تاریخ مدینه دمشق المجلد 26

هویة الکتاب

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

تفاصيل النشر: بیروت: دارالفکرالمعاصر؛ دمشق: دارالفکر دمشق: معهد الفتح الاسلامي، 1420ق.= 1999م.= 1378 -

دراسة و تحقيق علي شيري

عدد المجلدات: 80

لسان: العربية

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

تصنيف الكونجرس: DS99 /د8 1378 الف243015

تصنيف ديوي: 956/9144

موضوع: تاريخ الإسلام | التاريخ والجغرافيا المحلية | الترجمة الجماعية | رجال

ص: 1

اشارة

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

دراسة و تحقيق علي شيري

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

ص: 2

الجزء السادس و العشرون

تتمة حرف العين

تتمة ذكر من اسمه عامر

3052 - عامر بن عبد اللّه المعروف بابن عبد قيس

ابن ناشب بن أسامة بن حذيفة (1) بن معاوية بن شيطان

ابن معاوية بن أسعد بن جون بن العنبر بن عمرو

ابن تميم بن مرّ بن أدّ بن طابخة

أبو عبد اللّه، و يقال: أبو عمرو العنبري البصري الزاهد (2)

قدم دمشق في خلافة عثمان بن عفان لما سعي به إليه.

روى عن عمر بن الخطاب، و سلمان الفارسي.

روى عنه: محمد بن سيرين، و الحسن البصري، و أبو عبد الرحمن الحبلي (3).

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا علي بن محمد بن علي، أنا محمد بن أحمد بن محمد، أنا أبو حاتم محمد بن حبّان البستي، أنا محمد بن الحسن بن قتيبة، نا يزيد بن موهب الرّملي، نا ابن موهب (4) الرّملي، عن أبي هانئ، أخبرني أبو عبد الرحمن الحبلي (5) عن عامر بن عبد اللّه.

ص: 3


1- في م و المطبوعة:«خدينة» و في جمهرة ابن حزم ص 208: جذيمة.
2- ترجمته و أخباره في تهذيب الكمال 370/9 و تهذيب التهذيب 53/3 و حلية الأولياء 87/2 الوافي بالوفيات 16/.... و سير الأعلام 15/4 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 80/61 ص:138). و انظر بحواشي المصادر الثلاثة الأخيرة أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
3- بالأصل و م:«الحملي» و هو خطأ و الصواب ما أثبت، انظر تهذيب الكمال 642/10 و الأنساب «الحبلي».
4- كذا بالأصل، و في م: نا ابن وهب، عن أبي هانئ.
5- بالأصل:«أبو عبد الحملي» خطأ، و المثبت عن م، و فيها «الحملي» انظر ما مرّ بشأنه.

أن سلمان الخير حين حضره الموت غربوا (1) عنه بعض الجزع، قالوا: و ما يجزعك يا أبا عبد اللّه و قد كانت لك سابقة في الخير، شهدت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مغازي حسنة، و فتوحا عظاما، قال: يجزعني أن حبيبنا صلى اللّه عليه و سلم حين فارقنا عهد إلينا، قال:

«ليكفي (2) الرجل منكم كزاد الراكب» فهذا الذي أجزعني، فجمع، مال سلمان: فكان قيمة خمسة عشر دينارا[5489].

قال أبو حاتم: عامر هذا هو عامر بن عبد قيس، و سلمان الخير هو الفارسي.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز الكتاني، أنا تمام الرازي، أنا أبو الحسن مزاحم بن عبد الوارث بن إسماعيل البصري، نا محمد بن زكريا الغلاّبي، حدثتني حميدة بنت رزيق (3) المجاشعية قالت: حدثنى أبي قال:

كان عامر يأتي الحسن فيجلس إليه ثم تركه فجاءه الحسن يوما و أصحابه، فدخلوا عليه فقال له الحسن: يا أبا عبد اللّه لم تركت مجلسنا؟ أرابك منّا شيء فنعتبك ؟ قال:

لا، و لكني سمعت أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم يقولون: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ أطولكم حزنا في الدنيا أطولكم فرحا في الآخرة، و إنّ أكثركم شبعا في الدنيا لأكثركم جوعا في الآخرة»، فوجدت البيت أصلا لقلبي، و أقدر لي على ما أريد مني، فخرج و هو يقول:

هو - و اللّه - أفقه منّا.

و روي أتم من هذا و لم يرفع إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الحسن البروجردي، أنا أبو سعد علي بن عبد اللّه بن أبي صادق، أنا محمد بن عبد اللّه بن باكويه، نا عبد الواحد بن بكر الورثاني، نا أبو بكر أحمد بن سعيد (4) الخزّاز (5)-بموقان - نا عبد الرحمن بن محمد بن سعدان، نا أحمد بن المقدام، نا حمّاد بن واقد، نا عبد الرحمن الحداد، عن الحسن البصري قال:

ص: 4


1- كذا بالأصل، و في م:«عربوا عنه» و في المطبوعة: عرفوا منه.
2- كذا بالأصل، و في م، و هو خطأ و الصواب: ليكف.
3- كذا بالأصل، و في م بتقديم الراء، و في المطبوعة: زريق بتقديم الزاي.
4- عن م و بالأصل: سعد.
5- بالأصل:«الحراز نوفان» و في م:«الرارنوقان» و كلاهما تحريف و الصواب ما أثبت عن المطبوعة.

كان لعامر بن قيس مجلس في المسجد الجامع، فكنا نجتمع إليه، ففقدناه أياما حتى حسبنا أن يكون قد صارع أصحاب الأهواء، فاتّبعناه في أهله، فقلنا: يا أبا عبد اللّه تركت أصحابك و جلست هاهنا وحدك، فقال: إنه مجلس كثير الأغاليط و التخليط ، فلما كان هذا حققنا الذي كنا ظنناه به، فقلنا: يا أبا عبد اللّه و إذا كان هكذا فما تقول فيهم، قال: و ما عسى أن أقول فيهم، لقيت ناسا من أصحاب محمد صلى اللّه عليه و سلم فأخبروني أنّ أخلص الناس إيمانا يوم القيامة أشدّهم محاسبة في الدنيا لنفسه، و إنّ أشد الناس فرجا يوم القيامة أشدّهم حزنا في الدنيا، و إنّ أكثر الناس ضحكا يوم القيامة أكثرهم بكاء في الدنيا، و أخبروني أنّ اللّه عز و جلّ فرض فرائض، و سنّ سننا، و حدّ حدودا، فمن عمل بفرائض اللّه و سننه، و اجتنب حدوده أدخله الجنة بغير حساب، و من عمل بفرائض اللّه و سنّته و ارتكب، حدوده ثم تاب، ثم ارتكب، ثم تاب ثم ارتكب ثم تاب ثم ارتكب استقبل أهوال يوم القيامة و زلازلها و شدائدها (1)،ثم يدخله [اللّه] (2) الجنة، و من عمل بفرائض اللّه و سننه و ارتكب حدوده لقي اللّه يوم القيامة و هو عليه غضبان، فإن شاء عذّبه، و إن شاء غفر له، قال: و قمنا من عنده و خرجنا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني - زاد الأنماطي: و أبو الفضل الباقلاني قالا:- أنا محمد بن الحسن بن أحمد، أنا محمد بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خياط (3) قال: عامر بن عبد اللّه، و هو الذي يقال له: ابن عبد قيس بن عمرو (4) بن شطن (5) بن معاوية بن أسعد بن جون بن كعب بن جندب بن العنبر بن عمرو بن تميم. أمّه: الحصيبة (6) بنت كامل (7) من بني الشعيراء، هو بكر بن مرّ بن أدّ، يكنى أبا عبد اللّه، مات أيام معاوية بالشام.

أخبرنا أبو البركات أيضا، أنا أحمد بن الحسن، أنا يوسف بن رباح، أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح قال:

ص: 5


1- عن م و بالأصل: و شديدها.
2- سقطت من الأصل و استدرك عن م.
3- طبقات خليفة بن خياط ص 332 رقم 1543.
4- عن خليفة و م و بالأصل:«عمر».
5- كذا بالأصل و م و المطبوعة، و في طبقات خليفة:«شطر» و قد مرّ: شيطان.
6- في طبقات خليفة: الحصينة.
7- كذا بالأصل، و في م و المطبوعة، و في خليفة: كاهل.

سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل البصرة عامر بن عبد اللّه بن قيس.

أنبأنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر بن البنا، قالا: قرئ على أبي محمد الجوهري، عن أبي (1) عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم.

ح و أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن منده، نا الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، قالا: نا محمد بن سعد قال (2):في الطبقة الأولى من تابعي أهل البصرة: عامر بن عبد اللّه بن عبد قيس العنبري، روى عن عمر - زاد ابن الفهم: و يكنى أبا عمرو - و يقال أبو عبد اللّه - من بني تميم.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، ثم حدثنا أبو الفضل السّلامي، أنا أبو الفضل الباقلاني، و أبو الحسين الصّيرفي، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قال (3):أنا عبد الوهاب بن محمد بن موسى - زاد أبو الفضل و محمد بن الحسن قالا:- أنا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسن المقرئ، نا محمد بن إسماعيل قال (4):عامر بن عبد اللّه هو ابن عبد (5) قيس أبو عبد اللّه التميمي البصري، قال علي: حدثنا معتمر عن أبي كعب:

كان الحسن و ابن سيرين يكرهان أن يقولان عامر بن عبد قيس، و يقولا عامر بن عبد اللّه، كنّاه عمرو بن عاصم.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم (6)،قال: عامر بن عبد اللّه - و هو ابن عبد قيس (7)،أبو عبد اللّه العنبري، روى عنه الحسن، و ابن سيرين، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي (8)،نا أبو الحسين بن المهتدي.

ص: 6


1- عن م، و بالأصل:«ابن عمر» خطأ.
2- طبقات ابن سعد 103/7.
3- في المطبوعة: قالوا.
4- التاريخ الكبير 447/6.
5- كلمة «عبد» كتبت بين السطرين بالأصل.
6- الجرح و التعديل 325/6.
7- بالأصل و م:«عبد شمس» خطأ و الصواب عن الجرح و التعديل.
8- عن م و بالأصل «المحلي».

ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبي أبو يعلى، قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمد بن مخلد قال: قرأت على علي بن عمرو: حدثكم الهيثم بن عدي قال: قال ابن عيّاش: عامر بن قيس يكنى أبا عبد اللّه.

حدثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم الواعظ ، أنا نعمة اللّه بن محمد المرندي، نا أبو مسعود البجلي، أنا محمد بن أحمد بن سليمان، أنا سفيان بن محمد بن سفيان، حدثني عمي أبو بكر، نا محمد بن علي، عن محمد بن إسحاق قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: عامر بن عبد قيس أبو عبد اللّه.

أخبرنا أبو بكر محمد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، نا (1) أبو سعيد بن حمدون، قال: سمعت مكي بن عبدان يقول: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو عبد اللّه عامر بن عبد قيس العنبري، روى عنه الحسن، و ابن سيرين.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن، أخبرني أبي قال: أبو عبد اللّه عامر بن عبد اللّه بن عبد قيس العنبري بصري.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد، أنا نصر بن إبراهيم، أنا سليم بن أيوب، أنا طاهر بن محمد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمد بن اياس، قال: سمعت محمد بن أحمد المقدّمي يقول: عامر بن عبد اللّه العنبري العابد هو ابن قيس، يكنى أبا عبد اللّه.

أخبرنا أبو جعفر الهمذاني (2) في كتابه، أنا أبو بكر الصّفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو عبد اللّه عامر بن عبد اللّه العنبري التميمي البصري يقال له: عامر بن عبد قيس.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه بن عمر (3)البقّال، أنا علي بن أحمد بن عمر، أنا إبراهيم بن أحمد الخياط ، أنا أبو إسحاق

ص: 7


1- في م: أنا.
2- بالأصل و م:«الهمداني» بالدال المهملة خطأ، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 101/20.
3- في المطبوعة: عمر بن البقال.

إبراهيم بن أبي أمية، قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: عامر بن عبد اللّه بن عبد قيس العنبري لا أعلم أنه لقي أحدا من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم.

هذا وهم من نوح، فإن عامرا كان في زمن عثمان بن عفان رجلا، و قد لقي جماعة من الصحابة، و لعل نوحا أراد: لم يرو عن أحد من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم، فقال له: لم يلق أحدا و إنما لم يشتغل عامر بالرواية لاشتغاله بالعبادة، و اللّه أعلم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر، و محمد بن الحسن، و أحمد بن محمد العتيقي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالوا:

أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي (1) قال:

عامر بن عبد قيس العنبري، بصري، تابعي، ثقة من التابعين و عبّادهم، رآه كعب فقال:

هذا راهب هذه الأمة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أبو بكر بن سيف، نا السّري بن يحيى، أنا شعيب بن إبراهيم، أنا سيف بن عمر، عن محمد، و طلحة قالا (2):إنّ حمران بن أبان تزوج امرأة في عدّتها، فنكّل به عثمان و فرّق بينهما، و سيّره إلى البصرة، فلزم ابن عامر، فتذاكروا يوما الركوب و المرور بعامر بن [عبد] (3) قيس، و كان منقبضا من الناس، فقال حمران: ألا أسبقكم إليه فأخبره، فخرج، فدخل عليه و هو يقرأ في المصحف، فقال: الأمير أراد أن يمر بك، و أحببت أن أخبرك، فلم يقطع قراءته و لم يقبل عليه، فقام من عنده خارجا، فلما انتهى إلى الباب لقيه ابن عامر فقال: جئتك من عند رجل لا يرى لآل إبراهيم عليه فضلا، و استأذن ابن عامر فدخل عليه و جلس إليه، فأطبق عامر المصحف و حدّثه ساعة، فقال له ابن عامر: أ لا تغشانا؟ فقال: إن سعد بن أبي العرجاء يحب الشرف، فقال: أ لا نستعملك (4)؟فقال: حصين بن أبي الحرّ يحب العمل، قال: أ لا نزوجك ؟ قال:

ص: 8


1- كتاب تاريخ الثقات للعجلي ص 245.
2- الخبر في تاريخ الطبري ط بيروت 639/2 (حوادث سنة 33).
3- زيادة عن م.
4- بالأصل و م: يستعملك، و المثبت عن الطبري.

ربيعة بن عسل يعجبه النساء، قال: إن هذا يزعم أنك لا ترى لآل إبراهيم عليك فضلا، فصفح المصحف، فكان أول ما وقع عليه و افتتح منه إِنَّ اللّٰهَ اصْطَفىٰ آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْرٰاهِيمَ وَ آلَ عِمْرٰانَ عَلَى الْعٰالَمِينَ (1) فلما ردّ حمران يتبع ذلك منه، فسعى به و شهد له أقوام فسيره إلى الشام، فلما علموا علمه أذنوا (2) له فأبى، و لزم الشام.

قال: و نا سيف، عن محمد، و طلحة (3):أن عثمان سيّر حمران بن أبان، أن تزوّج امرأة في عدّتها و فرّق بينهما، و ضربه و سيّره إلى البصرة، فلما سيّر أتى عليه ما شاء اللّه و أتاه عنه إذن له، فقدم عليه المدينة، و قدم معه قوم سعوا بعامر بن عبد قيس أنه لا يرى التزويج (4)،و لا يأكل اللحم، و لا يشهد الجمعة، و كان من عامر انقباض، و كان عمله كله خفية (5)،فكتب إلى عبد اللّه بن عامر بذلك، فألحقه بمعاوية، فلما قدم عليه وافقه و عند ثريد، فأكل أكلا غريبا، فعرف أن الرجل مكذوب عليه، فقال: يا هذا أ ترى (6) فيما أخرجت، قال: لا، قال: بلغ الخليفة أنك لا تأكل اللحم، و قد رأيتك و عرفت أن قد كذب عليك، و انك لا ترى التزويج و لا تشهد الجمعة، قال: أما الجمعة فإنّي أشهدها في مؤخر المسجد، ثم أرجع في أوائل الناس، و أما التزويج فإنّي خرجت و أنا يخطب عليّ ، و أما اللحم فقد رأيت و لكن كنت امرأ لا آكل ذبائح القصابين مذ رأيت قصابا يجر شاة إلى مذبحها، ثم وضع السكين على حلقها (7)،فما زال يقول: النّفاق النّفاق حتى و جبت، قال: فارجع، قال: لا أرجع إلى بلد استحلّ أهله مني ما استحلّوا، و لكن أقيم بهذا البلد الذي اختاره اللّه تعالى و كان يكون في السّواحل، و كان يلقى معاوية، فيكثر، و يكثر معاوية أن يقول: حاجتك، فيقول: لا حاجة لي، فلما أكثر عليه قال له: تردّ عليّ من حرّ البصرة لعلّ الصوم أن يشتدّ عليّ شيئا، فإنه يخفّ عليّ في بلادكم.

ص: 9


1- سورة آل عمران، الآية:33.
2- عن م و تاريخ الطبري، و بالأصل: دنوا.
3- المصدر السابق 640/2 (حوادث سنة 33).
4- كذا بالأصل و الطبري، و في م: التزوج.
5- عن الطبري و بالأصل و م: خيبة.
6- في م:«أ تدري» و في الطبري: هل تدري فيم أخرجت.
7- في الطبري: مذبحها.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1)،نا سعيد بن أسد، نا ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة، عن ابن عون، عن (2) ابن سيرين قال: محل (3) حمران مولى عثمان بن عفان بعامر بن عبد اللّه الذي يقال له: ابن عبد قيس إلى زياد، فقال: إنّه لا يأكل اللحم و لا ينكح النساء، و قيل له: يا شبيه إبراهيم، فسكت، فنازعه حمران بين يدي زياد، فقال له حمران: لا أكثر اللّه فينا ضربك، فقال له عامر: بل أكثر اللّه فينا ضربك حتى يكونوا خياطين، و دبّاغين، و أكّافين.

قال ابن سيرين: و ذاك ضرب إذا تكلموا جاء منهم هذا - يعني إذا غضبوا-.

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا يحيى بن محمد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، حدثني بلال بن سعد (4).

أن عامر بن عبد قيس وشى به إلى زياد، و قال غيره: إلى ابن عامر - فقيل له: إن هاهنا رجل، قيل له: ما إبراهيم خير منك، فسكت و قد ترك النساء، فكتب فيه إلى عثمان، فكتب إليه: أن أنفه إلى الشام على قتب (5)،فلما جاءه الكتاب أرسل إلى عامر فقال: أنت الذي قيل له ما إبراهيم خير منك، فسكتّ ؟، فقال: أما و اللّه ما سكوتي إلاّ تعجبا، لوددت أني كنت غبارا على قدميه، فيدخل به الجنة، قال: و لم تركت النساء؟ قال: و اللّه ما تركتهن إلاّ أني قد علمت أنها متى تكون (6) امرأة فعسى أن يكون ولد، و متى يكون (7) ولد تشغبت (8) الدنيا قلبي، فأحببت التخلّي من ذلك، فأجلاه على قتب إلى الشام، فلما قدم أنزله معاوية معه الخضراء، و بعث إليه بجارية، و أمرها أن تعلمه ما حاله، فكان يخرج من السحر فلا تراه إلاّ بعد العتمة، فيبعث إليه معاوية بطعام

ص: 10


1- الخبر في المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 69/2.
2- في المعرفة و التاريخ:«و ابن سيرين» بدل «عن ابن سيرين».
3- كذا بالأصل و م و المطبوعة، و في المعرفة و التاريخ: حمل.
4- الخبر في المعرفة و التاريخ 72/2-73 و سير الأعلام 16/4.
5- القتب: الرحل الصغير على قدر سنام البعير.
6- كذا بالأصل، و في م و الصواب:«و متى تكن... و متى يكن».
7- كذا بالأصل، و في م و الصواب:«و متى تكن... و متى يكن».
8- كذا بالأصل، و في م، و في المعرفة و التاريخ و سير الأعلام:«تشعب» و في المطبوعة: تشعبت.

فلا يعرض بشيء منه، و يجيء معه بكسر فيجعلها في ماء، فيأكل منها و يشرب من ذلك الماء، ثم يقوم، فلا يزال ذلك مقامه حتى يسمع النداء فيخرج، فلا تراه إلى مثلها، فكتب معاوية إلى عثمان يذكر له حاله، فكتب إليه أن اجعله أول داخل، و آخر خارج، و مر له بعشرة من الرقيق، و عشرة من الظهر، فلما أتى معاوية الكتاب أرسل إليه، فقال له: إن أمير المؤمنين كتب إليّ أن آمر لك بعشرة من الرقيق، فقال: إنّ علي شيطانا قد غلبني فكيف أجمع عليّ عشرة، قال: و أمر لك بعشرة من الظهر، فقال: إن البغلة واحدة، و إنّي لمشفق أن يسألني اللّه عن فضل ظهرها يوم القيامة، قال: و أمرني أن أجعلك أول داخل و أول (1) خارج، قال: لا إرب لي في ذلك.

قال: فحدّث بلال بن سعد عن من رآه بأرض الروم على بغلته تلك، يركبها (2)عقبة و يحمل المهاجرين عقبة (3).

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الفتح الجلّي، نا أبو يوسف محمد بن سفيان المصّيصي، نا سعيد بن رحمة (4) الأصبحي قال: سمعت ابن المبارك، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، نا بلال بن سعد، عن من رأى عامر بن عبد قيس على بغلة يركبها عقبة و يحمل المهاجرين عقبة.

أخبرنا أبو غالب أيضا، أنا أبو (5) محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا يحيى بن محمد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، نا بلال بن سعد: أن عامرا كان إذا فصل (6) عازيا بتوسّم.

ح و أخبرنا أبو غالب أيضا، أنا أبو الحسين بن الابنوسي، أنا إبراهيم بن محمد بن الفتح، نا محمد بن سفيان، نا سعيد بن رحمة بن نعيم قال: سمعت ابن المبارك، أنا ابن جابر قال: و قال بلال بن سعد.

ص: 11


1- كذا بالأصل و م، و في المعرفة و التاريخ: و آخر خارج.
2- بالأصل:«تركها» و المثبت عن م و المعرفة و التاريخ و سير الأعلام.
3- أي نوبة.(اللسان).
4- في المطبوعة: سعيد بن رحمة بن نعيم الأصبحي.
5- كلمة «أبو» كتبت في م بين السطرين.
6- و في م:«فضل» و المثبت و الصواب يوافق عبارة المطبوعة و سير الأعلام 17/4.

-و كان - يعني عامرا - إذا فصل (1) غازيا وقف يتوسم الرفاق، فإذا رأى رفقة توافقه قال: يا هؤلاء إني أريد أن أصحبكم على أن تعطوني من أنفسكم ثلاث خلال، فيقولون: ما هي ؟ قال: أكون لكم خادما لا ينازعني أحد منكم الخدمة، و أكون مؤذّنا لا ينازعني أحد منكم الآذان، و أنفق عليكم بقدر طاقتي، فإذا قالوا:[نعم،] (2) انضم إليهم، فإن نازعه أحد منهم شيئا من ذلك ارتحل منهم إلى غيرهم، و في حديث ابن رحمة: رحل عنهم-.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص (3)،أنا أبو بكر بن [سيف، نا أبو عبيدة التميمي، نا شعيب بن إبراهيم، نا] (4)سيف بن عمر، عن هبيرة بن الأشعث، عن أبي عبيدة العصفري، قال: لما هبط المسلمون المدائن و جمعوا الأقباض (5) أقبل رجل بحقّ معه فدفعه إلى صاحب الأقباض، فقال الذين معه: ما رأينا مثل هذا قط ما يعدله ما عندنا، و لا يقارنه، فقالوا له: هل أخذت منه شيئا؟ فقال: أما و اللّه لو لا اللّه ما أتيتكم به، فعرفوا أن للرجل شأنا فقالوا: من أنت ؟ فقال: و اللّه لا أخبركم لتحمدوني و لا غيركم لتقرّظوني، و لكن أحمد اللّه و أرضى بثوابه، فأتبعوه رجلا حتى انتهى إلى أصحابه، فسأل عنه، فإذا هو عامر بن عبد قيس.

أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، أنا أبو صاعد يعلى بن هبة اللّه.

ح و أخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر، أنا أبو عاصم الفضيل بن يحيى بن أبي منصور، قالا: أنا أبو محمد بن أبي شريح، أنا أبو عبد اللّه محمد بن عقيل بن الأزهر البلخي، نا علي بن حرب، نا عمر - هو ابن أيوب الموصلي - عن جعفر - هو ابن برقان - عن ميمون.

أن عامر بن عبد قيس بعث إليه أمير البصرة فقال: إن أمير المؤمنين أمرني أن أسألك ما لك لا تزوّج النساء، قال: ما تركتهن و إنّي لدائب الخطبة، و ما لك لا تأكل

ص: 12


1- غير واضحة بالأصل هنا، و في م:«فضل» و الصواب «فصل».
2- الزيادة عن م، سقطت اللفظة من الأصل.
3- في م: المخلصي.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
5- الأقباض جمع قبض، و هو ما جمع من الغنيمة قبل أن تقسم (اللسان).

الجبن ؟ قال: أنا في أرض بها مجوس، فما شهد شاهدان من المسلمين أنه ليس فيه ميتة أكلته، قال: و ما يمنعك أن تغشى الأمراء؟، قال: إذا أتى (1) أبوابكم طلاب الحاجات فادعوهم فاقضوا حوائجهم، و دعوا من لا حاجة له إليكم.

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر (2) بن حيّوية، نا يحيى بن محمد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا عبد اللّه بن عون، عن محمد بن سيرين، عن معقل بن يسار قال:

كان أول ما عرفت عامر بن عبد اللّه العنبري أنّي رأيته، فوصف لي قريبا من دحية بن سليم و هو على دابة، و رجل من أهل الذمة يظلم، فنهى عنه، فلما أبوا قال:

كذبتم و اللّه، لا تظلم ذمّة اللّه اليوم و أنا شاهد قال: فتخلّصه فلما كان بعد ذلك أتيته في منزله، و كان الناس يقولون إنّ عامرا لا يأكل السمن، و لا يأكل اللحم، و لا يتزوج النساء، و لا تمسّ بشرته بشرة أحد، و يقول: إنّي مثل إبراهيم عليه السلام، فلما دخلت عليه أخرج يده من تحت البرنس حتى أخذ بيدي، فقلت: هذه واحدة، فلما تحدثنا قلت: إنّ الناس يقولون أنك لا تأكل اللحم، و لا تأكل السمن، و لا تتزوج النساء، و تقول إنّي مثل إبراهيم، قال: أمّا قولهم أني لا آكل اللحم فإنّ هؤلاء قد صنعوا في الذبائح شيئا لا أدري ما هو، فإذا اشتهيت اللحم أمرنا بشاة فاشتريت لنا، فذبحناها فأكلنا من لحمها، و أمّا قولهم: إني لا آكل السمن فإني لا آكل ما يجيء من هاهنا و آكل ما يجيء من هاهنا، و أمّا قولهم: إني لا أتزوج النساء، فإنما هي نفس واحدة، و قد كادت أن تغلبني، و أما قولهم: أني قلت: إنّي مثل إبراهيم، فإني قلت: إنّي لأرجو أن يجعلني اللّه مع النبيين و الصدّيقين و الشهداء و الصالحين.

أخبر أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمد بن هبة اللّه، أنا محمد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (3)،حدثني عيسى بن محمد، نا أزهر، عن ابن عون، عن محمد بن (4) معقل بن يسار، قال:

ص: 13


1- عن م و بالأصل: أتوا.
2- بالأصل و م: أبو عمرو، خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ كثيرا.
3- الخبر في كتاب المعرفة و التاريخ 72/2.
4- كذا بالأصل و م «بن» خطأ، و الصواب «عن» كما في المعرفة و التاريخ، و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب.

أوّل ما عرف بيني و بين عامر بن عبد اللّه لقيته عند مكاري الرّحبة، و قد حبس رجل من أهل الذمة، فكلّمهم فيه أن يخلّوا عنه، فمال برجله، فنزل، فقال: كذبتم و اللّه لا تظلم (1) ذمة اللّه اليوم و أنا شاهد، قال: فلم يزل به حتى أفلته، و رماه الناس بتلك الخصال، فقالوا: إنّه لا يأكل السمن، و لا يأكل اللحم، و لا يمسّ بشرته أحد، و لا يصلي في المساجد، و لا يتزوّج النساء، و يقول: إنّي مثل إبراهيم، فأتيته و هو قاعد في المسجد، فأخذ بيدي و صافحني، فذكر نحوه، و زاد: فأمّا قولهم: إنّي لا أصلي في المساجد فإنّي إذا كان يوم الجمعة انطلقت و صلّيت مع الناس الجمعة، ثم أحبّ أن أصلي بعدها هنا.

الصّواب محمد عن معقل.

أنبأنا أبو علي محمد بن محمد بن عبد العزيز بن المهدي.

و حدّثنا أبو الحجّاج يوسف بن مكي الفقيه عنه، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا أبو بكر بن شاذان، نا محمد بن أبي الأزهر، نا الرياشي قال: ذكر ابن عائشة عن عبيد اللّه بن عياش الحسني عن أبيه قال:

كان السّبب الذي سيّر به عامر بن عبد اللّه أنه مرّ برجل من أعوان السلطان، و إذا هو قد علّق ذميا يدعوه (2) إلى دار الإمارة، قال: و الذّمّي يستغيث قال: فمال إليه عامر فقال: ما لك و له ؟ قال: أذهب به إلى دار الإمارة يكنسها، قال: فأقبل عامر على الذميّ فقال: يطيب قلبك بهذا له ؟ قال: لا يشغلني (3) عن ضيعتي، فقال له عامر: أديت جزيتك ؟ قال: نعم، فأقبل على عون السّلطان فقال: إنّي أراه يذكر أنه قد أدّى جزيته، و لا أراك تنكر ذاك، و إنما يذهب بسخرة، و لا أراه تطيب نفسه بذاك، فدعه، قال: لا أدعه، قال: و اللّه لتدعنّه، قال: و اللّه لا أدعه، فقال: و اللّه لا تخفر ذمة محمد صلى اللّه عليه و سلم و أنا حيّ ، قال: فلهزه و استخرجه من يده، فكتب فيه إلى أمير البصرة أن يسيّره إلى الشام مع غيره ممن يذهب مذهبه، قال: و كانوا يرون يتكلّمون و ينكرون، قال: فأتاه الكتاب مع ابن عامر و هو في مسجد قومه و هو بالرابية قال: فقال: السلام عليكم، أدخل (4)؟فقال

ص: 14


1- بالأصل و م:«لا نظلم» و المثبت عن المعرفة و التاريخ.
2- بالأصل و م:«يدعو» و المثبت عن المطبوعة.
3- في م: تشغلني.
4- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: أ أدخل ؟.

له عامر بن عبد اللّه: على كل حال أنت أحمق، إن المساجد لا يستأذن فيها، قال: فقال له: هذا كتاب أمير المؤمنين، بلغه أنك لا تأكل اللحم، و لا تأكل السمن، و لا تتزوج النساء، و تطعن على الأئمة، قال: فقال عامر: أما قولك إني لا آكل اللحم، فإني مررت بقصّاب و هو يذبح و يقول: النفاق النفاق و لم يذكر اسم اللّه عزّ و جلّ ، فإذا اشتهينا اللحم ذبحنا نحن الشاة، ثم أكلنا. و أما قولك إني لا آكل السمن فإني آكل ما جاء من باديتنا هذه، و لا آكل ما جاء من هاهنا - يعني الجبل - لأنا رأيناهم في مغازينا يقطعون ألايا الشاء ثم يسلئونها مع السمن. و أما قولك لا أتزوج النساء فإني قد خطبت إلى ربي من (1)قبل أن تلدك أمك. و أما طعني على الأئمة فمعاذ اللّه أن أطعن؛ قال: فاشخص. فكان معاوية يقول: ما ورد علينا أحد مثل عامر.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمّد، أنا أبو سليمان الخطابي، نا الأصم، نا أبو أمية الطّرسوسي، نا عبيد بن إسحاق، نا زهير، عن أبي الجويرية الجرمي عن عامر بن عبد قيس:

أنه عوتب في أكل اللحم فقال: إني رجل متقزز، و إني مررت بجزار يجرّ (2) عجماء له و هو يقول: السمين الشّاح، حتى ذبحها و لم يذكر اللّه عليها.

الساح: هي الوافرة السمن.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء.

ح و أخبرنا أبو المعالي الحسين بن حمزة بن الحسين، نا أبو السرايا تجيب بن عمّار بن أحمد الغنوي (3).

قالا: أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا أبو بكر يحيى بن أبي طالب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (4)،حدّثني أحمد بن الخليل، قالا: نا

ص: 15


1- سقطت من المطبوعة.
2- في م: يجزّ.
3- عن م، و هي غير مقروءة بالأصل.
4- الخبر في كتاب المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 61/2.

روح بن عبادة، نا الحجّاج بن الأسود - و في رواية ابن الخليل: نا حجاج الأسود (1)، و هو الصواب - قال: تمنى رجل فقال: ليتني بزهد الحسن، و ورع ابن سيرين، و عبادة عامر بن عبد قيس، و فقه سعيد بن المسيّب.

قال روح: و ذكر مطرّفا بشيء لا أدري ما هو. قال: فنظروا في ذلك - زاد ابن الخليل: كله (2)،فقالا - فوجدوه كله كاملا في الحسن.

أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد بن يوسف، و أبو نصر محمّد بن الحسن (3)،قالا: قرئ على أبي محمّد الجوهري عن أبي عمر (4) بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (5)،نا عمرو بن عاصم الكلابي، حدّثني (6) الصبّاح بن أبي عبدة العنبري، حدّثني رجل من الحي، كان صدوقا فأنسيت أنا اسمه قال: صحبت عامرا في غزاة فنزلنا بحضرة غيضة، فجمع متاعه و طول لفرسه، و طرح له. قال: ثم دخل الغيضة، فقلت: لأنظرن ما يصنع الليلة. قال: فانتهى إلى رابية، فجعل يصلي، حتى إذا كان في وجه الصبح أقبل في الدعاء، فكان فيما يدعو: اللّهم، سألتك ثلاثا فأعطيتني اثنتين و منعتني واحدة، اللّهم فأعطنيها حتى أعبدك كما أحب و أريد. قال: و انفجر الصبح، قال: فرآني، فقال: أ لا أراك كنت تراعيني (7)منذ الليلة لهممت بك، و رفع صوته عليّ ، و لهممت و فعلت، قلت: دع هذا عنك، و اللّه لتحدثني بهذه الثلاثة التي سألتها ربك أو لأخبرن بما تكره مما كنت فيه الليلة. قال:

ويلك، لا تفعل، قال: قلت، هو ما أقول لك، فلما رآني أني غير منته قال: فلا تحدّث به ما دمت حيا. قال: قلت لك اللّه عليّ بذلك. قال: إني سألت ربي أن يذهب عني حبّ النساء و لم يكن شيء أخوف عليّ في ديني منهن، فو اللّه ما أبالي امرأة رأيت أم جدارا، و سألت ربي أن لا أخاف أحدا غيره، فو اللّه ما أخاف أحدا غيره، و سألت ربي أن يذهب عنّي النوم حتى أعبده بالليل و النهار كما أريد، فمنعني.

ص: 16


1- و هي عبارة المعرفة و التاريخ.
2- سقطت اللفظة من رواية ابن الخليل في المعرفة و التاريخ.
3- زيد في المطبوعة: ابن البناء.
4- بالأصل و م:«أبي عمرو» خطأ و الصواب ما أثبت.
5- الخبر في طبقات ابن سعد 105/7.
6- في ابن سعد و المطبوعة: حدثني جدي الصباح.
7- عن ابن سعد و بالأصل و م: تراعني.

قال (1):و أنا عمرو بن عاصم، نا جعفر بن سليمان، عن مالك بن دينار، قال: لما رأى كعب عامرا بالشام قال: من هذا؟ قالوا: عامر بن عبد قيس العنبري البصري، قال:

فقال كعب: هذا راهب هذه الأمة.

أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسن، أنا أبو الفتح أحمد بن عبد اللّه (2) السّوذرجاني، أنا أبو نعيم الحافظ (3)،نا أبو القاسم عمر بن محمّد بن حاتم، نا جدي محمّد بن عبيد اللّه بن مرزوق، نا عفّان بن مسلم، نا جعفر بن سليمان، نا سعيد الجريري قال:

لما سيّر عامر بن عبد اللّه شيّعه إخوانه، فلما كان بظهر المربد قال: إني داع فأمّنوا، فقالوا: هات، فقد كنا نستبطئ هذا منك، قال: اللّهم، من أشي (4) بي، و كذّب عليّ ، و أخرجني من مصري، و فرّق بيني و بين إخواني، اللّهم أكثر ماله، و ولده، و أصح جسمه، و أطل عمره.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا يوسف بن عبد اللّه الحلواني، نا عثمان بن الهيثم أو مسلم بن إبراهيم عن الحسن بن أبي جعفر قال:

كان عامر بن عبد اللّه قد فرض على نفسه كل يوم ألف ركعة، فكان إذا صلّى العصر جلس قد انتفخت قدماه من طول القيام، فيقول: يا نفس، بهذا قد أمرت، و لهذا خلقت، يوشك أن يذهب العناء؛ ثم يقرأ إلى المغرب، فإذا صلى المغرب، قام فصلى إلى العتمة، فإذا صلّى العتمة أفطر، ثم يقول: يا نفس، قومي ثم يقوم إلى الصلاة فلا يزال راكعا و ساجدا حتى يصبح، و كان يقول في جوف الليل: اللّهمّ ، إن النار منع النوم مني فاغفر لي.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي.

ص: 17


1- طبقات ابن سعد 110/7.
2- في المطبوعة، أحمد بن عبد اللّه بن أحمد السوذرجاني.
3- الخبر في حلية الأولياء 91/2 باختلاف.
4- كذا بالأصول، و في الحلية: وشى بي.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن محمّد بن الأخضر.

قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا الحسين بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا - و في حديث ابن الأخضر: حدثني - سلمة بن شبيب عن سهل بن عاصم عن عبد اللّه بن غالب عن عامر بن يساف قال: سمعت المعلّى بن زياد يقول:

كان عامر بن عبد اللّه قد فرض على نفسه - زاد البيهقي: كل يوم - فقالا: ألف ركعة، و كان إذا صلى العصر جلس و قد انتفخت ساقاه من طول القيام، فيقول: يا نفس، بهذا أمرت، و لهذا خلقت، و يوشك أن يذهب العناء.

انتهى حديث البيهقي. و زاد ابن الأخضر: و كان يقول لنفسه: قومي يا مأوى كل سوأة، فوعزة ربي لأرجفن (1) بك رجوف البعير، أو لئن استطعت أن لا يمس الأرض من زهمك (2) لأفعلن، ثم يتلوّى كما يتلوى الحب على القلي، ثم يقوم فينادي: اللّهم، إن النار قد منعني من النوم فاغفر لي.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا السري (3) بن يحيى، عن الحسن قال: قال عامر بن عبد قيس لقوم ذكروا الدنيا:

و إنكم لتهتمون! أما و اللّه لئن استطعت. لأجعلنها همّا (4) واحدا، قال: ففعل ذلك، و اللّه، حتى لحق باللّه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمد بن هبة اللّه، أنا محمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (5)،حدثني سعيد بن منصور، نا خلف بن خليفة (6)،نا أبو هاشم، عن عامر بن عبد قيس، قال: وجدت أمر الدنيا يصير إلى

ص: 18


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: لأزحفن بك زحوف.
2- في م:«رهمك»، و الزهم: الشحم (اللسان).
3- في م: المسرى. خطأ.
4- تقرأ بالأصل و م:«هنا» و المثبت يوافق عبارة المطبوعة.
5- الخبر في كتاب المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 75/2.
6- في م:«نا خلف بن خليفة نا إبراهيم نا أبو هاشم» و المثبت يوافق عبارة المعرفة و التاريخ.

أربع: إلى المال، و النساء، و لا حاجة لي بالمال و لا بالنساء (1)،و النوم و الأكل، و أيّم اللّه لئن استطعت لأضرّنّ بهما.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا عبد اللّه بن يوسف الأصبهاني، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا أبو يحيى محمد بن سعيد بن غالب، نا زيد بن الحباب، نا معاوية بن عبد (2) الحكم الثقفي، نا يونس بن عبيد.

أن عامر بن عبد قيس قال: الدنيا أربعة أجزاء: المال، و النساء، و النوم، و الطعام، و أمّا المال و النساء فلا حاجة لي بهما، و أمّا الآخران و أيم اللّه لأضرنّ بهما، و قال: لأجعلنّ الهمّ واحدا.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر البيهقي.

و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر بن اللاّلكائي، قالا: أنا أبو الحسين (3) بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (4)،نا سليمان بن حرب، نا حمّاد، عن هشام (5)،عن الحسن قال: قال عامر بن عبد اللّه:

وجدت الدنيا أربع خصال: النساء، و اللباس، و الطعام، و النوم، فأمّا النساء فو اللّه ما أبالي امرأة رأيت (6) أو جدارا، و أمّا اللباس فو اللّه ما أبالي ما واريت به عورتي، و أمّا الطعام و النوم فقد غلباني إلاّ أن أصبت منهما، و اللّه لأضرنّ بهما ما استطعت.

قال الحسن: ففعل و اللّه.

أخبرنا بها عالية أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه، قال: قرئ على الحسن بن مكرم - و أنا أسمع - نا يزيد بن هارون، أنا هشام، عن الحسن قال: قال عامر بن عبد قيس:

العيش في أربع: اللباس، و الطعام، و النوم، و النساء، فأمّا النساء فو اللّه ما أبالي

ص: 19


1- في المعرفة و التاريخ: و لا حاجة بالمال و النساء.
2- لفظة:«عبد» سقطت من م.
3- في م: أبو الحسن.
4- المعرفة و التاريخ 76/2.
5- هو هشام بن حسّان الفردوسي البصري.
6- بالأصل:«و رايت» خطأ، و الصواب عن م و المعرفة و التاريخ.

رأيت امرأة أو جدار، و أمّا اللباس فو اللّه ما أبالي ما واريت (1) به عورتي، و أما الطعام و النوم فقد غلباني، و اللّه لأضارنهما جهدي، قال الحسن: فأضرّ و اللّه بهما.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو عبد اللّه الحسين بن ظفر بن الحسين، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أبو القاسم البغوي، نا قطن بن نسير، نا جعفر بن سليمان، نا حوشب، عن الحسن قال:

كتب معاوية إلى عبد اللّه بن عامر: انظر عامر بن قيس فأحسن إذنه، و مره أن يخطب إلى من شاء، و أمهر عنه من بيت المال، قال: فأرسل إليه، إنّ أمير المؤمنين كتب إلي أن أحسن إذنك، قال: ما أصنع بالإذن ؟ فأنتم أحوج إلى ذلك مني، و أمرني أن تخطب إليّ من شئت، و أمهرك من بيت المال، قال: أنا في الخطبة دائب، قال إلى من ؟ قال: إلى من يقبل منّي التمرة و العلقة (2)،ثم أقبل على جلسائه فقال: إني سائلكم فأخبروني، قالوا: سل، قال: هل منكم أحد إلاّ لماله من قلبه شعبة ؟ قالوا: اللّهمّ نعم، قال: هل منكم (3) أحد إلاّ لولده من قلبه شعبة ؟ قالوا: اللّهمّ نعم، قال: هل منكم من أحد إلاّ لأهله من قلبه شعبة ؟ قالوا: اللّهمّ نعم، قال: و الذي نفسي بيده لأن تختلف الخناجر في جوارحي أحبّ إليّ من أكون هكذا، أما و اللّه لئن استطعت أن أجعل الهمّ همّا واحدا لأفعلنّ .

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أحمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن يوسف، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا ابن أبي الدنيا، نا هارون بن عبد اللّه، نا سعيد بن عامر، عن أسماء بن عبيد قال: قال عامر بن عبد قيس:

و اللّه لئن استطعت لأجعلنّ الهمّ هما واحدا.

قال الحسن: ففعل (4) و ربّ الكعبة.

قال أبو سعيد بن الأعرابي: و هذا أعلى ما قيل في الزهد أن يكون الهمّ هما واحدا للّه عز و جلّ ، ليس ذكر دنيا و لا آخرة، و هو غاية الزهد، و هو خروج قدر الدنيا

ص: 20


1- بالأصل:«ورايت» خطأ، و الصواب عن م و المعرفة و التاريخ.
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: و الفلقة.
3- في المطبوعة: هل منكم من أحد.
4- في م: يفعل.

و قلتها من قلبه أن يزهد فيها، و خروج قدر غيرها فيرغب فيها إذ كانت دون اللّه عز و جلّ ، هذا لمن كان اللّه همه وحده خالصا.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عثمان بن عمرو بن محمد بن المنتاب، نا يحيى بن محمد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا محمد بن سليم أبو هلال الراسبي، نا محمد بن سيرين قال:

قيل لعامر بن عبد قيس: أ لا تتزوج قال: و اللّه ما عندي من نشاط ، و ما عندي من مال، فبما (1) أغرّ امرأة مسلمة.

قال: و أنا ابن المبارك، أنا سلام بن مسكين، نا الحسن قال: كان هاهنا رجل يقال له أ لا تتزوج فيقول: أنا حريص. أنا حريص.

قال الحسن: فأرجو أن يكون قد أصاب همّه، قال سلام بن مسكين - يعني عامر بن عبد قيس-.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2)،نا سعيد بن منصور، نا خلف بن خليفة، حدثني رجل من أهل البصرة يقال له إسحاق عن عنبسة الخوّاص قال:

لما قدم عبد اللّه بن عامر على البصرة أميرا قال: يا أهل البصرة اكتبوا إليّ من كل خمس رجلا من القراء أشاورهم في أمري، و أستعين بهم على ما ولاّني اللّه عز و جلّ ، و أطلعهم على سري، فكتب له أبان بن مطر العدوي و كان قد بكي حتى ذهب بصره، و كتب له غزوان - رجل من بني رقاش - و كان قد حلف ألا يضحك حتى يعلم حيث يصيّره اللّه عز و جلّ ، و كتب له جابر بن أسير من (3) غطفان، و كتب له عامر بن عبد قيس العنبري، و كتب له النعمان بن شوال العبدي، قال: فلما دخلوا عليه قال (4):أنتم القراء، قد أمرت لكم بألفين ألفين، و كذا و كذا من جريب، فأجابه النعمان بن شوال -

ص: 21


1- في م: فيما.
2- الخبر في المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 74/2.
3- عن م، و بالأصل «بن» و في المعرفة و التاريخ: جابر بن أسيد من غطفان.
4- في م:«قالوا.» و في المعرفة و التاريخ: قال لهم.

و خلّوه و الجواب و كان من أسن القوم - فقال: أيها الأمير: أ لنا خاصة أم لأهل البصرة عامة ؟ قال: بل لكم خاصة، لا يسع هذا المال أهل البصرة، قال: فيقول صدقة ؟ فإن كان صدقة لا يدخل لنا بطونا، و لا يعلوا لنا جلودا، و إنما يأخذ العامل من عمله، و لا حاجة لنا فيها، قال: أ لا أراك طعانا، اخرج من عندي، فقال: أما إنك ما عهدتني للأمراء زوّارا، ثم أقبل على عامر فقال: قد أمرت لكم بألفين و كذا و كذا من جريب، فقال: انظر إلى المكاتبين الذين على باب المسجد فهم أفقر مني، قال: فإني قد أمرت ألاّ تحجب لي عن باب، قال: عليك بسعد بن قرحاء (1) فإنه أغشى للأمراء مني، قال: انظر أي امرأة شئت حتى أزوّجكها، قال: أيها الأمير الرجل إذا كانت له المرأة و الولد شغل ذلك قلبه، قال: نعم، قال: فلا حاجة لي فيها، أجعل الهمّ همّا واحدا حتى القى ربي.

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا أبو محمد الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا يحيى بن محمد بن صاعد، أنا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا همّام، عن قتادة قال: كان عامر بن عبد قيس سأل (2) ربه أن يهوّن عليه الطهور في الشتاء، قال: فكان يؤتى بالماء و له بخار.

قال (3):و سأل ربه أن ينزع شهوة النساء من قلبه، فكان لا يبالي أ ذكرا لقي أم أنثى، و سأل ربه أن يمنع قلبه من الشيطان و هو في الصّلاة، فلم يقدر عليه.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمد بن هبة اللّه، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (4)،نا عمرو بن عاصم، نا همّام، عن قتادة قال:

سأل عامر بن عبد اللّه ربّه أن يهوّن عليه الطهور في الشتاء، فكان يؤتى بالماء له بخار، و سأل ربه عز و جلّ أن ينزع شهوة النساء من قلبه، فكان لا يبالي ذكرا لقي أم أنثى، و سأل ربه أن يحول بين الشيطان و بين قلبه في الصلاة، فلم يقدر على ذلك، و كان

ص: 22


1- بالأصل:«فوجا» و في م:«فوحا» و المثبت عن المعرفة و التاريخ.
2- في المطبوعة: يسأل.
3- سقطت «قال» من م.
4- الخبر في المعرفة و التاريخ 70/2.

إذا غزا فيقال له: إن هذه الأجمة يخاف عليك فيها الأسد، قال: إنّي لأستحي من ربي أن أخشى غيره.

و قد روي أن ذلك ذهب عنه.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمد (1) بن هبة اللّه، قالا: أنا أبو الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (2)،نا عبد اللّه بن عثمان، نا عبد اللّه بن المبارك، أنا جعفر بن حيّان، عن طريف بن شهاب قال: ذكرت للحسن قول عامر - يعني ابن عبد قيس - لأن تختلف (3) فيّ الأسنة أحبّ إلي من أن أجد ما يذكرون - يعني حديث النفس في الصّلاة - فقال الحسن: ما اصطنع اللّه ذلك عندنا.

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا يحيى بن محمد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا جعفر بن حيّان، عن طريف بن شهاب قال: ذكرت للحسن قول عامر بن عبد قيس: لأن تختلف الأسنة فيّ أحبّ إليّ من أن أجد ما يذكرون - أي في الصّلاة - فقال الحسن: ما اصطنع اللّه ذلك عندنا.

قال: و أنا ابن المبارك، أنا أبو الحكم مروان - يعني ابن عبد الواحد - عن أبي الحسين المجاشعي، قال: قيل لعامر بن عبد قيس: أتحدّث نفسك في الصّلاة ؟ قال:

نعم، فلمّا ولّوا قال للذين سألوه - أو قال لهم-: أحدّث نفسي بالوقوف بين يدي الربّ عزّ و جلّ ، و منصرفي من بين يديه.

خالفه غيره:

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى المكي، أنا عبيد اللّه بن سعيد بن حاتم، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن، أخبرني أبي أنا العبّاس بن عبد العظيم حدّثني عبد اللّه بن سنان، نا ابن المبارك، أنا

ص: 23


1- في م: أنا أبو بكر محمد بن هبة اللّه.
2- الخبر في المعرفة و التاريخ 70/2.
3- بالأصل و م:«يختلف» و المثبت عن المعرفة و التاريخ.

مروان أبو الحكم، عن الحسن المجاشعي، قال: قيل لعامر بن عبد اللّه بن قيس:

أتحدّث نفسك في الصّلاة ؟ قال: نعم أحدّث نفسي بالوقوف بين يدي الربّ عز و جلّ و منصرفي من بين يديه.

أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسن، أنا أبو سعد علي بن عبد اللّه بن أبي صادق، أنا محمد بن عبد اللّه بن باكويه، نا ابن زيرك - بواسط - نا محمد بن أحمد بن الحسن، نا أبو شعيب الحرّاني، نا سعيد بن نصر الرّقّي، نا إبراهيم، عن فضالة، نا زيد الضّبّي: أن عامر بن عبد قيس كان في جيش فجاء أسد فأقام بالماء فتنحى الناس من بين يديه، فتقدم إليه عامر فقيل له: قد تقدمت إلى هذا العدو، قال: إنّي لأستحي من اللّه أن أخاف شيئا سواه.

أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، أنا يعلى بن هبة اللّه.

و أخبرنا أبو محمد الحسن (1) بن أبي بكر، أنا الفضيل بن أبي منصور، قالا: أنا أبو (2) محمد بن أبي شريح، أنا محمد بن عقيل، نا الجرجاني، نا عبد الرّزّاق، عن جعفر، عن أبي عمران الجوني، قال: قيل لعامر بن عبد قيس: إنك تبيت بخارج، أ ما تخاف الأسد؟ قال: إنّي لأستحي من ربّي أن أخاف شيئا دونه.

أخبرنا أبو منصور بن زريق (3)،نا أبو الحسين بن المهتدي، نا أبو بكر محمد بن يوسف بن محمد بن العلاّف - إملاء - نا أبو (4) عمر محمد (5) بن يوسف القاضي، نا الحسن بن أبي الربيع، نا عد الرزاق، عن جعفر، عن أبي عمران الجوني، قال: قيل لعامر بن عبد اللّه بن قيس: إنّك تبيت خارجا أ ما تخاف الأسد؟ قال: إنّي لأستحي من ربّي أن أخاف شيئا دونه.

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا يحيى بن محمد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا همّام، عن قتادة

ص: 24


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة:«الحسين».
2- في م: ابن محمد.
3- بالأصل و م: رزيق، بتقديم الراء.
4- كتبت «أبو» تحت السطر. في م.
5- كتبت «محمد» فوق الكلام بين السطرين في م.

قال: أنبئت أن عامر بن عبد قيس تخلّف عن أصحابه، فقيل له: إنّ هذه الأجمة فيها الأسد، و إنا نخشى عليك، فقال: إنّي لأستحي من ربّي أن أخشى شيئا دونه.

أنبأنا أبو علي محمد بن محمد بن عبد العزيز.

و أخبرنا أبو الحجّاج يوسف بن مكي الحارثي عنه، أنا أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي، أنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان، نا محمد بن مزيد الخزاعي، نا الرّياشي [نا] (1) ابن عائشة قال: كان عامر بن عبد اللّه بن عبد قيس يدخل بيتا يطيل فيه الصّلاة، قال: قال: و كان الرّمث (2) نابتا حولهم، قال: و البصرة إذ ذاك شديدة الحرّ، قال: فانساب أسود سالخ فدخل البيت فيطوي في مصلاّه ما يشعر به، فلمّا انحط للسجود رآه، فنفضه بيده، فانساب فخرج، فقال بعض من رآه من أهله: أ ما رهبت هذا، إنّه حتف، فقال: لا و اللّه، لو لا أنّي قذرته لسجدت عليه، و اللّه إنّي لأستحي من اللّه أن يطلع من قلبي على أنّي أرهب شيئا سواه.

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن البغدادي، أنا أحمد بن محمد بن أحمد الطّهراني، و عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، قالا: أنا الحسن بن محمد بن أحمد، أنا أحمد بن محمد بن عمر، نا أبو بكر عبد اللّه بن محمد بن عبيد، حدثني محمد بن يحيى بن أبي حاتم الأزدي، حدثني جعفر بن أبي جعفر الرازي، عن أبي جعفر السّائح، أنا أبو وهب و غيره يزيد بعضهم على بعض في الحديث.

أن عامر بن عبد قيس كان من أفضل العابدين، ففرض (3) على نفسه كل يوم ألف ركعة يقوم عند طلوع الشمس، فلا يزال قائما إلى العصر، ثم ينصرف، و قد انتفخت ساقاه و قدماه، فيقول: يا نفس إنّما خلقت للعبادة، يا أمّارة بالسوء، فو اللّه لأعملنّ بك عملا لا يأخذ الفراش منك نصيبا، و هبط واديا يقال له وادي السّباع، و في الوادي عابد حبشي يقال له: حممة فانفرد عامر في ناحية و حممة في ناحية يصليان، لا هذا ينصرف إلى هذا، و لا هذا ينصرف إلى هذا أربعين يوما و أربعين ليلة، إذا جاء وقت الفريضة صلّيا ثم أقبلا يتطوعان، ثم انصرف عامر بعد أربعين يوما، فجاء إلى حممة فقال: من

ص: 25


1- سقطت من الأصل، و الزيادة عن م.
2- الرمث: من مراعي الإبل، و هو من الحمض (اللسان).
3- في م: يعرض.

أنت يرحمك للّه ؟ قال: دعني و همّي، قال: أقسمت عليك، قال: أنا حممة، قال عامر:

لئن كنت أنت حممة الذي ذكر لي لأنت أعبد من في الأرض، فأخبرني عن أفضل خصلة، قال: إنّي لمقصر، و لو لا مواقيت الصّلاة تقطع عليّ القيام و السجود لأحببت أن أجعل عمري راكعا، و وجهي مفترشا حتى ألقاه، و لكن الفرائض لا تدعني أفعل ذلك، فمن أنت يرحمك اللّه ؟ قال: أنا عامر بن عبد قيس قال: إن كنت عامر بن عبد قيس الذي ذكر لي فأنت أعبد الناس، فأخبرني بأفضل خصلة، قال: إنّي لمقصر، و لئن واحدة عظمت هيبة اللّه في صدري حتى ما أهاب شيئا غيره فاكتنفته السّباع، فأتاه سبع منها، فوثب عليه من خلفه فوضع يديه على منكبيه، و عامر يتلو هذه الآية: ذٰلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النّٰاسُ وَ ذٰلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ (1) فلما رأى السّبع أنه لا يكترث له ذهب، فقال حممة: باللّه يا عامر ما هالك ما رأيت ؟ قال: إنّي لأستحي (2) من اللّه أن أهاب شيئا غيره، قال حممة: لو لا أنّ اللّه ابتلانا بالبطن فإذا أكلنا لا بدّ لنا من الحدث ما رآني ربي عز و جلّ إلاّ راكعا (3) و ساجدا، و كان يصلي في اليوم و الليلة ثمان مائة ركعة، و كان يقول: إنّي لمقصر في العبادة، فكان يعاتب نفسه.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد بن أحمد بن البغدادي، قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود بن أحمد (4) الثقفي، أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن المقرئ، نا أبو الطّيّب محمد بن جعفر الزّرّاد المنبجي، نا عبيد اللّه بن سعد بن إبراهيم الزهري، نا ابن عائشة، نا عقبة بن فضالة، عن شيخ له قال: أحسبه سكين الهجري، قال: كان عامر بن عبد اللّه إذا مرّ بالفاكهة قال: هذه المقطوعة الممنوعة.

رواه محمد بن سعد، عن ابن عائشة، فقال: عقيبة بزيادة ياء (5).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو عبد اللّه محمد بن علي بن الحسين بن سكينة، أنا أبو الفرج محمد بن فارس بن محمد بن محمود الغوري، أنا أبو بكر

ص: 26


1- سورة هود، الآية:104.
2- في م: إني أستحي.
3- في م: راكعا أو ساجدا.
4- بعدها في المطبوعة:«ابن محمود».
5- الخبر في طبقات ابن سعد 106/7 و فيها: عقبة بن فضالة.

محمد بن جعفر بن أحمد الدّقاق، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، قال: كتب إليّ محمد بن عبد الوهاب قال: سمعت علي بن عثّام الكلابي، قال: قال عامر بن عبد القيس: إذا عقلك عقلك عما لا ينبغي فأنت عاقل.

قال علي: و إنما سمّي العقل عقلا من عقل (1) الإبل.

أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، أنا أبو محمد جعفر بن أحمد السّراج، أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو جعفر عبد اللّه بن إسماعيل بن إبراهيم الهاشمي، نا ابن أبي الدنيا حدّثني محمد بن الحسين، حدّثني بكر بن محمد، نا السكن بن إسماعيل عن حوشب، عن أبي المتوكل النّاجي، قال: قال لي عامر بن عبد قيس:

يا أبا المتوكل، قلت: لبيك، قال: عليك بما يرغّبك في الآخرة و يزهّدك في الدنيا، و يقرّبك إلى اللّه عز و جلّ ، قلت: و ما هو يا أبا عبد اللّه ؟ قال: تقصر عن الدنيا همّك، و تسمو إلى الآخرة نيتك (2)،و تصدّق ذلك، بفعلك (3)،قلت: فكيف لي بما أستعين به على ذلك، قال: تقصّر أملك في الدنيا، و تكثر رغبتك في الآخرة حتى تكون بالدنيا برما (4) و بالآخرة كرثا، و إذا كنت كذلك لم يكن شيء أحبّ إليك ورودا من الموت، و لا شيء أبغض إليك من الحياة، قال: قلت: أبا عبد اللّه ما كنت أحسبك تحسن مثل هذا، قال: كم من شيء أحسبه وددت أني لا أحسبه، و كم من شيء [لا أحسبه] (5) وددت أني أحسبه و ما يغني ما أحسن من الخير إذا كنت لا أعمل به، و اللّه لو جاءني النذير من ربي عند الموت و أخبرني أنّي من أهل النار، و أنه لم يبق من أجلي إلاّ ساعة من نهار ما طابت نفسي عن نفسي بهلاكها، و لأجهدت نفسي فيما بقي من عمرها، ليكون أعذر لها عندي إذا نزل الموت.

أنبأنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر بن البنا، قالا: أنا أبو محمّد الجوهري - قراءة - عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا

ص: 27


1- في م: عقال الإبل.
2- في المطبوعة: بنيتك.
3- بالأصل و م:«مقعلك» و المثبت يوافق عبارة المطبوعة.
4- في م:«يوما».
5- الزيادة عن م.

محمد بن سعد (1)،أنا أحمد بن إبراهيم العبدي، حدّثني أبو الوليد الشّيباني، نا مخلّد قال: سمعت واصلا ذكر أن عامرا غزا مع الناس، فنزل المسلمون منزلا، فانطلق عامر و نزل في كنيسة، و قال لرجل: خذ لي (2) باب الكنيسة، فلا يدخلنّ عليّ أحد، قال:

فجاءه الرجل فقال: إنّ الأمير يستأذن، فقال: فأذن له، فدخل، فلمّا دخل فكان قريبا قال له عامر: أنشدك اللّه، أذكرك اللّه أن ترغّبني (3) في دنيا أو تزهّدني في الآخرة.

قال (4):و أنا أحمد بن إبراهيم، أنا سعيد بن عامر، عن أسماء بن عبيد، قال:

كان عامر العنبري في جيش، فأصابوا جارية من عظماء العدوّ، قال: فوصفت لعامر، فقال لأصحابه: هبوها لي، فإنّي رجل من الرجال، ففعلوا و فرحوا بذلك، فجاءوا بها، فقال: اذهبي فأنت حرّة لوجه اللّه، قالوا: يا عامر و اللّه لو شئت أن يعتق بها كذا و كذا لأعتقت، قال: أنا أحاسب ربي.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن [طاهر] (5)،أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أحمد بن سهل، نا إبراهيم بن معقل، نا حرملة، نا ابن وهب، حدثني مالك.

أن عامر بن عبد قيس كان يمر بالخربة فينادي مرارا، فيقول: يا خرب أين أهلك، يا خرب ؟ ثم يقول: بادوا و عامر بالأثر. و أنه كان بالشام فأتاه أسد، فقال إلى جنبه حتى أصبح، فكلّمه راهب فقال: ما نبؤك ؟ فقال: معاوية [أخرجني] (6) إلى هاهنا، فقال له الراهب: إنّ ناسا أنت شرّهم لخيار، و كان معاوية قال له: كيف أنت مذ قدمت هذه البلاد؟ قال: بخير، إلاّ أنني فقدت هاهنا ثلاثا، كنت بالعراق أسمع التأذين فأقوم لذلك بالأسحار، و هاهنا أسمع النواقيس، و كنت أصوم بالعراق فيصيبني الحرّ و شدة العطش، و هذه أرض باردة، و كنت أجلس مع قوم ينتقون الكلام كما ينتقى التمر (7)، و لم أجدهم هاهنا.

ص: 28


1- الخبر في طبقات ابن سعد 110/7.
2- في ابن سعد: خلا لي.
3- بالأصل و م:«يرغبني... يزهدني» و المثبت عن ابن سعد.
4- المصدر السابق 110/7-111.
5- سقطت من الأصل و استدركت عن م.
6- سقطت من الأصل و استدركت عن م.
7- في المطبوعة: الثمر.

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا يحيى بن محمد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه، أنا مجالد، عن عنبسة بن سعيد قال: قيل لعامر بن عبد قيس: إنّ الجنة تدرك بدون ما تصنع و تتّقى النار بدون ما تصنع، فقال: إن استطعت أن لا أدخل النار إلاّ بعد جهدي.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن الفضل، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنا أحمد بن الحسين، أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد اللّه الحرفي، نا أحمد بن سليمان، نا معاذ بن المثنّى، نا عبد اللّه بن سوّار، نا حمّاد، نا - و في رواية زاهر - أخبرنا - ثابت البناني أن عامر بن عبد اللّه قال لابني عم له: فوّضا أمركما إلى اللّه تسريحا.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد الطّهراني، و أبو عمرو بن منده، قالا: أنا الحسن بن محمد بن أحمد، أنا أحمد بن محمد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني ابن أبي مريم علي، عن محمد بن الحسين، نا شعيب (1) بن محرز، نا سهيل أخو حزم قال: بلغني عن عامر بن عبد قيس أنه كان يقول: لقد أحببت اللّه حبا سهّل عليّ كلّ مصيبة و رضّاني بكل قضية، فما أبالي مع حبي إياه، ما أصبحت، عليه و ما أمسيت.

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا الحسن بن علي، أنا محمد بن العباس [نا] (2)يحيى بن محمد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه، أنا معمر، حدثني محمد بن واسع، عن أبي العلاء يزيد بن عبد اللّه بن الشّخّير، أنا ابن أخي عامر.

أن عامر بن عبد قيس كان يأخذ عطاءه فيجعله في طرف ثوبه فلا يلقاه أحد من المساكين إلاّ أعطاه، فإذا دخل بيته رمى به إليهم، فيعدّونها، فيجدونها سواء كما أعطيها.

أخبرناه أبو غالب محمد بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الصّيقلي، أنا أبو الفتح المظفّر بن حمزة بن محمد الجرجاني، أنا أبو محمد عبد اللّه بن يوسف الأصبهاني، أنا

ص: 29


1- كذا بالأصل و م، شعيب بالباء، و في المطبوعة:«شعيت بن محرز» و هو الصواب: انظر ميزان الاعتدال 278/2.
2- سقطت من الأصل و استدركت عن م.

أبو سعيد بن الأعرابي، نا أحمد بن منصور، نا عبد الرّزّاق، أنا معمر، عن محمد بن واسع، عن أبي العلاء بن عبد اللّه بن الشّخّير، حدثني ابن أخي عامر بن عبد قيس.

أن عامرا كان يأخذ عطاءه فيجعله في طرف ردائه، و لا يبلغ أحدا من المساكين فيسأله إلاّ أعطاه، فلما دخل رمى به إليهم، فعدّوها فوجدوها سواء (1) كما أعطيها.

أنبأنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر بن البنّا، قالا: قرئ على أبي محمد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد (2) أنا أحمد بن عبد اللّه بن يونس، نا أبو بكر بن عياش، عن هشام بن حسّان قال: أراه ذكره عن ابن سيرين قال: خرج عطاؤه - يعني عطاء عامر بن عبد قيس - قال: فأمر رجلا يقتسمه (3)،قال: فحسب (4)،قال: فحسب قال: فزاد، قال: فقال:

هذا يزيد أرى الأمير عرف أي شيء يصنع فزادك، قال: فألا (5) ظننت به من هو أقدر من الأمير؟ أو قال: أحق من الأمير - قال: و قيل له فلانة امرأتك في الجنة، قال: فذهب في طلبها فإذا هي وليدة لأعراب سوء ترعى غنما لهم، فإذا جاءت سبّوها و أغلظوا لها، و رموا إليها برغيفين قال: فتذهب بأحدهما إلى أهل بيت فتعطيهم إيّاه، قال: و إذا أرادت أن تغدو رموا إليها برغيفين، قال: فيذهب بهما إلى أهل بيت فتدفعهما كلاهما إليهم، فإذا هي تصوم فتفطر على رغيف، قال: فتبعتها (6) فانتهت إلى مكان صالح، فتركت غنمها فيه، و قامت تصلّي، فقال: أخبريني أ لك حاجة ؟ قالت: لا، فلما أكثر عليها قالت: وددت أنّ عندي ثوبين أبيضين يكونان كفني، قال: لم يسبّونك ؟ قالت: إنّي أرجو في هذا الأجر، قال: فرجع إليهم، فقال: لم تسبّون جاريتكم هذه ؟ قالوا: نخاف [أن] (7) تفسد علينا، قال: و قد جاءت لهم أخرى ليس مثلها لم تسبّوها، قال:

تبيعونها (8) قالوا: لو أعطينا بها كذا و كذا من المال ما بعناها، قال: فذهب فجاء

ص: 30


1- سقطت اللفظة من م.
2- الخبر في طبقات ابن سعد 103/7.
3- في طبقات ابن سعد: فقسمه.
4- كذا وردت مكررة، و كتبت فوق هذه اللفظة في م كلمة: صح.
5- بالأصل و م و المطبوعة:«قال: قالا» و المثبت عن ابن سعد.
6- في ابن سعد: فاتبعتها.
7- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن ابن سعد.
8- بالأصل:«يتبعوها» و في م:«تبيعوها» و المثبت عن ابن سعد.

بثوبين، و تصادفها حين ماتت، فقال: و لوّنيها قالوا: نعم، قال: فدفنها و صلّى عليها.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو العباس الطّهراني، و أبو عمرو بن منده، قالا: أنا الحسن بن محمد بن أحمد، أنا أحمد (1) بن محمد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني محمد بن يحيى بن أبي حاتم، حدّثني جعفر بن أبي جعفر الرازي، عن أحمد بن أبي الحواري، عن أبي (2) سليمان الدّاراني، قال: قيل لعامر بن عبد قيس:

النار قد وقعت قريبا من دارك، قال: دعوها فإنها مأمورة، قال: و أقبل على صلاته، فأخذت النار، فلما بلغت داره عدلت عنها.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (3)،نا عبد اللّه بن عثمان، أنا عبد اللّه - يعني ابن المبارك - نا جعفر بن سليمان، عن الجريري (4) قال: أتى رجل إلى عامر بن عبد قيس، فقال: ادع [اللّه] (5) لي، فقال: أتيت رجلا قد عجز عن نفسه، و لكن أطع اللّه يا ابن أخي يغفر [اللّه] (6) لك.

أخبرنا أبو البركات محفوظ بن الحسن بن محمد بن صصري، أنا أبو القاسم نصر بن أحمد الهمذاني (7)،أنا أبو بكر الخليل [بن هبة اللّه بن الخليل] (8)،أنا أبو علي الحسن بن محمد بن القاسم بن درستويه، نا أحمد بن محمد بن إسماعيل أبو الدحداح، نا إبراهيم بن يعقوب، نا سليمان بن حرب، نا حمّاد بن زيد، عن سعيد الجريري قال: رأى رجل النبي صلى اللّه عليه و سلم في المنام فقال له: استغفر لي، قال: ائت عامرا فقل له يستغفر لك، فأتاه الرجل فذكر ذلك له فبكى حتى سمع نشيجه.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن، أخبرني أبي، أنا

ص: 31


1- قوله:«أنا أحمد» سقط من م.
2- عن م، و بالأصل: ابن.
3- الخبر في كتاب المعرفة و التاريخ 76/2.
4- هو سعيد بن إياس البصري، أبو مسعود، انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 5/4.
5- استدركت لفظة الجلالة عن المعرفة و التاريخ، و قد سقطت من الأصول.
6- استدركت لفظة الجلالة عن المعرفة و التاريخ، و قد سقطت من الأصول.
7- بالأصل و م بالدال المهملة، و المثبت عن المطبوعة.
8- ما بين معكوفتين زيد عن م.

عبد اللّه بن أحمد بن عبد السّلام، نا محمد بن يحيى، نا الحرّ بن مالك العنبري أبو سهل، نا شعبة، عن نصر بن حسّان، عن حصين بن مالك قال الحر - و هو الحصين بن أبي الحرّ - قال: أتيت الشام، فقيل لي: إن عامر بن عبد اللّه هاهنا، قال: فأتيته، فسلّمت عليه و قلت له: أ لا تسألني عن أهلك بالبصرة ؟ فقال: ما أسألك عن رجل ميت، أو آخر ينتظر ما ينزل (1) بصاحبه، قال: و أتى بطعام له فأكله، فلما فرغ قلت له: أ لا دعوتني إلى طعامك فآكل معك ؟ قال: طعامي طعام غليظ ليس من طعامك، فكرهت أن أدعوك إليه فتأكله و أنت له كاره.

أنبأنا أبو نصر بن البنا، و أبو طالب بن يوسف، قالا: قرئ علي أبي محمد الجوهري - و نحن نسمع - عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد (2)،أنا عمرو بن عاصم الكلابي، نا عبد الملك بن معن النهشلي، نا نصر بن حسّان العنبري، جدّ معاذ بن معاذ العنبري،[القاضي، عن حصين بن أبي الحرّ العنبري] (3) جد عبيد اللّه بن الحسن القاضي، قال:

قدمت الشام فسألت عن عامر بن عبد قيس قال: فقيل لي إنّه يأوي إلى عجوز هاهنا، قال: فأتيتها فسألتها فقالت: هو في سفح ذلك الجبل يصلّي فيه الليل و النهار، فإن أردته فتجيئه (4) في وقت فطوره، قال: فأتيته، فسلّمت عليه، فسألني مساءلة رجل عهدته مني (5) بالأمس، و لم يسألني عن قومه، من مات منهم من بقي، و لم يسمّني العشاء، قال: فقلت لعامر: لقد رأيت منك عجبا، قال: و ما هو؟ قال: غبت عنك منذ كذا و كذا فسائلني مساءلة رجل عهده بي بالأمس، قال: قد رأيتك صالحا فعن أي شأنك أسألك ؟ قال: لم يسألني عن قومك من مات منهم و من بقي، و قد علمت مكاني منهم، قال: ما أسألك عن قوم من مات منهم فقد مات و من لم يمت فسيموت، قال: و لم يسمّني العشاء، قال: قد علمت أنك كنت تأكل طعام الأمراء، و في طعامي هذا خشونة أو جشونة، قال: فدخلت بعد ذلك المسجد فإذا هو جالس إلى كعب و بينهما سفر من

ص: 32


1- عن م و بالأصل: فينزل.
2- الخبر في طبقات ابن سعد 109/7.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م و طبقات ابن سعد.
4- مهملة بدون نقط في م، و في ابن سعد: فتحيّنه.
5- في م و ابن سعد: عهده بي.

أسفار التوراة، و كعب يقرأ، فإذا مرّ على الشيء يعجبه فسّره له، فأتى على شيء كهيئة الراء و الزاي، قال: فقال: يا أبا عبد اللّه أ تدري ما هذا؟ قال: لا، قال: هذه الرشوة أجدها (1) في كتاب اللّه تطمس (2) البصر و تطبع على القلب.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد، أنا أحمد بن جعفر بن محمد الفقيه، أنا عبد اللّه بن محمد بن أحمد بن عبد الوهاب، و الحسن بن محمد بن يوه، و عبد اللّه بن عمر بن جعفر بن محمد بن هانئ، قالوا: أنا أحمد بن محمد بن عمر بن أبان، نا عبد اللّه بن محمد بن عبيد، نا إسحاق بن إبراهيم، نا علي بن بزيع، أخبرني أبو حمزة الميجمي (3)،قال:

دخل علي عامر بن عبد اللّه خالات له عنبريات فجلسن حول رأسه، فإذا هو في بيت من قصب، تحت رأسه لبنة، و على سوأته خرقة، فبكين بكاء شديدا، فقال: ما تبكين ؟ فقلن: و كيف لا نبكي و قد نراك حيا كميت، فقال: لا تبكين (4)،أ ترين لي سلامة فيما ترين، أ لست في بيت يكنّني و يسترني، قلن: أوصنا بوصية نحفظها عنك، قال: أوصيكن باتقاء اللّه، و حمّلن حاجاتكن إليه، و اتّخذن كتاب اللّه إماما.

أخبرنا أبو البركات محفوظ بن الحسن بن صصري، أنا أبو القاسم نصر بن أحمد الهمذاني (5)،أنا الخليل بن هبة اللّه، أنا الحسن بن محمد بن القاسم بن درستويه، أنا أبو الدحداح أحمد بن محمد، نا إبراهيم بن يعقوب، نا سعيد بن عامر، عن همّام بن يحيى قال: قيل لعامر بن عبد اللّه، قال: ما يبكيك ؟ قال: آية في كتاب اللّه، قالوا: فأية آية ؟ قال: إِنَّمٰا يَتَقَبَّلُ اللّٰهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (6).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمد بن هبة اللّه، نا علي بن محمد بن عبد اللّه بن بشران، أنا الحسين بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني محمد بن الحسين، نا سعيد بن عامر، نا همّام بن يحيى قال: بكى عامر بن عبد اللّه في مرضه

ص: 33


1- عن ابن سعد و بالأصل و م: أخذها.
2- بالأصل و م:«يطمس... يطبع» و المثبت عن ابن سعد.
3- كذا بالأصل، و في م:«المنجمي» و في المطبوعة: الهجيمي.
4- بالأصل و م:«لا يبكين».
5- بالأصل و م: الهمداني بالدال المهملة، و المثبت عن المطبوعة.
6- سورة المائدة، الآية:27.

الذي مات فيه بكاء شديدا، فقيل له: ما يبكيك يا أبا عبد اللّه ؟ قال: آية في كتاب اللّه إِنَّمٰا يَتَقَبَّلُ اللّٰهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ .

أنبأنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر بن البنا، قالا: قرئ على أبي محمد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد (1)،أنا عمرو بن عاصم، نا همّام قال: قال قتادة: قال عامر: لحرف في كتاب اللّه أعطاه أحبّ إليّ من الدنيا جميعا، فقيل له: و ما ذاك يا أبا عمرو؟ قال: أن يجعلني اللّه من المتّقين، فإنه قال: إِنَّمٰا يَتَقَبَّلُ اللّٰهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ .

قال، و أنا ابن سعد (2)،أنا عارم بن الفضل، نا حمّاد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة أن رجلا لقي عامر بن عبد قيس فقال له: ما هذا الذي صنعت ؟ أ لم يقل اللّه وَ لَقَدْ أَرْسَلْنٰا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَ جَعَلْنٰا لَهُمْ أَزْوٰاجاً وَ ذُرِّيَّةً (3) قال: أ فلم يقل اللّه: وَ مٰا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلاّٰ لِيَعْبُدُونِ (4).

أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنا علي بن محمد بن محمد بن الأخضر، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني محمد بن عمر المقدّمي، نا نهشل بن قيس العنبري، قال: سمعت صخر بن أبي صخر، قال: قال عامر بن عبد اللّه: أنا من أهل الجنة، أو أنا للجنة أو مثلي يدخل الجنة.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى الموصلي، نا عبد اللّه بن أبي بكر المقدّمي، حدثني جعفر بن سليمان الضبعي عن مالك بن دينار قال: قيل لعامر بن عبد اللّه: ما لعامر بن عبد اللّه:

ما لي أرى الناس ينامون و لا تنام ؟ قال: إني أخاف البيات.

أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمد بن أحمد، أنا أحمد بن محمد، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمد - و هو ابن الحسين - نا عبيد اللّه بن عمر، قال: سمعت عبد الجبّار بن النضر السلمي، قال: قيل

ص: 34


1- الخبر في طبقات ابن سعد 106/7.
2- المصدر السابق نفسه 107/7.
3- سورة الرعد، الآية:38.
4- سورة الذاريات، الآية:56.

لعامر بن عبد اللّه: قد أضررت بنفسك، فأخرج جلد ذراعه فقال: و اللّه لئن استطعت لا تنال الأرض من زهمه شيئا.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، نا نصر بن داود، نا أبو عبيد القاسم (1) بن سلاّم، نا يوسف بن عطية الصّفار، عن المعلّى بن زياد قال: قال عامر بن عبد قيس: أربع آيات من كتاب اللّه عز و جلّ إذا قرأتهن فما أبالي ما أصبح عليه و أمسي: مٰا يَفْتَحِ اللّٰهُ لِلنّٰاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلاٰ مُمْسِكَ لَهٰا، وَ مٰا يُمْسِكْ فَلاٰ مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ (2)وَ إِنْ يَمْسَسْكَ اللّٰهُ بِضُرٍّ فَلاٰ كٰاشِفَ لَهُ إِلاّٰ هُوَ وَ إِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاٰ رَادَّ لِفَضْلِهِ (3) و سَيَجْعَلُ اللّٰهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً (4)وَ مٰا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلاّٰ عَلَى اللّٰهِ رِزْقُهٰا (5).

أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسن البروجردي (6)،أنا أبو سعد علي بن عبد اللّه بن أبي صادق الحيري، أنا أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه بن باكويه الشيرازي، نا أبو الحسن الحنظلي، نا فهد بن إبراهيم بن فهد، نا محمد بن زكريا بن دينار (7)،نا الحسن (8) بن حسان العبدي، نا صالح المري عن أبان قال:

قال عامر بن عبد قيس: ما أبالي ما فاتني من الدنيا بعد ثلاث آيات ذكرهن اللّه تعالى في القرآن، فقيل: ما هن ؟ قال: وَ مٰا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلاّٰ عَلَى اللّٰهِ رِزْقُهٰا ، قيل له: فما الثانية ؟ قال: مٰا يَفْتَحِ اللّٰهُ لِلنّٰاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلاٰ مُمْسِكَ لَهٰا ،قيل: فما الثالثة ؟ قال: وَ إِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاٰ رَادَّ لِفَضْلِهِ .

قال: و سمعته يقول رضي اللّه عن قوم فلم يقبل منهم الحسنات.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن علي بن الحسين الصوفي، و أبو سعد أحمد بن

ص: 35


1- سقطت «القاسم» من م و فيها: أبو عبيد اللّه بن سلام.
2- سورة فاطر، الآية:2.
3- سورة يونس، الآية:107.
4- سورة الطلاق، الآية:7.
5- سورة هود، الآية:6.
6- عن م و بالأصل:«البروجراي».
7- عن م و بالأصل:«بن زبير».
8- في المطبوعة: الحسين.

محمد البغدادي، قالا: أنا أبو الفتح عبد الجبار بن عبد اللّه بن برزة الأردستاني بأصبهان - قال أبو سعد: و أنا حاضر - و نا أبو طاهر بن محمش - إملاء-.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو المحاسن عبد الرّزاق بن محمد بن أبي نصر، و أبو الفتوح عبد الصّمد بن المظفّر بن محمد الطّبسيان، قالا: أنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن أبي جعفر الطّبسي، قالا: أنا أبو طاهر بن محمش، أنا حاجب بن أحمد، نا عبد الرحيم بن منيب، نا معاذ بن خالد، نا صالح المرّي، عن سعيد الرّبعي، عن عامر بن عبد قيس أنه كان يقول: ثلاث آيات في كتاب اللّه اكتفيت بهن [من] (1) جميع الخلائق أولهن: وَ إِنْ يَمْسَسْكَ اللّٰهُ بِضُرٍّ فَلاٰ كٰاشِفَ لَهُ إِلاّٰ هُوَ، وَ إِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاٰ رَادَّ لِفَضْلِهِ ،و الثانية: مٰا يَفْتَحِ اللّٰهُ لِلنّٰاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلاٰ مُمْسِكَ لَهٰا وَ مٰا يُمْسِكْ فَلاٰ مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ،و الثالثة:- و قال ابن برزة: و الآية الثالثة- وَ مٰا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلاّٰ عَلَى اللّٰهِ رِزْقُهٰا وَ يَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهٰا وَ مُسْتَوْدَعَهٰا كُلٌّ فِي كِتٰابٍ مُبِينٍ .

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا معاذ بن المثنّى (2)،نا بشر بن المفضّل، نا عاصم الرّقاشي، عن يزيد الرّقاشي قال: دخلنا على عامر بن عبد اللّه و هو يبكي بكاء شديدا، فقلنا له: ما أبكاك ؟ فقال: أبكاني الليلة التي صبيحتها يوم القيامة، فقلت: إنها لتمخض بأمر عظيم.

و كان عامر بن عبد اللّه يغدو فيقعد على قارعة الطريق الأعظم، و الناس منصرفون في حوائجهم، فإذا رآهم ذاهبين يمينا و شمالا، قال: يا ربّ غدا الغادون في حوائجهم، و غدوت، إليك أسألك المغفرة.

أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنا محمد بن علي بن أبي عثمان، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا إسحاق بن إبراهيم، نا علي بن بزيع الهلالي، عن أبي حمزة الهجيمي (3)،قال: قال عامر بن عبد قيس: إلهي خلقتني و لم تؤامرني، و تميتني و لا تعلمني، و خلقت معي عدوا و جعلته

ص: 36


1- ما بين معكوفتين زيادة لازمة عن المطبوعة.
2- في المطبوعة:«نا معاذ بن المثنى، نا أبي، نا بشر بن المفضل».
3- رسمها غير واضح بالأصل، و مهملة بدون نقط ، و المثبت عن م، و هو يوافق ما جاء في المطبوعة.

يجري مني مجرى الدم، و جعلته يراني و لا أراه، ثم قلت لي استمسك، إلهي كيف أستمسك إن لم تمسكني ؟، إلهي، في الدنيا الهموم و الأحزان، و في الآخرة العقاب و الحساب، فأين الراحة و الفرج ؟.

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا أبو (1) محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر بن إسماعيل، قالا: نا يحيى بن محمد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا ابن المبارك، أنا شعبة، عن حبيب بن الشهيد، عن الوليد أبي بشر، عن سهم بن سفيان (2) قال: أتيت عامر بن عبد اللّه فخرج عليّ و قد اغتسل، فقلت: كأنك تعجبك الغسل، قال: ربما فعلت، ثم قال: ما جاء بك ؟ قلت: الحديث، قال: أو عهدك فيّ (3)أحبّ الحديث ؟ قال ابن صاعد: لا أعلم روي هذا عن شعبة إلاّ ابن المبارك.

قد (4) رواه عن شعبة أيضا الحسن بن موسى الأشيب.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة، نا الرّياشي، عن الأصمعي قال: سئل عامر بن عبد اللّه فقيل له: ما تقول في الإنسان ؟ فقال: ما أقول في شيء كان أبوه أصله، و ابنه فرعه، فما بقاء شيء لم يبق فرعه و مات أصله ؟.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: قرأت بخطّ أبي عمرو المستملي، سمعت أبا أحمد الفراء يقول: سمعت علي بن عثّام يقول: إنما أخذ العقل من عقال الإبل، و ذاك أنها تنزع من أوطانها [و تشرد فترجع إلى أوطانها] (5) فكذلك العقل يعقل صاحبه، قال عامر بن عبد قيس: إذا عقلك عقلك عما لا ينبغي فأنت عاقل.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن

ص: 37


1- كتبت في م بين السطرين.
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة:«شقيق» و قد نبّه محققها إلى أن سفيان خطأ و صواب:«شقيق» انظر ما لاحظه في الحاشية.
3- في م: بي.
4- في المطبوعة:«قلت: قد رواه...».
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.

بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني محمد بن الحسين، نا داود بن المحبّر (1)،نا الحسن بن دينار (2)،عن الحسن قال: دخل عامر بن عبد اللّه على رجل يعوده فرآه كأنه جزع من الموت، فقال: أ تجزع من الموت، و اللّه ما الموت فيما بعده إلاّ كركضة عنز (3).

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان.

ح و أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمر بن مندة، أنا الحسن بن محمد بن يوه، أنا أحمد بن محمد بن عمر قالا: نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني محمد بن الحسين، نا سعيد بن عامر، قال: قال رجل لعامر بن عبد قيس: أوصني، قال: احذر سقطتك بين يدي أهلك للموت لا يملكون لك ضرّا و لا نفعا.

كتبت عن أبي نصر محمد بن حمد بن عبد اللّه، و لم يتفق لي سماعه منه (4) و هو فيما أجازه لي، نا أحمد بن الفضل بن محمد، نا أحمد بن علي بن أحمد الشّيباني، نا علي بن إسحاق المادرائي، نا عمر بن مدرك، نا مسدّد، نا عامر بن جرهد القيسي، عن أبي عمران الجوني (5)،قال: بكى عامر بن عبد قيس ليلة حتى الصباح، فلما أصبح قالوا له: يا عامر ما أبكاك منذ الليلة ؟ قال: أبكي لليلة صبيحتها يوم القيامة.

أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنا علي بن محمد بن محمد بن الأخضر، أنا أحمد بن محمد بن يوسف العلاّف، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني المثنّى بن معاذ بن معاذ، نا بشر بن المفضّل، نا عاصم - و هو الرقاشي - عن يزيد الرقاشي، قال:

انطلق غزوان و حممة إلى عامر بن عبد اللّه فوجداه مغلقا عليه بابه، فسمعاه يبكي، فجلسا ببابه يبكيان لبكائه، فأذن لهما، فرأى أثر البكاء على وجوههما، فقال: ما

ص: 38


1- عن م و بالأصل: المخبر.
2- عن م و اللفظة مهملة و غير واضحة بالأصل و رسمها:«دببر».
3- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة:«عير».
4- عن م، و بالأصل: منها.
5- عن م و بالأصل: الجويني.

أبكاكما؟ قالا: سمعناك تبكي فبكينا لبكائك، قال: أخبركما ما أبكاني ؟ إنّي ذكرت الليلة التي صبيحتها يوم القيامة، فقلت: إنها لتمخّض بأمر عظيم.

أخبرنا أبو المطهّر عبد المنعم بن أحمد بن يعقوب بن أحمد بن علي الشّامكائي (1)،قال: قرئ على جدي أبي طاهر بن محمود الثقفي - و أنا حاضر، أنا أبو بكر محمد بن عبيد اللّه بن الحسن بن محمد بن عبد اللّه بن الحسن المعدّل، نا أبو الفضل العباس بن الوليد بن شجاع، نا عبد اللّه بن عمر بن يزيد، نا معاذ بن معاذ نا ابن عون، عن محمد بن سيرين قال:

كتب أبو موسى الأشعري إلى عامر بن عبد اللّه: بسم اللّه الرحمن الرحيم، من عبد اللّه بن قيس إلى عامر بن عبد اللّه الذي يدعى عبد قيس، سلام عليك، فإنّي أحمد إليك اللّه الذي لا إله إلاّ هو، أمّا بعد فإنّي عهدتك على أمر فبلغني أنك تغيرت، فإن كنت على ما عهدتك فاتّق [اللّه] (2) و دم، و إن كنت تغيرت فاتّق اللّه و عد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن اللاّلكائي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني أسد بن عمّار، حدثني مالك بن عبد الواحد، نا عمرو بن عاصم، عن معتمر، عن أبيه قال:

بكى عامر عند الموت، فقيل: ما يبكيك ؟ قال: ثلاث، ثنتان أخلفهما، و واحدة أمامي، فأمّا اللتان أخلفهما فمجالسة أهل الذكر، و لقى الإخوان، و أمّا التي أمامي فمفازة تقطع عنق من قطعها بغير زاد.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا الحسين بن صفوان، نا عبد اللّه بن محمد القرشي، حدثني محمد بن الحسين، نا شعيث (3) بن محرز، نا صالح المرّي قال: سمعت يزيد الرقاشي يقول: بلغنا أن عامر بن عبد اللّه لما احتضر بكى فقيل له: ما يبكيك ؟ قال: هذا الموت غاية الساعين، و إنّا للّه و إنا إليه راجعون، و اللّه ما أبكي جزعا من الموت، و لكن أبكي

ص: 39


1- هذه النسبة إلى شامكان، من قرى نيسابور (ياقوت).
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
3- بالأصل و م:«شعيب» و المثبت عن المطبوعة، و قد مرّ قريبا.

على حرّ النهار و برد الليل، و إنّي أستعين باللّه على مصرعي هذا بين يديه.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر، أنا أبو الحسين، أنا الحسين، نا عبد اللّه، حدثني محمد بن الحسين، نا يعقوب بن إسحاق المقرئ، نا عبد المؤمن بن عبيد اللّه السّدوسي (1)،قال: سمعت زيادا (2) النميري بقول: بلغني أن عامر بن عبد اللّه لما نزل به الموت بكى ثم قال: لمثل هذا المصرع فليعمل العاملون، اللّهمّ إنّي أستغفرك من تقصيري و تفريطي، و أتوب إليك من جميع ذنوبي، لا إله إلاّ أنت، ثم لم يزل يردّدها حتى مات.

أنبأنا أبو الحسن الفرضي و غيره، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الرّبعي (3)،و رشأ بن نظيف، قالا: أنا محمد بن إبراهيم بن محمد الطّرسوسي، أنا محمد بن محمد بن داود الكرخي، نا عبد الرحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش، نا محمد بن إسحاق الصاغاني، نا سعيد بن عامر، عن سعيد بن أبي عروبة قال: بكى عامر بن عبد اللّه عند موته فقيل له: ما يبكيك ؟ قال: قول اللّه تعالى:

إِنَّمٰا يَتَقَبَّلُ اللّٰهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ .

أخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر، أنا (4) الفضيل بن يحيى، أنا أبو محمد بن أبي شريح، أنا محمد بن عقيل بن الأزهر، نا حم بن نوح، نا عمر بن هارون، نا هشام الدّستوائي، عن قتادة بن دعامة السّدوسي، أن عامر بن عبد قيس لما احتضر بكى، فقيل له: ما يبكيك ؟ فقال: ما أبكي جزعا من الموت، و لا حرصا على الدنيا، و لكن أبكي على الظمأ في الهواجر، و على قيام ليلة الشتاء.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أحمد بن الخضر الشافعي، نا علي بن محمد الطوسي، نا سهل بن إسحاق النيسابوري، نا مكي بن إبراهيم، نا هشام، عن قتادة: أن عامر بن عبد قيس لما حضره الموت جعل يبكي، فقيل له: ما يبكيك ؟ قال: ما أبكي جزعا من الموت و لا حرصا على الدنيا،

ص: 40


1- عن م و بالأصل: العبدوسي.
2- في م: زياد.
3- زيد بعدها في المطبوعة: الحافظ .
4- سقطت «أنا» من م.

و لكن أبكي على ظمأ الهواجر، و على قيام الليل في الشتاء.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر بن إسماعيل، قالا: نا يحيى بن محمد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا هشام بن أبي عبد اللّه (1)،عن قتادة: أن عامر بن عبد قيس لما حضر جعل يبكي، فقيل له: ما يبكيك ؟ فقال: و اللّه ما أبكي جزعا من الموت، و لا حرصا على الدنيا، و لكن (2) أبكي على ظمأ الهواجر، و على قيام الليل.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، نا (3) أبو علي بن أبي نصر، أنا أبو سليمان (4)،نا محمد بن جعفر السّامري، نا الحسن بن عرفة، نا روح، نا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة: أن عامر بن عبد قيس لما حضر قال: ما أسأل (5) على شيء إلاّ على قيام الليل في الشتاء، و ظمأ الهواجر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمد بن هبة اللّه، أنا علي بن محمد، أنا الحسين بن صفوان، أنا أبو بكر بن أبي الدّنيا، نا أحمد بن إبراهيم العبدي، نا بشر بن عمر، نا همّام، عن قتادة: أن عامر بن عبد اللّه لما احتضر جعل يبكي، فقيل له: ما يبكيك ؟ قال: ما أبكي جزعا من الموت و لا حرصا على الدنيا، و لكن أبكي على ظمأ الهواجر، و على قيام الليل الشتاء.

أخبرتنا به عاليا المباركة فاطمة بنت عبد القادر بن أحمد بن الحسين بن السماك، قالت: أنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن يعقوب بن قفرجل، نا جدي أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن الفضل بن قفرجل، نا محمد بن سعيد بن حمّاد بن سالم، نا محمد بن عبد الملك الدقيقي، نا بشر بن (6) عمر الزّهراني، نا همّام، عن قتادة أن عامر بن عبد اللّه لما حضر فذكر مثله.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمد بن أبي نعير،

ص: 41


1- عن م، و بالأصل:«بن أبي عبيد اللّه» خطأ، انظر ترجمته في سير الأعلام 149/7.
2- في المطبوعة: و لكني.
3- في م: أنا.
4- في المطبوعة: أبو سليمان بن زبر.
5- عن م و بالأصل: آسى.
6- في م هنا:«بشر عن عمر».

أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (1)،حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم، عن ضمرة أن قبر عبادة بن الصامت ببيت المقدس، و بها قبر عامر بن عبد قيس.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد، قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعيد، نا هارون بن معروف، نا ضمرة، عن ابن عطاء، عن أبيه قال: قبر عبادة بن الصّامت و عامر بن عبد اللّه ببيت المقدس.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا عبد اللّه بن يوسف، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا عبد الملك بن عتاب الليثي، قال:

رأيت عامر (2)-يعني ابن عبد قيس - في المنام، فقلت: أي الأعمال وجدت أفضل ؟ قال: ما أريد به وجه اللّه عز و جلّ .

أنبأنا أبو محمد عبد اللّه بن أحمد بن عمر، و أبو تراب حيدرة بن أحمد الأنصاري و غيرهما، قالوا: نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد الدقاق، نا محمد بن أحمد بن البراء، نا أحمد بن إبراهيم، حدثني أبو جعفر محمد بن عيسى، حدثني فضالة بن حصين، عن يزيد بن نعامة قال: رأى رجل حيّ ميتا، فقال له الميت: يا فلان أخبر الناس أنّ وجه عامر بن عبد قيس يوم القيامة مثل القمر ليلة البدر.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم (3)،نا أبو أحمد محمد بن أحمد، نا عباس بن إبراهيم القراطيسي، نا علي بن مسلم، نا سيّار، نا جعفر قال: سمعت [مالك] (4) ابن دينار يقول: رأى رجل في المنام كأن مناديا ينادي: أخبروا الناس أن عامر بن عبد اللّه يلقى اللّه يوم يلقاه و وجهه مثل القمر ليلة البدر.

ص: 42


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 593/1.
2- كذا بالأصل و م:«عامر».
3- الخبر في حلية الأولياء 92/2.
4- سقطت من الأصل و استدركت عن م و الحلية.

3053 - عامر بن عبد اللّه بن قيس

أبو بردة بن أبي موسى الأشعري

و يقال: اسمه الحارث، و يقال: اسمه كنيته (1)

تابعي فقيه من أهل الكوفة، و ولي القضاء بها.

و روى عن أبيه، و علي بن أبي طالب، و الزبير بن العوام، و الأغرّ المزني، و عوف بن مالك، و عبد اللّه بن عمر، و زرّ بن حبيش.

روى عنه: الشعبي، و أبو إسحاق السّبيعي، و أبو مجلز لاحق بن حميد، و عمر بن عبد العزيز، و عبد الملك بن عمير و ابنه سعيد بن أبي بردة، و ابن ابنه بريد (2) بن عبد اللّه بن أبي بردة، و عاصم بن كليب، و قتادة، و ثابت البناني، و أبو حصين عثمان بن عاصم، و محمد بن المنكدر، و يونس بن أبي إسحاق، و سالم أبو النضر، و بكير بن عبد اللّه (3) الأشجّ ، و غيلان بن جرير، و موسى الجهني، و حميد بن هلال، و عاصم بن بهدلة، و عدي بن ثابت، و القاسم بن عثمان، و سليمان بن داود الخولاني، و القاسم بن مخيمرة، و طلحة بن يحيى.

و قدم على معاوية يشكو شاعرا هجاه، و قدم على عمر بن عبد العزيز و كانت له بدمشق دار ما بين سوق البقل و سوق الجبن.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو حفص عمر بن محمد بن علي بن الزيات، أنا أبو بكر جعفر بن محمد بن الحسن الفريابي، نا عثمان بن أبي شيبة، نا عبد اللّه بن إدريس، عن عاصم بن كليب، عن أبي بردة، عن علي أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«اللّهمّ إنّي أسألك السّداد و الهدى، و اذكر بالسداد سدادك السهم، و الهدى هدايتك الطريق، و نهاني أن أجعل الخاتم في هذه أو هذه، الوسطى و التي تليها، و نهانى عن القسّيّ و الميثرة[5490]».

ص: 43


1- ترجمته في تهذيب الكمال 48/21 و تهذيب التهذيب 18/12 وفيات الأعيان 10/3 تذكرة الحفّاظ 95/1 الوافي بالوفيات 590/16 سير الأعلام 5/5 تاريخ الإسلام حوادث سنة 101-120 ص 284 و انظر بحواشي المصادر الثلاثة الأخيرة أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
2- عن م و بالأصل:«يزيد» و في تهذيب الكمال و سير الأعلام «يزيد» أيضا.
3- في المطبوعة و تهذيب الكمال: بكير بن عبد اللّه بن الأشج.

فأما القسّيّ : فثياب يؤتى بها من قبل المغرب معلقة (1) بالحرير، و أما الميثرة:

فشيء كان النساء يصنعنه لبعولتهن في الرحائل على العطائف.

قال: و أنا جعفر بن محمد، نا هنّاد بن السّري، نا أبو الأحوص، عن عاصم، عن أبي بردة قال: جاءنا على و أبو موسى معنا، فأوصى أبا موسى بشيء من أمر الناس، ثم قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اللّهمّ اهدني و سدّدني»[5491]، و ذكر الحديث.

أخرجه مسلم في صحيحه (2) من حديث ابن إدريس و أبي الأحوص. و أخرج النسائي قصة الخاتم عن هنّاد هذا (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا أبو حامد محمد بن هارون الحضرمي، نا عمرو بن علي، نا عمر بن علي المقدّمي، عن هشام بن زياد، حدثني من سمع أبا بردة يقول: قدمت المدينة فأتاني ابن عمر فقال: يا ابن أخ تدري لم أتيتك ؟ قلت: فضلك و فضل أبيك، قال: فإنّي سمعت أبي يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ من برّ الرجل بأبيه أن يبرّ أهل ودّ أبيه»، و إنّ أبي كان يحب أباك[5492].

كذا رواه عمرو بن علي، و قد وقع من وجه آخر متصل أعلى من هذا بدرجتين.

أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر القشيري قالا: أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا هدبة بن خالد، نا حزم - هو ابن أبي حزم القطعي - عن ثابت، عن أبي بردة قال: أتيت المدينة، فأتاني عبد اللّه بن عمر فقال لي: أ تدري - و قال ابن حمدان: تدري - لم أتيتك ؟ قال: قلت: لا، قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«من أحبّ أن يصل أباه في قبره، فليصل إخوان أبيه من بعده»- و قال ابن حمدان: بعده - و أنه كان بين أبي عمر و بين أبيك إخاء و ودّ، فأحببت أن أصل ذلك[5493].

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي إسحاق إبراهيم بن عمر البرمكي، أنا أبو

ص: 44


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: مغلفة.
2- صحيح مسلم كتاب الذكر و الدعاء و التوبة و الاستغفار(48)، 18 باب ح رقم 2725.
3- انظر سنن النسائي 165/8.

عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف [نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد] (1) أنا عمرو بن عاصم الكلابي، و عفان بن مسلم، قالا: نا سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال، عن أبي بردة قال: دخلت على معاوية بن أبي سفيان حين أصابته قرحته، فقال:

هلم يا ابن أخي تحوّل فانظر، قال: فتحوّلت فنظرت فإذا هي قد نشرت - يعني قرحته - فقلت: ليس عليك بأس يا أمير المؤمنين، قال: إذ (2) دخل يزيد بن معاوية فقال له معاوية: إن وليت من أمر الناس شيئا فاستوص (3) بهذا، فإن أباه كان أخا لي - أو خليلا، أو نحو هذا من القول - غير أني قد رأيت في القتال ما لم تره.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو منصور بن شكرويه، و محمد بن أحمد بن علي السّمسار، قالا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمد، نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا سعيد بن يحيى الأموي، نا أبي، نا طلحة بن يحيى، عن أبي بردة، قال: دخلت على معاوية و هو يشتكي و به قرحة في ظهره، قال: و الطبيب يعالجها و هو يتأوه تأوه الصّبي، قال: فقلت: يا أمير المؤمنين إنّك تأوه، قال: قم فانظر [إليها] (4)،قال: فقمت فإذا قرحة قبيحة، فقال: هذه تدعونها الراقية، و أهل العراق يزعمون أنها النقابة أو الثقابة، و يزعمون أنها قاتلي (5)،قال: ثم قال: أما ما ذكرت من تأوهي فإني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«ما من مسلم يصيبه أذى في جسده إلاّ كفّر اللّه به خطاياه»، و دون هذا يا أبا بردة أذى[5494].

أخبرنا أبو سعد محمد بن أحمد بن محمد بن الخليل، أنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن أبي الحسن العارف، أنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي، أنا أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه الأصبهاني الصفار، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني إسماعيل بن أبي الحارث، نا زكريا بن عدي، عن القاسم بن مالك المزني، عن طلحة بن يحيى، عن أبي بردة قال: كنت عند معاوية و طبيب يعالج قرحة في ظهره،

ص: 45


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و العبارة استدركت للإيضاح عن المطبوعة، و قد تكرر هذا السند كثيرا.
2- في م: إذا.
3- بالأصل و م: فاستوصي.
4- الزيادة عن م.
5- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: قاتلتي.

فهو متضوّر، فقلت له: لو بعض شبابنا فعل هذا لعبنا (1) ذلك عليه، فقال: ما يسرني أنّي لا أجده، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«ما من مسلم (2) يصيبه أذى في جسده إلاّ كان كفّارة لخطاياه»[5495] أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد بن كرتيلا، أنا محمد بن علي الخياط ، أنا أحمد بن عبد اللّه السّوسنجردي، أنا أبو جعفر أحمد بن أبي طالب علي بن محمد الكاتب، أنا أبي، أنا أبو عمرو محمد بن مروان السّعيدي، نا أبو بكر الخزاعي: أن سليمان بن أبي شيخ حدّثهم، نا محمد بن الحكم، عن عوانة قال: هجا عقيبة (3)الأسدي أبا بردة بن أبي موسى فقال (4):

و أنت امرؤ في الأشعريين (5) مقابل *** و بالبيت و البطحاء أنت غريب

و ما كنت زوارا لأمّك بالضّحى *** و لا بمزكيها بظهر مغيب (6)

فإن عاد عدنا لابن طفية مثلها *** و إن آب منها فاللئيم يئوب

فخرج أبو بردة إلى معاوية، فشكا إليه عقيبة، و قال: هنتك عرضي، فقال له معاوية: و ما قال لك ؟ قال:

و أنت امرؤ في الأشعريين (7) مقابل *** و بالبيت و البطحاء أنت غريب

و قد صدق، و قال لك:

و ما كنت زوارا لأمك بالضّحا *** لا بمزكّيها بظهر مغيب

و لم تكن زوارا لأمك، و قد قال لي ما هو أشد من هذا، قال (8):

فهبها أمّة هلكت ضياعا *** يزيد أميرها و أبو يزيد

ص: 46


1- قوله:«هذا لعبنا» سقط من الأصل و استدرك عن هامشه و بجانبه كلمة صح، و قد وردت «لعبنا» خطأ فوقعت:«لبعنا» و صوبناها عن م.
2- كتبت بين السطرين في م.
3- في م:«عقبة» خطأ، و ستأتي ترجمته في كتابنا، انظر خزانة الأدب للبغدادي 342/1.
4- عن م، و بالأصل: قال.
5- كذا بالأصل و م.
6- في البيت إقواء.
7- كذا بالأصل و م.
8- انظر تخريجها في المطبوعة، ص 375 الحاشية(6).

معاوي إنّنا بشر فأسجح *** فلسنا بالجبال و لا الحديد

أكلتم أرضنا فجردتموها *** فهل من قائم أو من حصيد

ذروا جور الإمارة و استقيموا *** و تأميرا على الناس العبيد

ارفع يديك ندع اللّه عليه، فرفع، و رفع أبو بردة يده، فدعوا اللّه عليه.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا أبو كريب، نا يحيى بن يزيد، نا عبد الرحمن بن سعيد، عن أبيه سعيد بن أبي بردة، عن أبي بردة أنه قال:

وفد إلى عمر، أو إلى سليمان قال: فقضى حوائجه حتى إذا كان في بعض الليل قال لي: قم، فقمت، فانطلق إلى باب الوالي فدقه، قال: قال الحاجب: من هذا؟ قال:

أبو بردة، استأذن لي عليه، قال: قد دخل، قال: أعلمه بمكاني، فأعلمه فخرج إليه، فأذن له، قال: خير يا أبا بردة، قال: خير، قال: حاجتك، قال: قد فرغت من حوائجي، و ذكرت حديثا حدثني أبي قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إذا جمع الخلائق للحساب أتى بيهودي أو نصراني قيل: يا مؤمن هذا فداؤك من النار»، قال: أنت سمعته ؟ قال: سمعته من أبي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية، قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: أبو بردة بن أبي موسى اسمه عامر بن عبد اللّه بن قيس، و اسمه أبي بردة بن قيس أخي أبي موسى: عامر بن قيس. قال لي بعض ولد أبي موسى: إنما سمّي أبو بردة بن أبي موسى على اسم عمه، و كني بكنيته.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن (1) أبي الحسن محمد بن محمد بن مخلد، أنا أبو الحسن بن خزفة، أنا محمد بن الحسين الزّعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، أنا المدائني قال: أبو بردة بن أبي موسى ولد و أبوه على البصرة، فاسترضع له بالبادية فجاءوا به و عليه بردة، فكنّاه أبا بردة، و اسمه عامر بن عبد اللّه بن قيس.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، أنا أبو

ص: 47


1- في م: على.

عبد اللّه الحافظ ، نا علي بن عيسى، نا الحسين بن محمد بن زياد، نا أبو جعفر، نا سعيد بن هبيرة، عن أبي عوانة، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة عامر بن عبد اللّه بن قيس.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد البلخي، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن، أنا أبو بكر محمد بن عمر بن بكير النجار، أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن سمعان الرّزّاز، أنا الهيثم بن خلف، نا محمود بن غيلان، قال: سمعت أبا أحمد يقول: أبو بردة بن أبي موسى اسمه عامر بن عبد اللّه.

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن بن المفرج، أنا أبو الفرج (1) الأسفرايني، و أبو نصر الطريثيثي، قالا: أنا محمد بن أحمد بن عيسى، أنا منير بن أحمد بن الحسن، أنا جعفر بن أحمد بن إبراهيم، نا أحمد بن الهيثم، قال أبو نعيم الفضل بن دكين: أبو بردة بن أبي موسى عامر بن عبد اللّه بن قيس.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم، نا نعمة اللّه بن محمد، نا أحمد بن محمد بن عبد اللّه، نا محمد بن أحمد بن سليمان، أنا سفيان بن محمد بن سفيان، حدثني عمي الحسن بن سفيان، نا محمد بن علي، عن محمد بن إسحاق، قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: أبو بردة بن أبي موسى عامر بن عبد اللّه.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الفضل بن خيرون.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو القاسم الأزهري، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، أنا العبّاس بن العبّاس بن محمد، أنا صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل، قال: قال أبي.

ح و أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، و أبو عبد اللّه الفراوي، قالا: أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو بكر بن المؤمّل، نا الفضل بن محمد، نا أحمد بن حنبل قال: أبو بردة عامر - زاد ابن خيرون: بن أبي موسى-.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو الحسن علي بن هبة اللّه بن عبد السّلام، قالا: أنا أبو محمد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم

ص: 48


1- قوله:«أنا أبو الفرج» سقط من م.

البغوي، قال: اسم أبي بردة عامر بن عبد اللّه بن قيس.

قال ذلك محمود بن غيلان، و حدّثني صالح بن أحمد، عن أبيه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمد، أنا أبو علي بن الصّواف، نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدّثني أبي و عمي، قالا: أبو بردة بن أبي موسى عامر بن عبد اللّه.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، أنا محمد بن عبد اللّه بن خميرويه (1)،أنا الحسين بن إدريس، أنا محمد بن عبد اللّه بن عمّار الموصلي أراه قال: أبو بردة عامر بن عبد اللّه.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنا، عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل - قراءة - أنا محمد بن الحسين الزّعفراني، نا ابن أبي خيثمة قال:

سمعت يحيى بن معين يقول: أبو بردة بن أبي موسى الأكبر اسمه عامر بن عبد اللّه يقال: إنّ أبا بردة بن أبي موسى مات سنة ثلاث و مائة.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السقا، و أبو محمد بن بالوية.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قالوا: نا محمد بن يعقوب الأصم، نا عباس بن محمد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو بردة اسمه الحارث.

و قال في موضع آخر: اسم أبي بردة: عامر.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد (2) قال في الطبقة الثانية من أهل الكوفة: أبو بردة بن أبي موسى الأشعري و اسمه عامر بن عبد اللّه بن قيس.

قال محمد بن عمر: قد روى أبو بردة عن أبيه، و قد ولي قضاء الكوفة.

و قال محمد بن عمر و غيره: توفي أبو بردة بالكوفة سنة ثلاث و مائة.

ص: 49


1- بالأصل:«ابن خيرويه» خطأ، و الصواب عن م.
2- طبقات ابن سعد 268/6.

و قال الفضل بن دكين و سعيد (1) بن جميل عن أبان بن عمر بن عثمان بن أبي خالد: مات أبو بردة سنة أربع و مائة، و كان ثقة كثير الحديث (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا نصر بن أحمد بن نصر، أنا محمد بن أحمد بن عبد اللّه.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار، و أبو طاهر أحمد بن علي بن سوار، قالا: أنا الحسين بن علي بن عبيد اللّه، قالا: أنا محمد بن زيد بن علي، أنا محمد بن محمد بن عقبة، نا هارون بن حاتم، قال: كان اسم أبي بردة بن أبي موسى الأشعري عامر بن عبد اللّه بن قيس.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي [ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار و محمد بن علي] (3)-و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: محمد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا (4).

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا محمد بن إبراهيم، أنا إبراهيم بن عبد اللّه، نا محمد بن سليمان بن فارس، نا محمد بن إسماعيل (5) قال:

عامر بن عبد اللّه بن قيس هو أبو بردة بن أبي موسى الأشعري، و قال عمرو بن علي عن أبي داود، عن سليمان بن معاذ، عن أبي إسحاق قال: كان أبو بردة على قضاء الكوفة، فعزله حجّاج، و جعل أخاه مكانه، سمع أباه و عليا، و ابن عمر.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد، أنا أبو منصور النّهاوندي، نا أبو العبّاس النّهاوندي (6)،أنا عبد اللّه بن محمد بن عبد الرحمن، نا محمد بن إسماعيل قال: اسم أبي بردة عامر بن عبد اللّه بن قيس الأشعري أخو أبي بكر بن أبي موسى قاضي الكوفة.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ص: 50


1- في م: و سعد.
2- قوله:«و كان ثقة كثير الحديث» ليس في ابن سعد، و نقله المزي في تهذيب الكمال عن ابن سعد.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
4- سقطت «أنا» من المطبوعة.
5- الخبر في التاريخ الكبير 447/6.
6- سقطت اللفظة من م.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد، قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم (1) قال: عامر بن عبد اللّه بن قيس أبو بردة بن أبي موسى الأشعري، و كان يلي (2)قضاء الكوفة، فعزله الحجّاج و جعل أخاه مكانه، سمع من علي و من أبيه، و من ابن عمر، سمعت أبي يقول ذلك، قال أبو محمد: روى عنه الشعبي، و أبو إسحاق الهمداني، و عمر بن عبد العزيز، و عبد الملك بن عمير، و عاصم بن كليب، و قتادة، و ثابت [البناني] و ابنه سعيد بن أبي بردة، و القاسم بن عثمان (3)،و ابن ابنه بريد بن عبد اللّه بن أبي بردة، و أبو حصين عثمان بن عاصم، و محمد بن المنكدر، و يونس بن أبي إسحاق، و عدي بن ثابت (4)،و سالم أبو النضر، و بكير بن عبد اللّه بن الأشجّ ، و غيلان بن جرير، و عاصم بن بهدلة، و موسى الجهني، و حميد بن هلال.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمد بن هبة اللّه، أنا محمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال: اسم أبي بردة بن أبي موسى عامر بن عبد اللّه بن قيس.

أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا أبو حاتم التميمي، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو بردة بن أبي موسى الأشعري، عامر بن عبد اللّه بن قيس، سمع أباه عليا، روى عنه الشعبي و أبو إسحاق.

أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد اللّه الكروخي، أنا أبو عامر محمود بن القاسم بن محمد، و عبد العزيز بن محمد، و أحمد بن عبد الصمد، قالوا: أنا عبد الجبار بن محمد بن عبد اللّه، أنا محمد بن أحمد بن محبوب، أنا محمد بن عيسى الترمذي، قال: و أبو بردة بن أبي موسى اسمه عامر بن عبد اللّه بن قيس قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن، أخبرني أبي قال: أبو

ص: 51


1- الجرح و التعديل 325/6.
2- في الجرح و التعديل: على.
3- في الجرح و التعديل:«و القاسم بن مخيمرة» و الاثنان يرويان عنه، انظر تهذيب الكمال 50/9.
4- من قوله: و أبو حصين.. إلى هنا سقط من المطبوعة.

بردة عامر بن عبد اللّه [بن قيس] (1) الأشعري.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا محمد بن علي بن يعقوب، أنا علي بن الحسن.

ح و أخبرنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، أنا الحسن بن الحسين، نا جدي إسحاق بن محمد قالا: أنا أبو محمد المدائني، نا قعنب بن المحرّر بن قعنب، قال: أبو بردة بن أبي موسى اسمه عامر بن عبد اللّه بن قيس الأشعري (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا يوسف بن الحسن التّفكري، أنا الحسن بن علي بن بندار الزّنجاني، أنا القاسم بن علقمة الأبهري، أنا الحسن بن علي بن نصر بن منصور الطوسي، قال: أبو بردة بن أبي موسى اسمه عامر بن عبد اللّه بن قيس.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن [أبي] (3) الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدّولابي (4) قال: أبو بردة عامر بن عبد اللّه بن قيس، سمعت من يحكي عن يحيى أنه قال: اسم أبي بردة بن أبي موسى عامر بن عبد اللّه بن قيس.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد، أنا نصر بن إبراهيم، أنا سليم بن أيوب، أنا طاهر بن محمد بن سليمان، أنا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمد بن إياس، قال: سمعت القاضي محمد بن أحمد بن محمد المقدّمي يقول: أبو بردة بن أبي موسى اسمه عامر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، قال: قال لنا عيسى بن علي: قال لنا بدر بن الهيثم القاضي: اسم أبي بردة عامر بن عبد اللّه بن قيس (5).

أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي، أنا (6) أبو بكر الصّفار، أنا أحمد بن علي بن

ص: 52


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن هامشه و بجانبه كلمة صح.
2- في المطبوعة: أشعري.
3- الزيادة عن م.
4- الكنى و الأسماء للدولابي 126/1.
5- بالأصل:«عامر بن عبد قيس» خطأ، و الصواب عن م.
6- كلمة:«أنا» سقطت من م.

منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو بردة بن أبي موسى الأشعري الكوفي (1) و اسمه عامر، و يقال: الحارث بن عبد اللّه بن قيس، قاضي الكوفة، سمع علي بن أبي طالب، و أباه عبد اللّه بن قيس، أبا موسى، روى عنه أبو عمرو الشعبي، و عمرو بن عبد اللّه أبو إسحاق السّبيعي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال:

عامر بن أبي موسى، و اسمه عبد اللّه بن قيس أبو بردة الأشعري الكوفي (2) قاضيها، سمع أباه، و ابن عمر، و عبد اللّه بن سلاّم، و عائشة، روى عنه الشعبي، و عبد الملك بن عمير، و أبو إسحاق الهمداني، و أبو إسحاق الشّيباني، و حميد بن هلال، و غيلان بن جرير، و ابنه سعيد بن أبي بردة، و ابن ابنه أبو بردة بريد (3) بن عبد اللّه في الأيمان غير موضع.

قال البخاري: قال أبو نعيم: مات سنة أربع و مائة، و قال ابن سعد: قال أبو نعيم مثله، و قال الذهلي فيما كتب إلي أبو نعيم مثله، و قال ابن أبي شيبة مثل أبي نعيم - و زاد و هو ابن نيف و ثمانين سنة - و قال - يعني ابن سعد - قال الهيثم: توفي سنة ثلاث و مائة، و قال: قال الواقدي مثل الهيثم، و قال ابن نمير: مات قبل موسى بن طلحة بأيام، و قال:

مات موسى سنة ست و مائة.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمد بن المجلي (4)،أنا أبو بكر الخطيب، قال: أبو بردة بن أبي موسى الأشعري و اسمه عامر بن عبد اللّه بن قيس، سمع علي بن أبي طالب، و أباه أبا موسى، روى عنه عامر الشعبي، و أبو إسحاق السّبيعي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا يوسف بن رباح، أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل، نا محمد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل الكوفة: أبو بردة بن أبي موسى

ص: 53


1- الخبر في الأسامي و الكنى للحاكم 339/2 رقم 872.
2- سقطت كلمة «الكوفي» من كتاب الأسامي و الكنى.
3- سقطت اللفظة «بريد» من م.
4- عن م و بالأصل: المحلي.

قضى للحجّاج، و اسمه الحارث.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا محمد بن علي بن يعقوب، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان، نا أبي قال: قال يحيى.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا عبد اللّه بن يحيى بن عبد الجبار السكري - ببغداد - نا أبو بكر الشافعي، نا جعفر بن محمد بن الأزهر، نا المفضّل بن غسان الغلاّبي عن يحيى قال: أبو بردة بن أبي موسى، اسمه الحارث.

أخبرنا أبو السّعود بن المجلي، أنا أبو الحسين بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبي أبو يعلى، قالا: أنا أبو القاسم الصيدلاني، أنا محمد بن مخلد بن حفص، قال: قرأت على علي بن عمرو: حدثكم الهيثم بن عدي قال: قال ابن عياش في تسمية الحول: أبو بردة بن أبي موسى الأشعري.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (1)،أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن بن رزقويه.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، قالا: أنا عثمان بن أحمد الدقاق، نا حنبل بن إسحاق، نا عبيد اللّه بن عمر القواريري، نا سهل بن أسلم، نا حميد بن هلال، عن أبي بردة قال:

كتبت حديث أبي موسى أنا و مولى لنا، قال: فظنّ أني أكتب حديثه، فقال: يا بني أ تكتب حديثي ؟ قلت نعم، قال: جئني به، قال: فأتيته به فنظر فيه فمحاه و قال: يا بني احفظ كما حفظت.

أخبرنا أبو الفضل الفضيلي، و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، و أبو بكر أحمد بن يحيى، قالوا: أنا أبو الحسن الدّاودي، أنا عبد اللّه بن أحمد بن حموية، أنا عيسى بن عمر بن العباس، أنا عبد اللّه بن عبد الرحمن الدّارمي، أنا أسد بن موسى، نا شعبة، عن أبي موسى، عن حميد بن هلال، عن أبي بردة أنه كان يكتب حديث أبيه (2) فرآه أبو موسى فمحاه.

ص: 54


1- مهملة بدون نقط بالأصل، و المثبت عن م.
2- عن م و بالأصل: ابنه.

أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران.

ح و أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين، أنا أبو بكر الخطيب، أنا ابن رزقويه، قالا: أنا ابن السّماك، نا حنبل بن إسحاق، نا عاصم بن علي، نا أبو هلال، نا حميد بن هلال، عن أبي بردة قال:

كان أبو موسى يحدثنا فأقوم أنا و مولى لنا فنكتب ما يقول، فحدثنا ذات يوم بحديث فقمنا لنكتبه فظنّ أنا نكتبه، فقال: تعالوا، فلما جئنا قال: أ تكتبان ما تسمعان منّي ؟ قلنا: نعم، قال: ائتوني به، قال: فأتيناه به، فدعا بماء فغسله، و قال: احفظوا كما حفظنا، أو كما نحدثكم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن محمد بن أبي عثمان، و أحمد بن محمد بن إبراهيم.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن محمد، أنا أبي أبو طاهر قالا: أنا إسماعيل بن الحسن (1) بن عبد اللّه، نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا علي بن مسلم، نا روح - يعني ابن أسلم - نا أبو طلحة، عن غيلان بن جرير، عن أبي بردة قال: كتبت عن أبي كتبا كثيرة فمحاها، و قال: خذ عنا كما أخذنا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن، قالا: أنا أبو محمد الصّريفيني، أنا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد الكتاني، نا أبو القاسم البغوي، نا أبو خيثمة، نا وكيع، عن طلحة بن يحيى، عن أبي بردة قال: كتبت عن أبي كتابا، فظهر عليّ فأمر بمركن (2) فقال (3) بكتبي فيها، فغسلها.

أخبرنا أبو سهل بن سعدوية، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن (4) عبد اللّه، نا محمد بن هارون، نا محمد بن بشّار، نا إبراهيم بن أبي سويد، نا حمّاد بن سلمة، عن حبيب بن الشهيد، و يونس بن عبيد، عن أبي بردة بن أبي موسى قال: كنت آتي أبي،

ص: 55


1- في م:«الحسين» خطأ، انظر ترجمته في تاريخ بغداد 311/6.
2- المركن: آنية أو نحوها تغسل فيها الثياب (اللسان).
3- يقال: قال بالماء على يده: قلب (اللسان).
4- كتبت «بن» فوق السطر في م.

فلما (1) حدّث بحديث عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قمت فكتبته، ففطن لي، فقال: أ تكتب كلما أحدّث به ؟ قلت: نعم، قال: اذهب فجىء بكتابك، فجمعه فدعا بماء فغسله (2) فيه.

أخبرنا أبو الفضل الفضيلي (3)،أنا أحمد بن محمد (4)،أنا علي بن أحمد بن محمد بن الحسن، نا الهيثم بن كليب، نا أبو قلابة عبد الملك بن محمد، حدثني رجاء بن سلمة بن رجاء، حدثني أبي، نا قيس بن الربيع، عن أبي حصين قال: لما قدم الحجّاج العراق استعمل عبد الرحمن بن أبي ليلى على القضاء قال: ثم عزله و استعمل أبا بردة بن أبي موسى و أقعد معه سعيد بن جبير.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر بن محمّد، و ابن عمه محمّد بن الحسن.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالا:

أنا الوليد بن بكر، نا علي بن أحمد بن زكريا، نا صالح بن أحمد قال: قال أبي (5):أبو بردة بن أبي موسى الأشعري كوفي ثقة، كان على قضاء الكوفة، ولي بعد شريح، و كان كاتبه سعيد بن جبير.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو العبّاس النهاوندي، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل البخاري، حدّثني عمرو، نا أبو داود، عن سليمان بن معاذ، عن أبي إسحاق قال: كان أبو بردة على قضاء الكوفة فعزله الحجّاج و جعل أخاه مكانه (6).

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال (7):لمّا اجتمع الناس على عبد الملك عند

ص: 56


1- في م:«فكلما حدث» و في المطبوعة: فكلما حدّثت.
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: يغسله.
3- في م:«الفضلي» خطأ، و اسمه: محمد بن إسماعيل بن الفضيل الأنصاري الفضيلي الهروي (انظر الأنساب) و ترجمته في سير الأعلام 64/20.
4- في م: أحمد بن محمد بن محمد.
5- تاريخ الثقات للعجلي ص 491.
6- الخبر في التاريخ الكبير للبخاري 447/7.
7- انظر تاريخ خليفة بن خياط ص 296 في ذكر القضاة أيام عبد الملك.

قتل مصعب أعاد شريحا ثم قدم الحجّاج فأقرّه على القضاء، ثم استعفاه فأعفاه، و استقضى أبا بردة بن أبي موسى الأشعري، فلم يزل قاضيا [ثم استعفاه فأعفاه بعد الجماجم، فاستقضى أبا بكر بن أبي موسى الأشعري، فلم يزل قاضيا حتى مات] (1)ثم استقضى عامر بن شراحيل الشعبي.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (2)،أنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي، نا أبو عوانة عن مهاجر أبي الحسن قال: كان أبو وائل و أبو بردة على بيت المال.

و قال أبو نعيم: قد تولى أبو بردة قضاء الكوفة بعد شريح.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن، أنا جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب، نا محمّد بن هارون الرّوياني، نا أحمد بن عبد الرّحمن، نا عمي - يعني ابن وهب - حدّثني عبد اللّه بن عيّاش (3)،عن أبيه.

أن يزيد بن المهلّب لما ولي خراسان قال: دلّوني على رجل كامل لخصال (4)الخير فدلّ على أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، فلما جاءه رآه رجلا فائقا، فلما كلّمه رأى مخبرته أفضل من مرآته، قال إني وليتك كذا و كذا من عملي فاستعفاه، فأبى أن يعفيه، فقال: أيها الأمير أ لا أخبرك بشيء حدّثنيه أبي أنه سمعه من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال:

هاته، قال: إنه سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من تولّى عملا و هو يعلم أنه ليس لذلك العمل بأهل (5) فليتبوّأ مقعده من النّار»، قال: و أنا أشهد أيها الأمير أنّي لست بأهل لما دعوتني إليه، فقال له يزيد: ما زدت على أن حرّضتني على نفسك، و رغبتنا فيك، فاخرج إلى عهدك، فإنّي غير معفيك، فخرج ثم أقام فيه ما شاء اللّه أن يقيم، فاستأذنه بالقدوم عليه، فأذن له فقال: أيها الأمير أ لا أحدثك بشيء حدّثنيه أبي أنه سمع من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

ص: 57


1- الزيادة لازمة عن تاريخ خليفة.
2- طبقات ابن سعد 268/6.
3- بالأصل و م:«عباس»، خطأ، و المثبت عن المطبوعة.
4- في م:«الخصال» خطأ.
5- بالأصل و م:«أهل» و المثبت عن المطبوعة.

هاته، قال:«ملعون من سأل بوجه [اللّه] (1) و ملعون من يسل (2) بوجه اللّه ثم منع سائله ما لم يسأله هجرا» أنا أسألك بوجه اللّه إلاّ ما أعفيتني أيها الأمير من عملك، فأعفاه (3).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري (4)،أنا أبو الحسن (5)العتيقي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر قالا:

أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد بن صالح، حدّثني أبي قال: أبو بردة و أبو بكر ابنا أبي موسى الأشعري كوفيان تابعيان ثقتان.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عد العزيز الكتاني، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الرّبعي، و رشأ بن نظيف، قالا: أنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد، أنا محمّد بن محمّد بن داود، نا عبد الرّحمن بن سعيد بن خراش قال: أبو بردة اسمه عامر بن أبي موسى، صدوق.

