تاریخ مدینه دمشق المجلد 25

هویة الکتاب

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

تفاصيل النشر: بیروت: دارالفکرالمعاصر؛ دمشق: دارالفکر دمشق: معهد الفتح الاسلامي، 1420ق.= 1999م.= 1378 -

دراسة و تحقيق علي شيري

عدد المجلدات: 80

لسان: العربية

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

تصنيف الكونجرس: DS99 /د8 1378 الف243015

تصنيف ديوي: 956/9144

موضوع: تاريخ الإسلام | التاريخ والجغرافيا المحلية | الترجمة الجماعية | رجال

ص: 1

اشارة

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

دراسة و تحقيق علي شيري

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

ص: 2

الجزء الخامس و العشرون

تتمة حرف الطاء

ذكر من اسمه طغتكين

2968 - طغتكين أبو منصور المعروف بأتابك

2968 - طغتكين أبو منصور المعروف بأتابك(1)

كان من رجال الدولة، و زوّجه نام ابنه دقاق و كان مع تاج الدّولة لما ذهب إلى الري(2) لقتال ابن أخته(3) ، ثم رفع إلى دمشق بعد قتل تاج الدولة، و كان أتابك دقاق مدة ولايته، فما مات دقاق استولى على دمشق و كان شهما مهيبا مؤثرا لعمّارة ولايته شديدا على أهل العيب و الفساد، و امتدت أيامه إلى أن مات يوم السبت السّابع، و يقال:

الثامن من صفر سنة اثنتين(4) و عشرين و خمسمائة، دفن عند المسجد الجديد قبلي المصلّى.

ص: 3


1- أخباره في الوافي بالوفيات 451/16 و أمراء دمشق للصفدي ص 66 و شذرات الذهب 65/4 و العبر 51/4 و ذيل ابن القلانسي ص 218 و سير الأعلام 519/19.
2- بالأصل: «السري» و الصواب عن الوافي بالوفيات و أمراء دمشق.
3- الوافي: ابن أخيه.
4- بالأصل: اثنين.

ذكر من اسمه طغج

2969 - طغج بن جفّ الفرغاني

2969 - طغج بن جفّ الفرغاني(1)

ولي الإمرة بدمشق خلافة لأبي الجيش بن طولون، و لجيش بن [أبي] الجيش و لهارون بن أبي الجيش.

قرأت بخط أبي الحسين الرازي، حدّثني أبو الحارث إسماعيل بن إبراهيم المري، قال: ولي المعتضد الخلافة قبل قتل أبي الجيش بن طولون بثلاث سنين، و أمير دمشق طغج بن جفّ، و بويع لجيش بن أبي الجيش(2) بعد قتل أبيه بدمشق في ذي الحجة سنة اثنين(3) و ثمانين و مائتين، و خرج جيش بن خمارويه بعد قتل أبيه من دمشق راجعا إلى مصر للنصف من ذي الحجة من هذه السّنة، و استخلف على دمشق طغج بن جفّ،، فلما صار جيش إلى مصر وثب على عمه أبي(4) العشائر بمصر فقتله، فتحرك الناس إلى قتله بمصر، و وثب هارون بن خمارويه على جيش فقتله، و صار الأمر إلى هارون بن خمارويه في جماد الآخرة سنة ثلاث و ثمانين و مائتين، فكان طغج بن جفّ أمير دمشق أيام المعتضد كلها، و كان واليا أيضا في أوّل أيام المكتفي إلى أن ولي دمشق بدر الحمامي(5) ، و مضى طغج بعد ذلك إلى مصر، فكان بها، ثم خرج من مصر إلى

ص: 4


1- ترجمته في الوافي بالوفيات 453/16 و تحفة ذوي الألباب 330/1 و أمراء دمشق للصفدي ص 67 و وفيات الأعيان 57/5 و العبر 82/2.
2- أخباره في النجوم الزاهرة 99/3 و تحفة ذوي الألباب للصفدي 328/1.
3- كذا.
4- بالأصل: «وثب نعمه إلى العشائر» صوبنا العبارة عن تحفة ذوي الألباب 329/1.
5- أخباره في تحفة ذوي الألباب 331/1 و الوافي بالوفيات 94/10.

العراق، و حمل معه ابنه محمّد بن طغج بن جفّ المعروف بالإخشيد و بقي بالعراق إلى أن هلك، و خرج ابنه بعد إلى مصر، و صار واليا عليها و على دمشق، فخلع عليه...(1)

يوم الاثنين لثلاث عشرة ليلة بقيت من سبعين(2) سنة اثنين(3) و تسعين و مائتين.

ص: 5


1- بياض بالأصل مقدار كلمة.
2- كذا بالأصل. و لعل الصواب: شعبان
3- كذا.

ذكر من اسمه طفيل

2970 - طفيل بن حارثة الكلبي دمشقي

كان له في السّعي في قتل الوليد بن يزيد تدبير، تقدم ذكره(1) ، و كان له فضل و خطر في كلب، و شهد حصار دمشق مع عبد ربّه بن علي بن عبد اللّه الكندي العبّاسي.

و أخبرنا أبو طاهر إبراهيم بن الحسن، عن طاهر الفقيه - بقراءتي عليه - أنا ابن الأكفاني - قراءة -.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو محمّد بن الأكفاني، قالا: ثنا عبد العزيز، أخبرني تمّام، أخبرني أبي، قال: و في رواية أخرى عن المدائني قال:

ص: 6


1- انظر خبره في تاريخ الطبري 236/4 و 254 و 263 حوادث سنة 126.

المشدود، و نزل عبد اللّه بن علي باب الشرقي. و في مدينة دمشق يومئذ الوليد بن معاوية بن عبد الملك بن مروان في خمسين ألف مقاتل، و حاصروا أهل دمشق أقلّ من شهرين و قاتلوهم من الأبواب كلها و ألقى اللّه العصبية بين اليمانية و المضرية، فقتل بعضهم بعضا، ثم إنّ أهل الكوفة نشروا برجا من بروجها حتى علوه و تهدلها الناس حتى نشروا عليهم نشورا، فافتتحوها عنوة، و قتل الوليد بن معاوية(1) و أباحها ثلاث ساعات من النهار، لا يرفع عنهم السّيف، و يقال: إنّ الوليد بن معاوية قتل قبل فتح دمشق، قتلته اليمانية و المضرية في العصبية التي وقعت بينهم، ثم إنّ عبد اللّه بن علي أمّن الناس كلهم، و أمر بقلع حجارة مدينة دمشق، فقلعت حجرا حجرا بعد أن أثخن في القتل.

2971 - الطّفيل بن زرارة الحرسي

2971 - الطّفيل بن زرارة الحرسي(2)

كان على ميمنة(3) جيش(4) يزيد بن الوليد الذي وجّهه مع سليمان بن هشام بن عبد الملك لقتال أهل حمص الذين خرجوا إلى دمشق طالبين بدم الوليد بن يزيد، له ذكر.

2972 - الطّفيل بن عمرو بن حممة - و قيل: طفيل بن عمرو بن طريف - ابن العاص...

2972 - الطّفيل بن عمرو بن حممة - و قيل: طفيل بن عمرو بن طريف - ابن العاص بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس و قيل: هو الطّفيل بن الحارث، و قيل: طفيل بن ذي النور الدّوسي(5)

له صحبة، و كان سيّدا في قومه، قتل بأجنادين، و قيل: باليرموك، و قيل: قتل باليمامة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا داود بن عمر، و حدّثنا إسماعيل بن عياش، حدّثني عبد ربّه بن سليمان، عن الطّفيل بن عمرو الدّوسي، قال: أقرأني أبيّ بن كعب القرآن، فأهديت له

ص: 7


1- انظر الطبري 354/4 حوادث سنة 132.
2- في الطبري 253/4 في حوادث سنة 126 (الحبشي).
3- في الطبري: ميسرة.
4- بالأصل: «جيش ابن يزيد» حذفنا «ابن» لأنها مقحمة.
5- ترجمته في الاستيعاب 230/2 و أسد الغابة 460/2 و الإصابة 225/2 و جمهرة الأنساب ص 382 و سير الأعلام 344/1 و تاريخ الإسلام (عهد الخلفاء الراشدين) ص 62-63.

قوسا، فغدا إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم متقلّدها، فقال له النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: «من سلّحك هذه القوس يا أبيّ» قال: الطّفيل بن عمرو الدّوسي، أقرأته القرآن، فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «تقلّدها شلوة من جهنم»، فقال: يا رسول اللّه إنّا نأكل من طعامهم، فقال: «أمّا طعام صنع لغيرك، فحضرته فلا بأس أن تأكله، و أمّا ما صنع لك فإنّك إن أكلته فإنّما تأكل بخلاقك».

قال عبد اللّه بن محمّد: و الذي روى عنه إسماعيل بن عياش هذا الحديث عبد ربّه بن سليمان بن زيتون(1) ، أحسبه من أهل حمص، و لم يسمع من الطّفيل بن عمرو، و هو حديث غريب، و للطفيل بن عمرو رواية عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم غير هذا، و يقال: إنّ الطّفيل قتل يوم اليمامة، و الطّفيل بن عمرو أحسبه سكن الشام - ابن زيتون، من أهل بيت المقدس، و ليس بحمصي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنبأ أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد أبو البركات و أبو الفضل بن خيرون قالا: - أنا أبو الحسين الأصبهاني، أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خياط(2) ، قال: طفيل ذو النور بن عمرو بن طريف بن العاص بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان(3) بن عبد اللّه بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد اللّه(4) بن مالك بن نصر بن الأزد بن الغوث.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد، نا أبو بكر بن أبي الدنيا(5) ، نا محمّد بن سعد قال: الطّفيل بن عمرو الدّوسي من الأزد، و كان يسمى ذو القطنتين، أسلم بمكة و رجع إلى بلاد قومه، و وافى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في عمرة القضية، و في الفتح، و قدم المدينة في خلافة أبي بكر، فخرج إلى اليمامة فقتل بها هو و ابنه سنة ثنتي عشرة.

كانت في حاشية الأصل: كان يجعل في أذنيه قطنتين لئلا يسمع كلام النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق إبراهيم، عن عمرو.

ص: 8


1- انظر ترجمته في تهذيب الكمال 76/11.
2- طبقات خليفة بن خياط ص 192 رقم 718.
3- عن خليفة و بالأصل: عثمان.
4- سقطت من طبقات خليفة.
5- الخبر برواية ابن أبي الدنيا سقطت من الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

و حدّثنا عمّي - لفظا - أنا أبو طالب بن يوسف، أنا أبو محمّد الجوهري - قراءة - عن أبي عمر.

قال: و أنا البرمكي - إجازة - أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(1) قال في الطبقة الثانية: الطّفيل بن عمرو بن طريف بن العاص بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم دوس بن عدثان بن عبد اللّه بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد اللّه بن مالك بن نصر بن الأزد.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة -.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(2) قال: طفيل بن عمرو الدّوسي قدم على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و هو بخيبر مع أبي هريرة، سمعت أبي يقول ذلك، قال أبو محمّد: لا أعلم روي عنه شيء.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبد اللّه - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا القاضي(3) ، نا محمّد بن الحسن بن دريد، أخبرني عمي الحسين بن دريد، عن أبيه هشام بن محمّد بن السّائب الكلبي، و عن أبي(4) مسكين عن عبد الرّحمن بن مغراء أبي زهير الدّوسي، قالا: كان حممة بن رافع بن الحارث الدّوسي من أجمل العرب، و كانت له جمّة يقال لها الرطبة، كان يغسلها بالماء ثم يعقصها(5) و قد احتقن فيها الماء، فإذا مضى له يومان رحلها ثم يعصرها فيملأ جلساءه مجج على فرس له، فنظرت إليه الحمامة(6) الكنانية و هي خناس، و كانت عند رجل من بني كنانة يقال له ابن الحمارس فوقع بقلبها، فقالت له: من أنت ؟ فو اللّه ما أدري أوجهك أحسن أم شعرك أم فرسك، ما أنت بالنجديّ الثلب، و لا التهاميّ الثرب، فاصدقني، قال: أنا امرؤ من

ص: 9


1- طبقات ابن سعد 237/4.
2- الجرح و التعديل 489/4.
3- الخبر في الجليس الصالح الكافي 254/3.
4- عن الجليس الصالح و بالأصل: ابن مسكين.
5- بالأصل: «يقصعها» و المثبت عن الجليس الصالح
6- الجليس الصالح: الجمانة.

الأزد من دوس، منزلي بسروق(1) ، قالت: فأنت أحبّ الناس، و قد وقعت في نفسي، فاحملني معك، فأردفها خلفه و مضى إلى بلده، فلمّا أوردها أرضه قال: قد علمت هربك معي كيف كان، و اللّه لا تهربين بعدي إلى رجل أبدا، فقطع عرقوبيها، فولدت له عمرو بن حممة، و كان سيدا، و ولد عمرو بن حممة الطّفيل بن عمرو ذو النور، وفد على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، قالوا: و خرج زوجها ابن الحمارس في طلبها فلم يقدر عليها فرجع و هو يقول:

ألا حيّ الخناس على قلاها *** و إن شحطت و إن بعدت نواها

تبدلت الطبيخ و أرض دوس *** بهجمة فارس حمر ذراها

و قد خبّرتها جاعت و زلّت *** و أن الحر من طود شواها

و قد خبّرتها نحلت ركيّا *** و أثوارا معرّقة شواها

و قد أنبئتها ولدت غلاما *** فلا شبّ الغلام و لا هناها

فلما أنشد عمر بن الخطاب هذا الشعر قال: قد و اللّه شبّ الغلام و هناها.

قال القاضي: قولها: «ما أنت بالنجدي الثلب، و لا التهامي الترب» من التراب جميعا، و الأثلب: من أسماء التراب يقال: ثبته(2) الأثلب فالأثلب(3) ، قوله: «و لا هناها» من قولهم كل هنيا مريا، أصله الهمز، يقال: هنأني الطعام، و قد تترك همزته، و تركه في الشعر كثير لتصحيح الوزن كما قال:

فارعي فزارة(4) لا هناك المربع

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا أبو عمر بن حيّوية.

و حدّثني عمي - لفظا - أنا أبو طالب، أنا محمّد بن الجوهري، عن أبي عمر.

ح قال أبو طالب: أنا البرمكي - إجازة - أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(5) ، أنا محمّد بن عمر، [قال: حدّثني عبد اللّه بن جعفر عن

ص: 10


1- الجليس الصالح: منزلي يبروق.
2- في الجليس الصالح: بفيه.
3- بالأصل: الأثلث فالأثلث.
4- بالأصل: قراءة، و المثبت عن الجليس الصالح.
5- الخبر في طبقات ابن سعد 237/4.

عبد الواحد بن أبي عون الدّوسي و كان له حلف في قريش قال: كان الطّفيل بن عمرو](1) الدّوسي رجلا شريفا شعرا ملأ كثيرا، كثير الضيافة، فقدم مكة و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بها، فمشى إليه رجال من قريش، فقالوا: يا طفيل إنّك قدمت بلادنا، و هذا الرجل الذي بين أظهرنا قد اتصل(2) بنا، و فرّق جماعتنا، و شتّت أمرنا، و إنما قوله كالسّحر يفرّق بين الرجل و بين أبيه، و بين الرجل و بين أخيه، و بين الرجل و بين زوجته، إنّا نخشى عليك و على قومك مثل ما دخل علينا منه، فلا تكلّمه و لا تسمع منه، قال الطّفيل: فو اللّه ما زالوا بي حتى اجتمعت على أن لا أستمع منه شيئا، و لا أكلّمه، فغدوت إلى المسجد، [و قد حشوت أذني كرسفا، يعني قطنا، فرقا من أن يبلغني شيء من قوله حتى كان يقال لي ذو القطنتين، قال: فغدوت يوما إلى المسجد](3) فإذا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قائما يصلي عند الكعبة، فقمت قريبا منه، فأبى اللّه إلاّ أن يسمعني بعض قوله، فسمعت كلاما حسنا، فقلت في نفسي: و اثكل أمي، و اللّه إني لرجل لبيب شاعر، ما يخفى عليّ الحسن من القبيح، فما يمنعني أن أسمع من هذا الرجل ما يقول ؟ فإن كان الذي يأتي به حسنا قبلته، و إن كان قبيحا تركته، فمكث حتى انصرف إلى بيته، ثم اتّبعته حتى إذا دخل بيته دخلت معه، فقلت: يا محمّد إنّ قومك قالوا لي كذا و كذا، للذي قالوا لي، فو اللّه ما تركوني يخوّفوني بأمرك حتى سددت أذني بكرسف لأن لا أسمع قولك، ثم إنّ اللّه أبى إلاّ أن يسمعنيه، فسمعت قولا حسنا، فأعرض عليّ أمرك، فعرض عليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم الإسلام، و تلا عليه القرآن فقال: لا و اللّه ما سمعت قولا قط أحسن من هذا، و لا أمرا أعدل منه، فأسلمت و شهدت شهادة الحق، فقلت: يا نبي اللّه إنّي امرؤ مطاع في قومي، و أنا راجع إليهم، فداعيهم إلى الإسلام، فادع اللّه أن يكون لي عونا عليهم فيما أدعوهم إليه، فقال: «اللّهم اجعل له آية»، قال: فخرجت إلى قومي حتى إذا كنت بثنية يطلعني على الحاضر وقع نور بين عينيّ مثل المصباح، فقلت: اللّهم في غير وجهي، فإنّي أخشى أن يظنّوا أنها مثلة وقعت في وجهي لفراق كتبهم(4) ، فتحوّل النور فوقع في رأس سوطي، فجعل الحاضرون يتراءون ذلك النور في سوطي(5) كالقنديل المعلّق، فدخل

ص: 11


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن طبقات ابن سعد.
2- كذا بالأصل؛ و في ابن سعد: أعضل بنا.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن طبقات ابن سعد.
4- ابن سعد: دينهم.
5- بالأصل: وسطي، و المثبت عن ابن سعد.

بيته قال: فأتاني أبي، فقلت له: إليك عني يا أبتاه فلست مني، و لست منك، قال: و لم تأتني ؟ قلت: إني أسلمت و اتّبعت دين محمّد، قال: يا بني ديني(1) دينك، قال: فقلت:

فاذهب فاغتسل و طهّر ثيابك، ثم جاء فعرضت عليه الإسلام، فأسلم، ثم أتتني صاحبتي، فقلت لها: إليك عنّي دعني لست منك و لست مني، قالت: و لم بأبي أنت ؟ قلت: فرّق بيني و بينك الإسلام، إنّي أسلمت و تابعت محمّدا صلّى اللّه عليه و سلّم، قالت: فديني دينك . قلت: فاذهبي إلى حين ذي السرى(2) فتطهري منه، و كان ذو السرى(3) صنم دوس و الحسي حمى له يحمونه، و شل ما يهبط من الجبل، فقالت: بأبي أنت، أ تخاف على الصّبية من ذي الشرى شيئا، قلت: لا، أنا ضامن لما أصابك، قال: فذهبت فاغتسلت ثم جاءت فعرضت عليها الإسلام، فأسلمت، و دعوت دوسا فانظرا(4) علي ثم جئت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم مكة، فقلت: يا رسول اللّه قد غلبتني دوسا، فادع اللّه عليهم، فقال:

«اللّهم اهد دوسا»، قال: فقال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «اخرج إلى قومك فادعهم و ارفع بهم»، فخرجت إليهم فلم أزل بأرض دوس أدعوها حتى هاجر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إلى المدينة، و مضى بدر و أحد و الخندق، ثم قدمت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بمن أسلم من قومي، و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بخيبر حتى نزلت المدينة بسبعين أو ثمانين بيتا(5) من دوس ثم لحقنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بخيبر، فأسهم لنا مع المسلمين، و قلنا: يا رسول اللّه اجعلنا ميمنتك، و اجعل شعارنا مبرور، ففعل، فشعار(6) الأزد كلها إلى اليوم مبرور، قال الطّفيل: ثم لم أزل مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حتى فتح اللّه عليه مكة، فقلت: يا رسول اللّه ابعثني إلى ذي الكفّين صنم عمرو بن حممة حتى أحرّقه، فبعثه إليه، فأحرقه، و جعل الطّفيل يقول و هو يوقد النار عليه و كان من خشب:

يا ذا الكفين لست من عبادك *** ميلادنا أكبر(7) من ميلادكا

أنا حشيت النار في فؤادكا

ص: 12


1- كتبت فوق الكلام بين السطرين.
2- ابن سعد: «الشرى».
3- ابن سعد: «الشرى».
4- ابن سعد: فأبطئوا عليّ.
5- بالأصل: شيئا، و المثبت عن ابن سعد.
6- بالأصل: «بشعار» و المثبت عن ابن سعد.
7- ابن سعد: أقدم.

قال: فلما أحرقت ذا الكفّين بان لمن بقي ممن تمسّك به أنه ليس على شيء، فأسلموا جميعا، و رجع الطّفيل بن عمرو إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فكان معه بالمدينة حتى قبض فلما ارتدّت العرب خرج مع المسلمين فجاهدوا حتى فرغوا من طليحة و أرض نجد كلّها، ثم سار مع المسلمين إلى اليمامة و معه ابنه عمرو ابن(1) الطّفيل، فقتل الطّفيل بن عمرو باليمامة شهيدا، و جرح ابنه عمرو بن الطّفيل، و قطعت يده، ثم استبلّ و صحّت يده، فبينا هو عند عمر بن الخطاب إذ أتى بطعام فتنحى عنه، فقال عمر: ما لك ؟ لعلّك تنحّيت لمكان يدك ؟ قال: أجل، قال: و اللّه لا أذوقه حتى تسوطه بيدك، فو اللّه ما في القوم أحد بعضه في الجنة غيرك، ثم خرج عام اليرموك في خلافة عمر بن الخطاب مع المسلمين فقتل شهيدا[5325].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل الفراوي، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين(2) قال: نا الإمام أبو عثمان، نا أبو علي زاهر بن أحمد الفقيه، أنا أبو لبابة الميهني، نا عمّار بن الحسن، نا سلمة بن الفضل، عن محمّد بن إسحاق بن يسار، قال: كان الطّفيل بن عمرو الدّوسي يقال: إنه قدم مكة و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بها، فمشى إليه رجال قريش، و كان الطّفيل رجلا شريفا شاعرا لبيبا، فقالوا له: إنك قدمت بلادنا و هذا الرجل الذي بين أظهرنا فرّق جماعتنا، و شتّت أمرنا، و إنّما قوله كالسّحر يفرّق بين المرء و بين أبيه، و بين الرجل و بين أخيه، و بين الرجل و بين زوجته، و إنّا نخشى عليك و على قومك ما قد دخل عليك، فلا تكلّمه، و لا تسمعن منه، قال: فو اللّه ما زالوا بي حتى أجمعت أن لا أسمع منه شيئا، و لا أكلّمه حتى حشوت في أذني حين غدوت إلى المسجد كرسفا، فرقا من أن يبلغني شيء من قوله.

قال: فغدوت إلى المسجد، فإذا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قائم يصلّي عند الكعبة، قمت قريبا منه، فأبى اللّه إلاّ أن يسمعني بعض قوله، فسمعت كلاما حسنا، فقلت في نفسي:

و اثكل أماه، و اللّه إني لرجل لبيب شاعر ما يخفى عليّ الحسن من القبيح، فما يمنعني من أن أسمع من هذا الرجل ما يقول، فإن كان الذي يأتي به حسنا قبلت، و إن كان قبيحا تركت، قال: فمكثت أياما حتى انصرف رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إلى ثنية(3) ، فاتبعته حتى إذا حلّ

ص: 13


1- بالأصل: إلى.
2- الخبر في دلائل النبوة للبيهقي 360/5 و ما بعدها.
3- الدلائل: بيته.

منه(1) دخلت عليه، فقلت: يا محمّد إن قومك قالوا ليّ(2) كذا و كذا، فو اللّه ما برحوا يخوفونني أمرك حتى سددت أذنيّ بكرسف لئلا أسمع قولك، ثم أبى اللّه إلاّ أن يسمعنيه، فسمعت قولا حسنا، فاعرض عليّ أمرك، قال: فعرض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عليّ الإسلام، و تلا عليّ القرآن، فلا و اللّه ما سمعت قولا قط أحسن منه، و لا أمرا أعدل منه، فأسلمت، و شهدت شهادة الحق، و قلت: يا نبي اللّه إني امرؤ مطاع في قومي، و إنّي راجع إليهم، فداعيهم إلى الإسلام، فادع اللّه أن يجعل لي آية تكون لي عونا عليهم فيما أدعوهم إليه، فقال: «اللّهم اجعل له آية».

قال: فخرجت إلى قومي حتى إذا كنت بثنية يقال لها كذا و كذا تطلعني على الحاضر وقع نور بين عيني مثل المصباح قال: قلت: اللّهم في غير وجهي إنّني أخشى أن يظنوا أنها مثلة وقعت في وجهي لفراقي دينهم، قال: فتحوّل، فوقع في رأس سوطي كالقنديل المعلّق، و أنا انهبط إليهم من الثنية حتى جئتهم و أصبحت فيهم، فلما نزلت أتاني آت و كان شيخا كبيرا، فقلت: إليك عنّي يا أبة، فلست منك، و لست مني، قال:

لم يا بني ؟ قلت: أسلمت و تابعت دين محمّد، قال: يا بني فديني دينك، قال: قلت:

فاذهب يا أبة فاغتسل و طهّر ثيابك ثم تعال حتى أعلّمك ما علّمت، قال: فذهب فاغتسل و طهّر ثيابه، ثم جاء، فعرضت عليه الإسلام، فأسلم، ثم اتتني صاحبتي، فقلت لها:

إليك عنّي فلست منك و لست مني، قالت: لم بأبي أنت و أمّي ؟ قلت: فرّق الإسلام بيني و بينك، أسلمت و تابعت دين محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم، قالت: فديني دينك، قال: فقلت: فاذهبي إلى حيوة(3) ذي الشرى فتطهري منه، و كان ذو الشرى صنما لدوس و كان الحي حمى حوله و به وشل من ما يهبط من جبل إليه، قالت: بأبي و أمي أ تخشى عليّ الصّبية من ذي الشرى شيئا؟ قال: قلت: لا، أنا ضامن لك، قال: فذهبت و اغتسلت، ثم جاءت فعرضت عليها الإسلام، فأسلمت، ثم دعوت دوسا إلى الإسلام فابطئوا علي، فجئت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقلت: يا رسول اللّه إنّه قد غلبني على دوس الزّنا(4) فادع اللّه عليهم، فقال: «اللّهمّ اهد دوسا»، ثم قال: «ارجع إلى قومك فادعهم إلى اللّه، و ارفق بهم»،

ص: 14


1- في الدلائل: حتى إذا دخل بيته دخلت عليه.
2- بالأصل: إليّ.
3- كذا، و في البيهقي: «الحنى».
4- مهملة بالأصل بدون نقط، و المثبت عن البيهقي.

فرجعت إليهم، فلم أزل بأرض دوس أدعوهم إلى اللّه، ثم قدمت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بمن أسلم معي من قومي و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بخيبر، فنزلت المدينة بسبعين أو ثمانين بيتا من دوس، ثم لحقنا برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بخيبر، فأسهم لنا مع المسلمين.

قال ابن شهاب(1): فلما قبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و ارتدّت العرب خرج الطّفيل مع المسلمين حتى فرغوا من طليحة، ثم سار مع المسلمين إلى اليمامة، و معه ابنه عمرو بن الطّفيل، فقال لأصحابه: إنّي قد رأيت رؤيا فاعبروها لي، رأيت أن رأسي قد حلق، و أنه قد خرج من فمي طائر، و أنّ امرأتي لقيتني فأدخلتني في فرجها، و رأيت أن ابني يطلبني طلبا حثيثا، ثم رأيته حبس عني، قالوا: خيرا رأيت، قال: أما و اللّه إنّي قد أوّلتها، قالوا: و ما ذاك ؟ قال: أما حلق رأسي فوضعه، و أمّا الطائر الذي خرج من فمي فروحي، و أما المرأة التي أدخلتني في فرجها فالأرض تحفر لي فأغيّب فيها، و أمّا طلب ابني إياي ثم الجيشة عني فإنّي أراه سيجهد لأن تصيبه من الشهادة ما أصابني، فقتل الطّفيل شهيدا باليمامة، و جرح ابنه عمرو جراحا شديدا، ثم قتل عام اليرموك شهيدا في زمان أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب[5326].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر أحمد بن منصور، أنا محمّد بن عبد اللّه بن زكريا الجوزقي، أنا أبو سعيد بن الأعرابي بمكة، نا أبو عثمان سعدان بن نصر، و أبو يحيى محمّد بن سعيد بن غالب، قالا: نا سفيان بن عيينة.

ح قال: و أنا الجوزقي، أنا أبو جعفر محمّد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب الموصلي، نا جدي علي بن حرب، نا سفيان بن عيينة.

ح و أخبرنا أبو القاسم عثمان بن محمّد بن الفضل، و أبو بكر ذاكر بن أحمد بن عمر بن أبي بكر، و أبو مضر رشيد بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران، ثنا أبو علي بن أيوب بن إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل الصّفار، ثنا سعدان بن نصر بن منصور، نا سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال:

ص: 15


1- في البيهقي: ابن يسار.

بهم» - ثلاثا (1)- و ليس في حديث الجوزقي: ثلاثا[5327].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر المقرئ، أنا أبو بكر الجوزقي، أنا أبو حامد بن الشرقي، نا أحمد بن محمّد بن الصّباح الدولابي، نا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، حدّثني أبي، عن صالح بن كيسان، عن الأعرج قال: قال أبو هريرة:

قدم الطّفيل بن عمرو الدّوسي و أصحابه على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال: يا رسول اللّه إن دوسا قد عصت و أبت، فادع اللّه عليها، فقيل: هلكت دوس، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«اللّهمّ اهد دوسا، و أنت بهم»[5328].

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا علي بن أحمد بن محمّد بن لؤلؤ، أنا أبو الحسن عبد اللّه بن محمّد بن ياسين، و محمّد بن إسماعيل البندار، البصلاني، قالا: نا خالد بن يوسف السّمتي(2) ، نا أبي، عن موسى بن عقبة، عن أبي حازم، عن أبي هريرة:

أن الطّفيل بن عمرو قدم و أصحابه على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقالوا: يا رسول اللّه إنّ دوسا قد عصت و أبت، فادع اللّه عليها، فقيل: هلكت دوس، فقال: «اللّهمّ اهد دوسا، و أنت بهم»[5329].

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا محمّد بن يعقوب، و أحمد بن محمّد بن إبراهيم، قالا: ثنا يحيى بن جعفر، نا عبد الوهاب بن عطاء، نا محمّد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قدم الطّفيل بن عمرو الدّوسي و أصحابه، و كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أرسله إلى دوس يدعوهم، فقال: يا رسول اللّه إن دوسا قد عصت(3) و أنت بهم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبد الوهاب بن أبي حية، نا محمّد بن شجاع، نا محمّد بن عمر الواقدي(4) ، نا عبد اللّه بن جعفر، و ابن أبي سبرة، و ابن موهب، و عبد اللّه بن يزيد، و عبد الصمد بن

ص: 16


1- انظر دلائل البيهقي 359/5.
2- بالأصل: السمني، بالنون، و الصواب «السمتي» كما في الأنساب، ذكره السمعاني و ترجم له.
3- كذا العبارة بالأصل، و ثمة سقط في الكلام قياسا إلى الروايات السابقة للحديث.
4- الخبر في مغازي الواقدي 922/3-923 تحت عنوان: شأن غزوة الطائف.

محمّد السّعدي، و محمّد بن عبد اللّه، عن الزهري، و أسامة بن زيد، و أبو معشر، و عبد الرّحمن بن عبد العزيز، و محمّد بن يحيى بن سهل، و غير هؤلاء ممن لم يسمّ(1) ، أهل ثقات، فكلّ قد حدّثني من هذا الحديث بطائفة، و قد كتبت كلّ ما حدّثوني، قالوا:

لما افتتح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حنينا و أراد المسير إلى الطائف بعث الطّفيل بن عمرو إلى ذي الكفّين - صنم عمرو بن حممة - يهدمه، و أمره أن يستمدّ قومه و يوافيه بالطائف، فقال الطّفيل: يا رسول اللّه أوصني، قال: «أفش السّلام، و ابذل الطّعام، و استحي من اللّه كما يستحي الرجل ذو الهيئة من أهله، إذا أسأت فأحسن، ف إِنَّ الْحَسَنٰاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئٰاتِ، ذٰلِكَ ذِكْرىٰ لِلذّٰاكِرِينَ (2)» قال: فخرج الطّفيل سريعا إلى قومه، فهدم ذا(3) الكفّين و جعل يحش النار في جوفه و يقول:

يا ذا الكفّين ليس(4) من عبادكا *** ميلادنا أقدم من ميلادكا

أنا حششت النار في فؤادكا

و أسرع معه قومه، انحدر معه أربع مائة من قومه، فوافوا النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بالطائف بعد مقدمه بأربعة أيام، فقدم بدبّابة و منجنيق، و قال: يا معشر الأزد من يحمل رايتكم ؟ قال الطّفيل: من كان يحملها في الجاهلية، قال أصبتم و هو النعمان بن الزّارقة اللّهبي(5)[5330].

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، نا أبو الحسن الدّارقطني، قال: الطّفيل بن عمرو بن طريف بن النعمان بن العاص ذو النور، ذكر الحارث بن أبي أسامة، عن محمّد بن عمران الأزدي، عن هشام بن الكلبي، قال: إنما سمّي الطّفيل بن عمرو بن طريف بن العاص بن ثعلبة بن سليم بن فهم ذو النور لأنه وفد على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال: يا رسول اللّه إنّ دوسا قد غلب عليهم الزّنا فادع اللّه عليهم، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «اللّهمّ اهد دوسا، و أنت بهم»، ثم قال: يا رسول اللّه ابعثني إليهم،

ص: 17


1- عن الواقدي و بالأصل: اسم.
2- سورة هود، الآية: 114.
3- بالأصل: ذو.
4- في الواقدي: «لست».
5- هكذا بالأصل، و في الواقدي: «الزرافة» و في ابن سعد 114/2 «النعمان بن بازية اللهبي» و في الاستيعاب: النعمان بن الزراع عريف الأزد.

ففعل، فقال: اجعل لي آية يهتدون، فقال: «اللّهمّ نوّر له»، فسطع نور بين عينيه، فقال:

يا رب أخاف أن يقولوا: مثلة، فتحولت إلى طرف سوطه، قال: فكان يضيء في الليلة المظلمة له فسمّي ذا النور.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا(1) ، قال: و أمّا ذو النور:

الطّفيل بن عمرو بن طريف بن العاص بن ثعلبة بن سليم بن فهم ذو النور - الطّفيل (2)- ذكر ابن الكلبي أنه وفد على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال: «اللّهمّ نوّر له»، فسطع نور بين عينيه، فقال: أخاف أن يقولوا: مثلة، فتحوّلت إلى طرف سوطه، فكان يضيء في الليلة المظلمة فسمّي ذا النور.

أخبرنا أبو الحسين بن علي بن أشليها، و ابنه أبو الحسن علي بن الحسين، قالا:

أنا أبو الفضل بن الفرات، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم، نا محمّد بن عائذ، نا الوليد بن مسلم، عن عبد اللّه بن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة قال: و قتل من المسلمين يوم أجنادين الطّفيل بن عمرو من دوس.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، أنا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان.

ح و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، قالا: ثنا إبراهيم بن المنذر، حدّثني محمّد بن فليح، عن موسى بن عقبة.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين بن الفضل القطّان، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عتّاب، أنا القاسم بن عبد اللّه بن المغيرة، نا إسماعيل بن(3) أبي أويس، نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمّه موسى بن عقبة، عن ابن شهاب - زاد يعقوب: و ابن لهيعة و عن أبي الأسود عن عروة قال: و قتل يوم

ص: 18


1- الاكمال لابن ماكولا 390/3.
2- سقطت اللفظة من الاكمال.
3- بالأصل: «عن» خطأ.

أجنادين من المسلمين الطّفيل بن عمرو الدّوسي - و في رواية ابن الأكفاني: الذهلي - و هو وهم.

أخبرنا أبو محمّد أيضا، أنا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، أنا أبو زرعة(1) ، قال: و كانت أجنادين في خلافة أبي بكر، قتل بها الطّفيل بن عمرو الدّوسي، عن أحمد - يعني أنه قاله-.

قال: و نا عبد العزيز، أنا تمام بن محمّد، نا جعفر بن محمّد، نا أبو زرعة، قال:

و قتل بها - يعني بأجنادين الطّفيل بن عمرو الدّوسي، عن أحمد.

أخبرتنا أم البهاء بنت محمّد البغدادي، قالت: أنا أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد، نا يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه، عن أبي إسحاق، قال: قتل الطّفيل بن عمرو الدّوسي عام اليرموك في خلافة عمر بن الخطّاب.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن عبد اللّه بن سعيد، نا السري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن أبي عثمان و خالد قال: و كان ممن أصيب في الثلاثة آلاف الذين أصيبوا يوم اليرموك عكرمة أبو الطّفيل بن عمرو، هكذا قالا، و الصّواب عكرمة و الطّفيل(2).

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسين السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، ثنا أحمد بن عمران، نا موسى التستري، نا خليفة العصفري(3) ، قال: قال علي بن محمّد، عن أبي معشر في تسمية من استشهد باليمامة: طفيل بن عمرو الدّوسي.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: و ممن استشهد باليمامة سنة اثنتي(4) عشرة:

ص: 19


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 216/1-217.
2- و هو ما ورد في تاريخ الطبري 402/3 و فيه: عكرمة... و الطفيل بن عمرو.
3- تاريخ خليفة ص 111 في تسمية من استشهد يوم اليمامة (سنة 11 ه).
4- كذا بالأصل. و في وقتها أقوال، انظر تاريخ خليفة حوادث سنة 11.

استشهد الطّفيل بن عمرو الدّوسي من الأزد هو و ابنه، هذا وهم(1) ، فقال في موضع آخر: و استشهد بأجنادين طفيل بن عمرو الدّوسي.

2973 - الطّفيل بن عمير الكلبي

من أهل المزّة ممن تخلف عن القيام في أمر يزيد بن الوليد، و ذهب إلى البقاع، فلما ظهر يزيد بن الوليد عاد إلى المزّة.

2974 - الطّفيل البكّائي العامري الكوفي

سمع عليا، و شهد الحكمين.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّاء، و أبو محمّد بن بالويه، قالا: ثنا محمّد بن يعقوب الأصم، نا عباس بن محمّد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: زياد البكّائي من بني عامر بن صعصعة، و كان جدّه قد شهد الحكمين.

ص: 20


1- يعني أن ابنه لم يمت في يوم اليمامة، و في أسد الغابة 463/2 جرح ابنه عمرو بن الطفيل ثم عوفي و قتل عام اليرموك شهيدا. و انظر الإصابة 226/2.

ذكر من اسمه طلحة

2975 - طلحة بن أحمد بن الحسن، و يقال: ابن الحسين أبو القاسم، و يقال: أبو محمّد البغدادي الخزّاز الصّوفي

2975 - طلحة بن أحمد بن الحسن، و يقال: ابن الحسين أبو القاسم، و يقال: أبو محمّد البغدادي الخزّاز الصّوفي(1)

سمع خيثمة بن سليمان بأطرابلس، و أبا علي بن فضالة بحمص، و محمّد بن أحمد بن مهزول(2) ، و محمّد بن أحمد بن عبد اللّه بن صفوة بالمصّيصة، و أبا عبد اللّه المحاملي ببغداد، و أحمد بن محمّد بن إدريس الأنطاكي إمام حلب.

روى عنه: أبو محمّد الخلاّل، و كنّاه أبا(3) القاسم أبو نعيم الحافظ، و محمّد بن محمّد بن بكير المقرئ، و كنّاه أبا محمّد، و أبا الحسين أحمد بن عمر بن روح النّهرواني و غيرهم.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن، نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب(4) ، حدّثني الحسن بن محمّد الخلاّل، نا أبو القاسم طلحة بن أحمد بن الحسن الخزّاز الصّوفي، أنا محمّد بن أحمد بن فضالة السّوسي بحمص، نا محمّد بن أحمد بن عصمة، نا سلّم بن ميمون الخوّاص، نا الربيع بن بدر، عن أبيه، عن جدّه، عن أبي موسى الأشعري، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «المرأة كالضلع فدارها تعش بها، فدارها تعش بها»[5331].

ص: 21


1- ترجمته في تاريخ بغداد 351/9.
2- في تاريخ بغداد: بن أبي مهزول.
3- بالأصل: أبو.
4- الخبر في تاريخ بغداد 351/9-352.

نا أبو علي الحداد، نا أبو نعيم(1) ، نا طلحة بن أحمد بن الحسن الصّوفي، نا محمّد بن صفوة المصّيصي، ثنا يوسف بن سعيد بن مسلم، نا عبد اللّه بن موسى، نا ابن المبارك، عن سليمان التّيمي، عن أنس بن مالك أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال: «رأيت ليلة أسري بي رجالا تقطع ألسنتهم بمقاريض من نار فقلت: من هؤلاء يا جبريل ؟ قال: هؤلاء خطباء من أمّتك يأمرون الناس بما لا يفعلون»[5332].

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، و أبو النجم الشيخي، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب(2): طلحة بن أحمد بن الحسن أبو القاسم، و قيل: أبو محمّد الخزّاز الصّوفي، حدّث عن القاضي المحاملي، و محمّد بن أحمد بن فضالة السّوسي، و محمّد بن أحمد بن أبي مهزول، و محمّد بن أحمد بن عبد اللّه بن صفوة المصيصي(3) ، و خيثمة بن سليمان الأطرابلسي، حدّثنا عنه الخلاّل، و أحمد بن عمر بن روح النّهرواني، و كنّاه لي الخلاّل: أبا القاسم، و ابن روح، أبا محمّد، سألت الخلاّل عنه فقال: كان شيخا صالحا، ثقة، سافر كثيرا، و كتبنا عنه من أصول صحاح، و مات ببغداد سنة ثمانين و ثلاثمائة.

2976 - طلحة بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد أبو الحسن الصّيداوي

حدّث عن شيخ له.

روى عنه علي بن محمّد الحنّائي.

2977 - طلحة بن أسد بن عبد اللّه المختار أبو محمّد الرّقّي

سكن دمشق، و سمع أبا بكر الآجري، و أبا علي بن منير التّنوخي، و محمّد بن محمّد بن حفص، و أبا الفرج الموحّد بن إسحاق بن إبراهيم بن سلامة بن البري، و أبا

ص: 22


1- الحديث في حلية الأولياء 43/8-44 في ترجمة إبراهيم بن أدهم من طريق أبي نصر الحنبلي النيسابوري بسنده عن أنس عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.
2- تاريخ بغداد 351/9 و 352.
3- في تاريخ بغداد: المصيصيين.

سليمان بن زبر، و يوسف بن القاسم الميانجي، و محمّد بن محمّد بن الخطيب بالرّقّة، و أبا العباس أحمد بن محمّد بن علي البردعي.

روى عنه: عبد الغني بن سعيد، و رشأ بن نظيف المعدّل، و أبو علي الأهوازي المقرءان، و أبو محمّد عبد اللّه بن الحسين بن عبيد اللّه بن عبدان، و أبو طالب حمزة بن محمّد بن عبد اللّه الجعفري نزيل طوس، و علي بن الحسن بن علي الربعي، و أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الطيّان، و علي بن محمّد الحنّائي(1) ، و قال: أخبرنا أبو محمّد(2) طلحة بن أسد بن المختار الرّقّي الشيخ الصّالح، فذكر عنه حديثا.

أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، أنبأ أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن أحمد بن المبارك، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن الحسين بن عبيد اللّه بن عبدان، أنا أبو محمّد طلحة بن أسد بن المختار، نا أبو بكر محمّد بن الحسين الآجري بمكة، ثنا أبو بكر محمّد بن يحيى بن سليمان المروزي، نا عبيد اللّه بن محمّد العيشي، أنا حمّاد بن سلمة، أنا سهيل بن أبي صالح، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن تميم الدّاري أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال: «إنّ الدين النصيحة، إنّ الدين النصيحة - ثلاثا - للّه عزّ و جلّ، و لكتابه، و لرسوله، و لأئمّة المسلمين و عامّتهم»، قال سهيل: قال لي أبي:

احفظ هذا الحديث[5333].

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو عبد اللّه محمّد بن طلحة الرازي ببغداد، قالا: أنا عبد اللّه بن محمّد الصّريفيني، ثنا عبيد اللّه بن محمّد بن إسحاق المتّوثي(3) ، نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا علي بن الجعد، أنا زهير بن سهيل بن أبي صالح، عن عطاء بن يزيد عن(4) تميم الدّاري، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «إنّ الدين النصيحة، إنّ الدين النصيحة - ثلاثا -» قالوا: لمن يا رسول اللّه ؟ قال: «للّه عز و جل، و لكتابه، و لأئمّة المسلمين - أو قال: المؤمنين - و عامتهم». هكذا قال سهيل[5334].

أخبرنا أبو القاسم بن عبدان، أنا أبو عبد اللّه بن المبارك، أنا أبو محمّد بن

ص: 23


1- بالأصل «الحياني» و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 565/17.
2- بالأصل: «أبو محمد بن طلحة».
3- رسمها بالأصل: «المنوني» خطأ و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 548/16.
4- بالأصل «بن».

عبدان، أنا طلحة بن أسد بن المختار، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين الآجري، نا ابن شاهين - يعني أبا عبد اللّه أحمد بن محمّد - نا أبو هاشم محمّد بن يزيد الرفاعي، نا إسحاق بن سليمان، عن المغيرة بن مسلم، عن قتادة، عن أبي الدّرداء قال: لا إسلام إلاّ بطاعة، و لا خير إلاّ في الجماعة، و النصح للّه عز و جل و للخليفة و للمسلمين(1) عامة.

قرأت بخط علي بن محمّد الحنّائي، و أنبأنيه أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا علي بن محمّد الحنّائي(2) ، أنا أبو محمّد طلحة بن أسد بن المختار الرّقّيالشيخ النبيل الصّالح شيخي، و كان من خيار عباد اللّه.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، قال: سمعت عبد الوهاب بن جعفر يقول: توفي أبو محمّد طلحة بن أسد الرّقّي الشيخ الصالح ليلة الجمعة، و أخرج يوم الجمعة لاثني(3) عشر ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة أربع و تسعين و ثلاثمائة، حدّث بكتب الآجري كلّها، و كان ثقة مأمونا، يذكر عنه من السخاء و الكرم شيء عظيم، حدّثنا عنه عدة.

و قرأت بخط عبد المنعم بن علي النحوي مثل هذا في وفاته، و زاد: و دفن في مقابر كيسان، و كان له مشهد حسن.

2978 - طلحة بن زيد أبو مسكين - و يقال: أبو محمّد - القرشي الرّقّي

2978 - طلحة بن زيد أبو مسكين - و يقال: أبو محمّد - القرشي الرّقّي(4)

قيل: إنه دمشقي و سكن الرّقّة.

روى عن إبراهيم بن أبي عبلة، و الأحوص بن حكيم، و الوضين بن عطاء، و ثور بن يزيد، و الأوزاعي، و إسماعيل بن نشيط، و عبيدة بن حسّان، و نصر بن عبد اللّه الباهلي، و هشام بن عروة، و الخليل بن مرّة، و موسى بن عبيدة، و عقيل بن خالد،

ص: 24


1- في مختصر ابن منظور 183/11 و للمؤمنين.
2- رسمها بالأصل: «الحياني».
3- كذا، و الصواب: لاثنتي عشرة ليلة.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 240/9 و تهذيب التهذيب 13/3 و ميزان الاعتدال 338/2.

و عبد اللّه بن يزيد بن تميم السلمي، و برد بن سنان(1).

روى عنه: إسماعيل بن عيّاش، و بقية، و محمّد بن شعيب بن شابور، و عبد الرّحمن بن صخر الفرائضي(2) ، و وضاح، و بهلول ابنا حسّان الأنباريان، و محمّد بن يزيد بن سنان الرّهاوي، و يحيى بن زياد الرّقّي، فهير(3) ، و صدقة بن عبد اللّه السّمين، و محمّد بن ماهان، و الخصيب بن ناصح، و المعافى بن عمران، و عثمان بن عبد الرّحمن الطرائفي، و أبو حنيفة محمّد بن ماهان الواسطي، و أحمد بن عبد اللّه بن يونس، و شيبان بن فرّوخ، و أبو عتّاب سهل بن حمّاد، و أحمد بن شبّويه، و أبو شهاب عبد ربه بن نافع الخياط(4) ، و محمّد بن عثمان القرشي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو الحسين بن المظفر، نا محمّد بن محمّد الباغندي، نا شيبان بن فرّوخ، نا طلحة بن زيد الدمشقي، عن عبيدة بن حسان عن(5) عطاء الكيخاراني، عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري، قال:

بينما نحن جلوس مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في بيت ابن(6) حشفة في نفر من المهاجرين منهم: أبو بكر، و عمر، و عثمان، و علي، و طلحة، و الزبير، و عبد الرّحمن بن عوف، و سعد بن أبي وقّاص، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «لينهض كلّ رجل منكم إلى كفوه»، قال:

و نهض النبي صلّى اللّه عليه و سلّم إلى عثمان بن عفّان فاعتنقه و قال: «أنت وليّي في الدنيا، و أنت وليّي في الآخرة»[5335].

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا محمّد بن مهدي المصّيصي، نا عمرو - يعني ابن أبي سلمة - نا صدقة، عن طلحة بن زيد، عن موسى بن عبيدة، عن عبد اللّه(7) بن دينار، عن ابن عمر عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

ص: 25


1- في تهذيب الكمال: برد بن شيبان الشامي... و أبي فروة يزيد بن سنان الجزري الرهاوي.
2- في تهذيب الكمال: الوابصي.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 84/20.
4- تهذيب الكمال: الحناط.
5- بالأصل: «بن» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر ميزان الاعتدال 338/2 و بالأصل: «عطاء الكيخاراني» و المثبت عن ميزان الاعتدال.
6- كذا.
7- بالأصل: «عبيد اللّه» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 116/10.

«إن العبد ليقف بين يدي اللّه فيطوّل اللّه وقوفه، حتى يصيبه من ذلك كرب (1) شديد فيقول: يا ربّ ارحمني اليوم، فيقول: و هل رحمت شيئا من خلقي من أجلي فأرحمك، هات و لو عصفورا(2)»، قال: فكان أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و من مضى من سلف هذه الأمة يتبايعون العصافير فيعتقونها[5336].

و قال أبو حاتم بن حبّان في كتاب الضعفاء فيما حكاه أبو الفضل المقدسي عنه:

طلحة بن زيد الرّقّي و هو الذي يقال له الشامي، كان أصله من دمشق، روى عن الأوزاعي و غيره، روى عنه العلاء بن هلال الرّقّي، و شيبان بن فرّوخ منكر الحديث، لا يحلّ الاحتجاج بخبره.(3)

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة -.

ح قال و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(4) ، قال: طلحة بن زيد الرّقّي روى عنه إبراهيم بن أبي عبلة، و الأحوص بن حكيم، و ثور بن يزيد، و الوضين بن عطاء، روى عنه: عثمان بن عبد الرّحمن الطرائفي، و يحيى بن زياد المعروف بفهير، و معافى بن عمران، و أحمد بن عبد اللّه بن يونس، سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمّد: روى عن الأوزاعي أيضا، و إسماعيل بن نشيط، روى عنه بقية.

سمعت أبا القاسم بن السّمرقندي يقول: سمعت أبا القاسم الإسماعيلي يقول:

سمعت أبا عمرو عبد الرّحمن بن محمّد الفارسي يقول: سمعت عبد اللّه بن عدي(5) يقول: [سمعت](6) محمّد بن سعيد الحرّاني يقول: سمعت هلال بن العلاء يقول: قال أبو يوسف الرّقّي محمّد بن أحمد الصّيدلاني إذا سمعت بقية يقول: حدّثنا أبو مسكين(7)

ص: 26


1- بالأصل: كرب من شديد.
2- بالأصل: عصفور، خطأ.
3- انظر تهذيب الكمال 241/9.
4- الجرح و التعديل 479/4-480.
5- الخبر في الكامل لابن عدي 108/4-109.
6- الزيادة عن ابن عدي.
7- عن ابن عدي و بالأصل: «أبو سليمان» خطأ.

الرّقّي فاعلم أنه يريد طلحة بن زيد(1).

قال: و نا ابن عدي(2) ، و نا أحمد بن موسى بن معدان، نا عبد السّلام بن عبد الرّحمن بن صخر، حدّثني أبي عن طلحة بن زيد أبي مسكين.

قال: و نا أبو أحمد بن عدي(3) ، نا الوزان، نا زياد بن يحيى، نا أبو عتّاب، نا طلحة بن زيد، أبو محمّد الشامي عن بقية الحمصي، يحدث عن ثور بن يزيد بحديث.

و قال أبو بكر: أحمد بن محمّد بن الحجّاج المروذي(4): سألت أحمد بن حنبل عن طلحة بن زيد القرشي فقال: ليس بذاك، قد حدّث بأحاديث مناكير.

و قال في موضع آخر: كان طلحة بن زيد نزل على شعبة(5) ليس بشيء كان يضع الحديث.

أنبأنا أبو عامر محمّد بن سعدون العبدي.

أخبرني أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا علي بن محمّد المالكي، نا عبد اللّه بن عثمان الصّفار، أنا محمّد بن عمران الصّيرفي، نا عبد اللّه بن علي المديني، قال:

و سمعت أبي يقول: طلحة بن زيد كان يضع الحديث.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب.

ح و حدّثني أبو عبد اللّه البلخي، أنا محمّد بن الحسين بن هريسة، قالا: أنا أحمد بن محمّد بن غالب، أنا أبو يعلى حمزة بن محمّد بن علي بن هاشم، نا محمّد بن إبراهيم بن شعيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو عمرو الفارسي، أنا عبد اللّه بن عدي(6) ، أنا الجنيدي(7).

ص: 27


1- بالأصل: «يزيد ابن طلحة بن يزيد» و الصواب ما أثبت عن ابن عدي.
2- المصدر السابق 109/4.
3- المصدر السابق.
4- نقله المزي في تهذيب الكمال 241/9.
5- قوله «نزل على شعبة» عن تهذيب الكمال، و مكانها بالأصل: «بدل علي سعيد».
6- الكامل لابن عدي 109/4.
7- بالأصل «الجندي» و الصواب عن ابن عدي.

ح و أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا: - أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل البخاري(1) قال: طلحة بن زيد الشامي منكر الحديث.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة -.

ح قال و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(2) ، قال: سألت أبي عنه، فقال: منكر الحديث، ضعيف الحديث.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو يعلى حمزة بن علي بن الحبوبي(3) ، قالا: أنا سهل بن بشر، أنا علي بن منير، أنا الحسن بن رشيق، نا أبو عبد الرّحمن الثاني(4) ، قال: طلحة بن زيد الشامي متروك الحديث.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي جعفر بن يحيى، نا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي الرّحمن(5) ، أخبرني أبي قال: أبو محمّد طلحة بن زيد ليس بثقة.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، أنا أبو النّضر محمّد بن محمّد بن يوسف الفقيه، قال: قال لنا صالح بن محمّد الحافظ: طلحة بن زيد لا يكتب حديثه(6).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو أحمد محمد بن عبد اللّه بن أحمد بن القاسم بن جامع الدّهان، نا أبو علي محمد بن جعفر بن سعيد بن عبد الرّحمن القشيري الحرّاني الحافظ قال: طلحة بن زيد أبو مسكين الرّقّي،

ص: 28


1- التاريخ الكبير للبخاري 351/4.
2- الجرح و التعديل 480/4.
3- بالأصل: «الجنوبي» و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 357/20.
4- كذا رسمها.
5- السند بالأصل مضطرب و كانت صورته: «أنا الخصيب بن عبد اللّه أخبرني أبي قال أبو محمد طلحة أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد اللّه» صوبنا السند قياسا إلى أسانيد مماثلة متقدمة.
6- تهذيب الكمال 241/9.

حدّث عن جماعة من أهل الرقّة و أهل حرّان، و حدث عنه محمد بن يزيد بن سنان الرّهاوي، فحدّثنا أبو فروة - عن أبيه - عن طلحة بن زيد، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أنس بأحاديث مناكير، و حدّث عنه العلاء بن هلال، عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية، عن محمد بن كعب القرظي بحديث عمر بن عبد العزيز حديث ابن عباس: خير المجالس ما استقبل به القبلة، فذكر الحديث بطوله، و هو منكر الحديث.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو ياسر محمد بن عبد العزيز بن عبد اللّه، أنا أبو بكر البرقاني - إجازة - قال: هذا ما وافقت عليه أبا الحسن الدارقطني.

ح و أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق، أنا أبو الغنائم محمد بن علي بن علي الدّجاجي، و أبو تمام علي بن محمد بن الحسن الواسطي في كتابيهما، عن أبي الحسن الدّارقطني قال: طلحة بن زيد الشامي عن الأوزاعي، و الوضين بن عطاء - زاد ابن بطريق: ضعيف(1)-.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو عمرو الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي، قال: و لطلحة هذا أحاديث مناكير(2).

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: قال: أنا أبو نعيم الحافظ:

طلحة بن زيد الشامي يروي عن الأوزاعي و غيره، منكر الحديث، قاله البخاري، و كذلك قال طاهر بن الفضل الحلبي، روى عن ابن عيينة، و حجّاج بن محمد بالمناكير، لا شيء.

2979 - طلحة بن سعيد بن عمرو بن مرّة الجهني

من وجوه جند دمشق.

ولي إمرة البصرة في خلافة الوليد بن عبد الملك نيابة عن الحجّاج بن يوسف، و كان ثم نهض في بيعة يزيد بن الوليد، تقدم ذكره في ترجمة ردين بن ماجد.

و حدّث عن أبيه سعيد.

روى عنه الفرج بن فضالة الحمصي.

ص: 29


1- تهذيب الكمال 241/9.
2- الكامل لابن عدي 112/4.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، أنا موسى التستري، نا خليفة العصفري(1) ، قال في تسمية عمال الوليد بن عبد الملك و الحجّاج(2): على البصرة: الحكم بن أيوب في ولاية الوليد، ثم عزله و ولّى طلحة بن سعيد الجهني من أهل دمشق ثم عزله.

2980 - طلحة بن أبي السّن الصّيداوي

صاحب أبي بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن جميع الغسّاني، و ختن أخيه.

حكى عن: أبي بكر بن جميع، و عن بعض الصالحين.

حكى عنه: أبو محمد الحسن بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن جميع المعروف بالسّكن.

حدّثني أبو طاهر إبراهيم بن الحسن بن طاهر، أنا أبو الحسن الموازيني، قال:

كتبت إلى السّكن بن محمد بن أحمد بن جميع الصّيداوي، عن طلحة بن أبي السّن خادم جده أبي بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن جميع الغسّاني - و كان زوج ابنة أخيه - قال:

كان الشيخ أبو بكر يقوم الليل كلّه فإذا صلّى الفجر نام إلى الضحى، فإذا صلّى الظهر يصلي إلى العصر، فإذا صلّى العصر نام إلى قبل صلاة المغرب، فإذا صلّى - يعني العشاء - قام إلى الفجر، و كانت هذه عادته، فجاء رجل ذات يوم يزوره بعد العصر فقعد يتحدث معه، و ترك عادة النوم، فلما انصرف سألته عنه فقال: هذا عريف الأبدال يزورني في السّنة مرّة، فلم أزل أرصد إلى مثل ذلك الوقت حتى جاء الرجل، فوقفت حتى فرغ من حديثه، ثم سأله الشيخ: إلى أين تريد؟ فقال: أريد أن أزور أبا محمد الضرير في مغار عند محد العير(3) ، قال طلحة: فسألته أن يأخذني معه، فقال: بسم اللّه فمضيت معه، فخرجنا حتى صرنا عند قناطر الماء، فأذّن المؤذن عشاء المغرب، قال:

ثم أخذ بيدي و قال: قل: بسم اللّه، قال: فمشينا دون العشر خطى، فإذا نحن عند المغار

ص: 30


1- تاريخ خليفة بن خياط ص 310.
2- بالأصل: «عبد الملك: الحجاج» و المثبت بزيادة «واو» بينهما عن تاريخ خليفة.
3- كذا بالأصل، و في مختصر ابن منظور 185/11 «محد العين» و لم أحله.

مسيرة بعد الظهر، قال: فسلّمنا على الشيخ، و صلّينا عنده، و تحدث معه، فلما ذهب نحو ثلث الليل قال لي: تحبّ أن تجلس هاهنا أو ترجع ؟ فقلت: أرجع، و أخذ بيدي و سمّى بسم اللّه، فمشينا نحو العشر خطى فإذا نحن على باب صيدا، فتكلم بشيء، فانفتح الباب و دخلت ثم عاد الباب.

2981 - طلحة بن عبد اللّه بن خلف بن أسعد ابن عامر بن بياضة بن سبيع بن خثعمة....

2981 - طلحة بن عبد اللّه بن خلف بن أسعد ابن عامر بن بياضة بن سبيع بن خثعمة(1) بن سعد ابن مليح بن عمرو بن لحيّ بن قمعة بن إلياس بن مضر أبو(2) المطرّف، و قيل: أبو محمّد الخزاعي(3)

و يقال: إنّ أبا المطرّف هو أبوه عبد اللّه بن خلف، المعروف: بطلحة الطّلحات أجود الأجواد المفضلين و الأسخياء المشهورين.

كان أجود أهل البصرة في زمانه.

قدم دمشق وافدا على يزيد بن معاوية شافعا في يزيد بن ربيعة بن مفرّغ، و سيأتي ذكر ذلك في ترجمة يزيد بن ربيعة.

سمع عثمان بن عفّان فيما ذكره الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ.

أنبأنيه أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأ أبو صالح المؤذن، أنا أبو الحسن بن السّقّاء، ثنا أبو العباس المعقلي، نا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو طلحة الطّلحات عبد اللّه بن خلف الخزاعي، و كان مع عائشة يوم الجمل، قال:

و سمعت يحيى يقول: اسم أبي طلحة الطّلحات صفية بنت الحارث(4).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمّد، أنا أبو علي بن الصّواف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: طلحة الطّلحات أبو المطرّف.

ص: 31


1- في تهذيب الكمال و ابن حزم: جعثمة.
2- بالأصل: بن خطأ.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 243/9 و تهذيب التهذيب 14/3 جمهرة ابن حزم ص 238 الوافي بالوفيات 481/16 و فوات الوفيات 134/2 و وفيات الأعيان 88/3.
4- الخبر في تهذيب الكمال 243/9.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنبأ أحمد بن أبي علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم.

قال مطرّف: عبد اللّه بن خلف الخزاعي والد طلحة الطّلحات كاتب عمر بن الخطاب بالمدينة، سمع عمر، قال الهيثم: أبو طلحة الطّلحات أبو مطرّف، و قال في باب أبي محمّد: أبو محمّد طلحة الطّلحات.

أخبرني أبو الفضل السّلمي، أنا يحيى - يعني ابن ساسويه - نا أحمد - يعني ابن عبد اللّه بن حكيم - قال الهيثم: طلحة الطّلحات أبو محمّد.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزّبير بن بكّار، قال: و ولد الحارث بن طلحة بن أبي طلحة - يعني ابن عبد اللّه بن عبد العزّى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي بن طلحة، و صفية ولدت طلحة الطّلحات بن عبد اللّه بن خلف بن أسعد بن عامر بن بياضة الخزاعي، و أمّها أم عثمان بنت سعيد بن مانو بن الأوقص بن مرّة بن هلال بن فانح بن ذكوان من بني سليم، و أمّها قريبة بنت عبد قيس بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم، و أمّها أروى بنت أمية بن عبد شمس، و أمّها أمية بنت أبان بن كليب بن ربيعة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السّكّري، نا زكريا بن يحيى المنقري، نا الأصمعي قال: الطّلحات المعروفون(1) بالكرم: طلحة بن عبيد اللّه بن عثمان التّيمي، و هو الفيّاض، و طلحة بن عمر بن عبيد اللّه بن معمر التّيمي، و هو طلحة الأجواد(2) ، و طلحة بن عبد اللّه بن عوف، بن أخي عبد الرّحمن بن عوف الزهري، و هو طلحة الندى، و طلحة ابن الحسن بن علي، و هو طلحة الخير، و طلحة بن عبد اللّه بن خلف الخزاعي، و هو طلحة الطّلحات، و سمّي بذلك لأنه كان أجودهم(3).

ص: 32


1- بالأصل: المعروفين.
2- في تهذيب الكمال: طلحة الجود.
3- الخبر نقله المزي في تهذيب الكمال 243/9-244 عن الأصمعي، و انظر المحبر ص 355 و الوافي بالوفيات 481/16.

و ذكر أبو بكر بن دريد: أن أم طلحة ابنة الحارث بن طلحة بن أبي طلحة العبدري، و لذلك سمّي طلحة الطّلحات(1) ، و ذكر الذي ذكره الأصمعي.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، أنا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة(2) قال: و في سنة ثلاث و ستين بعث سلم بن زياد طلحة بن عبد اللّه بن خلف الخزاعي واليا على سجستان فأمره أن يفدي أخاه أبا(3) عبيدة بن زياد، ففداه بخمس مائة ألف فلحق بأخيه، و أقام بها طلحة حتى مات، و استخلف رجلا من بني بكر، و يقال: بل غلب عليها فأخرجته المضرية، و غلب كلّ رجل على ما يليه، و تركوا المدينة لم ينزلها أحد(4).

قرأت على أبي الفتوح أسامة بن محمّد العلوي، عن أبي جعفر بن المسلمة، عن أبي عبيد اللّه المرزباني، قال: طلحة الطّلحات و هو طلحة بن عبد اللّه بن خلف الخزاعي أحد الأجواد المشهورين يقول في رواية عمر بن شبّة:

رأيت النّاس لمّا قلّ مالي *** و أكثرت الغرامة ودّعوني

فلمّا أن غنيت وثاب مالي *** أراهم لا أبا لك راجعوني

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، عن رشأ بن نظيف - و نقلته من خطّه - أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن سيبخت البغدادي، قال: نا أبو بكر محمّد بن يحيى بن العباس الصولي، حدّثني ثعلب بن عبد اللّه، نا عبد اللّه بن شبيب، حدّثني سلمة بن إبراهيم بن جحش، قال: قال أبي: بلغني أن امرأة طلحة الطّلحات قالت: ما رأيت ألأم من قومك ؟ قال: و كيف ؟ قالت: يأتونك إذا أيسرت، و يقطعونك إذا أملقت، قال: فهؤلاء أكرم قوم حين يأتونا حيث بنا قوة على برّهم و القيام بحقوقهم، و ينقطعون عنّا حين نضعف عن ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، نا سليمان بن إبراهيم بن محمّد.

ح و أخبرنا أبو محمّد بندار بن أبي الفضل واقد بن محمّد الحكاك في الجوهر،

ص: 33


1- الوافي بالوفيات 481/16.
2- الخبر في تاريخ خليفة ص 250 (حوادث سنة 63).
3- بالأصل: أبو.
4- من قوله «حتى مات إلى هنا» لم يرد في تاريخ خليفة المطبوع الذي بيدي.

أنا أبو الحسن سهل بن عبد اللّه بن علي القاري.

ح و أخبرنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد بن الفضل بن محمّد بن أحمد الجعاد، أنا أبو بكر محمّد بن علي بن محمّد بن خولة الأبهري.

ح و أخبرتنا أم القاسم بن أبي بالوية، و أم الفتح ظفر(1) ياقوتة ابنتا أبي نصر الكاتب، قالتا: أنبأ أبو طالب أحمد بن محمّد بن جعفر البيع، قالوا: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن جعفر الجرجاني - إملاء - حدّثني محمّد بن محمّد الجرجاني، نا عيينة بن عبد العزيز اليماني باليمن، نا عبد اللّه بن محمّد البلوي، نا محمّد بن صالح بن البطاح، نا أبو عبيدة معمر بن المثنّى، عن عوانة بن الحكم قال(2):

دخل كثيّر عزّة على طلحة الطّلحات عائدا فقعد عند رأسه، فلم يكلّمه لشدة ما به، فأطرق مليّا، ثم التفت إلى جلسائه فقال: لقد كان بحرا زاخرا، و غيما ماطرا، و لقد كان هطل السحاب، حلو الخطاب، قريب الميعاد، صعب القياد، إن سئل جاد، و إن جاد عاد، و إن حبا غمر، و إن ابتلي صبر، و إن فوخر فخر، و إن سارع بدر، و إن جني عليه غفر، سليط البيان، جريء الجنان، في الشرف القديم، و الفرع الكريم، و الحسب الصميم، يبدل عطاءه، و يرفد جلساءه، و يرهب أعداءه، ففتح طلحة عينيه و قال: ويحك يا كثير ما تقول ؟ فقال:

يا ابن الذوائب(3) من خزاعة و الذي *** لبس المكارم و ارتدى بنجاد

حلّت بساحتك الوفود من الورى *** و كأنما كانوا على ميعاد

لنعود سيّدنا و سيّد غيرنا *** ليت التّشكّي كان بالعوّاد

قال: فاستوى جالسا، و أمر له بعطية سنية، فقال: هي لك إن عشت في كل سنة.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو القاسم الأزهري، أنا الحسن بن الحسين بن علي البوشنجي، نا أبو الحسين محمّد بن سليمان البصري جوذاب، نا الحارث بن أبي أسامة، نا المدائني، قال: سيحان بن عجلان الباهلي لطلحة

ص: 34


1- كذا.
2- الخبر و الشعر في تهذيب الكمال 244/9 و الوافي بالوفيات 481/16-482 و انظر ديوانه ط بيروت ص 92.
3- مطموسة بالأصل و المثبت عن الوافي بالوفيات و تهذيب الكمال.

الطّلحات و هو طلحة بن عبد اللّه:

يا طلح أكرم من مسا *** حسبا و أعطاه لتالد

فقال له طلحة: حاجتك ؟ قال: برذونك الورد و غلامك الحبار، و قصرك بردنح(1) - و قال بعضهم ببخارا - فقال له طلحة: سألتني على قدرك، و لم تسألني على قدري، بل سألتني على قدر باهلة، و لو سألتني كلّ قصر هو لي أملكه في الأرض، و كلّ عبد و دابّة لأعطينّك، ثم أمر له بما سأل، و لم يردّه شيئا عليه.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي، و هبة اللّه بن محمّد بن عبد الواحد، عن أبي عبد اللّه محمّد بن سلامة القضاعي، أنا محمّد بن أحمد بن علي البغدادي، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن دريد، نا السّكن بن سعيد، عن محمّد بن عبدان، قال:

ذكروا أن وفدا من أهل المدينة خرجوا إلى خراسان إلى طلحة الطّلحات، فلما صاروا في بعض البوادي رفعت لهم خيمة خفية، و قد جنّهم الليل، و إذا هم بعجوز ليس عندها من يحملها، و لا يرحّل عنها، و إلى جنب كسر خيمتها عنيزة، فقالوا لها: هل من منزل فننزل ؟ فقالت: إي ها اللّه على الرحب و السّعة و الماء السّائغ، فنزلوا، فإذا ليس بقربها ولد، و لا أخ، و لا بعل، فقالت: ليقم أحدكم إلى هذه العنيزة فليذبحها، فقالوا:

إذا تهلكي و اللّه أيتها العجوز، إنّ عندنا من الطعام لبلاغا، و لا حاجة بنا إلى عنيزتك، فقالت: أنتم أضياف و أنا المنزلة بها، و لو لا أنّي امرأة لذبحتها، فقام أحدهم معجبا منها، فذبح العنز، و اتّخذت لهم طعاما، فقربته إليهم، فلما أصبحوا غدّتهم ببقيتها، ثم قالت: أين تريدون ؟ قالوا: طلحة الطّلحات بخراسان، فقالت: إذا و اللّه تأتون سيّدا ماجدا صميما غير وحش، و لا كدوم(2) هل أنتم مبلغوه كتابا إن دفعته إليكم ؟ فضحكوا و قالوا: نفعل و كرامة، فدفعت إليهم كتابا على قطعة جراب عندها، فلما قدموا على طلحة جعل يسألهم عما خلّفوا، و ما رأوا في طريقهم، فذكروا العجوز و قالوا: نخبر الأمير عن عجب رأيناه، و أخبروه بقصة العجوز و صنعها و قولها فيه، ثم قالوا: و لها عندنا كتاب إليك، و دفعوه إليه، فلما قرأ الكتاب ضحك، و قال: لحاها اللّه من عجوز ما أحمقها تكتب إليّ من أقصى الحجاز تسألني جبن خراسان، فلم يدع للوفد حاجة إلاّ

ص: 35


1- كذا رسمها بالأصل.
2- الكدوم: العضوض (اللسان).

قضاها، فلما أرادوا الخروج قال: هل أنتم مبلغوها الجبن الذي سألت، قالوا(1): نعم، و قد كان أمر بجبنتين عظيمتين فأمر بنقبهما، و ملأهما دنانير و سوّى عليهما، و قال:

بلغوها الجبنتين فلما قدموا عليها نزلوا، قالوا لها: ويحك كتبت إلى مثل طلحة الطّلحات تستطعميه جبن خراسان، قالت: أو قد بعث إليّ بشيء؟ قالوا: نعم، أخرجوا الجبنتين فكسرتهما فتناثرت الدنانير، ثم قالت: أمثلي يسأل طلحة جبنا ثم قالت: اقرأ عليكم كتابي إليه ؟ قالوا: نعم، فإذا في كتابها:

يا أيها المائح دلوي دونكا *** إنّي رأيت النّاس يحمدونكا

و يثنون خيرا و يمجدونكا

ثم قالت: أ فأقرأ عليكم جوابه ؟ قالوا: نعم، فإذا جوابه:

أنا ملأتها تفيض فيضا *** فلن تخافي ما حييت غيضا

خذي لك الجبن و عودي أيضا

أخبرنا أبو العزّ بن كادش - فيما قرأ عليّ إسناده و ناولني إياه و قال اروه عنّي - أنا أبو علي الحداد الجازري، أنا أبو الفرج المعافى بن زكريا(2) ، نا محمّد بن الحسن بن دريد.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أحمد بن العبّاس الدّينوري، أن الأمير أبو محمّد الحسن بن عيسى بن المقتدر - قراءة عليه - في سنة سبع و ثلاثين و أربعمائة، قال: قال ابن(3) دريد: أنا أبو حاتم، أخبرني أبو عبيدة، قال: قدم المغيرة بن حبناء أحد بني مالك بن حنظلة على طلحة الطّلحات يطلب صلته فأخرج له حجري ياقوت في درجين، فقال: أيما أحب إليك، عشرة آلاف أو الحجران ؟ فقال: ما كنت لأختار الحجارة على الدّراهم، فأمر له بعشرة آلاف ثم قال: أيها الأمير إنّ نفسي تنازعني إلى أحد الحجرين، فدفعه إليه، فأنشأ يقول:

أرى(4) الناس غاضوا ثم فاضوا و لا أرى *** بنو(5) مطر إلاّ رواء الموارد

ص: 36


1- بالأصل: قال.
2- الخبر في الجليس الصالح الكافي 323/3 و انظر الأغاني 85/13.
3- بالأصل: «أبو دريد».
4- في الأغاني: أرى الناس قد ملّوا الفعال و لا أرى.
5- كذا: «بنو مطر» و الصواب «بني» و في الأغاني الجليس الصالح: بني خلف و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى أن الصواب: بني خلف.

إذا نفعوا عادوا لمن ينفعونه *** و كائن يرى من نافع غير عائد

فألقى إليه الحجر الآخر، كذا في الأصل هذه الحكاية.

قال ابن دريد: رواها المقتدر عن أبي العباس أحمد بن منصور اليشكري، عن ابن دريد، فأرسلها عنه، و في رواية ابن زكريا: بني خالد(1) ، و في رواية المقتدر: بني مطر، و الصواب: بني خلف.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو منصور بن شكرويه، و محمّد بن أحمد بن علي السمسار، قالا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد، ثنا أبو عبد اللّه المحاملي، نا عبد اللّه بن أبي سعد، حدّثني علي بن مسلم بن الهيثم الهاشمي، قال: سمعت أبي يقول: قدم المغيرة بن حبناء(2)التمسيك: الصيانة.(3) على طلحة الطّلحات، فأنشده شعرا عاتبه فيه(4):

قد(5) كنت أسعى في هواك و أبتغي *** رضاك و أرجو منك ما لست لاقيا

حفاظا و تمسيكا(5) لما كان بيننا *** لتجزيني ما لا إخالك جاريا

أراني إذا استمطرت منك سحابة(6) *** لتمطرني صارت عجاجا و سافيا

و أدليت دلوي في دلاء كثيرة *** فأبن ملاء غير دلوي كما هيا

فلما أنشد قال: إنّا كنا أعطيناك شيئا، فدعا بدرج فيه ياقوت، فقال: اختر حجرين من هذه أو أربعين ألفا؟ فقال: ما كنت لأختار أحجارا(7) على دراهم، فأعطاه أربعين ألفا، ثم طلب إليه فأعطاه حجرا منها، فباعه بعشرين ألفا، فقال و مدحه(8):

أرى النّاس قد هروا(9) الفعال و لا أرى *** بني خلف إلاّ رواء الموارد

إذا نفعوا عادوا لمن ينفعونه *** و كائن ترى من نافع غير عائد

ص: 37


1- كذا، و الذي في الجليس الصالح: «بني خلف».
2- راجع هامش رقم
3- في الصفحة السابقة.
4- الأبيات في الأغاني 84/13.
5- الأغاني: لقد.
6- الأغاني: رغيبة... عادت عجاجا..
7- بالأصل: «أحجار» و في الأغاني: «حجارة».
8- الأبيات في الأغاني 85/13.
9- الأغاني: ملّوا.

إذا ما انجلت عنهم غمامة غمرة *** من الموت أجلت عن كرام الموارد(1).

كذا اخبرنا بهذه الحكاية أبو سعد بن البغدادي محرّفة، و قد أسقط منها أبياتا.

و أخبرنا بها على الصواب أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا حمزة بن علي بن محمّد بن عثمان، و محمّد بن محمّد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز، قالا: أنا أبو الفرج أحمد بن عمر بن عثمان الغضائري، أنا أبو محمّد جعفر بن محمّد بن عصر(2) الصّوفي، نا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن مسروق الصّوفي، حدّثني علي بن مسلّم بن الهيثم بن مسلّم الكوفي، قال: سمعت أبي يقول: قدم المغيرة بن حبناء على طلحة الطلحات فأنشده شعرا عاتبه فيه فقال:

قد كنت أسعى في هواك و أبتغي *** رضاك و أرجو منك ما لست لاقيا

و أبذل نفسي في مواطن غيرها *** أحقّ و أعصي في هواك الأدانيا

حفاظا و تمسيكا لما كان بيننا *** لتجزيني ما لا إخالك جازيا

رأيتك ما تنفكّ منك رغيبة *** تقصّر دوني أو تجاوز(3) آبيا

أراني إذا استمطرت منك سحابة(4) *** لتمطرني صارت عجاجا و سافيا

و أدليت دلوي في دلاء كثيرة *** و ابن ملاء غير دلوي كما هيا

و لست بلاق ذا حياء و حيلة(5) *** من الناس حرّا بالخساسة راضيا

فلما أنشده هذا الشعر قال: أ ما كذا أعطيناك شيئا، قال: لا، فدعا بدرج فيه ياقوت فقال: اختر حجرين من هذه الأحجار أو أربعين ألف درهم، فقال: ما كنت لأختار أحجارا على دراهم، فأعطاه أربعين ألف درهم، ثم طلب إليه فأعطاه حجرا منها فباعه بعشرين ألفا فقال و امتدحه:

أرى الناس قد هروا الفعال و لا أرى *** بني خلف إلاّ رواء الموارد

إذا نفعوا عادوا لمن ينفعونه *** و كائن ترى من نافع غير عائد

ص: 38


1- الأغاني: كرام مذاود.
2- كذا رسمها بالأصل.
3- الأغاني: أو تحلّ ورائيا.
4- الأغاني: رغيبة... عادت عجاجا.
5- الأغاني: ذا حفاظ و نجدة.

إذا ما انجلت عنهم غمامة غمرة *** من الموت أحلت كراما مذاود

و قد قيل: إن الأبيات الثانية لأبي حزابة(1) الوليد بن حنيفة(2) التميمي يعاتب بها طلحة الطّلحات.

أنبأنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا ثابت بن بندار بن إبراهيم، أنا أبو ثعلب عبد الوهاب بن علي بن الحسن اللّخمي، نا أبو الفرج المعافى بن زكريا، عن يحيى الجريري، نا محمّد بن القاسم الأنباري، حدّثني أبي، نا أبو عكرمة الضّبّي، قال:

قال المدائني: كان ابن حبناء التميمي صديقا لطلحة الطّلحات الخزاعي، فلما ولي طلحة الطّلحات سجستان كتب إليه، فلم يرد عليه لكتبه جوابا(3) فأرسل إليه رسلا فالدت(4) فشخص إليه، فأقام ببابه حتى وصل إليه فأنشده:

قد كنت أسعى في هواك و أبتغي *** رضاك و أرجو منك ما لست لاقيا

و أبذل نفسي في مواطن جمة *** و أمصي و أعصي في هواك الأدانيا

حفاظا و إمساكا لما كان بيننا *** لنجزي به يوما فلم تك جازيا

أراني إذا استمطرت منك سحابة *** لتمطرني عادت عجاجا و سافيا

فلا ترج مني نصرتي و مودتي *** إذا كنت عني بالمودة نائيا

أ تجعل غيري نائلا لعطائكم *** و من ليس يغني عنك مثل غنائيا

و أدليت دلوي في دلاء كثيرة *** فأبن ملاء غير دلوي كما هيا

قال: فقال له طلحة الطّلحات: ما أخرجك إلى هذا العتاب ؟ فقال: كتبت و أرسلت، و سمى الرجل، فقال: يا غلام هات الكيس الفلاني، فإنه بكيس مختوم، فجعل يعتذر من ختمه، و يقول: ما ختمت على شيء قط، فأخرج منه ثلاثين درّة فدفعها إلى ابن حبناء فانصرف و تبعه بعض التجار، فاشترى منه أربعمائة ألف درهم، و انصرف ببقية إلى أهله، هو المغيرة بن حبناء بن عمرو الربعي من ربيعة بن حنظلة بن مالك بن يزيد.

ص: 39


1- رسمها بالأصل: «حرابه» مهملة بدون نقط، و المثبت الصواب، ترجمته في الأغاني 260/22.
2- عن الأغاني و بالأصل: حنيف.
3- بالأصل: جواب.
4- كذا رسمها بالأصل.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أنا زكريا بن يحيى، نا الأصمعي، قال: قال الخليل بن أحمد: بلغني أن طلحة الطّلحات.

قال: و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو الحسن عبيد اللّه بن محمّد بن إسحاق بن محمّد بن يحيى بن منده بنيسابور، أنبأ أبي، أنا محمّد بن الحسين المدائني بمصر، ثنا أبو يعلى زكريا بن يحيى السّاجي، نا عبد الملك بن قريب الأصمعي(1) ، قال: قال الخليل بن أحمد، قال: طلحة الطلحات ما بات لرجل عليّ موعد منذ عقلت إلاّ القليل، ذاك أنه يتململ على فراشه ليغدو فيظفر بحاجته، فلأنا أشد تململا إليه بالخروج من عدتي تخوفا لعارض خلف، إنّ الخلف ليس من أخلاق الكرم.

2982 - طلحة بن عبد اللّه بن عوف بن عبد عوف ابن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرّة أبو عبد اللّه - و يقال: أبو محمّد - الزّهري

2982 - طلحة بن عبد اللّه بن عوف بن عبد عوف ابن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرّة أبو عبد اللّه - و يقال: أبو محمّد - الزّهري(2)

ابن أخي عبد الرّحمن بن عوف المديني الفقيه حدّث عن عمّه عبد الرّحمن بن عوف، و عثمان بن عفّان، و سعيد(3) بن زيد بن عمرو بن نفيل، و ابن عبّاس، و أبي هريرة، و عبد الرّحمن بن أزهر الزّهري، و أبي بكرة الثقفي، و عبد الرّحمن بن عمرو بن سهل، و عياض بن مسافع.

روى عنه: الزّهري، و سعد بن إبراهيم، و محمّد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ التّيمي(4) ، و أبو عبيدة [بن](5) محمّد بن عمّار بن ياسر.

و وفد على معاوية.

ص: 40


1- بالأصل: «الأشجعي» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 175/10.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 248/9 و تهذيب التهذيب 16/3 و نسب قريش ص 273 و الإصابة ترجمة 4305 و الوافي بالوفيات 482/16 و سير الأعلام 174/4 و أخبار القضاة لوكيع 120/1 و تاريخ الإسلام للذهبي (حوادث سنة 81-100) ص 394.
3- عن تهذيب الكمال و بالأصل: سعد.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 287/16.
5- سقطت من الأصل و استدركت عن تاريخ الإسلام و تهذيب التهذيب، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 369/21.

أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد بن عبد الواحد، و أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنبأ أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن الربيع بن سليمان الحيري، نا هارون بن سعيد الأيلي، نا سفيان بن عيينة، عن الزّهري، عن طلحة بن عبد اللّه بن عوف، عن سعيد بن زيد - يعني ابن عمرو بن نفيل - أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال: «من ظلم شيئا من الأرض طوّقه من سبع أرضين(1) ، و من قتل دون ماله فهو شهيد»[5337].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، و أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن عثمان، قالا: أنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد بن أبي مسلّم، أنبأ أبو بكر محمّد بن جعفر بن أحمد المطيري، نا أبو أحمد بشر بن مطر الواسطي، نا سفيان بن عيينة، عن الزّهري، عن طلحة بن عبد اللّه عن(2) سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال: «من قتل دون ماله فهو شهيد، و من ظلم من الأرض شبرا طوّقه اللّه به من سبع أرضين»[5338].

أخبرناه أبو سهل بن سعدويه، أنا أبو الفضل الرّازي، نا أحمد بن إبراهيم بن محمّد، نا أبو جعفر الدّيبلي، نا سعيد بن عبد الرّحمن، نا سفيان، عن الزّهري، عن طلحة بن عبد اللّه، عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «من ظلم من الأرض شيئا طوّقه من سبع أرضين يوم القيامة»، و سمعته يقول: «من قتل دون ماله فهو شهيد»[5339].

أخبرناه أبو السعود بن المجلي(3) ، أنا أبو بكر الخطيب، أنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، أنا أبو محمّد حاجب بن أحمد الطّوسي، حدّثنا عبد الرحيم بن منيب، نا سفيان، عن الزّهري، عن طلحة، عن سعيد بن زيد، بلغ به النبي صلّى اللّه عليه و سلّم عليه قال: «من ظلم من الأرض شيئا طوّقه من سبع أرضين، و من قتل دون ماله فهو شهيد» [5340].

و كذا رواه ابن إسحاق عن الزّهري.

ص: 41


1- بالأصل: «أربعين» خطأ، و الصواب يوافق عبارة مختصر ابن منظور 189/11.
2- بالأصل: «بن».
3- بالأصل بالحاء المهملة خطأ و الصواب ما أثبت - بالجيم - و ضبط.

أخبرناه أبو غالب بن البنّا، أنا أبو يعلى محمّد(1) بن الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، قالا: أنا أبو القاسم البغوي، نا أبو روح محمّد بن زياد بن فروة البلدي، نا أبو شهاب، عن محمّد بن إسحاق، عن الزّهري، عن طلحة بن عبد اللّه بن عوف، عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «من قتل دون ماله فهو شهيد» [5341].

و في حديث ابن أخي ميمي عن طلحة بن عبيد اللّه و هو وهم، و لم يذكر المخلّص عمرا، و كذا رواه أبو عبيدة بن محمّد بن عمّار بن ياسر، عن طلحة.

أخبرناه أبو علي الحسن بن المظفّر، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد(2) ، حدّثني أبي، أنا سليمان بن داود الهاشمي، نا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن أبي عبيدة بن محمّد بن عمّار بن ياسر، عن طلحة بن عبد اللّه بن عوف، عن سعيد بن زيد قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «من قتل دون ماله فهو شهيد، و من قتل دون أهله فهو شهيد، و من قتل دون دينه فهو شهيد، و من قتل دون دمه فهو شهيد» [5342].

قال(3): و نا أبي، نا يعقوب، نا أبي، عن أبيه، عن أبي عبيدة بن محمّد بن عمّار، عن طلحة بن عبد اللّه بن عوف، عن سعيد بن زيد قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فذكر مثله و رواه معمر، و أبو أويس، عن الزّهري، عن طلحة بن عبد اللّه، فزاد في إسناده رجلا.

فأمّا حديث معمر:

فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين، و أبو المواهب أحمد بن محمّد بن عبد الملك

ص: 42


1- كذا بالأصل، و ثمة اضطراب في السند، و لعل الصواب: «أنا أبو الحسين بن النقور» بدل «أنا أبو يعلى محمد بن الحسين بن النقور» قياسا إلى أسانيد مماثلة، و انظر المطبوعة عاصم - عائذ (الفهارس ص 679).
2- الحديث في مسند أحمد ط دار الفكر رقم 1652.
3- المصدر السابق نفسه رقم 1653.

الورّاق، قالا: أنا أبو الطيب طاهر بن عبد اللّه الطبري القاضي، أنا أبو أحمد محمّد بن أحمد بن الغطريف بجرجان، نا أبو العبّاس أحمد بن عمر بن شريح، نا الرّمادي، حدّثنا عبد الرّزّاق، أنا معمر، عن الزّهري، عن طلحة بن عبد اللّه بن عوف، عن عبد الرّحمن بن سهل، عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول: «من ظلم من الأرض شبرا طوّقه من سبع أرضين»[5343].

و أمّا حديث أبي أويس:

فأخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي و محمّد بن عبد اللّه بن الحسين بن أخي ميمي، قالا: أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، قال: نا منصور بن أبي مزاحم، نا أبو أويس عن الزّهري، أخبرني طلحة بن عبد اللّه بن عوف أن عبد الرّحمن - و في حديث محمّد: أن عبد اللّه - و الصحيح أن - عبد الرّحمن بن عمرو بن سهل أخبره أن سعيد بن زيد - و في حديث محمّد: بن سعيد بن زيد قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول: «من ظلم من الأرض شبرا فإنه يطوّقه من سبع أرضين»[5344].

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، نا محمّد بن القاسم الكوكبي، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا الحميدي قال: قيل لسفيان: إنّ معمرا يدخل بين طلحة و بين سعيد رجلا، فقال سفيان: ما سمعت الزّهري يدخل بينهما أحدا، قيل ليحيى بن معين: حديث سفيان بن عيينة عن الزّهري عن طلحة بن عبد اللّه بن عوف عن(1) سعيد؟ قال: بينهما رجل.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أخبرنا علي بن الحسن الربعي، و رشأ بن نظيف، قالا: أنا أبو الفتح محمّد بن إبراهيم، أنا محمّد بن محمّد بن داود بن عيسى، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش، قال: طلحة بن عبد اللّه بن عوف بن أخي عبد الرّحمن بن عوف، عن عبد الرّحمن بن عمرو بن سهل، عن سعيد بن زيد، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و هو الصحيح.

ص: 43


1- بالأصل: «بن».

معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة و محدثيهم: طلحة بن عبد اللّه بن عوف بن عبد عوف.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه، ابنا أبي علي، قالا: أنا أبو جعفر المعدّل، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار، حدّثني يعقوب بن محمّد بن عيسى قال: وفد جماعة من قريش على معاوية بن أبي سفيان فأجازهم و فضل عليهم في الجائزة، طلحة بن عبد اللّه بن عمرو بن عوف فعاتبوه على ذلك، فقال: أنتم قدّمتموه على أنفسكم، قدّمتموه للصّلاة في طريقكم و هي أفضل عمل المرء.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ ثابت بن منصور، قالا: أنا أحمد بن الحسن بن أحمد - زاد الأنماطي: و أحمد بن الحسن بن خيرون قالا: - أنا محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خياط(1) قال: طلحة بن عبد اللّه بن عوف بن عبد عوف(2) بن [عبد](3) الحارث بن زهرة بن كلاب، أمّه فاطمة بنت مطيع بن الأسود بن حارثة بن نضلة بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب، يكنى أبا محمّد، و يقال: أبا عبد اللّه، توفي سنة سبع و تسعين.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل - إجازة - أنا محمّد بن الحسين الزعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، أخبرني مصعب بن عبيد اللّه، قال: طلحة بن عبد اللّه بن عوف بن عبد عوف كان من سروات قريش، و كان يقال له طلحة الندى.

و قد روي عنه الحديث، و هو ابن أخي عبد الرّحمن بن عوف، و عبد اللّه بن عوف، لم يهاجر، و أمّ طلحة ابنة مطيع.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه، قالا: نا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر الذّهبي، أنا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزّبير بن بكّار قال: و من ولد عبد اللّه بن عوف طلحة بن عبد اللّه بن عوف، كان من سروات قريش، و كان يقال له طلحة النّدى، و قد روي عنه الحديث، و كان هو و خارجة بن زيد بن ثابت في زمانهما يستفتيان،

ص: 44


1- طبقات خليفة بن خياط ص 422 رقم 2078.
2- بالأصل: «بن عوف بن عوف بن عبد» صوبنا العبارة عن خليفة.
3- الزيادة عن خليفة.

و ينتهي الناس إلى قولهما، و يقسمان المواريث بين أهلها من الدّور و النّخيل و الأموال، و يكتبان الوثائق للناس بغير جعل، و أم طلحة فاطمة بنت مطيع بن الأسود(1).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، ثنا أبو بكر بن أبي الدّنيا(2) ، نا محمّد بن سعد قال: في الطبقة الثانية من تابعي أهل المدينة: طلحة بن عبد اللّه بن عوف بن عبد عوف بن أخي عبد الرّحمن بن عوف الزّهري، و يكنى أبا عبد اللّه، و كان سخيا، جوادا، و قد روى عن أبي هريرة، و ابن عبّاس و أشباههم. توفي بالمدينة سنة سبع و تسعين، و هو ابن اثنتين(3) و سبعين سنة فيما أخبرني به الواقدي.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا محمّد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(4) قال: في الطبقة الأولى من أهل المدينة: طلحة بن عبد اللّه بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة، و أمّه فاطمة بنت مطيع بن الأسود بن حارثة بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب، فولد طلحة بن عبد اللّه محمّدا به كان يكنى، و ذكر غيره، قال: و كان سخيا جوادا.

قدم الفرزدق المدينة و قد مدحه و مدح غيره من قريش، فبدأ به، فأعطاه ألف دينار، ثم أتى غيره فجعلوا(5) يسألون كم أعطاه طلحة ؟ فقيل: ألف دينار، فكانوا يكرهون أن يقصّروا عن ذلك، فيتعرّضون للسان الفرزدق، فجعلوا يتكلّفون ما أعطاه طلحة، فكان يقال: أتعب طلحة الناس، و كان طلحة إذا كان عنده مال فتح بابيه و غشيه أصحابه و الناس، فأطعم و أجاز و حمل، و إذا لم يكن عنده شيء أغلق بابيه، فلم يأته أحد، فقال له بعض أهله: ما في الدنيا خير من هؤلاء، لو أتونا عند العسرة أردنا أن نتكلف لهم، فإذا أمسكوا حتى يأتينا شيء فهو معروف منهم و إحسان، و كان طلحة قد

ص: 45


1- نسب قريش للمصعب الزبيري ص 273 و بالأصل «و ينهى الناس» و الصواب عن نسب قريش.
2- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
3- بالأصل: اثنين.
4- الخبر في طبقات ابن سعد 160/5-161.
5- بالأصل: فجعل.

سمع من(1) عمه عبد الرّحمن بن عوف، و من أبي هريرة، و ابن عبّاس، و كان ثقة كثير الحديث، و توفي بالمدينة سنة سبع و تسعين، و هو ابن اثنتين(2) و سبعين سنة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو الحسن الخشاب، أنا الحسين بن محمد بن(3) فهم [عن](4) ابن سعد قال: فولد عبد اللّه بن عوف بن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة بن كلاب، [طلحة](5) و هو الذي روى عنه الزّهري، و أبا عبيدة، و عمر، و أم إبراهيم، و أم عثمان، و أمّهم فاطمة بنت مطيع بن الأسود من بني عدي بن كعب.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل: و أبو الحسين الأصبهاني قالا: - أنبأ أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل(6) ، قال: طلحة بن عبد اللّه بن عوف الزّهري ابن أخي عبد الرّحمن بن عوف، سمع أبا هريرة، و عن عبد الرّحمن بن عوف، و عثمان.

روى عنه سعد بن إبراهيم مديني.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا عبد الرّحمن بن محمّد، أنا أحمد - إجازة -.

قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(7) ، قال: طلحة بن عبد اللّه بن عوف ابن أخي عبد الرحمن بن عوف، روى عن عثمان، و عبد الرحمن بن عوف، و أبي هريرة، و ابن عبّاس، يكنى أبا عبد اللّه.

روى عنه الزّهري، و محمّد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ، و سعد بن إبراهيم، سمعت أبي يقول ذلك.

ص: 46


1- عن ابن سعد: «من» و بالأصل «ابن» خطأ.
2- بالأصل: اثنين.
3- بالأصل: محمد و فهم.
4- الزيادة منا للإيضاح، كما يقتضيه السياق.
5- الزيادة منا للإيضاح، كما يقتضيه السياق.
6- التاريخ الكبير 345/4.
7- الجرح و التعديل 472/4.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم السّلماسي، أنا نعمة اللّه بن محمّد المرثدي(1) ، نا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه البجلي، نا محمّد بن أحمد بن سليمان، أنا سفيان بن محمّد بن سفيان، حدّثني عمي الحسين بن سفيان، نا محمّد بن علي بن عمر، رواه ابن محمّد بن إسحاق، قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: طلحة بن عبيد اللّه بن عوف أبو عبد اللّه، كذا قال، و الصّواب ابن عبد اللّه.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد محمّد بن عبد اللّه، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلّم بن الحجّاج يقول: أبو عبد اللّه طلحة بن عبد اللّه بن عوف الزّهري، عن أبي بكرة، روى عنه الزّهري، عن أبي بكرة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر عبد اللّه بن سعيد، أنا الخصيب(2) بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن، أخبرني أبي، قال: أبو عبد اللّه طلحة بن عبد اللّه بن عوف.

قرأنا على أبي الفضل أيضا، عن أبي طاهر محمّد بن أحمد، أنا هبة اللّه بن إبراهيم، نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا أبو بشر الدّولابي، قال: أبو عبد اللّه طلحة بن عبد اللّه بن عوف.

أنبأنا أبو جعفر الهمذاني، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي، أنا أبو أحمد قال: أبو عبد اللّه و يقال: أبو محمّد طلحة بن عبد اللّه بن عوف بن عبد عوف بن الحارث بن زهرة الزّهري، القرشي، المدني، ابن أخي عبد الرحمن بن عوف، سمع أبا هريرة [و] عبد الرحمن بن صخر، و عائشة أمّ المؤمنين، و عن أبي محمّد عبد الرحمن بن عوف، و أبي عمرو، عثمان بن عفّان القرشي.

روى عنه أبو بكر محمّد بن مسلّم بن شهاب الزّهري، و أبو إبراهيم سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن القرشي، و عبد اللّه بن ذكوان أبو عبد الرحمن(3) المدني، و أمّه فاطمة بنت مطيع بن الأسود بن حارثة بن نضلة بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب،

حدّثني علي بن محمّد، نا الحسين - يعني ابن محمّد - ثنا عمرو بن علي قال: طلحة بن

ص: 47


1- بالأصل «المريدي» و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
2- بالأصل: «الخطيب» خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.
3- و قيل: «أبو الزناد» ترجمته في تهذيب الكمال 118/10.

عبد اللّه بن عوف الزّهري، يكنى أبا عبد اللّه.

قال: و أنا ابن الأصبهاني، نا محمّد بن عمر رستة، نا سليمان - يعني ابن داود المنقري - نا محمّد بن عمر الواقدي، قال: طلحة بن عبد اللّه بن عوف بن عبد عوف الزّهري، يكنى أبا عبد اللّه.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنبأ عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر الكلاباذي، قال: طلحة بن عبد اللّه بن عوف بن عبد عوف بن أخي عبد الرحمن بن عوف، أبو عبد اللّه القرشي المديني، و كان سخيّا جوادا، يقال له من جوده طلحة النّدى، و كان فقيها، و أمّه بنت مطيع بن الأسود.

حدّث عن عبد اللّه بن عبّاس، و عبد الرحمن بن عمرو بن سهل.

روى عنه الزّهري في «المظالم»، و سعد(1) بن إبراهيم في «الجنائز».

قال الواقدي: و يحيى بن بكير فيما روى عن الذهلي عنه، مات سنة تسع و تسعين، و هو ابن ثنتين و سبعين سنة.

قال أبو عيسى: مات سنة سبع و سبعين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب(2) ، نا عمرو بن مرزوق، نا شعبة، عن سعد(3) بن إبراهيم، عن طلحة بن عبد اللّه بن عوف، قال: صلّيت خلف ابن عبّاس على جنازة و أنا غلام شاب.

قال: و أنا أبو بكر، نا الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن البراء، قال: سمعت علي بن المديني يقول: أصحاب زيد الذين كانوا يأخذون عنه، و يفتون بفتواه، منهم لقيه و منهم من لم يلقه، و هم اثنا عشر رجلا: سعيد بن المسيّب، و عروة بن الزّبير، و قبيصة بن ذويب، و خارجة بن زيد، و سليمان بن يسار، و أبان بن عثمان، و عبد اللّه بن عبد اللّه، و القاسم بن محمّد، و سالم بن عبد اللّه، و أبو

ص: 48


1- بالأصل: «سعيد» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر بداية ترجمته، و تهذيب الكمال 248/9.
2- المعرفة و التاريخ 225/1.
3- في المعرفة و التاريخ المطبوع: سعيد، خطأ.

بكر بن عبد الرحمن، و أبو سلمة بن عبد الرحمن، و طلحة بن عبد اللّه بن عوف، و نافع بن جبير، فأمّا من لقيه منهم و ثبت(1) عندنا لقيه منهم، فسعيد بن المسيّب، و عروة بن الزّبير، و قبيصة بن ذؤيب، و خارجة بن زيد، و أبان بن عثمان، و سليمان بن يسار، و لم يثبت عندنا عن الباقين سماع من زيد فيما ألقي إلينا(2) ، إلاّ أنهم كانوا يذهبون مذهبه في الفقه و العلم، و لم يكن بالمدينة بعد هؤلاء أعلم بهم من ابن شهاب، و يحيى بن سعيد الأنصاري، و أبي الزّناد، و بكير بن عبد اللّه بن الأشج، ثم لم يكن أحد أعلم بهؤلاء و بمذهبهم من مالك بن أنس، ثم من بعد مالك عبد الرحمن بن مهدي، و كان يذهب مذهبهم، و يقتدي بطريقهم.

أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي و جماعة، عن أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنبأ محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر قال: و فيها - يعني سنة إحدى و سبعين - نزع ابن الزّبير جابر بن الأسود بن عوف، و استعمل طلحة بن عبد اللّه بن عوف، و هو آخر وال لابن الزّبير على المدينة، تقدّم عليه طارق بن عمرو مولى عثمان بن عفّان، فهرب طلحة، و أقام طارق بالمدينة حتى كتب إليه عبد الملك، و كان سعيد بن المسيّب يذكر طلحة بن عبد اللّه بن عوف فيحسّن ذكره، فقال: جوارنا بالمدينة فأحسن جوارنا، و كفّ عن أذانا، و لكن من لا جزاه اللّه خيرا جابر بن الأسود بن عوف، فإنه فعل أمورا قلّ ما نفعته عند صاحبه - يعني ابن الزّبير - و كذلك من عمل لغير اللّه.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأ أحمد بن عمر بن الفضل - إجازة - أنا أبو عبد اللّه الزعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، أنا علي بن محمّد السمري، قال: ثم ولي المدينة عثمان بن محمّد بن أبي سفيان، فاستقضى طلحة بن عبد اللّه بن عوف.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد العتيقي.

و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالوا: أنا

ص: 49


1- قوله: «و ثبت عندنا لقيه» مكرر بالأصل.
2- انظر تهذيب التهذيب 16/3.

الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا أبو مسلّم العجلي، حدّثني أبي(1) قال:

طلحة بن عبد اللّه بن عوف: مدني، تابعي، ثقة.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم، أنا أحمد - إجازة -.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا أبو الحسين، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(2) ، قال:

ذكر أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين قال: سعد بن إبراهيم، عن طلحة بن عبد اللّه بن عوف ثقتان، قال: و سئل أبو زرعة عن طلحة بن عبد اللّه بن عوف فقال: مديني ثقة.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار، حدّثني مصعب بن عثمان، قال: قدم الوليد بن عبد الملك المدينة، و هو خليفة، فأمر بأربعة كراسي، فوضعت في مجلسه، ثم أذن للناس و أجلس عليها أربعة من قريش من أشرافهم كلهم أمّه من بني عدي بن كعب: عبد اللّه بن عمرو بن عثمان بن عفان أمّه حفصة بنت عبد اللّه بن عمر بن الخطّاب، و محمّد بن المنذر بن الزّبير أمّه عاتكة بنت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، و طلحة بن عبد اللّه بن عوف، أمّه فاطمة بنت مطيع بن الأسود، و نوفل بن مساحق(3) ، أمّه مريم بنت مطيع بن الأسود.

قال: و نا الزّبير، حدّثني عبد الرحمن بن عبد اللّه بن عبد العزيز الزّهري، أن طلحة بن عبد اللّه بن عوف دخل السوق، فإذا جمل مهري فاشتراه بثمانين دينارا من صاحبه، و انقلب به إلى المنزل لينقده ثمنه، فوجد جلساءه قد وضع الغداء بينهم، فقال لصاحب الجمل: اجلس فكل، فأبى، و قال: أعطني حقّي، فأبى طلحة أن يعطيه حقّه أو يأكل، فانصرف فقال له بعضهم: تعرف هذا؟ قال: لا، قال: هذا النجاشي الحارثي فردّه و رد عليه جمله، و أعطاه الثمانين دينارا، فقال له النجاشي: بأبي أنت و أمّي ما عوتب عتيق خيل قطّ إلاّ أعتب قبل أن يبرح، فقال الناس: هذا الكلام خير من الشعر.

ص: 50


1- تاريخ الثقات للعجلي ص 234.
2- الجرح و التعديل 472/4-473.
3- قوله: «و نوفل بن مساحق، أمه مريم» مكرر بالأصل.

قال: و نا الزّبير، حدّثني عبد الرحمن بن عبد اللّه الزّهري عن عمه موسى بن عبد العزيز قال: كان طلحة بن عبد اللّه بن عوف قصيرا، لطيفا، أعمش، فدخل سوق الظهر بالمدينة و فيه الفرزدق فقال للفرزدق: اختر عشرا من هذه الإبل، ففعل، فقال:

ضم إليها مثلها، فلم يزل كذلك حتى بلغت المائة، ثم قال: هي لك، فسأل عنه الفرزدق فقيل له: هذا طلحة بن عبد اللّه بن عوف، فقال يمدحه:

يا طلح أنت أخو النّدى و عقيده *** إنّ النّدى إن مات طلحة ماتا(1)

و قال فيه الأشجعي:

طلحة يختار «نعم» على «لا» *** ثمّت لا يلقى بها مطالا

أنّ له في غير «لا» مقالا

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الغنائم حمزة بن علي بن محمّد بن عثمان، و محمّد بن محمّد بن أحمد بن الحسين، قالا: أنا أبو الفرج أحمد بن عمرو بن عثمان الغضائري، أنا جعفر بن محمّد بن نصير الخوّاص، نا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن مسروق، حدّثني أحمد بن عمر، حدّثني محمّد بن إسحاق المسيّبي، عن أبيه، عن جده قال: كان جدي و غلمة يلعبون معه في سيل قناة، فإذا هم بركب ثلاثة على ثلاث نجائب حتى وقفوا على حرف السيل، فقالوا: يا غلمان عبّروا النجائب فأخذت إزاري و شددته في وسطي، و إحدى النجائب بزمام، و الآخرين بجريرين، فقلت: أنا أبا الحا؟؟؟ دان(2) الزمام قال: فألقى إليّ زمامها و قال لي: عبّرها، فلمّا توسطت السّيل، قال:

قال لي: من أنت يا غلام ؟ قال: قلت: أنا عبد الرحمن بن عبد اللّه بن المسيّب، قال:

فقال لي: ما ذا حرب(3) فأنخ بي، قال: فأنخت به، فأناخ الأخيران خلفه، فقال لأحدهما: ما بقي معك من تلك البذرة، قال: أنفقت منها شيئا، و بقي أكثرها، فقال:

انظر إزارا كتانا، أو منديلا من مناديل الشام ففرّغها فيه و أوكها قال: ففعل، فقال: خذ هذه يا حبيبي، فقلت: يا عمّ من أنت ؟ فإن(4) سألني أبي من أعطاك هذا خبّرته، فقال: يا حبيبي أبوك يعرف من أعطاك، قال: فحملتها إلى البيت و قد أثقلتني، فجئت و أبي يتهيّأ

ص: 51


1- لم أجده في ديوان الفرزدق، و البيت في الوافي بالوفيات 483/16 منسوبا للفرزدق.
2- كذا رسمها بالأصل.
3- كذا رسمها بالأصل.
4- بالأصل «فا» و لعل الصواب ما أثبت.

للصلاة، فطرحتها فقال لي أبي: يا حبيبي من أين لك هذه ؟ قال: فأخبرته الخبر، فقال لي: هذا إذا طلحة بن عبد اللّه بن عوف بن أخي عبد الرحمن بن عوف، قال: و كان أبي إذا راح إلى المسجد أنام حتى ينصرف من العصر، قال: فانصرف من العصر، فقال: يا حبيبي خبّرتك أن الرجل طلحة بن عبد اللّه بن عوف لقيني السّاعة في المسجد، فسلّمت عليه.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنا نصر بن البزار، نا أبو بكر محمّد بن الحسن بن محمّد بن دريد، نا الرّياشي، نا ابن سلاّم، قال:

مر طلحة بن عبد اللّه بن عوف بن أخي عبد الرّحمن بن عوف بدار ابن أذينة السّاعة و هو ينادي عليها، فقال: إن دارا قعدنا فيها و تحدّثنا في ظلها لمحقوقة أن تمنع من البيع، فبعث إلى ابن أذينة بثمنها، و أغناه عن بيعها.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا أبو جعفر، أنا أبو طاهر، نا أحمد، نا الزّبير قال:

و قال شيخ من قريش: أعطى السلطان طلحة بن عبد اللّه بن عوف سبعة آلاف درهم فخرج بها معه غلام، فلقيه أعرابي حديث عهد بعلّة، فقال له: أعنّي على الدّهر، فقال: يا غلام انثر ما معك في كساء الأعرابي، فذهب يقلها، فعجز عنها، فقعد يبكي، فقال: ما يبكيك، لعلك استقللت ما أعطيناك ؟ قال: لا و اللّه، ما بكيت استقلالا لها، و لكنّي نظرت في يسير ما سألتك مع جزيل ما أعطيتني و تفكّرت فيما تأكل الأرض من كرمك، فأبكاني ذلك.

قال: و نا الزّبير بن بكّار، حدّثني عبد الرّحمن بن عبد اللّه الزّهري، عن بحر بن جعفر مولى أبي هريرة قال: قدم الفرزدق المدينة زائرا لطلحة بن عبد اللّه بن عوف، و قد توفي طلحة، و هو لا يشعر، فوجد رجلا خارجا من المدينة و الفرزدق داخلها، فسأله عن أخبار الخلق فقال: توفي طلحة بن عبد اللّه بن عوف، و قد توفي طلحة و هو لا يشعر(1) ، فقال له: بفيك التراب و الحجر، و دخل من رأس الثنية يولول يقول: يا أهل المدينة كيف تركتم طلحة يموت.

ص: 52


1- قوله: «و قد توفي طلحة و هو لا يشعر» كذا مكرر بالأصل.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد، قال: قال علي بن المديني: مات طلحة بن عبد اللّه سنة سبع و تسعين.

أخبرنا أبو الأعزّ بن الأسعد، أنا الحسن بن علي، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، نا محمّد بن الحسين، نا أبو حفص الفلاّس، قال: و مات طلحة بن عبد اللّه بن عوف بن عبد عوف الزّهري سنة سبع و تسعين، و هو ابن اثنتين(1) و سبعين سنة، و كان يكنى أبا عبد اللّه، و كان بارعا و كان أريحيا.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسين السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة(2) قال: و فيها - يعني سنة سبع و تسعين - مات طلحة بن عبد اللّه بن عوف، و سعيد بن مرجانة(3).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، أنا أبو طاهر المخلّص (4)- إجازة - أنا أبو محمّد السّكري، أخبرني أبو الحسن الصّيرفي، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد قال: سنة سبع و تسعين فيها مات طلحة بن عبد اللّه بن عوف.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا محمّد بن إبراهيم بن مروان، نا أبو عبد الملك الحرسي، نا سليمان بن عبد الرّحمن، أنا علي بن عبد اللّه التميمي، قال: طلحة بن عبد اللّه بن عوف الزّهري، يكنى أبا عبد اللّه، مات سنة تسع و تسعين، و هو ابن ثنتين و سبعين سنة.

ص: 53


1- بالأصل: اثنين.
2- تاريخ خليفة بن خياط ص 314.
3- ترجمته في الوافي بالوفيات 257/15 و تهذيب التهذيب 78/4 (ط الهند) و مرجانة أمه.
4- بالأصل: المخلصي.

2983 - طلحة بن عبيد اللّه بن عثمان ابن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة بن ....

2983 - طلحة بن عبيد اللّه بن عثمان ابن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة بن [كعب بن](1) لؤي ابن غالب بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة أبو محمّد التّيمي(2)

أحد العشرة المشهود لهم بالجنّة، و أحد الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام، و أحد الخمسة الذين أسلموا على يدي أبي بكر، و أحد الستّة أصحاب الشورى الذين توفي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و هو عنهم راض.

[روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم](3) أحاديث.

روى عنه بنوه: يحيى، و موسى، و عيسى بنو طلحة، و قيس بن أبي حازم، و أبو سلمة بن عبد الرّحمن، و مالك بن عامر الأصبحي، و الأحنف بن قيس.

و قدم الشام في تجارة عدّة دفعات، فضرب له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بسهمه و أجره(4) ، ثم خرج إلى الشام مجاهدا في زمن عمر بن الخطاب، و كان مع عمر لما خرج إلى الجابية، و جعله على المهاجرين.

أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم القارئ، أنبأ أبو حفص عمر بن أحمد بن عمر.

ح و أخبرتنا أم الخير فاطمة بنت علي بن المظفّر، قالت: أنا عبد الغافر بن عمر بن عبد الغافر، قالا: أنا محمّد بن أبي حمدان، نا الحسن بن سفيان، نا قتيبة بن سعيد، عن مالك بن أنس، و إسماعيل بن جعفر - و اللفظ لمالك - عن ابن سهل عن أبيه أنه سمع طلحة بن عبيد اللّه يقول:

جاء رجل إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من أهل نجد ثائر الرأس، يسمع دويّ صوته و لا يفقه

ص: 54


1- زيادة عن تهذيب الكمال 251/9.
2- ترجمته في الاستيعاب 219/2 أسد الغابة 467/2 و الإصابة 229/2 و تهذيب التهذيب 251/9 و تهذيب التهذيب 16/2 و الوافي بالوفيات 473/16 و العبر 37/1 و المعارف ص 228 و جمهرة أنساب العرب ص 137 حلية الأولياء 87/1 صفة الصفوة 130/1 شذرات الذهب 42/1 سير الأعلام 23/1 و تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص 522 و انظر بحاشيتهما أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
3- ما بين معكوفتين زيادة منا للإيضاح انظر تهذيب الكمال و سير الأعلام.
4- يعني يوم بدر كما في تهذيب الكمال و أسد الغابة.

ما يقول، حتى دنا من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فإذا هو يسأل عن الإسلام، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«خمس صلوات في اليوم و اللّيلة»، قال: هل عليّ غيرها؟ قال: «لا، إلاّ أن يتطوع».

و ذكر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم الزكاة، فقال: هل عليّ غيرها؟ قال: «لا، إلاّ أن تطوع الرجل»، و هو يقول: و اللّه لا أزيد على هذا، و لا أنقص منه، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «أفلح إن صدق»، و قال: سمعت ابن جعفر: «أفلح و أبيه إن صدق، أو دخل الجنة و أبيه إن صدق»، و أسقط منه ذكر الصّوم[5345].

أخبرنا بتمامه أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، و أبو محمّد هبة اللّه بن سهل، قالا: أنا سعيد بن محمّد النّجدي، أنا زاهر بن أحمد، أنا إبراهيم بن عبد الصّمد، نا أبو مصعب.

ح و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو نصر أحمد بن محمّد، قالا: أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور.

ح و أخبرناه أبو القاسم أيضا، أنا عبد اللّه بن محمّد الصّريفيني، قالا: أنا أبو القاسم بن حبابة.

ح و أخبرناه أبو القاسم الشّحّامي، أنا عثمان بن عمرو المزني، أنا زاهر بن أحمد.

ح و أخبرناه أبو المعالي طاهر بن محمّد، و أبو الفتح محمد بن الحسين بن حمزة، و محمّد بن الموفّق بن مبارك، و أبو بكر أحمد بن يحيى الأذربجاني، و أبو محمّد عبد السّلام بن أحمد المقرئ، و أبو غزوان محمّد بن عبد اللّه المهلّبي، قالوا: أنا أبو الفضيل بن يحيى.

ح و أخبرنا أبو الفتح محمّد بن علي، و أبو محمّد عبد السّلام بن أحمد، و أبو نصر عبيد اللّه بن أبي عاصم، و أبو عبيد اللّه سمرة، و أبو محمّد عبد القادر، ابنا جندب قالوا: أنا محمّد بن أبي مسعود، قالا: أنا محمّد بن أبي شريح، قالوا: أنا أبو القاسم البغوي، نا مصعب بن عبد اللّه، قالا: نا مالك، عن عمه أبي سهيل بن مالك، عن أبيه - و قال الفضيل: عن عمه، و هو خطأ - أنه سمع طلحة بن عبيد اللّه يقول:

ص: 55

يفقه ما يقول حتى دنا - زاد أبو مصعب من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم - و قالا: فإذا هو يسأل عن الإسلام، فقال - زاد أبو مصعب: له - و قالا: رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «خمس صلوات في اليوم و الليلة»، قال: هل عليّ غيرهن - و في حديث ابن حبابة و زاهر: غيرها، و في حديث ابن أبي شريح: غيره - فقال - و في حديث أبي(1) مصعب و الفضيلي: قال: «لا، إلاّ أن تطوّع».

و قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «و صيام - و في حديث ابن حبابة: و ذكر له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم صيام شهر رمضان - قال: هل عليّ غيره ؟ قال: «لا، إلاّ أن تطوّع».

و ذكر له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم الصّدقة - و قال أبو مصعب: الزكاة - فقال: هل عليّ غيرها؟ فقال: «لا، إلاّ أن تطوع»، قال: فأدبر الرجل - زاد أبو مصعب: ذاهبا - و قالا:

و هو يقول: لا أزيد على هذا لا أنقص منه، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «أفلح إن صدق»، و قال ابن حبابة: «إن هو صدق»، و سقط من حديثهم عن الفضيلي: من أهل نجد و قوله:

شهرا.

أخرجه البخاري عن إسماعيل، و أخرجه مسلّم و النسائي عن قتيبة، و أخرجه أبو داود عن القعنبي، أخرجه النسائي عن محمّد بن سلمة عن أبي القاسم - و في حديث مالك بن عمرو بن علي عن ابن مهدي خمستهم عن مالك، و أخرجه البخاري و مسلم عن قتيبة، و أبو داود عن أبي الربيع الزّهراني، و النسائي عن علي بن حجر ثلاثتهم عن إسماعيل بن جعفر.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو محمّد هبة اللّه بن سهل، و إسماعيل بن أبي القاسم بن بكر، و أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العبّاس، قالوا: أنا عمر بن أحمد بن عمر بن مسرور، نا أبو عمرو إسماعيل بن نجيد(2) بن أحمد السّلمي، نا محمّد بن أيوب، أخبرني عبيد اللّه بن محمّد العيشي(3).

و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنبأ أحمد بن محمود، أنبأ أبو بكر محمّد بن إبراهيم، نا أحمد بن الحسين بن عبد الجبّار الصّوفي ببغداد، نا عبيد اللّه بن

ص: 56


1- بالأصل: «ابن».
2- إعجامها مضطرب بالأصل، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 146/16.
3- مهملة بالأصل، و انظر ترجمته في سير الأعلام 564/10.

محمّد بن عائشة، نا عبد الرّحمن بن حمّاد الطلحي، نا طلحة بن يحيى بن طلحة.

ح و أخبرنا أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان، نا أبو عبد اللّه أحمد.

و قال: نا زاهر، أنا أحمد بن الحسين بن عبد الجبّار الصّيرفي - زاد أبو المظفّر:

الشيخ الصالح ببغداد - نا عبيد اللّه، و في رواية زاهر: نا ابن عائشة، و هو عبيد اللّه بن محمّد بن عائشة، أنا عبد الرّحمن بن حمّاد بن عمران بن موسى بن طلحة، نا طلحة بن يحيى بن طلحة، عن أبيه، عن طلحة بن عبيد اللّه قال:

دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم - و في حديث الخلاّل - النبي صلّى اللّه عليه و سلّم - و في يده سفرجلة، فألقاها إليّ، أو قال: رمى بها إليّ، أو قال: «دونكها يا أبا محمّد، فإنها تحمر(1) الفؤاد» - و في حديث ابن المقرئ: ثم قال: «دونكها أبا محمّد»، و اللفظ لحديث محمّد بن أيوب[5346].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، ثنا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو(2) عبد اللّه، نا معاذ بن هشام، حدّثني أبي، عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب قال: كان أصحاب نبي اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يتجرون في بحر الشام إلى الروم، منهم طلحة بن عبيد اللّه، و سعيد بن زيد، قال أبو عبد اللّه: كان أبو داود حدّثناه عن معاذ، ثم لقيت معاذا فحدّثني به عن أبيه.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، و أبو نصر إبراهيم بن الفضل بن إبراهيم، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عمران بن الجندي، نا عبد اللّه بن محمّد، نا شيبان، نا حمّاد بن سلمة، عن إسحاق بن عبد اللّه بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك:

أن(3) عمر بن الخطاب أقبل يريد الشام فتلقاه طلحة بن عبيد اللّه، و أبو عبيدة بن

ص: 57


1- كذا رسمها بالأصل، و في مستدرك الحاكم 370/3 «تجمّ الفؤاد» و مثله في مختصر ابن منظور 192/11 أيضا. و هو الأشبه. و في النهاية: «دونكها فإنها تجمّ الفؤاد» أي تريحه، و قيل تجمعه و تكمل صلاحه و نشاطه.
2- بالأصل «أبي».
3- بالأصل: «بن» و لعل ما أثبت الصواب.

الجراح، فقال: يا أمير المؤمنين إنّ معك أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و خيارهم أن ترى مثل حريق النار يقال له الطاعون، فرجع فلما كان العام المقبل قدمها. هذه الحكاية تدل على أن طلحة كان بالشام سنة رجع عمر من سرغ(1).

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، ثنا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا عمرو بن خالد، و حسان بن عبد اللّه، عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة قال: طلحة بن عبيد اللّه بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة.

قال: و نا يعقوب، نا حجّاج بن أبي منيع، نا جدي عن الزّهري قال: عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر.

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن بن المفرّج، أنا أبو الفرج سهل بن بشر، و أبو نصر أحمد بن محمّد، قالا: أنا محمّد بن أحمد بن عيسى، أنبأ منير بن أحمد بن الحسن، أنا جعفر بن أحمد بن إبراهيم، أنا أحمد بن الهيثم، قال: قال أبو نعيم:

طلحة بن عبيد اللّه بن عثمان بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة، أمّه الصّعبة بنت الحضرمي، امرأة من أهل اليمن.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني إبراهيم بن هانئ، قال: سمعت أبا عبد اللّه أحمد بن حنبل يقول: طلحة بن عبيد اللّه بن عثمان بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون قالا: - أنا محمّد بن الحسن بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خياط(2) قال: طلحة بن عبيد اللّه بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة، يكنى أبا محمّد، أمّه الصّعبة بنت

ص: 58


1- بالأصل «سرع» بالعين المهملة، قال ياقوت: و العين لغة فيه، و قد ذكره بالغين المعجمة و هو ما صوّبناه و هو أول الحجاز و آخر الشام بين المغيثة و تبوك من منازل حاج الشام و هناك لقي عمر بن الخطاب من أخبره بطاعون الشام فرجع إلى المدينة (ياقوت).
2- طبقات خليفة بن خياط ص 49 رقم 93.

الحضرمي، و هو عبد اللّه بن عبّاد بن مالك بن ربيعة بن أكبر بن مالك بن عويف بن مالك بن الخزرج بن إياد بن الصّدف من حضرموت من كندة، قتل يوم الجمل سنة ست و ثمانين(1) ، يكنى أبو محمّد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنبأ إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية، قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: طلحة بن عبيد اللّه بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم، يكنى أبا محمّد بن من بني تيم بن مرّة.

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى، ابنا الحسن بن البنّا، قالا: أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد المعدّل، أنا محمّد بن عبد الرّحمن بن العباس، نا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار، قال: فولد عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة: عبيد اللّه(2) ، و معاذا(3) و أمهما هالة بنت عبد الدّار بن قصي، و معمرا و عميرا به كان يكنى، و أمّهما هند بنت البيّاع بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث بن بكر، و زهرة بن عثمان و زهيرا، و أمّهما أمة بنت عبد شمس بن عبد مناف، فولد عبيد اللّه(4) بن عثمان: طلحة الخير بن عبيد اللّه، و أمّه الصعبة بنت الحضرمي، و هو عبد اللّه بن عمّار بن ربيعة بن أكبر بن عوف بن مالك بن عويف بن خزرج(5) بن إياد بن صدف من حضرموت من قحطان، و عثمان بن عبيد اللّه، و أمّه كريمة بنت موهب بن نمران من كندة قال ذلك عمي مصعب بن عبد اللّه - و قال إبراهيم بن موسى بن صديق، أمّه كريمة بنت جندب بن حجير بن سواد بن عامر بن صعصعة، و ابن خالته أخت أمه الحارث بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح، و الثبت في ذلك ما قال عمي مصعب بن عبد اللّه، و مالك بن عبيد اللّه قتل يوم بدر كافرا(6) ، و أمّه من خزاعة، و طلحة بن عبيد اللّه كان من المهاجرين الأولين، كان بالشام في تجارة

ص: 59


1- كذا بالأصل و شطبت اللفظة بخط، و لم يزد على ذلك، و على كل حال فقوله: «ست و ثمانين» خطأ، و في طبقات خليفة: ست و ثلاثين.
2- بالأصل: «مرة بن عبيد اللّه» حذفنا «بن» مقحمة.
3- بالأصل: و معاذ.
4- بالأصل: عبد اللّه.
5- رسمها بالأصل: «خروج».
6- قتله صهيب، قاله ابن حزم في جمهرة الأنساب ص 138.

حيث كانت وقعة بدر، فضرب له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بسهمه، فلما قدم قال: يا رسول اللّه و أجري، قال: و أجرك، و كان له مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بلاء حسن يوم أحد، وقاه بنفسه، و اتّقى عنه النبل بيده حتى شلّت إصبعه، و ضرب الضربة المصلّبة في رأسه، و حمل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم على ظهره حتى استقل على الصخرة، و قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ذلك اليوم حين انكشف المشركون لأبي بكر الصّديق: «يا أبا بكر أوجب طلحة» و هو أحد العشرة الذين شهد لهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بالجنة، و أحد أصحاب الشورى الستة الذين عهد إليهم عمر بن الخطاب، و شهد لهم أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم توفي و هو عنهم راض.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، نا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم.

و أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، قالا: أنا محمّد بن سعد(1) قال: في الطبقة الأولى: طلحة بن عبيد اللّه بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة، و يكنى أبا محمّد، و أمّه الصّعبة بنت عبد اللّه بن عماد الحضرمي، و أمّها عاتكة بنت وهب بن عبد بن قصيّ - زاد ابن الفهم: بن كلاب - و كان وهب ابن عبد صاحب الرّفادة دون قريش كلها - و زاد ابن أبي الدنيا: قتل رحمه اللّه يوم الجمل، و كان يوم الخميس لعشر خلون من جمادى الآخرة سنة ست و ثلاثين، و قبر بالبصرة.

أخبرنا أبو محمّد عبد اللّه بن علي في كتابه.

و أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي المدائني، أنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم قال: طلحة بن عبيد اللّه، أمّه الصّعبة بنت الحضرمي، و اسم الحضرمي عبد اللّه بن عبّاد(2) ، و الصّعبة هي أخت العلاء، و مخرمة و عامر و عمرو بني الحضرمي، و أمّ الصعبة عاتكة بنت وهب بن عبد بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا أبو الحسين محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال: أبو محمّد طلحة بن

ص: 60


1- طبقات ابن سعد 214/3 المطبوع برواية الحسين بن الفهم.
2- كذا، و مرّ «عماد» و في الاستيعاب و نسب قريش: «عماد» أيضا.

عبيد اللّه بن عثمان بن عمرو بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد أحمد: و محمد بن الحسن قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، ثنا محمّد بن إسماعيل(1) قال: طلحة بن عبيد اللّه بن عثمان بن عمرو بن كعب بن تيم أبو محمّد التّيمي القرشي، قتل يوم الجمل، قاله لنا إسماعيل بن أبان عن علي بن مسهر، عن إسماعيل عن(2) قيس، ذكر موته، و قال عمرو(3): و ذلك في سنة ست و ثلاثين كذا قال في سننه(4).

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، قال: طلحة بن عبيد اللّه بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة بن كعب بن لؤي التّيمي، أبو محمّد القرشي، أمّه الصّعبة بنت عبد اللّه(5) بن عبّاد الحضرمي، أمّها عاتكة بنت وهب بن عبد بن قصي، و كان رجلا أدم كثير الشعر، ليس بالجعد القطط، و لا بالسّبط، حسن الوجه، إذا مشى أسرع، و كان لا يغيّر شعره(6) ، قتل يوم الجمل في جمادى الآخرة سنة ست و ثلاثين، و قيل(7): في رجب سنة ست، و هو ابن ثنتين و ستين سنة، و يقال: ابن أربع و ستين سنة، و يقال: ابن ستين، و قبره بالبصرة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل المقدسي، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنبأ أبو نصر الكلاباذي قال: طلحة بن عبيد اللّه بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب، أبو أحمد(8) التّيمي القرشي المديني، شهد بدرا، و أمّه الصّعبة بنت عبد اللّه بن عبّاد(9) الحضرمي، أمّها

ص: 61


1- التاريخ الكبير 344/4.
2- بالأصل: «بن».
3- في التاريخ الكبير: و قال غيره.
4- كذا.
5- بالأصل «عبيد اللّه».
6- انظر سير الأعلام 24/1.
7- بالأصل: «و قتل».
8- كذا، و قد مرّ «أبو محمد».
9- كذا، و مرّ «عماد».

عاتكة بنت وهب بن عبد قصي، و سمع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، روى عنه مالك بن أبي عامر في الإيمان، قتله مروان بن الحكم يوم الجمل، و ذلك يوم الجمعة.

و قال الواقدي: يوم الخميس لعشر خلون من جمادى الآخرة سنة ست و ثلاثين، قاله خليفة بن خياط.

و قال الذّهلي: قال يحيى بن بكير نحو ذلك، و زاد سنّة اثنتين(1) أو أربع و ستون.

و قال ابن نمير: قتل سنة ست و ثلاثين، و هو ابن أربع و ستين سنة.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أنبأ أبو طاهر الثقفي، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر الزّرّاد قال: قال عبيد اللّه بن سعد، قال: عمي عن أبيه، قال: أمّ طلحة بن عبيد اللّه الصّعبة بنت الحضرمي.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأ أحمد بن عبد الملك المؤذن، أنا أبو الحسن بن السّقّاء، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: ثنا محمّد بن يعقوب، نا عبّاس بن محمّد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: كنية طلحة بن عبيد اللّه أبو محمّد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمّد، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قال:

قال عمي أبو بكر: طلحة بن عبيد اللّه أبو محمّد.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، نا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو محمّد طلحة بن عبيد اللّه بن عثمان بن عمرو بن كعب سعد بن تيم بن مرّة القرشي.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى بن إبراهيم، أنا عبيد اللّه بن سعيد بن حاتم، أنا الخصيب بن عبد اللّه بن محمّد، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو محمّد طلحة بن عبيد اللّه.

ص: 62


1- بالأصل: اثنين.

حمّاد(1) قال: و نا أحمد بن شعيب(2) قال: من كنيته من الصحابة: أبو محمّد طلحة بن عبيد اللّه، ثم ذكر غيره، قال: طلحة بن عبيد اللّه بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة بن كعب بن لؤي أبو محمّد.

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي - في كتابه - أنا أبو بكر الصّفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم، قال: طلحة بن عبيد اللّه بن عثمان بن عمرو بن كعب بن لؤي التّيمي القرشي، و أمّه الصّعبة بنت الحضرمي، و هو عبد اللّه بن عبّاد بن مالك بن ربيعة بن أكبر بن مالك بن الخزرج بن إياد بن الصّدف بن حضرموت بن كندة، شهد أحدا مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و كان بالشام حين غزا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بدرا، قدم بعد ما رجع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم من بدر، و ضرب له سهمه و أجره، و مات و هو عنه راض، قتل يوم الجمل بالبصرة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني عمي بن الزّبير، عن إبراهيم بن المنذر، عن عبد العزيز بن عمران، حدّثني إسحاق بن يحيى بن عمه موسى بن طلحة، قال: كان طلحة أبيض يضرب إلى الحمرة، مربوعا إلى القصر أقرب، رحب الصّدر، بعيد ما بين المنكبين، ضخم القدمين، إذا التفت، التفت جميعا(3).

أخبرنا بها عالية أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا(4) الحسن، قالا: أنبأ أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار، حدّثني إبراهيم بن المنذر، عن عبد العزيز بن عمران، قال: و حدّثني إسحاق بن يحيى بن طلحة عن(5) عمه موسى بن طلحة، قال: كان طلحة بن عبيد اللّه أبيض يضرب إلى الحمرة، مربوعا إلى القصر أقرب، رحب الصّدر عريض المنكبين، إذا التفت التفت جميعا، ضخم القدمين.

قال: و نا الزّبير، قال: و حدّثني - يعني إبراهيم عن الواقدي - قال: كان طلحة بن

ص: 63


1- الكنى و الأسماء للدولابي 52/1.
2- عن الدولابي و بالأصل: سعيد.
3- تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص 524 و انظر أسد الغابة 470/2.
4- بالأصل «بن».
5- بالأصل: «بن».

عبيد اللّه أدم كثير الشعر ليس بالجعد، و لا بالسّبط، حسن الوجه دقيق العرنين، إذا مشى أسرع، و كان لا يغيّر شيبه، قتل يوم الجمل في جمادى سنة ست و ثلاثين.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، نا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(1) ، أنا محمّد بن عمر قال: سمعت من يصف طلحة قال: كان رجلا.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد(2) ، قال: قال محمّد بن عمر - يعني الواقدي - و كان طلحة رجلا أدم، كثير الشعر، ليس بالجعد القطط، و لا بالسّبط حسن الوجه، دقيق العرنين، إذا مشى أسرع، و كان لا يغيّر شعره، و قد روى عن أبي بكر، و عمر، و قد أسلمت أمّ طلحة بعد ذلك.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن بطة، نا الحسين بن الجهم، نا الحسين بن الفرج، ثنا محمّد بن عمر.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن محمّد الفقيه، نا محمّد بن سعد(3) ، أنا محمّد بن عمر، حدّثني الضحاك بن عثمان عن(4) مخرمة بن سليمان الوالبي، عن إبراهيم بن محمّد بن طلحة قال: قال طلحة بن عبيد اللّه: حضرت سوق بصرى فإذا راهب في صومعته يقول: سلوا أهل هذا الموسم أ فيهم أحد من أهل الحرم ؟ قال طلحة: نعم، أنا، فقال: هل ظهر أحمد بعد؟ قال: قلت: و من أحمد؟ قال:

ابن عبد اللّه بن عبد المطلب، هذا شهره الذي يخرج فيه، و هو آخر الأنبياء، و مخرجه من الحرم، و مهاجره إلى نخل و حرّة و سباخ، فإياك أن تسبق إليه، قال طلحة: فوقع في قلبي ما قال، فخرجت سريعا حتى قدمت مكة، فقلت: هل كان من حدث ؟ قالوا: نعم، محمّد بن عبد اللّه الأمين تنبّأ و قد تبعه ابن أبي قحافة، قال: فخرجت حتى دخلت على

ص: 64


1- انظر ابن سعد 219/3.
2- طبقات ابن سعد 214/3-215.
3- طبقات ابن سعد 214/3-215.
4- عن ابن سعد، و بالأصل «بن».

