تاریخ مدینه دمشق المجلد 24

هویة الکتاب

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

تفاصيل النشر: بیروت: دارالفکرالمعاصر؛ دمشق: دارالفکر دمشق: معهد الفتح الاسلامي، 1420ق.= 1999م.= 1378 -

دراسة و تحقيق علي شيري

عدد المجلدات: 80

لسان: العربية

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

تصنيف الكونجرس: DS99 /د8 1378 الف243015

تصنيف ديوي: 956/9144

موضوع: تاريخ الإسلام | التاريخ والجغرافيا المحلية | الترجمة الجماعية | رجال

ص: 1

اشارة

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

دراسة و تحقيق علي شيري

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

ص: 2

الجزء الرابع و العشرون

تتمة حرف الصاد

ذكر من اسمه صخير

2853 - صخير بن أبي الجهم عبيد - و يقال: عامر - بن حذيفة

ابن غانم بن عامر بن عبد اللّه بن عبيد بن عويج

ابن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب العدوي القرشي

وفد على عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا أبي علي، قالا: أنا محمّد بن أحمد بن المسلمة، أنا أبو طاهر الذهبي، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار قال في تسمية ولد أبي جهم بن حذيفة قال: و صخر بن أبي جهم و صخير بن أبي جهم لأمّ ولد، يقال لها: مريم من سليح (1) من اليمن، قال عمي مصعب بن عبد اللّه (2):و كان صخير بن أبي جهم قد نزل الكوفة، و أطعم بها الطعام، و كان له بها قدر، و دار، و موالي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، قال: فولد أبي جهم صخرا، و صخيرا، و أمّ سلمة، و أمّهم مريم بنت الأسود من سليح من سبي العرب.

قرأت في كتاب أبي (3) الفرج علي بن الحسين الكاتب (4)،أخبرني هاشم بن

ص: 3


1- بالأصل:«سليخ» و المثبت عن نسب قريش ص 370 و انظر نهاية الأرب للقلقشندي ص 271.
2- نسب قريش ص 372.
3- كتبت فوق الكلام بين السطرين.
4- الخبر في الأغاني 260/12-261 و معجم البلدان «هرشي».

محمّد الخزاعي، نا الرياشي، نا محمّد بن سلام، حدّثني ابن (1) جعدبة قال:

عاتب عمر بن عبد العزيز رجلا من قريش، أمّه أخت عقيل بن علقمة (2)،فقال له: قبّحك اللّه أشبهت خالك (3) في الجفاء فبلغت عقيلا، فجاء حتى دخل على عمر فقال: أ ما وجدت لابن عمك شيئا تعيّره به إلاّ خئولتي! فقبّح اللّه شرّكما خالا، فغضب عمر بن عبد العزيز، فقال له صخير بن أبي الجهم العدوي، و أمّه قرشية أيضا: آمين يا أمير المؤمنين، فقبّح اللّه شرّكما خالا، و أنا معكما أيضا فقال له عمر: إنك لأعرابي جلف جاف (4)،أما لو كنت تقدمت إليك لأدبتك، و اللّه ما أراك تقرأ من كتاب اللّه شيئا، قال: بلى، إني لأقرأ، قال: فاقرأ، فقرأ إِذٰا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزٰالَهٰا (5) حتى بلغ إلى آخرها فقرأ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقٰالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَ مَنْ يَعْمَلْ مِثْقٰالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (6) فقال له عمر:

أ لم أقل لك إنك لا تحسن أن تقرأ، قال: أ و لم أقرأ؟ قال: لا، إن اللّه قدّم الخير، و أنت قدّمت الشرّ، فقال عقيل:

خذا ببطن هرشى أو قفاها كأنه *** كلا جانبي هرشى لهنّ طريق (7)

فجعل القوم يضحكون من عجرفته.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا أبو جعفر، أنا أبو طاهر، أنبأ أحمد بن سليمان، نا الزبير، حدّثني عمر بن أبي بكر المؤملي، عن سعيد بن عبد الكبير بن عبد الحميد بن عبد الرّحمن بن زيد بن الخطاب في حديث يطول، قال: خرج مروان بن الحكم و هو أمير المدينة في خلافة معاوية بن أبي سفيان حاجّا، فبينا هو يسير يوما في موكبه ببعض الطريق دنا منه عبد اللّه بن مطيع بن أبي الأسود فكلّمه بشيء، فردّ عليه مروان، فأجابه ابن مطيع، فأغلظ له في القول، فأقبل مصعب بن عبد الرّحمن بن

ص: 4


1- عن الأغاني و بالأصل:«أبي جعدبة» و في معجم البلدان: ابن جعدة.
2- الأغاني: عقيل بن علّفة.
3- عن الأغاني و بالأصل: خالد.
4- بالأصل:«الأعرابي حلف حاف» و المثبت عن الأغاني.
5- سورة الزلزلة، من الآية الأولى إلى آخر السورة آية رقم 8.
6- سورة الزلزلة، من الآية الأولى إلى آخر السورة آية رقم 8.
7- البيت في الأغاني 261/12 و معجم البلدان: هرشي. و في الأغاني:«خذا بطن» و في معجم البلدان:«خذا أنف». و هرشي: ثنية في طريق مكة قريبة من الجحفة يرى منها البحر.

عوف و هو يومئذ على شرط مروان فضرب وجه ناقة ابن مطيع بسوطه، و قال له: تنحّ قبيحا، و أقبل صخير بن أبي جهم يتخلل الموكب حتى دنا من مصعب، فخطم أنفه بالسوط ثم ولّى و هو على ناقة له مهرية مبكرة و.... (1) مصعب على وجهه، ثم دنا من مروان فأخبره الخبر و استعداه على صخير، فغضب غضبا شديدا و قال: عليّ به، و اللّه لأقطعنّ يده، فقال له ابن مطيع: لقد أردت أن تكثر... (2) قريش فاتّبعه قوم فلم يقدروا عليه، و لم يتعلقوا به فقال في ذلك صخير بن أبي جهم:

نحن خطمنا بالقضيب مصعبا *** يوم كسرنا أنفه ليغضبا

لعلّ حربا بيننا أن تنشبا *** ثم أتينا عاتبا إن تعتبا

فلم تجد إلاّ السّلامة مذهبا *** إذا مست حولي عدي عصبا

و فيها غير ذلك مما كرهت أن أذكره، قال الزبير: و لطم صخير بن أبي جهم وجه مصعب - يعني ابن عبد الرّحمن بن عوف - و مصعب على شرط مروان، ثم أعجزه و حالت دونه بنو عدي، و جمعت لهم زهرة و كاد الشرّ يقع بينهم، و قدم معاوية حاجا فمشت إليه رجال بني (3) عدي و كلموه أن يسأل مصعبا أن يعرض عن ذلك، و قالوا:

كانت طيرة من صاحبنا فليستقد منه، و امتنع، و قال: استخفّ بسلطاني، لا أرضى حتى أوتى به و أعاقبه عقوبة مثله، فقيل لبني عدي: أخطأتم موضع الطلب، كلّموا مروان، فكلّموه فقال: أبعد أمير المؤمنين ؟ قالوا: نعم، أنت اصطنعته و أنت أولى به، فأتاه مروان فكلّمه، فقال له: فهلاّ أرسلت إليّ و ما غناك لو علمت هواك لفعلته، قد تركت ذلك لك، فبلغ معاوية ما صنع، فغضب عليه و قال: أجبت مروان و لم تجبني، فقال له مصعب:

و ما تنكر من ذلك ؟ أخذني مروان و قد أفسدني فاصطنعني و أصلح ما أفسدت مني فشكرته على ذلك، فلم ينكر عليه معاوية - يعني لما ادّعى على مصعب - قبل إسماعيل بن هبّار الأسدي، و خالد أتاه بعد استخلافه.

ص: 5


1- غير مقروءة بالأصل و رسمها: و امسل.
2- غير مقروءة بالأصل و رسمها:«حدمي».
3- بالأصل: بنو عدي.