قرأت على أبي القاسم بن عبدان، عن محمّد بن علي بن أحمد الفراء، أنا رشأ بن نظيف، أنا محمّد بن إبراهيم، أنا محمّد بن محمّد الكرخي (6)التاريخ الكبير 448/6.(7)،نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد قال: أبو بكر بن أبي موسى الأشعري ثقة، و أخوه أبو بردة ثقة، أبو بردة اسمه، و أبو بكر أجلّ الرجلين.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل البغدادي، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين الصّيرفي، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (7) قال: قال علي: سمعت سفيان: قال عمر بن

ص: 58


1- زيادة عن م.
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: سئل.
3- الخبر نقله المزي في تهذيب الكمال 50/9-51 من طريق أحمد بن عبد الرحمن بن وهب المصري، و نقله مختصرا الذهبي في سير الأعلام 6/5 من طريق عبد اللّه بن وهب.
4- «أنا أبو الحسين بن الطيوري» مكرر بالأصل.
5- عن م و بالأصل: أبو الحسين.
6- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة:«الكرجي» و انظر ما لاحظه محققها بالحاشية
7- .

عبد العزيز لأبي بردة: كم أتى عليك ؟ قال: أشدّان ثمانين سنة.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي، أنا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه بن عمر، أنا أبو الحسين بن بشران، قالا: أنا عثمان بن أحمد السمّاك، نا حنبل بن إسحاق، نا هارون - يعني ابن معروف - نا سفيان قال: سأل عمر بن عبد العزيز أبا بردة بن أبي موسى: كم أتى عليك ؟ قال: أشدّان - يعني أربعين و أربعين-.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني، زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن (1) الأصبهاني، نا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خياط (2)،قال: أبو بردة بن أبي موسى الأشعري اسمه عامر بن عبد اللّه بن قيس، مات في آخر سنة ثلاث أو أربع و مائة.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، أنا محمّد بن (3) سعد قال في الطبقة الثانية من أهل الكوفة: أبو بردة بن أبي موسى الأشعري، قال الواقدي و الهيثم (4) بن عدي، عن ابن عيّاش (5) توفي سنة ثلاث و مائة، و قال أبو نعيم: توفي سنة أربع و مائة، و ذكر الواقدي في موضع آخر: أن أبا بردة مات في ولاية عمر بن عبد العزيز، و مات عمر سنة إحدى و مائة، فاللّه أعلم.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر قال: قال الهيثم: و فيها - يعني سنة ثلاث و مائة - مات أبو بردة بن أبي موسى.

و قال المدائني: مات أبو بردة و طاوس سنة ثلاث، و فيها ولد مندل بن علي.

ص: 59


1- كذا بالأصل و م و في المطبوعة: أبو الحسين.
2- طبقات خليفة بن خياط ص 267 رقم1153.
3- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
4- بالأصل و م:«فالهيثم».
5- بالأصل و م:«عباس» و المثبت عن تهذيب الكمال52/9.

قال: و نا الهروي، نا محمّد بن محمّد، نا عثمان قال: سمعت أبا نعيم يقول: مات الشعبي و أبو بردة بن أبي موسى، و موسى بن طلحة سنة أربع و مائة، و ذكر أن أباه أخبره عن أحمد بن عبيد بن ناصح عن الهيثم و المدائني بذلك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا علي بن أحمد بن محمّد، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن (1) محمّد بن المغيرة، حدّثني أبو عبيد قال: سنة ثلاث و مائة فيها مات أبو بردة، و اسمه عامر بن أبي موسى الأشعري.

و قال أبو عبيد: سنة أربع و مائة توفي فيها أبو بردة، و يقال: مات سنة ثلاث.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا محمّد بن الحسن، أنا أحمد بن الحسين، نا عبد اللّه بن محمّد، نا محمّد بن إسماعيل (2).

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن اللاّلكائي، قالا: أنا محمّد بن الحسين القطان، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، قالا: قال أبو نعيم: و مات الشعبي - زاد أبو الحسن عامر بن شراحيل و قالا:- و موسى بن طلحة و أبو بردة سنة أربع و مائة.

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن، أنا أبو الفرج سهل بن بشر، و أبو نصر أحمد بن محمّد بن سعيد، قالا: أنا محمّد بن أحمد بن عيسى السّعدي، أنا منير بن أحمد بن الحسن الخلاّل، أنا جعفر بن أحمد بن إبراهيم، أنا أحمد بن الهيثم، قال:

قال أبو نعيم.

ح و أخبرنا أبو البركات، أنا أبو الفضل، أنا أبو العلاء، أنا أبو بكر، أنا الأحوص بن المفضّل، أنا أبي، نا أبو نعيم.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، أنا أبو زرعة (3)،قال: و قال أبو نعيم.

ص: 60


1- قوله:«عبد الرحمن بن» سقط من م.
2- في المطبوعة: محمد بن إسماعيل البخاري.
3- انظر تاريخ أبي زرعة الدمشقي 294/1.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد بن حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه قال:

قال أبو نعيم.

ح و أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، و أبو القاسم غانم بن محمّد بن عبيد اللّه ثم.

أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد، أنا أبو علي، قالوا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو بكر أحمد بن جعفر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدّثني أبو نعيم.

ح و أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قالا: أنا أحمد بن علي بن خلف، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه (1)الصّفار، أنا أبو إسماعيل السّلمي، قال: سمعت أبا نعيم يقول: مات أبو بردة سنة أربع و مائة.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه فيما بلغه قال:

مات أبو بردة سنة أربع و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا نصر بن أحمد بن نصر، أنا محمّد بن أحمد الجواليقي.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو طاهر بن سوار، قالا: أنا الحسين بن علي، أنا أبو عبد اللّه الأنصاري، أنا أبو جعفر الشيباني، نا هارون بن حاتم، نا الفضل بن دكين، قال: مات طلحة بن مصرّف سنة ست و مائة، و مات أبو بردة قبل طلحة بأيام.

قال: و نا محمّد بن عبيد الطّنافسي، قال: مات الشّعبي و أبو بردة في سنة واحدة، سنة أربع و مائة، و قال آخرون: سنة سبع و مائة.

ص: 61


1- قوله:«الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه» استدرك على هامش م.

3054 - عامر بن عبد الأسود العجلي الكوفي

وفد على معاوية في وجوه أهل الكوفة حين أراد أن يأخذ لابنه يزيد البيعة بالعهد [تقدم] (1) ذكر وفوده في ترجمة سويد بن منجوف.

3055 - عامر بن عمارة بن خريم الناعم بن عمرو

ابن الحارث بن خارجة بن سنان بن أبي حارثة

ابن مرّة بن نشبة (2) بن غيظ بن مرّة

ابن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض

ابن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان

أبو الهيذام المرّي والد أبي عامر (3) موسى بن عامر (4)

أحد فرسان العرب المذكورين و شجعانهم المشهورين، و هو زعيم قيس في الفتنة التي وقعت بينهم و بين اليمن بدمشق في أيام الرشيد حتى تفاقم الأمر و استحكم الشرّ، و له أشعار في تلك الوقائع مشهورة، و أخبار في الحروب مذكورة.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن كامل قال: كتب إليّ أبو جعفر بن المسلمة يذكر أن أبا عبيد اللّه محمّد بن عمران المرزباني أجاز لهم قال.

أبو الهيذام: عامر بن عمارة بن خريم المرّي شامي نزل سجستان، و أخوه عثمان (5) بن عمارة صاحب أبي يعقوب الحرسي (6) الشاعر، و قتل عامل الرشيد سجستان أخا لأبي الهيذام، فخرج أبو الهيذام بالشام و جمع جمعا عظيما و قال يرثي أخاه (7):

ص: 62


1- الزيادة عن م.
2- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن جمهرة ابن حزم ص 252.
3- «عامر» سقطت من م.
4- أخباره في تاريخ اليعقوبي و تاريخ الطبري و الكامل لابن الأثير و النجوم الزاهرة (انظر الفهارس العامة في هذه المصادر) و جمهرة ابن حزم.
5- بالأصل و م: عثمان.
6- كذا رسمها بالأصل، و في م:«الجرمي» و كلاهما تحريف، و في المطبوعة:«الخريمي» و هو الصواب انظر ما لاحظه محققها بالحاشية(1).
7- الأبيات في الكامل لابن الأثير بتحقيقنا 34/4-35 و صحح ابن الأثير أنها له.

سأبكيك بالبيض الرّقاق و بالقنا *** فإنّ بها ما يدرك الطالب الوترا

و لسنا كمن يبكي (1) أخاه بعبرة *** يعصرها من ماء مقلته عصرا

و إنا (2) أناس ما تفيض دموعنا *** على هالك منا و إن قصم الظّهرا

و لكنني أشفي الفؤاد بغارة *** ألهّب في قطري كتائبها جمرا (3)

و غلظ أمره و اشتدت شوكته، و أعيت الرشيد الحيل فيه، فاحتال عليه بأخ له كتب إليه فأرغبه، فشدّ على أبي الهيذام فقيّده و حمله إلى الرشيد بالرقّة، فلما دخل عليه أنشده أبياتا منها:

فأحسن أمير المؤمنين فإنّه *** أبى اللّه إلاّ أن يكون لك الفضل

فمنّ عليه الرشيد فأطلقه.

و قد ذكرت الأبيات الرائية لغير أبي الهيذام لصادر بن كامل بن برز يرثي بها أخاه ثور (4) بن كامل بن بدر العبسي (5)،و قيل في فتنة أبي الهيذام، و الصحيح أنها لأبي الهيذام.

أنبأنا أبو علي محمّد بن محمّد بن عبد العزيز.

و أخبرنا أبو الحجّاج يوسف بن مكي بن يوسف عنه، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد العتيقي، أنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان، نا أبو بكر محمّد بن مزيد بن أبي الأزهر، أنشدنا الزّبير بن بكّار لأبي الهيذام المرّي في أخيه:

سأبكيك بالبيض الرّقاق و بالقنا *** فإنّ بها ما يطلب الماجد الوترا

و لست كمن يبكي أخاه بعبرة *** يعصّرها من جفن مقلته عصرا

و إنّا أناس ما تفيض دموعنا *** على هالك منا و إن قرصم (6) الظهرا

قرأت بخطّ أبي الحسين الرازي، أخبرني أبو العبّاس محمود بن محمّد بن

ص: 63


1- في المطبوعة و ابن الأثير: ينعي.
2- فوق لفظتي «جمرا» و «إنا» علامتا تقديم و تأخير.
3- فوق لفظتي «جمرا» و «إنا» علامتا تقديم و تأخير.
4- كذا في م، و اللفظة مهملة بالأصل، و في المطبوعة: برز.
5- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: العنسي.
6- كذا، و في م «قصم».

الفضل، أنا (1) حبش بن موسى، نا علي بن محمّد بن أبي سيف المدائني، قال:

كان أول خبر أبي الهيذام عامر بن عمارة بن خريم المرّي، و أول ما هاج الحرب بالشام في ذلك أن رجلا من بلقين خرج بحمارين عليهما حنطة له يريد به الرّحا بالبلقاء، فمرّ بحائط رجل من جذام أو لخم و فيه بطيخ و قثّاء، فتناول القينيّ منه، فقال صاحب الحائط : إليك عن متاعنا، فشتمه القيني و اتّخذا، فمضى القيني، فطحن ما كان معه، ثم انصرف و قد أعدّ اليماني قوما ليضربوا القيني، فلما مرّ بهم بارزوه (2) فقاتلهم، و أعانه قوم فقتل رجل من اليمانية، فطلبوا بدمه، و اجتمعوا و انضمّ بعضهم إلى بعض و الأمير بدمشق عبد الصّمد بن علي، فلما خاف الناس أن يتفاقم الأمر خرج رجال من أهل الحجى و الفضل ليصلحوا بينهم، فخرج من قريش ثلاثة نفر و من قيس ثلاثة، و من قضاعة ثلاثة، و من أهل اليمن ثلاثة، فأتوا القين فكلّموهم، فقالوا: الأمر إليكم، أعطوا عنا ما أحببتم، فأتوا اليمانية، فكلّموهم فقالوا: انصرفوا عنّا حتى ننظر فيما جئتم له، فانصرفوا إلى رحالهم، فلم يشعر القين إلاّ بالخيل تدوسهم، فناشدهم اللّه الوفد الذين سفروا بينهم فلم يقبلوا فقتلوا من القين ستمائة، و يقال ثلاثمائة، و أصيب معهم رجل من قيس يقال له البهلول، مرّ بنسوة على فرسه فقلن له: يا فتى إنّك لحسن اللّمّة و العدّة، كريم الغرس، فإلى من تدعنا، فنزل فقاتلهم (3) عنهم فقتل، فاستنجدت القين قضاعة و سليح فلم ينجدوهم، فأتى قيسا فاستنصرهم، فأجابه (4) و أجابه خمسون رجلا من كلب من بني عامر بن عوف، و أعانوه، فخرجوا إلى العواليك من أرض البلقاء، فقتلوا من اليمانية ستمائة و أتوا الربّة (5) فقتلوا من اليمانية ثمان مائة ثم انصرفوا، و كثر القتال بينهم، فالتقوا مرات، و عزل عبد الصمد بن علي عن دمشق، و قدم إبراهيم بن صالح عاملا عليها، و هم على ذلك الشرّ، فكان ذلك نحو من سنتين، و التقوا بالبثنية (6) فقتل من اليمانية ثمان مائة، ثم تداعى القوم بعد شرّ طويل إلى الصّلح، فاصطلحوا.

ص: 64


1- في المطبوعة: نا.
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: ثاوروه.
3- في المطبوعة: فقاتل.
4- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: فأجابوه.
5- في م: الرابة. و الربة: قرية في طرف الغور بين أرض الأردن و البلقاء، و هي عين الربة (انظر معجم البلدان).
6- البثنة، و هي البثنية: اسم ناحية من نواحي دمشق، و قيل: هي قرية بين دمشق و أذرعات (ياقوت).

و وفد إبراهيم بن صالح إلى أمير المؤمنين، فقدم عليه و هو بالكوفة و معه عشرون و مائة رجل من أهل الشام، و كان كاتبه أيوب بن سليمان مولى لبني سليم، ثم ادّعى إلى الأنصار فاستمال إبراهيم و مناة، و قال: أنت قحطان اليمن، و إنما القحطان (1) رجل من قريش، و قال لهم: إنّما ظهر مروان بن الحكم على الضحاك بن قيس باليمن، و أنا (2)أجمعهم لك، فلم يزل به حتى صار صغوه مع أهل اليمن، فقدموا الكوفة و صغوه مع اليمن، و قد جنف على قيس، فدخلوا على أمير المؤمنين هارون بالحيرة، و قد أعدّ خطيبا من أهل اليمن للكلام، و كان يدعى به كل يوم فيتكلّم عنده، فلما صاروا عند أمير المؤمنين أمره إبراهيم بالكلام فقام فتكلم ساعة، نهض عبد الواحد بن بسر النصري فتكلّم و قطع على اليماني كلامه، و قال: يا أمير المؤمنين إنّا لم نأتك وافدين، و لكنا أتيناك مذنبين، مقرين بالإساءة معترفين، قد تحملنا الدّماء، فإن يعاقبنا أمير المؤمنين يعاقب مستخفين للعقوبة، و إن يعف (3) فأهل ذلك أمير المؤمنين لقرابته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و مكانه الذي جعله اللّه به و أخذ في هذا النحو، فأعجب أمير المؤمنين به و أثبته في صحابته، و وصل الوفد و انصرفوا، و كان في الوفد من قريش ثلاثة: إبراهيم بن واثلة بن عمر بن المطّلب، و الوزير بن يعقوب من ولد الضحاك بن قيس الفهري، و من قيس أبو الهيذام عامر بن عمارة المرّي، و أبو الورد و وزر ابنا جابر بن فراس المرّي، و خالد بن مجاشع المرّي، و ابن (4) الصّلت بن مسلم بن عقبة المرّي (5)،و مخلد بن علاط المرّي، و من بني كلاب: الرّيّان و ابن العذافر النميريان، و عبد الواحد بن بشر (6)النصري، و من ثقيف: عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد الرّحمن بن أم الحكم الثقفي، و من اليمن: محمّد و يزيد ابنا معترف (7) الهمدانيان، و علي بن الحارث الحرشي (8)، و بشر بن كعب بن حامد العنسي (9)،و عبد العزيز بن هشام اللّخمي، و من كلب:

ص: 65


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: القحطاني.
2- عن م و بالأصل: و إنما.
3- بالأصل و م: يعفوا.
4- ما بين الرقمين سقط من م.
5- ما بين الرقمين سقط من م.
6- كذا بالأصل و م، و مرّ قريبا «بسر» و في المطبوعة هنا أيضا: بسر.
7- كذا بالأصل، و في م:«معتوف» و في المطبوعة:«معيوف».
8- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: الجرشي.
9- في م: العبسي.

عاصم بن عمر بجدل، و خالد بن يزيد، و سليمان بن منظور، و الفيض بن عقفان (1)، و ابن عصمة بن عصام من بني عامر بن عوف من كلب، و جمع كثير، فوصلهم أمير المؤمنين و رجعوا.

و استخلف إبراهيم بن صالح ابنه إسحاق على دمشق، و ضم إليه رجلا من كندة كاتبا يقال له: الهيثم بن عوف، فغضب الناس، و حبس رؤساء من قيس و أخذ أربعين رجلا من محارب فضربهم بالسّياط ، و حلق رءوسهم و نحّاهم (2)،ضرب كل رجل ثلاثمائة و حبسهم و ضرب مولى لثقيف يقال له قطن (3) بالسياط حتى مات، فنفر الناس، و خرج غلام من ولد قيس بن العنبسي إلى زراعة له بالبثنية و معه رجل من ولد المسور، فلما كان في قرية لغسان عرفه ابن الخزرج الغسّاني فأخذوه و ذبحوه، و قتلوا صاحبه، فهاج الناس، و جاء أخو المقتول إلى ناس من الزواقيل بحوران فاستنجدهم فخرج دعامة بن عبد اللّه، و دحمان بن محمّد في عصابة من موالي قريش بعد أيام إلى الغوطة، فأتوا قرية تسمى كوكبا إلى جنب داريّا، فخرج ابن عامر بن حيّان العنسي (4)-و كان فارسا بطلا - يريد تلك القرية، فلما دخل القصر أخذه دعامة، فأسره ثم تلوّم فإذا رجل من طيّئ قد كان أصاب دما بحوران، فهرب فدخل القصر، فأخذه دعامة، فقتله و قتل العنسي (5) و خرج هو و أصحابه فطلبتهم خيل إسحاق بن إبراهيم ففاتهم و بلغ الخبر القيسيين عتمة، فقال لهم وريزة بن سماك بن وريزة العنسي تركت كليب بن عمر بن الجنيد بن عبد الرّحمن في بستان له، و عنده ضيفان له من قريش يشربون، فخرجوا إليهم، فقتلوهم و أصبح الناس نافرين، و جاءت أم الغلام إلى أبي الهيذام بثيابه بدمائها و هو بحوران، فألقتها بين يديه، فقال لها: انصرفي حتى انظر، فلست أريد أمرا على ظلمة، و لا أخبط خبط العشواء، نأتي الأمير و نرفع إليه دماءنا، فقد عرفناها، فإن نظر فيها و إلاّ فأمير المؤمنين - يعني ينظر في ذلك - و أرى رأيي، و أرسل إسحاق بن إبراهيم إلى إبراهيم بن حميد المروروذي، و هو عامله على حوران، أن أحمل إليّ أبا الهيذام، فقال له أبو الهيذام: إنما يريد القوم عنتي، فكتب إبراهيم بن حميد إلى إسحاق يعذر أبا

ص: 66


1- في م: عقبان.
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: و لحاهم.
3- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن م.
4- بالأصل و م العبسي، و المثبت عن المطبوعة.
5- بالأصل و م العبسي، و المثبت عن المطبوعة.

الهيذام، فكتب إليه أن أحمله و مخلد بن علاط ، و خريم بن أبي الهيذام، و ناس من بني مرّة فحملهم، فقدموا عليه، فلم يأذن لهم، فأقام أبو الهيذام في منزله، فقيل له: لو أتيته، قال: قد فعلت فلم يأذن لي و ظننته مشغولا فقلت: يخلو وجهه، و خرج ناس من الزواقيل فلقوا رجلا يقال له: غني و ابنيه كان مولى لعبد الملك فادّعته جرش و زوّجوه و كان من فرسانهم، فقتلوه و قتلوا ابنيه في النصف من المحرم ليلة السّبت، فيخرج ناس من كلب من ليلتهم إلى الحرجلة (1) فقتلوا فيها رجلا من بني سليم أو من بني كلاب.

و أصبح أهل اليمن فغدا منهم أربعمائة من أهل داريا، فدفنوا غنيّا و ابنيه فقال ابن حمية (2) و هو و رأس القوم: و اللّه لا أبرح حتى أدرك بثأري، و أغار على أهل تلفياثا (3)و هم جيران محارب أو غنيّ فقتل ثلاثة رهط من محارب، و أحرق فيها و أنهبها، فأقبل أهل تلفياثا إلى أبي الهيذام يركضون، فركب أبو الهيذام في أربعة فوارس و منه عشرة من الرجالة، فأتى باب إسحاق فنادى: أعزل عنا ابن عوف (4) فسرح إليه إسحاق (5) بن زياد بن جعفر العقيلي أبا الوجيه فقال له: ما لك يا أبا الهيذام أخلعت ؟ قال: لا و لكن أعزل عنا ابن عوف (6)،قال: لا نعزله، قال: يا كلب أما و اللّه لو لا شماتتهم بك لضربت عنقك، و اللّه لا أضعها على أنفي حتى تعزله أو أموت، و وضع يده على أنف البيضة، فرجع زياد إلى إسحاق فأخبره ثم خرج فقال: قد عزله و استعمل عليكم زيادا مولاه، فقال وصلته الرحم و جزاه اللّه عن رعيته خيرا، و انصرف فأرسل إسحاق إلى أهل اليمن: زعمتم أنكم أهل العدد و العز، و قد صنع بصاحبكم ما صنع، فاجتمعوا و أتوا أبا الهيذام من باب الجابية، فخرج أبو الهيذام في عشرة فوارس، فقيل له: القوم جمع كثير، و معك فتيان عزل لا يدرون ما القتال، قال: ما يدريكم أ بلوتموهم ؟ قالوا: لا، قال: فعند هؤلاء موت ناقع، قالوا: عدد القوم كثير، قال: يعين اللّه، و خرج إليهم، فحمل رجل من قريش يقال له عبد الرّحمن يلقب طون، و غلام لأبي الهيذام فصرعا

ص: 67


1- الحرجلة: من قرى دمشق (معجم البلدان).
2- كذا بالأصل و في م، و في المطبوعة: جفنة.
3- تلفياثا: قرية من قرى غوطة دمشق (ياقوت).
4- كذا بالأصل و في م، و في المطبوعة: ابن غوث.
5- سقطت «بن» من المطبوعة. و هو الصواب و سيأتي بعد أسطر ما يثبت أنه الصواب باعتبار أن زيادا سيأتي إلى إسحاق.
6- في م: ابن غوث.

رجلين و أخذا فرسين و انهزم اليمن، فلم يتبعهم أبو الهيذام، و حال بينهم الليل فأتى أبو الهيذام السجون فأخرج من فيها من قيس و من اليمن، فأتاه رجل من جرش و ابن رمل السكسكي فرحب بهما أبو الهيذام و قال: أنتم الأصهار و الأكفاء، و إن ابن غوث ظلم عشيرتي و حبسهم، فأخرجت الناس جميعا لم أخصّ أحدا، و هذا شيء أقدمت (1) عليه فيما بيني و بين أمير المؤمنين، فإن عفا عني فبفضله و إن عاقبني فذاك، قالوا: نخاف أن تغير علينا، قال: ما ذا في دهري أن يركب، فانصرفا و قالا: ما على أبي الهيذام سبيل إلاّ أن نظلمه، فقالت اليمانية: نحن أهل الثروة و العدد و العزّ فتخرج مضر من الشام، فلا يدعوا لهم داعية، فاجتمعوا و استنجدوا، و هم أجمع دارا من قيس، قد ملت كلب البقاع و الجولان (2)،و هما من دمشق على صدر يوم، فأسرعوا إليهم و جاءوا بعدد كثير و أرسل أبو الهيذام إلى المضرية، فكان أول من أتاه بنو نمير قد عقدوا لبشر بن أزهر الجدلي، و كان قد قدم من العراق، فبلغه الخبر و هو في محلة بني نمير، فعقدا له و هو من الأبطال عليهم، فأتى أبا الهيذام يوم الأحد عند العصر، فلم يكن بينهم قتال، و بعث أبو الهيذام و هم بناحية سعارة (3) مما يلي القين، فأتوه يوم الاثنين و أتاه (4) من مسرعاتهم أربعة فوارس: دعامة مولى لقريش، و المعتمر بن حرب، فأتوه و أهل اليمن يقاتلون أبا الهيذام عند باب توما، فحملوا على الناس، فقتلوا أربعة، قتل كل رجل رجلا، فانهزموا و اتّبعوهم حتى انتهوا إلى ساباط ، و قد قطع الطريق لكنيسة توما، و قد كانت اليمانية خلفوا عندها رجالة و مرامية، فرموا خيل أبي الهيذام، فقال أبو الهيذام: أحرقوها، فأحرقوا الكنيسة، و حالت النار بين القوم، فانصرفوا و عدت (5) اليمانية إلى قرية لقيس يقال لها حلق بلتا (6) بالقرب من دمشق، فأرسل أبو الهيذام الزواقيل و قد توافوا عنده، فقاتلهم (7) فهزموه، ثم ليمانية ثم انصرفوا، فلقوا ابن معتوف عند حب الأحمر فقاتلهم

ص: 68


1- في م: قدمت.
2- في م: و الحرلان.
3- كذا بالأصل و م، و في معجم البلدان «شعارة» بالشين المعجمة، و هي قرية من قرى قضاء ازرع بمحافظة حوران.
4- في المطبوعة: وافاه.
5- في المطبوعة: وغدت.
6- كذا بالأصل و م، و في معجم البلدان:«حلفبلتا» من قرى دمشق.
7- العبارة في المطبوعة: فقاتلوهم فهزموا اليمانية، ثم انصرفوا فلقوا ابن معيوف عند جب الأحمر.

فهزموه، ثم أتاهم الصريخ: أدركوا باب توما، فأتوهم فهزموهم يومئذ في أربعة مواطن، ثم رجعوا إلى أبي الهيذام.

فلما كان يوم الأربعاء أرسل إسحاق إلى أبي الهيذام ابن أبي شيبان العنسي:

أقسمت عليك ألاّ كففت اليوم، فقال أبو الهيذام: ما أكره القتال إليّ أن تركت، و انصرف، و أرسل إسحاق إلى اليمانية قد رددته عنكم فدونكم فأغيروا فإنه غارّ، فأقبل القوم منسلين حتى أتوا باب الشرقي و المسلحة لبني نمير يومئذ، عليهم غلام من بني عبس يقال له ابن كامل،[فقتل ابن كامل] (1) و انهزم النميريون و قتل أبو العوجاء و ابنه من بني مازن بن صعصعة، و دخلوا المدينة، فأحرقوا دارا و عليهم يومئذ ابن بحدل، و ابن معتوف (2)،و أتى الصريخ أبا الهيذام نصف النهار، و هو قابل فركب فزعا في فوارس من الزواقيل من قريش: المعتمر بن حرب، و دعامة و دحمان، و من بني مرة:

خريم بن أبي الهيذام، و وزر بن جابر، و مخلد بن علاط ، و مولى لحبيب بن مرّة، و أحمد بن أيوب و إخوته و فرسان بشر بن أزهر، و بطيط الفزاري، و مرّة العكّي، و كعب الأسدي، و مصبح الأسدي، و حمدون و مرحبا و منقذ السّلميون، فلما لقوهم حملوا عليهم، و اعتزوا و انتموا فقتل كل رجل رجلا، فانهزم أهل اليمن و اتبعهم أبو الهيذام في فوارس من فوارسه حتى انتهوا إلى بيت البلاط (3) على فرسخ من دمشق، و قتل من فرسانهم يومئذ الحارث الهمداني، و رجع أبو الهيذام فقيل له: إنّ لهم جمعا على باب توما، فأتاهم فهزمهم، حتى انتهوا إلى بيت لهيا (4)،و قتل منهم أربعة و عشرون رجلا ثم رجع إلى باب الجابية يريد المدينة فأحرق اليمانية دورا على باب الجابية، فلم يقدر أن يقدم عليهم لمكان النار، و قد أخذت جنبتي الطريق فوقف أبو الهيذام حتى اختلط الظلام، ثم دعا دعامة، فقال: احمل عليهم، فحمل عليهم ناسا (5) عن يمينه و شماله و معه فرسان (6) حتى خالطوا القوم، فصرعوا منهم ناسا، و أخذوا ستة أفراس و قتلوا

ص: 69


1- ما بين معكوفتين زيادة عن م.
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: ابن معيوف.
3- من قرى دمشق بالغوطة (معجم البلدان).
4- قرية مشهورة بغوطة دمشق (ياقوت).
5- بالأصل و م، و في المطبوعة: و النار.
6- في م: فارسان.

رجلين، فانهزموا، و أفلت ابن الحارث بن عبد الرّحمن الحرشي (1) بطعنة. و أقام الناس من يوم الخميس إلى يوم الاثنين.

فلما كان يوم الاثنين جمعت اليمن و جاءهم أهل الأردن و أهل الجولان و البقاع و جاءت معهم كلب: بنو عليم و بنو عبد اللّه، و بنو بلخ (2)،و هم متساندون، و جاء وريزة بن مالك العنسي، و أحمد و يزيد ابنا معتوف (3)،و ابن الحارث الحرشي (4)،و ابن عصمة بن عصام الكلبي، و ابن الغمر السّكسكي، و رئيسهم وريزة، و أتى الخبر أبا الهيذام، فأرسل في الوجه الذي كان يرى أنهم يأتونه (5) منه، فلم يروا أحدا و أقبلوا من ناحية بستان إبراهيم بن صالح، و فيه شجر جوز دوح عظام تظلّ الشجرة مائتي رجل، فاسندوا رماحهم في أضعاف الشجرة، فلم يرهم ربيئة أبي الهيذام، و أبو الهيذام قد أمن ذلك الوجه لأنه سدّ و بناء فلما انتصف النهار و لم ير شيئا أمر أصحابه فدخلوا المدينة، و دخل معهم و خلف دعامة في سبعة فوارس، و إسحاق في قبة له ينظر، فلما رآه قد دخل أمر بذلك السدّ فهدم، و أرسل إلى اليمانية: دونكم، فخرجوا من السدّ، فحملوا على دعامة فدخل المدينة، و أبو الهيذام واقف عند باب الصغير، و دخل اليمانية المدينة، فصاحوا بالنساء، اخلفن و حمل (6) على أبي الهيذام، فلم يتحلحل، و قال أبو الهيذام لبيهس و دعامة: اخرجا في رفق لعلكم تأتونهم من ورائهم، فخرجا في فوارس فلم يشعروا بهم إلاّ و أعلامهم من ورائهم، فتنادوا: الكمين الكمين، فانهزموا و تلقى أبو الهيذام رجلا من حجور، صاحب علمهم فضربه فوقع سيفه في معذّرة فرسه، فأسرع فيه و شبّ الفرس فضربه أبو الهيذام ففلق (7) هامته، و انهزموا حتى انتهوا إلى بستان عاتكة عند دار الحجّاج، فدخلوا البستان و بقي خمسون من حماتهم، فنادوا أين يا أبناء الحرائر؟ فحمل عليهم دعامة في خمسة فوارس فانهزموا فأقحموا ثغرة البستان، و اتبعهم فانتهوا إلى ثغرة أخرى، فناداهم: ألقوا أنفسكم، فألقوا أنفسهم (8)،فأخذ ثمانية عشر

ص: 70


1- كذا بالأصل و في م، و في المطبوعة: الجرشي.
2- كذا بالأصل و في م، و في المطبوعة: بنو بلج.
3- كذا بالأصل و في م، و في المطبوعة: معيوف.
4- كذا بالأصل و في م، و في المطبوعة: الجرشي.
5- في م: يأتون.
6- لفظة «حمل» كتبت بين السطرين بالأصل:
7- رسمها و إعجامها مضطرب بالأصل و م، و الصواب عن المطبوعة.
8- قوله:«فألقوا أنفسهم» سقط من م.

فرسا، و قوي أبو الهيذام، و أقام الناس إلى يوم السبت، و لم يعرض لإسحاق.

فلما كان يوم السّبت لمستهل صفر قدم إبراهيم بن حميد المرورّوذي من حوران في جنوده، و ضم إليه إسحاق جندا، فعسكر عند قصر الحجّاج من موقف الإبل إلى مضمار أهل دمشق، فأقاموا إلى يوم الاثنين، و أوقد أبو الهيذام على مانع خلاطه و هو جبل، و أوقد أهل اليمن على جبل دير مران (1)،فلما كان يوم الثلاثاء جاءت القين تنصر أبا الهيذام، و جاء عطية السّعدي مددا لأبي الهيذام من حوران.

فلما كان يوم الخميس جاء ابن حمير في اليمن من الأردن، فنزل داريّا و إلى جانبهم قرية لقيس يقال لها: بلاس (2)،فاغار عليهم، و قد كان أهل داريا أعطوهم ذمة فأغار و أحرق، و جاء أهل بلاس يركضون إلى أبي الهيذام معهم دروع النساء و نواصيهن، فدعا ابنه خريما فعقد له و وجّهه إليهم، و كانت القين نزلت راوية (3) قرية لقيس عليهم ابن الرّميح، فبلغهم خبر أهل بلاس، فخرجت القين مبادرة لخيل خريم فتوافوا جميعا فحمل خريم من الشرقي و ابن الرّميح من الغربي على ابن حمير، فانهزم ابن حمير و قتل أصحابه و أحرقوا في داريا دورا، ثم رجعوا إلى أبي الهيذام، فلما أصبح أبو الهيذام يوم الجمعة وجه إلى داريا فانتهبوها و سقط يومئذ وزر بن جابر عن فرسه، فمات، و كان من فرسان قيس، فرجعوا فأقامت القين إلى يوم الاثنين ثم انصرفوا و لم يشهدوا مع أبي الهيذام وقعة غيرها، و قد أصابوا من داريا، فلم يسألهم أبو الهيذام عن شيء منه، فلما انصرف القين أغار ابن معتوف (4) على قصر لعثمان بن عمارة أخي أبي الهيذام في قرية يقال لها القطيعة، فأحرقه و هدمه.

فسار أبو الهيذام يوم الثلاثاء إلى بيت الآبار (5) فيه أشرافهم، فهزمهم و أحرق ما حوله.

ثم سرح يوم الأربعاء إلى عين ثرماء (6) على فرسخ من دمشق، و أخرب قرى ابن

ص: 71


1- بالأصل و م:«دير مراي» و الصواب ما أثبت، و هو دير كبير بالقرب من دمشق على تل مشرف (معجم البلدان).
2- بلاس: بلد بينه و بين دمشق عشرة أميال (ياقوت).
3- راوية: قرية في غوطة دمشق.(ياقوت).
4- في المطبوعة: ابن معيوف.
5- قرية يضاف إليها كورة من غوطة دمشق فيها عدة قرى (ياقوت).
6- بالأصل و م:«عين يوما» و المثبت عن المطبوعة، و هي قرية في غوطة دمشق (ياقوت).

معتوف (1) و قصوره و انصرفت خيله تريد بيت لهيا، فلقيهم بنو معتوف (2)،و ابن المعتصم الكلبي، و بنو الحارث الحرشي (3) على قنطرة يقال لها: الميطرون على خيل أبي الهيذام ابنه خريم، غلام حين خرج وجّهه فقاتلهم فقتل من فرسان اليمن رجلا يقال له أسعد، و أقام الناس خمسا، ثم إن ابن معتوف (4)،و ابن المعتصم أتوا ربضا من دمشق يقال له الفراديس، و أتاهم أبو الهيذام (5) فقاتلهم بمرج الدحداح، فانهزموا و أحرق أبو الهيذام الأوزاع و مقرى (6) و خمس قريات و أقام الناس ثلاثا ثم عادت اليمانية، فأتاهم أيضا أبو الهيذام، فهزمهم و أحرق ما بقي من بيت لهيا، و أنهبها، فأرسلت إليه ابنة الضحاك بن رمل السكسكي: إن رأيت أن تكتب لي و لأهل بيتي أمانا، فقال لرسولها - و هو مولى لها - مل لها: نعم و نعمة عين وددت أن طلبتك كانت في قومك جميعا، و دعا ابنه خريما فقال: يا بني لا تحقرن دمي (7)،فخرج خريم فذكر لواءه على بابها، فلم يذهب لها و لا لأحد من أهل بيتها قليل، و لا كثير، فأصبح من الغد، فأرسل دعامة إلى ابن بحدل فقاتله، فانهزم ابن بحدل حتى أتى حمص و سرح بشر بن أزهر الجدلي، إلى عقرباء (8)فأحرقها و سرّح حمدون السّلمي إلى قرى حكم فأنهبها فلما رأت ذلك اليمن أتاه ابن خارجة الحرسي (9) و أبو عزرة الخشني (10)،فسألاه أمانا لقرى جرش فكتب أمانا بالبيت البلاط ، و بيت قوفا و الحديثة (11) و جسرين و أتاه الأوزاع، و الأوصاب و مقرى و ساجد و كفرسوسيّة (12) و الحرجية و الحميريون (13)،و صنعاء (14)،فسألوه الأمان، فأمن نيفا و ثلاثين قرية، و كتب لهم كتابا.

ص: 72


1- في المطبوعة: ابن معيوف.
2- في المطبوعة: ابن معيوف.
3- في المطبوعة: الجرشي.
4- في المطبوعة: معيوف.
5- سقطت اللفظة من الأصل و استدركت عن م.
6- مقرى: قرية بالشام من نواحي دمشق (معجم البلدان).
7- في المطبوعة: لا تخفرن ذمتي.
8- عقرباء: كورة من كور دمشق (ياقوت).
9- كذا بالأصل، و م، و في المطبوعة: الجرشي.
10- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل و م، و المثبت:«أبو عزرة الخشني» عن المطبوعة.
11- بيت قوفا، و الحديثة، و جسرين جميعها قرى من غوطة دمشق.
12- من قرى غوطة دمشق.
13- كذا بالأصل و في م، و في المطبوعة: و الحميريين، و هي محلة بظاهر دمشق على القنوات (ياقوت).
14- قرية على باب دمشق دون المزة (ياقوت).

من عامر بن عمارة لأهل قرية كذا و كذا: أن عليكم العتاق و الطلاق، إن غششتم معدّيا في سرّ و لا علانية، و أن توالوا من والاهم، و يعادوا من عاداهم، و يقاتلوا معهم من ناوأهم، فإن نكثتم أو غيّرتم أو نقضتم فقد و جبت عليكم الأيمان، و سفك اللّه دماءكم و لا عهد لرجل منكم و لا ذمة عندي.

فمكثوا خمسة عشر ليلة أو قريب من ذلك قد أمنوا، و سكن الناس و فرّق أبو الهيذام جنوده، فانصرف بشر بن أزهر إلى حوران، و مخلد بن علاط ، و ابنه خريم بن أبي الهيذام فانصرف أهل حوران و أهل القرى و بقي في نفر يسير من أهل دمشق، فطمع فيه إسحاق و الجنود، و جاء أهل الأردن و فلسطين إلى إسحاق بكتاب أمير المؤمنين، و قيل لإسحاق: لم يبق مع أبي الهيذام أحد فأعطى القواد السلاح و الأموال ليواقع أبا الهيذام، فأتاه العذافر رجل من الأزد و خاله عليّ السكسكي، فقال لإسحاق: أنا أكفيك الأمر، فأجازه بثلاثمائة دينار ليلا، و كان من فرسان أهل خراسان، ثم أصبح الناس و هم لا يرون أنه يكون بينهم قتال، فخرج تسعة فوارس لأبي الهيذام إلى الراهب، فأتوا منزل رجل يقال له ابن عقيبة، ادّعى إلى اليمن، فنذر بهم، فخرج إلى عسكر إبراهيم بن حميد، فتلقاه العذافر فقال: ارجع أنا أكفيك، فرجع فنادى العذافر في أهل خراسان فاتّبعه نحو من ثلاثمائة، فخرج إلى فوارس أبي الهيذام الذين بالراهب، فلما لقوهم شدّوا عليهم فانهزم العذافر و أصحابه، و رجع فوارس أبي الهيذام إليه، و نشبت الحرب بين أبي الهيذام و الجند من صلاة الظهر حتى أمسوا، و شدت فوارس لأبي الهيذام على الجند فجالوا طويلا، ثم تراجع القوم، و انصرف الجند عن أربعمائة جريح، و لم يكن بينهم قتل و ذلك يوم الجمعة النصف من صفر، ثم أصبحوا يوم السبت، لم يكن بينهم حرب حتى اصفرّت الشمس، فلما اصفرّت خرج إسحاق فناهض المدينة، و أبو الهيذام في سبعة و ستين فارسا، فقاتله عامة الليل، و أوقد أبو الهيذام على مانع خلاطه و أرسل إلى محلة لقيس فأصبح أبو الهيذام يوم الأحد و قد أتاه ثلاثة فوارس، و غاداه إسحاق في اثني عشر ألفا و خيل أبي الهيذام سبعون فارسا، و جاءت اليمانية مع الجند بما لا يحصى عدده، فأتاه إسحاق من باب الشرقي، و جاء العذافر من باب الجابية، فأحرق مسجدا (1)على باب الجابية، فقيل ذلك لأبي الهيذام، فقال: دعوهم حتى يستوجبوا الخزي

ص: 73


1- عن م و بالأصل:«مسجد».

و العذاب، و حلف العذافر بالطلاق و العتاق ألاّ يذوق طعاما و لا شرابا حتى يدخل دمشق، و تقدم حتى لزق بالباب، فخرج أبو الهيذام و قال لفرسانه: انزلوا، فنزلوا و مشوا، فضاربوهم على الباب حتى أزالوهم عنه، و نزل العذافر فخرج إليه دعامة، و رمى رجل من أصحاب أبي الهيذام بحجر فأصاب رجل العذافر فاضطرب و طعنه دعامة في حلقه فصرعه، و حملت الخراسانية و اليمانية ليحملوا العذافر فرمى دعامة بالرمح و شدّ عليهم بالسيف و دخل بين رماحهم، فلم يزل يقاتلهم حتى انفرجوا، و جرّ برجل عذافر حتى أدخله إلى أبي الهيذام، فقال له أبو الهيذام: يا ابن اللخناء أحلفت أنك لا تطعم طعاما و لا تشرب شرابا حتى تدخل دمشق بالسّيف ؟ قد لعمري بريت يمينك، أجهزوا عليه، فقتلوه، فأرسل إليه إسحاق و صاحب السكة و هو خال عذافر: بعنا جثته بعشرة آلاف، او واره، فقال: أما و اللّه حتى تعرقه الكلاب فلا، فانصرفوا.

فلما كان يوم الاثنين قدم عبد العزيز العمري من ولد عمر بن الخطاب دمشق في أربعين رجلا من قريش و غيرهم يريدون الغزو، فقالوا: لو أصلحنا بين هؤلاء كان أعظم أجرا، فأتى العمري أبا الهيذام، فكلّمه فقال له: الأمر إليك فاحكم بما شئت، و إن لزمني الضيم، فأتى اليمانية فكلّمهم (1)،فقالوا: الأمر إلى إسحاق، فأتى إسحاق يكلّمه، فأبى، ثم أجابه فمشى بينهم و بانت خيل أبي الهيذام، فأقام العمري يختلف بينهم، و أقبل ابن بجدل من حمص قد استنجدهم و عليهم ابن معمّر الطائي، فنزل داريا، و العمري في الصّلح حتى يكتبوا بينهم كتابا، فيخرج ابن المعمّر بأهل حمص فيغير على قرية لتغلب يقال لها حمنا مع الفجر فقتل من أدرك، و أحرقها، فأعانه ناس من بني نمير فهزمهم ابن المعمّر و اتبعهم فقتل كلّ من مرّ به حتى انتهى إلى حولان (2) قرية لغسان، و خرج شيوخ من بني تغلب إلى أبي الهيذام قد غمسوا دروع النساء في الدماء فحملها أبو الهيذام إلى العمري، فألقاها بين يديه، فقال: هذا فعلهم، و نحن في الصلح، فركب العمري و مضا، و دعا أبو الهيذام ابنه خريما فعقد له و قال: لا ترجعن إليّ حتى تلقى جمعهم الأعظم فتموت أو تظفر، و دعا ابنه الهيذام فعلا جبلا يقال (3) له برزة، و دعا

ص: 74


1- من قوله: فكلّمه فقال له.. إلى هنا سقط من م.
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة:«حرلان» و هي من قرى غوطة دمشق (ياقوت).
3- «يقال له» سقط من م.

دعامة مولّى لقريش فقال: إنّما كنت أحسيك الحساء لمثل هذا اليوم، و ضمّ إليه مرّة العكبي (1) و قال لابنه خريم: أعاهد اللّه يا ابن اللّخناء لئن رجعت إليّ منهزما لأضربن الذي فيه عيناك، فسار دعامة في ميدان دمشق، و سار أبو الهيذام من ناحية برزة، و مضى خريم فانتهوا إلى حولان (2) عند العصر، و سبقهم خريم و القوم بحولان (3) على ميمنته نصر بن غالب الأشجعي و على ميسرته (4) سوار الكلابي، فخرج خمسة و عشرون من الزواقيل فيهم كعب الأسدي و معتمر القرشي، فحملوا عليهم فقتلوا منهم أربعين رجلا، و انهزمت اليمانية فصاروا إلى حصون أربعة في حولان (5) ففتح خريم حصنا في يومه ذلك، ثم باتوا في صكّا، و غاداهم خريم و قد هرب منهم ناس كثير، و جاءهم الهيذام حين أصبحوا، و قد تخيّر ناس كثير ممن كان هرب فقتلوا، و أشرف على الهيذام أهل الحصون، فقالوا: يا حسن الوجه، الأمان، قال: من خرج إلي فهو آمن، فخرج إليه ناس كثير، فمن كان في ناحية الهيذام أمن، و من كان في ناحية خريم قتل، و ولي القتل التغلبيون و هم موقورون فلم يبقوا على شيء، و كان أكثر القتلى في أهل حمص، و قتل ابن المعمّر الطائي، و عبد الرّحمن بن عطية الغساني، و حرقت الحصون، و انصرفوا، و وجه أبو الهيذام حمدون السّلمي فأحرق قرى اليمن في الغوطة داعية، و بيت سوا، و حمورية، و حجراء، و زملكا، و جواره، و عربيل، أرزونا، و دقانية و بيت قوفا، و بيت أبيات، و قرى كثيرة، ثم عادوا إلى داريا، فدمّر عليها و لم يدع فيها شيئا، و أراد أن يحرق ما حولها فجاءت عامر بن عوف و القين و سليح فسألوه بالرحم، فكف عنهم ثم مكثوا خمسة و سبعين يوما.

فلما كان مستهل ربيع الآخر قدم السّندي في الجنود فنزل على ليلتين من دمشق، فأتاه أهل اليمن بالقريتين (6)،و قالوا: قد خلع أبو الهيذام فأقبل على بعثته حتى نزل مرج عذراء، فأتاه بنو نمير، فأخبروه أن أبا الهيذام على الطاعة، و سرّح أبو الهيذام حمدون السّلمي، و محفوظا المحاربي إلى السّندي، فأخبروه بطاعة أبي الهيذام، فأقبل حتى دخل دمشق من ناحية الجبل، و إسحاق في دار الحجّاج فأتاه السندي، فدسّ إسحاق

ص: 75


1- كذا بالأصل، و في م:«الكعبي» و في المطبوعة: العكي.
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة:«حرلان» و هي من قرى غوطة دمشق (ياقوت).
3- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة:«حرلان» و هي من قرى غوطة دمشق (ياقوت).
4- في م: يسرته.
5- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة:«حرلان» و هي من قرى غوطة دمشق (ياقوت).
6- القريتين: قرية كبيرة من أعمال حمص (ياقوت).

قوما من الجند لينشبوا الحرب و يغري السّندي بأبي الهيذام، و قال لهم: إذا خرج السندي فشدّوا على أبواب المدينة، و أرسل أبو الهيذام خمسين رجلا من مشيخة قيس ليخبروا السّندي بعذره، فأقام السندي مليا عند إسحاق و ذلك بعد العصر، و أصحاب السّندي على بعثته و كان في عشرين ألفا فلما خرج السندي من عند إسحاق شدّ القواد الذين أمرهم إسحاق على أبواب المدينة، و علوا الحيطان، فرجع الخمسون الذين وجّههم إلى أبي الهيذام، فقال حمدون و محفوظ لأبي الهيذام: دعنا نشدّ عليهم، فقال:

لا تفعلوا فإن هذا ليس عن أمر السّندي، هذا شيء فعله إسحاق و اليمانية، فلا تعجلوا، فأمر بمصلّى، فألقي له و اضطجع عليه، فإذا رسول السندي قد أتاه، فقال: إنّي لا أريد قتالك، و لم أؤمر بذلك، فكف أصحابك، فقال أبو الهيذام لرسوله: و نحن أيضا لا نريد قتالك، فرجع رسول السّندي و قال أبو الهيذام لأصحابه: كيف ترون ؟، و كفّ السندي الجند و قد قتل منهم خمسة و أقام ليلته.

قرأت بخطّ أبي الحسين الرازي، أخبرني أبو العبّاس محمود بن محمّد، أنا حبش (1) بن موسى، نا علي بن محمّد المدائني، في خبر أبي الهيذام قال:

فلما أصبح أرسل السّندي قائدا من قوّاده يقال له بسطام بن ربيعة في ثلاثة آلاف، فأخرج أبو الهيذام ألف رجل كلهم معلم قد أقلبوا البيض، فلما رآهم القائد رجع إلى السّندي، فقال: أعط هؤلاء ما أرادوا، فلا و اللّه ما رأيت [مثل] (2) هيئة هؤلاء قط ، قد رأيت قوما الموت أحبّ إليهم من الحياة، فأرسل السنديّ إلى أبي الهيذام إنّي معطيك ما أردت، فبعث أبو الهيذام إلى أهل دمشق، اختاروا لأنفسكم إن شئتم خرجت حتى أردّ عنكم السّندي أو أموت (3)،و كان أبو الهيذام في أيام الفتنة داخل مدينة دمشق، متغلب عليها، و إسحاق بن إبراهيم بن صالح خارج باب الجابية في قصر الحجّاج، فقال أهل دمشق لأبي الهيذام: نحن على الطاعة، و إنما بغى علينا قوم فقاتلناهم، و العافية أحبّ إلينا، قال أبو الهيذام: فخذوا لأنفسكم، و أرسل ابنه الهيذام إلى السندي ليتوثق منه، فقالوا له: لا ترسل ابنك فإنا لا نأمنه عليه، قال: أمّا و اللّه إنّه لأعزّ الخلق عليّ و لكن أغرّر

ص: 76


1- اللفظة غير واضحة بالأصل و لا في م، و الذي أثبتناه عن المطبوعة. و انظر ما لاحظه محققها بالهامش.
2- الزيادة لازمة عن المطبوعة.
3- من قوله: فبعث أبو الهيذام إلى هنا سقط من م.

به لأحتاط لكم، فإن و فى له القوم فذاك، و إن غدروا ناصبتهم الحرب، فأرجوا أن يقتل اللّه السّندي و إسحاق و أبا إسحاق و أم إسحاق، و قال لابنه: انطلق، فأتى الهيذام السندي فرحب به و أدناه، و ردّه إلى أبيه فجاء أهل دمشق إلى السندي، فأعطاهم ما أرادوا فتجهز أبو الهيذام يوم الأحد إلى الأحد الآخر، ثم خرج يوم الاثنين ضحوة في عدة لم ير الناس مثلها، معه خيوله، معه تسعة آلاف فارس معلم، فاجتمعت خيوله ثم أتى قرية لفزارة يقال لها راوية فنزلها و هي على فرسخ من دمشق.

و ولي السنديّ دمشق بأحسن ولاية فأتته اليمانية فقالوا: خرج أبو الهيذام بدمائنا و أموالنا سالما، قال: فما أصنع به ؟ لا أقوى على محاربته، فإن أردتم قتاله لم أمنعكم، فدونكموه، فلعمري إنه لمضجر لكم، فلم تقاتلوه، و أتى أبو الهيذام قرية لقيس يقال لها: براق (1) ثم سار إلى حوران، و أقام السندي ثلاثة أيام، و قدم موسى بن عيسى واليا على دمشق فولّى شرطه إبراهيم بن حميد المرورّوذي، و أقام بدمشق عشرين يوما، و أبو الهيذام بحوران يظهر أحيانا، و يختفي أحيانا فبلغ عيسى (2) بن موسى فخرج إلى حوران في أشراف أهل دمشق و معه من قواد خراسان هرثمة بن أعين و السندي رجاء أن يأخذ أبا الهيذام و حذره أبو الهيذام فلم يظهر و طلبه موسى بن عيسى طلبا معذرا، و قال للهيذام:

لو كان أبوك تحت قدمي ما رفعتها عنه و ألطف موسى الهيذام فكان أول داخل و آخر خارج، فأقام خمسين يوما بحوران، فطلب (3) أبا الهيذام طلبا معذرا رجاء أن يصيب منه غرة فلم يقدر عليه، فانصرف إلى دمشق و استعمل على حوران سعد الطلائع، و خلّف معه ثلاثة آلاف من الجند و فرّق أبو الهيذام أصحابه، و رجع الناس إلى عشائرهم، و بقي أبو الهيذام في فوارس من حماة أصحابه، فجاء أبو الورد بن رياح (4) بن عثمان المرّي إلى موسى بن عيسى فقال: ولّني حوران و أجيئك بأبي الهيذام، فولاه و أمر سعد الطلائع بطاعته، فطلب أبو الورد أبا الهيذام طلبا سديدا فخرج أبو الهيذام إلى بلاد كلب حتى بلغ ماء يقال له الأحوى، و سرّح موسى في طلب ابن منظور الزهيري، و بلغ ذلك أبا الهيذام فرجع إلى حوران ثم دخل إلى منزله ليلا في بصرى، و جاء قوم فأخبروا أبا الورد

ص: 77


1- موضع بالشام (ياقوت: جبا براق).
2- كذا بالأصل و م:«عيسى بن موسى» و قد مرّ قبل سطر «موسى بن عيسى» و هو الصواب.
3- كذا بالأصل و في م، و في المطبوعة:«يطلب» و هو أشبه.
4- في م: ابن رباح.

و سعدا (1)،فساروا في ثلاثة آلاف و أبو الهيذام في داره معه ابنه خريم و غلام له أسود، فقال لجاريته: جيئيني ببدرة أقسمها بين أهلي، فإنه قد حضرني رأيي السّاعة، و قال لابنته:

يا بنية طيبيني، فجاءته بغالية، فجعلها في رأسه، و قال لها: يا بنية كم من متمن لرأس أبيك، و جاءته الجارية ببدرة، فقال: إنّي لأسمع صوت طبل، قال: قائد ركب، فلم يشعر إلاّ بمحمّد الختّلي على الحائط قد تسوّر عليه و الجنود قد أحاطت بداره، و قام إلى سيفه، و قال: عذرا يا بني اللخناء، و جاءت ابنته بالدرع فألقتها في عنقه و حمل على الختّلي و كان من أشدّ فرسان أهل خراسان فاختلفا ضربتين فضرب أبو الهيذام وجهه فصرعه، و وقعت ضربة الختّلي في علقه فلم يغن شيئا، و قال لابنه خريم احتز رأسه، فاحتز خريم رأسه، و رمى [به] (2) إلى الجند، فولّوا هاربين، و قالوا: لم يصنع هذا أبو الهيذام إلاّ و معه فرسانه، و قال أبو الهيذام لأهله: ارفعوا رايات، فرفعوها و أظهروا السّلاح، و خرج أبو الهيذام إلى دار له أخرى فيها دوابّه، فركب و ركب ابنه و غلامه، و خرجوا على الناس و هم منهزمون فاتبعوهم حتى انتهوا إلى ملعب الروم، حصن في مدينة بصرى، و تسامعت خيل أبي الهيذام فجاءوا من كل وجه حتى تكامل عنده عدة فحاصرهم في ذلك الحصن يومه كله فلما أمسى مضى إلى حوران و كان أبو الورد ليلة سار إلى أبي الهيذام كتب إلى موسى بن عيسى بالخبر، فأرسل ابنه في ألف فارس و قال له أقبل دوابّك حتى تصبّح بصرى، فتأخذ أبا الهيذام فيكون لك ذكره، و كتب موسى من ساعته إلى أمير المؤمنين هارون الرشيد إني قد قتلت أبا الهيذام و أنا باعث برأسه، فلما أصبح موسى أتاه الخبر، ثم لم يلبث إلاّ عشرة أيام حتى عزل، و استخلف عبد السّلام بن حميد المرورّوذي، و سار أبو الهيذام إلى أبي الورد فأرسل أبو الورد إلى أهل بيته إلى عبد الواحد بن مجاشع، و خالد بن مجاشع، و أبي الورد بن الوليد بن عثمان و جماعة من أهل بيته، قال: اخرجوا إلى أبي الهيذام فكلّموه، فخرجوا إليه و طلبوا إليه، و سألوه أن يعفو عنه، فقال: إن جاءني فوضع يده في يدي رأيت رأيي، قالوا: فإنا نأتيك به، فسار أبو الهيذام إلى بصرى و جاء أبو الورد في خمس مائة من أهل خراسان فلما كان بينه و بين بصرى نصف فرسخ لقيته خيل أبي الهيذام و دنا هو و ابنه خريم و غلامه و فارسان معه، و جاء أبو الورد و جعدة، و كثير بن الأشعث المرّي عليهم

ص: 78


1- عن م، و بالأصل: و سعد.
2- زيادة عن م، سقطت من الأصل.

السّلاح، و كان في نفس أبي الهيذام عليهم شيء، فوقفوا بين يديه فقال: يا جعدة ضع سيفك قال: نعم، جعلت فداك، فما تقلدنا السيوف إلاّ بك و بأهل بيتك، ثم قال لأبي الورد: يا مسروق بني رياح (1) أقلت إنّ رياحا محل (2) بحبيب بن مرة أيام فعل ما فعل، فأحببت أن تخلف أباك في لؤمه، أحجم أهل اليمن عن طلبتي و تكرم أهل الفضل من غيرهم، و تجرّدت أنت لي يا مسروق بني رياح ؟ ضع سيفك، قال: نبطي أنا فأضع سيفي، قال: يا ابن اللخناء و ترادّني أيضا، اعقر فرسه فعقر به، و ضربه فقتله، ثم قال: يا سكين، خذ ثأرك من جعدة، فقام سكين بن ربعي بن سلاّم، فقتل جعدة بن عبد السلام بن سلاّم، ثم قال لكثير: يا ضبع فزارة أما و اللّه لو لا شأنك لألحقتك بصاحبيك، و مضى أبو الهيذام إلى دمشق فنزل صكّا، و أرسل إلى عبد السّلام بن حميد:

إنّك آمن، إنّما خفت على أهل دمشق أن يغير اليمن عليهم، فإذا (3) رأيت قوتك و ضعفهم فأنا منصرف.

قال: و جاء ثلاثمائة من أهل خراسان إلى سعد الطلائع و إلى عبد السلام فقالوا:

سرّحا معنا خيلا فنحن نقتل أبا الهيذام فسرّحا معهم جندا في عشر من شهور رمضان، فلحقوا أبا الهيذام قبل أن يدخل حوران في قرية يقال لها: جمرين (4) في طرف اللجاة، فقاتلوه فقتل منهم ثمانية عشر نفسا، و قتل يومئذ غلام أبي الهيذام و رجل من محارب، فدعا دعامة القرشي، و بيهس الفزاري، فعهد إليهم و أوصاهم بما أراد و مضى. و ذلك لعشر بقين من شهر رمضان سنة سبع و سبعين و مائة. و قال قوم: أتاه كتاب من أخيه مع أولئك الفرسان يناشده اللّه إلاّ كفّ عن القتال و لم يحدث حدثا، ففعل، و مضى مع أولئك النفر إلى أخيه، و أمر أصحابه بالتفرق فكان آخر العهد به.

قال: و كان غلام يقاتل مع القيسية، فكانت أمه تنهاه، فكان يأبى، فأتاها يوما و قد شدخ رأسه فجعلت تولول و تصيح، فقال لها ابنها: ليس عليّ بأس، قد رقاني (5) أبو الهيذام.

ص: 79


1- في م: بني رباح.
2- سقطت اللفظة من م.
3- في المطبوعة: فإذ.
4- جمرين: قرية من قرى ناحية بصرى الشام.
5- عن م و بالأصل: رباني.

قال: و كان أبو الهيذام يخرج إلى الجماعات الكثيرة يباشر القتال بنفسه، فقيل له:

لا تفعل، فقال: اسكتوا إني رأيت في المنام إبليس وضع برنسه على رأسي فأنا لا أقتل.

قال: و قتل مع أبي الهيذام برز (1) بن كامل القيسي و كان من فرسانه.

قال أبو الحسين الرازي: هذه رواية المدائني في أمر أبي الهيذام.

و أمّا في رواية الدمشقيين ففيه زيادات كثيرة على ما حكى المدائني:

ذكروا أن في اليوم الذي قاتل فيه أبو الهيذام حتى بلغ قصر الحجّاج و فيه الأمير إسحاق بن إبراهيم، قالوا (2):فشدّ عليهم الهيذام، و خريم ابنا أبي الهيذام و مولى لبني أمية يقال له: عبد الرّحمن (3) بن سعيد، و عبد لأبي الهيذام أصغر يقال له: سابق.

فهزموا اليمانية حتى بلغوا دار الحجاج و فيها إسحاق بن إبراهيم، و قتلوا منهم فأثخنوا في القتل، فقال في ذلك عمرو بن واقد مولى ابن (4) أبي سفيان:

لم أر كالهيذام في الناس فارسا *** صريحا و لا عبدا شبيها بسابق

كأنهما صقران حلاّ حمائما *** أتيحا لها في الجو من رأس حالق (5)

فولت بنو قحطان عنّا كأنهم *** هنالك ضأن جلن من صوت ناعق

ثم جمعت اليمانية جمعا كثيرا ثم ساروا إلى دمشق حتى أتوها من ثلاثة أبواب منها: باب الجابية، و باب توماء، و باب كيسان، و خرجت المضرية، فاقتتلوا قتالا شديدا [حتى كثر القتل و الجراح في الفريقين، ثم انهزمت اليمانية، و تبعتهم مضر دخلت بعض قراهم، فأنهبوها و حرقوها، ثم إن اليمانية جمعوا جمعا عظيما، و رأسوا عليهم عاصم بن (6) بحدل الكلبي، ثم أتوا مدينة دمشق من بابها الذي يدعى باب كيسان، و خرجت إليهم المضرية، فاقتتلوا قتالا شديدا] (7) و قتل ملأ من الفريقين

ص: 80


1- عن م و بالأصل: بدر.
2- عن م و المطبوعة و بالأصل: قال.
3- «عبد الرحمن» مكررة في م.
4- في الأصل و م:«إلى» بدل «ابن» و المثبت عن المطبوعة.
5- عن المطبوعة، و بالأصل و م: حابق.
6- كذا في م، و ورد في المطبوعة: عاصم بن محمد بن بحدل الكلبي.
7- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.

-و أصيب يومئذ فارسان من قيس كلاهما كان قائدا: برز (1) بن كامل بن صادر القيسي من ولد قيس بن زهير، و رجل من بني مازن، ثم انهزمت اليمانية، و كان ممن قتل منهم يومئذ نحو من عشرين رجلا من بني بحدل و الحارث بن سعيد الحجوري من همدان و عم معتوف (2) بن يحيى و كان فارسا قائدا في نحو من ثلاثمائة من أفناء قبائل اليمن، و هرب رأسهم عاصم بن محمّد بن بحدل (3)،فلحق بالخليفة ببغداد.

ثم جمعت اليمانية جمعا آخر و رأسوا عليهم وريزة بن سماك العنسي ثم أتوا دمشق من باب الجابية قد نشروا راية عنس التي يقال لها: العروس، فخرج إليهم أبو الهيذام في المضرية، فاقتتلوا قتالا شديدا، ثم إن اليمانية علوا على ثغرة من السور، و نصبوا عليها رايتهم و نحّوا عنها من كان عليها من المضرية، و ترجّل وريزة في فرسان من أهل اليمن، و إسحاق بن إبراهيم الوالبي (4) يشرف عليهم من دار الحجاج و معه رجل من أهل اليمن، يقال له: ابن غوث على شرطه و هو يقول له: كيف ترى أصلحك اللّه فرسان قحطان ؟ فاقتتلوا قتالا شديدا على تلك الثغرة حتى قتل وريزة بن سماك، فزعمت اليمانية أنه إنما مات في الزحام و لم يقتل بسلاح، و زعمت المضرية أنه قتله فتى من بني ليث بن بكر بن كنانة من ولد جثامة بن قيس يقال له: محمّد، و أنه أدركه حين انهزم، و قد وثب في متن فرسه فاعترضه بعمود على صدره فقتله. ثم اتبعهم أبو الهيذام في المضرية حتى أتوا قرية لأهل اليمن يقال لها: داريّا هي أعظم قرى أهل اليمن بغوطة دمشق. فخرجوا إليهم فاقتتلوا قتالا شديدا ثم انكشف اليمانية عن قريتهم، و لحقوا بالجبل، و دخلها المضرية فانتهبوا و أحرقوا، و قتل بينهم قتلى كثيرة، و كان أكثرهم في اليمانية، و كان ممن قتل يومئذ من المضرية برز (5) بن حاتم المري، و كان من فرسان قيس.

ثم إن المعمر بن أيوب الطائي من أهل حمص خرج في ستمائة فارس من أهل القوة و الجلد من يمانية حمص حتى تغير على غوطة دمشق مما يلي ثنيّة العقاب (6)،

ص: 81


1- بالأصل و م:«بوز» و المثبت عن المطبوعة.
2- في المطبوعة: معيوف.
3- في م: بجدل.
4- كذا بالأصل و في م، و في المطبوعة: الوالي.
5- كذا بالأصل و المطبوعة، و في م: بوز.
6- ثنية العقاب: ثنية مشرفة على غوطة دمشق يطؤها القاصد من دمشق إلى حمص (ياقوت).

فأتى قرية لبني تغلب ابنة وائل يقال لها دومة فقتل فأكثر القتل، و أنهب حتى ملأ يديه هو و أصحابه من الغنائم، ثم انصرف راجعا إلى حمص حتى مرّ بقرية لأهل اليمن يقال لها حرلان، فلقيه وجوه من بها من غسان و غيرهم، فسألوه أن يكرمهم بأن ينزل عليهم، ففعل، فأكرموه و من معه، و بلغ الخبر أبا الهيذام فوجه في أثر المعمر بن أيوب ابنه خريما في خيل من المضرية، و أمره باغذاذ السير حتى يلحقه، فلم يدر المعمر و أصحابه حتى هجم عليهم خريم بحرلان من آخر يومه ذلك، و حرلان من دمشق على عشرين ميلا، فخرج إليه المعمر بن أيوب و أصحابه و من بحرلان من غسان و قبائل اليمن فاقتتلوا قتالا شديدا، ثم إن خريما شدّ على المعمر و هو يرتجز و يقول:

لا ردني اللّه إذا فررت

و لا أراني النصر، إن حملت

إلاّ على الكبش، و إن هلكت

فطعنه في مركع (1) كتفه، فقتله، و ولّت اليمانية منهزمين، فقتلهم خريم مقتلة عظيمة، و استنفذ ما كان في أيديهم لأهل دومة، فألحقه أبوه أخاه هيذاما، فلحقه و قد فرغ، فاستنقذ منه ناسا كان أخوه خريم أسرهم من اليمانية من أهل دمشق أهل حرلان.

فأما الحمصيون (2) فلم يرجع منه مخبر، و لم يقتل من اليمن أكثر مما قتل منهم في ذلك اليوم.

ثم إن السكاسك جمعوا جمعا عظيما، ثم أتوا مدينة دمشق مما يلي باب توما فخرج إليهم أبو الهيذام في المضرية فاقتتلوا قتالا شديدا، و كانت السكاسك [أصبر من لقيهم تحت ظلال السيوف، حتى كثرت القتلى من الفريقين، ثم انهزمت السكاسك] (3) و اتبعتهم المضرية حتى أخرجوهم من قريتهم التي يقال لها: بيت لهيا، و كانت من أحسن تلك القرى و أكثرها (4) قصورا فانتهبوها، و أحرقوا قصورها إلاّ بني الضحاك بن رمل، فإنهم استأمنوا أبا الهيذام، فأمّنهم و لم ينتهب لهم شيئا، و لم يهدموا لهم بناء.

ص: 82


1- كذا بالأصل و في م، و في المطبوعة: مرجع.
2- بالأصل و م:«الحصون» و المثبت عن المطبوعة.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك للإيضاح عن المطبوعة.
4- في م: و أكثرهم.

ثم إن أبا الهيذام خرج حتى أتى قرية حجور من همدان التي تدعى عين ثرماء (1)، و فيها ولد معتوف (2) بن يحيى و غيرهم من قبائل اليمن، فاقتتلوا قتالا شديدا، ثم شدّ خريم بن أبي الهيذام على أسعد الغساني (3)،و كان فارس أهل اليمن، فقتله [و انهزم أهل اليمن] (4) و خلوا عن القرية فدخلتها المضرية، فانتهبوها، و أحرقوا قصورا كانت فيها معجبة لمعتوف (5) بن يحيى و ولده.

قال أبو الحسين الرازي:

و كان مما قيل في تلك العصبية من الأشعار و الأراجيز مما أفادنيه بعض أهل دمشق عن أبيه عن جده و أهل بيته من المرّيين من ذلك ما قال أبو الهيذام المري:

لما رأيت غداة المرج ظلمهم *** أنهضت من جانب القصباء أشبالا

بيضا بهاليل من قيس إذا ركبوا *** للروع زلزلت الأرضون زلزالا

فيهم خريم غلام قد كثرت له *** حتى أضرّ به جنّا و أغوالا

فاحمرت العين [منه] (6) من شراسته *** فمن رأى وجهه من خوفه بالا

فانصاع نحو بغاة من ذوي يمن *** يجوب نحوهم (7) سهلا و أجبالا

لو لا تطول هيذام على يمن *** أمست نساء بني قحطان أثقالا (8)

أنا ابن خير بني ذبيان قد علموا *** و حامل الثقل عنهم بعد ما مالا

لو لا الخليفة و الإسلام ما تركت *** خيلي (9) بأرض بني قحطان جوالا

و قال أبو الهيذام في يوم باب الجابية و قتل وريزة بن سماك العنسي:

لما رأيت (10) حماة القوم قد دلفوا *** و قدموا رايتي عنس و خولانا

ص: 83


1- بالأصل:«عين توما» و المثبت عن م، و قد مرّ التعريف بها.
2- كذا بالأصل و في م، و في المطبوعة: معيوف.
3- في م: الصنعاني.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
5- في م: معيوف.
6- زيادة عن المطبوعة للوزن، سقطت اللفظة من الأصل و م.
7- سقطت اللفظة من م.
8- في المطبوعة: أنفالا.
9- في م: خيلا.
10- كتبت اللفظة بالأصل بين السطرين.

و جالت الخيل أم كادت تجول بنا *** ناديت مستنجدا: يا قيس عيلانا

فبات (1) جمعهم حولي كأنهم *** غلب الأسود التي تعدو بخفانا

و قلت لا يغلبنك معشر قزم *** صفر الجلود، بني الشيطان قحطانا

فجاءوهم (2) بأسياف مفلّلة *** وراثة عن أبينا الشيخ عدنانا

أردت وريزة في قتلي معددة *** أصلاهم اللّه يوم البعث نيرانا

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا محمّد بن أحمد بن أبي حامد البخاري، نا إسماعيل بن محمّد بن أبي كثير.

ح قال ابن منده: و أنا محمّد بن عبيد اللّه بن أبي رجاء - بمكة - نا موسى بن هارون، قالا (3):نا قتيبة بن سعيد، أنا عبد المؤمن بن عبد اللّه أبو الحسن، نا عبد اللّه بن خالد العنسي، عن عبد الرّحمن بن مقرّن المزني، عن غالب بن أبجر، قال:

ذكرت قيس عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال رسول (4) اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«رحم اللّه قيسا، رحم اللّه قيسا»، قيل: يا رسول اللّه تترحم على قيس ؟ قال:«نعم إنّه كان على دين (5)إسماعيل بن إبراهيم خليل اللّه عز و جلّ ، يا قيس حيّ يمنا يا يمن حيّ قيسا، إن قيسا فرسان اللّه في الأرض، و الذي نفسي بيده ليأتينّ على الناس زمان ليس لهذا الدين ناصر غير قيس، إنّ للّه فرسانا في الأرض موسومين (6) و فرسانا في الأرض معلمين، ففرسان اللّه في الأرض قيس، إنما قيس بيضة تفلّقت (7) عنها أهل البيت، إنّ قيسا ضراء اللّه في الأرض»[5496]- يعني أسد اللّه-.

رواه الطبراني (8) عن موسى بن هارون، و قال: من أهل السماء مسوّمين، و قال:

ص: 84


1- في المطبوعة: فثاب.
2- في المطبوعة: فخذموهم.
3- في م: قال.
4- في المطبوعة: فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم.
5- في م و المطبوعة: دين أبي إسماعيل.
6- كذا بالأصل و في م، و في المطبوعة: مرسومين.
7- بالأصل:«تعلقت» و المثبت عن م، و في المطبوعة: تفلّعت.
8- المعجم الكبير للطبراني 265/18 رقم 663 و فيه: عبد اللّه بن خالد العبسي.

تعلقت (1) عنا أهل البيت، و ذلك الصّواب.

و أبو الهيذام فارس قيس في زمانه، و لا أراه داخلا في هذا الحديث، لأنه استعمل فروسيته في قتال المسلمين، و اللّه أعلم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمّد، أنا أبو علي بن الصّواف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي، نا عبد اللّه بن إدريس، و جرير، عن يزيد بن أبي زياد، عن سفيان (2) قال:

دخلت أنا و عمرو بن صليع على حذيفة قال: فقال: يا عمرو بن صليع أخبرني عن محارب، أ هي من قيس ؟ قال: قال: نعم، قال: فإذا رأيت قيسا قد توالت بالشام فخذ حذرك.

أخبرنا (3) أبو سهل محمّد بن إبراهيم بن (4) سعدوية، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن، أنا جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب، نا محمّد بن هارون الرّوياني، نا محمّد بن بشّار، و عمرو بن علي قالا: نا ابن أبي عدي، عن هشام، عن قتادة، عن أبي الطفيل قال:

انطلقت أنا و عمرو بن صليع إلى حذيفة بن اليمان و عنده سماطان من الناس، فقلنا: يا حذيفة أدركت ما لم ندرك، و علمت ما لم نعلم، و سمعت ما لم نسمع، حدّثنا بشيء لعل اللّه أن ينفعنا، فقال: لو حدثتكم بكل ما أسمع ما انتظرتموني هذا الليل القريب، قلنا: لسنا عن هذا نسألك، و لكن حدّثنا بشيء لعل اللّه أن ينفعنا، فقال: لو حدثتكم أن أحدكم يغزو في كتيبته حتى يضرب بالسّيف ما صدقتموني، قلنا: لسنا عن هذا نسألك، و لكن حدّثنا بشيء لعل اللّه أن ينفعنا، فقال حذيفة: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ هذا الحي من مضر لا يزال بكل عبد صالح يقتله، و يفنيه، و يهلكه حتى يركبهم اللّه بجنود من عنده، فيقتلهم حتى لا يمنع ذئب (5) تلعة» قال عمرو بن صليع

ص: 85


1- كذا بالأصل و م و في الطبراني:«تفلقت عنا» و في المطبوعة هنا:«تفلّقت عنا».
2- كذا بالأصل و في م، و في المطبوعة:«شقيق» و هو الصواب، انظر ما لاحظه محققها بالهامش (رقم 1).
3- في المطبوعة: أخبرناه.
4- في م: أبو سهل محمد بن إبراهيم بن سعد بن سعدويه.
5- في المطبوعة:«ذنب تلعة» و هو الصواب، و هو مثل، ففي التاج (تلع) بتحقيقنا: و في المثل: فلان لا يمنع ذنب تلعة، يضرب للذليل الحقير.

ثكلته أمه،[ثكلته أمه] (1) أهرب عن الناس إلاّ عن مضر، قال: أ لست من محارب خصفة (2)؟قال: بلى،[قال] (3) فإذا رأيت قيسا قد توالت الشام فخذ حذرك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو سهل بن زياد القطان، نا أبو الحسن (4) علي بن إبراهيم الواسطي، نا محمّد بن أبي نعيم، نا ربعي (5) بن عبد اللّه بن الجارود، نا سيف بن وهب مولى لبني تميم (6) قال: قال لي أبو الطّفيل:

أ لا أحدثك بحديث عن حذيفة بن اليمان: كان رجل يقال له عمرو بن صليع، و كانت له هيبة و كان بسني يومئذ، و كنت بسنك يومئذ، فأخذ بيدي، فأتينا حذيفة و هو بالمدائن في مسجد محصوب - يعني فيه حصا - قال: فأما أنا فمنعتني الحداثة، فقعدت في أدنى القوم، و أما عمرو بن صليع فمضى حتى قام بين يدي حذيفة فسلم عليه، فقال:

كيف أصبحت يا أبا عبد اللّه، أو كيف أمسيت ؟ قال: أحمد اللّه، فقال له عمرو بن صليع: ما هذه الأحاديث التي تبلغنا عنك ؟ قال: و ما يبلغك عني يا عمرو بن صليع ؟ قال: أحاديث لم نسمعها، فقال: و اللّه لو حدثتكم بما أعلم ما انتظرتم بي جنح هذا الليل المظلم، و لكن يا عمرو بن صليع إذا رأيت قيسا نزلت الشام فالحذر الحذر، فو اللّه لا يدع قيس عبدا مواليا إلاّ أخافته أو قتلته، و اللّه ليأتين عليهم زمان لا يمنعوا (7) فيه ذئب (8)تلعة، قال: فقال له عمرو بن صليع: ما ينصبك على قومك يرحمك اللّه ؟ قال: هو ذاك الآن. ثم قعد عمرو بن صليع.

ذكر أبو عبد اللّه محمّد بن يوسف الهروي، أنا ابن عبد الحكم - يعني محمّدا - قال:

ص: 86


1- ما بين معكوفتين زيادة عن م.
2- بالأصل و م: حفصة، خطأ و الصواب ما أثبت، انظر جمهرة ابن حزم ص 259.
3- الزيادة لازمة، عن م.
4- كذا بالأصل و في م، و في المطبوعة:«أبو الحسين» ترجمته في تاريخ بغداد 335/11 و كناه: أبا الحسين.
5- «نا ربعي» سقط من م، فاختلّ المعنى.
6- كذا بالأصل و في م، و في المطبوعة: لبني تيم.
7- كذا بالأصل و م.
8- كذا بالأصل و م، و انظر ما لاحظناه في الخبر السابق بشأنها.

رأى رجل أبا الهيذام في المنام راقدا في قطيفة فرعون الحمراء، فأوّله قوم أنه يملك مضر (1)،و أوّله قوم أنه يدخل النار، قال: فقال مالك ما أبعد من أوّل دخول النار.

قال محمّد: و كان أبو الهيذام رجلا من أهل الشام رئيسا في الفتن.

قرأت بخطّ بعض أهل دمشق: و في سنة اثنتين و ثمانين و مائة توفي أبو الهيذام عامر بن عمارة المرّي.

3056 - عامر بن غيلان بن سلمة بن معتب بن مالك

3056 - عامر بن غيلان (2) بن سلمة بن معتب بن مالك (3)

ابن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف

و اسمه قسيّ بن منبّه بن بكر بن هوازن بن منصور

ابن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان الثقفي (4)

أسلم قبل أبيه، و هاجر إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم و صحبه، و قدم مع خالد بن الوليد في الفتوح، و كان شاعرا، و مات في حياة أبيه في طاعون عمواس.

ذكر هشام بن محمّد بن الكلبي فيما حكاه أبو الفرج علي بن الحسين (5)،حدّثني أبي قال: تزوج غيلان بن سلمة خالدة بنت أبي العاص، فولدت له عمّارا، و عامرا (6)، فهاجر عامر (7) إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم، فلما بلغه خبره عمد خازن كان لغيلان إلى مال له فسرقه، فأخرجه من حصنه، فدفنه، و أخبر غيلان أن ابنه عامرا (8) سرق ماله و هرب منه، فأشاع ذلك غيلان و تشكاه إلى الشيء (9)،و بلغ خبره عامرا (10) فلم يعتذر إلى أبيه، و لم يذكر

ص: 87


1- في المطبوعة: مصر.
2- «بن غيلان» مكررة بالأصل.
3- سقطت من المطبوعة.
4- ترجمته في جمهرة ابن حزم ص 268 و أسد الغابة 32/3 و الاستيعاب 14/3 هامش الإصابة، و الإصابة 255/2 و الأغاني 200/13.
5- الخبر في الأغاني 200/13-201.
6- بالأصل:«عامر» و الصواب عن م و الأغاني.
7- بالأصل:«عامرا» و الصواب عن م، و في الأغاني: عمار.
8- الأغاني: عمارا.
9- كذا بالأصل و م، و في الأغاني و المطبوعة: الناس.
10- الأغاني: عمارا.

له براءته مما قيل فيه، فلما شاع ذلك جاءت أمة لبعض ثقيف إلى غيلان، فقالت له: أي شيء لي عليك إن دللتك على مالك ؟ قال: ما شئت، قالت: تبتاعني و تعتقني، قال:

ذلك لك، قالت: فاخرج معي، فخرج معها، فقالت: إني رأيت عبدك فلانا قد احتفر هاهنا ليلة كذا و كذا، و دفن شيئا، و إنه لا يزال يراعيه و يفتقده في اليوم مرات، و ما أراه إلاّ المال، فاحتفر الموضع فإذا بماله، فأخذه و ابتاع الأمة فأعتقها، و شاع الخبر في الناس حتى بلغ ابنه عامرا، فقال: و اللّه لا يراني غيلان أبدا، و لا ينظر في وجهي، و قال: (1)

حلفت لهم بما يقول محمّد *** و باللّه إنّ اللّه ليس بغافل

لبرئت من مالي الذي قد مشوا به (2) *** أبرّئ نفسي أن الطّ بباطل

و لو غير شيخي من معدّ يقوله *** تيمّمته بالسّيف عمّ الاحاول (3)

و كيف انطلاقي بالسّلاح إلى امرئ *** تبشر بي (4) يبتدرن قوابلي

فلما أسلم غيلان خرج عامر و عمارة (5) مغاضبين مع خالد بن الوليد، فتوفي عامر بعمواس و كان فارس ثقيف يومئذ و هو صاحب شنوءة (6) يوم تثليث (7)،و يقال: يوم ثنية، و هو قاتل سيدهم جابر بن سنان، فقال غيلان يرثي عامرا (8):

عيني جودي (9) دمعك الهتان *** سحّا و بكّي فارس الفرسان

يا عامر (10) من للخيل لمّا أحجمت *** عن شدّة مرهوبة و طعان

لو أستطيع جعلت مني عامرا *** بين اللّهاة و بين عقد لساني

ص: 88


1- الأبيات في الأغاني 201/13.
2- صدره في الأغاني: برئت من المال الذي يدفنونه
3- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة:«عم الأجاول» و في الأغاني: غير مواكل.
4- «بي» استدركت عن م و الأغاني للوزن.
5- كذا بالأصل و م، و في الأغاني: عمار.
6- غير مقروءة بالأصل و م، و المثبت عن الأغاني و المطبوعة.
7- تثليث موضع بالحجاز قرب مكة، و يوم تثليث: من أيام العرب بين بني سليم و مراد.
8- الأبيات في الأغاني 202/13.
9- في الأغاني: عيني تجود بدمعها الهتان.
10- الأغاني: باعام.

و لو استطعت جعلت مني عامرا *** تحت الطلوع و كلّ حيّ فان

يا عين فابكي ذا الحزامة عامرا *** للخيل يوم تواقف و طعان

و له بتثليثان شدّة معلم *** منه و طعنة جابر بن سنان

و كأنّما صافي الحديدة مخذم *** مما يحير الفرس للباذان

و روي أن غيلان قال هذه الأبيات في ابنه نافع (1)،و سيأتي ذلك في حرف النون إن شاء اللّه.

3056 م - عامر بن لدين، و يقال: عمرو، و عامر أصح

أبو سهل - و يقال: أبو بشر - الأشعري الأردنيّ القاضي (2)

ولي القضاء لعبد الملك بن مروان.

و حدث عن: بلال بن رباح، و أبي هريرة و أبي ليلى الأشعري.

روى عنه: سليمان بن حبيب المحاربي، و أبو بشر القنّسريني مؤذن مسجد دمشق، و عروة بن رويم اللّخمي، و الحارث بن معاوية.

أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد الطّبراني.

ح و أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الواحد بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الفرج عبد السّلام بن عبد الوهاب القرشي، أنا سليمان بن أحمد، نا بكر بن سهل، نا عبد اللّه بن صالح.

ح و أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد، و أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالا:

أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو العبّاس بن قتيبة، نا حرملة بن يحيى، أنا ابن وهب، قالا: أنا معاوية بن صالح، عن أبي بشر، عن عامر بن لدين الأشعري، أنه سأل أبا هريرة عن صيام يوم الجمعة فقال: على الخبير وقعت،

ص: 89


1- انظر بعض هذه الأبيات باختلاف في الرواية في الأغاني 208/13.
2- أخباره و ترجمته في أسد الغابة 34/3 و التاريخ الكبير 453/6 و الجرح و التعديل 327/6 و الكنى و الأسماء للدولابي 197/1 و تاريخ الإسلام للذهبي (حوادث سنة 81-100) ص 396 و الاكمال لابن ماكولا 193/7.

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ يوم الجمعة يوم عيد و ذكر، فلا تجعلوا يوم عيدكم يوم صومكم - و في حديث ابن وهب: يوم صيامكم - و لكن اجعلوه يوم ذكر، إلاّ أن تخلطوه بأيام»[5497].

أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ .

ح و أخبرناه أبو محمّد بن طاوس، أنا عبد الرزاق بن عبد الكريم، أنا محمّد بن (1) إبراهيم، قالا: نا أبو العباس الأصم.

ح (2) و أخبرناه أبو سعد بن البغدادي، أنا إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم الطيان، أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن خرّشيذ قوله، أنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن زياد، قالا: نا بحر بن نصر، نا ابن وهب، نا معاوية، عن (3) أبي بشر، عن عامر بن لدين الأشعري أنه سأل أبا هريرة عن صيام يوم الجمعة فقال: على الخبير وقعت، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ يوم الجمعة يوم عيد و ذكر، فلا تجعلوا عيدكم يوم صيامكم، و لكن اجعلوه يوم ذكر إلاّ أن تخلطوه بأيّام» و اللفظ لحديث الأصمّ [5498].

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا عبد اللّه بن محمّد بن يعقوب، نا إسماعيل بن بشر، نا مكي بن إبراهيم، عن الهيّاج بن بسطام، عن عتبة بن عبد اللّه، عن محمّد بن شعيب الشامي، عن سليمان بن حبيب، عن عامر بن لدين، عن أبي ليلى الأشعري أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«تمسّكوا بطاعة أئمتكم»[5499].

و هذا مختصر من حديث طويل.

أخبرناه بطوله أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، أنا أحمد بن محمّد بن محمّد، أنا علي بن أحمد بن الحسن، أنا الهيثم بن كليب الشّاشي، نا عيسى بن أحمد بن عيسى بن وردان العسقلاني، نا مكي بن إبراهيم، نا الهيّاج بن بسطام، عن عتبة، عن محمّد بن سعيد (4) الشامي، عن سليمان بن حبيب المحاربي، عن عامر بن لدين الأشعري، قال:

ص: 90


1- في م: محمد بن محمد بن إبراهيم.
2- سقطت «ح» من م.
3- في م: معاوية بن أبي بشر.
4- مرّ في سند الخبر السابق:«شعيب».

أخبرني أبو ليلى الأشعري صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«تمسّكوا بطاعة أئمتكم لا تخالفوهم، فإنّ طاعتهم طاعة اللّه، و إنّ معصيتهم معصية اللّه، و إنّ اللّه إنّما بعثني أدعو إلى سبيله بالموعظة، فمن خافني في ذلك فهو من الهالكين، و قد برئت منهم (1) ذمّة اللّه و ذمّة رسوله، و من ولي من أمركم شيئا فعمل بغير ذلك فعليه لعنة اللّه و الملائكة و الناس أجمعين، و سيليكم أمراء إن استرحموا لم يرحموا، و إن سئلوا الحقوق لم يعطوا، و إن أمروا بالمعروف أنكروا، و سيخافونهم (2) و يفترق ملئوكم فيهم حتى لا يحلموكم على شيء إلاّ احتملتم طوعا أو كرها، فأدنى الحق (3)عليكم أن لا تأخذوا منهم العطاء، و لا يحضروهم في الملأ»[5500].

قال سليمان: فقلت لعامر: أ تخشى أن يكون أئمتنا هؤلاء منهم ؟ قال: هؤلاء يحسنون و يرحمون.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (4) قال: عامر بن الدين (5) الأشعري، سمع أبا هريرة، روى عنه معاوية بن صالح، عن أبي بشر.

- كذا في الأصل بخط أبي الغنائم - و هو وهم، و صوابه: عامر بن لدين.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد الخلاّل - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (6)،قال: عامر بن لدين الأشعري، و يقال: عمرو بن لدين قاضي عبد الملك،

ص: 91


1- في م: منه.
2- في المطبوعة: و ستخافونهم.
3- اللفظة سقطت من م.
4- الخبر في التاريخ الكبير للبخاري 453/6.
5- كذا بالأصل و م، و كان في أصل التاريخ الكبير «لبين» و كله خطأ و الصواب «لدين» و سينبه عليه المصنف في آخر حلية الأولياء، و قد صححه محقق التاريخ الكبير إلى «لدين».
6- الخبر في الجرح و التعديل 327/6.

سمع أبا هريرة، روى معاوية بن صالح، عن أبي بشر عنه، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسن بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن، أنا أبو الحسن أحمد بن عمير قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الثالثة عامر بن لدين الأشعري أردنّي قاضي (1) لعبد الملك، سمع من أبي هريرة.

قرأنا على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد الأنباري، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد (2) قال: أبو سهل عامر بن لدين، عن بلال يحدث مكحول عن الحارث بن معاوية عنه.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أحمد بن عمير قال: أبو بشر عامر بن لدين الأشعري.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، قال:

عامر بن لوين (3) الأشعري مختلف في صحبته، و هو معدود في تابعي أهل الشام، ذكره بعض المتأخرين.

- كذا في النسخة - ابن لوين هو تصحيف و إنما هو ابن لدين.

أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب قال:

عامر بن لدين الأشعري الشامي، سمع أبا هريرة، و أبا ليلى الأشعري، روى عنه

ص: 92


1- كذا بالأصل و م بإثبات الياء.
2- الكنى و الأسماء للدولابي 197/1.
3- كذا بالأصل و م «لوين» و هو خطأ و الصواب «ابن لدين» و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب.

سليمان بن حبيب المحاربي و غيره.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (1)،قال: و أما لدين بالدال فهو عامر بن لدين الأشعري، سمع أبا هريرة، و أبا ليلى، حدّث عنه سليمان بن حبيب المحاربي و غيره.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد العتيقي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالوا:

أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي (2) قال:

عامر بن لدين الأشعري شامي تابعي ثقة.

3057 - عامر بن محمّد بن يزيد بن عكرمة بن يونس

أبو عمرو الخشني البلاطي

روى عن محمّد بن الخليل البلاطي، و محمّد بن الوزير السّلمي، و الوليد بن عبد الملك بن خالد بن يزيد الخشني المنيحي (3).

روى عنه: أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد البلاطي، و أبو علي بن شعيب، و أبو بكر محمّد بن عمير الرازي، و أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن مروان.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو علي محمّد بن هارون بن شعيب، حدّثني أبو عمرو عامر بن محمّد الخشني البلاطي، نا محمّد بن الخليل الخشني البلاطي، نا إسماعيل بن عيّاش، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد اللّه بن عمرو، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ اللّه لا يقبض العلم انتزاعا» الحديث[5501].

ص: 93


1- الاكمال لابن ماكولا 193/7.
2- ليس لعامر بن لدين أي ذكر في كتاب تاريخ الثقات المطبوع للعجلي. و نقل الذهبي في تاريخ الإسلام عن العجلي قال: تابعي ثقة لم يخرجوا له شيئا.
3- غير واضحة بالأصل و م: تقرأ «المنحي.. و المنبجي» و الصواب أثبت عن المطبوعة، و هذه النسبة إلى المنيحة، و هي قرية من قرى غوطة دمشق.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، و أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، و أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، قالوا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو علي محمّد بن هارون بن شعيب، حدّثني أبو عمر (1) البلاطي الخشني، و محمّد بن بشر القزّاز (2)،قالا: نا محمّد بن الخليل الخشني، نا الحسن بن يحيى الخشني، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد اللّه بن عمرو، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«إنّ اللّه لا يقبض العلم انتزاعا» فذكر الحديث.

كذا قال، و الصواب: أبو عمرو.

3058 - عامر بن محمّد بن يعقوب بن عبد الملك الطائي

حدّث عن جده لأمّه محمود بن خالد.

روى عنه ابنه أحمد بن عامر.

قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا علي بن الحسن بن علي الرّبعي، أنا عبد الوهاب بن الحسن، حدّثني أحمد بن عامر، نا أبي عامر بن محمّد، حدّثني جدي محمود بن خالد بن يزيد السّلمي، نا أبو خليد الحكمي، نا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أنس، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه قال:«يهرم ابن آدم و تشبّ (3) منه اثنتان: الحرص على الدنيا، و الحرص على العمر»[5502].

3059 - عامر بن مالك بن أهيب - و يقال: وهيب

ابن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن قصي القرشي الزهري (4)

أخو سعد بن أبي وقاص له صحبة، و هو من مهاجرة الحبشة، و قدم دمشق و المسلمون محاصروها بكتاب عمر بن الخطاب بعزل خالد و تأمير أبي عبيدة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا أبو عمر (5)-قراءة -

ص: 94


1- كذا بالأصل و م، و الصواب «أبو عمرو» و سينبه المصنف إلى الصواب في آخر الخبر.
2- عن م و بالأصل: القرار.
3- التاء مهملة بالأصل و م، و المثبت عن المطبوعة، و قد أثبتها محققها بما يوافق عبارة صحيح مسلم.
4- ترجمته و أخباره في جمهرة ابن حزم ص 129 أسد الغابة 36/3 الاستيعاب 4/3 هامش الإصابة، و الإصابة 257/2 و طبقات ابن سعد 123/4.
5- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف...

أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1)،أنا محمّد بن عمر، حدّثني أبو بكر بن إسماعيل بن محمّد بن سعد بن أبي وقّاص، عن أبيه قال: أسلم عامر بن أبي وقاص بعد عشرة فكان حادي عشر، فلقي من أمّه ما لم يلق أحد من قريش من الصياح به و الأذى [له] (2) حتى هاجر إلى أرض الحبشة.

قال (3):و أنا محمّد بن عمر، حدّثني عبد اللّه بن جعفر، عن إسماعيل بن محمّد بن سعد، عن عامر بن سعد، عن أبيه قال: جئت من الرمي فإذا الناس مجتمعون على أمي حمنة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس، و على أخي عامر حين أسلم، فقلت:

ما شأن الناس ؟ قالوا: هذه أمّك قد أخذت أخاك عامرا تعطي اللّه عهدا ألاّ (4) يظلها ظل، و لا تأكل طعاما، و لا تشرب شرابا حتى يدع الصّباوة، فأقبل سعد حتى تخلّص إليها فقال: علي، يا أمّه فاحلفي، قالت: لم ؟ قال: لأن لا تستظلي في ظلّ ، و لا تأكلي طعاما، و لا تشربي شرابا حتى تري مقعدك من النار، فقالت: إنّما أحلف على ابني البرّ، فأنزل اللّه عز و جلّ : وَ إِنْ جٰاهَدٰاكَ عَلىٰ أَنْ تُشْرِكَ بِي مٰا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاٰ تُطِعْهُمٰا وَ صٰاحِبْهُمٰا فِي الدُّنْيٰا مَعْرُوفاً إلى آخر الآية (5).

قرأت بخط أبي الهيذام عبد المنعم بن إبراهيم، نا أبو الفضل محمّد بن يحيى بن محمّد بن عبد الحميد السّكسكي البتلهي، أخبرني أبي، نا أبو حسان الزّيادي - يعني الحسن بن عثمان البصري - قال:

فكان أوّل ما أحدث - يعني عمر بن الخطاب - أن عزل خالد بن الوليد عن جنده، و استعمل أبا (6) عبيدة بن الجرّاح، و بعث بعهده مع عامر بن أبي وقّاص.

و كذا ذكر سعيد بن كثير بن عفير.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أحمد بن علي الخطيب، أنا محمّد بن

ص: 95


1- الخبر في طبقات ابن سعد 123/4.
2- زيادة عن ابن سعد، سقطت اللفظة من الأصول.
3- المصدر السابق 123/4-124.
4- عن ابن سعد، و بالأصل و م: لا.
5- سورة لقمان، الآية:15.
6- بالأصل «أبو» خطأ و الصواب ما أثبت عن م.

الحسن (1) بن الفضل، أنا محمّد بن عبد اللّه بن حباب (2)،أنا القاسم بن عبد اللّه بن المغيرة، نا إسماعيل بن أبي أويس، نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن موسى بن عقبة قال في تسمية من هاجر إلى أرض الحبشة و أقام بها إلى بعد بدر من بني زهرة بن كلاب: عامر بن أبي وقّاص.

أخبرنا أبو محمّد السّلمي، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب، أنا عمّار بن الحسن، نا سلمة بن الفضل، عن ابن إسحاق.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو الحسين رضوان بن أحمد - إجازة - نا أبو عمر أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق (3) قال في تسمية من هاجر إلى أرض الحبشة عامر بن أبي وقّاص - و أبو وقاص مالك - بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار قال في تسمية ولد أبي وقاص فذكر سعدا و عميرا، ثم قال: و أخوهما: عامر بن أبي وقاص و كان من مهاجرة الحبشة، و أمّهم جميعا حمنة ابنة سفيان بن أمية بن عبد شمس.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (4) قال في الطبقة الثانية:

عامر بن أبي وقاص بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب، و أمه حمنة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس، هو و أخو سعد لأبيه و أمّه، و قد شهد عامر بن أبي وقاص أحدا.

ص: 96


1- في المطبوعة: الحسين.
2- كذا بالأصل و في م، و في المطبوعة: عتاب.
3- الخبر في سيرة ابن إسحاق ص 206 رقم 302.
4- انظر طبقات ابن سعد 123/4 و 124.

ذكر أبو بكر [أحمد بن] (1) يحيى البلاذري (2):أن عامر بن أبي وقاص استشهد يوم اليرموك قال: و هو الذي كان قدم الشام بكتاب عمر بن الخطاب إلى أبي عبيدة بولايته الشام، و يقال: بل مات في الطاعون، و قال بعض الرواة: إنه استشهد يوم أجنادين.

قال البلاذري: و ليس ذلك بثبت (3).

3060 - عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة

ابن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر

ابن هوازن بن منصور بن عكرمة

ابن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر

أبو براء المعروف بملاعب الأسنة (4)

وفد على النبي صلى اللّه عليه و سلم فلم يسلم، و سأله أن يبعث معه رجالا إلى قومه يدعونهم إلى الإسلام، فإن أسلموا (5) أسلم معهم، فبعث جماعة فأصيبوا ببئر معونة، ثم أسلم بعد.

و روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم حديثا.

روى عنه: خشرم بن حسّان، و عبد الرّحمن بن كعب بن مالك.

و وفد عامر على الحارث بن أبي شمر الغسّاني، و كان منزل الحارث بأعمال دمشق، تقدم ذكر وفوده في ترجمة دريد بن الصّمة.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا عمرو بن محمّد بن إبراهيم البزّاز (6)،نا محمّد بن عبد اللّه بن سليمان، نا إسماعيل بن بهرام، نا الأشجعي، عن مسعر، عن خشرم بن حسّان، عن عامر بن

ص: 97


1- ما بين معكوفتين زيادة لازمة منا للإيضاح.
2- الخبر في فتوح البلدان ط دار الفكر ص 158 (تحت عنوان: يوم اليرموك).
3- بالأصل و م:«يثبت» و المثبت عن فتوح البلدان.
4- ترجمته و أخباره في الإصابة 258/2 أسد الغابة 36/3 و الشعر و الشعراء 235/1 الروض الأنف 174/2 طبقات ابن سعد 51/2.
5- اللفظة مكررة بالأصل.
6- مهملة بالأصل و م، و المثبت عن المطبوعة.

مالك: أنه بعث إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم يلتمس دواء، فبعث إليه بعكة من عسل (1).

أخبرناه أبو طالب بن أبي عقيل، أنا علي بن الحسن الخلعي، أنا عبد الرّحمن بن عمر، أنا أحمد بن محمّد بن زياد بن الأعرابي، نا إبراهيم بن إسماعيل الطلحي، نا إسماعيل بن بهرام الخزّاز، نا الأشجعي، عن مسعر، عن خشرم، عن عامر بن مالك قال:

بعثت إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم من وعك بي ألتمس منه دواء و شفاء، فبعث إليّ بعكّة من عسل.

تابعه موسى بن نصر عن الفرات بن خالد، عن مسعر مرفوعا، و رواه غيرهما عن مسعر مرسلا:

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا هارون بن إسحاق، نا وكيع، عن مسعر عن (2) خشرم الجعفري قال:

بعث ملاعب الأسنة إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم يسأله الدّواء من داء كان نزل بهم، فبعث (3)النبي صلى اللّه عليه و سلم بعسل، أو بعكّة من عسل.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، ثم أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي المدائني، نا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرّحيم (4)،نا يوسف بن عدي، نا ابن المبارك، عن يونس، و معمر عن الزهري، عن عبد الرّحمن بن كعب بن مالك، عن عامر بن مالك ملاعب الأسنة قال: قدمت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بهدية، فقال:«إنّا لا نقبل هدية مشرك»[5503].

و حدّثناه أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد الأزهري، أنا محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا أبو حامد بن الشّرقي، نا محمّد بن يحيى الذهلي، نا عثمان بن عمر، أنا يونس، عن الزهري، عن عبد الرّحمن.

ص: 98


1- في المطبوعة: بعكة عسل.
2- بالأصل و م:«بن» و المثبت عن المطبوعة.
3- في المطبوعة: فبعث إليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.
4- عن م، و بالأصل: عبد الرحمن.

أن عامر بن مالك ملاعب الأسنة قدم على النبي صلى اللّه عليه و سلم و هو مشرك، فعرض عليه أن يسلم، و أبى (1)،و أهدى له، فردّها و قال:«لا أقبل هدية مشرك»[5504].

و روي من وجه آخر عن عبد الرّحمن، عن أبيه.

أخبرناه أبو الحسن علي بن المسلّم، نا عبد العزيز بن أحمد، و علي بن محمّد المصّيصي، و الحسين بن محمّد بن طلاّب، و علي بن الخضر بن عبدان، و غنائم بن أحمد.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، أنا أبي أبو العباس المالكي (2)، و أبو محمّد الكتّاني، و أبو القاسم بن أبي العلاء، و غنائم بن أحمد، و الحسين بن محمّد بن أبي الرضا.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن البري، أنا عمي أبو الفضل عبد الواحد بن علي.

ح (3) و أنا أبو القاسم بن السّوسي، و أبو العشائر محمّد بن الخليل، و أبو يعلى حمزة بن علي،[قالوا:] أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن أحمد بن أبي ثابت، نا أحمد بن بكر البالسي، نا محمّد بن الحسن، نا الأوزاعي، عن الزهري، عن عبد الرّحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه قال:

جاء ملاعب الأسنة إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم بهدية، فعرض عليه النبي صلى اللّه عليه و سلم الإسلام، فأبى أن يسلم، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«فإنّي لا أقبل هدية مشرك»[5505].

و قد روي: أن المستهدي عكّة العسل عامر بن الطّفيل.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا شيبان، نا عقبة الرفاعي (4)،نا عبد اللّه بن بريدة، حدّثني عمّ عامر بن الطّفيل العامري: أن عامر بن الطفيل أهدى إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فرسا، و كتب إليه

ص: 99


1- في المطبوعة: فأبى.
2- في م: المكي.
3- سقطت من الأصل و استدركت عن م.
4- بالأصل و م: الرباعي، و المثبت عن المطبوعة.

عامر: أنه قد ظهرت بي دبيلة (1) فابعث إلي دواء من عندك، قال: فردّ النبي صلى اللّه عليه و سلم الفرس لأنه لم يكن أسلم، و أهدى إليه عكّة من عسل، و قال:«تداو (2) بها»[5506].

قال: و أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني أبو عتبة، و ابن حنان (3)،نا بقية، حدّثني عيسى اليشكري، نا عقبة بن عبد اللّه اليشكري، نا عبد اللّه بن بريدة، عن عامر بن الطفيل أنه أهدى إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فرسا، و ذكر الحديث.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد أبو البركات و أحمد بن الحسن بن خيرون قالا:- أنا محمّد بن الحسن بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خياط (4) قال في تسمية الصّحابة، قال: و من بني جعفر بن كلاب بن ربيعة: أبو براء عامر ملاعب الأسنّة بن مالك بن جعفر بن كلاب.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي.

و أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الحسن بن علي، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي المدائني، نا محمّد بن عبد اللّه بن البرقي، قال في تسمية من روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم من قيس عيلان بن مضر من بني كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة: أبو براء عامر بن مالك ملاعب الأسنّة.

أنبأنا أبو الفضل بن ناصر، و أبو الحسن سعد الخير بن محمّد و غيرهما، قالوا:

أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أيوب، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد الواحد بن جعفر، أنا أبو الحسن محمّد بن العباس بن أحمد بن الفرات، أنا أبو القاسم يحيى بن محمّد بن يحيى القصباني، نا أبو أحمد محمّد بن موسى بن حمّاد البربري، أنا أحمد بن إبراهيم الكاتب، أنا هشام بن محمّد بن الشائب الكلبي، قال: قال أوس بن حجر التميمي لطفيل بن مالك، و فرّ عن أخيه عامر بن مالك بن جعفر:

ص: 100


1- الدبيلة خراج و دمّل كبير، تظهر في الجوف فتقتل صاحبها غالبا (اللسان).
2- بالأصل و م:«تداوي».
3- بالأصل:«ابن حسان» و في م:«ابن حثان» و الصواب عن المطبوعة، و انظر ما لاحظه محققها بالهامش(2).
4- طبقات خليفة بن خياط ص 114 رقم 414.

فررت و أسلمت ابن أمّك مالكا *** تلاعب أطراف الوشيج المزعزع (1)

فسمّي عامر ملاعب الأسنة، فهو أول يوم سمّي فيه، و قيل: إنّما سمّي ملاعب الأسنة لقول أوس بن حجر فيه (2):

يلاعب أطراف الأسنة عامر *** فراج له خط الكتائب (3) أجمع

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عتّاب، أنا القاسم بن عبد اللّه بن المغيرة، نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمه موسى بن عقبة قال: و كان ابن شهاب يقول في هذا الحديث:

حدّثني عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن كعب بن مالك السلمي و رجال من أهل العلم:

أن عامر بن مالك بن جعفر الذي يدعى ملاعب الأسنة قدم على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو مشرك، فعرض عليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الإسلام، فأبى أن يسلم، و أهدى لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم هدية، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّي لا أقبل هدية مشرك»، فقال عامر بن مالك: يا رسول اللّه ابعث معي من شئت من رسلك فأنا لهم جار، فبعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم رهطا فيهم: المنذر بن عمرو السّاعدي - و هو الذي يقال: أعتق ليموت - عينا له في أهل نجد فسمع بهم عامر بن الطفيل فاستنفر بني عامر، فأبوا أن يطيعوه، و أبو أن يخفروا (4)عامر بن مالك فاستنفر بني سليم، فنفروا معه، فقتلوهم ببئر معونة (5) غير عمرو بن أمية الضّمري، أخذه عامر بن الطفيل [فأرسله، فلما قدم عمرو بن أمية على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أ من بينهم» فلما قال حسان بن ثابت في تخفير] (6) عامر بن (7)مالك ما قال من الشعر طعن، زعموا، ربيعة بن عامر بن مالك ابن الطفيل في تخفيره

ص: 101


1- البيت في ديوان أوس بن حجر ط بيروت ص 61 و صدره فيه: فرارا و أسلمت ابن امك عامرا
2- البيت في ديوانه ص 58.
3- بالأصل:«الكايب» و المثبت عن م. و عجزه في الديوان: و صار له حظّ الكتيبة أجمع
4- بالأصل و م: يخبروا.
5- عن م و بالأصل:«معاوية».
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
7- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: تخفير عامر بن الطفيل عامر بن مالك.

عامر بن مالك في فخذه [طعنة] (1) فعذّر أن يشويه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبد الوهاب بن أبي حيّة، أنا محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر (2)،حدّثني محمّد بن عبد اللّه، و عبد الرّحمن بن عبد العزيز، و معمر بن راشد، و أفلح بن سعيد، و ابن أبي سبرة، و أبو معشر، و عبد اللّه بن جعفر، فكلّ قد حدّثني بطائفة من هذا الحديث، و بعض القوم كان أوعى له من بعض، و غير هؤلاء المسمّين (3)،و قد جمعت كلّ الذي حدثوني قالوا:

قدم عامر بن مالك بن جعفر أبو البراء ملاعب الأسنّة على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فأهدى لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فرسين و راحلتين، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا أقبل هدية مشرك»، فعرض عليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الإسلام فلم يسلم، و لم يبعد و قال: يا محمّد، إنّي أرى أمرك هذا أمرا حسنا شريفا، و قوي خلفي، فلو أنك بعثت نفرا من أصحابك معي لرجوت أن يجيبوا دعوتك و يتبعوا أمرك، فإن هم اتّبعوك فما أعزّ أمرك، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّي أخاف عليهم أهل نجد»، فقال عامر: لا تخف عليهم أنا لهم جار أن يعرض لهم أحد من أهل نجد، و كان من الأنصار سبعون رجلا شببة يسمّون القراء، كانوا إذا أمسوا أتوا ناحية من المدينة فتدار سوا و صلّوا، حتى إذا كان و جاه الصبح استعذبوا من الماء، و حطبوا من الحطب، فجاءوا به إلى حجر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فكان أهلوهم يظنون أنهم في المسجد، و كان أهل المسجد يظنون أنهم في أهليهم، فبعثهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فخرجوا، فأصيبوا في بئر معونة، فدعا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على قتلتهم خمس عشرة ليلة.

و قال أبو سعيد الخدري: كانوا سبعين، و يقال إنهم كانوا أربعين، و رأيت الثبت على أنهم أربعون، و كتب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم معهم كتابا، و أمّر على أصحابه المنذر بن عمرو السّاعدي، فخرجوا حتى إذا كانوا على بئر معونة، و هو ماء من مياه بني سليم و هي بين أرض بني عامر و بني سليم كلا البلدين يعدّ منه.

ص: 102


1- الزيادة عن المطبوعة.
2- الخبر في مغازي الواقدي 346/1 و ما بعدها.
3- اللفظة سقطت من م.

قال: و أنا محمّد بن عمر قال (1):فحدّثني مصعب بن ثابت، عن أبي الأسود عن عروة، قال: خرج المنذر بدليل له من بني سليم يقال له المطّلب، فلما نزلوا عليها عسكروا بها و سرّحوا ظهرهم، و بعثوا في سرحهم (2) الحارث بن الصّمة، و عمرو بن أمية، و قدّموا حرام بن ملحان بكتاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى عامر بن الطفيل في رجال من بني عامر، فلمّا انتهى حرام إليهم لم يقرءوا الكتاب، و وثب عامر بن الطفيل على حرام فقتله، و استصرخ عليهم بني عامر، فأبوا، و قد كان عامر بن مالك أبو براء خرج قبل القوم إلى ناحية نجد، فأخبرهم أنه قد أجار أصحاب محمّد، فلا يعرضوا لهم، فقالوا:

لن نخفر جوار أبي براء، و أبت عامر أن تنفر مع عامر بن الطّفيل، فلما أبت بنو عامر عليه استصرخ عليهم قبائل من سليم: عصيّة و رعل - فنفروا معه، و رأسوه عليهم، فقال عامر بن الطفيل: أحلف باللّه ما أقبل هذا وحده، فاتّبعوا أثره حتى وجدوا القوم، قد استبطئوا صاحبهم، فأقبلوا في أثره، فلقيهم القوم و المنذر معهم، فأحاطت بنو سليم بالقوم و كاثروهم، فقاتل القوم حتى قتل أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و بقي المنذر بن عمرو، فقالوا له: إن شئت أمّناك، فقال: لن أعطي بيدي، و لن أقبل لكم أمانا حتى آتي مقتل حرام، ثم برئ مني (3) جواركم، فآمنوه حتى أتى مصرع حرام، ثم برءوا إليه من جوارهم، ثم قاتلهم حتى قتل، فذلك قول رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أعتق ليموت» (4).

و أقبل الحارث بن الصّمة، و عمرو بن أمية بالسرح، و قد ارتابا (5) بعكوف (6) الطير على منزلتهم أو قريب من منزلتهم، فجعلا يقولان: قتل و اللّه أصحابنا، و اللّه ما قتل أصحابنا إلاّ أهل نجد، فأوفى على نشز من الأرض، فإذا أصحابهم مقتولون، و إذا الخيل واقفة، فقال الحارث بن الصّمّة لعمرو بن أمية: ما ترى ؟ قال: أرى أن ألحق برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأخبره الخبر، فقال الحارث: ما كنت لأتأخر عن موطن قتل فيه (7)

ص: 103


1- الخبر في مغازي الواقدي 347/1.
2- في «سرحهم» سقطت من م.
3- بالأصل و م:«من» و المثبت عن الواقدي.
4- أي إن المنية أسرعت به و ساقته إلى مصرعه (النهاية لابن الأثير).
5- بالأصل و م: ارتابوا، و المثبت عن الواقدي.
6- بالأصل:«فعكوف» و المثبت عن م و الواقدي.
7- سقطت «فيه» من م.

المنذر، فأقبلا، فلقيا القوم فقاتلهم الحارث حتى قتل منهم اثنين ثم أخذوه فأسروه و أسروا عمرو بن أمية، و قالوا للحارث: ما تحب أن نصنع بك، فإنّا لا نحب قتلك، قال: أبلغوني مصرع المنذر و حرام، ثم برئت مني ذمتكم، قالوا: نفعل، فبلغوا به، ثم أرسلوه فقاتلهم، فقتل منهم اثنين ثم قتل، فما قتلوه حتى شرعوا له الرماح، فنظموه فيها، و قال عامر بن الطفيل لعمرو بن أمية و هو أسير في أيديهم، و لم يقاتل: إنه قد كانت على أمه نسمة فأتت حرّ عنها و جزّ ناصيته.

فلما جاء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خبر بئر معونة جاء معها في ليلة واحدة مصابهم و مصاب مرثد بن أبي مرثد، و بعث محمّد بن مسلمة فجعل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«هذا عمل أبي براء، قد كنت لهذا كارها»، و دعا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على قتلتهم بعد الركعة من الصّبح في صبح تلك الليلة التي جاءه الخبر، فلما قال:«سمع اللّه لمن حمده»، قال:«اللّهم اشدد وطأتك على مضر، اللّهمّ عليك ببني لحيان و زعب و رعل و ذكوان و عصيّة، فإنهم عصوا اللّه و رسوله، اللّهمّ عليك ببني لحيان و عضل و القارة، اللّهمّ أنج الوليد بن الوليد، و سلمة بن هشام، و عيّاش بن أبي ربيعة، و المستضعفين من المؤمنين، غفار غفر اللّه لها، و أسلم سالمها اللّه» ثم سجد فقال ذلك خمس عشرة، و يقال أربعين يوما حتى نزلت هذه الآية لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْ ءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ الآية (1)،و كان أنس بن مالك يقول: يا ربّ سبعين من الأنصار يوم بئر معونة، و كان أبو سعيد الخدري يقول: قتلت من الأنصار في مواطن سبعين سبعين (2)،يوم أحد: سبعون، و يوم بئر معونة: سبعون، و يوم اليمامة سبعون، و يوم جسر أبي عبيد: سبعون، و لم يجد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على قتلى ما وجد على قتلي بئر معونة، و كان أنس يقول: أنزل اللّه فيهم قرآنا قرأناه حتى نسخ: بلغوا قومنا انا لقينا ربنا فرضي عنا و رضينا عنه.

قالوا: و أقبل أبو براء سائرا و هو شيخ كبير هم (3)،فبعث من العيص (4) ابن أخيه لبيد بن ربيعة بهدية فرس. فردّه النبي صلى اللّه عليه و سلم و قال:«لا أقبل هدية مشرك»، فقال لبيد: ما

ص: 104


1- سورة آل عمران، الآية:128.
2- كذا بالأصول و مغازي الواقدي.
3- الهمّ : الشيخ الفاني (عن الصحاح).
4- موضع ببلاد بني سليم (انظر ياقوت).

كنت أظنّ أن أحدا من مضر يردّ هدية أبي براء، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«لو قبلت هدية مشرك لقبلت هدية أبي براء»، قال: فإنه قد بعث يستشفيك من وجع به و كانت به الدّبيلة، فتناول النبي صلى اللّه عليه و سلم جبوبة من الأرض فتفل فيها ثم ناوله و قال:«دفّها بماء ثم اسقها إياه»، ففعل، فبرأ، و يقال: إنه بعث إليه بعكّة عسل، فلم يزل يلعقها حتى برأ، فكان أبو براء يومئذ سائرا في قومه يريد أرض بليّ ، فمرّ بالعيص فبعث ابنه ربيعة مع لبيد يحملان طعاما، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لربيعة:«ما فعلت ذمة أبيك ؟» قال ربيعة: نقضتها ضربة بسيف أو طعنة برمح، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«نعم»، فخرج ابن أبي براء فخبّر أباه، فشقّ عليه ما فعل عامر بن الطّفيل، و ما صنع بأصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم و لا حركة به من الكبر و الضعف، فقال: أخفرني ابن أخي من بين بني عامر، و سار حتى كانوا على ماء من مياه بليّ يقال له: الهدم (1)،فركب ربيعة فرسا له و تلحق عامرا و هو على جمل له، فطعنه بالرمح فأخطأ مقاتله، و تصايح الناس، فقال عامر بن الطفيل: إنها لم تضرّني، إنها لم تضرّني، و قال: قضيت ذمة أبي براء، فقال عامر بن الطفيل: قد عفوت عن عمي، هذا فعله، و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اللّهمّ اهد بني عامر و اطلب خفرتي من عامر بن الطّفيل»[5507].

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار قال:

إنّما أنجدت بنو رعل و ذكوان و هم حلفاء بني رعل، و بنو ذكوان من بني سليم، فأنجدوا عامر بن الطفيل على أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الذين قتلوا ببئر معونة من أجل طعيمة - يعني ابن عدي بن نوفل - و أمه فاختة بنت عبّاس بن عامر بن حي بن رعل بن عوف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم بن منصور، و كان الذي أنجد عامرا أنس بن عباس و هو الأصم، فنفر مع عامر بني رعل و بني ذكوان و بني عصية، و هؤلاء كلهم من بني سليم، و أبت عامر بن صعصعة أن يعينوا عامر بن الطفيل لأن أبا براء عامر بن مالك كان خفير أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الذين قتلهم عامر يوم بئر معونة و لذلك قال حسان بن ثابت (2):

ألا أبلغ ربيعة ذا المساعي (3) *** فما أحدثت في الحدثان بعدي

ص: 105


1- الهدم: وراء وادي القرى (ياقوت).
2- ديوانه ط بيروت ص 64.
3- صدره في الديوان: ألا من مبلغ عني ربيعا .

أبوك أبو الفضول (1) أبو براء *** و خالك ماجد حكم بن سعد

بني أمّ البنين! أ لم يرعكم *** و أنتم من ذوائب أهل نجد

تهكّم عامر بأبي براء *** ليخفر، و ما خطأ كعمد

ربيعة بن عامر بن مالك، و حكم بن سعد الذي ذكر هو حكم بن سعد بن أبي عمرو بن حذيفة بن غزية بن عصية بن هصيص بن حنّ ، و هو بيت بني القين بن جسر.

و قال أيضا حسّان بن ثابت (2):

ألا أبلغ جميع بني هلال *** و عامرها و كعبا أجمعينا

بأنّ الغدر عمّ بني كلاب *** و خصّ به بنو أم البنينا

فلو مدّوا بحبل من عقيل *** لألفوا حبلهم صلبا متينا (3)

أو القرطاء (4) ما إن أخفروهم *** و قدما ما وفوا إذ لا يفونا

و قال أيضا حسّان بن ثابت في ذلك (5):

لقد ذهبت شنارا كلّ وجه *** خفارة ما أجار أبو براء

فما كنتم كجار أبي دواد (6) *** و لا الأسديّ جار أبي العلاء

و لا جار السّموأل إذ فداه *** جهارا بابنه عرض البلاء

فكان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يدعو على رعل و فالج و ذكوان و عصيّة عصت اللّه و رسوله، و هؤلاء كلهم من بني سليم، و أقبل (7) أصحاب بئر معونة، دعا عليهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أربعين ليلة حتى نزل عليه: لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْ ءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظٰالِمُونَ (8) فأمسك عنهم.

ص: 106


1- الديوان: أبو الفعال.
2- الأبيات ليست في ديوانه.
3- هذا البيت و الذي يليه في سيرة ابن هشام 198/3-199 مع ثالث قبلهما، و نسبها ابن هشام لكعب بن مالك قالها في يوم بئر معونة يعير بني جعفر بن كلاب. و الأبيات في ديوانه ص 278.
4- قال ابن هشام: القرطاء قبيلة من هوازن، و قال أبو ذر: بطون من العرب من بني كلاب، و هم قرط بالضم و قريط و قريط ، و يسمون القروط أيضا.
5- لم ترد الأبيات في ديوان حسان.
6- في م: ذواد.
7- في م و المطبوعة: و لقتل.
8- سورة آل عمران، الآية:128.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عتّاب، أنا القاسم بن عبد اللّه بن المغيرة، نا إسماعيل بن إبراهيم، عن عمه موسى بن عقبة قال:

ثم غزوة ابن أبي العوجاء (1) السّلمي في ناس بعثهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى أرض بني سليم، فقتل هو و أصحابه.

و بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سرية قبل أرض بني سليم، و هو يومئذ ببئر معونة، و بئر معونة بين الأرحضيّة (2) و فدان (3)،و يقال بل أميرهم يومئذ المنذر بن عمرو أخو بني ساعدة، و يقال: أميرهم مرثد بن أبي مرثد الغنوي، حتى إذا كانوا ببعض الطريق بعثوا حرام بن ملحان أخا بني عدي بن النجار إليهم بكتاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ليقرأه عليهم، فلقيه عامر بن مالك أخو بني عامر، فأجازه حتى يقرأ عليهم كتاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم (4)،فلما أتاهم انتحى له عامر بن الطفيل فقتله، ثم قال: و اللّه ما أقبل هذا وحده، فاتّبعوا أثره حتى وجدوا القوم مقبلين هم (5) و المنذر، فقالوا: إن شئت أمّناك، فقال: لن أعطيكم بيدي، و لن أقبل أمانكم إلاّ أن تؤمنوني حتى آتي مقتل حرام بن ملحان ثم برئ مني جواركم، فقاتلهم حتى قتل فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أعتق ليموت».

فقال عروة بن الزبير: لم يوجد جسد عامر، يرون أن الملائكة هي وارته، و قتل يومئذ من المسلمين من قريش ثم من بني تيم: عامر بن فهيرة، و من بني مخزوم:

الحكم بن كيسان و من الأنصار، ثم من بني النجار: حرام بن ملحان و أوس بن معاذ، و أبو شيخ بن ثابت بن المنذر، و سهل بن عامر بن سعد، و الطّفيل بن سعد، و الحارث بن الصّمّة، و قطبة بن عبد عمرو بن مسعود بن كعب، و أميرهم المنذر بن عمرو أخو بني ساعدة، و من بني زريق معاذ بن ماعص، و من بني عمرو بن عوف:

عروة بن الصّلت بن أسماء السّلمي عرض عليه الأمان، فأبى أن يقبله، فقتلوه، و ارتثّ

ص: 107


1- في م: ابن أبي العرجاء.
2- الأرحضية: موضع قرب أبلى و بئر معونة، بين مكة و المدينة (ياقوت).
3- كذا بالأصل و م، و صححها محقق المطبوعة: قرّان.
4- من قوله: ليقرأه عليهم إلى هنا سقط من م.
5- سقطت من م.

في القتلى كعب بن زيد، قتل يوم الخندق، قتله عامر بن الطفيل و من معه من بني عامر و بني سليم.

قال موسى بن عقبة و كان عمرو بن أمية الضّمري في سرح القوم فأخذه عامر بن الطفيل فأعتقه، و قال له: ارجع إلى صاحبك فحدّثه، فرجع عمرو إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأخبره الخبر، فقال حسان بن ثابت، و هو يذكر جوار عامر بن مالك:

ألا أبلغ ربيعة ذا المساعي *** فما أحدثت في الحدثان بعدي

أبوك أبو الفضول أبو براء *** و خالك ماجد حكم بن سعد

بني أم البنين أ لم يرعكم *** و أنتم من ذوائب أهل نجد

تهكّم عامر بأبي براء *** ليخفره و ما خطأ كعمد

و كان ثلاثة نفر من سرية المنذر بن عمرو، تخلفوا على ضالّة يبغونها، فإذا الطير يرميهم بالعلق، فقالوا: قتل و اللّه أصحابنا، إنّا لنعلم ما كانوا ليقتلوا عامرا أو بني سليم و هو النّديّ ، و لكن إخواننا هم الذين قتلوا، فما ذا تأمرون، قال أحدهم: أما أنا فلا أرغب بنفسي عنهم، فانطلق نحوهم فقتل، و أما الآخران فأقبلا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فلما كان ببعض الطريق لقيا رجلين من بني كلاب كافرين قد كانا وصلا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعهد، فنزلا منزلا واحدا، فلما نام الكلابيان قتلاهما و لم يعلما أنّ لهما عهدا من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

3061 - عامر بن مالك ذو القصّة الجرشي من بني الجريش

3061 - عامر بن مالك ذو القصّة (1) الجرشي من بني الجريش

ابن كعب بن ربيعة بن عامر

ابن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن

وفد على عبد الملك بن مروان، و فاخر زفر بن الحارث الكلابي عنده.

3062 - عامر بن مسعود

أبو سعد - و يقال: أبو سعيد - الزرقي (2) صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم

و يقال: لا صحبة له. سكن دمشق، و روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم و عن عائشة.

ص: 108


1- عن م، و بالأصل: ذو العصة.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 21 رقم 7990 و تهذيب التهذيب 110/12 و الإصابة 86/4 و أسد الغابة 209/5 و الاستيعاب 92/4 و الوافي بالوفيات 586/16 و تاريخ الإسلام حوادث سنة 61-80 ص 143.

روى عنه: يونس بن ميسرة بن حلبس، و مكحول.

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنا إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم الطيان، أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن خرّشيذ قوله، أنا أبو بكر النيسابوري، نا العباس بن الوليد، أخبرني أبي، أخبرني ابن شعيب، أخبرني سعيد بن عبد العزيز، عن يونس بن ميسرة الجبلاني، أنه حدثهم قال:

خرجت مع أبي سعد الزرقي صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى شرى الضحايا.

قال يونس: فأشار لي أبو سعد إلى كبش أدغم ليس بالمرتفع و لا بالمتّضع، قال:

اشتره لي كأنه شبهه بكبش رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

قال سعيد (1):قوله ليس بالمرتفع و لا بالمتضع يعني في جسمه، قال: و الأدغم:

الأسود الرأس.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا خيثمة و محمّد بن يعقوب قالا: نا العبّاس بن الوليد بن مزيد، حدّثني أبي عن محمّد بن شعيب بن شابور (2)،و حدّثني به محمّد بن شعيب، عن سعيد بن عبد العزيز، عن يونس بن ميسرة بن حلبس قال:

خرجت مع أبي سعد (3) الزرقي، و كانت له صحبة إلى شرى الضحايا فأشار إلى كبش أدغم الرأس ليس بأرفع الكباش، فقال: كأنه الكبش الذي ضحى به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أمرني فاشتريته.

أخبرناه أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (4)،حدّثني عبد الرّحمن بن بن إبراهيم، نا محمّد بن شعيب، نا سعيد بن عبد العزيز، نا يونس بن ميسرة بن حلبس قال:

ص: 109


1- في م: قال لسعيد.
2- بالأصل و م: سابور، خطأ، و الصواب ما أثبت: شابور، و قد مرّ التعريف به.
3- في م: أبي سعيد.
4- الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 566/1.

خرجت مع أبي سعيد (1) الزرقي صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلم إلى الضحايا، فأشار لي أبو سعد إلى كبش أدغم ليس بالمرتفع و لا بالمتضع - يعني في جسمه - فقال: اشتر لي هذا، كأنه شبّهه بكبش رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

قال (2):و حدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم، نا الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول قال: أرسل عبد الملك إلى أبي سعد الزرقي، و اسمه عامر بن مسعود.

قال أبو زرعة فنرى، و اللّه أعلم - أن أبا سعد بن أبي فضالة هذا، هو عامر بن مسعود الذي أرسل إليه عبد الملك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا علي بن مسلم، نا أبو داود الطيالسي، نا شعبة، عن أبي الفيض قال: سمعت عبد اللّه بن مرّة يحدّث عن أبي سعيد الزرقي: أن رجلا من أشجع سأل النبي صلى اللّه عليه و سلم عن العزل فقال:«ما يقدّر في الرّحم يكن»[5508].

قال البغوي: سعد بن عمارة: أبو سعيد الزرقي.

و هذا يدل على أنهما رجل واحد اختلف في اسمه و في كنيته، و اللّه أعلم.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد بن محمّد التميمي، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الرازي، أنا أبو عبد اللّه محمّد (3) بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عبد الملك بن مروان القرشي، نا أبو أيوب سليمان بن أيوب بن حذلم، نا دحيم.

