: رحم اللّه أبا قلابة، لقد صدق، إنه كان خيرة لي.

أخبرنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2)، حدّثني الحسن بن عبد العزيز الجروي، نا يحيى بن حسان، عن حمّاد بن زيد، عن أيوب قال: قرأت في بعض كتب أبي قلابة: ما هتك اللّه ستر عبد له عنده مثقال حبة من خردل من خير.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن المجلي (3)،أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن علي بن القاسم البصري - إملاء - من لفظه، نا أبو روق (4) الهزّاني (5).

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن علي بن الحسين الحمّامي، أنا أبو علي الحسن بن عمر بن الحسن بن يونس، أنا أبو الحسن علي بن القاسم بن الحسن النّجّاد، نا أبو روق أحمد بن محمّد بن بكر (6)،نا أحمد بن منير بن طالب الجوهري، و عبويه الخزري (7)،و قال الحمّامي: عبوة، قالا: نا سليمان بن حرب، عن حمّاد بن زيد، عن أيوب السّختياني، قال: مرّ بي أبو قلابة، و أنا أشتري تمرا ليس بالجيد، فقال: يا أيوب قد كنت أحسب أن مجالستك إيانا قد نفعتك أ ما علمت أن اللّه عز و جل قد نزع البركة من كل رديء؟.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصّمد بن علي بن البدن، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا أحمد بن إبراهيم، نا أبو داود قال: قال شعبة: كنت أتفطّن إلى فم قتادة إذا حدّث، فإذا حدّث ما قد سمع. قال: نا سعيد بن المسيّب، و حدّثنا أنس، و حدّثنا

ص: 308


1- سقطت اللفظة من م.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 473/1.
3- عن م و بالأصل و م: المحلي، و قد مرّ التعريف به.
4- ضبطت عن تقريب التهذيب بفتح الراء و سكون الواو بعدها قاف.
5- رسمها بالأصل و م:«الهرابى» مهملة بدون نقط ، و الصواب ما أثبت و ضبط ، و اسمه أحمد بن محمّد بن بكر، ترجمته في سير أعلام النبلاء 285/15.
6- عن م، و بالأصل: بكير، خطأ، انظر الحاشية السابقة.
7- في م:«الحرزي» و في المطبوعة:«الخرزي» و لم نعثر على ترجمة له.

الحسن، و حدّثنا مطرّف، فإذا حدّث بما لم يسمع قال: حدّث سليمان بن يسار، و حدّث أبو قلابة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني (1)،نا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2)،قال: سمعت أحمد بن حنبل يسأل عن قتادة سمع من أبي قلابة ؟ فقال: هو يحدّث عنه، و لا أعلم أنه قال:- يعني حديثا - و ذكر عن سليمان بن داود، عن شعبة قال: كنت أعرف ما سمع قتادة مما لم يسمع، كان يقول: نا أنس، و نا سعيد بن المسيّب، و نا الحسن، و نا مطرّف، و إذا جاء ما لم يسمع يقول: قال أبو قلابة، و قال سعيد بن جبير.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن شهربار، نا أبو حفص الفلاّس، قال: لم يسمع قتادة من أبي قلابة.

أخبرنا أبو طاهر يحيى بن محمّد بن أحمد بن المحاملي، و أبو محمّد علي بن عبد القاهر بن الخضر بن علي بن محمّد بن آسه (3)،و أبو خازم محمّد بن محمّد بن الحسين بن الفراء، و أبو نصر محمّد بن سعيد بن الفرج بن أحمد المؤدب، و أبو الفرج هبة اللّه بن محمّد بن علي بن الحسن بن المسلمة، و أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن محمّد بن الطرائفي، و محمّد بن محمّد بن أحمد بن السّلّال، و أبو غالب محمّد بن علي المكبّر، و يسارة و تسمى سعيدة بنت محمّد بن عبد الوهّاب، و ابنتها مهناز بنت بانس بن عبد اللّه، و فاطمة بنت علي بن الحسين بن جدا، قالوا: أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمر، أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد الزهري، نا جعفر بن محمّد بن الحسن الفريابي، نا محمّد بن عبيد بن حساب، نا حمّاد بن زيد، عن أيوب قال: مرض أبو قلابة بالشام، فدخل عليه عمر بن عبد العزيز، فقال: يا أبا قلابة تشدّد و لا يشمت بنا (4) المنافقون.