أبي بكر، فقلت: اتّبعت هذا الرجل ؟ قال: نعم، فانطلق إليه، فادخل عليه، فاتبعه فإنه يدعو إلى الحق، فأخبره طلحة بما قال الراهب، فخرج أبو بكر بطلحة، فدخل به على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فأسلم طلحة، فأخبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بما قال الراهب، فسرّ بذلك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فلما أسلم أبو بكر و طلحة بن عبيد اللّه أخذهما نوفل بن خويلد بن العدويّة فشدّهما في حبل واحد، و لم يمنعهما بنو تيم، و كان(1) نوفل بن خويلد يدعى أسد قريش، فلذلك سمّي أبو بكر و طلحة القرينين.

أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن أحمد، و أبو القاسم غانم بن محمّد بن عبيد اللّه البرجي، ثم حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن أحمد الحافي، أنبأ جدي أبو القاسم البرجي، و أبو علي الحدّاد، و أبو منصور محمّد بن عبد اللّه بن مندويه المعدّل، و أبو سعد محمّد بن علي بن محمّد الرقزيح(2).

ح و أخبرنا أبو طالب محمّد بن محفوظ بن الحسن بن القاسم الثقفي، و أبو طاهر روح بن بدر بن ثابت الراراني(3) الأصبهاني، قالا: أنا أبو علي الحدّاد، قالوا: أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه بن أحمد الحافظ، نا أبو محمّد عبد اللّه بن جعفر بن أحمد بن فارس، نا أبو جعفر محمّد بن عاصم الثقفي، نا أبو أسامة عن طلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد اللّه، أخبرني أبو بردة، عن مسعود بن خراش قال:

بينا أنا أطوف بين الصّفا و المروة، فإذا أناس كثير يتبعون أناسا، قال: فنظرت فإذا فتى شاب موثق يداه إلى عنقه، فقلت: ما شأن هؤلاء؟ فقالوا: طلحة بن عبيد اللّه قد صبأ و إن و رآه - و قال بعضهم: و إذا وراءه - امرأة تذمّره و تسبّه، قلت: من هذه المرأة ؟ قالوا: هذه أمّه الصّعبة بنت الحضرمي، قال طلحة: فأخبرني عيسى بن طلحة و غيره أن عثمان بن عبيد اللّه أخا طلحة قرن طلحة مع أبي بكر ليمنعه عن الصّلاة و يردّه عن دينه، و خرز يده و يد أبي بكر في قد(4) فلم يرعهم إلاّ و هو يصلي مع أبي بكر(5).

ص: 65


1- بالأصل: و قال.
2- كذا رسمها بالأصل.
3- رسمها بالأصل: «البرارابي» و الصواب ما أثبت، انظر المطبوعة عاصم - عائذ صفحة 5. و هذه النسبة إلى راران قرية من قرى أصبهان. انظر الأنساب.
4- القد بالكسر: سير بقد من جلد غير مدبوغ (اللسان).
5- الخبر في تهذيب الكمال 252/9.

أنبأنا أبو علي الحدّاد و جماعة، قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة، ثنا سليمان بن أحمد الطّبراني، نا محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي بكر المقدّمي، نا عبد اللّه بن شبيب المدني، نا إبراهيم بن يحيى بن هاني السّجزي، حدّثني أبي، عن حازم بن الحسين، عن عبد اللّه بن أبي بكر، عن الزّهري، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، عن ابن عباس، قال: أسلمت أمّ أبي بكر، و أمّ عثمان، و أمّ طلحة، و أمّ الزّبير، و أمّ عبد الرّحمن بن عوف، و أمّ عمّار بن ياسر.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسين بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، [قال: أخبرنا محمّد بن عمر: قال:](1) حدّثنا فائد مولى عبد اللّه بن علي بن أبي رافع، عن عبد اللّه بن سعد، عن أبيه قال: لما ارتحل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من الخرّار في هجرته إلى المدينة، فكان الغدّ لقيه طلحة بن عبيد اللّه جائيا من الشام في عير، فكسا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و أبا بكر من ثياب الشام، و خبّر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أن من المدينة من المسلمين قد استبطئوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فعجّل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم السّير و مضى طلحة إلى مكة حتى فرغ من حاجته، ثمّ خرج بعد ذلك [مع](2) آل أبي بكر، فهو الذي قدم بهم المدينة.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا أبو جعفر، أنا أحمد بن سليمان نا الزّبير، قال: و حدّثني إسماعيل بن أبي أويس، حدّثني محمّد بن إسماعيل، أخبرني عبد اللّه بن محمّد بن عمر بن علي، عن أبيه: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم آخى بين أصحابه بمكة قبل الهجرة، آخى بين طلحة و الزّبير(3).

قال: و ثنا الزّبير قال: و حدّثني محمّد بن فضالة، حدّثني عبد اللّه بن زياد بن سمعان، حدّثني محمّد بن مسلم بن شهاب، قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم مقدمه المدينة مهاجرا قد آخى بين المهاجرين و الأنصار يتوارثون دون ذوي الأرحام حين نزلت آية لفرائض وَ أُولُوا الْأَرْحٰامِ بَعْضُهُمْ أَوْلىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتٰابِ اللّٰهِ (4) فآخى بين طلحة بن

ص: 66


1- الخبر في طبقات ابن سعد 215/3.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن طبقات ابن سعد.
3- الخبر في تهذيب الكمال 253/9.
4- سورة الأنفال، الآية: 75.

عبيد اللّه و بين أبي أيوب خالد بن زيد(1).

حدّثنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه - لفظا - و أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا علي بن يعقوب بن إبراهيم، أنا أحمد بن إبراهيم بن بشر، نا محمّد بن عائذ القرشي، أخبرني الوليد بن مسلم، عن عبد اللّه بن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة في تسمية من شهد بدرا: طلحة بن عبيد اللّه بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة، و كان بالشام، فقدم بعد ما رجع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من بدر، فكلم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في سهمه، فقال: «نعم» فضرب له بسهمه، قال: و أجري يا رسول اللّه ؟ قال: «و أجرك»(2)[5347].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عتّاب، أنا القاسم بن عبد اللّه بن المغيرة، نا إسماعيل بن أبي أويس، نا إسماعيل بن إبراهيم، عن عمه موسى بن عقبة، قال: و قدم طلحة بن عبيد اللّه بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم من الشام بعد ما رجع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من بدر، فكلّم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في سهمه فقال: «لك سهمك»، قال:

و أجري يا رسول اللّه ؟ قال: «و أجرك»[5348].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني هارون الفروي، نا ابن فليح، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب.

ح قال: و حدّثني سعيد بن الأموي، حدّثني أبي، ثنا محمّد بن إسحاق قال في تسمية أهل بدر: طلحة بن عبيد اللّه بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة، كان بالشام، فقدم بعد ما رجع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من بدر، فكلّم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في سهمه فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «لك سهمك»، قال: و أجري يا رسول اللّه ؟ قال:

«و أجرك»[5349].

أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي، قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر، نا عبد اللّه بن سعد، نا عمي، عن أبيه، عن ابن

ص: 67


1- تهذيب الكمال 253/9.
2- المصدر السابق، من طريق عبد اللّه بن لهيعة.

إسحاق قال في تسمية من شهد بدرا: طلحة بن عبيد اللّه بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم، كان بالشام، فرجع بعد ما رجع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، فضرب له بسهمه، قال: و أجري يا رسول اللّه ؟ قال: «و أجرك»[5350].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، ثنا أبو الحسين رضوان بن أحمد، أنا أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس بن بكير، عن محمّد بن إسحاق قال في تسمية من شهد بدرا من بني تيم بن مرّة: طلحة بن عبيد اللّه كان بالشام.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبد الوهاب بن أبي حيّة، أنبأ محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر(1) قال في تسمية من شهد بدرا من بني تيم: طلحة بن عبيد اللّه، ضرب له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بسهمه و أجره، كان النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بعثه - يعني و سعيد بن زيد يتحسّبان(2) العير.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو سهل بن سعدويه، أنبأ إبراهيم بن منصور، أنبأ أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا زهير، نا يعقوب بن إبراهيم، نا أبي، عن ابن إسحاق، حدّثني يحيى بن عبّاد بن عبد اللّه بن الزبير، عن أبيه، عن عبد اللّه بن الزبير، عن الزبير قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول يومئذ: «أوجب طلحة» حين صنع برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ما صنع.

قال ابن إسحاق: و كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يوم أحد نهض إلى صخرة من الجبل ليعلوها، و كان قد بدّن(3) و ظاهر بين درعين، فلما ذهب لينهض فلم يستطع، جلس تحته طلحة بن عبيد اللّه فنهض حتى استوى عليها(4).

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو

ص: 68


1- مغازي الواقدي ص 155-156 و نقله المزي عن الواقدي في تهذيب الكمال 253/9.
2- في أسد الغابة: يتجسسان.
3- أي ضعف.
4- سيرة ابن هشام 89/3-90.

القاسم بن البسري، و أبو محمّد بن أبي عثمان، قالوا: أنا أحمد بن محمّد بن موسى بن القاسم بن الصّلت، نا إبراهيم بن عبد الصّمد.

ح و أخبرناه أبو غالب الماورديّ، أنبأ أبو القاسم الخلاّل، أنبأ عبيد اللّه بن أحمد الصّيدلاني، ثنا براد بن عبد الرّحمن، قالا: ثنا أبو سعيد(1) بن الأشج.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الغفار بن محمّد الشيروي في كتابه.

و أخبرنا عنه أبو بكر محمّد بن حبيب العامري، أنبأ أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، قالا: نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب.

ح و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنبأ رضوان بن أحمد بن جالينوس، قالا:

ثنا أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق(2) ، حدّثني يحيى بن عبّاد بن عبد اللّه بن الزبير، عن أبيه، عن جده، عن الزبير قال: فرأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حين ذهب لينهض إلى الصخرة، و كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قد ظاهر بين درعين، فلم يستطع أن ينهض إليها، فجلس طلحة بن عبيد اللّه(3) تحته، فنهض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حتى استوى عليها، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «أوجب طلحة».

و رواه ابن المبارك عن محمّد بن إسحاق.

أخبرناه أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأ أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن الفتح، نا أبو يوسف محمّد بن سفيان الصّفار، ثنا أبو عثمان سعيد بن أحمد، نا عبد اللّه بن المبارك، عن محمّد بن إسحاق، حدّثني يحيى بن عبّاد، عن أبيه، عن جده، عن الزبير قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول يومئذ: «أوجب طلحة»[5351].

و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن

ص: 69


1- بالأصل: «سعد» و الصواب عن تهذيب الكمال.
2- الخبر في سيرة ابن إسحاق ص 311 رقم 5014 و تهذيب الكمال 254/9 و انظر أسد الغابة 468/2 و الاستيعاب 220/2 و دلائل النبوة للبيهقي 238/3.
3- بالأصل: عبد اللّه.

علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا يحيى بن عبد الحميد الحمّاني، نا عبد اللّه بن المبارك، عن محمّد بن إسحاق، عن يحيى بن عبّاد بن عبد اللّه بن الزبير، عن أبيه، عن جده الزبير قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول يوم أحد: «أوجب طلحة الجنّة»[5352].

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار، حدّثني محمّد بن الضحاك، عن أبيه أن ابن عباس قال:

حدّثني سعد بن عبادة قال: بايع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عصابة من أصحابه على الموت يوم أحد حين انهزم المسلمون، فصبروا، و لزموا و جعلوا يسترونه بأنفسهم يقول الرجل منهم: نفسي لنفسك الفداء يا رسول اللّه، وجهي لوجهك الوقاء يا رسول اللّه، و هم يحمونه و يقونه بأنفسهم، حتى قتل منهم من قتل، و هم: أبو بكر، و عمر، و علي، و الزبير، و طلحة، و سعد، و سهل بن حنيف، و ابن أبي الأقلح، و الحارث بن الصّمّة، و أبو دجانة، و الحباب بن المنذر، قال: و نهض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إلى صخرة ليعلوها و قد ظاهر درعين فلم يستطع، فاحتمله طلحة بن عبيد اللّه فأنهضه حتى استوى عليها، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «أوجب طلحة»[5353].

أخبرنا أبو الحسن بن مسلّم الفقيه، نا عبد العزيز الكتاني.

ح و أخبرني جدي أبو المفضّل يحيى بن علي بن عبد العزيز القاضي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، قالا: أنا محمّد بن محمّد بن محمّد بن مخلد البزّار، نا محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم البزّار، ثنا أبو إسماعيل محمّد بن إسماعيل السّلمي، ثنا سليمان بن أيوب الطلحي، حدّثني أبي، عن جدي موسى بن طلحة، عن أبيه طلحة بن عبيد اللّه، قال: لما كان يوم أحد حملت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم على عنقي حتى وضعته على الصخرة، فاستتر من المشركين، فقال لي هكذا و أشار بيده إليّ وراءه هذا جبريل أنه لا يراك في هول إلاّ أنقذك منه، و قد أسقط من الإسناد بعضه.

ص: 70

عبيد اللّه، عن جده(1) موسى بن طلحة، عن أبيه طلحة بن عبيد اللّه(2) قال: لما كان يوم أحد و حملت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم على ظهري حتى استقل(3) صار على الصخرة و استتر من المشركين، فقال لي هكذا و أومئ بيده إلى وراء ظهره: «هذا جبريل يخبرني أنه لا يراك يوم القيامة في هول إلاّ أنقذك منه»[5354].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين المقرئ، نا أبو الحسين بن المهتدي، نا أبو حفص بن شاهين - إملاء - نا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، نا علي بن حرب، حدّثني أبان بن سفيان، ثنا هشيم، عن إبراهيم بن محمّد بن طلحة، عن موسى بن طلحة، عن طلحة قال لما وقي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بيده يوم أحد فقطعت، فقال: حسّ(4) ، فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «لو قلت بسم اللّه لرأيت بناءك الذي بنا اللّه لك في الجنة و أنت في الدّنيا» [5355].

كذا قال عن إبراهيم بن محمّد بن طلحة. و رواه غيره عن ابن حرب، فقال: عن إبراهيم بن عبد الرّحمن مولى آل طلحة.

أخبرناه أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن الآبنوسي، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا عبد اللّه بن الهيثم بن خالد، ثنا علي بن حرب، نا أبان بن سفيان، نا هشيم، عن إبراهيم بن عبد الرّحمن مولى آل طلحة.

أخبرناه أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن محمد بن الآبنوسي، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا عبد اللّه بن الهيثم بن خالد، ثنا علي بن حرب، نا أبان بن سفيان، نا هشيم، عن إبراهيم بن عبد الرّحمن مولى آل طلحة عن موسى بن طلحة، عن أبيه، قال: لما أصيبت يده مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و وقاه بها، قال: حسّ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «لو قلت بسم اللّه لرأيت بناءك الذي بنى اللّه تعالى في الجنة و أنت في الدنيا» [5356].

قال الدارقطني: تفرد به هشيم، و هو من قديم حديثه(5).

ص: 71


1- كذا، و هو جدّ أبيه.
2- بالأصل: عبيد.
3- كذا.
4- حسّ: كلمة تقولها العرب عند لذعة النار أو الوجع الحاد (اللسان).
5- انظر الإصابة 230/2.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنبأ أبو عمر بن مهدي، أنبأ محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا أحمد بن منصور الرّمادي، و أبو إسماعيل التّرمذي، قالا: أنا سليمان بن أيوب.

ح و أنبأنا أبو علي الحداد و جماعة، قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة، أنا سليمان بن أحمد بن أيوب(1) ، نا يحيى بن عثمان بن صالح، حدّثنا سليمان بن أيوب بن سليمان بن عيسى بن موسى بن طلحة بن عبيد اللّه، حدّثني أبي عن جدي، عن موسى بن طلحة، عن أبيه طلحة قال: لما كان يوم أحد و أصابني السهم، فقلت:

«حسّ»، فقال: «لو قلت بسم اللّه لطارت بك(2) الملائكة، و الناس ينظرون إليك»[5357].

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم حدّثني أبو مسعود المعدّل عنه، أنا أبو نعيم الحافظ، ثنا سليمان بن أحمد، نا بكر بن سهل، نا مهدي بن جعفر الرّملي، نا الوليد بن مسلم، عن صفوان بن عمرو، حدّثني من سمع أنس بن مالك يقول: بينما طلحة يوم أحد واقف على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يستره من المشركين، فأقبل رجل من المشركين يريد أن يضرب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عليه، فوقاه طلحة بيده فضرب المشرك يد طلحة، فقال: حسّ، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: «لو قلت بسم اللّه حملتك الملائكة»[5358].

أنبأنا أبو سعد محمّد بن محمّد بن محمّد، و أبو علي الحسن بن أحمد، قالا:

أنبأ أبو نعيم، نا سليمان بن أحمد، نا مطلب بن شعيب، نا عبد اللّه بن صالح، حدّثني يحيى بن أيوب، عن عمارة بن غزيّة، عن أبي الزبير، عن جابر قال:

لما انهزم الناس عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يوم أحد حتى لم يبق معه إلاّ طلحة، فغشوهما، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «من هؤلاء؟» فقال طلحة: أنا، قال: و أصيب بعض أنامله، فقال: حسّ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «يا طلحة لو قلت بسم اللّه أو ذكرت اللّه لرفعتك الملائكة و الناس ينظرون حتى تلج بك في جو السماء» [5359].

و هذا مختصر من حديث أخبرناه بتمامه أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر

ص: 72


1- المعجم الكبير للطبراني رقم 214.
2- عن المعجم الكبير و بالأصل: به.

البيهقي(1) ، أنا أبو زكريا بن أبي إسحاق، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عبدوس الطرائفي، ثنا عثمان بن سعيد، ثنا عبد اللّه بن صالح، حدّثني يحيى بن أيوب، عن عمارة بن غزيّة، عن أبي الزّبير مولى حكيم بن حرام، عن جابر بن عبد اللّه أنه قال:

انهزم الناس عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يوم أحد، و بقي معه أحد عشر رجلا من الأنصار، و طلحة بن عبيد اللّه(2) و هو يصعد في الجبل، فلحقهم المشركون فقال: «أ لا أحد لهؤلاء؟» فقال طلحة: أنا يا رسول اللّه، فقال: «كما أنت يا طلحة»، فقال رجل من الأنصار: فأنا يا رسول اللّه، فقاتل عنه، و صعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و من بقي معه، ثم قتل الأنصاري، فلحقوه، فقال: «أ لا أحد لهؤلاء؟» فقال طلحة مثل قوله، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم مثل قوله، فقال رجل: أنا يا رسول اللّه، فأذن له فقاتل مثل قتاله و قتال صاحبه، و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و أصحابه يصعدون، ثم قتل، فلحقوه، فلم يزل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول مثل قوله الأول، و يقول طلحة: أنا يا رسول اللّه فيحبسه، فيستأذنه رجل من الأنصار للقتال فيأذن له، فيقاتل مثل قتال من كان قبله، حتى لم يبق معه إلاّ طلحة، فغشوهما، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «من لهؤلاء؟» فقال طلحة: أنا، فقاتل مثل قتال جميع من كان قبله، و أصيبت أنامله، فقال: حسّ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «لو قلت بسم اللّه أو ذكرت اسم اللّه لرفعتك الملائكة و الناس ينظرون إليك(3) حتى تلج(4) بك في جو السماء»، ثم صعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إلى أصحابه و هم مجتمعون[5360].

و أخبرناه أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن الحسين، ثنا عمرو بن سواد، أنا ابن وهب، قال:

و حدّثني ابن لهيعة و يحيى بن أيوب، عن عمارة بن غزيّة، عن أبي الزبير، عن جابر قال:

لما كان يوم أحد و ولّى الناس كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في ناحية في اثني عشر رجلا من الأنصار، و فيهم(5) طلحة بن عبيد اللّه، فأدركه المشركون فالتفت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال:

ص: 73


1- الخبر في دلائل النبوة للبيهقي 236/3.
2- بالأصل: عبد اللّه.
3- بالأصل: «أولئك» و المثبت عن دلائل النبوة.
4- بالأصل: يلج.
5- كذا بالأصل.

«من للقوم ؟» فقال طلحة: أنا، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «كما أنت»، فقال رجل من الأنصار: أنا يا رسول اللّه، فقال: «أنت»، فقاتل حتى قتل، ثم التفت فإذا بالمشركين، فقال: «من للقوم ؟» فقال طلحة، فقال: «كما أنت» فقال رجل من الأنصار: أنا، فقال:

«أنت»، فقاتل قتال صاحبه حتى قتل، ثم لم يزل يقول ذلك و يخرج إليهم رجل من الأنصار و يقاتل قتال من قبله حتى يقتل حتى بقي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و طلحة بن عبيد اللّه، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «من للقوم ؟» فقال طلحة: أنا يا رسول اللّه، فقاتل طلحة قتال الأحد عشر حتى ضربت يده فقطعت أصابعه، فقال: حسّ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «لو قلت بسم اللّه لرفعتك الملائكة و الناس ينظرون»، ثم ردّ اللّه المشركون [5361].

أخرجه النسائي عن عمرو بن سواد(1).

أخبرنا جدي القاضي أبو المفضّل يحيى بن علي القرشي، قال: وجدت في سماع جدي أبي محمّد عبد العزيز بن الحسين، نا أبو الفرج الهيثم بن أحمد الصبّاغ.

ح و حدّثني أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا عبد العزيز بن أحمد - إجازة - أنا أبو محمّد بن أبي نصر، و أبو نصر بن الجندي، قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم، نا محمّد بن عائذ قال: و ثنا الوليد بن مسلم، حدّثني الليث بن عقيل، عن ابن شهاب الزهري، قال:

لما كان يوم أحد و انهزم المسلمون عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حتى بقي في اثني عشر رجلا من المهاجرين و الأنصار، منهم طلحة بن عبيد اللّه، فذهب رجل من المشركين يضرب وجه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بالسّيف، فوقاه طلحة بن عبيد اللّه بيده، فلما أصاب طلحة السّيف قال: حسّ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «مه يا طلحة، أ لا قلت بسم اللّه، لو قلت بسم اللّه و ذكرت اللّه لرفعتك الملائكة و الناس ينظرون»، هذا مرسل.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، ثم أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا يوسف بن الحسن بن محمّد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ، ثنا عبد اللّه بن جعفر.

ص: 74


1- سنن النسائي في كتاب الجهاد، باب: ما يقول من يطعنه العدو 29/6-30 و انظر سير الأعلام 27/1.

ثنا ابن المبارك، عن إسحاق بن يحيى بن طلحة، عن أم المؤمنين عائشة قالت:

كان أبو بكر إذا ذكر يوم أحد قال: ذاك يوم كان يوم طلحة، ثم أنشأ يحدّث، قال:

كنت أوّل من فاء يوم أحد، فرأيت رجلا يقاتل مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم دونه - و أراه قال:

يحميه - قال: فقلت: كن طلحة حيث فاتني ما فاتني، فقلت: يكون رجل من قومي أحبّ إليّ، و بيني و بين المشرق رجلا لا أعرفه، و أنا أقرب إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و هو يخطف المشي خطفا لا أخطفه، فإذا هو أبو عبيدة بن الجرّاح، فانتهينا إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و قد كسرت رباعيته، و شجّ في وجهه، و قد دخل في وجنتيه حلقتان من حلق المغفر، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «عليكما صاحبكما» يريد طلحة و قد نزف فلم يلتفت إلى قوله، قال: فذهبت(1) لأنزع ذاك من وجهه، فقال أبو عبيدة: أقسمت عليك بحقي لما تركتني، فتركته، فكره أن يتناولهما بيده، فنودي النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فأزمّ عليهما بفيه فاستخرج إحدى الحلقتين، و وقعت ثنيته مع الحلقة، و ذهبت(2) لأصنع ما صنع، فقال:

أقسمت عليك بحقّي لما تركتني، قال: ففعل مثل ما فعل في المرّة الأولى، فوقعت ثنيته الأخرى مع الحلقة، فكان أبو عبيدة من أحسن الناس هتما(3) فأصلحنا شأنه و من شأن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم ثم أتينا طلحة في بعض تلك الحفار(4) ، فإذا به بضع و سبعون أو أقل أو أكثر، بين طعنة و رمية و ضربة، و إذا قد قطعت إصبعه، فأصلحنا من شأنه.

أخبرناه أبو الفضل محمّد بن إسماعيل الفضيلي، و أبو المحاسن مسعود بن محمّد بن غانم الفقيه، قالا: أنا أبو القاسم أحمد بن محمّد بن محمّد الخليلي، أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن الحسن، أنا أبو سعيد الهيثم بن كليب، حدّثنا محمّد بن عبيد اللّه بن المنادي أبو جعفر، ثنا شبّابة، نا إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد [اللّه](5) ، ثنا عيسى بن طلحة، عن عائشة قالت: كان أبو بكر الصّديق لما كان يوم أحد انصرف الناس كلّهم عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فكنت أول من فاء إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، فرأيت بين يديه رجلا يقاتل عنه و يحميه، فقلت: كن طلحة، فداك أبي و أمّي، كن طلحة فداك أبي

ص: 75


1- عن تهذيب الكمال 254/9 و بالأصل «فذهب».
2- بالأصل: «و ذهب» و في تهذيب الكمال: فذهبت.
3- هتم كفرح انكسرت ثناياه من أصولها (تاج العروس).
4- تهذيب الكمال: الجفار.
5- سقط لفظ الجلالة من الأصل.

و أمّي، فلم أنشب أن أدركني أبو عبيدة بن الجرّاح، فإذا هو يشتد كأنه طير حتى لحقني، فدفعنا إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فإذا طلحة بن يديه صريع، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: «دونكم أخاكم فقد أوجب»، و قد رمي النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في جبينه، و رمي في وجنته حتى غابت حلقة من حلق المغفر في وجهه، فذهبت لأنزعها عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، فقال أبو عبيدة: نشدتك باللّه يا أبا بكر أ لا تركتني، فأخذ أبو عبيدة السهم بفيه، فجعل ينصنصه كراهة أن يؤذي النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، ثم استلّ السهم بفيه، و ندرت ثنية أبي عبيدة، قال أبو بكر: ثم ذهبت لأجد الآخر فقال أبو عبيدة: نشدتك اللّه يا أبا بكر أ لا تركتني، قال: فأخذه بفيه، فجعل ينصنص السهم، ثم استلّه، و نذرت ثنية أبي عبيدة الأخرى، ثم قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «دونكم أخاكم، فقد أوجب»(1) ، قال: فأقبلنا على طلحة نعالجه، و قد أصابته بضع عشرة ضربة، بين ضربة و طعنة، منها نرفقا(2) في جنبه، و منها ما قطع نساه حتى يبست إصبعه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبد الوهاب بن أبي حيّة، أنا محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر(3) قال: قالوا:

و قاتل طلحة بن عبيد اللّه يومئذ عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قتالا شديدا، فكان طلحة يقول: لقد رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حيث انهزم أصحابه و كثر(4) المشركون، فأحدقوا بالنبي صلّى اللّه عليه و سلّم من كل ناحية، فما أدري أقوم من بين يديه أو من ورائه، أو عن يمينه، أو عن شماله، فأذبّ بالسيف من بين يديه مرة، و أخرى من ورائه حتى انكشفوا، فجعل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول يومئذ لطلحة: «قد أنحب»(5) ، و قال سعد بن أبي وقّاص و ذكر طلحة فقال:

يرحمه اللّه، إن كان أعظمنا غناء عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يوم أحد، قيل: كيف يا أبا إسحاق ؟ قال: لزم النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و كنا نتفرق عنه، ثم نثوب إليه، لقد رأيته يدور حول النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يترس بنفسه. و سئل طلحة: يا أبا محمّد ما أصاب إصبعك ؟ قال: رمى مالك بن زهير الجشمي بسهم يريد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و كان لا يخطئ رميته، فاتّقيت بيدي عن وجه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فأصاب خنصري - قيل إصبعه - قال حين رماه: حسّ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «لو قال

ص: 76


1- بالأصل: أحب.
2- كذا رسمها بالأصل.
3- مغازي الواقدي 254/1-255.
4- عند الواقدي: و كرّ المشركون.
5- أي قد قضى نذره (قاله في حاشية المغازي 254/1).

بسم اللّه لدخل الجنة و الناس ينظرون، من أحبّ أن ينظر إلى رجل يمشي في الدنيا و هو من أهل الجنة فلينظر إلى طلحة بن عبيد اللّه، طلحة ممن قضى نحبه».

و قال طلحة: لما جال المسلمون تلك الجولة ثم تراجعوا، أقبل رجل من بني عامر بن لؤي بن مالك بن المضرّب(1) يجر رمحا له على فرس كميت أغرّ مدجّجا في الحديد يصيح: أنا أبو ذات الودع(2) ، دلّوني على محمّد، فأضرب عرقوب فرسه، فانكسعت، ثم أتناول رمحه، فو اللّه ما أخطأت به عن حدقته، فخار كما يخور الثور، فما برحت به واضعا رجلي على خدّه حتى أززته شعوب، و كان طلحة قد أصابته في رأسه المصلّبة(3) ، ضربه رجل من المشركين ضربتين، ضربة و هو مقبل، و الأخرى و هو معرض عنه، فكان قد نزف منها من الدّم، قال أبو بكر الصّديق: جئت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يوم أحد فقال: «عليك بابن عمك»، فأتى طلحة بن عبيد اللّه و قد نزف، فجعلت أنضح في وجهه الماء و هو مغشيّ عليه، ثم أفاق فقال: ما فعل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ؟ فقلت: خيرا، هو أرسلني إليك، قال: الحمد للّه، كل مصيبة [بعده](4) جلل.

و كان ضرار بن الخطّاب الفهري يقول: نظرت إلى طلحة بن عبيد اللّه، و قد حلق رأسه عند المروة في عمرة، فنظرت إلى المصلّبة في رأسه، فقال ضرار: إنا للّه و إنا إليه راجعون، أنا و اللّه ضربته هذه، استقبلني فضربته، ثم أكرّ عليه و قد أعرض فأضربه أخرى.

قالوا: و لما كان يوم الجمل و قتل عليّ من قتل من الناس و دخل البصرة، جاءه رجل من العرب فتكلم بين يديه، فقال(5): من طلحة ؟ فزبره علي، و قال: إنّك لم تشهد يوم أحد، و عظم شأنه(6) عن الإسلام مع مكانه من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فانكسر الرجل و سكت، فقال رجل من القوم: و ما كان غناؤه و بلاؤه يوم أحد يرحمه اللّه، فقال علي:

نعم، فرحمه(7) اللّه، فلقد رأيته و إنه ليترّس بنفسه دون رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و إن السّيوف

ص: 77


1- عن الواقدي و بالأصل: الهرب.
2- الودع: خرز بيض من البحر (القاموس).
3- أي صارت الضربة كالصليب (النهاية).
4- الزيادة عن الواقدي.
5- في مغازي الواقدي: و نال من طلحة.
6- الواقدي: و عظم غنائه في الإسلام.
7- كذا و لعله: «يرحمه» و هو أشبه.

لتغشاه و النّبل من كل ناحية، و إن هو إلاّ جنّة بنفسه لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال: قائل إن كان يوما قد قتل فيه أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و أصاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فيه الجراحة، فقال علي: أشهد لسمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول: ليت أني غودرت مع أصحاب نخص(1) الجبل، ثم قال علي: لقد رأيتني يومئذ و إني لأذبّهم في ناحية و أبي دجانة لفي ناحية يذبّ طائفة منهم، و إن سعد بن أبي وقاص يذبّ طائفة منهم حتى فرّج اللّه ذلك كله، و لقد رأيتني و انفردت منهم فرقة خشناء فيل(2) عكرمة بن أبي جهل، فدخلت وسطهم بالسيف، فضربت به و اشتملت عليّ حتى أفضيت إلى أمرهم، ثم كررت فيهم الثانية حتى رجعت من حيث جئت، و لكن الأجل استأخر، و يقضي اللّه أمرا كان مفعولا.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأ رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، نا محمّد بن عبد العزيز، نا أبي، نا حسين الجعفي عن(3) زائدة، عن بيان، عن قيس قال: رأيت إصبع طلحة بن عبيد اللّه التي وقى بها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم شلاء(4).

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا محمّد بن يعقوب، نا أبو البختري عبد اللّه بن شاكر، نا حسين بن علي الجعفي، ثنا زائدة، عن بيان بن بشر، عن قيس بن أبي حازم قال: رأيت إصبع طلحة بن عبيد اللّه التي وقى بها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم شلاّء.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري، و أبو نصر الزينبي.

ح و أخبرناه أبو نصر بن رضوان، أنا أبو القاسم بن البسري، قالوا: أنا أبو طاهر المخلّص.

ح و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا عثمان بن أبي شيبة، نا

ص: 78


1- بالأصل: «فيهم» و المثبت عن الواقدي.
2- النحص بالضم، أصل الجبل و سفحه (اللسان).
3- بالأصل: «بن» خطأ.
4- سير الأعلام 6/1 من طريق ابن أبي خالد عن قيس.

علي بن مسهر، عن إسماعيل - زاد المخلّص: عن(1) أبي خالد بن قيس، زاد المخلّص: بن أبي حازم قال: رأيت يد طلحة التي وقى بها النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يوم أحد قد شلّت.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأ أبو علي بن المذهب، قالا: أنا أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد(2) ، حدّثني أبي، نا وكيع، عن إسماعيل قال: قال قيس: رأيت طلحة يده شلاّء، وقى بها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يوم أحد.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنبأ أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو الحسن [أحمد] بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(3) ، أنا عبد اللّه بن نمير(4) و يعلى، و محمّد ابنا(5) عبيد، و الفضل بن دكين، عن زكريا بن أبي زائدة، عن عامر الشعبي، قال: أصيب أنف النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و رباعيته يوم أحد، و إن طلحة بن عبيد اللّه وقى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فضرب يده، فشلّت إصبعه.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا إبراهيم بن محمّد، نا محمّد بن سفيان بن موسى، نا أبو عثمان سعيد بن رحمة، قال: سمعت ابن المبارك قال: و أخبرني أيضا إسحاق بن يحيى بن طلحة، أخبرني موسى بن طلحة أن طلحة رجع بسبع و ثلاثين أو خمس و سبعين بين ضربة و طعنة و رمية وقع فيها جبينه و قطع فيها نساه و شلّت إصبعه هذه التي تلي الإبهام(6).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(7) ، أنا سعيد بن منصور، نا صالح بن موسى، عن معاوية بن إسحاق، عن عائشة و أمّ إسحاق ابنتي طلحة قالتا:

جرح أبونا يوم أحد أربعا و عشرين جراحة وقع منها في رأسه شجّة مربّعة، و قطع نساه

ص: 79


1- بالأصل: بن، خطأ.
2- مسند الإمام أحمد ط دار الفكر رقم 1385.
3- طبقات ابن سعد 217/3.
4- بالأصل: «ثابت» و المثبت عن ابن سعد.
5- عن ابن سعد، و بالأصل «بن».
6- تهذيب الكمال 255/9 من طريق ابن المبارك.
7- طبقات ابن سعد 217/3-218.

- يعني عرق النّسا - و شلّت إصبعه، و سائر الجراح في سائر جسده، و قد غلبه الغشي و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم مكسورة رباعيتاه، مشجوج(1) في وجهه قد علاه الغشي، و طلحة محتملة يرجع به القهقرى كلما أدركه أحد من المشركين قاتل دونه حتى أسنده إلى الشّعب.

كتب إليّ أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد بن أحمد، و حدّثنا أبو الحسن علي بن سليمان المرادي، أنبأ أبو بكر البيهقي - قراءة عليه - أنبأ أبو علي الرودباري، أنا الحسين بن الحسن بن أيوب الطوسي، أنا أبو حاتم الرازي، نا محمّد بن عبد الرّحمن الجعفي، أنا أبو أسامة، عن موسى بن عبيد اللّه بن إسحاق بن طلحة بن عبيد اللّه، عن موسى بن طلحة، قال: قال طلحة: لقد خرجت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في جسدي كلّه حتى لقد خرجت في ذكري.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحدّاد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن جبلة، نا محمّد بن إسحاق، نا محمّد بن سهل بن زنجلة، ثنا أبي صالح الخراساني، نا سليمان بن أيوب بن سليمان بن عيسى بن موسى بن طلحة، حدّثني أبي، عن جدي عن أخته أم إسحاق بنت طلحة قالت: لقد سمعت أبي و هو يقول: لقد عقرت يوم أحد في جميع جسدي حتى في ذكري.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، ثم أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ يوسف بن الحسن، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ، نا عبد اللّه بن جعفر، نا يونس بن حبيب، نا أبو داود، نا أبو بكر الهذلي، نا أبو المليح الهذلي، عن ابن عبّاس قال: ذكرت طلحة لعمر فقال: ذاك رجل فيه باو منذ أصيبت يده مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنبأ أبو سعد الجنزرودي(2) ، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا إبراهيم بن منصور، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا عبد الأعلى، و محمّد بن أبي بكر - زاد ابن حمدان: المقدّمي: قالا: - ثنا المعتمر بن سليمان - و في حديث ابن المقرئ: حدّثنا -

ص: 80


1- عن ابن سعد و بالأصل: «مستحوج».
2- بالأصل: «الخيزرودي» خطأ.

معتمر قال: سمعت أبي، نا أبو عثمان قال: لم يبق مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في تلك الأيّام التي كان يقاتل فيها - و قال ابن حمدان: بها - رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم غير طلحة و سعد، في حديثهما.

قالا: و أخبرنا أبو يعلى قال: و حدّثناه عدّة عن معتمر بإسناده نحوه(1).

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو الفضل الفضيلي، قالا: أنا سعد بن أحمد بن محمّد بن نعيم، و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن علي البيهقي، و أبو القاسم زاهر بن طاهر قالا: أنا أحمد بن منصور، نا ابن خلف، قالا: أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن محمّد الفامي، أنا أبو العباس محمّد بن إسحاق السّرّاج، نا محمّد بن عبد الأعلى، نا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن أبي عثمان: أنه لم يبق مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في تلك الأيام التي قاتل فيها غير طلحة و سعد عن حديثهما(2).

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو العبّاس أحمد بن عبد اللّه بن سابور الدقاق البغدادي، ثنا أبو نعيم عبيد بن هشام، نا معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن أبي عثمان النهدي، قال: لم يبق مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في بعض تلك المواطن التي قاتل فيها غير سعد بن أبي وقّاص، و طلحة بن عبيد اللّه، قال: فقلت لأبي عثمان: و ما علمك بهذا؟ فقال: هما أخبراني بذلك(3).

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأ أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنبأ أبو عمر الفارسي، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا أحمد بن منصور، و أبو إسماعيل التّرمذي، قالا: نا سليمان بن أيوب.

ح و أنبأنا أبو علي الحدّاد و جماعة، قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة، نا سليمان بن أحمد(4) ، نا يحيى بن عثمان بن صالح، ثنا سليمان بن أيوب بن عيسى، حدّثني أبي، عن جدي، عن موسى بن طلحة، عن أبيه طلحة قال: لما رجع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم من أحد صعد المنبر، فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قرأ هذه الآية: رِجٰالٌ صَدَقُوا مٰا عٰاهَدُوا اللّٰهَ عَلَيْهِ الآية

ص: 81


1- سير الأعلام 27/1-28.
2- تهذيب الكمال 255/9.
3- المصدر السابق نفسه: الجزء و الصفحة.
4- المعجم الكبير للطبراني رقم 217 (116/1).

كلها(1) ، فقام إليه رجل فقال: يا رسول اللّه من هؤلاء؟ فأقبلت و عليّ ثوبان أخضران، فقال: «أيّها السّائل هذا منهم»[5362].

أخبرنا أبو الفضل محمّد، و أبو عاصم الفضيل، أنا إسماعيل بن الفضل، قالا:

أنا أحمد بن محمّد بن محمّد بن الحسن، نا الهيثم بن كليب، نا ابن عفان العامري، نا أبو يحيى الحمّاني، عن إسحاق، عن موسى بن طلحة.

قال: ح و أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن بن علي بن عفان، نا أبو يحيى الحمّاني، نا إسحاق بن يحيى، عن موسى بن طلحة قال:

سمعت معاوية يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول: «إنّ طلحة ممّن قضى نحبه»[5363].

و أنبأناه أبو علي الحدّاد، ثم أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ يوسف بن الحسن، قالا: أنا أبو نعيم، نا عبد اللّه بن جعفر، نا يونس بن حبيب، نا أبو داود(2) ، نا إسحاق بن يحيى بن طلحة، عن عيسى بن طلحة قال: سمعت معاوية قال: سمعت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يقول: «طلحة ممّن قضى نحبه»، و رواه شبّابة بن سوّار، عن إسحاق فقال عن عمّه موسى، عن أسماء بنت أبي بكر[5364].

أخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأ شجاع بن علي، أنبأ أبو عبد اللّه بن منده، أنا إسماعيل بن محمّد، نا عبيد اللّه بن محمّد بن أبي داود، نا شبّابة بن سوّار، نا إسحاق بن يحيى بن طلحة، عن عمه بن موسى بن طلحة، عن أسماء بنت أبي بكر أنها قالت: دخل طلحة بن عبيد اللّه على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال: «يا طلحة أنت ممّن قضى نحبه» [5365].

قال ابن منده: هذا حديث غريب بهذا الإسناد، و روي هذا الحديث من رواية جابر بن عبد اللّه و غيره.

و روى ابن إسحاق، عن عمه إسحاق بن طلحة، عن عائشة.

أخبرناه أبو غالب، و أبو عبد اللّه، ابنا أبي علي، قالا: أنا أبو جعفر بن

ص: 82


1- سورة الأحزاب، الآية: 23.
2- الحديث في مسند أبي داود الطيالسي 146/2 و ليس من حديث معاوية بل هو عنده من حديث جابر. و انظر تهذيب الكمال 256/9 و سير الأعلام 28/1 عن أبي داود الطيالسي بسنده عن معاوية بن إسحاق.

المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، حدّثنا الزّبير بن بكّار قال:

و حدّثني إسماعيل بن أبي أويس، حدّثني إسحاق بن يحيى بن طلحة، عن عمه إسحاق بن طلحة، قال: دخلت على أمّ المؤمنين عائشة و عندها عائشة بنت طلحة و هي تقول لأمّها أم كلثوم ابنة أبي بكر: أنا خير منك، أبي خير من أبيك، قال: فجعلت أمّها تسبّها، و تقول: أنت خير منّي ؟ قال: فقالت عائشة زوج النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: أ لا أقضي بينكما؟ قالتا: بلى، قالت: فإنّ أبا بكر دخل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال له: «أنت يا أبا بكر عتيق اللّه من النار»، فمن يومئذ سمّي عتيقا، قال: و دخل طلحة بن عبيد اللّه فقال: «أنت يا طلحة ممّن قضى نحبه» [5366].

قال: و نا الزّبير، قال: و حدّثني طريف بن مورّق، عن إسحاق بن يحيى مثله إلاّ أنه أسنده إلى إسحاق عن غير عمّه إسحاق.

و روي عن إسحاق بن أبي معاوية، عن أبي محمّد معاوية بن إسحاق، عن أبيه، عن عائشة.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، نا عبد العزيز [بن] أحمد، أنبأ تمام بن محمّد، و عبد الرّحمن بن عثمان، و أبو بكر بن القطان، و أبو نصر بن السندي، و أبو القاسم بن أبي العقب.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنبأ أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأ أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن ياسر، قالوا: أنا أبو القاسم بن أبي العقب، نا أبو زرعة، نا سعيد يعني ابن سليمان، قال إسحاق بن يحيى بن طلحة، نا قال حدّثنا معاوية بن إسحاق، عن أبيه قال:

كانت عائشة بنت طلحة، و أم كلثوم بنت أبي بكر عند عائشة أم المؤمنين، فجعلت عائشة بنت طلحة تقول لأمّ كلثوم: أبي خير من أبيك، و أم كلثوم تقول لعائشة بنت طلحة: أبي خير من أبيك، فقالت عائشة أمّ المؤمنين: دخل أبو بكر على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال له النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: «يا أبا بكر أنت عتيق اللّه من النار»، فمن يومئذ سمّاه الناس عتيقا، و قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم(1): «ممّن قضى نحبه»، و رواه صالح بن موسى الطلحي، عن معاوية، فأسقط منه أباه.

ص: 83


1- كذا و في الكلام سقط و يكتمل المعنى بإضافة: «إن طلحة» أو «طلحة» قياسا إلى رواية سابقة.

أخبرناه أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنبأ أبو يعلى، نا سويد بن سعيد، ثنا صالح بن موسى، عن معاوية بن إسحاق، عن عائشة ابنة طلحة، عن عائشة أمّ المؤمنين قالت: و اللّه إنّي لفي بيتي ذات يوم و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و أصحابه في الفناء و الستر بيني و بينهم، إذ أقبل طلحة بن عبيد اللّه فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «من سرّه أن ينظر إلى رجل يمشي على ظهر الأرض و قد قضى نحبه فلينظر إلى طلحة» (1)[5367].

تابعه سعيد بن منصور، عن صالح بن موسى، و رواه الواقدي عن إسحاق عن(2) مجاهد مرسلا.

أخبرناه أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبد الوهاب بن أبي حيّة، أنا محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر الواقدي(3) ، حدّثني إسحاق بن يحيى، عن مجاهد قال: نظر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إلى طلحة بن عبيد اللّه فقال: «هذا ممّن قضى نحبه» [5368].

و رواه طلحة بن يحيى، عن عمه موسى، و عيسى.

أخبرناه أبو المظفّر بن القشيري، أنبأ أبو سعد بن الجنزرودي(4) ، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرناه أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنبأ إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا أبو كريب، نا يونس بن بكير، عن طلحة بن يحيى، عن موسى و عيسى ابني(5) طلحة عن أبيهما أن أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قالوا لأعرابي جاء يسأله عن من قضى نحبه من هو؟ كانوا لا يجترءون على مسألته يوقّرونه - و قال ابن المقرئ: و يوقرونه و يهابونه - و قال: فسأله الأعرابي فأعرض عنه - زاد أبو حمدان: ثم سأله - فأعرض، و قالا: ثم إني طلعت - و قال ابن حمدان: اطّلعت - من باب المسجد

ص: 84


1- انظر طبقات ابن سعد 219/3 و سير الأعلام 29/1.
2- بالأصل «بن» خطأ.
3- مغازي الواقدي 495/2.
4- بالأصل: «الح ؟؟؟ رودي» و الصواب ما أثبت.
5- بالأصل «بن» و الصواب عن سير الأعلام 28/1.

عليّ ثياب خضر، فلما رآني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال: «أين السّائل عن من قضى نحبه»، قال الأعرابي: أنا يا رسول اللّه، قال: «هذا ممّن قضى نحبه» [5369].

أخرجه الترمذي(1) عن أبي كريب.

و رواه وكيع، عن طلحة، عن عمه عيسى مرسلا.

أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأ أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمّد، أنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل بن يحيى، أنبأ عبد اللّه بن أحمد بن الحسين، نا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع، نا طلحة بن يحيى، عن عمه عيسى بن طلحة أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم رأى طلحة فقال: «هذا ممّن قضى نحبه»[5370].

أخبرنا أبو العباس عمر بن عبد اللّه بن أحمد الأرغياني، نا علي بن أحمد بن محمّد الواقدي - إملاء - أنا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه التميمي، أنا أبو الشيخ الحافظ، نا أحمد بن جعفر بن نصر الرّازي، نا العبّاس بن إسماعيل الرّقّي، ثنا إسماعيل بن يحيى البغدادي، عن أبي سنان، عن الضّحّاك، عن النّزّال بن سبرة، عن علي قالوا: قال:

حدّثنا عن طلحة، قال: ذاك امرؤ نزلت فيه آية من كتاب اللّه عزّ و جلّ: فَمِنْهُمْ مَنْ قَضىٰ نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ (2) طلحة ممّن قضى نحبه لا حساب عليه فيما يستقبل.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، ثنا عبد العزيز بن أحمد، نا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا هلال بن العلاء، نا أبي، نا إسحاق بن يوسف الأزرق، نا أبو سنان، نا الضّحّاك بن مزاحم عن النّزّال بن سبرة الهلالي، قال:

قلنا - يعني لعليّ - فحدّثنا عن طلحة بن عبيد اللّه، قال: ذاك امرؤ نزلت فيه آية من كتاب اللّه، يقول اللّه تعالى: فَمِنْهُمْ مَنْ قَضىٰ نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ، طلحة رحمه اللّه ممّن ينتظر، لا حساب عليه في مستقبل، في حديث طويل.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنبأ أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(3) ، أنا هشام أبو الوليد الطّيالسي، نا أبو عوانة، عن حصين، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، قال:

ص: 85


1- سنن الترمذي كتاب المناقب رقم 3742 و نقله الذهبي في السير من طريق التميمي.
2- سورة الأحزاب، الآية: 23.
3- طبقات محمد بن سعد 219/3.

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «من أراد أن ينظر إلى رجل قد قضى نحبه فلينظر إلى طلحة بن عبيد اللّه»، قال حصين: قاتل طلحة يومئذ حتى جرح(1) عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، هذا مرسل.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا أحمد بن منصور، و أبو إسماعيل، قالا: نا سليمان.

ح و أخبرنا أبو علي الحدّاد و جماعة في كتبهم، قالوا: أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه، نا(2) محمّد بن سليمان الطبراني، نا يحيى بن عثمان بن(3) صالح، نا سليمان بن أيوب بن عيسى، حدّثني أبي عن جدي، عن موسى بن طلحة، عن أبيه طلحة قال: كان النبي صلّى اللّه عليه و سلّم إذا رآني قال: «من أحبّ أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الأرض فلينظر إلى طلحة بن عبيد اللّه»(4)[5371].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، نا أبو عثمان الحيري، أنا أبو الفضل محمّد بن الحسن بن أحمد بن جعفر بن حطيط بالكوفة، نا أبو جعفر محمّد بن الحسين الأشناني، نا أبو كريب محمّد بن العلاء، نا يحيى بن يمان، نا أبو شعيب قال: سمعت أبا نضرة قال: سمعت جابر بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «طلحة شهيد يمشي على وجه الأرض»، أبو شعيب هو الصّلت بن دينار(5)[5372].

أخبرنا أبو الفضل الفضيلي، أنبأ أحمد بن محمّد الخليلي، أنبأ علي بن أحمد بن محمّد الخزاعي، نا الهيثم بن كليب، نا محمّد بن عبيد اللّه بن المنادي، نا مكّي بن إبراهيم.

ح قال: و نا الهيثم، و ثنا علي بن سهل بن المغيرة، و إسحاق بن إبراهيم، قالا: ثنا علي بن إبراهيم البلخي.

ص: 86


1- بالأصل «خرج» و المثبت عن ابن سعد، و قوله: «عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم» سقط من ابن سعد و فيه مكانه: يومئذ.
2- بالأصل: «نا محمد بن سليمان الصراد» و الصواب ما أثبت.
3- بالأصل «عن» خطأ.
4- المعجم الكبير للطبراني رقم 215.
5- ترجمته في تهذيب الكمال 131/9.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأ الحاكم أبو الحسن أحمد بن عبد الرحيم بن أحمد، و أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمّد بن موسى، قالا: أنا يحيى بن إسماعيل بن يحيى المزكي، نا مكي بن عبدان، ثنا النّضر بن سلمة بن عروة، نا مكي بن إبراهيم، أنبأ الصّلت بن دينار، عن أبي نضرة، عن جابر بن عبد اللّه، قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «من أراد - و في حديث زاهر: من سرّه - أن ينظر إلى شهيد يمشي على - زاد الفضيلي: ظهر - و قالا: الأرض، فلينظر إلى طلحة بن عبيد اللّه»[5373].

أخبرناه أبو القاسم أيضا، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمّد، أنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل، أنا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع حديثا للصّلت بن دينار، نا أبو نضرة، عن جابر بن عبد اللّه أن طلحة مرّ على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال: «شهيد يمشي على وجه الأرض»[5374].

أنبأنا أبو علي الحدّاد، ثم أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا يوسف بن الحسن التّفكّري، قالا: أنا أبو نعيم الأصبهاني، قالا: نا عبد اللّه بن جعفر، نا يونس بن حبيب، نا أبو داود الطيالسي، نا الصّلت بن دينار، نا أبو نضرة عن جابر قال: مرّ طلحة بالنبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال: «شهيد يمشي على وجه الأرض» [5375].

رواه عبّاس بن الفضل بن الصّلت، فقرن بجابر أبا سعيد(1).

أخبرناه جدي أبو المفضّل يحيى بن علي القاضي، أنبأ أبو القاسم بن أبي العلاء.

ح و أخبرناه أبو الحسن الفرضي، ثنا عبد العزيز الصّوفي، قالا: أنا محمّد بن محمّد بن محمّد، نا محمّد بن عبد اللّه، نا صالح بن عمران الدّعّاء، نا الحسن بن بشر، ثنا العبّاس بن الفضل الأنصاري، عن الصّلت بن دينار، عن أبي نضرة، عن جابر، و أبي سعيد الخدري، قالا: إنّا كنّا جلوسا عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فمرّ طلحة بن عبيد اللّه، فقال:

«هذا شهيد يمشي على وجه الأرض»[5376].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا أبو بكر الخطيب، أنبأ غيلان بن محمّد بن إبراهيم السمسار.

ح و أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز.

ص: 87


1- تقرأ بالأصل «أبا شعبة» خطأ، و الصواب ما أثبت «أبا سعيد» و سيرد في الخبر التالي صوابا.

و أخبرنا جدي أبو المفضّل القاضي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، قال: أنا محمّد بن محمّد، قالا: ثنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم السّعدي، نا القعقاع بن زكريا، نا عبيد اللّه بن إدريس بن طلحة بن يحيى، عن عيسى بن طلحة، عن أبي هريرة قال:

نظر النبي صلّى اللّه عليه و سلّم - يعني - طلحة يمشي - فقال: - زاد محمّد بن محمّد: «هذا» - و قالا:

«شهيد يمشي على وجه الأرض»[5377].

أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد، و أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالا:

أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنبأ أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو العباس بن قتيبة، نا حرملة، نا ابن وهب، حدّثني معاوية بن صالح، عن يحيى بن سعيد، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أنه صعد على حراء و معه أبو بكر، و عمر، و عثمان، و علي، و طلحة، و الزّبير فتحرّك بهم الجبل، فقال: «اسكن حراء، فإنما عليك نبيّ أو صدّيق أو شهيد»[5378].

أخبرناه أعلى من هذا: أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن جعفر البحيري - إملاء - أنا أبو بكر محمّد بن إسحاق بن خزيمة، نا أحمد بن عبيدة، نا عبد العزيز الدّراوردي، عن سهيل.

ح و أخبرناه أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن علي البيهقي، و أبو القاسم الشّحّامي، قالا: أنا أحمد بن منصور.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، و أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالا: أنا سعيد بن أحمد بن محمّد القاضي، أنا أبو العبّاس محمّد بن إسحاق الثقفي، نا قتيبة بن سعيد، نا عبد العزيز، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كان على حراء هو و أبو بكر، و عمر، و عثمان، و علي، و طلحة، و الزّبير فتحرّكت الصخرة، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «هد(1) فما عليك إلاّ نبيّ أو صدّيق أو شهيد» [5379].

رواه مسلم(2) و التّرمذي(3) عن قتيبة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي،

ص: 88


1- كذا و لعله «اهد» كما في مختصر ابن منظور 198/11 أو «اهدأ» كما في سير الأعلام 29/1.
2- صحيح مسلم في الفضائل رقم 2417.
3- سنن الترمذي في المناقب رقم 2698.

أنا أبو(1) القاسم البغوي، نا داود بن عمرو، ثنا صالح بن موسى الطلحي، عن عاصم بن بهدلة، عن زرّ بن حبيش، عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قال:

اختبأنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فوق حراء، فلما استوينا عليه زحف بنا، فضربه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بكفّه ثم قال: «اثبت حراء، فإنه ليس عليك إلاّ نبيّ أو صدّيق أو شهيد»، و عليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و أبو(2) بكر، و عمر، و عثمان، و علي، و طلحة، و الزّبير، و سعد، و عبد الرّحمن، و سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل الذي جاء بالحديث.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ عمر بن عبيد اللّه بن عمر، و أبو محمّد، و أبو الغنائم، ابنا أبي عثمان(3).

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، قالوا: أنا أبو محمّد عبد اللّه بن عبيد اللّه بن يحيى البيع، نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا موسى بن خاقان، نا شعيب بن حرب، نا شعبة بن الحجّاج، نا الحسن بن صباح، قال: سمعت عبد الرّحمن بن الأخنس قال:

سمعت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل يقول: أشهد على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أنّي سمعته يقول - أو قال -: «النبيّ في الجنّة، و أبو بكر في الجنّة، و عمر في الجنّة، و عثمان في الجنّة، و عليّ في الجنّة، و طلحة في الجنّة، و الزّبير في الجنّة، و عبد الرّحمن بن عوف في الجنّة، و سعد بن أبي وقّاص في الجنّة»، و لو شئت أن أسمّي لكم العاشر لسميته - يعني نفسه - [5380].

قال: و حدّثنا موسى بن خاقان، نا شعيب، نا شيبان أبو معاوية، نا أبو يعقوب العبدي، عن يزيد بن الحارث، عن سعيد بن زيد، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم نحو هذا.

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل الفارسي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا إسماعيل بن محمّد الصّفار، نا العبّاس بن عبد اللّه التّرقفي(4) ،

ص: 89


1- بالأصل: «أنا أبو الغنائم القاسم».
2- بالأصل: «و أبي».
3- تقرأ بالأصل: «أنبأ أبو عثمان» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف بهما.
4- تقرأ بالأصل: «الرفقي» و تقرأ «الرقفي» و كلاهما خطأ، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 12/13 و هذه النسبة إلى ترقف، بلد في العراق، (انظر معجم البلدان و اللباب).

نا محمّد بن يوسف الفريابي، نا سفيان الثوري، عن منصور، عن هلال بن يسار، عن عبد اللّه بن ظالم، عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، قال: كنا مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم على حراء(1) فقال: «أثبت حراء(2) فما عليك إلاّ نبيّ أو صدّيق أو شهيد»، و كان(3) عليه الصّلاة و السّلام، و أبو بكر، و عمر، و عثمان، و عليّ، و طلحة، و الزّبير، و عبد الرّحمن بن عوف، و سعد بن مالك و لو شئت لأخبرتكم بالعاشر - يعني نفسه- [5381].

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، و أبو الفتح ناصر بن عبد الرّحمن، قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا السّري بن يحيى، نا شعيب، نا سيف بن عمر، عن وائل بن داود، عن يزيد البهيّ قال: قال الزّبير بن العوام: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في غزوة تبوك: «اللّهمّ بارك لأمتي في صحابتي، فلا تسلبهم البركة، و بارك لأصحابي في أبي بكر فلا تسلبهم البركة، و أجمعهم عليه و لا تنشر أمره فإنه لم يزل يؤثر أمرك على أمره، اللّهمّ و أعزّ عمر بن الخطاب، و صبّر عثمان بن عفّان، و وفّق علي بن أبي طالب، و ثبّت الزّبير، و اغفر لطلحة، و سلّم سعدا، و وقّ عبد الرّحمن بن عوف، و الحق به السابقين الأولين من المهاجرين و الأنصار و التابعين بإحسان»[5382].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو عمرو عبد الرّحمن بن محمّد الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي(4) ، نا عبد اللّه بن محمّد بن يعقوب الحارثي - ببخارى - حدّثنا محمّد بن يزيد البخاري الكلاباذي، نا المسيّب بن إسحاق، نا أفلح بن محمّد بن زرعة السّلمي، نا صالح بن موسى، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال: «طلحة في الجنّة»، فأقبل عمر على طلحة يهنئه.

قال ابن عدي(5): و هذا عن سهيل غير محفوظ، و صالح بن موسى طلحي من ولد

ص: 90


1- بالأصل: «حرى» و الصواب عن معجم البلدان، و فيه حراء: بالكسر و التخفيف و المدّ جبل من جبال مكة على ثلاثة أميال.
2- بالأصل: «حرى» و الصواب عن معجم البلدان، و فيه حراء: بالكسر و التخفيف و المدّ جبل من جبال مكة على ثلاثة أميال.
3- كذا بالأصل و ثمة سقط في الكلام، و لعله: «و كان عليه النبي عليه الصلاة و السلام».
4- الخبر في الكامل لابن عدي 70/4 في ترجمة صالح بن موسى الطلحي.
5- الخبر في الكامل لابن عدي 70/4 في ترجمة صالح بن موسى الطلحي.

طلحة بن عبيد اللّه، و قد روي في جده غير حديث في فضيلة جده، غير محفوظ.

أنبأ أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحدّاد، قالا: أنا أبو نعيم، نا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن علي بن مخلد، نا أبو إسماعيل التّرمذي، نا سليمان بن أيوب بن سليمان أبو أيوب الطلحي، نا أبي، عن جدي، عن موسى بن طلحة، عن أبيه طلحة، قال: كان بيني و بين عبد الرّحمن بن عوف مال فقاسمته إيّاه و أراد شربا في أرضي فمنعته، فأتى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فشكاني إليه، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: «أ تشكو رجلا قد أوجب»، فأتاني و بشّرني، فقلت: يا أخي قد بلغ من هذا المال ما تشكوني فيه إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، قال:

قد كان ذاك قال: فإني أشهد اللّه و أشهد رسول اللّه أنه لك.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن الخلاّل، أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن علي الصّيدلاوي، ثنا أبو محمّد يزداد بن عبد الرّحمن بن محمّد الكاتب، نا أبو سعيد عبد اللّه بن سعيد الأشجّ، نا أبو عبد الرّحمن بن منصور القرشي - قال: سألت رجلا من قومه عن اسمه فقالوا: نضر، - قال: حدّثنا عقبة بن علقمة اليشكريّ(1) ، قال: سمعت عليا يقول: سمعت أذناي من في رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و هو يقول: «طلحة و الزّبير جاراي في الجنّة»(2)[5383].

أخبرناه أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا أبو سعيد الأشج، نا أبو عبد الرّحمن - قال أبو سعيد: سأله رجل عن اسمه فقال: نضر بن منصور - عن أبيه، نا عقبة بن علقمة اليشكريّ قال: سمعت عليا يوم الجمل يقول: سمعت من في رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و هو يقول:

«طلحة و الزّبير جاراي في الجنّة» [5384].

رواه التّرمذي(3) عن أبي سعيد من غير ذكر أبيه في إسناده، و كذلك رواه أبو بكر محمّد بن النّضر الجارودي، و عبد اللّه بن زيدان البجلي، و روي عن أبي هشام الرفاعي، عن النّضر مرفوعا على علي.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو البركات الأنماطي، قالا: أنا أبو

ص: 91


1- تقرأ بالأصل: «السكري» خطأ. و الصواب عن تهذيب الكمال.
2- الخبر نقله المزي في تهذيب الكمال 256/9 و الذهبي في سير الأعلام 29/1.
3- سنن الترمذي (50) المناقب (22) باب، الحديث 3741.

الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو حامد محمّد بن هارون الحضرمي، نا أبو هشام الرفاعي، نا النّضر بن منصور العسري(1) ، نا أبو الجنوب عقبة بن علقمة اليشكري، قال: شهدت مع علي الجمل، فسمعته يقول: الزّبير و طلحة جاري(2) في الجنة.

أخبرنا أبو عبد اللّه(3) البلخي، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، نا أبو عمر بن مهدي، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا أحمد بن منصور، و أبو إسماعيل التّرمذي، قالا: نا سليمان بن أيوب.

ح أنبأنا أبو علي الحدّاد و جماعة، قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة، نا سليمان الطّبراني(4) ، نا يحيى بن عثمان، ثنا سليمان بن أيوب بن عيسى، حدّثني أبي، عن جدي، عن موسى بن طلحة، عن أبيه طلحة قال: كان النبي صلّى اللّه عليه و سلّم إذا رآني قال: «سلفي في الدنيا، و سلفي في الآخرة»[5385].

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا أحمد بن منده، أنا أحمد بن إبراهيم بن نافع.

ح و أنبأنا أبو علي و جماعة، قالوا: أنا أبو بكر، ثنا سليمان، قالا: نا يحيى بن عثمان.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الغنائم، أنا أبو عمر، نا محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا أحمد بن منصور، و أبو إسماعيل، قالا: نا سليمان(5) ، حدّثني أبي، عن جدي، عن موسى بن طلحة، عن أبيه قال: لما كان يوم أحد سمّاه النبي صلّى اللّه عليه و سلّم طلحة الخير، و في غزوة العسيرة(6) طلحة الفيّاض، و يوم حنين طلحة الجود.

ص: 92


1- كذا رسمها بالأصل. و في سنن الترمذي: العنزي.
2- كذا.
3- بالأصل: «عبد».
4- المعجم الكبير للطبراني رقم 216.
5- المعجم الكبير رقم 197 و رقم 218.
6- كذا بالأصل، و في المعجم الكبير للطبراني: غزوة ذات العشيرة. و قال أبو القاسم الطبراني بعد رواية الحديث رقم 197 بالسين و الشين جميعا فبالسين من العسرة، و بالشين: موضع. و ذو العشيرة: موضع من ناحية ينبع بين مكة و المدينة. و في أسد الغابة: «يوم العسرة».

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا عبد اللّه بن الصو(1).

ح و أخبرنا جدي أبو المفضّل يحيى بن علي، أنبأ أبو القاسم علي بن محمّد، قالا: أنا محمّد بن محمّد، عن سلمة بن كهيل(2) ، قال: ابتاع طلحة بئرا بناحية الجبل، و نحر جزورا، فأطعم الناس، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «أنت طلحة الفيّاض» [5386].

كذا قال، و إنما هو سلمة بن الأكوع.

أخبرناه أبو الحسن البقشلان، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الحسن الدّارقطني، نا أبو بكر الشافعي، نا إبراهيم الحربي، نا دحيم، نا محمّد بن(3) طلحة، عن موسى بن محمّد، عن أبيه، عن سلمة بن الأكوع، فذكره إلاّ أنه قال: في ناحية الجبل.

أخبرنا أبو علي، و أبو عبد اللّه، ابنا أبي علي، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأ أبو طاهر، نا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار، قال: و حدّثني إبراهيم بن حمزة، عن إبراهيم بن بسطاس(4) ، عن محمّد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، قال: مرّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في غزوة ذات قرد على ماء يقال له بيسان(5): فسأل عنه فقيل اسمه يا رسول اللّه بيسان(6) ، و هو مالح، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لا، بل هو نعمان و هو طيب فغيّر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم الاسم، و غيّر اللّه الماء، فاشتراه طلحة بن عبيد اللّه، ثم تصدّق به، و جاء إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فأخبره فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «ما أنت يا طلحة إلاّ فيّاض»، فلذلك سمّي طلحة الفيّاض(7).

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحدّاد، قالا: أنا أبو نعيم، نا أبو محمّد بن

ص: 93


1- كذا رسمها.
2- الخبر في تاريخ الإسلام ص 525 (الخلفاء الراشدون)، و سير الأعلام 30/1 و في الاستيعاب 219/2 و في الإصابة 229/2 و في المصادر جميعا من طريق: سلمة بن الأكوع، و سينبه المؤلف في آخر الخبر إلى الصواب.
3- بالأصل «نا» و الصواب «بن» عن سير الأعلام 30/1.
4- في الإصابة: بسطام.
5- تقرأ بالأصل: «نيسان» و الصواب عن معجم البلدان، و ذكر الحديث.
6- تقرأ بالأصل: «نيسان» و الصواب عن معجم البلدان، و ذكر الحديث.
7- الإصابة 229/2 و معجم البلدان (بيسان).

حيّان(1) ، نا أبو عمر بن حكيم، عن إسحاق بن الضيف، نا عبّاس بن إسماعيل، نا سليمان بن أيوب بن موسى بن طلحة بن عبيد اللّه، عن أبيه، عن جده، عن موسى بن طلحة قال: قال طلحة بن عبيد اللّه إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كان إذا قعد سأل عني و قال: «ما لي لا أرى الصّبيح، المليح، الفصيح»[5387].

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر الفارسي، أنا محمد بن أحمد بن إسحاق بن يعقوب، نا أحمد بن منصور، و أبو إسماعيل، قالا:

أنا سليمان بن أيوب بن سليمان بن سليمان(2) بن عيسى بن(3) موسى، حدّثني أبي أيوب، عن جدي سليمان(4) بن عيسى، عن جده موسى بن طلحة، عن أبيه طلحة قال:

كانت رحلة(5) رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و طيبه إلي، فأتاه رجل يسأله أحدهما قال: فقال:

«ذاك إلى طلحة بن عبيد اللّه»، فأتاني فأعلمني، فأبيت عليه، فرجع إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، فأعلمه، فقال له مثل ذلك، و رجع إليّ فقلت في نفسي: فما بعثه إلاّ و هو يحب أن يقضي حاجته، و كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لا يكاد يسأل شيئا إلاّ فعله فقال: فقلت لآتي بشرة - أو قال: مسرة - رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أحبّ إليّ من أن ألي رحلته، فدفعتها إليه، فأراد النبي صلّى اللّه عليه و سلّم سفرا، فأمر أن يرحل له، فأتاني فقال: أي الرحلتين كانت أحبّ إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ؟ فقلت: الطائفية، فرحلها له ثم قرّبها إليه، فلما ثارت به انكبت به، فقال: «من رحل هذه ؟» قالوا: فلان، قال: «ردوها إلى طلحة»، فردّت إليّ، فقال طلحة: و اللّه ما غششت(6) أحدا في الإسلام غيره لكي ترجع رحلة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إليّ.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا عبد اللّه بن عبيد اللّه، نا الحسين بن إسماعيل المحاملي، نا يوسف، نا جرير، عن حصين بن عبد الرّحمن، عن عمرو بن ميمون، عن عمر أنه قال: ما أحد أحقّ بهذا الأمر من هؤلاء الذين توفي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و هو عنهم راض، ثم سمّى عثمان، و عليا،

ص: 94


1- مهملة بالأصل بدون نقط.
2- كذا بالأصل «سليمان» مكررة.
3- بالأصل «عن» خطأ.
4- بالأصل: سليم، خطأ.
5- في اللسان: رحل البعير رحلة: شدّ عليه أداته (مادة: رحل).
6- بالأصل: «غشت» و الصواب ما أثبت.

و طلحة، و الزّبير، و عبد الرّحمن بن عوف، و سعد بن أبي وقّاص.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم(1) بن يزداد المقرئ الأهوازي، نا أبو طلحة عبد الجبّار بن محمّد [بن] الحسن الطّلحي شيخ الطلحيين بالبصرة عند قبر طلحة، حدّثني أبي(2) مهدي بن الحسن بن محمّد بن عيسى الطلحي، نا أحمد بن صالح الطلحي، نا طلحة بن صالح الطلحي، نا سليم(3) بن أيوب الطلحي، عن أبيه، عن جده، عن موسى بن طلحة بن عبيد اللّه، قال: دخلت مع أبي بعض المجالس، فأوسعوا من كل ناحية، فجلس في أدناها، ثم قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول: «إنّ من التواضع للّه الرضا بالدّون من شرف المجالس»[5388].

أخبرناه عاليا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، و علي بن المسلّم، قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، أنا محمّد بن إسماعيل التّرمذي، نا سليمان بن أيوب بن سليمان بن عيسى بن موسى بن طلحة بن عبيد اللّه، حدّثني أبي، عن جدي، عن موسى بن طلحة قال: أتيت مجلس قوم أنا و أبي، فأوسعوا له من كل ناحية، فدعوته إلى أن يجلس في صدر المجلس، فجلس في أدناه ثم قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول: «إنّ من التواضع للّه الرضا بالدّون من شرف المجلس»[5389].

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل الفارسي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا محمّد بن علي بن ميمون الميموني بالرّقّة.

ح و أخبرنا أبو الفضل الفضيلي، أنا القاسم الخليلي، أنا أبو القاسم الحرّاني، أنا الهيثم بن كليب الشاشي(4) ، أنا أبو الفضل العباس بن محمّد الدوري، قالا: نا أبو بكر بن أبي الأسود، نا حاتم بن إسماعيل، عن محمّد بن يوسف، عن السّائب، هو ابن يزيد - و في حديث الدّوري قال: سمعت السّائب بن يزيد يقول: قال: صحبت طلحة بن

ص: 95


1- كذا، و بعد كلمة: «إبراهيم» سقط في الكلام، انظر المطبوعة عاصم - عائذ (الفهارس ص 639).
2- كذا.
3- كذا و لعله: «سليمان» كما أنه سيرد سليمان في الخبر التالي.
4- بالأصل: «الشامي» انظر ترجمته في سير الأعلام 359/15.

عبيد اللّه، و سعدا، و المقداد، و عبد الرّحمن بن عوف، فما سمعت أحدا منهم يحدّث عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إلاّ أني سمعت طلحة بن عبيد اللّه يحدّث عن يوم أحد.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، ثنا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، نا إسحاق بن موسى الأنصاري، نا محمّد بن معين، أنا داود، عن ربيعة بن أبي عبد الرّحمن، قال: سمعت رجلا من الهدير يقول:

صحبت طلحة بن عبيد اللّه، فما سمعته يحدّث عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قطّ غير حديث واحد(1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا علي بن محمّد بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا الحميدي، نا سفيان، نا ابن أبي خالد أن عمر خطب أم كلثوم بنت أبي بكر إلى عائشة و هي جارية فقالت: أين المذهب بها عنك، فبلغها ذاك فأتت عائشة فقالت: تنكحين عمر يطعمني الجشب من الطعام، إنما أريد فتى يصب عليّ الدنيا صبّا، و اللّه لئن فعلت لأذهبن لأضحي عند قبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فأرسلت عائشة إلى عمرو بن العاص، فقالت: أنا أكفيك، قالت:

فدخل على عمر فتحدث عنده، ثم قال: يا أمير المؤمنين لو أنك تذكر التزويج، قال عمر: فلعل ذاك أن يكون من أيامك أو نحو هذا، قال: من قال أم كلثوم بنت أبي بكر، فقال: يا أمير المؤمنين ما إربك إلى جارية تبغي عليك الليل و النهار إياها، فقال عمر:

عائشة أمرتك بهذا.

قال: و نا سفيان بن أبان بن تغلب، قال: فتزوجها طلحة بن عبيد اللّه، فقال له علي: أ تأذن لي أن أدنو من الخدر؟ قال: نعم، فدنا منه، ثم قال: أمّا على ذاك لقد تزوّجت فتى أصحاب محمّد.

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبار بن محمّد بن أحمد، و حدّثنا أبو الحسن علي بن سليمان الفقيه عنه، أنبأ أبو بكر أحمد بن الحسين - قراءة عليه - نا أبو عبد اللّه الحافظ، أخبرني عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد البلخي - ببغداد من أصل كتابه - ثنا أبو إسماعيل محمّد بن إسماعيل التّرمذي، نا سليمان بن أيوب بن سليمان بن عيسى بن موسى بن طلحة، عن طلحة بن عبيد اللّه، قال:

ص: 96


1- لم أجد الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي.

خطب عمر بن الخطاب أم أبان بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، فأبته فقيل لها:

و لم ؟ قالت: إن دخل دخل بيأس، و إن خرج بيأس، قد أذهله أمر آخرته عن أمر دنياه، كأنه ينظر إلى ربّه بعينه، ثم خطبها الزّبير بن العوام فأبته، فقيل لها: و لم ؟ قالت: ليس لزوجته الإشارة في قراملها، ثم خطبها علي فأبت فقيل لها: و لم ؟ قالت: ليس لزوجته منه إلاّ قضاء حاجته، و يقول: كيت و كيت، و كان ثمّ خطبها طلحة، فقالت: زوجي حقا، قالوا: و كيف ذلك ؟ قالت: إنّي غارقة بحلائقه، إن دخل دخل ضحاكا، و إن خرج خرج بساما، إن سألت أعطى، و إن سكتّ ابتدأ، و إن عملت شكر، و إن أذنبت غفر، فلما أن ابتنى بها قال علي: يا أبا محمّد، إن أذنت لي أن أكلّم أم أبان، قال: كلمها، فأخذ سجف الحجلة ثم قال: السّلام عليك يا عزيز و نفسها قالت: و عليك السلام، قال: خطبك أمير المؤمنين و سيد المسلمين فأبيته، قالت: كان ذلك، قال: و خطبك الزّبير ابن عمة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و أحد حواريّه فأبيته، قالت: و قد كان ذلك، قالت:

و خطبتك أنا و قرابتي لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قالت: و قد كان ذلك، قال: أمّا و اللّه لقد تزوّجت أحسننا وجها، و أنالنا كفا، يعطي هكذا و هكذا.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه، ابنا أبي علي، أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار، حدّثني عثمان بن عبد الرّحمن أنّ عليّا بن أبي طالب سمع رجلا ينشد:

فتى كان يدنيه الغنى من صديقه *** إذا ما هو استغنى و يبعده الفقر(1)

فقال: ذاك أبو محمّد طلحة بن عبيد اللّه - يرحمه اللّه - قال: و كان طلحة بن عبيد اللّه حسن الوجه جوادا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا سويد بن سعيد، نا علي بن مسهر، نا مجالد، عن الشعبي، عن قبيصة بن جابر، قال: صحبت طلحة فما رأيت رجلا أعطى لجزيل مال عن غير مسألة منه(2).

ص: 97


1- البيت في أسد الغابة 471/2، و في الكامل للمبرد 279/1 أن عليا بن أبي طالب تمثل في طلحة بن عبيد اللّه، و ذكر البيت من أربعة أبيات و نسبه أبو الحسن للأبيرد الرياحي. و بحاشيته: قال الشيخ المرصفي و هذا غلط محض.
2- سير الأعلام 30/1 و انظر حلية الأولياء 88/1.

أخبرنا جدي أبو المفضّل القاضي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، نا عبد العزيز بن أحمد، قالا:

أنا أبو الحسن بن مخلد.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن، و أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن، قالوا: أنا محمّد بن أحمد بن علي بن الآبنوسي، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن عمر بن أحمد الدارقطني، قالا: ثنا أبو بكر الشافعي، نا إبراهيم بن إسحاق، نا محمّد بن أبي عمر، نا سفيان، عن مجالد، عن الشعبي، عن قبيصة بن جابر، قال: صحبت طلحة فما رأيت أعطى لجزيل، و قال الدارقطني: مال من غير مسكة منه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب(1) ، نا أبو بكر الحميدي، نا سفيان، نا مجالد، عن الشعبي، قال: سمعت قبيصة بن جابر يقول: صحبت طلحة بن عبيد اللّه، فما رأيت رجلا أعطى لجزيل مال من غير مسكة(2) منه، قال سفيان: و كان يسمّى الفيّاض، ثم سمعت سفيان يحدث عن عبد الملك، عن قبيصة بن جابر قال: صحبت طلحة بن عبيد اللّه فما رأيت رجلا أعطى لجزيل مال منه من غير مسكة(3) ، و ذكر أنه سمعه من عبد الملك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا ابن الفهم، أنا محمّد بن سعد(4) ، أنا محمّد بن عمر، ثنا أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي سبرة، عن مخرمة بن سليمان الوالبي، عن السّائب بن يزيد قال: صحبت طلحة بن عبيد اللّه في السّفر و الحضر فلم أخبر أحدا أعمّ سخاء على الدّرهم و الثوب و الطعام من طلحة.

أخبرنا أبو الحسن بن الموحّد، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو

ص: 98


1- الخبر في المعرفة و التاريخ 457/1 و 459.
2- كذا، و في المعرفة و التاريخ: مسألة.
3- كذا، و في المعرفة و التاريخ: مسألة.
4- طبقات ابن سعد 222/3.

الحسين بن الآبنوسي، أنبأ أبو الحسن الدّارقطني، نا القاضي أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف، نا أبو إسماعيل محمّد بن إسماعيل السّلمي، نا سليمان بن أيوب بن سليمان بن عيسى بن موسى بن طلحة بن عبيد اللّه أبو أيوب، حدّثني أبي عن جدي عن موسى بن طلحة، عن أبيه طلحة بن عبيد اللّه:

أنه أتاه مال من حضرموت سبع مائة ألف قال: فبات ليلته يتململ، فقالت له زوجته: يا أبا محمّد ما لي أراك منذ الليلة تململ، أرابك منا أمر فنعتبك، قال: لا، لنعم زوجة المرء أنت، و لكن تفكرت منذ الليلة فقلت: ما ظنّ رجل بربّه يبيت و هذا المال عنده في بيته ؟ قالت: فأين أنت عن بعض أخلاقك(1) ؟ قال: و ما هو؟ قالت: إذا أصبحت دعوت بجفان و قصاع فقسمتها على بيوت المهاجرين و الأنصار على قدر منازلهم، قال: فقال لها: يرحمك اللّه، إنك ما علمت موفّقة ابنة موفّق، و هي أم كلثوم بنت أبي بكر الصّديق، فلما أصبح دعا بجفان و قصاع فقسمها بين المهاجرين و الأنصار، فبعث إلى علي بن أبي طالب منها بجفنة، فقالت له زوجته: أبا محمّد أ ما كان لنا في هذا المال من نصيب ؟ قال: فأين كنت منذ اليوم فشأنك بما بقي، قال: فكانت صرة فيها نحو من ألف درهم(2).

أخبرنا أبو الحسن السّلمي الفقيه، نا عبد العزيز التميمي.

ح و أخبرنا جدي أبو المفضّل القرشي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، قالا: أنبأ أبو الحسن بن مخلد.

و أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، قالا: ثنا أبو بكر الشافعي - إملاء - سنة أربع و خمسين، نا إبراهيم بن إسحاق الحربي، نا عبد اللّه بن عمر، نا محمّد بن يعلى، نا الحسن بن دينار، عن علي بن زيد قال: جاء أعرابي إلى طلحة فسأله و تقرّب إليه برحم فقال: إنّ هذا الرحم ما سألني بها أحد قبلك، إنّ لي أرضا قد أعطاني فيها عثمان ثلاثمائة ألف، فإن شئت فاغد فاقبضها، و إن شئت بعتها من عثمان و دفعتها إليك - أي الثمن(3)-.

ص: 99


1- في سير الأعلام: أخلائك.
2- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام 30/1-31 من طريق أبي إسماعيل الترمذي و تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون ص 526).
3- الخبر في سير الأعلام 31/1 و تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون ص 526).

أخبرنا أبو القاسم بن العلوي، أنا رشأ المقرئ، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أبو بكر الدّينوري، نا محمّد بن يونس، نا الأصمعي، نا ابن عمران قاضي المدينة أن طلحة بن عبيد [اللّه] فدى عشرة من أسارى بدر(1) بماله، و أنه سئل برحم مرّة فقال: ما سئلت بهذا الرحم قط قبل اليوم، و قد بعت لي حائطا بسبع مائة ألف درهم و أنا فيه بالخيار، فإن شئت ارتجعته و أعطيتك، و إن شئت أعطيتك ثمنه.

قال و أنا الدّينوري، نا علي بن الحسن الربعي، ثنا أبي، عن المدائني، عن محمّد بن عبد اللّه القرشي، عن أبيه قال: قال بعض ولد طلحة بن عبيد اللّه: لبس طلحة بن عبيد اللّه رداء نفيسا فبينا يسيرا إذا رجل قد استلبه، فقام الناس فأخذوه منه فقال طلحة: ردّوه عليه، فلما رآه الرجل حجل و رمى به إلى طلحة، فقال طلحة: خذه بارك اللّه لك فيه، فإني لأستحي من اللّه أن يؤمل أحد فيّ أملا فأخيّب أمله.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا محمّد بن أحمد الصيرفي، أنا علي بن عمر الدارقطني، نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن أبي شيبة، نا محمّد بن بكر بن خالد النيسابوري، نا سفيان، عن طلحة بن يحيى بن طلحة، عن جدته سعدى بنت عوف المرّية، قالت:

دخل علي طلحة يوما و هو خاثر(2) ، فقلت له: ما لك لعلك رابك من أهلك شيء فنعتبك ؟ فقال: لا و اللّه، و نعم خليلة المرء المسلم، و لكن مال عندي قد غمّني، فقلت:

ما يغمّك ؟ عليك بقومك، قال: يا غلام ادع لي قومي - يعني، فقسمه بينهم، فسألت الخازن: كم أعطى ؟ فقال: أربع مائة ألف(3).

قال: و أنا الدارقطني، نا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم الشافعي، نا إبراهيم بن إسحاق الحربي، نا محمّد بن الصباح، نا سفيان، نا طلحة بن يحيى قال:

حدثتنا جدتي سعدى بنت عوف، قالت: دخل عليّ طلحة فرأيت منه ثقلا(4) ، فقلت له:

ص: 100


1- تقرأ بالأصل «يبيت» و المثبت عن سير الأعلام 31/1 و انظر تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون ص 526).
2- بالأصل: «جابر» و المثبت عن سير الأعلام.
3- سير الأعلام 32/1 و حلية الأولياء 88/1 و انظر المعرفة و التاريخ 458/1.
4- بالأصل مهملة و رسمها: «بعلا» و لعل الصواب ما أثبت.

ما لك ؟ فقال: اجتمع عندي مال فقد غمّني، فقلت: و ما يغمك ادع قومك، قال: يا غلام عليّ قومي، فقسمه فيهم، فسألت الخادم و الخازن كم كان ؟ قال: أربعمائة ألف.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا محمّد بن الحسين، أنا أبو محمّد بن درستويه، نا يعقوب بن سفيان(1) ، نا أبو بكر، نا سفيان، حدّثني طلحة بن يحيى، حدثتني جدتي سعدى بنت عوف المرّية، قالت: دخل عليّ طلحة بن عبيد اللّه يوما حائرا فقلت له: ما لي أراك حائرا، أرابك منّا ريب فنعتبك ؟ فقال: ما رابني منك ريب، و لنعم حليلة المرء المسلم أنت، إلاّ أنه اجتمع في بيت المال مال كثير قد غمّني، قالت: فقلت: و ما يمنعك منه، أرسل إلى قومك فاقسمه بينهم، قالت: فأرسل إلى قومه فقسمه بينهم، قالت سعدى: فسألت الخازن: كم كان ؟ قال:

أربع مائة ألف.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأ رشأ بن نظيف، أنبأ الحسن بن إسماعيل، أنا أبو بكر المالكي، نا إبراهيم بن نصر - يعني النهاوندي - نا علي بن عبد اللّه، نا عبد الوهاب، عن هشام، عن الحسن أن طلحة بن عبيد اللّه باع أرضا له من عثمان بن عفّان بسبع مائة ألف، قال: ثم حملها فلما جاء بها الرسول قال: إنّ رجلا ببيت و هذه في بيته لا يدري ما يطرقه من اللّه لغرير باللّه قال: فجعل رسوله يختلف في سكك المدينة يقسمها، فما أصبح و عنده منها درهم.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، و علي بن المسلّم الفقيهان، و أبو المعالي الحسين بن حمزة، قالوا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي، نا روح بن عبادة، أنا عوف، عن الحسن:

أن طلحة بن عبيد اللّه باع أرضا له بسبعمائة ألف درهم، فبات ليلة عنده ذلك المال، فبات أرقا من مخافة ذلك المال حتى أصبح ففرّقه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(2) ، أنا محمّد بن عمر، نا موسى بن محمّد بن إبراهيم، عن أبيه، قال: كان طلحة بن عبيد اللّه يغلّ بالعراق ما بين

ص: 101


1- المعرفة و التاريخ 458/1.
2- طبقات ابن سعد 221/3.

أربعمائة ألف إلى خمسمائة ألف، و يغلّ بالسراة عشرة آلاف دينار أو أقل، أو أكثر، و بالأعراض له غلاّت، و كان لا يدع أحدا من بني تيم(1) عائلا إلاّ كفاه مئونته و مئونة عياله، و زوّج أياماهم و أخدم عائلهم، و قضى دين غارمهم، و لقد كان يرسل إلى عائشة إذا جاءت غلّته كل سنة بعشرة آلاف، و لقد قضى عن صبحة(2) التيمي ثلاثين ألف درهم.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر الذهني، أنبأ أبو عبد اللّه الطوسي، نا الزّبير بن بكّار، حدّثني عثمان بن عبد الرّحمن، أن عبيد اللّه بن معمر، و عبد اللّه بن عامر بن كريز اشتريا من عمر بن الخطاب رقيقا ممن سبي، ففضل عليهما من ثمنهم ثمانون ألف درهم، فأمر بهما عمر أن يلزما بها، فمر بهما طلحة و هو يريد الصّلاة في مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال: «ما لابن معمر يلازم»، فأخبر خبره، فأمر بالأربعين الألف التي عليه تقضى عنه، فقال عبيد اللّه بن معمر لعبد اللّه بن عامر: إنها إن قضيت عني بقيت ملازما، و إن قضيت عند لم تتركني طلحة حتى يقضي عني، فرفع إليه الأربعين ألف فقضاها عبد اللّه بن عامر عن نفسه و خلّى سبيله، فمر طلحة منصرفا من الصّلاة، فوجد عبيد اللّه بن معمر يلازم، فقال: ما لابن معمر أ لم آمر بالقضاء عنه، فأخبر بما صنع، فقال: أما ابن معمر فقد علم أن له ابن عم لا يسلمه، احملوا أربعين ألف درهم و اقضوها عنه، ففعلوا، فخلي سبيل عبيد اللّه بن معمر.

قال: و نا الزّبير، حدّثني محمّد بن أبي سلمة بن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب قال: أتى طلحة بن عبيد اللّه من النساسق(3) بالعراق خمس مائة ألف درهم، فقسمها حتى أتى على آخرها و هو في حنيف(4).

أخبرنا أبو القاسم النسيب، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو محمّد المصري، أنا أبو بكر المالكي، نا إسحاق بن ميمون، نا الحميدي، نا سفيان، نا عمرو بن دينار قال:

كان غلّة طلحة بن عبيد اللّه كل يوم ألف واف(5).

ص: 102


1- عن ابن سعد، و بالأصل: بني تميم.
2- في ابن سعد: صبيحة التيمي.
3- كذا رسمها بالأصل.
4- كذا رسمها بالأصل.
5- سير الأعلام 33/1 و فيه عن عمرو بن دينار قال أخبرني مولى لطلحة. و الوافي: درهم و أربعة دوانق.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا الحسن بن علي، أنا محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن محمّد، نا محمّد بن سعد(1) ، أنا محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي سبرة، عن مخرمة بن سليمان الوالبي، عن عيسى بن طلحة، قال: كان أبو محمّد طلحة يغلّ كل يوم من العراق ألف واف درهم و دانقين.

قال(2): و أنا محمّد بن عمر، حدّثني إسحاق بن يحيى، عن موسى بن طلحة أن معاوية سأله: كم ترك أبو محمّد، يرحمه اللّه، من العين ؟ قال: ترك [ألفي](3) ألف درهم و مائتي ألف درهم و مائتي ألف دينار، و كان ماله قد اغتيل، كان يغلّ كل سنة من العراق مائة ألف سوى غلاّته من السراة و غيرها، و لقد كان يدخل قوت أهله بالمدينة سنتهم من مزرعته بقناة كان يزرع على عشرين ناضحا، و أول من زرع القمح بقناة هو، فقال معاوية: عاش حميدا سخيا شريفا، و قتل فقيرا(4) رحمه اللّه.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم(5) ، نا أبو الحسن(6) محمّد بن كيسان، نا إسماعيل بن إسحاق القاضي، نا نصر بن علي، نا الأصمعي، نا نافع بن أبي نعيم، عن محمّد بن عمران، عن سعدى بنت عوف امرأة طلحة بن عبيد اللّه قالت: لقد تصدق(7) طلحة يوم بمائة ألف، ثم حبسه عن الرواح إلى المسجد أن جمعت له بين طرفي ثوبه.

أخبرنا أبو الحسن بن المسلّم الفقيه، نا عبد العزيز الصّوفي، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو علي محمّد بن هارون بن شعيب، نا محمّد بن جعفر النحوي، نا الحارث بن محمّد، نا المدائني، نا إسحاق بن يحيى، عن موسى بن طلحة، قال: كان لعثمان على طلحة بن عبيد اللّه خمسون ألف درهم، فخرج عثمان يوما إلى المسجد فقال له طلحة: قد تهيأ لك مالك فاقبضه، قال: هو لك يا أبا محمّد معونة لك على مروءتك.

ص: 103


1- طبقات ابن سعد 221/3.
2- المصدر السابق نفسه/الجزء و الصفحة.
3- الزيادة عن ابن سعد.
4- عن ابن سعد و بالأصل: فقيدا، بالدال المهملة. و مثلها في سير الأعلام.
5- الخبر في حلية الأولياء 88/1.
6- في الحلية: الحسن بن محمد بن كيسان.
7- عن الحلية و بالأصل: صدق.

أخبرنا أبو نصر بن رضوان، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن خلف بن المرزبان، نا حمّاد بن إسحاق بن إبراهيم، حدّثني علي بن محمّد مولى سمرة بن جندب، عن محمّد بن إسحاق، عن يحيى بن طلحة، عن موسى بن طلحة، قال: كان لعثمان بن عفّان على طلحة بن عبيد اللّه خمسون ألف درهم، فخرج عثمان إلى المسجد فلقيه طلحة، فقال له: قد تهيّأ لك مالك فاقبضه، فقال: هو لك يا أبا محمّد معونة على مروءتك.

أخبرنا أبو الحسن الموحّد، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الحسن الدّارقطني، نا محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن عتّاب، نا الحارث بن محمّد، نا المدائني، عن إسحاق بن يحيى بن طلحة بن موسى بن طلحة، قال: كان لعثمان على طلحة خمسون ألف درهم، فخرج عثمان يوما إلى المسجد فقال له طلحة: قد تهيّأ لك مالك فاقبضه، قال: هو لك يا أبا محمّد معونة لك على مروءتك.

أخبرنا أبو الحسن الفقيهان، و أبو المعالي بن السّعتري، قالوا: أنا [أبو] الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، نا نصر بن داود، نا أبو مسعود هانئ بن يحيى المفلوج، نا شعبة، أخبرني إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن طلحة بن عبيد اللّه، و كان من حكماء قريش، قال: إنّ أقلّ عيب الرجل جلوسه في بيته.

قال: و أنا الخرائطي، نا محمّد بن إسماعيل الترمذي، نا سليمان بن أيوب الطلحي، نا أبي، عن جدي، عن موسى بن طلحة، عن أبيه قال: لا تشاور بخيلا في صلة، و لا جبانا في حرب، و لا شابا في جارية.

ص: 104

و كان من دهاة قريش و من علمائهم، قال: إنّ أقل عيب المرء أن يكثر الجلوس في بيته.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية.

ح و أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عثمان بن عمرو بن محمّد بن المنتاب، قالا: ثنا يحيى بن محمّد، نا الحسين بن الحسن، أنا ابن المبارك، و الفضل بن موسى، و سفيان بن عيينة، و المعتمر بن سليمان عن(1) إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم قال: سمعت طلحة بن عبيد اللّه يقول: إن أقل العيب على المرء أن يجلس في داره.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أنبأ أبو طاهر أحمد بن محمود، أنبأ أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر المنبجي، نا عبد اللّه بن سعد، نا عبيد اللّه بن سعد، نا عبيد اللّه بن محمّد، أنا عبد الرّحمن بن محمّد، عن طلحة بن يحيى، عن أبيه قال: قال طلحة بن عبيد اللّه: الكسوة تظهر النعمة و الدهن يذهب البؤس، و الإحسان إلى الخادم يكبت الأعداء.

أخبرنا جدي أبو المفضّل القاضي، أنا أبو القاسم الفقيه.

ح و أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز التميمي، قالا: أنا أبو الحسن بن مخلد، نا محمّد بن إبراهيم الشافعي، نا أبو إسماعيل محمّد بن إسماعيل الترمذي السّلمي، حدّثنا سليمان بن أيوب الطلحي، حدّثني أبي، عن جدي، عن موسى بن طلحة، عن أبيه طلحة بن عبيد اللّه قال: لما كان يوم أحد ارتجزت بهذا الشعر(2):

نحن حماة غالب و مالك *** نذبّ عن رسولنا المبارك

نصرف عنه(3) القوم في المعارك *** ضرب صفاح الكوم في المبارك

و ما انصرف النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يوم أحد حتى قال لحسان: «قل في طلحة» فقال(4):

و طلحة يوم الشّعب آسى محمّدا *** على ساعة ضاقت عليه و شقّت

ص: 105


1- بالأصل «بن» خطأ.
2- الرجز في الوافي بالوفيات 474/16.
3- بالأصل: «نضرب عند» و المثبت عن الوافي، و فيها: «نضرب عنه» و في مختصر ابن منظور 203/11 «نصرف عنه».
4- ليست في ديوانه، و الأبيات في الوافي بالوفيات 477/16.

يقيه بكفّيه الرماح و أسلمت *** أشاجعه تحت السيوف فشلّت

و كان إمام الناس إلاّ محمّدا *** أقام رحا الإسلام حتى استقلّت

و قال أبو بكر الصّديق:

حمى نبيّ الهدى و الخيل تتبعه *** حتى إذا ما لقوا حامى عن الدين

صبرا على الطعن إذا ولّت جماعتهم *** الناس من بين مهديّ و مفتون

يا طلحة بن عبيد اللّه قد وجبت *** لك الجنان و زوّجت المها العين

و قال عمر بن الخطّاب:

حمى نبيّ الهدى بالسيف منصلتا *** لما تولّى جميع الناس و انكشفوا

قال: فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: «صدقت يا عمر».

قال أبي: و قال حسان(1):

ناب عن مهجة النبي و قد أفضى *** إليه العدوّ إذ دلفوا

مضمّخا بالدّماء يحمله طورا *** و يحميه إن هم عطفوا

حافظ إذا سلّم النبي و إذا *** ولّى جميع العباد...(2)

و قال حسّان أيضا(3):

أهلي فداك يا ابن صعبة *** يوم أحد و الجبل

ترك الخيار نبيّهم *** و أقام طلحة لم يزل

إذ قام أصحاب القنا *** و القوم هراب عزل

ستر النبي بكفّه *** و حماه بطريق بطل

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا أبو جعفر المعدّل، أنا أبو طاهر لمخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار قال: و قال حسان بن ثابت لمسلوح بن عياض بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة قال(4):

ص: 106


1- الأبيات ليس في ديوانه.
2- بياض بالأصل.
3- الأبيات ليست في ديوانه.
4- الأبيات في ديوان حسان بن ثابت ط بيروت ص 74-75 من قصيدة يهجو مسافع بن عياض، و انظر - جمهرة ابن حزم ص 136 و فيها مسافع بن عياض بن صخر الشاعر و هو الذي عنى حسان بن ثابت بقوله، و ذكر البيت الأول.

يا آل تيم أ لا تنهون جاهلكم(1) *** قبل القذاف بصمّ كالجلاميد

فتنهوه فإني غير تارككم *** إن عاد ما أهر ما في ترى عود

لو كنت من هاشم، أو من بني أسد *** أو عبد شمس أو أصحاب اللوا الصّيد

أو من بني نوفل أو ولد مطّلب *** للّه درّك لم تهمم بتهديدي

أو من بني زهرة الأبطال قد عرفوا *** أو من بني جمح الخضر الجلاعيد(2)

أو في الذؤابة من تيم إذا نسبوا *** أو من بني الحارث البيض الأماجيد(3)

لكن سأصرفها عنكم و أعدلها *** لطلحة بن عبيد اللّه ذي الجود(4)

أخبرنا أبو محمّد بن أبي الحسن بن إبراهيم، أنا سهل بن بشر، أنا عبد الوهاب بن الحسين بن عمرو بن برهان بصور، أنا الحسين بن محمّد بن عبيد العسكري، نا محمّد بن العباس اليزيدي، قال: قرأنا على الرّياشي - يعني عباس بن الفرح - لرجل من قريش(5):

يا سائلي عن خيار العباد *** صادفت ذا العلم و الخبرة

خيار العباد جميعا قريش *** و خير قريش ذو و الهجرة

و خير ذوي الهجرة السّابقون *** ثمانية وحدهم قصره

علي و عثمان ثم الزّبير *** و طلحة و اثنان من بني زهرة

قبران(6) قد جاورا أحمدا *** و جاور قبراهما قبره

ص: 107


1- في الديوان: أ لا ينهى سفيهكم... بقول كالجلاميد
2- الديوان: زهرة الأخيار قد علموا... البيض المناجيد
3- الديوان: أو في الذؤابة من تيم رضيت بهمأو من بني خلف الخضر الجلاعيد
4- البيت في ديوانه ملفق من بيتين بينهما بيت ثالث: و صاحب الغار إني سوف أحفظهو طلحة بن عبيد اللّه ذو الجود لكن سأصرفها جهدي و أعدلهاعنكم بقول رصين غير تهديد
5- الأبيات في سير الأعلام 34/1.
6- في سير الأعلام: و برّان.

فمن كان من بعدهم فاخرا *** فلا يذكرن بعدهم فخره

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، و أحمد بن علي بن عبد الواحد بن الأشقر، و أبو البقاء بن أبي ثابت عبيد اللّه بن مسعود الرازي، قالوا: حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو الحسين الحربي، نا قاسم بن زكريا، نا أحمد بن عبدة، نا الحسين بن الحسن، نا رفاعة بن إياس الضّبّي، عن أبيه، عن جده قال:

كنت مع علي في الجمل، فبعث إلى طلحة أن القني، فلقيه، فقال: أنشدك أسمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول: «من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهمّ وال من والاه، و عاد من عاداه» قال: نعم، و ذكره، قال: فلم تقاتلني [5390]؟!.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة(1) قال: و قال أبو عبيدة في تسمية الأمراء يوم الجمل: و على الخيل طلحة بن عبيد اللّه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد، أنا أبو منصور محمّد بن الحسن بن محمّد، ثنا أحمد بن الحسين النهاوندي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن، ثنا محمّد بن إسماعيل البخاري، ثنا موسى بن إسماعيل، نا أبو عوانة عن جعفر في حديث عمرو بن جاوان قال: فالتقى القوم - يعني يوم الجمل - فقام كعب بن سور(2) الأزدي معه المصحف فنشره بين الفريقين و نشدهم اللّه و الإسلام في دمائهم، فما زال بذلك المنزل حتى قتل، فكان طلحة من أول قتيل، و ذهب الزّبير أن يلحق ببيته(3) ، فقتل.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد الحافظ، أنبأ أبو منصور بن شكرويه، أنبأ أبو بكر بن مردويه، أنبأ أبو بكر الشافعي، نا معاذ بن المثنّى، نا مسدّد، نا يحيى بن عوف، حدّثني أبو رجاء قال: رأيت طلحة بن عبيد اللّه التيمي، على دابّته و هو يقول: يا أيها الناس انصتوا فجعلوا يركبونه و لا ينصتون، فقال: أف فراش النار، و ذبان طمع(4).

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن

ص: 108


1- تاريخ خليفة ص 184 حوادث سنة 36.
2- تقرأ بالأصل: «سوان» خطأ، و الصواب عن سير الأعلام 35/1.
3- كذا، و في سير الأعلام: ببنيه.
4- سير الأعلام 35/1 و فيها: ذباب طمع.

إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى التستري، نا خليفة العصفري(1) ، حدّثني أبو بكر، نا عوف، نا أبو رجاء العطاردي قال: رأيت طلحة بن عبيد اللّه غشيه الناس و هو على دابّة فجعل يقول: أيّها الناس أنصتوا، فجعلوا يرجمونه(2) و لا ينصتون، فقال: أف أف فراش نار، و ذباب طمع.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن(3) بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(4) قال: أخبرني من سمع إسماعيل بن أبي خالد يخبر عن حكيم بن جابر الأحمسي، قال: قال طلحة بن عبيد اللّه يوم الجمل: إنّا داهنّا يوم الجمل في أمر عثمان فلا نجد شيئا أمثل من أن نبذل دماءنا فيه، اللّهمّ خذ لعثمان مني اليوم حتى ترضى.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا محمّد بن علي بن أحمد، أنبأ أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط(5) ، حدّثني عبد الرّحمن بن مهدي، عن حمّاد بن زيد، عن يحيى بن سعيد قال: قال طلحة بن عبيد اللّه:

ندمت ندامة الكسعيّ لما *** شريت رضا بني جرم برغمي(6)

اللّهمّ خذ لعثمان مني حتى ترضى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، نا محمّد بن عبد الرّحمن بن العبّاس، نا أحمد بن عبد اللّه بن سعيد، نا السّري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، حدّثنا سيف بن عمر، عن محمّد و طلحة، و أبي عثمان(7) قالوا(8):

ص: 109


1- تاريخ خليفة ص 184 «تفصيل خبر معركة الجمل». حوادث سنة 36.
2- تاريخ خليفة: يركبونه.
3- بالأصل: الحسين، خطأ، و هو أبو محمد الجوهري، و قد مرّ كثيرا.
4- طبقات ابن سعد 222/3.
5- الخبر و الشعر في تاريخ خليفة ص 185 و أسد الغابة 469/2.
6- بالأصل: «بني حزم بن عمي» و المثبت عن المصدرين السابقين. و البيت للحطيئة و هو في ديوانه ص 347، و قد تمثل به طلحة، و الكسعي رجل كانت له قوس، فرمى عليها من الليل حمرا من الوحش، فظن أنه قد أخطأ و كان قد أصاب، فغضب أنه قد أخطأها، فكسر قوسه فلما أصبح رأى الحمر و فيها سهامه و قد مرقت، فندم على كسر قوسه. و شريت بمعنى بعت. و بالأصل «شربت» بالباء الموحدة خطأ.
7- في الطبري: و أبي عمرو.
8- الخبر في تاريخ الطبري ط بيروت 40/3 حوادث سنة 36.

و أقبل كعب بن سور حتى أتى عائشة فقال: أدركي فقد أبى القوم إلاّ القتال، لعلّ اللّه تعالى يصلح بك، فركبت و البسوا هودجها الأدراع، ثم بعثوا جملها و كان جملها يدعى عسكر، حملها عليه يعلى بن أمية، اشتراه بثمانين(1) دينار، فلما برزت من البيوت، و كانت بحيث تسمع الغوغاء وقفت، فلم تلبث أن سمعت غوغاء شديدا فقالوا: ما هذا؟ فقال: ضجة العسكر، قالت: بخير أم بشر؟ قالوا: بشرّ، قالت: فأيّ الفريقين كانت منهم هذه الضجة فهم المهزومون، و هي واقفة، فو اللّه ما فجئنا إلاّ الهزيمة، فمضى الزّبير من سننه في وجهه فسلك وادي السباع، و جاء طلحة سهم غرب فخلّ ركبته بصفحة الفرس، فلما امتلأ موزجه دما و ثقل قال لغلامه: أردفني و أمسكني، و أبغني مكانا أنزل فيه، فدخل البصرة، و هو يتمثّل مثله و مثل الزّبير:

فإن تكن الحوادث أقصدتني *** و أخطأهنّ سهمي حين أرمي

فقد ضيّعت حين تبعت سهما *** سفاهة ما سفهت و ضلّ حلمي

ندمت ندامة الكسعيّ لمّا *** شريت رضى بني سهم برغمي

أطعتهم تفرقة آل لأبي(2) *** فألقوا للسّباع دمي و لحمي

فلما(3) انهزم الناس في صدر النهار نادى الزّبير: أنا الزّبير، هلمّوا إليّ أيها الناس، و معه مولى له ينادي: عن حواريّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم تنهزمون، و انصرف الزّبير نحو وادي السّباع(4) و اتبعه فرسان و تشاغل الناس عنه بالناس، فلما رأى الفرسان يتبعنه عطف عليهم، ففرّق بينهم فكرّوا عليه، فلما عرفوه قال: الزّبير، دعوه فإذا نفر منهم علباء بن الهيثم، و مرّ(5) القعقاع في نفر بطلحة و هو يقول: إليّ عباد اللّه، الصبر الصبر، فقال له: يا أبا محمّد إنك لجريح، و إنّك عما تريد لعليل، فادخل الأبيات، فقال: يا غلام ادخلني و ابغني مكانا، فدخل البصرة و معه غلام و رجلان، و أقبل(6) الناس بعده، و أقبل الناس في هزيمتهم تلك و هم يريدون البصرة، فلما رأوا الجمل

ص: 110


1- في الطبري: بمائتي دينار.
2- الطبري: أطعتهم بفرقة آل لأي.
3- من هنا تتمة الخبر في تاريخ الطبري 43/3.
4- تقرأ بالأصل: «السبيع» و تقرأ: «السباع» و المثبت يوافق الطبري.
5- بالأصل: «علباء بن الهردم القعقاع» و الصواب عن الطبري.
6- الطبري: و اقتتل الناس.

طافوا به مضر فعادوا قلبا كما كانوا حيث التقوا و سادوا في أمر جديد، و وقفت ربيعة البصرة ميمنة و تميمهم(1) ميسرة، و قالت عائشة: خلّ يا كعب عن البعير، و تقدم بكتاب اللّه فادعهم إليه، و دفعت إليه مصحفا، و أقبل القوم و أمامهم السبئية يخافون أن يجري الصّلح، فاستقبلهم كعب بالمصحف(2) ، و عليّ من خلفهم يوزّعهم و يأبون إلاّ أقداما، فلما دعاهم كعب رشقوه رشقا واحدا(3) فقتلوه، ثم رموا (4)[أم] المؤمنين فجعلت تنادي يا بنيّ، البقية البقية - و يعلو صوتها كثرة - اللّه اللّه، اذكروا اللّه و الحساب، و لا يأبون إلاّ إقداما فكان أول شيء أحدثته حين أبوا أن قالت: أيها الناس العنوا قتلة عثمان و أشياعهم، و أقبلت تدعو.

و ضج أهل البصرة بالدعاء، و سمع عليّ الدعاء فقال: ما هذه الضجة ؟ فقالوا:

عائشة تدعو و يدعون(5) معها على قتلة عثمان و أشياعهم، فأقبل يدعو و هو يقول: اللّهمّ العن قتلة عثمان و أشياعهم، و أرسلت إلى عبد الرّحمن بن عتّاب، و عبد الرّحمن بن الحارث: اثبتا مكانكما، و ذمّرت الناس حين رأت أن القوم لا يريدون غيرها، و لا يكفّون عن الناس، فازدلفت مضر فصفقت مضرا الكوفة حتى زوحم عليّ، فنخس عليّ قفا محمّد فقال: احمل، فتوك(6) ، فأهوى علي إلى الراية ليأخذها منه، فحمل، فترك الراية في يده، و حملت مضر الكوفية، فاجتلدوا قدّام الجمل حتى ضرسوا، و المختبآت(7) على حالها لا تصنع شيئا، و مع علي أقوام غير مضر، فيهم زيد بن صوحان، فقال له رجل من قومه: تنحّ إلى قومك، ما لك لهذا الموقف، أ لست تعلم أن مضر بحيالك، و أن الجمل بين يديك، و أن الموت دونه، فقال: الموت خير من الحياة، الموت ما أريد، فأصيب هو و أخوه سيحان، و ارتثّ صعصعة و اشتدت الحرب، فلما رأى ذلك علي بعث إلى اليمن و إلى ربيعة أن اجتمعوا على من يليكم، فقام رجل من عبد القيس، فقال: ندعوكم إلى كتاب اللّه، فقالوا: كيف تدعونا إلى كتاب اللّه من لا

ص: 111


1- الطبري: و منهم ميسرة.
2- الأصل: المصحف.
3- بالأصل: واحد.
4- بالأصل: ثم راموا المؤمنين.
5- عن الطبري، و بالأصل: و تدعوني.
6- كذا، و في الطبري: فنكل.
7- كذا، و في الطبري: «و المجنبات» و المجنبتان من الجيش: الميمنة و الميسرة (اللسان).

يقيم حدود اللّه، و قد قتل داعي اللّه كعب بن سور فرشقته ربيعة رشقا واحدا فقتلوه، و قام مسلم بن عبيد(1) العجلي مقامه، فرشقوه رشقا واحدا فقتلوه، و دعت يمن الكوفة يمن البصرة فرشقوهم.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا ابن نمير، نا وكيع، نا إسماعيل، عن قيس قال: كان مروان مع طلحة و الزّبير يوم الجمل، فلما شبّت الحرب، قال مروان: لا أطلب بثأري بعد اليوم، فرماه بسهم فأصاب ركبته.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنبأ عبد اللّه بن محمّد، نا علي بن مسلم، نا أبو داود الطيالسي، عن عمران - يعني القطان - عن قتادة، عن الجارود بن أبي سبرة قال: لما كان يوم الجمل نظر مروان إلى طلحة، فقال: لا أطلب بثأري بعد اليوم فنزع له سهما فقتله.

أخبرنا أبو محمّد، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب، نا عبد الحميد بن صالح، نا وكيع، نا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم أن مروان بن الحكم رأى طلحة بن عبيد اللّه في الجمل فقال: ما ذا؟ قالوا طلحة، قال: هذا أعان على قتل عثمان لا أطلب بثأري بعد اليوم، فرمى بسهم في ركبته، قال: فما زال الدم حتى مات.

أنبأنا أبو علي الحدّاد و جماعة في كتبهم، قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة، ثنا سليمان بن أحمد الطبراني(2) ، ثنا أحمد(3) بن يحيى بن حيّان بن خالد الرّقّي، نا يحيى بن سليمان الجعفي نا وكيع، عن(4) إسماعيل بن أبي خالد عن(5) قيس بن أبي

ص: 112


1- الطبري: عبد اللّه.
2- المعجم الكبير للطبراني 113/1 رقم 201.
3- قوله: «أحمد بن» كتبت فوق الكلام بين السطرين.
4- بالأصل: «عن سليمان عن سميع بن أبي خالد» صوبنا السند عن المعجم الكبير.
5- بالأصل «بن» خطأ.

حازم، قال: رأيت مروان بن الحكم حين رمى طلحة يومئذ بسهم فوقع في عين ركبته فما زال يسبح إلى أن مات.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، نا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(1) ، أنا روح بن عبادة، نا عوف قال: بلغني أن مروان بن الحكم رمى بطلحة يوم الجمل و هو واقف إلى جنب(2) عائشة بسهم فأصاب ساقه، ثمّ قال: و اللّه لا أطلب قاتل عثمان بعدك أبدا، فقال طلحة لمولى له: ابغني مكانا، [قال:] لا أقدر عليه، قال: هذا و اللّه، سهم(3) أرسله اللّه، اللّهمّ خذ لعثمان حتى ترضى، ثمّ وسّد حجرا فمات.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى التستري، نا خليفة العصفري(4) ، قال: و حدّثني من سمع جويرية بن أسماء، عن يحيى بن سعيد، عن عمه: أن مروان رمى طلحة بسهم فقتله(5) ، ثم التفت إلى أبان بن عثمان فقال: قد كفيناك بعض قتلة أبيك.

قال: و نا خليفة(6) ، حدّثني رجل، أنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم، قال: رمي طلحة يوم الجمل بسهم في ركبته، فكانوا إذا أمسكوها انتفخت، و إذا أرسلوها انبعثت، فقال: دعوها فإنه(7) سهم أرسله اللّه.

قال: و نا خليفة(8) ، قال: فحدّثني أبو عبد الرّحمن القرشي، عن حمّاد بن زيد، عن قرّة بن خالد، عن ابن سيرين قال: رمي طلحة بن عبيد اللّه بسهم فأصاب ثغرة نحره، قال: فأقر مروان أنه رماه.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا أبو الحسين بن

ص: 113


1- طبقات ابن سعد 223/3.
2- بالأصل: «إلى جنب حسين عائشة» و المثبت يوافق عبارة ابن سعد.
3- بالأصل: «هذا و اللّه فمنهم أرسله اللّه إليهم حد لعثمان حتى ترض» و الاضطراب باد على العبارة، و قد صوبناها عن ابن سعد.
4- تاريخ خليفة ص 185 حوادث سنة 36.
5- قوله: «فقتله» سقطت من تاريخ خليفة.
6- تاريخ خليفة ص 186 و فيه: حدّثنا عن إسماعيل بن أبي خالد.
7- بالأصل: فإنهم، و المثبت عن خليفة.
8- المصدر السابق ص 185.

بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، أنا خليفة - هو ابن هشام - حدّثنا حمّاد بن زيد، عن يحيى بن سعيد عن محمّد بن المنكدر، قال: رأيت طلحة بن عبيد اللّه يقول:

ندامة ما ندمت و صلي حبلي

ندمت ندامة الكسعي لما *** شريت رضى بني حزم برغمي

قال حمّاد: قال الحسن البصري: فحاسبهم فوقع في لبّته فجعل يمسح الدّم و يقول: و كان أمر اللّه قدرا مقدورا.

قال: و نا ابن أبي الدنيا، حدّثيني أحمد بن عبيد اللّه، عن شيخ من قريش أن طلحة قال عند الموت:

أرى الموت أعداد النفوس و لا أرى *** بعيدا غدا ما أقرب اليوم من غد(1)

أخبرنا أبو الحسن بن المسلّم الفقيه، أنبأ نصر بن إبراهيم، و عبد اللّه بن عبد الرزاق بن الفضل قالا: أنا أبو الحسن بن عوف، أنا أبو علي بن منير، أنا أبو بكر بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا أيوب بن حسان، نا الوضين بن عطاء: أن طلحة بن عبيد اللّه يخرج يوم الجمل فحملوه، فقالوا: أين نذهب بك ؟ فقال: إن شئتم فشرّقوا و إن شئتم فغرّبوا، ما رأيت كاليوم قط مصرع شيخ.

أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد المصري، [أنا جدي](2) أبو عبد اللّه، أنا المسدّد بن علي بن عبد اللّه الحمصي(3) ، نا أبو بكر محمّد بن سليمان بن يوسف الربعي، نا أبو عبد اللّه اليحياوي، نا نصر بن علي الجهضمي، نا محمّد بن عبّاد بن عبّاد المهلّبي، عن هشيم عن مجالد، عن الشعبي(4) قال:

رأى علي بن أبي طالب طلحة بن عبيد اللّه - رحمة اللّه عليه - ملقى في بعض

ص: 114


1- البيت لطرفة بن العبد، من معلقته، ديوانه ص 36 و بالأصل «من غدا» و المثبت عن المعلقة «من غد».
2- ما بين معكوفتين زيادة اقتضاها السياق، انظر المطبوعة عاصم - عائذ الفهارس ص 635 و ص 168 منها.
3- ترجمته في سير الأعلام 518/17.
4- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام 36/1 و تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون ص 527) و تهذيب الكمال 256/9 و في كتابي الذهبي: «مجدلا» بدل «مجندلا». و بالأصل: «عجزي و نحري» و الصواب عن المصادر الثلاثة.

الأودية، فنزل فمسح التراب عن وجهه، ثم قال: عزيز عليّ أبا محمّد بأن أراك مجندلا في الأودية و تحت نجوم السماء، ثم قال: إلى اللّه أشكو عجري و بجري.

قال نصر بن علي: فسألت الأصمعي عن قوله: عجري و بجري، فقال: سرائري و أحزاني التي تموج في جوفي.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو محمّد بن زبر، نا أبو قلابة، حدّثني نصر بن علي، قال: سألت الأصمعي عن قول علي بن أبي طالب لما مرّ بطلحة و هو صريع فقال: إلى اللّه أشكوا عجري و بجري(1) ، فقال الأصمعي: يعني همومي و أحزاني التي ترددني في صدري.

قال: و نا ابن زبر، نا محمّد بن يونس بن موسى، قال: سألت الأصمعي عن قوله:

عجري و بجري(2) ، فقال: همومي و أحزاني.

أنبأنا أبو علي الحدّاد و جماعة، قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة، أنا سليمان بن أحمد(3) ، أنا أحمد بن يحيى بن حيّان الرّقّي، نا يحيى بن سليمان الجعفي، نا عبد اللّه بن إدريس، عن ليث، عن طلحة بن مصرّف أن عليا انتهى إلى طلحة بن عبيد اللّه و قد مات، فنزل عن دابته و أجلسه، فجعل يمسح الغبار عن وجهه و لحيته و هو يترحّم عليه و يقول: ليتني متّ قبل هذا اليوم بعشرين سنة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن أبي الصّقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، أنا الحسن بن علي بن عفان، نا أبو أسامة، نا خالد بن أبي كريمة، نا أبو جعفر عبد اللّه بن المسوّر، قال: لما قتل طلحة و الزّبير جعل علي و أصحابه يبكون.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنبأ أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو بكر أحمد بن عبيد بن الفضل بن بيري - إجازة - أنا محمّد بن الحسن بن محمّد بن سعيد الزعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا عبد اللّه بن جعفر، نا عبيد اللّه بن عمرو، عن زيد بن محمّد بن عبيد اللّه الأنصاري، عن أبيه قال: سمعت عليا - كرّم اللّه وجهه -

ص: 115


1- بالأصل: «عجزي و نحري» انظر الحاشية السابقة.
2- بالأصل: «عجزي و نحري» انظر الحاشية السابقة.
3- المعجم الكبير للطبراني 113/1 رقم 202.

و قد جاء رجل يوم الجمل فقال: ائذنوا لقاتل طلحة، فسمعت عليا يقول: بشّره بالنار.

أخبرناه أبو عبد اللّه البلخي، أنا عبد الواحد بن علي بن محمّد بن فهد، أنا علي بن أحمد بن عمر الحمّامي، أنا أبو صالح القاسم بن سالم بن عبد اللّه بن عمرو الأخباري، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، نا الحسن بن الصباح بن محمّد البزّار، نا عبد اللّه بن جعفر الرّقّي، نا عبيد اللّه - يعني ابن عمرو - عن زيد بن أبي أنيسة، عن محمّد بن عبيد الأنصاري، عن أبيه قال: شهدت عليا مرارا يقول: اللّهمّ إني أبرأ إليك من قتلة عثمان، قال: و جاء رجل يوم الجمل فقال: ائذنوا لقاتل طلحة، قال: سمعت عليا يقول: بشّره بالنار.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن يوسف الأصبهاني، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا سعدان بن نصر، نا أبو معاوية، نا أبو مالك الأشجعي.

ح قال و نا أبو عبد اللّه الحافظ - إملاء - نا أبو عبد اللّه محمّد بن يعقوب الحافظ، نا إبراهيم بن عبد اللّه السّعدي، أنا محمّد بن عبيد الطّنافسي، نا أبو مالك الأشجعي، عن أبي حبيبة مولى طلحة قال: دخلت على علي مع عمران بن طلحة بعد ما فرغ من أصحاب الجمل، قال: فرحّب به و أدناه، و قال: إني لأرجو أن يجعلني اللّه و إيّاك(1) من الذين قال اللّه: وَ نَزَعْنٰا مٰا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوٰاناً عَلىٰ سُرُرٍ مُتَقٰابِلِينَ (2) فقال: يا ابن أخ كيف فلانة ؟ قال: و سأله عن أمهات أولاد أبيه، قال: ثم قال: لم تقبض أرضيكم هذه السّنين إلاّ مخافة أن ينتهبها الناس، يا فلان انطلق معه إلى ابن قرظة مره فليعطه غلّته هذه السنين، و تدفع إليه أرضه، قال: فقال رجلان جالسان ناحية، أحدهما الحارث الأعور: اللّه أعدل من ذاك، أن تقتلهم و تكونوا إخواننا في الجنة، قال قوما أبعد أرض اللّه و أسحقها، فمن هو إذا لم أكن أنا و طلحة، يا ابن أخي إذا كانت لك حاجة فائتنا.

لفظ حديث الطّنافسي، و في حديث أبي معاوية قال: دخل عمران بن طلحة على

ص: 116


1- كذا بالأصل و تهذيب الكمال و في سير الأعلام و تاريخ الإسلام: و أباك.
2- سورة الحجر، الآية: 47.

علي، و لم يسمّ الحارث، و قال: إلي ابن فرطة، و الباقي بمعناه(1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر، و أبو محمّد، و أبو الغنائم - و اللفظ له - ابنا أبي عثمان.

ح و أخبرنا أبو محمّد [بن] طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، قالوا: أنا عبد اللّه بن عبيد اللّه بن يحيى، أنا أبو عبد اللّه المحاملي، نا علي بن شعيب، نا أبو معاوية الضرير، نا أبو مالك الأشجعي، عن أبي حبيبة مولى طلحة قال: دخل عمران بن طلحة على علي بعد ما فرغ من أصحاب الجمل، قال: فرحّب به و قال: إنّي لأرجو أن يجعلني اللّه عز و جلّ و أباك من الذين قال اللّه عز و جل: إِخْوٰاناً عَلىٰ سُرُرٍ مُتَقٰابِلِينَ .

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(2) ، نا أبو معاوية الضرير، نا أبو مالك الأشجعي، عن أبي حبيبة مولى لطلحة قال: دخل عمران بن طلحة فذكره، و زاد قال: و رجلان جالسان على ناحية البساط، فقالا: اللّه أعدل من ذلك، تقتلهم بالأمس و تكونون إخوانا على سرر متقابلين في الجنّة، فقال علي: قوما أبعد أرض و أسحقها، فمن هو إذا إن لم أكن أنا و طلحة، قال عمر: قال لعمران: كيف أهلك من بقي من أمهات أولاد أبيك ؟ أما إنّا لم أقبض أرضهم هذه السّنين، و نحن نريد أن نأخذها، إنما أخذناها مخافة أن ينتهبها الناس، يا فلان اذهب معه إلى ابن قرظة فمره فليدفع إليه أرضه [و غلة](3) هذه السّنين، يا ابن أخي، و ائتنا في الحاجة إذا كانت لك حاجة.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عيسى الباقلاني، و أنا حاضر، أنا أبو بكر بن مالك - إملاء - نا جعفر بن محمّد بن الحسن، نا عبيد اللّه بن معاذ، نا أبي، عن أشعث، عن محمّد بن سيرين، عن أبي صالح، عن علي رضي اللّه عنه

ص: 117


1- الخبر في تفسير الطبري 36/14 و تهذيب الكمال 256/9 و سير الأعلام 39/1 و تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون ص 528).
2- طبقات ابن سعد 224/3.
3- زيادة عن ابن سعد.

قال: إنّي لأرجو أن أكون أنا و عثمان و طلحة و الزبير ممن قال اللّه عز و جل: وَ نَزَعْنٰا مٰا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوٰاناً عَلىٰ سُرُرٍ مُتَقٰابِلِينَ .

أخبرنا أبو بكر، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر، نا أحمد بن معروف، نا ابن فهم، نا محمّد بن سعد(1) ، أنا الفضل بن دكين، نا أبان بن عبيد(2) اللّه البجلي، حدثني نعيم بن أبي هند، حدّثني ربعي بن حراش، قال: إنّي لعند عليّ جالس إذ جاء ابن طلحة فسلّم على عليّ، فرحّب به عليّ، فقال: ترحّب بي يا أمير المؤمنين و قد قتلت والدي و أخذت مالي ؟ قال: أمّا مالك فهو معزول في بيت المال، فاغد إلى مالك فخذه، و أمّا قولك قتلت أبي، فإني أرجو أن أكون أنا و أبوك من الذين قال اللّه عز و جل:

وَ نَزَعْنٰا(3) مٰا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوٰاناً عَلىٰ سُرُرٍ مُتَقٰابِلِينَ ، فقال رجل من همدان أعور: اللّه أعدل من ذلك، فصاح عليّ صيحة تداعى لها القصر، قال: فمن ذاك إذا لم نكن [نحن] أولئك.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن محمّد، أنبأ أبو زكريا يحيى بن إسماعيل الحربي، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن، نا عبد اللّه بن هاشم الطوسي، نا وكيع بن الجرّاح، نا أبان بن عبد اللّه البجلي، عن نعيم بن أبي هند، عن ربعي بن حراش قال: قال علي: إني لأرجو أن أكون أنا و طلحة و الزبير ممن قال عز و جلّ: وَ نَزَعْنٰا مٰا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوٰاناً عَلىٰ سُرُرٍ مُتَقٰابِلِينَ ، قال: فقام رجل من همدان فقال: اللّه أعدل من ذلك، قال: فصاح به علي صيحة ظننت أن القصر ينهدم لها، ثم قال: إذا لم نكن هم، فمن هم ؟

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر، نا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، أنا محمّد بن سعد(4) ، أنا حفص بن عمر الحوضي، نا عبدة بن أبي رابطة(5) ، أخبرني أبو حميدة علي بن عبد اللّه الطائي(6) ،

ص: 118


1- طبقات ابن سعد 225/3.
2- ابن سعد: عبد اللّه.
3- بالأصل: «فنزعنا» و الصواب عن التنزيل العزيز.
4- طبقات ابن سعد 225/3.
5- ابن سعد: عبيدة بن أبي ريطة.
6- ابن سعد: الظاعني.

قال: لما قدم عليّ الكوفة أرسل إلى ابني طلحة بن عبيد اللّه فقال لهما: يا بني أخي انطلقا إلى أرضكما فاقبضاها، فإني إنما قبضتها لأن لا يتخطّفها الناس، إنّي لأرجو أن أكون أنا و هما و أبوكما ممن ذكر اللّه تعالى في كتابه وَ نَزَعْنٰا مٰا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوٰاناً عَلىٰ سُرُرٍ مُتَقٰابِلِينَ قال الحارث الهمداني الأعور: اللّه أعدل من ذلك، فأخذ عليّ بمجامع ثيابه، و قال: فمن، لا أم لك - مرتين-.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قالا: أنا أحمد بن علي بن خلف، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، نا علي بن حمشاذ العدل، نا محمّد بن أحمد بن النّضر، قال: وجدت في كتاب جدي معاوية بن عمرو، عن أخيه الكرماني بن عمرو، نا منصور بن دينار، عن معاوية بن إسحاق بن طلحة، عن عمران بن طلحة بن عبيد اللّه قال: أتيت عليّا فلما رآني رحّب بي و أدناني و أجلسني معه على مجلسه، ثم قال: و اللّه إنّي لأرجو أن أكون أنا و أبوك ممن قال اللّه عز و جل:

وَ نَزَعْنٰا مٰا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوٰاناً عَلىٰ سُرُرٍ مُتَقٰابِلِينَ فقال الحارث الأعور: اللّه أجلّ من ذلك و أعدل، قال: فقال علي: فمن هم إذا لا أمّ لك.

قال منصور: و ذكر محمّد بن عبد اللّه: أن عليا تناول دواة فحذف بها الأعور يريد بها فأخطأه.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا الحسن بن علي، أنا [أبو](1) عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(2) ، أنا عبد اللّه بن نمير، عن طلحة بن يحيى قال: أخبرني أبو حبيبة قال: جاء عمران بن طلحة إلي عليّ فقال:

تعالى هاهنا يا ابن أخي، فأجلسه على طنفسة، فقال: و اللّه إني لأرجو أن أكون أنا و عثمان و أبو هذا ممن قال اللّه: وَ نَزَعْنٰا مٰا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوٰاناً عَلىٰ سُرُرٍ مُتَقٰابِلِينَ فقال له ابن الكوّاء: اللّه أعدل من ذلك، فقام إليه بدرّته فضربه، فقال: أنت لا أمّ لك و أصحابك ينكرون هذا؟ قال: و نا ابن سعد(3) ، أنا محمّد بن عمر، حدّثني ابن أبي سبرة، عن محمّد بن

ص: 119


1- زيادة للإيضاح.
2- طبقات ابن سعد 224/3.
3- المصدر السابق 222/3.

زيد بن المهاجر، عن إبراهيم بن محمّد بن طلحة قال: كان قيمة ما ترك طلحة بن عبيد اللّه من العقار و الأموال و ما ترك من الناضّ ثلاثين ألف ألف درهم، ترك من العين ألفي ألف و مائتي ألف دينار، و الباقي عروض.

قال: و نا ابن سعد(1) ، أنا محمّد بن عمر، حدّثني إسحاق بن يحيى، عن جدته سعدى بنت عوف المرّية أم يحيى بن طلحة، قالت: قتل طلحة بن عبيد اللّه و في يد خازنه ألف ألف درهم و مائتا ألف درهم، و قوّمت أصوله و عقاره ثلاثين ألف ألف درهم.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد بن الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن الحسن بن زنبيل، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن بن الخليل، نا محمّد بن إسماعيل، نا إسماعيل بن أبان، عن علي بن مسهر بن إسماعيل، عن قيس أنه ذكر قتل طلحة بن عبيد اللّه - يعني يوم الجمل - قال البخاري: كنيته أبو محمّد.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار.

قال: و حدّثني - يعني إبراهيم بن أبي واقد - عن محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن محمّد بن طلحة، عن محمّد بن مهاجر بن قنفذ التيمي، قال: قتل طلحة و هو ابن أربع و ستين، و دفن بالبصرة في ناحية ثقيف.

قال: و حدّثني - يعني إبراهيم - عن الواقدي قال: قتل طلحة يوم الجمل في جمادى سنة ست و ثلاثين.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأ الحسن(2) بن علي، أنبأ أبو عمر بن حيّوية، أنبأ أحمد بن معروف، أنا الحسين بن محمّد.

ح و أخبرنا أبو بكر اللّفتواني، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد، أنبأ أبو نصر بن أبي الدّنيا أنا محمّد بن سعد(3) ، أنا محمّد بن عمر، نا محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن محمّد بن طلحة، عن محمّد بن زيد بن المهاجر

ص: 120


1- المصدر السابق.
2- بالأصل: «الحسين» خطأ، و هو أبو محمد الجوهري، و قد مرّ كثيرا.
3- طبقات ابن سعد الكبرى برواية الحسين بن الفهم 224/3.

قال: قتل طلحة يرحمه اللّه يوم الجمل، و كان يوم الخميس لعشر خلون من جمادى الآخرة سنة ست و ثلاثين، و كان يوم قتل ابن أربع و ستين سنة.

قال: و أنا محمّد بن عمر قال: قال لي إسحاق بن يحيى بن عيسى بن طلحة قال:

قتل و هو ابن اثنتين(1) و ستين سنة، و اللفظ لابن عبد الباقي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنبأ أبو خازم(2) بن الفراء، أنا يوسف بن عمر، نا محمّد، نا عباس بن محمّد، ثنا أبو نعيم.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنبأ عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا أبو نعيم، قال: و قتل طلحة بن عبيد اللّه و الزّبير بن العوّام في رجب من سنة ست و ثلاثين - و في رواية حنبل:

قتل طلحة و الزّبير في سنة ست و ثلاثين-.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني عباس بن محمّد قال: سمعت أبا نعيم يقول: قتل طلحة في رجب سنة ست و ثلاثين.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، ثنا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، قالا: أنا محمّد بن الحسين، أنبأ عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: سمعت سليمان بن حرب يقول: قتل طلحة بن عبيد اللّه في ربيع أو نحوه.

و أمّا أبو نعيم الفضل بن دكين فذكر أنه: قتل طلحة و الزّبير في رجب سنة ست و ثلاثين.

- و في رواية أبي بكر عن الليث أنه قتل في جمادى الأولى - و فيها قتل محمّد بن طلحة.

قال: و نا يعقوب، قال: سمعت سليمان بن حرب يقول: قتل عثمان و خرج علي إلى الكوفة فأقام صفر و شهر ربيع الأول، و قتل طلحة في ربيع أو نحوه.

ص: 121


1- بالأصل: اثنين.
2- بالأصل: أبو حازم، بالحاء المهملة خطأ، و الصواب بالخاء المعجمة، و قد مرّ التعريف به.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة(1) ، قال: فيها - يعني سنة ست و ثلاثين - كانت وقعة الجمل بالزاوية(2) ناحية الطفّ يوم الجمعة لعشر خلون من جمادى الآخرة سنة ست و ثلاثين، و فيها قتل طلحة بن عبيد اللّه في المعركة أصابه سهم غرب فقتله.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، نا أبو بكر بن شهريار، أنا أبو حفص الفلاّس، قال: و قتل طلحة بن عبيد اللّه سنة ست و ثلاثين و كان يكنى بأبي محمّد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنبأ أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر، و أبو نصر محمّد بن الحسن، قالا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنبأ صالح بن أحمد بن صالح، حدّثني أبي(3) قال: طلحة بن عبيد اللّه قتل يوم الجمل، يقال: إن مروان قتله.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو بكر بن بيري - إجازة - أنا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، قال: قال المدائني:

مات طلحة بن عبيد اللّه و هو ابن ستين سنة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي(4) ، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: و فيها - يعني سنة ست ثلاثين - كانت وقعة الجمل، و قتل طلحة بن عبيد اللّه في المعركة، ذكر أن مروان بن الحكم قتله، و كانت وقعة الجمل يوم الخميس لعشر خلون من جمادى الآخرة.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أنبأ أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد، نا أحمد بن حنبل، نا إسحاق بن عيسى، عن أبي معشر، قال: كان الجمل سنة ستّ و ثلاثين.