ح قال: و نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، حدّثني أبو بكر أحمد بن عبد اللّه بن أبي دجانة عبد اللّه بن عمرو البصري، نا إبراهيم بن دحيم، نا أبي [نا] (4)الوليد، نا سعيد - زاد ابن مروان: بن عبد العزيز - عن مكحول قال:

أرسل إليّ عمر بن عبد العزيز في أرض الروم و قد حضر الأضحى، فخرجت إلى

ص: 110


1- في م و تاريخ أبي زرعة: أبي سعد.
2- المصدر السابق 567/1.
3- «محمد بن» سقطتا من م.
4- سقطت من الأصل و م، و زيادة لازمة عن المطبوعة.

مجمع الناس، و قد واعد البدن أن تنحر عنه - زاد ابن أبي دجانة: بمكة، و قالا:- فسألني عما كان - و في حديث ابن مروان: كيف كان - يصنع الناس من - و قال ابن مروان: في - الإحرام ؟ فقلت؛ إن شئت حدثتك عن أبيك، و إن شئت حدثتك عن - زاد ابن مروان: عمك - و قالا: عبد الملك، قال مكحول: أرسل عبد الملك إلى أبي سعد عامر بن مسعود - زاد ابن أبي دجانة: الزرقي، و قالا:- و أراد عبد الملك أن يحرم، و كانت بهم علية جدة في أمر عثمان، فجاءه و به فرق شديد، فلم يزل عبد الملك يكلّمه حتى ذهب بعض ما يجده، ثم سأله - و قال ابن مروان: فسأله - عبد الملك عن ذلك، فقال أبو سعد: فعن ذاك ما أرابك ؟ فقال عبد الملك: نعم، قال: فإن عائشة قالت: كنت أقبل قلائد هدي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فلا يحرم من شيء،- و قال ابن مروان: فما يحرم شيئا-.

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم أخبرني أبو مسعود المعدل عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا أبو زرعة الدمشقي عبد الرّحمن بن عمرو، نا أبو مسهر، نا محمّد بن مهاجر [عن أبيه مهاجر بن دينار] (1).

أن أبا سعد الأنصاري مرّ بمروان بن الحكم يوم الدار و هو صريع، فقال أبو سعد:

لو أعلم يا ابن الزرقاء انك حي لأجزت عليك (2)،فحقدها عبد الملك بن مروان، فلما استخلف عبد الملك أتى به فقال أبو سعد: احفظ فيّ وصية رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: و ما ذاك ؟ قال: أقبلوا من محسنهم و تجاوزوا عن مسيئهم.

و كان أبو سعد زوج أسماء بنت يزيد بن السكن.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال: و أبو سعد الزرقي عامر بن مسعود.

حدّثني محمود بن خالد، عن محمّد بن شعيب، عن سعيد، عن ابن حلبس قال:

خرجت مع أبي سعد الأنصاري (3) الزرقي صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى شرى الضحايا.

ص: 111


1- ما بين معكوفتين عن م و مكانها بالأصل:«بن رسر».
2- أي لأجهزت عليك.
3- في تاريخ الإسلام: الأنماري.

و حدّثنيه دحيم (1).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا أبو الحسين الكلابي، أنا أحمد بن عمير قال: سمعت محمود بن إبراهيم بن سميع يقول: و أبو سعد الزرقي دمشقي عامر بن مسعود.

و قال ابن عتّاب: أبو سعيد، و قال ابن سعد: و هو خطأ في الموضعين.

ثم أعاد ابن سميع ذكره في الطبقة الثالثة من التابعين فقال: عامر بن مسعود الزرقي.

قال عبد الرّحمن: يكنى أبا سعد، أحسبه صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلم.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو سعد عامر بن مسعود.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد، أنا أبو القاسم الصّواف، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد قال في التابعين: أبو سعد عامر بن مسعود الزرقي.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو سعد عامر بن سعد، و يقال: ابن مسعود، الزّرقي، عن عائشة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم: لا أعلم له راويا غير مكحول، و قد حدث يونس بن ميسرة عن أبي سعد الزرقي و ذكر أنه صحابي، هذا تابعي و ذاك صحابي.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة قال: أبو سعد الزرقي له صحبة، حدث عنه يونس بن ميسرة بن حلبس، و عبد اللّه بن مرّة الزرقي.

ص: 112


1- قوله:«و حدثنيه دحيم» كذا بالأصل و م، و سقط من المطبوعة.

3063 - عامر بن المعمّر الأزدي

حدّث عن وكيع.

روى عنه: ابنه أبو العبّاس أحمد بن عامر بن المعمّر.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن بن عوف، أنا أبو علي الحسن بن منير، أنا أبو العبّاس أحمد بن عامر بن المعمّر، نا (1) أبي، نا وكيع بن الجرّاح، عن علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عبادة بن الصّامت قال: سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن قوله عز و جلّ :

لَهُمُ الْبُشْرىٰ فِي الْحَيٰاةِ الدُّنْيٰا وَ فِي الْآخِرَةِ (2) قال:«هي الرؤيا الصّالحة يراها المسلم أو ترى له»[5509].

3064 - عامر بن واثلة بن عبد اللّه بن عمير

3064 - عامر بن واثلة بن عبد اللّه بن عمير (3)

ابن جابر بن خميس (4) بن حدي (5) بن سعد بن ليث

ابن بكر بن عبد مناة (6) بن كنانة بن خزيمة

أبو الطّفيل الكناني (7)

صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و آخر أصحابه موتا و روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أحاديث، و عن علي بن أبي طالب، و كان من شيعته.

روى عنه الزّهري، و حبيب بن أبي ثابت، و معروف بن خرّبوذ (8)،و يزيد بن

ص: 113


1- في م: أنا.
2- سورة يونس، الآية:64.
3- في تهذيب الكمال: عمرو.
4- في تهذيب الكمال:«بن جحش، و يقال: خميس» و في جمهرة ابن حزم و أسد الغابة: حميس.
5- ابن حزم:«جدي» و في تهذيب الكمال: جري.
6- بالأصل:«عبد مناف» و المثبت عن ابن حزم و أسد الغابة.
7- ترجمته و أخباره في جمهرة ابن حزم ص 183 و تهذيب الكمال 378/9 و تهذيب التهذيب 57/3 و أسد الغابة 41/3 و الأغاني 114/15 و الوافي بالوفيات 584/16 و سير الأعلام 467/3 و 467/4 و انظر بحاشية المصدرين الأخيرين أسماء مصادر كثيرة أخرى ترجمت له.
8- بالأصل و م: خربود، و المثبت عن تهذيب الكمال.

بلال، و سعيد بن إياس الجريري، و عبد اللّه (1) بن أبي زياد، و عمارة بن ثوبان، و ابن أبي حسين، و فطر بن خليفة الخياط (2)،و الوليد بن عبد اللّه بن جميع، و سيف بن وهب، و جابر بن يزيد الجعفي، و علي بن زيد بن جدعان، و عبد اللّه بن عطاء المكي، و عثمان بن عبيد، و أبو الزبير (3)،و إسماعيل بن مسلم، و جرير بن حازم، و مهدي بن عمران البصري، و عبد اللّه بن عثمان بن خثيم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا عبيد اللّه بن عمر القواريري، و نصر بن علي، قالا: نا عبد الأعلى بن عبد الأعلى، نا جرير (4)،حدّثني أبو الطفيل قال:

رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و لم يبق على الأرض أحد رآه غيري، قال: قلت له: كيف رأيته ؟ قال: رأيته أبيض مليحا مقصّدا إذا مشى كأنه يهوي في صبب.

رواه مسلم عن القواريري (5)أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (6)،حدّثني أبي، نا يزيد بن هارون، أنا الجريري قال: كنت أطوف مع أبي الطّفيل قال: ما بقي أحد رأى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم غيري، قال: قلت له: و رأيته ؟ قال:

نعم، قال: قلت: كيف كان صفته ؟ قال: كان أبيض، مليحا، مقصّدا (7).

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، نا أبو عبد اللّه محمّد بن يعقوب الحافظ ، نا إبراهيم بن عبد اللّه السّعدي، نا يزيد بن هارون، أنا الجريري قال: كنت أطوف مع أبي الطفيل فقال لي: لم يبق أحد من رأى (8) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم غيري، قلت: كيف كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: كان أبيض، مليحا مقصّدا.

ص: 114


1- كذا بالأصل و م، و في تهذيب الكمال و المطبوعة: عبيد اللّه.
2- في م: الحناط .
3- و اسمه محمد بن مسلم المكي.
4- في م و المطبوعة: نا الجريري.
5- صحيح مسلم 43 كتاب الفضائل،28 باب (الحديث رقم 99).
6- مسند الإمام أحمد ط دار الفكر 209/9 رقم 23858.
7- مقصدا: هو الذي ليس بجسيم و لا نحيف و لا طويل و لا قصير. قال شمر: هو نحو الربعة.
8- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: لقي.

أخبرنا أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا عمرو بن الضحاك - زاد ابن حمدان: بن مخلد: نا أبي، نا جعفر بن يحيى بن ثوبان، نا عمارة بن ثوبان:

أن أبا الطفيل أخبره أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كان بالجعرانة (1) يقسم لحما، و أنا يومئذ غلام أحمل عضو البعير، قال: فأقبلت امرأة بدوية، فلما دنت من النبي صلى اللّه عليه و سلم بسط لها رداءه، فجلست عليه، فسألت: من هذه ؟ قالوا: أمّه التي أرضعته، و سقط من حديث ابن حمدان: نا أبي، و لا بدّ منه، و قال: حفص، و هو تصحيف: إنما جعفر بن يحيى.

أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو نصر بن قتادة، أنا أبو عمرو إسماعيل بن نجيد السّلمي، نا أبو مسلم، نا أبو عاصم، نا جعفر بن يحيى بن ثوبان، أخبرني عمي عمارة بن ثوبان.

أن أبا الطفيل أخبره قال: كنت غلاما أحمل عضو البعير، و رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقسم لحما بالجعرانة، قال: فجاءته امرأة فبسط لها رداءه، فقلت: من هذه ؟ قالوا: أمّه التي أرضعته.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، نا وكيع، نا معروف المكي قال: سمعت أبا الطفيل عامر بن واثلة قال: رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم و أنا غلام شاب يطوف بالبيت على راحلته يستلم الحجر بمحجنه (3).

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري (4)،أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالت: قرئ على إبراهيم بن

ص: 115


1- الجعرانة: ماء بين الطائف و مكة نزلها النبي صلى اللّه عليه و سلم لما قسم غنائم هوازن، مرجعه من غزاة حنين (ياقوت).
2- مسند الإمام أحمد ط دار الفكر 209/9 رقم 23859.
3- المحجن: العصا المعوجة الرأس،(انظر اللسان).
4- في المطبوعة: أبو المظفر القشيري.

منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا مجاهد بن موسى، نا القاسم بن مالك، عن معروف بن خرّبوذ (1)،عن أبي الطفيل بن واثلة - سماه ابن المقرئ:

عامرا - قال: رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم يطوف بالبيت على ناقة يستلم الحجر بمحجنه - و قال ابن حمدان: على ناقته يستلم الحجر بمحجن معه-.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن سيبخت (2)،نا محمّد بن أحمد بن إبراهيم من قريش الحكيمي الكاتب، نا أبو العبّاس أحمد بن يحيى ثعلب، نا عبد اللّه بن شبيب، عن الزبير، حدّثني محمّد بن سلام الجمحي، عن عبد الرّحمن الهمداني، قال:

دخل أبو الطّفيل عامر بن واثلة الكناني على معاوية فقال له معاوية: أبا الطّفيل، قال: نعم، قال: أ لست من قتلة عثمان ؟ قال: لا، و لكني ممن حضره، فلم [ينصره] (3)قال: و ما منعك من نصره ؟ قال: لم ينصره المهاجرون (4) و الأنصار، فقال معاوية: أما لقد كان حقه واجبا عليهم أن ينصروه، قال: فما منعك يا أمير المؤمنين من نصره و معك أهل الشام ؟ فقال معاوية: أ ما طلبي بدمه نصرة له ؟ فضحك أبو الطّفيل ثم قال: أنت و عثمان كما قال الشاعر:

لا ألفينّك بعد الموت تندبني *** و في حياتي ما زوّدتني زادي

فقال له معاوية: يا أبا الطّفيل ما أبقى لك الدّهر من ثكلك عليا؟ قال: ثكل العجوز المقلات و الشيخ الرقوب، ثم ولّى، قال: فكيف حبّك له ؟ قال: حبّ (5) أمّ موسى لموسى، و إلى اللّه أشكو التقصير.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا عبد الوهّاب بن محمّد بن إسحاق، أنا أبو محمّد بن يوه، أنا أبو الحسن اللنباني (6)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا زياد بن حسان

ص: 116


1- بالأصل «خربود» و في م:«حربود» و كلاهما تحريف و الصواب ما أثبت.
2- ضبطت عن تبصير المنتبه 696/2.
3- سقطت من الأصل و استدركت عن م.
4- عن م، و بالأصل: المهاجرين.
5- عن م، و بالأصل: أحب.
6- عن م، و بالأصل: اللبناني.

البصري ببعض هذا الحديث، حدّثني الهيثم بن الربيع، و اخبرني عمر بن بكير، و محمّد بن صالح بسائره عن علي بن محمّد القرشي، عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن الهمداني، قال:

دخل أبو الطفيل عامر بن واثلة الكناني على معاوية، فقال له معاوية: أبو الطّفيل، قال: نعم، قال: أنت من قتلة عثمان ؟ قال: لا، و لكن ممن حضره فلم ينصره، قال: ما منعك من نصره ؟ قال: لم ينصره المهاجرون و الأنصار، و لم تنصره (1) أنت، قال معاوية: أ ما طلبي بدمه نصرة له ؟ فضحك أبو الطّفيل و قال: أنت و عثمان كما قال الشاعر:

لا ألفينّك بعد الموت تندبني *** و في حياتي ما زوّدتني زادي

قال معاوية: يا أبا طفيل ما أبقى لك الدهر من ثكلك علي بن أبي طالب، قال:

ثكل العجوز المقلاة، و الشيخ الرقوب، قال: فكيف حبك له ؟ قال: حبّ أم موسى لموسى، و أشكو إلى اللّه التقصير تفسيره: قال: المقلات التي لا يعيش لها ولد، و الرّقوب: الرجل (2) الذي قد يئس أن يولد له.

أخبرنا أبو يعلى بن أبي خيثمة، أنا سهل بن بشر، و أحمد بن محمّد، قالا: أنا محمّد بن أحمد السّعدي، أنا منير بن أحمد، أنا جعفر بن أحمد الحذّاء، أنا أحمد بن الهيثم البلدي، قال: قال أبو نعيم: أبو الطّفيل عامر بن واثلة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أحمد بن الحسن بن أحمد - زاد الأنماطي و أحمد بن الحسن بن خيرون قالا: أنا محمّد بن الحسن بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خياط (3) قال: و من بني كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر، ثم من بني ليث بن بكر بن عبد مناة بن علي بن كنانة: عامر بن واثلة بن عبد اللّه بن عمرو (4) بن

ص: 117


1- بالأصل و م: ينصره.
2- بالأصل و م: للرجل.
3- طبقات خليفة بن خياط ص 66 و 68 رقم 176.
4- عند خليفة: عمير.

جحش (1) بن سعد بن ليث، نزل الكوفة ثم أقام بمكة حتى مات، و هو آخر من مات من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و يكنى أبا الطّفيل، مات سنة مائة أو نحوها.

و ذكره خليفة في تسمية من نزل مكة من الصحابة (2) فقال: أبو الطّفيل عامر بن واثلة بن عبد اللّه بن عمر بن جحش (3) بن حري (4) بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن علي بن كنانة بن خزيمة، مات بعد سنة مائة، هو آخر من بقي من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و يقال: مات سنة سبع و مائة.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الحسن بن علي (5)الجوهري، أنا علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ، أنا محمّد بن الحسين بن شهريار، نا عمرو بن علي بن بحر قال: أبو الطّفيل عامر بن واثلة، و أصله من الكوفة، و سكن مكة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (6) قال: أبو الطّفيل عامر بن واثلة بن عبد اللّه بن عمير بن جابر بن حميس بن جدي (7)-و في نسخة:

حدي - بن سعد - بن ليث (8) بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، و كان من أصحاب محمّد بن الحنفية، و ابنه الطّفيل بن عامر، قتل مع عبد الرّحمن بن محمّد بن الأشعث بن قيس الكندي يوم دير الجماجم، فقال أخوه:

خلّى طفيل عليّ الهمّ فانشعبا *** يهدّ ذلك ركني هدّة عجبا (9)

و كان أبو الطّفيل ثقة في الحديث، و كان متشيّعا.

ص: 118


1- كذا بالأصل و م، و في خليفة:«حميس» و بعدها في م:«حرن» و في خليفة «جري» و قد سقطت اللفظة من الأصل. و في المطبوعة:«حرب».
2- طبقات خليفة بن خياط ص 488 رقم 2519.
3- كذا بالأصل و م، و في طبقات خليفة هنا: جحيش.
4- في الأصل «حري» و في م:«حرب» و في طبقات خليفة: جزي.
5- سقطت لفظة «علي» من م.
6- طبقات ابن سعد 457/5.
7- في ابن سعد: جزء.
8- إلى هنا ينتهي الخبر في ابن سعد.
9- البيت في الأغاني 153/15 منسوبا إلى عامر بن واثلة يرثي ابنه الطفيل.

أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل (1) بن ناصر الحافظ عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا محمّد بن المظفّر، أنا أحمد بن علي بن الحسن، أنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم قال: و من بني ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة: أبو الطّفيل عامر بن واثلة بن عبد اللّه بن عمير بن حميس بن جدي بن سعد بن ليث، و يقال: جحش، توفي بمكة سنة ثنتين و مائة، و هو آخر أصحاب (2) النبي صلى اللّه عليه و سلم كلهم وفاة، جاءت عنه روايات يسيرة، و قد روى عن معاذ، و ابن عباس و غيرهما.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني - قالا: أنا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسن المقرئ، نا أبو عبد اللّه البخاري (3) قال: عامر بن واثلة أبو الطّفيل المكي، و قال بعضهم: عمرو بن واثلة الليثي، قال أحمد نا (4) ثابت بن الوليد بن عبد اللّه بن جميع:

حدّثني أبي، قال لي أبو الطّفيل: أدركت ثمان سنين من حياة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و ولدت عام أحد، قال موسى: حدّثنا ربعي بن عبد اللّه بن الجارود، حدّثني سيف بن وهب قال: دخلت على أبي الطّفيل بمكة و هو من بني سعد بن ليث قال: أنا ابن تسعين سنة و نصف سنة، فقال لي: كم أتى عليك ؟ قلت: أنا ابن ثلاث و ثلاثين سنة، فقال: إن رجلا من محارب خصفة يقال له عمرو بن صليع له صحبة و كان بسني يومئذ، و أنا بسنّك اليوم أتينا حذيفة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو منصور محمّد بن الحسن، أنا أحمد بن الحسين النّهاوندي، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن، نا محمّد بن إسماعيل البخاري، قال: و قال أحمد: نا ثابت بن الوليد فذكره قال: و روى عمرو بن عاصم عن حمّاد بن سلمة فذكر بعضه.

قال البخاري: و الأول أصح - يعني حديث ابن جميع - قال البخاري: اسم أبي

ص: 119


1- في م:«أبو الطفيل» خطأ.
2- في م: أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.
3- التاريخ الكبير 446/6.
4- عن م و بالأصل «بن» و عند البخاري: حدثنا.

الطّفيل عامر بن واثلة الليثي المكي، قال معمر: اسمه عمرو، و عامر أصح.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (1)،قال: عامر بن واثلة أبو الطّفيل المكي الليثي البكري، أدرك من حياة النبي صلى اللّه عليه و سلم ثمان سنين، ولد عام أحد، روى عنه الزهري، و معروف بن خرّبوذ (2)،و يزيد بن بلال (3)،و الجريري، و عبيد اللّه بن أبي زياد، و عمارة بن ثوبان، و ابن أبي حسين، و فطر، سمعت أبي يقول (4) ذلك و بعضه من قبلي.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدار قطني قال: أبو الطّفيل عامر بن واثلة بن عبد اللّه بن عمير بن جابر بن حميس بن حدي (5) بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن بكر (6).

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: عامر بن واثلة بن عبد اللّه بن عمير بن جابر أبو الطّفيل الكناني، رأى النبي صلى اللّه عليه و سلم في حجّة الوداع، و هو آخر من مات بمكة من الصّحابة، روى عنه الزّهري، و أبو الزبير، و الوليد بن جميع، و ابن خثيم (7)،و علي بن زيد، و جابر بن يزيد، و معروف بن خرّبوذ (8)،و الجريري، و إسماعيل بن مسلم، و جرير بن حازم، و مهدي بن عمران، و يزيد بن بلال.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، أنا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (9)،قال: و أبو الطّفيل عامر بن واثلة بن عبد اللّه بن عامر، و قيل عمير بن

ص: 120


1- الجرح و التعديل 328/6.
2- بالأصل و م:«خربود» و المثبت عن الجرح و التعديل.
3- في الجرح و التعديل: مليك.
4- العبارة في الجرح و التعديل: سمعت أبي يقول بعض ذلك.
5- في م: خدي.
6- كذا بالأصل و م، و قد مرّ: عبد مناة بن كنانة، و انظر جمهرة ابن حزم ص 183.
7- بالأصل و م:«و ابن خيثم» خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ في أول الترجمة.
8- بالأصل و م:«خربود» و المثبت عن الجرح و التعديل.
9- الخبر في تاريخ بغداد 198/1.

جحش، و قيل: حميس بن حدي (1)،و قيل: جدي بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان، ولد عام أحد، و أدرك ثمان سنين من حياة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و ذكر أنه رأى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يطوف بالبيت، و روى عن عمر، و عليّ ، و نزل الكوفة، و ورد المدائن في حياة حذيفة بن اليمان، و بعد ذلك في صحبة علي بن أبي طالب، و عاد إلى مكة فأقام بها حتى مات، و هو آخر من توفي بها من الصحابة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (2)،قال: و أما [حدي أوله حاء مهملة فهو أبو الطفيل عامر بن واثلة بن عبد اللّه بن عمير بن جابر بن حميس بن] (3) حدي بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، و وجدته في جمهرة ابن الكلبي: جدي بالجيم المعجمة، قال ابن الكلبي: و ولد سعد بن ليث بن بكر غيرة و حميسا و حديا (4) و عوذا، فولد غيرة ناشبا و سحيما و مرة و كعبا و جبلة و عمرا، فولد حميس بن سعد: ناشبا، و ولد حدي (5):حميسا و تيما و سعدا، فولد تيم بن جدي: عبدا، و سعدا، كذا هو مضبوط بالجيم، و كان من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم - و في نسخة: من أصحاب ابن الحنفية (6)-و كان شاعرا، و ابنه الطّفيل قتل مع ابن الأشعث.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم الكوكبي، نا ابن أبي خيثمة قال: أبو الطّفيل عامر بن واثلة الليثي أسماه لنا (7) سليمان الهاشمي عن إبراهيم بن سعد عن الزهري قال: عامر بن واثلة - يعني أبا الطّفيل-.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا أبو العبّاس الأصم قال: سمعت

ص: 121


1- في تاريخ بغداد: جزيّ و قيل حديّ .
2- الاكمال لابن ماكولا 64/2.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م، و في الاكمال: حدي مثل الذي قبله أي جدي و فيه: جدي بضم الجيم و فتح الدال.
4- في الاكمال: و جديا.
5- في الاكمال: و جديا.
6- قوله:«و في نسخة: من أصحاب ابن الحنفية» ليس في الاكمال.
7- كتبت «لنا» في م بين السطرين.

عباس بن محمّد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: و أبو الطّفيل عامر بن واثلة.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الفضل بن خيرون.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، أنا العبّاس بن العبّاس، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال: أبو الطّفيل عامر بن واثلة.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري (1)،أنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، قالا (2):أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه قال:

أبو الطّفيل عامر بن واثلة.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا أبو بكر بن شهريار، نا أبو حفص الفلاّس قال في تسمية من روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم من بني ليث بن بكر: أبو الطّفيل عامر بن واثلة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الحسن العتيقي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي أحمد (3)،قال: أبو الطّفيل عامر بن واثلة سمع من عبد اللّه، و قد رأى النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: اسم أبي الطّفيل الذي رأى النبي صلى اللّه عليه و سلم: عامر بن واثلة.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا

ص: 122


1- في المطبوعة: أبو المظفر القشري.
2- في م: قال.
3- قوله:«حدثني أبي أحمد» سقط من م.

عبد اللّه بن محمّد، حدّثني عمي عن أبي عبيد قال: أبو الطّفيل عامر بن واثلة من بني سعد بن ليث.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا محمّد بن علي، أنا محمّد بن أحمد، أنا الأحوص (1) بن المفضّل، نا أبي قال: أبو الطّفيل عامر بن واثلة.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2) قال: أبو الطّفيل عامر بن واثلة البكري.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو الطّفيل عامر بن واثلة الليثي، له صحبة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب (3) بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:

أبو الطّفيل عامر بن واثلة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد قال: أبو الطّفيل عامر بن واثلة الكناني من أهل مكة، سكن الكوفة، ثم رجع إلى مكة فمات بها، و هو آخر من مات ممن رأى النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم الزاهد، أنا سليم بن أيوب الفقيه، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمّد بن إياس قال: سمعت محمّد بن أحمد المقدّمي يقول: أبو الطّفيل البكري عامر بن واثلة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمّد، أنا أبو علي بن الصّواف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قال في أسماء من روى عن عمر بن الخطاب، و علي بن أبي طالب: أبو الطّفيل عامر بن واثلة.

ص: 123


1- عن م و بالأصل: الأخوص.
2- الخبر في المعرفة و التاريخ 169/3.
3- في م: أنا أبو الخطيب، خطأ.

قرأت على أبي القاسم بن عبدان، عن محمّد بن علي بن أحمد، أنا رشأ بن نظيف، أنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد، أنا محمّد بن محمّد بن داود، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش قال: أبو الطّفيل عامر بن واثلة من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصّقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد قال: أبو الطّفيل عامر بن واثلة الليثي.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو الطّفيل عامر بن واثلة، و يقال: عمرو بن واثلة بن عبد اللّه بن عمرو بن جحش بن حدي بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن علي بن كنانة بن خزيمة الليثي المكي (1)،ولد عام أحد، و أدرك ثمان سنين من حياة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، يقال: إنه آخر من مات ممن رأى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، نزل الكوفة، ثم أقام بمكة حتى مات.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا (2) عمرو بن عاصم، نا حمّاد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أبي الطّفيل قال: كنت أطلب النبي صلى اللّه عليه و سلم فيمن يطلبه ليلة الغار، قال: فقمت على باب الغار فبلت (3):و ما أدري فيه أحد أم لا.

قال ابن سعد: و هذا الحديث غلط ، أبو الطّفيل لم يولد تلك الليلة، و ينبغي أن يكون حدّث الحديث عن غيره، فأوهم الذي حمله عنه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (4)،حدّثني عقبة بن مكرم، نا يعقوب بن إسحاق، نا مهدي بن عمران الحنفي، قال: سمعت أبا الطّفيل يقول: كنت يوم بدر

ص: 124


1- الكنى و الأسماء للدولابي 40/1.
2- في م: نا.
3- بالأصل و م:«فقلت» و المثبت عن المطبوعة.
4- الخبر في المعرفة و التاريخ 235/1.

غلاما قد شددت عليّ الإزار و أنقل اللحم من الجبل إلى السّهل.

و هذا أيضا وهم، و الصحيح ما.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا محمّد بن يعقوب الأصم، نا عباس بن محمّد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: حدّثنا ثابت بن عبد اللّه بن الوليد بن جميع، عن أبيه، عن أبي الطّفيل، قال: أدركت من حياة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثمان سنين، ولدت عام أحد.

رواه أحمد بن حنبل، عن ثابت، و خالفه في نسبه، و وقع لي عاليا من حديثه:

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني عباس قال: سمعت يحيى يقول: حدّثنا ثابت بن الوليد بن عبد اللّه بن جميع، عن أبيه، عن أبي الطّفيل قال: أدركت ثمان سنين من حياة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، ولدت عام أحد.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا محمّد بن يعقوب، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، نا أبي (1).

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء محمّد بن علي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد، أنا الأحوص (2) بن المفضّل الغلاّبي، نا أبي، نا أحمد بن حنبل، نا ثابت بن الوليد بن عبد اللّه بن جميع، حدّثني أبي قال: قال لي أبو الطّفيل: أدركت ثمان سنين من حياة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، ولدت عام أحد.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (3)، أنا محمّد بن عمر النّرسي، أنا محمّد بن عبد اللّه الشافعي، نا محمّد بن يونس، نا أحمد بن حنبل سنة ثلاث و عشرين و مائتين، نا ثابت بن الوليد بن عبد اللّه بن جميع.

ح قال الخطيب (4):و أنا ابن الفضل.

ص: 125


1- الخبر في مسند الإمام أحمد 209/9 رقم 23860.
2- عن م و بالأصل: الأخوص.
3- تاريخ بغداد 142/7 في أخبار ثابت بن الوليد بن عبد اللّه بن جميع.
4- تاريخ بغداد 142/7 في أخبار ثابت بن الوليد بن عبد اللّه بن جميع.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن اللاّلكائي، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1)،حدّثني محمّد بن يحيى.

ح و أخبرناه عاليا أبو بكر وجيه بن طاهر، و أبو سهل محمّد بن الفضل الأبيوردي، قالا: أنا أبو حامد الأزهري، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا أبو حامد بن الشّرقي، نا محمّد بن يحيى، نا محمّد بن عيسى بن الطباع، حدّثني ثابت بن الوليد بن جميع - على باب هشيم - عن أبيه، عن أبي الطّفيل قال: ولدت عام أحد، أدركت ثمان سنين من حياة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أنبأنا أبو علي الحدّاد.

و أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن عبد اللّه بن داود عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أحمد بن جعفر، و سليمان بن أحمد قالا: نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، نا ثابت (2) بن عبد اللّه بن الوليد بن عبيد اللّه بن جميع.

أخبرنا و أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا ثابت بن الوليد بن عبد اللّه بن جميع، حدّثني أبي قال: قال أبو الطّفيل.

ح و أخبرنا ابن قبيس و ابن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (3)،أنا محمّد بن أحمد بن رزق، أنا إسماعيل بن علي الخطبي (4)،و أبو علي بن الصّوّاف، قالا: أنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، نا ثابت بن الوليد بن عبد اللّه بن جميع، قال أبي: قدم علينا من الكوفة، فنزل مدينة أبي جعفر، فذهبت أنا و يحيى بن معين - يعني إليه - قال أبي: و حدثنا عنه ابن فضيل، و وكيع، و أحسبه قال: و يزيد بن هارون، قال:

حدّثني أبي قال: قال لي أبو الطّفيل: أدركت ثمان سنين من حياة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و ولدت عام أحد.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو منصور محمّد بن الحسن، أنا أبو

ص: 126


1- المعرفة و التاريخ 234/1.
2- كذا ورد اسمه و نسبه هنا، و قد مرّ باختلاف و سيرد قريبا صوابا.
3- تاريخ بغداد 142/7.
4- بالأصل و م: الخطيبي و المثبت عن تاريخ بغداد.

العبّاس النّهاوندي، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل البخاري، قال:

و قال عبد الصمد، و قرّة بن سليمان، نا مهدى بن عمران البصري - و هو الحنفي - سمع أبا الطّفيل يقول: انطلق النبي صلى اللّه عليه و سلم في نفر فيهم: عبد اللّه بن مسعود فأتى دارا قال أبو الطّفيل: رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم و أنا غلام في إزار.

قال: و حدّثني عمرو بن علي، نا قرّة بن سليمان أبو سليمان (1) الأزدي البصري، نا مهدي بن عمران البصري قال: سمعت أبا الطّفيل قال: رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم و أنا غلام في إزار.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا عمرو بن خالد، نا النضر بن عربي قال:

كنت بمكة، فرأيت الناس مجتمعين على رجل، فقلت: من هذا؟ فقالوا: هذا صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، هذا عامر بن واثلة و عليه إزار و رداء، فمسست جلده فكان ألين شيء.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار بن إبراهيم، قالا: أنا الحسين بن جعفر - زاد ابن الطّيّوري:

و ابن عمه محمّد بن الحسن قالا:- أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي (2) قال: أبو الطّفيل عامر بن واثلة مكي ثقة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو عمرو الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي قال: عامر بن واثلة: أبو الطّفيل و له صحبة من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و قد روى عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قريب من عشرين حديثا، و لو ذكرت لأبي الطّفيل ما رواه هو عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لطال الكتاب، و أبو الطّفيل أشهر من ذلك (3)،و له عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نحو عشرين حديثا، و كانت الخوارج يرمونه باتصاله بعليّ بن أبي

ص: 127


1- «أبو سليمان» سقط من م.
2- تاريخ الثقات للعجلي ص 245.
3- في المطبوعة: ذاك.

طالب، و قوله بفضله و فضل أهله، و ليس في رواياته بأس (1).

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي قال: سمعت محمّد بن حميد يقول: نا جرير، عن مغيرة، عن إبراهيم: أنه كان إذا حدّث عن أبي الطّفيل قال: دعوه، و كان يتقي من حديثه.

قال: و نا جدي، نا علي بن عبد اللّه بن المديني قال: قلت لجرير بن عبد الحميد: أ كان مغيرة يكره الرواية عن أبي الطّفيل ؟ قال: نعم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو عمرو الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي (2)،نا ابن حمّاد، حدّثني صالح بن أحمد بن حنبل، نا علي بن المديني قال: سمعت جرير بن عبد الحميد و قيل له كان مغيرة يكره (3) الرواية عن أبي الطّفيل ؟ قال: نعم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين علي بن الحسن بن علي، أنا محمّد بن عمر الجصّاص (4)،نا محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن إسماعيل، قال: قرأت على محمّد بن أحمد بن هارون، قلت له: أخبرك إبراهيم بن الجنيد، نا عثمان بن أبي شيبة، نا جرير قال: كان مغيرة لا يعبأ بحديث سالم بن أبي الجعد، و لا أبي الطّفيل، و حديث خلاس بن عمرو، و يتبعه صحف عبد اللّه بن عمرو بن العاص.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت أبا عبد اللّه - يعني محمّد بن يعقوب الأخرم - يقول: و سئل لم ترك البخاري حديث أبي الطّفيل عامر بن واثلة ؟ قال: لأنه كان يفرط في التشيع.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا مفضّل بن محمّد الجندي، نا أبو أمية، نا حجّاج بن نصير، عن سعيد، عن

ص: 128


1- الكامل لابن عدي 87/5 (ط دار الفكر).
2- المصدر السابق نفسه.
3- في ابن عدي: ينكر.
4- عن م و بالأصل: الحصاص.

قتادة قال: سألت أبا الطّفيل عن حديث و هو يطوف بالكعبة، فقال: إنّ لكلّ مقام مقالا، إنّ هذا ليس موضع يقال.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو بن السّماك، نا حنبل بن إسحاق.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا عبد الرّحمن بن عمرو الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي (1)،أنا جعفر بن محمّد بن الليث الزّيادي، قالا: نا مسلم بن إبراهيم، نا شعبة عن - و قال حنبل: نا قتادة - قال: سألت أبا الطّفيل عن حديث - زاد الزيادي: بالموقف - و قالا: و قال: لكلّ مقام مقال.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة، نا حيّان (2) بن جبلة أبو جبلة، عن عمران بن مسلم، عن قتادة قال: سألت أبا الطّفيل عن مسألة.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه أيضا، أنا أحمد، أنا أبو بكر، نا محمّد بن إبراهيم الحزوّري، نا أحمد بن إبراهيم الدورقي، نا وهب بن جرير، نا سعيد، عن قتادة.

و أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا زكريا بن يحيى السّاجي، نا بندار، نا سلم (3) بن قتيبة، نا شعبة، عن قتادة قال: سألت أبا الطفيل عن شيء، فقال: لكلّ مقام مقال - زاد عمران و شعبة:

و لكلّ زمان رجال-.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه - فيما قرأ عليّ إسناده و أذن لي فيه و ناولي إيّاه - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا القاضي (4)،نا محمّد بن القاسم الأنباري، حدّثني أبي، نا عامر بن عمران أبو عكرمة الضّبّي، قال: دخل عبد اللّه بن صفوان على عبد اللّه بن الزبير فقال: أنت و اللّه كما قال الشعر:

ص: 129


1- الكامل لابن عدي 87/5.
2- الياء مهملة بالأصل، و في م: حبان، بالباء الموحدة، و الصواب ما أثبت عن المطبوعة «حيان» بالياء، و انظر ما لاحظه محققها بالهامش.
3- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: مسلم.
4- الخبر و الشعر في الجليس الصالح الكافي 413/1-414 و الأغاني 151/15 و خزانة الأدب 92/2.

فإن تصبك من الأيام جائحة *** لا تبك منك على دنيا و لا دين (1)

قال: و ما ذاك ؟ قال: هذان ابنا عباس بن عبد المطلب أحدهما يفتي الناس في دينهم، و الآخر يطعمهم الطعام (2)،فما بقّيا لك، فأرسل إليهما انكما تريدان أن ترفعا راية قد وضعها اللّه، ففرقا من قبلكما من مرّاق أهل العراق، فقال عبد اللّه: أي الرجلين يطرد عنا؟ أ قابس علم أم طالب نيل، و بلغ [الخبر] (3) أبا الطّفيل فقال:

لا درّ درّ الليالي كيف نضحكنا *** منها عجائب أنباء و تبكينا

مثل ما تحدث الأيام من عجب *** و ابن الزبير عن الدنيا يلهّينا

كنا نجيء ابن عباس فيقبسنا *** علما و يكسبنا أجرا و يهدينا

و لا يزال عبيد اللّه مترعة *** جفانه مطعما ضيفا و مسكينا

فالدين و العلم و الدنيا ببالهما *** ننال منها الذي شئنا إذا شينا

ففيم تمنعنا منهم و تمنعهم *** منا و تؤذيهم فينا و تؤذينا

إن الرسول هو النور الذي كشفت *** به عماية ماضينا و باقينا

و أهله عصمة في ديننا و لهم *** حقّ علينا و حق واجب فينا

و لست فاعلمه بالأولى به سبا *** يا ابن الزّبير و لا الأولى به دينا

لن يجزي اللّه من أجزى لبغضهم *** في الدين عزا و لا في الأرض تمكينا

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، و علي بن المسلّم الفقيهان، و أبو المعالي الحسين بن حمزة، قالوا: أنا أبو الحسن (4) أحمد بن عبد الواحد بن محمّد بن أحمد بن عثمان، أنا جدي، أنا محمّد بن جعفر بن سهل الخرائطي، نا أبو الفضل العباس بن الفضل الرّبعي، نا العباس بن هشام الكلبي، عن أبيه قال: دخل عبد اللّه بن صفوان، عن ابن الزبير و هو يومئذ بمكة، فقال: أصبحت كما قال الشاعر:

فإن تصبك من الأيام جائحة *** لم يبك منك على دنيا و لا دين

قال: و ما ذاك يا أعرج ؟ قال: هذا عبد اللّه بن عباس يفقّه الناس، و عبيد اللّه يطعم

ص: 130


1- البيت لذي الأصبغ العدواني انظر ديوانه ص 89، و قد ورد في العقد الفريد 296/5 بدون نسبة. و في الجليس الصالح:«لم نبك» و في الأغاني:«لا أبك».
2- يريد بهما: عبد اللّه بن عباس و أخاه عبيد اللّه و كان كريما سخيّا،(انظر الأغاني 152/15).
3- الزيادة عن الجليس الصالح.
4- في م: أبو الحسين.

الناس، فما بقّيا لك فأحفظه ذلك، فأرسل صاحب شرطه عبد اللّه بن مطيع، فقال:

انطلق إلى ابني عباس فقل لهما: بددا عني جمعكما، و من ضوى (1) إليكما من أهل العراق فقال ابن عباس: قل لابن الزبير: يقول لك ابن عباس: و اللّه ما يأتينا من الناس غير رجلين: رجل طالب علم، و رجل طالب فضل، فأيّ هذين يمنع (2)،فأنشأ أبو الطّفيل عامر بن واثلة يقول:

للّه درّ الليالي كيف يضحكنا *** حطوب شتّى أعاجيب و يبكينا

و مثل ما تحدث الأيام من غير *** و ابن الزبير عن الدّنيا يلهّينا

كنا نجيء ابن عبّاس فيقبسنا *** فقها و يكسبنا أجرا و يهدينا

و لا يزال عبيد اللّه مترعة *** جفانه مطعما ضعفى و مسكينا

فاليمن و الدّين و الدنيا بدارهما *** ننال منه الذي نبغي إذا شينا

إنّ النبي هو النور الذي كشفت *** به عمايات ماضينا و باقينا

و رهطه عصمة في ديننا و لهم *** فضل علينا و حق واجب فينا

ففيم يمنعنا منهم و يمنعهم *** منا و تؤذيهم فينا و تؤذينا (3)

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف المعدّل، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا ابن قتيبة قال: الحمد (4) من هذا قول أبي الطفيل عامر بن واثلة الكناني، و كان من آخر من رأى النبي صلى اللّه عليه و سلم موتا بعد مائة سنة، و هو القائل:

و بقّيت سهما في الكنانة واحدا *** سيرمى به أو يكسر السّهم كاسر (5)

و هو القائل (6):

أ تدعونني شيخا و قد عشت حقبة *** و هنّ من الأزواج نحوى نوازع

و ما شاب رأسي من سنين تتابعت *** عليّ و لكن شيّبتني (7) الوقائع

ص: 131


1- ضوى إليه: أوى و انضمّ .
2- كذا بالأصل و م، و في الأغاني:«تمنع» و في المطبوعة: نمنع.
3- في الأغاني: ففيم تمنعهم عنا و تمنعنا منهم...
4- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: الخير.
5- البيت في الأغاني 151/15 و فيه أن عامرا «تمثل»، و ذكر البيت برواية: و خلّفت سهما... كاسره.
6- البيتان في الأغاني 146/15.
7- الأغاني: شيبته.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد أبو الفضل: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (1)، قال: قال لنا موسى (2):نا ربعي بن عبد اللّه بن الجارود [حدّثني] (3) سيف بن وهب:

دخلت على أبي الطفيل بمكة فقال: أتى (4) عليّ تسعون سنة و نصف سنة، فكم أتى عليك، قلت: أنا ابن ثلاث و ثلاثين سنة.

أخبرنا أبو سعد [إسماعيل] (5) بن أحمد بن عبد الملك، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قالا: أنا أحمد بن علي بن خلف، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو جعفر البغدادي - يعني محمّد بن محمّد بن عبد اللّه - نا إسماعيل بن إسحاق، نا علي بن المديني، قال: آخر من بقي من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بالمدينة سهل بن سعد السّاعدي، و آخر من بقي بالبصرة أنس بن مالك، و آخر من بقي بالكوفة أبو جحيفة وهب (6) بن عبد اللّه السّوائي من بني سواءة بن عامر، و آخر من بقي بالشام عبد اللّه بن بسر المازني من بني مازن بن منصور، و آخر من بقي بمصر عبد اللّه بن الحارث بن جزء، و آخر من مات بمكة ممن رأى النبي صلى اللّه عليه و سلم أبو الطّفيل عامر بن واثلة الليثي، و يقال:

الحماني.

أنبأنا أبو علي محمّد بن محمّد بن عبد العزيز بن المهدي.

و أخبرنا أبو الحجّاج يوسف بن مكي عنه، أنا أحمد بن محمّد العتيقي، أنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان، حدّثني أبو القاسم علي بن أحمد التميمي، نا المهلّبي بن أبي يعلى، نا الزّبير بن بكار، أخبرني بعض من أخبرني قال: دعي عامر بن واثلة في مأدبة فغنت فيها قينة قوله:

خلا طفيل عليّ الهمّ فانشعبا *** فهدّ ذلك ركني هدّة عجبا (7)

ص: 132


1- التاريخ الكبير 446/6.
2- لفظة موسى مكررة بالأصل، و لفظة:«لنا» ليست في التاريخ الكبير.
3- سقطت من الأصل، و في م:«سمع» و المثبت عن البخاري.
4- العبارة في التاريخ الكبير: بمكة و هو من بني سعد بن ليث و هو ابن تسعين سنة.
5- سقطت من الأصل و م، و الزيادة عن المطبوعة.
6- في م: وهب بن وهب بن عبد اللّه السوائي.
7- البيت في الأغاني 153/15 منسوبا لعامر يرثي ابنه الطفيل، و فيها: و هدّ.

فبكى حتى مات (1).

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (2) قال: و قتل أبو الطفيل عامر بن واثلة - يعني في حرب ابن الأشعث (3)-سنة اثنتين و ثمانين.

و قال خليفة في موضع آخر (4):و في خلافة عمر بن عبد العزيز مات أبو الطفيل عامر بن واثلة.

و ذكر أن عمر مات سنة إحدى و مائة (5)،و الذي قتل في حرب ابن الأشعث ابنه الطفيل بن عامر بن واثلة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا عبد العزيز بن أحمد، نا أبو المعمر المسدّد بن علي بن عبد اللّه الحمصي إمام مسجد سوق الأحد، نا أبي قال: سمعت أحمد بن محمّد بن عبد الخالق الورّاق المصري، يقول: آخر من مات من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على وجه الأرض عامر أبو الطفيل بن واثلة، و كان يقول: ما بقي على وجه الأرض أحد يقدر يقول أنه رأى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم غيري، مات بمكة سنة مائة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (6)،أنا أبو سعيد بن حسنويه، أنا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، نا عمر بن أحمد، نا خليفة بن خياط قال: و أبو الطفيل عامر بن واثلة مات بعد المائة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (7) قال: لم يزل - يعني أبا الطفيل - باقيا حتى أدركته إمرة عمر بن عبد العزيز، فكتب يستأذنه في القدوم عليه، فقال عمر: أ لم تؤمر بلزوم البلد (8)؟

ص: 133


1- كذا بالأصول و إحدى روايتي الأغاني، و في رواية أخرى فيها:«فبكى حتى كاد يموت» و نقلها أبو الفرج بسنده عن الزبير بن بكار.
2- الذي ذكره خليفة أنه مات في حرب ابن الأشعث هو طفيل بن عامر بن واثلة (تاريخ خليفة ص 287).
3- الذي ذكره خليفة أنه مات في حرب ابن الأشعث هو طفيل بن عامر بن واثلة (تاريخ خليفة ص 287).
4- تاريخ خليفة ص 325.
5- تاريخ خليفة ص 321.
6- تاريخ بغداد 199/1.
7- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 566/1.
8- في تاريخ أبي زرعة: البلدة.

و أبو الطفيل هذا اسمه عامر بن واثلة الليثي.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو حامد المقرئ، أنا أبو عيسى الترمذي، قال: سمعت الحسن بن علي الحلواني يقول: آخر من مات من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم أبو الطفيل، مات بعد المائة - يريد (1) بعد المائة من الهجرة-.

أخبرنا أبو الحسن الخطيب، أنا أبو منصور النّهاوندي، أنا أبو العباس النّهاوندي، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا أبو عبد اللّه البخاري، نا موسى، نا مبارك، عن كثير بن أعين، أخبرني أبو الطفيل عامر بن واثلة بمكة سنة سبع و مائة.

أنبأنا أبو علي الحداد.

و أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن عبد اللّه المغربي عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أحمد بن إسحاق قال:[سمعت: أحمد بن عمرو البزار، نا نصر بن علي قال:] (2)سمعت وهب بن جرير يقول: سمعت أبي يقول: كنت بمكّة سنة عشر و مائة فرأيت جنازة، فسألت عنها، فقالوا: هذا أبو الطفيل.

3065 - عامر بن يحيى

أبو حازم (3) الغوثي

حدّث عن واصل بن عبد اللّه السّلامي، و المنكدر بن محمّد بن المنكدر.

روى عنه: هشام بن عمّار.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و علي بن زيد المؤدب، قالا: أنا نصر بن إبراهيم - زاد الفقيه و عبد اللّه بن عبد الرزاق، قالا:- أنا أبو الحسن بن عوف، أنا الحسن بن منير، أنا محمّد بن خريم (4)،نا هشام بن عمّار، نا أبو حازم (5) عامر بن يحيى [الغوثي] (6) حدّثني المنكدر بن محمّد قال بلغني أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«لأنا أشدّ

ص: 134


1- قوله:«يريد: بعد المائة» سقط من م.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
3- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: أبو خازم، بالخاء المعجمة.
4- بالأصل:«خزيم» و في م:«حريم» و كلاهما خطأ، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
5- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: أبو خازم، بالخاء المعجمة.
6- سقطت من الأصل و استدركت عن م.

عليكم خوفا من النّعم [مني] (1) من الذنوب، ألا إن النّعم التي لا تشكر هي الحتف القاضي»[5510].

ذكره هشام بن عمّار في مشايخه الدمشقيين، و أورد له هذا الحديث و أحاديث أخر شاذة ليس فيها مسند.

3066 - عامر جمل مولى مراد

3066 - عامر جمل (2) مولى مراد

من تابعي أهل مصر وفد على معاوية بن أبي سفيان.

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العباس بن علي، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن بن سليم، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن مندة.

ح قال: و أنبأني أبو عمرو بن مندة، عن أبيه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:

عامر حمل (3) مولى عبد اللّه بن يزيد بن بردع الجملي (4)،مولى جمل (5)،و إنما سمي عامر جمل (6) لأن عمرا وفد على معاوية في أهل مصر فيهم عامر هذا فتجادل معاوية و عمرو، فعلا كلام معاوية كلام عمرو، فنادى عامر عمرا، و كان من وراء الستر: تكلم يا أبا عبد اللّه بكل فيك، و أنا من ورائك، فقال معاوية: من هذا؟ قال: أنا عامر مولى جمل، قال: بل أنت عامر جمل، و كان الوافد من مصر إلى معاوية، بقتل (7) محمّد بن أبي بكر، و كان في مائتين من العطاء.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، عن رشأ بن نظيف، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عمر بن محمّد بن النحاس، أنا أبو عمر محمّد بن يوسف بن يعقوب الكندي، قال في تسمية موالي أهل مصر قال: و منهم عامر جمل مولى عبد اللّه بن يزيد بن بردع المرادي، ثم الجملي، حضر فتح مصر، و اختط ، أخبرني بذلك ابن قديد

ص: 135


1- سقطت من الأصل و استدركت عن م.
2- أخباره في النجوم الزاهرة 22/1 و فيها «عامر حمل».
3- كذا بالأصل و م هنا «حمل».
4- بالأصل بالحاء المهملة، و المثبت بالجيم عن م و انظر المطبوعة.
5- بالأصل بالحاء المهملة، و المثبت بالجيم عن م و انظر المطبوعة.
6- بالأصل بالحاء المهملة، و المثبت بالجيم عن م و انظر المطبوعة.
7- بالأصل و م:«فقتل» و المثبت عن المطبوعة.

عن عبيد اللّه (1) بن سعيد، عن أبيه قال: كان عامر جمل قدم من اليمن مع مواليه حتى شهد الفتح، قال: و يقال: إنه من أهل أرمينية، قدم من الشام بزقاق خمر يبيعها، و عمرو بن العاص بها، فرغب في الإسلام، فأسلم، و تولّى جملا، ثم سار مع عمرو فشهد فتح مصر.

قال: و نا أبو عمر، حدّثني عمي، عن ابن وزير، عن ابن أبي ميسرة.

أن عامرا مولى جمل قال لعمرو بن العاص و هو عند معاوية: تكلم فإني من ورائك، فقال معاوية: من أنت ؟ قال: عامر مولى جمل، قال: بل أنت عامر جمل، فقيل لعامر: جمل من أجل ذلك.

قال ابن أبي ميسرة: و لم يشهد عامر الفتح إلاّ و هو مملوك.

قال: و أخبرني أبو (2) عمر، أخبرني ابن قديد عن عبيد اللّه، عن أبيه.

أن عامرا (3) جمل الذي خرج وافدا إلى معاوية بقتل (4) محمّد بن أبي بكر، فبلغ به معاوية الشرف (5) في العطاء، فكان في مائتين فعرفه على موالي مذحج كلها، و كان من ولده بمصر أشراف منهم: مخارق بن سعيد بن عامر، و هو صاحب بندق من كورة منف، يكنى أبا المهنّى.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر الحافظ (6)،قال: أما جمل بفتح الجيم و الميم، فهو عامر جمل مولى عبد اللّه بن يزيد بن بردع الجملي، مولى جمل، و إنما سمي عامر جمل لأنه وفد مع عمرو بن العاص على معاوية فتجادل معاوية و عمرو فارتفع كلام معاوية، فنادى عامر عمرا من راء السّتر: تكلم يا أبا عبد اللّه بكل فيك و أنا من ورائك، فقال معاوية: من هذا؟ قال: أنا عامر مولى جمل، فقال: بل أنت عامر جمل، و كان الوافد من مصر بقتل محمّد بن أبي بكر و كان عريف موالي مذحج بمصر.

ص: 136


1- بالأصل و م: عبد الله» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر ولاة مصر للكندي (الفهرس العام)، و المطبوعة، و ترجمته في ميزان الاعتدال 9/3.
2- بالأصل:«ابن عمر» و الصواب عن م.
3- كذا بالأصل و م:«عامرا جمل».
4- عن المطبوعة و بالأصل و م: فقتل.
5- كذا بالأصل و م و في المطبوعة: السّرف.
6- الاكمال لابن ماكولا 121/2.

ذكر من اسمه عائذ اللّه

اشارة

[ذكر من اسمه] (1)[عائذ اللّه] (2)

3067 - عائذ اللّه بن عبد اللّه - و يقال: عبد اللّه - بن إدريس

3067 - عائذ اللّه بن عبد اللّه - و يقال: عبد (3) اللّه - بن إدريس

ابن عائذ بن عبد اللّه بن عتبة بن غيلان بن مكين

أبو إدريس الخولاني (4)

قاضي دمشق في أيام عبد الملك بن مروان.

ولد عام حنين في حياة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

و روى عن أبي الدّرداء، و أبي ذرّ، و أبي موسى الأشعري، و حذيفة بن اليمان، و أبي هريرة، و عبد اللّه بن حوالة، و عوف بن مالك، و عبادة بن الصّامت، و المغيرة بن شعبة، و شدّاد بن أوس، و عقبة بن عامر، و عبد اللّه بن عبّاس، و معاوية بن أبي سفيان، و أبي أمامة الباهلي، و واثلة بن الأسقع، و نعيم بن همّار، و عمرو بن عنبسة (5)، و النّوّاس بن سمعان (6)،و عبد اللّه بن الدّيلمي، و عبد الرّحمن بن غنم، و يزيد بن عميرة الزّبيدي، و مرثد الخولاني، و أبي مسلم الخولاني، و حسّان بن الضّمري.

ص: 137


1- زيادة منا للإيضاح، سقطت من الأصل.
2- زيادة عن م، سقطت من الأصل.
3- كذا بالأصل و م و تهذيب الكمال و في المطبوعة:«عيّذ اللّه».
4- ترجمته في تهذيب الكمال 384/9 و تهذيب التهذيب 59/3 و أسد الغابة 45/3 و أعاده في الكنى، و حلية الأولياء 122/5 و الإصابة 57/3 و شذرات الذهب 88/1 و تذكرة الحفاظ 56/1 و الوافي بالوفيات 595/16 و سير الأعلام 272/4 و تاريخ الإسلام حوادث سنة 61-80 ص 542. انظر بحواشي المصادر الثلاثة الأخيرة أسماء مصادر أخرى ترجمت له. و في المصادر:«عائذ اللّه».
5- غير مقروءة بالأصل و م، و المثبت عن تهذيب الكمال.
6- جاء النواس بن سمعان في المطبوعة مقدما على عمرو بن عنبسة.

روى عنه: بسر (1) بن عبيد اللّه، و ربيعة بن يزيد، و أبو سلاّم الأسود، و مكحول، و يزيد، و الوليد ابنا عبد الرّحمن بن أبي مالك الهمداني، و محمّد بن يزيد الرّحبي، و يونس بن ميسرة بن حلبس، و يحيى بن يحيى الغسّاني، و عبد اللّه بن عامر المقرئ، و الزهري، و عطاء الخراساني، و يزيد (2) بن أبي مريم، و أبو حازم الأعرج، و شهر بن حوشب، و يونس بن سيف الكلاعي، و أبو قلابة الجرمي.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العباس الخطيب، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن يحيى بن سلوان، أنا أبو القاسم الفضل بن جعفر المؤذن، نا عبد الرّحمن بن القاسم بن الفرج بن عبد الواحد الهاشمي، نا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغساني، نا سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ذرّ، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، عن جبريل، عن اللّه تبارك و تعالى أنه قال:

«يا عبادي إنّي حرّمت الظلم على نفسي و جعلته بينكم محرّما، فلا تظالموا (3) يا عبادي إنكم الذين تخطئون بالليل و النهار، و أنا الذي أغفر لكم الذنوب و لا أبالي، فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي كلّكم جائع إلاّ من أطعمته فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عار إلاّ من كسوت فاستكسوني أكسكم، يا عبادي لو أنّ أوّلكم و آخركم، [و إنسكم، و جنكم كانوا على أفجر قلب رجل منكم، لم ينقص ذلك من ملكي شيئا، عبادي، لو أن أولكم و آخركم] (4) و إنسكم و جنّكم كانوا (5) على أتقى قلب رجل منكم لم يزد ذلك في ملكي شيئا، يا عبادي لو أنّ أوّلكم و آخركم، و إنسكم و جنّكم كانوا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان منهم ما سأل لم ينقص ذلك من ملكي شيئا إلاّ كما ينقص البحر أن يغمس المخيط غمسة واحدة، يا عبادي إنّما هي أعمالكم أحفظها عليكم، فمن وجد خيرا فليحمد اللّه عز و جلّ ، و من وجد غير ذلك فلا يلومنّ إلاّ نفسه»[5511].

ص: 138


1- عن م و بالأصل: بشر.
2- في م:«بريد».
3- في م: فلا تظلموا.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
5- سقطت من م.

قال أبو مسهر: قال سعيد بن عبد العزيز: كان أبو إدريس الخولاني إذا حدّث بهذا الحديث جثى على ركبتيه.

أخرجه مسلم (1) عن أبي بكر محمّد بن إسحاق الصّغانيّ ، عن أبي مسهر الدمشقي.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم بن سعدوية، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا محمّد بن إسحاق قال: قال أبو مسهر: ليس لأهل الشام أشرف من حديث أبي ذرّ.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الجنزرودي (2)،أنا أبو أحمد الحاكم، أنا أبو القاسم البغوي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو المحاسن محمّد بن الحسين بن الطبري، و أبو عبد اللّه بن البنّا، قالوا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، نا كامل بن طلحة، نا مالك - زاد عيسى: بن أنس - عن ابن شهاب الزهري، عن أبي إدريس، عن أبي ثعلبة الخشني أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - و في حديث الحاكم: النبي صلى اللّه عليه و سلم - قال:«إذا توضأت - و قال الحاكم: إذا استجمرت - فاستنثر، و إذا استجمرت فأوتر»[5512].

قال أبو القاسم البغوي: هكذا حدّثنا كامل بهذا الحديث عن أبي ثعلبة، و غلط فيه، إنّما هو عن أبي هريرة، و هذا كما قال البغوي.

و قد رواه عن مالك على الصواب عبد اللّه بن وهب، و عبد الرّحمن بن مهدي، و أبو المنذر إسماعيل بن عمر، و معن بن عيسى، و بشر بن عمر، و عثمان بن عمر بن فارس، و روح بن عبادة، و عبد الرّزّاق بن همّام، و عبد اللّه بن مسلمة القعنبي، و مطرّف بن عبد اللّه اليساري، و يحيى بن سليمان بن نضلة الخزاعي، و يحيى بن يحيى النيسابوري، و أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري، و هشام بن عمّار السّلمي الدمشقي، و عبد العزيز بن يحيى المديني (3)،و أبو حذافة أحمد بن إسماعيل السّهمي،

ص: 139


1- انظر صحيح مسلم 45 كتاب البر و الصلة و الآداب(15) باب، الحديث رقم 2577.
2- في م: الجنزوري.
3- في م: المدني.

و جميع رواة الموطّأ عن مالك.

و كذا رواه عن الزهري معمر بن راشد، و محمّد بن إسحاق صاحب المغازي، و عبد اللّه بن زياد بن سمعان، و رواه يونس بن يزيد الأيلي، عن الزهري فاختلف عليه فيه، فرواه أكثر أصحابه كرواية الجماعة عن مالك.

و رواه ابن وهب و شبيب بن سعيد، و حسان بن إبراهيم الكرماني، عن يونس قالوا: عن أبي هريرة و أبي سعيد.

فأمّا حديث ابن وهب.

فأخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو طاهر بن خزيمة، نا جدي، نا يونس بن عبد الأعلى، نا ابن وهب، أخبرني يونس بن يزيد.

ح قال: و نا يونس أيضا، أنا ابن وهب، أن مالكا حدّثه.

ح و أخبرناه أبو سعد بن البغدادي، أنا إبراهيم بن محمّد الطيان، أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن خرّشيذ قوله، أنا أبو بكر بن زياد، نا يونس، نا ابن وهب أن مالكا حدّثه عن الزهري، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«من توضّأ فليستنثر، و من استجمر فليوتر»[5513].

و أمّا حديث ابن مهدي و ابن المنذر: فأخبرناه أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا الحسين بن محمّد بن عبيد العسكري، أنا محمّد بن يحيى بن سليمان العسكري، أنا أبو عبيد، نا عبد الرّحمن، و إسماعيل بن عمر، عن مالك بن أنس، عن الزهري، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«من توضّأ فليستنثر، و من استجمر فليوتر»[5514].

و أمّا حديث معن و بشر:

فأخبرناه أبو بكر محمّد بن الفضل بن محمّد بن علي الخاني، و أبو القاسم إسماعيل بن علي بن الحسين الحمّامي الصّوفيان، قالا: أنا أبو مسلم محمّد بن علي بن محمّد بن الحسين بن مهرابزد الأديب الأصبهاني، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا مأمون بن هارون بن طوسي، نا أبو علي (1) الحسين بن عيسى بن حمران البسطامي الطائي، نا

ص: 140


1- في المطبوعة:«نا أبو علي نا الحسين بن عيسى...» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 515/4.

معن، و بشر، عن مالك، عن ابن شهاب، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من توضّأ فلينثر، و من استجمر فليوتر»[5515].

و أمّا حديث عثمان:

فأخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو طاهر بن خزيمة، أنا جدي أبو بكر، نا يحيى بن حكيم، نا عثمان بن عمر، أنا يونس، و مالك، عن الزهري، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«من توضّأ فليستنثر، و من استجمر فليوتر»[5516].

و أمّا حديث روح.

فأخبرناه أبو الحسن عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد البيهقي، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن علي الطبري المقرئ.

ح و أخبرناه أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنا أبو حامد الأزهري، قالا: أنا أبو محمّد المخلدي، نا أبو العباس محمّد بن إسحاق بن إبراهيم السّرّاج، نا إسحاق بن إبراهيم، أنا روح بن عبادة، نا مالك، عن الزهري، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي هريرة، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مثله - يعني حديثا قبله - نحو هذا.

و أما حديث عبد الرزاق.

فأخبرناه أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد الأزهري، أنا أبو سعيد محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن الحسن، نا محمّد بن يحيى، نا عبد الرزاق، أنا معمر، و مالك، عن الزهري، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي هريرة أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«من توضّأ فليستنثر و من استجمر فليوتر»[5517].

و أخبرناه أبو الحسن عبيد اللّه بن محمّد، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن.

ح و أخبرناه أبو المعالي الفارسي، أنا أبو حامد الأزهري، قالا: أنا أبو محمّد المخلدي، نا أبو العباس السّراج، نا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، أنا عبد الرزاق، نا معمر، و مالك، عن الزهري، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي هريرة، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«إذا توضّأ أحدكم فليستجمر، و إذا (1) استجمر فليوتر»[5518].

و أمّا حديث القعنبي:

ص: 141


1- قوله:«و إذا استجمر فليوتر» سقط من م.

فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين، و أبو المواهب أحمد بن محمّد بن عبد الملك الوراق، قالا: أنا القاضي أبو الطيب الطبري، نا أبو أحمد محمّد بن أحمد بن الغطريف العبدي - بجرجان - نا أبو خليفة، نا القعنبي، عن مالك، عن ابن شهاب، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«من توضّأ فليستنثر، و من استجمر فليوتر».

و أمّا حديث مطرّف، و ابن نضلة.

فأخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الأديب، أنا الحاكم أبو أحمد، نا أبو محمّد يحيى بن محمّد بن صاعد الهاشمي - ببغداد - نا يحيى بن سليمان بن نضلة، أنا مالك - يعني ابن أنس-.

ح (1) قال: و نا أبو محمّد بن صاعد، نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، و أحمد بن عبد اللّه بن علي بن سويد بن منجوف السّدوسي، قالا: نا عبد الرّحمن بن مهدي، نا مالك بن أنس.

ح قال: و نا أبو محمّد، نا علي بن شعيب، نا معن بن عيسى، نا مالك بن أنس.

ح قال: و نا أبو محمّد، نا الحسن بن محمّد، نا مطرّف، عن مالك، عن الزهري، عن أبي إدريس، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«من توضّأ فليستنثر، و من استجمر فليوتر».

و قال ابن مهدي في حديثه بهذا الإسناد قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من توضّأ - أو قال:

إذا توضأ - أحدكم فليستنثر، و من استجمر فليوتر»[5519].

و أما حديث يحيى بن يحيى:

فأخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمّد، أنا أبو أحمد محمّد بن أحمد بن عيسى، أنا إبراهيم بن محمّد بن سفيان، نا مسلم بن الحجّاج، نا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك (2)،عن ابن شهاب، عن أبي إدريس

ص: 142


1- سقطت من الأصل و استدركت عن م.
2- في م: عن.

الخولاني، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«من توضّأ فليستنثر، و من استجمر فليوتر»[5520].

و أمّا حديث أبي مصعب.

فأخبرناه أبو محمّد السّيدي، أنا أبو عثمان البحيري، أنا زاهر بن أحمد، أنا إبراهيم بن عبد الصمد، أنا أبو مصعب، نا أحمد بن أبي بكر، نا مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي هريرة أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«من توضّأ فليستنثر، و من استجمر فليوتر»[5521].

و أمّا حديث هشام.

فأخبرناه أبو القاسم علي بن إبراهيم و آباء محمّد: هبة اللّه بن الأكفاني، و عبد الكريم بن حمزة، و طاهر (1) بن سهل بن بشر، و أبو المعالي ثعلب بن جعفر السّرّاج، قالوا: أنا أبو القاسم الحنّائي.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد، أنا أبو القاسم السّميساطي.

ح و أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرازي.

ح و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن حسنون.

ح و أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه بن كادش، أنا أبو الحسن علي بن محمود الزوزني، و أبو الحسين محمّد بن أحمد النرسي (2)،قالوا: أنا - و قال الحنائي: نا - عبد الوهاب الكلابي، أنا أبو بكر محمّد بن خريم (3)ح و أخبرناه أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب بن البنّا،[قالا:] (4) أنا أبو يعلى بن الفراء، أنا موسى بن عيسى بن عبد اللّه، نا محمّد بن محمّد بن سليمان.

ح و أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم القارئ، أنا أبو حفص بن مسرور، أنا أبو أحمد الحافظ ، أنا أبو بكر بن خريم (5)،قالا: نا هشام بن عمّار، نا

ص: 143


1- في م: طاوس.
2- عن م و بالأصل: النوسي.
3- إعجامها مضطرب بالأصل، و في م:«حريم» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
4- سقطت من الأصل و استدركت عن م.
5- بالأصل:«خزيم» و في م:«حريم» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.

مالك، حدّثني الزهري، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«من توضّأ فليستنثر، و من استجمر فليوتر»[5522].

و أخبرناه أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو أحمد الحاكم، نا أبو بكر محمّد بن محمّد بن سليمان الواسطي - ببغداد-.

ح و أخبرتناه فاطمة المدعوة المباركة ابنة أبي محمّد عبد القادر بن أحمد بن الحسين قالت: أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن أحمد بن يعقوب المعروف بابن قفرجل، أنا جدي لأمي أبو بكر محمّد بن عبيد اللّه بن الفضل بن قفرجل، نا محمّد بن محمّد بن سليمان، نا هشام بن عمّار، نا مالك بن أنس، عن الزهري، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«إذا توضّأ أحدكم فليستنثر، و إذا استجمر فليوتر»[5523].

و أخبرناه أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبيد اللّه الخطيبي، و أبو العباس أحمد بن الفضل بن أحمد الخياط سمكويه، و فاطمة بنت ناصر بن الحسن، قالوا: أنا عبد الرزاق بن عمر بن موسى بن شمّة، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو بكر محمّد بن يحيى بن رزين (1) العطار، نا هشام بن عمّار بن نصير، نا مالك بن أنس، عن الزهري، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«من توضأ فلينثر، من استجمر فليوتر»[5524] و اللفظ للخطيبي.

و أمّا حديث عبد العزيز بن يحيى: فأخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا محمّد بن زنجويه القشيري، نا عبد العزيز بن يحيى، نا مالك، عن ابن شهاب، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«من توضّأ فليستنثر و من استجمر فليوتر»[5525].

و أمّا حديث أبي حذافة فأخبرناه أبو القاسم علي بن إبراهيم الخطيب، أنا أبو الفتح سليم بن أيوب الفقيه.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، و أبو محمّد بن أبي عثمان، و أبو طاهر القصاري.

ص: 144


1- بالأصل و م: ابن رزيق، خطا و الصواب ما أثبت، ترجمته في ميزان الاعتدال 63/4.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد القصاري، أنا أبي أبو طاهر قالوا: أنا إسماعيل بن الحسن بن عبد اللّه الصّرصري.

ح و أخبرناه أبو الفرج غيث بن علي، و أبو محمّد بن الأكفاني، و عبد الكريم بن حمزة، قالوا: حدّثنا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن.

ح و أخبرناه أبو الحسين أحمد بن علي بن محمّد الدّامغاني، و أبو القاسم طاهر بن أحمد بن محمّد المساميري، قالا: أنا الحسين بن أحمد بن محمّد بن طلحة.

ح و أخبرتناه فاطمة بنت محمّد بن أحمد، أنا أبو علي الحسن (1) بن عمر بن الحسن بن يونس، قالوا: أنا أبو عمر بن مهدي، قالا: نا أبو عبد اللّه الحسين بن إسماعيل المحاملي، نا أحمد بن إسماعيل، نا مالك، عن ابن شهاب، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«من توضّأ فليستنثر، و من استجمر فليوتر»[5526]، و هكذا رواه صالح بن كيسان، و عقيل بن خالد، و أبو أويس عبد اللّه بن عبد اللّه، و قرّة بن عبد الرّحمن بن جبريل (2)،عن الزهري.

و أما حديث معمر فأخبرناه أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو عمرو بن مندة، و أبو إسحاق الطيّان، قالا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه، أنا أبو بكر النيسابوري، نا محمّد بن يحيى، نا عبد الرّزّاق، أنا معمر، عن الزهري، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من توضّأ فليستنثر، و من استجمر فليوتر»[5527].

و أمّا رواية من رواه عن يونس كذلك.

فأخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعيد الجنزرودي، أنا أبو طاهر بن خزيمة، أنا جدي أبو بكر، نا عتبة بن عبد اللّه، أنا ابن المبارك، أنا يونس، عن الزهري، أخبرني (3) أبو إدريس الخولاني أنه سمع أبا هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال.

ح و أخبرناه أبو الحسن عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد البيهقي، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن.

ص: 145


1- في م: الحسين.
2- كذا بالأصل و م، و هو خطأ و الصواب: حيوئيل، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 267/15.
3- سقطت اللفظة من م.

ح و أخبرناه أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنا أبو حامد الأزهري، قالا: أنا أبو محمّد المخلدي، نا أبو العبّاس السّرّاج، نا الحسن بن عيسى، أنا ابن المبارك، أنا يونس، عن الزهري، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من توضأ فليستنثر، و من استجمر فليوتر»[5528].

و أخبرناه أبو الحسن البيهقي، أنا محمّد بن الحسن، أنا أبو محمّد المخلدي، نا أبو العبّاس السّرّاج، نا إسحاق بن إبراهيم، أنا عبد اللّه بن الحارث، عن يونس بن يزيد الأيلي فيما قرئ عليه عن الزهري، أخبرني أبو إدريس الخولاني، عن أبي هريرة، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«من توضّأ فليستنثر، و من استجمر فليوتر»[5529].

و أخبرناه أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو طاهر بن خزيمة، نا جدي، نا يونس بن عبد الأعلى، أنا ابن وهب، أخبرني يونس بن يزيد.

ح قال: و نا يونس أيضا، نا ابن وهب أن مالكا حدّثه عن الزهري، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«من توضّأ فليستنثر، و من استجمر فليوتر».

و أمّا حديث ابن وهب الذي ذكر فيه أبا سعيد.

فأخبرناه أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد، أنا أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو العباس بن قتيبة، نا حرملة، أنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، أخبرني أبو إدريس الخولاني أنه سمع أبا هريرة و أبا سعيد يقولان: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من توضّأ فليستنثر، و من استجمر فليوتر»[5530].

و أما حديث شبيب:

فأخبرناه أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو عمرو بن مندة، و إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم، قالا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه، أنا أبو بكر النيسابوري، نا الميموني، نا أحمد بن شبيب، نا أبي، عن يونس قال ابن شهاب.

ح و أخبرناه أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن الحسن بن محمّد، أنا محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا أبو حامد بن الشّرقي (1)،نا محمّد بن يحيى

ص: 146


1- بالأصل و م: الشرقي، خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.

الذهلي، نا أحمد بن شبيب أبو سعيد الحبطي، نا أبي، عن يونس بن (1) يزيد، عن ابن شهاب، حدّثني أبو إدريس الخولاني أنه سمع أبا هريرة، و أبا سعيد الخدري يقولان:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من توضّأ فليستنثر، و من استجمر فليوتر»[5531].

و أمّا حديث حسّان.

فأخبرناه أبو الحسن سبط البيهقي، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن، أنا أبو محمّد المخلدي، نا أبو العبّاس السّرّاج، نا محمّد بن يحيى، نا سعيد بن منصور، نا حسان بن إبراهيم، عن يونس بن يزيد، عن الزهري، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي هريرة، و أبي سعيد قالا (2):قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من توضّأ فليستنثر، و من استجمر فليوتر»[5532].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا الربيع بن روح، عن محمّد بن حرب، نا الزبيدي، عن يوسف (3) بن سيف الكلاعي، عن أبي إدريس عائذ اللّه بن عبيد اللّه الخولاني.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم السّلماسي، أنا نعمة اللّه بن محمّد المرندي (4)، نا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، نا محمّد بن أحمد بن سليمان، أنا سفيان بن محمّد بن سفيان، حدّثني عمي الحسن بن سفيان، نا محمّد بن علي، عن محمّد بن إسحاق قال:

سمعت أبا عمر الضرير يقول: أبو إدريس الخولاني عائذ اللّه بن عبد اللّه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا محمّد بن علي المقرئ، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا الأحوص (5) بن المفضّل بن غسان، نا أبي، نا يحيى بن معين قال: أبو إدريس عائذ اللّه بن عمرو، و يقولون ابن عبد اللّه.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السقا، نا أبو العبّاس الأصمّ ، نا عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن

ص: 147


1- بالأصل «عن» خطأ و الصواب عن م.
2- عن م و بالأصل «قال» خطأ.
3- كذا بالأصل و م هنا، و قد مرّ في أول الترجمة فيمن روى عن أبي إدريس الخولاني: يونس بن سيف الكلاعي.
4- مهملة بدون نقط بالأصل و م، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
5- عن م و بالأصل: الأخوص.

معين يقول اسم أبي إدريس عائذ اللّه، و سمعت يحيى يقول: قد سمع أبو إدريس الخولاني من أبي الدّرداء، و من شدّاد بن أوس، و من عبادة بن الصّامت، و من أبي ثعلبة الخشني، قال: و فاتني معاذ بن جبل.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا علي بن محمّد بن أحمد بن نصير، أنا محمّد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص الفلاّس، قال: أبو إدريس الخولاني اسمه عائذ اللّه بن عبد اللّه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا علي بن أحمد بن عمر، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن [أبي] (1) أمية، قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: و اسم أبي إدريس الخولاني عائذ اللّه بن عبد اللّه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر، و أبو نصر محمّد بن الحسن، قالا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي، قال: أبو إدريس عائذ اللّه بن عبد اللّه الخولاني، دمشقي، تابعي، ثقة (2).

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا.

ح و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، قالا:

نا محمّد بن سعد (3) قال في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام: أبو إدريس الخولاني، و اسمه عائذ اللّه بن عبد اللّه - زاد ابن الفهم: و كان ثقة - و قد روى عنه الزهري.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد

ص: 148


1- سقطت من الأصل و استدركت عن م.
2- تاريخ الثقات للعجلي ص 246 و فيه: عائذ، مهموز.
3- طبقات ابن سعد 448/7 المطبوع برواية الحسين بن الفهم.

-زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (1) قال: عائذ اللّه (2) بن عبد اللّه أبو إدريس الخولاني الشامي، ولد عام حنين، قاله أبو مسهر، و يمكن أن يكون سمع من معاذ، و قال ابن عيينة، و معمر عن الزهري عن أبي إدريس قال: أدركت عبادة بن الصّامت و وعيت عنه، و أدركت أبا الدرداء و وعيت عنه، و أدركت شداد بن أوس و وعيت عنه، و فاتني معاذ بن جبل، و سمع ابن مسعود و المغيرة بن شعبة، و روى عنه يونس بن ميسرة، و بسر (3) بن عبيد اللّه، و ربيعة بن يزيد.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (4)،قال: عائذ اللّه بن عبد اللّه أبو إدريس الخولاني ولد عام حنين، روى عن معاذ بن جبل، و أبي الدّرداء، و عبادة بن الصّامت، و أبي ثعلبة الخشني، سمعت أبي يقول ذلك، قال أبو محمّد: روى عنه الزهري، سئل أبي عن أبي إدريس الخولاني فقال: ثقة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو إدريس عائذ اللّه بن عبد اللّه الخولاني، عن عبادة، و أبي ثعلبة، روى عنه الزهري، و بسر (5) بن عبيد اللّه.

أخبرنا أبو الفتح الكروخي، أنا أبو عامر محمود بن القاسم بن محمّد، و أبو نصر الترياقي (6)،و أبو بكر الغورجي (7)،قالوا: أنا عبد الجبّار بن محمّد، أنا أبو العبّاس

ص: 149


1- التاريخ الكبير 83/7.
2- كذا عند البخاري و بالأصول: عائذ، غير مهموزة.
3- بالأصل و م:«و بشر» خطأ و الصواب عن البخاري.
4- الجرح و التعديل 37/7-38.
5- عن م و بالأصل: و بشر.
6- عن م و بالأصل: الترباني.
7- بالأصل تقرأ: الغزرجي، و في م:«القورجي» و كلاهما خطأ و الصواب ما أثبت، و اسمه: أحمد بن عبد الصمد بن أبي الفضل، أبو بكر الغورجي لتاجر الهروي. ترجمته في سير الأعلام 7/19.

المحبوبي، أنا أبو عيسى الترمذي، قال: و أبو إدريس الخولاني اسمه عائذ اللّه بن عبد اللّه.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو إدريس عائذ اللّه بن عبد اللّه ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا عبد الملك بن الحسين (1)،أنا أبو علي بن الصوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال: أبو إدريس الخولاني عائذ اللّه.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء محمّد بن علي، أنا علي بن الحسن الجرّاحي.

ح (2) قال: و أنا ابن خيرون، أنا الحسن بن الحسين بن العبّاس، نا جدي لأمي (3) إسحاق بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد المدائني، نا قعنب بن المحرّر، قال:

أبو إدريس الخولاني عائذ اللّه شامي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (4) قال: اسم أبي إدريس الخولاني عائذ اللّه بن عبد اللّه.

قال: و أنا تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في الطبقة التي تلي أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هي العليا: أبو إدريس الخولاني.

قال أبو مسهر: لم نجد له ذكرا بعد عبد الملك.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو

ص: 150


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: الحسن.
2- سقطت «ح» من الأصل و استدركت عن م.
3- غير مقروءة بالأصل، و المثبت «لأمي» عن م.
4- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 391/1.

الحسن الرّبعي، أنا أبو الحسين الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع، أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الثانية: أبو إدريس الخولاني عائذ اللّه بن عبد اللّه قاضي أهل دمشق و قاصّها (1) في خلافة عبد الملك، ولد عام حنين، و لم يدرك معاذا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن أبي الصّقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا أبو بشر الدّولابي (2)،قال أبو إدريس عائذ اللّه بن عبد اللّه الخولاني.

نا عبد اللّه بن أحمد قال: سمعت أبي يقول: أبو إدريس الخولاني عائذ اللّه بن عبد اللّه.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الشافعي، أنا أبو الفتح الزاهد، أنا أبو الفتح الفقيه، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا أبو القاسم الجوزي، نا يزيد بن محمّد بن إياس، قال: سمعت محمّد بن أحمد المقدّمي يقول: أبو إدريس الخولاني عائذ اللّه بن عبد اللّه.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الشافعي، أنا أبو الفتح الزاهد، أنا أبو الفتح الفقيه، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا أبو القاسم الجوزي، نا يزيد بن محمّد بن إياس، قال: سمعت محمّد بن أحمد المقدّمي يقول: أبو إدريس الخولاني عائذ اللّه بن عبد اللّه أخبرنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أحمد بن علي بن عبيد اللّه بن سوار، و المبارك بن عبد الجبار، قالا: أنا أبو الفرج الطناجيري، نا محمّد بن إبراهيم الدّارمي، نا عبد الملك بن بدر بن الهيثم، نا أحمد بن هارون الحافظ قال في الطبقة الثانية من الأسماء المنفردة و هم التابعون: عائذ اللّه أبو إدريس الخولاني، يروي عن عبادة بن الصّامت، و أبي الدّرداء، روى عنه الزهري، و أبو حازم شامي.

و ليس اسمه من الأسماء المفردة فإن من الرواة عائذ اللّه المجاشعي (3)،عن أبي داود نفيع بن الحارث، روى عنه سلاّم بن مسكين.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم (4) قال: أبو إدريس عائذ اللّه بن عبد اللّه بن عمرو

ص: 151


1- في م و المطبوعة:«و قاضيها» خطأ، انظر تهذيب الكمال 385/9 و سير الأعلام 275/4.
2- الكنى و الأسماء للدولابي 104/1.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 387/9 و تهذيب التهذيب 60/3.
4- الخبر في كتاب الأسامي و الكنى 377/1 و رقمه 314.

الخولاني الشامي الدمشقي قاضي عبد الملك بن مروان، ولد عام حنين، و هزيمة اللّه هوازن، و سمع أبا الوليد عبادة بن الصامت الأنصاري، و أبا يعلى شدّاد بن أوس بن ثابت النّجّاري (1)،و أبا الدرداء عويمر بن مالك، و أبا عبد الرّحمن عبد اللّه (2) بن مسعود الهذلي، روى عنه أبو بكر محمّد بن مسلم بن شهاب الزهري، و أبو عبد اللّه مكحول الشامي (3)،و بسر (4) بن عبيد اللّه الحضرمي الشامي، و ربيعة بن يزيد القصير الدمشقي.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدار قطني، قال:

عائذ اللّه بن عبد اللّه أبو إدريس الخولاني، روى عن عبادة بن الصّامت، و شداد بن أوس، و حذيفة بن اليمان، و أبي الدرداء و غيرهم، روى عنه الزهري، و بسر (5) بن عبيد اللّه، و ربيعة بن يزيد، و يونس بن ميسرة بن حلبس و غيرهم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري، قال: عائذ اللّه بن عبد اللّه أبو إدريس الخولاني الشامي، سمع حذيفة بن اليمان، و عبادة بن الصّامت، و أبا الدّرداء، و عوف بن مالك، و أبا هريرة، روى عنه الزهري، و بسر (6) بن عبيد اللّه، و ربيعة بن يزيد في الإيمان و غير موضع، ولد عام حنين.

و قال الذهلي: قال ابن بكير: مات سنة ثمانين، و قال أبو عيسى مثله، و قال الواقدي مثله.

قرأت على أبي محمّد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا، قال (7):أما عائذ اللّه بباء معجمة باثنين (8) من تحتها، و ذال معجمة: عائذ اللّه بن عبد اللّه أبو إدريس الخولاني،

ص: 152


1- تقرأ بالأصل و م: البخاري، خطأ، و الصواب:«النّجّاري» عن الأسامي و الكنى للحاكم.
2- بالأصل و م:«و أبا عبد الرحمن بن عبد اللّه» خطأ، و الصواب ما أثبت عن الأسامي و الكنى.
3- كذا بالأصول و في الأسامي و الكنى: الهذلي.
4- بالأصل:«و بشر» خطأ، و الصواب عن الأسامي و الكنى و م.
5- عن م و بالأصل: و بشر.
6- عن م و بالأصل: و بشر.
7- الاكمال لابن ماكولا 5/6 و 8.
8- كذا بالأصل و م، و الصواب: باثنتين.

روى عن عبادة بن الصّامت، و حذيفة بن اليمان، و شداد بن أوس، و أبي الدرداء و غيرهم، روى عنه الزهري، و بسر (1) بن عبيد اللّه، و ربيعة بن يزيد، و يونس بن ميسرة بن حلبس.

و قال (2):العيذي: بباء ساكنة معجمة باثنتين من تحتها و ذال معجمة: أبو إدريس الخولاني العيذي و اسمه عائذ اللّه بن عبد اللّه.

و يقال فيه: العوذي.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، عن أبي القاسم بن الفرات، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أبو الحسن بن جوصا، نا العباس بن الوليد بن مزيد قال: سمعت محمّد بن شعيب يسمّي أبا إدريس الخولاني عيّذ اللّه بن عبد اللّه بلا ألف، قال العبّاس: و أنا محمّد بن شعيب، أخبرني شدّاد بن عبيد اللّه، عن أبي إدريس عيّذ اللّه بن عبد اللّه - يعني بغير ألف-.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (3)،نا أبو سعيد عبد الرّحمن بن إبراهيم، نا الوليد بن مسلم، نا سعيد بن عبد العزيز أن أبا إدريس الخولاني ولد في أيّام غزوة حنين، و هزيمة اللّه هوازن.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو بكر الخطيب، أنا الجوهري، نا محمّد بن العباس الخزّاز، نا أحمد بن معروف الخشاب، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (4)،أنا يحيى بن معين قال: ولد أبو إدريس الخولاني عام حنين، فقلت: من أخبرك ؟ قال: من حديث الشاميين، و كان ثقة، و قد روى عنه الزهري.

أخبرنا أبو البركات، أنا أبو الفضل، أنا أبو العلاء، أنا أبو بكر، أنا أبو أمية، نا أبي، حدّثني رجل من أصحابنا عن بعض علماء أهل الشام: أن أبا إدريس الخولاني ولد أيام حنين.

ص: 153


1- عن م و بالأصل: و بشر.
2- المصدر نفسه 321/6.
3- الخبر في المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 237/1.
4- الخبر في طبقات ابن سعد 448/7.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: سنة ثمان: في هذه السنة ولد أبو إدريس الخولاني عائذ اللّه بن عبد اللّه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن نصر بن بجير، نا علي بن عثمان بن نفيل، نا أبو مسهر قال: سمعت سعيدا قال: ولد أبو إدريس الخولاني عام حنين، و ينكر أن يكون سمع من معاذ بن جبل.

أخبرناه أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز الصوفي، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال: سمعت أبا مسهر يقول: كان سعيد بن عبد العزيز ينكر أن يكون أبو إدريس سمع من معاذ شيئا.

قال: و نا أبو مسهر، نا سعيد قال: ولد أبو إدريس الخولاني عام حنين.

قال: و نا أبو زرعة، قال: فحدّثني أبي، نا الوليد بن مسلم قال: قال سعيد بن عبد العزيز: ولد أبو إدريس الخولاني عام حنين و هزيمة اللّه هوازن.

قال: و نا أبو زرعة، حدّثني محمّد بن عائذ، عن أبي مسهر قال: قرأت في كتاب يزيد بن عبيدة: توفي معاذ بن جبل سنة سبع عشرة.

قال أبو زرعة: قلت لعبد الرّحمن بن إبراهيم: أي سنة كانت حنين ؟ قال: سنة ثمان، قال أبو زرعة: فإذا كان مولد أبي إدريس عام حنين، و هي في سنة ثمان من التاريخ فكان أبو إدريس لوفاة معاذ بن جبل ابن عشر سنين أو أقل، و أبو إدريس إذا تحدث عن معاذ بن جبل من حديث الثقات (1).

الزهري و ربيعة بن يزيد أدخلا يزيد بن عميرة الزبيدي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو منصور محمّد بن الحسن، أنا أحمد بن الحسين بن زنبيل، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن بن الخليل، أنا محمّد بن إسماعيل قال: و قال علي - يعني ابن المديني - نا سفيان، نا الزهري، عن أبي إدريس قال: أدركت أبا الدّرداء و وعيت عنه، و أدركت شدّاد بن أوس و وعيت عنه، أدرك عبادة

ص: 154


1- انظر تهذيب التهذيب 60/3

و وعيت عنه، و فاتني معاذ (1).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2) قال: قال محمّد بن أبي عمر عن ابن عيينة، عن الزهري، عن أبي إدريس ذكر أنه أدرك عبادة بن الصّامت، و أبا الدرداء، و شدّاد بن أوس (3) وفاته معاذ بن جبل.

حدّثنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد الأزهري، أنا محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا أبو حامد بن الشرقي (4)،نا محمّد بن يحيى الذهلي، نا عبد الرّزّاق، أنا معمر، عن الزهري قال: سمعت أبا إدريس الخولاني يقول: أدركت أبا الدرداء و وعيت عنه، و أدركت عبادة بن الصّامت و وعيت عنه، و أدركت شدّاد بن أوس و وعيت عنه، و فاتني معاذ بن جبل.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (5)،نا أبو بكر الحميدي، نا سفيان قال: هذا الذي حفظنا من الزهري، عن أبي إدريس الخولاني أنه أخبره قال: أدركت أبا الدّرداء و وعيت عنه، و عبادة بن الصّامت و وعيت عنه، و شدّاد بن أوس و وعيت عنه، و فاتني معاذ بن جبل.

فأخبرني فلان، قال سفيان: سمّاه الزهري فنسيته قال معمر في حديثه: فأخبرني يزيد بن عميرة (6) أن معاذ بن جبل كان لا يجلس مجلسا إلاّ قال: اللّه حكم قسط تبارك اسمه، هلك المرتابون.

قال سفيان: و طال الحديث فلم أحفظ إلاّ هذا.

أخبرنا أبو الحسن بن المسلّم الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد

ص: 155


1- انظر ما جاء في التاريخ الكبير 83/7.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 664/1.
3- عن م و تاريخ أبي زرعة، و بالأصل: أويس.
4- في م: الشرفي، خطأ.
5- الخبر في كتاب المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 320/2.
6- من قوله: قال معمر... إلى هنا سقط من المعرفة و التاريخ.

المعدّل، أنا أبو الميمون البجلي، نا أبو زرعة، حدّثني محمّد، عن ابن عيينة، عن الزهري.

ح و حدّثني عبيد اللّه بن النضر، نا عبد الرّزّاق، عن معمر، عن الزهري، عن أبي إدريس الخولاني.

قال: لقيت أبا الدرداء و وعيت عنه (1)،و لقيت حذيفة بن اليمان و فاتني معاذ بن جبل.

قال معمر: و لكن حدّثني عنه يزيد بن عميرة.

قال أبو زرعة: فأمّا الرواية التي يوجب (2) لقاء أبي إدريس لمعاذ فمن أحسنها مخرجا و أوثقها حاملا فيريد بن أبي مريم.

حدّثنا محمّد بن المبارك، نا الوليد بن مسلم، عن يزيد بن أبي مريم، عن أبي إدريس قال: جلست خلف معاذ بن جبل و هو يصلي فلما انصرف من الصلاة قلت: إني أحبك للّه قال: فأدناني منه ثم قال: إنك لتحبني للّه، قلت: نعم أني لأحبك للّه، قال:

فإني لأحبك للّه، قال: فإني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«المتحابّون في اللّه [في] (3)ظل عرشه يوم لا ظلّ إلاّ ظله»[5533].

قال: و حدّثني سليمان، عن خالد بن يزيد بن أبي مالك، عن أبي إدريس الخولاني.

و قال هشام عن صدقة، عن ابن جابر، عن عطاء الخراساني قال: سمعت أبا إدريس فذكر نحوه.

قال أبو زرعة: أبو إدريس الخولاني يروي عن أبي مسلم الخولاني، و يروي عن عبد الرّحمن بن غنم الأشعري، كلاهما قد يحدّث (4) بهذا الحديث (5) عن معاذ،

ص: 156


1- بعدها في المطبوعة:«و لقيت عبادة بن الصامت و وعيت عنه، و لقيت شداد بن أوس و وعيت عنه» و قد سقطت العبارة من الأصل و م.
2- في المطبوعة: توجب.
3- سقطت من الأصل، و الزيادة عن م.
4- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: تحدث.
5- لفظتا «بهذا الحديث» سقطتا من م.

و الزهري يحفظ عن أبي إدريس أنه لم يسمع من معاذ و الحديث حديثهما و باللّه التوفيق.

و قد روي أنه لقي معاذا من وجوه، منها ما.

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا هاشم، نا عبد الحميد، حدّثني شهر بن حوشب، حدّثني عائذ اللّه بن عبد اللّه أن معاذا قدم عليهم اليمن، فلقيته امرأة من خولان معها بنون لها اثنا عشر، و تركت أباهم في بيتها، أصغرهم الذي قد اجتمعت لحيته، فقامت فسلّمت على معاذ، فذكر حديثا في حقّ الزوج على زوجته.

أخبرناه بتمامه أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو الحسن علي بن محمّد الطّبراني، أنا عبد الجبّار بن محمّد بن مهنّى الخولاني (1)،نا محمّد بن أيوب الخشاب - بالرملة - نا سعيد بن أبي زيدون، نا الفريابي، نا عبد الحميد، عن شهر بن حوشب، حدّثني عائذ اللّه بن عبد اللّه.

أن معاذا قدم عليهم اليمن فلقيته امرأة من خولان معها بنون لها اثنا عشر و تركت أباهم في بيتها، أصغرهم الذي قد اجتمعت لحيته، فقامت فسلّمت على معاذ و رجلين (2)من بنيها (3) ممسكين بعضديها، فقالت: من أرسلك إلينا أيها الرجل ؟ قال لها معاذ:

أرسلني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قالت المرأة: أرسلك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و أنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أ فلا تحدّثني يا رسول رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ فقال (4) لها معاذ، سلي عمّ شئت، قالت: حدّثني ما حقّ المرء على زوجته ؟ قال لها معاذ: تتقي اللّه ما استطعت (5) و تسمع و تطيع، قالت:

أقسمت عليك باللّه ما حقّ الرجل على زوجته ؟ قال لها معاذ: و ما رضيت بأن تسمعي و تطيعي و تتقي اللّه ؟ قالت: بلى، و لكن حدّثني ما حقّ المرء على زوجته، فإنّي تركت أبا هؤلاء شيخا كبيرا في البيت، فقال لها معاذ: و الذي نفس معاذ بيده لو أنك ترجعين إذا رجعت إليه فوجدت الجذام قد خرق أنفه، و وجدت منخريه يسيلان قيحا و دما ثم

ص: 157


1- الخبر في تاريخ داريا ص 67.
2- في تاريخ داريا: و رجلان.
3- في الأصل و م:«بيتها» و المثبت عن تاريخ داريا.
4- من قوله: و أنت رسول... إلى هنا سقط من م. و كلمة «رسول» الثانية في الموضعين كتبت بالأصل بين السطرين.
5- كذا بالأصل و م، و في تاريخ داريا: استطاعت.

التعقتيها بفيك لكيما تبلغي حقه ما بلغتيه أبدا.

و منها ما.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل، و أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، قالا: أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو علي زاهر بن أحمد، أنا إبراهيم بن عبد الصّمد، نا أبو مصعب، نا مالك بن أنس، عن أبي حازم بن دينار، عن أبي إدريس الخولاني قال:

دخلت مسجد دمشق فإذا أنا بفتى براق الثياب و إذا الناس معه، إذا اختلفوا في شيء أسندوه إليه و صدروا عن رأيه، فسألته (1) عنه فقيل: هذا معاذ بن جبل، فلما كان الغد هجرت، فوجدته قد سبقني بالتهجير، و وجدته يصلّي، قال: فانتظرته حتى قضى صلاته ثم جئت من قبل وجهه، فسلّمت عليه، ثم قلت: و اللّه إنّي لأحبك للّه، قال: آللّه، فقلت: آللّه،[فقال: آللّه ؟ فقلت: آللّه] (2) فأخذ بحبوة ردائي فجبذني إليه، و قال: أبشر، فإني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«قال اللّه تبارك و تعالى: وجبت محبتي للمتحابين فيّ (3)،و المتجالسين فيّ ، و المتزاورين فيّ ، و المتباذلين فيّ »[5534].

أخبرنا أبو البركات، أنا أبو الفضل، أنا أبو العلاء، أنا (4) أبو بكر، أنا أبو أمية بن الغلاّبي، نا أبي، عن أبي زكريا قال: أبو إدريس سمع من أبي الدرداء و من شداد، و من عبادة، قال: و فاتني معاذ، فحدّثني يزيد بن عميرة، و سمع من أبي ثعلبة الخشني، و خرج ابن مسعود إلى الشام في زمن عمر.

و سمعت غير أبي زكريا يقول: ولد أبو إدريس الخولاني أيام حنين، قال: و كانت حنين قبل موت النبي صلى اللّه عليه و سلم بسنتين، فمن ثمّ سمع من بلال، و ابن مسعود - يعني أبا إدريس-.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (5)،قال: قلت - يعني لدحيم-: فأيّ الرجلين عندك أعلم:

ص: 158


1- في م: فسألت عنه.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
3- سقطت «فيّ » من م.
4- «أنا» سقطت من م.
5- الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 597/1.

جبير بن نفير الحضرمي أبو أبو إدريس الخولاني ؟ قال: أبو إدريس عندي المقدّم، و رفع من شأن جبير لإسناده، و أحاديثه ثم ذكر أبا إدريس فقال: له من الحديث ما له، و من اللقاء، و استعمال عبد الملك إياه على القضاء بدمشق.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون قال: قال أبو زرعة:

أبو إدريس الخولاني و جبير بن نفير قد توسّطا في الرواية عن الأكابر من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم فروى أبو إدريس الخولاني عن أبي ثعلبة، و عقبة بن عامر، و عوف بن مالك الأشجعي، و النّوّاس بن سمعان، و المغيرة بن شعبة، و أبي هريرة، و ابن عباس، و أبي أمامة، و معاوية، و نعيم بن همّار.

قال أبو زرعة: و أحسن أهل الشام لقيا لأجلة أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: جبير بن نفير، و أبو إدريس، و كثير بن مرة، و قد قلت لدحيم: من المقدّم منهم ؟ قال: أبو إدريس.

قال أبو زرعة: و أبو إدريس أروى (1) عن التابعين من جبير بن نفير، حدّث أبو إدريس عن أبي مسلم الخولاني، و عبد الرّحمن بن غنم، و يزيد بن عميرة، و مرثد الخولاني صاحب الكتب، و حسان بن الضمري (2)،و ابن الدّيلمي، فأمّا معاذ بن جبل لم يصح له منه سماع، و إذا تحدّث أبو إدريس عن معاذ أسند ذلك إلى يزيد بن عميرة الزبيدي.

قال أبو زرعة: و أبو إدريس عائذ اللّه بن عبد اللّه الخولاني يحدّث عن الأجلّة من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عبادة بن الصّامت، و شدّاد بن أوس، و حذيفة بن اليمان، و أبي ذرّ، و أبي الدّرداء، و عبد اللّه بن مسعود، و الأشعري، قدما دمشق.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام الواسطي، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم الكوكبي، أنا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو إدريس الخولاني قد سمع من أبي ذرّ قال: و سمعت يحيى بن معين يقول:

ص: 159


1- سقطت «أروى» من م.
2- بالأصل «الضميري» و في م:«حسان و ابن الضمري» و كلاهما خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ في أول الترجمة صوابا و انظر ترجمته في ميزان الاعتدال 479/1 و تهذيب الكمال 260/4.

بلغني بإسناد أن أبا إدريس الخولاني ولد يوم حنين.

أنبأنا أبو جعفر الهمذاني، أنا أبو بكر الصّفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم (1)،أنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن مسلم الأسفرايني (2)،نا محمّد - يعني ابن بحير (3) الأسفرايني - نا محمّد - يعني ابن أسد الخشني - قال: سألت الوليد - يعني ابن مسلم - هل لقي أبو إدريس الخولاني معاذ بن جبل ؟ فقال: يظن (4) أن أبا إدريس الخولاني لقي معاذا، و أبا عبيدة بن الجرّاح و هو ابن عشر سنين، ثم قال: قال سعيد بن عبد العزيز: ولد أبو إدريس الخولاني أيام غزوة حنين، قال الوليد: و لقي أبو إدريس أبا ثعلبة، و أبا الدرداء، و شدّاد بن أوس، و عبادة بن الصّامت.

أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد اللّه، أنا محمود بن القاسم بن محمّد، و عبد العزيز بن محمّد، و أحمد بن عبد الصمد، قالوا: أنا عبد الجبار بن محمّد بن عبد اللّه، أنا محمّد بن أحمد بن محبوب، أنا محمّد بن عيسى بن سورة الترمذي، قال:

قال محمّد - يعني البخاري - أبو إدريس لم يسمع من عمر شيئا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (5)،نا عبد الرّحمن بن إبراهيم، نا الوليد، نا عبد الرّحمن بن نمر (6) قال: سألت ابن شهاب عن الاستنشاق فقال: أخبرني أبو إدريس الخولاني عائذ اللّه بن عبد اللّه، و كان قاصّ (7) أهل دمشق، و قاضيهم في خلافة عبد الملك.

أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو العبّاس بن قتيبة، نا حرملة، أنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، حدّثني أبو إدريس يعني الخولاني و كان من فقهاء أهل الشام.

ص: 160


1- الخبر في الأسامي و الكنى للحاكم النيسابوري 377/1 رقم 314.
2- سقطت من الأسامي و الكنى.
3- في الأسامي و الكنى:«ابن بحير» و مثله بالأصل و م، و في المطبوعة: ابن بجير.
4- في الأسامي و الكنى: نظن.
5- الخبر في المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 319/2.
6- كذا بالأصل و المعرفة و التاريخ و في م: ابن نمير.
7- بالأصل و م:«قاضي» خطأ و الصواب ما أثبت عن المعرفة و التاريخ.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (1)،حدّثني الوليد بن عتبة، عن ابن أبي السائب - و هو عبد العزيز بن الوليد بن سليمان بن أبي السّائب - عن أبيه، عن مكحول، قال: ما رأيت مثل أبي إدريس الخولاني.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب، نا عبد الرّحمن بن إبراهيم، نا عبد العزيز بن الوليد بن أبي السّائب، عن أبيه أنه سمع مكحولا يقول: ما أدركت مثل أبي إدريس الخولاني.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا علي بن الحسن (2)الرّبعي، أنا عبد الوهاب الكلابي.

ح و قرأت على أبي محمّد عن عبد الدّائم بن الحسن، عن عبد الوهاب الكلابي، أنا أبو الحسن بن جوصا، نا يزيد بن محمّد، نا سليمان - يعني ابن عبد الرّحمن - نا عبد العزيز بن الوليد قال: سمعت أبي يقول: سمعت مكحولا يقول: ما أدركت مثل أبي إدريس الخولاني.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصّفار، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو أحمد (3)،أنا أبو العباس الثقفي، نا محمّد بن إدريس، أنا أبو اليمان الحكم بن نافع، نا إسماعيل بن عياش، عن الوليد بن أبي السائب، عن مكحول أنه كان إذا ذكر أبا إدريس الخولاني قال: ما رأيت مثله، و كان مولده يوم حنين.

أنبأنا أبو القاسم النّسيب، عن أبي القاسم بن الفرات، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أبو الحسن بن جوصا، نا محمّد بن عوف، نا محمّد بن إسماعيل بن عيّاش، حدّثني أبي، حدّثني الوليد بن سليمان بن أبي السّائب قال: كان مكحول إذا ذكر أبا إدريس الخولاني قال: ما رأيت مثله، قال: و كان مولده يوم حنين.

أخبرنا [أبو] (4) محمّد بن الأكفاني - شفاها - نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو بكر

ص: 161


1- الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 329/1.
2- في المطبوعة: علي بن الحسن بن علي الربعي.
3- الخبر في كتاب الأسامي و الكنى للحاكم النيسابوري 377/1 رقم 314.
4- زيادة عن م.

محمّد بن عمرو - بمنين - أنا محمّد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن [بن] (1) مروان، نا أحمد بن المعلّى بن يزيد، حدّثني هشام بن خالد، نا أبو مسهر، نا سعيد، قال: قال مكحول: ما رأيت أعلم من أبي إدريس.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد بن الحسن، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم الكوكبي، نا ابن أبي خيثمة، قال: و أخبرني أبو محمّد صاحب لي من بني تميم ثقة، قال: قال أبو مسهر: و كان سعيد يقول: حدّثني ثقة عنه و لم أسمعه منه قال: كان أبو إدريس عالم الشام بعد أبي الدرداء.

أنبأنا أبو القاسم العلوي، عن أبي القاسم بن الفرات، أنا عبد الوهاب بن الحسن الكلابي.

ح (2) و قرأت على أبي محمّد السلمي، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا علي بن الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب الكلابي.

ح (3) و عن عبد الدّائم بن الحسن، عن عبد الوهاب الكلابي، أنا أبو الحسن بن جوصا، نا عمرو بن عثمان بن سعيد، نا محمّد بن حمير، حدّثني سعيد بن عبد العزيز قال: سمعت مكحولا يقول:

كانت حلقة من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم يدرسون جميعا، فإذا بلغوا سجدة بعثوا إلى أبي (4) إدريس الخولاني فيقرأها ثم يسجد، فيسجد أهل المدارس.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، عن علي بن طاهر بن الفرات، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أبو الحسن بن جوصا، نا محمّد بن هاشم، نا محمّد بن شعيب، أخبرني يزيد بن عبيدة (5).

أنه رأى أبا إدريس عائذ اللّه بن عبد اللّه الخولاني في زمان عبد الملك بن مروان و أن حلق المسجد بدمشق يقرءون القرآن يدرسون جميعا، و أبو إدريس جالس إلى بعض العمد، فكلما مرت حلقة بآية سجدة بعثوا إليه يقرأ بها و أنصتوا له، و سجد بهم و سجدوا

ص: 162


1- سقطت من الأصل و أضيفت عن م.
2- سقطت من الأصل و م و أضيفت عن المطبوعة.
3- سقطت من الأصل و م و أضيفت عن المطبوعة.
4- عن م و بالأصل: ابن.
5- عن م و المطبوعة، و بالأصل: عبيد.

جميعا بسجوده، و ربما سجد بهم ثنتي عشرة سجدة حتى إذا فرغوا من قراءتهم قام أبو إدريس يقصّ (1) قال يزيد بن عبيدة: ثم قدّم القصص بعد ذلك و أخّروا القراءة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن عبد العزيز الكتاني، أنا علي بن الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب الكلابي.

ح و عن عبد الدّائم بن الحسن، عن عبد الوهاب الكلابي، أنا أبو الحسن بن جوصا، نا أبو عامر موسى بن عامر، نا الوليد بن مسلم، نا خالد بن يزيد بن أبي مالك، عن أبيه قال:

كنا نجلس إلى أبي إدريس الخولاني فيحدّثنا (2) في الشيء من العلم لا يقطعه بغيره حتى يقوم أو تقام الصلاة حفظا لما سمّع، قال: فحدّث يوما عن بعض مغازي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى استوعب الغزاة، فقال له رجل من ناحية المجلس: أحضرت هذه الغزاة ؟ قال: فقال: لا، فقال الرجل: قد حضرتها مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و لأنت أحفظ لها مني.

قال: و نا ابن جوصا، نا (3) أبو عامر، و حدّثنا ابن سهل، قالا: نا الوليد بن مسلم، نا يحيى بن سعيد، و الوليد بن سليمان بن أبي السائب، أنهما رأيا أبا إدريس الخولاني يجلس بالعشيات على درج مسجد دمشق الذي يطلع الناس منه إلى مسجد المسلمين و مصلاهم، مقبل بوجهه على القبلة، و الناس تحته جلوس يسألونه، فيقصّ عليهم، و يحدّثهم بالأحاديث.

قال: و أنا ابن جوصا، نا مؤمّل - يعني ابن إهاب - نا يحيى بن حسان، نا خالد بن أبي مالك، عن أبيه.

أن أبا إدريس الخولاني حدّث يوما بأحاديث فقال له رجل: أ رأيت هذه الأحاديث إلى من تسندها؟ فقال: إن رضيت بما تسمع منا، و إلاّ فلا تجالسنا، قال: و كان أبو إدريس إذا أخذ في نوع في مجلس لم يكد يأخذ في غيره حتى يقوم من مجلسه، و كان إذا

ص: 163


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: فقصّ .
2- في م: فحدثنا.
3- سقطت «نا» من م.

جلس لم يحتبي (1) حتى يقوم، و إذا احتبى لم يحلّ حبوته حتى يقوم، و لم ير يعبث بشيء.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا محمّد بن علي، أنا محمّد بن أحمد، أنا الأحوص (2) بن المفضّل، نا أبي، حدّثني أبو اليمان، نا صفوان بن عمرو، عن أبي إدريس السكسكي يحدث هذا (3) عن جبير بن نفير.

و قد حدّث إسماعيل بن سالم، عن أبي إدريس: أن عليا أتى برجل عربي تنصّر بعد إسلامه، فاستتابه.

و أبو إدريس الخولاني أشهرهم و أكثرهم ذكرا.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أبو محمّد المزكي، قالا: نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (4)،نا سليمان - يعني ابن عبد الرّحمن - أنا خالد بن أبي مالك، عن أبيه (5) قال: قال رجل لأبي إدريس: عن من يا أبا إدريس ؟ قال: لأنا أقدر على الإسناد مني على الحديث.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، عن علي بن الفضل بن طاهر، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أبو الحسن بن جوصا، نا يزيد بن محمّد، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا خالد بن يزيد بن أبي مالك، عن أبيه، عن أبي إدريس الخولاني، قال: تحدث يوما بحديث كثير قال له قائل: عن من ؟ فغضب، و قال: إني على الإسناد أقدر مني على الحديث، قم لا تجالسنا.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب، أنا محمّد بن الحسن، نا أحمد بن الحسين، نا عبد اللّه بن محمّد، نا محمد بن إسماعيل، نا إبراهيم بن عبد اللّه بن العلاء،[نا عبد اللّه بن العلاء] (6)،عن يونس بن ميسرة، سمع أبا إدريس قاضي عبد الملك بن مروان.

ص: 164


1- كذا بالأصل و م، بإثبات الياء، و الصواب حذفها.
2- عن م، و بالأصل: الأخوص.
3- سقطت «هذا» من م.
4- الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 316/1-317.
5- لفظتا:«عن أبيه» سقطتا من تاريخ أبي زرعة.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.

قال محمّد: و اسمه.

عائذ اللّه بن عبد اللّه الشامي الخولاني.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال.

في تسمية قضاة معاوية على الشام: فضالة بن عبيد، فمات فضالة فولاّها معاوية أبا إدريس الخولاني حتى مات معاوية قال: و على قضاء الشام - يعني في زمان يزيد - أبو إدريس الخولاني حتى مات يزيد، و كان (1) قاضي عبد الملك أبو إدريس الخولاني.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي الصّقر، أنا أبو الفتح منصور بن علي بن عبد اللّه الطّرسوسي، نا الحسن بن رشيق، نا أحمد بن محمّد بن سلام البغدادي، نا داود بن رشيد، نا الوليد بن مسلم، قال: و قال غير ابن أبي مالك فولي فضالة بن عبيد، ثم من بعد فضالة أبو إدريس الخولاني.

كذا قالا: و لم يذكرا بلالا، و ذكر من غير هذه الرواية بعد فضالة النعمان بن بشير، و بعد النعمان بلال بن أبي الدرداء، و بعد بلال أبو إدريس، كذلك ذكر أبو مسهر عن (2)سعيد بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (3)،حدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم، أن أبا مسهر حدّثهم عن سعيد بن عبد العزيز أن عبد الملك عزل بلالا يعني عن القضاء، و ولّى أبا إدريس الخولاني.

قال (4):و حدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم، عن الوليد بن مسلم، عن ابن جابر أن أبا إدريس كان يلي القضاء و القصص، قال أبو زرعة (5):فحدّثني أبي عن الوليد بن مسلم، عن ابن جابر: أن عبد الملك عزل أبا إدريس عن القصص و أقرّه على القضاء،

ص: 165


1- من هنا إلى آخر الخبر ما ورد في تاريخ خليفة فقط ، ص 296 و القسم الأول كله لم يرد فيه.
2- عن م و بالأصل «غير».
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 199/1.
4- المصدر السابق ص 200.
5- المصدر السابق نفسه.

فقال أبو إدريس: عزلتموني عن رعيتي (1) و تركتموني في رهبتي.

قال: فحدّثنا عبد الأعلى بن مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز قال: قال أبو إدريس - و كان قاضيا-: ما عزلوني (2) حتى أرجفت (3).

قال: و حدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم و أبي، قالا: نا الوليد بن مسلم، عن ابن جابر، قال: أمر عبد الملك: أبا إدريس أن يرفع يديه فأبى، فعزله عن القصص.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا النضر بن عبد اللّه، نا محمّد بن سلاّم قال: قال معاوية لأبي إدريس الخولاني: يا أهل اليمن إنّ فيكم خلالا ما تخطئكم، قال: و ما هي ؟ قال:

الجود، و الحدّة، و كثرة الأولاد، قال: أما ما ذكرت من الجود فذلك لمعرفتنا من اللّه عز و جلّ بحسن الخلف (4)،و أما الحدّة فإنّ قلوبنا ملئت خيرا، فليس فيها للشرّ موضع.

و أمّا كثرة الأولاد فإنا لسنا نعزل ذلك عن نسائنا، قال: صدقت، لا يفضض اللّه فاك.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر بن إسماعيل قالا: نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا ابن لهيعة.

ح و أخبرنا أبو غالب، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد الزهري، نا عبد الرّحمن (5) بن صالح، أنا ابن وهب، أخبرني ابن لهيعة عن جعفر بن ربيعة، عن ربيعة بن يزيد: أنه سمع أبا إدريس الخولاني يقول:

ما تقلّد امرؤ بقلادة أفضل من سكينة - و في حديث ابن المبارك: قلادة-.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا أبو طاهر عبد الرّحمن بن علك (6)،أنا أبو الربيع طاهر بن عبد اللّه الإيلاقي، نا أبو الفضل السّليماني، نا

ص: 166


1- كذا بالأصل و م، و في تاريخ أبي زرعة: رغبتي.
2- في م: عزلتموني.
3- بالأصل: مهملة بدون نقط ، و المثبت عن م «أرجفت» و في تاريخ أبي زرعة: أزحفت.
4- في م: الخلق.
5- وقع السند في المطبوعة: نا عبد الرحمن - هو ابن الحسن بن منصور بن شهريار الذهبي - نا إبراهيم بن هانئ، نا عثمان بن صالح، نا ابن وهب...
6- كذا رسمها بالأصل و م، و في المطبوعة: عليك.

محمود بن إسحاق، نا عمر بن حفص، أنا علي بن الحسن، أنا خارجة، عن ثور بن يزيد، عن سليمان بن موسى، عن أبي إدريس الخولاني، قال: ما أروي (1) شيء إلى شيء خير من حلم إلى علم.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و محمّد بن موسى، قالا: نا أبو العبّاس[-هو الأصم - نا العباس] (2) بن الوليد، أنا عقبة، نا سعيد بن عبد العزيز قال: كان أبو إدريس يقول:

عفّوا رحمكم اللّه، فإنه ما عفّ نساء قوم قط حتى تعفّ رجالهم.

و كان يقول: ما أكون خيرا مني - يعني: إلاّ إذا كنت مع من [هو] (3) خير مني-.

و كان يقول: من نظر فتفكّر (4) خير ممن نظر فتعجّب - و في رواية محمّد:

فعجب-.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، أنا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا محمّد بن مسلم، عن يزيد بن يزيد (5) بن جابر قال: بلغني عن أبي إدريس الخولاني أنه قال: ما على ظهرها من بشر لا يخاف على إيمانه أن يذهب إلاّ ذهب.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا محمّد بن علي بن سلوان، أنا الفضل بن جعفر، نا عبد الرّحمن بن القاسم، نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز قال: قال أبو (6)إدريس الخولاني: المساجد مجالس الكرام.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، و علي بن زيد بن علي المؤدب، قالا: أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم - زاد الفرضي: و أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرزاق الكلاعي، قالا:- أنا أبو الحسن بن عوف، أنا أبو علي بن منير، نا محمّد بن خريم، نا

ص: 167


1- كذا رسمها بالأصل و م و في المطبوعة:«أودى» و هو أشبه.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
3- الزيادة عن م.
4- في م: فيفكر.
5- لفظتا «بن يزيد» سقطتا من م.
6- في م:«ابن إدريس».

هشام بن عمّار، نا ابن أبي السائب، قال: و سمعت أبي و هو الوليد بن سليمان يذكر أن أبا إدريس الخولاني كان يقول: لأن أرى في المسجد نارا تأجج أحبّ إليّ من أن أرى بدعة لا تغيّر.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمّد، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هاشم بن محمّد قال: قال الهيثم بن عدي: مات أبو إدريس الخولاني في زمن عبد الملك.

أخبرنا أبو محمّد المزكّي، نا عبد العزيز الصوفي، أنا أبو محمّد العدل، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (1) قال: و سألت عبيد اللّه بن النضر يسأل أبا مسهر، فسأله عن وفاة أبي إدريس الخولاني فقال: لم نجد له عبد الملك ذكرا.

و قد (2) سمعت أبا مسهر يذكر أنه سمع سعيد بن عبد العزيز يقول: إن عبد الملك بن مروان عزل أبا إدريس عن القصص و أقرّه على القضاء.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا يوسف بن رباح، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد (3)،نا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو إدريس عيّذ اللّه بن عبد اللّه مات في إمرة عبد الملك، كان يقضي له، و ولد غزاة حنين، أخبرني - يعني بذلك - أبو مسهر عن سعيد بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الفضل بن خيرون.

ح و أخبرنا أبو العزّ الكيلي، أنا أبو طاهر، قالا: أنا محمّد بن الحسن الأصبهاني، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خياط قال:

أبو إدريس الخولاني: اسمه عائذ اللّه بن عبد اللّه، مات سنة ثمانين، دمشقي (4).

ص: 168


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 584/1-585.
2- في المطبوعة:«فقد».
3- في م:«بن حسان» خطأ.
4- طبقات خليفة بن خياط ص 563 رقم 2900.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال: و في سنة ثمانين مات أبو إدريس الخولاني (1).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو الحسن الطّبراني، أنا عبد الجبار الخولاني (2)،قال: و قال أبو عبد اللّه الهروي: نا ابن الدّورقي، قال:

قال يحيى بن معين: مات أبو إدريس سنة ثمانين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم علي بن أحمد، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن لمغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم، قال: سنة ثمانين فيها توفي أبو إدريس الخولاني عائذ اللّه بن عبد اللّه (3).

3068 - عائذ بن سعيد والد محمّد بن عائذ

روى عن المطعم بن المقدام.

روى عنه ابنه محمّد.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن الحسن، أنا الحسن بن أحمد بن محمّد المخلدي، أنا موسى بن العباس الجويني، نا أبو زرعة الدّمشقي، نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى، عن نافع قال:

كنت أسير مع ابن عمر فسمع صوت زامر رعاء فعدل عن الطريق، ثم قال: يا نافع هل تسمع شيئا؟ قلت: لا، ثم رجع إلى الطريق، ثم قال: كذا رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فعل.

قال: و نا أبو زرعة، نا محمّد بن عائذ، نا أبي، نا المطعم بن المقدام، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم بمثل ذلك.

ص: 169


1- تاريخ خليفة بن خياط ص 280.
2- الخبر في تاريخ داريا للخولاني ص 64.
3- انظر تهذيب الكمال 387/9.

3069 - عائذ اللّه بن محمّد بن عائذ بن سعيد السّلمي

3069 - عائذ (1) اللّه بن محمّد بن عائذ بن سعيد السّلمي

حكى عن أبيه.

روى عن أبيه (2)،روى عنه أبو زرعة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (3) قال: و حدّثني عائذ بن محمّد بن عائذ السّلمي، عن أبيه، عن الوليد قال: رأيت الوليد بن سليمان بن أبي السّائب و أتى الأوزاعي مسلّما عليه في منزل [عون بن] (4) حكيم، فلما رآه الوليد نهض إليه، فرأيت الأوزاعي يعزم عليه ألاّ يفعل إجلالا له.

ص: 170


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: عائذ بن محمد.
2- قوله:«روى عن أبيه» سقط من المطبوعة.
3- الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 446/1، و انظر فيه أيضا الخبر مختصرا 717/2.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن تاريخ أبي زرعة.

ذكر من اسمه عبادة

3070 - عبادة بن أوفى - و يقال: ابن أبي أوفى - بن حنظلة

ابن عمرو بن رياح (1) بن جعونة بن الحارث بن نمير بن عامر

أبو الوليد النميري القنّسريني (2)

و قيل إنه دمشقي (3)،و قيل: انه حمصي، و يقال: له صحبة.

حدّث عن عمرو بن عبسة السّلمي (4).

روى عنه أبو سلاّم، و يزيد بن أبي مريم الدمشقي، و الوليد بن هشام المعيطي، و ربيعة بن يزيد القصير.

و شهد صفين مع معاوية.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة السّلمي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم، نا أبو (5) عبد الملك أحمد بن إبراهيم، نا سليمان بن سلمة.

ح و أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، و حدّثنا أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا إبراهيم بن محمّد بن عرق (6)،

ص: 171


1- كذا بالأصل و أسد الغابة، و في م و الإصابة: رباح.
2- ترجمته في أسد الغابة 53/3 و الإصابة 268/2.
3- قوله:«و قيل إنه دمشقي» سقط من م.
4- انظر ترجمته في تهذيب الكمال 274/14 و تهذيب التهذيب 69/8.
5- لفظة «أبو» سقطت من م.
6- في م:«عوف» خطأ.

نا سليمان بن سلمة الخبائري، نا محمّد بن شعيب بن شابور، نا يزيد بن أبي مريم، عن الوليد بن هشام المعيطي، عن عبادة بن أوفى النّميري - و في حديث الطبراني: ابن أبي أوفى - و هو وهم - عن عمرو بن عبسة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«أبردوا بصلاة الظهر، فإنّ شدّة الحرّ من فيح جهنّم»[5535].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن اللاّلكائي، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (1)،نا سليمان بن سلمة الخبائري الحمصي، نا محمّد بن شعيب بن شابور القرشي، أخبرني يزيد بن أبي مريم (2)،عن الوليد بن هشام المعيطي، عن عبادة بن أوفى النّميري، عن عمرو بن عبسة، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«أبردوا بصلاة الظهر في اليوم الحارّ، فإنّ شدّة الحرّ من فيح جهنم»[5536].

قال يعقوب: عبادة بن أوفى نميري شامي (3).

أخبرناه عاليا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة الحرّاني، نا أبو أيوب الخبائري، نا محمّد بن شعيب، عن يزيد بن أبي مريم، عن الوليد بن هشام، عن عبادة بن أبي أوفى، عن عمرو بن عبسة قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«إذا اشتد الحرّ فأبردوا بالصلاة، فإنّ شدة الحرّ من فيح جهنّم»[5537].

أنبأنا أبو محمّد السّلمي، عن خلف بن أحمد بن الفضل الحوفي، أنا عبد الرّحمن بن عمر بن محمّد البزّاز، نا أحمد بن إبراهيم بن جامع السكري، نا يحيى بن عثمان، نا عبد اللّه بن يوسف، نا ابن لهيعة، عن جعفر بن ربيعة، عن ربيعة بن يزيد، عن عبادة بن أوفى - رجل من بني نمير من أهل قنّسرين، ذكر أنه كان جالسا في مجلس فيه شرحبيل بن السّمط أميرا على حمص، و عمرو بن عبسة، فذكر حديثا.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل البغدادي، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن، و أبو الحسن المبارك بن عبد الجبّار، و أبو الغنائم - و اللفظ له -

ص: 172


1- الخبر في كتاب المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 340/2.
2- ترجمته في تهذيب التهذيب 359/11 و تهذيب الكمال 377/20.
3- سقطت اللفظة من المعرفة و التاريخ.

قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (1) قال: عبادة بن أوفى النميري سمع عمرو بن عبسة، و روى عنه أبو سلاّم و يزيد بن أبي مريم الشامي.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (2)،قال: عبادة بن أوفى النميري سمع عمرو بن عبسة، روى عنه أبو سلاّم الأسود، و يزيد بن أبي مريم، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو القاسم البجلي، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في الطبقة التي تلي أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هي العليا: عبادة بن أوفى النميري من أصحاب عمرو بن عبسة (3).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الثانية: عبادة بن أوفى النّميري.

أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمّد الزينبي، أنا أبو القاسم علي بن المحسّن، أنا محمّد بن المظفّر الشامي، أنا بكر بن أحمد بن حفص، نا أحمد بن محمّد بن عيسى البغدادي، قال: عبادة بن أوفى النّميري بلغني أن نسبة عبادة بن أوفى بن حنظلة بن عمرو بن رباح بن جعونة بن الحارث بن نمير بن عامر، و يكنى أبا الوليد، و هو من أصحاب عمرو بن عبسة (4).

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا أبو منصور شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، قال: عبادة بن أوفى النّميري اختلف في صحبته، عداده في أهل

ص: 173


1- التاريخ الكبير 95/6.
2- الجرح و التعديل 95/6.
3- بالأصل و م هنا:«عنبسة» و الصواب ما أثبت.
4- بالأصل و م هنا:«عنبسة» و الصواب ما أثبت.

الشام، روى عنه أبو سلاّم الأسود، و ربيعة بن يزيد.

أخبرنا (1) أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: قال لنا أبو نعيم: عبادة بن أوفى النّميري ذكره بعض المتأخرين و قال: اختلف في صحبته لم يذكره أحد في الصّحابة، شامي، يروي عن عمرو بن عبسة فيمن أعتق امرأ مسلما، و قيل: عبادة بن أبي أوفى، روى عنه أبو سلاّم الأسود، و الوليد بن هشام المعيطي، و يزيد بن أبي مريم، لا صحبة له.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2) حدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم، نا ابن (3)شعيب، عن يزيد بن أبي مريم أنه سمعه يقول: صلى بنا الوليد بن هشام الظهر عند ميل النهار أو عند نصفه، فلما انصرف قال شيخ - كنت عن يمينه - يقال له عبادة بن أوفى النميري من أصحاب عمرو بن عبسة: لو كان أبرد عن الصّلاة شيئا، فإنه كان يقال (4):

أبردوا عن الصّلاة، فإن شدّة الحرّ من (5) فيح جهنم.

أنبأنا أبو محمد هبة اللّه بن أحمد الأكفاني، و عبد اللّه بن أحمد السّمرقندي، قالا: نا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو محمّد بن أبي نصر، نا أحمد بن محمّد بن سعيد الرزاق (6)،أنا أحمد بن إبراهيم بن بسر (7)،نا ابن عائذ قال: و ذكر يحيى بن حمزة أن الذي قتل عمّار بن ياسر عمرو بن محصن الأزدي، و عبادة بن أوفى النميري اشتركا فيه، و كان عمرو فارسا، و كان عبادة راجلا.

المحفوظ أن قاتل عمّار أبو الغادية (8).

ص: 174


1- في المطبوعة: عبادة بن أوفى - عبد اللّه بن ثوب (مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق) و سنشير إليها ب «المطبوعة». في المطبوعة: أنبأنا.
2- الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 607/1-608.
3- بالأصل و م:«أبو شعيب» خطأ، و الصواب عن أبي زرعة.
4- في تاريخ أبي زرعة: يقول.
5- عند أبي زرعة: فإن حرّها من فيح جهنم.
6- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: الورّاق.
7- عن م و بالأصل: بشر.
8- عن م و بالأصل: أبو العادية.

3071 - عبادة بن الصّامت

ابن قيس بن فهر بن قيس بن ثعلبة بن غنم

ابن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج

أبو الوليد الأنصاري (1)

صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، أحد الاثني عشر نقيبا ليلة العقبة.

سكن الشام، و دخل دمشق قبل فتحها و بعده.

روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أحاديث.

روى عنه: أنس بن مالك، و أبو أمامة الباهلي، و أبو أبيّ ابن امرأته، و أبو مسلم الخولاني، و أبو إدريس الخولاني، و جبير بن نفير (2)،و أبو سلمة بن عبد الرّحمن، و خالد بن معدان، و يعلى بن شداد، و جنادة بن أبي أمية، و بنوه: الوليد، و عبيد اللّه، و داود بنو عبادة، و الصنابحي، و حطّان بن عبد اللّه الرّقاشي، و أبو الأشعث الصنعاني، و كثير بن مرّة، و حكيم بن جابر.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو الفتح مفلح بن أحمد بن محمّد الدّومي (3)،قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو القاسم بن حبابة، أنا عبد اللّه بن محمد، نا هدبة بن خالد، نا حمّاد بن سلمة، أنا ثابت، و حميد، عن أنس، عن عبادة بن الصّامت.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خرج ذات ليلة و هو يريد أن يخبرهم بليلة القدر، فتلاحى رجلان، فاختلجت (4) منه، فقال عليه الصّلاة و السلام:«إنّي أردت أن أخبركم بليلة القدر، فتلاحى هذان الرجلان فاختلجت مني، و لعل ذلك أن يكون خيرا لكم، فاطلبوها

ص: 175


1- ترجمته و أخباره في تهذيب الكمال 438/9 و تهذيب التهذيب 76/3 و الإصابة 268/2 و أسد الغابة 56/3 و جمهرة ابن حزم ص 354 و المحبر ص 71 و 270 و العبر 35/1 و الوافي بالوفيات 618/16 و سير أعلام النبلاء 5/2 و تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص 422 و انظر بحواشي المصادر الثلاثة الأخيرة أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
2- في م: نمير.
3- في م: الدوسي.
4- اختلجه إذا جذبه و نزعه (اللسان: خلج).