ص: 309


1- بالأصل و م: الكناني - بنونين - خطأ و الصواب ما أثبت «الكتاني» و قد مرّ التعريف به.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 456/1.
3- عن م و بالأصل:«آمنة» و في المطبوعة:«أسد» و كلاهما تحريف انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 619/19 و ذكره في مشيخة ابن عساكر رقم 850 ص 145 ب باسم: علي بن عبد القاهر بن الخضر بن علي بن محمّد أبو محمّد الفرضي الفقيه المعروف بابن آسة.
4- بالأصل و م: تشمت.

قال: و نا جعفر، نا عبيد اللّه بن عمر القواريري، نا حمّاد بن زيد، عن أيوب، قال: دخل عمر بن عبد العزيز على أبي قلابة يعوده، فقال له: يا أبا قلابة تشدّد لا تشمّت بنا المنافقين (1).

أخبرنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2)، نا محمّد بن أبي أسامة، نا ضمرة، قال: سمعت سلمة (3) ابن واصل يقول: مات أبو قلابة بالشام، فأوصى بكتبه إلى أيوب، فحملت إليه.

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل، أنا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا محمّد بن الحسين القطان، نا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (4)،نا سليمان بن حرب، نا حمّاد قال: مات أبو قلابة بالشام فأوصى بكتبه لأيوب، فأرسل أيوب فجيء به عدل راحلة، قال أيوب: فلما جاءني قلت لمحمّد (5):جاءني كتب (6) أبي قلابة، فأحدث (7) منها؟ قال: نعم، ثم قال: لا آمرك و لا أنهاك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو الحسن الطبراني، أنا عبد الجبار بن محمّد الخولاني (8)،حدّثني محمّد بن القاسم، نا أحمد بن علي، نا يحيى بن معين، قال ابن عليّة عن أيوب: لم يسمع قتادة من أبي قلابة شيئا، إنّما وقعت كتب أبي قلابة إليه، و مات أبو قلابة بالشام (9).

قال: و نا عبد العزيز، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (10)،نا محمّد بن أبي أسامة، قال: قال ضمرة: قال سلمة بن واصل: توفي أبو

ص: 310


1- سير الأعلام 472/4-473 و فيها: يشمت بنا المنافقون و تاريخ الإسلام(101-120) ص 297.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 473/1.
3- عن م و أبي زرعة، سقطت من الأصل.
4- الخبر في المعرفة و التاريخ 88/2-89.
5- يعني محمّد بن سيرين.
6- في المعرفة و التاريخ: كتاب.
7- بالأصل:«فأخذت» و اللفظة مضطرب إعجامها في م، و الذي أثبتناه عن المعرفة و التاريخ.
8- الخبر في تاريخ داريا ص 73.
9- ما بين الرقمين سقط من م.
10- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 693/2-694 و نقله الخولاني في تاريخ داريا عن أبي زرعة ص 73.

قلابة بالشام (1)،قال أبو زرعة: نرى ذلك في خلافة يزيد بن عبد الملك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمّد بن عبد اللّه، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هاشم بن محمّد، قال: قال الهيثم بن عدي: مات أبو قلابة الجرمي، و اسمه عبد اللّه بن زيد في خلافة يزيد بن عبد الملك.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن علي السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (2)،قال: و في سنة أربع و مائة مات أبو قلابة الجرمي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم علي بن أحمد، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد، قال: سنة أربع و مائة توفي فيها أبو قلابة الجرمي، و اسمه عبد اللّه بن زيد.

أنبأنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر بن البنّا، قالا: قرئ على أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3)،أنا محمّد بن عمر، قال: مات أبو قلابة بالشام بديرايا (4)،و كان مكتبه بالشام، توفي سنة أربع أو خمس و مائة.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمّام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أبو الطّيّب محمّد بن القاسم بن جعفر، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، أنا المدائني، قال: و أبو قلابة مات بالشام سنة ست و مائة، أو سنة سبع و مائة، أول ما قدم خالد بالعراق.

قال: و قال يحيى بن معين: أرادوا أبا قلابة على القضاء و هو ابن خمسين سنة، فأبى، و خرج إلى الشام، فمات بالشام سنة ست و مائة، أو سبع و مائة.

ص: 311


1- ما بين الرقمين سقط من م.
2- تاريخ خليفة بن خياط ص 330.
3- طبقات ابن سعد 185/7.
4- مهملة بدون نقط بالأصل و م و رسمها:«بدبرابا» و المثبت عن ابن سعد.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: قال المدائني و الهيثم: فيها - يعني سنة سبع و مائة - مات أبو قلابة بالشام.

أخبره بذلك أبوه عن أحمد بن عبيد عنهما.

3303 - عبد اللّه بن زيد

و يقال: ابن يزيد، و يقال: خالد بن زيد القاصّ (1) الأزرق (2)

حدّث عن عوف بن مالك، و عقبة بن عامر.

روى عنه: يعقوب بن عبد اللّه الأشجّ ، و بكير بن عبد اللّه بن الأشجّ ، و ابن أبي حفصة، و أبو سلاّم ممطور الحبشي، و زيد بن سلاّم بن (3) أبي سلاّم، و يزيد بن خصيفة و غيرهم.

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد و غيره - إجازة - قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة (4)، نا سليمان بن أحمد، نا يحيى بن عثمان بن صالح، نا أبو الأسود النّضر بن عبد الجبار، نا ابن لهيعة، عن بكير بن عبد اللّه بن الأشجّ ، و يزيد بن خصيفة أنّهما حدّثاه أن عبد اللّه بن زيد قاصّ مسلمة حدّثهما أن عوف بن مالك قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«لا يقص على الناس إلاّ أمير أو مأمور (5) أو مختال»[5925].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد بن عبد الواحد، أنا أبو علي الحسن بن علي، أنا أبو بكر أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (6)،حدّثني أبي، نا عبد الرّزّاق، أنا معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلاّم، عن عبد اللّه بن زيد الأزرق، قال:

ص: 312


1- عن م و بالأصل: القاضي.
2- ترجمته و أخباره في تهذيب الكمال 159/10 و ترجم له في خالد 353/5 و تهذيب التهذيب 149/3 و ميزان الاعتدال 426/2 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 101-120 ص 136) و تقريب التهذيب 417/1 و خلاصة تذهيب التهذيب ص 198.
3- عن تهذيب الكمال 356/5 نقلا عن ابن عساكر، و بالأصل: و أبي سلام،«الواو» بدل «بن».
4- بالأصل:«زيده» و في م:«زيد» و كلاهما تحريف، و الصواب ما أثبت و ضبط ، و قد مرّ التعريف به.
5- بالأصل و م:«أو مأمورا و محتال» و المثبت عن تهذيب الكمال 356/5 في ترجمة خالد بن زيد.
6- مسند الإمام أحمد 127/6 رقم 17340.

كان عقبة بن عامر الجهني يخرج فيرمي كل يوم، و كان يستتبعه، فكأنه كاد أن يملّ فقال: أ لا أخبرك ما (1) سمعت من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ؟ قال: بلى، قال: سمعته يقول:«إنّ اللّه عز و جل يدخل بالسهم الواحد ثلاثة - يعني (2) الجنة، يعني صاحبه الذي يحتسب في صنعته الخير، و الذي يجهز به في سبيل اللّه، و الذي يري به في سبيل اللّه».

و قال (3):«ارموا و اركبوا و أن ترموا خير من أن تركبوا».