ص: 122


1- تاريخ خليفة ص 181.
2- عن تاريخ خليفة و بالأصل: بالماوية.
3- تاريخ الثقات للعجلي ص 234.
4- قوله: «على أبي محمد السلمي» مكرر بالأصل.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أحمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا محمّد بن إسماعيل، نا الحسن بن رافع، نا ضمرة قال: كان الجمل في سنة ست و ثلاثين، قال أبو نعيم: ذلك في رجب.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، ثنا الزّبير بن بكّار، حدّثني محمّد بن الضحاك بن عثمان الحرامي عن أبيه قال مولى طلحة يبكي طلحة و الزّبير:

قتلوا ابن صعبة لا نموا في صاعد *** أبدا و لا زالوا بحدّ أسفل

حمّال ألوية ظلوما وتره *** عند الخريبة لحمه لم ينتقل(1)

ثم الزّبير جزاه ربّي صالحا *** كالغصن في طرف البقاع الأطول

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا أبو محمّد بن الضّرّاب، أنبأ أحمد بن مروان، نا الحسين بن الفهم، ثنا محمّد بن سلام الجمحي، نا عيسى بن يزيد، نا المسعودي: أن عائشة ابنة طلحة بن عبيد اللّه رأت أباها طلحة بن عبيد اللّه في المنام فقال لها: يا بنية حوليني من هذا المكان قد أضرّ بي الندى، فأخرجته بعد ثلاثين سنة أو نحوها فحوّلته من ذلك النّزّ و هو طري لم يتغير منه شيء، فدفن في الهجرتين بالبصرة، و تولّى إخراجه عبد الرّحمن بن سلامة التيمي.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني أحمد بن عاصم، نا سعد بن عامر، عن المثنّى بن سعيد قال: لما قدمت عائشة بنت طلحة البصرة أتاها رجل فقال: أنت عائشة ابنة طلحة ؟ قالت: نعم، قال: إني رأيت طلحة بن عبيد اللّه في المنام فقال: قل لعائشة حتى تحوّلني من هذا المكان، فإن الندى قد أذاني، فركبت في مواكبها و حشمها فضربوا عليه بناء و استثاروه فلم يتغير منه إلاّ شعرات في إحدى شقّي لحيته، أو قال رأسه، حتى حوّل إلى موضعه هذا، و كان بينهما بضع و ثلاثون سنة(2).

قال: و نا ابن أبي الدنيا، ثنا أبو خيثمة، نا عبد الرّحمن بن مهدي، عن حمّاد بن

ص: 123


1- كذا.
2- الخبر من طريق عامر بن سعيد الضبعي نقله الذهبي في سير الأعلام 40/1 و المزي في تهذيب الكمال 258/9.

سلمة، عن علي بن زيد، عن أبيه قال: رأيت طلحة بن عبيد اللّه لما حوّل من مكانه، فرأيت الكافور في عينيه و ما تغيّر منه إلاّ عنفقته مالت عن مكانها.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن بيري - إجازة - نا محمّد بن الحسين الزعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا أبو مسلمة، نا حمّاد بن سلمة، عن علي بن زيد بن أمية أن رجلا رأى فيما يرى النائم أن طلحة بن عبيد اللّه قال له: حولوني عن قبري فقد أذاني الماء، رآه أيضا حين رآه ثلاث ليال فأتى ابن عباس فأخبره، فإذا شقّه الذي يلي الأرض في الماء فحوّلوه، قالت آمنة: فكأني انظر إلى الكافور في عينيه لم يتغيّر منه شيء إلاّ عقيصته فإنها مالت عن موضعها.

قال: و ثنا أبي أبو خيثمة، ثنا أبو معاوية الضرير، عن محمّد بن ميسرة، عن مالك بن دينار، عن عائشة بنت طلحة أنها نبشت أباها حين قدمت البصرة و جددت أكفانه و حوّلته إلى قبر آخر، قال: فلم تجد ذهب من جسده شيء إلاّ اصبع من أصابعه - رحمه اللّه-.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(1) ، أنا أبو أسامة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم قال: رمى مروان بن الحكم طلحة يوم الجمل في ركبته فجعل الدم يغدوا يسيل فإذا أمسكوه استمسك، فإذا تركوه سال، قال:

و اللّه ما بلغت إلينا سهامهم بعد، ثم قال: دعوه فإنما هو سهم أرسله اللّه، فمات فدفنوه على شطّ الكلاّء(2) ، فرأى بعض أهله أنه قال: أ لا تريحوني من هذا الماء، فإني قد غرقت، ثلاث مرات يقولها، فنبشوه من قبره أخضر كأنه السلق فنزفوا(3) عنه الماء ثم استخرجوه، فإذا ما على الأرض من لحيته و وجهه قد أكلته الأرض، فاشتروا دارا من دور آل أبي بكرة(4) فدفنوه فيها.

ص: 124


1- طبقات ابن سعد 223/3 و نقله الذهبي في تاريخ الإسلام عن أبي أسامة.
2- الكلاء بالفتح ثم التشديد اسم محلة بالبصرة (ياقوت).
3- في تاريخ الإسلام: فنزعوا.
4- عن ابن سعد و تاريخ الإسلام، و في الأصل: «أبي بكر».

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأ طراد بن محمّد، أنا أبو الحسين بن صفوان، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، ثنا خالد بن خداش و غيره، عن حمّاد بن زيد [عن علي](1) بن جدعان قال: كنت جالسا إلى سعيد بن المسيّب فقال: يا أبا الحسن مر قائدك يذهب بك فينظر إلى وجه هذا الرجل و إلى جسده، فانطلق قال: فإذا وجهه وجه زنجي و جسده أبيض، فقال: إني أتيت على هذا و هو يسب طلحة و الزبير و عليا فنهيته فأبى، فقلت: إن كنت كاذبا يسوّد اللّه وجهك، فخرجت في وجهه قرحة فاسودّ وجهه.

2984 - طلحة بن عبيد اللّه بن كريز بن جابر بن ربيعة ابن هلال بن عبد مناف ....

2984 - طلحة بن عبيد اللّه بن كريز(2) بن جابر بن ربيعة ابن هلال بن عبد مناف بن ضاطر بن حبشية بن سلول بن كعب ابن عمرو بن عامر بن لحي(3) بن قمعة بن إلياس بن مضر أبو المطرّف الخزاعي الكوفي(4)

كان شريفا فاضلا.

و روى عن ابن عمر، و أبي الدرداء، و عائشة، و أمّ الدّرداء.

روى عنه أبو حازم، و محمّد بن سوقة، و حمّاد بن سلمة، و محمّد بن إسحاق، و إبراهيم بن أبي عبلة، و حميد الطويل، و موسى بن مروان(5) ، و يقال: ابن فروان، و يقال: ابن سروان العجلي المعلّم، و موسى بن عبيدة الرّبذي، و سليمان بن سحيم(6).

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنبأ أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد بن محمّد بن جعفر سنة أربعين و أربعمائة، أنا أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن العباس الوراق، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا محمّد بن يزيد أبو هشام الرفاعي، نا ابن فضيل، حدّثني أبي، عن طلحة بن عبيد اللّه بن كريز، عن أم الدّرداء،

ص: 125


1- ما بين معكوفتين زيادة منا للإيضاح، و انظر ترجمة علي بن زيد بن جدعان في تهذيب الكمال 269/13.
2- بالأصل: «كريب»، و المثبت عن مصادر ترجمته، و كريز بفتح الكاف عن تهذيب الكمال.
3- بالأصل «حي» و الصواب عن ابن حزم ص 480.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 259/9 و تهذيب التهذيب 18/3 و الوافي بالوفيات 480/16.
5- تهذيب الكمال: ثروان.
6- بالأصل: شحيم و المثبت عن تهذيب الكمال.

عن أبي الدّرداء، قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول: «ما من مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلاّ قال له الملك: و لك مثل ذلك»[5391].

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد(1) ، حدّثني أبي، ثنا ابن نمير، نا فضيل - يعني ابن غزوان - قال:

سمعت طلحة بن عبيد اللّه بن كريز قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول: «إنه يستجاب لكم بظهر الغيب لأخيه، فما دعا لأخيه بدعوة إلاّ قال الملك: لك بمثل»[5392].

أخبرناه أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر، أنا عمر بن أحمد بن عمر، نا الحاكم أبو أحمد الحافظ، نا أبو الحسين محمّد بن إبراهيم الغازي، نا صالح بن مسمار، نا النّضر بن شميل، نا موسى بن ثروان، حدّثني طلحة بن عبيد اللّه، حدّثتني أم الدّرداء، قالت: حدّثني أبو الدّرداء أنه سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول: «إذا دعا الرجل لأخيه بالغيب قالت الملائكة: آمين، و لك بمثل»[5393].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو محمّد السّندي، قالا: أخبرنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمّد بن ميكال - قراءة عليه - أنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن موسى الفارسي سنة ثمان و أربعين و أربعمائة، أنا أبو العبّاس إسماعيل بن عبد اللّه بن محمّد بن ميكال -؛ قراءة عليه - أنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن موسى الأهوازي عبدان الجواليقي، نا داهر بن نوح، نا حفصة، نا طلحة بن عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، عن أم الدّرداء، عن أبي الدّرداء، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال: «ما من مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب فيقول: اللّهمّ أخي فلان فاغفر له، إلاّ قالت الملائكة: آمين، و لك بمثل»، لا أدري حفص بن عتّاب، أدرك طلحة، و لعلّه سمع من فضيل بن غزوان. و لا أعلم في نسب طلحة: عبد الرّحمن، و اللّه أعلم.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأ أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا زيد بن الحباب، أخبرني عمر بن أبي وهب البصري، حدّثني موسى، عن طلحة بن عبيد اللّه بن كريز الخزاعي، عن عائشة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كان إذا توضأ خلّل لحيته.

ص: 126


1- مسند الإمام أحمد ج 10 رقم 27628.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، أنا محمّد بن عبد اللّه بن خميرويه، نا الحسين بن إدريس، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عمان الموصلي، نا عيسى بن يونس عن(1) محمّد بن سوقة، عن طلحة بن عبيد اللّه بن كريز قال ابن سوقة: و كان يكثر غشيان أم الدّرداء(2).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنبأ يوسف بن رباح، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح، قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل البصرة: طلحة بن عبيد اللّه بن كريز.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، ثنا أبو بكر بن أبي الدّنيا.

ح و أنبأنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر بن البنّا، قالا: قرئ على أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، ثنا الحسين بن الفهم، قالا:

نا محمّد بن سعد(3) قال: في الطبقة الثانية من أهل البصرة: طلحة بن عبيد اللّه بن كريز الخزاعي - زاد ابن الفهم: كان قليل الحديث-.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد أبو الحسن قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل(4) ، قال: طلحة بن عبيد اللّه بن كريز الخزاعي المديني، سمع أم الدّرداء، حدّثني بشر، أنبأ عبد اللّه، أنا سفيان، قال: سمعت أبا حازم، عن طلحة بن كريز الخزاعي، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم «إنّ اللّه كريم يحب الكريم»(5).

و قال موسى: نا حسّان بن يسار، نا طلحة بن عبيد اللّه بن كريز الخزاعي،

ص: 127


1- بالأصل «بن» خطأ.
2- الوافي بالوفيات 480/16.
3- طبقات ابن سعد 228/7.
4- التاريخ الكبير 347/4.
5- عند البخاري: الكرم.

حدّثتني أم الدّرداء أنه دخل عليها بالشام فقالت: كان أبو الدرداء يقوله.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنبأ أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة -.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(1) ، قال: طلحة بن عبيد اللّه بن كريز الخزاعي الكعبي، روى عن ابن عمر، و أمّ الدّرداء، روى عنه أبو حازم و محمّد بن سوقة، و حمّاد بن سلمة، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو صادق محمّد بن أحمد بن جعفر، أنا أحمد بن محمّد بن زنجويه، أنا أبو أحمد العسكري، قال: طلحة بن عبيد اللّه بن كريز الكاف مفتوحة - الخزاعي، روى عن ابن عمر، و أبي الدرداء، روى عنه محمّد بن سوقة، و حمّاد بن سلمة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني، قال: و أمّا كريز بفتح الكاف فهو طلحة بن عبيد اللّه بن كريز، يروي عن ابن عمر، روى عنه حميد الطويل، و حمّاد بن سلمة.

قرأت على أبي محمّد، عن أبي زكريا البخاري.

ح و حدّثنا خالي أبو المعالي القاضي أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا أبو زكريا، ثنا عبد الغني بن سعيد قال: كريز بفتح الكاف طلحة بن عبيد اللّه بن كريز، عن أم الدّرداء، روى عنه موسى بن شروان المعلّم.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا(2) ، قال: أما كريز بفتح الكاف فهو طلحة بن عبيد اللّه بن كريز الخزاعي، يروي عن أبي الدّرداء، و ابن عمر، روى عنه حميد الطويل، و حمّاد بن سلمة، و موسى بن شروان(3) المعلّم.

أخبرنا أبو السّعود أحمد بن علي بن المجلي، قال: حدّثنا أبو الحسين محمّد بن علي بن المهتدي.

ص: 128


1- الجرح و التعديل 474/4.
2- الاكمال لابن ماكولا 130/7.
3- الإكمال: سروان.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبي أبو يعلى قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي المقرئ، أنا محمّد بن مخلد بن حفص، قال: قال: قرأت على علي بن عمرو الأنصاري، حدّثكم الهيثم بن عدي، قال: طلحة بن عبد اللّه(1) بن كريز الخزاعي، يكنى أبا مطرّف، كذا قال، و الصّواب ابن عبيد اللّه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّواف، ثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: طلحة بن عبيد اللّه بن كريز أبو المطرّف، حكاه ابن هاشم عن الهيثم بن عدي.

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصّفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال أبو المطرّف: طلحة بن عبيد اللّه بن كريز الكعبي الخزاعي المديني سمع أم الدّرداء هجيمة بنت حي الوصابية.

روى عنه فضيل بن غزوان الضّبّي، و موسى بن ندوان(2) العجلي، و ذكر مسلم في كتاب الكنى أن أبا مطرّف كنية ابنه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو مطرّف عبيد اللّه بن طلحة بن عبيد اللّه بن كريز، عن الزهري و الحسن، روى عنه حمّاد بن زيد، و حسّان بن يسار، و ابن إسحاق.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، نا عبد اللّه بن المبارك، أنا محمّد بن سوقة، عن طلحة بن عبيد اللّه بن كريز، قال: ما تحاب متحابان في اللّه عزّ و جل إلاّ كان أحبّهما إلى اللّه أشدّهما حبّا لصاحبه، و ان مما لا يرد من الدعاء دعاء المرء لأخيه بظهر الغيب، و ما دعا له بخير إلاّ قال الملك الموكل به: و لك مثله.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة -.

ص: 129


1- كذا و الصواب «عبيد اللّه» و سينبه المصنف إلى هذا في آخر حلية الأولياء.
2- كذا رسمها بالأصل هنا، و انظر ما مرّ بشأنه في أول الترجمة.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا أبو الحسن، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(1) ، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، فيما كتب إليّ قال: سألت أبي عن طلحة بن عبيد اللّه بن كريز الخزاعي، فقال: ثقة.

2985 - طلحة بن عتبة

2985 - طلحة بن عتبة(2)

أدرك النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و شهد اليرموك، و قتل يومئذ شهيدا.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عتّاب، أنا القاسم بن عبد اللّه بن المغيرة، نا إسماعيل بن أبي أويس، نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمّه موسى بن عقبة قال: و طلحة بن عتبة قتل يوم اليرموك.

2986 - طلحة بن عمرو بن مرّة الجهني

من أهل دمشق.

روى عن أبيه.

روى عنه ابنه إبراهيم بن طلحة.

و كانت داره بدمشق بناحية باب توما، تعرف بدار بني طلحة.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز بن أحمد.

ح و أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنبأ أبو الحسن بن أبي الحديد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو علي الحسن بن أبي الحديد، أنا أبو علي الحسن بن حبيب الحضائري، أنا يزيد بن عبد الصمد، نا أبو مسهر، نا خالد بن هييج المرّي، نا أبو يوسف الحاجب حاجب معاوية - قال: كان أول من تكلّم في القضية طلحة بن عمرو بن منده، فنفاه معاوية إلى الحجاز و خمّس ماله.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة -.

ص: 130


1- الجرح و التعديل 474/4.
2- ترجمته في الإصابة 231/2 نقلا عن ابن عساكر.

ح و أخبرنا أبو القاسم السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن بن الربعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير، قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الثالثة: طلحة بن عمرو بن مرة الجهني دمشقي.

2987 - طلحة بن أبي قنان العبدري مولاهم....

2987 - طلحة بن أبي قنان العبدري مولاهم(1)[أبو قنان الدمشقي](2)

روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم مرسلا، [و](3) عن القاسم بن أبي مخيمرة، و أبي قلابة الجرمي.

روى عنه: الوليد بن سليمان بن أبي السّائب.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد بن محمّد بن جعفر، أنا أبو حفص عمر بن محمّد بن علي الناقد، نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصّوفي، نا الهيثم بن خارجة، أنا محمّد بن شعيب بن شابور، عن ابن أبي السّائب، عن ابن أبي قنان أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم كان إذا أراد أن يبول(4) فوافى غرارا(5) من الأرض أخذ عودا فنكت حتى يثير الغبار ثم يبول.

رواه الوليد بن مسلم عن الوليد بن سليمان.

أخبرناه أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن محمّد بن علي بن أحمد السّيرافي بالبصرة، نا أبو الحسين عبد اللّه بن إبراهيم بن عبد اللّه الدّاودي الفسوي، نا أبو علي محمّد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي، نا أبو داود، نا موسى بن إسماعيل، نا الوليد بن سليمان بن أبي السّائب، عن طلحة بن أبي قنان أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم كان إذا أراد أن يبول فأتى غزازا من الأرض أخذ عودا من الأرض فنكت به حتى يبرئ(6) من بوله ثم(7) يبول.

ص: 131


1- ترجمته في تهذيب الكمال 263/9 و تهذيب التهذيب 19/3 و ميزان الاعتدال 342/2.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن تهذيب الكمال.
3- زيادة منا.
4- بالأصل: «يقول» خطأ، و الصواب عن تهذيب الكمال و ميزان الاعتدال.
5- كذا، و في مختصر ابن منظور: «عرارا» و في تهذيب الكمال و ميزان الاعتدال: «عزازا» بزايين، و العزاز: المكان الصلب السريع السيل (اللسان).
6- كذا بالأصل، و في تهذيب الكمال: «يرى» و في ميزان الاعتدال: «يثري».
7- بالأصل: «حتى» شطبت ثم كتب فوقها «ثم».

و أخبرناه أبو محمّد السّلمي - فيما قرأته عليه - عن أبي بكر الخطيب، أنا علي بن محمّد المعدّل، نا عبد الصّمد بن علي بن محمّد بن مكررة، أنا الحارث بن محمّد التيمي، نا الحكم بن موسى، نا الوليد، عن الوليد بن سليمان بن أبي السّائب، عن طلحة بن أبي قنان أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كان إذا أراد أن يبول فوافى غزارا من الأرض أخذ عودا فنكت به في الأرض حتى يثير من التراب ثم يبول فيه.

قال الخطيب: و ليس يروى عن طلحة بن أبي قنان سوى هذا الحديث، و اللّه أعلم.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي - ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمد - زاد أبو الفضل: و محمّد بن الحسن قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل(1) ، قال: طلحة بن أبي قنان روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم مرسل، روى عنه الوليد بن سليمان بن(2) أبي السائب، سمعت أبي يقول ذلك(3).

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال في ذكر الاخوة من أهل الشام: أخوان طلحة بن أبي قنان دمشقي مولى بني عبد الدّار.

قرأنا على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي الصّقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد(4) قال: أبو قنان طلحة بن أبي قنان.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن

ص: 132


1- التاريخ الكبير 347/4.
2- العبارة ما بين الرقمين ليست في التاريخ الكبير، و يبدو أنها مقحمة، و قوله: «سمعت أبي يقول ذلك» هذه عبارة يكررها عادة ابن أبي حاتم صاحب الجرح و التعديل و يبدو أن سقطا وقع هنا، و لم يرد فيما بقي من ترجمة طلحة بن أبي قنان أي ذكر أو قول لابن أبي حاتم فيه، مع العلم أن له ترجمة في الجرح و التعديل و نصها: طلحة بن أبي قنان روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، مرسل، روى عنه الوليد بن سليمان بن أبي السائب سمعت أبي يقول ذلك.
3- العبارة ما بين الرقمين ليست في التاريخ الكبير، و يبدو أنها مقحمة، و قوله: «سمعت أبي يقول ذلك» هذه عبارة يكررها عادة ابن أبي حاتم صاحب الجرح و التعديل و يبدو أن سقطا وقع هنا، و لم يرد فيما بقي من ترجمة طلحة بن أبي قنان أي ذكر أو قول لابن أبي حاتم فيه، مع العلم أن له ترجمة في الجرح و التعديل و نصها: طلحة بن أبي قنان روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، مرسل، روى عنه الوليد بن سليمان بن أبي السائب سمعت أبي يقول ذلك.
4- الكنى و الأسماء للدولابي 85/2.

الدارقطني، قال: طلحة بن أبي قنان حديثه مرسل عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في الارتياد للبول.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا(1) قال: و أما قنان بنون مكررة طلحة بن أبي قنان الدمشقي مولى بني عبد الدار، حديثه مرسل عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في الارتياد للبول، حدّث عنه الوليد بن سليمان بن أبي السّائب.

2988 - طلحة بن معروف المحاربي

من أهل قنّسرين من خطباء أهل الشام، بعثه هشام بن عبد الملك من عنده يطوف في أجنادين الشام يخبرهم بقتل زيد بن علي و أصحابه، تقدّم ذكره في ترجمة أبان بن عبد الرّحمن بن بسطام.

2989 - طلحة بن يحيى بن [طلحة بن] عبيد اللّه ابن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة القرشي التّيمي المدني

2989 - طلحة بن يحيى بن [طلحة بن](2) عبيد اللّه ابن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة القرشي التّيمي المدني(3)

نزيل الكوفة، أدرك عبد اللّه بن جعفر.

و حدّث عن أبيه يحيى، و عمّيه موسى و عيسى ابني(4) طلحة، و أبي بردة بن أبي موسى، و عمر بن عبد العزيز، و مجاهد بن جبر(5) ، و إبراهيم بن محمّد بن طلحة، و عمّته عائشة بنت طلحة.

روى عنه الثوري، و عبد اللّه بن إدريس، و وكيع، و يحيى بن سعيد القطّان، و يحيى بن سعيد الأموي، و أبو أسامة حمّاد بن أسامة، و عبد اللّه بن عثمان بن خثيم(6) ، و يونس بن بكير، و أبو نعيم، و الفضل بن موسى الشّيباني، و علي بن هاشم بن البريد(7) ، و عبد الرحيم بن حمّاد الطلحي، و سفيان بن عيينة، و عبد اللّه بن نمير، و وفد على عمر بن عبد العزيز.

ص: 133


1- الاكمال لابن ماكولا 76/7.
2- زيادة لازمة عن مصادر ترجمته.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 268/9 و تهذيب التهذيب 21/3 و ميزان الاعتدال 343/2 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 141-160) ص 187 و طبقات ابن سعد 251/6 و الوافي بالوفيات 484/16.
4- بالأصل: بن، و الصواب ما أثبت.
5- بالأصل «خير» و الصواب عن تهذيب الكمال.
6- بالأصل: خيثم، و الصواب عن تهذيب الكمال.
7- بالأصل «طراح» و المثبت عن تهذيب الكمال، و انظر فيه ترجمته 416/13 و في سير الأعلام 342/8.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد بن عبد الواحد، أنا الحسن بن علي التميمي، أنا أحمد بن جعفر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد(1) ، حدّثني أبي، نا وكيع، نا طلحة بن يحيى، عن عمّته عائشة ابنة طلحة(2) ، بلغني عن عائشة أمّ المؤمنين قالت:

دخل النبي صلّى اللّه عليه و سلّم عليّ ذات يوم فقال: «هل عندكم شيء؟» قلنا: لا، قال: «فإنّي إذا صائم»، ثم جاء يوما آخر قال ابن نمير: بعد ذلك - فقلنا: يا رسول اللّه أهدي لنا حيس فخبأنا لك منه، قال: «أدنيه، فقد أصبحت صائما» فأكل[5394].

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: ثنا أبو العبّاس الأصم، نا عباس بن محمّد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول في حديث طلحة بن يحيى، عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة قالت: دخل النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال: «هل عندكم شيء؟» بعضهم يرويه عن طلحة بن يحيى، عن مجاهد، عن عائشة، و إنما الحديث عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة أمّ المؤمنين.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم بن سعدوية، أنا أبو الفضل بن الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا أبو عبد اللّه الزّيادي - يعني محمّد بن عبيد اللّه - نا يحيى بن سليم الطائفي، نا عبد اللّه بن عثمان بن خثيم(3) ، عن بعض بني طلحة بن عبيد اللّه(4) قال:

كنت عند عمر بن عبد العزيز فدخل عليه أبو بردة بن أبي موسى الأشعري فقال له عمر: حدّثنا بأحاديث أتتك عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، قال: سمعت أبي يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «إنّ أمّتي مرحومة، جعل عذابها بأيديها في الدّنيا، فإذا كان يوم القيامة أتى بأهل الأديان، فأعطي كلّ رجل رجلا، فقيل له: هذا فداؤك من النار»، فدعا عمر بن عبد العزيز بقرطاس و دواة فكتب هذا، فكان فيما كتب الرجل إذا لم يسمّ في حديث أبي خيثمة هو طلحة بن يحيى، فقد رواه أبو أسامة عن طلحة عن(5) أبي بردة.

ص: 134


1- مسند الإمام أحمد 23/10 رقم 25789.
2- بعدها زيد في المسند: و ابن نمير عن طلحة قال: أخبرتني عائشة بنت طلحة المعنى.
3- بالأصل: خيثم، و الصواب عن تهذيب الكمال.
4- بالأصل: عبد اللّه.
5- بالأصل «بن».

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه(1) ، حدّثني أبي، نا أبو أسامة، عن طلحة بن يحيى، عن أبي بردة، عن أبي موسى قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «إذا كان يوم القيامة دفع إلى كلّ مؤمن رجل من أهل الملل فيقال له: هذا فداؤك من النار».

رواه مسلم(2) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن أبي أسامة.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنبأنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، نا محمّد بن الصباح، نا إسماعيل بن زكريا، عن طلحة بن يحيى قال: كنت جالسا عند عمر فجاءه رجل فقال: يا أمير المؤمنين أبقاك اللّه، ما كان البقاء خيرا لك، فقال: أمّا ذاك فقد فرغ منه، و لكن قل: أحياك اللّه حياة طيبة، و توفاك مع الأبرار.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، أنا طراد بن محمّد، أنا أبو الحسن بن رزقويه.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب، نا علي بن حرب، نا سفيان، عن طلحة بن يحيى رأى عمر بن عبد العزيز يقص الرزير(3) عن نعش كانت عليه.

أخبرنا أبو الأعزّ التركي، أنا الحسن بن علي، أنا علي بن محمّد بن أحمد، أنبأ أبو الحسين، نا عمرو بن علي قال: و ولد عمر بن عبد العزيز سنة إحدى و ستين مقتل الحسين عليه الصلاة و السلام، و ولد معه الأعمش، و هشام بن عروة، و طلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد اللّه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، حدّثني محمّد بن عبد الرحيم قال: قال علي بن المديني: طلحة بن يحيى سنّه و سنّ عمر بن عبد العزيز واحد، ولد أيام قتل الحسين بن علي بن أبي طالب أيام يزيد بن معاوية.

ص: 135


1- مسند الإمام أحمد 159/7 رقم 19690.
2- صحيح مسلم (49) كتاب التوبة، 18 باب، حديث رقم 2767.
3- كذا.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار قال في تسمية ولد طلحة بن عبيد اللّه التيمي قال: و روي الحديث عن طلحة بن يحيى بن طلحة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنبأ يوسف بن رباح، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح، قال: سمعت يحيى يقول في تسمية محدثي أهل الكوفة: طلحة بن يحيى بن طلحة.

قرأت على [ابن](1) أبي علي أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا أبو عبد اللّه محمّد بن سعد(2) قال في الطبقة الخامسة.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن عمرو، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد قالفي الطبقة السّادسة.

من أهل الكوفة: طلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد اللّه التيمي، انتهت رواية ابن أبي الدّنيا - و زاد ابن الفهم: بعد عبيد اللّه بن عثمان بن عمرو(3) بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة و كان ثقة، و له أحاديث صالحة.

أخبرنا أبو بكر بن عبد الباقي محمّد، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم الخلاّل، ثنا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد(4) قال في الطبقة الخامسة من تابعي أهل المدينة: طلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد اللّه التيمي، و أمّه [أم] أبان، أو أمّ إياس ابنة أبي موسى الأشعري، فولد طلحة بن يحيى: يحيى، و محمّدا، و صالحا، و إسحاق، و عبد اللّه، و عيسى، و يعقوب،

ص: 136


1- زيادة منا للإيضاح.
2- طبقات ابن سعد 361/6 برواية ابن الفهم. و رواية ابن أبي الدنيا ليست في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
3- عن ابن سعد و بالأصل: عمرة.
4- الخبر ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد، فهو ضمن القسم الضائع من طبقات أهل المدينة.

و إسماعيل، و نوحا، و إبراهيم، و يوسف، و داود، و سعدى، و أمّ عبد اللّه، و عائشة، و أم طلحة لأمهات أولاد، و قد روى عن طلحة بن يحيى: الثوري و غيره.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل(1) قال: طلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد اللّه القرشي التيمي الكوفي، سمع عيسى بن طلحة، روى عنه الثوري، و وكيع، و أبو نعيم، هو أخو إسحاق و سلمة.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق، أنا أبو علي - إجازة -.

ح قال: و أمّا أبو طاهر الهمداني، أنبا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(2) قال: طلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد اللّه القرشي مديني الأصل، صار إلى الكوفة، أدرك عبد اللّه بن جعفر، روى عن أبي بردة بن أبي موسى، و عمر بن عبد العزيز، و عيسى [و يحيى](3) ابني طلحة بن عبيد اللّه. روى عنه الثوري، و يحيى بن سعيد القطّان، و عبد اللّه بن إدريس، و وكيع بن الجرّاح، و يحيى بن سعيد الأموي، و يونس بن بكير، و أبو نعيم، سمعت أبي يقول ذلك، قال أبو محمّد: و روى عن مجاهد، و موسى بن طلحة، و عائشة بنت طلحة، و إبراهيم بن محمّد بن طلحة، روى عنه أبو أسامة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، نا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة(4) ، حدّثني محمّد بن العلاء، نا يونس بن بكير، عن طلحة بن يحيى بن طلحة، قال: رأيت على عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب خاتما في يمينه، في الخنصر، فصّه على ظهر، و رأيت أبا بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام، يصلي و هو محتبي(5) و يخفق برأسه من النعاس، ثم يقوم فيصلّي.

ص: 137


1- التاريخ الكبير 348/4.
2- الجرح و التعديل 477/4.
3- الزيادة عن الجرح و التعديل.
4- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 618/1-619.
5- كذا بإثبات الياء بالأصل.

قال: و نا أبو زرعة(1) ، نا محمّد بن العلاء، نا يونس بن بكير، نا طلحة بن يحيى قال: رأيت موسى بن طلحة، و أبا بردة، و عائشة بنت طلحة يلبسون ثياب الخزّ، و رأيت على عمر بن عبد العزيز جبّة خزّ(2) ، و قباء و سراويل(3).

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنبأ أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، قال: سمعت محمّد بن صالح يقول: سمعت أحمد بن سلمة يقول: سمعت علي بن سعيد النسوي يقول: سألت أحمد بن حنبل، عن طلحة بن يحيى، و طلحة بن عمرو أيّهما أحبّ إليك ؟ فقال طلحة بن يحيى.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك - أنا أبو القاسم بن أبي عبد اللّه، أنا أبو علي - إجازة -.

ح قال: و أبو طاهر الهمداني، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(4) ، أنا عبد اللّه بن أحمد فيما كتب إليّ، قال: سمعت أبي يقول: طلحة بن يحيى صالح الحديث، و هو أحبّ إليّ من بريد(5) بن أبي بردة، و بريد(6) يروي أحاديث مناكير، قال ابن أبي حاتم: و ذكر أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين أنه قال: طلحة بن يحيى القرشي ثقة، و قدّمه على أخيه إسحاق بن يحيى.

أخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العبّاس بهراة، أنا أبو سعد الجنزرودي بنيسابور، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى الموصلي، قال: سئل يحيى بن معين عن طلحة بن يحيى فقال: ثقة.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، قال: أنا أبو بكر الخطيب - لفظا - أنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم الأشناني، قال: سمعت أبا الحسن بن عبدوس يقول:

سمعت عثمان بن سعيد الدّارمي يقول: و سألت يحيى بن معين عن طلحة بن يحيى فقال: ثقة.

ص: 138


1- المصدر السابق 639/1.
2- في أبي زرعة: حية فراء.
3- عند أبي زرعة: «و قباء قرطق» و قبلها: و سراويل.
4- الجرح و التعديل 477/4.
5- بالأصل: يزيد، و المثبت عن الجرح و التعديل.
6- بالأصل: يزيد، و المثبت عن الجرح و التعديل.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو عمرو عبد الرّحمن بن محمّد الفارسي، أنا أبو أحمد بن يحيى(1) بن عدي(2) ، نا علي بن أحمد بن سليمان، نا أحمد بن سعد بن أبي مريم، قال: سمعت يحيى بن معين يقول.

ح و أخبرنا أبو البركات، أنا ثابت بن بندار، أنا محمّد بن علي، أنا محمّد بن أحمد، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي، عن يحيى بن معين قال: طلحة بن يحيى ثقة.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبّار، أنا عبد العزيز بن علي الأزجي، أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد الخلاّل، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي يعقوب، حدّثني عبد اللّه بن شعيب قال: قرأ عليّ يحيى بن معين: طلحة بن يحيى القرشي ثقة.

قال المبارك: و أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأ محمّد بن القاسم بن جعفر، نا إبراهيم بن الجنيد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: طلحة بن يحيى ثقة، هو أخو إسحاق بن يحيى بن طلحة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسين، قالا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي(3) قال:

طلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد اللّه كوفي ثقة، و عمّه(4) عبيد اللّه بن طلحة ثقة(5).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم الإسماعيلي، أنا أبو عمرو الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي(6) قال: و طلحة بن يحيى هذا هو ابن طلحة بن عبيد اللّه صاحب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و قد روى عنه أحاديث، رواها عنه الثقات، و ما برواياته(7) عندي بأس.

ص: 139


1- كذا ورد بالأصل، و ليس «يحيى» في عامود نسبه، و اسمه عبد اللّه بن عدي بن عبد اللّه بن محمد بن مبارك بن القطان الجرجاني، كما في سير الأعلام 154/16 و هو صاحب كتاب «الكامل».
2- الكامل لابن عدي 112/4.
3- تاريخ الثقات للعجلي ص 237.
4- ما بين الرقمين سقط من تاريخ الثقات.
5- ما بين الرقمين سقط من تاريخ الثقات.
6- الكامل لابن عدي 112/4.
7- مكانها بالأصل: «يروى بأنه» و المثبت عن ابن عدي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب(1) ، نا يعقوب(2) ، نا قبيصة بن عقبة أبو عامر السّوائي، نا سفيان، عن طلحة بن يحيى، قال يعقوب: هو شريف لا بأس به في حديثه لين.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة -.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأ أبو محمّد بن أبي حاتم(3) ، قال: سألت أبا زرعة عن طلحة بن يحيى بن طلحة، فقال: صالح، و سألت أبي عن طلحة بن يحيى، فقال: صالح الحديث، صحيح الحديث، حسن الحديث.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر، أنا أحمد بن محمّد العتيقي، أنبأ يوسف بن أحمد بن يوسف، أنا أبو جعفر محمّد بن عمرو، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، قال: سمعت أبي يقول: طلحة بن يحيى، و عمرو(4) بن عثمان، عمرو بن عثمان أحبّ إليّ من طلحة بن يحيى، و طلحة صالح - يعني الحديث - و سألته مرة أخرى عن طلحة بن يحيى، فقال: كذى و كذى، و قال: حدث عنه يحيى، و سمعته يقول: طلحة بن يحيى أحبّ إليّ من بريد(5) بن أبي بردة، يروي أحاديث مناكير، و طلحة حدّث حديث عصفور من عصافير الجنّة(6).

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو عمرو، ثنا أبو أحمد(7) ، نا ابن حمّاد، نا صالح - يعني ابن أحمد -.

ح و أخبرنا أبو البركات، أنا أبو بكر، أنا أبو الحسين العتيقي، نا محمّد بن عيسى

ص: 140


1- المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 107/3.
2- المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 107/3.
3- الجرح و التعديل 477/4.
4- بالأصل: عمر.
5- بالأصل: يزيد، و الصواب عن تهذيب الكمال 269/9.
6- جاء في ميزان الاعتدال 343/2 عن أبي نعيم، حدثنا طلحة بن يحيى عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة قالت: دعي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إلى جنازة غلام من الأنصار ليصلي عليه، قلت يا رسول اللّه، طوبى له عصفور من عصافير الجنّة قال: يا عائشة، أو غير هذا؟ إن اللّه خلق للجنة أهلا، و خلقها لهم، و هم في أصلاب آبائهم. انفرد طلحة بأول الحديث، أما آخره فجاء من غير وجه.
7- الخبر في الكامل لابن عدي 112/4.

الهاشمي، نا صالح بن أحمد، نا علي - يعني ابن المديني - قال: سمعت يحيى - يعني القطّان - يقول: لم يكن طلحة بن يحيى بالقوي، قلت ليحيى: هو أحبّ إليك أو عمرو بن عثمان ؟ قال: عمرو بن عثمان أحبّ إليّ.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو عمرو الفارسي، أنا أبو أحمد(1) ، نا الجنيدي، نا البخاري، قال: طلحة بن يحيى منكر الحديث، يروى عن(2) عروة عن عائشة - مرفوع - الغسل يوم الجمعة واجب، و المعروف عن عروة و عمرة، عن عائشة:

كان الناس عمال أنفسهم، فقيل لهم: لو اغتسلتم.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، و أبو يعلى بن الحبوبي، قالا: أنا سهل بن بشر، أنا علي بن منير بن أحمد، أنا الحسن بن رشيق، نا أبو عبد الرّحمن النسائي، قال: طلحة بن يحيى بن طلحة ليس بالقوي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - أنا عبد العزيز الكتاني التميمي - إجازة - أنا تمام بن محمّد - إجازة - حدّثني أبي، أخبرني أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن ربيعة الربعي، نا جعفر بن محمّد بن أبي عثمان الطيالسي، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: و طلحة بن يحيى - يعني مات - سنة ثمان و أربعين - يعني - و مائة.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، عن رشأ بن نظيف، أنبأ عبد الرّحمن بن محمّد، و عبد اللّه بن عبد الرّحمن، قالا: أنا الحسن بن رشيق، أنبأ أبو بشر الدّولابي، أخبرني محمّد - يعني ابن إبراهيم بن هاشم - عن أبيه، عن محمّد بن عمر قال: في سنة ثمان و أربعين و مائة مات طلحة بن يحيى بن طلحة.

2990 - طلحة بن السّبعي الدّمشقي الصّوفي

سكن بغداد، و توفي بها، و حدّث عن من لم يسم لنا، ذكره أبو الفضل محمّد بن طاهر الحافظ، و قال: رأيته و لم أسمع منه شيئا، و ذكر أنه منسوب إلى قراءة السّبع بدمشق.

ص: 141


1- المصدر السابق/الجزء و الصفحة.
2- بالأصل: عنه، و الصواب عن ابن عدي.

ذكر من اسمه طليب

اشارة

ذكر من اسمه طليب(1)

2991 - طليب بن عمير بن وهب بن عبد بن قصي ابن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب أبو عدي القرشي

2991 - طليب بن عمير بن وهب بن عبد بن قصي ابن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب أبو عدي القرشي(2)

أمه أروى بنت عبد المطلب بن هاشم عمّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، من المهاجرين الأوّلين، يقال إنه شهد بدرا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و استشهد يوم اليرموك، و يقال: يوم أجنادين.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل، أنا محمّد بن الحسين، نا أبو بكر بن أبي خيثمة قال:

طليب بن عمير أبو عدي حدّثنا مصعب قال: طليب بن عمير من المهاجرين الأوّلين، شهد بدرا مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و قتل يوم اليرموك، أمّه أروى بنت عبد المطلب بن هاشم.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار، قال: طليب بن عمير بن وهب بن عبد بن قصي من المهاجرين الأوّلين شهد بدرا مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و قتل يوم اليرموك شهيدا، و أمّه أروى بنت عبد المطلب بن هاشم، و هو أوّل من دمى مشركا في

ص: 142


1- بالأصل: طالب.
2- ترجمته في الاستيعاب 227/2 و أسد الغابة 476/2 و الإصابة 233/2 و جمهرة أنساب العرب ص 128 و تاريخ الإسلام (عهد الخلفاء الراشدين) ص 94 و الوافي بالوفيات 493/16 و المحبر في صفحات متفرقة (72 و 173 و 406). و عمير بالتصغير كما في الإصابة.

رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، سمع مشركا يشتم النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فأخذ لحي جمل فضربه به فشجّه، فقيل لأمّه: أ لم تري ما صنع ابنك، و أخبرت الخبر فقالت:

إنّ طليبا نصر ابن خاله *** آساه في ذي دمه و ماله

و ذكر الزبير في موضع آخر فيما أخبرنا به أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار، قال: و كانت أروى بنت عبد المطلب عند عمير بن وهب بن عبد بن قصي، فولدت له طليبا بن عمير، و كان من المهاجرين الأوّلين، و شهد بدرا، و قتل بأجنادين شهيدا، ليس له عقب، و شتم عوف بن صبيرة(1) السّهمي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فأخذ له طليب بن عمير لحي جمل فضربه به حتى سقط مزمّلا بدمه، فقيل لأمّه: أ لا تري ما صنع ابنك، فقالت(2):

إنّ طليبا نصر ابن خاله *** آساه في ذي دمه و ماله

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن محمّد بن عبد الرّحمن، نا محمّد بن سعد(3) قال: في الطبقة الأولى من أهل بدر من بني عبد بن قصي بن كلاب: طليب بن عمير بن وهب بن كبير(4) بن عبد بن قصي، و يكنى أبا عدي، و أمّه أروى بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، و كان طليب بن عمير من مهاجرة الحبشة في الهجرة الثانية، ذكروه جميعا موسى بن عقبة، و محمّد بن إسحاق، و أبو معشر، و محمّد بن عمر، و أجمعوا على ذلك، و آخى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بين طليب بن عمير و المنكدر(5) بن عمرو السّاعدي، و شهد طليب بدرا في رواية محمّد بن عمر و ثبّت ذلك، و لم يذكره موسى بن عقبة، و محمّد بن إسحاق، و أبو معشر فيمن شهد بدرا.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة -.

ص: 143


1- الإصابة: «صبرة» و فيها و قيل: إن المضروب: أبا هاب بن عزيز الدارمي.
2- الرجز في الإصابة 233/2 و فيها: واساه».
3- طبقات ابن سعد 123/3.
4- ابن سعد: كثير.
5- ابن سعد: و المنذر.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(1) ، قال: طليب بن عمير بن وهب بن كثير(2) بن عبد بن قصي، يكنى أبا عدي، و أمّه أروى بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، و هو أحد المهاجرين إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية، سمعت أبي يقول ذلك، قال أبو محمّد: لا يروى عنه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنبأ أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(3) ، أنا محمّد بن عمر، حدّثني موسى بن محمّد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أبيه قال: أسلم طليب بن عمير في دار الأرقم، ثم خرج فدخل على أمّه، و هي أروى بنت عبد المطلب، فقال: تبعت محمّدا(4) و أسلمت للّه، فقالت أمّه: إنّ أحقّ [من](5) وازرت و عضدت ابن خالك، و اللّه لو كنا نقدر على ما تقدر عليه الرجال لمنعناه و ذببنا عنه، فقال: يا أمة فما يمنعك أن تسلمي و تتبعيه ؟ فقد أسلم أخوك حمزة، فقالت: انظر ما تصنع أخواتي ثم أكون إحداهن، قال: فقلت: فإني أسألك باللّه إلاّ أتيته فسلّمت عليه و صدّقته و شهدت أن لا إله إلاّ اللّه، قال: فشهدت أن لا إله إلاّ اللّه و أشهد أنّ محمّدا رسول اللّه، ثم كانت بعد تعضد النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بلسانها و تحضّ ابنها على نصرته و القيام بأمره.

قال(6): و أنا محمّد بن عمر، نا حكيم بن محمّد، عن أبيه، قال: لما هاجر طليب بن عمير من مكة إلى المدينة نزل على عبد اللّه بن سلمة العجلاني.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(7) ، أنا محمّد بن عمر، حدّثني سلمة بن ؟؟ ح ؟؟(8) عن عميرة بنت عبيد اللّه بن كعب بن مالك، عن أم ذرة، عن

ص: 144


1- الجرح و التعديل 499/4.
2- في الاستيعاب و الإصابة: ابن أبي كثير.
3- طبقات ابن سعد 123/3.
4- بالأصل: «محمد».
5- زيادة عن ابن سعد.
6- المصدر السابق 123/3.
7- لم أعثر على الخبر في طبقات ابن سعد، و قد سقط من ترجمة طليب.
8- كذا رسمها.

برّة بنت أبي تجراة، قالت: عرض أبو جهل و عدة معه من كفّار قريش للنبي صلّى اللّه عليه و سلّم فأذوه، فعمد طليب بن عمير إلى أبي جهل فضربه ضربة شجّه، فأخذوه فأوثقوه، فقام دونه أبو لهب حتى خلاه، فقيل لأروى: أ لا ترين ابنك طليبا قد صبر نفسه عرضا دون محمّد، فقالت: خير أيامه يوم يذب عن ابن خاله، و قد جاء بالحق من عند اللّه تعالى، فقالوا:

و لقد اتّبعت محمّدا(1) ؟ فقالت: نعم، فخرج بعضهم إلى أبي لهب، فأخبره فأقبل حتى دخل عليها، فقال: عجبا لك و لاتّباعك محمّدا، و لتركك دين عبد المطّلب، فقالت: قد كان ذلك، فقم دون ابن أخيك فاعضده و امنعه، فإن يظهر أمره فأنت بالخيار أن تدخل معه أو تكون على دينك، و أن تصب كنت قد أعذرت في ابن أخيك، فقال أبو لهب: و لنا طاقة بالعرب قاطبة ؟ جاء بدين محدث ثم قال: ثم انصرف أبو لهب، قال محمّد:

و سمعت غير محمّد بن عمر يذكر أن أروى قالت يومئذ:

إنّ طليبا نصر ابن خاله *** آساه في ذي دمه و ماله

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأ أبو بكر الصّفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال طليب بن عمير القرشي المدني من بني عبد بن قصي، و أمّه أروى بنت عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف، شهد بدرا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، قتل يوم أجنادين بالشام سنة ثلاث عشرة، و هو ابن خمس و ثلاثين سنة، قال الواقدي: يكنى أبا عمرو.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا أبو بكر بن عتّاب، نا القاسم بن عبد اللّه، نا إسماعيل بن أبي أويس، نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة قال في تسمية من يذكر أنه خرج إلى أرض الحبشة: طليب بن عمير بن وهب بن عبد بن قصي، قال: و قتل يوم أجنادين من المسلمين من قريش من بني عبد بن قصي طليب بن عمير.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا محمّد بن يعقوب، نا أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس، عن محمّد بن إسحاق (2) فيمن هاجر إلى أرض الحبشة طليب بن عمير، و قال موسى بن عقبة، عن

ص: 145


1- بالأصل محمد.
2- سيرة ابن إسحاق ص 156 رقم 218.

الزهري، من المهاجرين الأولين ممن شهد بدرا مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و قتل يوم اليرموك:

طليب بن عمير بن وهب بن عبد بن قصي، كذا عن ابن منده، عن موسى بن عقبة، و الصّواب ابن عبد بن قصي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنبأ رضوان بن أحمد - إجازة - أنا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق (1) في تسمية من هاجر إلى أرض الحبشة من بني عبد بن قصي طليب بن عمير بن وهب بن أبي كثير(2) بن عبد بن قصي، لا عقب له.

أخبرنا أبو بكر الحاسب، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبد الوهاب بن أبي حيّة، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر(3) ، قال:

في تسمية من شهد بدرا من بني عبد بن قصي: طليب بن عمير بن وهب، حدّثني بذلك عبد اللّه بن جعفر، عن إسماعيل بن محمّد، و محمّد بن عبد اللّه بن عمرو، قال:

و حدّثنيه قدامة بن موسى، عن عائشة بنت قدامة.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم، أنا إبراهيم بن عبد اللّه، أنا أبو بكر النيسابوري، نا محمّد بن مصعب الصّوري، نا مؤمّل، نا سفيان، عن أبي سفيان، عن البراء بن عازب قال: كنا نتحدث أن عدة أصحاب بدر ثلاثمائة و بضعة عشر على عدة أصحاب طالوت من جاوز معه النهر، و ما جاوز معه إلاّ مؤمن.

أخبرنا أبو محمّد السّلمي، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان.

ح و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد بن السّماك، نا حنبل بن إسحاق، قالا: أنا إبراهيم بن المنذر، حدّثني محمّد بن فليح، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب - زاد يعقوب و ابن لهيعة:

عن أبي الأسود، عن عروة قال: و قتل يوم أجنادين من بني عبد بن قصي: طليب بن

ص: 146


1- سيرة ابن إسحاق ص 206 رقم 302.
2- في سيرة ابن إسحاق: ابن أبي كبير.
3- مغازي الواقدي 154/1.

عمرو بن وهب، قال إبراهيم: إنما هو طليب بن عمير.

أخبرنا أبو القاسم، ثنا أبو بكر، أنبأ أبو الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب، نا عمّار، عن سلمة، عن ابن إسحاق قال: و قتل يومئذ - يعني يوم أجنادين - طليب بن عمير بن وهب.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(1) ، أنا محمّد بن عمر، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، عن إسماعيل بن محمّد بن سعد، و محمّد بن عبد اللّه بن عمرو قالا(2): و أنا قدامة بن موسى، عن عائشة بنت قدامة، قالوا: قتل طليب بن عمير يوم أجنادين شهيدا في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة، و هو ابن خمس و ثلاثين سنة، و ليس له عقب.

أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن أشليها، و ابنه أبو الحسن علي، قالا: أنا أبو الفضل بن الفرات، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم، نا محمّد بن عائد، أنبأ الواقدي قال: و قتل - يعني يوم أجنادين - من بني عبد بن قصي: طليب بن عمير بن وهب.

أخبرنا أبو محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد(3) قالفي الطبقة الأولى من أهل بدر: طليب بن عمير بن وهب بن كثير، و قال غيره: كثير بن عبد مناف بن قصي، و يكنى أبا عدي، و أمّه أروى بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، قتل يوم أجنادين بالشام في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة، و هو ابن خمس و ثلاثين سنة.

قال الواقدي: حدّثني بذلك عبد اللّه بن جعفر، عن إسماعيل بن محمّد، و محمّد بن عبد اللّه بن عمرو، قال: و أنا قدامة بن موسى، عن عائشة بنت قدامة.

ص: 147


1- طبقات ابن سعد 124/3.
2- عن ابن سعد، و بالأصل: قال.
3- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: و فيها - يعني سنة ثلاث عشرة - استشهد طليب بن عمير بن وهب بن كثير بن عبد بن قصي، و يكنى أبا عدي يوم أجنادين بالشام في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة، و هو ابن خمس و ثمانين.

و ذكر أبو حذيفة: أن طليبا استشهد بأجنادين(1).

و ذكر سيف أنه استشهد باليرموك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر الذهبي، نا أحمد بن عبد اللّه بن سعيد، نا السري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن أبي عثمان، و خالد قالا: و كان ممن أصيب في الثلاثة آلاف الذين أصيبوا يوم اليرموك: طليب بن عمير بن وهب من بني عبد بن قصي(2).

ص: 148


1- ذكر الذهبي في تاريخ الإسلام (عهد الخلفاء الراشدين) ص 95 أنه مات: «و قد شاخ» و هو قول ابن كثير في البداية و النهاية 32/7 بتحقيقنا.
2- تاريخ الطبري 402/3 حوادث سنة 13.

ذكر من اسمه طليحة

2992 - طليحة بن خويلد بن نوفل بن نضلة بن الأشتر ابن حجوان بن فقعس بن ظريف بن عمرو ابن...

2992 - طليحة بن خويلد بن نوفل بن نضلة بن الأشتر ابن حجوان بن فقعس بن ظريف بن عمرو ابن قعين بن ثعلبة بن الحارث(1) بن دودان ابن أسد بن خزيمة الأسدي الفقعسي(2)

كان ممن شهد مع الأحزاب الخندق، ثم قدم على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم سنة تسع، فأسلم، ثم ارتدّ و ادعى(3) النبوة في عهد أبي بكر الصّديق، قال: و كانت له مع المسلمين وقائع، ثم خذله اللّه فهرب حتى لحق بأعمال دمشق، و نزل على آل جفنة، ثم أسلم و قدم مكة معتمرا، ثم خرج إلى الشام مجاهدا، و شهد اليرموك، و شهد بعض حروب الفرس.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(4) قال في الطبقة الرابعة:

طليحة بن خويلد بن نوفل بن نضلة بن الأشتر بن حجوان بن فقعس بن طريف بن عمرو بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر.

ص: 149


1- فوق اللفظتين «ثعلبة و الحارث» علامتا تقديم و تأخير.
2- ترجمته في الاستيعاب 237/2 و أسد الغابة 477/2 و الإصابة 234/2 و جمهرة ابن حزم ص 196 الوافي بالوفيات 495/16 تاريخ الإسلام (عهد الخلفاء الراشدين) ص 229، و سير الأعلام 316/1، و انظر بالحاشية فيهما أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
3- بالأصل: «وادي» و الصواب ما أثبت.
4- سقطت ترجمة من الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد، فهي ضمن القسم الضائع من تراجم أهل المدينة.

و كان طليحة يعدّ بألف فارس لشدّته و شجاعته و صبره بالحرب.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال: طليحة بن خويلد بن نوفل بن نضلة بن الأشتر بن حجوان بن فقعس بن ظريف بن عمرو بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة، أسلم ثم ارتدّ ثم أسلم و حسن إسلامه، و كان يعدل بألف فارس.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو علي بن المسلمة، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا أبو علي بن الصّواف، نا الحسن بن علي القطان، نا إسماعيل بن عيسى العطار، نا أبو حذيفة قال: و أمره - يعني أبا عبيدة - يوم القادسية بتسعة عشر رجلا ممن شهد اليرموك، منهم: عمرو بن معدي كرب الزبيدي، و طليحة بن خويلد الأسدي، و ذكر غيرهما.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبد الوهاب بن أبي حيّة، أنا محمّد بن شجاع، نا محمّد بن عمر(1) ، حدّثني عمر بن عثمان بن عبد الرّحمن بن سعيد بن يربوع، عن سلمة بن عبد اللّه بن عمر بن أبي سلمة بن عبد الأسد و غيره أيضا، قد حدّثني من حديث هذه السّرية، و عماد الحديث عن عمر(2) بن عثمان، عن سلمة، قالوا: شهد أبو سلمة بن عبد الأسد أحدا، و كان نازلا في بني أمية بن زيد بالعالية حتى تحوّل من قباء، و معه زوجته أم سلمة بنت أبي أمية فجرح بأحد جرحا على عضده، فرجع إلى منزله، فجاءه الخبر أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم سار إلى حمراء الأسد، فركب حمارا و خرج يعارض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حتى لقيه حين هبط من العقبة(3) بالعقيق، فسار مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم إلى حمراء الأسد، فلما رجع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إلى المدينة انصرف مع المسلمين، و رجع من العقبة(4) ، فأقام شهرا يداوي جرحه حتى رأى أن قد برئ، و دمل الجرح على بغي(5) لا يدري [به]، فلما كان هلال المحرّم على رأس خمسة و ثلاثين شهرا من الهجرة دعاه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فقال: «اخرج في هذه السّرية، فقد

ص: 150


1- مغازي الواقدي 3401 و ما بعدها.
2- بالأصل: «عمرو» و المثبت عن مغازي الواقدي.
3- كذا، و في مغازي الواقدي «العصبة» و بهامشه: العصبة: منزل بني جحجبى غربي مسجد قباء.
4- كذا، و في مغازي الواقدي «العصبة» و بهامشه: العصبة: منزل بني جحجبى غربي مسجد قباء.
5- أي على فساد.

استعملتك عليها»، و عقد له لواء، و قال له: «سر حتى ترد أرض بني أسد، فأغر عليهم قبل أن تلاقي عليك جموعهم»، و أوصاه بتقوى اللّه و من معه من المسلمين خيرا، فخرج في تلك السّرية خمسون و مائة، منهم أبو سبرة بن أبي رهم، و هو أخو أبي سلمة لأمّه، أمّه مرّة بنت عبد المطلب - و عبد اللّه بن سهيل بن عمرو، و عبد اللّه بن مخرمة العامري. و من بني مخزوم: مغيث(1) بن الفضل بن حمراء الخزاعي حليف فيهم، و أرقم بن أبي الأرقم من(2) أنفسهم، و من بني فهر(3) أبو عبيدة بن الجرّاح، و سهيل بن بيضاء. و من الأنصار: أسيد بن الحضير، و عبّاد بن بشر، و أبو نائلة، و أبو عيسى(4) ، و قتادة(5) بن النعمان، و نضر بن الحارث الظّفري، و أبو قتادة، و أبو عباس الزرقي، و عبد اللّه بن زيد، و خبيب بن يساف، فيمن لم يسمّ لنا.

و الذي هاجه أن رجلا من طيئ قدم المدينة يريد امرأة ذات رحم له من طيئ متزوجة رجلا من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فنزل على صهره الذي [هو] من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فأخبره أن طليحة و سلمة ابني خويلد تركهما قد سارا في قومهما و من أطاعهما يدعوانهم إلى حرب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يريدون أن يدنوا للمدينة، و قالوا: نسير إلى محمّد في عقر داره، و نصيب من أطرافه، فإن لهم سرحا يرعى بجوانب المدينة، و نخرج على متون الخيل، فقد أربعنا خيلنا(6) ، و نخرج على النجائب المجنونة(7) ، فإن أصبنا نهبا، لم ندرك، و إن لاقينا جمعهم كنا قد أخذنا للحرب عدّتها، معنا خيل، و لا خيل معهم، و معنا نجائب أمثال الخيل، و القوم منكوبون قد وقعت بهم قريش حديثا، فهم لا يستبلّون دهرا و لا يثوب لهم جمع، فقام منهم رجل منهم يقال له قيس بن الحارث بن عمير فقال: يا قوم، و اللّه ما هذا برأي ما لنا قبلهم وتر، و ما هم نهبة لمنتهب، إن دارنا لبعيدة من يثرب، و ما لنا جمع كجمع قريش مكثت قريش دهرا تسير في العرب تستنصرها و لهم وتر يطلبونه، ثم ساروا حتى قد امتطوا الإبل و فادوا الخيل

ص: 151


1- عند الواقدي: معتّب.
2- بالأصل: عن.
3- بالأصل: «فهرا» و المثبت عن الواقدي.
4- عند الواقدي: و أبو عبس.
5- بالأصل: «و أبو قتادة» و المثبت عن الواقدي.
6- أربع الخيل: أي رعاها في الربيع.
7- الواقدي: النجائب المخبورة.

و حملوا السّلاح مع العدد الكبير (1)- ثلاثة(2) آلاف مقاتل سوى آبائهم(3). و إنما جهدكم أن تخرجوا في ثلاثمائة رجل إن كملوا، فتغرّرون بأنفسكم و يخرجون من بلدكم و لا آمن أن يكون الدائرة عليكم، فكان ذلك أن يشككهم في المسير، و هم على ما هم عليه بعد، فخرج به الرجل الذي من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فأخبره ما أخبر الرجل، فبعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أبا سلمة، فخرج في أصحابه و خرج معهم الطائي دليلا، فأغذّوا(4) للسير، و نكّب بهم عن سنن الطريق و عارض الطريق، و سار بهم دليلا ليلا و نهارا، فسبقا الأخبار، و انتهوا إلى أدنى قطن. ماء من مياه بني أسد - هو الذي كان عليه جمعهم فيجدون(5) سرحا فأغاروا على سرحهم فضمّوه، و أخذا رعاء لهم، مماليك ثلاثة، و أفلت سائرهم، فجاءوا جمعهم فخبروهم الخبر، و حذروهم جمع أبي سلمة، و كبّروه عندهم، فتفرّق الجمع في كل وجه، و ورد أبو سلمة الماء فيجد الجمع قد تفرق، فعسكر(6) و فرق أصحابه في طلب النّعم و الشاء، فجعلهم ثلاث فرق: فرقة أقامت معه، و فرقتان أغارتا في ناحيتين شتى. و أوعز إليهما أن لا يمعنوا في الطلب، و أن لا يثبتوا إلاّ عنده إن علموا، و أمرهم أن لا يفترقوا، و استعمل على كل فرقة عاملا منهم، فاتوا إليه جميعا سالمين قد أصابوا إبلا و شاء و لم يلقوا أحدا، فانحدر أبو سلمة بذلك كلّه(7) إلى المدينة راجعا، و رجع معه الطائي، فلما ساروا ليلة قال أبو سلمة: اقسموا غنائمكم، فأعطى أبو سلمة الطائي الدليل رضاه من المغنم، ثم أخرج صفيّا لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عبدا ثم أخرج الخمس، ثم قسم ما بقي ما بين أصحابه، ثم عرفوا سهمانهم، ثم أقبلوا بالنّعم و بالشاء يسوقونه حتى دخلوا المدينة.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحارث بن(8) أبي أسامة، نا محمّد بن سعد(9) ، أنا محمّد بن

ص: 152


1- الواقدي: الكثير.
2- بالأصل: «عليه ألف» و المثبت عن الواقدي.
3- الواقدي: أتباعهم.
4- بالأصل: «فأعدوا» و الصواب عن الواقدي، و الاغذاذ في السير: الإسراع.
5- بالأصل: محدوا» و المثبت عن الواقدي.
6- بالأصل: «بعسكر» و المثبت عن الواقدي.
7- بالأصل: كلمة، و المثبت عن الواقدي.
8- بالأصل: «الحارث و أبي أسامة» خطأ و الصواب ابن أبي أسامة، و قد مرّ كثيرا.
9- طبقات ابن سعد 292/1 في ذكر وفادات العرب على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

عمر، نا هشام بن سعد بن محمّد بن كعب القرظي.

قال ابن سعد: و أخبرنا هشام بن محمّد الكلبي، عن أبيه قالا: قدم عشرة رهط من بني أسد بن خزيمة على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في أوّل سنة تسع فيهم حضرمي من بني عامر(1) ، و ضرار بن الأزور، و وابصة بن معبد، و قتادة بن القائف، و سلمة بن حبش، و طليحة بن خويلد، و نقادة بن عبد اللّه بن خلف، فقال حضرمي بن عامر: أتيناك نتدرع الليل البهيم، في سنة شهباء لم تبعث إلينا بعثا، فنزلت فيهم يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا (2) و كان فيهم قوم من بني الزنية و هم بنو مالك بن مالك بن ثعلبة بن دودان بن أسد فقال لهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «أنتم بنو الرشدة» [5395]، فقالوا: لا نكون مثل بني محوّلة، يعنون بني عبد اللّه بن غطفان.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري - قراءة -.

و حدثنا عمي رحمه اللّه أبو طالب بن يوسف أنا أبو محمّد الجوهري(3) أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، حدّثني هشام بن سعد، عن محمّد بن كعب القرظي.

قال: قدم عشرة نفر من بني أسد وافدين على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم سنة تسع و فيهم طليحة بن خويلد و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم جالس في المسجد مع أصحابه، فأسلموا، و قال متكلمهم: يا رسول اللّه إنّا شهدنا أن اللّه وحده لا شريك له و أنك عبده و رسوله، و جئناك يا رسول اللّه و لم تبعث إلينا بعثا، و نحن لمن وراءنا سلم، فأنزل اللّه تعالى يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لاٰ تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلاٰمَكُمْ بَلِ اللّٰهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدٰاكُمْ لِلْإِيمٰانِ إِنْ كُنْتُمْ صٰادِقِينَ (4) قالوا: فلما ارتدّت العرب ارتدّ طليحة و أخوه سلمة ابنا أسد، فيمن ارتدّ من أهل الضاحية، و ادّعى طليحة النبوة، فلقيهم خالد بن الوليد ببزاخة(5) ، فأوقع بهم و هرب طليحة حتى قدم الشام، فأقام عند آل جفنة الغسانيين حتى توفي أبو بكر، ثم

ص: 153


1- في ابن سعد: حضرمي بن عامر.
2- سورة الحجرات، الآية: 17.
3- ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل.
4- سورة الحجرات، الآية: 17.
5- بزاخة ماء لطيئ، و قيل لبني أسد بأرض نجد (معجم البلدان).

خرج محرما بالحج فقدم مكة، فلما رآه عمر قال: يا طليحة لا أحبك بعد قتل الرجلين الصّالحين عكّاشة بن محصّن، و ثابت بن أقرم، و كانا طليعتين لخالد بن الوليد فلقيهما طليحة و سلمة ابنا خويلد فقتلاهما فقال طليحة: يا أمير المؤمنين، رجلان أكرمهما اللّه بيدي، و لم يهني بأيديهما، و ما كل البيوت بنيت على الحب، و لكن صفحة جميلة، فإنّ الناس يتصافحون على السنان، و أسلم طليحة إسلاما صحيحا، و لم يغمص عليه في إسلامه، و شهد القادسية، و نهاوند مع المسلمين.

و كتب عمر أن شاوروا طليحة في حربكم فلا تولوه شيئا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأ محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أحمد بن عبد اللّه بن سيف، نا أبو عبيدة السري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن سعيد بن عبيد أبي يعقوب، عن أبي ماجد الأسدي، عن الحضرمي بن عامر الأسدي قال(1): سألته عن أمر طليحة بن خويلد، فقال: وقع بنا الخبر بوجع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم ثم بلغنا أن مسيلمة قد غلب على اليمامة و أنّ الأسود قد غلب على اليمن، فلم يلبث إلاّ قليلا حتى ادّعى طليحة النبوة، و عسكر بسميراء(2) و اتّبعه العوامّ، و استكثف أمره، و بعث حبال(3) ابن أخيه إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يدعوه إلى الموادعة و يخبره خبره، فقال حبال إن الذي يأتيه ذو النون فقال: يعني النبي صلّى اللّه عليه و سلّم لقد سمي ملكا فقال حبال أنا ابن خويلد، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: «قتلك اللّه و حرمك الشهادة»، و ردّه كما جاء، فقتل حبال في الردّة.

قال: و نا سيف قال: و قال الكلبي: و بلغ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في بعض ما كان يقول قوله: يأتيني ذو النون الذي لا يكذب و لا يخون و لا يكون كما يكون، قال: لقد ذكر ملكا عظيم الشأن.

قال: و نا سيف بن بدر بن الخليل، عن عثمان بن قطنة، عن نفر من بني أسد أتوه أحدهم أن طليحة خرج في عهد النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فنزل بسميراء و دعا الناس إلى أمره، و أرسل النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يوادعه، فأرسل النبي صلّى اللّه عليه و سلّم ضرار بن الأزور، فقدم على سنان بن أبي سنان،

ص: 154


1- الخبر في تاريخ الطبري ط بيروت 225/2 حوادث سنة 11.
2- سميراء بالمد، منزل بطريق مكة (ياقوت).
3- عن الطبري، و بالأصل: «خيالا».

و على قضاعي، ثم أتى بني ورقاء - من بني الصّيداء و فيهم بيت الصيداء و غيرها بكتاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و أمره إلى عوف بن فلان فأجابه، و قبل آمره، و كان بنو ورقاء يسامون بني فقعس، فشغب على طليحة و راسلوا كلّ مسلم ثبت على إسلامه، و كان الإسلام يومئذ في بني مالك فاشيا ثابتا، و كان السعدان و الحنزب قد تنازعوا في أمر طليحة، و عسكر المسلمون بواردات(1) و اجتمعوا إلى سنان و قضاعي و ضرار، و عوف، و عسكر الكافرون بسميراء ليجتمعوا إلى طليحة، و أطرق طليحة و نظر في أمره، و اجتمع ملأ عوف و سنان و قضاعي على أن دسوا لطليحة مخنف بن السليل الهالكي، و كان بهمة، و كان قد أسلم فحسن إسلامه، و كان بقية بني الهالك، و كانوا أكنونا و لهم يقول الشاعر:

جنوح الهالكي على يديه *** مكبّا يجتلي نقب النّصال

و كان مخنف إذا هاجت حرب سار في القبائل يسنّ السّيوف، و قالوا: لا يستكن على خالها و شأنك طليحة ففعل، فلما وقع إليهم، أرسل إليه فأعطاه سيفه، فشحذه له ثم قام به إليه، و رجال من قومه. فنام عليه، فطبق به عليه هامته، فما خصه، و خرّ طليحة مغشيا عليه و أخذوه فقتلوه، فلما فاق طليحة قال: هذا عمل ضرار و عوف، فأمّا سنان و قصاعي فإنهما تابعان لهما في هذا، و قال طليحة في ذلك:

و أقسمت لا يلوي بي الموت حيلة *** و باقي عمر دونه و سرار(2)

و أنفك عن عوف الخنا و أروعه *** و يشرب منها بالمرار ضرار

فأجابه ضرار:

أقسمت لا تنفك حرمان خائفا *** و إن برحت بالمسلمين دثار

و أنفك حتى أقرع الترك(3) طالعا *** و تقطع قربي بيننا و حوار

و شاعت تلك الضرة في أسد و غطفان و قالوا: لا يحيك في طليحة، و نما الخبر إلى المدينة، و مدّت غطفان و أسد إليها أعناقهم، و صار فتنة لهم.

قال: و حدّثنا سيف بن بدر بن الخليل، عن علي بن ربيعة الوالفي قال: حدثت

ص: 155


1- واردات: موضع عن يسار طريق مكة، و أنت قاصدها (ياقوت).
2- كذا البيت بالأصل.
3- كذا.

عليا بأمر طليحة و أخبرته أن سيفه كان يقال له الحزاز(1) و أخبرته خبر مخنف و ضربته إياه بالحزار(2) و نبوة الحرار عنه فقال: وقع بنا الخبر بضربة طليحة و نبوة الحرار(3) عنه فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم إنها مأمورة، و لقد سجي و إن كان الحرار(4) قد نهي عنه.

قال: و نا سيف عن طلحة بن الأعلم، عن حبيب بن الأعلم، عن حبيب بن ربيعة الأسدي، عن عمارة بن فلان الأسدي، قال(5): ارتدّ طليحة في حياة النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و ادّعى النبوة، فوجّه النبي صلّى اللّه عليه و سلّم ضرار بن الأزور إلى عماله على بني أسد في ذلك و أمره(6) بالقيام، و بعث في ذلك، إلى كل من ارتدّ فأقام في ذلك و جميع من بعث إليه في مثل ذلك و من بعث إليه فأشجوا(7) طليحة و أخافوه، و نزل المسلمون بواردات و نزل المشركون بسميراء معه عامة بني الحارث و السعديين و عمر بن أسد، فما زال المسلمون في نماء و ما زال المشركون في نقصان حتى همّ ضرار بالسّيف(8) إلى طليحة، و لم يبق إلاّ أخذه مسلما(9) إلاّ ضربة كان ضربها بالجراز(10) فنبا عنه فشاعت في الناس و أتى المسلمين و هم على ذلك موت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و قال ناس من الناس لتلك الضربة إن السلاح لا يحيك في طليحة، فما أمسى المسلمون من ذلك اليوم حتى عرفوا النقصان و ارفضّ الناس إلى طليحة و استطار أمره.

و أقبل ذو الخمارين عوف الجذامي حتى ينزل بإزائنا و أرسل إليه ثمامة بن أوس بن لأم الطائي: إنّ معي من جديلة خمس مائة، فإن دهمكم أمر فنحن بالقردودة و الأنسر دوين الرمل. و أرسل إليه مهلهل بن زيد: إنّ معي حدّ الغوث فإن دهمكم أمر فنحن بالأكناف بحيال فيد. و إنما تحدثت طيء على ذي الخمارين عوف أنه كان بين أسد و غطفان و طيّئ حلف في الجاهلية، فلما كان قبل مبعث النبي صلّى اللّه عليه و سلّم اجتمعت غطفان

ص: 156


1- كذا ورد بالأصل، و في الطبري 257/3 و مختصر ابن منظور 216/11 «الجراز» و بهامشه: الجراز من السيوف: الماضي النافذ.
2- كذا ورد بالأصل، و في الطبري 257/3 و مختصر ابن منظور 216/11 «الجراز» و بهامشه: الجراز من السيوف: الماضي النافذ.
3- كذا ورد بالأصل، و في الطبري 257/3 و مختصر ابن منظور 216/11 «الجراز» و بهامشه: الجراز من السيوف: الماضي النافذ.
4- كذا ورد بالأصل، و في الطبري 257/3 و مختصر ابن منظور 216/11 «الجراز» و بهامشه: الجراز من السيوف: الماضي النافذ.
5- الخبر في تاريخ الطبري 256/3 (ط المصرية) حوادث سنة 11.
6- العبارة في الطبري: و أمرهم بالقيام في ذلك على كل من ارتد.
7- بالأصل: «فاسجوا» و المثبت عن الطبري. و أشجوه: أوقعوه في الهم و الخوف.
8- الطبري: بالمسير.
9- في الطبري: و لم يبق أحد إلاّ أخذ سلما.
10- بالأصل: «الحرار» و ما أثبتناه عن الطبري «الجراز».

و أسد على طيئ فأزاحوها عن دارها في الجاهلية: عوفها و جديليها(1) فكره ذلك عوف، فقطع ما بينه و بين غطفان و تبايع الحيّان على الجلاء، و أرسل عوف إلى الحيين من طيّئ فأعاد حلفهم، و أقام ينصرهم، فرجعوا إلى دورهم و اشتد ذلك على غطفان و في ذلك يقول عوف لعيينة يعني ابن حصن الفزاري:

أنا مالك إن كان سال ما ترى *** أنا مالك فانطح برأسك كوثرا

و إني لحامي بين سوط وحيه *** كما قد حميت الحرّتين و حميرا

و تركت حولي للأحم قوارسا *** و للغوث قوما دارعين و حسّرا

فلما مات رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قام عيينة بن حصن في غطفان فقال: ما أعرف حدود غطفان منذ انقطع ما بيننا و بين بني أسد، و إني لمجدّد الحلف الذي كان بيننا في القديم و متابع طليحة، و و اللّه لأن نتبع نبيا من الحليفين أحبّ إلينا من أن نتبع نبيا من قريش.

و قد مات محمّد و بقي طليحة، فطابقوه على ذلك ففعل، و فعلوا، فلما اجتمعت غطفان على المطابقة لطليحة هرب ضرار و قضاعيّ و سنان و من كان قام بشيء من أمر النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في بني أسد إلى أبي بكر، و ارفضّ من كان معهم، فأخبروا أبا بكر الخبر، و أمروه بالحذر، قال ضرار بن الأزور: فما رأيت أحدا - ليس رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم - أملأ بحرب شعواء من أبي بكر، فجعلنا نخبره، و لكأنما نخبره بما له و لا عليه، و قدمت عليه وفود أسد و غطفان و هوازن و طيّئ، و تلقت وفود قضاعة أسامة فحوّزهم إلى أبي بكر، فاجتمعوا بالمدينة فنزلوا على وجوه المسلمين لعاشرة من متوفّى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فعرضوا الصّلاة على أن يعفوا من الزكاة، فاجتمع ملأ من أنزلهم على قبول ذلك حتى بلغوا ما يريدون، فلم يبق من وجوه المسلمين أحد إلاّ أنزل منهم نازلا إلاّ العباس، ثم أتوا أبا بكر فأخبروه خبرهم، و ما أجمع ملأهم إلاّ ما كان من أبي بكر، فإنه أبى إلاّ ما كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يأخذ، فأبوا فردهم و أجّلهم يوما و ليلة، فتطايروا إلى عشائرهم.

قال و نا سيف عن عمرو بن محمّد، و المجالد عن الشّعبي قال: ارتدّت العرب بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عوامّ أو خواصّ، فارتدّت أسد(2) و اجتمعوا على طليحة و اجتمعت عليه طيّئ إلاّ ما كان من عدي بن حاتم، فإنه تعلق بالصدقات، فأمسكها و جعل يكلّم

ص: 157


1- كذا، و في الطبري: غوثها و جديلتها.
2- بالأصل: لبيد.

الغوث و كان فيهم مطاعا يستلطف لهم و يرفق بهم، و كانوا قد استحلوا أمر طليحة و أعجبهم و قام عيينة في غطفان فلم يزل بهم حتى اجتمعوا عليه، ثم أرسلوا وفودا و أرسل غيرهم ممن حول المدينة وفودا، فنزلوا على وجوه المهاجرين و الأنصار ما خلا العباس فإنه لم ينزلهم(1) و لم يطلب فيهم، فعرضوا أن يقيموا الصّلاة و يعفوا من الزكاة، فخرج عمر، و عثمان، و علي، و عبد الرّحمن بن عوف، و طلحة، و الزّبير، و سعد و أمثالهم يطلبون أبا بكر، فلم يجدوه في منزله، فسألوا عنه فقيل هو في الأنصار، فأتوه فوجدوه فأخبره الخبر، فقال لهم: أ ترون ذلك ؟ فقالوا جميعا: نعم، حتى يسكن(2) الناس و يرجع الجنود، فلعمر لو قد رجعت الجنود لسمحوا بها، فقال: و هل أنا إلاّ رجل من المسلمين، اذهبوا بنا إليهم، فلما دخل المسجد نادى: الصّلاة جامعة، فلما تتامّوا إليه قام فيهم، فحمد اللّه أثنى عليه، و قال: إنّ اللّه عز و جل توكل بهذا الأمر، فهو ناصر من لزمه و خاذل من تركه، و إنه بلغني أن وفودا من وفود العرب قدموا يعرضون الصّلاة و يأبون الزكاة ألا و لو أنهم منعوني عقالا مما أعطوه لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من فرائضهم ما قبلته منهم، ألا برئت الذمة من رجل من هؤلاء الوفود أجد بعد يومه و ليلته بالمدينة، فتا؟؟؟ وا(3) يتخطون رقاب الناس حتى ما بقي منهم في المسجد أحد، ثم دعا نفرا فأمرهم بأمره فأمّر عليا بالقيام على نقب من أنقاب المدينة، و أمر الزبير بالقيام على نقب آخر، و أمر طلحة بالقيام على نقب آخر، و آمر عبد اللّه بن مسعود بعسس ما وراء ذلك بالليل و الارتباء(4) نهارا، و جدّ في أمره، و قام على رجل.

قال: و نا سيف، عن سهل بن يوسف، عن القاسم بن محمّد قال(5): مات رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و اجتمعت أسد و غطفان و طيئ على طليحة إلاّ ما كان من خواصّ أقوام القبائل الثلاثة، فاجتمعت أسد بسميراء و فزارة و من يليهم من غطفان بجنوب طيبة و طيئ على حدود أرضهم، و اجتمعت ثعلبة بن سعد و من يليهم من مرّة و عبس بالأبرق

ص: 158


1- بالأصل: يتركهم.
2- بالأصل: سكن.
3- كذا رسمها بالأصل، و لم أحلها.
4- في اللسان: ارتبأ القوم: رقبهم (مادة: ربأ).
5- الخبر في تاريخ الطبري 244/3 (ط. مصر) حوادث سنة 11.

من الربذة و تأشّب(1) إليهم ناس من بني كنانة، فلم تحملهم البلاد، فافترقوا فرقتين، فأقامت فرقة منهم بالأبرق و سارت الأخرى إلى ذي القصّة، و أمدهم طليحة بحبال(2) ، فكان حبال على أهل ذي القصّة من بني أسد، و من تأشّب(3) من ليث و الديل(4) و مدلج، و كان على مرّة بالأبرق عوف بني فلان بن سنان، و على ثعلبة و عبس الحارث بن فلان أحد بني سبيع، و قد بعثوا وفودا فقدموا المدينة، فنزلوا على وجوه الناس، فأنزلوهم ما خلا عباس(5) فتحمّلوا بهم على أبي بكر على أن يقيموا الصّلاة، و على أن لا يأتوا الزكاة، فعزم اللّه لأبي بكر على الحقّ، و قال: لو منعوني عقالا لجاهدتهم عليه - و كانت عقل(6) الصّدقة على أهل الصّدقة مع الصّدقة - فردّهم فرجع وفد من يلي المدينة من المرتدة إليهم، فأخبروا عابرهم بقلّة أهل المدينة و أطمعوهم فيها، و جعل أبو بكر بعد ما أخرج الوفد على أنقاب المدينة نفرا(7): عليا و الزبير و طلحة و عبد اللّه بن مسعود، و أخذ أهل المدينة بحضور المسجد، و قال لهم إن الأرض كافرة(8) ، و قد رأى وفدهم منكم قلة، و إنكم لا تدرون أ ليلا تؤتون أو نهارا، و أدناهم منكم على بريد؛ و قد كان القوم يؤملون أن يقبل منهم و قد أبينا عليهم، و نبذنا إليهم، فاستعدوا و أعدّوا، فما لبثوا إلاّ ثلاثا حتى طرقوا المدينة غارة مع الليل، و خلّفوا نصفهم بذي حسى ليكونوا ردءا لهم، فوافق الغوار الأنقاب، و عليها المقاتلة، و دونهم أقوام يدرجون، فنهنهوهم، و أرسلوا إلى أبي بكر بالخبر، فأرسل إليهم أن الزموا مكانكم، ففعلوا، و خرج من أهل المسجد على النواضح إليهم، فانفشّ العدوّ و اتّبعهم المسلمون على إبلهم حتى بلغوا ذا حسا، فخرج عليهم الردء بأنحاء قد بلغوها، و جعلوا فيهم الحبال، ثم دهدهوهم بأرجلهم في

ص: 159


1- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل، و صورتها: «و ناشت» و المثبت عن الطبري، و تأشبوا إليهم: انضموا و التفوا.
2- بالأصل: «جبال» و الصواب عن الطبري، و ضبطه ابن الأثير: بكسر الحاء المهملة و فتح الباء الموحدة و بعد الألف لام.
3- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل، و صورتها: «و ناشت» و المثبت عن الطبري، و تأشبوا إليهم: انضموا و التفوا.
4- بالأصل: «و الدليل» و الصواب عن الطبري.
5- كذا، و الأشبه: عباسا.
6- العقل جمع عقال: و هو حبل تثنى به يد البعير إلى ركبته فتشد به (اللسان: عقل) و انظر ابن الأثير النهاية «عقل» في تفسير حديث أبي بكر.
7- عن الطبري، و بالأصل «يفر».
8- أي مظلمة.

وجوه الإبل، فهذا كل نحى(1) في طوله فنفرت(2) إبل المسلمين و هم عليها و لا تنفر من شيء نفارها من الأنحاء فعاجت بهم ما يملكوها، حتى دخلت بهم المدينة و لم تصرع بمسلم، و لم يصب، فقال في ذلك الخطيل بن أوس أخو الحطيئة بن أوس - و يقال:

الحطئة:

فدى لبني ذبيان رحلي و ناقتي *** عشية يحذى بالرماح أبو بكر

و لكن يدهدى بالرجال فهبنه *** إلى قدر ما إن يزيد و لا يحري

و للّه أجناد نذاق مذاقه *** لتحسب فيما عدّ من عجب الدهر

و قال عبد اللّه الليثي، و كانت بنو عبد مناة من المرتدة - هم بنو ذبيان - في ذلك الأمر بذي القصّة و بذي حسى:

أطعنا رسول اللّه ما كان بيننا *** فيا لعباد اللّه ما لأبي بكر(3)

يورثنا بكر إذا مات بعده *** و تلك لعمر اللّه قاصمة الظهر

فهلاّ رددتم وفدنا بزمانه *** و هلاّ خشيتم مسّ راغبة البكر(4)

و إن التي سالوكم فمنعتم *** لكالتمر أو أحلى إليّ من التمر

فظن القوم بالمسلمين الوهن، و بعثوا إلى أهل ذي القصّة بالخبر، فقدموا عليهم اعتمادا في الذين أخبروهم، و هم لا يشعرون لأمر اللّه الذي أراده، و أحب أن يبلّغه فيهم، فبات أبو بكر ليلته يتهيأ، فعبّى الناس، ثم خرج على تعبية من أعجاز ليلته يمشي، و على ميمنته النعمان بن مقرّن، و على ميسرته عبد اللّه بن مقرّن معه، و على الساقة سويد بن مقرن معه الركاب، فما طلع الفجر إلاّ و هم و العدو في صعيد واحد، فما سمعوا للمسلمين حسّا و لا همسا حتى وضعوا فيهم السيوف، فاقتتلوا أعجاز ليلتهم، فما ذرّ قرن الشمس حتى ولّوهم الأدبار، و غلبوهم على عامة ظهرهم، و قتل حبال و اتبعهم أبو بكر، حتى ينزل بذي القصة، و كان أول الفتح، فوضع بها النعمان بن مقرن(5) في عدد و رجع إلى المدينة فذل بها المشركون، فوثب بنو ذبيان و عبس على

ص: 160


1- النحى: الزق، و الطول: الحبل يشد به.
2- بالأصل: فتقرب، و المثبت عن الطبري.
3- هذا البيت و الذي يليه في الأغاني 157/2 و نسبهما إلى الحطيئة.
4- بالأصل: «حسن راعية البكر» و المثبت عن الطبري.
5- بالأصل: مقرون.

من كان فيهم من المسلمين، فقتلوهم كل قتلة، و فعل من وراءهم فعلهم، و غز(1) المسلمون بوقعة أبي بكر، و حلف أبو بكر ليقتلن في المشركين كل قبيلة، [بمن](2) قتلوا من المسلمين و زيادة. و في ذلك يقول زياد بن حنظلة التميمي:

غداة سعى أبو بكر إليهم *** كما يسعى لموتته جلال(3)

أراح على نواهقها عليّا *** و مجّ لهنّ مهجته حبال

و قال أيضا:

أقمنا لهم عرض الشمال فكبكبوا *** ككبكبة الغزى أناخوا على الوفر(4)

فما صبروا للحرب عند قيامها *** صبيحة يسمو(5) بالرجال أبو بكر

طرقنا بني عبس بأدنى نباجها *** و ذبيان نهنهنا بقاصمة الظهر

ثم لم يصنع إلا ذلك، حتى ازداد المسلمون لها ثباتا على دينهم في كلّ قبيلة و ازداد لها المشركون انعكاسا(6) على أمرهم في كل قبيلة، و طرقت المدينة صدقات نفر: صفوان، و الزبرقان، و عدي ابن [حاتم](7) صفوان ثم الزبرقان ثم عدي بن [حاتم](8) صفوان في أول الليل و الثاني في وسطه و الثالث في آخره، فكان الذي بشر بصفوان سعد بن أبي وقّاص، و الذي بشر بالزبرقان عبد الرحمن بن عوف، و الذي بشر بعديّ عبد اللّه بن مسعود، و قال غيره: أبو قتادة. قال: فقال الناس لكلّهم حيث طلع:

نذير، فقال أبو بكر: هذا بشير، هذا حامي و ليس بواني، فإذا نادى بالخير قالوا: طال ما بشرت بالخير، فسرّك اللّه، و ذلك لتمام ستين يوما من مخرج أسامة، و قدم أسامة بعد ذلك لأيام، لشهرين و أيام، فاستخلفه أبو بكر على المدينة، و قال له و لجنده: أريحوا و ارعوا ظهركم.

ثم خرج في الذين خرجوا إلى ذي القصّة، و الذي كانوا على الأنقاب على ذلك

ص: 161


1- عن الطبري، و بالأصل: «برّ».
2- زيادة عن الطبري.
3- بالأصل «خلال» و المثبت عن الطبري، و الجلال: البعير العظيم.
4- بالأصل: «ككبكية الانحا نوكا على الوقر» و المثبت عن الطبري.
5- بالأصل: يسمى بالرجال أبي بكر.
6- عن الطبري و بالأصل: «انقساعا».
7- ما بين معكوفتين زيادة منا للإيضاح انظر البداية و النهاية 314/6.
8- ما بين معكوفتين زيادة منا للإيضاح انظر البداية و النهاية 314/6.

الظهر، فقال له المسلمون: ننشدك اللّه يا خليفة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أن تعرّض نفسك، فإنك إن تعرّض نفسك لم يكن للناس نظام، و مقامك أشدّ على العدو، فابعث رجلا، فإن أصيب أمّرت آخر، فقال: و اللّه لا أفعله و لأواسينّكم بنفسي فخرج في تعيية إلى ذي حسا و ذي القصّة و النعمان و عبد اللّه و سويد على ما كانوا عليه، حتى ينزل على أهل الربذة بالأبرق، فاقتتلوا فهزم اللّه الحارث و عوفا(1) و أخذ الخطبة أسيرا فطارت عبس و بنو بكر، و أقام أبو بكر على الأبرق أياما، و قد غلب بني ذيبان على البلاد، و قال: حرام على بني ذيبان أن يتملكوا على هذه البلاد إذ غنّمناها اللّه و أجلاها، فلما غلب على أهل الردّة دخلوا في الباب الذي خرجوا منه، و سامح الناس خاف بنو ثعلبة و من كان ينازلهم لينزلوها، فمنعوا منها، فأتوه في المدينة، فقالوا(2): على ما نمنع من لزوم بلادنا، فقال: كذبتم ليست لكم ببلاد و لكنها موهبى و نقدتي، و لم يعتبهم و حما الأبرق لخيول المسلمين و أرعى سائر بلاد الربذة الناس على بني ثعلبة، ثم حماها كلها لصدقات المسلمين لقتال كان قد وقع بين الناس و بين أصحاب الصدقة، فمنع بذلك بعضهم من بعض.

و لما فضّت عبس و ذبيان أرزوا إلى طليحة و قد ترك طليحة على البزاخة و ارتحل عن سميراء إليها، فأقام عليها، و قال زياد بن حنظلة في يوم الأبرق:

و يوما بالأبارق قد شهدنا *** على ذبيان يلتهب التهابا

أتيناهم بداهية بسيف(3) *** مع الصّدّيق إذ نزل العتابا

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا الحجّاج بن أبي منيع، نا جدي، عن الزهري، قال: لما استخلف اللّه أبا بكر فارتدّ من ارتدّ من العرب عن الإسلام خرج أبو بكر غازيا حتى إذا بلغ نقعا(4) من نحو البقيع خاف على

ص: 162


1- بالأصل: و عوف.
2- بالأصل: فقال.
3- الطبري: «نسوف» أي الشاقة.
4- النقع: الماء المجتمع (اللسان).

المدينة فرجع و أمّر خالد بن الوليد بن المغيرة سيف اللّه، و ندب معه الناس أمره أن يسير في ضاحية مضر فيقاتل من ارتدّ عن الإسلام منهم، ثم يسير إلى اليمامة فيقاتل مسيلمة الكذاب، فسار خالد بن الوليد فقاتل طليحة الكذاب الأسدي، فهزمه اللّه، و كان قد اتّبعه عيينة بن حصن بن حذيفة، فلما رأى طليحة كثرة انهزامهم أصحابه قال: ويلكم ما يهزمكم ؟ قال رجل منهم: أنا أحدثك، ما يهزمنا أنه ليس رجل منّا إلاّ و هو يحب أن يموت صاحبه قبله، و إنّا لنلقى قوما كلهم يحب أن يموت قبل صاحبه، و كان طليحة شديد البأس في القتال، فقتل طليحة يومئذ عكّاشة بن محصن، و ابن أقرم، فلمّا غلب الحق طليحة برجل ثم أسلم و أهلّ بعمرة، فركب يسير في الناس آمنا حتى مرّ بأبي بكر بالمدينة، ثم نفذ إلى مكة، فقضى عمرته.

أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن أشليها، و ابنه أبو الحسن علي، قالا: أنا أبو الفضل بن الفرات، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي، نا محمّد بن عائذ قال: فأخبرنا الوليد بن مسلم، عن محمّد بن مسلم الزهري قال: فسار خالد بن الوليد فقاتل طليحة بن الكذاب الأسدي فهزمه اللّه، و كان قد تابعه عيينة بن حصن، فلما رأى طليحة كثرة انهزام أصحابه الذين صدقوه قال: ويلكم ما يهزمكم ؟ قال رجل منهم: أنا أحدثك ما يهزمنا، أنه ليس منّا رجل إلاّ و هو يحب أن يموت صاحبه قبله، و إنّا نلقى قوما كلهم يحب أن يموت قبل صاحبه، و كان طليحة رجلا شديد البأس في القتال، فقتل طليحة يومئذ عكّاشة بن محصن، و ثابت بن أقرم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أبو بكر بن سيف، نا السّري بن يحيى، نا سعد بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن سهل بن يوسف، عن القاسم بن محمّد بن الخليل، و هشام بن عروة قالوا:

اجتمعت عوامّ أسد و طيّئ و غطفان و نبذ من جديلة و نبذ من بني عبد مناة بن كنانة على طليحة بن خويلد بعد موت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و مات رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و عماله على أسد:

ص: 163

و كان عماله على طي عدي على النصف من ثعل و على النصف الآخر زيد الخيل بن مهلهل بمكان مكانه مهلهل، و على النصف من جديلة طي ثمامة، و على النصف الآخر الحارث بن فلان الفرادحي، و على غطفان على فزارة عيينة بن حصن، و على سعد بن ذيبان سعد بن العمارة، و على عبس عبد اللّه، و كانت أشجع على الإسلام لم يمالئوا غطفان، فلما أجمع ملأهم على طليحة هرب عمال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم إلاّ من فتن عن دينه، فعسكر طليحة على البزاحة و انضم إليه عيينة في فزارة و لفها، و أقام بنو سعد و عبس بالأبرق و من تأشّب إليهم من جديلة، و عسكرت الغوث على الأكناف، و جديلة بالأنسر أرض القرادح، فولّى أبو بكر بني سعد بن ذيبان و عبس و من تأشّب إليهم بذي حسى و أنزل ذا القصة جيشا، ثم سار إلى الأبرق فقتلهم و استولى على البلد، فأرزت(1) سعد و عبس و لفها إلى البزاحة، و أرسل طليحة إلى جديلة و الغوث أن ينضموا إليهم و تعجّل إليه ناس من الحيين و أمروا قومهم باللحاق بهم، فقدموا على طليحة، فأخبروه، و بعث أبو بكر عديا قبل توجيه خالد من ذي القصّة إلى قومه، و قال: أدركهم لا يؤكلوا، فخرج إليهم، فقتلهم في الذروة و الغارب(2) ، و خرج خالد في أثره و أمره أبو بكر أن يبدأ بطيّئ على الأكناف، ثم يكون وجهه إلى البزاحة، ثم يثلث بالبطاح، و لا يريم إذا فرغ من قوم حتى يحدّث إليه، و أظهر أبو بكر أنه خارج إلى خيبر و منصب عليه منها حتى يلاقيه بالأكناف - أكناف سلمى - فخرج خالد فازوارّ(3) عن البزاحة و جنح إلى أجأ جبل، و أظهر أبو بكر أنه خارج فقعد طيئا ذلك و طلبهم(4) عن طليحة و قدم عليهم عدي فدعاهم فقالوا: لا نتابع أبا الفصيل أبدا، فقال: لقد أتاكم قوم ليبيحن حريمكم و لتكنّنه بالفحل الأكبر، فشأنكم فقالوا له: فاستقبل الجيش فنهنه عنا حتى نستخرج من لحق بالبزاخة منا، فإنا إن خالفنا طليحة و هم في يده قتلهم أو ارتهنهم فاستقبل عدي خالدا و هو بالسنج فقال: يا خالد أمسك عني ثلاثا يجمع يجتمع لك خمس مائة مقاتل تضرب بهم عدوّك خير من أن تعجلهم إلى النار، و تشاغل بهم، ففعل، و عاد عدي إليهم و قد راسلوا إخوانهم، فأتوهم من بزاحة كالمدد و لو لا ذلك لم يتركوا، فعاد عدي إلى خالد

ص: 164


1- انظر الخبر في الطبري 253/3 (ط. مصر) حوادث سنة 11.
2- بالأصل: و الغالب، و المثبت عن الطبري.
3- عن الطبري و بالأصل: فارواه.
4- الطبري: و بطأهم.

بإسلامهم، و ارتحل خالد نحو الأنسر يريد جديلة، فقال له عدي: إن طيئا كالطائر و إن جديلة أحد جناحي طيئ فأجّلني أياما، فلعل اللّه أن ينتقد لك جديلة كما تنقد العرب(1) ، ففعل، فأتاهم عدي فلم يزل عنهم و بهم حتى تابعوه، فجاء بإسلامهم و لحق بالمسلمين منهم ألف راكب، فكان خير مولود ولد في طيئ و أعظمه عليهم بركة.

قال: و نا سيف عن سهل بن يوسف، عن القاسم بن محمّد قال: فخرج خالد من الأكناف إلى الغمر(2) حتى نزل به و عليه جمع من المشركين عليهم نضلة بن خالد فهزمهم و ألجأهم إلى طليحة، و طليحة و المشركون على البزاحة يشجع لهم و يعملون بقوله، و أقام المسلمون على العمر و انتظر أول المسلمون آخرهم فقال رجل في ذلك(3):

جزى اللّه عنا طيّئا في بلادها *** و معتزل الأبطال خير جزاء

هم أهل رايات السّماحة و النّدى *** إذا ما الصّبا ألوت بكل خباء

هم ضربوا زهوا على الدين بعد ما *** أحابوا منادي فتنة و عماء

رجال(4) أتوا بالغمر لا يسلمونه *** و ثجّت عليهم بالرماح دماء(5)

مرارا فمنها يوم أغلى بزاحة *** و منها القصيم دورها ورعاء(6)

و اجتمعا، قال: و كان مما شجع لهم طليحة أن اللّه لا يصنع بتعفير وجوهكم و لا فتح أدياركم شيئا، فاذكروا اللّه أعفة قياما، قال سهل: و يأخذ المسلمون رجلا من بني أسد، فأتي به خالد بالغمر و كان عالما بأمر طليحة، فقال له خالد: حدّثنا عنه و عما يقول لكم، فزعم أن مما أتى به: و الحمام و اليمام و الصرد و الصوام، قد ضمن قبلكم أعوام، ليبلغنّ ملكنا العراق و الشام، قال: و هي قال: و القرد و النيرب، ليقتلن النيرب، إذا صراخوكم الجندب، و اللّه لا نسحب و لا نزال نضرب، حتى ينتج أهل يثرب.

قال: و نا سيف عن أبي يعقوب سعد(7) بن عبيد قال: لما أرز أهل الغمر إلى

ص: 165


1- الطبري: الغوث.
2- بالأصل: العمر، بالعين المهملة و الصواب عن ياقوت، و هو ماء من مياه بني أسد.
3- الأبيات في معجم البلدان «غمر».
4- في معجم البلدان: و خال أبونا الغمر.
5- في البيت إقواء.
6- في ياقوت: و منها القصيم ذو زهى و دعاء.
7- الطبري 260/3 سعيد بن عبيد.

البزاحة قام فيهم طليحة، قال: أمرت أن تصنعوا رحا ذات عرى، يرمي اللّه بها [من](1) رمى، يهوى عليه [من](2) هوى، ثم عبأ جنوده و قال: ابعثوا فارسين على فرسين أدهمين من بني نصر بن قعين يأتيانكم بعين، فبعثوا فارسين من بني نصر بن قعين، فأتياه بعين فخرج هو و سلمة طليعتين.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، ثم أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي المدائني، أنا محمّد بن عبد اللّه بن البري، نا ابن هشام - يعني عبد الملك - عن زياد - يعني ابن عبد اللّه البكّائي - عن ابن إسحاق: أن طليحة قتل عكّاشة بن محصن في الردّة في خلافة أبي بكر الصّديق حين ارتدّ طليحة الأسدي فقال طليحة:

ما ظنكم بالقوم إذ تقتلونهم *** أ ليسوا و إن يسلموا برجال

فإن تكن أذواد أصبن و نسوة *** فلن يذهبوا فرعا ثقيل حبال

نصبت لهم مكر الحمالة إنها *** معاودة قيل الكماة نزال

فيوما تراها في الجلال مصونة *** و يوما تراها غير ذات جلال

عشية غادرت ابن أقرم ثاويا *** و عكّاشة الغنمي عند مجال

أخبرنا أبو علي بن أشليها و ابنه أبو الحسن علي قالا: أنا أبو الفضل بن الفرات، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا علي بن يعقوب، أنا أحمد بن إبراهيم، نا محمّد بن عائذ، نا أبو بكر بن محمّد، و مروان بن أبي وهب المصري، عن يونس، عن ابن شهاب قال:

و قتل طليحة يومئذ عكّاشة بن محصن الأسدي و ثابت بن أقرم فقال طليحة:

عشية غادرت ابن أقرم ثاويا *** و عكّاشة الغنمي تحت مجال

أقمت لهم صدر الحمالة إنها *** معاودة قيل الكماة نزال

فيوما تراها في الجلال مصونة *** و يوما تراها في ظلال عوال

فما ظنّكم بالقوم إذ تقتلونهم *** أ ليسوا و إن لم يسلموا برجال

فإن تلك أذواد أصبن و نسوة *** فلم يذهبوا فزعا ثقيل حبال

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو بكر بن سيف، أنا السّري بن يحيى، أنبأ شعيب بن إبراهيم، نا

ص: 166


1- الزيادة عن الطبري.
2- الزيادة عن الطبري.

سيف بن عمر، عن أبي يعقوب و سهل قالا: و بعث خالد طليعة عكّاشة بن محصن أحد بني غنم بن ذودان، و ثابت بن أقرم أحد بني العجلان من بلي، و خرج طليحة و سلمة ابنا خويلد طليعة القوم فالتقوا فيما بين العسكرين الغمر و البزاحة فالتقوا و تشاولوا فنمص المسلمان بالمشركين فلما خشي عكّاشة أن يقرباه و قد علم عكّاشة أن على طليحة يمينا أن لا يدعوه أحد إلى النزال إلاّ أجابه، فقال: يا طليحة نزال، و قال ذلك لرجل عليه توكيد فعاج عليه و هو يقول: إن أنا إن لم أفعل قمت ازلا و تنازلوا فبرز طليحة لعكّاشة و سلمة لثابت و أنكر طليحة، قد علمت من النسب رداها، و نازعته طيها و ماءها، فأما ثابت فلم يلبث سلمة أن قتله، و أغار طليحة على عكّاشة، فقال أعنّي عليه يا سلمة، فإنه آكلي، فاكتنفاه فقتلاه، ثم رجعا، و قد كان أبو بكر أصاب حبالا يوم ذي حسى و على أهل ذي القصّة و الأبرق، و يقول من لا يعلم: أصيب يوم الغمر، و في ذلك يقول طليحة عند مقتلهما:

يا ليتني و إياكما في است حباري *** نوار بكم و انواري(1)

و قال في الشعر:

نصبت لهم صدر الحمالة إنها *** معاودة قيل الكماة نزال

فيوما تراها في الجلال مصونة *** و يوما تراها غير ذات جلال

و يوما تضيء المشرقية نحرها *** و يوما تراها في ظلال عوال

فما ظنّكم بالقوم إذ تقتلونهم *** أ ليسوا و إن لم يسلموا برجال

عشية غادرت ابن أقرم ثاويا *** و عكّاشة الغنمي عنه مجال

فإن تك أذواد أصيبت و قطبة *** فلم تذهبوا فزعا بقتل حبال

قال: و نا سيف، عن هشام بن عروة، عن أبيه و أبي يعقوب، عن(2) الحضرمي عن عامر قال: و نادى خالد: يا معشر المسلمين اصبروا للّه فإنكم في إعزاز دينه فاصبروا ساعة بعد الجزع تظفروا، و اشتدت على أسد و غطفان حتى ارتابوا، و لغب(3) عيينة و هزّته الحرب، و كان طليحة يمنيه الظفر و يعده الغنم و جعل يومئذ يرتجز و يقول:

ص: 167


1- كذا رسم الرجز الثاني بالأصل.
2- بالأصل: «عن ابن الحضرمي عن عامر» و المثبت قياسا إلى سند مماثل.
3- لغب: أعيا أشد الإعياء (اللسان).

اصبر لغاب فحما

فجاء حتى وقف عليه، و هو متلفف في كساء فقال: لا أبا لك هل جاءك الملك - و قال أبو يعقوب: ذو النون - بشيء مما كنت تمنّينا؟ فقال: لا، فارجع فقاتل، ففعل حتى إذا ضرس الحرب، فرجع إليه، فقال: لا أبا لك جاءك ؟ فقال: لا، فارجع، قال:

لا أبا لك، قال: فما تنتظر فقد و اللّه بلغنا، ثم كر فقاتل حتى إذا أيقن بالسر أتاه، فقال:

هل جاءك ؟ قال: نعم، قال: فما ذا قال لك ؟ قال: قال: «إن لك رحا كرحاه، و حديثا لا تنساه، أو بعير أو ينهاه. فقال عيينة: أظنه، و اللّه سيكون لنا و لك حديث لا تنساه، ثم نادى: يا آل فزارة، يا آل ذبيان، يا آل بغيض، يا آل غطفان، فتركوا مما مصافهم و أقبلوا إليه، و أحلوا بني أسد بالمسلمين، فقالوا: ما ذا قال الرجل و اللّه كذاب خذوا مهلكم و انصرفوا، فانصرفوا منهزمين، و تركبهم المسلمين، و لم يثبت للمسلمين أحد إلاّ بنو نصر بن قعبن، فصاروا ردءا للمشركين، و لو لا ذلك أفنوهم، و ما زالت بنو نصر تقاتل تحوّزهم المسلمون حتى انتهوا إلى طليحة، فأحاطوا به، و قالوا: إنما أمرت، قال:

أمرت أن أصنع رحا كرحاهم، أو يفر حتى لا يراهم. فقال أبو سماك: بل نفر حتى لا نراهم. فقالوا: فما ترى و ما ذا تصنع ؟ فقال: من استطاع منكم أن يفعل لما أفعل فليفعل، ثم جال في متن فرسه و حمل امرأته النوار على بعير ثم وجهه نحو الحوشية حتى قدم الشام، و قد كان طليحة جعل بين العيان و العسكر مسيرة أيام، و قال: احزروا عيالاتكم و لا تغزروا بهم، و لا تجعلوا عدوكم بالخيار عليكم، فإن كانت لكم فما أقربكم، و إن كانت عليكم كانت أعراضكم وافرة، فلم يصب لأسدي و لا بغطفاني و لا لأحد من لفهم حرمة في البزاحة إلاّ الدماء، و قال طليحة في مهربه و مرّ على امرأة من بني أسد فنظرت إليه تسقي على عجل، فضحكت و هربت من روعته فقال:

اما تريني سافيا عجالا *** أسفي مخاطبا وردت نهالا

فقد أكرّ الذكر الطوالا *** على الرجال يطرد الرجالا

و قد أصبحت الغارة الريالا *** حتى رجعنا ناعمين بالا

و قد تولّوا كاسفين حالا

ص: 168

الحسين بن سفيان النحوي، نا أحمد بن عبيد بن ناصح، أخبرنا الواقدي، نا محمّد بن عبد الرّحمن بن الريان، عن زيد بن أسلم، عن مسلم بن جندب، عن ابن عمر قال:

نظرت إلى راية طليحة يومئذ - يعني طليحة بن خويلد الأسدي - يوم الردّة حمراء يحملها رجل منهم لا يزول بها(1) فترا، فنظرت إلى خالد بن الوليد حمل عليه فقتله، و كانت هزيمتهم، فنظرت إلى الراية تطأها الإبل و الخيل و الرجال حتى تقطعت.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنا محمّد بن عبد الرّحمن بن العباس، أنا أحمد بن عبد اللّه بن سعد، حدّثنا السّري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن الكلبي: أن طليحة يومئذ أخذ أربعين، فوافق سعدا و عمرا في العدة، و لم ينسبهم إلى قوله، فضربوا عنق أخي حبال -.

و قال الكلبي: عنق حبال - و خرج طليحة هاربا نحو الشام، و اتبعه عكّاشة، و ثابت، و كان طليحة قد أعطى اللّه عهدا لا يسأله أحد النزال إلاّ فعله، فلمّا أدبر ناداه عكّاشة: يا طليحة، قال: فعطف، و قال: من أبى فات أزلا، و قتل طليحة عكّاشة و ثابتا بعده وحده لم يكن معه أحد، ثم لحق بالشام، فلم يقدم إلاّ في إمارة عمر، و قال: أنت قاتل عكّاشة و ثابت ؟ و اللّه لا أحبك أبدا، فقال: يا أمير المؤمنين ما تنعم من رجلين أكرمهما اللّه بيدي، و لم يهنّي بأيديهما، فبايعه عمر ثم قال له خري بن فاتك: ما بقي من كهانتك ؟ قال: نفخة و نفختان بالكير، و قال طليحة حين هرب و مرّ على امرأة من بني أسد، مثل الحديث الأوّل.

قرأت بخط أبي عمر بن حيّوية، عن أبي عمر محمّد بن عبد الواحد الزاهد، أنا ثعلب، عن سلمة، عن الفراء، قال: هو عكّاشة لا غير لأنه رد الكاف في عكاش.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة(2) ، نا بكر بن سليمان، عن ابن إسحاق، حدّثني طلحة(3) بن يزيد بن ركانة، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة(4) ، قال: قاتل عيينة بن

ص: 169


1- كتبت فوق الكلام بين السطرين.
2- تاريخ خليفة ص 103 (ردة طليحة الأسدي).
3- كذا «حدثني طلحة» و ابن إسحاق لا يحدث عن طلحة بل إنه يحدث عن ابنه محمد، انظر مروياته في سيرة ابن هشام 260/1 و الطبري 260/3 و 256.
4- عن خليفة و بالأصل: شيبة.

حصن مع طليحة في سبع مائة من بني فزارة، فانهزم الناس و هرب طليحة إلى الشام، و انفضّ جمعه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أبو بكر بن سيف، أنا السّري بن يحيى(1) ، أنا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن عبد اللّه بن سعد(2) بن ثابت بن الجذع، عن عبد الرّحمن - يعني ابن كعب بن مالك - عن من شهدها من الأنصار قال: لم يصب خالد على البزاحة عيّلا واحدا، كانت عيالات بني أسد محرزة، و قال أبو يعقوب: بين مبعث(3) و فلج، و كانت عيالات قيس بين فلج و واسط فلم يعد أن انهزموا، فأقروا جميعا بالإسلام خشية على الذراري و اتقوا خالدا بطلبته(4) و استحقوا الأمان، و مضى طليحة حتى نزل في كلب على النقع، فأسلم، و لم يزل مقيما في كلب حتى مات أبو بكر، و كان إسلامه هنالك حتى بلغه أن أسدا(5) و غطفان و عامرا(6) قد أسلموا، ثم خرج نحو مكة معتمرا في إمارة(7) أبي بكر، فمر بجنبات المدينة، فقيل لأبي بكر: هذا طليحة، فقال: ما أصنع به، خلّوا عنه، فقد هداه اللّه للإسلام، و مضى طليحة نحو مكة، فقضى عمرته، ثم أتى عمر للبيعة حين استخلف فقال له ما قال، ثم رجع إلى دار قومه، فأقام بها حتى خرج إلى العراق.

و قال ضرار بن الأزور في ذلك يعيّر قومه بني أسد:

بني أسد قد ساءني ما صنعتم *** و ليس لقوم حاربوا اللّه محرم

و أعلم علم الحقّ أن قد غويتم *** بني أسد فاستأخروا أو تقدّموا

بهبتكم أن تنهبوا صدقاتكم *** و قلت لكم يا آل ثعلبة اعلموا

عصيتم ذوي ألبائكم و أطعتم *** ضمينا و أمر ابن اللقيطة أشأم.

و قد بعثوا وفدا إلى أهل دومة *** فقبح من وفد و من يتيم

ص: 170


1- الخبر في تاريخ الطبري 261/3 (حوادث سنة 11).
2- الطبري: سعيد.
3- الطبري: مثقب.
4- بالأصل: «و ابقوا خالدا بطامن» و صواب العبارة عن الطبري.
5- بالأصل: أسد.
6- بالأصل: عامر.
7- بالأصل: «إمارة عمر أبي بكر» و الصواب عن الطبري.

أخبرنا أبو علي بن أشليها، و ابنه أبو الحسن علي، قالا: أنبأ أبو الفضل بن الفرات، أنا عبد الرّحمن بن عثمان، أنا علي بن يعقوب، أنا أحمد بن إبراهيم، نا محمّد بن عائذ، أنا الوليد بن محمّد بن محمّد بن مسلم الزهري، قال: فلما غلبت(1) الحق طليحة ترحّل ثم أسلم و أهلّ بعمرة، فركب يسير في الناس آمنا حتى مرّ بأبي بكر بالمدينة ثم نفذ إلى مكة فقضى عمرته.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي - و نقلته من خطه - ثنا أبو بكر أحمد بن علي - لفظا - أنا أبو منصور محمّد بن محمّد بن عثمان بن السّواق، أنا أبو القاسم إبراهيم بن أحمد بن جعفر الخرقي، أنبأ أبو بكر أحمد بن الحسن بن سفيان النحوي، نا أبو جعفر أحمد بن عبيد بن ناصح النحوي، أنا محمّد بن عمر الواقدي، قال: قالوا: ثم هرب - يعني طليحة - حتى قدم الشام فأقام عند بني جفنة الغسانيين حتى فتح اللّه أجنادين، و توفي أبو بكر، ثم خرج محرما بالحجّ فقدم في خلافة عمر مكة، فلما رآه عمر قال: يا طليحة لا أحبك بعد قتلك الرجلين الصالحين عكّاشة و ثابت بن أقرم، فقال: يا أمير المؤمنين رجلين أكرمهما اللّه بيدي، و لم يهني بأيديهما، و ما كل النبوت تنبت على الحب، و لكن صفحة جميلة، فإن الناس يتصافحون على السّنان، و أسلم طليحة إسلاما صحيحا و لم يغمص عليه في إسلامه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمّد، نا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان، نا محمّد بن إسحاق السّمري، حدّثني أبي عن الحكم بن هشام، عن عبد الملك بن عمير، قال: قال عمر بن الخطاب لطليحة(2) بن خويلد الأسدي: قتلت عكّاشة بن محصن الأسدي لا يحبك قلبي أبدا، قال: يا أمير المؤمنين فمعاشرة جميلة، فإن الناس يتعاشرون على البغضاء(3) ، رواه أبو نعيم عن ابن الصّواف، فقال السّمري من ولد سمرة.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو

ص: 171


1- كذا بالأصل.
2- بالأصل: لطلحة.
3- انظر الإصابة 234/2 و أسد الغابة 477/2 و الوافي بالوفيات 496/16.

الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا الجنيد، أنا سفيان، نا عبد الملك بن عمير: أن عمر بن الخطاب كتب إلى سعد بن أبي وقاص أن شاور طليحة الأسدي و عمرو بن معدي كرب في أمر حربك و لا تولّهما من الأمر شيئا فإن كل صانع هو أعلم بصناعته(1).

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن عبد اللّه بن سعيد، نا السّري بن يحيى(2) ، نا شعيب، عن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن مبشّر(3) بن الفضيل، عن جابر بن عبد اللّه قال: باللّه الذي لا إله إلاّ هو ما اطّلعنا على أحد من أهل القادسية يريد الدنيا مع الآخرة، و لقد اتّهمنا ثلاثة نفر، فما رأينا كما هجمنا عليه من أمانتهم و زهدهم: طليحة بن خويلد، و عمرو بن معدي كرب، و قيس بن المكشوح.

ذكر أبو الحسن محمّد بن أحمد بن القوّاس الورّاق: أن طليحة استشهد بنهاوند سنة إحدى و عشرين مع النعمان بن مقرّن، و عمرو بن معدي كرب.

ص: 172


1- الخبر في الاستيعاب و أسد الغابة، «و إن عمرا كتب إلى النعمان بن مقرن» و الوافي بالوفيات: و فيه أن عمر كتب إلى عامله، و لم يسمه. و سير الأعلام و لم يذكر غير طليحة.
2- الخبر في تاريخ الطبري ط بيروت 466/2 (حوادث سنة 16).
3- عن الطبري و بالأصل: ميسر.

ذكر من اسمه طويع

2993 - طويع

أظنه ابن حشيب والد معاوية بن طويع.

روى عن عائشة، روى عنه الوليد بن مالك.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل السّلامي، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، أنا أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و أبو الحسين الأصبهاني قالا: - أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل(1) ، قال: طويع عن عائشة، روى عنه الوليد بن أبي مالك.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة -.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي، قالا: أنا أبو محمّد(2) ، قال: طويع، و يقال معاوية بن طويع و هو عندنا أصح، روى عن عائشة، روى عنه الوليد بن أبي مالك، سمعت أبي يقول ذلك، معاوية بن طويع قد روى عن عائشة(3) إلاّ أن الرّاوي عنه أبو بكر بن أبي مريم الغسّاني، فاللّه أعلم.

ص: 173


1- التاريخ الكبير للبخاري 367/4.
2- الجرح و التعديل 501/4.
3- هذا ما ورد في ترجمة معاوية في الجرح و التعديل 380/1/4 و الذي في تاريخ الكبير 331/1/4 «سمع أبا هريرة».

ذكر من اسمه طهمان

2994 - طهمان بن عمرو

أحد شعراء العرب.

وفد على عبد الملك بن مروان.

ذكر أبو الطيّب محمّد بن إسحاق بن يحيى الوشّاء، أخبرني الحسن بن الحسين الأزدي، أخبرني محمّد بن حبيب، عن يحيى بن بيهس، و يعقوب بن إسحاق، عن الكلاس، قالوا: أخذ نجدة الحروري طهمان بن عمرو، و كان لصّا فقطعه، فلما استقام الأمر لعبد الملك أتاه طهمان فأنشده:

يدي يا أمير المؤمنين أعيذها *** بحقويك أن تلقى بملقى يهينها

فقد كانت الحسناء لو تمّ شبرها *** و لا تعدم الحسناء بابا يشينها

تشدّ حبال الرحل في كلّ منزل *** إلى شمال لا يمين يعينها

دعت لبني مروان بالنصر و الهدى *** شمال كريم رابلتها يمينها

و إنّ شمالا زايلتها يمينها *** لباق عليها في الحياة حنينها

و إنّك مسئول بحكمك في يدي *** على حالة من ربّنا ستكونها

و لو قد أتى الأنباء قومي لقلّصت *** إليك و المطايا و هي خوص عيونها

فجعل له عبد الملك أيمان مائة من بني حنيفة، فمات قبل أن يصل إليها.

و قال أبو الطيّب: أخبرني أحمد بن عبيد، أخبرني الأصمعي عن ابن أبي طرفة قال: قدّم إلي عبد الملك لص فأمر بقطعه، فصاح الرجل، قال: و أخبرنيه محمّد بن يزيد قال: كان يقال له حمزة و قدّم إلى مروان فقال.

ص: 174

ح قال: و أخبرنيه أبو سعيد الأزدي، عن أبي محكم الشاعر، قال: هو طهمان بن عمرو، و قدّم إلى الوليد بن عبد الملك فقال:

يدي يا أمير المؤمنين أعيذها *** بحقويك من غار عليها يشينها

و لا خير في الدنيا و لا في نعيمها *** إذا ما شمالي فارقتها يمينها

فقال: هذا [حدّ] من حدود اللّه، و لا بد من إقامته، اقطع، فقامت إليه امرأة عجوز كبيرة، فقالت: يا أمير المؤمنين ولدي، كادّي و كاسبي، قال: بئس الولد ولدك، و بئس الكادّ كادّك، و بئس الكاسب كاسبك، هذا حدّ من حدود اللّه لا بدّ من إقامته، قالت: يا أمير المؤمنين اجعله بعض ذنوبك التي تستغفر اللّه منها، فعفا عنه، و أمر بتخليته.

ذكر من اسمه طيّب

2995 - طيّب

حكى عن الحسن بن يحيى الخشني(1) الدّمشقي.

حكى عنه أحمد بن أبي الحواري.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ، ثنا إسحاق بن أحمد، نا إبراهيم بن يوسف، نا أحمد بن أبي الحواري، حدّثني طيّب بحديث عن الخشني قال: ما في جهنم دار و لا مغار و لا قيد و لا غلّ و لا سلسلة إلاّ اسم صاحبها عليه مكتوب، فحدّثت به أبو سليمان، فقال: كيف به إذا جمع هذا كلّه عليه، فجعل طيّب القيد في رجليه، و الغلّ في يديه، و السّلسلة في عنقه ثم أدخل المغار، و اللّه تعالى أعلم.

ص: 175


1- بالأصل: «الحسني» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر الأنساب للسمعاني (الخشني)، ذكره و ترجم له.

حرف الظّاء

ذكر من اسمه ظالم

2996 - ظالم بن عمرو بن ظالم، و يقال: ظالم بن عمرو بن سفيان ابن جندل بن يعمر بن ....

2996 - ظالم بن عمرو بن ظالم، و يقال: ظالم بن عمرو بن سفيان ابن جندل بن يعمر بن حلبس(1) بن نفاثة بن عدي بن الدّيل، و يقال: عثمان ابن عمرو، و يقال: عمرو بن سفيان، و يقال: عمرو بن ظالم أبو الأسود الدّيلي البصري(2)

روى عن: عمر، و علي، و الزّبير، و أبي ذرّ، و أبي موسى، و ابن عباس.

روى عنه: يحيى بن يعمر، و عبد اللّه بن بريدة، و أبو حرب بن أبي الأسود.

و قدم على معاوية، و هو أوّل من وضع للناس النحو، و ولي قضاء البصرة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أخبرنا الحسن بن علي، أنا محمّد بن المظفّر، نا محمّد بن محمّد بن سليمان، نا شيبان، نا داود بن أبي الفرات، نا عبد اللّه بن بريدة، عن أبي الأسود الدّيلي، قال: أتيت المدينة و قد وقع بها مرض، و هم يموتون موتا ذريعا، فجلست إلى عمر بن الخطاب، فمرّت به جنازة فأثنوا على صاحبها خيرا، فقال عمر: وجبت، ثم مر بأخرى فأثني على صاحبها شرا، فقال عمر: وجبت، قال أبو الأسود: قلت: ما وجبت يا أمير المؤمنين ؟ قال: قلت كما قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

ص: 176


1- في تهذيب الكمال: حلس.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 286/9 و أعاده في الكنى 27/21 و تهذيب التهذيب 28/3 و أعاده في الكنى. وفيات الأعيان 535/2 معجم الأدباء 34/12 أسد الغابة 485/2 الإصابة ترجمة 4329 تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80) ص 276 و الوافي بالوفيات 533/16 و سير الأعلام 81/4 و انظر بالحاشية في المصادر الثلاثة الأخيرة أسماء مصادر أخرى ترجمت له.

«أيما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الجنة»، قال: قلنا: و ثلاثة ؟ قال: «و ثلاثة»، قال:

«و اثنان»(1) ، ثم لم أسأله عن الواحد[5396].

أخبرنا أبو جعفر أحمد بن أبي طالب علي بن محمّد، حدّثني أبي، حدّثني أبو عمرو محمّد بن مروان بن عمر القرشي، أخبرني جعفر بن أحمد بن معدان، نا الحسن بن جهور، نا القاسم بن عروة، عن ابن دأب، قال:

قدم أبو الأسود الدّيلي على معاوية بن أبي سفيان بعد مقتل علي بن أبي طالب، و قد استقامت له البلاد، فأدنى معاوية مجلسه، و أعظم جائزته، فحسده عمرو بن العاص، فقدم على معاوية، فاستأذن عليه في غير مجلس الإذن، فأذن له، فقال له معاوية: يا أبا عبد اللّه ما أعجلك قبل وقت الإذن ؟ قال: يا أمير المؤمنين أتيتك لأمر(2) قد أوجعني و أرّقني و غاظني و هو من بعد ذلك نصيحة لأمير المؤمنين، قال: و ما ذاك يا عمرو؟ قال: يا أمير المؤمنين إنّ أبا الأسود رجل مفوّه له عقل و أدب من مثله الكلام يذكر، و قد أذاع بمصرك من الذكر لعليّ، و البغض لعدوّه، و قد خشيت عليك أن يثرى في ذلك حتى تؤخذ بعنقك، و قد رأيت أن ترسل إليه فترهبه و ترعبه و تسبره و تخبره، فإنك من مسألته على إحدى خبرتين: إما أن تبدي لك صفحته فتعرف مقالته، و إمّا أن يستقبلك فيقول ما ليس من ورائه فيحتمل ذلك عنه فيكون لك في ذلك عاقبة صلاح إن شاء اللّه تعالى، فقال معاوية: أم و اللّه لقلّ ما تركت رأي لرأي امرئ قط إلاّ كنت فيه، و بين أن أرى ما أكره، و لكن إن أرسلت إليه فساءلته فخرج من مساءلتي بأمر لا أجد عليه مقدما، و يملؤني غيظا لمعرفتي بما يريد، و إنّ الأمر فيه أن نقبل فيه ما أبدى من لفظه، فليس لنا أن نشرح عن صدره و ندع ما وراء ذلك يذهب جانبا، قال عمرو: أنا صاحبك يوم رفع المصاحف نصفين، و قد عرفت رأي و ليست أرى خلافي و ما آلوك خيرا، فأرسل إليه و لا تفرش مهاد العجز، فتتخذه وطيئا، فأرسل معاوية إلى أبي الأسود فجاء حتى دخل عليه، فكان ثالثا، فرحب به معاوية و قال: يا أبا الأسود خلوت أنا و عمرو فتشاجرنا في أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم و قد أحببت أن أكون من رأيك على يقين، قال: سل يا أمير المؤمنين عما بدا لك، قال: يا أبا الأسود أيهم كان أحب إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ؟ قال:

ص: 177


1- كذا بالأصل، و قد سقط السؤال.
2- بالأصل: «الأمر».

يا أمير المؤمنين أشدّهم كان حبا لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و أوقاهم له بنفسه، فنظر معاوية إلى عمرو، و حرّك رأسه ثم تمادى في مسألته، فقال: يا أبا الأسود فأيّهم كان أفضلهم عندك ؟ قال: أتقاهم لربّه و أشدّهم خوفا لدينه، فاغتاظ معاوية على عمرو، ثم قال: يا أبا الأسود فأيهم كان أعلم ؟ قال: أقولهم للصّواب و أفصلهم للخطاب، قال: يا أبا الأسود فأيهم كان أشجع ؟ قال: أعظمهم بلاء، و أحسنهم عناء، و أصبرهم على اللقاء، قال: فأيهم كان أوثق عنده ؟ قال: من أوصى إليه فيما بعده، قال: فأيهم كان للنبي صلّى اللّه عليه و سلّم صديقا؟ قال:

أولهم به تصديقا، فأقبل معاوية على عمرو فقال: لا جزاك اللّه خيرا، هل تستطيع أن تردّ مما قال شيئا؟ فقال أبو الأسود: يا أمير المؤمنين إنّي قد عرفت من [أين](1) أتيت فهل تأذن لي فيه ؟ قال: نعم، فقل ما بدا لك، فقال: يا أمير المؤمنين إنّ هذا الذي ترى هجا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بأبيات من الشعر، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «اللّهمّ إنّي لا أحسن أن أقول الشعر فالعن عمرا(2) بكل بيت لعنة» أ فتراه بعد هذا نائلا فلاحا أو مدركا رباحا، و أيّم اللّه إن امرأ لم يعرف إلاّ بسهم أجيل عليه فجال لحقيق أن يكون كليل اللسان، ضعيف الجنان، مستشعرا للاستكانة، مقارنا للذلّ و المهانة، غير ولوج فيما بين الرجال، و لا ناظر في تسطير المقال، ان قالت الرجال أصغى، و إن قامت الكرام أقعى، متعيض لدينه لعظيم دينه(3) ، غير ناظر في أبهة الكرام، و لا منازع لهم، ثم لم يزل في دجنة ظلماء مع قلة حياء، يعامل الناس بالمكر و الخداع، و المكر و الخداع في النار.

و قال عمرو: يا أخا بني الدّيل، و اللّه إنّك لأنت الذليل القليل، و لو لا ما تمت به من نسب كنانة لاختطفتك من حولك اختطاف الأجدل الجديّة، غير أنك بهم تطول، و بهم تصول، فلقد أعطيت(4) مع هذا لسانا قوالا، سيصير عليك وبالا، و أيّم اللّه إنّك لأعدى الناس لأمير المؤمنين قديما و حديثا، و ما كنت قط بأشدّ عداوة له منك السّاعة، و إنّك لتوالي عدوه و تعادي وليه، و تبغيه الغوائل، و لئن أطاعني ليقطعنّ عنه لسانك، و ليخرجنّ من رأسك شيطانك، فأنت العدو المطرق له إطراق الأفعوان في أصل الشجرة.

ص: 178


1- زيادة للإيضاح.
2- بالأصل: عمروا.
3- في مختصر ابن منظور 223/11 مبصبص بذنبه لعظيم ذنبه.
4- غير واضحة بالأصل و رسمها: ا؟؟؟ طت.

قال: فتكلم معاوية فقال: يا أبا الأسود أغرقت في النزع، و لم تدع رجعة لصلحك، و قال عمرو(1) فلم يغرق كما أغرقت، و لم يبلغ ما بلغت، غير أنه كان منه الابتداء و الاعتداء، و البادي أظلم، و الثالث أحلم، فانصرفا عن هذا القول إلى غيره، و قوما غير مطرودين، فقام عمرو و هو يقول:

لعمري لقد أعيا القرون التي مضت *** [تحوّل](2) غش في الفؤاد كمين

و قال أبو الأسود و هو يقول:

ألا إن عمرا رام ليث خفية *** و كيف ينال الذنب ليث عرين ؟

فانصرفا إلى منازلهما، و ذاع حديثهما في البلاد، فبينا أبو الأسود في بعض الطريق لقيه شاب من كلب، يقال له: كليب بن مالك، شديد البغض لعلي و أصحابه، شديد الحبّ لمعاوية و أصحابه، فقال له: يا أبا الأسود أنت المنازع عمرا(3) ، أمس بين يدي أمير المؤمنين، أم و اللّه لو شهدتك لأغرقت جبينك، فقال أبو الأسود: من أنت يا ابن أخي الذي بلغ بك خطرك كل هذا، و ممن أنت ؟ قال: أنا ممن لا ينكر، أنا امرؤ من قضاعة ثم من كلب، ثم أنا كليب بن مالك، فقال أبو الأسود: أراك كلبا من كلب، و لا أرى للكلب شيئا إذا هو نبح أفضل من أن يقطع بأخسأ، فاخسأ ثم اخسأ كلبا، فانصرف و خلاه، فبلغ ذلك القول معاوية، فأكثر التعجب و الضحك، ثم إنهما اجتمعا بعد ذلك عنده فقال معاوية للكلبي: يا أخا كلب، ما كان أغناك عن منازعة أبي الأسود؟ فقال الكلبي: و لم لا أنازعه، و اللّه لأنا أكبر نفيرا، و أعز عشيرا، و أطلق لسانا و إن شاء لأنافرنه بين يديك، فقال معاوية: و اللّه يا أخا كلب ما صدقت في واحدة من الثلاث، فقال أبو الأسود: و اللّه لو لا هذا الجالس - يعني يزيد بن معاوية - فإنكم أخواله، لقطعت عني لسانك، فقال يزيد: يا أبا الأسود قل فأعمامي أحبّ إليّ من أخوالي، فقال أبو الأسود:

مثل هذا يا أمير المؤمنين بمن ينافرني بحمير أو بمعدّ؟

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أيوب، أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن نيخاب الضّبّي، نا إبراهيم بن

ص: 179


1- كذا، و لعله: و قال لعمرو.
2- زيادة لاستقامة الوزن عن مختصر ابن منظور 224/11.
3- بالأصل: عمروا.

الحسين بن علي الكسائي، نا يحيى بن سليمان الجعفي، قال: ثم رجع إلى حديث أبي يوسف، عن أبي حمزة الثّمالي، قال:

لما بويع معاوية وفد عليه الأحنف بن قيس، و أبو الأسود الدّيلي في أهل البصرة، فقال معاوية للأحنف حين دخل عليه: أنت القاتل أمير المؤمنين يريد عثمان، و الخاذل أم المؤمنين و مقاتلنا بصفين ؟ فقال له الأحنف: يا أمير المؤمنين لا تردّ الأمور على أدبارها، فإنّ القلوب التي أبغضناك بها في صدورنا، و إنّ السيوف التي قاتلناك بها في عواتقنا، فلا تمدّ لنا شبرا من الغدر إلاّ مددنا لك باعا من الختر(1) ، و إن كنت يا أمير المؤمنين لجدير أن تستصفي كدر قلوبنا بفضل حلمك قال: إنّي فاعل إن شاء اللّه، ثم أقبل على أبي الأسود الدّيلي، فقال له: [أنت](2) القاتل لعلي: ابعثني حكما، فو اللّه ما أنت هناك، إنك لفهيه(3) المحاورة، عييّ بالجواب، فكيف كنت صانعا؟ قال: كنت جامعا أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم فأقول لهم: أ بدري، أحدي، شجري، عقبي، أحب إليكم، أم رجل من الطلقاء؟ فقال معاوية: قاتله اللّه، و اللّه لقد خلعني خلع الوصيف(4).

قال: و نا إبراهيم بن الحسين، نا موسى بن إسماعيل، نا غسان بن مضر، نا سعيد عن بعض أصحابه قال: قال أبو الأسود الدّيلي لمعاوية بن أبي(5) سفيان: لو كنت بمكان أبي موسى ما صنعت ما صنع ؟ قال: و ما كنت تصنع ؟ قال: كنت انظر رهطا من المهاجرين و رهطا من الأنصار فأناشدهم اللّه المهاجرين أحقّ بالخلافة أو الطلقاء، فقال معاوية: أقسمت عليك لا تذكرنّ هذا الحديث ما عشت.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، و أبو العزّ ثابت بن منصور، قالا:

أنا أحمد بن الحسن - زاد عبد الوهاب: و أحمد بن الحسن بن خيرون قالا: - أنا محمّد بن الحسن الأصبهاني، أنا أبو الحسين الأصبهاني، أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خياط(6) ، قال: أبو الأسود الدّيلي اسمه ظالم بن عمرو بن سفيان بن

ص: 180


1- مهملة بالأصل، و الصواب ما أثبت، و الختر: الغدر و الخديعة، أو أقبح العذر (القاموس).
2- زيادة منا للإيضاح.
3- بالأصل: لفهه، و الصواب عن اللسان، و رجل فهيه: عييّ.
4- الوصيف: العبد.
5- كتبت فوق الكلام بين السطرين.
6- طبقات خليفة بن خياط ص 328 رقم 1515.

جندل بن يعمر بن حلبس(1) بن نفاثة بن عدي بن الدّول بن بكر بن علي بن كنانة بن خزيمة، أمّه الطويلة من بني عبد الدار بن قصي.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم الكوكبي، نا ابن أبي خيثمة، قال: أملى علينا أبو محمّد عبد اللّه بن أبي كريمة المؤدب، قال أبو الأسود الدّيلي ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل بن يعمر بن خليس(2) بن نفاثة بن عدي بن الدّيل بن بكر.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا.

ح و أنبأنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر بن البنّا، و حدّثنا عمي - رحمه اللّه - أنا أبو طالب - قراءة - قالا: قرئ على أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، قالا: نا محمّد بن سعد(3) قال في الطبقة الأولى من تابعي أهل البصرة: أبو الأسود الدّيلي، و اسمه ظالم بن عمرو بن سفيان، انتهت رواية ابن أبي الدنيا - و زاد ابن الفهم: بن عمرو بن حليس(4) بن يعمر بن نفاثة بن عدي بن الدّيل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، و كان شاعرا متشيعا، و كان ثقة في حديثه إن شاء اللّه، و كان عبد اللّه بن عباس لمّا خرج من البصرة استخلف عليها أبا الأسود الدّيلي، فأقرّه علي بن أبي طالب.

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن بن المفرّج، أنا أبو الفرج سهل بن بشر، و أبو نصر أحمد بن محمّد بن سعيد، قالا: أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد، أنا منير بن أحمد بن الحسن، أنا أبو محمّد الحذّاء، أنا أبو جعفر أحمد بن الهيثم، قال: قال أبو نعيم: أبو الأسود الدّيلي ظالم.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم السّلماسي، أنا نعمة اللّه بن عمر المرثدي، نا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، نا محمّد بن أحمد بن سليمان، أنا سفيان بن محمّد بن

ص: 181


1- عند خليفة: خلس.
2- كذا ورد هنا بالأصل، و قد مرّ: «حلبس» و في بعض مصادر ترجمته: حلس.
3- الخبر في طبقات ابن سعد الكبرى المطبوع برواية الحسين بن الفهم 99/7.
4- كذا و في ابن سعد: خلس.

