تاریخ مدینه دمشق المجلد 27

هویة الکتاب

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

تفاصيل النشر: بیروت: دارالفکرالمعاصر؛ دمشق: دارالفکر دمشق: معهد الفتح الاسلامي، 1420ق.= 1999م.= 1378 -

دراسة و تحقيق علي شيري

عدد المجلدات: 80

لسان: العربية

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

تصنيف الكونجرس: DS99 /د8 1378 الف243015

تصنيف ديوي: 956/9144

موضوع: تاريخ الإسلام | التاريخ والجغرافيا المحلية | الترجمة الجماعية | رجال

ص: 1

اشارة

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

دراسة و تحقيق علي شيري

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

ص: 2

الجزء السابع و العشرون

[تتمة حرف العين]

ذكر من اسمه عبد اللّه على ترتيب الحروف في أسماء آبائهم و أجدادهم

حرف الألف في أسماء آباء العبادلة

3138 - عبد اللّه بن أحمد بن إسحاق بن عبد اللّه الرّملي

حدّث عن محمّد بن أبي السّريّ (1).

عداده في أهل دمشق، كذا قال ابن مندة فيما حكاه المقدسي عنه، و لعله سكن دمشق.

3139 - عبد اللّه بن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن محمّد

أبو محمّد المصري الجوهري

سمع بدمشق أبا زرعة الدمشقي، و بمصر الربيع بن سليمان، و عبد اللّه بن (2) محمّد بن أبي مريم، و يحيى بن عثمان بن صالح المصريين، و إبراهيم بن مرزوق، و بكّار بن قتيبة القاضي، و إبراهيم بن أبي داود البرلّسي.

روى عنه أبو الحسن الدار قطني، و أبو حفص بن شاهين، و أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن [إبراهيم بن الثلاج، و أبو عمر بن مهدي، و أبو يعلى عثمان بن الحسن الطوسي، و أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد بن] (3) أحمد بن أبي مسلم الفرضي، و أبو الحسن محمّد بن عثمان بن محمّد بن عثمان بن شهاب النفري.

أخبرنا أبو طاهر يحيى بن محمّد بن أحمد بن المحاملي، أنا أبو الغنائم بن

ص: 3


1- عن م و بالأصل: البسري.
2- ترجمته في تاريخ بغداد 388/9.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.

المأمون (1)،أنا أبو الحسن الدارقطني، نا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن إسحاق المصري الجوهري، نا إبراهيم بن مرزوق البصري، نا بشر بن ثابت أبو محمّد البزاز، نا أبو خلدة خالد بن دينار، عن أبي رجاء العطاردي، عن سمرة بن جندب:

أن نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلّم دخل يوما المسجد فقال:«أيّكم رأى رؤيا فليحدّث بها»، فلم يحدّث أحد بشيء، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إنّي رأيت رؤيا فاستمعوا مني، بينا أنا نائم إذ جاءني رجل فقال: قم، فقمت، قال: امضه فمضيت ساعة، فإذا برجلين: رجل قائم، و آخر نائم، و القائم يجمع الحجارة فيضرب بها رأس النائم فيشدخه فإلى أن يجيء بحجر آخر عاد رأسه كما كان، قال: فقلت: سبحان اللّه ما هذا، فقال: امض أمامك، فمضيت ساعة، فإذا أنا برجلين: رجل جالس، و آخر قائم و في يده حديدة فيضعها في شدقه فيمدّه حتى يبلغ حاجبه ثم ينزعه، و يمدّ الجانب الآخر، فإذا مدّ هذا عاد هذا كما كان، فقلت:

سبحان اللّه ما هذا؟ قال: امض أمامك، فمضيت ساعة، فإذا أنا بنهر من دم فيه رجل يسبح و على شاطئ النهر رجل يجمع حجارة قد أحماها قد تركها مثل الجمرة، كلما دنا منه ألقمه حجرا للذي في الدم فيرجع، فقلت: سبحان اللّه ما هذا؟ قال: امض أمامك، فمضيت ساعة، فإذا أنا بروضة قد ملئت أطفالا وسطهم رجل يكاد يرى رأسه طولا في السّماء، قلت: سبحان اللّه ما هذا؟ قال: امض أمامك، قال: فمضيت ساعة، فإذا أنا بشجرة لو اجتمع تحتها الخلق لأظلّتهم، و تحتها رجلان: واحد يجمع حطبا، و الآخر يوقد، قلت: سبحان اللّه ما هذا؟ فقال: ارقب ساعة، فإذا أنا بمدينة مبنية من ذهب و فضة، و إذا أهلها شقّ منهم سود، و شقّ منهم بيض، فقلت: سبحان اللّه ما هذا؟ قال:

امض أمامك، هل تدري أين مآبك ؟ قال: قلت: مآبي عند اللّه عز و جل قال: صدقت، قال: انظر إلى السماء، فإذا أنا برابية - أو كلمة تشبهها (2)-قال: ذاك (3) مآبك، قال:

قلت: أ لا تخبرني عمّا رأيت، قال: لا تفارقني و سلني عما بدا لك، و إذا أنا بمدينة أوسع منها، و وسطها نهر ماؤه أشدّ بياضا من اللبن، فيه رجال مشمّرون (4) يشدّون إلى المدينة الأخرى فيصبغونهم في ذلك النهر - أو كلمة تشبهها (5)-فيخرجون بيضا، نقاء، قال:

ص: 4


1- عن م و بالأصل: الميمون.
2- بالأصل و م: يشبهها.
3- في م: ذلك.
4- عن المطبوعة و بالأصل و م: مسمرون.
5- بالأصل و م: يشبهها.

قلت: أخبرني عن هذه المدينة الأخرى، قال: تلك الدنيا فيها ناس خلطوا عملا صالحا و آخر سيئا، تابوا فتاب اللّه عليهم، قال: قلت: فالرجلين اللذين كانا (1) يوقدان النار تحت الشجرة ؟ قال: ذيناك ملكي جهنم يحمّون جهنم لأعداء اللّه عز و جل يوم القيامة، قال: قلت: فالروضة ؟ قال: أولئك الأطفال وكّل بهم إبراهيم عليه الصّلاة و السّلام يربيهم إلى يوم القيامة، قال: قلت: فالذي يسبح في الدم ؟ قال: ذاك صاحب الربا، ذاك طعامه في القبر إلى يوم القيامة، قال: قلت: فالذي يشدخ رأسه ؟ قال: ذاك رجل تعلم القرآن فنام عنه حتى نسيه، لا يقرأ منه شيئا، كلما رقد دقوا رأسه في القبر إلى يوم القيامة لا يدعونه ينام، و سألته عن الذي يشقّ شدقه، قال: ذاك رجل كذّاب»[5713].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن أحمد بن علي بن عبد اللّه الدجاجي، أنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد بن أبي مسلّم الفرضي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن إسحاق المصري الجوهري، نا إبراهيم بن أبي داود البرلّسي، نا أبو (2) بن عثمان، نا عبد المجيد، عن ابن جريج، عن أيوب السختياني، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«كلّ مسكر خمر، و كل مسكر حرام»[5714].

أخبرنا أبو منصور بن زريق، و أبو النجم الشيحي، قالا: أنا أبو بكر الخطيب (3)، أنا أبو بكر البرقاني، قال: قرأت على أبي يعلى الوراق - و هو عثمان بن الحسن الطوسي - حدثكم عبد اللّه بن أحمد بن إسحاق المصري، قال أبو يعلى: و كان ثقة.

و قال لنا أبو بكر الخطيب (4):عبد اللّه بن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن محمّد، أبو محمّد الجوهري المصري، سكن بغداد في نهر الدجاج، و حدّث بها عن الربيع بن سليمان المرادي، و إبراهيم بن مرزوق، و بكّار بن قتيبة المصريين، و إبراهيم بن أبي داود البرلّسي، و عبد اللّه بن محمّد بن أبي مريم، و يحيى بن عثمان بن صالح المصريين، و أبي زرعة الدمشقي.

ص: 5


1- عن م و بالأصل: كانوا.
2- بياض بالأصل و م و المطبوعة، و كتب في المكان في الأصل و م كلمة «بياض».
3- تاريخ بغداد 388/9.
4- المصدر السابق/الجزء و الصفحة.

روى عنه أبو الحسن الدارقطني، و أبو حفص بن شاهين، و ابن الثلاّج و جماعة آخرهم أبو عمر بن مهدي.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، نا و أبو منصور بن زريق، و أبو النجم الشّيحي، قالا: أنا أبو بكر الخطيب، حدّثني عبيد اللّه بن أبي الفتح، عن طلحة بن محمّد بن جعفر أن عبد اللّه بن أحمد بن إسحاق المصري مات في سنة اثنتين و ثلاثين و ثلاثمائة، قال الخطيب: زاد غيره في شهر ربيع الأوّل (1).

3140 - عبد اللّه بن أحمد بن بشير بن ذكوان

3140 - عبد اللّه بن أحمد بن بشير بن ذكوان (2)

أبو عمرو، و يقال: أبو محمّد إمام المسجد الجامع بدمشق

كان يسكن بناحية درب الهاشميين.

قرأ القرآن على أيوب بن تميم و أقرأه.

قرأ عليه: محمّد بن موسى بن عبد الرّحمن الدمشقي و غيره.

و روى عن عراك بن خالد المرّي، و بقية بن الوليد، و الوليد بن مسلم، و مروان بن معاوية، و أيوب بن تميم، و ضمرة بن ربيعة، و سويد بن عبد العزيز، و وكيع، و عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار، و محمّد بن شعيب، و محمّد بن إسماعيل بن أبي فديك، و أبي بدر شجاع بن الوليد، و مروان بن محمّد، و عمرو بن أبي سلمة، و عبد العزيز بن الوليد بن سليمان بن أبي السّائب.

روى عنه: ابنه أبو عبيدة أحمد بن عبد اللّه، و أحمد بن أبي (3) الحواري، و هو من أقرانه، و أبو زرعة، و أبو حاتم الرازيان، و محمّد بن أحمد بن عبيد بن فياض، و أبو زرعة الدمشقي، و أحمد بن إبراهيم بن فيل، و أبو عقيل أنس بن سلّم الخولاني، و سعد بن محمّد البيروتي، و أحمد بن أنس بن مالك، و أبو عمرو محمّد بن عبد اللّه بن

ص: 6


1- الخبر في تاريخ بغداد 388/9.
2- ترجمته و أخباره في تهذيب الكمال 8/10 و تهذيب التهذيب 94/3 معرفة القراء الكبار للذهبي 198/1 و طبقات القراء لابن الأثير 404/1 شذرات الذهب 100/2 العبر للذهبي 437/1 و الوافي بالوفيات 20/17 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 241-250) ص 307 و انظر بالحاشية فيه أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
3- سقطت «أبي» من م.

وردان، و إسماعيل بن محمّد بن قيراط ، و يزيد بن محمّد بن عبد الصمد (1)، و يعقوب بن سفيان الفارسي، و أحمد بن عامر بن المعمّر، و أبو يحيى محمّد بن سعيد بن أبي مسعود الخريمي، و أحمد بن عبد الواحد العقيلي الجوبري، و محمّد بن إسحاق بن الحريص، و موسى بن فضالة، و أبو بكر أحمد بن محمّد المرّي، و عبد اللّه بن محمّد بن سلّم (2) المقدسي، و عبد الرّحمن بن القاسم بن الرّوّاس، و عبد الصمد بن عبد اللّه بن أبي يزيد، و أبو عامر محمّد بن إبراهيم الصّوري النحوي و غيرهم.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل الفقيه، و أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس قالا (3):أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا الحاكم أبو أحمد الحافظ ، نا أبو عبيدة أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن ذكوان الدمشقي بها، أنا أبي، نا عراك بن خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح المرّي، عن عثمان بن عطاء الخراساني، عن أبيه عطاء، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لما عزّي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بابنته رقيّة امرأة عثمان بن عفّان قال:«الحمد للّه دفن البنات من المكرمات».

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني (4)،أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، حدّثني عبد اللّه بن ذكوان، قال: ولدت سنة ثلاث و سبعين و مائة يوم عاشوراء.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (5)،قال: عبد اللّه بن أحمد بن بشير بن ذكوان الدمشقي، أبو عمرو المقرئ (6).

ص: 7


1- من هنا إلى قوله:«الخريمي» سقط من م.
2- في م: سالم.
3- في م: قال.
4- قوله «الكتاني» سقط من م.
5- الجرح و التعديل 5/5.
6- في الجرح و التعديل:«أبو عمرو البهراني الفهري».

روى عن بقية بن الوليد، و الوليد بن مسلّم، مروان بن معاوية (1)،و ضمرة، و أيوب بن تميم، روى عنه أحمد بن أبي الحواري، و أبي، و أبو زرعة، سئل أبي عنه فقال: صدوق.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الصّوفي، أنا تمام البجلي، نا جعفر بن محمّد بن جعفر، نا أبو زرعة قال في تسمية أصحاب الوليد: و ابن شعيب و غيرهم: و أبو عمرو عبد اللّه بن ذكوان.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم عن أبي علي الأهوازي، أنا تمام بن محمّد، حدّثني أبي قال: سمعت أبا عبيدة بن ذكوان - يعني عبد اللّه بن أحمد بن ذكوان يقول:

سمعت أبا زرعة عبد الرّحمن بن عمرو النصري يقول: سمعت الوليد بن عتبة يقول:

ما بالعراق أقرأ من عبد اللّه بن أحمد بن ذكوان (2).

قال أبو زرعة: و أنا أقول من عندي: لم يكن بالعراق و لا بالحجاز و لا بالشام، و لا بمصر، و لا بخراسان في زمان عبد اللّه بن ذكوان أقرأ منه عندي، و اللّه أعلم (3).

و بلغني عن هاشم بن مرثد (4) الطبراني قال: سمعت يحيى بن معين يقول: ابن ذكوان ليس به بأس - يعني عبد اللّه بن أحمد بن ذكوان-.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، و نقلته من خطه، نا نصر بن إبراهيم - بصور - أنا الخضر بن علي الفارقي، أنا محمّد بن إبراهيم البصري، حدّثني صالح بن يوسف الكرخي، أنا أحمد بن عامر قال: سمعت أبا عمرو عبد اللّه بن أحمد بن بشير بن (5)ذكوان، قال: سمعت حرملة بن عبد العزيز بن سبرة يقول: قال رجل لمالك - أو قلت لمالك - شك أبو عمرو - أمّر رجلا يغنيني، فقال مالك: ليس ذاك من الحق، و قد قال اللّه تعالى: فَمٰا ذٰا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاٰلُ (6).

ص: 8


1- في الجرح و التعديل:«و مروان بن محمد» و في تهذيب الكمال 8/10: و مروان بن محمد الطاطري، و مروان بن معاوية الفزاري.
2- تهذيب الكمال 9/10 و معرفة القراء الكبار 199/1.
3- تهذيب الكمال 9/10 و معرفة القراء الكبار 199/1.
4- بالأصل:«مزيد» خطأ، و المثبت عن م و تهذيب الكمال.
5- سقطت «بن» من م.
6- سورة يونس، الآية:33.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد، نا أبو نصر بن الجبّان، أنا محمّد بن سليمان البندار، حدّثني محمّد بن الفيض أبو الحسن الغساني قال:

حضرت عند هشام بن عمّار و جاءه رجل يسأله أن يحدثه بمقتل عثمان فقال له هشام: ما أنا بفارغ له السّاعة، و هو حديث طويل، فجلس الرجل طويلا، و عبد اللّه بن ذكوان إلى جانب هشام فقال له عبد اللّه بن ذكوان: تقدم إليّ اكتب هذا الشعر، و انصرف به، فأنشدنا عبد اللّه بن ذكوان و كتب الرجل:

و ما أن أبالي فائتا بعد فائت *** إذا كنت في الدّارين يا غايتي جاري

قال: فكتبه و انصرف.

قال: و سمعت هشام بن عمّار، و قد رأى عصا لعبد اللّه بن ذكوان فيما بين المنبر و الحصير، و قد مضى عبد اللّه بن ذكوان يتهيأ للصلاة فقال: ما هذه العصا؟ قالوا: هذه عصا عبد اللّه بن ذكوان، قال: أنا أكبر من أبيه و ما أحمل عصا (1).

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد عبد العزيز بن أحمد الصوفي، حدّثني أبو نصر عبد الوهاب بن عبد اللّه بن عمر بن أيوب المرّي من لفظه سنة خمس عشرة و أربعمائة، أنا محمّد بن سليمان الربعي البندار، نا أبو الحسن محمّد بن الفيض الغسّاني، قال:

جاء رجل من. الحرجلّة (2) يطلب لأخيه اللعابين في عرسه فوجد السلطان قد منعهم، قال: فجاء يطلب المعبرين (3) فلقيه رجل من الصوفية فسأله عن المعبرين و كان الصّوفي ماجنا فأرشده إلى عبد اللّه بن ذكوان، و أراه إيّاه و هو جالس في زاوية المقصورة وراء المنبر، فجاءه الرجل فسلّم عليه ثم قال لابن ذكوان: أبو من ؟ قال أبو عمرو: قال: أنا رجل من أهل الحرجلّة، قال: حياك اللّه من حيث كنت، قال: إن أخي

ص: 9


1- الخبر في تهذيب الكمال 9/10 و انظر معرفة القراء الكبار 200/1 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 241 - 250) ص 308.
2- الحرجلة: قرية من قرى دمشق (معجم البلدان).
3- كذا بالأصل و م و المطبوعة، و تاريخ الإسلام، و في معرفة القراء الكبار:«المغبرين» و انظر ما كتبه محققه، و انظر تاج العروس «غبر».

عمل عرسه، قال: بارك اللّه له و لك، و أرسلني أطلب المخنثين فإذا السّلطان قد منعهم، قال (1):أحسن و أجمل في منعهم، فقال لي: إن لم تصب المخنثين فجيب (2)المعبّرين، و قد أرشدت إليك، فقال له عبد اللّه بن ذكوان: لنا رئيس فإن مضى معك جئنا، قال: و من هو؟ قال: فأشار ابن ذكوان إلى هشام بن عمّار، و هو متكئ بحذاء المحراب، فقام إليه الرجل فسلّم عليه، فردّ عليه السّلام فقال: أبو من ؟ قال: فأجابه هشام جوابا ضعيفا، و قال أبو الوليد، قال: أنا من الحرجلّة، قال: ما أبالي من أين كنت، قال: أخي عمل عرسه، قال: و أي شيء أصنع به.

قال: و قد أرسلني أطلب المخنثين، قال: لا بارك اللّه فيك و لا في المخنثين.

قال: فإذا السلطان قد منعهم، فقال لي: إذا لم تجدهم فجيب المعبرين و قد أرشدت إليك لأنك رئيسهم، فقال له هشام: من أرشدك ؟ قال: ذاك الجالس، و أشار إلى عبد اللّه بن ذكوان [فرفع هشام رجله فضرب بها صدر الرجل ثم قال: قم قبحك اللّه و قبّح من أرشدك [ثم] التفت إلى عبد اللّه بن ذكوان] (3) فقال له: و قد تفرغت لهذا؟ قال: أي و اللّه، أنت رئيسنا و شيخنا، لو مضيت لمضينا (4).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا تمام بن محمّد، نا محمّد بن سليمان الربعي، نا محمّد بن الفيض، قال: مات عبد اللّه بن ذكوان في شوال سنة اثنتين و أربعين و مائتين (5).

و ذكر أبو الفضل المقدسي فيما أخبره به أبو عمرو (6) بن منده، عن أبيه، أنا محمّد بن إبراهيم بن مروان قال (7):قال عمرو بن دحيم: مولده سنة ثلاث و سبعين و مائة، و توفي يوم الاثنين لليلتين بقيتا من شوال سنة اثنتين و أربعين و مائتين.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي

ص: 10


1- عن م، و بالأصل: ما لي.
2- مهملة بدون نقط بالأصل و م، و المثبت عن المطبوعة. و هي لفظة عامية بمعنى أحضر.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك عن المطبوعة.
4- وردت الحكاية في تاريخ الإسلام ص 309-310 و معرفة القراء 199/1-200 باختلاف بسيط .
5- تهذيب الكمال 9/10.
6- بالأصل: أبو عمر.
7- من قوله:«و ذكر أبو الفضل» إلى هنا سقط من م.

نصر، أنا أبو الميمون البجلي، نا أبو زرعة قال: و توفي عبد اللّه في شوال سنة ثنتين و أربعين و مائتين توفي و هو في السّبعين، و أعاد أبو زرعة مولده و وفاته في موضع آخر فقال: و مات في شوال سنة ثلاث و أربعين، فاللّه أعلم (1).

3141 - عبد اللّه بن أحمد بن جعفر بن خذيان بن حامس

أبو محمّد الفرغاني الأمير القائد الجندي (2)

صاحب أبي جعفر الطبري.

روى عن أبي جعفر الطبري، و علي بن الحسن بن سليمان.

و ألّف كتاب التاريخ الذي ذيّل به تاريخ الطبري، و قدم دمشق، فحدّث بها.

و روى عنه من أهلها تمّام بن محمّد، و أبو سليمان بن زبر، و عبد الغني بن سعيد، و أبو الفتح عبد الواحد بن محمّد بن مسرور، و أبو الحسن الخصيب بن عبد اللّه بن محمّد بن الخصيب القاضي، و أبو الحسن الدارقطني.

أخبرنا أبو محمّد السّلمي، نا عبد العزيز التميمي، أنا تمّام بن محمّد، أنا القائد أبو محمّد عبد اللّه بن جعفر بن محمّد الفرغاني - قراءة عليه - بدمشق في رجب من سنة خمس و أربعين و ثلاثمائة، نا أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري، نا أبو كريب، نا محمّد بن بشر، عن مسعر، عن علقمة بن مرثد، عن أبي عبد الرّحمن السلمي، عن عثمان بن عفان قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إنّ أفضلكم من علّم القرآن و تعلّمه» (3)[5715].

كذا نسبه تمام و غير نسبه.

قرأت على أبي محمّد عن أبي زكريا البخاري.

ح و حدّثنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضي، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا أبو زكريا عبد الغني بن سعيد، نا عبد اللّه بن أحمد التاريخي، نا محمّد بن

ص: 11


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 710/2 و انظر تهذيب الكمال 9/10 و تاريخ الإسلام ص 308 و معرفة القراء 199/1 و 201 و قال الذهبي بعد أن نقل القولين: و غلط من قال سنة ثلاث.
2- ترجمته في تاريخ بغداد 389/9 الوافي بالوفيات 30/17 و سير الأعلام 132/16.
3- في م: أو تعلّمه.

جرير، أنا محمّد بن حميد، نا أبو ثميلة، نا الأصبغ بن علقمة بن علي الحنظلي، أبو المقدام، نا شبرمة قال: رأيت عمر بن الخطاب يمسح.

ذكر أبو محمّد الفرغاني أن مولده في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين و ثمانين و مائتين.

قرأت على أبي محمّد السّلمي عن أبي زكريا عبد الرحيم بن أحمد بن نصر.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن يونس بن محمّد، أنا أبو زكريا.

ح و أخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة بن يحيى، أنا أبو الفرج سهل بن بشر، أنا رشأ بن نظيف، قالا: أنا عبد الغني بن سعيد قال:

و أما الجندي بضم الجيم.

[ح و قرأت على أبي محمّد السلمي عن أبي نصر علي بن هبة اللّه (1) قال: أما الجندي بضم الجيم،] (2) و سكون النون فعبد اللّه بن أحمد الفرغاني.

و قال أبو نصر في موضع آخر (3):و أما خذيان بخاء مضمومة و ذال معجمة، و قال عبد الغني: معجمة باثنين و قال عبد الغني بنقطتين من تحتها. فهو عبد اللّه بن أحمد بن جعفر بن خذيان الفرغاني صاحب التاريخ.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، و أبو الحسن بن سعيد، و أبو النجم (4) قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (5):عبد اللّه بن أحمد بن جعفر بن حدثان الفرغاني صاحب التاريخ.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، و أبو الحسن بن سعيد، و أبو النجم قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب: عبد اللّه بن أحمد بن جعفر بن خذيان بن خامس (6) أبو محمّد البغدادي جلب جده خذيان من فرغانة إلى المعتصم، فأسلم، و نزل عبد اللّه مصر،

ص: 12


1- انظر الخبر في الاكمال لابن ماكولا 222/2.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك عن المطبوعة، و انظر الاكمال.
3- الاكمال لابن ماكولا 402/2.
4- في م: و أبو النجم الشيحي.
5- تاريخ بغداد 389/9.
6- كذا ورد بالأصل هنا و تاريخ بغداد، و في م و المطبوعة: حامس.

حدث بها عن محمّد بن نصر بن منصور الصّائغ كتب عنه أبو الفتح بن مسرور (1)، و قال: كان ثقة.

3142 - عبد اللّه بن أحمد بن الحارث

أبو محمّد العذري

دمشقي، حدث عن أبي اليمان.

قال عمرو بن دحيم: مات بدمشق يوم الأربعاء للنصف من شهر ربيع الآخر سنة تسع و ستين و مائتين.

ذكر ذلك أبو عبد اللّه بن منده - فيما حكاه المقدسي عنه-.

3143 - عبد اللّه بن أحمد بن الحسن بن علي بن محمّد

أبو محمّد النّيسابوري الخفّاف المقرئ

قدم دمشق، و حدث بها عن الشريف أبي القاسم أحمد بن محمّد بن عثمان العثماني، و أبي الحسن علي بن عبد اللّه بن جهضم، و أبي الحسين بن جميع الصّيداوي، و أبي العباس أحمد بن الحسن (2) الرازي.

روى عنه أبو سعد إسماعيل بن علي السّمان، و عبد العزيز بن أحمد، و نجاء بن أحمد، و أبو القاسم بن أبي العلاء.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز بن أحمد قال: قرأ علينا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد النيسابوري الخفّاف المقرئ في مسجد الجامع بدمشق، في شعبان سنة خمس عشرة و أربعمائة، قال: قرأت على الشريف أبي القاسم أحمد بن محمّد بن عثمان بن محمّد بن عبد العزيز بن عبد اللّه بن سعيد بن المغيرة بن عمرو بن عثمان بن عفّان، حدّثني أبي محمّد بن عثمان العثماني، نا أبو محمّد يحيى بن عمرو العثماني، نا أحمد بن الممتنع بن عبد اللّه القرشي التيمي، نا عمرو بن زكريا الغزّي، عن عبد اللّه بن محمّد بن عمرو الغزّي، عن أبي محمّد عبد اللّه بن محمّد بن

ص: 13


1- في م: ابن مسروق.
2- عن م و بالأصل:«الحسين».

الحسن بن علي، حدّثني إبراهيم بن عبد الأعلى التغلبي، أخبرني إسماعيل بن عبد اللّه بن نضلة البارقي، و ملازم بن عمرو، و إسماعيل بن كثير، عن القاسم بن محمّد قال: قال أشياخنا من أهل المدينة و عائشة أم المؤمنين:

لما ثقل أبو بكر الصديق في مرضه - و هو المرض الذي مات فيه - فذكر الوفاة بطولها، و هي في جزء.

و هذا إسناد منكر، و فيه غير واحد من المجهولين، و اللّه أعلم.

أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن الحسين الخفّاف النيسابوري، نا أحمد بن الحسن الرازي، نا عبد اللّه بن عدي قال: سمعت أحمد بن الحارث المروزي يقول: سمعت إبراهيم بن يزيد الأبيوردي الحافظ يقول: سمعت أحمد بن يونس يقول:

قدمت البصرة فأتيت حمّاد بن زيد فسألته أن يملي عليّ شيئا من فضائل عثمان فقال لي: من أين أنت ؟ قلت: من أهل الكوفة، قال: كوفي يطلب فضائل عثمان ؟ و اللّه لا أمليتها عليك إلاّ و أنا قائم و أنت جالس، قال: فقام و أجلسني و أملى عليّ ، فكنت أسارقه النظر فكان يملي و هو يبكي.

3144 - عبد اللّه بن أحمد بن الحسين بن أحمد

ابن الحسين بن إسحاق بن النّقّار

أبو محمّد الحميري الكاتب المعدّل (1)

قال لي: ولدت في ليلة الجمعة مستهل شهر رمضان من سنة تسع و سبعين و أربعمائة بأطرابلس، و نشأ بها، و تأدّب فيها، ثم انتقل عنها لما غلب عليها العدو إلى دمشق فقطنها، و قبل قوله القاضي أبو سعد الهروي و عدّله، ثم اختاره والي دمشق لكتابة الإنشاء، بعد ابن الخياط ، و كان حسن الخط جيد الإنشاء له يد في النظم و النثر.

أنشدني أبو محمّد لنفسه:

سقى اللّه ما تحوي دمشق و حيّاها *** فما أطيب اللّذّات فيها و أهناها

ص: 14


1- ترجمته في الوافي بالوفيات 49/17 و النجو م الزاهرة 65/2 و تكملة الإكمال 129/7.

نزلنا بها فاستوقفتنا محاسن *** يحنّ إليها كلّ قلب و يهواها

لبسنا بها عيشا رقيقا رداؤه *** و نلنا بها من صفوة اللّهو أعلاها

و لم يبق فيها للمسرّات بقعة *** يفرّج (1) فيها القلب إلاّ نزلناها

و كم ليلة نادمت بدر (2) تمامها *** تقضّت و ما أبقت لنا غير ذكراها

فآها على ذاك الزمان و طيبه *** و قلّ له من بعده قولي (3) له آها

فيا صاحبي إمّا حملت تحية *** إلى دار أحباب لنا طاب مغناها

و قل ذلك الوجد المبرّح ثابت *** و حرمة أيام الصبى ما أضعناها

فإن كانت الأيام أنست عهودنا *** فلسنا على طول المدى نتناساها

سلام على تلك المحاسن إنها *** محطّ صبابات النفوس و مثواها

رعى اللّه أياما تقضّت بقربها *** فما كان أحلاها لدينا و أمراها

ليالي لا أنفكّ في عرصاتها *** أنادم بدرا أو أعاتب تيّاها

فمن مترف يستملك اللّبّ حسنه *** و فاتنة يستأسر (4) القلب عيناها

إذا عدم الورد الجنيّ أرداك ما *** تفوق على الورد المورّد خدّاها

و إن غاب نور البدر في فلك الدجى *** أضاء كضوء الصّبح نور محيّاها

أجن (5) إليها ثم أخشى رقيبها *** فما زلت أخشاها بوجدي و أعشاها

و إن لم يرد طيب الخمور و فعلها *** أقمت مقام الكأس في فعلها فاها

و من أين لك للصهباء شمس مضيئة *** تعاطيك مجناها رحيق ثناياها

رعى اللّه عني غضّة قمريّة *** فلم يجر خلق في الملاحة مجراها

إذا ذكرتها النفس حنّت لذكرها *** و إن مثّلتها العين حنّت لرؤياها

فما برحت يستعبد (6) الحرّ حسنها *** و يستخدم الألفاظ الطاف معناها

و أنشدنا لنفسه من قصيدة:

ص: 15


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: يفرح.
2- في المطبوعة: بدء تمامها.
3- في المطبوعة: قولتي آها.
4- في المطبوعة: تستأسر.
5- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: أحنّ .
6- بالأصل و م: تستعبد.

بادر إلى اللّذّات في أزمانها *** و اركض خيول اللّهو في ميدانها

و استقبل الدنيا بصدر واسع *** ما أوسعت لك في رحيب مكانها

و استخدم الأيام قبل نفورها *** و استغنم اللّذّات قبل حرانها

شاطر زمانك فكرة و مسرّة *** فالنفس قد تصبو إلى أشجانها

فألذّ ما دارت كئوس (1) مبرة *** بمسرة في وقتها و أوانها

جاءتك أيّام الربيع فمرحبا *** بقدومها و بحسن فعل زمانها

و حبتك من سرّ السحاب بجنّة *** تتفنّن الأبصار في أفنانها

و بدت لك الدنيا تدلّ بحسنها *** و بهائها و تميس في أردانها

أ رأيت أبهى من بدائع نورها *** في النور (2) طالعة على غدرانها

أسمعت أشجى من غناء طيورها *** لحنا إذا عكفت على أغصانها

فكأنّ معبد أو مخارق أصبحا (3) *** في طيب صوتهما كبعض قيانها

يا صاح ما لك لا تزال مولّها *** تعطي الصبابة منك فضل عنانها

ما للرياض إلى دموعك حاجة *** قد ناب صوب الغيث عن هملانها

هل أذكرتك علامة لشقيقها *** أم هيّجتك إشارة في بانها

أم حرّكت منك البلابل ساكنا *** بحنين ما رجّعن من ألحانها

ما ذاك إلاّ أن في الأحباب ما *** أجرى لك العبرات من ألوانها

فذكرت ألوان الخدود بوردها *** و سوالف الأصداع من ريحانها

و كذا المحاسن لا تكون محاسنا *** إلا إذا جليت على أقرانها

آها لقلب لم يزل في صبوة *** و صبابة يلفى على نيرانها

غلبت عليه يد الهوى و يد الهوى *** كالنار لا يقوى على سلطانها

يا قاصدا أرض الأحبّة زائرا (4) *** أبلغ تحيتنا إلى سكانها

و قل اغتدى (5) تاج الملوك بفعله *** يلهي نفوس الناس عن أوطانها

ص: 16


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: رءوس.
2- في م:«الروض».
3- معبد و مخارق من المغنيين، انظر أخبارهما في الأغاني (انظر الفهارس العامة فيها).
4- عن م و بالأصل:«زيرا».
5- بالأصل:«و قال غتدي» خطأ و الصواب «و قل اغتدي» عن م.

مات أبو محمّد (1) بكرة يوم الأحد العشرين من رجب سنة تسع و ستين و خمسمائة، و دفن بعد الظهر بمقبرة باب الفراديس و قد بلغ سبعين (2) سنة.

3145 - عبد اللّه بن أحمد أبي عمرو بن حفص بن المغيرة

3145 - عبد اللّه بن أحمد أبي عمرو بن حفص بن المغيرة (3)

ابن عبد اللّه بن عمر بن مخزو م بن يقظة القرشي المخزومي (4)

لأبيه أبي عمرو صحبة، كان مع أبيه بالشام حين خرج في جيش عمر لافتتاحها، فأصيب جماعة من أهل بيته في طاعون عمواس و نجا هو، ثم قدم على معاوية، ثم على يزيد بن معاوية، ثم رجع إلى المدينة فخلعه، و خرج مع أهل الحرّة فقتل.

حكى عن معاوية.

حكى عنه منصور بن عون بن جعفر.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر المعدل، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن أبي بكر، قال: فولد أبو عمرو بن حفص:

عبد اللّه، و هو أول من خلع يزيد بن معاوية يوم الحرّة، و قتل يوم الحرّة (5)،و فيه يقول الشاعر:

[و بجنب القرارة ابن أبي عم *** رو قتيل جادت عليه السماء] (6)

و لحفص بن المغيرة عقب بمكة (7)،و له يقول الشاعر:

ناد المضاف المستضيف و قل له *** لدى دار حفص بن المغيرة فانزل

فإنّ بلاد اللّه إلاّ محلّه *** جدوب و إن ننزل على الجدب نهزل (8)

ص: 17


1- كتبت بالأصل فوق الكلام بين السطرين.
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة:«تسعين». و هو الصواب فقد مرّ في أول الترجمة أنه ولد سنة 479 ه .
3- انظر جمهرة ابن حزم ص 149 و نسب قريش ص 332.
4- بعدها في المطبوعة: المديني.
5- بعض الخبر في نسب قريش ص 332.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
7- عن م و بالأصل: مكة.
8- بالأصل و م:«و إن ينزل... يهزل» و المثبت عن المطبوعة.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو محمّد السّلمي، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه، قالوا: أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان قال: سمعت ابن عفير، أنا ابن فليح:

أن أبا عمرو بن حفص بن المغيرة وفد على يزيد فأكرمه و أحسن جائزته، فلما قدم المدينة قام إلى جنب المنبر، و كان مرضيا صالحا، فقال: أ لم أجب، أ لم أكرم ؟ و اللّه لرأيت يزيد بن معاوية يترك الصّلاة سكرا، فأجمع الناس على خلعانه بالمدينة، فخلعوه.

انتهى حديث الفراوي و زادا (1):قال ابن عفير: و لما وجه يزيد الجيش إلى أهل المدينة و ابن الزبير ارتجز فقال: و قد شيّع الجيش و عرضهم (2):

أبلغ أبا بكر إذا الأمر انبرى (3) *** و شارف الجيش (4) على وادي القرى

أجمع سكران من القو م ترى

كذا قال، و إنما هو عبد اللّه بن أبي عمرو بن حفص.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (5) قال: في تسمية من قتل يوم الحرّة من بني مخزو م بن يقظة بن كعب بن لؤي: عبد اللّه بن أبي عمرو بن حفص بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر (6) بن مخزو م، قال خليفة: و الحرّة سنة ثلاث و ستين.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي.

ص: 18


1- بالأصل:«و زاد» و الصواب عن م.
2- انظر الرجز في الطبري (ط دار القاموس)5/7 و مروج الذهب 94/3 و الأخبار الطوال ص 265 و الكامل لابن الأثير بتحقيقنا 594/2.
3- في ابن الأثير: إذا الليل سرى.
4- ابن الأثير: و هبط القوم .
5- تاريخ خليفة بن خياط ص 243.
6- تاريخ خليفة بن خياط ص 243.

ح و أخبرنا أبو محمّد السّلمي، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالوا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا يحيى بن عبد اللّه بن بكير، حدّثنا - و قال الفراوي عن - الليث بن سعد قال: كانت وقعة الحرّة يوم الأربعاء لثلاث بقين من ذي الحجة سنة ثلاث و ستين.

و قد ذكرنا وفوده على يزيد بن معاوية في ترجمة العباس بن سهل بن سعد.

3146 - عبد اللّه بن أحمد بن خالد بن عبد الملك الأموي

سمع بدمشق هشام بن عمّار، و بغيرها: محمّد بن مصفّى، و مسيّب بن واضح.

روى عنه: الفضل بن المهاجر المقدسي أبو العبّاس.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الربعي، أنا أبو علي الحسن بن سعيد، نا الفضل بن المهاجر المقدسي، نا عبد اللّه بن أحمد بن خالد الأموي، نا هشام بن عمّار، نا سلام بن سوّار، نا مسلمة بن الصّلت، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«أول ليلة من شهر رمضان رحمة، و أوسطه (1) مغفرة، و آخره عتق من النار».

أخبرنا أبو الحسن علي بن يحيى بن رافع النابلسي، نا أبو الحسن علي بن الحسين بن أبي الحزوّر، أنا علي بن الحسن الربعي، نا الحسن بن سعيد الكندي، أنا الفضل بن المهاجر، نا عبد اللّه بن أحمد بن خالد بن عبد الملك الأموي، نا ابن مصفّى، نا بقية، عن أبي عمرو القرشي، عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«إذا فشا الإسلام في الأنباط و اتّخذوا فيكم الدّور و قعدوا في الأفنية فاحذروهم فإن فيهم الدّغل و النّغل و الفتنة»[5716].

ص: 19


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: و وسطه.
3147 - عبد اللّه بن أحمد بن ديزويه ،و يقال: دبزوية

3147 - عبد اللّه بن أحمد بن ديزويه (1)،و يقال: دبزوية

أبو عمر الجبيلي الدّمشقي

حدّث بمصر عن أبي يعلى الموصلي، و عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، و أبي بكر محمّد بن عبد اللّه بن غيلان الخراز (2)،و محمّد بن أحمد بن محمّد بن السلم الضراب (3)،و زيد بن عبد العزيز الموصلي، و الحسن بن أحمد بن فيل الأنطاكي، و إبراهيم بن جعفر بن جابر القاضي، و عبد اللّه بن محمّد بن إسحاق البيطاري، و أبي مسلم جبر (4) بن موفق، و جعفر بن محمّد بن إسحاق بن إبراهيم، و محمّد بن الفرج، و أبي الفضل جعفر بن محمّد بن أسد الضرير المقرئ بنصيبين، و جعفر بن أحمد بن عاصم بن الرّواس.

روى عنه: عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، و عبد الرّحمن بن عمر بن النحاس، و القاضي أبو عبد اللّه محمّد بن الحسن بن علي بن محمّد بن يحيى بن رزين (5)الدقاق، و أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبيد بن عبد المؤمن بن سدرة (6) المصري الرجل الصّالح.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا علي بن الحسين بن أحمد بن صصري، نا عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، حدّثني أبو عمر عبد اللّه بن أحمد بن ديزويه (7)الجبيلي (8) بمصر، أنا أحمد بن علي، نا الحسين بن الحسن الشّيلماني، نا خالد بن إسماعيل المخزومي، نا عبد اللّه بن عمر، عن صالح بن أبي صالح مولى التّومة، عن جابر بن عبد اللّه، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«أيّما شاب تزوج في حداثة سنه عجّ شيطانه: يا ويله، عصم مني دينه»[5717].

ص: 20


1- في المطبوعة:«دبزوية و يقال ديزوية» و بالأصل الأولى: دبزوية و الثانية: الباء و الزاي مهملتان، و المثبت عن م.
2- مهملة بالأصل و م، و المثبت عن المطبوعة.
3- بالأصل:«الصواف» و في م:«الصراف» و المثبت عن المطبوعة.
4- مهملة بالأصل و المثبت عن م.
5- عن م و بالأصل: رزيق.
6- كذا بالأصل و م: شدره بالشين المعجمة، و في المطبوعة:«سدره».
7- رسمها بالأصل:«جيرويه» و المثبت عن م.
8- في الأصل:«الجبلى» و في م:«الحنبلي» و كلاهما تحريف و الصواب ما أثبت، و هو صاحب الترجمة.

أخبرتناه أم المجتبى العلوية، قالت: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا أبو علي الشّيلماني، نا خالد بن إسماعيل المخزومي، عن عبيد اللّه بن عمر، عن صالح مولى التّومة، عن جابر بن عبد اللّه، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«أيّما شاب تزوّج في حداثة سنه عجّ شيطانه: يا ويله عصم مني دينه»[5718].

رواه عبد اللّه بن محمّد السّمري، عن الشيلماني بإسناده، و قال: عبيد اللّه بن عمر، كما في رواية ابن المقرئ.

أنبأنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، و عبد اللّه بن أحمد، قالا: أنا أبو الحسن بن صصري، نا عبد الرّحمن بن عمر، حدّثني أبو عمر عبد اللّه بن أحمد بن ديزويه الدمشقي - بمصر - نا أحمد بن علي بحديث ذكره.

نسبه (1) إلى دمشق، لأن جبيل من أعمالها، و نسبه أبو محمّد عبد الرّحمن بن عمر بن النحاس إلى دمشق.

كتب إليّ أبو سعد بن الطّيّوري يخبرني عن أبي عبد اللّه الصوري قال: أملى علينا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عمر بن النحاس، أنا أبو عمر عبد اللّه بن أحمد بن ديزويه الدمشقي سنة ثمان و ثلاثين و ثلاثمائة بحديث ذكره.

3148 - عبد اللّه بن أحمد بن راشد بن شعيب بن جعفر بن يزيد

أبو محمّد القاضي (2)

قاضي دمشق، يعرف بابن أخت وليد، و يقال: ابن بنت وليد، من أهل بغداد.

حدّث عن أبي العبّاس محمّد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، و علي بن عبد اللّه بن يحيى (3) بن الحسن العسكري الرّملي، و علي بن أبي صالح الرّملي، و أحمد بن عيسى المقرئ المعروف بابن الوشّاء، و بكر بن أحمد بن حفص الشّعراني، و أبي جعفر محمّد بن الحسين.

ص: 21


1- في م: نسبته.
2- ترجمته و أخباره في الوافي بالوفيات 18/17 و ميزان الاعتدال 390/2 و سير أعلام النبلاء 225/16 و حسن المحاضرة 147/2 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 351-380) ص 416.
3- اللفظتان «بن يحيى» ليستا في م.

روى عنه: أبو عبد اللّه محمّد بن عيسى بن نظيف المصري الفرّاء الصيرفي، و أبو الحسن علي بن منير بن أحمد الخلاّل (1)،و أبو عبد اللّه محمّد بن جعفر بن محمّد بن عبد اللّه بن أبي الذكر الشاهد، و أبو عبد اللّه محمّد بن جعفر بن الفضل المارستاني.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، أنا أبو سعيد عبد الرّحمن بن محمّد بن مسلم الأبهري - قراءة عليه بصور - أنا أبو الحسن علي بن منير بن أحمد بن الحسن بن علي بن منير الخلاّل - بمصر - نا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن شعيب القاضي، نا أبو العبّاس محمّد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، نا محمّد بن أبي السّري، نا المعتمر، نا داود بن أبي هند، عن أبي عثمان النهدي، عن سعد بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«تكون فتنة القاعد فيها خير من القائم، و القائم فيها خير من الماشي، و الماشي فيها خير من السّاعي، و السّاعي فيها خير من الراكب، و الراكب فيها خير من الموضع»[5719].

و بلغني أن أبا محمّد هذا من أهل بغداد، و ولي قضاء دمشق من قبل الإخشيديّة سنة ثمان و أربعين و ثلاثمائة، فبعث ابنه أبا عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه فتسلمه فأقام (2)يقضي بين أهل دمشق مدة إلى أن شكيت ولايته، فقدم أبو محمّد دمشق يوم الخميس لسبع خلون من شوال سنة تسع و أربعين و ثلاثمائة فكان قاضيا بنفسه بدمشق.

قرأت معنى ذلك بخط عبد الوهاب بن جعفر الميداني، و كان قد ولي قبل ذلك قضاء مصر يوم الأربعاء لأربع خلون من شهر ربيع الآخر سنة تسع و عشرين و ثلاثمائة في خلافة الراضي، ثم عزل سنة ثلاثين و ثلاثمائة، ثم ولي قضاء مصر يوم الأربعاء لستّ و عشرين ليلة خلت [من رجب سنة إحدى و ثلاثين و ثلاثمائة من قبل الحسين بن موسى بن هارون قاضي مصر من قبل المستكفي باللّه، ثم ولي قضاء مصر من قبل المستكفي لثلاث و عشرين ليلة خلت] (3) من المحرم سنة أربع و ثلاثين و ثلاثمائة، إلى أن صرف في رجب من سنة ست و ثلاثين و ثلاثمائة و الخليفة إذ ذاك المطيع للّه.

ص: 22


1- عن م و بالأصل: الحلال.
2- في المطبوعة: و أقام.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م، و انظر العبارة في المطبوعة مختلفة عن الأصل و م. و انظر الوافي بالوفيات 19/17.

و بلغني أن ابن أخت وليد هذا كان خيّاطا، و كان أبوه حائكا ينسج المقانع (1)، و كان سخيفا خليعا، مذكورا بالارتشاء، و هجاه جماعة من أهل مصر فمما قال (2) فيه محمّد بن بدر الغفاري:

يا أوضع الناس أحسابا و أنذلهم *** فعلا و أكثر هم عند الجميل عما

لو كنت تأمل أو تخشى المعاد لما ألفيت *** في كلّ أمر فاضح علما

أعمى عن الرشد في كلّ الأمور فقد *** أصبحت في الدين عند الناس متهما

يا ابن الوليد تدبّر ما أتيت به *** و لا تكن للهدى مستكملا صمما

لو كنت تتبع أهل الحق معتصما *** أو كنت تخشى عذاب اللّه معتزما

لما استعنت بحمّاد اللعين و ما *** رأيت قطّ له في صالح قدما

جعلته كاتبا يمضي الأمور و لم *** يمس قبلك قرطاسا و لا قلما

فما تقرّب إلاّ من يقربه *** ممن يعاديه بالبرطيل مكتتما

قل للوليديّ حالفت الضلال و ما *** بمثل فعلك هذا تحرس النّعما

و هي قصيدة طويلة فيها نيّف و ثلاثون بيتا، و كان حمّاد حاجبه و كاتبه، و ما كتب قط ، و إنما قدمه للمقاطعة في الأحكام و التعديل.

توفي أبو محمّد القاضي في ذي القعدة سنة تسع و ستين و ثلاثمائة، و كان يقال: إنه جاوز التسعين.

ذكر ذلك أبو محمّد (3) مشرف بن علي بن الخضر التمّار، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن مرزوق المعدل - بمصر - فذكر وفاته.

3149 - عبد اللّه بن أحمد بن ربيعة بن سليمان بن خالد

ابن عبد الرّحمن بن زبر

أبو محمّد الرّبعي القاضي (4)

ولي القضاء بدمشق و بمصر دفعات.

ص: 23


1- المقانع جمع مقنع، و المقنع و المقنعة بكسر الميم، ما تقنع به المرأة رأسها (القاموس).
2- في المطبوعة: قاله.
3- كذا بالأصل و م: و في المطبوعة: أبو طاهر.
4- ترجمته و أخباره في تاريخ بغداد 386/9 و ميزان الاعتدال 391/2 و حسن المحاضرة 146/2 و النجوم الزاهرة 296/2 و شذرات الذهب 323/2 و الوافي بالوفيات 41/17 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 321-330) ص 263 و سير الأعلام 315/15.

روى عن الحسن بن محمّد بن أبي معشر المدني، و يوسف بن سعيد بن مسلّم، و محمّد بن إسحاق الصّغاني، و أبي إسماعيل الترمذي، و عباس الدّوري، و جعفر بن محمّد بن شاكر، و محمّد بن غالب بن حرب، و إبراهيم بن الهيثم البلدي، و جعفر بن محمّد الطيالسي، و أحمد بن علي الأبّار، و محمّد بن هشام بن البختري (1)، و الحسن بن الفضل بن السمح (2) الزعفراني، و أبي البختري عبد اللّه بن محمّد بن شاكر، و أحمد بن عبيد بن ناصح النحوي، و الخضر بن أبان الكوفي، و عمران بن بكار البراد، و أحمد بن حمّاد بن عبد السلام الواسطي المقرئ، و أحمد بن يوسف التغلبي، و محمّد بن علي بن عفّان العامري، و أحمد بن الهيثم بن خالد، و أحمد بن داود بن موسى المكي، و محمّد بن علي بن زيد الصّائغ، و أحمد بن عمّار بن خالد الواسطي، و أحمد بن سهل بن أيوب الأهوازي، و الحسن بن كليب بن المعلّى، و محمّد بن مسلمة الواسطي، و حنبل بن إسحاق، و أبي داود السجستاني، و خلف بن محمّد بن كردوس الواسطي، و الحسن بن عليل العنزي، و حفص بن عمر بن الصّباح الرقي، و أبي قلابة الرقاشي، و أبي عبد اللّه محمّد بن العبّاس الكابلي، و نصر بن عبد الملك السّنجاري، و إسحاق بن خالد بن يزيد البالسي، و صالح بن محمّد الرازي، و سعد بن محمّد البيروتي، و علي بن داود القنطري، و يحيى بن أبي طالب، و عبد اللّه (3) بن أحمد بن أبي مسرّة (4)،و عبد اللّه بن الحسين المصّيصي، و العباس بن محمّد بن كثير، و الحسن بن السّميدع بن إبراهيم البجلي، و موسى بن عيسى بن المنذر، و سعيد بن سهيل بن عبد الرّحمن، و إسماعيل بن إسحاق القاضي، و القاسم بن الحسن الصائغ، و عبد الملك بن عبد الحميد الميموني، و الهيثم بن سهل.

روى عنه ابنه أبو سليمان، و أبو هاشم المؤدب، و أبو بكر بن أبي الحديد، و أبو علي بن شعيب، و أبو الحسن الدارقطني، و سهل بن أحمد الديباجي، و أحمد بن

ص: 24


1- عن م، و بالأصل مهملة بدون نقط .
2- بالأصل:«السح» و في م:«الشيخ» و المثبت عن المطبوعة.
3- «و عبد اللّه» سقطت من م.
4- في م:«ميسرة».

القاسم بن يوسف الميانجي، و أبو حفص بن شاهين، و أبو العباس عبد اللّه بن موسى الهاشمي، و عبد اللّه بن أحمد بن مالك البيّع.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، نا عبد اللّه بن أحمد بن ربيعة القاضي سنة سبع و عشرين و ثلاثمائة، نا الهيثم بن سهل، نا حمّاد بن زيد، عن أبي عمران الجوني، عن عبد اللّه بن الصّامت، عن أبي ذرّ قال: قلت: يا رسول اللّه الرجل يعمل العمل الصّالح لنفسه و يحمده الناس، قال:«تلك عاجل بشرى المؤمن»[5720].

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: و فيها - يعني سنة خمس و خمسين و مائتين - ولد أبي رضي اللّه عنه.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، قالا: أنا و أبو الحسن بن سعيد، أنا أبو بكر الخطيب (1)،قال: عبد اللّه بن أحمد بن ربيعة بن سليمان بن خالد بن عبد الرّحمن بن زبر بن عطارد بن عمرو بن حجر بن منقذ بن أسامة بن الجعيد بن هبيرة بن الدّيل بن سن (2) بن أفصى بن عبد القيس بن لكيز بن هيب بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معدّ بن عدنان، أبو محمّد القاضي الدمشقي، قدم بغداد، و حدّث بها عن أحمد بن عبيد بن ناصح، و محمّد بن سليمان المنقري، و محمّد بن يونس الكديمي، و الحسن بن أحمد بن سلمة المديني، و أبي سلمة عبد الرّحمن بن محمّد الألهاني الحمصي، و أحمد بن عبد اللّه بن زكريا الإيادي الجبلي، روى عنه أبو العبّاس عبد اللّه بن موسى الهاشمي، و أبو الحسن الدارقطني، و ابن شاهين، و عبد اللّه بن أحمد بن مالك البيّع، و كان غير ثقة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (3)،قال: أما زبر بفتح الزاي، و سكون الباء: القاضي أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن ربيعة بن زبر مشهور له جموع و تراجم، لا يرتضونه.

ص: 25


1- تاريخ بغداد 386/9-387.
2- كذا بالأصل و م، و في تاريخ بغداد:«شنق» و في المطبوعة: شن.
3- الاكمال لابن ماكولا 162/4.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي زكريا البخاري.

و حدّثنا (1) خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا أبو زكريا، أنا عبد الغني بن سعيد قال: قال لي علي بن أحمد بن الأزرق:

قال لي أبو بكر بن الحداد: رأيت بقاء بن سلامة يذاكر ابن زبر القاضي بأشياء من الحديث فقلت: إن كان العلم ما أنتم عليه فما معنى (2) منه شيء، و إن كان العلم هو الذي معنا، فما معكما منه شيء.

قال عبد الغني و بقاء بن سلامة الحافظ : تقدمت وفاته، كان (3) حائكا، حدّثني حمزة أنه سأله حين قدم من رحلته إلى ابن قتيبة، فقال له: ما كتبت عنه ؟ قال: ما تركت عنده و لا هدية، فحدّثت به أبا بكر النقاش، فقال لي: اعلم أنه رأى خطي الدقيق، فقال لي: كأن خطك (4) خيط كتان.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، و أبو النجم الشّيحي، قالا: أنا أبو بكر الخطيب (5)، حدّثني الصوري، قال: سمعت عبد الغني بن سعيد يقول: سمعت الدارقطني يقول:

دخلت على أبي محمّد بن زبر و أنا إذ ذاك حدث، و بين يديه كاتب له و هو يملي (6) عليه الحديث من جزء، و المتن من آخر، و ظن أني لا أتنبه (7) على هذا، أو كما قال، و قال لي عبد الغني: كنت لا أكتب حديثه عن أبيه إذا جاء منفردا، إلاّ أن يكون مقرونا بغيره، فكان يقول لي: يا أبا محمّد ما ذنب أبي إليك لا تكتب حديثه، إلاّ أن يكون مقترنا بغيره ؟!.

أنبأنا أبو محمّد بن (8) الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد - لفظا - أنا تمام - إجازة - أنا ابن مروان قال: ثم صرف زكريا - يعني ابن أحمد - عن القضاء - يعني

ص: 26


1- في المطبوعة: ح و حدثنا.
2- كذا رسمها بالأصل، و في م:«معنى» كذا، و في المطبوعة: معي.
3- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: و كان.
4- عن م و بالأصل: خيطك.
5- تاريخ بغداد 387/9.
6- عن م و بالأصل: يلي.
7- تقرأ بالأصل «أتنبه» و تقرأ «أنتبه» و في تاريخ بغداد:«أنتبه» و أثبتنا «أتنبه» عن م.
8- لفظة «بن» ليست في م.

بدمشق - يوم الجمعة لثلاث بقين من جمادى الأوّل سنة عشر و ثلاثمائة، و ولي عبد اللّه بن أحمد بن ربيعة بن زبر، و ورد كتابه باستخلاف يحيى بن عمرو بن نوح بن حوي، و محمّد بن إسماعيل بن سلام، ثم قدم مستهلّ شعبان ثم عزل ابن زبر يوم الأحد لعشر بقين من شهر ربيع الآخر سنة اثنتي عشرة و ثلاثمائة، و ولي الحسين بن محمّد بن عثمان أبي زرعة.

قال أبو محمّد بن (1) الأكفاني، ولي أبو محمّد بن زبر الربعي القضاء بمصر سنة ست عشرة و ثلاثمائة، و عزل في جمادى الآخرة سنة تسع (2) عشرة و ثلاثمائة، و كان الخليفة جعفر المقتدر باللّه، ثم ولي القضاء بمصر أيضا في شهر ربيع الأول من (3) سنة عشرين و ثلاثمائة، و كان الخليفة جعفرا المقتدر ثم عزل في جمادى الآخرة من سنة إحدى و عشرين و ثلاثمائة، ثم قدم مصر، فتسلّم القضاء من محمّد بن بدر في مستهلّ ربيع الأول سنة تسع (4) و عشرين و ثلاثمائة، فأقام بها نيفا و عشرين يوما، و توفي لثلاث خلون من شهر ربيع الأول سنة تسع و عشرين و ثلاثمائة.

قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي، قرأت في تاريخ المختار - يعني - محمّد بن عبيد [اللّه] (5) بن أحمد بن إدريس المسبحي:- تقلد أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن ربيعة بن سليمان بن خالد بن عبد الرّحمن بن زبر بن عطارد الربعي من سكان دمشق القضاء على مصر، و دخلها في المحرم سنة سبع عشرة و ثلاثمائة، و كان يذكر أن مولده سنة نيّف و خمسين و مائتين، و ركب إلى المسجد الجامع، و قرأ عهده من قبل جعفر المقتدر، و دخل إليه أصحاب الحديث، فقال: ما حللت كتبي بعد، و نظر في القضاء و الأحباس و المواريث، و كان شيخا ضابطا من الدهاة ممشّيا لأموره، و كان عارفا بالأخبار و الكتب و السير في الدولتين، و ألّف في الحديث كتبا، و عمل كتاب تشريف الفقر على الغنى، و جمع أخبار الأصمعي.

ص: 27


1- لفظة «بن» ليست في م.
2- في م: سبع عشرة.
3- سقطت «من» من م.
4- في م: سبع.
5- بالأصل: عبيد، و الزيادة اسم الجلالة عن م.

قال يحيى بن مكي بن رجاء العدل: لو كان ابن زبر عادلا ما عدلت به قاضي (1)(2).

قال: و حدّثني معبد الصّيداوي قال: كنت في خدمة القاضي أبي محمّد عبد اللّه بن زبر، و خرجت معه إلى بغداد فما قدر مفلح المقتدري على ولايته مع علي بن عيسى الوزير، فطال مقامه، فقال لي يوما: يا معبد لي عليك حق، و أريد أن ترفع لي رقعة إلى مجلس المظالم، و هذه عشرون دينارا، فأخذت منه الدنانير، و عملت على أن ألقي الرقعة في دجلة و أقول قد أوصلتها، فسهر ليلته حتى حرّر الرقعة، ثم أقامني في آخر الليل و ألبسني ثوبا مشمّرا في زي الخراسانية و منديل خراساني، و دفع إليّ دفاتر و محبرة و نقط الحبر على ثيابي، و سلّم إليّ رقعة، و ركبت الزورق و مررت إلى الموضع الذي فيه ترفع المظالم فرأيت خادما و امرأة بنقاب كحلي، و تأملت و إذا الرقاع لا تقرأ، و كنت قبل وصولي قد فتحت الرقعة أقرأها لئلا يكون فيها أمر مهلك، فإذا فيها:

بسم اللّه الرّحمن الرحيم، و الحمد للّه رب العالمين، و صلى اللّه على خير أمين دعا إلى خير دين، محمّد سيد المرسلين، و على أهل بيته الطاهرين. على رغم أنف الراغمين، حضر مدينة السلام رجل من أهل خراسان يريد الحج، فاشتغل بكتابة الحديث إلى أن يأتي وقت الحج، فرأى في منامه في ثلاث ليال متواليات العبّاس بن عبد المطّلب في وسط مدينة السلام، و هو يبني دارا، فكلّما فرغ من موضع منها تقدّم رجل فهدمه، فقال صاحب هذه الرؤيا: يا عمّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم من هذا الذي قد بليت به يهدم كلّما تبني ؟ فقال: هذا علي بن عيسى كلّما بنيت لولدي بناء هدمه.

قال: فلما قرأتها قلت في نفسي: إن صرف علي بن عيسى فبهذه الرؤيا، ثم تأملت من يأخذ الرقاع من المتظلمين، و إذا هو يتناول الرقعة و يرمي خلفه الرقعة، و قلت لصاحب المركب: ادفع، فدفع و صرت إلى القاضي ابن زبر و هو قائم خلف باب الدار ينتظر ما يكون، فلما رآني سالما حمد اللّه عز و جل و دخلت فقال لي: أي شيء كان ؟ فقلت: رأيت خادما و امرأة عليها نقاب كحلي، فقال: هذه أم موسى، فتناول الخادم الرقعة فقال لي: قرأها؟ قلت: لا، قال: فقرأتها أنت ؟ فحلفت له أني ما قرأتها فدعا

ص: 28


1- الخبر في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 321-330) ص 263 و سير الأعلام 316/15.
2- كذا بالأصل و م و المطبوعة، و الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام 316/15 و فيه: قاضيا، و هو الصواب.

بالمائدة، و أكلت معه، و كان صيفا شديد الحر، و قام لينام فدخل البواب، فقال:

القاضي ابن الأشناني قد جاء، فقمت إلى القاضي ابن زبر فأخبرته، فقال: يدخل هذا مهم، فلمّا دخل صاح يهنيك أيها القاضي عزل علي بن عيسى، و قبض عليه، فقال: أي شيء السبب ؟ فقال: رقعة رفعت بأن رجلا صالحا رأى رؤيا كذا، فقال أمير المؤمنين المقتدر: هذه رؤيا صحيحة، يصرف و يقبض عليه، فأمر القاضي ابن زبر أن يسرج له، و ركب هو و ابن الأشناني، فلما كان عند العتمة وافى و معه عهده على القضاء بمصر و دمشق، و كان من أوسع الناس حيلة، و أحذقهم بأخذ دينار و درهم و هدية، في حسن مس و أهنأ حاجة، و لا يمس هدية أو بقضاء حاجة صاحبها، و كان كثير الحديث واسعه، و حدث بمصر عن جماعة منهم بضعة عشر من أصحاب سفيان بن عيينة، و بضعة عشر من أصحاب الأصمعي، و كانت مجالسه حفلة عامرة يملي و يقرأ عليه. و صنّف أجزاء كثيرة، و لم يزل ينظر في القضاء بمصر إلى يوم الجمعة لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة سنة سبع عشرة و ثلاثمائة، فإنه صرف بمروان بن إبراهيم بن حمّاد، فورد كتاب هارون بن إبراهيم مع كتاب الصرف إلى أخيه أبي عثمان فكانت أيام ابن زبر هذه ستة أشهر.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر قال: سنة تسع و عشرين و ثلاثمائة يوم الاثنين لثلاث خلون من شهر ربيع الأول توفي - أبي بالفسطاط بعد صلاة الغداة وقت طلوع الشمس رحمه اللّه و رضي عنه.

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد، و ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين (1)الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق في الدفعة الثانية أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن ربيعة بن سليمان بن خالد بن عبد الرّحمن بن زبر القاضي و هو من أهل بيت العلم، و عبد اللّه بن العلاء بن زبر الذي يروي عنه الوليد بن مسلم - هو ابن عمّ جده - و كان قد ولي (2) قضاء مصر مرارا، و مات بمصر و هو قاض (3) عليها في ربيع الآخر من سنة تسع

ص: 29


1- عن م و بالأصل: أبي الحسن.
2- كذا العبارة بالأصل و م، و في المطبوعة: ولي قضاء دمشق ثم ولي قضاء مصر.
3- في م: قاضي.

و عشرين و ثلاثمائة، و كان مولده بسامرة.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، قالا: أنا و أبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد، نا أبو بكر الخطيب (1)،حدّثني عبد العزيز بن أحمد الكتّاني بدمشق، نا مكي بن محمّد بن الغمر المؤدب، نا أبو سليمان محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن زبر قال: و في يوم الاثنين لثلاث خلون من شهر ربيع الأول من سنة تسع و عشرين و ثلاثمائة توفي أبي بالفسطاط .

قرأت في كتاب أبي محمّد بن أبي نصر بخط غيره، أنشدني أبو علي محمّد بن علي الأسفرايني، أنشدني أبو هريرة الوراق بمصر لنفسه في ابن زبر القاضي:

أتانا من دمشق و ليس شيء *** أحبّ إليه من نهي و أمر

فغادره الزمان فصار جسما *** حليف حفيرة و أليف قبر

لقد حكم الإله بغير جور *** و قد وعظ الزمان بابن زبر

3150 - عبد اللّه بن أحمد بن زياد بن زهير

أبو جعفر الهمذاني (2) المعروف بالدّحيمي

و لقب بذلك لكثرة روايته عن دحيم.

سمع دحيما، و أبا خيثمة زهير بن حرب، و عبيد اللّه بن عمر القواريري، و محمّد بن عبّاد المكي، و إبراهيم بن سلام، و منصور بن أبي مزاحم، و يحيى بن أيوب المقابري.

روى عنه الحسن أحمد بن يزيد الدّقيقي، و أحمد بن عبيد الأسدي الهمذانيان، و أبو علي حامد بن محمّد الهروي الرفّاء، و أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن بنجاب (3)الطيبي و غيرهم.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق الطيبي، نا عبد اللّه بن أحمد الدّحيمي، نا يحيى بن

ص: 30


1- الخبر في تاريخ بغداد 387/9.
2- بالأصل و م: الهمداني، بالدال المهملة، و المثبت بالذال المعجمة عن المطبوعة.
3- كذا بالأصل، و يقال فيه أيضا:«نيخاب» و اضطرب إعجامها في م.

أيوب، نا مصعب بن سلام، عن هشام بن أبي المقدام، عن الحسن، عن أبي هريرة قال؛ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من قرأ سورة الدّخان ليلة الجمعة أصبح مغفورا له»[5721].

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو نصر بن قتادة، أنا أبو علي الهروي (1) الرفّاء، نا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد الدّحيمي الضرير بهمذان، نا منصور بن أبي مزاحم، نا إسماعيل بن عيّاش، عن هشام بن عروة، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر قال: كانت لأبي قتادة جمّة، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أكرمها»، فكان يرجّلها غبا[5722].

أنبأنا أبو الحسن الفرضي، أنا أبو الفرج سهل بن بشر، أنا القاضي أبو الحسن علي بن عبيد اللّه الكسائي الهمذاني (2) بمصر، قال: سمعت أبا نصر عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسين بن عبديل الأنماطي يقول: عبد اللّه بن أحمد بن زياد بن زهير الدّحيمي، و لكثرة ما كان عنده عن دحيم، سمّي الدّحيمي.

روى عن سريج (3) بن يونس، و الحكم بن موسى، و أبي خيثمة و غيرهم، حدّثنا عنه مشايخنا.

3151 - عبد اللّه بن أحمد بن سوادة

أبو طالب البغدادي الحافظ مولى بني هاشم (4)

بدمشق و بغداد عن محمّد بن عثمان بن كرامة، و المتوكل (5) بن محمّد بن أبي سورة، و سفيان بن وكيع، و عبد اللّه بن محمّد بن سعيد الحرّاني، و أبي كريب، و هارون بن زيد بن أبي الزرقاء، و محمّد بن خلف بن عمّار العسقلاني، و عيسى بن يونس بن أبان الزملي، و هزّان بن محمّد بن هزّان المذحجي، و أحمد بن سعيد بن بشر الهمذاني المصري، و عبد الرّحمن بن عبد الغفار بن عثمان البيروتي، و هارون بن حاتم، و الحسن بن الصبّاح البزّاز، و طالوت بن عبّاد، و محمّد بن يحيى الأزدي.

ص: 31


1- في المطبوعة:«الرفاء الهروي» و في م كالأصل.
2- بالأصل و م الهمداني بالدال المهملة خطأ و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 652/17.
3- في م: شريح.
4- ترجمته و أخباره في تاريخ بغداد 373/9.
5- في م: و الموكل.

روى عنه: أبو علي بن شعيب، و ابن سنان، و ابن مروان، و الحسن بن حبيب، و أبو عمر أحمد بن محمّد الجلي، و أبو بكر أحمد بن موسى بن مجاهد المقرئ، و أبو عبد اللّه محمّد بن سعيد بن إسحاق، و غياث بن محمّد بن غياث، و الحسن بن علي بن يحيى الشّعراني الطّبراني، و أحمد بن محمود بن صبيح، و أبو عمرو محمّد بن أحمد بن الحسن، و أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن محمّد، و أبو عثمان إسحاق بن إبراهيم بن زيد، و محمّد بن إبراهيم بن الحسن الإمام الأصبهانيون.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو محمّد التميمي، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن صالح بن سنان، و أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن، قالا: أنا أبو طالب عبد اللّه بن أحمد بن سوادة البغدادي، حدّثني محمّد بن عثمان بن كرامة العجلي، نا عبيد اللّه بن موسى، أنا عنبسة بن سعيد القرشي، عن حمّاد مولى بني أمية عن جناح مولى الوليد، عن واثلة (1) بن الأسقع، قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«الولد (2) للفراش، و للعاهر الحجر»[5723].

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصّفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو طالب عبد اللّه بن أحمد بن سوادة البغدادي، [سمع أبا طالب عبد الجبّار بن عاصم النسائي، و أبا عبد اللّه محمّد بن هاشم بن سعيد القرشي. روى عنه: أبو عمران موسى بن هارون البغدادي] (3) كنّاه لنا أبو العبّاس إبراهيم بن محمّد الفرائضي.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ قال: عبد اللّه بن أحمد بن سوادة أبو طالب البغدادي، قدم أصبهان، و حدث بها، توفي بطرسوس سنة خمس و ثمانين و مائتين، حدث عنه أحمد بن محمود بن صبيح.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، قالا: قال لنا أبو بكر

ص: 32


1- في م: وائلة.
2- عن م و المطبوعة، و بالأصل: الوليد.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.

الخطيب (1):عبد اللّه بن أحمد بن سوادة، أبو طالب مولى بني هاشم، حدث عن محمّد بن بكّار بن الريان، و مجاهد بن موسى، و محمّد بن عبيد بن حساب، و طالوت بن عبّاد، و إسماعيل بن موسى الفزاري، و عبيد اللّه بن معاد، و الحسن بن قزعة البصريين، و المتوكل بن محمّد بن أبي سورة، و محمّد بن هاشم البعلبكي، و بركة بن محمّد الحلبي، و محمود بن خالد الدمشقي، و سليمان بن سيف الحرّاني و غيرهم.

روى عنه أبو بكر بن مجاهد المقرئ، و محمّد بن مخلد الدّوري، و أبو العبّاس بن عقدة، و محمّد بن العبّاس بن نجيح و غيرهم.

أخبرنا أبو النجم الشّيحي،[أنا أبو بكر الخطيب] (2) أنا أبو بكر البرقاني، قال:

قرأنا على أبي بكر الإسماعيلي، حدثكم محمّد بن فرّوخ، نا عبد اللّه بن أحمد بن سوادة صدوق.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، و أبو القاسم غانم بن محمّد بن عبيد اللّه.

ثم أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد، أنا أبو علي الحداد.

ح و أخبرنا أبو النجم الشّيحي، أنا أبو بكر الخطيب (3)،قالوا: أنا أبو نعيم الحافظ ، قال: سمعت أبا محمّد عبد اللّه بن محمّد بن حيّان (4) يقول: و فيها - يعني سنة خمس و ثمانين و مائتين - مات أبو طالب عبد اللّه بن أحمد بن سوادة البغدادي بطرسوس.

3152 - عبد اللّه بن أحمد بن صالح

أبو محمّد المرّي القزّاز

حدّث عن من لم يسمّ لنا.

ص: 33


1- الخبر في تاريخ بغداد 373/9.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
3- الخبر في تاريخ بغداد 373/9.
4- في تاريخ بغداد: عبد اللّه بن محمد بن جعفر بن حيان.

كتب عنه أبو الحسين (1) الرازي.

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد، و ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق في الدفعة الثانية: أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن صالح المرّي، و كان أميا يحفظ أحاديث، و كان قزازا ينسج بباب الإبريسم (2)،مات سنة خمس و عشرين و ثلاثمائة.

3153 - عبد اللّه بن أحمد بن عبد اللّه

أبي الحواري بن ميمون

أبو محمّد

روى عن أبيه، و أحمد بن صالح المصري، و محمّد بن إسماعيل بن عليّة القاضي، و علي بن سهل الرّملي، و أبي عبيد (3) عيسى بن محمّد بن العبّاس (4)، و أيوب بن نصر العصفري، و عبد الوهاب الجوبري، و هشام بن خالد، و هشام بن عبد الملك اليزني (5)،و عمرو بن عثمان، و عبد السّلام بن إسماعيل الحداد، و أبي مسعود هاشم بن خالد بن أبي جميل، و حميد بن هشام الدّاراني، و كثير بن عبيد و غيرهم.

روى عنه أبو بكر بن أبي دجانة، و محمّد بن سليمان بن يوسف الربعي (6)البندار، و أبو الفضل بن جعفر، و أبو أحمد بن عدي، و علي بن الحسين الجعفري.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمّام بن محمّد، أنا أبو بكر بن أبي دجانة، نا عبد اللّه بن أحمد بن أبي الحواري، نا ابن عليّة، نا عبد الرّحمن بن مهدي، نا سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، عن زياد بن جارية (7)،

ص: 34


1- عن م و بالأصل: أبو الحسن.
2- الحرير.
3- كذا، و في م: أبي عمير. و انظر ترجمته في تهذيب الكمال 571/14.
4- كذا بالأصل و م، و في تهذيب الكمال:«بن النحاس». و قيل غير ذلك. راجعه.
5- تقرأ بالأصل:«المري» و مهملة و غير مقروءة في م، و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في تهذيب الكمال 261/19.
6- سقطت من المطبوعة.
7- عن م و بالأصل مهملة بدون نقط .

عن حبيب بن مسلمة: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم نفّل الثلث.

جمع حديثه مع حديث غيره، و قال فيه: زياد، و عبد الرّحمن بن مهدي يقول فيه:

زيد كذلك.

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، أنا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا عبد الرّحمن، نا سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، عن زيد بن جارية (2)،عن حبيب بن مسلمة، قال: شهدت النبي صلى اللّه عليه و سلّم نفّل الثلث.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا تمّام بن محمّد، حدّثني أبو بكر بن أبي دجانة، نا محمّد بن عبد اللّه، و عبد اللّه بن أحمد بن أبي الحواري، قالا: نا علي بن سهل، نا الوليد، عن سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى، عن نافع، عن ابن عمر:

أنه كان في سفر فسمع صوت زمارة راعي (3)،فعدل عن الطريق و جعل إصبعيه في أذنيه، و عاود الطريق، و قال: هكذا رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فعل.

أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر، و أبو الأسعد هبة الرّحمن بن عبد الواحد بن عبد الكريم و غيرهما، قالوا: قال لنا أبو صالح أحمد بن عبد المالك المؤذن عبد اللّه بن أحمد بن أبي الحواري الدمشقي الزاهد ابن الزاهد، أبو محمّد من الزهّاد و الورعين، صحب أباه، و لزم طريقته، و صار من أعيان مشايخ الشام، و كان عالما و كتب الحديث، و حدّث عن أبيه.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي نصر بن ماكولا (4)،قال: أما الحواري بحاء مهملة مفتوحة: أحمد بن أبي الحواري، و اسمه عبد اللّه بن ميمون بن عياش بن الحارث الثعلبي الغطفاني، و ابنه أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن أبي الحواري، حدّث

ص: 35


1- مسند الإمام أحمد 151/6 رقم 17470.
2- عن م و المسند، مهملة بالأصل بدون نقط .
3- كذا بالأصل و م «راعي» بإثبات الياء.
4- الاكمال لابن ماكولا 216/3.

عن أبي مسعود بن أبي جميل، عن أبي سليمان الدّاراني، و حدّث عنه أبو أحمد بن عدي.

ذكر أبو (1) عبد اللّه بن مندة فيما حكاه أبو الفضل المقدسي، عنه: أن عبد اللّه بن أبي الحواري مات بعد الثلاثمائة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر قال: و فيها - يعني سنة خمس و ثلاثمائة - توفي عبد اللّه بن أحمد بن أبي الحواري في رمضان.

3154 - عبد اللّه بن أحمد بن عبد اللّه بن إلياس بن البطريق

أبو محمّد المؤذن مولى بني هاشم المعروف بالقميقم (2)

حدّث عن بعض شيوخه ممن لم يقع إليّ اسمه.

كتب إليّ (3) أبو الحسين الرازي.

قرأت بخط أبي الحسن نجا (4) بن أحمد - فيما ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين محمّد بن عبد اللّه في تسمية من كتب عنه بدمشق في الدفعة الثانية: أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن عبد اللّه بن إلياس بن البطريق المؤذن مولى بني هاشم، و يعرف بالقميقم، مات في سنة ثلاثين و ثلاثمائة.

3155 - عبد اللّه بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد

أبو محمّد النّسري الدّادواي (5)

قدم دمشق، و سمع بها أبا محمّد بن أبي نصر.

ص: 36


1- سقطت «أبو» من الأصل و استدركت عن م.
2- سقطت ترجمته بكاملها من م.
3- كذا، و في المطبوعة: عنه.
4- بالأصل:«رشا» خطأ، و الصواب ما أثبت، قياسا إلى سند مماثل، و بما يوافق عبارة المطبوعة.
5- ذكره ياقوت الحموي في معجم البلدان «نسر» نقلا عن ابن عساكر. و النسري نسبة إلى نسر، موضعان أحدهما موضع من نواحي المدينة ذكره الحطيئة، و الآخر: ضيعة من ضياع نيسابور،(و لعله ينسب إلى هذه الضيعة، كما صرح ابن عساكر). و فى ياقوت:«الداورداني» بدل «الوادواي».

و روى عنه: علي بن الخضر السّلمي.

و النّسري من ضيعة من ضياع نيسابور فيما ذكر رشأ.

3156 - عبد اللّه بن أحمد بن علي بن طالب

أبو القاسم البغدادي البزّاز (1)

قدم دمشق، و حدث بها عن الحسن بن محمّد بن الحسن السّكوني، و الحسن بن عبد الرّحمن بن خلاّد، و أحمد بن سعيد بن فرضخ، و أحمد بن محمّد بن بكر البصري، و محمّد بن عمر الشيرازي، و أبي جعفر محمّد بن عبد اللّه بن عبد الكريم النفيلي، و إبراهيم بن عبد الصّمد الهاشمي، و أبي عبد اللّه بن مخلد العطار، و أبي عبيد، و أبي عبيد اللّه المحامليين، و أبي العبّاس أحمد بن العبّاس بن منصور البغوي الصوفي، و أبي بكر محمّد بن عبد اللّه بن غيلان الخزاز (2)،و أبي طالب أحمد بن نصر بن طالب الحافظ ، و أبي الحسن علي بن محمّد بن عبيد الآملي البزّاز، و أبي القاسم عثمان بن إسماعيل السّكري، و أبي عبد اللّه محمّد بن إسماعيل الفارسي الفقيه، و أبي عمرو عثمان بن جعفر بن محمّد اللبّان، و أبي ذرّ بن الباغندي، و أبي بكر أحمد بن محمّد بن إسماعيل المقرئ الأدمي، و أبي عمر حمزة بن القاسم الهاشمي، و أبي بكر أحمد بن عيسى الخوّاص، و أبي الحسن علي بن الفضل البلخي، و أبي بكر عبد اللّه بن محمّد بن زياد النيسابوري، و أبي الحسين عبد الملك بن أحمد بن نصر الدقاق، و أبي العباس بن عقدة، و أبي الفضل عبد السّميع الهاشمي، و أبي بكر محمّد بن أحمد بن محمويه العسكري، و أبي القاسم الحسين بن عبادة الواسطي، و أبي عبد اللّه الحسين بن محمّد بن سعيد، و أبي عبد اللّه محمّد بن أبي الرجال الصّلحي، و أبي الحسن علي بن الحسن بن العبد، و أبي عبد اللّه محمّد بن علي بن إسماعيل الأيلي الحافظ ، و أبي حفص عمر بن أحمد الدّربي، و أبي عبد الرّحمن معاوية بن عبد الحميد بن يحيى بن معاوية الحرّاني، و أبي القاسم علي بن عبد الوهاب الظاهري (3)،و ابن خربان الصّفار ببغداد، و أم محمّد فاطمة بنت الحسين بن الرّيّان - بمصر - و غيرهم.

ص: 37


1- ترجمته في تاريخ بغداد 395/9.
2- بالأصل و م:«الحرار» و المثبت عن المطبوعة.
3- بالأصل و م:«الطاهري» و المثبت عن المطبوعة.

روى عنه: عبد الوهاب الميداني، و أبو الحسن الربعي، و عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، وهبة اللّه بن إبراهيم بن عمر المصري الصّوّاف، و شعيب بن عبد الرّحمن بن عمر بن نصر الشيباني، و أبو محمّد عبد الغني بن سعيد الحافظ ، و أبو نصر بن الجبّان، و تمّام بن محمّد، و أبو الحسن علي بن يحيى بن أبي الكرام (1)المصري، و انتقى عليه عبد الغني بن سعيد الحافظ .

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا علي بن الحسن الحافظ ، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن طالب البغدادي، نا أبو جعفر محمّد بن عبد اللّه بن عبد الكريم النفيلي، نا عبد اللّه بن أيوب، نا عبد اللّه بن كثير بن جعفر، عن أبيه، عن جده، عن بلال بن الحارث قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«رمضان بالمدينة خير من ألف رمضان (2) فيما سواها من البلدان، و جمعة بالمدينة خير من ألف جمعة فيما سواها من البلدان»[5724].

أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، أنا أبو الحسن الربعي، قيل له: أخبركم أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن طالب البغدادي، قدم عليكم من مصر - قراءة عليه - أنا إبراهيم بن عبد الصمد، نا أبو عبيد اللّه سعيد بن عبد الرّحمن المخزومي، نا عبد اللّه بن الوليد، نا سفيان الثوري، عن عبد اللّه بن عمر، عن نافع، عن ابن حنين، عن علي أنه قال: نهاني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أن أقرأ و أنا راكع، و أن أتختم بالذهب، و أن ألبس المعصفر، و القسيّ (3).

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري، و أبو محمّد بن أبي عثمان قالوا: أنا أحمد بن محمّد بن موسى بن القاسم بن الصلت المجبّر، نا إبراهيم بن عبد الصّمد، يذكر بإسناده مثله، و لم يقل ابن النّقّور في حديثه: أنه:

أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن زريق، و أبو النجم بدر بن عبد اللّه

ص: 38


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: ابن أبي الكرم.
2- في م: ألف شهر رمضان.
3- القسي، قسا الدرهم: زاف، فهو قسي (القاموس)، و القسي: ثياب من كتان مخلوط بحرير يؤتى بها من مصر، تنسب إلى القس، قرية من قرى ساحل البحر (اللسان).

الشّيحي، قالا: قال لنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب (1):عبد اللّه بن أحمد بن علي بن (2) طالب، أبو القاسم، البغدادي، نزل مصر، و روى بها كتاب تاريخ يحيى بن معين الذي يرويه حسين بن حبان (3) عنه، فرواه ابن طالب (4) و جادة عن كتاب حسين بن حبّان (5)،و كان جدّ أمّه - و أمه هي بنت علي بن الحسين بن حبان (6)،سمع منه عبد الغني بن سعيد، و أبو سعد الماليني و غيرهما.

روى عنه: تمّام بن محمّد بن عبد اللّه الرازي، و حدث أيضا عن إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، و محمّد بن عبد اللّه بن غيلان الخزّاز (7)،و أبي طالب أحمد بن نصر الحافظ ، و محمّد بن علي بن إسماعيل الأيلي، و أبي ذرّ بن الباغندي، و القاضي المحاملي و غيرهم، و كان ثقة، ولد في سنة سبع و ثلاثمائة، و مات بمصر في المحرم من سنة تسعين و ثلاثمائة.

3157 - عبد اللّه بن أحمد بن علي بن صابر بن عمر

أبو القاسم السلمي، يعرف بابن سيده

كتب الكثير، و استورق، و حدّث باليسير.

و سمع أبا محمّد الكتّاني، و أبا القاسم بن أبي العلاء، و أبا البركات عبد القادر بن إسماعيل، و أبا عبد اللّه بن أبي الحديد، و أبا الفرج الأسفرايني، و الحسن بن علي بن عبد الواحد بن البري (8)،و أبا الحسن علي بن الحسن بن طاوس الدّير عاقولي، و أبا نصر أحمد بن محمّد الطريثيثي، و محمّد بن عمر الكرجي (9) الواعظ ، و أبا إسحاق إبراهيم بن يونس المقدسي، و جماعة كثيرة.

حدّثنا عنه أبو القاسم بن السّوسي.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن

ص: 39


1- الخبر في تاريخ بغداد 395/9.
2- في تاريخ بغداد: بن أبي طالب.
3- كذا بالأصول، و في تاريخ بغداد: حيان، خطأ.
4- في تاريخ بغداد: بن أبي طالب.
5- كذا بالأصول، و في تاريخ بغداد: حيان، خطأ.
6- كذا بالأصول، و في تاريخ بغداد: حيان، خطأ.
7- عن تاريخ بغداد، و بالأصل و م: الحرار.
8- في م: الثري.
9- عن م و بالأصل: الكرخى.

علي السّلمي، أنا أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد السّلمي، أنا أبو الحسن علي بن موسى بن الحسين بن السمسار - قراءة عليه - نا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن مروان القرشي، نا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي، نا إبراهيم بن المنذر، حدّثني سعيد بن السّائب الطائفي، عن نوح بن صعصعة، عن يزيد بن عامر قال:

جئت و النبي صلى اللّه عليه و سلّم في الصّلاة، فلما وجدت النبي صلى اللّه عليه و سلّم في الصلاة - إمّا في الظهر و إما في العصر - قال: و قد كنت صلّيت في المنزل، جلست، فلم أدخل في الصّلاة، فانصرف علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فرآنى جالسا فقال:«مسلم يا يزيد؟» (1) فقلت: بلى يا رسول اللّه قد أسلمت، فقال:«مالك - أو ما منعك - أن تدخل مع الناس في صلاتهم ؟» قلت: إني كنت صلّيت في منزلي، و أنا أحسب أن قد صليتم، قال:«فإذا جئت فوجدت الناس في صلاة فصلّ معهم، إن كنت قد صلّيت تكون تلك نافلة و هذه مكتوبة».

أنشدنا أبو القاسم قال: أنشدنا أبو القاسم بن صابر:

صبرا لحكمك (2) أيها الدهر *** لك أن تجور و منّي الصبر

آليت لا أشكوك مجتهدا *** حتى يردّك من له الأمر

ذكر أبو محمّد بن الأكفاني، أنا أبو القاسم بن صابر توفي (3) يوم الخميس الرابع و العشرين من شهر ربيع الآخر من سنة ثلاث و تسعين و أربعمائة بدمشق (4).

و هكذا ذكر أخوه أبو محمّد إلاّ أنه قال: توفي ليلة الخميس و دفن يوم الخميس.

قال: و سألته عن مولده ؟ فقال: ولدت ليلة الثلاثاء العتمة لتسع بقين من ذي القعدة من سنة اثنتين و خمسين و أربعمائة.

ص: 40


1- عن م و بالأصل: زيد.
2- عن م و بالأصل: لحلمك.
3- في م: توفي في يوم.
4- من قوله: ذكر أبو محمد... إلى هنا سقط من المطبوعة.
3158 - عبد اللّه بن أحمد بن عمر بن أبي الأشعث

أبو محمّد بن أبي بكر، السّمرقندي أبوه (1)

ولد بدمشق، و سمع بها الحديث الكثير من أبي بكر الخطيب، و أبي الحسن بن أبي الحديد، و أبي نصر بن طلاّب، و عبد العزيز الكتاني، و أبي الحسن بن صصري، و خلق كثير (2) سواهم.

ثم خرج إلى بغداد فاستوطنها، و سمع بها أبا الحسين بن النّقّور، و أبا منصور بن العطار، و أبا القاسم بن البسري، و أبا نصر الزّينبي، و ابن بنت السّكري، و خلقا سواهم.

و رحل إلى خراسان فسمع أبا القاسم بن المحبّ و غيره بنيسابور، و أبا القاسم الخليلي ببلخ، و أبا منصور بن شكرويه و غيره بأصبهان، و سمع بالبصرة و غيرها من البلاد و أكثر من السماع، و حصّل النسخ الكثيرة، و حدّث بأشياء كثيرة، و كان له بالحديث عناية، و بعض دراية.

و أجاز لي جميع مسموعاته، و كان ثقة حسن الاعتقاد.

كتب إليّ أبو محمّد بن السّمرقندي، و أخبرني أبو القاسم إسماعيل بن أحمد - قراءة - قالا: أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن النّقّور - قراءة عليه - و نحن نسمع، أنا أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى الوزير، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، نا علي بن الجعد، أخبرني عبد العزيز (3) الماجشون، عن صالح بن كيسان، عن عبد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، عن زيد بن خالد الجهني قال: نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عن سبّ الديك، و قال:«إنه يؤذّن للصّلاة»[5725].

قال لي أبو الفضل محمّد بن محمّد بن عطاف: سألت أبا محمّد بن السّمرقندي عن مولده فقال: في صفر سنة أربع و أربعين بدمشق.

ص: 41


1- ترجمته في تذكرة الحفاظ 1263/4 و سير الأعلام 465/19 و شذرات الذهب 49/4 النجوم الزاهرة 223/5 البداية و النهاية (الجزء 12 بتحقيقنا)، و الكامل لابن الأثير (بتحقيقنا، حوادث سنة 516.
2- عن م و بالأصل: كبير.
3- لفظة «العزيز» ليست في م.

قال غير ابن عطاف: في يوم الأحد السادس من صفر.

قال ابن عطاف: و توفي آخر نهار يوم الاثنين ثاني عشر شهر ربيع الآخر من سنة ست عشرة و خمسمائة.

3159 - عبد اللّه بن أحمد بن عمرو بن أحمد بن معاذ

أبو الحسين - و يقال: أبو العبّاس - العنسي الدّاراني

روى عن أبيه، و أبي يعقوب الأذرعي، و أبي الميمون بن راشد، و أبي الحسن بن حذلم، و أبي القاسم بن أبي العقب، و جعفر بن محمّد بن جعفر الكندي.

روى عنه: عبد العزيز بن أحمد، و علي الحنّائي، و علي بن الخضر - و كنّاه أبا العباس - و أبو محمّد اللّبّاد، و أبو علي الأهوازي، و أبو الحسن بن أبي الهول.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد الكتّاني.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد بن اللّبّاد، أنا جدي لأمي أبو معاذ الدّاراني - قراءة عليه بها - قال: حدّثنا - و قال اللّبّاد: أنا - أبو الميمون - و قال عبد العزيز: عبد الرّحمن بن عمر بن راشد - نا أبو علي (1) الحسن بن أحمد بن بكّار بن بلال العاملي، نا جدي محمّد بن بكّار، نا سعيد بن بشير، و لم ينسبه اللّبّاد، عن قتادة، عن أنس بن مالك أن النبي صلى اللّه عليه و سلم - و قال اللباد: رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - كان إذا أوى إلى فراشه وضع يده اليمنى تحت خدّه الأيمن ثم قال:«ربّ قني عذابك يوم تبعث عبادك»[5726].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، قال: توفي شيخنا أبو الحسين (2) عبد اللّه بن أحمد بن معاذ الدّاراني بقرية داريّا في شوال سنة أربع عشرة و أربعمائة.

حدّث عن أبي الميمون بن راشد، و أبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعي، و جعفر بن محمّد بن عديس و غيرهم.

ص: 42


1- في م: أبو علي بن بكار بن بلال العاملي.
2- عن م و بالأصل: أبو الحسن.

كتب الكثير، حدّث بشيء يسير، ثقة مأمون، و كان عنده تفسير سنيد (1) عن أبيه، عن جده.

.....- أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، قال: عبد اللّه بن أحمد بن عمرو بن معاذ العنسي أبو الحسن، يروي عن أبي الميمون بن راشد، و أبي الحسن بن حذلم، و أبي القاسم بن أبي العقب، و أبي يعقوب الأذرعي (2) و غيرهم، توفي بداريّا في شوال سنة أربع عشرة و أربعمائة.

3160 - عبد اللّه بن أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن ربيعة

أبو محمّد بن الصبغ السّلمي، أخو أبي الفضل

حدّث بدمشق عن أبي عتبة أحمد بن الفرج الحمصي، و أبي عمر محمّد بن عامر بن العلاء الثقفي.

روى عنه: أبو هاشم المؤدّب.

قرأت بخط عبد الوهاب الميداني، حدّثني أبو هاشم، نا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن ربيعة بن الصّبّاغ، نا أبو عتبة أحمد بن الفرج الحجازي سنة اثنتين و ستين و مائتين، نا بقية بن الوليد، نا بحير (3) بن سعد، عن خالد بن معدان، عن أبي بحرية، عن معاذ بن جبل قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«الغزو غزوان: فأما من ابتغى وجه اللّه و أطاع الإمام و أنفق الكريمة و ياسر الشريك، و اجتنب الفساد، يعني: فإنه نومه و نبهه أجر كله. و أمّا من غزا فخرا و رياء و سمعة و عصى الإمام، و أفسد في الأرض فإنه لم يرجع بالكفاف»[5727].

أخبرتنا به أم المجتبى فاطمة بنت ناصر العلوية، قال: قرئ على أبي القاسم إبراهيم بن منصور السلمي، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن علي، أنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى، نا عبد اللّه بن محمّد بن أسماء، نا عبد اللّه، عن بقية بن الوليد، عن

ص: 43


1- في م:«شبير» خطأ، و سنيد لقب الحسين بن داود المصيصي المحتسب أبو علي، ترجمته في تهذيب الكمال 155/8.
2- في م: الأوزاعي، تحريف، و قد مرّ قريبا أكثر من مرة صوابا.
3- في المطبوعة:«بجير» خطأ، و انظر ترجمته في تهذيب الكمال 12/3.

بحير (1) بن سعد، عن خالد بن معدان، عن أبي بحرية، عن معاذ بن جبل أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:

«الغزو غزوان: فأمّا من ابتغى وجه اللّه، و أطاع الإمام، و أنفق الكريمة، و ياسر الشريك و اجتنب الفساد فإن نومه و تنبهه أجر كلّه، و أمّا من غزا فخرا و رياء و سمعة، و عصى الإمام، و أفسد في الأرض فإنه لا يرجع بالكفاف»[5728].

قرأنا بخط أبي محمّد بن الأكفاني - فيما ذكر أنه وجده بخط بعض أصحاب الحديث في تسمية من كتب عنه بدمشق: عبد اللّه بن أحمد بن الصباغ في طبقة ابن جوصا، و أبي الدّحداح، و ذكر أنه سمع منه سنة ثلاث عشرة و ثلاثمائة.

3161 - عبد اللّه بن أحمد بن محمّد بن قبّان

3161 - عبد اللّه بن أحمد بن محمّد بن قبّان (2)

أبو القاسم البغدادي (3)

حدّث بدمشق عن الحسن بن عليل العنزي، و علي بن محمّد بن أبي الشوارب القاضي، و إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي.

روى عنه: تمّام بن محمّد، و أبو العبّاس بن السمسار، و أبو عبد اللّه بن مندة، و أبو الحسن علي بن محمّد الرّملي الخثعمي.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمّام بن محمّد، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن قبّان (4) البغدادي، قدم دمشق، نا أبو علي الحسن بن عليل العنزي، نا عبد اللّه بن المثنّى، نا عويد بن أبي عمران الجوني، عن أبيه، عن عبد اللّه بن الصّامت، عن أبي ذرّ قال: قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا أبا ذرّ زر غبا تزدد حبّا» غريب[5729].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن غانم بن أحمد، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق بن مندة، أنا أبي، أنا عبد اللّه بن أحمد السّامري بدمشق، أنا الحسن بن عليل

ص: 44


1- في المطبوعة: بجير.
2- إعجامها مضطرب بالأصل و م، و المثبت و الضبط عن الاكمال لابن ماكولا.
3- ترجمته في تاريخ بغداد 389/9.
4- عن م و بالأصل مهملة بدون نقط .

العنزي، نا محمّد بن عبّاد العنزي، نا ضمرة بن مروان بن عبد اللّه بن حكيم بن عبد اللّه بن سعد العنزي، حدّثني أبي، عن جدي حكيم حدّثه عن أبيه عبد اللّه، عن أبيه سعد بن قيس:

أنه قدم على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال:«ما اسمك» قال: سعد الخيل قال:«بل أنت سعد الخير»[5730].

قال ابن مندة: هذا حديث غريب، لا يعرف إلا بهذا الإسناد.

أخبرني أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب قال: عبد اللّه بن أحمد بن محمّد بن قبّان البغدادي كان بدمشق، حدّث عن علي بن محمّد بن أبي الشوارب القاضي.

روى عنه: تمّام بن محمّد الرّازي.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، و أبو الحسن بن سعيد، و أبو النجم الشّيحي، قالوا:

قال لنا أبو بكر الخطيب (1):عبد اللّه بن أحمد بن محمّد (2) بن قبّان أبو القاسم البغدادي، حدّث في الغربة عن علي بن محمّد بن أبي الشوارب القرشي، و الحسن بن عليل العنزي.

روى عنه: تمّام بن محمّد بن عبد اللّه المعروف بالرازي، ساكن دمشق.

قرأت على أبي محمّد، عن أبي نصر بن ماكولا (3) قال: أما قبّان - بفتح القاف و تشديد الباء المعجمة بواحدة - فهو عبد اللّه بن أحمد بن محمّد بن قبّان بغدادي، نزل دمشق، حدّث عن علي بن محمّد بن أبي الشوارب القاضي.

روى عنه: تمّام الرازي.

ص: 45


1- الخبر في تاريخ بغداد 389/9.
2- «بن محمد» ليست في م.
3- الاكمال لابن ماكولا 98/7.
3162 - عبد اللّه بن أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن الليث بن شعبة

ابن البحتري (1) بن إبراهيم بن زياد بن الليث بن شعبة بن فراس

ابن حابس أخي الأقرع بن حابس

أبو القاسم - و يقال: أبو محمّد - التميمي المعلّم

المعروف بالغباغبي (2)

حدّث عن الحرّ (3) بن يزيد القطّان، و ضرار بن سهل الضّراري، و يحيى بن إسحاق بن سافري (4).

روى عنه: عبد الوهّاب الكلابي.

و كتب عنه أبو الحسين (5) الرازي، و هو نسبه، و أبو الحسين محمّد بن عبد اللّه بن محمّد الفوّي.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (6)،قال: حدّثت عن عبد الوهّاب بن عبد اللّه (7) الكلابي، نا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن محمّد التميمي المعلم المعروف بالغباغبي - لفظا - حدّثني ضرار بن سهل الضراري - ببغداد - في دار الحليحين (8) في رأس الجسر، نا الحسن بن عرفة، نا أبو حفص عمر بن عبد الرّحمن الأبّار، عن حميد، عن أنس قال: قال لي علي بن أبي طالب: قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«يا علي إنّ اللّه عزّ و جلّ أمرني أن اتّخذ أبا بكر والدا، و عمر مشيرا، و عثمان سندا،

ص: 46


1- كذا بالأصل و م و معجم البلدان، و في المطبوعة: البختري.
2- الغباغبي نسبة إلى غباغب، و هي قرية في أول عمل حوران من نواحي دمشق بينهما ستة فراسخ.(معجم البلدان). ذكره ياقوت و ترجم له نقلا عن ابن عساكر.
3- في معجم البلدان: الحسن.
4- عن م و معجم البلدان، و بالأصل: سافر.
5- عن م، و بالأصل و معجم البلدان: أبو الحسن.
6- الخبر في تاريخ بغداد 345/9 في ترجمة ضرار بن سهل الضراري.
7- كذا بالأصل و م و هو خطأ و الصواب «الحسن» كما في تاريخ بغداد، و سينبه المصنف إلى الصواب في آخر الخبر.
8- كذا بالأصل و م، و في تاريخ بغداد: الخلنجيين.

و أنت يا علي ظهرا (1)،أنتم أربعة قد أخذ اللّه لكم الميثاق في أمّ الكتاب، لا يحبّكم إلاّ مؤمن تقيّ ، و لا يبغضكم إلاّ منافق شقي، أنتم خلفاء نبوّتي، و عقد ذمتي، و حجّتي على أمّتي».

قال الخطيب: هذا الحديث منكر جدا لا أعلم رواه بهذا الإسناد إلاّ ضرار بن سهل، و عنه الغباغبي، و جميعا مجهولان.

كذا قال عبد الوهّاب بن عبد اللّه - و هو ابن الحسن - و قال: ظهرا و إنما هو صهرا.

رواه أبو القاسم الحسين بن أحمد بن الصّامت الشيرازي، عن عبد الوهّاب إلاّ أنه كنى الغباغبي أبا محمّد.

و قد جاء هذا الحديث من وجه آخر:

أخبرناه أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن الدّارقطني، نا أبو الحسن علي بن محمّد بن عبيد الحافظ ، و أحمد بن عيسى بن علي الخوّاص، قالا:

نا أحمد بن موسى بن إسحاق الحمّار، نا محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن عمر (2) بن كعب بن مالك بن عبد اللّه بن جحش صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلم، حدّثنا عبد السّلام بن طاهر عن دريد أو دويد بن مجاشع، عن أبي روق (3) عطية بن الحارث، عن أبي أيوب العتكي، عن علي بن أبي طالب قال: قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«إنّ اللّه أمرني أن اتّخذ أبا بكر والدا، و عمر مشيرا، و عثمان سندا، و أنت يا علي صهرا، فأنتم أربعة قد أخذ اللّه ميثاقكم في أمّ الكتاب، لا يحبّكم إلاّ مؤمن، و لا يبغضكم إلاّ منافق، أنتم خلائف نبوّتي، و عقد ذمتي، و حجّتي على أمّتي»[5731].

قرأت بخط أبي الحسن علي بن الخضر، ثم أخبرنا خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى، أنا علي بن طاهر، عن علي بن الخضر بن سليمان بن سعيد السلمي، أنا أبو القاسم عبد الوهّاب بن جعفر بن علي بن جعفر بن أحمد بن زياد الميداني،

ص: 47


1- بالأصل و م:«طهر» و المثبت عن المطبوعة، و في تاريخ بغداد: ظهيرا.
2- في م: عمرو.
3- في م:«أبي رزق» خطأ، و انظر ترجمته في تهذيب الكمال 89/13.

حدّثني عبد الوهاب بن الحسن، حدّثني أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن محمّد التميمي المعلم، نا الحرّ بن يزيد القطان، نا أبو اليسر (1) محمّد بن الطّفيل الحزاز، نا وكيع بن الجرّاح، عن شبيب بن شيبة، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللّه قال:

كنا جلوسا عند النبي صلى اللّه عليه و سلّم إذ جاء رجل من الأنصار فقال: يا رسول اللّه إنّ ابنا لي دبّ من سطح لنا إلى ميزاب فهو متعلق به، فادع اللّه أن يهبه لوالديه، قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:

«قوموا بنا» قال جابر: فاتّبعت النبي صلى اللّه عليه و سلّم فرأيت أمرا عظيما، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«ادعوا لي صبيا مثله على السطح» فدعوه فناغاه، ثم ناغاه، فدبّ الصّيي حتى أخذه أبوه فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«هل تدرون ما قال له ؟» قالوا: اللّه و رسوله أعلم، قال:«قال له: لم تلقي نفسك فتتلفها، قال: مخافة من الذنوب، قال: فلعل العصمة أن تلحقك»[5732].

هذا حديث منكر، و الغباغبي غير ثقة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا جدي أبو محمّد - قراءة - أنا أبو علي الأهوازي - إجازة - أنا عبد الوهّاب الكلابي، قال في تسمية شيوخه: عبد اللّه بن أحمد الغباغبي.

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد، و ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من سمع منه بدمشق في الدفعة الثانية: أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن محمّد، و ساق بقية النسب، قال: و كان معلما بدمشق على باب الجابية، مات سنة خمس و عشرين و ثلاثمائة.

3163 - عبد اللّه بن أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة

ابن واقد الحضرمي البتلهي

حدّث عن أبيه.

روى عنه: أبو الفرج محمّد بن جعفر بن الحسن بن سليمان البغدادي.

كتب إليّ أبو محمّد عبد اللّه بن علي بن الآبنوسي من بغداد.

و أخبرني أبو عبد اللّه البلخي عنه، أنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسّن بن

ص: 48


1- عن م و بالأصل: أبو السر.

علي التنوخي، أنا أبو الفرج محمّد بن جعفر بن الحسن بن سليمان بن علي بن صالح صاحب المصلّى، نا عبد اللّه بن أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة - ببيت لهيا - قرية على باب دمشق، من كتب يحيى بن حمزة، نا أبي عن أبيه، عن يحيى بن حمزة، عن سفيان الثوري، عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر:

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم نهى عن بيع الولاء و عن هبته[5733].

هذا غريب، و المحفوظ عن عبد اللّه بن دينار.

3164 - عبد اللّه بن أحمد بن محمّد بن سختويه

3164 - عبد اللّه بن أحمد بن [محمّد بن] (1) سختويه

أبو القاسم الصّوري

سمع بدمشق أبا القاسم بن أبي العقب.

روى عنه: أبو عبد اللّه الصّوري الحافظ .

3165 - عبد اللّه بن أحمد بن محمود

3165 - عبد اللّه بن أحمد بن محمود (2)

حدّث عن أبيه.

روى عنه: أبو بكر أحمد بن مروان بن محمّد المالكي الدينوري، نزل (3) مصر.

3166 - عبد اللّه بن أحمد بن مروان بن عبد الصّمد

أبو المعالي

سمع أبا القاسم بن فضيل بدمشق، و الفقيه أبا الفتح نصر بن إبراهيم بصور، و حدّث عن ابن الفضيل.

سمع منه أخي أبو الحسين (4) الفقيه، و أبو محمّد بن صابر و غيرهما.

ص: 49


1- ما بين معكوفتين زيادة عن م.
2- إذا كان شيخ المعتزلة، المعروف بأبي القاسم البلخي الكعبي فترجمته و أخباره في تاريخ بغداد 384/9 و شذرات الذهب 281/2 وفيات الأعيان 45/3 الوافي بالوفيات 25/17 سير الأعلام 313/14 و 255/15.
3- في م: نزيل مصر.
4- في م: أبو الحسن، خطأ، و الصواب ما أثبت و اسمه: صائن الدين هبة اللّه بن الحسن، ترجمته في سير الأعلام 495/20 و كناه أبا الحسين.

و قد أجاز لي جميع حديثه.

أخبرنا أبو المعالي - إجازة-.

و أخبرنا جدي القاضي أبو المفضّل يحيى بن علي - قراءة عليه - قالا: أنا أبو القاسم عبد الرزّاق بن عبد اللّه بن الحسن بن الفضيل الكلاعي، سنة خمس و خمسين و أربعمائة، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد المجهّز (1) البغدادي، نا أبو سعيد الحسن بن جعفر السمسار، نا محمّد بن الحسن بن سماعة، نا أبو نعيم الفضيل بن دكين، نا موسى الفراء، عن علقمة بن مرثد، عن أبي عبد الرّحمن السّلمي، عن عثمان بن عفّان قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ من خياركم - أو أفاضلكم - من تعلّم القرآن و علّمه»[5734].

سئل أبو المعالي عن مولده فقال: في العشر الأخير من ذي القعدة سنة أربعين و أربعمائة.

3167 - عبد اللّه بن أحمد بن المنيب

من أهل ساحل دمشق.

حدّث عن يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد.

روى عنه: أبو يعلى عبد اللّه بن محمّد بن حمزة بن أبي كريمة.

قرأت على أبي القاسم إسماعيل بن أحمد، عن محمّد بن أحمد بن محمّد الأنباري، أنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن جميع، أنا أبو يعلى عبد اللّه بن محمّد بن حمزة، حدّثني عبد اللّه بن أحمد بن المنيب - لفظا - نا يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد، نا علي بن عيّاش قال: سمعت شعيب بن أبي حمزة يحدّث عن محمّد بن المنكدر، عن جابر قال: آخر الأمرين من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ترك الوضوء مما مسّت النار.

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين (2)،أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا إبراهيم بن الهيثم، نا علي بن عيّاش، نا شعيب بن أبي حمزة، عن

ص: 50


1- بالأصل و م: المجهر، خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ ترجمته في كتابنا.
2- بالأصل:«الحسين» خطأ، و الصواب ما أثبت عن م.

محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللّه قال: كان آخر الأمرين من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ترك الوضوء مما مسّت النار.

رواه أبو داود (1)،عن موسى بن سهل.

و رواه النسائي (2) عن عمرو بن منصور جميعا عن علي.

3168 - عبد اللّه بن أحمد بن موسى بن زياد

أبو محمّد الجواليقي الأهوازي القاضي المعروف بعبدان (3)

أحد الحفّاظ المجوّدين المكثرين.

قدم دمشق نحو سنة أربعين و مائتين، فسمع بها: هشام بن عمّار، و دحيما، و هشام بن خالد، و أبا زرعة الدمشقي، و هارون بن محمّد بن بكّار، و أحمد بن عبد الواحد بن واقد بن عبّود.

و روى عنهم و عن أبي بكر، و عثمان ابني أبي شيبة، و وهب بن بقيّة، و عمرو الناقد، و ابن مثنّى، و عباس بن الوليد النرسي، و محمّد بن بكّار بن الرّيّان، و عبد اللّه بن عمر الخطابي، و مؤمّل بن إهاب، و زيد بن الحريش، و المسيّب بن واضح، و عمرو بن سوّاد (4)،و أبي كامل فضيل بن حصين الجحدري، و محمّد بن مصفّى، و داهر بن نوح، و محمّد بن عبيد بن حساب، و إبراهيم بن المستمرّ، و عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن أخي الإمام، و سليمان بن أيوب صاحب البصري، و محمّد بن يحيى القطعي، و خليفة بن خيّاط ، و عبد اللّه بن عمر أخي رستة، و عمران بن بكّار، و زكريا بن يحيى الخزّاز، و عبد الرّحمن بن عيسى، و عاصم بن النّضر الأحول، و إسماعيل بن زكريا، و سعيد بن يحيى الأموي، و أبي أمية الصفار، و الحسن بن الحارث، و شعيب بن أيوب، و سليمان بن أحمد الواسطي، و الحسن بن قزعة، و سعيد بن عنبسة، و يحيى بن زكريا بن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة.

ص: 51


1- سنن أبي داود - كتاب الطهارة، باب في ترك الوضوء مما مست النار، الحديث رقم 192.
2- سنن النسائي 108/1.
3- ترجمته و أخباره في تاريخ بغداد 378/9 و تذكرة الحفاظ 233/2 النجوم الزاهرة 195/3 شذرات الذهب 249/2 العبر 133/2 سير أعلام النبلاء 168/14.
4- ضبطت بتشديد الواو عن تقريب التهذيب.

روى عنه: يحيى بن صاعد، و القاضي الحسين بن إسماعيل الضّبّي، و إسماعيل بن محمّد الصّفار، و عبد الباقي بن قانع، و أبو علي الحافظ ، و سليمان بن أحمد الطّبراني، و أبو بكر بن المقرئ، و أبو القاسم الحسن بن علي بن وثاق النصيبي، و أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن السقاء، و حمزة بن محمّد بن علي الكناني (1)،و أبو سعيد محمّد بن أحمد بن بشر الهمداني، و أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد بن خروف المصري، و أبو بكر محمّد بن داود بن سليمان النيسابوري الزاهد، و أبو عبد اللّه الزبير بن عبد الواحد بن أحمد الحافظ ، و أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن عبدويه العبدوي، و أبو بكر أحمد بن محمّد بن خرّزاد الأهوازي القاضي، و أبو الحسن علي بن الحسين العسكري، و أبو الحسن علي بن بندار بن الحسين الصّوفي، و أبو منصور محمّد بن سعد الأزدي الأبيوردي، و أبو عوانة الأسفرايني، و أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي، و أبو العبّاس الفضل بن الفضل الكندي الهمداني و غيرهم.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا عبدان بن أحمد الأهوازي الجواليقي، نا هشام بن عمّار، نا حاتم بن إسماعيل، نا صالح بن محمّد بن أبي زائدة، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن، عن عائشة قالت: ما رفع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم رأسه إلى السماء إلاّ قال:«يا مصرّف القلوب ثبّت قلبي على دينك»[5735].

أخبرنا أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنا محمّد بن عبد الرّحمن الأديب، أنا محمّد بن أحمد بن حمدان، نا عبد اللّه بن أحمد بن موسى - قال زاهر الأهوازي: و قال أبو المظفّر: المعروف بعبدان الجواليقي بعسكر مكرم (2)،و قالا: في جملة السّؤالات - نا سهل بن عثمان العسكري، نا جنادة، عن عبيد اللّه بن عمر، عن عبد اللّه بن الفضل، عن الأعرج، عن عبيد اللّه بن أبي رافع، عن علي بن أبي طالب قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يفتتح الصّلاة يقول:- و قال زاهر: و يقول-: «وجّهت وجهي للذي فطر السموات حنيفا مسلما، و ما أنا من المشركين، اللهمّ أنت الملك، لا إله إلاّ

ص: 52


1- عن م، و بالأصل: الكتاني.
2- عسكر مكرم: بلد مشهور من نواحي خوزستان (معجم البلدان).

أنت، أنت ربّي و أنا عبدك، اعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعا، لا يغفر الذنوب إلاّ أنت، و اصرف عنّي سيئها فإنّه لا يصرف عني سيئها إلاّ أنت، لبّيك و سعديك و الخير في يديك، و أنا بك و إليك لا منجى منك إلاّ إليك، تباركت و تعاليت، و أستغفرك ثم أتوب إليك» ثم قرأ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فإذا ركع قال:«اللهمّ لك ركعت، و لك أسلمت، و بك آمن، و أنت ربي، خشع سمعي و بصري و مخي و عظمي، و ما استقلّت به قدمي للّه رب العالمين»، ثم رفع رأسه - زاد أبو المظفّر: فإذا رفع رأسه - و قالا: قال:«سمع اللّه لمن حمده» (1)،ثم يقول:«اللهمّ ربّنا لك الحمد ملء السموات، و ملء الأرض و ملء ما شئت من شيء»، ثم سجد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و قال:«اللهمّ لك سجدت، و بك آمنت، و إليك أسلمت، أنت ربّي، سجد وجهي للذي خلقه، و شقّ سمعه و بصره، فتبارك اللّه أحسن الخالقين»[5736].

قال عبيد اللّه بن عمر: و حدّثني بهذا الحديث إسحاق بن عبد اللّه بن أبي فروة، عن عبد اللّه بن الفضل، عن الأعرج، عن عبيد اللّه بن أبي رافع، عن علي، عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم نحوه.

[قال لنا أبو الحسن بن سعيد و أبو النجم بدر بن عبد اللّه] (2) قال لنا أبو بكر الخطيب (3):عبد اللّه بن أحمد بن موسى بن زياد أبو محمّد الجواليقي القاضي المعروف بعبدان من أهل الأهواز، كان أحد الحفّاظ الأثبات، جمع المشايخ و الأبواب، و حدّث عن هدبة بن خالد، و كامل بن طلحة، و أبي الربيع الزهراني، و سليمان بن أيوب صاحب البصري، و أبي بكر بن أبي شيبة، و زيد بن الحريش، و هشام بن عمّار و غيرهم.

روى عنه جماعة من الغرباء، و قدم بغداد، و حدّث بها فروى (4) عنه من أهلها يحيى بن محمّد بن صاعد، و القاضي أبو عبد اللّه المحاملي، و إسماعيل بن محمّد الصّفّار، و عبد الباقي بن قانع (5).

ص: 53


1- من قوله: ثم رفع رأسه.. إلى هنا، سقط من م.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
3- الخبر في تاريخ بغداد 378/9.
4- عن م و تاريخ بغداد، و بالأصل: قرى.
5- عن م و تاريخ بغداد، و بالأصل: نافع.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت أبا علي الحافظ يقول: رأيت من أئمة الحديث أربعة في وطني و أسفاري، اثنان منهم بنيسابور: محمّد بن إسحاق، و إبراهيم بن أبي طالب، و أبو عبد الرّحمن النسائي بمصر، و عبدان بالأهواز.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (1)،أخبرني محمّد بن علي المقرئ، أنا محمّد بن عبد اللّه النيسابوري، قال:

سمعت أبا علي الحافظ يقول: كان عبدان يحفظ مائة ألف حديث.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا علي و هو الحافظ يقول: كان عبدان - يعني - يحفظ مائة ألف حديث.

قال: و سمعت أبا علي يقول: ما رأيت من المشايخ أحفظ من عبدان.

قال: و سمعت أبا علي الحافظ يقول: ذاكرت أبا حامد الشرقي بحديث عن عبدان، عن معمر بن سهل الأهوازي، فقال: عبدان، كثير الخطأ، فقلت له: هل رأيت بعينيك مثل عبدان فأسمعني و ذكرها.

قال: و سمعت أبا علي يقول: سمعت أبا جعفر محمّد بن عثمان ورّاق عبدان يقول: سمعت عبدان يقول: لو لا أني في بلد مفتين - يعني بالقدرية - لقلت في الحديث ما لم يقله علي بن المديني.

قال: و سمعت أبا علي يذكر بها ذم عبدان و يحسده في الحفظ ، فقال: حضرته و ردّ عليه إبراهيم بن محمّد بن يحيى بن مندة حرفا فقال: من هذا الذي يردّ علينا؟ فقيل:

إبراهيم بن محمّد بن يحيى فقال له عبدان: اسكت لم يجيء أبوك فكيف أنت.

ثم وصف لنا أبو علي حفظ إبراهيم بن محمّد بن يحيى، و أهل بيته، و حسن مذاكرتهم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن

ص: 54


1- تاريخ بغداد 378/9.

يوسف (1)،أنا أبو أحمد بن عدي قال: عبدان الأهوازي كبير الاسم قال لي: جاءني أبو بكر بن أبي غالب ذاهبا إلى شاذان الفارسي، فلم يلحقه فعطف إلى أحمد بن أبي عاصم بأصبهان، ثم جاءني فقال: فاتني شاذان و ذهبت إلى ابن أبي عاصم لأكتب عنه حديث البصرة، فلم أره مليئا بهم و جئتك لأكتب عنك حديثهم لأنك مليء بهم. فأخرجت إليه حديثهم، و قاطعته كل يوم على مائة حديث أقرأه عليه من حديث البصرة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن (2) بن سعيد، نا و أبو النجم الشّيحي، أنا أبو بكر الخطيب (3)،حدّثني الصوري، قال: سمعت عبد الغني بن سعيد يقول: سمعت حمزة بن محمّد يقول: سمعت عبدان يقول: دخلت البصرة ثماني عشرة مرة من أجل حديث أيوب السّجستاني (4) كل ما ذكر حديث من حديثه دخلت إليها بسببه.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد، عن (5) سهل بن بشر، أنا أبو الحسن علي بن بقاء الورّاق - بمصر - أنا أبو محمّد عبد الغني بن سعيد قال: سمعت حمزة بن محمّد الكناني (6) يقول:

كنا عند عبدان فجرى ذكر حديث التأبير للنخل (7) الذي نهى عنه النبي صلى اللّه عليه و سلّم فقال:

من رواه ؟ فقلت له: رواه سماك بن حرب، عن موسى بن طلحة بن عبيد (8)،عن أبيه فقال لي: و من ؟ قال: فقلت: و رواه حمّاد بن سلمة، عن ثابت البناني (9)،عن أنس فقال: و من ؟ قال: فقلت: و رواه حمّاد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قال: و من ؟ قال: فقلت: و رواه محمّد بن فضيل، عن مجالد بن سعيد، عن

ص: 55


1- قوله:«أنا حمزة بن يوسف»، مكرر بالأصل.
2- عن م و بالأصل: الحسين.
3- تاريخ بغداد 378/9.
4- كذا بالأصل و م، و في تاريخ بغداد: السختياني، و هو الصواب، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 404/2.
5- في م:«بن سهل» خطأ.
6- بالأصل و م: الكتاني، خطأ، و الصواب ما أثبت، و قد مرّت الإشارة إليه قريبا و انظر ترجمته في سير الأعلام 179/16.
7- بالأصل و م:«التأبير النخل» و المثبت عن المطبوعة.
8- كذا بالأصل و م، و الصواب: عبيد اللّه.
9- سقطت «البناني» من م.

الشعبي، عن جابر فقال لي: و من ؟ قال: فقلت: و رواه رافع بن خديج، قال: فقال لي:

عن من هو عندك ؟ قال: فقلت: حدثناه أبو العلاء الكوفي عن عاصم بن علي، عن عكرمة بن عمّار، عن أبي النجاشي، عن رافع بن خديج قال: فقال لي: من حدّث بهذا احتاج أن تقطع يده - أو قال: من ذكر هذا - قال: ثم إنّي ذكرته فقلت: إنّما حدثناه أبو العلاء بهذا الإسناد حديث المزارعة، و أما حديث التأبير فحدثناه عليك عن عباس العنبري، عن النّضر بن محمّد الجرشي (1)،عن عكرمة (2) بن عمّار، عن أبي (3)النجاشي فقال لي: هذا الآن، فقلت له: حدثني به فقال لي: يكفيك لي عليك و لم يحدّثني به.

أخبرنا خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى القرشي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن أحمد بن المبارك البزار - قراءة عليه - نا أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرّحمن الصابوني، قال: و سمعت عمر بن أحمد يقول: سمعت سعيد بن أبي سعيد، أنا عثمان يقول: سمعت أحمد بن محمّد بن السري يقول: حدّثني أبو عبد اللّه من أصحابنا قال:

كنت مقيما على عبدان أكتب عنه بالأهواز فرأيت النبي صلى اللّه عليه و سلّم في المنام، قال: أنت مقيم على عبدان تكتب عنه ؟ قلت: نعم، قال: أيش جمع ؟ فذكرت له، قال: أ ما جمع:

نضّر اللّه امرأ سمع منا حديثا؟ فقلت: لا، فلما كان من الغد أخبرت عبدان فجمع الباب.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد الأصولي، عن أبي الفرج سهل بن بشر، أنا علي بن بقاء الورّاق، أنا عبد الغني بن سعيد قال: سمعت حمزة (4) يقول: سمعت عبدان يقول: جمعت ما يجمعه أصحاب الحديث إلاّ شيئين فإنّي لم أجمعهما: حديث مالك بن أنس، و حديث أبي حصين، فأمّا حديث مالك فإنه لم يكن عندي الموطّأ بعلو عن أحد، و أمّا أبو حصين فإن عامة حديثه عنه قيس بن الربيع، فلم يكن عندي (5) منها كبير علو - أو كما قال - فتركته.

ص: 56


1- بالأصل و م: الحرشي، خطأ و الصواب ما أثبت بالجيم، ترجمته في تهذيب الكمال 93/19.
2- في م هنا:«عن» خطأ، و قد مرّ قريبا صوابا.
3- عن م، و بالأصل: ابن.
4- في م: سمعت حمزة بن محمد.
5- استدركت «منها» على هامش م و بعد كلمة صح.

قال: و سمعت عبدان يقول: جمعت بشر بن المفضّل ستمائة حديث من شاء يزيد علي.

قال لنا حمزة: و لم يكن عند عبدان لبشر بن المفضّل عن مالك شيء.

و قال لي حمزة: جمع عبدان الشيوخ حتى بلغ إلى هشام بن سعد فجمعه.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت جعفر المراغي - و هو ابن أحمد - يقول:

أنكر عبدان الأهوازي حديثا مما عرض عليه من حديث ابن زهير، فدخل عليه ابن زهير فقال: يا أبا محمّد هذا أصل كتابي بالحديث الذي أنكرته، و لكن أنت يا أبا محمّد من أين لك عن ابن عون عن الزهري، عن سالم، عن أبيه في رفع اليدين ؟ فما زال عبدان يعتذر إليه و يقول: يا أبا جعفر ليس الأمر كما بلغك، إنما استغربت هذا الحديث و لم أنكره.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (1)،نا عبدان الأهوازي، نا محمّد بن عمر بن سلمة، حدّثني ابن وهب، حدّثني عمرو بن الحارث، عن إسحاق بن عبد اللّه بن أبي فروة (2)، عن مجاهد، عن طاوس، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«حقّ على كل مسلم طهور يوما (3) في كل سبعة أيام، و يغسل رأسه»[5737].

قال ابن عدي: كذا قال عبدان، و إنما هو عمرو بن سوّاد (4).كان عبدان يخطئ في هذا الاسم فيقول مرة: محمّد بن عمر بن سلمة، و مرة: محمّد بن عمرو بن عليّة، و إنما هو عمرو بن سوّاد السرحي مشهور من أصحاب ابن وهب، و كأن هيبة عبدان تمنعنا (5) عن أن نقول له أخطأ فإنه كان مهيبا - أو كما قال-.

ص: 57


1- الحديث في الكامل لابن عدي 328/1 في ترجمة إسحاق بن عبد اللّه بن أبي فروة.
2- في م: عروة.
3- في م و المطبوعة:«ماء» و المثبت يوافق عبارة ابن عدي.
4- في م:«سوار» خطأ، و الصواب ما أثبت و هو يوافق عبارة ابن عدي، و قد مرّ في أول الترجمة و ضبط عن تقريب التهذيب بتشديد الواو.
5- عن ابن عدي، و بالأصل و م: يمنعنا.

قال (1):و نا عبدان الأهوازي، نا أحمد بن الجوّاس، نا أبو بكر بن عيّاش، عن رشرش (2)،عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«شفاعتي لأهل الكبائر من أمّتي»[5738].

قال ابن عدي: فأردت أن أقول لعبدان: هو أشرس ليس برشرس فخفت أن يبادر فيحلف أن لا يحدّثني، فقلت له: من رشرس هذا ليتذكر فيرجع، فقال: ما ندري شيخ لأبي بكر بن عياش، و صحف عبدان على ابن جوّاس في قوله رشرس، و إنما هو أشرس، و الصواب ما حدّثناه ابن ذريح (3) عن ابن جوّاس قال: أشرس.

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل بن بشر، نا أبو بكر الخطيب، حدّثني علي بن أحمد المؤدّب، نا أحمد بن إسحاق النهاوندي، أنا الحسن بن عبد الرّحمن بن خلاد قال: كنا عند عبد اللّه بن أحمد بن موسى عبدان يوما و هو يحدّثنا و أبو العبّاس بن سريج حاضر، فقال عبدان: من دعي فلم يجب فقد عصى اللّه و رسوله، ففتح الياء من قوله يجب، فقال له ابن سريج:[إن رأيت أن تقول: يجب [بضم الياء، فأبى عبدان أن يقول يجب،] (4) و عجب من صواب ابن سريج، كما عجب ابن سريح] (5) من خطائه.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو الحسين علي بن محمّد، أنا أبو الحسن علي بن أحمد، أنا أبو حاتم بن حبّان، أنا عبد اللّه بن أحمد بن موسى بعسكر مكرم، و كان عسرا نكدا، فذكر عنه حديثا.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، نا و أبو النجم، نا أبو بكر الخطيب (6)،أنا الحسن بن أبي بكر، عن أحمد بن كامل القاضي، قال: مات عبد اللّه بن أحمد عبدان الجواليقي بعسكر مكرم في أول سنة ست و ثلاثمائة، و مولده سنة ست عشرة و مائتين،

ص: 58


1- الحديث في الكامل لابن عدي 432/1 في ترجمة أشرس الزيات.
2- كذا بالأصل و م و المطبوعة، و في ابن عدي:«رشرس» و في لسان الميزان:«دشرس».
3- مهملة بالأصل بدون نقط ، و في م:«دريج» و كلاهما تحريف و المثبت عن ابن عدي، و اسمه: محمد بن صالح بن ذريح البغدادي العكبري، ترجمته في تاريخ بغداد 361/5.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك عن المطبوعة.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م، و انظر المطبوعة. و انظر الخبر في سير الأعلام 170/14.
6- الخبر في تاريخ بغداد 379/9.