2854 - صخير بن نصير بن غانم بن عامر بن عبد اللّه بن عبيد

ابن عويج بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي العدوي (1)

أدرك النبي صلّى اللّه عليه و سلم، و خرج إلى الشام مجاهدا، فمات في طاعون عمواس.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه الحنبليان، قالا: أنا أبو جعفر المعدّل، أنا أبو طاهر، أنا أبو عبد اللّه أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال: و ولد عويج بن عدي بن كعب (2):عبيدا، فولد عبيد: عبد اللّه، فولد عبد اللّه: عامرا، فولد عامر:

غانما، فولد غانم بن عامر: نصر بن غانم، و ولد نصر بن غانم: صخرا و صخيرا (3)و حذافة، و أمّهم بنت عدي بن نضلة بن حرثان بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب، هلك نصر بن غانم و ولده (4) في طاعون عمواس.

ص: 6


1- ترجمته في الإصابة 181/2.
2- بالأصل:«كعب بن عبيد» و الصواب ما أثبت و ما حذف عن نسب قريش للمصعب ص 369.
3- جزء من الكلمة ممحو، و لم يبق منها إلاّ «الراء» و المثبت عن نسب قريش.
4- بالأصل «و ولد» و الصواب ما أثبت، انظر الإصابة 181/2.

ذكر من اسمه صدقة

2855 - صدقة بن أحمد بن عبد العزيز

أبو القاسم الألهاني (1) البزّار

حدّث عن أبي خازم (2) بن الفراء، و سمع علي بن محمّد الحنّائي (3).

كتب عنه نجاء بن أحمد العطّار.

قرأت بخط أبي الحسن نجاء بن أحمد، و أخبرنيه أبو الحسن علي بن المسلّم - إذنا - و محمّد بن الأكفاني - شفاها - عنه أنا أبو القاسم صدقة بن أحمد بن عبد العزيز الألهاني البزار - قراءة عليه - قال: قرئ على أبي (4) خازم محمّد بن الحسين بن محمّد بن خلف بن أحمد البغذاذي، قدم علينا دمشق، قال: قرئ على أبي (5) الفضل عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد الزهري، و أنا أسمع، أنا أبو بكر جعفر بن محمّد بن الحسن بن المستفاض الفريابي - إملاء - سنة ثمان و تسعين و مائتين، نا المعافى بن سليمان، عن أبي النضر، عن عبيد بن جبير، عن أبي سعيد الخدري أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خطب الناس فقال:

«إن اللّه خيّر عبدا بين الدنيا و بين ما عنده فاختار ذلك العبد ما عند اللّه»، فبكى أبو

ص: 7


1- هذه النسبة إلى ألهان بن مالك أخي همدان بن مالك (الأنساب).
2- بالأصل: حازم، بالحاء المهملة خطأ، و الصواب ما أثبت بالخاء المعجمة. ترجمته في سير الأعلام 604/19.
3- بالأصل: الجباني، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 565/17.
4- بالأصل: أبا حازم.
5- بالأصل:«أبا».

بكر، فعجبنا لبكائه، إن خبّر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن عبد خيّر، فكان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم هو المخيّر، و كان أبو بكر أعلمنا به، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ من آمن الناس عليّ في صحبته و ماله أبو بكر، و لو كنت متّخذا من الناس خليلا لاتّخذت أبا بكر خليلا، و لكن خلة الإسلام و مودته، لا يبقى (1) في المسجد باب إلاّ سدّ إلاّ باب أبي بكر»[5140].

أخبرناه عاليا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن عبد الوهاب، أنا الحسن بن غالب الحربي، قالا: أنا أبو الفضل الزهري، نا جعفر الفريابي، نا المعافى، فذكر مثله، إلاّ أنه قال: أن يجيز رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و قال: إنّ آمن الناس، لم يقل: من.

2856 - صدقة بن حديد بن يوسف بن عبد اللّه

أبو القاسم المقرئ

حدّث عن الميانجي (2)،و أبي القاسم عبد اللّه بن جعفر المالكي الضرير، و الفضيل بن جعفر التميمي، و قرح بن إبراهيم النّصيبي.

روى عنه عبد العزيز الكتّاني، و علي بن الخضر، و أبو سعد السّمّان.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو القاسم صدقة بن حديد بن يوسف المقرئ، نا أبو بكر يوسف بن القاسم بن يوسف الميانجي، نا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنّى الموصلي، نا علي بن الجعد، أخبرني المسعودي، عن محارب بن دثار، عن ابن عمر، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه قال:

«التمسوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان» قال: فقال رجل لمحارب بن دثار: إنّ هذا الحديث ثبت ؟ فقال: و ما يمنعه أن يكون ثبتا، و هو عن النبي صلى اللّه عليه و سلم[5141].

أخبرناه عاليا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأ إبراهيم بن منصور السلمي، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم، أنا أبو يعلى الموصلي، ثنا علي بن الجعد، نا المسعودي، فذكر بإسناده مثله.

ص: 8


1- بالأصل:«لا تبقين» و المثبت عن مختصر ابن منظور 68/11.
2- مهملة بالأصل بدون نقط ، و الصواب ما أثبت و ضبط (انظر الأنساب).

2857 - صدقة بن خالد

أبو العباس القرشي (1)

قرأ على يحيى بن الحارث بحرف ابن عامر، و روى عن يزيد بن أبي مريم، و محمّد بن عبد اللّه الشعيثي، و عمرو بن شراحيل، و يحيى بن الحارث الذّماري (2)، و عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و خالد بن دهقان، و زيد بن واقد، و سعيد بن عبد العزيز، و عبد الرّحمن بن حسّان الكناني (3)،و هشام بن الغاز، و عثمان بن أبي العاتكة، و الأوزاعي، و عمر بن قيس سندل، و عثمان بن الأسود المكي، و مروان بن جناح.

قرأ عليه أبو مسهر (4)،و روى عنه هشام بن عمّار، و محمّد بن المبارك الصّوري، و أبو مسهر، و أبو النضر إسحاق بن إبراهيم القرشي، و الهيثم بن خارجة، و مروان بن محمّد، و الوليد بن مسلم، و الحكم بن موسى، و عبد اللّه بن يونس التّنّيسي، و سعيد بن منصور.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمير، قالا: نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو بكر أحمد بن سليمان بن زبّان الكندي - قراءة عليه - نا هشام بن عمّار، نا صدقة بن خالد، ثنا ابن جابر، ثنا أبو عبد ربّ ، قال: سمعت معاوية بن أبي سفيان يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنه لم يبق من الدنيا إلاّ بلاء و فتنة»[5142].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (5)،قال: سمعت عبد الرّحمن بن إبراهيم قال: مولد صدقة سنة ثمان عشرة و مائة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر،

ص: 9


1- ترجمته في تهذيب الكمال ط دار الفكر 76/9 تهذيب التهذيب 546/2 العبر 276/1 شذرات الذهب 293/1 غاية النهاية 336/1 (و كناه: أبا عثمان)، الوافي بالوفيات 290/16.
2- ترجمته في سير الأعلام 189/6.
3- تقرأ بالأصل:«الكتاني» و المثبت عن تهذيب الكمال.
4- و اسمه عبد الأعلى بن مسهر بن عبد الأعلى بن مسهر، ترجمته في سير الأعلام 228/10.
5- المعرفة و التاريخ 171/1.

أنا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة (1)،حدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم قال:

صدقة بن خالد، و شعيب بن إسحاق (2)،و عمر بن عبد الواحد مولدهم سنة ثمان عشرة و مائة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر الكرخي - زاد أبو البركات و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا أبو الحسن الأصبهاني، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنا عمر بن أحمد الأهوازي، نا خليفة بن خياط (3) قال في الطبقة السادسة من أهل الشام: صدقة بن خالد.

أخبرنا أبو البركات، أنا ثابت، أنا أبو العلاء، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال: قال يحيى بن معين: صدقة بن خالد الدمشقي مولى بني أمية.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا تمّام بن محمّد، أخبرني أبي، نا محمّد بن جعفر بن محمّد بن ملاّس، حدّثنا الحسن بن محمّد بن بكار قال: قال هشام بن عمّار: صدقة بن خالد القرشي مولى أم المؤمنين (4) بنت عبد العزيز بن مروان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال،، أنا أبو الحسن بن الحمامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: كنية صدقة بن خالد أبو العباس.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسين،[و] (5) المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (6)،قال: صدقة بن خالد أبو العباس القرشي، مولى أمّ البنين أخت

ص: 10


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 279/1.
2- ترجمته في تهذيب التهذيب 347/4.
3- طبقات خليفة بن خياط ص 580 رقم 3045.
4- كذا، و في تهذيب الكمال و الوافي بالوفيات:«أم البنين» و هو الأشبه.
5- زيادة منا للإيضاح.
6- التاريخ الكبير 295/4.