سفيان، حدّثني الحسن بن سفيان، نا محمّد بن علي بن محمّد بن إسحاق، قال:

سمعت أبا عمر الضرير يقول: أبو الأسود الدّيلي ظالم بن عمرو.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الفضل [بن] خيرون.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو القاسم الأزهري، أنا أبو الحسين عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب بن النواب، أخبرنا العباس بن العباس بن محمّد بن عبد اللّه بن المغيرة الجوهري، أنا صالح بن أحمد بن محمّد بن حنبل، قال: قال أبي: أبو الأسود الدّيلي، ظالم بن عمرو بن سفيان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل البقال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه قال: أبو الأسود الدّيلي ظالم بن عمرو بن سفيان.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمّد عن(1) أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم، نا ابن أبي خيثمة، قال: سمعت أحمد بن حنبل، أبو عبد اللّه يقول(2): أبو الأسود الدّيلي ظالم بن عمرو بن سفيان.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا يوسف بن رباح بن علي، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو الأسود الدّيلي اسمه ظالم بن عمرو، عن عليّ و عن(3) أبي ذرّ.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّاء، نا محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول:

أبو الأسود الدّيلي اسمه ظالم بن عمرو، قلت ليحيى: أبو الأسود يروي عن معاذ بن جبل لقيه ؟ قال: لا.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام الواسطي، عن أبي عمر

ص: 182


1- بالأصل «بن» خطأ.
2- بالأصل وقعت اللفظة قبل «أبو عبد اللّه» فأخرناه إلى موضعها هنا.
3- بالأصل «بن» و الصواب ما أثبت، انظر في تهذيب الكمال و سير الأعلام (ترجمته، عمن روى أبو الأسود).

محمّد بن العبّاس، نا محمّد بن القاسم، نا ابن أبي خيثمة قال: سألت يحيى بن معين عن أبي الأسود الدّيلي فقال: اسمه ظالم بن عمرو بن سفيان، و هو أول من تكلّم في النحو، بصري، ثقة(1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، حدّثني محمّد بن عبد الرحيم قال: قال:

اسم أبي الأسود ظالم بن عمرو.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفتح نصر بن أحمد الخطيب، أنا محمّد بن أحمد الجواليقي.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو طاهر المقرئ، قالا: أنا [أبو] الفرج الطناجيري، قالا: أنا أبو عبد اللّه الأنصاري، أنا أبو جعفر الشيباني، نا أبو بشر هارون بن حاتم قال: كان اسم أبي الأسود الدّيلي ظالم بن عمرو بن سفيان.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، نا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن شهريار، نا أبو حفص الفلاّس، قال: و أبو الأسود الدّيلي اسمه ظالم بن عمرو بن سفيان، غالب غير واحد من ولده.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن عبد الملك بن عمر بن خلف، ثم أخبرني أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنبأ عبد الملك بن عمر، أنا أبو حفص بن شاهين، نا محمّد بن مخلد.

ح قال: و أنا ابن الطّيّوري، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا عثمان بن محمّد بن أحمد المخرمي، نا إسماعيل الصّفار، ثنا إسماعيل الدوري، نا أبو بكر بن أبي الأسود قال:

و أبو الأسود الدّيلي عمرو بن سفيان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو الفضل بن البقال، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن بن مهران، أخبرنا إبراهيم بن أبي أمية قال:

ص: 183


1- تهذيب الكمال 27/21.

سمعت نوح بن حبيب يقول: اسم أبي الأسود ظالم بن عمرو بن سفيان الدّيلي، روى عن علي، و أبي موسى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن أبي الصّقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي(1): أخبرني محمّد بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمّد بن عمر قال: أبو الأسود الدّيلي عويمر بن ظويلم من أهل البصرة، و كان ممن أسلم على عهد النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، [و لم ير النبي عليه السّلام](2) ، و قاتل مع علي يوم الجمل، و كان يستخلفه بعد ذلك ابن عباس بعد ذلك على البصرة، و كان علويّا، هلك في ولاية عبيد اللّه بن زياد.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا محمّد بن الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن الحسين بن زنبيل، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن بن الخليل، نا محمّد بن إسماعيل البخاري، حدّثني إسحاق الواسطي، حدّثني خالد، عن داود، عن أبي حرب بن أبي الأسود، أخذ أبا الأسود الفالج، فأرسلنا إلى ابن عمر نسأله كيف يصلي، قال البخاري: هو الدّيلي بصري، اسمه سارق بن ظالم، و يقال: ظالم بن سارق أبو الأسود، و قد أدرك عمر.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن نوفل [بن] علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أن أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين قالا: - أنا أحمد بن عبدان، أنا حمد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل(3) قال: عمرو بن سفيان و يقال عمرو بن ظالم أبو الأسود الدّيلي البصري، عن عمر، و علي، و أبي موسى، و أبي ذر، قال أحمد بن عيسى عن ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن(4) سعيد بن أبي هلال، عن ثعلبة(5) ، عن بريدة، عن ظالم أبي الأسود.

ص: 184


1- الكنى و الأسماء للدولابي 107/1.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن الدولابي.
3- التاريخ الكبير للبخاري 334/6.
4- بالأصل «بن» و الصواب عن البخاري.
5- كذا بالأصل، و في البخاري: و ثعلبة عن ابن بريدة.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأصبهاني - أنا أبو القاسم الأصبهاني، أنا أحمد - إجازة -.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا أبو الحسن، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(1) ، قال:

ظالم بن عمرو بن سفيان أبو الأسود الدّيلي، روى عن(2) عمر، و علي، و أبي ذر، و أبي موسى، و ولي قضاء البصرة، روى عنه ابنه عمرو(3) بن أبي الأسود، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال أبو الأسود الدّيلي ظالم بن عمرو بن سفيان الغالب عليه الكنية.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو الأسود ظالم بن عمرو بن سفيان الدّيلي، سمع عمرا(4) ، و عليا، روى عنه ابنه أبو حرب، و عبيد اللّه بن بريدة.

أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد اللّه، أنا محمود بن القاسم، و عبد العزيز بن محمّد، و أحمد بن عبد الصمد، قالوا: أنا عبد الجبار بن محمّد، أنا محمّد بن أحمد بن محبوب، أنا أبو عيسى التّرمذي قال: أبو الأسود الدّيلي، اسمه ظالم بن عمرو بن سفيان.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النسائي، أخبرني أبي قال: أبو الأسود ظالم بن عمرو بن سفيان في الكتاب الذي قال لنا معاوية بن صالح في أوّله: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو الأسود ظالم بن عمرو، قال النسائي: و أنبأ عبد اللّه بن أحمد بن عبد السّلام، عن محمّد بن إسماعيل: اسم أبي الأسود سارق بن

ص: 185


1- الجرح و التعديل 503/4.
2- بالأصل «بن» خطأ و الصواب عن الجرح و التعديل، و مما تقدم من مصادر ترجمته.
3- في الجرح و التعديل (و غيره من مصادر ترجمته): ابنه أبو حرب بن أبي الأسود.
4- بالأصل: «عمر».

ظالم، و يقال: عمرو بن ظالم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم، أنا أبو بشر المهندس، نا أبو بشر قال: أبو الأسود ظالم بن عمرو الدّيلي، و قال في موضع آخر: ظالم بن عمير.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، أنا أبو الفتح الزاهد، أنا سليمان بن أيوب الفقيه، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم، نا يزيد بن محمّد بن إياس، قال: سمعت محمّد بن أحمد المقدّمي يقول: أبو الأسود الدّيلي ظالم بن عمرو بن سفيان.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن علي بن سوار، و المبارك بن عبد الجبار، قالا: أنا الحسين بن علي بن عبيد اللّه، أنا محمّد بن إبراهيم بن السّري، نا عبد الملك بن بدر بن الهيثم، نا أحمد بن هارون الحافظ، قال في الطبقة الثانية و هم التابعون: ظالم بن عمرو، و هو أبو الأسود الدّيلي، يروي عن عمر، و أبي ذرّ، بصري، قد سمّي غيره ظالما: أبو صفرة والد المهلّب اسمه ظالم، و يقال: قاطع بن سارق، و يقال: ابن سراق.

أخبرنا أبو جعفر الهمذاني - في كتابه - أنا أبو بكر الصّفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم(1) قال: أبو الأسود ظالم بن عمرو، و يقال: عمرو بن ظالم الدّيلي، و يقال: عمرو بن سفيان، و يقال: ظالم بن عمرو بن سفيان البصري، عن أبي حفص عمر بن الخطاب العدوي، و الزّبير بن العوام أبي عبد اللّه الأسدي، روى عنه: أبو سهل عبد اللّه بن بريدة الأسلمي، و ابنه أبو حرب بن أبي الأسود الدّيلي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل محمّد بن ظاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن بن سياوش، أنبأ أبو نصر الكلاباذي، قال: ظالم بن عمرو بن سفيان أبو الأسود الدّيلي البصري، كذا سماه، و نسبه عمرو بن علي، و أبو عيسى، و كاتب الواقدي، و قال البخاري: يقال اسمه عمرو بن سفيان، و يقال:

ص: 186


1- كتاب الأسامي و الكنى للحاكم النيسابوري 365/1 رقم 294.

الخطّاب، و أبي ذرّ، روى عنه يحيى بن يعمر، و عبد اللّه بن بريدة في الجنائز، و ذكر بني إسرائيل.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي بكر الخطيب، قال: كتب إليّ أبو عبد اللّه محمّد بن سلامة القضاعي القاضي من مصر، و حدّثني أبو منصور البغدادي عنه، أنا أبو يعقوب يوسف بن يعقوب بن خرّزاد النجيرمي(1) ، أنا أبو الحسن علي بن أحمد المهلّبي، أنا محمّد بن عبد الرحمن الروذباري، أنا محمّد بن عبد الملك التاريخي(2) ، حدّثني عبيد اللّه بن محمّد بن يحيى العدوي - عدي تيم - عن محمّد بن حبيب - قال المهلّبي: حبيب اسم أمه - قال في ربيعة بن نزار الدّول بن حنيفة بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، و في الأزد الدّيل بن شداد بن زيد مناة بن الحجر، و في غيره الدّول بن صباح بن عتيك بن أسلم بن يذكر بن عنزة، في ثعلب الدّيل بن زيد بن عمرو بن غنم بن ثعلب، و من إياد بن نزار الدّيل بن أبي أمية بن حذافة بن زهرة بن إياد، و في الأزد الدّول بن سعد مناة بن غامد، و في ضبّة بن أدّ الدّول بن ثعلبة بن سعد بن ضبّة، و في الرّباب الدّول بن جلّ بن عدي بن عبد مناة بن أدّ، و في كنانة بن خزيمة الدّيل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة رهط أبي [الأسود](3) الدّيلي، و اسمه ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل بن يعمر بن حلبس بن نفاثة بن عمرو بن الدّيل، و يقال: بل اسمه عثمان بن عمرو بن سفيان - قال التاريخي: و قال محمّد بن سلام و العدوي و العنزي، و محمّد بن يزيد النحوي: أبو الأسود الديلي بضم الدال و كسر الياء، قال أبو العبّاس المبارك: مضمومة الدال مفتوحة الواو من الدّول، بضم الدّال و كسر الياء، قال أبو العبّاس: و الدّيل: الدّابة، و يقال لرهط أبي الأسود الدّولي و امتنعوا أن يقولوا أبو الأسود الدّيلي لئلا يوالوا بين الكسرات فقال الدّولي كما قال في النّمر النّمري(4).

قال التاريخي: و حدّثني محمّد بن الفتح بن سهل، حدّثني محمّد بن صالح بن

ص: 187


1- تقرأ بالأصل «النحرمي» و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 259/16.
2- هذه النسبة إلى التاريخ، و لقب بالتاريخي لأنه كان يعني بالتواريخ و جمعها. ذكره السمعاني في الأنساب و ترجم له.
3- زيادة منا للإيضاح.
4- انظر طبقات فحول الشعراء للجمحي ص 12 و إنباه الرواة ص 14/1 و سير الأعلام 85/4.

النطاح، عن أبي اليقظان عامر بن حفص، قال: و أما الدّول بن بكر فعددهم كثير حول مكة و بالمدينة، فمر بني الدّول بنو نفاثة منهم فروة بن نفاثة، و قد ملك بعض الشام في الجاهلية، قال: و زعم يونس: أن الدّول امرأة من بني كنانة و هم رهط أبي الأسود الدّولي، و أما بنو عدي بن الدّول فلهم عدد كثير بالحجاز، فمن بني عدي عمرو بن جندل بن سفيان، و قتل عمرو في بعض المشاهد التي قاتلهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فولد عمرو: ظالما و هو أبو الأسود، أمّه الطويلة من بني عبد الدار بن قصي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، أنا أبو علي محمّد بن محمّد بن أحمد بن المسلمة، أنا أبو سعد الحسن بن عبد اللّه بن المرزبان السّيرافي.

قال: اختلف الناس في أوّل من وضع اسم النحو، فقال قائلون: أبو الأسود الدّولي، و قال آخرون: بصري عاصم الدّولي، و يقال: الليثي، و قال آخرون:

عبد الرّحمن بن هرمز، و أكثر الناس على أبي الأسود الدّولي، و اسمه: ظالم بن عمرو بن سفيان بن حلبس بن نفاثة بن عدي بن الدّول بن بكر بن كنانة، فكان من سكّان البصرة، و النسبة إليه دولي، كما ينسب إلى نمر نمري، فيفتح استثقالا للكثرة، و يجوز تخفيف الهمزة فيقال الدّولي بقلب الهمزة واوا محضة لأن الهمزة إذا انفتحت و كانت قبلها ضمها فتخفيفها يقلبها واوا، كما يقال في حون حون، و قد يقال الدّيلي بقلب الهمزة ياء حين انكسرت، فإذا انقلبت ياء كسرت الدال لتسلم الياء كما تقول قتل و بيع.

و قال الأصمعي: أخبرني عيسى بن عمر قال: الدّيل بن بكر الكناني إنّما هو الدّيل، فترك أهل الحجاز الهمزة و أنشد قيس:

جاءوا بقيس لو قيس معرّسة *** ما كان إلاّ كمعرّس الدّيل

و الذي يقول: أبو الأسود الدّيلي، يريد النسبة إلى الدّيل على تخفيف الهمزة الذي ذكرناه لأنه لا خلاف في نسبه، و قال محمّد بن حبيب: الدّيل بن بكر بن عبد مناف بن كنانة رهط أبي الأسود الدّيلي و الصحيح ما ذكرناه قبل، و الذي قال ابن حبيب على تخفيف الهمزة.

و كان أبو الأسود ممن صحب عليا، و كان من المتحققين بمحبته و محبة ولده، و في ذلك يقول:

ص: 188

أحبّ محمّدا حبّا شديدا *** و عبّاسا و حمزة و الوصيّا

فإن يك حبّهم رشدا أصبه *** و ليس بمخطئ إن كان غيا

و كان نازلا في بني قشير بالبصرة، و كانوا يرجمونه بالليل لمحبته لعلي و ولده، فإذا أصبح فذكر رجمهم قالوا: اللّه يرجمك، فيقول لهم: تكذبون، لو رجمني اللّه لأصابني و أنتم ترجمون فلا تصيبون(1).

و قد اختلف الناس في السبب الذي دعا أبا الأسود إلى ما رسمه من النحو، فقال أبو عبيدة معمر بن المثنّى: أخذ أبو الأسود عن علي بن أبي طالب العربية، فكان لا يخرج شيئا مما أخذه عن علي بن أبي طالب إلى أحد حتى بعث إليه زياد: اعمل شيئا يكون فيه إماما ينتفع الناس به، و يعرف به كتاب اللّه، فاستعفاه من ذلك حتى سمع أبو الأسود قارئا يقرأ: أَنَّ اللّٰهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَ رَسُولُهُ (2) فقال: ما ظننت أن أمر الناس صار إلى هذا، فرجع إلى زياد فقال: أنا أفعل ما أمر به الأمير، فليبغني كاتبا لقنا(3) يفعل ما أقول، فأتي بكاتب من عبد القيس، فلم يرضه، فأتي بآخر، قال أبو العباس: أحسبه منهم، فقال له أبو الأسود: إذا رأيتني قد فتح فمي بالحرف فانقط نقطة فوقه على أعلاه، فإن ضممت فمي فانقط نقطة بين يدي الحرف، و إن كسرت فاجعل النقطة تحت الحرف، فإن اتّبعت شيئا من ذلك عنه فاجعل مكان النقطة نقطتين، فهذا نقط أبي الأسود(4).

و روى محمّد بن عمران بن زياد الضّبّي، حدّثني أبو خالد، نا أبو بكر بن عباس، عن عاصم قال: جاء أبو الأسود الديلي إلى عبيد اللّه بن زياد يستأذنه في أن يضع العربية فأبى قال: فأتاه قوم فقال أحدهم: أصلحك اللّه مات أبانا و ترك بنوة. فقال عليّ بأبي الأسود ضع العربية.

و روى يحيى بن أحمد، عن أبي بكر بن عباس، عن عاصم قال: أول من وضع العربية أبو الأسود الدّيلي، جاء إلى زياد بالبصرة فقال: إنّي أرى العرب قد خالطت هذه

ص: 189


1- بالأصل: تصيب.
2- سورة التوبة، الآية: 3، قرأها بكسر اللام في رسوله.
3- أي سريع الفهم.
4- الخبر في كتابي الذهبي سير الأعلام 83/4 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة (80/61) صفحة 278 و صبح الأعشى 160/3.

الأعاجم و تغيّرت ألسنتهم، أ فتأذن لي أن أضع للعرب كلاما يعرفون أو يقيمون به كلامهم، قال: لا، قال: فجاء رجل إلى زياد فقال: أصلح اللّه الأمير، توفي أبانا و ترك بنونا، فقال له زياد: توفي أبانا و ترك بنونا ادع لي أبا الأسود، فقال: ضع للناس الذي نهيتك(1) أن تضع لهم.

و يقال إن السبب في ذلك: أنه مرّ بأبي الأسود سعد و كان رجلا فارسيا من أهل نورنجان كان قدم البصرة مع جماعة من أهله، فدنوا من قدامة بن مظعون الجمحي فادّعوا أنهم اسلموا على يديه، و أنهم بدال مواليه، فمرّ سعد هذا بأبي الأسود و هو يقود فرسه، فقال: ما لك يا سعد لا تركب، فقال: إنّ فرسي ضالع(2) ، فضحك به بعض من حضره، فقال أبو الأسود: هؤلاء الموالي قد رغبوا في الإسلام، و دخلوا فيه فصاروا لنا اخوة، فلو علّمناهم الكلام، فوضع باب الفاعل و المفعول لم يزد عليه.

و كان أبو الأسود الدّولي من أفصح الناس.

قال قتادة بن دعامة السّدوسي: قال أبو الأسود الدّولي، من أفصح الناس.

قال قتادة بن دعامة السّدوسي: قال أبو الأسود الدّيلي: إني لأجد للّحن غمزا كغمز اللحم.

و يقال: إن ابنته قالت له يوما: يا أبت ما أحسن السماء، أي أي بنية، نجومها، قالت: إني لم أرد أي شيء منها أحسن إنما تعجبت من حسنها، قال: إذا تقولي ما أحسن السماء فحينئذ وضع كتابا.

و يقال: إن ابنته قالت له: يا أبت ما أشد الحر في يوم شديد الحر. فقال لها: إذا كانت الصقعاء من فوقك و الرمضاء من تحتك، فقالت: إنما أريد أن الحر شديد، قال:

فقولي ما أشد الحر.

و الصقعاء: الشمس.

و يروى أن أبا الأسود لقي ابن صديق له، فقال له: ما فعل أبوك، قال: أخذته

ص: 190


1- بالأصل: يهنيك، و لعل الصواب ما أثبت.
2- كذا بالأصل: «ضالع» و الصواب ظالع بالظاء المشالة، و ظلع الرجل و الدابة في مشيه: عرج (كما في اللسان).

الحمى ففضخته فضخا، و طبخته طبخا، و رضخته رضخا، فتركته فرخا. قال أبو الأسود: فما فعلت امرأته التي كانت تزاره و تمارّه و تشارّه و تضارّه ؟ فقال: طلّقها، و تزوج غيرها، فحظيت عنده و بطيت و رضيت. قال أبو الأسود: فما معنى بطيت ؟ قال:

حرف من اللغة لم ندر من أي بيض خرج و لا في أي عش درج، قال يا بن أخ، لا خير لك فيما لم أدر.

و روي عن عبد اللّه بن بريدة قال: قيل لأبي الأسود الدّيلي: أ تعرف فلانا؟ قال:

لا، قال: فإنه ينازع في أطماعكم و يتثاقل في حوائجكم، و لكن عرفوا فلانا، فإنه الأهيس الأليس الملك المحلس إن أعطى النهروان نيل أزر الأهيس الذي يدق كل شيء، قال الراجز:

إحدى لياليا فهيسي هيسي

و الأليس: الشجاع الذي لا يبرح.

قرأت بخط محمّد بن عمران المرزباني، حدّثني عبد اللّه بن محمّد بن أبي سعد البزار، حدّثني محمّد بن القاسم بن خلاّد، قال: سمعت الأصمعي يقول: أبو الأسود الدّولي، الدّال: دابة صغيرة دون الثعلب و فوق ابن عرس، و أنشد لكعب بن مالك رضي اللّه عنه:

جاءوا بقيس لو قيس معرسة *** ما كان إلاّ كمعرس الدال

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم - قراءة عليهما - قالا: أنبأ رشأ بن نظيف المقرئ، أنبأ أبو مسلّم محمّد بن أحمد بن علي البغدادي، قال: قرأ عليّ أبو بكر محمّد بن القاسم الأنباري، حدّثني بعض أصحابنا، قال: قال أبو عبد اللّه محمّد بن يحيى القطعي، حدّثني محمّد بن عيسى بن يزيد، حدّثني أبو توبة الربيع بن نافع الحلبي، حدّثني عيسى بن يونس، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، قال:

قدم أعرابي في زمان عمر فقال: من يقرئني مما أنزل اللّه على محمّد؟ قال: فأقرأه رجل: «براءة»، فقال: أَنَّ اللّٰهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَ رَسُولُهُ (1) بالجر فقال الأعرابي:

ص: 191


1- سورة التوبة، الآية: 3.

الأعرابي، فدعاه، فقال: يا أعرابي: أتبرأ من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ؟ قال: يا أمير المؤمنين إنّي قدمت المدينة و لا علم لي بالقرآن، فسألت من يقرئني، فأقرأني هذا سورة «براءة»، فقال: أَنَّ اللّٰهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَ رَسُولُهُ (1) ، فقلت: أ و قد برئ اللّه من رسوله ؟ إن يكن اللّه برئ من رسوله فأنا أبرأ منه، فقال عمر: ليس هكذا يا أعرابي، قال: فكيف هي يا أمير المؤمنين ؟ فقال: أَنَّ اللّٰهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَ رَسُولُهُ فقال الأعرابي: و أنا و اللّه أبرأ مما برئ اللّه و رسوله منه، فأمر عمر بن الخطّاب ألاّ يقرئ القرآن إلاّ عالم باللغة، و أمر بالأسود فوضع النحو.

قال: و أنبأ أبو بكر، ثنا يموت، نا السّجستاني أبو حاتم، قال: سمعت محمّد بن عبّاد المهلّبي عن أبيه قال: سمع أبو الأسود الدّيلي رجلا يقرأ أَنَّ اللّٰهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَ رَسُولُهُ بالجر، فقال: لا أظنني يسعني إلاّ أن أضع شيئا أصلح به لحن هذا، أو كلاما هذا معناه.

قال أبو حاتم: و زعموا أنّ أبا الأسود ولد في الجاهلية [و] أنه أخذ النحو عن علي بن أبي طالب.

قال: و أنبأ أبو بكر، حدّثني أبي، نا أبو عكرمة قال: قال العتبي: كتب معاوية إلى زياد يطلب عبيد اللّه ابنه، فلما قدم عليه كلّمه فوجده في فردة و كتب إليه كتابا يلومه فيه و يقول: أمثل عبيد اللّه تصنع(2) ؟ فبعث زياد إلى أبي الأسود فقال: يا أبا الأسود إنّ هذا الحمراء قد كثرت و أفسدت من ألسن العرب، فلو صنعت شيئا يصلح به الناس كلامهم و يعربون به كتاب اللّه فأبى ذلك أبو الأسود و كره إجابة زياد إلى ما سأل، فوجد زياد رجلا، و قال له: اقعد في طريق أبي الأسود، فإذا مرّ بك فاقرأ شيئا من القرآن تعمّد اللحن فيه، ففعل ذلك، فلما مرّ به أبو الأسود رفع الرجل صوته يقرأ: أَنَّ اللّٰهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَ رَسُولُهُ فاستعظم ذلك أبو الأسود، و قال: عزّ وجه اللّه أن يبرأ من رسوله، ثم رجع من فوره إلى زياد و قال: قد أجبتك إلى ما سألت، و رأيت أن أبدأ بإعراب القرآن، فابعث إليّ ثلاثين رجلا، فأحضرهم زياد، فاختار منهم أبو الأسود عشرة، ثم لم يزل بخيارهم حتى اختار منهم رجلا من عبد القيس، فقال: خذ المصحف و صبغا

ص: 192


1- يعني بكسر اللام من رسوله.
2- بالأصل: يضبع.

يخالف لون المداد، فإذا فتحت شفتي فانقط واحدة فوق الحرف، و إذا ضممتها فاجعل النقط إلى جانب الحرف، فإذا كسرتها فاجعل النقطة في أسفله، فإن اتبعت شيئا من هذه الحركات نقطة فانقط نقطتين، فابتدأ بالمصحف(1) حتى أتى على آخره، ثم وضع المختصر المنسوب إليه بعد ذلك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو علي محمّد بن محمّد بن أحمد بن المسلمة، و أبو علي بن البنّا، و أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن محمّد بن فهد البغدادي، قالوا: أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا أبو طاهر بن أبي هاشم شيخنا، نا أبو بكر محمّد بن علي بن إسماعيل، نا عمر بن شبّة، ثنا حيّان(2) بن بشر، نا يحيى بن آدم، عن أبي بكر عن(3) عاصم قال: أوّل من وضع العربية أبو الأسود الدّيلي، فجاء إلى زياد بالبصرة فقال: إني أرى العرب قد خالطت الأعاجم فتغيرت ألسنتهم، أ فتأذن لي أن أضع للعرب كلاما يعرفون و يقيمون به كلامهم ؟ قال: لا، قال: فجاء رجل إلى زياد فقال:

أصلح اللّه الأمير، توفي أبانا و ترك بنون، فقال: ادع لي أبا الأسود فقال: ضع للناس الذي نهيتك أن تضع(4) لهم(5).

قال: و أنا ابن أبي هاشم، نا محمّد، نا عمر بن شبّة، نا عبد اللّه بن محمّد - يعني الثوري - قال: سمعت أبا عبيدة يقول: أول من وضع النحو أبو الأسود الدّيلي، ثم ميمون الإفريقي(6) ، ثم عنبسة(7) الفيل، ثم عبد اللّه بن أبي إسحاق، قال: و وضع عيسى بن عمر(8) في النحو كتابين سمى أحدهما الجامع، و الآخر المكمل(9) ، قال الشاعر(10):

ص: 193


1- بالأصل: المصحف.
2- بالأصل: حبان.
3- بالأصل: بن.
4- بالأصل: أضع.
5- الخبر نقله الذهبي في كتابيه سير الأعلام 84/4 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80) ص 279 عن عمر بن شبة.
6- انظر بغية الوعاة 309/2.
7- انظر بغية الوعاة 233/2.
8- بغية الوعاة 237/2.
9- في بغية الوعاة: الإكمال.
10- البيتان في بغية الوعاة 237/2-238 منسوبان للخليل.

بطل النحو جميعا كله *** غير ما أحدث عيسى بن عمر

ذاك كمال(1) و هذا جامع *** و هما للناس شمس و قمر

أخبرنا أبو القاسم العلوي، و أبو الوحش المقرئ - قراءة - قالا: أنا رشأ بن نظيف، أنبأ محمّد بن أحمد بن علي الكاتب، أنبأ أبو بكر محمّد بن القاسم الأنباري، حدّثني أبي، نا عمر بن شبّة، حدّثنا حيّان بن بشر، نا يحيى بن آدم، عن أبي بكر بن عباس، عن عاصم بن أبي النّجود قال:

من وضع النحو أبو الأسود الدّيلي، جاء إلى زياد بالبصرة، فقال: إنّي أرى العرب قد خالطت هذه الأعاجم و تغيرت ألسنتهم، أ فتأذن لي أن أضع للعرب كلاما يعرفون أو يقيمون به كلامهم ؟ قال: لا، قال: فجاء رجل إلى زياد، فقال: أصلح اللّه الأمير، توفي أبانا فترك بنونا، فقال زياد: توفي أبانا فترك بنونا؟ ادع لي أبا الأسود، فقال: ضع للناس الذي نهيتك أن تضع لهم.

قال: و ثنا عمر بن شبّة، قال: و حدّثني الثوري قال: سمعت أبا عبيدة معمر بن المثنّى يقول:

أوّل من وضع النحو أبو الأسود الدّيلي، ثم ميمون الأقرن(2) ، ثم عنبسة الفيل(3) ، ثم عبد اللّه بن أبي إسحاق، قال: و وضع عيسى بن عمر في النحو كتابين سمى أحدهما الجامع و الآخر المكمل، فقال الخليل بن أحمد:

بطل النحو جميعا كلّه *** غير ما أحدث عيسى بن عمر

ذاك إكمال و هذا جامع *** فهما للناس شمس و قمر

قال: و نا عمر بن شبّة، حدّثني أبو سلمة موسى بن إسماعيل، أنبأ أبي، قال: كان أبو الأسود الدّيلي أوّل من وضع العربية بالبصرة.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو الحسين الفارسي، أنا أبو سليمان الخطّابي، قال: حدّثت عن أبي خليفة، عن محمّد بن سلام الجمحي(4) ، قال:

ص: 194


1- بغية الوعاة: ذاك إكمال.
2- بالأصل: «الأقري» و المثبت عن بغية الوعاة.
3- بالأصل: «النبل» و المثبت «الفيل» عن بغية الوعاة.
4- طبقات الشعراء للجمحي ص 29.

أوّل من أسس العربية و فتح بابها و أنهج سبلها، و وضع قياسها أبو الأسود(1) و كان رجل أهل البصرة، و إنما فعل ذلك حين اضطرب كلام العرب، فغلبت السّليقية(2).

قال الخطابي: السليقية من الكلام ما كان الغالب على السهو فهو مع ذلك فصيح اللفظ منسوب إلى السّليقية و هي الطبيعة، و معناه ما سمح به الطبع و سهل على اللسان من غير أن يتعهد إعرابه، فقال: فلان يقرأ بالسليقية، أي بطبعه لم يقرأ على القراء لم يأخذه عن تعليم.

قال الشافعي - رضي اللّه عنه -: كان مالك بن أنس يقرأ بالسّليقية يستقصره في ذلك، و السليقية تذمّ مرة و تمدح أخرى، إذا ذمّت فلعدم الإعراب، و إذا مدحت فللدراية و الفصاحة، قال الشاعر:

و لست بنحويّ يلوك لسانه *** و لكن سليقيّ أقول فأعرب

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد العتيقي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أخبرنا الحسين بن جعفر، قالوا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدّثني(3) أبي قال: أبو الأسود الدّيلي، و اسمه ظالم بن عمرو بن سفيان، كان من كبار التابعين من أصحاب عليّ، و هو أوّل من وضع النحو، بصري، تابعي، ثقة.

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن، أنا سهل بن بشر، أنا عبد الوهاب بن الحسين بن عمر - بصور - أنا الحسن بن محمّد بن عبيد العسكري، نا محمّد بن العبّاس اليزيدي، نا الرياشي - يعني عباس بن الفرج - نا أبو الأسود الدّيلي شيخ له، عن عمرو بن النعمان، عن الحسن بن عبد اللّه بن الحسن، قال: كنا نوافق أبا الأسود، قال: فتعجب من كلامه، قال: فيقول: ما رأيت أحسن كلاما من عليّ.

أخبرنا أبو القاسم النّسيب، و أبو الوحش الضرير، قالا: أنا رشأ بن نظيف، أنا

ص: 195


1- عند ابن سلام: أبو الأسود الدولي و هو ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل.
2- عن الجمحي و بالأصل: السيلفية.
3- تاريخ الثقات للعجلي ص 238 و قوله: «أبو الأسود الديلي» ليس في تاريخ الثقات.

محمّد بن أحمد البغدادي، أنا محمّد بن القاسم الأنباري، حدّثنا إسماعيل بن إسحاق، نا سليمان، ثنا أبو هلال، عن قتادة، قال: قال أبو الأسود: إني لأحد للحسن عمرا كعمر اللحم.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن محمّد بن النّقّور، و عبد الباقي بن محمّد بن غالب، قالا: أنا محمّد بن عبد الرّحمن، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، ثنا زكريا بن يحيى المنقري، نا الأصمعي، نا سلمة بن بلال، عن أبي رجاء العطاردي، قال:

استقضى عبد اللّه بن عباس حميرة بن بيري بعد عبد الرّحمن بن يزيد، ثم استقضى بعد عميرة أبا الأسود الدّيلي لمّا خرج عبد اللّه بن عباس إلى عليّ خرج معه أبو الأسود الدّيلي، فاستقضى ابن عباس مكانه الحارث بن عبد عوف بن أصرم بن عمرو بن شعيثة(1) بن الهزم(2) بن رويبة بن عبد اللّه بن هلال بن عامر بن صعصعة، ثم قدم ابن عباس فأقرّ الحارث على القضاء و استخلف، و كان ابن عباس كلما خرج عن البصرة استخلف أبا الأسود.

قال الأصمعي: و هو ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل بن يعمر بن نباتة(3) بن عدي بن الدّيل بن بكر بن كنانة، كذا فيه، و الصواب نفاثة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(4) ، أنا عبيد بن مجالد و غيره، قال: أقام علي بعد وقعة الجمل بالبصرة خمسين ليلة، ثم أقبل إلى الكوفة و استخلف عبد اللّه بن عباس على البصرة، فلم يزل ابن عباس على البصرة حتى سار إلى صفين، فاستخلف أبا الأسود الدّيلي على الصّلاة بالبصرة، و استخلف زيادا على الخراج، و بيت المال، و الديات، فلم يزالا على البصرة حتى قدم من صفين، فرجع ابن عباس إلى البصرة.

ص: 196


1- إعجامها مضطرب بالأصل و المثبت عن جمهرة ابن حزم ص 274.
2- تقرأ بالأصل: «الهدم» و المثبت عن ابن حزم.
3- كذا، و سينبه المصنف إلى الصواب: نفاثة.
4- طبقات ابن سعد 99/7.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسين السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة(1) ، قال في تسمية قضاة البصرة(2): ولّى ابن عباس في خلافة علي أبا الأسود الدّيلي، و يقال: قضى الضحاك بن عبد اللّه الهلالي، و يقال: عبد اللّه بن فضالة الليثي، و قال في موضع(3): ثم شخص ابن عباس إلى الحجاز و ولّى أبا الأسود الدّيلي، فلم يزل عليها حتى قتل عليّ.

أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أحمد بن العباس، ثنا علي بن عمر بن محمّد بن الحسن بن القزويني - إملاء - ثنا علي بن عمرو بن سهيل الحريري، ثنا سليمان بن محمّد الخزاعي - بدمشق - دار الضيافة، نا عباس بن الوليد الخلاّل، نا مروان بن محمّد، نا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أبي الأسود الدّيلي، قال: إعادة الحديث أشدّ من نقل الصخر من الجبل.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأ رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، نا محمّد بن يونس، نا الأصمعي، قال:

كان أبو الأسود يكثر الركوب، فقيل له: يا أبا الأسود لو قعدت في منزلك كان أودع لبدنك، و أروح، فقال أبو الأسود: صدقت، و لكن الركوب أتفرّج فيه، و أسمع من الخبر ما لا أسمعه في منزلي، و استنشق الريح فترجع إليّ نفسي، و ألاقي الإخوان، و لو جلست في منزلي اغتمّ بي أهلي، و استأنس بي الصبي، و اجترأت عليّ الخادم، و كلّمني من أهلي من يهاب أن يكلمني(4).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأ جدي، أنا أبو محمّد بن زبر، نا الحسن بن قليل، نا نصر و الرياشي، عن الأصمعي، عن عيسى بن عمر قال: قال أبو الأسود الدّيلي لقومه: لا تعرّفوا عليكم فلانا، فإنه - ما علمت - ضعيف، و لكن عرّفوا عليكم فلانا، فإنه ما علمته الأهيس الأليس الألدّ الملحس(5) ، إذا

ص: 197


1- تاريخ خليفة ص 200.
2- يعني في عهد عليّ ابن أبي طالب رضي اللّه عنه.
3- تاريخ خليفة ص 202.
4- الأغاني 302/12.
5- بالأصل: المحلسن، و المثبت عن الأغاني 332/12، و الملحس: الحريص، و الذي يأخذ كل شيء يقدر عليه، و الشجاع كأنه يأكل كل شيء يرتفع له.

سئل أزر و إذا سأل انتهر.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّاء، ثنا محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول:

حدّثنا معن قال: قال مالك: بلغني أن أبا الأسود الدّيلي باع دارا له فقيل له: بعت ؟ فقال: لا، و لكني بعت جيراني(1).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا محمّد بن موسى بن الفضل، أنا أبو عبد اللّه الصّفار، نا أحمد بن محمّد البري، نا أبو سلمة موسى بن إسماعيل، نا أبو هلال، عن صالح البراد، قال: قال أبو الأسود الدّيلي لبنيه: أحسنت إليكم كبارا و صغارا، و قبل أن تكونوا، قالوا: أحسنت إلينا كبارا و صغارا فكيف أحسنت إلينا قبل أن نكون ؟ قال: لم أضعكم موضعا تستحيون منه.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم العلوي، و أبو الحسن المقرئ عنه، ثنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد العرضي، نا أبو بكر محمّد بن يحيى الصّولي، نا أبو العيناء، ثنا مسعود بن بسر، نا أبو اليقظان، قال: قال رجل لأبي الأسود: أنت و اللّه ظريف لفظ، ظريف علم، وعاء حلم، غير أنك بخيل، [فقال](2) و ما خير ظرف لا يمسك ما فيه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، أنبأ أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأ جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، ثنا يموت بن المزرّع، نا عيسى(3) و هو عيسى بن إسماعيل، نا أبو زيد الأنصاري، قال: وقف أعرابي بأبي الأسود الدّيلي و هو على دكان له على باب داره يأكل تمرا، فقال له: أصلحك اللّه، شيخ همّ عابر ماضين، و وافد محتاجين، أكله الدهر و أذاه الفقر، فأعن مسيفا(4) ضعيفا، فناوله أبو الأسود تمرة فرمى بها الأعرابي في وجهه ثم قال له: جعلها اللّه حظّك من حظّك عنده، و ألجأك إليّ كما ألجأني إليك، ليبلوك بي كما بلاني بك.

ص: 198


1- انظر إنباه الرواة 57/1.
2- زيادة منا للإيضاح.
3- كذا رسمها.
4- بالأصل: مسبقا، خطأ، و الصواب: «مسيفا» عن اللسان «سوف» انظر ما يلي.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنبأ عبد الغافر بن محمّد قال: أنا أبو سليمان الخطّابي قال: في حديث أبي الأسود أن أعرابيا وقف عليه و هو يأكل تمرا، فقال: شيخ همّ عابر ماضين، و وافد محتاجين، أكلني الفقر و ردّاني(1) الدهر ضعيفا مسيفا(2) ، فناوله تمرة، فضرب بها وجهه، و قال: جعلها اللّه حظّك من حظك عنده، حدّثنيه محمّد بن علي بن إسماعيل، نا محمّد بن دريد، أنا أبو عثمان الأشنانداني.

قال: أخبرنا الثوري قوله: مسيفا من أساف الرجل إذا ذهب ماله، و أصله من السّواف و هو داء يصيب الإبل فيهلكها، مضمومة السّين مثل القلاب(3) و الكباد، و كان أبو عمرو(4) الشيباني يقول: هو السّواف(5) بفتح السين، قال: و جاء هذا شاذا خارجا عن قياس إخوانه، و ذلك إن الأدواء(6) كلها جاءت على وزن فعال، و قد يستعار ذلك في غير الإبل، يقال: أساف الرجل إذا هلك أهله.

أخبرنا أبو السّعود أحمد بن علي بن محمّد، ثنا أبو الحسين بن المهتدي، أنبأ الشريف أبو الفضل محمّد بن الحسن بن محمّد بن الفضل بن المأمون، نا محمّد بن القاسم بن يسار بن محمّد الأنباري، نا أحمد بن يحيى، نا محمّد بن يونس النحوي، قال: قال أبو الأسود الدّيلي: ركبت سفينة أنا و عمران بن حصين من الكوفة إلى البصرة، فسرنا ثمانين ما مرّ بنا يوم إلاّ و نحن نتناشد فيه الشعر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي - فيما أرى ان يكن سماعا فإجازة - أبو الحسين بن النّقّور، نا أبو عبد اللّه الحسين بن هارون الضّبّي - إملاء - قال: وجدت في كتاب والدي: قال محمّد بن زكريا الغلابي نا العباس بن بكّار، نا أبو بكر الهذلي، قال:

كان أبو الأسود الدّولي جارا لبني قشير، و كانوا أصهارا، و كان يغيظهم(7) بكلامه و يردون قوله، و كان هواه في عليّ بن أبي طالب، و كانوا يؤذونه أذى كثيرا، فقال في ذلك،

ص: 199


1- في اللسان: و ردّني.
2- بالأصل: مسبقا، خطأ، و الصواب: «مسيفا» عن اللسان «سوف» انظر ما يلي.
3- غير واضحة بالأصل و لعل الصواب ما أثبت، و القلاب: مرض القلب، و الكباد: وجع الكبد، أو داء.
4- بالأصل: أبو عمر، خطأ، و الصواب عن اللسان.
5- في اللسان: السواف بفتح السين: الفناء، و قال ابن عدي: لم يروه بالفتح غير أبي عمرو، و ليس بشيء.
6- بالأصل: «ادوا» و المثبت عن اللسان (سوف).
7- بالأصل: «يغطيهم» و لعل الصواب ما أثبت، باعتبار ما يلي.

و اسمه عمرو بن سفيان(1):

يقول الأرذلون بنوا قشير *** طوال الدّهر لا ينسى عليا

فقلت لهم: و كيف ترون تركي *** من الأعمال(2) ما يقضي عليّا

أحبّ محمّدا حبّا شديدا *** و عباسا و حمزة و الوصيّا

بنوا عمّ النبيّ و أقربوه(3) *** أحبّ الناس كلّهم إليّا

فإن يك حبّهم رشدا أنله(4) *** و ليس بصائري إن كان غيّا

هم أهل النّصيحة من(5) لدني *** و أهل مدتي ما دمت حيّا

أحبّهم لحبّ اللّه حتى *** أجيء إذا بعثت على هويّا

رأيت اللّه خالق كلّ شيء *** هداهم و اجتبى منهم نبيّا

هم ساووا رسول اللّه حتى *** ترفّع أمره أمرا قويّا

و أقوام أجابوا اللّه لمّا *** دعا لا يجعلون له سميّا

مزينة منهم و بنو غفار *** و أسلم أضعفوا معه بديّا

يقودون الجياد مسوّمات *** عليهن السّوابغ و المطيّا

قال: فكتب معاوية إلى عبيد اللّه بن زياد: إن عرفت أبا الأسود و إلاّ فاسأل عنه، ثم أخبره أنه قد شكّ في دينه، فإذا قال: بما ذا فأخبره بقوله:

فإن يك حبّهم رشدا أنله

البيت.

فبعث عبيد اللّه إلى أبي الأسود فأخبره بمقالة معاوية، فقال أبو الأسود: فأقرئه السلام(6) و أخبره بأني إنمّا قلت كما قال العبد الصالح: وَ إِنّٰا أَوْ إِيّٰاكُمْ لَعَلىٰ هُدىً أَوْ فِي ضَلاٰلٍ مُبِينٍ أ فتراه شك في دينه.

ص: 200


1- الأبيات في الأغاني 321/12 و بعضها في إنباه الرواة 52/1.
2- في الأغاني: «من الأعمال مفروضا عليا» و في إنباه الرواة: «ما يجدي عليا».
3- الأغاني: بني عم النبي و أقربيه.
4- الأغاني و إنباه الرواة: أصبه و لست بمخطئ.
5- الأغاني: غير شك و أهل مودتي.
6- بالأصل: المسلم.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش - فيما قرأ علي إسناده و ناولني إياه، و أذن لي في روايته - أنا أبو علي محمّد بن الحسين الجازري(1) ، أنا القاضي أبو الفرج المعافا بن زكريا(2) ، نا محمّد بن الحسن بن دريد، أنا أبو حاتم، عن أبي عبيدة قال: كان أبو الأسود الدّيلي ينزل في بني قشير، و كانوا عثمانية، و كان أبو الأسود علويّ الرأي، و كان بنو قشير يسيئون جواره و يؤذونه و يرجمونه بالليل، فعاتبهم على ذلك فقالوا: ما رجمناك و لكنّ اللّه رجمك قال: كذبتم لأنكم إذا رجمتموني أخطأتموني، و لو رجمني اللّه لما أخطأني، ثم انتقل عنهم إلى هذيل و قال فيهم:

شتموا عليا ثم لم أزجرهم *** عنه فقلت مقالة المتردّد

اللّه يعلم أن حبّي صادق *** لبني النبي و الإمام(3) المهتدي

قال القاضي: و قد روي لنا من طريق آخر أن أبا الأسود قال في هذا المعنى و في بني قشير:

يقول الأرذلون بنو قشير *** طوال الدّهر لا تنسى عليّا

بنو عمّ النبي و أقربوه *** أحبّ الناس كلّهم إليّا

أحبّ محمّدا حبّا شديدا *** و عباسا و حمزة و الوصيّا

فإن يك حبّهم رشدا أصبته(4) *** و ليس بمخطئ إن كان غيّا

و يقال: إن معاوية قال له لما أنشد هذا: شككت ؟ فقال: ما شككت، قال اللّه:

وَ إِنّٰا أَوْ إِيّٰاكُمْ لَعَلىٰ هُدىً أَوْ فِي ضَلاٰلٍ مُبِينٍ أ فهذا شكّ؟

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه - فيما قرأ علي إسناده و ناولني و قال: اروه عني - أنا أبو علي محمّد بن الحسين، أنا المعافا بن زكريا(5) ، ثنا يزداد بن عبد الرّحمن، قال: قال أبو موسى - يعني تينة - حدّثني الفحذمي قال: جاء أبو الأسود الدّولي إلى بحير بن ريسان الحميري فقال(6):

ص: 201


1- مضطربة بالأصل، و قد تقرأ «الحاربي» و المثبت قياسا إلى سند مماثل.
2- الجليس الصالح الكافي 173/4-174.
3- الجليس الصالح: و للإمام المهتدي.
4- الجليس الصالح: أصبه و لست بمخطئ.
5- الخبر في الجليس الصالح الكافي 297/3.
6- بالأصل: «فقال بحير» و قد سقطت «بحير» من الجليس الصالح، و الذي يفهم من العبارة أن الشعر لأبي الأسود، و البيتان ذكرها المعافى، و ليسا في ديوان أبي الأسود.

بحير بن ريسان الذي ساد حميرا *** بأفعاله و الديرات تدور

و إنّي لأرجو من بحير وليدة *** و ذاك على المرء الكريم يسير

فقال: يا أبا الأسود سألتنا على قدرك، و لو سألتنا على قدرنا ما رضينا بها لك، قال: أما لا فاجعلها روقة أي تعجب مالكها.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه بن كادش، أنا أبو يعلي محمّد بن الحسين بن الفراء، أنبأ إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل، أنا الحسين بن القاسم بن جعفر الكوكبي، حدّثني أبو عبد اللّه محمّد بن القاسم بن خلاّد، أنبأ العتبي، عن أبي جعدبة، قال: كان أبو الأسود الدؤلي من أبرّ الناس عند معاوية و أقربهم منه مجلسا، فبينا هو ذات يوم عنده، و عنده الأشراف و وجوه الناس إذ أقبلت امرأة أبي الأسود حتى حادت بمعاوية، فقالت(1): سلام عليك يا أمير المؤمنين، إن اللّه قد جعلك خليفة في البلاد، و رقيبا على العباد، فأكفّ بك الأهواء و أنس بك الخائف، و وزع بك الخائف، فاسألك النعمة في غير تغيير، و العافية في غير تعذير، فقد ألجأني إليك يا أمير المؤمنين أمر ضاق عليّ فيه المنهج، و تفاقم عليّ فيه المخرج، كرهت بوائقه، و أثقلتني عواتقه، و قدحتني علائقه فلينصفني أمير المؤمنين من خصمي، فإني أعوذ بعقوبة من العار الوبيل، و الشين الجليل الذي يبهر ذوات العقول، قال لها معاوية: من بعلك هذا الذي تصفين منه ؟ قالت: هو أبو الأسود، فالتفت إليه فقال: يا أبا الأسود ما تقول هذه المرأة ؟ فقال: يا أمير المؤمنين إنّها لتقول من الحقّ بعضا، أما ما تذكر من طلاقها فهو حقّ، و أنا مخبر أمير المؤمنين عنه بصدق، و اللّه يا أمير المؤمنين ما طلّقتها عن ريبة ظهرت و لا في هفوة حضرت، و لكني كرهت شمائلها فقطعت عني حبائلها، فقال معاوية: و أي شمائلها كرهت ؟ فقال: يا أمير المؤمنين إنّك مهيجها عليّ بجواب عتيد و لسان شديد، فقال: لا بدّ لك من مجاورتها، فاردد عليها قولها عند مراجعتها، فقال: يا أمير المؤمنين إنّها لكثيرة الصخب، دائمة الدرب، مهينة الأهل، مؤدبة البعل مسنية إلى الحاز إن رأت خيرا كتمته، و إن رأت شرّا أذاعته، فقالت(2): و اللّه لو لا أمير المؤمنين و حضور من حضره من المسلمين، لرددت عليك بوادر كلامك، بنواقد أفرغ بها كل سهامك، و إن كان لا يحمل

ص: 202


1- بالأصل: فقال.
2- بالأصل: فقال، خطأ.

بالحرة أن تشتم بعلا، و لا تظهر جهلا، فقال لها معاوية: عزمت عليك إلاّ أجبتيه، فقالت(1): يا أمير المؤمنين هو ما علمته سئول جهول ملح بخيل، إن قال فشرّ قائل، و إن سكت فذو دغائل، ليث حيث تأمن، ثعلب حين يخاف، شحيح حين يضاف، إن ذكر الجود انقمع لما يعرف من قصور شأنه، ضيفه جائع، و جاره ضائع، لا يحفظ جارا، و لا يحمي ذمارا، و لا يدرك ثارا، أكرم الناس عليه من أهانه، و أهونهم عليه من أكرمه، فقال معاوية: سبحان اللّه و لما تأتي به هذه المرأة يا أبا الأسود، فقال أبو الأسود:

أصلح اللّه الأمير إنّها مطلقة، و من أكثر كلاما من مطلّقة، فقال لها معاوية: إذا كان الرواح فاحضري حتى أفصل بينك و بينه، فلما كان الرواح جاءت و قد احتضنت ابنها، فلما رآها أبو الأسود قام إليها لينتزع ابنه منها، فقال له معاوية: مه يا أبا الأسود، و لا تعجل على المرأة أن تنطق بحجتها، فقال: يا أمير المؤمنين أنا أحقّ بابني منها، حملته قبل أن تحمله، و وضعته قبل أن تضعه، و أنا الأب و إليّ ينسب، فقالت(2): صدق، حمله خفّا و حملته(3) ثقلا، و وضعه شهوة و وضعته كرها، لم أحمله في غبر و لم أرضعه غيلا، فبطني له وعاء، و حجري له وقاء، فقال أبو الأسود عند ذلك، شعر(4):

مرحبا بالّتي تجور علينا *** ثم(5) سهلا بالحامل المحمول

أغلقت بابها عليّ و قالت *** إنّ خير النساء لذات البعول

شغلت نفسها(6) عليّ فراغا *** هل سمعتم بالفارغ المشغول ؟

فقالت مجيبة له:

ليس من قال بالصواب و بالحقّ *** كمن حاد عن منار السبيل

كأن ثديي سقاة حين يضحي *** ثم حجري وقاءه بالأصيل

لست أبغي بواحدي يا ابن حرب *** بدلا ما علمته و الخليل

فقال معاوية مجيبا لهما:

ليس من قد غذّاه حينا صغيرا *** ثم سقاه ثديه بجدول

ص: 203


1- بالأصل: فقال، خطأ.
2- بالأصل: فقال، خطأ.
3- بالأصل: «و حمله» و الصواب عن إنباه الرواة 57/1.
4- الأبيات في ديوان أبي الأسود ص 163 و الوافي بالوفيات 535/16.
5- الديوان: ثم أهلا بحامل محمول.
6- الديوان: قلبها.

هي أولى به و أقرب رحما *** من أبيه و في قضاء الرسول

أمه ما حنّت عليه و قامت *** هي أولى يحمل هذا الفصيل

فلعنت أبا الأسود، و حملت ابنها و مضت.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ حمزة بن علي بن محمّد بن عثمان، و أبو منصور بن عبد العزيز، قالا: أنا أحمد بن عمر بن عثمان الغضائري، أنا جعفر بن محمّد بن نصير الخوّاص، نا أبو العباس أحمد بن محمّد بن مسروق، نا علي بن الجعد، أخبرني أبو القاسم الهمداني، أخبرني محمّد بن عبد الرّحمن الهمداني (1) ، يا أبا الأسود أ ما تملّ هذه الجبة، قال: ربّ مملول لا يستطاع فراقه، قال: فبعث إليه بمائة ثوب، و أنشأ أبو الأسود يقول:

كساني و لم تستكسه فحمدته(2) *** أخ لك يعطيك الجزيل و ناصر

و إنّ أحقّ الناس إن كنت شاكرا(3) *** بشكرك من أعطاك و العرض وافر

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، قال: سمعت أبا يعقوب يوسف بن إسماعيل الشاوي قال: سمعت أبا عمر الزاهد يقول:

سمعت أحمد بن يحيى يحدّث عن ابن الأعرابي، قال: دخل أبو الأسود على عبيد اللّه بن زياد - و قد أسنّ - فقال له يهزأ به: يا أبا الأسود، إنّك لجميل، فلو تعلقت تميمة، فقال أبو الأسود:

أفنى الشباب الذي أفنيت جدّته *** كرّ الجديدين من آت و منطلق

لم يتركا لي في طول اختلافهما *** شيئا أخاف عليه لذعة الحدق

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو محمّد بن أبي عثمان، و أبو القاسم بن البسري، قالوا: أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن موسى بن القاسم بن الصّلت المجبّر، نا أبو بكر محمّد بن القاسم بن بشار، حدّثني ابن المرزبان،

ص: 204


1- كذا و ثمة سقط في الكلام، و الذي في مختصر ابن منظور 230/11 رأى عبيد اللّه بن أبي بكرة على أبي الأسود جبة رثة كان يكثر لبسها فقال:... و الخبر في انباه الرواة 58/1، و في الأغاني 331/12 و فيها أنه المنذر بن الجارود العبدي، و كان صديقا لأبي الأسود.
2- إنباه الرواة: فشكرته.
3- الأغاني: حامدا.

نا أبو العبّاس أحمد بن الهيثم، نا العمري، عن الهيثم بن عدي، عن ابن عباس قال:

دخل أبو الأسود الدّيلي على عبيد اللّه بن زياد فقال له: يا أبا الأسود قد أمست العشية جميلا، فلو علّقت عليك تميمة تردّ عنك العين، فعلم أنه يهزأ به، فأنشأ يقول:

أفنى الشباب الذي فارقت بهجته *** من الجديدين من آت و منطلق

لم يتركا لي في طول اختلافهما *** شيئا أخاف عليه لذعة الحدق(1)

أخبرنا أبو العزّ بن كادش - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنا أبو علي الجازري، أنا المعافى بن زكريا(2) ، نا أبو بكر بن الأنباري، حدّثني محمّد بن المرزبان، نا محمّد بن عمران الضّبّي، قال: كانت لأبي الأسود الدّولي من معاوية ناحية حسنة، فوعده وعدا فأبطأ عليه فقال له أبو الأسود(3):

لا تكن برقك برقا خلّبا *** إنّ خير البرق ما الغيث معه

لا تهنّي بعد إذ أكرمتني *** فشديد عادة منتزعه

أخبرنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن كرتيلا، أنبأ محمّد بن علي بن محمّد، أنا أبو الحسين السّوسنجردي، أنا أحمد بن أبي طالب، حدّثني أبي، حدّثني أبو عمرو السّعيدي، قال: قال أبو الحسن المدائني، كلّم أبو الأسود الدّيلي ابن زياد في دين عليه فجعل يعده و يمطله فقال(4):

دعاني أميري كي أقول بحاجتي *** فقلت فما ردّ الجواب و لا استمع

فقمت و لم أخلا(5) بشيء و لم أصن *** كلامي و خير القول ما صين أو نفع

و أجمعت بابا(6) لا لبانة بعده *** و لليأس أدنى للعفاف من الطّمع

و قال في أمر له آخر:

ص: 205


1- الخبر و الشعر في الأغاني 322/12 و فيها أن أبا الأسود دخل على معاوية... و الباقي مثله. و في الجليس الصالح الكافي 12/3 و القصة مع عبد الملك بن مروان.
2- الجليس الصالح الكافي 338/3.
3- انظر الشعر و الشعراء ص 616 و عيون الأخبار 156/3.
4- الخبر و الشعر في الأغاني 313/12 باختلاف الرواية.
5- الأغاني: و لم أحسس.
6- الأغاني: يأسا.

أ لم تر أنّي أجعل الودّ ذمّة *** أخو الغدر عندي لوعة بالمرء بالوعد

فما عالم لا يقتدى بكلامه *** بموف بميثاق عليه و لا عهد

إذا المرء ذي القربي و ذي الرحم أجحفت *** به نكبة حلّت مصيبته عندي

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أنا الحسن بن أبي بكر بن شاذان، أنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن زياد القطّان، نا أبو سعيد الحسن بن الحسين السكري، أنشدنا الرياشي لأبي الأسود الدّيلي(1):

و ما طلب المعيشة بالتّمنّي *** و لكن [دلّ](2) دلوك في الدّلاء

تجيء بملئها طورا و طورا *** تجيء بحماءة و قليل ماء

و لا تقعد على كسل تمنّى *** تحيل على المقادر و القضاء

فإنّ مقادر الرّحمن تجري *** بأرزاق العباد(3) من السّماء

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن علي بن أبي عثمان، أنبأ الحسن بن الحسين بن علي بن المنذر، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن إشكاب، حدّثني أبي عن ابن المبارك بن سعيد، عن عمرو بن عبيد قال: أطلع أبو الأسود الدّيلي مولى له على سرّ له فسبّه، فقال أبو الأسود(4):

أمنت على السرّ امرأ غير حازم(5) *** و لكنه في النّصح غير مريب

فداع به في الناس حتى كأنه *** بعلياء نار أوقدت بثقوب(6)

و ما كلّ ذي نصح بمعطيك(7) نصحه *** و لا كلّ من ناصحته بلبيب

و لكن إذا ما استجمعا عند واحد *** فحقّ له من طاعة بنصيب

أخبرنا أبو العلاء عنبس بن محمّد بن عنبس، نا محمّد بن عبد الجبار، أنشدنا

ص: 206


1- ديوانه ص 126 و الأبيات في معجم الأدباء 36/12 و الوافي بالوفيات 535/16 و الأول و الثاني في الأغاني 330/12.
2- أضيفت عن هامش الأصل، و في المصادر: ألق.
3- الديوان و معجم الأدباء: الرحال.
4- الأبيات في الأغاني: 305/12.
5- الأغاني: أمنت امرأ في السر لم يك حازما.
6- الثقوب: ما أثقبت به النار، أي أوقدتها به.
7- الأغاني: بمؤتيك... و ما كل مؤت نصحه بلبيب.

الشريف أبو الحسين محمّد بن علي بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو السّعود أحمد بن علي بن المجلي (1)- فيما أرى - نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا الشريف أبو الفضل محمّد بن الحسن بن الفضل، أنشدنا أبو بكر بن الأنباري، أنشدنا محمّد بن المرزبان، أنشدنا أبو سعيد عبد اللّه بن شيث، أنشدنا بعض القرشيين لأبي الأسود الدّيلي:

إذا أنت لم تعف عن صاحب *** أساء و عاقبته إن عثر

بقيت بلا صاحب فاحتمل *** و كن ذا قبول إذا ما اعتذر

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي(2) ، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا عبيد اللّه بن محمّد الفرضي.

ح و حدّثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد الحافظ - إملاء - أنا أبو عبد اللّه النّعالي - ببغداد - أنا أبو الحسن الحنّائي، قالا: أنا عثمان بن أحمد السماك، أنا إسحاق الختّلي، أنشدني محمّد بن يزيد لأبي الأسود الدّيلي - و في رواية المزرفي: محمّد بن مزيد قال: هذا الشعر لأبي الأسود:

و إذا طلبت إلى كريم حاجة *** فلقاؤه يكفيك و التسليم

و إذا يكون إلى لئيم حاجة *** فألحّ في رفق و أنت عليم

و الزم قبلة بابه و فنائه *** كأشدّ ما لزم الغريم غريم

حتى يريحك ثم تهجر بابه *** دهرا و عرضك إن فعلت سليم

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنا أبو الحسن بن أبي الجعيد، أنا جدي، أنا أبو بكر الخطيب الخرائطي، قال: و سمعت أبا الحسن المبرّد يقول: بلغني أن أبا الأسود الدّيلي احتاج إلى جار له يستقرض منه شيئا و كان أبو الأسود حسن الظّنّ بجاره، فاعتد عليه و دفعه، فقال أبو الأسود الدّيلي:

فلا تطمعنّ في مال جار لقربه *** فكلّ قريب لا ينال بعيد

و فوّض إلى اللّه الأمور فإنّه *** يروح بأرزاق عليك حدود

ص: 207


1- بالأصل: بالحاء المهملة، و الصواب ما أثبت و ضبط، و قد مرّ.
2- بالأصل: المرزقي، خطأ، و الصواب ما أثبت و ضبط، و قد مرّ.

و لا تشعرنّ النفس بأسا فإنما *** يعيش بجد عاجز و جليد

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، قال: سمعت أبا سعيد الجرجاني، و هو إسماعيل بن أحمد بن أحمد يقول:

سمعت أبا عبد اللّه أحمد بن محمّد بن إسحاق المكي ببغداد يقول: حدّثنا الزّبير بن بكّار، أنشدني عمّي لأبي الأسود الدّيلي:

أقول و زادني غضبا و غيظا *** أزال اللّه ملك بني زياد

و أبعدهم كما غدروا و خانوا *** كما بعدت ثمود و قوم عاد

و لا رجعت ركائبهم إليهم *** إذا قفت [في](1) يوم التناد

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا عمّي أبو علي، أنشدنا أبو بكر بن دريد لأبي الأسود:

وعد من الرّحمن فضلا و نعمة *** عليك إذا ما جاء للخير طالب

و إن امرأ لا يرتجى الخير عنده *** يكن هينا ثقلا على من يصاحب

فلا تمنعنّ ذا حاجة جاء طالبا *** فإنّك لا تدري متى أنت راغب ؟

رأيت التوى هذا الزمان بأهله *** و بينهم فيه تكون النوائب

كان في الأصل: أنشدنا ابن دريد، و في حكاية قبلها: أنا عمرو بن محمّد، عن ابن دريد قال: أنشدنا.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأ رشأ بن نظيف، أنبأ أبو محمّد بن الضّرّاب، أنا أبو بكر المالكي، أنشدنا ابن أبي الدنيا(2):

كم من حسيب أخي عزّ و طمطمة *** قرم لدى القوم معروف إذا انتسبا

في بيت مكرمة آباؤه نجب *** كانوا الرءوس فأمسى بعدهم ذنبا(3)

و خامل مقرف الآباء ذي أدب *** نال المكارم(4) و الأموال و النّسبا

ص: 208


1- عن هامش الأصل و بجانبها كلمة صح.
2- بعضها في معجم الأدباء 36/12-37.
3- معجم الأدباء: كم سيد بطل... كانوا رءوسا أضحى بعدهم ذنبا
4- معجم الأدباء: و مقرف خامل... نال المعالي.

العلم زين و ذخر لا نفاذ له *** نعم الضجيع إذا ما عاقلا صحبا

قد يجمع المرء مالا ثم يسلبه *** عما قليل فيلقى الذلّ و الحربا

و جامع العلم مغبوط به أبدا *** فلا تحاذر منه الفوت و السّلبا

و هذه الأبيات لأبي الأسود.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا أبو الفتح محمّد بن أحمد بن الحسين بن الحارث، نا القاضي أبو زرعة روح بن محمّد البشتي، أنبأ إسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان، أنا محمّد بن القاسم الأنباري، قال: قرأنا على أبي العبّاس أحمد بن يحيى النحوي لأبي الأسود الدّيلي:

العلم زين و تشريف لصاحبه *** فاطلب - هديت - فنون العلم و الأدبا

العلم كنز و ذخر لا نفاذ له *** نعم القرين إذا ما صاحب صحبا

يا جامع العلم نعم الذّخر تجمعه *** لا تعدلن به درّا و لا ذهبا

و قد رويت هذه الأبيات أتم مما هنا و لم تنسب إلى قائل.

أخبرنا بها خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عمر بن محمّد - إملاء - نا أبو الفضل يحيى بن الربيع بن محمّد العبدي، نا إسحاق بن إبراهيم بن قيس، نا أبو الطيب الضرير - أحسبه عن الأصمعي عبد الملك -:

العلم زين و تشريف لصاحبه *** فاطلب - هديت - فنون العلم و الأدبا

لا خير فيمن له أصل بلا أدب *** حتى يكون على ما را به حدبا

كم من حسيب أخي عزّ و طمطمة *** قرم لدى القوم معروف إذا انتسبا

في بيت مكرمة آباؤه نجب *** كانوا رءوسا فأمسى بعدهم ذنبا

و خامل مقرف الآباء ذي أدب *** نال المعالي و الأموال و النسبا(1)

العلم كنز و ذخر لا نفاذ له *** نعم القرين إذا ما عاقلا صحبا(2)

قد يجمع المرء مالا ثم يسلبه *** عما قليل فيلقى الذلّ و الحربا

ص: 209


1- في معجم الأدباء: نال المعالي بالآداب و الرتبا.
2- معجم الأدباء: نعم القرين و نعم الخدن إن صحبا.

و جامع العلم مغبوط به أبدا *** فلا تحاذر منه الفوت و السلبا

يا جامع [العلم](1) نعم الذخر تجمعه *** لا تعدلنّ به درا و لا ذهبا

فاشدد يديك به تحمد مغبته *** به تنال العلا و الدين و الحسبا

و في رواية أخرى أنها لأبي الأسود.

أخبرنا بها أبو السّعود بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا الشريف أبو الفضل محمّد بن الحسن، أنا أبو بكر محمّد بن القاسم - إملاء - قال: قرأنا على أبي العباس أحمد بن يحيى لأبي الأسود الدّيلي:

العلم زين و تشريف لصاحبه *** فاطلب - هديت - فنون العلم و الأدبا

لا خير فيمن له أصل بلا أدب *** حتى يكون على ما را به حربا

كم من كريم أخي عزّ و طمطمة *** قرم لدى القوم معروف إذا انتسبا

في بيت مكرمة آباؤه نجب *** كانوا رءوسا فأمسى بعدهم ذنبا

و خامل مقرف الآباء ذي أدب *** نال المعالي بالآداب و الرّتبا

أمسى عزيزا عظيم الشأن مشتهرا *** في خده صغر قد ظلّ محتجبا

العلم كنز و ذخر لا نفاذ له *** نعم القرين إذا ما صاحب صحبا

قد يجمع المرء مالا ثم يحرمه *** عما قليل فيلقى الذلّ و الحربا

و جامع العلم مغبوط [به](2) أبدا *** و لا تحاذر منه الفوت و السّلبا

يا جامع العلم نعم الذخر تجمعه *** لا تعدلنّ به درّا و لا ذهبا

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام الواسطي، عن أبي عمر بن حيّوية، أنبأ أبو الطيب محمّد بن القاسم، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو الأسود الدّيلي مات في طاعون الجارف سنة تسع و ستين، و يقال: إنه مات قبل الطاعون. كذا قال يحيى.

قال: و نا أبو بكر، أنا المدائني، قال: قال رجل من ولد أبي الأسود: مات أبو الأسود و هو ابن خمس و ثمانين في طاعون الجارف(3) سنة تسع و ستين، قال المدائني:

ص: 210


1- عن هامش الأصل.
2- عن هامش الأصل.
3- طاعون الجارف وقع بالبصرة في أول سنة 69، و كان ثلاثة أيام، فمات فيها في كل يوم نحو من سبعين ألفا. تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-80) ص 66.

و يقال إن أبا الأسود مات قبل الطاعون، و هو أشبههما لأنا لم نسمع له في فتنة مصعب و ابن المختار خبرا(1).

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: قال يحيى بن معين: مات أبو الأسود سنة تسع و ستين، و هو ابن خمس و ثمانين سنة.

2997 - ظالم بن مرهوب العقيلي

2997 - ظالم بن مرهوب(2) العقيلي(3)

قصد دمشق غير مرة، ثم غلب عليها، و بها صالح ابن عمير العقيلي(4) أمير أوّل مرة سنة سبع و خمسين و ثلاثمائة، و مرة أخرى سنة ثمان و خمسين، ثم ولّى ظالما الحسن بن أحمد القرمطي(5) يوم الثلاثاء لإحدى عشرة ليلة خلت من ذي القعدة سنة ستين و ثلاثمائة، و رحل عن دمشق، و استخلف عليها أخاه منصور بن مرهوب(6) ، ثم رجع ظالم(7) إلى دمشق لمّا سار الحسن القرمطي إلى الأحساء في شهر ربيع الأول سنة إحدى و ستين و ثلاثمائة، فأقام بها إلى يوم الأحد لأربع خلون من شهر رمضان من هذه السّنة، ثم توجّه للقاء القرمطي بعد عوده من الأحساء، فقبض عليه، ثم خلص من القبض و هرب إلى شط الفرات إلى حصن كان له، ثم رجع إلى الشام بمكاتبة من المصريين ليشوشوا به على القرمطي من خلفه، فلما بلغ بعلبك بلغة هزيمة القرمطي فتوجّه إلى دمشق فغلب عليها في شهر رمضان سنة ثلاث و ستين، و أقام بها دعوة المصريين، ثم رحل عنها ليلة الثلاثاء التاسع عشر من ذي القعدة سنة ثلاث و ستين، بعد وصول أبي محمود المغربي الكتّاني إلى دمشق واليا على الشام من قبل الملقب بالمعزّ و وقوع الشر بينه و بين ظالم، و كذلك يولي اللّه بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون، و مضى ظالم إلى بعلبك فغلب عليها.

قال: أنا أبو الحسن الفرضي دفع إليّ بجير الكتامي ورقة فيها مكتوب: أن ظالما ولي دمشق سنة ستين و ثلاثمائة.

ص: 211


1- و صحيح الذهبي أنه مات سنة 69 (سير الأعلام 86/4).
2- كذا بالأصل: «مرهوب» و في مصادر ترجمته: «موهوب» بالواو بدل الراء.
3- ترجمته في أمراء دمشق للصفدي ص 68 و تحفة ذوي الألباب للصفدي 374/1.
4- ترجمته في تحفة ذوي الألباب 364/1 و الوافي بالوفيات 268/16.
5- الوافي بالوفيات 374/11 و وفيات الأعيان 318/1.
6- كذا بالأصل: «مرهوب» و في مصادر ترجمته: «موهوب» بالواو بدل الراء.
7- بالأصل: ظالما.

ذكر من اسمه ظبيان

2998 - ظبيان بن خلف بن نجيم - و يقال: لجيم - بن عبد الوهاب أبو بكر المالكي الفقيه المتكلّم

2998 - ظبيان بن خلف بن نجيم - و يقال: لجيم (1)- بن عبد الوهاب أبو بكر المالكي الفقيه المتكلّم(2)

من أهل الإقليم(3) سكن دمشق.

و سمع عبد العزيز الكتّاني، و أبا الحسين بن مكي، و حدّث عن عبد العزيز.

سمع منه الدّهستاني عمر بن أبي الحسن، و غيث بن علي، و أبو محمّد بن السّمرقندي.

و كان متورعا في المعيشة متحررا في الوضوء إلى غاية فخرج عن موجب الشرع.

فمما حدث به عن عبد العزيز ما أخبرناه أبو الحسن الفرضي و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: نا عبد العزيز، أنا عبد الرّحمن بن عثمان التميمي، أنا أحمد بن سليمان بن زبّان(4) الكندي، نا هشام بن عمّار، نا عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين، نا الأوزاعي، حدّثني إسماعيل بن عبيد اللّه، حدثتني أم الدّرداء، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «إن اللّه يقول: أنا مع عبدي ما ذكرني، و تحركت بي شفتاه»[5397].

قال لي أبو محمّد بن الأكفاني سنة أربع و تسعين و أربع مائة فيها توفي أبو بكر ظبيان بن خلف بن نجيم في ذي الحجة.

ص: 212


1- في مختصر ابن منظور 231/11 نجم.
2- ترجمته في معجم البلدان (الإقليم).
3- الإقليم: ناحية بدمشق (ياقوت).
4- بالأصل: زياد، خطأ، و المثبت عن م، و انظر ترجمته في سير الأعلام 378/15.

ذكر من اسمه ظفر

2999 - ظفر بن دهي الدّليل

شهد فتوح الشام و دمشق مع خالد بن الوليد.

حكى عنه إسحاق بن إبراهيم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أحمد بن عبد اللّه بن سعيد، نا السري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن عمرو بن محمّد عن إسحاق بن إبراهيم، عن ظفر بن دهي قال:

أغار بنا خالد من سوى على المصيّخ، مصيخ بهراء(1) بالقصواني (2)- ماء من المياه - فصبح المصيّخ، و النّمر و إنّهم لغارّون، و إن رفقة لتشرب في وجه الصبح، و ساقيهم يغنيهم و يقول(3):

ألا فاصبحاني(4) قبل جيش(5) أبي بكر

لعل منايانا قريب و لا ندري

فضربت عنقه فاختلط دمه بخمره.

ص: 213


1- المصنّخ بهراء: ماء بالشام، بعد سوى، و هو بالقصواني (ياقوت).
2- في الأصل و م: القصوان، و الصواب عن ياقوت.
3- الرجز في غزوات ابن حبيش 59/2 من عدة أبيات نسبها إلى حرقوص بن النعمان، قالها قبل الغارة و انظر الطبري 381/3-382.
4- في ابن حبيش: «فاسقياني» و في الطبري سقّياني.
5- ابن حبيش و الطبري: خيل.

3000 - ظفر بن عمر بن حفص بن عمر بن سعيد بن أبي عزيز جندب بن النّعمان الأزدي الزّملكاني

روى عن أبيه عمر بن حفص.

روى عنه: ابنه محمّد بن ظفر، له حديث تقدم في ترجمة جندب بن النّعمان الأزدي.

3001 - ظفر بن محمّد بن خالد بن العلاء بن ثابت بن مالك أبو نصر الحارثي السّرّاج

3001 - ظفر بن محمّد بن خالد بن العلاء بن ثابت بن مالك أبو نصر الحارثي السّرّاج(1)

حدّث عن أبي جعفر محمّد بن عبد الحميد الفرغاني، و بكر بن سهل الدّمياطي، و بشر بن موسى الأسدي، و محمّد بن الفضل بن سلمة الوصيفي، و محمّد بن هارون بن محمّد بن بكّار بن بلال.

روى عنه: عمر بن محمّد بن عبد الصمد بن الليث بن خراش التراب، و أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن التلاج، و أحمد بن محمّد بن عمران بن الجندي، و أبو الحسن علي بن وصيف بن عبد اللّه القطّان البصري.

أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنبأ أبو بكر الخطيب، أنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو نصر محمّد بن الحسن، و أبو عبد اللّه محمّد بن عبد الباقي الدوري، قالا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا عمر بن محمّد بن عبد الصمد، أنا ظفر بن خالد بن العلاء بن ثابت بن مالك السّرّاج، نا بكر بن سهل الدمياطي بمصر.

ح و أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب(2) ، نا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب الأصم، نا بكر بن سهل، نا شعيب بن يحيى، نا يحيى بن أيوب، عن عمرو بن الحارث، عن مجمع بن كعب، عن مسلمة بن مخلد أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال: «أعروا النساء يلزمن الحجال» لفظ حديث ظفر[5398].

ص: 214


1- ترجمته في تاريخ بغداد 367/9.
2- الخبر في تاريخ بغداد 368/9.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو محمّد الجوهري.

[ح ثم قرأت على أبي غالب بن البناء [عن](1) أبي محمّد الجوهري](2) أنبأ عمر بن محمّد بن عبد الصّمد بن الليث بن خراش البزار، نا ظفر بن محمّد السّرّاج، نا أبو جعفر محمّد بن عبد الحميد الليثي - بدمشق - سنة خمس و ثمانين [و مائتين](3) ، نا حميد بن زنجويه، نا سليمان بن حرب، نا أبو هلال الراسبي، عن غالب القطّان، عن بكر بن عبد اللّه المزني، قال:

أحقّ الناس بلطمة رجل دعي إلى طعام فذهب معه بآخر، و أحقّ الناس بلطمتين رجل دخل على قوم فقالوا له اجلس هاهنا قال: لا بل هاهنا، و أحقّ الناس بثلاث لطمات رجل دخل على قوم قدموا له طعاما قال: قولوا لربّ البيت يأكل معي.

أخبرنا أبو النجم الشّيحي، قال: قال لنا أبو بكر الخطيب(4): ظفر بن محمّد بن خالد بن العلاء بن ثابت بن مالك، أبو نصر الحارثي السّرّاج، حدّث عن بشر بن موسى الأسدي، و بكر بن سهل الدمياطي، و محمّد بن الفضل بن سلمة الوصيفي(5) ، روى عنه عمر بن محمّد بن عبد الصّمد المقرئ، و أبو القاسم بن الثلاج، و أحمد بن محمّد بن عمران بن الجندي.

3002 - ظفر بن محمّد بن ظفر بن عمر بن حفص بن عمر ابن سعيد بن أبي عزيز جندب بن النّعمان أبو نصر الأزدي الزّملكاني

حدّث عن جماهر بن أحمد، و أبيه محمّد بن ظفر.

روى عنه: أبو الحسين الرازي، و ابنه تمام بن محمّد.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد.

ص: 215


1- زيادة منا للإيضاح.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
3- الزيادة عن م.
4- تاريخ بغداد 367/9.
5- كذا بالأصل و م، و في تاريخ بغداد: الوضيعي.

أخبرنا تمام بن محمّد الرازي، أنبأ أبو نصر ظفر بن محمّد بن ظفر بن عمر بن حفص بن عمر بن سعيد بن أبي عزيز الأزدي الزملكاني - بزملكا - و أبو عزيز صاحب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، نا أبو الأزهر جماهر بن محمّد الزملكاني، نا عمرو بن الغاز، نا الوليد بن مسلم، نا أبو عمرو الأوزاعي، حدّثني إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر، عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول: «بعثت أنا و السّاعة كهاتين - و أشار باصبعه - المشيرة و الوسطى - كفرسي رهان استبقا، يسبق أحدهما صاحبه بإذنه جاء اللّه سبحانه، جاءت الملائكة، جاءت الجنة، يا أيها الناس استجيبوا لربّكم و ألقوا إليه السّلم».

قرأت بخط نجا بن أحمد، و ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه في قرى دمشق: أبو نصر ظفر بن محمّد، و ساق نسبه إلى أبي عزيز، و قال صاحب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم من أهل قرية زملكا، مات في سنة أربعين و ثلاثمائة.

3003 - ظفر بن مظفّر بن عبد اللّه بن كتنّة أبو الحسين الحلبي التاجر الفقيه الشافعي

3003 - ظفر بن مظفّر بن عبد اللّه بن كتنّة(1) أبو الحسين الحلبي التاجر الفقيه الشافعي

سمع عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، و أبا الحسن عبيد اللّه بن الحسن الوراق.

روى عنه علي الحنّائي، و أبو سعد السّمان، و عبد العزيز الكتّاني، و محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي الصقر(2).

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو الحسن ظفر بن مظفّر الناصري الفقيه - قراءة عليه - نا عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، نا أبو علي الحسن بن حبيب، و أبو القاسم علي بن يعقوب، قالا: أنا أبو يعقوب المرورّوذي، قال: سمعت محمّد بن مصعب يقول: قال فضيل بن عياض: ما كان ينبغي أن يكون أحد أطول حزنا، و لا أكثر بكاء، و لا أدوم صلاة [من العلماء](3) في هذه الدنيا لأنهم الدعاة إلى اللّه عز و جل.

ص: 216


1- بالأصل و ميم: كتبت بالباء الموحدة، و ضبطت الكاف في م و تحتها كسرة بالقلم، و المثبت بالنون - و ضبطت بالتشديد عن طبقات الشافعية 52/5.
2- بالأصل و م: العقر، خطأ و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 578/18.
3- عن م و هامش الأصل و بجانبها كلمة صح.

أخبرنا أبو محمّد أيضا، نا عبد العزيز قال: توفي الفقيه أبو الحسن ظفر بن المظفّر الناصري في شوال سنة تسع و عشرين و أربعمائة.

حدّث عن عبد الرّحمن بن عمر بن نصر بشيء يسير، و ذكر أبو بكر الحداد أنه:

فقيه، شافعي، ثقة.

3004 - ظفر بن منصور بن الفتح أبو الفتح

دمشقي، حدّث بمكة عن الحسن بن عبد الرّحمن، و محمّد بن عبد اللّه الأصبهاني.

روى عنه: أبو بكر بن المقرئ.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرّجاء الأصبهاني، أنا منصور بن الحسين، و أحمد بن محمود، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو الفتح ظفر بن منصور بن الفتح الدمشقي - بمكة - نا الحسن بن عبد الرّحمن، نا شيبان بن فرّوخ، نا الحسن بن دينار، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة قال: قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: «أحبّ حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما، و أبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما» [5399].

3005 - ظفر بن نصر بن محمّد بن محمّد بن أحمد أبو الربيع الأصبهاني

حدّث بدمشق عن عبد الدّائم بن الحسن الهلالي.

روى عنه: عمر بن أبي الحسن الدّهستاني(1).

أخبرنا أبو حفص عمر بن الحسن الفرغولي بمرو، ثنا عمر بن أبي الحسن الدّهستاني الحافظ، أنا ظفر بن نصر بن محمّد بن محمّد بن أحمد الأصبهاني أبو الربيع بجامع دمشق و مصر، أنبأ أبو الحسن بن أبي القاسم الهلالي، أنا عبد الوهاب بن الحسن

ص: 217


1- بالأصل: «الدهاني» و في م «الدهاني» و كلاهما خطأ، و الصواب ما أثبت. و هذه النسبة إلى دهستان بلدة مشهورة عند مازندران و جرجان.

الكلابي، نا محمّد بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا مالك، عن أنس: أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم دخل مكة و على رأسه المغفر.

هكذا وقع في الكتاب من غير ذكر الزهري.

و قد أخبرناه عاليا على الصّواب أبو محمّد بن الأكفاني و غيره، قالوا: أنا أبو القاسم الحسين بن محمّد الحنّائي، أنا عبد الوهاب بن الحسن، نا محمّد، نا هشام، نا مالك، عن الزهري، عن أنس فذكره .

ص: 218

حرف العين

ذكر من اسمه عاصم

3006 - عاصم بن بحدل الكلبي

من أخوال يزيد بن معاوية، كانت له بدمشق أملاك - فيما حكاه أبو الحسين الرّازي عن شيوخه الدمشقيين -.

3007 - عاصم بن أبي بكر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم ابن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس الأموي المصري

3007 - عاصم بن أبي بكر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم ابن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس الأموي المصري(1)

حكى عن عبد الملك بن عمر(2) بن عبد العزيز.

روى عنه عبيد اللّه بن أبي جعفر الكتّاني المصري.

و وفد على سليمان بن عبد الملك.

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العبّاس بن علي، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن بن محمّد بن سليم، و حدّثني أبو بكر محمّد(3) بن شجاع عنهما، قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا أبو سعيد بن يونس، نا محمّد بن نصر بن القاسم بن روح، نا أحمد بن عمرو بن السرح، نا ابن وهب، حدّثني الليث بن سعد، عن عبيد اللّه بن أبي جعفر، عن عاصم بن أبي بكر بن عبد العزيز بن مروان:

أنه وفد على سليمان بن عبد الملك و معه عمر بن عبد العزيز، [فنزلت على

ص: 219


1- ترجمته في الولاة و القضاة ص 98 و معجم البلدان (قلنسوة).
2- «بن عمر» سقط من م.
3- «محمد» ليست في م.

عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز](1) و هو أعزب، و كنت معه في بيته، فلما صلّينا العشاء و أوى كل رجل منّا إلى فراشه أوى عبد الملك(2) إلى فراشه، فلما ظنّ أن قد نمنا، قام إلى المصباح فأطفأه، و أنا انظر إليه، ثم جعل يصلّي حتى ذهب بي النوم، قال: فاستيقظت فإذا هو يقرأ في هذه الآية أَ فَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنٰاهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جٰاءَهُمْ مٰا كٰانُوا يُوعَدُونَ مٰا أَغْنىٰ عَنْهُمْ مٰا كٰانُوا يُمَتَّعُونَ (3) ثم بكى، ثم رجع إليها، ثم بكى، ثم لم يزل يفعل ذلك حتى قلت: سيقتله البكاء، فلما رأيت ذلك قلت: سبحان اللّه و الحمد للّه، كالمستيقظ من النوم لأقطع ذلك عنه، فلما سمعني ألبد فلم أسمع له حسا.

قال: و قال: أنا أبو سعيد بن يونس: عاصم بن أبي بكر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم، قتل بقلنسوة(4) سنة ثلاث و ثلاثين في آخرين من بني أمية حملوا من مصر.

روى عنه: عبيد اللّه بن أبي جعفر.

3008 - عاصم بن بهدلة أبي النّجود أبو بكر الأسدي الكوفي المقرئ

3008 - عاصم بن بهدلة أبي النّجود أبو بكر الأسدي الكوفي المقرئ(5)

صاحب القراءة المعروفة، قرأ القرآن على أبي عبد الرّحمن السلمي، و زرّ بن حبيش.

[قرأ عليه أبو بكر بن عياش، و حمّاد بن أبي زياد، و أبو عمر حفص بن سليمان الأسدي، و أبو الوليد سلاّم بن سليمان الخراساني.

ص: 220


1- ما بين معكوفتين سقط من م.
2- فوق عبد الملك في م: لعله عمر بن عبد العزيز.
3- سورة الشعراء، الآيات: 205-207.
4- حصن قرب الرملة من أرض فلسطين (معجم البلدان) و فيه أنه قتل في هذا الموضع عاصم و جماعة (ذكرهم) من بني أمية حملوا من مصر.
5- ترجمته في تهذيب الكمال 289/9 و تهذيب التهذيب 29/3 ميزان الاعتدال 357/2 و الوافي بالوفيات 542/16 سير الأعلام 256/5 تاريخ الإسلام (حوادث سنة 121-140) ص 138 شذرات الذهب 175/1 وفيات الأعيان 9/3 غاية النهاية 346/1 طبقات ابن سعد 224/6 و مصادر أخرى كثيرة وردت بحواشي سير الأعلام و تاريخ الإسلام و الوافي.

و حدّث عن أبي وائل، و زرّ بن حبيش](1) ، و أبي صالح السّمان، و المسيّب بن رافع، و المعرور بن سويد، و أبي رزين، و أبي الضّحى، و أبي بردة بن أبي موسى.

روى عنه: عطاء بن أبي رباح، و سليمان الأعمش، و منصور بن المعتمر، و شعبة، و حمّاد بن زيد، و حمّاد بن سلمة، و الثوري، و زيد بن أبي أنيسة، و أبو عوانة، و سويد بن عبد اللّه، و همّام بن يحيى، و أبان بن يزيد، و فضيل بن غزوان، و سفيان بن عيينة، و مبارك بن سعيد، و أبو بكر بن عيّاش، و سعيد بن أبي عروبة، و مسعر بن كدام، و إبراهيم بن طهمان.

و وفد على عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح، و أبو بكر وجيه بن طاهر، قالا: أنا أبو حامد الأزهري، أنا أبو محمّد المخلدي، أنا أبو العبّاس محمّد بن إسحاق السّراج، نا محمّد بن يحيى بن أبي عمر، نا سفيان، عن عبدة، و عاصم عن زر قال:

سألت أبيّ بن كعب عن ليلة القدر فحلف - لا يستثني - أنها ليلة سبع و عشرين، قلت: بم تقول ؟ و في حديث وجيه لم يقل ذلك أبا المنذر؟ قال: بالآية، أو بالعلامة التي قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إنها تصبح من ذلك اليوم: تطلع الشمس و ليس لها شعاع.

رواه مسلم(2) و الترمذي(3) ، عن ابن أبي عمر.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد، أنا الحسن بن علي، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد(4) ، حدّثني أبي، ثنا سفيان بن عيينة، عن عبدة، و عاصم، عن زر قال: قلت لأبيّ: إن أخاك يحكهما(5) من المصحف قيل لسفيان: ابن مسعود؟ فلم ينكر، قال: سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال: «قيل لي»، فقلت: فنحن نقول كما قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

ص: 221


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
2- صحيح مسلم 13 كتاب الصيام ح رقم 1169 و بالأصل رواه الترمذي و مسلم و فوق اللفظتين علامتا تقديم و تأخير.
3- سنن الترمذي الحديث رقم 3348.
4- مسند الإمام أحمد ط دار الفكر ح رقم 21247 باختلاف الرواية.
5- بالأصل: إن أحاط يحطها من المصحف، و هو خطأ، صوبنا العبارة عن مسند أحمد.

أخرجه البخاري(1) عن قتيبة بن سعيد، و عن علي بن المديني عن ابن عيينة، و ليس لعاصم في الصحيحين حديث غيرهما.

كتب إليّ أبو بكر عبد الغفار بن محمّد بن الحسين الشيروي(2) ، ثم حدّثني أبو القاسم الجنيد بن أبي بكر بن المظفّر الغزنوي - لفظا - و أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، و أبو سعد عبد الكريم بن محمّد بن منصور - قراءة - قالوا: أنا أبو بكر الشيروي(3) ، قال أبو(4) السّعد - و أنا حاضر - قال: أنبأ القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد، نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، نا زكريا بن يحيى المروزي، نا سفيان بن عيينة، عن عاصم، عن(5) زرّ بن حبيش، عن صفوان بن عسّال المرادي، قال: قال رجل: يا رسول اللّه أ رأيت رجلا أحبّ(6) قوما و لمّا يلحق بهم، قال:

«[هو](7) مع من أحبّ»[5400].

أخبرناه أبو الحسين محمّد بن محمّد بن الخطيب، أنبأ أبو الفضل محمّد بن علي بن الحسين البسطامي.

و أخبرناه أبو الفضل المحسّن بن أبي منصور بن محسّن، أنا سعيد بن أحمد بن محمّد الواحدي، قالا: نا أبو بكر الحيري، نا أبو العبّاس.

فذكره هذا مختصر من حديث أخبرناه بطوله أبو علي الحسن بن أحمد، و أبو القاسم غانم بن محمّد بن عبد اللّه(8) البرجي - في كتابيهما -، ثم حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد، أنبأ جدي لأمي أبو القاسم غانم بن محمّد، و أبو علي الحداد، و أبو منصور محمّد بن عبد اللّه بن مندويه، و أبو سعد محمّد بن علي بن محمّد الأصبهانيون.

ص: 222


1- صحيح البخاري، كتاب التفسير 96/6.
2- بالأصل و م: السيروي، بالسين المهملة، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 246/19 (رقم 153).
3- بالأصل و م: السيروي، بالسين المهملة، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 246/19 (رقم 153).
4- «أبو» سقطت من م.
5- في م: «بن» مخطأ.
6- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة (عاصم - عائذ) ط المجمع العلمي بدمشق: حبّ.
7- عن م، سقطت من الأصل.
8- في المطبوعة عاصم - عائذ: عبيد اللّه.

و

أخبرنا أبو طاهر روح بن ثابت بن روح(1) الرّاراني(2) الصّوفي، و أبو طالب محمّد بن محفوظ بن الحسن بن القاسم، قالا: أنا أبو علي الحداد، قالوا: أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه بن أحمد.

ح و أخبرنا أبو بكر مديني بن علي بن أحمد بن الخراساني، أنا أحمد بن عبد الغفار بن أحمد، أنا أبو بكر بن أبي علي محمّد بن أحمد بن عبد الرّحمن الذّكواني، قالا: ثنا عبد اللّه بن جعفر بن أحمد بن فارس، نا أبو جعفر محمّد بن عاصم الثقفي، قال: سمعت ابن عيينة سنة سبع و تسعين و مائة يقول: عاصم عن زر قال:

أتيت صفوان بن عسّال المرادي فقال لي: ما جاء بك ؟ قلت: جئت ابتغاء العلم، قال: فإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضى(3) بما يطلب، قلت: حط في نفسي أو صدري مسح على الخفين بعد الغائط و البول فهل سمعت من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في ذلك شيئا؟ قال: نعم، كان يأمرنا إذا كنّا سفرى أو مسافرين أن لا ننزع خفافنا ثلاثة أيّام و لياليهن إلاّ من جنابة، و لكن من غائط أو بول أو نوم، قلت: هل سمعته يذكر الهوى ؟ قال: نعم، بينا نحن معه في مسير إذ ناداه أعرابي بصوت له جهوري، فقال: يا محمّد، فأجابه على نحو كلامه: «هاه»، قال: أ رأيت رجلا أحبّ قوما و لمّا يلحق بهم، قال:

«المرء [مع](4) من أحب»، و لم يزل يحدّثنا: أن من قبل المغرب بابا يفتح اللّه للتوبة مسيرة عرضه أربعون سنة، فلا يغلق حتى تطلع الشمس من قبله - و قال الحداد منه - و ذلك قوله: يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيٰاتِ رَبِّكَ لاٰ يَنْفَعُ نَفْساً إِيمٰانُهٰا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمٰانِهٰا خَيْراً (5).

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد الله يحيى، ابنا الحسن بن البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الطّيّب عثمان بن عمرو بن محمّد بن المنتاب، نا أبو محمّد يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن المروزي، أنا عبد اللّه بن

ص: 223


1- «بن روح» سقطت من المطبوعة، و هي في الأصل و م، و في الأنساب (الراراني): أبو روح ثابت بن روح الراراني.
2- تقرأ بالأصل و م: الراداني، و الصواب براءين، نسبة إلى راران قرية من قرى أصبهان (الأبيات).
3- عن م و بالأصل «ارضا».
4- الزيادة عن م، سقطت من الأصل.
5- سورة الأنعام، الآية: 158.

المبارك(1) ، أنا أبو بكر بن عيّاش، عن عاصم بن بهدلة(2) قال:

دخلت على عمر بن عبد العزيز فإذا ثيابه غسيلة، فقوّمت كل شيء عليه بستين(3) درهما، عمامته و غيرها، قال: و رجل يكلمه قد رفع صوته، فقال عمر: مه، بحسب المرء المسلم من الكلام ما يسمعه(4) صاحبه.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - قراءة - أخبرتنا كريمة بنت أحمد المروزية - إجازة - ثم حدّثني محمّد بن أبي نصر الحميدي - بدمشق - عنها قالت: أنا أبو علي زاهر بن أحمد(5) الفقيه، أنا أبو لبيد محمّد بن إدريس السامي، نا أبو كريب، نا أبو بكر، نا عاصم، قال:

دخلت على عمر بن عبد العزيز فنظرت إلى ثيابه مغسولة، فقوّمتها بستين درهما، فتكلّم رجل عنده، فرفع صوته، فقال عمر: مه، كفّ، بحسب الرجل من الكلام ما أسمع أخاه أو جليسه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان(6) ، نا أبو نعيم، نا سفيان(7) ، عن عاصم بن أبي النّجود بهدلة: في حديثه اضطراب، و هو ثقة.

أخبرني(8) أبو المظفّر القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا الإمام أبو عثمان الصابوني، أنا أبو محمّد الهروي، نا أبو بكر الحفيد، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، قال: سألت أبي عن عاصم بن بهدلة، قال: هو عاصم بن أبي النّجود، و كان رجلا صالحا، و بهدلة هو أبو النّجود، و كان رجلا ناسكا، قرأ على زرّ، و قرأ زرّ على عليّ، و قرأ على أبي عبد الرّحمن السّلمي، و قرأ أبو عبد الرّحمن على عبد اللّه، و كان قارئا

ص: 224


1- في م: المبرد.
2- عن م و بالأصل: بهدل.
3- بالأصل: «فقومت على كل شيء على ستين درهما» صوبنا العبارة عن م.
4- في م: ما يسمع صاحبه.
5- في م: حمد. خطأ.
6- في م: شقيق، خطأ، و الصواب ما أثبت، و هو صاحب كتاب المعرفة و التاريخ و الخبر في كتابه 197/3.
7- في م: شقيق، خطأ، و المثبت يوافق عبارة المعرفة و التاريخ.
8- في م: أخبرنا.

للقرآن، و أهل الكوفة يختارون قراءة عاصم.

قال عبد اللّه: قال أبي: و أنا اختار قراءة عاصم(1).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا أبو يوسف بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدّولابي، نا معاوية بن صالح، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: في أهل الكوفة: عاصم بن أبي النّجود، بهدلة اسمه.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي الحسن بن مخلد، أنا علي بن محمّد بن خزفة، عن أبي الحسين الصّيرفي، أنا أحمد بن عبيد، قالا: أنا محمّد بن الحسين، نا أبو بكر [بن أبي خيثمة، قال: سمعت أبي يقول: عاصم بن أبي النّجود هو عاصم بن بهدلة.

أخبرنا أبو بكر](2) محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد قال في الطبقة الرابعة من الكوفيين.

ح و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن معروف الخشاب، أنا الحسين بن الفهم(3) الفقيه، نا محمّد بن سعد(4) قال في الطبقة الثالثة: عاصم بن أبي النّجود الأسدي، و هو ابن بهدلة مولى لبني جذيمة(5) بن مالك بن نصر بن قعين - زاد ابن الفهم: بن أسد، و زاد أيضا قالوا: و كان عاصم ثقة، إلاّ أنه كان كثير الخطأ في حديثه.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و أبو الحسين الأصبهاني، قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل(6) قال: عاصم بن بهدلة، و هو ابن أبي النّجود، أبو بكر الأسدي

ص: 225


1- بعدها بالأصل «إلى» و لا لزوم لها.
2- ما بين معكوفتين سقط من م، و استدرك على هامشها.
3- في م: القيم، خطأ.
4- طبقات ابن سعد 320/6.
5- غير واضحة بالأصل، و في م: «خزيمة» و المثبت عن ابن سعد.
6- التاريخ الكبير 487/6.

كوفي، سمع زرّا، و أبا وائل.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة -.

ح قال و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(1) ، قال: عاصم بن بهدلة و هو عاصم بن أبي النّجود، و أبو النّجود اسمه بهدلة، و كنيته أبو بكر الأسدي، سمعت أبي يقول ذلك، قال أبو محمّد: روى عن أبي وائل شقيق بن سلمة(2) ، و زرّ بن حبيش، و أبي صالح، روى عنه الثوري، و شعبة، و حمّاد بن زيد، و حمّاد بن سلمة، و زيد بن أبي أنيسة، و شريك، و أبو عوانة، و همّام، و أبان بن يزيد، و فضيل بن غزوان، و ابن عيينة، و مبارك بن سعيد، و أبو بكر بن عيّاش.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو بكر عاصم بن أبي النّجود، و هو ابن بهدلة، سمع زرّ بن حبيش، و أبا وائل، روى عنه الأعمش، و شعبة، و الثوري.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر، أنا الخصيب، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو بكر عاصم بن بهدلة الكوفي، و هو ابن أبي النّجود.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصّقر الخطيب، أنا أبو القاسم هبة اللّه بن إبراهيم، نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، قال: أبو بكر عاصم بن بهدلة.

أنبأنا(3) أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم(4) ، قال: أبو بكر عاصم بن أبي النّجود، و اسم أبي النّجود بهدلة الأسدي الكوفي، يروي عنه، عن أبي حمزة أنس بن مالك النّجّاري، و سمع أبا

ص: 226


1- الجرح و التعديل 340/6.
2- بعده في الجرح و التعديل: و أبي عبد الرحمن السلمي.
3- في م: ابن، خطأ.
4- الأسامي و الكنى للحاكم النيسابوري 119/2 رقم 496.

مريم زرّ بن حبيش الأسدي، و أبا وائل شقيق بن سلمة الكوفي، و رأى شريح بن الحارث أبا أميّة الكندي، روى عنه أبو محمّد سليمان بن مهران الكاهلي، و أبو المعتمر سليمان بن طرخان التّيمي، و أبو إسحاق سليمان بن فيروز الشيباني، و أبو عروة معمر بن راشد، و أبو عبد اللّه سفيان بن سعيد الثوري، كنّاه لنا محمّد بن سليمان، نا محمّد - يعني: ابن إسماعيل-.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسين، أنا أبو نصر البخاري، قال: عاصم بن أبي النّجود، و هو أبو بهدلة - قال عمرو بن علي: هو اسم أمّه - أبو بكر الأسدي مولاهم الكوفي المقرئ، سمع زرّ بن حبيش، روى عنه و عن عبدة بن أبي لبابة مقرونا بن سفيان بن عيينة في آخر التفسير.

قال البخاري(1): قال أحمد بن أبي الطّيّب عن إسماعيل بن مجالد: مات سنة ثمان و عشرين و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن الحمامي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد، أنا إبراهيم بن أبي أميّة، قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: كنية عاصم بن بهدلة أبو بكر، و قد قيل: إن بهدلة اسم أمّه.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين، أنا أبو حفص الفلاّس، قال: عاصم بن بهدلة هو عاصم بن أبي النّجود، و اسم أمّه بهدلة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، قال: سمعت أحمد بن نصر بن بجير يقول:

سمعت حاجب بن سليمان يقول: عاصم و الأعمش أسديان، و عاصم: بن أبي النّجود، و اسم أمّه بهدلة.

ص: 227


1- قوله: «قال البخاري» سقط من م. و انظر التاريخ الكبير 487/6.

أنا أبو الفتح سليم بن أيوب الرازي، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمّد بن إياس، قال: سمعت محمّد بن أحمد المقدّمي يقول: عاصم بن أبي النّجود هو ابن بهدلة، و بهدلة أمّه، يكنى أبا بكر.

أنبأنا أبو نصر أحمد بن محمّد بن عبد القاهر، و أبو الحسن علي بن عبيد اللّه بن نصر، قالا: أنا المبارك بن عبد الجبّار، أنا محمّد بن سعيد بن يعقوب بن إسحاق الصّيدلاني، أنا عمر بن محمّد بن سيف، نا أبو بكر بن أبي داود قال: و زعم بعض من لا يعلم أن بهدلة أمّه و ليس كذلك، بهدلة أبوه، و يكنى أبا النّجود.

دفع إليّ أبو الفضل بن ناصر الحافظ كتاب أبي الحسين بن فارس النحوي في الاشتقاق و عليه خطّه، فقرأت فيه: قال لي علي بن إبراهيم القطّان: عاصم بن أبي النّجود من أي شيء أخذ؟ فقلت: لا أدري، فقال: من قال النّجود بفتح النون فهي الأتان، و من قال النّجود بضم النون، فجمع نجد، و هو الطريق.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا محمّد بن علي الواسطي، أنا محمّد بن أحمد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان، أنا أبي، نا سليمان بن حرب، نا حمّاد بن زيد، عن عاصم بن بهدلة، زعموا أنه و أبوه أبو النّجود مولى لبني أسد.

قال يحيى(1) بن معين: ليس بالقوي في الحديث.

أخبرنا أبو عبد اللّه بن الخطاب في كتابه، أنا القاضي أبو الحسن الهمداني، أنا محمّد بن الحسين(2) اليمني، أنا جعفر بن أحمد الحميري(3) ، نا الحسين بن نصر بن المعارك، قال: سمعت أحمد بن صالح قال: قال أبو نعيم: عاصم بن أبي النّجود مولى لبني أسد(4).

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء محمّد بن علي بن يعقوب، أنا أبو الحسن الجرّاحي.

ص: 228


1- في م: يحيى - يعني ابن معين.
2- عن م و بالأصل: الحصين.
3- عن م و بالأصل: «الحميويى».
4- بعدها بالأصل: «إلى» و هي مقحمة حذفناها.

ح و أخبرنا أبو الفضل أيضا، أنا ابن خيرون، أنا أبو علي الحسن بن الحسين النّعالي، نا جدي لأمي إسحاق بن محمّد، قالا: أنا عبد اللّه بن إسحاق المدائني، نا قعنب بن المحرّر، قال: عاصم بن أبي النّجود مولى لبني أسد.

أخبرنا أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا:

أنا أبو سعد أحمد بن إبراهيم بن موسى المقرئ، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران، قال: قرأت القرآن من أوّله إلى آخره بالكوفة على أبي الحسن حمّاد بن أحمد بن حمّاد الضرير المقرئ، و على أبي علي الحسن بن داود بن الحسن القرشي المعروف بالنّقّار بالكوفة القرآن(1) من أوّله إلى آخره(2) ، و على أبي بكر محمّد بن الحسن النقاش ببغداد، قالوا جميعا: [قرأنا](3) على أبي محمّد القاسم بن أحمد بن يزيد الخياط التميمي، و قرأ القاسم على أبي جعفر محمّد بن حبيب الكوفي، و قرأ محمّد بن حبيب على أبي يوسف الأعشى يعقوب، قال أبو يوسف: قرأت القرآن من أوّله إلى آخره على أبي بكر بن عيّاش، و قال أبو بكر: قرأت على عاصم بن أبي النّجود، و قال عاصم:

قرأت على أبي عبد الرّحمن السّلمي، و قرأ أبو عبد الرحمن على علي بن أبي طالب، قال عاصم: و كنت أرجع من عند أبي عبد الرّحمن فأعرض على زرّ بن حبيش، و كان زرّ قد قرأ على عبد اللّه بن مسعود، قال أبو بكر لعاصم: لقد استوثقت، أخذت القراءة من وجهين، قال: أجل.

لفظ حمّاد، قال ابن مهران:

و قرأت بالكوفة على أبي الحسن حمّاد بن أحمد المقرئ القرآن من أوّله إلى آخره، و أخبرني أنه قرأ على أبي الحسن علي(4) بن الحسن، قال: و أخبرني أنه قرأ على محمّد بن غالب الصيرفي(5) ، و أن محمّدا قرأ على أبي يوسف يعقوب بن خليفة الأعشى، و أن أبا يوسف قرأ على أبي بكر، و قرأ أبو بكر على عاصم بن بهدلة، و قرأ عاصم على أبي عبد الرّحمن السّلمي، و قرأ أبو عبد الرّحمن السّلمي على علي بن أبي طالب، قال عاصم: و كنت أرجع من عند أبي عبد الرّحمن فأعرض على زرّ بن حبيش،

ص: 229


1- ما بين الرقمين مكرر بالأصل و م.
2- ما بين الرقمين مكرر بالأصل و م.
3- الزيادة عن م.
4- قوله: «علي بن الحسن» سقط من م.
5- في م: الضمير.

و كان زرّ قد قرأ على عبد اللّه بن مسعود، قال أبو بكر: قلت لعاصم: قد استوثقت.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن محمّد بن الآبنوسي، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن يوسف بن العلاّف، أنا أبو الحسين أحمد بن عثمان بن جعفر بن بويان المقرئ، نا أبو العبّاس أحمد بن يحيى ثعلب، نا خلف بن هشام، حدّثني يحيى بن آدم الكوفي، قال: سألت أبا بكر بن عيّاش عن قراءة عاصم بن بهدلة، فحدّثني بها و قرأها عليّ حرفا حرفا، و قال: تعلمتها من عاصم حرفا حرفا، و قال: قال لي عاصم: ما آمر أني أحد من الناس إلاّ أبو عبد الرّحمن السّلمي.

قال: و كان أبو عبد الرّحمن السّلمي قد قرأ على علي، قال عاصم: و كنت أرجع من عند أبي عبد الرّحمن فأعرض على زرّ بن حبيش، و كان زرّ قد قرأ على عبد اللّه؛ قال أبو بكر: قلت لعاصم: قد استوثقت.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن عبد اللّه المقرئ الحداد، نا أبو بكر أحمد بن جعفر بن سلم الختّلي، أنا أحمد بن محمّد بن رستم الطّبري، نا نصير بن يوسف، عن الكسائي، عن أبي بكر بن عيّاش قال:

قلت لعاصم: على من قرأت ؟ قال: كنت أقرأ على أبي عبد الرّحمن السّلمي، فأجعل طريقي على زرّ بن حبيش، و قرأ أبو عبد الرّحمن على علي بن أبي طالب، و قرأ زرّ على عبد اللّه بن مسعود، قال: قلت لعاصم: لقد استوثقت.

أخبرنا أبو المظفّر القشيري، و أبو القاسم الشّحّامي، قالا: أنا أحمد بن إبراهيم بن موسى، أنا أحمد بن الحسين بن مهران، قال: قرأت على أبي القاسم زيد بن علي بالكوفة، قال: قرأت على أبي القاسم عبد اللّه بن جعفر البجلي، و قال عبد اللّه:

ص: 230

أبي بكر بن عيّاش فيجلسان بين يديه، قال: و كان أبو يوسف حسن الجزم، فيقرأ أبو يوسف على أبي بكر بن عيّاش، و أنا مساويه بين يدي أبي بكر، فالفتح لنا جميعا و الرد علينا جميعا، فإذا فرغ أبو يوسف من قراءته، درست عليه بحضرة أبي بكر، فإذا سها(1) أبو يوسف عن حرف ردّه أبو بكر بن عيّاش عليّ، و الناس من ورائنا مجتمعون، قال عبد الحميد: و قد قرأت على أبي بكر بن عيّاش إلاّ أن عظم قراءتي على ما وصفته.

قال عبد الحميد: و نا أبو بكر أنه قرأ على عاصم. قال أبو بكر: و أخبرني عاصم أنه قرأ على أبي عبد الرّحمن السّلمي، و أنّ أبا عبد الرّحمن قرأ على علي بن أبي طالب، قال أبو بكر: و قال لي عاصم: و كنت أرجع من عند أبي عبد الرّحمن فأقرأ على زرّ بن حبيش، و كان زرّ قد قرأ على ابن مسعود، قال: قلت لعاصم: لقد استوثقت - زاد حفص بن سليمان الغاضري الأسدي عن عاصم قراءة أبي عبد الرّحمن على عثمان و زيد، و لم يذكر زرّا.

أخبرناه أبو المظفّر، و أبو القاسم، قالا: أنا أحمد بن إبراهيم، نا أحمد بن الحسن، قال: قرأت على أبي الحسن علي بن محمّد المقرئ، قال: قرأت على أبي الحسين بن زرعان الدّقّاق، و منه تعلّمت، و عليه تلقّنت، و كانت رجلا صالحا، قرأ في مسجد أبي عمر على جماعة من أصحاب أبي عمر منهم أبو حفص عمرو بن الصباح و غيره، و هم قرءوا على أبي عمر حفص بن سليمان، و قرأ حفص على عاصم، و قرأ عاصم على أبي عبد الرّحمن السّلمي، و قرأ أبو عبد الرّحمن على عثمان بن عفّان، و علي بن أبي طالب، و زيد بن ثابت، قال حفص: ما خالفت عاصما إلاّ في حرف واحد، و قال عاصم: ما خالفت أبا عبد الرّحمن في شيء من القرآن، قال أبو الحسن:

و كثير ممن كانوا يقرءون على أبي العبّاس الأشناني، يأتونني فيقرءون عليّ، فلم يخالفوني في شيء من قراءتي، و كانت القراءتان واحدة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، أنا محمّد بن نافع(2) ، نا يحيى بن آدم، نا أبو بكر بن عيّاش بحروف عاصم بن أبي النّجود

ص: 231


1- في م: «فإن سمعا».
2- في م و المطبوعة: محمد بن رافع.

في القراءة، قال: سألته عنها حرفا حرفا، فحدّثني بها، و قال: ما أحصي ما سمعت أبا إسحاق، يقول: ما رأيت أحدا قط أقرأ للقرآن من عاصم بن أبي النّجود ما أستثني أحدا من أصحاب عبد اللّه.

أنبأنا أبو نصر أحمد بن محمّد بن عبد القاهر، و أبو الحسن علي(1) بن عبيد اللّه بن نصر، قالا: أنا المبارك بن عبد الجبار بن أحمد، أنا محمّد بن سعيد بن يعقوب بن إسحاق الصّيدلاني، أنا عمر بن محمّد بن يوسف، نا أبو بكر بن أبي داود، نا موسى بن أبي موسى الخطمي، نا يوسف بن يعقوب، قال: سمعت أبا بكر بن عياش يقول: سمعت أبا إسحاق يقول: ما رأيت أقرأ من عاصم، قال: فقلت: هذا رجل قد لقي أصحاب عليّ، و أصحاب عبد اللّه فدخلت المسجد من أبواب كثيرة فإذا رجل عليه جماعة، و عليه كساء، فقلت: من هذا؟ قالوا: هذا عاصم، فأتيته، فدنوت منه، فلمّا تكلّم قلت: حقّ لأبي إسحاق أن يقول ما قال.

أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، أنا محمّد بن عبد الملك القرشي، نا محمّد بن إبراهيم بن حمدان القاضي، نا محمّد بن علي بن مهدي العطار، نا محمّد بن إسماعيل بن سمرة حدّثني ابن أبي حمّاد، حدّثني زهير، قال: سمعت أبا إسحاق يقول: ما بالكوفة منذ كذا و كذا سنة أقرأ من رجلين في بني أسد: عاصم، و الأعمش، أحدهما لقراءة عبد اللّه، و الآخر لقراءة زيد.

قرأت على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي الحسن محمّد بن محمّد، أنا علي بن محمّد بن خزفة(2).

ح و عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل، قالا: أنا محمّد بن الحسين بن محمّد، نا أبو بكر بن أبي خيثمة نا الأخنسي - يعني محمّد بن عمران - قال: سمعت أبا بكر بن عياش قال: سمعت أبا إسحاق السّبيعي يقول: ما رأيت أحدا أقرأ من عاصم - يعني ابن أبي النّجود-.

أخبرناه(3) عاليا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو

ص: 232


1- في م: «أبو الحسن بن علي»، و فوق اللفظتين بن و علي علامتا تقديم و تأخير.
2- بالأصل: «خرفة». و في م: «حرفة» و كلاهما تحريف و الصواب ما أثبت و ضبط «حرفة» و قد مرّ التعريف به.
3- في م: أخبرنا.

حفص عمر بن محمّد بن علي بن الزيات، نا أبو بكر قاسم بن زكريا المطرّز، نا أبو كريب، نا أبو بكر بن عياش، عن أبي إسحاق، قال: ما رأيت رجلا قط أقرأ من عاصم، و كان إذا سئل عن القراءة ذكر هذا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمّد، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي، نا يحيى بن آدم، نا أبو بكر بن عيّاش، عن أبي إسحاق، عن شمر بن عطية، قال: في مسجدنا هذا رجلان أحدهما أعلم الناس بقراءة عبد اللّه، و الآخر بقراءة زيد: الأعمش و عاصم.

أخبرنا أبو الأعز الأزجي، نا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو حفص عمر بن محمّد، أنا قاسم بن زكريا، نا أبو كريب، نا أبو بكر بن عيّاش، عن أبي إسحاق، عن شمر قال:

فينا رجلان أحدهما أقرأ الناس بقراءة زيد، و الآخر أقرأ الناس بقراءة عبد اللّه، قال أبو بكر: - يعني عاصما لقراءة زيد-.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصّقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدّولابي، نا أحمد - يعني النسائي - أنا أحمد(1) بن رافع، نا يحيى بن آدم، قال: سمعت شريك بن عبد اللّه يقول: ما كان أقرأ عاصما و أفصحه، قال: و قرأ مسعر على عاصم فلحن، فقال له عاصم: أرغلت(2) يا أبا سلمة.

أنبأنا أبو القاسم النّسيب، و أبو الوحش المقرئ، عن أبي الحسن رشأ(3) بن نظيف، أنا أبو الحسن محمّد بن جعفر بن النّجّار النحوي بالكوفة، قال: قال لي أبو(4) علي النقار - يعني الحسن بن داود -.

ذكرت عند أبي موسى الحامض عاصما - رحمه اللّه - فقال: ذاك لا يعدّ مع القرّاء، قال: فنظر إليّ، و تبيّن الغضب في وجهي، فقال لي: تريد أن تعربد، قلت: حدّثني

ص: 233


1- كذا بالأصل و م، و مرّ قريبا «محمد».
2- عن م، و رسمها بالأصل: «ادعلب» و رغل الصبي يرغل إذا أخذ ثدي أمه فرضعه بسرعة، و يروى بالزاي، لغة فيه (اللسان).
3- في م: رثما، خطأ، و قد مرّ التعريف به.
4- سقطت «أبو» من م.

وراق(1) أحمد بن حنبل أنه قال: لو لا خلف بين أصحاب عاصم لما وسع أحد أن يقرأ بغير قراءته، فقال لي: ويحك، إنما أردت أن أرفعه عن القرّاء، و أجعله في طبقات العلماء، لأن من علمه جاء الخلف عنه لأنه كان عارفا باللغة و العربية، فكان من قرأ عليه بما يجوز تركه و لم يردد عليه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا الحسين بن جعفر - زاد ابن الطّيّوري: و أبو نصر محمّد بن الحسن - قالا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد بن صالح، حدّثني أبي(2) قال: عاصم بن أبي النّجود - و هو ابن بهدلة - و هو أحد(3) مقرئي الكوفة، و قدم البصرة، فأقرأهم، قرأ عليه سلاّم أبو المنذر، و كان عثمانيا، و كان الأعمش قرأ عليه في حداثته، ثم قرأ الأعمش على يحيى بن وثاب(4) ، فقال له عاصم: ما هذه القراءة، أ ليس إنما قرأت عليّ؟ فقال الأعمش: بلى، و لكني انتجعت و أحدثت(5).

قال: و حدّثني أبي، قال: عاصم بن [أبي](6) النّجود الأسدي، و أهل البصرة يقولون: ابن بهدلة، و هو ابن أبي النّجود، كان صاحب سنّة و قراءة للقرآن(7) ، و كان ثقة رأسا في القراءة، و يقال: إن الأعمش قرأ عليه و هو حدث، و كان عاصم يقول للأعمش: لقد كنت(8) بعدي، و لقد حمقت بعدك، فكان الأعمش يقول له: انتجعت و أجدبت(9) ، و كان ثقة في الحديث، و لكن يختلف عنه في حديث زرّ و أبي وائل.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، أنا أبو البركات بن طاوس، أنا

ص: 234


1- عن م و بالأصل «ودان».
2- تاريخ الثقات للعجلي ص 239.
3- في ثقات العجلي: أجلّ مقرئ بالكوفة.
4- عن م و العجلي، و بالأصل: رياب.
5- في تاريخ الثقات: «و لكن انتجعت و أجربت» و في المطبوعة: و أجدبت.
6- عن م، سقطت من الأصل.
7- سقطت من م و من ثقات العجلي.
8- عن ثقات العجلي، و بالأصل و م: «كمت» و في المطبوعة: كست.
9- عن م، و بالأصل: و احد؟؟؟» و في الثقات للعجلي: أجربت.

عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان الأزهري، أنا الحسن بن الحسين بن حمكان(1) ، نا أبو إسحاق المزكي، نا محمّد بن إسحاق بن خزيمة، قال: كنا نسمع أن من مارس البرّ و تفقّه بمذهب الشافعي و قرأ لعاصم فقد كمل ظرفه.

قرأت على أبي الفضل محمّد بن ناصر، عن جعفر بن يحيى بن إبراهيم، أنا عبيد اللّه بن سعيد بن حاتم، أنا الخصيب بن عبد اللّه بن محمّد، أخبرني أبو موسى عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، أنا محمّد بن رافع، نا يحيى بن آدم، نا الحسن بن صالح، قال: ما رأيت أحدا كان أفصح من عاصم بن أبي النّجود، إذا تكلّم كاد يدخله خيلاء(2).

أنبأنا أبو نصر أحمد بن محمّد بن عبد القاهر، و أبو الحسن علي بن عبيد اللّه بن نصر، قالا: أنا أبو الحسين الصّيرفي، أنا محمّد بن سعيد بن يعقوب، أنا عمر بن محمّد بن سيف، نا أبو بكر بن أبي داود، نا موسى بن حرام، أنا يحيى - يعني ابن آدم - قال: قال أبو بكر: كان عاصم نحويا فصيحا، إذا تكلم، مشهور الكلام، و كان الأعمش فصيحا من أحسن الناس، أخذا للحديث إذا حدّث، كان عبد الملك بن عمير فصيحا يفخّم الكلام و يقطّعه، و كان أبو إسحاق فصيحا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب، نا أبو بكر، نا سفيان، قال في حديث قيس بن أبي غرزة(3): فشوبوه بالزدقة، قال سفيان: هكذا قال عاصم، و كان عاصم فصيحا: فشوبوه بالزدقة، يقول بالصّدقة، قال أبو بكر: و اسم أبي النّجود: بهدلة الأسدي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا أحمد بن عمران الأخنسي، قال: سمعت أبا بكر بن عيّاش يقول: لو رأيت منصور بن المعتمر، و ربيع بن أبي راشد، و عاصم بن أبي النّجود في الصّلاة قد وضعوا لحاهم في صدورهم، عرفت أنهم من أبرار الصّلاة.

ص: 235


1- في م: حنكان.
2- سير الأعلام 257/5.
3- بالأصل «عرره» و في م «عروة» و الصواب ما أثبت و ضبط، انظر الجرح و التعديل 102/7 و الاكمال 202/6 و تقريب التهذيب.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو بكر محمّد بن عمر بن بكير النّجّار، أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن سمعان الرزاز المعروف بالمجاشي، نا الهيثم بن خلف الدّوري، نا محمود بن غيلان، نا المؤمّل - يعني ابن إسماعيل - قال: سمعت حماد بن سلمة يقول: ما رأيت أحدا أشدّ في إثبات القدر من عاصم بن بهدلة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا إسحاق بن بشر الكاهلي قال: ذكر أبو بكر بن عيّاش الموالي و أنا عنده، فقال: و اللّه إن في بني كاهل لخمسة من الموالي ما بالكوفة عربيّ و لا قرشي(1) إلاّ و هو يعلم أنهم خير منه، قلت: يا أبا بكر من هم ؟ قال:

يحيى بن وثّاب، و سليمان بن مهران الأعمش، و عاصم بن أبي النّجود، و حبيب بن أبي ثابت، و ربيع بن أبي راشد، فقلت: يا أبا بكر، و أنت معهم، فانتهرني و قال: اسكت.

قال: و نا حنبل، نا أبو غسان، نا أبو بكر عن عاصم قال: ما سمعت أبا وائل قطّ يقول: كيف أصبحت، و لا كيف أمسيت ؟ و ما كان ذلك من جفاء، و كنت إذا قدمت من سفر أخذ يدي فيصافحني و يقبّل يدي.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي الحسن بن مخلد، أنا أبو الحسن بن خزفة.

ح و عن أبي الحسن(2) ، أنا أحمد بن عبيد، قالا: أنا محمّد بن الحسين الزعفراني، أنا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا عفان بن مسلم، نا حماد بن سلمة، أنا عاصم، قال(3): ما قدمت على أبي وائل من سفر قطّ إلاّ قبّل كفّي.

قال: و نا ابن أبي خيثمة، نا موسى بن إسماعيل، نا أبان بن يزيد، عن عاصم، عن أبي وائل أنه كان يغيب بالرستاق، فإذا جاء فلقي عاصما أخذ بيده فقبّلها.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا أبو القاسم بن

ص: 236


1- بالأصل: «فرسي» و المثبت عن م، و في المطبوعة: فارسي.
2- في م: أبي الحسين.
3- سير الأعلام 257/5.

حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا أبو همّام السّكوني، أنا المبارك بن سعيد، قال: رأيت عاصم بن أبي النّجود يأتي سفيان - يعني الثوري - فيستفتيه يقول: أتيتنا صغيرا، و أتيناك كبيرا.

أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز، أنا الحسين بن عبد الرّحمن بن الحسن الشافعي، أنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس، أنا أبو(1) جعفر محمّد بن إبراهيم الدّيبلي(2) ، نا محمّد بن يزيد المستملي، نا خلف بن تميم، قال: جاء بكر بن خنيس إلى أبي فلم أدر ما أسأله من الحداثة، فقلت: ما التواضع ؟ قال: سمعت عاصم بن أبي النّجود يقول: التواضع إذا خرجت من منزلك لا تلقى أحدا إلاّ رأيت أنه خير منك.

كذا رواه لنا، و إنما يرويه ابن فراس عن عبّاس بن محمّد بن قتيبة، عن المستملي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، و أبو القاسم بن البسري، و أبو محمّد بن أبي عثمان، قالوا: أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن موسى المجبّر(3) ، نا أبو بكر محمّد بن القاسم بن الأنباري. حدّثني ابن المرزبان، نا عبد الرّحمن بن محمّد - و هو الطّوسي - نا صالح بن صالح، قال:

قيل للأعمش: ما تقول في عاصم ؟ قال: ما لي و لعاصم ؟ ثم قالوا له: ما تقول في عاصم ؟ قال: عافى اللّه عاصما، قالوا: إنّك كنت قلت فيه كيت و كيت، قال: إنه أهدى إلينا قارورة دهن، و إنّ القلوب جبلت على حبّ من أحسن إليها.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر - فيما قرأت عليه - عن أبي الفضل بن الحكاك، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني أبو موسى، أخبرني أبي، أنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، قال: سألت يحيى، عن عاصم بن أبي النّجود، فقال: ليس به بأس.

ص: 237


1- سقطت من م.
2- في م: الديملي، خطأ، و الصواب ما أثبت و ضبط، انظر الأنساب.
3- في م، المحبر، خطأ.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة -.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(1) ، أنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل - فيما كتب إليّ - قال: سألت أبي عن عاصم بن بهدلة، فقال: ثقة، رجل صالح، خيّر ثقة، و الأعمش أحفظ منه، و كان شعبة يختار الأعمش عليه في تثبيت الحديث، قال: و سألت يحيى بن سعيد(2) عنه، فقال:

ليس به بأس، قال عبد اللّه: و سألت أبي عن حمّاد بن أبي سليمان، و عاصم فقال:

عاصم أحبّ إلينا، عاصم صاحب قرآن، و حمّاد صاحب فقه.

قرأت في كتاب أبي الطاهر مشرف بن علي بن الخضر التّمّار.

و أنبأني أبو الفرج غيث بن علي عنه، أنا يحيى بن الحسين بن جعفر بن أحمد المصّيصي، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل بن الفرج، أنا علي بن أحمد بن سليمان البزار(3) ، نا أحمد بن سعد بن أبي مريم، قال: [سمعت](4) يحيى بن معين يقول:

عاصم بن أبي النّجود ثقة.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة -.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(5) ، قال: سألت أبي عن عاصم بن بهدلة فقال: هو صالح، و أكثر حديثا من أبي قيس الأودي، و أشهر منه، و أحبّ إليّ من أبي قيس، و سئل أبي عن عاصم بن أبي النّجود، و عبد الملك بن عمير فقال: قدم عاصما على عبد الملك، عاصم أقلّ اختلافا عندي من عبد الملك، و سألت أبا زرعة عن عاصم بن بهدلة، فقال: ثقة، فذكرته لأبي فقال: ليس محله هذا أن يقال هو ثقة، و قد تكلم فيه ابن عليّة، فقال: كان كلّ من كان

ص: 238


1- الجرح و التعديل 341/6.
2- في الجرح و التعديل: يحيى بن معين.
3- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: البزاز.
4- الزيادة عن م، سقطت الكلمة من الأصل.
5- الجرح و التعديل 341/6.

اسمه عاصم سيّئ الحفظ، و ذكر أبي عاصم بن أبي النّجود، فقال: محلّه عندي محل الصّدق، صالح الحديث، و لم يكن بذاك الحافظ.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر، أنا أحمد بن محمّد بن أحمد، أنا يوسف بن أحمد بن يوسف، نا محمّد بن عمرو بن موسى العقيلي، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبو بكر بن خلاّد(1) حدّثني يحيى بن سعيد، قال: سمعت شعبة يقول: حدّثنا عاصم بن أبي النّجود، و في النفس ما فيها، قال العقيلي: لم يكن فيه إلاّ سوء الحفظ.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا علي بن الحسن الربعي، و رشأ بن نظيف، قالا: أنا أبو الفتح محمّد بن إبراهيم، أنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن داود بن عيسى، نا أبو محمّد عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش (2)[نا](3) إبراهيم بن سعيد الجوهري، نا حجّاج بن محمّد، نا شعبة، نا سليمان أو عاصم بن بهدلة، و الأعمش أعجب إلينا، حديثا(4) من(5) عاصم.

قال ابن خراش(6): عاصم في حديثه نكرة.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا عمر بن محمّد بن الزيات، نا قاسم بن زكريا المطرّز، نا إبراهيم بن سعيد(7) ، نا حجّاج الأعور، عن شعبة، قال: سليمان الأعمش أحبّ إلينا حديثا من عاصم.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين بن عبد اللّه، أنا أحمد بن محمّد بن أحمد بن غالب، قال: و سمعته (8)- يعني الدارقطني - يقول:

عاصم الأحول عداده في البصريين، و عاصم بن أبي النّجود في الكوفيين، و الأحوال

ص: 239


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م.
2- في م: حراش، خطأ، انظر ترجمته في تاريخ بغداد 280/10.
3- الزيادة عن م، سقطت من الأصل.
4- سقطت من م.
5- بالأصل «بن» و الصواب عن م.
6- بالأصل و م هنا «حراش».
7- في م: سعد، خطأ.
8- عن م و بالأصل: و شعبة.

أثبت، ثم قال: ابن أبي النّجود في حفظه شيء.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه، أنا علي بن محمّد بن بشران، نا عثمان بن أحمد، نا حنبل، نا مسدّد، نا أبو زيد الواسطي، عن حمّاد بن سلمة قال: كان عاصم يحدّثنا بالحديث بالغداة عن زرّ، و بالعشي عن أبي وائل.

أبو زيد هذا اسمه حمّاد بن دليل قاضي المدائن، حكى عنه هذه الحكاية علي(1) بن المديني.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر بن اللاّلكائي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا.

حدّثني محمّد بن الحسين، نا شهاب بن عبّاد، نا أبو بكر بن عيّاش، قال: دخلت على عاصم و قد احتضر فجعلت أسمعه يردد هذه الآية يحققها كأنه في المحراب ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللّٰهِ مَوْلاٰهُمُ الْحَقِّ أَلاٰ لَهُ الْحُكْمُ وَ هُوَ أَسْرَعُ الْحٰاسِبِينَ (2).

قال: و دخلت على الأعمش و قد حضره الموت، فقال: لا تؤذننّ بي أحدا، فإذا أصبحت فأخرجني إلى الجبّان فألقني [ثمّ](3) ، ثم بكا.

قال: و نا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن إدريس، نا محمّد بن سعيد الأصبهاني، نا أبو بكر بن عياش قال: دخلت على عاصم و هو يموت و هو يقرأ ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللّٰهِ مَوْلاٰهُمُ الْحَقِّ خفض كما يقرءوها و ما أعلمه يعقل.

أنبأنا أبو عبد اللّه بن الحطّاب(4) ، أنا أبو الحسن علي بن عبيد اللّه الهمداني، أنا محمّد بن الحسين بن(5) عمر اليمني، أنا جعفر بن أحمد الحضرمي، نا الحسين بن نصر بن المعارك، قال: سمعت أحمد بن صالح يقول: مات عاصم بن أبي النّجود و هو

ص: 240


1- في م: «عن».
2- سورة الأنعام، الآية: 62.
3- الزيادة عن م، سقطت من الأصل.
4- بالأصل و م: الخطاب، خطأ و الصواب ما أثبت، و اسمه محمد بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد، ترجمته في سير الأعلام 583/19.
5- «بن» سقطت من م.

ابن بهدلة بعده - يعني بعد أبي حصين عثمان بن عاصم - بقليل، و عاصم يكنى أبا بكر.

و ذكر: أن عاصما مات قبل أن يقدم السّودان بقليل.

أخبرنا أبو القاسم النسيب، نا أبو بكر الخطيب قال: قرأت على إبراهيم بن عمر البرمكي، عن أبي حامد أحمد بن علي الهمداني، نا عبيد اللّه بن محمّد بن حبيب البرقاني، نا أحمد بن سيّار، نا عبيد اللّه بن يحيى بن بكير، قال: عاصم بن بهدلة مولى بني أسد، مات سنة سبع و عشرين و مائة بالكوفة.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، نا أبو بكر، أنا أبو سعيد بن حسنويه، أنا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أحمد بن الحسن بن أحمد - زاد الأنماطي و أحمد بن الحسن بن خيرون. قالا: أنا محمّد بن الحسن بن أحمد، أنا محمّد بن إسحاق، قالا: أنا أبو حفص عمر بن أحمد الأهوازي، نا خليفة بن خياط(1) قال: و عاصم بن أبي النّجود، و اسم أبي النّجود بهدلة مولى بني أسد، مات سبع و عشرين و مائة.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة(2) ، قال: و في سنة سبع و عشرين و مائة مات عاصم بن بهدلة مولى بني أسد.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح عبد الملك بن عمر(3) بن خلف، أنا أبو حفص عمر بن أحمد.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه(4) البلخي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الفتح الرزاز، أنا أبو حفص بن شاهين، أنا محمّد بن مخلد بن حفص.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا عثمان بن محمّد المخرمي، نا إسماعيل بن محمّد، قالا: أنا العبّاس بن

ص: 241


1- طبقات خليفة ص 270 رقم 1176.
2- تاريخ خليفة بن خياط ص 378.
3- في م: محمد بن أحمد.
4- عن م و بالأصل: عبد.

محمّد بن حاتم، نا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن حميد بن أبي الأسود، قال: عاصم بن بهدلة قريب الموت من أبي إسحاق، و أبو إسحاق مات في سنة سبع و عشرين.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل البغدادي، أنا أبو الفضل و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد أبو الفضل: و محمّد بن الحسن قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل(1) ، قال: قال أحمد بن أبي الطيّب، عن إسماعيل بن مجالد: مات عاصم سنة ثمان و عشرين و مائة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب، أنا محمّد بن الحسن بن محمّد، نا أحمد بن الحسين بن زنبيل، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا محمّد بن إسماعيل، حدّثني أحمد بن سليمان، عن إسماعيل بن مجالد، قال: مات عاصم بن أبي النّجود سنة ثمان و عشرين، و هو عاصم بن بهدلة، أبو بكر الأسدي كوفي رأى شريحا و زرّا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا علي بن أحمد بن محمّد، أنا أبو طاهر الذهبي - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن(2) ، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم، قال: سنة ثمان و عشرين و مائة توفّي فيها عاصم بن أبي النّجود.

3009 - عاصم بن حميد السّكوني الحمصي

3009 - عاصم بن حميد السّكوني الحمصي(3)

شهد خطبة عمر بالجابية:

و روى عن: عمر، و معاذ بن جبل، و عوف بن مالك، و عائشة.

روى عنه: راشد بن سعد، و أزهر بن سعيد، و عمرو بن قيس السكوني، و مالك بن زياد، و الحسن بن جابر الطائي، [و أبي دويد الحمصي](4).

ص: 242


1- التاريخ الكبير 487/6، و قد مرّ الخبر في أثناء الترجمة.
2- في م: عبيد اللّه بن عبيد اللّه بن عبد الرحمن.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 293/9 و تهذيب التهذيب 31/3 و الوافي بالوفيات 566/16 و الإصابة ترجمة 6278 طبقات ابن سعد 443/7 تاريخ الإسلام (حوادث سنة 81-100) ص 95.
4- مكانها بالأصل و م: و ابن دريد، و ما بين معكوفتين عن تهذيب الكمال.

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن بن المفرّج، أنا سهل بن بشر، أنا علي بن ربيعة بن علي البزار، نا(1) الحسن بن رشيق، نا أحمد بن محمّد بن عبد الواحد الطائي، نا أبو تقيّ هشام بن عبد الملك بن عمران المزني، نا بقية بن الوليد الكلاعي، نا عمرو بن خثعم اليحصبي، حدّثني ابن دويد (2) عن عاصم بن حميد السّكوني، أنه(3) سمع عمر بن الخطاب و هو بالجابية قام في الناس فحمد اللّه عزّ و جلّ و أثنى عليه، ثم كان من قوله: إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قام فينا ذات يوم فقال: «أيها الناس أكرموا أصحابي، ثم الذين يلونهم، [ثم الذين يلونهم](4) ألا ثمّ يفشو الكذب حتى يحلف الرجل من غير أن يستحلف، و يشهد من غير أن يستشهد، و لا يخلونّ رجل بامرأة لا تحل له إلاّ كان ثالثهما الشيطان، و من يكن في حاجة أخيه فاللّه على حاجته أقدر، و من ساءته سيّئته فهو مؤمن»، قمت فيكم كما قام فينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، ثم استغفر اللّه و جلس.