و كان في الحديث إماما (1).

أنبأنا أبو سعد المطرّز (2)،و أبو علي الحداد، و أبو القاسم غانم بن محمّد، ثم أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد (3)،أنا أبو علي الحدّاد.

و أخبرنا أبو النجم الشّيحي، نا و أبو الحسن بن سعيد، نا أبو بكر الخطيب (4)، قالوا: أنا أبو نعيم الحافظ ، قال: سمعت عبد اللّه بن محمّد بن جعفر بن حيّان يقول:

و مات عبدان بن أحمد آخر ذي الحجّة من سنة ست و ثلاثمائة.

أخبرنا أبو النجم، أنا و أبو الحسن، نا أبو بكر الخطيب، أنا السمسار، أنا الصّفار (5)،أنا ابن قانع أن عبدان الأهوازي مات بعسكر مكرم في سنة سبع و ثلاثمائة.

قال الخطيب: و قول ابن حيّان عندنا الصّواب.

3169 - عبد اللّه بن أحمد بن وهيب

أبو العباس، يعرف بابن عدبّس (6)

حدّث ببغداد عن إبراهيم بن يعقوب، و العبّاس بن الوليد، و عبد الواحد بن شعيب الجبلي، و أبي زرعة، و العبّاس بن محمّد بن كثير، و الربيع بن محمّد اللاذقي، و ابن رمضان، و أحمد بن علي الخزّاز، و أبي أمية الطّرسوسي.

روى عنه: أبو الحسن الدارقطني، و القاضي الجرّاحي، و أبو حفص بن شاهين، و يوسف القوّاس (7)،و أبو الطيّب العبّاس بن أحمد بن محمّد الشافعي، و عبد اللّه بن محمّد بن الثلاج، و أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الرّعيني، و أبو بكر محمّد بن أحمد بن عمر بن خروف المصري، و أبو محمّد (8) عبد اللّه بن محمّد بن عبد الغفّار بن ذكوان

ص: 59


1- عن م و تاريخ بغداد و بالأصل: إمام.
2- في م: المطرزي.
3- لفظتا «بن محمد» سقطتا من م.
4- الخبر في تاريخ بغداد 379/9.
5- أنا الصفار» سقطتا من م.
6- ترجمته في تاريخ بغداد 384/9.
7- في م: النواس. خطأ و الصواب ما أثبت، ترجمته في تاريخ بغداد 325/14.
8- سقطت لفظة «محمد» من م.

البعلبكّي، و أبو الخير أحمد بن علي بن عبد اللّه بن سعيد الحنظلي (1) الحافظ ، و أبو القاسم عبد اللّه بن إبراهيم الآبندوني.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو الحسن الدارقطني سنة خمس و ثمانين و ثلاثمائة، نا أبو العبّاس عبد اللّه بن أحمد بن وهيب الدمشقي، يعرف بابن عدبّس، نا العبّاس بن الوليد بن مزيد، أنا محمّد بن شعيب، نا عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه زيد بن أسلم مولى عمر بن الخطّاب، عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:

«نضّر اللّه عبدا سمع مقالتي ثم وعاها (2) ثم حفظها، فربّ حامل فقه غير فقيه، و ربّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ثلاث لا يغل عليهن: قلب مؤمن، إخلاص العمل، و مناصحة ولاة الأمور (3)،و الاعتصام (4) بجماعة المسلمين، فإنّ دعاءهم يحيط من ورائهم»[5739].

قال أبو الحسن الدارقطني: هذا حديث غريب من حديث أبي أسامة، و يقال: أبو عبد اللّه زيد بن أسلم، عن أنس بن مالك تفرّد به ابنه عبد الرّحمن، و تفرّد به محمّد بن شعيب بن شابور، عن عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، قالا: أنا و أبو الحسن بن سعيد، نا أبو بكر الخطيب، أنا الأزهري، أنا الدارقطني.

ح و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، نا أبو الحسن الدارقطني، قال (5):

عبد اللّه بن أحمد بن وهيب (6) الدمشقي و يعرف بابن عدبّس، حدّث عن عبّاس بن الوليد البيروتي، و إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني و غيرهما، قدم علينا، و كتبنا

ص: 60


1- في م: الحمصي.
2- في المطبوعة:«دعاها» و في م كالأصل.
3- في م: الأمر.
4- عن م، و بالأصل: الاعتصام بدون «واو».
5- الخبر في تاريخ بغداد 385/9.
6- تاريخ بغداد: ابن وهب.

عنه في سنة ثمان عشرة، و في سنة نيّف و عشرين أيضا.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي زكريا.

ح و حدّثنا خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، نا أبو زكريا، نا عبد الغني بن سعيد قال: و عدبّس بالباء بواحدة من تحتها مشددة هو عبد اللّه بن أحمد بن وهيب بن عدبّس دمشقي، حدّثنا عنه غير واحد من شيوخنا.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، و أبو الحسن بن سعيد، و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):عبد اللّه بن أحمد بن وهيب (2)،أبو العباس الدمشقي، يعرف بابن عدبّس، قدم بغداد، و حدّث بها عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، و العبّاس بن الوليد البيروتي، و عبد الواحد بن شعيب الجبلي (3).

روى عنه القاضي الجرّاحي، و الدارقطني، و ابن شاهين، و يوسف القواس، و ابن الثّلاّج.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر علي بن هبة اللّه (4) قال: و أما عدبّس بفتح العين و الدّال و تشديد الباء المعجمة بواحدة: عبد اللّه بن أحمد بن وهيب الدمشقي، يعرف بابن عدبّس.

روى عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، و عبّاس بن الوليد البيروتي و غيرهما، روى عنه الدارقطني و طبقته.

3170 - عبد اللّه بن أحمد بن هارون دمشقي

حدّث عن أحمد بن الحسين بن مالك.

ص: 61


1- الخبر في تاريخ بغداد 384/9.
2- تاريخ بغداد: ابن وهب.
3- تقرأ بالأصل:«الحيلي» و في م:«الحملي» و كلاهما تحريف، و الصواب عن تاريخ بغداد.
4- الخبر في الاكمال لابن ماكولا 151/6.
3171 - عبد اللّه بن أحمد بن الهيثم

أبو العباس البلخي، ثم البخاري المقرئ المعروف بدلبة (1)

قرأ بدمشق بحرف ابن عاصم على أبي عبد اللّه هارون بن موسى بن شريك الأخفش، و على أبيه.

قرأ عليه أبو بكر أحمد بن نصر بن منصور بن عبد المجيد البغدادي الشّذائي (2).

حدّثني أبو أحمد عبد الملك بن محمّد المستملي بأصبهان، أنا أبي محمّد بن عبد الملك، أنا أبي أبو أحمد عبد الملك بن الحسن بن عبدويه العطار المقرئ، أنا أحمد بن محمّد بن عمر بن علكوية الكسائي، أنا أبو بكر أحمد بن نصر بن منصور بن عبد الحميد (3) الشذائي البغدادي، قال: قرأت على البلخي - يعني أبا العباس عبد اللّه بن أحمد بن الهيثم البلخي ثم البخاري و يعرف بدلبة، و أخبرني أنه قرأ على الأخفش، و قرأ الأخفش على ابن ذكوان، و قرأ على البلخي، و قرأ على أبيه، و قرأ أبوه على هشام - يعني و قرأ هشام على سويد بن عبد العزيز، و على أيوب بن تميم، و قرأ جميعا على يحيى بن الحارث، و قرأ يحيى بن الحارث على ابن عامر (4).

3172 - عبد اللّه بن أحمد اليحصبي

3172 - عبد اللّه بن أحمد اليحصبي (5)

من أهل دمشق.

حدّث عن أبي معيد حفص بن غيلان، و الوضين بن عطاء، و علي بن أبي علي، و عمّار بن أبي عمّار.

روى عنه: سليمان بن عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا يحيى بن عبد اللّه أبو زكريا النيسابوري، نا محمّد بن إبراهيم بن سعيد

ص: 62


1- ترجمته في غاية النهاية لابن الأثير رقم 1719.
2- رسمها بالأصل:«الشدائي» و في م:«الشرابي» و المثبت:«الشذائي» عن طبقات القراء.
3- كذا بالأصل هنا و م، و قد مرّ قريبا «عبد المجيد».
4- وفاته سنة 318 كما في طبقات القراء.
5- ترجمته فى ميزان الاعتدال 391/2.

العبدي، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا عبد اللّه بن أحمد اليحصبي، نا علي بن أبي علي، عن عامر الشعبي، عن أبي رائطة بن كرامة قال: كنا جلوسا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ثم ذكر الحديث، لم يزد عليه.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد (1) بن محمّد بن أبي الصقر الأنباري، أنا أبو القاسم هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر الصّوّاف، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسماعيل المهندس، نا أبو بشر محمّد بن أحمد بن حمّاد الدّولابي، نا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، نا أبو أيوب الدمشقي، نا عبد اللّه بن أحمد الدمشقي، نا علي بن أبي علي، عن الشعبي، عن أبي ريطة بن كرامة المذحجي، قال: كنا جلوسا عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال:«لا يضمن أحدكم ضالة، و لا يردّنّ سائلا إن كنتم تحبون الربح و السّلامة»، و قال (2) لقوم سفر:«لا يصحبنّكم جلال من هذه النّعم»[5740].

أخبرنا أبو علي الحدّاد في كتابه، أنا أبو بكر بن ريذة (3)،أنا سليمان بن أحمد (4)،أنا أبو عامر النحوي، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا اليحصبي، نا علي بن أبي علي، عن عامر الشعبي، عن أبي رائطة بن كرامة المذحجي، قال: كنا عند النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال لقوم سفر:«لا يصحبنّكم جلال (5) من هذه النّعم، يعني الضّوال، و لا يضمن (6)أحدكم ضالّة، و لا يردّنّ سائلا إن كنتم تريدون الربح و السّلامة، و لا يصحبنّكم من الناس إن كنتم تؤمنون باللّه و اليوم الآخر ساحر و لا ساحرة، و لا كاهن و لا كاهنة، و لا منجّم و لا منجّمة، و لا شاعر و لا شاعرة، و إنّ كلّ عذاب يريد اللّه أن يعذّب به أحدا من عباده فإنما يبعث به إلى السماء الدنيا، فأنهاكم عن معصية اللّه عشاء»[5741].

كان في الأصل، حدّثنا أحمد بن اليحصبي، فتركت تسميته، و ذكرت نسبته.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا الحاكم أبو

ص: 63


1- لفظتا «ابن أحمد» سقطتا من م.
2- في م: و قال قوم.
3- تقرأ بالأصل:«زيدة» و في م:«زبده» و كلاهما تحريف و الصواب ما أثبت و ضبط ، و قد مرّ كثيرا.
4- الحديث في المعجم الكبير للطبراني 376/22 رقم 941.
5- في المعجم الكبير:«خلال».
6- المعجم الكبير: يصحبن.

عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو الفضل محمّد بن إبراهيم، نا الحسين بن محمّد بن زياد، نا هارون بن يزيد ابن أخت مخلد بن مالك، نا سليمان بن عبد الرّحمن الدمشقي، أبو أيوب، نا عبد اللّه بن أحمد اليحصبي، نا أبو معيد (1) عن الحكم الأيلي عن القاسم بن محمّد، عن عمر بن عبد العزيز، عن عبد اللّه بن عبد اللّه بن عمر، عن ابن عمر، عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم أنه كان يدعو:«اللهمّ عافني في قدرتك، و أدخلني في رحمتك، و اقض أجلي في طاعتك، و اختم لي بخير عملي، و اجعل ثوابه الجنّة»[5742].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، نا محمّد بن المظفّر، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد، أنا أبو جعفر العقيلي (2) قال: عبد اللّه بن أحمد الحمصي (3)،عن ابن جريج و لا يتابع على حديثه.

حدّثنا أحمد بن إبراهيم، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا عبد اللّه بن أحمد الحمصي، عن ابن جريج بحديث ذكره.

كذا قال الحمصي، و أظنه صحف اليحصبي بالحمصي.

3173 - عبد اللّه بن أحمد دمشقي

حدّث بمصر عن جعفر بن أحمد بن عاصم.

روى عنه: أبو عمرو عثمان بن محمد بن عثمان بن محمد العثماني.

حدّثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل - إملاء - أنا عبد الرّزّاق الحسناباذي، أنا أبو بكر بن مردويه، أنا أبو عمرو عثمان بن محمد العثماني، حدّثني عبد اللّه بن أحمد الدمشقي - بمصر - أنا جعفر بن أحمد بن عاصم، نا أحمد بن أبي الحواري، نا يحيى بن المثنّى، قال: سئل ابن المبارك، و سفيان بن عيينة حاضر، فقال: نهينا أن نتكلم عند أكابرنا.

ص: 64


1- في م: أبو معبد.
2- الخبر في الضعفاء الكبير للعقيلي 237/2 رقم 878.
3- كذا بالأصول، و في الضعفاء الكبير المطبوع:«اليحصبي» و لعله وقعت بين يدي ابن عساكر نسخة منه صحفت اليحصبي إلى حمصي، كما ينبه عليه المصنف نفسه.
3174 - عبد اللّه بن أحمد

أبو محمد الزّبيري

سمع تمّام بن محمد.

روى عنه: أبو القاسم الكاملي.

قرأت على أبي الحسين أحمد بن كامل بن ديسم، عن أبي القاسم عبد الرّحمن بن علي بن القاسم الشاهد، أنا أبو محمد عبد اللّه بن أحمد الزبيري، أنا تمّام بن محمد بن عبد اللّه الرازي.

ح و أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمّام بن محمد، أنا الحسن بن حبيب، و أبو علي أحمد بن محمد بن فضالة الحمصي الصفّار، قالا: نا الربيع بن سليمان المرادي، نا بشر بن بكر، نا عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«ما من رجل يمر بقبر كان يعرفه في الدنيا، فيسلّم عليه إلاّ عرفه و ردّ عليه»[5743].

3175 - عبد اللّه بن أبي أحمد بن جحش

3175 - عبد اللّه بن أبي أحمد بن جحش (1)

و اسم أبي أحمد عبد، يأتي فيما بعد.

3176 - عبد اللّه بن أحمد

أبو محمد البالسي الصوفي

قدم دمشق.

و حكى بها عن أحمد بن محمّد بن التمار.

كتب عنه إبراهيم بن الخضر (2) الصّائغ.

قرأت بخطّ أبي محمد إبراهيم بن الخضر بن زكريا المقرئ، سمعت الشيخ أبا محمد عبد اللّه بن أحمد البالسي الفقير، و كان شيخا صالحا، قدم علينا و كان نازلا في

ص: 65


1- ترجمته في الجرح و التعديل 5/5.
2- عن م و بالأصل: الحفر.

دويرة الفقراء بدمشق، في جمادى الآخرة من سنة تسع عشرة و أربعمائة أنشدنا ابن التمار - يعني أحمد بن محمد - لنفسه:

حياتي في وصالكم و حسبي (1) *** وصالكم فنعم الحسب أنتم

شفيعي و الوسيلة في هواكم *** تقدم ودكم لمّا مننتم

فعين ودادكم عطف علينا *** غريم لا يفارق إذ نظرتم

يصول بكم و يعرض عن سواكم *** و يكثر دلّنا إذ قد بسطتم

3177 - عبد اللّه بن إبراهيم بن الحسن

أبو القاسم بن السباط المعدّل (2)

كتب عنه بعض الدمشقيين شعرا لعبيد اللّه بن عبد اللّه بن طاهر بن الحسين (3).

3178 - عبد اللّه بن إبراهيم بن عبد اللّه بن سيما

أبو محمد المؤدب

إمام مسجد نعيم.

روى عن: أبي عبد اللّه بن مروان، و أبي علي بن آدم الفزاري.

روى عنه: علي الحنّائي، و عبد العزيز الكتاني، و أبو سعد إسماعيل بن علي السّمّان.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمد عبد اللّه بن إبراهيم بن سيما المؤدب - قراءة عليه - نا أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم بن مروان، نا أحمد بن إبراهيم أبو عبد الملك القرشي، نا محمد بن عائذ، نا يحيى بن حمزة، عن الأوزاعي عن الزهري: أن (4) سعد بن عبادة استفتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في نذر كان على أمه، ماتت و لم تقضه (5)،فأمره بقضائه.

ص: 66


1- عن م و بالأصل: و حسي.
2- ترجمته في تاريخ بغداد 410/9 و فيه: أبو القاسم المعذل يعرف بابن البساط .
3- ذكر هلال بن المحسن أن وفاته كانت يوم الجمعة الثامن من شهر ربيع الآخر سنة ست و تسعين و ثلاثمائة.
4- بالأصل:«أبي» و تقرأ في م:«أي» و المثبت عن المطبوعة.
5- عن م و بالأصل: يقضه.

و بإسناده عن الزهري، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه، عن ابن عبّاس مثله.

ذكر أبو بكر الحدّاد أن ابن سيما ثقة، و أنه قرأ عليه القرآن.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، حدّثني أبو بكر محمد بن علي الحداد قال: توفي أبو محمد عبد اللّه بن سيما المؤدب في شهر رمضان سنة إحدى و عشرين و أربعمائة، قال الكتاني: حدّث ببلاغ وجد له عن محمد بن إبراهيم بن مروان، و محمد بن محمد بن آدم، لم يكن الحديث من شأنه سمعت منه.

3179 - عبد اللّه بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن علي

ابن بندار بن عبّاد بن أيمن

أبو علي الدّينوري

حدّث عن أبي القاسم عبد الرّزّاق بن عبد اللّه بن الحسن بن الفضيل.

سمع منه سهل بن بشر، و هو أكبر منه، و أبو محمد بن صابر.

أنبأنا أبو محمد بن صابر، أنا أبو عبد اللّه محمد و أبو علي عبد اللّه ابنا إبراهيم بن محمد بن أيمن الدّينوري بقراءتي عليهما، قالا: أنا أبو القاسم عبد الرّزّاق بن عبد اللّه بن الحسن بن الفضيل الكلاعي سنة خمس و خمسين و أربعمائة، نا أبو الحسن المهذب بن علي بن المهذّب بن أبي حامد التّنوخي - بمعرّة النعمان - حدّثني أبي أبو الحسين علي بن المهذّب بن محمد بن همّام، و أبو شاب عامر بن أحمد بن محمد بن همام، قالا: نا أبو حامد محمد بن همام، نا محمد بن سليم القرشي، نا إبراهيم بن هدبة، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ألا من يعلم (1) القرآن و علّمه و أخذ بما فيه فأنا له سائق و دليل إلى الجنة»[5744].

ذكر أبو محمد بن الأكفاني: أن عبد اللّه بن إبراهيم بن محمد بن أيمن الدّينوري توفي في يوم الأحد سلخ المحرّم سنة اثنتين و خمسمائة بدمشق.

و هكذا ذكر أبو محمد بن صابر، و ذكر أنه دفن في مقابر باب الفراديس، و أنه شيخه.

ص: 67


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة:«تعلّم» و هو أشبه.
3180 - عبد اللّه بن إبراهيم بن يوسف

أبو القاسم الآبندوني الجرجاني الحافظ (1)

طاف و أوسع، و كتب، فجمع و سمع بدمشق و غيرها أحمد بن محمد بن عامر بن المعمر، و أبا الحسن (2) أحمد بن محمد بن الفضل (3) السّجستاني، و أبا الحسن بن جوصا، و عبد اللّه بن محمد بن سلم (4) المقدسي، و أبا خليفة الجمحي، و عمران بن موسى بن فضالة الموصلي، و عمر بن الحسن بن جبير الواسطي، و أحمد بن عبد اللّه بن شابور الدقيقي.

روى عنه: أبو بكر البرقاني، و أبو القاسم إبراهيم بن محمد بن علي بن الشاة المروذي، و أبو نعيم الحافظ ، و أبو بكر الإسماعيلي، و هو من أقرانه.

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد في كتابه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو القاسم عبد اللّه بن إبراهيم الجرجاني ببغداد، و يعرف بالآبندوني، نا محمد بن إبراهيم الرازي، نا أحمد بن آدم، نا حفص بن عمر العدني، نا مسعر، عن إبراهيم البحري، عن أبي عياض، عن أبي هريرة أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«إنّ علما لا ينتفع به ككنز لا ينفق في سبيل اللّه»[5745].

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا و أبو الحسن بن سعيد، نا أبو بكر الخطيب، أنا البرقاني، قال: سمعت أبا القاسم عبد اللّه بن إبراهيم الآبندوني يقول: سمعت أبا الحسن أحمد بن محمد بن الفضل بن موسى السجستاني بدمشق يقول: سمعت علي بن خشرم قال: سمعت أبا بكر بن عيّاش ينشد:

بلغت الثمانين أو جزتها *** فما ذا أؤمل أو أنتظر

علتني السنون فأبلينني *** و دقّت عظامي و كلّ البصر

ص: 68


1- ترجمته في تاريخ بغداد 407/9 و تذكرة الحفاظ 943/3 و تاريخ جرجان ص 271، النجوم الزاهرة 133/4 شذرات الذهب 66/3 المنتظم 265/14 سير الأعلام 261/16. و الآبندوني نسبة إلى آبندون: قرية من أعمال جرجان.(سير الأعلام).
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: أبا الحسين، و كناه الذهبي في ترجمته في سير الأعلام: أبا الحسن أيضا ترجمته فيها 426/14.
3- في م:«الفضيل» خطأ.
4- في م: سالم.

أنا في الثمانين من مولدي *** و دون الثمانين ما يعتبر

أخبرنا أبو منصور بن زريق، و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، قالا: أنا [أبو] (1)الحسن بن سعيد، نا أبو بكر الخطيب (2)،أخبرني محمد بن على المقرئ، عن محمد بن عبد اللّه بن أحمد النيسابوري، قال: عبد اللّه بن إبراهيم الآبندوني أبو القاسم الجرجاني، خرج إلى بغداد سنة خمسين و ثلاثمائة، فسكنها، و لم يخرج منها إلى أن مات بها، و كان أحد أركان الحديث، و رفيق أبي أحمد بن عدي بالشام و مصر، و سمعت البرقاني ذكر الآبندوني فقال: كان محدّثا قد أكل ملحه، و سافر في الحديث إلى خراسان و فارس، و البصرة و الشام، و مصر، و كان زاهدا متقلّلا، و لم يكن يحدّث غير واحد منفرد، فقيل له في ذلك، فقال: أصحاب الحديث فيهم سوء أدب، فإذا اجتمعوا للسماع تحدّثوا، و أنا لا أصبر على ذلك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي - في تاريخ جرجان (3)-قال: عبد اللّه بن إبراهيم بن يوسف أبو القاسم الآبندوني الجرجاني الزاهد الثقة المأمون، انتقل إلى بغداد و نزل الحربية، و حدّث بجرجان و ببغداد عن جماعة من أهل العراق و الشام و مصر، و عن الحسن بن سفيان، و عمران بن موسى السختياني، و محمد بن قتيبة العسقلاني و غيرهم.

روى عنه: أبو نصر الإسماعيلي، و أبو بكر الشالنجي (4) القاضي، و أبو منصور بن الكرخي (5)،و أبو بكر البرقاني الخوارزمي و جماعة، و توفي ببغداد في سنة ثمان و ستين، أبو سبع و ستين و ثلاثمائة.

سمعت أبا بكر الإسماعيلي حين بلغه نعيه ترحّم عليه، و أثنى عليه خيرا.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، و أبو النجم، و أبو الحسن ابن سعيد، قالوا: قال لنا

ص: 69


1- سقطت من الأصل و استدركت عن م.
2- الخبر في تاريخ بغداد 407/9.
3- انظر الخبر في تاريخ جرجان للسهمي ص 271 رقم 444.
4- مهملة بالأصل و م بدون نقط و المثبت عن تاريخ جرجان.
5- كذا بالأصل، و في م و المطبوعة:«الكرجي» و في تاريخ جرجان: أبو منصور الفرضي.

أبو بكر الخطيب (1):عبد اللّه بن إبراهيم بن يوسف أبو القاسم الجرجاني، و يعرف بالآبندوني، و هي قرية من قرى جرجان، أحد الرحّالين في الحديث إلى مكة (2)،و سكن بغداد، و حدّث بها عن أبي خليفة الفضل بن الحباب، و عمر بن عبد الرّحمن السّلمي البصريين، و أبي يعلى الموصلي، و محمد بن سعيد الرّسعني، و الحسن بن سفيان النّسوي، و محمد بن إسحاق بن خزيمة، و أبي العبّاس السّراج النيسابوريين، و عمر بن أحمد بن سنان المنبجي، و أحمد (3) بن محمد بن خالد البراثي، و قاسم بن زكريا المطرز و نحوهما من البغداديين، و أبي غسان عبد اللّه بن محمد القلزمي، و علي بن عبد الحميد الغضائري، و الحسين بن عبد اللّه القطّان الرّقّي، و عبد اللّه بن محمد بن سلم (4) المقدسي، و مفضّل بن محمد الجندي، و أحمد بن داود بن عبد الغفار المصري، و كان ثقة ثبتا، و له كتب مصنفة، و جموع مدوّنة، حدّثنا عنه أبو بكر البرقاني، و القاضي أبو العلاء الواسطي، و قال لنا أبو العلاء: لم أر في شيوخنا الغرباء مثل الآبندوني، و سمعت منه في سنة ست و ستين و ثلاثمائة، و كان عسرا في الحديث.

قال (5):و سمعت البرقاني يقول: دفع إلي يوما قدحا فيه كسر يابسة، و أمرني أن أحمله إلى الباقلاني ليطرح عليه ماء الباقلاء ففعلت ذلك، فلما ألقى الباقلاني الماء وقع في القدح من الباقلاء ثنتان أو ثلاث، فبادر الباقلاني إلى رفعها (6)،فقلت له: ويحك ما مقدار هذا حتى ترفعه من القدح ؟ فقال: هذا الشيخ يعطيني في كل شهر دانقا حتى أبل له الكسر اليابسة فكيف أدفع إليه الباقلاء مع الماء، و جعل البرقاني يصف أشياء من تقلّله و زهده و سمعته يقول: كان الآبندوني سيدا (7) في المحدّثين.

قرأت بخط أبي بكر البرقاني، و أنبأنيه أبو عبد اللّه بن أبي العلاء، أنا أبو بكر الخطيب، أنا البرقاني قال: سمعت أبا القاسم عبد اللّه بن إبراهيم الآبندوني، و كان سيدا في المحدّثين، فذكر حديثا.

ص: 70


1- تاريخ بغداد 407/9.
2- زيد في تاريخ بغداد: و خراسان و العراق و الشام و مصر.
3- عن م و تاريخ بغداد، و بالأصل: و محمد.
4- في م: سالم.
5- تاريخ بغداد 408/9.
6- عن م و تاريخ بغداد، و بالأصل: رفعهما.
7- عن م و تاريخ بغداد و بالأصل: سندا.

أنبأنا أبو الفضل محمد بن ناصر، و أبو الحسن سعد الخير بن محمد قالا: أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن علي بن أيوب البزّار، أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب البرقاني، قال: سمعت أبا القاسم عبد اللّه بن إبراهيم بن يوسف الجرجاني - و يعرف بالآبندوني - و هو من أجلّة شيوخي، حدّث عنه أبو بكر الإسماعيلي - رحمه اللّه - في كتابه الصحيح غير حديث فذكر عنه حديثا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن أبي الفضل، أنا حمزة بن يوسف (1)،قال: سمعت أبا بكر البرقاني الخوارزمي يقول:

كنت أختلف إلى أبي القاسم الآبندوني الجرجاني مع أبي منصور بن الكرخي (2)، و كان لا يحدّثنا جميعا، فكان يجلس أحدنا على باب داره، و يدخل الآخر، و يسمع (3)منه ما أحب، ثم إذا خرج دخل الآخر فكان سماعنا منه على هذا، قال: و قد كان حلف أن لا يحدّث إلاّ واحدا واحدا، و كان في خلقه شيء - رحمه اللّه-.

أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل، نا أبو بكر الخطيب قال: كان شيخنا أبو بكر البرقاني يقول فيما رواه عن أبي القاسم عبد اللّه بن إبراهيم الجرجاني المعروف بالآبندوني: سمعت و لا يقول حدّثنا، و لا أخبرنا، فسألته عن ذلك فقال: كان الآبندوني عسرا في الرّواية جدا مع ثقته و صلاحه و زهده، و كنت أمضي مع أبي منصور بن الكرجي إليه، فيدخل أبو منصور عليه، و أجلس أنا بحيث لا يراني الآبندوني، و لا يعلم بحضوري، و يقرأ هو الحديث على أبي منصور، و أنا أسمع، فلهذا أقول فيما أرويه عنه سمعت و لا أقول حدّثنا و لا أخبرنا لأن قصده كان الرواية لأبي منصور وحده.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، و أبو النجم الشّيحي، قالا: أنا و أبو الحسن بن سعيد، نا أبو بكر الخطيب (4)،قال: سألت البرقاني عن وفاة الآبندوني، فقال: مات في غيبتي عن بغداد و ذلك أني رحلت إلى الإسماعيلي في سنة خمس و ستين و ثلاثمائة، فسألني عن الآبندوني فأخبرته أني تركته في الأحياء و أعلمته باستكثاري من السماع منه،

ص: 71


1- الخبر في تاريخ جرجان ص 272.
2- في م:«ابن الكرجي» و في تاريخ جرجان: أبي منصور الكرجي.
3- عن م و تاريخ جرجان و بالأصل: و سمع.
4- الخبر في تاريخ بغداد 408/9.

فأثنى عليه، و رجعت إلى بغداد في سنة تسع و ستين و ثلاثمائة فلم أصبه حيا.

قال الخطيب: و قال لي القاضي أبو العلاء الواسطي: توفي أبو القاسم الآبندوني في سنة ثمان و ستين و ثلاثمائة، و له خمس و تسعون (1) سنة.

قال الخطيب: قرأت في كتاب البرقاني بخطه: توفي أبو القاسم الآبندوني يوم الخميس لخمس خلون من جمادى الأولى سنة ثمان و ستين و ثلاثمائة.

قرأت على أبي القاسم الشّحّامي، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو (2) عبد [اللّه] (3)الحافظ قال: و كان أبو القاسم الآبندوني أحد أركان الحديث، و رفيق أبي أحمد بن عدي بالشام و مصر، و كثير السّماع فارقته في رجب من سنة ثمان و ستين و ثلاثمائة، و جاءنا نعيه في كتب أصحابنا سنة تسع و ستين و ثلاثمائة.

3181 - عبد اللّه بن إبراهيم

أبو محمّد البغدادي (4)

روى عن أبي مسلم الكجّي.

روى عنه تمّام بن محمد.

3182 - عبد اللّه بن إبراهيم

أبو محمّد الكرخي (5)

حكى عن بعض شيوخه.

كتب عنه عبد العزيز بن محمد بن عبدويه الشيرازي.

قرأت في كتاب عبد العزيز بن محمد الشيرازي الصوفي حدّثني أبو محمد عبد اللّه بن إبراهيم الكرخي بدمشق، حدّثني بعض شيوخنا أنه أخذ بعض الكتّاب في شيء قد رفع (6) عليه فحبس، فكتب إلى الوزير رقعة يستعطفه فيها، فتلطف في أمره

ص: 72


1- كذا بالأصول، و في تاريخ بغداد: خمس و سبعون.
2- «أبو» سقطت من م.
3- لفظ الجلالة سقط من الأصل و استدرك عن م.
4- ترجمته في تاريخ بغداد 404/9.
5- مهملة بالأصل، و المثبت «الكرخي» عن م.
6- في م: دفع.

و أخرجه، فكتب إليه رقعة يقول فيها:

ما زلت في غمرات الموت مطّرحا *** قد غاب عني لطيف الفكر من حيلي

فلم يزل دائبا يسعى بلطفك بي *** حتى استليت (1) حياتي من يدي أجلي

3183 - عبد اللّه بن أبيّ ، و يقال: عبد اللّه بن كعب،

و يقال: عبد اللّه بن عمرو بن قيس بن زيد

ابن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجّار

أبو أبيّ بن أمّ حرام امرأة عبادة بن الصّامت (2)

صحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و صلى معه القبلتين.

و روى عنه حديثا، و روى عن عبادة.

روى عنه إبراهيم بن أبي عبلة، و أبو المثنّى الحمصي، و كان يسكن بيت المقدس، و قيل: إنه مات بدمشق، و إن قبره بها في مقبرة باب الصغير.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد، نا أبو حذيفة عبد اللّه بن مروان بن معاوية الفزاري، نا شداد بن عبد الرّحمن الأنصاري من ولد شداد بن أوس قال: سمعت إبراهيم بن أبي عبلة قال:

خرجنا من عند واثلة بن الأسقع فلقينا عبد اللّه بن الديلمي، فقال: من أين ؟ قلنا:

من عند واثلة بن الأسقع، فقال: من تريدون ؟ قلنا: أبا أبيّ الأنصاري، فقال: عليكم الرجل، عليكم الرجل، قال: فدخلنا على أبي أبيّ فقال أبو أبيّ : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«السنا (3) و السّنّوت فيهما دواء من كل داء»[5746].

قال أبو حذيفة: بلغني أن اسم أبي أبيّ عبد اللّه بن أمّ حرام امرأة عبادة بن

ص: 73


1- في المطبوعة:«فلم تزل.. تسعى... استلبت» و في م كالأصل.
2- ترجمته في الاستيعاب 262/2 هامش الإصابة، و الإصابة 273/2.
3- في النهاية لابن الأثير: السنى بالقصر، نبات معروف من الأدوية، له حمل (في اللسان: حمل أبيض) إذا يبس و حركته الريح سمعت له زجلا، الواحدة سناة، و بعضهم يرويه بالمدّ. و السّنّوت: العسل، و قيل: الرب، و قيل: الكمون، و بعضهم يرويه بضم السين، و الفتح أفصح (النهاية)، و فيه لغة ثالثه: سنّوت قاله في القاموس.

الصّامت، فقيل لابن أبي عبلة: و ما السّنّوت ؟ قال: أ ما سمعت قول زهير (1):

هم السمن بالسّنّوت لا ألس (2) فيهم *** و هم يمنعون الجار أن يتقردا

قال: لا (3) ألس (4) فيهم ؟ قال: لا، كذب، قال شداد: و كان أبو أبيّ يسكن ببيت المقدس، قال أبو حذيفة: قالوا في السّنّوت قولين: قال بعضهم: هو العسل، و قال بعضهم: هو الكمون (5) البرّي.

قال ابن منيع: و قد روى أبو أبيّ عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم غير هذا.

أخبرنا أبو غالب أحمد و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن بن البنّا، قالا: أنا أبو سعد بن أبي علانة، أنا أبو طاهر بن المخلّص، نا يحيى بن محمد بن صاعد، نا أبو الدرداء هاشم بن محمد بن يعلى المؤذن ببيت المقدس، نا عمرو بن بكر السكسكي، و لقيته ببيت المقدس، نا إبراهيم بن أبي عبلة، قال: سمعت أبا أبيّ بن كعب بن أمّ حرام يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«عليكم بالسّنا و السّنّوت، فإن فيهما شفاء من كل داء إلاّ السّامّ »، قالوا: يا رسول اللّه و ما السّامّ ؟ قال:«الموت»[5747].

قال أبو الدرداء: قلت لعمرو بن بكر: ما السّنّوت ؟ قال: في غريب كلام العرب:

ربّ عكّة السمن تعصر (6) فيخرج خطوطا سودا مع السمن، و قال الشاعر:

هم السمن بالسّنّوت لا ألسّ فيهم *** و هم يمنعون الجار أن يتقرّدا

قلنا: ما ألس (7) فيهم، قال: لا غشّ فيهم، قلنا: يتقرّد؟ قال: لا يستذل جارهم.

و أخبرناه (8) أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا محمد بن يعقوب، أنا أبو الدرداء، أنا عمرو بن بكر السكسكي، نا

ص: 74


1- البيت ليس في ديوان زهير، و هو في اللسان سنت و قرد باختلاف الرواية، و نسبه إلى الحصين بن القعقاع.
2- في م:«ألسن».
3- سقطت لا من الأصل و أضيفت عن م.
4- في م:«ألسن».
5- عن م و النهاية، و بالأصل: الكون.
6- بالأصل:«يعصر» و التاء أهملت في م، و المثبت عن المطبوعة.
7- بالأصل:«ما لا ألس» و المثبت عن م.
8- في م: أخبرناه بدون الواو.

إبراهيم بن أبي عبلة قال: سمعت أبا أبيّ بن أمّ حرام يقول:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«عليكم بالسّنا و السّنّوت، فإن فيهما شفاء من كل داء إلاّ السّامّ » فقالوا: يا رسول اللّه و ما السّام ؟ قال:«الموت»[5748].

قال أبو الدّرداء: قلت لعمرو بن بكر: و ما السّنّوت ؟ قال: في غريب كلام العرب رب عكّة السمن تعصر (1) فيخرج خطوط (2) سوداء مع السمن، و قال الشاعر:

هم السمن بالسّنّوت لا ألس فيهم *** و هم يمنعون الجار أن يتقرّدا

أي لا غشّ فيهم.

قال الشاعر:

و جاءت به شكلاء ذات أسرّة *** يكاد عليها ربّة النّحي (3) تكمد

قال ابن مندة: هذا حديث غريب من حديث إبراهيم بن أبي عبلة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، نا عبد العزيز بن أحمد.

ح و أخبرنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، قالا: أنا محمد بن عوف، أنا أبو العباس بن السمسار.

ح ثم أخبرناه عاليا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو أحمد الحاكم، قالا: أنا أبو بكر بن خريم (4)،نا (5) هشام بن عمّار، نا رديح بن عطية، نا إبراهيم بن أبي عبلة العقيلي أنه لقي أبا أبيّ بن أمّ حرام الأنصاري فأخبره أنه صلى مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم القبلتين، و رأى عليه كساء خزّ أغبر.

أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز، أنا الحسن بن عبد الرّحمن بن الحسن الشافعي، أنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد، أنا أحمد بن إبراهيم بن عبد اللّه الدّيبلي، نا إدريس بن سليمان بن أبي الرباب (6)،نا رديح، عن إبراهيم بن أبي عبلة،

ص: 75


1- بالأصل «يعصر» و التاء أهملت في م، و المثبت عن المطبوعة.
2- في المطبوعة: فتخرج خطوطا سودا.
3- النحي: الزق فيه السمن (اللسان).
4- بالأصل: خزيم، خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.
5- بالأصل «بن» خطأ، و الصواب «نا» ما أثبت عن م.
6- الباء الأولى مهملة بالأصل، و في م:«الرياب» و الصواب ما أثبت انظر التبصير 664/2 و المطبوعة.

قال: رأيت أبا أبيّ الأنصاري و هو ابن أمّ حرام فأخبرني أنه صلى مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم القبلتين.

كذا رواه لنا أبو جعفر، و إنما يرويه ابن فراس، عن عباس بن محمد بن الحسن بن قتيبة، عن إدريس بن سليمان.

أخبرناه أبو علي الحدّاد في كتابه، ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا يحيى بن عبد الباقي المصّيصي، نا إدريس بن أبي الرّباب، نا رديح بن عطية، نا إبراهيم بن أبي عبلة، قال: رأيت أبا أبيّ بن أمّ حرام، و أخبرني أنه صلى مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم القبلتين، و عليه كساء خزّ أغبر (1).

ح (2) و أخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا محمد بن يعقوب، نا أبو الدّرداء هاشم بن يعلى، نا عمرو بن بكر السكسكي، قال: و نا أحمد بن إبراهيم بن نافع - بمصر - نا يوسف بن يزيد، نا المعلّى بن الوليد القعقاعي جميعا، عن إبراهيم بن أبي عبلة، قال: سمعت أبا أبيّ و كان قد صلّى القبلين مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد، نا محمد بن كثير بن مروان أبو عبد الرّحمن الفهري [نا إبراهيم] (3) بن أبي عبلة، قال: سمعت عبد اللّه بن أم حرام، و قد صلى القبلتين جميعا - يعني مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم-.

و أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل (4)،حدّثني أبي، نا كثير بن مروان أبو محمد سنة إحدى و ثمانين و مائة، نا إبراهيم بن أبي عبلة، قال: رأيت عبد اللّه بن عمرو بن أم حرام الأنصاري، و قد صلى مع النبي صلى اللّه عليه و سلّم القبلتين و عليه ثوب خزّ أغبر، و أشار إبراهيم بيده

ص: 76


1- في م: جز أغبر.
2- «ح» سقطت من م.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
4- الحديث في مسند الإمام أحمد 304/6 رقم 18071.

إلى منكبيه، فظن كثيرا أنه رداء (1).

أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك، و أبو العزّ ثابت بن منصور، قالا:

أنا أحمد بن الحسن بن أحمد - زاد عبد الوهّاب: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا محمد بن الحسن بن أحمد، أنا محمد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خيّاط (2) قال: أبو أبيّ ابن امرأة عبادة بن الصّامت، اسمه عبد اللّه بن عمرو بن قيس (3) بن زيد بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجّار، روى: صلّوا الصلاة لوقتها.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد (4) قال في تسمية من نزل الشام من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: أبو أبيّ ابن امرأة عبادة بن الصّامت، و اسمه عبد اللّه بن عمرو بن قيس بن زيد بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك (5) بن النجّار من الأنصار من الخزرج، شهد أبوه و أخوه قيس بن عمرو بدرا، و لم يشهدها أبو أبيّ ، و أمّه أمّ حرام بنت ملحان خالة أنس بن مالك، و تحول أبو أبيّ إلى الشام، فنزل بيت المقدس، و له عقب هناك، و قد روى عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي في كتابه، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، نا محمد بن إسماعيل (6) قال في باب العبادلة من الصحابة: عبد اللّه بن أبيّ ابن (7) امرأة عبادة بن الصّامت ابن أمّ حرام، نسبه ابن أبي عبلة.

ص: 77


1- بالأصل و م:«فظن كثيرا به رداء» و فيه تحريف ظاهر، و الصواب عن المسند.
2- طبقات خليفة بن خياط ص 555 رقم 2851.
3- في طبقات خليفة:«بن قيس بن سواءة بن مالك بن غنم بن النجار» و لم يزد.
4- الخبر في طبقات ابن سعد 402/7.
5- قوله:«بن غنم بن مالك» سقط من م.
6- التاريخ الكبير 19/5.
7- سقطت «ابن» من م.

-في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم (1) قال: عبد اللّه بن عمرو بن أمّ حرام أبو أبي ابن امرأة عبادة بن الصّامت الشامي، له صحبة، و أمّ حرام كانت امرأة عبادة، و كانت خالة أنس بن مالك، روى عنه إبراهيم بن أبي عبلة، و أبو المثنّى الحمصي، سمعت أبي يقول بعض ذلك، و بعضه من قيلي.

أخبرنا أبو بكر محمد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو أبيّ عبد اللّه بن أمّ حرام الأنصاري، له صحبة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد قال: عبد اللّه بن أمّ حرام يكنى أبا أبي - و هو ابن امرأة عبادة بن الصّامت.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الأولى: أبو أبيّ بن أم حرام امرأة عبادة بن الصّامت: عبد اللّه بن عمرو، مات بالشام ببيت المقدس، قاله عبد الرّحمن - يعني دحيما-.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا أبو القاسم الصّوّاف، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي (2)،قال أبو أبي ابن امرأة عبادة.

أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصّفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم (3) قال: أبو أبيّ عبد اللّه بن كعب، و يقال: عبد اللّه بن

ص: 78


1- الجرح و التعديل 117/5.
2- الكنى و الأسماء للدولابي 16/1.
3- كتاب الأسامي و الكنى للحاكم النيسابوري 57/2 رقم 429.

أبيّ (1)،و يقال: عبد اللّه بن عمرو (2)،و يقال له: ابن أم حرام، و يقال: عبد اللّه بن عمرو (3) بن قيس بن زيد بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجّار، و يقال: ابن امرأة عبادة بن الصّامت الأنصاري ابن أمّ حرام، و هي أمّه، و هي امرأة عبادة بن الصّامت، و هي أم حرام بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن خندف بن عامر بن غنم بن النجّار، و أمّها مليكة بنت مالك بن عدي بن زيد (4) بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجّار، و هي أخت أم سليم أم أنس بن مالك، له صحبة من النبي صلى اللّه عليه و سلم، يعدّ في الشاميين.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة قال: عبد اللّه بن أمّ حرام أبو أبيّ ابن امرأة عبادة بن الصّامت، و هو عبد اللّه بن أبيّ ، هكذا قاله البخاري، روى عنه إبراهيم بن أبي عبلة و غيره، و قيل: عبد اللّه بن عمرو بن قيس بن زيد بن سواد بن مالك بن عمرو بن النجّار، هكذا نسبة أبو أحمد الحاكم إلى سواد بن مالك إلاّ أنه قال: ابن غنم بن مالك بن النجّار، و قال في اسمه أيضا: عبد اللّه بن كعب، و يقال: عبد اللّه بن أبيّ ، و قول خليفة العصفري في نسبه أولى بالصّواب، و اللّه أعلم.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو سعد محمد بن الحسين بن أحمد بن عبد اللّه بن أبي علاّنة (5) الفقيه، أنا أبو طاهر المخلّص، نا يحيى بن محمد، نا فهد بن سليمان، نا المعلّى بن الوليد بن عبد العزيز بن القعقاع العبسي بمصر، حدّثني هاني بن عبد الرّحمن بن أبي عبلة، حدّثني عمي إبراهيم بن أبي عبلة قال:

رأيت رجلين من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم، كلّمت أحدهما و لم أكلّم الآخر، أبا أبيّ بن حرام، و كان ممن شهد مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم القبلتين، و رأيت عليه كساء خزّ أغبر، و رأيت واثلة بن الأسقع، فلم أكلّمه، فقام إليه العريف (6) بن الدّيلمي، فجلس إليه، فلما قام من

ص: 79


1- في الإصابة 3/4 و خطأ أبو عمر من قال إنه عبد اللّه بن أبي، قال: و إنما هو عبد اللّه أبو أبي (راجع الاستيعاب 262/2 على هامش الإصابة).
2- ما بين الرقمين سقط من م. و المثبت يوافق عبارة الأسامي و الكنى للحاكم.
3- ما بين الرقمين سقط من م. و المثبت يوافق عبارة الأسامي و الكنى للحاكم.
4- الأسامي و الكنى: زيد مناة.
5- في م:«علاثة» خطأ، و قد مرّ التعريف به.
6- كذا بالأصل و م، و انظر ترجمته في تهذيب الكمال 11/15 و فيه: الغريف بن عياش بن فيروز الديلمي (بالغين المعجمة).

عنده لقيته، فقلت له: ما حدّثك ؟ قال: حدّثني أن نفرا من بني سليم أتوا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم غزوة تبوك فقالوا: يا رسول اللّه إنّ صاحبا لنا قد أوجب، قال:«فليعتق رقبة يفكّ (1) اللّه بكل عضو منه عضوا منه من النار»[5749].

قال: و نا يحيى بن محمد، نا سليمان بن عبد الحميد أبو أيوب البهراني بحمص، نا أبو عقبة وسّاج بن عقبة بن وسّاج الأسدي من أهل بيت المقدس، حدّثني هاني بن عبد الرّحمن، عن عمه إبراهيم بن أبي عبلة، قال: كنت أنا و ابن الدّيلمي في مسجد بيت المقدس، فدخل واثلة بن الأسقع، و عبد اللّه بن أمّ حرام، فقمت إلى ابن أمّ حرام، و قام ابن الدّيلمي إلى واثلة بن الأسقع، فأخبرني ابن أم حرام أنه صلى مع رسول اللّه (2) صلى اللّه عليه و سلم القبلتين، و حدّثني ابن الدّيلمي: أن واثلة بن الأسقع حدّثه قال: أتينا النبي صلى اللّه عليه و سلّم في صاحب لنا قد أوجب فقال:«اعتقوا عنه رقبة يفكّ اللّه تعالى عنه بكلّ عضو منها عضوا من النار»[5750].

قال: و نا يحيى، نا سليمان، نا خطاب بن عثمان الغوزي (3)،نا محمد بن حمير، نا إبراهيم بن أبي (4) عبلة قال: رأيت من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عبد اللّه بن عمر، و عمرو بن عبد اللّه بن أم حرام، و واثلة بن الأسقع، و غيرهم، كانوا يلبسون البرانس و يقصّون شواربهم، و لا يحفون حتى ترى (5) الجلدة، و لكن يكشفون الشفّة و يخضبون بالحنّاء و الكتم.

3184 - عبد اللّه بن إسحاق بن إبراهيم بن مصعب

أحد قوّاد المتوكل.

قدم معه دمشق - فيما قرأته بخط عبد اللّه بن محمد الخطابي الشاعر-.

ص: 80


1- مضطربة بالأصل و رسمها:«يفيل» كذا، و المثبت عن م.
2- قوله:«صلى مع رسول اللّه» سقط من الأصل و استدرك على هامشه و بعده كلمة صح.
3- مهملة بالأصل بدون نقط ، و في م:«الهروي» و هو تحريف و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 468/5.
4- كتبت فوق الكلام بين السطرين.
5- بالأصل و م:«يرى» و الصواب عن المطبوعة.

ذكر أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف القاضي: و فيها: يعني سنة ست و ستين و مائتين مات عبد اللّه بن إسحاق بن إبراهيم.

3185 - عبد اللّه بن إسحاق بن إبراهيم

حدّث عن القاضي أبي بكر يوسف بن القاسم.

روى عنه: أبو الفتح محمد بن حمزة بن الخضر القرشي.

3186 - عبد اللّه بن إسحاق بن إسماعيل بن مسروق العذري

عمّ أبي قصيّ .

روى عن معروف الخيّاط .

روى عنه: ابن أخيه أبو قصيّ .

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أخبرني تمّام بن محمد، حدّثني أبو القاسم الفضل بن جعفر التميمي من حفظه، نا أبو قصيّ إسماعيل بن محمد بن إسحاق العذري، حدّثني أبي و عمي قالا: نا معروف الخيّاط عن واثلة بن الأسقع، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من حمل بجوانب السرير الأربع غفر له أربعين كبيرة»[5751].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو القاسم السهمي، نا أبو أحمد بن عدي (1)،نا أبو قصيّ ، نا أبي محمد بن إسحاق، و عمي عبد اللّه بن إسحاق، قالا: نا معروف، نا واثلة بن الأسقع الليثي قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من شهد جنازة و مشى أمامها و جلس حتى يأخذ بأربع زوايا السرير و جلس حتى تدفن، كتب له قيراطان من أجر، أخفّهما في ميزانه يوم القيامة أثقل من أحد» (2)[5752].

ص: 81


1- الحديث في الكامل لابن عدي 326/6 في ترجمة معروف بن عبد اللّه الخياط الدمشقي.
2- في الكامل لابن عدي: من جبل أحد.
3187 - عبد اللّه بن أسعد بن علي بن عيسى بن علي

أبو الفرج الموصلي الفقيه الشافعي المعروف بابن الدّهّان (1)

أديب فاضل، و شاعر محسن.

قدم دمشق مرات في صحبة الفقيه أبي سعد بن أبي عصرون، و كان يتردد إلى درسه.

و سمع مني صحيح مسلم، و الوسيط في التفسير للواحدي، ثم ندب للتدريس بمدرسة حمص، و سمعت منه أشياء من شعره، و لم أكتبها عنه، و أنشدني له أبو اليسر شاكر بن سليمان المغربي يمدح الملك العادل نور الدين عقيب الحادثة التي حدّثت من الفرنج خذلهم اللّه تحت حصن الأكراد:

ظبي المواضي و أطراف القنا الذبل *** ضوامن لك ما حازوه من نفل (2)

و كافل لك كاف ما تحاوله *** عزّ و عزم و بأس غير منتحل

و ما يعيبك ما نالوه من سلب *** بالختل قد تؤسر الآساد بالحمل (3)

و إنّما أخلدوا جبنا إلى خدع (4) *** إذا لم يكن لهم بالجيش من قبل

و استيقظوا و أراد اللّه غفلتكم *** لينفذ القدر المحتوم في الأزل

حتى أتوكم فلا المادي من أمم *** و لا الظبا كثب (5) من مزهق عجل

قنا لنا (6) و قسيّ غير موترة *** و الخيل عارية (7) ترعى مع الهمل

ما يصنع الليث لا ناب و لا ظفر *** بما حواليه من عفر و من وعل

هلاّ و قد ركب الأسد الصّقور و قد *** تسلوا الظباء تحت غابات من الأسل

ص: 82


1- ترجمته و أخباره في وفيات الأعيان 57/3 و النجوم الزاهرة 100/6 و شذرات الذهب 270/4 و انباه الرواة 103/2 رقم 315 و طبقات الشافعية للسبكي 120/7، سير الأعلام 176/21 الوافي بالوفيات 67/17.
2- عن م و بالأصل: ثفل.
3- في المطبوعة: بالحيل.
4- عن م و المطبوعة، و بالأصل: جذع.
5- مهملة بالأصل، و في م:«كبت» و المثبت عن المطبوعة.
6- كذا بالأصل و م:«قنا لنا» و في المطبوعة: قنا لقى.
7- في المطبوعة: عازبة.

في كل صافية السربال صافية *** للقذف بالنبل فيها الخذف بالنبل

و أصبحوا فرقا في أرضهم بددا *** يحوس أدناهم الأقصى على مهل

و إنّما هم أضاعوا حزمهم ثقة *** بجمعهم و لكم من واثق حجل

بني الأصافر ما نلتم بمكركم *** و المكر في كل إنسان أخو الفشل

و ما رجعتم بأسرى خاب سعيكم *** غير الأراذل و الأتباع و السّفل

سلبتم الجرد معراة بلا لجم *** و السمر مركوزة و البيض في الخلل

هل أخر الخيل قد أردى فوارسها *** مثال آخذها في الشكل و الطّول

أم سالب الرمح مركوزا كسالبه *** و الحرب دائرة من كفّ معتقل

جيش أصابتهم عين الكمال و ما *** يخلو من العين إلاّ غير مكتمل

لهم بيوم حنين أسوة و هم *** خير الأنام و فيهم خاتم الرسل

سيقتفيكم بضرب عند أهونه *** البيض كالبيض و الأدراع كالحلل

ملك بعيد من الأدناس ذو كلف *** بالصّدق في القول و الإخلاص في العمل

كالسيف ما فلّ و الأطواد لم تزل *** و الشمس ما ركبت و الشمس لم تفل

كم قد (1) تجلّت بنور الدين من ظلم *** للظلم و انجاب للإظلال من ظلل

و بلدة ما نرى فيها سوى بطل *** عزا فأضحت و ما فيها سوى طلل

قل للمولين كفوا الطرف من جبن *** عند اللقاء و غضّوا الطرف من خجل

طلبتم السهل تبغون النجاة و لو *** لذتم بملككم لذتم إلى جبل

أسلمتموه و ولّيتم فسلّمكم *** بثبتة لو بغاها الطود لم يبل

مسارقين و لم تنثل كنائنكم *** و السمر لم تبتد (2) و البيض لم تذل

و لا طرقتم بويل النبل طارقة *** و لا تقلقت الأسياف في القلل

فقام فردا و قد ولّت جحافله *** فكان من نفسه في جحفل زجل (3)

في مشهد لو ليوث الغيل تشهده *** خرّت لأذقانها من شدة الوهل

وسط العدى وحده ثبت الجنان و قد *** طارت قلوب على بعد من الوجل

يعود عنهم رويدا غير مكترث *** بهم و قد كرّ فيهم غير محتفل

ص: 83


1- عن م، سقطت من الأصل.
2- في م: لم تبتذل.
3- مهملة بدون نقط بالأصل، و المثبت عن م.

يزداد قدما إليهم من تيقّنه *** إنّ التأخّر لا يحمي من الأجل

ما كان أقربهم من أسر أبعدكم *** لو أنّهم لم يكونوا منه في شغل

ثباته في صدور الخيل أنقذكم *** لا تحسبوا وثبات الضّمّر الذلل

ما كل حين تصاب الأسد غافلة *** و لا يصيب الشديد البطش ذو الشلل

و اللّه عونك فيما أنت مزمعه *** كما أعانك في أيّامك الأول

كم قد ملكت لهم ملكا بلا عوض *** و حزت من بلد منهم بلا بدل

و كم سقيت العوالي من طلى ملك *** و كم قريت العوافي من قرا بطل (1)

و أسمر من وريد النحر مورده *** و أجدل أكله من لحم منجدل

حصيد سيفك قد أعفيته زمنا *** لو لم يطل عهده بالسيف لم يطل

لا نكبت سهمك الأقدار عن عرض *** و لا ثنت يدك الأيام عن أمل

و كتب إليّ من حمص بخطّ يده قصيدة نظمها في مدح دمشق:

سقى دمشق و أياما مضت فيها *** مواطر السحب ساريها و غاديها

من كل أدهم صهال له شية *** صفراء يسترها طورا و يبديها

و لا يزال جنين (2) النبت ترضعه *** حوامل المزن في أحشاء أرضيها

فما قضى حبه قلبي لنير بها *** و لا قضى نحبه ودي لواديها

و لا تسليت عن سلسال ربوتها *** و لا نسيت مبيتي جار جاريها

كأن أنهارها ماضي ظبي حشيت *** خناجرا (3) من لجين في حواشيها

فلا سقى اللّه أشواقي برؤيتها *** إن راق عيني شيء بعد فقديها

واها لها حين حلى الغيث عاطلها *** مكللا و اكتسى الأوراق عاريها

و حاك في الأرض صوب المزن مخملة *** ينيرها بغواديه و يسديها

ديباجة لم يدع حسنا مفوّقها *** إلاّ أتاه و لا أبقى موشيها

ترنو إليك بعين النور ضاحكة *** إذ بات عين من الوسمي تبكيها

و الدوح ربّا لها (4) ربى قد اكتملت *** شبابها حينما شابت نواصيها

ص: 84


1- القرا: الظهر (اللسان).
2- بالأصل و م:«حنين» و المثبت عن المطبوعة.
3- بالأصول: خناجر.
4- بالأصل و م:«ربى لها ربا» و المثبت عن المطبوعة.

نشوى تغني لها ورق الحمام على *** أوراقها و يد الأنواء تسقيها

صفا لها الشرب فاخضرت أسافلها *** حتى صفا الظل و ابيضت أعاليها

و صفق النهر و الأغصان قد رقصت *** فنقطته بدرّ من تراقيها

كأنما رقصها أو هى قلائدها *** و خانها النظم فانثالت لآليها

و أعين الماء قد أجرت سواقيها *** و الأعين النجل قد جارت سواقيها

و قابل الغصن غصن مثله و شدت *** أقمارها فأجابتها قماريها

فللحاظ و للأسماع ما اقترحت *** من وجه شادنها أو صوت شاديها

إذا العزيمة عن فرط الغرام ثنت *** قلبا تثني لها غصن فيثنيها

ريم إذا جلبت (1) حينا لواحظه *** للنفس حيا بخدّيه فيحييها

جناية طرفه المحور جانبها (2) *** و آس عارضه المخضر آسيها

تقبل الكاس خجلى كلما شرعت *** في ماء فيه فقاسته بما فيها

أشتاق عيشي بها قدما و تذكرني *** أيامي السود بيضا من لياليها

و نحن في جنبة لا ذاق ساكنها *** بأسا و لا عرفت بؤسا مغانيها

سماء دوح ترد الشمس صاغرة *** عنا و تبدي نجوما في نواحيها

ترى البدور بها في كل ناحية *** ممدودة للنجوم الزهر أيديها

إذا الغصون هززناها لنيل جنى *** صارت كواكبها حصباء أرضيها

من كل صفراء مثل الماء يانعة *** تخالها جمر النار في تلظيها

لذيذة الطعم تحلو عند آكلها *** بهية اللون تحلى عند رائيها

يا ليت شعري على بعد أذاكرتي (3) *** عصابة لست طول الدهر ناسيها

عندي أحاديث وجد بعد بعدهم *** أظل أجحدها و العين ترويها

كم لي بها صاحب عندي له نعم *** كثيرة و أياد ما أؤدّيها

فارقته غير مختار فصاحبني *** صبابة منه تخفيني و أخفيها

رضيت بالكتب بعد القرب فانقطعت *** حتى رضيت سلاما في حواشيها

إن يعلني غير ذي فضل فلا عجب *** يسمو على سابقات الخيل هايها

ص: 85


1- في م: جليت.
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: جانيها.
3- بالأصل و م:«أذاكرني» و المثبت عن المطبوعة نقلا عن الديوان.

و الماء يعلوه غثّاء، و ها زحل *** أخفى الكواكب نورا و هو عاليها

لو كان جدّ بجدّ (1) ما تقدمني *** عصابة قصّرت عني مساعيها

ما في خمولي من عار على أدبي *** بل ذاك عار على الدنيا و أهليها

3188 - عبد اللّه بن إسماعيل بن عبد كلال

المعروف بوضّاح اليمن (2)

من أهل صنعاء من الأبناء، و يقال عبد الرّحمن بن إسماعيل بن عبد كلال بن داد (3) بن أبي أحمد من آل جولان (4) لقّب بوضّاح اليمن لجماله. قيل: إنه قدم دمشق على الوليد بن عبد الملك فأحسن رفده.

قرأت في كتاب علي بن الحسين الأموي (5):أخبرني الحسن بن علي، نا أحمد بن زهير، حدّثني مصعب بن عبد اللّه قال: مرضت أم البنين و الوضّاح مقيم بدمشق، و كان نازلا عليها فقال في علتها:

حتّام نكتم حزننا حتّاما *** و علام نستبقي الدموع علاما

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد العلاّف المقرئ في كتابه، و أخبرني أبو المعمّر المبارك بن أحمد عنه.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن أبي جعفر، و أبو الحسن بن العلاف.

قالا: أنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن بشران، أنا أحمد بن إبراهيم الكندي، أنا محمد بن جعفر الخرائطي، حدّثني محمد بن محمد بن الفريابي، نا إسحاق بن الضّيف (6)،عن أبي مسهر قال: كان وضّاح اليمن نشأ هو (7) و أم البنين

ص: 86


1- بالأصل:«حد بحد» و المثبت عن م.
2- أخباره في الأغاني 209/6 و أشعار أولاد الخلفاء للصولي ص 82 و النجوم الزاهرة 226/1 و فوات الوفيات 272/2 و جاء فيها و في الأغاني اسمه عبد الرحمن.
3- في م:«ابن داود بن حمد» و في الأغاني: ابن داذ بن أبي جمد.
4- في الأغاني:«آل خولان».
5- الخبر و الشعر في كتاب الأغاني 226/6.
6- بالأصل و م: الصيف، بالصاد المهملة و هو خطأ و الصواب ما أثبت بالضاد المعجمة، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 51/2.
7- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: يشاهد.

صغيرين فأحبها و أحبته، فكان لا يصبر عنها حتى إذا بلغت حجبت عنه فطال بهما البلاء، فحج الوليد بن عبد الملك فبلغه جمال أم البنين و أدبها فتزوجها و نقلها معه إلى الشام، فجعل يطيف بقصر الوليد بن عبد الملك في كل يوم لا يجد حيلة حتى رأى يوما جارية صفراء (1)،فلم يزل حتى تأنّس بها. فقال لها: هل تعرفين أم البنين ؟ قالت: إنّك تسأل عن مولاتي، فقال: إنها لابنة عمي، و انها لتسرّ لموضعي لو أخبرتيها، قالت: إنّي أخبرها، فمضت الجارية، فأخبرت أم البنين، فقالت: ويلك أو حي هو؟ قالت: نعم، قالت: قولي له كن مكانك حتى يأتيك رسولي، فلن أدع الاحتيال لك، فاحتالت أن أدخلته إليها في صندوق. فمكث عندها حينا حتى إذا أمنت أخرجته فقعد معها، و إذا خافت عين رقيب أدخلته الصندوق، فأهدي يوما للوليد بن عبد الملك جوهر. فقال لبعض خدمه: خذ هذا الجوهر فامضي (2) به إلى أم البنين و قل لها: أهدي هذا إلى أمير المؤمنين فوجّه به إليك، فدخل الخادم من غير استئذان و وضّاح معها، فلمحه، و لم تشعر أم البنين، فبادر إلى الصندوق فدخله فأدّى الخادم الرسالة إليها و قال: هبي لي من هذا الجوهر حجرا، فقالت: لا أمّ لك، و ما تصنع أنت بهذا؟ فخرج و هو عليها حنق، فجاء الوليد فخبره الخبر، و وصف له الصندوق الذي رآه دخله، فقال له: كذبت لا أم لك، ثم نهض الوليد مسرعا فدخل عليها و هي في ذلك البيت. و فيه صناديق عداد، فجاء حتى جلس على ذلك الصّندوق الذي وصف له الخادم، فقال لها: يا أم البنين، هبي لي صندوقا من صناديقك هذه، فقالت: يا أمير المؤمنين هي و أنا لك، فقال: ما أريد غير هذا الذي تحتي، قالت: يا أمير المؤمنين، إنّ فيه شيئا من أمور النساء، قال: ما أريد غيره، فقالت: هو لك، فأمر به فحمل، و دعا بغلامين فأمرهما بحفر بئر حتى إذا حفرا فبلغ الماء وضع فمه على الصندوق و قال: يا أيها الصندوق قد بلغنا عنك شيء، فإن كان حقا فقد دفنا خبرك، و درسنا أثرك، و إن كان كذبا فما علينا في دفن صندوق من خشب حرج، ثم أمر به فألقي في الحفرة، و أمر بالخادم فقذف في ذلك المكان فوقه و طمّ عليهما (3) جميعا التراب، فكانت أم البنين توجد في ذلك المكان تبكي إلى أن وجدت

ص: 87


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة:«صغيرا» و كتب محققه بحاشيتها:«كذا في النسخ كلها، و لعلها: صفراء أي سوداء» و هذا وهم منه لأنه جاءت بالأصل هنا و في م «صفراء» كما ذكرت.
2- كذا بالأصل و م «فامضي» بإثبات الياء و هو خطأ، و الصواب: فامض.
3- عن م و بالأصل: عليها.

فيه يوما مكبوبة على وجهها ميتة.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه فيما قرأ عليّ إسناده و ناولني إياه و قال: اروه عني، أنا محمد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا (1)،نا أبي، نا أبو أحمد الختّلي (2)، أنا أبو حفص - يعني النسائي، حدّثنا محمد بن حيّان (3) بن صدقة، عن محمد بن أبي السّري، عن هشام بن محمد بن السّائب، قال:

كانت عند يزيد بن عبد الملك بن مروان أم البنين بنت فلان (4)،و كان لها من قلبه موضع، قال: فقدم عليه من ناحية مصر بجوهر له قدر و قيمة (5)،قال: فدعا خصيا له فقال: اذهب بهذا إلى أم البنين و قال لها: أتيت به السّاعة، فبعثت به إليك، قال: فأتاها الخادم فوجد عندها وضّاح اليمن، و كان من أجمل العرب، و أحسنه وجها، فعشقته أم البنين، فأدخلته عليها، فكان يكون عندها، فإذا أحست بدخول يزيد بن عبد الملك عليها أدخلته في صندوق من صناديقها، فلما رأت الغلام قد أقبل أدخلته الصندوق فرآه الغلام، و رأى الصندوق الذي دخل فيه فوضع الجوهر بين يديها و أبلغها رسالة يزيد ثم قال: يا سيدتي هبي لي منه لؤلؤة، قالت: لا، و لا كرامة، فغضب و جاء إلى مولاه فقال: يا أمير المؤمنين إني دخلت عليها و عندها رجل، فلما رأتني أدخلته صندوقا و هو في الصندوق الذي من صفته كذا و كذا، و هو الثالث أو الرّابع، فقال له يزيد: كذبت يا عدو اللّه، جئوا في عنقه، فوجئوا في عنقه، و نحّوه عنه، قال: فأمهل قليلا ثم قام فلبس نعله و دخل على أم البنين و هي تمتشط في خزانتها (6) فجاء حتى جلس على الصّندوق الذي وصف له الخادم، فقال: يا أم البنين ما أحبّ إليك هذا البيت، قالت: يا أمير المؤمنين أدخله لحاجتي و فيه خزانتي، فما أردت من شيء أخذته من قرب، قال: فما هذه الصناديق التي أراها؟ قالت: حليي (7) و أثاثي، قال: فهبي لي منه صندوقا، قالت:

ص: 88


1- الخبر في الجليس الصالح الكافي للمعافى بن زكريا الجريري 581/1 و ما بعدها.
2- مضطربة بالأصل و م و المثبت عن الجليس الصالح.
3- في الجليس الصالح:«حبان».
4- كذا بالأصول، و الذي في الأغاني أن هذه القصة كانت مع الوليد بن عبد الملك و ليس مع يزيد، و أن امرأته هي أم البنين ابنة عبد العزيز بن مروان.
5- في الجليس الصالح: له قيمة و قدر.
6- بالأصل:«في حرانيها» و في م:«حرانها» و المثبت عن الجليس الصالح.
7- عن الجليس الصالح، و في الأصل و م:«حلى» و في المطبوعة: حلتي.

كلها مالك يا أمير المؤمنين، قال: لا أريد إلاّ واحدا، و لك عليّ أن أعطيك زنته و زنة ما فيه ذهبا، قالت: فخذ ما شئت، قال: هذا الذي تحتي، قالت: يا أمير المؤمنين عدّ عن هذا و خذ غيره، فإنّ لي فيه شيئا يقع لمحبتي، قال: ما أريد غيره، قالت: هو لك، قال:

فأخذه و دعا الفراشين فحملوا الصندوق فمضى به إلى مجلسه فجلس و لم يفتحه و لم ينظر ما فيه، فلما جنّه الليل دعا غلاما له أعجميا فقال له: استأجر أجراء غرباء ليسوا من أهل المصر، قال: فجاءه بهم فحفروا له حفيرة (1) في مجلسه حتى بلغوا الماء، ثم قال:

قدموا الصندوق فألقي في الحفيرة، ثم وضع فيه و وقف على شفيره، فقال: يا هذا قد بلغنا عنك خبر، فإن يك حقا فقد قطعنا أثره، و إن يك باطلا فإنّما دفنّا خشبا، ثم أهالوا عليه التراب، حتى استوى، قال: فلم ير وضّاح اليمن حتى السّاعة، قال: فلا و اللّه ما بان لها في وجهه و لا في خلائفه، و لا في شيء حتى فرّق الموت بينهما.

قال المعافى: في هذا الخبر: فلما جنّه الليل، و الفصيح من كلام العرب: جنّ عليه الليل، و أجنه الليل، قال اللّه تعالى: فَلَمّٰا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأىٰ كَوْكَباً (2) و فيه لغة أخرى و هو جنّه كما جاء في هذا الخبر، و قد روي عن بعض الماضين من القراء جَنَّةُ الْمَأْوىٰ (3) و هذا وجه شاذ في القراءة و اللغة، و في هذا الخبر أيضا وجه من اللغة ليس بالظاهر السّائر و هو قوله: ثم أهالوا عليه التراب، و اللغة الفاشية الصحيحة: هلت عليه التراب أهيله، قال اللّه تعالى: وَ كٰانَتِ الْجِبٰالُ كَثِيباً مَهِيلاً (4).

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا نصر الخفّاف و هو محمد بن أحمد بن عمر يقول: سمعت أبا عبد الرّحمن محمد بن المنذر الهروي يقول: سمعت أبا سالم (5) سهل بن محمد السّجستاني يقول: لما أنشد المأمون قول وضّاح اليماني (6):

ص: 89


1- في الجليس الصالح: حفرة.
2- سورة الأنعام، الآية:76.
3- سورة النجم، الآية:15.
4- سورة المزمل، الآية:14.
5- كذا بالأصل، و في م:«أبا همام» و في المطبوعة:«أبا حاتم» و هو الصواب، و انظر ترجمته في تهذيب الكمال 178/8.
6- انظر الأبيات في الأغاني 216/6 و فوات الوفيات 272/2 في الأغاني: يا روض... و لا صابر.

يا عمرو جيرانكم الباكر *** فالقلب لا لاه و لا طائر

قالت: فإن الباب من دوننا *** قلت: فإني واثب طائر

قالت: ألا لا تلجن دارنا *** إن أبانا رجل غائر

قالت: فإن النصر (1) من دوننا *** قلت: فإني فوقه ظاهر

قالت: فإن الكلب من دوننا *** قلت: بكفي مرهف باتر

قالت: فإن البحر من دوننا *** قلت: فإني (2) سابح ماهر

قالت: أ ليس اللّه من فوقنا *** قلت: وليّ قادر غافر

قالت: فإن (3) كنت أعييتنا *** فائت (4) إذا ما هجع السّامر

فاسقط علينا كسقوط النّدى *** ليلة لا ناهي (5) و لا زاجر (6)

قال المأمون: لو كان قائل هذا الشعر في زماننا أو في دهرنا لما أحوج إلى هذا الاستقصاء، و لكفاه أن يعلم أنه يهوى الدخول حتى يسبّب له.

قال أبو حاتم: و إنّما قال الوضّاح هذا الشعر في أم البنين بنت عبد العزيز بن مروان، و ذلك أن الوضّاح كان من أحسن الناس وجها و كانت أم البنين - زاد غير زاهر:

عند الوليد بن عبد الملك بن مروان، فأخذه و غرّقه في الماء بحضرة أم البنين.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش، أنا أبو يعلى بن الفراء، أنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل بن محمد بن سويد، نا أبو علي الحسين بن القاسم بن جعفر الكوكبي، نا أبو العيناء قال: قال أحمد بن معاوية.

قال وضّاح اليمن في فاطمة بنت عبد الملك بن مروان امرأة عمر بن عبد العزيز (7):

ص: 90


1- الأغاني و فوات الوفيات: القصر.
2- عن م و بالأصل: فإن.
3- في م:«فإن ما» و في المطبوعة:«فإما».
4- بالأصل و م:«بايت» و المثبت عن الأغاني، و تمام روايته فيها: قالت لقد أعييتنا حجة فأت إذا ما هجع السامر
5- كذا بالأصل و م بإثبات الياء.
6- في فوات الوفيات: آمر.
7- البيتان في الأغاني 227/6.

بنت الخليفة و الخليفة جدّها *** أخت الخلائف (1) و الخليفة بعلها

فرحت قوابلها بها و تباشرت *** و كذاك كانوا في المسرّة أهلها

قال أبو علي الكوكبي: و هذا عندي خطأ لأن الوليد بن عبد الملك قتل وضّاح اليمن و دفنه في بئر مع صندوق كان فيه.

أخبرنا أبو السّعود أحمد بن علي بن محمد بن المجلي (2)،أنا أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز، أنا أبو القاسم آدم بن محمد بن آدم الشلحي المعدّل - بعكبرا - أنا أبو الفرج علي بن الحسين بن محمد الأصبهاني، أخبرني عمي، حدّثني هبة اللّه بن أيوب (3) بن المهدي، حدّثني يوسف بن إبراهيم قال: ذكرت لي عريب أن لعلية بنت المهدي صنعة في (4) عدة من الشعراء فمن صنعتها في شعر وضّاح اليمن (5):

يا ربّ متعنا بطول بقائها *** و اجبر بها الأرمال و الأيتاما

و اجبر بها الرجل الغريب بأرضها *** قد فارق الأخوال و الأعماما

قد أصبحت أم البنين مريضة *** أخشى و أشفق أن تذوق حماما (6)

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو محمد الصّريفيني (7).

و أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين، و أبو الدّرّ ياقوت بن عبد اللّه، قالا: أنا أبو محمد الصّريفيني، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان بن داود الطوسي، نا الزبير بن بكّار، حدّثني عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد اللّه بن أبي سلمة عن خاله يوسف بن الماجشون.

ص: 91


1- الأغاني: أخت الخليفة.
2- بالأصل و م:«المحلى» خطأ، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
3- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: إبراهيم.
4- كذا بالأصل، و في م: بياض بين لقطة «في» و «عدة» بمقدار كلمة، و في المطبوعة: في شعر عدة من الشعراء.
5- الأبيات - من عدة أبيات في الأغاني 226/6.
6- في الأغاني: نخشى و نشفق أن يكون حماما.
7- رسمها بالأصل:«الصريسى» و في م:«الصريفي»، و المثبت عن المطبوعة.

ح و أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع، و أبو محمد هبة اللّه بن أحمد قالا: أنا أبو منصور بن شكرويه.

ح و أخبرنا أبو طاهر محمد بن أبي نصر بن أبي القاسم بن هاجر، أنا محمود بن جعفر بن محمد الكوسج.

ح و أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن علي السمسار، قالوا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمد بن خرّشيذ قولة، أنا أبو الحسن أحمد بن محمد المخرمي، نا الزبير بن بكّار، حدّثني عبد الملك بن عبد العزيز، حدّثني خالي يوسف بن الماجشون، قال: أنشدت محمد بن المنكدر لوضّاح اليمني.

- و قال الطوسي: اليمن (1):-

فما نوّلت حتى تضرّعت حولها (2)*** و أقرأتها ما رخص اللّه في اللّمم

فضحك و قال: إن كان - زاد الطوسي وضّاح و قالوا-[لمفتنا] (3) في نفسه.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، أنشدنا ابن قتيبة لوضّاح اليمن (4):

مالك وضّاح دائم الغزل *** أ لست تخشى تقارب الأجل

يا موت ما إن تزال معترضا *** لأمل دون منتهى الأمل

تنال كفاك كلّ مسهلة *** و حوت بحر و معقل الوعل

صلّ لذي العرش و اتّخذ قدما *** ينجيك يوم العثار (5) و الزّلل

كتب إليّ أبو طالب عبد القادر بن محمد بن عبد القادر، أنا أبو إسحاق البرمكي، ثم حدّثني أبو المعمّر الأنصاري، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد بن القزويني، و أبو إسحاق البرمكي، قالا: أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو محمد عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمد السّكري، نا أبو محمد بن قتيبة، حدّثني

ص: 92


1- البيت في الأغاني 227/6.
2- في الأغاني: تضرعت عندها و أعلمتها.
3- بياض بالأصل، و المثبت عن م، و في المطبوعة:«المفتتن» و في الأغاني: إلاّ مفتيا لنفسه.
4- الأبيات في الأغاني 229/6 و قبلها فيها: و مما قاله في مرثية أهله و ذكر الموت.
5- بالأصل:«العشار» و المثبت عن م و الأغاني.

عبد الرّحمن بن عبد اللّه، عن عمه الأصمعي، قال: سمعت نافعا ينشد:

ضحك الناس و قالوا *** شعر وضّاح اليمني

إنّما شعري قند *** قد خلط بجلجلان (1)

أي: بسمسم، و إنما سكّن: خلط ، لاجتماع الحركات كما قال امرؤ القيس:

فاليوم أشرب غير مستحقب *** إثما من اللّه و لا واغل (2)

3189 - عبد اللّه بن إسماعيل بن يزيد بن حجر

أبو عمرو البيروتي ابن بنت الأوزاعي (3)

روى عن أبيه صهر الأوزاعي، و الوليد بن مزيد.

سمع منه أبو حاتم الرازي ببيروت، و حدّث عنه هو و أحمد بن إبراهيم القرشي، و أبو الحسن بن جوصا.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو نصر بن الجبّان، أنا أبو سليمان بن زبر، نا أبو العبّاس محمد بن جعفر بن ملاّس، نا أحمد بن إبراهيم القرشي، أنا أبو عمرو عبد اللّه بن إسماعيل ابن بنت الأوزاعي، حدّثني أبي عن جدي الأوزاعي قال: من تعلّم بابا (4) من العلم كان أفضل من عبادة حول يصام نهاره و يقام ليله.

قرأت على أبي عبد اللّه محمد بن إبراهيم بن جعفر، عن سهل بن بشر، أنا رشأ بن نظيف، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أبو الحسن بن جوصا، نا أبو عمرو عبد اللّه بن إسماعيل بن يزيد، نا أبي قال: كان بلال بن سعد يقول:

يا عباد اللّه، هل أتاكم مخبر يخبركم أن أعمالكم تقبّلت و خطاياكم غفرت، أم حسبتم أَنَّمٰا خَلَقْنٰاكُمْ عَبَثاً وَ أَنَّكُمْ إِلَيْنٰا لاٰ تُرْجَعُونَ (5).

ص: 93


1- عن م و بالأصل: بجلجان.
2- البيت في ديوانه ط بيروت ص 149 و فيه: فاليوم أسقى.
3- ترجمته في الجرح و التعديل 4/5.
4- في م: ثلاثا.
5- سورة المؤمنون، الآية:115 و في التنزيل العزيز: أ فحسبتم.

قال: و نا عبد اللّه بن إسماعيل بن يزيد، حدّثني أبي قال: كان بلال بن سعد يقول:

يا عباد اللّه كما ترجون رحمة اللّه بما تأتون (1)من طاعته، فكذلك فأشفقوا من عذاب اللّه مما تأتون من معاصيه.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد، قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم (2)،قال: عبد اللّه بن إسماعيل بن بنت الأوزاعي، أبو (3)محمد (4)البيروتي.

روى عن أبيه إسماعيل بن يزيد بن حجر الأوزاعي، و الوليد بن مزيد.

سمع منه أبي ببيروت في الرحلة الثانية.

3190 - عبد اللّه بن إسماعيل الدّيلي

حدّث ببيروت عن حمد بن عبد الملك، و عبد الرّحمن بن عبد الصمد بن النزور (5).

روى عنه: الحسن بن علي بن موسى بن الخليل البرقعيدي، و القاضي أبو أحمد محمد بن محمد بن مكي الجرجاني.

أنبأنا جدي أبو المفضّل يحيى بن علي القاضي، و أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، قال: قرئ على أبي الحسين عبد الواحد بن الحسن بن علي بن موسى بن الخليل الخطيب البرقعيدي، نا أبي الحسن بن علي، نا عبد اللّه بن إسماعيل الدّيلي ببيروت، نا حمد بن عبد الملك، نا عبد الحميد بن هلال، نا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن نصر بن عاصم، عن مالك بن الحويرث قال: رأيت

ص: 94


1- عن م و بالأصل: توتون.
2- الخبر في الجرح و التعديل 4/5.
3- بالأصل:«أنا أبو محمد».
4- كذا بالأصول، و في الجرح و التعديل:«أبو عمرو» و هو الصواب، و هو صاحب الترجمة.
5- كذا بالأصل، و في م:«النزرور» و في المطبوعة:«النرزور».

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يرفع يديه إذا كبّر لافتتاح الصّلاة، و يرفع يديه إذا كبّر للركوع، و يرفع يديه إذا قال:«سمع اللّه لمن حمده»[5753].

3191 - عبد اللّه بن الأسود بن بلال المحاربي

ولي غزو البحر في أيام أبي جعفر المنصور.

أنبأنا أبو القاسم النسيب و غيره، قالوا: نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم، نا محمد بن عائذ، نا الوليد قال: ثم ولّى - يعني المنصور - عبد اللّه بن الأسود المحاربي - يعني غزاة البحر - ثم ولّى جرير بن عبد الملك العبسي.

3192 - عبد اللّه بن أنس المديني

تابعي، سكن دمشق، و اتصل ببعض خلفاء بني أمية، له ذكر.

قرأت في كتاب علي بن الحسين بن محمد (1)،أنا الحسن بن علي الخفّاف، نا محمد بن القاسم بن مهرويه، حدّثني أبو مسلم المستملي عن المدائني قال:

مدح إسماعيل بن يسار (2)النّسائي (3)رجلا من أهل المدينة يقال له عبد اللّه بن أنس، و كان قد اتّصل ببني مروان، و أصاب منهم خيرا، و كان إسماعيل صديقا له، فرحل إليه إلى دمشق فأنشده مديحا له و متّ (4)إليه بالجوار و الصّداقة فلم يعطه شيئا فقال يهجوه:

لعمرك ما (5)إلى حسن رحلنا *** و لا زرنا حسينا يا ابن أنس

يعني الحسن و الحسين رضي اللّه عنهما:

ص: 95


1- الخبر في كتاب الأغاني 418/4-419 ضمن أخبار إسماعيل بن يسار النسائي.
2- بالأصل و م: بشار و هو تحريف و الصواب ما أثبت، انظر الأغاني 408/4 و 418.
3- بالأصل و م:«النسا» و المثبت عن الأغاني، انظر الحاشية السابقة و قال محمد بن صالح بن النطاح: إنما سمي بالنّسائي لأنه كان يبيع النجد و الفرش التي تتخذ للعرائس. و قال ابن عائشة: لقب بذلك لأن أباه كان يكون عنده طعام العرسات مصلحا أبدا، فمن طرقه وجده عنده معدا.
4- غير مقروءة بالأصل و م، و اللفظة مثبتة عن الأغاني.
5- عن الأغاني، و بالأصل و م:«اما».

و لا عبدا لعبدهما فنحظى *** بحسن الحظ منهم غير بخس (1)

و لكن ضبّ جندلة أتينا *** مضبّا في مكامنه يفسّي (2)

فلمّا أن أتيناه و قلنا *** بحاجتنا تلوّن لون ورس

و أعرض غير ممتلح (3)بعرف *** و ظلّ مقرطبا ضرسا بضرس

فقلت لأهله أبه كزاز (4) *** و قلت لصاحبي أ تراه يمسي

فكان الغنم أن قمنا جميعا *** مخافة أن نزن [بقتل] (5)نفس

3193 - عبد اللّه بن أوس العامري

هو عبد اللّه بن عمرو بن أوس يأتي بعد إن شاء اللّه (6).

3194 - عبد اللّه بن أوفى، و اسم أبي أوفى علقمة الأسلمي

يأتي في حرف العين في أسماء آباء العبادلة، إن شاء اللّه.

3195 - عبد اللّه بن أوفى، و يقال عبد اللّه بن عمرو

ابن النعمان بن ظالم بن مالك بن أبيّ بن عصر بن سعد

ابن عمرو بن جشم بن كنانة بن حرب بن يشكر

ابن بكر بن وائل بن قاسط

أبو عمرو، و يقال: أبو الكوّا اليشكري المعروف بابن الكوّا

سمع عليا، و معاوية رضي اللّه عنهما، و قدم دمشق على معاوية.

أخبرنا أبو بكر محمد بن علي، أنا أبو بكر محمد بن علي بن محمد الخيّاط ، أنا أبو الحسين أحمد بن عبد اللّه، أنا أبو جعفر أحمد بن أبي طالب، أنا أبي، أنا محمد بن مروان بن عمر السعيدي، حدّثني محمد بن أحمد، عن سليمان - و هو ابن أبي شيخ -

ص: 96


1- عن الأغاني و بالأصل: نحس.
2- الجندلة واحدة الجندل و هي الحجارة. و أضب في المكان: لزمه و لم يفارقه.
3- الأغاني: غير متبلج.
4- الكزاز: داء، و هو يأخذ من شدة البرد، و تعتري منه المريض رعدة.
5- بياض بالأصل و المثبت عن الأغاني.
6- قوله:«يأتي بعد إن شاء اللّه» سقط من م.

عن محمد بن الحكم، عن عوانة قال:

قدم على معاوية قوم من أهل الكوفة فيهم صعصعة بن صوحان العبدي، و عبد اللّه بن الكوّا اليشكري، فأنزلهم معاوية دارا من دور دمشق، و أمرهم أن لا يخرجوا منها و كان في الدار مسجد يخرجون إليه و يتحدّثون فيه، فبينا هم يتحدّثون إذ أقبل معاوية حتى دخل إليهم، فقال: هذا خير لكم من الفتنة، أنشدكم اللّه أي رجل أنا، فسكتوا، ثم نشدهم مرتين، فقال له ابن الكوّا: أما إذ نشدتنا اللّه فإنك واسع الدنيا، ضيق الآخرة قريب المرعى، بعيد الثرى، تجعل (1)الظلمات نورا، و النور ظلمات، فقام و لم يقل شيئا، فلمّا أصبح أمر لهم بجوائزهم، و ردّهم إلى الكوفة.

أخبرنا أبو السّعود أحمد بن علي بن المجلي (2)،أنا أبو الحسين بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، نا أبي أبو يعلى، قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمد بن مخلد قال: قرأت على علي بن عمرو الأنصاري، حدّثكم الهيثم بن عدي قال: قال ابن عيّاش: ابن الكوّا، يكنى أبا عمرو.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم، أنا نعمة اللّه بن محمد المرندي، أنا أحمد بن محمد بن عبد اللّه، نا محمد بن أحمد بن سليمان، أنا سفيان بن محمد بن سفيان، حدّثني الحسن بن سفيان، نا محمد بن علي، عن محمد بن إسحاق، قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: ابن الكوّا أبو عمرو.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو علي بن الصّواف، نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: عبد اللّه بن الكوّا أبو عمرو.

ذكر أبو بكر أحمد بن محمد بن هاني الأثرم قال: و ذكر أبو عبد اللّه - يعني أحمد بن حنبل - ابن الكوّا في حديث فقال: أبو الكوّا قلت: أبو الكوّا؟ فقال: نعم، هو أبو الكوّا، و هو ابن الكوّا.

أخبرنا أبو جعفر محمد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصّفار، أنا أحمد بن علي بن

ص: 97


1- عن م و بالأصل: يجعل.
2- عن م و بالأصل: المحلى.

منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو عمرو بن الكوّا اليشكري الكوفي سأل علي بن أبي طالب، ذكره عامر بن واثلة في بعض أخباره.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو بكر بن سيف، نا السّري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن أبي حارثة (1)،و أبي عثمان قالا (2):لما قدم مسيّرة أهل الكوفة على معاوية أنزلهم دارا، ثم خلا بهم، فقال لهم، و قالوا له، فلما فرغوا قال: لم تؤتوا إلاّ من الحمق (3)،و اللّه ما أرى منطقا سديدا، و لا عذرا مبينا، و لا حلما، و لا قوة، و إنّك يا صعصعة لأحمقهم، اصنعوا و قولوا ما شئتم، ما لم تدعوا شيئا من أمر اللّه تعالى، فإنّ كل شيء يحتمل لكم إلاّ معصية اللّه تعالى، أما فيما بيننا و بينكم فأنتم أمراء أنفسكم، فرآهم بعد و هم يشهدون الصّلاة، و يعصون (4)مع قاضي الجماعة، فدخل عليهم يوما و بعضهم يقرئ بعضا فقال: إنّ في هذا لخلفا مما قدمتم به عليّ من النزاع إلى أمر الجاهلية، اذهبوا حيث شئتم، و اعلموا أنكم إن لزمتم جماعتكم سعدتم بذلك دونهم، و إن لم تلزموها شقيتم بذلك دونهم، و لم تضرّوا أحدا، فجزوه خيرا، و أثنوا عليه، فقال: يا ابن الكوّا أي رجل أنا؟ قال: بعيد الثرى، كثير المرعى، طيب البديهة، بعيد الغور، الغالب عليك الحلم، ركن من أركان الإسلام، سدّت (5)بك فرجة مخوفة، قال:

فأخبرني عن أهل الإحداث من أهل الأمصار، فإنك من أفضل (6)أصحابك، فقال:

كاتبوني و كاتبتهم، فأنكروني و عرفتهم، فأما أهل الإحداث من أهل المدينة فهم أحرص الأمة على الشرّ، و أعجزه عنه، و أما أهل الإحداث من أهل الكوفة فإنهم انظر الناس في صغير، و أركبه لكبير، و أما أهل الإحداث من أهل البصرة فإنهم يردّون جميعا و يصدرون شتّى، و أما أهل الإحداث من أهل مصر فهم أوفى الناس بشرّ، و أسرعه ندامة، و أما أهل الإحداث من أهل الشام فأطوع الناس لمرشدهم، و أعصاه لمغويهم.

ص: 98


1- مهملة بالأصل بدون نقط ، و في م:«جارية» و المثبت عن الطبري.
2- الخبر في تاريخ الطبري (ط بيروت)640/2 حوادث سنة 33.
3- عن م و الطبري، و بالأصل: الحق.
4- كذا رسمها بالأصل و م، و في المطبوعة:«و يقضون» و في الطبري: و يقفون مع قاصّ الجماعة.
5- في الطبري: صدت.
6- الطبري: أعقل.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو الدحداح، نا عبد الوهّاب بن عبد الرحيم الأشجعي، نا مروان، نا سعيد بن عبيد الطائي، عن علي بن ربعة قال:

سأل ابن الكوّا عليا: ما اَلذّٰارِيٰاتِ ذَرْواً (1)؟قال: الريح، قال: فما فَالْحٰامِلاٰتِ وِقْراً (2)قال: السحاب قال: فما فَالْجٰارِيٰاتِ يُسْراً (3)؟قال: السفن، قال: فما:

فَالْمُقَسِّمٰاتِ أَمْراً (4) ؟قال: الملائكة، قال: هذه اللطمة (5)في القمر (6)قال اللّه عز و جل: وَ جَعَلْنَا اللَّيْلَ وَ النَّهٰارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنٰا آيَةَ اللَّيْلِ وَ جَعَلْنٰا آيَةَ النَّهٰارِ مُبْصِرَةً (7)،يا ابن الكوّا أما و اللّه ما العلم أردت، و لكنك أردت العنت، فكيف بقولك ثكلتك أمك، لو ثخنت يا الكوّا من ربّ الناس ؟ قال: اللّه قال: فمن مولى الناس ؟ قال: اللّه، قال:

كذبت، اَللّٰهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَ أَنَّ الْكٰافِرِينَ لاٰ مَوْلىٰ لَهُمْ (8).

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا أبو عمر هلال بن العلاء بن هلال الرّقّي، نا أبي، نا إسحاق بن يوسف الأزرق، نا أبو سنان الضحاك بن مزاحم عن النزّال بن سبرة الهلالي، قال:

وافقنا من علي بن أبي طالب ذات يوم طيب نفس و مزاح، فذكر الحديث، و فيه:

قالوا: يا أمير المؤمنين حدّثنا عن نفسك، قال: قد نهى اللّه عن التزكية، قالوا: يا أمير المؤمنين إن اللّه يقول: وَ أَمّٰا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (9)قال: كنت امرأ ابتدا فأعطي، و أسكت فابتدا و من تحت الجوارح مني لعلما جما، سلوني، فقام ابن الكوّا فقال: يا أمير المؤمنين قوله عز و جل في كتابه وَ الذّٰارِيٰاتِ ذَرْواً ،قال: هي الريح، قال:

فأخبرنا عن فَالْحٰامِلاٰتِ وِقْراً ،قال: ثكلتك أمك، سل تفقها، و لا تسأل تعنتا، سل عما يعنيك، و لا تسأل عما لا يعنيك، قال: قوله: فَالْمُقَسِّمٰاتِ أَمْراً ،قال:

ص: 99


1- سورة الذاريات، الآية:1.
2- سورة الذاريات، الآية:2.
3- سورة الذاريات، الآية:3.
4- سورة الذاريات، الآية:4.
5- في م:«اللقطة» و في المطبوعة:«اللطعة».
6- بالأصل و م: الغمر، و المثبت عن المطبوعة.
7- سورة الإسراء، الآية:12.
8- سورة محمد، الآية:11.
9- سورة الضحى، الآية:11.

الملائكة، قال: فقوله: وَ السَّمٰاءِ ذٰاتِ الْحُبُكِ (1)،قال: ويحك ذات الخلق الحسن، قال: فأخبرنا عن قوله وَ أَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دٰارَ الْبَوٰارِ (2)،قال: أولئك قريش كفيتموهم، قال: فأخبرنا عن المجرة التي في السماء، قال: هي أبواب السّماء التي صبّ اللّه عز و جل منها الماء المنهمر على قوم نوح، قال: فأخبرنا عن قوس قزح، قال: ثكلتك أمك لا تقل: قزح، فإن قزح: الشيطان، و لكن قل: قوس اللّه، و هو أمان لأهل الأرض من الغرق، قال: فأخبرنا يا أمير المؤمنين عن هذا السّواد الذي في القمر، قال: أعمى (3)سأل عن عمياء قول اللّه عز و جل: فَمَحَوْنٰا آيَةَ اللَّيْلِ قال: فأخبرناكم ما بين المشرق و المغرب ؟ قال: مسيرة يوم للشمس. من قال غير هذا فقد كذب، قال: يا أمير المؤمنين كم بين السماء و الأرض ؟ قال: دعوة مستجابة، فمن قال غير هذا فقد كذب، قال:

فأخبرنا عن قوله هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمٰالاً اَلَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيٰاةِ الدُّنْيٰا وَ هُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً (4) أولئك القسيسون و الرهبان، و مدّ علي بها صوته، قال: و ما أهل النهر منهم غدا ببعيد، قال: و ما خرج أهل النهر بعد، قال: يا أمير المؤمنين لا أسأل أحدا سواك، و لا آتي غيرك، قال: فقال: إن كان الأمر إليك فافعل، قال: فلما خرج أهل النهر خرج معهم ثم رجع تائبا، قال: فذكر الحديث.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا أبو القاسم البغوي، نا أبو سعيد عيسى بن سالم الشاشي، نا عبيد اللّه بن عمرو، عن معمر، عن رجل يقال له وهب بن ديب، عن أبي الطفيل قال: قال علي بن أبي طالب:

سلوني عن كتاب اللّه عز و جل فإنه ليس من آية إلاّ و قد عرفت بليل أنزلت أو بنهار، أو في سهل أو جبل، قال: فقال ابن الكوّا: فما اَلذّٰارِيٰاتِ ذَرْواً فَالْحٰامِلاٰتِ وِقْراً، فَالْجٰارِيٰاتِ يُسْراً فَالْمُقَسِّمٰاتِ أَمْراً (5) فقال علي بن أبي طالب: ويلك، سل تفقها و لا تسأل تعنتا، أمّا الذاريات ذروا فالرياح، و الحاملات وقرا: هي السّحاب، فالجاريات يسرا: هي الفلك، فالمقسّمات أمرا: هي الملائكة، قال: فما هذا السّواد

ص: 100


1- سورة الذاريات، الآية:7.
2- سورة إبراهيم، الآية:28.
3- عن م و بالأصل: عمى.
4- سورة الكهف، الآية:103-104.
5- سورة الذاريات، الآية:1-4.

الذي في القمر، قال: أعمى سأل عن عمياء، أ ما سمعت اللّه يقول: وَ جَعَلْنَا اللَّيْلَ وَ النَّهٰارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنٰا آيَةَ اللَّيْلِ وَ جَعَلْنٰا آيَةَ النَّهٰارِ مُبْصِرَةً (1)،قال: يقول اللّه عز و جل:

أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللّٰهِ كُفْراً وَ أَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دٰارَ الْبَوٰارِ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهٰا وَ بِئْسَ الْقَرٰارُ (2) قال: نزلت في الأفخرين من قريش، قال: و هذه الآية هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمٰالاً (3)قال: أولئك أهل حروراء، قال: فما هذا القوس قزح ؟ قال:

أمان من الغرق، علامة كانت بين نوح و بين ربّه، قال: أ فرأيت ذا القرنين أ نبي كان أو ملك ؟ قالا: لا واحد منهما، و لكن كان عبدا صالحا أحبّ اللّه فأحبه، و ناصح اللّه فنصحه، و دعا قومه إلى الهدى فضربوه على قرنه فانطلق فمكث ما شاء اللّه أن يمكث فدعاهم إلى الهدى فضربوه على قرنه الآخر فسمّي ذا القرنين، و لم يكن له قرنان كقرني الثور.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم عنه، أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم البغدادي، أنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي، نا عون بن محمد، حدّثني نصار بن حرب العيشي، عن أبيه، عن جده قال: قال معاوية لابن الكوّا: صف لي الزمان و الإخوان، فقال: أنت و الزمان و الإخوان فإن تصلح صلحا، و إن تفسد فسدا، قال: صدقت.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهّاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر الفرغاني أنا محمد بن جرير الطبري (4):حدّثني عمر بن شبّة، نا علي بن محمد، نا مسلمة بن محارب، قال: وفد ابن الكوّا - و اسم ابن الكوّا عبد اللّه بن أوفى (5)إلى معاوية فسأله عن الناس فقال ابن الكوّا: أما أهل البصرة فقد غلب عليهم سفهاؤها، و عاملها ضعيف، و بلغ ابن عامر قول ابن الكوّا: فاستعمل طفيل بن عوف اليشكري على خراسان، و كان الذي بينه و بين ابن الكوّا متباعدا، فقال ابن الكوّا: إن ابن دجاجة لقليل العلم بي، أظن

ص: 101


1- سورة الإسراء، الآية:12.
2- سورة إبراهيم، الآية:28.
3- سورة الكهف، الآية:104.
4- الخبر في الطبري 212/5 (ط مصر) حوادث سنة 44.
5- في الطبري: بن أبي أوفى.

أن ولاية طفيل خراسان تسوءني، لوددت أنه لم يبق في الأرض يشكري إلاّ عاداني، و أنه ولاّهم فعزل معاوية بن عامر، و بعث الحارث بن عبد اللّه الأزدي، قال: و قال ابن قحذم (1)-قال ابن عامر: أيّ الناس أشدّ عداوة لابن الكوّا؟ قالوا: عبد اللّه بن أبي شيخ، فولاّه خراسان، فقال ابن الكوّا ما قال.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، نا زكريا بن يحيى، نا الأصمعي، نا هشام بن سعد عن شيخ حدّثه قال: قدم عبد اللّه بن الكوّا على معاوية فقال له معاوية: أخبرني عن أهل البصرة، قال: يقاتلون معا و يدبرون شتى قال:

فأخبرني عن أهل الكوفة، قال: انظر الناس في صغيرة و أوقعه في كبيرة، قال: فأخبرني عن أهل المدينة، قال: أحرض الناس على الفتنة و أعجزه فيها، قال: فأخبرني عن أهل مصر، قال: لقمة آكل، قال: فأخبرني عن أهل الجزيرة، قال: كناسة بين مدينتين، قال: فأخبرني عن أهل الموصل، قال: قلادة وليدة فيها من كل خرزة، قال: فأخبرني عن أهل الشام، قال: جند أمير المؤمنين، و لا أقول فيهم شيئا، قال: ليقولن قال: أطوع الناس لمخلوق و أعصاهم لخالق، و لا يحسبون للسماء (2)ساكنا.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال: و حدّثني من سمع جريرا عن مغيرة قال: أول من حكّم ابن الكوّا و شبت بن ربعي.

أخبرنا أبو القاسم بن الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا علي بن حمشاد العدل، نا هشام بن علي السّدوسي، نا محمد بن كثير العبدي، نا يحيى بن سليم، و عبد اللّه بن واقد، عن عبد اللّه بن عثمان بن خثيم (3)،عن عبد اللّه بن شداد بن الهاد، قال:

قدمت على عائشة، فبينا نحن جلوس عندها مرجعها (4)من العراق ليالي قوتل

ص: 102


1- في الطبري: و قال القحذمي.
2- عن م و بالأصل: السماء.
3- بالأصل:«خيثم» و مثلها في المطبوعة و هو خطأ و الصواب «خثيم» عن م. و انظر ترجمته في تهذيب الكمال 324/10.
4- في م: عندها عند مرجعها.

علي، إذ قالت لي: يا عبد اللّه بن شداد، هل أنت صادقي عما أسألك عنه، حدّثني عن هؤلاء القوم الذين قتلهم علي، قلت: و ما لي لا أصدقك، قالت: فحدّثني عن قصتهم، قلت: إنّ عليا لما أن كاتب معاوية و حكّم الحكمين خرج عليه ثمانية آلاف من قرّاء الناس، فنزلوا أرضا من جانب الكوفة يقال لها: حروراء، و أنهم أنكروا عليه، فقالوا:

انسلخت من قميص ألبسكه اللّه و أسماك به، ثم انطلقت فحكّمت في دين اللّه و لا حكم إلاّ للّه، فلما أن بلغ عليا ما عتبوا عليه و فارقوه أمر فأذّن مؤذّن: لا يدخلنّ على أمير المؤمنين إلاّ رجل قد حمل القرآن، فلما أن امتلأ من قرّاء الناس الدار دعا بمصحف عظيم فوضعه عليّ بين يديه، فطفق يصكه بيده و يقول: أيها المصحف حدّث الناس، فناداه الناس، فقالوا: يا أمير المؤمنين ما تسأله عنه، إنما هو ورق و مداد، و نحن نتكلم بما روينا منه، فما ذا تريد؟ قال: أصحابكم الذين خرجوا، بيني و بينهم كتاب اللّه، يقول اللّه في امرأة و رجل وَ إِنْ خِفْتُمْ شِقٰاقَ بَيْنِهِمٰا فَابْعَثُوا حَكَماً (1)فأمّة محمد صلى اللّه عليه و سلم أعظم حرمة من امرأة و رجل، و نقموا عليّ أن كاتبت معاوية. و كتبت (2):علي بن أبي طالب، و قد جاء سهيل بن عمرو و نحن مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بالحديبية حين صالح قومه قريشا فكتب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: بسم اللّه الرّحمن الرحيم، فقال سهيل: لا تكتب بسم اللّه الرّحمن الرحيم، قلت: فكيف أكتب ؟ قال: اكتب باسمك اللّهم، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«اكتبه»، ثم قال: اكتب: من محمد رسول اللّه فقال: لو نعلم أنك رسول اللّه لم نخالفك، فكتب: هذا ما صالح عليه محمد بن عبد اللّه قريشا، يقول اللّه في كتابه لَقَدْ كٰانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللّٰهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كٰانَ يَرْجُوا اللّٰهَ وَ الْيَوْمَ الْآخِرَ (3)فبعث إليهم عليّ بن أبي طالب عبد اللّه بن عبّاس، فخرجت معهم حتى إذا توسّطنا عسكرهم قام ابن الكوّا فخطب الناس، فقال: يا حملة القرآن إن هذا عبد اللّه بن عبّاس، فمن لم يكن يعرفه فأنا أعرفه من كتاب اللّه. هذا ممن نزل فيه و في قومه بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ (4)فردّوه إلى صاحبه (5)،و لا تواضعوه كتاب اللّه قال: فقام خطباؤهم فقالوا: و اللّه

ص: 103


1- سورة النساء، الآية:35.
2- في م: و كاتبت.
3- سورة الأحزاب، الآية:21.
4- سورة الزخرف، الآية:58.
5- في م: صاحبكم.

لنواضعنه كتاب اللّه فإذا جاء بالحق نعرفه اتبعناه، و لئن جاءنا بباطل لنبكّتنّه بباطله و لنردّنّه إلى صاحبه، فواضعوه على كتاب اللّه ثلاثة أيام. فرجع منهم أربعة آلاف كلهم.

فأقبل بهم ابن الكوّا حتى أدخلهم على عليّ ، فبعث عليّ إلى بقيتهم، فقال: قد كان في أمرنا و أمر الناس ما قد رأيتم. قفوا (1)حيث شئتم حتى تجتمع أمّة محمد صلى اللّه عليه و سلّم و ينزلوا فيها حيث شئتم، بيننا و بينكم أن تقيكم رماحنا ما لم تقطعوا سبيلا أو تطلبوا دما. فإنكم إن فعلتم ذلك فقد نبذنا إليكم الحرب على سواء، إِنَّ اللّٰهَ لاٰ يُحِبُّ الْخٰائِنِينَ (2).

فقالت له عائشة: يا ابن شداد، فقد قتلهم، فقال: و اللّه ما بعث إليهم حتى قطعوا السبيل و سفكوا الدماء، و قتلوا ابن خباب (3)،و استحلّوا أهل الذمّة، فقالت: اللّه، قلت: اللّه الذي لا إله إلاّ هو، لقد كان، قالت: فما شيء بلغني عن أهل العراق يتحدّثون به يقولون: ذو الثدي [ذو الثدي] (4)،قلت: قد رأيته و وقفت عليه مع عليّ في القتلى، فدعا الناس فقال: هل تعرفون هذا؟ فما أكثر من جاء يقول: قد رأيته في مسجد بني فلان يصلي، و رأيته في مسجد بني فلان يصلّي، فلم يؤت (5)بثبت يعرف إلاّ ذلك قالت: فما قول عليّ حين قام عليه كما يزعم أهل العراق ؟ قلت: سمعته يقول: صدق اللّه و رسوله، قالت: فهل سمعت أنت منه قال غير ذلك ؟ قلت: اللّهم لا، قالت: أجل صدق اللّه و رسوله، يرحم اللّه عليا إنه من كلامه كان لا يرى شيئا يعجبه إلاّ قال: صدق اللّه و رسوله.

أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن أحمد الأكفاني - شفاها - و عبد اللّه بن أحمد السّمرقندي في كتابه، قالا: نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمد بن أبي (6)نصر، أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن سعيد بن عبيد اللّه بن فطيس الورّاق، نا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي، نا محمد بن عائذ (7)قال: و أخبرني الوليد بن محمد، عن

ص: 104


1- سقطت اللفظة من م.
2- سورة الأنفال، الآية:58.
3- هو عبد اللّه بن خباب بن الأرت، ترجمته في أسد الغابة 118/3-119.
4- ما بين معكوفتين زيادة عن م.
5- بالأصل:«يأت» و في م:«يأتي» و المثبت عن المطبوعة.
6- كتبت اللفظة فوق الكلام بين السطرين في م.
7- بالأصل و م:«عائد».

محمد بن مسلم بن شهاب الزهري، قال:

خاصمت الحرورية عليا ستة أشهر، فقالوا: شككت في أمر اللّه الذي ولاّك و حكّمت عدوك، و وهنت في الجهاد، و تأوّلوا على عليّ و أصحابه إِنِ الْحُكْمُ إِلاّٰ لِلّٰهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَ هُوَ خَيْرُ الْفٰاصِلِينَ (1)،و تأوّلوا قول اللّه: وَ اللّٰهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ و الذين تدعون مِنْ دُونِهِ لاٰ يَقْضُونَ بِشَيْ ءٍ (2)،فطالت خصومتهم و خصومة عليّ بالكوفة، ثم أصبحوا يوما و قد زالوا براياتهم، و هم خمسة آلاف عليهم ابن الكوّا، فقطع بقتالهم، و أرسل إليهم عليّ عبد اللّه بن عبّاس، و صعصعة بن صوحان من عبد القيس فناشدوهم و دعوهم إلى الجماعة فأبوا عليهم، فلما رأى ذلك عليّ أرسل إليهم: إنّا ندعوكم إلى مدة نتدارس فيها كتاب اللّه لعلنا نصطلح، فمادّوه بضع عشرة ليلة، فقال عليّ : ابعثوا منكم اثني عشر نقيبا، و نبعث منا مثلهم، ثم ابرزوا بنا إلى مكان سمّاه تجتمع (3) الناس فيه، و يقوم فيه خطباؤنا بحججنا، ففعلوا و رجعوا إلى الناس. فقام عليّ فتشهد ثم قال: أما بعد، فإني لم أكن أحرّضكم على هذه القضية و على التحكيم، و لكنكم و هنتم في القتال و تفرّقتم عليّ ، و حاكمتموني بالقرآن، فخشيت إن أبيت الذي عرض علينا القوم من كتاب اللّه أن يتأوّلوا (4) كتاب اللّه عليّ : أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتٰابِ يُدْعَوْنَ إِلىٰ كِتٰابِ اللّٰهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلّٰى فَرِيقٌ مِنْهُمْ ، وَ هُمْ مُعْرِضُونَ ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قٰالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النّٰارُ إِلاّٰ أَيّٰاماً مَعْدُودٰاتٍ وَ غَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مٰا كٰانُوا يَفْتَرُونَ (5)،و خشيت أن تتأوّلوا عليّ قول اللّه يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاٰ تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَ أَنْتُمْ حُرُمٌ وَ مَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّداً فَجَزٰاءٌ مِثْلُ مٰا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوٰا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْياً بٰالِغَ الْكَعْبَةِ (6)،و خشيت أن يتأوّلوا عليّ قول اللّه في الرجل و امرأته وَ إِنْ خِفْتُمْ شِقٰاقَ بَيْنِهِمٰا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَ حَكَماً مِنْ أَهْلِهٰا إِنْ يُرِيدٰا إِصْلاٰحاً يُوَفِّقِ اللّٰهُ بَيْنَهُمٰا (7)،فيقولوا لي: إن أبيت أن أحكم فيها، قد

ص: 105


1- سورة الأنعام، الآية:57 و بالأصل: يقضي.
2- سورة المؤمن، الآية:2 بالأصل يدعون، و المثبت عن م و التنزيل العزيز.
3- عن م و بالأصل: يجتمع.
4- عن م و بالأصل «تأولوا».
5- سورة آل عمران، الآية:24 و 25.
6- سورة المائدة، الآية:98.
7- سورة النساء، الآية:34.

دعاك القوم إلى كتاب اللّه فتحكم بينهم، قد فرض اللّه في الكتاب حكمين في أصغر من هذا الأمر الذي فيه سفك الدماء و قطع الأرحام و انتهاك المحارم فيخاصموني من كتاب اللّه بما ترون أنّ لكم الحجة علي فأجبت حين دعيت إلى الحكم بكتاب اللّه، و خشيت وهنكم و تفرّقكم، ثم قامت خطباء علي فنحوا في النحو الذي احتج به علي.

حتى إذا فرغوا قام خطباء الحرورية فقالوا: إنكم دعوتمونا إلى كتاب اللّه فأجبناك، و دعوتمونا إلى العمل به حتى قتلت عليه القتلى يوم الجمل، و يوم صفين، و قطعت فيه الأرحام، ثم شككت في أمرك و حكّمت عدوّك، فنحن على أمرك الذي تركت، و أنت اليوم على غيره إلاّ أن تتوب و تشهد على نفسك بالضلالة فيما سلف، فلما فرغوا من قولهم قال عليّ : أما أن أشهد على نفسي بالضلالة فمعاذ اللّه أن أكون ارتبت منذ أسلمت أو ضللت منذ اهتديت، بل بنا هداكم اللّه، و بنا استنقذكم اللّه من الضلالة، و لكن حكّمت منا حكما و منهم حكما و أخذت عليهما أن يحكما بكتاب اللّه و سنّة نبيه صلى اللّه عليه و سلم و السنّة الجامعة غير المفرّقة، فإذا فعلا كنت وليّ هذا الأمر، و إن خالفا لم يكن لهما عليّ حكم، فكثر قول عليّ و قولهم و اختصامهم. ثم تفرقوا، فنبذ بعضهم إلى بعض، فأرسل إليهم عليّ عبد اللّه بن عبّاس، و صعصعة بن صوحان من عبد القيس فكلّمهم فقال:

سمعوا مني أعظكم بكلمات فإن الخصومة قد طالت منذ هذه الأشهر، يا قوم أذكّركم اللّه و الإسلام أن يكونوا شيئا لأهل القرآن، فإنكم و اللّه لقد فتحتم أمرا لو دخلت فيه هذه الأمة بأسرها ما بلغت غوره أبدا، قالوا: يا صعصعة إنّا نخشى (1) إن أطعناكم اليوم أن نفتتن (2) عاما قابلا قال: يا قوم إنّي أذكركم اللّه و الإسلام أن تعجلوا فتنة العام خشية فتنة عام قابل، قال ابن الكوّا - و هو رأسهم الذي دعاهم إلى البدعة التي ركبوا-: يا قوم أ لستم تعلمون أنّي دعوتكم إلى هذا الأمر، و أنا رأسكم اليوم فيه ؟ قالوا: بلى، قال: فإني أول من أطاع. فإنّ هذا واعظ شفيق على الدين، فقاموا معه قريب من خمسمائة، و دخلوا في جماعة أمر علي و بقي قريب من خمسة آلاف، فقاتلتهم و قاتلوه حتى أبادهم.

اعتزل منهم أهل النخيلة (3) و هم قريب من ألف رجل، فأقرهم علي. يأخذون أعطيتهم

ص: 106


1- في م: النخشى.
2- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن م.
3- النخيلة: موضع قرب الكوفة على سمت الشام (ياقوت).

لا يزيدون عليها من كل ما مرّ بهم و لا يبتزون أحدا و لا يقطعون سبيلا. و قال علي:

ذروهم ما تركوكم. فلم يزالوا على ذلك حتى قتل علي رضي اللّه عنه (1).

3196 - عبد اللّه بن الأهتم

و اسم الأهتم: سمي ابن سنان بن خالد بن منقر بن عبيد

ابن مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم

أبو معمر المنقري

وفد على سليمان بن عبد الملك رسولا من يزيد بن المهلب.

حكى عنه عبد اللّه بن عيّاش الهمداني.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن الأصبهاني - قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (2) قال: عبد اللّه بن أهتم (3):قال عبد اللّه: نا ابن عيينة، عن أبي حمزة (4)،عن من أخبره، عن عبد اللّه بن الأهتم أنه دخل على عمر بن عبد العزيز فوعظه.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل الفضيلي، و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو بكر أحمد بن يحيى، و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، قالوا: أنا [أبو] (5) الحسن عبد الرحمن بن محمّد، أنا عبد اللّه بن أحمد بن حموية، أنا عيسى بن عمر بن العبّاس، أنا عبد اللّه بن عبد الرحمن الدارمي، أخبرني أبو بكر المصري، عن سليمان أبي أيوب الخزاعي، عن يحيى بن سعيد الأموي، عن معروف بن خرّبوذ المكي، عن خالد بن معدان، قال:

دخل عبد اللّه بن الأهتم على عمر بن عبد العزيز مع العامة فلم يفجأ عمر إلاّ و هو

ص: 107


1- في م: رضي اللّه تعالى عنه.
2- التاريخ الكبير 47/5.
3- التاريخ الكبير: الأهتم.
4- في التاريخ الكبير: أبي جمرة.
5- الزيادة عن م.

بين يديه يتكلم، فحمد اللّه و أثنى عليه، ثم قال (1):أما بعد، فإن اللّه خلق الخلق غنيا عن طاعتهم، آمنا لمعصيتهم، و الناس يومئذ في المنازل و الرأي مختلفون، و العرب بشرّ تلك المنازل أهل الحجر و أهل الوبر، و أهل الدّبر، تحتار دونهم طيبات الدنيا و رخاء عيشها، لا يسألون اللّه جماعة، و لا يتلون كتابا، ميتهم في النار، و حيّهم أعمى يحشر مع ما لا يحصى من المرغوب عنه، و المزهود فيه، فلما أن أراد اللّه أن ينشر عليهم رحمته بعث إليهم رسولا من أنفسهم عَزِيزٌ عَلَيْهِ مٰا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ (2) صلى اللّه عليه، و عليه السّلام، و رحمة اللّه و بركاته، فلم يمنعهم ذلك أن جرحوه في جسمه و لقبوه في اسمه و معه كتاب من اللّه ناطق لا يقدم إلاّ بأمره و لا يرحل (3) إلاّ بإذنه، فلما أمر بالفرقة و حمل على الجهاد، انبسط لأمر اللّه ثوبه، فأفلج اللّه حجته، و أجاز كلمته، و أظهر دعوته، و فارق الدنيا تقيا نقيا، ثم قام بعده أبو بكر فسلك سنّته، و أخذ سبيله، و ارتدّت العرب، أو من فعل ذلك بهم فأبى أن يقبل منهم بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إلاّ الذي كان قابلا أشرع السيوف من أغمادها و أوقدوا النيران في شعلها، ثم ركب بأهل الحق أهل الباطل، فلم يبرح يقطّع أوصالهم و يسقي الأرض دماءهم حتى أدخلهم في الذي خرجوا منه، و قرّرهم بالذي نفروا عنه، و قد كان أصاب من مال اللّه بكرا يرتوي عليه و حبشية أرضعت ولدا له، فرأى ذلك عند موته غصة في حلقه، فأدى ذلك إلى الخليفة من بعده، و فارق الدنيا تقيا نقيا على منهاج صاحبه، ثم قام بعد عمر بن الخطاب فمصّر الأمصار و خلط الشدة باللين و حسر عن ذراعيه، و شمّر عن ساقيه، و أعدّ للأمور أقرانها و للحرب آلتها، فلما أصابه قين المغيرة بن شعبة أمر ابن عباس يسأل الناس هل يثبتون قاتله، فلما قيل: قين المغيرة بن شعبة استهلّ بحمد ربه ألاّ يكون أصابه ذو حق في الفيء فيحتج عليه بأنه إنّما استحلّ دمه بما استحل من حقّه، و قد كان أصاب من مال اللّه بضعة و ثمانين ألفا، فكسر لها رباعة (4) و كره بها كفالة أولاده، فأدّاها

ص: 108


1- الموعظة في سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي ص 160 منسوبة لابن الأهتم، و في سيرة ابن عبد الحكم ص 95 منسوبة إلى خالد بن صفوان بن الأهتم. و باختلاف بعض التعابير و الألفاظ و تقديم و تأخير.
2- سورة التوبة، الآية:128.
3- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة:«و لا يرجئ» و في سيرة ابن عبد الحكم:«و لا يخرج».
4- في م: رباعية.

إلى الخليفة من بعده، و فارق الدنيا تقيا نقيا على منهاج صاحبه، ثم إنّك يا عمر بنيّ الدنيا ولدتك ملوكها و ألقمتك ثدييها فربيت فيها تلتمسها مظانّها، فلما وليتها ألقيتها حيث (1)ألقاها اللّه، هجرتها و جفوتها و قذرتها إلاّ ما تزودت منها، فالحمد للّه الذي جلا بك حوبتنا (2)،و كشف بك كربتنا، فامض و لا تلتفت فإنه لا يعزّ على الحق شيء، و لا يذل (3) على الباطل شيء، أقول قولي و أستغفر اللّه لي و للمؤمنين و المؤمنات.

قال أبو أيوب: فكان عمر بن عبد العزيز يقول في شيء. قال لي ابن الأهتم:

امض و لا تلتفت.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا إبراهيم الحربي، نا داود بن رشيد قال: قيل لعبد اللّه بن الأهتم: ما السرور؟ قال: رفع الأولياء و خفض الأعداء و طول البقاء مع القدرة و النماء.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، و أبو منصور بن العطّار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبيد اللّه بن عبد الرحمن، نا زكريا بن يحيى المنقري، أنا الأصمعي، أنا الفضل بن عبد الملك قال: قال عبد اللّه بن الأهتم لابنه: يا بني توقّ نفسك، فإن في خلافها رشدك.

قرأت بخط محمّد بن عبد اللّه بن جعفر، أخبرني أبو الطّيّب محمّد بن حميد بن سليمان الكلابي، نا محمّد بن خلف، نا إسحاق بن محمّد بن أبان، نا القحذمي، قال:

خرج عبد اللّه بن الأهتم إلى عتّاب بن ورقاء إلى أصبهان و كان واليا عليها فاستأذن عليه، فأذن له، فلما دخل عليه أنشده:

إنّا أتيناك لا من حاجة عرضت *** و لا قروض تجازيها و لا نعم

إلاّ اختيارك أعمال العراق و إن *** قيل ابن ورقاء سيل مسبل (4) الدّيم

فإن تجود فشيء كنت تفعله *** و إن تكن عللا نصفح و لا نلم (5)

ص: 109


1- قوله:«ألقيتها حيث» سقط من م.
2- حوبتنا، الحوبة: الهمّ و الحاجة (القاموس).
3- في سيرة ابن عبد الحكم: فإنه لا يذل على الحق شيء، و لا يعز على الباطل شيء.
4- عن المطبوعة و بالأصل و م: مسيل.
5- عن م، و بالأصل: تلم.

قال: فأعطاه مائة ألف.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم (1)،نا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الكاتب، نا الحسن بن علي الطوسي، نا محمّد بن عبد الكريم، نا الهيثم بن علي (2)،نا أبو بكر الهذلي قال:

كنا [نجلس] (3) عند الحسن (4) فأتاه آت فقال: يا أبا سعيد دخلنا آنفا على عبد اللّه بن الأهتم فإذا هو يجود بنفسه، فقلنا: أبا معمر كيف تجدك ؟ قال: أجدني (5)و اللّه وجعا، لا أظنني إلاّ لما بي، و لكن ما تقولون مائة ألف في هذا الصندوق لم يؤد منها زكاة، و لم يوصل منها رحم، قلنا: يا أبا معمر فلم كنت تجمعها (6)؟قال: كنت و اللّه أجمعها لروعة (7) الزمان، و جفوة السلطان، و مكاثرة العشيرة، فقال الحسن للناس: انظروا أنّى أتاه شيطانه فحذره روعة زمانه، و جفوة سلطانه عما استودعه اللّه إياه، و عمره فيه، فخرج و اللّه منه سليبا حزينا ذميما مليما، إيها عنك، إيها عنك أيها الوارث لا تخدع عما خدع صويحبك أمامك، أتاك هذا المال جلالا فإياك و إياك أن يكون وبالا عليك، إياك و اللّه ممن كان له جموعا منوعا يدأب فيه الليل النهار، و يقطع فيه المفاوز و القفار، من باطل جمعه، و من حقّ منعه، جمعه فأوعاه، و شدّه فأوكاه، و لم يؤدّ منه زكاة، و لم يصل منه رحما، إنّ يوم القيامة ذو حسرات، و إنّ أعظم الحسرات غدا أن يرى أحدكم ما له في ميزان غيره، أو تدرون كيف ذاكم ؟ رجل أتاه اللّه مالا فأمره بإنفاقه في صنوف حقوق اللّه فبخل به، فورثه هذا الوارث فهو يرى ماله في ميزان غيره، فيا لها عثرة، لا تقال، و توبة لا تنال.

ص: 110


1- الخبر في حلية الأولياء ضمن أخبار الحسن البصري 144/2-145.
2- كذا بالأصول و المطبوعة، و في الحلية: الهيثم بن عدي.
3- سقطت من الأصول، و استدركت عن الحلية، و هي مستدركة فيها ضمن معكوفتين أيضا.
4- بالأصل:«الحسن بن علي» و هو خطأ و الصواب ما أثبت عن م و الحلية.
5- بالأصل:«أخذ شيء» و في م:«أخذني» و المثبت عن الحلية.
6- بالأصل:«فمن كنت جمعها» و في م:«فيمن كنت تجمعها» و المثبت عن الحلية.
7- عن م و بالأصل: بروعة.
3197 - عبد اللّه بن أبي زكريا إياس بن يزيد

أبو يحيى الخزاعي (1)

من فقهاء أهل دمشق، من أقران مكحول.

روى عن عبادة بن الصامت، و سلمان الفارسي، و قيل عن رجل عنه.

و روى عن أبي الدّرداء، و أم الدّرداء، و رجاء بن حيوة.

روى عنه: سعيد بن عبد العزيز، و ربيعة بن يزيد، و عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، و خالد بن دهقان، و الوليد بن سليمان بن أبي السّائب، و صفوان بن عمرو، و علي بن أبي حملة القرشي، و رجلة (2) مولاة عاتكة [بنت] (3) يزيد، و حسّان بن عطية، و داود بن عمرو الدمشقي، و مسلم بن زياد الحمصي، و نافع مولى ابن عمر.

و كانت داره بدمشق إلى جانب دار الحجارة فباعها و اشترى دارا بباب الشرقي رغبة في كثرة الخطى إلى المسجد الجامع.

و ذكر الواقدي أنه كان يعدل بعمر بن عبد العزيز بن مروان.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عيسى الباقلاني، و أنا حاضر، نا أبو بكر بن مالك - إملاء - نا الفضل بن الحباب الجمحي - بالبصرة - نا أبو الوليد الطيالسي، نا هشيم، أنا داود بن قيس (4)،عن عبد اللّه بن أبي زكريا، عن أبي الدّرداء، عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«إنّكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم و أسماء آبائكم، فحسّنوا أسماءكم»[5754].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، أنا أبو زرعة (5).