معاوية عن زيد بن أسلم، و عثمان بن أبي العاتكة، روى عنه هشام بن عمّار، و محمّد بن المبارك.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي (1) بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (2)،قال: صدقة بن خالد أبو العباس الدمشقي، مولى أم البنين، أخت معاوية القرشي، روى عن زيد بن واقد، و ابن جابر، و عثمان بن أبي العاتكة، و مروان بن جناح، روى عنه الوليد بن مسلم، و أبو مسهر، و هشام بن عمّار، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خالد، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو العباس صدقة بن خالد، عن زيد بن واقد، و عثمان بن أبي العاتكة، روى عنه محمّد بن المبارك، و هشام بن عمّار.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو العباس صدقة بن [خالد] (3) دمشقي ثقة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو القاسم تمّام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد، نا أبو زرعة، قال في ذكر أصحاب الأوزاعي:

صدقة بن خالد.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أبو الحسن - قراءة - قال: سمعت أبا

ص: 11


1- بالأصل:«أبو علي» و المثبت قياسا إلى سند مماثل.
2- الجرح و التعديل 430/4.
3- ما بين معكوفتين زيادة للإيضاح.

الحسن بن سميع يقول في الطبقة السادسة: صدقة بن خالد القرشي.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر - فيما قرئ عليه ابن أبي طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد (1)،قال: أبو العباس صدقة بن خالد دمشقي.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي (2) علي، أنا أبو بكر الصّفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو العباس صدقة بن خالد القرشي الدمشقي، مولى أمّ البنين، عن زيد بن واقد الشامي، و عثمان بن أبي العاتكة القاضي الدمشقي، روى عنه محمّد بن المبارك الصوري، و هشام بن عمّار.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن ظاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أحمد بن محمّد بن الحسين، قال: صدقة بن خالد، أبو العباس مولى أم البنين بنت أبي سفيان بن حرب، أخت معاوية بن (3) أبي سفيان القرشي الأموي الدمشقي، حدّث عن زيد بن واقد، روى عنه هشام بن عمّار في مناقب أبي بكر، كذا قال، و أمّ البنين ليست بنت أبي سفيان، و إنما هي بنت عبد العزيز أخت عمر بن عبد العزيز (4).

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، و أبو القاسم إسماعيل بن محمّد - إذنا - قالا:

أنا المبارك بن عبد الجبار، أنا إبراهيم، عن عمر، أنا محمّد بن عبد اللّه بن خلف، أنا عمر بن محمّد الجوهري، نا أحمد بن محمّد بن هانئ، قال: قال أبو عبد اللّه أحمد بن حنبل: إن بدمشق عدة صدقة، قلت له: صدقة بن خالد؟ قال: نعم، ذاك ثقة.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي

ص: 12


1- الكنى و الأسماء للدولابي 24/2.
2- كتبت فوق الكلام بين السطرين.
3- بالأصل:«و أبي» حذفنا الواو، و أضفنا» بن».
4- كذا، و في تهذيب الكمال نقلا عن البخاري و أبي حاتم هي أم البنين أخت معاوية، قال: و قيل هي أم البنين أخت عمر بن عبد العزيز قاله هشام بن عمّار.

حاتم (1)،نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال: قال أبي: صدقة بن خالد ثقة، ليس به بأس، أثبت من الوليد بن مسلم، روى عنه أبو مسهر، و الحكم بن موسى، قال: وثنا علي بن الحسين قال: سمعت ابن نمير (2) يقول: صدقة بن خالد الدمشقي ثقة، و هو أوثق من صدقة بن عبد اللّه، و صدقة بن يزيد.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّاء، ثنا عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: صدقة بن خالد هو أبو العباس مولى أم البنين ثقة، قال يحيى: و كان صدقة بن خالد يكتب عند المحدثين في ألواح، و أهل الشام لا يكتبون عند المحدّث يسمعون، ثم يجيئون إلى المحدث فيأخذون بسماعهم منه.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد، عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبّار، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر، نا إبراهيم بن الجنيد:

قال سمعت يحيى بن معين يقول: صدقة بن خالد الدمشقي ثقة، و هو صدقة بن خالد مولى أم البنين.

أخبرنا أبو غالب الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بشر البابسيري، نا أبو أمية الأحوص بن المفضّل، نا أبي المفضّل بن غسان، قال: قال يحيى بن معين: صدقة بن خالد ثقة.

قال: و أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء - بهذا الإسناد - و نا أبو بكر، أنا أبو أمية، أنا المفضّل. قال: سمعت يحيى بن معين يقول: كان صدقة أحبّ إلى [أبي] (3) مسهر من الوليد، و كان يحيى بن حمزة قدريا، و صدقة أحبّ إليّ من يحيى بن حمزة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الفضل الحكّاك، أنا عبيد اللّه بن سعيد، أنا أبو الحسين الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني

ص: 13


1- الجرح و التعديل 430/4.
2- عن الجرح و التعديل و بالأصل: ابن عمير.
3- الزيادة عن تهذيب الكمال 77/9.

أبي قال: أنا معاوية بن صالح، عن يحيى بن معين، قال: صدقة بن خالد ثقة (1).

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر الخطيب (2)،أنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن حميد، قال: سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: و سألت يحيى بن معين عن صدقة بن خالد، فقال: ثقة (3).

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، و أبو البركات الأنماطي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، قالا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد بن صالح، حدّثني أبي (4) قال: صدقة بن خالد شامي ثقة.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، أنا محمّد بن عبد اللّه الهروي، أنا الحسين بن إدريس، نا محمّد بن عبد اللّه بن عمّار، أنا إسحاق بن إبراهيم الدمشقي، أبو النضر، نا صدقة بن خالد، قال ابن عمّار: و كان ثقة - يعني صدقة-.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، و عبد الرّحمن بن عثمان، و أبو نصر بن الجندي، و أبو بكر القطّان، و أبو القاسم بن أبي العقب.

ح و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبي، أنبأ أبو محمّد بن أبي نصر، قالوا: أنا علي بن يعقوب.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، قالا: نا أبو زرعة، قال: سمعت أبا مسهر يقول: صدقة صحيح الإعطاء - زاد أبو الميمون - قال أبو زرعة في موضع آخر: و رأيت أبا مسهر يقدّم صدقة بن خالد، قال لنا: صدقة بن خالد صحيح الأخذ، صحيح الإعطاء (5).

ص: 14


1- الخبر في تهذيب الكمال 77/9.
2- بالأصل:«الخصيب» و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
3- تهذيب الكمال 77/9.
4- تاريخ الثقات للعجلي ص 227.
5- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 279/1 و انظر تهذيب الكمال 77/9.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1) قال في الطبقة الخامسة من أهل الشام: صدقة بن خالد، و كان ثقة.

ذكر أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الكتّاني الأصبهاني، قال: قلت لأبي حاتم: ما تقول في صدقة بن خالد؟ فقال: ثقة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2)،نا هشام بن عمّار، نا صدقة بن خالد القرشي، مولى أم البنين، دمشقي، ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا يوسف بن رباح، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول: صدقة بن خالد ثقة، توفي سنة سبعين، أو إحدى و سبعين (3).

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا تمّام بن محمّد، أخبرني أبي قال: نا أبو العباس بن ملاس، حدّثنا الحسن بن محمّد بن بكّار، قال:

و توفي أبو العبّاس صدقة بن خالد القرشي في سنة ثمانين و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: و سألت هشام بن عمّار عن موت صدقة بن خالد؟ فقال: مات سنة ثمانين و مائة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (4)،قال: و حدّثني هشام أن صدقة مات في سنة ثمانين و مائة، و كذا قال ابن حبّان في مولده و وفاته.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو الفضل بن البقّال، أنبأ أبو الحسين بن

ص: 15


1- طبقات ابن سعد 469/7.
2- الخبر في المعرفة و التاريخ 433/2.
3- تهذيب الكمال 77/9.
4- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 279/1.

بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا عبد الرّحمن بن إبراهيم الدّمشقي المعروف بدحيم، قال: و مات صدقة سنة أربع و ثمانين، و كان صدقة كاتبا لشعيب (1).

2858 - صدقة بن الخضر بن أحمد بن الحسين

أبو القاسم البيّع

حكى عنه علي بن محمّد الحنّائي (2).