و قال (4):«كل شيء يلهو به ابن آدم فهو باطل إلاّ ثلاث (5):رمية عن قوسه، و تأديبه فرسه، و ملاعبته أهله، فإنّهنّ من الحق»، قال: فتوفي عقبة و له بضع و ستون قوسا (6) مع كل قوس قرن و نبل، فأوصى بهن في سبيل اللّه عزّ و جل[5926].

و رواه هشام بن سنبر الدّستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلاّم، عن عبد اللّه الأزرق.

و رواه عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، عن أبي سلاّم، فقال: عن خالد بن زيد.

و أمّا حديث هشام: فأخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أبو القاسم بن منيع، نا شجاع بن مخلد، نا مروان بن معاوية، أنا هشام الدّستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، حدّثني أبو سلاّم، عن عبد اللّه الأزرق، عن عقبة بن عامر، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إنّ اللّه يدخل بالسهم الواحد الثلاثة نفر - يعني الجنة - صانعه يحتسب في صنعته الخير، و الرامي به، و الممدّ به».

و قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«ارموا و اركبوا، و أن ترموا أحب إليّ من أن تركبوا، كلّ شيء يلهو به ابن آدم باطل إلاّ رمية بقوسه، و تأديبه فرسه، و ملاعبته امرأته»[5927].

أخبرناه أبو القاسم أيضا، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر، نا أبو

ص: 313


1- المسند: بما سمعت.
2- في المسند: ثلاثة نفر الجنة، صاحبه.
3- مسند أحمد رقم 17341.
4- مسند أحمد رقم 17342.
5- كذا بالأصل و م، و في المسند: ثلاثا.
6- في المسند: و له بضع و ستون أو بضع و سبعون قوسا.

القاسم بن منيع، نا زياد بن أيوب، نا ابن عليّة، نا هشام الدّستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، قال: حدّث أبو سلاّم، عن عبد اللّه الأزرق، عن عقبة بن عامر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«إنّ اللّه ليدخل بالسهم الواحد الثلاثة الجنة: صانعه يحتسب بصنعته الخير و الرامي به و الممدّ به»[5928].

و قال:«ارموا و اركبوا و أن ترموا أحبّ إليّ من أن تركبوا، و كلّ شيء يلهو به الرجل باطل إلاّ تأديبه فرسه، و رمية بقوسه، و ملاعبته أهله، فإنها من الحق»[5929].

و قال:«و من نسي الرّمي بعد ما علمه فقد كفر الذي علمه»[5930].

و أمّا حديث ابن جابر، فأخبرناه أبو القاسم أيضا، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي بن عيسى، و محمّد بن عبد الرّحمن بن العبّاس، فرّقهما قال عيسى:

أنا، و قال محمّد: نا - عبد اللّه بن محمّد، نا داود بن عمرو الضبي، نا ابن المبارك، عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، حدّثني أبو سلاّم، عن خالد بن زيد، قال: كنت رجلا أرمي فكان عقبة بن عامر يمرّ بي فيقول: يا خالد اخرج - زاد عيسى: بنا، و قالا:- نرمي فلما كان ذات يوم أبطأت عليه فقال: هلمّ أحدّثك حديثا سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«إنّ اللّه عز و جل ليدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة:

صانعه يحتسب فيه الخير، و الرامي و منبله، فارموا و اركبوا، و إن ترموا أحبّ إليّ من أن تركبوا، و ليس من اللّهو إلاّ ثلاث: تأديب الرجل فرسه، و ملاعبته أهله، و رميه بقوسه و نبله، و من ترك الرمي بعد ما علمه - و قال المخلّص: علمه اللّه - رغبة عنه فإنها نعمة تركها - أو قال: كفرها-».