ص: 111


1- ترجمته و أخباره في تهذيب الكمال 143/10 و تهذيب التهذيب 144/3 و حلية الأولياء 149/5 و العبر 145/1 و المعرفة و التاريخ 330/2 و 378 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 101-120) ص 396 و سير الأعلام 286/5 و الوافي بالوفيات 181/17. و انظر بحاشية المصادر الثلاثة الأخيرة أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
2- كذا بالأصل و م و تهذيب الكمال، و في المطبوعة: زجلة.
3- زيادة عن م و تهذيب الكمال، سقطت اللفظة من الأصل.
4- الخبر في حلية الأولياء 152/5 و فيه: داود بن عمرو.
5- الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 342/1.

ح و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين (1) بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، حدّثني أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو قال:

سمعت أبا مسهر ينسب ابن أبي زكريا فقال: عبد اللّه بن إياس بن يزيد من العرب من خزاعة.

قال أبو زرعة: و هو يكنى أبا يحيى.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي (2) محمّد الجوهري.

ح و حدّثنا عمي أبو طالب بن يوسف (3)..

سبع عشرة و مائة - زاد ابن الفهم: في خلافة هشام بن عبد الملك - و كان ثقة قليل الحديث، صاحب غزو.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل [بن] (4) ناصر، أنا أحمد بن الحسن و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (5) قال:

عبد اللّه بن أبي (6) زكريا الخزاعي، سمع أمّ الدّرداء، و يقال أيضا: سمع سلمان، يعدّ في الشاميين.

ص: 112


1- عن م و بالأصل: أبو الحسن.
2- بالأصل:«علي بن محمد الجوهري» خطأ ما أثبت عن المطبوعة.
3- هنا بياض بالأصل، و قد بدأ البياض في م بعد قوله: نا أبو بكر بن وفي ظني أن البياض لا يتجاوز ثلاثة أسطر، فالخبر كله بتمامه في طبقات ابن سعد الكبرى المطبوع ثلاثة أسطر و تمامه فيه: عبد اللّه بن أبي زكريا الخزاعي: و كان ثقة قليل الحديث صاحب غزو، و كان من أهل دمشق، و توفي سنة سبع عشرة و مائة في خلافة هشام بن عبد الملك.
4- الزيادة عن م.
5- الخبر في التاريخ الكبير للبخاري 96/5.
6- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (1) قال:

عبد اللّه بن أبي زكريا الشامي، و أبو زكريا اسمه إياس بن يزيد، روى عن سلمان مرسل، و عن أبي الدّرداء مرسل، روى عنه عبد الرّحمن بن يزيد، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو القاسم تمّام بن محمّد، نا جعفر بن محمّد، نا أبو زرعة قال:

في الطبقة الثالثة عبد اللّه بن أبي زكريا.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة-.

قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول:

في الطبقة الرابعة: عبد اللّه بن أبي زكريا، دمشقي - زاد الكلابي: خزاعي-.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:

أبو يحيى، عبد اللّه بن أبي زكريا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي (2) قال:

أبو يحيى، عبد اللّه بن أبي زكريا الشامي.

ص: 113


1- الخبر في الجرح و التعديل 7/4.
2- الكنى و الأسماء للدولابي 165/2.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (1) قال: و نا أبو مسهر، أنا سعيد عن ربيعة بن يزيد قال:

دخلت مع عبد اللّه بن أبي زكريا على عمر بن عبد العزيز فأجلس ابن أبي زكريا معه على السرير.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2)،نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد قال:

دخلت مع ابن أبي زكريا على عمر بن عبد العزيز فأجلس ابن أبي زكريا معه على السرير قال: فجعلت أميل بينهما أيهما أفضل، فأمر لنا بعشرين دينارا، عشرين دينارا.

ما فضل ابن أبي زكريا علينا (3).

قال: و نا أبو زرعة (4)،حدّثني يزيد بن عبد ربه، نا بقية بن الوليد، حدّثني صفوان بن عمرو، حدّثني عبد اللّه بن أبي زكريا قال:

دخلت على عمر بن عبد العزيز فقال: مرحبا بك يا ابن أبي زكريا، أ زائرا جئت أم غازيا، قال: قلت: بل غازيا، قال: ما خفت أن أحبسك ؟ قلت: ما رأيتك تحبس المجاهدين في سبيل اللّه عز و جل.

أخبرنا أبو البركات بن الأنماطي، أخبرنا أبو طاهر أحمد بن الحسن [أنا يوسف بن رباح، أخبرنا أحمد بن إسماعيل، حدّثنا أبو بشر الدولابي، حدّثنا معاوية بن صالح، قال:

عبد اللّه بن أبي زكريا الخزاعي، أدرك عمر بن عبد العزيز، حدّثني أبو مسهر عن سعيد عن ربيعة بن يزيد أنه دخل] (5) هو و ابن أبي زكريا على عمر، فأجازهما فقبلا.

ص: 114


1- الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 341/1.
2- انظر الحاشية السابقة.
3- سقطت اللفظة من م.
4- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 341/1.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و رأينا ضرورة استدراكه عن المطبوعة. و هذا كله سقط أيضا من م. و سقط منها أيضا قبله من قوله: علينا، قال و نا أبو زرعة إلى هنا.

ذكر أبو عمر يوسف بن عبد اللّه بن محمّد بن عبد البر النمري (1)،نا عبد الوارث بن سفيان، نا قاسم بن أصبغ، نا محمّد بن وضّاح، نا محمّد بن عمر و هو الغزي، نا الوليد بن مسلم، عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، قال:

استزار عمر بن عبد العزيز عبد اللّه بن أبي زكريا (2) بدير سمعان فأتاه فقال له: يا ابن أبي زكريا، مرحبا بك قال: و بك يا أمير المؤمنين [أهلا و سهلا، قال:] (3)[يا] (4)[ابن] (5) أبي زكريا، عرضت لي إليك حاجة، قال: على الرأس و العين يا أمير المؤمنين،[قال] (6):تدعو (7) اللّه أن يميت عمر، قال: يا أمير المؤمنين، بئس وافد المؤمنين (8) أنا إذا، نعمة أنعمها اللّه على أمة محمّد أدعو اللّه أن يزيلها عنهم، قال:

قد وعدتني يا ابن أبي زكريا، قال: فاستقبل القبلة فحمد اللّه و أثنى عليه، ثم قال: اللهم عبدك قد توسّل بي إليك فاقبضه إليك و لا تبقني (9) بعده، فبينا هم كذلك إذ جاء ابن [له صغير] (10) فوقع في حجره فقال: يا ابن أبي زكريا، و هذا معنا فإني أحبّه (11) فقال: اللهم و ابنه هذا فاقبضه إليك قال: فما شبهت الثلاثة إلاّ بخرزات ثلاث في سلك قطع أسفله فتتابعن في جمعة.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس، هو الأصم، نا سعيد بن عثمان، نا علي بن عياش، نا اليمان بن عدي قال:

كان عبد اللّه بن أبي زكريا عابد الشام، فكان يقول: ما عالجت من العبادة شيئا أشدّ من السكوت.

ص: 115


1- عن م و بالأصل: النمر.
2- لفظة «زكريا» مكانها بياض بالأصل و استدركت عن م، و بعدها في م:«بن» و لا معنى لها.
3- ما بين معكوفتين بياض بالأصل و استدرك البياض عن م.
4- سقطت اللفظة من الأصل و م و زيدت عن المطبوعة.
5- مكانها بياض بالأصل و استدركت اللفظة عن م.
6- بياض بالأصل و استدركت اللفظة عن م.
7- بالأصل:«دعوا» و المثبت عن المطبوعة، و مكانها بياض في م.
8- كذا بالأصل و في المطبوعة «المسلمين».
9- في م: و لا تبقى.
10- ما بين معكوفتين بياض بالأصل و م و استدركت العبارة عن المطبوعة.
11- مكان اللفظة بياض في م.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ (1)،نا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني الحسن بن عبد العزيز الجروي، نا أيوب بن سويد عن الأوزاعي قال:

لم يكن بالشام رجل يفضل على ابن أبي زكريا، قال: عالجت لساني عشرين سنة قبل أن يستقيم لي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا نصر بن إبراهيم الفقيه و عبد اللّه بن عبد الرزّاق قالا: أنا أبو الحسن بن عوف، أنا أبو علي بن منير، أنا أبو بكر بن خريم (2)، نا هشام بن عمار، نا ابن أبي السائب، و هو عبد العزيز بن الوليد بن سليمان قال:

سمعت أبي يذكر عن ابن أبي زكريا قال:

تعلّمت الصّمت عشرين سنة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا الحسن بن الحسن (3) بن علي بن المنذر، أنا أبو علي بن صفوان، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا عبد الرّحمن.

ح (4) و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو عثمان (5) سعيد بن أحمد بن محمّد بن نعيم قال: سمعت أبا بكر الجوزقي يقول: سمعت أبا العباس الدغولي يقول:

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي و أبو المظفّر بن الأستاذ أبي (6) القاسم، قالا: أنا محمّد بن علي بن محمّد الخشاب، أخبرنا أبو بكر [الجوزقي، أخبرنا] (7) محمّد بن عبد الرّحمن الدغولي.

قال: سمعت محمّد بن حاتم يقول: حدثنا عبد الرّحمن بن واقد،[نا ضمرة عن

ص: 116


1- الخبر في حلية الأولياء 149/2.
2- عن م و بالأصل مهملة الخاء فيها بدون نقط .
3- اللفظتان «الحسن بن» ليستا في م.
4- «ح» ليست في م.
5- «عثمان» سقطت من الأصل و استدركت عن م.
6- بالأصل:«ابن القاسم» و المثبت عن المطبوعة. و اسمه: عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك القشيري، أبو القاسم، انظر ترجمته في تاريخ بغداد 83/11.
7- ما بين معكوفتين بياض مكانه بالأصل و العبارة استدركت عن المطبوعة.

أبي حملة قال: قال عبد اللّه بن أبي زكريا الدمشقي:

عالجت الصّمت عما لا يعنيني عشرين سنة قبل أن أقتدر منه على ما أريد.

قال: و كان لا يدع أن يغتاب في مجلسه أحد، يقول: إن ذكرتم اللّه أعنّاكم، و إن ذكرتم الناس تركناكم - و في حديث ابن أبي عثمان: و العباد-.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسين.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو بكر بن الطبري.

قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه] (1) بن جعفر، نا يعقوب، حدّثني سعيد بن أسد و أبو عمير قالا: نا ضمرة عن ابن أبي حملة، قال: سمعت عبد اللّه بن أبي زكريا قال:

عالجت الصّمت عشرين سنة قبل أن أقدر منه على ما أريد. قال: و كان [لا يغتاب] (2) في مجلسه أحد يقول: إن ذكرتم اللّه أعنّاكم (3) و إن ذكرتم الناس تركناكم (4).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن محمّد بن أبي عثمان، أنا الحسن بن الحسن بن علي بن المنذر (5)،نا (6) أبو (7) علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن إدريس، نا محمّد بن وهب بن عطيّة، نا الهيثم بن عمران أنّ عبد اللّه بن أبي زكريا قال:

عالجت السكوت عشرين سنة فما بلغت منه ما أردت.

قال: و نا (8) ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن إدريس، نا محمّد بن وهب، نا عبيد بن الوليد بن أبي السائب حدّثني أبي قال:

ص: 117


1- ما بين معكوفتين مكانه بياض بالأصل و استدرك الخبر السابق، و هذا السند للخبر التالي عن المطبوعة. و من قوله أحمد بن محمد بن نعيم في بداية سند الخبر السابق إلى هنا بياض في م أيضا.
2- «لا يغتاب» مكانها بياض في الأصل و م و أضيفت عن المطبوعة.
3- عن المطبوعة، و بالأصل و م: أغناكم.
4- قوله:«تركناكم» سقطت من م.
5- بياض بالأصل، و اللفظة استدركت عن م.
6- «نا» مكانها بياض بالأصل و م و أضيفت عن المطبوعة.
7- في م: ابن علي.
8- بياض بالأصل و م، و اللفظة «و نا» استدركت عن المطبوعة.

كان عبد اللّه بن أبي زكريا إذا كان في مجلس فخاض جلساؤه في غير ذكر اللّه فكأنه ساه (1) فإذا أخذوا في ذكر اللّه كان أشدّ القوم استماعا إليه.

قال (2):و نا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن حاتم (3) نا أبو إسحاق الطالقاني، أخبرني عبيد بن الوليد قال: سمعت أبي يذكر (4) قال:

كان عبد اللّه بن أبي زكريا إذا خاض جلساؤه في غير ذكر اللّه رأيته كالساهي، فإذا خاضوا في ذكر اللّه كان أحسن الناس استماعا.

قال: و نا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن حاتم، نا أبو إسحاق الطالقاني عن الوليد بن مسلم، نا ابن جابر قال: قال عبد اللّه بن أبي زكريا:

قد (5) عالجت الصمت ثنتي عشرة سنة، فما بلغت منه ما كنت أرجو و تخوّفت منه فتكلمت.

أنبأنا أبو علي الحسن (6) بن أحمد، أنا أبو سعيد عبد الرّحمن بن أحمد بن عمر بن يزيد الصفّار - إجازة - نا جدي أبو بكر عبد اللّه [بن أحمد] (7) بن القاسم.

ح و أنبأنا أبو منصور محمود بن إسماعيل الصيرفي، أنا أبو بكر محمّد (8) بن عبد اللّه بن أحمد بن شاذان الأعرج - إجازة - أنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن محمّد المقرئ.

قالا: أنا إبراهيم بن محمّد بن الحسن بن متّويه (9)،نا (10) أبو عمرو أحمد بن

ص: 118


1- بالأصل و م: ساهي، بإثبات الياء.
2- مكان «قال» بياض في م.
3- في م:«ابن خالد» و هو خطأ، و هو محمد بن حاتم بن بزيع انظر ترجمته في تهذيب الكمال 179/16.
4- بالأصل و م:«أبي بكر» و المثبت عن المطبوعة.
5- سقطت اللفظة من م.
6- بالأصل «الحسين» و مكان اللفظة بياض في م، و المثبت عن المطبوعة و هو أبو علي الحداد الحسن بن أحمد بن الحسن بن مهرة، ترجمته في سير الأعلام 303/19.
7- «بن أحمد» اللفظتان سقطتا من الأصل و أضيفتا عن م.
8- سقطت اللفظة من الأصل و أضيفت عن م.
9- مهملة بالأصل بدون نقط و في م: منويه، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 142/14.
10- سقطت من م.

عبد العزيز، نا الوليد بن مسلم، حدّثني ابن جابر عن ابن (1) أبي زكريا الخزاعي (2) قال:

لو خيرت بين أن أعمّر مائة سنة في طاعة اللّه و بين أن أقبض (3) من ساعتي لاخترت (4) أن أقبض شوقا إلى اللّه، و إلى لقاء رسوله، و الصالحين من بعده.

أخبرنا أبو [علي الحداد] (5)،أنا أبو نعيم (6)،نا عبد اللّه بن محمّد، نا جعفر بن أحمد، نا إبراهيم بن الجنيد، نا مهدي بن جعفر، نا الوليد بن مسلم، عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر:

أن عبد اللّه بن أبي زكريا كان يقول: لو خيّرت بين أن أعمر مائة (7) سنة من ذي قبل في طاعة اللّه أو أن أقبض في يومي (8) أو في ساعتي لاخترت أن أقبض في يومي هذا أو في ساعتي هذه [تشوقا إلى اللّه و إلى رسوله و إلى الصالحين من عباده] (9).(10) [قرأت على أبي محمّد عبد اللّه بن أسد بن عمار عن عبد العزيز بن أحمد، أخبرنا أبو محمّد بن أبي نصر، أخبرنا عمي أبو علي محمّد بن القاسم، أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن سعيد القاضي - إجازة - نا داود بن رشيد حدّثنا بقية عن مسلم بن زياد قال:

كان عبد اللّه بن أبي زكريا لا يكاد يتكلم إلاّ أن يسأل، و كان من أبشر الناس، و أكثره تبسما.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو محمّد بن أبي عثمان، أخبرنا الحسن بن الحسن بن علي، أخبرنا أبو علي بن صفوان، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا،

ص: 119


1- سقطت من م.
2- مكانها بياض في م.
3- من هنا بياض في م و سنشير إلى نهايته في موضعه.
4- بالأصل:«فاخترت» و المثبت عن المطبوعة و هو أشبه.
5- ما بين معكوفتين مكانه بياض بالأصل، و ما استدرك عن المطبوعة.
6- الخبر في حلية الأولياء 151/5.
7- بياض بالأصل و اللفظة استدركت عن الحلية.
8- في حلية الأولياء و المطبوعة: يومي هذا... ساعتي هذه.
9- ما بين معكوفتين بياض بالأصل و استدرك العبارة - نهاية الخبر - عن حلية الأولياء.
10- من هنا بياض بالأصل، و قد تم استدراك الأخبار الساقطة من الأصل و م عن المطبوعة، و سنشير إلى نهاية هذا السقط في موضعه، و قد وضعنا ما استدرك و أضيف عن المطبوعة بين معكوفتين.

حدّثني محمّد بن إدريس، و صوابه: حدّثنا يزيد بن عبد ربه، حدّثنا بقية، حدّثنا مسلم بن زياد قال:

كان عبد اللّه بن أبي زكريا لا يكاد يتكلم حتى يسأل، فكان من أبشر الناس و أكثره تبسما (1).

قال: و حدّثنا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن حاتم، حدّثنا أبو إسحاق الطالقاني عن بقية عن مسلم بن زياد.

فذكر نحوه، إلاّ أنه قال: لا يكاد أن يتكلم.

أنبأنا أبو علي المقرئ، أخبرنا أحمد بن عبد اللّه، نا أبو محمّد بن حيّان، نا ابن أبي عاصم، حدّثنا الحوطي، حدّثنا بقية بن الوليد عن مسلم بن زياد قال: سمعت عبد اللّه بن أبي زكريا يقول:

ما مسست دينارا قط و لا درهما، و لا اشتريت شيئا قط ، و لا بعته، و لا ساومت به إلا مرة، فإنه أصابني الحصر، فرأيت جوربين معلقين عند باب جيرون عند صيرفي فقلت: بكم هذا ثم ذكرت فسكت، و كان من أبشّ الناس، و أكثرهم تبسما (2).

قال بقية: قلت لمسلم: كيف هذا؟ قال: كان له إخوة يكفونه.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين، أنبأنا أبو محمّد بن النحّاس، أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي، حدّثنا أبو بكر أحمد بن منصور الرمادي، حدّثنا نعيم بن حمّاد المروزي، نا الوليد بن مسلم عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر عن ابن أبي زكريا.

قال أبو بكر: هؤلاء عباد أهل الشام، عن رجاء بن حيوة: بحديث ذكره.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن عن أبي تمام علي بن محمّد عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر الكوكبي، نا ابن أبي خيثمة، أخبرني أبو محمّد صاحب لي من بني تميم، ثقة، قال: قال أبو مسهر: سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول:

ص: 120


1- الخبر في تهذيب الكمال 145/10 و سير الأعلام 286/5.
2- المصدران السابقان.

كان عبد اللّه بن أبي زكريا سيد أهل المسجد، قلت: بأي شيء سادهم ؟ قال:

بحسن الخلق (1).

قال أبو مسهر: و لا أعلم عبد اللّه بن أبي زكريا لقي أحدا من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2)،ثنا أبو مسهر، حدّثني إبراهيم بن أبي شيبان، قال لي زياد بن أبي الأسود (3):

كان صاحبكم - يعني ابن أبي زكريا - إذا قدم هاهنا يعني بيت المقدس صعد هذا الجبل يعني طور زيتا (4).

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ (5)،أنا أبو أحمد محمّد بن أحمد بن إبراهيم - في كتابه - حدّثنا ابن أبي عاصم، نا الحوطي، نا رديح (6) بن عطية عن علي بن أبي حملة (7)،قال:

دعاني عبد اللّه بن أبي زكريا إلى منزله، قال: ثم أخرج لي مصاحف، فقلت له:

ما تصنع بكل هذه ؟ قال: ليس فيها فضل عني، أما واحد فأقرأ فيه، و الآخر تقرأ فيه المرأة، و آخر يقرأ فيه ابني، قال: و كنت لا تراه أبدا إلاّ و ثيابه كأنما غسلت يومئذ نقاء.

أنبأنا أبو الفرج عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر، أخبرنا المبارك بن عبد الجبّار، أخبرنا محمّد بن علي بن الفتح، أخبرنا محمّد بن عبد اللّه بن الحسين، حدّثنا الحسين بن صفوان، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: قال محمّد بن الحسين، حدّثني الصلت بن حكيم، حدّثنا مرجي الزاهد الساقي قال: سمعت عبد اللّه بن أبي زكريا يقول:

ص: 121


1- الخبر في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 101-120) ص 396.
2- الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 342/1.
3- كذا، و في أبي زرعة: بن أبي سودة.
4- طور زيتا: جبل يطل على بيت المقدس (ياقوت).
5- الخبر في حلية الأولياء 151/5.
6- في الحلية: دريج.
7- الحلية:«بن أبي جميلة» تحريف.

و اللّه للبس المسوح، و سفّ الرماد، و نوم على المزابل مع الكلاب ليسير في مرافقة الأبرار.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو طاهر الخطيب، أخبرنا أبو القاسم الصوّاف، حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمّد، حدّثنا محمّد بن أحمد بن حمّاد، حدّثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، حدّثنا عبد اللّه بن يوسف، حدّثنا أبو مطيع معاوية، حدّثني بعض الأشياخ قال:

لقي ابن أبي زكريا غيلان فعدل عنه، فقالوا له: يا أبا يحيى؛ فقال: لا يظلني و إياه سقف بيت إلاّ المسجد.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - أخبرنا الخضر بن عبيد اللّه بن كامل، أخبرنا عقيل بن عبيد اللّه، أخبرنا أبو الميمون بن راشد، حدّثنا يزيد بن عبد الصّمد، حدّثنا أبو مسهر، حدّثنا سعيد قال:

لما قدم ابن أبي زكريا من العراق تلقاه ابن أخيه فقال: مات فلان و فلان، فقال: يا بني، ما يريد اللّه أن يترك أحدا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو بكر بن الطبري، أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب قال: سمعت عبد الرّحمن بن إبراهيم يقول:

مات ابن أبي زكريا في خلافة هشام بعد مكحول.

أخبرنا أبو محمّد المزكي، حدّثنا عبد العزيز الصوفي، أنا عبد الرّحمن بن عثمان، أخبرنا عبد الرّحمن بن عبد اللّه، أخبرنا أبو زرعة (1) قال:

قلت لعبد الرّحمن بن إبراهيم: متى مات ابن أبي زكريا؟ قال: في خلافة هشام بعد مكحول (2).

[أخبرنا أبو البركات] (3) الأنماطي و أبو العزّ الكيلي قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن

ص: 122


1- الخبر في تاريخ أبي زرعة 249/1.
2- «بعد مكحول» ليس عند أبي زرعة.
3- زيادة عن أبي زرعة.

الحسن - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون - قالا: أنا محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد، حدّثنا خليفة بن خيّاط (1) قال:

عبد اللّه بن أبي زكريا الخزاعي من أهل دمشق، مات سنة سبع عشرة و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - حدّثنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني محمّد بن المغيرة، حدّثني القاسم بن سلام قال:

سنة سبع عشرة و مائة، فيها توفي عبد اللّه بن أبي زكريا الخزاعي.

3198 - عبد اللّه بن أيوب بن أبي عائشة

حكى عن عمر بن عبد العزيز.

حكى عنه ابنه.

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم، أخبرنا أبو الفرج سهل بن بشر، أخبرنا أبو الخليل بن هبة اللّه بن الخليل، أنا أبو الحسين عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي، أخبرنا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاّب المشغراني، نا العباس بن الوليد بن صبح الخلاّل، نا مروان بن محمّد، حدّثنا ابن أبي عائشة، حدّثني أبي عبد اللّه بن أيوب بن أبي عائشة:

أن عمر بن عبد العزيز لم يغتسل من أهله من حين ولي إلاّ ثلاث مرات.

ص: 123


1- انظر طبقات خليفة بن خياط ص 570 رقم 2962.

حرف الباء في أسماء آباء العبادلة

3199 - عبد اللّه بن البختري

أبو الطّيّب الناسخ

حكى عنه أبو الفتح محمّد بن هارون بن نصر بن السندي ابن أخت طيّب الورّاق.

أنبأنا أبو محمّد بن صابر، أخبرنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن الحسين بن الحنّائي.

ح و قرأت على أبي المكارم بن أبي طاهر عن عبد الرّحمن بن الحسين، أخبرنا أبو بكر الحذاء (1) الجبائي، أخبرنا أبو الفتح محمّد بن هارون و يعرف بشيخ الجن (2) الطّيّب عبد اللّه بن البختري الناسخ:

أنّه حدّثه عن أستاذ له (من أولاد) اليونانية - و كان قد زعم أن أباه كان يقرأ كتب اليونانية فحدّثه أن على باب جيرون في أعلى الحصن حجرا مكتوبا عليه باليونانية:

اللاعب بالعجين ما يجمع مالا متعوب النفس، قليل ذات اليد، و على حجر أسفل الحصن مما يلي باب البريد خارج ثلاثة الأبواب مما يلي قبلة الباب حجرا مكتوبا عليه باليونانية تفسيره: لا تغتر بهواء دمشق و لا بسعرها و لا بناسها إن أحببت أن تسكنها.

قال: و على حجر مكتوب في الحصن الذي فيه باب البريد: و لا تتبع ما كفيت و لا تضيع ما وليت. قال: و على حجر آخر مكتوب في الحصن الذي فيه دار الوليد بن عبد الملك من خارجه: دمشق يطرد أهلها و إن تطاولت بهم المدد، و يملكها الغرباء من غيرهم، فإذا كان ذلك قرب منهم ما بعد. قال: و على حجر آخر خارج الحصن عند دار مسلمة

ص: 124


1- بياض بالأصل.(عن هامش المطبوعة).
2- بياض بالأصل.(عن هامش المطبوعة).

مكتوب: يا حاسدا، أتعبت نفسك و استعجلت الغمّ لروحك. و أضعفت قوتك. عشت محسورا، و متّ مذبولا. و على الحجر الشرقي (من) الفصيل في الخضراء: احتفظ بما في يدك و إن قلّ ، يصونك عن ابذال(؟) جاهل، و نظف لباسك تكثر هيبتك، و إيّاك و مخالفة الجماعة فيما يهوونه تتخذهم لك أعداء و إذا غلبك أمر فاعتزل. و احذر أن يكثر غرماؤك لك. و عليك تفتقر، و لا تحرص فيما لا تناله تستجهل، و اقصد ما يعينك ترشد، و احذر الأحمق تسلم. و الملك القديم يعينك على ذلك. قال: و على حجر آخر خارج الحصن مما يلي نهر بردى و هو اليوم في دار ماخور مكتوب: أسست هذه المدينة على الحصا، و ظهر في أكثر أمكنة منها الماء، و جعلت أبوابها النحاس، و تحصنت فيها من الأعداء فوجدت فيها يوما إنسانا لا أعرفه و لا عرفه أحد من أهلها، فكلمناه فلم نعرف لسانه و لا عرف لساننا، و إذا هو غريب عنها قد دخل إليها و لم يعلم به، فجعلت في نفسي أن الغريب يملكها. فيا ليت مخبرا يخبرني (كيف يكون حالها، أ تبقى عليهم) أم يطردون عليها. و على حجر آخر من خارج الزاوية (الغربية مكتوب: ادخل أو مرّ، ادخل أو مرّ يا) غريب تغنم، اترك التعدي تسلم، لا تشمخ (فتندم. و على حجر) مكتوب في قناطر المزّة و حافات القناة مكتوب فيه: لا تتعرض لما لا تعرفه تتعب فيما تعرفه، اتبع الرئيس فيما يأمرك به تنج من الخطأ. الظالم على الأرض ثقيل لا تتخذه لك أخا. تباعد من الشر و لا تدخل فيه، التجارب محمودة العاقبة. بهذا أخبرنا الديّان الأكبر. و على حجر مكتوب و هو اليوم في عقبة الصوف: العبد الصالح المجتنب للخطايا يحذر فتنة العبد الخاطئ. لأنا وجدنا في كثير من التجارب أن الخطيئة إذا نزل عقابها من الملك حلت بالخاطئ و بمن قرب منها، فتباعد من الشر تقترب من الخير.

3200 - عبد اللّه بن بريدة بن الحصيب

أبو سهل الأسلمي (1)

حدّث عن: أبيه، و ابن عمر، و أبي موسى الأشعري، و عبد اللّه بن عباس، و أبي

ص: 125


1- ترجمته و أخباره في تهذيب الكمال 36/10 و تهذيب التهذيب 105/3 و ميزان الاعتدال 396/2 و شذرات الذهب 151/1 و أخبار القضاة لوكيع 306/3 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 101-120) ص 393 و سير الأعلام 50/5 و الوافي بالوفيات 84/17. و انظر بحواشي المصادر الثلاثة الأخيرة أسماء مصادر أخرى ترجمت له.

هريرة، و معاوية، و المغيرة بن شعبة، و سمرة بن جندب، و عائشة (1)،و سعيد بن المسيّب، و يحيى بن يعمر، و حميد بن عبد الرّحمن الحميري (2).

روى عنه: سهيل بن أبي صالح، و مالك بن مغول، و عثمان بن عفّان، و حسين بن ذكوان المعلّم، و مقاتل بن حيّان، و الحسين بن واقد قاضي مرو، و واصل مولى ابن عيينة.

و وفد على معاوية مع أبيه.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل الفراوي، و أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر، قالا: أخبرنا أبو سعد الجنزروذي، أخبرنا أبو سعيد عبد اللّه بن محمّد بن عبد الوهّاب الرازي، أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أيوب بن يحيى بن ضريس الرازي، أخبرنا مسلم بن إبراهيم، حدّثني همّام، حدّثنا حسين المعلّم عن عبد اللّه بن بريدة عن سمرة بن جندب:

أن امرأة ماتت في نفاسها على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فصلّى النبي صلى اللّه عليه و سلّم عليها فقام عند وسطها.

() (3) طالب بن غيلان، أخبرنا أبو بكر الشافعي، أخبرنا أبو محمّد () (4) التميمي، حدّثنا أبو عبد الرّحمن الأسود بن عامر و لقبه شاذان، حدّثنا أبو هلال - يعني - الراسبي عن عبد اللّه بن بريدة قال:

قالت أم المؤمنين - قال أبو هلال: أحسبه قال: عائشة - يا رسول اللّه. إن وافقت ليلة القدر بم أدعو؟ قال:«قولي: اللهم إني أسألك العفو و العافية».

غريب اللفظ .

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أخبرنا عبد الرّحمن بن عثمان، أخبرنا أبو الميمون، حدّثنا أبو زرعة (5)،حدّثنا أحمد بن

ص: 126


1- قال ابن حجر في تهذيب التهذيب نقلا عن الدارقطني قوله في كتاب النكاح من السنن: لم يسمع من عائشة.
2- في المطبوعة: الحميدي خطأ، و الصواب المثبت عن تهذيب الكمال و سير الأعلام.
3- كذا بياض بأصل المطبوعة.
4- كذا بياض بأصل المطبوعة.
5- الخبر في تاريخ أبي زرعة 677/2.

شبّويه، حدّثنا علي بن الحسين عن أبيه، حدّثني عبد اللّه بن بريدة قال:

دخلت مع أبي على معاوية.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أخبرنا أبو علي بن المذهب، أخبرنا أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، حدّثنا زيد بن الحباب، حدّثني حسين، حدّثني عبد اللّه بن بريدة قال:

دخلت أنا و أبي على معاوية فأجلسنا على الفرش. ثم أتينا بالطعام فأكلنا ثم أتينا [بالشراب] (2) فشرب معاوية ثم ناول أبي ثم قال: ما شربته منذ حرمه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ثم قال معاوية: كنت أجمل شباب قريش و أجوده ثغرا، و ما شيء أجد له لذة كما كنت أجده و أنا شاب غير اللبن، أو إنسان حسن الحديث يحدثني.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، حدّثنا أبو بكر بن الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أخبرنا أبو بكر بن الطبري قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدّثني أحمد بن الخليل، حدّثنا زكريا بن عدي، حدّثنا أبو تميلة، عن رميح بن هلال الطائي، عن عبد اللّه بن بريدة قال (3):

ولدت لثلاث خلون من خلافة عمر فجاء عبد لنا فبشّر أبي و هو جالس عند عمر فقال: أنت حرّ. قال: ثم ولد سليمان بعدي - و كانا توأما - فجاء غلام آخر لنا (4) إلى أبي و هو عند عمر فقال: ولد لك غلام. قال: سبقك فلان. قال: إنه آخر (5).قال: فقال عمر: و هذا أيضا. أي أعتقه.

أخبرناه عاليا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أبو الفضل بن خيرون، أخبرنا عبد الملك بن محمّد بن بشران، أخبرنا أبو علي بن الصوّاف، حدّثنا محمّد بن

ص: 127


1- مسند أحمد ط دار الفكر 6/9 رقم 23002.
2- اللفظة ساقطة من الأصل و هي مستدركة في المطبوعة عن المسند.
3- الخبر في تهذيب الكمال 37/10 و سير الأعلام 51/5 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 101-120) ص 395.
4- بالأصل:«له... إنه أخي» و قد صوب العبارة محقق المطبوعة عن سير الأعلام (و مثلها في تهذيب الكمال).
5- بالأصل:«له... إنه أخي» و قد صوب العبارة محقق المطبوعة عن سير الأعلام (و مثلها في تهذيب الكمال).

عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا المنجاب بن الحارث، أخبرنا أبو تميلة... (1) بن هلال ... (2)

قد سبقك... (3) قال: فقال عمر: و هذا... (4)... لو أعتقه.

أخبرنا أبو عبد اللّه بن عبد اللّه، أخبرنا أبو محمّد بن الخطيب، أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن حسنويه الهروي، أنا الحسين بن إدريس، حدّثنا عثمان - هو - ابن أبي شيبة (5)،حدّثنا أبو تميلة يحيى بن واضح... (6) قال:

ولدت لثلاث خلون من خلافة عمر بن عبد (7)... (8) بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أخبرنا أبو الحسن (9) شفاها... (10) أبو العباس الأصمعي حدثنا عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول.... (11)

عبد اللّه بن بريدة و سليمان بن بريدة هما توأم. ولد هذا قبل هذا بساعة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أخبرنا أبو محمّد يوسف بن رباح، أخبرنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، حدّثنا محمّد بن أحمد بن حمّاد، حدّثنا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول:

في تسمية أهل البصرة: عبد اللّه بن بريدة الأسلمي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أبو الفضل الباقلاني و أبو طاهر الباقلاني.

ح و أخبرنا أبو العز ثابت بن منصور، أخبرنا أبو طاهر.

قالا: أخبرنا محمّد بن الحسن، أخبرنا أبو الحسين الأهوازي، أخبرنا أبو حفص الأهوازي، حدّثنا خليفة بن خياط قال (12):

في الطبقة الثالثة من تابعي أهل البصرة: عبد اللّه بن بريدة بن حصيب الأسلمي يكنى أبا سهل.

ص: 128


1- بياض بأصل النسخة المطبوعة.
2- بياض بأصل النسخة المطبوعة.
3- بياض بأصل النسخة المطبوعة.
4- بياض بأصل النسخة المطبوعة.
5- بالأصل (بالمطبوعة) عثمان بن أبي هو شيبة.
6- بياض بالأصل (المطبوع).
7- كذا، و في تهذيب الكمال عن ابن حبان أنه ولد في السنة الثالثة من خلافة عمر بن الخطاب.
8- بياض بالأصل (المطبوع).
9- بياض بالأصل (المطبوع).
10- بياض بالأصل (المطبوع).
11- بياض بالأصل (المطبوع).
12- طبقات خليفة بن خياط ص 362 رقم 1739.

و قال في موضع آخر (1):عبد اللّه و سليمان ابنا بريدة بن حصيب [بن] أسلم، هما توأم، ولدا في خلافة عمر، و عبد اللّه أسنّهما.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أخبرنا أبو محمّد بن أبي نصر، أخبرنا أبو الميمون، حدّثنا أبو زرعة (2)،حدّثنا أحمد بن شبويه، حدّثنا الفضل بن موسى، عن الحسين بن واقد، عن عبد اللّه بن بريدة قال:

جئت إلى أمي يوم قتل عثمان فقلت: يا أمه، قتل الرجل، فقالت: يا بني، اذهب فالعب مع الغلمان.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أخبرنا أبو عمرو بن منده، أخبرنا الحسن بن يوسف، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمر، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا محمّد بن سعد قال:

في الطبقة الثانية من أهل البصرة: عبد اللّه بن بريدة بن الحصيب الأسلمي. روى عن أبيه و عن عبد اللّه بن عمر.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أحمد بن الفضل بن محمّد، أنا محمّد بن إسحاق بن منده، أخبرنا القاسم بن القاسم السياري قال: قال جدي أحمد بن سيار قال: و روى أبو تميلة عن رميح بن مالك (3)،حدّثني عبد اللّه بن بريدة قال:

ولدت لثلاث خلون من خلافة عمر بن الخطّاب.

و قال أبو هلال الراسبي: رأيت خضاب عبد اللّه بن بريدة بالحنّاء. و كان عبد اللّه نزل مرو، و استقضاه يزيد بن المهلب على قضاء مرو. و ولد في زمن عمر و تولى في ولاية أسد بن عبد اللّه، و هو قاض.

قال: و حدّثنا جدي أحمد، حدّثنا محمّد بن عبد العزيز عن أبيه عن عبد اللّه العتكي:

ص: 129


1- طبقات خليفة بن خياط ص 595 رقم 3112.
2- الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 630/1.
3- كذا بالأصل (المطبوع) و هو خطأ و الصواب: رميح بن هلال الطائي، و هو الذي روى عن عبد اللّه بن بريدة انظر تهذيب الكمال 36/10 أسماء الذين رووا عن عبد اللّه بن بريدة.

أن الجراح عزله عن القضاء و ولى أبا عثمان، و يقال: إنه كان يقضي على الزريق باستانبر.

روى عن الحسن بن أبي الحسن، و إبراهيم النخعي. و ذكر حديث عطاء بن السائب عن الحسن في القدر، و حديث آدم عن شعيب بن رزيق، عن عطاء عن إبراهيم عن ابن بريدة، و كان موت عبد اللّه بن بريدة بجاورسة قرية من قرى مرو (1)،و قبره بها.

و ولد بالمدينة، و مات سليمان بن بريدة بفنين (2)،قبره بها. و كان بين موته و موت أخيه عبد اللّه بن بريدة عشر سنين. مات سليمان قبله بعشر سنين، و قد أحسن سليمان الرواية عن أبيه، و يقال إنه أثبت من أخيه فيما روى عنه، و روى عبد اللّه بن بريدة عن علي بن أبي طالب:«تزاوروا و تذاكروا الحديث». و عن عمران بن حصين حديث الناسور، و حديث صلاة القاعد، و عن ابن عمر أنه طعم عند الحجاج. و عن عبد اللّه بن مغفل عن النبي صلى اللّه عليه و سلم:«لا يغلبنّكم الأعراب». و حديث: بين كل أذانين صلاة. و عن سمرة أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم صلى على امرأة. و عن أبي موسى في الدعاء. و عن حويطب بن عبد العزّى:

رفقة فيها جرس. و عن ابن عبّاس أن رجلا شتمه. و عن أبي برزة حديث الحوض. و عن شداد بن أوس حديث الخاتم. و عن المغيرة بن شعبة حديث: المسح على الخفين.

حدّثنا عمار، حدّثنا بحر بن واضح عن الحسين بن واقد عن عبد اللّه بن بريدة قال:

شهدت الدار يوم قتل عثمان فرأيت الحسن بن علي معه.

و روى سليمان عن عمران بن حصين، و روايته عن أبيه أكثر. و أما عبد اللّه فقد روى عن غير واحد من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم، و التابعين، و الذين يذكرون حديثه عن أبيه لأهل خراسان أكثر، و أما سليمان فأكثرهم رواية عن علقمة بن مرثد.

و من أولاد عبد اللّه بن بريدة: سهل بن عبد اللّه بن بريدة روايته عن أبيه. ذكر لنا أنه هرب من أبي مسلم أيام خروجه. و إنما كان هربه لأن لاهز بن قريظ سأل أبا مسلم أن يمكنه من سهل فيقتله. فلذلك هرب. و روى عن سهل أخوه أوس. و أوس لم يدرك أباه. و كان أكثر روايته عن أخيه سهل، و مات أوس بعد خروج المأمون من مرو سنة

ص: 130


1- على ثلاثة فراسخ من مرو، بها قبر عبد اللّه بن بريدة (معجم البلدان).
2- فنين: و يقال لها أيضا «فني» قرية من قرى مرو (معجم البلدان: مرو).

إحدى أو اثنتين و مائتين. و روى عنه الحسين بن حريث، و أبو بريدة محمّد بن الحصيب، و أبو صالح سليمان بن صالح، و إسحاق بن إبراهيم و جماعة. و أكثرهم رواية الحسين بن حريث.

و صخر بن عبد اللّه لم يرو عن أبيه شيئا. و من أولاد صخر: حمّاد بن صخر بن عبد اللّه بن بريدة و كان من أهل الدعوة. و بشر بن صخر بن عبد اللّه بن بريدة. و ذكر لنا أن بشرا ولي قتل لاهز بن قريظ ، و ذلك أن أبا مسلم لما غضب على لاهز سأل (1) بشر أن يوليه قتله ففعل. فأمكنه قتله.

و جميل بن عبد اللّه بن بريدة. و كان أولاد عبد اللّه أربعة: سهل و أوس و صخر و جميل. و لهم عقب بمرو بقرية تدعى فنين: حاتم بن سهل بن عبد اللّه، و محمّد بن سهل بن أوس بن عبد اللّه بن بريدة - و بجاورسة: سهيل بن حاتم بن سهل بن عبد اللّه بن بريدة، و النضر بن أوس بن عبد اللّه.

و كان لسليمان من الولد: قيس و حمزة. أخبرنا سليمان. و من ولد حمزة:

حصيب بن حمزة. و من ولد حصيب: محمّد بن الحصيب. و هو أبو بريدة، و كان يحدّث عن أوس و عن الفضل بن موسى و محمّد بن شجاع.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ثم حدّثنا أبو الفضل [بن] ناصر، أخبرنا أحمد بن الحسن و المبارك بن عبد الجبّار و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن - قالا: أخبرنا أحمد بن عبدان (2)،أخبرنا محمّد بن سهل، أخبرنا محمّد بن إسماعيل (3) قال:

عبد اللّه بن بريدة بن حصيب الأسلمي قاضي مرو، عن أبيه. و سمع سمرة، و عمران بن حصين (4).

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أخبرنا أبو القاسم بن منده، أخبرنا أبو علي - إجازة-.

ص: 131


1- كذا بالأصل (المطبوع).
2- بالأصل (المطبوعة): «أحمد بن مروان» و الصواب ما أثبت قياسا إلى أسانيد مماثلة.
3- الخبر في التاريخ الكبير للبخاري 51/5.
4- في التاريخ الكبير:«سمع سمرة و من عمران بن الحصين».

ح قال: و أنا أبو طاهر الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (1) قال:

عبد اللّه بن بريدة بن حصيب الأسلمي قاضي مرو. روى عن أبيه بريدة الأسلمي، و عبد اللّه بن مغفّل، و أبي موسى الأشعري، و عمران بن حصين، و ابن عبّاس، و المغيرة بن شعبة، و أبي هريرة، و سمرة بن جندب، و معاوية، و عائشة. روى عنه حسين المعلّم، و مالك بن مغول، و مقاتل بن حيّان، و حسين بن واقد، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أخبرنا أبو الفضل بن الحكاك - قراءة - أخبرنا أبو نصر عبيد اللّه بن سعيد، أخبرنا الحصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:

أبو عبد الرّحمن (2)،عبد اللّه بن بريدة.

قرأنا على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي طاهر الخطيب، أخبرنا هبة اللّه بن إبراهيم، أخبرنا أبو بكر المهندس، حدّثنا أبو بشر الدولابي (3) قال:

أبو سهل، عبد اللّه بن بريدة الأسلمي.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أخبرنا أبو بكر الصفّار، أخبرنا أحمد بن علي منجويه، أخبرنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو سهل، عبد اللّه بن بريدة بن حصيب بن عبد اللّه بن الحارث بن الأعرج بن سعد بن رزاح بن عدي بن سهم بن مازن بن الحارث بن سلامان بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر الأسلمي قاضي مرو، أخو سليمان، سمع أباه أبا عبد اللّه، و أبا نجيد عمران بن حصين، و سمرة بن جندب، و عبد اللّه بن مغفّل. روى عنه قتادة بن دعامة، و سعيد بن إياس الجريري، و كهمس بن الحسن.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا إياس بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر،

ص: 132


1- الخبر في الجرح و التعديل 13/5.
2- كذا وردت كنيته هنا نقلا عن النسائي.
3- الكنى و الأسماء للدولابي 197/1.

أخبرنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر الكلاباذي قال:

عبد اللّه بن بريدة بن الحصيب بن عبد اللّه بن الحارث بن الأعرج بن سعد بن رزاح بن عدي بن سهم بن مازن بن الحارث بن سلامان بن أسلم بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر الأسلمي البصري، قاضي مرو، أخو سليمان و كانا توأمين. ولد عبد اللّه قبل سليمان، حدّث عن أبيه و سمع عمران بن حصين، و سمرة بن جندب، و عبد اللّه بن مغفّل المزني، و يحيى بن يعمر (1)،و أبا الأسود الدّيلي (2).روى عنه حسين المعلّم و [سعيد بن إياس] الجريري، و كهمس، و داود بن أبي الفرات في: المغازي، و الحيض و مواضع. يقال [إنه ولد] لثلاث خلون من خلافة عمر بن الخطّاب، و مات عبد اللّه بمرو.

أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم الرازي، أخبرنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن عيسى بن عبد اللّه السعدي قال: قرئ على أبي (3) عبيد اللّه بن محمّد بن محمّد بن حمدان بن بطة العكبري قال: قرئ على أبي القاسم البغوي، حدّثني حنبل بن إسحاق قال: سألت أبا عبد اللّه أحمد بن حنبل عن عبد اللّه بن بريدة و سليمان فقال: قال وكيع:

كانوا يقدّمون سليمان بن بريدة على عبد اللّه، قلت لأبي عبد اللّه: فسمع عبد اللّه من أبيه شيئا؟ قال: لا أدري.

قال البغوي: حدّثني محمّد بن علي الجوزجاني قال:... (4) عبد اللّه... (5)

سمع عبد اللّه بن بريدة من أبيه شيئا؟ قال: ما أدري، عامة ما يروون عن بريدة عنه، يضعف حديثه.

قال محمّد: و رأيت سليمان أخوه عنده أكثر منه، لا أدري ما معنى قول أحمد

ص: 133


1- في الأصل المطبوع:«يحيى بن معمر» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر تهذيب الكمال 36/10.
2- بالأصل (المطبوعة): الديبلي، خطأ و الصواب ما أثبت، انظر الرواة عن عبد اللّه بن بريدة في تهذيب الكمال 36/10 و سير الأعلام 51/5.
3- كذا بالأصل (المطبوعة) و في ترجمته في سير الأعلام 529/16 اسمه عبيد اللّه بن محمد بن محمد بن حمدان، أبو عبد اللّه (كنيته) العكبري شيخ العراق، ابن بطة.
4- بياض بالأصل (المطبوعة).
5- بياض بالأصل (المطبوعة).

هذا، فإن عبد اللّه بن بريدة ولد في خلافة عمر بن الخطّاب، و بقي أبوه بريدة إلى أيام يزيد بن معاوية، فكيف لم يسمع منه، على أن أحمد قد روى له حديثا أنه وفد مع أبيه على معاوية فكيف خفي سماعه منه.

أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد و أبو الفضل محمّد بن ناصر، قالا: أخبرنا المبارك بن عبد الجبّار، أخبرنا إبراهيم بن عمر، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن خلف، أخبرنا معمر بن محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أبو بكر محمّد بن المظفّر الشامي، أنا أحمد بن محمّد العتيقي، أنا يوسف بن أحمد بن الدّجيل، حدّثنا أبو جعفر محمّد بن عمرو العقيلي (1)،حدّثني الخضر بن داود.

قالا: حدّثنا أحمد (2) بن هانئ قال: قلت لأبي عبد اللّه:

ابنا بريدة: سليمان و عبد اللّه - زاد الجوهري: كيف هما عندك ؟- و قالا: فقال:

أما سليمان فليس في نفسي منه شيء، و أما عبد اللّه، ثم سكت، ثم قال: كان وكيع يقول: كانوا لسليمان بن بريدة أحمد منهم لعبد اللّه، أو شيئا هذا معناه - زاد الجوهري:

قلت لأبي عبد اللّه: سمعا من أبيهما؟ قال: ما رأيت أحدا يشك في هذا: أيهما (3)سمعا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (4) قال: قال أبو طالب:

كان (5) أحمد بن حنبل: سليمان بن بريدة أوثق من عبد اللّه بن بريدة.

قال: و قال وكيع: كان سليمان عندهم أصح حديثا.

أخبرنا أبو البركات، أنا أبو بكر القاضي، أنا أبو الحسن القطيعي، أنا أبو

ص: 134


1- الخبر في الضعفاء الكبير للعقيلي 238/2.
2- في الضعفاء الكبير: أحمد بن محمد بن هانئ.
3- كذا بالأصل (المطبوعة) و كتب محققه بالحاشية: كذا في (د) و لعلها: إنهما.
4- الخبر في كتاب المعرفة و التاريخ 175/2 و 176.
5- كذا بالأصل (المطبوعة)، و لعل الصواب:«قال»

يعقوب بن الدّجيل، نا محمّد بن عمرو العقيلي (1)،نا عبد اللّه بن أحمد قال: سمعت أبي يقول:

كان (2) وكيع يقول: إن (3) سليمان أصحّ حديثا - يعني: ابني بريدة. قال أبي:

عبد اللّه بن بريدة و الذي روى عنه حسين بن واقد، ما أنكر هذا، و أبو المنيب أيضا، يقول: كأنها من قبل هؤلاء.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا أبو عبد اللّه أحمد، نا وكيع قال:

يقولون: إنّ سليمان كان أصحهما حديثا و أوثقهما (4)،يعني: ابن (5) بريدة.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي جعفر بن المسلمة عن أبي الحسن محمّد بن عمر بن محمّد بن حميد بن بهتة البزاز، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن سليمان... (6) حدّثني أحمد بن حنبل قال: سمعت وكيعا يقول:

يقولون: سليمان [كان أصحهما] حديثا و أوثقهما، يعني ابن (7) بريدة الأسلمي.

قال: و حدّثني محمّد بن إسماعيل عن أبي داود قال: قال يحيى بن معين:

سليمان بن بريدة، أخبرني (8) أبو عبد اللّه بن بريدة.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد.

ص: 135


1- الضعفاء الكبير للعقيلي 238/2 و انظر تهذيب الكمال 37/10 و سير الأعلام 51/5.
2- بالأصل (المطبوعة) قال، و المثبت «كان» عن الضعفاء الكبير.
3- بالأصل (المطبوعة): وزان، و المثبت «إن» عن الضعفاء الكبير.
4- تهذيب الكمال 37/10.
5- كذا بالأصل (المطبوعة) و لعل الصواب:«ابني» يريد: عبد اللّه و سليمان ابني بريدة.
6- بياض بالأصل (المطبوعة).
7- كذا بالأصل (المطبوعة)، و لعل الصواب «ابني» انظر ما لاحظناه في الخبر السابق.
8- كذا بالأصل (المطبوعة): «أخبرني أبو عبد اللّه» و لعل الصواب: أخو عبد اللّه.

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (1)،نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل فيما كتب إليّ قال: قال أبي:

عبد اللّه بن بريدة ثقة، هو و أخوه سليمان، هما ثقتان (2)،ولدا في بطن واحد.

قرأت على أبي القاسم بن عبدان عن أبي عبد اللّه محمّد بن علي بن أحمد، أنا رشأ بن نظيف، أنا محمّد بن إبراهيم، أنا محمّد بن محمّد، أنا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش قال:

عبد اللّه بن بريدة كوفي، صدوق، كان ينزل البصرة.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه بن الحسن، أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه، أنا عثمان بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن البراء قال: قال علي بن المديني:

عبد اللّه بن بريدة لم يسمع من ابن أوس بينهما مفازة. روى عن بشر بن كعب عنه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أبو الحسين بن النّقّور، نا عيسى بن علي قال: قرئ على أبي الحسن محمّد بن نوح الجنديسابوري و أنا أسمع قيل له: حدثكم جعفر بن محمّد بن عيسى... (3) نا شعبة... (4) بن واقد المري بالعسكر، نا خاقان بن عبد اللّه.... (5) بن عبد اللّه قال:

أراد قتيبة بن مسلم أن يولي على خراسان (فأشاروا عليه بعبد اللّه بن بريدة، فسأله فأبى) و قال لأقعد على القضاء (بعد حديث حدثنيه أبي قال:) قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«القضاة ثلاثة: قاضيان في النار، و قاض في الجنّة. قاض (قضى بغير الحق و هو) يعلم فهو في النار، و قاض قضى بغير الحق و هو لا يعلم فهو في النار،(و قاض قضى) بالحق و هو يعلم فهو في الجنة» (6)[5755].

ص: 136


1- الجرح و التعديل 13/5.
2- في الجرح و التعديل: توأمان.
3- بياض بالأصل (المطبوعة).
4- بياض بالأصل (المطبوعة).
5- بياض بالأصل (المطبوعة).
6- انظر أخبار القضاة لوكيع 14/1 و انظر تخريج الحديث فيه.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن (أحمد بن عبد) الملك الكرماني، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن... (1)] (2)،أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، نا أبو أحمد علي بن محمّد الحبيبي بمرو، نا إبراهيم بن هلال البوزنجردي، نا علي بن الحسن (3) بن شقيق قال: سمعت أبا حمزة السّكري يقول:

استشار قتيبة بن مسلم أهل مرو في رجل يجعله على القضاء فأشاروا عليه بعبد اللّه بن بريدة فدعاه و قال له: إني قد جعلتك على القضاء بخراسان فقال ابن بريدة:

ما كنت لأجلس على قضاء بعد حديث سمعته من أبي بريدة يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«القضاة ثلاثة فاثنان في النار و واحد في الجنّة. فأما الاثنان فقاض قضى بغير الحق و هو يعلم فهو في النار. و قاض قضى بغير الحق و هو لا يعلم فهو في النار. و أما الواحد الذي هو في الجنّة فقاض قضى بالحق فهو في الجنة»[5756].

أنبأنا أبو بكر وجيه بن طاهر و أبو سعد عبد اللّه بن أسعد بن حبان النّسوي قالا:

أنا موسى بن عمران، أنا الحاكم أبو عبد اللّه، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن الجرّاح بمرو، نا أبو رجا محمّد بن حمدويه، نا أبو عمار، حدّثني أوس بن عبد اللّه بن بريدة قال:

كان عبد اللّه بن بريدة قاضي مرو أربعا (4) و عشرين سنة، و كان يأخذ الرزق على القضاء. كان يزيد بن المهلب استقضاه فلم يزل قاضيا حتى كان في ولاية أسد بن عبد اللّه.

قلت لأوس: من حدّثك بهذا الحديث ؟ قال: سهل أخي و الوالدة و أهل بيتي.

أخبرنا أبو محمّد بن (5) الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (6)،أخبرني أحمد بن شبّويه بقضاة مرو قال:

ص: 137


1- بياض بالأصل (المطبوعة).
2- إلى هنا ينتهي البياض بالأصل و م، و ينتهي به استدراكنا عن النسخة المطبوعة.
3- لفظتا «الحسن بن» سقطتا من المطبوعة.
4- بالأصل و م: أربع.
5- سقطت «بن» من م.
6- الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 206/1-207.

كان من قضاة مرو: عبد اللّه بن بريدة، و يحيى بن يعمر، و أبو منازل - ابن أخت شريح - و أبو عثمان الأنصاري - صاحب حديث القاسم عن عائشة في المسكر - و اسمه فلان بن سعد (1)-قال لي أحمد: ذهب عني اسمه - و يعقوب بن القعقاع، و محمّد بن ثابت (2) من ولد عمرو بن أخطب.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا (3) أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر و محمّد بن الحسن، أنا محمّد.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر.

قالا: أنا الوليد بن بكر بن مخلد، نا علي بن أحمد بن زكريا، نا صالح بن أحمد العجلي قال (4):قال أبي:

سليمان و عبد اللّه ابنا بريدة كانا توأما، تابعيّين ثقتين، و سليمان أكبرهما.

حدّثنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي - لفظا - أنا أبو الفضل المطهر بن عبد الواحد بن محمّد الكاتب، أنا أبو عمر عبد اللّه بن محمّد بن أحمد بن عبد الوهّاب، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عمر بن يزيد الزهري، نا أبو حفص عمرو بن علي بن بحر الصّيرفي، نا يزيد بن زريع، نا كهمس بن الحسن عن عبد اللّه بن بريدة قال: قال:

تزاوروا و تذاكروا هذا الحديث فإنكم إلاّ تفعلوه يدرس.

قال: و نا يزيد بن زريع، نا عبيد اللّه بن العيزار، حدّثني عبد اللّه بن بريدة قال:

قال علي:

تزاوروا و تذاكروا هذا الحديث، فإنكم إن لم تفعلوا ذلك ذهب.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا الحسن بن عيسى بن المقتدر، نا أبو العباس

ص: 138


1- انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 162/12 و الجرح و التعديل 327/1/3 و اسمه: عمرو بن سالم، و قيل ابن سعد.
2- انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 85/9 و ميزان الاعتدال 495/3.
3- سقطت اللفظة من م.
4- تاريخ الثقات للعجلي ص 200 (سليمان) و 250 (عبد اللّه).

أحمد بن منصور اليشكري، نا أبو القاسم الصائغ قال: سمعت المعمري يقول: سمعت يعقوب بن إبراهيم يقول: حدّثنا يحيى بن واضح أبو تميلة، نا الحسين بن واقد عن ابن بريدة قال:

ينبغي للرجل أن يتعاهد من نفسه ثلاثا: ينبغي له أن لا (1) يدع المشي فإن احتاج إليه يوما يقدر عليه، و ينبغي له ألا يدع الأكل فإن أمعاءه تضيق، و ينبغي له ألا يدع الجماع فإن البئر إذا لم تنزح ذهب ماؤها (2).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو الحسن علي بن محمّد البحاثي، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا أبو حاتم محمّد بن حبّان البستي.

و ذكر حديثا من رواية ابن بريدة عن عمران بن حصين فقال:

هذا إسناد قد يوهم من لم يحكم صناعة الأخبار، و لا تفقّه في صحيح الآثار أنه منفصل غير متصل، و ليس كذلك لأنّ عبد اللّه بن بريدة ولد في السنة الثالثة من خلافة عمر بن الخطّاب سنة خمس عشرة هو و أخوه سليمان بن بريدة إخوة توأم. فلما وقعت فتنة عثمان بالمدينة خرج بريدة منها بابنيه و سكن البصرة. و بها إذ ذاك عمران بن حصين و سمرة بن جندب فسمع منهما. و مات عمران بن حصين سنة اثنتين و خمسين في ولاية معاوية. ثم خرج بريدة منها بابنيه إلى سجستان فأقام بها غازيا مدة ثم خرج منها إلى مرو على طريق هراة. فلما دخلها قطنها. و مات سليمان بن بريدة بمرو و هو على القضاء بها سنة خمس و مائة، و ولي أخوه بعده القضاء بها فكان على القضاء بمرو إلى أن مات سنة خمس عشرة و مائة (3).فهذا يدلك على أن عبد اللّه بن بريدة سمع عمران بن حصين.

3201 - عبد اللّه بن بسر

3201 - عبد اللّه بن بسر (4)

أبو صفوان - و يقال: أبو بسر (5)-المازني (6)

له صحبة من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و رواية عنه.

ص: 139


1- سقطت «لا» من الأصل و استدركت عن م.
2- الخبر في سير الأعلام 52/5.
3- انظر تهذيب الكمال 38/10.
4- بالأصل و م:«بشر» خطأ و الصواب عن مصادر ترجمته.
5- بالأصل و م:«بشر» خطأ و الصواب عن مصادر ترجمته.
6- ترجمته في تهذيب الكمال 38/10 و تهذيب التهذيب 106/3 و أسد الغابة 82/3 و الإصابة 281/2 و الاستيعاب 267/2 (هامش الإصابة) الجمع بين رجال الصحيحين 243/1 شذرات الذهب 111/1 تاريخ الإسلام (حوادث سنة 81-100) ص 399، سير أعلام النبلاء 430/3 و الوافي بالوفيات 84/17. و انظر بحاشية المصادر الثلاثة الأخيرة أسماء مصادر أخرى ترجمت له.

روى عنه: محمّد بن عبد الرّحمن بن عرق (1) اليحصبي، و راشد بن سعد المقرائي، و حسان بن نوح، و يزيد بن حمير، و عمرو بن قيس السّكوني، و محمّد بن زياد الألهاني، و خالد بن معدان، و أبو الزاهرية حدير بن كريب، و سليم بن عامر، و حريز (2) بن عثمان الرّحبي.

و قدم دمشق أو ساحلها مجتازا من حمص إلى عكا، و ركب منها البحر لغزو قبرس مع معاوية فيما ذكره الواقدي في فتوح الشام الذي صنفه.(3) أخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا الحاكم أبو أحمد محمّد بن محمّد الحافظ ، أنا أبو بكر عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، نا معاوية - و هو ابن عبد الرّحمن الرحبي الحمصي - قال: سمعت حريز بن عثمان يقول: سمعت عبد اللّه بن بسر:

و قد سئل عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم هل كان في رأسه و لحيته شيء من الشيب قال: لا إلاّ في عنفقته شعرات بيض فكان إذا ادّهن تغير به.

هذا حديث سباعي، و قد أخبرنا تميم بهذا الإسناد بأحاديث خمسة أو سبعة.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد، أنا أبو طالب محمّد بن محمّد بن إبراهيم، نا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه الشافعي، نا محمّد بن عبد اللّه الأسدي، نا عمرو بن عثمان، نا أبي، نا محمّد بن عبد الرّحمن بن عرق (4)،نا عبد اللّه بن بسر قال:

أهديت للنبي صلى اللّه عليه و سلّم شاة، و الطعام يومئذ قليل، فقال لأهله:«اطبخوا هذه الشاة و انظروا إلى هذا الدقيق فاخبزوه و اطبخوا و اثردوا عليه»[5757].

ص: 140


1- في م:«عوف».
2- بالأصل:«حرير» و المثبت عن م. و انظر تهذيب الكمال 38/10.
3- من هنا إلى آخر الأخبار الأربعة التالية غير واضحة بالأصل من التصوير، فالكلمات مطموسة و مغبشة، و الذي أثبت عن م.
4- في م: عوف، خطأ.

قال: و كان للنبي صلى اللّه عليه و سلّم قصعة يقال لها الغرّاء، يحملها أربعة رجال، فلما أصبح و سبّح الضحى أتى بتلك القصعة فالتقوا عليها فإذا كثر الناس جثا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال الأعرابي: ما هذه الجلسة، فقال:«إن اللّه تعالى جعلني عبدا كريما، و لم يجعلني جبارا عنيدا»، ثم قال:«كلوا من جوانبها و دعوا ذروتها يبارك اللّه فيها». ثم قال:«خذوا فكلوا، فو الذي نفس محمّد بيده لتفتحن عليكم أرض فارس و الروم حتى يكثر الطعام فلا يذكر اسم اللّه تعالى عليه»[5758].

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أبو الفضل عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن المقرئ، أنا جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب، نا محمّد بن هارون الرّوياني، نا أبو كريب، نا زيد بن حباب، عن معاوية بن صالح عن عمرو بن قيس عن عبد اللّه بن بسر:

أنّ أعرابيا قال: يا رسول اللّه، من خير الناس ؟ قال:«من طال عمره و حسن عمله»[5759].

رواه الترمذي عن أبي كريب (1).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد أبو البركات: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا أبو الحسين الأصبهاني، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد، نا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خياط (2) قال:

و ممن لم يحفظ لنا نسبه - يعني من بني مازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان:- عبد اللّه بن بسر، و أبوه بسر (3).

ص: 141


1- سنن الترمذي(37) كتاب الزهد،(22) باب، الحديث رقم 2330 ج 566/4.
2- طبقات خليفة بن خياط ص 102-103 رقم 350 و 351.
3- و بعدها في م: تم هذا الجزء المبارك بحمد اللّه و عونه و حسن توفيقه و صلى اللّه على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلّم تسليما و الحمد للّه رب العالمين. يتلوه إن شاء اللّه في الذي يليه: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أخبرنا أبو بكر محمد بن هبة الله. و استطعنا قراءة العبارة الأخيرة من المجلد الثامن المخطوط من الأصل الذي نعتمده: تم الجزء المبارك بعون اللّه و حسن توفيقه، و لا حول و لا قوة إلا باللّه العلي العظيم و صلّى اللّه على سيدنا محمد و على آله و صحبه آمين آمين آمين. انتهى المجلد الثامن المخطوط من الأصل، و يليه المجلد التاسع و أوله: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر محمد بن هبة اللّه... تتمة ترجمة:«عبد اللّه بن بسر».

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم ربّ يسّر (1)أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: و عبد اللّه بن بسر (2) يكنى أبا صفوان، حدّثنا بذلك أبو اليمان، نا صفوان، عن سوادة و عبد اللّه بن الحجّاج، عن عبد الرّحمن بن الحميدي (3)،قال: قال لي عبد اللّه بن بسر (4):يا ابن الحميدي (5)، قلت: لبيك يا أبا صفوان (6).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، حدّثني عبد اللّه بن أحمد، قال: سمعت أبي يقول:

و قال البغوي: و حدّثني عبّاس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن علي بن يعقوب، أنا محمّد بن أحمد البابسيري، أنا الأحوص (7) بن المفضّل، نا أبي قال: قال أبو زكريا: عبد اللّه بن بشر كنيته أبو صفوان، و لم يقل المفضّل كنيته.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا محمّد بن يعقوب، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، نا أبي قال: و عبد اللّه بن بسر (8) أبو صفوان، نسبه أبو المغيرة عن صفوان بن عمرو.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الفضل بن خيرون.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار قالا: أنا أبو القاسم الأزهري، أنا عبيد اللّه (9) بن أحمد بن يعقوب، أنا العبّاس بن العبّاس، أنا صالح بن

ص: 142


1- و بدأت م بالعبارة التالية: بسم اللّه الرحمن الرحيم، صلى اللّه على محمد و آله و سلّم تسليما.
2- عن م و بالأصل: بشر.
3- كذا بالأصل و في م: الجندي، و هو الصواب انظر الاكمال لابن ماكولا 223/2 و في المعرفة و التاريخ: الجندي أيضا.
4- عن م و بالأصل: بشر.
5- كذا بالأصل و في م: الجندي، و هو الصواب انظر الاكمال لابن ماكولا 223/2 و في المعرفة و التاريخ: الجندي أيضا.
6- الخبر في كتاب المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 258/1.
7- في الأصل و م: الأخوص، خطأ، و قد مرّ التعريف به.
8- عن م و بالأصل: بشر.
9- في م: عبد اللّه. خطأ، و انظر ترجمته في نا.

أحمد قال: قال أبي: عبد اللّه بن بسر (1) كنيته أبو صفوان أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو أحمد الحاكم، أخبرني محمّد بن صالح بن هاني، نا الحسن بن محمّد قال: سمعت عمرو بن علي يقول: عبد اللّه بن بسر (2) السلّمي يكنى أبا بسر (3).

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر (4) بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (5) قال في تسمية من نزل الشام من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عبد اللّه بن بسر (6) المازني مازن بن منصور أخي سليم بن منصور... (7)،يكنى أبو صفوان.

أخبرنا أبو محمّد عبد اللّه بن علي في كتابه، ثم أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو (8) محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي بن المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي قال:

و من بني مازن بن منصور بن عكرمة أخي سليم بن منصور بن عكرمة بن قيس بن عيلان: عبد اللّه بن بسر (9) المازني يكنى أبا صفوان أسلم هو و أبوه و أمّه، و مات بالشام سنة ثمان و ثمانين و هو آخر أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم وفاة بالشام، و هو ابن أربع و تسعين سنة.

روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم نحوا من عشرين حديثا.

قرأت على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن (10)،عن أبي تمّام علي بن محمّد، أنا أحمد بن عبيد بن بيري، أنا محمّد بن الحسين، أنا أبو بكر بن أبي خيثمة قال:

عبد اللّه بن بسر (11) بن صفوان.

ص: 143


1- عن م و بالأصل: بشر.
2- عن م و بالأصل: بشر.
3- عن م و بالأصل: بشر.
4- بالأصل و م: أبو عمرو، خطأ، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
5- طبقات ابن سعد 413/7.
6- عن م و بالأصل: بشر.
7- بياض بالأصل قد يصل إلى مقدار كلمتين. و الكلام تابع في م و لا فراغ بين الكلمات، و مثله في طبقات تاريخ ابن سعد، و لكن فيها:«و يكنى» بزيادة «واو».
8- سقطت من الأصل و أضيفت عن م.
9- بالأصل: بشر، و المثبت عن م.
10- في م: الحسين، خطأ، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
11- بالأصل: بشر، و المثبت عن م.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني - قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (1) قال: عبد اللّه بن بسر (2) هو صفوان السلمي المازني الشامي، قال علي: سمعت سفيان قلت للأحوص: أ كان أبو أمامة آخر من مات عندكم من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: كان بعده عبد اللّه بن بسر (3)،قد رأيته.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو صفوان عبد اللّه بن بسر (4) المازني، و يقال: أبو بسر (5)،له صحبة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو صفوان عبد اللّه بن بسر (6) و يقال: أبو بسر (7).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد، نا محمّد بن أحمد الدولابي، أخبرني أحمد بن شعيب قال: أبو بسر (8) عبد اللّه بن بسر (9) المازني.

و قال الدّولابي: أخبرني أحمد بن شعيب قال: أبو بسر (10) عبد اللّه بن بسر (11)المازني (12).

و قال الدّولابي: عبد اللّه بن بسر (13) المازني، أبو بسر (14).

و قال في موضع آخر (15):و عبد اللّه بن بسر أبو صفوان.

ص: 144


1- التاريخ الكبير للبخاري 14/5.
2- بالأصل: بشر، و المثبت عن م.
3- بالأصل: بشر، و المثبت عن م.
4- بالأصل: بشر، و المثبت عن م.
5- بالأصل: بشر، و المثبت عن م.
6- بالأصل: بشر، و المثبت عن م.
7- بالأصل: بشر، و المثبت عن م.
8- بالأصل: بشر، و المثبت عن م.
9- بالأصل: بشر، و المثبت عن م.
10- بالأصل: بشر، و المثبت عن م.
11- بالأصل: بشر، و المثبت عن م.
12- الكنى و الأسماء للدولابي 65/1 و جاء هنا: أبو بشر عبد اللّه بن بشر المازني» كالأصل و الذي أثبت عن م.
13- بالأصل: بشر، و المثبت عن م.
14- الكنى و الأسماء للدولابي 64/1 و بالأصل:«بشر» في الموضعين و قد صوبنا اللفظة «بسر» عن م و الدولابي.
15- الكنى و الأسماء 75/1.

قال الدولابي: و حدّثني عبد اللّه بن أحمد، عن أبيه قال: كنية عبد اللّه بن بسر (1)أبو صفوان، حدّثنا به أبو المغيرة عن صفوان (2).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكناني، أنا أبو القاسم البجلي، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في تسمية من نزل الشام من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من مصر: عبد اللّه بن بسر، و عطية بن بسر، و الصّمّاء ابنة بسر، و أبوهم بسر أربعة صحبوا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم من قيس من بني مازن.

أخبرنا أبو محمّد، نا عبد العزيز، أنا أبو (3) محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (4)،نا الحكم بن نافع، نا صفوان بن عمرو، عن الأزهر بن عبد اللّه: أن (5)عبد اللّه بن بسر أبا صفوان أحضر لفراغ [بناء] (6) مسجد حمص، كتب بذلك الوليد بن عبد الملك إلى مسلم بن سليم حين فرغ من تزيينه.

قال (7):فأخبرني عبد الرّحمن بن إبراهيم أنهم أهل بيت أربعة صحبوا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: بسر و ابناه و ابنته.

قال أبو زرقة: فبلغني أنهم بسر و عبد اللّه و عطية و أختهم (8) الصّماء.

فأخبرني يحيى بن صالح الوحاظي أنه سمع محمّد بن القاسم الطائي أن أخت عبد اللّه بن بسر اسمها بهيمة (9).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه [بن عتاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ص: 145


1- بالأصل: بشر، و المثبت عن م.
2- المصدر السابق 75/1.
3- سقطت «أبو» من الأصل، و أضيفت عن م.
4- الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 215/1.
5- في تاريخ أبي زرعة:«الأزهر بن عبد اللّه بن بسر أبا صفوان» خطأ و الصواب ما أثبت، و انظر ترجمة أزهر بن عبد اللّه في تهذيب الكمال 508/1 و فيها روى عن عبد اللّه بن بسر.
6- الزيادة عن أبي زرعة.
7- تاريخ أبي زرعة 216/1.
8- كذا بالأصل و م، و الأشبه و أختهما.
9- تقرأ بالأصل «فهيمة» و المثبت عن م و أبي زرعة.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا أبو عبد اللّه] (1)]بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا أبو عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد بن نمير، قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في تسمية من نزل الشام من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم: بسر أبو عبد اللّه بن بسر (2) المازني بن قيس و ابنه عبد اللّه بن بسر (3) قال أبو سعيد: توفي في إمارة الوليد بحمص، و أخوه عطية بن بسر كلهم بحمص (4).

أخبرنا أبو طالب الحسين (5) بن محمّد الزينبي - قراءة عليه - أنا أبو القاسم علي بن المحسّن التّنوخي، أنا محمّد بن المظفّر الحافظ ، أنا أبو بكر بن أحمد الشّعراني، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن عيسى قال في تسمية من نزل حمص من الصحابة: عبد اللّه بن بسر المازني و عطية بن بسر، و الصّماء ابنة بسر، اسمها بهيمة، و أبوهم (6) بسر، أهل بيت أربعة صحبوا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم من قيس من بني مازن، عاش عبد اللّه مائة سنة، و مات في خلافة سليمان بن عبد الملك، و استخلف سليمان سنة ست و تسعين، و كانت الصّماء ابنة بسر أخت عبد اللّه بن بسر أكبر من عبد اللّه بن بسر فيما ذكر.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نا عبد العزيز التميمي، أنا المسدّد بن علي بن عبد اللّه الحمصي، أنا أبي أبو طالب، أنا أبو القاسم عبد الصمد بن سعيد القاضي قال:

في تسمية من نزل حمص من الصحابة: عبد اللّه بن بسر المازني، و يكنى أبا صفوان، و أخوه عطية بن بسر المازني، و أبوه بسر، و أمه أم عبد اللّه، أخته الصّماء، و اسمها بهيمة، و خالته و عمته، و مات عبد اللّه بن بسر سنة ست و تسعين و قبره في قرية يقال لها تنونية (7).

ص: 146


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك عن المطبوعة.
2- في م: بشر.
3- في م: بشر.
4- بعدها في المطبوعة - و قد سقطت العبارة من الأصل و م-. ذكره أبو زرعة و سليمان و لم يذكره محمود و أمهما و أختهما الصماء ابنة بسر كلهم بحمص.
5- بالأصل و م: الحسن، خطأ و الصواب ما أثبت. ترجمته في سير الأعلام 353/19.
6- عن م و بالأصل: و أبو.
7- من قرى حمص، بها مات عبد اللّه بن بسر (انظر معجم البلدان).

أخبرنا بذلك المشايخ و منزل عبد اللّه بن بسر في دار نباته (1) بحمص، و مسجد عبد اللّه عند دار السّلف بقرب (2) من مسجد الكلبيين (3)،و أخبرني أبو أيوب البهراني قال سمعت جدي أبا عبد السّلام، قال: سمعت الخالد (4) بن عبد الرّحمن بن الضحاك البصري يقول: شهدت مع أبي جنازة بباب الشرقي فلما كنا عند الباب أخذ بأذني و قال:

يا بني هذه جنازة أبي صفوان عبد اللّه بن بسر المازني صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلم، فحدّث به يزيد بن عبد ربه فقال لي: سله في أي سنة ؟[فسألته] (5) فقال: لا أعلم، فقلت ليزيد بن عبد ربه: في أيّ سنة ؟ فقال: في سنة ست و تسعين. خلافة سليمان بن عبد الملك، و هو من بني مازن بن قيس، و عاش ابن بسر مائة سنة.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد قال عبد اللّه بن بسر المازني: سكن حمص يكنى أبا صفوان، روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم أحاديث.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم (6) قال: أبو صفوان (7) و يقال أبو بسر عبد اللّه بن بسر (8) السلمي ثم المازني، مازن قيس، و يقال: مازن سليم الشامي له صحبة من النبي صلى اللّه عليه و سلم، و كان ممن صلى معه القبلتين جميعا (9)،نزل الشام و فيها عداده.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا محمّد بن إسحاق بن مندة قال: عبد اللّه بن بسر أبو صفوان السلمي المازني، مات بحمص سنة ست و تسعين في خلافة سليمان، له و لأبيه صحبة و لأمه و أخيه عطية و أخته الصّماء

ص: 147


1- مهملة بالأصل و رسمها:«بيانه» و في م: نبانه.
2- في م:«يقرب» و في المطبوعة: بالقرب.
3- عن المطبوعة. و بالأصل و م: الكلفيين.
4- كذا بالأصل، و في م:«الخلد بن عبد الرحمن» و كلاهما تحريف، و الخلد لقب عبد الرحمن بن الضحاك.
5- سقطت من الأصل و م و الزيادة عن المطبوعة.
6- كتاب الأسامي و الكنى للحاكم النيسابوري 358/2 رقم 892.
7- في الأسامي و الكنى: أبو بسر و يقال أبو صفوان.
8- بالأصل و م: بشر، و المثبت عن الأسامي و الكنى.
9- من قوله: و كان ممن إلى هنا سقط من الأسامي و الكنى.

صحبة، روى عنه يزيد بن خمير (1)،و سليم بن عامر، و عبد اللّه بن أبي بلال.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر الكلاباذي قال: عبد اللّه بن بسر أبو صفوان السلمي المازني الشامي، سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم، روى عنه حريز (2) بن عثمان في صفة النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال الذهلي: قال يحيى بن بكير: مات سنة ثمان و ثمانين.

و قال عمرو بن علي مثله، و قال كان يكنى أبا بسر و قال: هو آخر من مات بالشام - يعني من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم - و قال ابن سعد مثل ابن بكير، قال: و هو أحد من مات بالشام من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلّم و زاد في التاريخ: كان يكنى أبا بسر، و مات و هو ابن أربع و تسعين سنة، و قال ابن نمير: مات بالشام سنة ثمان و ثمانين.

أنبأنا أبو سعد محمّد بن محمّد بن محمّد، و أبو علي الحسن بن أحمد قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، قال عبد اللّه بن بسر أبو صفوان السلمي المازني، يكنى أبا بسر و قيل أبو صفوان، آخر من مات بالشام من الصحابة و صلّى القبلتين، وضع النبي صلى اللّه عليه و سلّم يده على رأسه و بارك عليه، و دعا له، صحب هو و أبوه و أمه و أخوه عطية و أخته الصّمّاء النبي صلى اللّه عليه و سلم، توفي سنة أربع (3) و تسعين في خلافة سليمان، و قيل سنة ثمان و ثمانين، و له مائة سنة، و قيل أربع و تسعون، كان يصفّر لحيته، كان يحدّث عنه يزيد بن خمير (4)، و عمرو بن قيس السّكوني، و محمّد بن زياد الألهاني (5)،و خالد بن معدان، و أبو الزّاهرية (6)،و سليم بن عامر، و حريز (7) بن عثمان.

أخبرنا أبو بكر وجيه (8) بن طاهر، أنا أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السقا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: ثنا محمّد بن يعقوب، نا عبّاس بن محمّد، قال:

ص: 148


1- بالأصل و م: حمير، خطأ و الصواب ما أثبت، انظر تهذيب الكمال 38/10.
2- بالأصل:«جرير» و غير واضحة في م، و الصواب:«حريز» و قد مرّ التعريف به.
3- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: سنة ست و تسعين.
4- بالأصل و م: جبير، خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ قريبا.
5- بالأصل و م: الأكفاني، خطأ، و الصواب ما أثبت، انظر تهذيب الكمال 39/10.
6- في م: الداهرية، خطأ، و اسمه حدير بن كريب، و قد مرّ.
7- بالأصل و م: جرير، خطأ و الصواب ما أثبت و قد مرّ.
8- بالأصل و م:«دحية» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 109/20.

سمعت يحيى بن معين يقول: أنا علي بن عبّاس عن عتبة بن ضمرة قال: رأيت عبد اللّه بن بسر صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلّم يصلي في المقصورة مرة قال: و كان يغيّر خضابه بالورس.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا أبو همام، نا بقية، عن صفوان بن عمرو، و حريز (1) بن عثمان، قالا: رأينا عبد اللّه بن بسر صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلّم له جمة لم ير عليه عمامة و لا قلنسوة شتاء و لا صيفا.

قال: و أنا عبد اللّه، نا زياد بن أيوب، نا مبشّر، عن حريز (2) بن عثمان قال: رأيت عبد اللّه بن بسر و ثيابه مشمّرة، و رداؤه فوق القميص، و شعره مفروق يغطي أذنيه، و شاربه مقصوص مع الشفة، و كنا نقف عليه ننظر إليه و نتعجب له، فقلت له من بينهم:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم صبغ ؟ فقال: لم يبلغ ذلك الشيب يا ابن أخي (3)،إنما كانت شعرات بيض، و أشار إلى عنفقته.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، أنا أبو زرعة (4)،نا الحكم بن نافع، نا صفوان بن عمرو قال:

رأيت في جبهة عبد اللّه بن بسر أثر السجود.

قال: نا أبو زرعة (5) حدّثني عبد اللّه بن صالح (6)،نا معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية قال: رأيت عبد اللّه بن بسر يصفر لحيته.

قال أبو زرعة (7):و ذكر الحكم بن نافع أن حريز (8) بن عثمان حدّثهم قال:

رأيت قميص عبد اللّه بن بسر مشمرا و الرداء فوق ذلك (9).

ص: 149


1- بالأصل و م: جرير، خطأ و الصواب ما أثبت و قد مرّ.
2- بالأصل و م: جرير، خطأ و الصواب ما أثبت و قد مرّ.
3- في المطبوعة: فقال: يا ابن أخي لم يبلغ ذلك الشيب.
4- تاريخ أبي زرعة الدشمقي 214/1.
5- المصدر السابق نفسه 214/1.
6- في أبي زرعة: فأخبرنا أبو صالح.
7- المصدر السابق 215/1.
8- بالأصل و م: جرير، خطأ، و الصواب عن أبي زرعة.
9- من قوله: حريز بن عثمان إلى هنا سقط من م.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1) قال: أخبرت عن أبي اليمان الحمصي (2)،عن إسماعيل بن عياش عن حريز (3) بن عثمان (4)، و صفوان بن عمرو أنهما رأيا عبد اللّه بن بسر صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلّم يصفّر رأسه و لحيته، و هو حاسر عن رأسه.

قال: و قال أبو اليمان: و حدّثني حريز (5) بن عثمان، قال: رأيت ثياب عبد اللّه بن بسر مشمّرة، و رداؤه فوق القميص، و كان إذا مرّ (6) بحجر على الطريق نحّاه.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحدّاد قالا: أنا أبو نعيم، أنا إبراهيم بن عبد اللّه، و أبو حامد بن جبلة، قالا: نا محمّد بن إسحاق، نا (7) قتيبة بن سعيد، نا الليث، عن أيوب بن موسى، عن معاذ بن عبد اللّه، عن عبد اللّه بن بسر، و كان قد صلّى مع النبي صلى اللّه عليه و سلّم القبلتين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو القاسم عيسى بن علي، و أبو طاهر المخلّص فوقهما (8) قالا: نا عبد اللّه بن محمّد، نا داود بن رشيد، نا عمر بن حفص - زاد عيسى: بن عمر بن ثابت الأنصاري - عن أبيه، عن عبد اللّه بن بسر قال:

أن أبعد عقلي أن أبي صنع لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم طعاما فنظرت إلى أبي - زاد المخلّصي (9):حين، و قالا - قام إلى (10) قطيفة لنا فصبها لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ثم أتى بالطعام

ص: 150


1- الخبر في طبقات ابن سعد 413/7.
2- بالأصل:«الحصبي» خطأ و الصواب ما أثبت عن ابن سعد، و اسمه: الحكم بن نافع البهراني الحمصي، ترجمته في تهذيب الكمال 113/5 و سير الأعلام 319/10.
3- بالأصل: جرير، و الصواب عن ابن سعد، و قد مرّ قريبا.
4- من أول الخبر «قرأت على أبي غالب...» إلى هنا سقط من م.
5- بالأصل و م: جرير، خطأ، و الصواب ما أثبت عن ابن سعد، و قد مرّ قريبا.
6- لفظة «مرّ» سقطت من م.
7- عن م و بالأصل «بن» خطأ.
8- كذا بالأصل، و في م:«فوقها» و في المطبوعة: فرقهما.
9- كذا بالأصل و م هنا، و قد مرّ: المخلص.
10- سقطت من م.

فأكل منه (1)،فلما فرغ - زاد المخلّصي: رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - قال:«اللّهمّ اغفر لهم، و ارحمهم و بارك لهم فيما رزقتهم»[5760].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا محمّد بن محمّد بن محمّد بن سليمان، نا محمّد بن أبان الواسطي، نا هشيم، عن هشام بن يوسف قاضي (2) كان بواسط ، سمعت عبد اللّه بن بسر قال: صنع أبي طعاما فدعا النبي صلى اللّه عليه و سلّم فطعم، فلما فرغ قال:«اللّهمّ ارحمهم و اغفر لهم، و بارك لهم فيما رزقتهم»[5761].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد أحمد بن علي بن أبي عثمان، و أبو طاهر أحمد بن إبراهيم القصّاري.

ح و أخبرنا (3) أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد القصّاري، أنا أبي قالا: أنا إسماعيل بن الحسن الصرصري، نا الحسين بن إسماعيل المحاملي، نا محمّد بن عمرو بن حسان، نا بقية، نا محمّد بن زياد الأكفاني، حدّثني عبد اللّه بن بسر قال:

كنت أنا و أبي قاعدان على باب دارنا إذ أقبل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم على بغلة له فقال أبي: أ لا تنزل يا رسول اللّه فتطعم و تدعو بالبركة، قال: فنزل فطعم، قال:«اللّهمّ ارحمهم، و اغفر لهم، و بارك لهم في رزقهم»[5762].

أخبرنا أبو الحسن محمّد السّيدي، أنا أبو سعد الجنزرودي (4)،أنا الحاكم أبو أحمد الحافظ ، أنا محمّد بن محمّد بن سليمان، نا هشام بن عمّار (5)،نا صدقة بن خالد، نا ابن جابر، حدّثني سليم بن عامر، حدّثني ابنا بسر قالا:

دخل علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فوضعت تحته قطيفة صببناها صبّا جلس عليها، و أنزل عليه الوحي في بيتنا، و قدّمنا إليه زبدا و تمرا، و كان يحب البسر، و كان في رأس أحدهما

ص: 151


1- ليست «منه» في م.
2- كذا بالأصل و م قاضي بإثبات الياء.
3- سقطت من م.
4- بالأصل:«الخيرودى» و في م:«الخيررودى» و كلاهما تحريف و الصواب ما أثبت و قد مرّ.
5- في م: عمان.

في (1) قرنه شعر مجتمع (2) كأنه قرن، فقال: أ لا أرى في أمتي قرنا، فقلنا: يا رسول اللّه ادع اللّه لنا، قال:«اللّهم ارحمهم كي تغفر لهم ترزقهم»[5763].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد، أنا أبو طالب بن غيلان، نا أبو بكر الشافعي، نا محمّد بن غالب، نا محمّد بن كثير، و سليمان بن حرب - و اللفظ لابن كثير - قالا: نا شعبة عن يزيد بن حميد (3)،عن عبد اللّه بن بسر قال:

جاء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إلى أبي فنزل عليه فذكر طعاما فأتاه به، و ذكر سويقا و شيئا آخر، و أتاه بسراب فناول من على يمينه، و أتاه بتمر فجعل يأكل. فلما قام ليركب أخذ بلجام دابته و قال: ادع اللّه لي يا رسول اللّه، فقال:«اللّهم بارك لهم فيما رزقتهم، و اغفر لهم و ارحمهم»[5764].

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو علي الحسن (4) بن علي، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (5)،حدّثني أبي، نا أبو (6) المغيرة، نا صفوان بن عمرو (7)،حدّثني عبد اللّه بن بسر المازني، قال:

بعثني أبي إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ادعوه إلى طعام، فجاء معي، فلما دنوت إلى المنزل أسرعت فأعلمت أبوي (8) فخرجا (9) فتلقيا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و رحبا به و وضعنا (10) تحته قطيفة كانت عندنا زبيرية، فقعد عليها، ثم قال أبي (11) لأمي: هات طعامك، فجاءت بقصعة فيها دقيق قد عصدته بماء و ملح، فوضعته بين يدي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال:«خذوا

ص: 152


1- بالأصل: في قوله قرنه.
2- بالأصل و م:«شعر يجتمع» و المثبت عن المطبوعة.
3- كذا بالأصل و م و المطبوعة.
4- بالأصل و م: الحسين، خطأ و الصواب ما أثبت، و هو أبو علي الحسن بن علي بن محمد بن علي بن المذهب، ترجمته في تاريخ بغداد 390/7.
5- الحديث في مسند أحمد ط دار الفكر 210/6 رقم 17694.
6- سقطت «أبو» من الأصل و م، و أضيفت عن المسند.
7- بالأصل و م: عمر. خطأ و الصواب عن المسند، مرّت ترجمته في كتابنا.
8- عن المسند و بالأصل و م: أبي.
9- عن المسند و بالأصل و م: خرجنا.
10- بالأصل و م: و وضعا، و المثبت عن المسند.
11- سقطت من م.

بسم اللّه من حواليها و ذروا ذروتها، فإن البركة فيها»، فأكل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و أكلنا معه و فضل منها فضلة، ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اللّهمّ اغفر لهم، و ارحمهم و بارك عليهم، و وسّع عليهم في أرزاقهم»[5765].

قال: و حدّثني أبي (1)،نا هشيم، نا هشام بن يوسف قال: سمعت عبد اللّه بن بسر يحدث أنّ أباه صنع للنبي صلى اللّه عليه و سلّم طعاما فدعاه فأجابه، فلما فرغ من طعامه قال:«اللّهمّ ارحمهم، و اغفر لهم و بارك لهم فيما رزقتهم»[5766].

أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد، و أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالا: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو العبّاس محمّد بن الحسن بن قتيبة، نا حرملة بن يحيى التجيبي، أنا عبد اللّه بن وهب، حدّثني معاوية بن صالح أن ابن بسر قال: حدّثني أبي أنه قال:

سأل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أن يدخل عليه و يدعو له بالبركة، فدخل عليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقامت أمي و صنعت له جشيشا (2)،قال: فلما نضج أكلوا، ثم صفاهم (3) ثم شرب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و سقى من عن يمينه، قال: فلما أتتهم بقدح آخر قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اعط الذي انتهى القدح»، قال: فلما أكل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و شرب دعا لنا قال:«اللّهمّ ارحمهم و اغفر لهم، و بارك لهم في رزقهم»، قال: فما زلنا نتعرف البركة و السعة في الرزق إلى اليوم[5767].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر بن مالك، أنا عبد اللّه بن أحمد (4)،حدّثني أبي، نا هشام بن سعيد أبو أحمد، نا الحسن (5) بن أيوب الحضرمي، حدّثني عبد اللّه بن بسر صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال: كانت أختي تبعثني إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بالهدية فيقبلها.

ص: 153


1- الحديث في مسند أحمد رقم 17689.
2- بالأصل: جسيسا، و المثبت عن م. و الجشيش هو أن تطحن الحنطة طحنا جليلا ثم تنصب به القدر و يلقى عليه لحم أو تمر فيطبخ (اللسان).
3- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: سقاهم.
4- مسند أحمد رقم 17703.
5- بالأصل و م:«الحسين» و الصواب عن المسند (و فيه: حسن).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا حاجب بن الوليد أبو أحمد، نا مبشّر (1) بن إسماعيل، نا حسان بن نوح عن عبد اللّه بن بسر قال: ترون يدي هذه ضربت بها على يد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و سمعته يقول:«لا تصوموا يوم السبت إلاّ في فريضة، و إن لم يجد أحدكم (2) إلاّ عود كرم أو لحاء شجرة»[5768].

أخبرتنا به أمّ المجتبى العلوية، قالت: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا الحكم بن موسى، نا مبشّر بن إسماعيل، عن حسان بن نوح قال: سمعت عبد اللّه بن بسر المازني صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلّم يقول: ترون يدي هذه، بايعت بها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فسمعته يقول:«لا تصوموا يوم السبت إلاّ فيما افترض عليكم، و لو لم يجد أحدكم إلاّ لحاء شجرة فليفطر عليه»[5769].

قال: و أنا أبو يعلى، نا أبو عبد اللّه - يعني أحمد بن إبراهيم الدورقي - نا مبشّر، عن حسان بن نوح قال: سمعت عبد اللّه بن بسر (3) صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلّم يقول: يدي هذه فإني وضعتها على يدي (4) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فسمعته يقول:«لا تصوموا السبت إلاّ في فريضة اللّه، و إن لم يجد أحدكم إلاّ لحاء شجرة فليفطر عليه»[5770].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الرّحمن بن عثمان، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (5)،نا علي بن عيّاش (6)،نا حسان بن نوح قال:

سمعت عبد اللّه بن بسر المازني يقول: ترون كفي هذه، فأشهد لوضعتها على كف محمّد صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا (7) أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (8)،حدّثني أبي، نا علي بن عيّاش (9)،نا حسان بن نوح حمصي،

ص: 154


1- إعجامها مضطرب بالأصل و م، و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 422/17.
2- في م: و احدكم.
3- بالأصل و م: مبشر، خطأ و الصواب ما أثبت، و هو صاحب الترجمة.
4- في م: يد.
5- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 323/1.
6- في م: عباس.
7- في المطبوعة: أخبرناه.
8- مسند أحمد 212/6 رقم 17706.
9- في م: عباس.

قال: رأيت عبد اللّه بن بسر المازني (1) يقول: ترون كفي هذه فأشهد أني وضعتها على كف محمّد صلى اللّه عليه و سلم، و نهى عن صيام يوم السبت إلاّ في فريضة، و قال (2):«و إن لم يجد أحدكم إلاّ لحاء شجرة فليفطر عليه»[5771].

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب، أنا أبو منصور محمّد بن الحسن، أنا أبو العبّاس أحمد بن الحسن، نا عبد اللّه بن محمّد، نا محمّد بن إسماعيل قال نا داود بن رشيد، نا أبو حيوة شريح بن يزيد الحضرمي، عن إبراهيم بن محمّد بن زياد الألهاني عن أبيه، عن عبد اللّه بن بسر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال له:«يعيش هذا الغلام قرنا» قال: فعاش مائة سنة[5772].

أخبرنا (3) أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني محمّد بن المؤمّل بن الحسن بن عيسى، نا الفضل بن محمّد الشعراني، نا حيوة بن شريح عن إبراهيم بن محمّد بن زياد الألهاني عن أبيه، عن عبد اللّه أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال له:«يعيش هذا الغلام قرنا» فعاش مائة سنة[5773].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (4)،حدّثني أبي، نا عصام بن خالد، نا أبو عبد اللّه الحسن بن أيوب الحضرمي قال: أراني عبد اللّه بن بسر شامة في قرنه، فوضعت إصبعي عليها، فقال:

وضع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إصبعه عليها، ثم قال (5):«ليبلغنّ قرنا»[5774].

قال أبو عبد اللّه و كان ذا جمّة.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمّام بن محمّد، أنا أبو الميمون عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عمر بن راشد البجلي، نا الوليد بن مروان بن عبد الرّحمن بن أخي جنادة (6) بن مروان،[حدّثني جنادة (7) بن مروان] (8)

ص: 155


1- ليست في المسند.
2- في المسند:«إن» بدون واو.
3- سقطت «أبو» من م.
4- مسند أحمد 212/6 رقم 17705.
5- في المسند: لتبلغنّ .
6- في م: جنازة.
7- في م: جنازة.
8- ما بين معكوفتين زيادة عن م.

حدّثني محمّد بن القاسم أبو القاسم الحمصي، عن عبد اللّه بن بسر، و كان عبد اللّه بن بسر شريكا لأبيه في قرية يقال لها تمونية (1) يرعيان فيها خيلا لهم، قال أبو القاسم:

سمعت عبد اللّه بن بسر يقول:

أتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم منزلنا مع أبي فقام أبي إلى قطيفة لنا قليلة الخمل فجعلها بيده ثم ألقاها للنبي صلى اللّه عليه و سلّم فقعد عليها ثم قال أبي لأمي: هل عندك شيء تطعميناه ؟ فقالت: نعم شيء من حيس، قال: فقربته إليهما فأكلا، ثم دعا لنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم ثم التفت إليّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و أنا غلام فمسح بيده على رأسي ثم قال:«يعيش هذا الغلام قرنا»[5775].

قال أبو القاسم: فعاش مائة سنة.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا عبد اللّه بن مندة، أنا أحمد بن سليمان بن أيوب، نا موسى بن أبي عوف، نا سلمة بن جوّاس، نا محمّد بن القاسم الطائي:

أن عبد اللّه بن بسر كان معهم في قرية فقال: هاجر أبي و أمي إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم، و أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم مسح بيده (2) رأسي و قال:«ليعيش هذا الغلام قرنا»، قلت: بأبي و أمي يا رسول اللّه، و كم القرن ؟ قال:«مائة سنة»، قال عبد اللّه: فلقد عشت خمسا و تسعين سنة، و بقيت خمس سنين إلى أن تمّ قول رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال محمّد: فحسبنا بعد ذلك خمس سنين، ثم مات[5776].

قال ابن مندة: رواه محمّد بن شعيب بن شابور، عن الحسن بن أيوب الحضرمي، قال: أراني عبد اللّه بن بسر المازني شامة في قرنه فقال: وضع النبي صلى اللّه عليه و سلم يده عليها، فقال:«لتدركن قرنا»، و كان عبد اللّه يرجّل شعره[5777].

أخبرنا (3) أبو علي الحداد في كتابه، ثم حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد الطبراني، نا محمّد بن الحسن الأنماطي، نا حاجب بن الوليد.

ص: 156


1- كذا بالأصول هنا، و قد مرّت قريبا أثناء الترجمة:«تنونية» و انظر معجم البلدان.
2- في م: على رأسي.
3- قدم هذا الخبر في المطبوعة قبل الخبرين السابقين المتقدمين. و جاء فيها بعد قوله:«ذا جمة».

ح قال: و نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، نا داود بن رشيد قالا: أنا أبو حيوة شريح بن يزيد، عن إبراهيم بن محمّد الألهاني، عن أبيه، عن عبد اللّه بن بسر أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم وضع يده على رأسه و قال:«يعيش هذا الغلام قرنا»، فعاش مائة سنة، و كان في وجهه ثؤلول فقال:«لا يموت هذا الغلام حتى يذهب هذا الثؤلؤل»، فلم يمت حتى ذهب الثؤلؤل من وجهه[5778].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا أبو المغيرة، نا صفوان، نا أزهر بن عبد اللّه عن (2) عبد اللّه بن بسر قال: لقد سمعت حديثا منذ زمان إذا كنت في قوم عشرين رجلا أو أقل أو أكثر، فتصفّحت في وجوههم فلم ترّ فيهم رجلا يهاب في اللّه فاعلم أن الأمر قد رقّ .

أخبرنا أبو القاسم بن الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو أمامة محمّد بن أحمد بن محمّد بن القاسم المقرئ الهروي - بمكة - أنا الحسن بن رشيق المصري (3)،نا محمّد بن زريق بن جامع، نا الحسن بن الفضل بن أبي حديد، نا المؤمّل بن سعيد بن يوسف اليمامي، قال: سمعت عبد اللّه بن بسر المازني صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول:

المتّقون سادة، و العلماء قادة، و مجالسهم عبادة، بل ذلك زيادة، و أنتم في ممرّ الليل و النهار في آجال منقوصة، و أعمال محفوظة، و أعدّوا الزاد فكأنكم بالمعاد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا محمّد بن هارون الحربي، نا أبو المغيرة، نا بسر بن عبد اللّه قال: رأيت عبد اللّه بن بسر (4) المازني صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إذا مشى في السوق يرفع ما مرّ به من حجر أو غيره، و رأيته يرفع الفأرة يرفعه (5).

قرأت على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمّام الواسطي، أنا أبو بكر بن

ص: 157


1- مسند الإمام أحمد ط دار الفكر 210/6 رقم 17695.
2- بالأصل و م:«بن» خطأ و الصواب عن المسند.
3- عن م و بالأصل: الهروي.
4- بالأصل و م هنا:«بشر».
5- كذا بالأصل و م.

بيري، أنا أبو عبد اللّه الزعفراني، أنا أحمد بن زهير بن حرب، نا عبد الوهّاب الحوطي، نا إسماعيل بن عيّاش (1)،عن صفوان بن (2) عمرو، عن يزيد بن خمير (3)قال: سألت عبد الوهّاب بن بشر (4):كيف كان حالنا عن حال من قبلنا؟ قال:

سبحان اللّه لو نشروا من القبور ما عرفكم إلاّ أن يجدوكم قياما ما تصلّون.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا محمّد بن أحمد البابسيري (5)،أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان الغلاّبي، أنا أبي، نا أبو اليمان.

ح (6) و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر الخطيب، أنا أبو القاسم الصّوّاف، نا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا عبدان (7) بن بكار، نا أبو اليمان الحكم بن نافع، نا صفوان بن عمرو، عن الأزهر بن عبد اللّه عن (8) مسلم بن سليم حين فرغ - و في حديث عمران عن (9) الأزهر بن عبد اللّه الحرازي - أن مسلم بن سليم لما فرغ من تزيين مسجد حمص كتب إليه الوليد بن عبد الملك أحضر ناسا - و في رواية عمران: أن أحضره أناسا - من قدمائهم و صالحيهم فليدعوا للأمير - و في رواية المفضّل: لأمير المؤمنين - بالصّلاح و العافية و البقاء. فدعا أناسا - قال المفضّل: ناسا - من الجند فيهم عبد اللّه بن بسر، فقال له مسلم: يا أبا صفوان كيف ترى هذا المسجد؟ قال: أراه حسنا ملهيا.

أخبرنا أبو محمّد بن أبي الحسين الأنصاري، نا أبو الحسن علي بن أبي المفضّل السلمي، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي طاهر، أنا عبد الرّحمن بن عثمان، أنا أبو الميمون،

ص: 158


1- بالأصل و م:«عباس» خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
2- بالأصل و م «عن» خطأ.
3- بالأصل و م: حمير، خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.
4- كذا بالأصل و م:«عبد الوهّاب بن بشر» و هو خطأ فادح و الصواب كما في المطبوعة:«عبد اللّه بن بسر» و هو صاحب الترجمة.
5- بالأصل: النابيري، خطأ، و في م إعجامها غير واضح، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ، و انظر المطبوعة.
6- سقطت من الأصل و م، و أضيفت عن المطبوعة.
7- كذا بالأصل و م، و هو خطأ و صوابه: عمران بن بكار.
8- بالأصل و م «بن» خطأ و الصواب ما أثبت.
9- بالأصل و م «بن» خطأ و الصواب ما أثبت.

نا أبو زرعة (1)،نا يحيى بن صالح، حدّثتنا أم هاشم الطائية قالت: رأيت عبد اللّه بن بسر - زاد الأنصاري: جالسا، و قالا:- يتوضأ، فبينا هو يتوضأ إذ خرجت - و قال الأنصاري: خرجت - نفسه.

أخبرنا أبو محمّد،[نا أبو محمّد]، أنا عبد الرّحمن، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2)قال: و أخبرني محمّد بن أبي عمر عن سفيان بن عيينة قال: قلت للأحوص بن حكيم:

أبو أمامة آخر من توفي عندكم من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: آخر من توفي عندنا من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عبد اللّه بن بسر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني أحمد بن زهير، عن أبي الفتح، قال: قال سفيان: زعم الأحوص بن حكيم أن ابن بسر آخر من بقي من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم.

قال: و أنا عبد اللّه، حدّثني إسماعيل بن إسحاق، عن علي بن عبد اللّه، قال:

آخر من بقي بالشام من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلّم عبد اللّه بن بشر السلمي من بني مازن بن منصور.

أخبرنا أبو الحسن الخطيب، أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو العبّاس النهاوندي، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل (3) قال: قال علي: قلت لسفيان: قلت للأحوص - يعني ابن حكيم-: أ كان أبو أمامة آخر من مات عندكم من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: كان بعده عبد اللّه بن بسر، رأيته و يكنى بأبي صفوان، و يقال أبو بسر المازني، مازن سليم هذا السلمي. قال محمّد: و في الأنصار مازني.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا محمّد بن علي بن يعقوب، أنا أبو بكر البابسيري، أنا أبو أميّة الأحوص بن المفضّل بن غسان، أنا أبي قال: و قد بقي أنس بن مالك إلى خلافة الوليد بن عبد الملك، و عبد اللّه بن بسر قال أبو أمية: عبد اللّه بن بسر من بني سعد بن بكر بن هوازن.

و أنا أبو البركات أيضا، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء، أنا أبو بكر، أنا أبو أمية

ص: 159


1- الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 215/1.
2- المصدر نفسه 693/2.
3- انظر التاريخ الكبير 14/5.

قال: قال أبي: كان من آخر من مات من الصحابة عبد اللّه بن بسر بحمص في ولاية الوليد بن عبد الملك، كان موته و موت أنس بن مالك في ولاية الوليد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا عبّاس بن محمّد قال: سمعت أبا مسلم يقول: مات عبد اللّه بن بسر سنة سبع و ثمانين.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، حدّثني أبو أيوب سليمان بن سلمة الخبائري، نا عبد الوهّاب بن سلام الخولاني، حدّثني عبد الرّحمن بن الضحاك بن خلف البصري (1)،قال: خرجت مع والدي في جنازة عبد اللّه بن بسر المازني بباب الرّستن، فلما رجعنا قال لي أبي: بني، إن قيل لك ما أبعد عقلك فقل: جنازة عبد اللّه بن بسر المازني، و مات سنة ثمان و ثمانين آخر من مات من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلّم في حمص.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (2) قال محمّد بن عمر:

توفي عبد اللّه بن بسر سنة ثمان و ثمانين و هو آخر من مات بالشام من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و كان يوم مات ابن أربع و تسعين سنة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني أحمد بن منصور، نا ابن بكير قال: توفي عبد اللّه بن بسر سنة ثمان ثمانين.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال الواقدي و عمرو و ابن (3) نمير: مات عبد اللّه بن بسر المازني أبو بسر بالشام سنة اثنتين (4) و ثمانين، و هو ابن أربع و تسعين سنة (5).

ص: 160


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: النصري.
2- طبقات ابن سعد 413/7.
3- في م: و عمرو بن نمير.
4- بالأصل: اثنين.
5- قدّم الخبر في المطبوعة قبل خبر:«أخبرنا أبو القاسم السمرقندي»، الذي سبقه مباشرة.

أنبأنا أبو سعد المطرّز (1)،و أبو علي المقرئ، ثم حدّثني أبو القاسم عبد الملك بن عبد اللّه بن داود المقرئ الفقيه ببغداد، أنا أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم، نا سليمان بن أحمد، نا أبو الزّنباع، نا يحيى بن بكير قال: توفي عبد اللّه بن بسر سنة ثمان و ثمانين و هو آخر من مات من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم، و هو ابن أربع و تسعين.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، و أبو العزّ بن منصور، قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني - زاد ابن المبارك: و أبو الفضل بن خيرون (2)-قالا:- أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن،[أنا أبو الحسين] (3) الأهوازي، أنا أبو حفص الأهوازي (4)،نا خليفة بن خيّاط (5)،قال في تسمية من نزل الشام من الصحابة: عبد اللّه بن بسر من بني مازن بن منصور بن عكرمة يكنى أبا بسر، مات سنة ثمان و ثمانين.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط (6) قال: و في سنة ثمان و ثمانين مات عبد اللّه بن بسر السّلمي من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا الحسن بن علي الجوهري، أنا علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ الورّاق، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن شهريار، نا عمرو (7) بن علي بن بحر بن كنيز (8) قال: و مات عبد اللّه بن بسر السّلمي و هو آخر من مات بالشام سنة ثمان و ثمانين و كان يكنى أبا بسر.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد (9) قال: عبد اللّه بن بسر

ص: 161


1- في م: المطرزي.
2- بالأصل و م:«حمدون» خطأ و الصواب ما أثبت قياسا إلى أسانيد مماثلة، و انظر المطبوعة.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
4- قوله:«أنا أبو حفص الأهوازي»، سقط من م.
5- طبقات خليفة ص 552 رقم 2835.
6- تاريخ خليفة بن خياط ص 302.
7- بالأصل:«نا عمرو نا ابن علي» خطأ و الصواب عن م، و انظر الحاشية التالية.
8- بالأصل و م: كثير خطأ و الصواب «كنيز» انظر ترجمته في تاريخ بغداد 207/12 و تهذيب الكمال 297/14.
9- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة:«نا محمد بن سعد» و الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

المازني و يكنى أبا صفوان توفي سنة ثمان و ثمانين و هو آخر من مات من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلّم بالشام.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - نا عبد اللّه (1) بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد أخبرني أبي [حدّثني أبو عبيد] (2) عبيد قال: سنة ثمان و ثمانين فيها مات عبد اللّه بن بسر المازني، يكنى أبا بسر بالشام.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان، نا أبي قال: و عبد اللّه بن بسر سنة ثمان ثمانين - يعني مات-.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (3)،حدّثني يزيد بن عبد ربه قال: توفي عبد اللّه بن بسر المازني صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في إمرة سليمان بن عبد الملك.

قال أبو زرعة: هذا قبل سنة مائة، و هو آخر رجل توفي بالشام من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم.

3202 - عبد اللّه بن بسر النصري

3202 - عبد اللّه بن بسر النصري (4)

والد عبد الواحد بن عبد اللّه

له صحبة و رواية عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

روى عنه: ابنه عبد الواحد، و عمر بن رؤبة، و نزل دمشق.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن

ص: 162


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: عبيد اللّه.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و أضيفت عن المطبوعة للإيضاح.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 242/1.
4- ورد بالأصل و م «بشر» و قد صوبناها في كل الأخبار «بسر» عن مصادر ترجمته. و بالأصل و م:«البصري» صوبناها أيضا، عن تقريب التهذيب، و فيه النصري بالنون. ترجمته في الإصابة 281/2 و أسد الغابة 83/3 و الاستيعاب 267/2 هامش الإصابة و تقريب التهذيب 404/1 و انظر تهذيب التهذيب 106/3 في آخر ترجمة عبد اللّه بن بسر المازني.

ريذة (1)،أنا سليمان بن أحمد الطبراني، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، نا الفضل بن سهل الأعرج، نا الأسود بن عامر شاذان (2)،نا عبد الواحد النصري (3) من ولد عبد اللّه بن بسر، حدّثني عبد الرّحمن بن عمرو الأوزاعي قال:

مررت بجدك عبد الواحد بن عبد اللّه بن بسر، و أنا غاز، و هو أمير على حمص فقال لي: يا أبا عمرو أ لا أحدّثك بحديث يسرك، فو اللّه ربما كتمته الولاة، قلت: بلى، قال: حدّثني أبي عبد اللّه بن بسر قال: بينما نحن بفناء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم جلوس إذ خرج علينا مشرق الوجه يتهلل فقمنا في وجهه فقلنا: يا رسول اللّه، سرّك اللّه، إنه ليسرّنا ما نرى من إشراق وجهك و تطلّقه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن جبريل أتاني آنفا فبشّرني أنّ اللّه قد أعطاني الشفاعة»، فقلنا: يا رسول اللّه أ في بني هاشم خاصة ؟ قال:«لا»، قال:

فقلنا: أ في قريش عامة ؟ قال:«لا»، فقلنا: في أمّتك ؟ فقال:«هي في أمّتي للمذنبين المثقلين»[5778 م].

أخبرنا أبو غالب (4) أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير (5)-إجازة-.

ح و أخبرنا أبو الفتح (6) نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنا أحمد بن عمير (7) قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: قال عبد الرّحمن بن عمرو: عبد الواحد بن عبد اللّه بن بسر، لعبد اللّه صحبة زاد عبد الوهّاب قال ابن عمير: هذا آخر، ذاك مزني (8) و هذا قيسي، ذاك حمصي و هذا دمشقي.

ص: 163


1- بالأصل:«زبده» و في م:«زيد» و كلاهما خطأ و الصواب ما أثبت و قد مرّ.
2- بالأصل:«سادن» و في م:«شادن» و كلاهما تحريف، و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 246/2.
3- عن م و بالأصل: البصري.
4- في م: أبو طالب.
5- بالأصل و م: نمير خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
6- في المطبوعة: أبو القاسم.
7- بالأصل و م:«عبيد» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.
8- كذا بالأصل و م «مزني» و الصواب «مازني» و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب، و هو يريد عبد اللّه بن بسر المازني، أبو صفوان، المتقدم.

الصواب مازني بزيادة ألف.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو المعمّر المسدّد بن علي بن عبد اللّه، أنا أبي، أنا عبد الصمد بن سعيد القاضي قال في تسمية من نزل حمص من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: عبد اللّه بن بسر النصري (1) أبو عبد الواحد بن عبد اللّه النصري (2)،روى عنه حريز (3)،و عمر بن رؤبة التغلبي (4).

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى، ابنا (5) أبي علي قالا: أنا أبو الحسن بن الآبنوسي، عن أبي الحسن الدارقطني (6) قال في باب بسر بالسين المهملة:

عبد اللّه بن بسر النصري، روى عنه ابنه عبد الواحد، و عمر بن رؤبة، روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

و فرّق الدارقطني بينه و بين عبد اللّه بن بسر المازني.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو بكر الخطيب، قال: عبد اللّه بن بسر النّصري (7) يعد في الشاميين، و له رواية عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و هو جدّ عمر بن عبد الواحد الدمشقي، روى عنه ابنه عبد الواحد، و عمر بن رؤبة.

قوله: جدّ عمر بن عبد الواحد غير محفوظ ، فإنّ عمر بن عبد الواحد هو ابن قيس، و المحفوظ أن عمر بن رؤبة يروي عن أبيه عبد الواحد لا عنه، فاللّه أعلم.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (8)،قال: أمّا بسر بضم الباء و بالسين المهملة عبد اللّه بن بسر النصري، روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم و هو جدّ عمر بن عبد الواحد الدمشقي، روى عنه ابنه عبد الواحد و عمر بن رؤبة.

ص: 164


1- بالأصل و م: البصري، خطأ.
2- بالأصل و م: البصري، خطأ.
3- بالأصل و م: جرير، و الصواب ما أثبت عن المطبوعة.
4- بالأصل و م: الثعلبي، خطأ، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 66/14.
5- بالأصل:«انبانا» و في م «انا» و كلاهما تحريف، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ هذا السند كثيرا.
6- بعدها في المطبوعة - و قد سقطت العبارة من الأصل و م:- ح و قرأت على أبي غالب بن البنّا عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني.
7- عن م و بالأصل: البصري.
8- الخبر في الاكمال لابن ماكولا 271/1.

كذا قال، و عمر بن رؤبة يروي عن ابنه عبد الواحد لا عنه، و ليس عمر بن عبد الواحد بابن ابنه.

3203 - عبد اللّه بن بسر من ولد بسر بن أبي أرطأة

[القرشي العامري

حكى عنه ابنه بكّار بن عبد اللّه بن بسر.

نسب جده بسر بن أبي أرطأة] (1) تقدم ذكر ذلك في ترجمة بسر بن أبي أرطأة.

3204 - عبد اللّه بن بسر بن شغاف الضّبّي البصري

3204 - عبد اللّه بن بسر (2) بن شغاف الضّبّي البصري

وفد على الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان.

ذكر أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي، نا القاسم بن إسماعيل نا (3) محمّد بن سلام، حدّثني أبو عمرو الشغافي - و هو ابن عمرو بن حميد بن عبد اللّه بن بسر (4) بن معاذ (5)-قال: رأيت حلقة عظيمة و إذا (6) فيها عقال بن شبّة بن عقال المجاشعي فقال لي: من أنت ؟ فانتسبت له، فقال: قد رأيت جدك في وفد وفده أهل البصرة إلى الوليد بن يزيد.

3205 - عبد اللّه بن بشر بن عميرة بن الصّدي بن حميل

3205 - عبد اللّه بن بشر (7) بن عميرة (8) بن الصّدي بن حميل

ابن شرحبيل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب

أبو محمّد الطّالقاني البكري من (9) بكر بن وائل

رحل و سمع بدمشق و مصر و غيرها: أحمد بن أبي الحواري، و موسى بن عامر،

ص: 165


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
2- كذا بالأصل بالسين، و في م و المطبوعة: بشر، بالشين المعجمة.
3- بالأصل و م:«بن» و المثبت عن المطبوعة.
4- كذا بالأصل بالسين، و في م و المطبوعة: بشر، بالشين المعجمة.
5- كذا رسمها بالأصل و م، و في المطبوعة:«شغاف» و هو الصواب.
6- بالأصل و م:«زاد» و المثبت عن المطبوعة.
7- عن م و بالأصل: بسر.
8- بالأصل و م: عبيره، و المثبت عن المطبوعة.
9- بالأصل و م:«بن» و المثبت عن المطبوعة و هو أشبه، و انظر جمهرة ابن حزم ص 319.

و محمّد بن هاشم البعلبكّي، و يمان بن سعيد، و سعيد بن رحمة المصّيصيّين (1)،و أبا (2)الربيع سليمان بن داود الرشديني (3)،و محمّد بن مصعب الصّوري، و محمّد بن أبي ناجية الإسكندراني، و جعفر بن مسافر التّنّيسي، و أحمد بن حنبل، و علي بن حجر، و نصر بن علي الخميصي (4)،و يحيى بن (5) محمّد بن كثير الحرّاني، و محمّد بن حميد الرازي، و أبا بكر محمّد بن جبلة الرافعي.

روى عنه: أبو عمرو أحمد بن المبارك المستملي، و أبو بكر بن النضر الجارودي، و إبراهيم بن علي الذهلي، و أبو عبد اللّه محمّد بن يعقوب (6)،و أبو جعفر محمّد بن صالح بن هاني، و مكي بن عمران (7)،و عبد اللّه بن محمّد بن مسلم الأسفرايني، و أبو العبّاس الدغولي، و محمّد بن أحمد بن محبوب.

و سمع منه إبراهيم بن محمّد بن سفيان صاحب مسلم بن الحجّاج، و أبو الحسن علي بن محمّد الوراق، و محمّد بن علي بن إسماعيل و غيرهم.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الجنزرودي (8)،أنا أبو سعيد أحمد بن محمّد بن إبراهيم الفقيه الجوزي، نا أبو الحسن علي بن محمّد الوراق، نا عبد اللّه بن بشر البكري، نا أسد بن محمّد المصّيصي، نا أبو حاجب الحاجبي، عن مالك بن أنس، عن زيد بن أسلم، عن أنس بن مالك، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا عقل كالتدبير»[5779].

أخبرنا أبو الفرج قوام بن زيد بن عيسى، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد قالا: أنا أبو الحسين (9) بن النّقّور، أنا علي بن عمر بن محمّد الصيرفي الحموي، نا محمّد بن علي بن إسماعيل السكري، ختن الأعرج، نا عبد اللّه بن بسر الطّالقاني، نا محمّد بن

ص: 166


1- بالأصل و م:«الصيصين» خطأ و الصواب ما أثبت عن المطبوعة.
2- بالأصل و م:«و أنا» خطأ، انظر الحاشية التالية.
3- بالأصل و م:«الرشدين» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 41/8.
4- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: الحمصي.
5- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: و محمد بن يحيى بن كثير الحراني.
6- بعدها في المطبوعة: و أبو عمرو أحمد بن محمد بن أحمد المصري.
7- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: عبدان.
8- بالأصل و م:«الجبرودى» خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.
9- بالأصل و م:«أبو الحسن» خطأ و الصواب ما أثبت.

كثير الحرّاني، نا محمّد بن موسى بن أعين، نا إبراهيم بن يزيد بن (1) مردانبة، عن رقبة بن مصقلة، عن عبد اللّه (2) بن عمير، عن جابر قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، و إذا هلك قيصر فلا قيصر بعده، و الذي نفسي بيده لتنفقنّ كنوزهما في سبيل اللّه عز و جل»[5780].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر المقرئ، أنا أبو بكر الجوزقي، أنا أبو العبّاس الدغولي، نا عبد اللّه بن أبي عمرو البكري، نا العبّاس بن الوليد، أخبرني أبي، نا الأوزاعي، حدّثني إسحاق بن عبد اللّه بن أبي طلحة، حدّثني أنس بن مالك قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفا عليهم الطيالسة»[5781].

أخبرتنا (3) به أم المجتبى العلوية قالت: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو يعلى الموصلي، نا إسحاق بن أبي إسرائيل، نا عفيف بن سالم، عن الأوزاعي، عن إسحاق بن عبد اللّه بن أبي طلحة، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«يتبع الدجّال من يهود أصبهان (4) عليهم الطيالسة»[5782].

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا الحاكم أبو عبد اللّه قال: عبد اللّه بن بشر بن عميرة البكري أبو محمّد الطّالقاني، سكن نيسابور، و بها مات، سمع أحمد بن حنبل، و علي بن حجر، و نصر بن علي، و أقرانهم، و هو صاحب حديث مجوّد عن الشاميين.

روى عنه: أبو عمرو المستملي، و أبو بكر الجارودي، و إبراهيم بن علي الذهلي و مشايخنا.

قرأت على أبي محمّد السّلمي عن أبي نصر الحافظ (5)،قال: أمّا عميرة بفتح العين و كسر الميم: عبد اللّه بن بشر بن عميرة الكندي أبو محمّد الطّالقاني، سمع أحمد بن

ص: 167


1- بالأصل و م:«عن مرها نبه» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 452/1.
2- كذا بالأصل و م، و هو خطأ و الصواب: عبد الملك. انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 411/6.
3- في المطبوعة: أخبرتنا به عاليا.
4- بعدها في المطبوعة: سبعون ألفا.
5- الاكمال لابن ماكولا 281/6.

حنبل، و علي بن حجر و غيرهما.

روى عنه: أبو عمرو المستملي، و أبو بكر الجارودي و غيرهما، كان صاحب حديث (1) مجودا.

قرأت على أبي القاسم الشّحّامي، عن أبي بكر الحافظ (2)،قال: سمعت أبا جعفر محمّد بن صالح بن هانئ يقول: سمعت أبا محمّد عبد اللّه بن بشر (3) بن عميرة الطّالقاني يقول: القرآن كلام اللّه غير مخلوق، و بكلامه خلق الخلق، و كوّن الأشياء و ليس من الخلاّق العليم شيء مخلوق، و من زعم أن كلامه مخلوق فقد زعم أن في اللّه شيئا مخلوقا، فتعالى اللّه عن هذا، و لقد جاء (4) هذا القول شيئا نكرا و افترى عظيما، قال اللّه عز و جل: أَلاٰ لَهُ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ (5) ففصل الخلق من الأمر، و قال جل ثناؤه:

كُنْ (6) فكان و كلامه من أمره المخلوق. خلق الخلق سبحانه و تعالى.

قال (7):و أما أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن يعقوب يقول: سمعت عبد اللّه بن بشر (8) الطّالقاني يقول: أرجو أن يأتيني أمر اللّه و المحبرة بين يدي، و لم يفارقني القلم و المحبرة.

قال: و كان عبد اللّه بن بشر (9) يحضر المجالس و يكتب و يسمع و يكتب بخطه إلى أن مات، و حضرني و قال: جئتك معاتبا.

أملى أبو زكريا حيكان (10) عن أحمد بن حنبل و لم يبشرني.

قال: و أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثني أبو محمّد، عن أبيه قال:

ص: 168


1- عن م و بالأصل: حديثا.
2- بعدها في المطبوعة: أنا أبو عبد اللّه الحافظ .
3- عن م و بالأصل: بسر.
4- في المطبوعة: جاء قائل هذا القول.
5- سورة الأعراف، الآية:54.
6- من الآية 118 سورة البقرة.
7- كتبت على هامش م.
8- بالأصل و م: بسر.
9- بالأصل و م: بسر.
10- بالأصل و م: جنكان، و هو خطأ و الصواب ما أثبت و هو لقب يحيى بن محمد بن يحيى بن عبد اللّه الذهلي ترجمته في تاريخ بغداد 227/14.

توفي عبد اللّه بن أبي عمرو البكري الطّالقاني في رجب سنة خمس و سبعين و مائتين.

3206 - عبد اللّه بن بشير

من أهل مصر.

قدم الشام في جملة من استصحبه أحمد بن طولون من مصر ليحضروا خلع أبي (1) أحمد الموفق بدمشق سنة تسع و ثمانين (2) و مائتين، ذكر ذلك أبو عمر محمّد بن يوسف بن يعقوب الكندي المصري في تسمية أمراء مصر، و لم يذكره أبو سعيد بن يونس في تاريخ مصر.

3207 - عبد اللّه بن بكر بن حذلم الأسدي،

قيل: إن لأبيه بكر بن حذلم صحبة

أدرك عبد اللّه بن بكر، عصر النبي صلى اللّه عليه و سلّم و قدم مع خالد بن الوليد إلى دمشق، و نزل داخل باب الجابية في درب الأسديين، ثم اشترى من بني محصن الأزديين دارهم و بناها حماما، و اشترى في زقاق سوق اليهود دورا منها دار الأقطع مولى ثقيف، و فيها كان ينزل الغزّي (3) الشاعر مولى بني كلاب، و عبد اللّه هذا جد بني حذلم، ذكر ذلك كله أبو الحسين الرازي.

3208 - عبد اللّه بن بكر بن محمّد بن الحسين

أبو أحمد الطبراني الزاهد (4)

ساكن أكواخ بانياس (5).

حدّث عن أبي بكر محمّد بن سليمان بن يوسف الربعي، و جمح (6) بن القاسم،

ص: 169


1- بالأصل و م:«ابن» خطأ.
2- في المطبوعة: تسع و ستين.
3- ترجمته في وفيات الأعيان و سماه: إبراهيم بن يحيى بن عثمان بن محمد الكلبي الأشهبي، أبو إسحاق (57/1 رقم 18).
4- ترجمته في تاريخ بغداد 423/9 و فيها: بن أبي بكر و سير الأعلام 106/17 و المنتظم 244/7 رقم 390، و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 381-400) ص 372.
5- بالأصل و م: بدنياس، خطأ و الصواب ما أثبت عن تاريخ الإسلام و سير الأعلام.
6- بالأصل و م:«و جنح» خطأ و الصواب ما أثبت عن تاريخ الإسلام.

و أبي الحسين علي بن محمّد بن الحسين بن إسحاق الفريابي (1)،و محمّد بن إسحاق بن عبّاد التّمّار البصري، و القاسم بن عطاء بن حاتم الجرجرائي، و عبد اللّه بن محمّد الأنطاكي، و أبي علي أحمد بن محمّد بن علي، و إبراهيم بن أحمد النهاوندي، و أبي القاسم عبد اللّه بن محمّد الجرجرائي، و أحمد بن موسى الأصبهاني، و الفرج بن إبراهيم النّصيبي، و أبي بكر محمّد بن أحمد البغدادي، و عبد الرّحمن بن أحمد بن معاذ المصري، و علي بن جعفر الرازي، و علي بن أحمد المعيوفي، و أسد بن سليمان بن حبيب، و صدقة بن علي، و أبي حفص عمر بن سعيد البري، و محمّد بن إبراهيم بن أبي حمزة، و عثمان بن محمّد بن أحمد السّمرقندي، و أحمد بن محمّد بن (2) السّري الكوفي، و محمّد بن علي [بن] (3) الحسن (4) القطوفي، و خيثمة بن سليمان، و أحمد بن زكريا المقدسي.