في العشر الأواخر في التاسعة و السّابعة و الخامسة»[5538].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا الحارث بن محمّد بن أبي أسامة التميمي، نا يزيد بن هارون، نا إسماعيل بن أبي خالد، عن حكيم بن جابر، عن عبادة بن الصّامت قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«الذهب بالذهب مثلا بمثل يدا بيد، و الشعير بالشعير مثلا بمثل يدا بيد، و التمر بالتمر مثلا بمثل يدا بيد»، قال: حتى ذكر الملح مثلا بمثل يدا بيد، فقال معاوية: إن هذا لا يقول شيئا، فقال عبادة: إني و اللّه ما أبالي إلاّ أن أكون بأرضكم هذه[5539].

أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم، ثم أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن جعفر المقرئ، أنا أبو الفرج سهل بن بشر، قالا: أنا علي بن محمّد بن علي الفارسي، أنا أبو الطاهر الذهلي، نا أبو أحمد بن عبدوس بن كامل، نا إسماعيل بن عبيد الحرّاني، نا محمّد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم، حدّثني منصور الخولاني، عن أبي يزيد غيلان مولى بني كنانة، عن أبي سلاّم الحبشي، عن المقدام بن عدي كرب، عن الحارث بن معاوية قال: أنا عبادة بن الصّامت و عنده أبو الدّرداء.

أن نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم صلى إلى بعير من المغنم، فلما فرغ من صلاته أخذ قردة بين اصبعيه - و هي وبرة،- فقال:«ألا إن هذا من غنائمكم و ليس لي منه إلاّ الخمس، و الخمس مردود عليكم، فأدّوا الخيط و المخيط و أصغر من ذلك و أكبر، فإن الغلول عار (1) على أهله في الدنيا و الآخرة، جاهدوا الناس في اللّه، القريب و البعيد، و لا تبالوا في اللّه لومة لائم، و أقيموا حدود اللّه في الحضر و السّفر، و عليكم بالجهاد فإنه باب من أبواب الجنّة عظيم، ينجي اللّه به من الغمّ و الهمّ (2)»[5540].

قال: و نا أبو أحمد بن عبدوس، نا يحيى بن عبد الحميد، نا أبو المحياة - و هو يحيى بن يعلى - نا زياد المصفر، عن الحسن، عن المقدام الرّهاوي قال:

جلست إلى أبي الدّرداء و عبادة بن الصّامت، و الحارث بن معاوية، فقالوا لعبادة:

ص: 176


1- سقطت «عار» من المطبوعة.
2- في المطبوعة: من الهمّ و الغم.

حدّثنا حديث النبي صلى اللّه عليه و سلم في غزوة كذا و كذا، فقال: صلّى بنا رسول اللّه (1) صلى اللّه عليه و سلم يومئذ إلى بعير من المقسم، ثم أقبل علينا بوجهه فقال:«هذه غنائمكم، و لا حقّ لي فيها إلاّ سهمي و الخمس، و الخمس مردود عليكم، فأدّوا الخيط و الخياط ، و أصغر من ذلك و أكبر، و لا تغلّوا فإنّ الغلول عيب على أهله في الدنيا و الآخرة، و أقيموا حدود اللّه في السّفر و الحضر، و جاهدوا الناس القريب و البعيد، و لا تخافوا في اللّه لومة لائم، و عليكم بالجهاد في سبيل اللّه، فإنّ في الجهاد في سبيل اللّه بابا (2) من أبواب الجنّة عظيم ينجّي اللّه به من الغمّ و الهمّ »[5541].

أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن الموازيني، و أبو طاهر محمّد بن الحسين بن الحنّاني (3)،قالا: أنا أبو (4) عبد اللّه محمّد بن عبد السّلام بن سعدان، أنا محمّد بن سليمان بن يوسف الرّبعي، نا أحمد بن عامر بن (5) المعمر.

ح و أخبرنا و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عمر، أنا أبو محمّد بن أبي شريح، أنا محمّد بن أحمد بن عبد الجبّار الرّذاني، نا حميد بن زنجويه، قالا: نا هشام بن عمّار، نا ابن عيّاش (6)،نا راشد بن داود، عن أبي الأشعث الصنعاني.

أنه راح إلى مسجد دمشق، فلقي شدّاد بن أوس الأنصاري و الصّنابحي، فقالا له:

اذهب بنا إلى أخ لنا نعوده فدخلا على عبادة بن الصامت، فقالا: كيف أصبحت ؟ قال:

أصبحت بنعمة من اللّه و فضل، قال له شدّاد: أبشر بكفّارات السيّئات و حطّ الخطايا، فإنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«قال اللّه عز و جلّ : إذا ابتليت عبدا من عبادي مؤمنا فحمدني و صبر على ما ابتليته، فإنه يقوم من مضجعه ذلك كيوم ولدته أمه من الخطايا، و يقول الربّ عز و جلّ للحفظة: إنّي أنا قيّدت عبدي هذا و ابتليته، فأجروا له ما كنتم

ص: 177


1- قوله:«صلى بنا رسول اللّه» سقط من م و استدرك على هامشها و بجانبه كلمة صح.
2- العبارة في م:«و عليكم بالجهاد في سبيل اللّه بابا» و في المطبوعة:«و عليكم بالجهاد في سبيل اللّه، فإن الجهاد في سبيل اللّه باب».
3- في م: الجناني خطأ، و قد مرّ التعريف به.
4- كتبت «أبو» بين السطرين في م.
5- سقطت «بن» من م.
6- بالأصل و م:«ابن عباس» خطأ و الصواب ما أثبت عن المطبوعة.

تجرون له قبل ذلك من الأجر»، و هو صحيح[5542].

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن الفرّاء، و أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنّا، قالا: أنا أبو يعلى بن الفراء.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، قالا: أنا عيسى بن علي، حدّثنا - و قال ابن النّقّور: أنا أبو - القاسم البغوي - نا منصور بن أبي مزاحم، نا عبد الحميد بن بهرام، عن شهر بن حوشب قال: سمعت عبد الرّحمن بن غنم يقول:

لما دخلنا مسجد الجابية: أنا و أبو الدرداء لقينا - و قال ابن الفراء: ألفينا - عبادة بن الصّامت، فأخذ يميني بشماله، و شمال أبي الدرداء بيمينه، فخرج يمشي بيننا، فقال عبادة: إن طال بكما عمر أحدكما أو كلاكما فيوشك - و قال ابن النّقّور: ليوشك - أن تريا (1) الرجل من ثبج (2) المسلمين قد قرأ القرآن على لسان محمّد صلى اللّه عليه و سلم أعاده و أبداه و أحلّ حلاله، و حرّم حرامه، و نزل عند منازله، أو قرأ به (3) على لسان أحد لا يحور (4)فيكم إلاّ كما يحور رأس الحمار الميت، فبينما نحن كذلك إذ طلع علينا شدّاد بن أوس، و عوف بن مالك، فجلسا إلينا، فقال شداد: إنّ أخوف ما أخاف عليكم أيّها الناس ما (5)سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول من الشهوة الخفية و الشرك، فقال عبادة و أبو الدرداء:

اللّهمّ غفرا أ و لم يكن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قد حدّثنا أن الشيطان قد يئس أن يعبد في جزيرة العرب، فأما الشهوة الخفية فقد عرفناها فهي شهوات الدنيا من نسائها و شهواتها، فما هذا الشرك الذي تخوفنا به يا شدّاد؟ قال: أ رأيتكم لو رأيتم أحدا يصلي لرجل أو يصوم له أو يتصدق له، أ ترون أنه قد أشرك ؟ قالوا: نعم، قال شدّاد: فإنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من صلّى يرائي فقد أشرك، و من تصدق يرائي فقد أشرك»، فقال

ص: 178


1- رسمها بالأصل:«برنا» و في م:«يريا» و المثبت عن المطبوعة.
2- مهملة بدون نقط بالأصل و م، و المثبت عن المطبوعة. و ثبج كل شيء: وسطه و معظمه و أعلاه، يقال: من ثبج المسلمين أي من وسطهم (اللسان).
3- في م:«قرأته».
4- بالأصل و م:«يجوز» خطأ و الصواب عن اللسان حور» و ذكر العبارة، و فيه: و أصل الحور: الرجوع عن الشيء و إليه.
5- في المطبوعة:«كما».

عوف: و لا يعمد اللّه إلى ما ابتغى فيه وجهه من ذلك العمل كله فيتقبل منه ما خلص له، و يدع ما أشرك به فيه (1)،فقال شداد: فإني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«أنا خير قسيم فمن أشرك بي شيئا فإن جسده (2) و عمله و قليله و كثيره لشريكه الذي أشرك بي أنا عنه غنيّ »[5543].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ ثابت بن منصور، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي و أبو الفضل بن خيرون قالا: أنا محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خياط (3)،قال: عبادة و أوس ابنا الصّامت بن قيس بن أصرم بن فهر بن غنم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج بن حارثة، أمهما قرة العين بنت عمّارة (4) بن نضلة بن (5) العجلان بن زيد بن غنم بن سالم بن عوف بن الخزرج، شهد بدرا، يكنى أبا الوليد، سنة أربع و ثلاثين - يعني مات-.

أخبرنا أبو السّعود بن المجلي (6)،أنا أبو بكر الخطيب، أنا الأزهري و الجوهري، قالا: أنا محمّد بن العبّاس، نا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال: عبادة بن الصّامت بن قيس بن أصرم، يكنى أبا الوليد، و كان لعبادة من الولد: الوليد و أمّه جميلة بنت أبي صعصعة، و هو عمرو بن زيد بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار (7).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد [أنا أحمد بن محمد] (8) بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا ابن سعد قال:

عبادة بن الصّامت بن قيس بن أصرم بن فهر، و هو من القواقلة، أحد بني عمرو بن

ص: 179


1- كلمة «فيه» سقطت من م.
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: حشده.
3- طبقات خليفة بن خياط ص 169 رقم 612 و 613 و ص 554 رقم 2843.
4- في طبقات خليفة:«عبادة».
5- عند خليفة: نضلة بن مالك بن العجلان.
6- عن م و بالأصل: المحلي.
7- انظر طبقات ابن سعد 546/3.
8- ما بين معكوفتين زيادة عن م.

عوف بن الخزرج، و يكنى أبا الوليد، و كان نقيبا عقبيا بدريا أنصاريا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف بن بشر، نا الحسين بن محمّد بن عبد الرّحمن، نا محمّد بن سعد (1) قال في الطبقة الأولى ممن شهد بدرا: من القواقلة و هم بنو غنم و بنو سالم ابني عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج:- عبادة بن الصّامت بن قيس بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن عوف [بن عمرو بن عوف] (2) بن الخزرج، و يكنى أبا الوليد، و أمّه قرة العين بنت عبادة بن نضلة بن مالك بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج، و شهد عبادة العقبة مع السبعين من الأنصار في روايتهم جميعا، و هو أحد النقباء الاثني عشر، و آخى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بين عبادة بن الصّامت و أبي مرثد الغنوي، و شهد عبادة بدرا و أحدا و الخندق و المشاهد كلها مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و كان عبادة عقبيا (3) نقيبا بدريا أنصاريا.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، ثم أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أحمد بن علي المدائني، أنا أحمد بن عبد اللّه بن البرقي.

قال في تسمية من شهد بدرا من الأنصار: عبادة بن الصّامت بن قيس بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج، و كان من أهل بدر و العقبة، و كان نقيبا، و أم عبادة بن الصّامت قرّة العين بنت عبادة بن نضلة بن مالك بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم بن عوف، و هي أم أخيه أوس بن الصّامت، و يقال: إنه مات سنة أربع و ثلاثين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (4) قال: عبادة بن الصّامت بن قيس بن أصرم من بني غنم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج و هم القواقلة.

ص: 180


1- انظر طبقات 546/3.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك عن ابن سعد.
3- بالأصل و م:«عقيبا» خطأ، و الصواب عن ابن سعد.
4- الخبر في كتاب المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 316/1.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه أحمد، نا يزيد بن هارون، أنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة قال:

كان عبادة بن الصّامت بدريا عقبيا أحد نقباء الأنصار، و كان بايع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن لا يخاف في اللّه لومة لائم.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد، نا حسين بن محمّد، نا شيبان، عن قتادة قال: و حدّث ابن سيلان عن أبي الأشعث، عن عبادة بن الصّامت و كان عقبيا بدريا من نقباء الأنصار، و كان قد بايع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على أن لا يخاف في اللّه لومة لائم.

قال: و نا عبيد اللّه، نا أحمد بن حنبل قال: سمعت سفيان قال: عبادة بدري عقبي شجري أحدي، و هو نقيب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية، قال: سمعت نوح بن حبيب يقول:

عبادة بن الصّامت يكنى أبا الوليد، حدّثني بذلك بعض ولده، و هو أيضا في حديث يرويه ابن أبي نجيح.

أخبرنا أبو السّعود بن المجلي (1)،نا أبو الحسين بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبي أبو يعلى، قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن مخلد قال: قرأت على علي بن عمرو الأنصاري قلت:

حدثكم الهيثم بن عدي قال: قال ابن عيّاش: عبادة (2) بن الصّامت يكنى أبا الوليد.

أخبرنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل البغدادي، أنا أبو الفضل: و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد أبو الفضل

ص: 181


1- عن م و بالأصل: المحلي.
2- سقطت اللفظة من م.

و محمّد بن الحسن قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (1) قال: عبادة بن الصّامت أبو الوليد الأنصاري.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، نا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال: و عبادة بن الصّامت بن قيس بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن عوف بن الخزرج، بدري، يكنى أبو الوليد.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهاب بن الحسن، نا أحمد بن عمير قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول:

و عبادة بن الصامت بن قيس بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن عوف بن الخزرج بدري، يكنى أبا الوليد.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو الوليد عبادة بن الصامت الأنصاري سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو الوليد عبادة بن الصّامت.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد (2)، قال: عبادة بن الصّامت أبو الوليد.

أنبأنا أبو محمّد حمزة بن العبّاس، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن.

و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنا أحمد بن الفضل الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أبو سعيد بن يونس، قال: عبادة بن الصّامت بن قيس الأنصاري،

ص: 182


1- التاريخ الكبير 93/6.
2- الكنى و الأسماء للدولابي 91/1.

يكنى أبا الوليد، شهد الفتح بمصر، و كان أمير ربع المدد، روى عنه جنادة بن أبي أمية، و أبو تميم الجيشاني، و عبد الرّحمن بن عسيلة الصّنابحي، و سلمة بن شريح التجيبي و غيرهم من أهل مصر، يقال: توفي بفلسطين سنة أربع و ثلاثين.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا أبو الفتح سليم بن أيوب، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمّد بن إياس قال: سمعت محمّد بن أحمد المقدّمي يقول: عبادة بن الصّامت يكنى أبا الوليد.

أخبرنا أبو الفضل محمّد، و أبو عاصم الفضيل، ابنا إسماعيل الفضيليان، قالا:

أنا أبو القاسم الخليلي، أنا أبو القاسم الخزاعي، أنا الهيثم بن كليب قال: أبو الوليد عبادة بن الصامت، و هو قيس بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن سالم بن عمرو بن عوف بن الخزرج بن حارثة بن عمرو بن عامر، نقيب.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصّفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد قال: أبو الوليد عبادة بن الصّامت بن قيس بن أصرم بن فهر بن غنم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف (1) بن الخزرج الأنصاري، و أمّه قرّة العين بنت عمّارة بن نضلة بن مالك بن عجلان بن زيد بن غنم بن سالم بن عوف بن الخزرج، شهد بدرا مع النبي صلى اللّه عليه و سلم و كان عقبيا نقيبا، و له أخ يسمى أوس بن الصّامت، شهد أيضا بدرا مع النبي صلى اللّه عليه و سلم، مات عبادة بالشام و في أهلها عداده، سنة أربع و ثلاثين.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا عبد العزيز بن أحمد، نا أبو المعمر المسدّد بن علي بن عبد اللّه الأملوكي، أنا أبي أبو طالب، أنا أبو القاسم عبد الصمد بن سعيد القاضي.

قال في تسمية من نزل حمص من الصحابة: عبادة بن الصامت، يكنى أبا الوليد، نزل حمص، و أم حرام ابنة ملحان زوجة عبادة بن الصامت.

قال محمّد بن عوف (2):عبادة بن الصّامت أول من ولي قضاء فلسطين.

ص: 183


1- قوله:«بن عمرو بن عوف» سقط من م.
2- قوله:«قال محمد بن عوف» سقط من م.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: عبادة بن الصامت بن قيس بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن سالم أبو الوليد الأنصاري بدري، عقبي، شهد أحدا، و بايع تحت الشجرة، نقيب، روى عنه جابر بن عبد اللّه، و فضالة بن عبيد، و أنس بن مالك، و من أولاده الوليد، و عبيد اللّه، و داود، توفي ببيت المقدس سنة أربع و ثلاثين.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل المقدسي (1)،أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري، قال: عبادة بن الصّامت بن قيس بن أصرم بن فهر أبو الوليد الأنصاري المدني، سكن الشام و هو أخو أوس بن الصّامت، شهد بدرا، سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم، روى عنه أنس بن مالك، و محمود بن الربيع، و أبو إدريس، و جنادة، و ابنه الوليد بن عبادة في الإيمان و الأدب و الأحكام و ليلة القدر و غير ذلك، مات بفلسطين الشام، و كان أخرجه إليها عمر بن الخطاب معلما، ذكره البخاري و قال الذهلي: قال يحيى بن بكير: مات بالرملة سنة أربع و ثلاثين، سنه اثنتان (2) و سبعون سنة، و قال عمرو بن علي: نحو ابن بكير سواء كله، و قال الواقدي: نحو قول يحيى أيضا، و قال ابن سعد كاتب الواقدي: أخبرني الهيثم بن عدي قال: توفي في خلافة معاوية بالشام، و قال أبو بكر بن أبي شيبة: مات لسنتين بقيتا من إمارة عثمان، و هو ابن ثنتين و سبعين سنة، و قال ابن نمير: مات بالشام سنة أربع و ثلاثين، و قال خليفة: مات سنة أربع و ثلاثين.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحارث بن أبي أسامة، أنا محمّد بن سعد (3)،أنا محمّد بن عمر، و يقال: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خرج من مكة فمرّ على نفر من أهل يثرب نزول بمنىّ ثمانية نفر منهم من بني النجار: معاذ بن عفراء (4)،و أسعد بن زرارة، و من بني زريق:

رافع (5) بن مالك، و ذكوان بن عبد قيس، و من بني سالم: عبادة بن الصّامت، و أبو

ص: 184


1- انظر كتاب الجمع بين رجال الصحيحين 334/1.
2- بالأصل و م: اثنان.
3- الخبر في طبقات ابن سعد 218/1-219.
4- في م: عبرا.
5- في م: رابع.

عبد الرّحمن يزيد بن ثعلبة، و من بني عبد الأشهل: أبو الهيثم بن التّيّهان حليف لهم من بليّ ، و من بني عمرو ابن عوف: عويم بن ساعدة فعرض عليهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الإسلام فأسلموا.

و يقال: خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في الموسم الذي لقي فيه الستة النفر من الأنصار، فوقف عليهم فقال:«أ حلفاء يهود»[5544]؟ قالوا: نعم، فدعاهم إلى اللّه و عرض عليهم الإسلام، و تلا عليهم القرآن، فأسلموا، و هم من بني النجار: أسعد بن زرارة، و عوف بن الحارث بن عفراء، و من بني زريق: رافع بن مالك، و من بني سلمة: قطبة بن عامر بن حديدة، و من بني حرام بن كعب: عقبة بن عامر بن نابئ، و من بني عبيد بن عدي بن سلمة: جابر بن عبد اللّه بن رئاب، لم يكن قبلهم أحد.

قال محمّد بن عمر: هذا عندنا أثبت مما (1) سمعنا فيهم و هو المجتمع عليه.

قال (2):و أنا محمّد بن عمر، حدّثني محمّد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد.

ح قال: و نا يونس بن محمّد الظّفري عن أبيه، قال: و حدّثني عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه، و عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عبد الرّحمن بن عسيلة الصّنابحي، عن عبادة بن الصّامت، قالوا:

لما كان العام المقبل من العام الذي لقي فيه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم النفر الستة لقيه اثنا عشر رجلا بعد ذلك بعام و هي العقبة الأولى من بني النجار: أسعد بن زرارة، و عوف، و معاذ و هما ابنا الحارث، و هما ابنا عفراء، و من بني زريق: ذكوان بن عبد قيس، و رافع بن مالك، و من بني عوف بن الخزرج: عبادة بن الصّامت و يزيد بن ثعلبة أبو عبد الرّحمن، و من بني عامر بن عوف: عباس بن عبادة بن نضلة، و من بني سلمة: عقبة بن عامر بن نابي، و من بني سواء (3):قطبة بن عامر بن حديدة، فهؤلاء عشرة من الخزرج، و من الأوس رجلان: أبو الهيثم بن التّيّهان من بليّ حليف في بني عبد الأشهل، و من بني عمرو بن عوف: عويم بن ساعدة، فأسلموا و بايعوا على بيعة النساء، على أن لا نشرك

ص: 185


1- كذا بالأصل و م، و في ابن سعد:«ما».
2- الخبر في طبقات ابن سعد 219/1-220 تحت عنوان: ذكر العقبة الأولى الاثني عشر.
3- كذا بالأصل و م، و في ابن سعد: بني سواد.

باللّه شيئا، و لا نسرق، و لا نزني، و لا نقتل أولادنا، و لا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا و أرجلنا، و لا نعصيه في معروف، قال: فإن وفيتم فلكم الجنة، و من غشي من ذلك شيئا كان أمره إلى اللّه إن شاء عذّبه، و إن شاء عفا عنه، و لم يفرض يومئذ القتال، ثم انصرفوا إلى المدينة فأظهر اللّه الإسلام.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني ابن الأموي، حدّثني أبي قال: قال محمّد بن إسحاق:

حدّثني يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد اللّه اليزني، عن عبد الرّحمن بن عسيلة الصّنابحي، عن عبادة بن الصّامت قال:

كنا أحد عشر رجلا في العقبة الأولى، فبايعنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بيعة النساء قبل أن يفرض علينا الحرب، بايعناه على أن لا نشرك باللّه (1) شيئا، و لا نسرق، و لا نزني، و لا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا و أرجلنا، و لا نقتل أولادنا، و لا نعصيه في معروف، فمن و فى فله الجنة، و من غشي شيئا من ذلك فأمره إلى اللّه عز و جلّ ، إن شاء عذّبه، و إن شاء غفر له.

أخبرنا أبو القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد، أنا أبو الطيب عبد الرزاق بن عمر بن موسى، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن زيان بن حبيب المصري، نا محمّد بن رمح، أنا الليث، عن يزيد، عن أبي الخير، عن الصّنابحي، عن عبادة بن الصّامت أنه قال:

أنا من النقباء الذين بايعوا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و قال: بايعنا على أن لا نشرك باللّه شيئا، و لا نسرق، و لا نزني (2)،و لا نقتل النفس التي حرّم اللّه، و لا ننتهب، و لا نعصي.

فالجنة (3) إن فعلنا ذلك، فإن غشينا من ذلك شيئا كان قضاؤه إلى اللّه عز و جلّ .

رواه مسلم (4) عن ابن رمح.

أخبرناه أبو عبد اللّه الخلاّل، و أبو القاسم غانم بن خالد، قالا: أنا

ص: 186


1- في المطبوعة: باللّه تعالى.
2- في المطبوعة: و لا نزني و لا نسرق.
3- بالأصل و م «بالجنة» و المثبت عن المطبوعة.
4- انظر صحيح مسلم(29) كتاب الحدود،(10) باب، الحديث رقم 1709.

عبد الرزاق بن عمر، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أحمد بن عبد الوارث، نا عيسى بن حمّاد، أنا الليث، عن يزيد، عن أبي الخير، عن الصّنابحي، عن عبادة بن الصّامت أنه قال:

إني من النقباء الذين بايعوا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و قال: بايعته على أن لا نشرك باللّه شيئا، و لا نزني، و لا نقتل النفس التي حرّم اللّه إلاّ بالحقّ ، و لا ننتهب و لا نعصي، فالجنة (1) إن فعلنا ذلك، فإن غشينا من ذلك شيئا كان قضاء ذلك إلى اللّه عز و جلّ .

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد، نا أحمد بن حنبل قال:

قرأت على يعقوب في مغازي ابن إسحاق مما روى عن أبيه.

ح قال عبيد اللّه: و حدّثناه عمي عن أبيه قال في تسمية أهل العقبة الأولى من بني عوف بن الخزرج، ثم من بني غنم بن عوف، و هم القواقل: عبادة بن الصّامت بن قيس بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن عوف بن الخزرج.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد، أنا أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال: في تسمية من شهد العقبة الأولى: عبادة بن الصّامت بن قيس بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن عوف بن الخزرج: و هو من القواقل (2).

و قال ابن إسحاق في ذكر العقبة الثانية: و كان نقيب القواقل [من] (3) بني عوف بن الخزرج: عبادة بن الصامت، قال: و شهدها - يعني العقبة - من بني عوف بن الخزرج:

عبادة بن الصامت بن قيس بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن سالم، نقيب، شهد بدرا و المشاهد كلها مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم (4).

ص: 187


1- بالأصل و م «بالجنة» و المثبت عن المطبوعة.
2- سيرة ابن هشام 73/2. و قال ابن هشام: و إنما قيل لهم القواقل: لأنهم كانوا إذا استجار بهم الرجل دفعوا له سهما و قالوا له: قوقل به بيثرب حيث شئت. و قال ابن هشام: القوقلة: ضرب من المشي.
3- زيادة عن المطبوعة، سقطت اللفظة من الأصل و م.
4- انظر سيرة ابن هشام 107/2.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال في تسمية أصحاب العقبة في المرة الثانية:

نا عمرو بن خالد، و حسّان بن عبد اللّه، و عثمان بن صالح، عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة قال: من بني عوف ثم من بني سالم بن قوقل: عبادة بن الصّامت، و هو نقيب، و قد شهد بدرا (1).

أخبرنا أبو محمّد السّلمي، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال في تسمية من لقي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في العقبة الأولى من بني غنم بن عوف بن عمرو بن عوف (2) بن الخزرج و هم القواقلة: عبادة بن الصّامت بن قيس بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن عوف بن الخزرج.

أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد، و أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالا: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن الرّبيع بن سليمان الجيزي، نا هارون بن سعيد الأيلي، نا سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن عبادة بن الوليد، عن عبادة بن الصّامت قال سفيان:

و عبادة بن الصّامت نقيب بدري، عقبي، أحدي، قال: بايعنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على السمع و الطاعة في العسر و اليسر، و المنشط و المكروه، و لا ننازع الأمر أهله، نقول الحق (3) حيث ما كنا، لا نخاف لومة لائم.

قال سفيان: و زاد فيه بعض الناس: ما لم نر كفرا فواحا.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا أبو سعيد مولى بني هاشم، عن حرب بن شداد قال:

سمعت يحيى بن أبي كثير يقول: بلغني أن النقباء اثنا عشر، فسمّي عبادة فيهم.

قال: و حدّثني أبي قال: سمعت سفيان بن عيينة يسمّي النقباء، فسمى عبادة بن

ص: 188


1- سقطت من الأصل و استدركت عن م.
2- قوله:«ابن عمرو بن عوف» سقط من م.
3- في م: نقول في الحق.

الصّامت - يعني فيهم - قال سفيان: عبادة عقبي، أحدي، بدري، شجري، نقيب.

كتب إليّ أبو بكر عبد الغفار بن محمّد الشّيروي، ثم حدّثني أبو المحاسن عبد الرّزّاق بن محمّد بن أبي نصر عنه، أنا أبو بكر الحيري، نا أبو العبّاس الأصم، نا يحيى بن جعفر بن أبي طالب، أنا عبد الوهاب - هو ابن عطاء - أنا سعيد، عن قتادة، عن مسلم بن يسار، عن أبي الأشعث الصّنعاني، عن عبادة بن الصّامت، قال:

و كان عقبيا، بدريا، أحد نقباء الأنصار، تابع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على أن لا نخاف (1)في اللّه لومة لائمة، و ذكر حديثا.

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل الفارسي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، نا محمّد بن عبيد اللّه بن المنادي، نا يزيد بن هارون، أنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة قال: كان عبادة بن الصّامت بدريا، عقبيا، أحد نقباء الأنصار، و كان بايع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على أن لا يخاف في اللّه لومة لائم.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، حدّثني محمود بن خالد، نا عمر بن عبد الواحد، عن سعيد بن عبد العزيز أن النقباء كانوا كلهم من الأنصار، فذكرهم قال: و من الخزرج عبادة بن الصّامت (2).

أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي، أنا أبو طاهر الثقفي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو الطّيّب محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد، نا عمي، نا أحمد بن حنبل، قال:

سمعت سفيان و قيل لسفيان: سمّ لنا النقباء، فسمّاهم و ذكر منهم عبادة بن الصّامت، قال سفيان: عبادة عقبي بدري شجري أحدي، و هو نقيب.

قال: و نا عبيد اللّه بن سعد، نا أحمد بن حنبل، نا أبو سعيد مولى بني هاشم، عن حرب بن شداد قال: سمعت يحيى - يعني ابن أبي كثير - قال: بلغني أنّ النقباء اثنا (3)عشر ليلة العقبة، فذكرهم و فيهم عبادة بن الصّامت.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو

ص: 189


1- عن م، و الحرف الأول بالأصل مهمل غير منقوط .
2- انظر تاريخ أبي زرعة الدمشقي 575/1 و 576.
3- بالأصل و م: اثني عشر» خطأ.

الميمون، نا أبو زرعة (1)،حدّثني الحكم بن نافع، عن شعيب بن أبي حمزة قال: قال الزهري: عبادة بن الصامت قد شهد بدرا، و هو أحد النقباء ليلة العقبة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين محمّد بن الحسين، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عتّاب، أنا القاسم بن عبد اللّه بن المغيرة، نا إسماعيل بن أبي أويس، نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن موسى بن عقبة قال في تسمية من شهد العقبة، و في تسمية من شهد بدرا من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من بني عوف بن الخزرج: عبادة بن الصّامت بن قيس بن أصرم، و هو نقيب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني ابن الأموي، حدّثني أبي، عن ابن إسحاق قال فيمن شهد بدرا: عبادة بن الصّامت بن قيس بن أصرم من بني سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج.

قال: و أنا عبد اللّه، حدّثني عمي، عن أبي عبيد قال: عبادة بن الصامت من بني قوقل، شهد بدرا و كان نقيبا.

قال: و أنا عبد اللّه، حدّثني الأموي، حدّثني أبي عن ابن إسحاق قال في النفر الذين لقوا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في العقبة الأولى:

عبادة بن الصامت بن قيس بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن عوف بن الخزرج و هو الذي تبرأ من حلف اليهود، نقيب، شهد بدرا، و له عقب.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا محمّد بن يعقوب، و أحمد بن محمّد بن زياد، قالا: أنا أحمد بن عبد الجبّار، أنا يونس، عن محمّد بن إسحاق قال: شهد بدرا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من بني أصرم بن فهر: عبادة بن الصّامت بن قيس و أخوه أوس بن الصّامت رجلان، و هو عبادة بن الصّامت بن قيس بن أصرم، و هو ابن ثعلبة بن غنم بن عوف بن الخزرج بن عمرو بن عامر (2).

ص: 190


1- تاريخ أبي زرعة 576/1.
2- سيرة ابن هشام 351/2.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبد الوهاب بن أبي حيّة، أنا محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر الواقدي (1)،قال في تسمية من شهد بدرا من بني أصرم بن فهر بن غنم بن سالم بن عمرو بن عوف بن الخزرج: عبادة بن الصّامت بن أصرم، و أخوه أوس بن الصّامت.

حدّثنا أبو الحسن علي بن المسلّم - لفظا - و أبو القاسم الخضر بن الحسين - قراءة - قالا: أنا أبو القاسم علي بن محمّد بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم، نا محمّد بن عائذ القرشي، قال في تسمية من شهد بدرا من بني أصرم بن فهر بن غنم، قال ابن عائذ قال غيره - يعني الوليد - عبادة بن الصّامت، و أوس بن الصامت.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، و أبو القاسم غانم بن خالد، قالا: أنا عبد الرزاق بن عمر، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا علي بن أحمد بن سليمان علاّن (2)،نا محمّد بن رمح، أنا الليث، نا أبو الزبير، عن جابر أن حاطب بن أبي بلتعة كتب إلى أهل مكة يذكر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم آت لغزوهم، فدلّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على المرأة التي معها الكتاب، فأرسل إليها، فأخذ كتابها من رأسها، فقال: يا حاطب فعلت ؟ قال: نعم، أما إني لم أفعله غشا لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و لا نفاقا، قد علمت أنّ اللّه يظهر رسوله و يتمّ له أمره، غير أني كنت غريبا بين أظهرهم، و كانت (3) ولدي معهم، فأردت أن أتخذها عندهم، فقال عمر: أ لا أضرب رأس هذا؟ فقال: أ تقتل رجلا من أهل بدر ما يدريك لعلّ اللّه اطّلع على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (4)،أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، حدّثني إسحاق بن يسار، عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصّامت، قال:

ص: 191


1- مغازي الواقدي 167/1.
2- سقطت «علان» من المطبوعة، و هي موجودة في م، و علاّن لقب لقب به، انظر ترجمته في سير الأعلام 496/14.
3- كذا بالأصل.
4- الخبر في دلائل النبوة للبيهقي 174/3-175.

لما حارب بنو قينقاع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم تشبّث بأمرهم (1) عبد اللّه بن أبيّ و قام دونهم، فمشى عبادة بن الصّامت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و كان أحد بني عوف بن الخزرج لهم من خلفهم مثل الذين لهم من حلف عبد اللّه بن أبيّ فخلعهم (2) إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و تبرأ إلى اللّه و إلى رسوله من حلفهم، فقال: يا رسول اللّه أتبرأ إلى اللّه و إلى رسوله من حلفهم، و أتولّى اللّه و رسوله و المؤمنين، و أبرأ من حلف الكفار و ولايتهم، ففيه و في عبد اللّه بن أبيّ نزلت الآيات في المائدة: يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاٰ تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَ النَّصٰارىٰ أَوْلِيٰاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيٰاءُ بَعْضٍ وَ مَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ (3)إلى قوله: فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ (4)-يعني عبد اللّه بن أبيّ - لقوله إنّي أخشى الدوائر يُسٰارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشىٰ أَنْ تُصِيبَنٰا دٰائِرَةٌ حتى بلغ قوله: إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اللّٰهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا (5) يقول عبادة: أتولّى اللّه و رسوله و الذي آمنوا، تبرّئه من بني قينقاع و حلفهم و ولايتهم إلى قوله: وَ مَنْ يَتَوَلَّ اللّٰهَ وَ رَسُولَهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللّٰهِ هُمُ الْغٰالِبُونَ .

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر الخزّاز، أنا عبد الوهاب بن أبي حيّة، أنا محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر الواقدي (6) قال:

قالوا: و أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عبادة بن الصّامت يجليهم - يعني بني قينقاع - فجعلت بنو قينقاع تقول: يا أبا الوليد من بين الاوس و الخزرج - و نحن مواليك - فعلت هذا بنا، قال لهم عبادة: لمّا حاربتم جئت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقلت: يا رسول اللّه إنّي أبرأ إليك منهم و من حلفهم، و كان ابن أبيّ و عبادة بن الصّامت منهم بمنزلة واحدة في الحلف، فقال عبد اللّه بن أبيّ : تبرأت من حلف مواليك، ما هذه بيده عندك، فذكّره مواطن قد أبلوا فيها، فقال عبادة: أبا الحباب، تغيّرت القلوب و محا الإسلام العهود، أما و اللّه إنك لمعصم بأمر سترى غبه غدا، فقالت قينقاع: و أخذهم عبادة بالرحيل و الإخلاء، فطلبوا التنفيس، فقال لهم: و لا ساعة من نهار لكم ثلاث لا أزيدكم عليها، هذا أمر

ص: 192


1- أي تمسك به.
2- عن م و دلائل البيهقي، و بالأصل: فجعلهم.
3- سورة المائدة، الآيات من 51 إلى 56.
4- سورة المائدة، الآيات من 51 إلى 56.
5- كذا بالأصل و م، و في دلائل البيهقي:«لقول عبادة» و هو أشبه.
6- الخبر في مغازي الواقدي 179/1-180.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و لو كنت أنا ما نفّستكم، فلمّا مضت ثلاث خرج في آثارهم حتى سلكوا إلى الشام، و هو يقول الشرف الأبعد، الأقصى فأقصى، و بلغ خلف ذباب (1)،ثم رجع و لحقوا بأذرعات (2).

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنا محمود بن جعفر بن محمّد الكوسج، و عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق، و محمّد بن أحمد بن علي بن شكرويه، و أبو الطيّب محمّد بن أحمد بن إبراهيم سلّة.

ح و أخبرتنا رابعة بنت معمر بن أحمد، قالت: أنا أبو الطّيّب سلّة، قالوا: أنا أبو علي الحسن بن علي بن أحمد بن البغدادي، نا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عمر بن أبان العبدي، نا إسحاق بن الحسن بن ميمون، نا محمّد بن سابق، نا حشرج بن نباتة، عن موسى بن محمّد بن إبراهيم التيمي أنه سمع أبا قلابة يقول: حدّثني أبو عبد اللّه الصّنابحي أن عبادة بن الصّامت حدّثه قال:

خلوت برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقلت: أيّ أصحابك أحبّ إليك حتى أحبّ من تحبّ كما تحبّ ؟ قال:«أكتم عليّ حياتي، أحبائي يا عبادة»، فقلت: نعم، فقال:«أبو بكر الصّديق، ثم عمر، ثم علي»، ثم سكت، فقلت: ثم من يا رسول اللّه ؟ قال:«من عسى أن يكون إلاّ الزبير، و طلحة، و سعد، و أبو عبيدة، و معاذ بن جبل، و أبو طلحة، و أبو أيوب، و أنت يا عبادة، و أبيّ بن كعب، و أبو الدرداء، و ابن مسعود، و ابن عوف، و ابن عفّان، ثم هؤلاء الرهط من الموالي سلمان، و صهيب، و بلال، و عمّار بن ياسر»[5545].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، قال: قرئ على أبي عثمان البحيري، أنا جدي أبو الحسين أحمد بن محمّد بن جعفر البحيري، أنا أبو العبّاس السّراج - و هو محمّد بن إسحاق - نا محمّد بن يحيى بن أبي عمر، نا سفيان، نا ابن طاوس، عن أبيه، عن عبادة بن الصّامت.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعثه على الصّدقة، فقال له:«اتّق اللّه يا أبا الوليد (3)،اتّق، لا تأتي يوم القيامة ببعير تحمله له رغاء أو بقرة لها خوار، أو شاة لها ثؤاج»، فقال: يا

ص: 193


1- ذباب: قيل بكسر أوله، و قيل بالضم جبل بالمدينة (انظر معجم البلدان).
2- بلد في أطراف الشام يجاور أرض البلقاء و عمان (معجم البلدان).
3- في المطبوعة:«اتق يا أبا الوليد اتق».

رسول اللّه إن ذلك كذلك، قال:«إي و الذي نفسي بيده، إن ذلك لكذلك إلاّ من رحم اللّه عز و جلّ »، قال: فو الذي بعثك بالحقّ لا أعمل على اثنين أبدا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا محمّد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين (1) بن محمّد، نا محمّد بن سعد (2)،أنا أحمد بن محمّد الأزرقي، نا مسلم بن خالد، عن عبد الرّحمن بن عمير، عن محمّد بن كعب القرظي، قال: جمع القرآن في زمان رسول اللّه خمسة من الأنصار: معاذ بن جبل، و عبادة بن الصّامت، و أبيّ بن كعب، و أبو أيّوب، و أبو الدّرداء.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا محمّد بن الحسن، أنا أحمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن، نا محمّد بن إسماعيل، نا إسماعيل بن أبي أويس (3)،حدّثني أخي، عن سليمان - هو ابن بلال - عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة، عن محمّد بن كعب القرظي، قال (4):

جمع القرآن في زمن النبي صلى اللّه عليه و سلم خمسة من الأنصار: معاذ بن جبل، و عبادة بن الصّامت، و أبيّ بن كعب، و أبو أيّوب، و أبو الدّرداء، فلما كان عمر كتب يزيد بن أبي سفيان: إنّ أهل الشام كثير، و قد احتاجوا إلى من يعلّمهم القرآن و يفقههم، فقال:

أعينوني بثلاثة، فقالوا: هذا شيخ كبير، لأبي أيوب، و هذا سقيم، لأبيّ ، فخرج معاذ و عبادة، و أبو الدرداء، فقال: ابدءوا بحمص، فإذا رضيتم منهم فليخرج واحد إلى دمشق، و آخر إلى فلسطين، فأقام بها عبادة، و خرج أبو الدرداء إلى دمشق، و معاذ إلى فلسطين، و مات معاذ عام طاعون عمواس، و صار عبادة بعد إلى فلسطين، فمات بها، و لم يزل أبو الدّرداء بدمشق حتى مات.

أخبرنا أبو المعالي الفارسي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا محمّد بن محمّد بن يعقوب، نا محمّد بن إسحاق، نا قتيبة، نا جرير، عن منصور، عن

ص: 194


1- بالأصل و م:«الحسن» خطأ، و الصواب ما أثبت و هو الحسين بن محمد بن الفهم، و قد مرّ التعريف به.
2- طبقات ابن سعد 356/2.
3- بالأصل و م:«ابن أبي إدريس» خطأ، و الصواب ما أثبت عن المطبوعة، و قد مرّت ترجمته في كتابنا، و انظر ترجمته في سير الأعلام 392/10.
4- انظر تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص 423 و سير الأعلام 6/2 و تهذيب الكمال 440/9.

مجاهد، عن جنادة بن أبي أميّة، قال: دخلت على عبادة بن الصّامت، و كان قد تفقّه في دين اللّه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا هارون بن إسحاق الهمداني، نا عبدة، عن سعيد، عن قتادة، عن مسلم بن يسار، عن أبي الأشعث الصّنعاني، عن عبادة بن الصّامت صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و كان قد بايع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على أن لا يخاف في اللّه لومة لائم.

رواه يزيد بن هارون، عن سعيد، فلم يجاوز به قتادة.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد الطّبراني، نا موسى بن هارون الحمّال، نا إسحاق بن راهوية، نا أبو أسامة (1)،نا أبو سنان عيسى بن سنان، عن يعلى بن شدّاد قال:

ذكر معاوية الفرار من الطاعون في خطبته، فقال عبادة: أمك هند أعلم منك، فأتمّ خطبته ثم صلى، ثم أرسل إلى عبادة، فنفذت رجال الأنصار معه، فاحتبسهم، و دخل عبادة فقال له معاوية: أ لم تتّق اللّه و تستحيى إمامك ؟ فقال عبادة: أ ليس قد علمت أني بايعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ليلة العقبة أنّي لا أخاف في اللّه لومة لائم، ثم خرج معاوية عند العصر، فصلّى العصر ثم أخذ بقائمة المنبر، فقال: أيّها الناس إنّي ذكرت لكم حديثا على المنبر فدخلت البيت فإذا الحديث كما حدّثني عبادة، فاقتسموا (2) منه، فهو أفقه منّي.

قال الطبراني: لم يروه عن يعلى إلاّ أبو سنان، و لا عن أبي سنان إلاّ أبو أسامة، تفرّد به إسحاق بن راهوية.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أبي طاهر، أنا أبو محمّد الشاهد، أنا أبو الميمون البجلي، نا أبو زرعة (3)،نا محمّد بن المبارك، عن يحيى بن حمزة أنه حدّثهم عن برد بن سنان (4)،عن إسحاق بن قبيصة بن ذؤيب (5)،عن أبيه.

ص: 195


1- «نا أبو أسامة» مكرر بالأصل، و ذكر مرة واحدة في م.
2- كذا بالأصل، و إعجامها مضطرب في م، و في المطبوعة:«فاقتبسوا منه».
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 225/1.
4- ترجمته في تهذيب التهذيب 428/1.
5- تهذيب التهذيب 247/1.

أن عبادة أنكر على معاوية شيئا، فقال: لا أساكنك بأرض، فرحل إلى المدينة، فقال له عمر: ما أقدمك ؟ فأخبره، فقال: ارحل (1) إلى مكانك، فقبّح اللّه أرضا لست فيها، و أمثالك، فلا إمرة له عليك.

أخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العبّاس، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عمر العمري، نا أبو محمّد بن أبي شريح، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا محمّد بن عبد الملك بن زنجويه، نا إسماعيل بن أبي أويس، حدّثني أبي، عن أبي منيع الوليد (2) بن داود بن محمّد بن عبادة بن الصّامت، عن ابن عمه عبادة بن الوليد، و لم يذكر في الإسناد عن الوليد بن عبادة، و قال:

كان عبادة بن الصّامت مع معاوية بن أبي سفيان في عسكره، فأذن يوما فقام خطيب يمدح معاوية و يثني عليه، فقام عبادة بتراب في يده فحثاه في في الخطيب، فغصب معاوية، فقال له عبادة مجيبا له: إنّك يا معاوية لم تكن معنا حين بايعنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بالعقبة على السمع و الطاعة في منشطنا و مكسلنا، و أثرة علينا، و أن لا ننازع الأمر أهله، و أن نقوم بالحق حيث (3) ما كنّا لا نخاف في اللّه لومة لائم، و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«احثوا في أفواه المدّاحين التراب» (4)[5546].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا الحسن علي التميمي، أنا أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد (5)،حدّثني أبي، نا الحكم بن نافع أبو اليمان، نا إسماعيل بن عياش، عن عبد اللّه بن عثمان بن خثيم (6)،حدّثني إسماعيل بن عبيد الأنصاري، فذكر الحديث، فقال عبادة لأبي هريرة:

يا أبا هريرة إنك لم تك معنا إذ بايعنا (7) على السمع و الطاعة في النشاط و الكسل،

ص: 196


1- عند أبي زرعة: ارجع.
2- كذا بالأصل، و لم أقف عليه.
3- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة:«حيث كنا».
4- نقله الذهبي في سير الأعلام 7/2 من طريق ابن أبي أويس. قال الخطابي: المداحون هم الذين اتخذوا مدح الناس عادة و جعلوه بضاعة يستأكلون به الممدوح و يفتنونه.
5- مسند الإمام أحمد 415/8-416 رقم 23833.
6- إعجامها مضطرب بالأصل، و الصواب ما أثبت عن م و مسند أحمد.
7- بعدها في المسند:«رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، إنا بايعنا» سقطت العبارة من الأصل و م.

و على التفقّه في اليسر و العسر، و على الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و على أن نقول في اللّه و لا نخف (1) لومة لائم (2)،و على أن ننصر النبي صلى اللّه عليه و سلم إذا قدم علينا يثرب فنمنعه مما نمنع منه أنفسنا و أزواجنا و أبناءنا و لنا الجنة، فهذه بيعة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم التي بايعنا عليها، فمن نكث فإنما ينكث على نفسه، و من أوفى بما بايع عليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و فى اللّه له بما بايع عليه نبيّه صلى اللّه عليه و سلم، فكتب معاوية إلى عثمان بن عفّان أن عبادة بن الصّامت (3) قد أفسد عليّ الشام و أهله، فإما أن تكفّ (4) إليك عبادة و إمّا أخلّي بينه و بين الشام، فكتب إليه: أن رحّل عبادة حتى ترجعه إلى داره من المدينة، فبعث بعبادة حتى قدم المدينة، فدخل على عثمان في الدار، و ليس في الدّار غير رجل من السّابقين، أو من التابعين، قد أدرك القوم، فلم يفج عثمان به إلاّ و هو قاعد في جانب الدار، فالتفت إليه، فقال: يا عبادة بن الصّامت ما لنا و لك ؟ فقام عبادة بين ظهراني الناس، فقال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أبا القاسم محمّدا (5) يقول:«إنه سيلي أموركم بعدي رجال يعرّفونكم ما تنكرون، و ينكرون عليكم ما تعرفون، فلا طاعة لمن عصى، فلا تضلوا (6)بربّكم»[5547].

أخبرنا أبو الفضل محمّد، و أبو عاصم الفضيل، ابنا إسماعيل المعدّلان - بهراة - قالا: أنا أحمد بن محمّد بن محمّد الخليلي، أنا علي بن أحمد بن الحسن الخزاعي، أنا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشّاشي، نا محمّد بن إسحاق الصّغاني، نا محمّد بن عباد، نا (7) يحيى بن سليم، عن ابن خثيم، عن إسماعيل بن عبيد (8) بن رفاعة، عن أبيه.

أن عبادة بن الصّامت مرّت عليه قطارة و هو بالشام تحمل الخمر، فقال: ما هذه ؟ أ زيت ؟ قيل: لا، بل خمر تباع لفلان، فأخذ شفرة من السوق فقام إليها فلم يذر فيها راوية إلاّ بقرها، و أبو هريرة إذ ذاك بالشام، فأرسل فلان إلى أبي و هريرة، فقال: أ لا

ص: 197


1- كذا بالأصل و م، و في المسند: نخاف.
2- في المسند: لائم فيه.
3- في المطبوعة: صامت.
4- في المسند: فإما تكن إليك.
5- بالأصل و م:«محمد» و المثبت عن المسند.
6- في المسند: فلا تعتلوا بربكم.
7- بالأصل:«عبادة يحيى» و الصواب عن م.
8- عن م و بالأصل: عمير.

تمسك عنّا أخاك عبادة بن الصّامت، أما بالغدوات فيغدو إلى السوق، فيفسد على أهل الذمة متاجرهم، و أما بالعشيّ فيقعد بالمسجد ليس له عمل إلاّ شتم أعراضنا و عيبنا، فأمسك عنا أخاك، فأقبل أبو هريرة يمشي حتى دخل على عبادة فقال: يا عبادة ما لك و لمعاوية ذره و ما حمل، فإن اللّه يقول: تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهٰا مٰا كَسَبَتْ وَ لَكُمْ مٰا كَسَبْتُمْ (1) قال يا أبو هريرة: لم تكن معنا إذ بايعنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بايعناه على السمع و الطاعة في النشاط و الكسل، و على النفقة في العسر و اليسر، و على الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و أن نقول في اللّه لا تأخذنا في اللّه (2) لومة لائم، و على أن ننصره إذا قدم علينا يثرب، فنمنعه مما نمنع منه أنفسنا و أزواجنا و أهلنا، و لنا الجنة، و من و فى و فى اللّه له الجنة مما بايع عليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و من نكث فإنما ينكث على نفسه، فلم يكلمه أبو هريرة بشيء، فكتب فلان إلى عثمان بالمدينة: إن عبادة بن الصّامت قد أفسد عليّ الشام و أهله، فإما أن يكفّ عبادة، و إمّا أن أخلّي بينه و بين الشام، فكتب عثمان إلى فلان أن أرحله إلى داره من المدينة، فبعث به فلان حتى قدم المدينة، فدخل على عثمان الدار، و ليس فيها إلاّ رجل من السّابقين بعينه و من التابعين الذين أدركوا القوم متوافرين، فلم يفج عثمان به إلاّ و هو قاعد في جانب الدار، فالتفت إليه، فقال: ما لنا و لك يا عبادة، فقام عبادة قائما، و انتصب لهم في الدار، فقال: إنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أبا القاسم يقول:«سيلي أموركم بعدي رجال يعرّفونكم ما تنكرون، و ينكرون عليكم ما تعرفون، فلا طاعة لمن عصى اللّه، فلا تعتلوا (3) بربكم»، فو الذي نفس عبادة بيده إنّ فلانا لمن أولئك، فما راجعه عثمان بحرف.

قال: و أنا الهيثم بن كليب، نا الحسن بن علي بن عفّان العامري، نا أسباط بن محمّد القرشي عن رجل من أهل البصرة، عن الحسن قال:

كان عبادة بن الصّامت بالشام فرأى آنية من فضة، تباع (4) الإناء بمثلي ما فيه أو نحو ذلك، فمشى إليهم عبادة فقال: أيها الناس من عرفني فقد عرفني و من لم يعرفني فأنا عبادة بن الصّامت ألا و إني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في مجلس من مجالس الأنصار ليلة

ص: 198


1- سورة البقرة، الآية:141.
2- قوله:«في اللّه» استدرك عن هامش الأصل و بجانبه كلمة صح.
3- كذا بالأصل و م، و هي عبارة مسند أحمد، و في المطبوعة: تضلوا.
4- كذا بالأصل و م.

الخميس في رمضان لم يصم رمضان بعده يقول:«الذهب بالذهب مثلا بمثل، سواء بسواء، وزنا بوزن، يدا بيد، فما زاد فهو ربا، و الحنطة بالحنطة، قفيز بقفيز، يد بيد، فما زاد فهو ربا، و التمر بالتمر، قفيز بقفيز، يد بيد، فما زاد فهو ربا»، قال: فتفرق الناس عنه، فأتى معاوية فأخبر بذلك، فأرسل إلى عبادة، فأتاه، فقال له معاوية: لئن كنت صحبت النبي صلى اللّه عليه و سلم و سمعت منه لقد صحبناه و سمعنا منه، فقال له عبادة: لقد صحبته و سمعت منه، فقال له معاوية: فما هذا الحديث الذي تذكره ؟ فأخبره، فقال له معاوية:

اسكت عن هذا الحديث و لا تذكره فقال له عبادة: بلى، و إن رغم أنف معاوية، قال: ثم قام، فقال له معاوية: ما نجد شيئا أبلغ فيما بيني و بين أصحاب محمّد صلى اللّه عليه و سلم من الصفح عنهم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم يوسف بن محمّد المهرواني (1)الهمذاني - إجازة - أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا أبو صالح القاسم بن سالم الأخباري، أنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني محمّد بن محمّد العطار، نا أحمد بن شبّويه، حدّثني سليمان بن صالح، حدّثني عبد اللّه، عن يحيى بن أبي أسيد، حدّثني حميد بن زياد أبو صخر.

أنه بلغه أن عبادة بن الصّامت حين ذكر الناس من شأن عثمان ما ذكروا قال: و اللّه لا أحضر هذا الأمر أبدا فخرج من المدينة حتى لحق بعسقلان، فمكث حتى فرغ من عثمان ثم أقام حتى استخلف معاوية، فقام معاوية على المنبر فخطب الناس فذكر أبا بكر بن أبي قحافة، فصلّى عليه ثم قال إنه وطئ عقب نبيه صلى اللّه عليه و سلم و اتبع (2) أثر صاحبه، ثم مات، له الفضل من ذلك لا عليه، ثم مكث عثمان ثمان سنين لا يخالف أمر نبيّه و صاحبيه، ثم أخذ و ترك، فمات، فاللّه أعلم به، ثم وليت فأخذت حتى خالط لحمي و دمي فهو خير مني و أنا خير ممن بعدي، و يا أيها الناس إنّما أنا لكم جنة، فقام عبادة بن الصّامت فقال: أ رأيت إن احترقت الجنة قال: إذا تخلص إليك النار، قال: من ذلك أفرّ

ص: 199


1- بالأصل و م: الهرواني» خطأ و الصواب ما أثبت، و هذه النسبة إلى مهروان كورة في طبرستان، انظر ترجمته في سير الأعلام 346/18.
2- ثمة سقط في الكلام بالأصل و م، و تمام عبارة المطبوعة هنا: و اتبع أمره ثم مات من ذلك له الفضل، له عليه، ثم ولي عمر فوطئ عقب نبيه صلى اللّه عليه و سلم و اتبع أثر...

قال: فأمر به، فأخذ، فأضرط بمعاوية ثم قال: علمت كيف كانت البيعتان حين دعينا إليهما، دعيت على أن نبايع على أن لا نزني و لا نسرق، و لا نخاف في اللّه لومة لائم، فقلت: أمّا هذا فاعفني يا رسول اللّه، و مضيت أنا عليها، فبايعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و لأنت يا معاوية أصغر في عيني من أن أخافك في اللّه عز و جلّ ، فقال معاوية: صدقت، قد كان هذا في شأن البيعتين، فأمر به فأرسل.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي طاهر محمّد بن أحمد، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، نا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدّولابي، نا محمّد بن عوف الطائي، نا علي بن عيّاش، نا أيوب بن سعيد بن أيوب أبو منصور السّكوني، عن عمرو بن قيس قال:

أتى عبادة بن الصّامت حجرة معاوية بن أبي سفيان و هو بأنطرطوس (1) فألزم ظهره الحجرة، و أقبل على الناس بوجهه و هو يقول: بايعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ألاّ أبالي في اللّه لومة لائم، ألا إن المقداد بن الأسود قد غلّ بالأمس حمارا (2)،قال: و أقبلت أوسق من مال فاشرأبّ (3) الناس إليها، فقال عبادة: أيها الناس ألا إنها إنّما تحمل الخمر، و اللّه ما يحلّ لصاحب هذه الحجرة أن يعطيكم منها شيئا، و لا يحلّ لكم أن تسألوه، و إن كانت معبلة (4)-يعني سهما - في جنب أحدكم، قال: فأتى رجل المقداد بن الأسود (5) في يده قرصافة، فجعل يتلّ بها (6) الحمار و هو يقول: يا معاوية هذا حمارك، شأنك به حتى أورده الحجرة.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو الحسين أحمد بن عبد الرّحمن الكيالي المقرئ، أنا أبو نصر محمّد بن علي بن الفضل الخزاعي، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين القطان، نا أحمد بن يوسف، نا عمر بن عبد الوهاب، أنا المعتمر، عن أبيه، عن عطاء،

ص: 200


1- انطرطوس: بلد من سواحل بحر الشام من أعمال طرابلس (ياقوت).
2- بالأصل:«حمار» و الصواب عن م.
3- عن م و المطبوعة، و بالأصل: فاشارت.
4- المعبلة: نصل طويل عريض (اللسان).
5- بعدها ثمة سقط في الكلام، بالأصل و م، و تمام العبارة في المطبوعة: فأخبره الذي قال عبادة بن الصامت، فقام المقداد بن الأسود في يده قرصافة.
6- أي يقتاده.

عن ابن عبادة بن الصّامت، عن أبيه أن معاوية قال لهم:

يا معشر الأنصار ما لكم لم تلقوني مع إخوانكم من قريش ؟ قال عبادة: الحاجة، قال: هلاّ على النواضح، قال: أنصبناها (1) مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم بدر، فما أجابه، قال:

و قال لنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنها ستكون أثرة بعدي» قال معاوية: فما أمركم ؟ قال: أمرنا أن نصبر، قال: فاصبروا حتى تلقوه[5548].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو غالب أحمد بن علي بن الحسين الجكي (2)،قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا محمّد بن عبد اللّه بن الحسين، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا القاسم بن محمّد المروزي، أنا عبدان بن عثمان، عن أبي حمزة، عن عطاء بن السّائب، نا الوليد بن عبادة بن الصّامت، حدّثني أبي أن معاوية قال:

يا معشر الأنصار ما لكم لا تلقوني مع إخوانكم من قريش ؟ فقال عبادة: الحاجة يا أمير المؤمنين، قال: فهلا على النواضح، قال: إنا أنصبناها يوم بدر مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال: فما أجابه، قال: و قال لنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنكم سترون بعدي أثرة»[5549].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، نا أبو الحسن (3) اللنباني (4)،نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني أبو جعفر الآدمي، نا أسباط بن محمّد، عن الشّيباني، عن رجل من أهل البصرة، عن الحسن.

أن عبادة بن الصّامت أغلظ لمعاوية ثم قام، فقال معاوية: ما أجد شيئا أبلغ فيما بيننا و بين أصحاب محمّد صلى اللّه عليه و سلم من الصّفح عنهم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا أبو علي بن شاذان، أنا أحمد بن إسحاق بن نيخاب (5) الطيبي، نا أبو محمّد الحسن بن

ص: 201


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: أنضيناها» و هما بمعنى.
2- بالأصل و م:«الحكي» و المثبت عن المطبوعة.
3- في م: أبو الحسين، خطأ، و قد مرّ التعريف به.
4- عن م و بالأصل:«اللبناني» بتقديم الباء خطأ.
5- غير واضحة بالأصل و تقرأ:«ينجاب» و في م:«ننخاب» و الصواب ما أثبت، و قيل فيه أيضا:«ينجاب». انظر ترجمته في سير الأعلام 530/15 و انظر بحاشيتها ثبتا بمصادر ترجمته.

علي بن زياد الرازي، نا سعيد بن سليمان الواسطي، نا عبد الحميد بن سليمان، نا أبو خزرة عن عبادة بن الوليد، عن أبيه قال:

لقد أهديت لعبادة بن الصّامت هدية، و إن معه في الدار اثني عشر أهل بيت، فقال عبادة: اذهبوا بهذه إلى آل فلان فهم أحوج إليها منا، قال: فما زالوا كلما جئت إلى أهل بيت يقولون: اذهبوا إلى آل فلان هم أحوج إليه منا، حتى رجعت الهدية إليه قبل الصبح.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الصّوفي، أنا أبو محمّد التميمي، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (1)،حدّثني معن بن الوليد بن هشام الغسّاني، نا الوليد بن مسلم قال: سمعت الأوزاعي يقول: أول من ولي قضاء فلسطين: عبادة بن الصّامت.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، نا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (2) قال في تسمية عمال عمر: قال: عزل خالد بن الوليد حين ولي، و ولّى أبا عبيدة بن الجرّاح فولّى أبو عبيدة حين فتح الشامات حبيب بن مسلمة على حمص ثم عزله، و ولّى عبد اللّه بن قرط اليماني (3) ثم عزله، و ولّى عبادة بن الصّامت الأنصاري ثم عزله، و ردّ عبد اللّه بن قرط ثم وقع طاعون عمواس، فمات أبو عبيدة و ولّى عمر سعيد بن عامر حمص (4).

أنبأنا أبو علي محمّد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان.

ح ثم أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، قالا: أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن إسحاق البغوي.

ح و أخبرنا أبو البركات، أنا طراد بن محمّد، أنا أحمد بن علي بن الحسين بن البادا (5)،أنا حامد بن محمّد بن عبد اللّه الرّفّاء (6) قالا: أنا علي بن عبد العزيز، نا أبو

ص: 202


1- الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 205/1.
2- تاريخ خليفة بن خياط ص 155.
3- كذا بالأصل و م، و في تاريخ خليفة و المطبوعة: الثمالي.
4- كذا بالأصل و م «حمص» و في تاريخ خليفة: حمصا.
5- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: البادي.
6- بالأصل و م: الوفا» خطأ، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 16/16.

عبيد، حدّثني هشام بن عمّار، عن الوليد بن مسلم، حدّثني عثمان بن أبي العاتكة.

أن عبادة بن الصّامت مرّ بقرية يقال لها دمّر من قرى الغوطة، فأمر غلامه أن يقطع له سواكا من صفصاف على نهر بردى، فمضى ليفعل ثم قال له: ارجع فإنه إلاّ يكن بثمن، فإنه ييبس فيعود حطبا بثمن.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر الحريري، أنا أبو إسحاق [إبراهيم] (1) بن عمر بن أحمد البرمكي، أنا أبو الحسين عبد اللّه بن إبراهيم بن جعفر بن بيان (2) الزبيبي (3)،نا أبو بكر جعفر بن محمّد (4) بن المستفاض الفريابي، نا عمرو بن علي، نا يحيى بن سعيد، نا ثور بن يزيد، نا مالك بن شرحبيل، قال: قال عبادة بن الصّامت:

أ لا تروني لا أقوم إلاّ رفدا، و لا آكل إلاّ ما يؤتى لي، قال يحيى: لين و سخن (5)و قد مات صاحبي منذ زمان قال يحيى - يعني ذكره - و ما يسرني أنّي خلوت بامرأة لا تحل لي، و أنّ لي ما تطلع عليه الشمس مخافة أن يأتي الشيطان فيحركه عليّ إنه لا سمع له و لا بصر.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو نصر بن قتادة، أنا علي بن الفضل بن محمّد بن عقيل الخزاعي، أنا أبو شعيب الحرّاني، نا علي بن المديني، نا يحيى بن سعيد، نا ثور (6)،عن (7) مالك بن شرحبيل قال: قال عبادة بن الصامت:

أ لستم تروني هذا، فإني ما أقوم إلاّ رفدا، و لا آكل إلاّ ما لوق لي، و قد مات صاحبي منذ زمان، و ما أحب أن لي ما تطلع عليه الشمس، و أني خلوت بامرأة لا تحلّ

ص: 203


1- سقطت من الأصل و استدركت عن م.
2- رسمها و إعجامها مضطربان و الصواب عن م.
3- رسمها و إعجامها بالأصل مضطربان و قد تقرأ:«الريني» و في م:«الزيني» و كلاهما خطأ، و الصواب: «ابن الزبيبي» انظر ترجمته في سير الأعلام 258/16.
4- في المطبوعة: جعفر بن محمد بن الحسن بن المستفاض الفريابي.
5- في م: و سحق.
6- كذا بالأصل و م و في المطبوعة: قنور.
7- عن م و بالأصل «بن» خطأ.

لي مخافة أن تأتيني فتحركه عليّ ، إنه لا سمع له و لا بصر.

قال البيهقي: قوله: إلاّ رفدا: يريد إلاّ أن أرفد فأعان على القيام حتى أنهض، و قوله: إلاّ ما لوّق، يقول: إلاّ ما لين من الطعام حتى يصير كالزبد في لينه من الكبر، و قوله: قد مات صاحبي و أنه لا سمع له و لا بصر: يريد الفرج، إنه لا يقدر على شيء و لا يعرفه. يقول: و أنا مع هذا أكره أن أخلو بامرأة.

قاله أبو عبيد (1) فيما أخبرنا السّلمي، أنا الكازري، أنا علي بن عبد العزيز، عن أبي عبيد.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو سعيد محمّد بن موسى، نا أبو العباس الأصمّ ، نا الحسن بن علي بن عفان، أنا أبو أسامة، عن عيسى بن شيبان، عن عبادة بن محمّد بن عبادة بن الصّامت قال:

لما حضرت عبادة الوفاة قال: أخرجوا فراشي إلى الصحن - يعني الدار - ثم قال:

اجمعوا لي مواليّ و خدمي و جيراني و من كان يدخل عليّ ، فجمعوا له، فقال: إن يومي هذا لا أراه إلاّ آخر يوم يأتي عليّ من الدنيا، و أوّل ليلة من الآخرة، و إني لا أدري لعله قد فرط مني إليكم بيدي أو بلساني شيء، و هو و الذي نفس عبادة بيده القصاص يوم القيامة و أحرّج على أحد منكم في نفسه شيء من ذلك إلاّ اقتصّ مني قبل أن تخرج نفسي، قال:

فقالوا: بل كنت والدا، و كنت مؤدّبا، قال: و ما قال لخادم سوءا قط ، فقال: أ غفرتم لي ما كان من ذلك ؟ قالوا: نعم، قال: اللّهمّ اشهد، ثم قال: أما لا فاحفظوا وصيتي، أحرج على إنسان منكم يبكي عليّ ، فإذا خرجت نفسي فتوضّئوا و أحسنوا الوضوء، ثم ليدخل كل إنسان منكم مسجدا فيصلّي ثم يستغفر لعبادة و لنفسه، فإن اللّه تبارك و تعالى قال:

اِسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاٰةِ (2) ،ثم أسرعوا بي إلى حفرتي، و لا تتبعني نارا (3)،و لا تضعوا تحتي ارجوانا (4).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي،

ص: 204


1- في م:«أبو عبيدة».
2- سورة البقرة، الآية:153.
3- في م: تتبعوني.
4- الخبر نقله المزي في تهذيب الكمال 441/9 من طريق أبي أسامة.

أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني عمي، نا سليمان بن أحمد قال: سمعت أبا مسهر يقول:

مات عبادة بن الصّامت ببيت المقدس في خلافة عثمان.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا عمر بن عبيد اللّه، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، قال: و بلغني أن عبادة توفي في خلافة عثمان.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم.

ح و أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو، أنا الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، قالا:

نا محمّد بن سعد (1)،أنا محمّد بن عمر، نا أبو حزرة (2) يعقوب بن مجاهد، عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصّامت، عن أبيه قال: كان عبادة بن الصّامت رجلا طوالا، جسيما، جميلا، و مات بالرّملة من أرض الشام سنة أربع و ثلاثين، و هو ابن اثنتين (3) و سبعين سنة، و له عقب - زاد ابن الفهم قال: محمّد بن سعد: و سمعت من يقول إنه بقي حتى توفي في خلافة معاوية بن أبي سفيان بالشام.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه: أحمد و يحيى (4) ابنا الحسن بن البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل - إجازة - نا محمّد بن الحسين الزّعفراني، نا ابن أبي خيثمة، أنا المدائني قال: قال يعقوب بن مجاهد، عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصّامت عن أبيه قال: توفي عبادة بالرملة سنة أربع و ثلاثين، و هو ابن اثنتين و سبعين سنة، و كان يكنى أبا الوليد، طويلا، جسيما، جميلا.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم الواعظ ، أنا نعمة اللّه بن محمّد المرندي، نا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، نا محمّد بن أحمد بن سليمان، أنا سفيان بن محمّد بن سفيان، حدّثني عمي الحسن بن سفيان، نا محمّد بن علي، عن محمّد بن إسحاق قال:

ص: 205


1- طبقات ابن سعد 546/3.
2- بالأصل و م «حرره» مهملة بدون نقط ، و المثبت عن ابن سعد انظر ترجمته في تهذيب الكمال 447/20.
3- في م:«اثنين».
4- في المطبوعة: أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن.

سمعت أبا عمر الضرير يقول: عبادة بن الصامت أبو الوليد، توفي عبادة بن الصّامت سنة أربع و ثلاثين، و هو اثنين و سبعين (1).

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا روح بن الفرج، نا يحيى بن بكير قال: مات عبادة بن الصّامت بالشام في أرض فلسطين بالرملة سنة أربع و ثلاثين، و هو ابن اثنتين (2) و سبعين سنة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه (3) بن محمّد قال: سمعت محمّد بن أبان البلخي يقول: بلغني أن عبادة مات بالشام بالرملة، و هو ابن اثنتين و سبعين سنة، في سنة أربع و ثلاثين.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن علي السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق بن خربان (4)،نا أحمد بن عمران، نا موسى التستري، نا خليفة العصفري (5)قال: و قال ابن الكلبي: فيها مات عبادة بن الصامت - يعني سنة أربع و ثلاثين-.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا محمّد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص عمرو بن علي، قال: مات عبادة بن الصامت بالرملة من الشام سنة أربع و ثلاثين، و هو يومئذ ابن ثنتين و سبعين سنة، و يكنى أبا الوليد، و كان طويلا جسيما.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم، قال: سنة أربع و ثلاثين توفي فيها أبو عبيدة (6)،و عبادة بن الصامت الأنصاري بالرملة، و يقال: توفي في زمن معاوية.

أخبرنا أبو محمّد السّلمي، نا أبو بكر الخطيب.

ص: 206


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: اثنتين و تسعين.
2- بالأصل و م: اثنين.
3- في م: عبيد اللّه، خطأ.
4- عن م و بالأصل: حربان.
5- تاريخ خليفة بن خياط ص 168.
6- كذا بالأصل و م:«أبو عبيدة و عبادة» بوجود «واو» و في المطبوعة:«أبو عبيدة عبادة».

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1) قال: و فيها - يعني سنة أربع و ثلاثين - مات عبادة بن الصّامت أبو الوليد بفلسطين، و هو ابن اثنتين و سبعين سنة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: قالوا: و مات عبادة بن الصّامت بالشام سنة أربع و ثلاثين.

قال الواقدي و عمرو: توفي عبادة بن الصّامت بن قيس بن أصرم بن فهر بالرملة من الشام سنة أربع و ثلاثين، و هو ابن ثنتين و سبعين سنة.

و ذكر أن أباه أخبره عن إبراهيم بن عبد اللّه البغدادي، عن محمّد بن سعد، عن الواقدي، و مصعب بن إسماعيل، عن محمّد بن أحمد بن ماهان، عن عمرو بن علي بذلك.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز الصوفي، أنا أبو المعمّر المسدّد بن علي بن عبد اللّه، أنا أبي، نا عبد الصمد بن سعيد القاضي، قال: و توفي عبادة بن الصّامت في الرملة سنة أربع و ثلاثين زمن المجاعة، و كان بدريا، و قال دحيم: ببيت المقدس.

أخبرنا أبو السّعود أحمد بن علي بن المجلي، نا محمد بن علي بن محمد (2) بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبي محمد بن الحسين، قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمد بن مخلد بن حفص، قال: قرأت على علي بن عمرو، حدثكم الهيثم بن عدي، قال: عبادة بن الصّامت - يعني مات في (3) ملك معاوية سنة خمس و أربعين.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمد، أنا أبو علي محمد بن أحمد، نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، نا

ص: 207


1- الخبر في المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 310/3.
2- لفظتا «بن محمد» سقطتا من م.
3- عن م و بالأصل «أبي ملك».

هاشم بن محمد، نا الهيثم بن عدي، قال: و مات عبادة بن الصّامت في خلافة معاوية سنة خمس و أربعين (1).

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، نا عبد الرحمن بن عثمان، أنا عبد الرحمن بن عبد اللّه، نا عبد الرحمن بن عمرو، حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم، عن ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة قال: قبر عبادة بن الصّامت ببيت المقدس.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2)،حدثني سعيد بن أسد، نا ضمرة، عن عبد الحميد بن يزيد الجذامي (3)،قال: قال لي رجاء بن حيوة: يا أبا عمرو، هاهنا قبر أخيك عبادة بن الصّامت إلى جانب الحائط الشرقي.

قال عبد الحميد: و شهدت جنازة ببيت المقدس مع رجاء بن حيوة، فقال: يا أبا عمرو هاهنا قبر أخيك عبادة بن الصّامت.

3072 - عبادة بن صمّل بن عوف الخليفي المعافري

3072 - عبادة بن صمّل بن عوف الخليفي (4) المعافري

من تابعي أهل مصر.

وفد على معاوية.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، عن أبي الحسن رشأ بن نظيف، أنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن محمد البزّاز (5) المعروف بابن النحاس، نا أبو عمر محمد بن يوسف بن يعقوب الكندي، حدثني ابن قديد، عن عبيد اللّه بن سعيد، عن أبيه، و عن عبد الرحمن بن عبد اللّه بن عبد الحكم، عن ابن عفير.

أن عتبة بن أبي سفيان وفد إلى معاوية في نفر من أهل مصر، و كان معاوية ولّى

ص: 208


1- انظر تهذيب الكمال 442/9 و سير الأعلام 11/2 و تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص 424 و لم يقل فيهما: في خلافة معاوية.
2- انظر المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 419/2.
3- بالأصل:«الجرامي» و في المعرفة و التاريخ:«الجزامي» و المثبت عن م.
4- بالأصل و م:«الحليفي» و الصواب ما أثبت عن الاكمال لابن ماكولا 247/3.
5- عن م و بالأصل: البزار.

عتبة الحرب و وردان (1) الخراج، و حويت بن زيد الديوان فسأل معاوية الوفد عن عتبة فقال: عبادة بن صمّل المعافري: حوت بحر، و وعل بر، فقال معاوية لعتبة: اسمع ما يقول فيك رعيتك، فقال: صدقوا يا أمير المؤمنين، إنك حجبتني عن الخراج و لهم عليّ حقوق، و أكره أن أجلس، فأسأل فلا أفعل، فأبخّل، فضم إليه معاوية الخراج.

كتب إليّ أبو محمد حمزة بن العبّاس بن علي العلوي، و أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن بن سليم، و حدّثني أبو بكر محمد بن شجاع عنهما قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: عبادة بن صمّل بن عوف المعافري، وفد مع عتبة بن أبي سفيان على أخيه معاوية بن أبي سفيان، و كان ممن ولد بمصر بعد الفتح.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي نصر علي بن هبة اللّه (2)،قال: أما الخليفي بخاء معجمة و ياء معجمة باثنتين من تحتها و ياء فهو صمّل بن عوف المعافري، ثم الخليفي أبو عبادة، شهد فتح مصر ذكروه في كتبهم، و هو والد عبادة بن صمّل، ما علمت له رواية، و وفد على معاوية، ذكره ابن يونس.

3073 - عبادة بن نسي الكندي الأردنّي

أبو عمر (3)

قاضي طبرية.

حدّث عن: أبيه، و عبادة بن الصّامت، و شدّاد بن أوس، و معاوية بن أبي سفيان،

ص: 209


1- عن م و بالأصل: و ورد.
2- الخبر في الاكمال لابن ماكولا 247/3.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 445/9 و تهذيب التهذيب 77/3 و طبقات ابن سعد 456/7 و جمهرة ابن حزم ص 429 و شذرات الذهب 155/1 و العبر 148/1 و النجوم الزاهرة 280/1 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 101-120) ص 390 و سير الأعلام 324/5 و انظر بالحاشية فيهما أسماء مصادر أخرى ترجمت له. و نسي: بضم النون و فتح المهملة الخفيفة (كما في تقريب التهذيب). و في تهذيب الكمال: أبو عمر الشامي الأردنّي، و الأردني: بضم الهمزة و سكون الراء و ضم الدال المهملة و تشديد النون نسبة إلى أردن بلد بساحل الشام (لب اللباب و الخلاصة) و كناه في تهذيب التهذيب:«أبا عمرو».

و أبي موسى الأشعري، و أبي ريحانة، و أبيّ بن عمارة (1)،و أبي سعيد الخدري، و كعب بن عجرة، و غضيف بن الحارث، و عبد الرحمن بن غنم، و إسحاق بن قبيصة بن ذويب، و الأسود بن ثعلبة، و جنادة بن أبي أمية.

روى عنه: المغيرة بن زياد الموصلي، و جعفر بن زيد، و هشام بن الغاز، و برد بن سنان، و الوضين بن عطاء، و منير بن الزبير، و عمارة بن راشد، و مكحول، و عبد اللّه بن سعيد (2) بن فروة، و عبد الواحد بن زيد، و بشر (3) بن عبد اللّه بن يسار، و محمد بن سعيد المصلوب، و أبو عبد العزيز يحيى بن عبد العزيز (4) الأردنّي، و عبد الأعلى بن أبي عمرة، و عتبة بن حميد، و حاتم بن [أبي نصر، و عتبة بن أبي حكيم الهمداني الأردنّي، و رجاء بن أبي سلمة، و عبد العزيز بن عبيد اللّه، و علي بن (5)]أبي حملة و هزّان (6).

و وفد على عمر بن عبد العزيز في خلافته، و اجتاز بدمشق، و ولاّه عبد الملك بن مروان، و عمر بن عبد العزيز الأردن.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد الواحد بن محمد، أنا أبو علي الحسن بن علي، أنا أبو بكر أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (7)،حدّثني أبي، نا وكيع، نا هشام بن الغار، عن عبادة بن نسيّ ، عن عبادة بن الصّامت أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«ما تعدّون الشهيد فيكم ؟» قالوا: الذي يقاتل فيقتل في سبيل اللّه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن شهداء أمتي إذا لقليل، القتيل في سبيل اللّه شهيد، و المطعون شهيد، و المبطون شهيد، و المرأة تموت بجمع شهيد - يعني النفساء-» [5550] أنبأنا أبو علي الحدّاد، ثم أخبرني أبو مسعود الأصبهاني، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا

ص: 210


1- ضبطت بكسر العين - نصا - عن سير الأعلام.
2- كذا بالأصل و م، و في تهذيب الكمال 175/10 «سعد».
3- عن م و المطبوعة، و بالأصل: بشير، و انظر تهذيب الكمال 445/9.
4- «يحيى بن عبد العزيز» سقط من م.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن هامشه و بجانبه:«صح صح» و سقطت العبارة بتمامها من م.
6- عن م و تهذيب الكمال، و بالأصل:«و هوان» خطأ.
7- مسند الإمام أحمد 396/8 رقم 22748.

سليمان بن أحمد، نا الحسن (1) بن المتوكل البغدادي، نا شريح بن النعمان الجوهري، نا جعفر بن زيد، عن عبادة بن نسي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«تعلّموا مناسككم فإنّها من دينكم».

كذا فيه، و أحسبه سقط منه شيخ شريح، و أراه حمّاد بن زيد.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد (2) بن أبي الصقر، أنا محمد بن الحسين بن يوسف الأصبهاني الصنعاني - بمكة - أنا أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن أحمد بن عبد اللّه النقوي (3)،نا إسحاق بن إبراهيم بن عبادة الدّبري، أنا عبد الرّزّاق بن همام، عن مالك، عن أبي عبيد مولى سليمان بن عبد الملك، عن عبادة بن نسي أنه أخبره أنه سمع قيس بن الحارث يقول: أخبرني أبو عبد اللّه الصّنابحي.

أنه صلّى وراء أبي بكر الصّديق المغرب، فقرأ أبو بكر في الركعتين الأولتين (4)بأم القرآن و سورتين من قصار المفصل، و قرأ في الركعة الثالثة، قال: فدنوت منه حتى إن ثيابي لتكاد أن تمسّ ثيابه، فسمعته يقرأ بأم القرآن و هذه الآية رَبَّنٰا لاٰ تُزِغْ قُلُوبَنٰا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنٰا حتى اَلْوَهّٰابُ (5).

قال أبو عبيد: و أخبرني عبادة أنه كان عند عمر بن عبد العزيز في خلافته فقال عمر لقيس: كيف أخبرتني عن أبي عبد اللّه ؟ قال عمر: فما تركناها منذ سمعناها منه، و إن كنت قبل ذلك لعلي غير ذلك، فقال له رجل: و على أي شيء كان أمير المؤمنين قبل ذلك ؟ قال: كنت أقرأ قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ (6).

أخبرناه عاليا من غير ذكر عمر بن عبد العزيز فيه أبو محمد السيّدي، أنا أبو

ص: 211


1- في المطبوعة:«الحسين».
2- «بن محمد» سقط من م.
3- بالأصل:«النقري» و في م:«النقور» و كلاهما خطأ، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 141/16. و النقوي (بفتح فسكون، و منهم من يحرك القاف) نسبة إلى نقو: قرية بصنعاء اليمن (قاله ياقوت).
4- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: الأوليين.
5- سورة آل عمران، الآية:8.
6- سورة الإخلاص، الآية الأولى.

عثمان البحيري، أنا زاهر بن أحمد، أنا إبراهيم بن عبد الصّمد، نا أبو مصعب، نا مالك، عن أبي عبيد مولى سليمان بن عبد الملك أن عبادة بن نسي أخبره أنه سمع قيس بن الحارث يقول: أخبرني أبو عبد اللّه الصّنابحي.

أنه قدم المدينة في خلافة أبي بكر فصلّى وراء أبي بكر المغرب، فقرأ أبو بكر في الركعتين الأولتين (1)بأم القرآن و سورة من قصار المفصل، ثم قام في الركعة الثالثة فدنوت منه حتى إنّ ثيابي لتكاد تمسّ ثيابه، فسمعته قرأ بأم القرآن و هذه الآية رَبَّنٰا لاٰ تُزِغْ قُلُوبَنٰا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنٰا وَ هَبْ لَنٰا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهّٰابُ .

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، و أبو المواهب أحمد بن محمّد (2)بن عبد الملك بن عبد العزيز، قالا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، نا محمّد بن محمّد بن سليمان، حدّثني محمّد بن وزير الدمشقي، نا الوليد بن مسلم، نا ابن جابر أن يحيى بن يحيى الغسّاني حدّثه عن محمود بن لبيد الأنصاري (3)،حدّثه عن الصّنابحي.

أنه صلّى خلف أبي بكر الصّديق فقرأ في الركعتين الأولتين (4)بأمّ القرآن و سورة من قصار [المفصل] (5)يجهر بالقراءة، فلما قام في الثالثة ابتدأ القراءة، فدنوت منه حتى كادت ثيابي تمسّ ثيابه، فسمعته قرأ بأمّ القرآن، و قرأ رَبَّنٰا لاٰ تُزِغْ قُلُوبَنٰا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنٰا الآية.

قال: و نا محمّد بن وزير، نا الوليد، عن أبي عمرو، و مالك بن أنس، عن أبي عبيد حاجب سليمان أن قيس بن الحارث حدّث عمر بن عبد العزيز أنه سمع الصّنابحي يحدّث بمثل ذلك.

قال أبو عبيد: فأخبرني عبادة بن نسيّ أنه سمع عمر بن عبد العزيز يقول لقيس بن الحارث كيف حدثتني عن الصّنابحي ؟ فحدّثه بهذا الحديث، فقال عمر: ما تركتها منذ

ص: 212


1- في المطبوعة: الأوليين.
2- «بن محمد» سقط من المطبوعة، و اللفظتان بالأصل و م و انظر ترجمته في سير الأعلام 586/19.
3- بالأصل «الأمصاري» خطأ، و في م النون في الأنصاري مهملة، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 485/3.
4- في المطبوعة: الأوليين.
5- الزيادة عن م.

سمعتها منك، و إن كنت قبل ذلك.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن علي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط قال في تسمية عمال عمر بن عبد العزيز الأردن: عبادة بن نسي كندي (1).

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا: أنا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسن المقرئ، نا أبو عبد اللّه البخاري (2) قال: عبادة بن نسي الشامي الكندي الأردنّي سيدهم، قال عمرو بن علي: مات سنة ثمان عشرة و مائة، و قال إسماعيل عن أخيه، عن هشام بن سعد، عن جابر أو حاتم (3)،عن عبادة البكري الشّامي.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (4)،قال: عبادة بن نسي الشامي الكندي قاضي الأردن، روى عن أبي ريحانة، و أبيّ بن عمارة (5)،و عبد الرّحمن بن غنم، و غضيف بن الحارث، روى عنه رجاء بن أبي سلمة، و علي بن أبي حملة، و برد بن سنان، سمعت أبي يقول ذلك.

قرأت على أبي الفضل محمّد بن ناصر بن محمّد بن علي، عن أبي الفضل جعفر بن يحيى المكي، أنا أبو نصر عبيد اللّه بن سعيد الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه بن محمّد القاضي، أنا عبد الكريم بن أحمد بن محمّد (6) بن شعيب، أخبرني أبي أبو عبد الرّحمن أحمد بن شعيب النّسائي، قال: أبو عمر عبادة بن نسي.

ص: 213


1- تاريخ خليفة بن خياط ص 323 و فيه: الكندي.
2- التاريخ الكبير 95/6.
3- قوله:«أو حاتم» كذا بالأصل و لم ترد اللفظتان في البخاري.
4- الجرح و التعديل 96/6.
5- عن م و الجرح و التعديل، و بالأصل «عباده» خطأ.
6- «بن محمد» سقطت من المطبوعة. و هو الصواب، فليس في عامود نسبه. انظر ترجمته في تهذيب الكمال 151/1 و سير الأعلام 125/14.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن محمّد (1)،نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد البجلي، أنا أبو عبد اللّه الكندي [نا أبو زرعة قال في تسمية أهل دمشق و الأردن في الطبقة الرابعة: عبادة بن نسي الكندي] (2) أردني.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أحمد بن عمير، قال: سمعت محمود بن إبراهيم بن سميع يقول في الطبقة الرابعة: عبادة بن نسي الكندي، ولاّه عبد الملك على قضاء الأردنّ ، فلما استخلف عمر ولاّه جند الأردن.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن عبد الرحيم بن أحمد.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا إبراهيم بن محمّد بن يونس، أنا عبد الرحيم بن أحمد.

ح و أخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلاّمة بن يحيى، أنا سهل بن بشر الأسفرايني، أنا رشأ بن نظيف، قالا: أنا عبد الغني بن سعيد قال: في باب الأردنّي بالنون: عبادة بن نسي الأردنّي.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب بن سفيان (3)،نا العباس بن الوليد، و علي بن عثمان بن نفيل.

ح و أنبأناه عاليا أبو علي الحداد، ثم أخبرناه أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه، نا أبو القاسم الطّبراني، أنا أبو زرعة الدمشقي، قالوا:

حدّثنا أبو مسهر قال: سمعت كامل بن سلمة - زاد الطبراني: ابن رجا بن حيّوة -

ص: 214


1- كذا بالأصل، و م، و في المطبوعة:«هبة اللّه بن أحمد» و اسمه: هبة اللّه بن أحمد بن محمد، أبو محمد الأكفاني، ترجمته في سير الأعلام 576/19.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
3- الخبر التالي في المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 404/2 و تاريخ أبي زرعة الدمشقي 249/1.

يقول: و قال الطبراني، قال: قال هشام بن عبد الملك من سيد أهل فلسطين ؟، قالوا:

رجاء بن حيوة (1)،قال: فمن سيّد أهل الأردن ؟ قالوا: عبادة بن نسي، قال: فمن سيّد أهل دمشق ؟ قالوا: يحيى بن يحيى الغسّاني، قال: فمن سيد أهل حمص ؟ قالوا: عمرو بن قيس، قال: فمن سيّد أهل الجزيرة ؟ قالوا: عدي بن عدي الكندي، فقال هشام: يا آل كندة.

- و في رواية يعقوب:- من سيد - بغير فاء - في المواضع كلها.

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن، أنا سهل بن بشر الأسفرايني، أنا أبو بكر الخليل بن هبة اللّه بن الخليل، أنا عبد الوهاب الكلابي، نا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاّب المشغراني، نا العباس بن الوليد بن صبح الخلاّل، نا أبو مسهر قال:

سمعت مغيرة صاحب الرملة يحدّثنا قال: قال مسلمة بن عبد الملك: إن في كندة لثلاثة نفر إن اللّه لينزل بهم الغيث، و ينصر بهم على الأعداء،- و قال كلمة أخرى أنسيتها - رجاء بن حيوة، و عبادة بن نسي، و عدي بن عدي (2).

أخبرنا أبو محمّد المزكّي، نا عبد العزيز الصّوفي، أنا أبو محمّد العدل، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (3)،نا أبو مسهر، نا مغيرة بن مغيرة، قال: قال مسلمة بن عبد الملك: إنّ في كندة لثلاثة، إن اللّه تبارك و تعالى لينزل بهم الغيث و ينصر بهم على الأعداء: رجاء بن حيوة، و عبادة بن نسي، و عدي بن عدي.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي (4) عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، حدّثني أبو محمّد التميمي، نا أبو مسهر، حدّثني مغيرة بن مغيرة أبو هارون الرّملي قال: قال مسلمة بن عبد الملك: إنّ في كندة لثلاثة نفر إن اللّه لينزل بهم الغيث و ينصر بهم على الأعداء، و ذكر خلة نسيها أبو مسهر: رجاء بن حيوة، و عبادة بن نسي، و عدي بن عدي.

ص: 215


1- بالأصل:«حيوية».
2- الخبر في تهذيب الكمال 446/9.
3- الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 337/1.
4- بالأصل و م:«ابن عمر» خطأ، و الصواب ما أثبت، و هو محمد بن العباس الخزاز، أبو عمر بن حيوية، ترجمته في سير الأعلام 409/16.

قال أبو مسهر: هؤلاء عمال عمر بن عبد العزيز إلاّ رجاء.

قال: و أنا ابن أبي خيثمة، نا هارون بن معروف، نا ضمرة بن ربيعة، عن رجاء بن أبي سلمة، قال: كان عبادة بن نسي عريف رجاء بن حيوة، و كان أسنّ من رجاء، و كان من كندة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (1)،حدّثني أبو النضر إسحاق بن إبراهيم القرشي، نا خالد بن يزيد بن صالح المرّي (2)،عن هشام بن الغاز، عن عبادة بن نسي قال: كنت عاملا لعبد الملك على الأردن.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا محمّد بن علي بن يعقوب، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال: قال أبو زكريا: كان عبادة بن نسي قاضيا على الأردن.

قرأت على أبي الفضل عبد الواحد بن إبراهيم بن قرة، عن علي بن محمّد الخطيب، أنا محمّد بن الحسين بن الفضل، أنا دعلج بن أحمد، أنا أحمد بن علي الأبّار، نا أيوب بن محمّد الورّاق (3)،نا ضمرة، عن عبد اللّه بن عثمان الأردنّي، قال:

كان عبادة بن نسي على القضاء، فأهدى إليه رجل قلّة عسل، فقبلها، و هو يخاصم إليه، فقضى عليه، ثم قال: يا فلان، ذهبت القلّة.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أنا أبو طاهر الثقفي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا محمّد بن جعفر الزّرّاد، نا عبيد اللّه بن سعد الزهري، نا هارون، نا ضمرة، عن عبد اللّه بن عثمان قال: كان عبادة بن نسي على قضاء الأردن، فاختصم إليه رجلان، فأهدى إليه أحدهما قلّة عسل - أو جرّة عسل - فقضى عليه، فلما قضى قال: يا فلان، ذهبت القلّة (4).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن اللاّلكائي، أنا محمّد بن

ص: 216


1- الخبر في تاريخ أبي زرعة 339/1.
2- في م:«المدني».
3- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: الوزان.
4- الخبر في تهذيب الكمال 446/9-447.

الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1)،حدّثني سعيد - يعني ابن أسد - نا ضمرة، عن رجاء، قال: كان بين رجل و بين عبادة بن نسي منازعة، فأسرع إليه الرجل فلقي رجاء بن حيوة لعبادة بن نسي فقال: بلغني أن فلانا كان منه إليك، فأخبرني، قال:

لو لا أن تكون غيبة مني لأخبرتك بما كان منه.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، قالا: أنا أبو سعيد محمّد بن علي بن محمّد الخشاب الصّوفي، أنا أبو بكر الجوزقي، أنا أبو العبّاس الدّغولي (2)،قال: سمعت محمّد بن حاتم، نا عبد الرّحمن بن واقد، نا ضمرة، نا رجاء بن أبي سلمة قال: كان بين عبادة بن نسي و بين رجل خصومة فأسمعه الرجل ما يكرهه، قال: فلقيه رجاء بن حيوة، فقال: بلغني أنه كان منه إليك، قال له عبادة: لو لا أن تكون غيبة مني لأخبرتك بالذي قال لي (3).

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، ثم أخبرنا أبو مسعود المعدل عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد الطّبراني، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، نا الهيثم بن خارجة، نا عبد اللّه (4) بن سالم الحمصي، نا إبراهيم بن أبي عبلة، قال: كنت عند عبادة بن نسي فأتاه رجل، فأخبره أن أمير المؤمنين هشام بن عبد الملك قطع يد غيلان و لسانه و صلبه، فقال: حقا ما تقول ؟ قال: نعم، فقال: أصاب و اللّه فيه السنّة و القضية، و لأكتبن إلى أمير المؤمنين فلأحسننّ له ما صنع (5).

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو بكر أحمد بن يحيى، و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، قالوا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفّر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن حموية، أنا عيسى بن عمر بن العبّاس، أنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني العبّاس بن سفيان، عن زيد بن حباب، أنا رجاء بن أبي سلمة قال: سمعت عبادة بن نسي الكندي و سئل عن امرأة ماتت مع قوم ليس لها وليّ ، فقال: أدركت أقواما كانوا يشددون تشديدكم، و لا يسألون مسائلكم.

ص: 217


1- انظر المعرفة و التاريخ 375/2.
2- في م:«الدعوى».
3- الخبر في تهذيب الكمال 447/9.
4- في تهذيب الكمال 447/9 «عبيد اللّه».
5- الخبر في تهذيب الكمال 447/9 من طريق عبيد اللّه بن سالم الحمصي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحد بن الحسن، و أبو الفضل أحمد بن الحسن الباقلانيان، قالا: أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي، نا يزيد بن هارون، أنا حمّاد بن سلمة، عن رجاء أبي المقدام، عن عبادة بن نسي قال: أول النفاق الطعن على الأئمة (1).

أنبأنا أبو محمّد السّلمي، عن أبي جعفر بن المسلمة، عن عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد الخلاّل، أنا أبو عمر حمزة بن القاسم بن عبد العزيز الهاشمي، نا أبو علي حنبل بن إسحاق قال: سئل أبو عبد اللّه عن عبادة بن نسي فقال: ثقة.

و قال أبو بكر أحمد بن محمّد بن الحجّاج المروزي (2):سألت أحمد بن حنبل عن عبادة بن نسي فقال: ليس فيه بأس.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك - أنا عبد الرّحمن بن محمّد، أنا حمد - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا الحسين (3) بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم (4)،أنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل فيما كتب إليّ قال: سئل أبي عن عبادة بن نسي فقال: شامي ثقة، قال: و ذكره أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين أنه قال: عبادة بن نسي ثقة، قال: و سمعت أبي يقول: عبادة بن نسي لا بأس به.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر، و أبو نصر محمّد بن الحسن قالا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي (5) قال: عبادة بن نسي شامي ثقة.

قرأت على أبي القاسم بن عبدان، عن محمّد بن علي بن أحمد بن المبارك، أنا

ص: 218


1- المصدر السابق نفسه.
2- في المطبوعة: المروذي، بالذال المعجمة نسبة إلى مرو الروذ.
3- من قوله: الحسين بن عبد الملك إلى هنا سقط من م.
4- الخبر في الجرح و التعديل 96/6.
5- تاريخ الثقات للعجلي ص 247.

رشأ بن نظيف، أنا محمّد بن إبراهيم الطّرسوسي، أنا أبو بكر الكرجي (1)،نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش قال: عبادة بن نسي شامي لا بأس به.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، و أبو القاسم عبد الواحد بن علي، قالا: أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا الحسن بن محمّد بن الحسن، نا محمّد بن عبد اللّه بن سليمان الحضرمي، نا أبو بلال - و هو الأشعري - نا زهير، عن الحسن بن الحر الأسدي قال: مات عبادة بن نسي الشامي سنة ثمان عشرة و مائة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمّد، أنا أبو علي بن الصّواف، نا محمّد بن عثمان، نا هاشم بن محمّد قال: قال الهيثم بن عدي: مات عبادة بن نسي الكندي سنة ثمان عشرة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا:- أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد أبو البركات و أبو الفضل أحمد بن الحسن قالا: أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسين الأهوازي، نا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خياط (2)،قال في الطبقة الثانية من أهل الشامات: عبادة بن نسي كندي، مات سنة ثمان عشرة و مائة، حمصي.

كذا قال، و إنما هو أردنّي.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن (3) السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى التستري، نا خليفة (4)،قال: و في سنة ثمان عشرة و مائة مات عبادة بن نسي بالشام.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب، أنا أبو منصور محمد بن الحسن، أنا أحمد بن الحسين (5) أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل، حدّثني

ص: 219


1- عن م و بالأصل: الكرخي.
2- طبقات خليفة بن خياط ص 566 رقم 2929.
3- في م: أبو الحسين.
4- تاريخ خليفة بن خياط ص 349.
5- عن م و المطبوعة، و بالأصل: أحمد بن الحسن.

عمرو بن علي، قال: مات عبادة بن نسي سنة ثمان عشرة و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، حدّثني أبي، نا القاسم بن سلاّم قال: سنة ثماني عشرة و مائة فيها مات عبادة بن نسي (1).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا - فيما قرأت عليه - عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن محمّد بن الفهم.

ح و أخبرنا أبو بكر اللّفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، قالا:

نا محمّد بن سعد (2) قال في الطبقة الثالثة من تابعي أهل الشام: عبادة بن نسي الكندي، قال ابن الفهم في روايته: و كان ثقة، مات سنة ثمان عشرة في خلافة هشام بن عبد الملك.

و قال ابن أبي الدنيا في روايته: قال الهيثم: مات سنة ثمان عشرة و مائة.

ص: 220


1- انظر هذه الأخبار في تهذيب الكمال 447/9.
2- طبقات ابن سعد 456/7.

ذكر من اسمه عبّادة

اشارة

[ذكر من اسمه] (1)[عبّادة] (2)

3074 - عبّادة

3074 - عبّادة (3)

قدم دمشق مع المتوكل - فيما قرأت بخط عبد اللّه بن محمّد أبي محمّد الخطابي الشاعر في تسمية من قدم معه، و كان عبّادة هذا ماجنا مضحكا.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (4) قال: و أما عبّادة بفتح العين و تشديد الباء فهو عبّادة المخنّث كان ينادم المتوكل، له نوادر و مضاحيك.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره عن أبي عثمان الصّابوني، أنا أبو القاسم بن حبيب المفسّر (5)،قال: سمعت الحسن بن عمران الحنظلي بهراة يقول: حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن حفص (6) الفارسي، نا منصور بن محمّد بن عيينة الرازي (7)،نا قاسم بن محمّد بن عريب (8) من ولد أبي أيوب الأنصاري قال:

أدخل عبّادة أيام المحنة على الواثق و الناس يضربون و يقتلون في الامتحان، قال:

ص: 221


1- ما بين معكوفتين زيادة منا للإيضاح.
2- سقطت من الأصل و استدركت عن م.
3- ضبطت بتشديد الباء و فتح العين عن الوافي بالوفيات 628/16 راجع أخباره في الاكمال لابن ماكولا 28/6 فوات الوفيات 153/2 و تبصير المنتبه 896/3 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 241-250) ص 304 و مآثر الإنافة 230/1 و الأغاني 90/18 و وفيات الأعيان 355/1.
4- الاكمال لابن ماكولا 28/6.
5- الخبر في عقلاء المجانين لأبي القاسم بن حبيب ص 74 رقم 114.
6- كذا بالأصول، و في عقلاء المجانين:«جعفر» و بحاشيته عن نسخ: حفص.
7- في عقلاء المجانين: منصور بن إسماعيل الرازي.
8- في المطبوعة:«غريب» و المثبت يوافق عبارة م و عقلاء المجانين.

فقلت: و اللّه لئن امتحني قتلني صبابة (1)،فقلت: أعظم اللّه أجرك أيها الخليفة، فقال:

في من ؟ قلت: في القرآن، قال: ويحك، و القرآن يموت ؟ قلت: نعم، أ ليس كل مخلوق يموت، فإذا مات القرآن في شعبان فمن يصلي بالناس في رمضان، فقال: أخرجوه فإنه مجنون.

رواها غيره، عن قاسم، فقال: عن أبيه.

أخبرنا بها أبو الحسن علي بن زيد السّلمي، أنا سهل بن بشر الأسفرايني، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن عبد الوهّاب بن برد بن محمّد بن بشر بن عبد اللّه بن محمّد بن برد الثقفي - بدمياط - أنا أبو أحمد عبد الوهاب بن عمر بن أبي النحم، أنا أحمد بن محمّد بن زياد - بمكة - نا أحمد بن محمّد بن قبيصة صاحب أحمد بن حنبل، نا قاسم بن العريب (2) من ولد أبي أيوب الأنصاري، عن أبيه قال:

دخل (3) عبّادة المخنّث على الواثق فبعض يضرب، و بعض يقتل في خلق القرآن، قال: و بعض يحبس، قال: فقال عبّادة: و اللّه إن امتحنني أمير المؤمنين ليقتلنّي، و لكن أبدأه أنا، قال: فقلت: أعظم اللّه أجرك يا سيدي، قال: فقال لي: ويلك فيمن ؟ قال:

قلت: في القرآن، قال: فقال لي: ويلك يموت ؟ قال: قلت: نعم، كل مخلوق هو ميت، فإذا مات القرآن في شعبان من يصلّي بالناس في رمضان، فقال: أخرجوه، أخرجوه.

قرأت على أبي محمّد عبد اللّه بن أسد بن عمّار، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهاب الميداني - و نقلته أنا من خطه - حدّثني أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن أبي الخطاب، نا محمّد بن نشيط قال:

بلغني أنه كان لرجل على عبّادة المخنّث دين، فكان يتردد إليه كل يوم فيقال: ليس هو في البيت، فغلّس عليه يوما في الثلث الأخير، فدقّ الباب، فقيل: ليس هو هاهنا، فصاح الرجل و استغاث بالجيران، فلما اجتمعوا قال: يا معشر الناس في الدنيا أحد ليس

ص: 222


1- كذا بالأصول، و في عقلاء المجانين:«فبدأته» مكان «صبابة».
2- في المطبوعة:«غريب» و المثبت يوافق عبارة م و عقلاء المجانين.
3- سقطت من الأصل و استدرك على هامشه و بجانبها كلمة صح.

هو في بيته السّاعة فأشرف عليه عبّادة من طاق له، قال: نعم يا ابن الفاعلة هو ذا أنت ليس في بيتك السّاعة.

قال: و أنا الميداني، نا أبو همّام (1) محمّد بن إبراهيم الوراق، نا أبو بكر محمّد بن العبّاس بن الفضل البزاز، نا الحسين بن محمّد بن عبد الرّحمن بن فهم، حدّثني أبي قال:

تغذينا عند عيّاش و معنا عبّادة، فلما فرغنا جاء غلامه بجام فيه لوزينج فقال له عيّاش: ضعها خلف الحبس (2)،فقال له عبّادة: و أيش فيها جعلت فداك ؟ قال:

بظر أمك، قال: فأعضني به.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف.

و أنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش المقرئ عنه، أنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد الفرضي، نا أبو بكر محمّد بن يحيى الصّولي، نا أبو العيناء قال:

قال المتوكل لعبّادة: غنني صوتا، فغنّاه، فاضطرب فقال: ما هذا؟ قال: يا سيدي غناء المخنّثين كقراءة اليهود، قال: و كيف ذاك ؟ قال: يحرّفون الكلم (3) عن مواضعه (4).

ص: 223


1- في م: أبو هشام.
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: الخيش.
3- سقطت من م و استدركت عن م و المطبوعة.
4- مات في حدود الخمسين و مائتين أو بعدها (قاله في الوافي بالوفيات).

ذكر من اسمه عبّاد

3075 - عبّاد بن الرّيّان

أبو طرفة اللّخمي الحمصي

أدرك المقدام بن معدي كرب الكندي.

و حدّث عن عروة بن رويم اللّخمي، و مكحول.

روى عنه الوليد بن مسلم، و عبد الكريم بن محمّد اللّخمي من أهل بواء (1)، و يحيى بن حمزة القاضي.

و وفد على هشام بن عبد الملك، و أراه سكن دمشق بأخرة، لأن الرواة عنه من أهل دمشق.

حدّثنا أبو الحسن الفرضي - لفظا - و أبو القاسم بن عبدان - قراءة - قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر - زاد ابن عبدان: و أبو نصر محمّد بن هارون بن الجندي - قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العقب.

ح و أخبرنا جدي أبو الفضل يحيى بن علي القاضي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء.

ح و أخبرنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن أحمد الخطيب، أنا جدي أبو عبد اللّه بن أبي الحديد.

ص: 224


1- كذا بالأصل و م، و معجم البلدان «بواء» بالمدّ، و في المطبوعة: بوّى. قال ياقوت: بواء: بالفتح و المد، واد بتهامة، و قد قصره بعض الشعراء.

ح و أخبرنا أبو نصر غالب بن أحمد بن المسلّم، أنا أبو الفضل أحمد بن عبد المنعم بن أحمد بن الكريدي، قالوا: أنا أبو الحسن بن السمسار، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن مروان، قالا: أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي، نا أبو عبد اللّه محمّد بن عائذ، نا الوليد بن مسلم قال: قال أبو طرفة: عبّاد بن الرّيّان اللّخمي سمعت عروة بن رويم اللّخمي قال: حدّثني عامر بن لدين (1) قاضي الناس مع عبد الملك بن مروان قال: سمعت أبا ليلى الأشعري يقول: حدّثني أبو ذرّ قال:

أول ما دعاني إلى الإسلام أنا كنا قوما عربا فأصابتنا السّنة، فاحتملت أمي و أخي - و كان اسمه أنيس - إلى أصهار لنا بأعلى نجد، فلما حللنا بهم احتفوا (2) بنا و أكرمونا، فلما رأى ذلك رجل من الحيّ مشى إلى خالي، فقال: تعمل أن أنيسا يخالفك إلى أهلك، قال: فحزّ في قلبه و أحس (3)،فانصرفت من رعية إبلي، فوجدته كثيبا يبكي، فقلت: ما بكاؤك يا خال ؟ فأعلمني الخبر، فقلت: حجر اللّه - و قال ابن أبي العقب:

حجر للّه - من ذلك إنا نعاف الفاحشة، و إن كان الزمان قد حلّ بنا، و لقد كدرت علينا صفو ما ابتدأتنا به، و لا سبيل إلى اجتماع، فاحتملت أمّي و أخي حتى نزلنا بحضرة مكة، فقال أخي: إني مدافع رجلا على الماء بشعر، و كان امرأ شاعرا، فقلت: لا تفعل، فخرج به اللجاج حتى دافع دريد بن الصّمّة صرمته (4) إلى صرمته، و أيم اللّه لدريد يومئذ أشعر من أخي، فتقاضيا إلى خنساء، ففضت لأخي دريد، و ذلك أن دريدا خطبها إلى أبيها، فقالت: شيخ كبير لا حاجة لي فيه، فحقدت ذلك عليه، فضممنا صرمته إلى صرمتنا، فكانت لها هجمة (5)،قال: ثم أتيت مكة فابتدأت بالصفا، فإذا عليه رحالات قريش، و قد بلغني أن صابئا أو مجنونا أو شاعرا أو ساحرا، فقلت: أين هذا الصابئ الذي تزعمونه ؟ قال: ها هو ذاك حيث ترى، فانقلبت إليه، فو اللّه ما جرت عنهم قيس حجرة حتى أكبّوا عليّ بكل عظم و حجر و مدر. فضرجوني بدمي حتى أتيت البيت، فدخلت بين الستور و البنّاء، فصرمت فيه ثلاثين يوما لا آكل و لا أشرب إلاّ من ماء زمزم

ص: 225


1- تقدمت ترجمته قريبا في كتابنا.
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: افتفوا.
3- كذا بالأصل، و في م:«و أوجش» و في المطبوعة: و أحبس.
4- الصرمة: القطعة من الإبل ما بين الثلاثين إلى الخمسين (اللسان).
5- الهجمة من الإبل، قريب من المائة (اللسان).

حتى إذا كانت ليلة قمراء إضحيان أقبلت امرأتان من خزاعة فطافتا بالبيت، ثم ذكرتا أساف و نائلة - و هما وثنان كانا يعبدانهما في الجاهلية - قال: فأخرجت رأسي من تحت السّتور، فقلت: احملا أحدهما على صاحبه، فغضبتا ثم قالتا (1):أما و اللّه لو كانت رجالنا حضورا ما تكلمت بهذا، ثم ولّتا، فخرجت أقفو آثارهما حتى لقينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم امرأ عربيا، فقال:«ما أنتما؟ و من أين أنتما؟ و من أين جئتما؟ و ما جاء بكما؟» فأخبرتاه الخبر، فقال: أين تركتما الصّابئ ؟ فقالت: تركناه بين السّتور و البنّاء، فقال لهما: هل قال لكما شيئا؟ قالتا: نعم، كلمة تملأ الفم، قال:

فتبسّم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثم انسلّتا و أقبلت حتى حيّيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بالسلام، ثم سلّمت عليه - و في حديث ابن مروان: حتى جئت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثم سلمت عليه - بعد ذلك، فقال:«من أنت ؟ و من أين أنت - و في حديث ابن مروان: و من أنت و قالا:«من أين جئت و ما جاء بك»، فأنشأت أعلمه الخبر، فقال:«من أين كنت تأكل و تشرب»؟ فقلت:

من ماء زمزم، قال:«أما إنه طعام طعم» و معه أبو بكر فقال: يا رسول اللّه ائذن لي أن أعشيه، قال:«نعم»، ثم خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يمشي، و أخذ أبو بكر بيدي حتى وقف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بباب أبي بكر، ثم دخل أبو بكر، ثم أتانا بزبيب من زبيب الطائف، فجعل يلقيه لنا قبصا قبصا (2)،و نحن نأكل حتى تملاّنا - زاد ابن مروان: منه - و قالا: فقال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا أبا ذرّ»، فقلت: لبيك، قال:«إنه قد رفعت لي أرض و هي ذات نخل و لا أحسبها إلاّ تهامة، فاخرج إلى قومك فادعهم إلى ما دخلت فيه»، قال: فخرجت حتى أتيت أمي و أخي، فأعلمتهما الخبر، فقالا: ما بنا رغبة عن الدين الذي دخلت فيه، فأسلما، ثم خرجنا حتى أتينا المدينة، فأعلمت قومي، فقالوا: إنّا قد صدّقناك و لكنا نلقى محمّدا صلى اللّه عليه و سلم، فلما قدم علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لقيناه - و في حديث ابن مروان: أتيناه - فقالت له غفار: يا رسول اللّه إنّ أبا ذرّ قد أعلمنا ما أعلمته، و قد أسلمنا و شهدنا أنك رسول اللّه، ثم تقدمت أسلّم خزاعة، فقالوا: يا رسول اللّه إنا قد رغبنا و دخلنا فيما دخل فيه إخوتنا و حلفاؤنا، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:[أسلم] (3)«سالمها اللّه، و غفار غفر اللّه لها»،

ص: 226


1- عن م و بالأصل: قالت.
2- في م:«قبضا قبضا». و القبضة من الطعام: ما حملت كفاك، و الجمع قبض، و مثله القبضة (انظر اللسان قبض و قبض).
3- سقطت من الأصل و استدركت عن م.

قال: ثم أخذ أبو بكر بيدي فقال: يا أبا ذرّ، فقلت: لبيك يا أبا بكر، قال: هل كنت تألّه - و في حديث ابن أبي العلاء و ابن مروان: تتأله - في جاهليتك ؟ قال: نعم، لقد رأيتني أقوم عند الشمس، فما أزال مصليا حتى يؤذيني حرّها فأخرّ كأني خفاء (1) فقال لي: فأين كنت توجه ؟ قال: قلت: لا أدري، إلاّ حيث وجهني اللّه حتى أدخل اللّه عليّ الإسلام.

أنبأنا أبو علي الحداد و جماعة، قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة، أنا سليمان بن أحمد بن أيوب، نا بكر بن سهل، نا عبد اللّه بن يوسف، نا يحيى بن حمزة، نا أبو طرفة عبّاد بن الرّيّان اللّخمي الحمصي قال: أتيت المقدام بن معدي كرب و هو في قرية على أميال من حمص يوم عيد، فقلنا: اخرج فصلّ (2) بنا العيد، فقال: لا، صلّوا فرادى.

قرأت على أبي محمّد عبد اللّه بن أسد، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا تمّام بن محمّد، أنا أحمد بن سليمان بن حذلم، نا يزيد بن محمّد بن عبد الصمد، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا عبد الكريم بن محمّد، قال: سمعت عبّاد بن الرّيّان اللّخمي قال: كنت عند هشام فأقبل مكحول، فأمر هشام أن يؤتى بالنطع و السيف ليضرب رقبة مكحول، فقام رجل من الناس فقال: ائذن لي يا أمير المؤمنين أن أتكلم، قال: تكلّم، قال: إني سمعت مكحولا يقول: لا أبقاني اللّه بعد هشام، قال: أنت سمعته ؟ قال: نعم، قال:

ردّوا السّيف و النطع.

3076 - عباد بن زياد

3076 - عباد بن زياد (3)

المعروف أبوه بزياد بن أبي سفيان أبو حرب من أهل البصرة.

روى عن عروة، و حمزة ابني المغيرة بن شعبة.

روى عنه الزهري.

و قدم دمشق غير مرة، و شهد وقعة مرج راهط مع مروان بن الحكم.

ص: 227


1- الخفاء بالكسر و الفتح: الكساء.
2- عن م و بالأصل:«فصلى».
3- ترجمته في تهذيب الكمال 402/9 و تهذيب التهذيب 64/3 و ميزان الاعتدال 366/2 و الوافي بالوفيات 612/16 و الجمع بين رجال الصحيحين 334/1 و المحبر ص 58 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 81-100) ص 96 و انظر بحاشيته أسماء مصادر أخرى ترجمت له.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو علي زاهر بن أحمد، أنا إبراهيم بن عبد الصمد، نا أبو مصعب، نا مالك، عن ابن شهاب، عن عبّاد بن زياد - و هو من ولد المغيرة بن شعبة - عن المغيرة بن شعبة.

أنه ذهب مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لحاجته في غزوة تبوك، قال المغيرة: فذهبت معه بماء، فجاء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فسكبت عليه، فغسل وجهه ثم ذهب (1) يخرج يده من كمّيّ جبّته، فلم يستطع من ضيق كمّي جبّته، فأخرجها من تحت جبّته فغسل يديه و مسح برأسه و مسح على الخفين، فجاء النبي صلى اللّه عليه و سلم، و عبد الرّحمن بن عوف يؤمهم، و قد صلّى لهم ركعة، فصلّى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم معهم الرّكعة التي بقيت عليهم، ففزع الناس، فلما فرغ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«أحسنتم»[5551].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني مصعب بن عبد اللّه الزبيري، نا مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن عبّاد بن زياد من ولد المغيرة بن شعبة، فذكر هذا الحديث بمعناه.

قال مصعب: و أخطأ فيه مالك خطأ قبيحا - يعني في قوله و هو من ولد المغيرة - و صوابه عبّاد بن زياد، عن رجل من ولد المغيرة، و هو عروة، و اللّه أعلم.

رواه صالح بن كيسان، و عبد الملك بن جريج، و يونس بن يزيد الأيلي، عن الزهري بخلاف ما رواه مالك، فقالوا: عن عبّاد بن زياد، نسبه بعضهم فقال: ابن أبي سفيان، عن عروة بن المغيرة، عن المغيرة.

فأمّا حديث صالح:

فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا الحسن بن علي، أنا أبو بكر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبي، أنا سعد و يعقوب - و هما ابنا إبراهيم بن سعد - قالا:

نا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب، حدّثني عبّاد بن زياد قال سعد بن أبي سفيان عن عروة بن المغيرة.

ح و أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل الفارسي، أنا أبو حامد أحمد بن

ص: 228


1- عن م و بالأصل: ذهبت.
2- مسند الإمام أحمد ط دار الفكر رقم 18185 و انظر فيه الحديث بتمامه رقم 18184.
3- مسند الإمام أحمد رقم 18199.

الحسن بن محمّد الأزهري، أنا الحسن بن أحمد بن محمّد المخلدي، أنا أبو العبّاس السّراج.

ح و أخبرناه أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد الأزهري، أنا أبو سعيد محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا أبو حامد بن الشرقي، قالا: نا محمّد بن يحيى الذهلي، نا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، نا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب، حدّثني عبّاد بن زياد، عن عروة بن المغيرة، عن أبيه المغيرة بن شعبة أنه قال:

تخلّفت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في غزوة تبوك، فتبرز رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثم رجع إليّ و معي الإداوة، قال: فصببت على يدي - و قال الذهلي: على يد - رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - ثم استنثر و مضمض - و في حديث أحمد قال يعقوب: ثم تمضمض - ثم غسل وجهه ثلاث مرات، ثم أراد أن يغسل يديه قبل أن يخرجهما من كمّي جبّته، فضاق عنه كمّاها فأخرج يده - و قال الذهلي: يديه؛ من الجبّة - زاد الذهلي: أو من تحت الجبة - و قالا: فغسل يده اليمنى ثلاث مرات، و يده اليسرى ثلاث مرات، و مسح بخفيه، و لم ينزعهما، ثم عمد إلى الناس فوجدهم قد قدّموا عبد الرّحمن بن عوف، يصلّي (1) بهم - و قال الذهلي:

لهم - فأدرك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إحدى الركعتين فصلى مع الناس الركعة الآخرة بصلاة عبد الرّحمن، فلما سلم عبد الرّحمن قام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يتم صلاته، فأفزع المسلمين فأكثروا - و قال الذهلي: فأفزع ذلك المسلمين و أكثروا التسبيح - فلما قضى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم صلاته أقبل عليهم فقال:«قد أحسنتم و أصبتم» يغبطهم أن صلّوا الصّلاة لوقتها.

و أمّا حديث ابن جريج.

فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي، أنا أبو بكر، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، نا عبد الرّزّاق، و محمّد بن بكر قالا: أنا ابن جريج، نا ابن شهاب عن حديث عبّاد بن زياد أن عروة بن المغيرة بن شعبة أخبره أن المغيرة بن شعبة أخبره:

أنه غزا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم غزوة تبوك، قال المغيرة: فتبرّز رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قبل

ص: 229


1- بالأصل:«فصلى» و المثبت عن م و مسند أحمد.
2- مسند الإمام، أحمد ط دار الفكر رقم 18219.

الغائط ، فحملت معه إداوة قبل صلاة الفجر، فلما رجع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إليّ أخذت أهريق على يديه من الإداوة، و غسل يديه ثلاث مرات، ثم غسل وجهه، ثم ذهب يخرج جبّته عن ذراعيه فضاق كمّا جبته فأدخل يديه في الجبّة حتى أخرج ذراعيه من أسفل الجبة، و غسل ذراعيه إلى المرفقين، ثم مسح على خفّيه، ثم أقبل، قال المغيرة: فأقبلت معه حتى نجد الناس قد قدّموا عبد الرّحمن بن عوف، فصلّى (1) بهم، فأدرك إحدى الركعتين، قال عبد الرّزّاق و ابن (2) بكر: فصلّى مع الناس الركعة الأخيرة، فلما سلّم عبد الرّحمن قام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يتم صلاته، فأفزع ذلك المسلمين، فأكثروا التسبيح، فلما قضى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أقبل عليهم ثم قال:«أحسنتم، أو قد أصبتم-» يغبطهم أن صلوا الصّلاة لوقتها[5552].

و أمّا حديث يونس فأخبرناه أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد الأصبهاني، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا محمّد بن الحسن بن قتيبة، نا حرملة بن يحيى، نا عبد اللّه بن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، أخبره قال: حدّثني عبّاد بن زياد أن عروة بن المغيرة بن شعبة أخبره أنه سمع أباه يقول:

عدل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أنا معه في غزوة تبوك قبل الفجر، فعدلت معه، فأناخ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فتبرّز ثم جاءني، فسكبت على يديه من الإداوة فغسل كفّيه، ثم غسل وجهه، ثم حسر عن ذراعيه، فضاق كما جبته، فأدخل يديه فأخرجهما من تحت الجبة، فغسلهما إلى المرفق و مسح برأسه ثم توضأ على خفيه، ثم ركب، فأقبلنا نسير حتى نجد الناس في الصّلاة قد قدّموا عبد الرّحمن بن عوف فصلى بهم حين كان وقت الصلاة، و وجدنا عبد الرّحمن بن عوف قد ركع بهم ركعة من صلاة الفجر، فقام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فصفّ مع المسلمين، فصلّى وراء عبد الرّحمن بن عوف الركعة الثانية من صلاة الفجر، ثم سلّم عبد الرّحمن فقام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يتمّ صلاته، ففزع المسلمون و أكثروا التسبيح لأنهم سبقوا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم (3) بالصّلاة، فلما سلّم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال لهم:«قد أحسنتم، أو قد أصبتم-» [5553].

ص: 230


1- كذا بالأصل و م، و في مسند أحمد: يصلي بهم.
2- بالأصل و م:«و أبي بكر» خطأ و الصواب عن مسند أحمد.
3- من قوله: بالصلاة إلى هنا سقط من م.

و أما حديث عمرو.

فأخبرناه أبو الفتح محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي الخطيب، أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن الحسن العارف.

ح و أخبرناه أبو طاهر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه المؤذن، أنا أبو علي نصر اللّه بن أحمد بن عثمان، قالا: أنا أبو بكر الحيري (1)،نا أبو العبّاس الأصم، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، أنا ابن وهب.

ح قال: و نا بحر بن نصر، قال: قرئ على ابن وهب، أخبرك مالك بن أنس، و يونس بن يزيد، و عمرو بن الحارث، و ابن سمعان أن ابن شهاب أخبرهم عن عبّاد بن زياد مولى المغيرة بن شعبة.

ح و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبد اللّه بن محمّد بن زياد، نا يونس بن عبد الأعلى، نا عبد اللّه بن وهب، نا مالك بن أنس، و عمرو بن الحارث، و يونس بن يزيد، و ابن سمعان أن ابن شهاب أخبرهم عن عبّاد بن زياد من ولد المغيرة بن شعبة، عن عروة بن المغيرة بن شعبة أنه سمع أباه يقول:

سكبت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حين توضأ في غزوة تبوك، فمسح على الخفين.

و لم يذكر مالك عروة بن المغيرة، و لم يذكر ابن سمعان عبّادا.

كذا رواه الأصمّ ، صحّف من ولد المغيرة، فقال: مولى المغيرة، و هذا التعريف لم يقله غير مالك، و لكن ابن وهب لم يبين.

و رواه معمر، و عقيل بن خالد، و عبد الرّحمن بن خالد بن مسافر و غيرهم، عن الزهري بخلاف قول مالك.

أخبرنا أبو البركات بن الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص (2) بن المفضّل، نا أبي، نا مصعب قال: و مما أخذوا على مالك أنه كان يقول في معاوية بن الحكم السّلمي: عمر بن الحكم، و قال: عبّاد بن

ص: 231


1- في م: الجيري، خطأ.
2- عن م و بالأصل: الأحوص.

زياد من ولد المغيرة بن شعبة، و إنما هو عبّاد بن زياد بن أبي سفيان.

و أخبرناه مختصرا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا محمّد بن الحسن بن قتيبة، نا حرملة بن يحيى، نا عبد اللّه بن وهب، أخبرني عمرو عن ابن شهاب، عن عبّاد بن زياد، عن عروة بن المغيرة، عن المغيرة بن شعبة أن النبي صلى اللّه عليه و سلم مسح على الخفّين.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد الأزهري، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا أبو حامد بن الشّرقي، نا محمّد بن يحيى الذهلي، نا عبد المتعال بن طالب، نا ابن وهب، أنا يونس، عن ابن شهاب، أخبرني عبّاد بن زياد قال: كنت أنصرف على يميني و لا انصرف على يساري، قال: فذاكرت جعفر لعبد الملك حين دخلنا عليه هل لك في عبّاد هو من الذين يدرون فقال عبد الملك: كلا انصرف على أيّ شقّيك أحببت، قال عبّاد: فقلت له: إنّي رأيتك تنصرف على يمينك، قال عبد الملك: ذلك من أجل أن الباب الذي أدخل فيه على يميني، و لو كان على يساري انصرفت على يساري لعله:

يدورون (1).

ذكر أبو محمّد بن زبر - فيما نقلته من كتاب ابن (2) أبي سليمان - قال: أخبرني أبي رحمه اللّه - و هو أحمد بن ربيعة - عن الحسن بن علي بن سعيد، عن رجاله قالوا:

أجرى عبد الملك الخيل فسبق عبّاد بن زياد فقال عبد الملك:

سبق عبّاد و صلّت لحيته *** و كان خرازا تجود قربته (3)

فشكى عبّاد ذلك إلى خالد بن يزيد بن معاوية فقال له خالد: أما لأضعنّك منه بموضع الشجا، فزوّجه أخته، قال: فكتب الحجّاج إلى عبد الملك: إن مناكح آل أبي سفيان قد ضاعت و إن أمير المؤمنين أحقّ من نظر في ذلك، فإن لهم قرابتهم و حقّهم، فاقرأ عبد الملك خالدا كتاب الحجّاج بن يوسف، فقال خالد: يا أمير المؤمنين، ما أعلم امرأة منا ضاعت و لا اغتربت غير عاتكة بنت يزيد فإنها عندك، و ما أظن الحجّاج

ص: 232


1- عن م و بالأصل: يدرون.
2- بالأصل و م: أبيه، و المثبت عن المطبوعة.
3- البيت لابن مفرّغ الحميري في هجاء عباد ابن زياد، انظر ما لاحظه محقق المطبوعة في تخريجه و تنسيبه.

عنى غيرك، فإنّك قد جرّأت هذا العبد حتى تعدّى قدره، قال: فغضب عبد الملك و قال: بل عني الدعيّ (1) ابن الدعي عبّاد بن زياد قال: يا أمير المؤمنين، إنما كنت ملوما لو زوجت دعيّك، فأمّا دعييّ فلم أكن لأدّعي رجلا ثم لا أزوجه.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني (2)-زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (3) قال: عبّاد بن زياد، عن (4) ابن المغيرة بن شعبة، عن أبيه: مسح النبي صلى اللّه عليه و سلم على خفيه، قال يونس و ابن جريج عن الزهري، و قال مالك عن الزهري، عن عبّاد بن زياد من ولد المغيرة بن شعبة، عن المغيرة بن شعبة و يقال: إنه وهم، و قال بعضهم: عن مالك، عن الزهري، عن عبّاد: عن ابن المغيرة، عن أبيه، يقال ابن زياد بن أبي سفيان.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأديب - أنا أبو القاسم بن مندة (5)،أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (6) قال: عبّاد بن زياد قال مالك هو من ولد المغيرة بن شعبة، و وهم مالك في نسب عبّاد، و ليس هو من ولد المغيرة بن شعبة، يقال (7):إنه ابن زياد بن أبي سفيان، روى عن عروة، و حمزة ابني المغيرة بن شعبة، روى عنه الزهري، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافى، أنا أحمد بن

ص: 233


1- عن م و بالأصل:«الدعوى» و في المطبوعة: عنى الدعي بعباد بن زياد.
2- تقرأ بالأصل و م:«الغفرجاني» و الصواب ما أثبت، انظر الأنساب، و هذه النسبة إلى غندجان بلدة بفارس.
3- التاريخ الكبير 32/6.
4- عند البخاري:«هو» بدل «عن» خطأ.
5- في م:«أنا إبراهيم بن منده».
6- الجرح و التعديل 80/6.
7- في م و الجرح و التعديل: و يقال.

إسحاق، نا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (1) قال: سنة ثلاث و خمسين فيها مات زياد بالكوفة، فعزل معاوية عبيد اللّه بن أبي بكرة عن سجستان و ولاها عبّاد بن زياد، فغزا عبّاد القندهاز (2) حتى بلغ بيت الذهب، و جمع له الهند جمعا، فقاتلهم، فهزم اللّه الهند، و لم يزل على سجستان نحوا (3) من سبع سنين حتى مات معاوية.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه بن الحسن، أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران، أنا عثمان بن أحمد بن السّماك، أنا محمّد بن أحمد بن البراء، قال: قال علي: روى ابن شهاب عن عبّاد بن زياد، و هو مجهول، لم يرو عنه غير الزهري.