قرأت بخط أبي الحسن الحنّائي، سمعت أبا القاسم صدقة بن الخضر بن أحمد بن الحسين البيّع قال: حضرت بعض الليالي في بعض مسجد دمشق، فرأيت فقيرا قائما يصلّي فأفطرنا و عرضنا عليه الفطر فأبى، و قال: أحسن اللّه جزاءكم، فلمّا أن هجعنا هجعة قام واعظ منا فوعظ ، و ذكّر، و بكى الناس، فطلع إليه الفقير فقال: يا واعظ حيث وعظت الناس، وعظت نفسك، حيث شوقتهم شوّقت نفسك، حيث خوفتهم خوّفت نفسك، فقال له الواعظ : إنّا نهينا عن مجادلة هذه الطائفة، فقال الفقير: أطلع عندكم، فقلنا: اطلع يا سيدي، ثم أخذ الواعظ في وعظه، فزعق الفقير و قال: وا سوأتاه ثلاثة أصوات، فأخذته على صدري، و طال مداه فحركته فإذا هو ميّت، فأخذنا في أمره و غسّلناه و كفّناه و دفناه في باب كيسان - رحمه اللّه و رضي عنه-.

2859 - صدقة بن عبد اللّه

أبو معاوية، و يقال: أبو محمّد المعروف بالسّمين (3)

روى عن: محمّد بن المنكدر، و هشام بن عروة، و الأوزاعي، و الوضين بن عطاء، و موسى بن عقبة، و موسى بن يسار، و سليمان بن أبي كريمة، و شعيب بن أبي عروبة، و الوليد بن حميد (4)،و نصر بن علقمة، و إبراهيم بن مرة، و ثور بن يزيد، و يحيى بن الحارث، و محمّد بن إسحاق، و زهير بن محمد، و أبي وهب عبيد اللّه بن

ص: 16


1- تهذيب الكمال 77/9.
2- بالأصل «الجبائي» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ قريبا.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 78/9 و تهذيب التهذيب 547/2 و العبر 247/1 و شذرات الذهب 261/1 ميزان الاعتدال 310/2 الوافي بالوفيات 303/16 و سير الأعلام 314/7.
4- في تهذيب الكمال: جميل.

عبيد الكلاعي، و القاسم أبي عبد الرحمن (1)،و خارجة بن مصعب، و العلاء بن الحارث، و الحارث بن عبيد اللّه الأنصاري، و عياض بن عبد الرّحمن الأنصاري، و هشام بن الغاز، و صفوان بن عمرو (2)،و زيد بن واقد، و النعمان بن المنذر، و يحيى بن يحيى الغسّاني و غيرهم.

روى عنه: سعيد بن عبد العزيز، و عمرو بن أبي سلمة، و عبد اللّه بن يزيد المقرئ الدمشقي، و منبّه ابن عثمان، و الوليد بن مسلم، و أبو كليم سلامة بن بشر العذري، و أبو عامر موسى بن عامر (3)،و وكيع بن الجرّاح، و الحسن بن يحيى الخشني، و مسلم بن شعيب بن مسلم الأموي، و يحيى بن عبد اللّه البابلتّي، و القاسم بن يزيد الجرمي، و محمّد بن يوسف الفريابي، و محمّد بن سليمان بن أبي داود، و علي بن عياش الحمصي ثابت (4) و غيرهم.

أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر المقرئ، أنبأ أبو يعلى، نا إبراهيم بن الحسن بن إسحاق الأنطاكي، نا بقية بن الوليد، عن صدقة بن عبد اللّه، عن أبي وهب، عن مكحول، عن أبي أمامة، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه قال (5):«إنّ الناس كشجرة ذات حياة، يوشك أن تعود الناس كشجرة ذات شوك، إن ناقدتهم ناقدوك، و إن تركتهم لم يتركوك، و إن هربت منهم طلبوك» قال:

فقلنا: فكيف بالمخرج يا رسول اللّه ؟ قال:«تقرضهم من عرضك ليوم فقرك»[5143].

أنبأنا أبو علي الحدّاد، ثم أخبرنا أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، أنا أحمد بن مسعود.

ح و أخبرنا أبو سعد البغدادي، أنبأ محمود بن جعفر، و إبراهيم بن محمّد

ص: 17


1- عن تهذيب الكمال و سير الأعلام، و بالأصل: عبد الجبار.
2- عن تهذيب الكمال، و بالأصل: عمر.
3- عقّب الذهبي في سير الأعلام قال: و وهم ابن عساكر، فعدّ في الرواة عنه موسى بن عامر المرّي، فقط سقط بينهما الوليد و انظر ميزان الاعتدال 311/2.
4- كذا بالأصل، و لم أجد في مصادر ترجمته أن بين الرواة عن صدقة: ثابت، و انظر ترجمة علي بن عياش في سير الأعلام 338/10 و لعل في العبارة سقط و هو يريد: و عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، انظر تهذيب الكمال 78/9.
5- كذا بالأصل:«إنه قال» و لا لزوم لها.

الطيان، قالا: أنبأ أبو إسحاق بن خرشيذ قوله، أنبأ أبو بكر النيسابوري، نا أحمد بن عيسى.

ح و أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، ثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأ تمّام بن محمّد، أنبأ أبو علي بن فضالة، نا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم البرقي، قالوا: ثنا عمرو بن أبي (1) سلمة، نا صدقة بن عبد اللّه، نا نصر بن علقمة، عن أبيه، عن عائذ عن - و في حديث البرقي: حدّثني عمرو بن الأسود عن معاذ بن جبل، عن أبيه، عن.

أخبرنا أبو البركات، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء، أنا أبو بكر، أنا أبو أمية، نا أبي، قال: قال أبو زكريا صدقة السّمين هو أبو معاوية.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا (2)،نا محمّد بن سعد قال في الطبقة الرابعة من أهل الشام: صدقة السّمين.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أنبأ أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (3)،قال: صدقة بن عبد اللّه الدمشقي، عن عبيد اللّه أبي وهب، روى عنه البابلتّي، يعدّ في الشاميين، هو أبو معاوية، كنّاه أحمد، و قال أحمد: صدقة بن عبد اللّه أبو معاوية السّمين الذي روى عنه وكيع ما كان من حديثه مرسل عن مكحول، فهو أسهل، و هو ضعيف جدا، أراه صاحب القاسم.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنبأ أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأنا أبو الحسين الفأفاء، قالا: أنا أبو محمّد بن

ص: 18


1- كتبت بالأصل فوق الكلام بين السطرين.
2- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
3- التاريخ الكبير 296/4.

أبي حاتم (1) قال: صدقة بن عبد اللّه أبو معاوية السّمين الدمشقي، روى عن العلاء بن الحارث، و أبي وهب الكلاعي، و ابن أبي كريمة، روى عنه أبو وكيع الجرّاح بن مليح، و القاسم بن يزيد الجرمي، و وكيع بن الجرّاح، و الوليد بن مسلم، و الفريابي (2)، و عبد اللّه بن يزيد الدمشقي، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو معاوية صدقة بن عبد اللّه السّمين، عن أبي وهب الكلاعي، منكر الحديث.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه.

أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو معاوية صدقة بن عبد اللّه السّمين.

و قرأنا على أبي الفضل، عن أبي طاهر محمّد بن أحمد الأنباري، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد (3)، قال: أبو معاوية صدقة بن عبد اللّه السّمين.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصّفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم، قال: أبو معاوية صدقة بن عبد اللّه السّمين الدمشقي، سمع أبا وهب عبيد اللّه بن عبيد الكلاعي، و أبو عبد الرّحمن القاسم بن عبد الرّحمن الشامي، روى عنه وكيع بن الجرّاح، و أبو يحمد (4) بقية بن الوليد الكلاعي، و أبو حفص عمرو بن أبي سلمة التّنّيسي، ليس بالقوي عندهم.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، فيما قرأت عليه، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدار قطني، قال: و أمّا السّمين فهو صدقة بن عبد اللّه السّمين، يكنى أبا معاوية،

ص: 19


1- الجرح و التعديل 429/4.
2- بعدها في الجرح و التعديل:«و بقية» و اللفظة مستدركة فيه عن إحدى نسخ الجرح و التعديل كما أفاده محققه بالهامش.
3- الكنى و الأسماء للدولابي 117/2.
4- بالأصل:«محمد» خطأ، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 518/8.