روى عنه: تمّام بن محمّد، و وثقه و عبد الوهّاب الميداني و هما من أقرانه، و ابن أخيه أبو علي محمّد بن الحسين بن أحمد بن بكر الطبراني، و أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن يوسف بن مردة، و أبو العبّاس أحمد بن رواد بن عبد الولي العكاوي، و أبو علي الأهوازي المقرئ، و أبو الفرج عبيد اللّه بن محمّد بن يوسف النحوي، و علي بن محمّد بن شجاع الربعي، و أبو الفرج عبيد اللّه بن محمّد بن يوسف النحوي (5)، و علي بن محمّد الرباعي (6).

و سمع منه أبو عبد اللّه الصّوري، و أبو محمّد إبراهيم بن الخضر بن زكريا بن الصائغ، و أحمد بن محمّد بن زكريا النّسوي، و عبد الغني بن سعيد الحافظ ، و محمّد بن أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي، و أبو ذرّ عبد بن أحمد القروي.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني، أنا أبو علي الأهوازي - قراءة - أنا أبو

ص: 170


1- في المطبوعة: الفرغاني.
2- سقطت بن من م.
3- زيادة عن المطبوعة.
4- سقطت اللفظة من م.
5- كذا مكرر بالأصول.
6- قوله:«و علي بن محمد الرباعي» سقط من المطبوعة و جاء بدله:«المراغي» و في سير الأعلام و تاريخ الإسلام: علي بن محمد الربعي.

أحمد عبد اللّه بن محمّد بن بكر، أخبرني أحمد بن عبد الوهّاب الذهبي، نا جعفر بن أحمد بن عاصم، نا أحمد بن زيد الرملي، حدّثني عبد الأعلى بن محمّد البصري، نا اليمان (1) بن المغيرة، عن أبي الأبيض المري (2) قال: قال حذيفة: كفى من العلم (3)الخشية، و كفى من الجهل أن يذكر العالم حسناته، و ينسى سيئاته، و كفى من الكذاب (4) أن يتوب من الذنب ثم يعود فيه.

كذا قال، و قلب (5) نسبه.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، قالا: أنا أبو بكر الخطيب (6)،أنا الحسين بن محمّد أخو الخلاّل، أنا أبو بكر (7) محمّد بن أبي بكر الإسماعيلي، أخبرني أبو محمّد عبد اللّه بن بكر الطبراني بمدينة السلام في مجلس الشافعي، أخبرني خالد بن محمّد الحضرمي - ببيت لهيا - من كورة دمشق - بحديث ذكره.

قال لنا أبو الحسن بن سعيد، و أبو منصور بن زريق، و أبو النجم الشّيحي (8)،قال لنا أبو بكر الخطيب (9):عبد اللّه بن (10) بكر بن محمّد بن الحسين بن محمّد أبو (11) أحمد الطبراني.

سمع خيثمة بن سليمان الأطرابلسي و جماعة من أصحاب العبّاس بن الوليد البيروتي، و محمّد بن عوف الحمصي، و كان سماعه بعد سنة ثلاثين و ثلاثمائة، و سمع

ص: 171


1- بالأصل و م:«أبو اليمان» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 474/20.
2- عن م و بالأصل: المزني.
3- في م: العالم.
4- في م: الكذب.
5- مضطربة بالأصل و م، و المثبت عن المطبوعة.
6- الخبر في تاريخ بغداد 423/9-424.
7- كذا بالأصل و م، و في تاريخ بغداد: أخبر محمد بن بكر الإسماعيلي و كناه في اللباب 58/1 أبا نصر محمد بن أحمد بن إبراهيم.
8- بالأصل و م:«السبخي» خطأ و الصواب ما أثبت.
9- المصدر السابق/الجزء و الصفحة.
10- في تاريخ بغداد: بن أبي بكر.
11- بالأصل و م: بن.

بمكة من أبي سعيد بن الأعرابي، و قدم بغداد في سنة تسع و أربعين و ثلاثمائة (1)،و كتب عن شيوخها، و حدّث بها في ذلك الوقت، و عاد إلى الشام، فاستوطن موضعا يعرف بالأكواخ عند بانياس، و أقام هناك يتعبّد إلى حين وفاته، حدّثني عنه محمّد بن علي الصوري.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، نا عبد الواحد بن إسماعيل الروياني في كتابه، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن جعفر الجناري، قال: سمعت أبا أحمد عبد اللّه بن بكر بن محمّد العالم الزاهد بالشام في جبل لبنان يقول:

أبرك العلوم و أفضلها و أكثرها نفعا في الدنيا و الدين بعد كتاب اللّه عز و جل أحاديث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لما فيها من كثرة الصلوات عليه، و إنها كالرياض و البساتين نجد (2) فيها كلّ خير و بر و فضل و ذكر.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، و أبو النجم بدر (3) بن عبد اللّه، قالا: أنا أبو بكر الخطيب (4) قال: قال لي الصوري: مات أبو أحمد عبد اللّه بن بكر الطبراني بأكواخ، و كان يتعبد في أصل جبل هناك في سنة سبع و تسعين و ثلاثمائة، و كان ثقة ثبتا مكثرا، حكى عنه الدارقطني، و عبد الغني بن سعيد.

أخبرنا أبو منصور، و أبو النجم قالا: أنا الخطيب (5)،أنا أبو علي الحسن (6) بن علي الأهوازي بدمشق، قال: مات أبو أحمد عبد اللّه بن بكر الطبراني بأكواخ بانياس يوم الأحد، و دفن يوم الاثنين لأربع عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول من سنة تسع و تسعين و ثلاثمائة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، قال: سمعت أبا علي الأهوازي يقول: توفي أبو أحمد عبد اللّه بن بكر الطبراني بأكواخ بانياس سنة تسع و تسعين و ثلاثمائة.

ص: 172


1- بالأصل و م:«و سمع بمكة» و هي مقحمة و لا لزوم لها، حذفناها بما يوافق عبارة تاريخ بغداد.
2- في المطبوعة: تجد.
3- بالأصل و م: بكر خطأ، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
4- تاريخ بغداد 424/9.
5- تاريخ بغداد 424/9.
6- بالأصل و م: الحسين، خطأ و الصواب عن تاريخ بغداد.

قال عبد العزيز: حدّث عن جماعة بغداديين منهم دعلج بن أحمد، و محمّد بن عبد اللّه الشافعي و غيرهما، و كان ثقة، و كان يرمى بالتشيّع.

ذكر عبد المنعم بن علي بن محمّد بن النحوي فيما نقلته من خطه أنه مات يوم الأحد لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول.

ص: 173

حرف التاء في أسماء [آباء] العبادلة

اشارة

في أسماء [آباء] (1) العبادلة

3209 - عبد اللّه بن تمّام الكلاعي القاضي

كان قاضيا لعبد الملك.

حكى أبو محمّد عبد اللّه بن سعد القطربلي - فيما نقلته من خطه - قال: روى الهيثم بن عدي، عن ابن عبّاس قال: جاءت امرأة تخاصم زوجها إلى عبد اللّه بن تمّام الكلاعي، و هو يومئذ قاضي (2) لعبد الملك بن مروان، فذكرت أن زوجها لا يأتيها، فقضى لها بيوم من أربعة، فقال [أيمن] بن (3) خريم بن فاتك الأسدي:

لقيت من الغائبات (4) العجابا *** لو أدرك مني العذارى (5) الشبابا

و لكنّ جمع العذارى (6) الحسان *** عناء شديد إذا المرء شابا

يرحّس (7) بكلّ عصا رائض *** و يصبحن كل غداة صعابا

علام يكحلن حور العيون *** و يحدثن بعد الخضاب الخضابا

و يبرقن إلا لما تعلمون *** فلا تحملوا المؤمنات (8) الضرابا

ص: 174


1- زيادة لازمة للإيضاح.
2- كذا بالأصل و م بإثبات الياء.
3- في م: ابن أبي خزيم. و الأبيات في الأغاني 308/20 منسوبة لأيمن بن خريم بن فاتك.
4- في الأغاني: الغانيات... الغواني.
5- في الأغاني: الغانيات... الغواني.
6- الأغاني: النساء.
7- في م و المطبوعة:«يرضن» و في الأغاني: يذدن بكل عصا ذائد.
8- الأغاني: الغانيات.

فلو كلت بالمدّ للغانيات *** و أظهرت بعد الثياب الثيابا (1)

و لم يفش فيهن من ذاك ذاك *** بغنيك هذا الأمير الكذابا

إذا لم يخالطن كل الخلاط *** أصبحن مخرنطمات غضابا (2)

بميت الخلاط قباب النساء *** و يحيي اجتناب الخلاط العتابا

قال ابن عيّاش: فكان عبد الملك يقول لأيمن: أنشدني شعرك في النساء، فإذا أنشده قال: ما عامل النساء معاملتك أحد قطّ ، و لا أبصر منهن ما أبصر منهن على ما ذكرت، غير أني لم أسمعك ذكرت إربهن و مكرهن، قال: و ربما قال عبد الملك إذا أنشده هذا الشعر: نعم (3) الشفيع أيمن، لهو.

3210 - عبد اللّه بن تميم مولى بني سليم

سمع عمر بن الخطّاب.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، و علي بن زيد السليمان، قالا: أنا نصر بن إبراهيم - زاد الفرضي: و عبد اللّه بن عبد الرّزّاق - قالا: أنا محمّد بن عوف، أنا الحسن بن منير، أنا محمّد بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا الهيثم بن عمران، قال: بلغنا أنّ النفر الذين خرجوا إلى عمر بن الخطاب في تقدمة لموالي: عبد اللّه بن تميم مولى بن سليم، و قيس (4) مولى بني أسد، و أبو قوس مولى الأزد.

ص: 175


1- في المطبوعة:«و أطهرت» و في الأغاني: و ضاعفت فوق الثياب الثيابا.
2- المخرنطمات من اخرنطم و هو الذي يرفع انفه و يستكبر و يغضب (اللسان).
3- سقطت من م.
4- سقطت «قيس» من الأصل و م، و بالأصل: مولى (بياض) بني أسد.

حرف الثاء في أسماء آباء العبادلة

3211 - عبد اللّه بن ثابت بن يعقوب بن قيس بن إبراهيم بن عبد اللّه

أبو محمّد العبسمي الثوري النجراني (1) القاضي المقرئ (2)

قدم دمشق و حدّث بها عن أبيه، و هنّاد بن السّري، و محمّد بن أبي سمينة (3)، و عمر بن شبّة، و هارون بن عبد اللّه الحمّال (4)،و محمّد بن يزيد المبرّد، و يوسف بن موسى القطان، و محمّد بن عبد اللّه بن المبارك المخرّمي، و محمّد بن عمّار الواسطي.

روى عنه: محمّد بن سليمان الربعي، و أبو الطّيّب أحمد بن محمّد بن عبد الرّحمن البصري، و أبو العبّاس أحمد بن يحيى الأسدي، و أبو بكر بن أبي دجانة، و أبو عمرو بن السماك، و عبد الخالق بن الحسن السّقطي، و أبو محمّد الحسن بن أحمد بن صالح السّبيعي،.

أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، أنا أبو المعمّر الحمصي، نا أبو بكر محمّد بن سليمان الربعي، نا أبو محمّد عبد اللّه بن ثابت العبقسي، نا يوسف بن موسى القطان، نا عبد الرّحمن بن مغراء، نا الأعمش، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ليودّنّ أهل العافية يوم القيامة أن

ص: 176


1- في المطبوعة: أبو محمد العبقسي التّوّزي البحراني. و مثلها في مختصر ابن منظور 53/12 و تاريخ بغداد 426/9 و سيرد أثناء الترجمة بالأصل:«العبقسي».
2- ترجمته في تاريخ بغداد 426/9 و غاية النهاية في طبقات القراء للجزري 411/1-412 و فيها أبو محمد التوزي بفتح المثناة و تشديد الواو و بالزاي.
3- غير واضحة بالأصل و م، و المثبت عن المطبوعة.
4- بالأصل و م: الجمال خطأ و الصواب ما أثبت.

جلودهم قرضت بالمقاريض مما يرون من ثواب أهل البلاء»[5783].

قال: و أنشدنا عبد اللّه بن ثابت، أنشدنا المبرّد محمّد بن يزيد:

حتى متى أنا في حلّ و ترحال *** و طول سعي بإدبار و إقبال

و نازح الدار لا أنفكّ مغتربا *** عن الأحبة، لا يدرون ما حالي

في مشرق الأرض طورا ثم مغربها *** لا يخطر الموت من حرصي على بالي

و لو قنعت أتاني الرزق في دعة *** إن القنوع الغنا لا كثرة المال

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا [أبو] (1) محمّد عبد اللّه بن عبد الرّحمن (2) بن أبي العجائز، أنا أبي أبو علي عبد الرّحمن، أنا محمّد بن سليمان بن يوسف البندار، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن ثابت بن يعقوب بن قيس بن إبراهيم العبقسي الثوري (3)النجراني (4) القاضي، قدم علينا، نا أبو زيد عمر بن شبّة بحديث ذكره.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، قالا: أنا الحسن بن سعيد، قال: نا أبو بكر الخطيب (5)،أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن محمّد بن (6) عبد اللّه النجار، أنا محمّد بن عبيد اللّه بن الفضل الكيّال، قال: قال: أنا محمّد بن الهيثم أبو بكر المقرئ، أنشدنا عبد اللّه بن ثابت المقرئ:

إذا لم تكن حافظا واعيا *** فعلمك في البيت لا ينفع

و تحضر بالجهل في موضع *** و علمك في البيت مستودع

و من يكن (7) في دهره هكذا *** يكن دهره القهقرى يرجع

و قالوا لنا: قال لنا أبو بكر الخطيب (8):عبد اللّه بن ثابت بن يعقوب بن قيس بن إبراهيم بن عبد اللّه أبو محمّد العبقسي المقرئ النحوي الثوري (9)،سكن بغداد، روى عن أبيه عن الهذيل بن حبيب تفسير مقاتل بن سليمان، و روى أيضا عن عمر بن شبّة

ص: 177


1- زيادة عن م.
2- بعدها في المطبوعة: بن عبد اللّه.
3- في تاريخ بغداد: التّوّزي.
4- كذا بالأصل و م (هنا أيضا).
5- تاريخ بغداد 426/9.
6- عن م و تاريخ بغداد، و بالأصل:«عن».
7- كذا بالأصل و م، و في تاريخ بغداد: يك.
8- تاريخ بغداد 426/9.
9- في تاريخ بغداد: التّوّزي.

النميري، حدّث عنه أبو عمرو بن السّمّاك، و عبد الخالق بن الحسن بن أبي روبا و غيرهما.

قال الخطيب (1):و أخبرني الحسن بن أبي بكر قال: قال عثمان بن أحمد الدقاق:

توفي عبد اللّه بن ثابت أبو محمّد في سنة ثمان و ثلاثمائة، و دفن بالرملة (2).

قال الخطيب: و بلغني أنه قال: ولدت سنة ثلاث و عشرين و مائة (3) في آخرها.

3212 - عبد اللّه بن ثعلبة بن صعير، و يقال: ابن أبي صعير

أبو محمّد العذري حليف بني زهرة (4)

أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم، مسح على وجهه، و دعا له، و حفظ عنه حديثا.

و حدّث عن أبيه، و عمر بن الخطاب، و شهد خطبته بالجابية.

و روى عن جابر بن عبد اللّه.

روى عنه: محمّد بن مسلم بن شهاب الزهري، و أخوه عبد اللّه بن مسلم بن شهاب، و عبد اللّه بن الحارث بن زهرة، على ما قيل.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن، أنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس (5)،نا محمّد بن إبراهيم بن عبد اللّه الدّيبلي، نا سعيد بن عبد الرّحمن، نا سفيان، عن الزهري، عن أبي الصعير، قال:

ص: 178


1- تاريخ بغداد 426/9-427.
2- في تاريخ بغداد: بالرملية.(كذا و لعله: الرميلة كما في معجم البلدان) و هي قرية بالبحرين لبني محارب بن عمرو بن وديعة العبقسيين. و الرملة أيضا: قرية لبني عامر من بني عبد القيس بالبحرين (ياقوت).
3- كذا بالأصل و هو خطأ و الصواب: و مائتين، كما في تاريخ بغداد.
4- ترجمته في أسد الغابة 86/3 و الإصابة 285/2 و الاستيعاب 271/2 هامش الإصابة. و تهذيب الكمال 49/10 و تهذيب التهذيب 111/3 و الوافي بالوفيات 99/17 و سير أعلام النبلاء 503/3 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 81-100) ص 103. و انظر بهامش المصادر الثلاثة الأخيرة أسماء مصادر أخرى ترجمت له. و صعير: بضم الصاد و فتح العين المهملتين (أسد الغابة).
5- بالأصل و م:«فراش» خطأ و الصواب ما أثبت:«فراس» بالسين المهملة. انظر ترجمته في سير الأعلام 181/17.

أشرف النبي صلى اللّه عليه و سلّم على قتلى أحد فقال:«زمّلوهم بكلومهم و دمائهم، فإني قد شهدت عليهم»[5784].

أخبرناه (1) أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد المروزي، أنا أبو بكر بن خلف، أنا الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، نا أحمد بن شيبان الرملي، نا سفيان.

ح و أخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا عثمان بن أحمد السّمرقندي، نا أحمد بن شيبان الرملي، نا سفيان بن عيينة عن الزهري، عن ابن أبي الصعير:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أشرف على قتلى أحد فقال:«زمّلوهم بكلومهم و دمائهم - و في حديث المروزي: أن النبي عليه السلام-»، و هذا الحديث معا سمعه ابن عيينة عن الزهري، و ثبته فيه معمر.

أخبرناه أبو بكر محمّد بن علي بن عمر الكابلي، و أبو القاسم عبد الصمد بن محمّد بن عبد اللّه بن مندويه، و أبو المطهّر شاكر بن نصر بن طاهر الأنصاري، و أبو غالب الحسن بن محمّد بن غالي بن علوكة الأسدي، قالوا: أنا أبو سهل حمد بن أحمد بن عمر الصيرفي، أنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن أحمد الخشاب، أنا أبو علي الحسن بن محمّد بن دكّة، نا أبو حفص عمرو بن علي، نا سفيان بن عيينة، عن الزهري، قال سفيان: و ثبته معمر عن ابن أبي صعير، قال: أشرف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم على قتلى أحد فقال:«زمّلوهم بدمائهم و كلومهم، فإني شهدت عليهم»[5785].

و أخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين (2) بن النّقّور، نا عيسى بن علي، نا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني جدي، نا سفيان قال: سمعت الزهري لم أحفظه، فحدّثني معمر عن الزهري، عن أبي صعير: أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم أشرف على قتلى أحد فقال:«شهدت على هؤلاء، فزمّلوهم في ثيابهم و كلومهم»[5786].

أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد بن عبد الواحد، أنا أبو طاهر أحمد بن

ص: 179


1- في م: أخبرنا.
2- عن م و بالأصل: أبو الحسن.

محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو العبّاس بن قتيبة، نا حرملة، نا ابن وهب، أخبرني عمرو، عن ابن شهاب، حدّثه عن عبد اللّه بن ثعلبة - و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قد مسح وجهه-:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال لقتلى أحد الذين قتلوا، و وجدهم قد مثّل بهم، فقال:

«زمّلوهم بجراحاتهم، فإنه ما كلم يكلمه في اللّه إلاّ يأتي يوم القيامة لونه لون دم، و ريحه ريح المسك»[5787].

و رواه ابن إسحاق عن الزهري أتم منه، و هو فيما كتب إليّ أبو بكر عبد الغفار بن محمّد الشيروي، ثم أخبرني أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن حبيب عنه، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين الحيري، نا محمّد بن يعقوب.

ح و أخبرنا أبو القاسم يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا محمّد بن يعقوب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين (1) بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد بن جالينوس، قالا: نا أحمد بن عبد الجبّار العطاردي، نا يونس بن بكير، عن محمّد بن إسحاق، حدّثني الزهري، عن عبد اللّه بن ثعلبة بن صعير العذري، و كان ولد عام الفتح، فأتي به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فمسح على وجهه، و برّك (2) عليه، قال: لما أشرف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم على قتلى أحد قال:«أنا الشهيد على هؤلاء، ما من جريح (3) يجرح في اللّه إلاّ اللّه يبعثه يوم القيامة و جرحه يثعب دما، اللون لون الدم، و الريح ريح مسك»[5788].

و انتهى حديث ابن مندة، و في حديثهما: انظروا أكثرهم جمعا للقرآن فاجعلوه أمام صاحبه في القبر، و كانوا يدفنون في القبر الاثنين و الثلاثة في القبر.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا محمّد بن يعقوب، أنا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن محمّد بن إسحاق، حدّثني الزهري، قال: و حدّثني عبد اللّه بن ثعلبة: أن المستفتح يوم بدر أبو

ص: 180


1- عن م و بالأصل: أبو الحسن.
2- يعني دعا له بالبركة.
3- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: جرح.

جهل بن هشام قال: لما التقى الجمعان قال: اللّهمّ أقطعنا للرحم، و أتانا بما لا يعرف فأحنه (1) الغداة، فقتل، و فيه أنزل اللّه عز و جل: إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جٰاءَكُمُ الْفَتْحُ ، وَ إِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ الآية (2).

أنبأنا أبو بكر الشيروي، و أخبرنا أبو بكر العامري عنه.

ح و أخبرتنا فاطمة بنت الحسن بن الحسن بن فضلويه، قالت: أنا أبو بكر الخطيب، قالا: أنا أبو بكر الحيري، نا أبو العبّاس الأصم: نا الربيع، أنا الشافعيّ ، أنا إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن عبد اللّه بن ثعلبة بن صعير:

أن عمر بن الخطاب صلى بهم بالجابية فقرأ بسورة الحج، فسجد فيها سجدتين.

كذا رواها الشافعي عن إبراهيم، عن الزهري، و خالفه غيره، فقال عن إبراهيم بن سعد عن أبيه.

أخبرنا بها أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، حدّثني عبد العزيز بن عبد اللّه الأويسي، نا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن عبد اللّه بن ثعلبة بن صعير، قال:

صلينا مع عمر بن الخطاب بالجابية صلاة الصبح، فقرأ سورة الحج، فسجد فيها مرتين.

أنبأنا أبو علي محمّد بن محمّد بن عبد العزيز بن المهدي، أنا عبيد اللّه بن عمر بن أحمد بن شاهين، أنا أبو بحر (3) محمّد بن الحسين بن كوثر البربهاري، نا إبراهيم بن إسحاق الحوبي (4)،نا بشر بن آدم، نا إبراهيم بن سعد، قال أبي: ذكره عن عبد اللّه بن ثعلبة بن صعير قال: صلّيت مع عمر بالجابية الصبح (5)،فقرأ بالحج، فسجد سجدتين.

ص: 181


1- أي أهلكه.
2- سورة الأنفال، الآية:19.
3- في م:«أبو الخير بن محمد بن الحسين».
4- كذا بالأصل و في م:«الجويني» و كلاهما تحريف و الصواب: الحربي، نسبة إلى الحربية من محال بغداد، انظر ترجمته في سير الأعلام 356/13.
5- في م: صليت مع عمر بالجابية سجدتين.

أخبرنا (1) أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء محمّد بن علي، نا أبو بكر محمّد بن أحمد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال: قال أبو عبد اللّه - يعني الواقدي-: كان عبد اللّه بن ثعلبة بن صعير العذري حليفا لبني زهرة، و أمه منهم، و قد مسح النبي صلى اللّه عليه و سلّم على وجهه، فمن هاهنا قال الزهري، حدّثني ابن أخت لنا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي (2)،قالا (3):أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد أبو البركات: و أبو الفضل بن خيرون، قالا:- أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خيّاط (4)،قال: عبد اللّه بن ثعلبة بن صعير يكنى أبا محمّد، توفي سنة تسع و ثمانين.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر (5)محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن فهم، نا محمّد بن سعد قال في الطبقة الخامسة: عبد اللّه بن ثعلبة بن صعير بن عمرو بن زيد بن سنان بن المهيجن (6) بن سلامان بن عدي بن صعير بن حزّاز بن كامل بن عذرة بن سعد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة، و كان أبوه ثعلبة بن صعير شاعرا، و كان حليفا لبني زهرة بن كلاب، و يكنى عبد اللّه أبا محمّد، و قد رأى النبي صلى اللّه عليه و سلم.

قال محمّد بن عمر: قد روى عبد اللّه بن ثعلبة عن عمر، و مات عبد اللّه بن ثعلبة سنة سبع و ثمانين بالمدينة، و هو ابن ثلاث و ثمانين سنة.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، قال محمّد بن سعد: عبد اللّه بن ثعلبة بن صعير بن عمرو بن سنان بن سلامان بن عدي بن كاهل بن عذرة، و كان حليفا لبني زهرة بن

ص: 182


1- بعدها في م كلمة:«ملحق».
2- بالأصل:«الكتامي» خطأ و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
3- من قوله: قال الزهري إلى هنا سقط من م. فاضطرب المعنى فيها.
4- تاريخ خليفة بن خياط ص 302.
5- في م: أبو عمر، خطأ.
6- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: المهتجن.

كلاب، و كان عبد اللّه يكنى أبا محمّد، و قد رأى النبي صلى اللّه عليه و سلّم و حفظ عنه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد الحسن بن محمّد، أنا أبو (1) الحسن اللّنباني (2)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد قال في الطبقة الثامنة الذين رأوا النبي صلى اللّه عليه و سلم: عبد اللّه بن ثعلبة بن صعير العذري حليف بني زهرة، و يكنى أبا محمّد، قال الواقدي: توفي سنة سبع و ثمانين و هو ابن ثلاث و ثمانين سنة (3).

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي.

و أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي قال: و عبد اللّه بن ثعلبة بن صعير العذري حليف بني زهرة، مسح النبي صلى اللّه عليه و سلّم على رأسه، يقال: إنه ولد قبل الهجرة بأربع سنين، و أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم توفي و هو ابن أربع عشرة، و توفي سنة تسع و ثمانين و هو ابن ثلاث و تسعين و له حديثان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان قال: عبد اللّه بن ثعلبة بن صعير العذري (4) و هو حليف لبني زهرة يقال: إنه رأى النبي صلى اللّه عليه و سلّم أيام الفتح و مسح وجهه.

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي في كتابه، ثم حدّثنا أبو الفضل [بن ناصر، أنا أبو الفضل] (5) بن خيرون، و أبو الحسين (6) الصيرفي، و أبو الغنائم و اللفظ له، قالوا: أنا عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أبو الفضل: و محمّد بن الحسن الأصبهاني قالا:- أنا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو عبد اللّه البخاري (7):قال في باب الصحابة من العبادلة: عبد اللّه بن ثعلبة بن صعير العذري حليف بني زهرة، و يقال:

ص: 183


1- قوله:«الحسن بن محمد، أنا أبو» سقط من م.
2- بالأصل و م: اللبناني خطأ، و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
3- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
4- بالأصل: العدوي، خطأ و الصواب عن م.
5- ما بين معكوفتين سقط من م.
6- عن م و بالأصل: أبو الحسن.
7- التاريخ الكبير 35/5.

كنيته أبو محمّد، قاله عقيل و محمّد بن إسحاق عن الزهري، و قال سعد بن إبراهيم: هو ابن أخت لنا، و قال عبد اللّه عن الليث، عن يونس،[عن ابن شهاب] (1)،عن عبد اللّه بن ثعلبة العذري و كان النبي صلى اللّه عليه و سلّم مسح وجهه عام الفتح، و يقال القارئ (2)، و قال ابن عيينة عن معمر: بن أبي صعير. قال سعيد بن تليد الرعيني عن ابن وهب عن مالك، عن ابن شهاب: أنه كان يجالس عبد اللّه بن ثعلبة بن صعير ليتعلم منه الأنساب و غيره، فسأله يوما عن شيء من الفقه، فقال: إن كنت تريد هذا فعليك بهذا الشيخ سعيد بن المسيّب، ثم ذكر حديثه في صدقة الفطر و الخلاف فيه.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا:[أنا] (3) أبو محمّد بن أبي حاتم (4) قال: عبد اللّه بن ثعلبة بن صعير حليف بني زهرة، كنيته أبو محمّد كان النبي صلى اللّه عليه و سلّم مسح وجهه، و روى عن جابر، روى عنه الزهري.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد قال: عبد اللّه بن أبي صعير و هو عبد اللّه بن ثعلبة بن صعير بن عمرو بن يزيد من بني كاهل.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو صادق الأصبهاني، أنا أحمد بن محمّد بن زنجويه، أنا أبو أحمد العسكري، قال: و ثعلبة بن صعير بن عمرو بن زيد من بني عذرة الصاد مضمومة غير معجمة، و العين غير معجمة، و ابنه عبد اللّه بن ثعلبة بن صعير، روي عنه فقه و حديث كثير.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني، قال: حزّاز (5) بن كاهل بن عذرة بن سعد هذيم منهم: ثعلبة بن صعير بن

ص: 184


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م و التاريخ الكبير.
2- كذا بالأصول و التاريخ الكبير، و في التاريخ الصغير: الغادي.
3- زيادة عن م.
4- الجرح و التعديل 19/5.
5- بالأصل و م: حرار، و المثبت عن جمهرة ابن حزم ص 449 و سيرد صوابا بعد سطرين.

عمرو بن زيد بن سنان بن المهتجن بن سلامان بن عدي بن صعير بن حزّاز الشاعر، و ابنه عبد اللّه بن ثعلبة لهما جميعا صحبة و رواية عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي زكريا البخاري، و حدّثنا خالي أبو المعالي القرشي القاضي، أخبرنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا أبو زكريا البخاري، نا عبد الغني بن سعيد قال: فصعير بالصاد غير معجمة، و العين غير معجمة، هو عبد اللّه بن ثعلبة بن صعير، يعدّ في الصحابة، روى عنه الزهري.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: عبد اللّه بن ثعلبة بن صعير، و قيل: ابن أبي صعير بن عمرو بن زيد بن سنان بن المهتجن بن سلامان بن عدي بن صعير بن حزّاز (1) بن كاهل بن عدي الشاعر، حليف بني زهرة، يكنى أبا محمّد.

قال سعد بن إبراهيم: هو ابن أخت لنا من بني عذرة، مات سنة تسع و ثمانين، روى عنه ابنه عبد اللّه، و محمّد بن مسلم الزهري، رأى النبي صلى اللّه عليه و سلّم عام الفتح، و مسح بوجهه.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك، أنا أبو الفضل محمّد بن ناصر (2)، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري، قال: عبد اللّه بن ثعلبة بن صعير أبو محمّد العذري حليف بني زهرة بن كلاب بن مرة، رأى النبي صلى اللّه عليه و سلم و هو صغير، روى عنه الزهري في الدعوات حديثا موقوفا عليه.

قال الذهلي: قال يحيى بن بكير: مات سنة تسع و ثمانين، سنّه (3) ثلاث و ثمانون، و قال عمرو بن علي نحوه، و قال أبو عيسى: مات سنة تسع و ثمانين، و قال الواقدي في الطبقات: توفي سنة سبع و ثمانين [و هو ابن ثلاث] (4) سنة، و في التاريخ مات سنة تسع و ثمانين، و هو ابن ثلاث و تسعين سنة.

ص: 185


1- إعجامها مضطرب بالأصل و م، و الصواب ما أثبت، قياسا إلى رواية سابقة.
2- بالأصل و م: طاهر، خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
3- بالأصل و م:«سنة» خطأ.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن علي بن هبة اللّه الحافظ (1)،قال:

و ثعلبة بن صعير بن عمرو بن زيد بن سنان بن المهتجن بن سلامان بن عدي بن صعير بن حزّاز الشاعر، و ابنه عبد اللّه بن ثعلبة لهما جميعا صحبة و رواية عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

ثم قال (2):و أما صعير بضم الصاد فتح العين المهملة فهو ثعلبة بن صعير، و يقال ابن أبي صعير المازني، روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، روى عنه الزهري، و قال ابن الكلبي: هو ثعلبة بن صعير. ثم ساق نسبه كما قدمه، ثم قال: و ابنه عبد اللّه بن ثعلبة بن صعير، ثم ساق نسبه كما قدمه ثم قال: و ابنه عبد اللّه بن ثعلبة، يعد في الصحابة، روى عنه الزهري أيضا.

حدّثنا أبو بكر السّلماسي، أنا نعمة [اللّه] (3) بن محمّد، نا أبو مسعود البجلي، أنا محمّد بن أحمد بن سليمان، أنا سفيان بن محمّد بن سفيان، حدّثني الحسن بن سفيان، نا محمّد بن علي، عن محمّد بن إسحاق قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول:

عبد اللّه بن ثعلبة بن صعير بن محمّد أبو محمّد.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو محمّد عبد اللّه بن ثعلبة بن صعير العذري حليف بني زهرة، له صحبة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو محمّد عبد اللّه بن ثعلبة بن صعير.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، أنا أبو بشر الدولابي (4)،نا أحمد بن شعيب

ص: 186


1- الاكمال لابن ماكولا 446/2.
2- الاكمال لابن ماكولا 182/5.
3- لفظ الجلالة أضيف عن م، سقط من الأصل.
4- الكنى و الأسماء للدولابي 52/1.

قال: من كنيته أبو محمّد من الصحابة فذكرهم، و فيهم عبد اللّه بن ثعلبة بن صعير، و قال أبو بشر مثله.

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو أحمد الحاكم، قال: أبو محمّد عبد اللّه بن ثعلبة بن صعير، و يقال: ابن أبي صعير العذري، ابن عمّ خالد بن عرفطة بن صعير حليف بني زهرة، و عذرة و هو سعد بن زيد بن ليث بن سود، إخوة جهينة.

قال سعد بن إبراهيم: هو ابن أخت لنا، له رؤية من النبي صلى اللّه عليه و سلم، و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم مسح وجهه زمن الفتح.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، حدّثني عبد اللّه بن محمّد، حدّثني ابن زنجويه.

ح و أنبأنا أبو علي الحداد، ثم حدّثنا أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، أنا سليمان بن أحمد.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون.

ح و أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الأحد، أنا شجاع، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أحمد بن سليمان بن حذلم، قالوا:

نا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو (1)،قالا:

نا أبو اليمان - و في حديث أبي الميمون - نا الحكم بن نافع - أنا شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، نا - و في حديث أبي الميمون: حدّثني - عبد اللّه بن ثعلبة بن صعير، و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - و قال سليمان: النبي صلى اللّه عليه و سلم - مسح وجهه زمان - و في رواية أبي الميمون و سليمان: زمن - الفتح، و في رواية ابن حذلم: يوم الفتح-.

و أخبرنا أبو الفتح، أنا شجاع، أنا ابن مندة، أنا علي بن محمّد، نا عبيد بن عبد الواحد، أنا ابن أبي مريم، نا يحيى بن أيوب، عن عقيل.

ص: 187


1- انظر الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 416/1.

ح قال: و أنا ابن مندة، نا أحمد بن سليمان، نا أبو زرعة، نا أبو مسهر (1)،نا محمّد بن حرب، عن الزبيدي جميعا عن الزهري: نحوه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني هارون، نا وهب بن جرير، نا أبي، عن النعمان، عن الزهري، عن عبد اللّه بن ثعلبة بن صعير، و كان النبي صلى اللّه عليه و سلّم مسح وجهه زمن الفتح.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، نا محمّد بن علي، أنا محمّد بن أحمد، أنا (2) الأحوص بن المفضّل الغلاّبي، نا أبو اليمان، أنا شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، حدّثني عبد اللّه بن ثعلبة بن صعير العذري، و قد كان النبي صلى اللّه عليه و سلم مسح وجهه زمن الفتح، و هو ابن أخت أبي هريرة و حليفه، و لأبيه صحبة ثعلبة بن صعير ابن عمّه، و قد رأى ثعلبة بن أبي مالك القرظي، و عبد اللّه بن أبي صعير العذري، جميعا رأى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، ابن عمّ أبي زكريا.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (3)،نا نعيم (4)،نا زيد بن حبّان (5) الرّقّي، عن الزهري أن عبد اللّه بن ثعلبة بن صعير أدرك أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلّم و هم متوافرون.

كذا في روايتنا و كان في الأصل العتيق الذي كتب من رواية أبي الوليد هشام بن أحمد، عن أبي زرعة، نا أبو نعيم، و هو الصواب.

آخر الجزء الحادي و العشرين بعد الثلاثمائة.

قرأت على أبي غالب، و أبي عبد اللّه ابني البنّا، عن محمّد بن محمّد بن مخلد، أنا علي بن محمّد بن خزفة (6)،نا محمّد بن الحسين الزعفراني، نا ابن أبي خيثمة،

ص: 188


1- عن م و بالأصل: أبو مسعود.
2- سقطت «أنا» من م.
3- الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 416/1-417.
4- كذا بالأصل و م و هو خطأ، و الصواب «أبو نعيم» كما في تاريخ أبي زرعة، و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب.
5- بالأصول و المطبوعة: حيان خطأ، و الصواب عن أبي زرعة، و انظر ترجمته في تهذيب الكمال 446/6.
6- بالأصل و م:«حرفه» خطأ، و الصواب ما أثبت و ضبط ، و قد مرّ التعريف به.

أخبرني مصعب بن عبد اللّه قال: كان سبب مجالسة الزهري عبد الملك بن مروان النسب، كان أعلم الناس بالنسب، كان تعلّمه من عبد اللّه بن ثعلبة بن صعير، و كان حليف بني زهرة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو العبّاس النهاوندي، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا أبو عبد اللّه البخاري، حدّثني سعيد بن تليد، عن ابن وهب، عن مالك، عن ابن شهاب: أنه كان يجالس عبد اللّه بن ثعلبة بن صعير و هو العذري حليف بني زهرة، و يقال: كنيته أبو محمّد. قال سعد بن إبراهيم: و هو ابن أخت لنا. قال ابن شهاب: كنا نتعلم منه الأنساب و غيره، فسألته عن شيء من الفقه، فقال: إن كنت تريد هذا فعليك بهذا الشيخ سعيد بن المسيّب، فسألته سبع حجج و أنا لا أظن أحدا عنده علم غيره، و كان فتيا ابن شهاب إلى قول سالم و سعيد (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد بن أبي عثمان، أنا محمّد بن علي بن عبد اللّه بن مهدي، أنا أحمد بن محمّد بن عمرو، نا يونس بن عبد الأعلى، حدّثني عبد اللّه بن وهب، حدّثني مالك بن أنس، عن ابن شهاب الزهري:

أنه كان يجالس عبد اللّه بن ثعلبة بن صعير، و كان يتعلم منه الأنساب و غير ذلك، فسأله يوما عن شيء من الفقه، فقال: إن كنت تريد هذا فعليك بهذا الشيخ سعيد بن المسيّب، قال ابن شهاب: فجالسته تسع (2) حجج، و أنا لا أظن أن أحدا عنده علم غيره.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال: و مات عبد اللّه بن ثعلبة بن أبي صعير - يعني بعد الثمانين - و قيل: التسعين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، قال: و قال محمّد بن عمر (3):مات عبد اللّه بن ثعلبة سنة سبع و ثمانين في آخر خلافة عبد الملك، و هو ابن ثلاث و ثمانين سنة.

ص: 189


1- انظر التاريخ الكبير للبخاري 36/5.
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة:«سبع».
3- سقطت «عمر» من م.

هذا وهم إنما هو سنة تسع.

أخبرناه أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص الفلاس، قال:

و مات عبد اللّه بن ثعلبة بن صعير سنة تسع و ثمانين، و هو يومئذ ابن ثلاث و ثمانين، و كان يكنى أبا محمّد.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر (1) قال: قال عمرو: و فيها - يعني سنة تسع و ثمانين - مات عبد اللّه بن ثعلبة بن صعير، هو ابن ثلاث و ثمانين، يكنى أبا محمّد.

و ذكر أن مصعب بن إسماعيل أخبره عن محمّد بن أحمد بن ماهان، عن عمرو بذلك.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا علي بن أحمد بن محمّد بن عبد الرّحمن - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، أخبرني عبد الرّحمن (2) بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد قال: سنة تسع و ثمانين، فيها مات عبد اللّه بن ثعلبة بن صعير العذري.

3213 - عبد اللّه بن ثوب

و يقال: ابن ثواب، و يقال: ابن أثوب، و يقال: ابن عبد اللّه،

و يقال: ابن عبد، و يقال: ابن عوف، و يقال: ابن مسلم،

و يقال: اسمه يعقوب بن عوف

أبو مسلم الخولاني الدّاراني الزاهد (3)

أدرك الجاهلية، و سكن الشام، فنزل بداريّا، أصل من اليمن.

ص: 190


1- بالأصل و م:«زيد» خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
2- قوله:«عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة، أخبرني» سقط من م.
3- ترجمته و أخباره في تهذيب الكمال (في الكنى)36/22 و تهذيب التهذيب (في الكنى)235/12 و تاريخ داريا ص 59 و حلية الأولياء 123/2 و شذرات الذهب 75/1 و صفة الصفوة 79/4 و مرآة الجنان 138/1 و سير الأعلام 7/4 و الوافي بالوفيات 99/17 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80) ص 292 و انظر بالحاشية في المصادر الثلاثة الأخيرة أسماء مصادر أخرى ترجمت له.

روى عن عمر بن الخطّاب، و أبي عبيدة بن الجرّاح، و معاذ بن جبل، و أبي ذرّ، و عبادة، و عوف بن مالك.

روى عنه: أبو إدريس الخولاني، و عمير بن هاني العنسي، و كلثوم بن زياد المحاربي، و عمرو بن حبر (1) الخولاني الدّارانيون، و مكحول، و عطية بن قيس، و يونس بن ميسرة بن حلبس، و حرام بن حكيم الدمشقيون، و عطاء الخراساني، و إبراهيم بن أبي عبلة المقدسيان، و عطاء بن أبي رباح المكي، و جبير بن نفير، و ضمرة بن حبيب، و شرحبيل بن مسلم، و محمّد بن زياد الألهاني الحمصيون، و أبو قلابة الجرمي، و أبو العالية الرياحي البصريان، و فرات بن ثعلبة.

أخبرنا أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم القشيري، أنا أبي أبو القاسم، أنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن الأزهري، أنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق، أنا العبّاس بن الوليد بن مزيد (2) العذري، أخبرني أبي، نا سعيد بن عبد العزيز.

ح قال: و نا أبو عوانة، و نا يزيد بن عبد الصمد، و علي بن عثمان النفيلي، و أحمد بن محمّد بن عثمان الثقفي، أبو عمرو ابن أبي الغمطريق، قالوا: أنا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي مسلم الخولاني، قال: حدّثني الحبيب الأمين - أما هو إليّ فحبيب، و أما هو عندي فأمين - عوف بن مالك الأشجعي، قال:

كنا عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم تسعة أو ثمانية أو سبعة، فقال:«أ لا تبايعون رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم» فرددها ثلاث مرات، فقدمنا أيدينا فبايعنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقلنا: يا رسول اللّه قد بايعناك، فعلى أيّ شيء نبايعك ؟ قال:«على أن تعبدوا اللّه و لا تشركوا به شيئا، و الصلوات الخمس، و أسرّ كلمة خفية: ألاّ تسألوا الناس شيئا»، قال: فلقد رأيت بعض أولئك النفر يسقط سوطه، فما يقول لأحد يناوله إيّاه.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه بن الحسن، أنا محمّد بن الحسين بن محمّد، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (3)،نا

ص: 191


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة:«جزاء» و في تهذيب الكمال 37/22 و تاريخ داريا ص 62 «جزء».
2- بالأصول و المطبوعة:«يزيد»، خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ ترجمته قريبا.
3- المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 382/2.

الوليد بن عتبة الدمشقي، نا أبو مسهر، قال: سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول: اسم أبي مسلم الخولاني عبد اللّه بن ثوب.

قال: و نا يعقوب، أنا عبد الرّحمن بن إبراهيم، عن أبي مسهر، سمعته عن سعيد قال: اسمه عبد اللّه بن ثوب، و قومه يقولون ابن أثوب (1).

قلت لهشام بن عمّار: اسم أبي مسلم الخولاني عبد اللّه بن ثوب ؟ قال: حقا.

ثوب (2).

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، نا عبد العزيز أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون البجلي، أنا أبو زرعة (3)،قال: سمعت أبا مسهر يقول: اسم أبي مسلم الخولاني عبد اللّه بن ثوب.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك، أنا ثابت بن بندار.

ح أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الفضل بن خيرون قالا: أنا أبو القاسم الأزهري، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، أنا العبّاس بن العبّاس بن محمّد الجوهري، أنا صالح بن أحمد بن محمّد بن حنبل، قال: قال أبي.

ح قال: و أخبرناه عاليا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا (4) أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو بكر بن المؤمّل، نا الفضل بن محمّد (5)،نا أحمد بن حنبل.

قال: و أنا أبو بكر البيهقي.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه (6) بن عمر، قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد بن عبد اللّه، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه قال: أبو مسلم الخولاني: عبد اللّه بن ثوب، سمعته من أبي المغيرة، و قال ابن الفضل و حنبل: حدّثنيه أبو المغيرة.

ص: 192


1- المصدر السابق نفسه الجزء و الصفحة، و فيه: ابن أيوب.
2- المعرفة و التاريخ 199/3.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 386/1.
4- سقطت «أنا» من م.
5- في م: الفضل بن محمد بن محمد.
6- في م: عبد اللّه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ ثابت بن منصور، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن (1)-زاد الأنماطي: و أبو الفضل أحمد بن الحسن قالا:- أنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن (2) محمّد، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد، أنا أبو حفص عمر بن أحمد، نا خليفة بن خيّاط (3) قال: في الطبقة الأولى من أهل الشام: أبو مسلم الخولاني اسمه عبد اللّه بن ثوب، و يقال: ابن مشكم، مات قديما.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي، قال: قال أبو زكريا: أبو مسلم الخولاني عبد اللّه بن ثوب.

قرأت على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمّام الواسطي، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، سمعت يحيى بن معين يقول:

أبو مسلم الخولاني عبد اللّه بن ثوب. شامي ثقة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحمّامي (4)،أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية، قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: و اسم أبي مسلم الخولاني عبد اللّه بن ثوب.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن أبي نصر اللفتواني، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا.

ح و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم.

قالا: نا محمّد بن سعد (5) قال في الطبقة الثانية من أهل الشام: أبو مسلم الخولاني، و اسمه عبد اللّه بن ثوب، توفي في زمن - و قال ابن الفهم: في خلافة -

ص: 193


1- في م: الحسين.
2- «بن محمد» سقط من م.
3- طبقات خليفة بن خياط ص 562 رقم 2888.
4- في م: أحماسي.
5- طبقات ابن سعد 448/7.

يزيد بن معاوية - زاد ابن الفهم: و كان ثقة-.

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي الكوفي - إجازة - ثم حدّثنا عنه أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و محمّد بن الحسن الأصبهاني، قالا:- أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو الحسن المقرئ، نا أبو عبد اللّه البخاري (1)،قال: عبد اللّه بن ثوب أبو مسلم الخولاني، قارئ أهل الشام، قاله أبو مسهر، قال البخاري: و قال بعضهم: اسم أبي مسلم عبد اللّه بن عوف.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (2)،قال: عبد اللّه بن ثوب أبو مسلم الخولاني قارئ أهل الشام.

روى عن عوف بن مالك.

روى عنه: أبو إدريس الخولاني، سمعت أبي يقول ذلك (3)،و سمعت أبي يقول:

سمعت أبا مسهر يقول: اسم أبي مسلم الخولاني:[عبد اللّه بن ثوب.

قال: و أنا أبو بكر بن أبي خيثمة - فيما كتب إليّ - قال: سألت يحيى بن معين عن أبي مسلم الخولاني فقال: اسمه عبد اللّه بن ثوب] (4)،و هو شامي ثقة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس بن أحمد، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا مكي بن عبدان بن محمّد، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو مسلم عبد اللّه بن ثوب الخولاني روى عنه أبو قلابة، و أبو إدريس الخولاني.

قرأت على أبي الفضل محمّد بن ناصر، عن جعفر بن يحيى بن إبراهيم، أنا

ص: 194


1- التاريخ الكبير للبخاري 58/5-59.
2- الخبر في الجرح و التعديل 20/5.
3- قوله:«سمعت أبي يقول ذلك» سقط من م.
4- ما بين معكوفتين سقط من م، و المثبت يوافق عبارة الجرح و التعديل.

عبيد اللّه (1) بن سعيد بن أبي حاتم، أنا الخصيب بن عبد اللّه بن محمّد، أخبرني أبو موسى عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو مسلم عبد اللّه بن ثوب الخولاني.

قرأنا على أبي الفضل أيضا، عن أبي طاهر الخطيب، أنا هبة اللّه بن إبراهيم، أنا أحمد بن محمود بن المهندس، أنا محمّد بن أحمد بن حمّاد، قال: أبو مسلم عبد اللّه بن ثوب الخولاني (2).

أخبرنا أبو الفتح الكروخي، أنا القاضي أبو عامر الأزدي [و أبو نصر] (3)الغورجي، و أبو بكر التاجر قالوا: أنا أبو محمّد الجرّاحي، أنا أبو العباس المحبوبي، أنا أبو عيسى الترمذي، قال: أبو مسلم الخولاني اسمه عبد اللّه بن ثوب.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمّام بن محمّد الرازي، أنا جعفر بن محمّد بن جعفر، نا أبو زرعة قال في الطبقة التي تلي أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و هي العليا: أبو مسلم الخولاني عبد اللّه بن ثوب، توفي في إمارة معاوية.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب بن محمّد، أنا أبو الحسن أحميد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد، أنا أبو الحسن علي بن الحسن، أنا عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي، نا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن محمود بن إبراهيم بن محمّد يقول في الطبقة الأولى:

أبو مسلم الخولاني عبد اللّه بن ثوب، و يقال: ابن أثوب، قديم، أدرك الجاهلية، قال أبو مسهر عن سعيد: اسمه عبد اللّه بن ثوب.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، أنا نصر بن إبراهيم الزاهد، أنا سليم بن أيوب، أنا أبو نصر طاهر بن محمّد بن سليمان، أنا علي بن إبراهيم بن أحمد،

ص: 195


1- في م: عبد اللّه.
2- الكنى و الأسماء للدولابي 112/2.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.

نا أبو زكريا يزيد بن محمّد بن إياس، قال: سمعت محمّد بن أحمد بن محمّد المقدمي يقول: أبو مسلم الخولاني عبد اللّه بن عوف، و يقال: عبد اللّه بن ثوب، و لعله جده.

كتب إليّ أبو جعفر محمّد بن علي الهمذاني (1)،أنا أبو بكر الصفّار، أنا أبو بكر بن منجويه، أنا الحاكم أبو أحمد قال: أبو مسلم عبد اللّه بن ثوب، و يقال: ابن عوف، و يقال: ابن مشكم الخولاني، قارئ أهل الشام، أدرك الجاهلية، و سمع أبا الوليد عبادة بن الصامت الأنصاري، و أبا ذرّ جندب بن جنادة الغفاري، و أبا عبد الرّحمن عوف بن مالك الأشجعي.

روى عنه: أبو إدريس عائذ (2) اللّه بن عبد اللّه الخولاني، و أبو محمّد عطاء بن أبي رباح الفهري، و أبو العالية - أراه - رفيع الرياحي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا علي بن محمّد بن طوق الطبراني، أنا عبد الجبار بن محمّد بن مهنى (3) الخولاني (4)،قال: أبو مسلم اسمه عبد اللّه بن ثوب، و قيل: عبد اللّه بن ثواب بن عبد اللّه بن رجب (5) بن عمرو بن خولان، أدرك الجاهلية، و كان من الأفاضل الأخيار، روى عنه جماعة من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و كان فاضلا ديّنا ورعا.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو (6)عبد اللّه بن مندة، قال: عبد اللّه بن ثوب أبو مسلم الخولاني، أسلم في عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و لم يره.

روى عنه: شرحبيل بن مسلم.

أنبأنا أبو سعد محمّد بن محمّد، و أبو علي الحسن بن أحمد، قالا: قال لنا أبو نعيم الحافظ : عبد اللّه بن ثوب أبو مسلم الخولاني، قيل: إن إسلامه في عهد

ص: 196


1- بالأصل:«الهمداني» بالدال المهملة، و في م:«الحمداني» و كلاهما تحريف و الصواب ما أثبت. بالذال المعجمة. و قد مرّ التعريف به.
2- بالأصل: عائد، خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ ترجمته قريبا في كتابنا.
3- في م:«يهنى» خطأ، و الصواب ما أثبت، و هو صاحب تاريخ داريا.
4- الخبر في تاريخ داريا ص 59.
5- في تاريخ داريا: ابن رحب.
6- «أبو» سقطت من م.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و لم يره، ذكره بعض المتأخرين في حملة الصحابة، توفي زمن معاوية.

روى عنه: محمّد بن زياد الألهاني، و شرحبيل بن مسلم، و مكحول، كان مولده يوم حنين، و هو الصحيح.

هذا وهم، فإن الذي مولده يوم حنين أبو إدريس لا أبو مسلم.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي نصر علي بن هبة اللّه (1)، قال: في باب ثوب بضم الثاء و فتح الواو أبو مسلم الخولاني عبد اللّه بن ثوب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفتح نصر بن أحمد بن نصر، أنا محمّد بن أحمد بن عبد اللّه.

ح و أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو الحسين (2) المبارك بن عبد الجبار، و أبو طاهر أحمد بن علي بن سوّار، قالا: أنا أبو الفرج الحسن بن علي بن عبيد اللّه (3)، قالا: أنا أبو عبد اللّه محمّد بن زيد بن علي، أنا أبو جعفر محمّد بن محمّد بن عقبة، أنا أبو بشر هارون بن حاتم، قال: و كان اسم أبي مسلم الخولاني عبد اللّه بن عبد اللّه.

أخبرنا أبو البركات أيضا، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمّد، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قال أبو مسلم الخولاني عبد اللّه بن عبد.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم السّلماسي، نا نعمة اللّه بن محمّد، نا أبو مسعود أحمد بن محمّد البجلي، أنا محمّد بن أحمد بن سليمان، أنا سفيان بن محمّد بن سفيان، حدّثني عمي الحسن بن سفيان، ثنا محمّد بن علي ابن عمّ روّاد بن الجرّاح، عن محمّد بن إسحاق، قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: أبو مسلم الخولاني يعقوب بن عوف.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا خيثمة بن سليمان، نا عبد الصمد بن عبد الوهّاب، حدّثنا عبد الوهّاب بن

ص: 197


1- الخبر في الاكمال لابن ماكولا 568/1.
2- بالأصل و م: أبو الحسن، خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
3- في م: عبد اللّه.

نجدة، نا ابن عيّاش، عن شرحبيل بن مسلم: أن أبا مسلم الخولاني أسلم في عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، ثم ذكر حديثا طويلا.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ (1)،أنا أبو محمّد بن حيان، نا إبراهيم بن محمّد بن الحارث، نا هدبة (2)،نا حمّاد بن سلمة، عن القاسم أن أبا مسلم الخولاني أسلم على عهد معاوية، فقيل له: ما منعك أن تسلم على عهد النبي صلى اللّه عليه و سلّم و أبي بكر و عمر و عثمان ؟ فقال: إنّي وجدت هذه الأمة على ثلاثة أصناف:

صنف يدخلون الجنة بغير حساب، و صنف يحاسبون حسابا يسيرا، و صنف يصيبهم شيء ثم يدخلون الجنة، فأردت أن أكون من الأولين، فإن لم أكن منهم كنت من الذين يحاسبون حسابا يسيرا، فإن لم أكن منهم كنت من الذين يصيبهم شيء ثم يدخلون الجنّة.

قال أبو نعيم: كذا رواه أسلم على عهد معاوية، و إنما كان إسلامه في عهد أبي بكر (3)،و لكن هاجر إلى الأرض المقدّسة في أيّام معاوية من قبل عمر، و سكنها.

قال المصنف - رحمه اللّه-: و الحديث وهم، و المحفوظ أن أبا مسلم (4) الخولاني تقدم إسلامه، و الذي أخر (5) إسلامه أبو مسلم الخليلي (6)،فسأله أبو مسلم الخولاني عن سبب تأخّر إسلامه، فذكر معنى ما في هذا الحديث، و كان إسلام أبي مسلم الخليلي (7) في خلافة عمر، و سيأتي الرواية بذلك في ترجمته في باب الكنى.

قرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن، عن الحسن بن علي، أنا أبو عمر (8) بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (9):أنا مسلم بن إبراهيم، نا هشام الدّستوائي، نا قتادة أن كعبا لقي أبا مسلم الخولاني فقال له: من أين

ص: 198


1- الخبر في حلية الأولياء 124/2-125.
2- بالأصل و م:«هدية» خطأ، و الصواب ما أثبت عن حلية الأولياء، و هو هدبة بن خالد بن الأسود القيسي، ترجمته في تهذيب الكمال 225/19.
3- قوله:«إنما كان إسلامه في عهد أبي بكر» سقط من حلية الأولياء المطبوع.
4- بالأصل و م:«أبا مصلح» خطأ.
5- في م: تأخر.
6- في م: الجليلي.
7- في م: الجليلي.
8- في م: أبو عمرو، خطأ.
9- طبقات ابن سعد 448/7.

أنت يا أبا مسلم ؟ قال: من أهل العراق ؟ قال: من أيّ العراق ؟ قال: من أهل البصرة.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا محمّد بن علي بن يعقوب، أنا علي بن الحسن بن علي.

ح قال: و أنا ابن خيرون، أنا الحسن بن الحسين بن العبّاس، أنا جدي لأمي إسحاق بن محمّد النعال (1)،قالا: أنا عبد اللّه بن إسحاق المدائني، نا قعنب بن المحرّر، قال: أبو مسلم الخولاني شامي من أهل حمص، ثم انتقل إلى دمشق.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا القاضي أبو محمّد يوسف بن رباح، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسماعيل المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح، عن يحيى، قال: أبو مسلم الخولاني روى عن معاذ بن جبل.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي المعالي محمّد بن عبد السلام، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن خزفة (2)،أنا محمّد بن الحسين بن محمّد الزعفراني، أنا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا عبد الوهّاب بن نجدة، نا إسماعيل بن عيّاش، نا شرحبيل بن مسلم قال: أتى أبو مسلم الخولاني المدينة و قد قبض النبي صلى اللّه عليه و سلم و استخلف أبو بكر.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد، أنا تمّام بن محمّد الرازي، أنا أبو الحسن علي بن أبي طالب بن صبيح، و أبو موسى هارون بن محمّد بن هارون، قالا: نا إبراهيم بن دحيم، نا هشام بن عمّار، نا الوليد، أخبرني سعيد بن بشير (3)،عن (4) أبي بشر جعفر بن أبي وحشية أن رجلا من خولان أسلم فأراده قومه على الكفر، فألقوه في نار فلم تحرق منه إلاّ أمكنة لم تكن فيما مضى يصيبها الوضوء، فقدم على أبي بكر فقال له: استغفر لي، قال: أنت أحقّ ، قال أبو بكر: إنّك ألقيت في النار فلم تحترق، فاستغفر له، ثم خرج إلى الشام فكانوا يشبّهونه بإبراهيم.

ص: 199


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: النعالي.
2- في م:«خرفه» خطأ.
3- في م: بشر.
4- في م: على ابن بشر.

قال: و نا إبراهيم بن دحيم، حدّثني محمّد بن عامر، نا عبد الوهّاب بن نجدة الحوطي (1)،نا إسماعيل بن عيّاش، نا شرحبيل بن مسلم الخولاني:

أن الأسود بن قيس بن ذي الحمار تنبّأ باليمن، فبعث إلى أبي مسلم الخولاني، فأتاه فقال له: أتشهد أني رسول اللّه ؟ قال: ما أسمع، قال: أتشهد أن محمّدا رسول اللّه ؟ قال: نعم، قال: فأمر بنار عظيمة ثم ألقى أبا مسلم فيها، فلم تضرّه، فقيل للأسود بن قيس: إن لم تنف هذا عنك أفسد عليك من اتّبعك، فأمره بالرحيل، فقدم المدينة و قد قبض النبي صلى اللّه عليه و سلم، و استخلف أبو بكر، فأناخ راحلته بباب المسجد و دخل المسجد، فقام يصلّي إلى سارية، فبصر به عمر بن الخطاب، فقام إليه، فقال: ممّن الرجل ؟ فقال: من أهل اليمن، فقال: ما فعل الذي حرقه الكذاب بالنار؟ قال: ذاك عبد اللّه بن ثوب، قال:

فنشدتك باللّه أنت هو؟ قال: اللّهم نعم، قال: فاعتنقه عمر و بكى، ثم ذهب به حتى أجلسه فيما بينه و بين أبي بكر الصّدّيق، فقال: الحمد للّه الذي لم يمتني حتى أراني في أمّة محمّد صلى اللّه عليه و سلّم من صنع به كما صنع بإبراهيم خليل الرّحمن، قال ابن عيّاش: فأنا أدركت رجالا من الأمداد الذين مدّوا من اليمن من عنس و خولان، فكان الخولانيون يقولون للعنسيين: صاحبكم الكذاب الذي أحرق صاحبنا بالنار فلم تضرّه (2).

أخبرناه أبو الفتح ناصر بن عبد الرّحمن بن محمّد، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي، أنا أبو الفرج عبيد اللّه بن محمّد بن يوسف المراغي النحوي (3)،نا عيسى بن عبيد اللّه بن عبد العزيز الموصلي، أنا أبو بكر محمّد بن صلة الحيري (4) السّنجاري الشيخ الصالح، نا أبو علي نصر بن عبد الملك السّنجاري، نا عثمان بن عبد الصمد، نا عبد الوهّاب بن نجدة، نا ابن عيّاش، نا شراحيل (5) بن مسلم الخولاني:

أن الأسود بن قيس بن ذي الخمار (6) العنسي تنبّأ باليمن، فأرسل إلى أبي مسلم

ص: 200


1- سقطت «نا» من م.
2- الخبر في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80) ص 293 و سير الأعلام 8/4 و 9.
3- سقطت اللفظة من م.
4- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: الحيوي.
5- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: شرحبيل.
6- كذا بالأصل و م هنا: ذي الخمار، بالخاء المعجمة، و قد مرّ في الرواية السابقة «ذي الحمار» بالحاء المهملة، و هو الصواب، و قد ورد في القاموس: ذو الحمار: الأسود العنسي الكذّاب المتنبئ، كان له حمار أسود معلّم...

الخولاني، فأتي به، فلما جاءه قال: أتشهد أني رسول اللّه ؟ قال: ما أسمع، قال: أتشهد أن محمّدا رسول اللّه ؟ قال: نعم، قال: أتشهد أني رسول اللّه ؟ قال: ما أسمع، قال:

أتشهد أن محمّدا رسول اللّه ؟ قال: نعم، قال: فردّد ذلك عليه مرارا، ثم أمر بنار عظيمة فأججت، فألقي أبا مسلم فيها فلم تضرّه، فقيل للأسود: انفه عنك و إلا أفسد عليك من اتّبعك، فأمره، فارتحل أبو مسلم، فأتى المدينة، و قد قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و استخلف أبو بكر، فأناخ أبو مسلم راحلته بباب المسجد، ثم دخل المسجد، فقام يصلّي إلى سارية، و بصر به عمر بن الخطاب فأتاه، فقال: ممن الرجل ؟ قال: من أهل اليمن، قال: ما فعل الذي حرقه الكذاب بالنار؟ قال: ذاك عبد اللّه بن ثوب، قال: فأنشدك اللّه أنت هو؟ قال: اللّهم نعم، قال: فاعتنقه ثم بكى، ثم ذهب حتى أجلسه فيما بينه و بين أبي بكر الصدّيق، فقال: الحمد للّه الذي لم يمتني حتى أراني في أمّة محمّد صلى اللّه عليه و سلّم من فعل به كما فعل بإبراهيم خليل الرّحمن.

قال ابن عيّاش: فأنا أدركت رجالا من الأمداد الذين يمدّون إلينا من اليمن من خولان ربما تمازحوا فيقول الخولانيون للعنسيين: صاحبكم الكذّاب حرق صاحبنا بالنار فلم يضره.

أخبرناه عاليا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا جدي أبو محمّد، أنا أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم، أنا أبو القاسم بن بشري، أنا أبو علي الأنصاري، نا أحمد بن عبد اللّه بن أبي زكريا بجيلة، نا عبد الوهّاب بن نجدة الحوطي، نا إسماعيل بن عيّاش، عن شرحبيل بن مسلم الخولاني:

أن الأسود بن قيس تنبّأ باليمن، فبعث إلى أبي مسلم الخولاني، فقال: أتشهد أني رسول اللّه ؟ قال: ما أسمع، قال: فتشهد أن محمّدا رسول اللّه ؟ قال: نعم، فردّدها عليه مرات، فلما رأى أنه لا يجيبه أمر بنار عظيمة، فأجّجت ثم قذف أبا مسلم فيها، فلم تضره، فقال له من اتّبعه: إن لم تنف هذا عنك أفسد عليك أمر من اتّبعك، فأمره بالرحيل، فأتى المدينة، فأناخ راحلته بباب المسجد، و عمد إلى سارية من سواري المسجد ليصلّي إليها، فبصر به عمر، فأقبل إليه، فقال: السلام عليك، فقال: عليك السلام، فقال: من أين أقبلت ؟ قال: من اليمن، فقال: فما فعل الذي حرقه الكذاب

ص: 201

بالنار؟ قال: ذاك عبد اللّه بن ثوب، قال: أنشدك باللّه أنت هو؟ قال: اللّهم نعم، فاعتنقه و بكى، و أخذ بيده و انطلق به إلى أبي بكر الصديق حتى أجلسه فيما بينه و بينه، و قال:

الحمد للّه الذي لم يمتني حتى أراني في أمّة محمّد صلى اللّه عليه و سلّم من فعل به مثل ما فعل بإبراهيم خليل الرّحمن، فلم تضره النار.

قال ابن عيّاش: و أنا أدركت من اليمن من ربما مازح بعضهم بعضا فيقول الخولانيون للعنسيين: صاحبكم الكذاب أحرق صاحبنا بالنار فلم تضره.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن خسرو البلخي، نا أحمد بن الحسن بن خيرون (1)،أنا الحسن بن أحمد بن شاذان، أنا أحمد بن إسحاق بن بنجاب (2)،أنا إبراهيم بن الحسين الهمداني، نا يحيى بن سليمان الجعفي، أنا أحمد بن بشير، أخبرني شيخ من أهل الشام، و حدّثني شيخ لنا عن الكلبي: أن معاوية دعا أبا مسلم الخولاني و كان من قراء أهل الشام و عبّادهم، و ذكر حديثا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار بن إبراهيم، قالا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر، و أبو نصر محمّد بن الحسن.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالا:

ثنا الوليد بن بكر، أنا أبو الحسن علي بن أحمد، نا أبو مسلم صالح بن أحمد، نا (3) أبي أبو الحسن (4) العجلي (5) قال: أبو مسلم الخولاني، شامي، تابعي، ثقة، من كبار التابعين و عبّادهم.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا علي بن محمّد الطبراني، أنا عبد الجبار بن مهنى الخولاني (6)،قال: و أنا الهروي - يعني محمّد بن يوسف - نا إسحاق بن سيّار النّصيبي (7)،نا سيف بن عبيد اللّه الجرمي، نا الحسن بن

ص: 202


1- في م: الخروف.
2- كذا بالأصل، و في المطبوعة:«ينجاب» و يقال فيه:«نيخاب» و قد سقطت «بن ينجاب» من م.
3- سقطت «نا» من م.
4- عن م و بالأصل «أبو الحسين» خطأ.
5- تاريخ الثقات للعجلي ص 511 (في باب الكنى) و انظر تهذيب الكمال 37/22.
6- الخبر في تاريخ داريا ص 62.
7- في م:«الضبي» خطأ و الصواب ما أثبت و هو يوافق ما جاء في تاريخ داريا.

أبي جعفر، عن محمّد بن جحادة:

أن كعبا لقى أبا مسلم الخولاني فقال: كيف كرامتك على قومك ؟ قال: إني عليهم لكريم، قال: إنّي أجد في التوراة غير ما تقول، قال: فصدقت التوراة و كذب أبو مسلم، قال: فما وجدت في التوراة ؟ قال: وجدت في التوراة أنه لم يكن حكيم (1) من قوم إلاّ كان أزهدهم فيه قومه ثم الأقرب فالأقرب، فإن كان في حسبه شيء عيّروه به، و إن كان عمل برهة من دهره ذنبا عيّروه به، فقالوا: فلان يعيرنا، و ابن فلان يعيرنا.

أخبرناه أبو المعالي محمّد بن إسماعيل بن محمّد الفارسي، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، أنا أبو طاهر الفقيه، أنا أبو بكر القطان، نا إبراهيم بن الحارث، نا يحيى بن أبي بكر، نا الحسن بن صالح، عن أبيه، قال: قال كعب لأبي مسلم الخولاني: كيف تجد قومك لك ؟ قال: مكرمين مطيعين، قال: ما صدقتني التوراة إذا ما كان رجل حكيم في قوم إلاّ بغوا عليه و حسدوه.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو عثمان الصابوني، أنا أبو صادق - يعني ابن أبي الفوارس العطار (2)-نا أبو العبّاس، نا الخضر بن أبان، نا سيّار بن حاتم، نا جعفر، عن مالك بن دينار: أن كعبا رأى أبا مسلم الخولاني، فقال: من هذا؟ قالوا: أبو مسلم، فقال: هذا حكيم هذه الأمة.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم الحافظ (3)،نا محمّد بن أحمد (4) بن الحسن، نا بشر بن موسى، نا المقرئ، نا ابن لهيعة، نا ابن هبيرة: أن كعبا كان يقول إن حكيم هذه الأمّة أبو مسلم الخولاني.

قال: و أنا أبو نعيم (5)،نا أبو حامد بن جبلة، نا أبو العبّاس السراج، نا محمّد بن الصباح، نا سفيان، قال: سمعت أبا هارون موسى بن عيسى يقول: كان يقال إنّ أبا مسلم الخولاني ممثل (6) هذه الأمة.

ص: 203


1- تاريخ داريا: حليم.
2- بعدها في م:«نا أبو العباس العطار، نا أبو العباس» كذا.
3- الخبر في حلية الأولياء 124/2.
4- حلية الأولياء حدثنا محمد بن الحسن.
5- الخبر في الحلية 124/2.
6- عن الحلية، و بالأصل و م: يمثل.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا بن بكر بن الطبري، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1)،حدّثني سلمة، عن عبد الرّزّاق، عن معمر، عن الزهري، قال: كنت عند الوليد بن عبد الملك فكأنه تناول من عائشة، فقلت: يا أمير المؤمنين أ لا أحدّثك عن رجل من أهل الشام كان قد أوتي حكمة، قال:

و من هو؟ قلت: أبو مسلم الخولاني.

حدّثنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد الأزهري، أنا محمّد بن عبد اللّه، أنا أبو حامد بن الشرقي (2)،نا محمّد بن يحيى، نا عبد الرّزّاق، أنا معمر عن الزهري قال:

كنت عند الوليد فكاد (3) يتناول عائشة، فقلت له: يا أمير المؤمنين، أ لا أحدّثك عن رجل من أهل الشام كان قد أوتي حكمة. قال: و من هو؟ قلت: أبو مسلم الخولاني.

و سمع أهل الشام كأنهم ينالون من عائشة، فقال: أ لا أخبركم بمثلكم و مثل أمكم هذه كمثل عينين في رأسه تؤذيان صاحبهما و لا يستطيع أن يعاقبهما إلاّ بالذي هو خير لهما. قال: فسكت.

قال الزهري: أخبرنيه أبو إدريس عن أبي مسلم (4).

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم، أنا أبو القاسم نصر بن أحمد الهمذاني (5)،أنا أبو بكر الخليل بن هبة اللّه بن الخليل، أنا أبو علي الحسن بن محمّد بن الحسن بن القاسم ابن درستويه، نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، و أبو الدحداح، نا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، حدّثني يعقوب بن كعب، نا الوليد بن مسلم، عن عثمان بن أبي العاتكة، قال: كان أبو مسلم الخولاني يعلّق سوطه في مسجده، فإذا غلبه النوم مشق ساقيه و يقول: أنت أحق بالضرب من البهائم، فإذا غلبه النوم قال: منك لا منّي.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم الحافظ (6)،نا أحمد بن محمّد بن

ص: 204


1- الخبر في المعرفة و التاريخ 384/2.
2- بالأصل و م: الشرفى، خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
3- في م: فكان.
4- نقله الذهبي في سير الأعلام 9/2.
5- بالأصل و م: الهمداني، و المثبت عن المطبوعة.
6- الخبر في حلية الأولياء 127/2.

سنان، نا أبو العبّاس السّرّاج، نا الوليد بن شجاع، نا الوليد بن مسلم، عن عثمان بن أبي العاتكة، قال: كان من أمر أبي مسلم أن علّق سوطا في مسجده، و يقول: أنا أولى بالسوط من الدوابّ ، فإذا دخلته فترة مشق ساقيه سوطا أو سوطين، و كان يقول: لو رأيت الجنة عيانا ما كان عندي مستزاد، و لو رأيت النار عيانا ما كان عندي مستزاد.

قال: و أنا أبو نعيم (1)،نا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، نا الحكم بن نافع، نا إسماعيل بن عيّاش، عن شرحبيل بن مسلم أن رجلين أتيا أبا مسلم الخولاني في منزله، فقال بعض أهله: هو في المسجد، فأتيا المسجد، فوجداه يركع، فانتظرا انصرافه، و أحصيا ركوعه، و أحصى أحدهما أنه ركع ثلاثمائة، و الآخر أربع مائة قبل أن ينصرف.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العبّاس الخطيب.

قال: نا عبد العزيز بن أحمد التميمي، أنا تمّام بن محمّد بن عبد اللّه بن الجنيد الرازي، نا علي بن أبي طالب، و هارون بن محمّد، قالا: نا إبراهيم بن دحيم، نا عمران بن بكّار (2)،نا (3) ابن عيّاش، عن شرحبيل أن رجلين أتيا أبا مسلم في منزله، فقال بعض أهله: هو في المسجد، فأتيا المسجد، فوجداه يركع، فانتظرا انصرافه و أحصيا ركوعه، فأحصى أحدهما أنه ركع ثلاثمائة ركعة، و الآخر أربعمائة ركعة قبل أن ينصرف، فقالا له: يا أبا مسلم كنا قاعدين خلفك ننتظرك، فقال: إنّي لو عرفت مكانكما لانصرفت إليكما، و ما كان لكما أن تحفظا عليّ صلاتي، و أقسم لكما باللّه إن خير كثرة السجود ليوم القيامة.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد المزكي، نا عبد العزيز بن أحمد التميمي، أنا علي بن محمّد بن طوق الطبراني، أنا عبد الجبار بن محمّد بن مهنى الخولاني (4)،نا محمّد بن جعفر بن محمّد بن هشام بن ملاس، نا أبو عامر موسى بن عامر، نا الوليد، أخبرني عثمان بن أبي العاتكة، عن أبي مسلم الخولاني، أنه كان يتكلف حضور صلاة

ص: 205


1- المصدر السابق.
2- بعدها في المطبوعة: نا أبو اليمان.
3- سقطت «نا» من م.
4- الخبر في تاريخ داريا ص 59-60.

الجماعة من داريّا إلى المسجد الجامع بدمشق (1) التماس الفضيلة.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا تمّام بن محمّد الرازي، نا علي بن أبي طالب، و هارون بن محمّد، قالا: نا إبراهيم، نا أبو عامر، نا الوليد، أخبرني عثمان بن أبي العاتكة:

أن أبا مسلم سمع قائلا يقول: سبق اليوم فلان، فقال: كذبت بل أنا السابق، قال:

و كيف يا أبا مسلم ؟ قال: أدلجت من داريا فكنت أول من دخل مسجدكم هذا، و صلّيت فيه الصبح، و جلست حتى طلعت الشمس، و ركعت فيه، و أنا السابق (2).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر، أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن النّقّور، نا عيسى بن علي (3) الوزير، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز البغوي، نا داود بن عمرو الضّبّي، نا الوليد بن مسلم، عن عثمان بن أبي العاتكة، أن أبا مسلم الخولاني أدلج من داريا إلى مسجد دمشق و هي على أربعة أميال، فكان أول من دخله لصلاة الصبح، فصلى و جلس حتى طلعت الشمس فاستبق الناس سمعهم يقولون:

سبق فلان، فقال: بل أنا السابق، و أخبرهم بما صنع.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه بن الحسن، أنا محمّد بن الحسن بن محمّد بن الفضل القطان، أنا عبد اللّه بن جعفر بن درستويه، نا يعقوب بن سفيان (4) قال: قلت لهشام بن عمّار: اسم أبي مسلم عبد اللّه بن ثوب ؟ قال: حقا ابن ثوب، قلت له: كان يقول داريا، قال: نعم.

قال هشام: قال أبو مسلم: و سمع الناس يقولون: سبق فلان، سبق فلان، قال:

فقال: بل سبق أبو مسلم، غدوت من داريا، فكنت أول من فتح له باب المسجد، قال:

و بين داريا و المسجد أربعة أميال (5).

ص: 206


1- بهامش تاريخ داريا أنه بينهما أربعة أميال أي نحو ثمانية كيلومترات (نقلا عن خبر ورد عن ابن عساكر).
2- الخبر في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80) ص 294 و فيه:«أدلجت من دارنا» و نقله الذهبي أيضا في سير الأعلام 10/2 و فيه: من داريا.
3- في م: عيسى بن علي بن عيسى الوزير.
4- الخبر في المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 382/2.
5- في المعرفة و التاريخ: أربعة ليال.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنّا، أنا أبو محمّد الحسن بن علي الجوهري، أنا أبو عمر محمّد بن العبّاس بن حيّوية، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن المروزي، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا سليمان بن المغيرة، حدّثني بعض أصحابنا أن أبا مسلم الخولاني حيث كبر و رقّ قال له قائل: لو أقصرت عما تصنع، قال: أ رأيتم لو أرسلتم الخيل في الحلبة أ لستم تقولون لفرسانها: دعوها (1)و ارفقوا بها، فإذا رأيتم الغاية فلا تستبقوا منها شيئا؟ قالوا: بلى، قال: قد رأيت الغاية.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا محمّد بن الحسين بن الفضل القطان، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (2)،نا عمرو بن عاصم، نا سليمان - يعني ابن المغيرة - نا حميد قال: قيل لأبي مسلم الخولاني حين كبر: إنّك قد كبرت و رققت، فلو رفقت بنفسك، قال: أ ليس إذا أرسلت الحلبة فقلت لفرسانها: ارفقوا (3) بها و سددوا بها، فإذا دنوتم من الغاية فلا تستبقوا منها شيئا، فقد رأيت الغاية فدعوني.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن طوق الطبراني، أنا عبد الجبار بن محمّد بن مهنى الخولاني (4)،أنا أحمد بن عمير، نا أبو أيوب سليمان بن عبد الحميد البهراني، نا أبو اليمان، نا أبو بكر، عن عطية بن قيس قال: دخل أناس من أهل دمشق على أبي مسلم و هو غاز في أرض الروم، و قد احتفر جورة في فسطاطه، و جعل فيها نطعا، و أفرغ فيه الماء، و هو يتصلق فيه، فقالوا: ما حملك على الصيام و أنت مسافر، و قد أرخص لك في الفطر في الغزو و السّفر؟ فقال: لو حضر قتال لأفطرت و لتهيأت له و تقوّيت، إن الخيل لا تجري [إلى] (5) الغايات و هي بدن إنما تجري و هي ضمّر، ألا و إن أمامنا باقية جائية لها نعمل (6).

ص: 207


1- بالأصل و م: و دعوها.
2- الخبر في المعرفة و التاريخ 382/2.
3- في المعرفة و التاريخ:«ارفعوا بها».
4- الخبر في تاريخ داريا ص 61.
5- زيادة لازمة عن تاريخ داريا و هي مستدركة فيه بين معكوفتين أيضا.
6- الخبر في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80) ص 294-295 و سير الأعلام 10/2 و انظر حلية الأولياء 127/2.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن علي بن الحسين الحمّامي الصّوفي، و أبو سعد محمّد بن محمّد بن الفضل المغازلي بأصبهان، قالا: أخبرتنا عائشة بنت الحسن بن إبراهيم الوركانية، قالت: حدّثنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن أذرحشيس (1) العدل - إملاء - نا الحسن بن محمّد - و هو أبو علي الداركي - نا أبو زرعة - يعني الرازي - نا صفوان بن صالح، نا الوليد بن مسلم، نا عثمان بن أبي العاتكة أن أبا مسلم الخولاني قال: ما عرضت لي دعوة قط فذكرت جهنم إلاّ صرفتها إلى الاستجارة من النار و الاستعاذة منها.

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ - في كتابه - أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الأصبهاني، نا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه (2) بن أحمد، حدّثني يحيى بن عثمان الحربي (3)،قال: نا أبو المليح عن يزيد بن يزيد - يعني ابن جابر - قال: كان أبو مسلم الخولاني يكثر أن يرفع صوته بالتكبير حتى مع الصبيان، و كان يقول: اذكر اللّه حتى يرى الجاهل أنّك مجنون (4).

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن بن البنّا، عن أبي تمّام علي بن الحسن الواسطي، عن أبي عمر محمّد بن العبّاس، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا الحوطي - يعني عبد الوهّاب بن نجدة - نا إسماعيل بن عيّاش، عن عقيل بن مدرك، عن لقمان بن عامر، عن أبي مسلم الخولاني، قال: كان أبو مسلم يكثر ذكر اللّه عز و جل فرآه رجل يذكر اللّه فقال: مجنون صاحبكم هذا، فسمعه أبو مسلم، فقال: ليس هذا بمجنون (5) يا ابن أخي، و لكن هذا دواء الجنون.

أخبرنا أبو القاسم زاهر (6) بن طاهر بن محمّد الشّحّامي، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا علي بن حمشاذ (7)،نا أبو يحيى الخفاف،

ص: 208


1- كذا بالأصل و في م:«أذرحشيش» و صوبها محقق المطبوعة:« اذرجشنس» و انظر ما لاحظه بالحاشية.
2- بالأصل و م: عبيد اللّه، خطأ و الصواب ما أثبت، و هو عبد اللّه بن أحمد بن حنبل.
3- غير واضحة بالأصل و م، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 172/20 و تاريخ بغداد 189/14.
4- الخبر في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80) ص 295.
5- في الأصل و م: مجنون، و المثبت عن المطبوعة.
6- «زاهر بن» ليس في م.
7- بالأصل و م:«حمساد» تحريف و الصواب ما أثبت عن المطبوعة.

نا يحيى بن يحيى، أنا إسماعيل بن عيّاش، عن عقيل، عن لقمان بن عامر، عن أبي مسلم الخولاني: أن رجلا أتاه فقال له: أوصني يا أبا مسلم، قال: اذكر اللّه تحت كل شجرة و حجر، فقال: زدني، قال: اذكر اللّه حتى يحسبك الناس - من ذكر اللّه - مجنونا.

قال: فكان أبو مسلم يكثر ذكر اللّه عز و جل، فرآه رجل يذكر اللّه عز و جل فقال:

أ مجنون صاحبكم هذا؟ فسمعه أبو مسلم فقال: ليس هذا بالجنون يا ابن أخي، و لكن هذا دواء الجنون.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي، نا عبد العزيز بن أحمد التميمي، نا تمّام بن محمّد الرازي الحافظ ، نا علي بن أبي طالب، و هارون بن محمّد، قالا: نا إبراهيم، نا أبي نا (1) الوليد، نا مروان بن جناح، عن يونس أو غيره، قال: كان من هدي أبي مسلم الخولاني إذا انصرف إلى منزله بعد العشاء إظهار التكبير، فإذا دنا من منزله و سمعته أم مسلم أجابته، فإذا دخل منزله سلّم و قال: يا أمّ مسلم شدي رحلك، فإنه ليس على جسر جهنم معبر.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر بن أبي الأشعث، أنا محمّد بن هبة اللّه بن الحسن بن منصور، أنا أبو الحسين محمّد بن الحسين (2) بن محمّد بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (3)،نا عمرو بن عاصم، نا سليمان، نا حميد قال: قال أبو مسلم الخولاني: ما عملت عملا أبالي من رآه إلاّ أن يخلو الرجل بأهله أو يقضي حاجة غائط .

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمّام علي بن محمّد بن الحسن، عن أبي عمر محمّد بن العبّاس بن زكريا، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر الكوكبي، أنا أبو بكر بن أبي خيثمة، أنا الحوطي، نا ابن عيّاش - و هو إسماعيل - عن شرحبيل بن مسلم الخولاني، عن أبي مسلم الخولاني أنه انصرف إلى منزله، فإذا هو بالبيت قد ستر، فقال: إن كان بيتكم هذا يجد فأدفئوه، و إلاّ فلا أبرح حتى تنزعوه، فنزعوا الستر، ثم دخل.

ص: 209


1- «نا» سقطت من الأصل، و استدركت عن م.
2- عن م، و بالأصل:«الحسن» و قد مرّ التعريف به.
3- الخبر في المعرفة و التاريخ 382/2.

أنبأنا أبو سعد محمّد بن محمّد بن (1) محمّد، و أبو علي الحسن بن أحمد، قالا:

[أنا] (2) أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه بن إسحاق الأصبهاني، نا أبو حامد بن جبلة، نا محمّد بن إسحاق، نا أبو همّام السّكوني، حدّثني بقية بن الوليد، حدّثني محمّد بن زياد، عن أبي مسلم الخولاني:

أنه كان إذا غزا أرض الروم فمروا بنهر قال: أجيزوا بسم اللّه، قال: و يمر بين أيديهم، قال: فيمرّون بالنهر الغمر، فربما لم يبلغ من الدوابّ إلاّ إلى الركب، أو بعض ذلك، أو قريبا من ذلك، فإذا جاز قال للناس: هل ذهب لكم شيء من ذهب له شيء؟ فأنا له ضامن، قال: فألقى بعضهم مخلاة عمدا، فلما جازوا، قال الرجل: مخلاتي وقعت في النهر، قال له: اتبعني فإذا المخلاة قد تعلّقت ببعض أعواد النهر (3).

أخبرنا أبو غالب محمّد بن إبراهيم الجرجاني الصّيقلي بالثعلبية (4)،أنا أبو الفتح المظفّر بن حمزة، أنا عبد اللّه بن يوسف بن بامويه الأصبهاني، أنا أبو سعيد أحمد بن محمّد بن زياد بن الأعرابي، نا أبو داود، نا عمرو بن عثمان، نا بقية، عن محمّد بن زياد، عن أبي مسلم الخولاني:

أنه كان إذا غزا أرض الروم فمروا بنهر قال: أجيزوا بسم اللّه، و يمر بين أيديهم فيمرون بالنهر الغمر، و ربما لم يبلغ من الدواب إلاّ في الركب، أو بعض ذلك، أو قريبا، فإذا جازوا ذلك قال للناس: هل ذهب لكم من شيء؟ فمن ذهب له شيء فأنا ضامن له، فألقى بعضهم مخلاته عمدا، فلما جاوزوا قال الرّجل: مخلاتي وقعت في النهر، فقال: اتبعني، فاتّبعه، فإذا المخلاة قد تعلقت ببعض أعواد النهر، فقال: خذها.

قال: و أخبرنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا أبو داود، نا موسى بن إسماعيل، نا سليمان بن المغيرة، عن حميد:

أن أبا مسلم الخولاني أتى على دجلة و هي ترمي بالخشب من مدّها، فوقف عليها ثم حمد اللّه تبارك و تعالى، و أثنى عليه، و ذكر مسير بني إسرائيل في البحر ثم لهز دابته

ص: 210


1- «بن محمد» ليستا في م.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن م، سقطت من الأصل.
3- الخبر في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80) ص 295 و سير الأعلام 11/2.
4- الثعلبية: من منازل طريق مكة من الكوفة، و هي ثلثا الطريق (معجم البلدان).

فخاضت الماء، و تبعه الناس حتى قطعوا، ثم قال: هل فقدتم شيئا من متاعكم فأدعوا للّه أن يرده عليّ .

رواه غيره عن حميد، فزاد فيه ابن عمّ لحميد بن هلال.

أنبا (1) أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العبّاس الحسيني، نا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد، نا تمّام بن محمّد، أنا أبو الحسن علي بن أبي طالب بن صبيح، و أبو موسى هارون بن محمّد بن هارون، قالا: نا إبراهيم بن دحيم، نا محمود بن خالد، نا الفريابي، عن السّري بن يحيى، عن عبد الكريم بن رشيد، عن حميد بن هلال العدوي، حدّثني ابن عيسى أخي أبي قال:

خرجت مع أبي مسلم في جيش، فأتينا على نهر عجاج منكر، فقلنا لأهل القرية:

أين المخاضة ؟ فقالوا: ما كانت هاهنا مخاضة قط ، و لكن المخاضة أسفل منكم على ليلتين، فقال أبو مسلم: اللّهمّ أجزت ببني إسرائيل البحر، و إنّا عبادك و في سبيلك فأجزنا هذا النهر اليوم، ثم قال: اعبروا بسم اللّه.

قال ابن عيسى: فأنا على فرس، فقلت: لأقذفنّه أول الناس خلف فرسه، و كنت أول الناس قذف فرسه خلف أبي مسلم، فو اللّه ما بلغ الماء بطون الخيل حتى عبر الناس كلهم، ثم وقف فقال: يا معشر المسلمين هل ذهب لأحد منكم شيء فأدعو اللّه أن يردّه.

و رواه أبو النضر هاشم بن القاسم، عن سليمان، فلم يذكر حميدا و لا (2) ابن عمّه.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل الفراوي، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد السّدّي (3)،نا أبو العبّاس السّرّاج، نا الفضل بن سهل، و هارون بن عبد اللّه.

ح و أخبرناه أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن عبد اللّه، أنا أبو الفوارس طراد بن محمّد الزينبي، أنا أبو الحسين (4) بن بشران، نا الحسين بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا،

ص: 211


1- كذا بالأصل، و في م:«أنا» و في المطبوعة: أنبأناه.
2- تقرأ بالأصل و م:«ورا» و المثبت عن المطبوعة.
3- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: السّمّذي.
4- بالأصل و م: أبو الحسن خطأ، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.

نا أبو موسى هارون بن عبد اللّه، قالا: أنا أبو النضر، عن سليمان بن المغيرة، و قال الفراوي: نا سليمان بن المغيرة، قال: انتهى أبو مسلم الخولاني إلى دجلة - و قال الفراوي: إن أبا مسلم جاء إلى الدجلة - و هي ترمي بالخشب من مدّها، فمشى على الماء، ثم التفت - و قال الفراوي: فالتفت - إلى أصحابه، فقال: هل تفقدون - زاد الفراوي: من متاعكم - و قالا: شيئا، فندعو اللّه عز و جل.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الفوارس الزينبي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين،[حدّثني أحمد بن يونس، حدّثني عنبسة بن عبد الواحد القرشي، نا عبد الملك (1) بن عمير، قال: كان أبو مسلم الخولاني إذا استسقى سقانا (2)(3).

قال: و حدّثنا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين] (4)،حدّثني موسى بن عيسى، نا الوليد بن مسلم، عن عثمان بن أبي العاتكة، قال: اشترى أبو مسلم بغلة، فقالت أمّ مسلم: ادع اللّه أن يبارك لنا فيها، فقال: اللّهم بارك لنا فيها، فماتت، قال:

فاشترى أخرى فقالت: ادع اللّه أن يبارك لنا فيها، فقال: اللّهم بارك لنا فيها، فماتت، فاشترى أخرى، فقالت: ادع اللّه أن يبارك لنا فيها، فقال جميعا يقول: اللّهم متعنا بها، فبقيت لهم.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن إبراهيم الشافعي، أنا أبو الفتح المظفّر بن حمزة، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن يوسف الأصبهاني، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا أبو داود، نا محمّد بن خالد - و الصواب: محمود بن خالد - نا الوليد، نا عثمان بن أبي عاتكة قال:

اشترى أبو مسلم الخولاني بغلة، فقالت أم سلمة - و الصواب: أم مسلم-: يا أبا مسلم ادع اللّه لنا فيها بالبركة، فقال: اللّهم بارك لنا فيها، فأصبحت نافقة، فاشترى أخرى، فقالت: يا أبا مسلم ادع اللّه لنا فيها بالبركة، فقالوا جميعا: اللّهم أمتعنا بحياتها.

ص: 212


1- في الأصل:«عبد اللّه» خطأ و الصواب ما أثبت عن تاريخ الإسلام.
2- في المطبوعة: سقي.
3- و الخبر نقله الذهبي في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80) ص 295 و سير الأعلام 11/2.
4- ما بين معكوفتين سقط من م.

قوله جميعا تصحيف، إنما هو فقال: حميقاء تصغير حمقاء (1).

أنبأنا أبو طاهر محمّد بن الحسين الحنّائي، أنا القاضي أبو الحسين عبد العزيز بن عبد الرّحمن بن أحمد القزويني، أنا أبي أبو القاسم عبد الرّحمن بن أحمد، أنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة القطان، نا أبو حاتم محمّد بن إدريس الحنظلي الرّازي، حدّثني محمّد بن خالد السلمي بالرحبة - رحبة طوق - نا الوليد، عن عثمان بن أبي العاتكة:

أن أبا مسلم الخولاني اشترى بغلة، فقالت له امرأته: ادع اللّه لنا فيها بالبركة، قال: اللّهمّ بارك لنا فيها، فأصبحت و قد نفقت، ثم اشترى بغلة ثانية، فقالت له مثلها، فأصبحت و قد نفقت، ثم اشترى الثالثة، فقالت: أبا مسلم ادع اللّه لنا فيها بالبركة، قال:

اسكتي يا حمقاء، اللّهمّ متّعنا بها.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن إبراهيم الصقيلي (2)،أنا أبو الفتح المظفّر بن حمزة، أنا عبد اللّه بن يوسف، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا أبو داود، نا عمرو بن عثمان، نا بقية، عن محمّد بن زياد، عن أبي مسلم الخولاني:

أن امرأة حملت عليه امرأته فدعا عليها، فذهب بصرها، فأتته فقالت: يا أبا مسلم إنّي كنت فعلت و فعلت، و إني لا أعود لمثلها، فقال: اللّهمّ إن كانت صادقة فاردد عليها بصرها، فأبصرت.

و كذا قال حملت، و إنما هو خبّبت أي أفسدت (3).

أخبرنا بها أبو الفتح ناصر بن عبد الرّحمن بن محمّد، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم بن نصر، نا عبيد اللّه بن محمّد بن يوسف، نا عيسى بن عبيد اللّه، أنا محمّد بن صلة، نا نصر بن عبد الملك، نا إسحاق بن داود أبو يعقوب، نا أبو همّام، نا بقية، عن محمّد بن زياد الأكفاني (4):أن امرأة خبّبت (5) على أبي مسلم امرأته، فدعا عليها،

ص: 213


1- بالأصل:«فقال: جميعا تصغير جمعا» صوبنا العبارة عن م و المطبوعة.
2- كذا بالأصل و م، و صوبها محقق المطبوعة: الصيقلي.
3- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام 11/2 و فيها «خبّبت» و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80) ص 296 و انظر حلية الأولياء 130/2.
4- كذا بالأصل و م «الأكفاني» خطأ، و الصواب:«الألهاني».
5- يقال: خبب فلان على فلان صديقه أي أفسده عليه.

فذهب بصرها، فقالت: يا أبا مسلم قد فعلت كذا و كذا، و لا أعود، قال: اللّهم إن كانت صادقة فردّ عليها بصرها، قال: فأبصرت.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، أنا طراد بن محمّد الزينبي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا،[نا] (1)عبد الرّحمن بن واقد، نا عاصم - كذا قال: و الصواب: نا ضمرة - نا عثمان بن عطاء قال:

كان أبو مسلم الخولاني إذا دخل منزله سلّم، فإذا بلغ وسط الدار كبّر و كبّرت امرأته، فإذا بلغ البيت كبّر و كبّرت امرأته، قال: فيدخل فينزع رداءه و حذاءه، و تأتيه بطعام فيأكل، فجاء ذات ليلة فكبّر فلم تجبه، ثم أتى باب البيت فكبّر و سلّم، و كبّر فلم تجبه، و إذا البيت ليس فيه سراج، و إذا هي جالسة بيدها ودّ (2) في الأرض تنكت به، فقال لها: ما لك ؟ قالت: الناس بخير، و أنت أبو مسلم، لو أنك أتيت معاوية فيأمر لنا بخادم و يعطيك شيئا تعيش به، فقال: اللّهم، من أفسد على أهلي فاعم بصره، قال:

و كانت أتتها امرأة فقالت: أنت امرأة أبي مسلم الخولاني، فلو كلّمت زوجك يكلم معاوية ليخدمكم و يعطيكم قالت: فبينا هذه المرأة في منزلها و السراج يزهر إذ أنكرت بصرها، فقالت: سراجكم طفي، قالوا: لا، قالت: إنا للّه ذهب بصري، فأقبلت كما هي إلى أبي مسلم، فلم تزل تناشده اللّه و تطلب إليه فدعا اللّه، فردّ بصرها، و رجعت امرأته إلى حالها التي كانت عليها.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين (3) البيهقي.

ح (4) و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الفضل عمر (5) بن عبيد اللّه قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو عثمان (6) بن أحمد بن عبد اللّه بن السماك، نا حنبل بن إسحاق بن حنبل، نا يونس بن عبد الرحيم، نا ضمرة، نا بلال بن

ص: 214


1- سقطت من الأصل و م، أضيفت عن المطبوعة.
2- الود: الوتد (بلغة تميم)(انظر اللسان: ودد).
3- بالأصل و م: الحسن، خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
4- سقطت «ح» من م.
5- في م: عمير، خطأ.
6- في م: و عثمان.

كعب، قال: ربما قال الصبيان لأبي مسلم: ادع اللّه يحبس علينا هذا الطير، فيدعو اللّه فيحبسه حتى يأخذوه بأيديهم (1)،كذا (2) قال: الطير، و المحفوظ : الظبي.

أخبرناه أبو غالب محمّد بن إبراهيم الجرجاني بالثعلبية، أنا أبو الفتح المظفّر بن حمزة، أنا أبو محمّد (3) عبد اللّه بن يوسف، أنا أبو سعيد أحمد بن محمّد بن زياد بن الأعرابي، نا أبو داود، نا عيسى بن محمّد الرملي، نا ضمرة (4)،عن بلال بن كعب، قال: قال الصبيان لأبي مسلم الخولاني: ادع اللّه أن يحبس علينا هذا الظبي فنأخذه، فدعا اللّه عز و جل فحبسه عليهم حتى أخذوه.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد المقرئ، أنا طرّاد بن محمّد الزينبي، أنا أبو الحسين علي بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران، أنا أبو علي الحسين بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا عبد الرّحمن بن واقد، نا ضمرة، نا بلال بن كعب قال: كان الظبي تمر بأبي مسلم الخولاني فيقول له الصبيان: يا أبا مسلم ادع اللّه ربك يحبس علينا هذا الظبي، فيدعو اللّه فيحبسه حتى يأخذوه بأيديهم.

أخبرنا أبو السعادات أحمد بن أحمد المتوكّلي، و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، قالا: نا أبو بكر أحمد (5) بن علي بن ثابت الخطيب، أنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم البزّاز، أنا محمّد بن جعفر الأدمي القارئ، نا أحمد بن موسى الشّطوي، نا هارون بن معروف، نا ضمرة، عن عثمان بن عطاء، عن أبيه قال: قالت امرأة أبي مسلم - يعني الخولاني-: يا أبا مسلم ليس لنا دقيق، قال: عندك شيء؟ قالت: درهم بعنا به غزلا، قال: ابغينيه، و هاتي الجراب، فدخل السّوق فوقف على رجل يبيع الطعام فوقف عليه سائل فقال: يا أبا مسلم تصدّق عليّ ، فهرب منه و أتى حانوتا آخر، و تبعه السّائل فقال: تصدّق علينا، فلما أضجره أعطاه الدرهم ثم عمد إلى الجراب فملأه من نحاتة النجارين مع التراب، ثم أقبل إلى باب منزله، فنقر الباب و قلبه مرعوب من أهله، فلما

ص: 215


1- الخبر في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80) ص 296، و سير الأعلام 12/2 و فيهما «الظبي».
2- سقطت «كذا» من م.
3- سقطت «محمد» من م.
4- في م: حمزة. خطأ، و قد مرّ، و هو ضمرة بن ربيعة، أبو عبد اللّه الرملي الفلسطيني، ترجمته في تهذيب الكمال 188/9.
5- سقطت «أحمد» من م.

فتحت الباب رمى بالجراب، و ذهب، فلما فتحته إذا هي بدقيق حوّارى (1) فعجنته و خبزت، فلما ذهب من الليل الهويّ (2) جاء أبو مسلم فنقر الباب، فلما دخل وضعت بين يديه خوانا و أرغفة حواري، فقال: من أين لكم هذا؟ قالت: يا أبا مسلم، من الدقيق الذي جئت به، فجعل يأكل و يبكي.

أخبرنا أبو الفتح ناصر بن عبد الرّحمن بن محمّد القرشي، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم بن نصر المقدسي الزاهد، أنا أبو الفرج عبيد اللّه بن محمّد بن يوسف المراغي النحوي، نا عيسى بن عبيد اللّه بن عبد العزيز الموصلي، أنا أبو بكر محمّد بن صلة الحربي (3) السّنجاري الشيخ الصّالح، نا أبو علي نصر بن عبد الملك السّنجاري، نا أبو عمرو العسلي السّنجاري - يعني عثمان بن سعيد - نا إسحاق - يعني ابن نجيح الملطي (4)-عن الأوزاعي، قال: أتى أبا مسلم نفر من قومه، فقالوا: يا أبا مسلم أ ما تشتاق إلى الحجّ ؟ قال: بلى، لو أصبت لي أصحابا، قال: فقالا: نحن أصحابك، قال:

لستم لي بأصحاب، أنا أصحابي قوم لا يريدون الزاد و لا المزاد، قالوا: سبحان اللّه و كيف يسافر قوم بلا زاد و لا مزاد، قال: أ لا ترون إلى الطير يغدو و يروح (5) بلا زاد و لا مزاد، و اللّه يرزقها و هي (6) لا تبيع و لا تشتري و لا تحرث و لا تزرع، و اللّه يرزقها، قال:

فقالوا: فإنا نسافر معك، فقال: تهيئوا على بركة اللّه تعالى، قال: فغدوا من غوطة دمشق ليس معهم زاد و لا مزاد، قال: فلما انتهوا إلى المنزل قالوا: يا أبا مسلم طعام لنا و علف لدوابنا، قال: فقال لهم: نعم، فتنحّى غير بعيد فتسنم مسجد أحجار فصلى فيه ركعتين، ثم جثا على ركبتيه، قال: إلهي قد تعلم ما أخرجني من منزلي، و إنما خرجت زائرا لك، و قد رأيت البخيل من ولد آدم تنزل به العصاب من الناس فيوسعهم قرا، و إنّا أضيافك و زوّارك (7) فأطعمنا و اسقنا و اعلف دوابنا، قال: فأتي بسفرة فمدّت بين أيديهم، و جيء بجفنة من ثريد تبخر، و جيء بقلتين من ماء، و جيء بالعلف لا يدرون من يأتي به، فلم

ص: 216


1- الحوارى: الدقيق الأبيض، و هو لباب الدقيق و أجوده و أخلصه (اللسان: مادة حور).
2- الهوي كغني و يضم، من الليل ساعة (القاموس) و في المطبوعة: الهديء.
3- كذا بالأصل و في م:«الحري» و في المطبوعة:«الحيوي».
4- بالأصل:«الماطي» و مثله في م، و هو خطأ و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 80/2.
5- في المطبوعة: تغدو و تروح.
6- في م: و لا تبيع بدل و هي لا تبيع.
7- سقطت من م.

تزل تلك حالهم منذ خرجوا من عند أهاليهم حتى رجعوا لا يتكلفون زادا و لا مزادا.

أنبأنا أبو الحسن سعد الخير بن محمّد بن سهل الأنصاري الأندلسي، أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أيوب، أنا الحسن بن محمّد الخلاّل الحافظ ، قال: أجاز لنا عبد اللّه بن عثمان بن بيان، نا علي بن محمّد الواعظ حدّثني جعفر بن مسكين، عن محمّد بن عمرو، عن محمّد بن الحسين، حدّثني عمرو بن جرير البجلي، عن بكر بن خنيس عن رجل سماه، قال: كان بيد أبي مسلم الخولاني سبحة يسبّح بها، قال: فنام و السبحة في يده، قال: فاستدارت السّبحة، فالتفّت على ذراعه و جعلت تسبّح، فالتفت أبو مسلم و السّبحة تدور في ذراعه و هي تقول: سبحانك يا منبت النبات، و يا دائم الثبات، قال: فقال: هلمي يا أم مسلم و انظري إلى أعجب الأعاجيب، قال: فجاءت أم مسلم و السبحة تدور تسبّح، فلما جلست سكتت.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز بن أحمد التميمي، نا تمّام بن محمّد البجلي، أنا علي بن أبي طالب، و هارون بن محمّد بن (1) هارون، قالا: نا إبراهيم بن دحيم، نا أبو موسى عيسى بن يونس، نا أيوب بن سويد، عن السّري - هو ابن يحيى - عن سليمان التميمي (2)،عن أبي مسلم الخولاني قال:

قالت جاريته: يا أبا مسلم لقد جعلت لك السمّ في طعامك منذ كذا و كذا، فما أراه يضرك، فقال: و لم فعلت ذاك ؟ قالت: أنا جارية شابة، و لا أنت تدنيني من فراشك، فقال: إنّي كنت أقول: إذا قرّب إلى طعامي بسم اللّه خير الأسماء، الذي لا يضرّ مع اسمه داء، ربّ الأرض و ربّ الأسماء و أعتقها.

قال: و أنا تمّام، أنا علي بن أبي طالب، و هارون بن محمّد، قالا: نا إبراهيم، نا محمود، نا الوليد، نا سعيد بن عبد العزيز:

أن الناس كانوا بأرض الروم فبعثوا سرية، فأبطأت عن وقت قدومها، فأحزن ذلك الجيش، فبينا أبو مسلم الخولاني يصلي إلى رمحه إذا بطائر قد وقع على سنان الرمح - أو قال: على الرمح - فقال: يا أبا مسلم أبشر و بشّر المسلمين بأن اللّه عز و جل قد سلم

ص: 217


1- «بن هارون» ليستا في م.
2- كذا بالأصل و م و هو خطأ، و الصواب التيمي، و هو سليمان بن طرخان، أبو المعتمر التيمي البصري، ترجمته في تهذيب الكمال 68/8.

السرية، و غنموا كذا، و هم قادمون في وقت كذا، فقال أبو مسلم: من أنت رحمك اللّه ؟ قال: أنا أرتائيل مذهب الحزن عن صدور المؤمنين.

قال (1):و أنا علي و هارون، قالا: أنا إبراهيم، نا ابن عبود، نا أبو مسهر، نا سعيد أن أبا مسلم الخولاني استبطأ جيشا فذكر نحوه.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن طوق الطبراني، أنا أبو علي عبد الجبّار بن عبد اللّه بن مهنى الخولاني (2)،أنا الحسن بن حبيب، نا يزيد بن عبد الصمد، نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز أن أبا مسلم استبطأ خبر جيش كان بأرض الرّوم، فبينا هو على تلك الحال إذ دخل طائر، فوقع، فقال: أنا أرديائيل (3) الملك مسلي الحزن عن قلوب بني آدم، فأخبره خبر ذلك الجيش، فقال له أبو مسلم: ما جئت حتى استبطأتك.

أنبأنا أبو القاسم النّسيب (4)،نا عبد العزيز بن أحمد التميمي، أنا أبو القاسم البجلي، أنا علي بن أبي طالب، و هارون بن محمّد بن هارون، قالا: نا إبراهيم بن دحيم، نا عيسى بن يونس، نا أيوب، نا أبو زرعة قال: قال أبو مسلم لجارية له: لو لا أن اللّه تعالى يقول: قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لاٰ يَرْجُونَ أَيّٰامَ اللّٰهِ (5) لأوجعتك، قال:

فقالت: يرحمك اللّه، فو اللّه إني لممن يرجو أيامه فما لك لا توجعني، فقال: إن اللّه يأمرني أن أغفر للذين لا يرجون أيامه فعمن يرجو أيامه أحرى، انطلقي فأنت حرة.

قرأت على أبي محمّد عبد اللّه بن أسد بن عمّار، عن عبد العزيز بن أحمد التميمي، أنا أبو الحسين عبد اللّه بن أحمد بن عمرو بن معاذ العنسي الإمام - بداريا - أنا أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم (6)،نا أبي، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا ابن

ص: 218


1- سقطت من م.
2- الخبر في تاريخ داريا ص 61.
3- في تاريخ داريا: أرزبابيل.
4- بالأصل و م:«المسيّب» خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ كثيرا و اسمه علي بن إبراهيم بن العباس النسيب، ترجمته في سير الأعلام 358/19.
5- سورة الجاثية، الآية:14.
6- في م: حزام، خطأ.

عيّاش، نا ابن أبي الحارث عن رزين (1) أبي عبد اللّه قال: انصرف أبو مسلم الخولاني إلى منزله فإذا جاريته تبكي، فقال لها: يا بنية ما يبكيك ؟ فقالت: ضربني سيدي ابنك، فدعا ابنه، فقال: كيف ضربك ؟ قالت: لطمني، قال لابنه: اجلس، فجلس، فقال لها:

الطميه كما لطمك، فقالت: لا ألطم سيّدي، فقال لها: عفوت عنه ؟ قالت: نعم، قال:

لا تطلبينه في الدنيا و لا في الآخرة ؟ قالت: نعم، قال: اذهبي حتى تشهدي على ما تقولين، فدعت رجلا من الجانب، فقال لهم (2) أبو مسلم: إن ابني لطمها لطمة، فدعوتها لتقتص من ابني فأبت أن تقتص، فزعمت أنها قد عفت عنه لا تطلبه لا في الدنيا و لا في الآخر، فكذلك ؟ قالت: نعم، قال: أشهدكم أنها حرة لوجه اللّه، فأقبل عليه بعض القوم، فقال: أعتقتها من أجل أن لطمها ابنك و ليس لك خادم غيرها؟ قال: دعونا عنكم أيها القوم ليتنا نفلت كفافا لا لنا و لا علينا.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر، أنا أبو الحسين علي بن محمّد بن بشران، أنا أبو عمرو بن السماك، نا حنبل بن إسحاق، نا عفان، نا سليم بن أخضر، نا ابن عون، قال: أنبأني الحسن قال: قال أبو مسلم الخولاني و كان ذا أمثال: نفسا إذا أكرمتها و ردعتها و نعّمتها ذمّتني عند اللّه غدا، و إن أنا أهنتها و أنصبتها و أعملتها مدحتني عند اللّه غدا، قال: فمن تيك يا أبا مسلم ؟ قال:

تيك و اللّه نفسي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم السّلمي الفقيه، أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم بن نصر الزاهد، و أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرّزّاق بن الفضيل الكلاعي، قالا: أنا أبو الحسن محمّد بن عوف، أنا أبو علي الحسن بن منير، أنا أبو بكر محمّد بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا عبد العزيز - و هو ابن الوليد بن سليمان بن أبي السائب - قال: و سمعت أبي يذكر أن أبا مسلم الخولاني قال: يا أهل المدينة كنتم بين قاتل و خاذل، فكلاّ جزى اللّه شرا، يا أهل المدينة و اللّه لأنتم أعظم جرما عند اللّه من ثمود،

ص: 219


1- بالأصل:«زريق»، و في م:«نديق» و كلاهما تحريف و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في تهذيب الكمال 202/6.
2- كذا بالأصل و م، بصيغة الجمع، و لعل الصواب أنه: فدعت رجالا و هو أشبه باعتبار ما يلي.

فإن ثمودا قتلوا ناقة اللّه و أنتم قتلتم خليفة اللّه و خليفة اللّه أكرم على اللّه عز و جل من ناقته.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز أحمد، نا أبو القاسم تمّام بن محمّد، أنا علي بن أبي طالب، و هارون بن محمّد بن هارون، قالا: نا إبراهيم بن دحيم، حدّثني القاسم بن عثمان، نا ابن أبي السائب، عن أبيه، عن أبي مسلم الخولاني قال: سمع مكفوفا بالمدينة و هو يقول: اللّهم العن عثمان و ما ولد، قال: يا مكفوف أ لعثمان تقول هذا؟ يا أهل المدينة كنتم بين قاتل و خاذل، فكلاّ جزى اللّه شرا، يا أهل المدينة لأنتم شر من ثمود، إن ثمودا قتلوا ناقة اللّه، و أنتم قتلتم خليفة اللّه، و خليفة اللّه أكرم على اللّه من ناقته، يا أهل المدينة لو لم يكن في عثمان إلاّ أني رأيت في المنام كأن السماء[] (1) فإذا النبي صلى اللّه عليه و سلّم و أبو بكر عن يمينه و عمر عن يساره، و إذا السماء تقطر دما، و قائل يقول: هذا دم عثمان، قتل مظلوما.

أخبرنا أبو منصور محمود بن أحمد بن ما شاذة الأصبهاني، أنا أبو علي الحسن بن عمر بن الحسن بن يونس، أنا أبو عمر الهاشمي، نا أبو هاشم عبد الغافر بن سلامة، نا يحيى بن عثمان، نا بقية بن الوليد، نا علي بن زبيد الخولاني، عن مرثد بن سمي، و سعيد بن هانئ، عن أبي مسلم الخولاني:

أنه مرّ به رجال من أهل المدينة قدموا من الحجّ و هو عند معاوية بدمشق، فخرج فلقيهم أبو مسلم فقال لهم: هل مررتم باخوانكم من أهل الحجر؟ قالوا: نعم، قال:

فكيف رأيتم صنع اللّه بهم ؟ قالوا: بذنوبهم (2)،قال: أشهد أنكم عند اللّه مثلهم، قال:

فدخلوا على معاوية فقالوا: ما لقينا من هذا الشيخ الذي خرج من عندك، فبعث إليه فجاءه فقال: يا أبا مسلم ما لك و لبني أخيك ؟ قال: قلت لهم: مررتم على الحجر؟ قالوا: نعم، فقلت (3):كيف رأيتم صنع اللّه بهم ؟ فقالوا: صنع اللّه بهم بذنوبهم، قلت (4) أشهد أنكم عند اللّه مثلهم، فقالوا: كيف يا أبا مسلم ؟ قال: قتلوا ناقة اللّه،

ص: 220


1- بياض بالأصول و المطبوعة.
2- في م: بذنبهم.
3- في م: قلت.
4- في م و المطبوعة: فقلت.

و قتلتم خليفته، و أشهد على ربي لخليفته أكرم عليه من ناقته.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد التميمي، أنا أبو القاسم تمّام بن محمّد، و أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر، و أبو طالب عقيل بن عبيد اللّه بن عبدان الصفّار.

ح و أخبرنا أبو محمّد أيضا، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عقيل بن أحمد بن بندار، و أنا أبو محمّد بن أبي نصر، قالوا: أنا أبو بكر أحمد بن القاسم بن معروف، نا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو النصري الدمشقي، نا أبو اليمان، أنا شعيب، عن الزهري، حدّثني عائذ اللّه بن عبد اللّه أبو إدريس الخولاني أن أبا مسلم الخولاني (1) قال لأهل الشام و هم ينالون من عائشة في شأن عثمان رضوان اللّه عليهما: يا أهل الشام أضرب لكم مثلكم و مثل أمّكم، هذه، مثلها و مثلكم كمثل العين في الرأس، تؤذي صاحبها.

و لا يستطيع أن يعاقبها إلاّ بالذي هو خير لها.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن (2) بن البنّا، عن أبي تمّام علي بن محمّد الواسطي، عن أبي عمر محمّد بن العبّاس، أنا محمّد بن القاسم الكوكبي، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، حدّثني أبو محمّد التميمي، عن أبي مسهر، حدّثني سعيد بن عبد العزيز أن أبا مسلم الخولاني كان يرتجز يوم صفّين و يقول:

ما علتي ما علتي

و قد لبست درعتي

أموت عند طاعتي (3)

قال أبو مسهر: فحدّثني صدقة بن خالد، عن سعيد بن عبد العزيز: أن أبا مسلم كان يقول هذا القول و يجيبه أصحابه.

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد في كتابه، أنا أبو نعيم الأصبهاني الحافظ (4)،نا سليمان بن أحمد.

ص: 221


1- قوله:«أن أبا مسلم الخولاني» سقط من م.
2- في م: الحسين، خطأ، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
3- الخبر و الرجز في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80) ص 297 و سير الأعلام 12/2.
4- الخبر في حلية الأولياء 126/2.

ح و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ [أنا أبو عبد اللّه] (1) الصنعاني، قالا:

نا إسحاق بن إبراهيم، أنا عبد الرّزّاق، عن معمر، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي مسلم الخولاني قال:

مثل الإمام كمثل عين عظيمة صافية طيبة الماء يجري منها إلى نهر عظيم، فيخوض الناس النهر فيكدرونه و يعود عليهم صفو العين، فإن كان الكدر من قبل العين فسد النهر، قال: و مثل الإمام و الناس - و قال سليمان: و مثل الناس - كمثل فسطاط لا يستقل - و قال الصنعاني: لا يستقيم - أو قال: لا يستقل إلاّ بعمود، لا يقوم العمود إلاّ بأطناب - و قال سليمان: بالأطناب، أبو قال: بالأوتاد - فكلما نزع وتد ازداد (2) العمود و هنا فلا - و قال سليمان: لا - يصلح الناس إلاّ بالإمام، و لا يصلح الإمام إلا بالناس.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد بن عبد اللّه بن السماك، نا حنبل بن إسحاق، نا جعفر بن ميمون، حدّثني أبي، نا عبد اللّه بن يوسف، أنا خالد بن يزيد، أنا ابن أبي عبلة أن أبا مسلم الخولاني دخل على معاوية فقال له: ما اسمك ؟ قال: اسمي معاوية، قال:

لا، بل اسمك أحدوثة، فإن جئت بشيء فلك شيء، و إن لم تأت بشيء فلا شيء لك، يا معاوية إنك لو عدلت بين جميع قبائل العرب ثم ملت على أقلّها قبيلة مال جورك بعدلك، يا معاوية إنا لا نبالي بكدر الأنهار إذا صفا لنا رأس العين.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي، أنا أبو الحسن محمّد بن عوف المزني، أنا أبو العبّاس محمّد بن موسى بن السمسار، أنا أبو بكر محمّد بن حريم، نا أبو أحمد حميد بن زنجويه، نا يحيى بن أبي بكر، نا إسماعيل بن عيّاش، نا هشام بن الغاز، حدّثني يونس الهرم أن أبا مسلم الخولاني:

قام إلى معاوية بن أبي سفيان و هو على المنبر فقال: يا معاوية إنما أنت قبر من

ص: 222


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و الزيادة عن المطبوعة.
2- في الحلية: كلما نزع وتدا زاد العمود و هنا.

القبور، إن جئت بشيء كان لك شيء، و إلا فلا شيء لك، يا معاوية لا تحسب أن الخلافة جمع المال و تفريقه، إنما الخلافة القول بالحق، و العمل بالمعدلة، و أخذ الناس في ذات اللّه، يا معاوية إنا لا نبالي بكدر الأنهار ما صفا لنا رأس عيننا، يا معاوية و إياك أن تميل على قبيلة من العرب فيذهب حيفك بعدلك، قال: ثم جلس، فقال له معاوية:

يرحمك اللّه يا أبا مسلم، يرحمك اللّه يا أبا مسلم (1).

كتب إليّ أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم الحافظ (2)،نا أبو حامد بن جبلة، نا محمّد بن إسحاق، نا محمّد بن الصباح، أنا علي بن ثابت، عن جعفر بن برقان، عن أبي عبد اللّه الحرسي، و كان من حرس عمر بن عبد العزيز قال: دخل أبو مسلم الخولاني على معاوية بن أبي سفيان، فقال: السلام عليك أيها الأجير، فقال الناس: الأمير يا أبا مسلم، ثم قال: السلام عليك أيها الأجير، فقال الناس: الأمير، فقال معاوية: دعوا أبا مسلم فهو أعلم بما يقول، قال أبو مسلم: إنما مثلك مثل رجل استأجر أجيرا فولاه ماشيته، و جعل له الأجر على أن يحسن الرعية، و يوفر جزازها و ألبانها، فإن هو أحسن رعيتها و وفر جزازها حتى تلحق (3) الصغيرة و تسمن العجفاء أعطاه أجره و زاده من قبله زيادة، و إن هو لم يحسن رعيتها و أضاعها حتى تهلك العجفاء و تعجف السمينة، و لم يوفر جزازها و ألبانها غضب عليه صاحب الأجر فعاقبه، و لم يعطه الأجر، فقال معاوية: ما شاء اللّه (4).

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، قال: أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم بن نصر الزاهد، أنا أبو الحسن محمّد بن عوف المزني، أنا أبو العبّاس محمّد بن موسى بن الحسين بن السمسار، أنا أبو بكر بن خريم، نا أبو أحمد حميد بن زنجويه، نا الحكم بن نافع، نا أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي مريم، عن عطية بن قيس قال: دخل أبو مسلم الخولاني على معاوية بن أبي سفيان، فقام فيما بين السماطين، فقال: السّلام عليك أيها الأجير، فقيل له: مه، فقال: السلام عليك أيها الأجير، فقال معاوية: دعوا أبا مسلم فإنه أعرف بما يريد، فتقدم أبو مسلم، فقال: السلام عليك أيها الأجير، فقال

ص: 223


1- الخبر في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80) ص 297 و مختصرا في سير أعلام النبلاء 13/2.
2- الخبر في حلية الأولياء 125/2 و باختصار في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80) ص 297.
3- بالأصل:«يلحق.. يهلك» و المثبت عن الحلية.
4- في حلية الأولياء: ما شاء اللّه كان.

معاوية: و عليك السلام يا أبا مسلم، فقال أبو مسلم: يا معاوية اعلم أنه ليس من راعي (1)استرعي رعية إلاّ و رب أجره سائله عنها، فإن كان داوى مرضاها و هنأ جرباها و جبر كسراها و ردّ أولاها على أخراها، و وضعها في أنف من الكلأ، و صفو من الماء، وفّاه اللّه تعالى أجره، و إن كان لم يفعل حرمه. فانظر يا معاوية أين أنت من ذلك، فقال له معاوية: يرحمك اللّه يا أبا مسلم، الأمر على ذلك.

كتب إليّ أبو طالب عبد القادر بن محمّد بن عبد القادر بن يوسف الأصبهاني، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر البرمكي.

ح و حدّثنا أبو المعمر المبارك بن أحمد الأنصاري، قال: أنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي، أنا أبو الحسن علي (2) بن عمر بن الحسن القزويني الزاهد، و أبو إسحاق البرمكي، قالا: أنا أبو عمر محمّد بن العبّاس بن زكريا بن حيّوية، أنا أبو محمّد عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد السكري، ثنا أبو محمّد عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة الدّينوري، قال في حديث أبي مسلم الخولاني:

أنه أتى معاوية فقال: السّلام عليك أيها الأجير، انه ليس من أجير استرعي رعية إلاّ مستأجره سائله عنها، فإن كان داوى مرضاها، و جبر كسراها، و هنأ جرباها، و ردّ أولاها على أخراها، و وضعها في أنف من الكلأ و صفو من الماء، وفّاه أجره.

يرويه إسماعيل بن عيّاش، عن أبي بكر بن عبد اللّه، عن عطية بن قيس.

قوله: ردّ أولاها على أخراها يريد لم يدعها تتفرق و تشذّ، و لكنه ضمّها و جمعها، و ذلك من حسن الرعيّة. هذا إذا كانت قطيعا واحدا، فإذا كثرت الأقطاع و الرّعاء، فالأحمد عندهم أن يفرقوا، و لذلك كانوا يقولون: اللّهم حبب بين شاتنا و بغّض بين رعائنا، و اجعل المال في سمحائنا، قال الأصمعي: إذا تباغض الرعاء لم يجتمعوا للحديث، و يضيق المرعى و نحو منه، و ليس يعينه (3) اختيارهم للسقي عجميا و عربيا لا يفهم أحدهما حديث الآخر ليكون أحثّ للعمل قال الراجز (4):

ص: 224


1- كذا بإثبات الياء بالأصل و م.
2- مطموسة و عليها غبش بالأصل، و المثبت عن م.
3- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: يعنيه.
4- الرجز في تاج العروس (بتحقيقنا) مادة معد 256/5 منسوبا لأحمد بن جندل السعدي (صوابه: أحمر، فالعرب لم تسم قبل النبي صلى اللّه عليه و سلّم أحمد) و انظر ما لاحظناها و هناك بشأنه.

هل يروين (1) ذودك نزع معد

و ساقيان سبط و جعد

يريد بالسّبط : العجمي، و بالجعد: الأسود، و مثله قول الآخر:

إن سرّك الرّي أخا تميم

فاعجل بعبدين ذوي قديم (2)

بفارسيّ و أخ للرّوم

وزيم: لحم و عضل، و أنف الكلأ: أوله، يريد أنه يتتبع (3) بها المواضع التي لم ترع، و منه يقال: استأنفت كذا إذا ابتدأته، و يقال: روضة أنف لم ترع، و كأس أنف لم يشرب بها قبل ذلك، كأنه استؤنف شربها، و قد أنفت إذا وطئت كلأ أنفا. و يقال: أرض أنيفة إذا استرعت النبات، و تلك آنف بلاد اللّه، و يقال: أنف الأرض ما استقبل الشمس من الجلد و الضواحي من الجبال.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن بن البنّا، عن أبي تمّام علي بن محمّد الواسطي، عن أبي عمر محمّد بن العبّاس، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا عبيد اللّه بن عمر، حدّثني عمي يحيى بن ميسرة، عن عون العقيلي، قال: قال أبو مسلم الخولاني - و هو تحت سرير معاوية-: من دعا للإسلام في كلام ذكره، قال: فقال معاوية: من هذا؟ فقالوا لمعاوية: فقالوا: دعوه فإنه شيخ قد خرف، و ذهب عقله.

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل بن محمّد بن الحسين الفارسي، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو حامد المقرئ - يعني أحمد بن علي بن الحسن - نا أبو عيسى الترمذي، نا سوار (4) بن عبد اللّه

ص: 225


1- بالأصل:«هل تروين من ذو ذل...» و الصواب عن التاج. قال ابن الأعرابي: نزع معد: سريع، و بعض يقول: شديد، و كأنه نزع من أسفل قعر الركية. و فيه أيضا: و معد الدلو معدا و معد بها: نزعها و أخرجها من البئر، و قيل: جذبها.
2- في المطبوعة:«وزيم».
3- بالأصل و م: يتشبع، و المثبت عن المطبوعة.
4- بالأصل و م:«سرار» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 199/8.