كذا فيه، صوابه: عمر بن جعثم(5).

أخبرناه أبو الحسن الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو زرعة، و أبو بكر ابنا أبي دجانة، نا عبد اللّه بن أبي الحواري، نا أبو تقي، نا بقية، نا عمر بن جعثم اليحصبي، عن ابن دويد(6) ، عن عاصم بن حميد، قال: سمعت عمر بن الخطاب قام في الناس فحمد اللّه و أثنى عليه، فكان من قوله: إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قام فينا ذات يوم فقال: «أيها الناس أكرموا أصحابي، فخياركم أصحابي ثم الذين يلونهم، ثم يفشو الكذب حتى يحلف الرجل من غير أن يستحلف، و يشهد من غير أن يستشهد، ألا فمن أراد بحبحة الجنة فعليه بالجماعة، و إياكم و الوحدة فإن الشيطان مع الواحد، و هو من الاثنين أبعد، ألا و لا يخلونّ رجل بامرأة لا تحل له إلاّ كان الشيطان ثالثهما، و من يك في حاجة أخيه فاللّه على حاجته أقدر، و من تسوءه سيئته فهو مؤمن»، قمت فيكم كما قام فينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، ثم استغفر و جلس.

أخبرنا عاليا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد، و أم المجتبى فاطمة بنت ناصر بن

ص: 243


1- في م: أنا.
2- كذا بالأصل هنا «ابن دويد» و في م: ابن دريد.
3- عن م و بالأصل: أنا.
4- ما بين معكوفتين زيادة عن م.
5- ترجمته في تهذيب التهذيب 430/7.
6- كذا بالأصل هنا «ابن دويد» و في م: ابن دريد.

الحسن، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو العباس بن قتيبة، نا حرملة بن يحيى، نا ابن وهب، حدّثني معاوية بن صالح، عن أبي دويد(1) ، عن عاصم بن حميد أنه سمع [عمر](2) ابن الخطّاب يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول: «أكرموا أصحابي، فإنّ خياركم أصحابي ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يطلعن، فيشهد الرجل و لم يستشهد، و يحلف الرجل قبل أن يستحلف، ألا فمن أراد بحبحة الجنة فعليه بالجماعة، و إيّاكم و الوحدة، فإنّ الشيطان مع الواحد، و هو من الاثنين أبعد، ألا لا يخلونّ رجل بامرأة لا تحلّ له فإن ثالثهما الشيطان، و من ساءته سيئته فهو مؤمن».

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ، نا سليمان بن أحمد الطّبراني(3) ، نا بكر بن سهل، نا عبد اللّه بن صالح، حدّثني معاوية بن صالح، عن عمرو بن قيس [الكندي] أنه سمع عاصم بن حميد يقول:

سمعت عوف بن مالك يقول: قمت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ليلة فبدأ فاستاك، ثم توضأ، ثم(4) قام يصلّي، فقمت معه، فبدأ فاستفتح من البقرة، لا يمرّ بآية رحمة إلاّ وقف فسأل، و لا يمرّ بآية عذاب إلاّ وقف فتعوّذ، ثم ركع، فمكث راكعا بقدر قيامه، يقول في ركوعه: «سبحان ذي(5) الجبروت و الملكوت و الكبرياء و العظمة». ثم(6) سجد بقدر ركوعه، يقول في سجوده: «سبحان ذي الجبروت و الملكوت و الكبرياء و العظمة». ثم قرأ آل عمران، ثم سورة سورة، يفعل مثل ذلك.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا يزيد بن هارون، أنا حريز (7)- يعني ابن عثمان - نا

ص: 244


1- كذا بالأصل و م هنا، و في المطبوعة: ابن دويد.
2- عن م، سقطت من الأصل.
3- المعجم الكبير للطبراني 61/18 رقم 113.
4- سقطت من م.
5- في م: «سبحان ربي الجبروت».
6- من هنا إلى قوله و العظمة سقط من م و من المعجم الكبير.
7- بالأصل و م: جرير، خطأ، و الصواب ما أثبت، و قد تقدمت ترجمته في كتابنا، و انظر تهذيب التهذيب ط الهند 237/2. و الخبر في تهذيب التهذيب ط بيروت 31/3 نقلا عن أحمد في مسنده.

راشد بن سعد، عن عاصم بن حميد السكوني، و كان من أصحاب معاذ بن جبل عن معاذ، فذكر حديثا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا يوسف بن رباح، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح، عن يحيى بن معين قال: عاصم بن حميد السّكوني روى عن معاذ.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1) قال في الطبقة الأولى من تابعي أهل الشام: عاصم بن حميد السّكوني صاحب معاذ بن جبل، روى عن معاذ، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في تأخير صلاة العتمة.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل: و أبو الحسين الأصبهاني - قالا: أنا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسن المقرئ، نا أبو عبد اللّه البخاري(2) ، قال: عاصم بن حميد السّكوني، عن معاذ، و عوف بن مالك، و عائشة، روى عنه راشد بن سعد، و أزهر بن سعيد، و عمرو بن قيس، و مالك بن زياد.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة -.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(3) ، قال: عاصم بن حميد السّكوني روى عن معاذ بن جبل، و عوف بن مالك، و عائشة، روى عنه راشد بن سعد، و أزهر بن سعيد، و عمرو بن قيس السّكوني، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب(4) قال: و عاصم بن حميد سكوني صاحب

ص: 245


1- طبقات ابن سعد 443/7.
2- التاريخ الكبير 481/6.
3- الجرح و التعديل 342/6.
4- الخبر في المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 429/2.

معاذ بن جبل، روى عنه راشد بن سعد، عن معاذ بن جبل.

و قد ذكر بقية أن راشد بن سعد أصيبت عينه يوم صفّين.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز، أنا تمام بن محمّد، نا جعفر بن محمّد، نا أبو زرعة، قال: في الطبقة التي تلي أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و هي العليا:

عاصم بن حميد السّكوني.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة -.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا أبو [الحسين](1) الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: في الطبقة الثانية: عاصم بن حميد السّكوني حمصي.

أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمد، أنا أبو القاسم علي بن المحسّن، أنا محمّد بن المظفّر، أنا بكر بن أحمد بن حفص، نا أحمد بن محمّد بن عيسى، قال:

عاصم بن حميد السّكوني من أصحاب معاذ.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا محمّد بن الحسين بن هريسة، أنا أبو بكر البرقاني، قال: قلت لأبي الحسن الدارقطني: فعاصم بن حميد السّكوني يروي عن معاذ؟ قال: هو من أصحابه ثقة(2).

3010 - عاصم بن رجاء بن حيوة الكندي الفلسطيني

3010 - عاصم بن رجاء بن حيوة الكندي الفلسطيني(3)

حدّث عن أبيه، و داود بن جميل، و أبي عمران سليمان بن عبد اللّه - و يقال:

سليم - الأنصاري مولى أم الدرداء، و مكحول، و ربيعة بن يزيد، و محمّد بن المنكدر، و عروة بن رويم، و أبي عبد الرّحمن القاسم بن عبد الرّحمن الدمشقي.

روى عنه وكيع بن الجرّاح، و عبد اللّه بن داود الخريبي، و أبو نعيم الفضل بن دكين، و إسماعيل بن عياش، و عبد اللّه بن يزيد بن الصّلت الشيباني، و محمّد بن يزيد

ص: 246


1- زيادة عن م، سقطت من الأصل.
2- و توفي في حدود التسعين للهجرة، قاله في الوافي بالوفيات 566/16.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 294/9 و تهذيب التهذيب 31/3 و ميزان الاعتدال 350/2.

الواسطي، و سليم(1) بن زياد الواسطي.

و وفد على عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح أحمد بن عبد اللّه(2) الفقيه، أنا أحمد بن الحسن المعدّل، أنا عبد اللّه بن حامد الأصبهاني، أنا محمّد بن جعفر المطيري(3) ، أنا أحمد بن عبد الخالق، نا عبد اللّه بن داود الخريبي، قال: سمعت عاصم بن رجاء بن حيوة، عن داود بن جميل، عن كثير بن قيس، قال: كنت جالسا مع أبي الدرداء في مسجد دمشق، فأتاه رجل فقال: يا أبا الدرداء إنّي أتيتك من المدينة، مدينة الرسول صلّى اللّه عليه و سلّم لحديث بلغني أنك تحدّث عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، قال أبو الدرداء: ما جئت لحاجة، و ما جئت لتجارة، ما جئت(4) إلاّ لهذا الحديث ؟ قال: نعم، قال: فإنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول: «من سلك طريقا يطلب فيه علما، سلك اللّه به طريقا من طرق الجنة، و إنّ الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يطلب، و إنّ العالم يستغفر له من في السماء و من في الأرض و الحيتان في جوف البحر، و فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، و إن العلماء ورثة الأنبياء، إنّ الأنبياء لم يورثوا دينارا و لا درهما، و أورثوا العلم، فمن أخذ به أخذ بحظ وافر» [5401].

و لهذا الحديث عندي طرق كثيرة تأتي بعضها في ترجمة كثير بن قيس إن شاء اللّه.

أخبرنا أبو سعد عبد اللّه بن أحمد بن أسعد بن محمّد الصوفي، أنا أبو الفضل محمّد بن عبيد اللّه بن محمّد الصّرام(5) ، أنا القاضي الإمام أبو عمر محمّد بن الحسين البسطامي، أنا أحمد بن عبد الرّحمن بن الجارود الرّقّي، أنا عيسى بن أحمد، نا بقية، أنا إسماعيل بن عيّاش، عن عاصم بن رجاء بن حيوة، عن أبي عمران الأنصاري، عن أبي سلاّم الحبشي، عن عبد الرّحمن بن غنم، عن أبي موسى الأشعري، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «الصبر الرّضا».

ص: 247


1- في تهذيب الكمال: سليمان.
2- كذا بالأصل و م، و في سير الأعلام 626/19 (ترجمته) إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك بن علي، أبو سعد النيسابوري الكرماني ابن المؤذن.
3- المطيري نسبة إلى مطيرة و هي من نواحي سرمن رأى (انظر ياقوت و الأنساب).
4- في م: جئتنا.
5- في م: الصوام.

أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد بن يوسف، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد بن الفضل الأزجي، نا أبو سعيد الحسن بن جعفر بن محمّد بن الوضّاح السمسار، نا أبو بكر جعفر بن محمّد الفريابي، نا إبراهيم بن العلاء، نا إسماعيل، عن عاصم بن رجاء بن حيوة قال: سمعت عمر بن عبد العزيز و هو ينادي على المنبر: من أذنب ذنبا فليستغفر اللّه ثم ليتب، فإن عاد فليستغفر اللّه ثم ليتب، فإن عاد فليستغفر اللّه ثم ليتب، فإنّها خطايا موصوفة في أعناق رجال قبل أن يخلقوا، و إنّ الهلاك كل الهلاك الإصرار عليها.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني - زاد الأنماطي و أبو الفضل بن خيرون قالا: - أنا أبو الحسن محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة(1) قال في الطبقة الرابعة من أهل الشامات: عاصم بن رجاء بن حيوة أردنّي(2).

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل البغدادي، أنا أحمد بن الحسن، و أبو الحسين(3) ، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن - قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل(4) ، قال: عاصم بن رجاء بن حيوة الكندي، عن داود بن جميل، سمع منه عبد اللّه بن داود، و أبو نعيم حديثه في الشاميين.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد التميمي، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، قال في تسمية نفر(5) متقاربين في السن عمّروا عاصم بن رجاء بن حيوة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا أبو الحسين الكلابي، نا أحمد بن عيسى - قراءة -.

ص: 248


1- طبقات خليفة بن خياط ص 578 رقم 3033.
2- في طبقات خليفة: أزدي.
3- في م: و أبو الحسن، خطأ.
4- التاريخ الكبير 488/6.
5- قوله «تسمية نفر» مكانها بياض في م.

ح(1) و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة -.

قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقال في الطبقة الرابعة: عاصم بن رجاء بن حيوة.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة -.

ح قال و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(2) ، قال: عاصم بن رجاء بن حيوة، روى عن داود بن جميل، روى عنه وكيع، و عبد اللّه بن داود الخريبي، و أبو نعيم، سمعت أبي يقول ذلك.

قال: و ذكره أبي، عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين، قال: عاصم بن رجاء بن حيوة صويلح، قال: و سألت أبا زرعة عن عاصم بن رجاء بن حيوة، فقال:

لا بأس به.

3011 - عاصم بن سفيان بن عبد اللّه ابن أبي ربيعة بن الحارث الثقفي الطائفي

3011 - عاصم بن سفيان بن عبد اللّه ابن أبي ربيعة بن الحارث الثقفي الطائفي(3)

[سمع](4): عمر بن الخطاب، و أبا أيوب الأنصاري، و عقبة بن عامر.

روى عنه: ابنه بشر بن عاصم، و سفيان بن عبد الرّحمن و يقال: ابن عبد اللّه - الثقفي.

و قدم على معاوية غازيا.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، و أبو القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد، قالا: أنا عبد الرزاق بن عمر بن موسى بن شمّة، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا علاّن علي بن أحمد

ص: 249


1- «ح» سقطت من م.
2- الجرح و التعديل 342/6.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 295/9 و تهذيب التهذيب 32/3 طبقات ابن سعد 519/5 و أسد الغابة 9/3 و الإصابة 246/2.
4- الزيادة عن م، سقطت اللفظة من الأصل.

الصّيقل في المسجد الحرام، نا محمّد بن رمح، أنا الليث، عن أبي الزبير، عن سفيان بن عبد اللّه - أظنه - عن عاصم بن سفيان الثقفي:

أنهم غزوا غزوة السّلاسل ففاتهم الغزو، فرابطوا ثم رجعوا إلى معاوية و عنده أبو أيوب، و عقبة بن عامر، فقال عاصم: يا أبا أيوب فاتنا الغزو العام، و قد بلغنا أنه من صلّى في المساجد الأربعة غفر اللّه عزّ و جلّ له ذنبه، قال: يا ابن أخي أدلّك على أيسر من ذلك، إنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول: «من توضأ كما أمر، و صلّى كما أمر، غفر اللّه له ما قدّم من عمل» أ كذلك يا عقبة ؟ قال: نعم.

أخرجه محمّد بن يزيد بن ماجة(1)سقطت من الأصل و أضيفت عن م و المسند.(2) في سننه، عن محمّد بن رمح هكذا.

و خالفه يونس، و حجين، و قتيبة فرووه(3) عن الليث، فقالوا: عن سفيان بن عبد الرّحمن و هو الصّواب، و لم يشكوا أنه عن عاصم كما شكّ ابن رمح، فأما حديث يونس و حجين(4).

فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد(5) ، حدّثني [أبي](5) أنا يونس بن محمّد، و حجين، قالا: نا ليث بن سعد عن أبي الزبير، عن سفيان بن عبد الرّحمن، عن عاصم بن سفيان الثقفي،أنهم غزوا غزوة السّلاسل، ففاتهم الغزو، فرابطوا ثم رجعوا إلى معاوية و عنده أبو أيوب، و عقبة بن عامر، فقال عاصم: يا أبا أيوب فاتنا الغزو العام و قد أخبرنا أنه من صلّى في المسجد - و قال حجين: المساجد الأربعة - غفر له ذنبه، فقال: ابن أخي، أدلّك على أيسر من ذلك، إنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول: «من توضّأ كما أمر، و صلّى كما أمر غفر له ما قدّم من عمل»، أ كذاك يا عقبة ؟ قال: نعم [5402].

كذا فيه العدو، و الصواب الغزو(6).

ص: 250


1- سنن ابن ماجة
2- كتاب إقامة الصلاة و السنة فيها الحديث رقم 1396.
3- عن م و بالأصل: فرووا.
4- في م: و جحش، خطأ. انظر ترجمته: حجين بن المثنى اليمامي، أبو عمر، في تهذيب الكمال 182/4.
5- مسند الإمام أحمد ط دار الفكر، رقم 23656.
6- كذا بالأصل، و الذي مرّ في الحديث بالأصل و م في الموضعين «الغزو» و في مسند أحمد: «الغزو» أيضا.

و أمّا حديث قتيبة: فأخبرناه أبو الفضل محمّد بن إسماعيل بن الفضيل الفضيلي، أنا أبو القاسم أحمد بن أبي منصور الخليلي - ببلخ - أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمّد بن الحسن، أنا أبو سعيد الهيثم بن كليب، نا إسحاق بن إبراهيم، نا قتيبة، نا ليث، عن أبي الزبير، عن سفيان بن عبد الرّحمن، عن عاصم بن سفيان الثقفي.

أنهم غزوا غزوة السّلاسل ففاتهم الغزو، فرابطوا ثم رجعوا إلى معاوية و عنده أبو أيّوب، و عقبة بن عامر، فقال عاصم: يا أبا أيّوب فاتنا الغزو العام، و قد أخبرنا أنه من صلّى في المساجد الأربعة(1) غفر له ذنبه، فقال: يا ابن أخي أدلّك على أيسر من ذلك، إنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول: «من توضّأ كما أمر، و صلّى كما أمر غفر له ما قدّم من عمل»، أ كذلك(2) ؟ قال: نعم [5403].

و رواه عبد العزيز بن أبي حازم، عن إبراهيم بن إسماعيل بن مجمّع الأنصاري، عن أبي الزّبير، عن رجل من أهل الطائف يقال له: علقمة بن سفيان بن عبد اللّه الثقفي، عن أبي أيوب.

و المحفوظ هو الأوّل، و إبراهيم بن إسماعيل بن مجمّع يضعف.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، أنا محمّد بن سعد(3) قال في الطبقة الأولى من تابعي أهل مكة: عاصم بن سفيان الثقفي، روى عن عمر.

أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد أبو الفضل: و محمّد بن الحسن قالا: - أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل(4): قالعاصم بن سفيان بن عبد اللّه بن ربيعة(5) الثقفي أخو عبد اللّه، روى عنه ابنه بسر.

ص: 251


1- عن م، و بالأصل: أربعة.
2- في م: أ كذلك يا عقبة ؟.
3- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
4- التاريخ الكبير 479/6.
5- كذا و مرّ: ابن أبي ربيعة.

- و في نسخة بشر (1)- و سفيان بن عبد الرّحمن، حجازي، سمع أبا أيوب، و عقبة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في الوضوء، قاله ليث، حدّثنا أبو الزبير، و قال إبراهيم بن إسماعيل، عن أبي الزبير، عن علقمة بن سفيان الثقفي الطائفي، سمع عقبة، و أبا أيوب عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

كذا فيه، و الصّواب بشر بالشين المعجمة، و قد ذكره البخاري في باب بشر.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة -.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(2) ، قال: عاصم بن سفيان بن عبد اللّه بن أبي ربيعة الثقفي، أخو عبد اللّه، حجازي، سمع أبا أيوب الأنصاري، و عقبة بن عامر، روى عنه أبو الزبير المكي، و ابنه بشر، و عبد الرّحمن بن سفيان، سمعت أبي يقول ذلك.

الصواب: و سفيان بن عبد الرّحمن.

3012 - عاصم بن عبد اللّه بن حنظلة الغسيل ابن أبي عامر الرّاهب الأنصاري

3012 - عاصم بن عبد اللّه بن حنظلة الغسيل ابن أبي عامر الرّاهب الأنصاري(3)

أدرك عصر الصحابة.

و وفد مع أبيه على يزيد بن معاوية، و قتل يوم الحرّة، تقدم ذكر وفوده و قتله في ترجمة أخيه الحارث بن عبد اللّه بن حنظلة.

3013 - عاصم بن عبد اللّه بن نعيم أبو عبد الغني القيني

3013 - عاصم بن عبد اللّه بن نعيم أبو عبد الغني القيني(4)

ذكر ابن أبي حاتم أن أباه و أخاه عبد الغني بن عبد اللّه من أهل دمشق، فإن كانا

ص: 252


1- الذي في التاريخ الكبير المطبوع و تهذيب الكمال: «بشر» و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى أن الصواب «بشر».
2- الجرح و التعديل 344/6.
3- ترجمته في طبقات ابن سعد 65/5 و له ذكر في تاريخ خليفة و الطبري (حوادث سنة 63) انظر الفهارس.
4- بالأصل: «العيني» و المثبت عن م، و هذه النسبة إلى القين قبيلة من قضاعة. (كما في اللباب) و لم يذكر السمعاني إلى أي شيء هذه النسبة، ذكره في الأنساب و ترجم له. و ترجمته في الجرح و التعديل 348/6.

منهم فهو أيضا منهم، و الأظهر أنه أزدي(1).

حدّث عن أبيه، عن عروة بن محمّد السعدي.

روى عنه عبد اللّه بن وهب بن مسلم المصري.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا أحمد بن عيسى المصري، نا ابن وهب، أخبرني عاصم بن عبد اللّه بن نعيم، عن أبيه، عن عروة بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه.

أنه قدم على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في وفد من قومه من ثقيف، فلما دخلوا على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم كان فيما ذكروا أن سألوه فقال لهم: «هل قدم معكم أحد غيركم ؟» قالوا: نعم، فتى منا خلفناه في رحالنا، قال: «فأرسلوا إليه»، قال: فلما دخلت عليه و هم عنده فاستقبلني، فقال: «إنّ اليد المنطية(2) هي العليا، و إن السّائلة هي السّفلى، فما استغنيت فلا تسأل، و إنّ مال اللّه مسئول و منطى»(3)[5404].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة -.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: عاصم بن عبد اللّه بن نعيم - قال ابن عتّاب القيني و قال عبد الوهاب: هو الذي أخوه عبد الغني بن عبد اللّه بن نعيم، حدّث عنه ابن وهب.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة -.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا أبو الحسن، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(4) ، قال:

ص: 253


1- غير واضحة بالأصل و رسمها: «اربعى» و المثبت عن م. و في المطبوعة «أردني».
2- في م: المعطية.
3- في م: و معطى.
4- الجرح و التعديل 348/6.

عاصم بن عبد اللّه بن نعيم، روى عن أبيه [عن](1) عروة بن محمّد بن عطية السّعدي، روى عنه ابن وهب.

كتب إليّ أبو بكر زكريا بن عبد الوهاب بن منده.

و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه، قال:

قال لنا أبو سعيد بن يونس: عاصم بن عبد اللّه بن نعيم القيني، من أهل الشام، ثم من الأردنّ، قدم مصر، يروي عن أبيه، و عن عروة بن محمّد السّعدي، لا أعلم أحدا روى عنه من أهل مصر غير عبد اللّه بن وهب، و هو أخو عبد الغني بن عبد اللّه الذي عنه داود بن رشيد.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي زكريا عبد الرحيم بن أحمد بن نصر.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا إبراهيم بن يونس بن محمّد، أنا أبو زكريا.

ح و أخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلاّمة، أنا أبو الفرج سهل بن بشر، أنا رشأ بن نظيف، قالا: نا عبد الغني بن سعيد.

[ح](2) و قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا(3) ، قالا(4):

و أما القيني بالقاف و الياء المعجمة باثنتين من تحتها، و النون - و قال ابن ماكولا: ثم نون - فمنهم عبد اللّه بن نعيم، و عبد الغني بن عبد اللّه بن نعيم، و أخوه عاصم بن عبد اللّه، يروي عن عروة بن محمّد السّعدي، و هم من له أردن.

3014 - عاصم بن عبد اللّه بن يزيد الهلالي

3014 - عاصم بن عبد اللّه بن يزيد الهلالي(5)

من صحابة، هشام بن عبد الملك، ولاه غزو الصائفة إلى الرّوم، و ولاّه خراسان، و قدم مع مروان بن محمّد دمشق حين طلب الخلافة، له ذكر.

ص: 254


1- سقطت من الأصل و أضيفت عن م و الجرح و التعديل.
2- زيادة عن م.
3- الاكمال لابن ماكولا 372/6.
4- عن م، و بالأصل: قال.
5- ترجمته في النجوم الزاهرة 275/1 و تاريخ الطبري (انظر الفهارس) و تاريخ خليفة بن خياط (الفهارس).

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة(1) قال:

و فيها - يعني سنة ثمان و مائة - غزا عاصم بن عبد اللّه بن يزيد الهلالي الصائفة اليسرى.

قال خليفة: ولى هشام الجنيد بن عبد الرّحمن بن مرّة غطفان - يعني خراسان (2)- ثم عزله سنة خمس عشرة و مائة، و ولى عاصم بن عبد اللّه بن يزيد الهلالي، ثم جمعت لخالد بن عبد اللّه الثانية، فولّى أخاه أسد بن عبد اللّه.

قال: و فيها - يعني سنة خمس(3) و مائة - خرج الحارث بن شريح(4) ، فغلب على الجوزجان(5) و مرو، فبعث هشام بن عبد الملك عاصم بن عبد اللّه بن يزيد الهلالي، فلقي الحارث بن شريح، فاقتتلوا قتالا شديدا، ثم اصطلحا على أن يقيم الحارث بن شريح ببلخ، و يبعث رسولا إلى هشام، و يبعث عاصم رسولا، فبعث خالد أخاه أسد بن عبد اللّه واليا على خراسان، و أغرى(6) عاصما، و قفل مروان من أرمينية عند قتل الوليد، و استخلف عاصم بن عبد اللّه بن يزيد الهلالي(7) ، فبعث الضحاك بن قيس - يعني الخارجي - فقتل عاصم بن عبد اللّه(8) ، فبلغ الخبر مروان، فولى عبد اللّه(9) بن مسلم، فمات، فولّى إسحاق بن مسلم، فخرج إسحاق، فاختار أهل بردعة، مسافر بن كثير(10) حتى قام أبو العباس.

ص: 255


1- تاريخ خليفة ص 338.
2- و كان ذلك في سنة 113 كما يفهم من عبارة خليفة، و ذلك بعد عزله أشرس بن عبد اللّه السلمي (تاريخ خليفة ص 358).
3- كذا بالأصل و م، و الخبر ورد في تاريخ خليفة في حوادث سنة 115 ه. ص 346.
4- في الطبري و ابن الأثير: سريج.
5- الجوزجان: كورة واسعة من كور بلخ بخراسان و هي بين مرو الروذ و بلخ (ياقوت).
6- في تاريخ خليفة: و عزل.
7- انظر تاريخ خليفة ص 367 حوادث سنة 126 و ص 407 في تسمية عمال مروان بن محمد.
8- قتله مسافر بن القصاب (تاريخ خليفة).
9- كذا بالأصل و تاريخ خليفة، و في م: عبد الملك.
10- في تاريخ خليفة: مسافر بن بجير.

3015 - عاصم بن عبيد اللّه بن عاصم ابن عمر بن الخطّاب بن نفيل بن عبد العزّي بن رياح...

3015 - عاصم بن عبيد اللّه بن عاصم ابن عمر بن الخطّاب بن نفيل بن عبد العزّي(1) بن رياح(2) ابن عبد اللّه بن قرط بن رزاح(3) بن عدي القرشي العدوي(4)

حدّث عن ابن عمر، و جابر بن عبد اللّه، و أبيه عبيد اللّه بن عاصم، و عبد اللّه بن عامر بن ربيعة، و علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، و عبيد مولى أبي رهم، و سالم بن عبد اللّه بن عمر.

روى عنه عبيد اللّه بن عمر العمري، و شعبة، و الثوري، و محمّد بن عجلان، و يحيى بن سعيد القطّان.

و سمع منه مالك بن أنس، و شريك النّخعي، و سفيان بن عيينة، و عمر بن قيس سندل، و أبو الربيع السّمّان، و الحسن بن صالح بن حيّ، و عاصم بن عمر بن حفص بن [عاصم بن](5) عمر بن الخطاب.

و وفد على عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا شعبة، عن عاصم بن عبيد اللّه، عن عبد اللّه بن عامر، عن أبيه.

أن امرأة من بني فزارة تزوجت رجلا على نعلين، فرفع ذلك إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، فقال لها: «أرضيت لنفسك نعلين ؟» قالت: إنّي رأيت ذلك، قال: «و أنا أرى ذلك» [5405].

و رواه ابن الجعد عن شريك أيضا.

ص: 256


1- بالأصل و م: «عبد القوي» و الصواب عن جمهرة الأنساب ص 150 و أسد الغابة 642/3.
2- في م: رباح.
3- بالأصل و م: «وزاح». خطأ و الصواب عن جمهرة الأنساب ص 150 و أسد الغابة 642/3 في ترجمة عمر بن الخطاب.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 304/9 و تهذيب التهذيب 35/3 و ميزان الاعتدال 353/2 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 121-140) ص 456 التاريخ الكبير 484/6 الجرح و التعديل 347/6 التاريخ لابن معين 283/2 رقم 822 تاريخ أبي زرعة الدمشقي 510/1.
5- الزيادة عن تهذيب الكمال 305/9 و انظر ترجمة أخيه عبد اللّه في سير الأعلام 339/7.

أخبرناه أبو القاسم أيضا، أنا أبو محمّد [أنا أبو القاسم، أنا أبو](1) القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا شريك، عن عاصم بن عبيد اللّه، عن عبد اللّه بن عامر بن ربيعة، عن أبيه قال: أتى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم رجل من بني فزارة بامرأة فقال: إنّي(2) تزوجتها بنعلين، فقال لها: «أرضيت ؟» فقالت: نعم، و لو لم يعطني لرضيت، قال:

«شأنك و شأنها»[5406].

أخبرنا أبو الفضل الفضيلي، أنا أبو القاسم أحمد بن محمّد بن محمّد الخليلي، أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن الحسن الخزاعي، أنا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشّاشي، نا العباس الدّوي، نا خالد بن مخلد، نا عبد اللّه بن عمر، عن عاصم بن عبيد اللّه، عن عبد اللّه(3) بن عامر بن ربيعة العدويّ، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «تابعوا بين الحجّ و العمرة فإنهما ينفيان الفقر و الذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد» [5407].

أخبرنا أبو سعد عبد الرّحمن بن أبي القاسم الحصيري الفقيه، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين المقوّمي، أنا أبو طلحة القاسم بن أبي المنذر الخطيب، أنا أبو الحسين(4) علي بن إبراهيم بن سلمة القطان، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن يزيد بن ماجة، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا محمّد بن بشير، نا عبيد اللّه بن عمر، عن عاصم بن عبيد اللّه، عن عبد اللّه بن عامر بن ربيعة، عن أبيه، عن عمر بن الخطّاب، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّمنحوه.

و أخبرنا(5) أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا عبد الواحد بن محمّد بن مهدي، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، أنا جدي، نا محمّد بن عبد اللّه بن نمير، نا أبي، نا عبيد اللّه بن نمير.

قال: و نا جدي، نا عبد اللّه بن محمّد، نا محمّد بن بشر، عن عبيد اللّه بن عمر،

ص: 257


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و أضيف عن المطبوعة.
2- كتبت بين السطرين بالأصل فوق الكلام.
3- «عن عبد اللّه» سقط من م و مستدركة على هامشها.
4- في م: أبو الحسن، و كناه الذهبي في سير الأعلام: «أبا الحسن» ترجمته فيها 463/15.
5- في م: «و أخبرناه» و هو أشبه.

عن عاصم بن عبيد اللّه، عن عبد اللّه بن عامر بن ربيعة، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال: «تابعوا بين الحجّ و العمرة فإنّ متابعة بينهما ينفي الذنوب و الفقر كما ينفي الكير خبث الحديد» [5408]، و قد اختلف في هذا الحديث عن عاصم، فرواه عبد اللّه، و عبيد اللّه العمريان هكذا.

و رواه سفيان بن عيينة، فاختلف عنه فيه، فروي هكذا، و روي عنه من غير ذكر عامر فيه.

فأمّا حديث من رواه عنه هكذا.

فأخبرناه(1) أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو الفقيه.

ح و أخبرناه أبو سهل بن سعدويه، أنا إبراهيم بن منصور سبط بحرويه، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، نا أبو خيثمة، قال ابن(2) عمرو و القراريري - و قال ابن المقرئ: و عبيد اللّه - قالا: نا سفيان بن عيينة، عن عاصم بن عبيد اللّه بن عاصم، عن عبد اللّه بن عامر بن ربيعة، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «تابعوا بين الحجّ و العمرة فإن متابعة ما بينهما ينفي الفقر و الذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد» [5409]، و هكذا رواه علي بن حرب عن سفيان إلاّ أنه اختصر متنه.

أخبرناه أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، أنا أحمد بن سليمان الموصلي، نا علي بن حرب الموصلي، نا سفيان، عن عاصم بن عبيد اللّه - يعني - عن عبد اللّه بن عامر بن ربيعة - عن أبيه، عن عمر بن الخطاب قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «تابعوا بين الحجّ و العمرة» [5410]، و كذا رواه أبو بكر عبد اللّه بن الزّبير الحميدي، عن سفيان بتمامه، و رواه جماعة منهم: أحمد بن حنبل، و أبو بكر بن أبي شيبة، و مسدّد بن مسرهد، و شريح بن النعمان، و علي بن المديني، فلم يقولوا: عن أبيه.

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب.

ص: 258


1- في م: و أخبرناه.
2- كذا بالأصل، و م، و في المطبوعة: أبو عمرو.

ح و أخبرنا أبو علي بن السّبط، أنا أبو محمّد الجوهري، قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد(1) ، حدّثني أبي، نا سفيان، عن عاصم بن عبيد اللّه، عن عبد اللّه بن عامر بن ربيعة يحدث عن عمر يبلغ به، و قال سفيان مرة عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«تابعوا بين الحجّ و العمرة، فإنّ متابعة بينهما ينفيان الفقر و الذنوب كما ينفي الكير الخبث»[5411].

أخرجه ابن ماجة(2) عن أبي بكر هكذا، و رواه شريك بن عبد اللّه النّخعي القاضي، عن عاصم، فقال مرة عنه، كما قال العمريان، و قال مرة عن عبد اللّه بن عامر، عن أبيه، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، لم يذكر عمر.

أخبرنا بحديثه أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد(3) بن يوسف السّدوسي، نا جدي أبو يوسف يعقوب بن شيبة بن الصّلت، نا يحيى بن عبد الحميد الحمّاني، نا شريك بن عبد اللّه، عن عاصم، عن عبد اللّه بن عامر بن ربيعة، عن أبيه، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

قال: و سمعته مرة قال عن عمر بن الخطاب عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال: «تابعوا بين الحجّ و العمرة، فإنهما ينفيان الفقر، و يزيدان في العمر و الرزق، كما ينفي كير الحداد خبث الحديد». قال أبو يوسف: حديث «تابعوا بين الحج» حديث رواه عاصم بن عبيد اللّه بن عاصم بن عمر بن الخطّاب، و هو مضطرب الحديث، فاختلف عنه فيه، فرواه عن عاصم عبيد اللّه بن عمر، و شريك بن عبد اللّه، و سفيان بن عيينة.

فأمّا عبيد اللّه بن عمر فإنه وصله و جوّده، فرواه عنه عن عبد اللّه بن عامر بن ربيعة، عن أبيه، عن عمر، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم(4) فلم يذكر فيه عمر، رواه مرة أخرى عن عمر، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و لا نرى هذا الاضطراب إلاّ من عاصم، و قد بيّن ابن عيينة ذلك في حديثه، قال علي بن المديني: قال سفيان بن عيينة: كان عاصم يقول عن عبد اللّه بن عامر بن ربيعة، عن أبيه، عن عمر، و مرة يقول عن عبد اللّه بن عامر عن عمر و لا يقول عن أبيه.

ص: 259


1- مسند الإمام أحمد ط دار الفكر رقم 15698.
2- سنن ابن ماجة 25 كتاب المناسك رقم 2887.
3- «بن أحمد» سقط من م.
4- من قوله: فلم يذكر إلى هنا، سقط من م.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو منصور النّهاوندي، نا أبو العبّاس النّهاوندي، أنا أبو القاسم بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل قال: قال [علي](1) عن سفيان، قال: جاء عبد الكريم الجزري إلى عبدة بن أبي لبابة، فسأله «تابعوا بين الحجّ و العمرة»، فقال حدّثنيه عاصم بن عبيد اللّه، فسألنا عاصما قال: فقال سفيان: أتاني شعبة فسألني و ذكره، فقلت: قلّ ما سألته إلاّ قال: حدّثنيه عبد اللّه بن عامر، و حدّثني سالم. ثم قال سفيان: ما كان أشد انتقاد مالك للرجال.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه(2) ، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب، قال: و قال أبو بكر - يعني الحميدي - في حديث«تابعوا بين الحجّ و العمرة، فإن متابعة بينهما يزيدان في الأجل»، قال: قال سفيان: كان هذا الحديث حدّثناه عبد الكريم الجزري أولا عن عبدة، عن عاصم، فلما قدم عبدة أتيناه لنسأله فقال: إنّما حدّثنيه عاصم، و هذا عاصم حاضر، فذهبنا إلى عاصم فسألناه، فحدّثناه(3) به هكذا، ثم سمعته منه بعد ذلك، فمرة يقفه على عمر و لا يذكر فيه عن أبيه، و أكثر ذلك كان يحدثه عن عبد اللّه بن عامر بن ربيعة، عن أبيه، عن عمر، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، قال سفيان: و إنما(4) سكتنا عن هذه الكلمة «يزيد في الأجل»، فلا يحدث بها مخافة أن يحتج بها هؤلاء القدرية، و ليس لهم فيها حجّة.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي الواعظ، أنا أبو بكر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا حسين بن محمّد، أنا محمّد بن مطرّف، عن عاصم بن عبيد اللّه بن عاصم بن عمر بن الخطاب، قال: دخلت على جابر بن عبد اللّه، فحضرت الصّلاة، و ثياب له على السرير أو المشجب، فقام متوشحا بثوبه، ثم صلّى، ثم قال لهم حين انصرف: رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم صلّى هكذا.

كتب إليّ أبو نصر أحمد بن محمّد بن علي بن البخاري، أنا محمّد بن عبد الملك بن بشران، أنا أبو الحسن الدارقطني، حدّثني أبو بكر عبد اللّه بن يحيى

ص: 260


1- الزيادة عن م.
2- في م: محمد بن عبد اللّه.
3- في م: «فحدثنا به»، و هو أشبه.
4- عن م و بالأصل: و أنا.

الطلحي بالكوفة، حدّثني محمّد بن عبد اللّه بن سليمان الحضرمي، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا حاتم بن إسماعيل، عن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن سفيان بن سعيد الثوري، عن عاصم قال: شهدت عمر بن عبد العزيز قال لأمّه: أراك ستلين حنوطي، فلا تجعلي(1) فيه مسكا.

قال الدّارقطني: و الذي عندي أن هذا عاصم بن عبيد اللّه بن عاصم بن عمر بن الخطاب، و اللّه أعلم، و أم عمر بن عبد العزيز هي عتبة، و هي أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطّاب.

أخبرنا أبو الحسن الخطيب، أنا أبو منصور القاضي، نا أبو العبّاس النّهاوندي، أنا عبد اللّه بن محمّد القاضي، نا محمّد بن إسماعيل قال: قال علي عن سفيان: ذهبنا إلى عاصم بن عبيد اللّه - و هو ابن(2) عاصم بن عمر بن الخطاب بن نفيل القرشي العدوي - المدينة سنة ثلاث و عشرين، و كنت رأيته بالمدينة سنة عشرين، شيخ طويل ضخم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمّد، أنا أبو محمّد الحسن بن محمّد(3) أحمد، أنا أبو الحسن اللّنباني(4) ، أنا أبو بكر بن أبي الدّنيا، نا محمّد بن سعد، قال في الطبقة الرابعة من تابعي أهل المدينة ممن تأخر موته:

عاصم بن عبيد اللّه بن عاصم بن عمر بن الخطّاب، وفد على أبي العبّاس.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا محمّد بن العبّاس، أنا أبو أيّوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (5) ، قال في الطبقة الرابعة من تابعي أهل المدينة: عاصم بن عبيد اللّه بن عاصم بن عمر بن الخطاب بن نفيل، و أمّه أمّ سلمة بنت عبد اللّه بن أبي أحمد بن

ص: 261


1- عن م و بالأصل: «بجعل».
2- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
3- «بن محمد» سقط من م و المطبوعة.
4- إعجامها مضطرب في الأصل و م، و الصواب ما أثبت و ضبط اللنباني بتقديم النون عن تبصير المنتبه 1233/3 و اسمه أحمد بن محمد بن عمر بن أبان، أبو الحسن، ترجمته في سير الأعلام 311/15 و قد مرّ التعريف به.
5- ليس له ترجمة في طبقات ابن سعد الكبرى المطبوع، فهو ضمن القسم الضائع من تراجم أهل المدينة.

جحش بن رباب من بني أسد بن خزيمة، أدرك سلطان بني العبّاس، و وفد على أبي العباس عبد اللّه بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن عباس، و هو أوّل من قام بالخلافة من ولد العباس بن عبد المطلب، و كان كثير الحديث، لا يحتجّ به.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل البغدادي، أنا أبو الفضل الباقلاني، و أبو الحسين الصّيرفي، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد الباقلاني و محمّد بن الحسن قالا: - أنا أبو بكر، أنا أبو الحسن، أنا أبو عبد اللّه البخاري(1) ، قال: عاصم بن عبيد اللّه بن عاصم بن عمر بن الخطّاب بن نفيل القرشي العدوي المديني، سمع(2) أباه، و عبد اللّه بن عامر بن ربيعة، روى عنه عبيد اللّه بن عمر(3) ، و سمع منه الثوري، و شعبة، و مالك بن أنس، و يحيى بن سعيد، و ابن عجلان، قال علي: قال سفيان: ذهبنا إلى عاصم سنة ثلاث و عشرين، و كنت رأيته بالمدينة سنة عشرين، و كان شيخا طويلا [ضخما](4).

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر بن مهدي، نا محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي، قال: سمعت عليا يقول: قال سفيان:

سألني شعبة عن عاصم بن عبيد اللّه، فقلت له: يروي عن عبد اللّه بن عامر بن ربيعة، و عن سالم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي(5) ، نا ابن حمّاد، نا إسماعيل بن إسحاق، عن علي [قال](6) قال سفيان: أتاني شعبة فسألني عن عاصم بن عبيد اللّه و ذكره، فقلت له: قلّ ما سألناه إلاّ قال: حدّثني عبد اللّه بن عامر، و حدّثني [سالم، قال](7) سفيان: ما كان أشدّ انتقاد مالك للرجال.

ص: 262


1- التاريخ الكبير 484/6.
2- كذا بالأصل ما بين الرقمين، و العبارة مكانها في البخاري: رأى عبد اللّه بن عمر، و أباه، و عبد اللّه بن عامر بن ربيعة.
3- كذا بالأصل ما بين الرقمين، و العبارة مكانها في البخاري: رأى عبد اللّه بن عمر، و أباه، و عبد اللّه بن عامر بن ربيعة.
4- زيادة عن البخاري.
5- الخبر في الكامل لابن عدي 226/5.
6- زيادة عن م و ابن عدي.
7- ما بين معكوفتين استدركت عن هامش الأصل و بجانبها كلمة صح.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه، أنا عبد الواحد بن محمّد بن عثمان، أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، نا إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل، قال: سمعت علي بن المديني يقول: قال سفيان: أتاني شعبة فسألني عن عاصم، و ذكره يعني عاصم بن عبيد اللّه، فقال: قلّ ما سألناه إلاّ قال:

حدّثني عبد اللّه بن عامر، حدّثني سالم ثم قال سفيان: ما كان أشدّ انتقاد مالك للرجال.

قال القاضي: هذا كلّه أملاه علينا إملاء.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال: و خبرني شيخ عن شعبة بن الحجّاج قال: كان عديّ بن ثابت من الرفاعين، فأما عاصم بن عبيد اللّه لو قلت: من بنى هذا المسجد؟ لقال: فلان عن فلان عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري(1) ، أنا أبو الحسين القطّان، أنا عبيد اللّه، نا يعقوب بن سفيان(2) ، نا مجاهد بن موسى، نا عفّان قال:

سمعت شعبة يقول: عاصم بن عبيد اللّه لو قيل له: من بنى مسجد البصرة ؟ لقال: فلان [عن فلان](3) عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و قال في سماك شيئا لا أحفظه.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا محمّد بن المظفّر بن بكران، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد، أنا أبو جعفر العقيلي(4) ، نا أحمد بن علي الأبّار، نا مجاهد بن موسى، نا عفان قال: كان شعبة يقول: عاصم بن عبيد اللّه لو قلت له من بنى مسجد البصرة(5) ؟ لقال: حدّثني فلان عن فلان أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بناه.

قال: و نا أبو جعفر(6) ، حدّثني أبو بكر بن صدقة، نا أبو رفاعة عبد اللّه بن محمّد بن حبيب البصري، نا مسلم قال: سمعت شعبة يقول: كان عاصم بن عبيد اللّه

ص: 263


1- بالأصل: «بني المطيري» و في م: «بن المظفري» و كلاهما خطأ، و الصواب ما أثبت، قياسا إلى سند مماثل.
2- الخبر في المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 778/2.
3- ما بين معكوفتين زيادة عن م و المعرفة و التاريخ.
4- الخبر في الضعفاء الكبير للعقيلي 333/3.
5- عند العقيلي: «مسجد النبي»؟!.
6- المصدر السابق نفسه/الجزء و الصفحة.

لو قلت له: رأيت رجلا راكبا حمارا، لقال: حدّثني أبي.

قال: و نا أبو جعفر(1) ، حدّثني الفضل بن جعفر، نا إسماعيل بن إسحاق، نا علي، قال: قال سفيان: أتاني شعبة فسألني عن عاصم بن عبيد اللّه و ذكره، فقلت له:

قلّ ما سألناه إلاّ قال: حدّثني عبد اللّه بن عامر، حدّثني سالم، قال سفيان: ما كان أشد انتقاد مالك للرجال.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو القاسم السّهمي، أنا أبو أحمد بن عدي(2) ، [نا ابن حماد](3) نا عبد اللّه بن أحمد قال:

سمعت أبي يقول: كان ابن عيينة يقول: كان الأشياخ يتّقون حديث عاصم بن عبيد اللّه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر، أنا أحمد بن محمّد بن أحمد، أنا يوسف بن أحمد بن يوسف، أنا محمّد بن عمرو العقيلي(4) ، نا عبد اللّه بن أحمد [قال: سمعت أبي](5) قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: كان بعض الشيوخ يتقي حديث عاصم بن عبيد اللّه الذي يحدّث عن عبد اللّه بن عامر بن ربيعة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل الغلاّبي، أنا أبي، قال: فحدّثني أبو سليمان التيمي، عن مالك بن أنس، قال: العجب من شعبة هذا الذي ينتقي(6) الرجال و هو يحدّث عن عاصم بن عبيد اللّه، و قد حدّث مالك عن عاصم بن عبيد اللّه.

إلى آخر الجزء الحادي بعد الثلاثمائة.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر الفارسي، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي، حدّثني مفضّل، حدّثني التيمي - يعني أبو سليمان - عن مالك بن أنس قال: عجبت من شعبة الذي ينتقي الرجال و هو يحدث عن عاصم بن عبيد اللّه.

ص: 264


1- المصدر السابق/الجزء و الصفحة.
2- الخبر في الكامل لابن عدي 226/5.
3- ما بين معكوفتين زيادة عن م و ابن عدي.
4- كتاب الضعفاء الكبير للعقيلي 333/3.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و الضعفاء الكبير، و أضيفت الجملة عن م.
6- عن م و بالأصل: ينقي.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد(1) ، نا الحسن بن سفيان، حدّثني عبد العزيز بن سلاّم، قال: سمعت علي بن المديني يقول: حدّثني شيخ لنا قال: قال لي: مالك شعبتكم هذا يشدّد في الرجال، و يروي عن عاصم بن عبيد اللّه.

أخبرنا أبو بكر الشّحّامي، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السقاء، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد قال:

سمعت يحيى بن معين يقول: بلغني عن مالك بن أنس أنه قال: عجبا من شعبة الذي ينتقي الرجال و هو يحدّث عن عاصم بن عبيد اللّه.

أخبرنا أبو الفتح، أنا أبو الفتح، أنا أبو الفتح، أنا طاهر بن محمّد بن [سليمان](2) ، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمّد بن إياس، قال:

سمعت محمّد بن أحمد المقدّمي يقول: حدّثنا أبي [عن](3) علي بن المديني، عن قرّة بن سليمان قال: قال لي مالك بن أنس: شعبتكم يشدّد في الرجال و يروي عن عاصم بن عبيد اللّه.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة -.

ح(4) قال: أنا أبو طاهر، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(5) ، نا أبي قال: سمعت أبا معمر القطيعي يقول: كان ابن عيينة لا يحمد حفظ عاصم بن عبيد اللّه.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد(6) ، نا ابن حمّاد، حدّثني صالح، نا علي، قال: ذكرنا عند يحيى بن سعيد ضعف عاصم بن عبيد اللّه فقال: يحيى: هو عندي نحو ابن عقيل.

ص: 265


1- الكامل لابن عدي 227/5.
2- بياض بالأصل، و اللفظة عن م.
3- سقطت من الأصل و أضيفت عن م، و في المطبوعة: نا.
4- ح، ليست في م و مكانها بياض.
5- الجرح و التعديل 347/6.
6- الكامل لابن عدي 226/5.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، و أبي الفضل بن ناصر، عن محمّد بن عبد السّلام.

ح و أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا - قراءة - عن أبي الحسن بن مخلد، أنا علي بن محمّد بن خزفة، قال: نا محمّد بن الحسين الزعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال: و رأيت في كتاب علي بن عبد اللّه: ذكرنا عند يحيى بن سعيد عاصم بن عبيد اللّه فقال: هو عندي نحو ابن عقيل.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر الفارسي، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي قال: سمعت عليا يقول: قال سفيان: سألني شعبة عن عاصم بن عبيد اللّه يقول: سمعت عبد الرّحمن بن مهدي ينكر حديث عاصم بن عبيد اللّه أشد الإنكار.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأديب - أنا عبد الرّحمن بن محمّد، أنا أبو علي - إجازة -.

ح قال: و أنا أبو طاهر الهمداني، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(1).

قال: و أنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل - فيما كتب إليّ - قال: سمعت أحمد - يعني أباه - يقول: عاصم بن عبيد اللّه ليس بذاك.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر الفارسي، نا محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي يعقوب قال: سمعت أحمد بن حنبل فذكر عاصما فقال: حديثه و حديث ابن عقيل إلى الضعف ما هو.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إبراهيم، قال: سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس قال: سمعت عثمان(2) بن سعيد الدارمي يقول: سألت يحيى بن معين عن عاصم بن عبيد اللّه، فقال: ضعيف.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن

ص: 266


1- الجرح و التعديل 347/6 باختلاف.
2- سقطت الكلمة من م.

يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي(1) ، نا ابن أبي عصمة، نا أحمد بن أبي يحيى قال:

سمعت يحيى بن معين يقول: عاصم بن عبيد اللّه ضعيف الحديث، و بلغني عنه أنه قال: كان(2) عاصم فيه ضعف.

قال: و نا أبو أحمد(3) ، نا أحمد بن علي، نا عبد اللّه بن الدّورقي، نا يحيى بن معين قال: عاصم بن عبيد اللّه ضعيف.

قال: و نا أبو أحمد(4) ، نا أحمد بن علي(5) ، نا ابن أبي مريم قال: سمعت يحيى بن معين يقول: عاصم بن عبيد اللّه ضعيف الحديث.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي يعقوب، حدّثني عبد اللّه بن شعيب قال: قرأ عليّ يحيى بن معين: عاصم بن عبيد اللّه بن عاصم بن عمر ضعيف(6).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن، أنا يوسف بن رباح، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدّولابي، نا معاوية بن صالح، عن يحيى، قال: عاصم بن عبيد اللّه بن عاصم مدني ضعيف.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد(7) ، نا ابن حمّاد، نا معاوية فذكره.

قرأنا على أبي غالب، و أبي عبد اللّه ابني البنّا، عن أبي الحسن بن مخلد.

ح و قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، و أبي الفضل بن ناصر، عن محمّد بن عبد السّلام، قالا: أنا علي بن محمّد بن خزفة، نا محمّد بن الحسين الزعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال: سئل يحيى بن معين عن عاصم بن عبيد اللّه، فقال: ليس بذاك.

ص: 267


1- الكامل لابن عدي 225/5.
2- كذا بالأصل و م، و عند ابن عدي: كلّ عاصم.
3- المصدر السابق/الجزء و الصفحة.
4- المصدر السابق/الجزء و الصفحة.
5- في م: «نا أبو أحمد بن علي» و في ابن عدي: حدثنا علي بن أحمد.
6- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: يضعّف.
7- الكامل لابن عدي 226/5 و بالأصل: «نا أبو أحمد نا ابن أحمد، نا ابن حماد» كذا، و صوبنا السند عن م و انظر ابن عدي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال: قال يحيى بن معين: عاصم بن عبيد اللّه و ابن عقيل متشابهان في ضعف الحديث.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح المؤذن، أنا أبو الحسن بن السّقّاء، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا محمّد بن يعقوب(1) ، نا عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: عاصم بن عبيد اللّه بن عاصم ضعيف.

قال: و سئل يحيى عن حديث سهيل، و العلاء، و ابن عقيل، و عاصم بن عبيد اللّه فقال: عاصم و ابن عقيل أضعف الأربعة، و العلاء و سهيل حديثهم قريب من السواء، و ليس حديثهم بالحجج(2) أو قريب من هذا. تكلم به يحيى، قال: و فليح بن سليمان، و ابن عقيل، و عاصم بن عبيد اللّه لا يحتج بحديثهم(3).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - نا عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهاب بن جعفر، أنا عبد الجبار بن عبد الصّمد، أنا القاسم بن عيسى، نا إبراهيم بن يعقوب قال: عاصم بن عبيد اللّه بن عاصم بن عمر ضعيف الحديث، غمز ابن عيينة في حفظه(4).

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي يعقوب قال: عاصم بن عبيد اللّه قد حمل الناس عنه و في أحاديثه [ضعف](5) ، و له أحاديث مناكير.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر الخطيب.

ح و حدّثني أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو منصور بن هريسة، قالا: أنا أبو بكر البرقاني، أنا حمزة بن محمّد بن علي، نا محمّد بن إبراهيم بن شعيب، نا محمّد بن إسماعيل، قال: عاصم بن عبيد اللّه العمري المدني منكر الحديث.

ص: 268


1- في م: يعفور، خطأ. ترجمته في تاريخ بغداد 373/1 و اسمه محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة.
2- عن م و بالأصل: بالحج.
3- تهذيب الكمال 306/9.
4- تهذيب الكمال 306/9 و بالأصل و م: «عمر» و المثبت عن المزي.
5- عن م، سقطت اللفظة من الأصل.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة -.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(1) ، قال: سألت أبي عن عاصم بن عبيد اللّه، فقال: منكر الحديث، مضطرب الحديث، ليس له حديث يعتمد عليه، و ما أقربه من ابن عقيل، يكتب(2) حديثه و لا يحتج به(3) ، قال: و سألت(4) أبا زرعة عن عاصم بن عبيد اللّه فقال: قال لي محمّد بن عبيد اللّه بن نمير: عاصم بن عبيد اللّه أحبّ إليك أم ابن عقيل، فقلت: ابن عقيل يختلف عنه في الأسانيد، و عاصم منكر الحديث في الأصل، و هو مضطرب الحديث.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو يعلى حمزة بن علي، قالا: أنا سهل بن بشر، أنا علي بن منير، أنا الحسن بن رشيق، أنا أبو عبد الرّحمن النسائي، قال: عاصم بن عبيد اللّه ضعيف.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، قال: سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول: حدّثني الوزير أبو الفضل جعفر بن الفضل(5) ، عن محمّد بن موسى بن المأمون، عن أبي عبد الرّحمن النسائي قالا:

لا نعلم مالكا روى عن إنسان ضعيف مشهور بالضعف إلاّ عاصم بن عبيد اللّه، فإنه روى عنه حديثا، و عن عمرو بن أبي عمرو، و هو أصلح من عاصم، و عن شريك بن أبي نمر، و هو أصلح من عمرو بن أبي عمرو في الحديث، و لا نعلم أن مالكا حدّث عن أحد بترك حديثه غير عبد الكريم بن أبي المخارق(6) أبي أمية البصري، و اللّه أعلم.

و لا نعلم أحدا في هذا الباب أمثل من مالك بن أنس، و باللّه التوفيق.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز، أنا علي بن الحسن بن علي،

ص: 269


1- الجرح و التعديل 348/6.
2- ما بين الرقمين ليس في الجرح و التعديل.
3- ما بين الرقمين ليس في الجرح و التعديل.
4- في الجرح و التعديل: سئل أبو زرعة.
5- بالأصل: المفضل، خطأ، و الصواب ما أثبت عن م ترجمته في سير الأعلام 484/16. بالأصل: و م المحارق، بالحاء المهملة خطأ، و الصواب بالخاء المعجمة انظر ميزان الاعتدال 646/2.
6- في المطبوعة: محمد بن داود.

و رشأ بن نظيف، قالا: أنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد، أنا محمّد بن محمّد بن داود(1) ، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش(2) ، قال: عاصم بن عبيد اللّه بن عاصم بن عمر بن الخطاب ضعيف الحديث.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، أنا أبو بكر محمّد بن جعفر، نا أبو بكر محمّد بن إسحاق بن خزيمة، قال:

لست احتجّ بعاصم بن عبيد اللّه لسوء حفظه.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين، أنا أبو بكر البرقاني، قال: سألته - يعني الدارقطني - عن عاصم بن عبيد اللّه، فقال: مدني يترك، هو مغفل.

لا أعلم أحدا أثنى على عاصم إلاّ ما أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار بن إبراهيم، قالا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر بن محمّد السّلماسي، و أبو نصر محمّد بن الحسن، قالا: أنا الوليد بن بكر، أنا أبو الحسين(3) علي(4) بن أحمد، أنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن صالح، حدّثني أبي(5) ، قال: عاصم بن عبيد اللّه بن عاصم بن عمر بن الخطّاب مدني لا بأس به.

أخبرنا أبو البركات أيضا، أنا أبو بكر الشامي، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد، أنا أبو جعفر العقيلي(6) ، نا محمّد بن عيسى، نا إبراهيم بن سعيد الجوهري، نا يحيى بن معين قال: عاصم بن عبيد اللّه بن عاصم ضعيف، أدرك أمر بني هاشم، و مات في أوّل خلافة أبي العبّاس، و كان قد وفد إليه.

ص: 270


1- في المطبوعة: محمد بن داود.
2- في الأصل و م: حراش بالخاء المهملة خطأ و الصواب بالخاء المعجمة، انظر ميزان الاعتدال 600/2.
3- في المطبوعة: أبو الحسن.
4- من قوله: قالا إلى هنا سقط من م.
5- ثقات العجلي ص 241.
6- كتاب الضعفاء الكبير للعقيلي 334/3.

3016 - عاصم بن عبد العزيز بن مروان ابن الحكم بن أبي العاص الأموي

3016 - عاصم بن عبد العزيز بن مروان ابن الحكم بن أبي العاص الأموي(1)

أخو عمر بن عبد العزيز، أمّهما أمّ عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب، و كان لعاصم عقب.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه، أحمد و يحيى ابنا أبي علي، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال: و ولد عبد العزيز بن مروان بن الحكم عمر بن عبد العزيز، و عاصما، و أبا بكر، و محمّدا لا عقب له(2) ، و أمّهم أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطّاب.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق الجلاب، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد(3) ، قال:

فولد عبد العزيز بن مروان عمر، ولي الخلافة، و عاصما و أبا بكر، و محمّدا درج، و أمّهم أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطّاب بن نفيل من بني عدي بن كعب.

3017 - عاصم بن عمر بن عبد العزيز بن مروان ابن الحكم بن أبي العاص بن أمية القرشي الأموي

3017 - عاصم بن عمر بن عبد العزيز بن مروان ابن الحكم بن أبي العاص بن أمية القرشي الأموي(4)

روى عن أبيه.

روى عنه حمّاد بن يحيى الأبحّ، و برد بن سنان أبو العلاء، و أبو بكر بن محمّد(5) بن عيّاش.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبيد اللّه بن نصر - إجازة -، أنا عبد اللّه بن أحمد بن

ص: 271


1- ذكر في نسب قريش ص 168 و جمهرة أنساب العرب ص 105 و ابن سعد 236/5.
2- عن نسب قريش ص 168 و بالأصل «لهم».
3- الخبر في طبقات ابن سعد 236/5 في ترجمة والده عبد العزيز بن مروان.
4- أخباره في تاريخ الطبري و الكامل لابن الأثير (انظر الفهارس فيهما) له ذكر في جمهرة ابن حزم ص 106 و المعرفة و التاريخ 619/1 و التاريخ الكبير 478/6.
5- في م: أبو بكر بن عياش.

عبيد اللّه بن عثمان السّكوني(1) ، أنا أحمد بن محمّد بن موسى الأهوازي، نا حمزة بن القاسم، نا حنبل بن إسحاق، أنا أبو رجاء المسيب بن سويد، نا أبو بكر بن عياش، عن عاصم بن عمر بن عبد العزيز قال: كان عمر يؤمّ الناس في جبّة و شاح ليس عليه إزار.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن اللاّلكائي، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان(2) ، حدّثني محمّد بن أبي عمر، نا سفيان قال: سألت عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز: ما آخر شيء تكلّم به أبوك عند موته ؟ قال: كان له من الولد عبد العزيز، و عبد اللّه، و عاصم، و إبراهيم، قال عبد العزيز: و كنّا أغيلمة فجئنا إليه كالمسلّمين عليه و المودّعين له، و كان الذي ولي ذلك منه مولى له، فقيل له: تركت ولدك هؤلاء ليس لهم مال، و لم تولهم إلى أحد، فقال: ما كنت لأعطيهم شيئا ليس لهم، و ما كنت لآخذ منهم حقا لهم، أولي فيهم الذي يتولى الصّالحين، إنما هؤلاء أحد رجلين: رجل أطاع اللّه عزّ و جلّ، و رجل ترك أمر اللّه و ضيّعه.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق الجلاّب، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد(3) قال:

فولد عمر بن عبد العزيز: عبد الملك بن عمر، و الوليد، و عاصما، و يزيد، و عبد اللّه، و عبد العزيز، و زبان، و آمنة(4) ، و أم عبد اللّه، و أمّهم أمّ ولد.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل البغدادي، أنا أبو الفضل الباقلاني، و أبو الحسين الصّيرفي، و أبو الغنائم - و اللفظ له -، قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا: - أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل(5) ، قال: عاصم بن عمر بن عبد العزيز بن مروان القرشي، عن أبيه، روى عنه حمّاد الأبحّ، و سمع منه برد أبو العلاء.

ص: 272


1- في م: السكري.
2- الخبر في المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 619/1-620. و سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي ص 279.
3- الخبر في طبقات ابن سعد 330/5 في أخبار عمر بن عبد العزيز.
4- ابن سعد: «و أمة».
5- التاريخ الكبير 478/6.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة -.

ح قال: و أنا أبو طاهر الهمداني، أنا أبو الحسن الفأفاء، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(1) ، قال: عاصم بن عمر بن عبد العزيز، روى عن أبيه، روى عنه حمّاد بن يحيى الأبحّ، و برد أبو العلاء، سمعت أبي يقول ذلك.

و قال عاصم بن عمر بن عبد العزيز بن مروان:

يخبّرني المخبّر عن وضين(2) *** و أحمد حين طال به الجزاء

فإنهم(3) تولّوا عن أمور *** و في إحيائها لهم السّقاء(4)

نخالف عن جماعتنا وضين *** و مال به إلى الدنيا الرّجاء

إذا حزنت أمور القوم ولّى *** و يأتيهم إذا كان الرّخاء

يسومكم الوليد الخسف يعدوا *** عليكم ما لكم منه إباء

فإن كنتم كما قلتم رجالا *** ففي عمل الرّجال يرى الغناء

و إلاّ فاصمتوا عن ذي(5) و قوموا *** لتخلف في مكانكم النساء

أحمد: هو محمّد بن راشد، عيّرهما بفرارهما عن يزيد بن الوليد حين دعا إلى نفسه، و كانا من أصحابه، فلحقا بالبصرة، فلما ظهر رجعا إلى دمشق.

أخبرنا أبو سعد [بن](6) البغدادي، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أبو الحسن اللنباني(7) ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني هارون بن مسلم، عن محمّد بن عبيد اللّه القرشي.

ح قال: و حدّثني أبو جعفر المديني، و الحسين بن عبد الرّحمن، قال: قتلت:

ص: 273


1- الجرح و التعديل 346/6.
2- في م: وصيف.
3- في م: بانهم.
4- عن م و بالأصل: «السسا».
5- كذا، و في م: ذا.
6- زيادة عن م.
7- عن م و بالأصل: البناني، و قد مرّ التعريف به قريبا.

الخوارج عاصم بن عمر بن عبد العزيز فجزع عليه أخوه عبد اللّه و قال يرثيه(1):

رمى غرضي ريب المنون فلم يدع *** غداة رمى في الكفّ للقوس منزعا

رمى غرض الأدنى(2) فأقصد عاصما *** أخا كان في حرزا و مأوى و مفزعا

فإن تك أحزان و فائض عبرة *** أثرن عبيطا من دم الحوف منقعا(3)

تجرّعتها في عاصم و احتسبتها *** فأعظم منها ما احتسى و تجرّعا

فليت المنايا كنّ خلّفن(4) عاصما *** فغشنا جميعا أو ذهبن بنا معا

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن(5) ، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، أنا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة(6) ، قال: قال إسماعيل بن إبراهيم:

حدّثني الوليد بن سعيد الشّيباني أن عاصما قتل في بعض حروب الضحاك بن قيس الخارجي سنة سبع و عشرين و مائة.

3018 - عاصم بن عمر بن قتادة بن النّعمان أبو عمر، و يقال: أبو عمرو - الأنصاري الظّفري المدني

3018 - عاصم بن عمر بن قتادة بن النّعمان أبو عمر، و يقال: أبو عمرو - الأنصاري الظّفري المدني(7)

حدّث عن أبيه، و أنس بن مالك، و محمود بن لبيد، و أيّوب بن بشير المعافري، و نملة بن أبي نملة الأنصاري.

روى عنه ابنه الفضل بن عاصم، و محمّد بن عجلان، و ابن إسحاق، و عمرو بن أبي عمرو مولى المطّلب، و عباس بن عبد اللّه بن معبد بن عباس، و محمّد بن صالح بن

ص: 274


1- الأبيات في التعازي و المراثي للمبرد ص 60-61 و الطبري 320/7 و الأول و الرابع في الكامل للمبرد 1379/3 و الفاضل ص 63.
2- الطبري: الأقصى.
3- التعازي و المراثي: صادفن.
4- روايته في الكامل للمبرد: فإن يك حزن أو تجرع غصةأمارا نجيعا من دم الجوف منقعا
5- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: الحسن.
6- الخبر في تاريخ خليفة ص 377.
7- ترجمته في تهذيب الكمال 321/9 و تهذيب التهذيب 39/3 الوافي بالوفيات 571/16 ميزان الاعتدال 356/2 شذرات الذهب 157/1 سير الأعلام 240/5 تاريخ الإسلام (حوادث سنة 101-120) ص 389.

دينار، و يعقوب بن محمّد الظّفري، و يزيد بن عيّاض بن جعدبة(1).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو طاهر بن خزيمة، أنا جدي أبو بكر، نا علي بن حجر، نا إسماعيل بن جعفر، عن عمرو بن أبي عمرو، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«إنّ اللّه عزّ و جلّ ليحمي عبده المؤمن الدنيا و هو يحبه، كما تحمون مريضكم الطعام و الشراب تخافون عليه»[5412].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، نا يزيد بن عياض، نا عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن رافع بن خديج، قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول: «أسفروا بالصّبح فإنّه أعظم للأجر» [5413].

و أعلى ما وقع إليّ من حديثه ما أخبرنا أبو منصور الحسين بن طلحة بن الحسين الصّالحاني، و أمّ البهاء فاطمة بنت محمّد بن البغدادي، قالا: أنا إبراهيم بن منصور السّلمي، أنا محمّد بن إبراهيم بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، أنا بشر بن الوليد، نا عبد الرّحمن بن سليمان بن عبد اللّه بن حنظلة بن أبي عامر الغسيل، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن جابر بن عبد اللّه، قال:

جاء بعود المقنّع بن سنان و كان خال عاصم أخا أمه، فسلّم عليه و هو في رداء و إزار، و قد أصيب بصره، فقال: ما ذا اشتكى ؟ و قد مسّ رأسه و لحيته بشيء من صفرة، قال: خرّاج منع من اليوم و أسهرني قال جابر: يا غلام، ادع لنا حجاما، قال المقنّع: و ما تصنع بالحجام يا أبا عبد اللّه ؟ قال: أريد أن أعلق فيه محجما، فقال: غفر اللّه لك(2) ، و اللّه إنّ الثواب ليصيبني أو الذباب يقع عليه فيؤذيني، فلما رأى جزعه من ذلك أنشأ يحدّثنا عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«إن كان في شيء من أدويتكم خير أو أن يكون - ففي شرطة محجم أو شربة من عسل، أو لذعة بنار توافق داء، و ما أحبّ أن اكتوي»، فدعا الحجام فأعلق المحجم في

ص: 275


1- بالأصل و م: جعدية، و الصواب ما أثبت عن تهذيب الكمال، و فيه «عياش» بدل «عياض».
2- في م: له.

خداعه، فلما بلغ منه حاجته شرط بمشرط معه، فأخرج اللّه ما كان فيه من صديد، و عوفي.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصّيرفي، أنا منصور بن الحسين بن علي بن القاسم بن روّاد، و أبو طاهر بن محمود، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا(1) أبو جعفر أحمد بن عبد اللّه بن محمّد بن الحكم اليواني(2) ، نا أحمد(3) بن عصام بن عبد المجيد، نا أبو عامر العقدي، نا عبد الرّحمن بن سليمان بن الغسيل، عن عاصم بن عمر قال: رأيت جابر بن عبد اللّه أصفر اللحية.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمّد، أنا أبو علي بن(4) الصّواف، نا محمّد بن عثمان، نا هاشم بن محمّد الهلالي، نا الهيثم بن عدي، حدّثني صالح بن حسّان، قال: كانت الطبقة بعد هؤلاء - يعني بعد الطبقة الأولى - محمّد بن كعب القرظي، و عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري، و نافع مولى ابن عمر، و عبد اللّه بن دينار مولى ابن عمر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه، أنا عبد الواحد بن محمّد بن عثمان، أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، نا إسماعيل بن إسحاق، قال: سمعت علي بن المديني يقول: عاصم بن عمر بن قتادة بن النعمان الظّفري الأنصاري، و قتادة بدري، و هو أخو أبي سعيد الخدري لأمّه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا يوسف بن رباح، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، أنا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح، قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة و محدّثيهم:

عاصم بن عمر بن قتادة.

آخر الثامن و العشرين بعد المائتين.

ص: 276


1- في م: نا.
2- الياء بالأصل و م مهملة، و المثبت عن الأنساب و هذه النسبة إلى يوان قرى من قرى أصبهان على بابها. ذكره السمعاني و ترجم له.
3- عن م و بالأصل محمد خطأ. ترجمته في ذكر أخبار أصبهان 87/1.
4- سقطت «بن» من م.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي الأنصاري، أنا أبو محمّد بن عبد الرّحمن، نا محمّد بن سعد، قال(1): قال عبد اللّه بن محمّد بن عمارة الأنصاري: ليس لقتادة اليوم عقب، و كان آخر من بقي من ولده عاصم و يعقوب ابنا عمر بن قتادة، و كان عاصم بن عمر من العلماء بالسيرة و غيرها، و قد انقرضوا فلم يبق منهم أحد.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد(2) قال في الطبقة الثالثة من أهل المدينة: عاصم بن عمر بن قتادة بن النعمان بن زيد بن عامر بن سواد بن كعب - و هو ظفر - بن الخزرج بن عمرو [و هو النبيت بن مالك بن الأوس من الأنصار، و أمه أم الحارث بنت سنان بن عمرو بن طلق بن عمرو](3) من بني سلامان بن سعد هذيم بن قضاعة حليف بني ظفر، و يكنى عاصم أبا عمرو، ليس له عقب، و كانت له رواية للعلم، و علم بالسيرة، و مغازي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و روى عنه محمّد بن إسحاق و غيره من أهل العلم، و كان ثقة كثير الحديث عالما، و وفد عاصم بن عمر على عمر بن عبد العزيز في خلافته في دين لزمه فقضاه عنه عمر، و أمر له بعد ذلك بمعونة، و أمره أن يجلس في مسجد دمشق فيحدّث الناس بمغازي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و مناقب أصحابه، و قال: إنّ بني مروان كانوا يكرهون هذا و ينهون عنه، فاجلس فحدّث الناس بذلك، ففعل ثم رجع إلى المدينة، فلم يزل بها حتى توفي سنة عشرين و مائة في خلافة هشام بن عبد الملك(4).

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل(5) محمّد بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: أبو الحسين الأصبهاني قالا: أنا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو عبد اللّه البخاري(6) ، قال: عاصم بن عمر بن قتادة بن النعمان

ص: 277


1- الخبر في طبقات ابن سعد 452/3.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن م. و في م: النقيب بدل النبيت و صوبنا اللفظة عن جمهرة الأنساب ص 471.
3- ما بين معكوفتين زيادة عن م. و في م: النقيب بدل النبيت و صوبنا اللفظة عن جمهرة الأنساب ص 471.
4- عن م و بالأصل: عبد اللّه خطأ.
5- في م: المفضل.
6- الخبر في التاريخ الكبير 478/16.

الظفري الأنصاري المدني الأوسي، سمع أنسا، و محمود بن لبيد، و أباه، روى عنه محمّد بن إسحاق، و عمرو بن أبي عمرو، و محمّد بن عجلان.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة -.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(1) ، قال: عاصم بن عمر بن قتادة بن النعمان الظّفري، روى عن أنس بن مالك، و محمود بن لبيد، روى عنه ابن عجلان، و محمّد بن إسحاق، سمعت أبي يقول ذلك.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصّفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو عمر و يقال أبو عمرو - عاصم بن عمر بن قتادة بن النّعمان الظّفري الأنصاري الأوسي المدني(2) ، سمع أنس بن مالك، و محمود بن لبيد بن عقبة الأشهلي(3) ، روى عنه محمّد بن عجلان، و عمرو بن أبي عمرو، و محمّد بن إسحاق، كنّاه لنا محمّد، نا محمّد قال(4): كنّاه شريك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل المقدسي، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري، قال:

عاصم بن عمر بن قتادة بن النّعمان أبو عمرو الأنصاري الظّفري الأوسي المدني، حدّث عن جابر بن عبد اللّه، و عبيد اللّه الخولاني، روى عنه بكير بن الأشجّ، و عبد الرّحمن بن الغسيل في الصّلاة و الطبّ، قال عمرو بن علي و ابن نمير: مات سنة تسع و عشرين و مائة، و قال أبو عيسى مثله، و قال الواقدي مثله، و قال ابن سعد: قال الهيثم: توفي سنة عشرين و مائة.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أنا أبو طاهر الثقفي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا محمّد بن جعفر المنبجي (5)[نا](6) عبيد اللّه بن سعد الزهري، نا عمي

ص: 278


1- الجرح و التعديل 346/6.
2- في م: المديني.
3- عن م، و بالأصل: الأسهلي، بالسين المهملة.
4- في م: كما.
5- رسمها بالأصل: «المنبحى» و في م: «الملجي» و الصواب ما أثبت و ضبط عن الأنساب.
6- الزيادة عن م.

- يعني عن أبيه - عن ابن إسحاق، حدّثني عاصم بن عمر بن قتادة، قال: رأيت أشياخا و عجائز ممن كان قد أدرك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و سمع منه.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن بن البنّا، عن أبي الحسن محمّد بن مخلد، أنا علي بن محمّد بن خزفة، نا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، نا إبراهيم بن المنذر، نا عمر بن عثمان، قال: سمعت أن ابن شهاب كان يخلي محمّد(1) بن إسحاق فيتروى منه حديث عاصم بن عمر بن قتادة.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر الخطيب، أنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن حميد، قال: سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس، قال: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: فعاصم بن عمر بن قتادة ؟ فقال: ثقة.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه - أنا أبو القاسم، أنا أبو علي - إجازة -.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا أبو الحسن، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(2) ، قال:

ذكر أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين أنه قال: عاصم بن عمر بن قتادة ثقة، و سئل أبو زرعة عن عاصم بن عمر بن قتادة، فقال: مدني(3) ثقة من الأنصار.

قرأت على [أبي محمد السلمي، عن](4) أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: سنة عشرين و مائة، قال سعيد بن أسد و المدائني و الهيثم:

فيها: مات عاصم بن عمر بن قتادة.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم السّلماسي، أنا نعمة اللّه بن محمّد المرندي، أنا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، نا محمّد بن أحمد بن سليمان، أنا سفيان بن محمّد بن سفيان، حدّثني عمي الحسن بن سفيان، نا محمّد بن علي، عن محمّد بن إسحاق، قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: توفي عاصم بن عمر بن قتادة سنة عشرين و مائة.

أخبرنا أبو السّعود أحمد بن علي بن المجلي(5) ، أنا أبو الحسين محمّد بن علي بن المهتدي.

ص: 279


1- في م: بمحمد.
2- الجرح و التعديل 346/6.
3- كذا بالأصل و م، و في الجرح و التعديل: مديني.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن م.
5- عن م و بالأصل «المحبي» خطأ، و قد مرّ التعريف به.

ح و أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن الفراء، أنا أبي أبو يعلى، قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي الصّيدلاني، أنا محمّد بن مخلد بن حفص، قال: قرأت على علي بن عمرو حدثكم الهيثم بن عدي.

ح و أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو القاسم عبد الملك بن محمّد، أنا محمّد بن أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هاشم بن محمّد، نا الهيثم بن عدي، قال: عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري سنة عشرين و مائة - يعني مات-.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه بن الحسن، أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه، أنا عثمان بن أحمد بن عبد اللّه، نا محمّد بن أحمد بن البراء، قال: قال علي: مات عاصم بن عمر بن قتادة سنة عشرين و مائة.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن علي بن أحمد، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة(1) ، قال: و في سنة عشرين و مائة مات عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري بالمدينة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي و أبو الفضل بن خيرون قالا: - أنا أبو الحسين الأصبهاني، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خيّاط(2) ، قال:

عاصم بن عمر بن قتادة بن النعمان يكنى أبا عمرو، توفي سنة عشرين و مائة.

قرأنا على أبي غالب، و أبي عبد اللّه ابني البنّا، عن أبي الحسن محمّد بن مخلد، أنا علي بن محمّد بن خزفة، نا محمّد بن الحسين، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال:

سمعت يحيى بن معين يقول: عاصم بن عمر بن قتادة مات سنة عشرين و مائة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد، قال

ص: 280


1- تاريخ خليفة بن خياط ص 350.
2- طبقات خليفة بن خياط ص 448 رقم 2259.

في الطبقة الثالثة من أهل المدينة: عاصم بن عمر بن قتادة بن النّعمان الظّفري(1) من الأنصار، و يكنى أبا عمرو، قال الهيثم: توفي سنة عشرين و مائة، و قال الواقدي: توفي سنة تسع و عشرين و مائة.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، عن رشأ بن نظيف، أنا عبد الرّحمن بن محمّد، و عبد اللّه بن عبد الرّحمن، قالا: أنا الحسن بن رشيق، أنا أبو بشر الدّولابي، أخبرني محمّد بن سعدان، عن الحسن بن عثمان، قال:

و فيها - يعني سنة سبع و عشرين - مات عاصم بن عمر بن قتادة، و يقال: مات سنة ست و عشرين و مائة.

أخبرتنا أمّ البهاء بنت البغدادي، قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا محمّد بن إبراهيم بن علي، أنا أبو الطّيّب المنبجي(2) ، نا عبيد اللّه بن سعد الزهري، قال: بلغني أنه مات عاصم بن عمر بن قتادة سنة سبع و عشرين.

أخبرنا أبو القاسم بن(3) السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري(4) ، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السّكري، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني محمّد بن المغيرة، حدّثني أبو عبيد(5) ، قال: سنة سبع و عشرين و مائة فيها توفي عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا محمّد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص الفلاّس، قال: و مات عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري من بني ظفر سنة تسع و عشرين و مائة.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الرّحمن بن عثمان التميمي، أنا علي بن أحمد المقابري، نا موسى بن إسحاق الأنصاري، نا

ص: 281


1- في م: المظفري.
2- غير واضحة بالأصل و م، و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل، و قد مرّ التعريف به.
3- في م: أبو القاسم بن محمّد السمرقندي.
4- تقرأ بالأصل: «اليسري» و في م: «العسري» و كلاهما تحريف و الصواب ما أثبت، قياسا إلى سند مماثل، و قد مرّ التعريف به.
5- بالأصل: «أبو عبيد اللّه» و المثبت عن م، و تهذيب الكمال، و هو أبو عبيد القاسم بن سلام.

محمّد بن عبد اللّه بن نمير، قال: مات عاصم بن عمر بن قتادة سنة تسع و عشرين و مائة.

و قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان قال: قال عمرو و ابن نمير: مات عاصم بن عمر بن قتادة سنة تسع و عشرين.

3019 - عاصم بن عمرو التميمي

3019 - عاصم بن عمرو التميمي(1)

من فرسان بني تميم و شعرائهم.

يقال: إن له صحبة.

شهد فتح دومة مع خالد بن الوليد و غير ذلك من أيام العراق، و قال في ذلك و في غيره أشعارا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن عبد اللّه بن سعيد السّجستاني، نا السّري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر قال: و قال عاصم بن عمرو في ذلك - يعني فتح دومة -:

إنّي لكاف حافظ غير خاذل *** عشية دلاّها وديعة في اليمّ

فخليته(2) و القوم لمّا رأيتهم *** بدومة يحشون الدماق(3) من الغمّ

و أنعمت نعمى فيهم لعشيرتي *** حفاظا على ما قد يريبني بني رهم(4)

قال: و نا سيف، عن محمّد، و طلحة، و المهلّب، و عمرو قالا(5): و بعث - يعني عمر - الألوية [مع](6) من ولّى مع سهيل بن عدي، فدفع لواء سجستان إلى عاصم بن عمرو، و كان عاصم من الصّحابة.

ص: 282


1- ترجمته و أخباره في الإصابة 247/2 و تاريخ الطبري (الفهارس) و الاستيعاب 136/3 (هامش الإصابة).
2- عن م و بالأصل: تحليته.
3- في م: الرماق.
4- بالأصل: زهم، و المثبت عن م، و رهم بطن من بكر بن وائل.
5- في م: قالوا.
6- سقطت من الأصل و م، و استدركت اللفظة عن المطبوعة، و هي مستدركة أيضا فيها بين معكوفتين.

قال سيف: و قال عاصم بن عمرو: و ذكر ورودهم السّواد و مقامهم به و عدد الأيام التي قبلها(1):

جلبنا الخيل و الإبل المهارى *** إلى الأعراض أعراض السّواد(2)

و لم ير مثلنا صبرا و مجدا *** و لم ير مثلها سحاب هاد

شحنّا جانب الملطاط(3) منّا *** يجمع لا يزول عن البعاد

لزمنا جانب الملطاط حتى *** رأينا الزرع يقمع للحصاد

لنأتي معشرا ألبوا علينا *** إلى الأنبار أنبار العباد

لنأتي معشرا قصفا أقاموا *** إلى ركن يعضّل بالوراد

3020 - عاصم بن عمرو - و يقال: ابن عوف - البجلي

3020 - عاصم بن عمرو - و يقال: ابن عوف - البجلي(4)

أحد الشيعة.

قدم به مع حجر بن عدي في اثني عشر رجلا إلى عذراء في خلافة معاوية، فقتل بعضهم و نجا بعضهم، و كان عاصم ممن أطلق شفاعة يزيد بن أسد، و كتاب جرير بن عبد اللّه البجليّين، و قد تقدّم سياق قصته في ترجمة الأرقم بن عبد اللّه.

روى عن: أبي أمامة الباهلي، و عمير مولى عمر، و عمرو بن شرحبيل.

روى عنه: أبو إسحاق السّبيعي، و القاسم بن عبد الرّحمن الشامي، و طارق بن عبد الرّحمن، و فرقد السّبخي، و مالك بن مغول، و الحجّاج بن أرطأة، و محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى.

أخبرنا أبو علي الحدّاد في كتابه، ثم أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم يوسف بن الحسن الزّنجاني، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ، نا عبد اللّه بن جعفر بن أحمد بن فارس، نا يونس بن حبيب، نا أبو داود، نا جعفر بن سليمان، عن فرقد، عن

ص: 283


1- الأبيات في معجم البلدان «الملطاط» قال ياقوت: و قال عاصم بن عمرو في أيام خالد بن الوليد لما فتح السواد و ملك الحيرة.
2- عن ياقوت، و بالأصل: السهاد.
3- الملطاط: طريق على ساحل البحر، قال ابن النجار: كان يقال لظهر الكوفة اللسان، و ما ولي الفرات منه الملطاط.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 323/9 و تهذيب التهذيب 40/3 و ميزان الاعتدال 356/2.

عاصم بن عمرو البجلي، عن أبي أمامة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«يبيت قوم من هذه الأمّة على طعم و شرب و لهو و لعب، فيصبحون قد مسخوا(1) قردة و خنازير، و ليصيبنّهم خسف و قذف حتى يصبح الناس فيقولون: خسف الليلة ببني فلان، و خسف الليلة بدار فلان خواصّ، و ليرسلنّ عليهم حاصبا حجارة من السماء، كما أرسلت على قوم لوط، على قبائل منها و على دور، و ليرسلنّ عليهم الريح العقيم التي أهلكت عادا على قبائل منها و على دور، لشربهم الخمر، و لبسهم الحرير، و اتّخاذهم القينات، و أكلهم الربا و قطيعتهم الرحم» و خصلة(2) نسيها جعفر[5414].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين(3) ، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد(4) ، حدّثني أبي، نا سيّار بن حاتم، نا جعفر، قال:

و أتيت فرقدا يوما فوجدته خاليا فقلت: يا ابن أم(5) فرقد لأسألنك اليوم عن هذا الحديث، فقلت: أخبرني عن قولك في الخسف و القذف أ شيء تقول أنت، أو تؤثره عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ؟ قال: لا بل آثره عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، قلت: و من حدّثك ؟ قال: حدّثني عاصم بن عمرو البجلي، عن أبي أمامة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و حدّثني قتادة عن سعيد بن المسيّب، و حدّثني به إبراهيم النّخعي أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«تبيت(6) طائفة من أمّتي على أكل و شرب و لهو و لعب، ثم يصبحون قردة و خنازير، و يبعث على أحياء من أحيائهم ريح فتنسفهم كما تنسف(7) من كان قبلهم، باستحلالهم الخمر(8) ، و ضربهم بالدفوف، و اتّخاذهم القينات»[5415].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين المقرئ، نا محمّد بن علي بن محمّد القاضي - لفظا -.

ص: 284


1- عن م و بالأصل: سموا.
2- تقرأ بالأصل و م: «و خطة» و ما أثبت عن المطبوعة «و خصلة» أقرب.
3- قسم من الكلمة ممحو بالأصل، و المثبت عن م.
4- مسند الإمام أحمد ط دار الفكر رقم 22292 (289/8).
5- عن م و المسند، و بالأصل: «أخ».
6- بالأصل و م: «يبيت» و المثبت عن المسند.
7- كذا بالأصل و م و في المسند: نسفت.
8- في المسند: المخور.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد البزّاز(1) ، قالا:

أنا عيسى بن علي بن عيسى، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا أبو الأحوص، عن طارق، عن عاصم بن عمرو قال:

خرج نفر من أهل العراق إلى عمر، فلمّا قدموا عليه قال لهم: ممن أنتم ؟ قالوا:

من أهل العراق، قال: بإذن جئتم ؟ قالوا: نعم، فسألوه عمّا يحل للرجل من امرأته و هي حائض، و عن غسل الجنابة، و عن صلاة الرجل في بيته، فقال لهم عمر: أ سحرة أنتم ؟ قالوا: لا و اللّه، ما نحن بسحرة، قال: سألتموني عن خصال ما سألني عنها أحد بعد إذ سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عنها غيركم، فقال: أمّا صلاة الرجل في بيته فنور، فنوّروا بيوتكم، و أمّا ما للرجل من امرأته و هي حائض، فله ما فوق الإزار، و أمّا غسل الجنابة فتوضأ(2) وضوءك للصّلاة ثم اغسل رأسك، ثم أفض على سائر جسدك.

و كذا رواه إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عاصم.

أخبرناه(3) أبو الفضل محمّد بن إسماعيل الفضيلي، أنا أحمد بن محمّد الخليلي، أنا علي بن أحمد الخزاعي، أنا الهيثم بن كليب، نا الحسن بن علي بن عفان العامري، نا عبيد اللّه بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن عمرو البجلي:

أن نفرا من أهل الكوفة أتوا عمر فقالوا: أتيناك نسألك عن ثلاث خصال: عن صلاة الرجل في بيته تطوّعا، و ما يصلح للرجل من امرأته إذا حاضت، و عن الاغتسال من الجنابة، فقال عمر: سحرة أنتم ؟ قالوا: لا، قال: فمن أنتم ؟ قالوا: من أهل العراق، قال: من أيّ [أهل](4) العراق ؟ قالوا: من أهل الكوفة، قال: فبإذن جئتم ؟ قالوا: نعم، قال: لقد سألتموني عن خصال ما سألني عنهن أحد منذ سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، أمّا صلاة الرجل في بيته تطوعا فإنه نور، فنوّر بيتك، و أمّا ما يصلح للرجل من امرأته فإنها تتزر فله ما فوق الإزار من الضم و التقبيل و لا يطّلع على ما أسفل من ذلك، و أما الاغتسال من الجنابة، فإنك تتوضأ(5) وضوءك للصّلاة ثم تصبّ على

ص: 285


1- عن م و بالأصل: البزار.
2- بالأصل: «فتوضّ»، و في م: «فتوضى».
3- عن م و بالأصل: أخبرنا.
4- سقطت من الأصل و استدركت عن م.
5- عن م و بالأصل: توضأ.

رأسك ثلاثا، ثم تصبّ على سائر جسدك.

و رواه(1) زيد بن أبي أنيسة، عن أبي إسحاق، عن عاصم، عن عمير.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنا أبو العبّاس أحمد بن منصور المالكي، و أبو القاسم علي بن محمّد بن أبي العلاء الشافعي.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، قالا: أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم، أنا خيثمة بن سليمان، نا هلال بن العلاء الرّقّي، نا أبي، و عبد اللّه بن جعفر، قالا: نا عبيد اللّه - يعني ابن عمرو - عن زيد بن أبي أنيسة، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن عمرو، عن عمير مولى عمر بن الخطّاب، قال هلال: - و اللفظ لأبي -:

أن نفرا من العراق أتوا عمر بن الخطّاب بالمدينة، فقال لهم: من أين جئتم ؟ قالوا: جئنا من العراق، و العراق(2) يومئذ ثغر، فقال لهم: ما جاء بكم ؟ بإذن جئتم أو عصاة ؟ قالوا: لا بل جئنا بإذن، قالوا: جئنا لنسألك يا أمير المؤمنين عن ثلاث خصال، قال: ما هي ؟ قالوا: عن الغسل من الجنابة، و عن صلاة الرجل في بيته، و عن ما للرجل من امرأته إذا كانت حائضا، قال: أ سحرة أنتم ؟ قالوا: لا، قال: لقد سألتموني عن خصال سألت عنها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و ما سألني عنها أحد قبلكم، سألته عن الغسل من الجنابة، فقال: تفرغ بشمالك على يمينك ثم تدخل يدك في الإناء فتغسل فرجك و ما أصابك، ثم توضّأ وضوءك للصّلاة، ثم تفرغ على رأسك ثلاث مرات تدلك رأسك في كل مرة، و تغسل سائر جسدك، و أمّا صلاة الرجل في بيته فهو نور، فنوّر بيتك ما استطعت، و أما الحائض فلك ما فوق الإزار، و ليس لك(3) ما تحته شيء.

و رواه أبو خيثمة زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن عاصم، عن أحد النفر الذين أتوا عمر.

أخبرناه(4) أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو عبد اللّه محمّد بن طلحة بن علي،

ص: 286


1- اللفظة مكررة بالأصل.
2- «و العراق» سقطت من م.
3- عن م و بالأصل: له.
4- عن م و بالأصل: أخبرنا.

قالا: أنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه، أنا عبيد اللّه بن محمّد [بن إسحاق، نا عبد اللّه بن محمّد](1) بن عبد العزيز، نا علي بن الجعد، أنا زهير، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن عمرو الشامي عن أحد النفر الذين أتوا عمر بن الخطاب، و كانوا ثلاثة، قالوا:

أتيناك لتحدثنا عن ثلاث خصال، قال: ما هي ؟ قالوا: صلاة الرجل في بيته التطوّع، و ما للرجل من امرأته - يعني الحيض - و الغسل من الجنابة، قال: من أين ؟ قالوا: من العراق، قال: سحرة أنتم ؟ قالوا: لا، قال: قد سألتموني عن خصال سألت عنهن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ما سألني عنهن أحد منذ سألته، أمّا صلاة الرجل في بيته التطوع فنور، فنوّر بيتك، و أمّا للرجل من امرأته إذا أحدثت فما فوق الإزار من التقبيل و الضم لا يطّلع(2) إلى ما تحته، و أمّا الغسل من الجنابة فتوضّأ وضوءك للصّلاة ثم أفض على رأسك و على جسدك، ثم تنحّ من مغتسلك فاغسل رجليك.

و رواه شعبة بن الحجّاج، عن عاصم، عن رجل، عن القوم الذين سألوا عمر.

أخبرناه أبو علي الحسن بن المظفّر، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد(3) ، حدّثني أبي، نا محمّد بن جعفر، نا شعبة قال: سمعت عاصم بن عمرو البجلي، فحدّث(4) عن رجل من القوم الذي سألوا عمر بن الخطّاب فقالوا: له: إنّما أتيناك لنسألك عن ثلاث: عن صلاة الرجل في بيته تطوعا، و عن الغسل من الجنابة، و عن الرجل ما يصلح له من امرأته إذا كان حائضا؟ فقال: أ سحّار أنتم ؟ لقد سألتموني عن شيء ما سألني عنه أحد منذ سألت(5) رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فقال: «صلاة الرجل في بيته تطوّعا نور، فمن شاء نوّر بيته»، و قال في الغسل من الجنابة: «يغسل فرجه ثم يتوضأ ثم يفيض على رأسه ثلاثا»، و قال في الحائض: «له ما فوق الإزار» [5416].

ص: 287


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
2- عن م و بالأصل: تطلع.
3- مسند الإمام أحمد 42/1 رقم 86.
4- في م و المسند: يحدث.
5- في المسند: سألت عنه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

و رواه محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن عاصم، عن(1) عمرو بن شرحبيل، عن عمرو بن أبي ليلى سيئ الحفظ.

حدّثنا أبو الفضل بن ناصر - لفظا - و أبو عبد اللّه بن البنّا - قراءة - عن محمّد بن عبد السّلام، أنا أبو الحسن بن خزفة، نا محمّد بن الحسين الزّعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال: سئل يحيى بن معين عن حديث ابن مهدي عن مالك بن مغول عن ابن عمرو - يعني عاصم بن عمرو - أن عمر قال: سألت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: ما يحلّ للرجل من امرأته و هي حائض ؟ فكتب يحيى بن معين بيده على ابن عمرو أن عمر مرسل.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، عن أبي الحسن رشأ بن نظيف، أنا أبو شعيب المكتب، و أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرّحمن، قالا: أنا أبو الحسن(2) بن رشيق، أنا أبو بشر محمّد بن أحمد، أخبرني محمّد بن سعدان، عن الحسن بن عثمان قال:

و في سنة إحدى و خمسين بعث زياد بحجر بن عدي بن معاوية بن جبلة بن الأدبر، و إنّما سمّي الأدبر أنه ضرب بالسّيف على إليته فسمّي الأدبر، بعث به و بثلاثة عشر رجلا إلى معاوية مع وائل بن حجر الحضرمي، و كثير بن شهاب الحارثي، فقتل معاوية منهم ستة و ترك الآخرين، فكان ممن قتل حجر قتله هدبة(3) بن الفياض القضاعي صبرا، و قتل الآخرين معه، و ترك الباقين، و كان فيهم سعيد بن نمران الهمداني، فطلب فيه حمزة(4) بن مالك فترك، و كان فيهم الأرقم بن عبد اللّه الكندي، و طلب فيه وائل بن حجر فترك، و كان فيهم عاصم بن عمرو البجلي فطلب فيه جرير بن عبد اللّه البجلي فترك(5) ، و كان فيهم كريم بن عفيف الخثعمي فطلب فيه سمي بن عبد اللّه، فترك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا محمّد بن علي، أنا محمّد بن أحمد، أنا الأحوص بن المفضّل، نا(6) أبي المفضّل بن غسان، نا يحيى بن

ص: 288


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: و عن.
2- كذا بالأصل خطأ، و الصواب: «أبو محمد الحسن» و في م: أنا الحسن.
3- رسمها بالأصل و م: «ه ؟؟؟ ه» و المثبت عن تاريخ الطبري 274/5-275.
4- كذا بالأصل و م و الأغاني 145/17، و في الطبري 274/5: «حمرة».
5- في م: فتركه.
6- في م: أنا.

معين، عن ابن نمير قال: رأيت عاصم بن عمرو البجلي [و كان له حديث واحد فيما قال يحيى، و قال ابن نمير قدم علينا من الشام في زمن خالد بن عبد اللّه.

و قال يحيى بن معين: عاصم بن عمرو البجلي](1) روى عنه ابن أبي ليلى.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السقاء، نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: عاصم بن عمرو البجلي يحدّث عنه مالك بن مغول، و سمع منه شعبة، قال يحيى: قال عبد اللّه بن نمير: قد رأيت عاصم بن عمرو البجلي، قال يحيى: و كان كوفيا قدم من الشام زمن(2) خالد.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد عبد الوهّاب بن محمّد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا: - أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل(3) قال: عاصم البجلي، قال زكريا: حدّثنا أبو أسامة، قال الأحوص بن حكيم: حدّثني عن ضمرة بن حبيب بن صهيب، عن القاسم بن عبد الرّحمن، قال: قال عاصم البجلي: سلوا بكيليكم (4)- يعني - نوفا، الآية في شعبان و الحدثان في رمضان، و قال محمّد بن(5) يحيى: أنا روح بن عبادة، نا مرزوق أبو عبد اللّه الشامي، عن عاصم بن عمرو البجلي، عن أبي أمامة: لتبعثنّ ريح قوله، روى عنه أبو إسحاق الهمداني و شعبة: و مالك بن مغول، و روى فرقد عن عاصم بن عمرو النّخعي، عن أبي أمامة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: «ليضعفن(6) من أمّتي الريح كما أضعفت(7) عاد»، قال ابن نمير(8): قدم علينا عاصم بن عمرو البجلي(9) زمن خالد بن عبد اللّه.

ص: 289


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
2- عن م و بالأصل: من.
3- التاريخ الكبير 483/6.
4- التاريخ الكبير: بكالبكم.
5- في م و التاريخ الكبير: و قال محمد أبو يحيى.
6- كذا بالأصل و م، و في التاريخ الكبير: «ليصعقن... أصعقت» و كتب محققه بهامشه: و لعل الصواب: «ليعصفن... أعصفت».
7- كذا بالأصل و م، و في التاريخ الكبير: «ليصعقن... أصعقت» و كتب محققه بهامشه: و لعل الصواب: «ليعصفن... أعصفت».
8- في التاريخ الكبير: قال ابن مريم.
9- عن م، و بالأصل «اليحيا» خطأ.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة -.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(1) ، قال: عاصم بن عمرو البجلي روى عن أبي أمامة عن عمير مولى عمر فيما رواه زيد بن أبي أنيسة، عن أبي إسحاق عنه، روى عنه أبو إسحاق الهمداني، و شعبة، و طارق بن عبد الرّحمن، و فرقد السّبخي، و مالك بن مغول، و حجاج بن أرطأة، و القاسم بن عبد الرّحمن، و المسعودي. سمعت أبي يقول ذلك؛ سألت أبي عنه فقال:

هو صدوق، و كتبه البخاري في كتاب الضعفاء، فسمعت أبي يقول: يحوّل من هناك.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمّد، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قال في أسماء أصحاب عمر بن الخطّاب من أهل الكوفة: عاصم بن عمرو البجلي.

و قال(2) في موضع آخر في تسمية أصحاب علي: و عاصم بن عمرو البجلي(3) ، عن علي خرجنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حتى إذا كنا بالحرّة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي بكر الخطيب، قال:

عاصم بن عمرو البجلي حدّث عن أبي أمامة الباهلي، و عمير مولى عمر بن الخطّاب، روى عنه أبو إسحاق السّبيعي، و شعبة، و طارق بن عبد الرّحمن، و فرقد السّبخي، و مالك بن مغول، و حجاج بن أرطأة، و القاسم بن عبد الرّحمن، و المسعودي.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب.

ح حدّثني أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين، قالا: أنا أحمد بن محمّد بن غالب، أنا أبو يعلى المامطيري، نا محمّد بن إبراهيم بن شعيب، نا محمّد بن إسماعيل قال: عاصم بن عمرو النّخعي عن أبي أمامة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، روى عنه فرقد السّبخي، و لم يثبت حديثه(4).

ص: 290


1- الجرح و التعديل 348/6.
2- ما بين الرقمين مكرر بالأصل.
3- ما بين الرقمين مكرر بالأصل.
4- ورد الخبر في التاريخ الكبير 491/6 في ترجمة مستقلة: عاصم بن عمرو النخعي رقم 3078.

3021 - عاصم بن محمّد بن بحدل الكلبي

3021 - عاصم بن محمّد بن بحدل الكلبي(1)

ذو قدمة في اليمن، و تقدّم، و كان على جند أهل دمشق في غزو بعض الصوائف، و كان رأسا على اليمن في بعض حروب أبي الهيذام، و ذلك يوم أتوا دمشق من باب كيسان، فظفر بهم أبو الهيذام، فهرب عاصم حتى لحق ببغداد.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم و غيره، قالوا: أنا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم، نا ابن عائذ، أخبرني الوليد بن مسلم.

أنه ولى عبد الكبير - يعني ابن عبد الحميد - الصّائفة - يعني في خلافة المهدي - على أربعين ألفا من أهل الشام و الجزيرة و الموصل، فكان على أهل فلسطين محمّد بن زيادة اللّخمي، و على أهل الأردن: عاصم بن محمّد من أهل الأردن، و على أهل دمشق: عاصم بن بحدل الكلبي، و على أهل حمص: عبد الرّحمن بن يزيد الكندي، و على أهل قنّسرين، و على أهل الجزيرة: ابن مدحرج الربعي، و على أهل الموصل: ابن العراهم الأزدي من السّحّاج(2) و أنه نزل دابق، و ذكر الحديث بطوله.

قرأت بخط أبي الحسين الرازي، و ذكر أنه أفاده إيّاه بعض أهل دمشق عن أبيه عن جده و أهل بيته من المرّيّين لعاصم:

يا كلب سيري سيرة العروس *** و أثخني بالضّرب في الرّءوس

سيري إلى قيس بلا تخميس *** فقد أطاعوا الأمر من إبليس

و قال أبو الهيذام:

قتلت ببرز منكم ألف فارس *** و ألفا و ألفا قاتلوا كلّ حاسب

غداة أتانا عاصم في جنوده *** و قد عبّأ الجبنا حماة الكتائب

فلمّا رآني صدّع الخوف قلبه *** و نجّاه سرحوب كريم المناسب

و ما ردّ وجه البحدلي مشرّفا *** سوى باب بغداد كأسرع هارب

و لو ثقفته عصية مضريّة *** غلاظ رقاب الهام شوس الحواجب

ص: 291


1- مرّ في بداية تراجم «عاصم» باسم: عاصم بن بجدل الكلبي.
2- بالأصل و م: الشجاج، و المثبت عن المطبوعة.

لعاطوه كأسا مرّة الطعم لم يكن *** مدامة ندمان و لا كأس شارب

بها رويت غسّان يوم لقيتها *** فسارت و فرّت عن حجال الكواعب

و سقنا بها شعبان و الحيّ مذججا *** عشيّة داريّا بلا قول كاذب

و حذّت رقاب السّكسّكيين بعدهم *** فأمسوا و هم ما بين عان و هارب

سأنفيكم يا آل قحطان عنوة *** إلى السحر أو أقصى بلاد المغارب

و أخرجكم عن ريفنا إن تطاولت *** حياتي قليلا أو تسيل رواحبي

3022 - عاصم بن محمّد بن سعيد

من أهل دمشق.

كان من وجوه أصحاب الفضل بن صالح الهاشمي، له ذكر.

3023 - عاصم بن محمّد بن أبي مسلم أبو الفتح الدّينوري

سمع بدمشق أبا نصر بن الجبّان، و أبا مسعود صالح بن أحمد بن القاسم الميانجي(1) بصيدا، و أبا عبد اللّه بن نظيف بمصر، و أبا حفص عمر بن أحمد بن محمّد بن عيسى ببوصير(2) ، و أبا محمّد بن جميع، و أبا الحسين بن الترجمان.

روى عنه نصر بن إبراهيم الزاهد.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، و أبو الفضل أحمد بن الحسين بن عمر بن القاسم بن بنت الكاملي، أنا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد اللّه بن عمر المرّي، أنا إسماعيل بن القاسم بن إسماعيل الحلبي المؤدب - قراءة عليه - نا علي بن عبد الحميد الغضائري، نا الحسن بن يحيى بن الربيع الجرجاني، نا القاسم بن الحكم، نا عبيد اللّه بن الوليد الوصّافي، عن محمّد بن سوقة، عن الحارث، عن علي قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«من اشتاق إلى الجنة سابق إلى الخيرات، و من أشفق من النار لها عن الشهوات، و من ترقّب الموت صبر عن اللذّات، و من زهد في الدنيا هانت عليه المصيبات»[5417].

ص: 292


1- في م: اليانجي، خطأ، و الصواب ما أثبت، و هو يوافق الأنساب و هذه النسبة إلى ميانج موضع بالشام.
2- بوصير: اسم لأربع قرى بمصر. انظر معجم البلدان.

أخبرنا أبو الحسن(1) بن كامل، أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم - إملاء - أنا أبو الفتح عاصم بن محمّد، أنا الفقيه أبو حفص عمر بن أحمد بن عيسى ببوصير، أنا القاضي أبو الحسن علي بن الحسين الأنطاكي، أنا الفتح بن شخرف العابد عن بعض شيوخه، قال: أزرى رجل على(2) الخليل، فقال الخليل:

سألزم نفسي الصّفح عن كلّ مذنب *** و إن كثرت منه عليّ الجرائم

و ما الناس إلاّ واحد من ثلاثة *** شريف و مشروف و مثلي مقاوم

فأمّا الذي فوقي فأعرف فضله *** و أتبع فيه الحقّ و الحقّ لازم

و أمّا الذي مثلي فإن زال أو هفا *** تفضّلت إنّ الفضل بالعزّ حازم

و أمّا الذي دوني فإن [قال](3) صنت عن *** إجابته عرضي و إن لام لائم

كذا قال، و سقط منه شيخ الأنطاكي.

أخبرنا أبو الفتح الفقيه، نا نصر الفقيه، أنا أبو الفتح عاصم بن محمّد الدّينوري، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن محمّد، أنا القاضي أبو الحسن علي بن الحسين الأنطاكي، أنشدني شيخ من شيوخ الموصل نبيل لبعضهم:

كم أسير لشهوة و قتيل *** أفّ للمشتهي لغير الجميل

شهوات الإنسان تكسبه الذلّ *** و تلقيه في البلاء الطويل

3024 - عاصم بن محمّد

3024 - عاصم بن محمّد(4)

من أهل الأردن، كان أميرا على من خرج منهم لغزو الصّائفة مع عبد الكبير بن عبد الحميد في أيّام المأمون، تقدّم ذكره.

3025 - عاصم بن أبي النّجود

و هو ابن بهدلة القارئ، تقدم ذكره(5).

ص: 293


1- في م: أبو الحسين.
2- عن م و بالأصل «عن».
3- زيادة عن م للوزن.
4- مرّت ترجمته في كتابنا قريبا باسم عاصم بن بجدل، و مرة باسم عاصم بن محمد بن بجدل الكلبي. و كرره المؤلف للمرة الثالثة هنا.
5- تقدم ذكره في كتابنا قريبا باسم: عاصم بن بهدلة أبي النجود.

3026 - عاصم بن هبيرة المعافري

كان خليفة خالد بن عثمان بن مالك بن بحدل على شرط الوليد بن يزيد، و شهد الوليد بن يزيد يوم قتل، له ذكر.

3027 - عاصم

حكى عن آدم بن أبي إياس.

حكى عنه: ابنه أبو علي محمّد بن عاصم.

أنبأنا أبو طاهر محمّد بن الحسين، عن أبي بكر أحمد بن الحسن الطّيّان، أنا عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي، نا الحسن بن أحمد الهمداني الناعس، قال: سمعت أبا علي محمّد بن عاصم الدّمشقي، حدّثني أبي قال: سمعت آدم بن أبي إياس يقول: من قبل أن يحدث يجثو على ركبه(1) في المجلس و يقول:

و اللّه الذي لا إله إلاّ هو ما من أحد إلاّ و سيخلو به ربّه ليس بينه و بينه ترجمان، يقول اللّه له: أ لم أكن رقيبا على قلبك إذ اشتهيت به ما لا يحل له(2) عندي، أ لم أكن رقيبا على عينيك إذ نظرت بهما إلى ما لا يحلّ لك عندي، أ لم أكن رقيبا على سمعك، إذ أنصتّ به إلى ما لا يحل له عندي، أ لم أكن رقيبا على يديك إذ بطشت بهما إلى ما لا يحل لك عندي، أ لم أكن رقيبا على قدميك إذ سعيت بهما إلى ما لا يحل لك، آستحييت من المخلوقين، و كنت أهون الناظرين إليك، قال: فأحسب أنّ هذا كان منه يقول: يا رب لتأمرني(3) إلى النار أهون عليّ من هذا التوبيخ، فيقول له: عبدي هذا ما بيني و بينك مغفور لك قد سترته عن الحفظة، اذهبوا بعبدي إلى الجنة، قال: فلربما انقضى(4) المجلس بغير سماع، قال: فيأخذ الناس في البكاء حتى ينقضي المجلس بغير سماع.

ص: 294


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: ركبته.
2- كذا بالأصل و م، و لعل الصواب: «لك» كما في المطبوعة.
3- في م: لتأمر بي.
4- عن م و بالأصل: «انقض».

3028 - عاصم أبو علي الأطرابلسي

أحد الغزاة.

حكى خيثمة بن سليمان مناما رآه له.

أنبأنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، و عبد اللّه بن أحمد، قالا: أنا علي بن الحسين بن أحمد بن صصرى، أنا عبد الرّحمن بن عمر بن نصر، قال: سمعت خيثمة بن سليمان يقول:

كان عندنا بأطرابلس رجل يعرف بعاصم، و يكنى أبا علي، فتوفي، فرأيته في النوم، فقلت: إيش حالك يا أبا علي ؟ فقال: إنّا لا نكنّى بعد الموت، و لم يجبني بغير هذا، فقلت له: إيش حالك يا أبا علي ؟ فقال: إنا لا نكنا بعد الموت، و لم يجبني بغير هذا(1) ، فقلت له: إيش حالك يا أبا عاصم و إلى ما صرت به(2) ؟، فأجابني و قال: صرت إلى رحمة اللّه و جنة عالية، قلت: بما ذا؟ قال: بكثرة جهادي في البحر.

3029 - عاصم الرّقاشي

ولي قضاء دمشق بعد أبي الحسين محمّد بن الحسن بن داود خلاف(3) لموسى بن القاسم بن موسى الأشيب البغدادي القاضي.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا تمام بن محمّد - إجازة - أنا أبو عبد اللّه بن مروان، قال: و ولي بعده - يعني أبا الحسين بن داود - عاصم الرقاشي خلافة لابن الأشيب - يعني سنة ثلاثين و ثلاثمائة - ثم عزل بالخصيبي(4) سنة اثنتين و ثلاثين و ثلاثمائة.

ص: 295


1- من قوله: فقلت له إلى هنا مكرر بالأصل. و ذكرت العبارة مرة واحدة في م.
2- سقطت: «به» من م.
3- كذا، و في م: «خلافا» و في المطبوعة: خلافة، و هو أشبه.
4- في م: «الحصبي».

ذكر من اسمه العاص

3030 - العاص بن سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ودّ ابن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب أبو جندل العامري القرشي

3030 - العاص بن سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ودّ ابن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب أبو جندل العامري القرشي(1)

له صحبة، و هو صاحب القصّة المعروفة في صلح الحديبيّة، أسلم قبل أبيه، و خرج معه مجاهدا إلى الشام، و هلك به.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكار قال: فولد سهيل بن عمرو أبا جندل بن سهيل، و اسم أبي جندل العاص بن سهيل، أسلم بمكة، فطرحه أبوه في حديد، فلما كان يوم الحديبية جاء يرسف(2) في الحديد إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و قد كتب سهيل كتاب الصّلح بينه و بين رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال سهيل: هو لي، فنظروا في كتاب الصّلح فإذا سهيل قد كتب: إنّ من جاءك منا فهو لنا فردّه علينا، فخلاّه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لأبيه، فقام إليه سهيل بغصن شوك فجعل يضرب به وجهه، فجزع من ذلك عمر بن الخطاب، فقال: يا رسول اللّه علام نعطي الدنيّة في ديننا؟، فقال له أبو بكر الصدّيق:

الزم غرزه(3) يا عمر فإنّه رسول اللّه حقا حقا، فقام عمر فجعل يمشي إلى جنب أبي جندل

ص: 296


1- ترجمته في الاستيعاب 33/4 و أسد الغابة 54/6 و الإصابة 34/4 و جمهرة ابن حزم ص 166 و الوافي بالوفيات 140/1 سير الأعلام 191/1 و تاريخ الإسلام (عهد الخلفاء الراشدين) ص 184 و تاريخ الطبري 635/2 شذرات الذهب 30/1 و العبر 22/1.
2- عن م و بالأصل: يوسف.
3- بالأصل و م «عزره» و المثبت عن نسب قريش للمصعب ص 419.

و السّيف في عنق عمر، و يقول لأبي جندل: يا أبا جندل إن الرجل المؤمن يقتل أباه في اللّه عزّ و جل، قال عمر: فضنّ(1) أبو جندل بأبيه، و قد عرف ما أريد(2) ثم أفلت بعد ذلك أبو جندل فلحق بأبي بصير الثقفي(3) ، فكان معه في سبعين رجلا من المسلمين، فرّوا من قريش، و خافوا أن يردّهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إليهم إن طلبوهم، فاعتزلوا، فكانوا بالعيص، يقطعون على ما مرّ بهم من عير قريش و تجارتهم(4) حتى شقّ ذلك على قريش، فكتبوا إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أن يضمّهم إليه فلا حاجة لهم فيهم فضمّهم إليه، و عتبة بن سهيل(5) ، و أمّهم(6): فاختة بنت عامر بن نوفل بن عبد مناف بن قصي، و أخوهم(7) لأمّهم أبو إهاب بن عزيز(8) بن قيس بن سويد من بني تميم.

و قال أبو جندل: إذ كان معتزلا هو و أبو بصير، فبلغهم أن قريشا تهددهم فقال(9):

أبلغ قريشا عن(10) أبي جندل *** أنّي بذي المروة فالسّاحل

في فتية تخفق أيمانهم *** بالبيض فيها و القنا الذابل

يأبون(11) أن يلقى لهم طينة *** من بعد إسلامهم الواصل

أو يجعل اللّه لهم مخرجا *** و الحق لا يغلب بالباطل

فيسلم المرء بإسلامه *** أو يقتل المرء و لم يأتل(12)

ص: 297


1- بالأصل: «فص» و في م: «فصر» و كلاهما تحريف، و الصواب عن نسب قريش.
2- في الأصل و م: «أراد» و المثبت عن نسب قريش.
3- اسمه عتبة بن أسيد بن جارية، ترجمته في الإصابة رقم 5389.
4- نسب قريش: و تجارهم.
5- ترجمته في الإصابة رقم 5395.
6- كذا بالأصل، و لم يذكر سوى اثنين، و حقه: «أمهما» و في نسب قريش «و أمهم» و قد عدّد فيه أكثر من اثنين.
7- كذا، انظر الحاشية السابقة.
8- عن نسب قريش و بالأصل و م: عزيز.
9- الأبيات في الاستيعاب 34/4.
10- الاستيعاب: من... بالساحل.
11- عن الاستيعاب، و بالأصل: «تأبون» و التاء في م غير منقوطة. و في الاستيعاب: «أن تبقى لهم رفقة» و في م: «يلغي» و بالأصل و م: «طيبة» و المثبت عن المطبوعة «طينة».
12- بالأصل و م: «ياتلي» و المثبت عن الاستيعاب.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عتّاب، أنا القاسم بن عبيد اللّه بن المغيرة، نا إسماعيل بن أبي أويس(1) ، نا إسماعيل بن إبراهيم، عن عمّه موسى بن عقبة، قال:

ثم إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم دعا عمر بن الخطّاب ليرسله إلى قريش - يعني يوم الحديبية - و هو ببلدح(2) فقال له عمر: يا رسول اللّه لا ترسلني إليهم، فإنّي أتخوّفهم على نفسي، و لكن أرسل عثمان بن عفان، فأرسل إليهم، فلقي أبان بن سعيد بن العاص فأجازه، و حمله بين يديه على الفرس حتى جاء قريشا، فكلّمهم بالّذي أمره به رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فأرسلوا معه سهيل بن عمرو ليصالحه عليهم، فرجع إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و معه سهيل بن عمرو - قد أجازه - ليصالح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فتقاضى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و سهيل بن عمرو و اصطلحا، و أقبل أبو جندل بن سهيل بن عمرو، و يرسف في الحديد مقيدا قد أسلم، و كان سهيل قد أوثقه في الحديد و سجنه، فخرج من سجن سهيل فاجتنب الطريق، و ركب الجبال حتى هبط على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و على أصحابه بالحديبية، ففرح به المسلمون و تلقّوه حين هبط من الجبل و سلّموا عليه و آووه، فناشدهم سهيل الاّ ما ردوا إليه ابنه، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «ردّوا إليه ابنه، فإن يعلم اللّه من نفسه الصّدق ينجه» فوقع سهيل يضرب وجهه بغصن من شوك، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «هبه لي و أجره من العذاب» فقال: لا و اللّه لا أفعل، فقال مكرز بن حفص بن الأحنف، و كان ممن أقبل مع سهيل بن عمرو يلتمس الصّلح: أنا له جار، و أخذ بيده فأدخله فسطاط(3).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم(4) ، نا محمّد بن سعد(5) ، أنا محمّد بن عمر، أنا عمر بن عقبة بن أبي عائشة اللّيثي، عن عاصم بن(6) عمر بن قتادة، قال: أفلت أبو

ص: 298


1- «نا إسماعيل بن أبي أويس» سقط من م.
2- بلدح: واد قبل مكة من المغرب (ياقوت).
3- كذا بالأصل و م، و لعل الصواب: فسطاطه.
4- في م: القيم، خطأ.
5- الخبر في طبقات ابن سعد 405/7.
6- في م: عن، خطأ.

جندل بن سهيل(1) بعد ذلك فخرج إلى أبي نصير و هو بالعيص(2) ، و قد تجمع إليه ناس من المسلمين، فكانوا كلما مرت عير لقريش اعترضوها فقتلوا من قدروا عليه منهم، و أخذوا ما قدروا عليه من متاعهم، فلم يزل أبو جندل مع أبي نصير حتى مات أبو نصير، فقدم أبو جندل و من كان معه من المسلمين المدينة على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فلم يزل(3) يغزو معه حتى قبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فخرج إلى الشام في أوّل(4) من خرج إليها من المسلمين، فلم يزل يغزو و يجاهد في سبيل اللّه حتى مات بالشام في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة في خلافة عمر بن الخطاب، و لم يدع أبو جندل عقبا.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل(5) القطّان، أنا أبو بكر بن عتّاب العبدي(6) ، نا القاسم [بن عبد اللّه بن المغيرة نا](7) إسماعيل بن أبي أويس، نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمّه موسى بن عقبة.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه، أنا البيهقي(8) ، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، نا إسماعيل بن محمّد بن الفضل الشعراني، نا جدي، نا إبراهيم بن المنذر، نا محمّد بن فليح، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب - و هذا لفظ حديث القطّان - قال:

و انفلت أبو جندل بن سهيل بن عمرو في سبعين راكبا ممن أسلموا و هاجروا، فلحقوا بأبي بصير، و كرهوا أن يقدموا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في هدنة المشركين، و كرهوا الثواء بين ظهري قومهم، فنزلوا مع أبي بصير في منزل كريه إلى قريش، فقطعوا به مادّتهم من طريق الشام، و كان أبو بصير زعموا و هو في مكانه ذلك يصلّي لأصحابه فلما

ص: 299


1- بالأصل و م: سهل، خطأ.
2- العيص: موضع في بلاد بني سليم على طريق قريش إلى الشام (معجم البلدان).
3- في م: فلم نزل نغزو.
4- في م: أقل.
5- عن م و بالأصل: المفضل، و قد مرّ.
6- سقطت من م.
7- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م و دلائل النبوة للبيهقي.
8- الخبر في دلائل النبوة للبيهقي 172/4 و ما بعدها.

قدم عليه أبو جندل كان هو يؤمهم، و اجتمع إلى أبي جندل حين سمعوا بقدومه ناس من بني غفار، و أسلم، و جهينة، و طوائف من الناس، حتى بلغوا ثلاثمائة مقاتل و هم مسلمون.

قال: فأقاموا مع أبي جندل، و أبي بصير لا يمرّ بهم عير لقريش إلاّ أخذوها و قتلوا أصحابها، فأرسلت قريش إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أبا سفيان بن حرب يسألونه و يتضرّعون إليه أن يبعث إلى أبي بصير و أبي جندل بن سهيل و من معهم فيقدموا عليه(1) ، و قالوا: من خرج منا إليك فأمسكه غير حرج أنت فيه، فإن هؤلاء الركب قد فتحوا علينا بابا لا يصلح إقراره، و كتب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إلى أبي جندل و أبي بصير يأمرهم أن يقدموا عليه، و يأمر من معهما ممن اتّبعهما من المسلمين أن يرجعوا إلى بلادهم و أهليهم و لا يعترضوا لأحد مرّ بهم من قريش و عيرانها، فقدم كتاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم - زعموا - على أبي جندل و أبي بصير، و أبو بصير يموت، فمات و كتاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في يده يقرأه، فدفنه أبو جندل مكانه، و جعل عند قبره مسجدا، و قدم أبو جندل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و معه ناس من أصحابه، و رجع سائرهم إلى أهليهم، و أمنت عيرات قريش، و لم يزل أبو جندل مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و شهد ما أدرك من المشاهد بعد ذلك، و شهد الفتح، و رجع مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فلم يزل معه في المدينة حتى توفي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و قدم سهيل بن عمرو المدينة أوّل خلافة عمر بن الخطّاب، فمكث بالمدينة أشهرا، ثم خرج مجاهدا إلى الشام بأهله و ماله هو و الحارث بن هشام، فاصطحبا جميعا، و خرج أبو جندل مع أبيه سهيل بن عمرو إلى الشام، فلم يزالا مجاهدين بالشام حتى ماتا(2) جميعا.

و مات الحارث بن هشام، فلم يبق من ولده إلاّ عبد الرّحمن بن الحارث، فتزوج عبد الرّحمن فاختة(3) بنت عتبة، فولدت له أبا بكر بن عبد الرّحمن، و أكابر ولده.

فهذا حديث أبي جندل و أبي بصير - زاد الأكفاني: و لم يبق من ولد سهيل و لا ولد ولده أحد [إلاّ](4) فاختة ابنة عتبة بن سهيل، و مات ولد الحارث بن هشام.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية،

ص: 300


1- كذا بالأصل و م و البيهقي، و في المطبوعة: «عليهم» خطأ.
2- عن م و دلائل البيهقي، و بالأصل: مات.
3- بالأصل: بأخته.
4- زيادة عن م، سقطت من الأصل.

أنا عبد الوهاب بن أبي حيّة، أنا محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر الواقدي(1) ، قال:

قالوا: أقبل أبو جندل بن سهيل، قد أفلت يرسف في القيد، متوشّح السّيف خلاله أسفل مكة، فخرج من أسفلها حتى أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و هو يكاتب سهيلا، فرفع سهيل رأسه فإذا بابنه أبي جندل، فقام إليه سهيل يضرب وجهه بغصن شوك، و أخذ بلبّته و صاح أبو جندل بأعلى صوته: يا معشر المسلمين أ أردّ إلى المشركين يفتنوني في ديني ؟ فزاد المسلمين ذلك شرا إلى ما بهم، و جعلوا يبكون لكلام أبي جندل، قال: يقول حويطب بن عبد العزّي لمكرز بن حفص: ما رأيت قوما قط أشدّ حبّا لمن دخل معهم من أصحاب محمّد لمحمّد، و بعضهم لبعض، أما إني أقول لك لا تأخذ من محمّد نصفا أبدا بعد هذا اليوم، حتى تدخلها(2) عنوة، فقال مكرز: و أنا أرى ذلك، قال سهيل: هذا أوّل من قاصيتك عليه، ردّه، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: إنّا لم نقض الكتاب بعد، فقال سهيل: و اللّه لا أكاتبك على شيء حتى ترده إليّ، فرده رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فكلّم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم سهيلا أن يتركه، فأبى سهيل، فقال مكرز بن حفص و حويطب: يا محمّد [نحن](3) بخيره لك، فأدخلاه فسطاطا فأجاراه، و كف أبوه عنه، ثم رفع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم صوته فقال: «يا أبا جندل اصبر و احتسب، فإنّ اللّه جاعل لك و لمن معك فرجا و مخرجا، إنّا قد عقدنا بيننا و بين القوم صلحا، و أعطيناهم و أعطونا على ذلك عهدا، و إنّا لا نغدر»[5418].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أبو بكر بن سيف، نا السّري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن أبي عثمان و أبي حارثة(4) عن خالد و عبادة، قالا: فولي أبو عبيدة النفل من الأخماس، و بعث أبا جندل بشيرا لفتح اليرموك.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي، أنا محمّد بن يوسف بن بشر، أنا محمّد بن حمّاد، أنا عبد الرّزّاق، أنا جعفر بن سليمان، عن داود بن أبي هند، قال: نزلت وَ الَّذِينَ هٰاجَرُوا فِي اللّٰهِ مِنْ بَعْدِ مٰا ظُلِمُوا

ص: 301


1- الخبر في مغازي الواقدي 607/2 و ما بعدها.
2- كذا بالأصل و المطبوعة، و في م و مغازي الواقدي: يدخلها.
3- الزيادة عن م و الواقدي.
4- في م: جارية.

لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيٰا حَسَنَةً (1) ، الآية في أبي جندل بن سهيل بن عمرو.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، و أبو العز ثابت بن منصور، قالا:

أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد أبو البركات و أبو الفضل بن خيرون قالا: - أنا أبو الحسين الأصبهاني، أنا محمّد بن الحسن بن أحمد، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خياط(2) ، قال: أو جندل بن سهيل بن عمرو، أمّه فاختة بنت أبي رفاعة من بني نوفل ن عبد مناف، و يقال: أمّه ابنة عمرو بن نوفل، مات بالشام.

أخبرنا أبو بكر(3) الأنصاري، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (4) قال في الطبقة الثالثة من بني عامر بن لؤي: أبو جندل بن سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ودّ بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي، و أمّه فاختة بنت عامر بن نوفل بن عبد مناف بن قصي، أسلم قديما بمكّة، فحبسه أبوه سهيل بن عمرو و أوثقه في الحديد، و منعه الهجرة، فلما نزل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم الحديبية و أتاه سهيل فقاضاه(5) على ما قاضاه عليه، أقبل أبو جندل فذكر القصّة.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة -.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد(6) ، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في تسمية من كان بالشام: و أبو جندل بن سهيل بن عمرو.

أخبرنا أبو القاسم المستملي، أنا أبو بكر الحافظ أبو عبد اللّه الحافظ، و أبو(7)

ص: 302


1- سورة النحل، الآية: 41.
2- طبقات خليفة بن خياط ص 63 رقم 154 باختلاف العبارة.
3- في م: أبو البركات، خطأ، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 23/20 و كنّاه «أبا بكر».
4- انظر طبقات ابن سعد 405/7 باختلاف.
5- عن م و بالأصل: «فقضاه».
6- «أنا الحسن بن أحمد» مكرر بالأصل.
7- كذا بالأصل و م، و لم ترد «أبو عبد اللّه الحافظ» في المطبوعة، و هو الصواب قياسا إلى أسانيد مماثلة.

بكر أحمد بن الحسن القاضي، قالا: نا أبو العباس(1) محمّد بن يعقوب، نا محمّد بن إسحاق، نا إسحاق بن إبراهيم الرازي ختن سلمة بن الفضل الأنصاري، نا سلمة، حدّثني محمّد بن إسحاق، عن عبد الرّحمن بن الحارث بن عبد اللّه بن عيّاش بن أبي ربيعة، عن عبد اللّه بن عروة بن الزبير، عن أبيه، و عن يحيى بن عروة، عن أبيه.

قال: شرب عبد بن الأزور، و ضرار بن الخطاب، و أبو جندل بن سهيل بن عمرو بالشام فأتى بهم أبو عبيدة بن الجرّاح، قال أبو جندل: و اللّه ما شربتها إلاّ على تأويل، إنّي سمعت اللّه يقول: لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّٰالِحٰاتِ جُنٰاحٌ فِيمٰا طَعِمُوا إِذٰا مَا اتَّقَوْا وَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّٰالِحٰاتِ (2) ، فكتب أبو عبيدة إلى عمر يأمرهم، فقال عبد بن الأزور: إنه قد حضرنا لنا عدوّنا، فإن رأيت أن تؤخّرنا(3) إلى أن نلقى عدوّنا غدا. فإن اللّه أكرمنا بالشهادة كفاك ذاك و لم يقمنا على خزاية، و إن نرجع نظرت إلى ما أمرك به صاحبك فأمضيته، قال أبو عبيدة: فنعم، فلما التقى الناس قتل عبد بن الأزور شهيدا فرجع الكتاب - كتاب عمر - إن - الذي أوقع أبا جندل في الخطية قد تهيأ له فيها بالحجة، فإذا أتاك كتابي هذا فأقم عليهم حدّهم و السلام.

فدعا بهما أبو عبيدة فحدّهما، و أبو جندل له شرف و لأبيه، فكان يحدث نفسه حتى قيل إنّه قد وسوس، فكتب أبو عبيدة إلى عمر: أمّا بعد فإني قد ضربت أبا جندل حدّه، و أنه قد حدّث نفسه حتى قد خشينا عليه أنه قد هلك، فكتب عمر إلى أبي جندل:

أمّا بعد، فإن الذي أوقعك في الخطية قد خزن عليك التوبة: بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ، حم تَنْزِيلُ الْكِتٰابِ مِنَ اللّٰهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ، غٰافِرِ الذَّنْبِ وَ قٰابِلِ التَّوْبِ، شَدِيدِ الْعِقٰابِ، ذِي الطَّوْلِ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ(4) فلما قرأ كتاب عمر ذهب عنه ما كان به، كأنما أنشط من عقال.

أخبرنا أبو الحسن الخطيب، أنا أبو منصور النّهاوندي، أنا أبو العبّاس النّهاوندي، أنا أبو القاسم بن الأشقر، أنا أبو عبد اللّه البخاري، نا سليمان بن حرب، نا

ص: 303


1- في المطبوعة: «نا أبو عبد اللّه الحافظ حدثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب و لعل الصواب: نا أبو عبد اللّه الحافظ حدثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب» قياسا إلى أسانيد مستقاة من دلائل النبوة للبيهقي 61/4 و 52/4 و 310/4 و 331.
2- سورة المائدة، الآية: 93.
3- بالأصل و م: «تواخرنا» و المثبت عن المطبوعة.
4- سورة غافر، الآيات: 1-3.

جرير بن حازم، عن عيسى بن عاصم، قال: استشهد أبو جندل زمن أبي عبيدة بالشام.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر المعدّل، أنا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار، قال: و خرج سهيل بجماعة أهله، إلاّ ابنته هندا، إلى الشام مجاهدا حتى ماتوا كلهم هنالك، فلم يبق من ولده أحد إلاّ ابنته هند، و إلاّ فاختة بنت عتبة بن سهيل.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد قال: أبو جندل بن سهيل بن عمرو العامري، روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و مات في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة(1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم علي بن أحمد، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم، قال:

و فيها - يعني سنة ثلاث عشرة - أصيب من استشهد من المسلمين بأجنادين و مرج الصّفّر، منهم: خالد بن سعيد بن العاص بن أمية، و هشام بن العاص بن وائل السّهمي، و عكرمة بن أبي جهل، و أبو جندل بن سهيل بن عمرو، و الحارث بن هشام بن المغيرة، قال أبو عبيد: و يقال: إن الحارث بن هشام، و سهيل بن عمرو، و أبا جندل بن سهيل كانت وفاتهم في هذه السّنة - يعني سنة ثمان عشرة-.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر(2) قال: و في هذه السّنة - يعني سنة ثمان عشرة - مات أبو جندل بن سهيل بن عمرو، مات بالشام في طاعون عمواس.

3031 - العاص بن الغمر بن يزيد بن عبد الملك ابن مروان بن الحكم القرشي الأموي

كان يسكن ربض الفراديس.

ص: 304


1- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
2- في م: «زيد» خطأ. و قد مرّ التعريف به و انظر ترجمته في سير الأعلام 440/16.

ذكره أبو الحسن أحمد بن حميد بن أبي العجائز فيمن كان يسكن دمشق من بني أمية، و ذكر له ابنين الغمر بن العاص كان له تسع سنين، و يزيد بن العاص ابن سبع سنين.

3032 - العاص بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك ابن مروان بن الحكم القرشي الأموي

أمّه أم ولد، له ذكر، يأتي ذكره في ترجمة أخيه عثمان بن الوليد.

و كان العاص هذا و أخوه لؤي بن الوليد ممن دخل مع عبد اللّه بن مروان بن محمّد إلى أرض النّوبة، و قتله عبد الرّحمن بن حبيب الفهري صاحب افريقية بها، و قتل أخاه المؤمن بن الوليد.

ص: 305

[ذكر من اسمه] عالي

اشارة

[ذكر من اسمه](1) عالي

3033 - عالي بن عثمان بن جنّي أبو سعد بن أبي الفتح البغدادي النّحوي

3033 - عالي بن عثمان بن جنّي أبو سعد بن أبي الفتح البغدادي النّحوي(2)

سمع بدمشق تمام بن محمّد.

و سكن صور، و حدّث بها عن أبي القاسم عيسى بن علي بن عيسى الوزير، و نصر بن أحمد الخليل بن المرجي، و أبيه(3) عثمان بن جنّي.

روى عنه الأمير أبو نصر علي بن هبة اللّه بن جعفر بن ماكولا، و حفاظ بن سلمة الناسخ، و أبو القاسم مكي بن عبد السّلام بن الحسين المقدسي، و أبو بكر أحمد بن عبد اللّه الرّويدشتي الأصبهاني، و أبو طالب عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الرّحمن الشيرازي الصوفي نزيل صور.

أنبأنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، نا أبو القاسم مكي بن عبد السّلام بن الحسين بن القاسم بن محمّد بن الرّميلي، المقدسي، قدم علينا دمشق - لفظا - قال:

قرأت على الشيخ الأديب أبي سعد عالي بن عثمان بن جنّي البغدادي بجامع صيدا، حدّثكم الوزير أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى بن داود بن الجرّاح - إملاء - ببغداد، قال: قرئ علي القاضي أبي القاسم بدر بن الهيثم، و أنا أسمع، قيل له: حدثكم

ص: 306


1- زيادة منا.
2- ترجمته في إنباه الرواة 385/2 و معجم الأدباء 39/12 و بغية الوعاة 24/2 و الوافي بالوفيات 574/16 و كنّاه: أبا سعيد.
3- بالأصل و م: «و ابنه» خطأ و الصواب ما أثبت انظر الوافي بالوفيات و بغية الوعاة.

علي بن المنذر الطّريقي(1) الكوفي، نا ابن فضيل محمّد، نا حجّاج، و محمّد بن عبيد اللّه، عن عمرو(2) بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «من كاتب مملوكه على مائة وقية فأدّاها غير عشر أواق فهو رقيق» [5419].