يروي عن عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان، و عن هشام بن عروة، و عن محمّد بن إسحاق، روى عنه أبو حفص عمرو بن أبي سلمة التّنّيسي، و عبد اللّه بن يزيد الدمشقي، و الوليد بن مسلم، و يحيى البابلتّي، و وكيع.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (1)،قال: أمّا السّمين بفتح السين و كسر الميم فهو صدقة بن عبد اللّه السّمين أبو معاوية، يروي عن عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان، و هشام بن عروة، و محمّد بن إسحاق، روى عنه أبو حفص عمرو بن أبي سلمة التّنّيسي، و وكيع، و الوليد بن مسلم، و عبد اللّه بن يزيد الدمشقي، و يحيى البابلتّي، منكر الحديث.

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم، نا سهل بن بشر، أنا أبو بكر الخليل بن هبة اللّه بن الخليل، أنا عبد الوهاب الكلابي، نا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاّب المشغرائي (2)،أنا العباس بن الوليد بن صبح، نا عمر بن عبد الواحد، نا صدقة بن عبد اللّه قال: قدمت الكوفة، قال: فأتيت الأعمش لأسمع منه، قال: فإذا رجل غليظ ممتنع، قال: فجعلت أتعجرف عليه تعجرف أهل الشام، قال: فأنكر لغتي، قال: فقال لي: أين يكون أهلك ؟ قال: قلت: بالشام، قال: و أيّ الشام ؟ قال: قلت: دمشق، قال: و ما أقدمك هذه البلدة ؟ قال: قلت: جئت لأسمع منك و من مثلك الخبر، قال: فقال لي: و بالكوفة جئت تسمع الحديث أما إنك لا تلقى فيها إلاّ كذاب حتى تخرج منها (3).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو عمرو عبد الرّحمن بن محمّد الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي (4)،حدّثني علي بن إبراهيم بن الهيثم، نا محمّد بن عبد الرّحمن (5)-هو البرقي - نا عمرو بن أبي سلمة، عن سعيد بن عبد العزيز قال: أتاني الأوزاعي في منزلي فقال لي: من حدثك بذاك الحديث ؟ فقلت:

ص: 20


1- الاكمال لابن ماكولا 355/4.
2- بالأصل:«المشعراني» و الصواب و الضبط عن الأنساب. و هذه النسبة إلى مشغرة من قرى البقاع الغربي في لبنان.
3- الخبر في سير الأعلام 315/7-316 من طريق عمر بن عبد الواحد، و انظر ميزان الاعتدال 311/2.
4- الخبر في الكامل لابن عدي 74/4.
5- في ابن عدي: محمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم.

حدّثني به الثقة عندي و عندك، صدقة بن عبد اللّه - هو أبو معاوية السّمين الدمشقي-.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو سعد محمّد بن الحسين بن أحمد بن عبد اللّه بن أبي علاثة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا أحمد بن عبد الرحيم البرقي، نا عمرو بن أبي سلمة قال: سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول: جاءني الأوزاعي فقال لي: من حدّثك بذاك الحديث ؟ قال: قلت: الثقة عندي و عندك - يعني صدقة بن عبد اللّه، أبا معاوية-.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1)،نا العباس بن الوليد بن صبح، نا مروان، قال: دخلت المسجد أول ما جالست سعيد بن عبد العزيز، قال: و ذكر صدقة بن عبد اللّه منتشر في المسجد، و قد كان مات في حياة سعيد، قال مروان: و لم أدركه، كان عنده علم من علم الشام، و لو كنت أدركته لفتّشت عنه.

قال: و نا يعقوب (2)،قال: سمعت أبا سعيد عبد الرّحمن بن إبراهيم يقول: صدقة من شيوخنا، لا بأس به، قلت: عبد اللّه (3) بن يزيد يروي عنه مناكير (4)،قال: أف نحن لم نحمل عنه و عن أمثاله عن صدقة، و عرّض بغيره إنما حملنا عن أبي جعفر التّنّيسي و أصحابنا عنه.

قال: و نا يعقوب (5)،نا بعض أصحابنا، ثنا صدقة بن عبد اللّه - و هو السّمين - قال: سمعت عبد الرّحمن بن إبراهيم يحسّن أمره و يميل إلى عدالته، و كذلك ذكر لي عن مروان الطّاطري، و هو ضعيف الحديث.

و بلغني عن أحمد بن محمّد بن الحجّاج بن رشدين أنه سأل أحمد بن صالح المصري عن صدقة بن عبد اللّه السّمين الذي روى عنه عمرو بن أبي سلمة فقال: ما به

ص: 21


1- الخبر في المعرفة و التاريخ 405/2.
2- المصدر السابق نفسه/الجزء و الصفحة.
3- بالأصل هنا:«عبيد اللّه» خطأ و الصواب ما أثبت عن المعرفة و التاريخ، و انظر بداية الترجمة فقد مرّ صوابا، و انظر تهذيب الكمال 79/9 في ذكر الرواة عن صدقة: عبد اللّه بن يزيد بن راشد الدمشقي المقرئ.
4- عن المعرفة و التاريخ، و بالأصل: منادر.
5- المصدر السابق 438/2.

بأس عندي، قال: و رأيته عند أحمد صحيحا مقبولا (1).

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه، أنا أبو القاسم، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنبأ أبو طاهر، أنا أبو الحسن قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (2) قال:

سمعت أبي يقول: نظرت في مصنفات صدقة بن عبد اللّه السّمين - عند عبد اللّه بن يزيد بن (3) راشد المقرئ الدمشقي، قلت لدحيم: صدقة السّمين ؟ قال: محله الصّدق غير أنه كان يشوبه القدر، و قد حدّثنا بكتب عن ابن جريج و سعيد بن أبي عروبة، و كتب عن الأوزاعي ألفا (4) و خمسمائة حديث، و كان صاحب حديث، كتب إليه الأوزاعي في رسالة القدر يعظه فيها، سئل أبو زرعة عن صدقة الذي روى عنه عبد اللّه بن يزيد بن راشد قال: شامي كان قدريا ليّنا (5).

قال و سمعت أبي يقول: صدقة بن عبد اللّه السّمين محلّه الصّدق، و أنكر عليه أبي القدر فقط .

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني أبو موسى بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: قال:

أنا أبو بكر محمّد بن إسماعيل قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: صدقة بن عبد اللّه أبو معاوية ضعيف الحديث.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو عمرو الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي (6)،نا ابن أبي عصمة، نا ابن أبي يحيى قال: سألت أحمد بن حنبل عن صدقة السّمين فقال: ضعيف.

قال: و أنا أبو أحمد، نا ابن حمّاد، حدّثني عبد اللّه، عن أبيه قال: صدقة بن

ص: 22


1- نقل الخبر المزي في تهذيب الكمال 80/9 عن أبي القاسم، و بالأصل: صحيح مقبول خطأ و الصواب عن تهذيب الكمال.
2- الجرح و التعديل 429/4-430.
3- بالأصل:«عن» خطأ، و الصواب عن الجرح و التعديل، و قد مرّ قريبا.
4- بالأصل و الجرح و التعديل:«ألف» و المثبت عن تهذيب الكمال 80/9.
5- بالأصل:«كان قدري لين» و الصواب ما أثبت، انظر الجرح و التعديل.
6- الكامل لابن عدي 74/4.

عبد اللّه السّمين ضعيف، أبو معاوية ليس بشيء، أحاديثه مناكير، ليس يسوى حديثه شيئا (1).

أنبأنا أبو القاسم الأصبهاني، و أبو الفضل البغدادي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو إسحاق البرمكي، نا أبو بكر الدقاق، أنا أبو حفص عمر بن محمّد الجوهري، نا أبو بكر الطائي، قال: سمعت أبا عبد اللّه أحمد بن حنبل ذكر رواية أبي حفص التّنّيسي عن زهير بن محمّد فقال: أراه سمعها من صدقة بن عبد اللّه أبي (2)معاوية فغلط بها، نقلها عن زهير بن محمّد قلت له: و صدقة بن عبد اللّه هذا بهذا المنزلة ؟ فقال: ذاك منكر الحديث جدا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن المظفر بن بكران، أنبأ أبو الحسن العتيقي (3)،أنا يوسف بن أحمد بن يوسف، أنا أبو جعفر محمّد بن عمر العقيلي (4)، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، قال: سمعت أبي يقول: صدقة بن عبد اللّه السّمين، هو شامي، الذي روى عنه الوليد بن مسلم، و هو أبو معاوية ليس بشيء و هو ضعيف الحديث، أحاديثه مناكير ليس يسوى حديثه شيئا (5).