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد بن أحمد الفقيه، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال (4):سمعت أبا الحسن محمّد بن موسى الصيدلاني يقول: سمعت محمّد بن إسحاق بن خزيمة يقول: سمعت المزني يقول:

سمعت الشافعي يقول: وهم مالك رحمه اللّه فقال: عبّاد بن زياد من ولد المغيرة بن شعبة، و إنّما هو مولى المغيرة بن شعبة أصاب الشافعي رحمه اللّه في أخذه على مالك رحمه اللّه، و وهم في قوله: مولى المغيرة.

ذكر أبو حسان الحسن بن عثمان الزيادي أن عبّادا مات سنة مائة، و أنه يكنى أبا حرب (5)،و ذكر غيره أنه مات بجرود (6) من عمل دمشق.

3077 - عبّاد بن عبد اللّه

أبو خيرة المعافري المصري

حكى عن عمر بن عبد العزيز.

ص: 234


1- تاريخ خليفة بن خياط ص 219 و عنه في تهذيب الكمال 402/9-403.
2- كذا بالأصل و م، و في تاريخ خليفة:«القندهار» و هي بلدة من بلاد الهند أو السند مشهورة في الفتوح (انظرها في معجم البلدان).
3- بالأصل و م:«نحو» و الصواب عن تهذيب الكمال.
4- «قال» ليس في المطبوعة.
5- في م: أبا جرير.
6- جرود: من أعمال غوطة دمشق (معجم البلدان).

روى عنه أبو شريح عبد الرّحمن بن شريح الإسكندراني.

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن محمّد بن العباس العلوي، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن، ثم حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، نا أبو سعيد بن يونس، حدّثني سلامة بن عمر المرادي، نا محمّد بن حميد الرّعيني، نا النضر بن عبد الجبّار، أنا ضمام، عن أبي شريح، عن عبّاد بن عبد اللّه، قال:

كنت أصبغ الخيل للأصبغ بن عبد العزيز، فكنت ربما خرجت إلى الشام إلى سليمان بن عبد الملك، فلما ولي عمر بن عبد العزيز أرسل إلى المختار منها (1)، فأمرني أن آتي بها إليه، فلما جئته قال: يا أبا خيرة (2) أين تسكن اليوم ؟ قلت: الفسطاط ، قال: أين أنت من الإسكندرية فلولا ما أنا فيه لأحببت أن يكون منزلي بها حتى يكون قبري بين الميناءين.

قال أبو سعيد بن يونس: عبّاد بن عبد اللّه المعافري، يكنى أبا خيرة (3)،روى عنه أبو شريح المعافري.

[قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي الفتح بن الحاملي، أنا أبو الحسن الدار قطني قال: أبو خيرة (4) عباد بن عبد اللّه المعافري، مصري، روى عنه أبو شريح عبد الرحمن بن شريح] (5).

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر الحافظ (6)،قال: و أما خيرة أوله خاء معجمة مفتوحة: و بعدها ياء ساكنة معجمة باثنتين من تحتها وراء مفتوحة: أبو خيرة عبّاد بن عبد اللّه المعافري مصري، يروي عن أصبغ بن عبد العزيز بن مروان، روى عنه أبو شريح عبد الرّحمن بن شريح.

ص: 235


1- عن م و بالأصل: منهما.
2- في م: أبا حيوة.
3- في م: أبا حيوة.
4- في م: أبا حيوة.
5- الخبر بتمامه بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
6- الخبر في الاكمال لابن ماكولا 31/2.

3078 - عبّاد بن قيس - و يقال: عبادة بن قيس

ابن عبسة بن أمية بن مالك

ابن عامرة بن عدي بن كعب

ابن الخزرج بن الحارث بن الخزرج (1)

شهد غزوة مؤتة و استشهد بها.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر الخزّاز، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (2) قال في الطبقة الأولى من أهل بدر: من بني الحارث بن الخزرج: سبيع بن قيس و أخوه عبّاد (3) بن قيس بن عبسة بن أمية بن مالك بن عامرة بن عدي بن كعب، و هما عما أبي الدّرداء، و ليس لعبّاد (4) عقب، و شهد عبّاد (5) بدرا و أحدا و الخندق و الحديبية و خيبر، و يوم مؤتة، و قتل يومئذ شهيدا في جمادى الأولى سنة ثماني من الهجرة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال: و قال حسان بن عبد اللّه، عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة قال: و قتل من الأنصار يوم مؤتة ثم من بني حارثة بن الخزرج: عبد اللّه بن رواحة، و عبّاد بن قيس.

حدّثنا أبو الحسن الفرضي، و أبو القاسم بن عبدان - قراءة - قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا علي بن يعقوب، أنا أحمد بن إبراهيم، نا محمّد بن عائذ (6)،أخبرني الوليد بن مسلم، عن عبد اللّه بن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة قال: و قتل من الأنصار من بني الحارث بن الخزرج: عبّاد بن قيس - يعني يوم مؤتة-.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر

ص: 236


1- ترجمته و أخباره في أسد الغابة 51/3 و الإصابة 266/2 و الاستيعاب 456/2 هامش الإصابة. و في المصادر:«عامر» بدل «عامرة».
2- الخبر في طبقات ابن سعد 533/3.
3- كذا بالأصل و م، و في ابن سعد و المطبوعة: عبادة.
4- كذا بالأصل و م، و في ابن سعد و المطبوعة: عبادة.
5- كذا بالأصل و م، و في ابن سعد و المطبوعة: عبادة.
6- بالأصل و م:«عائد».

المخلّص، أنا رضوان بن أحمد، نا أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال في تسمية من استشهد يوم مؤتة من الأنصار: عبّاد بن قيس (1).

أخبرنا أبو بكر الشاهد، أنا أبو محمّد الشيرازي، أبو عمر الخزّاز، أنا أبو القاسم بن أبي حيّة، أنا محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر (2)،قال في ذكر من استشهد بمؤتة من بني الحارث بن الخزرج: عبد اللّه بن رواحة، و عبّادة بن قيس.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمّد بن عمر (3)،أنا أبو سليمان بن زبر (4) قال: و استشهد يوم مؤتة: عبّاد بن قيس.

3079 - عبّاد بن ماعص، و يقال: معاذ بن ماعص الأنصاري

له صحبة، و يقال: إنه شهد غزوة مؤتة، و استشهد بها، و سيأتي ذكر الاختلاف فيه في ترجمة معاذ أخيه.

أخبرنا أبو محمّد بن (5) الأكفاني، نا أحمد بن علي الحافظ ، أنا محمّد بن الحسين بن الفضل، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عتّاب، أنا القاسم بن عبد اللّه بن المغيرة، نا إسماعيل بن أبي أويس (6)،نا إسماعيل بن إبراهيم، عن عمه موسى بن عقبة قال: و قتل يومئذ - يعني يوم مؤتة - من المسلمين من بني زريق عبّاد بن ماعص.

3080 - عبّاد بن يزيد الكلبي

كان مع معاوية بصفّين.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، أنا أحمد بن عمران، نا موسى التستري، أنا خليفة العصفري، قال: قال أبو عبيدة: و كان على قضاعة حمص عبّاد بن يزيد الكلبي (7).

ص: 237


1- الخبر في سيرة ابن هشام 30/4.
2- الخبر في مغازي الواقدي 769/2.
3- كذا بالأصول و المطبوعة، و هو خطأ و الصواب:«ابن الغمر» و قد مرّ كثيرا، و انظر تبصيره المنتبه 971/3.
4- بالأصل و م:«ابن زيد» خطأ و الصواب ما أثبت، و انظر المطبوعة.
5- سقطت «بن» من م.
6- في م: ابن أبي إدريس.
7- تاريخ خليفة بن خياط ص 196 و فيه: قضاعة مصر.

ذكر من اسمه عبّاس

3081 - العبّاس بن أحمد بن طولون

3081 - العبّاس بن أحمد بن طولون (1)

استخلفه أبوه على إمرة مصر حين توجّه إلى الشام، فولّي عليها من قبل المعتمد، و ضمّ إليه كاتبه أبا عبد اللّه أحمد بن محمّد الواسطي مدبرا لأمره و وزيرا له، فاستخصّ العباس قوادا من قوّاد أبيه كانوا يخافونه فحسّنوا له التغلب على مصر و القبض على الواسطي، ففعل ثم سار عن مصر إلى برقة، و قدم أحمد بن طولون من الشام إلى مصر سنة خمس و ستين و مائتين، و توجّه العبّاس إلى افريقية، فنزل لبدة (2)،فخرج إليه عاملها، و أهلها فتلقوه و أكرموه، فأمر العباس بنهبها، فنهبت و أهلها على غرة، فقتلت رجالهم، و فضحت نساؤهم، فغضب لذلك إلياس بن منصور النفوسي رأس الإباضية يومئذ بجبل نفوسة، و سار إلى العباس في اثني عشر ألفا من الإباضية، و بعث إبراهيم بن أحمد بن الأغلب صاحب إفريقية بغلام له (3) في جمع كثير من أهل إفريقية، فأطبق الجيشان على العباس، فباشر العباس الحرب يومئذ بنفسه، و حسن بلاؤه و أثره فيه، و قال العبّاس يومئذ (4):

للّه درّي إذ أغدو على فرسي *** إلى الهياج و نار الحرب تستعر

و في يدي صارم أفري الرءوس به *** في حدّة الموت لا يبقي و لا يذر

إن كنت سائلة عنّي و عن خبري *** فها أنا الليث و الصّمصامة الذّكر

ص: 238


1- أخباره في تاريخ الطبري و الكامل لابن الأثير بتحقيقنا (انظر الفهارس) و النجوم الزاهرة 4/3.
2- لبدة: مدينة بين برقة و إفريقية و قيل بين طرابلس و جبل نفوسة (ياقوت).
3- يقال له بلاغ (انظر ولاة مصر للكندي ص 248).
4- الأبيات في ولاة مصر ص 248-249 و النجوم الزاهرة 21/3.

من آل طولون أصلي إن سألت فما *** فوقي لمفتخر بالجود مفتخر

لو كنت شاهدة كرّي بلبدة إذ *** بالسيف أضرب و الهامات تبتدر (1)

إذا لعاينت مني ما نبادره (2) *** عني الأحاديث و الأنباء و الخبر

و قتل يومئذ صناديد عسكر العبّاس و نهبت أمواله، و رجع هاربا إلى برقة، فأرسل أبوه أحمد بن طولون جيشا فهرب أصحابه و أسر العباس و حمل إلى أبيه مقيدا، ثم خرج أحمد بن طولون في صفر سنة تسع و ستين، و أخرج معه بالعباس (3) مقيدا فسار أحمد حتى نزل دمشق.

ذكر معنى جميع ذلك أبو عمر محمّد بن يوسف بن يعقوب الكندي مبسوطا في كتاب تسمية أمراء مصر فاختصرته (4).

3082 - العبّاس بن أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن ربيعة

أبو الفضل السّلمي المعروف بابن الصباغ

كان من أصحاب أبي بكر بن سيد حمدويه.

و حدث عن: أبي موسى عمران بن موسى الطّرسوسي، و أبي هشام إسماعيل بن عبد الرّحمن بن عبد اللّه الكتاني، و أحمد بن أصرم المعقلي، و أبي جعفر محمّد بن يعقوب الفرجي (5)،و جعفر بن محمّد القلانسي، و عمر بن أحمد بن أبي عبّاد، و عباس بن الوليد بن مزيد، و عبد الباري الإخميمي.

روى عنه: أبو الحسين الرازي، و أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصّمد المؤدب، و عبد الوهاب الكلابي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو الحسين عبد اللّه بن أحمد بن عمرو بن معاذ الدّاراني، أنا أبي أحمد، أنا أبي عمرو، نا أبو موسى.

ص: 239


1- عن الولاة للكندي و بالأصل و م: تنتدر.
2- في ولاة مصر: تنادره.
3- في المطبوعة: العباس.
4- انظر ولاة مصر للكندي ص 248 و ما بعدها و البيان المغرب لابن عذارى 118/1-119.
5- في م:«العرجي» خطأ،(انظر الأنساب: الفرجي) و ترجمته في تاريخ بغداد 387/3.

ح قال: و أنا تمّام بن محمّد الحافظ ، أنا أبي، نا أبو الفضل العبّاس بن محمّد بن عبد اللّه بن ربيعة السّلمي، نا أبو موسى عمران بن موسى الطّرسوسي، نا أبو محمّد سنيد بن داود، نا وكيع، عن طلحة بن عمرو، عن مجاهد قال: لا تقولوا: رمضان، و لكن قولوا: شهر رمضان، لعله اسم من أسماء اللّه عز و جلّ .

نسبه إلى جدّه.

قرأت بخط نجا بن أحمد بن عمرو، و ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق: أبو الفضل العباس بن أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن ربيعة السّلمي، و يعرف بعبّاس بن الصباغ، مات سنة ست و عشرين و ثلاثمائة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر قال: و عباس بن أحمد بن الصباغ أبو الفضل، مات في صفر - يعني من سنة ست و عشرين و ثلاثمائة-.

3083 - العبّاس بن أحمد بن محمّد بن إسماعيل

ابن علي بن عبد اللّه بن العبّاس بن عبد المطلب المعروف بالشافعي

سمع مكحولا ببيروت، و أسامة بن الحسن بن عبد اللّه بن سلمان بعرفة، و العباس بن هاشم بن القاسم بصيدا، و أبا عمرو عثمان بن عبد اللّه بن عفان الغسولي بأنطاكية، و أبا الحسن محمّد بن محمّد بن بدر بن النفاج (1) الباهلي، و محمّد بن الوليد بن العباس البزار (2) بعكا، و أحمد بن صدقة بن عبد ربه بقيسارية، و محمّد بن جعفر البصري.

روى عنه أبو الحسن بن الطّفّال.

أخبرتنا أمة العزيز شكر بنت أبي الفرج سهل بن بشر (3) بن أحمد، قالت: أنا أبي و أبو نصر أحمد بن محمّد بن سعيد الطريثيثي سنة تسع و سبعين قالا: أنا أبو الحسن

ص: 240


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة:«النفاح» و انظر الأنساب (النفاحي) بالحاء المهملة، و ذكره السمعاني و ترجم له،(و النفاح اسم جد) أصله من سامرا و سافر إلى الشام و كتب بها.
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: البزاز.
3- بالأصل و م: بسر، خطأ، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 162/19.

محمّد بن الحسين بن محمّد المعروف بابن الطّفّال - بمصر - أنا أبو الطيب العباس بن أحمد بن محمّد بن إسماعيل المعروف بالشافعي قراءة عليه من أصل كتابه و أنا أسمع في صفر من سنة سبعين و ثلاثمائة، نا مكحول ببيروت، نا محمّد بن عوف، نا عثمان - يعني ابن سعيد - نا معاوية بن يحيى، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، و كثير بن مرة، و عمير بن الأسود، عن العرباض بن سارية، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«كلّ عمل منقطع عن صاحبه إلاّ المرابط في سبيل اللّه، فإنه يجري عليه عمله و يجري عليه رزقه إلى يوم الحساب»[5554].

كتب إليّ أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم الرازي.

و حدّثنا أبو بكر يحيى بن سعدون بن تمّام عنه، أنا محمّد بن الحسين بن السّري لمقرئ - بمصر - أنا أبو الطّيّب العبّاس بن أحمد بن إسماعيل الهاشمي، نا عثمان بن عبد اللّه بن عفّان الجرجرائي المعروف بالغسولي بأنطاكية، نا موسى بن عبد الرّحمن (1)القلاّ، نا معمر بن سليمان الرّقّي النّخعي عن الحجّاج بن أرطأة، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«لا نكاح إلاّ بوليّ ، و السلطان وليّ من لا وليّ له»[5555].

أخبرتنا أمة العزيز شكر بنت سهل، قالت: أنا أبي، و أبو نصر الطريثيثي، قالا:

قال لنا أبو الحسن بن الطّفّال: توفي أبو الطيب العبّاس بن أحمد الشافعي رحمة اللّه عليه ليلة السبت، و دفن يوم السّبت بعد العصر، و صلّى عليه في مصلّى الأندلس، و صلّى عليه صاحبه إسماعيل الحداد الأصفر رحمه اللّه لتسع ليال بقين من ذي القعدة سنة ثلاث و سبعين و ثلاثمائة، و كان زاهدا فاضلا رحمة اللّه عليه، و دفن عند قبر أبي العباس الخياط الزاهد، و قال عبد السميع بن عمر العباس الإمام: إنه عباسي.

3084 - العبّاس بن أحمد بن محمّد بن صالح بن محمّد بن صالح

ابن بيهس بن زميل بن عمرو بن هبيرة بن زفر

ابن عامر بن عوف بن كعب بن أبي بكر

ابن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة أبو الفضل الكلابي

حكى عن أبيه، و أحمد بن ثابت بن زيد.

ص: 241


1- في م: عبد الرحيم.

روى عنه: أبو الحسين الرازي، و أبو القاسم عبد الرّحمن بن عمر بن نصر.

قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، عن عبد العزيز بن أحمد - و نقلته من خطه - أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن عمر بن نصر الشيباني، نا أبو الفضل بن بيهس، نا أحمد بن ثابت بن زيد، نا أبو حميد أحمد بن المغيرة، عن وهب بن منبّه قال:

وجدت في بعض الكتب أنه مكتوب على غاشية التوراة ثلاثة و عشرون حرفا كانوا يجمعون بني إسرائيل فيقرءونها في صبيحة كل يوم و هي: لا كنز أنفع من العلم، و لا مال أربح من الحلم، و لا حسب أرفع من الأدب، و لا نسب أوضع من الغضب، و لا جدّ أزين من العقل، و لا يقين أيسر من الجهد، و لا شرف أعزّ من التقوى، و لا كرم أجود من ترك الهوى، و لا عقل أفضل من التفكّر، و لا حسنة أغنى من الصّبر، و لا سيئة أسوأ من الكذب، و لا دواء ألين من الرفق، و لا داء أجزع من الخوف، و لا رسول أعدل من الحق، و لا دليل أنصح من الصّدق، و لا غنى أشقى من الجمع، و لا فقر أذلّ من الطمع، و لا عبادة أحسن من الورع.

3085 - العبّاس بن أحمد بن وهب بن هشام بن عثمان بن حسّان

أبو الفضل الأزدي البغدادي (1)

سمع بدمشق أبا زرعة عبد الرّحمن بن عمرو النصري، و أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة.

روى عنه: أبو بكر بن شاذان.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن زريق، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (2):العباس بن أحمد بن وهب بن هشام بن عثمان بن حسّان أبو الفضل الأزدي، حدث عن أبي زرعة، و أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة الدمشقيين.

روى عنه أبو بكر بن شاذان، و ذكر أنه سمع منه في مجلس يحيى بن صاعد.

ص: 242


1- ترجمته في تاريخ بغداد 154/12.
2- انظر الخبر في تاريخ بغداد 154/12.

3086 - العبّاس بن أحمد الشامي

سمع بدمشق هشام بن عمار، و بحمص محمّد بن مصفّى، و كثير بن عبيد المذحجي، و عبد الوهاب بن الضحاك.

روى عنه: أبو الشيخ الأصبهاني، و أبو علي الحسن بن علي بن محمّد الجبلي (1).

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه السّلمي، أنا أقضى القضاة أبو الحسن علي بن محمّد بن حبيب الماوردي، نا أبو علي الحسن بن علي بن محمّد المؤدب الجبلي (2)،نا العباس بن أحمد الشامي، نا عبد الوهاب - يعني ابن الضحاك-[نا] (3) ابن عياش عن حزام بن عثمان، عن أبي عتيق، عن جابر بن عبد اللّه أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال:«يسلّم الصغير على الكبير، و يسلّم الواحد على الاثنين، و يسلّم القليل على الكثير، و يسلّم الراكب على الماشي، و يسلّم المارّ على القائم، و يسلّم القائم على القاعد»[5556].

3087 - العبّاس بن أحمد الدّمشقي

حكى عنه أبو القاسم منصور بن أحمد بن جعفر الحربي، و أبو الحسين أحمد بن محمّد بن يعقوب البغدادي.

حكى[ (4) أبو القاسم منصور بن أحمد عنه] أنه قال: سمعت بعض الجنّ و أنا في منزلي بالليل ينشد:

قلوب براها الحبّ حتى تعلّقت *** مذاهبها في كلّ غرب و شارق

تهيم بحبّ اللّه و اللّه ربّها *** معلّقة باللّه دون الخلائق

3088 - العبّاس بن بكير الخيّاط الصّيداوي

حدّث عن محمّد بن عبد اللّه الخراسانى.

ص: 243


1- بالأصل و م:«الجملي» تحريف و الصواب ما أثبت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى جبلة بلدة من بلاد الشام قريبة من حمص مما يلي السواحل قاله السمعاني، و ذكره و ترجمه.
2- بالأصل و م:«الجملي» تحريف و الصواب ما أثبت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى جبلة بلدة من بلاد الشام قريبة من حمص مما يلي السواحل قاله السمعاني، و ذكره و ترجمه.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدركت عن المطبوعة.
4- ما بين الرقمين سقط من المطبوعة، و هو موجود في م.

روى عنه أبو الحسين (1) بن جميع.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، قالا: أنا أبو نصر بن طلاّب، أنا أبو الحسين بن جميع، نا عباس بن بكير بصيدا، نا محمّد بن عبد اللّه الخراساني، نا ياسر، حدّثني مولاي أنس قال: سئل النبي صلّى اللّه عليه و سلم: يا رسول اللّه (2) هل يثقل العرش على حملته ؟ قال:«نعم، و الذي بعثني بالحقّ إنه ليثقل على حملته»، قالوا: و في أيّ وقت ذاك ؟ قال:«إذا قام المشركون إلى شركهم اشتدّ غضب اللّه عزّ و جلّ و يثقل العرش على حملته حتى ينتبه المنتبه من أمّتي، فيقول: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، فيسكن، غضب اللّه عزّ و جلّ و يخفّ العرش على حملته، و يقول حملة العرش: اللّهمّ اغفر لقائلها»[5557].

3089 - العبّاس بن الحارث بن الصباح

أبو الفضل

سمع القاضي أبا بكر أحمد بن علي بن سعيد المروزي بدمشق، و محمّد بن الحسن بن القاسم البلخي.

روى عنه: أبو محمّد عبد اللّه بن المظفّر الخولاني.

3090 - العبّاس بن حمّاد الأنصاري

سمع بدمشق: سليمان بن عبد الرّحمن.

روى عنه: أبو بكر محمّد بن محمّد المرزي (3).

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو محمّد هبة اللّه بن الأكفاني، قالا:

عبد العزيز بن أحمد، أنا تمّام بن محمّد، نا أبو بكر محمّد بن سهل القنّسريني، نا أحمد بن عبد اللّه الإيادي بجبلة، نا أبو بكر محمّد بن محمّد المرزي (4)،نا العبّاس بن

ص: 244


1- بالأصل و م «أبو الحسن» خطأ، و الصواب ما أثبت «أبو الحسين» و سيرد في الخبر صوابا، و اسمه محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن جميع، و قيل في نسبه غير ذلك، ترجمته في سير الأعلام 152/17.
2- قوله:«يا رسول اللّه» سقط من م و المطبوعة.
3- في م: أبو بكر محمد بن المرزي.
4- عن م و بالأصل:«المروزي» و في المطبوعة: نا محمد بن محمد أبو بكر المرزي.

حمّاد الأنصاري، نا سليمان بن بنت شرحبيل، نا زيد بن عنترة، نا خصيف أن كعب الأحبار لما قدم الشام نظر إلى دمشق قال:

يا مدينة الزواني، تكبّرت على المدن، و الذي نفس كعب بيده ليدخلها (1) سبعون ألف سيف مسلول يرفع اللّه عنهم الرحمة ثلاث ساعات من النهار، ثم يمكث زمانا فيهدم حائطها، فإذا هدم حائطها كان من اقتراب السّاعة.

3091 - العبّاس بن حمزة بن عبد اللّه بن أشرس

أبو الفضل النيسابوري الواعظ (2)

صاحب لسان و بيان.

رحل في طلب الحديث، و سمع بدمشق هشام بن عمّار، و هشام بن خالد، و أحمد بن أبي الحواري، و دحيما، و صحب ذا النون بمصر.

و حدّث عن قتيبة، و إسحاق بن إبراهيم بن راهويه، و عبد اللّه بن الجرّاح القهستاني، و عمرو بن زرارة الكلابي، و عبد اللّه بن عمر بن الرّماح (3)،و أحمد بن حنبل، و سعيد بن محمّد الجرمي (4)،و عبيد اللّه القواريري، و يحيى بن طلحة اليربوعي، و عيسى بن حمّاد، و حرملة بن يحيى، و أحمد بن عيسى، و أحمد بن إبراهيم الدّورقي، و المسيّب بن واضح، و يعقب بن حميد بن كاسب، و جبارة بن مغلّس، و عبد الرحيم بن حبيب البغدادي.

روى عنه أبو العبّاس السّرّاج و هو من أقرانه، و إبراهيم بن محمّد بن سفيان، و أبو يحيى زكريا بن (5) الحارث البزار، و محمّد بن صالح بن هانئ، و أبو الطّيّب محمّد بن عبد اللّه بن المبارك الشّعيري و حفيده أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن أحمد، و أبو حامد أحمد بن علي بن الحسن المقرئ، و أبو جعفر محمّد بن أحمد بن سعيد المذكّر،

ص: 245


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: ليدخلنها.
2- ترجمته و أخباره في تاريخ الإسلام للذهبي (حوادث سنة 280-290) ص 196 الوافي بالوفيات 659/16 المنتظم 418/12 (ط بيروت).
3- في م: بن رماح.
4- في الأصل و م:«الحرمي» خطأ، و الصواب ما أثبت، انظر تاريخ الإسلام.
5- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: أبو يحيى زكريا بن يحيى بن الحارث البزار.

و أحمد بن إسحاق بن إبراهيم الصّيدلاني، و عبد اللّه بن محمّد البغوي.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن إبراهيم بن محمّد الكرماني، بفيد (1) في البداة، أنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمّد بن إسحاق بأصبهان، أنا أبي أبو عبد اللّه، نا عبد اللّه بن محمّد بن الحارث، نا العباس بن حمزة، نا عبد الرحيم بن حبيب، نا داود بن عجلان، نا إبراهيم بن أدهم، عن مقاتل بن حيّان، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:

«الصّلاة في المسجد الحرام مائة ألف صلاة، و الصّلاة في مسجدي عشرة آلاف صلاة، و الصلاة في مسجد الرباطات ألف صلاة»[5558].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا محمّد بن صالح، نا العباس بن حمزة، نا أحمد بن إبراهيم الدّورقي، نا عمرو بن عاصم، نا سليمان بن المغيرة قال: سمعت ثابت البناني يقول: و اللّه للعبادة أشدّ من ثقل الكارات.

قال العبّاس بن حمزة: و إنما ذلك أول ما يبتدئ فيها تثقل عليه، فإذا علم اللّه من عبده صدق النية يهون (2) عليه حتى يكون (3) أحلى عنده من السّكر، و ألذّ من الماء البارد في اليوم الشديد الحرّ.

أخبرنا أبو صالح ذكوان بن سيّار بن محمّد بن أبي القاسم الدّهّان - بهراة - أنا أبو عاصم الفضيل بن يحيى الفضيلي، أنا أبو القاسم إبراهيم بن محمّد بن علي التميمي المرورّوذي، نا محمّد بن عبد اللّه حفيد العبّاس بن حمزة، قال: سمعت جدي العبّاس يقول: سمعت ذا النون يقول: عرف المطيعون عظمتك فخضعوا، و سمع المذنبون بجودك فطمعوا.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا محمّد بن الحسين، أنا محمّد بن إبراهيم بن الفضل المزكّي، نا محمّد بن الرومي، نا العبّاس بن حمزة، قال:

لو التفت طول أملي فعاين قرب أجلي لاستحيا طول أملي من قرب أجلي.

قرأت على أبي القاسم الشّحّامي، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ،

ص: 246


1- في م:«يفيد» خطأ، و فيد: بليدة في نصف طريق الحاج بين الكوفة و مكة (معجم البلدان).
2- في م: هون.
3- كذا بالأصل و م، و الأشبه: تكون.

قال: سمعت أبا سعيد عبد الرّحمن بن أحمد الفامي يقول: سمعت أبا العباس محمّد بن إسحاق السّرّاج يقول: سمعت العبّاس بن حمزة، و سأله رجل عن الزهد فقال: ترك ما يشغلك عن اللّه أخذه، و أخذ ما يبعدك عن اللّه تركه (1).

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحكم قال: أبو الفضل عباس بن حمزة النيسابوري سمع أبا الوليد هشام بن عمّار السّلمي، و أبا الحسن أحمد بن أبي الحواري الدمشقي.

روى عنه أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد البغوي، كنّاه لي محمّد بن صالح بن هانئ.

قرأت على أبي القاسم الشّحّامي، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت الأستاذ أبا الوليد يقول: سمعت أبي يقول: كان العبّاس بن حمزة مجاب الدعوة (2).

قال: و سمعت يحيى بن منصور القاضي يقول: سمعت زكريا (3) بن دلويه يقول:

كان أحمد بن حرب يعجبه عبادة العبّاس بن حمزة و يقول: ما رأيت أصبر على الاجتهاد منه.

قال: و سمعت أبا عمرو إسماعيل بن نجيد السّلمي يقول: كان العبّاس بن حمزة يصوم النهار و يقوم الليل، و يقول: لقد لحقتني بركة ذي النون (4).

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو أحمد عبد الرّحمن بن إسحاق العامري، أنا أبو عمرو أحمد بن أبي الفراتي، قال: سمعت أبا أحمد محمّد بن عبد اللّه بن دينار يقول: سمعت أبي يقول: كان العبّاس بن حمزة يجلس واعظا للسلطان، فمرض، فعاده أحمد بن أبي ربيعة، فقال له: كيف تجدك يا أبا الفضل ؟ قال (5):حبسني ربي على بابه، و أغناني عن أبوابكم.

ص: 247


1- تاريخ الإسلام(281-290) ص 197 و المنتظم 419/12.
2- المصدران السابقان.
3- في المطبوعة: ذكريا.
4- المنتظم 419/12.
5- في المطبوعة: فقال.

قرأت على أبي القاسم المستملي، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: و سمعت أبا بكر محمّد بن عبد اللّه بن أحمد حفيد العبّاس يقول: توفي جدي في شهر ربيع الأول سنة ثمان و ثمانين و مائتين.

3092 - العبّاس بن خرشة الكلابي الكوفي

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن يوسف الأصبهاني، أنا أبو سعيد الأعرابي، أنا الحسن بن محمّد الزّعفراني، نا عبد الوهاب بن عطاء، عن سعيد، عن قتادة، عن أبي حسان:

أن العبّاس بن خرشة قال له (1) بنو عمه - أبو بنو عمّ امرأته-: إنّ امرأتك لا تحبك، فإن أحببت أن تعلم ذلك فخيّرها، فقال: يا برزة بنت الحر، اختاري، فقالت:

اخترت و لست بخيار، قالت ذلك ثلاث مرات، فقالوا: حرمت عليك، فقال: كذبتم، فأتى عليا فذكر ذلك له فقال: لئن قربتها حتى تنكح زوجا غيرك لأغيبنّك بالحجارة - أو قال: أرضخك بالحجارة - قال: فلما استخلف معاوية أتاه فقال: إنّ أبا تراب فرّق بيني و بين امرأتي بكذا و كذا، قال: قد أجزنا قضاءه عليك، أو قال: ما كنا لنرد قضاءه عليك.

يحتمل أن يكون وفد على معاوية، و يحتمل أن يكون أتاه بالكوفة لما وردها معاوية، و اللّه أعلم (2).

3093 - العبّاس بن دينار

من تابعي أهل دمشق، و حفّاظ القرآن، له ذكر.

أنبأنا أبو نصر أحمد بن محمّد بن عبد القاهر، و أبو الحسن علي بن عبيد اللّه بن نصر، قالا: أنا المبارك بن عبد الجبار بن أحمد، أنا أبو بكر محمّد بن سعيد بن يعقوب بن إسحاق الصّيدلاني، أنا عمر بن محمّد بن سيف، نا عبد اللّه بن أبي داود، نا عمرو بن عثمان، نا أبو المغيرة، عن بشر (3) بن عبيد اللّه بن يسار قال: رأيت يزيد بن

ص: 248


1- «له» سقطت من م.
2- «و اللّه أعلم» ليس في م.
3- في م:«بسر».

أبي مالك، و عباس بن دينار، و مكحولا، و سليمان بن موسى يقرءون (1) في جماعة من الناس.

3094 - العبّاس بن سالم بن جميل

ابن عمرو بن ثوابة بن الأخنس بن مالك

ابن النّعمان بن امرئ القيس اللّخمي الدّمشقي (2)

روى عن أبي إدريس الخولاني، و عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس، و عن مدرك بن عبد اللّه الأزدي، و أبي سلاّم ممطور الأسود.

روى عنه ابن أخيه الصّقر بن فضالة، و محمّد بن مهاجر.

أخو عمرو بن مهاجر.

و قد سقت حديثه عن ربيعة في ترجمة بشر (3) بن أحمد.

أخبرنا أبو نصر محمّد بن حمد بن عبد اللّه الكبريتي، أنا أبو مسلم (4) محمّد بن علي (5) بن مهرابزد النحوي، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة، نا عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار، نا أبي، نا محمّد بن المهاجر، عن العباس بن سالم، عن أبي سلاّم الأسود قال: سمعت ثوبان يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«حوضي ما بين عدن إلى عمّان البلقاء، ماؤه أشد بياضا من اللبن، و أحلى من العسل، أكوابه عدد نجوم السّماء، من شرب منه شربة لا يظمأ بعدها أبدا، أوّل الناس ورودا عليه فقراء المهاجرين، الشّعث رءوسا، الدّنس ثيابا، الذين لا ينكحون الممنّعات، و لا يفتح لهم السّدد»[5559].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، و أبو المواهب أحمد بن محمّد بن

ص: 249


1- بالأصل و م:«يقترون» و المثبت عن المطبوعة.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 455/9 و تهذيب التهذيب 80/3 و تقريب التهذيب 190/1 و الخلاصة 188 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 101-120) ص 392، و الثقات لابن حبان 276/7.
3- بالأصل و م «بسر» و قد مرّت ترجمته في كتابنا.
4- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة:«أبو مشكم». انظر الحاشية التالية.
5- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة:«محمد بن علي بن محمد بن مهرابزد» و انظر ترجمته في بغية الوعاة 188/1 و كنّاه: أبا مسلم.

عبد الملك الوراق، قالا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، نا محمّد بن محمّد بن سليمان، نا إسحاق بن إبراهيم، نا إسماعيل بن عياش، عن محمّد بن المهاجر، عن العباس بن سالم قال:

بعث عمر بن عبد العزيز إلى أبي سلاّم الحبشي، فحمل على البريد، فلما قدم على عمر بن عبد العزيز قال: يا أمير المؤمنين لقد شقّ علي محملي على البريد، فقال عمر: ما أردنا المشقة بك يا أبا سلاّم، و لكنه بلغني عنك حديث ثوبان مولى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم في الحوض، فأحببت أن أشافهك به، قال أبو سلاّم: سمعت ثوبان مولى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يقول:

«إن حوضي من عدن إلى عمّان (1) البلقاء، ماؤه أشد بياضا من اللبن، و أحلى من العسل، أكاويبه عدد نجوم السماء، من شرب منه شربة لم يظمأ بعده أبدا، أوّل الناس ورودا عليه فقراء المهاجرين» فقال عمر بن الخطاب: يا رسول اللّه من هم ؟ قال:«هم الشّعث رءوسا، الدّنس ثيابا، الذين لا ينكحون المنعمات (2)،و لا تفتح لهم أبواب السّدد»[5560].

قال عمر بن عبد العزيز: لا جرم و اللّه، لقد فتحت لي أبواب السّدد، و نكحت الممنعات فاطمة بنت عبد الملك إلاّ أن يرحمني اللّه، لا جرم لا أدهن رأسي حتى أشعث، و لا أغسل ثوبي الذي يلي جسدي حتى يتّسخ.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل السّلامي، أنا أبو الفضل الباقلاني، و أبو الحسين الصّيرفي، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل: و أبو الحسين الأصبهاني قالا: أنا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسن المقرئ، نا أبو عبد اللّه البخاري (3) قال: عباس بن سالم سمع أبا إدريس، قاله إبراهيم بن المنذر عن الوليد بن مسلم عن عمرو (4) بن مهاجر، عن عباس بن سالم، سمع أبا إدريس قال: ما رأيت فنسيت، فإنّي لم أنس عبد اللّه بن مسعود قائما على درج

ص: 250


1- في م:«عمّان» و وضعت ضمة بالقلم فوق العين.
2- كذا بالأصل و م هنا، و في المطبوعة: الممنعات.
3- التاريخ الكبير 7/7.
4- عند البخاري: محمد بن مهاجر.

كنيسة دمشق يحدّثنا بالأحاديث، قال البخاري: أراه عباس اللّخمي.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (1)،قال: عباس بن سالم روى عن أبي إدريس الخولاني، و مدرك بن عبد اللّه الأزدي، روى عنه محمّد بن مهاجر الأنصاري، سمعت أبي يقول ذلك، قال أبو محمّد:

و روى عن أبي سلاّم الأسود صاحب أبي أمامة، و ثوبان.

أخبرنا أبو محمّد المزكّي، نا عبد العزيز التميمي، أنا تمّام بن محمّد، أنا جعفر بن محمّد بن جعفر، نا أبو زرعة قال: و نفر ذوو أسنان و علم، فذكر منهم:

العبّاس بن سالم (2).

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أبو الحسن بن جوصا - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أبو الحسن بن جوصا، قال: سمعت محمود بن إبراهيم بن سميع يقول في الطبقة الرابعة: العبّاس بن سالم، دمشقي، لخمي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر، و أبو نصر محمّد بن الحسن، قالا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي (3) قال: العبّاس بن سالم اللّخمي، شامي، ثقة.

3095 - العبّاس بن سعيد

أبو القاسم

من ساكني بيت لهيا

ص: 251


1- الجرح و التعديل 214/6.
2- انظر تاريخ أبي زرعة الدمشقي 72/1.
3- تاريخ الثقات ص 248.

سمع: إسماعيل بن عبد اللّه السكري قاضي دمشق.

روى عنه أبو بكر يحيى بن عبد اللّه بن الحارث بن الزّجّاج.

أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن أبي العلاء، و أبو تراب حيدرة بن أحمد الأنصاري، و أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن عمر، قالوا: أنا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو القاسم تمّام بن محمّد بن عبد اللّه الرازي - قراءة عليه - و أنا أسمع، أنا أبو بكر يحيى بن عبد اللّه بن الحارث بن الزّجّاج، نا أبو القاسم العباس بن سعيد ببيت لهيا، نا إسماعيل بن عبد اللّه السكري، نا عيسى بن يونس، نا معاوية بن يحيى، عن الزهري، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ لكلّ دين خلقا، و خلق هذا الدّين الحياء»[5561].

أخبرناه عاليا أبو بكر الأنصاري، أنا الحسن بن علي، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن نصير بن عرفة، أنا أبو علي حمزة بن محمّد بن عيسى الكاتب، نا نعيم بن حمّاد الخزاعي، نا عيسى بن يونس، فذكر بإسناده مثله سواء

3096 - العبّاس بن سفيان الخثعمي

كان أميرا على غازية البحر في خلافة بني العباس.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم القرشي، نا محمّد بن عائذ (1)،نا الوليد بن مسلم، قال:

ولّى يعني المنصور - غزو البحر العبّاس بن سفيان الخثعمي فوليه حينا ثم عزله، و ولّى مكانه عامر بن ربيعة السّلمي.

قال ابن عائذ: نا الوليد، قال: غزوت قبرس سنة ست و أربعين و مائة مع العبّاس بن سفيان الخثعمي، فكان أوّل جيش من المسلمين غزوا قبرس في ولاية آل الرسول صلى اللّه عليه و سلم (2).

ص: 252


1- بالأصل و م: عائد.
2- «صلى اللّه عليه و سلم» سقط من م.

3097 - العبّاس بن سمرة

أبو الفضل الهاشمي الصوفي

ذكره أبو عبد الرّحمن السّلمي في تاريخ الصّوفية.

حكى عنه أبو سعيد بن أبي حاتم.

أنبأنا أبو المظفّر القشيري، عن أبي علي الحسن بن عمر بن محمّد بن يونس الأصبهاني الحافظ ، نا أبو عبد الرّحمن السّلمي قال: سمعت أبا سعيد بن أبي حاتم الرازي يقول: سمعت العباس بن سمرة يقول: كنت نائما في مسجد دمشق فرأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم فيما يرى النائم يدخل المسجد من باب الدرج و معه أبو بكر و عمر، و أنا أترنم بشيء في صدري، فقال: يا بنيّ الغلط في هذا أكثر من الصواب - يعني الرباعيات - فانتبهت و ذهبت عني حلاوة سماع الرباعيات، و طلبت صلاح قلبي.

أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل، أنا أبو بكر محمّد بن يحيى بن إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكّي، قال: قال لنا أبو عبد الرّحمن السّلمي: العباس بن سمرة الهاشمي كان من قدماء المشايخ، عاش قريبا من مائة سنة.

سمعت أبا سعيد السّجزي يقول: قتل العبّاس سنة دخول القرمطي مكة، و كان قد حجّ ثمانية (1) و ستين حجة، ستين منها راجلا.

3098 - العبّاس بن سهل بن سعد بن سعد بن مالك

3098 - العبّاس بن سهل بن سعد بن [سعد بن] (2) مالك

ابن خالد بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن الخزرج

ابن ساعدة الأنصاري السّاعدي المدني (3)

أدرك عثمان بن عفّان و من كان حيا في خلافته من الصّحابة.

و سمع أباه، و أبا حميد السّاعدي، و أبا هريرة، و أبا أسيد السّاعدي، و أبا قتادة.

ص: 253


1- كذا بالأصل و م.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م، و فوق لفظة «سعد» الثانية «صح».
3- ترجمته في تهذيب الكمال 456/9 و تهذيب التهذيب 80/3 و المعرفة و التاريخ 567/1 و طبقات ابن سعد 271/5 و الجمع بين رجال الصحيحين 361/1 و خلاصة تذهيب الكمال ص 188 و سير الأعلام 261/5 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 101-120) ص 393 و الأذكياء لابن الجوزي ص 125.

روى عنه ابناه أبيّ و عبد المهيمن ابنا العبّاس بن سهل، و محمّد بن عمرو بن عطاء، و عمارة بن غزيّة، و محمّد بن إسحاق، و عمرو بن يحيى المازني، و ابن أبي ذئب (1)،و فليح بن سليمان، و عبد الرّحمن بن سليمان بن عبد اللّه بن حنظلة بن الغسيل، و سعد بن سعيد بن قيس.

و وفد على يزيد بن معاوية.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن علي بن المبارك بن علي بن محمّد الأنصاري الرّفّاء، و زعم أنه من ولد قيس بن سعد بن عبادة، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا يحيى بن عبد الحميد، نا سليمان بن بلال، عن عمرو بن يحيى المازني، عن عباس بن سهل، عن أبي حميد قال: أقبلنا مع النبي صلى اللّه عليه و سلم من غزوة تبوك حتى إذا أشرفنا على المدينة قال:

«هذه طابة، و هذا أحد، و هو جبل يحبّنا و نحبّه»[5562] أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، أنا أبي أبو القاسم، أنا أبو الحسين الخفّاف، نا أبو العبّاس السّرّاج، نا أبو همّام السّكوني.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، و أم المجتبى فاطمة بنت ناصر بن الحسن، قالا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا أبو همّام، حدّثني أبي، نا أبو خيثمة، نا الحسن بن الحر، حدّثني عيسى بن عبد اللّه بن مالك، عن محمّد بن عمرو بن عطاء، أحد بني مالك، عن عباس بن سهل السّاعدي.

أنه كان في مجلس فيه أبوه و كان من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم في المجلس (2):أبو هريرة، و أبو أسيد، و أبو حميد السّاعدي من الأنصار، و أنهم تذاكروا الصّلاة فقال أبو حميد: أنا أعلمكم بصلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قالوا: كيف ؟ قال: اتّبعت ذلك من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قالوا: فأرنا، قال: فقام فصلى و هم ينظرون (3)،فبدأ فكبّر، فرفع يديه نحو المنكبين ثم كبّر للركوع، فرفع يديه، ثم أمكن يديه من ركبتيه غير مقنع رأسه و لا

ص: 254


1- هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب.
2- عن م و بالأصل:«مجلس».
3- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: فقام يصلي لهم و هم ينظرون.

مصوّبه، ثم رفع رأسه فقال: سمع اللّه لمن حمده ربنا لك الحمد، و رفع يديه - و اللفظ لحديث أبي يعلى، و زاد السّرّاج إلى آخر الحديث - قال: ثم قال: اللّه أكبر فسجد، فانتصب على كفيه و ركبتيه و صدور قدميه، و هو ساجد، ثم كبّر فجلس و تورّك إحدى - يعني رجليه - و نصب قدمه الأخرى، ثم كبّر فسجد ثم كبّر فقام و لم يتورّك، ثم عاد فركع الركعة الأخرى يكبر (1) كذلك، ثم جلس بعد الركعتين حتى إذا هو أراد أن ينهض للقيام فكبّر، ثم ركع الركعتين الأخريين، فلمّا سلّم سلّم عن يمينه: سلام عليكم و رحمة اللّه، و سلّم عن شماله أيضا سلام عليكم و رحمة اللّه.

هكذا رواه الحسن بن الحر، عن عيسى بن عبد اللّه بن مالك الدار مولى عمر بن الخطّاب، و خالفه عتبة بن أبي حكيم، فرواه عن عيسى، عن العباس نفسه، لم يذكر محمّد بن عمرو.

و رواه عبد الحميد بن جعفر، و محمّد بن عمرو بن حلحلة (2)،عن محمّد بن عمرو بن عطاء، عن أبي حميد، و أسقطا العبّاس من إسناده.

فأمّا حديث عتبة بن أبي حكيم.

فأخبرناه أبو القاسم عبد الملك بن عبد اللّه بن داود المغربي الفقيه، و أبو غالب محمّد بن الحسن الماوردي، قالا: أنا أبو علي علي بن أحمد بن علي التستري، أنا الشريف أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، أنا أبو علي محمّد بن أحمد بن عمرو بن محمّد اللؤلؤي، نا أبو داود سليمان بن الأشعث السّجستاني، نا عمرو بن عثمان قال: خبرنا بقية، حدّثني عتبة، حدّثني عبد اللّه بن عيسى، عن العبّاس بن سهل السّاعدي، عن أبي حميد في هذا الحديث قال:

و إذا سجد فرّج بين فخذيه غير حامل بطنه على شيء من فخذيه.

قال أبو داود السجستاني (3):و رواه ابن المبارك، أنا فليح قال: سمعت عباس بن سهل يحدّث فلم أحفظه، فحدّثنيه - أراه عيسى بن عبد اللّه - أنه سمعه من عباس بن سهل، قال: حضرت أبا حميد الساعدي.

ص: 255


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: فكبر.
2- بالأصل و م:«جلجلة» خطأ، و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 108/17.
3- بعدها في المطبوعة:«رحمه اللّه» و قد سقطت أيضا من م.

و أما حديث عبد الحميد.

فأخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي و أبو محمّد السيدي، و أبو القاسم الشّحّامي، قالوا:

أنا أبو سعد الجنزرودي [أنا الحاكم أبو أحمد أنا] (1) أبو القاسم البغوي - ببغداد - نا شجاع بن مخلد، و الحسن بن عرفة العبدي، قالا: نا هشيم، أنا عبد الحميد بن جعفر، عن محمّد بن عمرو بن عطاء القرشي قال:

رأيت أبا حميد السّاعدي مع عشرة رهط من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: فقال لهم: أ لا أحدّثكم عن صلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قالوا: ما كنت أقدمنا له صحبة، و أشدّ اتباعا، قال: أعرض عليكم ؟ قالوا: هات، قال: رأيته كبّر عند فاتحة الصّلاة رفع يديه، و إذا ركع رفع يديه، و إذا رفع رأسه من الركوع يرفع يديه ثم يمكث قائما حتى يقع كل عضو منه موضعه، ثم يهبط ساجدا و يكبر.

الصواب عبد الحميد و في الأصل عبد [المجيد و هو خطأ] (2).

و أخبرناه أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد، أنا الحسن بن [علي، أنا أحمد بن] (3)جعفر، نا عبد الحميد (4) بن أحمد، حدّثني أبي (5)،نا يحيى بن سعيد، عن عبد [الحميد بن جعفر] (6) حدّثني محمّد بن عطاء، عن أبي حميد السّاعدي قال:

سمعته و هو في عشرة [من أصحاب] (7) النبي صلى اللّه عليه و سلم أحدهم أبو قتادة بن ربعي يقول: أنا أعلمكم بصلاة [رسول اللّه] (8) صلى اللّه عليه و سلم، قالوا له: ما كنت أقدمنا صحبة و لا أكثرنا له تباعة [قال: بلى، قالوا] (9) فاعرض، قال: كان إذا قام إلى الصّلاة اعتدل قائما و رفع يديه حتى [حاذى بهما منكبيه] (10) فإذا أراد أن يركع رفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه ثم [قال: اللّه أكبر] (11) فركع ثم اعتدل، فلم يصوب رأسه، و لم يقنعه، و وضع يديه [على ركبتيه] (12) ثم قال:«سمع اللّه لمن حمده»، ثم رفع و اعتدل حتى رجع كل عظم في موضعه [معتدلا] (13)ثم هوى ساجدا و قال:«اللّه أكبر»، ثم جافى و فتح عضديه عن بطنه، و فتح أصابع

ص: 256


1- ما بين معكوفتين مكانه بياض بالأصل ممحو بالتصوير، و استدرك عن م.
2- ما بين معكوفتين غير ظاهر بالأصل بالتصوير فجاء مكانه بياضا، و الذي استدرك عن م و المطبوعة.
3- ما بين معكوفتين غير ظاهر بالأصل بالتصوير فجاء مكانه بياضا، و الذي استدرك عن م و المطبوعة.
4- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة:«عبد اللّه بن أحمد». و هو الصواب.
5- انظر الحديث في مسند أحمد 152/9 رقم 23660.
6- ما بين معكوفتين بياض بالأصل، ممحو بالتصوير، استدرك عن م و المسند.
7- ما بين معكوفتين بياض بالأصل، ممحو بالتصوير، استدرك عن م و المسند.
8- ما بين معكوفتين بياض بالأصل، ممحو بالتصوير، استدرك عن م و المسند.
9- ما بين معكوفتين بياض بالأصل، ممحو بالتصوير، استدرك عن م و المسند.
10- ما بين معكوفتين بياض بالأصل، ممحو بالتصوير، استدرك عن م و المسند.
11- ما بين معكوفتين بياض بالأصل، ممحو بالتصوير، استدرك عن م و المسند.
12- ما بين معكوفتين بياض بالأصل، ممحو بالتصوير، استدرك عن م و المسند.
13- ما بين معكوفتين بياض بالأصل، ممحو بالتصوير، استدرك عن م و المسند.

رجليه، ثم ثنا رجله اليسرى و قعد عليها، و اعتدل حتى رجع كل عظم في موضعه، ثم هوى ساجدا و قال: اللّه أكبر، ثم ثنى رجليه و قعد عليها حتى يرجع كل عضو إلى موضعه، ثم نهض فصنع في الركعة الثانية مثل ذلك، حتى إذا قام من السجدتين كبّر و رفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه كما صنع حين افتتح الصّلاة، ثم صنع كذلك، حتى إذا كانت الركعة التي تنقضي فيها الصّلاة أخّر رجله اليسرى و قعد على شقّه متوركا ثم سلّم[5563].

قرأت بخط أبي عبد الرّحمن النسائي: محمّد بن عطاء - هو ابن عمرو (1) بن عطاء - نسبة إلى جده.

و قد أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، و أم المجتبى العلوية، قالا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو يعلى، نا أبو خيثمة، نا يحيى بن سعيد القطان، حدّثني عبد الحميد بن جعفر، حدّثني محمّد بن عمرو قال: سمعت أبا حميد السّاعدي يقول في عشرة من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم أحدهم أبو قتادة بن ربعي قال:

أنا أعلمكم بصلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قالوا: لم ؟ فو اللّه ما كنت أقدمنا صحبة، و لا أكثرنا له تبعا، قال: بلى، قالوا: فاعرض، قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا قام إلى الصّلاة اعتدل و رفع يديه حتى تحاذي منكبيه، و إذا أراد أن يركع رفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه، و اعتدل و لم يصوّب رأسه و لم يقنعه، و وضع راحتيه على ركبتيه، ثم قال:

«سمع اللّه لمن حمده»، و رفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه، و اعتدل قائما حتى يرجع كلّ عظم إلى موضعه معتدلا، ثم أهوى إلى الأرض ساجدا، ثم قال:«اللّه أكبر»، ثم جافى عضديه عن إبطيه، و فتح أصابع رجليه ثم ثنى رجله اليسرى فقعد عليها حتى يرجع كل عظم في موضعه، ثم نهض و صنع كذلك في الركعة الأخرى، حتى إذا كان في السجود الذي فيه انقضاء الصّلاة أخر رجله اليسرى فقعد متوركا على شقّه الأيسر[5564].

و أمّا حديث ابن حلحلة.

فأخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو محمّد السّيدي، و أبو القاسم الشّحّامي، قالوا: أنا أبو سعد الأديب، أنا الحاكم أبو أحمد.

ص: 257


1- في م: عمر.

و أخبرناه أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو سعد أحمد بن إبراهيم، أنا أبو طاهر محمّد بن الفضل، قالا: أنا أبو بكر محمّد بن إسحاق بن خزيمة، نا عيسى بن إبراهيم الغافقي المصري، نا ابن وهب، عن الليث بن سعد، عن يزيد بن محمّد القرشي، و يزيد بن أبي حبيب، عن محمّد بن عمرو بن حلحلة (1)،عن محمّد بن عمرو بن عطاء.

أنه كان جالسا مع نفر من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم فذكروا صلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال أبو حميد السّاعدي:

أنا كنت أحفظكم لصلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، رأيته إذا كبّر جعل يديه حذاء منكبيه، فإذا رفع (2) أمكن يديه من ركبتيه، ثم هصر ظهره، فإذا رفع (3) رأسه استوى حتى يعود كل فقار مكانه، فإذا سجد وضع يديه غير مفترش و لا قابضهما، و استقبل بأطراف أصابعه القبلة، فإذا جلس في الركعتين جلس على رجله اليسرى، فإذا جلس في الركعة الآخرة قدّم رجله اليسرى و جلس على مقعدته.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن البصري، أنا المبارك بن عبد الجبّار بن أحمد، أنا أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد بن محمّد بن جعفر، أنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان البزّاز، نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن شيبة بن أبي شيبة البزّاز، أنا أبو جعفر أحمد بن الحارث الخزّاز (4)،أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن عبد اللّه بن أبي سيف المدائني، عن مسلمة بن محارب، عن داود بن أبي هند، و علي بن زيد، و عن سلمة بن عثمان، و عامر بن حفص، عن أشياخ من أهل المدينة و عوانة، و يزيد بن عياض، قالوا:

استعمل يزيد عثمان بن محمّد بن أبي سفيان على المدينة [فلما حضر الموسم كتب إليه يأمره أن يقيم للناس الحج سنة اثنتين و ستين، ثم قدم المدينة] (5) فأقام بها، فقال أهل المدينة لعثمان: أوفد منا وفدا إلى أمير المؤمنين يعتذر إليه مما بلغه، فأوفد عثمان

ص: 258


1- بالأصل:«ابن جلجلة» و الصواب ما أثبت عن م و قد مرّ قريبا.
2- من قوله: فإذا ركع إلى هنا سقط من م.
3- من قوله: فإذا ركع إلى هنا سقط من م.
4- في م: الحرار.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م، و انظر المطبوعة.

وفدا إلى يزيد من قريش و غيرهم فيهم: عبد اللّه (1) بن جعفر بن أبي طالب، و عبد اللّه بن أبي عمرو بن حفص بن المغيرة المخزومي، و رجل من بني عدي من آل سراقة، و عثمان بن عطاء بن تويت، و محمّد بن عمرو بن حزم الأنصاري، و عبد اللّه بن حنظلة غسيل الملائكة، و العباس بن سهل بن سعد السّاعدي، و معقل بن سنان الأشجعي، فقدموا على يزيد و هو بحوّارين فنزلوا على الوليد بن عتبة، فأقاموا عشرة أيّام لم يصلوا إلى يزيد، و انتقل يزيد من حوّارين منتزها (2) و شخص الوفد معه، فأذن لهم يوم جمعة، فدخلوا عليه و عنده الوليد بن عتبة، و عمرو بن سعيد، و يزيد على سرير (3) مادّ رجليه قد غطّاهما بسبنيّة (4) فرحّب بهم، و تلقّاهم ببشر حسن، و اعتذر إليهم من تركه الإذن لهم عليهم، و قال: لم أزل وجعا من رجلي، إنّ الذباب ليسقط عليها فيخيل إليّ أن صخرة سقطت عليها، فقام إليه السراقي و هو شيخ كبير به رعش، فدنا منه، فسقط عليه، فقال: اعمدوا الشيخ حاجتك ؟ فلم يسأله شيئا إلاّ أنعم له به، و قام إليه العبّاس بن سهل بن سعد الساعدي، فاتكأ على رجله التي شكا يزيد الوجع منها فقطب يزيد من شدة الوجع و العبّاس يكلّمه و يسأله و هو يقول: نعم حتى سأله عشرين حاجة، ثم قام إليه عثمان بن عطاء بن تويت فقال: يا أمير المؤمنين، انظر إلى أثر هذا السّفيه في ظهري، و ألقى ثوبه عن ظهره، فقال عمرو للوليد بن عتبة: هذا عملك، أنت أمرته ؟ قال: لا ما أمرته، قال: بلى، فردد ذلك مرارا، فقال الوليد: ما أمرته، و لا أمرت أهل العراق بإخراج سعيد من الكوفة، و كثر القول بينهما، فكفّهما (5) يزيد، و أمر الوفد برفع حوائجهم، فلم يسألوا حاجة إلاّ قضاها، ثم وصلهم بعد قضاء حوائجهم، و أذن لهم في الانصراف، فرجعوا ذامّين له مجمعين على خلعه، و رجع الوليد بن عتبة إلى المدينة، و أقام عبد اللّه بن جعفر لم ينصرف مع الوفد، و قال بعضهم: لم يكن عبد اللّه بن جعفر في الوفد، و لكنه قدم إلى يزيد وحده، بعد انصراف الوفد إلى المدينة فلم يزل عند يزيد حتى انقضى أمر الحرّة.

ص: 259


1- في م: عبيد اللّه.
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: متنزها.
3- كذا بالأصل و م:«مادّ».
4- السّبنية: ضرب من الثياب (اللسان).
5- في م: فكفّها.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا يوسف بن رباح بن علي، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح، قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة و محدّثيهم: عبّاس بن سهل بن سعد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أحمد بن الحسن (1)- زاد أبو البركات: و أحمد بن الحسن بن خيرون، قالا:- أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد، أنا أبو حفص عمر بن أحمد، نا خليفة بن خياط (2)،قال: العباس و مصعب ابنا سهل بن سعد بن مالك بن خالد بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة، أمهم عنبسة (3) بنت وحوح بن فراس بن حاربة بن الأجثم بن عبد اللّه بن وهب بن قنفذ بن مالك بن عوف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم بن منصور.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق إبراهيم بن عمر، ح (4) عن أبي عمر بن حيّوية.

ح قال: و أنا البرمكي - إجازة - أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (5) قال في الطبقة الأولى من الأنصار: سعد بن مالك بن خالد بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج، و أمّه من بني سليم، و يقال: بل هي من ولد الجموح بن زيد بن حرام من بني سلمة، و كان لسعد بن مالك من الولد: ثعلبة قتل يوم أحد شهيدا، لا عقب له، و سعد بن سعد، و عمير (6)،و عمرة، و أمّهم هند بنت عمرو من بني عذرة (7)،فولد

ص: 260


1- في المطبوعة: أحمد بن الحسن بن أحمد.
2- طبقات خليفة بن خياط ص 441 رقم 2220 و 2221.
3- طبقات خليفة: أمهما عبيسة.
4- كذا، و سقطت «ح» من م و المطبوعة.
5- الخبر في طبقات ابن سعد 624/3.
6- كذا بالأصول، و في ابن سعد:«و عمرو».
7- عن م و ابن سعد، و بالأصل «ع ؟؟؟ ده».

سعد بن سعد سهل بن سعد، صحب النبي صلى اللّه عليه و سلم، و أمّه أبيّة ابنة الحارث بن عبد اللّه بن كعب بن مالك بن خثعم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن محمّد، نا محمّد بن سعد قال في الطبقة الثالثة من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: سهل بن سعد بن سعد (1) بن مالك بن خالد بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة، و أمّه أبيّة بنت الحارث بن عبد اللّه بن كعب بن مالك (2) بن خثعم، فولد سهل بن سعد: العبّاس، و مصعبا، و عائشة، و أمّهم عائشة بنت خزيمة بن وحوح بن الأجثم بن عبد اللّه بن وهب بن عبد اللّه بن قنفذ بن مالك بن عوف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم بن منصور بن قيس عيلان.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، أنا محمّد بن سعد (3) قال في الطبقة الثانية من تابعي أهل المدينة: عباس بن سهل بن سعد الساعدي، قتل عثمان و هو ابن خمس عشرة سنة، و كان منقطعا إلى ابن الزبير، و خرج معه، و قال الهيثم: توفي زمن الوليد بن عبد الملك بالمدينة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم بن الخليل، نا حارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (4) قال في الطبقة الثالثة (5) من أهل المدينة: العباس بن سهل بن سعد بن مالك بن خالد بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة، و أمّه عائشة بنت خزيمة بن وحوح بن الأجثم من بني سليم بن منصور، ولد في عهد عمر، و قتل عثمان و العبّاس بن سهل ابن خمس عشرة سنة، و قد روى عنه - يعني (6) عثمان - و كان بعد ذلك

ص: 261


1- فوق اللفظة في م علامة صح.
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: من خثعم.
3- الخبر برواية ابن أبي الدنيا، ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
4- طبقات ابن سعد 271/5.
5- كذا بالأصول، و في المطبوعة: الثانية.
6- في ابن سعد: يعني عن عثمان.

منقطعا إلى عبد اللّه بن الزبير، و خرج معه، و روى عن أبي حميد الساعدي، و كان ثقة، و ليس بكثير الحديث.

قال محمّد بن عمر و غيره: توفي العبّاس بن سهل بالمدينة في خلافة الوليد بن عبد الملك.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (1) قال: عباس بن سهل بن سعد السّاعدي الأنصاري المدني، سمع أباه، و أدرك أبا حميد، روى عنه فليح بن سليمان، و محمّد بن إسحاق، و قال إبراهيم بن المنذر: حدّثني معن، نا ابن أبي ذئب، عن عباس بن سهل قال: كنا في زمن عثمان بن عفان و أنا ابن خمس عشرة سنة و الناس يضعون الثياب في المسجد - و في نسخة: في السجود - من شدّة الحر.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا أبو الحسن، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (2)،قال:

عباس بن سهل السّاعدي الأنصاري، سمع أباه، سمعت أبي يقول ذلك، قال أبو محمّد:

روى عنه محمّد بن عمرو بن عطاء، و فليح بن سليمان، و عتبة بن أبي حكيم، و روى بعضهم عن عتبة بن أبي حكيم، عن عبد اللّه بن عيسى عنه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري، قال: العباس بن سهل بن سعد بن مالك بن خالد بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن الخزرج الساعدي الأنصاري المديني، سمع أباه، و أبا حميد، و عبد اللّه بن الزبير، روى عنه ابنه أبيّ ، و عمرو بن يحيى المازني، و عبد الرّحمن بن الغسيل في الرقاق، و الزكاة و الجزية، و الجهاد.

ص: 262


1- انظر الخبر في التاريخ الكبير 3/7.
2- الخبر في الجرح و التعديل 210/6.

قال ابن سعد: قتل عثمان و هو ابن خمس عشرة (1)،و قال: قال الهيثم بن عدي:

توفي في زمن الوليد بن عبد الملك بالمدينة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2)،نا عبيد اللّه بن سعد، نا عمي (3)،نا أبي.

ح و أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي، قالت: أنا أبو طاهر الثقفي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو الطّيّب المنبجي، نا عبيد اللّه بن سعد الزهري، نا يعقوب (4)،نا أبي.

عن ابن إسحاق، حدّثني العباس بن سهل بن سعد أخو بني ساعدة، قال: لقد كنت - و في حديث ابن السّمرقندي: سمعته يقول: كنت - رجلا في زمان عثمان بن عفان.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (5)،حدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم، عن ابن أبي فديك، عن ابن أبي ذئب، عن العباس بن سهل أنه أخبره: أنه أدرك الناس في زمن عثمان يضعون أيديهم على الثياب، يتّقون بها حر الحصا.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا المبارك بن عبد الجبّار، أنا محمّد بن عبد الواحد بن محمّد، أنا أبو بكر بن شاذان، نا أبو بكر بن أبي شيبة، أنا أحمد بن الحارث، نا أبو الحسن المدائني، عن يزيد بن عياض، عن أبيه قال:

استؤمن لعباس بن سهل بن سعد السّاعدي، فأبى مسلم أن يؤمنه (6)،فأتوه به و دعا بالغداء، فقال له عباس: أصلح اللّه الأمير، و اللّه لكأنها جفنة أبيك، كان يخرج عليه مطرف خزّ حتى يجلس بفنائه، ثم توضع جفنته بين يدي من حضر، قال: و قد رأيته

ص: 263


1- انظر طبقات ابن سعد 271/5.
2- انظر الخبر في كتاب المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 567/1.
3- في م:«عيسى» و المثبت يوافق المعرفة و التاريخ.
4- انظر الخبر في كتاب المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 567/1.
5- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 618/1.
6- و ذلك يوم الحرة.

قال: أشدّ ما قال - صدقت، كان كذاك، كان كذاك أنت آمن، فقيل للعباس: كان أبوه كما قلت ؟ قال: لا و اللّه، لقد رأيته في عباءة يجرها على الشوك ما نخاف على ركابنا (1)و متاعنا أن يسرقه غيره.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر القشيري، قالا: أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، و أم المجتبى العلوية، قالا: أنا إبراهيم، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، أنا مصعب بن عبد اللّه، حدّثني أبي، عن قدامة بن إبراهيم، قال:

رأيت الحجّاج يضرب عباس بن سهل في أمر ابن الزبير، فأتاه سهل بن سعد و هو شيخ كبير له ضفران - و قال ابن المقرئ: ضفيرتان - و عليه ثوبان إزار و رداء، فوقف بين السماطين، فقال: يا حجّاج أ لا تحفظ فينا وصية رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: و ما وصى به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فيكم ؟ قال: أوصى أن يحسن إلى محسن الأنصار، و يعفى عن مسيئهم، قال: فأرسله (2).

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو نصر بن الطوسي، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور - زاد ابن السّمرقندي: و أبو محمّد الصّريفيني قالا: أنا أبو القاسم بن حبابة.

ح و أخبرنا أبو الفتح محمّد بن علي، و أبو نصر عبيد اللّه بن أبي عاصم، و أبو محمّد عبد السّلام بن أحمد، و أبو عبد اللّه سمرة، و أبو محمّد عبد القادر ابنا جندب، قالوا: أنا محمّد بن عبد العزيز، أنا عبد الرّحمن بن أبي شريح، قالا: أنا عبد اللّه بن محمّد، نا مصعب بن عبد اللّه، نا أبي، عن قدامة بن إبراهيم بن محمّد بن حاطب قال:

رأيت الحجّاج بن يوسف يضرب عباس بن سهل بن سعد في إمرة الزبير (3)،

ص: 264


1- كذا بالأصل و م و في المطبوعة: ركائبنا.
2- انظر الخبر في سير الأعلام 261/5-262 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 101-120) ص 393. و الحديث بتمامه أخرجه مسلم في فضائل الصحابة من حديث أنس بن مالك عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه قال (رقم 2510) إن الأنصار كرشي و عيبتي، و إن الناس سيكثرون و يقلون، فاقبلوا من محسنهم و اعفوا عن مسيئهم.
3- كذا بالأصل و م:«امرة الزبير» و هو خطأ و الصواب:«إمرة ابن الزبير» و انظر المطبوعة.

قال: فأطلع سهل بن سعد و هو في إزار و رداء له أصفران فقال: أ لا تحفظ فينا وصية رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال: و ما أوصى به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فيكم ؟ قال: أوصى أن يحسن إلى محسن الأنصار، و يعفى عن مسيئهم.

أخبرنا أبو سهل بن سعدوية، أنا أبو الفضل الرازي (1)،أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا محمّد بن إسحاق، نا مصعب بن عبد اللّه الزبيري، حدّثني أبي، عن قدامة فذكره بمعناه و زاد قال: فأرسله، قال: و ربما سمعته يقول: فرأيته أخذ بيده حتى خرج به من الصّفين.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد الأشناني، قال: سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس قال: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: فالعبّاس بن سهل ؟ قال: السّاعدي ؟ ثقة.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (2) قال: و في ولاية الوليد مات عباس بن سهل السّاعدي و ولي الوليد سنة ست و ثمانين، و مات سنة ست و سبعين (3).

3099 - العبّاس بن سلاّم بن أبي سلام الحبشي الشامي

أخو معاوية عن جده أبي سلاّم.

روى عنه محمّد بن مهاجر.

هكذا ذكره البخاري (4) و هو وهم، و هذا هو العباس بن سالم الذي تقدم ذكره، و لا أعرف لمعاوية أخا إلاّ زيد بن سلاّم، و اللّه أعلم.

3100 - العبّاس بن شيبة بن عمرو

هو ابن عبد المطلب بن هاشم، يأتي ذكره بعد.

ص: 265


1- سقطت «الرازي» من المطبوعة.
2- تاريخ خليفة بن خياط ص 308.
3- كذا بالأصل و م و هو خطأ فاحش، و الصواب: ست و تسعين كما في تاريخ خليفة ص 309. قال المزي في تهذيب الكمال 457/9 و الأشبه أن يكون زمن الوليد بن يزيد بن عبد الملك، و ذلك قريب من سنة عشرين و مائة (يعني أنه مات) و هو ما ذهب إليه الذهبي في سير الأعلام و تاريخ الإسلام.
4- انظر ترجمته في التاريخ الكبير 7/7.

3101 - العبّاس بن عبد اللّه بن أحمد بن عصام، و يقال: العباس

ابن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن عصام (1)

و يقال: العبّاس بن أحمد بن عبد اللّه أبو الفضل

و يقال: أبو القاسم المري (2) البغدادي الفقيه الشافعي (3)

رحّال ذكر أنه سمع بدمشق أبا زرعة الدمشقي، و القاسم بن جعفر العلوي بحمص، و عثمان بن خرّزاذ بأنطاكية - و هلال بن العلاء بالرّقّة، و بكر بن سهل الدمياطي بديار مصر، و إسحاق بن سيّار (4) النّصيبي (5)،و بالعراق عباس بن محمّد الدوري، و عبد الكريم بن الهيثم الدّيرعاقولي، و أبا بكر بن أبي معشر الكوفي، و محمّد بن الجهم السّمّري، و يحيى بن أبي طالب، و الحسن بن مكرم.

روى عنه: أبو القاسم عبد اللّه بن إبراهيم بن يوسف الآبندوني، و أحمد بن موسى الباغشي الجرجانيان، و أبو زرعة أحمد بن الحسين، و أبو الحسين عبيد اللّه بن محمّد بن حمدوية الوزير الرازيان.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن زريق، نا أبو بكر الخطيب (6)، حدّثني أبو القاسم الأزهري، نا أبو الحسن عبيد اللّه بن محمّد بن حمدوية الوزير، نا أبو الفضل العباس بن أحمد البغدادي (7) الشافعي، نا القاسم بن جعفر العلوي بحمص، نا أبي، عن جعفر بن محمّد،[عن أبيه محمد] (8) عن أبيه علي، عن أبيه الحسين، عن أبيه علي بن أبي طالب قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إذا صلّيتم الصّبح فأفزعوا إلى الدعاء،

ص: 266


1- من قوله: و يقال:«العباس... إلى هنا و سقط من م و المطبوعة.
2- كذا بالأصل، و في م:«المزني» و في مختصر ابن منظور: المزني المري.
3- ترجمته في تاريخ بغداد 155/12 و ميزان الاعتدال 384/2 و طبقات الشافعية للسبكي 305/3 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 321-330) ص 304 الوافي بالوفيات 654/16.
4- في م: يسار.
5- بالأصل و م:«النصبي» خطأ و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 194/13.
6- الخبر في تاريخ بغداد 155/12.
7- في المطبوعة و تاريخ بغداد: الشافعي البغدادي.
8- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م و تاريخ بغداد.

و باكروا في طلب الحوائج، اللّهمّ بارك لأمتي في بكورها»[5565].

أنبأنا الفقيه أبو الحسن السّلمي، و أبو يعلى بن أبي خيش (1) الأزدي، قالا، أنا سهل بن بشر الأسفرايني، أنا علي بن عبد اللّه الكسائي الهمذاني، قال: سمعت أبا نصر عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسين الأنماطي يقول: العبّاس بن عبد اللّه بن عصام أبو القاسم البغدادي، قدم علينا - يعني همذان سنة خمس و عشرين و ثلاثمائة - روى عن إسحاق بن سيّار النّصيبي (2)،و ابن أبي معشر الكوفي، و عبّاس الدّوري و غيرهم.

و روى تفسير عبد الغني و تاريخ يحيى بن معين عن الدّوري، و كان كذّابا أفّاكا، استعدي عليه بقزوين و خرج إلى أذربيجان، فروى عن إبراهيم بن الحسين، و ما رآه في نومه (3).

أخبرنا أبو الحسن الغسّاني، نا و أبو منصور الشّيباني، أنا أبو بكر الخطيب (4)،أنا أبو منصور محمّد بن عيسى بن عبد العزيز البزّاز بهمذان (5)،نا أبو الفضل صالح بن أحمد بن محمّد الحافظ ، قال:

العبّاس بن عبد اللّه بن عصام أبو الفضل البغدادي، قدم علينا سنة خمس و عشرين و ثلاثمائة، روى عن إسحاق بن سيّار النّصيبي، و أبي بكر بن أبي معشر الكوفي و عبّاس الدّوري، و محمّد بن الجهم السّمّري، و يحيى بن أبي طالب، و الحسن بن مكرم، و أبي زرعة الدمشقي، و عثمان بن خرّزاذ، و هلال بن العلاء، و بكر بن سهل الدمياطي، سمعنا منه [عامة] (6) ما مرّ له، و حضر مجلسه المشايخ الكبار: أبو عبد اللّه بن أوس المقرئ، و أبو جعفر الصّفار، و عامة أصحاب الحديث من الكهولة و الشباب لتفسير (7) عبد الغني بن سعيد، و تاريخ يحيى بن معين، ادعاه عن الدّوري، و جمع له نحو من مائة دينار، و ذكر أن عنده كتاب الفراء عن محمّد بن الجهم، و قال لي

ص: 267


1- رسمها بالأصل:«حميس» و المثبت عن م.
2- في م:«يسار النصبي».
3- في م: يومه.
4- الخبر في تاريخ بغداد 155/12-156.
5- في الأصل و م:«البزار، بهمدان» و الصواب ما أثبت عن تاريخ بغداد.
6- الزيادة عن تاريخ بغداد.
7- بالأصل:«تفسير» و المثبت عن تاريخ بغداد.

أبو أحمد السّرّاج رحمنا اللّه و إياه: قد وافقناه على أن يسمع كتاب الألفاظ للفراء نحو ثلاثة أنفس و يعطى نحو دينار فكتب البعض و كتبت البعض. و لم يقدر (1) السّماع و كانت خيرة إن شاء اللّه و لم يكن صدوقا و لا ثقة، و لا مأمونا، كنا بقزوين و نحن بالجامع نتذاكر و بها شاب يقال له أحمد بن محمّد الرازي حسن المعرفة بالعلم، فذكرت عن هذا الشيخ حديثا - أو حكاية - فأنكره عليّ و قال: يذكر عن مثله، و قال: استعديت عليه بالري إلى أبي بكر بن أبي سعدان و قلت: حدّثني عن هؤلاء المشايخ الذين حدّثنا عنهم، فأنكر و قال: ما حدثته، و خرج من عندنا إلى أذربيجان، فسمعت بعض أصحابنا يحكي أنه روى عن إبراهيم بن الحسين، و لم يذكر عندنا أنه دخل بلدنا قبل ذلك، و تركنا الرواية عنه.

و قال الخطيب (2):العباس بن عبد اللّه بن أحمد بن عصام و قيل: العباس بن أحمد بن عبد اللّه أبو الفضل المزني الفقيه الشافعي (3)،حدث في الغربة عن عبد الكريم بن الهيثم العاقولي، و عباس الدوري و طبقة نحوهما، روى عنه أبو القاسم الآبندوني، و أبو زرعة أحمد بن الحسين الرازي و أحمد بن موسى الباغشي الجرجاني و غيرهم.

3102 - العبّاس بن عبد اللّه بن خالد بن يزيد

ابن معاوية بن أبي سفيان الأموي

أخو أبي العميطر علي بن عبد اللّه بن خالد، و أمهما نفيسة بنت عبيد اللّه بن العبّاس بن علي بن أبي طالب، و أمها أم أبيها بنت عبد اللّه بن معبد بن عباس، و أمّها أم محمّد بنت عبيد اللّه بن العباس، له ذكر، ذكره أبو (4) المظفّر الأبيوردي و غيره.

ص: 268


1- في تاريخ بغداد: و لم يقض لي السماع.
2- الخبر في تاريخ بغداد 155/12-156.
3- سقطت اللفظة من م.
4- في م:«ذكره المظفر» خطأ، و اسمه محمد بن أحمد بن محمد القرشي الأموي، أبو المظفر، ترجمته في سير الأعلام 283/19.

3103 - العبّاس بن عبد اللّه بن أبي عيسى ازداد بنداذ

أبو محمّد التّرقفي الباكسائي (1)

سمع بدمشق و غيرها: مروان بن محمّد، و أبا مسهر، و يسرة بن صفوان، و سعيد بن عبد اللّه بن دينار، و محمّد بن المبارك الصّوري، و زيد بن يحيى بن عبيد، و روّاد بن الجرّاح، و عثمان بن سعيد الحمصي، و حفص بن عمر العدني، و يحيى بن يعلى المحاربي، و محمّد بن يحيى الأزدي، و أبا عبد الرّحمن المقرئ، و محمّد بن يوسف الفريابي، و أبا المغيرة بن الحجّاج الخولاني، و محمّد بن كثير المصّيصي، و سلّم الخوّاص، و محمّد بن عيسى بن الطباع.

روى عنه: أبو العباس السّرّاج، و إسماعيل الصّفار، و أبو العباس أحمد بن عمر بن سريج (2) الفقيه، و أبا بكر الخرائطي، و يزيد بن إسماعيل بن عمر الخلاّل، و أحمد بن موسى بن مجاهد المقرئ، و الحسين المحاملي، و أبو عيسى أحمد بن إسحاق الأنماطي، و موسى بن هارون الحمّال، و أبو عوانة الأسفرايني.

أخبرنا أبو محمّد السّلمي، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن يحيى بن عبد الجبّار السكري (3)،أنا أبو علي إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل بن صالح الصفار، نا عباس بن عبد اللّه التّرقفي، نا زيد بن يحيى الدمشقي، نا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أبي حسان، عن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما من قلب إلاّ و هو بين إصبعين من أصابع الرّحمن، إذا شاء أن يقيمه أقامه، و إذا شاء أن يزيغه أزاغه»[5566].

ص: 269


1- ترجمته في تاريخ بغداد 143/12 و تهذيب الكمال 458/9 و تهذيب التهذيب 81/3 و تذكرة الحفاظ 566/2 و العبر 36/2 و شذرات الذهب 153/2 و الوافي بالوفيات 657/16 و سير الأعلام 12/13 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 261-280) ص 115. و انظر بحاشية المصادر الأخيرة الثلاثة أسماء مصادر أخرى ترجمت له. و الترقفي: بفتح التاء و سكون الراء و ضم القاف، نسبة إلى ترقف، قرية من أعمال واسط (قاله السمعاني في الأنساب). و الباكسائي نسبة إلى باكسايا قرية من نواحي بغداد (الأنساب).
2- بالأصول و المطبوعة:«شريح» و الصواب عن تهذيب الكمال 459/9 و انظر ترجمته في سير الأعلام 201/14.
3- عن م و بالأصل:«السكوبي».

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن الحسن بن محمّد، أنا الحسن بن أحمد بن محمّد المخلدي، أنا أبو العباس السّرّاج، نا العباس بن عبد اللّه التّرقفي.

ح و أخبرنا أبو الفضيل محمّد بن إسماعيل بن الفضيل، و أبو الفتح عبد الرشيد بن أبي يعلى بن عبد الواحد المليحي، قالا: أنا أبو عمر عبد الواحد بن أحمد بن أبي القاسم المليحي الهروي الفقيه، أنا أبو الحسين الخفّاف، نا أبو العباس السّراج، حدّثني العباس بن عبد اللّه، و قالا (1):صدوق ثقة.

نا حفص بن عمر، نا الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«وددت أن تَبٰارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ (2) في قلب كل مؤمن»[5567].

أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الواحد، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل البصري، نا أبو بكر يزيد بن إسماعيل بن عمر الخلاّل، نا العباس بن عبد اللّه الترقفي، قال:

سمعت شيخا يكنى أبا عمرو، يقال له كباث بن مصعب قال: قيل لأعرابي: لم لا تزوّج ؟ قال: إني وجدت مداراة العفة أيسر من الاحتيال لمصلحة النساء.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن زريق، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (3):العباس بن عبد اللّه بن أبي عيسى، أبو محمّد الباكساني، و يعرف بالتّرقفي، سكن بغداد، و حدّث بها عن محمّد بن يوسف الفريابي، و روّاد بن الجرّاح العسقلاني، و مروان بن محمّد الطّاطري (4)،و زيد بن يحيى بن عبيد الدمشقي، و حفص بن عمر العدني، و أبي عبد الرّحمن المقرئ، و موسى بن مسعود النهدي، و عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني، روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا، و يحيى بن صاعد، و علي بن محمّد بن أحمد بن الجهم الكاتب، و إسماعيل بن العباس الوراق، و المحاملي، و ابن مخلد، و إسماعيل بن محمّد الصفار، و محمّد بن أحمد الأثرم، و غيرهم، و كان ثقة ديّنا صالحا عابدا، و قال ابن مخلد: ما رأيته ضحك و لا تبسم.

ص: 270


1- «و قالا» سقطت من المطبوعة.
2- سورة الملك، الآية:1.
3- الخبر في تاريخ بغداد 143/12.
4- تاريخ بغداد: الطاهري.

قال الخطيب (1):أخبرني الخلاّل قال: قال الدار قطني: عباس بن عبد اللّه بن أبي عيسى الترقفي ثقة.

قال الخطيب (2):و أنا العتيقي، أنا محمّد بن المظفّر قال: قال عبد اللّه بن محمّد البغوي: مات الترقفي سنة سبع و خمسين، قال الخطيب: و هذا القول خطأ لا شبهة فيه، و الصحيح ما أخبرنا محمّد بن عبد الواحد، أنا محمّد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي (3) و أنا أسمع أن العبّاس بن عبد اللّه الباكسائي المعروف بالتّرقفي مات بسرّمن رأى سنة سبع و ستين و مائتين.

قال الخطيب: و حدّثنا الحسن بن أبي بكر، عن أحمد بن كامل قال: مات العباس بن عبد اللّه بن أبي عيسى بسرّمن رأى في سنة سبع و ستين و مائتين، قال: و اسم أبي عيسى أزداذ بنداذ، أخبرني بذلك أحمد بن محمّد بن العبّاس قال: و كان عبد اللّه والد العبّاس كاتبا لمحمّد بن زهرة الحارثي على ماسبذان (4) و مهرجان قذق (5) و كان عاملا بهذه الناحية في عهد الرشيد، قال ابن كامل: و كان ثقة.

قال: و أنا السمسار، أنا الصفار، أنا ابن قانع قال: قيل في سنة سبع و ستين و مائتين مات عباس بن عبد اللّه الترقفي، و قيل: في المحرم سنة ثمان و ستين.

3104 - العبّاس بن عبد اللّه بن نعيم الأوزاعي

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أبو الحسن بن جوصا - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أحمد بن عمير قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة: العباس بن عبد اللّه بن نعيم دمشقي، قال أبو سعيد: قال أبو مسهر: هو أوزاعي.

ص: 271


1- المصدر نفسه ص 144.
2- المصدر نفسه ص 144.
3- عن تاريخ بغداد، و بالأصل و م: ابن المقاري.
4- ماسبذان: أصله ماه سبذان، مضاف إلى اسم القمر، و هي مدن عدة (انظر معجم البلدان).
5- مهرجان قذق: كورة حسنة واسعة ذات مدن و قرى قرب الصيمرة من نواحي الجبال عن يمين القاصد من حلوان العراق إلى همذان (ياقوت).

3105 - العبّاس بن عبد الرّحمن بن الوليد بن نجيح

أبو الحارث القرشي (1)

روى عن بكر بن عبد العزيز بن إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر.

روى عنه العباس بن الوليد الخلاّل، و أبو عبد الملك البسري، و أبو القاسم يزيد بن محمّد، و أبو حاتم الرازي، و عبد السّلام بن عتيق.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا عبد العزيز الصّوفي، أنا تمّام بن محمّد، أنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم القاضي، نا أبو القاسم يزيد بن محمّد بن عبد الصمد، نا أبو الحارث العبّاس بن عبد الرّحمن بن الوليد بن نجيح القرشي، نا بكر بن عبد العزيز بن إسماعيل بن عبد اللّه (2)،نا سليمان بن أبي كريمة، عن حيّان (3)مولى أم الدّرداء، عن أم الدّرداء قالت: سمعت أبا الدّرداء يقول:

أتيت النبي صلى اللّه عليه و سلم فإذا جماعة من العرب يتفاخرون، قال: فأذن لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فدخلت، فقال لي:«يا أبا الدرداء ما هذا اللّجب الذي أسمع ؟» قال: قلت: هذه العرب تفتخر بفناء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: فقال:«يا أبا الدّرداء إذا فاخرت ففاخر بقريش، و إذا كاثرت فكاثر بتميم، و إذا حاربت فحارب بقيس، ألا و إن وجوهها كنانة و لسانها أسد، يا أبا الدّرداء إنّ للّه فرسانا في سمائه يقاتل بهم أعداءه و هم الملائكة، و فرسانا في أرضه و هم قيس يقاتل بهم أعداءه، يا أبا الدّرداء إنّ آخر من يقاتل عن الدّين حين لا يبقى إلاّ ذكره و من القرآن إلاّ رسمه رجل من قيس»، قلت: يا رسول اللّه ممن هو من قيس ؟ قال:«من سليم»[5568].

غريب جدا، رواه إبراهيم بن عبد الرّحمن بن مروان، عن عبد السلام، عن عتيق، عن العباس بن عبد الرّحمن فقال: عن حيان (4) مولى أم الدرداء، عن أم الدّرداء، عن أبي الدّرداء أو قال: عن حيان (5) مولى أم الدّرداء، عن أبي الدّرداء شك عباس.

ص: 272


1- أخباره في الجرح و التعديل 211/6 و الأسامي و الكنى للحاكم 418/3.
2- كذا بالأصل و م، و مرّ في بداية الترجمة «عبيد اللّه» و الصواب «عبيد اللّه» انظر ترجمة إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر في سير الأعلام 213/5.
3- في م:«حبان» بالباء الموحدة خطأ.
4- في م هنا:«حسان» و بالأصل أهملت الياء بدون نقط .
5- في م هنا:«حسان» و بالأصل أهملت الياء بدون نقط .

-في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (1)،قال: عباس بن عبد الرّحمن بن الوليد بن نجيح الدمشقي، روى عن بكر بن عبد العزيز بن إسماعيل بن عبيد اللّه، سمع منه أبي بدمشق، و روى عنه، سئل أبي عنه فقال: صدوق.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم (2) قال: أبو الحارث العبّاس بن عبد الرّحمن بن الوليد بن نجيح القرشي، سمع بكر بن عبد العزيز (3) حديثه في الشاميين.

روى عنه يزيد بن محمّد، و عبد السّلام بن عتيق الدمشقيان، كنّاه لنا أبو الحسن أحمد بن عمير، نا عد السّلام بن عتيق، و يزيد بن محمّد، و قد أخرجت فيما تقدّم (4)العبّاس بن نجيح، سمع الهيثم بن حميد، روى عنه العبّاس بن الوليد، فلا أدري أ هما اثنان أم واحد، و لكني وجدته على ما أخرجته، و يحتمل أن يكونا واحدا.

3106 - العبّاس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف

3106 - العبّاس بن عبد المطلب بن هاشم (5) بن عبد مناف

ابن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب

ابن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة

أبو الفضل القرشي الهاشمي المكي (6)

عم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قيل إنه أسلم قبل الهجرة و كتم إسلامه إلى أن أسر ببدر، فأظهر إسلامه.

ص: 273


1- الجرح و التعديل 211/6.
2- الأسامي و الكنى للحاكم 418/3 رقم 1635.
3- في الأسامي و الكنى: بكر بن عبد العزيز بن إسماعيل بن عبيد (كذا، صوابه: عبيد اللّه).
4- انظر الأسامي و الكنى للحاكم 416/3 رقم 1631.
5- في م: هشام.
6- ترجمته في تهذيب الكمال 464/9 و تهذيب التهذيب 83/3 و الجمع بين رجال الصحيحين 360/1 و أسد الغابة 60/3 و الإصابة 271/2 و الاستيعاب 94/3 هامش الإصابة، و تاريخ الطبري و تاريخ خليفة و المحبر و الكامل في التاريخ و سيرة ابن هشام (الفهارس العامة في هذه المصادر) و الوافي بالوفيات 629/16 و سير الأعلام 78/2 و انظر بالحاشية فيهما أسماء مصادر أخرى كثيرة ترجمت له.

روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم (1).

روى عنه ابناه عبد اللّه، و كثير، و عامر بن سعد بن أبي وقاص، و الأحنف بن قيس، و عبد اللّه بن الحارث بن نوفل، و جابر بن عبد اللّه، و أم كلثوم ابنة العباس، و إسحاق بن عبد اللّه بن نوفل بن عبد المطلب، و عبد اللّه (2) بن عنمة المزني.

و قدم الشام مع عمر بن الخطاب.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا بشر بن موسى، نا الحميدي، نا سفيان، نا عبد الملك بن عمير، قال: سمعت عبد اللّه بن الحارث بن نوفل، قال: سمعت العباس يقول: قلت: يا رسول اللّه إنّ أبا طالب كان يحفظك و ينصرك فهل ينفعه ذلك ؟، قال:«نعم، وجدته في غمرات من النار، فأخرجته إلى ضحضاح»[5569].

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو طالب، أنا أبو بكر الشافعي، نا جعفر بن محمّد.

ح و أخبرنا أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، أنا أبي أبو القاسم.

ح و أخبرنا أبو غالب محمّد بن إبراهيم بن محمّد الجرجاني بالثعلبية، أنا أبو القاسم الفضل بن عبد اللّه بن المحب، قالا: أنا أبو الحسين الخفّاف، أنا أبو العبّاس السّرّاج، قالا: نا قتيبة بن سعيد، نا بكر بن مضر، عن ابن الهاد، عن محمّد بن إبراهيم، عن عامر بن سعيد، عن العبّاس بن عبد المطلب أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إذا سجد العبد سجد معه سبعة آراب (3):وجهه، و كفاه، و ركبتاه، و قدماه»[5570] أخرجه مسلم (4)،و أبو داود (5)،و الترمذي (6)،و النسائي (7) عن قتيبة.

ص: 274


1- من قوله: قيل إنه إلى هنا سقط من م.
2- كذا بالأصول، و في تهذيب الكمال:«عبيد اللّه» خطأ، انظر ترجمته في أسد الغابة 254/3.
3- الآراب جمع إرب، و هو العضو الموفر الكامل الذي لم ينقص منه شيء (اللسان: أرب).
4- صحيح مسلم(4) كتاب الصلاة،44 باب، الحديث 491.
5- سنن أبي داود(2) كتاب الصلاة(155) باب الحديث 891.
6- سنن الترمذي كتاب الصلاة(203) باب الحديث 272.
7- سنن النسائي: كتاب التطبيق(146) باب، الحديث 1099.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن عبد اللّه بن سعيد، نا السّري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن أبي عمر، عن زيد بن أسلم، عن أبيه قال:

لما دنا عمر من الشام و أخذ طريق أيلة، تنحّى و تنحى معه غلامه، فلما أراد الركوب عمد إلى مركب غلامه، و أن عليه لفرو و مقلوب (1)،فركب و حوّل غلامه على رحل نفسه و هو على جمل أحمر و عمر يومئذ متّزر بإزار، و مرتد بعمامة على حقبية تحته فرو، و أن العباس لبين يديه على عتيق يتقذّى به و كان رجلا جميلا، فجعلت البطارقة يسلمون عليه و يشير أني لست به و أنه ذاك، فيسلّمون عليه و يرجعون معه حتى انتهى إلى أيلة و الجابية، و توافى إليه بها المسلمون و أهل الذمة (2).

قال: و نا سيف، عن أبي عثمان، و أبي حارثة، و الربيع بإسنادهم قالوا: و ركب عمر من الجابية يريد الأردن بعد ما قضى ما أراد و قد توافى إليه الناس، و وقف له المسلمون و أهل الذمة، فخرج عليهم على حمار، و أمامه العباس على فرس، فلما رآه أهل الكتاب سجدوا له، فقال: لا تسجدوا للبشر و اسجدوا للّه، و مضى في مسيره، و قال القسيسون و الرهبان: ما رأينا أحدا قط أشبه بما يوصف من الحواريين من هذا الرجل، ثم دخل الأردن على بعيره.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحارث بن أبي أسامة، أنا محمّد بن سعد (3)،أنا هشام بن محمّد بن السّائب الكلبي، عن أبيه قال: ولد عبد المطلب بن هاشم اثني عشر رجلا و ستّ نسوة فذكرهم، ثم قال: و العباس و كان شريفا عاقلا مهيبا و ضرارا و كان من فتيان قريش جمالا و سخاء و مات أيام (4) أوحي إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم، و لا عقب له، و قثم بن عبد المطلب لا عقب له، و أمّهم نتيلة (5) بنت خباب (6) بن كليب بن مالك بن عمرو بن

ص: 275


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: لفروا مقلوبا.
2- انظر الخبر باختلاف الرواية في تاريخ الطبري (ط بيروت)489/2 حوادث سنة 17
3- طبقات ابن سعد 92/1 و 93.
4- سقطت «أيام» من م.
5- في الأصل و م:«ثقيلة» و المثبت عن ابن سعد.
6- في ابن سعد: جناب.

عامر بن زيد مناة بن عامر (1) و هو الضّحيان بن سعد بن الخزرج بن تيم اللّه بن النمر بن قاسط بن هنب بن أفصى (2) بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معدّ بن عدنان.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني - زاد أبو البركات و أبو الفضل بن خيرون قالا: أنا محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسين الأهوازي، نا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خياط (3) قال: العبّاس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف أمه نتيلة بنت [خباب] (4)،و يقال ابنة مالك بن خباب بن كليب بن مالك بن عمرو بن عامر بن زيد مناة بن عامر بن سعد بن الخزرج:

من تيم اللّه: من النمر بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معدّ بن عدنان، و يكنى أبا الفضل توفي بالمدينة سنة أربع و ثلاثين، و صلى عليه عثمان بن عفّان.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (5)قال: العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، و يكنى أبا الفضل، و أمه نتيلة بنت خباب بن كليب بن مالك بن عمرو بن عامر بن زيد مناة بن عامر، و هو الضحيان بن سعد بن الخزرج بن تيم اللّه بن النّمر بن قاسط من ربيعة قال محمّد بن عمر: و سمعت من يذكر أنه شهد بدرا كرها، و أنه أسلم بعد انصرافه إلى مكة، و هو وكّد البيعة للنبي صلى اللّه عليه و سلم ليلة العقبة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق إبراهيم بن عمر، أنا أبو عمر بن حيّوية قال: و أنا الجوهري - قراءة - عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (6) قال في الطبقة الثانية: العباس بن

ص: 276


1- «بن عامر» ليس في م.
2- في م:«قصي».
3- طبقات خليفة بن خياط ص 29 رقم 2.
4- الزيادة عن م.
5- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
6- الخبر في طبقات ابن سعد 5/4.

عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان، و أمّ العباس نتيلة بنت خباب (1) بن كليب بن مالك بن عمرو بن عامر بن زيد مناة بن عامر، و هو الضّحيان بن سعد بن الخزرج بن تيم اللّه بن نمر بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معدّ بن عدنان، و كان العباس يكنى أبا الفضل.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، ثم أنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي المدائني، أنا أبو بكر بن البرقي قال:

العباس بن عبد المطلب بن هاشم عمّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، يكنى أبا الفضل، و أمه نتيلة بنت خباب بن مالك بن عمرو بن عامر بن زيد مناة بن عامر بن سعد الخزرج بن تيم اللات بن النّمر بن قاسط (2) بن هنب بن أفصى بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معدّ بن عدنان - فيما أخبرنا ابن هشام - و توفي العبّاس سنة ثنتين و ثلاثين فيما ذكره بعض أهل العلم، و يقال: إنه كان يوم توفي ابن ثمان و ثمانين، و صلّى عليه عثمان بن عفّان.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (3) قال: عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، أبو الفضل الهاشمي، عمّ النبي صلى اللّه عليه و سلم.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك - أنا عبد الرّحمن بن محمّد، أنا أحمد بن عبد اللّه - إجازة-.

ح قال: و أنا الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (4) قال: عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف قال علي بن المديني:

ص: 277


1- ابن سعد: جناب.
2- بالأصل «واسط » و المثبت عن م.
3- التاريخ الكبير 2/7.
4- الجرح و التعديل 210/6.

مات عباس و أبو سفيان بن حرب، و أبيّ بن كعب قريب بعضهم من بعض في ستّ من خلافة عثمان، له صحبة، روى عنه ابنه عبد اللّه بن عباس، و عامر بن سعد بن وقاص، و ابنة (1) الهاد سمعت أبي يقول ذلك، قال أبو محمّد: روى عنه الأحنف بن قيس، و عبد اللّه بن الحارث بن نوفل.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: العباس بن عبد المطلب بن هاشم: أبو الفضل عمّ النبي صلى اللّه عليه و سلم و صنو أبيه و أمّه نتله، و يقال نتيلة أم الربيع بنت خباب بن مالك بن عمرو بن زيد مناة، و قال القاسم بن معن: اسمها نتيلة بنت كليب بن خباب بن حطايط بن النمر بن قاسط .

هكذا أخبرنا محمّد بن محمّد بن يونس، عن أحمد بن مهدي، عن علي بن صالح، عن القاسم بن معن، و كان أبيض جميلا بضّا له ضفيرتان، معتدل القامة، و كان مولده قبل الفيل بثلاث سنين، و مات و هو ابن ثمان و ثمانين سنة، و مات بالمدينة، و دفن بالبقيع في خلافة عثمان.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال:

العباس بن عبد المطب بن هاشم بن عبد مناف، أبو الفضل الهاشمي المكي عمّ النبي صلى اللّه عليه و سلم، و أمّه نتيلة بنت خباب بن كليب بن مالك بن عمرو بن عامر بن زيد مناة بن عامر، سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم روى عنه نافع بن جبير، و عبد اللّه بن الحارث بن نوفل في الأدب، و صفة أبي طالب. قال البخاري: قال علي بن المديني: مات في ست من خلافة عثمان، و ولد قبل النبي صلى اللّه عليه و سلم، قال الذهلي (2):قال يحيى بن بكير: بثلاث سنين، و قال الواقدي: ولد العبّاس قبل الفيل بثلاث سنين، فكان أسنّ من النبي صلى اللّه عليه و سلم بثلاث سنين، و توفي سنة ثنتين و ثلاثين و هو ابن ثمان و ثمانين سنة، و كذلك قال عمرو بن علي، و قال عمرو (3):مات و هو ابن ثمان و ثمانين سنة في خلافة عثمان، و كان أسنّ من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بسنتين، و قيل بثلاث، و قال أبو بكر بن أبي شيبة: مات في إمارة عثمان،

ص: 278


1- كذا بالأصل و م، و في الجرح و التعديل: و ابن الهاد.
2- في م: الذهبي.
3- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: و قال غيره.

و قال ابن نمير: ولد قبل الفيل بثلاث سنين، و مات سنة ثنتين و ثلاثين.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو الفضل العباس بن عبد المطلب بن هاشم عمّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال.

ح و أخبرنا أبو الفتح الفقيه، أنا أبو الفتح الفقيه، أنا أبو الفتح الفقيه، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، أنا علي بن إبراهيم، نا يزيد بن محمّد بن إياس قال: سمعت محمّد بن أحمد المقدّمي يقول: العبّاس بن عبد المطلب يكنى أبا الفضل (1).

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو الفضل العباس بن عبد المطلب عمّ النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر الخطيب، أنا أبو القاسم بن الصّوّاف، نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا أبو بشر الدّولابي قال: العبّاس بن عبد المطلب أبو الفضل (2).

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا محمّد بن محمّد الحافظ قال:

أبو الفضل العبّاس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد (3) مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النّضر الهاشمي عمّ النبي صلى اللّه عليه و سلم، و أمه نتيلة بنت خباب، و يقال: بنت مالك بن خبّاب بن مالك بن عمرو بن عامر بن زيد مناة بن عامر بن سعد الخزرج بن تيم اللّه بن النّمر بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معدّ بن عدنان، له صحبة من

ص: 279


1- المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 166/3.
2- الكنى و الأسماء للدولابي 47/1.
3- في م:«بن مناف» سقطت «عبد» منها.

النبي صلى اللّه عليه و سلم، مات بالمدينة سنة أربع و ثلاثين، و صلّى عليه عثمان بن عفّان.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1)،أنا محمّد بن عمر، أنا خالد بن القاسم البياضي، حدّثني شعبة مولى ابن عباس قال: سمعت عبد اللّه بن عبّاس يقول: ولد أبي العباس بن عبد المطلب قبل قدوم أصحاب الفيل بثلاث سنين، فكان أسنّ من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بثلاث سنين.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، و أبو غالب محمّد بن أحمد العتيقي بصور، قالا: أنا أبو بكر بن شاذان، أنا أبو الحسين عبد الصمد بن علي بن محمّد بن مكرم الطستي، نا محمّد بن زكريا الغلاّبي، نا العباس بن بكار، نا أبو بكر الهذلي، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:

ولد أبي قبل الفيل بثلاث سنين، و مات بالمدينة و هو ابن ثمان و ثمانين سنة.

قال: و كان العبّاس معتدل القناة، و كان عبد المطلب معتدل القناة، و توفي العباس سنة ثنتين و ثلاثين في خلافة عثمان، و دفن في مقبرة بني هاشم، قال عكرمة:

و كان عبد اللّه معتدل القناة، و كان علي بن عبد اللّه معتدل القناة - يعني طويلا - حسن الانتصاب، ليس فيه جنأ.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2)،نا محمّد بن سعيد، نا جرير، عن مغيرة، عن قثم قال: قيل للعباس: أنت أكبر أو رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: هو أكبر منّي، و أنا ولدت قبله.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا إسماعيل بن إسحاق، نا أبو بكر، نا جرير، عن مغيرة، عن أبي رزين قال: قيل للعبّاس: أنت أكبر أو النبي صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: هو أكبر مني، و أنا ولدت قبله (3).

ص: 280


1- طبقات ابن سعد 5/4.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 586/1.
3- نقله الذهبي في سير الأعلام 80/2 من طريق مغيرة، و أورده الهيثمي في مجمع الزوائد 270/9.

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا عبد اللّه بن عمر، و نصر بن علي قالا: أنا جرير، عن مغيرة، عن أبي رزين قال: قيل للعبّاس: أيما أكبر أنت أو النبي صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: هو خير مني، و أنا ولدت قبله.

قال عبد اللّه بن عمرو (1):هذا لفظ حديث عبد اللّه بن عمر، و قال نصر بن علي في حديثه هو أكبر مني و ولدت أنا قبله.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا محمّد بن محمّد بن بدر الباهلي و ابن بشار، قالا: نا نصر بن علي، نا جرير.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد بن أبي عثمان، و أبو طاهر بن القصّاري.

ح (2) و أخبرنا أبو عبد اللّه بن أبي طاهر، أنا أبي قالا: أنا إسماعيل بن الحسن الصّرصري، أنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد، نا داود بن يحيى، و الحسين بن محمد بن الحسين قالا: نا عبّاد بن يعقوب، أنا جرير، عن مغيرة، عن أبي رزين قال:

قيل للعبّاس أيما أكبر أنت أم - و قال ابن السّمرقندي و ابن القصاري: أو - النبي صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: هو أكبر منّي، و ولدت أنا قبله.

قال أبو العباس: و الذي عند الناس عن جرير عن قابوس، عن أبيه.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر، و أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد المقرئ البارع، و أم البهاء (3) فاطمة بنت علي بن الحسين بن جدا قالوا: أنا محمّد بن علي بن الدجاجي، أنا أبو الحسن الجربي، نا أبو بكر جعفر بن محمّد بن أبي الصّغو (4)الصّيدلاني نا محمود، نا جرير، عن المغيرة (5)،عن أبي رزين قال: سئل العباس: أنت

ص: 281


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة:«عبد الله بن محمد» و هو الأشبه، فهو أحد رواة الخبر.
2- سقطت من الأصل و م، و أضيفت عن المطبوعة.
3- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: أم أبيها.
4- في م: الصعق.
5- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: مغيرة.

أكبر أو رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال: رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أكبر مني، و ولدت قبله.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب، أنا علي بن يحيى بن جعفر بن عبدكويه، أنا أحمد بن القاسم بن الريّان (1) المصري، نا أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط بن شريط الأشجعي، حدّثني أبي، عن أبيه، عن جده - يعني نبيطا - قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم للعبّاس:«يا عمّاه أنت أكبر منّي»[5571] قال العبّاس: أنا أسنّ و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أكبر.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني [نا] (2) عبد العزيز بن أحمد، أنا محمّد بن عبد اللّه المنيني (3)،أنا محمّد بن إبراهيم بن مروان، أنا أحمد بن إبراهيم البسري، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا علي بن عبد اللّه التميمي، قال: العباس بن عبد المطلب يكنى أبا الفضل، ولد قبل الفيل بثلاث سنين، و توفي و هو ابن ثمان و ثمانين سنة، سنة اثنتين و ثلاثين.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، أنا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري (4)،و أبو سعد (5)الرّستمي، قالوا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال:

و قرأت على إبراهيم بن المنذر، قال: و العبّاس بن عبد المطلب أسنّ من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بثلاث سنين و حمزة أسنّ من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بأربع سنين.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزبير بن بكّار قال: و العباس بن عبد المطلب و كان أسنّ من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بثلاث سنين، و سئل العبّاس بن عبد المطلب بكم أنت أكبر من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ فقال: هو أكبر مني، و أنا أسنّ

ص: 282


1- عن م و بالأصل: الربان.
2- زيادة عن م، سقطت من الأصل.
3- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل و قد تقرأ:«المنبي» و في م:«المينبي» و كلاهما خطأ و الصواب ما أثبت، انظر الأنساب، و في المطبوعة:«محمد بن عبيد اللّه المنيني» و في سير الأعلام 452/17 ورد باسم: محمد بن رزق اللّه بن عبيد اللّه، أبو بكر المنيني الأسود.
4- في المطبوعة: أبو بكر الطبري.
5- في م: أبو سعيد.

منه، مولده أبعد عقلي، أتى إلى أمي فقيل لها: ولدت آمنة غلاما، فخرجت بي حين أصبحت آخذه بيدي حتى دخلنا عليها، فكأني انظر إليه يمصع (1) برجليه في عرصته، و جعل النساء يجبذنني عليه، و يقلن: قبّل أخاك (2).

قال: و نا الزبير، قال: و حدّثني محمّد بن الضحاك، و محمّد بن حسن، قالا: قال عبد المطلب لابنه العبّاس:

ظنّي بعبّاس حبيبي إن كبر *** أن يمنع الأخرى إذا ضاع الدّبر

و ينزع السّجل إذا اليوم اقمطر *** و يسبأ الزقّ العظيم القنّخر (3)

و يفصل الخطبة في الأمر المبرّ *** و يكشف الكرب إذا ما اليوم هرّ

أكمل من عبد كلال و حجر *** لو جمعا لم يبلغا منه العشر (4)

أنبأنا أبو علي بن نبهان، ثم أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن.

ح و أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو طاهر الباقلاني، و أبو الحسن محمّد بن إسحاق بن إبراهيم البزار، و أبو علي بن نبهان، قالوا:

أنا أبو علي بن شاذان، أنا محمّد بن الحسن بن مقسم، نا أبو العباس قال: قال ابن سلاّم: لما أمعر (5) أبو طالب: قالت بنو هاشم: دعنا فليأخذ كل رجل منّا رجلا من ولدك، قال: اصنعوا ما أحببتم إذا خلّيتم لي عقيلا (6)،فأخذ النبي صلى اللّه عليه و سلم عليا، فكان أوّل من أسلم ممن يلتف عليه حيطانه من الرجال، ثم ابن زيد (7) أسامة، فكان أبو طالب يدان لسقاية الحاج حتى أعوزه ذلك، فقال لأخيه العبّاس بن عبد المطلب - و كان أكثر بني

ص: 283


1- المصع: التحريك (اللسان).
2- الخبر في تهذيب الكمال 464/9 و سير الأعلام 97/2 و فيهما:«مولده بعد عقلي».
3- بالأصل و م:«القنجر» و المثبت عن المطبوعة و القاموس.
4- عن م و بالأصل: العسر.
5- بالأصل:«أمعن» و الصواب عن م، و أمعر الرجل: افتقر، و أمعر القوم: إذا أجدبوا (اللسان: معر).
6- قال ابن هشام: و يقال: عقيلا و طالبا.
7- في م:«ثم أسامة بن زيد». و في سيرة ابن هشام عن ابن إسحاق: ثم أسلم زيد بن حارثة... و كان أول ذكر أسلم بعد علي بن أبي طالب(264/1) و انظر سيرة ابن إسحاق ص 118 رقم 173.

هاشم مالا في الجاهلية-: يا أخي قد رأيت ما دخل عليّ ، و قد حضر الموسم، و لا بدّ لهذه السقاية من أن تقام للحاج، فأسلفني عشرة آلاف درهم، فأسلفه العباس إيّاها، فأقام أبو طالب تلك السّنة بها و بما احتال، فلما كانت السنة الثانية و أفد الموسم قال لأخيه العبّاس: يا أخي إن الموسم قد حضر، و لا بدّ للسقاية من أن تقام فأسلفني أربعة عشر ألف درهم، فقال: إني قد أسلفتك عام أول عشرة آلاف درهم و رجوت ألا يأتي عليك هذا الموسم حتى تؤديها فعجزت عنها، و أنت تطلب العام أكثر منها، و ترجو، زعمت، ألا يأتي عليك الموسم حتى تؤديها فأنت عنها أعجز اليوم، هاهنا أمر لك فيه فرج أدفع إليك هذه الأربعة العشر ألف فإن جاء موسم قابل و لم توف (1) حقي الأوّل و هذا فولاية السقاية إليّ فأقوم بها و أكفيك هذه المئونة إذ عجزت عنها، فأنعم له أبو طالب بذلك فقال ليحضر هذا الأمر بنو فاطمة و لا أريد سائر بني هاشم، ففعل أبو طالب و أعاره العبّاس الأربعة عشر الألف بمحضر منهم و رضى، فلما كان الموسم العام المقبل لم يكن بد من إقامة السّقاية فقال العباس لأبي طالب: قد أفد الحج و ليس لدفع حقي إليّ وجه و أنت لا تقدر أن تقيم السقاية فدعني و ولايتها أكفكها و أبرئك من حقي، ففعل، فكان العبّاس بن عبد المطلب يليها و أبو طالب حيّ ، ثم تم ذلك لهم إلى اليوم.

أخبرنا أبو الحسين بن الفرا، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، حدّثني محمّد بن حسن، عن نصر بن مزاحم، عن معروف بن خرّبوذ قال:

انتهى الشرف من قريش في الجاهلية إلى عشرة نفر من عشرة بطون، فأدركهم الإسلام، فوصل ذلك لهم من بني هاشم: العباس بن عبد المطلب كان قد سقى في الجاهلية الحجيج فبقي ذلك له في الإسلام.

قال: و كانت سقاية الحاج في الجاهلية و عمّارة المسجد الحرام و حلول الثغر في بني هاشم فأما حلول الثغر فإن قريشا لم تكن تملك عليها في الجاهلية أحدا، فإذا كانت الحرب أفرعوا بين أهل الرئاسة، فإذا حضرت الحرب أجلسوه لا يبالون صغيرا أو كبيرا، أجلسوه تيمّنا به، فلما كان أيام الفجار أفرعوا بين بني هاشم فخرج سهم العبّاس

ص: 284


1- بالأصل و م:«توفي» و في المطبوعة: توفني.

و هو غلام فأجلسوه على ترس (1).

و قال العباس بن عبد المطلب في دم عمرو بن علقمة بن المطّلب بن عبد مناف يحرض أبا طالب بن عبد المطلب على الطلب به، قال الزبير: أنشدنيه عمي مصعب بن عبد اللّه:

أبا طالب لا تقبل النّصف منهم *** و إن أنصفوا حتى تعقّ و تظلما

أبى قومنا أن ينصفونا فأنصفت *** قواطع في أيماننا تقطر الدّما

إذا خالطت هام الرجال رأيتها *** كبيض نعام في الوغى قد تحطّما

وزعناهم وزع (2) الحوامس غدوة *** بكل يماني إذا عضّ صمّما

تركناهم لا يستحلّون بعدها *** لذي رحم يوما من الناس محرما

فسائل بني حسل و ما الدهر فيهم *** يبقيا (3) و لكني سألت لتعلما

أغشما أبا عثمان أنتم قتلتم *** ستعلم حسل أيّنا كان أغشما

ضربنا أبا عمرو خداشا (4) بعامر *** و ملنا على ركنيه حتى تهدما

قال الزبير: و يقال: كان للعبّاس بن عبد المطلب ثوب لعاري بني هاشم و جفنة لجائعهم، و مقطرة (5) لجاهلهم، و في ذلك يقول إبراهيم بن علي بن هرمة (6):

و كانت لعبّاس ثلاث يعدّها *** إذا ما جناب الحيّ أصبح أشهبا

فسلسلة تنهى الظلوم و جفنة *** تباح فيكسوها السّنام المرغّبا

و حلّة عصب ما تزال معدة *** لعار ضريك (7) ثوبه قد تهيّبا

و كان يمنع الجار، و يبذل المال، و يعطى في النوائب، و كان نديمه في الجاهلية أبو سفيان بن حرب (8).

ص: 285


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: كرسي.
2- سقطت اللفظة من م.
3- إعجامها مضطرب بالأصل و م، و المثبت عن المطبوعة.
4- في المطبوعة: خراشا.
5- المقطرة: الفلق، و هي خشبة فيها خروق كل خرق على قدر سعة الساق يدخل فيها أرجل المحبوسين (اللسان) و في سير الأعلام: منظرة.
6- ليست الأبيات في ديوانه.
7- تقرأ بالأصول:«ضربك» و الصواب ما أثبت، و الضريك: الفقير البائس (اللسان: ضرك).
8- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام باستثناء الشعر 80/2.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن أبي عثمان، و أحمد بن محمّد بن إبراهيم القصاري.

ح و أنا (1) أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد القصاري، أنا أبو طاهر، قالا: نا إسماعيل بن الحسن بن عبد اللّه الصرصري، نا ابن عقدة، نا حبيب بن عثمان الوضاحي، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن سعيد بن عبد اللّه الجمحي، عن عبد اللّه بن أبي مليكة، و محمّد بن عبد الرّحمن بن فرّوخ، عن عمرو بن عثمان أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«أمتي أمّة مباركة، لا يدري أولها خير أو آخرها»[5572].

فأسلم العبّاس ليلة الغار، و أسلم عمر بعد أربع سنين من مبعث النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا - فيما قرأت عليه - عن أبي إسحاق إبراهيم بن عمر، أنا محمّد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (2)،أنا محمّد بن عمر، حدّثني ابن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين (3)،عن عكرمة، عن ابن عباس قال: كان العباس بن عبد المطلب - يعني قد أسلم - قبل أن يهاجر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى المدينة.

قال (4):و أنا محمّد بن عمر، حدّثني ابن أبي سبرة، عن حسين بن عبد اللّه، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: أسلم العبّاس بمكة قبل بدر، و أسلمت أم الفضل معه حينئذ، و كان مقامه بمكة، إنه كان لا يغبّي على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بمكة خبرا يكون إلاّ كتب به إليه، و كان من هناك من المؤمنين يتقوّون به و يصيرون إليه، و كان لهم عونا على إسلامهم، و لقد كان يطلب أن يقدم على النبي صلى اللّه عليه و سلم فيكتب إليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إن مقامك مجاهد حسن، فأقام بأمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

قال (5):و نا محمّد بن سعد، أنا علي بن عيسى بن عبد اللّه (6) بن الحارث بن

ص: 286


1- في المطبوعة: ح و أخبرنا.
2- الخبر في طبقات ابن سعد/31.
3- في م:«الحسين».
4- المصدر السابق/الجزء و الصفحة.
5- المصدر السابق 9/4.
6- في المطبوعة:«عن عبد اللّه بن عبد اللّه» و المثبت يوافق عبارة ابن سعد.

نوفل، عن أبيه عيسى بن عبد اللّه، عن (1) عمه إسحاق بن عبد اللّه بن الحارث،[عن أبيه عبد اللّه بن الحارث] (2) بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب.

أن قريشا لما نفروا (3) إلى بدر فكانوا بمرّ الظهران بعث أبو جهل من يومه فقال:

يا معشر قريش ألا تبا لرأيكم ما ذا صنعتم خلفتم بني هاشم وراءكم، فإن ظفر محمّد كانوا من ذلك بنجوة، و إن ظفرتم بمحمّد أخذوا ثأرهم منكم من قريب من أولادكم و أهليكم، فلا تذروهم في بيضتكم و نسائكم و لكن أخرجوهم معكم، و إن لم يكن عندهم غناء، فرجعوا إليهم فأخرجوا العبّاس بن عبد المطلب، و نوفلا، و طالبا، و عقيلا كرها.

كذا ذكر ابن سعد، و الصحيح أن العبّاس أسلم بعد بدر.

أنبأ أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا مسعدة بن سعد، نا إبراهيم بن المنذر، نا عبد العزيز بن عمران، حدّثني محمّد بن موسى، عن عمّارة بن عمّار بن أبي اليسر، عن أبيه، عن أبي اليسر، قال: نظرت إلى العبّاس بن عبد المطلب يوم بدر و هو قائم كأنه صنم، و عيناه تذرفان، فلما نظرت إليه قلت:

جزاك اللّه من ذي رحم شرا، أ تقاتل ابن أخيك مع عدوّه، قال: ما فعل، و هل أصابه القتل ؟ قل: اللّه أعزّ له و أنصر من ذلك، قال: ما تريد إليّ ؟ قلت: إسار فإن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نهى عن قتلك، قال: ليست بأول صلته، فأسرته، ثم جئت به إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم (4).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (5)،حدّثني أبي، نا أبو حمد - هو الزبيري - نا سفيان، عن أبي إسحاق، عن البراء أو غيره، قال: جاء رجل من الأنصار بالعباس قد أسره، فقال العباس: يا رسول اللّه ليس هذا أسرني، أسرني رجل من القوم أنزع (6)،من هيئته كذا و كذا، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لقد آزرك اللّه تبارك و تعالى بملك كريم»[5573].

ص: 287


1- من قوله: بن عبد اللّه إلى هنا سقط من م.
2- ما بين معكوفتين سقط من م.
3- ابن سعد: تفرقوا.
4- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام 81/2 من طريق عمارة، و انظر ابن سعد 12/4.
5- مسند الإمام أحمد ط دار الفكر 6/رقم 18525 و نقله عن الثوري الذهبي في سير الأعلام 81/2.
6- النزع: انحسار مقدم شعر الرأس عن جانبي الجبهة،(اللسان: نزع).

قال: و نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا يزيد قال: قال محمّد - يعني ابن إسحاق - حدّثني من سمع عكرمة، عن ابن عباس قال: كان الذي أسر العبّاس بن عبد المطلب أبو اليسر بن عمرو - و هو كعب بن عمرو، أحد بني سلمة - فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«كيف أسرته يا أبا اليسر؟» قال: لقد أعانني عليه رجل ما رأيته بعد و لا قبل، هيئته كذا، هيئته كذا، قال: فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لقد أعانك عليه ملك كريم»، و قال للعباس:«يا عباس أفد نفسك و ابن أخيك عقيل بن أبي طالب، و نوفل بن الحارث، و حليفك عتبة بن جحدم» أحد بني الحارث بن فهر، قال: فأبى و قال: إنّي كنت مسلما قبل ذلك، و إنّما استكرهوني، قال:«اللّه عز و جلّ أعلم بشأنك، إن يك ما تدّعي حقا، فاللّه يجزيك بذلك، و أما ظاهر أمرك فقد كان علينا، فافد نفسك» و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قد أخذ معه (2) عشرين أوقية ذهبا، فقال: يا رسول اللّه أحسبها لي من فدائي، قال:«لا، ذاك شيء أعطاناه اللّه عز و جلّ منك» قال: فإنه ليس لي مال، قال:

«فأين المال الذي وضعته بمكة حيث خرجت عند أم الفضل و ليس معكما أحد غيركما (3)فقلت: إن أصبت في سفري هذا فللفضل كذا و لقثم كذا، و لعبد اللّه كذا»، قال: فو الذي بعثك بالحق ما علم (4) بهذا أحد من الناس غيري و غيرها، و إني أعلم أنك لرسول اللّه[5574].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد، نا أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال: ثم رجع الإسناد الأول - يعني حدّثني الحسين بن عبد اللّه بن عبيد اللّه بن عباس، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:

فبعثت قريش إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في فداء أسرائهم، ففدى كلّ قوم أسيرهم بما تراضوا، و قال العبّاس بن عبد المطّلب: يا رسول اللّه إنّي قد كنت مسلما، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اللّه أعلم بإسلامك، فإن يكن كما تقول فاللّه يجزيك بذلك، فأمّا ظاهر أمرك فقد كان علينا، فافد نفسك و ابنيّ أخيك نوفل بن الحارث بن عبد المطلب

ص: 288


1- مسند الإمام أحمد 755/1 رقم 3310.
2- كذا بالأصول، و في المسند:«منه» و هو أشبه، باعتبار ما يرد من كلام العباس.
3- في م: غيرهما.
4- بالأصل «أعلم» و المثبت عن م و المسند.

و عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب، و حليفك عتبة بن عمرو بن جحدم أخو بني الحارث بن فهر» قال: ما ذاك عندي يا رسول اللّه، قال:«فأين المال الذي دفنت أنت و أم الفضل ؟ فقلت لها: إن أصبت في سفري هذا فهذا المال لبنيّ : الفضل و عبد اللّه و قثم»، فقال: و اللّه يا رسول اللّه إنّي لأعلم أنك رسول اللّه إنّ هذا لشيء ما علمه أحد غيري و غير أم الفضل، فاحسب لي يا رسول اللّه ما أصبتم مني عشرين أوقية من مال كان معي، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا، ذاك شيء أعطاناه اللّه منك» ففدى نفسه و ابني أخويه و حليفه، و أنزل اللّه عز و جلّ فيه: يٰا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرىٰ إِنْ يَعْلَمِ اللّٰهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمّٰا أُخِذَ مِنْكُمْ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ ، وَ اللّٰهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (1) فأعطاني اللّه تعالى مكان العشرين الأوقية في الإسلام عشرين عبدا كلهم في يده مال، يضرب به، مع ما أرجو من مغفرة اللّه تعالى (2).

قال: و نا يونس، عن ابن إسحاق قال: و كان أكثر الأسارى يوم بدر فداء العبّاس بن عبد المطلب، و ذلك لأنه كان رجلا موسرا، فافتدى نفسه بمائة أوقية من ذهب.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنا أبو بكر البيهقي (3)،أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا رضوان بن أحمد، قالا: نا أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، نا العباس - و في حديث البيهقي: حدثني العباس - بن عبد اللّه بن معبد عن بعض أهله، عن ابن عباس قال:

لما أمسى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم بدر و الأسارى محبوسون في الوتد - و في حديث البيهقي: بالوثاق - بات رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ساهرا أوّل الليل، فقال له أصحابه: يا رسول اللّه ما لك لا تنام - زاد البيهقي: و قد (4) أسر العباس رجل من الأنصار و قالا - فقال

ص: 289


1- سورة الأنفال، الآية:70.
2- نقله الذهبي في سير الأعلام 82/2-83 و انظر تخريجه فيه.
3- الخبر في دلائل النبوة للبيهقي 141/3.
4- بالأصل و م:«و أسر و قد أسر» حذفنا أسر الأولى بما يوافق عبارة دلائل البيهقي.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«سمعت أنين عمّي العبّاس في وثاقه، فأطلقوه»، فسكت، فنام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا عبيد اللّه بن موسى، أنا إسرائيل، عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه لما أسر الأسارى يوم بدر أسر العباس، أسره رجل من الأنصار، و قد أوعدوه (2) أن يقتلوه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّي لم أنم الليلة من أجل العبّاس، و قد زعمت الأنصار أنهم قاتلوه» فقال عمر: آتيهم يا رسول اللّه ؟ فأتى الأنصار، فقال: أرسلوا العباس، قالوا: إن كان لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم رضا فخذه[5575].

حدّثنا أبو الحسن الفرضي - لفظا - و أبو القاسم بن عبدان - قراءة - قلا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي، نا ابن عائذ، قال: و أخبرني الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، حدّثني يحيى بن أبي كثير:

أنه لما كان يوم بدر أسر المسلمون من المشركين سبعين رجلا، فكان ممن أسر العباس عمّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: فولي وثاقه عمر بن الخطاب، فقال عباس: أما و اللّه يا عمر ما يحملك على شدة وثاقي إلاّ لطمتي إيّاك في رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال: و اللّه ما زادتك تلك عليّ إلاّ كرامة، و لكن اللّه أمرنا بشد الوثاق، قال: فكان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يسمع أنين العبّاس فلا يأتيه النوم، فقالوا: يا رسول اللّه ما منعك من النوم ؟ فقال:«كيف أنام و أنا أسمع أنين عمي»، قال: فزعموا أن الأنصار أطلقوه من وثاقه و باتت تحرسه[5576].

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب، أنا محمّد بن أحمد بن رزق، و الحسن بن أبي بكر، قالا: أنا أحمد بن كامل القاضي، نا القاسم بن العبّاس، نا عبد الواحد بن عمرو العجلي، نا عبد الرحيم بن سليمان، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال:

ص: 290


1- و انظر سيرة ابن هشام 269/2-270 و البداية و النهاية بتحقيقنا 290/3.
2- كذا بالأصول و في سير الأعلام: و وعدوه.

قيل النبي صلى اللّه عليه و سلم حين فرغ من بدر قال: عليك العير ليس دونها شيء، قال: فناداه العبّاس و هو أسير لا يصلح ذلك فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لمه ؟» قال: لأن اللّه عز و جلّ وعدك إحدى الطائفتين، و قد أعطاك ما وعدك (1)[5577].

ح و أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري (2)،أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا أبو بكر - زاد ابن حمدان: بن أبي شيبة - نا عبد الرحيم، عن إسرائيل، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قيل لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - و في حديث ابن حمدان: قيل: يا رسول اللّه - حين فرع من بدر عليك بالعير ليس دونها شيء (3) قال: فناداه العبّاس لا تصلح، قال: فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«لم ؟» - و قال ابن المقرئ: و لم - قال: لأن اللّه وعدك إحدى الطائفتين، و قد أعطاك اللّه ما وعدك[5578].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا الحسن بن علي بن يحيى الشعراني، نا سعيد بن عبدوس بن أبي زيدون، نا محمّد بن يوسف الفريابي، نا إسرائيل، نا سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:

قيل: يا رسول اللّه بعد ما فرغ من بدر عليك بالعير ليس دونها شيء (4)،فقال العبّاس و هو أسير في وثاقه: لا يصلح، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لم» فقال: لأن اللّه وعدك إحدى الطائفتين، فقد أعطاك ما وعدك[5579].

رواه عمرو بن ثابت بن هرمز الكوفي، عن سماك فأرسله:

أخبرناه أبو بكر الشيروي في كتابه، و أخبرني أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن حبيب عنه، أنا أبو بكر الحيري، أنا أبو العباس الأصم.

ص: 291


1- نقله الذهبي في سير الأعلام 83/2 من طريق سماك.
2- في المطبوعة: أبو المظفر القشيري.
3- من هنا سقط من م إلى:«فقال العباس» في الخبر التالي، و سنشير إليه.
4- إلى هنا انتهى السقط من م.

ح و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد، قالا: أنا أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس بن بكير، عن عمرو بن ثابت، عن سماك بن حرب، عن عكرمة قال: قيل لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم بدر:

عليك العير ليس دونها شيء، فقال العبّاس بن عبد المطلب: ليس ذلك لك، قال:

«و لم ؟» قال: لأن اللّه وعدك إحدى الطائفتين، و قد أعطاك اللّه ما وعدك فلا تبغ ما لم يعدك[5580].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل القطان، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن عتّاب، نا القاسم بن عبد اللّه بن المغيرة، نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، قال: قال موسى بن عقبة - قال ابن شهاب: حدّثني أنس بن مالك: أن رجالا من الأنصار استأذنوا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقالوا: ائذن لنا يا رسول اللّه فلنترك لابن أختنا عباس فداءه، فقال:«لا و اللّه لا تذرون درهما»[5581].

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو منصور محمّد بن أحمد بن علي، و أبو المظفّر محمود بن جعفر بن محمّد (1) بن أحمد الكوسج، و أبو الطّيّب محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن سليمان المعروف بسلّة.