العنبري، نا أبو بحر (1) البكراوي الحسن بن ذكوان، قال: سمعت الحسن يقول: كان أبو مسلم الخولاني يقول: مثل العلماء في الأرض مثل النجوم في السماء، إذا بدت لهم اهتدوا، و إذا خفيت عليهم تحيروا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن أحمد البروجردي، أنا أبو سعد علي بن عبد اللّه بن أبي صادق الحيري، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن باكويه الشيرازي، نا عبد الواحد بن بكر الورثاني، نا عبد اللّه بن إسحاق البغدادي، نا أحمد بن ملاعب، نا موسى بن إسماعيل، نا أبو حمزة القطان (2)،عن الحسن، عن أبي مسلم الخولاني قال:

مثل العلماء في الأرض مثل النجوم في السماء يهتدون بها، و مثل الصالحين مثل الأميال في الأرض ينجو بها السالك من الضلالة، قال: و قال: و سمعته يقول: يا معشر القرّاء استقيموا فقد سبقتم سبقا بيّنا بعيدا. و إن أخذتم يمينا و شمالا فقد ضللتم ضلالا بعيدا. قال: و كان يقول: كلمة العالم الذي لا يعمل لها يزل عن القلب كما يزل القطر عن الصّفا.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل بن الفضيل الفضيلي، و أبو المحاسن أسعد بن علي بن الموفق بن زياد، و أبو بكر أحمد بن يحيى بن الحسن الأذربيجاني، و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب، قالوا: أنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفّر الدّاودي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن حموية السّرخسي، أنا أبو عمران عيسى بن عمر بن العبّاس السّمرقندي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن بهرام السّمرقندي الدّارمي، أنا سليمان بن حرب، نا حمّاد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة قال: قال أبو مسلم الخولاني: العلماء ثلاثة: فرجل عاش في علمه و عاش الناس فيه، و رجل عاش في علمه و لم يعش معه فيه أحد، و رجل عاش الناس في علمه و كان وبالا عليه.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنّا، أنا أبو محمّد بن علي الجوهري، أنا

ص: 226


1- في م: أبو بكر، خطأ و الصواب ما أثبت، و اسمه عبد الرحمن بن عثمان بن أمية البكراوي، أبو بحر، ترجمته في تهذيب الكمال 290/11.
2- كذا بالأصل و م و المطبوعة، و على هامش الأصل:«صوابه العطّار».

أبو عمر بن حيّوية، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن المروزي، أنا عد اللّه بن المبارك، أنا إبراهيم بن نشيط الوعلاني، نا الحسن بن ثوبان:

أن أبا مسلم الخولاني دخل المسجد فنظر إلى نفر قد اجتمعوا جلوسا فرجا أن يكونوا على ذكر، على خير فجلس إليهم، فإذا بعضهم يقول: قدم غلام لي، فأصاب كذا و كذا، و قال الآخر: و أنا قد جهزت غلامي فنظر إليهم، فقال: سبحان اللّه هل تدرون يا هؤلاء ما مثلي و مثلكم ؟ كمثل رجل أصابه مطر غزير وابل، فالتفت فإذا هو بمصراعين عظيمين، فقال: لو دخلت هذا البيت حتى يذهب عني أذى هذا المطر، فدخل فإذا بيت لا سقف له. جلست إليكم و أنا أرجو أن تكونوا على خير على ذكر، فإذا أنتم أصحاب دنيا، فقام عنهم.

أنبأني أبو غالب بن البنّا، عن أبي طالب محمّد بن علي بن الفتح العشاري، أنا أبو طاهر محمّد بن عبد الرّحمن بن العبّاس المخلّص، أنا أبو محمّد عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني أبي، نا أبو خالد القرشي، نا عمرو العنبري، عن عبد الملك بن عمير قال: قال أبو مسلم الخولاني:

أظهر اليأس مما في أيدي الناس، فإن فيه الغنى، و أقلّ طلب الحاجات إلى الناس، فإن فيه الفقر الحاضر، و إياك و ما يعتذر منه من الكلام، و صلّ صلاة مودّع يظن أن لن يعود، و إن استطعت أن يكون اليوم خيرا منك أمس، و يكون غدا خيرا منك اليوم فافعل.

أخبرني أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو عمر عبد الواحد محمّد بن عبد اللّه بن مهدي.

ح و أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، أنا أبو الحسين (1) عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، نا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن إسحاق المصري الجوهري، نا إبراهيم بن أبي داود البرلّسي، نا أبو اليمان، نا أبو وهب عمرو بن عبد الرّحمن العنسي، عن شرحبيل بن مسلم الخولاني، عن أبيه مسلم بن حامد قال:

قال لي أبو مسلم:

ص: 227


1- بالأصل:«أبو الحسن» خطأ، و الصواب ما أثبت عن م و المطبوعة.

يا مسلم بن حامد كيف بك إذا صرت في حثالة من الناس ؟ فقلت: يا أبا مسلم، و ما الحثالة ؟ فقال: قوم لا تعرفهم و لا يعرفونك، أولئك شرار الخلق ألا إن أفضلكم في ذلك الزمان أخملكم ذكرا، قلت: يا أبا مسلم و ما خمالة الذكر؟ قال: من لم يعرف الناس و لم يعرفوه، و لم يتصدّ للفتن فتهلكه، و أخفهم حاذا، فقلت: يا أبا مسلم و ما خفة الحاذ؟ قال: من قلّ أهله و عياله و لا يكون - و قال عاصم: و لم يكن - متشاغلا عن عبادة ربه عز و جل، إن الرجل منكم يخرج، فيتخطف الدنيا من حلّها و حرامها لأهله و عياله، ألا و سيعيش الرجل منكم في ذلك الزمان في حسب غيره، فقلت: يا أبا مسلم سبحان اللّه، أو يكون هذا؟ قال: نعم، يدرس العلم، و يذهب الناس، فينتهي قوم إلى غير آبائهم، و يتولى قوم إلى غير مواليهم، لا يجدون من يصدّقهم و لا يكذّبهم.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين الخلعي، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عمر بن النحاس، أنا أبو سعيد أحمد بن محمّد بن الأعرابي، نا يحيى بن أبي طالب، نا عبد الوهّاب بن عطاء، حدّثني محمّد بن عمرو، عن صفوان بن سليم، عن أبي مسلم الخولاني قال: كان الناس مرة ورقا لا شوك فيه، و أنتم اليوم شوك لا ورق فيه.

أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر بن أبي الرضا، أنا أبو عاصم الفضيل بن أبي منصور، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أحمد بن أبي شريح، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر، نا محمّد بن فضيل، نا أبو أسامة قال: محمّد بن عمرو: حدّثني عن صفوان بن سليم قال: قال أبو مسلم:

كان الناس ورقا لا شوك فيه، و أنتم اليوم شوك لا ورق فيه، إن سببتهم سبّوك و إن ناقدتهم ناقدوك (1)،و إن تركتهم لم يتركوك.

أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السّجزي، أنا أبو صاعد يعلى بن هبة اللّه.

ح و أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر بن أبي الرضا، أنا أبو عاصم الفضيل بن أبي منصور، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي شريح، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عقيل بن

ص: 228


1- بالأصل:«ناقذتهم ناقذوك» و المثبت عن م. و ناقدت فلانا في الأمر ناقشته في الأمر (اللسان).

الأزهر، نا علي بن حرب، نا (1) ابن إدريس، عن ليث قال: قال أبو مسلم الخولاني:

إن الناس كانوا ورقا لا شوك فيه، و أنتم اليوم شوك لا ورق فيه، إنك إن ناقدت الناس ناقدوك، و إن تركتهم لم يتركوك، و إن فررت منهم أدركوك، فقال رجل: كيف أصنع ؟ قال: اعط من عرضك ليوم فقرك.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني، أنا أبو الحسن بن رشأ بن نظيف المقرئ، أنا أبو محمّد الحسن بن إسماعيل المصري، أنا أحمد بن مروان المالكي، نا محمّد بن أحمد الأزدي، نا معاوية بن عمرو، عن أبي إسحاق، عن زائدة، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي مسلم الخولاني، قال:

أربع لا يقبلن في أربع: السرقة، و الخيانة، و الغلول، و مال اليتيم في الحجّ و العمرة، و الصدقة و النفقة في سبيل اللّه عز و جل.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور الفقيه المالكي، أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد السلمي، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن ربيعة بن زيد الربعي القاضي، نا إسماعيل بن إسحاق، ثنا نصر بن علي، قال: خبرنا الأصمعي، أنا ابن أبي الزّناد قال: قال أبو مسلم الخولاني: مثل هذه من توفيق - و عقد طرف إصبعه - خير من (2) مثل هذا من عقل، و فرّج (3) بين يديه.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي في كتابه، نا عبد العزيز بن أحمد، نا تمّام بن محمّد البجلي، نا علي بن أبي طالب، و هارون بن محمّد، قالا: نا إبراهيم، نا هشام بن عمّار، نا ابن عيّاش، نا شرحبيل بن مسلم، عن أبي مسلم الخولاني أنه أقبل من جنازة فلقي رفقته (4) يريدون الصائفة، فقال لبعض من معه: اذهب فمر الغلام أن يلحقني بفرسي و بغلي، فإن هذا وجها إن شاء اللّه، قيل له: لو أتيت أهلك ثم خرجت، قال: ما أنا بفاعل، كراهية أن يسبقه أحد بالخروج، و كان أبو مسلم إذا دخل أرض الروم لا يزال في المقدّمة حتى يؤذن للناس، فإذا أذن لهم كان في السّاقة و كانت الولاة يتيمنون

ص: 229


1- سقطت «نا» من م.
2- سقطت «من» من م.
3- بالأصل و م: و فرح، بالحاء المهملة، و المثبت عن المطبوعة.
4- في م: رفقة.

بأبي مسلم، فيؤمّرونه على المقدّمات (1).

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم، نا أبو الفرج سهل بن بشر بن أحمد الأسفرايني، أنا أبو بكر الخليل بن هبة اللّه بن الخليل، أنا عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي، أنا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاّب، نا العبّاس بن الوليد بن صبح، نا أبو مسهر و محمّد بن معاذ، قالا: نا سعيد بن عبد العزيز قال: توفي أبو مسلم الخولاني بأرض الروم بحمّة بسر في خلافة معاوية، و قال (2)لبسر بن (3) أرطأة: أمّرني على من مات معك من المسلمين، و اعقد لي لواء عليهم، و اجعل قبري أقصى القبور إلى العدو، فإني أرجو أن آتي يوم القيامة بلوائهم (4).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه بن الحسن، أنا محمّد بن الحسين بن محمّد بن الفضل (5)،أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (6)،نا العبّاس بن الوليد بن مزيد، أنا أبي، نا سعيد بن عبد العزيز قال: توفي أبو مسلم الخولاني بأرض الروم في حمّة بسر في خلافة معاوية، فقال لبسر بن أرطأة - و كان رجل سوء - و يزعم كثير من أهل الشام له صحبة و هو باطل: أمّرني على من (7) معك من المسلمين، و اجعل قبري أقصى القبور، فإني أرجو أن أجيء يوم القيامة بلوائهم.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي، نا أبو عبد اللّه محمّد بن عائذ (8)،أنا الوليد، نا سعيد بن عبد العزيز أن أبا مسلم الخولاني كان ممن شتى مع بسر بن أبي أرطأة، فأدركه أجله بها، فأتاه بسر في مرضه فقال له أبو مسلم: اعقد لي على من مات معك من

ص: 230


1- الخبر في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80) ص 297 و مختصرا في سير الأعلام 13/2.
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: فقال.
3- كذا بالأصل و م،«بسر بن أرطأة» و هو بسر بن أبي أرطأة، و قد مرّت ترجمته في كتابنا (راجع حرف الباء) و في تاريخ الإسلام و سير الأعلام: بسر بن أبي أرطأة.
4- لخبر في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80) ص 298 و سير أعلام النبلاء 13/2.
5- عن م و بالأصل: الفضيل.
6- الخبر في المعرفة و التاريخ 478/2.
7- سقطت اللفظة من م.
8- بالأصل و م: عائد.

المسلمين في هذه الغزاة، فإني أرجو أن آتي بهم يوم القيامة على لوائهم.

قال: و نا ابن عائذ، حدّثني عبد الأعلى بن مسهر، عن سعيد بن عبد العزيز: أن أبا مسلم الخولاني قال لبسر بن أبي أرطأة و قد حضرته الوفاة بأرض الروم: اعقد لي على من مات هاهنا، قال رجاء أن يبعث عليهم.

قال: و نا ابن عائذ، نا الوليد بن مسلم، قال: و قد أخبرني صاحب لنا يقال له أحمد بن الحسن أنه بلغه أن معاوية بن أبي سفيان شتّى بسر بن أبي أرطأة سنة إحدى و خمسين.

قال: و أنا ابن عائذ، نا الوليد بن مسلم، عن زيد بن دعكنة البهراني أن معاوية شتّى بسر بن أبي أرطأة بأرض الروم بالحمّة سنة أربع و أربعين.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون البجلي، نا أبو زرعة (1)،نا أبو مسهر، و محمّد بن معاذ قالا:

ثنا سعيد بن عبد العزيز أن أبا مسلم الخولاني توفي بأرض الروم، و على الناس بسر بن أبي أرطأة بحمة بسر، قال أبو زرعة: في خلافة معاوية.

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي في كتابه، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و أبو الحسين المبارك، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد عبد الوهّاب بن محمّد بن موسى الغندجاني الواسطي - زاد أبو الحسين الأصبهاني قالا:

أنا أبو بكر أحمد بن عبدان بن محمّد بن الفرج الشيرازي، أنا أبو الحسن محمّد بن سهل المقرئ، نا أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل البخاري (2)،قال: قال أبو مسهر: توفي - يعني أبا مسلم - زمن معاوية قبل بسر بن أبي أرطأة.

و قد وردت حكاية توهم أن موته كان بدمشق.

أنبأنا بها أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم الحافظ (3)،أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد، قال: وجدت في كتاب أبي بخطّ يده حديث عن محمّد بن

ص: 231


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 690/2 و انظر فيه 226/1.
2- التاريخ الكبير للبخاري 59/5.
3- الخبر في حلية الأولياء 128/2.

شعيب عن بعض مشيخة دمشق قال: أقبلنا من أرض الروم قفّالا فلما أن خرجنا من حمص متوجهين إلى دمشق مررنا بالعمير الذي يلي حمص على نحو من أربعة أميال في آخر الليل فلما سمع الراهب الذي في الصومعة كلامنا اطلع إلينا فقال: ما أنتم يا قوم ؟ فقلنا: ناس من أهل دمشق، أقبلنا من أرض الروم، فقال: هل تعرفون أبا مسلم الخولاني ؟ فقلنا: نعم، قال: فإذا أتيتموه فاقرءوه السّلام، و أعلموه أنا نجده في الكتب رفيق عيسى بن مريم، أما إنكم إن كنتم تعرفونه لا تجدونه حيا، قال: فلما أشرفنا على الغوطة بلغنا موته.

- يعني سمعوا خبر وفاته بدمشق - و كانت وفاته بأرض الروم كما حكينا (1).

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن محمّد الأكفاني المزكّي، نا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد الكتاني - لفظا - أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن طوق الطبراني، أنا عبد الجبّار بن محمّد بن مهنى الخولاني (2)،نا عبد الرّحمن بن عبد اللّه، نا أبو زرعة - هو عبد الرّحمن بن عمرو الدمشقي - حدّثني محمّد بن عثمان، نا إسماعيل بن عيّاش، عن شرحبيل بن مسلم الخولاني، عن سعيد بن هانئ قال: قال معاوية - رحمة اللّه عليه - إنما المصيبة كل المصيبة لموت أبي مسلم الخولاني، و كريب بن سيف الأنصاري.

أخبرنا بها عالية أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر التميمي، أنا أبو الميمون البجلي، نا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو النصري (3)،أخبرني محمّد بن عثمان أبو الجماهر، نا ابن عيّاش، عن شرحبيل بن مسلم الخولاني، عن سعيد بن هانئ (4) قال: قال معاوية: إنّما المصيبة كل المصيبة لموت أبي مسلم الخولاني، و كريب بن سيف الأنصاري.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني، نا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد، أنا

ص: 232


1- و الخبر نقله الذهبي في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80) ص 298 من طريق الإمام أحمد، و في سير أعلام النبلاء 13/2.
2- الخبر في تاريخ داريا للخولاني ص 63.
3- الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 226/1-227 و أعاده في 690/2.
4- ترجمته في تهذيب التهذيب 92/4.

تمّام بن محمّد الرازي، أنا علي بن أبي طالب، و هارون بن محمّد، قالا: نا إبراهيم، نا هشام بن عمّار، نا ابن عيّاش، نا شرحبيل بن مسلم، عن سعيد بن هانئ قال: توفي ابن لعتبة بن أبي سفيان، فقام ناس إلى معاوية، فقالوا: السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة اللّه و بركاته، أعظم اللّه أجرك في ابن أخيك، و جعل ثوابك من مصيبتك به الجنّة، فأسكت عنهم، فردّوا عليه الكلام، فقال: إنّ موت غلام من آل أبي سفيان قبضه اللّه إلى جنته و كرامته ليس بمصيبة، إن المصيبة كل المصيبة على مثل أبي مسلم الخولاني، و كريب بن سيف الأزدي (1).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو العلاء محمّد بن علي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل بن غسان، نا أبي قال: و في سنة اثنتين و ستين مات علقمة، و أبو مسلم الخولاني.

هذا وهم، بل مات قبل ذلك.

ص: 233


1- ذكره الذهبي في تاريخ الإسلام و سير الأعلام، و عقّب بقوله: فعلى هذا يكون أبو مسلم مات قبل معاوية، إلاّ أن يكون هذا هو معاوية بن يزيد (بن معاوية بن أبي سفيان).

حرف الجيم في أسماء آباء العبادلة

اشارة

في أسماء آباء (1) العبادلة

3214 - عبد اللّه بن جابر بن عبد اللّه

أبو محمّد الطّرسوسي البزّار (2)

سمع بدمشق أبا مسهر عبد الأعلى بن مسهر، و محمّد بن المبارك الصوري، و بغيرها: عبد اللّه بن يوسف التّنّيسي، و زهير بن محمّد بن نمير، و عبد اللّه بن خبيق الأنطاكي، و جعفر بن محمّد بن نوح.

روى عنه: أبو بكر محمّد بن أحمد بن المستنير المصّيصي، و أبو إسحاق إبراهيم بن جعفر بن سنيد بن داود المصّيصي، و أبو بكر محمّد بن سعيد بن الشفق البغدادي - نزيل طرسوس - و جعفر بن محمّد بن نصير الخوّاص، و أبو الحسن أحمد بن جعفر بن حمدان الطّرسوسي، و أبو بكر بن المقرئ.

أخبرنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبيد اللّه الخطيبي - ببغداد - و أبو العبّاس أحمد بن الفضل (3) بن أحمد سمكويه الخيّاط ، و أم المجتبى فاطمة بنت ناصر بن الحسن، قالوا: أنا أبو الطّيّب عبد الرّزّاق بن عمر بن موسى بن شمّة، أنا أبو بكر بن المغربي (4)،نا عبد اللّه بن جابر الطّرسوسي، نا زهير بن محمّد بن قمير، نا عبيد بن عبيدة، نا معتمر، عن أبيه، عن سهيل بن أبي صالح، عن عطاء بن يزيد الليثي،

ص: 234


1- سقطت من م.
2- ترجمته في لسان الميزان 265/3.
3- عن م و بالأصل: المفضل.
4- في م و المطبوعة (عبد اللّه بن جابر - عبد اللّه بن زيد): ابن المقرئ.

عن تميم الدّاري، قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«الدين النّصيحة للّه و لرسوله و لكتابه و لأئمة المسلمين و عامّتهم»[5789].

أخبرناه أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء بن أبي منصور، أنا أبو الفتح منصور بن الحسين بن علي بن القاسم، و أبو طاهر أحمد بن محمود بن أحمد، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو محمّد عبد اللّه بن جابر الطّرسوسي - بطرسوس - نا زهير بن محمّد بن قمير، نا عبيد بن عبيدة بن مرّة التيمي، نا معتمر، عن أبيه، عن سهيل، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن تميم الدّاري، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إن الدين النصيحة»- ثلاث مرات - قالوا: يا رسول اللّه لمن ؟ قال:«للّه، و لرسوله، و لكتابه، و لأئمة (1) المسلمين و عامتهم»[5790].

قال: و نا عبد اللّه بن جابر، نا ابن خبيق، نا عبد اللّه بن عبد الرّحمن، قال: قال سفيان الثوري: أصبنا أصل كل عداوة اصطناع المعروف إلى اللئام.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم، حدّثني أبو بكر محمّد بن أحمد بن المستنير المصّيصي، حدّثني عبد اللّه بن جابر، نا محمّد بن المبارك الصّوري، نا إسماعيل بن عيّاش، عن عمارة بن غزّية، عن أبي حازم، عن واثلة بن الأسقع، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«الأمناء عند اللّه ثلاثة: جبريل، و أنا و معاوية»[5791].

قال: و حدّثني أبو بكر في عقبه، حدّثني عبد اللّه - يعني ابن جابر - نا محمّد بن المبارك، نا إسماعيل بن عيّاش، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن واثلة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم مثله.

قال الحاكم: سألت أحمد بن عمير الدّمشقي، و كان عالما بحديث الشام، و قلت له: إنّ أبا هارون الحرفي (2) حدّث عن عبد اللّه بن يوسف، عن إسماعيل بن عيّاش، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن واثلة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«الأمناء عند اللّه».

فأنكره جدا، و رأيته يسيء الرأي في أبي هارون، و قال عبد اللّه بن يوسف ثقة لا

ص: 235


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: و أئمة.
2- كذا رسمها بالأصل، و في م:«الحبرني» و في المطبوعة: الجبريني.

يحتمل مثل هذا، أو حكاه لي ابتداء، و ذكر ما حكيته عنه.

قال الحاكم: و هذا عبد اللّه بن جابر قد حدّث به عن محمّد بن المبارك و أربى على أبي هارون في روايته عن محمّد بن المبارك، عن إسماعيل بحديث عمارة بن غزيّة، عن أبي حازم، عن واثلة، و اللّه يرحمنا و إياه، فإنه ذاهب الحديث.

و قال الحاكم أبو أحمد: عبد اللّه بن جابر الطّرسوسي يروي عن أبي مسهر الغسّاني، و أبي محمّد عبد اللّه بن يوسف التّنّيسي منكر الحديث، روى عنه أبو بكر محمّد بن أحمد بن المستنير المصّيصي، و أبو إسحاق إبراهيم (1) بن جعفر بن سنيد بن داود المصّيصي. كنّاه لنا إبراهيم بن محمّد.

3215 - عبد اللّه بن جابر

أبو مسلم

من جلساء الوليد بن مسلم.

حكى عن الوليد، و الحسن بن يحيى الخشني (2).

حكى عنه أحمد بن أبي الحواري.

قرأت بخط أبي الحسن (3) رشأ بن نظيف المقرئ، و أنبأنيه أبو القاسم العلوي، و أبو الوحش المقرئ و غيرهما عنه، أنا أحمد بن محمد بن يوسف بن محمّد بن دوست بن العلاف، نا أحمد بن سلمان (4)،نا الحسن بن علي - يعني المعمري - نا أحمد بن أبي الحواري، حدّثني عبد اللّه بن جابر أبو مسلم جليس الوليد بن مسلم، قال: سمعت الوليد بن مسلم يقول:

أضاف بأبي شيخ من أهل الحجاز، فبات ليلته يردد هذه الآية و يبكي إلى الصباح سٰارِعُوا إِلىٰ مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَ جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمٰاوٰاتُ وَ الْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (5)،فلما

ص: 236


1- سقطت من الأصل و استدركت عن م.
2- إعجامها مضطرب بالأصل، و الصواب ما أثبت عن م، و ضبطت عن الأنساب، ذكره السمعاني و ترجم له.
3- مضطربة بالأصل و م، و الصواب ما أثبت، و انظر ترجمته في معرفة القرّاء الكبار، و قد مرّ التعريف به.
4- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: سليمان.
5- سورة آل عمران، الآية:133.

غدا إلى المسجد غدوت معه، قال: فقلت له: يا عمّ لقد أبكتك الليلة آية، ما يبكى عند مثلها، إنها آية رحمة، فقال لي: يا ابن أخي و ما ينفعني أو يغني عني عرضها إن لم يكن لي فيها موضع قدم ؟ قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو الحسين عبد اللّه بن أحمد بن عمرو بن معاذ العنسي - بداريّا - نا أبو القاسم بن أبي العقب، نا أبو محمد جعفر بن محمد بن الرّوّاس، نا أحمد بن أبي الحواري، نا أبو مسلم عبد اللّه بن جابر، قال: سمعت الوليد يقول في قوله عز و جل: هَبْ لَنٰا مِنْ أَزْوٰاجِنٰا وَ ذُرِّيّٰاتِنٰا قُرَّةَ أَعْيُنٍ (1) قال: يعبدونك فيحسنون عبادتك، و لا يخرجون علينا الحدّ، وَ اجْعَلْنٰا لِلْمُتَّقِينَ إِمٰاماً (2)،قال: نأتم بصالح من مضى من قبلنا، و يأتم بنا صالح من يجيء من بعدنا.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا إسحاق بن أحمد، نا إبراهيم بن يوسف، نا أحمد بن أبي الحواري، نا أبو مسلم عبد اللّه بن جابر (3) جليس للوليد بن مسلم، قال: سمعت الخشني يقول في قول اللّه تعالى: فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيٰاةً طَيِّبَةً (4)،قال: لنرزقنّه طاعة يجد لذتها في قلبه.

قال: و سمعت الخشني يقول: من أراد أن يغزر دمعه و يرقّ قلبه فليأكل و ليشرب في نصف بطنه، فحدّثت به أبا سليمان فقال لي: إنما جاء الحديث: ثلث طعام، و ثلث شراب، و أرى هؤلاء قد حاسبوا أنفسهم فربحوا سدسا.

3216 - عبد اللّه بن الجارود، و اسمه بشر

3216 - عبد اللّه بن الجارود، و اسمه بشر (5)

أنبأنا أبو محمد بن صابر، أنا سهل بن بشر، أنا علي بن بقاء الورّاق - إجازة - أنا المبارك بن سالم، أنا الحسن بن رشيق، نا يموت بن المزرّع، نا أبو شراعة عبد اللّه بن شراعة القيسي، نا محمد بن القاسم بن محمد بن شراعة، عن مشيخة الحيّ قال:

ص: 237


1- سورة الفرقان، الآية:74.
2- سورة الفرقان، الآية:74.
3- سورة النحل، الآية:67.
4- من قوله: أبو مسلم عبد اللّه بن جابر (في الخبر السابق) إلى هنا سقط من م.
5- انظر في أخباره: جمهرة ابن حزم ص 296 و تاريخ الطبري 210/6 و الكامل لابن الأثير (بتحقيقنا حوادث سنة 75) و تاريخ الإسلام للذهبي (حوادث سنة 61-80) ص 324 ضمن حوادث سنة 75.

كان عبد اللّه بن يزيد الأسيّدي ثم التميمي يكثر التّعبّث بعبد اللّه بن الجارود العبدي، و كان عبد اللّه بن الجارود عاملا على البصرة من قبل سليمان بن عبد الملك، فدسّ عبد اللّه بن الجارود رجالا من عبد القيس فشهدوا على عبد اللّه بن يزيد بشرب الخمر، فقبض عليه و ضربه الحدّ ضرب التلف، فأخذ عبد اللّه بن يزيد يقول: ما هكذا تقام الحدود، ثم أمر به إلى السجن، و دسّ إليه غلاما له فدق عنقه في الحبس و ادّعى عليه أنه مصّ خاتما كان في يده تحت فصّه سمّ ، فأنشأ الفرزدق يقول:

يا آل تميم ألا للّه أمّكم *** لقد رميتم بإحدى المصمئلاّت (1)

في أبيات له، فوجه عبد اللّه بن الجارود من لبّب الفرزدق و قاده إلى السّجن، فلما أن كان على باب السجن قال: أيها المسلمون أشهدكم أنه ليس في إصبعي خاتم، و نمي الخبر إلى سليمان، فعزل ابن الجارود، و أشخصه إليه، فلما دخل عليه سلّم بالخلافة، فقال له سليمان: لا سلّم اللّه عليك، قتلت من كان خيرا منك أبا و أمّا، فقال ابن الجارود: يا أمير المؤمنين وليتمونا بلدا، و دفعتم إلينا سيفا و سوطا، و أمر أمرتمونا بإقامة الحدود، فإن تهلك نفس فمن وراء الجهد، و أما قولك يا أمير المؤمنين: إنه كان خيرا مني أبا و أما، فأمّا أبي فهو الجارود بن المعلّى الذي قال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«أسلم يا جارود»[5792]، قال: اضمن لي الجنة يا رسول اللّه، و هو الذي قال فيه عمر: لو أدركت سالما مولى أبي حذيفة لم يخالجني فيه الشك، و لو أدركت أعيمش عبد القيس لسلتّها إليه، و أما أمي فابنة الذي أجار أباك على علي بن أبي طالب يوم الجمل، و كان جده لأمه مسمع ابن مالك أبو مالك ابن مسمع، و كان أجار مروان يوم الجمل على علي بن أبي طالب.

3217 - عبد اللّه بن جامع بن زياد

أبو محمد الحلواني

سمع سعد بن محمد القاضي ببيروت، و يحيى بن عثمان بن صالح المصري (2)،

ص: 238


1- البيت في ديوانه 107/1 و بالأصل:«قال تميم» و المثبت عن الديوان و المصمئلات: الدواهي، الواحدة مصمئلة.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 172/20.

و الربيع بن سليمان، و إبراهيم بن أبي داود البرلّسي (1)،و علي بن حرب الموصلي، و يوسف بن سعيد بن مسلّم (2)،و أبا أمية الطرسوسي.

روى عنه: أبو العبّاس الفضل بن الفضل الكندي الهمذاني (3)،و الحاكم أبو أحمد محمد بن محمد الحافظ ، و أبو أحمد محمد بن أحمد بن الغطريف الجرجاني، و أبو بكر محمد بن يحيى بن أحمد الفقيه، و عبد اللّه بن يوسف بن مالك العدل.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الأصبهاني (4)،نا أبو أحمد الغطريفي، نا عبد اللّه بن جامع، قال: سمعت الربيع يقول: سمعت الشافعي يقول: ما شبعت من (5)ست عشرة سنة إلاّ أكلة أكلتها فأتقيؤها.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد الفقيه، أنا أبو البركات أحمد بن عبد اللّه بن علي بن طاوس، أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان الصيرفي - ببغداد - أنا أبو علي الحسن بن الحسين بن حمكان الفقيه، نا أبو العبّاس الفضل بن الفضل الكندي، نا عبد اللّه بن جامع الحلواني، نا سعد بن محمد ببيروت، نا أحمد بن محمد، نا إبراهيم، قال: سمعت محمد بن إدريس يقول: كانت لي امرأة و كنت أحبّها فكنت إذا دخلت عليها قلت (6):

أ ليس شديدا (7) أن تحبّ و لا يحبّك من تحبّه قال: فتقول هي:

و يصدّ عنك بوجهه *** و تلجّ (8) أنت فما تغبّه

ص: 239


1- البرلسي نسبة إلى برلس بليدة من سواحل مصر.(ياقوت).
2- ضبطت عن الاكمال 244/7.
3- بالأصل و م: الهمداني، بالدال المهملة. و المثبت عن المطبوعة.
4- الخبر في حلية الأولياء 127/9 ضمن أخبار الإمام الشافعي رحمه اللّه.
5- حلية الأولياء: منذ.
6- البيت في ديوانه ط بيروت ص 31 و في نسخة أخرى ديوانه ص 32 و في حلية الأولياء 153/9 و نزهة الجلساء في أخبار النساء للسيوطي ص 100.
7- في الديوان (نسختاه) و من البلية أن تحب...
8- في الديوان (النسختان) و تلح.
3218 - عبد اللّه بن جراد بن المنتفق بن عامر بن عقيل،

و يقال: ابن جواد (1) بن معاوية العقيلي (2)

يقال: له صحبة.

روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم أحاديث، و عن أبي هريرة.

روى عنه: أبو قتادة الشامي، و يعلى بن الأشدق.

و قدم على النبي صلى اللّه عليه و سلّم من مؤتة من الشام.

أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن علي بن إبراهيم، نا القاضي أبو الحسين محمد بن علي بن محمد بن المهتدي، نا أبو الفتح يوسف بن عمر بن مسرور القوّاس - إملاء - قال: قرئ على أبي العبّاس أحمد بن عيسى بن السكين البلدي و أنا أسمع، قيل له: حدّثكم هاشم - يعني ابن القاسم الحرّاني - نا يعلى - يعني ابن الأشدق - عن عمّه عبد اللّه بن جراد قال: قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«كم إبلك ؟» قال: قلت: ثلاثون، قال:«إن ثلاثين خير من مائة»، قلت: يا رسول اللّه إنّا لنرى أن المائة أكثر من ثلاثين و هي أحبّ إلينا، قال:«إنّ ربّها بها معجبا (3)،و إنه لا يؤدي حقها، إنّ المائة مفرحة مفتنة، و كلّ مفرح مفتن»[5793].

قال: أنا يوسف بن عمر، قال: قرئ على أحمد بن عيسى قيل له: حدّثكم هاشم - يعني ابن القاسم - نا يعلى، عن ابن جراد قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«قطع العروق مسقمة، و الحجامة خير منه، قطع العروق مسقمة»[5794].

و به: أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم كان إذا ضربت (4) راحلته دعا بلبن فشرب فقطرت على ثوبه قطرة، فدعا بماء فغسله، و قال:«هو يخرج من بين فرث و دم و هو طعام المسلمين و شراب أهل الجنة»[5795].

و به: قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«كل شيء يتوضأ منه إلاّ الحلواء»[5796]، و كان إذا أكل دعا بماء فتمضمض.

ص: 240


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة و مختصر ابن منظور: جراد.
2- ترجمته و أخباره في الإصابة 288/2 و أسد الغابة 93/3 و ميزان الاعتدال 400/2 و الاستيعاب 278/2 هامش الإصابة.
3- كذا بالأصل و م و المطبوعة، و الصواب:«معجب».
4- كذا بالأصل و م.

و به: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«الضيف لا ينقص من كرامته ثلاثة أيام»[5797].

و به قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«من أطعم كبدا جائعا أطعمه اللّه من أطيب طعام الجنة يوم القيامة»[5798].

و به قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«من برّد كبدا عطشانا (1) سقاه اللّه و أرواه من شراب الجنة يوم القيامة»[5799].

و به قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إذا أتاك أخوك المسلم عطشانا (2) فاروه فإن لك في ذلك أجر»[5800].

و به قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«إذا أقرض أحدكم قرضا فليوفه ثناء و حمدا»[5801].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد (3) محمد بن عبد الرّحمن، أنا أبو بكر محمد بن محمد الطّرازي، أنا أبو العبّاس أحمد بن عيسى بن السكين البلدي، نا هاشم بن القاسم الحرّاني، نا يعلى بن الأشدق، نا عمي عبد اللّه بن جراد قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«في الجنّة شجرة تسمى السخاء منها يخرج السخاء، و في النار شجرة تسمى الشحّ منها يخرج الشحّ ، و لن يلج الجنّة شحيح»[5802].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد، نا إبراهيم بن هانئ، نا سعيد (4) بن عبد الحميد بن جعفر الأنصاري، نا أبو زياد يزيد بن عبد اللّه من بني عامر بن صعصعة، قال: سمعت يعلى بن الأشدق العقيلي يحدّث عن عبد اللّه بن جراد:

أنه سأل النبي صلى اللّه عليه و سلّم فقال: يا نبي اللّه هل يزني المؤمن ؟ قال:«قد يكون ذاك»، قال:

هل يسرق المؤمن ؟ قال:«قد يكون ذاك»، قال: هل يكذب المؤمن ؟ قال:«لا»، ثم

ص: 241


1- في اللسان: ضرب: و ناقة ضارب هي التي تكون ذلولا فإذا لقحت ضربت حالبها.
2- في اللسان: ضرب: و ناقة ضارب هي التي تكون ذلولا فإذا لقحت ضربت حالبها.
3- بالأصل و م:«أبو سعيد» خطأ و الصواب ما أثبت و قد مرّ التعريف به.
4- كذا بالأصل و م، و ترجم له في تهذيب الكمال 98/7 و تهذيب التهذيب 477/3 باسم «سعد» و في ثقات ابن حبان «سعيد» كالأصل.

أتبعها نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلّم حيث قال هذه الكلمة:«لا» إِنَّمٰا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاٰ يُؤْمِنُونَ (1).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد اللّه الأصبهاني، نا أبو أحمد محمد بن سليمان بن فارس، نا محمد بن إسماعيل، قال: قال لي أحمد بن الحارث.

ح و أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن (2)،و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد [-زاد أحمد:] (3) و محمد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد سهل، أنا محمد بن إسماعيل (4) قال: عبد اللّه بن جراد له صحبة، قال أحمد بن الحارث: نا أبو قتادة الشامي ليس الحرّاني، مات سنة أربع و ستين و مائة، نا عبد اللّه بن جراد، قال:

صحبني رجل من مؤتة فأتى النبي صلى اللّه عليه و سلّم و أنا معه، فقال: يا رسول اللّه ولد لي مولود فما خير الأسماء؟ قال:«إنّ خير أسمائكم الحارث و همّام، نعم الاسم عبد اللّه، و عبد الرّحمن، و سمّوا بأسماء الأنبياء، و لا تسموا بأسماء الملائكة»، قال: و باسمك ؟ قال:«و باسمي، و لا تكنوا (5) بكنيتي»- زاد ابن سهل: في إسناده نظر-[5803].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو عمرو عبد الرّحمن بن محمد الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي، نا حسين بن عبد اللّه بن يزيد القطان، نا أيوب الوزان، نا يعلى بن الأشدق بن بشير بن ثوب بن المسموج (6) بن يزيد بن مالك بن خفافة (7) بن عمرو بن عقيل، حدّثني عبد اللّه بن جراد بن معاوية بن فرح بن خفافة (8) بن عمرو بن عقيل.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه بن الحسن، أنا

ص: 242


1- سورة النحل، الآية:105.
2- بالأصل و م:«الحسين» خطأ و الصواب قياسا إلى سند مماثل.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م و قياسا إلى أسانيد مماثلة.
4- الخبر في التاريخ الكبير للبخاري 35/1/3.
5- كذا بالأصل و م و البخاري، و في المطبوعة: تكتنوا.
6- كذا بالأصل، و في م:«السهرج» و في المطبوعة: المشمرج.
7- كذا بالأصل، و في م:«حفافة» و في أسد الغابة: خفاجة.
8- كذا بالأصل، و في م:«حفافة» و في أسد الغابة: خفاجة.

علي بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران، أنا عثمان بن أحمد بن السماك، أنا محمد بن أحمد بن البراء، قال: قال علي بن المديني: حديث عبد اللّه بن جراد صلى بنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في مسجد جمع في بردة قد عقدها، فقال: حديث شامي إسناده مجهول، و لكنه رواه عمر بن حمزة، و كان لا بأس به، عن يعلى بن الأشدق، يعلى هذا لم يرو عنه غير عمر بن حمزة، و كان بالجزيرة، و هو حديث قد روي، و لم يرو عن عبد اللّه بن جراد غير يعلى هذا، كذا قال.

- في (1) نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد، قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم (2)،قال: عبد اللّه بن جراد روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم، روى عنه يعلى بن الأشدق، و سمعت أبي يقول: عبد اللّه بن جراد لا يعرف، و لا يصح هذا الإسناد، و يعلى بن الأشدق ضعيف الحديث، قال أبو زرعة: كان يعلى بن الأشدق لا يصدق.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (3) قال في العبادلة من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلّم و ممن رآه: عبد اللّه بن جراد عامري.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد البغوي، قال: عبد اللّه بن جراد العقيلي نزل الجزيرة و سمع من النبي صلى اللّه عليه و سلّم، و روى عنه يعلى بن الأشدق وحده.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو صادق الفقيه، أنا أحمد بن محمد بن زنجويه، أنا أبو أحمد العسكري قال: و أما جراد بالجيم و آخره دال تحتها نقطة:

عبد اللّه بن جراد العقيلي، روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم، روى عنه يعلى بن الأشدق، و تكلموا فيه.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن

ص: 243


1- بالأصل و م:«من» و الذي أثبت «في» قياسا إلى سند مماثل.
2- الخبر في الجرح و التعديل 21/5.
3- الخبر في كتاب المعرفة و التاريخ 238/1 و 257.

مندة، قال: عبد اللّه بن جراد: عداده في أهل الطائف.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، قال:

عبد اللّه بن جراد الخفاجي، و خفاجة من عقيل، عداده في أهل الطائف، حديثه عند ابن أخيه يعلى بن الأشدق.

قرأت على أبي محمد بن حمزة، عن علي بن هبة اللّه بن ماكولا (1)،قال: و أمّا جراد بالراء فهو عبد اللّه بن جراد بن المنتفق بن عامر بن عقيل العقيلي، له صحبة و رواية عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم.

3219 - عبد اللّه بن جرول و هو ابن أبي عبد اللّه العبسي

3219 - عبد اللّه بن جرول و هو ابن أبي عبد اللّه العبسي (2)

جدّ الهيثم بن عمران.

سمع الضحاك بن قيس الفهري على منبر دمشق.

و حدّث عن أبيه، و مكحول، و قيس بن الحارث.

روى عنه: ابن ابنه الهيثم بن عمران، و سعيد بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن سهل، و أبو عبد اللّه محمد بن الفضل، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو أحمد الحاكم، أنا محمد بن محمد بن سليمان، نا هشام بن عمّار، نا الهيثم بن عمران قال: سمعت جدي يقول: سمعت الضّحّاك بن قيس الفهري على منبر دمشق و هو يقول: لأن تقطع يدي من هاهنا - و يشير إلى المرفقين - ثم من هاهنا - و يشير إلى المنكب - أحبّ إليّ من أن أبايع لعبد اللّه بن الزبير، قال هشام:

فقلت للهيثم: إلى ما كان يدعو؟ قال: إلى نفسه.

أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي - إجازة - ثم حدّثنا أبو الفضل السلامي، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أحمد - زاد أبو الفضل: و محمد بن الحسن - قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل (3) قال: عبد اللّه بن أبي عبد اللّه، سمع ضحاك بن قيس

ص: 244


1- الخبر في الاكمال لابن ماكولا 174/2.
2- انظر أخباره في التاريخ الكبير للبخاري 129/1/3-130.
3- الخبر في التاريخ الكبير للبخاري 129/1/3-130.

على منبر دمشق، سمع منه ابن ابنه هيثم بن عمران.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو القاسم تمّام بن محمد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال: عبد اللّه بن أبي عبد اللّه العبسي كتبوه (1) أيام الوليد بمصر.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا أبو الحسين الكلابي، أنا أحمد - قراءة - قال: سمعت الحسن بن سميع يقول: عبد اللّه بن أبي عبد اللّه العبسي جد الهيثم بن عمران مولى لبني زهرة.

قرأت على أبي محمد السلمي، عن أبي بكر الخطيب قال: عبد اللّه بن أبي عبد اللّه العبسي من أفاضل أهل دمشق، يروي أحاديث مراسيل، حدّث عنه الهيثم بن عمران.

و فرق الخطيب بينه و بين أبي عون عبد اللّه بن أبي عبد اللّه الشامي الذي حدّث عن أبي إدريس الخولاني.

و حدّث عنه ثور بن يزيد الرّحبي.

قرأت على أبي محمد أيضا، عن أبي جعفر محمد بن أحمد بن محمد، عن أبي الحسن محمد بن عمر بن محمد بن حميد بن بهتة، أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة (2) قال: قال جدي يعقوب: عبد (3) اللّه بن أبي عبد اللّه لم يلق عمر، و إنما يحدّث عن مكحول، و يحدّث عن أبيه عن عمر.

3220 - عبد اللّه بن جرير بن عبد اللّه البجلي الكوفي

3220 - عبد اللّه بن جرير بن عبد اللّه البجلي الكوفي (4)

حدّث عن أبيه.

ص: 245


1- بالأصل:«كتمعره» و في م:«كنفوه» و المثبت عن المطبوعة.
2- عن م و بالأصل: شبة.
3- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة:«عبيد اللّه» و كتب محققه بالهامش:«كذا في الأصول،(كذا) و لعله ورد كذلك عند ابن أبي شيبة.
4- انظر ترجمته و أخباره في جمهرة ابن حزم ص 387 و التاريخ الكبير للبخاري 63/1/3.

روى عنه: يزيد بن أبي زياد، و سماك بن حرب، و أبو إسحاق السّبيعي.

و ذكر أنه كان أميرا على رؤساء أهل الجبال الذين كانوا في الجيش الذي توجه من دمشق مع مسلمة لغزو القسطنطينية.

حكي ذلك عن عبد اللّه بن سعيد بن قيس الهمداني، و قد تقدم ذكر ذلك بإسناده في ترجمة الأصبغ بن الأشعث الكندي.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد الطبراني (1)،نا عبيد بن غنّام، نا أبو بكر بن أبي شيبة.

ح قال الطبراني: و نا أحمد بن عمرو البزار، نا محمد بن يحيى الكوفي، قالا:

نا حسين بن علي الجعفي، عن زائدة، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبيد اللّه (2) بن جرير، عن أبيه، عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«من لا يرحم لا يرحم»[5804].

هكذا أخرجه الطبراني في ترجمة عبيد اللّه بن جرير، عن أبيه في أثناء أحاديثه.

قال: و نا سليمان الطبراني (3)،نا أحمد بن عمرو البزّار، نا الفضل بن سهل الأعرج، نا عبد اللّه بن صالح العجلي، نا ناصح أبو العلاء، عن سماك بن حرب، عن عبد اللّه بن جرير، عن أبيه: أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم توضّأ و مسح على خفّيه.

لم يخرج الطبراني في ترجمة عبد اللّه بن جرير عن أبيه غير هذا الحديث الواحد.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو يعلى إسحاق بن عبد الرّحمن الصابوني، أنا أبو سعيد محمد بن أحمد بن عبد اللّه بن محمود الأسفرايني، أنا أبو زيد حاتم بن محبوب الشامي (4)،نا سلمة بن شبيب، نا عبد الرّزّاق، أنا معمر، عن أبي إسحاق، عن عبد اللّه بن جرير البجلي، عن أبيه، عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم أنه قال.

و أخبرنا أبو حفص عمر بن ظفر بن أحمد المغازلي، أنا طراد بن محمد الزّينبي، أنا عبد اللّه بن يحيى بن عبد الجبار، نا إسماعيل بن محمد الصفّار، نا أحمد بن

ص: 246


1- الحديث في المعجم الكبير للطبراني 333/2 رقم 2388.
2- كذا بالأصل و م و المعجم الكبير.
3- الحديث في المعجم الكبير للطبراني 336/2 رقم 2400.
4- كذا بالأصل، و في م:«الساسى» و في المطبوعة: السامي.

منصور بن سيّار، نا عبد الرّزّاق، نا معمر، عن أبي إسحاق، عن عبد اللّه بن جرير بن عبد اللّه، عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«ما من قوم يكون بين أظهرهم رجل يعمل بالمعاصي هم أمنع منه و أعزّ لا يغيرون عليه إلاّ أصابهم اللّه بعقاب»[5805].

قال أحمد بن منصور: قال عبد الرّزّاق في الجامع عن عبيد اللّه (1) بن جرير، و أملاه علينا هكذا.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: محمد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل (2) قال: عبد اللّه بن جرير: قال عبيد اللّه بن محمد العبسي (3) عن حسين بن علي، عن زائدة، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد اللّه بن جرير: أن جريرا قال لمعاوية: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«من لا يرحم الناس لا يرحمه اللّه»[5806].

3221 - عبد اللّه بن جرير بن الحارث

3221 - عبد اللّه بن جرير (4) بن الحارث

ابن زهير بن جذيمة (5) بن رواحة بن ربيعة

ابن مازن بن الحارث بن قطيعة بن عبس بن بغيض بن ريث

ابن غطفان بن سعد بن قيس عيلان بن مضر، العبسي (6)

عمّ القعقاع و الحصين ابني خليد بن جزء و أخو العبّاس بن جزء و هو جدّ الوليد و سليمان ابني عبد الملك أمهما ولاّدة بنت العبّاس.

و كان عبد اللّه بن جزء سيدا من سادات بني عبس بالشام، له ذكر.

ص: 247


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: عبد اللّه.
2- الخبر في التاريخ الكبير للبخاري 63/5.
3- كذا بالأصل و م و التاريخ الكبير، و في المطبوعة: العيشي.
4- كذا بالأصل و م هنا و هو خطأ و الصواب «جزء» كما سيرد قريبا صوابا، و جزء و جرير أخوان، انظر جمهرة ابن حزم ص 251.
5- بالأصل و م: حزيمة، و المثبت عن ابن حزم.
6- بالأصل و م: العنسي، و الصواب ما أثبت، انظر جمهرة ابن حزم.
3222 - عبد اللّه بن جعفر، ذي الجناحين الطيّار، بن أبي طالب

عبد مناف بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي

أبو جعفر - و يقال: أبو محمد - الهاشمي (1)

له صحبة.

و روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم أحاديث.

و روى عن: أمّه أسماء بنت عميس، و عمّه علي بن أبي طالب.

روى عنه بنوه: إسماعيل، و إسحاق، و معاوية، و محمد بن علي بن الحسين، و القاسم بن محمد، و عروة بن الزبير، و سعد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف، و عبد اللّه بن أبي مليكة، و عبد اللّه بن شدّاد بن الهاد، و الشعبي، و عبّاس بن سهل بن سعد، و مورّق العجلي، و خالد بن سارة، و محمد بن عبد الرّحمن بن أبي رافع الفهمي، و الحسن بن سعد مولى الحسن بن علي، و عقبة - و يقال: عتبة - بن محمد بن الحارث، و عتبة بن أم كلاب.

و ولد بأرض الحبشة إذ كان أبواه مهاجرين بها، و كان جوادا ممدحا، سكن المدينة، و قدم دمشق على معاوية بن أبي سفيان، و يزيد بن معاوية، و عبد الملك بن مروان.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمد بن عبد الواحد، أنا أبو طالب محمد بن محمد، أنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن إبراهيم الشافعي، نا الحارث بن محمد بن أبي أسامة، محمد بن غالب، قالا: نا سليمان بن داود الهاشمي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن الفضل، و أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، قالا: أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان (2).

ح و أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالت: قرئ على إبراهيم بن

ص: 248


1- ترجمته و أخباره في نسب قريش ص 81 و المحبر ص 147 و الإصابة 279/2 و أسد الغابة 94/3 و الاستيعاب 275/2 هامش الإصابة، و الجمع بين رجال الصحيحين 239/1، و العبر 99/1، و تهذيب الكمال 57/10 و تهذيب التهذيب 113/3 و سير أعلام النبلاء 456/3 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80) ص 428 و انظر بحاشية المصدرين الأخيرين أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
2- رسمها بالأصل:«حميدان» و الصواب ما أثبت عن م.

منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، نا محرز بن عون - زاد (1) ابن حمدان: ابن أبي عون قالا: نا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن عبد اللّه بن جعفر قال: رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلّم يأكل القثّاء بالرّطب.

و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، و أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا أبو محمد عبيد بن عبد الواحد بن شريك البزار، نا نعيم بن حمّاد، نا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن عبد اللّه بن جعفر قال: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يأكل الرّطب بالقثّاء.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد، نا شيبان، نا مهدي بن ميمون، نا محمد بن عبد اللّه بن أبي يعقوب، عن الحسن بن سعد مولى الحسن بن علي عن عبد اللّه بن جعفر قال:

أردفني رسول اللّه ذات يوم خلفه فأسرّ إليّ حديثا لا أحدّث به أحدا من الناس، قال: و كان أحبّ ما استتر به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لحاجته هدف أو حائش نخل فدخل حائط (2)رجل من الأنصار، فإذا جمل فلما رأى النبي صلى اللّه عليه و سلّم حنّ و ذرفت عيناه، فأتاه النبي صلى اللّه عليه و سلّم فمسح سراته و ذفراه (3)،فسكن ثم قال:«من ربّ هذا الجمل ؟ لمن هذا الجمل ؟» فجاء فتى من الأنصار، فقال: هو لي يا رسول اللّه، فقال:«أ لا تتقي اللّه في هذه البهيمة التي ملّكك اللّه إياها، فإنه شكا إليّ أنك مجيعه (4) و تدئبه» (5).

أخرجه مسلم عن شيبان (6).

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو القاسم تمّام بن محمد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال: و قدمها - يعني دمشق - عبد اللّه بن

ص: 249


1- بالأصل:«زاد أحمد ابن حمدان..» و قوله:«زاد ابن حمدان: ابن أبي عون» سقط من م.
2- الحائط : البستان من النخيل.
3- الذفرى من البعير: مؤخر رأسه، و هو الموضع الذي يعرق من قفاه.
4- في م: تجيعه.
5- عن أسد الغابة و بالأصل و م:«و تذيبه». و تدئبه: أي تكده و تتعبه.
6- أخرجه مسلم في صحيحه(44) كتاب فضائل الصحابة(11) باب، الحديث رقم 2429. و انظر سير الأعلام 457/3 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80) ص 429.

جعفر بن أبي طالب وافدا على يزيد (1) بن معاوية، و عبد الملك بن مروان فيما حدّثي محمد بن أبي أسامة، عن ضمرة، عن علي بن أبي حملة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، حدّثني محمد بن أبي أسامة، نا ضمرة، عن علي بن أبي حملة قال: وفد عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب إلى يزيد بن معاوية، فأمر له بألفي ألف (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد، حدّثني ابن الأموي، حدّثني أبي، عن ابن إسحاق، قال:

عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم، و أمّه أسماء بنت عميس.

قال: و قال محمد بن عمر: عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف أبو جعفر الهاشمي، و أمّه أسماء بنت عميس من بني مالك بن قحافة بن عامر بن ربيعة بن خثعم بن أنمار، هاجر بها جعفر بن أبي طالب إلى الحبشة، فولدت له هناك عبد اللّه، و عونا، و محمّدا.

أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، قال: و ولد جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم عبد اللّه، و محمدا، و عونا، أمّهم أسماء بنت عميس بن معدّ (3) بن تيم بن مالك بن قحافة بن عامر بن ربيعة بن عامر بن معاوية بن زيد بن مالك بن بشر (4) بن وهب اللّه بن شهران بن عفرس بن أفتل و هو جماع خثعم بن أنمار، و أمها هند بنت عوف بن حرش (5).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون قالا: أنا محمد بن الحسن، أنا أبو الحسن

ص: 250


1- بالأصل و م:«زيد» خطأ.
2- انظر سير الأعلام 457/3 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80) ص 429.
3- في نسب قريش ص 80،«معبد».
4- نسب قريش: نسر.
5- كذا بالأصل و م، و في ابن سعد 280/8 جرش.

الأصبهاني، أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خيّاط (1)،قال: عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم، أمّه أسماء بنت عميس بن (2) الحارث بن تيم بن قحافة بن عامر بن ربيعة بن سعد بن مالك بن بسر (3) بن وهب بن خثعم بن أنمار بن إراش بن عمرو بن الغوث، أتى عبد اللّه البصرة و الكوفة و الشام، و مات بالمدينة سنة اثنتين، و يقال سنة أربع و ثمانين، يكنى أبا جعفر.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد الحسن بن محمّد، أنا أبو الحسن اللّنباني، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد قال في الطبقة السابعة: عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب، و يكنى أبا جعفر، و أمّه أسماء بنت عميس الخثعمية، و ولد بأرض الحبشة، و توفي سنة تسعين، و هو ابن تسعين سنة (4).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال: في الطبقة الخامسة:

عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف، و يكنى أبا جعفر، و أمّه أسماء بنت عميس بن كعب بن تيم بن مالك بن قحافة بن عامر (5) بن معاوية بن زيد بن مالك بن بسر (6) بن وهب اللّه بن شهران بن عفرس بن أفتل، و هو جماع خثعم بن أنمار.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، ثم أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، نا أبو علي المدائني، أنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم، قال: عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب، يكنى أبا جعفر، و أمّه أسماء بنت عميس، ولد عبد اللّه بن جعفر بأرض الحبشة، و قد كان أتى البصرة و الكوفة و الشام، و توفي بالمدينة سنة ثمانين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن

ص: 251


1- الخبر في طبقات خليفة بن خيّاط ص 31 رقم 10.
2- في طبقات خليفة: بنت عميس بن معد بن الحارث.
3- في م:«بشر» و في طبقات خليفة:«نسر».
4- الخبر برواية ابن أبي الدنيا سقط من الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
5- في المطبوعة: عامر بن ربيعة بن عامر بن معاوية.
6- كذا بالأصل، و في م:«بشر» و في المطبوعة: نسر.

الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (1)،قال أبو محمّد: عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن - قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (2) قال: عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب أبو جعفر الهاشمي، قال:

محمّد بن العلاء: نا إسحاق بن سليمان، عن حنظلة، عن القاسم، عن عبد اللّه بن جعفر قال: نهى عن قتلهن - يعني العوامر (3)-كنّاه ابن إسحاق، و قال عمرو بن زرارة:

نا إسماعيل، نا حبيب بن الشهيد، عن ابن أبي مليكة قال: قال ابن الزبير لعبد اللّه بن جعفر: يا أبا جعفر.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (4) قال: عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، روى عنه ابناه إسماعيل، و معاوية، و أبو جعفر محمّد بن علي بن حسين، و القاسم بن محمّد، و عروة بن الزبير، و سعد بن إبراهيم الأكبر، و مورّق العجلي، و عبد اللّه بن أبي مليكة، و عبد اللّه بن شدّاد، و الحسن بن سعد، و الشعبي، و عبّاس بن سهل بن سعد الساعدي، و خالد بن سارة، سمعت أبي يقول بعض ذلك.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي القرشي أبو جعفر، توفي بالمدينة، أمّه أسماء بنت عميس، ولد بأرض الحبشة، و بايع هو و عبد اللّه بن الزبير

ص: 252


1- الخبر في المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 242/1.
2- الخبر في التاريخ الكبير للبخاري 7/5.
3- العوامر جمع عامر و عامرة، و هي الحيّات التي تكون في البيوت.
4- الخبر في الجرح و التعديل 21/5.

النبي صلى اللّه عليه و سلم، و هما ابنا سبع سنين، و اختلفوا في وفاته، فيقال: إنه مات سنة ثمانين بالمدينة، و كان يخضب رأسه بالحنّاء، قال ابن أبي خيثمة عن مصعب: مات عبد اللّه بن جعفر سنة ثمانين، و هو عام الجحاف - سيل كان ببطن مكة - ذهب بالجمال مع أجماله (1).

أخبرنا الهيثم بن كليب - إجازة - عنه روى عنه من أولاده: إسماعيل، و معاوية، و إسحاق، و محمّد بن علي بن أبي طالب، و عروة بن الزبير، و القاسم بن محمّد، و ابن أبي مليكة، و الشعبي، و مورّق العجلي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل المقدسي، نا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري، قال: عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب، و اسمه عبد مناف بن عبد المطلّب بن هاشم أبو جعفر الهاشمي المدني، و أمّه أسماء بنت عميس الخثعمية، سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم، و حدّث عن عمّه علي بن أبي طالب، روى عنه عروة بن الزبير، و سعد بن إبراهيم في الأطعمة و الأنبياء، قال الذهلي: قال ابن بكير:

مات سنة ثمانين (2)... [أمّ الفضل، و ميمونة ابنتا الحارث بن حزن الهلالي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد، أنا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال في تسمية من هاجر إلى أرض الحبشة: عبد اللّه بن جعفر (3).

قال: و أنا ابن (4) النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني جدي، نا روح بن عبادة، نا ابن جريج، أنا جعفر بن خالد بن سارة أن أباه أخبره عن

ص: 253


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: أحماله.
2- في هذا الموضع بياض قدره صفحتين في الأصل و م. و في المطبوعة أيضا و لكن فيها زيادة هنا عدة أسطر ارتأينا للأمانة إضافتها هنا: و يقال إنه عند وفاة النبي صلى اللّه عليه و سلّم بلغ العشرين، و قال ابن نمير: مات سنة ثمانين، و قال أبو عيسى: مات سنة ثمانين، و قال الواقدي في التاريخ: مات.
3- انظر سيرة ابن إسحاق رقم 303 صفحة 208.
4- سقطت من الأصل و أضيفت عن م.

عبد اللّه] (1) بن جعفر قال: مسح رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم رأسي فلما مسح قال:«اللّهمّ أخلف جعفرا في ولده»[5807].

أخبرناه بتمّامه أبو نصر بن رضوان، و أبو غالب بن البنّا، و أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن نجا، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، نا روح، نا ابن جريج، أخبرني جعفر بن خالد بن سارة أن أباه أخبره أن عبد اللّه بن جعفر قال:

لو رأيتني و قثما و عبيد اللّه ابني عبّاس و نحن صبيان نلعب، إذ مرّ بنا (3)رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم على دابّة فقال:«ارفعوا هذا إليّ »، قال: فجعلني أمامه، و قال لقثم:

«ارفعوا هذا إليّ »، فجعله و راءه، و كان عبيد اللّه أحبّ إلى عبّاس من قثم، فما استحيا من عمّه أن حمل قثما و تركه، قال: ثم مسح على رأسي ثلاثا قال: كل ما مسح قال:

«اللّهمّ أخلف جعفرا في ولده»، قال: قلت لعبد اللّه: ما فعل قثم ؟ قال: استشهد، قال:

قلت: اللّه أعلم و رسوله بالخير، قال: أجل.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا علي بن أحمد بن البسري، و أحمد بن علي بن أبي عثمان، و أحمد بن محمّد بن إبراهيم القصّاري.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن القصّاري، أنا أبي، قالوا: أنا إسماعيل بن الحسن (4) بن عبد اللّه، نا الحسين بن إسماعيل المحاملي، نا أحمد بن محمّد بن يحيى بن سعيد، نا وهب بن جرير، نا أبي قال: سمعت محمّد بن أبي يعقوب يحدّث عن الحسن بن سعد، عن عبد اللّه بن جعفر قال:

بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم جيشا و استعمل عليهم زيد بن حارثة، و قال:«إن قتل زيد أو استشهد فأميركم جعفر، فإن قتل أو استشهد فأميركم عبد اللّه بن رواحة»، فلقوا العدو، فأخذ الراية زيد فقاتل حتى قتل، ثم أخذها جعفر بن أبي طالب يقاتل حتى قتل، ثم أخذ الراية عبد اللّه فقاتل حتى قتل، ثم أخذ الراية خالد بن الوليد ففتح اللّه عليه، فأتى

ص: 254


1- ما بين معكوفتين سقط من المطبوعة.
2- الحديث في مسند أحمد ط دار الفكر 440/1 رقم 1760.
3- سقطت «بنا» من م و المسند.
4- في م: الحسين.

خبرهم النبي صلى اللّه عليه و سلّم فخرج إلى الناس فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال:«إنّ إخوانكم لقوا العدوّ فأخذ الراية (1) زيد فقاتل حتى قتل و استشهد، ثم أخذها جعفر فقاتل حتى قتل أو استشهد، ثم أخذها عبد اللّه بن رواحة فقاتل حتى قتل أو استشهد، ثم أخذها سيف من سيوف اللّه تعالى خالد بن الوليد ففتح اللّه عليه، ثم أمهل إلى جعفر ثلاثا لم يأتهم ثم أتاهم ثم قال لا تبكوا أخي بعد اليوم» ثم قال:«ائتوني ببني أخي»، فجيء بنا كأنّا أفرخ، فقال:«ادعوا إليّ الحلاق»، فأمره فحلق رءوسنا ثم قال:«أما محمّد فشبه عمّنا أبي طالب، و أما عبد اللّه فشبه خلقي و خلقي»، ثم أخذ بيدي فأشالها ثم قال:«اللّهمّ أخلف جعفرا في أهله، و بارك لعبد اللّه في صفقته»، قال: فجاءت أمّنا فذكرت يتمنا، فقال:

«أنّى تخافين عليهم و أنا وليّهم في الدنيا و الآخرة»[5808].

أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد اللّه بن رضوان، و أبو غالب أحمد بن الحسن، و أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن نجا، قالوا: أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه (2)، حدّثني أبي، نا وهب بن جرير، نا أبي قال: سمعت محمّد بن أبي يعقوب يحدّث عن الحسن بن سعد، عن عبد اللّه بن جعفر قال:

بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم جيشا، و استعمل عليهم زيد بن حارثة، فإن قتل زيد و استشهد (3) فأميركم جعفر، فإن قتل أو استشهد فأميركم عبد اللّه بن رواحة، فلقوا العدوّ فأخذ الراية زيد فقاتل حتى قتل، ثم أخذ الراية جعفر فقاتل حتى قتل، ثم أخذها عبد اللّه بن رواحة فقاتل حتى قتل، ثم أخذ الراية خالد بن الوليد ففتح اللّه عليه، و أتى خبرهم النبي صلى اللّه عليه و سلّم فخرج إلى الناس فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال:«إنّ إخوانكم لقوا العدوّ، و إنّ زيدا أخذ الراية فقاتل حتى قتل أو استشهد، ثم أخذ الراية بعده جعفر بن أبي طالب، فقاتل حتى قتل أو استشهد، ثم أخذ الراية عبد اللّه بن رواحة فقاتل حتى قتل أو استشهد، ثم أخذ الراية سيف من سيوف اللّه خالد بن الوليد ففتح اللّه عليه»، ثم أمهل آل (4) جعفر ثلاثا أن يأتيهم، ثم أتاهم، فقال:«لا تبكوا على أخي بعد اليوم، ادعوا لي

ص: 255


1- كتبت في م بين السطرين.
2- الحديث في مسند أحمد ط دار الفكر 437/1 رقم 1750.
3- في المسند: أو استشهد.
4- بالأصل و م:«إلى» و المثبت عن المسند.

بني أخي»، قال: فجيء بنا كأننا أفرخ، فقال:«ادعوا لي الحلاّق»، فجيء بالحلاّق، فحلق رءوسنا ثم قال:«أمّا محمّد فشبّه عمنا أبي طالب، و أمّا عبد اللّه فشبه خلقي و خلقي»، ثم أخذ بيدي فأشالها، فقال:«اللّهمّ أخلف جعفرا في أهله، و بارك لعبد اللّه في صفقة يمينه» قالها ثلاث مرات، قال: فجاءت أمّنا فذكرت له يتمنا و جعلت تفرّخ (1)له، فقال:«العيلة تخافين عليهم و أنا وليّهم في الدنيا و الآخرة»[5809].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنا أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد بن جعفر، أنا أبو بكر محمّد بن إسماعيل، نا يحيى بن محمد بن صاعد، نا عبد الجبّار بن العلاء، و إبراهيم بن سعيد - و اللفظ لعبد الجبّار - نا سفيان، عن جعفر بن خالد المخزومي - و هو ابن سارة - عن أبيه، قال: سمعت عبد اللّه بن جعفر يقول: مرّ بي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و أنا ألعب مع الصّبيان، فحملني أنا و غلاما من الغلمان أو من بني العبّاس على الدابة، فكنا ثلاثة.

و رواه ابن جريج عن جعفر.

أخبرناه أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، نا محمّد بن (2) محمّد الباغندي، نا [علي بن] (3) عبد اللّه بن المديني، نا الضحاك بن مخلد، أخبرني ابن جريج، أخبرني جعفر بن صالح (4) بن سارة أن أباه أخبره أن عبد اللّه بن جعفر أخبره قال: لو رأيتني و قثم، و عبد اللّه بن عبّاس و نحن صبيان نلعب، فمرّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم على دابّة فقال:«ارفعوا إليّ هذا»، قال: فجعلني أمامه، ثم قال لقثم:«ارفعوا إليّ هذا»، فجعله و راءه، قال: ثم مسح رأسي ثلاثا، فكلما مسح رأسي دعا لي، قال:«اللّهمّ اخلف جعفرا في ولده»[5810].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية،

ص: 256


1- كذا بالأصل و م و فرّخ القوم: ضعفوا، أي صاروا كالفراخ (القاموس: فرخ)، و في المسند:«تفرح» بالحاء المهملة،(انظر النهاية: فرح).
2- قوله «بن محمد» سقط من م.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن هامشه و بجانبه كلمة صح.
4- كذا بالأصل و م و هو خطأ و الصواب:«خالد» و قد مرّ صوابا في رواية سابقة، و سينبه المصنف إلى الصواب في آخر الخبر.

أنا عبد الوهّاب بن أبي حيّة، أنا محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر الواقدي (1)، حدّثني محمّد بن مسلم، عن يحيى بن أبي يعلى قال: سمعت عبد اللّه بن جعفر يقول:

إنّما أحفظ حين دخل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم على أمّي ينعي (2) لها أبي، فأنظر إليه و هو يمسح على رأسي و رأس أخي و عيناه تهراقان الدموع حتى تقطر لحيته، ثم قال:«اللّهمّ إنّ جعفرا قد قدم إلى أحسن الثواب فاخلفه في ذريته ما خلفت أحدا من عبادك في ذرّيته»، ثم قال (3):«يا أسماء أ لا أبشرك ؟» قالت: بلى، بأبي أنت و أمّي، قال:«فإنّ اللّه جلّ و عزّ جعل لجعفر جناحين يطير بهما في الجنة»، قالت: بأبي و أمي يا رسول اللّه فاعلم الناس فذلك، فقام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و أخذ بيدي يمسح بيده رأسي حتى رقي على المنبر و أجلسني أمامه على الدرجة السّفلى و الحزن يعرف عليه، فتكلّم فقال:«إنّ المرء كثير بأخيه و ابن عمّه، ألا إنّ جعفرا قد استشهد، و قد جعل اللّه له جناحين يطير بهما في الجنة»، ثم نزل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فدخل بيته و أدخلني، و أمر بطعام يصنع لأهلي، و أرسل إلى أخي، فتغدّينا عنده و اللّه غداء طيبا مباركا، عمدت سلمى خادمه إلى شعير و طحنته ثم نسفته ثم أنضجته و أدمته بزيت و جعلت عليه فلفلا. فتغدّيت أنا و أخي معه، فأقمنا ثلاثة أيام في بيته ندور معه كلّما صار في بيت إحدى نسائه، ثم رجعنا إلى بيتنا، فأتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و أنا أساوم بشاة أخ لي، فقال:«اللّهمّ بارك له في صفقته»، قال عبد اللّه:

فما بعت شيئا و لا اشتريت إلاّ بورك له فيه.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني محمّد بن زنجويه، نا أبو اليمان، نا إسماعيل بن عيّاش، عن هشام بن عروة، عن أبيه: أن عبد اللّه بن الزبير و عبد اللّه بن جعفر بايعا النبي صلى اللّه عليه و سلّم و هما ابنا سبع سنين، و أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لما رآهما تبسّم و بسط يده فبايعهما (4).

أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن الخطاب.

ص: 257


1- الخبر في مغازي الواقدي 766/2-767.
2- عند الواقدي: فنعى.
3- من قوله: اللهمّ إن جعفرا.. إلى هنا، سقط من الأصل.
4- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام من طريق إسماعيل بن عياش 457/3.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن جعفر، أنا سهل بن بشر، قالا: أنا أبو الحسن محمّد بن الحسين بن محمّد بن الطّفّال - بمصر - أنا القاضي أبو الطاهر محمّد بن أحمد بن عبد اللّه بن نصر (1)،نا جعفر بن محمّد - هو ابن الحسن - نا قتيبة بن سعيد، نا أبو حفص - و هو عمر بن هارون البلخي - عن عبد الملك بن عيسى الثقفي، عن عكرمة، عن ابن عيّاش قال: لما جاء نعي جعفر بن أبي طالب دخل النبي صلى اللّه عليه و سلّم على أسماء بنت عميس، فوضع عبد اللّه و محمّدا ابني جعفر على فخذه ثم قال:«إنّ جبريل أخبرني أن اللّه جل و عز استشهد جعفرا، و أنّ له جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة»، ثم قال:«اللّهمّ أخلف جعفرا في ولده»[5811].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، نا أبو بكر الشافعي، نا محمّد بن غالب، حدّثني عبد الصمد بن النّعمان، نا شيبان، عن عاصم، عن مسروق (2)،عن الشعبي، حدّثني عبد اللّه بن جعفر قال:

كان النبي صلى اللّه عليه و سلّم إذا جاء من سفر استقبل بنا، فكان إذا جاءه أحدنا جعله بين يديه، و إذا أتاه الآخر جعله خلفه، فاستقبلته فجعلني بين يديه، ثم جاء الحسن أو الحسين فجعله خلفه حتى دخل المدينة.

هذا وهم، و عاصم إنما يرويه عن مورّق [بن مشمرخ العجلي عن عبد اللّه بن جعفر.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا جدي و عبد اللّه بن عمر قالا: نا أبو معاوية، نا عاصم الأحول عن مورّق] (3) عن عبد اللّه بن جعفر، قال:

كان النبي صلى اللّه عليه و سلّم إذا قدم من سفر تلقى صبيان أهل بيته، و إنه جاء من سفر فسبق بي إليه فحملني بين يديه، ثم جيء بأحد ابني فاطمة الحسن أو الحسين فأردفه خلفه، فدخلنا المدينة ثلاثة على دابة.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد الحريري، أنا أبو الحسن محمّد بن

ص: 258


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: نصير.
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: عن الشعبي عن مسروق.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.

عبد الواحد المعدّل، أنا أبو بكر بن إسماعيل، نا يحيى بن محمّد، نا علي بن سعيد بن مسروق الكندي، نا حفص بن غياث.

ح قال: و نا يحيى، نا سعيد بن يحيى الأموي، نا ابن فضيل.

ح و نا يحيى، نا يعقوب بن إبراهيم، و يوسف بن موسى، قالا: ثنا (1) أبو معاوية، قال يوسف: و حدّثنا جرير كلهم عن عاصم الأحول - و اللفظ لأبي معاوية - عن عاصم، عن مورّق العجلي، عن عبد اللّه بن جعفر قال: كان النبي صلى اللّه عليه و سلّم إذا قدم من سفر تلقى صبيان (2) أهل بيته، و إنّه قدم من سفر فسبق بي إليه، فحملني بين يديه، ثم جيء بأحد ابني فاطمة إما حسن و إما حسين، فأردفه خلفه، فدخلنا المدينة، ثلاثة على دابّة.

أخبرنا أبو نصر بن رضوان، و أبو غالب بن البنّا، و أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن نجا، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبي، نا أبو معاوية، نا عاصم، عن مورّق العجلي، عن عبد اللّه بن جعفر قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إذا قدم من سفر تلقّي (4) بالصبيان من أهل بيته، و إنه قدم مرة من سفر قال: فسبق بي إليه، قال: فجعلني (5) بين يديه، قال: ثم جيء بأحد ابني فاطمة إما حسن و إما حسين فأردفه خلفه، قال: فدخلنا المدينة ثلاثة على دابّة.

و أخبرتنا به أم المجتبى، قالت: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا موسى بن محمّد بن حبان (6)،نا عبد الصمد، نا شعبة، عن عاصم الأحول قال: سمعت مورّقا عن عبد اللّه بن جعفر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قدم من سفر فاستقبلته أنا و غلام من بني هشام فحملنا.

أخبرنا أبو نصر بن رضوان، و أبو غالب بن البنّا، و أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد (7)،حدّثني

ص: 259


1- في م: نا.
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: تلقي بصبيان.
3- مسند الإمام أحمد ط دار الفكر رقم 1743(435/1).
4- كذا بالأصل و م و المسند، و في المطبوعة: يلقى.
5- كذا بالأصل و م، و في المسند: فحملني.
6- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة:«حيّان» و هو الصواب.
7- مسند الإمام أحمد رقم 1742(435/1).

أبي، نا إسماعيل، أنا حبيب بن الشهيد، عن عبد اللّه بن أبي مليكة، قال: قال عبد اللّه بن جعفر لابن الزبير: أتذكر إذ تلقينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أنا و أنت و ابن عبّاس ؟ قال:

نعم، قال: فحملنا و تركك.

و قال إسماعيل مرة: أتذكر إذ تلقينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أنا و أنت و ابن عبّاس ؟ فقال:

نعم، فحملنا و تركك.

و قال إسماعيل مرة: أتذكر إذ تلقينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أنا و أنت و ابن عبّاس ؟ فقال:

نعم، فحملنا و تركك.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا عبيد اللّه - هو القواريري - نا يزيد بن زريع، نا حبيب بن الشهيد، عن عبد اللّه بن أبي مليكة أن عبد اللّه بن الزبير قال لعبد اللّه بن جعفر: تذكر يوم تلقانا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أنا و أنت و ابن عبّاس ؟ فقال: نعم، فحملنا و تركك.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو القاسم تمّام بن محمّد، و أبو محمّد بن أبي نصر، و أبو بكر القطان، و أبو نصر بن الجندي، و أبو القاسم عبد الرّحمن بن الحسين.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، أنا أبي أبو العبّاس، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، قالوا: أنا أبو القاسم علي بن إبراهيم بن يعقوب، نا أبو زرعة، نا أبو نعيم، نا فطر بن خليفة، عن أبيه، عن عمرو بن حريث قال: مرّ النبي صلى اللّه عليه و سلم بعبد اللّه بن جعفر و هو يلعب بالتراب، فقال:«اللّهمّ بارك له في تجارته (1)»[5812].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو منصور المظفّر (2) بن محمّد العلوي، أنا أبو جعفر بن دحيم، نا أحمد بن حازم بن أبي غرزة (3)،نا الفضل بن دكين، نا فطر بن خليفة، عن أبيه زعم أنه سمع عمرو بن حريث قال: انطلق بي أبي إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أنا غلام شابّ ، فمرّ النبي صلى اللّه عليه و سلّم على عبد اللّه بن جعفر و هو يبيع شيئا يلعب به، فدعا له النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«اللّهمّ بارك له في تجارته»[5813].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء، أنا أبو بكر، أنا

ص: 260


1- نقله الذهبي في سير الأعلام 458/3 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80) ص 430 و مجمع الزوائد 286/9.
2- كذا بالأصل، و في م: الظفر.
3- غرزة بفتحات، انظر التبصير لابن حجر 946/3.

الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال: توفي النبي صلى اللّه عليه و سلّم و عبد اللّه بن جعفر ابن عشر.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر بن بكران، أنا أحمد بن محمّد بن أحمد أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد الصيدلاني، نا أبو جعفر محمّد بن عمرو العقيلي، نا محمّد بن عثمان العبسي، نا أبو الطاهر العلوي، نا محمّد بن إسماعيل بن جعفر بن إبراهيم بن محمّد بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب، نا عمي موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن إبراهيم، قال: قال عبد اللّه بن جعفر: سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم كلمة ما أحبّ أن لي بها حمر النّعم، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«جعفر أشبه خلقي و خلقي، و أما أنت يا عبد اللّه فأشبه خلق اللّه بأبيك»[5814].

أنبأنا أبو صادق مرشد بن رستم بن يحيى، و أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم، قالا: أنا أبو الحسن محمّد بن الحسين النيسابوري.

ح ثم أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم، أنا سهل بن بشر الأسفرايني، أنا علي بن منير بن أحمد بن الحسن، و أبو الحسن النيسابوري، قالا:

أنا أبو طاهر (1) محمّد بن أحمد بن عبد اللّه، نا أبو يحيى زكريا بن يحيى السّاجي، نا عبد اللّه بن هارون بن موسى، نا قدامة بن محمّد، نا مخرمة بن بكير، عن أبيه، عن علي بن عبد اللّه بن جعفر، عن أبيه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«يا عبد اللّه هنيئا لك مريا خلقت من طيني، و أبوك يطير مع الملائكة في السماء»[5815].

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم و غيرهما، عن أبي الحسن بن نظيف المقرئ، أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن سيبخت (2)البغدادي، نا أبو بكر محمّد بن يحيى بن العبّاس الصولي، حدّثني عون عن أبيه، عن الهيثم، نا ابن عيّاش، عن أبيه قال:

خطب الحسن و الحسين عليهما السلام و عبد اللّه بن جعفر عليهما السلام إلى المسيّب بن نجبة (3) ابنته الحسان فقال لهم: إن لي فيها أميرا لن أعدو أمره فأتى عليّ بن

ص: 261


1- في م: أبو الطاهر.
2- بالأصل و م:«يسحت» خطأ و الصواب ما أثبت و ضبط ، انظر تبصير المنتبه 696/2.
3- مهملة بالأصل و رسمها غير واضح، و الصواب ما أثبت، انظر المطبوعة، و جمهرة ابن حزم ص 258.

أبي طالب فأخبره خبرهم، و استشاره، فقال له علي: أما الحسن، فإنه رجل مطلاق و ليس تحظين عنده، و أما الحسين فإنما هي حاجة الرجل إلى أهله، و أما عبد اللّه بن جعفر فقد رضيته لك فزوجه المسيّب ابنته.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا جدي، نا يزيد، أنا إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي قال:

كان ابن عمر إذا لقي عبد اللّه بن جعفر قال له: السّلام عليك يا ابن ذي الجناحين (1).

قال: و أنا ابن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أبو القاسم البغوي، نا جدي، نا يزيد بن هارون، أنا إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر، عن عبد اللّه بن عمر: أنه كان إذا سلم على عبد اللّه بن جعفر قال: السّلام عليك يا ابن ذي الجناحين.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر الذهبي، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، حدّثني محمّد بن سعدان، حدّثني أبو معشر، عن نافع، عن ابن عمر:

أنه كان يأتي عبد اللّه بن جعفر فقال له الناس: إنّك تكثر إتيان عبد اللّه بن جعفر، فقال ابن عمر: لو رأيتم أباه أحببتم هذا، وجد فيما بين قرنه إلى قدمه سبعون بين ضربة سيف (2)،و طعنة برمح.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنا أبو بكر الخطيب، أنا الحسن بن أبي بكر، أنا عيسى بن موسى بن أبي محمّد بن المتوكل على اللّه الهاشمي، أخبرني (3) محمّد بن خلف بن المرزبان، نا محمّد بن عمران بن زياد الضّبّي، حدّثني الحريش بن موسى، عن محمّد بن إسماعيل بن جعفر، عن أبيه، عن جده قال: قال عبد الملك بن مروان: سمعت أبي يقول: سمعت معاوية يقول:

بنو هاشم رجلان: رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لكل خير ذكر، و عبد اللّه بن جعفر لكل شرف،

ص: 262


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: ضربة بسيف.
2- الخبر نقله الذهبي في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80) ص 430 و سير الأعلام 458/3-459.
3- مكانها بياض في م.

لا و اللّه ما سابقه أحد إلى شرف إلاّ سبقه، و إنه لمن مشكاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و اللّه لكأن المجد نازل منزلا لا يبلغه أحد، و عبد اللّه نازل وسطه.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه - فيما قرأ علي إسناده و ناولني إياه و قال اروه عني - أنا محمّد بن الحسن، أنا المعافى بن زكريا (1)،أنا أحمد بن العبّاس [العسكري] (2)،نا عبد اللّه بن سعد (3)،حدّثني محمّد بن صالح التميمي، حدّثني عمر بن عبد الوهّاب الرّياحي، نا عبد اللّه بن سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص، عن خالد بن سعيد، عن سعيد بن عمرو، قال: وفد عبد اللّه بن جعفر على معاوية بن أبي سفيان، فأنزله في داره، فقالت له ابنة قرظة امرأته: إنّ جارك هذا يسمع الغناء، قال:

فإذا كان ذلك فأعلميني، فأعلمته، فاطّلع عليه و جارية له تغنيه و هي تقول:

إنك و اللّه لذو ملّة *** يطرفك (4) الأدنى عن الأبعد (5)

و هو يقول: يا صدقكاه، قال: ثم قال: اسقيني، قال: ما أسقيك ؟ قال: ماء و عسلا، قال: فانصرف معاوية و هو يقول: ما أرى بأسا، فلما كان بعد ذلك قالت له: إنّ جارك هذا لا يدعنا ننام الليل من قراءة القرآن، قال: هكذا قومي، رهبان بالليل ملوك بالنهار.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن علي، أنا محمّد بن علي بن محمّد، أنا أحمد بن عبد اللّه بن الخضر، نا أحمد بن علي بن محمّد بن أحمد، حدّثني أبي، حدّثني محمّد بن مروان بن عمر، أخبرني جعفر بن أحمد بن معدان، نا الحسن بن جهور، نا أبو مسعود القتّات، نا أبان بن تغلب (6)،قال:

ذكر لنا أن عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب قدم على معاوية، و كانت له منه وفادة في كل سنة يعطيه ألف ألف درهم (7)،و يقضي له مائة حاجة، فقال: يا أمير المؤمنين اقضي

ص: 263


1- الخبر في الجليس الصالح الكافي للمعافى بن زكريا 272/3.
2- الزيادة عن م و الجليس الصالح.
3- كذا بالأصل و م و في الجليس الصالح: عبد اللّه بن أبي سعد.
4- عن الجليس الصالح، و بالأصل و م:«بطرفك» و يطرفك أي يصرفك.
5- نسب البيت بحاشية المطبوعة لعمر بن أبي ربيعة.
6- إعجامها مضطرب بالأصل و م و قد تقرأ: ثعلب، و المثبت عن المطبوعة.
7- في م: ألف درهم.

عني ديني، فإني إنما أخذته عليك و ابسط أملي بإعطاء يومك، و دعني وعدا فإنك غدا خير منك اليوم، كما أنك اليوم خير منك أمس، ثم قال:

يوماك يوم يفيض نائله *** و خير يوميك ما بقيت غدا

و لا يمنعك من قضاء حاجتنا، و صلة أرحامنا حاجتنا إليك، و غناك عنا، فإنه ليس كل حاجة تتم و لا كل غنى يدوم، و قد عودتنا من نفسك عادة صارت لنا عليك فريضة، إن تقف بنا عندها رضينا بها، و إن زدتنا عليها حملنا زيادتها، و نحن و أنت كما قال الأعشى لقيس بن النّمر:

عوّدت كندة عادة فاصبر لها *** اغفر لجاهلها و روّ سجالها (1)

و اعلم أنك لا تقضي لنا حاجة إلاّ قضينا لك مثلها، و لا تقبض عنا يدك فو اللّه إنه لتجيء منك الفلتة من الحرمان، فكأنما جاءت من غيرك يشك فيها الشاهد، و يكذّب فيها الغائب، و يطلب لها أهل الرأي المخرج لك منها حتى ييأسوا لك من العذر ما يجوّز الحرمان، و كذلك بحظّك الغالب و قدرك الجالب، فقال معاوية: حسبك، فما يتسع بيت مالي لمكافأتك، و اللّه ما في قريش رجل أحبّ أن يكون ابن هند منك، و لكني إذا ذكرت مكانك من عليّ و مكان عليّ منك انقبضت عنك، ثم أذكر أنّي لا أقيس بك رجلا من قريش إلاّ عظمت عنه، و لا أزنك إلاّ رجحت به، فعطفت عليك، فالغالب على ذلك الأوليان بك مني، وسيلة لا أحب دالتها و أثرة لا أستكثر عطيتها، و أمّا ما عودتكم فقولكم (2) ما كنتم لي، و أما أن تقضي من حقّي ما أقضي من حقك فإنّي لا أكون على حال إلاّ و في يديك شيء (3) أكثر ما في يدي منك، و أما البخل فكيف أبخل بمال إنما يغيب (4) عني أربعة أشهر حتى يرجع إلى بيت مالي فقد اعتقدت به المنن و ما أحسبه إلاّ لأعطيه و ما أجمعه لأمنعه، و لأنا بإعطائه أشدّ سرورا منكم بأخذه، و قد قدمت عليّ و قد خلّفت الحقوق في المال، و لك عودة، و الدهر بيني و بينك أطرق مشتت، فلا تضربن

ص: 264


1- البيت للأعشى ديوانه ط بيروت ص 152 من قصيدة يمدح قيس بن معدي كرب، و بالأصل و م:«رق سجالها» و المثبت عن الديوان.
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: فهو لكم.
3- في م: مني.
4- بالأصل:«فغيب» و في م:«تغيب» و المثبت يوافق عبارة المطبوعة.

بيني و بينك بالإساءة، كم دينك يا ابن جعفر؟ قال: ألف ألف درهم، فقال معاوية: يا سعد اقضها عنه، واجبها غدا من فسا و درابجرد (1) فغضبت قريش الشام حين أعطاه ألف ألف درهم، فقالت: يظن (2) معاوية هائبا لابن جعفر فقال معاوية:

تقول قريش حين خفّت حلومها *** نظنّ (3) ابن هند هائبا لابن جعفر

فمن ثمّ يقضي ألف ألف ديونه *** و حاجته مقضية لم تؤخّر

فقلت: دعوا لي لا أبا لأبيكم *** فما منكم فيض له غير أعور

أ ليس فتى البطحاء ما تنكرونه *** و أول من أثني بتقواه خنصر

و كان أبوه جعفر ساد قومه *** و لم يك في الحرب العوان بحيدر

فما ألف ألف فاسكتوا لابن جعفر *** كثير و لا أمثالها لي بمنكر

و لا تحسدوه و افعلوا كفعاله *** و لن تدركوه كلّ ممشى و محضر

أخبرنا أبو العزّ بن كادش - فيما قرأ علي إسناده و ناولني إيّاه و قال: اروه عني - أنا محمّد بن الحسين الجازري، أنا المعافى بن زكريا القاضي (4)،نا الحسن بن أحمد الكلبي، نا محمّد بن زكريا الغلاّبي، نا العبّاس بن بكار، نا أبو بكر الهذلي، و عبيد اللّه بن محمّد الغساني، عن الشعبي قال:

دخل عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب على معاوية و عنده يزيد ابنه، فجعل يزيد يعرّض بعبد اللّه في كلامه و ينسبه إلى الإسراف في غير مرضاة اللّه فقال عبد اللّه ليزيد: إني لأرفع نفسي عن جوابك، و لو صاحب السرير يكلمني لأجبته، فقال معاوية: كأنّك تظن أنك أشرف منه ؟ قال: أي و اللّه، و منك، و من أبيك وجدك، فقال معاوية: ما كنت أحسب أنّ أحدا في عصر حرب بن أميّة أشرف من حرب بن أميّة، فقال عبد اللّه: بلى و اللّه يا معاوية، إنّ أشرف من حرب من أكفأ عليه إناءه، و أجاره (5) بردائه، قال: صدقت يا أبا

ص: 265


1- بالأصل و م:«و ذو الجود» و لا معنى لها هنا، و الصواب ما أثبت و انظر المطبوعة، و درابجرد كورة بفارس أكبر مدنها فسا (و انظر معجم البلدان: دارابجرد، فسا).
2- كذا بالأصل، و في م:«نظن» و هو أشبه.
3- النون الأولى مهملة بالأصل و المثبت عن م.
4- الخبر في الجليس الصالح الكافي 169/3 و ما بعدها.
5- عن م و بالأصل:«أجازه» و في الجليس الصالح: أجاره.

جعفر، سل حاجتك، فقضى حوائجه و خرج.

قال الشعبي: و معنى قول عبد اللّه لمعاوية: إنّ أشرف من حرب من أكفا عليه إناءه و أجاره (1) بردائه؛ لأن حرب بن أميّة كان إذا كان في سفر و عرضت له ثنية أو عقبة تنحنح فلم يجترئ أحد أن يرباها (2) حتى يجوز حرب بن أمية، فكان في سفر فعرضت له ثنية فتنحنح فوقف الناس ليحوز، فجاء غلام من بني تميم، فقال: و من حرب ؟ ثم تقدمه، فنظر إليه حرب فتهدّده، و قال: سيمكنني اللّه تعالى منك إذا دخلت مكة، فضرب الدهر من ضربه ثم إن التميمي بدت له حاجة بمكة، فسأل عن أعزّ أهل مكة فقيل له: عبد المطّلب بن هاشم، فقال: أردت دون عبد المطّلب، فقيل له: الزبير بن عبد المطّلب، فقدم إلى مكة فأتى باب الزبير بن عبد المطّلب فقرع عليه بابه، فخرج إليه الزبير فقال: ما أنت ؟ إن كنت مستجيرا أجرناك، و إن كنت طالب قرى قريناك، فأنشأ التميمي يقول:

لاقيت حربا بالثنية مقبلا *** و الصبح أبلج ضوؤه للساري

قف لا تصاعد و اكتني ليرو عني *** و دعا بدعوة معلن و شعار

فتركته خلفي و سرت أمامه *** و كذاك كنت أكون في الأسفار

فمضى يهدّدني الوعيد ببلدة *** فيها الزّبير كمثل ليث ضاري

فتركته كالكلب ينبح وحده *** و أتيت قوم (3) مكارم و فخار

قرما (4) هزبرا يستجار بقربه *** رحب المياه مكرّما للجار

و حلفت بالبيت العتيق و ركنه *** و بزمزم و الحجر ذي الأستار

إنّ الزبير لما نعي بمهنّد *** عضب المهزّة صارم بتّار

فقال ابن الزبير: قد أجرتك، و أنا ابن عبد المطّلب، فسر أمامي، فإنّا معشر بني عبد المطّلب إذا أجرنا رجلا لم نتقدمه (5)،فمضى بين يديه، و الزبير في أثره، فلقيه حرب فقال التميمي: و ربّ الكعبة، ثم شدّ عليه، ثم اخترط سيفه الزبير و نادى في إخوته، و مضى حرب يشتدّ، و الزبير في أثره حتى صار إلى دار عبد المطّلب، فلقيه

ص: 266


1- عن م و بالأصل:«أجازه» و في الجليس الصالح: أجاره.
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة:«يربأها» و في الجليس الصالح: يرقاها.
3- كذا بالأصل و م، و في الجليس الصالح: قرم.
4- بالأصل و م:«فرما» و المثبت عن الجليس الصالح.
5- عن م و الجليس الصالح و بالأصل: يتقدمه.

عبد المطّلب خارجا من الدار فقال: مهيم يا حرب ؟ فقال: آتيك، قال: ادخل الدار، فدخل، فأكفأ عليه جفنة هاشم التي كان يهشم فيها الثريد، و تلاحق بنو عبد المطّلب بعضهم على أثر بعض، فلم يجترئوا أن يدخلوا دار أبيهم، فاحتبوا بحمائل سيوفهم و جلسوا على الباب، فخرج إليهم عبد المطّلب، فلما نظر إليهم سرّه ما رأى منهم، فقال: يا بنيّ أصبحتم أسود العرب، ثم دخل إلى حرب، فقال له: قم فاخرج، فقال: يا أبا الحارث هربت من واحد و أخرج إلى عشرة ؟ فقال: خذ ردائي هذا فالبسه، فإنهم إذا رأوا ردائي عليك لم يهيجوك، فلبس رداءه و خرج، فرفعوا رءوسهم فلما نظروا إلى الرداء عليه نكسوا رءوسهم، و مضى حرب. فهو قول إنّ أشرف من حرب من أكفأ عليه إناءه و أجاره بردائه.

قال القاضي: قول التميمي جار الزبير في أول بيته الثاني من كلمته:«قف لا تصاعد» بعد قوله في أخر بيته الأول:«و الصبح أبلج ضوؤه الساري» معناه فقال: قف، فأضمر القول و حذف القول، و إضماره كثير في كلام العرب، قال اللّه جل ثناؤه:

وَ الْمَلاٰئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بٰابٍ سَلاٰمٌ عَلَيْكُمْ بِمٰا صَبَرْتُمْ (1) المعنى يقولون:

سلام عليكم، و قال اللّه تعالى: وَ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيٰاءَ مٰا نَعْبُدُهُمْ إِلاّٰ لِيُقَرِّبُونٰا إِلَى اللّٰهِ زُلْفىٰ (2) و هو كثير في القرآن، و سائر العربية و من ذلك قول الشاعر:

ما للجفاني (3) تخطّاني كأنهم *** لم يلف حول ذرى بيتي مساكين

أراد كأنهم يقولون، و قال آخر:

و قائلة: ما بال لونك شاحبا *** كأنك يحميك الطعام طبيب

تتابع (4) أحداث تخرّمن منتي *** و أيلين جسمي فالفؤاد كئيب (5)

ص: 267


1- سورة الرعد، الآية:23-24.
2- سورة الزمر، الآية:3.
3- كذا بالأصل و م، و في الجليس الصالح:«ما للجفان» و الجفان - بدون ياء - جمع جفنة، و هو الرجل الكريم.
4- كذا بالأصل و م و الجليس الصالح، و في المطبوعة: نتتايع.
5- البيتان من قصيدة لكعب بن سعد الغنوي يرثي فيها أخاه أبا المغوار (أمالي القالي 148/2) و في الأصمعيات نسبت لعزيفة بن مسافع العبسي.

فأضمر القول (1)،و في هذا الخبر:«أكفأ عليه الإناء» أي أكفته (2)،و الفصيح السائر من كلام العرب: و كفأت الإناء، فأما: أكفأت فإنما يقال في بعض عيوب الشعر، يقال: أكفأ الشاعر في شعره يكفئ أكفاء، و بين أهل العلم بالقوافي خلاف [في] (3)ماهيته، و هو مبين في موضعه.

آخر الجزء الرابع و الأربعين من الأصل بعد المائتين.

أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن المزرفي (4)،أنا الشريف أبو الفضل العبّاس بن أحمد بن [محمّد بن بكران الهاشمي.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل العباس بن أحمد بن] (5) بكران، و أبو محمد، و أبو الغنائم ابنا أبي عثمان، و أبو منصور بن عبد العزيز، و أبو بكر بن هبة اللّه الطبري، و أبو الحسن علي بن المقلد البواب، و أبو منصور عبيد اللّه بن عثمان بن محمد بن دوست المعروف بابن الشركي.

ح و أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، قالوا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن الحسن بن محمد بن القاسم الغضائري، أنا محمد بن يحيى الصولي، أنا أبو ذكوان، نا محمد بن سلام الجمحي عن أبيه قال: قال عمرو بن العاص لعبد اللّه بن جعفر عند معاوية ليصغّر منه: يا ابن جعفر، فقال له عبد اللّه: لئن نسبتني إلى جعفر فلست بدعيّ و لا أبتر، ثم ولّى و هو يقول:

تعرّضت قرن الشمس وقت ظهيرة *** ليستر منه ضوأه بظلامكا

كفرت اختيارا ثم آمنت خيفة *** و بغضك إيانا شهيد بذلكا

و قال ابن طاوس: ضوأها، قال: و إنما قال: لست بدعيّ و لا أبتر، لأن العاص

ص: 268


1- كذا بالأصل و الجليس الصالح، و ليس فيهما حذف لفعل القول، فبين البيتين بيت ثالث ينتفي به إضمار القول، روايته: فقلت و لم أعي الجواب و لم ألح و للدهر في صم السلام نصيب:
2- كذا بالأصل و م و المطبوعة، و في الجليس الصالح: أي الجفنة.
3- الزيادة عن م و الجليس الصالح.
4- بالأصل و م:«الزرقي» خطأ، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.

قال: محمد صلى اللّه عليه و سلّم أبتر، فأنزل اللّه عز و جل إِنَّ شٰانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (1).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمد الحسن بن علي، أنا محمد بن العبّاس، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، نا يحيى بن سعيد بن دينار، قال: بينا عبد اللّه بن جعفر ذات ليلة عند معاوية بالخضراء بدمشق إذ ورد على معاوية كتاب غمّه من حسن بن علي فضرب به الأرض، ثم قال: من يعذرني من ابن أبي تراب ؟ و اللّه لهممت أن أفعل به و أفعل، قال:

فجعل عبد اللّه بن جعفر يجيبه بنحو ما يشتهي و يداريه حتى قام فانصرف، قال: و كانت بينهما خوخة (2) فلما صار إلى منزله دعا برواحله فقعد عليها و خرج من ساعته متوجها إلى المدينة، قال: و دخل معاوية على امرأته ابنة قرظة مغتمّا، فقال: ما ذا صنعت الليلة يا ابن جعفر؟ فخشيت (3) عليه و أسمعته في ابن عمّه ما يكره، و حال ابن جعفر حاله و حبّه لنا و مودته إيانا (4)،فقالت: بئس و اللّه ما صنعت، ما أقبح ما أتيت إليه. فبات ليلته مغتما يتذكر صنيعه به، و لا يأخذه النوم حتى أسحر فقام فتوضّأ و قال: و اللّه لا ينبهه من فراشي غيري، فمشى إليه، فدخل منزله، فإذا ليس فيه أحد فسأل عنه فقيل له: رحل إلى المدينة ساعة جاء من عندك، فبعث في أثره و قال: أدركوه، فردّوه و لو دخل منزله فلحقوه فردّوه إليه، فجعل معاوية يعتذر إليه و يقول: لا و اللّه، لا تسمع مني أمرا تكرهه أبدا، و أخبره باغتمامه بما كان منه تلك الليلة و قال: قد أقطعتك و وهبت لك كل شيء مررت به في مسيرك، قال: و قد كان مرّ بإبل و غنم كثيرة لمعاوية، فأمر بها فقبضها و ذهب ما كان في نفسه.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه - إذنا و مناولة و قرأ علي إسناده - أنا محمد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا الجريري (5)،حدّثني عبيد اللّه بن محمد بن جعفر الأزدي، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمد بن الحسين، نا داود بن محمد، عن سوادة بن أبي الأسود، عن شهر بن حوشب: أن رجلا عطبت راحلته فأتى أمير المدينة

ص: 269


1- سورة الكوثر، الآية:3.
2- الخوخة: باب صغير كالنافذة الكبيرة، و تكون بين بيتين، ينصب عليها باب (اللسان: خوخ).
3- في المطبوعة: فخافت عليه.
4- هذا كلام معاوية.
5- الخبر في الجليس الصالح الكافي 237/2.

فسأله فلم يحمله، فقيل له: ائت ابن جعفر، فأتاه فقال:

أبا جعفر إنّ الحجيج ترحّلوا *** و ليس لرحلي فاعلمنّ بعير

أبا جعفر من أهل بيت نبوة *** صلاتهم للمؤمنين طهور

أبا جعفر ضنّ الأمير بماله *** و أنت على ما في يديك أمير

قال: فأمر له براحلة و نفقة و كسوة سابغة.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن إبراهيم بن الحطّاب (1) في كتابه، أنا الشريف أبو إبراهيم أحمد بن القاسم بن الميمون بن حمزة الحسني (2)-قراءة عليه - بمصر سنة إحدى و خمسين و أربعمائة، أنا جدي الشريف أبو القاسم الميمون بن حمزة بن الحسن، نا جعفر بن محمد الموسوي، نا يحيى بن الحسن الحسيني، قال:

و ذكروا (3) أن أعرابيا وقف على مروان بن الحكم أيام الموسم بالمدينة، فسأله فقال: يا أعرابي ما عندنا ما نصلك به، و لكن عليك يا ابن جعفر، فأتى الأعرابي باب عبد اللّه بن جعفر فإذا ثقله قد سار نحو مكة و راحلته بالباب عليها متاعها، و سيف معلّق، فخرج عبد اللّه فانشأ الأعرابي يقول:

أبو جعفر من أهل بيت نبوّة *** صلاتهم للمسلمين طهور

أبا جعفر إنّ الحجيج ترحّلوا *** و ليس لرحلي فاعلمنّ بعير

أبا جعفر ظن (4) الأمير بماله *** و أنت على ما في يديك أمير

أبا جعفر يا ابن الشهيد الذي له *** جناحان في أعلى الجنان يطير

أبا جعفر ما مثلك اليوم أرتجي *** فلا تتركنّي بالفلاة أدور

قال: يا أعرابي سار الثقل فعليك الراحلة بما عليها، و إيّاك أن تخدع عن السّيف

ص: 270


1- بالأصل و م: الخطاب بالخاء المعجمة خطأ و الصواب ما أثبت، بالحاء المهملة، انظر ترجمته في سير الأعلام 583/19.
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: الحسيني.
3- الخبر مختصرا ورد في سير الأعلام 459/3 و تاريخ الإسلام حوادث سنة(61-80) ص 430-431. و قد وردت الأبيات في المصدرين المذكورين باستثناء البيت الثاني: أبا جعفر إن الحجيج...
4- كذا بالأصل و م هنا، و قد مرّت في رواية سابقة «ضنّ » و في تاريخ الإسلام و سير الأعلام «ضن» أيضا، و هي الصواب.

فإني أخذته بألف دينار، فأنشأ الأعرابي يقول و هو مولي (1):

حباني عبد اللّه نفسي فداؤه *** بأعيس (2) موّار سباط مشافره

و أبيض من ماء الحديد كأنه *** شهاب بدا و الليل داج عساكره

فكلّ امرئ يرجو نوال ابن جعفر *** سيجزي (3) له باليمن و اليسر طائره

فيا خير خلق اللّه نفسا و والدا *** و أكرمه للجار حين يجاوره

سأثني بما أوليتني يا ابن جعفر *** و ما شاكر عرفا كمن هو كافره

قال: و حدّثنا جعفر بن (4) الموسوي، نا يحيى بن الحسن الحسيني، حدّثني شيخ من بني تميم بخراسان قال: جاء شاعر إلى عبد اللّه بن جعفر رضي اللّه عنهما فأنشده (5):

رأيت أبا جعفر في المنام *** كساني من الخزّ درّاعه

شكوت إلى صاحبي أمرها *** فقال: ستؤتى بها الساعة

سيكسوكها الماجد الجعفريّ *** و من كفّه الدهر نفّاعة

و من قال للجود: لا تعدني *** فقال: لك السمع و الطاعة

قال: فقال عبد اللّه لغلامه: ادفع إليه جبّتي الخزّ، ثم قال له: ويحك كيف لم تر جبّتي الوشي ؟ اشتريتها بثلاثمائة دينار منسوجة بالذهب، قال: فقال الشاعر: أغفي غفية أخرى، فلعل (6) أراها في المنام، قال: فضحك منه عبد اللّه و قال: ادفع إليه جبّتي الوشي أيضا.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار قال:

و كان عبد اللّه بن جعفر جوادا ممدحا يقول عبيد اللّه بن قيس الرقيات:

ص: 271


1- كذا بالأصل و م، بإثبات الياء.
2- الأعيس من الإبل العيس، الأبيض مع شقرة يسيرة، و قيل الإبل العيس: هي كرائم الإبل.
3- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: سيجري.
4- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: جعفر الموسوي.
5- الخبر و الأبيات في سير الأعلام 459/3.
6- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: فلعلي.

نفذت (1) بي الشهباء نحو ابن جعفر *** سواء عليها ليلها و نهارها

يزور امرأ قد يعلم اللّه أنه *** تجود له كفّ قليل غرارها

فو اللّه لو لا أن تزور ابن جعفر *** لكان قليلا في دمشق قرارها

أتيتك أثني بالذي أنت أهله *** عليك كما أثنى على الروض جارها

ذكرتك إذ فاض الفرات بأرضنا *** و جلّل أعلى الرّقّتين بحارها

فإن متّ لم يوصل صديق و لم تقم *** طريق من المعروف أنت منارها

قال: و نا الزبير، حدّثني عمي مصعب بن عبد اللّه، قال: قال عبد الملك بن مروان: أي ويحك يا ابن قيس، أ ما اتّقيت اللّه حين تقول في ابن جعفر:

أنت رجلا قد يعلم اللّه أنه *** يجود له كفّ قليل غرارها

أ لا قلت: قد يعلم الناس، و لم يقل: قد يعلم اللّه، فقال له ابن قيس: قد و اللّه علمه اللّه و علمته، و علمه الناس.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (2) قال: في تسمية الأمراء من أصحاب علي يوم صفّين قال أبو عبيدة: و على قريش و أسد، و كنانة: عبد اللّه بن جعفر.

أخبرنا أبو محمد بن حمزة، نا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ .

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمد بن هبة اللّه، قالا: أنا محمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: في أسامي أمراء علي بن أبي طالب يوم صفين: عبد اللّه بن جعفر.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن محمد، نا محمد بن سعد، أنا عفان بن مسلم، نا حمّاد بن زيد، أنا هشام، عن محمد قال: مر عثمان بن عفان بسبخة فقال: لمن هذه ؟ قيل: لفلان اشتراها عبد اللّه بن جعفر بستين ألفا، قال: ما يسرني أنها لي بنعلي، قال:

ص: 272


1- كذا رسمها بالأصل و م، و في المطبوعة: تقدّت.
2- تاريخ خليفة بن خياط ص 194 (حوادث سنة 38 تفصيل خبر صفين).

ثم لقي علي بن أبي طالب فقال: أ لا تأخذ على يدي ابن أخيك و تحجر عليه ؟ اشترى سبخة بستين ألفا ما يسرّني أنها بنعلي، قال: فجزأها عبد اللّه على ثمانية أجزاء، فألقى فيها العمال فأقبلت، فركب عثمان ركبة، فمرّ بها فقال: لمن هذه ؟ قالوا: هذه الأرض التي اشتراها عبد اللّه بن جعفر بن فلان، فأرسل إليه أن ولّني جزءين منها، قال: أما و اللّه دون أن يرسل إلى الذين سفّهتني عندهم فيطلبون ذلك إليّ ، فلا أفعل، ثم أرسل إليه أنّي قد فعلت، قال: و اللّه لا أنتقصك جزءين من عشرين و مائة ألف، قال: قد أخذتها (1).

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن ربيعة بن زبر، نا محمد بن القاسم بن خلاّد، نا الأصمعي، عن العمري و غيره: أن عبد اللّه بن جعفر أسلف الزبير بن العوام ألف ألف (2) درهم، فلما توفي الزبير قال ابن الزبير لعبد اللّه بن جعفر: إنّي وجدت في كتب أبي أن له عليك ألف ألف درهم (3)،فقال: هو صادق فاقبضها إذا شئت، ثم لقيه بعد فقال: يا أبا جعفر إنما (4) وهمت، المال لك عليه، قال: فهو له، قال: لا أريد ذاك، قال: فاختر إن شئت فهو له، و إن كرهت ذلك فلك فيه نظرة ما شئت، فإن لم ترد ذلك فبعني من ماله ما شئت، قال: أبيعك، و لكني أقوّم، فقوّم الأموال ثم أتاه فقال: أحبّ أن لا يحضرني و إيّاك أحد، فقال له عبد اللّه: يحضرنا الحسن و الحسين فيشهدان لك، قال: ما أحبّ أن يحضرنا أحد، قال: انطلق، فمضى معه، فأعطاه خرابا و سباخ (5) لا عمّارة له، و قوّمه عليه حتى إذا فرغ قال عبد اللّه لغلامه: ألق لي في هذا الموضع مصلّى، فألقى له في أغلظ موضع من تلك المواضع مصلّى، فصلّى ركعتين و سجد، فأطال السجود يدعو، فلما قضى ما أراد من الدعاء قال لغلامه: احفر في موضع سجودي، فحفر، فإذا عين، فملأ نبطها (6) فقال له ابن الزبير: أقلني، قال: أما دعائي

ص: 273


1- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام 460/3 من طريق حمّاد بن زيد، و في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80) ص 431 من طريق عفان عن حمّاد بن زيد.
2- في م: ألف درهم.
3- في م: ألف درهم.
4- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: أنا.
5- كذا بالأصل و م، و الصواب: و سباخا.
6- كذا رسمها بالأصل و م، و في المطبوعة:«قد أنبطها».

و إجابة اللّه إياي فلا أقيلك، فصار ما أخذ منه أعمر مما في يدي ابن الزبير (1).

قال: و اشترى بعض القرشيين جملا بأربع مائة دينار، فوضعه (2) فأطال الصفة فدفعه إلى الرائض (3)،فمرّ بعبد اللّه بن جعفر فقال: إنّي لأشتهي من كبد هذا الجمل و سنامه فادعوه لي، فأبى (4)،فقيل له: أبو جعفر يدعوك، و أمر خبّازه إذا دخل الرجل أن ينحر الجمل، فلما دخل الرائض نحر الخبّاز الجمل، فأكل عبد اللّه من كبده و سنامه و معه الرائض، فقال الرائض: ما أكلت طعاما قط أطيب من طعامك هذا، قال: هو الجمل الذي كنت عليه، قال: إنّا للّه، قال: ما لك ؟ قال: أخذ بأربعمائة دينار، قال:

أعطوه إياها، و قال: إن الرّجل القرشي كان عمرو بن العاص.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم بن جعفر، أنا سهل بن بشر، أنا علي بن منير، أنا محمد بن أحمد الذهلي، نا موسى بن هارون، نا إبراهيم بن المنذر، نا ابن أبي فديك، نا سعيد بن سفيان مولى الأسلميين، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن عبد اللّه بن جعفر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ اللّه مع الدائن حتى يقضى دينه ما لم يكن فيما يكره اللّه»، قال: فكان عبد اللّه بن جعفر يقول لخازنه: اذهب فخذ لي بدين، فإني أكره أن أبيت ليلة إلاّ و اللّه معي بعد الذي سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم[5816].

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (5)،نا محمد بن علي بن محمد، أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد المقرئ الصّيدلاني، نا يزداد بن عبد الرّحمن بن محمد الكاتب، نا عبد اللّه بن شبيب، حدّثني محمد بن إسماعيل الجعفري، عن عبد العزيز بن عمران، عن عمّه، عن الزهري، عن علي بن حسين، عن الحسين قال: علّمنا عبد اللّه بن جعفر السخاء.

أخبرنا أبو الفرج عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف، أنا

ص: 274


1- الخبر مختصرا في سير الأعلام 460/3 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80) ص 431 و عقب الذهبي في آخره: قلت: هذه الحكاية من أبلغ ما بلغنا في الجود.
2- كذا بالأصل، و في المطبوعة: فوصفه.
3- بالأصل: الرابض، و المثبت عن المطبوعة.
4- من قوله:«قال: و اشترى» إلى هنا سقط من م.
5- بالأصل:«الرزين» و في م:«المرزباني» و كلاهما تحريف و الصواب ما أثبت، قياسا إلى سند مماثل، و انظر المطبوعة.

أبو نصر الزينبي، أنا محمد بن عمر، عن علي بن خلف الورّاق، نا محمد بن السّري بن عثمان التمار، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا أبي، نا علي بن عاصم، عن عاصم، و خالد، عن هشام:

أن دهقانا كلم عبد اللّه بن جعفر أن يكلّم علي بن أبي طالب في حاجة فكلّمه فقضاها، فأهدى إليه الدهقان أربعين ألفا، فردّها عليه، و قال: إنّا لا نأخذ على المعروف ثمنا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو القاسم عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد، حدّثني ابن هانئ، نا عفّان، نا خالد بن الحارث، نا هشام، عن محمد:

أن دهقانا من أهل السّواد كلّم ابن جعفر في أن يكلم أمير المؤمنين عليا في حاجة، فكلّمه فيها، فقضاها له، فبعث إليه الدّهقان أربعين ألفا، فقالوا: أرسل بها الدّهقان الذي كلّمت له، فقال للرسول: قل له، إنّا أهل بيت لا نبيع المعروف.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، و أبو المعالي بن الشّعيري، قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، حدّثني أحمد بن محمّد بن سهل، نا يوسف بن يحيى، عن هشام بن حسان، عن ابن سيرين:

أن رجلا من الدّهاقين طلب إلى عبد اللّه بن جعفر في شفاعة له إلى سلطان، فشفع له حتى استنجحها، فبعث إليه الدّهقان بأربعين ألف درهم على بغل فردّها.

أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، حدّثني فليح بن إسماعيل قال: طلب عبد اللّه بن جعفر لابن آزادمرد (1)حاجة إلى علي بن أبي طالب، فقضاها، فقال: هذه أربعون ألف درهم، فإن لك مئونة، قال: إنا أهل بيت لا نأخذ على المعروف ثمنا.

أخبرنا أبو بكر بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد، أنا محمد بن عمر، أنا

ص: 275


1- بالأصل و م:«أراومرد» و المثبت عن المطبوعة.

يحيى بن سعيد بن دينار قال:

حجّ معاوية فنزل في دار مروان بالمدينة، فطال عليه النهار يوما، و فرغ من القائلة، فقال: يا غلام انظر من بالباب هل ترى الحسن بن علي، أو الحسين، أبو عبد اللّه بن جعفر، أبو عبد اللّه بن أبي أحمد بن جحش، فأدخله عليّ ، فخرج الغلام فلم ير منهم أحدا، و سأل عنهم فقال: هم مجتمعون عند عبد اللّه بن جعفر يتغدون عنده فأتاه فأخبره، فقال: و اللّه ما أنا إلاّ كأحدهم، و لقد كنت أجامعهم في مثل هذا، فقام، فأخذ عصا فتوكأ عليها و قال: سر يا غلام، فخرج بين يديه حتى دقّ عليهم الباب، فقال:

هذا أمير المؤمنين، فدخل فأوسع له عبد اللّه بن جعفر عن صدر فراشه، فجلس، فقال:

غداء يا ابن جعفر، قال: ما يشتهي أمير المؤمنين فليدع به، قال: أطعمنا مخّا، قال: يا غلام هات مخّا، قال: فأتي بقصعة فيها مخّ ، فأقبل معاوية يأكل، ثم قال عبد اللّه: يا غلام زدنا مخّا فزاد، ثم قال: يا غلام مخا، فزاد، ثم قال: يا غلام زدنا مخّا، فقال معاوية: إنّما كنا نقول يا غلام: زدنا سخينا فأمّا قولك: يا غلام زدنا مخّا فلم أسمع به قبل اليوم يا ابن جعفر ما يسعك إلاّ الكثير، قال: فقال عبد اللّه: يعين اللّه على ما ترى يا أمير المؤمنين، قال: فأمر له يومئذ بأربعين ألف دينار، قال: و كان عبد اللّه بن جعفر قد ذبح ذلك اليوم كذا و كذا من شاة، و أمر بمخّهن، فنكت له فوافق ذلك معاوية.

أخبرنا أبو سعيد محمّد بن إبراهيم بن أحمد المقرئ (1)،أنا أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن البسري بن بنون التّفليسي.

ح (2) و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، قالا: أنا أبو عبد الرّحمن السلمي، قال: سمعت عمر بن أحمد - زاد البيهقي: البغدادي و قالا:

يقول (3):سمعت الحسين بن إسماعيل يقول: ثنا عبد اللّه بن شبيب، حدّثني عيسى بن صالح، نا عامر بن صالح، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال:

ص: 276


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: القرّي.
2- سقطت من الأصل و م و المثبت عن المطبوعة.
3- بالأصل:«سمعت عمر بن أحمد زاد البيهقي و قالا البغداد» ثم شطب على: زاد البيهقي و قالا. و العبارة مثبتة في م كالأصل و قد أبقي على العبارة بتمامها، و الذي أثبتناه بتأخير:«و قالا» و وضعناها بعد كلمة: «البغدادي» يوافق عبارة المطبوعة.

كتب رجل إلى عبد اللّه بن جعفر رقعة، فجعلها في ثني وسادة (1) التي يتكئ عليها، فقلب عبد اللّه الوسادة، فبصر بالرقعة، فقرأها فردها في موضعها، و جعل مكانها كيسا فيه خمسة آلاف (2) دينار، فجاء الرجل، فدخل عليه فقال: قلب (3) المرفقة فانظر ما تحتها فخذه، فأخذ الرجل الكيس و خرج، و أنشأ يقول:

زاد معروفك عندي عظما *** أنه عندك مستور حقير

تتناساه كأن لم تأته *** و هو عند اللّه مشهور كبير

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا أبو محمّد المصري، أنا أبو بكر المالكي، نا إبراهيم الحربي، نا عثمان بن محمّد الأنماطي الدّشتكي (4)،نا عمر بن أبي قيس قال:

خرج عبد اللّه بن جعفر إلى حيطان المدينة، فبينا هو كذلك إذ نظر إلى أسود على بعض الحيطان و هو يأكل و بين يديه كلب، و عبد اللّه بن جعفر واقف على دابّته ينظر إليه، فلما فرغ دنا منه فقال له: يا غلام لمن أنت ؟ فقال: لورثة عثمان بن عفّان، فقال:

لقد رأيت منك عجبا، فقال له: و ما الذي رأيت من العجب يا مولاي ؟ قال: رأيتك تأكل، فكلما أكلت لقمة رميت للكلب مثلها، فقال له: يا مولاي هو رفيقي منذ سنين، و لا بد أن أجعله كأسوتي في الطعام، فقال له: فدون هذا يجزيك ؟ فقال له: يا مولاي، و اللّه إنّي لأستحي من اللّه أن آكل، و عين تنظر إليّ لا تأكل، ثم مضى عنه حتى أتى ورثة عثمان بن عفّان، فنزل عندهم فقال: جئت في حاجة، فقالوا: و ما حاجتك ؟ قال:

تبيعوني الحائط الفلاني ؟ فقالوا له: قد وهبناه لك، فقال: لست آخذه إلاّ بضعف (5)، فباعوه، فقال لهم: و تبيعوني الغلام الأسود، فقالوا له: إن الأسود ربّيناه و هو كأحدنا، فلم يزل بهم حتى باعوه و انصرف عنهم، فلما أصبح غدا على الغلام و هو في الحائط ،

ص: 277


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة:« وسادة» و كتب بالحاشية فيها: الوساد و الوسادة، المخدة.(نقلا عن اللسان).
2- بالأصل و م: ألف.
3- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: اقلب.
4- بالأصل و م: الدستكي، بالسين المهملة، و الصواب: الدشتكي، و هذه النسبة إلى دشتك، و هي قرية بالري و قرية بأصبهان و محلة بأستراباذ (انظر الأنساب).
5- الضعف: المثل (اللسان).

فخرج إليه فقال له: أشعرت أني قد اشتريتك و اشتريت الحائط من مواليك، فقال له:

بارك اللّه لك فيما اشتريت، و لقد غمّني مفارقتي لمواليّ ، إنّهم ربّوني، فقال له: أنت حرّ و الحائط لك، فقال: إن كنت صادقا يا مولاي فأشهد أني قد أوقفته على ورثة عثمان بن عفّان، قال: فتعجب عبد اللّه بن جعفر منه، و قال: ما رأيت كاليوم، فقال: بارك اللّه فيه، و دعا له و مضى.

قال: و أنا أحمد بن مروان، نا ابن أبي الدنيا، نا محمّد بن الحارث عن المدائني قال: قال معاوية لعبد اللّه بن جعفر: ما العيش يا أبا جعفر؟ قال: ركوب الهوى و ترك الحياء] (1).

قال: و أخبرنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، و أبو الحسن سعد الخير بن محمّد، قالا: أنا (2) أبو الفوارس طراد بن محمّد بن علي، أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران، أنا أحمد بن محمّد بن جعفر بن حموية، نا عبد اللّه (3) بن عبيد بن أبي الدنيا، قال: زعم العبّاس العنبري، نا وهب بن جرير، عن جويرية بن أسماء، عن بديح مولى عبد اللّه بن جعفر قال: خرجت مع عبد اللّه بن جعفر في بعض أسفاره، فنزلنا إلى جانب خباء من شعر، قال: و إذا صاحب الخباء رجل من بني عذرة، قال: فبينا نحن كذلك إذا نحن بأعرابي قد أقبل يسوق ناقة حتى وقف علينا ثم قال: أي قوم ابغوني شفرة، فناولناه الشفرة، فوجأ في لبّتها و قال: شأنكم بها، قال: و أقمنا اليوم الثاني، و إذا نحن بالشيخ العذري يسوق ناقة أخرى، فقال: أي قوم ابغوني شفرة، قال: فقلنا إنّ عندنا من اللحم ما ترى، قال: فقال أ بحضرتي تأكلون الغابّ (4)،ناولوني الشفرة، فوجأ في لبّتها، ثم قال: شأنكم بها، و بقينا اليوم الثالث، فإذا نحن بالعذري يسوق أخرى حتى وقف علينا، فقال: أي قوم ابغوني شفرة، قال: فقلنا: إن معنا من اللحم ما ترى، قال: أ بحضرتي تأكلون الغابّ إني لأحسبكم قوما لئاما، ناولوني الشفرة، فوجأ في لبّتها ثم قال: شأنكم بها، قال: و أخذنا في الرحيل، فقال ابن جعفر لجارية (5):ما معك ؟

ص: 278


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
2- بالأصل:«أنا الوليد أبو الفوارس» و المثبت عن م.
3- في المطبوعة: عبد اللّه بن محمد بن عبد بن أبي الدنيا.
4- أغب اللحم: أنتن كغبّ ، و أغب القوم: جاءهم يوما و ترك يوما، كغبّ عنهم.(القاموس المحيط ).
5- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: لخازنه.

قال (1):رزمة ثياب و أربع مائة دينار، قال: اذهب بها إلى الشيخ العذري، قال: فذهب بها، فإذا جارية في الخباء، فقال: يا هذه خذي هديّة ابن جعفر، قالت: إنا قوم لا نقبل على قرى أجرا، قال: فجاء إلى ابن جعفر، فأخبره فقال: عد إليها فإن هي قبلت و إلاّ فارم بها على باب الخيمة، فعاودها فقالت: اذهب عنا بارك اللّه فيك، فإنا قوم لا نقبل على قرانا أجرا، فو اللّه لئن جاء شيخي فرآك هاهنا لتلقان منه أذى، قال: فرمى بالرزمة و الصّرة على باب الخباء، ثم ارتحلنا فما سرنا إلاّ قليلا حتى إذا نحن بشخص يرفعه السراب مرة و يضعه أخرى، فلما دنا منا إذا نحن بالشيخ العذري و معه الصرة و الرزمة، فرمى بذلك إلينا ثم ولّى مدبرا، فجعلنا ننظر في قفاه هل يلتفت فهيهات، قال: فكان ابن جعفر يقول: ما غلبنا بالسّخاء إلاّ الشيخ العذري.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، نا عبد اللّه بن عمرو بن عبد الرّحمن، نا عبد العزيز بن يحيى بن عبد العزيز بن يحيى بن المدني، حدّثني عبد العزيز بن عمران بن عبد العزيز بن عمرو بن عبد الرّحمن بن عوف، قال:

خرج حسين بن علي و عبد اللّه بن جعفر، و سعيد بن العاص إلى مكة في حجّ أو عمرة، فلما قفلوا اشتاقوا إلى المدينة، فركبوا صدور رواحلهم بأبدانهم و خلّفوا أثقالهم، و كان ذلك في الشتاء، فلما بلغوا المنجنين (2) قرب الليل أصابهم مطر، و اشتدّ عليهم البرد، فاحتاجوا إلى مبيت و كنّ ، فنظرا إلى نار تلوح لهم عن ناحية من الطريق، فأمّوها (3)،فإذا هي نار لإنسان من مزينة، فسألوه المبيت، فقال: نعم، و القرى، فأنزلهم فأدخلهم خباءه و حجر بينهم و بين امرأته و صبيانه بكساء أو شيء (4)،ثم قام إلى شاة عنده فذبحها و سلخها ثم قرّبها إليهم و أضرم لهم نارا عظيمة، فباتوا عليها، فدخل على امرأته و هو يظنّ أنهم قد ناموا، فقالت له: ويحك، ما صنعت بأصبيتك فجعتهم بشويهتهم لم يكن لهم غيرها، يصيبون من لبنها، لقوم مرّوا بك كسحابة فرّغت (5) ما

ص: 279


1- في م: قالت.
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة:«المنحنين». و لم نحله.
3- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: فأتوها.
4- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: بشيء.
5- في م: أفرغت.

فيها، ثم استقلّت، لا خير عندهم، قال: ويحك و اللّه لقد رأيت أوجها صباحا لا تسلمهم ألاّ إلى خير، قال: فباتوا عنده حتى أصبحوا و أرادوا المضيّ ، قالوا: يا أخا مزينة، هل عندك من صحيفة و دواة ؟ قال: لا و اللّه، إنّ هذا لشيء ما اتّخذته قط ، قال: فكتبوا أسماءهم في خرقة بحممة ثم قالوا: احتفظ بها، قال: فأكنّها المزني و أيس من خيرهم، فلبث بذلك ما شاء اللّه، ثم إنه نزل قوم من أهل المدينة قريبا منه، فذهب إليهم بالخرقة، فقال: أ تعرفون هؤلاء، بأبي أنتم ؟ قالوا: ويلك من أين لك هؤلاء؟ فأخبرهم بقصتهم، فقالوا: انطلق معنا، قال: فانطلق المزني مع المدنيين حتى قدم المدينة، فغدا إلى سعيد و هو كان أمير المدينة يومئذ، فلما نظر إليه رحّب به و قال: أنت المزني ؟ قال: نعم، بأبي أنت و أمي، قال: هل جئت واحدا من صاحبيّ ؟ قال: لا، قال: يا كعب اذهب فاعطه ألف شاة و رعاتها، قال: فلما خرج به كعب قال له: إنّ الأمير قد أمر لك بما قد سمعت، فإن شئت اشترينا لك، و إن شئت بأغلى القيمة، قال: لا بل الثمن أحبّ إليّ ، فأعطاه الثمن، ثم صار إلى حسين، فلما رآه رحّب به ثم قال: أ مزينيا؟ قال: نعم، بأبي أنت و أمي، قال: هل جئت واحدا من صاحبيّ ؟ قال: نعم، سعيدا، قال: فما صنع بك ؟ قال: أعطاني ألف شاة و رعاتها، قال: يا فلان لقيّمه: اذهب فاعطه ألف شاة و رعاتها، و زده عشرة آلاف درهم، قال: فقال له: إن شئت فعلى ما عوملت عليه، و إن شئت اشترينا لك، قال: فاختار الثمن، ثم ذهب إلى عبد اللّه بن جعفر، فقال: مرحبا، أ مزينيا؟ قال: نعم، بأبي أنت و أمي، قال: هل جئت أحدا من صاحبيّ ؟ قال: نعم، كلاهما، قال: فما صنعا؟ قال: أمّا سعيد فأعطاني ألف شاة و رعاتها، و أما حسين فأعطى ألف شاة و رعاتها و عشرة آلاف درهم، قال: يا بديح اذهب به فاعطه ألف شاة و رعاتها، و سجل له - بعيني فلانة، بينبع (1)-قال: لعين عظيمة الخطر تغلّ مالا كثيرا.