و سألت أبي مرة أخرى عن صدقة الدمشقي، فقال: هذا صدقة السّمين، ما كان من حديثه منكرا فمرفوع (6)،و ما كان من حديثه مرسل عن مكحول فهو أسهل، و هو ضعيف جدا.

و سئل أبي مرة أخرى عن صدقة بن عبد اللّه السّمين الدّمشقي، فقال: ليس بشيء.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن محمّد بن أحمد بن أبي الصّفر، أنبأنا أبو القاسم الصّواف، نا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي (7)،قال: سمعت

ص: 23


1- بالأصل: شيء، و الصواب عن ابن عدي.
2- بالأصل:«إلى» و الصواب ما أثبت.
3- مهملة بدون نقط بالأصل، و المثبت قياسا إلى سند مماثل.
4- كتاب الضعفاء الكبير للعقيلي 207/2.
5- بالأصل: شيء، و الصواب عن الضعفاء الكبير للعقيلي.
6- عند العقيلي: ما كان من حديثه من مرفوع منكر.
7- الكنى و الأسماء للدولابي 118/2.

عبد اللّه بن أحمد بن حنبل يقول: سمعت أبي يقول: صدقة بن عبد اللّه السّمين أبو معاوية ليس بشيء، ليس يسوى حديثه شيئا، هو ضعيف، أحاديثه مناكير.

و قال أبو بكر أحمد بن محمّد بن الحجّاج المروذي (1)،قال أحمد بن حنبل:

صدقة الدمشقي ليس بشيء، ضعيف الحديث.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر الأشناني، قال: سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس يقول: سمعت عثمان بن سعيد يقول: سألت يحيى بن معين عن صدقة بن عبد اللّه السّمين فقال: ضعيف (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنا عبد الرّحمن بن محمّد الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي (3)،نا ابن حمّاد، نا عباس و معاوية، عن يحيى قال: صدقة السّمين ضعيف.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا يوسف بن رباح بن علي، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، ثنا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو بكر، أنا أبو أمية، نا أبي قال: قال يحيى بن معين: صدقة السّمين ضعيف.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح المؤذن، أنا علي بن محمّد بن السّقّاء، و عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد، قالا: ثنا محمّد بن يعقوب، ثنا عباس بن محمّد، قال: سمعت يحيى يقول: صدقة السّمين يروي عنه وكيع، و أبو حفص التّنّيسي، و الوليد بن مسلم.

قال: و أنا علي بن محمّد، نا محمّد بن يعقوب، نا عباس قال: سمعت يحيى يقول: و صدقة السّمين ضعيف.

أخبرنا أبو الفتح نصر بن محمّد - فيما قرأت عليه - عن أبي الحسين المبارك بن

ص: 24


1- كذا، و في تهذيب الكمال:«المروزي».
2- انظر تهذيب الكمال 79/9.
3- الكامل لابن عدي 74/4.

عبد الجبّار، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية الخزّاز (1)،أنا محمّد بن القاسم الكوكبي، نا إبراهيم بن الجنيد، قال: سمعت يحيى يقول: صدقة بن عبد اللّه الدمشقي و صدقة بن يزيد الدمشقي ضعيفان، ليسا بشيء، و أرفعهم صدقة بن خالد.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الصّوفي، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2) قال: قيل له - يعني عبد الرّحمن بن إبراهيم - فما تقول في أبي معاوية صدقة بن عبد اللّه ؟ قال: مضطرب الحديث، قلت له: ضعيف ؟ قال: ضعيف.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر الشامي، أنا أحمد بن محمّد العتيقي، نا أحمد بن يوسف بن أحمد بن يوسف، نا أبو جعفر (3) العقيلي، حدّثنا [جعفر] بن محمّد الفريابي، قال: سمعت ابن أبي السّري يقول: صدقة بن عبد اللّه السّمين ضعيف.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز - لفظا - أنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني، أنا عبد الجبار بن عبد الصمد المؤدب، أنا القاسم بن عيسى، نا إبراهيم بن يعقوب قال: صدقة السّمين، و صدقة بن يزيد ليّنا الحديث.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب.

ح و حدّثني أبو عبد اللّه البلخي، أنا محمّد بن الحسين بن هريسة، قالا: أنا أحمد بن محمّد بن غالب، أنا أبو يعلى المامطيري، نا أبو الحسين محمّد بن إبراهيم، أنا محمّد بن إسماعيل البخاري قال: صدقة بن عبد اللّه أبو معاوية السّمين، روى عنه وكيع، ما كان من حديثه مرفوع فهو منكر، و هو ضعيف.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو عمرو الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي (4)،نا الجنيدي، نا البخاري قال: قال أحمد:

ص: 25


1- بالأصل:«الخراز» و الصواب ما أثبت «بزايين»، انظر ترجمته في سير الأعلام 409/16.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 397/1.
3- الضعفاء الكبير 207/2.
4- الكامل لابن عدي 74/4.

صدقة بن عبد اللّه أبو معاوية السّمين الذي روى عنه وكيع، ما كان من حديثه مرفوع فهو منكر، و هو ضعيف جدا.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، و أبو يعلى الحبوبي، قالا: أنبأ سهل بن بشر، أنا علي بن المنير بن أحمد، أنا (1) الحسن بن رشيق، نا أبو عبد الرّحمن النسائي، قال: صدقة بن عبد اللّه أبو معاوية السّمين ضعيف.

ذكر أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الكتاني الأصبهاني أنه سأل أبا (2) حاتم الرازي عن صدقة بن عبد اللّه السّمين قال: ليس يكتب حديثه و لا يحتج به.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا تمام، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة، قال: و نفر متقاربون صدقة بن يزيد، و صدقة بن منتصر، و صدقة بن عبد اللّه و ذكر غيرهم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (3) قال: صدقة بن عبد اللّه السّمين، يكنى أبا معاوية دمشقي ضعيف.

قال: و أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو عمرو الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي (4)قال: و صدقة هذا حدّث عنه الوليد بن مسلم، و عمرو بن أبي سلمة، حدّث عنه أكثر ما أخذت عنه الوليد و غيرهما من الشاميين، قد روى عنه و أحاديث صدقة منه ما توبع عليه و منه ما لا يتابع عليه، و هو إلى الضعف [أقرب] (5) منه إلى الصّدق.

أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق بن بشرى قال: أنا أبو تمام علي بن محمّد بن الحسن، و أبو الغنائم محمّد بن علي بن علي - في كتابيهما - عن أبي الحسن الدار قطني، قال: صدقة بن عبد اللّه السّمين، أبو معاوية، شامي، ضعيف الحديث.

أنبأنا أبو المظفر بن القشيري، عن محمّد بن علي بن محمّد، أنا أبو عبد الرّحمن

ص: 26


1- بالأصل «بن» و لعل الصواب ما أثبت، انظر ترجمة علي بن منير بن أحمد في سير الأعلام 619/17.
2- بالأصل: أبو.
3- الكامل لابن عدي 74/4.
4- المصدر السابق نفسه 76/4.
5- زيادة عن ابن عدي.

السّلمي، قال: و سألته - يعني الدار قطني عن صدقة السّمين فقال: ابن عبد اللّه، و هو ضعيف.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن عبيد اللّه بن أحمد بن علي الكوفي.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أنا أبو طاهر أحمد بن علي بن عبيد اللّه بن سوار، أنا عبيد اللّه بن أحمد الكوفي، نا أحمد بن محمّد بن عبدان، أنا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، نا محمّد بن مصفّى، قال: سمعت الوليد قال: مات صدقة بن عبد اللّه السّمين سنة ست و ستين و مائة (1).

2860 - صدقة بن عبد اللّه

أبو مسكين الشّوّا الصّوفي

حدّث بدمشق عن أبي الحسن محمّد بن أحمد بن اللّجلاج.

روى عنه: أبو نصر بن الجبّان، و ذكر أنه كان من الآمرين بالمعروف و الناهين عن المنكر.

قرأت بخط عبد المنعم بن علي بن النحوي: مات صدقة الشوا الصوفي بدمشق في يوم الخميس لخمس و عشرين ليلة خلت من صفر - يعني من سنة ثمان و سبعين - و أخرجت جنازته من الغد إلى باب كيسان.