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر الطبري (1)،أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2)،حدّثني سعيد - يعني ابن أسد - نا ضمرة، عن علي بن أبي حملة، قال: كنا على ساقية بأرض الروم، فقال مكحول: إنّ اللّه لا يرزق إلاّ طيبا، و رجاء بن حيوة (3) و عدي بن عدي ناحية لا يعلم بهما مكحول، فقال أحدهما لصاحبه:

أسمعت الكلمة ؟ قال: نعم، فقيل لمكحول: إنّ رجاء و عدي بن عدي قد سمعا قولك،

ص: 314


1- في المطبوعة: أبو بكر بن الطبري.
2- الخبر في المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 390/2 - بأوسع مما ورد بالأصل و م.
3- بالأصل: حيوية، و المثبت عن م و المعرفة و التاريخ.

فشقّ ذلك عليه، فقال له عبد اللّه بن زيد (1) الدمشقي: أنا أكفيك رجاء، فذكر حكاية تأتي في ترجمة مكحول.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قال:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (2)،قال: عبد اللّه بن زيد كان في القسطنطينية و هو قاصّ مسلمة، قال أبو صالح: نا بكر (3)،عن عمرو، عن بكير، حدّثني يعقوب بن (4)عبد اللّه بن الأشج، و ابن أبي حفصة أن عبد اللّه بن زيد قاصّ مسلمة بالقسطنطينية حدّثهما عن عوف، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«لا يقصّ إلاّ أمير أو مأمور أو مختال (5)»، أراه الدمشقي.

فقال في موضع آخر (6):عبد اللّه بن زيد الأزرق، و يقال: خالد بن زيد، قاله عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و معاوية عن أبي سلاّم، و قال يحيى ابن أبي كثير عن زيد، عن أبي سلاّم، عن عبد اللّه بن زيد الأزرق، سمع (7) عقبة.

هكذا فرّق البخاري بينهما، و تابعه ابن أبي حاتم، و عندي أنهما واحد (8)، و اللّه أعلم.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ص: 315


1- في المعرفة و التاريخ: يزيد.
2- التاريخ الكبير للبخاري 93/1/3.
3- بالأصل:«أبو بكر» و في م شطبت «أبو» و قد حذفناها أيضا بما يوافق عبارة م و التاريخ الكبير.
4- بالأصل و م: عن، خطأ، و الصواب عن البخاري.
5- عن البخاري، و بالأصل و م: محتال.
6- التاريخ الكبير 93/1/3 في ترجمة أخرى.
7- كذا بالأصل و م، و هو عقبة بن عامر الجهني، و في التاريخ الكبير للبخاري: سمع ابن عقبة.
8- و عقب المزي في تهذيب الكمال 356/5 على ما نقله ابن عساكر قال: و القول في هذا كالقول في الأول أن الصواب التفريق، و أن من جعل الجميع لرجل واحد فقط أخطأ، فإن الراوي عن عوف بن مالك لا خلاف أن اسمه عبد اللّه، و إنما وقع الخلاف في اسم أبيه فسمّاه ابن لهيعة في روايته: عبد اللّه بن يزيد، و سماه عمرو بن الحارث في روايته عبد اللّه بن زيد و قول عمرو بن الحارث أولى بالصواب فإنه أحفظ و أوثق.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (1)،قال: عبد اللّه بن زيد كان بالقسطنطينيّة و هو قاصّ مسلمة، روى عن عوف بن مالك، روى عنه يعقوب بن عبد اللّه بن الأشج، و ابن أبي حفصة، سمعت أبي يقول ذلك.

3304 - عبد اللّه بن زيد

و يقال: ابن زيد، المذحجي ثم الحكمي

من أهل دمشق.

كان يلي شرطة عبد الملك بن مروان، و كان من صحابة سليمان بن عبد الملك.

ذكر سعيد بن كثير بن عفير أنه كان على شرطة عبد الملك: يزيد بن أبي كبشة السّلولي (2)،ثم عزله، و استعمل أبا ناتل (3) رياح بن عبدة الغسّاني ثم عزله، و استعمل [عبد اللّه بن زيد الحكمي المذحجي ثم عزله، و استعمل عبد اللّه بن هانئ ثم عزله، و استعمل يزيد بن بشر السّكسكي ثم عزله، و استعمل (4) كعب بن خليد (5) العنسي.