قال عبد العزيز بن يحيى: هم أولئك المزنيّون الذي يسكنون الخليج، و هم مياسير إلى اليوم.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، و أبو الحسن سعد الخير بن محمد، قالا: أنا أبو الفوارس طراد بن محمد، أنا علي بن محمد بن عبد اللّه، أنا أحمد بن محمد بن جعفر،

ص: 280


1- ينبع: هي على يمين رضوى لمن كان منحدرا من المدينة إلى البحر على ليلة من رضوى، من المدينة على سبع مراحل، و هي لبني حسن بن علي، و قال ابن دريد: ينبع بين مكة و المدينة (ياقوت).

نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمد بن الحسين، حدّثني يوسف بن الحكم الرّقّي، نا الفياض بن محمد القرشي عن رجل من أهل المدينة، قال:

خرج عبد اللّه بن جعفر حاجّا حتى إذا كان ببعض الطريق تقدم ثقله على راحلة له، فانتهى إلى أعرابية جالسة على باب الخيمة، فنزل عن راحلته ينتظر أصحابه، فلما رأته قد نزل، قامت إليه، فقالت: إليّ ، بوّأك اللّه مساكن الأبرار، قال: فأعجب بمنطقها، فتحوّل إلى باب الخيمة، فألقت له وسادة من أدم، فجلس عليها، ثم قامت إلى عنيزة لها في كسر الخيمة، فما شعر حتى قدمت منها عضوا فجعل ينهش، و أقبل أصحابه فلما رأوه نزلوا، فأتتهم بالذي بقي عندها من العنز، فطعموا و أخرجوا سفرهم فقال عبد اللّه: ما بنا إلى طعامكم حاجة سائر اليوم، فلما أراد أن يرتحل دعا مولاه الذي كان يلي نفقته، فقال: هل معك من نفقتنا شيء؟ قال: نعم، قال: و كم هو؟ قال: ألف دينار، قال: أعطها خمس مائة و احتبس لنفقتك باقيها، قال: فدفعه إليها، فأبت أن تقبل، فلم يزل عبد اللّه يكلّمها و هي تقول: أي و اللّه أكره عذل بعلي، فطلب إليها عبد اللّه حتى قبلت، فودّعها و ارتحل هو و أصحابه، فلم يلبث أن استقبله أعرابي يسوق إبلا له، فقال عبد اللّه: ما أراه إلاّ المحذور، فلو انطلق بعضكم فعلم لنا علمه ثم لحقنا، فانطلق بعض أصحابه راجعا متنكرا حتى نزل قريبا منه، فلما أبصرت المرأة الأعرابي مقبلا قامت إليه تفدّاه و تقول: بأبي أنت و أمّي:

توسّمته لما رأيت مهابة *** عليه فقلت: المرء من آل هاشم

و إلاّ فمن آل المرار فإنهم *** ملوك ملوك من ملوك أعاظم

فقمت إلى عنز بقية أعنز *** فأذبحها فعل امرئ غير نادم

يعوّضني منها غنان و لم يكن *** يساوي لحيم العنز خمس دراهم

بخمس مئين من دنانير عوّضت *** من العنز ما جادت به كفّ آدمي

فأظهرت له الدنانير، و قصّت عليه القصة، فقال: بئس لعمرو (1) اللّه معقل الأضياف، كنت، أبعت معروفك بما أرى من الأحجار؟ قالت: إنّي و اللّه قد كرهت ذلك، و خفت العذل، قال: و هذه لم تخافي العار، و خفت العذل ؟ كيف أخذ الركب ؟ فأشارت له إلى الطريق، قال: و هذا يعين الرجل الذي أرسله عبد اللّه فقال: أسرجي لي

ص: 281


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: لعمر اللّه.

فرسي، قالت: تصنع ما ذا؟ قال: ألحق القوم، فإن سلموا لي معروفي و إلاّ حاربتهم، قالت: أنشدكم اللّه أن تفعل فتسوءهم فأقبل عليها ضربا، و قال: ركنت إلى إمحاق المعروف ؟ قال: و ركب فرسه، و أخذ رمحه، فجعل الرجل صاحب عبد اللّه يسير معه، و يقول له: ما أراك تدرك القوم، فقال: و اللّه لآتينّهم و لو بلغوا كذا و كذا، فلما رأى الرجل أنه غير منتهي (1) قال: على رسلك، أدرك لك القوم و أخبرهم خبرك، فتقدم الرجل فأخبر ابن جعفر، و قصّ عليه القصة، فقال عبد اللّه: قد كانت حذرة من المشئوم، قال: فرهقهم (2)،فسلّم عليه ابن جعفر و أخبره بحسن صنيع المرأة، فقال:

و اللّه ما رأيت ذلك بتمّامه، فلم يزل يكلّمه، و يسأله، فأبى الأعرابي إلاّ ردّها، فلما رأى عبد اللّه ذلك قال: لننظر ما عنده، ما نحبّ أن يرجع إلينا شيء قد أمضيناه، قال: فقام من بين يديه، فتنحّى، فصلّى ركعتين ثم قام فركب فرسه و أخرج قوسه و نبله، فقال له عبد اللّه: ما هاتان الركعتان ؟ قال: استخرت فيهما ربّي عزّ و جل في محاربتكم، قال:

فعلى ما عزم لك من ذلك ؟ قال: عزم لي عليه رشدا أو ترجعون أحجاركم و تسلمون لنا معروفنا، فقال له عبد اللّه: نفعل، فأمر بالدنانير فقبضت، فولّى الأعرابي منصرفا، فقال له عبد اللّه: أ لا نزودك طعاما؟ قال: الحيّ قريب، فهل من حاجة ؟ قال: نعم، قال: و ما هي ؟ قال: المرأة تخبرها بسوء فعلك، فاستضحك الأعرابي و ولّى منصرفا، فقدم عبد اللّه بن جعفر بعد ذلك على يزيد بن معاوية، فحدّثه حديث الأعرابي، فقال يزيد:

ما سمعت بأعجب من هذا.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو علي الحسن بن علي بن عبد اللّه المقرئ (3)،أنا محمد بن جعفر التميمي الكوفي، نا أبو عبد اللّه اليزيدي (4)،نا عيسى بن إسماعيل المعروف بتينة (5)،قال: سمعت الأصمعي يقول: جاءت امرأة إلى عبد اللّه بن جعفر بدجاجة مسموطة في مكتل (6)،فقالت: بأبي

ص: 282


1- كذا بالأصل و م:«غير منتهي» بإثبات الياء.
2- أي دنا منهم، أو اقترب منهم.
3- في م: القرى.
4- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة:«البريدي».
5- بالأصل:«تبنه» و في م:«تنبه» و كلاهما تحريف و الصواب:«تينة» عن تبصير المنتبه 1408/4 و فيه: و بمثناة مكسورة ثم ياء ثم نون: عيسى بن إسماعيل، بصري، يلقب تينة، روى عن الأصمعي و غيره.
6- في م: مكيل.

أنت، هذه الدجاجة كانت مثل بنيتي (1)،آكل من بيضها، و تؤنسني، فآليت أن لأدفنها إلاّ في أكرم موضع أقدر عليه، و لا و اللّه ما في الأرض موضع أكرم من بطنك، قال: خذوها منها، و احملوا إليها من الحنطة كذا، و من التمر كذا، و أعطوها من الدّراهم كذا، فعدّد شيئا، فلما رأت ذاك قالت: بأبي، إن اللّه لا يحب المسرفين (2).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو محمد بن السكري، نا عبد اللّه بن أبي سعد، حدّثني عمر بن سعد، حدّثني عيسى بن عبد اللّه بن محمّد بن علي بن أبي طالب، حدّثتني عائشة مولاة ابن أبي الفخر، عن مولاها ابن أبي الفخر، قال:

سمّنت (3) لي بهيمة (4)،ثم خرجت بها أبيعها، فمرت (5) بعبد اللّه بن جعفر، قال: يا صاحب البهيمة (6) أ تبيع ؟ قلت: لا اللّه، و لكن هي لكم، ثم انصرفت و تركته.

فأقمنا أياما، ثم إذا الحمالون على الباب، فإذا عشرون يحملون حنطة و عشرة (7)يحملون زيتا، و خمسة يحملون كسوة، و واحد يحمل مالا، حتى أدخلت علينا.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد الحافظ ، نا أبو منصور بن شكرويه، أنا أبو (8) بكر بن مردويه، أنا أبو بكر الشافعي، نا معاذ بن المثنّى بن معاذ، نا مسدّد، نا حمّاد بن زيد، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين: أن رجلا جلب سكر إلى المدينة، فكسد عليه، فقالوا له: ائت عبد اللّه بن جعفر، فأتاه، فاشتراه منه بده دوازده، و قال: من شاء أخذ، فقال الرجل: آخذ معهم ؟ قال: خذ.

أخبرناه أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن بن البنّا، و أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن، قالوا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الحسن

ص: 283


1- في تاريخ الإسلام و سير الأعلام: بنتي.
2- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام 461/3 و تاريخ الإسلام(61-80) ص 431-432 نقلا عن الأصمعي.
3- سقطت «لي» من م.
4- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: بهمة.
5- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة:«فمررت» و هو أشبه، باعتبار ما يلي.
6- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: بهمة.
7- في م: و عشرون.
8- سقطت من الأصل و م، و أضيفت عن المطبوعة.

الدارقطني، نا محمد بن مخلد، نا إبراهيم الحربي، نا رجل، نا حمّاد، عن هشام، عن محمد، فذكر نحوه، و قال فيه: و قال: من أخذ شيئا فهو له.

قال: و أنا الدارقطني، نا أبو صالح الأصبهاني، حدّثني يحيى بن مدرك، نا أبو أسامة، عن هشام بن حسّان، عن ابن سيرين، قال: حمل رجل من التجّار سكرا إلى المدينة، فكسد عليه، فبلغ عبد اللّه بن جعفر، فأمر قهرمانه أن يشتريه، و أن ينهبه الناس.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين (1) بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد، نا محمد بن قدامة الجوهري، نا أبو أسامة، أنا هشام، عن ابن سيرين قال: جلب رجل سكرا (2) إلى المدينة، فكسد عليه، فذكر ذلك لعبد اللّه بن جعفر، فأمر قهرمانه أن يشتريه و ينهبه الناس (3).

و أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، نا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، نا الحسن بن علي بن عفان، نا أبو أسامة، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين: أن رجلا من أهل البصرة جلب سكرا إلى المدينة، فكسد عليه، فذكر ذلك لعبد اللّه بن جعفر، فأمر قهرمانه أن يشتريه، ثم يدعو الناس فينهبهم إياه.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (4)، أخبرني محمد بن الحسين بن الفضل القطان، نا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد اللّه بن زياد، حدّثني إسحاق بن محمد النخعي، أخبرني الحسن بن عبد اللّه الأصبهاني، عن القاسم بن إسحاق بن عبد اللّه بن جعفر، قال إسحاق: و أخبرني داود بن الهيثم، عن أبيه، عن جده إسحاق أن أعرابيا أتى عبد اللّه بن جعفر - و هو محموم - فأنشأ يقول:

كم لوعة للندى و كم قلق *** للجود و المكرمات من قلقك

ص: 284


1- بالأصل و م:«أبو الحسن» خطأ و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
2- في م: سكر.
3- الخبر نقله الذهبي في تاريخ الإسلام(61-80) ص 432 و فيه: يهبه الناس، و سير الأعلام 461/3 و في المصدرين نقلا عن محمد بن سيرين.
4- الخبر مع الأبيات في تاريخ بغداد 379/6 ضمن أخبار إسحاق بن محمد بن النخعي.

ألبسك اللّه منه عافية *** في نومك المعتري و في أرقك

أخرج من جسمك السّقام كما *** أخرج ذمّ الفعال من عنقك

فأمر له بمائة ألف دينار (1).

أخبرنا أبو القاسم المستملي، أنا أبو بكر الحافظ ، و أبو يعلى إسحاق بن عبد الرّحمن الصابوني فرقهما، قالا: أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا مخلد بن جعفر الدقاق، نا محمد بن جرير، حدّثني عمر بن شبّة، نا علي بن محمد، عن أبي إسحاق المالكي، قال: وجّه يزيد بن معاوية إلى عبد اللّه بن جعفر مالا جليلا هدية له، قال:

ففرقه في أهل المدينة، و لم يدخل منزله منه شيئا، قال: فبلغ ذلك عبد اللّه بن الزبير، فقال: إن عبد اللّه بن جعفر لمن المسرفين، قال: فأنهي ذلك إلى عبد اللّه بن جعفر فقال:

بخيل يرى في الجود عارا و إنّما *** على المرء عار أن يضنّ و يبخلا

إذا المرء أثرى ثم لم يرج نفسه *** صديق فلاقته المنية أو لا

قال: فبلغ ما فعل عبد (2) اللّه بن قيس الرقيات، فقال في قصيدة له يمدح بها بعض الأمراء:

ما كنت إلاّ كالأغرّ ابن جعفر *** رأى المال لا يبقى فأبقى به ذكرا

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم عنه، أنا الحسن بن إسماعيل بن محمد المصري بها، حدّثني أبو عبد اللّه عثمان بن أحمد بن أيوب التّنّيسي، نا الحسن بن بدر، نا جامع، حدّثني الزبير بن بكار، حدّثني محمد بن عبيد اللّه بن أبي مليكة، عن أبيه، عن جده قال:

دخل ابن أبي عمّار - و هو يومئذ فقيه أهل الحجاز - على نخّاس يعترض منه جارية، فعرض عليه جارية بأكثر مما كان معه من الثمن، و كانت حسنة الوجه جدا، فعلق بها، و أخذه أمر عظيم، و رآه النّخّاس فتباعد عليه في الثمن، و استهتر (3) بذكرها فمشى

ص: 285


1- تاريخ بغداد: فأمر له بألف دينار.
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة:«عبيد اللّه» و هو الصواب.
3- المستهتر بالشيء بالفتح: المولع به، لا يبالي بما فعل فيه و شتم له، و الذي كثرت أباطيله، و قد استهتر بكذا على ما لم يسمّ فاعله أي فتن به، و ذهب عقله فيه، و انصرفت هممه إليه (القاموس - التاج).

إليه عطاء و طاوس و مجاهد يعذلونه، فكان جوابهم أن قال:

يلومني فيك أقوام أجالسهم *** فما أبالي أطار اللّوم أو وقعا

قال: فبلغ خبره عبد اللّه بن جعفر، فلم يكن له همّة غيرها، فبعث إلى مولى الجارية، فاشتراها منه (1) بأربعين ألف درهم، و أمر قيّمة جواريه أن تزينها و تحليها، ففعلت، و قدم المدينة، فجاءه الناس يسلّمون عليه، و جاءه جلة أهل الحجاز فقال: ما لي لا أرى ابن أبي عمّار زائرا؟ فأخبر الشيخ، فأتاه، فلما أراد أن ينهض استجلسه فقال له ابن جعفر: ما فعل حبّك فلانة، قال: في اللحم و الدم و المخّ و العصب و العظام، فقال له: أتعرفها إن رأيتها؟ قال: جعلت فداك، هي مصوّرة نصب عيني عند كل خطرة و فكرة، و لو أدخلت الجنة ما كنت أنكرها، قال: و اللّه ما نظرت إليها مذ ملكتها (2)،يا جارية أخرجيها، فأخرجت ترفل في الحلي و الحلل، فقال: هي هذه ؟ فأنشأ يقول:

هي التي هام قلبي من تذكّرها *** و النفس مشغولة أيضا بذكراها

قال: فشأنك بها، فخذها، فبارك اللّه لك فيها، قال: جعلت فداك، لقد تفضّلت بشيء ما كان يتفضّل به إلاّ اللّه، فلما ولّى بها قال: يا غلام احمل معها مائة ألف درهم، كي لا يهتمّ بها،[و لا تغتم به] (3) فبكى ابن أبي عمّار سرورا، ثم قال: اللّه يعلم حيث بجعل رسالاته، و اللّه جعلت فداك، لئن كان اللّه وعدنا نعيم الآخرة، لقد عجّلت نعيم الدنيا.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش - إذنا مناولة و قرأ عليّ إسناده، أنا محمد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا القاضي (4)،نا أبو النضر العقيلي، حدّثني عبد اللّه بن أحمد بن حمدون النديم، عن أبي بكر العجلي، عن جماعة من مشايخ قريش من أهل المدينة، قالوا:

كانت عند عبد اللّه بن جعفر جارية مغنية يقال لها عمّارة، و كان يجد بها وجدا شديدا، و كان لها منه مكان لم يكن لأحد من جواريه، فلما وفد عبد اللّه بن جعفر على

ص: 286


1- سقطت «منه» من م.
2- في م: إذ ملكها.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن المطبوعة، و العبارة محرفة في م.
4- الخبر في الجليس الصالح الكافي 336/2 و ما بعدها.

معاوية خرج بها معه، فزاره يزيد ذات يوم فأخرجها إليه، فلما نظر إليها و سمع غناءها وقعت في نفسه، فأخذه (1) عليها ما لا يملكه، و جعل لا يمنعه أن يبوح بما يجد بها إلاّ مكان أبيه مع يأسه من الظفر بها.

فلم يزل يكاتم الناس أمرها إلى أن مات معاوية، و أفضى الأمر إليه، فاستشار بعض من قدم عليه من أهل المدينة، و عامّة من يثق به في أمرها، و كيف الحيلة فيها، فقيل له: إنّ عبد اللّه بن جعفر لا يرام، و منزلته من الخاصّة و العامّة منك ما قد علمت، و أنت لا تستجيز (2) إكراهه، و هو لا يبيعها بشيء أبدا، و ليس يغني في هذا إلاّ الحيلة.

قال: انظروا لي رجلا عراقيا له أدب و ظرف و معرفة، فطلبوه فأتوه به، فلما دخل رأى ثيابا و حلاوة و فهما، فقال يزيد: إنّي دعوتك لأمر إن ظفرت به فهو حظوتك آخر الدهر، و يد أكافئك عليها إن شاء اللّه، ثم أخبره بأمره، فقال له: إنّ عبد اللّه بن جعفر ليس يرام ما قبله إلاّ بالخديعة، و لن يقدر أحد على ما سألت، فأرجو أن أكونه و القوة باللّه، فأعنّي بالمال، قال: خذ ما أحببت، فأخذ من طرف الشام، و ثياب مصر، و اشترى متاعا للتجارة من رقيق و دوابّ و غير ذلك، ثم شخص إلى المدينة، فأناخ بعرصة عبد اللّه بن جعفر، و اكترى منزلا إلى جانبه، ثم توسّل إليه، و قال: رجل من أهل العراق قدمت بتجارة فأحببت أن أكون في عزّ جوارك و كنفك إلى أن أبيع ما جئت به.

فبعث عبد اللّه إلى قهرمانه أن أكرم الرجل، و وسّع عليه في نزله، فلما اطمأنّ العراقي سلّم عليه أياما و عرفه نفسه و هيّأ له بغلة فارهة و ثيابا من ثياب العراق و ألطافا، فبعث بها إليه و كتب معها: يا سيّدي إنّي رجل تاجر، و نعمة اللّه عليّ سابغة، و قد بعثت إليك بشيء من لطف (3) و كذا و كذا من الثياب و العطر، و بعثت ببغلة خفيفة العنان، وطيئة الظهر، فاتّخذها لرحلك (4)،فأنا أسألك (5) بقرابتك من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إلاّ قبلت هديتي و لم توحشني بردّها، فإني أدين اللّه بحبك و حبّ أهل بيتك، و إنّ أعظم أملي في

ص: 287


1- كذا بالأصل و م و الجليس الصالح، و في المطبوعة: فأجره عليها.
2- بالأصل:«تستجبر» و في م:«تستجير» و المثبت عن الجليس الصالح.
3- اللطف: الهدية.
4- في م و الجليس الصالح: لرجلك.
5- في م:«أسلك».

سفرتي هذه أن استفيد الأنس بك و التحرّم بمواصلتك.

فأمر عبد اللّه بقبض هديته، و خرج إلى الصّلاة، فلمّا رجع مرّ بالعراقي في منزله، فقام إليه، و قبّل يده، و استكثر منه، فرأى أدبا و ظرفا و فصاحة، فأعجب به و سرّ بنزوله عليه، فجعل العراقي في كل يوم يبعث إلى عبد اللّه بلطف يطرفه (1)،فقال عبد اللّه:

جزى اللّه ضيفنا هذا خيرا، فقد ملأنا شكرا، و ما نقدر على مكافأته فإنه لكذلك إلى أن دعاه عبد اللّه، و دعاه بعمّارة و جواريه، فلما طاب لهما المجلس سمع غناء عمّارة تعجب و جعل يزيد في عجبه، فلما رأى ذلك عبد اللّه سرّ به إلى أن قال: هل رأيت مثل عمّارة ؟ قال: لا و اللّه يا سيّدي، ما رأيت مثلها، و ما تصلح إلاّ لك، و ما ظننت أن يكون في الدنيا مثل هذه الجارية حسن وجه، و حسن عمل (2)،قال: فكم تساوي عندك ؟ قال: ما لها ثمن إلاّ الخلافة، قال: يقول هذا ليزين (3) لي رأيي فيها، و يجتلب سروري، قال له: يا سيّدي و اللّه إنّي لأحبّ سرورك، و ما قلت لك إلاّ الجد، و بعد فإنّي تاجر أجمع الدرهم إلى الدرهم طلبا للربح، و لو أعطيتها بعشرة آلاف دينار لأخذتها، فقال له عبد اللّه:

عشرة آلاف دينار؟ قال: نعم، و لم يكن في ذلك الزمان جارية تعرف بهذا الثمن، فقال له عبد اللّه: أنا أبيعكها بعشرة آلاف دينار، قال: قد أخذتها، قال: هي لك، قال: قد وجب البيع، و انصرف العراقي.

فلما أصبح عبد اللّه لم يشعر إلاّ بالمال قد وافى، فقيل لعبد اللّه: قد بعث العراقي بعشرة آلاف دينار، و قال: هذا ثمن عمارة، فردّها و كتب إليه، إنّما كنت أمزح معك، و ما أعلمك أن مثلي لا يبيع مثلها، فقال له: جعلت فداك إنّ الجد و الهزل في البيع سواء، فقال له: ويحك، ما أعلم جارية تساوي ما بذلت، و لو كنت بائعها من أحد لآثرتك، و لكني كنت مازحا، و ما أبيعها بملك الدنيا لحرمتها بي و موضعها من قلبي، فقال له العراقي: إن كنت مازحا فانّي كنت جادا، و ما اطّلعت على ما في نفسك، و قد ملكت الجارية و بعثت بثمنها إليك، و ليست تحل لك، و ما لي من أخذها بد، فمانعه إياها.

ص: 288


1- في الجليس الصالح: بلطف و طرف.
2- الجليس الصالح: و حسن غناء.
3- الجليس الصالح: تقول هذا لتزين لي رأيي فيها...

فقال له: ليست لي بيّنة، و لكني أستحلفك عند قبر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و منبره، فلما رأى عبد اللّه الجدّ قال: بئس الضيف أنت، ما طرقنا طارق و لا نزل بنا نازل أعظم بليّة منك، أ تحلفني فيقول الناس اضطهد عبد اللّه ضيفه و قهره و ألجأه إلى أن استحلفه، أما و اللّه ليعلمن اللّه أنّي سائله (1) في هذا الأمر الصبر و حسن العزاء، ثم أمر قهرمانه بقبض المال منه، و بتجهيز الجارية بما يشبهها من الثياب و الخدم و الطّيّب، فجهّزت بنحو من ثلاثة آلاف دينار، و قال: هذا لك و لها عوضا مما ألطفتنا، و اللّه المستعان.

فقبض العراقي الجارية و خرج بها، فلما برز من المدينة قال لها: يا عمّارة إنّي و اللّه ما ملكتك قط ، و لا أنت لي، و لا مثلي يشتري جارية بعشرة آلاف دينار، و ما كنت لأقدم على ابن عمّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فأسلبه أحبّ الناس إليه لنفسي، و لكني دسيس من يزيد بن معاوية، و أنت له، و في طلبك بعث بي، فاستتري (2) مني، و إن داخلني الشيطان في أمرك أو تاقت (3) نفسي إليك فامتنعي، ثم مضى بها حتى ورد دمشق، فتلقاه الناس بجنازة يزيد، و قد استخلف ابنه معاوية بن يزيد، فأقام الرّجل أياما ثم تلطّف للدخول عليه، فشرح له القصّة، و يروى أنه لم يكن أحد من بني أمية يعدل بمعاوية بن يزيد في زمانه نبلا و نسكا، فلما أخبره، قال: هي لك، و كلما دفعه إليك في أمرها فهو لك، و أرحل من يومك و لا أسمع بخبرك في شيء من بلاد الشام، فرحل العراقي، ثم قال للجارية: إنّي قلت لك ما قلت حين خرجت بك من المدينة، و أخبرتك أنك ليزيد، و قد صرت لي، و أنا أشهد اللّه أنك لعبد اللّه بن جعفر، و أني قد رددتك عليه، فاستتري (4)مني، ثم خرج بها حتى قدم المدينة، فنزل قريبا من عبد اللّه بن جعفر، فدخل عليه بعض خدمه، فقال له: هذا العراقي ضيفك الذي صنع بنا ما صنع، و قد نزل العرصة، لا حيّاه اللّه فقال عبد اللّه: مه، أنزلوا الرجل و أكرموه، فلما استقر بعث إلى عبد اللّه:

جعلت فداك، إن رأيت أن تأذن لي أذنة خفيفة لأشافهك بشيء فعلت، فأذن له، فلما دخل سلّم عليه و قبّل يده، و قرّبه عبد اللّه ثم اقتص له القصّة حتى فرغ ثم قال: قد و اللّه وهبتها لك قبل أن أراها أو أضع يدي عليها، فهي لك، و مردودة عليك، و قد علم اللّه أنّي

ص: 289


1- بالأصل و م: سائليه، و المثبت عن الجليس الصالح، و في المطبوعة: ساءلته.
2- عن الجليس الصالح و بالأصل و م: فاشتري.
3- في الجليس الصالح: و تاقت.
4- عن الجليس الصالح و بالأصل و م: فاشتري.

ما رأيت لها وجها إلاّ عندك، و بعث إليها فجاءت و جاءت بما جهّزها به موفرا، فلما نظرت إلى عبد اللّه خرّت مغشيا عليها، و أهوى إليها عبد اللّه فضمّها إليه.

و خرج العراقي، و تصايح أهل الدار: عمارة، عمارة، فجعل عبد اللّه يقول و دموعه تجري: أحلم هذا، أحقّ هذا، ما أصدق بهذا، فقال له العراقي: جعلت فداك، ردّها اللّه عليك بإيثارك الوفاء، و صبرك على الحق، و انقيادك له، فقال عبد اللّه:

الحمد للّه، اللهمّ إنك تعلم أنّي تصبرت عنها، و آثرت الوفاء، و سلّمت لأمرك، فرددتها عليّ بمنّك، قالت: الحمد للّه، ثم قال: يا أخا العراق، ما في الأرض أعظم منّة منك، و سيجازيك اللّه تعالى، فأقام العراقي أياما و باع عبد اللّه غنما له بثلاثة عشر ألف دينار و قال لقهرمانه: احملها إليه، و قل له: اعذر و اعلم أني لو وصلتك بكل ما أملك لرأيتك أهلا لأكثر منه.

فرحل العراقي محمودا وافر العرض و المال.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي عبد الرّحمن، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو الحسن بن بشران، أنا أبو علي الحسين بن صفوان، نا أبو بكر عبد اللّه بن محمد القرشي، حدّثني محمد بن الحسين، حدّثني يعقوب الزهري، قال: سمعت الدّراوردي قال: قيل لمعاوية بن عبد اللّه بن جعفر: ما بلغ من كرم عبد اللّه بن جعفر؟ قال: كان ليس له مال دون الناس، هو و الناس في ماله شركاء، كان من سأله أعطاه، و من استمنحه شيئا منحه، لا يرى أنه يقتصر فيقصر، و لا يرى أنه يحتاج فيدخر.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر المعدّل، أنا أبو طاهر الذهبي، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن أبي بكر قال: و له - يعني عبد اللّه بن جعفر - يقول بعض الأعراب:

إنّك يا ابن جعفر نعم الفتى

و نعم مأوى طارق إذا أتى

و ربّ صيف طرق الحي سرى

صادف زادا أو حديثا ما اشتهى

إن الحديث جانب من القرى (1)

ص: 290


1- الخبر و الرجز في تهذيب الكمال 59/10.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، و أبو الحسن سعد الخير بن محمد، قالا: أنا طراد بن محمّد بن علي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو الحسين الجوزي، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن قريب الباهلي، نا عمّي، حدّثني خلف الأحمر قال: قال الشّمّاخ بن ضرار لعبد اللّه بن جعفر:

إنّك يا ابن جعفر نعم الفتى

و نعم [مأوى] (1) طارق إذا أتى

و ربّ ضيف طرق الحي سرى

صادف زادا و حديثا ما اشتهى

إن الحديث جانب من القرى

قال خلف: و من سنّة الأعراب إذا حدثوا الغريب و يهشوا إليه و فاكهوه أيقن بالقرى، و إذا أعرضوا عنه أيقن بالحرمان، فمن ثم قيل: الحديث جانب من القرى.

أخبرنا أبو العزّ السّلمي مناولة و إذنا و قرأ علي إسناده، أنا أبو علي الجازري، أنا المعافى بن زكريا القاضي، نا عبيد اللّه بن محمد بن جعفر الأزدي، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني أحمد بن عبد الأعلى الشيباني، و أحمد بن عبيد اللّه الغنوي، أن عبد اللّه بن جعفر كان في سفر له فمرّ بفتيان يوقدون تحت قدر لهم فقام إليه أحدهم فقال:

أقول له حين ألفيته *** عليك السّلام أبا جعفر

فوقف و قال: عليك السّلام و رحمة اللّه، فقال:

و هذي ثيابي قد أخلفت *** و قد عضّني زمن منكر

قال: فهذي ثيابي مكانها، و عليه جبّة خز و عمامة خزّ، و مطرف خزّ، و يعينك على زمنك، فقال:

فأنت كريم بني هاشم *** و في البيت منها الذي يذكر

قال: يا ابن أخي، ذاك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال القاضي: و هذي ثيابي، لغة في هذه، و يقال: هانا (2) أيضا.

ص: 291


1- زيادة عن م.
2- في المطبوعة:«هاتا» و في م:«ها انا».

قال: و أخبرنا (1) المعافى بن زكريا، نا أبي، نا أبو أحمد الختّلي، أنا أبو حفص النسائي، قال: قال محمّد بن حاتم الجرجرائي: سمعت أيوب بن سيّار يحدّث أن رجلا من أهل المدينة بعث بابنة له إلى عبد اللّه بن جعفر، فقال: إنّا نريد أن نخدرها و قد أحببت أن تمسح يدك على ناصيتها و تدعو لها بالبركة، قال: فأقعدها في حجره و مسح ناصيتها و دعا لها بالبركة، ثم دعا مولى له، فسارّه بشيء، فذهب المولى، ثم جاء فأتاه بشيء، فصرّه عبد اللّه في خمار الجارية، ثم دفعها إلى الرسول، قال: فنظروا فإذا لؤلؤة، فأخرجت إلى السوق لتباع، فعرفت، و قيل: لؤلؤة ابن جعفر حبا بها ابنة جاره، قال: فبيعت بثلاثين ألف درهم.

أخبرنا أبو المعالي الحسين بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب، أنا الحسن بن أبي بكر، أنا أبو الفضل عيسى بن موسى بن أبي محمد المتوكل على اللّه، أخبرني محمد بن خلف بن المرزبان، قال: روى العبّاس بن هشام، عن أخيه أنيف بن هشام، عن أبيه، عن بعض المدنيين قالوا: مرّ عبد اللّه بن جعفر و معه عدة من أصحابه بمنزل رجل قد أعرس، و إذا مغنية تقول:

قل لكرام (2) ببابنا يلجو *** ما في التّصابي على الفتى حرج

فقال عبد اللّه لأصحابه: لجوا فقد أذن في القوم، فنزل و نزلوا، فدخلوا، فلما رآه صاحب المنزل تلقاه و أجلسه على الفرش، فقال للرّجل: كم أنفقت على وليمتك ؟ قال:

مائتي دينار، قال: فكم مهر امرأتك ؟ قال: كذا و كذا، فأمر له بمائتي دينار و مهر امرأته، و بمائة دينار بعد ذلك معونة، و اعتذر إليه و انصرف.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد الرّحمن السلمي، أنا محمّد بن عبد اللّه بن المطّلب، أنبأني أحمد بن عبد الرّحمن، نا عبد اللّه بن عمر قال: سمعت إبراهيم بن صالح يقول: عوتب عبد اللّه بن جعفر على السّخاء فقال: يا هؤلاء أني عوّدت اللّه عادة، و عوّدني عادة، و إني أخاف إن قطعتها قطعني.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، حدّثني الحسن بن عبد العزيز

ص: 292


1- في م: و أنا.
2- في م: قل للكرام.

الجروي (1)،نا أبو مسهر، حدّثني إسماعيل بن معاوية، قال: سمعت يونس بن ميسرة بن حلبس يقول: بلغ معاوية أن عبد اللّه بن جعفر أصابه حفف (2) و جهد هذا أو نحوه، قال: فكتب إليه بيتين من شعر:

لمال المرء يصلحه فيغني *** مفاقره أعفّ من القنوع

يسدّ به نوائب تعتريه *** من الأيام كالنّهر (3) الشروع (4)

و كتب إليه يأمره بالقصد و يرغبه فيه، و ينهاه عن السّفر (5) و يعيبه عليه، قال:

فأجابه عبد اللّه بن جعفر:

سلي الطارق المعترّ يا أم خالد *** إذا ما أتاني بين ناري و مجزري (6)

أ أبسط وجهي انه أول القرى *** و أبذل معروفي بهم (7) دون منكري

و قد (8) اشترى عرضي بمالي و ما عسى *** أخوك إذا ما ضيّع العرض يشتري

يؤدي إلى الليل (9) إتيان ماجد *** كريم و مالي (10) سارح مال مقتر

قال: فأعجب معاوية ما كتب إليه به، و بعث بأربعين ألف دينار عونا له على دينه.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، نا أبو حازم عمر بن أحمد الحافظ ، نا بشر بن أبي الحسين المزني، نا محمّد بن عثمان بن سعيد الدارمي، نا محمّد بن عبادة الواسطي، نا أبو سفيان الحميري، نا عبد الحميد بن جعفر، قال: قال عبد اللّه بن جعفر ذي الجناحين:

ليس الجواد الذي يعطي بعد المسألة، لأن الذي يبذل السائل من وجهه و كلامه

ص: 293


1- بالأصل و م:«الحروي» خطأ و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 333/12.
2- الحفف: الضيق.
3- في م:«كالنهل» و هي الإبل العطاش، و الشروع: الشارعة في الماء.
4- نسب محقق المطبوعة البيتين للشّمّاخ.
5- في م:«السّرف» و هو أشبه.
6- الأبيات في الأغاني 66/13-67 نسبها إلى العجير بن عبد اللّه السلولي.
7- في الأغاني: له.
8- صدره في الأغاني: أ في العرض بالمال التلاد و ما عسى.
9- في الأغاني: إلى النيل قنيان.
10- عن م و بالأصل: و مال.

أفضل مما يبذل من نائله، و إنما الجواد الذي يبدئ بالمعروف.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا عبد الرّحمن بن محمّد الحنفي، نا محمّد بن سلام الجمحي، قال: رئي عبد اللّه بن جعفر يماكس في درهم، فقيل له: تماكس في درهم و أنت تجود من المال بكذا و كذا؟ فقال: ذاك مالي جدت به، و هذا عقلي بخلت به.

أخبرنا آباء محمّد هبة اللّه بن أحمد المزكي، و عبد الكريم بن حمزة الوكيل، و طاهر بن سهل الأسفرايني، قالوا: أنا أبو الحسين بن مكي، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن العبّاس الإخميمي، نا محمّد بن عبد اللّه بن سعيد المهراني، قال: ذكر بعض أهل العلم قال: أنشد عبد اللّه بن جعفر رضي اللّه عنه:

إنّ الصنيعة لا تكون صنيعة *** حتى يصاب بها طريق المصنع (1)

فقال: هذا رجل أراد أن يبخل الناس، أمطر المعروف مطرا، فإن صادفت موضعا فذاك ما أردت، و إلاّ رجع إليك، فكتب أهله.

أنبأنا أبو علي بن نبهان، ثم أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، و محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد، و محمد بن سعيد بن نبهان.

ح (2) و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد، قالوا: أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو بكر محمد بن الحسن بن مقسم المقرئ، ثنا أبو العبّاس أحمد بن يحيى النحوي، قال: و قال أعرابي لعبد اللّه بن جعفر: لا ابتلاك اللّه ببلاء يعجز عنه صبرك، و أنعم اللّه عليك نعمة يعجز عنها شكرك.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الحسين (3) بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد، نا عبيد اللّه بن سعد، نا عمّي، نا شريك، عن رشد بن كريب، قال: رأيت عبد اللّه بن جعفر يصبغ بالوسمة (4).

ص: 294


1- البيت في تاج العروس (صنع) بتحقيقنا، بدون نسبة، و نسبه في مجمع الشعراء للمرزباني ص 482 إلى الهذيل الأشجعي.
2- سقطت «ح» من الأصل و م، و أضيفت عن المطبوعة.
3- عن م و بالأصل: أبو الحسن.
4- عن م و بالأصل:«الوشمة» و الوسمة: نبت يختضب بورقه (اللسان).

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب، أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا محمد بن إسماعيل، قال: كنية سعيد أبو حفص الأسلمي، يعد في البصريين، سمع من ابن أبي أوفى، قال: لما مات معاوية و يزيد خفت الجفاء فأتيت عبد اللّه بن جعفر، فزعا، فما أتت إلاّ أيام حتى مات، أدركه سعد بن إبراهيم و أبو الزناد، و كنيته أبو جعفر بن أبي طالب الهاشمي.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا الحسين بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد، أنا محمد بن عمر، حدّثني محمد بن رفاعة بن ثعلبة بن أبي مالك، عن أبيه، عن جده قال:

حضرت يوم مات عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب، و على المدينة يومئذ أبان بن عثمان، و كان لابن جعفر صدقة كان كثير الغشيان له، و كان ممن حضر غسله و كفنه، و لقد رأيته أخرج به من داره، و على كفنه - يعني لفافة برد منوط (1)-إني لأراه ثمّن مائة (2) دينار، و الوسائد (3) خلف سريره (4) الجيوب و الناس يزدحمون على سريره، و أبان بن عثمان قد حمل السرير بين العمودين، فما فارقه حتى وضعه بالبقيع، و إنّ دموعه لتسيل على خديه، و هو يقول: كنت و اللّه خيرا، لا شرّ فيك، و كنت و اللّه شريفا واصلا (5) برا، كنت و اللّه و كنت، قال محمد بن عمر: مات عبد اللّه بن جعفر سنة ثمانين، و هو عام الجحاف - سيل كان ببطن مكة - جحّف الحاج و ذهب بالإبل و عليها الحمولة، فكان الوالي يومئذ على المدينة أبان بن عثمان في خلافة عبد الملك بن مروان و هو يصلي (6) عليه، و كان عبد اللّه بن جعفر يوم توفي ابن تسعين سنة.

أنبأنا أبو سعد المطرّز (7)،و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم، نا أبو حامد بن جبلة، نا محمّد بن إسحاق، أخبرني أبو يونس، نا إبراهيم بن المنذر، و أبو جعفر

ص: 295


1- كذا بالأصل و م.
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: بمائة.
3- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: و الولائد.
4- بياض بالأصل و م، و العبارة في المطبوعة: و الولائد خلف سريره قد شققن الجيوب.
5- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: و أصيلا.
6- في المطبوعة: صلّى.
7- بالأصل و م: المطرزي.

عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب، توفي سنة ثمانين، توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و هو ابن عشر سنين.

قال: و نا أبو نعيم، نا محمد بن علي بن حبيش، نا محمد بن عبدوس، نا محمد بن عبد اللّه بن نمير، قال: و توفي عبد اللّه بن جعفر سنة ست و ثمانين، يكنى أبا جعفر.

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن بن البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل بن بيري، أنا محمد بن الحسن بن محمد بن سعيد، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا مصعب بن عبد اللّه (1)،قال: مات عبد اللّه بن جعفر سنة ثمانين و هو عام الجحاف - سيل كان ببطن مكة - جحف بالحاجّ و ذهب بالإبل و عليها الحمولة، و كان الوالي يومئذ على المدينة أبان بن عثمان في خلافة عبد الملك بن مروان، و هو صلّى عليه، و هو يومئذ ابن سبعين (2) سنة.

قال ابن أبي خيثمة: فإن (3):كان عبد اللّه بن جعفر توفي و هو ابن سبعين سنة، فمولده في السّنة التي توفي فيها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

و قد أخبرنا المدائني قال: يقال: توفي عبد اللّه بن جعفر سنة ثمانين، و هو ابن تسعين، فإن (4) كان كما قال المدائني فمولده قبل السنة التي هاجر فيها النبي صلى اللّه عليه و سلّم إلى المدينة.

قال: و أنا المدائني، قال: و يقال توفي عبد اللّه بن جعفر سنة أربع أو خمس و ثمانين، و هو ابن ثمانين سنة، و هذا أشبه بما قال مصعب، و الذي قال مصعب خطأ لا شك فيه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد، حدّثني أحمد بن زهير، قال: قال المدائني: توفي عبد اللّه بن جعفر سنة أربع أو خمس و ثمانين، و هو ابن ثمانين، قال: و يقال: سنة ثمانين (5)،و هو ابن تسعين سنة.

ص: 296


1- قارن مع نسب قريش للمصعب الزبيري ص 82.
2- في نسب قريش: تسعين سنة.
3- في المطبوعة: فإذا.
4- في المطبوعة: فإذا.
5- انظر تاريخ الإسلام(61-80) ص 432.

و قال غير المدائني: سنة أربع و ثمانين.

و قال ابن نمير: سنة ثمانين.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، و أبو الحسين بن الفراء، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار، قال: و مات عبد اللّه بن جعفر سنة ثمانين، و هو عام الجحاف سيل كان ببطن مكة، جحف الحجاج (1) و ذهب بالإبل عليها الحمولة، و كان الوالي يومئذ على المدينة أبان بن عثمان بن عفان في خلافة عبد الملك بن مروان، و هو صلّى عليه، و كان عبد اللّه بن جعفر يوم توفي ابن تسعين سنة، و اخوة (2) بني جعفر لأمّهم: يحيى بن علي بن أبي طالب، و محمد بن أبي بكر الصّديق.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمد بن المغيرة، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم، قال: سنة ثمانين فيها توفي عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب بالمدينة، و صلّى عليه أبان بن عثمان، و يقال: إن عبد اللّه بن جعفر مات سنة تسعين، و هو ابن تسعين.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: فيها - يعني سنة ثمانين - مات أبو جعفر عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب بالمدينة.

أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (3)،قال: و فيها - يعني سنة ثمانين - مات عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب، قال خليفة: و قال أبو الحسن: مات عبد اللّه بن جعفر سنة أربع و ثمانين (4).

ص: 297


1- في م: جحف الحاج.
2- بالأصل و م:«أخو» و المثبت عن نسب قريش ص 82.
3- تاريخ خليفة ص 280.
4- لم يرد هذا القول في تاريخ خليفة في حوادث سنة 84، و ورد في طبقاته ص 31 رقم 10 أنه مات سنة اثنتين و يقال أربع و ثمانين.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمد، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، نا إسماعيل بن بهرام، نا علي بن عبد اللّه من ولد جعفر الطيّار: أن عبد اللّه بن جعفر عمّر ثمانين سنة.

أخبرنا أبو بكر بن شجاع، أنا سليمان بن إبراهيم، و سهل بن عبد اللّه بن علي، و أبو الخير محمد بن أحمد بن هارون، و أبو الحسين أحمد بن عبد الرّحمن بن محمّد، و عبد الرّزّاق بن عبد الكريم.

ح (1) و أخبرتنا كريمة بنت محمد بن عبد الملك، قالت: أنا سليمان بن إبراهيم.

ح (2) و أخبرنا أبو العلاء حمد بن مكي بن حسنويه - بزنجان - و أبو بكر محمد بن أبي نصر، و أبو المعالي عاصم بن محمد بن غانم، و أبو محمد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، و أبو بكر اللفتواني، قالوا: أنا أبو منصور بن شكرويه.

ح (3) و أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن حامد بن حمد الشحاد (4)،و أبو الخير سعيد بن الفضل بن أحمد بن المميز، قالا: أنا محمود بن جعفر.

و أخبرنا أبو نصر محمّد بن حمد الكبريتي، نا أبو بكر الباطرقاني - إملاء - قالوا:

أنا محمّد بن إبراهيم بن جعفر الجرجاني، نا الحسين بن علي، نا محمّد بن زكريا، نا محمد بن عبد الرّحمن قال: سمعت هشام بن سليمان المخزومي قال: اجتمع أهل الحجاز و أهل البصرة و أهل الكوفة أنهم لم يسمعوا بيتين أحسن من بيتين رأوهما على قبر عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب:

مقيم إلى أن يبعث اللّه خلقه *** لقاؤك لا يرجى و أنت قريب

تزيد بلى في كل يوم و ليلة *** و تنسى كما تبلى و أنت حبيب (5)

ص: 298


1- سقطت من الأصل و م، و أضيفت عن المطبوعة.
2- سقطت من الأصل و م، و أضيفت عن المطبوعة.
3- سقطت «ح» من الأصل و م و أضيفت عن المطبوعة.
4- كذا بالأصل و في م:«السجاد»، و في المطبوعة: الشّحاذ.
5- البيان في أسد الغابة 96/3.
3223 - عبد اللّه بن جعفر بن عبد الرّحمن بن المسور بن مخزمة

ابن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرّة

أبو جعفر القرشي الزهري المخرمي المديني (1)

حدّث عن أبي بكر بن عبد الرّحمن بن المسور، و إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص (2).

روى عنه: عبد الرّحمن بن مهدي، و أبو عامر العقدي (3)،و عبد العزيز بن عبد اللّه الأويسي، و إسحاق بن محمد الفروي، و عبد اللّه بن مسلمة القعنبي، و أبو سلمة منصور بن سلمة الخزاعي، و محمد بن عمر الواقدي.

و وجهه محمد بن عبد اللّه بن حسن بن حسن لما ظهر بالمدينة مع أخيه موسى بن عبد اللّه بن حسن إلى الشام ليدعوا إليه فرجعا من دومة الجندل، و قيل من تيماء.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمد، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا محمد بن يونس القرشي، نا عبد الملك بن عمرو، نا عبد اللّه بن جعفر، عن سعد بن إبراهيم، قال: سألت القاسم عن رجل له مساكن، فأوصى بثلاث مساكن، فقال: لا يجمع له في مسكن واحد، أخبرتني عائشة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو ردّ»[5817].

أخرجه مسلم (4)،عن إسحاق بن إبراهيم و عبد بن حميد، عن أبي عامر العقدي.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو طالب، أنا أبو بكر.

ص: 299


1- ترجمته و أخباره في جمهرة ابن حزم ص 129 و تهذيب الكمال 60/10 و تهذيب التهذيب 114/3 و ميزان الاعتدال 403/2 و الوافي بالوفيات 106/17 و سير الأعلام 328/7 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 161-170) ص 291 و انظر بحواشي المصادر الثلاثة الأخيرة أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
2- زيد بعده في المطبوعة:«و عثمان بن محمد الأخنسي و يزيد بن عبد اللّه بن الهاد، و سعد بن إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص». و الاسم الأخير مكانه في تهذيب الكمال: سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. و العبارة بكاملها سقطت من الأصل و م، و انظر تهذيب الكمال 60/10-61 و سير الأعلام 329/7 ففيهما أسماء أخرى روى عنها.
3- بالأصل و م:«العقبي» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر تهذيب الكمال.
4- صحيح مسلم(30) كتاب الأقضية،(8) باب، الحديث 1718(1344/3).

قال: و نا معاذ بن المثنّى، نا القعنبي، نا عبد اللّه بن جعفر الزهري، عن سعد بن إبراهيم، عن القاسم، عن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو ردّ»[5818].

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهّاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا محمد بن جرير (1)،قال: قال عمر - يعني ابن شبّة-: حدّثني محمد بن يحيى، حدّثني الحارث بن إسحاق قال: أجمع ابن القسريّ على الغدر بمحمد، فقال له: يا أمير المؤمنين ابعث موسى مع رزام مولى لي (2) إلى (3) الشام يدعوان إليك، فبعثهما، فخرج رزام بموسى إلى الشام، و ظهر محمد على ابن (4) القسري، كتب إلى أبي جعفر في أمره، فحبسه في نفر ممن كان معه، و ورد رزام بموسى الشام، ثم انسلّ منه، فذهب إلى أبي جعفر، فكتب موسى إلى محمد: إنّي أخبرك أنّي لقيت الشام و أهله، فكان أحسنهم قولا الذي قال: و اللّه لقد مللنا البلاء، و ضقنا به حتى ما فينا لهذا الأمر موضع، و لا لنا به حاجة، و منهم طائفة تحلف: لئن أصبحنا من ليلتنا أو أمسينا من غدنا لترفعن (5) أمرنا و لتدلّنّ علينا، فكتبت إليك و قد غيبت وجهي و أخفيت نفسي.

قال الحارث: و يقال إن موسى و رزاما، و عبد اللّه بن جعفر بن المسور توجهوا إلى الشام في جماعة، فلما صاروا بتيماء تخلّف رزام اشترى (6) لهم زادا فركب إلى العراق، و رجع موسى و أصحابه إلى المدينة و روي أنهم وصلوا إلى دومة الجندل.

أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمد، أنا أحمد بن محمد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمد بن سعد (7) قال في الطبقة السابعة من أهل المدينة: عبد اللّه بن جعفر عبد الرّحمن بن المسور بن مخرمة بن نوفل

ص: 300


1- الخبر في تاريخ الطبري 572/7.
2- سقطت من م.
3- سقطت من الأصل و استدركت عن م، و في تاريخ الطبري: مولاي إلى.
4- كذا بالأصل، و في الطبري:«على أن القسري» و هذا أشبه، و لعل الأصح منهما: على أن ابن القسري.
5- في الطبري: ليرفعن.. ليدلّنّ .
6- الطبري: ليشتري.
7- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

الزهري، و يكنى أبا جعفر، مات سنة تسعين و مائة، و قال غيره: سبعين و مائة، و هو ابن بضع و سبعين سنة.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن محمد بن الفهم، نا محمد بن سعد قال في الطبقة السّادسة من أهل المدينة: عبد اللّه بن جعفر بن عبد الرّحمن بن المسور بن مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناة بن زهرة بن كلاب، و يكنى أبا جعفر، و أمّه بريهة بنت محمد بن عبد الرّحمن بن مصعب بن عبد الرّحمن بن عوف.

قال محمد بن عمر: مات عبد اللّه بن جعفر بالمدينة سنة سبعين و مائة، و هي السنة التي استخلف فيها هارون، و كان له يوم مات بضع و سبعون سنة، و كان كثير الحديث صالحا.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، و أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو الغنائم محمد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل (1)،قال: عبد اللّه بن جعفر بن عبد الرّحمن بن المسور بن مخرمة القرشي المديني، سمع إسماعيل بن محمّد بن سعد، و عثمان الأخنسي، و يزيد بن الهاد، سمع منه ابن مهدي، و عبد الملك بن عمرو (2)،و عبد العزيز بن عبد اللّه.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي الأصبهاني.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (3)،قال: عبد اللّه بن جعفر المخرمي (4)،و هو ابن جعفر بن عبد الرّحمن بن

ص: 301


1- الخبر في التاريخ الكبير للبخاري 62/5.
2- في التاريخ الكبير: عبد الملك بن عمير، خطأ و الصواب ما أثبت و قد مرّ و هو أبو عامر العقدي.
3- الجرح و التعديل 22/5.
4- بالأصل: المخزومي، خطأ، و الصواب ما أثبت عن م و الجرح و التعديل، و قد مرّ، و هو صاحب الترجمة.

المسور بن مخرمة الزهري المديني، روى عن إسماعيل بن محمّد بن سعد، و يزيد بن الهاد، و عثمان بن محمّد الأخنسي، و أم بكر بنت المسور، روى عنه عبد الرّحمن بن مهدي، و أبو عامر العقدي، و عبد اللّه بن مسلمة القعنبي، و عبد العزيز الأويسي، و إسحاق الفروي، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد، أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا سليم بن أيوب، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمّد بن إياس قال: سمعت محمّد بن أحمد المقدّمي يقول: عبد اللّه بن جعفر بن عبد الرّحمن المخرمي المديني يكنى أبا جعفر.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي زكريا البخاري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن يونس بن محمّد، أنا أبو زكريا.

ح و أخبرنا أبو الحسين (1) أحمد بن سلامة، أنا أبو الفرح سهل بن بشر، أنا رشأ بن نظيف، قالا: نا عبد الغني بن سعيد.

ح و قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (2) قالا: فأما المخرمي بفتح الميم (3) و سكون - و قال عبد الغني: و تسكين - الخاء و فتح الراء - زاد (4) المخففة فهو - و قال عبد الغني: ف - عبد اللّه بن جعفر المخرمي من ولد المسور بن مخرمة.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (5):نا صالح بن أحمد بن حنبل قال: قال أبي: المخرمي ليس بحديثه بأس.

ص: 302


1- عن م، و بالأصل: أبو الحسن، خطأ.
2- الاكمال لابن ماكولا 239/7.
3- بالأصل:«بفتح الميم و سكون الميم و سكون..» و المثبت يوافق م و الاكمال.
4- كذا بياض بالأصل، و الكلام مستأنف في المطبوعة و لا فراغ فيها، و عبارتها: زاد: المخففة. بدون فراغ.
5- الجرح و التعديل 23/5.

قالا: و أنا ابن أبي حاتم (1) نا محمّد بن حموية بن الحسن، قال: سمعت أبا طالب قال: سألت أحمد عن عبد اللّه بن جعفر المخرمي فقال: ثقة.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبي أبو القاسم، أنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن الأزهري، أنا أبو عوانة الأسفرايني، نا محمّد بن إسماعيل بن سالم المكي، نا القعنبي عبد اللّه بن مسلمة، نا عبد اللّه بن جعفر المخرمي ثقة، بحديث ذكره.

أنبأنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي جعفر بن المسلمة، أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد الخلاّل - إجازة - أنا أبو عمر حمزة بن القاسم بن عبد العزيز بن الهاشمي، نا أبو علي حنبل بن إسحاق، قال: سمعت أبا عبد اللّه يقول: عبد اللّه بن جعفر المخرمي قتل مع الحسين بن علي (2) بفخّ ، فمن ثم كره أهل المدينة أن يحدّثوا عنه، إلاّ أنه ثقة في الحديث.

و قال في موضع آخر: سمعت أبا عبد اللّه يقول: عبد اللّه بن جعفر الزهري ثقة ثقة.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي قال:

سمعت يحيى بن معين و أحمد يتناظران في ابن أبي ذئب، و عبد اللّه بن جعفر المخرمي، فقدّم أحمد المخرمي على ابن أبي ذئب، فقال له يحيى: المخرمي شيخ أيش عنده من الحديث ؟ و أطرى ابن أبي ذئب و قدّمه على المخرمي تقديما كثيرا متفاوتا فقلت لعلي بن المديني بعد ذلك: أيهما أحبّ إليك ابن أبي ذئب أو المخرمي ؟ فقال علي: ابن أبي ذئب أحبّ إليّ ، ثم قال علي: ابن أبي ذئب صاحب حديث، و أي شيء عند المخرمي من الحديث ؟ ثم قال علي: هما اثنان عبد اللّه بن جعفر الأزهري، و هذا المخرمي من ولد المسور بن مخرمة، قال علي: و هو ثقة أيضا (3).

ص: 303


1- المصدر السابق.
2- فخ: بفتح أوله و تشديد ثانيه، واد بمكة.(ياقوت) و قال ياقوت: و يوم فخ كان أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن الحسن بن علي بن أبي طالب (كذا) خرج يدعو إلى نفسه في ذي القعدة سنة 169 و خرج إلى مكة و لما كان بفخ لقيته جيوش بني العباس... و قتلوه و حملوا رأسه إلى الهادي.
3- الخبر ورد مختصرا في سير أعلام النبلاء 329/7.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد بن المجلي (1)،نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد الخلاّل، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي قال: سمعت أحمد بن حنبل و يحيى بن معين تناظرا في ابن أبي ذئب و المخرمي، فجعل أحمد يقدّم المخرمي على ابن أبي ذئب.

و قدم يحيى بن معين ابن أبي ذئب على المخرمي، و قال: المخرمي شويخ، و أي شيء عنده مما عند ابن أبي ذئب.

قال: و حدّثني مفضّل بن غسان قال: سألت أبا زكريا يحيى بن معين عن عبد اللّه بن جعفر المخرمي، فقال: صويلح، و سليمان بن بلال فوقه لم يعب إلاّ بولايته السّوق.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه الشروطي، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ ، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن محمد الأشناني، قال: سمعت أبا الحسين (2) أحمد بن محمد بن عبدوس يقول: سمعت أبا سعيد عثمان بن سعيد الدارمي يقول: و سألته - يعني يحيى بن معين - عن عبد اللّه بن جعفر بن المسوّر؟ قال: ثقة.

قرأت على أبي غالب و أبي عبد اللّه ابني أبي علي، عن أبي الحسن (3) محمّد بن محمّد بن مخلد، أنا أبو الحسن علي بن محمد بن خزفة، أنا أبو عبد اللّه محمد بن الحسين بن محمد الزعفراني، نا ابن أبي خيثمة قال: سمعت يحيى بن معين يقول:

عبد اللّه بن جعفر المخرمي ليس به بأس، صدوق ليس بثبت.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد البابسيري، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل بن غسان الغلاّبي، أنا أبي أبو عبد الرّحمن قال: و سئل يحيى عن عبد اللّه بن جعفر بن عبد الرّحمن بن المسور بن مخرمة فقال: كان صويلحا.

ص: 304


1- بالأصل و م:«المحلى» خطأ، و الصواب ما أثبت و ضبط ، و قد مرّ التعريف به.
2- كذا بالأصل و م، و في العبر للذهبي 72/2 «أبا الحسن» و انظر الوافي بالوفيات 45/8 و شذرات الذهب 372/2.
3- عن م و بالأصل:«أبي الحسين» خطأ، انظر ترجمته في سير الأعلام 411/18.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين (1) بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن قالا: أنا أبو العبّاس الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد بن صالح، حدّثني أبي قال: عبد اللّه بن جعفر بن عبد الرّحمن بن المسور بن مخرمة، مدني ثقة (2).

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني، أنا علي بن الحسن بن علي الرّبعي، و رشأ بن نظيف قالا: أنا أبو الفتح محمد بن إبراهيم بن محمد، أنا محمد بن محمد بن داود بن عيسى، نا (3) و عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد قال: عبد اللّه بن جعفر بن فلان بن المسور بن مخرمة روى عنه الشعبي، صدوق - في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم (4)،قال: سألت أبي عن عبد اللّه بن جعفر المخرمي فقال: ليس به بأس.

و قال أبو زرعة: عبد اللّه بن جعفر المخرمي أحبّ إليّ من يزيد النوفلي.

أخبرنا أبو المظفّر (5) القشيري، أنا أبي الأستاذ أبو القاسم، أنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن، أنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق، نا بكّار بن قتيبة، نا أبو المطرف بن أبي الوزير، نا عبد اللّه بن جعفر المخرمي، ثقة.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، قال:

ص: 305


1- بالأصل و م:«أبو الحسن» تحريف، و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
2- الخبر في كتاب تاريخ الثقات للعجلي صفحة 252.
3- كذا بالأصل، و سقطت «نا» من م، و في المطبوعة: نا عبد الرحمن.
4- الجرح و التعديل 22/5.
5- في المطبوعة: أبو المظفر بن القشيري.

لما جاء - نعي (1) أبي عمر بن واقد (2)،احتبست في البيت ثلاثة أيام ثم غدوت، فإذا أنا بعبد اللّه بن جعفر على بغلته عند سوق الحنطة، فلما رآني حبس بغلته، و قال: ما حبسك عني ؟ قد سألت جحدرا - يعني غلامه - أ جاء فرددته أم لم تعلمني مكانه ؟ فقال:

ما جاء، فما حبسك عني ؟ قلت: جاء نعي أبي عمر، فلم يكلّمني كلمة حتى ردّ بلغته راجعا، ثم جاءني من بيته ماشيا يعزيني، فقلت: حفظك اللّه ما أحبّ أن تتعنى و تجيء ماشيا، قال: إن أحب ذلك إلي أن أقضي فيه الحقّ أشقه عليّ ؟ أ لم تسمع حديث أم بكر بنت المسور؟ قلت: لا، قال: حدّثتني أم بكر بنت المسور أن المسور اعتلّ ، فجاءه ابن عبّاس نصف النهار يعوده، فقال له المسور: يا أبا عبّاس هلاّ ساعة غير هذه، قال: فقال ابن عبّاس: إنّ أحبّ الساعات إليّ ، أن أودي فيها الحقّ إليك أشقّها عليّ .

قال: و أنا محمد بن عمر، قال:

كان عبد اللّه بن جعفر من رجال أهل المدينة، و كان عالما بالمغازي و الفتوى، و لم يزل يؤمل فيه أن يلي القضاء بالمدينة حتى مات و لم يله، و كان قصيرا دميما (3)قبيحا.

قال محمد بن عمر: قال ابن أبي الزّناد: ما عزل قاض عن المدينة أو مات إلاّ قيل يولّى عبد اللّه بن جعفر لكماله و مروءته و علمه، فمات قبل أن يليه، قال عبد الرّحمن:

و ما أحسبه قعّد به عن ذلك إلاّ خروجه مع محمّد بن عبد اللّه بن حسن.

قال محمّد بن عمر: ذكرته يوما لعبد اللّه بن محمد بن عمران الطلحي فقال:

ذكرت المروءة كلها (4).

قال محمّد بن عمر: و قال لي عبد اللّه: دعي معي مرة عبد اللّه بن محمد بن عمران القاضي و هو غلام، فدخلني من ذلك ما يدخل الناس، قلت: أدعى مع هذا الغلام، ثم قلت: و اللّه لقد دعيت مع أبيه، و ما بلغت سنّه، فسلاّ ذلك عني، قال: و كان عبد اللّه بن جعفر من ثقات محمد بن عبد اللّه بن حسن، و كان يعلم علمه، و إذا دخل

ص: 306


1- بالأصل و م:«يعني» خطأ و الصواب ما أثبت باعتبار ما يأتي، و انظر المطبوعة.
2- قوله:«لما جاء نعي أبي عمر» مكرّر في م.(و فيها: يعني).
3- كذا بالأصل و م و تهذيب الكمال 62/10 دميما.
4- الأخبار الثلاثة السابقة عن محمد بن عمر في تهذيب الكمال 62/10.

المدينة مستخفيا جاء حتى ينزل في منزل عبد اللّه بن جعفر، و يغدو عبد اللّه فيجلس إلى الأمراء و يسمع كلامهم، و الأخبار عندهم، و ما يخوضون فيه من ذكر محمّد بن عبد اللّه و توجيه من توجه في طلبه، فينصرف عبد اللّه فيخبر محمدا بذلك كله، فلما خرج محمد بن عبد اللّه خرج معه عبد اللّه بن جعفر، فلما قتل محمد بن عبد اللّه اختفى عبد اللّه بن جعفر، فلم يزل مستخفيا حتى استؤمن له، فأومن، فقال عبد اللّه بن جعفر:

ما خرجنا مع محمّد بن عبد اللّه و نحن نشك في أمره لما روي لنا و نسبه (1) لنا و لا غرّني بعده أحد، فكان يظهر الندامة على خروجه (2).

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق النهاوندي، نا أحمد بن عمران الأشناني، نا موسى التستري، نا خليفة بن خيّاط العصفري (3)،قال: و فيها - يعني سنة سبعين و مائة - مات عبد اللّه بن جعفر المخرمي من بني زهرة بالمدينة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الفضل أحمد بن الحسن.

ح و أخبرنا أبو العزّ ثابت بن منصور، أنا أبو طاهر، قالا: أنا محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خيّاط قال: عبد اللّه بن جعفر بن عبد الرّحمن بن المسور بن مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب، يكنى أبا جعفر، مات سنة سبعين و مائة.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي (4)،نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدّي قال: أما عبد اللّه بن جعفر المخرمي فهو ابن عبد الرّحمن بن المسور بن مخرمة بن نوفل الزهري، يكنى أبا جعفر، مات سنة سبعين و مائة، و هو ابن بضع و سبعين سنة يعد في الطبقة السّادسة من محدّثي أهل المدينة بعد الصحابة.

ص: 307


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: و شبّه.
2- انظر تاريخ الإسلام (حوادث سنة 161-170) ص 292 و سير الأعلام 329/7.
3- تاريخ خليفة ص 448.
4- في م:«المحلى» تحريف.
3224 - عبد اللّه بن جعفر بن محمّد

أبو محمّد الخبّازي الطّبري الحافظ

قدم دمشق، و سمع بها تمّام بن محمّد الرّازي (1)،و عبد الوهّاب الكلابي، و أبا أحمد بن بكر الطّبراني بجبل لبنان.

روى عن أبي الحسن علي بن أحمد بن الحسين التميمي، و أبي إسحاق إبراهيم بن عيسى بن الفضل (2) المقرئ، و أبي محمّد عبد اللّه بن محمّد بن أحمد الحفصي، و أبي سعيد عبد الرّحمن بن محمّد بن خيران (3) الهمداني، و أبي بكر محمّد بن يوسف بن يعقوب الرّقّي، و الحسن بن عبد اللّه بن سعيد ببعلبك، و أبي الحسن محمّد بن أحمد التميمي الفقيه الزاهد بقيسارية الشام، و أبي الحسن علي بن محمّد بن إسحاق الحلبي، و أبي القاسم الميمون بن حمزة الحسيني، و أبي الفتح محمّد بن أحمد بن محمّد الأنباري بالرملة، و أبي القاسم بكير بن محمد المنذري الصوفي، و المعافى بن زكريا الجريري، و نصر بن أحمد بن المرجى الموصلي، و أبي الحسن علي بن محمد بن عمر الفقيه القصار.

روى عنه: القاضي أبو المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل بن أحمد الرّوياني، و بندار بن عمر الرّوياني، و منصور بن محمّد بن علي الوليدي - و سمع منه بدمشق - و رشأ بن نظيف، و أبو يحيى مسلم بن عبد الجبار الرازي الخيزراني، و أبو علي الحسن بن محمد بن أحمد بن منصور الحبلي الرازي، و أبو مخلد عبد الرّحمن بن عبد اللّه الكوملي، و أبو الحسن علي بن أبي خلف الفقيه.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الشافعي، نا نصر بن إبراهيم الزاهد، أنا أبو سعيد بندار بن عمر بن محمد الروياني، نا أبو محمد عبد اللّه بن جعفر الخبّازي، أنا أبو الحسن علي بن محمد بن عمر الفقيه بالري، نا أبو الحسين عبيد اللّه بن خالد، نا أبو حاتم، نا ابن الأحمر، نا محمد بن زياد اليشكري، نا ميمون بن مهران، عن عبد اللّه بن عبّاس أنه قال:

ص: 308


1- عن م، و بالأصل: الراوي.
2- عن م و بالأصل:«المفضل».
3- بالأصل حران، و إعجامها في م مضطرب، و تقرأ:«حيران». و المثبت عن المطبوعة.

من صلى ليلة تسع و عشرين من رجب ثنتي عشرة ركعة يقرأ في كل ركعة منها بفاتحة الكتاب و سورة فإذا فرغ من صلاته قرأ بفتحة الكتاب سبع مرات و هو جالس ثم قال: سبحان اللّه، و الحمد للّه، و لا إله إلاّ اللّه، و اللّه أكبر، و لا حول و لا قوة إلاّ باللّه العلي العظيم أربع مرات ثم أصبح صائما حطّ اللّه عز و جل عنه ذنوبه ستين سنة، و هي ليلة بعث فيها النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا عبد الواحد بن إسماعيل الروياني في كتابه، أنا أبو محمّد الخبازي قال: سمعت أبا أحمد عبد اللّه بن بكير بن محمّد العالم الزاهد بالشام في جبل لبنان يقول، فذكر كلاما.

3225 - عبد اللّه بن جعفر

أبو القاسم المالكي الضرير

أظنه بغداديا.

حدّث عن أبي بكر أحمد بن إبراهيم البغدادي المعروف بابن زوران.

روى عنه: محمّد بن الخضر بن عمر الفارض، و أبو القاسم صدقة بن حديد بن يوسف.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو الحسين محمّد بن الخضر بن عمر الفارضي، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن جعفر المالكي الضرير من حفظه في الجامع بدمشق، نا أحمد بن إبراهيم البغدادي المعروف بابن زوران، عن عبد اللّه بن ثابت بن يعقوب، نا الهذيل أبو صالح، عن حمزة الزيات، عن أبي إسحاق، عن الحارث عن علي أنه قيل له: إنّ الناس قد أقبلوا على الحديث و تركوا القرآن، قال:

أو فعلوها، أما إنه نزل جبريل على النبي صلى اللّه عليه و سلّم فقال: يا محمّد إنّ أمتك مفتونة من بعدك، قال:«فما المخرج من ذلك ؟» قال: كتاب اللّه المنزل - يقولها ثلاثا - فذكر الحديث بطوله[5819].

3226 - عبد اللّه بن أبي جعفر

حكى عن محمّد بن جعفر.

ص: 309

حكى عنه أبو الطّيّب محمّد بن جعفر بن درّان غندر (1).

أنشدنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنشدنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن أبي الصقر، أنشدنا الحسن بن محمّد بن أحمد بن إبراهيم الشهرداراني الأنباري، أنشدنا أبو الطّيّب محمد بن جعفر بن درّان بن سليمان غندر، أنشدنا عبد اللّه بن أبي جعفر الدمشقي، أنشدني محمّد بن جعفر، قال: سمعت المبرّد ينشد:

إذا شئت أن يبقى من اللّه نعمة *** عليك فسارع في حوائج خلقه

و لا تعصينّ اللّه ما نلت ثروة *** فيحظر عنك اللّه واسع رزقه

3227 - عبد اللّه بن جودان الجهضمي

من ساكني خراسان.

سمع من أبي هريرة، و معاوية بن أبي سفيان، و وفد عليه.

روى عنه: ابنه حكيم بن عبد اللّه.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني علي بن عبد العزيز، نا أحمد بن عمرو بن فضالة، نا العبّاس بن فضالة، نا العبّاس بن مصعب، نا أبو حامد الرّوّادي (2)،نا سليمان (3) بن صالح، حدّثني حكيم بن عبد اللّه بن جودان الجهضمي.

أن أباه عبد اللّه بن جودان غزا مع سعيد بن عثمان بن عفان سمرقند، و أنه لما قفل (4) سار إلى معاوية حتى قدم عليه، و أنه رأى أبا هريرة بها، قال: قال لي أبو هريرة:

أ لك بخراسان زرع أو ضرع ؟ قال: قلت: لا، قال: فهل لك بها أهل و ولد؟ قال: قلت:

لا، و لكن لي بها ظهر، قال: فانتقل عنها للذي يتخوف من بوائقها و آفاتها، قال: فلما دخل على معاوية وصف له خراسان و حالها و إطلال عدوّها من طبقات الأمم عليها،

ص: 310


1- انظر ترجمته في سير الأعلام 215/16.
2- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى روّاد، اسم جدّ، ذكره السمعاني باسم: أبي حامد محمد بن إبراهيم الروادي من أهل مرو، كان أحد الأدباء الفضلاء.
3- في الأنساب: سلمويه بن صالح (راجع الروادي).
4- بالأصل:«فعل» خطأ، و الصواب عن م.

و أنها لا تستقيم إلاّ أن تضمّ (1) إلى رجل، و ذكر أنه عرضها عليه و تأبّى عليها، قال:

و أشار عليه، بأسلم بن زرعة الكلابي جد مسلم بن سعيد و هو يومئذ بهراة فولاّه خراسان فكان عليها بعد سعيد بن عثمان.

3228 - عبد اللّه بن جويّة السّعدي التّميمي

من تابعي أهل الكوفة، و ممن أقدم عذراء (2) مع حجر بن عدي فشفع فيه بعض أصحاب معاوية (3)،فأطلقه، و قد سقت ذلك في ترجمة أرقم بن عبد اللّه، كذا وجدته مقيدا جويّة بالجيم (4)،و الياء المعجمة باثنتين من تحتها بخطّ قديم.

3229 - عبد اللّه بن أبي الجهم هو ابن عبيد، و يقال ابن عامر

يأتي بعد إن شاء اللّه تعالى.

ص: 311


1- بالأصل و م: يضم.
2- كذا رسمها بالأصل و م، و في المطبوعة:«غدرا» و انظر تاريخ الطبري 272/5.
3- تكلم فيه حبيب بن مسلمة و سأل معاوية أن يهبه له، فخلّى سبيله.(انظر الطبري 274/5).
4- في تاريخ الطبري 271/5 عبد اللّه بن حوية السعدي من بني تميم (حوية: بالحاء المهملة).

حرف الحاء في أسماء آباء العبادلة

اشارة

في أسماء آباء (1) العبادلة

3230 - عبد اللّه بن الحارث بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف

وفد على معاوية و هو كبير.

ذكر أبو علي الحسين بن القاسم الكوكبي، نا أحمد بن عبيد، نا حسين بن علوان الكلبي عن عنبسة بن عمرو قال:

وفد عبد اللّه بن الحارث بن أمية بن عبد شمس على معاوية فقرّبه حتى مسّت ركبتاه رأسه (2)،ثم قال له معاوية: ما بقي منك ؟ قال: ذهب و اللّه خيري و شري، قال معاوية: ذهب و اللّه خير قلبك و بقي شرّ كثير، فما لنا عندك ؟ قال: إن أحسنت لم أحمدك، و إن أسأت لمتك، قال: و اللّه ما أنصفتني، قال: و متى أنصفتك ؟ فو اللّه لقد شججت أخاك حنظلة فما أعطيتك عقلا و لا قودا، و أنا الذي أقول:

أ صخر بن حرب لا نعدك (3) سيدا *** فسد غيرنا إذ كنت لست بسيّد

و أنت الذي تقول:

شربت الخمر حتى صرت كلاّ *** على الأدنى و ما لي من صديق

و حتى ما أوسّد من وساد *** إذا أنشوا سوى الترب السحيق

فوثب على معاوية يخبطه بيده و معاوية ينحاز و يضحك.

ص: 312


1- سقطت «آباء» من م.
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: فراشه.
3- مهملة بدون نقط بالأصل، و المثبت عن م.
3231 - عبد اللّه بن الحارث بن سراقة

قدم الشام غازيا.

و وفد على معاوية.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (1) قال: إبراهيم بن عبد اللّه بن الحارث بن سراقة أراه العدوي، خرجت مع أبي غازيا نحو الشام، فانكفأ على معاوية لم يزد عليه.

3232 - عبد اللّه بن الحارث بن نوفل بن الحارث

ابن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف

أبو محمد الهاشمي ثم النوفلي (2)

من أهل المدينة.

و سكن البصرة و اصطلح عليه أهلها حين مات يزيد بن معاوية، و استخفى عبيد اللّه بن زياد، و قدم الشام مع عمر بن الخطاب، و شهد خطبته بالجابية، ثم قدم دمشق على بعض خلفاء بني أمية.

روى عن عمر، و عثمان، و علي، و العبّاس، و أبيّ بن كعب، و عبد اللّه بن عبّاس، و حذيفة، و عبد اللّه بن عمر، و صفوان بن أمية، و المغيرة بن شعبة، و أسامة بن زيد، و أبيه (3) الحارث بن نوفل، و كعب الحبر، و ميمونة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم، و أم هانئ.

و روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم مرسلا، و يقال: إنّه ولد في زمنه و كان يلقب ببّة (4).

ص: 313


1- الخبر في التاريخ الكبير 300/1 ضمن ترجمة إبراهيم بن عبد اللّه بن الحارث.
2- ترجمته و أخباره في تهذيب الكمال 74/10 و تهذيب التهذيب 119/3 و أسد الغابة 103/3 و الإصابة 58/3 و الاستيعاب 281/2 على هامش الإصابة، شذرات الذهب 94/1 و الجمع بين رجال الصحيحين 248/1 نسب قريش (انظر الفهارس)، جمهرة ابن حزم (انظر الفهارس)، الوافي بالوفيات 114/17 و سير أعلام النبلاء 200/1 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 81-100) ص 105. و انظر بحاشية المصادر الثلاثة الأخيرة أسماء مصادر أخرى كثيرة ترجمت له.
3- بالأصل:«و ابنه» خطأ، و الصواب عن تهذيب الكمال.
4- ضبطت عن الوافي بالوفيات، و نص على أنها ب : باء موحدة مفتوحة و باء أخرى مشددة مفتوحة و هاء. و قال الصفدي: إنما لقب ببّة لأن أمه كانت ترقصه و تقول: لأنكحن ببه جارية خدبّه مكرمة محبّه و انظر تهذيب الكمال 75/10 و سير أعلام النبلاء 200/1.

روى عنه: ابناه إسحاق و عبد اللّه ابنا عبد اللّه، و يزيد بن أبي زياد، و سليمان بن يسار، و عبد الأعلى بن عبد اللّه بن عامر بن كريز الخزاعي، و عبد الحميد بن عبد الرّحمن بن زيد بن الخطاب، و عبد الملك بن عمير، و أبو سلمة بن عبد الرّحمن، و أبو إسحاق السّبيعي، و علقمة بن مرثد، و عمر بن عبد العزيز بن مروان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا عمرو الناقد، نا العلاء بن هلال الرّقّي، نا عبيد اللّه بن عمرو، عن يزيد بن أبي أنيسة، عن أبي إسحاق، عن عبد اللّه بن الحارث بن نوفل، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«قال اللّه عز و جل: كلّ عمل ابن آدم هو له إلاّ الصوم هو لي و أنا أجزي به، للصائم فرحتان: فرحة حين يفطر، و فرحة حين يلقى ربه، و لخلوف فم الصائم أطيب عند اللّه من ريح المسك»[5820].

قال عبد اللّه بن محمّد: هكذا هذا الحديث عندي، عن عمرو الناقد لم يجاوز به عبد اللّه، و حدّثني بن ابن هانئ عن عمرو الناقد - زاد فيه: علي بن أبي طالب عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، و كذلك رواه هلال بن العلاء، و علي بن الحسن النّسائي، عن العلاء بن هلال.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أحمد بن الحسن بن عتبة الرازي، نا أبو الزّنباع روح بن الفرج، نا أحمد بن أبي بكر، نا إبراهيم بن سعد، عن أبيه سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن، عن عبد اللّه بن الحارث، قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يصلّي و أمامة بنت أبي (1) العاص بنت زينب على عاتقه، فإذا ركع وضعها، و إذا قام حملها.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن الحسن بن محمّد، أنا أبو محمّد الحسن بن أحمد المخلدي، أنا أبو العبّاس السّرّاج، نا محمّد بن يحيى بن أبي

ص: 314


1- سقطت من م، و مكانها إشارة تحويل إلى الهامش، و لم يظهر من التصوير على الهامش شيء.

عمر، نا سفيان، عن عبد الملك بن عمير (1)،عن عبد اللّه بن الحارث، قال: سمعت العبّاس قال: قلت: يا رسول اللّه، إنّ أبا طالب كان يحوطك و نفعك (2) فهل تنفعه ؟ قال:«نعم، وجدته في غمرات النار فأخرجته إلى ضحضاح»[5821].

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز بن أحمد الصوفي.

ح و أخبرنا أبو الحسين (3) عبد الرّحمن بن عبد اللّه، أنا جدي الحسن بن أحمد، قالا: أنا محمّد بن عوف، أنا محمّد بن موسى بن الحسين، أنا محمّد بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا إبراهيم بن أعين، نا شعبة، عن خالد الحذّاء، عن عبد الأعلى بن عبد اللّه بن عامر بن كريز الخزاعي، عن عبد اللّه بن الحارث بن نوفل الهاشمي، قال:

شهدت عمر بن الخطاب يخطب بالجابية و ثمّ الجاثليق رأس النصارى، فلما قال عمر: من يهده اللّه فلا مضلّ له، و من يضلل فلا هادي له، قال: برقس، و نفض (4) جيب قميصه، فقال عمر: ما تقول يا عدوّ اللّه ؟ قالوا: يا أمير المؤمنين ؟ يقول: إنّ اللّه يهدي و لا يضل، قال: كذبت، قل (5) اللّه خلقك ثم أضلك، ثم يميتك ثم يدخلك النار إن شاء اللّه، و اللّه لو لا ولث (6) من عهد لك ضربت عنقك، إنّ اللّه لما خلق آدم بثّ ذريته في يده - و قال أبو الحسين: في يديه - فقال: هؤلاء أهل الجنة و ما كانوا عاملين لليمنى، و هؤلاء أهل النار و ما كانوا عاملين للأخرى، و هؤلاء لهذه و هؤلاء لهذه، قال: فافترق الناس و ما يختلف في القدر اثنان.

قوله: الخزاعي وهم، و إنما هو القرشي، و رواه سفيان الثوري، و حمّاد بن سلمة، عن خالد.

أخبرناه أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن محمّد بن علي بن أحمد بن إبراهيم بن داود السيرافي - بالبصرة - نا القاضي أبو عبد اللّه أحمد بن إسحاق، نا

ص: 315


1- في م:«عمر» خطأ.
2- في م: و ينفعك.
3- بالأصل: أبو الحسن، و المثبت عن م.
4- مهملة بالأصل بدون نقط ، و في م:«و بيص» كذا و لا معنى لها، و المثبت عن المطبوعة، و انظر مختصر ابن منظور 95/12.
5- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: بل.
6- الولث: العهد الغير الأكيد.(القاموس).

محمّد بن أحمد بن يعقوب المتّوثي، نا أبو داود سليمان بن الأشعث، نا محمّد بن كثير، نا سفيان، عن خالد الحذّاء، عن عبد الأعلى، عن عبد اللّه بن الحارث، قال:

خطب عمر بن الخطاب بالجابية، فحمد اللّه و أثنى عليه، و عنده جاثليق يترجم له ما يقول، فقال: من يهد اللّه فلا مضلّ له، و من يضلل اللّه فلا هادي له، قال: فنفض جيبه كالمنكر لما يقول، قال: قال عمر: ما تقول ؟ قال: فسكتوا عنه، قال ثلاث مرّات: ما تقول ؟ قالوا: يا أمير المؤمنين يزعم أن اللّه عز و جل لا يضلّ أحدا، قال عمر: كذبت أي عهد اللّه، بل اللّه خلقك و قد أضلك، ثم يدخلك النار، أم (1) و اللّه لو لا ولث من عهد لك لضربت عنقك، إنّ اللّه خلق أهل الجنة و ما هم عاملون، و خلق أهل النار و ما هم عاملون، فقال: هؤلاء لهذه و هؤلاء لهذه، قال: فتفرّق الناس و ما يختلفون في القدر.

قال: و نا داود، نا موسى بن إسماعيل، نا حمّاد، عن خالد الحذّاء، عن عبد الأعلى بن عبد اللّه بن عامر - يعني القرشي (2)-عن عبد اللّه بن الحارث بن نوفل، قال:

خطبنا عمر بن الخطاب بالجابية فذكر نحوه، قال: فنفض الجاثليق قميصه و قال:

بركست بركست، قال بحير (3):قال فيه - يعني عمر - إنّ اللّه عز و جل خلق آدم فنثر ذرّيته و كتب أهل الجنة و أعمالهم، و ساق معناه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الحسن الدارقطني، أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن عبد اللّه بن بكير التميمي، أنا أبو علي سهل بن علي الدّوري، أنا أبو الحسن الأثرم.

قال: قال أبو عبيدة:- و في حديث أن عمر قال: لدهقان (4):لو لا ولث عهد لك لضربت عنقك، قال: الولث شيء دون شيء من عهد ليس بالوثيق، قال: و كان ابن سيرين بن يكره سبي سجستان و يقول: أظنّه قد كان لهم ولث من ابن عفان.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن، و أحمد بن الحسين.

ص: 316


1- في المطبوعة: أما.
2- مرّ قريبا «الخزاعي» و في تهذيب الكمال في ترجمة ببة: الخزاعي أيضا.
3- كذا بالأصل، و في م:«تحبر» و في المطبوعة:«بحير».
4- بالأصل:«الدهقان» و في م: للدهقان.

ح و أخبرنا أبو العزّ ثابت بن منصور، أنا أبو الفضل بن خيرون، قالا: أنا محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسين الأصبهاني، أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة (1)، قال: عبد اللّه بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب بن هاشم. أمّه هند بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية، يكنى أبا محمّد، مات بعمان بعد الثمانين.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر المعدّل، أنا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزبير بن بكّار، قال: و عبد اللّه بن الحارث الذي يقال له ببّة، أمّه هند بنت أبي سفيان بن حرب، اصطلح عليه أهل البصرة حين مات معاوية (2).

حدّثني حمزة بن عتبة بن إبراهيم اللّهبي قال: قالت هند بنت أبي سفيان بن حرب و هي تنقّز ابنها ببّة عبد اللّه بن الحارث:

يا ببّة (3) يا ببّة *** لا تنكحنّ (4) ببّة

جارية بنقبه (5) *** تسود (6) أهل الكعبة

فعمّر حتى زوّجته خالدة بنت معتّب بن أبي لهب، و اسمه عبد العزّى بن عبد المطلب بن هاشم، و أمّها عاتكة بنت أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا محمد بن يعقوب، نا عبّاس بن محمد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: عبد اللّه بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا يوسف بن رباح، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن

ص: 317


1- طبقات خليفة ص 327 رقم 1511.
2- انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص 86.
3- في تهذيب الكمال 75/10: ما أبّة ما أبّة.
4- في تهذيب الكمال:«لأنكحن» و مثله في سير الأعلام و تاريخ الإسلام و أسد الغابة و الاستيعاب.
5- مهملة بدون نقط بالأصل و م، و المثبت عن تهذيب الكمال حيث أن الكلمة «بنقبة» رسمها قريب من رسم اللفظة التي بالأصل. و في تاريخ الإسلام و سير الأعلام و أسد الغابة و الاستيعاب: خدبه.
6- الاستيعاب:«تحب» و في أسد الغابة: تجبّ .

صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة و محدّثيهم:

عبد اللّه بن الحارث بن نوفل، ثم ذكره في تابعي أهل البصرة، لأنه نزلها.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان، قال: قال أبي: قال أبو زكريا:

و عبد اللّه بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب، روى قتادة عن أبي الخليل، عن عبد اللّه بن الحارث، و قد روى عنه عوف الأعرابي، و يزيد بن أبي زياد، و الزهري، عن عبد اللّه بن عبد اللّه بن الحارث، و روى حميد، عن إسحاق بن عبد اللّه بن الحارث بن نوفل.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: عبد اللّه بن الحارث بن نوفل الهاشمي، سمع من عمر، و عثمان، و من علي، و ابن عبّاس، و المغيرة بن شعبة، و أمّ هانى.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا (1)،نا محمّد بن سعد قال: في الطبقة الأولى من أهل المدينة: عبد اللّه بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، و يكنى أبا محمد، كان تحوّل إلى البصرة، و مات بعمان، و روى عن عمر، و عثمان.

و قال في الطبقة الأولى من أهل البصرة: عبد اللّه بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب بن هاشم، و يكنى أبا محمّد، و هو الذي لقّبه أهل البصرة ببّة، هلك بعمان عند انقضاء فتنة عبد الرّحمن بن الأشعث، كان (2) خرج إليها هاربا من الحجّاج، و ولد في زمن النبي صلى اللّه عليه و سلم، سمع من عمر بن الخطاب خطبته بالجابية.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3)،قال: الحارث بن

ص: 318


1- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليست في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
2- في المطبوعة:«و كان» و مثلها في تهذيب الكمال.
3- طبقات ابن سعد 56/4 ترجمة الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب.

نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، و أمه ظريبة بنت سعيد بن القشب (1)،و اسمه جندب بن عبد اللّه بن رافع بن نضلة بن محضب (2) بن صعب بن قشير (3) بن دهمان من الأزد، و كان للحارث من الولد: عبد اللّه بن الحارث و لقبه أهل البصرة ببّة، و اصطلحوا عليه أيام ابن الزبير فوليهم، و محمد الأكبر بن الحارث، و ربيعة، و عبد الرّحمن، و رملة، و أم الزبير، و هي أم المغيرة، و طريبة (4)، و أمّهم هند بنت أبي سفيان بن حرب بن أميّة بن عبد شمس، و ذكر غيرهم، قال: و كان الحارث بن نوفل رجلا على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم،[و صحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و روى عنه، و أسلم عند إسلام أبيه، و ولد له ابنه عبد اللّه بن الحارث على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم] (5)فأتي به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فحنّكه و دعا له، و استعمل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم الحارث بن نوفل على بعض أعمال مكة، ثم ولاّه أبو بكر و عمر، و عثمان مكة.

قال: و نا محمّد بن سعد (6)،قال: في الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة:

عبد اللّه بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، و أمّه هند بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، ولد على عهد النبي صلى اللّه عليه و سلم، فأتت به أمه هند بنت أبي سفيان، أختها أم حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب، زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم، فدخل عليها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال:«من هذا يا أم حبيبة ؟»، قالت: هذا ابن عمك، و ابن أختي (7)،هذا ابن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، و ابن هند بنت أبي سفيان بن حرب، قال: فتفل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في فيه، و دعا له.

قال محمد بن عمر: و كان عبد اللّه بن الحارث يكنى أبا محمد، و سمع من عمر بن الخطاب خطبته بالجابية، و سمع من عثمان بن عفّان، و من أبيّ بن كعب،

ص: 319


1- كذا بالأصل و م، و في ابن سعد: القشيب.
2- بالأصل و م:«محصب» و المثبت عن ابن سعد.
3- في ابن سعد:«مبشر» و في المطبوعة: منشر.
4- في ابن سعد: ظريبة.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف من م، و انظر ابن سعد.
6- الخبر في طبقات ابن سعد 24/5-25.
7- بالأصل و م:«ابن أخي» و المثبت عن ابن سعد.

و حذيفة بن اليمان، و عبد اللّه بن عبّاس، و من أبيه الحارث بن نوفل، و كان ثقة كثير الحديث، و كان قد تحوّل إلى البصرة مع أبيه، و ابتنى بها دارا، و كان يلقب ببّة، فلما كان أيام مسعود بن عمرو خرج عبيد اللّه بن زياد عن البصرة، و اختلف الناس بينهم و تداعت القبائل و العشائر أجمعوا أمرهم فولّوا عبد اللّه بن الحارث صلاتهم، و فيأهم، و كتبوا بذلك إلى ابن الزبير: إنّا قد رضينا به، فأقرّه عبد اللّه بن الزبير على البصرة و صعد عبد اللّه بن الحارث بن نوفل المنبر، فلم يزل يبايع الناس لعبد اللّه بن الزبير حتى نعس، فجعل يبايعهم و هو نائم مادّ يده، فقال سحيم بن وثيل اليربوعي:

بايعت أيقاظا فأوفيت بيعتي *** و ببّة [قد] (1) بايعته و هو نائم (2)

فلم يزل عبد اللّه بن الحارث عاملا لعبد اللّه على البصرة سنة ثم عزله و استعمل الحارث بن عبد اللّه بن أبي ربيعة المخزومي، و خرج عبد اللّه بن الحارث إلى عمان، فمات بها.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد الخلاّل، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي يعقوب، قال: عبد اللّه بن الحارث هو ابن نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف، يكنى أبا محمد، و كان تحوّل إلى البصرة، و مات بعمان، و أمّه هند بنت أبي سفيان بن حرب، و هو ممن ولد على عهد النبي صلى اللّه عليه و سلم، و تفل النبي صلى اللّه عليه و سلّم في فيه، و دعا له، و أبوه الحارث، صحب النبي صلى اللّه عليه و سلم، و قد كان عبد اللّه بن الحارث يقال له: ببّة اصطلح عليه أهل البصرة حين [مات] (3) معاوية، فقد صحب عمر بن الخطاب، و كان أبوه عاملا لعثمان بن عفّان على بعض أمور مكة، و قد سمع عبد اللّه بن الحارث من عمر بن الخطاب خطبته بالجابية، و سمع من أبيّ بن كعب، و حذيفة، و عبد اللّه بن عمر.

و قال علي بن المديني: عبد اللّه بن الحارث بن نوفل ثقة، سمع من عمر، و عثمان، و علي، و صفوان بن أمية، و أمّ هانى، و ابن عبّاس، و كعب، و سمع من

ص: 320


1- الزيادة عن م للوزن، سقطت من الأصل.
2- البيت في طبقات ابن سعد.
3- سقطت من الأصل و أضيفت عن م، و في تهذيب الكمال: حين مات يزيد بن معاوية.

العبّاس بن عبد المطّلب، و لم يسمع من عبد اللّه بن مسعود.

أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي (1) في كتابه، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أبو الفضل الباقلاني، و أبو الحسين الصيرفي، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهّاب بن محمد - زاد الباقلاني: و محمّد بن الحسن - قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (2)،قال: عبد اللّه بن الحارث بن نوفل الهاشمي، سمع ميمونة، و كعبا، و ابن عبّاس، أدرك زمان عثمان، و قال حجّاج عن حمّاد بن سلمة، عن خالد، عن عبد الأعلى بن عبد اللّه بن عامر، عن عبد اللّه بن الحارث بن نوفل قال: خطبنا عمر، فقال (3) قبيصة عن سفيان، عن خالد، خطب عمر، روى عنه ابناه إسحاق، و عبد اللّه، و يزيد بن أبي زياد.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (4) قال: عبد اللّه بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب، روى عن عمر، و عبد اللّه بن عبّاس، و ميمونة، و عن ابن مسعود مرسل، و روى عن كعب، روى عنه الزهري، و يزيد بن أبي زياد، و عبد الكريم، سمعت أبي يقول ذلك، قال أبو محمد: روى عنه ابنه عبد اللّه (5).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، قال:

عبد اللّه بن الحارث بن نوفل بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف، و يقال:

إن (6) نوفل بن الحارث، أسنّ من أسلم من بني هاشم، و ابنه الحارث بن نوفل في آخر

ص: 321


1- في م: البرسي.
2- الخبر في التاريخ الكبير للبخاري 63/5.
3- كذا بالأصل و م، و في البخاري: و قال.
4- الخبر في الجرح و التعديل 30/5.
5- كذا بالأصل و م، و في الجرح و التعديل:«عبيد اللّه». و قد ورد في تهذيب الكمال أن أولاده الثلاثة: إسحاق و عبد اللّه و عبيد اللّه رووا عنه.
6- عن م و بالأصل:«ابن».

خلافة عثمان، و قد سمع نوفل من النبي صلى اللّه عليه و سلم، و ولد عبد اللّه بن الحارث على عهد النبي صلى اللّه عليه و سلم، و حنّكه، و دعا له، ثم ولي البصرة لعبد اللّه بن الزبير، و توفي بعمان بعد ابن الزبير، و لقب عبد اللّه بن الحارث ببّة.

هو ابن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب، أسقط من نسبه حارثا.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم، قال:

أبو محمد عبد اللّه بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب بن هاشم القرشي الهاشمي، و أمّه هند بنت أبي سفيان بن حرب بن أميّة، تحوّل إلى البصرة، و مات بها، سمع عمر بن الخطّاب، و ميمونة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم، و ابن عبّاس، روى عنه إسحاق، و عبد اللّه ابناه، و عبد الأعلى بن عبد اللّه بن عامر بن كريز القرشي، و أبو عبد اللّه يزيد بن أبي زياد الهاشمي، كنّاه لنا محمّد بن عيسى ال (1) سي، أنا خليفة - يعني: ابن خيّاط -.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: عبد اللّه بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب الهاشمي، له و لأبيه صحبة، و روى عنه ابنه عبد اللّه، و أبو سلمة بن عبد الرّحمن، و قال بعضهم: له إدراك، و ليست له صحبة (2).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل المقدسي، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري، قال:

عبد اللّه بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف، أبو محمد الهاشمي المدني، تحوّل إلى (3) البصرة، و كان واليا بها، و كان بعمان عند انقضاء فتنة عبد الرّحمن بن الأشعث، و كان خرج إليها هاربا من الحجّاج، قال كاتب الواقدي: حدّث عن العبّاس بن عبد المطلب، روى عنه عبد الملك بن عمير

ص: 322


1- كذا بالأصل ذهب قسم من الكلمة بياض، و في م:«سى» بدون ال و بدون البياض. و لم نحله.
2- انظر أسد الغابة 103/3.
3- استدركت اللفظة على هامش م.

في الأدب، و في قصة أبي طالب، و قال كاتب الواقدي: ولد في زمن النبي صلى اللّه عليه و سلم، قال الذهلي: قال يحيى بن بكير: مات سنة أربع و ثمانين، و قال عمرو بن علي مثله، و قال أبو عيسى مثله، و لقّبه أهل البصرة ببّة.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحدّاد، قالا: أنا أبو نعيم، قال: عبد اللّه بن الحارث بن نوفل بن عبد المطّلب، له و لأبيه صحبة، و قيل إنّ له إدراكا، و لأبيه صحبة، حديثه عند أبي سلمة و ابنه عبد اللّه.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر البخاري، و حدّثنا خالي أبو المعالي القاضي، أنا أبو الفتح الزاهد، نا أبو زكريا، أنا عبد الغني بن سعيد قال: و عبد اللّه بن الحارث بن نوفل الهاشمي، يقال له: ببّة بباءين.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، و أبو منصور بن خيرون، قالا: قال لنا أبو بكر (1) الخطيب: عبد اللّه بن الحارث ولد على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و يقال: إنّ النبي صلى اللّه عليه و سلّم تفل في فيه، و دعا له، و هو عبد اللّه بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف، و يكنى أبا محمد، و يلقب ببّة، و أمّه هند بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، و قد صحب عبد اللّه بن الحارث عمر بن الخطاب، و روى عنه [و] (2) عثمان بن عفان أيضا، و كان من أفاضل المسلمين، تحوّل إلى البصرة، فسكنها و بنى بها دارا، و لما كان أيام مسعود بن عمرو و خروج عبيد اللّه بن زياد عن البصرة، و اختلف الناس بينهم، أجمعوا أمرهم، فولّوا عبد اللّه بن الحارث صلاتهم و فيأهم، و كتبوا بذلك إلى عبد اللّه بن الزبير، و قالوا: إنّا رضينا به، فأقرّه ابن الزبير على البصرة، فلم يزل عاملا عليها سنة، ثم عزله و خرج عبد اللّه بن الحارث إلى عمان فمات بها.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر علي بن هبة اللّه الحافظ (3)،قال:

أمّا ببّة بباء معجمة بواحدة مكررة، الأولى منهما مفتوحة، و الثانية مشدّدة، فهو عبد اللّه بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف، لقبه

ص: 323


1- الخبر في تاريخ بغداد 211/1.
2- الزيادة عن م و تاريخ بغداد.
3- الاكمال لابن ماكولا 182/1.

ببّة، روى عن علي، و العبّاس بن عبد المطلب و غيرهما، روى عنه عبد الملك بن عمير و جماعة، و بنوه عبد اللّه، و عبيد اللّه، و إسحاق.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (1)،حدّثني محمّد بن سعيد بن الأصبهاني، نا شريك، عن يزيد بن أبي زياد: أن عبد اللّه بن الحارث كان يعقه (2).

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح المؤذن، أنا أبو الحسين علي بن محمّد، و أبو محمد عبد الرّحمن بن محمد (3)،قالا: نا محمد بن يعقوب، نا عبّاس بن محمّد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: عبد اللّه بن الحارث بن (4) المطلب الهاشمي ثقة، و روى قتادة عن عبد اللّه بن الحارث، و قد روى حميد الطويل، عن إسحاق بن عبد اللّه بن الحارث بن نوفل.

أخبرنا أبو السّعود أحمد بن علي بن المجلي (5)،نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو الحسين (6) عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن أحمد (7) بن حمّة، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي قال: و أخبرني مفضّل بن غسّان قال: قال أبو زكريا يحيى بن معين:

عبد اللّه بن الحارث بن نوفل بن الحارث (8) بن نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب، روى قتادة عن أبي الخليل، عن عبد اللّه بن الحارث، و قد روى عنه عوف الأعرابي، و يزيد بن أبي زياد، و روى حميد عن إسحاق بن عبد اللّه بن الحارث بن نوفل.

ص: 324


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 629/1.
2- كذا بالأصل و م، و في أبي زرعة:«يفقه» و شك محققه و كتب بالحاشية: كذا بالأصل، لعلها: ثقة.
3- ليست «بن محمد» في م.
4- كذا بالأصل و م، و ثمة سقط في عامود نسبه.
5- بالأصل و م:«المحلي» خطأ، و الصواب ما أثبت و ضبط .
6- في م: أبو الحسن، خطأ. انظر ما يلي.
7- كذا بالأصل و م،«بن أحمد بن أحمد» و لم تكرر لفظة «أحمد» في عامود نسبه في ترجمته في سير الأعلام 82/17 و تاريخ بغداد 301/10.
8- «بن نوفل بن الحارث» سقط من م.

قال يحيى: و عبد اللّه بن الحارث أبو الوليد (1)،نسيب لآل سيرين، قد روى عنه خالد الحذّاء.

قال يحيى: و عبد اللّه بن الحارث الكوفي المكتّب (2)،روى عنه أبو سنان (3)، و عمرو بن مرة، و قتادة، و هو ثقة.

و قال يحيى أيضا: عبد اللّه بن الحارث الذي يروي عنه عمرو بن مرة، ثبت و هو المعلّم، و ليس هو الهاشمي، قال: و عبد اللّه بن الحارث بن (4) المطلب الهاشمي ثقة، قال يحيى: أيضا عبد اللّه بن الحارث بن نوفل الذي روى عنه يزيد بن أبي زياد، هو ابن المطّلب الهاشمي، و هو ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، و احمد بن محمّد العتيقي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أخبرنا الحسين بن جعفر، قالوا: أنا الوليد بن بكر (5)،أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي (6) قال: عبد اللّه بن الحارث بن نوفل الهاشمي مدني، تابعي، ثقة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، و علي بن أحمد بن محمّد بن حميد، قالا: أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران، نا عثمان بن أحمد بن عبد اللّه، أنا محمّد بن أحمد بن البراء، قال: قال علي بن المديني:

عبد اللّه بن الحارث ثقة، سمع من عمر، و من عثمان، و علي، و صفوان بن أميّة، و أمّ هانئ، و ابن عبّاس، و كعب، و لم يسمع من ابن مسعود شيئا، و سمع من العبّاس بن عبد المطلب.

ص: 325


1- انظر ترجمته في تهذيب الكمال 76/10 و هو ختن ابن سيرين على أخته.
2- انظر ترجمته في تهذيب الكمال 77/10 و المكتب: مفعول الاكتاب عند القاضي، و جوّز كونه فاعل التكتيب (المغني).
3- و هو ضرار بن مرة الشيباني.
4- كذا بالأصل و م.
5- عن م و بالأصل: بكير.
6- تاريخ الثقات للعجلي ص 253.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1) قال: و عبد اللّه بن الحارث بن (2) المطلب الهاشمي ثقة (3) ثقة.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (4) قال: سئل أبو زرعة عن عبد اللّه بن الحارث بن نوفل، فقال: مدني (5) ثقة.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا علي بن الحسن الرّبعي، و رشأ بن نظيف المقرءان، قالا: أنا أبو الفتح محمّد بن إبراهيم بن الطرسوسي، أنا محمّد بن محمّد بن داود الكرخي (6)،نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش، قال: عبد اللّه بن الحارث بن نوفل من أجلّة المسلمين.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن محمّد، نا محمّد بن سعد (7)،أنا يزيد بن هارون، أنا محمّد بن عمرو (8)،عن عطاء بن أبي راشد، عن عبد اللّه بن الحارث أنه كان على مكة زمن عثمان.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد، أنا أبو عبيد، عن مجالد، عن الشعبي و غيره، قال: رجع ابن عبّاس إلى البصرة - يعني من صفّين - فأقام بها، فلم يزل بها حتى قتل علي، فحمل ما حمل من المال، ثم مضى إلى الحجاز،

ص: 326


1- الخبر في كتاب المعرفة و التاريخ 436/1.
2- كذا بالأصل: و في المعرفة و التاريخ:«بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب».
3- كذا بالأصل و م، و لم تكرر اللفظة في المعرفة و التاريخ.
4- الخبر في الجرح و التعديل 31/5.
5- في الجرح و التعديل: مديني ثقة.
6- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: الكرجي.
7- طبقات ابن سعد 25/5.
8- كذا بالأصل و م و في ابن سعد: عمر.

و استخلف عبد اللّه بن الحارث بن نوفل بن عبد المطّلب على البصرة.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (1)،قال: ثم شخص ابن عبّاس إلى الحجاز، و ولّى أبا الأسود فلم يزل بها حتى قتل عليّ .

و هذا أصح.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين (2) بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السّكري، نا زكريا بن يحيى المنقري، نا الأصمعي، نا سلمة بن بلال، عن أبي رجاء (3)قال: لما خرج الناس على عبيد اللّه بن زياد - يعني بالبصرة، يعني بعد موت يزيد - تراضوا بعبد اللّه بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب، و يلقب ببّة، و أمّه هند بنت أبي سفيان (4)...........

ص: 327


1- تاريخ خليفة بن خياط ص 202 في تسمية عمّال علي بن أبي طالب.
2- بالأصل و م: الحسن، خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
3- بالأصل و م: القطان خطأ و الصواب ما أثبت، و اسمه عبد الباقي بن محمد بن غالب، انظر ترجمته في سير الأعلام 400/18.
4- بياض بالأصل، و كتب بالهامش بعد «سفيان» ورقة، و فيه أكثر من نصف الورقة بياض، و ورقة أخرى بياض و حوالي نصف ورقة أخرى بياض أيضا، و في م: بياض أيضا عدة أسطر، تقدير ستة أسطر، و على الهامش كتب: بياض في الأصل. و في المطبوعة بعدها كلام - نثبته للأمانة هنا بالحاشية و هو أيضا شديد الاضطراب و تمامه: و... فصلى بالناس أربعين يوما. أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا و أبو منصور بن زريق نا أبو بكر الخطيب. ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب حدثني خلاد بن أسلم [نا النضر بن شميل قال: نبأنا الربيع بن مسلم قال نبأنا عمرو بن دينار] قال: قدم عبد اللّه بن الحارث حاجا، فجاء ابن عمر فسلم عليه و القوم جلوس فلم يره [بش] كما كان يفعل، فقال: يا أبا عبد الرحمن أ ما تعرفني ؟ قال: بلى، أ لست ببه ؟ قال:[فشق عليه ذلك] و تضاحك القوم ففطن عبد اللّه بن عمر، فقال: إن الذي [قلت لا بأس به، ليس يعيب الرجل، إنما] كان غلاما ناذرا كانت أمه تنزيه أو [تنبزه] تقول: لأنكحن ببه جارية خدبه قال يعقوب [و هذا] عبد اللّه بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي، كان [بقي أهل] البصرة بعد موت [يزيد بن معاوية بلا أمير فاصطلح] عليه أهل البصرة و كان ظاهر الصلاح،[و له رضا في العامة، و أراده] أهل البصرة على التعسف لصلاح البلد فعزل [نفسه و قعد في منزله]. أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن الفضل الفقيه، أنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمد، أنا أبو سليمان حمد بن محمد الخطابي. كان يقول إذا أقبل عبد اللّه بن الحارث: جاء ببة... قال: و كان عبد اللّه... تقول: لأنكحن ببة... تجب أهل الكعبة... يرويه النضر بن شميل عن....

(1) من القضاة في زمن أبي جعفر محمّد بن إبراهيم بن عمران بن إبراهيم بن محمّد بن طلحة بالمدينة، و محمد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى بالكوفة (2)،و سوّار بن عبد اللّه بالبصرة (3)،و النضر بن شفيّ بحمص.

3233 - عبد اللّه بن حبيب

كان يسكن باب (4) الجابية.

و روى عن عطاء.

روى عنه: الحاكم (5) ابن القاسم.

ذكره أبو عبد اللّه بن مندة فيما حكاه المقدسي عنه.

3234 - عبد اللّه بن حبيب

أبو محمد المجهّز

حدّث عن أبي القاسم بن أبي العقب.

روى عنه: علي بن الخضر.

أنبأنا أبو القاسم عبد المنعم بن علي بن أحمد، أنا أبو الحسن علي بن الخضر السّلمي، أنا عبد اللّه بن حبيب المجهّز، نا أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب، نا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو النصري، نا علي بن عيّاش، نا الليث بن سعد، نا يزيد بن أبي حبيب، عن محمد بن إسحاق، عن محمّد بن عمرو بن عطاء: أن زينب

ص: 328


1- تابع لترجمة «عبد اللّه» آخر، ضاع القسم الأول من ترجمته، ضمن البياض الذي أشرنا إليه بالأصل.
2- ترجمته في سير أعلام النبلاء 310/6.
3- ترجمته في سير أعلام النبلاء 543/11.
4- كتبت الكلمة فوق الكلام بين السطرين في م.
5- في م: الحكم.

بنت أبي سلمة سألته: ما سمّيت ابنتك ؟ قال: سميتها برّة، قالت: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم نهى عن هذا الاسم.

أخبرناه عاليا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، و طاهر بن سهل، قالا: أنا أبو الحسين بن مكي، أنا أبو القاسم الميمون بن حمزة الحسيني، أنا أحمد بن عبد الوارث بن جرير العسّال، أنا عيسى بن حمّاد، أنا الليث، عن يزيد، عن محمد بن إسحاق، عن محمّد بن عمرو بن عطاء: أن زينب بنت أبي سلمة سألته: ما سمّيت ابنتك ؟ قال: سميتها برّة، فقالت: فإنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قد نهى عن هذا الاسم، سمّيت برّة (1)،فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا تزكّوا أنفسكم، اللّه أعلم بأهل البرّ منكم»، فقالوا: ما نسميها؟ قال:«سمّوها زينب»[5822].

3235 - عبد اللّه بن الحجّاج بن محصن بن جندب

ابن نصر بن عمرو بن عبد غنم ابن جحاش

ابن بجالة (2) بن مازن بن ثعلبة بن سعد بن ذبيان بن بغيض

ابن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر

أبو الأقرع الثعلبي (3)

شاعر شجاع فاتك

وفد على عبد الملك بن مروان مستأمنا، و قيل إنه كان مع عمرو بن سعيد الأشدق، حين غلب على دمشق، و وفد على الوليد بن عبد الملك.

قرأت على أبي الفتوح أسامة بن محمّد بن زيد العلوي عن محمّد بن أحمد بن عمر عن أبي عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى المرزباني قال: عبد اللّه بن الحجاج بن محصن بن جندب بن نصر بن غنم بن جحاش بن بجالة بن مازن بن ثعلبة بن سعد بن ذبيان. كان فاتكا شاعرا من أصحاب ابن الزبير فضربه كثير بن شهاب الحارثي، و كان أميرا على الري في الخمر، فاغتاله عبد اللّه بن الحجاج الثعلبي ليلة

ص: 329


1- انظر تاريخ أبي زرعة الدمشقي 524/1.
2- بالأصل و م: نخالة، و المثبت عن الأغاني.
3- ترجمته و أخباره في الأغاني 158/13 و الوافي بالوفيات 121/17 و شعره ضمن كتاب شعراء أمويون تأليف دكتور نوري حمودي القيسي ص 283 و ما بعدها.

بالكوفة (1) فضرب على وجهه ضربة أثّرت فيه (2) و قال (3):

من مبلغ أفناء قيس أنني *** أدركت طائلتي (4) من ابن شهاب

أدركته ليلا بعقوة داره *** فضربته قدما على الأنياب (5)

هلاّ خشيت و أنت عاد ظالم *** بقصور أبهر أسرتي و عقابي (6)

فطلبه (7) عبد الملك بن مروان فصار إليه ليلا، و هو يغشي الناس فأنشده (8):

منع القرار فجئت نحوك هاربا *** جيش يجرّ و مقنب يتلمّع (9)

ارحم أصيبيتي هديت فإنهم *** حجل تدرج بالشّربّة جوع (10)

و هي أبيات لها خبر، فأمّنه، و عبد اللّه بن الحجاج هو القائل لأبي داود يزيد بن هبيرة المحاربي، و قد ولي ولايات:

رأيت أبا داود في المجد نابها *** زعيما على قيس لقد أبرح الدهر

يقود الجياد المشبعات (11) كأنما *** نماه زهير للرئاسة أو بدر

أخبرنا أبو العز بن كادش - فيما ناولني إيّاه، و أذن لي في روايته عنه و قرأ عليّ

ص: 330


1- و كان السبب على ما ورد في الأغاني 166/13-167 أن كثيرا و كان على ثغر الري، قد أغار و معه عبد اللّه بن الحجاج و الناس على الديلم فأصاب عبد اللّه بن الحجاج منهم رجلا فأخذ سلبه، فانتزعه منه كثير و أمر بضربه، فضرب مائة سوط و حبس. و لما عزل كثير عن الري و عاد إلى الكوفة كمن له عبد اللّه بن الحجّاج و ضربه بعمود حديد.
2- هتم فيها مقاديم أسنانه كلها.
3- الأبيات في:«شعراء أمويون» شعر عبد اللّه بن الحجاج ص 299 (نقلا عن الأغاني) و الأغاني 166/13-167 و بعضها في معجم البلدان «أبهر».
4- في الأغاني: من مبلغ قيسا و خندف أنني أدركت مظلمتي.
5- روايته في الأغاني: خضت الظلام و قد بدت لي عورة منه فأضربه على الأنياب
6- بالأصل و م:«هلاّ حسبت... و عتابي» و المثبت عن الأغاني، و فيها أيضا: نصرتي بدل أسرتي.
7- عن م و بالأصل فضربه.
8- البيتان في شعر عبد اللّه بن الحجاج (شعراء أمويون ص 307 و 309 و الأغاني 159/13 و 161).
9- المقنب: الخيل زهاء ثلاثين أو ما بين ثلاثين إلى أربعين تجتمع الخيل للغارة.
10- في الأغاني:«فانعش أصيبيتي الألاء كأنهم». و الشربة: موضع بنجد، و هي الأرض المعشبة التي لا شجر بها.
11- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: المستغاث.

إسناده - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا القاضي (1)،نا عدد (2) من الشيوخ فيهم محمّد بن عبد الواحد أبو عمر (3)،و هذا الخبر على لفظه، أنا ثعلبة عن عبد اللّه بن شبيب، أخبرني زبير (4)،أخبرني عمي، قال:

كان عبد اللّه بن الحجاج الثعلبي من أشد الناس على عبد الملك بن مروان في طاعة ابن الزبير مع القيسية، قال: فلما قتل ابن الزبير أرسل عبد الملك يطلب عبد اللّه بن الحجاج فلم يظفر به، فلما خاف عبد اللّه بن الحجاج أن يظفر به أقبل فدخل على عبد الملك اليوم الذي يطعم فيه أصحابه، فمثل بين يديه ثم قال:

منع القرار فجئت نحوك هاربا *** جيش يجرّ و مقنب يتلمّع

قال (5):أي الأخابث أنت ؟ قال (6):

ارحم أصيبيتي هديت فإنهم *** حجل تدرج بالشربة جوّع

قال (7):أجاع اللّه بطونهم، قال (8):

مال لهم فيمن يظن جمعته *** يوم القليب فحيز عنهم أجمع (9)

قال (10):أحسبه كسب سوء، قال (11):

أدنو لترحمني و تقبل توبتي *** و أراك تدفعني فأين المدفع (12)

قال (13):إلى النار، قال (14):

ص: 331


1- الخبر في الجليس الصالح الكافي للمعافى بن زكريا الجريري 465/1.
2- في المطبوعة: عدة.
3- انظر ترجمته في تاريخ بغداد 351/2.
4- هو الزبير بن بكار بن عبد اللّه القرشي، ترجمته في تاريخ بغداد 467/8.
5- ما بين الرقمين سقط من م.
6- ما بين الرقمين سقط من م.
7- ما بين الرقمين سقط من م.
8- ما بين الرقمين سقط من م.
9- البيت في الأغاني 161/13 و الجليس الصالح 466/1 و شعره في «شعراء أمويون» ص 309.
10- البيت في الأغاني 161/13 و الجليس الصالح 466/1 و شعره في «شعراء أمويون» ص 309.
11- البيت في الأغاني 161/13 و الجليس الصالح 466/1 و شعره في «شعراء أمويون» ص 309.
12- البيت في الأغاني 161/13 و فيها:«و تجبر فاقتي» بدل «و تقبل توبتي» و شعره في: شعراء أمويون ص 309 و الجليس الصالح 467/1.
13- ما بين الرقمين سقط من م.
14- ما بين الرقمين سقط من م.

ضاقت ثياب الملبسين و نفعهم *** عني فألبسني فثوبك أوسع (1)

قال: فنزع مطرفا (2) كان عليه، فطرحه عليه ثم قال: أ آكل ؟ قال: كل، فلما وضع يده على الطعام قال: أمنت و ربّ الكعبة، قال: كن من كنت إلاّ عبد اللّه بن حجّاج، قال: فأنا عبد اللّه بن حجّاج، قال: أولى لك.

قال القاضي: و قد روي لنا هذا الخبر من طريق آخر، و فيه أن عبد اللّه قال له: لا سبيل لك إلى قتلي، قد جلست في مجلسك، و أكلت طعامك، و لبست من ثيابك (3).

3236 - عبد اللّه بن أبي حدرد، و اسمه سلامة

أبو محمد الأسلمي (4)

له صحبة مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و رواية.

و روى عن عمر بن الخطاب.

روى عنه: يزيد بن عبد اللّه بن قسيط ، و أبو بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم الأنصاري، و أبو بكر بن شهاب الزهري، و محمّد بن جعفر بن الزبير الأسدي، و سفيان بن فروة الأسلمي، و ابنه القعقاع بن عبد اللّه بن أبي حدرد.

و شهد الجابية مع عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنا أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى الوزير، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز البغوي، نا أبو الربيع الزهراني، نا إسماعيل بن زكريا، نا عبد اللّه بن سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه، عن ابن أبي حدرد، قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«تمعددوا (5) و اخشوشنوا و انتعلوا (6) و امشوا حفاة»، كذا

ص: 332


1- البيت في المصادر السابقة، و في الأغاني: و فضلهم بدل و نفعهم.
2- المطرف بضم الميم و كسرها، رداء أو ثوب من خز مربع ذو أعلام.
3- و الخبر في الأغاني باختلاف 161/13-162 و عيون الأخبار 103/1.
4- ترجمته و أخباره في الإصابة 294/2 و أسد الغابة 108/3 و الاستيعاب 288/2 هامش الإصابة، و جمهرة ابن حزم ص 241.
5- في النهاية: معد: يقال: تمعدد الغلام إذا شبّ و غلظ . و قيل: أراد تشبهوا بعيش معد بن عدنان، و كانوا أهل غلظ و قشف، أي كونوا مثلهم، و دعوا التنعم و زي العجم.
6- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: و انتضلوا.

أخرج البغوي هذا الحديث في ترجمة عبد اللّه بن أبي حدرد، معتقدا أن ابن أبي حدرد هو عبد اللّه، و إنما هو القعقاع بن عبد اللّه بن أبي حدرد ابنه.

كذلك، رواه صفوان بن عيسى، و يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن عبد اللّه بن سعيد المقبري، فيكون الحديث مرسلا، لأن القعقاع لا صحبة له، و قد أخرجه البغوي في حرف القاف بهذا الإسناد في ترجمة القعقاع إلاّ أنه لم يسمّ القعقاع لا صحبة له، و قد أخرجه البغوي في الإسناد، و سماه في الترجمة و ذلك من الأوهام العجيبة.

أخبرنا بحديث يحيى أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا عبد اللّه بن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن القعقاع بن أبي حدرد، قال:

سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلّم يقول:«تمعددوا و اخشوشنوا، و امشوا حفاة»[5823]، و قوله فيه:

«سمعت» وهم، فقد رواه محمد بن يحيى الذهلي، و كان من الحفّاظ ، عن محمد بن سابق، فقال فيه: قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و كذلك في حديث صفوان بن عيسى، عن عبد اللّه بن سعيد، و عبد اللّه ضعيف بمرة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن محمّد، نا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني سعيد بن يحيى الأموي، حدّثني أبي، نا محمّد بن إسحاق، عن يزيد بن عبد اللّه بن قسيط ، عن القعقاع بن عبد اللّه بن أبي حدرد، عن أبيه قال:

بعثنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في سرية إلى إضم (1) قبل مخرجه إلى مكة، قال: فمر بنا عامر بن الاضبط الأشجعي فحيانا بتحية الإسلام، قال: فنزعنا، و حمل عليه محلّم بن جثّامة لشيء كان بينه و بينه في الجاهلية فقتله، و استلبه بعيرا له، و وطبا و متيّعا (2) كان له، قال: فانتهينا بشأنه إلى النبي صلى اللّه عليه و سلّم، و أخبرناه بخبره، فأنزل اللّه تعالى: يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ

ص: 333


1- إضم بالكسر ثم الفتح و ميم: واد بجبال تهامة، و هو الوادي الذي فيه المدينة. و قيل إنه لأشجع و جهينة (ياقوت).
2- المتبع تصغير المتاع، و هو فيما قيل: أثاث البيت. و الوطب: وعاء اللبن (اللسان).

آمَنُوا إِذٰا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّٰهِ فَتَبَيَّنُوا إلى آخر الآية (1)،و كان في تلك السّرية أبو قتادة بن (2) الحارث.

خالفه يونس بن بكير.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد الصيدلاني.

ح و أخبرناه أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي (3)،أنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، قالا:

نا أحمد بن عبد الجبار العطاردي، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، حدّثني يزيد بن عبد اللّه بن قسيط ، عن أبي القعقاع عبد اللّه، و قال رضوان: بن عبد اللّه - بن أبي حدرد، عن أبيه أبي حدرد قال: بعثنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إلى إضم، فخرجت في نفر فيهم: أبو قتادة الحارث بن ربعي، و محلّم بن جثّامة، فخرجا حتى إذا كنا ببطن إضم مر بنا عامر بن الأضبط - زاد رضوان: الأشجعي، و قالا:- على بعير له، فلما مرّ بنا سلّم علينا بتحية الإسلام، فأمسكنا عنه، و حمل عليه محلّم بن جثامة فقتله - زاد رضوان:

بشيء كان بينه و بينه - و قالا: و أخذ بعيره و ما معه، فقدمنا - و قال رضوان: و متيّعه - فلما قدمنا على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و أخبرناه - و قال رضوان: أخبرناه - الخبر فنزل فينا القرآن يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذٰا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّٰهِ فَتَبَيَّنُوا وَ لاٰ تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقىٰ إِلَيْكُمُ السَّلاٰمَ -و قال رضوان: السلام- لَسْتَ مُؤْمِناً إلى آخر الآية.

ذكر محمّد بن عمر الواقدي، حدّثني محمّد بن عبد الرّحمن بن مهران المزني، عن يزيد بن عبد اللّه بن قسيط [عن عبد اللّه] (4) بن أبي حدرد الأسلمي، قال:

لما قدمنا مع عمر بن الخطّاب الجابية إذا هو بشيخ من أهل الذمة يستطعم، فسأل عنه، فقلنا: يا أمير المؤمنين هذا رجل من أهل الذمّة، كبر و ضعف فوضع عنه عمر

ص: 334


1- سورة النساء، الآية:94.
2- كذا بالأصل و م، بوجود «بن» و وجودها خطأ و الصواب حذفها فالحارث هو أبو قتادة، و هو الحارث بن ربعي فارس رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم.
3- الخبر في دلائل النبوة للبيهقي 305/4.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.

الجزية التي في رقبته، و قال: كلفتموه الجزية حتى إذا ضعف تركتموه يستطعم، فأجرى عليه من بيت المال عشرة دراهم، و كان له عيال.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد أبو البركات: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسين الأهوازي، نا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خيّاط (1)،قال: أبو حدرد، و اسمه سلامة بن عمير بن أبي سلامة بن سعد بن سباب بن عيسى (2) بن هوازن بن أسلم بن أفصى، و ابناه عبد اللّه، و القعقاع ابنا أبي حدرد، روى عنه (3) أحاديث منها قصة عامر بن الأضبط و غير ذلك، يكنى أبا محمّد، مات زمن مصعب بن الزبير، و روى القعقاع عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم:«تمعددوا»[5824].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا (4)،نا محمّد بن سعد، قال في الطبقة الثالثة من المهاجرين: عبد اللّه بن أبي حدرد، سلامة، و هو من بني رفاعة بطن من أسلم، و يكنى أبا محمّد، توفي سنة إحدى و سبعين، و هو يومئذ ابن إحدى و ثمانين سنة، و قد روى عن أبي بكر، و عمر، قال ابن سعد: حدّثنا بذلك كله محمد بن عمر.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (5)،قال في الطبقة الثالثة من المهاجرين: عبد اللّه بن أبي حدرد، و اسم أبي حدرد: سلامة بن عمير بن أبي سلامة بن سعد بن مساب (6) بن الحارث بن عبس (7) بن هوازن بن أسلم بن أفصى، قال بعضهم: اسم أبي حدرد عبد اللّه، و يكنى أبا محمّد، و أول مشهد (8) شهده مع

ص: 335


1- طبقات خليفة ص 185 رقم 686.
2- في طبقات خليفة:«سعيد بن يساف بن عبس» و في المطبوع: سعد بن مساب بن عبس.
3- في طبقات خليفة: روى عبد اللّه أحاديث.
4- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
5- الخبر في طبقات ابن سعد الكبرى 309/4.
6- عن ابن سعد، و بالأصل و م: سباب.
7- بالأصل و م: قيس، و المثبت عن ابن سعد.
8- عن م و ابن سعد، و بالأصل: مشهده.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم الحديبية، ثم خيبر، و ما بعد ذلك من المشاهد، و توفي عبد اللّه بن أبي حدرد سنة إحدى و سبعين، و هو يومئذ ابن إحدى و ثمانين سنة، و قد روى عن أبي بكر، و عمر.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، ثم أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن المظفّر، نا أبو علي أحمد بن علي المدائني، أنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم قال في تسمية أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم من أسلم بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر: عبد اللّه بن أبي حدرد، و اسم أبي حدرد أسيد بن عمير ابن أبي سلامة بن سعد بن شهاب (1) بن الحارث بن عبس بن هوازن بن أسلم بن أفصى، جاء عنه أربعة أحاديث.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمّام علي بن محمد، أنا أبو بكر بن بيري، أنا محمّد بن الحسين الزعفراني، أنا أبو بكر بن أبي خيثمة قال:

عبد اللّه بن أبي حدرد الأسلمي، و اسم أبي حدرد سلامة.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (2)،قال: عبد اللّه بن أبي حدرد الأسلمي له صحبة، و روى عن أبي هريرة، روى عنه أبو مودود عبد العزيز بن أبي سليمان و ابنه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو محمّد عبد اللّه بن أبي حدرد الأسلمي، عن أبيه، روى عنه محمد بن جعفر بن الزبير، و يزيد بن عبد اللّه بن قسيط .