ح و أخبرتنا أم الفتوح رابعة بنت معمر بن أحمد بن محمّد اللنبانية (2)،قالت: أنا أبو الطّيّب سلّة، قالوا:

أنا أبو علي الحسن بن علي بن أحمد بن سليمان بن البغدادي، نا الفضل بن الخصيب، نا أبو موسى هارون بن موسى الفروي، نا محمّد بن فليح، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك قال: قالت الأنصار: ذرنا يا رسول اللّه نترك لابن أخينا العبّاس فداءه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا تذرون له درهما واحدا»[5582].

و أخبرناه أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا علي بن

ص: 292


1- قوله:«بن محمد» سقط من م.
2- إعجامها مضطرب بالأصل، و المثبت عن م.

محمّد بن لؤلؤ، نا أبو يحيى زكريا بن يحيى بن عبد الرّحمن السّاجي (1)،نا هارون بن موسى الفروي، نا محمّد بن فليح، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، نا أنس بن مالك: أن رجالا من الأنصار استأذنوا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقالوا: ائذن لنا يا رسول اللّه فلنترك لابن أخينا (2) العباس فداءه، فقال:«و اللّه لا تذرون درهما»[5583].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، نا أبو بكر الشافعي، نا ابن ناجية، حدّثني سفيان بن وكيع، نا عبد اللّه بن إسحاق، عن محمّد بن إسحاق، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: قال العباس: فيّ نزلت مٰا كٰانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرىٰ حَتّٰى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ (3)،فأخبرت النبي صلى اللّه عليه و سلم بإسلامي و سألته أن يحاسبني بالعشرين أوقية التي أخذ مني، فأبى علي، فأبدلني اللّه تعالى بالعشرين أوقية عشرين عبدا كلهم تاجر مالي في يده.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد الطرائفي، نا عثمان بن سعيد الدارمي، نا عبد اللّه بن صالح، حدّثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس في قوله تعالى: يٰا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرىٰ إِنْ يَعْلَمِ اللّٰهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمّٰا أُخِذَ مِنْكُمْ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ وَ اللّٰهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (4)،كان العبّاس قد أسر يوم بدر، ففدى نفسه بأربعين أوقية من المال من ذهب، فقال العبّاس حين نزلت هذه الآية:

لقد أعطانا اللّه خصلتين ما أحبّ أن لي بهما الدنيا: أنّي أسرت يوم بدر ففديت نفسي بأربعين أوقية من الذهب، فآتاني اللّه تعالى أربعين عبدا، و أنا أرجو المغفرة التي وعدنا اللّه عزّ و جلّ (5).

حدّثنا أبو القاسم بن السّمرقندي - إملاء - أنا محمّد بن الحسن بن منازل القارئ، و عبد اللّه بن الحسن بن محمّد الخلاّل، و علي بن طاهر الملقب الخثعمي،

ص: 293


1- بالأصل:«الشاحي» و في م:«الشامي» و كلاهما خطأ و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 197/14.
2- في م: أختنا.
3- سورة الأنفال، الآية:67.
4- سورة الأنفال، الآية:70، و في الأصول «الأسارى» و هي قراءة أبي عمرو، و قراءة الجمهور: الأسرى.
5- الخبر في دلائل النبوة للبيهقي 143/3 و البداية و النهاية بتحقيقنا 290/3.

في آخرين قالوا: أنا محمّد بن محمّد بن محمّد البزار، نا محمّد بن عمرو بن البختري، نا محمّد بن أبي العوام، نا أبي قال: سمعت الهيثم بن معاوية يقول:

للعبّاس بن عبد المطّلب عدّة في كتاب اللّه ليس لغيره: وعده اللّه عز و جلّ إياها فهي تقرأ إلى يوم القيامة تكون له و لولده من بعده، قال اللّه عزّ و جلّ في كتابه: إِنْ يَعْلَمِ اللّٰهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمّٰا أُخِذَ مِنْكُمْ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم للعبّاس (1):«وفيت فوفى اللّه لك»، و ذلك أن الإيمان كان في قلبه[5584].

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو الطّيّب محمّد بن محمّد بن عبد اللّه الشعيري، نا محمّد بن عصام، أنا حفص بن عبد اللّه، نا إبراهيم بن طهمان، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بن مالك قال:

أتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بمال من البحرين فقال:«انثروه في المسجد»، قال: و كان أكثر مال أتى به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى الصّلاة و لم يلتفت إليه، فلما قضى الصّلاة جاء فجلس إليه، فما كان يرى أحدا إلاّ أعطاه، إذ جاءه العبّاس، فقال: يا رسول اللّه أعطني فإني فاديت نفسي، و فاديت عقيلا، قال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«خذ»، فحثا في ثوبه ثم ذهب يقلّه فلم يستطع فقال: مر بعضهم برفعه إليّ ، قال:«لا» قال: فارفعه أنت علي، قال:«لا» قال: فنثر منه ثم احتمله فألقاه على كاهله، ثم انطلق قال: فما زال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يتبعه بصره حتى خفي عنه عجبا من حرصه، فما قام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و ثم منها درهم.

أخرجه البخاري في الصحيح (2) فقال: و قال إبراهيم: فذكره.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (3)،نا عمرو بن عاصم، نا سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال قال:

بعث ابن الحضرمي إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من البحرين بثمانين ألفا ما أتاه مال أكثر منه

ص: 294


1- سقطت اللفظة من م.
2- صحيح البخاري 114/1 في كتاب الصلاة، باب القسمة و تعليق القنو في المسجد.
3- الخبر في المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 503/1.

لا قبل و لا بعد، قال: فنثرت على حصير، و نودي بالصّلاة (1)،قال: و جاء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فمثل (2) قائما على المال، قال: و جاء أهل المسجد، قال: فما كان يومئذ عدد و لا وزن ما كان إلا قبضا قال: فجاء العباس بن عبد المطلب فحثا في خميصة عليه، فذهب يقوم فلم يستطع قال: فرفع رأسه إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: يا رسول اللّه ارفع علي، فتبسم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى خرج ضاحكه أو نابه فقال له: أعد لي (3) المال طائفة و قم بما تطيق، قال: أفعل، فجعل العبّاس يقول و هو منطلق: أما إحدى اللتين وعدنا اللّه فقد أنجزنا، و ما ندري ما يصنع في الأخرى: يٰا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرىٰ (4) إِنْ يَعْلَمِ اللّٰهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمّٰا أُخِذَ مِنْكُمْ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ وَ اللّٰهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5) قال: فهذا خير مما أخذ مني، و لا أدري ما يصنع اللّه في الآخرة، فما زال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ماثلا على ذلك المال حتى ما بقي منه درهم، و ما بعث إلى أهله بدرهم، قال: ثم (6) أتى الصّلاة فصلّى.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن جعفر، أنا سهل بن بشر، أنا أبو الحسن بن منير، أنا أبو طاهر الذهلي (7)،حدّثني محمّد بن خلف بن حيّان، نا محمّد بن القاسم الضرير - يعني أبا العيناء - نا ابن الشاذكوني، نا حفص أبو عمران، عن نجيح، عن أبي سعيد، عن أبي رافع قال: بشرت النبي صلى اللّه عليه و سلم بإسلام العبّاس فأعتقني.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا محمّد بن هارون بن حميد، نا فضل بن سهل، نا عبد العزيز بن أبان، نا إسرائيل، عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: قال عمر للعبّاس: ألم، فو اللّه لأن تسلم أحبّ إليّ من أن يسلم الخطاب و ما ذاك إلاّ ما رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يحبّ فيكون لك سبقا.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل بن الفضيل الفضيلي، أنا أبو القاسم

ص: 295


1- في المطبوعة: للصلاة.
2- في المعرفة و التاريخ: فشدّ.
3- في م و المعرفة و التاريخ:«في».
4- كذا بالأصول و في المعرفة و التاريخ: الأسرى.
5- سورة الأنفال، الآية:70.
6- لفظة «ثم» سقطت من م.
7- في المطبوعة: الزهري.

أحمد بن محمّد الخليلي (1)،أنا أبو القاسم علي بن أحمد الخزاعي، أنا الهيثم بن كليب الشاشي، نا الحسن بن علي بن عفّان العامري، نا إبراهيم بن حمزة، نا إسماعيل بن قيس، عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال:

لما قدم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من بدر استأذنه العبّاس أن يأذن له أن يرجع إلى مكّة حتى يهاجر منها إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اطمئن يا عمّ فإنك خاتم المهاجرين في الهجرة، كما أنا خاتم النبيين في النبوة»[5585].

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا خيثمة بن سليمان، نا نصر بن زكريا - بمكة - نا عبد اللّه بن موسى بن شيبة الأنصاري، نا إسماعيل بن قيس، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد قال:

لما قدم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من بدر و معه العبّاس بن عبد المطلب فقال له: يا رسول اللّه لو أذنت لي فخرجت إلى مكة فهاجرت منها - أو قال: فأهاجر منها - قال:

فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا عمّ اطمئن فإنك خاتم المهاجرين بالهجرة، كما أنا خاتم النبيين في النبوة»[5586].

أخبرنا (2) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد بن أبي عثمان، أنا أبو أحمد بن أبي مسلّم الفرضي، أنا أبو بكر محمّد بن جعفر المطيري، نا الحسن بن عرفة، حدّثني الحارث بن أبي الزبير مولى النوفليين، حدّثني إسماعيل بن قيس بن سعد، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد السّاعدي، قال:

قال العبّاس بن عبد المطلب لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: بأبي أنت و أمي، ائذن لي أذهب إلى مكة حتى أهاجر إليك فأكون من المهاجرين، قال: فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اقعد يا عمّ ، فإنك خاتم المهاجرين، كما أنا خاتم النبيين»[5587].

أخبرناه عاليا أبو بكر محمّد بن الحسين، و أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن عبد الوهاب، و أبو علي الحسن بن المظفّر، و أبو غالب محمّد بن أحمد بن الحسين بن قريش، قالوا: أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمّد الحربي، نا أبو عبد اللّه أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، نا شعيب بن سلمة

ص: 296


1- من قوله: أنا أبو القاسم إلى هنا سقط من م.
2- في المطبوعة: أخبرناه.

الأنصاري، نا إسماعيل بن قيس بن سعيد (1) بن زيد بن ثابت، نا أبو حازم، عن سهل بن سعد قال: استأذن العبّاس بن عبد المطلب النبي صلى اللّه عليه و سلم في الهجرة، فكتب إليه:

«يا عمّ أقم مكانك الذي أنت به، فإنّ اللّه عز و جلّ يختم بك الهجرة كما ختم بي النبوة»[5588].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، و أم المجتبى العلوية قالا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا شعيب بن سلمة - زاد ابن المقرئ: أبو صالح الأنصاري - و قالا: من ولد رفاعة بن رافع بن خديج، نا أبو مصعب إسماعيل بن قيس بن زيد بن ثابت، نا أبو حازم عن سهل - زاد ابن حمدان: بن سعد السّاعدي - قال: استأذن العبّاس - زاد ابن حمدان: بن عبد المطلب، و قالا:- النبي صلى اللّه عليه و سلم في الهجرة فقال - زاد ابن حمدان: له و قالا:«يا عم - أقم مكانك الذي أنت به، فإنّ اللّه عز و جلّ يختم بك الهجرة كما ختم بي النبوة»[5589].

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون الرّوياني، نا العثماني - و هو عثمان بن محمّد بن عثمان - نا الليثي - و هو أحمد بن محمّد - عن إبراهيم بن حمزة الزبيري، عن إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب قال:

لما قدم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من بدر و معه العبّاس أتاه العباس فقال له: يا رسول اللّه ائذن لي أن أرجع إلى مكة حتى أهاجر إليك كما هاجر المهاجرون، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«اجلس يا أبا الفضل، فأنت خاتم المهاجرين كما أنا خاتم النبيين»[5590].

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف (2)،أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3)،أنا هشام بن محمّد بن السّائب، عن أبيه، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال: أسلم كلّ من شهد بدرا مع المشركين من بني هاشم فادى العبّاس نفسه و ابن أخيه عقيلا، ثم رجعوا جميعا إلى

ص: 297


1- كذا بالأصل و م و المطبوعة، و مرّ في الخبر السابق:«سعد».
2- عن م و بالأصل: مسروق، خطأ.
3- طبقات ابن سعد 16/4.

مكة، ثم أقبلوا إلى المدينة مهاجرين.

ح قال: و أنا ابن سعد (1)،أنا إسماعيل بن عبد اللّه بن أبي أويس (2) المدني، حدّثني أبي، عن ابن عباس بن عبد اللّه بن معبد بن عباس أن جده عباسا قدم هو و أبو هريرة في ركب يقال لهم: ركب أبي شمر، فنزلوا الجحفة يوم فتح النبي صلى اللّه عليه و سلم خيبر، فأخبروه أنهم نزلوا الجحفة و هم عامدون للنبي صلى اللّه عليه و سلم و ذلك يوم فتح خيبر، قال: فقسم النبي صلى اللّه عليه و سلم للعبّاس و أبي هريرة في خيبر.

قال محمّد بن سعد: فذكرت هذا الحديث لمحمّد بن عمر، فقال: هذا عندنا وهل، لا يشك فيه أهل العلم و الرواية أنّ العبّاس كان بمكة و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بخيبر قد فتحها، و قدم الحجاج بن علاط السّلمي مكة، فأخبر قريشا عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بما أحبّوا (3)،و أفظع العباس خبره، و ساءه حتى أتاه فأخبره بسلامة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أنه قد فتح خيبر، ثم خرج العباس بعد ذلك، فلحق بالنبي صلى اللّه عليه و سلم بالمدينة فأطعمه بخيبر مائتي وسق تمر في كل سنة، ثم خرج معه إلى مكة، فشهد فتح مكة، و حنينا، و الطائف، و تبوك، و ثبت معه يوم حنين في أهل بيته حين انكشف [الناس] (4) عنه.

أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمّد بن بيان الرزاز، أنا أبو علي الحسين بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان، أنا أبو محمّد جعفر بن محمّد بن أحمد بن الحكم الواسطي، نا أبو العباس محمّد بن يونس الكديمي البصري، حدثنا.

ح و أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل الفضيلي، أنا أحمد بن محمّد الخليلي، أنا علي بن أحمد بن محمّد الخزاعي، أنا الهيثم بن كليب، نا محمّد بن يونس البصري، حدّثني عبد اللّه بن سوار العنبري، نا أبو الأشهب جعفر بن حيّان، عن أبي رجاء العطاردي، عن عبد اللّه بن العباس، حدّثني أبي العباس بن عبد المطلب، قال:

لما كان يوم فتح مكة ركبت بغلة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و تقدمت إلى قريش - و في حديث ابن بيان: إلى مكة - لأردهم عن حرب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقدني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فسأل عني، فقالوا: تقدّم إلى مكة ليرد قريشا عن حربك، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ردّوا عليّ أبي، ردّوا

ص: 298


1- طبقات ابن سعد 17/4.
2- بالأصل و م و المطبوعة:«أوس» و المثبت عن ابن سعد.
3- زيد في ابن سعد: بما أحبوا أنه قد ظفر به و قتل أصحابه فسروا بذلك، و أقطع العباس...
4- الزيادة عن م و ابن سعد.

عليّ أبي - زاد الفضيلي: لا تقتله قريش كما قتلت ثقيف عروة بن مسعود» قال: فخرجت فوارس من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى تلقّوني، فردّوني معهم، فلما رآني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم جهش و اعتنقني باكيا، فقلت: يا رسول اللّه إني ذهبت لأنصركم، فقال:

«نصرك اللّه، اللهمّ انصر العبّاس و ولد العبّاس»، قالها ثلاثا - زاد الفضيلي: اللهمّ انصر العباس و ولد العباس ثلاثا، ثم قال:«يا عمّ أ ما علمت أن المهديّ من ولدك موفقا راضيا مرضيا»[5591].

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد، و أبو غالب أحمد و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن، قالوا: أنا أبو جعفر المعدّل، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، قال: و حدّثني - يعني إسماعيل بن عبد اللّه - عن بكّار بن محمّد بن حارست (1)،عن عبد الرّحمن بن أبي الزناد، عن موسى بن عقبة، عن رجل من الأنصار يرفعه إلى عبادة بن الصّامت، قال:[أخذ] (2) العبّاس بعنان دابة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم حنين حين انهزم المسلمون فلم يزل آخذا بعنان دابته (3) حتى نصر اللّه رسوله و هزم المشركين.

قال: و نا الزبير، حدّثني إبراهيم بن حمزة، حدّثني محمّد بن عثمان بن أبي حرملة مولى بني عثمان، عن حسين بن علي قال:

كان ممن ثبت مع النبي صلى اللّه عليه و سلم يوم حنين: العباس، و علي، و أبو سفيان بن الحارث، و عقيل بن أبي طالب، و عبد اللّه بن الزبير بن عبد المطلب، و الزّبير بن العوام، و أسامة بن زيد.

قال الزبير: و أنشدني له أيضا عمي مصعب بن عبد اللّه في يوم حنين:

ألا هل أتى عرسي مكري و مقدمي *** بوادي حنين و الأسنّة تشرع

و قولي إذا ما النفس جاشت لها قرّي *** و هام قد هدأ بالسيوف و أذرع

و كيف رددت الخيل و هي مغيرة *** بزوراء تعطي في اليدين و تمنع

كأن السّهام المرسلات كواكب *** إذا أدبرت عن عجسها و هي تلمع

و ما أمسك الموت الفظيع بنفسه *** و لكنه ماض (4) على الهول أروع

ص: 299


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة:«جارست».
2- زيادة عن م.
3- بعدها في م: صلى اللّه عليه و سلم.
4- عن م و بالأصل: ماضي.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدثني أبي، نا يزيد بن هارون، أنا إسماعيل - يعني ابن أبي خالد - عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد اللّه بن الحارث، عن العبّاس بن عبد المطلب، قال:

قلت: يا رسول اللّه إنّ قريشا إذا لقي بعضهم بعضا لقوهم ببشر حسن، و إذا لقونا لقونا بوجوه لا نعرفها، قال: فغضب النبي صلى اللّه عليه و سلم غضبا شديدا قال:«و الذي نفسي بيده لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم للّه و لرسوله»[5592].

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه (2)،حدثني أبي، نا جرير بن عبد الحميد أبو عبد اللّه.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، حدّثني جدي، نا جرير.

عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد اللّه بن الحارث، عن عبد المطلب بن ربيعة قال:

دخل العباس على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: يا رسول اللّه إنا مخرج - و في حديث ابن الحصين: إنا لنخرج - فنرى قريشا تتحدث (3)-و قال ابن الحصين: تحدّث (4)-فإذا رأونا سكتوا، فغضب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فدرّ - و في حديث ابن حصين: و درّ - عرق بين عينيه، ثم قال:«و اللّه لا يدخل قلب امرئ الإيمان حتى يحبكم للّه تعالى و لقرابتي»[5593].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا الحسن بن علي، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه، حدّثني أبي، نا حسين بن محمّد، نا يزيد - يعني ابن عطاء - عن يزيد - يعني ابن أبي زياد - عن عبد اللّه بن الحارث بن نوفل، حدّثني عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب قال:

دخل العبّاس على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مغضبا فقال له:«ما يغضبك ؟» قال: يا رسول اللّه ما لنا و لقريش، إذا تلاقوا بينهم تلاقوا بوجوه مبشرة، و إذا لقونا لقونا بغير ذلك، فغضب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى احمرّ وجهه، و حتى استدرّ عرق بين عينيه، و كان إذا

ص: 300


1- مسند الإمام أحمد 1/رقم 1770.
2- مسند الإمام أحمد 445/1 رقم 1777.
3- في م و المطبوعة: تتحدث بحديث.
4- قوله:«و قال ابن الحصين: تحدث» سقط من م و المطبوعة.

غضب استدرّ، فلما سري عنه قال:«و الذي نفسي بيده، و نفس محمد بيده، لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم للّه عزّ و جلّ و لرسوله»، ثم قال:«يا أيها الناس من آذى العبّاس فقد آذاني، إنّما عمّ الرجل صنو (1) أبيه»[5594].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا عبد العزيز بن أحمد - إملاء - نا طلحة بن علي بن الصّقر، نا محمّد بن جعفر القرشي، نا أبو عبد اللّه الحسين بن عمر الثقفي،، نا عثمان بن أبي شيبة، نا جرير بن عبد الحميد، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد اللّه بن الحارث، عن عبد المطلب بن ربيعة، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما بال رجال يؤذوني في العبّاس، و إنّ عمّ الرجل صنو أبيه».

أخبرناه عاليا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، نا علي بن حرب، نا محمّد بن فضيل، نا يزيد بن أبي زياد، عن عبد اللّه بن الحارث، حدّثني عبد المطلب بن ربيعة قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من آذى العبّاس فقد آذاني، إنّما عمّ [الرّجل] (2) صنو أبيه».

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس (3)،نا و أبو النجم الشّيحي، أنا أبو بكر الخطيب، حدّثني عبد العزيز بن علي الوراق، نا محمّد بن أحمد بن محمّد المفيد، نا الحسن بن علي بن شبيب المعمري، قال: قعد أبو بكر بن أبي شيبة في الرصافة يحدّث الناس، فحدّث أوّل المجلس عن ابن فضيل عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد اللّه بن الحارث، حدّثني عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«احفظوني في العباس، فإنه بقية آبائي، و إنّ عمّ الرجل صنو أبيه».

- فزاد في لفظه ما ليس في الحديث، و أبو بكر أبو بكر، ثم أملّه علينا في المجلس الثاني بطوله لم استغرق (4) هذا الكلام فيه.

و رواه خالد بن عبد اللّه الطّحّان، عن يزيد بن أبي زياد، فأرسله و أسقط عبد المطلب من إسناده.

ص: 301


1- الصنو: المثل، يقال لكل نخلتين طلعتا في منبت واحد: صنوان.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن م.
3- في م:«و ابن سعيد قالا نا و أبو النجم...».
4- في م: يستغرق.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا داود بن عمرو، نا خالد بن عبد اللّه، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد اللّه بن الحارث أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«من آذى العباس فقد آذاني، إنّ عمّ الرجل صنو أبيه»[5595].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن قالا: أنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد اللّه بن مهدي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه بن القصّاري، أنا أبي أبو طاهر قالوا: أنا إسماعيل بن الحسن بن عبد اللّه الصّرصري، قالا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن إسماعيل المحاملي - إملاء - نا أبو هشام الرفاعي سنة أربع و أربعين و مائتين، نا محمّد بن فضيل، نا الأعمش، عن أبي سبرة النخعي، عن محمّد بن كعب القرظي (1) قال: كنا نلقى النفر من قريش و هم يتحدثون فيقطعون حديثهم، فذكرنا ذلك للنبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:«و اللّه لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم للّه و لقرابتي»[5596].

أخبرتنا به أم البهاء بنت البغدادي، قالت: أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا أبو كريب، نا (2) محاضر، عن الأعمش، عن أبي سبرة، عن محمّد بن كعب القرظي، عن العباس بن عبد المطلب أنه جلس إلى قوم فقطعوا حديثهم، فذكر ذلك لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«ما بال أقوام إذا جلس إليهم أحد من أهل بيتي قطعوا حديثهم، و الذي نفسي بيده لا يدخل قلب امرئ الإيمان حتى يحبهم للّه و لقرابتهم مني»[5597].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا عبد اللّه بن عدي، أنا محمّد بن منير، أنا عمر بن شبّة، حدّثني عيسى بن عبد اللّه بن محمّد بن عمر بن علي، نا أبي، عن أبيه، عن جده، عن علي قال: قال العبّاس: يا رسول اللّه إنّ قريشا تلقانا فيما بينهم بوجوه لا نلقاها بها، فقال:«أما الإيمان لا يدخل أجوافهم حتى يحبوكم لي»[5598].

ص: 302


1- كذا بالأصل و م، و زيد بعدها في المطبوعة: عن العباس بن عبد المطلب قال.
2- بالأصل «بن» و المثبت «نا» عن م.

أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب بن الحسين الهمذاني - بمرو - أنا أبو القاسم علي بن البسري، أنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد الفرشي، نا الحسين بن يحيى بن عيّاش، نا الحسن بن عرفة، نا مروان بن معاوية الفزاري، عن يحيى بن كثير الكاهلي، نا صالح بن خباب الفزاري، عن عبد اللّه بن شداد بن الهاد، قال:

قال العبّاس بن عبد المطّلب: يا رسول اللّه ما بال قريش يلقى بعضهم بعضا بوجوه تكاد أن تسايل من الودّ، و يلقونا بوجوه قاطبة، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أ و يفعلون ذلك ؟» قال: نعم، و الذي بعثك بالحق، قال: فقال:«و الذي بعثني بالحقّ لا يؤمنوا (1)حتى يحبّوكم لي»[5599].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، نا أبو قلابة النّضر بن عبد الملك بن محمّد بن عبد اللّه الرقاشي، نا محمّد بن كثير العبدي، نا إسرائيل بن يونس، عن عبد الأعلى التغلبي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس:

أن رجلا شتم أبا للعباس في الجاهلية فلطمه العباس، فأخذ قوم هذا السلاح، و أخذ قوم هذا السّلاح، قال: فغضب النبي صلى اللّه عليه و سلم فجاء، فصعد المنبر، فقال:«من أنا؟» قالوا: أنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال:«فإنّ عمّ الرجل صنو أبيه، لا تسبّوا أمواتنا فتؤذوا أحياءنا»، فقالوا: نعوذ باللّه من غضب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم[5600].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك، و أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن محمّد بن البخاري، و أبو الدرّ ياقوت بن عبد اللّه، قالوا:

أنا أبو محمّد الصّريفيني، نا أبو طاهر المخلّص - إملاء-.

ح و أخبرنا أبو القاسم، و أبو البركات أيضا، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص.

ح و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، قالا:

نا عبد اللّه بن محمّد البغوي - إملاء - سنة خمس عشرة و ثلاثمائة، نا الوليد بن شجاع بن الوليد السّكوني (2)،نا عبد الرحيم بن سليمان - زاد عيسى قال: و نا

ص: 303


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: يؤمنون.
2- عن م و بالأصل: السكري.

عبد اللّه بن عمر الجعفي، نا مالك بن إسماعيل، قالا: نا إسرائيل بن يونس، عن عبد الأعلى، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس:

أن رجلا وقع في أب للعباس كان في الجاهلية، فلطمه العباس، فجاء قومه فقالوا: و اللّه لنلطمنّه كما لطمه حتى لبسوا السّلاح، فبلغ ذلك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فصعد المنبر، فقال:«يا أيها الناس، أيّ (1) الناس تعلمون أكرم على اللّه عزّ و جلّ ؟» قالوا:

أنت، قال:«فإنّ العباس مني و أنا منه، لا تسبّوا أمواتنا فتؤذوا أحياءنا»[5601].

انتهى حديث عيسى - و زاد المخلّص: فجاء القوم - فقالوا: يا رسول اللّه نعوذ باللّه من غضبك، فاستغفر لنا، أحسبه قال: فاستغفر لهم.

قال عيسى: هذا لفظ حديث عبد الرحيم.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي، أنا أبو بكر الخرائطي، نا العبّاس بن محمد بن حاتم الدوري، و محمد بن جابر، قالا: نا عبيد اللّه بن موسى.

ح و أخبرنا أبو القاسم النسيب (2) و أبو (3) الحسن بن قبيس، قالا: أنا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (4)،أنا محمد بن أحمد بن رزق، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين العكبري الوراق، نا محمد بن سليمان بن الحارث الباغندي، نا الحارث بن منصور أبو منصور قالا:

نا إسرائيل عن عبد الأعلى، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس أن رجلا - زاد الحارث: من الأنصار - و قالا: وقع في أب كان للعبّاس - و في حديث الحارث: في أب للعباس - في الجاهلية، فلطمه العبّاس، فجاء قومه فقالوا: و اللّه لنلطمنّه كما لطمه، حتى لبسوا - و قال الحارث: و لبسوا - السّلاح، فبلغ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ذلك، فصعد المنبر فقال:

«أيّها الناس، أيّ أهل الأرض أكرمه - و في حديث الخرائطي - تعلمون أكرم - على اللّه تعالى ؟» قالوا: أنت، قال:«فإن العبّاس مني و أنا منه، فلا تسبّوا أمواتنا فتؤذوا الأحياء

ص: 304


1- في سير الأعلام 88/2 أي أهل الأرض أكرم على اللّه.
2- «أبو القاسم النسيب» سقطت من الأصل و استدركت على هامشه و بجانبه كلمة صح.
3- سقطت من الأصل و استدركت عن م.
4- الخبر في تاريخ بغداد 101/4 ضمن ترجمة أحمد بن الحسين، أبي بكر العكبري الورّاق.

-و قال الحارث: أحياءنا-» فجاء القوم فقالوا: يا رسول اللّه نعوذ باللّه من غضبك، فاستغفر لنا.

و أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، نا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد (1) بن جعفر بن حمدان، نا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي، نا حجين بن المثنى، نا إسرائيل، عن عبد الأعلى، عن ابن جبير، عن ابن عباس.

أن رجلا من الأنصار وقع في أب للعباس كان في الجاهلية، فلطمه العبّاس، فجاء قومه فقالوا: و اللّه لنلطمنّه كما لطمه، فلبسوا السلاح، فبلغ ذلك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فصعد المنبر فقال:«أيها الناس، أيّ أهل الأرض أكرم على اللّه ؟» قالوا: أنت، قال:«فإنّ العبّاس مني و أنا منه، و لا تسبّوا أمواتنا فتؤذوا أحياءنا»، فجاء القوم فقالوا: يا رسول اللّه نعوذ باللّه من غضبك.

أخبرنا أبو القاسم المستملي، أنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن، نا الحسن بن أحمد (2) المخلدي - إملاء - أنا علي بن أحمد المحفوظي، نا أبو صالح أحمد بن منصور المروزي، نا عبد العزيز بن أبي رزمة، نا إسرائيل، عن عبد الأعلى، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس.

أن رجلا ذكر أبا للعباس فنال منه، فلطمه العباس فاجتمعوا فقالوا: و اللّه لنلطمنّ العبّاس كما لطمه، فبلغ ذلك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فخطب فقال:«من أكرم الناس عند اللّه ؟» قالوا: أنت يا رسول اللّه، قال:«فإنّ العباس منّي و أنا منه، لا تسبّوا أمواتنا فتؤذوا به الأحياء»[5602].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، نا عبد اللّه بن محمد، حدثني يحيى بن جعفر الواسطي، نا عبد الوهاب الخفّاف، نا إسرائيل، عن عبد الأعلى، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«العبّاس منّي و أنا منه، لا تؤذوا العباس فتؤذوني، من سبّ العباس فقد سبّني»[5603].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر أحمد بن علي

ص: 305


1- مسند الإمام أحمد 644/1 رقم 2734.
2- في المطبوعة: الحسن بن أحمد بن محمد المخلدي.

الحافظ (1)،أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو بكر بن خلاّد، نا أحمد بن كثير بن الصّلت، نا سليمان بن أبي شيخ، نا أبو سفيان الحميري، عن المهدي، عن أبيه المنصور، عن محمد بن علي، عن أبيه، عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا يغسلني العباس فإنه والد، و الوالد لا ينظر إلى عورة ولده»[5604].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا عبد العزيز - إملاء - أنا محمد بن محمد بن مخلد البزار، نا محمد بن عمرو بن البختري الرّزّاز، نا محمد بن غالب، نا محمد بن كثير العبدي، نا إسرائيل، عن عبد الأعلى، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«العبّاس منّي و أنا منه»[5605].

أخبرنا أبو الخير بركة بن منصور بن ملاعب البستنبان، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو بكر أحمد بن سندي بن الحسن بن بحر الحداد، نا الحسين بن محمد عبيد العجل، نا هارون بن حاتم بن (2) بشر البزّاز المقرئ، نا محمد بن عبد الرحمن بن عبد اللّه بن أبي مليكة - لقيته بالمدينة - عن أبي (3) حازم عن سهل بن سعد السّاعدي قال:

كنا مع النبي صلى اللّه عليه و سلم في سفر، فسما لحاجة له، فلحقه العبّاس بكساء فستره، قال:

و قال له:«يا عبّاس سترك اللّه من النار، و ستر ولدك من النّار»[5606].

أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمد بن هارون، نا عثمان بن محمد بن عثمان بن خالد بن عمر بن عبد اللّه بن الوليد بن عثمان بن عفان، نا أحمد بن محمد الليثي، عن إبراهيم بن حمزة الزبيري، عن إسماعيل بن قيس الزيدي (4) الأنصاري، عن أبي حازم سلمة بن دينار عن سهل بن سعد قال:

خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوما بطريق مكة في يوم صائف قائظ شديد حرّه، فدعا بماء ليغتسل فقام العباس بن عبد المطلب بكساء - أو ثوب - فستره - شك سهل - قال سهل:

ص: 306


1- الخبر في تاريخ بغداد 357/4 في ترجمة أحمد بن كثير بن الصلت.
2- عن م و بالأصل «أبو».
3- في م: ابن حازم، خطأ. و اسمه سلمة بن دينار، أبو حازم.
4- الزيدي نسبة إلى زيد بن ثابت الأنصاري، الصحابي.

فنظرت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو رافع رأسه إلى السماء يقول:«اللّهمّ استر العبّاس و ولد العبّاس من النار»[5607].

أخبرنا أبو محمد السّلمي، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا خيثمة بن سليمان، نا الحسن بن جرير الصّوري الزّنبقي، نا إبراهيم بن حمزة الزبيري، نا إسماعيل بن قيس بن سعد الأنصاري، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد قال: كنت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في سفر زمان القيظ إذ نزل.

ح و أخبرنا أبو الفضل محمد بن إسماعيل الفضيلي، أنا أبو القاسم الخليلي، أنا أبو القاسم الخزاعي، أنا الهيثم بن كليب الشاشي، نا الحسن بن علي بن عفان، نا إبراهيم بن حمزة من ولد مصعب بن الزبير، نا إسماعيل بن قيس بن سعد بن زيد بن ثابت، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، قال:

خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في زمان القيظ فنزل (1) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم منزلا فقام يغتسل، فقام العبّاس بن عبد المطلب يستره بكساء من صوف - زاد ابن عفّان: قال سهل: فنظرت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من جانب الكساء و هو رافع رأسه - و قال الزنبقي: يديه - إلى السماء و هو يقول:«اللّهمّ استر العبّاس و ولد العبّاس من النّار»[5608].

أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمد بن هارون، نا ابن إسحاق، نا أبو صالح شعيب بن سلمة، نا إسماعيل بن قيس، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد قال:

أقبل النبي صلى اللّه عليه و سلم من غزاة له في يوم حارّ فوضع له ماء في جفنة يتبرد به، فجاء العبّاس فولاّه ظهره و ستره بكساء كان عليه، فلما فرغ قال:«من هذا؟» قال: عمّك العبّاس، قال: فرفع يديه حتى اطّلعنا عليه من الكساء قال:«سترك اللّه يا عمّ ، و ستر (2)ذرّيتك من النار»[5609].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمد أحمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان، أنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمد بن أبي مسلّم الفرضي، أنا أبو بكر محمد بن

ص: 307


1- بالأصل:«فنزل إلى رسول اللّه» و المثبت يوافق عبارة م.
2- سقطت اللفظة من م و المطبوعة.

جعفر المطيري، نا الحسن بن عرفة، حدثني الحارث بن أبي الزبير، حدثني إسماعيل بن قيس بن سعد، حدثني أبو حازم عن سهل بن سعد قال:

كنت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في بعض أسفاره فنزلنا منزلا في يوم قائظ شديد القيظ قال أبو علي - يعني شديد الحر - قال: فقام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ليغتسل، فوثب إليه العبّاس بكساء له من صوف فستره حتى اغتسل و فرغ من غسله، و كنت معه (1) قريبا، قال: فنظرت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و قد رفعها - يعني يديه - إلى السماء حتى طلعتا من الكساء، فسمعته و هو يقول:«اللّهمّ استر العبّاس و ولد العبّاس من النار»[5610].

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو البركات بن المبارك، و أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن محمد، و أبو الدرّ ياقوت بن عبد اللّه، قالوا: أنا أبو محمد الصّريفيني، قالوا: أنا أبو طاهر المخلّص - إملاء - و قال ابن المسلمة: أنا أبو طاهر - قراءة - نا أبو عبد اللّه أحمد بن سليمان بن داود الطوسي في سنة اثنتي عشرة و ثلاثمائة، حدثني الزبير - يعني ابن بكار - حدثني محمد بن حسن، عن إسماعيل بن قيس بن سعد بن زيد بن ثابت الأنصاري، حدثني أبو حازم بن دينار، عن سهل بن سعد السّاعدي، قال:

كنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في سفر، فلما قفل نزلنا - و في حديث ابن المسلمة: نزل و نزلنا - في منزل في القيظ ، فقام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يغتسل، و قام العبّاس يستره بكساء من صوف، قال: فرأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من جانب الكساء رافعا يديه إلى السماء و هو يقول:

«اللّهم استر العبّاس من النار»[5611].

أخبرناه عاليا أبو الحسن علي بن عبيد اللّه بن الزاغوني، أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أبو بكر أحمد بن محمد بن أبي شيبة البزّاز - إملاء - في المسجد الجامع في ذي القعدة سنة أربع عشرة و ثلاثمائة، نا علي بن عمرو الأنصاري، نا إسماعيل بن قيس بن سعد بن زيد بن ثابت، أنا أبو حازم، عن سهل بن

ص: 308


1- استدركت اللفظة على هامش م.

سعد قال: غزونا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من قيظ فقام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يغتسل، و قام العبّاس يستره بشملة له، قال: فرفع رأسه إلى السماء ثم قال:«اللّهمّ استر العبّاس و استر ولده من النار»[5612].

و أخبرناه أبو عبد اللّه الخلاّل، و فاطمة بنت ناصر، قالا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا شعيب، نا أبو مصعب، نا أبو حازم، عن سهل بن سعد السّاعدي قال:

أقبل النبي صلى اللّه عليه و سلم من غزاة له في يوم حارّ فوضع له ماء يتبرّد به، فجاء العبّاس فولاّه ظهره، و ستره بكساء كان عليه، فلما فرغ النبي صلى اللّه عليه و سلم رفع يديه حتى طلعتا علينا من الكساء و قال:«سترك اللّه يا عمّ و ذريّتك من النار»[5613].

و أخبرناه (1) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، نا عيسى بن علي - إملاء - نا أبو القاسم عبد اللّه بن محمد بن عبد العزيز - إملاء - حدثني أحمد بن عبد الصمد أبو أيوب الأنصاري، نا إسماعيل بن قيس الأنصاري، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد قال:

خرجنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في القيظ فقام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ذات يوم ليقضي حاجته فقام إليه العباس فستره بكساء من صوف فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من ؟» فقال: عمّك العبّاس (2) يا رسول اللّه، قال: فكأني انظر إليه من خلل الكساء و هو رافع رأسه إلى السماء و هو يقول:«اللّهمّ استر العبّاس و ولد عبّاس من النّار»[5614].

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر بن السبط ، و أبو غالب بن البنا، قالا: أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ الوراق، نا أبو بكر بن المجدّر البيع، نا عبد اللّه بن موسى بن شيبة الأنصاري، نا إسماعيل بن قيس بن سعد بن زيد بن ثابت الأنصاري، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد الساعدي قال:

خرجنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في بعض أسفاره في القيظ قال: فقام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ذات يوم لبعض حاجاته - أو قال: يتوضأ - فقام إليه العبّاس بن عبد المطّلب فستره بكساء من

ص: 309


1- في م و المطبوعة: أخبرناه.
2- في المطبوعة: عمك يا رسول اللّه العباس.

صوف، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من هذا؟» قال: عمك يا رسول اللّه العبّاس، قال: فكأني انظر إليه من خلل الكساء و هو رافع رأسه إلى السماء و هو يقول:«اللّهمّ استر العبّاس و ولد العبّاس من النّار»[5615].

و أخبرنا (1) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد، حدثني إبراهيم بن سعيد الجوهري، نا إسماعيل بن قيس، حدثني أبو حازم عن سهل بن سعد، قال:

كنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في سفر القيظ فقام يغتسل، فقام العباس يستره فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«اللّهم استر العبّاس و ولده من النّار» (2)[5616].

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي، نا خيثمة، نا يحيى بن أبي طالب.

ح و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب (3)،أنا أبو سعيد محمد بن موسى الصّيرفي، نا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، نا يحيى بن جعفر بن أبي طالب الواسطي، أنا عبد الوهاب بن عطاء، عن ثور بن يزيد، عن مكحول، عن كريب، عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - زاد عبد الكريم:

للعبّاس بن عبد المطلب - و قالا:

إذا كانت - و في حديث عبد الكريم: كان - غداة - الاثنين فائتني أنت و ولدك، فغدا و غدونا معه، فألبسنا - زاد عبد الكريم - رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و قالوا:- كساء له ثم قال:

و في حديث عبد الكريم و قال:«اللّهم اغفر للعبّاس و لولده - و في حديث عبد الكريم:

و ولده - مغفرة ظاهرة باطنة لا تغادر ذنبا، اللّهم اخلفه في ولده»[5617].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا عبد اللّه بن سليمان، نا إسحاق بن حاتم العلاّف، نا عبد الوهاب، عن ثور، عن

ص: 310


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: و أخبرناه.
2- نقله الذهبي في سير الأعلام من طريق إسماعيل بن قيس بن سعد 89/2 قال: و له طرق، و انظر مجمع الزوائد 269/9.
3- الخبر في تاريخ بغداد 24/11 في ترجمة عبد الوهّاب بن عطاء، أبو نصر الخفاف. و نقله مختصرا الذهبي في سير الأعلام عن ثور 89/2 و انظر تخريجه فيه.

مكحول، عن كريب، عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:[للعباس] (1)«إذا كان يوم الاثنين فائتني أنت و ولدك» قال: فغدا و غدونا معه، فألبس العبّاس كساء ثم قال:«اللّهم اغفر للعبّاس و ولده مغفرة ظاهرة باطنة لا تغادر ذنبا، اللّهم اخلف في ولده»[5618].

أخبرتنا به فاطمة بنت محمد قالت: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا إسحاق بن حاتم، نا عبد الوهاب بن عطاء، عن ثور بن يزيد، عن مكحول، عن كريب مولى ابن عباس، عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم للعباس:«إذا كان عشية الاثنين فائتني أنت و ولدك»، فأجلس العباس و ولده و ألقى عليهم كساء له ثم قال:«اللّهمّ اغفر للعباس و ولده مغفرة ظاهرة و باطنة لا تغادر ذنبا، اللّهم اخلفه في ولده»[5619].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا محمد بن يونس، نا عبد اللّه بن عثمان بن إسحاق بن سعد بن أبي وقاص الوقّاصي، نا جدي أبو أمّي مالك بن حمزة بن أبي أسيّد الأنصاري، عن أبي أسيد الأنصاري الخزرجي البدري أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال للعباس بن عبد المطلب:

«يا أبا الفضل لا ترم منزلك غدا أنت و بنوك، فإنّ لي فيكم حاجة» فانتظروه، فجاء فقال:«السلام عليكم» قالوا: و عليك السّلام و رحمة اللّه و بركاته، قال:«كيف أصبحتم ؟» قالوا:[بخير، نحمد اللّه، كيف أصبحت أنت يا رسول اللّه قال:] (2)«بخير أحمد اللّه»، فقال:«تقاربوا ليزحف بعضكم إلى بعض - ثلاثا-» فلما أمكنوه اشتمل عليهم بملاءته و قال:«هذا العبّاس عمّي و صنو أبي، و هؤلاء أهل بيتي، اللّهمّ استرهم من النار كستري إياهم بملاءتي هذه» قال: فأمّنت أسكفة الباب و حوائط البيت آمين آمين ثلاثا[5620].

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالوا: أنا أبو جعفر محمد بن أحمد، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزبير بن بكّار، حدثني ساعدة بن عبيد اللّه، عن داود بن عطاء، عن موسى بن عبيدة

ص: 311


1- سقطت من الأصل و قد وضعت إشارة تحويل إلى الهامش، لكنه لم يكتب عليه شيء، و اللفظة استدركت عن م.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.

الرّبذي (1)،عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«اللّهمّ إن عمي العبّاس حاطني بمكة من أهل الشّرك و أخذني (2) على الأنصار، و نصرني في الإسلام مؤمنا باللّه مصدّقا بي (3)،اللّهمّ فاحفظه و حطه، و احفظ له ذريته من كل مكروه» هذا منقطع[5621].

أخبرنا آباء محمد: هبة اللّه بن أحمد المزكّي، و عبد الكريم بن حمزة، و طاهر بن سهل بن بشر قالوا: أنا أبو الحسين بن مكي، أنا محمد بن أحمد بن العبّاس الإخميمي، نا محمد بن عبد اللّه بن سعيد المهراني، نا الحسن بن محمد بن الصباح، نا شبابة، نا ورقاء، عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال:

بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عمر بن الخطاب ساعيا على الصّدقة، فمنع ابن جميل و خالد بن الوليد، و العباس بن عبد المطلب، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما ينقم ابن جميل إلاّ إن كان فقيرا فأغناه اللّه، و أما خالد فإنكم تظلمون خالدا، إن خالدا قد احتبس أدراعه و أعواده في سبيل اللّه، و أما العبّاس عمّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فهي عليّ و مثلها معها» ثم قال:

«أ ما (4) شعرت أن عمّ الرجل صنو أبيه»[5622].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا محمد بن يونس بن موسى، نا أبو علي الحنفي، نا عبد الرحمن بن أبي الزّناد، عن أبيه، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: أخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بيد العباس فقال:«هو عمّي و صنو أبي»[5623].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد، نا محمد بن يزيد الرفاعي، نا وهب بن جرير، نا أبي قال:

سمعت الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن علي قال: قلت لعمر: أ ما تذكر حين شكوت العبّاس إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم، فقال:«أ ما علمت أن عمّ الرجل صنو أبيه»؟ [5624].

ص: 312


1- إعجامها مضطرب بالأصل، و المثبت عن م.
2- كذا رسمها بالأصل و م، و في المطبوعة: و أخذ لي.
3- في المطبوعة: لي.
4- عن م و بالأصل:«ما».

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمد بن أبي عثمان، و أبو طاهر أحمد بن محمد بن إبراهيم.

ح و أخبرناه أبو عبد اللّه محمد بن أحمد، أنا أبي أبو طاهر قالا: أنا إسماعيل بن الحسن الصرصري، أنا أبو عبد اللّه المحاملي، نا يوسف، نا جرير، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن علي أنه قال لعمر: أ ما تذكر حين بعثك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ساعيا على الصّدقة فأتيت العبّاس فمنعك الصّدقة، فانطلقت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقلت: إنّ العبّاس منعني الصّدقة فقال:«إنّ عمّ الرجل صنو أبيه»[5625].

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا أبو محمد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو بكر الأنصاري، نا أبو محمد الجوهري - إملاء - أنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمد الخرقي (1)،نا محمد بن هارون بن بريّة الهاشمي، نا إبراهيم بن أحمد بن إسماعيل الحسني، نا عمي الحسين بن إبراهيم، حدثني أبي، عن يحيى بن عبد اللّه بن الحسن، عن أبيه عبد اللّه بن الحسن، عن أبيه الحسن بن الحسن، عن أبيه الحسن بن علي، عن أبيه عليّ بن أبي طالب قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«العبّاس بن عبد المطلب عمّي و صنو أبي، فمن شاء فليباه (2) بعمّه»[5626].

أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمد، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، قال: قرئ على أبي نصر أحمد بن المظفّر بن الطوسي بالموصل، حدثكم أبو بكر عبد اللّه بن حيّان بن عبد العزيز الأزدي الموصلي، نا عبد اللّه بن محمد بن ناجية، نا الحسين بن معاذ بن خليف، نا عبد اللّه بن محمد أذينة، عن عطارد الطائي، نا حسين بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«احفظوني في العبّاس فإنه عمي و صنو أبي»[5627].

كذا قال، و إنّما هو حسين بن عبد اللّه بن ضميرة.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (3)،نا إسماعيل بن داود بن وردان البزّاز المصري، نا

ص: 313


1- بالأصل و م:«الحرفي» خطأ، و الصواب ما أثبت و ضبط عن الأنساب، ذكره السمعاني و ترجم له.
2- بالأصل و م:«فليباهي».
3- الخبر في الكامل لابن عدي 358/2 في ترجمة حسين بن عبد اللّه بن ضميرة الحميري.

هارون بن سعيد الأيلي، نا أنس بن عياض، حدثني حسين بن عبد اللّه بن ضميرة، عن أبيه، عن جده، عن علي أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«احفظوني في العبّاس، فإنه عمي و صنو أبي»[5628].

و أخبرناه جدي القاضي أبو المفضّل يحيى بن علي القرشي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن داود الرّزّاز (1)،نا أبو عمرو بن السّماك، نا أحمد بن محمد أبو عبد اللّه الباهلي، نا جدي محمد بن إسماعيل المديني، عن حسين بن عبد اللّه بن ضميرة، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«استوصوا بالعبّاس خيرا فإنه عمي و صنو (2) أبي» (3)[5629].

أخبرنا أبو القاسم، أنا إسماعيل، أنا عبد الرحمن بن محمد الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي، نا محمد بن هارون بن حسّان الرّقّي، أنا أحمد بن عمرو، و أحمد بن سعيد، و ابن أبي رومان، قالوا: أنا ابن وهب، أخبرني القاسم بن عبد اللّه، و شمر بن نمير، عن الحسين بن عبد اللّه، عن أبيه، عن جده، عن عليّ أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«استوصوا بالعبّاس خيرا فإنه عمّي و صنو أبي»[5630].

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم.

ح و أنبأنا أبو الفتح الحداد، أنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن عبيد اللّه، قالا: نا سليمان بن أحمد الطبراني (4)،نا علي بن محمد بن علي بن إبراهيم بن عمر (5) بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، حدثني موسى بن عبد اللّه بن موسى بن عبد اللّه بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، حدثني أبي عبد اللّه بن موسى، عن أبيه موسى بن عبد اللّه، عن أبيه عبد اللّه، عن أبيه الحسن بن الحسن (6)،عن أبيه الحسن بن علي بن أبي طالب قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«احفظوني

ص: 314


1- بالأصل و م:«الوزاز» خطأ، و الصواب ما أثبت «الرزاز» و انظر ترجمته في سير الأعلام 369/17 و اسمه فيها: علي بن أحمد بن محمد بن داود الرزاز، أبو الحسن البغدادي.
2- عن م و بالأصل: صنو أبي.
3- نقله الذهبي في سير الأعلام 90/2-91 من طريق حسين بن عبد اللّه بن ضميرة، و انظر تخريجه فيه.
4- الخبر في المعجم الصغير للطبراني ط دار الفكر 207/1.
5- «بن عمر» سقطت من المعجم الصغير.
6- «عن أبيه الحسن بن الحسن» سقط من المعجم الصغير.

في العبّاس فإنه بقية آبائي»[5631].

قال الطّبراني: لا يروى هذا الحديث عن الحسن بن علي إلاّ بهذا الإسناد.

أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن عبد اللّه بن داود المغربي، و أبو بكر محمد بن عبد العزيز بن علي بن عمر بن أبي حامد البغدادي، قالا: أنا أبو نصر الزينبي، أنا أبو بكر محمد بن عمر بن علي بن خلف بن محمد بن زنبور الوراق، نا أبو محمد بن صاعد، نا أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي، نا محمد بن عون أبو عون الزيادي، نا محمد بن ذكوان، نا منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد اللّه بن مسعود.

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم بعث عمر على الصّدقة ساعيا و أمره أن يقبضها من أهلها و يضعها في حقها، و أن عمر أتى العباس فأغلط له، فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:«عمّ الرجل صنو أبيه، و إنّا تعجّلنا صدقة العباس»[5632].

أخبرنا أبو البركات يحيى بن عبد الرحمن بن حبيش الفارقي، و أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن صرما (1)،قالوا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى قال: قرئ علي أبي الحسن محمد بن نوح الجنديسابوري، و أنا أسمع، قيل له: حدّثكم علي بن حرب، نا إسحاق بن حيّوية (2) أبو يزيد العطار، نا ثمامة بن عبيدة أبو خليفة، نا عبد اللّه أبو عبد الرّحمن، عن أبيه (3)،عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد اللّه قال:

بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عمر بن الخطاب ساعيا على الصّدقة، فأول من لقيه العبّاس بن عبد المطلب، فقال له: يا أبا الفضل هلمّ صدقة مالك، فقال له: كيت و كيت، و أغلظ (4) له في القول، فقال له عمر: أما و اللّه لو لا اللّه و منزلتك من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لكافيتك ببعض ما كان منك، فافترقا، و أخذ هذا في طريق و هذا في طريق، فجاء عمر حتى دخل على علي بن أبي طالب فقال له: يا أبا الحسن إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعثني ساعيا على الصّدقة، فأول من لقيت عمّك العبّاس بن عبد المطلب

ص: 315


1- عن م و بالأصل: صوما.
2- كذا رسمها بالأصل و م، و في المطبوعة: جبرية.
3- «عن أبيه» سقط من المطبوعة.
4- في المطبوعة: كيت و كيت، و أنبه و أغلط له.

فقلت: يا أبا الفضل هلمّ صدقة مالك، فأنّبني و أغلظ [لي] (1) في القول، فقلت له: أم و اللّه لو لا اللّه و منزلتك من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لكافأتك ببعض ما كان منك، فأخذ علي بيد عمر حتى دخلا على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال عمر: يا رسول اللّه بعثتني ساعيا على الصّدقة فأول من لقيت عمّك العبّاس بن عبد المطلب فقلت: يا أبا الفضل هلمّ صدقة مالك، فقال لي: كيت و كيت و أنّبني و أغلظ لي في القول، فقلت: أم و اللّه لو لا اللّه و منزلتك من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لكافأتك ببعض ما كان منك، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا عمر أكرمه أكرمك اللّه، أ ما علمت أن عمّ الرجل صنو أبيه، لا تكلم العبّاس فإنّا قد تعجّلنا منه صدقة سنتين»، قال: فقال ابن مسعود: أثبتها فإنها من أمهات العلم، و ما قال لي في طول ما صحبته لشيء قط أثبته غير هذا[5633].

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا محمد بن أحمد بن محمد بن الآبنوسي، أنا أبو الحسن الدار قطني، نا أبو ذرّ أحمد بن محمد بن أبي بكر الواسطي، نا الحسن بن محمد بن الصّباح، نا بهلول بن عبيد، نا الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا تؤذوا العبّاس فتؤذوني، من سبّ العبّاس فقد سبّني، إنّ عمّ الرجل صنو أبيه»[5634].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو بكر محمد بن علي بن محمد بن النّضر الدّيباجي، نا أحمد بن محمد بن سعيد - هو ابن عقدة - نا سعيد بن عثمان بن بكر الأهوازي، نا زكريا بن يحيى الرّقاشي، نا إسماعيل بن عبد الملك، عن الأعمش، عن الشعبي و هو (2) عن عمه - و هو قيس بن عبد - عن عبد اللّه بن مسعود قال: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم انتشل يد العبّاس بن عبد المطلب و قال:«هذا عمّي صنو أبي، و سيد عمومتي من العرب، و هو معي في السناء الأعلى من الجنة»[5635].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عاصم بن الحسن بن محمد، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أحمد بن محمد بن عقدة، نا محمد بن سليمان بن بزيغ، نا نصر

ص: 316


1- الزيادة عن م، سقطت من الأصل.
2- لفظة «و هو» سقطت من م و المطبوعة.

-هو ابن مزاحم - نا شريك، عن إسماعيل المكي، عن سليمان الأحول، عن أبي رافع قال:

بعث النبي صلى اللّه عليه و سلم عمر ساعيا على الصّدقة فأتى العبّاس يطلب صدقة ماله فأغلظ له، فأتى النبي صلى اللّه عليه و سلم فذكر ذلك له، فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:«يا عمر، أ ما علمت أن عمّ الرجل صنو أبيه، إنّ العبّاس أسلفنا صدقة العام عام أول»[5636].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، نا أبو بكر الشافعي، نا أبو عبد اللّه الحسين بن (1) عمر الثقفي، نا أبي، نا حصين بن المخارق، عن الأعمش عن أبي رزين، عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:[«العباس] (2) عمي و صنو أبي»[5637].

أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع (3)،أنا أبو محمد رزق اللّه بن عبد الوهاب، أنا أحمد بن محمد بن أحمد بن حمّاد، نا أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة، نا أحمد بن موسى بن إسحاق، نا إسحاق بن مقاتل الأسدي، نا إبراهيم بن عثمان، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللّه: أن رجلا أغلظ للعباس بن عبد المطلب فغضب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و قال للرجل:«أ ما علمت أن عمّ الرجل صنو أبيه»[5638].

أخبرنا أبو محمد السّلمي، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، نا خيثمة بن سليمان، نا محمد بن عوف الحمصي، نا العباس بن إسماعيل، نا إسحاق بن كعب مولى الهاشميين، نا موسى بن عمير، عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب، عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«عمّ الرجل صنو أبيه»[5639].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنا أبو طالب محمّد بن علي بن الفتح العشاري، نا أبو الحسين محمد بن أحمد بن سمعون (4)،أنا محمد بن جعفر المطيري، نا أبو خراسان - و هو محمد بن أحمد - نا موسى بن داود، نا مندل، عن عبيد اللّه بن عمر، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عبّاس، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«لا

ص: 317


1- في م:«الحسين بن محمد عمر الثقفي».
2- سقطت من الأصل و استدركت عن م.
3- بعدها في المطبوعة:«و أبو صالح عبد الصمد» و قد سقط من الأصل و م.
4- عن م و بالأصل: مسعود.

تؤذوني في العبّاس فإنّ عمّ الرجل صنو أبيه»[5640].

أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن عبد اللّه بن مندويه (1)،أنا علي بن محمد بن أحمد الحسناباذي، أنا أحمد بن محمد بن موسى بن الصلت الأهوازي، نا أبو العباس بن عقدة، نا عبد اللّه بن محمد بن أحمد بن نوح القرادي، نا أبي، نا الحسن بن محمد الليثي، نا أبو جعفر المنصور، حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن عبد اللّه بن عباس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من آذى العباس فقد آذاني، إنّما عمّ الرجل صنو أبيه»[5641].

قال: و نا ابن عقدة، أنا أحمد بن يوسف الجعفي، نا محمد بن إسحاق، نا الحسن بن محمد الليثي، حدثني أبو جعفر أمير المؤمنين المنصور، عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من آذى العباس فقد آذاني، إنما عمّ الرجل صنو أبيه»[5642].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو السحين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد، نا عبد اللّه بن عمر، نا يحيى بن يمان، نا العباس بن عوسجة، عن عطاء الخراساني قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«العباس عمّي، و صنو أبي، من آذاه فقد آذاني»[5643].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن محمد بن إبراهيم بن محمد بن المطرّز، أنا أحمد بن جعفر بن محمد بن الفرج الخلاّل، أنا علي بن حمّاد بن هشام الخشّاب، نا أحمد بن محمد بن عمر اليمامي، نا علي بن أبي علي اليمامي، نا خزيم (2) بن أوفى بن أيمن السعدي قال: سمعت عبد اللّه بن قيس بن عاصم يقول: سمعت أبي يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«العباس عمّي و صنو أبي و بقية آبائي، اللّهمّ اغفر له ذنبه، و تقبّل منه أحسن (3) ما عمل، و تجاوز عنه سيّئ ما عمل، و أصلح له في ذريته»[5644].

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالوا: أنا أبو

ص: 318


1- في م: منده.
2- في م:«حريم».
3- في المطبوعة: حسن.

جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر الذّهبي، نا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزبير بن بكّار، حدثني عتيق بن يعقوب بن صديق، عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن يزيد بن عبد اللّه بن الهاد، عن عبد اللّه بن أبي بكر أنه بلغه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«احفظوني في عمّي عباس، فإن عمّ الرجل صنو أبيه»[5645].

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الحسن الدار قطني، أنا عبيد اللّه بن أحمد التميمي، أنا سهل بن علي الدوري، أنا أبو الحسن الأثرم قال: قال أبو عبيدة: و في الحديث أنّ النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«أ ما (1) علمت أن عمّ الرجل صنو أبيه».

و الصنوان: الأصل الواحد له فرعان، يقول: عمّي صنو أبي، أي (2) أبوهما واحد، و هما مفترقان.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، قالا: نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب، أنا محمد بن أحمد بن رزق، نا أبو بكر محمد بن إسماعيل بن محمد القاضي، نا الحسن بن الطيب بن حمزة، نا محمد بن يحيى الحجري القاضي، نا عبد اللّه بن الأجلح الكندي، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: جاء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى العباس يعوده، فدخل عليه و العباس على سرير له، فأخذ بيد النبي صلى اللّه عليه و سلم فأقعده في مكانه فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:«رفعك اللّه يا عمّ »[5646].

أخبرنا (3) أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب، أنا محمد بن أحمد بن رزق، نا أبو حفص عمر بن أحمد بن محمد الخلاّل المعدّل، نا الحسين بن عمر بن أبي الأحوص، نا محمد بن يحيى الحجري، نا عبد اللّه بن الأجلح، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: جاء النبي صلى اللّه عليه و سلم يعود العباس فأخذ بيده العباس حتى صعد إليه على السرير، فأقعده في مجلسه و قال:«رفعك اللّه يا عمّ ».

كتب به إلي أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن إبراهيم، ثم أخبرنا أبو القاسم

ص: 319


1- عن م، و بالأصل: ما.
2- بالأصل و م:«أبي» و المثبت عن المطبوعة.
3- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: أخبرناه.

فضائل بن الحسن بن فتح الكناني (1)،أنا سهل بن بشر، أنا محمد بن الحسين (2) بن الطّفّال، أنا محمد بن أحمد الذهلي، نا الحسين بن عمر بن إبراهيم، نا محمد بن يحيى الحجري، نا عبد اللّه بن الأجلح، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:

جاء النبي صلى اللّه عليه و سلم يعود العبّاس فأخذ بيده العبّاس حتى صعد إليه على السرير فأقعده في مجلسه فقال:«رفعك اللّه يا عمّ »[5647].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و ابن سعيد قالا: نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (3)،أنا محمد بن أحمد بن رزق، نا أبو القاسم عبد اللّه بن عبيد اللّه بن يحيى بن محمد البزار العسكري المقرئ، نا محمد بن السّري بن سهل القنطري (4)،نا عبد اللّه بن أحمد، نا أحمد بن روح، نا حبيب بن مطر السّدوسي، حدثني علي بن عبد اللّه أبو الحسن، عن عطاء، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اللّهم اغفر للعباس و لولد العبّاس و لمن أحبهم»[5648].

قال: و أنا ابن رزق، أنا أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد الأدمي، نا عبد اللّه بن محمد (5) الدورقي، أنا أحمد بن روح البصري بإسناده مثله سواء.

أخبرناه عاليا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح العشاري، نا أبو الحسين محمد بن أحمد بن إسماعيل بن سمعون، نا أبو بكر محمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد الدّورقي، نا أحمد بن روح البصري، نا حبيب بن مطر السّدوسي، أنا علي بن عبد اللّه أبو الحسن، عن عطاء، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اللّهم اغفر للعباس، و لولد العباس و لمن أحبّهم»[5649].

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، و أبو المطهّر (6) عبد المنعم بن أحمد الشّامكاني (7)،قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا

ص: 320


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: الكتاني.
2- بالأصل و م:«الحسن» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 664/17.
3- الخبر في تاريخ بغداد 39/10 في ترجمة عبد اللّه بن عبيد اللّه بن يحيى.
4- ترجمته في تاريخ بغداد 118/5.
5- كذا بالأصل و م، و هو خطأ و الصواب «أحمد» انظر ترجمته في تاريخ بغداد 371/9 و انظر تاريخ بغداد 39/10.
6- عن م و بالأصل: أبو المظفر خطأ.
7- الشامكاني نسبة إلى شامكان، من قرى نيسابور (ياقوت).

أحمد بن الحسن (1) المقرئ، نا محمد بن يحيى الكسائي المقرئ، حدثني أبو سحبل عبد الوهاب بن حريش الهمداني، و الليث بن خالد أبو الحارث المقرئ، و أبو محمد اليزيدي هاشم بن محمد قالوا: نا الكسائي علي بن حمزة، عن عبد الملك، عن عطاء، عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم للعبّاس بن عبد المطلب:: «اللّهمّ اغفر للعباس و ولد العباس و لمحبّي ولد العباس و شيعتهم».

قال أبو هريرة: ثم رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم قد ضرب بيديه على منكب العباس فقال:«يا ربّ هذا عمي و صنو أبي، اللّهمّ لا تفجعني به كما فجعتني (2) بعمّي حمزة يوم أحد، و كان أمرك يا ربّ قدرا مقدورا» ثم رأيت عينيه تذرفان بالدموع.

قال أبو هريرة: ثم رأيته صلى اللّه عليه و سلم قد رفع يديه و هو يدعوه (3) و يقول:«اللّهم اغفر للعباس ما أسرّ و ما أعلن، و ما أبدى و ما أخفى، و ما كان و ما يكون منه و من ذرّيته إلى يوم القيامة».

قال أبو هريرة: و كان في المجلس عبد اللّه بن العبّاس، و عبد اللّه بن جعفر، و عقيل، و عليّ ، و فاطمة، و الحسن، و الحسين فقال: هؤلاء أهلي، اللّهمّ فأذهب عنهم الرجس و طهّرهم تطهيرا».

قال علي بن حمزة الكسائي: فحدّثت به الرشيد فاستحسنه و قال: يا أبا الحسن كل يوم تجيئنا بفائدة، و دعا بدواة و قرطاس فكتبه بخطه و قال: ما سمعت قط حديثا أحسن من هذا، و أمر لي بعشرة آلاف درهم[5650].

كذا وقع في هذه الرواية و قد أسقط منه محمد بن الفضل.

أخبرناه أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو عمر الحسن بن عثمان بن أحمد الواعظ ، أنا جعفر بن محمد بن أحمد بن الحكم الواسطي، نا أبو علي أحمد بن الحسن الكسائي، نا محمد بن يحيى الكسائي، حدثني أبو الحارث الليث بن خالد المروزي، و أبو مسحل (4) عبد الوهاب بن حريش (5)

ص: 321


1- في م: أحمد بن الحسن بن علي بن الحسن المقرئ.
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: فجعت.
3- في م: يدعو.
4- كذا بالأصل هنا، و قد مرّ أبو سحبل في الخبر السابق، و أبو مسحل لقب كما في ترجمته في تاريخ بغداد، و كنيته أبو محمد (تاريخ بغداد 25/11).
5- سقطت اللفظة من الأصل و استدركت عن م.

الهمداني، و هشام البربري كذا في الكتاب، و الصواب: و هاشم اليزيدي قالوا: نا علي بن حمزة، عن محمد بن الفضل، عن عبد الملك، عن عطاء، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«اللّهمّ اغفر للعبّاس، و لمحبي ولد العباس و شيعة العباس» لم يزد على (1) هذا[5651].

أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي قالوا: أنا محمد بن أحمد بن محمد، أنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس، أنا أبو عبد اللّه الطوسي، نا الزبير بن بكّار، قال: و حدثني محمد بن يحيى، عن عبد العزيز بن عمران، عن أبان بن محمد، عن الأعمش قال: بنى العبّاس بن عبد المطلب داره التي كانت إلى المسجد، فجعل يرتجز و يقول:

بنيتها باللبن و الحجاره *** و الخشبات فوق مطاره

يا رب باركن في أهل الداره فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اللّهمّ باركن في أهل الدارة»، قال: و جعل العباس ميزابها لاصقا بباب المسجد يصب عليه فطرحه عمر بن الخطاب، فقال العباس: أما و اللّه ما شدّه (2) إلاّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و إنه لعلى منكبي، فقال عمر: لا جرم و اللّه، لا تشده إلاّ و أنت على منكبي، فشده على منكبي عمر.

أخبرنا أبو محمد طلحة بن أبي غالب بن عبد السّلام، أنا أبو يعلى بن الفراء، أنا أبو الحسن علي بن معروف (3) بن البزاز (4)،نا إبراهيم بن عبد الصّمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم الهاشمي، حدثني أبي، حدثني عمي عبد الوهاب بن محمد، عن عبد الصمد بن علي بن عبد اللّه بن عبّاس، عن علي بن عبد اللّه، عن عبد اللّه بن العباس قال: قال لي العباس:

جئت أنا و علي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فلما رآنا قال (5):«بخ لكما، أنا سيد ولد آدم، و أنتما سيد العرب»[5652].

ص: 322


1- في الأصل: قريش، و المثبت عن م.
2- بالأصل «سده»، و في م:«ما نشده» و في المطبوعة:«ما شدّه» و هو ما أثبتناه.
3- في م: علي بن معروف بن محمد.
4- عن م و بالأصل: البرار.
5- سقطت من الأصل و استدركت على هامشه و بجانبها كلمة صح.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي، و أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه، قالا: نا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب، أنا محمد بن أحمد بن رزق، نا محمد بن عمر بن محمد القاضي الحافظ ، حدثني جعفر بن محمد أبو عبد اللّه الحسني، نا محمد بن نهار بن أبي المحياة، نا محمد بن يزيد الحنفي، نا محمد بن فضيل، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عباس قال:

أمر النبي صلى اللّه عليه و سلم المهاجرين و الأنصار أن يصفّوا صفّين، ثم أخذ بيد علي و بيد العبّاس ثم مشى بينهم ثم ضحك النبي صلى اللّه عليه و سلم ثم قال له علي: مم ضحكت يا رسول اللّه ؟ قال:«إن جبريل أخبرني أنّ اللّه تعالى باهى بالمهاجرين أهل السموات السّبع، و باهى بك يا علي و بك يا عباس حملة العرش»[5653].

أخبرنا أبو الوفاء عمر بن الفضل بن أحمد بن عبد اللّه، أنا إبراهيم بن محمد بن إبراهيم، نا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمد، نا أبو الحسين عمر بن الحسن بن علي بن مالك الشيباني، نا الحسن بن سهل بن عبد الرحمن الداري، نا الحسين بن حفص، نا موسى بن عمير الكوفي، عن الحسن بن محبوب السّرّاج، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر - يعني محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب - عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب قال:

لما فتح اللّه على نبيّه صلى اللّه عليه و سلم مكة صلّى بالناس الفجر من صبيحة ذلك، فضحك حتى بدت نواجذه، فقالوا: يا رسول اللّه ما رأيناك ضحكت مثل هذه الضحكة، فقال:«و ما لي لا أضحك و هذا جبريل عليه الصلاة و السلام يخبرني عن اللّه عز و جلّ أن اللّه باهى بي و بعمي العبّاس، و بأخي علي بن أبي طالب سكان الهواء، و حملة العرش، و أرواح النبيّين، و ملائكة ست سماوات، و باهى بأمتي أهل سماء الدنيا»[5654].

أخبرنا أبو الفضل محمد بن إسماعيل الفضيلي، أنا أبو القاسم أحمد بن محمد الخليلي، أنا أبو القاسم علي بن أحمد الحسن الخزاعي، أنا أبو سعيد الهيثم بن كليب، نا محمد بن يونس البصري ببغداد، نا يعقوب بن محمد الزهري، نا محمد بن طلحة التيمي، عن ابن المنكدر، عن سعيد بن المسيّب، عن سعد بن أبي وقاص قال:

رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بسوق الخيل فاطّلع العباس بن عبد المطلب فقال:«هذا العبّاس عم نبيّكم صلى اللّه عليه و سلم أجود قريش كفا و أوصلها لها»[5655].

ص: 323

غريب من حديث محمد بن المنكدر، عن سعيد، و المحفوظ حديث أبي سهيل (1) عنه.

أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، أنا أبو الحسين أحمد بن عبد الرحمن بن محمد الذكواني، نا أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه - إملاء - نا أحمد بن محمد بن السّري التميمي، نا أحمد بن موسى بن إسحاق الحمار الكوفي، نا عبد اللّه بن عبد الوهاب النمري البصري، نا مطرف بن عبد اللّه، عن مالك بن أنس، عن عمه أبي سهيل بن مالك، عن سعيد بن المسيّب، عن سعد بن أبي وقاص قال:

بينما رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في سوق الخيل بالمدينة يجهز بعثا إذ أقبل العبّاس بن عبد المطلب [فلما نظر إليه نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«هذا العباس بن عبد المطلب] (2) هذا عمّ نبيكم، هذا أجود العرب كلها، و أوصلها للرحم»[5656].

هذا حديث غريب من حديث مالك، عن عمّه أبي سهيل، و المحفوظ حديث محمد بن طلحة بن الطويل، عن أبي سهيل (3).

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا أبو القاسم عبد اللّه محمد بن عبد العزيز من أصل كتابه، نا أبو طالب زيد بن أخزم الطائي، نا إسحاق بن إدريس، نا محمد بن طلحة، عن أبي سهيل (4) عمّ مالك، عن سعيد بن المسيّب، عن سعد أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«هذا العبّاس عم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أجود الناس كفا و أحناه عليهم»[5657].

و أخبرناه أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا منصور بن الحسين، و أحمد بن محمود، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عبيد علي بن الحسن بن حرب قاضي مصر بالرقة، نا زيد بن أخزم، نا إسحاق بن إدريس، نا محمد بن طلحة، عن أبي سهيل (5) عمّ أنس (6) بن مالك - عن سعيد بن المسيّب، عن سعد أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«هذا

ص: 324


1- بالأصل:«أبي سهل» خطأ و الصواب ما أثبت «أبي سهيل» عن م. و هو نافع بن مالك بن أبي عامر الأصبحي، أبو سهيل، انظر ترجمته في سير الأعلام 283/5 و تهذيب الكمال 28/19.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك على هامشه و بجانبه كلمة صح.
3- عن م، و بالأصل: أبي سهل، و انظر ما مرّ قريبا بشأنه.
4- عن م، و بالأصل: أبي سهل، و انظر ما مرّ قريبا بشأنه.
5- عن م، و بالأصل: أبي سهل، و انظر ما مرّ قريبا بشأنه.
6- كذا بالأصل و م، و هو خطأ و الصواب أنه عم مالك بن أنس، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 28/19. و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب.

العبّاس عمّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أجود الناس كفا و أحناه عليهم». كذا قال، و هو عم مالك بن أنس الفقيه.

أخبرناه على الصّواب أبو القاسم هبة اللّه بن محمد بن عبد الواحد، أنا محمد بن محمد بن إبراهيم، نا محمد بن عبد اللّه الشافعي، نا حامد بن محمد، نا أبو طالب زيد بن أخزم، نا إسحاق بن إدريس، نا محمد بن طلحة، عن أبي سهيل (1) عمّ مالك بن أنس، فذكر مثله.

و أخبرناه أبو الحسن السّلمي الفقيه، نا عبد العزيز الصوفي - إملاء - أنا أحمد بن محمد بن طلحة بن هارون بن المنقى الواعظ ، نا عبد اللّه بن إسماعيل الهاشمي، نا سوادة بن علي بن جابر الأحمسي، نا يوسف (2) بن يعقوب الصفار، نا محمد بن طلحة التيمي، عن أبي سهيل (3) بن مالك، عن سعيد بن المسيّب، عن سعد قال: كنا مع النبي صلى اللّه عليه و سلم في غزوة، فطلع العبّاس فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«هذا العبّاس عمّ نبيّكم صلى اللّه عليه و سلم، أجود قريشا كفا و أوصلها»[5658].

و أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، نا أبو بكر الشافعي، نا محمد بن بشر بن مطر، حدثني محمد بن خلاّد، حدثني محمد بن طلحة، نا أبو صهيب، عن سعيد بن المسيّب، عن سعد بن أبي وقاص قال:

بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعثا فخرج ينتظره، فلما طلع العبّاس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«هذا العبّاس بن عبد المطلب أجود قريش كفا و أفضلها - و في نسخة أخرى: و أوصلها-».

و هو المحفوظ ، و صوابه أبو سهيل.

قال: و نا الشافعي، نا عبد اللّه بن سليمان، نا أحمد بن صالح، نا محمد بن طلحة التيمي، نا أبو سهيل بن مالك - يعني عم مالك بن أنس - عن سعيد بن المسيّب، عن سعد بن أبي وقاص قال:

خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يجهز جيشا فنظر إلى الناس، فإذا العبّاس فقال

ص: 325


1- عن م، و بالأصل: أبي سهل، و انظر ما مرّ قريبا بشأنه.
2- في م:«يونس» خطأ و انظر ترجمته في تهذيب الكمال 521/20.
3- عن م، و بالأصل: أبي سهل، و انظر ما مرّ قريبا بشأنه.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«هذا العبّاس عمّ نبيكم أجود قريش كفا و أوصلها»[5659].

قال: و نا الشافعي، نا معاذ بن المثنى، نا إبراهيم بن حمزة، و علي بن المديني، قالا: نا محمد بن طلحة، عن أبي سهيل بن مالك، عن سعيد بن المسيّب، عن سعد بن أبي وقاص قال:

خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يجهز بعثا بسوق الخيل - و هو اليوم موضع سوق النّخّاسين (1)-فطلع العبّاس بن عبد المطلب على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«هذا العبّاس عمّ نبيّكم أجود قريش و أوصلها»[5660].

و أخبرناه أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمد الجوهري، أنا عبد العزيز بن جعفر بن محمد الخرقي (2)،نا أحمد بن الحسن الصّوفي، نا محمد بن عبّاد.

ح و أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرناه أبو سهل بن سعدويه، أنا إبراهيم سبط بحرويه، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: نا أبو يعلى الموصلي، أنا محمد بن عبّاد، عن أبي سهيل بن مالك، عن سعيد بن المسيّب، عن سعد قال:

كنا مع النبي صلى اللّه عليه و سلم ببقيع (3) الخيل - و في حديث الصوفي: بالبقيع - فأقبل العبّاس، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«هذا العبّاس بن عبد المطلب عمّ نبيكم صلى اللّه عليه و سلم، أجود قريش كفا و أوصلها»[5661].

و أخبرناه أبو العزّ بن كادش، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، نا محمد بن محمد بن سليمان، نا علي بن المديني، نا محمد بن طلحة التيمي

ص: 326


1- عن م و بالأصل: النحاسين.
2- بالأصل و م:«الحرقي» خطأ و الصواب ما أثبت و ضبط (انظر الأنساب: الخرقي).
3- كذا بالأصول و المطبوعة:«بقيع» بالباء الموحدة، قال الخطابي النقيع بالنون، و قد صحفه بعض أصحاب الحديث بالياء، و إنما هو بالباء مدفن أهل المدينة، و النقيع: موضع قرب المدينة حماه النبي صلى اللّه عليه و سلم لخيله، و قيل: حمى النقيع: موضع على عشرين فرسخا أو نحو ذلك من المدينة انظر معجم البلدان (نقيع) و في سير الأعلام: نقيع.

من أهل المدينة حدثني أبو سهيل نافع بن مالك، عن سعيد بن المسيّب، عن سعد بن أبي وقاص: أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال للعبّاس بن عبد المطلب:«هذا العباس بن عبد المطلب، أجود قريش كفّا و أوصلها لها»[5662].

و أخبرناه أبو الحسين محمد بن محمد بن الفراء، و أبو غالب أحمد بن الحسن، قالا: أنا أبو يعلى بن الفراء.

ح (1) و أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن عمر بن المحلبان (2)،و أبو سعد أحمد بن محمد بن علي بن محمود بن الزوزني، قالا: نا أبو يعلى بن الفراء، أنا عيسى بن علي.

ح و حدثنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن - لفظا - و أبو القاسم المبارك بن أحمد بن علي بن القصار، و إسماعيل بن أحمد بن عمر قالوا: أنا أبو الحسين بن النّقّور.

ح (3) و أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن، أنا محمد بن أحمد بن محمد بن علي قالا: أنا محمد بن عبد اللّه بن الحسين، قالا: أنا عبد اللّه بن محمد، نا محمد بن عبّاد المكي، نا محمد بن طلحة التيمي، عن أبي سهيل بن مالك، عن سعيد بن المسيّب، عن سعد بن أبي وقاص قال:

كنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في بقيع الخيل فأقبل العباس بن عبد المطلب فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«هذا العبّاس بن عبد المطلب عم نبيّكم صلى اللّه عليه و سلم، أجود قريشا كفّا و أوصلها» (4)[5663].

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو الحسين عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب المقرئ، نا محمد بن علي بن مهدي العطار، نا الزّبير بن بكّار، حدثني ساعدة بن عبيد اللّه، عن داود بن عطاء، عن زيد بن أسلم، عن ابن عمر قال:

ص: 327


1- سقطت من الأصل و م، و زيدت عن المطبوعة.
2- كذا بالأصل، و في م: المحليان.
3- سقطت من الأصل و زيدت عن م.
4- نقله الذهبي في سير الأعلام 91/2 من طريق محمد بن طلحة التيمي، و قال في آخره: رواة عدة عنه، و انظر تخريجه فيها.

خطب عمر الناس فقال: أيها الناس إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان يرى للعبّاس ما يرى الولد للوالد، يعظّمه و يفخّمه، و يبرّ قسمه، فاقتدوا أيها الناس برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في عمّه العبّاس بن عبد المطلب، و اتّخذوه وسيلة إليه فيما نزل بكم.

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن البغدادي، أنا محمود بن جعفر، أنا عمّ أبي أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن جعفر، نا إبراهيم بن السندي، نا الزّبير بن بكّار، حدثني ساعدة بن عبيد اللّه المديني.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري، و أبو محمد بن أبي عثمان، و أبو عبد اللّه مالك بن أحمد البانياسي (1).

ح و أخبرناه أبو محمد بن طاوس، و عبد اللّه بن المبارك بن طالب بن نبال، و آباء الحسن: علي بن عبد الكريم بن الكعكي، و علي بن عبد العزيز بن الحسين السماك، و علي بن الحسين بن الحسن بن الدّنينير، و كافور بن عبد اللّه الخصيّ ، و أبو القاسم صدقة بن محمد بن السّياف، و عبيد اللّه بن علي بن عبيد اللّه بن شاشير، و أبو عامر محمد بن سعدون بن مرجّى العبدري، و أبو عبد اللّه محمد بن الحسن بن هبة اللّه، و أبو حفص عمر بن ظفر بن أحمد، و أبو البقاء أحمد بن محمد بن عبد العزيز، و أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن نبهان، و أبو منصور مبارك بن عثمان بن الحسين بن الشّواء (2)،و أبو المظفّر محمد بن أحمد بن محمد بن الدباس، و أبو الفتح عبد الرحمن بن محمد بن مرزوق ببغداد، و أبو الرضا حيدر بن محمد بن أبي زيد، و أبو سعد بندار بن محمد بن علي بن مما بأصبهان، قالوا: أنا أبو عبد اللّه مالك بن أحمد قالوا: أنا أحمد بن محمد بن موسى، نا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، نا الزبير بن بكّار قاضي مكة، نا ساعدة بن عبيد اللّه، عن داود بن عطاء المرّي، عن زيد بن أسلم، عن ابن عمر أنه قال:

استسقى عمر بن الخطاب عام الرّمادة بالعباس بن عبد المطلب فقال: اللّهمّ إن هذا عمّ نبيّك نتوجه به إليك، فاسقنا، فما برحوا حتى سقاهم اللّه، فخطب عمر الناس

ص: 328


1- البانياسي نسبة إلى بانياس: بلد من بلاد الغور قريب من فلسطين ترجمته في العبر 308/3.
2- عن م و بالأصل: الشرا.

فقال: يا أيها الناس إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان يرى للعباس ما يرى الولد لوالده (1) فيعظّمه و يفخّمه و يبرّ قسمه، و لا تناله يمينه، فاقتدوا أيها الناس برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في عمه العبّاس، و اتّخذوه وسيلة إلى اللّه فيما نزل بكم (2).

- و لفظ الحديث لابن السندي (3)-.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرحمن بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن علي بن الحسن (4) بن الحسين، أنا أبو محمد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا سهل بن أحمد بن عثمان الواسطي، نا العبّاس بن الفرج الرياشي، نا زهير بن هبيرة المازني، عن ابن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: ما رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يكرم أحدا إكرامه العباس.

الصّواب زفر بن هبيرة.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا و أبو الحسن (5) بن سعيد، أنا أبو بكر الخطيب (6)،نا الحسن بن علي الجوهري، أنا أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن الجهم الكاتب، نا سوّار بن أبي شراعة البصري، نا الرياشي، حدثني زفر بن هبيرة المازني، عن ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن عائشة قالت: ما رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم يجلّ أحدا ما يجلّ العبّاس رضي اللّه عنه.

كذا قال: و إنما يرويه زفر عن ابن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه.

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، نا أبو بكر الشافعي، نا عبد اللّه بن محمد بن ياسين، نا العباس بن الفرج الرياشي، نا زفر بن هبيرة، عن ابن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: ما رأيت

ص: 329


1- في م: لوالد.
2- نقله الذهبي في سير الأعلام 92/2 من طريق الزبير بن بكّار.
3- الحاكم في المستدرك 334/3.
4- في م: أبو الحسن بن الحسين.
5- في م:«و أبو الحسين» خطأ، و الصواب ما أثبت، و اسمه علي بن الحسن بن علي بن سعيد، أبو الحسن بن أبي علي العطار.
6- الخبر في تاريخ بغداد 212/9 في ترجمة سوار بن أبي شراعة.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يجلّ أحدا ما يجل العباس أو يكرم العباس (1).

و أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد البغوي، نا محمد بن بكار، نا عبد الرحمن بن عبد اللّه بن ذكوان، عن هشام بن عروة قال: قال لي أبي عروة إن عائشة قالت: يا ابن أختي لقد رأيت من تعظيم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عمّه العبّاس أمرا عجبا، قال عروة: و العبّاس و اللّه آخذ بيد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حين وافاه الأنصار في العقبة يأخذ لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و يشترط عليهم، و ذلك في غرة الإسلام و أوّله من قبل أن يعبد اللّه أحد علانية.

و هذا مختصر.

و أخبرناه بتمامه أبو بكر محمد بن الحسين المزرفي (2)،نا أبو الحسين بن المهتدي.

ح و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، قالا: أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد، نا داود بن عمرو الضّبّي.

ح و أخبرناه أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي.

ح و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، قالا: أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عمران بن الجندي، قالا:

أنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد، نا محمّد بن بكّار، قالا (3):نا عبد الرّحمن بن أبي الزناد، عن هشام بن عروة [قال:] (4) قال لي أبي عروة: إن عائشة رضي اللّه عنها قالت له: يا ابن أختي لقد رأيت من تعظيم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - زاد ابن الآبنوسي و عيسى:

عمه، و قالوا:- العباس أمرا عجبا - و قال ابن الآبنوسي: عجيبا - إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كانت تأخذه الخاصرة فتشتد به جدا، قالت: فكنا نقول: أخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عرق الكلية و لا نهتدي للخاصرة، قالت: فاشتدّ به صلى اللّه عليه و سلم حتى أغمي عليه، ففزع الناس إليه، قالت:

ص: 330


1- نقله الذهبي في سير الأعلام 92/2 من طريق ابن أبي الزناد.
2- بالأصل و م:«المزرقي» و الصواب بالفاء، و قد مرّ التعريف به.
3- سقطت اللفظة من المطبوعة.
4- زيادة عن م.

فظننا أن به ذات الجنب فلددناه (1) قالت: ثم (2) سري عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فعرف أن قد لددناه و وجد أثر اللدود فقال صلى اللّه عليه و سلم:«أ ظننتم أنّ اللّه عزّ و جلّ سلّطها عليّ ، ما كان اللّه ليسلّطها عليّ ، و الذي نفسي بيده لا يبقى أحد في البيت إلاّ لدّ إلاّ عمّي»، قالت عائشة:

فلقد رأيتهم يلدّون رجلا رجلا، قالت: و من في البيت يومئذ يذكر فضلهم، قالت: فلدّ الرجال أجمعون، قالت: ثم بلغنا و اللّه اللّدود أزواج النبي صلى اللّه عليه و سلم، قالت: فلددنا و اللّه امرأة امرأة قالت: حتى بلغ اللّدود امرأة منا، قالت: إني و اللّه صائمة، قلنا لها: بئس ما تحسبين - و في حديث عيسى: بئس ما ظننت - أن تتركين، و قد أقسم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فلددناها و اللّه يا ابن أختي و إنها لصائمة.

انتهى حديث عيسى و لفظه معنى لفظهما - و زاد قال: و قال عروة: العبّاس و اللّه آخذ بيد رسول اللّه حين وافاه (3) السبعون من الأنصار في العقبة، فأخذ لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - زاد ابن النقور عن ابن الجندي: عليهم - و قالا: و يشترط عليهم و ذلك في غرة (4)الإسلام، و أوّله من قبل أن يعبد اللّه أحد علانية.

و أخبرناه أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا محمّد بن بكّار، نا ابن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: قال لي أبي - زاد ابن المقرئ (5):عروة - أن عائشة قالت له: يا ابن اختي لقد رأيت من تعظيم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم العباس أمرا عجبا، و ذلك أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كانت تأخذه الخاصرة فتشتدّ به جدا، قالت: و كنا نقول: أخذت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عرق الكلية، و لا نهتدي (6) للخاصرة، فأخذت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الخاصرة يوما من ذلك، فاشتدّ (7) به جدا حتى أغمي عليه، فخفنا على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و فزع الناس إليه، قال:

ص: 331


1- اللدود بالفتح من الأدوية: ما يسقاه المريض في أحد شقي الفم (النهاية: لدد).
2- لفظة «ثم» سقطت من م.
3- عن م و بالأصل: وفاه.
4- عن م و بالأصل: غزوة.
5- سقطة اللفظة من م.
6- في م: يهتدي.
7- في م:«فاشتدت» و هو أشبه.

[قالت] (1):فظننا أنّ به ذات الجنب، فلددناه، قالت: ثم سرّي عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أفاق فعرف ذلك - و قال ابن المقرى: قالت: فعرف - أن قد لددناه، فوجد أثر اللّدود، فقال:

«أ ظننتم أنّ اللّه سلّطها عليّ ، ما ما كان [اللّه] (2) ليسلّطها عليّ ، و الذي نفسي بيده لا يبقى أحد في البيت إلاّ لدّ إلاّ عمي العبّاس»، قالت عائشة: فلقد رأيتهم يومئذ يلدّون رجلا رجلا، قالت عائشة: و من في البيت يومئذ تذكر فضلهم، قالت: فلددنا و اللّه امرأة امرأة قالت: حتى بلغ اللدود امرأة منا، قالت: إني و اللّه صائمة، فقلنا لها: بئس ما ظننت أن نتركك، و قد أقسم رسول اللّه، قالت: فلددناها و اللّه يا ابن أخي و إنها لصائمة.

قال: فقال عروة: عباس و اللّه آخذ بيد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حين أتاه السبعون من الأنصار في العقبة، فأخذ لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و شرط عليهم، و ذلك (3) في غرّة (4) الإسلام و أوله قبل أن يعبد اللّه أحد علانية.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، نا أبو بكر الشافعي - إملاء - نا أبو العبّاس أحمد بن إسحاق بن إبراهيم الصفّار، نا محمّد بن بكّار، نا ابن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: لقد رأيت من تعظيم رسول اللّه، صلى اللّه عليه و سلم العباس شيئا عجبا، قالت: ذات يوم أخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ريح ذات الجنب، فقال: لدّوه، فلدّوه، فلما أفاق قال صلى اللّه عليه و سلم:«ظننتم أنّ اللّه عز و جلّ سلّطها عليّ ، ما كان اللّه يسلّطها عليّ ، لا يبقى أحد في البيت إلاّ لدّ إلاّ عمي العبّاس»، فلدّ جميع من في البيت: أبو بكر، و عمر حتى أن اللّدود ليبلغ إلى المرأة فتقول: إني صائمة، فنقول:

لدّوها و إنه ليبلغ إلى الرجل فيقول: إني صائم، فيقول: لدّوه (5)،فلدّ جميع من في البيت إلاّ العبّاس.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو الحسين أحمد بن عبد الرّحمن الكيالي، أنا أبو نصر محمّد بن علي بن الفضل الخزاعي المقرئ، أنا أبو بكر محمّد بن

ص: 332


1- زيادة منا للإيضاح.
2- الزيادة عن م.
3- بالأصل:«و في ذلك» و المثبت عن م.
4- بالأصل و م:«غزوة» و المثبت عن المطبوعة.
5- عن م و بالأصل: ألدوه.

الحسين بن الحسن القطّان، نا أحمد بن يوسف السّلمي.

ح و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن الحسن الأزهري (1)،أنا محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا أبو حامد بن (2) الشرقي، نا محمّد بن يحيى الذهلي، قالا: نا عبد الرّزّاق، أنا معمر، عن الزهري، أخبرني أبو بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام، عن أسماء بنت عميس قالت:

أول ما اشتكى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في بيت ميمونة، فاشتدّ مرضه حتى أغمي عليه، قالت: فتشاور نساء في لدّه، فلدّوه، فلما أفاق قال:«ما هذا؟ أفعل نساء جئن من هاهنا» - و أشار إلى أرض الحبشة - و كانت فيهن أسماء بنت عميس، فقالوا: كنا نتهم بك ذات الجنب يا رسول اللّه قال:«إنّ ذلك لداء ما كان اللّه ليقذفني به، لا يبقين في البيت أحد إلاّ التدّ، إلاّ عمّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم»- يعني عباسا - قال: فلقد التدّت ميمونة يومئذ و إنها لصائمة لعزيمة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - و قال أحمد بن يوسف: لعزمة - و اللفظ لحديث الذهلي.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، نا أبو بكر الشافعي، نا محمّد بن يونس بن موسى القرشي، نا عبد اللّه بن رجاء، نا قيس بن الربيع، عن عبد اللّه بن أبي السّفر، عن أرقم بن شرحبيل، عن عبد اللّه بن عبّاس، عن العبّاس بن عبد المطّلب قال: دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و عنده نساء فيهن أسماء، و هي تدق سعطة لها، فقال:«لا يبقى في البيت أحد شهد اللدّ إلاّ لدّ، و إني قد أقسمت أن يميني لم تصب (3) العبّاس».

أخبرنا أبو صالح ذكوان بن سيّار بن محمّد الدّهان - بهراة - أنا أبو عاصم الفضيل بن يحيى الفضيلي، أنا أبو القاسم إبراهيم بن محمّد بن علي بن الشاه التميمي المرورّوذي، قدم هراة، أنا أبو أحمد محمّد بن قريش بن سليمان المروزي (4)،نا الحارث بن أبي أسامة، نا عبد الرحيم بن واقد، نا عدي بن الفضل، عن يونس بن

ص: 333


1- في م: الزهري، خطأ، انظر ترجمته في سير الأعلام 254/18.
2- سقطت «بن» من م.
3- عن م و بالأصل: يصب.
4- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: المروذي.

عبيد، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من أشدّ الناس لطفا بالعبّاس.

أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد البلخي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو علي بن شاذان، نا أبو علي عيسى بن محمّد الطّوماري، نا أحمد بن يحيى الحلواني، نا فيض بن وثيق عن.

و أخبرنا أبو القاسم غام بن محمّد بن عبيد اللّه البرجي - في كتابه - أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الحافظ ، نا أبو علي عيسى بن محمّد بن أحمد الجريجي من ولد ابن جريج، نا أحمد بن يحيى بن إسحاق الحلواني، نا الفيض بن وثيق، نا (1) زكريا بن منظور، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت:

كان النبي صلى اللّه عليه و سلم جالسا مع أصحابه و بجنبه أبو بكر، و عمر، فأقبل العبّاس - زاد أبو نعيم: عمّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - فأوسع له أبو بكر فجلس بين النبي صلى اللّه عليه و سلم و بين أبي بكر، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم لأبي بكر:«إنّما يعرف الفضل لأهل الفضل أهل (2)-و قال أبو نعيم: ذوو - الفضل»، قال: ثم أقبل العبّاس على النبي صلى اللّه عليه و سلم يحدّثه، فخفض النبي صلى اللّه عليه و سلم صوته شديدا، فقال أبو بكر لعمر: قد حدّث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - زاد ابن شاذان (3):السّاعة - و قالا: علة قد شغلت قلبي، قال: فما زال العباس عند النبي صلى اللّه عليه و سلم حتى فرغ من حاجته و انصرف فقال أبو بكر للنبي صلى اللّه عليه و سلم - زاد ابن شاذان: يا رسول اللّه - حدّث - و قال أبو نعيم: حدثت - إليّ بك علة السّاعة ؟ قال: لا، قال: فإني قد رأيتك قد خفضت صوتك شديدا، قال:«إن جبريل أمرني إذا حضر العبّاس أن أخفض صوتي، كما أمرتم أن تخفضوا أصواتكم عندي»[5664].

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، قال: و حدّثني إسماعيل بن عبد اللّه، عن بكّار بن محمّد بن جارست، عن عبد الرّحمن بن أبي الزناد، عن محمّد بن عقبة، عن كريب مولى ابن عباس قال: كان

ص: 334


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: نا الفيض بن وثيق، قال: حدثنا زكريا.
2- في المطبوعة: أهل الفضل، و قال أبو نعيم: ذوو الفضل.
3- في المطبوعة: زاد ابن شاذان: و قالا: الساعة - علة قد شغلت قلبي.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يجلّ العبّاس إجلال الولد الوالد، قال: ثم يقول كريب: و ما ينبغي لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن يجلّ أحدا إلاّ والدا، أو عمّا فضيلة خصّ اللّه بها العبّاس بن عبد المطلب دون من سواه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو نصر المبارك بن أحمد بن علي البقّال، و أبو القاسم المبارك بن أبي طاهر محمّد بن علي بن البزوري (1)،قالوا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، نا عيسى بن علي - إملاء - قال: قرئ على أبي القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز.

و أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا داود بن عمرو، نا ابن أبي الزناد، عن موسى بن عقبة.

ح قال: و نا به داود مرة أخرى عن ابن أبي الزناد، عن محمّد بن عقبة قال: قال أبو رشدين (2) كريب مولى ابن عبّاس: إن كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ليجلّ العبّاس إجلال الولد والده، خاصة خصّ اللّه عزّ و جلّ العبّاس من بين الناس و ما ينبغي للنبي صلى اللّه عليه و سلم أن يجلّ أحدا إلاّ والدا أو عمّا (3).و قال ابن المهتدي: أو عمّا.

قال: و نا داود بن عمرو، نا ابن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: أخذ العبّاس بن عبد المطلب بيد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في العقبة حين وافاه السّبعون من الأنصار، فأخذ لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عليهم، و اشترط له، و ذلك و اللّه في غرة الإسلام و أوّله من قبل أن يعبد اللّه أحد علانية.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (4)،أنا محمّد بن عمر، نا علي بن علي، عن سالم مولى أبي جعفر، عن محمّد بن علي قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم

ص: 335


1- عن م و بالأصل:«البروزي».
2- بالأصل و م و المطبوعة:«أبو رشد بن» و هو خطأ و الصواب ما أثبت أبو رشدين كريب، و هو كريب بن أبي مسلم الهاشمي مولاهم، أبو رشدين، روى عن مولاه ابن عباس، ترجمته في سير الأعلام 479/4.
3- كذا بالأصل:«أو عما» و في المطبوعة:«و عمّا» و هو أشبه بالصواب فهي رواية، و سينبه إلى رواية ابن المهتدي: أو عمّا.
4- طبقات ابن سعد 31/4.

يوما و هو في مجلس بالمدينة و هو يذكر العقبة فقال:«أيّدت تلك الليلة بعمّي العبّاس، و كان يأخذ على القوم و يعطيهم (1)»[5665].

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا عبد اللّه بن محمّد بن عثمان الواسطي، نا أحمد بن أحمد بن الوضاح قال: وجدت في كتاب جدي علي بن كليب الجعفي، أنا الهيثم بن عدي، عن الكلبي، عن محمّد بن أسامة بن زيد، عن أبيه، عن دحية الكلبي قال:

قدمت من الشام فأهديت إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فاكهة يابسة من فستق و لوز و كعك فوضعته بين يديه فقال:«اللهمّ ائتني بأحبّ أهلي إليك - أو قال: إليّ - يأكل معي من هذا»، فطلع العباس، فقال:«ادن يا عمّ ، فإنّي سألت اللّه عزّ و جلّ أن يأتيني بأحبّ أهلي إليّ أو إليه يأكل معي من هذا، فأتيت»، قال: فجلس، فأكل.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر بن السبط ، و أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه السّلمي، قال: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا القاضي أبو الحسن علي بن الحسن بن علي الجرّاحي، نا نصر بن محمّد بن عبد العزيز الدلال.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، و أبو غالب أحمد بن الحسن، قالا: أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا نصر بن محمّد بن عبد العزيز، نا علي بن أحمد السّواق، نا عمر بن راشد الحارثي، نا عبد اللّه بن محمّد بن صالح مولى التّومة، عن أبيه، عن عمرو بن دينار (2)،عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري، قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من لم يحبّ العباس بن عبد المطّلب و أهل بيته فقد برئ اللّه و رسوله منه»[5666].

قال الدار قطني: غريب من حديث عمرو.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، قالا: نا و أبو منصور محمّد بن عبد الملك بن الحسن، أنا أبو بكر الخطيب، أنا علي بن أبي علي البصري، نا محمّد بن المظفّر الحافظ - لفظا - نا أبو جعفر محمّد بن سهل بن

ص: 336


1- كذا بالأصل و م و ابن سعد، و في المطبوعة: و يوصيهم.
2- في م: دثير.

محمّد بن أحمد بن سعيد الحمال، نا أبو الحسن محمّد بن معاذ بن عيسى بن ضرار بن أسلم بن عبد اللّه بن جبير بن أسد بن هاشم بن عبد مناف، نا أبي، نا إبراهيم بن هراسة، عن سفيان الثوري، عن أبيه، عن أبي الضّحى، عن مسروق، عن عائشة قالت:

أتى العبّاس بن عبد المطلب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: يا رسول اللّه إنّا لنعرف الضغائن في أناس من وقائع أوقعناها، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أما و اللّه إنهم لا يبلغون خيرا حتى يحبوكم لقرابتي» ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ترجوا سلهف (1) شفاعتي و لا يرجوها (2) بنو عبد المطلب».

قال الخطيب: لا أعلم ذكر فيه عائشة و مسروقا عن الثوري غير ابن هراسة، و المحفوظ عن أبي الضّحى، عن ابن عباس كذلك أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق، نا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد اللّه القطّان، نا محمّد بن غالب بن حرب، نا أبو حذيفة، نا سفيان الثوري، عن أبيه، عن أبي الضّحى، عن ابن عبّاس قال:

جاء العباس إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: إنّك قد تركت فينا ضغائن منذ صنعت الذي صنعت فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«لا يبلغوا (3) الخير - أو قال: الإيمان - حتى يحبوكم للّه و لقرابتي، أ ترجو سلهم - حيّ من مراد - شفاعتي، و لا ترجو (4) بنو عبد المطلب شفاعتي»[5667].

قال الخطيب: و رواه أبو نعيم، عن الثوري فأرسله و لم يذكر فيه ابن عبّاس.

أخبرناه أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، نا خيثمة بن سليمان، نا أبو عبيدة السّري بن يحيى - بالكوفة - نا أبو نعيم، نا سفيان الثوري، عن أبيه، عن أبي الضّحى قال: قال العبّاس بن عبد المطلب:

يا رسول اللّه إنّا نرى في وجوه قوم ضغائن بوقائع أوقعتها فقال:«لا يبلغون حتى يحبّوكم لقرابتي (5)،أ ترجو سلهب - حي من مراد، و ذكر أحياء أنسيتهم - شفاعتي و لا يرجوها (6)بنو عبد المطلب»[5668].

ص: 337


1- كذا بالأصل، و في م:«سلهب».
2- في المطبوعة: ترجوها.
3- الباء مهملة بدون نقط بالأصل و م، و المثبت عن المطبوعة.
4- في م:«يرجوا» و أهملت بالأصل، و المثبت عن المطبوعة.
5- سقطت اللفظة من م.
6- في المطبوعة:«و لا ترجوها» و في م كالأصل.

و كذا رواه أبو داود عمر بن سعد الحفري، عن سفيان مرسلا.

أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعيد محمّد بن علي بن محمّد الخشاب، أنا أبو محمّد الحسن بن أحمد بن محمّد بن الحسن المخلدي، أنا زنجويه بن محمّد اللّبّاد، نا محمّد بن رافع، أنا أبو داود، عن سفيان، عن أبيه، عن أبي الضّحى، قال: قال العبّاس للنبيّ صلى اللّه عليه و سلم:

إني لأعرف ضغائن في صدور أقوام بوقائع أوقعتها، فقال:«لن يبلغوا خيرا حتى يحبّوك للّه و لقرابتي، ترجو سلهم شفاعتي، و لا يرجوها بنو عبد المطلب».

رواه منصور بن المعتمر، عن أبي الضّحى، فأسنده عن ابن عباس.

أخبرناه أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر الشامي، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا أبو يعقوب الصّيدلاني، نا أبو جعفر العقيلي، نا محمّد بن الفضل، نا محمّد بن يحيى، نا عبد اللّه بن الأجلح، عن منصور، عن أبي الضّحى مسلم بن صبيح، عن ابن عبّاس قال: قال العباس: يا رسول اللّه إنّا لنعرف الضغائن في وجوه أقوام، فذكر الحديث بمعناه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1)،نا إسماعيل بن أبي أويس، نا محمّد بن طلحة بن عبد الرّحمن بن طلحة بن عبيد اللّه بن عثمان بن عبيد اللّه القرشي ثم التيمي، حدّثني إسحاق بن إبراهيم بن عبد اللّه بن حارثة بن النعمان، عن أبيه، عن عبد اللّه بن حارثة أنه قال: لما قدم صفوان بن أمية بن خلف الجمحي (2) قال له.

ح و أخبرنا أبو محمّد السّلمي، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي، نا خيثمة بن سليمان، نا الحسين بن حميد بن الربيع الخزّاز (3)-بواسط - نا إبراهيم بن المنذر، نا محمّد بن طلحة التيمي، نا إسحاق بن إبراهيم بن عبد اللّه بن حارثة بن النعمان، عن أبيه، عن عبد اللّه بن حارثة قال:

لما قدم صفوان بن أمية المدينة أتى إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«على

ص: 338


1- الخبر في المعرفة و التاريخ 502/1.
2- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل و م، و الصواب عن المعرفة و التاريخ.
3- عن المطبوعة، و بالأصل و م: الخرار.

من نزلت يا أبا وهب ؟» قال:- زاد أبو القاسم: نزلت، و قالا:- على العبّاس بن عبد المطلب، قال: نزلت على أشدّ قريش لقريش حبّا.

أخبرناه أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (1)،أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد الواحد، أنا محمّد بن المظفّر، نا محمّد بن محمّد بن سليمان، حدّثني جعفر بن عبد الواحد قال: قال لنا سعيد بن سلم الباهلي، عن المسيّب بن (2) زهير بن المسيّب، عن المنصور أبي جعفر، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«العبّاس وصيّي و وارثي»[5669].

أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب بن الحسين، و أبو بكر محمّد بن الحسين بن علي، قالا: نا أبو الحسين بن المهتدي، نا أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن علي بن الآبنوسي الصيرفي من لفظه، نا أبو (3) محمّد عبد اللّه بن إسحاق بن إبراهيم، نا أبو بكر أحمد بن أنس بن سنان البزار، نا عبد اللّه بن عمر، نا يحيى بن الحارث، كذا قال، و إنما هو محمّد بن الحارث، نا محمّد بن مسلم (4) الطائفي (5)،أخبرني إبراهيم بن ميسرة.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (6) نا أحمد بن حفص السعدي، نا عبد اللّه بن عمر بن أبان القرشي - مشكدانة (7)-ببغداد، نا محمّد بن الحارث، نا محمّد بن مسلم الطّائفي، حدّثني إبراهيم بن ميسرة، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس قال:

لما حاصر النبي صلى اللّه عليه و سلم الطائف خرج رجل من الحصن فاحتمل رجلا (8) من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم ليدخله الحصن فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«من يستنقذه فله الجنة» فقام العبّاس فمضى،

ص: 339


1- الخبر في تاريخ بغداد 137/13 في ترجمة المسيب بن زهير بن عمرو.
2- بالأصل و م و المطبوعة:«أبي زهير» و المثبت عن تاريخ بغداد.
3- كتبت اللفظة في م بين السطرين.
4- مطموسة بالأصل و المثبت عن م.
5- في الأصل:«الطاهي» و في م:«الطاهر» و المثبت عن المطبوعة.
6- الخبر في الكامل لابن عدي 126/6 (ط دار الفكر) في ترجمة محمد بن مسلم الطائفي.
7- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل و م، و المثبت عن ابن عدي.
8- عن م و ابن عدي، و بالأصل: رجل.

فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«امض و معك جبريل و ميكائيل»، فمضى فاحتملهما و وضعهما بين يدي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - و في حديث يوسف: فاحتملهما حتى وضعهما بين يدي النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، نا أبو حامد الأزهري، أنا الحسن بن أحمد بن محمّد المخلدي، أنا عبد اللّه بن محمّد بن مسلم الأسفرايني، نا أبو بكر إسماعيل بن صالح الحلواني، نا عمر بن أيوب بن أبي عمرو بن نعيم بن مكرم بن ثعلبة بن جرير بن عمرو بن عبد اللّه، حدّثني عبد اللّه بن نافع، عن مالك بن أنس، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللّه قال:

لقد بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم الطائف حنظلة بن الربيع إلى أهل الطائف يكلّمهم فاحتملوه ليدخلوه حصنهم فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من لهؤلاء و له مثل أجر غزاتنا هذه»؟ فلم يقم إلاّ العبّاس بن عبد المطلب حتى أدركه في أيديهم، قد كادوا أن يدخلوه الحصن، فاحتضنه العباس و كان رجلا شديدا فاختطفه من أيديهم و أمطروا على العبّاس الحجارة من الحصن، فجعل النبي صلى اللّه عليه و سلم يدعوا له حتى انتهى به إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم.

كتب إليّ أبو عبد اللّه بن الخطاب، أنا أبو الفضل السّعدي، أنا أبو عبد اللّه بن بطة العكبري، أنا أبو القاسم البغوي، حدّثني سعيد بن يحيى الأموي، حدّثني أبو عبد الرّحمن الكوفي، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، نا عمرو بن محمّد، عن الشعبي، عن أبي هيّاج، عن أبيه (1) أبي سفيان بن الحارث قال:

اليوم علمت أن العباس سيّد العرب بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و أنّه أعظم الناس منزلة عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حين أخطره قريشا بأصلها، فقال: لئن قتلوه لا أستبقي منهم أحدا أبدا، و قال في حمزة رضي اللّه عنه حين قتل و مثّل به: لئن بقيت لأمثلنّ بثلاثين من قريش، و قال المكثر: بسبعين.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني إبراهيم بن هانئ، نا عبد العزيز بن الخطاب، نا علي بن هاشم، عن محمّد بن عبيد اللّه بن أبي رافع، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم للعبّاس:«و لك يا عمّ من اللّه حتى ترضى»[5670].

ص: 340


1- في م:«عن أبيه عن أبي سفيان بن الحارث» خطأ.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو القاسم السهمي، أنا أبو أحمد بن عدي (1)،نا أحمد (2) بن الحسين بن حفص، نا محمّد بن عبيد، نا موسى - يعني ابن عمير - عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم للعبّاس:«يا أبا الفضل أ لا أبشّرك ؟» قال: بلى يا رسول اللّه، قال:«لو قدّمت أعطاك اللّه حتى ترضى»[5671].

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، أنا عثمان بن محمّد العثماني، نا أحمد بن محمّد الليثي، عن إبراهيم بن حمزة الزبيري، عن أبي محمّد النجراني رفع الحديث إلى عبد اللّه بن عمرو بن العاص قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ اللّه اتّخذني خليلا، كما اتّخذ إبراهيم خليلا، فمنزلي و منزل إبراهيم في الجنة تجاهين و العبّاس بيننا، مؤمن بين خليلين».

هذا منقطع، و قد روي متصلا.

أخبرناه أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه، نا أبو محمّد الجوهري - إملاء - أنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمّد الخرقي (3)،نا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي.

ح و أخبرنا (4) أبو الفضل محمّد بن عمر بن يوسف بن عمر الأرموي الفقيه، نا أبو الحسين بن المهتدي، نا عمر بن أحمد بن شاهين، نا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، نا عبد الوهاب بن الضحاك هو العرضي.

ح و أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا الحاكم أبو أحمد الحافظ ، أنا أبو عروبة الحسين بن أبي معشر السّلمي بحرّان، نا عبد الوهاب الحمصي، نا إسماعيل بن عياش، عن صفوان بن عمرو، عن عبد الرّحمن جبير - زاد زاهر و ابن كادش: بن نفير - عن كثير بن مرّة - زاد زاهر: الحضرمي - عن عبد اللّه بن عمرو - زاد ابن كادش: بن العاصي (5)-قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم - و قال ابن كادش:

ص: 341


1- الحديث في الكامل لابن عدي 341/6 في ترجمة موسى بن عمير القرشي.
2- كذا بالأصول و المطبوعة، و عند ابن عدي:«محمد».
3- في م:«الخرفي» خطأ، و قد مرّ التعريف به.
4- في المطبوعة: ح و أخبرناه.
5- في م: ابن العاص.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم-: «إنّ اللّه تعالى اتّخذني خليلا كما اتّخذ إبراهيم خليلا، فمنزلي و منزل إبراهيم في الجنة تجاهين، و العبّاس - زاد ابن كادش و الأرموي: ابن عبد المطلب - بيننا مؤمن بين خليلين».

- و في حديث الأرموي: جبير بن مرّة و عبد اللّه بن عمر و الصواب كثير، و ابن عمرو.

أخرجه ابن ماجة (1) عن العرضي.

و رواه أبو الفضل الزهري شيخ الجوهري، عن حمزة بن القاسم الهاشمي، عن عباس الدوري، عن أبي بكر محمّد بن عبد اللّه بن جندب الرّقّي، عن عبد الوهاب العرضي، فكأني (2) سمعته من الزهري.

و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم الجرجاني، أنا أبو القاسم السهمي، أنا أبو أحمد بن عدي (3)،نا محمّد بن عبدة بن حرب، نا أحمد بن معاوية الباهلي، نا ابن عياش (4)،عن صفوان بن عمرو، عن عبد الرّحمن بن جبير بن نفير، عن كثير بن مرّة الحضرمي، عن عبد اللّه بن عمرو، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ اللّه اتّخذني خليلا كما اتّخذ إبراهيم خليلا، فمنزلي و منزل إبراهيم يوم القيامة في الجنة تجاهين (5)،و العباس بيننا مؤمن بين خليلين»[5672].

قال ابن عدي: و هذا الحديث يعرف بعبد الوهاب بن الضحاك (6)،عن إسماعيل بن عياش، و أحمد بن معاوية، هذا سرقه من عبد الوهاب على أن عبد الوهاب، كان يتهم فيه.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد الزهري، نا حمزة بن القاسم، نا عباس الدوري، نا محمّد بن

ص: 342


1- سنن ابن ماجة، المقدمة،(11) باب، الحديث 141، ج 50/1.
2- في المطبوعة: فكأنني.
3- انظر الكامل لابن عدي 173/1 فى ترجمة أحمد بن معاوية بن بكر الباهلي.
4- في م: ابن عباس، خطأ.
5- قال السيوطي: تجاهين أي متقابلين، و التاء فيه بدل واو «و جاه» و في القاموس: تجاهك و وجاهك، مثلثين، تلقاء وجهك.
6- ترجمته في الكامل لابن عدي 295/5.

الوليد، نا عبد الوهاب بن عطاء، عن ابن جريج، عن رجل، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أسعد الناس يوم القيامة العبّاس»[5673].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب المقرئ، نا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، نا أحمد بن موسى الحرامي (1)،نا عمر بن فليح، حدّثني أبو غزيّة محمّد بن موسى الأنصاري، عن مالك بن أنس، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: قلت: يا رسول اللّه بأبي أنت و أمي ما للعبّاس فضل ؟ قال:«بلى، إنّ له في الجنة غرفة، كما تكون (2) الغرف، مطلّ عليّ يكلّمني و أكلّمه»[5674].

أخبرنا أبو العزّ ابن كادش (3)،أنا أبو الطّيّب طاهر بن عبد اللّه، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمّد الحربي، نا محمّد بن محمّد بن سليمان، نا محمّد بن عزيز.

ح و أخبرنا أبو العزّ أيضا، أنا أبو الحسن علي بن محمود الزوزني.

ح و أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن، قالا: أنا عبد الوهاب بن الحسن الكلابي، أنا مكحول محمّد بن عبد اللّه بن عبد السلام، أنا محمّد بن عزيز، أنا سلامة، عن عقيل قال: قال ابن شهاب: قال عبد اللّه بن كثير، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أوصاني اللّه بذي القربى، و أمرني أن أبدأ بالعبّاس»- زاد محمّد بن محمّد: بن عبد المطلب-[5675].

و أخبرنا أبو العزّ بن كادش، أنا القاضي أبو الطّيّب الطبري، أنا علي بن عمر بن محمّد، نا محمّد بن محمّد بن سليمان، نا محمّد بن عزيز الأيلي، أخبرني سلامة بن روح، عن عقيل بن خالد قال: قال ابن شهاب: قال عبد اللّه بن كثير قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أوصاني اللّه بذي القربى، و أمرني أن أبدأ بالعبّاس بن عبد المطلب»، قال: و قال علي بن أبي طالب: أفضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر و عمر، و لو شئت أنّ أسمّي لكم الثالث لسمّيته، و قال: لا يفضّلني أحد على أبي بكر و عمر إلاّ جلدته جلدا وجيعا، و سيكون في آخر الزمان قوم ينتحلون محبّتنا و التشيع فينا هم شرار عباد اللّه

ص: 343


1- في المطبوعة:«و الحرامي» خطأ.
2- عن م و بالأصل: يكون.
3- في م: كارش، خطأ، و قد مرّ التعريف به.

الذين يشتمون أبا بكر و عمر، قال: و قال علي: و لقد جاء سائل فسأل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأعطاه، و أعطاه أبو بكر، و أعطاه عمر، و أعطاه عثمان، فطلب الرجل من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن يدعو له فيما أعطاه بالبركة، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«و كيف لا يبارك لك و لم يعطك إلاّ نبيّ أو صدّيق أو شهيد»[5676].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن جعفر، أنا أبو الفضل أحمد بن عبد المنعم بن أحمد بن بندار، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا أبو الحسن الدار قطني، نا محمّد بن مخلد، نا أبو الأحوص محمّد بن نصر بن سليمان الأثرم، نا محمّد بن الحجّاج - يعني المصغّر - نا سفيان بن عيينة، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده قال: كان النبي صلى اللّه عليه و سلم إذا جلس جلس أبو بكر عن يمينه، و عمر عن يساره، و عثمان بين يديه، و كان كاتب سرّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فإذا جاء العبّاس بن عبد المطلب تنحّى أبو بكر و جلس العبّاس مكانه.

أخبرنا أبو (1) الحسن الفقيهان، و أبو المعالي بن الشّعيري، قالوا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، نا عبد اللّه بن أبي سعد، نا عبد العزيز بن يحيى بن عبد العزيز بن سعد المدني، نا المجمّع بن يعقوب الأنصاري (2)،عن أبيه قال:

إن كانت حلقة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لتشتبك حتى تصير كالأسوار، و أن مجلس أبي بكر منها لفارغ ما يطمع فيه أحد من الناس، فإذا جاء أبو بكر جلس ذلك المجلس و أقبل عليه النبي صلى اللّه عليه و سلم بوجهه و ألقى إليه حديثه و سمع الناس، فطلع العباس فتزحزح له أبو بكر من مجلسه، فعرف السرور في وجه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لتعظيم أبي بكر العبّاس.

أخبرنا أبو محمّد السّلمي، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، نا خيثمة بن سليمان، نا عبد اللّه بن الحسين بن جابر بالمصّيصة، نا موسى بن داود، نا عمر بن بشر الخثعمي، عن أبي جعفر محمّد بن علي بن (3) الحسين قال: أقبل العبّاس بن عبد المطلب و هو أبيض بضّ و عليه حلّة و له ضفيرتان، فلما رآه

ص: 344


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة:«أبو الحسن» و هو أشبه بالصواب، باعتبار ما جاء بعد «قالوا...».
2- من هنا إلى قوله:«لتشتبك» سقط من م.
3- سقطت «بن» من م.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم تبسّم فقال له العبّاس: مم ضحكت يا رسول اللّه ؟ أضحك اللّه سنّك، قال:«أعجبني جمالك يا عمّ »، فقال العباس: يا رسول اللّه ما الجمال في الرجل ؟ قال:

«اللسان».

رواه غيره فزاد في إسناده رجلا.

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، نا أبو بكر الشافعي، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، نا موسى بن داود، نا الحكم بن المنذر، عن عمر بن بشر الخثعمي، عن أبي جعفر محمّد بن علي قال: أقبل العباس فذكر نحوه.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، نا أبو جعفر كامل بن أحمد المستملي، أخبرني محمّد بن عبد اللّه بن محمّد (1) بن صبيح من كتابه، نا محمّد بن إسحاق بن خزيمة، نا أحمد (2) بن الحسن الترمذي، نا أحمد بن مصعب، نا عمر بن عمر (3) إبراهيم، عن أيوب بن سيّار، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللّه قال:

جاء العباس بن عبد المطلب إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم و عليه ثياب بيض، فلما نظر إليه تبسّم، فقال العباس: يا رسول اللّه ما الجمال ؟ قال:«صواب القول بالحق»، قال: فما الكمال ؟ قال:«حسن الفعال بالصدق»[5677] قال البيهقي: تفرّد به عمر بن إبراهيم، و ليس بالقوي.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو المظفّر محمّد بن الحسن المروزي، نا زاهر بن أحمد السّرخسي، نا محمّد بن المسيّب، حدّثني عبيد اللّه بن موسى الطبري، نا إبراهيم بن الحكم بن ظهير، عن أبيه، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لكلّ شيء أسّ ، و أسّ الإيمان الورع، و لكلّ شيء فرع، و فرع الإيمان الصبر، و لكلّ شيء سنام، و سنام هذه الأمة عمّي العبّاس، و لكلّ شيء

ص: 345


1- «بن محمد» سقط من المطبوعة، و في م كالأصل.
2- عن م و المطبوعة، و بالأصل «محمد».
3- كذا بالأصل و م، و سقطت «عمر» الثانية من المطبوعة، و انظر ما لاحظه البيهقي في آخر الخبر، و الأشبه «حذفها» فهي مقحمة.

سبط ، و سبط هذه الأمة حبيباي الحسن و الحسين، و لكلّ شيء جناح، و جناح هذه الأمة أبو بكر و عمر، و لكلّ شيء مجنّ ، و مجنّ هذه الأمة علي بن أبي طالب»[5678].

قال الخطيب: الحكم بن ظهير ذاهب الحديث.

أنبأنا أبو الحسين يحيى بن تمّام بن علي المقدسي، أنا أبو محمّد إسماعيل بن إبراهيم بن إسماعيل المقدسي - إجازة - أنا أبو مسلم محمّد بن عمر بن عبد اللّه الأصبهاني، نا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن جعفر بن حيّان، نا أبو جعفر محمّد بن العباس بن أيوب، نا علي بن أحمد الرّقّي، نا عمر بن راشد، نا عبد اللّه بن محمّد، عن أبيه، عن جده، عن أبي هريرة قال:

بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى عمّه العباس بن عبد المطلب و إلى علي بن أبي طالب، فأتياه في منزل أم سلمة، فنهاهما عن بعض الأمر، و أمرهما ببعض الأمر، فاختلفا و امتريا حتى ارتفعت أصواتهما و اشتدّ اختلافهما بين يدي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم. فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«يا عليّ مه»، و أقبل عليه و قال:«هل تدري لمن أغلظت، أبي و عمي و بقيتي و أصلي و عنصري و بقية نسل آبائي، خير أهل الجاهلية محتدا، و أفضل أهل الإسلام نفسا و دينا بعدي، من جهل حقه فقد ضيّع حقي، أ ما علمت أن اللّه، جلّ ذكره، مخرج من صلب عمّي العباس أولادا يجعل اللّه ولاة أمر أمتي يجعلهم خلفاء ملوكا ناعمين، و منهم مهديّ أمّتي، يا عليّ ، لست أنا ذكرتهم و لكن اللّه هو الذي ذكرهم و رفع أصواتهم، فيخذل من ناوأهم، يجعل اللّه عز و جلّ فيهم نورا ساطعا، عبدا صالحا، مهديا سيّدا، يبعثه اللّه حين فرقة من الأمر و اختلاف (1) شديد، فيحيي اللّه به كتابه و سنتي و يعزّ به الدين، و أولياءه في الأرض، يحبه اللّه في سمائه و ملائكته و عباده الصالحون في شرق الأرض و غربها، و ذلك يا علي، بعد اختلاف الأخوين من ولد العباس فيقتل أحدهما صاحبه، ثم تقع الفتنة و يخرج قوم من ولدك يا علي فيفسدون عليهم البلدان و يعادونهم، و يفترون عليهم في قطر الأرض، و يفسد عليهم فيكون ذلك أشهرا، أو تمام السّنة ثم يرد اللّه عز و جلّ النعمة على ولد العباس فلا يزال فيهم حتى يخرج مهدي أمّتي (2) منهم، شابّ حدث السن، فيجمع اللّه به الكلمة، و يحيي به الكتاب و السنة، و يعيش في زمانه كلّ

ص: 346


1- في م: و الاختلاف.
2- سقطت «أمتي» من م.

مؤمن متمسك بكتاب اللّه و سنته، ينزل اللّه به رحمته، و يفرج به كل كربة كان في أمتي، يحبه ساكن السماء و ساكن الأرض، فلا يزال ذلك فيه و في نسله حتى ينزل عيسى بن مريم، روح اللّه و كلمته فيقبض ذلك منهم، يا علي، أ ما علمت أن للعبّاس و لآل العباس من اللّه حافظا، أعطاني اللّه ذلك فيهم، أ ما علمت أنّ عدوّهم مخذول و وليّهم منصور».

قال: و غضب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم غضبا شديدا حتى درّ عرق بين عينيه و احمرّ وجهه و درّت عروقه، فما كان يقلع في المقالة في العبّاس و ولده عامة نهاره، فلما رأى ذلك عليّ وثب إلى العبّاس فعانقه و قبّل رأسه، و قال: أعوذ باللّه من سخط اللّه و سخط رسوله، و سخط عمّي (1)،فما زال كذلك حتى سكن غضب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثم قال:«يا علي، إنه من لم يعرف حقّ أبي و عمّي و بقيتي و بقيتك العباس بن عبد المطلب، و مكانه من اللّه و رسوله، فقد جهل حقي، يا علي، احفظ عترته و ولده فإنّ لهم من اللّه حافظا يلون (2) أمر أمتي يشد اللّه بهم الدين، و يعزّ بهم الإسلام بعد ما أكفئ الإسلام، و غيّرت سنّتي، يخرج ناصرهم من أرض يقال لها خراسان برايات سود، فلا يلقاهم أحد إلاّ هزموه، و غلبوا على ما في أيديهم حتى تضرب راياتهم ببيت المقدس».

ثم أمرهما رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فانصرفا، فلما أدبرا دعا لهما رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم دعاء كثيرا، و خرجا راضيين غير مختلفين[5679].

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة الحرّاني، نا عبد اللّه بن شبيب، حدّثني ابن أبي أويس، حدّثني ابن أبي فديك، عن ابن أبي ذئب، عن سهيل بن أبي صالح، أراه عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم للعباس:«فيكم النبوة و المملكة» (3)[5680].

رواه ابن صاعد، عن ابن شبيب، فلم يشك، و كذلك رواه أبو عمر القاضي و إبراهيم بن الحسين بن ديزيل (4)،عن ابن أبي أويس من غير شك.

حدّثناه أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن - لفظا - و أبو القاسم بن السّمرقندي

ص: 347


1- في المطبوعة:«عمه».
2- غير واضحة بالأصل و المثبت عن م.
3- نقله الذهبي في سير الأعلام 93/2 من طريق ابن أبي فديك.
4- إعجامها مضطرب بالأصل و م و الصواب ما أثبت انظر ترجمة الحفاظ 608/2 و سير الأعلام 184/13.

-قراءة - قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا محمّد بن عبد اللّه بن الحسين، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا عبد اللّه بن شبيب، نا إسماعيل بن أبي أويس، نا محمّد بن إسماعيل بن أبي فديك، حدّثني محمّد بن عبد الرّحمن العامري، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة أن النبي (1) صلى اللّه عليه و سلم قال للعبّاس:«لكم النبوّة و المملكة»[5681] و أمّا حديث أبي عمر.

فأخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أبو عمر محمّد بن يوسف القاضي في صفر سنة ست عشرة و ثلاثمائة، نا عبد اللّه بن شبيب، نا إسماعيل - يعني ابن أبي أويس - و أبو بكر بن شيبة، عن محمّد بن إسماعيل، حدّثني محمّد بن عبد الرّحمن العامري، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال للعباس:«فيكم النبوة و المملكة»[5682].

و أمّا حديث ابن ديزيل (2).

فأخبرناه أبو عبد اللّه (3) المبارك بن علي بن عبد الباقي البغدادي، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الملك بن عبد القاهر بن أسد الأسدي، نا أبو القاسم عبد الملك بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران - إملاء - أنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن نيخاب (4)الطيبي، نا أبو إسحاق إبراهيم بن الحسين بن علي الكسائي بهمذان المعروف بابن ديزيل (5).

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو علي الحسين بن محمّد الروذباري، أنا أبو أحمد القاسم بن أبي صالح الهمذاني، نا إبراهيم بن الحسين بن ديزيل.

نا إسماعيل بن أبي أويس، نا - و في رواية القاسم: عن محمّد بن إسماعيل بن دينار - أبي فديك، عن محمّد بن عبد الرّحمن العامري، عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه، عن أبي هريرة أن النبي صلى اللّه عليه و سلم - و قال الطيبي: رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - قال للعباس بن

ص: 348


1- في المطبوعة: أن رسول اللّه.
2- بالأصل و م:«ديريل» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ ترجمته.
3- في م: أبو عبد اللّه بن المبارك.
4- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن م و المطبوعة، و قد مرّ التعريف به.
5- بالأصل و م:«ديريل» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ ترجمته.