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، نا عيسى بن علي - إملاء - فذكره.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا(3) ، قال: أما جنّي فهو أبو الفتح عثمان بن جنّي النحوي المدقق المصنف، كان نحويا حاذقا مجوّدا، و له شعر بارد، سمع جماعة من المواصلة و البغداديين و حكى لي إسماعيل بن المؤمّل النحوي أنّ أبا الفتح كان يذكر أن أباه كان فاضلا بالرومية، و ابنه أبو سعد عالي بن عثمان بن جنّي أدركته بصيدا، و سمعت منه، و كان قد سمع مسند أبي يعلى من المرجي، و سمع ببغداد من عيسى بن علي، و كان عالي هذا حيا في سنة اثنتين و خمسين و أربعمائة(4).

آخر الجزء الثاني بعد الثلاثمائة.

ص: 307


1- بالأصل و م: الطريفي، بالفاء، خطأ و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 386/7.
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: «عمر» خطأ، و هو عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد اللّه، أبو عبد اللّه (أبو إبراهيم) القرشي السهمي، ترجمته في سير الأعلام 165/5.
3- انظر الاكمال لابن ماكولا 585/2.
4- مات سنة سبع أو ثمان و خمسين و أربعمائة كما في بغية الوعاة و الوافي بالوفيات و زيد فيه أنه مات بصيدا.

ذكر من اسمه عامر

3034 - عامر بن أحمد بن محمّد أبو أحمد السّلمي

حدّث عن أبي العبّاس أحمد بن سعيد بن الحسن الشّيحي.

روى عنه: أبو الحسن علي بن محمّد بن شجاع الرّبعي المالكي.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا جدي أبو محمّد، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن شجاع، أنا أبو محمّد إبراهيم بن الخضر، و أبو أحمد عامر بن أحمد بن محمد السّلمي، قالا: أنا(1) أبو العباس أحمد بن سعيد بن الحسن الشّيحي، حدّثني أبو علي الحسن بن موسى الثّغري، نا أبو علي الحسن بن موسى بن هارون التميمي الدّينوري الأمشاطي قال: سألت أبا عبد اللّه أحمد بن محمّد بن غالب صاحب الخليل بن أحمد عن كتاب السّنة أن يقرأه عليّ فقال فيه: و من صلّى خلف إمام لم يقتد به فلا صلاة له.

3035 - عامر بن إسماعيل بن عامر بن نافع ابن عبد الرّحمن بن عامر بن نافع بن محمية ابن ....

3035 - عامر بن إسماعيل بن عامر بن نافع ابن عبد الرّحمن بن عامر بن نافع بن محمية ابن حذيفة بن عوف بن صبح من بني مسلية بن عامر ابن عمرو بن علة بن جلد(2) بن مالك بن أدد الحارثي الجرجاني(3)

كان ممن شهد حصار دمشق، و نفذ منها إلى مصر، و هو الذي أدرك مروان بن

ص: 308


1- في م: نا.
2- عن م و بالأصل: «حلد».
3- أخباره في الوزراء و الكتّاب للجهشياري 79-80 جمهرة ابن حزم ص 414 و انظر تاريخ الطبري، و الكامل لابن الأثير بتحقيقنا (الفهارس) و الوافي بالوفيات 590/16 و النجوم الزاهرة 301/1 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 141-160) ص 447.

محمّد ببوصير، فقتل مروان بعض أصحابه.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهاب [الميداني](1) ، أنا أبو سليمان بن زبر(2) ، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا محمّد بن جرير(3) ، قال: قال علي بن محمّد: أخبرني إسماعيل بن الحسن، عن عامر بن إسماعيل، قال:

لقينا مروان ببوصير و نحن في جماعة يسيرة، فشدّوا علينا فانضوينا(4) إلى نخل، و لو يعلمون بقلّتنا لأهلكونا، فقلت لمن معي من أصحابي: إن أصبحنا فرأوا قلّتنا و عددنا لم ينج منا أحد، و ذكرت قول بكير بن ماهان: أنت و اللّه تقتل مروان، كأني أسمعك تقول: «دهاز يا خوانكار»(5) فكسرت جفن سيفي، و كسر أصحابي جفون سيوفهم، فقلت: دهاد يا خوانكار فكأنها نار صبّت عليهم، فانهزموا و حمل رجل على مروان فضربه بسيفه فقتله.

[قال:](6) علي(7) ، و أنا أبو الحسن الخراساني، نا شيخ من بكر بن وائل، قال:

إني لبدير قنّى(8) مع بكير بن ماهان و نحن نتحدث إذ مرّ فتى معه قربتان، حتى انتهى إلى دجلة فاستقى ثم رجع فدعاه بكير فقال: ما اسمك يا فتى ؟ قال: عامر، فقال:

ابن من ؟ قال: ابن إسماعيل من بلحرث، قال: و أنا من بلحارث قال: فكن من بني مسلية(9) ، قال: فأنا منهم، قال: فأنت و اللّه تقتل مروان لكأني(10) و اللّه أسمعك تقول:

«يا حوانكار دهاد».

ص: 309


1- سقطت من الأصل و استدركت عن م.
2- عن م و بالأصل: زيد، خطأ. و قد مرّ التعريف به.
3- الخبر في تاريخ الطبري 44//7.
4- عن الطبري و بالأصل و م: فانضربنا.
5- في الطبري: دهيد يا جوانكثان.
6- الزيادة عن م.
7- تاريخ الطبري 442/7.
8- رسمها بالأصل: «ل ؟؟؟ درمي» و غير واضحة في م، و المثبت عن الطبري. و انظر معجم البلدان.
9- عن الطبري و بالأصل و م: سلية.
10- في م: لأني.

ذكر أبو الحسن محمّد بن أحمد بن القوّاس الورّاق أن عامر بن إسماعيل مات في سنة سبع و خمسين و مائة.

و كذا ذكر أبو جعفر الطبري، و أبو بكر أحمد بن كامل.

3036 - عامر بن الأسود

3036 - عامر بن الأسود(1)

بعثه زياد إلى معاوية بعد حجر بن عدي برجلين من أصحابه، له ذكر.

3037 - عامر بن خثمة

3037 - عامر بن خثمة(2)

ممن أدرك النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

و وجّهه أبو عبيدة بن الجرّاح من مرج الصّفّر بعد وقعة اليرموك إلى فحل(3) فيما ذكره سيف بن عمر عن أبي عثمان الغسّاني، عن خالد، و عبادة.

و ذلك فيما أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أبو بكر بن سيف، نا السّري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف، فذكره.

3038 - عامر بن حمزة

قاضي دمشق لبني أمية.

حكى عن يزيد بن عبد الملك.

قرأت في كتاب دفعه إليّ أبو بكر عتيق بن علي بن أحمد - أظنه من تصنيف الصّولي - حدّث عامر بن حمزة قاضي دمشق قال: إنّي في مجلس يزيد بن عبد الملك إذ حدّثه رجل بحديث علم أنه قد كذبه(4) ، فقال له: يا هذا إنك تكذب نفسك قبل أن يكذبك جليسك، قال: فما زلنا نعرف الرجل بالتوقي بعدها.

لم أجد ذكر عامر بن حمزة هذا إلاّ من هذا الوجه، و لا أراه محفوظا.

ص: 310


1- انظر الإصابة 247/2 و أسد الغابة 12/3 و الطبري 272/5.
2- رسمها بالأصل: «خيثمة» و المثبت عن م. و ترجمته في الإصابة 249/2 و فيها «خيثمة» و في الطبري 438/3 و فيه: «حثمة».
3- تقدم التعريف بها، و انظر معجم البلدان.
4- عن م و بالأصل: أكذبه.

3039 - عامر بن خريم بن محمّد أبو القاسم المرّي

3039 - عامر بن خريم(1) بن محمّد أبو القاسم المرّي

روى عن: إبراهيم بن هشام بن ملاس، و عبد الوارث بن الحسن بن عمرو البيساني، و أبي إسحاق إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، و شعيب بن عمرو الضّبعي، و أبي عبد الغني الحسن بن علي بن عيسى الأزدي، و شعيب بن شعيب، و محمّد بن عقبة بن علقمة، و أبي حفص عمر بن مضر، و يزيد بن عبد الحميد النّصري(2) ، و أحمد بن محمّد بن يزيد بن أبي الخناجر.

روى عنه: أبو الوليد بكر بن شعيب بن بكر القرشي، و أبو بكر محمّد بن سليمان بن يوسف الرّبعي، و أبو بكر بن المقرئ، و أبو الفضل محمّد بن أحمد بن يعقوب الهاشمي المصّيصي، و أبو الحسين بن المظفّر الحافظ، و إبراهيم بن أحمد بن محمّد بن رجاء الأبزاري، و أبو هاشم المؤدب، و جمح بن القاسم المؤذن، و أبو سليمان بن زبر الرّبعي.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا منصور بن الحسين، و أحمد بن محمود، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، حدّثني أبو القاسم عامر بن خريم، و كان محسنا إليّ - رحمه اللّه، و تجاوز عنه - ثقة أمين، نا شعيب بن شعيب بن إسحاق، نا أبو المغيرة، نا الأوزاعي، نا إسماعيل بن عبيد اللّه، حدثتني أم الدّرداء، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «إنّ اللّه عز و جل يقول: أنا مع عبدي إذا هو ذكرني و تحرّكت بي شفتاه»[5420].

قرأت على أبي القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه الواسطي، قلت له: أخبركم أبو بكر الخطيب - قراءة - قال: و عامر بن خريم بن محمّد بن مروان أبو القاسم الدّمشقي.

حدّث عن يزيد بن عبد الحميد النّصري(3) ، و أحمد بن إبراهيم بن هشام بن ملاس، روى عنه محمّد بن المظفّر.

قرأت على أبي محمّد السّلمي عن أبي نصر بن ماكولا(4) ، قال: أما خريم أوّله

ص: 311


1- بالأصل: حريم، و المثبت عن م.
2- النون مهملة بالأصل، و المثبت عن م.
3- النون مهملة بالأصل، و المثبت عن م.
4- الاكمال لابن ماكولا 132/3 و 134.

خاء معجمة مضمومة، ثم راء مفتوحة فهو: عامر بن خريم بن محمّد بن مروان أبو القاسم الدّمشقي، روى عن يزيد بن عبد الحميد النّصري، و أحمد بن إبراهيم بن هشام بن ملاس، روى عنه محمّد بن المظفّر الحافظ.

قرأت على أبي محمّد أيضا، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: سنة أربع عشرة و ثلاثمائة توفي أبو القاسم عامر بن خريم يوم الأحد لتسع بقين من ذي القعدة.

3040 - عامر بن دغش بن حصن بن دغش أبو محمّد الأنصاري الحوراني

3040 - عامر بن دغش بن حصن بن دغش أبو محمّد الأنصاري الحوراني(1)

من أهل السويداء و يعرف بالمقدسي.

سكن بغداد مدة و تفقّه في المدرسة النّظامية على الشيخ أبي حامد الغزّالي و غيره، و لزم مسجدا من مساجد بغداد في قراح أبي الشحم(2).

سمع أبا الحسين بن الطّيّوري، كتبت(3) عنه، و كان شيخا صالحا.

أخبرنا أبو محمّد عامر بن دغش بن حصن بن دغش بن حصن بن دغش الحوراني - بقراءتي عليه - ببغداد، أنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي، أنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان البزاز، أنا أبو بكر أحمد بن سليمان بن أيوب العبّاداني، نا علي بن حرب الطائي، نا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سهل بن سعد السّاعدي، قال:

شهدت المتلاعنين على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و أنا ابن خمس عشرة، ففرّق رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بينهما حيث تلاعنا.

سألت عامرا الحوراني عن مولده فقال: في سنة خمسين و أربعمائة، و ذكر أنه من

ص: 312


1- ترجمته في طبقات الشافعية للسبكي 118/7 و فيها «دعش» في الموضعين، و الوافي بالوفيات 591/16 و معجم البلدان «سويداء».
2- في م: «أبي الشجع» و قراح أبي الشحم: محلة ببغداد (معجم البلدان).
3- عن م و بالأصل: «كتب» و في طبقات السبكي: روى عنه الحافظ؛ و في معجم البلدان: سمع منه الحافظ أبو القاسم الدمشقي.

أهل السّويداء(1) ، و أنه سمع ببيت المقدس من جماعة كابن ردّاد و طبقته، و لكن لم يكن معه مما سمعه ببيت المقدس شيء(2).

3041 - عامر بن ربيعة بن كعب بن مالك بن ربيعة ابن عامر بن مالك بن ربيعة بن حجر ابن سلامان بن مالك بن ربيعة بن رفيدة ابن عنز بن وائل بن قاسط بن هنب ابن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد ابن ربيعة بن نزار أبو عبد اللّه العنزي، ثم العدوي حليف بني عدي بن كعب

3041 - عامر بن ربيعة بن كعب بن مالك بن ربيعة ابن عامر بن مالك بن ربيعة بن حجر ابن سلامان بن مالك بن ربيعة بن رفيدة ابن عنز بن وائل بن قاسط بن هنب ابن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد ابن ربيعة بن نزار أبو عبد اللّه العنزي، ثم العدوي حليف بني عدي بن كعب(3)

من المهاجرين الأوّلين ممن شهد بدرا، و هاجر الهجرتين.

و روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أحاديث، و عن أبي بكر، و عمر.

روى عنه: ابنه عبد اللّه بن عامر، و عبد اللّه بن الزّبير، و عيسى الحكميّ.

و قدم الجابية مع عمر بن الخطّاب.

كتب إليّ أبو بكر عبد الغفار بن محمّد.

و أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن حبيب العامري، و أبو محمّد بن طاوس و غيرهما عنه.

ح و أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن محمّد الخطيب، أنا محمّد بن علي(4) السّهلكي.

ص: 313


1- السويداء: قرية بحوران من نواحي دمشق. (معجم البلدان).
2- مات سنة إحدى و ثلاثين و خمسمائة، ورد ذلك في طبقات الشافعية و الوافي بالوفيات. و في معجم البلدان: مات بحدود سنة 530.
3- قيل غير ذلك في نسبه. انظر ترجمته في الاستيعاب 4/3، أسد الغابة 17/3 و الإصابة 248/2 و تهذيب الكمال 343/9 و تهذيب التهذيب 45/3 و سير الأعلام 333/2 و الوافي بالوفيات 579/16 و انظر بالحاشية فيهما أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
4- سقطت «علي» من م.

ح و أخبرنا أبو الفضل المحسّن بن أبي منصور بن محسّن البسطامي، أنا سعيد بن أحمد الواحدي، قالوا: أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، نا زكريا بن يحيى المروزي.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني سريج(1) بن يونس، و أبو خيثمة، و مجاهد، قالوا: أنا سفيان بن عيينة.

ح و أخبرنا أبو سعد هلال بن الهيثم بن محمّد بن الهيثم، و أبو المعالي أحمد بن علي(2) بن عبد اللّه الدّقّاق، المعروف بابن السّمين، و أبو بكر يحيى بن علي بن داود، و أبو علي حمد بن عبد الرّحمن بن محمّد بن نجا، و أبو المعالي عبد الصّمد بن بركة بن عبد اللّه، و أبو الفرج علي بن محمّد بن محمّد الفراء، قالوا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن طلحة، أنا أبو الحسن بن رزقويه، أنا أبو علي إسماعيل بن محمّد الصّفار، نا زكريا بن يحيى، نا سفيان عن الزّهري، عن سالم، عن أبيه، عن عامر بن ربيعة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«إذا رأيتم الجنازة فقوموا حتّى تخلّفكم أو توضع» [5421].

رواه نافع عن ابن عمر، و رواه عن نافع جماعة.

أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر القشيري، قالا: أنا أبو سعيد محمّد بن علي بن محمّد الخشّاب الصوفي، أنا أبو طاهر محمّد بن الفضل بن محمّد بن إسحاق بن خزيمة، نا أبو العباس محمّد بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران الثقفي(3) السّراج، نا قتيبة بن سعيد، نا الليث بن سعد، عن نافع، عن ابن عمر، عن عامر بن ربيعة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أنه قال:

«إذا رأى أحدكم الجنازة فإن لم يكن ماشيا معها فليقم حتى تخلّفه أو توضع من قبل أن تخلّفه»[5422].

ص: 314


1- بالأصل: «سريح» و في م: «شريح» و كلاهما تحريف و الصواب ما أثبت، ترجمته في تاريخ بغداد 219/9 و سير الأعلام 146/11 و تهذيب الكمال 59/7.
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: «بن علي بن علي بن عبد اللّه».
3- سقطت اللفظة من م.

و

أخبرناه أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر القارئ، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عمر بن مسرور الماوردي، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو العباس محمّد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي - إملاء - نا قتيبة بن سعيد، نا الليث، عن نافع، عن ابن عمر، عن عامر بن ربيعة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«إذا رأى أحدكم الجنازة فإن لم يكن ماشيا معها فليقم حتى تخلّفه(1) أو توضع».

قرأت في كتاب أبي الهيذام عبد المنعم بن إبراهيم، نا أبو الفضل محمّد بن يحيى بن محمّد(2) بن عبد الحميد السّكسكي بن الحوراني(3) البتلهي، أخبرني أبي، نا أبو حسان الزّيادي، قال: و فيها - يعني سنة ست عشرة - سار عمر بن الخطّاب إلى الجابية، و عقد لواءه يوم الخميس للنصف من صفر، و دفعه إلى عامر بن ربيعة، و سار يوم الجابية، و استخلف على المدينة عثمان بن عفان.

كذا ذكر سعيد بن عفير.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد أبو البركات و أبو الفضل بن خيرون قالا: - أنا أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسين الأصبهاني، أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خياط(4) ، قال: عامر بن ربيعة بن عامر بن مالك بن ربيعة بن حجر(5) بن سلامان بن مالك بن ربيعة بن رفيدة بن عنز(6) بن وائل بن قاسط أخوه بكر و تغلب، ابني وائل، شهد بدرا، و مات بالمدينة حين نشب الناس في أمر عثمان، يكنّى أبا عبد اللّه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو القاسم الوزير، نا عبد اللّه بن محمّد، قال: و قال ابن زهير: أنا مصعب قال: هو عامر بن ربيعة بن عمرو بن وائل بن ربيعة، بدري حليف الخطّاب، و قال غير مصعب: يكنى عامر أبا عبد اللّه.

ص: 315


1- عن م و بالأصل: يخلفه.
2- «بن محمد» سقطت من م.
3- عن م و بالأصل: «الجوراي».
4- طبقات خليفة بن خياط ص 57 رقم 127.
5- في طبقات خليفة: حجير.
6- بالأصل «عمر» و المثبت عن م و طبقات خليفة.

و قال ابن إسحاق: أول من قدم المدينة مهاجرا أبو سلمة، و بعده عامر بن ربيعة(1).

أخبرنا أبو بكر اللّفتواني، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد قال في الطبقة الأولى ممن شهد بدرا: عامر بن ربيعة بن مالك بن عامر بن ربيعة بن حجر بن سلامان بن مالك بن ربيعة بن رفيدة بن عنز بن وائل بن ربيعة بن نزار حليف للخطّاب بن نفيل، و يكنى أبا عبد اللّه، مات قبل قتل عثمان بأيام، و قد كان لزم بيته فلم يشعر الناس إلاّ بجنازته قد أخرجت، قد روى عن أبي بكر، و عمر(2).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن(3) بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(4) قال في الطبقة الأولى قال: و من حلفاء بني عدي بن كعب و مواليهم: عامر بن ربيعة بن مالك بن عامر بن ربيعة بن حجر(5) بن سلامان بن مالك بن ربيعة بن رفيدة بن عنز بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معدّ بن عدنان، و كان حليفا للخطّاب بن نفيل، و كان الخطّاب لما حالفه عامر بن ربيعة تبنّاه(6) و ادّعى إليه، فكان يقال: عامر بن الخطّاب حتى نزل القرآن اُدْعُوهُمْ لِآبٰائِهِمْ (7) فرجع عامر إلى نسبه، فقيل: عامر بن ربيعة و هو صحيح النسب في وائل.

قالوا: و هاجر عامر بن ربيعة إلى أرض الحبشة الهجرتين جميعا و معه امرأته ليلى بنت أبي حثمة العدوية، و قالوا: آخى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بين عامر بن ربيعة و يزيد بن المنذر بن سرح الأنصاري، و كان عامر بن ربيعة يكنى أبا عبد اللّه، و شهد بدرا و أحدا و الخندق و المشاهد كلها مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و قد روى عن أبي بكر، و عمر.

ص: 316


1- تهذيب الكمال 343/9.
2- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
3- في م: «الحسين» خطأ، و هو الحسن بن علي، أبو محمد الجوهري، و قد مرّ التعريف به.
4- طبقات ابن سعد 386/3-387.
5- ابن سعد: «حجير» و مثله في طبقات خليفة، و قد مرّ قريبا.
6- عن م و ابن سعد، و بالأصل: تلقاه.
7- سورة الأحزاب، الآية: 5.

قال محمّد بن عمر: كان موت عامر بن ربيعة بعد قتل عثمان بأيّام، و كان قد لزم بيته فلم يشعر الناس إلاّ بجنازته قد أخرجت.

أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن علي بن الآبنوسي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي المدائني، نا أحمد بن عبد اللّه بن البرقي، قال: عامر بن ربيعة يقول من ينسبه: عامر بن ربيعة بن كعب بن عميرة بن مالك بن كنانة بن عامر بن سعد بن عبد اللّه بن الحارث بن رفيدة بن عميرة بن عبد اللّه، و هو عنز(1) ابن وائل بن هنب بن أفصى بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، و يقال ابن عامر بن ربيعة من اليمن، و يقول من ينسبه إلى اليمن: عامر بن ربيعة بن كعب بن عميرة بن مالك بن كنانة بن خزيمة بن الحارث بن معاوية بن عنس(2) بن زيد بن علّة بن مذحج، و توفي سنة ثنتين و ثلاثين.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا محمّد بن علي بن يعقوب، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان، نا أبي قال: أبو عبد الرّحمن: عامر بن ربيعة.

كذا قال.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، قال: عامر البدري بن ربيعة حليف بني عدي بن كعب، سكن المدينة، و روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أحاديث، قال البغوي: و بلغني أن عامر بن ربيعة بن كعب بن عميرة بن عبد اللّه بن هنب بن أفصى بن جذيمة بن أسد بن ربيعة بن نزار من أهل اليمن حليف الخطّاب بن نفيل، و كان بدريا، توفي سنة ثنتين و ثلاثين.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا [أبو](3) أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا: - أنا أحمد بن عبدان(4) ، أنا محمّد بن

ص: 317


1- بالأصل: «عند» و في م: «عمر» و الذي أثبتناه مما تقدم.
2- مضطربة بالأصل، و في م: قيس. و المثبت عن المطبوعة.
3- زيادة عن م.
4- «أنا أحمد بن عبدان» مكررة بالأصل.

سهل، أنا محمّد بن إسماعيل(1) ، قال: عامر بن ربيعة العنزي من عنز حليف بني عدي، مدني، شهد بدرا مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و عنز من وائل أخي(2) بكر و تغلب.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة -.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(3) ، قال: عامر بن ربيعة، له صحبة، روى عنه عبد اللّه بن الزّبير، و ابنه عبد اللّه بن عامر بن ربيعة، سمعت أبي يقول ذلك.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدار قطني، قال: و أما عنز فهو عنز بن وائل أخو بكر و تغلب، من ولده: عامر بن ربيعة العدوي، حليف عمر بن الخطّاب، شهد بدرا مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و روى عنه هو و ابنه عبد اللّه بن عامر بن ربيعة.

حدّثنا القاضي أبو الطاهر بن بجير، نا أبو عمران الجوني، أنا أبو عثمان المازني، نا أبو عبيدة معمر بن المثنّى قال: عامر بن ربيعة العدوي حليف عمر بن الخطّاب، كان بدريا، و هو من ولد عنز بن وائل أخي بكر بن وائل، و عدد العنزيين في الأرض قليل(4) ، و أم عنز بن وائل هند بنت مرّ أخت تميم بن مرّ.

و قال الطبري(5): عامر بن ربيعة بن مالك بن عامر بن ربيعة بن حجر بن سلامان بن مالك بن ربيعة بن رفيدة بن عنز بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار.

نا إسماعيل الصّفار، نا إسماعيل بن إسحاق، قال: قال علي بن المديني:

عامر بن ربيعة من(6) عنز.

ص: 318


1- التاريخ الكبير 445/6.
2- كذا بالأصل و م، و هو خطأ و الصواب: «أخو».
3- الجرح و التعديل 320/6.
4- انظر تهذيب الكمال 343/9.
5- في م: الظفري.
6- بالأصل «بن» و الأصح ما أثبت عن م.

كذا قالها بفتح النون، و الأوّل أصحّ.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: عامر بن ربيعة بن عنز(1) و ابن وائل و قيل: ابن ربيعة بن مالك بن عامر بن ربيعة بن حجر بن سلامان بن مالك بن ربيعة بن رفيدة بن عنز بن وائل بن قاسط، يكنى أبا عبد اللّه حليف ابن(2) الخطّاب، أبو عمر العدوي هاجر الهجرتين، و شهد بدرا، توفي سنة ثنتين و ثلاثين، له صحبة و لأبيه رؤية، روى عنه عبد اللّه بن عمر، و ابنه عبد اللّه بن عامر.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل المقدسي، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر الكلاباذي، قال:

عامر بن ربيعة بن مالك بن عامر بن ربيعة بن حجر بن سلامان بن مالك بن ربيعة بن رفيدة بن عنز بن وائل: من(3) ربيعة بن نزار حليف الخطّاب بن نفيل، والد عمر من بني عدي بن كعب أبو عبد اللّه المدني، شهد بدرا، سمع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، روى عنه عبد اللّه بن عمر بن الخطّاب، و ابنه عبد اللّه بن عامر في الجنائز و التقصير، قال الواقدي: مات بعد قتل عثمان بن عفّان بأيّام، و قتل عثمان في ذي الحجة لاثنتي عشرة بقيت منه سنة خمس و ثلاثين.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر علي بن هبة اللّه(4) ، قال: أنا عنزبفتح العين المهملة، و سكون النون، و بالزاي، فهو عنز بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة، و أمّه هند بنت مرّ أخت تميم بن مرّ، و هو أخو بكر و تغلب(5) ، و من ولده عامر بن ربيعة بن مالك بن عامر بن ربيعة بن حجر بن سلامان بن مالك بن ربيعة بن رفيدة بن عنز بن وائل، حليف عمر بن الخطّاب، شهد

ص: 319


1- بالأصل: «عترو» و في م: «عمرو» و المثبت عما تقدم و المطبوعة.
2- في م: حليف الخطاب.
3- بالأصل و م: «من».
4- الخبر في الاكمال لابن ماكولا 289/6.
5- عن م و بالأصل: ثعلب.

بدرا و ابنه عبد اللّه بن عامر، و قال ابن المديني(1): عامر بن ربيعة بن عنز(2) بفتح النون و هو غلط، قال: و أما العنزي بالنون الساكنة فهو عامر بن ربيعة العنزي، و يقال له: العدوي لأنه حليف عمر بن الخطّاب، له صحبة و رواية.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر، أنا عبد الواحد بن محمّد بن عثمان بن إبراهيم، أنا أبو علي الحسن بن محمّد بن إسحاق، نا إسماعيل بن [إسحاق بن إسماعيل بن](3) حمّاد بن زيد، قال: سمعت علي بن المديني يقول: كان عامر بن ربيعة من(4) عنز.

قال: و أنا عمر بن عبيد اللّه، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، نا سفيان قال: عامر بن ربيعة حليف لبني عدي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، نا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي، نا أبو الوليد، نا ليث بن سعد، حدّثني محمّد بن عجلان عن مولى لعبد اللّه بن عامر العدوي، عن عبد اللّه بن عامر بن ربيعة بن مالك [بن عامر](5) بن ربيعة بن الحارث بن رفيدة بن عدي بن وائل حليف بني عدي بن كعب، فذكر حديثا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمّة الخلاّل، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي، حدّثني الحسن بن عثمان، قال: أخبرني عدة من الفقهاء و أهل العلم قالوا: كان عامر بن ربيعة: يقال له عامر بن الخطّاب، و إليه كان ينسب، فأنزل اللّه عزّ و جلّ فيه و في زيد بن حارثة، و سالم مولى(6) أبي حذيفة، و المقداد بن عمرو اُدْعُوهُمْ لِآبٰائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللّٰهِ الآية(7) ، فعرف آباؤهم، غير سالم فإنه لم

ص: 320


1- عن م و بالأصل: المدني.
2- بالأصل: «عمر» و المثبت عن م.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
4- عن م و بالأصل: بن.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
6- عن م و بالأصل: بن أبي حذيفة.
7- سورة الأحزاب، الآية: 5.

يعرف أبوه، فثبت على ولاء أبي حذيفة.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو الطيب المنبحي، نا عبيد اللّه بن سعد بن إبراهيم الزّهري، نا عمي، نا أبي، عن ابن إسحاق، حدّثني من لا أتّهم عن عبد العزيز بن عبد اللّه بن عامر بن ربيعة، عن أبيه، عن أمّه أم عبد اللّه ابنة أبي حثمة(1) ، قالت: قلت لعامر(2) بن ربيعة: يا أبا عبد اللّه.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنا نصر بن إبراهيم، أنا سليم(3) بن أيوب، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم، نا يزيد بن محمّد بن إياس قال:

سمعت محمّد بن أحمد المقدّمي يقول: عامر بن ربيعة العنزي(4) حليف بني عدي، يكنى أبا عبد اللّه.

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي في كتابه، أنا أبو بكر الصّفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو عبد اللّه عامر بن ربيعة بن عمرو، و يقال: ابن ربيعة بن مالك بن ربيعة بن جحش بن سلامان بن مالك(5) بن ربيعة بن رفيدة بن عنز بن وائل بن قاسط، و يقال: ابن وائل بن قاسط بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار العمسي(6) ، و يقال العنزي المدني(7) حليف بني عدي بن كعب بن لؤي بن غالب، و يقال: عنز بن وائل أخو بكر بن وائل، و تغلب بن وائل، شهد بدرا مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل - إجازة - نا محمّد بن الحسين الزّعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا موسى بن إسماعيل، نا محمّد بن أبي بكر أبو غاضرة، قال: بينا أنا في حلقة

ص: 321


1- بالأصل و م: حثمة، و المثبت عن تهذيب الكمال 344/9.
2- في م: لعاصم.
3- في م: سليمان.
4- إعجامها مضطرب في م: تقرأ: «العتوي» و قد تقرأ «الغنوي».
5- «بن مالك» ليس في م.
6- بالأصل و م: «العمسي» و في المطبوعة: العنسي.
7- في المطبوعة: المديني.

ابن الزبير(1) فقال لي رجل منهم: يا أبا غاضرة ممن أنت ؟ قلت: من(2) عنزة، قال:

من أيّكم عامر بن ربيعة البدري ؟ قلت: و من عامر بن ربيعة ؟ قال: أنت امرؤ من عنزة و لا يعرف(3) عامر بن ربيعة البدري، قلت: عامر بن ربيعة بن عنز بن وائل لا من عنزة.

أخبرنا أبو بكر الحاسب، أنا أبو محمّد الشيرازي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو الحسن الخشاب، أنا أبو علي الفقيه، نا محمّد بن سعد(4) ، أنا محمّد بن عمر، نا محمّد بن صالح عن(5) يزيد بن رومان، قال: أسلم عامر بن ربيعة قديما قبل أن يدخل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم دار الأرقم بن أبي الأرقم، و قبل أن يدعو فيها.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد - إجازة - أنا أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس بن بكير، عن محمّد بن إسحاق(6) قال في تسمية من هاجر إلى أرض الحبشة من بني عدي بن كعب: عامر بن ربيعة حليف آل الخطّاب، معه امرأته ليلى ابنة أبي حثمة(7).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا محمّد بن الحسين بن الفضل، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عتّاب، أنا اقاسم بن عبد اللّه بن المغيرة، نا إسماعيل بن أبي أويس، نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمه موسى بن عقبة، قالفي تسمية من قدم على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بمكة من مهاجرة الحبشة الأولى ثم هاجر إلى المدينة، و في تسمية من شهد بدرا من بني(8) عدي بن كعب: عامر بن ربيعة حليف لهم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية،

ص: 322


1- في م: حلقة من آل الزبير.
2- عن م، و بالأصل: ابن.
3- في م: و لا نعرف.
4- طبقات ابن سعد 386/3.
5- بالأصل «بن» و الصواب عن م و ابن سعد.
6- انظر سيرة ابن إسحاق رقم 218 ص 157.
7- بالأصل و م «خيثمة» و المثبت عن ابن إسحاق.
8- بالأصل: «و من» و المثبت عن م.

أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(1) ، أنا محمّد بن عمر، نا عبد اللّه بن عمر بن حفص، عن عاصم بن عبيد اللّه، عن عبد اللّه بن عامر بن ربيعة، عن أبيه قال: ما قدم أحد المدينة للهجرة قبلي إلاّ أبو سلمة بن عبد الأسد.

قال: و أنا محمّد بن عمر، نا معمر، عن الزهري، عن عبد اللّه بن عامر بن ربيعة، عن أبيه قال: ما قدمت ظعينة المدينة أول من ليلى بنت أبي حثمة(2) ، يعني زوجته(3).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر بن الطبري(4) ، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا إبراهيم بن المنذر، عن محمّد بن فليح، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، قال:

خرج منهم قبل خروج النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أبو(5) سلمة بن عبد الأسد، و أم سلمة و مصعب بن عمير، و عثمان بن مظعون، و أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة، و عبد اللّه بن جحش، و عمّار بن ياسر، و شماس بن عثمان بن الشريد، و عامر بن ربيعة، و معه امرأته أم عبد اللّه بنت أبي حثمة(6) ، فنزل أبو سلمة، و عبد اللّه بن جحش في بني عمرو بن عوف في أصحاب لهم، ثم خرج عمر بن الخطّاب و عيّاش بن أبي ربيعة في أصحاب لهم فنزلوا على بني عمرو بن عوف.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحارث بن أبي أسامة، أنا محمّد بن سعد(7) ، أنا محمّد بن عمر الأسلمي، حدّثني معمر بن راشد، عن الزّهري، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، و عن عروة، عن عائشة قالا: لما صدّر السّبعون من عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم طابت نفسه، و قد جعل اللّه منعة و قوما أهل حرب و عدّة و نجدة، و جعل البلاء يشتدّ على المسلمين من

ص: 323


1- طبقات ابن سعد 387/3.
2- عن ابن سعد و م، و بالأصل: خيثمة.
3- ابن سعد 387/3.
4- في م: الظفري.
5- في م: و أبو.
6- بالأصل: «خيثمة» و المثبت عن م.
7- الخبر في طبقات ابن سعد 225/1 تحت عنوان: اذن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم للمسلمين في الهجرة إلى المدينة.

المشركين لما يعلمون من الخزرج(1) ، فضيّقوا على أصحابه و تعبثوا بهم، و نالوا منهم ما لم يكونوا ينالون من الشتم و الأذى، فشكا ذلك أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و استأذنوه في الهجرة، فقال: «قد أريت دار هجرتكم، أريت سبخة ذات نخل بين لابتين - هما الحرّتان - و لو كانت الشراة أرض نخل و سباخ لقلت هي هي» ثم مكث أياما ثم خرج إلى أصحابه مسرورا، فقال: «قد أخبرت(2) بدار هجرتكم، و هي يثرب، فمن أراد الخروج فليخرج إليها» فجعل القوم يتجهزون و يترافقون و يتواسون و يخرجون و يخفون ذلك، فكان أوّل من قدم المدينة من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أبو سلمة بن عبد الأسد، ثم قدم بعده عامر بن ربيعة معه امرأته ليلى بنت أبي حثمة(3) ، فهي أول ظعينة قدمت المدينة، ثم قدم أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أرسالا فنزلوا على الأنصار في درهم، فآووهم و نصروهم و آسوهم.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، و أبو سهل محمّد بن الفضل بن محمّد، قالا: أنا أحمد بن الحسن بن محمّد، أنا محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا أبو حامد بن الشّرقي، نا محمّد بن يحيى الذهلي، نا عبد الرزاق، أنا معمر، عن الزهري، أخبرني عبد اللّه بن عامر بن ربيعة و كان أبوه شهد بدرا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، نا(4) عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا إبراهيم بن هاني، نا أبو اليمان، نا(5) شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، أخبرني عبد اللّه بن عامر بن ربيعة، و كان من كبراء بني عدي بن كعب، و كان أبوه قد شهد بدرا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و هو خال عبد اللّه بن عمر.

قال: و أنا عبد اللّه بن محمّد، نا وهب بن بقية، أنا خالد بن عبد اللّه، عن عمرو بن يحيى، عن عمرو بن عامر، عن أبيه عامر بن عبد اللّه بن الزبير، عن عامر بن ربيعة أخي بني عدي بن كعب، و كان من أصحاب بدر، قال: كان بدر يوم الاثنين صبيحة سبع عشرة من رمضان.

ص: 324


1- كذا بالأصل و م و في ابن سعد: الخروج.
2- بالأصل و م: «اخترت»، و المثبت عن ابن سعد.
3- عن م و ابن سعد، و بالأصل: خيثمة.
4- في م: أنا.
5- في م: أنا.

أخبرنا أبو محمّد السّلمي، نا أبو بكر الحافظ.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن اللاّلكائي، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا عمرو بن خالد، و حسان - يعني ابن عبد اللّه - و عثمان - يعني ابن صالح - عن ابن(1) لهيعة عن أبي الأسود، عن عروة قال: شهد بدرا من بني عدي بن كعب: عامر بن ربيعة من أهل اليمن.

حدّثنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي - لفظا - و أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان - قراءة - قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا علي بن يعقوب بن إبراهيم، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم، نا محمّد بن عائذ(2) ، أخبرني الوليد، عن أبي لهيعة، عن ابن(3) الأسود، عن عروة.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني هارون الفروي، نا ابن فليح، عن موسى بن عقبة، عن الزهري.

ح قال: و نا عبد اللّه، قال: و حدّثني ابن الأموي، حدّثني أبي، عن ابن إسحاق، قالوا فيمن شهد بدرا: عامر بن ربيعة حليف بني عدي بن كعب. زاد ابن إسحاق و ابن عائذ(4): من أهل اليمن، و لم يقل ابن عائذ(5): حليف بني عدي بن كعب.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر الزّرّاد(6) ، نا عبيد اللّه بن سعد بن إبراهيم الزهري، نا عمي، عن أبيه، عن ابن إسحاق في تسمية من شهد بدرا من قريش من بني عدي بن كعب: عامر بن ربيعة، من أهل اليمن - يعني حليف بني(7) عدي-.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية،

ص: 325


1- في م: «أبي لهيعة» خطأ. و هو عبد اللّه بن لهيعة بن عقبة، ترجمته في تهذيب التهذيب 373/5 و تهذيب الكمال 450/10.
2- بالأصل و م: عائد، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
3- عن م و بالأصل «أبي».
4- بالأصل و م: عائد، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
5- بالأصل و م: عائد، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
6- بالأصل: «الررار» و المثبت عن م.
7- بالأصل و م: «بن» و المثبت عن المطبوعة.

أنا عبد الوهاب بن أبي حيّة، أنا محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر الواقدي، قال في تسمية من شهد بدرا من بني عدي: عامر بن ربيعة العنزي بطن من ربيعة، حليف لهم(1).

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، و أبو البركات الأنماطي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين(2) بن جعفر بن محمّد، و محمّد بن الحسن بن محمد.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالا:

أنا الوليد بن بكر، نا علي بن أحمد بن زكريا، نا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد اللّه بن صالح العجلي، قال: قال أبي(3): عامر بن ربيعة العدوي من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و كان بدريا.

أخبرنا أبو الفرج عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن محمّد بن يوسف، أنا أبو نصر الزّينبي، أنا أبو بكر محمّد بن عمر بن علي بن خلف الورّاق، نا أبو بكر محمّد بن السّري بن(4) عثمان التّمّار، نا نصر بن شعيب مولى العبديين، نا عمرو بن عاصم، نا قيس بن الربيع، عن سماك بن حرب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنّٰاسِ (5) قال: هم الذين هاجروا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من مكة إلى المدينة.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد(6) ، حدّثني أبي، نا يزيد، أنا المسعودي، عن أبي بكر بن حفص بن عمر بن سعد بن أبي وقّاص، عن عبد اللّه بن عامر بن ربيعة، عن أبيه، و كان بدريا قال:

لقد كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يبعثنا في السّريّة يا بني ما لنا زاد إلاّ السّلف(7) من التمر فنقسمه قبضة قبضة، حتى نصير إلى تمرة، قال: فقلت له: يا أبة، و ما عسى أن تغني

ص: 326


1- مغازي الواقدي 156/1.
2- عن م و بالأصل: الحسن.
3- تاريخ الثقات للعجلي ص 243.
4- في م: عن، خطأ، انظر ترجمته في تاريخ بغداد 319/5.
5- سورة آل عمران، الآية: 110.
6- مسند الإمام أحمد ط دار الفكر 325/5 رقم 15692.
7- السلف: الجراب الضخم (اللسان).

التمرة عنكم ؟ قال: لا تقل ذلك يا بني، فبعد أن فقدناها فاختللنا إليها(1).

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل بن الفضيل، أنا أبو القاسم أحمد بن محمّد الخليلي، أنا أبو القاسم علي بن أحمد الخزاعي، أنا الهيثم بن كليب الشّاشي، نا أبو جعفر محمّد بن علي الوراق، نا عبيد اللّه بن عمر، نا عبد الرّحمن بن مهدي، عن عبد اللّه بن المبارك، عن أبي بكر بن عثمان، قال:

سمعت أبا أمامة حدّث أن سهلا و عامر بن ربيعة قال لهما رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«اخرج [يا سهل بن حنيف، و يا عامر بن ربيعة حتى تكونا لنا عينا»] [5423].

[أخبرنا أبو علي الحداد، أنا](2) أبو نعيم، نا محمّد بن أحمد بن محمّد، نا أحمد بن موسى الخطمي، نا القاسم بن نصر المخرمي، نا أحمد بن القاسم اللّيثي، نا أبو همّام محمّد بن الزّبرقان، حدّثني موسى بن عبيدة، عن عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عامر بن ربيعة.

أنه نزل به رجل من العرب، فأكرم عامر مثواه، و كلّم فيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فجاءه الرجل فقال: إنّي استقطعت(3) رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم واديا، ما في العرب واد أفضل منه، و قد أردت أن أقطع لك منه قطعة تكون لك و لعقبك من بعدك، قال عامر: لا حاجة لي في قطيعتك، نزلت اليوم سورة أذهلتنا عن الدنيا اِقْتَرَبَ لِلنّٰاسِ حِسٰابُهُمْ وَ هُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (4).

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أحمد بن الحسين البيهقي.

ح و أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، نا أحمد بن علي بن ثابت.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، قالوا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا محمّد بن المثنّى، نا عبد الوهاب.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو

ص: 327


1- أي احتجنا إليها (اللسان).
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
3- عن م و بالأصل: أسقطت.
4- سورة الأنبياء، الآية الأولى.

الحسين بن بشران، أنا الحسين بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدّنيا، نا أبو بكر بن عمر الباهلي، نا عبد الوهاب الثقفي، قال: سمعت يحيى بن سعيد قال: سمعت عبد اللّه بن عامر بن ربيعة يقول:

قام عامر بن ربيعة يصلّي من الليل، و ذلك حيث شغب الناس في الطعن على عثمان، فصلّى من الليل، ثم قام فأتي في منامه، فقيل له: قم فسل اللّه أن يعيذك من الفتنة التي أعاذ منها صالح عبادة، فقام فصلّى ثم اشتكى، قال: فما خرج قط إلاّ جنازة.

هذا اللفظ لحديث الباهلي.

و رواه سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد:

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد، أنا أبو منصور محمّد بن الحسن، نا أحمد بن الحسين بن زنبيل، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن، نا محمّد بن إسماعيل(1) ، أنا إسماعيل - يعني ابن أبي أويس - حدّثني مالك عن يحيى بن سعيد، سمع عبد اللّه بن عامر بن ربيعة قال:

كان عامر بن ربيعة يصلّي من الليل، و ذلك حين بدأ الناس في الطعن على عثمان، فأتى، فقيل له، [قم](2) فسل اللّه أن يعيذك من الفتنة الذي أعاذ منها صالح عباده، فقام فصلّى ثم اشتكا، فما خرج قط إلاّ جنازة.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ، نا أحمد بن محمّد بن سنان، نا محمّد بن إسحاق الثقفي، نا سوار بن عبد اللّه، نا يحيى القطان، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن عبد اللّه بن عامر، قال: لما نشب الناس في الطعن على عثمان قام أبي يصلّي من الليل، و قال: اللّهمّ قني الفتنة بما وقيت به الصّالحين من عبادك.

قال: فما أخرج إلاّ جنازة.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحسن بن أحمد، قالا: أنا أبو نعيم، نا سليمان بن أحمد، نا الحسين بن فهم، نا مصعب بن عبد اللّه الزّبيري قال: توفي عامر بن ربيعة البدري سنة اثنتين و ثلاثين.

ص: 328


1- «أنا إسماعيل» ليس في م.
2- سقطت من الأصل و م و الزيادة عن المطبوعة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، قال: مات عامر بن ربيعة في خلافة عثمان.

أخبرناه أبو محمّد السّلمي، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين (1) فذكره.

و

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا علي بن أحمد، أنا علي بن أحمد بن محمّد، أنا محمّد بن عبد الرّحمن المخلّص - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم، قال: سنة اثنتين و ثلاثين فيها توفي عامر بن ربيعة من بني عنز بن(2) وائل، و هو حليف بن عدي بن كعب، ثم قال أبو عبيدة: سنة سبع و ثلاثين فيها: توفي عامر بن ربيعة حليف بن عدي، و قد كتبناه في سنة اثنتين و ثلاثين، و أظن هذا أثبت، و كذا ذكر أبو حسّان الزيادي في وفاته.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن(3) عمران، نا موسى، نا خليفة(4) ، قال: و مات عامر بن ربيعة حين نشب الناس في أمر عثمان.

و كأنه يعني في سنة ثلاث و ثلاثين.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال المدائني: و في سنة ثلاث و ثلاثين توفي العباس بن عبد المطلب، و عامر بن ربيعة.

ثم قال ابن زبر سنة ست و ثلاثين فيها مات عامر بن ربيعة بن مالك بن عامر بن ربيعة بن حجر بن سلامان بن مالك بن ربيعة بن رفيدة بن عنز(5) بن وائل بن ربيعة بن نزار في المحرّم.

ص: 329


1- في م: أنا الحسين.
2- في م: عمر.
3- بالأصل: «أحمد بن إسحاق بن عمران» و المثبت عن م.
4- تاريخ خليفة ص 168 حوادث سنة 33.
5- في م: «عمر».

3042 - عامر بن ربيعة السّلمي

ولاّه المنصور على غازية البحر.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم القرشي، نا محمّد بن عائذ، نا الوليد، قال: ثم ولاّه المنصور - يعني غزو البحر - العباس بن سفيان الخثعمي فوليه حينا ثم عزله، و ولّى مكانه عامر بن ربيعة السّلمي، ثم ولّى بعده الغمر بن العبّاس السّكسكي.

3043 - عامر بن زنيم الأزدي الواشحي البصري

أدرك أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

و وفد مع المهلب، له ذكر.

3044 - عامر بن سعد بن الحارث بن عبّاد بن سعد بن عامر ابن ثعلبة بن مالك بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر

3044 - عامر بن سعد بن الحارث بن عبّاد بن سعد بن عامر ابن ثعلبة بن مالك بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر(1)

له صحبة، و شهد غزوة مؤتة، فاستشهد هناك.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، عن أبي الحسن رشأ بن نظيف، أنا أبو شعيب عبد الرّحمن بن محمّد المكتب، و أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرّحمن المصريّان، قالا: أنا الحسن بن رشيق، أنا أبو بشر الدّولابي، حدّثني أبو قرّة - يعني محمّد بن حميد الرّعيني (2)- نا سعيد بن تليد(3) ، نا مفضّل بن فضالة، عن أبي طاهر عبد الملك بن محمّد بن أبي بكر، عن عمّه عبد اللّه بن أبي بكر، قال: قتل فيها - يعني مؤتة - من بني مالك بن أقصى بن حارثة بن عمرو بن عامر عمرو عامر ابنا سعد بن الحارث بن عباد بن سعد بن عامر بن ثعلبة بن مالك بن أفصى.

ص: 330


1- ترجمته في أسد الغابة 19/3 و الإصابة 250/2 و سيرة ابن هشام 389/2.
2- غير مقروءة بالأصل و م، و المثبت عن المطبوعة.
3- التاء مهملة بالأصل بدون نقط، و المثبت عن م.

3045 - عامر بن سعيد أبو حفص القرشي الخراساني البزّار

3045 - عامر بن سعيد أبو حفص القرشي الخراساني البزّار(1)

نزيل دمشق.

حدّث عن: القاسم بن مالك المزني(2) ، و عبد الصّمد بن معقل، و يزيد بن زريع، و هشام بن يوسف، و أبي معاوية الضرير.

روى عنه محمود بن خالد، و محمود بن إبراهيم بن سميع، و سعد بن محمّد البيروتي، و إبراهيم بن عبد اللّه بن الجنيد، و عثمان بن عبد اللّه بن خرّزاد(3) الأنطاكي، و محمّد بن غالب تمتام، و محمّد بن عبيد اللّه المنادي -.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - قراءة - نا أبو محمّد التميمي، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا القاضي أبو الحسن أحمد بن سليمان بن حذلم(4) الأسدي، نا سعد بن محمّد البيروتي، نا عامر بن سعيد، نا أبو معاوية، عن عبد الرّحمن، عن النعمان بن سعد، عن علي، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«إنّ في الجنة لسوقا ما فيها شراء و لا بيع إلاّ الصّور من النساء و الرجال» [5424].

قال التميمي: كذا في أصل أبي محمّد بن أبي نصر.

أخبرنا جدي القاضي أبو المفضّل يحيى بن علي بن عبد العزيز، و خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى، قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الحسن بن حذلم، نا سعد بن محمّد، نا عامر بن سعيد، نا القاسم بن مالك المزني(5) ، عن عبد الرّحمن بن إسحاق، عن كردم(6) بن أبي السّائب الأنصاري، قال:

خرجت مع أبي أطلب حاجة لنا و ذلك أول ما ذكر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بمكة، فآواني

ص: 331


1- ترجمته في تاريخ بغداد 238/12 و بالأصل «البزار» و في م: الفزار و المثبت: البزاز عن تاريخ بغداد.
2- بالأصل: «المري» و في م: «المدني» و المثبت عن تاريخ بغداد، و انظر ترجمته في تهذيب الكمال 182/15.
3- بالأصل: «حرزاد» و المثبت عن م.
4- في م: جذام، خطأ.
5- بالأصل: «المري» و في م: «المدني» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.
6- عن م و بالأصل: كودم.

المبيت(1) إلى صاحب غنم، فجاء الذئب نصف الليل فأخذ حملا من غنمه، فنادى: يا عامر، الوادي جارك، فإذا منادي(2) لا يراه: يا سرحان أرسله، فجاء الحمل ما به كدمة حتى دخل في الغنم، و أنزل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بمكة وَ أَنَّهُ كٰانَ رِجٰالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجٰالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزٰادُوهُمْ رَهَقاً (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي الصّقر(4) ، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا عثمان بن خرّزاد.

ح و قرأنا(5) على أبي الفضل محمّد بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني أبو موسى بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، أنا عثمان بن عبد اللّه، حدّثني عامر بن سعيد أبو حفص الخراساني، نا هشام بن يوسف، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«سدّوا هذه الأبواب الشوارع إلى المسجد، إلاّ باب أبي بكر» [5425].

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة -.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(6) ، قال: عامر بن سعيد الخراساني أبو حفص نزيل دمشق، روى عن عبد الصّمد بن معقل، و القاسم بن مالك المزني، روى عنه محمود بن خالد، و سعد بن محمّد البيروتي، سمعت أبي يقول ذلك، و يقول: حدّثنا عنه سعد بن محمّد البيروتي، و محمود بن خالد، و هو صدوق، قدم من عدن.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل، أنا أبو طاهر بن أبي الصّقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم،

ص: 332


1- في م: البيت.
2- كذا بالأصل و م بإثبات الياء.
3- سورة الجن، الآية: 6.
4- بالأصل: الصفر و المثبت عن م.
5- في م: و قرأت.
6- الجرح و التعديل 322/6.

نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا أبو بشر محمّد بن أحمد بن حمّاد(1) قال: أبو حفص. عامر بن سعيد خراساني يحدث عنه عثمان بن خرّزاذ.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد المالكي، نا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب(2) ، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا محمّد بن العبّاس، نا محمّد بن القاسم الكوكبي، نا إبراهيم بن عبد اللّه بن الجنيد، قال: سمعت يحيى بن معين، و سئل عن عامر بن سعيد أبي حفص الذي ينزل عند درب علي الطويل فقال: أبو حفص البزاز(3) ثقة، و أحسن القول فيه، و هو الذي دخل على رباح بن زيد، و روى عن عبد الصّمد بن معقل.

قالا: و قال لنا أبو بكر الخطيب(4): عامر بن سعيد أبو حفص البزاز(5) ، سمع عبد الصّمد بن معقل اليماني، و عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عمر العمري، و هشام بن يوسف الصنعاني، و القاسم بن مالك المزني، و عبد الوهاب الثقفي، روى عنه محمّد بن عبيد اللّه المنادي، و الحسن بن إسحاق بن يزيد العطار، و محمّد بن غالب التمتام - زاد ابن زريق: عثمان بن خرّزاد الأنطاكي-.

3046 - عامر بن شبل الجرمي

حكى عن أبي قلابة، و عمر بن عبد العزيز، و عبد العزيز بن الوليد بن عبد الملك، و جرير بن الخطفى الشاعر.

روى عنه الوليد بن مسلم، و مروان بن محمّد، و عبد الرّحمن بن سعيد بن بيهس بن صهيب، و عبد اللّه بن يوسف.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو بكر الحيري.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، و أبو محمّد بن أبي حامد المقرئ.

ص: 333


1- الكنى و الأسماء 153/1.
2- تاريخ بغداد 238/12.
3- عن تاريخ بغداد و بالأصل و م: «البزار».
4- تاريخ بغداد 238/12.
5- عن تاريخ بغداد و بالأصل و م: «البزار».

ح و أخبرنا أبو حامد أحمد بن نصر بن علي بن أحمد الحاكمي - بطوس - نا أبي أبو الفتح.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا أبو نصر أحمد بن محمّد بن صاعد، قالا: أنا أبو بكر الحيري، قالوا: أنا أبو العباس محمّد بن يعقوب الأصم، نا إبراهيم بن سليمان البرلّسي، نا عبد اللّه بن يوسف، نا عامر بن شبل، قال:

سمعت أبا قلابة يقول: في الجنة قصر لصوّام رجب.

لفظ الخطيب و الحاكمي خالفه الوليد في إسناده.

أخبرناه أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا علي بن أحمد بن داود، نا أحمد بن سليمان(1) ، نا محمّد بن إسماعيل السّلمي، نا صفوان بن صالح، نا الوليد بن مسلم، نا عامر بن شبل الجرمي، قال: سمعت رجلا يحدّث أنه سمع أنس بن مالك يقول: في الجنة قصر لا يدخله إلاّ صوّام رجب.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو بكر بن الحارث الفقيه، أنا أبو محمّد بن حيّان، نا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن الحسن، نا أبو عامر موسى بن عامر، نا الوليد بن مسلم، قال: و أخبرني عامر بن شبل الجرمي، قال: رأيت أبا قلابة يرفع يديه في قنوته.

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم، أنا سهل بن بشر، أنا خليل بن هبة اللّه بن خليل، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاّب، نا العبّاس بن الوليد بن صبح، نا مروان بن محمّد، نا ابن شبل الجرمي، قال: رأيت عمر بن عبد العزيز و عليه قباء أبيض مرقوع.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو القاسم البجلي، نا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في تسمية نفر ثقات: عامر بن شبل.

ص: 334


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: سلمان.

3047 - عامر بن شراحيل بن عبد أبو عمرو الشّعبي الكوفي

3047 - عامر بن شراحيل بن عبد أبو عمرو الشّعبي الكوفي(1)

قدم دمشق.

و حدّث عن علي بن أبي طالب، و سعد بن أبي وقّاص، و سعيد بن زيد، و عبد اللّه بن عباس، و عبد اللّه بن عمر، و أسامة بن زيد، و عبد اللّه بن عمرو بن العاص، و أبي هريرة، و أبي موسى، و جابر بن عبد اللّه، و عدي بن حاتم، و أبي مسعود عقبة بن عمرو، و أبي سعيد الخدري، و كعب بن عجرة، و عبد الرّحمن بن سمرة، و النعمان بن بشير، و المغيرة بن شعبة، و سمرة بن جندب، و البراء بن عازب، و زيد بن أرقم، و جابر بن سمرة، و عمرو بن حريث، و أنس بن مالك، و عبد اللّه بن يزيد الأنصاري، و عبد اللّه بن أبي أوفى، و عمران بن حصين، و أبي جحيفة، و بريدة الأسلمي، و جرير بن عبد اللّه، و الأشعث بن قيس، و الحسن بن علي، و وهب بن خنبش(2) الطائي، و حبشي بن جنادة السّلولي، و عامر بن شهر، و عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب، و محمّد بن صيفي، و عروة البارقي، و عبد الرّحمن بن أنزى، و فروة الأشجعي، و عبد اللّه بن الزبير، و عروة بن مضرّس الطائي، و المقدام بن معدي كرب، و أبي سريحة حذيفة بن أسيد، و أمّ سلمة، و عائشة، و ميمونة، و أمّ هانئ، و أسماء بنت عميس، و فاطمة بنت قيس، و وابصة بن معبد، و عوف بن مالك، و علقمة بن قيس، و عبد الرّحمن بن أبي ليلى، و الأسود بن يزيد، و أبي سلمة بن عبد الرّحمن بن عوف، و الحارث الأعور.

روى عنه: من أهل دمشق: ربيعة بن يزيد، و مكحول، و من غيرها: عاصم الأحول، و الأعمش، و أبو حصين عثمان بن عاصم، و إسماعيل بن أبي خالد، و سيّار

ص: 335


1- أخباره و ترجمته تاريخ بغداد 227/12 و تهذيب الكمال 349/9 حلية الأولياء 310/4 صفوة الصفوة 40/3 و العبر 127/1 و تهذيب التهذيب 46/3 وفيات الأعيان 12/3 تذكرة الحفاظ 74/1 الوافي بالوفيات 587/16 و سير الأعلام 294/4 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 101-120) ص 124. و انظر بحاشية المصادر الثلاثة الأخيرة أسماء مصادر أخرى تر جمت له.
2- تقرأ بالأصل و م: «حنيس» و المثبت عن تهذيب الكمال 350/9 و فيه: هرم بن خنبش و يقال: وهب بن خنبش.

أبو الحكم، و منصور بن عبد الرحمن الغداني(1) ، و زكريا بن أبي زائدة، و أبو حنيفة النعمان بن ثابت، و جابر بن يزيد الجعفي، و عبد اللّه بن عون، و مجالد بن سعيد، و داود بن أبي هند، و أسماء بن عبيد، و أبو إسحاق السّبيعي، و الشيباني، و الحكم بن عتيبة، و عطاء بن السّائب، و محمّد بن سوقة، و حصين بن عبد الرحمن، و مغيرة بن مقسم.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد بن عبد الواحد، و أبو نصر أحمد بن عبد اللّه بن رضوان، و أبو غالب أحمد بن الحسن، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا بشر بن موسى، نا أبو نعيم الفضل بن دكين، نا زكريا بن أبي زائدة، عن الشعبي، قال: كان أبو سعيد الخدري جالسا فمرّت به جنازة، فقام، فقال له مروان: اجلس، فقال: إني رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قام، فقام مروان معه.

أخبرنا أبو نصر بن رضوان، و أبو علي بن السبط، و أبو غالب بن البنّا، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا محمّد بن يونس، نا معلّى بن الفضل، نا سلمى بن عبد اللّه بن كعب، عن الشعبي، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «قال اللّه عزّ و جلّ: ابن آدم إنك ما ذكرتني شكرتني، و ما نسيتني كفرتني»[5426].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن المزرفي(2) ، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن بن رزقويه.

و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور عبد الرحمن بن محمّد، أنا أبو بكر الخطيب(3) ، أنا محمّد بن أحمد بن رزق، أنا عثمان بن أحمد الدقاق، نا حنبل بن إسحاق، نا الحميدي، نا سفيان.

ح و أخبرنا أبو الحسن، نا و أبو منصور، أنا أبو بكر الخطيب، قال: و أنا الحسن بن أبي بكر، أنا عبد اللّه بن إسحاق البغوي، نا محمّد بن إسماعيل بن يوسف، نا إسحاق بن إسماعيل، نا سفيان، عن السّري بن إسماعيل، قال: قال الشعبي.

و قال ابن المزرفي، عن الشعبي و قال: ولدت عام جلولاء.

ص: 336


1- عن م، و بالأصل: العداني.
2- عن م، و بالأصل: المرزفي، بتقديم الراء خطأ، و قد مرّ التعريف به.
3- الخبر في تاريخ بغداد 228/12.

و كان عام جلولاء فيما ذكر خليفة العصفري(1): سنة سبع عشرة.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو الأصبهاني، أنا الحسن بن محمّد المديني، أنا أحمد بن محمّد اللّنباني(2) ، نا عبد اللّه بن محمّد القرشي حدّثني إسحاق بن إسماعيل، نا سفيان بن عيينة، عن السرّي بن إسماعيل، قال: سمعت الشعبي يقول: ولدت(3) عام جلولاء.

قال: و نا عبد اللّه، نا أبو عبيد اللّه(4) يحيى بن محمّد بن السّكن، نا معاذ بن هشام، حدّثني أبي قال: قال قتادة: كان يوم جلولاء في سبع عشرة، في سبع من خلافة عمر.

و جلولاء بالكوفة.

أخبرنا أبو البركات، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص(5) بن المفضّل، نا أبي قال: خبرني أبو محمّد، عن ابن عيينة، عن السّري بن إسماعيل، قال: قلت للشعبي: متى ولدت ؟ قال: عام جلولاء.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمّد، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا المنجاب، أنا علي بن مسهر، عن عاصم قال: كان الشعبي أكثر حديثا من الحسن، قال: و ولد الشعبي لأربع بقين من خلافة عمر، و ولد الحسن لسنتين بقيتا من خلافة عمر. و هذا القول يدلّ على أنه ولد سنة عشرين لأن عمر قتل في آخر سنة ثلاث و عشرين.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال(6): و فيها - يعني سنة إحدى و عشرين ولد

ص: 337


1- تاريخ خليفة بن خياط ص 136 حوادث سنة 17.
2- تقرأ بالأصل: اللبناني بتقديم الباء، و المثبت عن م، و انظر تبصير المنتبه.
3- بالأصل: ولد، و المثبت عن م.
4- بالأصل: «نا عبد اللّه، نا عبيد اللّه، نا أبو عبيد اللّه» صوبنا السند عن م.
5- عن م و بالأصل: الأخوص.
6- تاريخ خليفة بن خياط ص 149 حوادث سنة 21.

الحسن بن أبي الحسن، و عامر الشعبي.

و ذكر أحمد بن يونس: أن الشعبي ولد سنة ثمان و عشرين(1).

أحمد بن يونس هذا هو الضّبّي.

آخر الجزء التاسع و العشرين بعد المائتين.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، نا و أبو منصور عبد الرحمن بن محمّد، أنا أبو بكر الخطيب(2) ، أنا محمّد بن أحمد بن رزق، أنا إسماعيل بن علي الخطبي، و أبو علي بن الصّوّاف، و أحمد بن جعفر بن حمدان، قالوا: أنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا حجّاج، قال: سمعت شعبة يقول: سألت أبا إسحاق، قلت:

أنت أكبر أم الشعبي ؟ قال: الشعبي أكبر منّي بسنة أو بسنتين.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم، أنا نعمة اللّه بن محمّد المرندي، نا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، نا محمّد بن أحمد بن سليمان، نا سفيان بن محمّد بن سفيان، حدّثني الحسن بن سفيان، نا محمّد بن علي، عن محمّد بن إسحاق، قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: الشعبي عامر بن شراحيل، أبو(3) عمرو.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، نا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّاء، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عبّاس بن محمّد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: الشعبي اسمه عامر بن عبد اللّه بن شراحيل.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، نا إبراهيم بن أبي أميّة، قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: اسم الشعبي عامر بن شراحيل بن عبد اللّه، يكنى أبا عمرو.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا نصر بن أحمد بن نصر، أنا محمّد بن أحمد بن عبد اللّه.

ص: 338


1- سير الأعلام 295/4.
2- تاريخ بغداد 228/12 و انظر أخبار القضاة 426/2 و سير الأعلام 295/4-296.
3- في م: بن عمرو.

ح و أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا المبارك بن عبد الجبّار، و أحمد بن علي بن سوار، قالا(1): أنا الحسين [بن] علي بن عبيد اللّه، قالا: أنا محمّد بن زيد بن علي، أنا محمّد بن(2) محمّد بن عقبة، نا هارون بن حاتم، قال: اسم الشعبي عامر بن شراحيل.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن [بن](3) لؤلؤ، أنا محمّد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص الفلاّس، قال: و الشعبي عامر بن عبد اللّه، و يكنى أبا عمرو.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمّد، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: عامر بن عبد اللّه بن شراحيل الشعبي أبو عمرو.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (4) ، قال في الطبقة الثانية من أهل الكوفة: عامر بن شراحيل بن عبد الشعبي، و هو من حمير، و عداده في همدان.

أنا عبد اللّه بن محمّد بن مرّة الشعباني، نا أشياخ من شعبان، منهم محمّد بن أبي أميّة، و كان عالما أن مطرا أصاب اليمن فجعف(5) السيل موضعا، فأبدا عن أزج(6) عليه باب من حجارة فكسر الغلق، فدخل فإذا بهو عظيم فيه سرير من ذهب، و إذا عليه رجل، قال: فشبرناه فإذا طوله اثنا عشر شبرا، و إذا عليه جباب من وشي منسوجة بالذهب، و إلى جنبه محجن من ذهب على رأسه ياقوتة حمراء، و إذا رجل أبيض الرأس و اللحية له صفرتان و إلى جنبه لوح مكتوب فيه بالحميرية: باسمك اللّهمّ ربّ حمير، أبا حسان بن

ص: 339


1- بالأصل: قالا: أنا الحسين بن علي بن سوار قالا: أنا الحسين علي بن عبيد اللّه صوبنا السند عن م، و الزيادة التالية عنها أيضا.
2- في م: أنا محمد بن عقبة.
3- الزيادة عن م.
4- الخبر في طبقات ابن سعد 246/6.
5- جعف الشيء جعفا: قلبه، و سيل جعّاف يجعف كل شيء: أي يغلبه (اللسان).
6- الأزج: بيت يبنى طولا (اللسان: أزج).

عمرو القيل إذ لا قيل الاّ اللّه عشت بأمل، و مت بأجل، أيام و خزهيد(1) و ما وخز هيد! هلك فيه اثنا عشر ألف قيل فكنت آخرهم قيلا، فأتيت جبل ذي شعبين ليجيرني من الموت، فأخفرني. و إلى جنبه سيف مكتوب فيه بالحميرية أنا قبار، بي يدرك الثار.

قال عبد اللّه بن محمّد بن مرّة الشعباني: هو حسّان بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن عوف بن قطن بن عريب(2) بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن(3) حمير، و حسان هو ذو الشّعبين، و هو جبل باليمن نزله هو و ولده، و دفن به و نسب إليه هو و ولده، فن كان بالكوفة قيل لهم شعبيون منهم عامر الشعبي، و من كان بالشام قيل لهم شعبانيون، و من كان باليمن قيل [لهم](4) آل ذي شعبين، و من كان بمصر و المغرب قيل لهم الأشعوب، و هم جميعا بنو حسّان بن عمرو ذي شعبين، فبنو علي بن حسان بن عمرو رهط عامر بن شراحيل بن عبد الشعبي و دخلوا في أخمور همدان باليمن، فعدادهم فيه، و الأخمور خارف و الصائديون آل ذي بارق و السّبيع، و آل ذي حدّان، و آل ذي رضوان، و آل ذي لعوة، و آل ذي مرّان، و أعراب همدان: عذر و يام و نهم و شاكر و أرحب، و في همدان من حمير(5) قبائل كثيرة منهم: آل ذي حوال و كان على مقدمة تبّع، منهم يعفر بن الصباح المتغلب على مخاليف صنعاء اليوم. قالوا: و كان الشعبي يكنى أبا عمرو، و كان ضئيلا نحيفا و كان ولد هو و أخ له توأما(6) فقيل: يا أبا عمرو ما لنا نراك ضئيلا؟ قال: إني زوحمت في الرحم.

و الوخز: الطاعون.

أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي في كتابه، ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن و المبارك بن عبد الجبار و محمد بن علي و اللفظ له، قالوا: أنا أبو أحمد، فزاد أحمد: و محمد بن الحسن قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل أنا

ص: 340


1- انظر معجم البلدان. قال ياقوت: لا أدري ما معناها. و هيد: أيام هيد أيام موتان كانت في الجاهلية في الدهر الأول، قيل: مات فيها اثنا عشر ألفا، هكذا ذكره العمراني في أسماء الأماكن (معجم البلدان).
2- بالأصل: «غريب... الهيمسع» و المثبت عن ابن سعد، و انظر جمهرة ابن حزم ص 433.
3- بالأصل: «غريب... الهيمسع» و المثبت عن ابن سعد، و انظر جمهرة ابن حزم ص 433.
4- الزيادة عن م.
5- «من حمير» سقطت من م.
6- بالأصل و م: «قوما»، و هما بمعنى. و المثبت عن ابن سعد.

محمد بن إسماعيل(1): قال: عامر بن شراحيل أبو عمرو الشعبي كوفي.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأديب - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة -.

قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(2) ، قال: عامر الشعبي، و هو ابن شراحيل أبو عمرو كوفي، رأى علي بن أبي طالب، و روى عن الحسن و الحسين ابني علي بن أبي طالب، و عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب، و أسامة بن زيد، و عبد اللّه بن عمر، و عبد اللّه بن عباس، و جابر بن عبد اللّه، و عدي بن حاتم، و عبد اللّه بن عمرو، و أنس بن مالك، و جابر بن سمرة، و الأشعث بن قيس، و المغيرة بن شعبة، و النّعمان بن بشير، و جرير بن عبد اللّه، و البرّاء بن عازب، و عامر بن شهر، و محمّد بن صيفي الأنصاري، و محمّد بن صفوان، و أبي هريرة، و فروة بن مسيك، و عروة بن الجعد البارقي، و عروة بن مضرّس الطائي، و وهب بن خنبش(3) ، و الحارث بن البرصاء، و حذيفة بن أسيد، و زياد بن عياض، و حبشي بن جنادة، و المقدام أبي كريمة، و عبد اللّه بن أبي أوفى، و قرظة بن كعب، و عبد اللّه بن الزّبير، و أبي جحيفة، و عمرو بن حريث، و معاوية بن أبي سفيان، و فاطمة بنت قيس، و عبد الرّحمن بن أبزى، سمع(4) من سمرة بن جندب، و حديث شعبة عن فراس، عن الشعبي سمعت سمرة بن جندب غلط بينهما سمعان بن مسبح(5) و لم يذكر(6) عاصم بن عدي، و عاصم بن عدي قديم، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد بن المجلي(7) ، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمّة الخلاّل، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، قال: قال جدي: و الشعبي اسمه عامر بن

ص: 341


1- التاريخ الكبير 450/6.
2- الجرح و التعديل 322/6.
3- بالأصل و م: حبيش، و المثبت عن الجرح و التعديل، و انظر تهذيب الكمال 350/9.
4- في الجرح و التعديل: «و لم يسمع» و هو أشبه.
5- كذا بالأصل و م، و في الجرح و التعديل: «مشنّج» ترجم له في ميزان الاعتدال 234/2 و فيه أيضا: سمعان بن مشنج.
6- كذا بالأصل و م، و في الجرح و التعديل: «و لم يدرك» و هو أشبه بالصواب.
7- بالأصل: «المحلى» و المثبت عن م.

شراحيل بن عبد، و هو من حمير، و عداده في همدان يعد في الطبقة الثانية من أهل الكوفة ممن روى عن عبد اللّه بن عمر، و عبد اللّه بن عبّاس، و عبد اللّه بن عمرو، و جابر بن عبد اللّه، و النعمان بن بشير، و أبي هريرة و غيرهم.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء محمّد بن علي بن يعقوب، أنا أبو الحسن علي بن الحسن(1) بن علي.

ح قال: و أنا ابن خيرون، أنا أبو علي الحسن بن الحسين بن العبّاس، نا جدي لأبي(2) إسحاق بن محمّد، قالا: أنا عبد اللّه(3) بن إسحاق، نا أبو عمرو قعنب بن المحرّر، قال: الشعبي، عامر بن شراحيل همداني.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا سليم بن أيوب، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم، نا يزيد بن محمّد بن إياس، قال: سمعت محمّد بن أحمد المقدّمي يقول: عامر الشعبي عامر بن شراحيل.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة، و حدّثني أبو بكر اللّفتواني عنه، أنا عمي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه قال: قال لنا(4) أبو سعيد بن يونس:

عامر بن شراحيل الشعبي، يكنى أبا عمرو، كوفي قدم الشام على عبد الملك بن مروان، و قدم إلى مصر رسولا من عبد الملك بن مروان إلى أخيه عبد العزيز، و يقال: بل بلغ عبد العزيز بن مروان براعته و عقله و طيب مجالسته فكتب إلى أخيه عبد الملك في أن يؤثره الشعبي، ففعل، و كتب إليه إني آثرتك به على نفسي، فلا يلبث عندك إلاّ شهرا أو نحو شهر، فأقام بمصر عند عبد العزيز نحو أربعين يوما، ثم ردّه إلى أخيه عبد الملك، مات الشعبي بالكوفة سنة ثلاث و مائة، و قيل سنة أربع و مائة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري، قال: عامر بن شراحيل بن عبد أبو عمرو الهمداني الشعبي الكوفي.

ص: 342


1- في م: الحسين.
2- في م: لأمي.
3- بالأصل: «أنا أبو عبد اللّه» و المثبت عن م.
4- بالأصل و م: أنا، و المثبت عن المطبوعة.

و قال قتادة عن أبي(1) مجلز: عامر بن عبد اللّه.

و قال عمرو بن علي: عامر بن عبد اللّه بن شراحيل، سمع جابر بن عبد اللّه، و ابن عباس، و عدي بن حاتم، و عبد اللّه بن عمر بن الخطّاب، و عبد اللّه بن عمرو بن العاص، و البراء بن عازب، و أبا هريرة، و أبا جحيفة، و النعمان بن بشير، و عروة بن المغيرة بن شعبة، روى عنه إسماعيل بن أبي خالد، و عاصم الأحول، و منصور، و الأعمش، و ابن عون، و زبيد، و مطرّف، و فراس، و زكريا بن أبي زائدة، و عبد اللّه بن أبي السّفر في الايمان و الشهادات، و غير موضع.

قال البخاري(2): نا أحمد بن سليمان هو المروزي، قال: سمعت إسماعيل بن مجالد بن سعيد يقول: مات سنة أربع و مائة، و بلع ثنتين و ثمانين سنة.

و قال ابن نمير: مات سنة خمس و مائة [و قال الذهلي: نا يحيى قال: مات الشعبي سنة ثلاث و مائة. و قائل يقول: سنة خمس و مائة،](3) سنة سبع و سبعون.

و قال عمرو بن علي: مات أوّل سنة ست و مائة، و هو ابن سبع و سبعين سنة.

و قال ابن سعد: قال الهيثم: توفي سنة ثلاث و مائة، قال ابن سعد(4): قال أبو نعيم: مات سنة أربع و مائة، و قال الواقدي: توفي سنة خمس و مائة، و هو ابن سبع و سبعين سنة، هكذا قال في الطبقات، و قال في التاريخ: مات و هو ابن سبعين سنة، ذكر أبو داود حديثا فيه أن أبا إسحاق قال: الشعبي أكبر منّي بسنة أو سنتين، و قال ابن أبي شيبة: مات سنة أربع و مائة(5).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن زريق، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب(6): عامر بن شراحيل بن عبد، و قيل: ابن عبد ذي كبار(7) ، و قيل عامر بن

ص: 343


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: أبي بكر بن مجلز.
2- انظر التاريخ الكبير 450/6.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
4- طبقات ابن سعد 255/6.
5- في وقت وفاته اختلاف انظر تهذيب الكمال 357/9 و سير الأعلام 318/4 و تاريخ الإسلام للذهبي (حوادث سنة 101-120) ص 132.
6- تاريخ بغداد 227/12-228.
7- تاريخ بغداد: قباز.

عبد اللّه بن شراحيل، أبو عمرو الشعبي من(1) شعب، همداني(2) ، كوفي، و أمّه من سبي جلولاء، ولد لست سنين خلت من خلافة عمر بن الخطّاب، و سمع علي بن أبي طالب، و الحسن و الحسين ابني علي، و عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب، و عبد اللّه بن عباس، و عبد اللّه بن عمرو، و عبد اللّه بن الزبير، و أسامة بن زيد، و جابر بن عبد اللّه، و البراء بن عازب، و أنس بن مالك، و النعمان بن بشير و غيرهم من الصحابة، روى عنه أبو إسحاق السّبيعي، و عبد اللّه بن بريدة، و قتادة، و منصور بن المعتمر، و إسماعيل بن أبي خالد، و زكريا بن أبي زائدة، و حصين بن عبد الرّحمن، و مطرّف بن طريف، و عبد اللّه بن أبي السّفر، و بيان بن بشر في آخرين، و كان قد خاف من المختار بن أبي عبيد فخرج إلى المدائن فنزلها مدة، ثم عاد إلى الكوفة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا الحميدي، نا سفيان، نا صالح بن صالح قال: كنت عند الشعبي فجاءه رجل فقال: يا أبا عمرو، و اسمه عامر بن شراحيل همداني.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السقا، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: كنية الشعبي أبو عمرو.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي(3) ، نا أبو الحسين بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبي أبو يعلي، قالا: أنا عبيد اللّه(4) بن أحمد بن علي الصّيدلاني، أنا محمّد بن مخلد، قال: قرأت على علي بن عمرو حدّثكم الهيثم بن عدي، قال: قال ابن عياش: عامر الشعبي يكنى أبا عمرو.

أخبرنا أبو الحسن(5) علي بن محمّد بن أحمد، أنا محمّد بن الحسن بن محمّد،

ص: 344


1- عن م و تاريخ بغداد و بالأصل: بن.
2- عن م و تاريخ بغداد، و بالأصل: همداني.
3- عن م و بالأصل: «المحلى».
4- عن م و بالأصل: عبيد.
5- عن م و بالأصل: أبو الحسين.

نا أحمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن، نا محمّد بن إسماعيل، قال: كنية(1) الشعبي أبو عمرو.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عباس، أنا أحمد بن منصور، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج قال: أبو عمرو عامر بن شراحيل الشعبي، سمع ابن عبّاس، و ابن عمر، روى عنه أبو إسحاق، و ابن عون.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر - فيما قرأت عليه - عن أبي الفضل بن الحكّاك، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أنا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عمرو عامر بن شراحيل الشعبي.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي طاهر بن أبي الصّقر(2) ، أنا هبة اللّه بن إبراهيم، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، أنا محمّد بن أحمد بن حمّاد قال: أبو عمرو(3) عامر بن شراحيل بن عبد الشعبي.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصّفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال:

أبو عمرو عامر بن شراحيل، و يقال ابن عبد اللّه بن شراحيل، و يقال: ابن شراحيل بن عبد بن أخي قيس بن عبد الشعبي شعب همدان الكوفي، و أمّه من سبي جلولاء، ولد لست سنين خلت من خلافة عمر بن الخطاب و كان قضيفا قليل اللحم، فإذا قيل له: إنك قضيف، قال: إني زوحمت في الرحم، و رأى علي بن أبي طالب، و سمع ابن عباس، و ابن عمر، روى عنه قتادة، و عبد اللّه بن بريدة، و أبو إسحاق الهمداني، و ولي قضاء الكوفة بعد أبي بردة بن أبي موسى.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي زكريا البخاري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا إبراهيم بن يونس بن محمّد، أنا أبو زكريا.

ص: 345


1- بالأصل و م: «كتب» خطأ، و المثبت عن المطبوعة.
2- عن م و بالأصل: الصفر.
3- بالأصل: «أبو عامر عمر» و فوق اللفظتين عامر و عمر علامتا تقديم و تأخير و هذا ما أثبت، و أبو عمر خطأ و الذي أثبت «أبو عمرو» عن م.

ح و أنا أبو الحسين أحمد بن سلامة، أنا أبو الفرح سهل بن بشر، أنا رشأ بن نظيف، قالا: أنا عبد الغني بن سعيد، قال: الشعبي بالشين المعجمة المفتوحة هو عامر بن شراحيل، أبو عمرو الشعبي الفقيه، كوفي من همدان.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر علي بن هبة اللّه(1) ، قال: أما كبار بكسر الكاف و فتح الباء المعجمة بواحدة و آخره راء فهو قيل من أقيال اليمن من ولده:

عامر بن شراحيل بن عبد بن ذي كبار.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن محمّد بن علي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة(2) ، قال: حدّثني حاتم بن مسلم أن أمّ الشعبي من سبي جلولاء.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز بن مردك(3) ، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي حاتم الرازي، نا محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم المصري، قال: سمعت الشافعي يقول: الشعبي في كثرة الرّواية مثل عروة بن الزبير.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطيوري، أنا أبو الحسن العتيقي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالا:

أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد بن صالح حدّثني أبي قال(4): سمع الشعبي من ثمانية و أربعين من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و الشعبي أكبر من أبي إسحاق بسنتين، و أبو إسحاق أكبر من عبد الملك بسنتين، و مرسل الشعبي صحيح لا يكاد يرسل إلاّ صحيحا، أهل اليمن أرقّ قوم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسين، أنا يوسف بن رباح، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح، قال:

ص: 346


1- الاكمال لابن ماكولا 139/7.
2- الخبر في طبقات خليفة.
3- عن م و بالأصل: بورك انظر ترجمته في تاريخ بغداد 30/12.
4- تاريخ الثقات للعجلي ص 243-244.

سمعت يحيى بن معين يقول:

عامر الشعبي قضى لعمر بن عبد العزيز، أدرك عليا، و روى عن عدة من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، منهم: البراء، و زيد بن ثابت، و ابن عبّاس، و ابن عمر، و أبو هريرة، و أبو جحيفة، و أنس، و النعمان بن بشير، و عدي بن حاتم، و عروة، و مضرّس، و جابر بن عبد اللّه، و عامر بن شهر، و محمّد بن صفوان، و أسامة بن زيد، و وهب بن خنبش، و مرحب(1) ، و عبد اللّه بن مطيع، و عمرو بن العاص، حديث مغيرة عن الشعبي، و عائشة، و عبد اللّه بن عمر، و فاطمة ابنة قيس، و محمّد بن صيفي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أميّة، قال: سمعت نوح بن حبيب يقول:

الشعبي أدرك عليا، و ابن عباس، و ابن عمر، و جرير بن عبد اللّه البجلي، و النعمان بن بشير، و عروة بن مضرّس، و أبا هريرة، و جابر بن عبد اللّه، و مجمّع(2) بن صيفي، و أبا مرحب، و أنس بن مالك، و البراء بن عازب، و الحارث بن مالك بن برصاء(3) ، و وهب بن خنبش(4) ، و جابر بن سمرة، و أبا جحيفة، و حذيفة بن أسيد، و عروة البارقي، و المغيرة بن شعبة، و عبد اللّه بن الزبير، و فاطمة بنت قيس، و عبد اللّه بن عمرو، و عامر بن شهر، و من التابعين و غيرهم: شريح، و مسروق، و عبد اللّه بن مطيع، و ابن سيرين، و علقمة بن قيس بن عبد، و شقيق بن سلمة، و ربعي بن حراش(5) ، و عبد اللّه بن معقل، و عدي بن ثابت بن قطبة، و القاسم بن محمّد، و عكرمة مولى ابن عباس، و عاصم العدوي، و عمرو بن ميمون، و خارجة بن الصّلت، و سمعان بن مشنّج، و محمّد بن يزيد، و عمرو بن شرحبيل، و أبو سلمة بن عبد الرّحمن، و عروة بن المغيرة، و زياد بن حديد، و الضحاك بن قيس، و مالك بن

ص: 347


1- ذكر المزي في تهذيب الكمال فيمن روى عامر عنه: مرحب أو أبي مرحب.
2- كذا بالأصل و م و المطبوعة؛ و قد مرّ فيمن روى عامر عنه: محمد بن صيفي، و انظر تهذيب الكمال 350/9 و سير الأعلام 296/4.
3- بالأصل: «بوصا» و المثبت عن م.
4- بالأصل و م: «خنيس» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.
5- عن م و بالأصل: خداش. خطأ، ترجمته في تهذيب الكمال 121/6.

صحار، و عبد اللّه بن شداد، و الربيع بن خثيم(1).

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء محمّد بن علي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضل بن غسان، قال: قال أبي: من روى عنه الشعبي من الصّحابة: علي، و الحسن، و ابن عبّاس، و ابن عمر، و جابر بن عبد اللّه، و عدي بن حاتم، و عبد اللّه بن عمرو، و أنس بن مالك، و جابر بن سمرة، و الأشعث بن قيس، و المغيرة بن شعبة، و النعمان بن بشير، و جرير بن عبد اللّه، و أبو جحيفة، و البراء بن عازب، و عامر بن شهر، و معاوية، و فروة بن مسيك، و عروة بن أبي الجعد، و عروة بن مضرّس، و وهب بن خنبش(2) ، و الحارث بن مالك بن برصاء(3) ، و حذيفة بن أسيد الغفاري، و حبشي بن جنادة، و أبو هريرة، و عمرو بن حريث، و عبد اللّه بن جعفر، و قرظة بن كعب، و ابن أبزى، و ابن أبي أوفى، و أسامة بن زيد، و الحسين بن علي، و ابن الزبير، و المقدام أبو كريمة(4) ، و فاطمة بنت قيس.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا منصور بن الحسين، و أحمد بن محمود، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم صاحب الشامة، نا عقيل بن يحيى، نا أبو داود، عن شعبة، عن منصور بن عبد الرّحمن، عن الشعبي، قال: أدركت خمس مائة من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم كلهم يقولون: أبو بكر، و عمر، و عثمان، و علي.

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي - إجازة - ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا:

أنا أبو أحمد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا: - أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل(5) ، قال: و قال عمرو بن مرزوق عن شعبة.

ص: 348


1- مضطربة بالأصل، و المثبت عن م، و في المطبوعة: خيثم خطأ. انظر ترجمته في تهذيب الكمال 130/6.
2- بالأصل و م: «خنيس». و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.
3- بالأصل: «بوصا» و المثبت عن م.
4- عن م و بالأصل «خزيمة» خطأ، و هو المقدام بن معدي كرب بن عمرو بن يزيد الكندي، ترجمته في تهذيب الكمال 352/18 و كنيته فيه: أبو كريمة، و قيل: أبو يحيى.
5- التاريخ الكبير 451/6.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا محمّد بن الحسن، نا أحمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل، نا عمرو بن مرزوق، نا شعبة، عن منصور بن عبد الرّحمن، عن الشعبي، قال: أدركت خمس مائة من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم - زاد ابن سهل: أو أكثر - يقولون: عليّ، و طلحة، و الزبير في الجنّة.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن علي المقرئ، أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، نا يوسف بن يعقوب القاضي، نا عمرو بن مرزوق، نا شعبة، عن منصور بن عبد الرّحمن أنه سمع الشعبي يقول: أدركت خمس مائة من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أو أكثر، كلهم يقول: عثمان، و علي، و طلحة، و الزبير في الجنّة.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا محمّد بن عمر بن بكير، أنا عثمان بن أحمد بن سمعان، نا الهيثم بن خلف، نا محمود، نا أبو داود الطّيالسي، نا شعبة، عن منصور الغداني - يعني عن الشعبي - قال: أدركت خمس مائة أو أكثر من خمس مائة من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

قال ابن بكير: و سقط من أصل شيخنا ذكر الشعبي.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أبو بكر المالكي، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا إسماعيل بن حفص، نا محمّد بن عبيد.

ح و أخبرنا أبو بكر اللّفتواني، نا أبو عمرو الأصبهاني، أنا أبو محمّد بن يوه، أنا أبو الحسن اللنباني(1) ، نا أبو بكر بن أبي الدّنيا، حدّثني إسماعيل بن حفص، نا محمّد بن فضيل - و هذا الصحيح - عن ابن شبرمة، قال: سمعت الشعبي يقول ما كتبت سوادا في بياض قط، و لا حدّثني رجل حديثا إلاّ حفظته، و ما أحببت أن يعيده عليّ - و في رواية اللفتواني: سوداء في بيضاء - و فيها: رجل بحديث، و الباقي مثله.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، نا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب(2) ، أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه المعدّل، نا محمّد بن عمرو بن

ص: 349


1- بالأصل و م: اللبناني بتقديم الباء و الصواب اللنباني بتقديم النون، و قد مرّ التعريف به.
2- تاريخ بغداد 229/12.

البختري الرّزّاز - إملاء - نا إبراهيم بن الوليد الجشّاش، نا أبو عبد الرّحمن الوكيعي الضرير.

قال الخطيب: و أنا أبو بكر البرقاني - و اللفظ له - قال: قرأت على أبي الحسن الكراعي بمرو، و حدثكم عبد اللّه بن محمود(1) ، نا علي بن خشرم.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

ح و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس(2) ، نا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا أبو سعيد أحمد بن داود الحدّاد، قال علي بن خشرم: أنا، و قال الآخران(3) ، حدّثنا - محمّد بن فضيل عن ابن شبرمة، قال: سمعت الشعبي يقول: ما كتبت سوداء في بيضاء إلى يومي هذا، و لا حدّثني رجل بحديث قط إلاّ حفظته، و لا أحببت أن يعيده عليّ.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو بكر أحمد بن يحيى، و أبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى، قالوا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفّر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن حموية، أنا عيسى بن عمر بن العباس، أنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن الدّارمي، أنا مالك بن إسماعيل، نا محمّد بن فضيل، عن ابن شبرمة، قال: سمعت الشعبي يقول: ما كتبت سوداء في بيضاء، و لا استعدت حديثا من إنسان.

أخبرنا بها عالية أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو عبد اللّه بن البنّا، قالا: أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا عمر بن إبراهيم بن أحمد الكتّاني، نا أبو القاسم البغوي، نا أبو خيثمة، نا ابن فضيل، عن ابن شبرمة، عن الشعبي يقول: ما كتبت سوداء في بيضاء، و لا سمعت من رجل حديثا فأردت أن يعيده عليّ.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن زريق(4) ، أنا أبو بكر الخطيب(5).

ص: 350


1- كذا بالأصل و م و المطبوعة و في تاريخ بغداد: عبد اللّه بن محمد.
2- عن م و بالأصل «قيس» خطأ، و قد مرّ كثيرا.
3- بالأصل و م: «الاخوان» و المثبت عن تاريخ بغداد.
4- عن م و بالأصل: رزيق بتقديم الراء. خطأ.
5- الخبر في تاريخ بغداد 229/12.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا الحميدي، نا سفيان، نا ابن شبرمة قال: سمعت الشعبي يقول:

ما سمعت منذ عشرين سنة رجلا يحدّث بحديث إلاّ أنا أعلم به منه، و لقد نسيت من العلم ما لو حفظه رجل لكان به عالما.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة(1) ، قال: قال محمّد بن أبي عمر، عن ابن عيينة، عن ابن شبرمة، قال: قال الشعبي: ما جالست أحدا منذ عشرين سنة فحدّث بحديث إلاّ أنا أعلم به منه، و لقد نسيت من العلم ما لو حفظه أحد لكان به عالما.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي الحسن محمّد بن محمّد بن [فخلد، أنا علي بن محمد بن](2) خزفة.

[ح](3) و عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل - قراءة - قالا: أنا محمّد بن الحسين الزعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا محمّد بن يزيد، نا حفص بن غياث، قال: سمعت من يذكر عن الشعبي، قال: لقد نسيت من العلم ما لو علمه رجل كان به عالما ثم يقول: هذا و قد زوحمت في الرحم، كيف لو كنت نسيج وحدي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن اللالكائي، أنا أبو الحسين محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا أبو بكر، نا سفيان، قال:

سمعت ابن شبرمة قال: سمعت الشعبي يقول الشباك(4): أرد عليك. ما قلت لأحد قط:

ردّ عليّ.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين بن بشران، نا محمّد بن عمرو الرزاز - إملاء - نا إبراهيم - هو ابن الوليد الجشّاش -.

ص: 351


1- الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 661/1.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
4- بالأصل «الشباك» و المثبت عن م، و هو شباك الضبي الكوفي الأعمى، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 265/8.

ح و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن زريق(1) ، أنا أبو بكر الخطيب(2) ، أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه المعدّل، نا محمّد بن عمرو الرزاز، نا إبراهيم بن الوليد الجشّاش، نصر بن علي، نا نوح بن قيس، عن يونس بن مسلم، عن وداع(3) بن الأسود الراسبي، عن الشعبي، قال: ما أروي شيئا أقل من الشعر، و لو شئت لأنشدتكم شهرا لا أعيده.

رواه القواريري عن نوح بن قيس، عن يونس بن مسلم، و وداع(4) بن أسود، و لم يقل عن.

قرأناه على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي الحسن بن مخلد، أنا أبو الحسن بن خزفة، أنا أبو عبد اللّه الزعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا عبيد اللّه بن عمر، نا نوح بن قيس، نا يونس بن مسلم، و وداع(5) بن أسود، عن عامر الشعبي قال: ما أروي(6) شيئا أقلّ من الشعر، و لو شئت أنشدتكم شهرا.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا ابن بنت منيع.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا محمود بن غيلان، قال: سمعت أبا أسامة يقول: كان عمر بن الخطاب في زمانه رأس الناس، و هو جامع، و كان بعده ابن عبّاس في زمانه، و كان بعد ابن عباس في زمانه الشعبي، و كان بعد الشعبي في زمانه سفيان الثوري، و كان بعد الثوري في زمانه يحيى بن آدم.

قالا: و نا البغوي، نا ابن زنجويه، نا عبد الرزاق، قال: سمعت ابن عيينة غير مرة يقول: الناس ثلاثة بعد أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلم: ابن عبّاس في زمانه، و الشعبي في زمانه،

ص: 352


1- عن م و بالأصل: رزيق بتقديم الراء، خطأ، و قد مرّ.
2- تاريخ بغداد 229/12.
3- كذا بالأصل و م، و في تاريخ بغداد: وادع.
4- في تاريخ بغداد: وادع.
5- في تاريخ بغداد: وادع.
6- عن م و بالأصل: أوي.

[و سفيان الثوري في زمانه](1) رواها الخطيب(2) عن حمزة بن محمّد بن طاهر، عن أحمد بن إبراهيم بن شاذان، عن البغوي.

أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب(3) ، أنا أبو منصور محمّد بن عيسى بن عبد العزيز البزاز بهمذان، أنا أبو القاسم جبريل بن محمّد بن إسماعيل الفقيه العدل، نا أبو علي الحسن بن نصر بن منصور الطوسي، نا محمّد بن إسماعيل(4) ، نا إبراهيم بن عبد اللّه بن مندة الباهلي، قال: سمعت عبد الرزاق يقول:

سمعت سفيان بن عيينة يقول: أصحاب الحديث ثلاثة: عبد اللّه بن عباس في زمانه، [و الشعبي في زمانه](5) و الثوري في زمانه.

آخر الجزء الثالث بعد الثلاثمائة.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: و نا أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب، أنا القاضي أبو عبد اللّه الحسين بن علي الصيمري، أنا عبد اللّه بن محمّد الحلواني، نا مكرم بن أحمد، نا أحمد بن محمّد - يعني الحمّاني - نا محمّد بن المثنّى صاحب بشر بن الحارث، قال: سمعت ابن عيينة قال: العلماء: ابن عباس في زمانه، و الشعبي في زمانه، و أبو حنيفة في زمانه، و الثوري في زمانه.

قال الخطيب: ذكر أبي حنيفة في هذه الحكاية زيادة من الحمّاني.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، نا عيسى بن سليمان وراق داود بن رشيد قال: سمعت داود بن رشيد يقول: حدّثني بعض أصحابنا عن بشر بن الحارث قال: قال سفيان بن عيينة: العلماء ثلاثة: ابن عبّاس في زمانه، و الشعبي في زمانه، و الثوري في زمانه.

أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد، أنا و أبو الحسن علي بن الحسن، نا

ص: 353


1- ما بين معكوفتين زيادة عن م، سقطت من الأصل.
2- تاريخ بغداد 228/12 و 229.
3- انظر تاريخ بغداد 154/9 في ترجمة سفيان الثوري.
4- و انظر التاريخ الكبير 451/6.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م، و انظر المصدرين السابقين.

أبو بكر الخطيب(1) ، أخبرني الحسن بن محمّد الخلاّل، نا علي بن عمرو الحريري أن علي بن محمّد بن كأس النّخعي، [حدثهم قال:](2) حدّثني محمّد بن النّضر الأزدي، قال: سمعت علي بن المديني يقول: انتهى العلم إلى ابن عباس في زمانه، ثم إلى الشعبي في زمانه، ثم إلى سفيان الثوري في زمانه، ثم إلى يحيى بن أبي زائدة في زمانه.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب(3).

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا:

أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، حدّثني إبراهيم بن عبد اللّه بن زبر، حدّثني أبي عبد اللّه بن العلاء بن زبر، عن الزهري، قال: العلماء أربعة: سعيد بن المسيّب بالمدينة، و عامر الشعبي بالكوفة، و الحسن بن أبي الحسن بالبصرة، و مكحول بالشام.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة -.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(4) ، قال: ذكره أبي عن إسحاق عن يحيى بن معين أنه قال: الشعبي ثقة، قال:

و سئل أبو زرعة عن الشعبي فقال: كوفي ثقة، و سئل أبي عن الفرائض الذي رواه الشعبي عن علي فقال: هو عندي ما قاسه الشعبي على قول علي، و ما أرى عليا(5) كان يتفرّغ لهذا.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، و أبو يعلي حمزة بن علي، قالا: أنا أبو الفرج الأسفرايني، أنا علي بن منير، أنا الحسن بن رشيق، قال: قال لنا أبو عبد الرّحمن النسائي في تسمية الفقهاء من أهل الكوفة بعد علقمة بن قيس، و الأسود و طبقتهما: و بعد هؤلاء عامر بن شراحيل.

ص: 354


1- الخبر في تاريخ بغداد 115/14 في ترجمة يحيى بن زكريا بن أبي زائدة.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك للضرورة عن تاريخ بغداد لاستقامة المعنى.
3- الخبر في تاريخ بغداد 228/12.
4- الجرح و التعديل 324/6.
5- بالأصل و م: علي، و الصواب عن الجرح و التعديل.

أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، عن أبي بكر أحمد بن الحسين(1) الحافظ، أنا الحاكم أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الحافظ، حدّثني أبو علي الحسين بن محمّد الصّغاني بمرو، نا أبو رجاء محمّد بن حمدوية السّنجي(2) ، نا سعيد بن عيسى أبو عثمان الغنوي، أنا(3) أحمد بن سليمان، نا أبو الحسن المدائني في كتاب الحكمة، قال: قيل للشعبي رحمه اللّه: من أين لك كل هذا العلم ؟ قال: ينفي الاغتمام، و السير في البلاد، و صبر كصبر الحمار، و بكور كبكور الغراب.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن زريق(4) ، نا أبو بكر الخطيب(5).

ح و أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، أنا أبو الحسين عاصم بن الحسن بن محمّد، قالا: أنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد اللّه بن مهدي، نا محمّد بن مخلد العطار، نا محمّد بن يوسف بن أبي معمر، نا عبد اللّه بن المغيرة، نا مالك بن مغول، عن نافع، قال: سمع ابن عمر الشعبيّ و هو يحدّث بالمغازي، فقال:

لكان هذا الفتى شهد معنا.

أخبرنا أبو الحسن(6) ، نا و أبو منصور، أنا أبو بكر الخطيب(7) ، أنا علي بن أحمد الرّزّاز(8) ، أنا محمّد بن عبد اللّه الشافعي، نا محمّد بن محمّد بن سليمان الواسطي، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا شريك، عن عبد الملك بن عمير، قال: مرّ ابن عمر بالشعبي و هو يقرأ المغازي، قال: فقال ابن عمر: كأنه كان شاهدا معنا.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح عبد الملك بن عمر الرّزّاز، أنا عمر بن أحمد بن شاهين.

و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الفتح الرّزّار،

ص: 355


1- عن م و بالأصل: الحسن.
2- مهملة بدون نقط بالأصل و م و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 253/14.
3- في م: «نا».
4- عن م و بالأصل: رزيق، خطأ.
5- الخبر في تاريخ بغداد 230/12.
6- عن م، و بالأصل: ابن الحسن.
7- الخبر في تاريخ بغداد 230/12.
8- بالأصل: الرزار، و المثبت عن م و تاريخ بغداد.

أنا أبو حفص بن شاهين، أنا محمّد بن مخلد بن حفص.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا عثمان بن محمّد المخرمي، نا إسماعيل بن محمّد، قالا: أنا العباس بن محمّد بن حاتم، نا عبد اللّه بن محمّد بن حميد بن أبي الأسود.

أخبرني حسن بن أبي القاسم، عن شريك، عن عبد الملك بن عمير، عن الشعبي: أن ابن عمر سمعه يحدّث بأحاديث المغازي، فاستمع له و قال: إنّ هذا الفتى ليحدّث بأحاديث قد حضرناها هو أعلم بها منّا.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي الحسن بن مخلد، أنا أبو الحسن بن خزفة، و عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو بكر بن بيري(1) ، قالا: أنا أبو عبد اللّه الزعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا ابن الأصبهاني - يعني محمّد بن سعيد - نا شريك، عن عبد الملك بن عمير: قال: مرّ ابن عمر على الشعبي و هو يحدّث بالمغازي، فقال: شهدت القوم فلهو أحفظ لها و أعلم بها منّي.

قال: و نا ابن أبي خيثمة، نا محمّد بن عمران الأنصاري، نا أبو بكر بن عيّاش، عن أبي حصين عثمان بن عاصم، قال: حدّثني الشعبي يوما بالمغازي، و ابن عمر يسمع، فقال ابن عمر: إنه ليحدّث كأنه شهد القوم - يعني الشعبي-.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، نا سفيان، قال:

قال شيخنا: اجتمع الشعبي و أبو إسحاق، فقال له الشعبي: أنت خير منّي يا أبا إسحاق، قال: لا و اللّه، ما أنا خير منك، بل أنت خير منّي، و أسنّ منّي.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب(2) ، أنا ابن رزق(3) ، أنا إسماعيل الخطبي، و أبو علي بن الصّواف، و أحمد بن جعفر بن حمدان، قالوا: نا عبد اللّه بن أحمد، نا أبي، نا سفيان، قال: قال مشيختنا: اجتمع

ص: 356


1- مهملة بالأصل و بدون نقط، و في م: «بمري» و الصواب ما أثبت، و هو أحمد بن عبيد بن الفضل بن بيري الواسطي، و قد مرّ هذا السند كثيرا.
2- تاريخ بغداد 231/12-232.
3- عن م و تاريخ بغداد، و بالأصل: رزيق.

الشعبي و أبو إسحاق، فقال له الشعبي: أنت خير منّي يا أبا إسحاق، فقال: لا اللّه، ما أنا خير منك، أنت خير منّي، و أسن منّي.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، قالا:

أنا أبو علي بن الصّواف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا يوسف بن يعقوب، نا أبو بكر بن عياش، عن أبي حصين، قال: ما رأيت أفقه من الشعبي - زاد ابن بشران:

قلت: و لا شريح ؟ قال: تريد أن تكذبني.

قال: و نا محمّد بن عثمان، نا محمّد بن عبد اللّه بن نمير، نا أبو أسامة، عن ثابت بن يزيد، عن سليمان التيمي، عن أبي مجلز، قال: ما رأيت أحدا أفقه من الشعبي.

قال: و نا محمّد بن عثمان، نا المنجاب بن الحارث، أنا علي بن مسهر، عن أشعث بن سوار، عن ابن سيرين، قال: قدمت الكوفة و للشعبي حلقة عظيمة، و أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يومئذ كثير.

أخبرنا أبو البركات، أنا أبو الفضل، أنا أبو القاسم، أنا أبو علي بن الصّواف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا عبد اللّه بن براد، نا ابن إدريس، عن هشام بن حسّان، عن ابن سيرين قال: كان الشعبي يفتي في زمان زياد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه أحمد، نا يحيى بن آدم، نا ابن إدريس، عن هشام، عن محمّد بن سيرين أنه كان إذا ذكر له إبراهيم قال: قد رأيت فتى في عينه بياض يغشي علقمة، كأنه لا يثبته.

قال: و كان إذا ذكر له الشعبي يقول: قد رأيت الشعبي يفتي في زمن زياد.

قال ابن إدريس: و كان زمن زياد في زمن معاوية.

ص: 357

و عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو بكر بن بيري، قالا: أنا محمّد بن الحسين الزعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، أنا الوليد بن شجاع، نا علي بن القاسم الكندي، عن أبي بكر المقرئ(1) ، قال: قال لي ابن سيرين: الزم الشعبي، فلقد رأيته يستفتي(2) و أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بالكوفة.

أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد بن يوسف العلاّف، و أخبرني أبو طاهر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه السّنجي عنه، أنا أبو الحسن بن الحمّامي.

ح و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب(3) ، أنا أبو الحسن بن رزق.

ح و أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، قالوا:

أنا عثمان بن أحمد بن عبد اللّه، نا حنبل بن إسحاق، نا مسدّد، نا معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن أبي مجلز(4) ، قال: ما رأيت فيهم أفقه من الشعبي - زاد ابن رزق، و قال مرة أخرى: ما رأيت فقيها أفقه من الشعبي-.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو المعالي ثابت بن بندار البقّال فوقهما، قالا: أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان الغلاّبي، أنا أبي، نا أبي(5) ، نا أبو بحر البكراوي، عن سليمان التيمي، قال: قال لي أبو مجلز: عليك بالشعبي فإني لم أر مثله.

و في رواية ثابت: نا عبد الرّحمن بن عثمان البكراوي لم يكنه.

ص: 358


1- في م: أبي بكر الهذلي.
2- بالأصل: «يسقنا» و في م: «يسبقنا» و المثبت عن المطبوعة.
3- الخبر في تاريخ بغداد 230/12.
4- كذا بالأصل و م، و في تاريخ بغداد: «أبي مخلد» تحريف. و اسمه لا حق بن حميد السدوسي البصري، أبو مجلز.
5- فوقها بالأصل علامة: صح.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب(1) ، أنا ابن رزق، نا إسماعيل الخطبي(2) ، و أبو علي بن الصّواف، و أحمد بن جعفر بن حمدان، قالوا: أنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، نا عبد الرّحمن بن مهدي، أخبرني عبد اللّه بن مبارك، عن عبد الرّحمن بن يزيد، عن مكحول، قال: ما رأيت أحدا أعلم بسنّة ماضية من الشعبي.

أخبرنا أبو الحسن، نا و أبو منصور، أنا أبو بكر الخطيب(3) ، أخبرني الحسين بن جعفر السّلماسي، أنا محمّد بن عبد الرّحمن بن العبّاس، نا أحمد بن نصر بن بجير(4) القاضي.

ح و أخبرنا أبو الحسن، نا و أبو منصور، أنا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، قالا: نا علي بن عثمان بن نفيل، نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول قال: ما لقيت مثل الشعبي.

أخبرنا بها عالية أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن نصر بن بجير(5) ، نا علي بن عثمان بن نفيل، نا أبو مسهر، نا سعيد، عن مكحول قال: ما لقيت مثل الشعبي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا عبد العزيز بن أحمد.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه قالا: أنا محمّد بن عوف، أنا محمّد بن موسى بن الحسين، أنا محمّد بن خريم(6) ، نا هشام بن عمّار، نا أيوب بن سويد، نا عبد الرّحمن بن جابر.

ص: 359


1- تاريخ بغداد 230/12.
2- عن م و تاريخ بغداد، و بالأصل: الخطيب.
3- المصدر السابق/الجزء و الصفحة.
4- بالأصل و م: بحير، خطأ و الصواب «بجير» و هو أبو العباس أحمد بن عبد اللّه بن نصر بن بجير الذهلي. ترجمته في تاريخ بغداد 229/4.
5- بالأصل و م: بحير.
6- بالأصل و م: «خزيم» خطأ و الصواب ما أثبت و ضبط، و قد مرّ التعريف به

ح و أخبرنا أبو المعالي الفارسي، أنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، نا أبو عمرو بن السّماك، نا حنبل بن إسحاق، نا الهيثم بن خارجة، نا أيوب بن سويد أبو مسعود الفلسطيني، عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر قال:

سمعت مكحولا يقول: ما لقيت أحدا أعلم بسنّة ماضية من الشعبي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، حدّثني محمود بن خالد، نا أبو مسهر، عن سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول قال: ما رأيت مثل الشعبي.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، أنا إبراهيم بن أحمد، حدّثني مسدّد، نا ابن داود قال: قال: قال لي سعيد بن عبد العزيز سمعت مكحولا يقول: ما رأيت أفقه من الشعبي.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا جعفر الصّائغ، نا أحمد بن أبي الطّيّب، نا سفيان بن عيينة، عن إسماعيل بن أمية قال: سمعت مكحولا يقول: عامة ما أخذت عن الشعبي و سعيد بن المسيّب.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة(1) قال: قال ابن أبي عمر عن ابن عيينة.

ح و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب(2).

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا محمّد بن أبي عمر، عن سفيان، عن داود بن أبي هند قال: ما جالست أحدا أعلم من الشعبي.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز.

ص: 360


1- الخبر في تاريخ بغداد 230/12 و تاريخ أبي زرعة الدمشقي 660/1.
2- الخبر في تاريخ بغداد 230/12 و تاريخ أبي زرعة الدمشقي 660/1.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه قالا: أنا محمّد بن عوف، أنا محمّد بن موسى، أنا محمّد بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا أيوب بن سويد، عن رجل، عن مكحول: أن الشعبي قال له: أتيت بدراهمك زيوفا و ذهبت و هي طارحة.

أخبرنا أبو علي الحدّاد في كتابه، أنا أبو نعيم الحافظ.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمّد، قالا: أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا المنجاب، أنا علي بن مسهر، عن عاصم بن سليمان قال: ما رأيت(1) أحدا كان أعلم بحديث أهل الكوفة و البصرة و الحجاز و الآفاق من الشعبي.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، نا محمّد بن العلاء، نا أبو بكر، عن أبي حصين قال: ما رأيت أحدا أفقه من الشعبي، قلت: و لا شريح ؟ قال: إن شريح(2) لم أبطن أمره.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن اقاسم، أنا ابن خيثمة، نا محمّد بن عمران الأخنسي، أنا أبو بكر بن عيّاش، عن أبي حصين قال: ما رأيت أعلم من الشعبي، قلت: و لا شريح ؟ قال:

تريد أن أكذب، ما رأيت أعلم من الشعبي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، نا و أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد، أنا أبو بكر الخطيب(3) ، أنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصيرفي، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب الأصم، نا أحمد بن عبد الجبّار العطاردي، نا يونس بن بكير، عن يونس بن أبي إسحاق قال: كنت مع الشعبي و الناس يسألونه من صلاة العصر إلى المغرب، فقال: لو كنتم تلقموني(4) الخبيص لكرهته.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي

ص: 361


1- عن م و بالأصل: أحد.
2- كذا بالأصل و م: و الصواب: شريحا.
3- تاريخ بغداد 230/12.
4- عن م و تاريخ بغداد و بالأصل: تلقوني.

نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة(1) قال: قال ابن أبي عمر عن ابن عيينة، عن يونس بن أبي إسحاق قال: سمعت الشعبي يقول: لو كنتم تلقموني إلى الآن الخبيص لمللت، و قال الشعبي: ما كان مجلس لي أجلسه أحبّ إليّ منه، و لأن أجلس على سباطة أحبّ إليّ منه.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن السقا، و أبو محمّد بن بالويه، قالا: أنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد الدوري(2) ، نا يحيى بن معين، نا أبو خالد(3) الأحمر، عن إسماعيل، قال: سألت الشعبي فقال: و اللّه لوددت أنّي(4) لم أسأل عن شيء قط و ما أبالي سئلت عما أعلم أو عن ما لا أعلم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا إبراهيم بن نصر، نا المبارك بن سعيد، نا صالح بن مسلم، قال: لقيت الشعبي بالسّدّة فمشيت معه حتى حاذتنا أبواب المسجد فنظر إليه فقال: اللّه يعلم، لقد بغّض إليّ هؤلاء هذا المسجد حتى لهو أبغض إليّ من كناسة داري، قلت: من يا أبا عمرو؟ قال: هؤلاء الرأييون: أصحاب الرأي، قلت لصالح: من في المسجد؟ قال: الحكم بن عتيبة و نظراؤه. ثم مضى فلقيه رجل، فسأله عن الورع فأبى أن يجيبه فألحّ عليه، فقال: يا عبد اللّه إنّك إن علمت ثم عملت كان أوجب عليك بالحجة، و إن عملت قبل أن تعلم كان أيسر عليك في الأمر، قال: ثم مضينا نحو باب القصر فلقيه رجل فقال: يا أبا عمرو ما تقول في الرجل يضرب مملوكه ؟ فقال بيده يقلبها: ما أدري يوم يضرب الشعبي مملوكه فهو حرّ يومئذ.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب(5) ، أنا أبو منصور محمّد بن محمّد بن عثمان السّواق، نا عيسى بن حامد بن بشر الرّخجي، نا هيثم بن خلف، نا ابن أبان، نا يحيى بن آدم، عن أبي بكر بن عياش، عن أبي

ص: 362


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 664/1.
2- عن م و بالأصل: المديني.
3- في م: خلاد.
4- في م: أن.
5- تاريخ بغداد 232/12.

الحصين قال: لم يوجد للشعبي كتاب بعد موته إلاّ الفرائض و الجراحات.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(1) ، حدّثني أبي، نا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن بن المختار الرازي، نا سليمان بن أبي هوذة، عن عمرو بن أبي قيس، عن منصور قال: ما رأيت أحدا أحسب من الشعبي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا أبو بشر - يعني بكر بن خلف - نا سعيد بن عامر، نا سعيد قال: كلّمت مطر الورّاق في بيع المصاحف فقال: أ تنهوني عن بيع المصاحف، و قد كان حبرا هذه الأمة - أو قال فقيها هذه الأمة - لا يريان به بأسا، الحسن و الشعبي.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح الرزاز.

ح و أنا عبد اللّه البلخي، أنا المبارك بن عبد الجبار، أنا أبو الفتح الرّزّاز، أنا أبو حفص بن شاهين، أنا محمّد بن مخلد العطار، قال: و أنا المبارك، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا عثمان بن محمّد المخرمي، نا إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل قالا: أنا العباس بن محمّد بن حاتم، نا أبو بكر بن أبي الأسود، أنا حميد بن الأسود، عن ابن عون قال: ذكر إبراهيم و الشعبي فقال كان إبراهيم يسكت، فإذا جاءت الفتن أو الفتيا انبرى لها، و كان الشعبي يتحدث و يذكر الشعر و غير ذلك، فإذا جاءت الفتنة أو الفتيا أمسك.

ص: 363


1- الجرح و التعديل 323/6.

حديث النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و لا كان بالكوفة رجل أحسن اتباعا و لا أحسن اقتداء من الشعبي و ذلك لكثرة ما سمع.

قال: و نا حنبل قال: سمعت أبا عبد اللّه يسأل عن الزهري و الشعبي إذا اختلفا أيهما أحب إليك ؟ قال: لا أدري، كلاهما عالم و قد يكون الزهري سمع عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم شيئا فذهب إليه، فهو أعجب إليّ، و يكون الشعبي قد سمع شيئا ما سمعه من(1) الزهري فهو أعجب إليّ.

أنبأنا أبو غالب شجاع بن فارس الذهلي، أنا محمّد بن علي الحربي، و علي بن أحمد الملطي، قالا: أنا أحمد بن محمّد بن دوست - زاد الحربي: و محمّد بن عبد اللّه بن أخي ميمي قالا: - نا الحسين بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني سريج(2) بن يونس، نا سعيد بن خثيم(3) الهلالي، عن محمّد بن خالد الضّبّي قال: ألقى إبراهيم على الشعبي فريضة فأوهم فيها، فقال إبراهيم: حرمرت يا أبا عمرو فسكت الشعبي و نكس الفريضة، فألقى على إبراهيم [فوهم فيها إبراهيم](4) ، فأدنى الشعبي رأسه من أذن إبراهيم و قال: حرمرت و لا أقول لك هذا بين يدي هؤلاء، قال: ما علمت يا أبا عمرو إنك لتحب أن تأخذ على جليسك بالفضل.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا عثمان بن أبي شيبة، نا أبو معاوية قال:

سمعت الأعمش يقول: قال الشعبي: أ لا تعجبون من هذا الأعور يأتيني بالليل فيسألني و يفتي بالنهار - يعني إبراهيم النّخعي-.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد:

و محمّد بن الحسن قالا: - أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل(5) قال: و قال إبراهيم بن موسى، نا ابن أبي زائدة، أنا عاصم قال: عرضنا على

ص: 364


1- في م: «ما سمعه الزهري».
2- بالأصل و م: «شريح» خطأ و الصواب ما أثبت «سريج» و قد مر التعريف به.
3- عن م و بالأصل: خيثم، خطأ، و هو سعيد بن خثيم بن رشد الهلالي، أبو معمر الكوفي، ترجمته في تهذيب الكمال 178/7.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
5- التاريخ الكبير 451/6.

الشعبي صحيفة جابر - أو صحيفة فيها حديث جابر - فقال: ما من شيء إلاّ سمعته من جابر، و لوددت أنكم انفلتم منه كفافا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل.

ح و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر بن اللاّلكائي، أنا محمّد بن الحسين، نا عبد اللّه، نا يعقوب(1) قالا: نا قبيصة، نا سفيان، أخبرني من سمع الشعبي يقول: ليتني أنفلت من علمي كفافا لا لي و لا عليّ.

قال: و نا يعقوب، نا أبو بشر - يعني بكر بن خلف - نا سعيد بن عامر، نا شعبة، عن عبد اللّه بن أبي السّفر، قال: قال الشعبي: و اللّه ما منه آية إلاّ قد سألت عنها، و لكنها الرواية عن اللّه - أو قال: على اللّه-.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(2) ، أنا أحمد بن عبد اللّه، نا أبو شهاب، عن الصّلت بن بهرام قال: ما رأيت رجلا بلغ مبلغ الشعبي أكثر يقول: لا أدري منه.

أخبرنا أبو الفضل الفضيلي، و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو بكر أحمد بن يحيى، و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى قالوا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن حموية، أنا عيسى بن عمر بن العباس، أنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن الدارمي، أنا محمّد بن أحمد، نا إسحاق بن منصور، عن عمر بن أبي زائدة، قال:

ما رأيت أحدا أكثر أن يقول إذا سئل عن الشيء لا علم لي به من الشعبي.

قال: و أنا الدارمي، أنا يوسف بن يعقوب الصّفار، نا أبو بكر عن داود قال:

سألت الشعبي كيف كنتم تصنعون إذا سئلتم ؟ قال: على الخبير وقعت، كان إذا سئل الرجل قال لصاحبه: أفتهم، فلا يزال حتى يرجع إلى الأوّل.

ص: 365


1- في المطبوعة: أنا.
2- طبقات ابن سعد 250/6.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا أبو عاصم قال: أظنه عن ابن عون قال:

كان الشعبي إذا سئل يتردد و يقول: كذا و كذا، و كان إبراهيم إذا سئل قال و قال.

أخبرنا أبو الفضل الفضيلي، و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو بكر أحمد بن يحيى، و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، قالوا: أنا أبو الحسن الداودي، أنا عبد اللّه بن أحمد بن حموية(1) ، أنا أبو عمران السّمرقندي، أنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن الدارمي، أنا أبو عاصم، عن ابن عون قال: سمعته يذكر قال: كان الشعبي إذا جاءه شيء اتّقى، و كان إبراهيم يقول و يقول، قال أبو عاصم: كان الشعبي في هذا أحسن حالا عند ابن عون من إبراهيم.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، نا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن جعفر البحيري - إملاء - أنا أبو محمّد الشعيري - فيما قرأت عليه - و هو الحسن بن محمّد بن جابر، نا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع، عن محمّد بن قيس قال: قال الشعبي: و اللّه إنه لعلم حسن أن يقول الرجل إذا سئل عما لا يعلم أن لا يقول: لا أعلم.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو الأصبهاني، أنا أبو محمّد بن يوه المديني، أنا أحمد بن محمّد اللّنباني(2) ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا أبو صالح المروزي قال: سمعت أبا وهب محمّد بن مزاحم قال: قيل للشعبي: إنا لنستحي من كثرة ما تسأل فتقول: لا أدري، فقال - لكن ملائكة اللّه المقرّبون لم يستحيوا حيث(3) سئلوا عما لا يعلمون أن قالوا لاٰ عِلْمَ لَنٰا إِلاّٰ مٰا عَلَّمْتَنٰا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (4).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا محمّد بن علي بن يعقوب، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد البابسيري، أنا الأخوص(5) بن المفضّل بن غسان الغلاّبي، نا جعفر بن عون، عن محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى،

ص: 366


1- عن م و بالأصل: حيوية، خطأ، و قد مرّ قريبا صوابا. انظر تبصير المنتبه 515/2.
2- عن م و بالأصل: اللبناني بتقديم الباء الموحدة و هو خطأ، و قد مرّ التعريف به.
3- عن م و بالأصل: حين.
4- سورة البقرة، الآية: 32.
5- عن م و بالأصل: الأخوص، خطأ.

و ذكر إبراهيم و الشعبي فقال: كان إبراهيم صاحب قياس، و الشعبي صاحب آثار.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة(1) ، حدّثني أحمد بن شبّويه، نا الفضل بن موسى، عن ابن المبارك، عن ابن عون، قال: كان الشعبي منبسطا، و كان إبراهيم منقبضا، فإذا وقعت الفتوى(2) انقبض الشعبي، و انبسط إبراهيم.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن عبد الملك بن عمر، ثم أخبرني أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا عبد الملك بن عمر، أنا أبو حفص بن شاهين، نا محمّد بن مخلد.

ح قال: و نا(3) ابن الطّيّوري، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا عثمان بن محمّد بن أحمد، نا إسماعيل الصّفار، قالا: نا عباس الدوري، نا أبو بكر بن أبي الأسود، نا أبو حامد النيسابوري، نا ابن أبي زائدة، عن أبيه، عن سلمة بن كهيل، قال: ما اجتمع الشعبي و إبراهيم إلاّ سكت إبراهيم.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا محمد بن عمر المقرئ، قال: قرئ على عثمان بن أحمد بن سمعان أنا الهيثم بن خلف، نا محمود بن غيلان، نا علي بن حفص، نا شعبة، عن مجالد بن سعيد، قال: سمعت الشعبي يقول لإسماعيل بن أبي خالد: لمع تسأل عن هذا أ ما لك صنعة ؟ قال: أسأل كما سألت، قال: وددت أني لم أسأل.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة(4) ، قال: و قال محمّد بن أبي عمر قال سفيان: قال الشعبي: لو علمت العلم، لم أتعلم هذا العلم الذي جئتم تطلبونه.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، و أبو الحسين بن محمّد بن الفرّاء، قالا: أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن أبي طاهر الدقاق،

ص: 367


1- الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 665/1.
2- عند أبي زرعة: الفتيا.
3- في م: و أنا.
4- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 664/1.

و أبو القاسم عبد الرّحمن بن عبيد اللّه بن محمّد بن الحسين الحربي، قالا: أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن الزبير الكوفي، نا الحسن بن علي بن عفان العامري، نا زيد بن الحباب، عن مالك بن مغول قال: سمعت الشعبي يقول: ليتني لم أكن علمت من ذا العلم شيئا.

قال: و أنا الحسن بن أبي بكر، أنا عثمان بن أحمد الدقاق، نا الحسن بن سلاّم، نا أبو نعيم، نا أبو الجابية الفرا، قال: قال الشعبي: إنا لسنا بالفقهاء و لكنا سمعنا الحديث فرويناه، و لكن الفقهاء من إذا علم عمل.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم(1) ، نا.

ح و أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أحمد بن الحسن، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّواف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا يوسف بن موسى، نا حكام، نا عيسى أبو(2) معاذ، عن ليث قال: كنت أسأل الشعبي فيعرض عني و يجبهني بالمسألة.

قال: فقلت: يا معشر العلماء، يا معشر الفقهاء، تروون عنا أحاديثكم و تحيهوننا(3) بالمسألة، فقال الشعبي: يا معشر العلماء، يا معشر الفقهاء لسنا بفقهاء و لا علماء، و لكنا قوم قد سمعنا حديثا فنحن نحدثكم بما سمعنا، إنما الفقيه من ورع عن محارم اللّه عز و جلّ، و العالم من خاف اللّه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا أبو بكر الحميدي، نا سفيان قال: سمعت ابن شبرمة قال: سئل الشعبي عن شيء فلم يجب فيه، فقال رجل عنده: أبو عمرو يقول فيه كذا، فقال الشعبي: هذا في المحيا، فأنت عليّ في الممات أكذب(4).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا إبراهيم بن محمّد، نا

ص: 368


1- انظر حلية الأولياء 311/4.
2- حلية الأولياء: عيسى بن معاذ.
3- عن الحلية، و بالأصل: «و تجبهونا» و في م: «تجمعونا».
4- سير الأعلام 303/4-304.

سفيان، عن ابن شبرمة قال: كان الشعبي إذا سئل عن مسألة قال: زبّاء ذات و بر، لا تنقاد و لا تنساق، و لو سئل عنها أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم لأعضلتهم.

أنبأنا أبو طالب بن يوسف، أنا إبراهيم بن عمر البرمكي.

ح و حدثنا أبو المعمر الأنصاري، أنا المبارك بن عبد الجبار، أنا علي بن عمر الزاهد، و إبراهيم بن عمر قالا: أنا أبو(1) عمر بن حيّوية، أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، نا أبو محمّد عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة، قال في حديث الشعبي أنه كان إذا سئل عن معضلة قال: زبّاء ذات و بر، أعيت قائدها و سائقها، لو ألقيت على أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم لأعضلت بهم.

يرويه ابن عيينة عن ابن شبرمة عن الشعبي.

قوله: زبّاء ذات و بر يريد أنها مسئلة شاقة صعبة، و ضرب الزباء من الإبل لها مثلا، يقال في المثل: «كلّ أزبّ نفور»(2) و قال زيد الخيل:

فجاد عن الطعان أبو أثال *** كما جاد الأزبّ عن الظّلال(3)

و في بيت آخر:

كما حاد الأزبّ عن الظّعان(4)

و هو حبل يشدّ به الهودج، و الأزبّ من الإبل: يكثر شعر حاجبيه فهو يراه فينفر.

قوله: لأعضلت بهم أي اشتدّت عليهم، و منه يقال: داء عضال أي شديد، و أما قوله عمر: أعوذ باللّه من كل معضلة(5) ليس فيها أبو حسن يعني عليّا فإنه من عضلت المرأة إذا نشب الولد فلم يخرج منه إلاّ قليل و بقي سائره معترضا قال الشاعر:

ص: 369


1- كتبت فوق الكلام بالأصل بين السطرين، و انظر م.
2- المثل في تاج العروس (زبب)، و هو لزهير بن جذيمة العبسي، انظر جمهرة الأمثال 152/2 و المستقصي 397/1.
3- البيت في شعره (شعراء إسلاميون) ص 198 برواية: فحاد... كما حاد.
4- البيت للنابغة الذبياني، و هو في ديوانه ط بيروت ص 120 و صدره فيه: أثرت الغيّ ثم نزعت عنه.
5- و روي معضّلة، كما في النهاية لابن الأثير (عضل) أراد المسألة الصعبة، أو الخطة الضيقة المخارج، من الإعضال أو التعضيل.

و إذا الأمور أهم عزّ نتاجها *** يسّرت كلّ معضّل، و مطرّق(1)

المعضّل ما ذكرناه، و المطرّق من قولهم طرقت القطاة إذا حان خروج بيضتها فعسر عليها يضرب مثلا لكلّ أمر يضيق، يقال: كل أمر مطرّق معضّل.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو الأصبهاني، أنا أبو محمّد المديني(2) ، أنا أحمد بن محمّد اللنباني(3) ، نا عبد اللّه بن محمّد القرشي، حدّثني الفضل بن إسحاق، نا جعفر بن عون(4) ، عن عيسى الخياط(5) قال: سأل رجل الشعبي عن شيء فقال: قال ابن مسعود كذا و كذا، فقال: أخبرني برأيك، فقال: أ لا ترون إلى هذه أخبره عن ابن مسعود و يسألني عن رأيي! اللّه تبارك و تعالى، آثر عندي و ديني من أن أقول فيها برأيي، و اللّه لا ان أتغيّى تغيية أحبّ إليّ من أن أقول فيها برأيي(6).

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر الحريري، أنا إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي، نا أبو عمر بن حيّوية، نا محمّد بن هارون بن حميد بن المجدّر، نا أحمد بن منيع، نا خالد بن عبد الرّحمن، نا مالك بن مغول، عن الشعبي قال: ما أتاكم عن أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم فخذوا به، و ما جاءوك به عن رأيهم فاطرحه في الحشّ.

أخبرنا أبو طاهر محمّد بن محمّد بن الحارث الحارثي، و محمّد بن محمّد بن عبد اللّه المؤذن، و أبو الفضل محمّد بن سليمان بن الحسن بن عمرو الفنديني(7) ، و أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن أبي ذرّ السّلامي، قالوا: أنا أبو بكر محمّد بن علي بن حامد الشاشي، نا أبو الفضل منصور بن نصر الكاغدي، أنا الهيثم بن كليب الشاشي، نا محمّد بن عيسى بن حيّان المدائني، نا شعيب هو ابن حرب، نا مالك قال: قال الشعبي.

ص: 370


1- البيت للكميت كما في اللسان و التاج، و هو في ديوانه 256/1 و برواية «غب نتاجها» و بالأصل و م: «بشرب» و المثبت: «يسرت» عن المصادر السابقة.
2- في م: المدني.
3- بالأصل و م: اللبناني، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.
4- بالأصل و م: عدن، خطأ و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 415/3.
5- كذا بالأصل، و في م: الحناط، و كلاهما صواب، فقد ورد في الاكمال 275/3 تبعا للدار قطني: الحباط، و الحناط، و الخياط و هو يشتهر بالحاء و النون.
6- بالأصل: «أقول فيها برأي، و اللّه لا ان أتعيى تعيية أحب إلي... برأي» صوبنا العبارة عن م.
7- رسمها بالأصل: «العبدي» و في م: «القندي» صوبنا اللفظة عن المطبوعة.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الفضل بن البقال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا أبو نعيم - يعني الفضل بن دكين - نا مالك، قال: قال لي الشعبي: ما حدثوك عن أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم فاحفظه، و ما جاءوا به عن رأيهم فاطرحه في الحشّ.

- و في رواية حنبل: و ما حدثوك عن رأيهم فارم به في الحشّ-.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا عبد الرّحمن بن عبيد اللّه بن محمّد الحرفي(1) ، نا أبو بكر أحمد بن سلمان، نا جعفر بن محمّد بن شاكر، نا عبد الرّحمن بن هاني، نا سليم مولى الشعبي، قال: سمعت الشعبي يقول:

اقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن المظفّر، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد بن يوسف، أنا أبو جعفر العقيلي، نا أحمد بن داود القومسي، نا عبد اللّه بن عمر بن أبان، نا عبد الحميد الحمّاني، نا النضر بن عبد الرّحمن قال:

كنت جالسا عند الشعبي و إلى جنبه المغيرة بن سعيد قال الشعبي: افترق الناس أربع فرق: و محبّ لعليّ مبغض لعثمان، و محبّ لعثمان مبغض لعليّ، و محبّ لهما جميعا و مبغض لهما جميعا، قال: قلت: يا أبا عمرو من أيّهم أنت ؟ فضرب على فخذ المغيرة بن سعيد و قال: أما إنّي مخالف لهذا، قال: قد علمت. قال عامر: أنا ممن يحبهما جميعا و يستغفر لهما جميعا.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو الحسن بن رزقويه، أنا محمّد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب، نا علي بن حرب، نا سفيان، عن رجل، عن الشعبي قال:

تفرق الناس منذ وقع هذا الأمر - يعني قتل عثمان - على أربعة أصناف: محبّ لعلي مبغض لعثمان، محبّ لعثمان مبغض لعلي، محب لهما كلاهما، مبغض لهما كلاهما(2) ، قيل: يا أبا عمرو من أي هذه الأصناف أنت ؟ قال: محبّ لهما جميعا.

ص: 371


1- في م: «الخرفي».
2- كذا بالأصل.

أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمّد الأسدي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن يحيى، أنا علي بن يعقوب بن أبي العقب، نا القاسم بن موسى بن الحسن الأشيب، حدّثني الحجّاج بن حمزة، نا حسين الجعفي، عن عمر بن ذرّ قال:

خشع الشعبي فأتاه رجل فقال: يا أبا عمرو ما تقول في عليّ و عثمان ؟ قال الشعبي: و اللّه إنّي لغنيّ(1) من أن يطلبني عليّ و عثمان يوم القيامة بمظلمة.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان.

ح(2) أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّاء، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، قالا:

نا عباس بن محمّد الدوري، نا عبيد اللّه بن موسى، نا أبو كبران - يعني الحسن بن عقبة المرادي، قال: سمعت الشعبي يقول: أحبّ أهل بيت نبيك و لا تكن رافضيا، و اعمل بالقرآن و لا تكن حروريا، و اعلم أن ما أصابك من حسنة فمن اللّه، و ما أصابك من سيئة فمن نفسك، و لا تكن قدريا و أطع الإمام و إن كان عبدا حبشيا.

أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسن، أنا أبو الفتح أحمد بن عبيد اللّه بن أحمد السّوذرجاني، نا إبراهيم بن محمّد بن سليمان الحافظ، نا محمّد بن إبراهيم بن علي بن عاصم، نا العبّاس بن أحمد بن محمّد بن أبي شحمة الختّلي - ببغداد - نا أبو همّام، نا ضمرة، نا سفيان - يعني الثوري - يذكر ذاك عن الشعبي قال:

أرج علم ما لم تعلم(3) إلى اللّه، و لا تكوننّ مرجئا، و اعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، و لا تكونن قدريا و اسمع و أطع و إن كان عبدا حبشيا، و لا تكوننّ خارجيا و أحب صالح بني هاشم و لا تكوننّ خشبيا.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، و أبو الفتح محمّد بن علي بن عبد اللّه المصري، و أبو القاسم منصور بن أبي أحمد بن حبيب الحبيبي، و أبو عدنان عبيد اللّه بن محمّد بن

ص: 372


1- في م: انني.
2- عن م، سقطت «ح» من الأصل.
3- بالأصل و م: يعلم.

الحارث الحنفي(1) ، قالوا: أنا أبو عطاء عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الرّحمن الأزدي الجوهري، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن جعفر بن محمود بن حسان الماليني، أنا أبو علي أحمد بن محمّد بن علي بن رزين(2) الباشاني(3) ، نا أحمد بن عبد الرحيم أبو بكر الفاريابي، نا عبد العزيز بن أبان، نا سبيع بن عبد القدوس الحميري، عن الشعبي قال:

اعلم أن ما أصابك من حسنة فمن اللّه، و ما أصابك من سيئة فمن نفسك، و لا تكوننّ قدريا و أحب أهل بيت نبي اللّه و لا تكن شيعيا، وقف عند الشبهات و لا تكن مرجئا و اعمل بالقرآن و لا تكن حروريا.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(4) ، أنا عبد الحميد بن عبد الرّحمن الحمّاني، أنا الوصّافي عن عامر الشعبي، قال: أحبّ صالح بني هاشم و لا تكن شيعيا، و ارج ما لم تعلم و لا تكن مرجئا، و اعلم أن الحسنة من اللّه و السيئة من نفسك، و لا تكن قدريا، و أحبّ من رأيته يعمل بالخير و إن كان أخرم سنديا.

أخبرنا أبو طاهر محمّد بن الحسين بن الحنّائي، أنا أحمد و محمّد ابنا عبد الرّحمن بن عثمان، أنا يوسف بن القاسم الميانجي(5).