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، قال: أبو

ص: 336


1- كذا بالأصل و م هنا، و قد مرّ:«سباب» و قيل:«مساب» و هو الأشبه.
2- الخبر في الجرح و التعديل 38/5.

محمد عبد اللّه بن أبي حدرد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا أبو القاسم بن الصّوّاف، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي (1)،نا أحمد بن شعيب قال: من كنيته أبو محمد من الصحابة فذكرهم، و فيهم عبد اللّه بن أبي حدرد الأسلمي، و قال الدولابي (2):أبو محمد عبد اللّه بن أبي حدرد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد قال: عبد اللّه بن أبي حدرد الأسلمي سكن المدينة، و يكنى أبا محمّد، و روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم أحاديث.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم، قال: أبو محمّد عبد اللّه بن أبي حدرد الأسلمي، و اسم أبي حدرد سلامة، و يقال: عبيد بن عمير بن أبي سلامة بن سعد بن مساب بن عبس بن هوازن بن أسلم بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر، مات زمن مصعب بن الزبير، أخرج حديثه كثير من الناس في الصحابة، و لا يصح ذلك، و الذي يعتمد عليه في روايته ما روي عنه عن أبيه، أو عن غير أبيه من الصحابة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم، فأمّا ما روي عنه عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم فغير محتمل ذلك، روى عنه أبو بكر محمّد بن عمرو بن حزم الأنصاري، و الزهري، و محمّد بن جعفر بن الزبير الأسدي، و ابنه القعقاع بن عبد اللّه الأسلمي.

أخبرنا أبو الفتح (3) يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال:

عبد اللّه بن أبي حدرد الأسلمي بعثه النبي صلى اللّه عليه و سلّم عينا إلى مالك بن عوف سنة ثمان، و بعثه في سرية إلى عامر بن الأضبط ، و تحاكم إلى النبي صلى اللّه عليه و سلّم في دين له، و اسم أبي حدرد سلامة، له صحبة، توفي سنة إحدى و سبعين، و هو ابن إحدى و ثمانين، يكنى أبا

ص: 337


1- الكنى و الأسماء للدولابي 52/1.
2- الكنى و الأسماء للدولابي 86/1.
3- بالأصل و م: أبو الفتح بن يوسف.

محمد، لا خلاف بين أهل المعرفة في صحبته (1)،ذكره ابن أبي خيثمة، عن أبي الحسين المدائني، و الواقدي.

أنبأنا أبو سعد محمّد بن محمّد، و أبو علي الحسن بن أحمد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، قال:

عبد اللّه بن أبي حدرد الأسلمي، و اسم أبي حدرد سلامة، كلّم النبي صلى اللّه عليه و سلّم كعب بن مالك فيه حين تقاضاه أن يضع عنه شطر دينه، و يكنى أبا محمد، بعثه النبي صلى اللّه عليه و سلّم في سرية إضم إلى عامر بن الأضبط ، توفي سنة إحدى و سبعين، و هو ابن إحدى و ثمانين.

أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن سهل، أنا أبو عثمان سعيد بن محمّد بن أحمد، أنا أبو عمرو محمّد بن أحمد بن حمدان، نا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن موسى، عبدان الأهوازي، نا خليفة بن خيّاط : أنا بكر - يعني ابن سليمان - نا ابن إسحاق، عن يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس، عن ابن شهاب، عن ابن أبي حدرد الأنصاري، عن أبيه عبد اللّه بن أبي حدرد، قال (2):

كنت في خيل خالد بن الوليد فقال لي فتى منهم هو في السبي (3) و قد جمعت يده (4) إلى عنقه برمّة (5) و نسوة مجتمعات غير بعيد منه: يا فتى، قال: نعم، قال: هل أنت آخذ بهذه الرمّة و تدنيني إلى هذه النسوة حتى أقضي إليهن حاجة، ثم تردّني بعد، فتصنعون بي ما بدا لكم ؟ قلت: و اللّه ليسير ما طلبت، فأخذت بيده، فقربت به حتى أوقفته عليهن، فقال أسلم حبيش قبل نفاد العيش (6):

أ رأيت (7) إن طالبتكم فوجدتكم *** بحيلة (8) أو ألفيتكم بالخوانق

ص: 338


1- شذ بعضهم فقال: لا صحبة له.(أسد الغابة)، و عقب ابن عبد البر في الاستيعاب على هذا القول: «فليس بشيء».
2- الخبر في سيرة ابن هشام 76/4 و ليس فيه: عن أبيه عبد اللّه بن أبي حدرد.
3- كذا بالأصل و م و المطبوعة، و في سيرة ابن هشام: فتى من بني جذيمة، و هو في سنّي.
4- ابن هشام: بداه.
5- الرمة: الحبل البالي.
6- في ابن هشام: أسلمي حبيش، على نفد من العيش.
7- الأبيات في سيرة ابن هشام 76/4 و الأغاني 284/7 و نسبها إلى عبد اللّه بن علقمة.
8- كذا بالأصل و م، و هي بلدة بالسراة كما في ياقوت، و في الأغاني و ابن هشام:«بحلية». و حلية: واد بتهامة أعلاه لهذيل و أسفله لكنانة. و الخوانق: موضع بتهامة.

أ لم يك حقا أن يقول عاشق *** تكلّف إدلاج السّرى و الودائق (1)

فلا ذنب لي قد قلت إذ أهلنا معا *** أثيبي بود قبل إحدى الصفائق (2)

أثيبي بودّ قبل أن يشحط النّوى *** و ينأى الأمير (3) بالحبيب المفارق

فإنّي لا ضيعت سرّ أمانة *** و لا راق في عيني تقوّل رائق

سوى أن ما نال العشيرة بيننا *** على الودّ إلاّ أن تكون البوائق (4)

ثم قالت: و أنت حييت عشرا و سبعا وترا، و ثمانيا تترى، قال: ثم انصرفت به، فضربت عنقه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد.

ح و أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أحمد بن محمّد بن زياد، و محمّد بن يعقوب، قالوا:

أنا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن محمّد بن إسحاق، عن يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس، عن الزهري، حدّثني ابن أبي حدرد عن أبيه، قال:

كنت في خيل خالد الذي أصاب بها بني جذيمة، و إذا فتى منهم مجموعة يده - و قال يوسف: يداه - إلى عنقه برمة - زاد ابن السّمرقندي: يقول بحبل - فقال لي: يا فتى هل أنت آخذ هذه الرّمة فتقدمني - و قال ابن السّمرقندي: فمقدّمي - إلى هؤلاء النسوة حتى أقضي إليهن حاجة، ثم تصنعون ما بدا لكم ؟ فقلت: ليسير ما سألت،

ص: 339


1- في ابن هشام و الأغاني: ينول بدل يقول. و بالأصل: الودانق و المثبت عن المصادر، و الودانق جمع وديقة و هي شدة الحر في الظهيرة. و الإدلاج: السير بالليل.
2- الصفائق: صوارف الخطوب و حوادثها. و في الأغاني: البوائق بدل الصفائق.
3- في الأغاني: خليط .
4- ابن هشام: العشيرة شاغل... يكون التوامق. و البوائق: الدواهي.

فأخذت - و قال ابن السّمرقندي: ثم أخذت - برمّته، فقدمته إليهن فقال:

أسلم حبيش على نفاد العيش

ثم قال: إنّي رأيتك في حديث يوسف:

أ لم (1) يك حقّا أن ينوّل عاشق *** يكلّف إدلاج السّرى و الودائق

أ رأيتكم إن طالبتكم فوجدتكم *** بحلية أو ألفيتكم بالخوانق

فلا ذنب لي، قد قلت إذ أهلنا معا *** أثيبي بودّ قبل إحدى الصفائق

أثيبي بودّ قبل أن يشحط النّوى *** و ينأى الأمير بالحبيب المفارق

فإنّي لأسر لدي أضعته *** و لا راق عيني بعد وجهك رائق

على أن ما ناب العشيرة شاغل *** عن اللّهو إلاّ أن تكون بوائق (2)

قالت: و أنت فحييت عشرا، و سبعا وترا، و ثماني تترى، ثم قدمناه فضربنا عنقه.

قال ابن إسحاق (3):فحدّثني أبو فراس بن أبي سنبلة الأسلمي عن أشياخ من قومه شهدوا مع خالد قالوا: فلما قتل قامت إليه فما زالت ترشفه (4) حتى ماتت عليه.

انتهت رواية ابن السّمرقندي - و زاد يوسف: قال ابن إسحاق: و حدّثني يزيد بن عبد اللّه بن قسيط عن ابن القعقاع بن عبد اللّه بن أبي حدرد عن أبيه، قال: بعثنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في سرية إلى إضم، قال: فلقينا عامر بن الأضبط فحيّانا بتحية الإسلام، فحمل عليه المحلّم بن جثّامة فقتله و سلبه، فلما قدمنا جئنا بثيابه إلى النبي صلى اللّه عليه و سلّم، فأخبرناه، فنزلت هذه الآية يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذٰا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّٰهِ فَتَبَيَّنُوا (5).

قال ابن مندة: و رواه محمد بن سلمة، و يحيى الأموي، عن ابن إسحاق مثله، و رواه أبو خالد الأحمر، عن ابن إسحاق، فقال: عن القعقاع بن عبد اللّه، عن أبيه.

أخبرنا أبو القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد، أنا عبد الرّزّاق بن عمر بن موسى بن شمّة، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن الحسن بن قتيبة، نا أبو خالد

ص: 340


1- كذا ورد هذا البيت بالأصل و م مقدما، و حقه أن يؤخر إلى ما بعد الثاني.
2- في هذا البيت و الذي قبله إقواء.
3- الخبر في ابن هشام 76/4.
4- ابن هشام: تقبّله.
5- سورة النساء، الآية:94.

يزيد بن خالد، حدّثني الليث عن بكير - هو ابن الأشجّ - عن إسماعيل بن القعقاع بن عبد اللّه بن أبي حدرد أنه قال:

تزوج جدي عبد اللّه بن أبي حدرد امرأة بأربعة أواق، فأخبر ذلك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«لو كنتم تنحتون من قباء، جبل - أو قال: من أحد - ما زدتم على ذلك، عندنا نصف صداقها»، قال عبد اللّه: فانطلقت فجمعتها فأدّيتها إلى امرأتي، ثم أنبأت بذلك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال:«أ لم أكن قلت لك عندنا نصف الصّداق، فلعلك إنّما فعلت ذلك لما كان من قولي»، فقلت: لا يا رسول اللّه، و ما كان بي إلاّ ذلك[5825].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل (1)،حدّثني أبي، نا يعقوب - يعني ابن إبراهيم بن سعد - نا أبي، عن عبد اللّه بن جعفر، عن عبد الواحد بن أبي عون، عن جدته، عن ابن أبي حدرد الأسلمي أنه ذكر أنه تزوّج امرأة فأتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يستعينه في صداقها، فقال:«كم أصدقت ؟» قال: قلت: مائتي درهم، قال:«لو كنتم تعرفون الدّراهم من واديكم هذا ما زدتم ما عندي ما أعطيك»، قال: فمكث (2) ثم دعاني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فبعثني في سرية بعثها نحو نجد، فقال:«أخرج في هذه السّرية لعلك أن تصيب شيئا فأنفلّكه»، قال: فخرجنا حتى فجئنا (3) الحاضر ممسين، قال: فلما ذهبت فحمة العشاء بعثنا أميرنا رجلين رجلين، قال: فأحطنا بالعسكر، و قال: إذا كبّرت و حملت فكبّروا و احملوا، و قال حين بعثنا رجلين رجلين: لا تفترقا، و لا أسألن واحدا منكما عن خبر صاحبه، فلا أجد عنده، و لا تمنعوا في الطلب، قال: فلما أردنا أن نحمل سمعت رجلا من الحاضر صرخ: يا خضرة، قال: فتفاءلت بأنا سنصيب منهم خضرة، فلما اعتمنا كبّر أميرنا و حمل، و كبّرنا و حملنا، قال: فمرّ بي رجل في يده السيف، فاتبعته، قال: فقال لي صاحبي: إنّ أميرنا قد عهد إلينا أن لا نمعن في الطلب، فارجع، فلما أبيت إلاّ أن أتبعه، قال: و اللّه لترجعن أو لأرجعن إليه فلأخبرنّه أنك أبيت، قال: فقلت: و اللّه

ص: 341


1- الحديث في مسند الإمام أحمد 233/9 رقم 23938.
2- في المسند: فمكثت.
3- المسند: حتى جئنا.

لأتبعنه، قال: فاتّبعته حتى إذا دنوت منه رميته بسهم على جريداء (1) متنه فوقع فقال:

إذن يا مسلم إلى الجنة، فلما رآني لا أدنوا إليه و رميته بسهم آخر فأثخنته رماني بالسيف فأخطأني، و أخذت السيف فقتلته به، و احتززت به رأسه، و شددنا فأخذنا نعما كثيرا (2)و غنما، قال: ثم انصرفنا، قال: فأصبحت و إذا بعيري مقطور به بعير عليه امرأة جميلة شابة، قال: فجعلت تلتفت خلفها فتكثر (3)،فقلت لها: إلى أين تلتفتين، قالت: إلى رجل إنه إن كان حيا خالطكم، قال: قلت: و ظننت أنه صاحبي الذي قتلت، قد و اللّه قتلته، و هذا سيفه، و هو معلق بقتب البعير الذي أنا عليه، قال: و غمد السيف ليس فيه شيء معلق بقتب بعيرها، فلما قلت لها قالت: فدونك هذا الغمد فشمّه فيه إن كنت صادقا، قال: فأخذته فشمته فيه فطبقه، قال: فلما رأت ذلك بكت، قال: فقدمنا على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فأعطاني من ذلك المغنم (4) الذي قدمنا به.

أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن المقرئ، أنا محمّد بن الحسن بن قتيبة، نا حرملة بن يحيى، أنا عبد اللّه بن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، حدّثني عبد اللّه بن كعب بن مالك، عن أبيه: أنه تقاضى ابن أبي حدرد دينا كان له على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في المسجد، فارتفعت أصواتهم حتى سمعها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و هو في بيته، فخرج إليهما رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم حتى كشف سجف (5) حجرته، و نادى كعب بن مالك، فقال:«يا كعب»، قال: لبيك يا رسول اللّه، فأشار إليه بيده أن ضع الشطر من دينك، قال كعب: قد فعلت يا رسول اللّه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«قم فاقضه»[5826]، أخرجه مسلم (6)،عن حرملة.

أخبرنا أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، أنا أبي أبو القاسم، أنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسين، أنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق، نا يزيد بن سنان، و أبو

ص: 342


1- جريداء متنه: أي وسطه و هو موضع القفا المنجرد عن اللحم تصغير الجرداء (التاج: جرد) و فيه: و في حديث أبي حدرد: فرميته على جريداء بطنه.
2- في المسند: كثيرة.
3- في المسند: فتكبّر.
4- المسند: النعم.
5- أي سترها، و في النهاية: السجف: الستر، و قيل: لا يسمى سجفا إلاّ أن يكون مشقوق الوسط كالمصراعين.
6- صحيح مسلم(22) كتاب المساقاة(4) باب، الحديث 1558.

الأزهر، و أبو داود الحرّاني، و عبّاس الدوري، قالوا: نا عثمان بن عمر، أنا يونس، عن الزهري، عن عبد اللّه بن كعب بن مالك أن كعب بن مالك (1) أخبره أنه تقاضى ابن أبي حدرد دينا كان عليه في المسجد حتى ارتفعت أصواتهما حتى سمعها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فنادى:«يا كعب»، قال: لبّيك يا رسول اللّه، قال:«ضع من دينك هذا»، و أومى إليه - أي الشطر، قال: قد فعلت، قال:«قم فاقضه»، أخرجه النسائي (2)،عن أبي داود.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا الحسن بن علي، أنا أبو بكر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبي، نا إبراهيم بن إسحاق، نا حاتم بن إسماعيل المدني، نا عبد اللّه بن محمّد بن أبي يحيى، عن أبيه، عن ابن أبي حدرد الأسلمي.

أنه كان ليهودي عليه أربعة الدراهم، فاستعدى عليه، فقال: يا محمّد إنّ لي على هذا أربعة الدّراهم و قد غلبني عليها، فقال:«أعطه حقّه»، قال: و الذي بعثك بالحق ما أقدر عليها، قال:«اعطه حقّه»، قال: و الذي نفسي بيده ما أقدر عليها، قد أخبرته أنك تبعثنا إلى خيبر فأرجو أن يغنمنا شيئا، فأرجع فأقضه، قال:«أعطه حقّه»، قال: و كان النبي صلى اللّه عليه و سلّم إذا قال ثلاثا لم يراجع، فخرج به ابن أبي حدرد إلى السوق و على رأسه عصابة، و هو متّزر ببردة، فنزع العمامة عن رأسه، فاتزر بها و نزع البردة فقال: اشتر مني هذه البردة، فباعها منه بأربع الدراهم (4)،فمرّت عجوز، فقالت: ما لك يا صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟[فأخبرها] (5) فقالت: ها دونك هذا البرد عليها طرحته عليه[5827].

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم، أنا أبو حاتم مكي بن عبدان، نا محمّد - يعني ابن يحيى - نا ابن أبي مريم، أنا ابن لهيعة، عن بكير بن عبد اللّه، أخبرني سفيان بن فروة الأسلمي أن عبد اللّه بن أبي حدرد حدّثه أنه ساب (6) رجلا من الأنصار، فقال للأنصاري: يا يهودي، فقال له الأنصاري: يا أعرابي، فأتى الأنصاري رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم

ص: 343


1- قوله:«أن كعب بن مالك» سقط من م.
2- سنن النسائي 238/8.
3- مسند الإمام أحمد 277/5 رقم 15489.
4- في المسند: بأربعة الدراهم.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م و المسند.
6- كذا، و في م:«سار» و في المطبوعة: سلب.

يحدّثه بالذي قال الأسلمي، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أراك قلت له الأخرى»، قلت له: يا أعرابي، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«فليس بأعرابي، و لست بيهودي»[5828].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين (1) بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني أحمد بن منصور، نا يحيى بن بكير، قال: توفي عبد اللّه بن أبي حدرد سنة إحدى و سبعين، و سنّه إحدى و ثمانون.

قال: و نا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني أحمد بن زهير، أخبرني المدائني قال: أبو محمد عبد اللّه بن أبي حدرد، مات سنة إحدى و سبعين، و هو ابن إحدى و ثمانين.

أنبأنا أبو جعفر، أنا أبو بكر، أنا أحمد بن علي، أنا أبو أحمد، أنا أبو العبّاس الثقفي، أخبرني أبو يونس - يعني محمّد بن أحمد الجمحي - أنا إبراهيم بن المنذر - يعني الخزامي - قال: توفي عبد اللّه بن أبي حدرد الأسلمي، و اسم أبي حدرد سلامة، سنة إحدى و تسعين، و هو ابن إحدى و ثمانين، يكنى أبا محمّد.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد بن المذكور، أنا أبو محمّد الحسن بن علي بن محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن (2) علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن شهريار، نا عمرو بن علي بن بحر بن كنيز (3)،قال: و مات عبد اللّه بن أبي حدرد، و اسم أبي حدرد سلامة، و قد صحب النبي صلى اللّه عليه و سلّم سنة إحدى و سبعين، و هو يومئذ ابن إحدى و ثمانين، يكنى أبا محمد.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا محمّد بن عبيد اللّه المقيسي (4)،أنا أبو عبد اللّه بن مروان، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا علي بن عبد اللّه التميمي قال: عبد اللّه بن أبي حدرد الأسلمي يكنى أبا محمّد، مات سنة إحدى و سبعين، و له إحدى و ثمانون سنة.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمّد، أنا

ص: 344


1- بالأصل و م: أبو الحسن، خطأ، و قد مرّ التعريف به.
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: أبو محمد الحسن بن علي بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ، و انظر ترجمة أبي الحسن علي في سير الأعلام 327/16 و فيها حدث عنه أبو محمد الجوهري.
3- بالأصل و م: كثير، خطأ، و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في تهذيب الكمال 297/14.
4- كذا رسمها في م، و بالأصل:«المقيبي» و لم أحله.

أبو سليمان بن زبر، قال: سنة إحدى و سبعين فيها مات عبد اللّه بن أبي حدرد الأسلمي، و اسم أبي حدرد سلامة أبو محمّد، و هو ابن إحدى و ثمانون سنة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد قال: سنة إحدى و سبعين فيها أصيب عبد اللّه بن أبي حدرد الأسلمي.

أخبرنا (1) أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أبو عبد اللّه النهاوندي، أنا أحمد بن عمران الأشناني، نا موسى بن زكريا التستري (2)،نا خليفة بن خيّاط (3)،قال: سنة اثنتين و سبعين فيها مات عبد اللّه بن أبي حدرد.

3237 - عبد اللّه بن حذافة بن قيس بن عدن بن سعد بن سهم

3237 - عبد اللّه بن حذافة بن قيس بن عدن (4) بن سعد بن سهم

ابن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر

ابن مالك بن النّضر بن كنانة

أبو حذافة القرشي السّهمي (5)

صحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و أسلم قديما، و هاجر إلى أرض الحبشة، و بعثه النبي صلى اللّه عليه و سلم رسولا إلى كسرى.

و حدّث عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

خرج إلى الشام مجاهدا، فأسرته الروم على قيساريّة، و حمل إلى الطاغية، ففتنه عن دينه، فلم يفتتن فأطلقه.

ص: 345


1- في المطبوعة: أخبرني.
2- عن م و بالأصل:«التشيري» خطأ.
3- تاريخ خليفة ص 268.
4- كذا بالأصل و م، و في مصادر ترجمته: عدي.
5- ترجمته و أخباره في: أسد الغابة 107/3 و الإصابة 296/2 و الاستيعاب 288/2 هامش الإصابة، و جمهرة الأنساب ص 165، و تهذيب الكمال 81/10 و تهذيب التهذيب 123/3 و الوافي بالوفيات 125/17 و سير الأعلام 11/2 و تاريخ الإسلام (عهد الخلفاء الراشدين) ص 342. و انظر بهامش المصادر الثلاثة الأخيرة أسماء مصادر أخرى ترجمت له.

روى عنه: سليمان بن يسار، و أبو سلمة بن عبد الرّحمن، و أبو وائل شقيق بن سلمة، و مسعود بن الحكم الزرقي.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد الأزهري، أنا محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا أبو حامد بن الشرقي، نا محمّد بن يحيى الذهلي، نا علي بن بحر القطان، نا سويد بن عبد العزيز، نا قرّة، عن الزهري، عن مسعود بن الحكم، عن عبد اللّه بن حذافة السهمي، قال:

أمرني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أن أنادي في أهل منى في مؤذنين أن لا يصوم هذه الأيام أحد، فإنّها أيام أكل و شرب و ذكر.

رواه شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، عن مسعود، أخبرني بعض أصحابنا أنه رأى ابن حذافة...

أخبرناه أبو الفتح الماهاني، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أحمد بن سليمان بن حذلم، نا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو.

ح قال: و أنا الحسن بن منصور الإمام بحمص، نا جدي محمّد بن العبّاس.

ح قال: و أنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم الورّاق، نا أحمد بن مهدي، و عبد الكريم بن الهيثم، قالوا:

أنا أبو اليمان، أخبرني شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، أخبرت أن مسعود بن الحكم الأنصاري، قال: أخبرني بعض أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلّم أنه رأى عبد اللّه بن حذافة السّهمي يسير على راحلته في أيام التشريق بمنى ينادي أهل منى أن لا يصومنّ هذه الأيام أحد، فإنها أيام أكل و شرب، و ذكر أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم بعثه.

و رواه أبو معاذ سليمان بن أرقم الضّبّي، عن الزهري، فقال: عن سعيد بن المسيّب، عن عبد اللّه بن حذافة:

أنبأناه أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحدّاد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا عبد اللّه بن إبراهيم بن أيوب، نا الحسين بن الكميت، أنا أحمد بن أبي نافع، نا العبّاس بن الفضل، عن سليمان أبي معاذ، عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب، عن عبد اللّه بن حذافة، قال:

ص: 346

أمره رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم في رهط أن يطوفوا في طواف منى في حجة الوداع يوم النحر:

أن هذه أيام أكل و شرب و ذكر للّه عزّ و جلّ ، فلا صوم فيهنّ إلاّ صوم في هدي.

و رواه صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، ابن حذافة.

أخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن مندة، أنا محمّد بن محمّد بن الأزهر الجوزجاني - ببخارا - نا الحارث بن محمد التميمي.

ح و أنبأناه أبو سعد و أبو علي قالا: أنا أبو نعيم، نا أبو بكر بن خلاّد، نا الحارث بن أبي أسامة، نا روح بن عبادة، نا صالح بن أبي الأخضر، عن ابن شهاب، عن - و في حديث يوسف نا ابن شهاب الزهري، حدّثني - سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بعث عبد اللّه بن حذافة يطوف في منى ألاّ تصوموا هذه الأيام، فإنها أيام أكل و شرب و ذكر - و في حديث يوسف: ذكر (1) اللّه عز و جل-.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد البغوي، نا أحمد بن عيسى المصري، نا ابن وهب، أخبرني ابن لهيعة: أن أبا النّضر حدّثه أنه سمع قبيصة، و سليمان بن يسار يحدّثان عن أمّ الفضل بنت الحارث قالت:

كنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بمنى، فمرّ بنا رجل ينادي أنها أيام أكل و شرب و ذكر اللّه تعالى، فأرسلت انظر من هو فإذا هو رجل يقال له ابن حذافة، و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أمرني بهذا.

كذا رواه عبد اللّه بن لهيعة، عن أبي النّضر.

و رواه سفيان الثوري، عن أبي النّضر، فلم يذكر قبيصة و لا أمّ الفضل في إسناده.

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، نا عبد الرّحمن، نا سفيان، عن عبد اللّه - يعني ابن

ص: 347


1- في المطبوعة: و ذكر.
2- مسند الإمام أحمد ط دار الفكر 336/5 رقم 15735.

أبي بكر - و سالم أبي النّضر.

ح و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين، أنا عيسى، أنا عبد اللّه، نا أبو خيثمة، نا عبد الرّحمن بن مهدي، عن سفيان، عن عبد اللّه بن أبي بكر، و سالم أبي النضر، عن سليمان بن يسار، عن عبد الرّحمن (1) بن حذافة: أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم أمر - و في حديث أبي خيثمة: أمره - أن ينادي في أيّام التشريق أنها أيّام أكل و شرب.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: ثنا محمّد بن يعقوب، نا عبّاس بن محمّد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: لم يسمع سليمان بن يسار من عبد اللّه بن حذافة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن محمّد، أنا عيسى، أنا عبد اللّه، حدّثني أحمد بن زهير، قال: سئل يحيى بن معين عن حديث سليمان بن يسار، عن عبد اللّه بن حذافة ؟ فقال: مرسل (2).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد أبو البركات: أبو الفضل بن خيرون قالا: أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خيّاط (3)،قال: و من بني سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي: عبد اللّه بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعيد بن سعد بن سهم، أمّه امرأة من بني سهم بن عمرو.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، و أخوه يحيى بن الحسن، قالا: أنا أبو جعفر بن (4) المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، قال: فولد سعد بن سهم: عديا، و حذيما، و أمّهما تماضر بنت زهرة بن كلاب، فولد عدي بن سعد بن سهم: قيس بن عدي، كان سيد قريش في زمانه، و أمّ قيس هند بنت

ص: 348


1- كذا بالأصل و م «عبد الرحمن» و هو خطأ فادح و الصواب «عبد اللّه» كما في المسند، و هو صاحب الترجمة.
2- انظر تهذيب الكمال 82/10 و سير أعلام النبلاء 12/2.
3- طبقات خليفة بن خياط ص 62 رقم 151.
4- سقطت من الأصل و أضيفت عن م.

عبد الدار بن قصي، فولد قيس بن عدي: الحارث و حذافة، و أمّهما الغيطلة بنت مالك بن الحارث بن عمرو بن الصّعق بن شنوق بن مرّة بن عبد مناة بن كنانة، و ولد حذافة بن قيس بن عدي (1):خنيس بن حذافة، و هو من أهل بدر، و كانت عنده حفصة بنت عمر بن الخطاب، ثم خلف عليها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و أبا الأخنس بن حذافة، و أمّهما ضعيفة بنت خذيم بن سعيد بن رئاب بن سهم، و عبد اللّه بن حذافة، كان من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و هو رسول رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بكتابه إلى كسرى، و هو الذي أمره رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أيام التشريق أن ينادي في الناس أنها أيام أكل و شرب، و أمّه بنت حرثان من بني الحارث بن عبد مناة بن كنانة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا (2)،نا محمّد بن سعد، قال: في الطبقة الثانية من المهاجرين ممن لم يشهد بدرا عبد اللّه بن حذافة: السهمي، و هو قديم الإسلام من مهاجرة الحبشة و هو رسول رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى كسرى بكتابه، و هو الذي أمره النبي صلى اللّه عليه و سلّم أيام منى أن ينادي: أيها الناس إنّها أيام أكل و شرب، و كانت الرّوم قد أسرته، و كتب فيه عمر إلى قسطنطين، فخلاّ عنه، و مات في خلافة عثمان.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3)،قال: في الطبقة الثانية من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم من بني سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب: عبد اللّه بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص، و أمّه تميمة بنت حرثان من بني الحارث بن عبد مناة بن كنانة، و هو أخو خنيس بن حذافة زوج حفصة بنت عمر بن الخطاب قبل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و شهد خنيس بدرا (4)،و لم يشهد عبد اللّه بدرا، و لكنه قديم الإسلام بمكة، و كان من مهاجرة الحبشة الهجرة الثانية في رواية محمّد بن إسحاق، و محمّد بن عمر، و لم يذكره موسى بن عقبة، و أبو معشر، و هو رسول (5)

ص: 349


1- بالأصل و م:«عدي بن خنيس» و بن مقحمة بينهما، و الصواب حذفها، انظر جمهرة ابن حزم ص 165.
2- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
3- انظر الخبر في طبقات ابن سعد 189/4.
4- بالأصل:«و بدرا» و المثبت عن م و ابن سعد.
5- استدركت على هامش م.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بكتابه إلى كسرى.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، و أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، أنا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر بن الرّقّي، قال: عبد اللّه بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي، مختلف فيه أ كان من أهل بدر أم لا، حدّثنا بنسبه ابن هشام عن زياد [عن] (1) ابن إسحاق، و هو من مهاجرة الحبشة فيما حدّثنا ابن هشام عن زياد [عن] (2) ابن إسحاق، و لم يذكره [ابن] (3) إسحاق في أهل بدر، و هو عندنا في الحديث أنه من أهل بدر، و الذي حفظ عنه ثلاثة أحاديث، ليست بصحيحة (4) الاتصال.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (5)،قال: عبد اللّه بن حذافة، أبو حذافة السّهمي القرشي، كنّاه الزهري، لا يصح، حديثه، مرسل.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح و قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (6)،قال: عبد اللّه بن حذافة له صحبة، و هو ابن حذافة بن قيس بن عدي القرشي السهمي، أبو حذافة، روى عنه سليمان بن يسار مرسل، سمعت أبي يقول ذلك، قال أبو محمد: روى عنه أبو سلمة بن عبد الرّحمن، و أبو وائل شقيق بن سلمة، و مسعود بن الحكم.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمّام علي بن محمّد، أنا

ص: 350


1- سقطت من الأصل و م، و أضيفت عن المطبوعة، و هي مستدركة فيها بين معكوفتين.
2- سقطت من الأصل و استدركت عن م.
3- سقطت من الأصل و م، و أضيفت عن المطبوعة، و هي مستدركة فيها بين معكوفتين.
4- عن م و بالأصل: صحيحة.
5- الخبر في التاريخ الكبير 8/1/3.
6- الجرح و التعديل 29/5.

أحمد بن عبيد بن الفضل، أنا محمّد بن الحسين الزعفراني، أنا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال: و عبد اللّه بن حذافة.

أخبرنا أبو بكر محمد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو حذافة عبد اللّه بن حذافة السهمي، له صحبة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، قال: أبو حذافة عبد اللّه بن حذافة بن قيس السهمي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، قال: عبد اللّه بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم، و كنيته أبو حذافة، و كان قديم الإسلام، و هاجر إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية، سكن المدينة.

كتب إليّ أبو محمد حمزة بن العبّاس بن علي، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن بن سليم، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:

عبد اللّه بن حذافة بن قيس بن عدي بن سهم، شهد الفتح بمصر، توفي بمصر، و قبر في مقبرتها، في الحديث انه من أهل بدر، و لم يذكره محمد بن إسحاق في أسماء أهل بدر.

نا علي بن الحسن بن قديد، نا عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عبد الحكم، نا عثمان بن صالح، عن ابن لهيعة: أن عبد اللّه بن حذافة السهمي توفي بمصر و قبر في مقبرتها.

أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم (1)،قال: أبو حذافة عبد اللّه بن حذافة بن قيس بن

ص: 351


1- الأسامي و الكنى للحاكم النيسابوري 163/4 رقم 1841.

عدي بن سعيد (1) بن سعد بن سهم، و أمّه امرأة من بني سهم بن عمرو القرشي، له صحبة من النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة قال:

عبد اللّه بن حذافة بن سعد بن عدي بن قيس بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص، يكنى أبا حذافة القرشي، من مهاجرة الحبشة، رسول رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم إلى كسرى، شهد بدرا و الفتوح أيام أبي بكر و عمر، و مات في خلافة عثمان بمصر، و له بها دار، قاله لي أبو سعيد بن يونس، و فيه نزلت يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّٰهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ الآية (2).

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحدّاد، قالا: قال لنا أبو نعيم الحافظ :

عبد اللّه بن حذافة السهمي، و هو عبد اللّه بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي، لم يذكره عروة و لا ابن شهاب، و لا ابن إسحاق في البدريين، و قال ابن إسحاق: هو من مهاجرة الحبشة، و لم يتابع عليه، و روي في بعض الأخبار أنه من أهل بدر، بعثه النبي صلى اللّه عليه و سلم مناديا في حجة الوداع في أيام منى أنها أيام أكل و شرب، و أثبت النبي صلى اللّه عليه و سلّم نسبه، فقال:«أبوك حذافة أخو خارجة بن حذافة»، و أمّره النبي صلى اللّه عليه و سلّم على سريّة بعثها، و كان امرأ فيه دعابة، و بعثه أيضا إلى كسرى، توفي بمصر في خلافة عثمان، نزلت فيه أَطِيعُوا اللّٰهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ [5829].

أخبرنا أبو محمد السّلمي، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا عمّار بن الحسن، نا سلمة بن الفضل، عن محمّد بن إسحاق قال في ذكر من خرج إلى أرض الحبشة قال: عبد اللّه بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعيد بن سعد بن سهم (3).

ص: 352


1- سعيد بالتصغير كما في تقريب التهذيب 409/1.
2- سورة النساء، الآية:59.
3- الخبر في سيرة ابن هشام 351/1.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد بن أحمد، قالت: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، نا أبو خيثمة، نا حجّاج بن محمّد، قال: قال ابن جريج:

يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّٰهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ في عبد اللّه بن حذافة بن قيس بن عدي (1)-زاد ابن المقرئ: السهمي - و قالا: بعثه النبي صلى اللّه عليه و سلّم في سرية.

أخبرنيه يعلى بن مسلم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس.

أخرجه مسلم (2)،و أبو داود (3)،عن أبي خيثمة.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أحمد بن محمّد بن زياد، نا محمّد بن إسماعيل الصائغ، نا حجّاج بن محمّد، عن ابن جريج، أخبرني يعلى بن مسلم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس أنه قال:

نزلت في عبد اللّه بن حذافة السهمي يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّٰهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ الآية، بعثه النبي صلى اللّه عليه و سلّم في سرية.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسن المقرئ، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو الدرّ ياقوت بن عبد اللّه، قالوا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان بن داود الطوسي، نا الزبير بن بكّار، حدّثني فليح بن إسماعيل بن جعفر (4) بن أبي كثير، عن أبيه، عن محمّد بن عمرو بن علقمة، عن عمر بن الحكم بن ثوبان، عن أبي سعيد الخدري، قال:

أمّر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عبد اللّه بن حذافة بن قيس السهمي على سرية بعثه، و كان من أصحاب بدر، و أنا في ذلك الجيش، و كانت في عبد اللّه بن حذافة دعابة، فنزلنا بعض

ص: 353


1- بالأصل و م: علي، خطأ، و الصواب ما أثبت، و قد مرّت الإشارة إلى ذلك في بداية الترجمة.
2- أخرجه مسلم في صحيحه:(33) كتاب الإمارة،(8) باب، الحديث 1834.
3- سنن أبي داود، كتاب الجهاد، باب في الطاعة، الحديث 2624 و فيه: عبد اللّه بن قيس بن عدي.
4- ليست «بن جعفر» في م.

الطريق، فأوقد نارا، و قال لهم: عليكم بالسمع و الطاعة، قالوا: نعم، قال: فلست آمركم بشيء إلاّ فعلتموه، قالوا: نعم، قال: فإنّي أعزم عليكم بحقي و طاعتي إلاّ توثبتم في هذه النار، فقام بعض القوم فتحجزوا (1) و ظنوا أنهم واثبون فيها، فقال لهم: اجلسوا فإنّما كنت أضحك بكم، فذكروا ذلك لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بعد أن قدمنا، فقال:«من أمركم منهم بمعصية فلا تطيعوه»[5830].

أخبرناه عاليا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ قالا: أنا أبو يعلى، نا زهير، نا يزيد بن هارون، نا - و قال ابن المقرئ: أنا - محمد بن عمرو، عن عمر بن الحكم بن ثوبان أنّ أبا سعيد - زاد ابن المقرئ: و الخدري (2)-قال: بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم علقمة بن مجزّز (3) على بعث أنا فيهم، فخرجنا حتى إذا كنا على رأس غزاتنا أو في بعض الطريق، فاستأذنه طائفة، فأذن لهم، و أمّر عليهم عبد اللّه بن حذافة، و كان من أصحاب بدر، و كانت فيه دعابة، فكنت فيمن رجع معه، فبينا نحن في الطريق فنزلنا منزلا، فأوقد القوم نارا يصطلون بها و يصنعون عليها صنيعا لهم، إذا قال لهم عبد اللّه: أ ليس - زاد ابن حمدان: لي، و قالا:- عليكم السمع و الطاعة ؟ قالوا: بلى، قال: فما أنا بآمركم بشيء إلاّ فعلتموه، قالوا: بلى، قال: فإنّي أعزم عليكم بحقي إلاّ تواثبتم في هذه النار، قال: فقام ناس فتحجّزوا حتى إذا ظن أنهم واقعون - و قال ابن حمدان: واثبون - فيها، قال: أمسكوا عليكم أنفسكم فإنما كنت أضحك معكم، فلما قدموا على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - و قال ابن حمدان: نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم - ذكروا له ذلك، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من أمركم منهم بمعصية فلا تطيعوه» (4)[5831].

ص: 354


1- أي شدوا أوساطهم.
2- كذا بالأصل و م مع الواو، و نراها مقحمة و لا لزوم لها. و انظر سير أعلام النبلاء 12/2.
3- بالأصل:«محر» ثم بياض مقدار حرف أو حرفين، و في م:«مجر» و كلاهما حرف فيهما الاسم، و الصواب ما أثبت عن سير أعلام النبلاء 12/2 و مجزز: بجيم و زاءين الأولى مشددة مكسورة (نص على ذلك في أسد الغابة 584/3).
4- نقله الذهبي في سير أعلام النبلاء 12/2-13 من طريق محمد بن عمرو، و أسد الغابة 584/3 في ترجمة علقمة بن مجزز.

رواه محمد بن المنكدر التيمي، عن عمر بن الحكم فأرسله.

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، نا أبو بكر الشافعي - إملاء - حدّثني إسحاق بن الحسن، نا عبد اللّه بن رجاء، أنا سعيد بن سلمة، نا محمّد بن المنكدر، عن عمر بن الحكم: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم بعث سرية و أمّر عليهم رجلا من أصحابه، فأمّر ذلك الرجل عبد اللّه بن حذافة، و كان ذا دعابة، فأوقد نارا، فقال:

أ لستم سامعين مطيعين ؟ قالوا: بلى، فأشار إليه أصحابه، فقال: عزمت عليكم إلاّ وقعتم، قال: إنّما كنت ألعب معكم، فبلغ ذلك نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقال:«من أمركم من الأمراء بشيء من معصية اللّه عز و جل فلا تطيعوه»[5832].

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1)،قال: قال محمّد: لم يشهد عبد اللّه بن حذافة بدرا.

قال: و نا محمّد بن سعد (2)،أنا عثمان بن عمر، أنا يونس، عن الزهري، عن أبي سلمة: أن عبد اللّه بن حذافة قام يصلّي فجهر بالقراءة، فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:«يا أبا حذافة لا تسمّعني و سمّع اللّه». [5833].

رواه ابن وهب، عن يونس، فقال: حذافة (3).

أخبرناه أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد بن عبد الواحد، أنا أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا محمّد بن الحسن بن قتيبة، نا حرملة بن يحيى، أنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، حدّثني أبو سلمة أن عبد اللّه بن حذافة قام يصلّي، فجهر بصلاته، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا ابن حذافة لا تسمّعني، و سمّع اللّه»[5834].

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (4)،و أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الدرّ ياقوت بن عبد اللّه، قالوا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، حدّثني عبد الجبار بن سعيد، عن عبد اللّه بن وهب، قال:

ص: 355


1- طبقات ابن سعد 190/4.
2- طبقات ابن سعد 190/4.
3- كذا بالأصل و م و المطبوعة.
4- بالأصل و م:«المرزقي» خطأ و الصواب: المزرفي، و قد مرّ التعريف به.

قال الليث في حديث عبد اللّه بن حذافة صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلّم أنه كانت فيه دعابة، قال: بلغني أنه حلّ حزام راحلة النبي صلى اللّه عليه و سلّم في بعض أسفاره حتى كاد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أن يقع، قلت للّيث: ليضحكه بذلك ؟ قال: نعم.

قال الزبير: و إنما يقال الغرضة (1)،و لكن عبد اللّه بن وهب لا علم له بكلام العرب ينسخ نسخة واحدة، فإن ركب بها برحل (2) فهي غرضة، و إن ركب بها (3)بحمل (4) فهي بطان (5)،و إن ركب بها فرسا فهي حزام، و إن ركبت بها امرأة فهو وضين (6).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (7)،حدّثني أبي، نا مؤمّل، نا حمّاد، نا ثابت، عن أنس أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال لأصحابه:«سلوني»، فقام رجل فقال: يا رسول اللّه من أبي ؟ قال:«أبوك حذافة - للذي كان ينسب إليه - فقالت له أمّه: لقد قمت بأبيك (8) مقاما عظيما، قال: أردت أن أبرئ صدري ما كان يقال، و قد كان يقال فيه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحارث بن أبي أسامة، أنا محمّد بن سعد (9)،أنا محمّد بن عمر الأسلمي، حدّثني معمر بن راشد، و محمّد بن عبد اللّه، عن الزهري، عن (10)عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، عن ابن عبّاس (11).

ح قال: و نا أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي سبرة، عن المسور بن رفاعة.

ح قال: و نا عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه.

ص: 356


1- الغرض للرحل: كالحزام للسرج جمع غروض و أغراض كالغرضة بالضم (القاموس المحيط ).
2- عن م و بالأصل: رحل.
3- سقطت من الأصل و أضيفت عن م.
4- عن م و بالأصل: لحمل.
5- البطان ككتاب: حزام القتب (القاموس).
6- الوضين: بطان عريض منسوج من سيور أو شعر أو لا يكون إلاّ من جلد. ج وضن.(القاموس).
7- مسند أحمد 348/4 رقم 12786.
8- كذا بالأصل و م، و في المسند: قمت بأمك.
9- الخبر في طبقات ابن سعد 258/1 و ما بعدها.
10- الخبر في طبقات ابن سعد 258/1 و ما بعدها.
11- ما بين الرقمين مكرر في م، و كان مكررا بالأصل و شطب و بقي «ابن عباس» مكررة لم تشطب.

ح قال: و نا عمر بن سليمان بن أبي حثمة، عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة، عن جدّته الشفاء، قال: و نا أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي سبرة، عن محمّد بن يوسف، عن السائب بن يزيد، عن العلاء بن الحضرمي (1).

ح قال: و نا معاذ بن محمّد الأنصاري، عن جعفر بن عمرو بن (2) جعفر بن عمرو بن أمية الضمري، عن أهله، عن عمرو بن أمية الضمري دخل حديث بعضهم في حديث بعض، قالوا:

إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لما رجع من الحديبية في ذي الحجة سنة ستّ أرسل [الرسل] (3) إلى الملوك يدعوهم إلى الإسلام، و كتب إليهم كتبا، فخرج ستة نفر منهم في يوم واحد، و ذلك في المحرم سنة سبع، و أصبح كل رجل منهم يتكلم بلسان القوم الذين بعثه إليهم، و بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم عبد اللّه بن حذافة السهمي و هو أحد الستة إلى كسرى يدعوه (4) إلى الإسلام، و كتب إليه كتابا، قال عبد اللّه: فدفعت إليه كتاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقرئ عليه ثم أخذه فمزّقه، فلما بلغ ذلك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«مزّق ملكه»، و كتب كسرى إلى باذان عامله على اليمن أن ابعث من عندك رجلين جلدين إلى هذا الرجل الذي بالحجاز فليأتياني بخبره، فبعث باذان قهرمانه و رجلا آخر، و كتب معهما كتابا، فقدما المدينة، فدفعا كتاب باذان إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم، فتبسّم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و دعاهما إلى الإسلام و فرائصهما ترعد، و قال:«ارجعا عني يومكما هذا حتى تأتياني الغد فأخبركما بما أريد»، فجاءاه الغد، فقال لهما:«أبلغا صاحبكما أن ربّي قد قتل ربّه كسرى في هذه الليلة لسبع ساعات مضت منها» و هي ليلة الثلاثاء لعشر مضين من جمادى الأولى سنة سبع، و إنّ اللّه سلّط عليه ابنه شيرويه فقتله، فرجعا إلى باذان بذلك، فأسلم هو و الأبناء الذين باليمن.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أحمد بن الحسين الحافظ ، أنا أبو الحسين محمّد بن الفضل القطان، أنا أبو سهل بن زياد القطان، نا سعيد بن عثمان الأهوازي، نا عبد اللّه بن معاوية الجمحي.

ص: 357


1- سقطت «ح» من الأصل و م، و أضيفت عن المطبوعة.
2- عن م و ابن سعد و بالأصل: أبي.
3- الزيادة عن ابن سعد.
4- كذا بالأصل و م و ابن سعد، و في المطبوعة: بدعوة الإسلام.

ح قال البيهقي: و أنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة، أنا أبو محمد يحيى بن منصور القاضي، نا أبو الفضل أحمد بن سلمة، نا عبد اللّه بن معاوية الجمحي، نا عبد العزيز بن مسلم القسملي، نا ضرار بن عمرو، عن أبي رافع، قال:

وجّه عمر بن الخطاب جيشا إلى الرّوم، و فيهم رجل يقال له: عبد اللّه بن حذافة من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلّم فأسره الرّوم، فذهبوا به إلى ملكهم، فقالوا: إنّ هذا من أصحاب محمّد، فقال له الطاغية: هل لك أن تنصّر و أشركك في ملكي و سلطاني ؟ قال له عبد اللّه: لو أعطيتني جميع ما تملك و جميع ما ملكته العرب - و في رواية القطان:

و جميع مملكة العرب (1)-على أن أرجع عن دين محمّد صلى اللّه عليه و سلّم طرفة عين ما فعلت، قال: إذا أقتلك، قال: أنت و ذاك، قال: فأمر به فصلب، و قال للرماة ارموه قريبا من يديه، قريبا من رجليه، و هو يعرض عليه، و هو يأبى، ثم أمر به فأنزل، ثم دعا بقدر فصبّ فيها ماء حتى احترقت، ثم دعا بأسيرين من المسلمين فأمر بأحدهما فألقي فيها، و هو يعرض عليه النصرانية، و هو يأبى، ثم أمر به أن يلقى فيها، فلما ذهب به بكى، فقيل له: إنّه قد بكى، فظن أنّه جزع، فقال: ردّوه، يعرض عليه النصرانية، فأبى، قال: فما أبكاك إذا؟ قال: أبكاني إن قتلت، هي نفس واحدة تلقى الساعة في هذه القدر فتذهب، فكنت أشتهي أن يكون بعدد كل شعرة في جسدي نفس تلقى، هذا في اللّه، قال له الطاغية: هل لك أن تقبّل رأسي و أخلّي عنك، قال له عبد اللّه: و عن جميع أسارى المسلمين ؟ قال:

و عن جميع أسارى المسلمين، قال عبد اللّه: فقلت في نفسي عدوّ من أعداء اللّه أقبّل رأسه يخلّي (2) عني و عن أسارى المسلمين لا أبالي، قال: فدنا منه فقبّل رأسه، قال:

فدفع إليه الأسارى، فقدم بهم على عمر، فأخبر عمر بخبره، فقال: حقّ على كل مسلم أن يقبّل رأس عبد اللّه بن حذافة، و أنا أبدأ، فقام عمر فقبّل رأسه.

قال أحمد بن سلمة: سألني عن هذا الحديث محمّد بن مسلم، و محمّد بن إدريس، و قالا لي: ما سمعنا بهذا الحديث قطّ (3).

ص: 358


1- كتبت بين السطرين فوق الكلام بالأصل.
2- عن م و بالأصل: يخل.
3- نقله الذهبي في سير أعلام النبلاء 14/2 من طريق عبد اللّه بن معاوية الجمحي، و انظر الإصابة 296/2-297 ورد فيها مختصرا.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم، أنا ثابت بن بندار بن أسد، نا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الأسترآباذي (1)،نا عبد الملك بن محمّد بن نعيم، نا صالح بن علي النوفلي، نا عبد اللّه بن محمّد بن ربيعة القدامي، نا عمر بن المغيرة، عن عطاء بن عجلان، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال (2):

أسرت الروم عبد اللّه بن حذافة السهمي صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلّم فقال له الطاغية: تنصّر و إلاّ ألقيتك في النقرة (3) من نحاس، قال: ما أفعل، فدعا بالنقرة النحاس، فملئت زيتا و غليت، و دعا برجل من أسارى المسلمين فعرض عليه النصرانية فأبى، فألقاه في النقرة، فإذا عظامه تلوح، و قال لعبد اللّه: تنصّر و إلاّ ألقيتك، قال: ما أفعل، فأمر به أن يلقى في النقرة فكتّفوه، فبكى، فقالوا: قد جزع، قد بكى، قال: ردوه، قال له: لا ترى إني بكيت جزعا ممّا تريد أن تصنع بي، و لكني بكيت حين لي إلاّ نفس واحدة يفعل بها هذا في اللّه، كنت أحبّ أن تكون لي من الأنفس عدد كل شعرة فيّ ، ثم تسلّط عليّ فتفعل بي هذا، قال: فأعجب منه، و أحبّ أن يطلقه، فقال: قبّل رأسي و أطلقك، قال: ما أفعل، قال: تنصّر و أزوجك ابنتي و أقاسمك ملكي، قال: ما أفعل، قال: قبّل رأسي و أطلقك و أطلق معك ثمانين من المسلمين، قال: أما هذه فنعم، قال: فقبّل رأسه، و أطلق معه ثمانين من المسلمين، فلما قدموا على عمر بن الخطّاب قام إليه عمر فقبّل رأسه، قال: فكان أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يمازحون عبد اللّه فيقولون: قبّلت رأس علج، فيقول لهم: أطلق اللّه بتلك القبلة ثمانين من المسلمين.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي، نا عبد العزيز بن أحمد.

ح و أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، قالا: أنا محمّد بن عوف، أنا محمّد بن موسى بن الحسين الحافظ ، أنا محمّد بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا يزيد بن سمرة، نا سليمان بن حبيب أنه سمع الزهري قال:

ما اختبر من رجل من المسلمين ما اختبر من عبد اللّه بن حذافة السّهمي، و كان قد

ص: 359


1- ضبطت بفتح الهمزة و سكون السين عن معجم البلدان (أسترآباذ).
2- قارن مع أسد الغابة 108/3.
3- في أسد الغابة:«البقرة» و هما بمعنى.

شكي (1) إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أنه صاحب مزاح و باطل، فقال:«اتركوه فإن له بطانة تحبّ (2) اللّه و رسوله»، و كان رمي على قيسارية فوقذوه (3)،فأفاق و هو في أيديهم فبعثوا به إلى طاغيتهم بالقسطنطينية، فقال: تنصّر و أنكحك ابنتي و أشركك في ملكي، فأبى، قال: إذا أقتلك، قال: فضحك، فأتي بأسارى فضرب أعناقهم، و مدّ عنقه قال: اضرب، ثم أتى بآخرين فرموا حتى ماتوا و نصبوه، فقال: ارموا ثم أتى بنقرة نحاس قد صارت جمرة، فعلّق رجلا ببكرة، فألقي فيها، ثم جرد بسفّود فخرج عظامه من دبرها، فعلّقوا رجلين قبله، ثم علّقوه، فقال: القوا، القوا، فقال: اتركوه، و اجعلوه في بيت و معه لحم خنزير مشوي، و خمر ممزوج، فلم يأكل و لم يشرب، و أشفقوا أن يموت، فقال: أمّا إنّ اللّه عز و جل قد كان أحلّه لي، و لكن لم أكن لأشمتك بالإسلام، قال: قبّل رأسي و أعتقك، قال: معاذ اللّه، قال: و أعتقك و من في يدي من المسلمين، قال: أما هذه فنعم، فقبّل رأسه، فأعتقهم، فكان [يعير] (4) بعد ذلك، فخبر بالخبر (5).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن محمّد، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، قال: و بلغني أنه مات عبد اللّه بن حذافة في خلافة عثمان (6).

3238 - عبد اللّه بن حرام بن سعد

من أقران مكحول.

سمع واثلة بن الأسقع، له ذكر في حديث تقدم [في فضائل الشام] (7).

ص: 360


1- بالأصل و م:«شكا» و الصواب ما ارتأيناه.
2- بالأصل مهملة بدون نقط ، و في م:«يحب» و الصواب ما أثبت.
3- بالأصل و م:«و قدوه» و الصواب ما أثبت بالذال المعجمة، أي ضربوه حتى أغمي عليه، كما في اللسان وقذ .
4- سقطت من الأصل و م و أضيفت عن المطبوعة.
5- و نقل الذهبي في سير الأعلام من طريق ابن عائذ 15/2 القصة و فيها أنه: أطلق له ثلاثمائة أسير و أجازه بثلاثين ألف دينار و ثلاثين وصيفة و ثلاثين و صيفا. و يرجح الذهبي أنه: لعل هذا الملك قد أسلم سرا، و يدل على ذلك مبالغته في إكرام ابن حذافة.؟!.
6- مات في حدود الثلاثين في خلافة عثمان، قاله في الوافي بالوفيات 126/17.
7- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م، و في المطبوعة: تقدم في أبواب فضائل الشام، راجع كتابنا «تاريخ ابن عساكر» المجلد الأول.
3239 - عبد اللّه بن الحرّ القيسي

3239 - عبد اللّه بن الحرّ القيسي (1)

أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم، و شهد فتح دمشق، و كانت له قطيعة بباب كيسان، له ذكر.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن هارون [و عبد الرحمن] (2) بن الحسين بن الحسن (3) بن أبي العقب، قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العقب، نا أبو عبد الملك، نا محمّد بن عائذ (4)،قال: قال الوليد:

حدّثنا عبد اللّه بن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب قال:

بلغ عمر بن الخطاب أن عبد اللّه بن الحرّ القيسي زرع أرضا بالشام، فأنهب زرعه، و قال: انطلقت إلى ذلّ و صغار في أعناق الكفّار، فقلّدته عنقك.

قال الوليد: نا أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي مريم، حدّثني عطية بن قيس، قال:

أقطع عمر بن الخطاب ناسا من بني عبس من أندر كيسان [أو دير كيسان] (5)مرابط خيولهم، فبلغه أنهم زرعوه، فأخذه منهم و غرّمهم لما زرعوه.

3240 - عبد اللّه بن الحسن بن أحمد

ابن الحسن بن المثنّى بن معاذ بن معاذ

أبو طالب العنبري البصري

قدم دمشق، و حدّث بها عن أبي بكر محمّد بن عدي بن علي بن زحر المنقري البصري.

روى عنه: عبد العزيز بن أحمد الكتاني (6).

أخبرنا أبو محمّد [بن] (7) الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني (8)،نا أبو طالب عبد اللّه بن الحسن بن أحمد بن الحسن، نا محمّد بن عدي، نا أحمد بن

ص: 361


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة:«العبسي» و في الإصابة 88/2 العنسي.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م.
3- في م: الحسين.
4- بالأصل و م: عائد.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
6- بالأصل و م: الكناني، بالنون خطأ، و الصواب الكتاني، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 248/18.
7- سقطت من الأصل و م.
8- بالأصل و م: الكناني، بالنون خطأ، و الصواب الكتاني، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 248/18.

محمّد بن بكير (1)،نا الرقاشي، نا مسلم بن إبراهيم، نا همّام، عن قتادة، عن أنس بن مالك قال: كانت نعل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لها قبالان (2).

قرأت على أبي القاسم الخضر بن عبدان، عن عبد العزيز بن أحمد، نا أبو طالب عبد اللّه بن الحسن، حدثني محمد بن عدي بن علي بن زحر، حدثني جعفر بن محمد بن الحسن بسيراف، نا أحمد بن يونس، نا بكر بن حداس، نا عيسى بن طهمان، قال:

أخرج إلينا أنس بن مالك نعلين بقبالين، و هما جرداوان ليس عليهما شعر فرأينا أنهما نعلا النبى صلى اللّه عليه و سلم.

قال: و نا ثابت البناني عن أنس بن مالك: أنهما نعلا النبي صلى اللّه عليه و سلم.

قال: و نا ابن عبدي. نا أحمد بن محمد بن بكير (3)،نا الرقاشي، نا أبو عاصم، حدثني ابن جريج عن زياد بن سعد قال:

كان النبي صلى اللّه عليه و سلّم يكره أن يطلع شيء من نعله على قدميه.

قال عبد العزيز:

و أخرج إليّ أبو طالب عبد اللّه بن الحسن تمثالا، فذكر أن أبو بكر محمد بن عدي بن علي بن زحر المنقري، أخرج إليه تمثالا، فذكر أن أبا عثمان سعيد بن الحسن بن علي التستري أخرج إليه تمثالا فذكر أنه تمثال لنعل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم (4)،و أن أحمد بن محمد الفزاري أخرج ذلك إليه بأصبهان و حدثه به:

قال: و نا أبو طالب قال: و حدثني محمد بن عدي بن علي بن زحر المنقري، حدثني سعيد بن الحسن التستري - بتستر - أنا أحمد بن محمّد الفزاري (5)،قال: قال أبو إسحاق إبراهيم بن الحسن قال: قال أبو عبد اللّه إسماعيل بن أبي أويس - و اسم أبي

ص: 362


1- في م و المطبوعة: بكر.
2- قبال النعل - ككتاب - زمام بين الإصبع الوسطى و التي تليها (القاموس).
3- في م و المطبوعة: بكر.
4- «صلى اللّه عليه و سلم» ليست في المطبوعة.
5- بالأصل: الفراوي، و المثبت عن م، و قد مرّت اللفظة صوابا قريبا.

أويس عبد اللّه بن عبد اللّه بن أويس (1) بن مالك بن أبي عامر الأصبحي - قال: كانت نعل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم الذي حذيت هذه النعل على مثالها عند إسماعيل بن عبد اللّه بن أويس الحذاء، فحذا مثال هذا النعل بحضرته على مثال نعل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم مثلها سواء، و لها قبالان.

3241 - عبد اللّه بن الحسن بن أحمد بن عبد اللّه

ابن الحسن بن هبة اللّه بن محمد بن يحيى

ابن نوفل بن عبد اللّه بن محمد الديباجي العثماني

سمع أبا الفتح عبد الوهاب بن أحمد بن حلبة الفقيه - بحران - و أبا عمران موسى بن علي الصّيقليّ النحوي بصور، و أبا القاسم الكحال بمصر، و أبا القاسم هبة اللّه بن عبد الوارث الشيرازي ببيروت، و القاضي أبا محمد عبد اللّه بن علي بن عياض، و ابن عقيل، و أبا الفرج عبد الوهاب بن الحسين بن برهان بصور.

و حدّث بقرية من قرى البقاع من أعمال دمشق تسمى بخنة (2).و سمع منه غيث بصور، و هبة اللّه بن عبد الوارث أيضا بها.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي و نقلته من خطه، أنا عبد اللّه بن الحسن بن أحمد بن عبد اللّه بن الحسن بن هبة اللّه بن محمد بن يحيى بن نوفل بن عبد اللّه بن محمّد الدّيباج (3) بن عبد اللّه المطرّف (4) بن عمرو بن عثمان بن عفان، أبو محمّد الديباجي، أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن المظفر النحوي إملاء بمصر، أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس، أنا أبو بكر محمد بن زبّان (5) بن حبيب نا محمد بن رمح بن المهاجر، أنا الليث عن محمد بن عبد الرحمن عن نافع عن عبد اللّه بن عمر عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أنه دفع إلى يهود خيبر نخل خيبر و أرضها على أن

ص: 363


1- عن م و بالأصل و المطبوعة: أوس خطأ. انظر ترجمته في تهذيب الكمال 258/10.
2- عن م، و رسمها بالأصل:«نحنه» النقطة الأولى موضوعة بين الحرف الأول و الثاني. و لم نجدها.
3- سمي الديباج لحسن وجهه، انظر تهذيب الكمال 440/16.
4- كان يقال له المطرف من حسنه و جماله، قاله الزبير بن بكّار انظر ترجمته في تهذيب الكمال 376/10 و انظر تهذيب التهذيب ج 296/5 و فيه و منهم من فتح الطاء و شدد الراء.
5- بالأصل و م:«ريان» خطأ و الصواب ما أثبت و ضبط عن التبصير 615/2.

يعتملوها من أموالهم و لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم شطرها.

قرأت بخط غيث بن علي:

قتل الشريف أبو محمد عبد اللّه بن الحسن بن أحمد بن عبد اللّه الديباجي العثماني عند الجبّة في طريق بيروت و هو منحدر إلى طرابلس في العشر الأول من رجب سنة أربع و ستين. كذلك حدثني والده، و قال لي (1):مولده سنة سبع و عشرين. كان شابا أديبا فهما علّقت عنه في المذاكرة شيئا يسيرا عن الكمال النحوي و أبي الفرج بن برهان و غيرهما.

3242 - عبد اللّه بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب

3242 - عبد اللّه بن الحسن بن [الحسن بن] (2) علي بن أبي طالب

ابن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف

أبو محمد الهاشمي (3)

من أهل المدينة.

روى عن أبيه، و أمّه فاطمة بنت الحسين (4)،و عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب، و أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن (5) حزم، و الأعرج (6)،و إبراهيم بن محمّد بن طلحة التيمي، و عكرمة مولى ابن عبّاس.

روى عنه: عبد الرّحمن بن أبى الموالي، و سفيان الثوري، و ابن عليّة، و ليث بن أبي سليم، و جهم بن عثمان، و يزيد بن عبد اللّه بن أسامة بن الهاد، و عبد العزيز بن المطّلب، و روح بن القاسم، و قيس بن الربيع، و الحسن بن زيد، و ابنه يحيى بن

ص: 364


1- سقطت «لي» من الأصل و أضيفت من م.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدركت عن م.
3- ترجمته و أخباره في تهذيب الكمال 83/10 و تهذيب التهذيب 123/3 و تاريخ بغداد 431/9 و البداية و النهاية (بتحقيقنا راجع الجزء العاشر: الفهارس) مقاتل الطالبيين، تاريخ الطبري 152/3 العبر للذهبي 196/1 الوافي بالوفيات 135/17 تاريخ الإسلام للذهبي (حوادث سنة 141-160) ص 191. و انظر بحاشيته أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
4- عن م و تهذيب الكمال، و بالأصل «الحسن» خطأ.
5- بالأصل:«محمد بن مروان حزم» خطأ و الصواب ما أثبت عن م و تهذيب الكمال.
6- و هو عبد الرحمن بن هرمز، الأعرج، ترجمته في خليفة 69/5.

عبد اللّه بن الحسن، و حفص بن عمر بن (1)،و عبد اللّه بن زياد بن سمعان، و صالح بن موسى الطلحي.

و وفد على سليمان بن عبد الملك، و على عمر بن عبد العزيز، و على هشام بن عبد الملك.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسن بن عبد الملك، أنا أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا عبدان، نا عاصم بن النضر، نا معتمر بن سليمان، نا أبي، عن مسعر، عن أبي بكر بن (2) حفص، عن عبد اللّه بن الحسن، عن عبد اللّه بن جعفر في شأن هؤلاء الكلمات: لا إله إلاّ اللّه الحليم الكريم، سبحان اللّه رب العرش الكريم، الحمد للّه ربّ العالمين، اللّهم اغفر لي، اللّهمّ تجاوز عنّي، اللّهم اعف، فإنك عفوّ غفور، أو غفور عفوّ.

قال عبد اللّه بن جعفر: أخبرني عمي أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم علّمه هؤلاء الكلمات.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا محمّد بن هارون الحضرمي، نا محمّد بن صالح بن النّطّاح (3)،نا المنذر بن زياد، نا عبد اللّه بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«من أجرى اللّه على يديه فرجا لمسلم، فرّج اللّه عنه كرب الدنيا و الآخرة»[5835].

أخبرنا أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو الفقيه.

ح و أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، نا سويد - هو ابن سعيد - نا صالح بن موسى بن إسحاق بن طلحة القرشي، عن عبد اللّه بن الحسن، عن أمّه فاطمة بنت

ص: 365


1- بياض بالأصل قليل لا يصل إلى مقدار كلمة، و في م الكلام متصل و فيها:«و حفص بن عمرو و عبد اللّه بن زياد..» و في تهذيب الكمال 84/10 روى عنه:... و مولاه حفص بن عمر، و حفص بن عمر الرقاشي.
2- كذا بالأصل و م و المطبوعة.
3- بالأصل و م: البطاح خطأ و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 364/16.

الحسين، عن أبيها عن علي أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم كان إذا دخل المسجد قال:«اللّهمّ افتح لي أبواب رحمتك»، و إذا خرج قال:«اللّهمّ افتح لي أبواب فضلك»[5836].

أخبرنا أبو الحسن بن البقشلان (1)،أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو بكر (2)محمّد بن الحسن بن عبدان بن مهران الصيرفي، نا أبو القاسم البغوي، نا أبو إبراهيم الترجماني، نا علي بن ثابت، عن عبد الحميد بن جعفر، عن عبد اللّه بن الحسن، عن فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«شرار أمّتي الّذين غذوا بالنّعيم، الذين يأكلون ألوان الطعام، و يلبسون ألوان الثياب، و يتشدّقون في الكلام»[5837].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (3)،نا سعيد بن أسد، نا ضمرة، عن رجاء قال:

قدم عبد اللّه بن الحسن - و هو إذ ذاك فتى شاب - على سليمان بن عبد الملك، فكان يختلف إلى عمر يستعين به على سليمان في حوائجه، فقال له عمر: إن رأيت أن لا تقف ببابي إلاّ في السّاعة التي ترى أنه يؤذن لك فيها عليّ ، فإني أكره أن تقف ببابي فلا يؤذن لك عليّ ، قال: فجاءه ذات يوم فقال: إن أمير المؤمنين قد بلغه أن في العسكر مطعون (4) فالحق بأهلك، فإنّي أضنّ بك.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا عمران بن موسى، نا عيسى - يعني ابن سليمان - نا ضمرة، قال: قال عمر بن عبد العزيز لبعض ولد الحسن بن علي بن أبي طالب: لا تقف على بابي ساعة واحدة إلاّ ساعة تعلم أنّي جالس، فيؤذن لك عليّ ، فإنّي أستحي من اللّه أن تقف على بابي فلا يؤذن لك عليّ .

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء - إجازة - أنا أبو منصور بن الحسين، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة، نا أيوب، نا ضمرة، عن رجاء قال: قال عمر بن

ص: 366


1- بالأصل و م: النقشلان، خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
2- بالأصل و م:«أبو بكر بن محمد» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر المطبوعة.
3- الخبر في المعرفة و التاريخ 609/1.
4- كذا بالأصل و م، و هو خطأ و الصواب:«مطعونا» كما في المعرفة و التاريخ.

عبد العزيز لعبد اللّه بن الحسن: إن رأيت أن لا تأتي إلاّ في السّاعة التي ترى أنه يؤذن لك عليّ (1) فيها فافعل، فإنّي أخاف اللّه أن تقف ببابي فلا يؤذن لك، و قال لعبد اللّه: إنّ أمير المؤمنين قد بلغه أن في العسكر مطعونا فالحق بأهلك فإنّي أضنّ بك.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد (2) و أبو (3) غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال: و حدّثني رجل عن الأصمعي، عن نافع بن أبي نعيم، قال: قدم عبد اللّه بن حسن على عمر بن عبد العزيز فقال له عمر: إنك لن تغنم أهلك شيئا خيرا من نفسك، فرجع و أتبعه حوائجه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم الجلاّب، نا الحارث بن أبي أسامة، أنا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، أخبرني عبد الرّحمن بن أبي الموالي (4)،قال:

سمعت عبد اللّه بن حسن يقول:

وفدت على هشام بن عبد الملك، فقال لي: ما لي لا أرى ابنيك محمّدا و إبراهيم باتياننا فيمن أتانا؟ فقلت: يا أمير المؤمنين حبّب إليهما البادية و الخلوة فيها، و ليس تخلّفهما عن أمير المؤمنين لمكروه، فسكت هشام، قال: فلما ظهر ولد العبّاس تغيّبا (5)أيضا، فلم يأتيا (6) أحدا منهم، و سأل عنهما أبو العبّاس، فأخبره أبوهما عنهما بنحو مما قال لهشام، فكفّ أبو العبّاس عنهما.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ ثابت بن منصور، قالا: أنا أحمد بن الحسن بن أحمد - زاد أبو البركات و أبو الفضل بن خيرون، قالا أنا محمد بن الحسن أنا أبو الحسين، الأهوازي، نا خليفة بن خيّاط (7)،قال: عبد اللّه بن حسن بن حسن (8) بن

ص: 367


1- استدركت عن هامش الأصل و بجانبها كلمة صح.
2- في م: محمد بن محمد بن محمد.
3- بالأصل:«أبو أبو» خطأ و الصواب عن م.
4- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: الموال.
5- غير مقروءة بوضوح بالأصل و م و نميل إلى قراءتها:«بعثنا» و المثبت عن المطبوعة.
6- إعجامها مضطرب بالأصل و م، و المثبت عن المطبوعة.
7- طبقات خليفة بن خياط ص 449 رقم 2265.
8- «بن حسن» استدركت على هامش الأصل و بجانبه كلمة صح.

علي بن أبي طالب أمّه فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب، توفي قبل الهزيمة قليلا، يكنى أبا محمّد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن، أنا يوسف بن رباح، نا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح، قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة و محدّثيهم: عبد اللّه بن حسن بن حسن.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص (1)،نا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزبير بن بكّار، قال: و ولد الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب: محمّدا، و به كان يكنى، أمّه رملة بنت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، و عبد اللّه بن الحسن، و فيه البقية، و حسنا، و إبراهيم، و زينب كانت عند الوليد بن عبد الملك، و هو خليفة، و أم كلثوم كانت عند محمّد بن علي بن الحسين علي توفيت عنده، و ليس لها ولد، و أمّهم فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب (2).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد (3) بن محمّد، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا (4)،نا محمّد بن سعد قال في الطبقة الرابعة من أهل المدينة: عبد اللّه بن الحسن بن حسن بن علي بن أبي طالب، و يكنى أبا محمّد، مات في حبس أبي جعفر قبل مقتل محمّد ابنه بأشهر.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان (5) بن إسحاق، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (6)،قال: في الطبقة

ص: 368


1- «نا أبو طاهر المخلص» مكرر في م.
2- انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص 51.
3- قوله:«أنا أحمد» سقط من م.
4- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
5- بالأصل و م: سليم، خطأ، و الصواب ما أثبت، و هو سليمان بن إسحاق بن إبراهيم الخليل، أبو أيوب الجلاّب. انظر ترجمته في تاريخ بغداد 63/9.
6- لم يرد له ترجمة في طبقات ابن سعد المطبوع الذي بين يدي ضمن القسم الضائع لتراجم قسم كبير من المدنيين.

الرابعة من أهل المدينة: عبد اللّه بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم، و أمّه فاطمة بنت حسين بن علي بن أبي طالب، كان عبد اللّه بن حسن يكنى أبا محمّد، قال محمّد بن عمر: كان عبد اللّه بن حسن من العبّاد، و كان له شرف و عارضة و هيبة و لسان شديد، و أدرك دولة بني العبّاس، و وفد على أبي العبّاس بالأنبار، و كان عبد اللّه بن حسن يوم مات ابن اثنتين و سبعين سنة، و كان موته قبل مقتل ابنه محمّد بن عبد اللّه بأشهر، و قتل محمّد بن عبد اللّه آخر سنة خمس و أربعين و مائة، في شهر رمضان، و كانت لعبد اللّه بن حسن أحاديث.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (1)،قال: عبد اللّه بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي، قال عبد الرّزّاق: رأيته روى عنه ليث بن أبي سليم، و ابن عليّة، و ابن أبي الموالي، يروي عن أمّه فاطمة بنت حسين (2)،و أبي بكر بن حزم.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا أبو الحسن، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (3)، قال: عبد اللّه بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب، روى عن أمّه فاطمة بنت الحسين، و أبي بكر بن حزم (4)،و الأعرج، و عكرمة، و إبراهيم بن محمّد بن طلحة، روى عنه الليث بن أبي سليم، و الثوري، و عبد الرّحمن بن أبي الموالي، و ابن عليّة، سمعت أبي يقول ذلك، قال أبو محمد: روى عن أبيه، عن جده، روى ابن أبي فديك عن حكيم (5) بن عثمان عنه، روى عنه عبد العزيز بن المطّلب، و روح بن القاسم، و يزيد بن أسامة بن الهاد.

ص: 369


1- التاريخ الكبير للبخاري 71/1/3.
2- بالأصل و م:«حسن» خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّت الإشارة إلى ذلك في بداية الترجمة.
3- الجرح و التعديل 33/5.
4- في م:«و أبي بكر حرم».
5- كذا بالأصل و م و هو خطأ و الصواب:«جهم» كما في الجرح و التعديل.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الفضل أيضا، عن أبي طاهر الخطيب، أنا أبو القاسم بن الصّوّاف، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي (1) قال أبو محمّد:

عبد اللّه بن الحسن (2) بن حسن (3) بن علي بن أبي طالب.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو أحمد الحاكم قال أبو محمّد: عبد اللّه بن حسن (4) بن حسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي المدني، و أمّه فاطمة بنت حسين بن علي بن أبي طالب، عن أمّه فاطمة بنت حسين، و أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري، روى عنه أبو بكر ليث بن أبي سليم القرشي، و أبو بشر إسماعيل بن إبراهيم بن عليّة الأسدي، و أبو محمّد عبد الرّحمن بن زيد بن أبي الموالي القرشي، مات (5) في حبس أبي جعفر قبل قتل ابنه محمّد بأشهر، و يقال: قبيل الهزيمة بقليل، كنّاه لنا محمّد بن عيسى، قال: أنا موسى - يعني ابن زكريا - أنا خليفة - يعني ابن خيّاط - (6).

أخبرنا أبو منصور بن زريق، و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، قالا: أنا و أبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد، نا أبو بكر الخطيب (7)،قال: عبد اللّه بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، أبو محمّد من أهل المدينة، وفد مع جماعة من الطالبيين على أبي العبّاس السفاح، و هو بالأنبار، ثم رجعوا إلى المدينة، فلما ولي المنصور حبس عبد اللّه بالمدينة لأجل ابنيه محمّد و إبراهيم عدة سنين، ثم نقله إلى الكوفة فحبسه بها حتى مات.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، أنا أبي، حدّثني مصعب بن عبد اللّه،

ص: 370


1- الكنى و الأسماء للدولابي 98/2.
2- بالأصل و م: الحسين، خطأ.
3- عند الدولابي: أبو محمد عبد اللّه بن حسن بن علي بن أبي طالب.
4- في م: حسين.
5- من قوله: و أبو بشر.. إلى هنا سقط من م.
6- انظر طبقات خليفة ص 449.
7- الخبر في تاريخ بغداد 431/9.

حدّثني مصعب بن عثمان، حدّثني مالك بن أنس، و سئل عن السّدل (1) فقال: لا بأس به، قد رأيت من يوثق به يفعل ذلك، فلما قام الناس قلت: من هو؟ قال: عبد اللّه بن الحسن.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه - أنا أبو القاسم، أنا أبو علي - إجازة-.

قال: و أنا أبو طاهر، أنا أبو الحسن، قالا: أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي حاتم (2)،حدّثني أبي، عن يحيى بن المغيرة الرازي، نا جرير، قال: كان المغيرة إذا ذكر له الحديث عن عبد اللّه بن الحسن (3) قال: هذه الرواية الصادقة قال: و ذكر أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين أنه قال: عبد اللّه بن الحسن الذي يروي عن أبيه (4) ثقة.

أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد، و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، قالا:

أنا و أبو الحسن علي بن الحسن، نا أبو بكر الخطيب (5)،أنا علي بن الحسين (6)صاحب العبّاسي، أنا عبد الرّحمن بن عمر الخلاّل، نا محمّد بن إسماعيل الفارسي، نا بكر بن سهل، نا عبد الخالق بن منصور قال: سأل محمّد بن عون (7) الأنصاري يحيى بن معين و أنا أسمع، قال له: فعبد اللّه بن حسن ؟ قال يحيى: هذا عبد اللّه بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب، ثقة مأمون.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي

ص: 371


1- السّدل: هو أن يلتحف بثوبه و يدخل يديه من داخل، فيركع و يسجد و هو كذلك. و قيل السدل: هو أن يضع وسط الإزار على رأسه و يرسل طرفيه عن يمينه و شماله من غير أن يجعلهما على كتفيه (النهاية: سدل).
2- الخبر في الجرح و التعديل 34/5.
3- بالأصل و م: الحسين، و المثبت عن الجرح و التعديل.
4- كذا بالأصل و م، و في الجرح و التعديل:«عن أمه». و قد مرّ في أول ترجمته أنه روى عن أبيه و أمه فاطمة بنت الحسين.
5- الخبر في تاريخ بغداد 432/9.
6- عن تاريخ بغداد و بالأصل و م: الحسن.
7- تاريخ بغداد: عوف.

حاتم، قال: سمعت أبي يقول: عبد اللّه بن الحسن بن الحسن بن علي ثقة (1).

قرأنا على أبي غالب، و أبي عبد اللّه ابني البنّا، عن أبي الحسن محمّد بن محمّد بن مخلد، أنا علي بن محمّد بن خزفة، أنا.

ح و أخبرنا أبو منصور بن زريق، و أبو النجم، قالا: أنا و أبو الحسن، نا أبو بكر الخطيب (2)،أخبرني الحسين بن علي الصيمري، أنا علي بن الحسن الرازي، قالا: نا محمّد بن الحسين الزعفراني، أنا أحمد بن زهير، أنا مصعب بن عبد اللّه، قال: ما رأيت أحدا من علمائنا يكرمون أحدا ما يكرمون عبد اللّه بن حسن بن حسن، و عنه روى مالك الحديث في السّدل - زاد ابن خزفة: في الصّلاة - و قال الخطيب: و لعبد اللّه بن حسن رواية عن أبيه و عن أمّه فاطمة بنت الحسين، روى عنه سوى مالك عبد العزيز بن محمّد الدّراوردي، و المنذر بن زياد الطائي.

أنبأنا أبو علي محمّد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، و أبو الحسن محمّد بن إسحاق بن إبراهيم، و أبو علي بن نبهان.

و أخبرنا أبو القاسم السّمرقندي، أنا أحمد بن الحسن، قالوا: أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن مقسم المقرئ، أنا أبو العبّاس أحمد بن يحيى، حدّثني محمّد بن عبيد بن ميمون، حدّثني عبد اللّه بن إسحاق الجعفري (3)، قال: كان عبد اللّه بن الحسن يكثر الجلوس إلى ربيعة (4) قال: فتذاكروا يوما السّنن فقال رجل كان في المجلس: ليس العمل على هذا، فقال عبد اللّه: أ رأيت إن كثر الجهّال حتى يكونوا هم الحكام، أفهم الحجة على السنة ؟ قال ربيعة: أشهد أن هذا كلام أبناء الأنبياء.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمّام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر الكوكبي، نا ابن أبي خيثمة، نا خالد بن

ص: 372


1- الجرح و التعديل 34/5.
2- تاريخ بغداد 432/9.
3- بعدها بالأصل و م:«قال: كان عبد اللّه بن إسحاق الجعفري» مكرر، حذفناه.
4- هو ربيعة بن أبي عبد الرحمن، أبو عثمان القرشي التيمي، ترجمته في تهذيب الكمال 163/6.

خداش، نا حمّاد بن زيد قال: كنا مع أيوب بمكة جلوسا، فسلّم عليه رجل من خلفه، فالتفت إليه بجسده كله، فسلّم عليه تسليما خفيا (1)،ثم التفت إلينا و قد دمعت عيناه، فلم يزل منكسا حتى قام، فلما قام قلت له: يا أبا بكر من الرجل الذي سلّمت عليه ؟ قال:

ابن النبي، ابن النبي، عبد اللّه بن حسن.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري.

ح و أخبرنا أبو منصور موهوب بن أحمد بن محمّد بن الخضر الجواليقي، و أبو الحسين أحمد بن محمّد بن الطّيّب بن الصّبّاغ، قالا: أنا أبو القاسم بن البسري، قالا:

أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبد اللّه بن محمّد، نا محمّد بن حميد، قال: سمعت جريرا يقول:

كانت سارية النبي صلى اللّه عليه و سلّم يوم الجمعة لعبد اللّه بن الحسن، فجاءه رجل من بني أميّة فدفعه حتى وقع لوجهه، فقالت الأنصار: السّلاح، السّلاح، فكادوا يهيجونها - و قال ابن البسري: أن يهيجوها - فتنة، فسكّتوهم بغير شرّ، و كانت بين المغرب و العشاء لهشام بن عروة.

أخبرنا أبو الفتح أحمد بن محمّد بن أحمد الحداد في كتابه، و أخبرني أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد عنه، أنا أبو علي أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن يزداد.

ح و أخبرنا أبو الرجاء يحيى بن عبد اللّه بن أبي الرجاء محمّد، و ابنا أخيه أبو نهشل عبّاد، و أبو الفتوح محمّد ابنا محمّد بن عبد اللّه بن أبي الرجاء، التميميّون، قالوا: أنا أبو محمّد عبد اللّه بن أبي الرجاء - إملاء-.

قال أبو الفتوح و أنا حاضر، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد (2)،قالا: أنا عبد اللّه بن جعفر، نا أحمد بن يونس، نا يعلى بن عبيد، نا أبو خالد الأحمر، قال:

سألت عبد اللّه بن الحسن، عن أبي بكر و عمر، فقال صلى اللّه عليهما، و لا صلّى على من لم يصلّ عليهما.

ص: 373


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة:«حفيا» و هو أشبه.
2- في المطبوعة: بن محمد بن محمد.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن محمّد بن حسنون، نا محمّد بن إسماعيل الورّاق - إملاء - نا علي بن محمّد بن عثمان بن أحمد البزّاز (1)،نا محمّد بن أحمد بن يزيد (2) الرباحي، نا بشر (3) بن آدم، نا عبثر بن القاسم (4) أبو زبيد، نا عمّار بن رزيق (5)،عن عبد اللّه بن الحسن بن (6) علي، عن علي بن أبي طالب قال:

ما أرى أن رجلا يسب أبا بكر و عمر تيسر له توبة أبدا.

كذا قال: و إنما هو من قول عبد اللّه بن حسن.

أنبأناه أبو الفضل محمّد بن عمر بن يوسف، أنا أبو الغنائم بن المأمون.

ح و أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل أحمد بن عبد المنعم ابن الكريدي (7)،أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد العتيقي، قالا: أنا أبو الحسن الدارقطني، نا إسماعيل بن محمّد الصفّار، نا ابن أبي العوّام الرّياحي، نا بشر بن آدم، نا عبثر بن القاسم أبو زبيد، نا عمّار الضّبّي، عن عبد اللّه بن الحسن قال:

ما أرى رجلا يسبّ أبا بكر و عمر تيسّر (8) له توبة أبدا.

قال الدارقطني: و نا أحمد بن محمّد بن الجرّاح، نا القاسم بن محمّد الهمداني، أنا إسماعيل بن أبان العامري، نا عمرو بن القاسم قال: سمعت عبد اللّه بن الحسن يقول: و اللّه لا يقبل اللّه توبة عبد تبرّأ من أبي بكر و عمر، و إنهما ليعرضان على قلبي فادعو اللّه لهما، أتقرّب به إلى اللّه عز و جلّ .

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، أخبرني حفص بن عمر مولى عبد اللّه بن عبد اللّه بن حسن قال: رأيت عبد اللّه بن

ص: 374


1- في م: البزار.
2- بالأصل:«زيد الرباحي» و المثبت عن م، و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 7/13.
3- بالأصل و م:«بسر» و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 56/3.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 489/9.
5- بالأصل و م: زريق، بتقديم الزاي و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 430/13.
6- كذا ورد نسبه هنا بالأصل و م.
7- بالأصل و م:«الكرندي» بالنون، و الصواب ما أثبت و ضبط عن تبصير المنتبه 1214/3.
8- غير مقروءة في م، و ليست موجودة في المطبوعة.

حسن توضّأ و مسح على خفّيه، قال: فقلت له: تمسح ؟ فقال: نعم، قد مسح عمر بن الخطّاب، و من جعل عمر بينه و بين اللّه فقد استوثق.

أنبأنا أبو الفضل محمّد بن عمر، أنا أبو الغنائم بن المأمون.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه المقرئ، أنا أحمد بن عبد المنعم بن أحمد، أنا أبو الحسن العتيقي، قالا: أنا أبو الحسن الدارقطني، نا إسماعيل بن محمّد الصفّار، نا يحيى بن أبي طالب، أنا شبابة، نا حفص بن قيس قال: سألت عبد اللّه بن الحسن عن المسح على الخفّين ؟ فقال: امسح، فقد مسح عمر بن الخطّاب، فقلت: إنما أسألك أنت. أتمسح (1)؟، قال: ذاك أعجز لك حين أخبرك عن عمر، و تسألني عن رأيي فعمر كان خيرا مني، و ملء (2) الأرض مثلي، قلت: يا أبا محمّد إنّ ناسا يقولون: إنّ هذا منكم تقيّة (3)،فقال لي و نحن بين القبر و المنبر: اللّهمّ إن هذا قولي في السر و العلانية فلا تسمعن قول أحد بعدي، ثم قال: هذا الذي يزعم أن عليا كان مقهورا، و أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أمره بأمر فلم ينفذه فكفى بهذا إزراء على علي عليه السّلام، و منقصة أن يزعم قوم أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أمره بأمر فلم ينفذه.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أحمد بن الحسن، نا أبو العبّاس الأصم، نا يحيى بن أبي طالب، نا شبابة، نا حفص بن قيس، عن عبد اللّه بن الحسن أنه قال (4):من هذا الذي يزعم أن عليا كان مقهورا؟ و أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أمره بأمور لم ينفدها؟ فكفى إزراء على عليّ و منقصة بأن يزعم قوم أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أمره بأمر فلم ينفذه.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا عمر (5) بن محمّد بن علي بن الزيات، نا قاسم بن زكريا المطرّز، نا عبد اللّه بن سعيد، نا محمّد بن

ص: 375


1- بالأصل:«المسح» و غير ظاهرة في م من التصوير، و المثبت عن المطبوعة.
2- بالأصل و م:«و ملي».
3- بالأصل: بقية، و المثبت عن المطبوعة.
4- ورد الخبر في م، ثم كرر من أوله إلى هنا فيها ثم شطب فيها بخط فوق كلمة أبو عبد اللّه بعد أخبرنا، و بعد «أنه قال».
5- بالأصل:«أنا أبو عمر» خطأ و الصواب عن م، و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 323/16 و كناه الذهبي أبا حفص.

القاسم الأسدي أبو إبراهيم، قال: رأيت عبد اللّه بن الحسن بن الحسن بن علي ذكر قتل عثمان فبكى حتى بلّ لحيته و ثوبه.

أنبأنا أبو نصر الحسن بن محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا عبد الباقي بن عبد الكريم الشيرازي، أنا عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد الخلاّل، نا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي، نا يعلى بن عبيد، نا أبو خالد - يعني الأحمر - قال: سألت عبد اللّه بن حسن عن الصّلاة خلف هؤلاء؟ فقال: من صلاّها في وقتها فصلّ خلفه، و من لم يصلّها في وقتها فلا صلّى اللّه عليه.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي المعالي محمّد بن عبد السّلام الواسطي، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن خزفة الصيدلاني، نا أبو عبد اللّه محمّد بن الحسين بن محمّد، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا عمرو بن حمّاد بن طلحة، حدّثني أسباط بن نصر، عن السّدّي قال:

قال لي عبد اللّه بن الحسن: يا سدّيّ أخبرني عن شيعتنا قبلكم بالكوفة، قال:

قلت: إنّ قوما ينتحلونكم يزعمون أن الأرواح تناسخ، فقال لي: يا سدّيّ كذب هؤلاء، ليس هؤلاء منّا و لا نحن منهم، فقلت: إنّ عندنا قوما ينتحلونكم يزعمون أن العلم ينكث (1) في قلوبكم، فقال لي: يا سدّيّ ليس هؤلاء منّا، و لا نحن منهم، يا سدّي من أتى منا الفقهاء و جالسهم كان عالما، و من لم يأتهم كان جاهلا، فقال العباد: الأرواح تناسخ ؟ قال: يقولون: إذا كان رجل سوء خرج منه روحه فتصير في بهيمة فيعذب، و الصالح خلاف ذلك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (2)،نا ابن ناجية، نا القاسم بن زكريا بن دينار، نا إسحاق بن منصور، عن أبي بكر بن عيّاش، عن سليمان بن قرم قال: قلت لعبد اللّه بن الحسن: في أهل قبلتنا كفّار؟ قال: نعم، الرافضة.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو

ص: 376


1- كذا بالأصل و م: ينكث بالثاء المثلثة، و اللفظة لا تتفق مع المقام، فالنكث: النقض.
2- الخبر في الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي ضمن أخبار سليمان بن قرم الضبّي 255/3.

الحسن بن السقا، و أبو محمّد بن بالويه، قالا: ثنا (1) محمد بن يعقوب، نا عبّاس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: نا جعفر بن عون العمري، نا فضيل بن مرزوق، قال: سمعت عبد اللّه بن الحسن بن الحسن يقول لرجل من الرافضة: و اللّه إنّ قتلك لقربة لو لا حقّ الجوار.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال: و حدّثني محمّد بن موسى بن طلحة بن عمر بن عبيد اللّه، عن محمّد بن معن الغناري، عن محمّد بن عبد اللّه بن عمرو بن (2) عثمان قال: قال يوما زيد بن علي بن حسن (3):بئست الجاهلية، كانت جاهلية زهير بن أبي سلمى حيث يقول:

رأيت المنايا خبط عشواء من تصب *** تمته و من تخطئ يعمّر فيهرم (4)

قال: فقال عبد اللّه بن حسن بن حسن: نعمت الجاهلية، كانت جاهلية زهير بن أبي سلمى حيث يقول:

و أعلم ما في اليوم و الأمس قبله *** و لكنني عن علم ما في غد عم (5)

فقال له زيد بن علي: ما يشفي علتك الدواء، فقال له عبد اللّه بن الحسن:

صدقت حين كان أبي ابن عمّ أمي.

أخبرنا أبو العزّ السلمي - إذنا و مناولة، و قرأ عليّ إسناده - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا (6)،نا الحسن بن أحمد بن محمّد بن سعيد الكلبي، نا محمّد بن زكريا، نا محمّد بن عبد الرّحمن التميمي (7)،عن أبيه قال: وقع بين جعفر بن محمّد و بين عبد اللّه بن حسن كلام في صدر يوم، قال: فأغلظ في القول عبد اللّه بن حسن، ثم افترقا و راحا إلى المسجد، فالتقيا على باب المسجد، فقال أبو عبد اللّه جعفر بن

ص: 377


1- في م: نا.
2- عن م، و بالأصل «عن».
3- كذا بالأصل و م و هو تحريف و الصواب:«الحسين» انظر جمهرة ابن حزم ص 52.
4- ديوانه ط بيروت ص 86.
5- بالأصل و م:«عمي» و المثبت عن الديوان ص 86.
6- الخبر في كتاب الجليس الصالح الكافي للمعافى بن زكريا 86/2-87.
7- كذا بالأصل و م، و في الجليس الصالح: التيمي.

محمّد لعبد اللّه بن حسن: كيف أمسيت يا أبا محمّد؟ قال: كخير، كما يقول المغضب (1)،فقال: يا أبا محمّد أ ما علمت أنّ صلة الرحم تخفّف الحساب ؟ فقال: لا يزال يجيء بالشيء لا يعرفه (2) قال: فإني أتلو عليك قرآنا قال: و ذلك أيضا، قال: نعم، قال: فهاته، قال: قول اللّه تعالى: اَلَّذِينَ يَصِلُونَ مٰا أَمَرَ اللّٰهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَ يَخٰافُونَ سُوءَ الْحِسٰابِ (3)،قال: فلا تراني بعدها قاطعا رحما.

أخبرنا أبو القاسم الحسين (4)،أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل الضّرّاب (5) أنا أحمد بن مروان الدّينوري، نا عامر بن عبد اللّه الزبيري، نا أبو مصعب، نا أبي قال: قال عبد اللّه بن الحسن لابنه: يا بني استعن على الكلام بطول الفكر في المواطن التي تدعوك نفسك إلى القول، فإنّ للقول ساعات يضرّ فيها الخطأ، و لا ينفع فيها الصواب.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا و أبو الحسن بن سعيد، نا أبو بكر الخطيب، نا الحسن بن أبي طالب، نا محمّد بن عبد اللّه بن همّام أبو المفضّل الكوفي، نا عبيد اللّه بن الحسين بن إبراهيم العلوي النّصيبي ببغداد، حدّثني محمّد بن أحمد بن عيسى بن زيد بن علي العلوي، حدّثني أبي أحمد بن عيسى قال: سمعت عمي الحسين بن زيد يقول: سبّ رجل عبد اللّه بن حسن بن حسن فأعرض عنه عبد اللّه، فقيل له: لم لا تجيبه ؟ قال: لم أعرف مساوئه، و كرهت بهته بما ليس فيه.

أنبأنا أبو نصر الحسن بن محمّد، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا عبد الباقي بن عبد الكريم، أنا (6) عبد الكريم، أنا عبد الرّحمن بن عمر، نا محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي، حدّثني أحمد بن العبّاس، قال: قال يحيى بن معين: شتم رجل عبد اللّه بن الحسن فقال: ما أنت كفؤ لي فأسبّ ، و لا أنت عبدي فأشحّ (7).

ص: 378


1- مهملة بالأصل و م بدون نقط و المثبت عن الجليس الصالح.
2- في الجليس الصالح: تزال تجيء بالشيء لا نعرفه.
3- سورة الرعد، الآية:21.
4- كذا بالأصل و م و هو خطأ و الصواب: أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني، قياسا إلى سند مماثل.
5- تقرأ بالأصل و م:«الصواب» و هو خطأ و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 541/16.
6- كذا بالأصل:«أنا عبد الكريم» و نراها مقحمة لا لزوم لها قياسا إلى أسانيد مماثلة.
7- كذا بالأصل و م، و لست مطمئنا لها.

أنبأنا أبو علي محمّد بن سعيد، ثم نا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، و محمّد بن إسحاق بن إبراهيم، و محمّد بن سعيد.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن الحسن، قالوا: أنا أبو علي بن شاذان، أنا محمّد بن الحسن بن مقسم، نا أحمد بن يحيى ثعلب، نا عبد اللّه بن شبيب، حدّثني زبير قال: تعرّض رجل لعبد اللّه بن الحسن فسبّه، فأنشأ يقول:

أ ظنّت سفاها من سفاهة رأيها *** أن أهجو لمّا أن هجتني محارب

فلا و أبيها إنّني بعشيرتي *** هنالك عن ذاك المقام لراغب

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد المجلي (1)،أنا محمّد بن محمّد بن أحمد العكبري، أنا أبو الطّيّب محمّد بن أحمد بن خاقان.

ح و أخبرنا أبو السعود، أنا محمّد بن محمّد، أنا القاضي أبو محمّد عبد اللّه بن علي بن أيوب، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن الجرّاح، قالا: أنا أبو بكر بن دريد قال:

و أنشد السّكن - يعني ابن سعيد - لعبد اللّه بن حسن:

لم يبق شيء يسامه أحد *** إلاّ و قد سامناه إخوتنا

فوجدونا نحشى (2) الذّمار و نأبى *** الضّيم أن تستباح حرمتنا

بذاك أوصى من قبل والدنا *** و تلك أيضا غدا وصيّتنا

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد، و أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا أبي علي، قالوا: أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد المعدّل، أنا محمّد بن عبد الرّحمن بن العبّاس، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، حدّثني عثمان بن عبد الرّحمن العدوي قال: كان عبد اللّه بن الحسن بن الحسن (3) يقول لبنيه إذا قحطوا: يا بنيّ اصبروا، فإنّما هي روحة أو غدوة حتى يأتي اللّه بالفرج.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور،

ص: 379


1- بالأصل و م:«المحلى» خطأ و الصواب ما أثبت و ضبط ، و قد مرّ التعريف به.
2- كذا بالأصل و م:«نخشى الدمار» و في المطبوعة: نحمي الذمار.
3- في م: كان عبد اللّه بن الحسين.

و عبد الباقي بن محمّد بن غالب، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السّكري، نا زكريا بن يحيى المنقري، أنا الأصمعي قال: عزم عبد اللّه بن عليّ على أن يقتل بني أميّة بالحجاز، فقال له عبد اللّه بن الحسن بن الحسن: يا ابن عمّ إذا أسرعت بالقتل في أكفائك فمن تباهي بسلطانك ؟ فاعف يعف اللّه عنك، ففعل.

قال: و أنا الأصمعي، نا سفيان بن عيينة قال: قال عبد اللّه بن الحسن بن الحسن: إيّاك و معاداة الرجال، فإنك لن تعدم مكر حليم، أو مفاجأة لئيم.

أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسين التبريزي (1)،أنا أبو الفتح أحمد بن عبد اللّه بن أحمد السّوذرجاني - بأصبهان - نا أبو سعيد - يعني ابن حسنويه - الحسن بن محمّد، نا أبو بكر محمّد بن عمر، حدّثني أحمد بن إبراهيم بن قيس، نا الحسن بن علي بن بزيغ، نا إسماعيل بن أبان، عن زياد بن المنذر قال: قال عبد اللّه بن حسن بن حسن لابنه: إيّاك و عداوة الرجال، فإنك لا تأمن مكر حليم، أو مبادأة (2) لئيم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا محمّد بن عبد الرّحمن، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، نا زكريا، نا الأصمعي، نا سفيان قال: قال عبد اللّه بن الحسن بن الحسن: المراء يفسد الصداقة القديمة، و يحل العقدة الوثيقة، و أقلّ ما فيه أن تكون المغالبة، و المغالبة أمتن أسباب القطيعة.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش، أنا أبو يعلى بن الفراء، أنا إسماعيل بن سعيد المعدّل، نا الحسين بن القاسم الكوكبي، نا أبو العيناء، عن العتبي قال: وصف عبد اللّه بن حسن بن حسن رجلا فقال: كان كثير الصواب، قليل الإحالة يحدّثك بالحديث على مدارجه، و يخبرك بالخبر على مطاويه.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، حدّثني محمّد بن الضّحّاك، عن أبيه قال: قال عبد اللّه بن حسن لزوجته هند بنت أبي

ص: 380


1- تقرأ بالأصل و م:«الترنوي»؟ و المثبت عن المطبوعة.
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: مفاجأة.

عبيدة بن عبد اللّه بن زمعة قال: و يقال: قالها إبراهيم بن حسن بن حسن:

يا هند إنّك لو علم *** ت بعاذلين تتابعا

قالا فلم أسمع لما *** قالا و قلت بل اسمعا

هند أحبّ إليّ من *** أهلي و مالي أجمعا

و لقد عصيت عواذلي *** و أطعت قلبا موجّعا

قال الزبير: و أنشدنيها عبد اللّه بن نافع بن ثابت بن عبد اللّه بن الزبير لأبيه نافع بن ثابت، و أخبرني ذلك عمي مصعب بن عبد اللّه و غيره من أصحابنا، قال: و نا الزبير، قال: و حدّثتني ظبية مولاة فاطمة بنت عمر بن مصعب بن الزبير، قالت: كان جدّك عبد اللّه بن مصعب كثيرا ما يستنشدني لعبد اللّه بن حسن و يعجب له قوله:

إنّ عيني تعوّدت كحل هند *** جمعت كفّها مع الرفق لينا

و قد أدركت ظبية عبد اللّه بن حسن، و أخبرتني أنها كلمت ابنه محمّد بن عبد اللّه.

قال الزبير: و أنشدني بعض القرشيين لعبد اللّه بن حسن:

أنس غرائر ما هممن بريبة *** كظباء مكّة صيدهنّ حرام

يحسبن من أنس الحديث زوانيا *** و يكفهنّ عن الخنا الإسلام

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه - إذنا و مناولة، و قرأ عليّ إسناده - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا، أنا علي بن محمّد بن الجهم أبو طالب الكاتب، نا العبّاس بن الفضل الربعي (1):

ص: 381


1- كذا بالأصل و م و ثمة سقط كبير يتضمن تتمة هذا السند و الخبر، و خبر ثان بكامله و قسم من الخبر الثالث. و للأمانة نثبت النقص هنا إتماما للفائدة: حدّثني محمد بن علي بن خلف العطار، حدّثني الحسن بن الحسين الأشقر قال: كنت مع عبد اللّه بن حسن بن حسن، فإذا نحن بامرأة حسناء تطوف قال: فقال لها عبد اللّه بن حسن بن حسن: أهوى هوى الدين و اللذات تعجبني فكيف لي بهوى اللذات و الدين فقالت: يا ابن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: دع أحدهما تنل الآخر، فقال: هل من زوج ؟ فقالت: قد كان فدعي، قال: منذ كم ؟ قالت: منذ سنة، فقال: الحمد للّه على تمام النعمة، قال: هل لك في التزوج ؟ قالت: و اللّه ما كان ذاك رأيي، و لكن لك فنعم، قال فتزوجها. قال: و نا المعافى بن زكريا القاضي، نا محمد بن القاسم الأنباري حدّثني أبي نا عامر بن عمران أبو عكرمة الضبّي عن سليمان بن أبي شيخ قال: بينما عبد اللّه بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب يطوف بالبيت إذ رأى امرأة تطوف و تنشد: لا يقبل اللّه من معشوقة عملا يوما و عاشقها غضبان مهجور قال القاضي: و في غير هذه الرواية بيت آخر و هو: و كيف يأجرها في قتل عاشقها لكن عاشقها في ذاك مأجور فقال عبد الله للمرأة: يا أمة اللّه، مثل هذا الكلام في مثل هذا الموقف ؟ فقالت: يا فتى، أ لست ظريفا؟ فقال: بلى، فقالت: أ لست راوية للشعر؟ قال: بلى، قالت: أ فلم تسمع الشاعر يقول: بيض غرائر ما هممن بريبة كظباء مكة صيدهن حرام يحسبن من لين الحديث زوانيا و يصدهن عن الخنا الإسلام أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن العلاف في كتابه، و أخبرني أبو المعمر الأنصاري عنه. ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو علي بن أبي جعفر و أبو الحسن بن العلاف، قالا: أنا عبد الملك بن محمد بن بشران، أنا أحمد بن إبراهيم الكندي، أنا محمد بن جعفر الخرائطي، نا علي بن يزيد الحراني، نا أحمد بن مرزوق، نا الحسن بن علي، نا يحيى بن عتاب، حدّثني عباس بن الفرج، حدّثني محمد بن عبيد اللّه العتبي، عن أبيه، عن ابن جعدبة قال: خرج عبد اللّه بن حسن و رجل من ولد عثمان بن عفّان يريدان موضعا، فنزلا تحت سرحة فأخذ أحدهما فكتب في السرحة: خبرينا خصصت بالغيث ياسر ح بصدق و الصدق منك شفاء و كتب الآخر:

هل يموت المحبّ من ألم الحبّ *** و يشفي من الحبيب اللقاء؟

قال: ثم مضيا فأصابتهما السماء فرجعا إلى السرحة فإذا فيها مكتوب:

إنّ جهلا سؤالك السّرح عمّا *** ليس يوما عليك فيه خفاء

ليس للعاشق المحبّ من الح *** بّ سوى لذة اللقاء شفاء

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال: و حدّثني نوفل بن ميمون، حدّثني أبو مالك محمّد بن مالك بن علي بن هرمة، عن عمّه إبراهيم بن علي بن هرمة أنه قال يمدح الحسن بن زيد بن الحسن، و يعرّض بعبد اللّه بن الحسن بن الحسن و بابنيه محمّد و إبراهيم ابني عبد اللّه بن الحسن:

إني امرؤ من رعى عيبني (1) رعيت له *** مني الذمام و من أنكرت أنكرني

ص: 382


1- كذا بالأصل و م و في المطبوعة: غيبي.

أما بنوها ثم حولي فقد ردعوا (1) *** نبلي الصباب التي جمعت في قرني

فما بيثرب منهم من أعاتبه (2) *** إلاّ عوائد أرجوهنّ من حسن

و ذاك من يأته يعمد إلى رجل *** من كل صالحة أو صالح قمن

لا يسلم الحمد للسوام إن شحطوا *** بل يأخذ الحمد بالغالي من الثمن

ما زال ينمي و زال اللّه يرفعه *** طولا على بغضة الأعداء و الإحن

أمات في جوف ذي الشحناء ظنته *** و كان داء لذي الشحناء و الظنن

إذا بنو هاشم آلت بأفدحها *** إلى المغيض (3) و خافت دولة الغبن

حازت يدا حسن قد حين من كرم *** لم يعملا نشب (4) المبراة و السفن

لا يستريح إلى إثم و لا كذب *** عند السؤال و لا يجتن بالجنن

ما قال أفعل أمضاه لوجهته *** و ما أبى لح (5) ما يأبى فلم يكن

ما أطلعت رأسها كيما تهددني *** حصا تطرح من يعيا على شزن

إلا ذكرت ابن زيد و هو ذو صلة *** عند السنين و عوّاد على الزمن

فأسلم و لا زال من عاداك محتملا *** غيظا و لا زال معفورا على الذقن

لن يعتب اللّه أنفا فيك أرغمه *** حتى تزول رواسي الصخر من خصن (6)

إذا خلوت به ناجيت ذا طبن *** يأوي إلى عقل صافي العقل مؤتمن

طلق اليدين إذا أضيافه طرقوا *** يشكون من قرة شكوى و من و سن

باتوا يعدون نجم الليل بينهم *** في مستحير النواحي زاهق (7) السمن

ثم اعتدوا و هم دهم شواربهم *** و لم يبيتوا على ضيح (8) من اللبن

قد جعل الناس حينا نحو منزله *** شفا كقرن أثبت الرأس مدّهن

فهم إلى نائل منه و منفعة *** يعطونها ثكن (9) تهوي إلى ثكن

ص: 383


1- في الأغاني 376/4 في أخبار ابن هرمة: قرعوا. نبل الضباب و الضباب هنا: الأحقاد.
2- بالأصل و م: أعانيه، و المثبت عن الأغاني.
3- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: المفيض.
4- بالأصل و م: نشبا.
5- في المطبوعة: لج.
6- حضن: جبل بأعلى نجد.
7- بالأصل و م: راهق، و المثبت عن المطبوعة.
8- الضيح: اللبن الرقيق الممزوج.
9- بالأصل و م:«تكنا» و المثبت عن المطبوعة.

أوصاك زيد بأعلى الأمر منزلة *** فما أخذت قبيح الأمر بالحسن

خلاّت صدق و أخلاق خصصت بها *** فلم يضعن و لم يخلطن بالدرن

يلقى الأيامن من لاقاك سانحة *** وجه طليق و عود غير ذي ابن

و أنت من هاشم حقا إذا انتسبوا *** في المنكب اللبن لا في المنكب الخشن

بنوك خير بنيهم إن حفلت لهم *** و أنت خيرهم في اليسر و اللزن

و اللّه أتاك (1) فضلا من عطيته *** على هن و هن فيما مضى و هن (2)

قال: فقال له إبراهيم بن عبد اللّه بن حسن، و جاءهم بعد ذلك: لا نعم اللّه بك عينا يا فاسق، أ لست الذي يقول لحسن بن زيد::

اللّه أعطاك فضلا من عطيته *** على هن و هن فيما مضى و هن

تريد أبي و أخي و إياي، فقال ابن هرمة: و اللّه ما أردتكم بذلك، قال: فمن أردت ؟ قال: فرعون و هامان و قارون.

قال: و قال ابن هرمة يعتذر إليه من ذلك:

يا ذا المنوّه يدعوني ليسمعني *** مواعظا من جميل رأيه حسن

أقبل عليّ بوجه منك أعرفه *** فقد فهمت و سدّ السمع للأذن

لا و الذي (3) أنت منه رحمة (4) نزلت *** نرجو عواقبها في غابر الزمن

لقد أتيت بأمر ما شهدت له *** و لا تعمده قصدي و لا عنني

إلاّ مقالة أقوام ذوي إحن *** و ما مقال ذوي الشحناء و الإحن

لم يحسنوا الظن إذا ظنوا بذي حسب *** و فيهم الغدر مقرون إلى الطبن (5)

و كيف أمشي مع الأقوام معتدلا *** و قد رميت صحيح العود بالأبن (6)

ما غبرت وجهه أم مقصرة *** إذا القتام تغشى أوجه الهجن

ص: 384


1- في الأغاني: اللّه أعطاك.
2- هن: لفظة كني بها عن اسم الإنسان، و تكرارها هنا أراد بها الشاعر ثلاثة أشخاص.
3- عن م و بالأصل: و اللّه.
4- في الأغاني: نعمة سلفت.
5- كذا بالأصل و م، و الطبن: الفطنة، و القلب غير مرتاح لها.
6- الأغاني: بريء العود. و الأبن: جمع ابنة و هي العقدة تكون في العود تفسده و يعاب بها.

و كيف يأخذ مثلي في تخيره *** وسط المعاشر محقورا من الثمن

و قد صحبت و جاورت الرجال فلم *** أملل إخاء و لم أغدر و لم أخن

و ما برحت يمين اللّه في سنن *** من صالح العهد أمضيها إلى سنن

يا ابن الفواطم خير الناس كلهم *** بيتا و أولاهم بالفوز لا الغبن

إن كنت نحوي فأين اللّه جابرنا *** و لا اجتبار لنا إن أنت لم تكن

و ما لبست عناني في مساءتكم *** و لا خلعت لغشّ نحوكم رسني

و أنت من هاشم في سرّ نبعتها *** و طينة لم تقارف هجنة الطين

لو راهنت هاشم عن خيرها رجلا *** كان (1) أبوك الذي يختص بالرهن

و اللّه لو لا أبوك الحبر قد نزلت *** مني قواف بأهل اللؤم و الوهن

تبري العظام فتبدي عن جناجنها (2) *** أخذ الشريجة بالمبراة و السفن

أنت الجواد الذي ندعو (3) فيلحقنا *** إذا تراخى المدى بالقرح الحصن

فما أبالي إذا ما كنت لي كنفا *** من صدّ أو بتّ من أقرانه قرني

و ما أبالي عدوا بعد شاحنني *** أم زاحمت شعفات الصم من حضن

أنت المرجّى لأمر الناس إن أزمت *** جدّاء صرماء لم تصرر على ابن (4)

يأوون منك إلى حصن يلاذ به *** يأوي اليه الطواري واسع العطن

قال: و نا الزبير، حدّثني محمّد بن يحيى، عن أيوب بن عمر، عن ابن زبنّج راوية ابن هرمة، فقال الذي قال لابن هرمة في قوله لحسن بن زيد، و اعتذر إليه ابن هرمة بهذا الشعر محمّد بن عبد اللّه بن حسن و هو أشبه عندي، قال: قال له ابن زبنّج (5):

و اللّه لئن علم بهذا حسن بن زيد ليقتلنك.

قال: و نا الزبير: حدّثني نوفل بن ميمون عن أبي مالك محمّد بن مالك بن علي بن هرمة، عن عمّه إبراهيم بن علي بن هرمة أنه قال يعتذر أيضا مما قال للحسن بن زيد:

ص: 385


1- بالأصل و م: لكان، و المثبت عن المطبوعة لاستقامة الوزن.
2- الجناجن رءوس الأضلاع واحدها جنجن.
3- بالأصل و م: يدعوا.
4- الجداء: السنة المحلة (اللسان: سنن).
5- إعجامها مضطرب بالأصل و م، و ضبطت بموحدة و تشديد النون و فتحات: زبنّج عن تبصير المنتبه 590/2 و فيه: راوية ابن هرمة، روى عنه أيوب بن عمر.

يا ابن الفواطم خير الناس كلّهم *** عند الفخار و أولاهم بتطهير

إنّي لحامل عذري ثم ناشره *** و ليس ينفع عذر غير منشور (1)

و حالف بيمين غير كاذبة *** باللّه و البدن إذ كيّت لتخير

و بالمشاعر أعلاها و أسفلها *** و بيت ربّ بأجيادين (2) معمور

لقد أتاك العدى عنّي بفاحشة *** منهم فروها بإسراف و تكثير

لا تسمعنّ بنا إفكا و لا كذبا *** يا ذا الحفاظ و ذا النعماء و الخير

و المستعان إذا ما أزمة أزمت *** بنا جذبها على الجدب الحدابير

لم يوصني اللّه إذ أوصى ببعضكم *** و لا النبي الذي يهدي إلى النور

قتلت إن كان حقا ثم كان دمي *** إلى وليّ ضعيف غير منصور

و اللّه لو كان أن ترضى فراق يدي *** فارقتها بعتيق الجدّ مطرور

أو بقر بطني جهارا قمت أبقره *** حتى يعالج مني بطن مبقور

أو قطّع الأكحل المغترّ قاطعه *** أعذرت فيه و لم أحفل لتغرير

قال: و نا الزبير، حدّثني محمّد بن الضّحّاك الحزامي، عن أبيه الضّحّاك بن عثمان قال: كتب أمير المؤمنين أبو العبّاس إلى عبد اللّه بن حسن يذكر له تغيب ابنيه محمّد و إبراهيم و يتمثل له:

أريد حياءه و يريد قتلي *** عذيري من خليلي من مراد

فكتب إليه عبد اللّه بن حسن:

و كيف تريد ذاك و أنت منه *** بمنزلة النّياط من الفؤاد

و كيف تريد ذاك و أنت منه *** و أنت لهاشم رأس و هاد

و كيف تريد ذاك و أنت منه *** و زندك حين تقدح من زنادي

أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد، و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، قالا: أنا و أبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد، نا أبو بكر الخطيب (3)،أنا الحسن بن أبي بكر، أنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى العلوي، نا جدي، حدّثني أبو الحسن

ص: 386


1- عن م و بالأصل: تشوير.
2- أجيادان: محلتان بمكة (انظر ياقوت).
3- الخبر في تاريخ بغداد 432/9.

علي (1) بن أحمد الباهلي، قال: سمعت مصعب بن عبد اللّه يقول: جعل أبو العبّاس أمير المؤمنين يطوف ببنائه (2) بالأنبار و معه عبد اللّه بن الحسن بن الحسن فجعل يريه البنّاء و يطوف به فيه، فقال عبد اللّه بن الحسن بن الحسن: يا أمير المؤمنين:

أ لم تر حوشبا أمسى يبني *** بيوتا نفعها لبني بقيله (3)

يؤمّل أن يعمر عمر نوح *** و أمر اللّه يحدّث كلّ ليلة

فقال له العبّاس: ما أردت إلى هذا، قال: أردت أن أزهدك في هذا القليل الذي أريتنيه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق الجلاّب، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، أخبرني حفص بن عمر قال:

قدم عبد اللّه بن حسن على أبي العبّاس بالأنبار، فأكرمه و حيّاه و قرّبه و أدناه، و صنع به شيئا لم يصنعه بأحد، و كان يسمر معه بالليل، فسمر معه ليلة إلى نصف الليل و حادثه، فدعا أبو العبّاس بسفط جوهر ففتحه فقال: هذا و اللّه يا أبا محمّد ما أوصل إليّ من الجوهر الذي كان في يدي بني أمية، ثم قاسمه إيّاه فأعطاه نصفه، و بعث أبو العبّاس بالنصف الآخر إلى امرأته أمّ سلمة، و قال: هذا عندك وديعة، ثم تحدّثا ساعة، و نعس أبو العبّاس فخفق (4) برأسه و أنشأ عبد اللّه بن حسن يتمثل بهذه الأبيات:

أ لم تر حوشبا أمسى يبنّي *** قصورا نفعها لبني بقيلة (5)

يؤمّل أن يعمّر عمر نوح *** و أمر اللّه يطرق كلّ ليلة

قال: و انتبه أبو العباس ففهم ما قال، فقال: يا أبا محمّد تمثّل بهذا الشعر عندي، و قد رأيت صنعي بك، و إنّي لم أدّخرك شيئا، قال: يا أمير المؤمنين هفوة كانت، و اللّه ما أردت بها سوءا و لكنها أبيات خطرت فتمثّلت بها، فإن رأى أمير المؤمنين أن يحتمل ما

ص: 387


1- في تاريخ بغداد: أبو الحسن علي بن بكر بن أحمد الباهلي.
2- تاريخ بغداد: ببناية.
3- في تاريخ بغداد: لبني نفيله.
4- بالأصل و م: يخفق.
5- في م هنا: نفيله.

كان مني في ذاك فليفعل، قال: قد فعلت، قال: ثم رجع إلى المدينة، فلما ولّي أبو جعفر ألحّ في طلب محمّد و إبراهيم ابني عبد اللّه بن حسن و تغيبا (1) بالبادية، و أمر أبو جعفر زياد بن عبيد اللّه (2) الحارثي يطلبهما، فكان يغيب (3) في ذلك و لا يجدّ في طلبهما فعزله أبو جعفر عن المدينة، و ولاها محمّد بن خالد بن عبد اللّه القسري، و أمره بطلبهما، فعتب (4) أيضا في ذلك فلم يبالغ و كان يعلم مكانهما، فيرسل الخيل في طلبهما إلى مكان آخر، و بلغ ذلك أبا جعفر فغضب عليه، فعزله و ولّى رباح بن عثمان بن حيّان المرّي (5) و أمره بالجدّ في طلبهما، و قلة الغفلة عنهما.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال: و حدّثني أحمد بن محمّد، عن محمّد بن حرب، قال:

قال عبد اللّه بن حسن بن حسن لابنه محمّد بن عبد اللّه بن حسن حين أراد الاختفاء من أمير المؤمنين أبي جعفر المنصور: يا بني إني مؤد إلى اللّه حقه عليّ في نصيحتك، فأدّ إلى اللّه حقه عليك في الاستماع و القبول، يا بنيّ كفّ الأذى، و أفض الندى، و استعن على السّلامة بطول الصّمت في المواطن التي تدعوك نفسك إلى الكلام فيها، فإن الصّمت حسن على كلّ حال، و للمرء ساعات يضر فيهن خطؤه و لا ينفع صوابه، و اعلم أن من أعظم الخطأ العجلة قبل الإمكان، و الأناة بعد الفرصة، يا بني احذر الجاهل و إن كان لك ناصحا، كما تحذر العاقل إذا كان لك عدوا، فيوشك الجاهل أن يورطك بمشورته في بعض اغترارك، فيسبق إليك مكر العاقل، و إيّاك و معاداة الرجال، فإنها لا تعدم مكر حليم، أو مبادأة جاهل.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، و أبو النجم الشّيحي، قالا: أنا و أبو الحسن بن سعيد، نا أبو بكر الخطيب (6)،أنا علي بن المحسّن التنوخي، قال: وجدت في كتاب

ص: 388


1- في المطبوعة: و تغبّيا.
2- في م: عبد اللّه.
3- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: يغبّب.
4- كذا بالأصل، و في م: فغبّب.
5- تقرأ بالأصل و م:«حبان المزي» و المثبت عن تاريخ الطبري 517/7.
6- تاريخ بغداد 432/9-433.

جدي علي بن محمّد بن (1) الفهم، حدّثني أحمد بن أبي العلاء المعروف بحرمي، نا أبو يعقوب إسحاق بن محمّد بن أبان، حدّثني أبو معقل - و هو ابن إبراهيم بن داحة - حدّثني أبي قال: أخذ أبو جعفر أمير المؤمنين عبد اللّه بن حسن بن حسن فقيّده و حبسه في داره، فلما أراد الخروج إلى الحجّ جلست له ابنة لعبد اللّه بن حسن يقال لها فاطمة فلما أن مرّ بها أنشأت تقول:

ارحم كبيرا سنّه متهرّما (2) *** في السّجن بين سلاسل و قيود

و ارحم صغار بني يزيد إنّهم *** يتموا لفقدك لا لفقد يزيد

إن جدت بالرحم القريبة بيننا *** ما جدّنا من جدّكم ببعيد

فقال أبو جعفر: أذكرتنيه (3)،ثم أمر به فحدر إلى المطبق، فكان آخر العهد به، قال ابن داحة: يزيد هذا أخ لعبد اللّه بن حسن، قال إسحاق بن محمّد: فسألت زيد (4) بن علي بن الحسين بن زيد بن علي، و هو عند الزينبي: محمّد بن سليمان بن عبد اللّه بن محمّد بن إبراهيم الإمام عن هذا الحديث، و أخبرته بقول إبراهيم بن داحة في يزيد هذا، فقال: لم يقل شيئا، ليس في ولد علي بن أبي طالب يزيد، إنما هذا شيء تمثلت به، و يزيد بن (5) معاوية بن عبد اللّه بن جعفر.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، قال:

و توفي عبد اللّه بن حسن بن حسن سنة خمس و أربعين بالهاشميّة في حبس أمير المؤمنين أبي جعفر المنصور، و عبد اللّه بن حسن يومئذ ابن اثنتين و سبعين سنة.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، و أبو النجم، قالا: أنا و أبو الحسن بن سعيد، نا أبو بكر الخطيب (6)،أنا الحسن بن أبي طالب، أنا أحمد بن إبراهيم، أنا أبو أحمد محمّد بن

ص: 389


1- كذا بالأصل و م، و في تاريخ بغداد: ابن أبي الفهم.
2- تاريخ بغداد: متهدم.
3- في م: ذكرتنيه.
4- في تاريخ بغداد: يزيد.
5- في تاريخ بغداد:«و يزيد، هو ابن معاوية» و هذا أشبه.
6- تاريخ بغداد 433/9.

أحمد الجريري (1)،نا أحمد بن الحارث الخرّاز (2)،قال: قال محمّد بن سلام الجمحي:

و أمّا عبد اللّه بن الحسن بن الحسن بن علي فكان يكنى أبا محمّد، مات ببغداد، و كان ذا منزلة من عمر بن عبد العزيز في خلافته، ثم أكرمه أبو العبّاس و وهب له ألف ألف درهم، و مات في أيّام أبي جعفر.

قال الخطيب: قول ابن سلام انه مات ببغداد وهم، إنما كانت وفاته بالكوفة.

قال الخطيب: و أنا الحسن بن أبي بكر، أنا الحسن بن محمّد بن يحيى العلوي، نا جدي، نا موسى بن عبد اللّه، قال: توفي عبد اللّه بن الحسن (3) في حبس أبي جعفر، و هو ابن خمس و سبعين سنة، قال جدي: توفي في حبس أبي جعفر المنصور بالكوفة.

قال الخطيب: و قد ذكر ابن سلام أيضا أن عبد اللّه بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب مات ببغداد.

أخبرنا بذلك الحسن بن أبي طالب، أنا أحمد بن إبراهيم، أنا محمد بن أحمد، نا أحمد بن الحارث، قال: قال ذلك محمّد بن سلام في ذكر عبد اللّه بن الحسن (4) بن علي - يعني أنه توفي ببغداد - فوهم في هذا القول أيضا، لأن عبد اللّه بن الحسن بن الحسن بن علي و كنيته أبو جعفر، و مات (5) في حبس المنصور بالكوفة في يوم عيد الأضحى من سنة خمس و أربعين و مائة، و هو ابن ست و سبعين (6) سنة.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أنا الحسن بن محمّد بن يحيى العلوي، حدّثنا جدي بذلك.

ص: 390


1- بالأصل و تاريخ بغداد: الحريري، و المثبت بالجيم عن م.
2- بالأصل و م:«الخزار» و في تاريخ بغداد:«الخزاز» و كلاهما تحريف و الصواب ما أثبت عن تبصير المنتبه 330/1.
3- بالأصل و م: الحسين، خطأ.
4- كذا بالأصل هنا، و في تاريخ بغداد: بن الحسن بن الحسن.
5- كذا بالأصل و م، و الواو مقحمة، و في تاريخ بغداد: مات.
6- كذا بالأصل و م، و في تاريخ بغداد «ست و أربعين».
3243 - عبد اللّه بن الحسن بن حمزة بن الحسن

ابن حمدان بن ذكوان

أبو محمّد البعلبكي، يعرف بابن أبي فجّة

سمع علي بن محمّد بن إبراهيم الحنّائي، و عبد الرّحمن بن محمّد بن يحيى بن ياسر، و أبا الحسن بن السمسار، و أبا الحسن العتيقي، و أبا نصر بن الجبّان، و أبا الحسن بن عوف، و أبا يعلى حمزة بن أحمد بن حمزة القلانسي.

و حدّث عن أبي عبد اللّه بن أبي كامل - إجازة - و سمع منه ابنا صابر.

و حدّثنا عنه: ابن ابنه علي بن حمزة، و أبو القاسم الخضر بن علي بن الخضر بن أبي هشام.

أخبرنا (1) أبو الحسن [علي بن حمزة بن عبد اللّه بن الحسن العطاء بقراءتي عليه، أنا جدي القاضي أبو محمد عبد اللّه] (2) بن حمزة بن الحسن بن حمدان بن ذكوان - قراءة عليه - سنة ست و ثمانين و أربع مائة، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن إبراهيم الحنّائي - قراءة عليه - سنة خمس و عشرين، أنا عبد الوهّاب بن الحسن، أنا أبو الجهم، نا أحمد بن أبي الحواري، نا إسماعيل بن عليّة، عن خالد، عن أبي العالية، عن عائشة أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم كان يقول في سجوده القرآن بالليل:«سجد وجهي للذي خلقه، و شقّ سمعه و بصره»[5838].