عبد المطلب:«فيكم النبوّة و المملكة»[5683].

و كذا رواه أحمد بن محمّد العمري، عن ابن أبي فديك.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا محمّد بن محمّد، نا محمّد بن إبراهيم (1)،نا محمّد بن نصر الترمذي، نا أحمد بن محمّد العمري، حدّثني ابن أبي فديك، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - يعني للعباس-: «الخلافة فيكم و النبوّة»[5684].

قال: و نا محمّد بن إبراهيم، نا محمّد بن يونس القرشي، نا إبراهيم بن سعيد الشقري (2)،نا خلف بن خليفة، عن أبي هاشم، عن محمّد بن الحنفية، عن علي قال:

لقي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم العباس يوم فتح مكة و هو على بغلته الشهباء فقال: يا عمّ أ لا أحبوك قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ اللّه تعالى فتح هذا الأمر بي و يختمه بولدك»[5685].

رواه غيره عن الكديمي، فقال: إبراهيم بن سعيد الأشقر، و قال السعيدي.

أخبرناه أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، أخبرني أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد بن داود الرزّاز، أنا أبو بكر أحمد بن سلمان (3) بن (4) النجاد، نا محمّد بن يونس بن موسى، نا إبراهيم بن سعيد الأشقر.

ح و أخبرنا أبو الفتح نصر بن القاسم، أنا أبو محمّد الحسن بن علي بن البري.

ح و أخبرنا أبو نصر (5) غالب بن أحمد بن المسلّم، و أبو الحسين أحمد بن سلامة بن يحيى، قالا: أنا أبو الفضل أحمد بن علي بن الفضل.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا أبو محمّد بن البري، و أبو الفضل بن الفرات، قالا: أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن المقابري، نا محمّد بن يونس بن موسى (6)،نا إبراهيم بن سعيد السعيدي (7).

ص: 349


1- قوله:«نا محمد بن إبراهيم» سقط من م.
2- بالأصل و م:«الشعري» و المثبت عن المطبوعة.
3- في م: سليمان.
4- في م و المطبوعة: بن الحسن النجاد.
5- في م: نضر.
6- «بن موسى» سقط من م.
7- بعدها بالأصل «إلى» و ليست في م، فحذفناها لأنها مقحمة.

نا خلف بن خليفة، عن أبي هاشم، عن محمّد بن الحنفية عن علي بن أبي طالب قال:

لقي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم العبّاس (1) بن عبد المطلب يوم فتح مكة، و هو على بغلته الشهباء، فقال: يا عمّ أ لا أحبوك، أ لا أجيزك ؟ قال: بلى، فداك أبي و أمي يا رسول، قال:«إنّ اللّه فتح هذا الأمر بي و يختمه»، و قال (2) المقابري: و يختم بولدك.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الخطيب، و أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه، قالا: نا و أبو منصور (3) بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب (4)،نا محمّد بن أحمد بن رزق البزاز، و محمّد بن الحسين بن الفضل القطان، قالا: نا محمّد بن عمر القاضي الحافظ ، نا محمّد بن الحسن بن سعدان المروزي، نا محمّد بن عبد الكريم بن عبيد اللّه السّرخسي، حدّثني المهتدي باللّه أمير المؤمنين حدّثني علي بن هاشم بن طبراخ، عن محمّد بن الحسن الفقيه، عن ابن أبي ليلى، عن داود بن علي، عن أبيه، عن ابن عباس قال: قال العباس: يا رسول اللّه ما لنا في هذا الأمر؟ قال:«لي النبوة و لكم الخلافة، بكم يفتح هذا الأمر و بكم يختم»، هذا آخر حديث ابن الفضل - و زاد ابن رزق: قال: و قال النبي صلى اللّه عليه و سلم - للعبّاس:«من أحبّك نالته شفاعتي، و من بغضك فلا نالته شفاعتي»[5686].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الحسن الدار قطني، نا أبو ذرّ أحمد بن محمّد بن أبي بكر الواسطي، نا أحمد بن الحجّاج.

ح و أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن الغساني، قالا: نا و أبو منصور بن خيرون، نا أبو بكر الخطيب (5)،أنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد اللّه بن مهدي، أنا محمّد بن مخلد الدوري، قالا: نا أحمد بن الحجّاج بن الصّلت، نا سعيد بن سليمان، نا خلف بن خليفة، عن مغيرة، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عمّار بن ياسر قال: بينما النبي صلى اللّه عليه و سلم راكب إذ حانت منه التفاتة فإذا هو بالعباس فقال:«يا عباس»، قال:

ص: 350


1- في م: و العباس.
2- في م: و قال: ابن المقابري، و هو أشبه، انظر بداية الخبر.
3- في م: قالا: نا منصور بن زريق.
4- الخبر في تاريخ بغداد 348/3 في ترجمة المهتدي باللّه، الخليفة.
5- الخبر في تاريخ بغداد 117/4 في ترجمة أحمد بن الحجاج بن الصلت.

لبيك (1)،قال:«إن اللّه بدأ الإسلام (2) بي و سيختمه بغلام من ولدك، و هو الذي يصلي بعيسى عليه الصلاة و السلام - و في حديث ابن مخلد: بينا النبي صلى اللّه عليه و سلم - راكب إذ حانت منه التفاتة، فإذا هو العباس، فقال: يا عباس، قال: لبيك يا رسول اللّه، قال:«إنّ اللّه فتح هذا الأمر و سيختمه بغلام من ولدك، يملؤها عدلا كما ملئت جورا، و هو الذي يصلي بعيسى»، قال الدار قطني: تفرد به سعيد بن سليمان، عن خلف بن خليفة، عن مغيرة.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد، أنا أبو طالب بن غيلان، نا أبو بكر الشافعي، نا ابن ناجية - يعني عبد اللّه-.

ح و أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن سلامة بن جعفر القضاعي - قاضي مصر - بمكة في المسجد الحرام، أنا أبو الحسن أحمد بن عبد العزيز بن أحمد بن حامد بن محمود بن ثرثال البغدادي، نا الحسين بن إسماعيل المحاملي، قالا: نا أحمد بن محمّد بن يحيى بن سعيد، نا عبيد بن أبي قرّة، نا ليث بن سعد، عن أبي قبيل، عن أبي ميسرة، قال: سمعت العبّاس يقول:

كنت عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ذات ليلة، فقال:«انظر هل ترى في السماء من شيء؟» قال: قلت: نعم، قال:«ما ترى ؟» قال: قلت أرى الثريا، قال:«أما إنه يملك هذه الأمة بعددها من صلبك»- زاد ابن ناجية: فقيل لأبي سعيد بن يحيى - و قد ترك من الحديث اثنين منهم في الفتنة ؟ قال: هو كما قلت.

أخبرنا أبو عبيد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو سعد (3) الماليني.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، قالا: أنا أبو أحمد بن عدي قال: سمعت ابن حمّاد يقول: قال البخاري:

عبيد بن أبي قرّة سمع الليث بن سعد، بغدادي لا يتابع في حديثه في قصة العبّاس (4).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن المزرفي (5)،نا أبو الحسين بن المهتدي، نا

ص: 351


1- بعدها في المطبوعة:«قال: يا عمّ » قال: لبيك» و العبارة سقطت من الأصل و م و تاريخ بغداد.
2- في تاريخ بغداد: إن اللّه فتح هذا الأمر بي.
3- في م: أبو سعيد.
4- الخبر في الكامل لابن عدي 350/5 في ترجمة عبيد بن أبي قرة.
5- الفاء بالأصل مهملة، و في م:«المزرقي» و الصواب ما أثبت «المزرقي» و قد مرّ التعريف به.

أبو حفص بن شاهين - إملاء - نا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، و محمّد بن الحسين بن حميد بن الربيع الخزاز، و محمّد بن علي بن محمّد الواسطي، قالوا: نا أبو سهل أحمد بن رشد الهلالي، نا سعيد بن خثيم (1)،عن حنظلة، عن طاوس، عن ابن عباس قال: حدثتني أم الفضل ابنة الحارث الهلالية قالت:

مررت بالنبي صلى اللّه عليه و سلم و هو في الحجر قال:«يا أمّ الفضل إنك حامل بغلام»، قلت: يا رسول اللّه و كيف، و قد تحالف الفريقان أن لا يأتوا النساء، قال:«هو ما أقول لك، فإذا وضعتيه فائتني به»، قالت: فلما وضعته أتيت به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأذّن في أذنه اليمنى، و أقام في أذنه اليسرى فقال:«اذهبي بأبي الخلفاء» قالت: فأتيت العباس فأعلمته و كان رجلا جميلا لباسا، فأتى النبي صلى اللّه عليه و سلم فلما رآه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قام إليه فقبّل ما بين عينيه ثم أقعده عن يمينه، ثم قال:«هذا عمّي، فمن شاء فليباه (2) بعمّه»، قلت: يا رسول اللّه، بعض القول، فقال:«يا عباس لم لا أقول لك (3) هذا و أنت عمّي و صنو أبي، و بقية آبائي، و خير من أخلف بعدي من أهلي»، فقلت: يا رسول اللّه ما شيء أخبرتني به أم الفضل عن مولودنا هذا، قال:«نعم يا عباس، إذا كانت سنة خمس و ثلاثين و مائة فهي لك و لولدك، منهم السفاح، و منهم المنصور، و منهم المهدي».

رواه أبو بكر الخطيب عن الخلاّل، عن ابن شاهين إلاّ أنه قال: محمّد بن علي بن سهل الزعفراني.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه، و علي بن الحسن بن سعيد، قالا: نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (4)،نا القاضي أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن الأصبهاني، نا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن علي بن فراس العدل - بمكة - نا أبو عبد اللّه جعفر بن إدريس القزويني، نا أبو الطيب عبد اللّه بن عمرو بن الحكم البغدادي، نا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن عامر الطائي، حدّثني أبي أحمد بن عامر بسرّمن رأى في اليوم الذي مات فيه الحسن بن علي بن محمّد بن

ص: 352


1- عن م و بالأصل: خيثم.
2- بالأصل و م: فليباهي.
3- سقطت «لك» من المطبوعة.
4- الخبر في تاريخ بغداد 26/10 في ترجمة أبي الطيب عبد اللّه بن عمرو بن الحكم.

علي بن موسى الرضا، نا أبو الحسن علي بن موسى الرضا، حدّثني أبي موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«هبط عليّ جبريل و عليه قباء أسود و عمامة سوداء فقلت: ما هذه الصورة التي لم أرك هبطت عليّ فيها قط ، قال: هذه صورة الملوك من ولد العبّاس عمك، قلت: و هم على حق ؟ قال جبريل: نعم»، قال النبي (1) صلى اللّه عليه و سلم:«اللّهم اغفر للعبّاس و لولده حيث كانوا، و أين كانوا» قال جبريل: ليأتين على أمتك زمان يعزّ اللّه الإسلام بهذا السّواد، قلت:«رئاستهم ممن ؟» قال: من ولد العباس، قلت: و أتباعهم (2)؟قال: من أهل خراسان، قلت: و أي شيء يملك ولد العبّاس ؟ قال: يملكون الأصفر و الأخضر و الحجر و المدر، و السرير، و المنبر و الدنيا (3) إلى المحشر، و الملك إلى المنشر».

كتب إليّ أبو محمّد عبد اللّه بن علي بن الآبنوسي، أنا أبو الفضل عبيد اللّه، و أبو الحسين محمّد ابنا أحمد بن علي الكوفي، قالا: أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمّة، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي، حدّثني محمّد بن عمر، نا أبو النضر، نا الأشجعي، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، قال: لو أن العباس شهد بدرا ما فضله أحد من أصحاب محمّد صلى اللّه عليه و سلم رأيا.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو الحسن محمّد بن عبد اللّه البستي (4)-بمرو - أنا أبو الموجّه، نا عبدان، عن أبي حمزة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر الشعبي قال: قال العبّاس لعلي بن أبي طالب حين مرض النبي صلى اللّه عليه و سلم:

إني أكاد أعرف في وجه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الموت، فانطلق بنا إليه نسأله من يستخلف منا، فذاك، و إلاّ أوصى بنا، قال: فقال علي للعبّاس كلمة فيها جفاء، فلما قبض النبي صلى اللّه عليه و سلم قال العباس لعلي: ابسط يدك فلنبايعك، قال: فقبض يده.

ص: 353


1- تاريخ بغداد: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.
2- عن تاريخ بغداد و بالأصل:«و تباعدهم» و في م:«و تبّاعهم».
3- عن م و تاريخ بغداد، و اللفظة غير واضحة بالأصل.
4- بالأصل:«الستي» و في م «السني» و كلاهما تحريف، و الصواب ما أثبت.

فقال عامر: لو أن عليا أطاع العباس في أحد البابين كان خيرا من حمر النّعم، قال عامر: لو أن العباس شهد بدرا ما فضله أحد من الناس رأيا و لا عقلا.

قرأت على أبي غالب (1) بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (2)،أنا محمّد بن عمر، نا عبد اللّه بن جعفر بن (3) عثمان بن محمّد الأخنسي، و إسماعيل بن محمّد بن سعد بن أبي وقاص، قالا: ما أدركنا أحدا من الناس إلاّ و هو يقدّم العبّاس بن عبد المطلب في العقل في الجاهلية و الإسلام.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر الزّرّاد، نا عبيد اللّه بن سعد الزهري، نا سريج (4) بن النعمان، أنا ابن أبي الزناد، عن أبيه عن الثقة أن العبّاس بن عبد المطلب لم يمرّ قطّ بعمر بن الخطاب و لا بعثمان بن عفان و هما راكبان إلاّ نزلا حتى يجوز العباس بهما إجلالا له أن يمرّ بهما عمّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هما راكبان و هو يمشي.

رواه غيره، فلم يقل عن أبيه.

أخبرناه أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، حدّثني إسماعيل بن عبد اللّه، عن بكّار بن محمّد بن جارست، عن عبد الرّحمن بن أبي الزناد، عن الثقة أنه قال: كان العبّاس بن عبد المطلب إذا [مرّ] (5) بعمر بن الخطاب أو بعثمان بن عفان و هما راكبان نزلا حتى يجاوزهما إجلالا لعمّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن يمشي و هما راكبان.

أخبرنا أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، أنا أبو عثمان سعيد بن محمّد بن

ص: 354


1- عن م و بالأصل: أبي طالب، خطأ.
2- الخبر في طبقات ابن سعد 28/4.
3- في ابن سعد:«حدثنا عبد اللّه بن جعفر الزهري عن عثمان بن محمد الأخنسي» و في م و المطبوعا فكالأصل.
4- في م: سريج.
5- الزيادة عن م، سقطت من الأصل.

أحمد البحيري، أنا محمّد بن عمر بن بهتة البزّاز بمدينة السلام، أنا أبو الطّيّب يزيد بن الحسين بن يزيد بن مسلمة، نا الحسن بن محمّد الزعفراني، نا محمّد بن عبد اللّه الأنصاري، حدّثني عبد اللّه بن المثنّى عن ثمامة بن عبد اللّه، عن أنس.

أن عمر بن الخطاب كان إذا قحطوا استسقى بالعبّاس بن عبد المطلب فقال: اللّهم إنّا كنا نتوسل إليك بنبيّنا محمّد صلى اللّه عليه و سلم فتسقينا، و إنّا نتوسل إليك بعمّ نبينا محمّد صلى اللّه عليه و سلم.

قال: و أنا البحيري، أنا أبو الحسن محمّد بن عثمان بن محمّد النّفري البيّع بمدينة السلام، أنا الحسين بن إسماعيل، نا يعقوب بن إبراهيم، نا محمّد بن عبد اللّه الأنصاري، نا أبي، نا عمّي ثمامة بن عبد اللّه، عن أنس بن مالك قال:

كان عمر بن الخطاب إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطّلب قال: و يقول:

اللّهم إنّا كنا إذا قحطنا توسّلنا إليك بنبيّنا صلى اللّه عليه و سلم فتسقينا، و إنّا نتوسل إليك بعمّ نبيك صلى اللّه عليه و سلم فاسقينا، قال: فيسقون.

أخبرتنا أم المجتبى العلوي قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور السّلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا محمّد بن المثنّى، نا محمّد بن عبد اللّه الأنصاري، حدّثني أبي، عن ثمامة، عن أنس قال: كانوا إذا قحطوا على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم استسقوا بالنبي صلى اللّه عليه و سلم فسقوا، فلما كان بعد وفاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في إمارة عمر قحطوا، فأخرج العبّاس يستسقي به، فقال: اللّهم إنّا كنا إذا قحطنا على عهد نبيّك استقينا به فسقينا، و إنّا نتوسل إليك بعمّ نبيك فاسقنا، قال: فسقوا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد بن أبي عثمان، أنا عبيد اللّه بن محمّد الفرضي، أنا أبو بكر محمّد بن جعفر بن يزيد المطيري.

و أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو علي زاهر بن أحمد، أنا الحسين بن محمّد بن عياش، قالا:

نا الحسن بن عرفة، نا محمّد بن عبد اللّه الأنصاري، حدّثني أبي عبد اللّه الأنصاري (1)،حدّثني أبي عبد اللّه بن المثنى، حدّثني عمّي ثمامة بن عبد اللّه بن

ص: 355


1- قوله:«حدثني أبي عبد اللّه الأنصاري» كذا بالأصل و م، و ليس في المطبوعة، و الأشبه حذفه لأنه مكرر إذا ما قارنا السند مع السندين السابقين في الخبرين السابقين، و السند التالي.

أنس - زاد ابن عياش عن أنس - أن عمر بن الخطاب كان إذا قحطوا (1) استسقوا بالعباس بن عبد المطلب عمّ النبي صلى اللّه عليه و سلم، فيقول: اللّهم إنّا كنا نتوسل إليك بنبينا محمّد صلى اللّه عليه و سلم فتسقينا، و إنّا نتوسل إليك بعمّ نبيّنا صلى اللّه عليه و سلم قال فيسقون - و في حديث المطيري:

كان إذا قحط استسقى - و فيه فاسقنا فيسقون، و لم يقل عن أنس، و ليس فيه قوله:

محمّد.

أخبرناه عاليا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي قال: قرئ على إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي و أنا حاضر قيل له أخبركم عبد اللّه بن (2) أيوب بن ماسي، نا أبو مسلم الكجّي (3)،نا محمّد بن عبد اللّه الأنصاري، نا أبي، عن ثمامة، عن أنس: أن عمر خرج يستسقي و خرج بالعباس معه يستسقي به، و يقول: اللّهمّ إنّا كنا إذا قحطنا على عهد نبينا صلى اللّه عليه و سلم توسّلنا إليك بنبينا، اللّهم إنّا نتوسّل إليك بعمّ نبيك.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران، أنا الحسين بن صفوان، نا عبد اللّه بن محمّد بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن صالح القرشي، حدّثني وهب بن مبشّر، حدّثني إبراهيم بن أبي يحيى المدني، عن حسين بن عبد اللّه، عن عكرمة، عن ابن عباس.

أن عمر استسقى بالناس بالمصلّى فقال عمر للعبّاس: قم فاستسق، فقام العباس، فقال: اللّهمّ إن عندك سحابا و عندك ماء، فانشر السحاب ثم أنزل فيه الماء، ثم أنزله علينا، فاشدد به الأصل، و أطل به الفرع، و أدرر به الضرع، اللّهمّ إنّا شفعنا (4) إليك عن من لا ينطق من بهائمنا و أنعامنا (5)،اللّهمّ شفعنا في أنفسنا و أهالينا، اللّهمّ إنّا نشكو إليك جوع كل جائع، و عري كل عاري (6)،و خوف كل خائف، اللّهمّ اسقنا سقيا وادعة نافعة طبقا مجللا عاما.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي

ص: 356


1- في م: قحط .
2- في المطبوعة: عبد اللّه بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي، انظر ترجمته في تاريخ بغداد 408/9.
3- عن م و بالأصل:«اللحمى».
4- في م: شفعاء.
5- سقطت اللفظة من م.
6- كذا بإثبات الياء في الأصل و م.

أبو بكر، نا خيثمة بن سليمان، نا إسحاق بن إبراهيم - بصنعاء - عن عبد الرزاق، عن إبراهيم بن محمّد، عن حسين بن عبد اللّه، عن عكرمة، عن ابن عباس.

أن عمر بن الخطاب استسقى بالمصلّى فقال للعباس بن عبد المطلب: قم فاستسق قال: فقام العبّاس فقال: اللّهمّ إنّ عندك سحابا و إنّ عندك ماء، فانشر السحاب، ثم أنزل فيه الماء ثم أنزله علينا و اشدد به الأصل، و أطل به الفرع، و أدرّ به الضرع، اللّهمّ شفّعنا في أنفسنا و أهلينا، اللّهمّ إنّا شفعاء (1) إليك عن من لا منطق له من بهائمنا و أنعامنا، اللّهمّ اسقنا سقيا وادعة بالغة طبقا عاما غيثا، اللّهمّ لا نرغب إلاّ إليك وحدك لا شريك لك، اللّهمّ إنّا نشكو إليك سغب (2) كل ساغب، و عدم كل عادم، و جوع كلّ جائع، و عري كلّ عار، و خوف كلّ خائف في دعاء له.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الحسين عاصم بن الحسن، أنا أبو الحسين بن بشران، نا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني علي بن الحسن بن موسى، نا أبو عبد الرّحمن القرشي عن شيخ من أهل المدينة، عن ابن عباس أن عمر قال للعباس:

قم فاستسق و ادع ربّك، فقام العبّاس فحمد اللّه و أثنى عليه، ثم قال: إنّ عندك سحابا، و إنّ عندك ماء، فانشر السّحاب ثم أنزل فيه الماء، ثم أنزله علينا فاشدد به الأصل، و أطل به الفرع، و أدرر به الضّرع، اللّهمّ إنّا شفعاء (3) إليك عن من لا منطق له من بهائمنا و أنعامنا، اللّهمّ شفّعنا في أنفسنا و أهلينا، اللّهم لا ندعو إلاّ إياك، و لا نرغب إلاّ إليك، اللّهمّ اسقنا سقيا وادعة نفاعة طبقا مجللا، اللّهم إنّا نشكو إليك جوع كل جائع، و عري كل عاري (4)،و ضعف كلّ ضعيف في دعاء له.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (5)،أنا محمّد بن عمر،

ص: 357


1- في م: شفعنا.
2- و الشّغب و السّغب: الجوع.
3- في م: شفعنا.
4- كذا بالأصل و م.
5- الخبر في طبقات ابن سعد 321/3 في ترجمة عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه.

حدّثني أسامة بن زيد، عن ميمون (1) بن ميسرة، عن السائب بن يزيد قال: نظرت إلى عمر بن الخطاب يوما في الرّمادة غدا متبذلا (2) متضرّعا (3) عليه برد لا يبلغ ركبتيه، يرفع صوته بالاستسقاء و عيناه تهراقان على خدّيه، و عن يمينه العبّاس بن عبد المطلب، فدعا يومئذ و هو مستقبل القبلة رافعا يديه إلى السماء، و عجّ إلى ربه فدعا و دعا الناس معه، ثم أخذ بيد العباس فقال: اللّهمّ إنّا نستشفع بعمّ رسولك إليك، فما زال العبّاس قائما إلى جنبه مليا، و العباس يدعو و عيناه تهملان.

قال (4):و أنا محمّد بن عمر، حدّثني عبد اللّه بن جعفر، عن ابن أبي عون، قال:

قال عمر بن الخطاب للعبّاس بن عبد المطلب، يا أبا الفضل كم بقي علينا من النجوم، قال: قال العوّاء، قال: كم بقي منها؟ قال: ثمانية أيام، قال عمر: عسى اللّه أن يجعل فيها خيرا، و قال عمر للعباس: اغد غدا إن شاء اللّه قال: فلما ألحّ عمر بالدعاء أخذ بيد العبّاس ثمّ رفعها و قال: اللّهمّ إنّا نستشفع (5) إليك بعمّ نبيك أن تذهب عنا المحل، و أن تسقينا الغيث، قال: فلم يبرحوا حتى سقوا، و أطبقت السماء عليهم أياما، فلما مطروا و أحيوا شيئا أخرج العرب من المدينة، و قال: الحقوا ببلادكم.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا محمّد بن موسى البصري، نا محمّد بن الحارث، عن المدائني، عن الكلبي، عن أبي صالح (6).

أن العبّاس بن عبد المطلب يوما استسقى به عمر بن الخطاب قال: لما فرغ عمر من دعائه قال العبّاس: اللهمّ انه لم ينزل بلاء من السماء إلاّ بذنب، و لا يكشف إلاّ بتوبة، و قد توجّه بي القوم إليك لمكاني من نبيّك صلى اللّه عليه و سلم، و هذه أيدينا إليك بالذنوب، و نواصينا بالتوبة، و أنت الرّاعي لا تهمل الضالة، و لا تدع الكسير بدار مضيعة، فقد

ص: 358


1- عن م و ابن سعد و بالأصل: ميمونة.
2- في م: مبتذلا.
3- عن م و ابن سعد و بالأصل: متصرعا.
4- المصدر السابق 321/3.
5- في ابن سعد و المطبوعة:«نتشفع» و في م كالأصل.
6- بعدها في م و المطبوعة: ح قال و نا محمد بن عبد العزيز، نا أبي عن أبي يعقوب الخطاب، عن أبيه، عن جده، عن أبي صالح.

ضرع الصغير و رقّ الكبير، و ارتفعت الشكوى، و أنت تعلم السر و أخفى، اللّهم فأغثهم بغياثك قبل أن يقنطوا فيهلكوا، فإنه لا ييأس من رحمتك إلاّ القوم الكافرون، قال: فما تمّ كلامه حتى أرخت السماء مثل الجبال.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أبو بكر بن سيف، نا السّري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر التميمي، عن محمّد بن عبيد اللّه قال:

و خرج عمر بالناس إلى الاستسقاء، و خرج بالعبّاس و بعبد اللّه فخطب و صلّى بالناس ركعتين، فلما قضى صلاته تأخر حتى كان بين العبّاس و عبد اللّه، ثم أخذ بعضديهما و قال: اللّهمّ هذا عمّ نبيك نتقرب (1) إليك به فما بلغوا بيوتهم حتى خاضوا الماء، و إنه لبين العباس و عبد اللّه.

أخبرنا أبو الحسن محمّد بن محمّد، و أبو غالب أحمد و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن (2)،قالوا: أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمر، أنا محمّد بن عبد الرّحمن بن العباس، نا أحمد بن سليمان بن داود، نا الزبير بن عبد اللّه، حدّثني يحيى بن محمّد، عن نعيم بن أيوب، عن الكلبي، عن أبي صالح.

أن الأرض أجدبت على عهد عمر بن الخطاب حتى التقت [الرعاء و ألقت] (3)العصا، و عطلت النّعم، و كسر العظم، فقال كعب الأحبار: يا أمير المؤمنين إن بني إسرائيل كانوا إذا أصابهم أشباه هذا استسقوا بعصبة الأنبياء، فقال عمر: هذا عمّ النبي صلى اللّه عليه و سلم و صنو أبيه، و سيّد بني هاشم، فشكا إليه عمر ما فيه الناس، فصعد عمر المنبر، و صعد معه العباس، فقال عمر: اللّهمّ إنا توجهنا إليك بعمّ نبيّك و صنو أبيه، فاسقنا الغيث و لا تجعلنا من القانطين، ثم قال عمر: قل يا أبا الفضل، فقال العباس: اللّهمّ إنه لم ينزل بلاء إلاّ بذنب، و لم يكشف إلاّ بتوبة، و قد توجّه بي القوم إليك لمكاني من نبيّك، و هذه أيدينا إليك بالذنوب، و نواصينا بالتوبة، فاسقنا الغيث، فأرخت السماء

ص: 359


1- في م: نتقرب به إليك.
2- في م:«ابنا الحسين» خطأ و الصواب ما أثبت، و اسمه: الحسن بن أحمد بن عبد اللّه، أبو علي البغدادي ترجمته في سير الأعلام 380/18.
3- ما بين معكوفتين زيادة عن م.

شآبيب مثل الجبال بديمة مطبقة حتى أسقوا الحفر بالآكام، و أخصبت الأرض، و عاش الناس، فقال عمر: هذه الوسيلة إلى اللّه و المكان منه.

قال: و نا الزبير، حدّثني محمّد بن حسن المخزومي (1)،عن عبد الرّحمن بن عبد اللّه، عن أبيه، عن أبي وجرة السعدي، عن أبيه قال:

استسقى عمر بن الخطاب لما وقف على المنبر أخذ في الاستغفار، فقلت: ما تراه يعمد لحاجته، ثم قال في آخر كلامه: اللّهمّ إني قد عجزت عنهم و ما عندك أوسع لهم، و أخذ بيد العبّاس فقال: و هذا عمّ نبيك نحن نتوسل به إليك، فلما أراد عمر أن ينزل قلب رداءه ثم نزل، فتراءى الناس طرة في مغرب الشمس فقالوا: ما هذا؟ قال: و ما رأينا قبل ذلك من قزعة (2) سحاب أربع سنين، قال: ثم سمعنا الرعد، ثم انتشرت، ثم أمطرت، فكان المطر يقلدنا في كل خمس عشرة قلد الزرع حتى رأيت الأرنبة خارجة من حقاق العرفط تأكلها صغرى الإبل.

قال الزبير: و يروى لابن عفيف النصري في الاستسقاء بالعبّاس:

ما زال عبّاس بن شيبة غاية *** للناس عند تنكّر الأيام

رجل تفتّحت السماء لصوته *** لمّا دعا بدعاوة الإسلام

فتحت له أبوابها لمّا دعا *** فيها بجند معلمين كرام

عمّ النبيّ فلا كمن هو عمّه *** ولدا و لا كالعمّ في الأعمام

عرفت قريش يوم قام مقامه *** فيه: له فضل على الأقوام

قال الزبير: و قال شاعر بني هاشم في ذلك:

رسول اللّه و الشهداء منّا *** و عبّاس الذي بعج الغماما

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، و أحمد بن أبي عثمان، و أحمد بن محمّد بن إبراهيم القصاري (3).

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد القصاري، أنا أبي قالوا: أنا إسماعيل بن

ص: 360


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: المخزمي.
2- القزعة: القطعة من السحاب.
3- عن م و بالأصل: العصاري.

الحسن بن عبد اللّه الصّرصري.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، قالا: نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا عبد اللّه بن أبي سعد، حدّثني أحمد بن يحيى بن جابر، حدّثني عباس بن هشام، عن أبيه - زاد الصرصري: عن جده عن أبي صالح، عن ابن عباس قال:

استسقى عمر بالعباس عام الرّمادة فقال: اللّهمّ إنّ هؤلاء عبادك، و بنو إمائك، أتوك راغبين متوسلين إليك بعمّ نبيّك عليه (1) الصّلاة و السّلام، فاسقنا سقيا نافعة تعمّ البلاد] و تحيي العباد، اللّهمّ إنا نستسقي - و قال ابن طاوس: نستسقيك - بعمّ نبيك و نستشفع إليك] (2) بشيبته (3) فسقوا، ففي ذلك يقول عباس بن عتبة بن أبي لهب (4):

بعمّي سقى اللّه الحجاز و أهله *** عشية يستسقي بشيبته عمر

توجّه بالعبّاس في الجدب راغبا (5) *** إليه فما أن رام حتى أتى المطر

منّا رسول اللّه فينا تراثه *** فهل فوق هذا للمفاخر مفتخر

أخبرنا أبو نصر محمّد بن حمد الكبريتي، نا أبو بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني، نا أبو بكر أحمد بن عبد الرّحمن بن أحمد الشاهد، نا أبو أحمد محمّد بن أحمد الدّهستاني - بجرجان - نا أبو بكر محمّد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري، نا أبو الحارث أسد بن سعيد بن كثير بن عفير - أملاه علينا - حدّثني أبي سعيد بن كثير، حدّثني موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن جابر بن عبد اللّه قال:

أصابتنا سنة الرّمادة فاستسقا (6) فلم نسق، ثم استسقينا فلم نسق، ثم استسقينا فلم نسق، فقال عمر: لأستسقين غدا بمن يسقيني (7) اللّه، فقال الناس: بمن ؟ بعلي ؟

ص: 361


1- في م و المطبوعة: عليه السلام.
2- ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل و بعده «صح صح».
3- كذا بالأصل و م:«بشيبته» و في المطبوعة: بشيبة.
4- الأبيات في سير الأعلام 94/2.
5- غير مقروءة بالأصل و المثبت عن م و سير الأعلام.
6- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: فاستسقينا.
7- بالأصل:«يستبن» و في م:«يسقين» و المثبت عن المطبوعة.

بحسن ؟ بحسين ؟ فلما أصبح غدا إلى منزل العبّاس فدقّ عليه، فقال: من ؟ فقال: عمر، قال: ما حاجتك ؟ قال: اخرج حتى نستسقي اللّه بك، قال: اقعد، فأرسل إلى بني هاشم أن تطهّروا و البسوا من صالح ثيابكم، فأتوه فأخرج إليهم طيبا فطيّبهم، ثم خرج و علي أمامه بين يديه، و الحسن عن يمينه، و الحسين عن يساره، و بنو هاشم خلف ظهره، فقال [يا] (1) عمر لا تخلط بنا غيرنا، قال: ثم أتى المصلّى، فوقف فحمد اللّه و أثنى عليه و قال: اللّهمّ إنّك خلقتنا و لم تؤامرنا، و علمت ما نحن عاملون قبل أن تخلقنا فلم يمنعك علمك فينا عن رزقنا، اللّهمّ فكما تفضّلت علينا في أوّله فتفضّل علينا في آخره، فما برحنا حتى سحّت السماء علينا سحا، فما وصلنا إلى منازلنا إلاّ خوضا، فقال العبّاس:

أنا المسقى، ابن المسقى خمس مرات، فقال سعيد: فقلت لموسى بن جعفر: و كيف ذاك، قال: استسقى فسقي عام الرّمادة، و استسقى عبد المطلب فسقي (2) زمزم، فنافسته قريش فقالوا: ائذن لنا فيها فأبى، فقالوا: بيننا و بينك راهب إيليا، فخرجوا معه و خرج مع عبد المطلب نفر من أصحابه، فلما كانوا في الطريق نفد ماء عبد المطلب و أصحابه فقال للقرشيين اسقونا فأبوا، فقال عبد المطلب: على ما نموت حسرة، فركب راحلته، فلمّا نهضت انبعث من تحت خفها عين، فشرب و سقى أصحابه و استسقوه (3) القرشيون فسقاهم، فقالوا: إنّ الذي أسقاك في هذه الفلاة هو الذي أسقاك زمزم، فارجع فلا خصومة لنا معك.

و كان لعبد المطلب مال بالطائف يقال له ذو الحرم (4) فغلبت عليه بنو ذباب و كلاب، و غلب عليه ثم أتى فقال: هذا المال لي فجحده، فقال: بيني و بينكم سطيح، فخرجوا و خرج معه نفر من قومه، حتى إذا كانوا في فلا من الأرض عطش و فني ماؤه، فاستسقى بني كلاب و بني ذباب فأبوا أن يسقوه و قالوا: موتوا عطشا، فركب راحلته، و خرج، فبينا هو يسير إذ انبعث عين فلوّح بسيفه إلى أصحابه، فأتوه فلما رأوا (5) ذباب كثرة الماء أهراقوا ماءهم فاستسقوه فقال القرشيون: و اللّه لا نسقيكم، فقال

ص: 362


1- زيادة عن م للإيضاح.
2- عن م و بالأصل:«يسقي».
3- كذا بالأصل و م و المطبوعة: و استسقوه القرشيون.
4- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: ذو الجذم.
5- كذا بالأصول.

عبد المطلب: لا يتحدث العرب أن قوما من العرب ماتوا عطشا، و أنا أقدر على الماء فسقاهم، ثم رحلوا إلى سطيح فقالت (1) بنو ذباب: و اللّه ما تدري أصادق فيما يقضي بيننا؟ فخبّأ رجل منهم ساق جرادة، فلما قدموا عليه قال الرجل: إنّي خبأت لك خبيئا، فما هو؟ قال: ظهر كالفقار، طار فاستطار، و ساق كالمنشار، ألق ما في يدك، فألقى ساق جرادة، قال: و خبّأ رجل منهم تمرة فقال: قد خبّأت خبيئة، قال: طال فبسق و أينع فأطعم ألق التمرة، و خبّأ له رجل آخر رأس جرادة، خرزها في مزادة، فعلّقها في عنق كلب يقال له يسار، فقال: خبّأت خبيئا فما هو؟ قال: رأس جرادة خرزت في مزادة في عنق كلبك، يسار، ثم اختصموا إليه فقضى لعبد المطلب بالمال، فعزموا لعبد المطلب مائة ناقة، و غرموا سطيح مائة ناقة، فقدم عبد المطلب فاستعار قدورا، فنحر و أطعم الناس حوله، ثم أرسل إلى جبال مكة فنحر، فأكلته السّباع و الطير و الناس. و الخامسة أسقى اللّه إسماعيل زمزم.

أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد بن يوسف، أنا إبراهيم بن عمر.

ح و حدّثنا أبو المعمر المبارك بن أحمد الأنصاري، أنا المبارك بن عبد الجبّار، أنا علي بن عمر بن الحسن، و إبراهيم بن عمر، قالا:

أنا محمّد بن العباس، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، نا أبو محمّد بن قتيبة، قال.

في حديث العبّاس بن عبد المطلب.

أن عمر خرج يستسقى به فقال: اللّهمّ إنّا نتقرّب إليك بعمّ نبيك و بقية (2) آبائه، و كبر رجاله، فإنك تقول و قولك الحق: و أمّا الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة و كان تحته كنز لهما و كان أبوهما صالحا فحفظتهما لصلاح أبيهما، فاحفظ اللّهم نبيك في عمه، فقد دلونا به إليك مستشفعين و مستغفرين، ثم أقبل على الناس فقال:

اِسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كٰانَ غَفّٰاراً يُرْسِلِ السَّمٰاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرٰاراً وَ يُمْدِدْكُمْ (3) إلى قوله:

أَنْهٰاراً (4) .

قال: و رأيت العبّاس و قد طال عمر، و عيناه ينضحان و سبائبه تجول على صدره

ص: 363


1- في المطبوعة: قالت.
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: و قفيّة.
3- سورة نوح، الآيات:10-12.
4- سورة نوح، الآيات:10-12.

و هو يقول: اللّهمّ أنت الراعي لا تهمل الضالّة، و لا تدع الكسير بدار مضيعة، فقد ضرع الصغير و رقّ الكبير و ارتفعت الشكوى، و أنت تعلم السرّ و أخفى، اللّهمّ فاغثهم (1)بغياثك من قبل أن يقنطوا فيهلكوا، فإنه لا ييأس (2) من روحك إلاّ القوم الكافرون، فنشأت طريرة (3) من سحاب فقال الناس: ترون، ترون ثم تلامت و استتمت و نشب فيها ريح، ثم هدرت و درّت، فو اللّه ما برحوا حتى اعتلقوا الحذاء، و قلّصوا المآزر، و طفق الناس بالعباس يمسحون أركانه و يقولون: هنيئا لك ساقي الحرمين.

يروى حديث استسقاء عمر بالعبّاس من وجوه بألفاظ مختلفة، و هذا أتمها و هو رواية أبي يعقوب الخطابي، عن أبيه، عن جده.

قوله: قفية (4) آبائه: يريد تلوهم و تابعهم، و هو من قفوت الرجل إذا تبعته و كنت في أثره، يقال: هذا قفيّ الأشياخ و قفيهم (5) إذا كان الخلف منهم.

و كبر رجاله: أي أقعدهم في النسب و قد تقدم تفسير ذلك.

و قوله فقد دلونا به إليك: أي متتنا و استشفعنا، و أصله من الدلو. لأن الدلو به يستقى الماء و به يوصل إليه، و كأنه قال: قد جعلناه الدلو إلى ما عندك من الرحمة و الغيث.

و قوله: و سبائبه تجول على صدره و هو جمع سبيبة مثل كتيبة و كتائب، و السبائب خصل الشعر، و قد يجمع أيضا سبيب، قال الشاعر:

ينفضن أفنان السبيب و القدر (6)

و أراد و ذوائبه تجول على صدره، و هذا يدل على أن العبّاس كان ذا جمّة فينانة.

و قوله: لا يهمل الضالّة هذا ضربه كالراعي الحسن الرعية إذا ضلّت ضالّة من غنمه لم يدعها تذهب، و لكنه يطلبها حتى يردّها، و إذا أصاب شاة منها كسر لم يخلفها

ص: 364


1- في م: اللهم غثهم.
2- في م: فإنه ييأس.
3- القطعة من السحاب، تصغير طرّة.
4- كذا بالأصل هنا، و في م:«ففيه» و قد مرّ قريبا:«بقية آبائه» و لاحظنا أن قفية آبائه عبارة إحدى النسخ.
5- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: و قفيتهم.
6- في تهذيب اللغة للأزهري 466/15 (مادة قنن) بدون نسبة، و فيه: و العذر بدل و القدر.

للسبع، و لكنه يعرج عليها و يرفق بها حتى تصلح، و الطّرّة من السحاب: قطعة تبدو في الأفق مستطيلة، و طرة الرأس من ذلك.

و أما قولهم: هنيئا لك ساقي الحرمين، فإنّهم أرادوا سقيا به حرم النبي صلى اللّه عليه و سلم في هذا اليوم، و إنه مع هذا ساقي الحجيج بمكة، و صاحب السقاية.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب، نا الحجّاج، نا حمّاد، عن علي بن زيد، عن الحسن.

أنه بقي في بيت المال بقية.

فقال العباس لعمر بن الخطاب و الناس: أ رأيتم لو كان فيكم عمّ موسى أ كنتم تكرمونه و تعرفون حقه ؟[قالوا: نعم، قال] (1) فأنا عمّ نبيكم أحق أن تكرموني، فكلّم عمر الناس فأعطوه.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (2)،أنا المعلّى بن أسد، نا وهيب، عن داود بن أبي هند، عن عامر.

أن العبّاس تحفّى عمر في بعض الأمر فقال له: يا أمير المؤمنين أ رأيت لو جاءك عمّ موسى مسلّما ما كنت صانعا به (3)؟قال: كنت و اللّه محسنا إليه، قال: فأنا عمّ محمّد النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: و ما رأيك يا أبا الفضل ؟ فو اللّه لأبوك أحبّ إليّ من أبي، قال: آللّه، قال:

آللّه، قال: إنّي (4) كنت أعلم أنه أحب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من أبي، فأنا أؤثر حبّ (5)رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على حبيّ .

أخبرنا أبو غالب أحمد و أبو عبد اللّه يحيى ابنا أبي علي، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل - إجازة-، نا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، نا محمّد بن بكّار، نا أبو معشر، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، و عن عمر بن

ص: 365


1- ما بين معكوفتين مطموس بالأصل، و ما أضيف عن م.
2- الخبر في طبقات ابن سعد 30/4.
3- بعدها بالأصل:«قال: كنت صانعا به» و هو مقحم فحذفناها بما وافق عبارة م و ابن سعد.
4- في م:«قال: لأني» و في ابن سعد: قال: اللّه اللّه لأني كنت.
5- كذا بالأصل و م و ابن سعد، و في المطبوعة:«حي».

عبد اللّه مولى غفرة (1)،و عن محمّد بن نويفع (2) قالوا:

لما استخلف عمر بن الخطاب و فتح عليه الفتوح جاءه مال، ففضّل المهاجرين و الأنصار بفضلهم (3)،ففرض للمهاجرين (4) و الأنصار لمن شهد بدرا منهم خمسة آلاف، خمسة آلاف، و لمن كان له مثل إسلام بدر لم يشهد بدرا أربعة آلاف، أربعة آلاف، و فرض للعباس (5) بن عبد المطلب اثني عشر ألفا (6).

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمد، أنا الحسن بن علي، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه (7)،حدّثني أبي، نا أسباط بن محمّد، نا هشام بن سعد، عن عبيد اللّه بن العبّاس بن عبد المطلب أخي عبد اللّه بن عبّاس قال:

كان للعبّاس ميزاب على طريق عمر، فلبس عمر ثيابه يوم الجمعة، و قد كان ذبح للعباس فرخان، فلما وافى الميزاب صبّ ماء بدم الفرخين، فأصاب عمر و فيه دم الفرخين، فأمر عمر بقلعه، ثم رجع عمر فطرح ثيابه و لبس ثيابا غير ثيابه، ثم جاء فصلّى بالناس، فأتاه العباس، فقال: و اللّه إنه للموضع الذي وضعه النبي صلى اللّه عليه و سلم، فقال عمر للعبّاس: و أنا أعزم عليك لما صعدت على ظهري حتى تضعه في الموضع الذي وضعه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، ففعل ذلك العباس.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (8)،نا عبيد اللّه بن موسى، أنا موسى بن عبيدة، عن يعقوب بن زيد.

أنّ عمر خرج في يوم جمعة فقطر عليه ميزاب للعباس، فأمر به فقلع، فقال

ص: 366


1- كذا بالأصل و سير الأعلام، و في م و المطبوعة: عفرة.
2- في سير الأعلام: نفيع.
3- في م: لفضلهم.
4- بالأصل:«المهاجرين» و الصواب عن م.
5- بالأصل: العباس، و المثبت عن م.
6- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام 94/2.
7- الخبر في مسند الإمام أحمد ط دار الفكر رقم 1790(449/1).
8- الخبر في المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 511/1.

العباس: قلعت ميزابي، و اللّه ما وضعه حيث كان إلاّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بيده، فقال عمر:

و اللّه لا يضعه إلاّ أنت بيدك، ثم لا يكون لك سلّم إلاّ عمر، قال: فوضع العباس رجليه على عاتقي عمر، ثم أعاده حيث كان.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو الحسن بن رزقويه، أنا أبو جعفر محمّد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب، نا علي بن حرب، نا سفيان، عن بشر بن عاصم، عن سعيد بن المسيّب: أن عمر حين أراد أن أن يوسّع المسجد أراد أن يأخذ من العباس داره فقال: لا أبيعها قال: إذا آخذها منك، قال: ليس ذاك لك، قال: فاجعل بيني و بينك أبيّ بن كعب، فجعله بينهما، قضى بها للعبّاس فقال:

أما إذ قضيت بها لي فهي للمسلمين صدقة.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، قالا: نا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1)،نا يوسف بن كامل العطار، نا حمّاد (2)،نا علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عبّاس قال:

كانت للعباس دار إلى جنب المسجد بالمدينة، فقال له عمر بن الخطاب - و في حديث زاهر: في المدينة - فقال عمر بن الخطاب:- بعنيها أو هبها لي حتى أدخلها في المسجد، فأبى، فقال: أجعل بيني و بينك رجلا من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم، فجعلا بينهما أبيّ بن كعب، فقضى للعبّاس على عمر، فقال عمر: ما أحد من أصحاب محمّد صلى اللّه عليه و سلم أجرأ عليّ منك، فقال أبيّ بن كعب: أو أنصح لك مني، ثم قال: يا أمير المؤمنين أ ما بلغك حديث داود: إن اللّه أمره ببناء بيت المقدس، فأدخل فيه بيت امرأة بغير إذنها، فلما بلغ حجز (3) الرجال منعه اللّه بناءه، قال داود: أي ربّ إن منعتني بناءه فاجعله في خلفي، فقال العبّاس: أ ليس قد قضيت لي بها و صارت لي ؟ قال: بلى، قال: فإنّي أشهدك أنّي (4) قد جعلتها للّه عزّ و جلّ .

ص: 367


1- الخبر في المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 512/1.
2- «نا حماد» سقط من م. و حماد هو ابن سلمة.
3- في المعرفة و التاريخ: حجر الرجال.
4- في المطبوعة:«أن» و في م و المعرفة و التاريخ كالأصل: أني.

أخبرناه أتمّ من هذا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن الفضل القطّان - ببغداد - نا محمّد بن الحسن المقرئ، نا محمّد بن الحسن بن قتيبة، نا محمّد بن عمرو بن الجرّاح القري (1)،نا الوليد بن مسلم، عن شعيب بن رزيق و غيره، عن عطاء الخراساني، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن، و سعيد بن المسيّب، و عن (2) أبي هريرة قال:

لمّا أراد عمر بن الخطاب أن يزيد في مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم وقعت زيادته على دار العبّاس بن عبد المطلب فأراد عمر أن يدخلها في مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم (3) و يعوّضه (4)منها، فأبى و قال: قطيعة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فاختلفا فجعلا بينهما أبيّ بن كعب، فأتياه في منزله و كان يسمّى سيّد المسلمين، فأمر لهما بوسادة فألقيت لهما، فجلسا عليها بين يديه، فذكر عمر ما أراد، و ذكر العبّاس قطيعة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال أبيّ : إن اللّه عز و جلّ أمر عبده و نبيه داود عليه الصلاة و السّلام أن يبني له بيتا، قال: أي ربّ و أين هذا البيت ؟ فقال: حيث ترى الملك شاهرا سيفه، فرآه على الصخرة، و إذا ما هناك يومئذ أندر لغلام من بني إسرائيل فأتاه داود فقال: إني قد أمرت أن أبني هذا المكان بيتا للّه عز و جلّ ، فقال له الفتى: اللّه أمرك أن تأخذها مني بغير رضائي ؟ قالا: لا، فأوحى اللّه إلى داود أنّي قد جعلت في يدك خزائن الأرض فأرضه، فأتاه داود فقال: إني قد أمرت برضاك، فلك بها قنطار من ذهب، قال: قد قبلت. يا داود هي خير أم القنطار؟ قال: بل هي خير، قال:

فأرضني، قال: فلك بها ثلاث (5) قناطير، قال: فلم يزل يشدد (6) على داود حتى رضي منه بتسع (7) قناطير، فقال العباس: اللّهمّ لا آخذ لها ثوابا، و قد تصدّقت بها على جماعة المسلمين، فقبلها عمر منه، فأدخلها في مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا إبراهيم بن منصور، أنا

ص: 368


1- غير واضحة بالأصل و م، و قد تقرأ:«الغزى» أو «القرى» و المثبت عن المطبوعة.
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة:«عن» بحذف الواو.
3- من قوله: وقعت زيادته إلى هنا سقط من الأصل و استدرك عن هامشه و بعده:«صح صح».
4- عن م، و بالأصل: و يعرضه.
5- كذا بالأصل و م، و الصواب: ثلاثة قناطير.
6- عن م و بالأصل: يشد.
7- كذا بالأصل و م، و الصواب: بتسعة قناطير.

محمّد بن إبراهيم بن علي، أنا أبو سعيد المفضّل بن محمّد بن إبراهيم الجندي، نا ابن أبي عمر و سعيد قالا: نا سفيان، عن بشر بن عاصم قال:

أراد عمر بن الخطاب أن يزيد في مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و كان للعباس بن عبد المطلب دار إلى جنبه، فقال عمر بن الخطاب: بعنيها، فقال العبّاس: لا أبيعها، فقال عمر: إذا آخذها، فقال العبّاس: لا تأخذها، قال: فاجعل بيني بينك من شئت، قال: فجعلا بينهما أبيّ بن كعب، فأتوه (1) فأخبراه الخبر، فقال: أبيّ أنّ اللّه عز و جلّ أوحى إلى سليمان بن داود أن ابن بيت المقدس، و كانت أرضا لرجل، فاشتراها منه سليمان، فلما باعه إياها قال له الرجل: هذا خير أو ما أعطيتني ؟ قال: بل ما أخذت منك خير، قال: فإني لا أجيزه فناقضه البيع، ثم اشتراها الثانية فقال له مثل ذلك، قال: بل هذه خير، فناقضه البيع ثم اشتراها الثالثة، فصنع مثل ذلك حتى قال له سليمان بن داود احتكم بما شئت على أن لا تسألني غيره، قال: فاحتكم اثنا عشر ألف قنطار من ذهب، فاستكثر ذلك سليمان و استعظمه، قال: فأوحى اللّه إليه: إن كنت تعطيه من عندك فذاك، و إن كنت تعطيه من رزقنا فاعطه حتى يرضى، قال أبيّ بن كعب: فإني أراها للعباس، فقال العبّاس: أما إذا قضيت بها لي، فقد جعلتها صدقة للمسلمين.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن الحسن (2) بن محمّد، أنا الحسن بن أحمد بن محمّد، أنا أبو نعيم عبد الملك بن محمّد (3)،نا عبيد اللّه بن محمّد، نا عبيد اللّه بن محمّد بن سليمان أبو القاسم الإسكندراني، نا زيد بن الحسن، نا عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جده، عن عمر بن الخطاب أنه قال للعباس بن عبد المطلب: إنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو يقول:

«نزيد في مسجدنا و دارك قريبة من المسجد، فأعطنا نزيدها في المسجد و أقطع لك أوسع منها»، قال: لا أفعل، قال:«إذا أغلبك عليها»، قال: ليس ذاك لك، قال:

«فاجعل بيني و بينك من يقضي بيني بينك بالحق»، قال: و من هو؟ قال:«حذيفة بن اليمان»، قال: فجاءوا إلى حذيفة فقصوا عليه، فقال له حذيفة: عندي الخبر، قال: و ما

ص: 369


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: فأتياه.
2- عن م و المطبوعة، و في الأصل: الحسين.
3- «نا عبيد اللّه بن محمد» مكرر بالأصل.

ذلك (1)،قال: إن داود النبي صلى اللّه عليه و سلم أراد أن يزيد في بيت المقدس، و قد كان بيت قريب من المسجد ليتيم، فطلب إليه فأبى، فأراد داود أن يأخذه منه، فأوحى اللّه إليه: يا داود إنّ أنزه البيوت على الظلم لبيتي، قال: فتركه داود، فقال له العبّاس: فبقي شيء؟ قال: لا، قال: فدخلا المسجد، فإذا ميزاب للعبّاس شارعة في مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال عمر بيده (2) فقلع الميزاب، فقال: هذا الميزاب لا يسيل في مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم. فقال له العبّاس: قلعته، و الذي بعث محمّدا بالحقّ هو الذي وضعه في هذا المكان، و نزعته أنت يا عمر، قال: فبكى عمر ثم قال: لتضعنّ رجليك على عنقي و لتردّنّه إلى ما كان، ففعل ذلك العبّاس ثم قال له: قد أعطيتك الدار تزيدها في مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فزادها عمر في المسجد، ثم قطع للعباس دارا أوسع منها بالزوراء (3).

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن إبراهيم بن عمر الفقيه، أنا أبو عمر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (4)،نا يزيد بن هارون، أنا أبو أمية بن يعلى، عن سالم أبي النّضر قال: لما كثر المسلمون في عهد عمر ضاق بهم المسجد، فاشترى عمر ما حول المسجد من الدور إلاّ دار العباس بن عبد المطلب و حجر أمهات المؤمنين، فقال عمر للعباس: يا أبا الفضل إنّ مسجد المسلمين قد ضاق بهم، و قد ابتعت ما حوله من المنازل أوسّع به على المسلمين في مسجدهم إلاّ دارك و حجر أمهات المؤمنين، فأمّا حجر أمّهات المؤمنين فلا سبيل إليها، و أمّا دارك فبعنيها بما شئت من بيت مال المسلمين أوسّع بها في مسجدهم، فقال العباس: ما كنت لأفعل. قال: فقال له عمر: اختر مني إحدى ثلاث: إمّا أن تبيعنيها بما شئت من بيت مال المسلمين، و إمّا أن أخطّك حيث شئت من المدينة، و أبنيها لك من بيت مال المسلمين، و إمّا أن تصدّق بها على المسلمين فتوسّع بها في مسجدهم، فقال:

لا، و لا واحدة منها، فقال عمر: اجعل بيني و بينك من شئت، فقال: أبيّ بن كعب، فانطلقا إلى أبيّ فقصّا عليه القصة، فقال أبيّ : إن شئتما حدثتكما بحديث سمعته من

ص: 370


1- في م: و ما ذاك.
2- أي أهوى بيده.
3- الزوراء: موضع عند سوق المدينة قرب المسجد (ياقوت).
4- الخبر في طبقات ابن سعد 21/4.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقالا: حدّثنا، فقال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«اللّه (1) أوحى إلى داود أن ابن لي بيتا أذكر فيه، فخطّ له هذه الخطّة، خطّة بيت المقدس، فإذا تربيعها يزويه (2) بيت رجل من بني إسرائيل، فسأله داود أن يبيعه إياه، فأبى، فحدّث داود نفسه أن يأخذه منه، فأوحى اللّه إليه أن يا داود أمرتك أن تبني لي بيتا أذكر فيه، فأردت أن تدخل بيتي الغصب و ليس من شأني الغصب، و إن عقوبتك أن لا تبنيه، قال: يا ربّ فمن ولدي ؟» قال: فأخذ عمر بجامع (3) ثياب أبيّ بن كعب و قال: جئتك بشيء فجئت بما هو أشد منه ليخرجن مما قلت. فجاء يقوده حتى أدخله المسجد فأوقفه على حلقة من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فيهم أبو ذرّ، فقال: إني: نشدت اللّه رجلا سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يذكر حديث بيت المقدس حين أمر اللّه داود أن يبنيه إلاّ ذكره، فقال أبو ذرّ: أنا سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و قال آخر: أنا سمعته - يعني من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - قال: فأرسل أبيّا قال: فأقبل أبيّ على عمر فقال: يا عمر أ تتهمني على حديث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ فقال عمر:

يا أبا المنذر لا و اللّه ما اتّهمتك عليه، و لكني كرهت أن يكون الحديث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ظاهرا، قال: و قال عمر للعباس: اذهب فلا أعرض لك في دارك، فقال العباس: أما إذا (4) فعلت هذا فإني قد تصدّقت بها على المسلمين، أوسّع بها عليهم في مسجدهم، و أما و أنت تخاصمني فلا، قال: فخط عمر له داره التي هي اليوم، و بناها (5) من بيت مال المسلمين.

قال: و أنا محمّد بن سعد (6)،أنا محمّد بن حرب المكي، نا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن أبي جعفر محمّد بن علي أن العبّاس جاء إلى عمر فقال له: إن النبي صلى اللّه عليه و سلم أقطعني البحرين، قال: من يعلم ذلك ؟ قال: المغيرة بن شعبة، فجاء به، فشهد له، فقال: فلم يمض له عمر ذلك، كأنه لم يقبل شهادته، فأغلظ العبّاس لعمر فقال عمر: يا عبد اللّه، خذ بيد أبيك، و قال سفيان: عن غير عمرو،[قال] (7) قال عمر:

ص: 371


1- في ابن سعد و المطبوعة: إن اللّه أوحى...
2- مهملة بالأصل، و المثبت عن م.
3- كذا بالأصل و م، و في ابن سعد و المطبوعة: بمجامع.
4- كذا بالأصل و م، و في ابن سعد: إذ فعلت.
5- عن م و ابن سعد، و بالأصل:«و بنا».
6- طبقات ابن سعد 22/4.
7- عن ابن سعد، سقطت من الأصل و م.

و اللّه يا أبا الفضل لأنا بإسلامك كنت أسرّ مني بإسلام الخطاب لو أسلم لمرضاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنا محمّد بن عبد الرّحمن، نا أحمد بن عبد اللّه بن سعيد، نا السّري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن أبي ضمرة عبد اللّه بن مستورد، عن أبيه، عن عدي بن سهيل قال:

لما استمدّ أهل الشام عمر على أهل فلسطين استخلف عليا و خرج ممدا لهم، فقال له علي: أين تخرج بنفسك ؟ إنك تريد عدوّا كلبا، فقال: إنّي أبادر بجهاد العدوّ موت العباس. إنكم لو قد فقدتم العباس لانتقض بكم الشر كما ينتقض الحبل، فمات العباس لست سنين خلت من إمارة عثمان فانتقض و اللّه بالناس الشر.

قال: و نا سيف، عن سهل بن يوسف، عن القاسم بن محمّد قال: كان مما أحدث عثمان فرضي منه أنه ضرب (1) رجلا في منازعة استخفّ بها بالعباس بن عبد المطلب فقيل له، فقال: أ يفخّم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عمّه و أرخّص في الاستخفاف به، لقد خالف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من رضي فعل ذلك، فرضي به عنه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2)،نا عبد الرّحمن بن المبارك، نا سفيان بن حبيب، نا شعبة، عن عمرو (3) بن مرّة، عن ذكوان أبي صالح، عن صهيب مولى العبّاس قال: رأيت عليا يقبّل يد العبّاس و رجله و يقول: يا عم ارض عني.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أحمد بن الحسين الصّوفي، نا سليمان بن أيوب صاحب البصري، نا سفيان بن حبيب، عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن ذكوان أن رجلا قال: أراه يقال له صهيب: قال:

رأيت عليا يقبّل يد العباس أو رجله (4)،و يقول: أي عمّ ارض عني.

ص: 372


1- تقرأ بالأصل:«صوت» و المثبت عن م.
2- الخبر في كتاب المعرفة و التاريخ 514/1.
3- عن م و المعرفة و التاريخ و بالأصل: عمر.
4- لفظة:«و رجله» سقطت من المعرفة و التاريخ.

قال: و نا أبو بكر بن المقرئ، نا الطحاوي، نا إبراهيم بن أبي داود البرلّسي.

ح و أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب، أنا أبو الحسين (1) محمّد بن الحسين القطان، و أبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان، قالا (2):أنا محمّد بن عبد اللّه بن عمرويه الصفار، نا أبو بكر بن خيثمة، قالا: نا عبد الرّحمن بن المبارك، نا سفيان بن حبيب، نا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي صالح ذكوان، عن صهيب مولى العبّاس قال:

رأيت عليا يقبّل يد العبّاس و رجله، و يقول: يا عمّ ارض عنّي - زاد ابن أبي خيثمة: قال: كلاّ و اللّه ليلقين اللّه عز و جلّ بها.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، نا أبو بكر الشافعي، نا إسحاق بن الحسن الحربي، نا أبو سلمة، نا حمّاد، عن علي بن زيد، عن الحسن، عن الأحنف بن قيس قال:

سمعت عمر بن الخطاب يقول: إنّ قريشا رءوس الناس، و أن ليس أحد منهم يدخل في باب إلاّ دخل معه طائفة من الناس، فلما طعن أمر صهيبا أن يصلّي بالناس و يطعمهم ثلاثة أيام حتى يجتمعوا على رجل، فلما وضعوا الموائد كفّ الناس عن الطعام، فقال العباس: يا أيها الناس، إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قد مات، فأكلنا بعده و شربنا، و بعد أبي بكر و إنه لا بد للناس من الأكل، فأكل، و أكل الناس، فعرفت فضل قول عمر:

قال: و أنا أبو بكر الشافعي، نا محمّد بن يونس بن موسى، نا سليمان بن حرب، نا حمّاد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن الحسن، عن الأحنف بن قيس قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: إنّ قريشا رؤساء الناس لا يدخلون بابا إلاّ فتح اللّه عليهم منه خيرا، فلما مات عمر و استخلف صهيبا فعمل الطعام و حضر الناس و فيهم العبّاس، فأمسك الناس بأيديهم عن الأكل فحسر عن ذراعيه و قال: يا أيها، الناس إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مات فأكلنا، و إن أبا بكر قد مات فأكلنا، و انه لا بد من الأكل فضرب بيده، و ضرب القوم بأيديهم، فعرف قول عمر: إنّ قريشا رؤساء الناس.

ص: 373


1- في م: أنا أبو الحسن القطان.
2- في م: قال.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن (1)علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا يحيى بن جعفر، أنا عبد الوهّاب بن عطاء، عن ثور بن يزيد، عن مكحول، عن سعيد بن المسيّب أنه قال: العبّاس خير هذه الأمة [و] (2) وارث النبيّ ، و عمّه (3).

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزبير بن أبي بكر، حدّثني محمّد بن فضالة، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب قال: لقد جاء اللّه بالإسلام و إنّ جفنة العبّاس لتدور على فقراء بني هاشم، و إنّ سوطه و قيده لمعدّ لسفهائهم، قال: فكان ابن عمر يقول: هذا و اللّه الشرف، يطعم الجائع و يؤدب السّفيه.

قال: و قال ابن شهاب: كان أبو بكر و عمر في ولايتهما لا يلقى العباس منهما واحد و هو راكب إلاّ نزل عن دابّته و قادها و مشى مع العباس حتى يبلغه منزله أو مجلسه فيفارقه.

قال: و نا الزبير، حدّثني يعقوب بن محمّد بن عيسى الزهري، عن هشام بن محمّد بن السّائب، حدّثني أبي، أخبرني رجل قال: كنت عند حسين بن علي [بن أبي طالب بالمدينة، فجاء رجل فجلس إليه، فقال: كنت عند ابن عباس] (4) فأطعم طعامه و أطيب (5) كلامه، فقال حسين: إنّ أباه و اللّه كان سيد قريش غير مدافع، إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«يا بني عبد المطّلب أطعموا الطعام و أطيبوا الكلام»[5687].

أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد الحلواني - بمرو - نا أبو بكر أحمد بن علي بن عبد اللّه بن عمر بن خلف الشيرازي - إملاء - بنيسابور، أنا الحاكم الإمام أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن إسحاق الأسفرايني، نا محمّد بن زكريا الغلاّبي، نا العبّاس بن بكّار الضّبّي، حدّثني أبو بكر الهذلي عن

ص: 374


1- عن م و بالأصل: نا عيسى نا علي.
2- سقطت من الأصل و م. و أضيفت عن المطبوعة.
3- نقله الذهبي في سير الأعلام 95/2 و انظر تخريجه فيه.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و زيادة لازمة عن المطبوعة.
5- في المطبوعة:«و أيطب» و هما بمعنى.

عكرمة، عن ابن عبّاس قال: قال أبي يا بني (1) إن الكذب ليس بأحد من هذه الأمة أقبح منه بي و بك و بأهل بيتك، يا بني لا يكوننّ (2) شيء مما خلق اللّه أحبّ إليك من طاعته، و لا أكره إليك من معصيته، فإنّ اللّه ينفعك بذلك في الدنيا و الآخرة.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي الفهري المصري - بمكة - أنا عبد اللّه بن محمّد الفقيه الشافعي، نا محمّد بن إسحاق بن راهويه، نا محمّد بن الهيثم بن عدي، عن أبيه، عن مجالد، عن الشعبي، عن ابن عباس قال:

كان العبّاس بن عبد المطلب كثيرا ما يقول: ما رأيت أحدا أحسنت إليه إلاّ أضاء ما بيني و بينه، و ما رأيت أحدا أسأت إليه إلاّ أظلم ما بيني و بينه، فعليك بالإحسان و اصطناع المعروف، فإنّ ذلك يقي مصارع السوء.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو منصور بن شكرويه، و محمّد بن أحمد بن علي السمسار، قالا: نا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد، نا المحاملي، نا عبد اللّه بن شبيب، نا إبراهيم بن المنذر، حدّثني محمّد بن الضحاك، عن أبيه قال:

كان العبّاس بن عبد المطلب يكون له الحاجة إلى غلمانه و هم بالغابة (3) فيقف على سلع (4) و ذلك من آخر الليل فيناديهم فيسمعهم. قال أبو سعيد (5):ذلك نحو من تسعة أميال (6).

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا:

أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا القاضي أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن زبر الرّبعي، نا إسماعيل بن إسحاق، أنا نصر بن علي، أنا الأصمعي قال: كان

ص: 375


1- بالأصل:«بابى» و المثبت عن م.
2- بالأصل و م: تكوتن.
3- الغابة: موضع قرب المدينة من ناحية الشام فيه أموال لأهل المدينة، و قال الواقدي: الغابة بريد من المدينة على طريق الشام. و نقل ياقوت خبر العباس ثم قال: و بين سلع و الغابة ثمانية أميال.
4- سلع: جبل بسوق المدينة.
5- في المطبوعة: أبو سعد.
6- نقله الذهبي في سير الأعلام من طريق الضحاك بن عثمان الحزامي 95/2.

للعبّاس بن عبد المطلب راعي (1) يرعى له على مسيرة ثلاثة أيام، فإذا أراد العباس منه شيئا صاح به فأسمعه حاجته (2).

و قد كان العبّاس قد (3) عمي قبل موته.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبي يعلى، قالا: أنا أبو القاسم الصّيدلاني، أنا محمّد بن مخلد بن حفص، قال: قرأت على علي بن عمرو، و حدثكم الهيثم بن عدي قال: قال ابن (4) عبّاس في تسمية العميان من الأشراف: العبّاس بن عبد المطلب.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (5)،أنا الفضل بن دكين، نا زهير بن معاوية، عن ليث، حدّثني مجاهد، عن علي بن عبد اللّه بن عباس قال:

أعتق العباس عند موته سبعين مملوكا.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن اللاّلكائي، قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، نا و قال زاهر: حدّثني هشام بن عبيد اللّه، حدّثني ابن لهيعة، حدّثني - و قال زاهر: نا - عبد الحميد بن عبد اللّه بن إبراهيم القرشي، عن أبيه قال:

لما نزل بالعبّاس بن عبد المطلب الموت قال لابنه: يا عبد اللّه إني - زاد ابن السّمرقندي: و اللّه - ما متّ موتا، و لكني فنيت فناء، و قالا: و إني موصيك بحب اللّه و حب طاعته، و خوف اللّه و خوف معصيته، فإنك إذا كنت كذلك لم تكره الموت متى

ص: 376


1- كذا بالأصول بإثبات الياء.
2- نقله الذهبي في سير الأعلام من طريق القاضي أبي محمد بن زبر 95/2.
3- ليست «قد» في المطبوعة.
4- كتبت بين السطرين بالأصل.
5- طبقات ابن سعد 30/4 و نقله الذهبي في السير 95/2.

أتاك، و إنّي أستودعك اللّه يا بني، ثم استقبل القبلة، فقال: لا إله إلاّ اللّه ثم شخص ببصره فمات.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1)،أنا محمّد بن عمر، حدّثني ابن أبي سبرة، عن سعيد بن عبد الرّحمن بن قيس (2)،عن عبد الرّحمن بن يزيد بن حارثة، قال: جاءنا مؤذن يؤذن (3) بموت العبّاس بن عبد المطلب بقباء (4) على حمار، ثم جاءنا آخر على حمار فقلت: من الأول ؟ قال: مولى لبني هاشم، و الثاني رسول عثمان بن عفّان، فاستقبل قرى الأنصار قرية قرية حتى انتهى إلى السّافلة، بني (5)حارثة، و ما والاها فحشد (6) الناس فما غادرنا النساء، فلما (7) أتى به إلى موضع الجنائز تضايق فتقدموا به إلى البقيع، فلقد رأيتنا يوم صلّينا عليه بالبقيع، و ما رأيت مثل ذلك الخروج على أحد من الناس قط ، و ما يستطيع أحد من الناس [أن] (8) يدنو إلى سريره، و غلب عليه بنو هاشم، فلما انتهوا إلى اللحد ازدحموا عليه، فأرى عثمان اعتزل و بعث الشرطة يضربون الناس عن بني هاشم حتى خلص بنو هاشم فكانوا هم الذين نزلوا في حفرته و دلّوه في اللحد، و لقد رأيت (9) على سريره (10) برد حبرة قد تقطّع من زحامهم.

قال (11):و أنا محمّد بن عمر، حدثتني عبيدة بنت نابل، عن عائشة بنت سعد قالت: جاءنا رسول عثمان و نحن بقصرنا على عشرة أميال (12) من المدينة أن العبّاس قد توفي، فنزل أبي، و نزل سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، و نزل أبو هريرة من السّمرة،

ص: 377


1- طبقات ابن سعد 32/4.
2- كذا بالأصل و م، و في طبقات ابن سعد و المطبوعة: رقيش.
3- في م و ابن سعد: يؤذنا.
4- قباء: بئر قرب المدينة على بعد ميلين. عرفت القرية بها (ياقوت).
5- في ابن سعد: سافلة بني حارثة.
6- عن م و ابن سعد و بالأصل: فحشر.
7- عن م و ابن سعد، و بالأصل: فلا.
8- زيادة عن ابن سعد.
9- في م: رأيته.
10- عن م و ابن سعد، و بالأصل: سرير.
11- طبقات ابن سعد 32/4-33.
12- سقطت من الأصل، و أضيفت عن م و ابن سعد.

قالت عائشة: فجاءنا أبي بعد ذلك بيوم، فقال: ما قدرنا على أن ندنو (1) من سريره من كثرة الناس، غلبنا عليه، و لقد كنت أحبّ حمله.

قال (2):و أنا محمّد بن عمر، نا ابن أبي سبرة، عن عبد المجيد بن سهيل، عن عيسى بن طلحة، قال: رأيت عثمان يكبّر على العباس بالبقيع و ما يقدر من لغط (3)الناس، و لقد بلغ الناس الحشان (4) و ما تخلف أحد من الرجال و النساء و الصبيان.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالويه، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عبّاس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: مات العباس بن عبد المطلب في سلطان عثمان.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب، أنا محمّد بن الحسين (5)،أنا أحمد بن الحسين (6)،نا عبد اللّه بن محمّد بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل، قال:

قال علي:

مات العبّاس بن عبد المطلب و هو ابن هاشم بن عبد مناف أبو الفضل الهاشمي عمّ النبي صلى اللّه عليه و سلم، و أبي و أبو سفيان قريب بعضهم من بعض في ست من خلافة عثمان.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أبو طاهر الثقفي، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو الطيب محمّد بن جعفر الزّرّاد، نا عبيد اللّه بن سعد قال: مات العبّاس بن عبد المطلب، و أبو طلحة بن زيد بن سهل، و أبو سفيان بن حرب في آخر خلافة عثمان، مات العبّاس و هو ابن سبع و ثمانين، و صلّى عليه عثمان.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الفتح نصر بن أحمد بن نصر الخطيب، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد الجواليقي.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو طاهر

ص: 378


1- بالأصل:«يدنوا» و المثبت عن ابن سعد.
2- طبقات ابن سعد 33/4.
3- في ابن سعد: لفظ الناس.
4- الحشان: أطم من آطام اليهود بالمدينة (ياقوت).
5- في م: محمد بن الحسن.
6- قوله:«أنا محمد بن الحسين» مكرر في م و فوق كلمة الحسين فيها «صح».

أحمد بن علي، قالا: أنا الحسين بن علي الطناجيري، قالا: أنا أبو عبد اللّه محمّد بن زيد الأنصاري، أنا محمّد بن محمّد بن عقبة، نا هارون بن حاتم، أنا يحيى بن أبي غنية (1)،قال: مات العبّاس بن عبد المطلب سنة تسع و عشرين، و له ست و ثمانون سنة، و كان أسنّ من النبي صلى اللّه عليه و سلم بأربع سنين.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا محمّد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، أنا محمّد بن سعد (2)،أنا محمّد بن عمر، نا خالد بن القاسم قال: توفي العباس يوم الجمعة لأربع عشرة خلت من رجب سنة اثنتين و ثلاثين في خلافة عثمان بن عفان - و هو ابن ثمان و ثمانين سنة - و دفن بالبقيع في مقبرة بني هاشم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا ابن عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أبو الحسن اللنباني (3)،أنا أبو بكر بن الدنيا، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، أنا خالد بن القاسم، أخبرني شعبة مولى ابن عباس قال: سمعت ابن عبّاس يقول:

ولد أبي قبل الفيل بثلاث سنين، و كان أسنّ من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بثلاث سنين، و توفي و هو ابن ثمان و ثمانين سنة (4)،اثنتين و ثلاثين و هو معتدل القناة، و كان يخبرنا عن عبد المطلب أنه مات و هو أعدل قناة منه، قال خالد: و رأيت علي بن عبد اللّه بن العبّاس معتدل القناة.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص الفلاّس، قال: و مات العباس بن عبد المطلب سنة اثنتين و ثلاثين في خلافة عثمان و هو ابن ثمان و ثمانين سنة، و كان أسنّ من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بسنتين، و كان يكنى أبا الفضل.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا علي بن أحمد بن محمّد بن علي، أنا محمّد بن عبد الرّحمن - إجازة - أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد، أخبرني

ص: 379


1- بالأصل:«عيينة» و في م:«عتبة» و كلاهما تحريف، و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 163/20 و سماه يحيى بن عبد الملك بن حميد بن أبي غنية، أبا زكريا الكوفي.
2- طبقات ابن سعد 31/4.
3- عن م و بالأصل: اللبناني، و قد مرّ التعريف به.
4- سقطت لفظة «سنة» من م.

عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي محمّد بن المغيرة، حدّثني أبو عبيد قال: سنة اثنتين و ثلاثين توفي فيها العباس بن عبد المطلب بالمدينة، و صلّى عليه عثمان.

أخبرنا أبو محمّد السّلمي، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: و في سنة اثنتين و ثلاثين مات أبو الفضل العباس بن عبد المطلب، و يقال: كان ابن ثمان و ثمانين.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر قال: قال الواقدي و عمرو بن علي و محمّد بن عبد اللّه بن نمير: مات العباس بن عبد المطلب سنة ثنتين و ثلاثين.

قال الواقدي و عمرو: و هو ابن ثمان و ثمانين سنة.

و قال المدائني: و في سنة ثلاث و ثلاثين توفي العبّاس بن عبد المطلب.

و ذكر ابن زبر: أن قول الواقدي أخبره به أبوه، أنا إبراهيم بن عبد اللّه البغدادي، عن محمّد بن سعد عنه، و أن قول عمرو أخبره به مصعب بن إسماعيل المصعبي، عن محمّد بن أحمد بن ماهان عنه، و أن قول ابن نمير أخبره به محمّد بن يوسف بن بشر، عن محمّد بن عبد اللّه بن سليمان عنه، و أن قول المدائني أخبره به أبوه، عن أحمد بن عبيد بن ناصح عنه.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن علي بن أحمد، أنا أحمد بن إسحاق بن خربان، نا أحمد بن عمران، نا موسى التستري، نا خليفة العصفري قال:

و فيها - يعني سنة ثلاث و ثلاثين - مات العبّاس بن عبد المطلب (1).

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن بن البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل، أنا محمّد بن الحسين الزعفراني، نا ابن أبي خيثمة، أنا المدائني قال: مات العبّاس بن عبد المطّلب سنة أربع و ثلاثين و صلّى عليه عثمان بن عفان، و دفن بالبقيع، و جلس عثمان على قبره حتى دفن.

ص: 380


1- تاريخ خليفة بن خياط ص 168.

3107 - العبّاس بن عثمان بن حيّان المرّي

3107 - العبّاس بن عثمان بن حيّان المرّي (1)

أخو رياح (2)،دمشقي حسن الطريقة، له ذكر.

قتل مع أخيه رياح سنة خمس و أربعين و مائة بالمدينة.

3108 - العبّاس بن عثمان بن محمّد

أبو (3) الفضل البجلي الراهبي المكتّب (4)

روى عن الوليد بن مسلم، و أيوب بن سويد الرّملي.

روى عنه أحمد بن المعلّى، و زكريا بن يحيى السّجزي، و عمر بن سعيد بن أحمد بن سنان المنبجي، و يزيد بن محمّد بن عبد الصمد، و أبو [عبد] (5)عبد الباري بن عبد الملك بن (6) الجسريني، و أبو زرعة الدمشقي، و أبو الحسن محمود بن إبراهيم بن سميع، و الحسن بن سفيان النّسوي (7)،و علي بن الحسين بن الجنيد، و سعد بن محمّد البيروتي، و أحمد بن نصر بن شاكر، و محمّد بن هارون بن محمّد بن بكّار، و سليمان بن أيوب بن حذلم، و أحمد بن إبراهيم الغسّاني، و محمّد بن سعيد الخريمي (8)،و محمّد بن صالح كيلجة، و عثمان بن خرّزاذ، و أحمد بن علي الأبّار، و الحسن بن إسحاق، و محمّد بن يزيد بن محمّد بن عبد الصمد.

و كان يسكن قينية (9) و الراهب.

ص: 381


1- انظر أخباره في تاريخ الطبري و الكامل لابن الأثير بتحقيقنا (الفهارس العامة).
2- هو رياح بن عثمان بن حيان المري ولي إمرة دمشق لصالح بن علي الهاشمي أمير الشام و مصر. أخباره في تحفة ذوي الألباب للصفدي 196/1 و أمراء دمشق للصفدي ص 34.
3- بالأصل:«بن» خطأ، و الصواب ما أثبت، عن م، و انظر مصادر ترجمته.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 468/9 و تهذيب التهذيب 84/3 و خلاصة تهذيب الكمال ص 189 و تاريخ أبي زرعة الدمشقي 286/1-287 و 710/2.
5- عن م، سقطت من الأصل.
6- سقطت «بن» من المطبوعة و تهذيب الكمال.
7- عن م و المطبوعة، و بالأصل:«الشري».
8- بالأصل:«الخزيمي» خطأ، و الصواب عن م و تهذيب الكمال.
9- مهملة و غير واضحة و غير مقروءة بالأصل و م و الصواب عن تهذيب الكمال. و قينية: قرية كانت مقابل الباب الصغير من مدينة دمشق، ثم صارت بساتين الآن (معجم البلدان).

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم (1) الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، نا العباس بن عثمان المكتّب، و عمرو بن حفص، قالا: نا الوليد بن مسلم (2)،عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: سئل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقيل: متى وجبت لك النبوة ؟ قال:«فيما بين خلق آدم و نفخ الروح فيه»- أو كما قيل-.

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد (3)،نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، نا محمّد بن عبد الرّحمن بن سهم الأنطاكي.

ح قال: و نا سليمان، نا أحمد بن المعلّى الدمشقي، نا هشام بن عمّار.

ح قال: و نا سليمان بن مسلم (4)،نا أبو زرعة الدمشقي، نا العبّاس بن عثمان المعلّم، قالوا: نا الوليد بن مسلم، عن مروان بن جناح، عن يونس بن ميسرة بن حلبس (5) قال: سمعت معاوية بن أبي سفيان يخطب فقال: يا أيها الناس أقلوا الرواية عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أنتم متحدثون لا محالة فتحدثوا بما كان يتحدّث به في عهد عمر، إن عمر كان يخيف الناس في اللّه. أقيموا وجوهكم و صفوفكم في صلاتكم، و تصدقوا، و لا يقول الرجل إنّي مقلّ لا شيء لي، فإنّ صدقة المقلّ أفضل عند اللّه من صدقة المكثر، إياكم و قذف المحصنات، و لا يقولن أحدكم سمعت و بلغني، فو اللّه ليؤخذنّ به و لو كان قيل في عهد نوح، عوّدوا أنفسكم الخير، فإنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«الخير عادة و الشر لجاجة، و من يرد اللّه به خيرا يفقهه في الدين»[5688].

و أعلى ما وقع إليّ من حديثه [ما] (6).

ص: 382


1- في المطبوعة: مسلم.
2- من هنا إلى قوله «فقيل: متى وجبت» سقط من م.
3- انظر الخبر في المعجم الكبير للطبراني 385/19 رقم 904.
4- كذا بالأصل و م، و هو خطأ، و يراد به: الطبراني، و هو سليمان بن أحمد بن أيوب، أبو القاسم الطبراني... سمع أبا زرعة الدمشقي مرّت ترجمته في كتابنا (راجع تراجم سليمان) و انظر ترجمته في سير الأعلام 119/16.
5- في الأصل و م:«خلبس» خطأ و الصواب ما أثبت عن المعجم الكبير.
6- زيادة عن م.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا الحسن بن سفيان، نا عباس بن عثمان الدمشقي، عن الوليد بن مسلم، أخبرني مرزوق بن أبي الهذيل، عن ابن شهاب الزهري أنه أخبره عن سعيد بن المسيّب أنه سمع أبا هريرة يقول:

أتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ليلة أسري به بقدحين من خمر و لبن، فنظر إليهما، فأخذ اللبن، فقال جبريل: الحمد للّه الذي هداك للفطرة، و لو أخذت الخمر لغوت أمتك.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأديب - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (1)،قال: عباس بن عثمان المعلّم الدمشقي أبو الفضل روى عن الوليد بن مسلم، روى عنه محمود بن إبراهيم بن سميع، و علي بن الحسين بن (2) الجنيد.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا جعفر بن محمّد، نا أبو زرعة قال في ذكر أصحاب الوليد و ابن شعيب و غيرهم: العبّاس بن عثمان المعلّم.

أنبأنا أبو المحاسن هادي بن إسماعيل العلوي، أنا سعيد بن أحمد العيّار (3)،أنا أبو بكر الجوزقي (4)،أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو الفضل العبّاس بن عثمان الدمشقي سمع الوليد بن مسلم.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو الفضل العبّاس بن عثمان المكتّب.

قرأنا على أبي الفضل أيضا، عن أبي طاهر بن أبي الصّقر، أنا هبة اللّه (5) بن

ص: 383


1- الخبر في الجرح و التعديل 218/6.
2- سقطت «بن» من م.
3- في م:«العياس» خطأ، و قد مرّ التعريف به.
4- عن م و بالأصل:«الجورقي».
5- سقط لفظ الجلالة من الأصل، و أضيفت اللفظة عن م.

إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدّولابي، قال: أبو الفضل العبّاس المكتّب (1).

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصّفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم، قال: أبو الفضل العباس بن عثمان الدمشقي، سمع أبا العباس الوليد بن مسلم القرشي، كنّاه مسلم.

- في نسخة ما أخبرناه به أبو محمّد بن الأكفاني - نا أبو محمّد الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة، نا أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت الوليد بن مسلم يقول: احفظوني في عبّاس فإن لي فيه فراسة.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (2) قال: ذكر أبي، نا محمود بن إبراهيم بن سميع قال: قال محمود بن خالد السّلمي كان للعباس بن عثمان المعلّم من الوليد بن مسلم موقع، قال محمود بن إبراهيم بن سميع: كان العبّاس بن عثمان المعلّم ثقة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (3)،قال: و مات العباس بن عثمان بن محمّد المكتّب من أصحاب الوليد بن مسلم أيضا في سنة تسع و ثلاثين و مائتين، و ولد سنة ست و سبعين و مائة.

3109 - العبّاس بن علي بن الفضل بن العبّاس بن موسى

ابن عيسى بن موسى بن محمّد بن علي

ابن عبد اللّه بن العبّاس بن عبد المطلب

أبو الفضل الهاشمي الموساي الحاطب (4)

حدّث عن علي بن حرب، و أبي أمية الطّرسوسي، و أبي جعفر محمّد بن

ص: 384


1- الكنى و الأسماء للدولابي 80/2 و فيه ورد خطأ «المكبت».
2- الجرح و التعديل 218/6.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 287/1 و 710/2.
4- بالأصل:«الخاطب» و المثبت عن م و المطبوعة.

سليمان بن داود المنقري البصري.

كتب عنه أبو الحسين الرازي، و هو نسبه، و عبد الوهاب الكلابي، و موسى بن محمّد.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - عن أبي محمّد الحسن بن علي بن عبد الواحد بن البري، أنا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد اللّه بن عمر المرّي (1)،نا عبد الوهاب بن الحسن، نا أبو الفضل العبّاس بن علي بن الفضل الهاشمي، نا أبو جعفر محمّد بن سليمان البصري، نا عبد اللّه بن عبد الوهاب الحجبي، نا المنكدر بن محمّد بن المنكدر، عن أبيه، عن جابر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«كلّ معروف صدقة، و من المعروف أن تلقى أخاك و وجهك إليه منبسط - أو قال: و وجهك إليه منطلق - و أن تصبّ من دلوك في إناء جارك»[5689].

قرأت على أبي المكارم الأزدي، عن أبي الحسين عبد الرّحمن بن الحسين بن محمّد الحنّائي، أنبأ أبي، أنبأ أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن الكلابي - فيما أجازه لي - أن العبّاس بن علي بن الفضل الهاشمي حدّثهم، ثنا علي بن حرب قال:

خرجنا من الموصل في سفينة نريد سرّ من رأى (2) فإذا سمكة قد وثبت من الماء إلى السّفينة فقال أحداث كانوا معنا: اعدلوا بنا إلى الشط ، نطلب حطبا نشويها، قال:

فخرجنا ندور فجئنا إلى خربة، فدخلناها فوجدنا رجلا مذبوحا و رجلا مكتوفا قائما، فسألنا الرجل عن القصة فقال: هذا المكاري عدل بي (3) من القافلة في الليل فشد في وثاقي (4) كما ترون و عزم على قتلي فناشدته اللّه و قلت: يا هذا خذ جميع ما معي و لا تقتلني، فأبى إلاّ قتلي، فجاء ينزع سكينا معه فعسرت عليه فاجتذبها فمرّت على أوداجه فذبحته، قال: فأطلقنا يديه من وثاقه و أعطيناه البغل و رجعنا إلى السّفينة، فوثبت السمكة إلى الماء، فذهبت.

أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنبأ جدي أبو محمّد - قراءة - أنا أبو علي

ص: 385


1- في م:«المزني» تحريف.
2- بالأصل و:«سرمري» و المثبت عن المطبوعة.
3- لفظة «بي» سقطت من م.
4- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: فشدّ فيّ رباطا.

الأهوازي - إجازة - قال: قال لنا عبد الوهاب الكلابي في تسمية شيوخه: عباس بن علي بن الفضل بن العباس الهاشمي.

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد، و ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي:

في تسمية من كتب عنه بدمشق: أبو الفضل الهاشمي الحاطب، و نسبه كما تقدم، قال:

و يعرف بالموساني (1)،مات في جماد الأولى سنة تسع و عشرين و ثلاثمائة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر قال: سنة تسع و عشرين و ثلاثمائة في جمادى الأولى توفي أبو الفضل الموساني (2) الخطيب.

و قال غيره: مات في حياة أبيه.

3110 - العبّاس بن الفضل بن حبيب

أبو الفضل السّامري الدّبّاج (3) الحافظ (4)

قدم دمشق مرات، و حدّث بها (5) و بحلب عن عبد العزيز بن معاوية، و أحمد بن عبيد اللّه، و هشام بن علي السيرافي، و إبراهيم بن محمّد المسمعي، و إبراهيم بن بهز بن حكيم، و محمّد بن يونس الكديمي، و محمّد بن بشر أخو (6) خطاب، و محمّد بن غالب بن حرب، و أحمد بن إسحاق بن صالح الوزّان، و أبي إسماعيل محمّد بن إسماعيل الترمذي، و أبي أحمد جعفر بن محمّد بن عبد اللّه بن مروان الحرّاني، و عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، و إبراهيم بن إسحاق السّرّاج النيسابوري (7)، و أبي إسحاق إبراهيم بن حبان الواسطي، و بشر بن موسى الأسدي، و إسماعيل القاضي، و جعفر بن أبي عثمان الطيالسي.

كتب عنه أبو الحسين الرازي.

ص: 386


1- كذا بالأصل و م، بالنون هنا، و في المطبوعة: الموسائي.
2- كذا بالأصل و م، بالنون هنا، و في المطبوعة: الموسائي.
3- في تاريخ بغداد: الذباح.
4- ترجمته في تاريخ بغداد 153/12 و سير الأعلام 295/15.
5- سقطت من الأصل و م، و استدركت عن المطبوعة.
6- كذا بالأصل و م.
7- في المطبوعة: النيسابوري السراج.

و روى عنه أبو الحسين بن جميع، و أبو هاشم المؤدب، و أبو المفضل (1)محمّد بن عبد اللّه الشيباني، و محمّد و أحمد ابنا موسى بن السمسار، و أبو علي بن شعيب، و عبد الوهاب الكلابي، و إسماعيل بن القاسم الحلبي، و أبو بكر محمّد بن عبد الرّحمن بن عمرو الحمصي.

أخبرنا أبو الحسن السّلمي الفقيه، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، قالا: أنا أبو نصر بن طلاّب (2)،أنا أبو الحسين بن جميع، نا العبّاس بن الفضل - و هو أبو الفضل الدّبّاج - بحلب، أنا عبد العزيز بن معاوية، أبو (3) خالد العتابي، نا إبراهيم بن حميد، نا صالح بن أبي الأخضر، عن ابن شهاب، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه، عن حمينة (4)قالت: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من [مات] (5) بالمدينة كنت له يوم القيامة شفيعا أو شهيدا» (6).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو القاسم التنوخي، نا أبو المفضّل الشيباني، ثنا أبو الفضل العبّاس بن الفضل الحافظ الدّبّاج - من أصل كتابه بحلب - حدّثني محمّد بن بشر أخو خطاب، حدّثني أبو الأحوص محمّد بن حيّان (7) البغوي، نا مالك بن أنس، عن هشيم، عن يعلى بن عطاء، عن عمّارة بن حديد، عن صخر الغامدي، قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«اللّهمّ بارك لأمتي في بكورها»[5690].

أخبرنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن الحسين بن أحمد، نا جدي أبو عبد اللّه أنا أبو بكر محمّد بن عوف، أنا أبو هاشم المكتب، أنا أبو الفضل العبّاس بن الفضل

ص: 387


1- عن م و المطبوعة، و بالأصل: أبو الفضل.
2- بالأصل و م:«كلاب» خطأ و الصواب ما أثبت و اسمه: الحسين بن محمد بن أحمد بن الحسين بن أحمد بن طلاب، مرّت ترجمته في كتابنا.
3- في المطبوعة:«و أبو خالد» خطأ، الصواب ما أثبت بحذف «الواو» انظر ما مرّ في بداية الترجمة، و انظر ترجمة أبي خالد العتابي عبد العزيز بن معاوية في تاريخ بغداد 452/10.
4- كذا رسمها بالأصل، و في م:«صمينة» و كلاهما تحريف، و الصواب «صميتة» و هي صميتة الليثية و يقال الدارية، صحابية. انظر ترجمتها في أسد الغابة 176/6 و تهذيب الكمال 366/22.
5- سقطت من الأصل و استدركت عن م.
6- الحديث في أسد الغابة باختلاف الرواية 176/6.
7- بالأصل و م:«حبان» خطأ، و الصواب ما أثبت «حيان» انظر ترجمته في تهذيب الكمال 232/16.

البغدادي الحافظ ، و هو الدّبّاج، قدم علينا، نا إبراهيم بن محمّد المسمعي بحديث ذكره.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، ثنا و أبو منصور بن زريق، قالا: أنا أبو بكر الخطيب (1)،أنا أبو بكر البرقاني، قال: أنبأنا علي بن عمر الحافظ ، حدّثني القاضي أبو بكر محمّد بن عبد الرّحمن بن عمرو (2) الرّحبي، نا أبو الفضل العبّاس بن الفضل الدّبّاج (3) البغدادي بحمص سنة تسع و ثلاثمائة، نا أبو إسماعيل الترمذي، لم يزد عليه.

قرأت بخط نجا بن أحمد، و ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق من الغرباء: أبو الفضل العبّاس بن الفضل بن أبي حبيب السّامري و يعرف بالدّبّاج، شيخ حافظ ، كان يقدم دمشق كثيرا ثم يخرج عنها.

3111 - العبّاس بن الفضل بن العباس بن الفضل بن عبد اللّه

أبو الفضل بن فضلويه الدّينوري

سكن قرية السّفليّين (4).

و حدث عن أبي زرعة الدمشقي، و القاسم بن موسى الأشيب، و أحمد بن المعلّى بن يزيد، و محمّد بن سنان الشيزري (5)،و أحمد بن أصرم المغفلي (6)، و محمّد بن العباس السّكوني الحمصي، و وريزة بن محمّد الحمصي.

كتب عنه أبو الحسين الرازي، و أبو سليمان بن زبر، و عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، و أبو هاشم المؤدب، و أحمد بن عتبة بن مكين، و أحمد بن عبد اللّه بن الفرج بن البرامي (7).

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو نصر الجبّان، نا أبو

ص: 388


1- الخبر في تاريخ بغداد 153/12.
2- في م:«عمر».
3- في تاريخ بغداد: الذباح.
4- السفليون: قال ياقوت: لعل هذه القرية منسوبة إلى سفل يحصب (انظر معجم البلدان: السفليون و سفل يحصب».
5- في معجم البلدان «الشيرازي»(انظر السفليون).
6- في م:«المعقلي» و مثلها في معجم البلدان (السفليون).
7- بالأصل «الرامي» و المثبت عن المطبوعة.

سليمان بن زبر، نا العباس بن الفضل الدّينوري، نا أبو زرعة، نا أبو نعيم، نا شيبان، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن، عن ابن عباس، عن عائشة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مكث بمكة عشر سنين (1) ينزل عليه القرآن و بالمدينة عشرا.

كذا في هذه الرواية عن ابن عباس، عن عائشة، و الصّواب عن ابن عبّاس و عائشة.

أخبرناه أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة فذكره.

و الوهم في الرواية الأولى من ابن زبر أو من شيخه لأنه أخرجه في رواية الصحابة عن عائشة.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنبأ علي بن الحسين بن أحمد بن صصرى، ثنا عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، حدّثني أبو الفضل العباس بن الفضل بن فضلويه في سوق اللؤلؤ - بدمشق - نا أبو زرعة، نا عبد اللّه بن صالح، نا معاوية بن صالح أن أبا عتبة حدّثه قال:

رأيت الأعمش يقرأ القرآن على طلحة بن مصرّف بالكوفة، و رأيته يرد عليه بزينة الكواكب منوّن فقال له: عن من تروي هذه القراءة ؟ فقال: عن أبي الضّحى، عن مسروق، عن عبد اللّه.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا جدي مقاتل بن مطكود، نا أبو علي الأهوازي، نا أبو القاسم عبد الرّحمن بن عمر بن نصر بن محمّد، نا أبو الفضل العباس بن الفضل (2) بن العبّاس الدّينوري، حدّثني عبيد اللّه بن محمّد الهمذاني (3)، حدّثني محمّد بن ساكن، نا أبو حاتم الرازي، نا صفوان بن صالح، عن الوليد بن مسلم قال: سمعت الأوزاعي يقول: من سافر في كانونين فقد برئت منه الذمة.

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد، و ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي:

في تسمية من كتب عنه في قرى دمشق: أبو الفضل العبّاس بن الفضل بن العباس بن

ص: 389


1- بالأصل:«عشرين سنة» خطأ و الصواب عن م.
2- «بن الفضل» استدرك على هامش الأصل و بجانبه كلمة صح.
3- بالأصل و م:«الهمداني» بالدال المهملة، و المثبت عن المطبوعة.

الفضل بن عبد اللّه، و يعرف بالعبّاس بن فضلويه، و كان من أهل الدّينور، سكن دمشق في قرية يقال لها: السّفليين مات في آخر سنة ثلاث و عشرين و ثلاثمائة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد بن الغمر (1)،أنا أبو سليمان بن زبر قال: و في ذي الحجة - يعني من سنة ثلاث و عشرين - توفي أبو (2) الفضل عباس بن الفضل الدّينوري.

3112 - العبّاس بن الفضل بن العبّاس بن يعقوب القرشي

حدّث عن الوليد بن سلمة الأردنّي الفلسطيني.

روى عنه الحسين بن إسحاق التستري الدقيقي.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن ريذة (3) أخبرنا أبو القاسم الطبراني، نا الحسين بن إسحاق التستري، نا العباس بن الفضل بن العباس بن يعقوب القرشي الدمشقي، نا الوليد بن سلمة الأردنّي عن مسلمة بن علي الخشني، عن عمير بن هانئ، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«نزلت سورة الحديد يوم الثلاثاء، و قتل ابن آدم أخاه يوم الثلاثاء» و نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن الحجامة يوم الثلاثاء.

3113 - العبّاس بن الفضل بن محمّد، و يقال: ابن الفضل بن بشر

أبو الفضل الأسفاطي البصري (4)

ذكر أبو علي أحمد بن محمّد بن أحمد الأصبهاني نزيل دمشق - فيما قرأته بخطه - أنه روى عن هشام بن عمّار قراءة ابن عامر رواية، و حدث الأسفاطي عن إسماعيل بن أبي أويس، و أحمد بن عبد اللّه بن يونس، و عبيد اللّه بن محمّد بن حفص العنسي (5)،

ص: 390


1- بالأصل و م:«أنعم» خطأ، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ كثيرا انظر تبصير المنتبه 970/3 و جاء فيه: محمد بن مكي بن الغمر المؤدب و بهامشه عن نسخة: مكي بن محمد.
2- سقطت «أبو» من م.
3- بالأصل و م:«زبده» خطأ و الصواب ما أثبت، و هو من شيوخ أبي القاسم الطبراني، و قد مرّ هذا السند كثيرا.
4- ترجمته في الوافي بالوفيات 658/16 و الأسفاطي نسبة إلى الأسفاط : بيعها أو عملها (انظر اللباب لابن الأثير).
5- كذا بالأصل و م و هو خطأ، و الصواب كما في المطبوعة: العيشي انظر ترجمته في تهذيب الكمال 164/12.

و عبد الجبّار بن سعيد المساحقي، و إبراهيم بن محمّد بن عرعرة، و أبي سلمة يحيى بن خلف، و علي بن المديني، و سليمان بن أحمد الدمشقي، نزيل واسط و خليفة بن خيّاط ، و عمرو بن عون الواسطي، و أبي سلمة موسى بن إسماعيل المنقري، و سليمان بن حرب، و عبد الرّحمن بن المبارك العنسي (1)،و هزيم بن عثمان الرّاسبي.

و سهل بن بكار، و عيّاش بن الوليد الرقام، و أبي الوليد الطيالسي.

روى عنه: سليمان بن أحمد الطّبراني، و أحمد بن عبيد الصفار، و أبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب الضبعي (2)،و أبو جعفر محمّد بن عمرو بن موسى العقيلي، و أبو حفص فاروق بن عبد الكبير بن محمّد الخطابي.

أنبأنا أبو علي الحداد و جماعة قالوا: أنا محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن إبراهيم، أنا سليمان بن أحمد (3)،نا العباس بن الفضل الأسفاطي (4) البصري، نا إسماعيل بن أبي أويس، حدّثني أخي عن سليمان بن بلال، عن عبيد (5) اللّه بن عمر، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، عن أبي طلحة الأنصاري قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من صلّى عليّ صلاة صلى اللّه عليه عشرا»[5691].

قال الطبراني: لم يروه عن عبيد اللّه إلاّ سليمان، تفرد به أبو بكر بن أبي أويس.

3114 - العبّاس بن محمّد بن حامد

أبو القاسم البغدادي الصّائغ

حدّث بدمشق عن جعفر الفريابي، و أبي خليفة الفضل بن الحباب.

روى عنه تمام بن محمّد.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمّام بن محمّد، حدّثني أبو بكر محمّد بن علي بن الحسن الشرابي البغدادي، و أبي - رحمه اللّه -

ص: 391


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة:«العيشي» و مثلها ورد في ترجمته في تهذيب الكمال 356/11.
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: الصّبغي.
3- الخبر في المعجم الصغير للطبراني 209/1.
4- في المعجم الصغير: الأسباطي.
5- المعجم الصغير: عبد اللّه بن عمر.

و أبو المعافى المسافر بن جعفر البغدادي الخطيب و إبراهيم (1) العبّاس بن محمّد الصّائغ البغدادي، و عثمان بن الحسين البغدادي في آخرين قالوا: حدّثنا أبو بكر جعفر بن محمّد بن المستفاض الفريابي، نا إبراهيم بن الحجّاج الشامي، نا الحمّادان حمّاد بن سلمة، و حمّاد بن زيد، عن عمرو بن دينار، عن عطاء بن يسار (2)،عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«إذا أقيمت الصّلاة فلا صلاة إلاّ المكتوبة»[5692].

3115 - العبّاس بن محمّد بن حبّان

ابن موسى بن حبّان بن موسى الكلابي

أبو الفرج

روى عن جده حبّان بن موسى، و محمّد بن خريم، و أبي الحارث أحمد بن سعيد بن محمّد، و عبد اللّه بن أحمد بن زبر، و محمّد بن أحمد بن عمارة، و أبي العباس عبد اللّه بن عتّاب الزّفتي (3)،و عبد الرّحمن بن إسماعيل الكوفي، و محمّد بن يوسف الهروي، و أبي (4) الحسن بن جوصا (5).

روى عنه: تمّام بن محمّد، و أبو الحسن بن السّمسار، و علي بن الحسن الربعي، و إبراهيم بن الخضر بن زكريا الصّائغ، و أبو القاسم علي بن الفضل بن الفرات، و عبد الوهاب الميداني (6).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنبأ تمام بن محمّد، أنا أبو الفرج العبّاس بن محمّد الدمشقي - قراءة عليه - نا أحمد بن سعيد بن محمّد، نا عبد الرّحمن بن يحيى أبو القاسم الحرّاني، أنا خالد - و هو ابن يزيد العمري - نا يزيد - و هو ابن عبد الملك النوفلي - عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار (7)،عن أبي

ص: 392


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة:«و أبو القاسم العباسي» و هو أشبه.
2- بالأصل و م:«بشار» خطأ و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 77/13.
3- غير واضحة بالأصل و رسمها:«الرمي» و المثبت عن م.
4- بالأصل و م: و أبو.
5- بالأصل و م:«حرما» خطأ و الصواب ما أثبت.
6- عن م، و بالأصل: الميدان.
7- بالأصل و م:«بشار» و الصواب «يسار» و قد مرّ.

سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«سيّد الشهور رمضان، و أعظمها حرمة ذو الحجة».

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر الحافظ (1) قال: و أما حبّان بكسر الحاء: أبو الفرج العبّاس بن محمد بن حبّان بن موسى بن حبّان دمشقي، حدث عن جده أبي محمّد حبّان بن موسى.

روى عنه علي بن الحسن الرّبعي شيخ عبد العزيز الكتّاني.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتاني، قال: وجدت في كتاب عتيق: توفي (2) أبو الفرج العبّاس بن محمّد بن حبّان في سنة تسع و ثمانين و ثلاثمائة، حدث عن محمّد بن خريم (3)،و أحمد بن عمير بن جوصا و غيرهما، و كان ثقة مأمونا، و له أصول حسان، حدّثنا عنه تمّام بن محمّد، و علي بن الحسن الرّبعي و غيرهما.

3116 - العبّاس بن محمّد بن سعيد الهاشمي مولاهم

3116 - العبّاس بن محمّد بن سعيد الهاشمي مولاهم (4)

حدّث عن صفوان بن صالح.

روى عنه سليمان الطّبراني.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأ أبو نعيم.

ح (5) و أنبأ أبو الفتح الحداد، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن عبيد اللّه الهمذاني (6).

ح و أنبأنا أبو علي الحداد و جماعة، قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة، قالوا: حدّثنا سليمان بن أحمد الطّبراني (7)،نا العبّاس بن محمّد بن سعيد (8) الدمشقي مولى بني

ص: 393


1- الاكمال لابن ماكولا 316/2.
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: أخبرنا.
3- بالأصل و م: خزيم، خطأ و الصواب «خريم» و قد مرّ التعريف به.
4- له أخبار في الوزراء و الكتّاب (انظر الفهارس العامة فيه).
5- عن م، سقطت «ح» من الأصل.
6- بالأصل و م: الهمداني.
7- الخبر في المعجم الصغير للطبراني 211/1.
8- في المعجم الصغير: سعد.

هاشم، نا صفوان بن صالح، نا الوليد بن مسلم، نا عبد العزيز بن الحصين - زاد ابن ريذة: بن الترجمان عن صفوان بن سليم، عن المغيرة بن حكيم، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم:«مثل المنافق مثل الشاة العابرة (1) بين الغنمين إذا أتت هذه نطحتها، و إذا أتت هذه نطحتها»[5693].

قال الطبراني: لم يروه عن صفوان إلاّ عبد العزيز، تفرّد به الوليد.

3117 - العبّاس بن محمّد بن العبّاس بن عبد اللّه بن القاسم

أبو الفضل المعروف بابن المروزي

حدّث عن من لم يقع إليّ اسمه.

كتب عنه: أبو الحسين الرّازي.

قرأت بخط أبي الحسين نجا بن أحمد، و ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرّازي في تسمية من كتب عنه بدمشق: أبو الفضل العبّاس بن محمّد بن العبّاس بن عبد اللّه بن القاسم، و يعرف بابن المروزي، مات في ذي الحجة سنة تسع و عشرين و ثلاثمائة.

3118 - العبّاس بن محمّد بن علي

ابن عبد اللّه بن العبّاس بن عبد المطّلب

أبو الفضل الهاشمي (2)

ولاّه المنصور دمشق و الشام كله، و قدمها مع المهدي، و ولي الموسم و مكة و دمشق للرشيد.

حكى عن المنصور.

روى عنه: مبارك بن عبد اللّه الطبري، و ابنه صالح بن العبّاس، و خالد بن

ص: 394


1- كذا رسمها بالأصل و م، و في المطبوعة و المعجم الصغير:«العائرة» و هي التي تطلب الفحل فتردد بين التيسين فلا تستقر مع أحدهما و في النهاية لابن الأثير: المترددة بين قطيعين لا تدري أيهما تتبع.
2- ترجمته و أخباره في: جمهرة أنساب العرب ص 33 و نسب قريش ص 428 و تاريخ بغداد 128/12 و العبر 192/1 و النجوم الزاهرة 120/2 و تحفة ذوي الألباب 211/1 و تاريخ الطبري (انظر الفهارس) و البداية و النهاية بتحقيقنا (انظر الفهارس العامة) و الوافي بالوفيات 638/16 و سير الأعلام 534/8 و تاريخ الإسلام حوادث سنة 181-190 (ص 204). و انظر بالحاشية في المصادر الثلاثة الأخيرة أسماء مصادر أخرى ترجمت له.

إسماعيل بن أيوب بن سلمة المخزومي، و محمّد بن عبد الرّحمن المهلّبي.

قال لنا أبا منصور بن زريق، و أبو الحسن بن سعيد قالا: أنا (1) أبو بكر الخطيب (2):العبّاس بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن العبّاس بن عبد المطلب، كان من رجالات بني هاشم، و ولي إمرة الجزيرة في أيام الرشيد و له إلى وقتنا هذا عقب ببغداد.

ذكر أبو جعفر الطبري (3):أن العبّاس بن محمّد ولد سنة إحدى و عشرين و مائة.

و ذكر أحمد بن محمّد بن حميد العدوي أن العبّاس ولد سنة اثنتين و عشرين، و ذكر غيره: أنه ولد سنة ثمان عشرة و مائة، و أمّه أم ولد. و ذكر أبو محمّد بن حزم (4):

أنه ولد سنة عشرين و مائة قبل موت أبيه بعامين، و كان أصغر ولد أبيه.

قرأت بخط أبي الحسين الرّازي، حدّثني بكر بن عبد اللّه قال: قال علي بن حرب: قدم العباس بن محمّد دمشق واليا عليها و على الشام كلها سنة أربعين و مائة، فولّى ابن الأشعث الأردنّ .

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (5) قال: سنة تسع و ثلاثين و مائة أقام الحج العبّاس بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن عباس قال خليفة و أقام الحج - يعني سنة ست و خمسين و مائة العباس بن محمّد (6).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، قال: و في سنة تسع و ثلاثين و مائة حج العباس بن محمّد بالناس قال يعقوب: و في سنة ست و خمسين و مائة: حج بالناس العبّاس بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن العبّاس (7).

ص: 395


1- بالأصل:«قالا لنا» و في المطبوعة:«قال لنا» و المثبت عن م.
2- انظر تاريخ بغداد 124/12-125.
3- انظر تاريخ الطبري 160/7.
4- انظر جمهرة ابن حزم ص 20.
5- انظر تاريخ خليفة ص 418 و 428.
6- انظر تاريخ خليفة ص 418 و 428.
7- انظر الخبر في المعرفة و التاريخ 120/1 و 142/1.

أخبرنا أبو محمّد بن (1) الأكفاني، أنا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي، نا محمّد بن عائذ قال: قال الوليد بن مسلم: ثم لما أفضى الأمر إلى أمير المؤمنين أبي جعفر عبد اللّه بن محمّد أغزى صالح بن علي ثم أغزى عبد الوهاب بن إبراهيم، و الحسن بن قحطبة، و كان من ذلك إغزاؤه العبّاس بن محمّد إلى حصار أهل كمخ في نحو من ستين ألفا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: و فيها - يعني سنة تسع و أربعين و مائة - غزا العبّاس بن محمّد الروم (2).

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو محمّد بن الأكفاني، و أبو تراب حيدرة بن أحمد قالوا: نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أبو عبد الملك، نا محمّد بن عائذ قال: و استخلف المهدي فولّى الصائفة سنة تسع و خمسين و مائة العبّاس بن محمّد، و في سنة ستين و مائة ثمامة بن الوليد العبسي.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (3) قال: سنة تسع و خمسين و مائة فيها دخل العبّاس بن محمّد بلاد الروم و بثّ سراياه فقفل غانما سالما، و ولى أبو جعفر الجزيرة مخارق (4) بن الغفّار الضبابي، ثم ولى حميد بن قحطبة ثم العباس بن محمّد بن علي، ثم موسى بن سليم رجل من أهل خراسان، ثم موسى بن مصعب مولى النمر (5).

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، نا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب (6)، أنا الحسن بن علي الجوهري، أنا محمّد بن عمران الكاتب، نا أحمد بن محمّد بن

ص: 396


1- سقطت «بن» من م.
2- الخبر في المعرفة و التاريخ 134/1.
3- انظر تاريخ خليفة ص 429.
4- في تاريخ خليفة: مخارق بن العقار.
5- عند خليفة ص 433: موسى بن مصعب مولى اليمن.
6- انظر تاريخ بغداد 125/12.

عيسى المكي، نا محمّد بن القاسم بن خلاّد، عن محمّد بن عبد الرّحمن المهلّبي، حدّثني العبّاس بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن العبّاس، و كان العبّاس أجود الناس رأيا، و كان الرشيد يقول عمي العبّاس بن محمّد يذكّرني أسلافنا، قال العباس: قلت للرشيد يوما: إنما مالك تزرع به من أصلحته نعمتك، و سيفك تحصد به من كفرها، و كان بين يدي الرشيد طبيب يقول له: كل كذا، و لا تأكل كذا، فقلت للطبيب: أنت أحمق إذا صححت فكل كلّ شيء، و إذا مرضت فاحتم من كل شيء، و قال له بعض الشعراء:

لو قيل للعبّاس يا ابن محمّد *** قل لا - و أنت مخلّد - ما قالها

إنّ السماحة لم تزل معقولة *** حتى حللت براحتيك عقالها

و إذا الملوك تسايرت في بلدة *** كانت كواكبها (1) و كنت هلالها

قرأت بخط محمّد بن عمران بن موسى المرزباني، حدّثني أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن أبي سعيد البزار، حدّثني أبو عبد اللّه محمّد بن القاسم بن خلاّد اليمامي، نا صالح بن الوجيه، قال: قال العبّاس بن محمّد لمؤدب بنيه.

يا فل انك قد كفيت أعراضهم فاكفني آدابهم، علّمهم كتاب اللّه فإنه عليهم نزل، و من عندهم فصل، و إنه كفى بالمرء جهلا أن يجهل فضلا عنه أخذ، و فقّههم في الحلال و الحرام فإنه حابس أن يظلموا، و غذّهم بالحكمة فإنها ربيع القلوب، و التمسني عند آثارك فيهم تجدني.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال: و حدّثني عمي مصعب بن عبد اللّه، أخبرني أبي قال:

كان سعيد بن سليمان عند العبّاس بن محمّد - ببغداد - فكان سعيد يستأذن العبّاس في الانصراف إلى المدينة فيأبى [أن] (2) يأذن له و يقول له: أقم حولا، فكان سعيد يتطرف إلى المدينة و إلى ما له بالجفر (3)،فقال له العبّاس:

ص: 397


1- في تاريخ بغداد: كواكبنا.
2- سقطت من الأصل و م و أضيفت عن المطبوعة.
3- الجفر موضع بناحية ضرية من نواحي المدينة، كان به ضيعة لأبي عبد الجبار سعيد بن سليمان بن نوفل بن مساحق بن عبد اللّه بن مخرمة (ياقوت).

ليس إلى نجد و برد ترابه *** إلى الحول إن حمّ الإياب سبيل (1)

قال الزبير: قال عمي مصعب: و بعث العباس بن محمّد إلى أبي بهذا البيت، و قال: أشفعه ببيت آخر فقال أبي:

و إنّ مقام الحول (2) في طلب الغنى *** بباب أمير المؤمنين قليل

و بعث به إليه.

قال الزبير: و قال عبد اللّه بن سالم الخياط يمدح العبّاس بن محمّد:

عباس أشكو الفلسا *** و ذا الزمان الشكسا

لأن لنا إذا جئتنا *** و غبت عنا فعسا

و أضجما (3) سيان إح - *** سان إليه و أسا

إن قلت خيرا ارتجي *** منه ليانا عبسا

لو عند بابي داره *** بوابه ما ينعسا

أبيت ليلي جالسا *** مولها ما جلسا

قلت له العبّاس أع - *** طانا و أغنى و كسى

و قال لي عسى: و من - *** ه نعم مثل عسى

و قال أيضا عبد اللّه بن سالم الخياط للعباس بن محمّد:

إلى الأمير اشتكي ما حلّ بي من فلسي

و العسر و الضعف عن الحيلة في ملتمسي

و أعبدا يلزمني هذا و ذا مفترسي

و أضجما مختلف الخلق كثير الطّفس (4)

إن لم يوافي أصلا باكرني في الغلس

يورثني وعيده تقطّعا في نفسي

ينحلني الذنب مسيئا كنت أو غير مسي

ص: 398


1- البيت في نسب قريش ص 428 و تاريخ بغداد 66/9 في ترجمة سعيد المذكور و فيهما: برد مياهه.
2- بالأصل:«و إن قام الحولي» و المثبت عن م و نسب قريش و تاريخ بغداد.
3- الضجم: العوج، قد يكون في الأنف و في العنق، و هو أضجم (اللسان).
4- الطفس: قذر الإنسان.

إلى ابن عم المصطفى لجأت من دهر عسى

إن لم يكن لي نفس *** فيك ففي من نفسي

قال الزبير: و قال سعيد بن سليمان المساحقي للعبّاس بن محمّد حين غضب عليه:

أبلغ أبا الفضل يوما إن عرضت به *** من دائم العهد لم يخش الذي صنعا

ما بال ذي حرمة صافي الإخاء لكم *** أمسى بحرّته من ودّكم فجعا

من غير نائرة (1) إلاّ الوفا لكم *** ما مثل حبلك من ذي حرمة قطعا

ما تمّ ما كنت أرجو من مودّتكم *** حتى تباين شعب الودّ فانصدعا

أما و ربّ منى و العامدات له *** و الدافعين يجمع يوضعون معا

لو كان غيرك يطوي حبل خلّته *** دوني و يلبس ثوب الهجر ما اتّبعا

فارع الذّمام و لا تقطع وسائله *** و ارجع فإن أخا الإحسان من رجعا

أشبه أخاك و أخلاقا تسير (2) بها *** في المجتدين له لم يجده الطبعا

حفظ الذّمام و إيثار الصديق إذا *** ضاع الإخاء و تفريق الذي جمعا

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا و أبو الحسن بن سعيد، نا أبو بكر الخطيب (3)، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا سهل بن أحمد الديباجي، نا محمّد بن أحمد بن الفضل الخبّاز، نا أبو سلمة هشام بن عمرو القرشي، قال: قال رجل للعبّاس بن محمّد: إنّي أتيتك في حاجة صغيرة، فقال (4):اطلب لها رجلا صغيرا.

أنبأنا أبو الحسن سعد الخير بن محمّد، أنا المبارك بن عبد الجبار، أنا أبو طاهر محمّد بن علي بن محمّد بن عبد اللّه السّماك، نا أبو إسحاق إبراهيم بن مخلد بن جعفر المعدّل، أنا عبد اللّه بن جعفر بن درستويه، نا ابن قتيبة، قال: قال رجل للعبّاس بن محمّد: إنّي أتيتك في حويجة فقال: اطلب لها رجيلا.

قال: و هذا خلاف قول علي بن عبد اللّه بن العبّاس لرجل قال له: إنّي أتيتك في

ص: 399


1- النائرة: العداوة.
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: يسير.
3- تاريخ بغداد 125/2.
4- في تاريخ بغداد و المطبوعة:«فقال له» و «له» سقطت من الأصل و م.

حاجة صغيرة قال: هاتها، فإن الرجل لا يصغر عن كبير أخيه، و لا يكبر عن صغيره.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا سليمان بن إبراهيم بن محمّد، و سهل بن عبد اللّه بن علي، و أبو الحسين أحمد بن عبد الرّحمن بن محمّد الذّكواني، و أبو نصر عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد السمسار.

ح و أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن أبي نصر شجاع اللفتواني، أنا أبو نصر السمسار، فيما قرئ عليه، و أنا حاضر، قالوا: أنا محمّد بن إبراهيم بن جعفر الجرجاني، نا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن عبيد اللّه، نا محمّد بن يحيى الصولي (1)،نا محمّد بن القاسم، نا الأصمعي، قال: كان العبّاس بن محمّد باليمين من هارون الرشيد يبجله و يعظّمه للرحم و القرابة القريبة، قال: فمدحه ربيعة الرّقّي بقصيدته التي يقول فيها (2):

لو قيل للعبّاس يا ابن محمّد *** قل: لا، و أنت مخلّد ما قالها

ما إن رأيت من المكارم خصلة *** إلاّ وجدتك عمّها أو خالها

و إذا الملوك تسايروا (3) في بلدة *** كانوا كواكبها و كنت هلالها

إنّ المكارم (4) لم تزل معقولة *** حتى حللت براحتيك عقالها

قال: فبعث إليه بدينارين فقال ربيعة للذي حملها: هل لك في ردّ الرقعة إليّ لأصلح منها شيئا ثم يرها في مكانها و لك الديناران ؟ قال: نعم، فردّ الرقعة إليه، فوقع على ظهرها:

مدحتك مدحة السيف المحلى *** لتجري في الجياد فما جريت

فهبها مدحة ذهبت ضياعا *** كذبت عليك فيها و افتريت

ثم ذكر الحكاية بطولها.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا و أبو الحسن بن سعيد، أنا أبو بكر الخطيب (5)،

ص: 400


1- في م:«الصفوي» خطأ، انظر ترجمته في تاريخ بغداد 427/3.
2- الأبيات - ما عدا الثاني - في تحفة ذوي الألباب 212/1 بدون نسبة.
3- في تحفة ذوي الألباب: تسايرت.
4- في تحفة ذوي الألباب: إن السماحة.
5- الخبر في تاريخ بغداد 125/12.

أخبرني الأزهري، أنا أحمد بن [إبراهيم، نا] (1) إبراهيم بن محمّد بن عرفة، قال: و في هذه السنة - يعني سنة خمس و ثمانين و مائة - ولي العبّاس بن محمّد - الذي تنسب إليه العباسية - الجزيرة، و صار إلى الرقّة، فأمر الرشيد يفرش (2) له في قصر الإمارة.

و اتخذت له فيه الآلات و شحن بالرقيق (3) و حمل إليه خمسة آلاف ألف درهم، ثم دخلت سنة ست و ثمانين و مائة ففيها توفي العبّاس بن محمّد ببغداد في رجب، و كانت علّته الماء الأصفر، و صلّى عليه الأمين، و دفن في العبّاسية، و سنه خمس و ستون سنة و ستة أشهر و ستة عشر يوما.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (4)،أخبرني الأزهري، أنا أحمد بن إبراهيم، نا إبراهيم بن محمّد بن عرفة، قال: قطيعة العبّاس التي في الجانب الشرقي تنسب إلى العبّاس بن محمد بن علي بن عبد اللّه بن العباس، و هو أخو المنصور، و بينه و بين وفاة أبي العباس خمسون سنة، و هو أخوه، لأنّ أبا العباس مات سنة ست و ثلاثين و مائة، و مات العبّاس سنة ست و ثمانين و مائة، و كان يتولى الجزيرة و أهله يتهمون فيه الرشيد و يزعمون أنه سمّه، و أنّه سقى (5) بطنه فمات في هذه العلّة، و إليه تنسب العبّاسية.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال: و العباس بن محمّد بن علي - يعني مات سنة ست و ثمانين و مائة (6).

و بلغني أن العبّاس بن محمّد ولد سنة إحدى و عشرين و مائة، و مات يوم الأربعاء لثمان بقين من رجب من سنة ست و ثمانين و مائة بالماء الأصفر، و بلغ خمسا و ستين سنة و ستة أشهر و بضعة عشر يوما.

ص: 401


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م و تاريخ بغداد.
2- في م:«بغرس» و في تاريخ بغداد:«ففرش».
3- بالأصل و م: بالرفيق، و المثبت عن تاريخ بغداد.
4- الخبر في تاريخ بغداد 95/1.
5- أي أحصل فيه الماء الأصفر (اللسان: سقى).
6- لم يرد الخبر في تاريخ خليفة بن خياط و لا في طبقاته.

3119 - العبّاس بن محمّد بن عمرو بن الحارث الجمحي

والد محمّد بن العبّاس الجمحي

قاضي دمشق.

حدّث عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطّيالسي.

روى عنه: أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن ربيعة بن زبر.

3120 - العبّاس بن محمّد بن المسيب بن زهير الضّبّي

أحد قوّاد بني العبّاس، و قدم دمشق في صحبة جعفر بن يحيى البرمكي حين ولاّه إياها هارون الرشيد ليصلح بين النزارية و اليمانية (1)،و كان على شرطة جعفر بن يحيى، له ذكر.

3121 - العبّاس بن مرداس بن أبي عامر بن حارثة، و يقال:

جارية بن عبد بن عباس و يقال: عيسى، و يقال: عبس، و يقال:

عبد عبس بن رفاعة بن الحارث بن بهثة

ابن سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة

ابن قيس عيلان، و يقال: ابن مرداس

ابن أبي عامر بن حارثة بن عبس

ابن رفاعة، و يقال في نسبه غير ذلك-.

أبو الهيثم السّلمي (2)

له صحبة، و كان من المؤلفة قلوبهم.

روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

روى عنه ابنه كنانة بن العبّاس، و عبد الرّحمن بن أنس السّلمي.

ص: 402


1- انظر أخباره في تاريخ الطبري (انظر الفهارس العامة).
2- ترجمته و أخباره في المحبر ص 237 و 473 و جمهرة ابن حزم ص 263 و الاستيعاب 101/3 على هامش الإصابة و أسد الغابة 64/3 و الإصابة 272/2 و تهذيب الكمال 478/9 و تهذيب التهذيب 88/3 و معجم الشعراء ص 102 و الأغاني 302/14 و الوافي بالوفيات 634/16 و كناه أبا الفضل، و قيل: أبو الهيثم.

و استعمله النبي صلى اللّه عليه و سلم على بني سليم، و قدم دمشق و كانت له بها دار.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني إبراهيم بن الحجّاج السامي (2)،نا عبد القادر بن السّري، حدّثني ابن لكنانة بن العباس بن مرداس، عن أبيه أن أباه العبّاس بن مرداس حدثه.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم دعا عشية عرفة لأمته بالمغفرة و الرحمة، فأكثر الدعاء، فأجابه اللّه عز و جلّ أن قد فعلت و غفرت لأمتك إلاّ من ظلم بعضها بعضا، فقال:«يا رب إنّك قادر أن تغفر للظالم، و تثيب المظلوم خيرا من مظلمته»، فلم تكن تلك العشية إلاّ ذا فلما كان من الغد دعا غداة المزدلفة، فعاد يدعو لأمته، فلم يلبث النبي صلى اللّه عليه و سلم أن تبسّم، فقال بعض أصحابه: يا رسول اللّه بأبي أنت و أمي، ضحكت في ساعة لم تكن تضحك فيها، فما أضحكك ؟ أضحك اللّه سنّك، قال:«تبسمت من عدوّ اللّه إبليس، حين علم أنّ اللّه قد استجاب لي في أمّتي و غفر للظالم، أهوى يدعو بالويل (3) و يحثو التراب على رأسه، فتبسمت مما صنع لجزعه»[5694].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، و أنا حاضر، أنا أبو بكر بن المقرئ قالا: أنا أبو يعلى، نا إبراهيم بن الحجّاج السامي، نا عبد القاهر بن السري السّلمي، حدّثني ابن لكنانة بن عباس بن مرداس السلمي أن أباه حدثه عن أبيه العبّاس.

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم دعا عشية عرفة لأمته بالمغفرة و الرحمة، فأكثر الدعاء.

فأجابه اللّه أنّي قد فعلت و غفرت لأمتك إلاّ ظلم (4) بعضهم بعضا، فأعاد فقال:«يا ربّ إنّك قادر أن تغفر للظالم و تثيب المظلوم خيرا من ظلامته»، فلم تكن تلك العشية إلاّ ذا، فلما كان من الغد دعا غداة المزدلفة فعاد يدعو لأمته فلم ينشب النبي صلى اللّه عليه و سلم - و قال ابن

ص: 403


1- الحديث في مسند الإمام احمد ط دار الفكر رقم 16207/5.
2- عن م، و بالأصل:«الشامي و في المطبوعة:«الناجي» و في مسند أحمد:«الناجي» و انظر ترجمته في تهذيب الكمال 337/1.
3- في المسند: أهوى يدعو بالثبور و الويل.
4- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: إلاّ من ظلم بعضا.

حمدان: لم يلبث - أن تبسم، فقال بعض أصحابه: يا رسول اللّه بأبي أنت و أمي، تبسّمت في ساعة لم تكن تضحك فيها، مما ضحكت ؟- و قال ابن حمدان: فما أضحكك - أضحك اللّه سنك ؟ قال:«تبسّمت من عدو اللّه إبليس، حين علم أن اللّه تبارك و تعالى قد أجابني في أمتي و غفر للظالم، أهوى يدعو بالثبور و الويل (1)،و يحثو التراب على رأسه فتبسّمت» و قال مرة فضحكت - زاد ابن المقرئ - مما يصنع، و قالا-: من جزعه.

رواه أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي، و محمّد بن مخلد الحضرمي، عن عبد القاهر، و رواه عن أبي الوليد الناس (2).

و ابن كنانة الذي لم يسمّ في هذه الرواية هو عبد اللّه بن كنانة، سماه أيوب بن محمّد الهاشمي عن عبد القاهر.