و حكى ابن عفير قال: أنا ابن الكردي الدمشقي و غيره.

أن عبد اللّه بن زيد الحكمي كان من خاصّة سليمان، و كان في مائتين من العطاء فعمد إلى سليمان يوما، و إذا بجارية، فصاح (6) بها على درج دمشق قد بلغت مائتين و أخذت من قلبه بشعبة فانطلق إلى سليمان، فلما حضر الغداء و كان بنو مروان يكلّمهم الناس في حوائجهم على غدائهم فيقضونها، فقام عبد اللّه بن زيد فقال: يا أمير المؤمنين إنّي مررت في مغداي إليك بجارية و هي تباع على الدرج، قد بلغت مائتين، فأخذت من

ص: 316


1- الجرح و التعديل 58/5.
2- كذا بالأصل، و يفهم من سياق نسبه في جمهرة ابن حزم ص 432 أنه من السكاسك، ذكره باسم: يزيد بن أبي كبشة و اسم أبي كبشة جبريل بن يسار بن يحيى بن قرط بن شبيل بن المقلد بن معد يكرب بن عريف بن السكسك.
3- إعجامها مضطرب بالأصل و م، و المثبت عن تاريخ خليفة ص 299.
4- ما بين معكوفتين استدرك على هامش م و بجانبه كلمة صح.
5- في تاريخ خليفة ص 299: كعب بن حامد العبسي.
6- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة:«يصاح بها» و هو أشبه بالصواب أي ينادي عليها بالسوق لكي تباع.

قلبي بشعبة، و لم يحضرني ثمنها، فإن رأى أمير المؤمنين أن يأمر صاحب بيت المال أن يسلفنيها و نقضيه من عطائي، و إن أمت قبل ذلك ففيما أترك وفاء، فقال سليمان:

أ صيرفيّا خلتني لأمك يا ابن اللّخناء، ثم قال: كيف قال القطامي:

و إذا ينوبك و الحوادث جمّة *** أمر حداك إلى أخيك الأوثق

أعطوه إياها و مثلها و مثلها، فردّد ذلك حتى بلغ أربعة آلاف فخرج عبد اللّه و هو يقول: ما قيل لأحد مثل ما قيل لي، و لا أعطي مثل ما أعطيت.

ص: 317

الفهرس

حرف الخاء في آباء العبادلة

3272 - عبد اللّه بن خارجة بن حبيب بن قيس أبو المغيرة الشيباني المعروف بأعشى بني ربيعة بن أحمد بن محمّد بن عمران ابن موسى المرزباني، قال: أعشى بن أبي ربيعة بن ذهل ابن شيبان اسمه عبد اللّه - و قيل: صالح - بن خارجة بن حبيب ابن قيس بن أبي ربيعة و عبد اللّه أثبت، يكنى أبا المغيرة 3

3273 - عبد اللّه بن خازم بن أسماء بن الصلت بن حبيب بن حارثة ابن هلال بن سماك بن عوف بن امرئ القيس بن بهثة ابن سليم بن منصور بن عكرمة بن خفصة بن قيس ابن عيلان أبو صالح السلمي أمير خراسان 6

3274 - عبد اللّه بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي 15

3275 - عبد اللّه بن خلف بن عبد اللّه الكفرطابي 15

3276 - عبد اللّه بن خليفة بن ماجد أبو محمّد الغثوي النجار من أهل الغثاة من حوران 16

3277 - عبد اللّه بن خيثمة بن سليمان بن الحارث، و يعرف بحيدرة ابن سليمان بن هزان بن سليم بن حيان بن وبرة أبو بكر بن أبي الحسن القرشي الأطرابلسي 17

حرف الدال في أسماء آباء العبادلة

3278 - عبد اللّه بن داود بن عامر بن الربيع أبو عبد الرّحمن الهمداني ثم الشعبي المعروف بالخريبي 19