أخبرنا أبو الحسن أيضا، أنا جدي - قراءة عليه - أنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد اللّه بن محمد بن أبي كامل - إجازة - نا خيثمة بن سليمان، نا محمد بن عبد اللّه بن سليمان الحضرمي مطيّن، نا الحسن بن الحجّاج الغنوي، نا مندل بن علي، عن محمّد بن مطرف، عن مسمع بن الأسود، عن الأصبغ، عن علي قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«إنّ اللّه عزّ و جل إذا غضب على أمّة لم ينزل بها عذاب خسف و لا مسخ غلّت أسعارها و يحبس عنها أمطارها و يلي عليها أسوارها» (3)[5839].

ص: 391


1- في م: أخبرناه.
2- الزيادة عن م.
3- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: أشرارها.

قرأت بخطّ أبي القاسم بن جابر (1) أن أبا محمّد قال له: ولدت في شوال سنة تسع و أربعمائة.

ذكر أبو محمّد [بن] صابر أن فيها - يعني سنة ثمان و ثمانين و أربع مائة - توفي أبو محمّد عبد اللّه بن الحسن بن حمزة بن الحسن بن حمدان بن ذكوان ليلة الجمعة، و دفن يوم الجمعة الثامن و العشرين، و قال أخوه أبو القاسم: التاسع و العشرين من ذي القعدة، قال: و سألت (2) عن مولده فقال: ولدت لثلاث خلون من شوال سنة ست و أربع مائة ببعلبك، ثقة في روايته، متّهم في شهادته، و كذا ذكر أخوه أبو القاسم بن صابر، و ذكر أنه دفن في مقبرة باب الصغير، و لم يكن الحديث من شأنه.

3244 - عبد اللّه بن الحسن بن السّندي

صنّف كتابا في الزهد، وقفت على الجزء العشرين منه، روى فيه عن محمّد بن يوسف بن بشر الهروي، و أبي العبّاس محمّد بن جعفر بن هشام بن ملاس، و عبد الرّحمن بن أحمد بن رشدين (3) المصري، و عبد اللّه بن محمّد بن ياسين، و أبي علي الحسن بن حميد الصفّار، و أبي أيوب سليمان بن إبراهيم بن سليمان الهاشمي، و أبي بكر محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، و أبي علي الحسن بن محمّد الداركي الأصبهاني، و جماعة من أهل الري و أصبهان و شيراز و الكوفة و البصرة.

و لم أعرف من روى عنه.

3245 - عبد اللّه بن الحسن بن طلحة بن إبراهيم بن محمّد

ابن يحيى بن محمّد بن يحيى بن كامل

أبو محمّد بن البصري (4) المعروف بابن النّخّاس (5)

من أهل تنّيس قدم دمشق و معه ابناه محمّد، و طلحة.

ص: 392


1- كذا بالأصل و م، و لعل الصواب: ابن صابر، باعتبار ما سيأتي قريبا، و انظر المطبوعة.
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: و سألته.
3- بالأصل:«رشد بن» و المثبت عن م.
4- أخباره في معجم البلدان (تنيس).
5- عن تبصير المنتبه 1434/4 و بالأصل و م و معجم البلدان: النحاس.

و سمع بها الكثير من أبي بكر الخطيب، و عبد العزيز الكتاني، و أبي الحسن بن أبي الحديد و غيرهم.

و حدّث بها و ببيت المقدس عن أبي عبد اللّه محمّد بن أحمد بن الحسين بن محمّد بن داود بن سليمان بن حبان القيسي المصري (1)،و أبي عبد اللّه محمّد بن الفضل بن نظيف الفراء، و أبي محمّد عبد اللّه بن عمر المعروف بابن بنت الطويل التّنّيسي، و أبي عبد اللّه محمّد بن بيان الكازروني، و أبي عبد اللّه الحسين بن المحسّن بن زيد الدمياطي، و أبي القاسم هبة اللّه بن علي بن شامة المصري، و أبي محمّد عبد الرّحمن بن الخضر بن عبد الرّحمن بن العرباض بن أبي عصمة التّنّيسي، و القاضي أبي الحسن علي بن الحسين بن عثمان بن عبيد اللّه بن إبراهيم بن جابر المعدّل بتنيس، و أبي العبّاس إسماعيل بن عبد الرّحمن بن عمر بن النحاس، و أبي عبد اللّه محمّد بن الحسن بن عمر بن محمّد الناقد بمصر، و أبي القاسم صلة بن المؤمّل بن خلف البغدادي نزيل (2) مصر.

روى عنه: الفقيه نصر المقدسي، و عمر بن أبي الحسن الدّهستاني (3)،و حدّثنا عنه أبو محمّد بن الأكفاني و وثّقه، و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو محمّد عبد اللّه بن الحسن بن طلحة بن إبراهيم المعروف بابن النّخّاس (4) بدمشق سنة ثمان و خمسين و أربعمائة، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن الحسين مامون (5) بمصر في سنة سبع و عشرين و أربعمائة، نا أبو القاسم بكير بن الحسن بن عبد اللّه بن سلمة بن دينار الرازي، نا أبو بكرة بكار بن قتيبة القاضي - إملاء - نا وهب بن جرير، نا هشام بن أبي عبد اللّه الدّستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمّد بن إبراهيم، عن خالد بن معدان، عن العرباض بن سارية أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم كان يستغفر للصفّ المقدّم ثلاثا، و للثاني مرة.

ص: 393


1- في تبصير المنتبه: عن محمد بن أحمد التّنّيسي.
2- في م: نزل مصر.
3- بالأصل و م: الدهشتاني، خطأ و الصواب ما أثبت و ضبط ، و هذه النسبة إلى دهستان بلد مشهور في طرف مازندران قرب خوارزم و جرجان.
4- عن تبصير المنتبه 1434/4 و بالأصل و م و معجم البلدان: النحاس.
5- كذا رسمها بالأصل و م، و في المطبوعة:«بما طوق» و لم نهتد إليها.

أخبرنا أبو محمّد [بن] (1) الأكفاني، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن الحسن بن طلحة بن إبراهيم البصري المعروف بابن النّحّاس التّنّيسي - من لفظه بدمشق - أنا الشيخ الصّدوق أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل بن نظيف الفراء - قراءة عليه - بمصر قيل له - حدّثكم أبو الفوارس أحمد بن محمّد بن الحسين الصّابوني، نا المزني، نا الشافعي، عن مالك، عن عبد اللّه بن دينار، عن عبد اللّه بن عمر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«تحرّوا ليلة القدر في السبع الأواخر»[5840].

قال لنا أبو محمّد بن الأكفاني: سألت الشيخ أبا محمّد بن النّخّاس (2) عن مولده فقال: ولدت يوم السبت السادس من ذي القعدة سنة أربع و أربعمائة.

و أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثني أبو محمّد جعفر بن أحمد بن الحسين المقرئ، قال: توفي أبو محمّد عبد اللّه بن الحسن بن طلحة بن النّخّاس (3) التّنّيسي في شهور سنة اثنتين و ستين و أربعمائة - رحمه اللّه-.

قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي: أن (4) أبا محمد بن النّخّاس (5)،توفي بتنّيس سنة إحدى و ستين و أربعمائة، فاللّه أعلم.

قال لنا أبو محمّد بن الأكفاني: و كان قدم دمشق، و أقام بها، و سمع و كتب بها كثيرا، و سمعنا منه عن أبي عبد اللّه محمّد بن الفضل بن نظيف الفراء و غيره.

3246 - عبد اللّه بن الحسن بن عبد الرّحمن

أبو القاسم البزاز

حدّث بأطرابلس عن علي بن القاسم.

روى عنه: مكي بن أحمد بن سعدويّة البردعي.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ في التاريخ، قال: سمعت مكي بن أحمد البردعي يقول: نا أبو القاسم عبد اللّه بن الحسن بن عبد الرّحمن البزاز بأطرابلس، نا علي بن القاسم المحدّث، نا

ص: 394


1- سقطت من الأصل و م.
2- بالأصل و م: النحاس، انظر ما مرّ بشأنه.
3- بالأصل و م: النحاس، انظر ما مرّ بشأنه.
4- بالأصل و م:«بن» خطأ.
5- بالأصل و م: النحاس، انظر ما مرّ بشأنه.

أبو زيد النحوي، نا سفيان بن عيينة، عن عبد اللّه بن دينار، عن سعيد بن المسيّب، قال: دخلنا مقابر المدينة مع عليّ بن أبي طالب، قام علي إلى قبر فاطمة و انصرف الناس، قال: فتكلم و أنشأ يقول (1):

لكلّ اجتماع من خليلين فرقة *** و إنّ بقائي بعدكم لقليل

و إنّ افتقادي واحدا بعد واحد *** دليل أن لا يدوم خليل

أرى علل الدنيا عليّ كثيرة *** و صاحبها حتى الممات عليل

ثم نادى: يا أهل القبور من المؤمنين: تخبرونا بأخباركم، أم تريدون أن نخبركم، السّلام عليكم و رحمة اللّه، قال: فسمعنا صوتا: و عليك السّلام و رحمة اللّه و بركاته يا أمير المؤمنين، خبّرنا عما كان بعدنا؟ فقال عليّ : أمّا أزواجكم فقد تزوجوا، و أمّا أموالكم فقد اقتسموها، و أولادكم فقد حشروا في زمرة اليتامى، و البناء الذي شيدتم فقد سكنها أعداؤكم، فهذه أخباركم عندنا، فما أخبار ما عندكم ؟ فأجابه ميّت: قد تخرقت الأكفان و انتثرت الشعور، و تقطّعت الجلود، و سالت الأحداق على الخدود، و سالت المناخر بالقيح و الصديد، و ما قدّمناه وجدناه، و ما خلّفناه خسرناه، و نحن مرتهنون بالأعمال.

قال البيهقي: في إسناده قبل أبي زيد النحوي من يجهل، و اللّه أعلم.

3247 - عبد اللّه بن الحسن بن غالب بن الهيثم

أبو محمّد القاضي (2)

حدّث بعرفة (3)،عن عبد اللّه (4) البغوي.

روى عنه: أبو بكر أحمد بن علي بن الحسن بن أبي السنديان الأطرابلسي.

أنبأنا أبو طاهر محمّد بن الحسين الحنّائي، أنا أبو علي الأهوازي - قراءة - نا أحمد بن علي بن الحسن بن أبي السنديان بأطرابلس، نا أبو محمّد عبد اللّه بن الحسن بن غالب بن الهيثم القاضي بعرفة (5)،نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا

ص: 395


1- الأبيات في ديوانه ط بيروت ص 149-150 و انظر تخريجها فيه.
2- ترجمته في ميزان الاعتدال 406/2.
3- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة:«بعرقة».
4- في المطبوعة:«عبد اللّه بن محمد البغوي» و في ميزان الاعتدال: عن أبي القاسم البغوي.
5- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة:«بعرقة».

هدبة (1) بن خالد، نا حمّاد بن سلمة، عن وكيع، عن أبي رزين بن لقيط بن عامر قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«رأيت ربّي بمنى عند النّفر على جمل أورق عليه جبّة صوف أمام الناس»[5841].

كتبه أبو بكر الخطيب الحافظ عن الأهوازي متعجبا من نكارته، و هو حديث موضوع لا أصل له، و قد وقعت لنا نسخة البغوي عن هدبة (2) بعلو، و ليس هذا الحديث فيها، و أبو محمد هذا و ابن أبي السنديان غير معروفي العدالة، و الأهوازي متّهم.

3248 - عبد اللّه بن الحسن بن محمّد بن إسماعيل بن علي

ابن عبد اللّه بن العبّاس بن عبد المطّلب بن هاشم

أبو العبّاس الهاشمي، و يقال: أبو جعفر السّامريّ

سمع بدمشق: هشام بن عمّار، و بالعراق: روح بن عبادة، و يزيد بن هارون، و شبابة بن سوّار، و محمّد بن عبد اللّه بن عبد الأعلى بن كناسة الأسدي، و يحيى بن أبي بكير (3) الكرماني، و أبا سلمة منصور بن سلمة الخزاعي، و الحسن بن موسى الأشيب، و يحيى بن إسحاق السّيلحيني، و عمرو بن حكام، و عفّان بن مسلم، و سليمان بن حرب، و عبد اللّه بن بكر (4) السهمي، و عاصم بن علي بن عاصم.

روى عنه: أحمد بن عيسى الخوّاص، و أبو محمّد عبد اللّه بن إسحاق بن الخراساني، و أبو بكر الخرائطي، و محمّد بن جعفر الأدمي القارئ، و أبو القاسم عمر بن محمّد بن أحمد بن هارون العسكري الدقّاق.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، نا أبو جعفر عبد اللّه بن الحسن الهاشمي، نا يزيد بن هارون، أنا شعبة، عن الأعمش، عن عبد اللّه بن مرّة، عن مسروق، عن عبد اللّه، عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:

«أربع من كنّ فيه فهو منافق، و إن كانت فيه واحدة منهن كانت فيه خصلة من النفاق

ص: 396


1- بالأصل:«هدية» خطأ و الصواب عن م.
2- بالأصل:«هدية» خطأ و الصواب عن م.
3- بالأصل و م،«ابن أبي بكر» و المثبت عن تهذيب الكمال (ترجمته 42/20).
4- بالأصل و م:«بكير» و المثبت عن تهذيب الكمال (ترجمته 42/10).

حتى يدعها، من إذا حدّث كذب، و إذا وعد أخلف، و إذا عاهد غدر، و إذا خاصم فجر»[5842].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، و أبو المعالي الحسن بن حمزة، قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، نا عبد اللّه بن الحسن الهاشمي (1)،نا هشام بن عمّار، نا صدقة، عن المثنّى بن الصباح، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال:

كان لزنباع عبد يسمى ابن سندر، فوجده يقبّل جارية له، فأخذه فجبّه (2) و جدع أنفه و أذنيه، فأتى ابن سندر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فأرسل إلى زنباع فقال:«لا تحملوهم ما لا يطيقون، و أطعموهم مما تأكلون، و ألبسوهم مما تلبسون، فما كرهتم فبيعوا، و ما رضيتم فأمسكوا، و لا تعذّبوا خلق اللّه»[5843].

أخبرنا أبو منصور بن زريق، و أبو الحسن بن سعيد، و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (3):عبد اللّه بن الحسن بن محمّد بن إسماعيل بن علي بن عبد اللّه بن العبّاس بن عبد المطّلب، أبو العبّاس الهاشمي، من أهل سرّ من رأى حدّث عن يزيد بن هارون، و شبّابة بن سوّار، و روح بن عبادة، و منصور بن سلمة الخزاعي، و محمد بن عبد اللّه بن كناسة، و الحسن بن موسى الأشيب، و يحيى بن إسحاق السّيلحيني، و يحيى بن أبي بكير (4)،و عفّان بن مسلم، و سليمان بن حرب، و عمرو بن حكام و غيرهم.

روى عنه: أحمد بن عيسى الخوّاص، و عبد اللّه بن إسحاق البغوي، و محمد بن جعفر الأدمي، و هو نسبه، و كان ثقة.

قال الخطيب (5):أنا السمسار، أنا الصفّار، نا ابن قانع أن عبد اللّه بن الحسن الهاشمي مات بسرّمن رأى في سنة سبع و سبعين (6) و مائتين.

ص: 397


1- من قوله: قالا... إلى هنا سقط من م.
2- وردت هذه القصة في الإصابة مع سندر نفسه و ليس مع ابنه، انظر (الإصابة 84/2) و انظر الإصابة 407/3 ترجمة مسروح بن سندر.
3- تاريخ بغداد 434/9.
4- بالأصل و م:«بكر» و انظر ما مرّ بشأنه.
5- تاريخ بغداد 435/9.
6- في تاريخ بغداد: و تسعين.
3249 - عبد اللّه بن الحسن بن محمّد

أبو القاسم البزّاز، يعرف بابن المطبوع (1)

سمع أبا الحسين محمّد بن هميان بن محمّد البغدادي بدمشق، و خيثمة بن سليمان بأطرابلس.

روى عنه: أبو علي الحسن بن غالب بن علي المباركي الحربي.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو علي الحسن بن غالب بن علي المقرئ سنة ست و خمسين، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن الحسن بن محمّد المعروف بابن المطبوع البزاز، نا أبو الحسن محمّد بن هميان بن محمّد البغدادي بدمشق، نا الحسن بن عرفة، نا عمّار بن محمّد، عن ليث، عن عطاء، عن عبد اللّه بن عمرو قال:

جاءت امرأة إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فقالت: يا رسول اللّه ما حقّ الزوج على زوجته ؟ قال:«حقّه عليها أن لا تمنعه نفسها، و إن كانت على ظهر قتب»، قالت: يا رسول اللّه ما حق الزوج على زوجته ؟ قال:«حقه عليها ألاّ تصوم يوما واحدا إلاّ بإذنه، إلاّ الفريضة، فإن فعلت أثمت و لم يتقبّل منها»، قالت: يا رسول اللّه ما حقّ الزوج على زوجته، قال:

«حقه عليها أن لا تعطي من بيته شيئا إلاّ بإذنه، فإن فعلت كان له الأجر و كان عليها الوزر»، قالت: يا رسول اللّه ما حقّ الزوج على زوجته ؟ قال:«حقّه عليها أن لا تخرج من بيته إلاّ بإذنه، فإن فعلت لعنها اللّه و ملائكة الغضب حتى تتوب» (2) قالت: يا رسول اللّه فإن كان لها ظالما؟ قال:«و إن كان لها ظالما»، قالت: و الذي بعثك بالحقّ لا يلي على أمري رجل ما بقيت أبدا.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، و أبو الحسن بن سعيد قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (3):عبد اللّه بن الحسن بن محمّد بن المطبوع، البزّاز، كان يسافر إلى الشام، فسمع من خيثمة بن سليمان الأطرابلسي، و محمّد بن هميان البغدادي نزيل دمشق، حدّثني عنه الحسن بن غالب المقرئ من كتابه العتيق، و حكى لي عنه أنه قال: سمعت حديثا كثيرا إلاّ أن كتبي ذهبت.

ص: 398


1- ترجمته في تاريخ بغداد 439/9.
2- كذا بالأصل و م، و في مختصر ابن منظور 118/12 «تثوب» و هي أشبه.
3- الخبر في تاريخ بغداد 439/9.
3250 - عبد اللّه بن الحسن بن محمّد بن عبد اللّه بن الفضيل

أبو محمّد الكلاعي الحمصي البزّاز، والد عبد الرّزاق

سكن دمشق.

و حدّث عن أبي عبد اللّه بن خالويه.

روى عنه: عبد العزيز الكتّاني (1)،و علي بن محمّد الحنّائي، و أبو علي الأهوازي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني (2)،أنا أبو محمّد عبد اللّه بن الحسن بن فضيل البزّاز - قراءة عليه - نا أبو عبد اللّه الحسين (3) بن أحمد بن الحسن بن خالويه، نا علي بن مهرويه القزويني، نا داود بن سليمان الغازي، نا علي بن موسى، نا أبي موسى بن جعفر، حدّثني أبي جعفر بن محمّد، حدّثني أبي محمّد بن علي، حدّثني أبي علي بن الحسين، حدّثني أبي الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«الحسن و الحسين سيّدا شباب أهل الجنّة، و أبوهما خير منهما»[5844].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز قال: توفي شيخنا أبو محمّد عبد اللّه بن الفضيل الحمصي البزّاز يوم الأربعاء لخمس خلون من شهر رمضان سنة اثنتي عشرة و أربعمائة، حدّث بشيء يسير عن الحسين بن خالويه.

ذكر أبو بكر الحدّاد أن أبا محمّد هذا رجل صالح، و انه مات سنة إحدى عشرة، و الصحيح أنه مات سنة اثنتي عشرة، و قد قرأت بخط أبي الفرج هبة اللّه بن عبد اللّه بن الحسن بن محمد بن الفضيل، قال: أوقفني أبو المعمّر المسدّد بن علي على ظهر جزء:

مات أبي أبو محمّد عبد اللّه بن الحسن في أوّل نهار يوم الأربعاء لخمس خلون من شهر رمضان سنة اثنتي عشرة و أربعمائة.

ص: 399


1- بالأصل و م: الكناني بنونين، خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به قريبا.
2- بالأصل و م: الكناني بنونين، خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به قريبا.
3- بالأصل و م: الحسن، خطأ و الصواب ما أثبت.
3251 - عبد اللّه بن الحسن بن محمّد بن الحسن بن الحسين

ابن عيسى بن يحيى بن الحسين بن زيد

ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب

أبو الغنائم النسّابة (1) ابن القاضي أبو (2) محمّد الزيدي

حدّث عن أبيه.

حدّث عنه أبو علي الأهوازي.

و رأيت له كتابا قد صنّفه و روى فيه عن أبي محمّد بن أبي نصر، و أبي القاسم بن الطّبيز (3)،و أبي علي الحسين بن سعيد بن المهنّد الشيزري، و إبراهيم بن محمّد الحنّائي، و أبي الحسين محمّد بن غالب العدل، و القاضي أبي الحسين محمّد بن الخضر بن عمر الفارض، و أبي الحسن المبارك بن سعيد الخطيب، و رشأ بن نظيف، و حدّث فيه عن جماعة من الغرباء، ذكر أنه سمع منهم بطبرستان، و الرّيّ ، و زنجان، و تبريز، و آمد، و رأيت تصنيفه يدل على التشيّع و الاعتزال، و صنّف كتابا في النسب يربي على عشر مجلدات، سمّاه:«نزهة عيون المشتاقين إلى وصف السّادة الغرّ الميامين»، ذكر فيه أنه طوّف بلاد خراسان، و فارس، و العراق، و الشام، و مصر، و المغرب، و لقي بها الأشراف العلويين، و استقصى أنسابهم، و لقي جماعة من النّسّابين، و أخذ عنهم علم النسب، و كان لهم (4) شعر لا بأس به، فممّا قرأت من شعره في كتاب النسب في أخبار فخر الدولة بن أبي الجنّ لما عزل ابن محرز البعلبكيّ عن تولي أوقاف العلويين و كان سنيّ السيرة فيها، فقال:

لو لم يكن للفخر أجر يحوزه *** ينال به جنّات عدن على علم

سوى عزله بعد الإياس ابن محرز *** و إنصافهم بعد التّظلّم في القسم

ص: 400


1- ترجمته في الوافي بالوفيات 129/17.
2- كذا بالأصل و م، و هو خطأ و الصواب:«أبي» كما في الوافي.
3- هو عبد الرحمن بن عبد العزيز بن أحمد، أبو القاسم الحلبي السراج، ترجمته في سير الأعلام 497/17.
4- كذا بالأصل و م، و الصواب: له.
3252 - عبد اللّه بن الحسن بن هلال بن الحسن بن عبد اللّه بن محمّد

أبو القاسم بن أبي محمّد الأزدي (1)

سمع أبا عبد اللّه محمّد بن عبد السّلام بن عبد الرّحمن بن عبيد بن سعدان، و أبا علي الأهوازي، و أبا محمّد عبد اللّه بن الحسين بن عبدان، و أبا القاسم بن الفرات، و رشأ بن نظيف، و أبا علي بن أبي نصر، و أبا الحسن علي بن محمّد بن أبي الهول، و أبا عبد اللّه محمّد بن علي بن سلوان، و أبا الفضل أحمد بن محمّد بن أحمد بن أبي الفراتي رئيس نيسابور، و أبا الحسن علي بن إبراهيم بن نصرويه السّمرقندي.

سمع منه أخي أبو الحسين الحافظ ، و أصحابنا، و أدركته و لم أسمع منه، و كان يسكن قرية سقبا (2) من إقليم داعية (3)،و أجاز لي حديثه.

و ذكر أبو محمّد بن صابر أنه صحيح السماع، لم يكن الحديث من شأنه.

أخبرنا أبو القاسم عبد اللّه بن الحسن بن هلال - إجازة - و أبو طاهر محمّد بن الحسين بن محمّد بن الحنّائي - قراءة - قالا: أنا أبو علي أحمد بن عبد الرّحمن بن عثمان التميمي - زاد أبو طاهر: و أبو الحسين محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو علي أحمد بن عبد الرّحمن، قالا: نا أبو بكر يوسف بن القاسم بن يوسف بن فارس بن سوّار الميانجي، نا أبو يعلى الموصلي، نا إبراهيم بن الحجّاج الشامي، نا وهيب، عن عبد اللّه بن طاوس، عن أبيه، عن ابن عبّاس قال:

احتجم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و أعطى الحجّام أجره، و استعط (4).

ذكر أبو محمّد بن صابر أن أبا القاسم عبد اللّه بن الحسن (5) بن هلال بن الحسن البزاز توفي ليلة الاثنين، دفن يوم الاثنين الثالث من ذي القعدة سنة ست و خمسمائة،

ص: 401


1- ترجم له ياقوت في معجم البلدان:«سقبا» و فيه: عبد اللّه بن الحسين.
2- سقبا بالفتح ثم السكون و باء موحدة: من قرى دمشق بالغوطة.
3- داعية كانت قرية عامرة دثرت و نسب إليها الإقليم إقليم داعية.(غوطة دمشق لمحمد كردعلي ص 169).
4- أي استعمل السعوط .
5- بالأصل و م:«الحسين» خطأ. و الصواب ما أثبت، و هو صاحب الترجمة.

و دفن بقرية سقبا من غوطة دمشق، و أنا أذكر وفاته، و ذلك أن أخي أبا الحسين الفقيه خرج إلى جنازته، فلمّا جاء سئل: أين كنت ؟ فقال: في سقبا في جنازة ابن هلال.

3253 - عبد اللّه بن الحسن، و يقال: ابن الحسين

أبو بكر السلمي

يأتي بعد.

3254 - عبد اللّه بن الحسن

أبو علي العلوي الوراق

حكى عن أبي القاسم المتطبّب.

كتب عنه رشأ بن نظيف.

قرأت بخطّ أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، و أبو القاسم بن هلال عنه، قال: أنشدني أبو علي عبد اللّه بن الحسن العلوي الوراق، أنشدني أبو القاسم المتطبّب.

أحبّاي من أهل القبور عليكم *** سلام أ ما من دعوة تسمعونها؟

و لا من سؤال ترجعون جوابه *** إلينا و لا من حاجة تطلبونها

و كنتم أناسا مثلنا مثل ما نرى *** تسرّون بالدنيا و تستحسنونها

سكنتم ظهور الأرض في الناس خلسة *** فلم تلبثوا حتى سكنتم بطونها

و قد كان في الدنيا قرون كثيرة *** و لكن ريب الدهر أفنى قرونها

3255 - عبد اللّه بن الحسين بن جابر

أبو محمّد المصّيصي الإمام البزاز (1)

حدّث بدمشق عن سعيد بن سليمان سعدويه، و هوذة (2) بن خليفة، و زكريا بن

ص: 402


1- ترجمته و أخباره في ميزان الاعتدال 408/2 لسان الميزان 272/3 سير أعلام النبلاء 307/13. و المصيصي نسبة إلى المصيصة بالفتح ثم الكسر و التشديد و ياء ساكنة و صاد أخرى و هي مدينة على شاطئ جيحان من ثغور الشام بين أنطاكية و بلاد الروم تقارب طرسوس. و ثمة مصيصة أخرى و هي قرية من قرى دمشق قرب بيت لهيا.(معجم البلدان).
2- بالأصل و م هوده بالدال المهملة، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 121/10.

يحيى الواسطي، و أبي اليمان الحكم بن نافع، و سعيد بن أبي مريم، و علي بن عيّاش، و عفان بن مسلم، و عبد اللّه بن يوسف التّنّيسي، و محمّد بن كثير العبدي، و آدم بن أبي إياس، و خلف بن هشام، و محمّد بن حميد الرّازي، و الحسن بن بشر البجلي، و يحيى بن عبد الحميد، و عبد اللّه بن جعفر الرّقي، و زكريا بن عدي، و عمرو بن عثمان الكلابي، و علي بن أبي هاشم الرازي، و موسى بن داود، و محمّد بن سابق، و عمر بن الرّبيع بن طارق، و الحسن بن موسى الأشيب، و عبد اللّه بن صالح، و داود بن معاذ، و موسى بن محمد البلقاوي، و عبد الغفار بن داود الحرّاني، و حيوة بن شريح.

روى عنه: أحمد بن سليمان بن حذلم، و أبو الميمون بن راشد، و خيثمة بن سليمان، و أبو الحسن أحمد بن حميد بن سعيد الأزدي، و محمّد بن محمّد بن أبي حذيفة، و محمّد بن جعفر بن محمّد بن ملاس، و عبد اللّه بن أحمد بن زبر، و أحمد بن عيسى بن السكين البلدي، و أبو جعفر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه البغدادي، و أبو عمر أحمد بن جعفر بن مشكان الفقيه، و أبو الفضل أحمد بن عبد اللّه بن نصر بن هلال السّلمي، و أبو علي الحسن بن حبيب، و سليمان بن أحمد الطبراني، و أبو عوانة الأسفرايني، و أحمد بن إبراهيم بن حبيب الزرّاد.

و قدم دمشق سنة سبع و ستين و مائتين.

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد في كتابه، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد (1)،نا عبد اللّه بن الحسين المصّيصي، نا محمّد بن بكّار بن بلال، نا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عبّاس، عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«مكتوب في التوراة: من سرّه أن تطول حياته، و يزاد في رزقه فليصل رحمه»[5845].

أخبرنا أبو محمّد الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني (2)،أنا أبو القاسم تمّام بن محمّد، أنا أبو الميمون بن راشد، نا عبد اللّه بن الحسين المصّيصي، نا آدم بن أبي إياس، نا حمّاد بن سلمة، عن عبيد اللّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال: كانت أم

ص: 403


1- أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 243/11 رقم 11822.
2- بالأصل و م: الكناني، خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.

عاصم - اسمها عاصية - فسمّاها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم جميلة.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمّام بن محمّد، أنا أبو الحسين أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم - قراءة عليه - نا عبد اللّه بن الحسين (1) المصّيصي، نا محمّد بن كثير العبدي، أنا سفيان، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر، و سمعته يقول: إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لم يسأل عن شيء فقال: لا.

أخبرنا أبو الحسين بختيار بن عبد اللّه الهندي، مولى القاضي أبي منصور محمّد بن إسماعيل اليعقوبي البوشنجي (2)-ببوشنج - أنا أبو طاهر جعفر بن محمّد بن الفضل العبّاداني - بالبصرة - أنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي - بالبصرة - نا القاضي أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحيم العنبري، أنا أبو محمد عبد اللّه بن الحسن بن جابر العقيلي مولى عقيل بن أبي طالب بالمصيصة نا محمّد بن يزيد بن سنان، عن أبيه، عن أيوب بن زياد الجهضمي، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، عن ثوبان قال:

مرّ رجل بثوبان ؟ فقال أين تريد؟ قال: أريد الغزو في سبيل اللّه، قال له: لا تجبن إن لقيت، و لا تغلل إن غنمت، و لا تقتلن شيخا كبيرا، و لا صبيا صغيرا، فقال له الرّجل: ممّن سمعت هذا؟ قال: من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

و قال أبو حاتم: محمّد بن حبّان البستي فيما بلغني عنه عبد اللّه بن الحسين بن جابر البغدادي، سكن المصّيصة، يسرق الحديث، لا يجوز الاحتجاج به (3).

3256 - عبد اللّه بن الحسين بن رواحة بن إبراهيم بن رواحة

أبو محمّد الأنصاري الحموي

ولد بحماة سنة ست و ثمانين و أربعمائة.

قدم دمشق، و كان شاعرا، له يد بيضاء في القراءات، و تهجّد في الخلوات، و كان يصلّي بالناس التراويح في شهر رمضان، و مدح الإمام المقتفي لأمر اللّه أمير المؤمنين

ص: 404


1- بالأصل و م: الحسن، خطأ و الصواب ما أثبت، و هو صاحب الترجمة.
2- بالأصل و م: البوسنجي بالسين المهملة، و الصواب ما أثبت بالشين المعجمة (انظر الأنساب - و معجم البلدان «بوشنج»).
3- توفي بعد الثمانين و مائتين، قاله الذهبي في سير أعلام النبلاء 308/13.

مرارا، يخلع عليه ثياب الخطابة، و قلّده أمرها بحماة، و كتب إلى ابنه الفقيه أبي علي الحسين بن عبد اللّه و هو يتفقّه بدمشق:

بنيّ تيقّظ و استمع ما أقوله *** و لا تك محتاجا إلى وعظ واعظ

فما أحد في الخلق أشفق من أب *** عليك و لا يرعاك مثل لواعظي (1)

إذا كنت في شرخ الشبيبة ناسيا *** فلست إذا عند المشيب بحافظ

و كتب إليه و هو غائب عنه بديار مصر أبياتا منها:

إنّما هذه الحياة أحاظ بيننا و الممات قسمة عدل

فتوخّ الوحى و لا تك ريث *** فالليالي تمحو لما أنت تملي

قد توكّلت فيك يا بني على اللّه *** و حسبي به مبتلى لفضل

غير أنّي لا أخاف أن لا يراني (2)*** فأجازيك (3) حرّ ثكل بثكل

و كان ولده أبو علي قد أسر في البحر فمات قبل أن يراه، فآخر ما قاله:

إلهي ليس لي مولى سواكا *** فهب من فضل فضلك لي رضاكا

و إلاّ ترضى عني فاعف عني *** لعلّي أن أرجو (4) به حماكا

فقد يهب الكريم و ليس يرضى *** فأنت تحكم (5) في ذا و ذاكا

توفي أبو محمّد في المحرّم سنة إحدى و ستين و خمسمائة بحماة.

3257 - عبد اللّه بن الحسين بن عبيد اللّه بن أحمد بن عبدان

ابن أحمد بن زياد بن وردازاد

ابن عبد بن شبّة بن أحمد بن عبد اللّه

أبو محمّد الصّفّار المقرئ

حدّث عن عبد الوهّاب الكلابي، و أبيه الحسين بن عبيد اللّه، و طلحة بن أسد بن المختار.

ص: 405


1- كذا بالأصل و م، و لا نجد لها مكانا أو معنى لها هنا.
2- كذا بالأصل و م.
3- مهملة بالأصل بدون نقط ، و في م:«فاحاربكا» و المثبت عن المطبوعة.
4- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: أحوز.
5- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: محكم.

روى عنه: نجا بن أحمد، و أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن أحمد بن المبارك الفراء، و نصر بن أحمد الهمداني المعلّم، و أبو إسحاق إبراهيم بن محمد البجلي البوشنجي (1)،و ابن بنته أبو طاهر محمّد بن الحسين بن محمّد بن إبراهيم بن الحنّائي.

أنبأنا أبو طاهر بن الحنّائي، و أخبرني أبو المكارم بن أبي طاهر عنه، أنا جدي لأمي أبو (2) محمّد عبد اللّه بن الحسين بن عبيد اللّه بن عبدان الأزدي المقرئ، و أبو الحسن علي بن محمّد بن صافي بن شجاع الربعي، قالا: أنا عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي، نا أحمد بن عمير (3) بن يوسف بن جوصا، نا يونس بن عبد الأعلى، أنا عبد اللّه بن وهب أن مالك بن أنس أخبره.

ح قال: و نا عيسى بن إبراهيم بن مثرود (4)،أنا عبد الرّحمن بن القاسم، حدّثني مالك بن أنس، عن عبد اللّه بن دينار، عن عبد اللّه بن عمر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:«إنّ بلالا ينادي بليل، فكلوا و اشربوا حتى ينادي ابن أمّ مكتوم»[5846].

أخبرناه أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، أنا أبو القاسم علي بن محمّد بن يحيى السميساطي، أنا عبد الوهّاب بن الحسن، فذكره.

وجدت بخط الحسين بن عبيد اللّه بن أحمد بن عبدان الأزدي، ولد أبو محمّد عبد اللّه بن الحسين ليلة الجمعة لتسع بقين من المحرم سنة ثنتين و ستين و ثلاثمائة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني (5)،حدّثني نسيب الدولة أبو القاسم علي بن الشريف القاضي مستخص الدولة أبي الحسين إبراهيم بن العبّاس بن الحسن الحسيني و أجازه لي أبو القاسم، قال: توفي أبو محمّد عبد اللّه بن عبدان سنة ثلاث و أربعين و أربعمائة.

قال عبد العزيز: حدّث عن عبد الوهّاب بن الحسن و غيره، و كان ثقة مأمونا، و كان مقرئا.

ص: 406


1- بالأصول: البوسنجي.
2- في م: أبي.
3- بالأصل و م: عمر، خطأ و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 15/15.
4- في م: مثرد.
5- بالأصل و م: الكناني، خطأ، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
3258 - عبد اللّه بن الحسين بن غنجدة،

3258 - عبد اللّه بن الحسين (1) بن غنجدة،

و يقال: عبيد اللّه الليثي الرّملي

سمع سليمان بن عبد الرّحمن بدمشق، و محمّد بن عمرو الغزي (2).

روى عنه: محمد بن الحسن بن قتيبة، و خيثمة بن سليمان، و أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل الفارسي.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد المزكّي، أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أحمد بن صصري - بقراءتي عليه - أنا أبو القاسم تمّام بن محمّد بن عبد اللّه الرازي، أنا خيثمة بن سليمان بن حيدرة الأطرابلسي سنة ثلاث و أربعين و ثلاثمائة نا عبد اللّه بن الحسين بن عنجدة الليثي، نا سليمان بن حرب، نا شعيب بن إسحاق، عن أبي حنيفة، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«من حلف باللّه لأفعلنّ كذا، و أضمر إن شاء اللّه ثم لم يفعل الذي حلف عليه لم يحنث»[5847].

أخبرنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي بن ميمون بن الربعي، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن طالب البغدادي، نا أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل الفارسي الفقيه في الكرخ درب الزعفراني، نا عبيد اللّه (3) بن الحسين بن غنجدة الرملي - بالرملة - نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا سعدان بن يحيى، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ اللّه لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من قلوب الرجال، و لكن ينتزعه بقبض العلماء، فإذا لم يدع عالما اتّخذ الناس رؤساء جهالا فسألوهم فأفتوهم بغير علم، فضلّوا و أضلّوا»[5848].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا محمّد بن إسماعيل بن إسحاق الفارسي، نا عبد اللّه بن الحسين بن غنجدة، نا محمّد بن عمرو الغزّي (4)،نا مصعب بن ماهان، عن سفيان، عن أبي بكر بن أبي الجهم، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه، عن ابن عبّاس قال: مات زوج سبيعة بنت

ص: 407


1- بالأصل و م:«الحسن» و المثبت ما يقتضيه سياق تنظيم و ترتيب التراجم.
2- رسمها بالأصل:«العوى» و في م:«العوني» و المثبت عن الأنساب (الغزي) ذكره السمعاني و ترجم له.
3- كذا بالأصل و م، و هو صاحب الترجمة، صوابه: عبد اللّه.
4- رسمها بالأصل:«العوى» و في م:«العوني» و المثبت عن الأنساب (الغزي) ذكره السمعاني و ترجم له.

الحارث (1) فوضعت بعده بأيام، فأتت النبي صلى اللّه عليه و سلّم فأمرها أن تتزوج.

قال الدارقطني: هذا حديث غريب من حديث الثوري، عن أبي بكر بن أبي الجهم، تفرّد به مصعب بن ماهان عنه بهذا الإسناد.

3259 - عبد اللّه بن الحسين بن محمّد بن جمعة

3259 - عبد اللّه بن الحسين (2) بن محمّد بن جمعة

أبو محمّد السّلمي

روى عن أبيه، و شعيب بن عمر، و محمّد بن الوليد القلانسي، و الرّبيع بن سليمان المرادي، و أخطل بن الحكم، و العبّاس بن الوليد بن مزيد (3)،و أحمد بن شيبان الرّملي، و أبي أميّة الطّرسوسي، و أبي بكر عبيد اللّه بن محمّد العمري القاضي، و أبي عامر موسى بن عامر، و محمّد بن إبراهيم بن كثير الصوري، و أبي عتبة أحمد بن الفرج، و الحسن بن جرير الصوري، و يزيد بن محمّد بن عبد الصمد، و الحسن بن عبد اللّه بن الحسن، و إبراهيم بن معاوية القيسراني، و أحمد بن عيسى التّنّيسي، و أبي زرعة الدمشقي.

روى عنه: أبو سليمان بن زبر، و أبو بكر بن المقرئ، و أبو الحسن أحمد بن عبد اللّه بن رزيق (4)،و أبو الحسن بن المظفّر، و عبد اللّه بن عمر بن أيوب المرّي، و عثمان بن عمر بن الربيع الفقيه الشافعي، و أبو القاسم الحسن بن سعيد بن حكيم القرشي، و محمّد بن جعفر بن الحسن البغدادي المعروف بابن صاحب المصلّى، و عبد الوهّاب الكلابي، و أبو النّضر محمّد بن أحمد بن سليمان النّسوي الشّرمغولي (5)، و أبو هاشم المؤدب.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك (6) الخلاّل، و أبو المطهّر عبد المنعم بن أحمد بن يعقوب، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن

ص: 408


1- انظر ترجمتها في أسد الغابة 137/6 و الإصابة 324/4.
2- بالأصل و م: الحسن، و المثبت ما يقتضيه سياق و تنظيم و ترتيب التراجم.
3- بالأصل و م: يزيد، خطأ و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 471/12.
4- عن م و بالأصل:«زريق» و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 552/16.
5- ضبطت عن الأنساب و هذه النسبة إلى شرمغول و هي قرية فيها قلعة حصينة، على أربعة فراسخ من نسا (الأنساب).
6- بالأصل و م: عبد اللّه، خطأ، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 620/19.

المقرئ، نا عبد اللّه بن الحسين بن محمّد بن جمعة، أبو محمّد - بدمشق - نا أبو عتبة أحمد بن الفرج، نا ابن أبي فديك، نا ابن أبي ذئب، عن نافع، عن ابن عمر: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أدرك عمر و هو يحلف بأبيه، فقال:«إن اللّه تعالى ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، فمن كان حالفا فليحلف باللّه أو ليترك»[5849].

قرأت بخط نجا بن أحمد - فيما نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق - في الدفعة الثانية: أبو محمّد عبد اللّه بن الحسين بن محمّد بن جمعة السلمي، فكان أبوه أيضا محدّثا، مات في ذي القعدة سنة إحدى و ثلاثين و ثلاثمائة.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر قال: سنة إحدى و ثلاثين و ثلاثمائة فيها مات أبو محمّد عبد اللّه بن الحسين بن جمعة في ذي القعدة.

3260 - عبد اللّه بن الحسين بن محمّد بن أحمد

ابن الحر - و لقبه حيدرة - بن سليمان

ابن هزان بن سليمان بن حيّان بن وبرة المرّي

أبو بكر بن أبي عبد اللّه الأطرابلسي القاضي

حدّث عن أبي العبّاس أحمد بن محمّد بن عمرو بن حميد بن الأبحّ الكندي.

روى عنه: مولاه أبو الحسين لبيب بن عبد اللّه، و أبو القاسم حمزة بن عبد اللّه بن الحسين بن الشام الأطرابلسي، و سيأتي له حديث في ترجمة لبيب إن شاء اللّه تعالى.

أنبأنا أبو الحسين محمّد بن كامل، عن أبي القاسم عبد الرّحمن بن علي بن أبي العيس الأطرابلسي، نا أبو القاسم حمزة بن عبد اللّه بن الحسين الأطرابلسي - إملاء - في ذي القعدة سنة تسع و أربعمائة، نا القاضي أبو بكر عبد اللّه بن الحسين بن محمّد بن حيدرة - قراءة عليه - أنا أبو العبّاس محمّد بن أحمد (1) بن عمرو بن حميد بن الأبحّ الكندي الحمصي، نا سعيد بن عمرو السّكوني الحمصي، نا بقية بن الوليد، عن محفوظ بن المسور، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللّه قال: قال

ص: 409


1- كذا و مرّ قبل أسطر:«أحمد بن محمد» و لم نعثر عليه.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من بلغه عنّي حديث فكذّب به، فقد كذّب ثلاثة: كذّب اللّه و رسوله و الذي يجيء به»[5850].

3261 - عبد اللّه بن الحسين بن محمّد بن إبراهيم

ابن الحسين بن عبد اللّه بن عبد الرّحمن

أبو الحسن بن أبي القاسم بن الحنّائي

سمع أباه أبا القاسم، و أبا بكر الخطيب، و أبا الحسن بن أبي الحديد، و عبد العزيز بن أحمد، و جماعة سواهم.

و حدّث بشيء يسير.

سمع منه عمر الدّهستاني.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، قال: توفي أبو الحسن عبد اللّه - يعني ابن الحسين - يوم الأحد الخامس عشر من شوال سنة ستين أربعمائة - زاد ابن الأكفاني و كان قد سمع الكثير، و نسخ من الشيوخ، و لم يحدّث إلاّ للدّهستاني بجزء أو جزءين، رحمه اللّه.

3262 - عبد اللّه بن الحسين

أبو محمّد الفقيه الشافعي

قدم دمشق، و حدّث بها عن الفضل بن حمدان الزعفراني الأهوازي.

روى عن علي بن الخضر السّلمي.

3263 - عبد اللّه بن الحسين، و يقال: ابن الحسن

أبو بكر السلمي (1)

حدّث عن أبي محمّد الحسن بن محمّد الخلاّل.

روى عنه: أبو محمّد عبد اللّه بن (2) محمّد بن علي بن أحمد بن المبارك الفراء، و نجا بن أحمد، و سمّي أباه الحسن.

ص: 410


1- تقدمت ترجمته فيمن اسم أبيه «الحسن».
2- كذا بالأصل، و في م:«أبو محمد عبد اللّه محمد» و في المطبوعة:«أبو عبد اللّه محمد بن علي» و هو ما سيرد في سند الخبر التالي.

قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، عن أبي عبد اللّه محمّد بن علي الفراء، أنا أبو بكر عبد اللّه بن الحسين السّلمي (1)،نا الحسن الخلاّل، نا علي بن عمرو بن سهل الحريري، نا محمّد بن هارون بن عبد اللّه نا أحمد - أظنه ابن منيع - نا محمّد بن بكر، نا هشام بن حسان، عن هشام بن عروة، عن أبيه: أن معاوية بن أبي سفيان بعث إلى عائشة بمائة ألف، فو اللّه ما غابت الشمس من ذلك اليوم حتى فرّقتها، فقالت مولاة لها: لو اشتريت من هذه الدراهم لحما بدرهم، فقالت: لو قلت لي قبل أن فرّقتها، فعلت.

3264 - عبد اللّه بن الحصين،

و يقال: الحسين بن المبارك الهمداني

أشهده سليمان بن عبد الملك عليه في سجل سجّل به في نهر يزيد، تقدم ذكره في حديث الأنهار.

3265 - عبد اللّه بن حكيم التميمي السّعدي البصري

من وجوه أهل البصرة.

أوفده بشر بن مروان على عبد الملك (2) في وفد ليحضّوه (3) على توليته عمر بن عبيد اللّه (4) بن معمر قتال الأزارقة و يخبروه أن المهلّب مريض، فلما خرج الوفد من خطبهم مضى، خطب عبد اللّه بن حكيم، و حث عبد الملك (5) على تولية المهلّب، فولاّه عبد الملك (6).

ذكر ذلك أبو خيثمة زهير بن حرب في كتاب حروب الأزارقة.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار، أنا

ص: 411


1- بالأصل و م هنا:«السلحي» خطأ و الصواب ما أثبت، و قد تقدم.
2- بالأصل و م:«عبد اللّه» و المثبت عن المطبوعة.
3- تقرأ بالأصل و م: ليحضره.
4- بالأصل و م:«عبد اللّه» خطأ، و الصواب ما أثبت، انظر تاريخ خليفة ص 297 و سيرد صوابا في الخبر التالي.
5- بالأصل و م: عبد اللّه، و الصواب ما أثبت.
6- عن م و بالأصل عبد اللّه.

أبو العلاء محمّد بن علي الواسطي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد البابسيري، أنا الأحوص (1) بن المفضّل بن غسان، نا أبي، نا حازم أبو النعمان، نا غسان بن مضر، نا سعيد بن يزيد أبو سلمة (2).

أن بشر بن مروان بعث إلى عبد الملك بن مروان رجالا من أهل البصرة من وجوههم: أنه ليس لقتال الأزارقة إلاّ عمر بن عبيد اللّه بن معمر، فيهم عبد اللّه بن حكيم السعدي، فقام خطيبا في حديث فيه طول.

و قال: أخطأ في نسبه، هو عبد اللّه بن حكيم بن زياد بن حري (3) بن سفيان بن مجاشع بن دارم، و هو القرين (4) لأنه كان يدخل هو و طفيل أخو ربيعة بن مالك بن زيد (5) مناة على زياد بن أبي سفيان، فلذلك سمّي القرين، و كان حمل الدّيات حين قتل مسعود بن عمرو العتكي، و إيّاه مدح الفرزدق فقال:

منا خطيب لا يعاب و حامل *** أغرّ إذا التفت عليه المجامع (6)

و هذا الحامل، و الخطيب: عطارد بن حاجب بن زرارة حين وفد على النبي صلى اللّه عليه و سلم.

3266 - عبد اللّه بن حمّاد بن أيوب بن موسى

3266 - عبد اللّه بن حمّاد بن أيوب بن موسى (7)

أبو عبد الرّحمن الآملي (8)

آمل (9) جيحون، و يقال له الأموي لأن بلده تسمى أمو

سمع بدمشق و غيرها أبا الجماهر محمّد بن عثمان، و إبراهيم بن عبد اللّه بن

ص: 412


1- بالأصل و م: الأخوص، خطأ. و قد مرّ التعريف به.
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: أبو مسلمة.
3- كذا بالأصل و م، و في الإصابة رقم 1607:«جرى» و في جمهرة ابن حزم ص 231 حوي.
4- في المطبوعة: و هو القرين، مشهور في وجوه بني تميم و أشرافهم، و إنما سمي القرين لأنه كان يدخل...
5- عن م، و بالأصل: يزيد مناة.
6- ديوان الفرزدق ط بيروت 418/1.
7- ترجمته و أخباره في تهذيب الكمال 92/10 و تهذيب التهذيب 126/3 و تاريخ بغداد 444/9 و سير أعلام النبلاء 611/12 خلاصة تذهيب الكمال ص 195.
8- بالأصل و تاريخ بغداد: الايلي» و المثبت عن معجم البلدان (آمل) و الأنساب (الآملي) و باقي مصادر ترجمته.
9- بالأصل: ايل، و المثبت عن تهذيب الكمال و سير أعلام النبلاء و فيها: آمل جيحون: بليدة من أعمال مرو، و يقال له: أمو، و من ثم قيل له الأموي بفتحتين.

العلاء بن زبر (1)،و سليمان بن عبد الرّحمن، و صفوان بن صالح، و القاسم بن يزيد بن عوانة الكلابي، و نعيم بن حمّاد، و سعيد بن كثير بن عفير، و سعيد بن أبي مريم، و أبا روح الربيع بن روح، و يحيى الوحاظي (2)،و محمّد بن كثير، و سليمان بن حرب، و عبد اللّه بن مسلمة القعنبي، و إبراهيم بن المنذر الجزامي (3)،و محمّد بن أبي معشر، و مالك بن سلام البغدادي، و محمّد بن عمران بن أبي ليلى، و أبا اليمان الحمصي (4) غيرهم.

روى عنه: أبو نصر محمّد بن حمدويه (5) بن سهل بن داود المروزي، و عبد اللّه بن محمّد بن الحارث البخاري، و إبراهيم بن خزيم (6) الشّاشي (7)،و أبو محمّد بكر بن مسعود بن الرواد بن الحسن بن الفرنكدي (8).

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسن محمّد بن الحسين بن داود العلوي، نا محمّد بن حمدويه بن سهل المروزي، أبو نصر الغازي، نا عبد اللّه بن حمّاد الآملي، نا صفوان بن صالح، نا الوليد، نا زهير بن محمّد، نا جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جابر بن عبد اللّه، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«شفاعتي يوم القيامة لأهل الكبائر من أمّتي»، فقلت: ما هذا يا جابر؟ قال: نعم يا محمّد، إنه من زادت حسناته على سيئاته فذاك الذي يدخل الجنّة بغير حساب، و من استوت حسناته و سيئاته، فذاك الذي يحاسب حسابا يسيرا ثم يدخل الجنّة، و إنما شفاعة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم لمن أوبق نفسه و أعلق ظهره[5851].

ص: 413


1- بالأصل و م:«زيد» و المثبت عن تهذيب الكمال.
2- عن م و تهذيب الكمال، و بالأصل: الواحظي.
3- رسمها بالأصل:«الحرابى» و في م:«الحرابي» و الصواب ما أثبت عن تهذيب الكمال.
4- بالأصل و م:«الحصبي» و ما أثبت عن تهذيب الكمال.
5- بالأصل و م:«حندويه» و المثبت عن تهذيب الكمال.
6- بالأصل و م: خزيم، و في المطبوعة: خزيم خطأ. و انظر المشتبه 263/1.
7- بعدها سقط العديد من الرجال الذين رووا عنه من الأصل و م و قد ورد في المطبوعة:... و أبو سليمان داود بن الوسيم البوسنجي، و محمد بن المنذر بن سعيد الهروي شكّر، و أبو سعيد حاتم بن أحمد بن محمود الكندي البخاري، و أبو عبد اللّه الحسين بن إسماعيل المحاملي، و الهيثم بن كليب الشاشي. و قد وردت هذه الأسماء بالأصل و م مقمحة ضمن سند الخبر التالي.
8- نسبة إلى فرنكد قرية قريبة من سمرقند (معجم البلدان).

أخبرنا أبو منصور بن زريق، و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، قالا: أنا و أبو الحسن بن سعيد، نا أبو بكر الخطيب (1)،حدّثني الحسن بن محمّد الخلاّل، قال:

حدّثتنا أمة الواحد بنت الحسين بن إسماعيل، قالت: حدّثني أبي، نا عبد اللّه بن حمّاد بن أيوب بن موسى أبو عبد الرّحمن الآملي (2)،فذكر عنه حديثا.

أخبرنا أبو منصور، و أبو النجم، و أبو الحسن قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب (3):

عبد اللّه بن حمّاد بن أيوب بن موسى أبو عبد الرّحمن الآملي (4)،قدم بغداد، و حدّث بها عن عبد الغفّار بن داود الحرّاني، و أبي الجماهر محمّد بن عثمان الدمشقي.

روى عنه: القاضي أبو عبد اللّه المحاملي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن، أنا هنّاد بن إبراهيم بن محمّد النّسفي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد بن سليمان بن كامل الغنجار الوراق، قال: توفي أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن حمّاد الآملي في ربيع الآخر سنة تسع و ستين و مائتين (5).

3267 - عبد اللّه بن حمّاد بن مالك بن بسطام بن درهم الأشجعي

من أهل حرستا.

روى عنه: ابنه أبو مالك محمّد بن عبد اللّه بن حمّاد، يأتي حديثه في ترجمة ابنه.

3268 - عبد اللّه بن حمّاد

أبو رواحة

وجد بدمشق كتابا كتبه ابن عبّاس إلى معاوية.

روى عنه: الوليد بن عبد الملك بن عبيد اللّه (6) بن مسرّح أبو وهب الحرّاني.

ص: 414


1- الخبر في تاريخ بغداد 445/9.
2- تاريخ بغداد: الايلي.
3- تاريخ بغداد 444/9.
4- تاريخ بغداد: الايلي.
5- و نقل المزي في تهذيب الكمال 92/10 و الذهبي في سير الأعلام 611/12 قولا آخر أنه مات سنة 273.
6- سقطت من الأصل و زيدت عن م.

قرأت بخط أبي الحسين الرازي، أخبرني محمود بن محمّد المازني، نا أبو شيبة المطّلب بن حفص الحلعطي (1)،نا عبد الملك بن حميد بن عبد الملك.

ح قال: و أخبرني محمود، حدّثني هلال بن العلاء، أنا الوليد بن عبد الملك بن مسرّح، حدّثني عبد الملك بن حميد، و أبو رواحة عبد اللّه بن حمّاد.

قال محمود: و حديث أبي شيبة أتمّ الحديثين قال:

كنا مع عبد الملك بن صالح بدمشق، فأصاب كتابا في ديوان دمشق.

بسم اللّه الرّحمن الرحيم.

من عبد اللّه بن العبّاس إلى معاوية بن أبي سفيان.

سلام عليك، فإنّي أحمد إليك اللّه الذي لا إله إلاّ هو، عصمنا اللّه و إيّاك بالتقوى، أمّا بعد، فقد جاءني كتابك فلم أسمع منه إلاّ خيرا، و ذكرت شأن المودّة بيننا، و إنّك لعمرو اللّه، لمودود في صدري من أهل المودة الخالصة و الخاصّة، و إنّي للخلّة التي بيننا لراع، و لصالحها لحافظ ، و لا قوة إلاّ باللّه.

أما بعد حفظ اللّه، فإنك من ذوي النهى من قريش، و أهل الحلم و الخلق الجميل منها، فليصدر رأيك بما فيه النظر لنفسك و التقية على دينك و الشفقة على الإسلام و أهله، فإنه خير لك و أوفر لحظك في دنياك و آخرتك، و قد سمعتك تذكر شأن عثمان بن عفّان، فعلم أن انبعاثك في الطلب بدمه فرقة و سفك للدماء، و انتهاك للمحارم (2)،و هذا لعمرو اللّه ضرر على الإسلام و أهله، و إن اللّه سيكفيك أمر سافكي دم عثمان، فتأنّ في أمرك، و اتّق اللّه ربّك، فقد يقال إنك تكيد (3) الإمارة، و تقول إنّ معك وصية من النبي صلى اللّه عليه و سلّم بذلك، فقول نبي اللّه الحق، فتأنّ في أمرك، و لقد سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يقول للعبّاس:«إنّ اللّه يستعمل من ولدك اثني عشر رجلا منهم: السفاح، و المنصور، و المهدي، و الأمين، و المؤتمن، و أمير العصب، أ فتراني أستعجل الوقت أو أنتظر قول رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و قوله الحق، و ما يود (4) اللّه من أمر يكن و لو كره العالم ذلك، و أيم اللّه لو

ص: 415


1- كذا رسمها بالأصل، و في م:«الخلعطي» و لم نهتد إليه.
2- في م: المحارم.
3- الحرف الأول مهمل بالأصل بدون نقط ، و المثبت عن م.
4- كذا بالأصل و م، و في مختصر ابن منظور 123/12 «ما يرد» و هذا أشبه.

أشاء لوجدت متقدما و أعوانا و أنصارا، و لكنّي أكره لنفسي ما أنهاك عنه، فراقب اللّه ربّك، و اخلف محمدا في أمّته خلافة صالحة، فأمّا شأن ابن عمّك علي بن أبي طالب فقد استقامت له عشيرتك، و له سابقته و حقه، و نحن له على الحق أعوان، و نصحاء لك (1)و له و لجماعة المسلمين و السلام عليك و رحمة اللّه و بركاته.

و كتب عكرمة ليلة البدر من صفر سنة ست و ثلاثين.

3269 - عبد اللّه بن حنش الخثعمي

شهد صفّين مع معاوية، و كان مقدّم خثعم.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد، أنا أبو غالب محمّد بن الحسن بن أحمد الباقلاني، أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن نيخاب (2)،نا إبراهيم بن الحسين بن علي الكسائي، نا يحيى بن سليمان الجعفي، نا نصر بن مزاحم (3) نا عمر بن سعد، حدّثني أبو علقمة الخثعمي أن عبد اللّه بن حنش الخثعمي كان رأسا لخثعم مع معاوية بصفّين، فأرسل إلى أبيّ بن (4) كعب الخثعمي رأس خثعم مع علي:

إن شئت توافقنا (5) فلم نقتتل فإن ظهر صاحبك كنا معه، و إن ظهر صاحبنا كنتم معنا، و لم يقتل بعضنا بعضا، فأبى أبو كعب، فلما دنا الناس بعضهم إلى بعض التقت خثعم و خثعم، فقال عبد اللّه بن حنش: يا معشر خثعم قد عرضنا على قومنا من أهل العراق الموادعة صلة لأرحامهم، و حفظا لحقهم أبدا، ما كفّوا عنكم، فإن قاتلوكم فقاتلوهم، فقال رجل من أصحابه: قد ردّوا عليك رأيك، و أقبلوا يقاتلونك، فغضب عبد اللّه بن حنش و قال: اللّهمّ قيّض له وهب بن مسعود رجلا من خثعم الكوفة كانوا يعرفونه بالبأس في الجاهلية، فدعا الرجل إلى البراز، فخرج إليه وهب بن مسعود، فحمل على الشامي فقتله، ثم اقتتلوا قتالا شديدا، قال: و حمل (6) شمر بن عبد اللّه

ص: 416


1- بالأصل:«و نصالحك» و المثبت عن م.
2- مهملة بالأصل و م بدون نقط و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
3- الخبر في وقعة صفين لنصر بن مزاحم ص 257.
4- كذا بالأصل و م، و في وقعة صفين:«أبي كعب الخثعمي» و هو ما سيرد قريبا.
5- كذا بالأصل و م، و في وقعة صفين: تواقفنا.
6- بالأصل و م:«و محمل» و المثبت عن وقعة صفين.

الخثعمي من أهل الشام على أبيّ بن (1) كعب رأس خثعم الكوفة، فطعنه فقتله، ثم انصرف يبكي و يقول: رحمك اللّه يا أبا كعب، لقد قتلتك في طاعة قوم أنت أمسّ بي رحما منهم، و أحبّ إليّ نفسا منهم، و لكن و اللّه ما أدري ما أقول، و لا أرى الشيطان إلاّ قد فتننا، و لا أرى قريشا إلاّ قد لعبت بنا، و وثب كعب بن أبي كعب إلى راية أبيه فأخذها، ففقئت عينه و صرع، ثم أخذها شريح بن مالك، فصرع، حتى صرع منهم حول رايتهم ثمانون رجلا، و أصابوا من خثعم الشام نحوا منهم.

3270 - عبد اللّه بن حنظلة بن أبي عامر المعروف بالرّاهب

و اسمه عبد عمرو بن صيفي بن النّعمان

ابن مالك بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف

ابن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس

و يقال: مالك بن أمة بن ضبيعة، و قيل غير ذلك (2)

أبو عبد الرّحمن - و يقال: أبو بكر - الأنصاري

من أهل المدينة.

أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلّم و روى عنه، و عن عمر، و كعب الأحبار.

روى عنه: عبد اللّه بن يزيد الخطمي، و عبد اللّه بن عبيد اللّه بن أبي مليكة، و ضمضم بن جوس، و أسماء بنت زيد بن الخطاب، و عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام المخزومي.

و وفد على يزيد بن معاوية، ثم رجع من عنده، و خرج مع من خرج في فتنة الحرّة، فقتل، و أبوه حنظلة بن أبي عامر غسيل الملائكة، قتل مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم يوم أحد شهيدا.

ص: 417


1- كذا بالأصل و م، و في وقعة صفين:«أبي كعب الخثعمي» و هو ما سيرد قريبا.
2- اختلفوا في نسبه، بزيادة اسم و نقصان آخر، انظر في ترجمته و أخباره: تهذيب الكمال 96/10 و تهذيب التهذيب 127/3 أسد الغابة 114/3 الإصابة 299/2 الاستيعاب 286/2 هامش الإصابة، شذرات الذهب 71/1 و الوافي بالوفيات 155/17 و سير أعلام النبلاء 321/3 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80) ص 144. و انظر بحاشية المصادر الثلاثة الأخيرة أسماء مصادر أخرى ترجمت له.

و قد سقنا ذكر وفوده في ترجمة العبّاس بن سهل (1).

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم، نا محمّد بن إسماعيل التّرمذي.

ح و أخبرنا أبو القاسم السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو بكر محمّد بن علي بن محمّد بن النضر الدّيباجي، نا الحسين بن صفوان، نا أبو إسماعيل محمّد بن إسماعيل السلمي، نا الحسن بن سوّار (2)،أبو العلاء، نا عكرمة بن عمار - زاد ابن صفوان: اليمامي - عن ضمضم بن جوس، عن عبد اللّه بن حنظلة بن الراهب، قال: رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم - و قال يوسف: رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - يطوف بالبيت على ناقته - و قال يوسف: ناقة - لا ضرب و لا طرد و لا إليك إليك.

و قال أبو إسماعيل الترمذي، ذكرته لأحمد بن حنبل فقال: الحديث غريب، و الشيخ ثقة - و في حديث صفوان قال: فسألنا أبا عبد اللّه أحمد بن حنبل عن هذا الحديث فقال: الشيخ ثقة، و الحديث غريب، ثم أطرق ساعة، ثم قال: كتبتموه من كتاب ؟ قلنا: نعم.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (3)،[حدثني أبي] (4) حدّثني حسين بن محمّد، نا جرير - يعني ابن حازم - عن أيوب، عن [ابن] (5) أبي مليكة، عن عبد اللّه بن حنظلة غسيل الملائكة، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«درهم ربا يأكله الرجل و هو يعلم، أشدّ من ستة و ثلاثين زنية»[5852].

كذا قال أيوب، و تابعه ليث بن [أبي] (6) سليم.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن

ص: 418


1- راجع في كتابنا ترجمة العباس بن سهل.
2- بالأصل و م: سواد، خطأ و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 344/4.
3- مسند الإمام أحمد ط دار الفكر رقم 22016(223/8).
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك عن مسند أحمد.
5- سقطت من الأصل و م و أضيفت من المسند.
6- سقطت من الأصل و م و زيادتها لازمة، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 449/15.

علي، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، حدّثني هاشم بن الحارث المروزي، نا عبيد اللّه بن عمرو، عن ليث بن أبي سليم، عن ابن أبي مليكة، عن عبد اللّه بن حنظلة، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«درهم ربا أشدّ من ثلاث و ثلاثين زنية في الخطيئة»[5853].

قال البغوي: روى هذا الحديث جرير بن حازم، عن أيوب، و عبيد اللّه بن عمرو، عن ليث جميعا عن ابن أبي مليكة، عن عبد اللّه بن حنظلة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم و هما عندي وهم، و حدث به الثوري، عن عبد العزيز بن رفيع، عن ابن أبي مليكة على الصواب.

حدّثنيه جدي، نا أبو أحمد الزهري، نا سفيان، عن عبد العزيز بن رفيع، عن ابن أبي مليكة، عن عبد اللّه بن حنظلة، عن كعب قال: درهم ربا، و ذكر الحديث.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا وكيع، نا سفيان، عن عبد العزيز بن رفيع، عن ابن أبي مليكة، عن حنظلة بن راهب، عن كعب قال: لأن أزني ثلاثا و ثلاثين زنية أحبّ إليّ من أن آكل درهم ربا، فعلم اللّه أني أطلبه (2) حين أكلته.

قوله عن حنظلة [وهم ] (3)،و حنظلة قتل قبل أن يسلم كعب، و إنّما هو عبد اللّه بن حنظلة.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا محمّد بن يعقوب، نا عبّاس بن محمّد الدوري، نا سعيد بن سليمان، نا إسحاق بن يحيى بن طلحة، عن المسيّب بن رافع، و معبد بن خالد، عن عبد اللّه بن يزيد الخطمي، و كان أميرا على الكوفة، قال:

أتينا قيس بن سعد بن عبادة في بيته، فأذنت الصلاة، فقلنا لقيس: قم فصلّ لنا، فقال: لم أكن لأصلّي لقوم لست عليهم بأمير، فقال رجل: ليس بدونه فقال له:

عبد اللّه بن حنظلة بن الغسيل، فقال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«الرجل أحق بصدر دابّته،

ص: 419


1- مسند الإمام أحمد 223/8 رقم 22017.
2- في مسند أحمد: أني أكلته حين أكلته ربا.
3- سقطت من الأصل و م، و أضيفت للإيضاح عن المطبوعة.

و بصدر فراشه، و أن يؤم في رحله»[5854]، فقال قيس بن سعد عند ذلك: يا فلان - لمولى لهم - قم فصلّ بهم.

قال ابن مندة: رواه عاصم بن علي، عن إسحاق بن يحيى، عن المسيّب بن رافع، عن عبد اللّه بن يزيد، عن عبد اللّه بن حنظلة، و لم يذكر معبدا في الإسناد.

قال سعيد: و به نا إسحاق بن يحيى، عن مجاهد، عن عبد اللّه بن يزيد، عن عبد اللّه بن حنظلة.

و رواه عبد الغفار بن عبيد اللّه الكريزي (1) عن إسحاق بن يحيى، عن المسيّب بن رافع، و مجاهد عن عبد اللّه الخطمي، عن عبد اللّه بن حنظلة.

و قال خالد بن نزار عن إسحاق بن يحيى، عن المسيّب بن رافع، عن يونس بن سعد، عن عبد اللّه بن حرملة نحوه.

قال: و أنا ابن مندة، أنا عبد الرّحمن بن عبد اللّه البجلي، نا عبد الرّحمن بن عمرو بن صفوان، نا أحمد بن خالد الوهبي (2)،عن محمد بن إسحاق، عن محمّد بن يحيى بن حبّان (3)،عن عبد اللّه بن عبد اللّه بن عمر، عن أبيه، عن أسماء بنت زيد بن الخطّاب، عن عبد اللّه بن حنظلة أن النبي صلى اللّه عليه و سلّم قال:«لو لا أن أشقّ على أمّتي لأمرتهم بالسّواك عند كلّ صلاة»[5855].

قال ابن مندة: رواه يونس بن بكير و غيره، عن محمّد بن إسحاق، كذا قال يونس بن بكير.

و رواه إبراهيم بن سعد، و سعيد بن يحيى، سعدان اللّخمي، عن ابن إسحاق، فقالا: عن محمّد بن يحيى، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عمر، قال: قلت له: أ رأيت توضّي ابن عمر لكل [صلاة] (4) فقال: حدّثته أسماء بنت زيد، عن عبد اللّه بن حنظلة.

و رواه سلمة بن الفضل، عن ابن إسحاق، عن محمّد بن طلحة بن يزيد بن ركانة،

ص: 420


1- مهملة بالأصل بدون نقط ، و في م تقرأ:«الكريدي» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 437/10.
2- انظر ترجمته في سير الأعلام 539/9.
3- ترجمته في سير الأعلام 186/5.
4- سقطت من الأصل و أضيفت عن م.

عن محمّد بن يحيى بن حبّان، قال: قلت لعبد اللّه بن عبد اللّه، فذكر مثل ما قالا، إلاّ أنه قال: عبد اللّه، و زاد في الإسناد: ابن ركانة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبد الوهّاب بن أبي حيّة (1)،أنا محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر (2)،قال: قالوا:

و كان حنظلة بن أبي عامر تزوّج جميلة بنت عبد اللّه بن أبيّ بن سلول، فأدخلت في الليلة التي في صبحها قتال أحد، و كان قد استأذن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أن يبيت عندها، فأذن له، فلما صلّى الصبح غدا يريد النبي صلى اللّه عليه و سلّم و لزمته جميلة، فعاد فكان معها، فأجنب منها، ثم أراد الخروج و قد أرسلت قبل ذلك إلى أربعة من قومها، فأشهدتهم أنه قد دخل بها، فقيل لها بعد: لم أشهدت عليه، قالت: رأيت كأنّ السماء فرجت فدخل فيها ثم أطبقت فقلت: هذه الشهادة، فأشهدت عليه أنه قد دخل [بها] (3) و تعلّق بعبد اللّه بن حنظلة، ثم تزوّجها ثابت بن قيس بعد فتلد (4) محمّد بن ثابت بن قيس.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: أبو نعيم الحافظ ، نا أبو حامد بن جبلة، نا محمّد بن إسحاق، حدّثني أبو يونس، نا إبراهيم بن المنذر قال:

عبد اللّه بن حنظلة بن أبي عامر، يكنى أبا عبد الرّحمن، توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و هو ابن سبع سنين، و قد رآه، و قتل يوم الحرّة سنة ثلاث و ستين.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك، و أبو العزّ ثابت بن منصور، قالا:

أنا أحمد بن الحسن بن أحمد - زاد عبد الوهّاب، و أبو الفضل بن خيرون قالا: أنا محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسين الأهوازي، نا عمر بن إسحاق، أنا خليفة بن خيّاط (5)،قال: عبد اللّه بن حنظلة الغسيل قن أبي عامر بن صيفي بن النّعمان بن مالك بن أمية بن ضبيعة بن زيد بن مالك، قتل يوم الحرّة سنة ثلاث و ستين.

أخبرنا أبو بكر (6) محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد،

ص: 421


1- بالأصل و م: حبة، خطأ، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ هذا السند كثيرا، و قد تقدم التعريف به.
2- مغازي الواقدي 273/1.
3- زيادة عن مغازي الواقدي.
4- مغازي الواقدي: فولدت له.
5- طبقات خليفة بن خياط رقم 2023 صفحة 413.
6- «أبو بكر» استدركت على هامش م و بجانبها كلمة صح.

أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا (1)،نا محمّد بن سعد قال في تسمية من أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم و رآه و لم يحفظ عنه شيئا: عبد اللّه بن حنظلة بن أبي عامر الراهب، و اسم أبي عامر عمرو بن صيفي بن زيد بن أمة بن ضبيعة من بني عمرو بن عوف، و هو ابن غسيل الملائكة، توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و هو ابن سبع سنين، و قد رآه، و قتل يوم الحرّة في ذي الحجة سنة ثلاث و ستين، و يكنى أبا عبد الرّحمن.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (2) قال: في الطبقة الأولى من أهل المدينة: عبد اللّه بن حنظلة الغسيل بن أبي عامر الراهب، و اسمه عبد عمرو بن صيفي بن النعمان بن مالك بن أمة بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس، و أمّه جميلة بنت عبد اللّه بن أبيّ بن سلول من بلحبلى، و كان حنظلة بن أبي عامر لما أراد الخروج إلى أحد وقع على امرأته جميلة بنت عبد اللّه فعلقت بعبد اللّه بن حنظلة في شوال على رأس اثنين (3) و ثلاثين شهرا من الهجرة، و قتل حنظلة بن أبي عامر يومئذ شهيدا، فغسّلته الملائكة، فيقال لولده: بنو غسيل الملائكة، و ولدت جميلة عبد اللّه بن حنظلة بعد ذلك بسبعة أشهر، فقبض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو ابن سبع سنين، و ذكر بعضهم أنه قد رأى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و أبا بكر، و عمر، و قد روى عن عمر.

فولد (4) عبد اللّه بن حنظلة عبد الرّحمن، و حنظلة و أمهما أسماء بنت أبي صيفي (5)،و عاصما، و الحكم، و أمّهما فاطمة بنت الحكم من بني ساعدة، و أنسا، و فاطمة، و أمّهما سلمى بنت أنس بن مدرك من خثعم، و سليمان، و عمر، و أمة اللّه، و أمّهم أم كلثوم بنت و وحوح بن الأسلت بن جشم بن وائل بن زيد من الجعادرة من الأوس، و سويدا، و معمرا، و عبد اللّه، و الحارث (6)،و محمّدا، و أمّ سلمة، و أم

ص: 422


1- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
2- الخبر برواية ابن الفهم في طبقات ابن سعد المطبوع 65/5-66.
3- بالأصل و م: اثنتين.
4- من هنا في طبقات ابن سعد 65/5.
5- زيد عند ابن سعد: بنت أبي عامر بن صيفي.
6- في ابن سعد: و الحرّ.

حبيب، و أم القاسم، و قريبة، و أم عبد اللّه، و أمّهم أم سويد بنت خليفة من بني عدي بن عمرو من خزاعة.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، ثم أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي، قال: و من بني ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس عبد اللّه بن حنظلة بن أبي عامر بن صيفي بن النعمان بن مالك بن أمّة بن ضبيعة بن زيد، و حنظلة هو الغسيل، و اسم أبي عامر صيفي، أخبرنا بذلك كله ابن هشام، و استشهد أبوه حنظلة يوم أحد فغسّلته الملائكة، فيما قال ابن إسحاق.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد أبو الفضل: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أبو أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (1) قال: في باب العبادلة من الصحابة: عبد اللّه بن حنظلة بن الراهب، و هو ابن غسيل الملائكة، الأوسي الأنصاري، ولّت الأوس أمرها يوم الحرّة عبد اللّه، قال مالك: كانت الحرة سنة ثلاث و ستين يعد في أهل المدينة.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (2)،قال: عبد اللّه بن حنظلة بن أبي عامر الغسيل (3)،و يقال ابن حنظلة بن الراهب، يعد في أهل المدينة، روى عنه عبد اللّه بن يزيد الخطمي، و ابن أبي مليكة، و أسماء بنت زيد بن الخطاب، سمعت أبي يقول ذلك، و بعضه من قبلي.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمّام علي بن محمّد، أنا أحمد بن

ص: 423


1- التاريخ الكبير للبخاري 68/1/3 و عبارته مضطربة، و بالأصل و م زيادة عما ورد في كتاب البخاري، فراجعه.
2- الجرح و التعديل 29/5.
3- في الجرح و التعديل:«ابن أبي عامر بن الغسيل».

عبيد بن بيري، أنا محمّد بن الحسن الزعفراني، أنا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال في تسمية من روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم من الأنصار: اسمه عبد اللّه (1):عبد اللّه بن حنظلة بن الرّاهب.

أنبأنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد - إجازة - نا محمّد بن الحسين (2)،نا ابن أبي خيثمة، قال: و هو عبد اللّه بن حنظلة بن أبي عامر بن صيفي بن النعمان بن مالك بن أمة بن ضبيعة بن زيد بن مالك، حدّثنا بذلك ابن أيوب، عن إبراهيم، عن ابن إسحاق.

قال ابن أبي خيثمة: و أبو عامر بن صيفي اسمه عبد عمرو بن صيفي، قتل عبد اللّه بن حنظلة يوم الحرّة فيما حدّثنا أبي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو (3) الحسين (4) بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد قال: عبد اللّه بن حنظلة بن أبي عامر الراهب الغسيل، سكن المدينة، و روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، قال ابن سعد: اسم أبي عامر عمرو، و هو الراهب بن صيفي بن النعمان بن مالك بن ضبيعة، قتل حنظلة بأحد، و روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم أنه قال:«رأيت حنظلة تغسله الملائكة بين السّماء و الأرض»، و كان عبد اللّه بن حنظلة على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و عند وفاته صغيرا، و قتل عبد اللّه يوم الحرّة، و قال محمد بن عمر: و عبد اللّه بن حنظلة بن أبي عامر الراهب، قتل يوم الحرّة، و قد رأى النبي صلى اللّه عليه و سلم، و توفي و هو ابن سبع و ستين.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن يوسف بن الحسن بن محمّد التّفكّري، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه بن أحمد الحافظ ، قال: سمعت أبا بكر محمّد بن عمر بن سلم (5) الجعابي (6) يقول: حنظلة بن أبي عامر يقال له غسيل

ص: 424


1- كذا ورد «عبد اللّه» مكررا بالأصل و م، و لم تذكر إلاّ مرة واحدة في المطبوعة.
2- عن م و بالأصل: الحسن.
3- في م: أبي، خطأ.
4- عن م و بالأصل: الحسن.
5- بالأصل و م: سالم، خطأ و الصواب ما أثبت، انظر الحاشية التالية.
6- عن م و بالأصل: الجعاني خطأ، و انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 88/16 و فيها: محمد بن عمر بن محمد بن سلم، أبو بكر الجعابي قاضي الموصل.

الملائكة، و ابنه عبد اللّه، ولد على عهد النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن علي في كتابه، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أحمد محمّد بن محمّد الحاكم، قال: أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن حنظلة بن الراهب، و يقال: ابن أبي عامر، و هو ابن غسيل الملائكة الأنصاري، و اسم أبي عامر عبد عمرو بن صيفي بن زيد بن أمية بن سعيد من بني عمرو بن عوف، و يقال: ابن صيفي بن النعمان بن مالك بن أمية بن ضبيعة بن زيد بن مالك، و له رؤية من النبي صلى اللّه عليه و سلم، و يقال: توفي النبي صلى اللّه عليه و سلّم و هو ابن سبع سنين، قتل يوم الحرّة سنة ثلاث ستين، يعدّ في أهل المدينة، و هذا هو المحفوظ في كنيته.

و قد أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن بن مهران، أنا إبراهيم بن أبي أمية، قال:

سمعت نوح بن حبيب يقول: كنية عبد اللّه بن حنظلة بن الراهب أبو بكر.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: عبد اللّه بن حنظلة بن الراهب، و هو أبو عامر بن صيفي بن النعمان بن مالك بن أميّة بن ضبيعة الأنصاري، و حنظلة هو غسيل الملائكة، توفي النبي صلى اللّه عليه و سلّم و له سبع سنين، و قتل يوم الحرّة سنة ثلاث ستين، يروي عنه عبد اللّه بن يزيد الخطمي، و عبد اللّه بن أبي مليكة، و ضمضم بن جوس.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم، قال: عبد اللّه بن حنظلة بن الراهب، و هو ابن عامر بن صيفي بن النعمان بن مالك بن أمية بن ضبيعة الأنصاري، يكنى أبا عبد الرّحمن، و حنظلة هو غسيل الملائكة، توفي النبي صلى اللّه عليه و سلّم و له سبع سنين، و قتل يوم الحرّة سنة ثلاث و ستين، حديثه عند عبد اللّه بن يزيد (1)الخطمي، و عبد اللّه بن أبي مليكة، و ضمضم بن جوس، و أسماء بنت زيد بن الخطاب.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (2)،قال: و أما غسيل بغين معجمة، و سين مكسورة فهو حنظلة بن أبي عامر الراهب غسيل الملائكة قتل يوم أحد،

ص: 425


1- بالأصل و م: زيد، خطأ، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ في أول الترجمة.
2- الاكمال لابن ماكولا 208/6.

و عبد اللّه بن حنظلة بن الغسيل، روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين (1) بن الآبنوسي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الفتح الجلّي المصّيصي، نا أبو يوسف محمّد بن سفيان بن موسى الصفّار المصّيصي، نا أبو عثمان سعيد بن رحمة بن نعيم الأصبحي المصّيصي، قال:

سمعت ابن المبارك، عن عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه.

أن عمر بن الخطاب لما فرض للناس فرض لعبد اللّه بن حنظلة ألفي درهم، فأتاه طلحة بابن أخ له، ففرض له دون ذلك، فقال: يا أمير المؤمنين فضلت هذا الأنصاري على ابن أخي، فقال: نعم، لأني رأيت أباه يستتر يوم أحد بسيفه كما يستتر الجمل.

قرأت على أبي الحسين بن كامل، عن أبي بكر الخطيب، أنا ابن بشران، أنا ابن صفوان، أنا ابن أبي الدنيا، حدّثني هارون بن سفيان بن بشر، نا محمّد بن عمر، حدّثني ابن أبي سبرة، عن عثمان بن محمّد الأخنسي، عن عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام، قال:

سمعت عبد اللّه بن حنظلة يوما و هو على فراشه و عدته من علة، فتلا رجل هذه الآية: لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهٰادٌ وَ مِنْ فَوْقِهِمْ غَوٰاشٍ (2) فبكى حتى ظننت أن نفسه ستخرج، ثم قال: صاروا بين أطباق النار ثم قام على رجليه، فقال قائل: يا أبا عبد الرّحمن اقعد، فقال: منع مني ذكر جهنّم القعود، و لا أدري لعلّي أحدهم.

أخبرنا أبو الفتح ناصر بن عبد الرّحمن (3) بن محمّد النجار، أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي، أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن عيسى السعدي - إجازة - أنا محمّد بن أحمد بن محمّد البزّار، أنا أحمد بن سلمان بن الحسن (4)،نا عبد اللّه بن محمّد بن عبيد، حدّثني محمّد بن الحسين، نا عبد العزيز بن عبد اللّه الأويسي قال:

سمعت داود الخشاب يذكر عن مولى لعبد اللّه بن حنظلة يقال له سعيد قال: لم يكن لعبد اللّه بن حنظلة فراش ينام عليه، إنّما كان يلقي نفسه هكذا، إذا أعيا من الصلاة توسّد رداءه و ذراعه، ثم هجع شيئا.

ص: 426


1- بالأصل و م: أبو الحسن، خطأ، و الصواب ما أثبت، قياسا إلى سند مماثل.
2- سورة الأعراف، الآية:41.
3- «بن عبد الرحمن» ليس في م.
4- عن م و بالأصل: الحسين.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، حدّثني قدامة بن محمّد الخشرمي، حدّثني محمّد بن خوط ، و كان من خيار أهل المدينة، عن صفوان بن سليم قال:

يتحدّث أهل المدينة أن عبد اللّه بن حنظلة بن الغسيل، لقيه الشيطان و هو خارج من المسجد فقال: تعرفني يا ابن حنظلة ؟ فقال: نعم، قال: من أنا؟ قال: أنت الشيطان، قال: فكيف علمت ذاك ؟ قال: خرجت و أنا أذكر اللّه فلما رأيتك بلدت انظر إليك، فشغلني النظر إليك عن ذكر اللّه، فعلمت أنك الشيطان، قال: نعم يا ابن حنظلة، فاحفظ عني شيئا أعلّمكه، قال: لا حاجة لي به، قال: تنظر فإن كان خيرا قبلت، فإن كان شرا رددت، يا ابن حنظلة لا تسأل أحدا غير اللّه سؤال رغبة، و انظر كيف تكون إذا غضبت.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة بن خيّاط (1)،نا وهب بن جرير، نا جويرية بن أسماء، قال: سمعت أشياخنا من أهل المدينة يتحدّثون أنّ ممّن وفد إلى يزيد بن معاوية عبد اللّه بن حنظلة معه ثمانية بنين له، فأعطاه مائة ألف، و أعطى بنيه كل واحد منهم عشرة آلاف سوى كسوتهم و حملانهم، فلما قدم عبد اللّه بن حنظلة المدينة أتاه الناس فقالوا: ما وراءك ؟ فقال: أتيتكم من عند رجل و اللّه لو لم أجد إلاّ بنيّ هؤلاء لجاهدته بهم، قالوا: فإنه بلغنا أنه أكرمك (2) و أعطاك، قال: قد فعل و ما قبلت ذلك منه إلاّ أن أتقوّى به عليه، و حضّض الناس فبايعوه.

قال وهب في حديثه عن جويرية (3):قال: فخرج أهل المدينة بجموع كثيرة و هيئة لم ير مثلها، فلما رآهم أهل الشام هابوهم و كرهوا قتالهم، فأمر مسلم بن عقبة بسرير فوضع بين الصّفّين، ثم أمر مناديه: قاتلوا عني أو دعوا، فشدّ الناس في قتالهم، فسمعوا التكبير خلفهم في جوف المدينة، و أقحم عليهم بنو حارثة أهل الشام و هم على الحرّة (4)،فانهزم الناس و عبد اللّه بن حنظلة متساند إلى بعض بنيه يغط نوما، فنبهه ابنه،

ص: 427


1- الخبر في تاريخ خليفة ص 237 (حوادث سنة 63 وقعة الحرة).
2- في تاريخ خليفة: أنه أجازك و أكرمك و أعطاك.
3- تاريخ خليفة بن خياط ص 238.
4- تاريخ خليفة:«على الجد» و هو وجه الأرض.

فلما فتح عينيه فرأى ما صنع أمر أكبر بنيه فقاتل حتى قتل، فلم يزل يقدّمهم واحدا فواحدا حتى أتى على آخرهم، ثم كسر جفن سيفه، فقاتل حتى قتل.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد بن محمّد المعدّل، أنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد (1) بن شيبة البزار، أنا أبو جعفر أحمد بن الحارث الجزار (2)،عن أبي الحسن علي بن محمّد المدائني (3)،عن علي بن سليم و غيره: أن عبد اللّه بن حنظلة كان بالحرّة يخفق رأسه من النعاس، و الناس يقتتلون حتى تنادوا:

الهزيمة، فذهب عنه سنة النعاس، فقاتل حتى قتل، و بنوه سبعة فقتلوا و هو يقول: كُلُّ نَفْسٍ ذٰائِقَةُ الْمَوْتِ ، وَ إِنَّمٰا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيٰامَةِ (4).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي الواعظ ، أنا أحمد (5) بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا مؤمّل، نا وهيب، نا عمرو بن يحيى، عن أبيه قال:

قيل لعبد اللّه بن زيد يوم الحرّة: ها ذاك ابن (6) حنظلة يبايع الناس، قال: على ما يبايعهم ؟ قالوا: على الموت، قال: لا أبايع عليه أحدا بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين (7) بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري، و أبو نصر الزينبي.

ح و أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو القاسم بن البسري قالوا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا محمّد بن يعقوب بن عبد الوهّاب الزبيري، حدّثني محمّد بن فليح، عن عمرو - يعني ابن يحيى - عن عبّاد بن تميم: أن عبد اللّه بن زيد و هو ابن عاصم المازني قيل له يوم الحرّة: هذا ابن حنظلة يبايع الناس،

ص: 428


1- ليست:«بن محمد» في م.
2- كذا بالأصل و المطبوعة، و في م: الخراز.
3- «عن علي بن محمد المدائني» مكرر في م.
4- سورة آل عمران، الآية:185.
5- مسند الإمام أحمد رقم 16463(536/5).
6- في المسند: هلم إلى ابن حنظلة.
7- بالأصل و م: أبو الحسن، خطأ، و قد مرّ التعريف به.

فقال: على ما ذا؟ فقالوا: على الموت، فقال: لا أبايع على هذا أحدا بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم الفقيه، نا محمّد بن سعد (1)،أنا محمّد بن عمر، أنا إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن أبي ربيعة المخزومي، عن أبيه.

قال و أنا ابن أبي ذئب عن صالح بن أبي حسان، قال: و نا سعيد بن محمّد عن (2)عمرو بن يحيى، عن عباد بن تميم، عن عمه عبد اللّه بن زيد، و عن غيره أيضا كلّ قد حدّثني، قالوا:

لما وثب أهل المدينة ليالي الحرّة فأخرجوا بني أميّة عن المدينة، و أظهروا عيب يزيد (3) بن معاوية و خلافه أجمعوا على عبد اللّه بن حنظلة، فأسندوا أمرهم إليه، فبايعهم على الموت، و قال: يا قوم اتقوا اللّه وحده لا شريك له، فو اللّه ما خرجنا على يزيد حتى خفنا أن نرمى بالحجارة من السماء، ان رجلا ينكح الأمهات و البنات و الأخوات و يشرب الخمر و يدع الصّلاة، و اللّه لو لم يكن معي أحد من الناس لأبليت للّه فيه بلاء حسنا، فتواثب الناس يومئذ يبايعون من كل النواحي، و ما كان لعبد اللّه بن حنظلة تلك الليالي مبيت إلاّ المسجد، و ما كان يزيد على شربة من سويق يفطر عليها إلى مثلها من الغد يؤتى بها في المسجد، يصوم الدهر، و ما رئي (4) رافعا رأسه إلى السماء إخباتا، فلما دنا أهل الشام من وادي القرى صلّى عبد اللّه بن حنظلة بالناس الظهر ثم صعد المنبر، فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال: أيها الناس إنّما خرجتم غضبا لدينكم، فأبلوا للّه (5) بلاء حسنا ليوجب لكم به مغفرته، و يحلّ به عليكم رضوانه.

أخبرني من نزل مع القوم السويداء (6):و قد نزل القوم ذا خشب و معهم مروان بن

ص: 429


1- طبقات ابن سعد 66/5.
2- بالأصل و م: بن، و الصواب عن ابن سعد.
3- عن م و بالأصل: زيد.
4- بالأصل و م:«رأى».
5- عن ابن سعد، و بالأصل و م: اللّه.
6- السويداء: تصغير سوداء، موضع على ليلتين من المدينة على طريق الشام (ياقوت).

الحكم و اللّه إن شاء اللّه محيّنه بنقضه العهد و الميثاق عند منبر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم فتصايح القوم، و جعلوا ينالون من مروان، و يقولون: الوزغ بن (1) الوزغ، و جعل ابن حنظلة يهدئهم، و يقول: إنّ الشتم ليس بشيء، و لكن أصدقوهم اللقاء، و اللّه ما صدق قوم قطّ إلاّ حازوا النصر بقدرة اللّه، ثم رفع يديه إلى السّماء و استقبل القبلة، و قال: اللّهم إنّا بك واثقون، بك آمنا، و عليك توكّلنا، و إليك ألجأنا ظهورنا، ثم نزل و صبّح القوم بالمدينة فقاتل أهل المدينة قتالا شديدا حتى كثرهم أهل الشام، و دخلت المدينة من النواحي كلها، فلبس عبد اللّه بن حنظلة يومئذ درعين، و جعل يحضّ أصحابه على القتال، فجعلوا يقاتلون، و قتل الناس فما ترى إلاّ راية عبد اللّه بن حنظلة يمشي (2) بها مع عصابة من أصحابه، و كانت (3) الظهر، فقال لمولى له: احم لي ظهري حتى أصلّي، فصلّى الظهر أربعا متمكنا، فلمّا قضى صلاته قال له مولاه: و اللّه يا أبا عبد الرّحمن ما بقي أحد فعلام تقيم ؟ و لواؤه قائم ما حوله خمسة، فقال: ويحك إنّما خرجنا على أن نموت، ثم انصرف من الصّلاة و به جراحات كثيرة، فتقلّد السيف و نزع الدرع، و لبس ساعدين من ديباج، ثم حثّ الناس على القتال، و أهل المدينة كالنعام الشرود، و أهل الشام يقتلونهم في كل وجه، فلما هزم الناس طرح الدرع و ما عليه من سلاح و جعل يقاتلهم و هو حاسر حتى قتلوه، ضربه رجل من أهل الشام ضربة بالسيف فقطع منكبه (4) حتى بدا سحره، و وقع ميتا، فجعل مسرف يطوف على فرس له في القتلى و معه مروان بن الحكم، فمرّ على عبد اللّه بن حنظلة و هو مادّ إصبعه السبابة، فقال مروان: أما و اللّه لئن نصبتها ميتا لطال ما نصبتها حيا، و لما قتل عبد اللّه بن حنظلة لم يكن للناس مقام، فانكشفوا في كل وجه، و كان الذي ولي قتل عبد اللّه بن حنظلة رجلان شرعا فيه جميعا و حزّا رأسه فانطلق به أحدهما إلى مسرف و هو يقول: رأس أمير القوم، فأومئ مسرف بالسجود، و هو على دابته، و قال: من أنت ؟ قال: رجل من بني فزارة، قال: ما اسمك ؟ قال:

مالك ؟ قال: و أنت وليت قتله و حزّ رأسه ؟ قال: نعم، و جاء الآخر رجل من السّكون من أهل حمص يقال له سعد بن الجون، فقال: أصلح اللّه الأمير نحن شرعنا فيه رمحينا

ص: 430


1- بالأصل:«الورع بن الورع» و المثبت عن م.
2- ابن سعد: ممسكا.
3- ابن سعد: حانت.
4- ابن سعد: منكبيه.

فأنفذناه بهما، ثم ضربناه بسيفينا حتى تثلّما مما يلتقيان (1)،قال الفزاري: باطل، قال السكوني فأحلفه بالطلاق و الحرّيّة فأبى أن يحلف، و حلف السكوني على ما قال، فقال مسرف: أمير المؤمنين يحكم في أمركما، فأبردهما، فقدما على يزيد بقتل أهل الحرّة و بقتل ابن حنظلة، فأجازهما بجوائز عظيمة، و جعلهما في شرف من الديوان، ثم ردّهما إلى الحصين (2) بن نمير، فقتلا في حصار ابن الزبير، قال: و كانت الحرّة في ذي الحجة سنة ثلاث و ستين.

أخبرنا أبو غالب، أنا أبو الحسن، أنا أحمد بن إسحاق، أنا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (3)،نا وهب - يعني ابن جرير-.

ح و أخبرنا أبو محمّد السّلمي، نا أبو بكر الخطيب.

ح أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال:

و قال وهب: حدّثني أبي عن أيوب، عن عكرمة أنّ ابن عبّاس سأل عنهم - يعني أهل الحرة - و هو بالطائف، فقيل:- و في حديث يعقوب: فقالوا - له استعملوا ابن مطيع على قريش، و عبد اللّه بن حنظلة على الأنصار، فقال: أميران هلك القوم - و قال يعقوب: هلك و اللّه القوم-.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (4)،قال: و أصيب من الأنصار من الأوس ابن حارثة، ثم من بني عمرو بن عوف: عبد اللّه بن حنظلة و سبعة بنين له، منهم:

عبد الرّحمن، و الحارث، و الحكم، و عاصم - يعني يوم الحرّة-.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو

ص: 431


1- بالأصل و م:«يلتفتان» و المثبت عن ابن سعد.
2- بالأصل و م: الحصن، خطأ و الصواب ما أثبت، راجع تاريخ الطبري (الفهارس).
3- تاريخ خليفة بن خياط ص 237 (حوادث سنة 63 وقعة الحرة).
4- تاريخ خليفة بن خياط ص 245.

الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1)،قال: و سمعت سعيد بن كثير بن عفير الأنصاري يقول: قتل يوم الحرّة: عبد اللّه بن حنظلة بن أبي عامر بن صيفي بن النعمان بن مالك بن أمة، غسيل الملائكة.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر، نا الهروي، نا محمّد بن صالح بن عبد الرّحمن، نا سعيد بن أسد، قال: سنة ثلاث و ستين فيها كانت وقعة الحرّة بالمدينة يوم الأربعاء لثلاث بقين من ذي الحجة، قتل فيها عبد اللّه بن حنظلة.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا محمّد بن عبد الواحد بن محمّد، أنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، أنا أحمد بن محمّد بن شيبة، أنا أحمد بن الحارث، عن أبي الحسن المدائني، عن إبراهيم بن محمّد، عن محمد بن كعب قال:

مرّ مروان بعبد اللّه بن حنظلة، فرآه مشيرا بإصبعه قد يبست، فقال: لئن أشرت بها ميتا، لطال ما دعوت و تضرّعت بها إلى اللّه عز و جلّ ، فقال رجل من أهل الشام: لئن كان هؤلاء كما تقول ما دعوتمونا إلاّ لنقتل أهل الجنة، قال مروان: لأنهم خالفوا و نكثوا.

و عن أبي الحسن، عن سليمان بن أبي سليمان، عن أبي سفيان قال: رأيت في المنام عبد اللّه بن حنظلة في هيئة حسنة، فقلت: أ لم تقتل يوم الحرّة ؟ قال: بلى، و قد أدخلني ربّي الجنة، فأنا فيها، أسرح حيث شئت، آكل من ثمارها، و هذا اللواء لوائي، لم أحل عقده، و أصحابي حولي.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (2)،أنا محمّد بن عمر، حدّثني سليمان بن كنانة، عن عبد اللّه بن أبي سفيان، قال: سمعت أبي يقول: رأيت عبد اللّه بن حنظلة بعد مقتله في النوم في أحسن صورة، معه لواؤه، فقلت: أبا

ص: 432


1- انظر كتاب المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 326/3.
2- الخبر في طبقات ابن سعد 68/5.

عبد الرّحمن أ ما قتلت ؟ قال: بلى، و لقيت ربّي فأدخلني الجنّة، فأنا أسرح في ثمارها حيث شئت، فقلت: أصحابك، ما صنع بهم، قال: هم معي حول لوائي هذا الذي ترى، لم يحلّ عقده حتى السّاعة، قال: ففزعت (1) من النوم، فرأيت أنه خير رأيته له.

قرأت على أبي محمد التميمي عن عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو (2) سليمان بن زبر، نا (3) نا محمّد بن صالح، نا سعيد بن أسد، قال: سنة ثلاث و ستين فيها كانت وقعة الحرّة بالمدينة، يوم الأربعاء لثلاث بقين من ذي الحجة، قتل فيها عبد اللّه بن حنظلة.

3271 - عبد اللّه بن حوالة

أبو حوالة، و يقال: أبو محمّد (4)

كذلك كناه أبو حسان الزّيادي الأزدي، له صحبة.

روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم أحاديث.

روى عنه أبو إدريس الخولاني، و عبد اللّه بن شقيق العقيلي، و أبو قتيلة (5)مرثد (6) بن وداعة المعني (7)،و عبد اللّه بن زغب الإيادي، و جبير بن نفير، و ربيعة بن لقيط ، و سلمان بن سمير، و عبد اللّه بن عبد الثمالي، و كثير بن مرّة، و الحارث بن الحارث الحمصيون، و بسر (8) بن عبيد اللّه الدمشقي، و يحيى بن جابر الطائي، و صالح بن رستم.

و نزل الأردن، و قيل: إنه سكن دمشق.

ص: 433


1- كذا بالأصل و م و المطبوعة، و في ابن سعد: ففرغت.
2- كتبت «أبو» فوق الكلام بين السطرين في م.
3- بياض بالأصل، و لا فراغ في م فالكلام متصل، و في المطبوعة:«نا الهروي» و نبه محققها إلى أن مكانها بياض و استدركت قياسا إلى سند سابق.
4- ترجمته و أخباره في تهذيب الكمال 98/10 و تهذيب التهذيب 128/3 و الاستيعاب 290/2 (هامش الإصابة)، و أسد الغابة 115/3 و الإصابة 300/2 و الوافي بالوفيات 156/17 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 41-60) ص 256 و انظر بالحاشية فيهما أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
5- بالأصل و م: قبيلة، و المثبت عن تهذيب الكمال.
6- بالأصل و م: مزيد، و المثبت عن تهذيب الكمال.
7- بالأصل و م:«العنى» و الصواب ما أثبت، انظر التاريخ الكبير 415/7.
8- بالأصل و م:«و بشر» خطأ و الصواب ما أثبت، عن تهذيب الكمال 98/10.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبيد اللّه (1) بن محمّد، حدّثني جدي، نا إسماعيل بن عليّة، نا الجريري، عن عبد اللّه بن شقيق، عن ابن حوالة قال:

أتيت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و هو جالس في ظل دومة (2)،و عنده كاتب يملي عليه، فقال له:«أ نكتبك يا ابن حوالة ؟» قال: فيم يا رسول اللّه، فاعرض عنه فأكبّ على كاتبه يملي عليه، فنظرت فإذا في الكتاب عمر، فعرفت أن عمر لا يكتب إلاّ في خير ثم قال:

«أ نكتبك يا ابن حوالة ؟» قلت: نعم يا رسول اللّه، فقال:«يا ابن حوالة كيف تصنع في فتن تخرج في أطراف الأرض كأنها صياصي (3) البقر؟» فقلت: لا أدري ما خار اللّه لي و رسوله، قال:«فكيف تفعل في أخرى تخرج بعدها كان الأولى فيها انتفاجة (4) أرنب»، فقال: اتبعوا هذا و رجل مقف (5) حينئذ، فانطلقت، فسعيت فأخذت بمنكبه، فأقبلت بوجهه إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقلت: هذا؟ قال:«نعم»، فإذا هو عثمان بن عفان[5856].

قال: (6) أنا عبد اللّه بن محمّد، نا هدبة بن خالد، نا حمّاد بن سلمة، عن الجريري، عن عبد اللّه بن شقيق، عن عبد اللّه بن حوالة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم قال:

«تهجمون على رجل يبايع الناس معتجرا ببرد يبايع الناس من أهل الجنّة»، قال: فإذا هو عثمان بن عفّان[5857].

أخبرناه أتمّ من هذا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (7)،حدّثني أبي، نا إسماعيل بن إبراهيم، نا الجريري، عن عبد اللّه بن شقيق، عن ابن حوالة، قال:

أتيت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم و هو جالس في ظل دومة، و عنده كاتب يملي عليه، فقال:«أ لا أكتبك يا ابن حوالة»، فقلت: لا أدري ما خار اللّه لي و رسوله، فأعرض عني،

ص: 434


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة:«عبد اللّه». و سيرد في الخبر التالي:«عبد اللّه».
2- الدومة جمعها الدوم، و هي شجر ضخام، و قيل: شجر المتل (انظر اللسان: دوم).
3- الصياصي: جمع صيصة بالكسر، قرن البقر و الظباء (القاموس).
4- يقال: انتفج الأرنب: ثار (اللسان).
5- بالأصل و م: مقفى.
6- قدّم هذا الخبر في المطبوعة قبل الخبر السابق.
7- مسند أحمد 49/6، رقم 17001.

و قال إسماعيل مرة في الأولى: نكتبك يا ابن حوالة ؟ قلت: فيم يا رسول اللّه ؟ فأعرض عني، و أكب على كاتبه يملي عليه، ثم قال:«أ نكتبك يا ابن حوالة ؟» قلت: لا أدري ما خار اللّه لي و رسوله، فأعرض عني، و أكبّ على كاتبه يملي عليه، قال: فنظرت فإذا في الكتاب عمر، فعرفت أن عمر لا يكتب لا في خير، ثم قال:«أ نكتبك يا ابن حوالة ؟» قلت: نعم، قال:«يا ابن حوالة كيف تفعل في فتنة تخرج في أطراف الأرض كأنها صياصي بقر؟» قلت: لا أدري ما خار اللّه عز و جل لي و رسوله، قال:«فكيف تفعل في أخرى تخرج بعدها كأنّ الأولى فيها انتفاجة أرنب»، قلت: لا أدري ما خار اللّه لي و رسوله، قال:«اتبعوا هذا»، قال: و رجل مقف حينئذ، فانطلقت، فسعيت أخذت بمنكبه فأقبلت بوجهه إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقلت: هذا؟ قال:«نعم»، قال: و إذا هو عثمان بن عفّان.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر القشيري، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا زيد بن الحباب، عن معاوية بن صالح، حدّثني ضمرة بن حبيب، حدّثني زغب بن فلان الأزدي، قال:

نزل علينا عبد اللّه بن حوالة الأزدي، فقلت له: بلغني أنه فرض لك في مائتين كل عام فلم تقبل، قال: فقال: بعثنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم حول المدينة لنغنم، فرجعنا و لم نغنم شيئا، و عرف فينا الجهد، فقال:«للهمّ لا تكلهم إليّ فأضعف عنهم، و لا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها، و لا تكلهم إلى الناس فيستأثروا عليهم»[5858]، كذا قال، و إنما هو عبد اللّه بن زغب، و في الحديث اختصارا.

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي التّميمي، أنا أبو بكر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا عبد الرّحمن بن مهدي، نا معاوية، عن ضمرة بن حبيب: أن ابن زغب الإيادي حدّثه قال: نزل عليّ عبد اللّه بن حوالة الأزدي فقال لي: و إنه نازل علي في بيتي: بعثنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم حول المدينة على أقدامنا لنغنم، فرجعنا و لم نغنم شيئا، و عرف الجهد في وجوهنا، فقام فينا فقال:«اللّهمّ لا تكلهم إليّ فأضعف، و لا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها، و لا تكلهم إلى الناس فيستأثروا عليهم»،

ص: 435


1- مسند أحمد 345/8 رقم 22550.

ثم قال:«ليفتحنّ لكم الشام و الروم و فارس، أو الروم و فارس، حتى يكون لأحدكم كذا و كذا من الإبل، و من النّعم كذا و كذا (1)،و من البقر كذا و كذا، و من الغنم حتى يعطى أحدهم مائة دينار فيتسخطها، ثم وضع يده على رأسه أو على هامتي» فقال:«يا ابن حوالة إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة فقد دنت الزلازل و البلايا و الأمور العظام، و السّاعة يومئذ أقرب إلى الناس من يدي هذه من رأسك»[5859].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد قال: عبد اللّه بن حوالة الأزدي، سكن دمشق، و روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلّم أحاديث.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الخطيب، قال: قال لنا أبو بكر الخطيب:

و عبد اللّه بن حوالة من الصحابة الذين نزلوا دمشق.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك، و أبو العزّ ثابت بن منصور، قالا:

أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد - زاد عبد الوهّاب: و أبو الفضل أحمد بن الحسن قالا:- أنا محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خيّاط (2)،قال: عبد اللّه بن حوالة يكنى أبا حوالة، من ساكني الشام، روى أحاديث منها: ثلاث من نجا منهن فقد نجا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا.

ح و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، قالا:

نا محمّد بن سعد (3)،قال في تسمية من نزل الشام من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

عبد اللّه بن حوالة الأزدي، و يكنى أبا حوالة. قال الواقدي: و هو من بني معيص بن عامر بن لؤي، و يكنى أبا محمّد، و كان يسكن الأردن، مات سنة ثمان و خمسين - زاد

ص: 436


1- قوله:«و من النعم كذا و كذا» سقط من المسند.
2- طبقات خليفة بن خياط ص 194 رقم 723.
3- الخبر في طبقات ابن سعد 414/7.

ابن الفهم: في خلافة معاوية - و هو ابن اثنتين و سبعين سنة - زاد ابن الفهم: قال الهيثم بن عدي: هو من الأزد.

و كذا ذكر أبو حسان الزيادي في وفاته، و كنيته و مبلغ سنه (1).

أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن علي، ثم أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين (2) بن المظفّر، أنا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي، قال: عبد اللّه بن حوالة الأزدي، كان يسكن دمشق، جاء عنه أربعة أحاديث.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل السلامى، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، و أبو الحسن (3).

ص: 437


1- انظر تهذيب الكمال 99/10.
2- بالأصل و م: أبو الحسن، خطأ و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند سابق مماثل.
3- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: أبو الحسين. و بعدها بالأصل و م يوجد سقط كبير يتجاوز الورقة، و الأخبار الواردة في المطبوعة غير مستقيمة، و للفائدة نثبت السقط في الكلام هنا: و أبو الحسين... ثمان و خمسين مات عبد اللّه بن حوالة. أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري أنا أبو طاهر المخلص إجازة، نا عبيد اللّه بن عبد الرحمن أخبرني عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة، أخبرني أبي محمد بن المغيرة حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلام قال: سنة ثمان و خمسين فيها مات عبد اللّه بن حوالة الأزدي. - عبد اللّه بن حيان، أبو مسلم جليس الوليد بن مسلم، روى عن الحسن، روى عنه أحمد بن أبي الحواري. أنبأنا أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن الغزال المصري بمكة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمد و عبد الوهّاب الميداني، قالا: أنا أبو عبد اللّه بن مروان، نا محمد بن إسحاق بن الحريصي، نا أحمد بن أبي الحواري، نا أبو مسلم عبد اللّه بن حيان، و كان جليس الوليد بن مسلم، عن الحسن في قوله: فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيٰاةً طَيِّبَةً قال: ليرزقنه طاعة يجد لذتها في قلبه، قال: فحدثت بهذا أبا سليمان، فقال: أما الذي سمعنا فالقناعة، و لكن أيهما أفضل عندك ؟ القانع أو الذي يجد لذة الطاعة، فلم أجبه، فقال: القانع أفضل، لأنه قد يجد لذة الطاعة، من لم يقنع برزقه بعد و لا يكون قانعا، حتى قد وجد لذة الطاعة، و جاز إلى القناعة. حرف الخاء في آباء العبادلة عبد اللّه، و يقال: صالح بن خارجة بن حبيب بن قيس بن عمرو بن خارجة بن أبي ربيعة بن ذهل بن شيبان بن الحصن بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار. أبو المغيرة الشيباني الذهلي، المعروف بأعشى بني ربيعة. خزري شاعر وفد على عبد الملك بن مروان. قرأت على أبي الفتوح أسامة بن محمد بن زيد العلوي، عن محمد.

ص: 438

الفهرس

ذكر من اسمه عبد اللّه على ترتيب الحروف في أسماء آبائهم و أجدادهم

حرف الألف في أسماء آباء العبادلة

3138 - عبد اللّه بن أحمد بن إسحاق بن عبد اللّه الرّملي 3

3139 - عبد اللّه بن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن محمّد أبو محمّد المصري الجوهري 3

3140 - عبد اللّه بن أحمد بن بشير بن ذكوان أبو عمرو، و يقال: أبو محمّد إمام المسجد الجامع بدمشق 6

3141 - عبد اللّه بن أحمد بن جعفر بن خذيان بن حامس أبو محمّد الفرغاني الأمير القائد الجندي 11

3142 - عبد اللّه بن أحمد بن الحارث أبو محمّد العذري 13

3143 - عبد اللّه بن أحمد بن الحسن بن علي بن محمّد أبو محمّد النيسابوري الخفاف المقرئ 13

3144 - عبد اللّه بن أحمد بن الحسين بن أحمد بن الحسين بن إسحاق بن النقار أبو محمّد الحميري الكاتب المعدل 14

3145 - عبد اللّه بن أحمد أبي عمرو بن حفص بن المغيرة بن عبد اللّه ابن عمر بن مخزوم بن يقظة القرشي المخزومي 17

3146 - عبد اللّه بن أحمد بن خالد بن عبد الملك الأموي 19

3147 - عبد اللّه بن أحمد بن ديزويه، و يقال: دبزوية أبو عمر الجبيلي الدمشقي 20

3148 - عبد اللّه بن أحمد بن راشد بن شعيب بن جعفر بن يزيد أبو محمّد القاضي 21

3149 - عبد اللّه بن أحمد بن ربيعة بن سليمان بن خالد بن عبد الرّحمن ابن زبر أبو محمّد الربعي القاضي 23

ص: 439

3150 - عبد اللّه بن أحمد بن زياد بن زهير أبو جعفر الهمذاني المعروف بالدحيمي 30

3151 - عبد اللّه بن أحمد بن سوادة أبو طالب البغدادي الحافظ مولى بني هاشم 31

3152 - عبد اللّه بن أحمد بن صالح أبو محمّد المري القزاز 33

3153 - عبد اللّه بن أحمد بن عبد اللّه أبي الحواري بن ميمون أبو محمّد 34

3154 - عبد اللّه بن أحمد بن عبد اللّه بن إلياس بن البطريق أبو محمّد المؤذن مولى بني هاشم المعروف بالقميقم 36

3155 - عبد اللّه بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد أبو محمّد النسري الداودي 36

3156 - عبد اللّه بن أحمد بن علي بن طالب أبو القاسم البغدادي البزاز 37

3157 - عبد اللّه بن أحمد بن علي بن صابر بن عمر أبو القاسم السلمي، يعرف بابن سيده 39

3158 - عبد اللّه بن أحمد بن عمر بن أبي الأشعث أبو محمّد ابن أبي بكر، السّمرقندي أبوه 41

3159 - عبد اللّه بن أحمد بن عمرو بن أحمد بن معاذ أبو الحسين - و يقال: أبو العبّاس - العنسي الداراني 42

3160 - عبد اللّه بن أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن ربيعة أبو محمّد ابن الصبغ السلمي، أخو أبي الفضل 43

3161 - عبد اللّه بن أحمد بن محمّد بن قبان أبو القاسم البغدادي 44

3162 - عبد اللّه بن أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن الليث بن شعبة ابن البحتري بن إبراهيم بن زياد بن الليث بن شعبة بن فراس ابن حابس أخي الأقرع بن حابس أبو القاسم و يقال: أبو محمّد التميمي المعلم المعروف بالغباغبي 46

3163 - عبد اللّه بن أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة بن واقد الحضرمي البتلهي 48

3164 - عبد اللّه بن أحمد بن محمّد بن سختويه أبو القاسم الصوري 49

3165 - عبد اللّه بن أحمد بن محمود 49

3166 - عبد اللّه بن أحمد بن مروان بن عبد الصمد أبو المعالي 49

3167 - عبد اللّه بن أحمد بن المنيب 50

3168 - عبد اللّه بن أحمد بن موسى بن زياد أبو محمّد الجواليقي الأهوازي القاضي المعروف بعبدان 51

ص: 440

3169 - عبد اللّه بن أحمد بن وهيب أبو العباس، يعرف بابن عدبس 59

3170 - عبد اللّه بن أحمد بن هارون دمشقي 61

3171 - عبد اللّه بن أحمد بن الهيثم أبو العباس البلخي، ثم البخاري المقرئ المعروف بدلبة 62

3172 - عبد اللّه بن أحمد اليحصبي 62

3173 - عبد اللّه بن أحمد دمشقي 64

3174 - عبد اللّه بن أحمد أبو محمّد الزّبيري 65

3175 - عبد اللّه بن أبي أحمد بن جحش 65

3176 - عبد اللّه بن أحمد أبو محمّد البالسي الصوفي 65

3177 - عبد اللّه بن إبراهيم بن الحسن أبو القاسم بن السباط المعدل 66

3178 - عبد اللّه بن إبراهيم بن عبد اللّه بن سيما أبو محمّد المؤدب 66

3179 - عبد اللّه بن إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم بن علي بن بندار ابن عبّاد بن أيمن أبو علي الدينوري 67

3180 - عبد اللّه بن إبراهيم بن يوسف أبو القاسم الآبندوني الجرجاني الحافظ 68

3181 - عبد اللّه بن إبراهيم أبو محمّد البغدادي 72

3182 - عبد اللّه بن إبراهيم أبو محمّد الكرخي 72

3183 - عبد اللّه بن أبيّ ، و يقال: عبد اللّه بن كعب، و يقال: عبد اللّه بن عمرو بن قيس بن زيد بن سواد ابن مالك بن غنم بن مالك بن النجّار أبو أبيّ ابن أمّ حرام امرأة عبادة بن الصّامت 73

3184 - عبد اللّه بن إسحاق بن إبراهيم بن مصعب 80

3185 - عبد اللّه بن إسحاق بن إبراهيم 81

3186 - عبد اللّه بن إسحاق بن إسماعيل بن مسروق العذري 81

3187 - عبد اللّه بن أسعد بن علي بن عيسى بن علي أبو الفرج الموصلي الفقيه الشافعي المعروف بابن الدّهّان 82

3188 - عبد اللّه بن إسماعيل بن عبد كلال المعروف بوضّاح اليمن 86

3189 - عبد اللّه بن إسماعيل بن يزيد بن حجر أبو عمرو البيروتي ابن بنت الأوزاعي 93

3190 - عبد اللّه بن إسماعيل الديلي 94

ص: 441

3191 - عبد اللّه بن الأسود بن بلال المحاربي 95

3192 - عبد اللّه بن أنس المديني 95

3193 - عبد اللّه بن أوس العامري 96

3194 - عبد اللّه بن أوفى، و اسم أبي أوفى علقمة الأسلمي 96

3195 - عبد اللّه بن أوفى، و يقال عبد اللّه بن عمرو ابن النعمان بن ظالم بن مالك بن أبيّ بن عصر بن سعد ابن عمرو بن جشم بن كنانة بن حرب بن يشكر ابن بكر بن وائل بن قاسط أبو عمرو، و يقال: أبو الكوّا اليشكري المعروف بابن الكوّا 96

3196 - عبد اللّه بن الأهتم، و اسم الأهتم: سمي بن سنان بن خالد ابن منقر بن عبيد بن مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد ابن زيد مناة بن تميم أبو معمر المنقري 107

3197 - عبد اللّه بن أبي زكريا إياس بن يزيد أبو يحيى الخزاعي 111

3198 - عبد اللّه بن أيوب بن أبي عائشة 123

حرف الباء في أسماء آباء العبادلة

3199 - عبد اللّه بن البختري أبو الطّيّب الناسخ 124

3200 - عبد اللّه بن بريدة بن الحصيب أبو سهل الأسلمي 125

3201 - عبد اللّه بن بسر أبو صفوان و يقال أبو بسر المازني 139

3202 - عبد اللّه بن بسر النصري والد عبد الواحد بن عبد اللّه 162

3203 - عبد اللّه بن بسر من ولد بسر بن أبي أرطأة القرشي العامري 165

3204 - عبد اللّه بن بسر بن شغاف الضّبّي البصري 165

3205 - عبد اللّه بن بشر بن عميرة بن الصّدي بن حميل ابن شرحبيل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب أبو محمّد الطالقاني البكري من بكر بن وائل 165

3206 - عبد اللّه بن بشير 169

3207 - عبد اللّه بن بكر بن حذلم الأسدي، قيل: إن لأبيه بكر بن حذلم صحبة 169

3208 - عبد اللّه بن بكر بن محمّد بن الحسين أبو أحمد الطبراني الزاهدي 169

ص: 442

حرف التاء في أسماء آباء العبادلة

3209 - عبد اللّه بن تمّام الكلاعي القاضي 174

3210 - عبد اللّه بن تميم مولى بني سليم 175

حرف الثاء في أسماء آباء العبادلة

3211 - عبد اللّه بن ثابت بن يعقوب بن قيس بن إبراهيم بن عبد اللّه أبو محمّد العبسمي الثوري النجراني القاضي المقرئ 176

3212 - عبد اللّه بن ثعلبة بن صعير، و يقال: ابن أبي صعير أبو محمّد العذري حليف بني زهرة 178

3213 - عبد اللّه بن ثوب و يقال: ابن ثواب، و يقال: ابن أثوب، و يقال: ابن عبد اللّه، و يقال: ابن عبد، و يقال: ابن عوف، و يقال: ابن مسلم، و يقال: اسمه يعقوب بن عوف أبو مسلم الخولاني الداراني الزاهد 190

حرف الجيم في أسماء آباء العبادلة

3214 - عبد اللّه بن جابر بن عبد اللّه أبو محمّد الطرسوسي البزار 234

3215 - عبد اللّه بن جابر أبو مسلم 236

3216 - عبد اللّه بن الجارود، و اسمه بشر 237

3217 - عبد اللّه بن جامع بن زياد أبو محمّد الحلواني 238

3218 - عبد اللّه بن جراد بن المنتفق بن عامر بن عقيل و يقال: ابن جواد بن معاوية العقيلي 240

3219 - عبد اللّه بن جرول و هو ابن أبي عبد اللّه العبسي 244

3220 - عبد اللّه بن جرير بن عبد اللّه البجلي الكوفي 245

3221 - عبد اللّه بن جرير بن الحارث بن زهير بن جذيمة بن رواحة ابن ربيعة بن مازن بن الحارث بن قطيعة بن عبس بن بغيض ابن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان بن مضر، العبسي 247

3222 - عبد اللّه بن جعفر، ذي الجناحين الطيّار، بن أبي طالب عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي أبو جعفر - و يقال: أبو محمّد - الهاشمي 248

ص: 443

3223 - عبد اللّه بن جعفر بن عبد الرّحمن بن المسور بن مخرمة ابن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة أبو جعفر القرشي الزهري المخرمي المديني 299

3224 - عبد اللّه بن جعفر بن محمّد أبو محمّد الخبازي الطبري الحافظ 308

3225 - عبد اللّه بن جعفر أبو القاسم المالكي الضرير 309

3226 - عبد اللّه بن أبي جعفر 309

3227 - عبد اللّه بن جودان الجهضمي 310

3228 - عبد اللّه بن جويّة السّعدي التميمي 311

3229 - عبد اللّه بن أبي الجهم هو ابن عبيد، و يقال ابن عامر 311

حرف الحاء في أسماء آباء العبادلة

3230 - عبد اللّه بن الحارث بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف 312

3231 - عبد اللّه بن الحارث بن سراقة 313

3232 - عبد اللّه بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم ابن عبد مناف أبو محمّد الهاشمي ثم النوفلي 313

3233 - عبد اللّه بن حبيب 328

3234 - عبد اللّه بن حبيب أبو محمّد المجهز 328

3235 - عبد اللّه بن الحجاج بن محصن بن جندب بن نصر بن عمرو ابن عبد غنم ابن جحاش بن بجالة بن مازن بن ثعلبة ابن سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد ابن قيس بن عيلان بن مضر أبو الأقرع الثعلبي شاعر شجاع فاتك 329

3236 - عبد اللّه بن أبي حدرد، و اسمه سلامة أبو محمّد الأسلمي 332

3237 - عبد اللّه بن حذافة بن قيس بن عدن بن سعد بن سهم ابن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر ابن مالك بن النضر بن كنانة أبو حذافة القرشي السهمي 345

3238 - عبد اللّه بن حرام بن سعد 360

3239 - عبد اللّه بن الحرّ القيسي 361

3240 - عبد اللّه بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن المثنى بن معاذ ابن معاذ أبو طالب العنبري البصري 361

ص: 444

3241 - عبد اللّه بن الحسن بن أحمد بن عبد اللّه بن الحسن ابن هبة اللّه بن محمّد بن يحيى بن نوفل بن عبد اللّه ابن محمّد الديباجي العثماني 363

3242 - عبد اللّه بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ابن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف أبو محمّد الهاشمي 364

3243 - عبد اللّه بن الحسن بن حمزة بن الحسن بن حمدان بن ذكوان أبو محمّد البعلبكي، يعرف بابن أبي فجة 391

3244 - عبد اللّه بن الحسن بن السّندي 392

3245 - عبد اللّه بن الحسن بن طلحة بن إبراهيم بن محمّد بن يحيى بن محمّد بن يحيى بن كامل أبو محمّد ابن البصري المعروف بابن النخاس 392

3246 - عبد اللّه بن الحسن بن عبد الرّحمن أبو القاسم البزاز 394

3247 - عبد اللّه بن الحسن بن غالب بن الهيثم أبو محمّد القاضي 395

3248 - عبد اللّه بن الحسن بن محمّد بن إسماعيل بن علي بن عبد اللّه ابن العباس بن عبد المطلب بن هاشم أبو العباس الهاشمي، و يقال: أبو جعفر السامري 396

3249 - عبد اللّه بن الحسن بن محمّد أبو القاسم البزاز، يعرف بابن المطبوع 398

3250 - عبد اللّه بن الحسن بن محمّد بن عبد اللّه بن الفضيل أبو محمّد الكلاعي الحمصي البزاز، والد عبد الرزّاق 399

3251 - عبد اللّه بن الحسن بن محمّد بن الحسن بن الحسين بن عيسى ابن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب أبو الغنائم النسّابة ابن القاضي أبو محمّد الزيدي 400

3252 - عبد اللّه بن الحسن بن هلال بن الحسن بن عبد اللّه ابن محمّد أبو القاسم بن أبي محمّد الأزدي 401

3253 - عبد اللّه بن الحسن، و يقال: ابن الحسين أبو بكر السلمي 402

3254 - عبد اللّه بن الحسن أبو علي العلوي الوراق 402

3255 - عبد اللّه بن الحسين بن جابر أبو محمّد المصيصي الإمام البزاز 402

ص: 445

3256 - عبد اللّه بن الحسين بن رواحة بن إبراهيم بن رواحة أبو محمّد الأنصاري الحموي 404

3257 - عبد اللّه بن الحسين بن عبيد اللّه بن أحمد بن عبدان ابن أحمد بن زياد بن وردازاد بن عبد اللّه بن شبة بن أحمد ابن عبد اللّه أبو محمّد الصفّار المقرئ 405

3258 - عبد اللّه بن الحسين بن غنجدة، و يقال: عبيد اللّه الليثي الرملي 407

3259 - عبد اللّه بن الحسين بن محمّد بن جمعة أبو محمّد السلمي 408

3260 - عبد اللّه بن الحسين بن محمّد بن أحمد بن الحر و لقبه حيدرة بن سليمان بن هزان بن سليمان بن حيان ابن وبرة المري أبو بكر بن أبي عبد اللّه الأطرابلسي القاضي 409

3261 - عبد اللّه بن الحسين بن محمّد بن إبراهيم بن الحسين ابن عبد اللّه بن عبد الرّحمن أبو الحسن بن أبي القاسم ابن الحنائي 410

3262 - عبد اللّه بن الحسين أبو محمّد الفقيه الشافعي 410

3263 - عبد اللّه بن الحسين، و يقال: ابن الحسن أبو بكر السلمي 410

3264 - عبد اللّه بن الحصين، و يقال: الحسين بن المبارك الهمداني 411

3265 - عبد اللّه بن حكيم التميمي السعدي البصري 411

3266 - عبد اللّه بن حماد بن أيوب بن موسى أبو عبد الرّحمن الآملي آمل جيحون، و يقال له الأموي لأن بلده تسمى أمو 412

3267 - عبد اللّه بن حماد بن مالك بن بسطام بن درهم الأشجعي 414

3268 - عبد اللّه بن حماد أبو رواحة 414

3269 - عبد اللّه بن حنش الخثعمي 416

3270 - عبد اللّه بن حنظلة بن أبي عامر المعروف بالراهب و اسمه عبد عمرو بن صيفي بن النعمان بن مالك بن ضبيعة ابن زيد بن مالك بن عوف بن مالك بن الأوس و يقال: مالك ابن أمة بن ضبيعة، و قيل غير ذلك أبو عبد الرحمن - و يقال: أبو بكر - الأنصاري 417

3271 - عبد اللّه بن حوالة أبو حوالة، و يقال: أبو محمّد 433

ص: 446

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.