أخبرناه أبو سعد عبد الرّحمن بن عبد اللّه الفقيه الحصيري، أنا محمّد بن الحسين بن أحمد المقدمي (3)،أنا القاسم بن أبي المنذر الخطيب، أنا علي بن إبراهيم بن سلمة، نا محمّد بن يزيد بن ماجة (4)،نا أيوب بن محمّد الهاشمي، نا عبد القاهر بن السّري السّلمي، نا عبد اللّه بن كنانة بن عباس بن مرداس السّلمي أن أباه أخبره عن أبيه:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم دعا لأمته عشية عرفة بالمغفرة، فأجيب إني قد غفرت لهم ما خلا المظالم (5)،فإني آخذ للمظلوم منه قال:«أي ربّ إن شئت أعطيت المظلوم الجنّة و غفرت للظالم»، فلم يجب عشيته، فلما أصبح بالمزدلفة أعاد الدعاء فأجيب إلى ما سأل، قال: فضحك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أو قال: تبسّم، فقال له أبو بكر و عمر (6):بأبي أنت و أمي إنّ هذه لساعة ما كنت تضحك فيها، فما الذي أضحكك ؟ أضحك اللّه سنّك، قال:

«إنّ عدوّ اللّه إبليس لما علم أنّ اللّه قد استجاب دعائي و غفر لأمتي أخذ التراب فجعل

ص: 404


1- سقطت من المطبوعة.
2- في م: الياس.
3- في المطبوعة: المقومي.
4- سنن ابن ماجة(25) كتاب المناسك،(56) باب الدعاء بعرفة الحديث 3013 (ج 1002/2).
5- في المطبوعة: الظالم.
6- في المطبوعة: أبو بكر أو عمر.

يحثوه على رأسه، و يدعو بالويل و الثبور فأضحكني ما رأيت من جزعه»[5695].

و أنبأناه أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد قالا: أنا أبو نعيم، نا أبو بكر بن خلاّد، نا الحارث بن أبي أسامة، نا عبد العزيز بن أبان، نا عبد القاهر بن السّري، نا عبد اللّه بن كنانة بن العباس بن مرداس، عن أبيه، عن جده فذكر الحديث.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الحسن العتيقي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين (1) بن جعفر، قالا: نا الوليد بن بكر، أنا أبو الحسن الهاشمي، نا أبو مسلم العجلي، حدّثني أبي قال:

و كان (2) كثيرا مما يسأل - يعني أبا الوليد الطيالسي - عن حديث عباس بن مرداس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم دعا عشية عرفة لأمته بالمغفرة.

و هو غريب، و ليس يروى عن عباس بن مرداس سوى هذا الحديث، و كان إذا سألوه عنه قال: أي شيء ليس عندي سوى هذا الحديث.

و قد روى العبّاس غيره فذلك ما.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، نا زكريا بن يحيى المنقري، نا الأصمعي، نا نائل بن مطرّف بن العبّاس بن مرداس السّلمي، عن أبيه، عن جده العبّاس.

أنه أتى النبي صلى اللّه عليه و سلم فطلب إليه أن يحفره ركية (3) بالدّثينة (4) فأحفره إياها على أنه ليس له منها إلاّ فضل ابن السبيل.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو صادق محمّد بن أحمد بن جعفر، أنا أحمد بن محمّد بن زنجويه، أنا الحسن بن عبد اللّه بن سعيد العسكري، قال: نائل بن

ص: 405


1- في م: الحسن بن جعفر.
2- في م: كان.
3- الركية: البئر العميقة.
4- بالأصل و م:«الدثنية» و المثبت عن ياقوت، و فيه نقلا عن الزمخشري: الدثينة و الدفينة: منزل لبني سليم (معجم البلدان).

مطرّف بن العبّاس بن مرداس: فيه خلاف، و رواه لنا أبو بكر الجوهري، عن زكريا، عن الأصمعي، فقال نائل: تحت الياء نقطتان.

ذكر أبو الحسين الرازي، حدّثني إبراهيم بن محمّد بن صالح، حدّثني أبو هاشم عبد الرّحمن بن عبد الصمد بن عبد الملك و يعرف بالبررور (1)،حدّثني جدي لأمي سنان بن يحيى أنه كان في الدار المعروفة بالعرفانين (2) و هي دار العباس بن مرداس السّلمي، و كان إذا كان لهم فرح أو حزن جاءوا فنزلوا فيها في خلوة، قال أبو الحسين:

دار العبّاس بن مرداس الصحابي هي الدار المعروفة بالعزفيين.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمّام علي بن محمّد، أنا أبو بكر أحمد بن عبيد بن الفضل، أنا محمّد بن الحسين بن محمّد، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا عمر بن محمّد بن عبد الرزاق بن الأقيصر، قال: العبّاس بن مرداس يكنى أبا الفضل، و هو العبّاس بن مرداس بن أبي غالب (3) بن حارثة بن عبد بن عبس بن رفاعة بن الحارث بن بهثة بن سليم بن منصور.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا (4):أنا محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خياط (5)قال: و من منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان، ثم من بني سليم بن منصور: العبّاس بن مرداس بن أبي عامر بن حارثة (6) بن عبس بن رفاعة بن الحارث بن بهثة بن سليم بن منصور، أمّه هند بنت شيبة (7) بن سفيان بن حارثة (8) بن عبس بن رفاعة.

في نسخة: شتير، و أخرى: سنين، و أخرى: شقير-.

ص: 406


1- كذا بالأصل، و في م:«بالبزروز» و في المطبوعة:«بالنرزور».
2- في م: بالعزفانين.
3- كذا بالأصول هنا.
4- بعدها في المطبوعة - و قد سقطت العبارة من الأصل و من م: أنا أبو طاهر بن الحسن - زاد الأنماطي: و محمد بن الحسن بن خيرون، قالا.
5- طبقات خليفة بن خياط انظر صفحة 100 رقم 335 و صفحة 308 رقم 1407.
6- طبقات خليفة: جارية.
7- طبقات خليفة: سنّة بن سنان.
8- طبقات خليفة: جارية.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، و أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي المدائني، أنا أحمد بن عبد اللّه البرقي قال: و من بني سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر: عبّاس بن مرداس بن أبي عامر بن حارثة بن عبد بن عبس بن رفاعة بن الحارث بن بهثة بن سليم بن منصور، له عقب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد قال: قال محمّد بن سعد: العبّاس بن مرداس بن حارثة بن عبد بن عباس بن رفاعة بن الحارث بن بهثة بن سليم، أسلم قبل فتح مكة، ثم أتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في تسع مائة من قومه على الخيول معهم القنا و الدروع الظاهرة. فحضروا فتح مكة، و حضر حنينا، و أعطاه رسول اللّه مع من أعطى من المؤلفة قلوبهم.

قال محمّد بن عمر: لم يسكن العبّاس بن مرداس مكة، و لا المدينة، و كان يغزو مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و يرجع إلى بلاد قومه، و كان ينزل بوادي البصرة، و يأتي البصرة كثيرا، روى عنه البصريون و بقية ولده ببادية البصرة، و قد نزل قوم منهم البصرة (1)،كذا حكى البغوي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن محمّد، نا محمّد بن سعد (2)،قال في الطبقة الثالثة: العباس بن مرداس بن أبي (3) عامر بن حارثة (4) بن عبد بن عيسى بن رفاعة بن الحارث بن بهثة بن سليم، أسلم قبل فتح مكة، و وافى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في تسع مائة من قومه على الخيول و القنا و الدروع الظاهرة ليحضروا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فتح مكة.

قال محمّد بن عمر (5):و لم يسكن العبّاس بن مرداس مكة و لا المدينة، و كان يغزو مع النبي صلى اللّه عليه و سلم و يرجع إلى بلاد قومه، و كان ينزل بوادي البصرة، و كان يأتي البصرة

ص: 407


1- انظر طبقات ابن سعد 33/7.
2- الخبر في طبقات ابن سعد 271/4.
3- سقطت من م.
4- كذا بالأصل و م و ابن سعد، و في المطبوعة: جارية.
5- طبقات ابن سعد 273/4.

كثيرا، و روى عنه البصريون و بقية ولده ببادية البصرة، و قد نزل قوم منهم البصرة (1).

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا عبد الوهاب بن محمّد، أنا أبو محمّد الحسن بن محمّد، أنا أحمد (2) بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد قال في الطبقة السادسة ممن قدم على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثم رجع إلى بلاد قومه بالبادية العباس بن مرداس السّلمي الشاعر، و كان مسنّا، كان ينزل إلى أرض بني سليم.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (3) قال: عباس بن مرداس أبو الهيثم السّلمي الحجازي، له صحبة، و ذكر له الحديث الذي قدمناه.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (4) قال: عباس بن مرداس: أبو الهيثم السلمي له صحبة، روى عنه كنانة بن العباس، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو الحسين أحمد بن كامل بن ديسم، قال: كتب إليّ أبو جعفر بن المسلمة يخبرني عن أبي عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى المرزباني (5)،قال:

العباس بن مرداس بن أبي عامر بن رفاعة بن حارثة بن عبد بن عبس بن رفاعة بن الحارث بن بهثة بن سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر، و يكنى أبا الهيثم (6) و يقال: أبو الفضل، أحد فرسان الجاهلية و شعرائهم المذكورين، و وفد على النبي صلى اللّه عليه و سلم و مدحه، فأسلم و أعطاه مع المؤلفة قلوبهم.

ص: 408


1- قوله:«و قد نزل قوم منهم البصرة» سقط من م.
2- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن م.
3- التاريخ الكبير 2/7-3.
4- الجرح و التعديل 210/6.
5- معجم المرزباني ص 262 باختلاف.
6- عن م و بالأصل: أبا القاسم.

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى، ابنا الحسن بن البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الحسن الدار قطني - إجازة-.

ح (1) و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح المحاملي، أنا أبو الحسن الدار قطني، قال: العبّاس بن مرداس بن أبي عامر بن حارثة (2) بن عبد بن عبس السّلمي، أسلم قبل الفتح، و شهد حنينا، و هو من المؤلفة قلوبهم.

روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم حديثا، رواه عنه ابنه كنانة بن العبّاس.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، قال: عباس بن مرداس يكنى أبا الهيثم، عداده في المؤلفة، لما أعطاه النبي صلى اللّه عليه و سلم مائة من الإبل، و روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم في فضل عشية عرفة، رواه عبد اللّه بن كنانة بن عباس بن مرداس، عن أبيه، عن جده.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال في باب جارية (3):

أوله جيم و بعد الراء يا معجمة باثنتين (4) من تحتها: العباس بن مرداس بن أبي عامر بن عبد بن عبس بن رفاعة بن الحارث بن بهثة بن سليم، أسلم قبل الفتح، و شهد حنينا، و كان من المؤلفة قلوبهم، روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم حديثا، روى عنه ابنه كنانة بن العبّاس.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو الهيثم العبّاس بن مرداس السلمي الشاعر، سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو الهيثم العبّاس بن مرداس.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصّقر، أنا هبة اللّه بن

ص: 409


1- سقطت من الأصل و م و أضيفت عن المطبوعة.
2- في المطبوعة: جارية.
3- الاكمال لابن ماكولا 301/2.
4- بالأصل و م: باثنين.

إبراهيم، أنا أبو بكر بن (1) المهندس، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد قال: العباس بن مرداس أبو الهيثم.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصّفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو الهيثم العبّاس بن مرداس بن أبي عامر بن حارثة (2) بن عبس بن رفاعة بن الحارث بن بهثة بن سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان (3) السلمي الشاعر، أمّه هند بنت شيبة بن سنين بن حارثة بن عبس بن رفاعة، له صحبة من النبي صلى اللّه عليه و سلم، حديثه في أهل الحجاز.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، و أبو الفرج غيث بن علي، و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، قالوا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي [أبو بكر، أنا] (4)أبو بكر الخرائطي، نا أحمد بن إسحاق بن صالح أبو بكر الوراق، نا عمرو بن عثمان، حدّثني أبي، حدّثني عبد اللّه بن عبد العزيز، حدّثني محمّد بن عبد العزيز، عن الزهري، عن عبد الرّحمن بن أنس السّلمي، عن العباس بن مرداس.

أنه كان يغير (5) في لفاح له نصف النهار إذ (6) طلعت عليه نعامة بيضاء عليها راكب عليه ثياب بيض مثل اللبن، فقال: يا عبّاس بن مرداس أ لم تر أن السماء كفت أحراسها و أن الحرب تجرّعت أنفاسها، و أن الخيل وضعت أحلاسها، و ان الدين نزل بالبر و التقوى يوم الاثنين ليلة الثلاثاء صاحب الناقة القصوى (7)،قال: فرجعت مرعوبا قد راعني ما رأيت و سمعت، حتى جئت و ثنا لنا يدعى الصماد (8) و كنا نعبده و نكلم من

ص: 410


1- في م: أبو بكر المهندس.
2- في المطبوعة: جارية.
3- بالأصل و م: قيس غيلان.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و أضيف عن م و المطبوعة.
5- كذا رسمها بالأصل و م، و في المطبوعة:«يغير» و شكك محققها بصحتها.
6- في م: إذا.
7- كذا بالأصل و م و المطبوعة، و الصواب «القصواء» و جاء في الأغاني: العضباء، و القصواء: هي التي قطع طرف أذنها و هو لقب ناقة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و لم تكن ناقة قصواء، و إنما كان هذا لقبا لها، و قيل: بل كانت مقطوعة الأذن.
8- كذا رسمها بالأصل، و في م:«الضماد» و كلاهما تحريف، و الصواب «الضمار» كما في الأغاني 302/14 و انظر معجم البلدان و سنصححها في كل المواضع في هذا الخبر و في الخبر التالي إلى «ضمار» دون الإشارة إلى ذلك.

جوفه، فكنست ما حوله ثم تمسّحت به و قبلته، و إذا صائح من جوفه يقول (1):

قل للقبائل من سليم كلها *** هلك (2) الضّمار و فاز أهل المسجد

هلك (3) الضمار و كان يعبد مرة *** قبل الصّلاة مع النبي محمّد

إنّ الذي جاء (4) بالنبوة و الهدى *** بعد ابن مريم من قريش مهتدي

قال: فخرجت مرعوبا حتى جئت قومي، فقصصت عليهم القصة، و أخبرتهم الخبر، فخرجت في ثلاثمائة من قومي من بني جارية (5) إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو بالمدينة، فدخلنا المسجد، فلما رآني النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«يا عباس كيف كان إسلامك ؟»، قال:

فقصصت عليه القصة، قال: فسرّ بذلك، فأسلمت أنا و قومي.

رواه أبو بكر بن أبي الدنيا، عن الفضل بن جعفر، عن عمرو بن عثمان.

و رواه محمّد بن عوف الطائي، عن عمرو بن عثمان عن أبيه، عن عبد اللّه بن عبد العزيز، عن أخيه محمّد بن عبد العزيز بإسناده نحوه، و قال فيه: أنه كان بغمرة في لقاح له، و غمرة: موضع بالحجاز في طريق مكة[5696].

أخبرنا (6) أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسين (7) بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا سليمان بن الحسن، نا عمرو بن عثمان، نا أبي، عن عبد اللّه بن عبد العزيز، عن محمّد بن عبد العزيز، عن الزهري، عن عبد الرّحمن بن أنس السّلمي، عن العباس بن مرداس السّلمي.

أنه كان في لفاح له نصف النهار إذ طلعت عليه نعامة بيضاء عليها راكب عليه ثياب بيض مثل اللبن فقال: يا عبّاس بن مرداس أ لم تر أن السماء تكففت أحراسها، و أن

ص: 411


1- الأبيات في الأغاني 303/14 و سيرة ابن هشام 69/4.
2- الأغاني: هلك الأنيس و عاش أهل المسجد. و في سيرة ابن هشام: أودى ضمار و عاش أهل المسجد.
3- في المصدرين: أودى الضمار... قبل الكتاب إلى النبي محمد.
4- في المصدرين: إن الذي ورث النبوة و الهدى.
5- في م: حارثة.
6- مكانها في م بياض.
7- كذا بالأصل و م، و هو خطأ و الصواب:«الحسن»، و هو الحسن بن إسماعيل بن محمد الضراب، ترجمته في سير الأعلام 541/16.

الحرب تجزعت (1) أنفاسها، و أن الخيل وضعت أحلاسها، و أن الدين نزل بالبر و التقوى يوم الاثنين مع صاحب الناقة القصوى، قال: فخرجت مذعورا قد راعني ما رأيت و سمعت حتى أتيت وثنا لنا يدعى الضّمار و كنا نعبده و نكلم من جوفه فكنست و قممت و مسحت ثم قبلته و إذا بصائح يصيح من جوفه:

قبل للقبائل من سليم كلها *** هلك الضّمار فاز أهل المسجد

إن الذي بالفوز أرسل الهدى *** بعد ابن مريم من قريش مهتدي

قال: فخرجت مذعورا حتى جئت، فقصصت عليهم القصّة و أخبرتهم الخبر، فخرجت في ثلاثمائة من قومي إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فدخلت المسجد، فلما رآني النبي صلى اللّه عليه و سلم فرح بي و قال:«يا عباس كيف كان إسلامك ؟» فقصصت عليه الخبر فسرّ بذلك، و قال:

«صدقت»[5697].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو [عمر] (2) بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3)،أنا محمّد بن عمر، حدّثني عكرمة بن فروّخ السّلمي، عن معاوية بن جاهمة بن عبّاس بن مرداس قال: قال عباس بن مرداس: لقيته صلى اللّه عليه و سلم و هو يسير حين هبط من المشلّل (4) و نحن في آلة الحرب، و الحديد ظاهر علينا، و الخيل تنازعنا الأعنّة، فصففنا لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و إلى جنبه أبو بكر و عمر، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا عيينة هذه بنو سليم قد حضرت بما ترى من العدّة و العدد» فقال: يا رسول اللّه جاءهم داعيك و لم يأتني، أما و اللّه إنّ قومي لمعدّون مؤدون في الكراع و السّلاح، و إنّهم لأحلاس الخيل و رجال الحرب، و رماة الحدق، فقال عباس بن مرداس: أقصر أيها الرجل، فو اللّه إنك لتعلم أنّا أفرس على متون الخيل، و أطعن بالقنا، و أضرب بالمشرفية منك و من قومك، فقال عيينة: كذبت و لمت (5) نحن أولى بما ذكر منك، قد عرفته لنا العرب قاطبة، فأومئ إليهما النبي صلى اللّه عليه و سلم بيده حتى سكتا.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل الفقيه، و أبو المظفّر عبد المنعم بن

ص: 412


1- كذا بالأصل و م، و مرّ في الرواية السابقة: تجرعت.
2- سقطت من الأصل و أضيفت عن م.
3- الخبر في طبقات ابن سعد 271/4.
4- المشلل: جبل يهبط منه إلى قديد من ناحية البحر (معجم البلدان).
5- ابن سعد: و خنت.

عبد الكريم، قالا: أنا أبو سعيد محمّد بن علي بن محمّد الخشاب، أنا أبو بكر الجوزقي، أنا أبو العبّاس الدغولي، نا أبو عثمان الأودي، نا أبو معاوية، عن هشام - و هو ابن عروة - عن أبيه قال:

لما كان يوم فتح مكة قسم النبي صلى اللّه عليه و سلم بين الناس قسما فقال العباس بن مرداس (1):

أ تجعل نهبي و نهب العبي *** د بين عيينة و الأقرع (2)

و ما كان حصن و لا حابس *** يفوقان مرداس (3) في مجمع

و قد كنت في الحرب ذا تدرا *** فلم أعط شيئا و لم أمنع

و ما كنت دون مريء منهما *** و من تضع اليوم لا يرفع

فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«اذهب يا بلال فاقطع لسانه»، قال: فذهب بلال، فجعل يقول: يا معشر المسلمين أ يقطع لساني بعد الإسلام يا رسول اللّه، لا أعود أبدا، فلما رأى بلال جزعه قال: إنه لم يأمرني أن أقطع لسانك، أمرني أن أكسوك و أعطيك شيئا.

كذا قال يوم الفتح، و إنما كان يوم حنين.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر المغربي، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد الجوزقي، أنا أبو العبّاس الدغولي، نا محمّد بن المهلّب، نا عبد اللّه بن الزبير، نا سفيان، نا عمرو بن سعيد، عن أبيه، عن عباية بن رفاعة، عن رافع بن خديج قال:

أعطى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم حنين أبا سفيان بن حرب و صفوان بن أمية، و عيينة بن حصن، و الأقرع بن حابس مائة من الإبل، و أعطى عباس بن مرداس دون ذلك.

قال سفيان: قال عمر: أو غيره في هذا الحديث فقال العبّاس بن مرداس:

ص: 413


1- الأبيات في سيرة ابن هشام 136/4-137.
2- العبيد: فرس عباس بن مرداس. و عيينة هو ابن حصن بن حذيفة بن بدر. و الأقرع هو ابن حابس التميمي. و كان النبي صلى اللّه عليه و سلم قد أعطاهما من غنائم حنين مائة من الإبل كل واحد منهما، و أغطى عباس بن مرداس أبا عمر، فسخطها عباس.
3- في السيرة: شيخي.

أ تجعل نهبي و نهب العبي *** د بين عيينة و الأقرع

و ما كان يدر و لا حابس *** يفوقان مرداس في مجمع

ما كنت دون امرئ منهما *** و من يخفض اليوم لا يرفع

قال: فأتم له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مائة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبد الوهاب بن أبي حيّة، أنا محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر (1) قال:

قالوا و عبّأ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أصحابه وصفهم صفوفا - يعني يوم حنين - و وضع الرايات و الألوية في أهلها، فسمي حاملها (2) و قال: و كانت في سليم ثلاث رايات: راية مع العباس بن مرداس، و راية مع خفاف بن ندبة، و راية مع الحجّاج بن علاط ، و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قد قدّم سليما من يوم خرج من مكة، فجعلهم (3) مقدمة الخيل، و استعمل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عليهم خالد بن الوليد، فلم يزل على مقدمته حتى ورد الجعرّانة.

قال (4):و أعطى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من غنائم حنين العبّاس بن مرداس السّلمي أربعا من الإبل فعاتب النبي صلى اللّه عليه و سلم في شعر قاله:

كانت نهابا تلاقيتها *** و كرّي على القوم بالأجرع (5)

و حثّي الجنود لكي يدلجوا *** إذا هجع القوم لم أهجع

فأصبح نهبي و نهب العبي *** د بين عيينة و الأقرع

إلاّ أقاليل (6) أعطيتها *** عديد قوائمها الأربع

ص: 414


1- انظر مغازي الواقدي 895/3-896 في غزوة حنين.
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة:«حامليها» و هو أشبه.
3- في م: فجعله.
4- انظر مغازي الواقدي 946/3 فيه الشعر، و انظر سيرة ابن هشام 136/4.
5- في الواقدي: بكري على القوم في الأجرع و في م: و كربي على القوم بالأجرع و الأجرع: المكان السهل.
6- كذا، و في م:«أتاليل» و في المطبوعة:«أفاليل» و في الواقدي:«أفائل» و هو أشبه، و الأفائل جميع أفيل، و هي الصغار من الإبل.

و قد كنت في الحرب ذا تدرا *** فلم أعط شيئا و لم أمنع

و ما كان بدر (1) و لا حابس *** يفوقان مرداس في المجمع

و ما كنت دون امرئ منهما *** و من تضع اليوم لا يرفع

فرفع أبو بكر أبياته إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم قال النبي صلى اللّه عليه و سلم للعباس:«أنت الذي تقول: أصبح نهبي و نهب العبيد بين الأقرع و عيينة ؟» فقال أبو بكر: بأبي و أمي يا رسول اللّه ليس هكذا، قال: قال:«فكيف ؟» قال: قال: فأنشده أبو بكر كما قال العبّاس، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«سواء، ما يضرّك بدأت بالأقرع أم عيينة» فقال أبو بكر: بأبي أنت و أمي ما أنت بشاعر و لا رواية لا ينبغي لك، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اقطعوا عني لسانه» فأعطوه مائة من الإبل و يقال: خمسين من الإبل، ففزع منها أناس و قالوا: أمر بعباس يمثّل به.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا رضوان بن أحمد، أنا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال (2):و أعطى - يعني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - عبّاس بن مرداس أباعر فسخطها، فعاتب فيها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:

كانت نهابا تلافيتها *** بكرّي على المهر في الأجرع

و إيقاظي القوم إذ يرقدوا *** إذا هجع الناس لم أهجع

و أصبح نهبي و نهب العبي *** د بين عيينة و الأقرع

و قد كنت في الحرب ذا تدرا *** فلم أعط شيئا و لم أمنع

إلاّ أفائل أعطيتها *** عديد قوائمه (3) الأربع

فما كان حصن و لا حابس *** يفوقان مرداس (4) في المجمع

و ما كنت دون امرئ منهما *** و من تضع اليوم لا يرفع

قال: فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اذهبوا فاقطعوا عني لسانه»، فزادوه (5) حتى رضي، و كان ذلك قطع لسانه[5698].

ص: 415


1- في الواقدي و سيرة ابن هشام: حصن.
2- الخبر و الشعر في سيرة ابن هشام 136/4-137.
3- في ابن هشام: قوائمها.
4- في ابن هشام: شيخي.
5- في ابن هشام: فأعطوه.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالا: أنا أبو سعد (1) محمّد بن الحسين بن أحمد بن أبي علاّنة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا يحيى - هو ابن محمّد بن صاعد - نا الزبير، حدثتني ظمياء بنت عبد العزيز بن مولة (2)،حدّثني أبي، عن جدي مولة بن كثيف (3) أن الضحاك بن سفيان الكلابي و كان سيّافا لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قائما على رأسه متوشّحا سيفه، و كانت بنو سليم في تسع مائة فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«هل لكم في رجل يعدل مائة، يوفّيكم ألفا»، فوفّاهم بالضحاك بن سفيان، فلما أقبلوا قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم للعبّاس بن مرداس - يعني السّلمي-: «ما لقومي كذا يريد لقتلهم و قومك كذا يريد يدفع عنهم»[5699].

فقال العبّاس:

نذود أخانا عن أخينا و لو ترى *** مهرا لكنا الأقربين نبايع

نبايع بين الأخشبين و إنّما *** يد اللّه بين الأخشبين نبايع

عشية ضحاك بن سفيان معتص *** بسيف رسول اللّه و الموت كانع

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد، أنا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن محمّد بن إسحاق (4)؟؟؟: و استعمل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عتّاب بن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس على مكة أميرا على من تخلّف من الناس عنه، و مضى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على وجهه يريد لقاء هوازن، فقال العبّاس بن مرداس السّلمي:

أصابت العام رعلا غول قومهم *** وسط البيوت و لون الغول ألوان (5)

يا لهف أمّ كلاب إذ يبيتها *** من آل هوذة لا تهنا و أسنان (6)

لا تقطعوها و شدّوا عقد ذمّتكم *** إنّ بني عمّكم سعد و دهمان (7)

لا ترجعوها و إن كانت مجلّلة *** ما دام في النّعم المأخوذ ألبان

ص: 416


1- في م: أبو سعيد.
2- قوله ضبطت عن الإصابة بفتحتين.
3- في الإصابة 468/3 كنيف.
4- الخبر و الشعر في سيرة ابن هشام 83/4-84.
5- رعل: قبيلة من سليم، و الغول: الداهية.
6- في ابن هشام: إذ تبيتهم خيل ابن هوذة لا تنهى و إنسان.
7- سعد و دهمان: ابنا نصر بن معاوية بن بكر، من هوازن.

سفعا تجلّل (1) من سوآتها حضن *** و سال ذو شوغر (2) منها و سلوان

ليست بأطيب مما يشوي حذف *** إذ قال كل سوى العين حرفان (3)

و لا هوازن (4) قوما غير أن بهم *** داء اليماني إن لم يغدروا خانوا

فيهم أخي لو وفوا أو برّ عهدهم *** و لو نهكناهم بالطعن قد لانوا

أبلغ هوازن أعلاها و أسفلها *** مني رسالة نصح فيه تبيان

إنّي أظنّ رسول اللّه صابحكم (5) *** جيشا له في فضاء الأرض أركان

فيهم سليم أخوكم غير تارككم *** و المسلمون عباد اللّه مثلال (6)

و في عضادته اليمنى بنو أسد *** و الأخريان (7) بنو عبس و ذبيان

تكاد ترجف منه الأرض رهبته *** و في مقدّمه أوس و عثمان

قال العطاردي: و هم مزينة (8).

قال: و نا يونس عن ابن إسحاق، قال: فقال العبّاس بن مرداس يذكر قارب بن الأسود، و فراره عن بني أبيه (9) و قومه و ذا الخمار (10) و حبسه قومه فقال (11):

ألا من مبلغ عني ثقيفا *** و سوف - إخال - يأتيها الخبير

و عروة إنّما هذا جواب *** و قول غير قولكم يسير

بأن محمدا للّه عبد *** نبي لا يضلّ و لا يجور

ص: 417


1- عن م و بالأصل:«تحلل» و في السيرة:«شنعاء جلل».
2- بالأصل و م:«و سال و استوعرا منها و سلون» و المثبت عن سيرة ابن هشام.
3- كذا عجزه بالأصل و م، و في ابن هشام: إذ قال كل شواء العير جوفان
4- ابن هشام: و في هوازن قوم.
5- عن م و ابن هشام، و في الأصل: صاحبكم.
6- في السيرة: غسان.
7- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة و ابن هشام: و الأجريان.
8- يعني أوس و عثمان، و هما قبيلا مزينة، قاله ابن إسحاق.
9- و كانت راية الأحلاف يوم حنين مع قارب بن الأسود، فلما انهزم الناس اسند رايته إلى شجرة و هرب هو و بنو عمه و قومه من الأحلاف.
10- و اسمه: عوف بن الربيع.
11- الخبر و الشعر في سيرة ابن هشام 93/4-94.

وجدناه نبيا مثل موسى *** و كلّ فتى يخايره (1) مخير

و بئس الأمر أمر بني قسيّ *** بوجّ (2) إذا تقسّمت الأمور

أضاعوا أمرهم و لكلّ قوم *** أمير و الدّوائر قد تدور

فجئنا (3) كأسد الغاب نهوي *** جنود اللّه ضاحية تسير

نؤمّ الجمع جمع بني قسيّ *** على حنق نكاد له نظير

و لو مكثوا ببلدتهم لسرنا (4) *** إليهم بالجنود و لم يغوروا

و كنا أسدليّة ثم حتّى *** أبحناها و أسلمت النّصور (5)

و يوم كان قبل لدى حنين *** فأقلع و الدماء به تمور

من الأيام لم يوجد كيوم *** و لم يسمع به قوم ذكور

قتلنا في الغبار بني حطيط *** على راياتها و الخيل زور

و لم يكن ذو الخمار رئيس (6) قوم *** له عقل يعاتب أو يكثر

أقام بهم على سنن المنايا *** و قد قامت (7) بمبصرها الأمور

فأفلت من نجا منهم جريضا *** و قتل منهم بشر كثير

و لا يغني الأمور أخو التواني *** و لا القلق الضريرة و الحصور (8)

فحان لهم و حان و ملّكوه *** أمورهم و قتّلت الصّقور

بنو عوف تهيج بهم جياد *** أهين لها الفصافص (9) و الشعير

فلو لا قارب و بنو أبيه *** لقسّمت المزارع و القصور

و لو أن الرّئاسة عمّموها *** على يمن أشار به المشير

ص: 418


1- يخايره: يقول له: أنا خير منك.
2- و ج: اسم واد بالطائف قبل حنين، لبني ثقيف.
3- في م و ابن هشام: فجئناهم.
4- صدره في السيرة: و أقسم لو هم مكثوا لسرنا.
5- لبة: بكسر اللام اسم موضع قريب من الطائف.(انظر معجم البلدان). و النصور: من هوازن، و هم رهط مالك بن عوف النصري (انظر الروض الأنف للسهيلي).
6- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن م و ابن هشام.
7- في ابن هشام: باتت. و قوله: سنن المنايا: طريقها.
8- في ابن هشام: و لا الغلق الصّريرة الحصور.
9- الفصافص جمع فصفصة، و هي البقلة التي تأكلها الدوابّ .

أضاعوا قاربا و لهم جدود *** و أحلام إلى عزم (1) تصير

فإن تهدوا إلى الإسلام تلقوا *** أنوف النّاس ما سمر (2) السّمير

و إن لم يسلموا فهم آذان *** بحرب اللّه ليس لهم نصير

كما حكّت بنو سعد و حرب *** برهط بني غزيّة (3) عنقفير

و كأنّ بني معاوية بن بكر *** إلى الإسلام ضائتة (4) تخور

فقلنا: أسلموا إنّا أخوكم *** و قد فارت (5) من الترة الصدور

كأنّ القوم إذ (6) جاءوا إلينا *** من البغضاء بعد السّلم عور

قال: و قال العبّاس أيضا (7):

لو لا الإله و عبده و أنتم (8) *** حين استخفّ الرعب كلّ جبان

بالجزع (9) إذ ثبتت لنا أفراسنا *** و سوابح يكبون للأذقان

من بين ساع ثوبه في كفّه *** و مقلّص (10) بسنابك و لبان

و اللّه (11) يؤمن بعد يوم حنينكم *** لكم و لو سبحتم بأمان

و اللّه أكرمنا و أظهر ديننا *** و أعزّنا بعبادة الرحمن

و اللّه أهلككم و فرّق جمعكم *** و أذلّكم (12) بعبادة الشّيطان

قال: و قال العبّاس بن مرداس (13):

ص: 419


1- في السيرة: أطاعوا... إلى عزّ تصير.
2- بالأصل:«سموا» و المثبت عن م و ابن هشام.
3- بالأصل:«كما حلت بنو سعد... عر؟؟؟ ه عنقفير» و المثبت عن ابن هشام. و العنقفير: الداهية.
4- بالأصل و م:«و كان بنو... صائبة» صوبنا البيت عن ابن هشام.
5- في م:«قاربت» و في ابن هشام: و قد برأت من الاحن الصدور.
6- بالأصل و م: إذا.
7- الأبيات في سيرة ابن هشام 101/4-102 منسوبة لبجير بن زهير بن أبي سلمى قالها في يوم حنين.
8- كذا بالأصل و م، و في سيرة ابن هشام: ولّيتم.
9- في ابن هشام: بالجزع يوم حبالنا أقراننا.
10- ابن هشام: و مقطر.
11- سقط البيت من ابن هشام.
12- ابن هشام: و اللّه أهلكهم و فرق جمعهم و أذلهم
13- الأبيات في سيرة ابن هشام 102/4 و بعضها في الأغاني 311/14.

إنّي و السّوابح (1) يوم جمع *** و ما يتلو الرسول من الكتاب

لقد أحببت ما لقيت ثقيف *** نيب الشّعب أمس من العذاب

هم رأس العدى من أهل نجد *** فقتلهم ألذّ من الشراب

هزمنا الجمع جمع بني قسيّ *** و حكّت بركها ببني رئاب

و صرم من هلال غادرتهم *** بأوطاس الثّت (2) بالتراب

و لو لاقين جمع بني كلاب *** أقام نساؤهم (3) و النّقع كاب

ركضنا الخيل فيهم بين بسّ (4) *** إلى الأورال تنحط بالنّهاب

بذي لجب رسول اللّه فيه *** كتيبته تعرّض للضّراب (5)

قال: و قال العباس بن مرداس يوم حنين (6):

يا خاتم الأنبياء (7) إنّك مرسل *** بالحقّ كلّ هدى السبيل هداكا

إن الإله بنى عليك محبّة *** في خلقه و محمّدا أسماكا (8)

ثم الذين وفوا بما عاهدتهم *** جند بعثت عليهم الضّحّاكا

يغشى ذوي النسب (9) القريب و إنّما *** يبغي رضى الرّحمن ثم رضاكا

رجل به ضرب (10) السّلاح كأنه *** لمّا تكنّفه العدوّ يراكا

أخبرك أن (11) قد رأيت مكرّه *** تحت العجاجة يدفع الاشراكا

طورا يعانق باليدين و تارة *** نفري الجماجم صار ما بتّاكا

ص: 420


1- السوابح جمع سابح و هو من الخيل ما يمد يديه في الجري سبحا.
2- السيرة: تعفّر.
3- في الأغاني: و لو أدركن صرم بني هلال لآم نساؤهم
4- بالأصل و م:«بين يسر إلى الأوباد» و المثبت عن ابن هشام.
5- في م:«للصواب» و في المطبوعة:«بذي نجد» و في ابن هشام:«فيهم» بدل «فيه» و بذي لجب: أي بجيش ذي لجب، و اللجب: الجلبة و الصياح.
6- الأبيات في سيرة ابن هشام 103/4-104.
7- في ابن هشام: يا خاتم النباء.
8- بالأصل و م:«إن اله لي عليك... و محمد» و المثبت عن ابن هشام.
9- بالأصل و م:«فعسى دولي الست القريب» و المثبت عن ابن هشام.
10- في م و ابن هشام: ذرب.
11- في م:«أني» و في ابن هشام: أنبئك أني.

و بنو سليم معنقون أمامه *** ضربا و طعنا في العدوّ دراكا

يمشون تحت لوائه و كأنهم *** أسد العرين (1) أردن ثمّ عراكا

ما ترتجون (2) من القريب قرابة *** إلاّ لطاعة ربّهم و هواكا

هذي مشاهدنا التي كانت لنا *** معروفة و ولّينا مولاكا

قال: و قال العبّاس أيضا (3):

إمّا تري يا أمّ فروة خيلنا *** منها معطلة تقاد و ظلّع

أوهى مقارعة الأعادي رمق *** فيها نواقد من جراح مع تنبع

فلربّ قائلة كفاها وقعنا *** أزم الحروب فسرها (4) لا يقلع

وفد كوفدكم (5) الألى عقدوا لنا *** سببا بحبل محمّد لا يقطع

وفد أبو قطن حزابة منهم *** و أبو العيوف و أوسع المتقنع

و القائد المائة التي وفّى بها *** تسع المئين فتم ألف أقرع

جمعت بنو عوف و رهط مخاشن (6) *** ستا و أخلت من خفاف أربع

فهناك إذ نصر النبيّ على (7) القنا *** عقد النبيّ لنا لواء يلمع

فرقا (8) بزينته و أورث عقده *** مجد الحياة و سؤددا (9) لا ينزع

و غداة نحن مع (10) النبيّ جناحه *** ببطاح مكة و القنا تتمرغ

كانت إجابتنا لداعي ربّنا *** بالحق منّا حاسر و مقنّع

في كل سابغة تخير سردها *** داود إذ نسج الجديد و تبّع (11)

ص: 421


1- في م: القرين.
2- ابن هشام: يرتجون.
3- الأبيات في السيرة لابن هشام 104/4-105.
4- في ابن هشام: فسر بها لا يفزع.
5- بالأصل:«قد كوقدكم» و في:«و قد كرفدكم» و في ابن هشام: لا وفد كالوفد» و المثبت عن المطبوعة.
6- بالأصل و م:«محاسن» و في م:«خفا» و المثبت عن ابن هشام.
7- في ابن هشام: بألفنا.
8- في ابن هشام: فزنا برايته.
9- بالأصل و م:«وريه» و المثبت عن ابن هشام، و في م: لا يمرع.
10- بالأصل:«مع نحن» و فوق اللفظتين علامتا تقديم و تأخير.
11- بالأصل و م:«و تمع» و المثبت عن ابن هشام.

و لنا على بئري (1) حنين موكب *** دفع النفاق و هضبة ما تقلع

نصر النبيّ بنا و كنا معشرا *** في كل نائبة تضرّ و تنفع

درنا (2) غداة هوازن عنا القنا *** و الخيل يعفرها عجاج يسطع

إذ خاف جمعهم النبيّ و أسندوا *** جمعا يكاد الشمس منه تخشع

يدعى (3) بنو جشم و يدعا وسطه *** أبناء (4) نصر و الأسنّة شرّع

حتى إذا قال النبيّ محمّد *** لبني سليم قد وفيتم فارفعوا

جئنا و لو لا نحن أجحف بأسهم *** بالمؤمنين و احرزوا ما جمّعوا

و قال عباس بن مرداس أيضا في يوم حنين (5):

ما بال عينك فيها عائر سهر *** مثل الحماصة أغضى فوقها الشعر (6)

عين تأوّبها من شجوها أرق *** فالماء يغمرها طورا و ينحدر

كأنه نظم درّ عند ناظمة *** تقطّع السلك منه فهو يبتدر

أبعد منزل من ترجو مودّته *** و من جفا دونه الصفوان (7) و الحفر

دع ما تقادم من عهد الشباب فقد *** ولّى و زاد عليه الشيب و الزعر

و اذكر بلاء سليم في مواطنها *** و من سليم لأهل الفخر مفتخر

قوم هم نصروا الرّحمن و اتّبعوا *** دين الرسول و أمر الناس مشتجر

لا يغرسون فسيل النّخل وسطهم *** و لا تخاور في مشتاهم البقر

إلاّ سوابح كالعقبان مقربة *** في حرّة حولها الأعطان و العكر (8)

يدعا خفاف و عوف في منازلها *** و حيّ ذكوان لا ميل و لا ضجر (9)

ص: 422


1- بالأصل و م:«وليها على يهدي» و المثبت عن ابن هشام.
2- في ابن هشام: ذدنا غداتئذ هوازن بالقنا.
3- بالأصل و م:«فدعا» و المثبت عن المطبوعة، و في ابن هشام: تدعى.
4- في ابن هشام: أفناء.
5- الأبيات في سيرة ابن هشام 108/4-109.
6- في ابن هشام:«الحماطة» و في م:«أعفا» و بالأصل «انما» و المثبت عن ابن هشام، و فيها أيضا: الشفر بدل الشعر.
7- في ابن هشام: الصمان فالحفر، و هما موضعان.
8- ابن هشام: في دارة حولها الأخطار و العكر.
9- خفاف و عوف و ذكوان، قبائل.

الضاربون جنود الشّرك ضاحية *** ببطن مكّة و الأرواح تبتدر

حتى دفعنا و قتلاهم كأنهم *** نخل بطاهر البطحاء منقعر

نحن يوم حنين كان مشهدنا *** للدين عزا عند اللّه مدّخر

إذ نركب الموت عصا (1) من بطانيه *** و الخيل ينجاب عنها ثابت كدر

تحت اللواء الضحاك يقدمنا *** كما مشى الليث في غاباته (2) الخدر

في مأزق من مجر الحرب كلكلها *** تكاد تأفل منه الشمس و القمر

فقد صبرنا بأوطاس أسنّتنا *** بالحق ننصر من شئنا و ننتصر

حتى تصبّر أقوام لحربهم *** لو لا الملائك (3) و لو لا نحن ما صبروا

فما يرى معشر قلّوا و لا كثروا *** إلاّ قد أصبح منّا فيهم أثر

و قال العبّاس في يوم حنين أيضا (4):

يا أيها الرجل الذي يهوي به *** و جناء مجمرة المناسم عرمس

أنّى مررت على الرسول فقل له *** حقا عليك إذا اطمأنّ المجلس

يا خير من ركب المطي و من مشى *** فوق التراب إذا تعدّ الأنفس

إنّا و فينا بالذي عاهدتنا *** و الخيل تطرد بالكماة و تضرس

إذ سال من أفناء بهثة كلّها *** جمع تظلّ له المخارم توجس (5)

حتى صبحنا أهل مكة فيلقا *** شهباء يقدمها الهمام الأشوس

من كلّ أغلب من سليم فوقه *** بيضاء محكمة الدّخال و قونس (6)

يوم (7) القناة إذا تخالس سادرا *** و تخاله أسدا إذا ما يعبس

يغشى الكتيبة معلما و بكفّه *** عضب يقدّ به و لدن مدعس

نمضي و يحفظنا الإله بحفظه *** و اللّه ليس بضائع من يحرس

ص: 423


1- ابن هشام: مخضرّا بطائنه... ساطع كدر.
2- في م: غاياته.
3- ابن هشام: حتى تأوب أقوام... لو لا المليك.
4- الأبيات في سيرة ابن هشام 110/4-111.
5- في ابن هشام:«ترجس».
6- بالأصل و م:«الدحا أو قومس» و المثبت عن ابن هشام، و القونس: أعلى بيضة الحديد.
7- في م:«نروي» و في ابن هشام:«؟؟؟ روي».

و لدى (1) حنين قد وقفنا موقفا *** رضي الإله به فنعم المجلس

و غداة أو طاس شددنا شدّة *** كفت العدوّ و قيل منها احبسوا (2)

و على حنين قد و فى من جمعنا *** ألف أمدّ به الرسول عرندس (3)

كانوا أمام المؤمنين و دونه *** و الشمس يومئذ عليهم أشمس

تدعو هوازن بالإخاء و بيننا *** ثديّ يمتّ به هوازن أيبس

حتى تركنا جمعهم و كأنه *** عير بقاعة للسباع مقرّس (4)

و قال العبّاس أيضا في حنين (5):

نصرنا رسول اللّه من غضب له *** بألف كميّ ما تعدّ حواسره

و كنا على الإسلام ميمنة له *** و كان لنا عقد اللواء و شاهره

و نحن حملنا عامل الرمح راية *** تذود بها في حومة الموت ناصره

و نحن خضبناها دما فهو لونها *** غداة حنين يوم صفوان شاجره

و قال العباس بن مرداس أيضا (6):

ألا أبلغ (7) الأقوام أنّ محمدا *** رسول الإله أيد حيث يمّما

دعا ربه و استنصر اللّه وحده *** و أصبح قد وفّى إليه و أنعما

سرينا و واعدنا قديما محمدا *** يؤم بنا أمرا من اللّه محكما

تهازوا (8) بنا في الفجر حتى تبينوا *** مع الفجر فتيانا و غابا مقوما

على الخيل مشدود علينا دروعنا *** و خيلا كدفاع الأتيّ عرمرما

فإن سراة الحي إن كنت سائلا *** سليم و فيهم منهم من تسلّما

ص: 424


1- في م:«و لذي حنين» و صدره في ابن هشام: و لقد حبسنا بالمناقب محبسا
2- بالأصل و م:«احمسوا» و في ابن هشام:«يا احبسوا» و المثبت عن المطبوعة.
3- عرندس: شديد.
4- بالأصل و م:«عنز» و المثبت «عير» عن ابن هشام، و في ابن هشام «تعاقبه» و بالأصل و م: لقاعة و المثبت عن المطبوعة. و بالأصل و م:«معرس» و المثبت عن ابن هشام، و المفرس: المعقور، افترسته السباع.
5- الأبيات من أبيات في سيرة ابن هشام 111/4.
6- الأبيات في سيرة ابن هشام 112/4 و الأغاني 306/14.
7- في ابن هشام:«من مبلغ الأقوام» و في الأغاني: بلغ عباد اللّه.
8- في ابن هشام:«تماروا بنا»، و الغاب هنا: الرماح.

و جند من الأنصار لا يخذلونه *** أطاعوا فما يعصونه ما تكلّما

فإن يك قد أمرّت في القوم خالدا *** و قدّمته فإنه قد تقدّما

حلفت يمينا برّة لمحمّد *** فأكملتها ألفا من الخيل ملجما

و قال نبي المؤمنين تقدموا *** و حبّ إلينا أن نكون (1) المقدما

أصبنا قريشا غثها و سمينها *** و أنعم حفظا بالهم فتكلّما

و بتنا بنهي المستدير (2) و لم يكن *** بنا الخوف إلاّ رهبة و تحزما

أطعناك حتى أسلم الناس كلهم *** و حتى صبحنا الخيل أهل يلملما (3)

يظلّ الحصان الأبلق الورد وسطه *** و لا يطمئن الشيخ حتى يسوّما

سمونا له ورد العطارف (4) نحوه *** و كلّ تراه عن أخيه قد احجما

لدا غدوة حتى تركنا عشية *** حنينا و قد سالت دوافعه دما

إذا شئت من كلّ رأيت طمرّة *** و فارسها يهوي و رمحا محطّما

و قد أحرزت منا هوازن سربها *** و حبّ إليها أن نخيب و نحرما

فما كان منها كان أمر شهدته *** و ساعدت فيه بالذي كان أحزما

و يوم أبي موسى تلاقت جيادنا *** قبائل من نصر و رهط بن أسلما

فما أدرك الأوتار إلاّ سيوفنا *** و إلاّ رماحا تستدرّ بها الدما

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن المزرفي (5)،نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو القاسم عيسى بن علي، أنا أبو القاسم البغوي، نا داود بن عمرو، نا محمّد بن مسلم الطائفي، عن عمور بن دينار: أن عباس بن مرداس و كان شاعرا أتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأمر به بلالا فقال:«اقطع له لسانه» قال: يا رسول اللّه لا أقول شيئا أبدا، فذهب به بلال فأعطاه أربعين درهما، و كساه حلّة، قال: قطعت لساني أو قطعت لساني أنا أشك، عنك يا رسول اللّه.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر - قراءة عليه فيما أرى أو إجازة - أنا موسى بن

ص: 425


1- عن ابن هشام، و بالأصل و م:«يكون».
2- بالأصل و م:«و نلنا بهن المستدين» و المثبت عن ابن هشام.
3- يلملم: ميقات اليمن، جبل على مرحلتين من مكة.
4- كذا بالأصل و م، و في السيرة: ورد القطازفّة ضحّى.
5- بالأصل و م: المرزقي: خطأ.

عمران، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثني محمّد بن أحمد النحوي.

قال: قرأت في بعض الكتب أن عمرو بن معدي كرب دخل على عمر بن الخطاب فقال عمر: أخبرني يا عمر من أشجع العرب، قال: كنا يا أمير المؤمنين ستة فرسان لا يعادلنا أحد من العرب، و كان أشجعنا العبّاس بن مرداس السّلمي، قال: و كيف حكمت له بذلك و علمته ؟ قال: علمته (1) بأشعار قلناها في حروبنا، قال: هات ما قلت أنت، و ما قال هؤلاء، قال: قلت:

و لمّا رأيت الخيل زورا كأنّها *** جداول زرع خلّيت فاسبطرّت (2)

فجاشت إليّ النفس أوّل مرّة *** فردت إلى مكروها فاستقرّت

ما جاشت نفسي يا أمير المؤمنين إلاّ من الجبن (3)،و قال دريد بن الصّمة:

و لقد أصرفها كارهة *** حين للنفس من الموت هرير

كلما ذلل مني خلق *** و بكل أنا في الروع جدير

ما هرّ من الموت إلاّ من الجبن، و قال عمرو بن الإطنابة:

و قولي كلما جشأت و جاشت *** مكانك تحمدي أو تستريحي

ما جشأت نفسه و لا جاشت إلاّ من الجبن، و قال عامر بن الطفيل:

أقول لنفسي لا يجاد بمثلها *** أقلي مزاحي (4) إنني غير مدبر (5)

ما مرجت نفسه يا أمير المؤمنين إلاّ من الجبن، و قال عنترة:

إذ يتقون بي الأسنة لم أخم *** عنها و لكني قد تضايق مقدمي

ما تضايق مقدمه إلاّ من الجبن. و قال العباس بن مرداس:

أشدّ على الكتيبة لا أبالي *** أ فيها كان حتفي أم سواها (6)

ص: 426


1- قوله:«قال: علمته» ليس في م.
2- في م: فاستطرت.
3- في م: الحمى.
4- ليس في ديوانه ط بيروت، و في المطبوعة:«أقلي مراجا».
5- البيت من معلقته.
6- ديوانه ص 110 و الوافى بالوفيات 636/16 و فيه: أقاتل في الكتيبة.

فكان هذا أشجعنا، فقال: صدقت يا عمرو.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عبيد اللّه محمّد بن موسى المرزباني، حدّثني أبو علي الحسن بن علي بن المرزبان النحوي قال: قرأ علينا أبو عبد اللّه محمّد بن العباس اليزيدي قال: قرأت على عمّي الفضل بن محمّد، و ذكر أنه قرأ على أبي المنهال عيينة بن المنهال قال: أنشدنا ابن داجة (1) لعباس بن مرداس:

إذا كانت النجوى لغير ذوي النهى (2) *** أصعب (3) و أصعب حدّ من هو جاهد

فحارب فإنّ مولاك حارد نصره *** ففي السيف مولى نصره لا يحارد (4)

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا طرّاد بن محمّد،[أنا أبو الحسين بن بشران] (5)،أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن جعفر الجوزي، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني القاسم بن هاشم، نا المسيّب بن واضح، عن محمّد بن الوليد قال:

قيل للعبّاس بن مرداس بعد ما كبر: أ لا تأخذ من الشراب فإنه يزيد في جرأتك و يقوّيك، قال: أصبح سيّد قومي و أمسي سفيههم، لا و اللّه لا يدخل جوفي شيء يحول بيني و بين عقلي أبدا.

أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن أبي بكر، قال: و كانت القريّة (6) بين حرب بن أمية و مرداس بن أبي عامر السّلمي، و كان مرداس أشرك فيها حرب بني أمية و قال في ذلك:

ص: 427


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: ابن داحة.
2- في م: ذوي البهي» و في المطبوعة: ذوي القوى.
3- في المطبوعة:«أضيعت و أصغت خدّ من هو جاهد». و روايته في معجم الشعراء للمرزباني ص 262. إذا كانت النجوى بغير أولى النهى صغت و أضاعت حق من هو جاهد قال: و يروى: لغير ذوي التقى. النجوى: يعني النظر في الأمور. و ذوي النهى: أراد ذوي العقل.
4- البيت في معجم الشعراء ص 263 و بعده: حارد: بعد و امتنع و لم يكن عنده نصر، و لا يحارد لا يخذلك.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
6- القرية: موضع في ديار بني سليم (ياقوت).

إني (1) انتخبت لها حربا (2) و إخوته *** أني بحبل (3) وثيق العقد دسّاس

إني أقدّم قبل الأمر حجّته *** كيما يقال وليّ الأمر مرداس

فحرّقا شجرا كان ملتفا فيها فقتلا في ذلك جنانا (4) كثيرا كانت فيها، فسمع هاتفا يقول (5):

ويل حرب فارسا *** مطاعنا مخالسا

ويل لعمرو (6) فارسا *** إذ لبسوا القوانسا

لنقتلن (7) بقتله *** جحا جحا عبابسا

و مات حرب و مرداس، فدفن مرداس بالقرية ثم ادّعاها بعد ذلك كليب بن عقبة (8) السلمي ثم الظفري فقال في ذلك عبّاس بن مرداس:

أ كليب مالك كلّ يوم ظالما *** و الظلم أنكر (9) وجهه ملعون

قد كان قومك يحسبونك سيدا *** و أخال أنّك سيّد معيون

فإذا رجعت إلى نسائك فادّهن *** إنّ المسالم رأسه مدهون

و افعل لقومك (10) ما أراد بوائل *** يوم الغدير سبيك (11) المطعون

و أخال أنّك سوف تلقى مثلها *** في صفحتيك سنانها المسنون

إنّ القريّة قد تبيّن أمرها *** إن كان ينفع عندك (12) التبيين

حتى انطلقت تخطّها لي ظالما *** و أبو يزيد (13) نحوها مدفون

ص: 428


1- عن م و بالأصل: إن.
2- بالأصل: حرب و المثبت عن م.
3- بالأصل و م: يحمل، و المثبت عن الديوان.
4- في م:«جنا».
5- الشعر في معجم ما استعجم 1071/3.
6- بالأصل:«نعم و» المثبت عن معجم ما استعجم، و في م: بعمرو.
7- عن معجم ما استعجم و بالأصل قد تقرأ:«نقتلها».
8- في معجم ما استعجم:«عيهمة» و بهامشه عن نسخة: عهمة.
9- في م: أنكد.
10- في م: بقومك.
11- كذا رسمها بالأصل، و في م:«سمتك» و في المطبوعة: سمّيك.
12- عن م و بالأصل: عند.
13- في م: أبو بريد.

قال الزبير: المعيون الذي أصابته العين، و قال آخرون: المعيون: الحسن المرآة و لا عقل له، و أبو يزيد: مرداس بن أبي عامر، و سميّك المطعون: يعني كليب بن (1)وائل أخا مهلهل.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده و قال: اروه عني - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا (2)،نا محمّد (3) بن الحسن بن دريد [نا أبو حاتم قال قال أبو] (4) عبيدة ذكرت بنو سليم أن العباس بن مرداس ندم على ما كان [منه (5) في خفاف، فقال في مجمع] من قومه: جزى اللّه خفافا و الرحم عني شرّا،[كنت أخف بني سليم من دمائهم ظهرا و أخمصهم] من أذاها بطنا، فأصبحت ثقيل الظهر من دمائها، منفضج البطن [من أذاها، و أصبحت العرب تعيرني] (6) ما كان مني، و أيم اللّه لوددت أني كنت أصم عن هجائه، أخرس عن جوابه [و لم أبلغ] من قومي ما بلغت، ثم قال:

أ لم تر أني كرهت الحروب *** و أني ندمت على ما مضى

[ندامة زار] على نفسه *** و تلك التى عارها (7) يتّقى (8)

و أيقنت أني بما جئته *** من الأمر لابس ثوبي خزي

[حياء] و مثلي حقيق به *** و لم يلبس الناس مثل الحيا

و كانت سليم إذا قدمت *** فتى للحوادث كنت [الفتى] (9)

و كنت أفيء عليها النهاب *** و أبلي عليها و أحمي الحمى

و لم أوقد الحرب حتى رمى *** خفاف بأسهمه من رمى

ص: 429


1- في المطبوعة: كليب وائل.
2- الخبر في الجليس الصالح الكافي للمعافى بن زكريا 57/3 و ما بعدها.
3- «نا محمد» مكررة في م، و المثبت يوافق ما جاء في الجليس الصالح.
4- ما بين معكوفتين غير ظاهر بالتصوير بالأصل، و استدركناه عن م و الجليس الصالح.
5- من هنا فقرة غير واضحة بالتصوير، أثبتناها عن م و قارناها مع الجليس الصالح. و قد وضعنا ما استدرك عن م بين معكوفتين.
6- في م و الجليس الصالح: بما.
7- بالأصل: أعارها، و المثبت عن م.
8- بالأصل و م: يبقى و المثبت عن الجليس الصالح.
9- سقطت من الأصل و م و استدركت عن الجليس الصالح.

فألهبت حربا بأصبارها *** و لم أك فيها ضعيف القوى

فإن تعطف (1) اليوم أحلامها *** و يرجع من ودها ما نأى

فلست فقيرا إلى حربها *** و لا بي عن سلمها من غنى

فلما (2) بلغت خفافا قال: عرف و اللّه العباس خطأ ما ركب، الآن لما أقدحته (3)لحرب و احتمل ثقل الدماء أنشأ يظهر الندامة. لا و اللّه ما اختلفت الدرّة و الجرة حتى ينوء بعذر أو يلبس ثوب ذل، و قال:

أ عباس إما كرهت الحروب *** فقد ذقت من حرها ما كفى

[و ألقحت] حربا لها درة *** زبونا تسعرها (4) باللظى

و لما ترقيت في غيّها *** دحضت و زلّ بك المرتقى

و أصبحت تبكي على ذلّة *** و ما ذا يرد عليك البكا

فإن كنت أخطأت في حربنا *** فلسنا نقيلك ذاك الخطا

و إن كنت تطمع في صلحنا *** فحاول ثبيرا و ركني (5) حرا

قال المعافى: قول العباس بن مرداس: و أخمصهم من أذاها بطنا: من المخمصة، و هي المجاعة، و خمص البطن: اضطماره، و يقال: بطن خميص، قال اللّه عز و جلّ :

فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ (6) ،و من الخمص قول أعشى بني قيس بن ثعلبة (7):

تبيتون في المشتى ملاء بطونكم *** و جاراتكم غرثى (8) يبتن خمائصا

و يروى: غرثى (9) أي جياعا. و يقال:[امرأة خمصانة إذا دق خصرها] قال الشاعر:

خمصانة قلق موشحها *** رود الشباب علا بها عظم

ص: 430


1- في الأصل و م:«يعطف» و المثبت عن الجليس الصالح.
2- في م: فإن.
3- مهملة بالأصل، و المثبت عن م، و في الجليس الصالح: فدحته.
4- بالأصل و م:«زبوقا شعرها» و المثبت عن الجليس الصالح.
5- بالأصل و م:«ورى حرا» و المثبت عن الجليس الصالح.
6- سورة المائدة، الآية:3.
7- البيت في ديوان الأعشى ص 109.
8- في الجليس الصالح: غير بدل غرثى.
9- كذا، و هذه رواية أخرى، و فيه إشارة إلى أن هناك رواية أخرى و هي المثبتة في الجليس الصالح: غير.

و قوله: منفضج البطن: أراد خلوه: من أذاها.

و قوله: أفيء عليها النهاب: أي أرده، و يتجه في مدحه نفسه برده النهاب على قومه وجهان، أحدهما أن [يستنفد (1) ما انتهب من أموالهم] فيرده عليهم. و الآخر: أنه يعف عن غنائمهم و لا يستأثر بها [فيحويها لنفسه دونهم كما] (2) قال عنترة:

يخبّرك من شهد الوقيعة أنني *** أغشى الوغى و أعفّ عند المغنم (3)

و يقال: فاء الشيء إذا رجع و أفاء الرجل الشيء إلى غيره أي ردّه عليه، قال اللّه تعالى: مٰا أَفٰاءَ اللّٰهُ عَلىٰ رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرىٰ (4) أي ما ردّه. و من الفيء قول امرئ القيس:

تيممت العين التي عند ضارج *** يفيء عليها الظل عرمضها طامي

و الفيئة: الرجعة.

و قوله: و يرجع من ودها ما نأى و قد عطفه على قوله: فإن تعطف اليوم، و وجه الإعراب فيه الجزم إذ هو معطوف على تعطف المجزوم على ما يجب في باب الجزاء.

لأنه لم يجد بدّا من الحركة لتمام وزن البيت نوى النون الخفيفة كما قال الشاعر:

اضرب عنك الهموم طارقها *** ضربك بالسيف قونس الفرس (5)

و قد يحمل على إرادة أن و معنى الجمع وَ لَمّٰا يَعْلَمِ اللّٰهُ الَّذِينَ جٰاهَدُوا مِنْكُمْ ، وَ يَعْلَمَ الصّٰابِرِينَ (6) على ما بيناه فيما مضى من المجالس.

و أمّا قول خفّاف الآن لما قدحته الحرب، معناه: أثقلته كما قال الشاعر:

إذا لم تزل (7) يوما تؤدي أمانة *** و تحمل (8) أخرى أقدحتك (9) المغارم

ص: 431


1- في الجليس الصالح: أن يستعيد.
2- إلى هنا ينتهي ما طمش بالأصل من أثر التصوير.
3- البيت من معلقته. ديوانه ص 209.
4- سورة الحشر، الآية:7.
5- نسب البيت بحواشي الجليس الصالح إلى طرفة.(و انظر اللسان: قنس - هول).
6- سورة آل عمران، الآية:142 و قد سقط لفظ الجلالة من الأصل و استدركت عن م و الجليس الصالح و التنزيل العزيز.
7- عن م و الجليس الصالح و بالأصل: ترلي.
8- بالأصل و م:«يحمل» و المثبت عن الجليس الصالح.
9- في الجليس الصالح: أفدحتك.

و جاء في الأثر: لا يترك في الإسلام مفدح، فقيل: معناه الذي قدحه الدين و أثقله، و قال بعضهم في الرواية: لا يترك مفدج بالجيم، و قيل في تفسيره قولان:

أحدهما: أنه لا أحد يؤدي عنه من أهله، و الآخر: أنه الجاني الذي لا عشيرة له و لا عاقلة نعقله فتؤدي عنه عقل جنايته و أرش جريرته.

و الدرة ما يحتلب، و الجرة ما يجتر (1).

و قوله: ألقحت حربا لها درة زبونا يعني: أنها تدر و تتصل بعض مكروهها بعضا.

و قوله: زبونا: أي تدفع ببأسها من أصابته، يقال: حرب: زبون، و الزبن: الدفع.

و يقال: زبنه اي دفعه، و منه الزبانية سموا بذلك لأنهم يزبنون أي يدفعون فيها دفعا أهل النار فيها، قال اللّه تعالى: يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلىٰ نٰارِ جَهَنَّمَ (2) دعا أي يدفعون فيها دفعا، و يقال: ناقة زبون أي تدفع الجمال، قال الشاعر:

و مستعجب مما يرى من أناتنا *** و لو زبنته الحرب لم يترمرم (3)

و نهى النبي صلى اللّه عليه و سلم عن المزابنة من هذا، و هو بيع الرطب في رءوس النخل بالتمر كيلا، و كذلك بيع العنب بالزبيب هو من دفع كل واحد من المتزابنين ما يبيعه إلى صاحبه.

3122 - العبّاس بن المهتدي

أبو الفضل البغدادي الصّوفي (4)

صحب أبا سعيد الخراز (5) و ساح معه بالشام، و اجتاز بسواحل دمشق.

حكى عن عبيد البحراني.

حكى عنه عبد اللّه بن سعيد التستري.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، نا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب (6)،أنا إسماعيل بن أحمد الحيري، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي قال:

ص: 432


1- مهملة بالأصل و م و المثبت عن الجليس الصالح.
2- سورة الطور، الآية:13.
3- البيت لأوس بن حجر، انظر ديوانه ص 27.
4- ترجمته في تاريخ بغداد 152/12.
5- بالأصل و م:«الحرار» و الصواب ما أثبت.
6- الخبر في تاريخ بغداد 152/12.

عبّاس بن المهتدي من أهل بغداد، كنيته أبو الفضل، يرجع إلى فتوة ظاهرة، و فراسة حادة، و حبّ للفقراء، و ميل إليهم، و رفق بهم، دخل مصر، و صحب بها أبا سعيد الخراز.

قال الخطيب: و حدّثني يحيى بن علي الدسكري قال: قال أبو العبّاس النسوي:

عبّاس بن المهتدي أبو الفضل، من أهل بغداد، كان من أقران جنيد، كثير الأسفار على التجريد و التوكّل، و له فطنة و فراسة.

أنبأنا أبو جعفر أحمد بن (1) عبد العزيز المكّي، أنا الحسين بن يحيى بن إبراهيم بن الحكّاك، أنا الحسين بن علي بن محمّد الشيرازي، أنا علي بن عبد اللّه بن جهضم أبو الحسن.

ح و أنبأنا أبو سعد بن الطّيّوري، عن عبد العزيز الأزجي، أنا أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن جهضم قال: سمعت أحمد بن علي بن هارون يقول: سمعت أبا علي الخرقي (2) يقول: سمعت عبّاس بن المهتدي أبا الفضل يقول: رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم في النوم و أنا أقول و أتواجد و أدقّ صدري، فقال لي النبي صلى اللّه عليه و سلم: الغلط في هذا أكثر من الصواب.

قال: و نا علي بن أحمد الحريري (3) من كتاب أخيه إبراهيم قال: سمعت أبا بكر بن واضح يقول: سمعت علي بن سهل بن (4) علي بن سهل (5) يقول: قال لي عمرو بن عثمان أبو عبد اللّه المكي:

كنت مع عبّاس بن المهتدي جالسا في المسجد الحرام إذ جاء رجل خراساني فوقف علينا، و قال لعبّاس: دلّني على اللّه عزّ و جلّ ، فقال له عبّاس: و ما لك و له، و أيش بينك و بينه ؟ إنه لما لم يكن له أحد يوحده إلاّ إبراهيم خليله عليه الصّلاة و السّلام أسلمه إلى النمرود و ابتلاه بذبح ابنه، و قد سمعت ما فعل بيعقوب في ولده يوسف، و ما فعل بيونس و نوح و داود و غيرهم من الأنبياء عليهم الصلاة و السّلام، ترى (6) ماتوا مذبذبين

ص: 433


1- في م: أحمد بن محمد بن عبد العزيز.
2- مهملة بالأصل بدون نقط و المثبت عن المطبوعة.
3- في م: الحويزي.
4- كتبت فوق الكلام بين السطرين بخط مغاير بالأصل.
5- قوله:«بن علي بن سهل» ليس في المطبوعة و الخبر مطموس في م لم يظهر بوضوح في التصوير.
6- في م: يرى ما ماتوا.

حيارى كأنهم مجانين في زوايا و براري و قفار، قال: فبقي الرجل باهتا، فقال: فما أصنع يرحمك اللّه، فقال عبّاس: تتقي اللّه و تطيعه، و تجتنب ما نهاك عنه، و تحفظ جوارحك، و تداوم على العبادات جهدك باستفراغ طاقتك حتى يأتي أمر اللّه فيك و أنت على ذاك (1)،فبكى الرجل بكاء شديدا و قال: نعم يا شيخ، مقبول، على الرأس و العين.

قالا: و أنا ابن جهضم، أنا جعفر الخلدي (2)،نا أبو بكر الكتاني، قال: تزوج عبّاس بن المهتدي امرأة، فلما كانت الليلة التي أراد أن يدخل عليها حملت إليه، فدخل عليها، فأقام عندها ساعة، و كان قد وقع في نفسه منها شيء، فاحتشم لذلك و لم يقربها و لم يدر أيش القصة، فقال: غطي رأسك، و خرج من عندها، و لم يقل لها شيئا، و تركها على حملها (3)،فلما كان بعد أيام ظهر لها زوج.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبي، قال: سمعت محمّد بن عبد اللّه الفرغاني يقول: تزوج عبّاس بن المهتدي امرأة، فلما كانت ليلة الدخول وقع عليها ندامة، فلما أراد الدنو منها زجر عنها، فامتنع من وطئها، و خرج فبعد ثلاثة أيام ظهر لها زوج.

3123 - العبّاس بن ميمون

من أصحاب مكحول، له ذكر.

أنبأنا أبو نصر أحمد بن محمّد بن عبد القاهر، و علي بن عبيد اللّه بن نصر، قالا: أنا المبارك بن عبد الجبّار بن أحمد، أنا أبو بكر محمّد بن سعيد بن يعقوب بن إسحاق الصّيدلاني، أنا عمر بن محمّد بن سيف، نا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، نا محمّد بن وزير، نا الوليد، أخبرني سعيد و ابن جابر أن مكحولا كان يدرس - يعني - القرآن مع الجماعة ثم تركه، و أمر العبّاس بن ميمون فقرأ عليه و استمع.

ص: 434


1- في المطبوعة: ذلك.
2- في م: المخلدي.
3- في م و المطبوعة: حملتها.

3124 - العبّاس بن نجيح

أبو الحارث القرشي

حكى عن عون بن حكيم صاحب الأوزاعي، و الوليد بن مسلم، و الهيثم بن حميد.

حكى عنه ابنه المنذر بن العبّاس، و العبّاس بن الوليد بن مزيد (1)،و العبّاس بن الوليد الخلاّل.

و هو العبّاس بن عبد الرّحمن بن نجيح الذي تقدّم ذكره.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، و حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا محمّد بن هارون بن محمّد بن بكّار الدمشقي، نا العبّاس بن الوليد الخلاّل، نا عبّاس بن نجيح أبو الحارث، نا الهيثم بن حميد، نا راشد بن داود، عن أبي أسماء الرّحبي، عن ثوبان قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا تزال الخلافة في بني أمية (2)،فإذا نزعت منهم فلا خير في عيش»[5700].

قرأت بخط تمام بن محمّد، أنا أبو علي محمّد بن هارون بن شعيب الأنصاري، نا زكريا بن يحيى، نا المنذر بن العبّاس بن نجيح القرشي، حدّثني أبي، عن الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن حسّان بن عطية، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«إنّ دعامة أمّتي عصب اليمن و أبدال الشام، و هم أربعون رجلا، كلما هلك رجل أبدل اللّه مكانه آخر، ليسوا بالمتماوتين، و لا المتهالكين، و لا المتناوشين، لم يبلغوا ما بلغوا بكثرة صوم و لا صلاة، و إنّما بلغوا (3) ذلك بالسخاء و صحة القلوب و المناصحة لجميع المسلمين، و إنّ أمتي سيكونون على خمس طبقات فأنا و من معي إلى أربعين سنة أهل إيمان و علم، و من بعده (4) إلى ثمانين سنة أهل بر و تقوى، و من بعدهم إلى عشرين و مائة سنة أهل تراحم و تواصل، و من بعدهم إلى ستين و مائة سنة أهل تقاطع و تدابر و من بعدهم إلى انقضاء الدنيا فالهرج النجاء النجاء»[5701].

ص: 435


1- بالأصل: يزيد، خطأ و الصواب ما أثبت.
2- بعدها في م: يتلقفونها تلقف الكرة (و في المطبوعة: الأكرة).
3- سقطت من الأصل و استدركت عن م.
4- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: بعد.

3125 - العبّاس بن الوليد بن صبح

أبو الفضل السّلمي الخلاّل (1)

روى عن الوليد بن المسلم (2)،و مروان بن محمّد، و محمّد بن عيسى بن القاسم بن سميع، و عمر بن عبد الواحد، و عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار، و زيد بن يحيى بن عبيد، و يحيى بن صالح الوحّاظي، و محمّد بن عثمان أبي الجماهر، و علي بن عيّاش الحمصي، و الوليد بن الوليد، و موسى بن محمّد أبي طاهر المقدسي، و جرير بن عتبة بن عبد الرّحمن الحرستاني، و محمّد بن يوسف الفريابي (3)،و آدم بن أبي إياس، و يسرة بن صفوان، و أبي إسحاق محمّد بن زياد الربعي المقدسي، و عبد الوهّاب بن سعيد بن عطية السّلمي المفتي، و أبي صفوان القاسم بن يزيد العامري، و أبي الحارث عبّاس بن نجيح القرشي، و أبي مسهر الغسّاني، و إبراهيم بن عبد اللّه بن العلاء بن زبر، و عبيد بن حبان الجبيلي، و سلم بن ميمون الخوّاص.

روى عنه أبو حاتم و أبو زرعة الرازيان، و سليمان بن أيوب بن حذلم، و محمّد بن إسحاق بن الحريص و أبو الجهم بن طلاّب، و أبو عقيل أنس بن السّلم الخولاني، و الحسين بن عبد اللّه بن يزيد القطّان الرقّي، و أبو عبد الرّحمن محمّد بن العبّاس بن الوليد بن الدّرفس، و سليمان بن محمّد الخزاعي، و أبو عبد الرّحمن محمّد بن أمية بن عبد الملك القرشي، و أبو بكر بن أبي داود، و الحسين بن الحسن بن مهاجر النيسابوري، و الحسن بن سفيان النسوي (4)،و أحمد بن داود الحنظلي، و محمّد بن تمام البهراني، و أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن يزيد البجلي، إمام المعرة، و الحسن بن علي بن روح بن عوانة الكفربطناني، و أبو بكر أحمد بن محمّد بن الوليد المرّي، و جنيد (5) بن حكيم الدقّاق، و عبد اللّه بن محمّد بن سلم (6) المقدسي، و محمّد بن

ص: 436


1- ترجمته في تهذيب الكمال 480/9 و تهذيب التهذيب 88/3 و ميزان الاعتدال 386/2 و تقريب التهذيب 399/1 و صبح ضبطت عن التقريب: بضم المهملة و سكون الموحدة.
2- في م و المطبوعة و تهذيب الكمال: مسلم.
3- في م: الفرياني.
4- في الأصل:«البسري» و مهملة في م، و المثبت عن المطبوعة، و في تهذيب الكمال: الشيباني.
5- في م: حميد.
6- في م: سالم.

هارون بن محمّد بن بكّار بن بلال، و عبدان الأهوازي.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسن بن عبد الملك، أنا أحمد بن محمود الثقفي، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا الحسين بن عبد اللّه بن يزيد الأزرق القطّان، نا العبّاس بن الوليد الخلاّل، نا الفريابي، نا سفيان عن محمّد بن المنكدر، عن جابر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«كلّ معروف صدقة»[5702].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان، نا أبو بكر عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث السّجستاني - ببغداد - نا العبّاس بن الوليد الخلاّل، نا محمّد بن عيسى بن سميع، نا زهير بن محمّد، عن يحيى بن سعيد، عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب أنه سمع أبا هريرة يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«ما من مولود إلاّ يمسّه الشيطان حين ولد (1)،فيستهل صارخا لمسّه إلاّ مريم و ابنها» ثم يقول أبو هريرة: اقرءوا إن نسيتم: وَ إِنِّي أُعِيذُهٰا بِكَ وَ ذُرِّيَّتَهٰا مِنَ الشَّيْطٰانِ الرَّجِيمِ (2).

في نسخة ما شافهني أبو عبد اللّه الأديب، أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (3) قال: عبّاس بن الوليد بن صبح الدمشقي المعروف بالخلاّل السّلمي أبو الفضل، روى عن عمر بن عبد الواحد، و محمّد بن عيسى بن سميع، و مروان الطّاطري، و عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار، و زيد بن يحيى بن عبيد، روى عنه أبي، و أبو زرعة، سئل أبي عنه فقال: شيخ.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو الفضل العبّاس بن الوليد بن صبح الخلاّل الدمشقي، سمع أبا عبد اللّه

ص: 437


1- كذا، و في م:«يولد» و هو أشبه.
2- سورة آل عمران، الآية:36 و في التنزيل العزيز: و إني أعيذها.
3- الجرح و التعديل 215/5.

محمّد بن يوسف الفريابي، و أبا بكر مروان بن محمّد الطّاطري، روى عنه عبد اللّه بن أحمد بن موسى الأهوازي، و أبو بكر محمّد بن محمّد بن سليمان الواسطي كناه لي أبو الجهم أحمد بن الحسين القرشي الدمشقي.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو صادق الأصبهاني، أنا أحمد بن محمّد بن زنجويه، أنا أبو أحمد العسكري، قال: و أما صبح الصاد مضمومة و الباء ساكنة بلا ياء، فمنهم الوليد بن صبح، روى عن حمّاد بن سلمة، و ابنه العبّاس بن الوليد بن صبح، حدّثنا عنه عبدان.

و بلغني عن محمّد بن عوف، قال: كان مروان - يعني - بن محمّد و أبو مسهر يقدمان عبّاس الخلاّل، و يوجبان (1) له.

ذكر أبو الفضل محمّد بن طاهر المقدسي فيما أخبرنا (2) به أبو عمرو بن منده، عن أبيه، أنا محمّد بن إبراهيم بن مروان قال: قال عمرو بن دحيم: مات يعني الخلاّل يوم الجمعة لثلاث ليال بقين من صفر سنة ثمان و أربعين و مائتين (3).

3126 - العبّاس بن الوليد بن عبد الملك بن مروان

ابن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس

أبو الحارث - و يقال: أبو الوليد - الأموي (4)

أكبر ولد أبيه، و كان يسكن حمص، و استعمله أبوه عليها و ولاّه المغازي غير مرة، و كان فارسا سخيا، و كان يقال له فارس بني مروان، و افتتح مدنا و حصونا كثيرة من بلاد الروم، و كانت داره بدمشق قبلة زقاق العجم مما يلي درب السلم و الخضراء (5)،و أرسل حديثا عن معاذ بن جبل.

ص: 438


1- انظر تهذيب الكمال 481/9.
2- في م و المطبوعة: أخبره.
3- تهذيب الكمال 481/9.
4- ترجمته في تاريخ الطبري، و الكامل لابن الأثير (بتحقيقنا)(انظر فيهما الفهارس العامة)، و الأغاني 73/7 و 75، و الوافي بالوفيات 637/16 و معجم الشعر للمرزباني ص 104 و جمهرة أنساب العرب ص 88 و المحبر ص 305 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 121-140) ص 145-146. و العقد الفريد (بتحقيقنا) انظر الجزء الرابع (الفهرس العام).
5- عن م، و بالأصل: و اخضرا.

حكى عنه عمر بن رؤبة التغلبي مناما رآه، و الوليد بن تمام، و مكحول الفقيه.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، و أبو القاسم الحسين بن الحسن بن أحمد، قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا أبو قلابة، نا عمرو بن عثمان صاحب النيل، نا عاصم بن سليمان عن برد، عن مكحول، عن العبّاس بن الوليد، عن معاذ بن جبل قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من بني للّه مسجدا بنى اللّه له بيتا في الجنّة»[5703].

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن الفرّاء، و أبو غالب أحمد و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن بن البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن أبي بكر قال:

و العباس بن الوليد أكبر ولده و به كان يكنّى، و هو الذي يقول لأصحابه حين همّوا بخلع الوليد بن يزيد (1):

يا قومنا لا تملّوا نعمة لكم *** إن الإله لكم فيما مضى صنع

فأنتم اليوم أهل الملك مذ حقب *** و أهل دنيا و دين ما به طمع

فانفوا عدوكم عن نحت أثلتكم (2) *** و استجمعوا إن أمر الدين مجتمع

إن الكبير عليكم في ولايتكم *** أن تصبحوا و عمود الدين منصدع

لا تلحمن (3) ذئاب الناس أنفسكم *** إن الذئاب إذا ما ألحمت رتع

لا تبقون بأيديكم بطونكم *** ثمة لا حسرة تغني و لا جزع

لا يلقين عليكم من جنايتكم *** مع الشقاء يديه الأرقم الخدع

إني أعيذكم باللّه من فتن *** مثل الجبال تسامى ثم تندفع

لستم كمن كان قبل اليوم يسعرها *** بالمشرفية بيضا حين تنتزع

و السمهرية مطرور أسنتها *** و حومة الموت تغلي وردها شرع

إن البرية قد ملت ولايتكم (4) *** فاستمسكوا (5) بحبال (6) العهد و اتدعوا

ص: 439


1- الخبر في الأغاني 75/7 و بعض الأبيات فيها.
2- أي أصلكم.
3- ألحمت القوم أي أطعمتهم اللحم.
4- الأغاني: سياستكم.
5- عن م و الأغاني و بالأصل: و استمسكوا.
6- الأغاني: بعمود الدين.

فلن تزالوا رءوس الناس ما صلحوا *** و ما شكرتم و أضحى العقد يتبع

و للعباس بن الوليد يقول بشير بن عبد اللّه السلمي، قال الزبير: أخبرنيه أبو غزية:

لقد علمت حقا إذا هي حصلت *** لأحسابها يوما لمكرمة فهر

بأنك (1) يا عباس غرة مالك *** إذا افتخرت يوما و قام بها الفخر

فتى يجعل المعروف من دون عرضه *** و ينجز ما مني كما ينجز النذر

نمته إلى العليا فتاة بريئة *** من الغيب و الآفات ليس لها فطر

تساوي الثريا أو تلم فروعها *** و يقصر عنها أن يساويها النسر

فأقسم لو كان الخلود لواحد *** من الناس عن مجد لأخلدك الدهر

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الفضل أحمد بن الحسن، قالا: أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، حدّثني هاشم بن محمّد الهلالي، عن الهيثم بن عدي، قال: قال ابن عياش: أم عبّاس بن الوليد بن عبد الملك بن مروان نصرانية.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا أبو الحسين الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة: العباس بن الوليد بن عبد الملك.

قرأت بخط أبي محمّد عبد اللّه بن سعد القطربلي مما حكاه عن غيره، قال:

كان علي بن عبد اللّه بن العباس، و علي بن الحسين بن علي، و علي بن عبد اللّه بن جعفر يقدمون على الوليد بن عبد الملك فيقول الوليد للعبّاس ابنه:

جالس (2) عمومتك، فكان يجالسهم للحديث أحسن مجالسة، قال: فقال علي بن عبد اللّه بن العباس يوما: لو قيل لي إن الأمر لا يخرج عن آل مروان ثم قيل [لي] (3)اختر رجلا لهذا الأمر ما اخترت إلاّ العبّاس، فإني ما سمعت منه كلمة عنا منذ جالسته،

ص: 440


1- سقط البيت من م.
2- في م: حابس.
3- زيادة عن م، سقطت من الأصل.

قال: فقال له مولى له: و كيف تسمع بها منه، و لم يسمع بها قط ، و كان الوليد يجد بالعبّاس ابنه وجدا شديدا، و كان له من قلبه أحسن موقع فادّبه بجميع الآداب حتى علّمه الرقص و ضرب الطبل.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1)،نا أبو سعيد - يعني دحيما - نا أبو مسهر، نا سعيد (2) قال: سأل العبّاس بن الوليد مكحولا عن الدية في الشهر الحرام، فقال: دية و ثلث، فقال له العبّاس: هل يؤخذ بهذا؟ قال: لا، قال: فتناوله بلسانه، فدخل عليه يزيد بن أبي مالك فقال: هذا لكم علينا إذا سألتمونا عن الشيء فأخبرناكم به، قال:

فأرسل إلى مكحول فأرضاه.

و أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن المجلي (3)،أنا محمّد بن علي بن محمّد بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبي أبو يعلى قالا: أنا أبو القاسم الصيدلاني، أنا محمّد بن مخلد بن حفص، قال: قرأت على علي بن عمرو، حدثكم الهيثم بن عدي قال: قال ابن عيّاش (4) في تسمية الزرق من الأشراف: العباس بن الوليد بن عبد الملك.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو الطيب محمّد بن جعفر الزّرّاد، نا أبو الفضل عبيد اللّه بن سعد بن إبراهيم الزهري، قال: قال أبي سعد بن إبراهيم و عرضناها على يعقوب أيضا - يعني عمه - قال:

و غزا مسلمة (5) بن عبد الملك، و العباس بن الوليد فرابطا طوانة (6) من أرض الروم و شتوا عليها - يعني سنة ثمان و ثمانين - ثم قال: و غزا العباس بن الوليد حتى بلغ

ص: 441


1- الخبر في كتاب المعرفة و التاريخ 410/2.
2- هو سعيد بن عبد العزيز.
3- بالأصل و م هنا:«المحلي» خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
4- بالأصل و م:«ابن عباس» خطأ و الصواب ما أثبت، و اسمه عبد اللّه بن عيّاش بن عبد اللّه بن عبد اللّه.
5- بالأصل و م:«سلمة» خطأ و الصواب ما أثبت.
6- بلد بثغور المصيصة في ساحل الشام (معجم البلدان).

أرزن (1)-يعني سنة تسعين - ثم حج بالناس عبد العزيز بن الوليد سنة ثلاث تسعين، و غزا العباس بن الوليد حتى بلغ الروم، ثم حج بالناس بشر بن الوليد سنة خمس و تسعين، و غزا العبّاس بن الوليد أرض الروم، و في سنة اثنتين و مائة غزا بالناس الروم العبّاس بن الوليد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، قال: قال ابن بكير: قال الليث:

و فيها - يعني سنة ثمان و ثمانين غزا مسلمة بن عبد الملك، و عباس بن أمير المؤمنين طوانة، و في سنة ثلاث و تسعين فتح على العبّاس بن أمير المؤمنين كاسية (2).

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن (3) السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، أنا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (4) قال: و فيها - يعني سنة تسعين - غزا العباس بن الوليد بن عبد الملك - فبلغ أرزن، ثم رجع، و فيها - يعني سنة ثلاث و تسعين - غزا العبّاس بن (5) عبد الملك أرض الروم (6)،فافتتح أنطاكية (7)و قانطة (8) من الساحل.

و ذكر خليفة أن العبّاس بن الوليد (9) كان عاملا لأبيه على حمص حتى مات الوليد.

قال: و فيها - يعني سنة ثلاث و تسعين - غزا العبّاس بن الوليد فافتتح طويس (10)و المرزبانين، و في سنة اثنتين و مائة غزا العبّاس بن [الوليد بن] (11) عبد الملك فافتتح

ص: 442


1- بالأصل و م:«أردن» خطأ و الصواب ما أثبت و ضبط ، عن معجم البلدان، من أعمر نواحي إرمينيا و أكبرها و هي «أرزن الروم» بينها و بين نصيبين 37 فرسخا.
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة:«كاشتة» و لم أجدها.
3- في م: أبو الحسين، خطأ.
4- تاريخ خليفة بن خياط ص 303.
5- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة و تاريخ خليفة ص 305 العباس بن الوليد بن عبد الملك.
6- بعدها في تاريخ خليفة - و قد سقطت العبارة من الأصول - ففتح اللّه على يديه حصنا.
7- كذا بالأصول، و الذي في تاريخ خليفة ص 306 أن هذا تم في سنة 94 ه -.
8- في تاريخ خليفة ص 306: قارطة.
9- انظر تاريخ خليفة ص 311 في تسمية عمال الوليد بن عبد الملك.
10- كذا بالأصول، و في تاريخ خليفة ص 313 «طبرس» و ذكر فتحها سنة 96 ه - و ليس 93 ه - كما مرّ.
11- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م و تاريخ خليفة.

دلسة (1) من أرض الروم.

و فيها - يعني سنة ثلاث و مائة - غزا العباس بن الوليد أرض الروم (2).

أخبرنا أبو محمّد بن (3) الأكفاني - بقراءتي عليه - نا أبو محمّد الكتاني، نا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم، نا محمّد بن عائذ، قال: و أخبرني الوليد قال: و حدّثني من أصدق حديثه من مشيخة قريش أنه بلغه.

أن الوليد بن عبد الملك لما عزم على غزو الطوانة كاتب طاغية الروم بكتب أمر صاحب أرمينية أن يكتب بها إليه مما اجتمعت (4) به خزر من غزوة و قلة من معه، و كثرة من يتخوفه (5) من خزر و من تأشّب (6) إليهم من ملوك جبال أرمينية و من فيها من الأمم المخالفة للإسلام، ففعل ذلك صاحب أرمينية، و تابع كتبه، و قطع الوليد البعث على أهل الشام إلى أرمينية، و أكثفه و جهزه و قواه (7) و استعمل عليه مسلمة بن عبد الملك، و أعانه بالعباس بن الوليد حتى يبلغ من جهازهم (8) ما يريد، ثم سيّرهم إلى الجزيرة، ثم أعطفهم إلى أرض الروم ثم أمرهم بالنزول على الطّوانة.

قال: و نا الوليد، قال: فأخبرني غير واحد ممن أدرك تلك الغزاة أن الشتاء أكبّ على مسلمة و من معه من المسلمين حتى نفق عامة الظّهر و عرض لكثير منهم البطن، و تهتكت الأبنية من الجليد و الثلج، فحفر المسلمون لأنفسهم الأسراب يبيتون فيها ليلا، و يظهرون نهارا حتى دعا ذلك أهل الطوانة الكتاب إلى طاغيتهم يخبرونه بحالهم و أنهم ينتظرون مادة و ميرة تأتيهم فإن كانت لك بنا حاجة فالآن قبل أن يأتيهم المدد و الميرة.

قالوا: و كادوا المسلمين (9) عند كتابهم و البعثة به بإخراج كلابهم ليلا، فأخرجوا

ص: 443


1- في تاريخ خليفة ص 327 «دبسة».
2- تاريخ خليفة ص 328.
3- سقطت «بن» من م.
4- في المطبوعة: أجمعت.
5- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: من بتخومه.
6- بالأصل و م:«ناشب» و الذي أثبتناه عن المطبوعة، أشبه بالصواب.
7- عن م، و بالأصل «و قراه».
8- بالأصل:«من جهادهم ما يزيد» و المثبت عن م.
9- عن م و بالأصل: المسلمون.

منها عدة كثيرة و أخرجوا رجلين قد ألبسوهما جلود الكلاب بحيوان معهما حتى نفذ أو سقط كتاب أحدهما و أتى به مسلمة و مضى رسولاهما إلى الطاغية، فخرج معينا لهم نحو من مائة ألف بالعدد و القوة و الحبال و الجوامع و بالعجل تحمل الأسواق و الطعام، فبلغ (1) مسلمة فأحضر كلّ فارس بقي فرسه و ولى عليهم العباس بن الوليد، و أمره بمواجهتهم إذا هم قدموا. و ثبت هو على دابته مع رجاله العسكر و جماعتهم مما يلي باب الطوانة.

قال: و تقدم مقدمة الطاغية بحجرته ليضربوها و يعسكر بجنوده (2) حولها فهمّ عباس بالشدة على مقدمتهم، فقال مسلمة (3):لا تفعل حتى يتاموا فإذا انهزموا لم يكن لهم باقية و لا فئة تلجأ منهزمتهم إلينا، فقال العباس: تتركهم حتى تصير منهم و من أهل الطوانة كالجالس بين لحيي الأسد ثم بين عسكرين، فحمل عليهم بمن معه من جنود المسلمين و فرسانهم، فقال مسلمة: اللّهمّ إنه عصاني و أطاعك فانصره فمضى عباس، و هزمهم اللّه و ولوا يقصف بعضهم بعضا حتى دفعوا إلى طاغية الروم و جماعة من جمعه فثبت و لجأت إليهم المنهزمة، فاقتتلوا قتالا شديدا.

قال: أخبرني الوليد بن مسلم، عن عبد اللّه بن المبارك أنه أخبره عن بعض مشايخ أهل الشام أن عباسا لمّا استأخر عنه النصر و رأى من ثبات الروم ما رأى قال: يا ابن محيريز أين الذين كانوا يلتمسون الشهادة، نادهم (4) يأتوك، قال: يا أهل القرآن، يا أهل القرآن فأتوه سراعا، فاقتتلوا قتالا شديدا، و هزم اللّه الطاغية و جماعة من كان معه.

قال: و نا الوليد، قال: فأخبرني شيخ من الجند عن شيخ من آل مسلمة شهد ذلك.

أن العبّاس استأذن مسلمة أن يشدّ عليهم بجنده من أهل حمص و من انتدب معه، فكان من هزيمتهم ما كان، و مضى العباس في طلبهم حتى لقي الطاغية معه البطارقة و أبناء ملوكهم، و هو يسير في قباب الريحان يجرها العجل، فشدّ عليهم فاقتتلوا قتالا شديدا، و قتل جماعة من المسلمين منهم أبو الأبيض العنسي، ثم إن اللّه هزمهم و قتل

ص: 444


1- في م: فبلغ ذلك مسلمة.
2- عن م و بالأصل: جنوده.
3- في م: مسيلمة.
4- عن م و بالأصل: ناداهم.

منهم بضعة و ثلاثين ألفا و أسر أبناء الملوك و البطارقة فأقبل بهم حتى أتى بهم مسلمة و جماعة المسلمين، فأوقفوهم على أهل الطّوانة بعد ذلك في أعضادهم، و كان سبب فتحها لانسلاخ ثمان و ثمانين، فبلغ سهام المسلمين مائة دينار مائة.

قال: و أخبرني الوليد قال: فأخبرني من شهد ذلك من شهد ذلك من المشيخة أو من أخبره من شهدها.

أن الذين ثبتوا مع مسلمة لما أبطأ عليهم خبر العبّاس جعلوا يلتفتون إلى ناحية الدرب فقال لهم مسلمة: هاهنا ارفعوا إلى اللّه فمنه يأتي النصر و المدد، قالوا: فانطلق عباس و من معه من المسلمين يقتلونهم حتى أدركوا جماعة و قد لجأت إلى كنيسة عظيمة، فغلقت عليها بابها و امتنعت و بات عباس عليها و مسلمة و أهل العسكر قد رأوا ما كان من هزيمتهم و لا يدرون ما صنع العبّاس و من معه، فباتوا في همّ من ذلك حتى أصبحوا ففتح اللّه على العباس الكنيسة عنوة، و قفل عباس بالخيول، فلما رأى أهل الطّوانة صنع اللّه و فتحه للمسلمين بعث بطريقها إلى مسلمة، قد رأينا فتح اللّه لكم و نحن نخيّركم بين أن تخلوا سبيلي و سبيل ثلاثمائة بطريق بأهالينا و أولادنا و نفتح لكم المدينة بمن فيها و بين أن نسايركم (1) فإن عندنا من الطعام و الإدام ما يكفينا سنة، و إلى سنة، قد كانت لنا حال. فأجابه إلى ذلك و صالحه عليه، و فتح له المدينة و خلا سبيله و سبيل بطارقته ثلاثمائة، و وجد فيها ستين ألف نفس بين صغير و كبير.

قال الوليد: و قدم رباح الغسّاني بالمدد و الميرة، و قد فتح اللّه على المسلمين.

و في سنة سبعين (2) غزا العباس بن الوليد الصائفة، و في سنة إحدى و تسعين غزا الصائفة العبّاس و أصاب للروم سرحا و علاقة، و في سنة اثنتين و تسعين غزا العبّاس الصائفة، و في سنة ثلاث و تسعين غزا العبّاس بن الوليد الصائفة اليسرى، و غزا مروان بن الوليد الصائفة الأخرى، و في سنة أربع و تسعين غزا العبّاس بن الوليد الصائفة اليسرى، فافتتح هرقلة و في سنة خمس و تسعين غزا العبّاس الصائفة، فافتتح حصونا.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - نا عبد العزيز - لفظا - أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم، أنا محمّد بن عائذ

ص: 445


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: نصابركم.
2- كذا بالأصل، و تقرأ في م:«تسعين».

[قال] (1) قال الوليد: و أخبرني بعض شيوخنا: أن يزيد بن عبد الملك أغزى العبّاس بن الوليد في ذلك العام - يعني سنة إحدى و مائة - الصائفة، و افتتح دلسة (2)،و في سنة ثلاث و مائة غزا العباس بن الوليد الصائفة، فافتتح دمنقة (3) و دردور.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم عنه، أنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد بن أبي مسلّم الفرضي، أنا أبو طاهر عبد الرحيم بن عمر بن أبي هاشم المقرئ - إملاء - نا إسماعيل بن يونس، نا أحمد بن الحارث الخرّاز (4)،قال: قال الهيثم بن عدي: حدّثني عامر بن مسلم الحضرمي قال:

كان هشام بن عبد الملك قد همّ بخلع الوليد بن يزيد حين ظهر مجونه، فدبّ في ذلك قوم إلى الشام فبلغ ذلك العبّاس بن الوليد بن عبد الملك، فكتب إلى هشام بهذا الشعر (5):

يا قومنا لا تملّوا نعمة ربّكم *** إنّ الإله لكم فيما مضى صنع

و أنتم اليوم أهل الملك مذ حقب *** و أهل دنيا و دين ما به طبع

فانفوا عدوّكم عن تحت أثلتكم *** تثبتوا أن أمر الدين مجتمع

قوموا عليه كما قام الأولى نصروا *** حتى تولوا و ما خافوا و ما جزعوا

إنّ الكبير عليكم في ولايتكم *** أن تصبحوا و عمود الدين منصدع

لا تلحمنّ ذئاب الناس أنفسكم *** إنّ الذئاب إذا ما ألحموا (6) رتعوا

لا تبقرنّ بأيديكم بطونكم *** ثمت قلا حسرة تغني و لا جزع

لا تلقين عليكم من جنايتكم *** مع الشقاء يديه الأزلم الجذع

إنّي أعيذكم باللّه من فتن *** مثل الجبال تسامى ثم تندفع

لستم كمن كان يمرّيها و يسعرها *** بالمشرفية بيضا ثم ينتزع

ص: 446


1- زيادة لازمة للإيضاح عن المطبوعة.
2- مرّ قريبا في تاريخ خليفة: دبسة.
3- بدون نقط بالأصل، و المثبت عن م.
4- بالأصل و م: الحرار، و المثبت عن المطبوعة.
5- مرّت الأبيات قريبا. و انظر الأغاني 75/7.
6- عن م و بالأصل: لحموا.

إنّ البرية قد ملّت ولايتكم *** تمسّكوا بحبال العهد و اتّدعوا

فلن تزالوا رءوس الناس ما صلحوا *** و ما شكرتم و أضحى العهد يتّبع

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1)،حدّثني سعيد بن ضمرة، عن ابن شوذب قال: عرض على عمر بن عبد العزيز جواري (2) و عنده العبّاس بن الوليد بن عبد الملك، قال: فجعل كلّما مرت به جارية تعجبه قال: يا أمير المؤمنين اتّخذ هذه، قال: فلما أكثر قال له عمر بن عبد العزيز: أ تأمرني بالزنا، قال [فخرج] (3) العبّاس:

[فمرّ] (4) فمر بأناس من أهل بيته، فقال: ما يجلسكم بباب رجل يزعم أن آبائكم كانوا زناة.

أخبرنا أبو الحسين أحمد بن كامل بن ديسم المقدسي، قال: كتب إليّ أبو جعفر بن المسلمة يذكر أن أبا عبيد اللّه محمّد بن عمران المرزباني أخبرهم (5) قال:

العباس بن الوليد بن عبد الملك بن مروان يتهم في دينه، و هو الذي كان على مقدمة عمّه مسلمة بن عبد الملك يوم العقر (6)،و هو القائل لمسلمة:

أ لا تقنى (7) الحياء أبا سعيد *** و تقصر (8) عن ملاحاتي و عذلي

فلولا أن أصلك حين ينهى (9) *** و قومك (10) كان من فرعي و أصلي

و إنّي إن رميتك هضت عظمي *** و نالتني إذا نالتك نبلي

لقد أنكرتني إنكار خوف *** يضمّ حشاك عن شرب و أكلي

ص: 447


1- الخبر في كتاب المعرفة و التاريخ 606/1.
2- كذا بالأصل و م «جواري».
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م و المعرفة و التاريخ.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م و المعرفة و التاريخ.
5- الخبر و الشعر في معجم الشعراء للمرزباني ص 264.
6- كان بين مسلمة بن عبد الملك و يزيد بن المهلب، التقيا بالعقر من أرض بابل، و أجلت الحرب عن مقتل يزيد بن المهلب.
7- بالأصل و م:«تقن» و المثبت عن معجم الشعراء، و قنيت الحياء: لزمته.
8- عن م و معجم الشعراء و بالأصل: يقصر.
9- في م:«و ينمي» و في معجم الشعراء: و تنمي.
10- في م و معجم الشعراء: و فرعك.

كقول المرء عمرو في القوافي *** أريد حياته و يريد قتلي (1)

و قال لزوجته أم سعيد - يعني بنت سعيد بن عثمان بن عفان - فطلّقها فندم (2):

أ سعدة هل إليك لنا سبيل *** و هل حتى القيامة من تلاق

بلى و لعلّ دارك أن تؤاتي *** بموت من حليلك أو فراق

فأرجع شامتا و تقرّ عيني *** و يشعب صدعنا بعد انشقاق (3)

و قد ذكرت في ترجمة إبراهيم بن محمّد الإمام أن العباس بن الوليد مات في سجن مروان بن محمّد بحرّان.

3127 - العبّاس بن الوليد بن عمرو بن الدّرفس الغسّاني

حكى عن أبيه، و أبي مسهر عبد الأعلى بن مسهر.

حكى عنه ابنه أبو عبد الرّحمن بن محمّد بن العبّاس.

قرأت بخط أبي محمّد عبد الرّحمن بن أحمد بن صابر، فيما ذكر أنه وجد بخط أبي الحسين الرازي، أخبرني أبو العبّاس الوليد بن محمّد بن العبّاس بن الوليد بن الدّرفس الغسّاني، أنا أبي، حدّثني أبي، نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز، عن يونس بن ميسرة بن حلبس (4) قال: أشرف عيسى بن مريم عليه الصلاة و السّلام من جبل البضيع - يعني جبل الكسوة - فأشرف على الغوطة، فلما رآها قال عيسى: إن (5)للغوطة أن يعجز الغنيّ أن يجمع فيها كنزا، فلن يعجز المسكين أن يشبع فيها خبزا، قال سعيد بن عبد العزيز: فليس يموت أحد في الغوطة من الجوع (6).

ص: 448


1- هذا البيت ملفق من بيتين في معجم الشعراء: كقول المرء عمرو في القوافي لقيس حين خالف كل عدل عذيري من خليل من مراد أريد حياءه و يريد قتلي
2- الأبيات في معجم الشعراء ص 264.
3- في معجم الشعراء: بعد اشتياق.
4- في م: حليس، خطا.
5- في م: قال عيسى للغوطة.
6- تكررت ترجمته في م.

3128 - العبّاس بن الوليد بن مزيد

أبو الفضل العذري البيروتي (1)

حدّث ببيروت عن أبيه، و محمّد بن شعيب، و عقبة بن علقمة، و عبد الحميد بن بكّار، و أبي مسهر، و يوسف بن السفر، و صالح بن يزيد، و أبي جعفر محمّد بن زاهر بن حرب النسائي، و محمّد بن هقل بن زياد، و مروان بن محمّد الطّاطري، و أبي عبد اللّه محمّد بن يوسف الفريابي، و أبي عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه البجّي من أهل بجّ حوران (2).

روى عنه أبو داود و النسائي في سننهما، و يعقوب بن سفيان، و أبو زرعة الدمشقي، و أبو بكر بن أبي داود، و أبو زرعة، و أبو حاتم الرازيان، و أحمد بن المعلّى، و خيثمة بن سليمان، و الحسن بن حبيب، و عمرو بن دحيم، و مكحول البيروتي، و أبو بكر عبد الرّحمن بن محمّد بن العبّاس، و أبو الحسن بن جوصا، و أبو بكر محمّد (3) بن خريم (4)،و أبو الحسن محمّد بن بكّار بن يزيد السكسكي قاضي بيت لهيا، و محمّد بن يوسف الهروي، و محمّد بن بركة برداعس، و عبد الرّحمن بن أبي حاتم، و أحمد بن بجير (5) القاضي بواسط ، و الحسن بن القاسم بن دحيم، و هشام بن أحمد بن هشام القاري، و أبو بشر الدّولابي، و أبو بكر بن زياد النيسابوري، و أبو العبّاس الأصم، و عبد الصمد بن عبد اللّه بن عبد الصمد، و إبراهيم بن عبد الرّحمن بن مروان، و محمّد بن عبد اللّه بن محمّد الطائي الحمصي، و أبو بكر الباغندي، و صاعد بن عبد الرّحمن النّحّاس، و أبو الحارث أحمد بن سعيد بن أم سعيد، و أبو عبد اللّه

ص: 449


1- ترجمته و أخباره في تهذيب الكمال 481/9 و تهذيب التهذيب 89/3 و معجم البلدان «بيروت» و اللباب «البيروتي» و غاية النهاية 355/1 و شذرات الذهب 16/2 و الخلاصة ص 190، و سير الأعلام 471/12 و الوافي بالوفيات 658/16 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 261-270) ص 116 و انظر بهامش المصادر الثلاثة الأخيرة أسماء مصادر أخرى ترجمت له. و مزيد: بفتح الميم و سكون الزاي و فتح المثناة التحتية (تقريب التهذيب).
2- بج حوران: الجيم مشددة، من أعمال دمشق، و نقل ياقوت عن ابن عساكر قوله: قرية كانت على باب دمشق، و في موضع آخر نقل عنه قوله أنها من إقليم باناس.(معجم البلدان: بج حوران).
3- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
4- بالأصل:«خزيم» و في م:«جزيم» و كلاهما تحريف و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
5- بالأصل و م:«بحير» خطأ و الصواب عن تهذيب الكمال و المطبوعة.

محمّد بن إبراهيم بن البطّال الصّعدي، و محمّد بن جعفر بن محمّد بن ملاّس، و أبو الحارث محمّد بن عمرو بن مسعدة البيروتي، و محمّد بن المعافى الصيداوي، و أبو العباس أحمد بن الحسين بن علي، و عبد اللّه بن وهيب الغزّي، و علي بن محمّد بن حفص، و محمّد بن عبد اللّه الجوهري و خلق كثير سواهم.

و حدث بدمشق فسمع منه بها أبو الدحداح و غيره.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن السّلمي، أنا أبو القاسم علي بن الفضل بن طاهر، أنا عبد الوهاب الكلابي، نا أبو الحسن بن جوصا، نا العباس بن الوليد، أخبرني أبي، نا الأوزاعي، حدّثني الزهري، حدّثني أبو سلمة، و سليمان بن يسار، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن اليهود و النصارى لا تصبغ فخالفوهم»[5704]، و قال مرة: سمعت.

كتب إليّ أبو بكر عبد الغفار بن محمّد، حدّثني أبو المحاسن عبد الرزاق بن محمّد بن أبي نصر، أنا أبو بكر الحيري، نا أبو العبّاس الأصم، نا العبّاس بن الوليد، أخبرني عقبة، أخبرني الأوزاعي، حدّثني يحيى بن أبي كثير، حدّثني أبو سلمة بن عبد الرّحمن، حدّثني عبادة بن الصّامت، قال: سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن هذه الآية اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ كٰانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرىٰ فِي الْحَيٰاةِ الدُّنْيٰا وَ فِي الْآخِرَةِ (1)،فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك - أو قال: أحد غيرك - قال: هي الرؤيا الصّالحة يراها الرجل الصّالح أو ترى له»[5705].

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش المقرئ، عن رشأ بن نظيف، أنا أبو شعيب عبد الرّحمن بن محمّد المكتّب، و أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرّحمن المصريان، قالا: أنا الحسن بن رشيق، أنا أبو بشر الدولابي قال: سمعت العباس بن الوليد بن مزيد يقول: ولدت سنة تسع و ستين و مائة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - أنا أبو بكر الخطيب - إجازة-.

و حدّثنا عنه أبو محمّد التميمي، نا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد الواحد بن محمّد بن جعفر، أنا أبو عمر محمّد بن العبّاس بن محمّد بن زكريا بن حيّوية الخزّاز،

ص: 450


1- سورة يونس، الآية:63-64.

قال: قرئ على أبي الحسين أحمد بن جعفر بن محمّد بن عبيد اللّه المنادي، قال:

و ببيروت (1) ساحل دمشق العبّاس بن الوليد بن مزيد - يعني - مات سنة سبع و ستين و مائتين، و كان أسن من جدّي بسنة واحدة قال: و ولد جدي فيما قال لنا للنصف من جمادى الأولى من سنة إحدى و سبعين و مائة، فيكون مولد العبّاس على هذا سنة سبعين و مائة.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (2)،قال: العبّاس بن الوليد البيروتي أبو الفضل.

روى عن محمّد بن شعيب بن شابور، و ابنه الوليد بن مزيد، و عقبة بن علقمة، روى عنه أبي، و أبو زرعة، و سمعت منه و هو صدوق ثقة، سئل أبي عنه فقال: صدوق.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو الفضل العبّاس بن الوليد، بيروتي، ليس به بأس.

قرأنا على أبي الفضل بن ناصر أيضا، عن أبي طاهر الخطيب، أنا أبو القاسم الصّوّاف، نا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، قال: أبو الفضل العبّاس بن الوليد بن مزيد.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصّفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم، قال: أبو الفضل العبّاس بن الوليد بن مزيد العذري.

سكن بيروت، سمع أباه الوليد بن مزيد العذري، و محمّد بن شعيب بن شابور القرشي، سمع منه أبو زرعة عبيد اللّه بن عبد الكريم الرازي، أو أبو بكر بن صدقة البغدادي، كنّاه لنا عبد اللّه بن محمّد الأسفرايني.

ص: 451


1- عن م و بالأصل: و بيروت.
2- الجرح و التعديل 214/6.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الحسن العتيقي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالا:

أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد بن صالح، حدّثني أبي (1) قال: أبو الفضل العبّاس بن الوليد بن مزيد العذري (2) من أهل بيروت.

أخبرنا أبو محمّد طاهر (3) بن سهل، نا أبو بكر الخطيب، أنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي، أنا محمّد بن عدي البصري - في كتابه - نا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري، قال:

قلت لأبي داود - و هو سليمان بن الأشعث-: العبّاس بن الوليد بن مزيد، سمع من أبيه، فقال: قال العباس: سمعت من أبي و عرضت عليه، و العرض أصحّ (4)،و سئل محمّد بن عوف عن العبّاس بن الوليد بن مزيد أين كتبت عنه ؟ فقال: كتبت عنه بدمشق سنة سبع عشرة و مائتين، و أنا ذاهب إلى آدم بن أبي إياس، و كان أحمد بن أبي الحواري و كبار أصحاب الحديث من أهل دمشق يحضرون معنا، و نكتب من حديثه (5).

و ذكر لأبي بكر محمّد بن يوسف (6) بن الطباع العباس بن الوليد بن مزيد فقال:

ذاك شيخ صدوق مسلم.

و قال إسحاق بن سيّار: ما رأيت أحدا أحسن سمتا منه.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم، نا إسحاق بن أحمد، نا إبراهيم بن يوسف، نا أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت العبّاس بن الوليد بن مزيد، و تغرغرت عيناه، و قال: ليت شعري، إلى أي شيء تؤدينا هذه الأيام و الليالي، فحدّثت به محمّد بن كيسان، قال: تؤدينا إلى السيّد الكريم.

ص: 452


1- تاريخ الثقات للعجلي ص 249.
2- في تاريخ الثقات المطبوع: العدوي.
3- «طاهر» ليست في م.
4- انظر تهذيب الكمال 483/9.
5- المصدر السابق/الجزء و الصفحة.
6- في المطبوعة و تهذيب الكمال: ابن يوسف بن عيسى بن الطباع.

قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا الحسين بن عبد اللّه بن أبي كامل، نا خيثمة بن سليمان بن حيدرة بن سليمان بن هران بن سليمان بن حيّان أبي النّضر، و سمعته يقول: مازح عبّاس بن الوليد جارية له، فدفعته فانكسرت رجله، فلم يحدّثنا عشرين يوما، فكنا نلقى الجارية و نقول (1)حسيبك اللّه كما كسرت رجل الشيخ، و حبستنا عن الحديث (2).

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: سمعت أبا العبّاس بن ملاّس يقول: فيها - يعني سنة سبعين و مائتين - مات العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي (3).

و قال عمرو بن دحيم: مات ببيروت يوم الثلاثاء لسبع بقين من شهر ربيع الآخر سنة سبعين و مائتين، و كان مولده ليلة الجمعة لليلة بقيت من رجب سنة تسع و ستين و مائة، و قال أبو حاتم بن حبّان: كان من خيار عباد اللّه المتقنين (4)،في الروايات (5)، كان مولده في رجب سنة تسع و ستين و مائة، و مات سنة سبعين و مائتين.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو بكر الخطيب، حدّثني محمّد بن علي الصوري، قال: قال لنا أبو عبد اللّه بن أبي كامل، سمعت أبا الحسن خيثمة بن سليمان يقول: جئت إلى أبي داود السجستاني فأملا عليّ فقال: حدّثنا العبّاس بن الوليد بن مزيد، فقلت: و إياي حدّث العباس بن الوليد فقال لي: رأيته ؟ فقلت: نعم، فقال: متى مات ؟ فقلت: سنة إحدى و سبعين (6).

3229 - العبّاس بن الوليد بن مسهر الدمشقي

روى عنه أبو عبد اللّه عبيد اللّه بن عبد الصمد بن المهتدي.

ص: 453


1- في م: فنقول.
2- سير الأعلام 473/12.
3- عن م و بالأصل: البسري.
4- إعجامها غير واضح بالأصل و المثبت عن م و تهذيب الكمال.
5- تهذيب الكمال 483/9.
6- يعني و مائتين، انظر سير الأعلام 473/12.

3130 - العبّاس بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك

ابن مروان بن أبي (1) الحكم بن أبي العاص بن أمية الأموي

هرب إلى المغرب، له ذكر.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر المعدّل، أنا أبو طاهر الذهبي، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار قال في تسمية ولد الوليد (2)،قال: و العبّاس - و به كان يكنى - قال أبو معروف أخو بني عمرو بن تميم:

قل للوليد أبي العبّاس قد جمعت *** أيمان قومك بالتوكيد في الصّحف

و فهر، و لؤي و العاص، و موسى، و قصي، و واسط ، و ذؤابة، و فتح، و الوليد، و أمّ الحجّاج تزوجها محمّد بن يزيد بن محمّد (3) بن الوليد بن عبد الملك، ثم خلف عليها يحيى بن عبيد اللّه (4) بن مروان بن الحكم، و أمة اللّه بنت الوليد، تزوجها عبد العزيز بن الوليد بن عبد الملك، و بنو الوليد هؤلاء لأمهات أولاد شتى.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن (5) السّيرافي، أنا أبو عبد اللّه النّهاوندي، نا أحمد بن عمران الأشناني، نا موسى التستري، نا خليفة العصفري، قال:

و فيها قدم موسى و العبّاس ابنا الوليد بن يزيد المغرب - يعني في سنة أربع و ثلاثين (6)-.

3131 - العبّاس بن الوليد

أبو الفضل البصري (7)

سمع بدمشق: عباس بن الوليد المكتّب.

ص: 454


1- كذا بالأصل و م:«ابن أبي الحكم» و الصواب «بن الحكم» انظر نسب قريش ص 160-169.
2- انظر نسب قريش للمصعب الزبيدي ص 167.
3- «بن محمد» سقطت من نسب قريش.
4- في نسب قريش:«عبد اللّه».
5- في م:«أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن السيرافي» سقطت منها: أنا أبو الحسن.
6- انظر تاريخ خليفة ص 411 حوادث سنة 134.
7- ترجمته و أخباره في اللباب «النرسي»، و الجمع بين رجال الصحيحين 461/1 و ميزان الاعتدال 386/2 و تهذيب الكمال 484/9 و تهذيب التهذيب 90/3 و الوافي بالوفيات 652/16 و سير الأعلام 27/11.

روى عنه: أبو العبّاس عبد اللّه بن محمّد التّوني القاضي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي الصّقر، أنا إسماعيل بن عمر (1) بن إسماعيل بن راشد، أبو محمّد الحداد المقرئ، نا أبو الطّيّب العباس بن أحمد الشافعي، أنا أبو العباس عبد اللّه بن محمّد قاضي تونة (2)، نا أبو الفضل العبّاس بن الوليد البصري، نا عباس بن الوليد المؤدب - بدمشق - درب القصابين باب الجابية، نا الوليد بن مسلم، عن زهير بن محمّد، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن اللّه عز و جلّ يوكل بآكل الخلّ ملكين يستغفران اللّه له حتى يفرغ».

3132 - العبّاس بن هاشم بن القاسم

حدّث بصيدا من ساحل دمشق، عن أبيه.

روى عنه أبو الطّيّب العبّاس بن أحمد بن محمّد العبّاس.

أخبرتنا أمة العزيز شكر (3) بنت أبي الفرج سهل بن بشر الأسفرايني، قالت: أنا أبي الفرج، و أبو نصر أحمد بن محمّد بن سعيد الطريثيثي سنة تسع و سبعين و أربعمائة، قالا: أنا أبو الحسن محمّد بن الحسين بن محمّد بن الطّفّال بمصر، أنا أبو الطيب العبّاس بن أحمد بن محمّد بن إسماعيل المعروف بالشافعي، نا العبّاس بن هاشم بن القاسم - بصيدا - أنا أبي، نا علي بن هاشم، نا إبراهيم بن الحكم، عن أبيه الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال: هذه السراطين التي على ساحل البحر وكّلها اللّه بالموج لا يغدق السّاحل، أو لا يغرق الساحل.

3133 - العبّاس بن يزيد بن زياد، و يقال: العبّاس بن زفر

مولى عبد اللّه بن علي

أحد قواد بني العبّاس.

ص: 455


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: عمرو.
2- تونة: جزيرة قرب تنيس و دمياط من الديار المصرية (ياقوت).
3- بالأصل و م: سكر، خطأ و الصواب ما أثبت شكر بالشين المعجمة، و قد مرّ التعريف بها، و ستأتي ترجمتها في كتابنا.

شهد حصار دمشق، و كان نازلا على باب توما، تقدم ذكر ذلك في ترجمة جبريل بن يحيى.

3134 - العبّاس بن يوسف

أبو الفضل الشّكلي البغدادي الصّوفي (1)

رحل و طوّف الشام.

و سمع يوسف بن بحر باطرابلس، و العبّاس بن الوليد بن مزيد ببيروت.

و حدث عنهما و عن محمّد بن زنجويه المؤذن، و سري بن المغلّس السّقطي، و علي بن الموفق العابد، و إبراهيم بن الجنيد الختّلي، و محمّد بن سنان القزاز، و أحمد بن سفيان المصري، و محمّد بن يسار اليساري، و أبي أمية محمّد بن إبراهيم الطرسوسي، و أيوب بن الوليد الضرير.

روى عنه أبو بكر (2) أحمد بن جعفر بن حمدان، و محمّد بن عبيد اللّه بن الشّخير، و أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين، و محمّد بن شاذان الطبري، و أبو أحمد بن عدي، و القاضي أبو محمّد الحسن بن عبد الرّحمن بن خلاّد الرّامهرمزي، و حبيب بن الحسن القزاز، و أبو القاسم عمر بن جعفر بن محمّد بن سلم (3) الختّلي (4)، و محمّد بن الحسن بن جعفر اليقطيني، و أحمد بن محمّد بن مقسم، و أبو المفضّل (5)محمّد بن عبد اللّه الشيباني.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو بكر محمّد بن عبيد اللّه بن الشخير، نا أبو الفضل العبّاس بن يوسف الشّكلي، نا أحمد بن سفيان، نا يحيى بن بكير، نا الليث بن سعد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام»[5706].

ص: 456


1- ترجمته في تاريخ بغداد 153/12 و الوافي بالوفيات 654/16.
2- في المطبوعة: أبوا بكر.
3- في م: سالم.
4- بالأصل:«الحلي» و في م:«الحملي» و كلاهما تحريف و الصواب ما أثبت و ضبط ، انظر تاريخ بغداد 243/11.
5- عن م و بالأصل: أبو الفضل.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، نا عباس بن يوسف الصّوفي، نا يوسف بن بحر بأطرابلس بحديث ذكره.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب (1)، أخبرني أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد، أنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن الحسين النيسابوري، قال: سمعت محمّد بن شاذان الطبري يقول: سمعت عباس بن يوسف يقول: إذا رأيت الرجل مشتغلا باللّه عز و جلّ فلا [تسأل (2) عن إيمانه و إذا رأيته مشتغلا عن اللّه عز و جلّ فلا] (3) تسل عن نفاقه.

قالا: و قال لنا أبو بكر الخطيب (4):العبّاس بن يوسف أبو الفضل الشّكلي، حدّث عن محمّد بن زنجويه المؤذن، و سري السّقطي، و علي بن الموفق، و إبراهيم بن الجنيد، و محمّد بن سنان القزّاز، و نحوهم.

روى عنه ابن مالك القطيعي، و ابن الشّخير، و ابن شاهين، و كان صالحا متنسكا.

و قال الخطيب: أنا الجوهري قال: قال أبو عمر بن حيّوية: و مات أبو الفضل الشّكلي يوم الأحد بالعشي في رجب سنة أربع عشرة و ثلاثمائة.

3135 - العبّاس الموسوس

3135 - العبّاس الموسوس (5)

أحد الصّلحاء، كان بجبل لبنان من جبال دمشق.

حكى عنه محمّد بن المبارك الصوري.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي عثمان الصّابوني، أنا أبو القاسم بن حبيب المفسّر.

ح و أنبأنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، أنا أبو محمّد جعفر بن أحمد بن

ص: 457


1- تاريخ بغداد 154/12.
2- في المطبوعة: تسل.
3- ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل، و بعده كلمة صح.
4- تاريخ بغداد 153/12.
5- ورد ذكره في حلية الأولياء 145/10 وصفه بأنه المعروف بالمجنون، و ورد في عقلاء المجانين باسم عباس ص 258.

الحسين البغدادي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الأردستاني - بمكة - أنا الأستاذ أبو القاسم الحسن بن محمّد بن حبيب (1)،أنا أبو جعفر محمّد بن صالح الأوبري، نا علي بن بدر الرملي بالرافقة (2)،نا محمّد بن المبارك الصوري، قال:

صعدت جبل لبنان فإذا برجل عليه جبة من صوف مكتوب عليها: لا تباع و لا توهب، قد ائتزر بمئزر الخشوع، و ارتدى برداء الورع، و تعمّم بعمامة التوكّل، فلما رآني استخفى وراء شجرة بلوط ، فناشدته اللّه أن يظهر، فظهر، فقلت: كيف تصبر على الوحدة في هذه القفار؟ فضحك و أنشأ يقول (3):

يا حبيب القلوب من لي سواك *** ارحم اليوم مذنبا قد أتاك

أنت سؤلي و منيتي و سروري *** قد أبى القلب أن يحبّ سواك

يا مرادي و سيدي و اعتمادي (4) *** طال شوقي متى يكون لقاك

ليس سؤلي من الجنان نعيم *** غير أني أريدها لأراك

ثم غاب عني فطلبته و عدت إلى الموضع مرارا، فلم أصادفه، ثم أتيت غلام أبي سليمان الدّاراني فوصفته، فقال: وا شوقاه إلى نظرة مرة أخرى قبل الموت، و بكى، فسألت عنه فقال: ذاك عباس المجنون، له أكلتان في كل شهر من ثمر (5) الشجر و نبات الأرض.

رواها أبو نعيم الحافظ (6)،عن أبيه، عن أحمد بن جعفر بن هانئ، عن محمّد بن يوسف البنّا، عن إبراهيم الهروي، عن ابن المبارك بمعناها، و زاد في آخرها: يتعبّد منذ ستين سنة.

ص: 458


1- الخبر في عقلاء المجانين لابن حبيب ص 258 رقم 459.
2- الرافقة، و هي الرقة اليوم، بلدة على الفرات.
3- الأبيات في عقلاء المجانين ص 258.
4- في م: و اعتقادي.
5- في م: تمر.
6- انظر الخبر و الأبيات في حلية الأولياء 145/10.

ذكر من اسمه عباية

3136 - عباية بن أبي الدّرداء، و يقال: عبّاد

روى عن أبيه.

روى عنه: الحكم (1) بن عتيبة (2).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد [الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن] (3) السّيدي، و أبو القاسم تميم بن أبي سعيد، قالا: أنا أبو سعد (4) الجنزرودي، أنا الحاكم أبو أحمد قالا: أنا محمّد بن حريم، نا هشام بن عمّار، نا سعيد - هو ابن يحيى - نا ابن أبي ليلى، عن الحكم بن عتيبة، عن عباية بن أبي الدّرداء، عن أبي الدرداء قال: كنا عند النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال رجل: من رجل فرد عليه رجل، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«من ردّ عن عرض أخيه رفع بها درجة»[5707].

لا أعرف لأبي الدرداء ابنا اسمه عباية، و ابن أبي ليلى هو محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى الفقيه، سيئ الحفظ ، و قد رواه عبيد اللّه بن موسى، عن أبي ليلى، فاختلف فيه عنه، فقال بعضهم عنه عن ابن أبي الدّرداء، و لم يسمّه.

أخبرنا أبو (5) الحسن الفقيهان، قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، نا أحمد بن منصور الرمادي، و أحمد بن ملاعب.

ص: 459


1- في م: الحاكم.
2- عن م و بالأصل: عتبة.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك عن المطبوعة.
4- عن م و بالأصل: أبو سعيد.
5- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة:«أبوا» و هو أشبه باعتبار ما يأتي بعد «قالا»

و أخبرنا أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين الزهري، و أبو عبد اللّه محمّد بن العمركي ابن نصر ببوشنج (1)،و أبو الفتح المختار بن عبد الحميد بن المنتصر البوشنجي (2)،و أبو المحاسن أسعد بن علي بن الموفق بن زياد - بهراة - قالوا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفّر الدّاودي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن حموية السّرخسي، أنا إبراهيم بن خزيم (3) الشاشي، نا عبد بن حميد الكشّي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر القشيري، قالا: أنا محمّد بن علي بن محمّد، أنا أبو بكر الجوزقي، نا أبو العبّاس الدغولي، نا علي بن الحسن، قالوا: نا عبيد اللّه بن موسى قال: حدّثنا - و قال عبد: عن - ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن ابن أبي الدرداء، عن أبيه قال: نال رجل من رجل عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - و في حديث عبد، و علي بن الحسن: النبي صلى اللّه عليه و سلم - فرد عنه،- و قال عبد: عليه - رجل فقال:- زاد الرمادي و ابن ملاعب و عبد: النبي صلى اللّه عليه و سلم - و قالوا:«من ردّ عن عرض أخيه كان له حجابا من النار»[5708].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عمر العمري، أنا أبو محمّد بن أبي شريح، أنا محمّد بن أحمد بن عبد الجبّار، نا حميد بن زنجويه، نا عبد اللّه (4) بن موسى، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن ابن أبي الدرداء، عن أبيه: أن رجلا نال من رجل عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فرد عليه رجل، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من ردّ عن عرض أخيه كان له حجابا من النار»[5709].

و أخبرناه أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه بن كادش، أنا أبو طالب محمّد بن علي بن الفتح الحربي، أنا عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين، نا البغوي، نا شريح بن يونس، نا عبد الرّحمن بن محمّد المحاربي، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن ابن أبي الدرداء، عن أبي الدرداء قال: نال رجل من عرض أخيه عند النبي صلى اللّه عليه و سلم فرد - يعني عنه - رجل من القوم، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من ردّ عن عرض أخيه كان له حجابا من النار»[5710].

ص: 460


1- بالأصل و م بالسين المهملة، خطأ، و الصواب ما أثبت بالشين المعجمة، انظر (الأنساب - و معجم البلدان بوشنج».
2- بالأصل و م بالسين المهملة، خطأ، و الصواب ما أثبت بالشين المعجمة، انظر (الأنساب - و معجم البلدان بوشنج».
3- في م: خريم.
4- كذا بالأصل و م، و هو خطأ، و قد مرّ صوابا، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 271/13.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا محمّد بن إسحاق الصّغاني.

ح قال: و أنا أبو طاهر الفقيه، أنا أبو بكر القطان، أنا علي بن الحسن بن أبي عيسى، قالا: نا عبيد اللّه بن موسى، أنا ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن ابن أبي الدّرداء، عن أبيه قال:

نال رجل من رجل عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فردّ عليه رجل، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من ردّ عن عرض أخيه كان له حجابا من النار»[5711].

قال أبو عبد اللّه الحافظ : ابن أبي الدّرداء: هذا هو عبّاد بن أبي الدرداء، كذا قال.

و قال بعضهم عنه: بلال بن أبي الدّرداء بدلا من عباية.

أخبرناه أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا محمّد بن إسحاق، أنا عبيد اللّه بن موسى، نا ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن بلال بن أبي الدرداء، عن أبيه، قال: نال رجل من رجل عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فرد عليه رجل فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من ردّ عن عرض أخيه كان له حجابا من النار»[5712].

أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا أبو بكر هو ابن أبي شيبة، نا علي بن مسهر، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن عبّاد بن أبي الدرداء، عن أبيه قال: أهدي لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كبشان أملحان (1) جذعان (2) فضحى بهما.

3137 - عباية بن مالك الأنصاري، و يقال: العذري

3137 - عباية بن مالك الأنصاري، و يقال: العذري (3)

له صحبة.

شهد غزوة مؤتة، و كان على الميسرة.

ص: 461


1- كبش أملح: فيه بياض و سواد (اللسان).
2- بالأصل:«جدعان» و في م:«جرعان» و كلاهما تحريف. و الصواب ما أثبت، انظر المطبوعة.
3- ترجمته و أخباره في أسد الغابة 66/3 و الإصابة 273/2 و نقلا عن ابن هشام قوله: و يقال عبادة بن مالك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (1)،أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا محمّد بن يعقوب قالا: نا أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال: فمضى الناس، فتعبأ لهم المسلمون، فجعلوا على ميمنتهم رجلا من بني عذرة يقال له: قطبة بن قتادة، و على ميسرتهم رجلا من الأنصار يقال له: عباية بن مالك، فالتقى الناس (2).

ص: 462


1- الخبر في دلائل النبوة للبيهقي 362/4 نقلا عن ابن إسحاق.
2- و انظر سيرة ابن هشام 19/4 و أسد الغابة 67/3 و زيد في آخر الخبر في سيرة ابن هشام: قال ابن هشام: و يقال: عبادة بن مالك.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.