2861 - صدقة بن عبد اللّه بن عبد القادر

أبو القاسم [الشافعي]

حدّث عن يوسف الميانجي.

روى عنه: علي بن الخضر.

أخبرنا أبو القاسم] (2) عبد المنعم بن علي بن أحمد - في كتابه - أنا علي بن الخضر السّلمي، أنا أبو القاسم صدقة بن عبد اللّه بن عبد القادر الشافعي، نا القاضي يوسف بن القاسم، نا أحمد بن المثنّى، نا عبد الرّحمن بن سلام، نا إبراهيم بن

ص: 27


1- لخبر في تهذيب الكمال 81/9.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن هامشه و بجانبه كلمة صح.

طهمان، عن أبي إسحاق، عن أنس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«من ذكرت عنده فليصلّ عليّ فإنه من صلّى عليّ مرة صلى اللّه عليه عشرا»، كذا يقول إبراهيم[5144].

أخبرناه عاليا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفر القشيري، و أبو القاسم الشّحّامي، قالوا: أنا أبو سعد الجنزرودي (1).

ح و أخبرنا أبو محمّد السّعدي، أنا أبو عثمان البحيري، قالا: أنا أبو عمرو بن حمدان، أنبأ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنّى فذكره.

2862 - صدقة بن عثمان المرّي

2862 - صدقة بن عثمان المرّي (2)

من أهل دمشق، و ولي الإمرة بها في أيام المأمون نيابة عن عبد اللّه بن طاهر بن الحسين.

قرأت بخط أبي الحسين الرازي، حدّثني محمّد بن أحمد بن غزوان، ثنا أحمد بن المعلّى، نا عبد الوهّاب بن عبدون بن عبد الملك الثقفي، قال: سمعت أبي يقول: لما لقينا عبد اللّه بن طاهر وقت مجيئه إلى دمشق لقيناه بثياب سواد (3) جدد، و لقيه صدقة بن عثمان المرّي بثياب سواد قد رثت، فقال له صدقة: أيّها الأمير من كان عليه ثياب سواد جدد فهو من أصحاب أبي العميطر، و من كانت سواده رثة فإنه كان في منزله قديما، فقال عبد اللّه بن طاهر: صدقت، فلما خرج عبد اللّه بن طاهر من دمشق إلى مصر استخلف صدقة بن عثمان المرّي على دمشق.

قال أبو الحسين: و لما رجع عبد اللّه بن طاهر من مصر إلى دمشق عزل صدقة بن عثمان و ولي نضر بن حمزة بن مالك بن الهيثم (4)،حدّثني بذلك ابن غزوان، عن ابن (5)المعلّى، عن صالح بن الحيري.

ص: 28


1- بالأصل:«الخنروردي» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.
2- ترجمته في أمراء دمشق للصفدي ص 64 و تحفة ذوي الألباب للصفدي 273/1.
3- تحفة ذوي الألباب: سود جدد.
4- ترجمته في تحفة ذوي الألباب 273/1 و أمراء دمشق ص 91 و فيهما:«نصر» بدل «نضر».
5- بالأصل:«أبي» و مرّ قريبا «ابن».

2863 - صدقة بن علي بن محمّد بن المؤمّل

أبو القاسم التّميمي الدّارمي الموصلي (1)

قاضي نصيبين (2).

سمع ببيروت أحمد بن عبد الرّحمن بن واقد التنوخي، و بدمشق: أحمد بن الحسن بن محمّد بن بكّار بن بلال، و بمصر: إبراهيم بن ثمامة الحنفي، و عبد الرّحمن بن أحمد بن محمّد بن الحجّاج بن رشدين المصري، و أبا عبيد اللّه محمّد بن الربيع بن سليمان الجيزي (3)،و بكر بن أحمد بن حفص الشعراني - نزيل تنّيس - و الحسن بن علي بن زياد الطبراني، و عبد اللّه بن زياد بن المغيرة الموصلي، و أبا جعفر الطحاوي، و أبا بكر محمّد بن القاسم الأنباري، و أحمد بن إبراهيم بن حموية.

روى عنه: أبو القاسم التنوخي.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد بن الحصن، أنبأ (4) أبو القاسم علي بن المحسّن التنوخي (5)،نا أبو القاسم صدقة بن علي بن محمّد التميمي خليفة أبي على القضاء بنصيبين، نا إبراهيم بن ثمامة الحنفي - بمصر - نا قتيبة بن سعيد، نا مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي سعيد أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن»[5145].

رواه الخطيب في التاريخ (6) عن التنوخي إلاّ أنه قال: أنبأ صدقة بن علي الموصلي و كان خليفة أبي على قضاء بنصيبين (7) و أعمالها، قرأ علينا من لفظه في منزلنا ببغداد في

ص: 29


1- ترجمته في تاريخ بغداد 334/9.
2- انظر معجم البلدان 288/5.
3- تقرأ بالأصل «الجبري» و تقرأ «الحيري» و الصواب ما أثبت تاريخ بغداد 335/9 و عن الأنساب، و هذه النسبة إلى جيزة: بليدة بفسطاط مصر في النيل. ذكره السمعاني و ترجم له، و كنّاه بأبي عبد اللّه.
4- مكرر الاسم بالأصل.
5- مكرر الاسم بالأصل.
6- تاريخ بغداد 335/9.
7- تاريخ بغداد:«قضاء نصيبين» و هو أشبه.

ذي القعدة من سنة سبعين و ثلاثمائة بعد أن كتبته (1) أنا من حفظه.

أخبرناه أبو النجم الشّيحي (2)،أنا أبو بكر الخطيب، أنبأ أبو القاسم التنوخي فذكره.

و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو القاسم التنوخي، ثنا القاضي أبو القاسم صدقة بن علي بن المؤمّل (3) خليفة أبي - رحمه اللّه - على القضاء بنصيبين، نا إبراهيم بن ثمامة، نا إبراهيم بن سعيد الجوهري، نا سفيان بن عيينة، نا مالك، عن الزهري، عن أنس أن النبي صلى اللّه عليه و سلم [دخل] (4) مكة و على رأسه المغفر (5)،لم يقع إليّ عاليا من حديث صدقة إلاّ هذان الحديثان.

قال أنا أبو الحسن بن سعيد، و أبو النجم الشّيحي (6)،قال: أنا أبو بكر الخطيب (7):صدقة بن علي بن محمّد بن المؤمل، أبو القاسم التّميمي الدّارمي من أهل الموصل، كان يتولى القضاء بنصيبين، و قدم ببغداد، و حدّث [بها] (8) عن إبراهيم بن ثمامة الحنفي - شيخ مجهول - ذكر صدقة أنه حدّثه عن قتيبة بن سعيد، و عبد اللّه بن معاوية الجمحي، و إسحاق بن [أبي] (9) إسرائيل، و إبراهيم بن سعد (10)الجوهري، و روى صدقة أيضا عن عبد الرّحمن بن أحمد بن [محمّد] (11) الحجّاج بن رشدين المصري، و بكر بن أحمد الشعراني الحمصي، و أحمد بن الحسن بن بكار بن (12) محمّد الدمشقي، و عبد اللّه بن زياد بن المغيرة الموصلي، و الحسن (13) بن علي بن زياد الطبراني، و أبي عبيد اللّه محمّد بن الربيع بن سليمان الجيزي، و أحمد بن

ص: 30


1- تاريخ بغداد: كتبه لنا.
2- بالأصل:«السبحي» خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ كثيرا.
3- بالأصل:«الموصل».
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و زيادتها لازمة، عن صحيح مسلم 990/2 ح(357).
5- المغفر: هو ما يلبس على الرأس من درع الحديد.
6- بالأصل:«السبحي» خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ كثيرا.
7- تاريخ بغداد 334/9-335.
8- زيادة عن تاريخ بغداد.
9- زيادة عن تاريخ بغداد.
10- في تاريخ بغداد:«سعيد» و هو الصواب، ترجمته في سير الأعلام 149/12.
11- زيادة عن تاريخ بغداد.
12- في تاريخ بغداد: أحمد بن الحسن بن محمد بن بكار الدمشقي.
13- تاريخ بغداد: الحسين.

عبد الرّحمن بن واقد التنوخي، و أبي بكر محمّد بن القاسم بن بشار (1) الأنباري و غيرهم، حدّثنا عنه علي بن المحسّن التنوخي.