ص: 318

3279 - عبد اللّه بن دارج، مولى معاوية بن أبي سفيان 35

3280 - عبد اللّه بن دويد و يقال: ابن ذويد بن نافع 35

3281 - عبد اللّه بن دينار أبو محمّد البهراني، و يقال: الأسدي قيل: إنه دمشقي، و الصحيح أنه حمصي 37

3282 - عبد اللّه بن دينار أبو الوليد العذري 42

حرف الذال في أسماء آباء العبادلة

3283 - عبد اللّه بن أبي ذر أبو بكر السوسي 44

3284 - عبد اللّه بن ذكوان أبو عبد الرّحمن المعروف بأبي الزناد 44

حرف الراء في آباء العبادلة

3285 - عبد اللّه بن راشد 64

3286 - عبد اللّه بن راشد مولى خزاعة 65

3287 - عبد اللّه بن راشد القرشي مولى مريم بنت الوليد ابن عبد الملك 67

3288 - عبد اللّه بن رافع عمرو الطائي الحجزاوي 67

3289 - عبد اللّه بن رباح أبو خالد الأنصاري 67

3290 - عبد اللّه بن ربيعة بن عمر بن الحسن بن إسماعيل أبو سهل الكندي البستي الفقيه 76

3291 - عبد اللّه بن ربيعة يزيد 78

3292 - عبد اللّه بن الربيع بن قيس بن عامر بن عباد بن الأبجر و هو خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخزرجي الخدري 78

3293 - عبد اللّه بن رواحة بن ثعلبة بن امرئ القيس بن ثعلبة ابن عمرو بن امرئ القيس بن مالك، و يقال: ابن رواحة ابن ثعلبة بن امرئ القيس بن عمرو بن امرئ القيس بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج بن حارثة ابن عمرو بن عامر ماء السماء بن حارثة أبو محمّد، و يقال أبو رواحة، و يقال: أبو عمرو الأنصاري 80

ص: 319

3294 - عبد اللّه بن رؤبة بن لبيد بن صخر بن كثيف ابن عمرو بن حني و يقال: ابن حن بن ربيعة بن سعد ابن مالك بن سعد بن زيد مناة بن تميم و يقال: عبد اللّه ابن رؤبة بن صخر بن حنيف بن حذلم بن مالك بن قدام بن أسامة ابن الحارث بن عوف بن مالك بن سعد بن زيد مناة بن تميم أبو الشعثاء المعروف بالعجاج، والد رؤبة بن العجاج 128

3295 - عبد اللّه بن رومان 134

حرف الزاي في أسماء آباء العبادلة

3296 - عبد اللّه بن الزبير بن عبد المطلب بن هاشم ابن عبد مناف بن قصي القرشي الهاشمي 137

3297 - عبد اللّه بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد ابن عبد العزى بن قصي بن كلاب أبو بكر، و يقال: أبو حبيب، الأسدي 140

3298 - عبد اللّه بن الزبير بن سليم و يقال: ابن الأسلم، ابن الأعشى بن بجرة بن قيس بن منقذ بن طريف بن عمرو ابن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة ابن مدركة أبو كثير، و يقال: أبو سعد الأسدي 258

3299 - عبد اللّه بن زريق - و يقال: رزيق - مولى بني أمية 263

3300 - عبد اللّه بن أبي زكريا 264

3301 - عبد اللّه بن زياد بن سليمان بن سمعان أبو عبد الرّحمن القرشي المديني 265

3302 - عبد اللّه بن زيد بن عامر بن ناتل بن مالك بن عبيد ابن علقمة بن سعد بن كثير بن غالب بن عدي بن بيهس ابن طرود بن قدامة بن جرم بن ربان بن حلوان ابن عمران بن الحاف بن قضاعة أبو قلابة الجرمي البصري 283

3303 - عبد اللّه بن زيد و يقال: ابن يزيد، و يقال: خالد ابن زيد القاصّ الأزرق 312

3304 - عبد اللّه بن زيد و يقال: ابن زيد، المذحجي ثم الحكمي 316

الفهرس 318

ص: 320

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.