ح و أخبرنا أبو العزّ بن كادش، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ قالا: أنا أبو حفص عمر بن أيوب السّقطي، نا محمّد بن معاوية.

ح و أخبرنا أبو طالب بن أبي عقيل، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الرّحمن بن عمر، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا محمّد بن يزيد بن طيفور، قالا: أنا أبو معاوية - زاد ابن لؤلؤ: الضرير نا مالك بن مغول - نا الشعبي - و في حديث الميانجي و ابن الأعرابي:

عن الشعبي - قال: لو كانت الشيعة من الطير لكانوا رخما، و لو كانوا من البهائم كانوا - و في حديث ابن الاعرابي: لكانوا حمرا-.

ص: 373


1- في م: «الخثفي».
2- بالأصل: «الباشام» و في م: «الباهلي» و كلاهما تحريف و الصواب ما أثبت الباشاني، و هذه النسبة إلى باشان من قرى هراة (انظر الأنساب و سير الأعلام 523/14).
3- عن م و بالأصل: زين.
4- الخبر في طبقات ابن سعد 248/6.
5- في م: اليانجي، خطأ.

أنبأنا أبو طالب بن يوسف، أنا أبو إسحاق البرمكي.

ح و حدّثنا أبو المعمر المبارك بن أحمد الأنصاري، أنا المبارك بن عبد الجبار، أنا أبو الحسن علي بن عمر القزويني، و أبو إسحاق البرمكي، قالا: أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبد اللّه(1) بن عبد الرّحمن، نا عبد اللّه بن محمّد بن قتيبة، قال: في حديث الشعبي أنه ذكر الرافضة فقال: لو كانوا من الطير لكانوا رخما، و لو كانوا من الدّوابّ لكانوا حمرا.

حدّثنيه محمّد بن خالد، حدّثناه سالم بن قتيبة، عن مالك بن مغول، عن الشعبي، إنما خص الرّخم من بين الطير لأنها ألأم الطير و أظهرها موقا و أقدرها طعما، و العرب تضرب بها المثل في الموق، قال الكميت يهجو رجلا:(2)

أنشأت تنطق في الأمو *** ر كوابد الرّخم الدّوائر(3)

إذ قيل: يا رخم انطقي *** في الطير إنك شرّ طائر

فأتت بما هي أهله *** و العيّ من شلل المحاور(4)

و الدوائر التي تدور إذا حلّقت.

و قوله إذا قيل يا رخم انطقي: أراد قول الناس: إنك من طير اللّه فانطقي، و جعل العيّ كالشلل، و أما قذر طعمها فإنها تأكل العذرة و لذلك قال الشاعر:

تحمّق و هي كيّسة الحويل(5)

يعني الرّخمة و هي تسمى أنوقا، و زخمة، و الحويل: الحيلة.

بلغني عن المفضل الضّبّي أنه قال: قلت لمحمّد بن سهل راوية الكميت: أي كيس عندها و نحن لا نعرف طائرا أموق منها فقال: و ما موقها؟ و هي تحضن بيضها،

ص: 374


1- في م: أنا أبو عبد اللّه.
2- شعر الكميت بن زيد جمع د. داود سلوم 227/1/1.
3- في شعره: كوافد الرخم المداور.
4- في شعره: شلل المحاضر.
5- البيت في التاج بتحقيقنا (حول) منسوب للكميت، و صدره فيه: و ذات اسمين و الألوان شتى و هو أيضا في اللسان و المقاييس 121/2 و الصحاح. (حول).

و تحمي فرخها، و تحبّ ولدها، و لا تمكّن إلاّ زوجها، و تقطع في أول القطائع، و ترجع في أول الرواجع، و لا تطير في التحسير، و لا تغتر بالتشكير، و لا تربّ بالوكور، و لا تسقط على الجفير.

أما قوله: تقطع في أول القواطع، و ترجع في أول الرواجع فإن الصّيادين إنما يطلبون الطير بعد أن يعلموا أن القواطع قد قطعت فتقطع الرّخمة أولا فتنجو، يقال:

قطعت الطير قطاعا إذا قطعت من بلد إلى بلد، و قطع الرجل البلد قطوعا و قطع الأديم قطعا.

و قوله: و لا تطير في التحسير، يريد أنها تدع الطيران أيام التحسير كلها، فإذا نبت الشكير، و هي صغار الريش، لم تتحامل به كما يفعل بعض الطير و لكنها تنتظر حتى يصير للريش قصب [ثم تطير](1).

و قوله لا تربّ بالوكور، يقال: أربّ فلان بالمكان و ألبّ به إذا أقام فيه، و وكور الطير يكون في عرض الجبل. يقول: فهي لا ترضى بمواضع الوكور فتبيض فيها، و لكنها تبيض في أعالي الجبال حيث لا يبلغه إنسان، و لا سبع و لا طائر، و لذلك يقال في المثل: دونه بيض الأنوق إذا كان لا يوصل إليه، و كذلك يقال: دونه النجم، و دونه العيّوق و قال الكميت(2):

و لا تجعلوني في رجائي ودّكم *** كراج(3) على بيض الأنوق احتيالها

يقول: لا تجعلوني كمن رجا ما لا يكون و احتبالها صيدها بالحبالة يريد أن من رجا أن يصيدها على بيضها فقد قدّر ما لا يكون.

و قوله: و لا تسقط على الجفير. و هي الجعبة، يقول: لا تسقط في مواضع تراها فيه، لأنها تعلم أن فيها سهاما.

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل الفارسي، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن حمدان الجلاّب(4) بهمذان، نا

ص: 375


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
2- البيت في ديوانه 81/2 و المقاييس «حبل».
3- بالأصل و م: «كراخ» و الصواب ما أثبت عما سبق، و باعتبار ما يلي.
4- قسم من الكلمة مطموس، و المثبت عن م.

أبو حاتم الرازي نا(1) الأنصاري، نا ابن عون قال: كان إبراهيم و الحسن و الشعبي يأتون بالحديث على المعاني، و كان القاسم بن محمّد، و محمّد بن سيرين، و رجاء بن حيوة يعيدون(2) الحديث على حروفه.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن عبد الملك بن عمر بن خلف.

و أخبرني أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الفتح عبد الملك بن خلف، أنا أبو حفص بن شاهين، نا محمّد بن مخلد.

ح قال: و أنا ابن الطّيّوري، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا عثمان بن محمّد بن أحمد المحرمي، نا إسماعيل الصفار، قالا: نا عباس الدوري، نا أبو بكر بن أبي الأسود، نا إسماعيل بن عليّة، عن ابن عون قال: كان الحسن و الشعبي و إبراهيم يجيئون بالحديث مرة هكذا و مرة هكذا، قال: فذكرت ذلك لمحمّد فقال: أما أنهم لو حدثوا كما سمعوا كان خيرا.

قال ابن عون: و كان القاسم بن محمّد، و محمّد بن سيرين، و رجاء بن حيوة أشباها - يعني يأتون باللفظ-.

أخبرنا أبو المعالي الفارسي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، أخبرني محمّد بن محمّد بن يعقوب، أخبرني محمّد بن إسحاق بن إبراهيم، نا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، أنا إسماعيل بن إبراهيم بن عليّة، عن ابن عون قال: كان الحسن و النّخعي و الشعبي يأتون بالحديث مرة هكذا و مرة هكذا، فذكر ذلك لمحمّد بن سيرين فقال: أما أنهم لو حدثوا كما سمعوا كان أفضل.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد أحمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن مخلد بن حفص العطار. حدّثني جنيد - هو ابن حكيم - نا أبو غسان المسمعي، نا عبد الخالق صاحب الأكفان، عن ابن عون قال: كان الشعبي إذا تكلم كأنه عزلاء(3) فتح فاها.

ص: 376


1- سقطت «نا» من الأصل و استدركت عن م.
2- كذا بالأصل، و مهملة بدون نقط في م، و في المطبوعة: يقيدون.
3- العزلاء: فم المزادة الأسفل (اللسان).

أخبرنا أبو القسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب(1) ، نا ابن نمير، نا عيسى بن يونس، عن الأعمش قال: مررت على الشعبي و كان عربيا فصيحا.

قال: و نا يعقوب(2) ، نا أبو بكر، نا سفيان قال: سمعت سالما يقول: كان الشعبي إذا رآني قال:

يا شرطة اللّه قعي فطيري *** كما تطير حبّة الشعير

قال سالم: تسخر بي ؟ - قال أبو يوسف(3) ذكر شيئا سقط علي - ثم يرجع إلى الحديث، و كان يقول: ما رأيت قراء أهل زمان أغلظ رقابا، و لا أرقّ ثيابا منهم، و كان يجالس الشعبي.

و كان الرجل يخرج إلى السّوق في الحاجة فيمر بالمسجد فيقول الرجل: أدخل فأصلّي ركعتين ثم أخرج فأقضي حاجتي، فيرى الشعبي يحدث فيجلس إليه حتى تفوته حاجته و يفترق السّوق، فكان هذا الرجل يقول للشعبي: أي مبطل الحاجات، أي مبطل الحاجات، و كان هذا الرجل يقول: نصف عقلك مع أخيك.

اسم هذا الرجل زيد بن إياس(4) الهمداني.

قال: و نا يعقوب(5) ، نا محمّد بن عبد اللّه بن نمير، نا ابن إدريس، عن مالك بن مغول، عن زيد بن إياس الهمداني، قال: كان من كلامه: نصف عقلك مع أخيك، و كان يقول: لم أر قوما أعظم رقابا و لا أرق ثيابا و لا آكل لطعام(6) من قرّاء هذا الزمان، فكان إذا مر بالشعبي قال: يا مبطل الحاجات.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش - فيما ناولني إياه و قرأ علي إسناده و قال اروه عني - أنا أبو علي محمّد بن الحسين الجازري، أنا المعافا بن زكريا(7) ، نا محمّد بن الحسن بن

ص: 377


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: «أبو يونس» و في المعرفة و التاريخ كالأصل و م: أبو يوسف.
2- المصدر نفسه 595/2 الخبر و الشعر.
3- الخبر في المعرفة و التاريخ 603/2.
4- عن م و بالأصل: إناس.
5- المعرفة و التاريخ 602/2.
6- في المعرفة و التاريخ: لمخ طعام.
7- الخبر في الجليس الصالح الكافي 385/3-386.

دريد، أنا عبد الأول بن مزيد السّعدي، حدّثني أبو عدنان، عن الهيثم بن عدي، عن ابن عياش الهمداني قال:

كان الشعبي إذا ابتدأ في حديث أحببت أن لا يقطعه من حسنه، قال: فإنه ليتحدث يوما عنده خنيس(1) العلاّك، قال: فقام خنيس فقال: ما أبغض إليّ الفقيه يكون جيد الكلام، فقال الشعبي: من هذا؟ فقالوا: خنيس العلاّك، قال: و ما خنيس ؟ قالوا: يبيع العلك، فأقبل عليه فقال: ويحك يا خنيس ما أحوجك إلى محدرج شديد الإحصاد لين المهزّة، قد أخذ من عجب ذنب عود إلى مغرز عنقه فيوضع منك على مثل ذلك الموضع، فيكثر له رقصاتك من غير جذل، قال: و ما ذاك ؟ قال: شيء لنا فيه أرب و لك فيه أدب.

قال المعافي: قوله: محدرج أي سوط محكم جيد الفتل كما قال الشاعر:

أخاف زيادا أن يكون عطاؤه *** أداهيم سودا أو محدرجة سمرا(2)

و قوله: شديد الإحصاد، أي قد أحكم و اشتد، يقال: حبل(3) محصّد أي موثق، و قوله: لين المهزّة يصفه بالتثني إذا هزّ كما قال الشاعر يصف رمحا(4):

تقاك بكعب واحد و تلذه *** يداك إذا ما هزّ بالكف يعسل

و أما قوله: قد أخذ من عجب ذنب عود، فإن العود: البعير المسنّ، و عجب الذنب أصله، و هو العصعص، و يقال له القحقح(5) ، و روي عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أنه قال: «يبلى من ابن آدم كل شيء إلاّ عجب الذنب، فإنه منه ركّب و بدئ خلقه» [5427].

و روينا خبر الشعبي هذا من طريق آخر:

أنه قال في صفة السّوط: يؤخذ من صليف العنق إلى عجب الذنب، و صليف العنق صفحته، و يقال: عجم(6) الذنب في هذا بالميم و هذا مما تعاقبت فيه الباء و الميم

ص: 378


1- عن م و الجليس الصالح و بالأصل: خنبس.
2- البيت للفرزدق، و هو في ديوانه 188/1 و اللسان (حدرج) باختلاف الرواية.
3- عن م و الجليس الصالح و بالأصل: جمل.
4- البيت لأوس بن حجر، ديوانه ص 96 و اللسان (عسل).
5- تقرأ بالأصل بفاءين، و الصواب بقافين عن م و الجليس الصالح.
6- تقرأ بالأصل: عجم و تقرأ: عجب، و المثبت يوافق م و الجليس الصالح.

كما قالوا: ركمه سوء و ركبه، و ضربة لازب و لازم في حروف كثيرة، قال اللّه تعالى:

إِنّٰا خَلَقْنٰاهُمْ مِنْ طِينٍ لاٰزِبٍ (1) و من اللاّزب قول نابغة بني ذبيان(2):

و لا يحسبون الخير لا شرّ بعده *** و لا يحسبون الشرّ ضربة لازب

قال كثيّر في الميم(3):

و ما ورق الدنيا بباق لأهله *** و ما حدثان الدهر ضربة لازم

و في هذا لغة أخرى و هي لاتب بالتاء و الباء، و هي لغة في قيس، و أنشد الفراء:

صداع و توهيم العظام و فترة *** و غثي مع الأحشاء في الجوف لاتب(4)

و أمّا قوله: من غير جذل، فالجذل: الفرج، يقال: قد جذل الرجل يجذل جذلا إذا سرّ و فرح، فأمّا الجذل بالإسكان فهو العود المنتصب و فيه لغتان: جذل و جذل قال ذو الرمة(5):

[تظل] ترى الحرباء فيها مصليا *** على الجذل إلاّ أنه لا يكبّر

إذا حوّل الظلّ العشيّ رأيته *** حنيفا و في قرن الضحا يتبصّر

و الحرباء دابّة، يقال للأنثى منها أم حبين، و هو يقف على العود مستقبل الشمس يدور معها حيث دارت، و قد اختلف في علة هذا، فقال قائلون: هذه دابة مقرورة تتبع الشمس لتستدفئ بها، و قال آخرون: بل تستضرّ بالشمس فتتقيه برأسها لأنه أقوى ما فيها، و القول الأول أشبه القولين بالصّواب عندي.

و قوله لنا فيه أرب أي حاجة قال ذو الرمة(6):

و الهمّ عين أثال ما ينازعه *** من نفسه لسواها مورد أرب

ص: 379


1- سورة الصافات، الآية: 11.
2- البيت في ديوانه ص 48.
3- البيت في ديوانه ص 225 و الأغاني 15/9 و حماسة البحتري ص 224 و التاج بتحقيقنا (لزب)، و اللسان بتحقيقنا (لزم).
4- البيت في اللسان: (لتب).
5- ديوان ذي الرمة ص 631 و 632.
6- ديوانه ص 61.

[قال القاضي]: و إنّي لأستحسن قول أبي نواس(1):

كما لا ينقضي الأرب *** كذا لا يفتر الطّلب

و هذا من أفصح كلام و أصحه، و أعذبه و للّه در السّابق إلى أصل هذا المعنى القائل:

تموت مع المرء حاجاته *** و تبقى حاجة ما بقي(2)

[قال القاضي:](3):

و قد روينا عن الشعبي من وجه آخر أنه أجاب خنيسا عن قوله هذا بأن قال: بعض الأمر، و هذا جواب حسن بليغ مختصر، و إن كان لما أتت به هذه الرواية موقعها من الحسن و البلاغة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّواف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا محمّد بن العلاء، نا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، قال: قلت لإسماعيل بن أبي خالد: أين كان مجلس الشعبي في الكوفة ؟ قال: لم يكن له مجلس معلوم، و لكن كان إذا رأى قوما جلس إليهم.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(4) ، أنا خلف بن تميم، نا أبي: أن الشعبي كان لا يقوم من مجلسه حتى يقول: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، و أشهد أن محمّدا عبده و رسوله، و أشهد أن الدّين كما شرع، و أشهد أن الإسلام كما وصف، و أشهد أنّ الكتاب كما أنزل، و أن القرآن كما حدّث، و أشهد أن اللّه هو الحق المبين، فإذا ذهب لينهض قال: ذكر اللّه(5) محمّدا منا بالسّلام.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن

ص: 380


1- ديوان أبي نواس ص 336.
2- البيت في عيون الأخبار لابن قتيبة 132/3 منسوبا فيه للصلتان العبدي.
3- زيادة منا للإيضاح.
4- طبقات ابن سعد 255/6.
5- قوله: «قال: ذكر اللّه» مكرر بالأصل و م. و المثبت يوافق عبارة ابن سعد.

الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب(1) ، نا أبو نعيم، نا سفيان قال: قال الشعبي:

ما ضربت مملوكا لي قطّ، و لا أخذت له ضريبة.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو الأصبهاني، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد، نا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني أبو صالح، قال: سمعت أبا وهب قال:

جاء رجل إلى الشعبي فشتمه(2) في ملأ من الناس فقال الشعبي: إن كنت كاذبا فغفر اللّه لك، و إن كنت صادقا فغفر اللّه لي، كذا قال لي.

و قد أخبرنا أبو غالب شجاع بن فارس في كتابه أنا محمّد بن علي الحربي، و علي بن أحمد الملطي، قالا: أنا أحمد بن محمّد بن دوست - زاد الحربي: و محمّد بن عبد اللّه بن أخي ميمي - قالا: أنا الحسين بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني أبو صالح المروزي(3) ، قال: سمعت أبا وهب محمّد بن مزاحم قال: جاء رجل إلى الشعبي فشتمه في ملأ من الناس فقال الشعبي: إن كنت كاذبا فغفر اللّه لك، و إن كنت صادقا فغفر اللّه لي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، نا زكريا بن يحيى، نا الأصمعي، نا سلمة بن بلال، عن مجالد، عن الشعبي قال: العلم أكثر من أن يحصى، فخذ من كل شيء أحسنه.

و به عن الشعبي قال: ليس حسن الجوار تكفّ(4) أذاك عن الجار، و لكن حسن الجوار أن تصبر على أذى الجار.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي الأنماطي، أنا أبو الفرج محمّد بن فارس الغوري، أنا محمّد بن جعفر العسكري، نا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني هاشم بن أبي هاشم، أنا عبد العظيم بن حبيب الفهري(5) ، نا عيسى بن

ص: 381


1- الخبر في المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 602/2.
2- عن م و بالأصل: فسمعه.
3- في المطبوعة: المروذي.
4- عن م و بالأصل: يكف.
5- في م: الفهمي.

المسيّب البجلي قال: سمعت الشعبي يقول: لا خير في علم بلا عقل، و من ثمّ قيل: ما عبد اللّه مثل حليم.

أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب، أنا عبد الكريم بن الحسن، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أحمد بن محمّد بن جعفر الجوزي، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا يعقوب بن إسماعيل بن حمّاد، نا عبد الرّحمن بن مهدي، نا حمّاد بن سلمة، عن عامر الأحول قال: قال الشعبي: زين العلم حلم أهله.

أخبرتنا فاطمة بنت عبد القادر بن أحمد بن الحسن بن السّماك، قالت: أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن أحمد بن يعقوب بن قفرجل، أنا جدي أبو بكر محمّد بن عبيد اللّه بن الفضل بن قفرجل، نا محمّد بن الهيثم الأنماطي، نا أحمد بن يحيى الحلواني، نا الحسن بن حمّاد الورّاق، نا محمّد بن الحسن بن أبي يزيد، عن مسعر، عن محمّد بن جحادة قال: كان الشعبي من أولع الناس بهذا البيت:

ليست الأحلام في حين الرّضا *** إنّما الأحلام في حين الغضب(1)

أخبرنا أبو الفتح أحمد بن محمّد الحدّاد في كتابه.

و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل عنه، أنا أبو عبد اللّه سفيان بن محمّد بن الحسن، نا أبو حفص بن شاهين، نا أحمد بن علي بن العلاء، نا محمود بن خداش، نا محمّد بن الحسن الهمداني، قال: ذكر مسعر، عن محمّد بن جحادة قال:

كان الشعبي أولع بهذا البيت:

ليست الأحلام في حال الرّضا *** إنّما الأحلام في حال الغضب

أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمّد، أنا أبو القاسم علي بن محمّد، أنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد الجوبري(2) ، أنا علي بن يعقوب بن أبي العقب، نا القاسم بن موسى الأشيب، نا الحجّاج بن حمزة، نا محمّد بن حسن المروزي، أنا ابن المبارك، نا رجل عن سفيان، عن محمّد بن جحادة، عن الشعبي قال: كان يتمثل بهذا

ص: 382


1- نسبه بحاشية المطبوعة لمسكين الدارمي. و هو في ديوانه ص 22.
2- مهملة بالأصل، و في م: «الحريري» و المثبت عن المطبوعة.

البيت من كلام ابن(1) مسكين.

أخبرنا أبو بكر بن المرزفي، نا محمّد بن علي بن المهتدي، أنا محمّد بن عبد اللّه بن أحمد، نا محمّد بن سعيد بن عبد الرّحمن القشيري(2) ، نا الميموني - يعني عبد الملك بن عبد الحميد بن عبد الحميد - حدّثني أبي قال: كان الشعبي كثيرا ما يتمثل بهذين البيتين:

ليست الأحلام في حين الرّضا *** إنّما الأحلام في حين الغضب

أصدق القوم إذا لاقيتهم *** تخلص الفضّة منهم و الذّهب

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب، أنا علي بن القاسم بن الحسن الشاهد - بالبصرة - نا علي بن إسحاق المادرائي(3) ، نا أبو قلابة، حدّثني علي بن الجعد، نا أبو يعلى أخو يزيد بن هارون، عن أبي حنيفة قال: كان الشعبي يحدث و رجل خلفه يغتابه فانبعث فقال:

هنيئا مريا غير داء مخامر *** لعزّة من أعراضنا ما استحلّت(4)

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد العلاّف - إجازة -.

و أخبرني أبو المعمر المبارك بن أحمد عنه.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن أبي جعفر، و أبو الحسن بن العلاّف قالا: أنا عبد الملك بن محمّد، أنا أحمد بن إبراهيم الكندي، أنا محمّد بن جعفر الخرائطي، نا عباس الدوري، عن أزهر السّمان، عن ابن عون، عن عمرو بن سعيد، قال: لقيني الشعبي فقال: هات ما عندك، قلت: ما عندي شيء، قال:

أ فلا قلت كما قال كثيّر عزّة:

هنيا مريا غير داء مخامر *** لعزّة من أعراضنا ما استحلّت(5)

ص: 383


1- كذا بالأصل، و قد مرّ قريبا نسبة البيت - كما في حواشي المطبوعة - إلى مسكين الدارمي و ليس إلى ابنه.
2- و هو صاحب كتاب تاريخ الرقة، و الخبر و الشعر في كتابه ص 147-148 بهذا السند.
3- بالأصل و م: «المادراني» و الصواب فيها: المادرائي نسبة إلى مادرايا، و مادراني نسبة إلى مادرانا و كلاهما واحد.
4- نسبه بحواشي المطبوعة إلى كثيّر.
5- البيت في ديوانه ط بيروت ص 56 و فيه: هنيئا مريئا.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن يونس، نا الأصمعي قال:

أسمع رجل الشعبيّ كلاما فقال له الشعبي: إن كنت صادقا فغفر اللّه لي، و إن كنت كاذبا فغفر اللّه لك، ثم أنشأ يقول:

هنيا مريا(1) غير داء مخامر *** لعزّة من أعراضنا ما استحلّت

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، نا عمارة بن وثيمة، نا محمّد بن يزيد العدوي، عن النّضر بن إسماعيل، عن عمرو بن كليب قال: دخل الشعبي على ابن عمّ له، فخلا به في بيته، و دخل ابن عمّ الشعبي و بينهما تباعد فجعل يقع في الشعبي و هو يقول:

هنيا مريا غير داء مخامر *** لعزّة من أعراضنا ما استحلّت

قال الرجل: يا أبا عمرو، اعذرني فو اللّه لا أعود إلى مثلها.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا منصور بن الحسين، و أحمد بن محمود، قالا: نا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن موسى بن علي بن عيسى الدّولابي - ببغداد - نا أبو البختري، نا حسين بن علي، عن عبد الملك بن أبجر قال: انتهى الشعبي إلى رجلين على مجمع طريقين يغتابانه و يقعان فيه فقال:

هنيا مريا غير داء مخامر *** لعزّة من أعراضنا ما استحلّت

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن أبي الصّقر، أنا إسماعيل بن عبد الرّحمن بن عمر بن النحاس، نا القاضي أبو طاهر محمّد بن أحمد بن عبد اللّه بن نصر، نا محمّد بن الحسن الأزدي، نا أبو حاتم، أنا [أبو](2) عبيدة قال:

كتب عبد الملك إلى الحجّاج: أبغني رجلا جامعا للعلم و الفقه، عاقلا لبيبا فاضلا في أخلاقه و مروءته يكون مع ولده، فلما أتاه الكتاب بعث إليه بعامر الشعبي، فقدم عليه رجل الغالب عليه الفقه و الورع، فكأنّ عبد الملك لم ينبسط له، فكان يختلف فيسلّم

ص: 384


1- كذا بالأصل هنا و م بدون همز في اللفظتين، و فيما يلي.
2- سقطت من الأصل و استدركت عن م.

و يجلس لا يسأله عن شيء، حتى دخل الوليد يوما على أبيه، فجلس، و دخل عامر فقال:

من هذا يا أمير المؤمنين ؟ فقال: هذا الوليد بن عبد الملك، فقال الشعبي: هذا كما قال النابغة يوم ملك النعمان بن الحارث(1):

هذا غلام حسن وجهه *** مستقبل الخير سريع التّمام

للحارث الأكبر، و الحارث الأصغر *** و الحارث الأعرج خير الأنام(2)

ثم لهند، و لهند و قد *** أسرع في الخيرات منه إمام

ستّة أملاك هم ما هم(3) *** هم خير من يشرب صوب الغمام

فانبسط عبد الملك بعد ذلك إليه.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، عن أبي الحسن رشأ بن نظيف، نا محمّد بن جعفر التميمي، أنا أبو بكر الخياط، نا المبرّد، عن العتبي، عن أبيه قال: قال الشعبي:

دخلت على عبد الملك بن مروان ففاتحني ضروبا من العلم، فأخذت منها بحظ فقال لي: «تسمع بالمعيدي خير من أن تراه»(4) ، ثم قال لي: روي(5) يا شعبي دالية لبني تميم، فأنشدته سبعين دالية لبني تميم حتى انتهيت إلى قصيدة الأسود بن يعفر التي يقول فيها(6):

نزلوا بأنقرة يسيل عليهم *** ماء الفرات يجيء من أطواد(7)

فقال لي: يا شعبي إنّك لكنف علم.

ص: 385


1- الأبيات للنابغة الذبياني، و هي في ديوانه ط بيروت ص 117.
2- رواية الديوان: للحارث الأكبر و الحارثالأصغر و الأعرج خير الأنام
3- صدره بالديوان: خمسة آبائهم ما هم ؟
4- بالأصل و م: «يراه» و المثبت عن جمهرة الأمثال للعسكري 266/1 و انظر المثل، و هو مثل مشهور للنعمان بن المنذر، و في اللسان «معد» و مجمع الأمثال 86/1 و المستقصي 148/1 و الفاخر 65 و فصل المقال 121.
5- كذا بالأصل و م.
6- البيت من قصيدة مفضلية، الرقم 44 (رقم البيت 13).
7- بالأصل و م «نزلوا بالقوة...» و المثبت عن المفضليات، و بالأصل بالواو، و المثبت عن م و المفضلية.

قال: و نا محمّد بن جعفر، نا أحمد بن السّري، حدّثني أبو الحسن السّجزي، قال: سمعت محمّد بن يعقوب القاضي، قال: سمعت أبا رجاء الجوزجاني قال:

دخل الشعبي على عبد الملك بن مروان فقال: يا شعبي لقد وخمت من كل شيء إلاّ في الحديث الحسن، قال: نعم يا أمير المؤمنين، إنّ الحديث ذو(1) شجون تسلى به الهموم، قال: يا شعبي ما العلم ؟ قال: يا أمير المؤمنين، العلم ما يقربك من الجنة، و يباعدك من النار، قال: يا شعبي ما العقل ؟ قال: ما يعرّفك عواقب رشدك و مواقع غيّك(2) ، قال: متى يعرف الرجل كمال عقله ؟ قال: إذا كان حافظا للسانه، مداريا لأهل زمانه. مقبلا على شأنه.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب(3) ، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد الواحد، أنا محمّد بن العباس، أنا أحمد بن محمّد بن عيسى المكي، أنا محمّد بن القاسم بن خلاّد، نا ابن عائشة، قال:

وجّه عبد الملك بن مروان الشعبي إلى ملك الروم، فلما انصرف من عنده قال: يا شعبي أ تدري ما كتب به إليّ ملك الروم ؟ قال: و ما كتب به إلى أمير المؤمنين ؟ قال:

كتب العجب لأهل ديانتك كيف لم يستخلفوا رسولك هذا، قلت: يا أمير المؤمنين لأنه رآني و لم ير أمير المؤمنين.

قال(4): و أخبرنا محمّد بن عبد الواحد بن علي البزّاز(5) ، أنا القاضي أبو سعيد الحسن بن عبد اللّه بن المرزبان السّيرافي، أنا محمّد بن الحسن بن دريد، نا عبد الرّحمن - يعني ابن أخي الأصمعي - عن عمه، قال:

وجه عبد الملك بن مروان الشعبي إلى ملك الروم في بعض الأمر، فاستكثر الشعبي، فقال له: أ من أهل بيت الملك أنت ؟ قال: لا، قال: فلما أراد الرجوع إلى عبد الملك حمّله رقعة لطيفة، و قال له: إذا رجعت إلى صاحبك فأبلغته جميع ما يحتاج

ص: 386


1- عن م، و بالأصل: و شجون.
2- عن م و بالأصل: غمك.
3- تاريخ بغداد 231/12.
4- المصدر السابق نفسه/الجزء و الصفحة.
5- بالأصل و م «البزار» و المثبت عن تاريخ بغداد.

إلى معرفته من ناحيتنا، فادفع إليه هذه الرقعة، فلما صار الشعبي إلى عبد الملك ذكر له ما احتاج إلى ذكره، و نهض من عنده، فلما خرج ذكر الرقعة، فرجع فقال: يا أمير المؤمنين، إنه حملني إليك رقعة نسيتها حتى خرجت، و كانت في آخر ما حمّلني فدفعها إليه و نهض، فقرأها عبد الملك فأمر برده، فقال: أعلمت ما في هذه الرقعة ؟ قال: لا، قال: فيها عجبت من العرب كيف ملكت غير هذا، أ فتدري لم كتب إليّ بهذا؟ فقال: لا، فقال: حسدني بك، فأراد أن يغويني(1) بقتلك، فقال الشعبي: لو كان رآك يا أمير المؤمنين ما استكثرني، فبلغ ذلك ملك الروم، فذكر عبد الملك، فقال: للّه أبوه، و اللّه ما أردت إلاّ ذاك.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش، أنا محمّد بن الحسين بن الفرّاء، أنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن سويد، نا الحسين بن القاسم الكوكبي، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا محمّد بن يزيد القاضي، حدّثني عمي كثير بن محمّد، نا عبد اللّه بن عياش، قال:

سمعت الشعبي يقول: بعث إليّ عبد الملك فكنت أحادثه، فما رأيت رجلا أعلم منه، ما حدثته بحديث قط إلاّ زادني فيه، و إن كنت لأحدّثه و في يده اللقمة فيمسكها، فأقول: يا أمير المؤمنين امضها لسبيلها أو ردها فيقول: حديثك أحبّ إليّ منها، و كنت عنده ذات ليلة فتمطّى ثم قال: لتذكرني ما قال الشاعر(2):

كأنّي و قد جاوزت سبعين حجّة *** خلعت بها عنّي عذار لجامي

رمتني بنات الدّهر من حيث لا أرى *** فكيف بمن يرمى و ليس برامي

فلو أنّ ما أرمى بسهم رأيته *** و لكنّما أرمى بغير سهام

فقلت له: يا أمير المؤمنين لكنك كما قال لبيد:

كأنّي و قد جاوزت سبعين حجّة *** خلعت لها عن منكبيّ ردائيا(3)

فعاش حتى بلغ سبعا و سبعين فقال(4):

أمست تشكّى إليّ النفس مجهشة *** و قد حملتك سبعا بعد سبعينا

ص: 387


1- كذا بالأصل و م، و في تاريخ بغداد: يغريني.
2- نسب الأبيات محقق المطبوعة إلى عمرو بن قميئة، انظر تخريجها في حاشية المطبوعة.
3- البيت في ديوان لبيد ط بيروت ص 239 (فيما نسب إليه) و انظر تخريجه فيه.
4- البيت في ديوان لبيد ص 225 (فيما نسب إليه) باختلاف الرواية.

فإن تزادي ثلاثا تبلغي أملا *** إنّ الثلاث توفّين الثّمانينا

فعاش حتى بلغ تسعين سنة فقال(1):

أ ليس ورائي، إن تراخت منيّتي *** لزوم العصا تحنى عليها الأصابع

أخبّر أخبار القرون التي خلت(2) *** أدبّ كأني كلّما قمت راكع

فعاش حتى بلغ مائة سنة و عشر سنين فقال:

أ ليس في مائة قد عاشها رجل *** و في تكامل عشر بعدها عمر

فعاش حتى بلغ عشرين و مائة سنة، فقال(3):

و قد سئمت من الحياة و طولها *** و سؤال هذا الناس كيف لبيد

و رأيت عنده ابنا(4) له فقلت له: يا أمير المؤمنين إنّي لأذكر به ما قال الشاعر، قال: و ما قال ؟ قلت:

هذا غلام حسن وجهه *** مستقبل الخير سريع التّمام

للحارث الأكبر و الحارث الأصغر *** و الحارث الأعرج خير الأنام

ثم لهند و ابن هند و قد *** أسرع في الخيرات منه كرام(5)

فطابت نفسه، فقال: ما أعلمك يا شعبي، و وجهني إلى ملك الروم، فلمّا كلمني قال: أنت أحق بموضع صاحبك منه، فقلت: على بابه عشرة آلاف كلهم خير مني، فقال: هذا من عقلك، ثم قال: يا شعبي أريد أن أسألك عن ثلاث خلال، فإن خرجت منهن فأنت أعلم الناس، قلت: سل، قال: حتى تخرج و أشيعك و أسألك عنهن فتمضي و ليس في نفسي منهن شيء، فلما شيّعني قلت: سل عن الثلاث خلال، فقال: يا شعبي لكم مثل ؟ قلت: نعم ليس في الأرض مثل مثله، قال: و ما هو؟ قال: قلت: إذا لم تستح(6) فاصنع ما شئت، قال: حسبك ما سمعت بهذا المثل قط، قال: يا شعبي لما

ص: 388


1- البيتان في ديوان لبيد ص 89 من قصيدة يرثي أخاه أريد.
2- الديوان: مضت.
3- ديوان لبيد ص 46.
4- عن م و بالأصل «ابن» خطأ.
5- مرّت هذه الأبيات قريبا للنابغة الذبياني، و انظر ما مرّ بشأن البيت الثاني.
6- بالأصل و م: «تستحي».

غيّرت لحيتك بصفرة، أ لا صبرت على البياض كما ابتليت أو رددتها إلى نسجها الأوّل فخضبت بالسواد؟ فقلت: هذه سنة نبينا، قال: ما جاء به النبيون فليس فيه حيلة، قال:

أخبرني أنت خير أم أبوك ؟ قال: أبي خير مني، قال: و أنت خير من ابنك ؟ قلت: نعم، قال: و ابنك خير من ابن ابنك ؟ قلت: نعم، قال الحمد للّه الذي ظفرني بك يا شعبي، آخركم يكون قردة و خنازير، إذا كنتم تزدادون في كل قرن شرّا.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو القاسم الحسين بن محمّد الحنائي(1) قال: كتب إلي أبو مسلم محمّد بن أحمد بن علي الكاتب البغدادي من مصر يذكر أن أبا بكر بن دريد حدّثهم، نا أبو عثمان، أنا العتبي قال: دخل الشعبي على عبد الملك فقال: يا شعبي أنشدني أحكم ما قالته العرب و أوجزه، فقال: يا أمير المؤمنين قول امرئ القيس:

صبّت عليه و ما تنصبّ من أمم *** إنّ البلاء على الأشقين مصبوب(2)

و قول زهير(3):

و من يجعل المعروف من دون عرضه *** يفره و من لا يتّق الشّتم يشتم

و قول النابغة(4):

و لست بمستبق أخا لا تلمّه *** على شعث أيّ الرجال المهذّب

و قول عدي بن زيد:

عن المرء لا تسأل و أبصر قرينه *** فإن القرين بالمقارن مقتدي(5)

و قول طرفة(6):

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا *** و يأتيك بالأخبار من لم تزوّد

ص: 389


1- بالأصل و م و المطبوعة: الحمامي، خطأ و الصواب الحنائي، انظر ترجمته في سير الأعلام 130/18.
2- البيت في ديوانه ط بيروت ص 77 و فيه: إن الشقاء بدل إن البلاء.
3- من معلقته، ديوانه ط بيروت ص 87.
4- ديوانه ط بيروت ص 18.
5- ديوانه ص 106 باختلاف الرواية.
6- من معلقته، ديوانه ط بيروت 41.

و قول عبيد(1):

و كلّ ذي غيبة يئوب *** و غائب الموت لا يئوب

و قول لبيد(2):

إذا المرء أسرى ليله ظنّ أنه *** قضى عملا و المرء ما عاش عامل

و قول الأعشى:

و من يغترب عن قومه لا يزل يرى *** مصارع مظلوم مجرّا و مسحبا(3)

و قول الحطيئة(4):

من يفعل الخير لا يعدم جوازيه *** لا يذهب العرف بين اللّه و النّاس

و قول الحارث بن عمرو:

فمن يلق خيرا يحمد الناس أمره *** و من يغولا يعدم على الغيّ لائما(5)

و قول الشمّاخ(6):

و كلّ خليل غير هاضم نفسه *** لوصل خليل صارم أو معارز

فقال عبد الملك: حججتك يا شعبي، يقول طفيل الغنوي(7):

و لا أجالس جاري في خليلته *** و لا ابن عمّي، غالتني إذا غول

حتى يقال، و قد دلّيت في جدث: أين ابن عوف أبو قرّان مجعول

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنا محمّد بن

ص: 390


1- البيت في ديوان عبيد بن الأبرص ط بيروت ص 26.
2- ديوانه ص 254.
3- البيت ملفق من بيتين في ديوانه ط بيروت ص 7 و 8 و هما فيه: متى يغترب عن قومه لا يجد لهعلى من له رهط حواليه مغضبا و يحطم بظلم لا يزال يرى لهمصارع مظلوم مجرّا و مسحبا
4- البيت في ديوانه ط بيروت ص 109.
5- البيت في اللسان (غوى) منسوبا للمرقش، و هو من قصيدة مفضلية رقم 57 للمرقش الأصغر رقم البيت 22.
6- ديوانه ص 31.
7- ديوانه ص 58 باختلاف الرواية.

الحسين، أنا المعافى بن زكريا القاضي(1) ، نا محمّد بن الحسين(2) بن دريد، أنا أبو عثمان الأشنانداني(3) ، أخبرني العتبي قال:

دخل الشعبي على عبد الملك فقال: يا شعبي، أنشدني أحكم ما قالت العرب و أوجزه، فقال: يا أمير المؤمنين قول امرئ القيس(4):

صبّت عليه و ما تنصبّ من أمم *** إنّ الشّقاء على الأشقين مصبوب

و قول زهير:

و من يجعل المعروف من دون عرضه *** يفره و من لا يتق الشّتم يشتم

و قول النابغة:

و لست بمستبق أخا لا تلمّه *** على شعث أيّ الرجال المهذّب

و قول عدي بن زيد:

عن المرء لا تسأل و أبصر قرينه *** فإنّ القرين بالمقارن مقتدي

و قول طرفة:

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا *** و يأتيك بالأخبار من لم تزوّد

و قول عبيد بن الأبرص:

و كلّ ذي غيبة يئوب *** و غائب الموت لا يئوب

و قول لبيد:

إذا المرء أسرى ليلة ظنّ أنه *** قضى أملا و المرء ما عاش عامل

و قول الأعشى:

و من يغترب عن قومه لا يزل يرى *** مصارع مظلوم مجرّا و مسحبا

ص: 391


1- الخبر و الشعر في الجليس الصالح الكافي 428/2 و ما بعدها.
2- كذا بالأصل و الجليس الصالح، و في م: «الحسن» و هو الصواب.
3- في م: الأشنابذاني، خطأ، و اسمه سعيد بن هارون.
4- تقدم تخريج الأبيات في الخبر السابق.

و قول الحطيئة:

من يفعل الخير لا يعدم جوازيه *** لا يذهب العرف بين اللّه و الناس

و قول الحارث بن عمرو:

من يلق خيرا يحمد الناس أمره *** و من يغولا يعدم على الغيّ لائما

و قول الشماخ:

و كلّ خليل غير هاضم نفسه *** لوصل خليل صارم أو معارز

فقال عبد الملك حججتك يا شعبي، يقول طفيل الغنوي:

و لا أجالس جاري في حليلته *** و لا ابن عمّي غالتني إذا غول

حتى يقال إذا دلّيت في جدث *** أين ابن عوف أبو قرّان مجعول

قال القاضي أبو الفرج: بيتا طفيل اللذان أنشدهما عبد الملك و فضلّهما، و زعم أنه حجّ الشعبي بهما - و إن كانا بليغين جيدي المعنى - فالذي أنشده الشعبي من أشعار الشعراء غير مقصّر عنهما، و من تأمّل [ما](1) وصفنا وجده على ما ذكرنا، من غير أن يحتاج إلى تكلّف تفسير ذلك، و إطناب في الاحتجاج له.

فأمّا بيت الشماخ فإن معنى قوله غير هاضم نفسه، أي حامل عليها لخليله، و الهضم: النقص، يقال: هضم فلان فلانا حقه أي نقصه، قال اللّه جل جلاله: وَ مَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصّٰالِحٰاتِ وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَلاٰ يَخٰافُ ظُلْماً وَ لاٰ هَضْماً (2) ، و أما قوله أو معارز، فالمعارز: المتقبض، يقال استعرز عني فلان إذا انقبض، و ألقيت البضعة على النار فعرزت(3) و كان الشماخ سلك سبيل النابغة في بيته الذي أنشده الشعبي في هذا الخبر، و أصل الغرض في هذه الجملة، على ما بين البيتين منا لأحدهما من الشّفّ من تنقيح ألفاظ الشعر، و فضل استغناء أجزاء أحد البيتين على أجزاء الآخر، و أنا قائل في هذا قولا نبين صحته و نوضح حقيقته إن شاء اللّه، فأقول و باللّه التوفيق: إن جملة ألفاظ البيتين التي يجمعها على معنى واحد، هو أن الذي يحفظ الاخوة بين الأخوين، و يحرس الخلّة

ص: 392


1- الزيادة عن م و الجليس الصالح.
2- سورة طه، الآية: 112.
3- بالأصل و م: «أو مغارز... استغرز... فغرزت...» و المثبت عن الجليس الصالح.

بين الخليلين أن يلمّ أحدهما صاحبه على شعثه و يهضم له نفسه، و متى لم يفعل هذا لم يكن على ثقة من استيفائه(1) و كان يعرض مصارمته، و انقباضه عنه و معارزته(2) و بيت النابغة في هذا البيت أفحل و أوفى و أجزل و أشفى، و قد كشف عن العلّة فيما أتى به بقوله: أيّ الرجال المهذّب، فأحسن العبارة عن هذا المعنى، من لك يوما بأخيك كلّه.

و قد نوّه ببيت النابغة هذا رواه الشعر و نقلته، و نقّاده و جهابذته، و استحسنوا تكافؤ أجزائه، و استقلال أركانه، و اشتماله على فقر قائمة بأنفسها، كافية كل واحدة منها.

و هذا من النوع المستفصح، و الفن المستعذب المستملح من أعلى طبقات البلاغة، و قد أتى القرآن منه بالكثير الذي يقل ما أتى منه في الشعر إذا قيس إليه، فتبين بالمميزين كثير فضل ما في القرآن عليه، فمن ذلك قول اللّه عز و جلّ: فَلِذٰلِكَ فَادْعُ وَ اسْتَقِمْ كَمٰا أُمِرْتَ وَ لاٰ تَتَّبِعْ أَهْوٰاءَهُمْ وَ قُلْ آمَنْتُ بِمٰا أَنْزَلَ اللّٰهُ مِنْ كِتٰابٍ وَ أُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ، اللّٰهُ رَبُّنٰا وَ رَبُّكُمْ لَنٰا أَعْمٰالُنٰا وَ لَكُمْ أَعْمٰالُكُمْ لاٰ حُجَّةَ بَيْنَنٰا وَ بَيْنَكُمُ، اللّٰهُ يَجْمَعُ بَيْنَنٰا وَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3) و لنا في هذا الباب رسالة لنا فيها رجحان ما في القرآن من هذا الجنس على كثرته، على ما أتى منه في الشعر على قلته، فلم نطل كتابنا هذا بإعادته، و قد ضممنا منه صدرا صالحا كتابنا المسمى: «البيان الموجز عن علوم القرآن المعجز» و من نظر فيه أشرف على ما يبتهج بدراسته، و يغتبط باستفادته، بتوفيق اللّه تعالى و هدايته.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ. حدّثني أبو سعيد - يعني محمّد بن أحمد بن شعيب الفقيه الخفّاف - نا الحسين بن الحسين بن منصور، نا محمّد بن عبد الوهاب، نا علي بن عثّام، عن أبيه قال:

هرب الشعبي من الحجّاج بن يوسف حتى وقع إلى خراسان فكتب عبد الملك إلى قتيبة بن مسلم في طلبه و رده إلى حضرته، فلما ورد على عبد الملك و جلس في مجلسه خطّأه عبد الملك في أول مجلس جلس إليه في ثلاث، سمع من عبد الملك حديثا فقال:

اكتبنيه يا أمير المؤمنين، فقال: نحن معاشر الخلفاء لا نكتب، و ذكر الشعبي رجلا فكناه

ص: 393


1- الجليس الصالح: استبقائه.
2- عن الجليس الصالح و بالأصل و م: مغارزته.
3- سورة الشورى، الآية: 15.

فقال: نحن معاشر الخلفاء لا نكني في مجالسنا الناس، و دخل الأخطل على عبد الملك فدعا له بكرسي فقال له الشعبي: من هذا يا أمير المؤمنين ؟ فقال: نحن الخلفاء فلا نسأل، فأخجله.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا(1) القاضي، نا محمّد بن جعفر بن سليمان النّهرواني(2) ، و حمزة بن الحسين(3) بن عمر أبو عيسى السمسار قالا: نا أحمد بن منصور الرّمادي، نا يوسف بن بهلول التميمي، نا جابر بن نوح الحمّاني، حدّثني مجالد، عن الشعبي قال:

لما قدم الحجّاج الكوفة قال لابن أبي مسلم: اعرض عليّ العرفاء(4) فعرضهم عليه، فرأى فيهم وخشا من وخش الناس(5) قال: ويحك هؤلاء خلفاء الغزاة في عيالهم ؟ قال: نعم، قال: اطرحهم و أغد عليّ بالقبائل، فغدا عليه بالقبائل على راياتها فجعلوا يعرضون عليه، فإذا وقعت عينه على رجل دعاه، فدعا بالشعبيين فرمت به السن الأولى فلم يدع منهم أحدا، و مرت السن الثانية فدعاني، فقال: من أنت ؟ فأخبرته، فقال:

اجلس، فجلست، فقال: قرأت القرآن ؟ قلت: نعم، قال: فرضت الفرائض ؟ قلت:

نعم، قال: فما تقول في كذا و كذا في قول أبي تراب ؟ فأخبرته، فقال: أصبت، فقال لي: نظرت في العربية ؟ قلت: نعم(6) ، قال: رويت الشعر؟ قلت: قد نظرت في معانيه، قال: نظرت في الحساب ؟ قلت: نعم، فقال ابن(7) أبي مسلم: إنّا لنحتاج إليه في بعض الدواوين، قال: رويت مغازي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ؟ قلت: نعم، قال: حدثني بحديث بدر، قال: فابتدأت له من رؤيا عاتكة(8) حتى أذّن المؤذن الظهر، ثم دخل و قال لي: لا تبرح، فخرج فصلّى الظهر و أتممتها له، فجعلني عريفا على الشعبيين و منكبا(9) على جميع

ص: 394


1- الخبر في الجليس الصالح الكافي 284/1 و ما بعدها.
2- بالأصل و م: الهرواني، خطأ، و الصواب عن الجليس الصالح.
3- بالأصل و م: الحسن، خطأ، و الصواب عن الجليس الصالح، و انظر ترجمته في تاريخ بغداد 181/8.
4- العرفاء جمع عريف، و هو المقام على القوم ليعرف من فيهم من صالح و طالح.
5- الوخش: رذالة الناس و صغارهم و غيرهم (اللسان: وخش).
6- من قوله: فرضت الفرائض إلى هنا سقطت العبارة من الجليس الصالح.
7- كذا بالأصل و م و المطبوعة، و في الجليس الصالح: لابن أبي مسلم.
8- انظر في رؤيا عاتكة بنت عبد المطلب عمة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم سيرة ابن هشام 607/1-609.
9- المنكب: رئيس العرفاء.

همدان، و فرض لي في الشرف فلم أزل عنده بأحسن منزلة حتى كان عبد الرّحمن بن الأشعث، فأتاني قراء أهل الكوفة، فقالوا: يا أبا عمرو إنّك زعيم القراء فلم يزالوا حتى خرجت معهم، فقمت بين الصفين أذكر الحجّاج و أعيبه بأشياء قد علمتها، قال: فبلغني أنه قال: أ لا تعجبون من هذا الشعبي الخبيث الذي جاءني و ليس في الشرف من قومه، فألحقته بالشرف و جعلته عريفا على الشعبيين، و منكبا على جميع همدان، ثم خرج مع عبد الرّحمن يحرّض عليّ، أما لئن أمكن اللّه منه لأجعلنّ الدّنيا أضيق عليه من مسك(1) حمل، قال: فما لبثنا أن هربنا فجئت إلى بيتي، فدخلته و أغلقت عليّ بابي، فمكثت تسعة أشهر، الدنيا أضيق عليّ كما قال من مسك حمل، فندب الناس لخراسان فقام قتيبة بن مسلم فقال: أنا لها فعقد له على خراسان و على ما غلب عليه منها، و أمّن له كل خائف، فنادى مناديه: من لحق بعسكر قتيبة فهو آمن، فجاءني شيء لم يجئني شيء هو أشد منه، فبعثت مولى لي إلى الكناسة(2) فاشترى لي حمارا و زوّدني، ثم خرجت فكنت في العسكر فلم أزل معه حتى أتينا فرغانة(3) فجلس ذات يوم و قد برّق، فنظرت إليه فعرفت ما يريد، فقلت: أيّها الأمير عندي علم ما تريد، قال: و ما أنت ؟ قال: قلت:

أعيذك ألاّ تسأل عن ذاك، قال: أجل، فعرف أني ممن يخفي نفسه، قال: فدعا بكتاب قال: اكتب نسخة قلت: لست تحتاج إلى ذلك، فجعلت أملي عليه و هو ينظر إليّ حتى فرغت من كتاب الفتح، قال: فحملني على بغلة و أرسل إليّ بسرق من حرير، و كنت عنده في أحسن منزلة، فإنّي ليلة أتعشى معه إذا أنا برسول من الحجّاج بكتاب فيه: إذا نظرت في كتابي هذا فإن صاحب كتابك عامر الشعبي، فإن فاتك قطعت يدك على رجلك و عزلتك، قال: فالتفت إليّ فقال: ما عرفتك قبل السّاعة، فاذهب حيث شئت من الأرض، فو اللّه لأحلفنّ له بكل يمين قال: قلت: يا أيها الأمير إنّ مثلي لا يخفى، قال:

فقال: أنت أعلم، قال: فبعثني إليه مع قوم و أوصاهم بي، قال: إذا نظرتم إلى خضراء واسط فاجعلوا في رجليه قيدا ثم أدخلوه على الحجّاج، قال: فلما دنوت من واسط استقبلني ابن أبي مسلم فقال: يا أبا عمرو إني لأضنّ بك عن القتل، إذا دخلت على

ص: 395


1- مسك الحمل جلده، و في الجليس الصالح: جمل.
2- محلة معروفة بالكوفة.
3- مدينة و كورة واسعة فيما وراء النهر، متاخمة لبلاد تركستان على يمين القاصد لبلاد الترك (معجم البلدان).

الأمير فقل كذا و قل كذا، قال: فسكتّ عنه، ثم دخلت على الحجّاج، فلما رآني قال: لا مرحبا و لا أهلا يا شعبي الخبيث، جئتني و لست في الشرف من قومك و لا عريفا و لا منكبا، فألحقتك بالشرف و جعلتك عريفا على الشعبيين و منكبا على جميع همدان، ثم خرجت مع عبد الرحمن تحرّض عليّ قال: و أنا ساكت لا أجيبه، قال: فقال لي: تكلم، قال: قلت: أصلح اللّه الأمير، كلّما ذكرت من فعلك(1) فهو على ما ذكرت، و كلما ذكرت من خروجي مع عبد الرّحمن فهو كما ذكرت، و لكنا قد اكتحلنا بعدك السّهر(2) و تحلّسنا الخوف، و لم تكن مع ذلك بررة أتقياء و لا فجرة أقوياء فهذا و إن حقنت لي دمي و استقبلت بي التوبة، قال: قد حقنت دمك و استقبلت بك التوبة، قال: فقال ابن أبي مسلم: الشعبيّ كان أعلم بي مني حيث لم يقبل مني الذي قلت له.

قال: و نا المعافى(3) ، نا محمّد بن جعفر، و حمزة بن الحسين، قالا: نا أحمد بن منصور، قال: سمعت الأصمعي يقول: حدّثني عثمان الشحام قال:

لما أتى الحجّاج بالشعبي عاتبه فقال له الشعبي: أصلح اللّه الأمير أجدب بنا الجناب، و أحزن بنا المنزل، و استحلسنا الخوف، و اكتحلنا السهر، و أصابتنا خزية لم تكن فيها بررة أتقياء، و لا فجرة أقوياء، قال: للّه أبوك(4) يا شعبي.

قال القاضي أبو الفرج: و الذي ذكر في هذا الخبر على ما في هذه الرواية التي بدأنا بها ذكر الفريضة(5) التي سأل الحجّاج الشعبي عنها فأجابه، و ذكر أن أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم اختلفوا فيها على خمسة أقوال، فهذا على ما ذكره، و هذه فريضة من فرائض الجدّ معروفة يسميها الفرضيون الخرقاء(6) ، و أصول الصحابة فيها مختلفة، فمنهم من ينزل الجدّ منزلة الأب الأدنى و لا يورث الإخوة و الأخوات معه، و منهم من يعطي الأخوات من الأب و الأم أو من الأب [فرائضهن و يورث الجدّ بعد ما يستحقه،

ص: 396


1- الجليس الصالح: فضلك.
2- تقرأ بالأصل و م: «الشهر» و المثبت عن الجليس الصالح.
3- الخبر في الجليس الصالح الكافي للمعافى بن زكريا القاضي الجريري 288/1.
4- في الجليس الصالح: للّه درّك يا شعبي.
5- انظر الخبر بطوله في الجليس الصالح الكافي 281/1 و ما بعدها.
6- بالأصل: «الخوفا خطأ، و الصواب عن م و الجليس الصالح. و قيل إنها سميت بالخرقاء لتخرق أقوال الصحابة فيها، أو لأن الأقاويل خرقتها لكثرتها، و قيل غير ذلك.

و هذا مذهب علي و عبد اللّه، إلاّ أن عبد اللّه لا يفضل أمّا على جدّ، و قد روي عنه أن هذه المسألة من مربعاته، و منهم من ينزل الجدّ مع الأخوات من الأب و الأم أو من الأب [ب](1) منزلة الأخ في المقاسمة، و بينهم في المقدار الذي ينتهي إليه المقاسمة و يفرض للجدّ فريضة، خلاف ليس هذا موضعه، و روي منع الإخوة و الأخوات الميراث مع الجد عن أبي بكر و عائشة، و ابن عباس، و ابن الزبير في عدد كثير من الصّحابة و التابعين و من بعدهم(2) من علماء أمصار(3) المسلمين و إلى هذا نذهب، و بيانه مشروح في ما ألّفناه من كتبنا في فرائض المواريث.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، نا زكريا بن يحيى المنقري، نا الأصمعي، نا سلمة بن بلال، عن مجالد، عن الشعبي قال: جاء رسول الحجّاج بن يوسف إلى قتيبة بن مسلم: أن ابعث إليّ بالشعبي، فقال قتيبة للرسل: ما كنتم فاعلين بي فافعلوه به، و قال: قل ما شئت و استشهدني.

أنبأنا أبو علي بن نبهان.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو طاهر الباقلاني.

ح و حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا محمّد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد، و أبو علي بن نبهان، قالوا(4): أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن مقسم، نا أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب، قال: و أنا الأصمعي قال: لما دخل الشعبي على الحجّاج قال: هيه يا شعبي، فقال: أحزن بنا المنزل، و أجدب بنا الجناب، و استحلسنا الخوف، و اكتحلنا السّهر، و أصابتنا خزية لم نكن فيها فجرة أقوياء، و لا بررة أتقياء، قال: للّه درّك يا شعبي.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو محمّد بن زبر، نا بشر بن موسى نا الأصمعي، نا عثمان الشحام قال: لما أتى

ص: 397


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م و الجليس الصالح.
2- عن م و الجليس الصالح و بالأصل: و من بعد.
3- في الجليس الصالح: علماء الأمصار و المسلمين.
4- في م: قال.

الحجّاج بالشعبي قال: أجدب بنا الجناب، و أحزن بنا المنزل، و اكتحلنا السّهر، و استحلسنا الخوف، و أصبتنا خزية لم نكن فيها بررة أتقياء، و لا فجرة أقوياء، قال: للّه أبوك(1).

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنّا - فيما قرأت عليه - عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(2) قال: قال أصحابنا: كان الشعبي فيمن خرج مع القراء على الحجّاج و شهد دير الجماجم(3) ، و كان فيمن أفلت فاختفى زمانا، و كان يكتب إلى يزيد بن أبي مسلم أن يكلّم فيه الحجّاج فأرسل إليه: إنّي و اللّه ما أجترئ على ذلك، و لكن تحيّن جلوسه للعامة ثم ادخل عليه حتى تمثل بين يديه و تكلّم بعذرك و أقرّ بذنبك و استشهدني على ما أحببت أشهد لك، قال: ففعل الشعبي، فلم يشعر الحجّاج إلاّ و هو قائم بين يديه قال له: أ شعبي، قال: نعم أصلح اللّه الأمير(4) ، قال: أ لم آمر أن تؤمّ قومك و لا يؤم مثلك ؟ قال: بلى، أصلح اللّه الأمير، قال: أ لم أعرّفك على قومك و لا يعرّف مثلك ؟ قال: بلى، أصلح اللّه الأمير، قال: أ لم أوفدك على أمير المؤمنين و لا يوفد مثلك ؟ قال:

بلى، أصلح اللّه الأمير، قال: فما أخرجك مع عبد الرّحمن ؟ قال: أصلح اللّه الأمير خبطتنا فتنة فما كنا فيها بأبرار أتقياء، و لا فجار أقوياء، و قد كتبت إلى يزيد بن أبي مسلم أعلمه ندامتي على ما فرط مني و معرفتي بالحق الذي خرجت منه، و سألته أن يخبر بذلك الأمير و يأخذ لي منه أمانا فلم يفعل، فالتفت الحجّاج إلى يزيد فقال: أ كذلك يا يزيد؟ قال: نعم، أصلح اللّه الأمير، قال: فما منعك أن تخبرني بكتابه ؟ قال: الشغل الذي كان فيه الأمير، فقال الحجّاج: أول، انصرف، فانصرف الشعبي إلى منزله آمنا.

أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد بن يوسف، أنا إبراهيم.

ص: 398


1- بعدها في م العبارة التالية: آخر الجزء الرابع بعد الثلاثمائة، و هو آخر الثلاثين بعد المائتين.
2- الخبر في طبقات ابن سعد 249/6.
3- موضع بظاهر الكوفة.
4- بعدها في م: قال: أ لم أقدم البلد و عطاؤك كذا و كذا فزدتك في عطائك و لا يزاد مثلك ؟ قال: بلى أصلح اللّه الأمير. و انظر ابن سعد 249/9.

ح و حدّثنا أبو المعمر المبارك بن أحمد، أنا المبارك بن عبد الجبّار، أنا علي بن عمر و إبراهيم بن عمر قالا: أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، نا أبو محمّد بن قتيبة الدّينوري قال في حديث الشعبي:

أنه أتى به الحجّاج فقال: خرجت عليّ يا شعبي ؟ قال: أصلح اللّه الأمير أجدب بنا الجناب، و أحزن بنا المنزل، و استحلسنا الخوف، و اكتحلنا السّهر، و أصابتنا الخزية لم نكن فيها بررة أتقياء، و لا فجرة أقوياء، قال: للّه أبوك. ثم أرسله.

حدّثنيه سهل، حدّثناه الأصمعي، عن عثمان الشحام.

الجناب ما حول القوم، يقال: أخصب جناب القوم و أجدب جنابهم، و منه قول مجاهد: إن لأهل النار جنابا يستريحون إليه، فإذا أتوه لسعتهم عقارب كأمثال البغال الدّلم.

و أحزن بنا المنزل: هو من الحزونة و هي غلظ المكان و خشونته.

و قوله: استحلسنا الخوف، من الحلس الذي يبسط في البيت، و يقعد عليه، و منه قيل في الحديث: كن حلس بيتك - يعني: في الفتنة - و قال جابر: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«مررت على جبريل ليلة أسري بي كالحلس البالي من خشية اللّه» [5428].

و الحلس: كساء يكون تحت بردعة البعير، أي صار الخوف لنا حلسا، و السّهر لنا كحلا.

و أصابتنا خزية، أي خصلة خزينا منها، أي استحيينا. يقال: خزي فلان يخزي خزاية، قال الشاعر:

فإنّي بحمد اللّه لا ثوب عاجز *** لبست و لا من خزية أتقنّع(1)

أخبرنا أبو العزّ بن كادش - فيما قرأ عليّ إسناده و ناولني إياه و أذن لي فيه - أنا أبو علي محمّد بن الحسين، أنا القاضي أبو الفرج الجريري(2) ، نا أحمد بن عبد اللّه بن

ص: 399


1- بالأصل: «لايوب عاجر.. القمع» صوبنا البيت عن م و المطبوعة، و قد نسب بحواشي المطبوعة إلى برذع بن النعمان بن زيد بن عامر بن سواد، ابن أخي قتادة بن النعمان. و انظر تخريجه فيها.
2- عن م و بالأصل الحريري خطأ، و هو صاحب كتاب الجليس الصالح الكافي. و الخبر بطولة في كتابه المذكور 280/1 و ما بعدها.

نصر بن بجير(1) القاضي، أخبرني أبي عبد اللّه بن نصر بن بجير(2) ، حدّثني أبو جعفر محمّد بن عبّاد بن موسى، نا عبّاد بن موسى(3) ، أخبرني أبو بكر الهذلي(4) ، قال: قال لي الشعبي:

أ لا أحدّثكم حديثا تحفظه في مجلس واحد إن كنت حافظا كما حفظته أنا، لما أتى بي الحجّاج و أنا مقيّد خرج إلي يزيد بن أبي مسلم، فقال: إنا للّه، و ما بين دفتيك من العلم يا شعبي، و ليس بيوم شفاعة، إذا دخلت على الحجّاج فتوله بالشرط(5) و النفاق على نفسك، فبالحري أن تنجو، فلمّا كنت قريبا من الإيوان خرج إلي محمّد بن الحجّاج فقال: إنا للّه، و ما بين دفتيك من العلم يا شعبي، و ليس بيوم شفاعة، إذا دخلت على الأمير فبؤ له بالشرك و النفاق على نفسك، فبالحري أن تنجو، فلما قمت بين يديه قال:

هي يا شعبي، أكرمتك و أدنيتك و قرّبت مجلسك، ثم خرجت علينا، قلت: أصلح اللّه الأمير أحزن بنا المنزل، و أجدب الجناب، و ضاق المسلك، و اكتحلنا السهر، و استحلسنا الخوف، و وقعنا في خزية لم نكن فيها بررة أتقياء و لا فجرة أقوياء، قال:

صدق، و اللّه ما بروا حيث خرجوا و لا قووا حيث فجروا، أطلقوا عنه.

ثم قال: تعهّدني و كن مني قريبا، فأرسل إليّ يوما نصف النهار و ليس عنده أحد، فقال: ما تقول في أمّ و جدّ و أخت ؟ قلت: اختلف فيها خمسة من أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم، قال: من ؟ قلت: علي، و ابن مسعود، و ابن عباس، و عثمان، و زيد بن ثابت.

قال: فما قال علي ؟ قلت: جعلها من سننه، فأعطى الأخت النصف: ثلاثة، و أعطى الأم الثلث: سهمين، و أعطى الجد السّدس: سهما.

قال: فما قال ابن مسعود؟ قلت: جعلها أيضا من ستة، و كان لا يفضل أمّا على جدّ، فأعطى الأخت النصف ثلاثة، و أعطى الأم ثلث ما بقي، و أعطى الجد ما بقي سهمين.

ص: 400


1- بالأصل و م: بحير، خطأ و الصواب عن الجليس الصالح.
2- بالأصل و م: بحير، خطأ و الصواب عن الجليس الصالح.
3- قوله: «نا عباد بن موسى» سقط من الجليس الصالح.
4- قيل اسمه سلمى بن عبد اللّه بن سلمى (تهذيب التهذيب 45/12) و يقال إن اسمه روح، و قيل اسمه عبد اللّه بن سلمى.
5- في م: «منوله بالشرك» و في الجليس الصالح: فبؤ له بالشرك.

قال: فما قال ابن عباس، فو اللّه لقد كان منقبا، قال: قلت: جعل الجدّ أبا، و لم يعط الأخت شيئا(1) ، و أعطى الجد الثلثين.

قال: فما قال عثمان ؟ قلت: جعلها أثلاثا، فأعطى الأم الثلث، و الجد الثلث، و الأخت الثلث.

قال: فما قال زيد بن ثابت ؟ قلت: جعلها من تسعة فأعطى الأم ثلاثة، و أعطى الأخت سهمين، و أعطى الجد أربعة جعلها منها بمنزلة الأخ.

قال: يا غلام أمضها على ما قال أمير المؤمنين عثمان.

قال: إذ دخل الحاجب، قال: إنّ بالباب رسلا، قال: أدخلهم، فدخلوا و سيوفهم على عواتقهم، و عمائمهم في أوساطهم و كتبهم بأيمانهم، قال: ائذن، فدخل رجل من بني سليم يقال له سيّابة بن عاصم، قال: من أين ؟ قال: من الشام، قال: كيف أمير المؤمنين ؟ كيف هو في بدنه ؟ كيف هو في حاشيته ؟ كيف، كيف، قال: خير، قال: كان وراءك من غيث، قال: [نعم](2) أصابتني فيما بيني و بين أمير المؤمنين ثلاث سحائب، قال: فانعت لي كيف كان وقع المطر، و كيف كان أثره و تباشيره ؟ قال: أصابتني سحابة بحوران، فوقع قطر صغار و قطر كبار، فكان الصغار لحمة الكبار، و وقع سبطا متداركا و هو الشح الذي سمعت به، فؤاد سائل و واد نازح(3) ، و أرض مقبلة، و أرض مدبرة، و أصابتني سحابة بسوى(4) فأندت الدّماث(5) ، و أسالت الغزار(6) ، و أدحضت التلاع(7) ، و صدعت عن الكمأة أماكنها، و أصابتني سحابة بالقريتين(8) فأفاءت الأرض بعد الري، و امتلأ الإخاذ، و أفعمت الأودية، و جئتك في مثل مجر الضبع.

قال: ائذن، فدخل رجل من بني أسد فقال: هل كان وراءك من غيث ؟ قال: لا،

ص: 401


1- بعدها في الجليس الصالح: «و فأعطى الأم الثلث» و قد سقطت من الأصل و م.
2- الزيادة عن الجليس الصالح.
3- مهملة بالأصل و م، و المثبت: «نازح» عن الجليس الصالح.
4- سوى: اسم ماء في ناحية السماوة (معجم البلدان) و في الجليس الصالح: بسوان (انظر معجم البلدان بشأنها».
5- في الجليس الصالح: الديات.
6- في الجليس الصالح: الغرار.
7- في اللسان: و في حديث الحجاج: قد حضت التلاع أي جعلتها مزلقة.
8- القريتان اسم قرية كبيرة من أعمال حمص، و قيل قرية بينها و بين تدمر مرحلتان (معجم البلدان).

كثرت الأعصار و اغبرّت البلاد، و أكل ما أشرف من الجنبة، و استيقنّا أنه عام سنة، قال:

بئس المخبر أنت، قال: أخبرتك بما كان، قال: ائذن، فدخل رجل من بني حنيفة من أهل اليمامة قال: كان وراءك من غيث ؟ قال: سمعت الروّاد يدعو(1) إلى ريادتها و سمعت قائلا يقول: هلم أظعنكم إلى محلة تطفأ فيها النيران و تشكّى فيها النساء، و يتنافس فيها المعزى، قال: فو اللّه ما درى الحجاج ما أراد قال: ويحك، إنما تحدّث أهل الشام فأفهمهم.

قال: أمّا تطفأ فيها النيران: فأخصب الناس فلا يوقد(2) نار يختبز فيها، فكان السمن و الزبد و اللبن. أما تشكّى النساء: فإن المرأة تظلّ تربق(3) بهمها و يمحض لبنها، فتبيت و لها أنين من عضديها(4) كأنهما ليسا منها.

و أمّا تنافس المعزى: فإنها ترعى(5) من أنواع الشجر و ألوان الثمار، و نور النبات ما تشبع بطونها، و لا يشبع عيونها، فتبيت و قد امتلأت أكراشها، لها من الكظّة جرّة و تبقى الجرّة حتى يستنزل بها الدرة.

قال: ائذن، فدخل رجل من الحمراء من الموالي، و كان من أشد أهل زمانه، قال: من أين ؟ قال: من خراسان، قال: هل كان وراءك من غيث ؟ قال: نعم، و لكن لا أحسن أقول كما قال هؤلاء، قال: فما تحسن أنت ؟ قال: أصابتني سحابة بحلوان(6) ، فلم أزل أطأ في أثرها حتى دخلت على الأمير، قال: لئن كنت أقصرهم في المطر قصة إنك لأطولهم بالسّيف خطوة.

قال: و نا المعافى القاضي(7) ، نا أبي - رحمه اللّه - نا أبو عبد اللّه الصوفي، نا سليمان بن عمر الأقطع الرّقّي، نا عيسى بن يونس، نا عبّاد بن موسى - رجل من أهل واسط - عن أبي بكر الهذلي، عن الشعبي قال: أتى بي الحجّاج موثقا فلما انتهينا إلى

ص: 402


1- في الجليس الصالح: يدعون.
2- كذا بالأصل و م، و في الجليس الصالح: توقد.
3- بالأصل و م: «تزين» و المثبت عن الجليس الصالح.
4- عن م و الجليس الصالح، و بالأصل: عضدها.
5- بالأصل و م و الجليس الصالح «ترى» و المثبت عن المطبوعة.
6- حلوان: بليدة في آخر حدود خراسان مما يلي أصبهان (معجم البلدان).
7- الجليس الصالح الكافي 284/1.

باب القصر لقيني يزيد بن أبي مسلم، فقال: إنا للّه و إنا إليه راجعون، يا شعبي لما بين دفتيك من العلم، و ذكر الحديث.

أخبرنا أبو محمّد غالب(1) الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال: ثم استقضى - يعني الحجّاج - في خلافة الوليد بن عبد الملك عامر بن شراحيل الشعبي(2).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة(3) ، نا أحمد بن يونس، نا الجهم بن واقد، قال: رأيت الشعبي يقضي في أيام عمر بن عبد العزيز.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(4) ، نا الفضل بن دكين، نا أبو أسامة، قال: قدمت إلى الشعبي غريما لي عليه دراهم، فقال: لئن لم تعطه أو جاء بك مرة أخرى لأحبسنك و لو كنت ابن عبد الحميد.

قال محمّد بن سعد: كان عبد الحميد بن عبد الرّحمن بن زيد بن الخطاب والي عمر بن عبد العزيز على العراق، فولّى عامرا الشعبي قضاء الكوفة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو القاسم السّهمي، أنا أبو أحمد بن عدي، نا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، نا زياد بن أيوب، نا زياد أبو السّكن قال: دخلت على الشعبي بالغداة و هو يأكل خبزا و جبنا، فقلت: ما هذا يا أبا عمرو؟ فقال: آخذ حكمي قبل أن أخرج.

قال لنا ابن سليمان: ليس عندي للشعبي شيء يعلو غير هذا، و إنما أراد به: قبل أن أخرج إلى مجلس القضاء، لأنه كان قاضي الكوفة، حتى إذا حكم يكون شبعان.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا عبد الوهاب بن محمّد، أنا الحسن بن

ص: 403


1- كذا بالأصل و م و هو خطأ، و صوابه أبو غالب محمد، و هو محمد بن الحسن بن علي التميمي البصري الماوردي، ترجمته في سير الأعلام 589/19.
2- تاريخ خليفة بن خياط ص 313.
3- الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 662/1.
4- الخبر في طبقات ابن سعد 252/6.

محمّد المديني، أنا أحمد بن محمّد اللّنباني(1) ، نا عبد اللّه بن محمّد بن أبي الدنيا، نا محمّد بن أبي عمر، نا سفيان، نا ابن شبرمة، قال: كنت عند الشعبي فقضى بين اثنين فبصرته بعد، فرجع إلى قولي.

قال سفيان: كانت القضاة لا تستغني أن يجلس إليهم بعض العلماء يقوّمهم إذا أخطئوا.

أخبرنا أبو غالب شجاع بن فارس - إجازة - أنا محمّد بن علي الحربي، و علي بن أحمد الملطي، قالا: أنا أحمد بن محمّد بن دوست - زاد الحربي: و محمّد بن عبد اللّه بن أخي ميمي قالا: - أنا الحسين بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا. حدّثني عبد الرّحمن بن صالح، نا أبو بكر بن عيّاش، عن داود الأودي(2) ، قال: عجل الشعبي على خصم فضربه سوطا، ثم مشى إليه فقال: اقتصّ مني.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن الفضل.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب(3) ، نا أبو بكر الحميدي، نا سفيان قال:

سمعت ابن شبرمة قال: ولّى ابن هبيرة الشعبي القضاء و كلّفه أن يسمر معه بالليل، فقال له الشعبي: لا أستطيع هذا، أفردني(4) بأحد الأمرين، لا أستطيع القضاء و سمر الليل.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي الحسن بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل.

ح و عن أبي نعيم محمّد بن عبد الواحد بن عبد العزيز، أنا علي بن محمّد بن خزفة(5) ، قالا: نا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، نا أبي، نا جرير، عن مغيرة قال: استقضي عامر الشعبي في إمارة عمر بن عبد العزيز فشكى.

قرأنا على أبي عبد اللّه أيضا، عن أبي الحسن بن مخلد، أنا أبو الحسن بن خزفة،

ص: 404


1- عن م و بالأصل: اللبناني.
2- عن م و بالأصل: الأدوي، خطأ.
3- الخبر في المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 593/2.
4- قوله: «أفردني بأحد الأمرين» سقط من المعرفة و التاريخ.
5- عن م و بالأصل: خرفة.

أنا أبو عبد اللّه الزّعفراني، نا ابن أبي خيثمة، نا أبي، نا جرير، عن مغيرة قال: استقضي الحسن و الشعبي في إمارة عمر بن عبد العزيز فشكيا جميعا.

قال: و نا ابن أبي خيثمة، نا هارون بن معروف، نا ضمرة، عن العلاء بن هارون قال: ولي الشعبيّ القضاء، فما قام له، و لا قوي عليه.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا جدي أبو محمّد، نا أبو علي الأهوازي، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن عمر الشيباني، نا أبو الحسن أحمد بن محمود الشعبي(1) ، نا محمّد بن يونس الكديمي، نا محمّد بن موسى الأصلع، نا الهيثم بن عدي، نا عامر بن مسلم، قال: إنّي لجالس في مسجد الكوفة معنا هذيل الأشجعي(2) و الشعبي جالس في مجلس القضاء، إذ مرّت بنا أم جعفر بنت عيسى بن جراد، و كانت امرأة حسنة، و عليها كساء خزّ أسود في مجلس القضاء في خصومة لها، فذهبت إليه ثم رجعت فقال لها هذيل: ما صنعت ؟ فقالت: سألني البيّنة و من يسأل البيّنة فقد أفلح، فقال هذيل: دواة(3) و قرطاس، فكتب إلى الشعبي:

فتن الشعبيّ لما *** رفع الطرف إليها

فتنته ببنان *** كيف لو رأى معصميها

و مشت مشيا رويدا *** ثم هزّت منكبيها

بنت عيسى بن جراد *** دفع الملك إليها

و قضى جورا على الخصم *** و لم يقض عليها

و قال للخصم أن قدمها *** و احضر شاهديها(4)

كيف لو أبصر منها *** نحرها أو ساعديها

لسعي حتى تراه(5) *** ساجدا بين يديها

فلما فضّ(6) الشعبي الكتاب قال: أرغم اللّه أنفه ما قضينا إلاّ بحقّ.

ص: 405


1- في م: الشعبي، خطأ، و انظر ترجمته في تاريخ بغداد 157/5.
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: الأشعثي.
3- في المطبوعة: آتوني بدواة و قرطاس.
4- في المطبوعة: «قال للجلواز: قدّمها...» و في م: و قال للجواز أن....
5- بالأصل و م: «يراه». و المثبت عن المطبوعة.
6- بالأصل و م: قضى، و المثبت عن المطبوعة.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء - شفاها - أنا أبو الفتح منصور بن الحسين بن علي بن القاسم، و أبو طاهر أحمد بن محمود، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو علي أحمد بن محمّد بن يحيى بن جرير المؤدب - بمصر - نا عبد اللّه بن نعمة. حدّثني يحيى بن رافع، حدّثني أبي، عن أبي عمرو الجمحي، نا شعيب قال: اختصم البارقي هو و امرأته إلى الشعبي، فقضى على البارقي فأنشأ يقول:

بنت عيسى بن جراد *** ظلم الخصم لديها

فتن الشعبي لما *** رفع الطرف إليها

[فتنته بحديث *** و بياض معصميها

فقضى جورا على الخصم *** و لم يقضى عليها](1)

قال يحيى: و زادني(2) الوليد بن مسبح أن الشعبي قال: إن كنت كاذبا فأعمى اللّه بصرك، قال: فعمي الرجل.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو البركات الأنماطي، قالا: أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنا محمّد بن عبد الرّحمن بن العباس، أنا أبو حامد محمّد بن هارون بن عبد اللّه الحضرمي، نا يوسف بن موسى القطان، نا جرير بن عبد الحميد الضّبّي عن القعقاع بن الصّلت قال:

استأذن الشعبي على بعض أمراء الكوفة - فقال القعقاع - لما أدخل إحدى رجليه من الباب، إذا الوالي يتمثّل بهذا الشعر:

فتن الشعبي لما *** رفع الطرف إليها

حين ولّت بدلال(3) *** ثم هزّت منكبيها

فتنته ببنان *** و بخطّي، حاجبيها

فتنته ببنان *** و برفغي معصميها

و بنان كالمدارى *** و بكسر مقلتيها

ص: 406


1- البيتان بين معكوفتين سقطا من الأصل و استدركا عن م.
2- في م: و زاد ابن الوليد بن سبح.
3- عن م و بالأصل: بدلا.

من فتاة حين قامت *** وقعت مأكمتيها

قال للجلواز: قدّمها *** و احضر شاهديها

فقضى جورا عليها *** ثم لم يقض عليها

كيف لو أبصر منها *** نحرها أو ساعديها

لضبى حتى تراه *** ساجدا بين يديها

بنت عيسى بن جراد *** ظلم الخصم لديها

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، نا أحمد بن محمّد بن النّقّور، و عبد الباقي بن محمّد قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، نا زكريا بن يحيى، نا الأصمعي، نا عمر بن أبي زائدة، قال: مر الشعبي بجارية تغنّي و هي تقول: فتن الشعبي.

فلما رأت الشعبي سكتت، فقال لها الشعبي:

لما رفع الطرف إليها.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب(1) ، نا أبو بكر الحميدي، نا سفيان قال: سمعت ابن شبرمة يقول: مرّ الشعبي في طريق و أنا معه بإنسان و هو يقول: فتن الشعبي لما.

فلما رأى الشعبي كأنه يعني هابه.

فقال الشعبي:

رفع الطرف إليها

.

ثم قال سفيان:

و قضى جورا على الخصم *** و لم يقض عليها.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، و حدّثني أبو إسحاق إبراهيم بن طاهر بن بركات عنه، أنا أبو طاهر مشرف بن علي بن الخضر التّمّار (2)- إجازة - أنا أبو خازم(3) محمّد بن الحسين بن الفراء، أنا عبد الرّحمن بن عمر المعدّل - قراءة عليه - بمصر، نا

ص: 407


1- الخبر في المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 594/2-595.
2- بالأصل النار، و المثبت عن م.
3- عن م و بالأصل حازم، خطأ.

غسان بن أبي غسان القلزمي، نا أبي، نا محمّد بن عبد اللّه بن يزيد المزني(1) ، نا سفيان بن عيينة، عن سالم بن أبي حفصة، عن الشعبي قال:

دخلت على عبد الملك بن مروان قال لي: يا شعبي، بلغني أنه اختصم إليك امرأة و بعلها فقضيت للمرأة على بعلها، فأخبرني عن قصتها، قال: لا تسألني يا أمير المؤمنين قال: بحقي عليك لما أخبرتني، قال: اختصم إليّ امرأة و بعلها فقضيت للمرأة على بعلها فقام الرجل و هو يقول:

فتن الشعبي لما *** رفع الطرف إليها

لفتاة حين قامت *** رفعت مأكمتيها

فتنته لقوام *** و بخطّي حاجبيها

و بنان كالمدارى *** و سواد مقلتيها

قال للجوار: قدّمها *** و احضر شاهديها

فقضى جورا علينا *** ثم لم يقض عليها

كيف لو أبصر منها *** نحرها أو ساعديها

لصبى حتى تراه(2) *** ساجدا بين يديها

بنت عيسى بن جراد *** ظلم الخصم لديها

قال عبد الملك: فما صنعت به يا شعبي ؟ قال: أوجعت ظهره حين جوزي(3) في شعره.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا محمّد بن يوسف الهروي، نا محمّد بن حمّاد، أنا عبد الرزاق، أنا محمّد بن عمارة بن شبرمة عن عمه أن رجلا جاء يخاصم إلى الشعبي، قال: ما اسمك ؟ قال:

أنا(4) خركوش، قال: انزل يا غلام و ائت بالسوط، قال: أمتع اللّه بك، إن رأيت أن تنظرني ساعة، فإن لم آتك و أنا أجود أو أحسن أهل الكوفة كنية فاضربني، قال: اعزله

ص: 408


1- كذا بالأصل، و في م: «المدني» و في المطبوعة: المقرئ.
2- بالأصل و م: يراه.
3- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: جوّرني.
4- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: أبو خركوش.

ناحية، ثم دعاه بعد ساعة فقال: ما اسمك ؟ قال: أبو عمرو، فضحك، و قال: اذهب.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا سليمان بن أبي شيخ، نا إسماعيل بن حمّاد، عن مالك بن مغول، عن الشعبي قال: قلت لعمر بن هبيرة: عليك بالتؤدة فإنك على فعل ما لم تفعل أقدر منك على رد ما فعلت.

قال إسماعيل: فحدثت بهذا الحديث المأمون.

أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسين بن علي أخو القاضي - بتبريز - أنا أبو مسعود محمّد بن عبد اللّه بن أحمد السّوذرجاني بأصبهان، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن ميلة الأصبهاني، نا أبو أحمد - يعني محمّد بن أحمد بن إبراهيم العسال - نا الحسن بن علي، نا سعيد بن سليمان، نا سنان بن هارون البرجمي، نا محمّد بن بشر - أو ابن بشير، شك سعيد - قال: قال الشعبي: اتقوا الفاجر من العلماء، و الجاهل من المتعبدين فإنهما آفة كلّ مفتون.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي، أنا أبو الحسن المحمودي، نا محمّد بن علي الحافظ، نا أبو موسى محمّد بن المثنّى نا عبد الرّحمن بن مهدي، نا حمّاد بن سلمة، عن عامر(1) الأحول، قال: قال الشعبي:

زين العلم بحلم أهله.

أخبرنا أبو الفضل ظفر بن محمّد بن أحمد بن الحسين، و أبو رجاء محمود بن يحيى بن أحمد بن محمود الثقفي، و أبو عبد اللّه عبد العزيز بن الحسن بن علي بن عيسى الجوهري، قالوا: أنا أبو عبد اللّه القاسم بن الفضل بن محمود الثقفي، نا علي بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران، أنا إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل الصّفار، نا سعدان بن نصر، نا عبد العزيز بن أبان، نا مالك بن مغول، عن الشعبي قال: ما بكيت من زمان إلاّ بكيت عليه.

ص: 409


1- كذا بالأصل و م و المطبوعة.

الخلدي، نا أحمد بن محمّد بن مسروق، نا أبو عون محمّد بن عمرو الواسطي، حدّثني أبي عن هشيم، أنا عمر بن أبي زائدة قال: قال الشعبي: آفة المودة(1) خلف الموعد.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو بكر أحمد بن يحيى بن الحسن، و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، قالوا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفّر، أنا أبو محمّد السّرخسي(2) ، أنا أبو عمران السّمرقندي، أنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن بهرام، أنا سعيد بن عامر، أنا حميد بن الأسود، عن عيسى قال: سمعت الشعبي يقول:

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الفتح عبد الرزاق بن عبد الكريم بن عبد الواحد، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن جعفر بن إبراهيم الجرجاني، نا أبو العبّاس الأصم، نا إبراهيم بن مرزوق البصري - بمصر - نا سعيد - يعني ابن عامر - عن حميد بن الأسود، عن عيسى بن أبي عيسى الحنّاط(3) ، قال: قال الشعبي:

إنما كان يطلب هذا العلم من اجتمعت فيه خصلتان: العقل و النّسك، فإن كان عاقلا و لم يكن ناسكا(4) قال: هذا أمر لا يناله إلاّ النساك فلم يطلبه، و إن كان ناسكا و لم يكن عاقلا قال: هذا الأمر لا يناله إلاّ العقلاء فلم يطلبه، فقال الشعبي: و لقد رهبت أن يكون يطلبه اليوم من ليست فيه واحدة منهما: لا عقل و لا نسك.

و في حديث إبراهيم بن مرزوق: فلن أطلبه في الموضعين، و فيه: من ليس فيه واحدة.

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو الحسين بن بشران، نا أبو جعفر الرّزّاز، نا الحسن بن مكرم.

و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، نا أبو علي الحسن بن مكرم، نا سعيد بن عامر، نا

ص: 410


1- كذا بالأصل، و اللفظة غير مقروءة في م، و في المطبوعة: المروءة.
2- في الأصل: «السرحسي» و في م: «السرجسي» و المثبت عن المطبوعة.
3- و قيل فيه: «الخباط» و قيل «الخياط» ثلاث لغات نقلها ابن ماكولا في الاكمال عن الدار قطني، و قد مرّ الملاحظة بهذا الشأن قريبا.
4- بعدها بالأصل و م: «العقلاء»؟!.

حميد بن الأسود، عن عيسى بن أبي عيسى - زاد الفارسي: الحنّاط - عن الشعبي قال:

كان هذا العلم لا يطلبه إلاّ من كانت فيه خلّتان - و في حديث الفارسي: إلاّ من فيه خصلتان - عقل و نسك، فمن كان عاقلا و لم يكن ناسكا قال: هذا أمر لا يطلبه إلاّ النساك فلم يطلبه، و من كان ناسكا و لم يك(1) عاقلا قال: هذا أمر لا يطلبه إلاّ العقلاء فلم يطلبه، قال الشعبي: فلقد رهبت أنه ما يطلبه اليوم من فيه واحدة من هاتين.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد المزكّي، و أبو المعالي ثعلب بن جعفر، قالا:

أنا عبد الدائم بن الحسن، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أبو العباس عبد اللّه بن عتّاب بن الزّفتي، نا بكّار بن قتيبة، نا سعيد بن عامر، نا حميد بن الأسود، عن عيسى الحنّاط، قال: سمعت الشعبي و هو يقول:

ما كان يطلب هذا الأمر إلاّ رجل يجتمع فيه خلّتان العقل و النّسك، فإذا كان عاقلا ليس بناسك لم يطلبه، و إذا كان ناسكا ليس بعاقل لم يطلبه، فإنّي أراه اليوم يطلبه من ليس فيه واحدة من هاتين الخصلتين.

أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا محمّد بن الحسين بن داود الحسني، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن الشرقي(2) ، نا علي بن سعيد النّسوي، حدّثنا سعيد بن عامر عن حميد بن الأسود، عن عيسى الحنّاط قال: سمعت الشعبي يقول:

إنّما كان يطلب هذا(3) من اجتمع فيه خصلتان: العقل و النّسك، فإن كان عاقلا و لم يك(4) ناسكا قالوا: هذا أمر لا يناله [إلا النساك](5) فلم يطلبه، و إن كان ناسكا و لم يكن عاقلا قالوا: هذا أمر لا يناله إلاّ العقلاء فلم [يطلبه. قال](6) الشعبي لقد رهبت أن يكون يطلبه اليوم من ليس فيه واحدة منهما لا العقل و لا النّسك.

ص: 411


1- بالأصل و م: الشرفي، خطأ، و الصواب ما أثبت «الشرقي» بالقاف، ترجمته في سير الأعلام 40/15.
2- في المطبوعة: «هذا العلم» و قوله: «من اجتمع» سقط من م.
3- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: يكن.
4- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: يكن.
5- ما بين معكوفتين مكانه بياض و م، و المستدرك عن المطبوعة.
6- ما بين معكوفتين مكانه بياض و م، و المستدرك عن المطبوعة.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا زيد بن محمّد(1) بن سعيد الأصبهاني، نا ابن أبي زائدة قال: قال الشعبي:

تعاشر الناس زمانا بالدين، ثم رفع ذلك فتعاشروا بالحياء و التذمم، ثم رفع ذلك، فما يتعاشر الناس إلاّ بالرغبة و الرهبة، [و أظنه](2) سيجيء ما هو شرّ من هذا.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو [عبد اللّه](3) الحافظ، أخبرني أبو القاسم يوسف بن صالح النحوي، نا أبو بكر محمّد بن القاسم الأنباري، نا محمّد بن أحمد القاضي، نا أبي، عن سهل بن عثمان، عن ابن أبي زائدة، عن مجالد، عن الشعبي قال:

كان الناس يتعاملون زمانا [بالدين](4) ثم ذهب الدين فتعاملوا بالوفاء زمانا، ثم ذهب الوفاء فتعاملوا بالمروءة زمانا، ثم ذهبت المروءة فتعاملوا بالحياء، ثم ذهب الحياء فصاروا إلى الرغبة و الرهبة.

أخبرنا(5) أبو سعيد بن إبراهيم بن أحمد المزكي، أنا أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن السّري التّفليسي، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي [أنا عمر](6) بن أحمد الواعظ، نا محمّد بن الحسين، نا محمّد بن الحارث، نا جدي، نا الهيثم بن عدي، نا مجالد، عن [الشعبي](7) قال:

تعاشر الناس بالدين زمانا طويلا حتى ذهب الدين، ثم تعاشروا بالمروءة حتى ذهبت المروءة، فتعاشروا بالحياء زمانا طويلا حتى ذهب الحياء، ثم تعاشر الناس بالرغبة و الرهبة، و أظنه سيأتي [بعد](8) ذلك ما هو شرّ منه.

ص: 412


1- كذا بالأصل، و في المطبوعة: «نا زيد بن إسماعيل، نا محمد بن سعيد الأصبهاني» و في م: «نا زيد... بن سعيد الأصبهاني».
2- ما بين معكوفتين سقط بالأصل و بياض في م، و اللفظة استدركت عن المطبوعة.
3- سقطت من الأصل، و مكانها بياض في م، استدركت اللفظة عن المطبوعة.
4- سقطت من الأصل و استدركت عن المطبوعة، و مكانها بياض في م.
5- هذا الخبر بتمامه سقط من م.
6- بياض بالأصل مقدار كلمة، و المستدرك بين معكوفتين عن المطبوعة.
7- بياض بالأصل مقدار كلمة، و المستدرك بين معكوفتين عن المطبوعة.
8- بياض بالأصل مقدار كلمة، و المستدرك بين معكوفتين عن المطبوعة.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر(1) ، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو زكريا بن(2) إسحاق المزكي.

ح و أخبرنا أبو طاهر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه السّنجي المؤذن، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد المؤذن، نا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمّد بن يحيى - إملاء - أنا أبو الفضل الحسن بن يعقوب - زاد(3) البيهقي: ابن يوسف البخاري - نا يحيى بن أبي طالب، أنا زيد بن الحباب، أنا داود بن أبي هند، عن الشعبي قال(4):

الرجال ثلاثة: فرجل، و نصف رجل، و لا شيء، فأمّا الرجل التام فالذي - و قال المؤذن، فهو الذي - له رأي، و هو يستشير، و أما نصف رجل فالذي ليس له رأي و هو يستشير، و أما الذي لا شيء فالذي ليس له رأي و لا يستشير.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، أخبرني أبو الحسن علي بن أحمد الرّزّاز، نا أبو بكر أحمد بن سلمان النّجّاد، نا محمّد بن يونس، نا الحكم بن مروان، نا عمر بن بشير(5) ، عن الشعبي قال: لا تستبدلنّ صديقا قديما بصديق حديث، فإنه لا ينصحك.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن الفضل القطان - ببغداد - أنا علي بن عبد الرّحمن بن ماني الكوفي، نا أحمد بن حازم بن أبي غرزة(6) ، أنا أبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي، نا مندل بن علي العنزي، عن إسماعيل، عن الشعبي قال: عيادة حمقاء القراء أشدّ على أهل المريض من مريضهم، يجيئون في غير حين عيادة و يطيلون(7) الجلوس.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، و حدّثني أبو إسحاق [إبراهيم] بن طاهر بن بركات

ص: 413


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: «أخبرنا أبو القاسم الشحامي» و هو نفسه على كل حال.
2- سقطت اللفظة من م و مكانها بياض فيها.
3- سقطت اللفظة من م و مكانها بياض فيها.
4- مكانها بياض في م.
5- عن م و بالأصل: بشر.
6- بالأصل: «عرزة» و في م: «عروة» و الصواب ما أثبت.
7- عن م و بالأصل: و يطلبون.

عنه، أنا أبو طاهر مشرف بن علي بن الخضر التّمّار - إجازة - أنا أبو خازم(1) بن [الحسين](2) بن محمّد بن الفراء، قال: قرأت على إبراهيم بن مخلد، نا عبيد اللّه بن محمّد بن جعفر الأزدي، نا محمّد بن الجهم نا [الفراء، نا] مندل، عن عامر الشعبي، قال: عيادة نوكى القراء أشدّ على أهل العليل من وصب [عليلهم يجيئون](3) في غير وقت العيادة و يطيلون الجلوس حتى يضجروا العليل و أهله.

أخبرنا أبو [سعد](4) محمّد بن أحمد بن محمّد بن الخليل، أنا خالي أبو الفضل محمّد بن أحمد العارف، أنا أبو سعيد الصّيرفي، أنا [محمّد بن عبد اللّه](5) الأصبهاني الصّفار، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني أبي، نا موسى بن [داود،](6) نا مندل بن علي، عن ابن أبي خالد، عن الشعبي، قال: عيادة نوكى القراء أشدّ على أهل المريض من [مريضهم](7) يجيئون في غير وقت العيادة و يطيلون الجلوس.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن [الحسن](8) و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الطّيّب عثمان بن [عمرو](9) بن محمّد بن المنتاب، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن المروزي، نا أحوص بن جوّاب، نا [جعفر](10) الأحمر عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي قال:

عيادة حمقى القراء أشدّ على أهل المريض من مريضهم(11) يأتون في غير وقت و يقعدون بعد الوقت.

كتب إليّ أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم، ثم أخبرنا أبو القاسم فضائل بن الحسن بن الفتح الكتّاني(12) ، أنا سهل بن بشر، قالا: أنا محمّد بن الحسين بن

ص: 414


1- عن م و بالأصل: حازم.
2- بياض بالأصل و م، و الصواب ما استدرك، و قد مرّ قريبا.
3- بياض بالأصل و م، و المستدرك بين معكوفتين عن المطبوعة.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و مكانه بياض في م، و اللفظة استدركت عن المطبوعة للإيضاح.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و مكانه بياض في م، و استدرك عن المطبوعة للإيضاح.
6- اللفظة مكانها بياض بالأصل و م و اللفظة استدركت عن المطبوعة.
7- بياض بالأصل و م، و اللفظة استدركت عن المطبوعة.
8- بياض بالأصل و م و اللفظة استدركت عن المطبوعة.
9- بياض بالأصل و م و اللفظة استدركت عن المطبوعة.
10- بياض بالأصل و م و اللفظة استدركت عن المطبوعة.
11- بالأصل: «مريد» و في م: «مريض» و بعدها في الأصلين بياض، و الصواب ما أثبت عن المطبوعة.
12- بعدها في المطبوعة: «و أبو الحسن علي بن الحسن بن الفتح و أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن قالوا» و العبارة سقطت من الأصل و م.

الطّفّال، أنا محمّد(1) بن أحمد الذهلي، نا أبو حامد البلخي أحمد بن قدامة، نا إبراهيم بن يوسف البلخي، نا أبو يوسف، عن مجالد، عن(2) الشعبي قال:

كنت مع قتيبة بن مسلم بخراسان على مائدته فقال لي: يا شعبيّ من أي شراب أسقيتنا(3) ؟ قلت: أهونه موجودا و أعزّه مفقودا، قال: يا غلام اسقه الماء.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو طالب بن الفتح، نا عمر بن ثابت الحنبلي، نا علي بن أحمد بن أبي قيس، نا عبد اللّه بن محمّد القرشي، حدّثني أبو جعفر المديني، عن علي بن محمّد، عن عامر بن حفص، قال: سئل الشعبي عن رجل فقال: رزين المقعد، نافذ الطعنة، فزوجوه ثم علموا أنه خيّاط فقالوا للشعبي: غررتنا، قال: ما كذبتكم.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا أبو محمّد بن الضّرّاب(4) ، نا أبو بكر المالكي، نا أبو ميسرة، عن محمّد بن مرزوق، عن زاجر بن الصّلت الطاحي، عن سعيد بن عثمان قال:

مرّ على الشعبي حمال على ظهره دنّ يحمله، فلما رأى الشعبي وضعه فقال له: ما كان اسم امرأة إبليس ؟ فقال الشعبي: ذاك نكاح لم نشهده.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن اللاّلكائي، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا ابن نمير، نا إسحاق الأزرق، عن الأعمش قال: أتى الشعبي رجل فقال: ما اسم امرأة إبليس ؟ فقال: إن ذلك لعرس ما شهدته.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنا حيدرة بن علي العابر، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا عمي أبو علي، نا ابن بكر، أنا ابن الخليل، نا ابن عبيدة، نا ابن الصلت، نا شعيب بن عثمان، عن عامر الرازي:

أن حمالا مرّ يحمل دنا من خلّ فمرّ بالشعبي، فقال: يا أبا عمرو ما كان عرس

ص: 415


1- سقطت من م.
2- سقطت من م.
3- كذا بالأصل، و الجزء الأخير من الكلمة ممحو في م، و في المطبوعة: أسقيك.
4- غير واضح إعجامها في الأصل، و تقرأ: الصراف في م، و الصواب ما أثبت و قد مرّ هذا السند مرارا. و انظر المطبوعة.

إبليس قال: تلك وليمة لم أشهدها، قال: فما تقول في أكل [الذبان ؟ قال: إن](1) اشتهيته فكله.

قال: و أنا عمي أبو علي، نا الحسين بن إسماعيل بن محمّد القاضي، نا كردوس(2) ، نا عمرو بن عون، أنا هشيم، عن مجالد قال: دخل رجل إلى مسجد و مع الشعبي امرأة فقال: أيكم [الشعبي](3) فقال: هذه.

كتب إليّ أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم، ثم أخبرنا أبو القاسم فضائل بن الحسن [بن الفتح، نا](4) سهل بن بشر، قالا: أنا محمّد بن الحسين بن الطّفّال، أنا محمّد بن أحمد الذهلي، نا أحمد بن محمّد بن المستلم، [نا عصمة](5) بن الفضل، نا جعفر بن عون، عن مجالد الشعبي قال:

إنّي لجالس يوما إذا أقبل حمال معه [دنّ حتى](6) وضعه ثم جاءني فقال: أنت الشعبي ؟ قلت: نعم، قال: أخبرني عن إبليس هل له زوجة ؟ قلت [إن ذاك] العرس ما شهدته، قال: ثم ذكرت قول اللّه تعالى: أَ فَتَتَّخِذُونَهُ وَ ذُرِّيَّتَهُ (7) ، قال: فعلمت أنه لا يكون إلاّ من زوجة قال: فأخذ دنّه ثم انطلق، فرأيت أنه مختاري.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم مرة(8) ، عن أبي بكر أحمد بن علي الخطيب، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد العتيقي، أنا أبو عمر [محمّد] بن العباس الخزّاز، أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق الجلاّب، قال: سمعته - يعني أبا إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي [يقول](9) - لقي رجل الشعبي و امرأة تمشي مع الشعبي، فقال الرجل:

أيكما الشعبي ؟ فقال له الشعبي: هذه.

ص: 416


1- ما بين معكوفتين مكانه بياض بالأصل و م، و قد استدرك للإيضاح عن المطبوعة.
2- كذا بالأصل و بعدها بياض في م، و في المطبوعة: كردوس بن محمد.
3- بياض بالأصل و م مكان اللفظة، و قد استدركت عن المطبوعة.
4- بياض بالأصل و م، و المستدرك بين معكوفتين عن المطبوعة، و زيد فيها أيضا (بعد كلمة: الفتح): و أبو الحسن علي بن الحسن و أبو محمّد عبد الرحمن بن أبي الحسن قالوا.
5- بياض بالأصل و م، و المستدرك بين معكوفتين عن م.
6- بياض بالأصل و م، و المستدرك بين معكوفتين عن م.
7- سورة الكهف، الآية: 50.
8- كذا، و مكانها بياض في م، و في المطبوعة: «بن حمزة».
9- زيادة عن المطبوعة للإيضاح.

[قال: و أنا](1) عبيد اللّه بن أحمد الواعظ، حدّثني أبي، نا نصر بن القاسم بن نصر، نا عبيد اللّه بن عمر القواريري، نا هشيم، عن مجالد قال:

أتينا الشعبي فلم نوافقه في المنزل، قال: فجلسنا ننتظره، فجاء رجل يريد الشعبي، [قال، فبينا](2) هو إذ أقبل الشعبي، و معه امرأة تكلّمه قال: قلنا للرجل: هو ذاك الشعبي، قال: فذهب إليه [قال: فجاء](3) الشعبي و هو يضحك، فقال: هذا الذي أرسلتموه إليّ جاءني و أنا و امرأة قائمين، قال: أيكما الشعبي ؟ قلت: هذه.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، ثم حدّثني أبو إسحاق الخشوعي عنه، أنا مشرف بن علي - إجازة - نا أبو خازم(4) بن الفراء، قال: قرأت على منير بن أحمد بن الحسن بن منير - بمصر - نا عبد اللّه بن محمّد بن الخصيب - إملاء - نا بهلول بن إسحاق، نا عتيق بن يعقوب، نا مروان بن معاوية الفزاري، نا محمّد بن عمر الواقدي، عن عبد الرّحمن بن أبي الزناد، عن أبيه قال: قال لي الشعبي: أ لا أطرفك عني بطريفة ؟ كنت اليوم في المسجد في مجلس القضاء و عندي امرأة ليس عندي غيرها، فجاء رجل فقال لي: أيكما الشعبي ؟ فقلت: هذه.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه السّلمي، أنا محمّد بن الحسين بن الفراء، أنا إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل بن محمّد بن سعيد، نا أبو علي الحسين بن القاسم الكوكبي، قال: قال لي أبو العيناء: أنا ابن عائشة عن محمّد بن الحصين، عن مجالد قال: دخل الشعبي الحمّام فرأى داود الأوديّ بلا مئزر فغمض عينيه، فقال له داود: متى عميت يا أبا عمرو؟ قال: منذ هتك اللّه سترك.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل، أنا أبو الحسين(5) علي بن الحسن بن الحسين، أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا أبو رفاعة عبد اللّه بن محمّد بن حبيب، أنا عصمة بن سليمان، نا عامر بن يساف قال: قال لي الشعبي:

ص: 417


1- بياض بالأصل بالأصل و م، و المستدرك بين معكوفتين عن المطبوعة.
2- بياض بالأصل بالأصل و م، و المستدرك بين معكوفتين عن المطبوعة.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و استدرك عن المطبوعة للإيضاح، و مكانه بياض في م.
4- بالأصل و م: حازم، خطأ، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ قريبا.
5- في م: الحسن.

أمضي(1) بنا حتى نفر من أصحاب الحديث، قال: فمضينا حتى أتينا الجبّانة، قال: فكوّم كومة ثم اتّكأ عليها، فمرّ بنا شيخ من أهل الحيرة عباديّ فقال له الشعبي: يا عباديّ [ما صنعتك ؟](2) قال: رفّاء قال: عندنا دنّ مكسور ترفوه لنا، قال: إن هيئت لي سلوكا من رمل رفيت لك دنّك، قال: فضحك الشعبي حتى استلقى، ثم قال: هذا أحبّ إلينا من مجالسة أصحاب الحديث.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، نا زكريا بن يحيى، نا الأصمعي، نا عمر بن أبي زائدة، قال: كان الشعبي ينشد الشعر.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه فيما قرأ عليّ إسناده و ناولني إياه و قال اروه عني، أنا محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا(3) ، نا محمّد بن الحسن بن دريد، أنشدنا أبو حاتم، أنشدنا أبو عبيدة، كان الشعبي ينشده:

أرى أناسا بأدنى الدّين قد قنعوا *** و لا أراهم رضوا في العيش بالدّون

فاستغن باللّه عن دنيا الملوك كما *** استغنى الملوك بدنياهم عن الدّين(4)

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد الحافظ، أنا سليمان بن إبراهيم، أنا أبو سعد الماليني، أنا [عبد الرّحمن](5) بن محمّد بين محمود، نا زكريا بن يحيى البزّاز، نا محمّد بن الفضل بن نباتة القرشي، قال: سمعت أبا إسحاق [المؤدب](6) يقول:

بلغني عن عامر الشعبي قال: كان كثيرا يتمثل بهذا البيت.

و

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، أنا أبو بكر بن أبي دارم الحافظ، نا موسى بن هارون، نا الحسن بن حمّاد الوراق، نا محمّد بن الحسن بن أبي يزيد الهمذاني، نا مسعر، عن محمّد بن جحادة، قال: كان

ص: 418


1- كذا بالأصل و م، و الصواب: امض.
2- بياض بالأصل، و ما بين معكوفتين استدرك عن م.
3- الخبر و الشعر في الجليس الصالح الكافي 261/1.
4- البيتان في المستطرف 90/1 و نسبا لعبد اللّه بن المبارك، و قد وردا في عيون الأخبار 372/2 منسوبين لأبي العتاهية، و قد ورد البيت الثاني في ديوان أبي العتاهية.
5- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن م.
6- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن م.

الشعبي من أولع [الناس](1) بهذا البيت:

ليست الأحلام في حين الرضا *** إنّما الأحلام في حين الغضب

أخبرنا أبو بكر الشّحّامي، أنا أبو صالح المؤذن، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن مالك(2) ، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: مراسيل إبراهيم أحبّ إليّ من مراسيل الشعبي.

قرأنا على أبي غالب، و أبي عبد اللّه ابني البنّا، عن محمّد بن محمّد بن مخلد، أنا علي بن محمّد بن خزفة، أنا محمّد بن الحسين الزّعفراني، أنا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا الأخنسي (3)- يعني محمّد بن عمران - قال: سمعت ابن إدريس قال: قلت لابن أبي الزناد: ما كان أبو الزناد يقول في الشعبي ؟ قال: ما أفقهه، قلت: أين هو من أهل المدينة ؟ قال: و لا مثل غلمانهم.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو بكر بن [بيري. ح و عن أبي الحسن بن مخلد، أنا أبو الحسن بن خزفة. قالا: أنا محمّد بن الحسين، نا أبو بكر بن](4) أبي خيثمة، نا عبد الرّحمن بن صالح، نا يحيى بن آدم، عن عمرو بن ثابت قال: قيل لأبي إسحاق السّبيعيّ: إن الشعبي يقول: إن الحارث من الكذابين، قال: و هو مثله! الشعبي دخل بيت المال فأخذ في حفنة ثلاثمائة درهم، و الحارث أعطي من السبي فلم يأخذ حتى خمّس.

قال: و نا ابن أبي خيثمة، نا محمّد بن يزيد الرفاعي(5) ، نا ابن يمان(6) عن عبد الملك، عن سعيد بن جبير قال: العمرة تطوّع قال: فذكرته للشعبي، فقال: هي واجبة، فقال سعيد بن جبير: كذب الشعبي.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب(7) ،

ص: 419


1- اللفظة ممحوة بالأصل و استدركت عن م.
2- كذا، و في المطبوعة: «بالويه» و هو الصواب قياسا إلى أسانيد مماثلة متقدمة.
3- بياض مكانها بالأصل، و في م: الأخفش خطأ و الصواب ما أثبت الأخنسي، عن المطبوعة.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
5- عن م و بالأصل: الرفا.
6- في م: ابن بيان.
7- الخبر في تاريخ بغداد 232/12.

أنا ابن رزق، و ابن الفضل قالا: أنا دعلج بن أحمد، نا - و في حديث ابن الفضل - أنا أحمد بن علي الأبّار، نا الحسين بن حريث، نا الفضل بن موسى، عن أبي بكر بن شعيب، قال: خرجت مع والدي و الشعبي، و هو يريد مكان القضاء، قال: قلت - أو قال له - كم أتى عليك يا أبا عمرو؟ فقال:

نفسي تشكي إليّ الموت مرجفة *** و قد حملتك سبعا بعد سبعينا

إن تحدثي أملا يا نفس كاذبة *** إنّ الثلاث توفّينا(1) الثمانينا

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ(2) ، نا إبراهيم بن عبد اللّه، و أبو حامد بن جبلة قالا: نا محمّد بن إسحاق، نا قتيبة بن سعيد، نا أبو بكر بن شعيب بن الحبحاب(3) ، قال: رأيت الشعبي يمشي مع أبي عليه إزار من كتّان مورّد، فقال: إني يا أبا عمرو أراك تجرّ إزارك، فضرب الشعبي يده على إليته فقال: ليس هاهنا شيء يحمله، فقال له أبي: كم أتى لك(4) يا أبا عمرو؟ فقال:

نفسي تشكّي إليّ الموت مرجفة(5) *** و قد حملتك سبعا بعد سبعينا

إن تحدثي أملا يا نفس كاذبة *** إنّ الثلاث توفّين(6) الثمانينا

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف [نا](7) الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(8) ، أنا عمرو بن عاصم الكلابي، نا أبو بكر بن شعيب بن الحبحاب، قال: سمعت عامر الشعبي و قال له أبي: ما لي(9) أراك مسترخيا يا أبا عمرو و عليه إزار كتّان مورّد، قال: فقال الشعبي:

ليس هاهنا شيء يحمله، و ضرب بيده إلى إليته، قال: فقال أبي: كم تراه أتى لك يا أبا عمرو؟ فأجابه الشعبي:

ص: 420


1- في م: «توفين» و في تاريخ بغداد: إن الثلاثة توفين الثمانينا.
2- الخبر و الشعر في حلية الأولياء 324/4.
3- كذا بالأصل و م، و في الحلية: الحجاب، خطأ. و اسمه عبد اللّه بن شعيب بن الحبحاب البصري.
4- كذا بالأصل و المطبوعة، و في الحلية، و م: عليك.
5- في الحلية: «موجعة» و في المطبوعة: مزحفة.
6- الحلية: يوافين.
7- بياض بالأصل و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل، و في م: «بن» خطأ.
8- الخبر و الشعر في طبقات ابن سعد 255/6.
9- في ابن سعد: «ما لإزارك مسترخيا» و في م و المطبوعة كالأصل.

نفسي تشكّي إليّ الموت مرجفة(1) *** و قد حملتك سبعا بعد سبعينا

إن تحدثي أملا يا نفس كاذبة *** إنّ الثلاث توفّين الثمانينا

قال أبو بكر بن شعيب و كان ابن سبع و سبعين سنة، و هو يقرض الشعر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا. حدّثني إبراهيم بن سعيد الجوهري، نا أبو أسامة، نا زكريا بن يحيى الكندي، قال: دخلت على الشعبي و هو يشتكي فقلت له: كيف تجدك ؟ قال: أجدني وجعا مجهودا، اللّهم إنّي أحتسب نفسي عندك، فإنها أعزّ الأنفس عليّ، و قد روي أنه مات فجأة.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ، حدّثني جعفر بن محمّد بن الحارث، نا أبو العباس محمّد بن عبد الرّحمن الدّغولي(2) ، حدّثني أبو حاتم محمّد بن إدريس، حدّثني حمّاد بن زادان، نا مروان بن معاوية، عن إسماعيل بن أبي خالد قال: مرّ بي الشعبي و هو راكب على إكاف، ثم دخل داره فصاحوا عليه، مات فجأة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب(3) ، أنا ابن رزق، أنا إسماعيل الخطبي و أبو علي بن الصّوّاف، و أحمد بن جعفر بن حمدان، قالوا: نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، نا محمّد بن فضيل، نا عاصم قال:

دثت الحسن بموت الشعبي، فقال: رحمه اللّه، و اللّه إن كان من الإسلام لبمكان.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي، نا محمّد بن فضيل، عن عاصم، قال: حدّثت الحسن بموت الشعبي فقال: رحمه اللّه، و اللّه إن كان من الإسلام لبمكان.

ص: 421


1- ابن سعد: مزحفة.
2- بالأصل و م: «الدعولي» بالعين المهملة، خطأ و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 557/14.
3- الخبر في تاريخ بغداد 231/12.

قرأت على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي الحسن بن [مخلد، أنا أبو الحسن بن](1) خزفة.

و عن أبي الحسين الآبنوسي، أنا أبو بكر بن بيري - قراءة - قالا: أنا محمّد بن الحسين، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا عبد الرّحمن بن يونس، قال: قال سفيان: لما مات الشعبي قال الحسن: كان كبير السن، كثير العلم، كان من الإسلام بمكان رحمه اللّه.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة -.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، نا أحمد بن سنان الواسطي، نا إسماعيل بن أبان الوراق، نا يحيى بن أبي زائدة، و عن أشعث بن سوّار(2) ، قال: نعى لنا الحسن البصري الشعبي، فقال: كان و اللّه ما علمت كثير العلم عظيم الحلم، قديم السلم في الإسلام بمكان.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ(3) ، أنا أبو حامد بن جبلة، نا محمّد بن إسحاق، نا المفضّل بن غسان الغلاّبي، نا جعفر بن عون، نا عبد اللّه بن أشعث بن سوّار، عن أبيه، قال: لما هلك الشعبي أتيت البصرة، فدخلت على الحسن فقلت: يا أبا سعيد هلك الشعبي فقال: إنّا للّه و إنّا إليه راجعون، إن كان لقديم ال [سن](4) كثير العلم، و إنه من الإسلام بمكان، ثم أتيت محمّد بن سيرين فقلت: يا أبا بكر هلك الشعبي، فقال مثل ما قال الحسن.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب(5) ، أنا الحسن بن أبي بكر، أنا عبد اللّه بن إسحاق البغوي، نا محمّد بن الجهم.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن علي بن

ص: 422


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و السند مضطرب في م، و المستدرك قياسا إلى أسانيد مماثلة، و انظر المطبوعة.
2- الجرح و التعديل 323/6.
3- حلية الأولياء 310/4.
4- بياض بالأصل و م، و المستدرك عن الحلية.
5- الخبر في تاريخ بغداد 232/12.

يعقوب، أنا محمّد بن أحمد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان، نا أبي قالا:

نا جعفر بن عون، نا عبد اللّه بن أشعث بن سوّار، عن أبيه قال: لما مات الشعبي انطلقنا إلى البصرة - و في رواية الأنماطي: لما هلك الشعبي أتيت البصرة - فدخلت على الحسن، فقلت: يا أبا سعيد هلك الشعبي، فقال: إنّا للّه و إنّا إليه راجعون، و اللّه إن كان لقديم السن، كثير العلم، و إن كان من الإسلام لبمكان، قال: ثم أتيت ابن سيرين فقلت: يا أبا بكر هلك الشعبي، فقال: إنّا للّه و إنّا إليه راجعون، و اللّه إن كان لقديم السن، كثير العلم، و إن كان من الإسلام لبمكان.

أخبرنا أبو السّعود أحمد بن علي، نا محمّد بن علي بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفرا، أنا أبي أبو يعلى قالا:

أنا أبو القاسم الصّيدلاني، أنا أبو عبد اللّه العطار، قال: قرأت على علي بن عمرو حدّثكم الهيثم بن عدي، قال: عامر - يعني ابن شراحيل الهمداني - سنة ثلاث و مائة - يعني مات-.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحدّاد، و أبو القاسم غانم بن محمّد بن عبيد اللّه.

ثم أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد، أنا أبو علي قالوا: أنا أبو نعيم، نا أبو علي محمّد بن أحمد بن الحسن، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هاشم بن محمّد، نا الهيثم بن عدي، قال: و مات عامر بن شراحيل الهمداني - و هو الشعبي - سنة ثلاث و مائة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر قال: قال الهيثم:

فيها - يعني سنة ثلاث و مائة - مات أبو بردة بن أبي موسى، و طاوس اليماني و عامر بن شراحيل الشعبي.

و ذكر ابن زبر: أن أباه أخبره عن أحمد بن عبيد بن ناصح، عن الهيثم بقوله:

قال: و أنا أبو سليمان، أنا أبي، نا أحمد بن يحيى، عن ابن بكير قال: مات الشعبي سنة ثلاث و مائة .

ص: 423

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة(1) ، حدّثني حاتم بن مسلم، عن عثمان بن موهب قال: مات الشعبي و موسى بن طلحة، و أبو بردة بن أبي موسى في جمعة آخر سنة ثلاث و مائة أو في أول(2) سنة أربع و مائة.

قال أبو نعيم: ماتوا سنة أربع [و مائة].

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي الحسن علي بن محمّد، أنا أبو الحسن(3) بن خزفة.

ح و عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو بكر بن بيري قالا:

أنا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، قال: سمعت يحيى بن معين يقول:

الشعبي مات سنة ثلاث أو أربع و مائة.

قال المدائني: مات الشعبي، و قد جاز الثمانين.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد(4) قال:

عامر بن شراحيل الشعبي من همدان، و يكنى أبا عمرو، و قال الهيثم بن عدي، عن ابن عيّاش: توفي سنة ثلاث و مائة.

و قال أبو نعيم توفي سنة أربع و مائة، و قال الواقدي: عن إسحاق بن يحيى: توفي سنة خمس و مائة، و هو ابن سبع و سبعين سنة(5).

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح الرّزّاز، أنا أبو حفص بن شاهين.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الفتح الرّزّاز، أنا أبو حفص بن شاهين، أنا محمّد بن مخلد.

ص: 424


1- تاريخ خليفة بن خياط ص 330 (حوادث سنة 104).
2- عن م و بالأصل: الأول.
3- في م: أبو الحسين، خطأ، و قد مرّ قريبا.
4- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
5- سير الأعلام 318/4 و انظر تهذيب الكمال 356/9.

ح قال: أنا ابن الطّيّوري، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا عثمان بن محمّد، نا إسماعيل بن محمّد قالا: أنا العبّاس الدوري، نا أبو بكر بن أبي الأسود، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عمران البجلي(1) ، قال: الشعبي، سنة أربع و مائة - يعني - مات.

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي في كتابه، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسين، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و أبو الحسين الأصبهاني قالا: - أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل(2) قال: و قال أحمد بن أبي الطيب.

ح و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب(3) ، أنا ابن الفضل، أنا علي بن إبراهيم، نا أبو أحمد بن فارس، نا البخاري، قال: قالي لي أحمد بن [أبي](4) الطيب عن إسماعيل بن مجالد قال: مات - يعني الشعبي - سنة أربع و مائة و بلغ ثنتين و ثمانين سنة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا محمّد بن الحسن بن محمّد، نا أحمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن بن الخليل، نا محمّد بن إسماعيل، حدّثني أحمد بن سليمان قال: سمعت إسماعيل بن مجالد قال: مات الشعبي سنة أربع و مائة و بلغ ثنتين و ثمانين سنة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب(5).

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو(6) الحسين المبارك بن عبد الجبّار، و أبو طاهر بن سوّار، قالوا: أنا أبو الفرج الطّناجيري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا نصير بن أحمد بن نصير، أنا محمّد بن أحمد الجواليقي، قالا: أنا محمّد بن زيد بن علي بن مروان، أنا محمّد بن محمّد بن

ص: 425


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: النخلي.
2- التاريخ الكبير 450/6.
3- تاريخ بغداد 233/12.
4- سقطت من الأصل هنا، و استدركت عن تاريخ بغداد، و قد مرّ صوابا قبل أسطر. و انظر ترجمته في تاريخ بغداد 173/4 و تهذيب الكمال 170/1.
5- الخبر في تاريخ بغداد 233/2.
6- في م: «ابن الحسين» خطأ.

عقبة الشّيباني، نا هارون بن حاتم، نا عمر بن شبيب السّلمي(1) ، قال: مات الشعبي سنة أربع و مائة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب(2) ، أنا ابن الفضل، أنا دعلج بن أحمد، أنا أحمد بن علي الأبّار، نا ابن أبي رزمة، قال:

سمعت ابن إدريس يقول: مات الشعبي سنة أربع و مائة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو(3) سليمان بن زبر(4) ، نا الهروي، نا محمّد بن محمّد، نا عثمان قال: سمعت أبا نعيم يقول.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي، نا أبو نعيم قال:

مات الشعبي و أبو بردة - زاد عثمان: بن أبي موسى - سنة أربع و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال - و هو عمر بن عبيد اللّه - أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا أبو عبد اللّه، قال: قال أبو نعيم.

ح و أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قالا: أنا أحمد بن علي بن خلف، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، نا أبو عبد اللّه الصفّار، أنا أبو إسماعيل السّلمي، قال: سمعت أبا نعيم.

ح و أنا أبو الحسن الفرضي، نا عبد العزيز الصّوفي، أنا أبو خازم(5) بن الفرّاء، أنا يوسف بن عمر، نا محمّد بن مخلّد، نا عبّاس بن محمّد، نا أبو نعيم.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي

ص: 426


1- كذا بالأصل و م، و في تاريخ بغداد: «المسلي» و هو الصواب و قد ترجم له الخطيب في تاريخه 194/11 و له ترجمة في سير الأعلام 428/9.
2- تاريخ بغداد 233/12.
3- عن م و بالأصل: ابن.
4- «ابن زبر» سقط من المطبوعة.
5- بالأصل و م: أبو حازم، بالحاء المهملة، خطأ، و قد مرّ التعريف به.

نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة(1) ، قال: قال أبو نعيم: و مات الشعبي، و موسى بن طلحة سنة أربع و مائة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب(2) ، أنا الحسن بن محمّد بن عبد اللّه بن حسنويه، أنا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الفضل أحمد بن الحسن.

ح و أخبرنا أبو العزّ ثابت بن منصور، أنا أبو طاهر، قالا: أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، قالا:

نا عمر بن أحمد بن إسحاق الأهوازي، نا خليفة بن خياط(3) ، قال: عامر بن شراحيل يكنى أبا عمرو: مات سنة أربع و مائة.

أخبرني أبو المظفّر القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه، نا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه فيما بلغه قال:

و مات الشعبي في سنة أربع و مائة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر(4) ، أنا محمّد بن أحمد بن رزق، أنا إسماعيل الخطبي(5) ، و أحمد بن جعفر بن حمدان، قالا:

أنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، قال: قال أبي: الشعبي سنة أربع و مائة - يعني مات -.

قال(6): و أنا الأزهري، أنا محمّد بن العبّاس، أنا إبراهيم بن محمّد الكندي، نا أبو موسى محمّد بن المثنّى، قال: و مات الشعبي في سنة أربع و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا علي بن أحمد بن محمّد بن علي، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد قال: سنة أربع و مائة توفي فيها عامر

ص: 427


1- انظر تاريخ أبي زرعة الدمشقي 294/1.
2- تاريخ بغداد 233/12.
3- طبقات خليفة بن خياط ص 266 رقم 1144.
4- تاريخ بغداد 233/12.
5- بالأصل و م: الحطبي، خطأ، و الصواب عن تاريخ بغداد، ترجمته في سير الأعلام 522/15.
6- تاريخ بغداد 233/12.

الشعبي، و هو عامر بن شراحيل بن عبد.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا محمّد بن علي بن يعقوب، أنا علي بن الحسن بن علي الجرّاحي.

ح قال: و أنا ابن خيرون، أنا الحسن بن الحسين بن دوما، أنا جدي إسحاق بن محمّد النّعالي، قالا: أنا عبد اللّه بن إسحاق، نا قعنب بن المحرّر الباهلي، قال: و مات موسى بن طلحة بالكوفة و الشعبي سنة أربع و مائة.

أخبرنا أبو الفضل(1) بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: و مات الشعبي سنة أربع و مائة(2).

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو علي بن المسلمة، و أبو القاسم بن العلاف، قالا:

أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا الحسن بن محمّد بن الحسن.

ح أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر(3) ، أنا ابن الفضل، نا جعفر الخلدي، قالا: نا محمّد بن عبد اللّه بن سليمان(4) ، نا ابن نمير قال:

مات الشعبي سنة خمس و مائة، و قال [غير](5) ابن نمير: سنة أربع و مائة و هو ابن ثنتين و ثمانين سنة، و يقال أيضا سنة سبع و مائة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور، أنا أبو بكر(6) ، أنا أبو خازم(7) بن الفراء، نا الحسين بن علي بن أبي أسامة، نا أبو عمران بن الأشيب، نا ابن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد قال: قال الواقدي عن إسحاق بن يحيى أنه توفي - يعني الشعبي - سنة خمس و مائة، و هو ابن سبع و سبعين.

ص: 428


1- كذا بالأصل و م هنا، و في المطبوعة «أبو القاسم» و هو الصواب، و قد مرّ هذا السند كثيرا.
2- زيد في المطبوعة: و قال نوح في موضوع آخر: و مات الشعبي سنة سبع و مائة.
3- تاريخ بغداد 233/12.
4- كذا بالأصل و م و المطبوعة، و في تاريخ بغداد: محمّد بن عبد اللّه الحضرمي.
5- الزيادة عن م و تاريخ بغداد، سقطت من الأصل.
6- المصدر السابق نفسه.
7- بالأصل و م: «أبو حاتم» خطأ و الصواب عن تاريخ بغداد.

قال(1): و أنا علي بن أحمد الرّزّاز، أنا محمّد بن أحمد بن الحسن الصّواف، نا بشر بن موسى، نا أبو حفص عمرو بن علي قال: و مات الشعبي سنة ست و مائة، و هو عامر بن شراحيل أبو عمرو.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا محمّد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص عمرو بن علي قال: و مات عامر الشعبي سنة ست و مائة في أول السّنة، و هو ابن سبع و سبعين، و قال غيره عن عمرو:

و هو ابن ثمانين.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي الحسن بن مخلد، أنا أبو الحسن بن خزفة.

ح و عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو بكر بن بيري، قالا:

أنا أبو عبد اللّه الزعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا الحسن بن حمّاد، نا طلحة أبو محمّد شيخ من أهل الكوفة، قال: سمعت أشياخنا يذكرون قالوا: مات عامر سنة ست و مائة في السّنة التي استخلف فيها هشام.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا عبد الواحد بن محمّد، أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، نا إسماعيل بن إسحاق قال: سمعت علي بن المديني يقول: مات الشعبي سنة ست و مائة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان قال: و قال ابن المديني: مات الشعبي سنة سبع و مائة.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، قال: سمعت يحيى بن سعيد قال: مات الشعبي قبل الحسن بيسير، و مات الحسن سنة عشر و مائة بلا خلاف.

ص: 429


1- المصدر السابق نفسه.

عبيد اللّه(1) بن أبي عمرو، أنا ابن مرزوق(2) ، أنا أبو عبد الملك البسري، نا سليمان بن عبد الرحمن، نا علي بن عبد اللّه التميمي، قال: عامر الشعبي بن شراحيل يكنى أبا عمرو مات سنة عشر و مائة، و هو ابن سبع و سبعين.

3048 - عامر بن ضبارة أبو الهيذام الغطفاني ثم المرّي

3048 - عامر بن ضبارة أبو الهيذام الغطفاني ثم المرّي(3)

من أهل حوران، وجهه ابن هبيرة لقتال عبد اللّه بن معاوية بن عبد اللّه بن جعفر(4) ، و كان قد غلب على فارس فنفاه عنها، و غلب على أصبهان و فارس حتى قدم قحطبة بن شبيب في جيش من أهل خراسان فاقتتلوا فقتل عامر بن ضبارة.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا الحسن بن علي، نا أبي، عن العتبي قال: سمعت عامر بن ضبارة يخطب فقال في خطبته: أيها الناس الصّبر على طاعة اللّه أهون من الصّبر على عذاب اللّه.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن علي السّيرافي، أنا أبو عبد اللّه النهاوندي، نا أحمد بن عمران الأشناني، نا موسى التستري، نا خليفة العصفري(5) قال: و في هذه السنة و هي سنة تسع و عشرين مائة وجه ابن هبيرة عامر بن ضبارة من مرّة غطفان إلى شيبان بن عبد العزيز اليشكري بعد أن انحاز شيبان عن مروان فوجّه شيبان الجون الشّيباني فالتقوا بالسن(6) فقتل الجون و أصحابه فانحدر شيبان إلى شهرزور فكتب مروان إلى ابن ضبارة: لا تقاتله(7) و كلما ارتحل من منزل فانزله، و جعل يتفرق

ص: 430


1- في م و المطبوعة: عبد اللّه.
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: ابن مروان.
3- أخباره في كتب التواريخ، راجع بشأنه تاريخ الطبري و الكامل لابن الأثير (بتحقيقنا)، و البداية و النهاية (بتحقيقنا)، (الفهارس العامة فيها) و بالأصل و م: أبو الهيدام بالدال المهملة، و المثبت عن مصادر ترجمته.
4- بعدها في المطبوعة: بن أبي طالب.
5- الخبر في تاريخ خليفة 387 في حوادث سنة 129.
6- عن تاريخ خليفة، و بالأصل و م: «باللبس» و هي سنّبارمّا مدينة على دجلة فوق تكريت (معجم البلدان).
7- بالأصل و م: لا يقاتله، و المثبت عن تاريخ خليفة.

أصحابه حتى أتى ماه(1).

قال إسماعيل بن إسحاق: ثم أتى الصّيمرة(2) ، ثم أتى جزيرة ابن كاوان(3) ، ثم عبر إلى عمان فقتل بها، و كتب ابن هبيرة إلى عامر بن ضبارة أن يقبل إلى عبد اللّه بن معاوية الهاشمي، فلقيه بإصطخر(4) و معه أخواه الحسن و يزيد ابنا معاوية فهزمه ابن ضبارة حتى أتى خراسان و قد ظهر أبو مسلم في شهر رمضان سنة تسع و عشرين و مائة، فحبس الهاشمي و أخويه(5).

قال: و نا خليفة(6) قال في تسمية عمال مروان بن محمّد سجستان غلب عليها بحير(7) بن السلهب حتى قدم ابن هبيرة فولاّها عامر بن ضبارة المرّي، فوجّه أبو مسلم مالك بن الهيثم من أهل خراسان.

قال: و نا خليفة(8) ، حدّثني محمّد بن معاوية، عن بيهس بن حبيب قال: توجّه قحطبة فلقي عامر بن ضبارة و داود - يعني ابن يزيد بن عمر بن هبيرة - فالتقوا بجابلق رستاق أصبهان يوم السبت لسبع لبقين من رجب سنة إحدى و ثلاثين و مائة فقتل عامر.

3049 - عامر بن عاصمة السّلمي

شاعر، ذكر له شعر قاله في بعض وقائع أبي الهيذام المرّي التي جرت بينه و بين اليمانية.

قرأت بخط أبي الحسين الرازي فيما ذكر أنه أفاده إياه بعض أهل دمشق عن أبيه، عن جدّه و أهل بيته من المرّيين قال: و قال عامر بن عاصمة السّلمي في أمان أبي الهيذام حين أمّن بني الضّحّاك بن رمل و معاوية بن يزيد الحجوري:

ص: 431


1- ماه: معناه قصبة البلد (انظر بشأنها معجم البلدان).
2- الصيمرة: في موضعين: أحدهما بالبصرة على فم نهر معقل، و فيها عدة قرى تسمى بهذا الاسم. و الصيمرة بلد بين ديار الجبل و ديار خوزستان (معجم البلدان).
3- و هي جزيرة لافت في بحر فارس بين عمّان و البحرين (ياقوت).
4- هي بلدة بفارس و هي من أقدم مدنها (معجم البلدان).
5- في تاريخ خليفة: و أخوته.
6- تاريخ خليفة ص 406.
7- كذا بالأصل و م و في تاريخ خليفة و المطبوعة: بجير.
8- تاريخ خليفة ص 396 حوادث سنة 131 ه.

شفاني أبو الهيذام طال بقاؤه *** من المعشر السود القصار الأجاعد

فأصبح صدري باردا بفعاله *** و صدر الذي من غيرنا غير بارد

عشية شلّ السّكسكيّين معلما *** بأبيض مثل الثلج(1) في أي ساعد

عشية ناداه ابن رمل مغوثا *** أجرني أبا الهيذام لست(2) بواحد

فأمّنه من بعد ما طار روحه *** و قد حال منه الموت تحت القلائد

و قد أمّن المرء الحجوري قبله *** معاوية النامي إلى غير زائد

فطارا طليقي حربنا و سواهما(3) *** على رغم أنف من عدوّ و حاسد

3050 - عامر بن أبي عامر عبيد بن وهب الأشعري

3050 - عامر بن أبي عامر عبيد بن وهب الأشعري(4)

هاجر به أبوه من اليمن، و أدرك النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

و سمع أباه، و معاوية بن أبي سفيان.

روى عنه مالك بن مسروح.

و

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا أبو قلابة عبد الملك بن محمّد بن عبد اللّه الرّقاشي، نا وهب بن جرير بن حازم، نا أبي قال: سمعت عبد اللّه بن ملاذ يحدّث عن نمير بن أوس، عن مالك بن مسروح، عن عامر بن أبي عامر الأشعري عن أبيه، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«نعم الحيّ الأزد و الأشعريون، لا يغلبون على القتال و لا يجبنون، هم مني و أنا منهم»، فحدّثت به معاوية فقال: إنّما قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «هم مني و إليّ» قال: قلت هكذا حدّثني أبي، قال: فأنت أعلم بحديث أبيك[5429].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد قال: حدّث يحيى بن سليم الطائفي عن ابن خثيم، عن شهر، عن

ص: 432


1- في م: الملح.
2- بالأصل: «ليست» و المثبت عن م.
3- في المطبوعة: «و شواهما» و في م «سواهما» كالأصل.
4- ترجمته في أسد الغابة 24/3 و الإصابة 252/2 و تهذيب الكمال 361/9 و تهذيب التهذيب 51/3 و ميزان الاعتدال 360/2.

عامر الأشعري أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال للمرأة التي سألته عن زوجها فقال:

«إنه لو كان أجذم متقطعا، يسيل إحدى منخريه دما، و الآخر قيحا فمصصت ذاك لم تقض حقّ اللّه الذي عليك»[5430].

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن ريذة(1) ، أنا سليمان بن أحمد، نا بكر بن سهل، نا عبد اللّه بن يوسف، نا سعيد بن عبد العزيز قال:

قدم أبو موسى الأشعري على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في سفينتين، فدعا النبي صلّى اللّه عليه و سلّم لأكبر أهل السفينة و أصغرهم، و كان أبو عامر يقول: كنت أنا أكبر أهل السفينة و ابني أصغرهم، قال سعيد:

و كان فيها أبو عامر، و أبو مالك، و أبو موسى، و كعب بن عامر، قال سعيد: خرجوا بالأبواء(2).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه، أنا علي بن محمّد بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، نا سفيان و سئل [هل](3) لعك هجرة قال: لا، قيل له: فالأشعريين ؟ قال: أصحاب السفينة أربعون من الأشعريين، قيل له: كان أبو موسى معهم ؟ قال: فيما أعلم، قال: فكان أبو عامر و ابنه معهم - يعني في السفينة-.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه بن الحسن، و أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد البزار، قالا: أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن البراء، أنا علي بن المديني، و سئل عن عامر بن أبي عامر الأشعري - روى عنه مالك بن مسروح، روى عن أبيه - فقال: لا أعرف عامرا و إن لم يكن أدرك النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فلم يسمع من أبيه، لأنّ أبا عامر قتل في عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، أنا محمّد بن سعد(4) قالفي تسمية من نزل الشام من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: عامر بن أبي عامر الأشعري، أدرك

ص: 433


1- بالأصل و م: «رندة» خطأ و الصواب ما أثبت و ضبط، و قد مرّ التعريف به.
2- الأبواء: جبل على يمين الطريق المصعد إلى مكة من المدينة (ياقوت).
3- زيادة عن م، سقطت من الأصل.
4- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

عبد الملك بن مروان، و توفي في خلافته بالأردن.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(1) ، قال في الطبقة الثالثة من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: أبو عامر الأشعري و ذكر أمره، ثم قال: و ابنه عامر بن أبي عامر قد صحب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و غزا معه، و روى عنه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، [قال:](2) قال محمّد بن سعد: عامر بن أبي عامر قد صحب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم [و غزا معه](3) و روى عنه، قال عبد اللّه: عامر بن أبي عامر الأشعري.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا: - أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل(4) قال: عامر بن أبي عامر الأشعري سمع أباه و معاوية، روى عنه مالك بن مسروح.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة -.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(5) ، قال: عامر بن أبي عامر الأشعري، و اسم أبي عامر عبيد، سمع أباه و معاوية، روى عنه مالك بن مسروح، سمعت أبي يقول ذلك، و سألته عنه فقال: ليس به بأس.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة -.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن،

ص: 434


1- طبقات ابن سعد 357/4.
2- الزيادة عن م.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
4- التاريخ الكبير 450/6.
5- الجرح و التعديل 326/6.

أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أحمد بن عمير - قراءة -، قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الأولى من تابعي أهل الشام ممن أدرك عمر و أبا عبيدة، و معاذا، و بلالا، و أدرك الجاهلية عامر بن [أبي](1) عامر الأشعري، قال أبو سعيد: كان على القضاء، أدرك عمر(2).

3051 - عامر بن عبد اللّه بن الجرّاح بن هلال بن أهيب بن ضبّة ابن الحارث بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة أبو عبيدة القرشي الفهري

3051 - عامر بن عبد اللّه بن الجرّاح بن هلال بن أهيب بن ضبّة ابن الحارث بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة أبو عبيدة القرشي الفهري(3)

أمين الأمة و أحد العشرة الذين شهد لهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بالجنة.

روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

روى عنه العرباض بن سارية، و جابر بن عبد اللّه، و أبو أمامة الباهلي، و أبو ثعلبة الخشني، و سمرة بن جندب، و عبد اللّه بن سراقة، و أسلم مولى عمر، و عياض بن غطيف، و ميسرة بن مسروق العنسي(4).

و كان أحد الأمراء الذين ولوا فتح دمشق، و شهدوا اليرموك، ثم أفضت إليه إمرة الشام.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، و أبو سهل بن سعدويه، قالا: أنا إبراهيم بن منصور سبط بحرويه(5) ، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، نا أبو

ص: 435


1- الزيادة عن م.
2- الخبر في تهذيب الكمال 362/9.
3- ترجمته في الاستيعاب 2/3 و أسد الغابة 24/3 و الإصابة 222/2 و تهذيب الكمال 363/9 و تهذيب التهذيب 51/3 و نسب قريش ص 445 و حلية الأولياء 100/1 و الوافي بالوفيات 575/16 و سير الأعلام 5/1 و تاريخ الإسلام (عهد الخلفاء الراشدين) ص 171. و انظر بحواشي المصادر الثلاثة الأخيرة أسماء مصادر أخرى ذكرت، ترجمت له.
4- كذا بالأصل و م و المطبوعة، و في تهذيب الكمال: العبسي.
5- في المطبوعة: إبراهيم سبط بحرويه.

خيثمة، نا يحيى بن سعيد القطان، عن إبراهيم بن ميمون، حدّثني سعد بن سمرة بن جندب، عن أبيه، عن أبي عبيدة بن الجرّاح، قال:

آخر ما تكلم به رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال: «أخرجوا يهود الحجاز و أهل نجران من جزيرة العرب، و اعلموا أنّ سوء(1) الناس الذين اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد»[5431].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنا أبو طالب محمّد بن علي بن الفتح، نا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن سمعون - إملاء - قال: قرئ على أبي عبد اللّه محمّد بن مخلد بن حفص و أنا أسمع قيل له: حدثكم محمّد بن الوليد البسري، نا محمّد بن جعفر غندر، نا شعبة، عن خالد الحذّاء، عن عبد اللّه بن شقيق، عن عبد اللّه بن سراقة، عن أبي عبيدة بن الجرّاح عن النّبي صلّى اللّه عليه و سلّم أنه ذكر الدجال فحلاّه بحلية لا أحفظها، قالوا: يا رسول اللّه كيف قلوبنا يومئذ؟ كاليوم أو خير؟ قال: «خير»[5432].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ(2) ، قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، نا عبد اللّه بن معاوية القرشي، نا حمّاد بن سلمة، عن خالد الحذّاء، عن عبد اللّه بن شقيق، عن عبد اللّه بن سراقة، عن أبي عبيدة - زاد ابن حمدان: بن الجرّاح - قال:

سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:

«إنه لم يكن نبي بعد نوح إلاّ قد أنذر قومه الدّجّال و إني أنذركموه» فوصفه لنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال: «لعله سيدركه بعض من رآني أو سمع كلامي»، قالوا: يا رسول اللّه فكيف قلوبنا يومئذ أمثلها اليوم ؟ قال: «أو خير» [5433].

رواه التّرمذي(3) عن عبد اللّه بن معاوية.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو

ص: 436


1- كذا بالأصل، و في م و المطبوعة: شرّ.
2- في م: المهدي.
3- سنن الترمذي، (34) كتاب الفتن، 56 (باب) حديث رقم 2235 و قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.

طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكار، قال: و من ولد عبد اللّه بن الجرّاح: أبو عبيدة بن عبد اللّه، و اسمه عامر، شهد بدرا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و نزع الحلقتين اللتين دخلتا في وجه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من المغفر(1) يوم أحد، فانتزعت ثنيتاه، فحسنتا فاه، فقيل: ما رئي هتم قطّ أحسن من هتم أبي عبيدة، و قام يوما من مجلس النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، فنظر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في قفاه و كان يقال: داهيتا قريش: أبو بكر(2) ، و أبو عبيدة بن الجرّاح، و دعا أبو بكر الصّدّيق يوم توفي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في سقيفة بني ساعدة إلى البيعة لعمر بن الخطّاب أو أبي عبيدة بن الجرّاح، و قال: قد رضيت لكم أحدهما، و ولاّه عمر بن الخطّاب الشام، و فتح اللّه عليه اليرموك، و الجابية، و سرع(3) مدينة الشام و الرّمادة(4).

قال الزّبير: و أم أبي عبيدة أميمة بنت غنم بن جابر بن عبد العزّى بن عامرة بن عميرة، فولد أبو عبيدة بن عبد اللّه: يزيد، و عميرا، و أمهما: هند بنت جابر بن وهب بن ضباب، و قد انقرض ولد أبي عبيدة و ولد أخويه(5) جميعا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد أبو البركات و أبو الفضل بن خيرون - قالا: أنا محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خياط(6) ، قال: أبو عبيدة بن الجرّاح، و اسمه عامر بن عبد اللّه بن الجرّاح بن هلال بن وهيب بن ضبّة بن الحارث بن فهر بن مالك، أمه امرأة من بني الحارث بن فهر، أدركت الإسلام و أسلمت؛ و مات بالشام في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو الحسن أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد(7)

ص: 437


1- المغفر: حلق يجعلها الرجل أسفل البيضة تسبغ على العنق فتقيه (اللسان).
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: أبو بكر الصّدّيق.
3- في م و المطبوعة: «سرغ» تقال بالعين المهملة و الغين لغة فيه. و هو أول الحجاز و آخر الشام، بين المغيثة و تبوك من منازل حاج الشام (معجم البلدان).
4- الرمادة: بلدة وراء القريتين على طريق البصرة (معجم البلدان).
5- كذا بالأصل و م و المطبوعة، و في نسب قريش ص 445: إخوته.
6- طبقات خليفة بن خياط ص 65 رقم 159.
7- الخبر في طبقات ابن سعد 409/3.

قال في الطبقة الأولى: من بني فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة و هم آخر بطون قريش:

أبو عبيدة بن الجرّاح و اسمه عامر بن عبد اللّه بن الجرّاح بن هلال بن أهيب بن ضبّة بن الحارث بن فهر، و أمّه أميمة بنت غنم بن جابر بن عبد العزّى بن عامرة بن عميرة، و أمها دعد بنت هلال بن أهيب بن ضبّة بن الحارث [بن فهر، و كان لأبي عبيدة من الولد: يزيد و عمير، و أمّهما هند بنت جابر بن وهب بن ضباب](1) بن حجير بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي، فدرج ولد أبي عبيدة بن الجرّاح، فليس له عقب.

قالوا(2): و هاجر أبو عبيدة إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية في رواية محمّد بن إسحاق، محمّد بن عمرو، لم يذكره موسى بن عقبة، و أبو معشر.

قال محمّد بن عمر(3): و آخى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بين أبي عبيدة بن الجرّاح و محمّد بن مسلمة، و شهد أبو عبيدة بدرا و أحدا، و ثبت يوم أحد مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حين انهزم الناس و ولّوا.

قالوا: و شهد أبو عبيدة الخندق و المشاهد كلها مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و كان من علية أصحابه، و بعثه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إلى ذي القصّة(4) سرية في أربعين رجلا.

أخبرنا أبو محمّد عبد اللّه بن علي في كتابه، ثم أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي أحمد بن علي، أنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم قال:

و يقال: إنّ أمه - يعني أبا عبيدة - أم غنم بنت جابر بن عبد بن العداء بن عامر بن ربيعة بن وديعة بن الحارث بن فهر، و ذكر بعض القرشيين أن أم أبي عبيدة بنت عبد العزّى بن شقيق بن سلامان بن عامر بن عميرة بن وديعة بن الحارث بن فهر(5).

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن بن المفرج(6) ، أنا سهل بن بشر بن أحمد، و أحمد بن محمّد بن سعيد قالا: أنا محمّد بن أحمد بن عيسى، أنا منير بن أحمد بن

ص: 438


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن ابن سعد.
2- ابن سعد 410/3.
3- ابن سعد 410/3.
4- ذو القصة: موضع قرب المدينة (معجم البلدان).
5- انظر الخبر في تهذيب الكمال 364/9.
6- عن م و بالأصل: الفرج.

الحسن، أنا جعفر بن أحمد، أنا أحمد بن الهيثم، قال: قال أبو نعيم الفضل بن دكين:

أبو عبيدة بن الجرّاح و اسمه عامر بن عبد اللّه.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا(1) أبو صالح أحمد بن عبد الملك(2) ، أنا أبو الحسن بن السّقّاء، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: اسم أبي عبيدة بن الجرّاح عامر بن عبد اللّه بن الجرّاح.

أخبرنا أبو البركات، أنا ثابت، أنا أبو العلاء، أنا أبو بكر، أنا الأحوص(3) بن المفضّل، نا أبي، نا أحمد قال: أبو عبيدة عامر بن عبد اللّه بن الجرّاح.

أخبرني أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه.

ح و أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الفضل بن خيرون.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، قالا: نا أبو(4) القاسم الأزهري، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، أنا العبّاس بن العبّاس بن محمّد بن عبد اللّه الجوهري، أنا أبو الفضل صالح بن أحمد بن حنبل، قال: قال أبي: أبو عبيدة بن الجرّاح اسمه عامر بن عبد اللّه بن الجرّاح.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمّام علي بن محمّد، أنا أحمد بن عبيد بن بيري، أنا محمّد بن الحسين الزعفراني، نا ابن أبي خيثمة، نا أبي قال: أبو عبيدة بن الجرّاح اسمه عامر بن عبد اللّه.

قال: و نا ابن أبي خيثمة، أنا مصعب، قال: أبو عبيدة بن الجرّاح عامر بن الجرّاح كان يسمى القوي الأمين.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن

ص: 439


1- كرر بالأصل مرتين.
2- كرر بالأصل مرتين.
3- عن م و بالأصل: الأخوص.
4- سقطت «أبو» من م.

بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، عن أبيه و عمه أبي بكر، قالا: أبو عبيدة عامر بن عبد اللّه بن الجرّاح.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب يقول في تسمية العشرة الذين روي عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أنهم في الجنة: أبو عبيدة بن الجرّاح، عامر بن عبد اللّه بن الجرّاح من بني فهر.

و قال في موضع آخر: اسم أبي عبيدة بن الجرّاح عامر بن عبد اللّه بن الجرّاح من بني فهر من قريش.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، أنا محمّد بن عبد اللّه بن خميرويه(1) ، نا الحسين بن إدريس، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عمّار الموصلي قال: أبو عبيدة بن الجرّاح عامر بن عبد اللّه بن الجرّاح الفهري.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفتح نصر بن أحمد الخطيب، أنا محمّد بن عبد اللّه بن أحمد(2).

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو طاهر بن سوّار، قالا: أنا الحسين بن علي الطّناجيري، قالا: أنا محمّد بن زيد الأنصاري، أنا محمد بن محمّد بن عقبة، نا هارون بن حاتم قال: اسم أبي عبيدة عامر بن عبد اللّه بن الجرّاح.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد، أنا محمّد بن الحسين بن شهريار، أنا أبو حفص الفلاّس قالفي تسمية من روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم ممن سكن الشام: أبو عبيدة بن الجرّاح، و اسمه عامر بن عبد اللّه.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو محمّد بن زبر، نا محمّد بن يونس، نا الأصمعي قال: اسم أبي عبيدة بن الجرّاح عامر بن عبد اللّه بن الجرّاح.

ص: 440


1- بالأصل و م و المطبوعة بالحاء المهملة، خطأ، و الصواب ما أثبت ترجمته في سير الأعلام 311/16.
2- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: محمّد بن أحمد بن عبد اللّه.

أخبرنا أبو الغنائم الكوفي في كتابه، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل(1) قال: عامر بن عبد اللّه بن الجرّاح أبو عبيدة القرشي الفهري(2) ، مات في عهد عمر بالشام، قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: «أبو عبيدة أمين هذه الأمة»[5434].

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب، أنا محمّد بن الحسن النّهاوندي، نا أحمد بن الحسين النّهاوندي، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن، نا محمّد بن إسماعيل البخاري، قال: اسم أبي عبيدة عامر بن عبد اللّه(3) بن الجرّاح القرشي.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا علي بن عبد العزيز بن مردك، أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال: سمعت أبي ينسب أبا عبيدة بن الجرّاح فقال: اسمه عامر بن عبد اللّه بن الجرّاح بن هلال بن أهيب قال أبو محمّد:

و يقال ابن وهيب بن ضبّة بن الحارث بن فهر بن مالك بن النّضر.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة -.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم(4) ، قال: عامر بن عبد اللّه بن الجرّاح أبو عبيدة بن الجرّاح القرشي الفهري من أصحاب رسول(5) اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، مات في عهد عمر بن الخطاب بالشام، روى عنه أبو أمامة الباهلي، سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمّد: روى عنه جابر بن عبد اللّه، و أبو ثعلبة الخشني، و سمرة بن جندب، و عبد اللّه بن سراقة، و غضيف بن الحارث.

ص: 441


1- التاريخ الكبير 444/6.
2- عند البخاري: الفهري القرشي.
3- أضيفت على هامش م و بجانبها كلمة صح.
4- الجرح و التعديل 325/6.
5- في الجرح و التعديل: «من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم». و مثله في م.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: عامر بن عبد اللّه بن جرّاح بن هلال بن أهيب بن ضبّة بن الحارث بن فهر أبو عبيدة بن الجرّاح.

أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد اللّه الكروخي، أنا أبو عامر محمود بن القاسم بن محمّد، و أبو نصر عبد العزيز بن محمّد، و أبو بكر أحمد بن عبد الصمد، قالوا: أنا عبد الجبّار بن محمّد، أنا محمّد بن أحمد بن محبوب، أنا أبو عيسى التّرمذي، قال: أبو عبيدة بن الجرّاح اسمه عامر بن عبد اللّه بن الجرّاح.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، نا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا جعفر بن محمّد بن جعفر، أنا أبو زرعة قال: و أبو عبيدة بن الجرّاح اسمه عامر بن عبد اللّه بن الجرّاح بن ربيعة بن هلال بن أهيب بن ضبّة بن الحارث بن فهر، لا عقب له.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد قال: أبو عبيدة عامر بن عبد اللّه بن الجرّاح سكن الشام، و مات بها، روى عن النّبي صلّى اللّه عليه و سلّم أحاديث.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين الصّيرفي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أبو الحسن بن جوصا - إجازة -.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أبو الحسن بن جوصا، قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: و أبو عبيدة عامر بن عبد اللّه بن الجرّاح بن ربيعة بن هلال بن أهيب بن ضبّة بن الحارث بن فهر. أمّره عمر بن الخطاب بعد وفاة أبي بكر. قال عبد الرّحمن: لا عقب لأبي عبيدة قال عبد الرّحمن: مات في طاعون عمواس ببيسان(1) ،(2).

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن

ص: 442


1- بيسان: مدينة بالأردن بالغور الشامي، بين خوران و فلسطين (ياقوت).
2- بعد كتب في م العبارة التالية: آخر الجزء الخامس بعد الثلاثمائة

منده، قال: أبو عبيدة عامر بن عبد اللّه بن الجرّاح بن هلال بن أهيب بن ضبّة بن الحارث بن فهر الفهري القرشي، و كان رجلا نحيفا معروق الوجه خفيف اللحية طوالا أجنا(1) أثرم الثنيتين و كان يخضب، شهد بدرا، و هو ابن إحدى و أربعين سنة، و مات في طاعون عمواس بالشغام سنة ثمان عشرة، و هو يومئذ ابن ثمان و خمسين سنة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو عبيدة عامر بن عبد اللّه بن الجرّاح بن هلال بن أهيب بن ضبّة بن الحارث بن [فهر](2) شهد بدرا.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، قال:

أبو عبيدة عامر بن عبد اللّه بن الجرّاح.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصّقر، أنا أبو القاسم الصّواف، نا أحمد بن محمّد، نا أبو بشر الدّولابي، قال: أبو عبيدة بن الجرّاح اسمه عامر بن عبد اللّه بن الجرّاح.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا أبو الفتح سليم بن أيوب، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا أبو القاسم الجوزي، نا أبو زكريا يزيد بن محمّد قال: سمعت محمّد بن أحمد القاضي يقول: أبو عبيدة بن الجرّاح عامر بن عبد اللّه بن الجرّاح الفهري.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصّفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو عبيدة عامر بن عبد اللّه بن الجرّاح بن هلال بن وهيب بن ضبّة بن الحارث بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة، و يقال: عبد اللّه بن عامر بن الجرّاح، و الصحيح: عامر بن عبد اللّه بن الجرّاح الفهري القرشي المدني، شهد بدرا مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و كان أحد العشرة الذين شهد المصطفى لهم بالجنة، و مات و هو

ص: 443


1- أي أحدب الظهر، و هو الذي في كاهله انحناء على صدره (اللسان).
2- سقطت من الأصل و استدرك عن م.

عنهم راض، و أمه امرأة من بني الحارث بن فهر، أدركت الإسلام و أسلمت، مات بالشام في طاعون عمواس.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، أنا محمّد بن سعد(1) ، أنا محمّد بن عمر، حدّثني ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن مالك بن يخامر أنه وصف أبا عبيدة بن الجرّاح فقال: كان رجلا نحيفا معروق الوجه خفيف اللحية طوالا أجنا أثرم الثنيتين.

قال(2): و أنا محمّد بن عمر، نا محمّد بن صالح، عن يزيد بن رومان قال: انطلق عثمان بن مظعون و عبيدة بن الحارث بن المطّلب، و عبد الرّحمن بن عوف، و أبو سلمة بن عبد الأسد، و أبو عبيدة بن الجرّاح حتى أتوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فعرض عليهم الإسلام و أنبأهم بشرائعه و أسلموا(3) جميعا في ساعة واحدة، و ذلك قبل دخول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم(4) دار الأرقم، و قبل أن يدعو فيها.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا؛ أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا عمرو بن خالد، و حسان، و عثمان، عن ابن(5) لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة قال: و شهد بدرا من بني الحارث بن فهر: أبو عبيدة بن الجرّاح.

حدّثنا أبو الحسن الفرضي - لفظا - و أبو القاسم بن عبدان - قراءة - قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا علي بن يعقوب بن إبراهيم، أنا أحمد بن إبراهيم القرشي، نا محمّد بن عائذ، أخبرني الوليد بن مسلم، عن عبد اللّه بن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة في تسمية من شهد بدرا من بني الحارث بن فهر: أبو عبيدة بن الجرّاح.

ص: 444


1- الخبر في طبقات ابن سعد 384/7 في تسمية من نزل الشام من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم (أبو عبيدة بن الجراح).
2- الخبر في طبقات ابن سعد 393/3 في ترجمة عثمان بن مظعون.
3- في ابن سعد: فأسلموا.
4- من قوله: فعرض عليهم... إلى هنا سقط من م.
5- بالأصل و م: «أبي لهيعة» خطأ و الصواب ما أثبت. و هو عبد اللّه بن لهيعة، و قد مرّ التعريف به.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني هارون بن موسى الفروي(1) ، نا ابن فليح، عن موسى بن عقبة، عن الزّهري فيمن شهد بدرا: أبو عبيدة بن الجرّاح.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين محمّد بن الحسين(2) بن الفضل، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عتّاب(3) ، أنا القاسم بن عبد اللّه بن المغيرة، نا إسماعيل بن أبي أويس، نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمه موسى بن عقبة قال في تسمية من شهد بدرا من بني الحارث بن فهر: أبو عبيدة بن الجرّاح.

أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي، قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد الزّهري، نا عمي، عن أبيه، عن ابن(4) إسحاق قال في تسمية من شهد بدرا من بني الحارث بن فهر: أبو عبيدة بن الجرّاح، و هو عامر بن عبد اللّه بن الجرّاح بن هلال بن أهيب بن ضبّة بن الحارث بن فهر، و هو لا عقب له(5).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد - قراءة - أنا أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق في تسمية من شهد بدرا من بني الحارث بن فهر: أبو عبيدة و هو عامر بن عبد اللّه بن الجرّاح.

قال: و أنا رضوان - إجازة - أنا أحمد - نا يونس، عن ابن إسحاق قال في تسمية من هاجر الهجرة الأولى إلى أرض الحبشة من مكة من بني الحارث بن فهر بن مالك:

أبو عبيدة بن الجرّاح.

قال: و نا رضوان - قراءة - نا أحمد، نا يونس، عن ابن إسحاق في تسمية من هاجر إلى أرض الحبشة أيضا، و قال: و من بني الحارث ابن فهر أبو عبيدة و هو عامر بن

ص: 445


1- في الأصل: «القروي» بالقاف، و اللفظة سهلة بالأصل، و الصواب ما أثبت «الفروي» بالفاء، ترجمته في تهذيب الكمال 206/19.
2- «بن الحسين» سقط من م.
3- بعدها بالأصل: «أنا القاسم بن عبد اللّه بن عتاب» فالعبارة مقحمة حذفناها بما يوافق عبارة م.
4- في م: أبي إسحاق، خطأ.
5- انظر سيرة ابن هشام 332/2.

عبد اللّه بن الجرّاح هلك بعمواس من أرض الشام، أمير لعمر بن الخطاب، لا عقب له.

قال: و أنا ابن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، حدّثني ابن الأموي، حدّثني أبي، عن ابن إسحاق قال في تسمية من شهد بدرا: أبو عبيدة عامر بن عبد اللّه بن الجرّاح بن هلال بن ضبّة بن الحارث بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة.

قال: و أنا البغوي، حدّثني زهير بن محمّد، نا صدقة بن سابق، عن محمّد بن إسحاق قال: و أبو عبيدة عامر بن عبد اللّه بن الجرّاح آخى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بينه و بين سعد بن معاذ بن النعمان أخي بني عبد الأشهل.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبد الوهاب بن أبي حيّة، أنا محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر الواقدي(1) ، قالفي تسمية من شهد بدرا من بني الحارث بن فهر: أبو عبيدة، و اسمه عامر بن عبد اللّه بن الجرّاح.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، نا أبو عبد اللّه الحافظ، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا الربيع بن سليمان، نا أسد بن موسى، نا ضمرة بن ربيعة، نا(2) عبد اللّه بن شوذب، قال: جعل أبو أبي عبيدة بن الجرّاح ينصب الآلهة لأبي عبيدة يوم بدر، و جعل أبو عبيدة يحيد عنه، فلما كثّر الجرّاح فصده أبو عبيدة فقتله، فأنزل اللّه عز و جلّ فيه هذه الآية حين قتل أباه: لاٰ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللّٰهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ يُوٰادُّونَ مَنْ حَادَّ اللّٰهَ وَ رَسُولَهُ وَ لَوْ كٰانُوا آبٰاءَهُمْ أَوْ أَبْنٰاءَهُمْ (3).

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ، نا سليمان بن أحمد(4) ، نا أبو يزيد القراطيسي، نا أسد بن موسى، نا ضمرة، عن ابن شوذب قال: جعل أبو أبي عبيدة بن الجرّاح يتصدى لأبي عبيدة يوم بدر، فجعل أبو عبيدة يحيد عنه، فلما أكثر قصده [أبو

ص: 446


1- مغازي الواقدي 156/1.
2- في م: عن عبد اللّه بن شوذب.
3- سورة المجادلة، الآية: 22.
4- المعجم الكبير للطبراني 155/1 رقم 360.

عبيدة](1) فقتله، فأنزل اللّه فيه هذه الآية حين قتل أباه لاٰ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللّٰهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ يُوٰادُّونَ مَنْ حَادَّ اللّٰهَ وَ رَسُولَهُ وَ لَوْ كٰانُوا آبٰاءَهُمْ أَوْ أَبْنٰاءَهُمْ أَوْ إِخْوٰانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمٰانَ الآية.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا محمّد بن علي الواسطي، أنا محمّد بن أحمد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان قال: قال أبي: و كان الواقدي ينكر أن يكون أبو أبي عبيدة أدرك الإسلام و ينكر قول أهل(2) الشام: إنّ أبا عبيدة لقي أباه في زحف فقتله، و قال: سألت رجالا من بني فهر منهم زفر بن محمّد و غيره فقالوا: توفي أبوه قبل الإسلام، و يسند أهل الشام ذلك إلى الأوزاعي، و هذا غلط في قول الواقدي هذا.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا إبراهيم بن محمّد بن الفتح الجلّي(3) ، نا أبو يوسف محمّد بن سفيان بن موسى، نا أبو عثمان سعيد بن رحمة بن نعيم قال: سمعت عبد اللّه بن المبارك، عن إسحاق بن يحيى بن طلحة، حدّثني عيسى بن طلحة بن عبيد اللّه، عن عائشة قالت: أخبرني أبي قال: كنت في أول من فاء يوم أحد، فرأيت رجلا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقاتل دونه - أراه قال: و يحميه - قلت:

كن طلحة حين فاتني ما فاتني و بيني و بين المشركين رجل لأنا أقرب إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم منه، و هو يخطف السّعي تخطّفا لا أخطفه، حتى دفعت إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فإذا حلقتان من المغفر قد نشبتا في وجهه، و إذا هو أبو عبيدة فقال [لنا](4) النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: «عليكم صاحبكم» [5435] يريد طلحة و قد نزف، فلم ينظر إليه، فأقبلنا إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فأرادني أبو عبيدة على أن أتركه فلم يزل بي حتى تركته، فأكبّ على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فأخذ حلقة قد نشبت في وجه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فكره أن يزعزعها فيشتكي النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فأزمّ عليها بفيه، ثم نهض عليها فندرت ثنيته و نزعها، فقلت: دعني، فأبى و طلب إليّ، فأكبّ على الأخرى فصنع بها مثل ذلك فنزعها، و ندرت ثنيته، فكان أبو عبيدة أهتم الثنيتين.

ص: 447


1- زيادة عن المعجم الكبير للإيضاح.
2- استدركت على هامش الأصل و بجانبها كلمة صح، و هي في م.
3- بالأصل و م: «الحلى» و الصواب ما أثبت و ضبط. انظر تاريخ بغداد 171/6.
4- زيادة عن المطبوعة، و قد سقطت من الأصل و م.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبد الوهاب بن أبي حيّة، أنا محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر الواقدي(1) ، حدّثني إسحاق بن يحيى بن طلحة، عن عيسى بن طلحة، عن عائشة قالت: سمعت أبا بكر يقول:

لما كان يوم أحد و رمي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في وجهه حتى دخلت في وجنتيه حلقتان من المغفر، فأقبلت أسعى إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و إنسان قد أقبل من قبل المشرق يطير طيرانا، فقلت: اللّهم اجعله طلحة بن عبيد اللّه حتى توافينا إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فإذا أبو عبيدة بن الجرّاح، فبدرني فقال: أسألك باللّه يا أبا بكر ألاّ تركتني فأنزعه من وجه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، قال أبو بكر: فتركته، و قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «صاحبكم» (2)[5436] - يعني طلحة بن عبيد اللّه - فأخذ أبو عبيدة بثنيته حلقة المغفر فنزعها و سقط على ظهره و سقطت ثنية أبي عبيدة، ثم أخذ الحلقة الأخرى بثنيته الأخرى، فكان أبو عبيدة في الناس أثرم(3).

قال الواقدي: و يقال: إنّ الذي نزع الحلقتين من وجه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عقبة بن وهب بن كلدة، و يقال: أبو اليسر، و أثبت ذلك عندنا عقبة بن وهب بن كلدة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو غالب أحمد بن علي بن الحسين الحكي، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا محمّد بن عبد اللّه بن الحسين، نا محمّد بن هارون الحضرمي، نا بندار، نا ابن أبي عدي، عن داود بن أبي هند، عن عامر الشعبي قال:

قال المغيرة بن شعبة لأبي عبيدة بن الجرّاح: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم استعملك علينا، و إنّ ابن النابغة قد ارتبع أمر القوم ليس لك معه أمر، قال: فقال أبو عبيدة: إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أمرنا أن نتطاوع، فأنا أطيعه لقول(4) رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و إن عصى عمرو بن العاص.

ص: 448


1- مغازي الواقدي 246/1-247.
2- عند الواقدي: عليكم صاحبكم.
3- الأثرم: الرجل الذي به ثرم، و هو سقوط الثنية (الأساس).
4- عن م و بالأصل: لقوله.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا محمّد بن الحسين بن الفضل، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عتّاب، أنا القاسم بن عبد اللّه بن المغيرة، نا إسماعيل بن أبي أويس، نا إسماعيل بن إبراهيم، عن عمه موسى بن عقبة قال:

ثم غزوة عمرو بن العاص ذات السّلاسل(1) من مشارف الشام في بليّ و سعد اللّه و من يليهم من قضاعة، فخاف عمرو بن العاص من جانبه الذي هو به فبعث إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يستمدّه، فندب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم المهاجرين الأولين، فانتدب فيهم أبو بكر، و عمر بن الخطاب في سراة من المهاجرين، و أمّر عليهم أبا عبيدة بن الجرّاح، و أمدّ بهم عمرو بن العاص، فلما قدموا على عمرو قال: أنا أميركم، و أنا أرسلت إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم استمدّه بكم، فقال المهاجرون: بل أنت أمير أصحابك، و أبو عبيدة أمير المهاجرين، فقال: أنتم مدد أمددت بكم، فلما رأى ذلك أبو عبيدة، و كان رجلا حسن الخلق لين المشيمة متبعا لأمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و عهده قال: تعلم يا عمرو إنّ آخر ما عهد إليّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أن قال: «إذا قدمت على صاحبك فتطاوعا» و إنك لئن عصيتني لأطيعنك، فسلم أبو عبيدة الإمارة لعمرو بن العاص[5437].

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا محمّد بن بشار، نا محمّد بن جعفر، نا شعبة قال: سمعت أبا إسحاق يحدث عن صلة بن زفر العبسي، عن حذيفة قال:

جاء أهل نجران إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقالوا: ابعث لنا رجلا أمينا، فقال: «لأبعثنّ لكم أمينا حقّ أمين» فاستشرف لها الناس، فبعث أبا عبيدة بن الجرّاح[5438].

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو الفضل المطهّر بن عبد الواحد، أنا أبو عمر عبد اللّه بن محمّد بن أحمد بن عبد الوهاب، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عمر الزهري، نا عمّي عبد الرّحمن بن عمر رستة، نا أبو داود، نا شعبة، عن أبي إسحاق قال: سمعت صلة بن زفر العبسي يحدث عن حذيفة بن اليمان، قال:

جاء أهل نجران إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقالوا: يا رسول اللّه ابعث إلينا رجلا أمينا، فقال:

«أبعث إليكم رجلا أمينا حقّ أمين [أمينا حق أمين](2)»، فاستشرف لها أصحاب

ص: 449


1- انظر في خبر هذه الغزوة سيرة ابن هشام 623/2 و الطبري 21/3 و انظر سير الأعلام 8/1-9.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن م، سقطت من الأصل.

رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال: فبعث إليهم أبا عبيدة بن الجرّاح.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو العبّاس أحمد بن عيسى بن السّكين البلدي، نا إسحاق بن رزيق، نا الجدي، أنا شعبة، عن أبي إسحاق الهمداني، قال: سمعت صلة بن زفر يحدث عن حذيفة قال:

جاء أهل نجران إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قالوا: ابعث إلينا رجلا أمينا، فقال: «لأبعثنّ أمينا حقّ أمين»، قالها ثلاث مرات، قال: و استشرف لها الناس، فبعث أبا عبيدة بن الجرّاح [5439].

و هكذا رواه سفيان الثوري، و زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق.

فأما حديث سفيان:

فأخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر المغربي، أنا أبو بكر الجوزقي، أنا أبو العباس الدّغولي، نا محمّد بن يحيى، نا محمّد بن يوسف [بن واقد](1) الفريابي، عن سفيان، عن أبي إسحاق.

ح قال: و أنا أبو حاتم مكي بن عبدان، نا عمّار بن رجاء، نا أبو داود الحفري عن أبي إسحاق.

ح(2) قال: و أنا أبو جعفر محمّد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب الموصلي، نا علي بن حرب، أنا أبو داود الحفري، نا سفيان(3) ، عن أبي إسحاق، عن صلة بن زفر، عن حذيفة، قال:

جاء العاقب و السيد صاحبا نجران إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقالا: يا رسول اللّه ابعث معنا أمينا حق أمين، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «نبعث معكما رجلا أمينا حق أمين»، قال:

فاستشرف لها أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم قال: «قم يا أبا عبيدة» هذا لفظ الفريابي[5440].

و

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي، أنا يحيى بن

ص: 450


1- ما بين معكوفتين زيادة عن م، سقطت من الأصل.
2- «ح» سقطت من الأصل و استدركت عن م.
3- في م: عن سفيان.

إسماعيل الحربي، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن، نا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع، نا سفيان، عن أبي إسحاق، عن صلة بن زفر العبسي، عن حذيفة قال:

جاء السّيّد و المعاقب راهبا نجران إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقالا: ابعث معنا أمينك، فقال: «نعم سأبعث معكم رجلا أمينا حق أمين»، قال: فتشرف لها الناس فبعث أبو عبيدة بن الجرّاح.

و أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد(1) ، حدّثني أبي، نا وكيع، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن صلة بن زفر، عن حذيفة قال:

جاء العاقب و السيد إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال: أرسل معنا رجلا أميرا أمينا، فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: «سأرسل معكم رجلا أمينا أمينا أمينا» [5441].

قال: فجثا لها أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم على الركب قال: فبعث أبا عبيدة بن الجرّاح.

و أما حديث ابن أبي زائدة:

فأخبرناه(2) به أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا عبد اللّه بن عمر بن أبان، نا عبد الرحيم، عن زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق، عن صلة بن زفر، عن حذيفة قال:

أتى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أسقفا نجران العاقب و السيد، فقالا: ابعث معنا رجلا أمينا حق أمين، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «لأبعثنّ معكم رجلا أمينا حق أمين، حق أمين، حق أمين»، فاستشرف لها أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «قم يا أبا عبيدة بن الجرّاح» فأرسله معهم [5442].

و رواه يوسف بن أبي إسحاق، عن أبيه، و إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق، عن جده، عن صلة، عن ابن مسعود بدلا من حذيفة.

فأما حديث يوسف:

ص: 451


1- مسند الإمام أحمد ط دار الفكر رقم 23467/9.
2- كذا بالأصل و م، و لعله: «فأخبرتنا» كما في المطبوعة.

فأخبرناه أبو على الحسن بن المظفّر، و أبو غالب أحمد بن الحسن، قالا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ، نا عبد اللّه بن محمّد بن ناجية، نا أحمد بن عثمان بن حكيم(1) ، نا شريح بن مسلمة التنوخي، نا إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن صلة بن زفر، عن عبد اللّه بن مسعود:

أن أسقف نجران أتى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال: ابعث معي رجلا أمينا، حق أمين، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «لأبعثنّ معك رجلا أمينا، حق أمين» فاستشرف لها أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم لأبي عبيدة بن الجرّاح: «اذهب معه»[5443].

و أخبرناه أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن القصاري، أنا أبي أبو طاهر، قالا:

أنا إسماعيل بن الحسن بن عبد اللّه الصّرصري، نا أبو عبد اللّه المحاملي(2) ، أنا(3) أحمد بن عثمان بن حكيم، نا شريح، أنا إبراهيم، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن صلة بن زفر، عن عبد اللّه:

أن أسقف نجران جاء إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال: ابعث معي رجلا أمينا، حق أمين(4) ، فاستشرف لها أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم لأبي عبيدة بن الجرّاح: «اذهب معه»[5444].

و أما حديث إسرائيل:

فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد(5) ، حدّثني أبي، نا أسود.

ص: 452


1- في م: «نا أحمد بن إسحاق عمر بن حكيم» كذا.
2- عن م و بالأصل: «المحامي» خطأ، و اسمه: الحسين بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن سعيد بن أبان القاضي المحاملي، ترجمته في سير الأعلام 258/15.
3- في م: نا.
4- زيد بعدها في المطبوعة: فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: لأبعثن معك رجلا أمينا، حق أمين.
5- مسند الإمام أحمد ط دار الفكر 3930/2.

ح قال: و أنا خلف بن الوليد قالا:

أنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن صلة، عن ابن مسعود قال:

جاء العاقب و السّيد صاحبا نجران قال: و أرادا أن يلاعنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال: فقال أحدهما لصاحبه: لا تلاعنه، فو اللّه لئن كان نبيا فلعنّا، قال خلف: فلاعنّا لا نفلح نحن و لا عقبنا أبدا فأتياه فقالا: لا نلاعنك، و لكنا نعطيك ما سألت، فابعث معنا رجلا أمينا قال: فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: «لأبعثنّ رجلا أمينا، حق أمين، حق أمين»، قال؛ فاستشرف لها أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم قال: فقال: «قم يا أبا عبيدة بن الجرّاح»، قال: فلما قفا قال: «هذا أمين هذه الأمة» [5445].

قال(1): و حدّثني أبي، نا عفان، نا حمّاد، نا ثابت، عن أنس: أن أهل اليمن لما قدموا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقالوا: ابعث معنا رجلا يعلمنا السّنة و الإسلام قال: فأخذ بيد أبي عبيدة بن الجرّاح فقال: «هذا أمين هذه الأمة»[5446].

أخبرنا(2) أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر بن البقّال، أنا إسماعيل بن الحسن بن علي بن عتّاس(3) ، أنا الحسين(4) بن يحيى بن عياش، نا الحسن بن محمّد بن الصباح، نا عفان بن مسلم، نا حمّاد، نا ثابت، عن أنس:

أن أهل اليمن قدموا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقالوا: أنفذ معنا رجلا يعلّمنا السنّة و الإسلام، قال: فأخذ بيد أبي عبيدة، فقال: «هذا أمين هذه الأمة»[5447].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح(5) و أخبرتنا أم المجتبى العلوية، و أم البهاء بنت البغدادي، قالتا: إنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا:

ص: 453


1- مسند الإمام أحمد 14050/4.
2- سقط هذا الخبر من م.
3- كذا بالأصل: «ابن عتاس» و هو يوافق ما جاء في تاريخ بغداد 312/6 و في المطبوعة: «ابن عباس».
4- بالأصل: «الحسن» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر تاريخ بغداد 312/6 ورد ضمن ترجمة إسماعيل بن الحسن السابق.
5- زيادة عن المطبوعة.

أنا أبو يعلى الموصلي، نا زهير، نا عفان، نا حمّاد، أنا ثابت، عن أنس:

أن أهل اليمن لما قدموا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قالوا: ابعث معنا رجلا يعلّمنا السنّة و الإسلام، فأخذ بيد أبي عبيدة بن الجرّاح، فقال: «هذا أمين هذه الأمة» [5448].

قالا: و أنا أبو يعلى، نا هدبة و حوثرة، قالا: نا حمّاد، عن ثابت، عن أنس، قال:

لما قدم أهل اليمن على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قالوا: ابعث معنا رجلا يعلّمنا فأخذ - و في حديث ابن حمدان قال: - فأخذ - بيد أبي عبيدة فبعثه معهم فقال: «هذا أمين هذه الأمة»(1)[5449].

أخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو الفتح عبد اللّه بن محمّد بن محمّد بن محمّد بن عبد اللّه بن البيضاوي، و مفلح بن أحمد بن محمّد الدّومي، قالوا:

أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عبيد اللّه بن محمّد البغوي، نا هدبة(2) بن خالد، نا حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس قال:

لما قدم أهل اليمن على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قالوا: ابعث معنا رجلا يعلّمنا، فبعث معهم أبا عبيدة بن الجرّاح، و قال: «هذا أمين هذه الأمة»[5450].

أخبرناه أبو علي الحسن بن المظفّر، و أبو بكر محمّد بن الحسين بن المزرفي(3) ، و أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن عبد الوهاب البارع، و أبو غالب عبد اللّه بن أحمد بن بركة السمسار، و محمّد بن أحمد بن الحسين بن علي بن عمر بن قريش العتّابي، قالوا: أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمّد الحربي، نا ابن عبدة - يعني محمّد بن عبدة بن حرب القاضي - نا إبراهيم - يعني ابن الحجّاج - عن حمّاد، عن ثابت البنّاني، عن أنس بن مالك:

أن أهل اليمن قدموا على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقالوا: ابعث معنا رجلا يعلّمنا، فأخذ بيد أبي عبيدة بن الجرّاح فأرسله معهم و قال: «هذا أمين هذه الأمة» [5451].

و رواه شعبة عن ثابت مختصرا.

ص: 454


1- سقط الخبران السابقان أيضا من م.
2- عن م و بالأصل: هدية.
3- في م: المزرقي، خطأ، و قد مرّ التعريف به.

أخبرناه أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري - إملاء - أنا أبو الحسين محمّد بن المظفّر بن موسى الحافظ، نا محمّد بن هارون بن حميد بن المجدّر، نا محمّد بن سهل بن(1) عسكر، نا سليمان بن حرب، نا شعبة، عن ثابت، عن أنس قال: قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: «لكلّ نبيّ أمين، و أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجرّاح» [5452].

و رواه أبو قلابة عبد اللّه بن زيد الجرمي، عن أنس:

أخبرناه أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى، نا أبو خيثمة، و أبو بكر بن أبي شيبة، قالا: نا إسماعيل بن إبراهيم، عن حجّاج بن أبي عثمان، حدّثني أبو رجاء مولى أبي قلابة، عن أبي قلابة قال: قال أنس: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «لكلّ أمّة أمين، و إن أميننا - أيتها الأمة - أبو عبيدة بن الجرّاح» [5453].

و رواه خالد بن مهران الحذّاء، عن أبي قلابة:

أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمّد بن موسى، أنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل الحربي، نا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن، نا عبد اللّه(2) بن هاشم، نا وكيع، نا سفيان، عن خالد الحذّاء، عن أبي قلابة، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «لكلّ أمّة أمين، و أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجرّاح»[5454].

أخبرناه عاليا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد بن الحصين، و أبو المواهب أحمد بن محمّد بن عبد الملك الوراق، قالا: أنا القاضي أبو الطّيّب طاهر بن عبد اللّه الطبري، نا أبو أحمد محمّد بن أحمد بن الغطريف، نا أبو خليفة الفضل بن الحباب، نا سليمان بن حرب، نا شعبة، عن خالد الحذّاء، عن أبي قلابة، عن أنس:

أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال: «لكلّ أمّة أمين، و أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجرّاح»[5455].

ص: 455


1- عن م، و بالأصل «عن».
2- بالأصل: «عبد» و المثبت عن م.

أخرجه البخاري(1) عن سليمان بن حرب.

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنا أبو الفضل المطهّر بن عبد الواحد بن محمّد، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عمر الزّهري، نا عمّي عبد الرّحمن بن عمر رستة، نا عبد الوهاب الثقفي، نا خالد الحذّاء، عن أبي قلابة، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «إنّ لكل أمّة أمينا، و إنّ أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجرّاح» [5456].

قال: و نا عمّي، نا ابن أبي عدي، نا خالد الحذّاء، عن أبي قلابة، عن أنس بن مالك، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم مثله.

و

أخبرناه أبو المظفّر القشيري، و أبو القاسم الشّحّامي، قالا: أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى الموصلي، نا أبو بكر بن أبي شيبة، و أبو خيثمة، قالا: نا إسماعيل بن عليّة، عن خالد، عن أبي قلابة، قال: قال أنس: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «إنّ لكلّ أمّة أمينا، و إنّ أميننا - أيّتها الأمة - أبو عبيدة بن الجرّاح».

رواه مسلم(2) عن أبي بكر، و أبي خيثمة.

و روي عن أبي قلابة أتمّ من هذا:

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر قال: قرئ على أبي عثمان سعيد بن محمّد البحيري، أنا أبو محمّد المخلدي، أنا المؤمّل بن الحسن، نا الحسن بن محمّد الزّعفراني، نا قبيصة بن عقبة، نا سفيان، عن خالد الحذّاء، و عاصم الأحول، عن أبي قلابة، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «أرحم أمّتي بأمّتي أبو بكر، و أشدّها في دين اللّه عمر، و أصدقهم حياء عثمان، و أفرضهم زيد، و أقرأهم أبيّ، و أعلمهم بالحلال و الحرام معاذ، و إنّ لكلّ أمّة أمينا، و أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجرّاح» [5457].

و روي عن قتادة بن دعامة(3) أبي الخطّاب السّدوسي عن أنس.

ص: 456


1- البخاري: كتاب المغازي، 73 باب (الحديث رقم 4382) و في أخبار الآحاد (رقم 72555) و في فضائل القرآن (3744).
2- صحيح مسلم: 44 كتاب فضائل الصحابة، (7) باب فضائل أبي عبيدة بن الجرّاح (ح: 2419).
3- في م: «بن».

أخبرناه أبو القاسم هبة اللّه(1) بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، أنا ابن الفضل القطان، أنا علي بن إبراهيم بن عيسى المستملي، نا محمّد بن المسيّب.

ح و أخبرناه عاليا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل الفقيه، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن المسيّب بن إسحاق - زاد زاهر: الأرغياني - نا عبد اللّه بن محمّد بن خشيش المصري - بمكة - نا حفص بن عمر، نا شعبة، عن قتادة، عن أنس أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال: «لكلّ أمّة أمين - و في حديث ابن حمدان: إنّ لكل أمة أمينا - و أمين أمّتي أبو عبيدة بن الجرّاح» [5458].

و روي عن محمّد بن المنكدر التميمي، عن أنس.

أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو محمّد السّيّدي، و أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم، و أبو القاسم تميم بن أبي سعيد، قالوا: أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عمر، أنا أبو عمرو إسماعيل بن نجيد السّلمي، نا أحمد بن داود السّمناني، نا خلاّد بن أسلم، نا إبراهيم بن محمّد، عن محمّد بن المنكدر، عن أنس بن مالك، عن النّبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«لكلّ أمّة أمين، و إنّ أميننا أبو عبيدة بن الجرّاح»، قال: و طعن في خاصرته، و قال:

«هذه خاصرة مؤمنة» [5459].

و رواه غيره عن ابن المنكدر، عن جابر.

أنبأناه أبو علي الحدّاد، أنا أبو نعيم، نا محمّد بن علي بن حبيش، نا الحسين بن محمّد بن حاتم، نا شعيب بن سلمة، نا عصمة بن محمّد، نا موسى بن عقبة، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم طعن في خاصرة أبي عبيدة و قال: «إنّ هاهنا خويصرة مؤمنة» [5460].

و روي عن أبي بكر محمّد بن مسلم الزّهري عن أنس.

ص: 457


1- بالأصل: «هبة» و المثبت عن م.

عن الزّهري، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «إنّ لكلّ أمّة أمينا و هذا أميننا» و أخذ بيد أبي عبيدة بن الجرّاح (1)[5461](2).

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، و أنا أبو الحسن الفقيه، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا محمّد بن عبد الرّحمن القطان، قالا: أنا أبو يعقوب الأذرعي، نا يحيى بن أيوب، نا أبو صالح الحرّاني، نا عبد الرّزّاق بن عمر الدمشقي، عن الزّهري، سمع أنس بن مالك يقول:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «إنّ لكلّ أمّة أمينا، و هذا أميننا» قال: و أخذ بيد أبي عبيدة بن الجرّاح[5462].

أخبرناه عاليا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو محمّد السّيّدي، أنا أبو عثمان البحيري.

ح و أخبرنا أبو المظفّر القشيري، و أبو القاسم الشّحّامي، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي، قالا: أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرناه أبو عبد اللّه الخلاّل، و أم المجتبي العلوية، قالا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا صالح بن مالك، نا عبد الرّزّاق بن عمر، عن الزّهري، عن أنس قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:

«إنّ لكلّ أمّة أمينا، و هذا أميننا: - زاد الفراوي و السّيّدي أيتها الأمّة -» [5463].

و قالوا: و أخذ بيد أبي عبيدة بن الجرّاح.

و رواه عبد الرّزّاق بن عمر أيضا، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، عن جده.

أخبرناه أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد الأزهري، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا أبو حامد بن الشّرقي، نا محمّد بن يحيى الذهلي، نا عبد الغفّار بن داود الحرّاني، نا نعيم بن عمر الدمشقي الهلالي، نا عبد الرّزّاق - هذا دمشقي و ليس باليماني - روى عن من هو أكبر من الزّهري، عن الزّهري، عن سالم، عن أبيه قال: قال عمر: ما تعرضت للإمارة قط أحبّ أن أكون عليها إلاّ مرة واحدة، فإنّ رجالا أتوا

ص: 458


1- بعدها كتبت العبارة التالية في م: آخر الحادي و الثلاثين بعد المائتين
2- و انظر بحاشية المطبوعة سماعات و تعليقات أثبتها محققها عن بعض النسخ، المطبوعة: عاصم - عائذ ص 278 و ما بعدها.

النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فشكوا إليه عاملهم فقال: «لأبعثنّ إليكم أمينا حقّ أمين»، قال: فتعرضت للإمارة رجاء أن تدركني دعوة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، قال: فأمر أبا عبيدة و تركني [5464].

كذا قال، و نعيم بن عمر ملحق بخط طري، و إنّما يرويه أبو صالح الحرّاني عن عبد الرّزّاق نفسه.

أخبرناه أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر.

[ح](1) و أخبرناه أبو الحسن أيضا، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا محمّد بن عبد الرّحمن القطان، قالا: أنا أبو يعقوب الأذرعي، نا يحيى بن أيوب، نا أبو صالح الحرّاني، نا عبد الرّزّاق بن عمر الدمشقي، عن الزّهري، عن سالم، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب قال:

ما تعرضت للإمارة قطّ أحبّ أن أكون عليها إلاّ مرة واحدة، فإنّ قوما أتوا النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يشكون عاملهم فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «لأبعثنّ إليكم رجلا أمينا حق أمين» قال عمر: فتعرضت لهذا لتدركني كلمة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال: فأمّر أبا عبيدة و تركني[5465].

أخبرناه عاليا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو يعلى، نا صالح بن مالك، نا عبد الرّزّاق بن عمر الثقفي، نا ابن شهاب الزّهري، عن سالم، عن أبيه قال: سمعت عمر يقول:

ما أحببت الإمارة فيها(2) إلاّ مرة واحدة و ذاك أن أناسا أتوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يشكون عاملهم قال: «سأبعث عليكم أمينا قويا»، فتعرّضت لهذه الكلمة أن تصيبني، فقال: «قم يا أبا عبيدة» و تركني [5466].

و رواه عمر بن حمزة عن سالم.

أخبرناه خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضي، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين الخلعي، أنا القاضي الخصيب بن عبد اللّه، نا أبي القاضي أبو بكر عبد اللّه - إملاء - نا أحمد بن يحيى الحلواني، نا سعيد بن سليمان، نا أبو أسامة، نا

ص: 459


1- زيادة عن م.
2- في م: ما أحببت الإمارة قط.

عمر بن حمزة، عن سالم، عن ابن عمر(1) قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «إنّ لكلّ أمّة أمينا، و أمين هذه الأمّة أبو عبيدة بن الجرّاح»[5467].

أخبرناه عاليا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرناه أبو سهل بن سعدوية، أنا إبراهيم سبط بحرويه، أنا أبو بكر بن المقرئ قالا: أنا أبو يعلى، نا أبو هشام - و هو الرفاعي - نا أبو أسامة، نا عمر بن حمزة، عن سالم، عن ابن عمر، عن عمر، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال: «إنّ لكلّ أمّة أمينا، و إنّ أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجرّاح»[5468].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب، أنا الحسن بن أبي بكر، أنا عبد اللّه بن إسحاق بن إبراهيم البغوي، أنا عبيد اللّه بن محمّد بن يحيى بن فضاء(2) الجوهري، نا سليمان الشّاذكوني، نا يونس بن بكير، عن محمّد بن إسحاق، عن الجرّاح بن منهال(3) ، عن حبيب بن نجيح، عن عبد الرحمن بن غنم، عن عبد اللّه بن الأرقم، سمع عمر بن الخطاب يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول: «إنّ لكلّ أمّة أمينا، و أمين أمتي أبو عبيدة بن الجرّاح»[5469].

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر، أنا أبو محمد الجوهري.

و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد(4):

حدّثني أبي، أنا أبو المغيرة، و عصام بن خالد، قالا: نا صفوان، عن شريح بن عبيد، و راشد بن سعد، و غيرهما قالوا: لما بلغ عمر بن الخطاب سرع(5) حدّث أنّ بالشام و باء شديدا، قال: بلغني أنّ شدّة الوباء بالشام فقلت: إن أدركني أجلي و أبو عبيدة بن الجرّاح حي استخلفته فإن سألني اللّه عز و جل لم استخلفته على أمة محمد صلّى اللّه عليه و سلّم

ص: 460


1- بعدها في المطبوعة: «عن عمر» و اللفظتان سقطتا من الأصل و م.
2- في المطبوعة: «بن قضاء».
3- في المطبوعة: المنهال.
4- مسند الإمام أحمد ط دار الفكر 48/1 رقم 108.
5- في م: سرغ، و في المسند بالعين المهملة كالأصل، و الغين لغة فيه.

قلت: إنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول: «إنّ لكلّ نبيّ أمينا، و أميني أبو عبيدة بن الجرّاح»، فأنكر القوم ذلك، و قالوا: ما بال عليا قريش - يعنون بني فهر - ثم قال: و إن أدركني أجلي و قد توفي أبو عبيدة استخلفت معاذ بن جبل، فإن سألني ربي عز و جل لم استخلفته قلت: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول: «إنه يحشر يوم القيامة بين يدي العلماء نبذة»(1)[5470].

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن محمد بن الفهم، نا محمد بن سعد(2) ، أنا كثير بن هشام، أنا جعفر بن برقان، نا ثابت بن الحجّاج قال: قال عمر بن الخطاب: لو أدركت أبا عبيدة بن الجرّاح لاستخلفته و ما شاورت، فإن سئلت عنه قلت: استخلفت أمين اللّه، و أمين رسوله.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو القاسم تمام بن محمد، و أبو محمد بن أبي نصر، و أبو نصر(3) الجندي، و أبو بكر القطان، و أبو القاسم عبد الرحمن بن الحسين بن أبي العقب، قالوا: أنا أبو القاسم علي بن يعقوب.

ح و أنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، و أبو القاسم تمام بن محمد، قالا: أنا أبو الحسن بن حذلم.

قالا: أنا أبو زرعة، حدّثني محمد بن أبي أسامة - زاد ابن أبي العقب: الحلبي - نا ضمرة عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني عن أبي العجفاء - و قال ابن أبي العقب:

[العجماء -](4) و قالا(5): الشامي من أهل فلسطين، قال: قيل لعمر بن الخطاب: يا أمير المؤمنين - و في حديث ابن أبي العقب: عن عمر بن الخطاب قيل له: يا أمير المؤمنين لو عهدت قال: لو أدركت أبا عبيدة بن الجرّاح ثم ولّيته ثم قدمت على ربي - فقال زاد ابن حذلم: لي، و قالا: - من استخلفت على أمّة محمد؟ لقلت: سمعت عبدك و نبيّك صلّى اللّه عليه و سلّم يقول: «لكلّ أمّة أمين، و أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجرّاح»، و لو

ص: 461


1- مهملة بالأصل بدون نقط، و المثبت عن م و المسند.
2- طبقات ابن سعد 413/3.
3- في المطبوعة: أبو نصر بن الجندي.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
5- عن م و بالأصل: و قال.

أدركت معاذ بن جبل، و قال ابن أبي العقب: معاذا - ثم ولّيته ثم قدمت على ربي فقال لي: من استخلفت على أمّة محمد صلّى اللّه عليه و سلّم لقلت: سمعت عبدك و نبيّك يقول: «يأتي معاذ بين يدي العلماء برتوة»(1) ، و لو أدركت خالد بن الوليد ثم ولّيته ثم قدمت على ربي فسألني من استخلفت على أمّة محمد صلّى اللّه عليه و سلّم لقلت: سمعت عبدك و نبيك يقول لخالد بن الوليد: «سيف من سيوف اللّه، سلّه اللّه على المشركين»[5471].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، قال: و يروي عن الشيباني، عن أبي العجفاء، قال: قيل لعمر: لو عهدت قال: لو أدركت خالد بن الوليد ثم ولّيته.

و هذا هو الباطل، و أبو العجفاء مجهول لا يدرى من هو.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد [نا أحمد بن](2) عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن سعد بن أوس العبسي، عن بلال بن يحيى، عن عمر بن الخطاب، قال: جاء قوم إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقالوا: ابعث معنا أمينك ندفع إليه صدقاتنا، فرمى ببصره في القوم، فجعلت أتشرّف(3) ليراني فيدعوني، فتجاوزني ببصره، فلوددت أنّ الأرض انشقّت فدخلت فيها فدعا أبا عبيدة بن الجرّاح، فقال: «هذا أمين هذه الأمة»، فبعثه معهم [5472].

قال: و نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق(4) ، نا محمد بن جعفر بن الزبير، قال:

لما فرغ وفد نجران، قالوا: يا محمد ابعث معنا رجلا من أصحابك يقضي(5) بيننا في أموالنا، فقد اختلفنا فيها فإنكم عندنا رضا، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «ائتوني العشية أبعث معكم القويّ الأمين» فقال عمر: فما أحببت الإمارة إلا يومئذ، فرحت مهجّرا حتى صلّيت خلف رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في أوّل الصّفوف، فأرجو أن يدعوني [لها](6) ، فلما سلّم جعل يرمي بطرفه يمينا و شمالا، و جعلت أتطاول ليراني، حتى رأى أبا عبيدة بن الجرّاح

ص: 462


1- رتوة: شرف من الأرض كالربوة، و هي الدرجة (تاج العروس بتحقيقنا: رتو).
2- بالأصل: «أنا رضوان بن أحمد بن عبد الجبّار» و المثبت و الزيادة عن م.
3- كذا في الأصل و المطبوعة، و في م: أتشوف.
4- انظر الخبر في سيرة ابن هشام 233/3.
5- ابن هشام: يحكم بيننا في أشياء اختلفنا فيها من أموالنا.
6- الزيادة عن م.

في بعض الصف، فقال: «تعال(1) يا أبا عبيدة، اخرج مع هؤلاء فاقض بينهم بالحقّ»، فخرج معهم، [قال عمر:](2) فذهب بها أبو عبيدة.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالا: أنا أبو سعد محمد بن الحسين بن أحمد بن أبي علاّنة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا يحيى بن محمد بن صاعد، نا زياد بن أيوب، نا محمد بن فضيل، نا إسماعيل بن سميع، عن مسلم البطين، عن أبي البختري، قال: قال عمر لأبي عبيدة: هلمّ أبايعك، فإني سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول إنّك أمين هذه الأمّة، فقال أبو عبيدة: كيف أصلّي بين يدي رجل أمره رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أن يؤمنا حتى قبض - يعني أبا بكر الصّديق -.

كذا قال: عمر، و المحفوظ: أبو بكر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري، و أبو منصور بن العطار، قالوا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبد الواحد بن المهتدي، نا ابن(3) عبدك - يعني محمدا(4) القزّاز - نا أبو بلال الأشعري، نا أبو بكر بن عيّاش، عن إسماعيل بن سميع، عن مسلم قال: بعث أبو بكر إلى أبي عبيدة: هلمّ حتى استخلفك فإنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول: «إنّ لكلّ أمة أمينا» و أنت أمين هذه الأمة، فقال أبو عبيدة: ما كنت لأتقدم رجلا أمره رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أن يؤمّنا[5473].

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا عبد اللّه بن محمد بن ياسين، نا محمد بن عبّاد، نا مروان، عن إسماعيل بن سميع، عن علي بن كثير: أن أبا بكر قال لأبي عبيدة بن الجرّاح: قم أبايعك، فإنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول: «إنّك أمين هذه الأمة» فقال أبو عبيدة: ما كنت لأفعل أن أصلّي بين يدي رجل أمره رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فأمّنا حتى قبض[5474].

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، أنا الزّبير بن بكّار.

ص: 463


1- «تعالى».
2- ما بين معكوفتين زيادة عن ابن هشام.
3- عن م و بالأصل: «أبو عبدك» خطأ، و هو محمد بن عبدك بن سالم القزاز.
4- عن م و بالأصل: محمد.

حدّثني يحيى بن محمد، عن محمد بن فضالة، عن موسى بن عقبة، قال: قال أبو بكر الصّديق:

سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال لأبي عبيدة ثلاث كلمات لأن يكون قالهن لي أحبّ إليّ من حمر النّعم، قالوا: و ما هن يا خليفة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ؟ قال: كنا جلوسا عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقام أبو عبيدة فاتّبعه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بصره، ثم أقبل علينا فقال: «إنّ هاهنا لكتفين مؤمنتين»، و خرج علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و نحن نتحدث، فسكتنا، فظنّ أنا كنا في شيء كرهنا أن نسمعه، قال: فسكت ساعة لا يتكلم ثم قال: «ما من أصحابي إلا و قد كنت قائلا فيه لا بدّ، إلاّ أبا عبيدة.

قال: و قدم علينا وفد نجران، فقالوا: يا محمد ابعث لنا من يأخذ لك الحق و يعطيناه، فقال: «و الّذي بعثني بالحقّ لأرسلنّ معكم القويّ الأمين»، قال أبو بكر الصّدّيق: فما تعرضت للإمارة غيرها، فرفعت رأسي لأريه نفسي، فقال: «قم يا أبا عبيدة» فبعثه معهم[5475].

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا منصور بن الحسين، و أحمد بن محمود، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو بكر محمد بن إسحاق الطبيب، نا إبراهيم بن محمد بن الحارث، نا إبراهيم بن المستمر، نا عبد الوهاب بن عيسى الواسطي، نا يحيى بن أبي زكريا الغسّاني، نا عبد اللّه بن عثمان بن خثيم، عن أبي الزّبير، عن جابر قال: سمعت خالد بن الوليد يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول: «لكلّ أمّة أمين، و أمين هذه الأمّة أبو عبيدة بن الجرّاح»[5476].

أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنا أبو منصور بن شكرويه، أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد، نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا فضل الأعرج، نا عبد الوهاب بن عيسى، نا يحيى الغسّاني ابن أبي زكريا، عن عبد اللّه بن عثمان بن خثيم(1) ، عن أبي الزّبير، عن جابر أنه سمع خالد بن الوليد يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول: «إنّه(2) لكل أمة أمين، و أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجرّاح»[5477].

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد المشكاني، أنا محمد بن الحسن بن محمّد، نا

ص: 464


1- بالأصل و م: «خثتم» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ في الخبر السابق صوابا.
2- عن م، و بالأصل «إن».

أحمد بن الحسين بن زنبيل، أنا عبد اللّه بن محمد بن عبد الرحمن بن الخليل، نا محمد بن إسماعيل، حدّثني مقدّم بن محمد، حدّثني عمي القاسم بن يحيى، نا ابن خثيم(1) ، عن أبي الزّبير، عن جابر قال: كنت في الجيش الذي مع خالد بن الوليد أمدّ بهم أبو عبيدة بن الجرّاح و هو محاصر أهل دمشق، قال أبو عبيدة: صلّ(2) بالناس فأنت أحق، أتيتني تمدّني، قال: ما كنت لأصلّي قدّام رجل سمعت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يقول: «لكلّ أمّة أمين، و أمين هذه الأمّة أبو عبيدة بن الجرّاح»[5478].

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا و أبو الحسن بن سعيد، أنا أبو بكر الخطيب(3) ، أنا الحسن بن أبي بكر، أنا دعلج بن أحمد المعدّل، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني يحيى بن عبدويه، نا شعبة، عن أيوب، و خالد، عن الحسن(4) ، عن أمه، عن أم سلمة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال: «لكل أمّة أمين، و أبو عبيدة أمين هذه الأمّة».

قال الخطيب: يقال: تفرد برواية هذا الحديث دعلج عن عبد اللّه، فإنه لم يوجد عند غيره.

أخبرنا أبو غالب بن البنا، و أبو علي بن السّبط، قالا: أنا أبو محمد الجوهري، أنا القاضي أبو الحسن علي بن الحسن الجرّاحي، نا أحمد بن القاسم بن نصر، نا إسحاق بن أبي إسرائيل، أنا(5) عبد العزيز بن محمّد، حدّثني عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، عن جده.

ح و أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، نا الحسن بن علي - إملاء - أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن(6) البقشلان، أنا محمد بن أحمد بن

ص: 465


1- في م: «أبو خيثم.
2- عن م و بالأصل: صلى.
3- الخبر في تاريخ بغداد، في ترجمة يحيى بن عبدويه 165/14.
4- في المطبوعة: و خالد عن أنس عن أمه.
5- في م: نا.
6- في المطبوعة: علي بن أحمد بن الحسن بن البقشلان.

محمد بن الآبنوسي، أنا محمد بن عبد اللّه بن الحسن(1) ، عمر بن إبراهيم بن أحمد فرقهما.

ح و حدّثنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن - لفظا - و أبو القاسم بن السّمرقندي، و المبارك بن أحمد بن علي بن القصّار - قراءة - قالوا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا محمد بن عبد اللّه بن الحسين بن أخي ميمي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري(2) ، و أبو نصر الزينبي.

ح و أخبرنا أبو الفضل محمد بن ناصر، و أبو حفص عمر بن محمد بن علي بن كرتيلا، و أبو الحسين(3) علي بن محمد بن علي بن موسى، و أبو القاسم نصر بن نصر بن علي بن يونس، و أبو بكر محمد بن عبيد اللّه بن نصر، و أبو منصور أنوشتكين بن عبد اللّه الرّضواني، قالوا(4): أنا أبو القاسم بن البسري.

ح و أخبرنا أبو البركات أحمد بن محمد الصّفار، أنا عبد العزيز بن علي بن أحمد بن الحسين.

ح و أخبرنا أبو المظفّر محمد بن محمد بن زريق، أنا أبو نصر الزينبي، قالوا: أنا أبو طاهر المخلّص، قالوا: أنا أبو القاسم البغوي، نا يحيى بن عبد الحميد الحمّاني، نا عبد العزيز بن محمد - يعني الدّراوردي - عن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، عن جده - و في حديث المخلّص: عن عبد الرحمن بن عوف - قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«أبو بكر في الجنّة، و عمر في الجنّة، و عثمان في الجنّة، و عليّ في الجنّة، و طلحة في الجنّة، و الزّبير في الجنّة، و سعد بن أبي وقّاص في الجنّة، و عبد الرحمن بن عوف في

ص: 466


1- كذا بالأصل و م، و ترجمته في سير الأعلام 564/16 و فيها: محمد بن عبد اللّه بن الحسين بن عبد اللّه، أبو الحسين البغدادي الدقاق، ابن أخي ميمي.
2- عن م، و بالأصل: اليسري، خطأ، و اسمه علي بن أحمد بن محمد بن علي بن البسري البندار انظر الاكمال 486/1.
3- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: أبو الحسن.
4- في م: قال.

الجنّة، و سعيد بن زيد في الجنّة، و أبو عبيدة بن الجرّاح في(1) الجنّة».

- و في حديث المخلّص عن البغوي و إسحاق بن أبي إسرائيل تقديم عبد الرحمن على سعد - و لم ينسبا سعدا و لم يذكر ابن الآبنوسي و ابن النّقّور في حديثهما عن ابن أخي ميمي: عبد الرحمن بن عوف في المتن.

قال لنا أبو القاسم الواسطي: قال لنا أبو بكر الخطيب، قال لنا علي بن أحمد بن محمد بن بكران: قال لنا الحسن بن محمّد بن عثمان الفسوي(2) ، قال لنا يعقوب بن سفيان: هذا صحيح - يعني حديث الحمّاني - و حديث ابن أبي فديك صحيح، قال ابن أبي فديك: إن حميد بن عبد الرحمن قال: إن سعيد بن زيد حدّثه في نفر يعني ما:

أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد اللّه الكروخي، أنا أبو عامر محمود بن القاسم، و أبو نصر عبد العزيز بن محمّد، و أبو بكر أحمد بن عبد الصمد، قالوا: أنا أبو محمد عبد الجبّار بن محمّد، أنا أبو العبّاس محمد بن أحمد بن محبوب، أنا أبو عيسى التّرمذي، نا صالح بن يسار(3) المروزي، نا ابن أبي فديك، عن موسى بن يعقوب، عن عمر بن سعيد، عن عبد الرحمن بن حميد، عن أبيه أن سعيد بن زيد حدثه في نفر أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال: «عشرة في الجنّة: أبو بكر في الجنّة، و عمر، و علي، و عثمان، و الزّبير، و طلحة، و عبد الرحمن، و أبو عبيدة، و سعد بن أبي وقاص»، قال: فعدّ هؤلاء التسعة، و سكت عن العاشر، فقال القوم: ننشدك اللّه يا أبا الأعور من العاشر؟ قال:

نشدتموني باللّه، أبو الأعور في الجنّة.

- هو سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل[5479] -.

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو الحسن(4) ، أنا أبو بكر محمد بن موسى بن سهل البربهاري، نا أبو عبد اللّه محمد بن خلاّد الوزّان القطان - بالبصرة - نا عبّاد بن صهيب، نا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب(5) ، عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

ص: 467


1- قوله: «في الحنة» سقط من م و المطبوعة.
2- تقرأ بالأصل: «الفسري» و المثبت عن م، و هذه النسبة إلى فسا: من بلاد فارس (ياقوت).
3- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: بن مسمار.
4- في المطبوعة: أبو الحسن الدار قطني.
5- «عن سعيد بن المسيب» مكرر بالأصل.

«عشرة من قريش في الجنّة: أبو بكر، و عمر، و عثمان، و علي، و طلحة، و الزّبير، و عبد الرحمن بن عوف، و سعد بن مالك، و أبو عبيدة بن الجرّاح» [5480].

قال سعيد بن المسيّب: و رجل آخر لم يسمه، كانوا يرون أنه عنى نفسه.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب(1) ، أنا محمد بن عبد اللّه بن شهريار الأصبهاني، أنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطّبراني، نا أحمد بن الحسين بن عبد الملك المؤدب، أبو الشمقمق، بقصر(2) ابن هبيرة، نا حامد بن يحيى البلخي، نا سفيان بن عيينة، عن سعيد(3) بن الخمس، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ابن عمر قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«عشرة من قريش في الجنّة: أبو بكر في الجنّة، و عمر في الجنّة، و عثمان في الجنّة، و عليّ في الجنّة، و طلحة في الجنّة، و الزّبير في الجنّة، و سعد(4) في الجنّة، و سعيد في الجنّة، و عبد الرحمن بن عوف في الجنّة، و أبو عبيدة بن الجرّاح في الجنّة»، قال سليمان: لم يروه عن حبيب، عن ابن عمر إلا سعير(5) ، و لا [عن](6) سعير(7) إلاّ سفيان، تفرد به حامد.

كتب إليّ أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن الخطّاب، ثم أنا أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم بن جعفر، قال: أنا سهل بن بشر، قالا: أنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي الفارسي، أنا القاضي أبو الطاهر محمد بن أحمد بن عبد اللّه(8) الذّهلي، نا أبو أحمد بن عبدوس، نا داود بن عمرو، نا علي بن هاشم، عن إسماعيل بن مسلم، عن محمد بن المنكدر، عن جابر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

ص: 468


1- الخبر في تاريخ بغداد 97/4 في أخبار أبي الشمقمق.
2- بالأصل «بنصر» و المثبت عن م. و انظر فيه معجم البلدان.
3- كذا بالأصل و م، و في تاريخ بغداد: «شقير بن الحسن» و في الكل محرف و الصواب «سعير بن الخمس» كما ورد في المطبوعة، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 338/7 و ضبطت الخمس بكسر الخاء - بالقلم - في م.
4- عن م و المطبوعة، و بالأصل: «و سعيد» خطأ، و هو سعد بن أبي وقّاص.
5- بالأصل و م: «سعيد» و الصواب ما أثبت، انظر ما مرّ بشأنه قريبا.
6- ما بين معكوفتين زيادة عن م.
7- بالأصل و م: «سعيد» و الصواب ما أثبت، انظر ما مرّ بشأنه قريبا.
8- بالأصل: «عبد» و المثبت عن م.

«نعم عبد اللّه أبو بكر، نعم عبد اللّه عمر، نعم عبد اللّه أبو عبيدة، نعم عبد اللّه معاذ، نعم عبد اللّه أبيّ بن كعب، نعم عبد اللّه ثابت بن قيس»، هذا حديث غريب، و المحفوظ ما:

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا: - أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل(1) ، قال: قال لي الأويسي عن عبد العزيز بن محمد، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال: «نعم الرجل أبو بكر، نعم الرجل عمر، نعم الرجل أبو عبيدة بن الجرّاح، نعم الرجل أسيد بن حضير(2) ، نعم الرجل ثابت بن قيس بن شماس، نعم الرجال معاذ بن عمرو بن الجموح»[5482].

أنبأنا أبو سعد المطرز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ، نا سليمان بن أحمد، نا محمد بن عبد اللّه الحضرمي، نا أبو كريب، نا فردوس الأشعري(3) ، نا مسعود بن سليمان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن رجل من قريش، عن أبي ثعلبة، قال: لقيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقلت: يا رسول اللّه ادفعني إلى رجل حسن التعليم، فدفعني إلى أبي عبيدة بن الجرّاح ثم قال: «دفعتك إلى رجل يحسن تعليمك و أدبك»[5483].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو الفقيه.

ح و أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: قرئ علي إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا موسى بن محمد بن حيان، نا(4) يحيى بن محمد بن حيان(5) ، نا يحيى بن سعيد، نا كهمس، نا عبد اللّه بن شقيق(6) قال:

ص: 469


1- عن م و بالأصل: «حصي» خطأ، و هو أسيد بن حضير الأشهلي، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 261/2 و تهذيب التهذيب 347/1.
2- عن م و بالأصل: «حصي» خطأ، و هو أسيد بن حضير الأشهلي، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 261/2 و تهذيب التهذيب 347/1.
3- في المطبوعة: «فردوس بن الأشعري».
4- ما بين الرقمين سقط من م و المطبوعة.
5- ما بين الرقمين سقط من م و المطبوعة.
6- عن م و المطبوعة: «شقيق» و بالأصل: «سفيان» خطأ، و هو عبد اللّه بن شقيق العقيلي البصري انظر ترجمته في تهذيب الكمال 213/10.

سألت عائشة: من كان أحب الناس إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ؟ قالت: أبو بكر، ثم عمر، ثم أبو عبيدة بن الجرّاح.

هذا حديث غريب، و المحفوظ حديث الجريري.

أخبرناه أبو غالب بن البنا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا عبيد اللّه بن عبد الرحمن بن محمد الزهري، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا زيد بن أخزم، نا عبد القاهر بن شعيب بن الحبحاب، نا قرّة بن خالد، عن سعيد الجريري(1) ، عن عبد اللّه بن شقيق، قال: قلت لعائشة رضي اللّه عنها(2): من كان أحب الناس إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ؟ قالت: أبو بكر، قلت: ثم من ؟ قالت: ثم عمر، قلت: ثم من ؟ قالت:

أبو عبيدة بن الجرّاح.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا إسماعيل بن(3) يزيد المعني، قالا: أنا الجريري، عن عبد اللّه بن شقيق قال: قلت لعائشة: أيّ أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كان أحبّ إليه ؟ قالت: أبو بكر، قلت: ثم من ؟ قالت: ثم عمر، قلت: ثم من ؟ قالت: أبو عبيدة بن الجرّاح، قال: يزيد؟ قلت: ثم من، قال: فسكتت.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و عبد الباقي بن محمد بن غالب، و أبو القاسم بن البسري، قالوا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبد اللّه بن محمد(4) ، نا عبد اللّه بن عمر، نا أبو أسامة، و عنبسة بن عبد الواحد القرشي، عن الجريري، عن عبد اللّه بن شقيق العقيلي، قال: قلت لعائشة: أي أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كان أحبّ إليه ؟ قالت: أبو بكر، قلت: فمن بعده ؟ قالت: عمر، قلت:

فمن بعد عمر؟ قالت: أبو عبيدة بن الجرّاح.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا

ص: 470


1- بالأصل هنا «الجزيري» و في م: «الحريري» و كلاهما تحريف، و قد مرّ في بداية الخبر صوابا، و هو سعيد بن إياس الجريري أبو مسعود البصري انظر بشأنه الأنساب، و ترجمته في تهذيب الكمال 131/7.
2- قوله: «رضي اللّه عنها» سقط من المطبوعة.
3- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: «نا إسماعيل و يزيد المعني» و هو الصواب، و انظر ما لاحظه محققه بحاشيته.
4- «نا عبد اللّه بن محمد» مكرر بالأصل.

عبد اللّه بن محمد، حدّثني أحمد بن محمد القطان، نا أبو أسامة عن الجريري(1) ، عن عبد اللّه بن شقيق، قال: سألت عائشة: أيّ أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كان أحبّ إليه ؟ قالت: أبو بكر، قلت: ثم من ؟ قالت: أبو عبيدة بن الجرّاح، قلت: ثم من ؟ فسكتت.

أخبرنا أبو المظفّر بن الأستاذ أبي القاسم، أنا محمد بن عبد الرحمن، أنا أبو عمرو الحيري(2).

ح و أخبرتنا أم المجتبى قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلي، نا مجاهد بن موسى، نا أبو أسامة، نا الجريري أبو مسعود، عن عبد اللّه بن شقيق، قال: قلت لعائشة: أيّ أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كان أحبّ إليه ؟ قالت: أبو بكر، قال: قلت: ثم من ؟ قالت(3): ثم عمر، قال: قلت: ثم من ؟ قالت: ثم أبو عبيدة بن الجرّاح(4) ، قال: قلت: ثم من ؟ قال: فسكتت.

أخبرنا أبو المظفّر القشيري، أنا أبو سعد، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى قالت: قرئ علي إبراهيم، أنا أبو بكر قالا: أنا أبو يعلي، نا عبد الأعلى، نا وهيب، نا سعيد أبو مسعود الجريري(5) ، عن عبد اللّه بن شقيق(6) ، قال: قلت لعائشة: يا أم المؤمنين أي أصحابه (7)- و قال أبو بكر: أصحاب - رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كان أحب إليه، قالت: أبو بكر، قلت: - و قال أبو بكر بن المقرئ:

قال: قلت: - ثم من ؟ قالت: ثم عمر، قلت: - و قال أبو بكر: قال: قلت: - ثم من ؟ قالت: ثم أبو عبيدة بن الجرّاح، قال: قلت: ثم من ؟ فسكتت و قال ابن حمدان: قال:

فسكتت-.

و قد روى عبد اللّه بن عبيد اللّه بن أبي مليكة، عن عائشة مثله:

كتب إلى أبو بكر عبد الغفار بن محمّد الشّيروي.

ص: 471


1- عن م و بالأصل هنا وقعت: الحريري.
2- عن م و بالأصل: الجيري، خطأ. و قد مرّ، و اسمه: أحمد بن محمد بن أحمد بن حفص، أبو عمرو بن حمدان الحيري، نسبه إلى حيرة نيسابور ترجمته في سير الأعلام 492/14.
3- ما بين الرقمين مكرر بالأصل و م.
4- ما بين الرقمين مكرر بالأصل و م.
5- بالأصل و م: الحريري.
6- عن م و بالأصل هنا: سفيان، تحريف.
7- في م: صحابه.

و أخبرني أبو القاسم أحمد بن منصور بن محمد بن عبد الجبّار عنه، أنا أبو بكر الحيري(1) ، أنا أبو العبّاس الأصم، نا الحسن بن علي بن عفان.

ح و أخبرنا أبو الفتح أحمد بن محمد بن أحمد الحداد في كتابه.

ح و أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمد عنه، أنا أحمد بن محمد بن إبراهيم بن يزداد، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا أحمد بن يونس الضّبّي، قالا: نا جعفر بن عون، عن أبي عميس(2) ، عن ابن أبي مليكة، قال: سمعت عائشة و سئلت: من كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم مستخلفا لو استخلف ؟ قالت: أبو بكر، قال: ثم ؟ قيل لها: من بعد أبي بكر؟ قالت: عمر، قال: ثم قيل لها: من بعد عمر؟ قالت: أبو عبيدة بن الجرّاح، قال:

ثم انتهت إلى هذا.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر القشيري، قالا: أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى قالت: قرئ على إبراهيم، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا هدبة (3)- زاد ابن حمدان: بن خالد - نا حمّاد بن سلمة، عن سعيد الجريري، عن عبد اللّه بن شقيق(4) ، عن عمرو بن العاص، قال: قيل: يا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أيّ الناس أحب إليك ؟ قال: «عائشة»، قال: من الرجال ؟ قال: «أبو بكر» قال: ثم من ؟ قال: «ثم أبو عبيدة بن الجرّاح»[5484].

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن أحمد بن [ريذة، أنا سليمان](5) بن أحمد الطّبراني، أنا الحسين بن إسحاق التستري، نا إبراهيم بن إسحاق الضّبّي(6) ، نا يعقوب القمي، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن عبد الرحمن(7) ،

ص: 472


1- في م: الجيري، خطأ.
2- في م: أبي عيسى.
3- بالأصل «هدية» خطأ، و الصواب عن م.
4- عن م، و بالأصل: سفيان، خطأ، و قد مرّ التعريف به.
5- ما بين معكوفتين مكانه بياض بالأصل، و استدركت العبارة عن المطبوعة، و في م: «ريده» تحريف، و في م أيضا: «سليم» بدل «سليمان» و هو سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني صاحب المعجم الكبير.
6- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: «الصيني» و انظر ما لاحظه محققها بالحاشية.
7- في المطبوعة: سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى.

عن أبيه، قال: كأني انظر إليهم خلف رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم [أبو بكر و علي و عثمان و طلحة و الزبير و سعد بن أبي وقّاص و أبو عبيدة بن الجراح و عبد الرحمن بن عوف](1).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو نصر عبد الرحمن بن علي، أنا يحيى بن إسماعيل الحربي، نا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن، نا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع، نا مبارك بن فضالة، عن الحسن قال: قال: ما منكم من أحد إلاّ لو شئت أخذت عليه بعض خلقه إلاّ أبو عبيدة بن الجرّاح.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن اللاّلكائي، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا حجّاج، نا حمّاد، عن زياد الأعلم، عن الحسن أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال: «ما من أحد من أصحابي إلاّ لو شئت آخذ عليه(2) في خلقه ليس أبا عبيدة بن الجرّاح».

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، و أبو بكر اللفتواني، و أبو طاهر محمد بن أبي نصر بن أبي القاسم هاجر و عمر بن منصور بن عمر البزّار(3) ، قالوا: أنا محمود بن جعفر بن محمّد، أنا عم والدي أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن جعفر، نا إبراهيم بن السندي بن علي، نا الزّبير بن بكّار، حدثني سفيان، عن محمد بن المنكدر، قال:

و أخبرني عنه داود بن شابور(4) أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال: «ما من أصحابي أحد إلاّ و لو أشاء أن أقول في خلقه إلاّ ما كان من أبي عبيدة بن الجرّاح»[5485].

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمد الحافظ، أخبرني أبي، نا محمد بن جعفر بن محمد بن هشام، نا الحسين بن محمد بن بكار، نا أبو مسهر قال: سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «ما من أصحابي أحد إلاّ و قد وجدت عليه، و لو شئت أن أقول فيه إلاّ أبو عبيدة بن الجرّاح»[5486].

أخبرنا أبو بكر الحاسب، أنا أبو محمد الشيرازي، أنا أبو عمر الخزّاز، أنا أبو

ص: 473


1- ما بين معكوفتين مكانه بياض بالأصل و استدرك عن م.
2- بالأصل: «شئت أحد عليه في حلقه» و الصواب ما أثبت عن م و المطبوعة.
3- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: «البزاز».
4- بالأصل و م: سابور، و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 16/6.

الحسن الخشاب، أنا الحسين بن محمد، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن سعد(1) ، أنا أحمد بن عبد اللّه بن يونس، نا سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح قال: قال عمر بن الخطاب لجلسائه: تمنّوا، فتمنّوا، فقال عمر بن الخطاب: لكني أتمنّى بيتا ممتلئا رجالا مثل أبي عبيدة بن الجرّاح، قال سفيان: فقال له رجل: ما ألوت الإسلام، قال: ذاك الذي أردت.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، أنا محمد بن موسى بن حمّاد، نا محمد بن الحارث، نا المدائني، عن علي بن عبد اللّه القرشي، عن أبيه قال: مر عمر بن الخطاب بقوم يتمنّون، قال:

فلما رأوه سكتوا، فقال لهم: فيم كنتم ؟ قالوا: كنا نتمنى، قال: فتمنّوا و أنا معكم، قالوا: فتمنّ(2) أنت يا أمير المؤمنين، قال: فتمنى رجالا ملء هذا البيت مثل أبي عبيدة بن الجرّاح، و سالم مولى أبي حذيفة، إنّ سالما كان شديدا في ذات اللّه، لو لم يخف اللّه ما أطاعه، و أما أبو عبيدة فسمعت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يقول: «لكلّ أمّة أمين، و أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجرّاح»[5487].

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا عبد الرحمن بن علي بن محمد، أنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل، نا عبد اللّه بن محمد بن الحسن، نا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع، نا سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة قال: قال عبد اللّه: أخلاّئي من أصحاب محمد صلّى اللّه عليه و سلّم ثلاثة: أبو بكر، و عمر، و أبو عبيدة بن الجرّاح.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو عبد اللّه محمد بن طلحة بن علي الرازي الصّوفي، قالا: أنا أبو محمد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا زهير، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه قال: أخلاّئي من هذه الأمة ثلاثة: أبو بكر، و عمر، و أبو عبيدة بن الجرّاح، قال: و سمى ثلاثة بأسمائهم و لم آل(3).

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ، نا سليمان بن أحمد، نا ظاهر بن

ص: 474


1- الخبر في طبقات ابن سعد 413/3.
2- بالأصل و م: فتمنى.
3- بالأصل و م: «و لم الوا» و المثبت عن المطبوعة.

عيسى، نا سعيد بن أبي مريم، نا ابن لهيعة، نا الحارث بن يزيد، عن علي بن رباح أن عبد اللّه بن عمرو قال: ثلاثة من قريش أصبح الناس وجوها و أحسنها أخلاقا، و أبثها حياء، إن حدثوك لم يكذبوك، و إن حدّثتهم لم يكذبوك: أبو بكر الصديق، و عثمان بن عفان، و أبو عبيدة بن الجرّاح.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو محمد المصري، أنا أبو بكر الدّينوري، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمد بن سعد، عن الواقدي، عن ابن أبي سبرة قال: قال عبد اللّه بن عمرو بن العاص: ثلاثة من قريش أحسن قريش أخلاقا، و أصبحها وجوها، و أشدّها حياء، إن حدّثوا لم يكذبوا، و إن حدّثتهم بحقّ أو بباطل لم يكذبوك: أبو بكر الصّديق، و عثمان بن عفان، و أبو عبيدة بن الجرّاح رضي اللّه عنهم.

قال: و أنا الدّينوري، نا النّضر بن عبد اللّه الحلواني، نا محمد بن عيسى الطّبّاع(1) سمّاهم كلهم لي: سفيان بن عيينة عن معمر قال: النقباء كلهم من الأنصار، قال: تسمية النقباء و هم اثنا عشر رجلا كلهم من الأنصار و الحواريون كلهم من قريش: أبو بكر و عمر و عثمان، و علي، و طلحة، و الزّبير، و سعد بن أبي وقّاص، و عبد الرحمن بن عوف، و حمزة بن عبد المطّلب، و جعفر بن أبي طالب، و أبو عبيدة بن الجرّاح، و عثمان بن مظعون، فهؤلاء اثنا عشر.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة(2) قال: و قد كان - يعني أبا بكر - ولّى أبا عبيدة بيت المال ثم وجهه إلى الشام، قال: و فيها - يعني سنة ثلاث عشرة - بويع عمر بن الخطاب فعزل خالد بن الوليد عن الشام - يعني و ولّى أبا عبيدة -.

و قال ابن إسحاق(3): سار أبو عبيدة و معه خالد بن الوليد فحاصرهم - يعني أهل دمشق - فصالحوه و فتحوا له باب الجابية عنوة(4) ، و أتم لهم أبو عبيدة الصّلح.

ص: 475


1- بعد كلمة «الطباع» ورد في المطبوعة: «قال: تسمية النقباء، و هم اثنا عشر رجلا، كلهم من الأنصار، و» و هذه العبارة سترد في الأصل و م. بعد كلمة «معمر».
2- تاريخ خليفة بن خياط ص 122 حوادث سنة 13 تحت عنوان خلافة عمر بن الخطاب.
3- المصدر السابق ص 125 (فتح دمشق) حوادث سنة 14.
4- كذا بالأصل و م و المطبوعة و ثمة سقط في الكلام، و عبارة خليفة: «و فتحوا له باب الجابية، و فتح خالد أحد الأبواب عنوة» و لم يتنبّه محقق المطبوعة لهذا السقط.

قال ابن إسحاق(1): و غيره، و فيها - يعنون سنة أربع عشرة - فتحت حمص و بعلبك صلحا على يدي أبي عبيدة في ذي القعدة، و يقال في سنة خمس عشرة.

و قال ابن الكلبي(2): صالح أبو عبيدة أهل حلب، و كتب لهم كتابا ثم شخص أبو عبيدة و على مقدمته خالد بن الوليد فحاصر أهل إيلياء، فسألوه الصّلح على أن يكون عمر هو يعطيهم ذلك، ثم وقع طاعون عمواس، فمات أبو عبيدة و استخلف معاذا.

أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن أشليها، و ابنه أبو الحسن علي، قالا: أنا أبو الفضل بن الفرات، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم، نا محمد بن عائذ(3) ، نا الوليد بن مسلم، نا عبد اللّه بن لهيعة، عن يونس بن يزيد، عن الزهري قال: فلما استخلف عمر بن الخطاب نزع خالد بن الوليد و أمّر أبا عبيدة بن الجرّاح.

ح قال: و نا ابن عائذ، نا الوليد بن محمد، عن ابن شهاب، قال: لما استخلف عمر بن الخطاب نزع خلد بن الوليد و أمّر أبا عبيدة بن الجرّاح.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أبو الطّيّب محمد بن القاسم بن جعفر، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا إسماعيل بن أبي أويس، حدثني أبي، عن يحيى بن [سعيد، عن](4) سعيد بن المسيّب أو نحوه في الرضا: أن عمر بن الخطاب استعمل في ولايته أبا عبيدة بن الجرّاح القرشي ثم الفهري على القضاء بالشام.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الغسّاني، و علي بن المسلم السّلمي، و أبو المعالي الحسين بن حمزة بن الشّعيري، قالوا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، نا علي بن حرب، نا القاسم بن يزيد، نا سفيان الثوري، عن زياد بن فياض، عن تميم بن سلمة: أن عمر بن الخطاب لقي أبا عبيدة بن الجرّاح فصافحه و قبّل يده و تنحّيا(5) يبكيان.

ص: 476


1- المصدر السابق ص 127 (فتح حمص و بعلبك).
2- المصدر السابق ص 135 (حوادث سنة 16).
3- بالأصل و م: «عائد» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
5- عن م و بالأصل: و تنحى.

أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا أبو الحسن الدّار قطني - إجازة - أنا عمر بن الحسن الشيباني، نا الحارث بن محمد بن أبي أسامة، نا محمد بن سعد، أنا محمد بن عمر الواقدي، نا الوليد بن مسلم، عن صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير:

أن المسلمين لما فتحوا دمشق بعثوا أبا عبيدة بن الجرّاح وافدا إلى أبي بكر، فوجد أبا بكر قد توفي و استخلف عمر فأعظم أن يتأمر أحد من أصحابه عليه، فولاّه جماعة الناس فقدم عليهم بالشام واليا فقالوا: مرحبا بمن بعثناه بريدا، فقدم علينا أميرا.

قال الواقدي: و هذا الحديث و هل كله: مات أبو بكر رحمه اللّه في ليال بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة، و فتحت دمشق في رجب سنة أربع عشرة، فكيف لا يعلمون بوفاة أبي بكر و بين ذلك أربعة عشر شهرا، و قد جاءتهم وفاة أبي بكر بفحل قبل أن يرحلوا إلى مرج الصّفّر، و قبل أن يحاصروا دمشق، و قد حاصروها ستة أشهر إلاّ يوما واحدا، و لا يأتيهم الخبر مع أخرى ؟ لم يرجع أبو عبيدة من وجهه الذي خرج في خلافة أبي بكر حتى مات.

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الفتح الجلّي(1) ، نا أبو يوسف محمد بن سفيان، نا أبو عثمان سعيد بن رحمة الأصبحي، قال: سمعت ابن المبارك، عن هشام بن سعد قال: سمعت زيد بن أسلم يذكر عن أبيه قال:

بلغ عمر بن الخطاب أنّ أبا عبيدة حصر بالشام و تألّب عليه العدوّ فكتب إليه عمر:

سلام، أمّا بعد فإنه ما نزل بعبد مؤمن شدّة إلاّ جعل اللّه تبارك و تعالى بعدها فرجا، و أن لا يغلب عسر يسرين يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صٰابِرُوا وَ رٰابِطُوا وَ اتَّقُوا اللّٰهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (2) ، قال: فكتب إليه أبو عبيدة: سلام، أمّا بعد فإنّ اللّه عز و جل يقول في كتابه: اِعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيٰاةُ الدُّنْيٰا لَعِبٌ وَ لَهْوٌ (3) إلى: مَتٰاعُ الْغُرُورِ (4). قال: فخرج عمر بكتابه مكانه، فقعد على المنبر، فقرأه على أهل المدينة، فقال: يا أهل المدينة،

ص: 477


1- بالأصل و م: «الحلى» و المثبت عن المطبوعة، و قد مرّ التعريف به.
2- سورة آل عمران، الآية: 200.
3- سورة الحديد، الآية: 20.
4- سورة الحديد، الآية: 20.

إنما يعرّض بكم أبو عبيدة أو بي، ارغبوا في الجهاد.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب - بمشكان - أنا القاضي أبو منصور محمد بن الحسن بن محمد النّهاوندي، أنا القاضي أبو العبّاس أحمد بن الحسين(1) بن زنبيل النّهاوندي، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمد بن عبد الرحمن بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل البخاري، نا ابن شيبة - يعني أبا بكر الحزامي - أنا ابن أبي فديك، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه أنه بلغه أن معاذ بن جبل سمع رجلا يقول: لو كان خالد بن الوليد ما كان الناس و ذكر كلمة، و ذلك في حصر أبي عبيدة بن الجرّاح، قال: و كنت أسمع بعض الناس يقوله: فقال معاذ لأبي عبيدة: إنّه لخير من على(2) الأرض.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن محمد(3) ، نا محمد بن سعد(4) كاتب الواقدي، أنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك المدني، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه قال: بلغني أن معاذ بن جبل سمع رجلا يقول: لو كان خالد بن الوليد ما كان بالناس(5) ذو كون و ذلك في حصر أبي عبيدة بن الجرّاح، قال: و كنت أسمع بعض الناس يقول: فقال معاذ: فإلى أبي عبيدة مضطرّ المعجزة، لا أبا لك، و اللّه إنه لمن خير من على الأرض.

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد في كتابه، ثم حدّثني أبو مسعود(6) عبد الرحيم بن حميد عنه، أنا أبو نعيم الحافظ، نا سليمان بن أحمد الطّبراني، أنا أحمد بن عبد الوهاب، نا أبو المغيرة، نا صفوان بن عمرو، عن مسلم بن أكيس(7).

و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا محمد بن علي الخشاب، أنا أبو محمد

ص: 478


1- بالأصل و م: الحسن، خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به قريبا.
2- في المطبوعة: «من على وجه الأرض» و في م كالأصل.
3- كذا بالأصل، و في م و المطبوعة: «الحسين بن الفهم» و هو الحسين بن محمد بن عبد الرحمن بن فهم، أبو علي البغدادي، ترجمته في تاريخ بغداد 92/8.
4- الخبر في طبقات ابن سعد 413/3-414.
5- كذا بالأصل و م و المطبوعة، و في ابن سعد: بالبأس.
6- عن م، و بالأصل: أبو منصور.
7- كذا بالأصل و م، و في طبقات ابن سعد 452/7 مسلم كبيس أو كبيس.

عبد اللّه بن يوسف، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا عباس الترقفي.

ح و أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب، أنا عبد اللّه بن يحيى، أنا إسماعيل الصفار، نا عباس بن عبد اللّه، قالا: نا أبو المغيرة، نا صفوان، نا أبو حسنة(1) مسلم بن أكيس مولى عبد اللّه بن عامر بن كريز، عن أبي عبيدة بن الجرّاح، قال:

ذكر لي من دخل عليه فوجده يبكي فقال - زاد عباس: له - ما يبكيك يا أبا عبيدة ؟ فقال: يبكيني أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ذكر ما - و قال عباس: يوما ما - يفتح اللّه على المسلمين، و يفيء عليهم و ذكر - و قال عباس: حتى ذكر - الشام، فقال: إن ينسئ اللّه في أجلك - و في حديث أبي علي: إن ينسأ في أجلك - يا أبا عبيدة، فحسبك من الخدم ثلاثة: خادم يخدمك، و خادم يسافر معك، و خادم يخدم أهلك، و يرد عليهم، و حسبك من الدّواب ثلاثة(2): دابّة لرجلك، و دابّة لثقلك، و دابّة لغلامك، ثم هذا أنا، انظر إلى بيتي قد امتلأ رقيقا، و انظر إلى مربطي قد امتلأ خيلا - زاد عباس: و دوابا - و قالا: فكيف ألقى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بعد هذا و قد عهد إلينا، و قال: و قال عباس: أوصنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال: «إنّ أحبكم إليّ و أقربكم مني من لقيني على مثل الحال التي فارقني عليها» [5488].

لفظهما(3) قريب من رواية يعني الفراوي و عبد الكريم. كذا في هذه الرواية و هي منقطعة و المحفوظ أن أبا عبيدة كان متقللا.

حدثني أبو محمد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا عبد الرحمن بن عبيد اللّه الحرفي، أنا أبو الحسين عبد الصّمد بن علي بن محمد بن مكرم المعروف بالطّستي، أنا أبو بكر عبد اللّه بن محمد بن عبيد بن أبي الدنيا، نا حمزة بن العباس، أنا عبدان بن عثمان، أنا عبد اللّه بن المبارك.

ح و أخبرناه عاليا أبو غالب بن البنا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر بن إسماعيل، قالا: نا يحيى بن محمد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، نا معمر، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال:

ص: 479


1- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: «أبو حسبة» و انظر بحاشيتها ما لاحظه محققها.
2- كذا بالأصل و م، و المطبوعة: الدوابّ ثلاثة.
3- في المطبوعة: لفظهما قريب من رواية عباس، كذا....

قدم عمر بن الخطاب الشام فتلقاه أمراء الأجناد و عظماء أهل الأرض، فقال عمر:

أين أخي ؟ قالوا: من ؟ قال: أبو عبيدة، قالوا: يأتيك الآن، قال: فجاء على ناقة مخطومة بحبل، فسلّم عليه و سأله، ثم قال للناس: انصرفوا عنا، فسار معه حتى أتى منزله، فنزل عليه فلم ير في بيته إلاّ سيفه و ترسه و رحله، فقال له عمر بن الخطاب: لو اتّخذت متاعا - أو قال: شيئا - قال أبو عبيدة: يا أمير المؤمنين إنّ هذا سيبلغنا المقيل(1).

[

أخبرنا(2) أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي الصنعاني(3) ، نا إسحاق بن إبراهيم، أنا عبد الرزّاق عن معمر عن هشام بن عروة عن أبيه قال:

لما قدم عمر الشام متلقاء(4) عظماء أهل الأرض و أمراء الأجناد، فقال عمر: أين أخي ؟ قالوا: من ؟ قال: أبو عبيدة، قالوا: أتاك الآن، فجاء على ناقة مخطومة بحبل، فسلّم عليه و ساءله، ثم قال للناس: انصرفوا عنا، قال: فسار معه حتى أتى منزله، فنزل عليه فلم ير(5) في بيته إلاّ سيفه و ترسه و رحله، فقال له عمر: لو اتخذت متاعا - أو قال:

شيئا - قال أبو عبيدة: يا أمير المؤمنين، إن هذا سيبلغنا المقيل].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أبو بكر بن سيف، نا السّري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن أبي عثمان و أبي حارثة(6) و الربيع - يعني ابن النعمان النصري (7)- قالوا:

و بلغ عمر أن أبا عبيدة يسبغ على عياله، و قد ظهرت شارته فنقصه من عطاياه التي كان يجري عليه، ثم سأل عنه فقيل: قد شحب لونه، و تغيرت ثيابه، و ساءت حاله، فقال:

يرحم اللّه أبا عبيدة ما أعفّ و أصبر، هل يؤخذن على رجل أسبغنا عليه فأسبغ على عياله،

ص: 480


1- ما بين معكوفتين من أول الخبر إلى آخره سقط من الأصل و استدرك عن م.
2- في المطبوعة: أخبرناه.
3- في المطبوعة: الصفاني.
4- في م: تلقاه، و المثبت عن المطبوعة.
5- عن المطبوعة، و في م: تر.
6- بالأصل و م: جارية، و المثبت عن تاريخ الطبري ط بيروت 489/2.
7- بالأصل و م: البصري، خطأ و الصواب ما أثبت «النصري» بالنون، انظر تبصير المنتبه 157/1 و الاكمال لابن ماكولا 390/1.

و أمسكنا عنه فصبر و احتسب، فردّ عليه ما كان حبس و أجراه عليه.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو سعيد محمد بن علي بن محمد الخشاب، أنا عبد اللّه بن يوسف بن بامويه، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا أبو داود، نا أحمد بن عمرو بن السّرح، نا ابن وهب، حدثني عبد اللّه - يعني ابن عمر - عن نافع، عن ابن عمر:

أن عمر حين قدم الشام قال لأبي عبيدة: اذهب بنا إلى منزلك، قال: و ما تصنع عندي ؟ ما تريد إلاّ أن تعصر عينيك عليّ، قال: فدخل منزله فلم ير شيئا، قال: أين متاعك ؟ لا أرى إلاّ لبدا و صحفة و شنا(1) و أنت أمير، أ عندك طعام ؟ فقام أبو عبيدة إلى جونة فأخذ منه(2) كسيرات، فبكى عمر، فقال له أبو عبيدة: قد قلت لك أنك ستعصر عينيك عليّ يا أمير المؤمنين، يكفيك ما بلّغك المفيل، قال عمر: غيّرتنا الدنيا كلّنا غيرك يا أبا عبيدة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد(3) ، نا معن بن عيسى قال: عرضنا على مالك بن أنس أن عمر بن الخطاب أرسل إلى أبي عبيدة بأربعة آلاف درهم أو أربع(4) مائة دينار، و قال للرسول: انظر ما يصنع، قال: فقسمها أبو عبيدة، قال: ثم أرسل إلى معاذ بمثلها، و قال للرسول مثل ما قال: قال: فقسمها معاذ إلاّ شيئا قالت له امرأته: نحتاج إليه، فلما أخبر الرسول عمر قال: الحمد للّه الذي جعل في الإسلام من يصنع هذا.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا أبو اليمان، عن جرير، عن أبي الحسن عمران بن نمران أن أبا عبيدة بن الجرّاح كان يسير في العسكر فيقول: ألا رب مبيّض لثيابه مدنّس لدينه، ألا ربّ مكرم لنفسه و هو لها غدا مهين، بادروا السّيّئات القديمات

ص: 481


1- في م: «وشيا».
2- كذا بالأصل و م، و جونة مؤنث، فلعل الصواب: منها.
3- الخبر في طبقات ابن سعد 413/3.
4- كذا بالأصل و م و المطبوعة، و في ابن سعد: و أربع مائة».

بالحسنات الحديثات، فلو أنّ أحدكم عمل من السيئات ما بينه و بين السماء ثم عمل حسنة لعلت فوق سيئاته حتى تقهرهن.

أنبأنا أبو الحسن محمد بن مرزوق بن عبد الرزاق، أنا أبو عمرو بن منده - بأصبهان - أنا الحسن بن محمد بن يوسف، نا أحمد بن محمد بن عمر اللنباني(1) ، نا ابن أبي الدنيا، نا سعدوية، عن سليمان بن المغيرة، عن ثابت قال: كان أبو عبيدة أميرا على الشام فخطب الناس فقال: أيا أيها الناس(2) إني امرؤ من قريش، و اللّه ما منكم أحمر و لا أسود يفضلني بتقى إلاّ وددت أنّي في مسلاخه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، أنا محمد بن سعد(3) ، أنا عمرو بن عاصم الكلابي، نا سليمان بن المغيرة، نا ثابت قال: قال أبو عبيدة بن الجرّاح - و هو أمير على الشام -: يا أيها الناس إني امرؤ من قريش، و ما منكم من أحد أحمر و لا أسود يفضلني بتقوى إلاّ وددت أنّي في مسلاخه.

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّويّة، و أبو بكر بن إسماعيل، قالا: نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا معمر، عن قتادة قال: قال أبو عبيدة بن الجرّاح: لوددت أنّي كبش يذبحني أهلي فيأكلون لحمي و يحسون مرقي.

قال: و قال عمران بن حصين: لوددت أنّي كنت رمادا تسفيني الريح في يوم عاصف حثيث.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه(4) الحافظ، أنا أبو عبد اللّه الصّغاني، نا إسحاق بن إبراهيم، أنا عبد الرزاق، أنا معمر، عن قتادة قال: قال أبو عبيدة بن الجرّاح: وددت أنّي كنت كبشا فيذبحني أهلي فيأكلون لحمي و يحسون مرقي.

ص: 482


1- بالأصل و م: اللبناني، بتقديم الباء، و الصواب «اللنباني» بتقديم النون، و قد مرّ التعريف به.
2- في م: فقال: أيها الناس.
3- طبقات ابن سعد 412/3-413.
4- عن م و بالأصل: «عبد».

قال: و قال عمران بن حصين: وددت أنّي رماد على أكمة تسفيني الرياح في يوم عاصف.

قال: و أنا أبو طاهر الفقيه، أنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان، نا أبو الأزهر، نا يونس بن محمد، نا فليح، عن ضمرة بن سعيد، عن قيس بن أبي حذيفة، عن خوّات بن جبير قال:

خرجنا حجّاجا مع عمر بن الخطاب، قال: فسرنا في ركب فيهم أبو عبيدة بن الجرّاح، و عبد الرحمن بن عوف، قال: فقال القوم: غننا يا خوّات فغنّاهم فقالوا: غننا من شعر ضرار، فقال عمر: دعوا أبا عبد اللّه(1) يتغنى من بنيّات فؤاده - يعني من شعره - قال: فما زلت(2) أغنّيهم حتى إذا كان السحر، فقال عمر: ارفع لسانك يا خوّات فقد أسحرنا، فقال أبو عبيدة: هلمّ إلى رجل أرجو أن لا يكون شرا(3) من عمر، قال:

فتنحيت و أبو عبيدة، فما زلنا كذلك حتى صلّينا الفجر.

أخبرنا أبو الفضل محمد بن إسماعيل الفضيلي، أنا أحمد بن أبي منصور الخليلي، أنا علي بن أحمد بن محمد، أنا الهيثم بن كليب، أنا ابن المنادي، أنا وهب، نا شعبة، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، قال:

كنا عند أبي موسى فقال لنا ذات يوم: لا يضرّكم أن تخفوا عني فإن هذا الداء قد أصاب في أهلي - يعني الطاعون - فمن شاء أن يعبره فليفعل و احذروا اثنتين: لا يقولن قائل إن هو جلس فعوفي الخارج، لو كنت خرجت فعوفيت كما عوفي فلان، و لا يقولنّ الخارج إن هو عوفي و أصيب الذي جلس: لو كنت جلست أصبت كما أصيب فلان، و إنّي سأحدثكم بما ينبغي للناس من خروج هذا الطاعون: إن أمير المؤمنين كتب إلى أبي عبيدة حيث سمع بالطاعون الذي أخذ الناس بالشام: إني قد بدت لي حاجة إليك، فلا غنى بي(4) عنك فيها، فإن أتاك كتابي ليلا [فإني أعزم عليك أن تصبح حتى تركب

ص: 483


1- بالأصل: أبا عبيد اللّه، خطأ، و الصواب ما أثبت عن م، و هو خوات بن جبير بن النعمان، أبو عبد اللّه المدني، ترجمته في تهذيب الكمال 516/5.
2- بالأصل: «زالت أعينهم» و المثبت عن م.
3- بالأصل و م: سرا، و المثبت عن المطبوعة.
4- بالأصل: «غنائي»، و المثبت عن م، و في المطبوعة: غنى لي.

إليّ، و إن أتاك نهارا](1) فإني أعزم عليك أن تمسي حتى تركب إليّ. فقال أبو عبيدة: قد علمت حاجة أمير المؤمنين التي عرضت و أنه يريد أن يستبقي من ليس بباق فكتب إليه:

إنّي في جند من المسلمين لن أرغب بنفسي عنهم، و إنّي قد علمت حاجتك التي عرضت لك، و أنك تستبقي من ليس بباق، فإذا أتاك كتابي هذا فحللني من عزمتك و ائذن لي في الجلوس، فلما قرأ عمر كتابه فاضت عيناه و بكا، فقال له من عنده: يا أمير المؤمنين مات أبو عبيدة ؟ قال: لا، كأن قد قال: فكتب إليه عمر: إنّ الأرض أرضك، إن الجابية أرض نزهة(2) فاظهر بالمهاجرين إليها، قال أبو عبيدة حين قرأ الكتاب: أمّا هذا فنسمع فيه أمر أمير المؤمنين و نطيعه، قال: فأمرني أن أبوّئ الناس منازلهم قال: فطعنت امرأتي فجئت إلى أبي عبيدة فقلت: قد كان في أهلي بعض الغرض شغلني عن الوجه الذي بعثتني إليه، قال: لعل المرأة أصيبت، فقلت: أجل، فانطلق هو يبوّئ الناس منازلهم، و أمرني أن أرحّلهم على أثره، فطعن أبو عبيدة [حين أرسله فقال: لقد وجدت في قدمي و خزة فلا أدري لعل هذا الذي أصابني قد أصابني، فانطلق أبو عبيدة](3) فبوأ الناس منازلهم و ارتحل الناس على أثره و كان انكشاف الطاعون، و توفي أبو عبيدة - رحمة اللّه عليه(4)-.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح، أنا محمد بن أحمد بن أبي جعفر الطّبسي، أنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الصّدفي، أنا الحسن بن محمّد بن حليم، أنا أبو الموجّه محمد بن عمرو بن الموجّه، أنا عبدان، أخبرني أبي عن شعبة عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب:

أن عمر كتاب إلى أبي عبيدة في الطاعون الذي وقع بالشام: إنه عرضت لي حاجة و لا غنى بي عنك فيها، فإذا أتاك كتابي هذا فإني أعزم عليك إن أتاك ليلا أن لا تصبح حتى تركب(5) ، و إذا أتاك نهارا أن لا تمسي حتى تركب إليّ، فلما قرأ الكتاب قال: قد

ص: 484


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
2- أي بعيدة عن الوباء (اللسان).
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
4- بعدها كتب في م العبارة التالية: آخر السادس بعد الثلاثمائة.
5- بالأصل و م: يركب.

عرفت حاجة أمير المؤمنين إنه يريد أن يستبقي من ليس بباق، ثم كتب: إنّي قد عرفت حاجتك التي عرضت لك، فحلّلني من عزمتك يا أمير المؤمنين فإنّي في جند من أجناد المسلمين لا أرغب بنفسي عنهم، فلما قرأ عمر الكتاب بكى، فقيل له: مات أبو عبيدة ؟ قال: لا، و كأن قد كتب إليه عمر: إنّ الأردن أرض عمقة، و إن الجابية أرض نزهة فاظهر بالمسلمين إلى الجابية، فلما قرأ أبو عبيدة الكتاب قال: هذا يسمع فيه أمر أمير المؤمنين و نطيعه، فأمرني أن أركب و أبوّئ الناس منازلهم، فقلت: إني لا أستطيع، قال: لم ؟ لعل المرأة قد طعنت ؟ قلت: أجل، فذهب ليركب فوجد و خزة، فطعن، فتوفي أبو عبيدة، و انكشف الطاعون.

قال أبو الموجّه: زعموا أن أبا عبيدة كان في سنة و ثلاثين ألفا من الجند فلم يبق إلاّ ستة آلاف رجل ماتوا.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى، نا أبو العبّاس الأصم، نا بحر بن نصر، نا ابن وهب، حدثني ابن لهيعة، عن محمد بن عبد الرحمن، عن عروة بن الزبير أن وجع عمواس كان معافى منه أبو عبيدة بن الجرّاح و أهله، فقال: اللّهم نصيبك في آل أبي عبيدة، قال: فخرجت بأبي عبيدة في خنصره بثرة، فجعل ينظر إليها، فقيل: إنها ليست بشيء، فقال: إني أرجو أن يبارك اللّه فيها، فإنه إذا بارك في القليل كان كثيرا.

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا يحيى بن محمد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا عد الحميد بن بهرام، عن شهر بن حوشب، حدثني عبد الرحمن بن غنم، عن حديث الحارث بن عميرة الحارثي قال: أخذ معاذ بن جبل بيد الحارث بن عميرة فأرسله إلى أبي عبيدة بن الجرّاح(1) ، يسأله كيف هو و قد طعنا فأراه أبو عبيدة طعنة خرجت في كفه، فتكاثر شأنها في نفس الحارث، و فرق منها حين رآها، فأقسم أبو عبيدة باللّه ما يحب أن له مكانها حمر النّعم.

ص: 485


1- قوله: «فأرسله إلى أبي عبيدة بن الجراح» مكرر بالأصل.

العقب، أخبرني أحمد بن إبراهيم، نا محمّد بن عائذ(1) ، قال: قال الوليد: حدثني أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي مريم، عن صالح بن أبي المخارق، قال: انطلق أبو عبيدة بن الجرّاح من الجابية إلى بيت المقدس للصّلاة و استخلف على الناس معاذ بن جبل.

قال: و نا ابن عائذ(2) قال: قال الوليد: فحدثني من سمع عروة بن رويم قال:

انطلق أبو عبيدة بن الجرّاح يريد الصّلاة ببيت المقدس، فأدركه أجله بفحل، فتوفي بها و أوصى: أقرئوا أمير المؤمنين السلام، و أعملوه أنه لم يبق من أمانتي شيء إلاّ و قد قمت به و أدّيته إليه إلاّ ابنة خارجة، نكحت في يوم بقي من عدّتها لم أكن قضيت فيها بحكومة، و قد كان بعث إليّ بمائة دينار فردّوها إليه، فقالوا: إنّ في قومك حاجة و سكنة(3) ، فقال:

ردّوها إليه و ادفنوني من غربي نهر الأردن إلى الأرض المقدسة، ثم قال: ادفنوني حيث قضيت، فإنّي أتخوّف أن تكون سنّة.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو محمّد السّلمي، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالوا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا العبّاس بن الوليد بن صبح، نا أبو مسهر، حدثني يحيى بن حمزة، حدثني عروة بن رويم، أن أبا عبيدة بن الجرّاح هلك بفحل فقال: ادفنوني خلف النهر، ثم قال: ادفنوني حيث قبضت.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، نا أبو العباس المبرّد قال: حدّثت عن أبي مخنف لوط بن يحيى، حدثني عبد الملك بن مساحق، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، قال:

لما طعن أبو عبيدة بن الجرّاح بالأردن و بها قبره، دعا من حضره من المسلمين فقال: إنّي موصيكم بوصية إن قبلتموها لن تزالوا بخير: أقيموا الصّلاة، و آتوا الزكاة، و صوموا شهر رمضان، و تصدقوا، و حجّوا و اعتمروا، و تواصوا و انصحوا لأمرائكم و لا

ص: 486


1- بالأصل و م: عائد، خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
2- بالأصل و م: عائد، خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
3- كذا بالأصل و م و في المطبوعة: مسكنة.

تغشوهم، و لا تلهكم الدّنيا، فإن امرأ لو عمّر ألف حول ما كان له بدّ من أن يصير إلى مصرعي هذا الذي ترون، إن اللّه كتب الموت على بني آدم فهم ميّتون و أكيسهم أطوعهم لربه و أعلمهم ليوم معاده، و السلام عليكم و رحمة اللّه، يا معاذ بن جبل، صلّ(1) بالناس، و مات فقام معاذ في الناس فقال: يا أيها الناس، توبوا إلى اللّه من ذنوبكم توبة نصوحا، فإنّ عبدا لا يلقى اللّه تائبا من ذنبه إلاّ كان حقا على اللّه أن يغفر له، من كان عليه دين فليقضه، فإنّ العبد يرتهن بدينه، و من أصبح منكم مهاجرا أخاه [فليلقه](2) فليصالحه، و لا ينبغي لمسلم أن يهجر أخاه أكثر من ثلاث، و الذنب العظيم، إنكم أيها المسلمون قد فجعتم برجل ما أزعم أني رأيت عبدا أبرّ صدرا و لا أبعد من الغائلة، و لا أشدّ حبا للعامة و لا أنصح للعامة منه، فترحمّوا عليه رحمه اللّه، و احضروا الصّلاة عليه.

أخبرنا أبو عبد اللّه بن الخطّاب في كتابه، أنا علي بن عبيد اللّه الهمداني، أنا محمد بن الحسين اليمني، أنا جعفر بن أحمد الحميري، نا الحسن(3) بن نصر بن المعارك، قال: سمعت أحمد بن صالح قال: قرأت على أبي نعيم: مات أبو عبيدة بن الجرّاح في زمن عمر و هو عامر بن عبد اللّه بن الجرّاح.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبي أبو يعلى.

ح و أخبرنا أبو السّعود بن المجلي(4) ، أنا(5) أبو الحسين بن المهتدي، قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن مخلد بن حفص قال: قرأت على علي بن عمرو حدثكم الهيثم بن عدي قال أبو عبيدة بن الجرّاح مات في طاعون عمواس.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمد، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هاشم بن محمّد، نا الهيثم بن عدي، قال: و مات أبو عبيدة بن الجرّاح في طاعون عمواس.

ص: 487


1- عن م و بالأصل: صلى.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن م.
3- كذا بالأصل و م، و في المطبوعة: الحسين.
4- بالأصل و م «المحلى» خطأ، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
5- في م: نا.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، [نا أبو محمّد الكتّاني](1) نا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون.

ح قال: و أنا أبو القاسم تمام بن محمد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، قالا: أنا أبو زرعة(2) ، حدثني محمد بن عائذ، عن أبي مسهر قال: قرأت في كتاب يزيد بن عبيدة:

توفي أبو عبيدة سنة سبع عشرة.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد(3) ، أنا محمد بن عمر، نا أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي سبرة، عن رجال من قوم أبي عبيدة: أن أبا عبيدة بن الجرّاح شهد بدرا و هو ابن إحدى و أربعين سنة، و مات في طاعون عمواس(4) سنة ثمان عشرة في خلافة عمر بن الخطاب، و أبو عبيدة يوم مات ابن ثمان و خمسين سنة، و كان يصبغ رأسه و لحيته بالحنّاء و الكتم.

قال محمد بن عمر: و قد روى أبو عبيدة عن عمر بن الخطاب.

أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمد بن يوسف، أنا أحمد بن محمد بن عمر، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا(5) ، نا محمد بن سعد قال: أبو عبيدة بن الجرّاح و اسمه عامر بن عبد اللّه بن الجرّاح بن هلال بن أهيب بن ضبّة بن الحارث بن فهر.

أخبرنا محمّد بن عمر، أنا ابن أبي سبرة، عن رجال من قوم أبي عبيدة أن أبا عبيدة بن الجرّاح شهد بدرا و هو ابن إحدى و أربعين سنة، و مات في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة، و هو يومئذ ابن ثمان و خمسين سنة، و كان يصبغ رأسه بالحنّاء و الكتم.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد، نا يعقوب بن إبراهيم، عن

ص: 488


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
2- الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 177/1.
3- طبقات ابن سعد 385/7.
4- و هي من الرملة على أربعة أميال مما يلي بيت المقدس (ابن سعد).
5- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

أبيه، عن ابن إسحاق، قال: سنة ثمان عشرة توفي فيها أبو عبيدة، و اسمه عامر بن الجرّاح، شهد بدرا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا الحسن بن علي القطان، نا إسماعيل بن عيسى العطار، أنا إسحاق بن بشر، حدّثني أبو معشر أن معاذ بن جبل حين حضره الموت استخلف عمرو بن العاص على الناس و كان مهلك أبي عبيدة و مهلك معاذ في طاعون عمواس، و ذلك في سنة ثمان عشرة.

أخبرنا أبو محمد السّلمي - قراءة - عن عبد العزيز [بن](1) أحمد، أنا مكي بن محمد، أنا أبو سليمان بن زبر(2) قال: قال الواقدي، و عمرو: أبو عبيدة بن الجرّاح و اسمه عامر بن عبد اللّه بن الجرّاح بن هلال بن وهيب بن ضبّة بن الحارث بن فهر، مات في طاعون عمواس سنة ثماني عشرة، و هو يومئذ ابن ثمان و خمسين سنة، و كان يصبغ رأسه و لحيته بالحنّاء و الكتم.

و ذكر أن أباه أخبره عن إبراهيم بن عبد اللّه البغدادي، عن محمد بن سعد، عن الواقدي و مصعب بن إسماعيل المصعبي، عن محمد بن أحمد بن ماهان، عن عمرو بذلك.

حدثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم، أنا(3) نعمة اللّه بن محمد، أنا أحمد بن محمد بن عبد اللّه، أنا أبو الحسن سفيان بن محمد، حدثني الحسن بن سفيان، نا محمد بن علي، عن محمّد بن إسحاق قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: أبو عبيدة بن الجرّاح عامر بن عبد اللّه بن الجرّاح توفي سنة ثمان عشرة في الطاعون بعمواس و هو ابن إحدى و أربعين.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، نا محمد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص الفلاّس، قال: و مات أبو عبيدة بن الجرّاح، و اسمه عامر بن عبد اللّه بن الجرّاح في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة، شهد

ص: 489


1- الزيادة عن م، سقطت من الأصل.
2- بالأصل و م: «ابن زفر» خطأ، و الصواب ما أثبت قياسا إلى أسانيد مماثلة، و قد مرّ التعريف به.
3- في م: نا.

بدرا و هو ابن إحدى و أربعين سنة، و مات و هو ابن ثمان و خمسين، و مات بالشام، و كان يخضب بالحنّاء و الكتم، و كان له عقيصاتن(1).

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة(2) قال: و فيها - يعني سنة ثمان عشرة - طاعون عمواس، مات بالشام فيه أبو عبيدة بن الجرّاح.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - أنا عبيد اللّه بن عبد الرحمن، أخبرني عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم، قال: سنة ثمان عشرة فيها توفي أبو عبيدة، و اسمه عامر بن عبد اللّه بن الجرّاح.

أخبرنا أبو محمد السّلمي، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا(3): أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه، نا يعقوب، قال: و في سنة ثمان عشرة مات أبو عبيدة بن الجرّاح، و اسمه عامر بن عبد اللّه بن الجرّاح.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، قال: عامر بن عبد اللّه بن الجرّاح بن هلال بن أهيب بن ضبّة بن الحارث بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة، و أمه من بني الحارث بن فهر، أبو عبيدة بن الجرّاح مهاجري أوليّ بدريّ، شهد له النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بالجنة، توفي سنة سبع عشرة في طاعون عمواس(4) ، و هو ابن ثمان و خمسين سنة.

و قال في موضع آخر: مات في طاعون عمواس، و هو ابن ثمان و خمسين سنة(5).

و قال في موضع آخر: مات في طاعون عمواس بالشام سنة ثمان عشرة.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا أبو محمد الكتاني، أنا أبو القاسم البجلي، نا

ص: 490


1- تاريخ خليفة بن خياط ص 138.
2- سير الأعلام 23/1.
3- عن م و بالأصل: قال.
4- زيد بعدها في المطبوعة: «بالشام» و قد سقطت اللفظة من الأصل و م.
5- من قوله: و قال في موضع آخر إلى هنا سقط من م و المطبوعة، و كأنه مكرر.

أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة، قال: و نا أبو مسهر، حدثني يحيى بن حمزة، عن عروة بن رويم، قال: توفي أبو عبيدة بفحل من الأردن، قال: و أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، نا أبو مسهر، عن يحيى بن حمزة، عن عروة بن رويم أن أبا عبيدة بن الجرّاح توفي بفحل.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا إسحاق بن إبراهيم الأذرعي، نا عثمان بن خرّزاد، نا محمد بن أبي أسامة قال ضمرة بن ربيعة، عن عثمان بن عطاء، عن أبيه قال: قبر معاذ بن جبل بقصير خالد بالغور، و قبر أبي عبيدة ببيسان.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، قال: قال محمد بن سعد: و قبره - يعني أبا عبيدة - بعمواس و هي من الرّملة على أربعة أميال مما يلي بيت المقدس.

هذا وهم.

ص: 491

الفهرس

ذكر من اسمه طغتكين 2968 - طغتكين أبو منصور المعروف بأتابك3

ذكر من اسمه طغج 2969 - طغج بن جف الفرغاني4

ذكر من اسمه طفيل 2970 - طفيل بن حارثة الكلبي دمشقي6

2971 - الطّفيل بن زرارة الحرسي7

2972 - الطفيل بن عمرو بن حممة - و قيل: طفيل بن عمرو بن طريف - ابن العاص بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس و قيل: هو الطفيل بن الحارث، و قيل: طفيل بن ذي النور الدوسي 7

2973 - الطفيل بن عمير الكلبي20

2974 - الطفيل البكائي العامري الكوفي20

ذكر من اسمه طلحة 2975 - طلحة بن أحمد بن الحسن، و يقال: ابن الحسين أبو القاسم، و يقال: أبو محمّد البغدادي الخزّاز الصوفي21

2976 - طلحة بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد أبو الحسن الصيداوي22

2977 - طلحة بن أسد بن عبد اللّه المختار أبو محمّد الرقي22

2978 - طلحة بن زيد أبو مسكين - و يقال: أبو محمّد - القرشي الرقي24

2979 - طلحة بن سعيد بن عمرو بن مرة الجهني29

2980 - طلحة بن أبي السّن الصّيداوي 30

ص: 492

2981 - طلحة بن عبد اللّه بن خلف بن أسعد بن عامر ابن بياضة بن سبيع بن خثعمة بن سعد بن مليح بن عمرو ابن لحيّ بن قمعة بن إلياس بن مضر أبو المطرف و قيل: أبو محمّد الخزاعي31

2982 - طلحة بن عبد اللّه بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث ابن زهرة بن كلاب بن مرّة أبو عبد اللّه و يقال: أبو محمّد الزهري40

2983 - طلحة بن عبيد اللّه بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد ابن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك ابن النّضر بن كنانة أبو محمّد التيمي 54

2984 - طلحة بن عبيد اللّه بن كريز بن جابر بن ربيعة بن هلال ابن عبد مناف بن ضاطر بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو ابن عامر بن لحي بن قمعة بن إلياس بن مضر أبو المطرف الخزاعي الكوفي125

2985 - طلحة بن عتبة130

2986 - طلحة بن عمرو بن مرة الجهني130

2987 - طلحة بن أبي قنان العبدري مولاهم أبو قنان الدمشقي131

2988 - طلحة بن معروف المحاربي133

2989 - طلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد اللّه بن عثمان بن عمرو ابن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرشي التيمي المدني133

2990 - طلحة بن السّبعي الدمشقي الصوفي141

ذكر من اسمه طليب 2991 - طليب بن عمير بن وهب بن عبد بن قصي بن كلاب بن مرة ابن كعب بن لؤي بن غالب أبو عدي القرشي142

ذكر من اسمه طليحة 2992 - طليحة بن خويلد بن نوفل بن نضلة بن الأشتر بن حجوان ابن فقعس بن ظريف بن عمرو بن قعين بن ثعلبة ابن الحارث بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي الفقعسي149

ذكر من اسمه طويع 2993 - طويع 173

ص: 493

ذكر من اسمه طهمان 2994 - طهمان بن عمرو174

ذكر من اسمه طيّب 2995 - طيّب175

حرف الظّاء ذكر من اسمه ظالم 2996 - ظالم بن عمرو بن ظالم، و يقال: ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل ابن يعمر بن حلبس بن نفاثة بن عدي بن الديل، و يقال: عثمان بن عمرو، و يقال:

عمرو بن سفيان، و يقال: عمرو بن ظالم أبو الأسود الدّيلي البصري176

2997 - ظالم بن مرهوب العقيلي211

ذكر من اسمه ظبيان 2998 - ظبيان بن خلف بن نجيم و يقال: لجيم بن عبد الوهّاب أبو بكر المالكي الفقيه المتكلّم212

ذكر من اسمه ظفر 2999 - ظفر بن دهي الدّليل213

3000 - ظفر بن عمر بن حفص بن عمر بن سعيد بن أبي عزيز جندب بن النعمان الأزدي الزملكاني214

3001 - ظفر بن محمّد بن خالد بن العلاء بن ثابت بن مالك أبو نصر الحارثي السّرّاج214

3002 - ظفر بن محمّد بن ظفر بن عمر بن حفص بن عمر بن سعيد بن أبي عزيز جندب بن النعمان أبو نصر الأزدي الزملكاني215

3003 - ظفر بن مظفّر بن عبد اللّه بن كتنّة أبو الحسين الحلبي التاجر الفقيه الشافعي216

3004 - ظفر بن منصور بن الفتح أبو الفتح217

3005 - ظفر بن نصر بن محمّد بن محمّد بن أحمد أبو الربيع الأصبهاني217

حرف العين ذكر من اسمه عاصم 3006 - عاصم بن بحدل الكلبي219

3007 - عاصم بن أبي بكر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم ابن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس الأموي المصري 219

ص: 494

3008 - عاصم بن بهدلة بن أبي النجود أبو بكر الأسدي الكوفي المقرئ220

3009 - عاصم بن حميد السكوني الحمصي242

3010 - عاصم بن رجاء بن حيوة الكندي الفلسطيني246

3011 - عاصم بن سفيان بن عبد اللّه بن أبي ربيعة بن الحارث الثقفي الطائفي249

3012 - عاصم بن عبد اللّه بن حنظلة الغسيل بن أبي عامر الراهب الأنصاري252

3013 - عاصم بن عبد اللّه بن نعيم أبو عبد الغني القيني252

3014 - عاصم بن عبد اللّه بن يزيد الهلالي254

3015 - عاصم بن عبيد اللّه بن عاصم بن عمر بن الخطاب ابن نفيل بن عبد العزّي بن رياح بن عبد اللّه بن قرط ابن رزاح بن عدي القرشي العدوي256

3016 - عاصم بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي271

3017 - عاصم بن عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم ابن أبي العاص بن أمية القرشي الأموي271

3018 - عاصم بن عمر بن قتادة بن النعمان أبو عمر، و يقال: أبو عمرو الأنصاري الظفري المدني274

3019 - عاصم بن عمرو التميمي282

3020 - عاصم بن عمرو و يقال: ابن عوف البجلي283

3021 - عاصم بن محمّد بن بحدل الكلبي291

3022 - عاصم بن محمّد بن سعيد292

3023 - عاصم بن محمّد بن أبي مسلم أبو الفتح الدينوري292

3024 - عاصم بن محمّد293

3025 - عاصم بن أبي النجود293

3026 - عاصم بن هبيرة المعافري294

3027 - عاصم294

3028 - عاصم أبو علي الأطرابلسي295

3029 - عاصم الرّقاشي295

ذكر من اسمه العاص 3030 - العاص بن سهيل بن عمرو بن عبد بن شمس بن عبد ودّ بن نصر ابن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب أبو جندل العامري القرشي296

3031 - العاص بن الغمر بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم القرشي الأموي304

3032 - العاص بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم القرشي الأموي 305

ص: 495

ذكر من اسمه عالي 3033 - عالي بن عثمان بن جني أبو سعد بن أبي الفتح البغدادي النحوي306

ذكر من اسمه عامر 3034 - عامر بن أحمد بن محمّد أبو أحمد السلمي308

3035 - عامر بن إسماعيل بن عامر بن نافع بن عبد الرّحمن ابن عامر بن نافع بن محمية بن حذيفة بن عوف بن صبح من بني مسلية بن عامر بن عمرو بن علة بن جلد ابن مالك بن أدد الحارثي الجرجاني308

3036 - عامر بن الأسود310

3037 - عامر بن خثمة310

3038 - عامر بن حمزة310

3039 - عامر بن خريم بن محمّد أبو القاسم المري311

3040 - عامر بن دغش بن حصن بن دغش أبو أبو محمّد الأنصاري الحوراني312

3041 - عامر بن ربيعة بن كعب بن مالك بن ربيعة بن عامر ابن مالك بن ربيعة بن حجر بن سلامان بن مالك بن ربيعة ابن رفيدة بن عنز بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي ابن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار أبو عبد اللّه العنزي، ثم العدوي حليف بني عدي بن كعب313

3042 - عامر بن ربيعة السّلمي330

3043 - عامر بن زنيم الأزدي الواشحي البصري330

3044 - عامر بن سعد بن الحارث بن عبّاد بن سعد بن عامر ابن ثعلبة بن مالك بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر330

3045 - عامر بن سعيد أبو حفص القرشي الخراساني البزار331

3046 - عامر بن شبل الجرمي333

3047 - عامر بن شراحيل بن عبد أبو عمرو الشعبي الكوفي335

3048 - عامر بن ضبارة أبو الهيذام الغطفاني ثم المري430

3049 - عامر بن عاصمة السلمي431

3050 - عامر بن أبي عامر عبيد بن وهب الأشعري 432

3051 - عامر بن عبد اللّه بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبة ابن الحارث بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة أبو عبيدة القرشي

الفهري 435

ص: 496

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.