2864 - صدقة بن علي، أو ابن يحيى

حكى عن القاسم بن بحر أو ابن يحيى.

حكى عنه أبو أحمد بن بكر الطبراني.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا محمّد بن الحسن بن محمّد بن سليم، نا أبو العباس أحمد بن محمّد بن يوسف بن مردة، أنا أبو أحمد عبد اللّه بن بكر بن أحمد الطبراني بالألواح، حدّثني صدقة بن علي قال: سمعت أبا القاسم بن بحر يقول: سئل المعلم ابن سيد حمدويه و أنا حاضر: يا معلم، رأيت ليلة القدر؟ قال: نعم، فما تريدون ؟ قالوا: فما دعوت فيها، قال: قلت: اللّهمّ هب لي عقلا أصل به إلى معرفتك.

ذكر أبو أحمد عنه حكاية أخرى، فقال: حدّثني صدقة بن يحيى، قال: سمعت أبا القاسم بن يحيى، و اللّه أعلم بالصّواب.

2865 - صدقة بن محمّد بن أحمد بن محمّد

ابن عبد (2) الملك بن مروان

أبو القاسم القرشي المعروف بابن الدّلم (3)

روى عن: أبي سعيد أحمد بن محمّد بن زياد بن (4) الأعرابي، و الحسن بن حبيب الحصائري، و خيثمة بن سليمان، و مزاحم بن عبد الوارث البصري، و أبي الطيّب بن عبادل، و أبي مروان عبد الملك بن محمّد المرواني القاضي بمدينة الرسول صلى اللّه عليه و سلم، و أبي الحسين عثمان بن محمّد الذهبي.

روى [عنه:] (5) أبو زكريا عبد الرحيم بن أحمد البخاري، و عبد العزيز الكتّاني،

ص: 31


1- عن تاريخ بغداد و بالأصل: يسار.
2- بالأصل: عبد اللّه الملك.
3- ترجمته في تذكرة الحفاظ 1055/3 العبر 112/3 شذرات الذهب 198/3 الوافي بالوفيات 302/16 و سير الأعلام 266/17.
4- بالأصل:«زبابين» كذا، و الصواب ما أثبت.
5- زيادة منا للإيضاح.

و علي بن الخضر السّلمي، و علي بن محمّد بن شجاع، و علي بن الحسين بن صدقة الشّرابي، و أبو علي الأهوازي المقرئ.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني، و أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، قالا: نا عبد العزيز بن أحمد، أنبأ أبو القاسم صدقة بن محمّد بن أحمد بن عبد الملك بن مروان القرشي، نا أبو سعيد أحمد بن محمّد بن زياد الأعرابي - بمكة-، نا الزعفراني - و هو الحسن بن محمّد الصباح البغدادي - نا وكيع، نا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير بن عبد اللّه قال:

كنا جلوسا عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فنظر إلى القمر ليلة البدر، فقال:«أما إنكم ستعرضون على ربكم فترونه كما ترون هذا القمر، لا تضامّون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس و قبل غروبها فافعلوا»[5146].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، قال: توفي شيخنا أبو القاسم صدقة بن محمّد بن أحمد بن مروان القرشي المعروف بابن الدّلم يوم الاثنين لسبع بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة و أربعمائة.

حدّث عن أبي سعيد أحمد بن محمّد بن زياد بن الأعرابي، و أبي الطيّب بن عبادل، و الحسن بن حبيب و غيرهم، و كان ثقة مأمونا مضى على سداد أمر جميل - رحمه اللّه-.

2866 - صدقة بن محمّد بن محمّد بن محمّد بن خالد بن معيوف

2866 - صدقة بن محمّد بن محمّد بن محمّد بن خالد بن معيوف (1)

أبو الفتح الهمداني (2) العين ثرمي (3)

حدّث عن أبي الجهم بن طلاّب.

روى عنه: تمام بن محمّد.

قرأت على أبي الحسن علي بن المسلّم الفقيه، عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأ

ص: 32


1- عن معجم البلدان «عين ثرماء» و بالأصل «معتوق». ترجم له ياقوت باسم: صدقة بن محمد بن محمد بن خالد.
2- في معجم البلدان: الهمذاني.
3- هذه النسبة إلى عين ثرماء، و هي قرية في غوطة دمشق.

تمام بن محمّد، حدّثني أبو الفتح صدقة بن محمّد بن محمّد بن محمّد بن خالد بن معيوف الهمداني، من أهل عين ثرماء، نا أبو الجهم بن طلاب، نا يوسف بن يحمر (1)، نا سعيد بن المغيرة، نا أبو إسحاق الفزاري، عن الأوزاعي، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«من أتى الجمعة و الإمام يخطب كانت له طهرا»[5147].

2867 - صدقة بن مرداس البلوي

حكى أبياتا قرأها على قبور بنواها (2) بنواحي أطرابلس.

روى عنه: ابنه عبيد اللّه بن صدقة، و يقال: عبد اللّه.

قرأت بخط الحسين بن الحسن بن علي الربعي، أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن عطية، نا أبو علي محمّد بن القاسم، حدّثني ابن و هو على، حدّثه رجل من بني قشير يكنى أبا حزن، نا موسى بن هارون بن عمرو بن إسحاق الطوسي، أبو عيسى، نا محمّد بن الحسين بن أبي (3) شيخ البرجلاني، حدّثني عبد اللّه بن صدقة بن مرداس، عن أبيه قال: نظرت إلى ثلاثة أقبر على شرف من الأرض مما يلي بلاد أطرابلس، و إذا على أحدهم مكتوب:

و كيف يلذ العيش من هو عالم *** بأن المنايا بغتة ستعاجله

أسقط منه شيخ محمّد بن الحسين.

أخبرنا أبو الفتح محمّد بن أحمد بن عمر بن أحمد بن عمر بن الخلاّل، خطيب الأنبار بها.

أنبأنا الخطيب أبو طاهر محمّد بن أحمد بن الصقر الأنباري بها، أنا أبو الحسن محمّد بن المغلّس، نا أبو محمّد الحسن بن رشيق، نا أحمد بن جعفر، نا إبراهيم بن الجنيد الختّلي، نا محمّد بن الحسين، حدّثني أبو عمرو العمري، نا عبد اللّه بن صدقة بن مرداس البكري، عن أبيه قال: نظرت إلى ثلاثة أقبر على شرف من الأرض مما

ص: 33


1- كذا رسمها بالأصل.
2- كذا رسمها بالأصل.
3- بالأصل:«أبو شيخ» و الصواب «ابن أبي شيخ» ترجمته في سير الأعلام 112/11 و كنيته: أبو جعفر.

يلي بلاد أطرابلس، و إذا على أحدهم:

و كيف يلذ العيش من هو عالم *** بأن إله العرش لا بدّ سائله

فيأخذ منه ظلمه لعباده *** و يجيز به بالخير الذي هو فاعله

و إذا على القبر الثاني إلى جنبه:

و كيف يلذ العيش من كان موقنا *** بأن المنايا بغتة ستعاجله

فتسلبه ملكا عظيما و نخوة *** و تسكنه القبر الذي هو أهله

و إذا على القبر الثالث إلى جنبه:

و كيف يلذ العيش من كان صائرا *** إلى جدث تبلى الشباب منازله

و تذهب رسم الوجه من بعد صونه *** سريعا و تبلى جسمه و مفاصله

الصواب: عبد اللّه بن صدقة، و قد رويت هذه القصة أتم من هذا من وجه آخر إلاّ أنه سمّى راويها صدقة بن يزيد، و سيأتي من بعد.

2868 - صدقة بن المظفر بن علي بن محمّد

أبو الفرج الأنصاري

حدّث عن أبي بكر يوسف بن القاسم الميانجي، و أبي بحر بن كوثر السرنهاني (1)، و أحمد بن يوسف بن خلاّد النّصيبي البغدادي، و أبي بكر أحمد بن جعفر بن حمدان، و محمّد بن داود الرّقّي، و أبي بكر محمّد بن حميد المخرمي، و أبي علي بن أبي الزمزام (2)،و أبي سليمان محمّد بن الحسين الحرّاني.

روى عنه: علي بن الخضر، و نجاء بن أحمد، و علي الحنّائي (3)،و أبو نصر بن الجبّان، و علي بن محمّد بن شجاع، و أبو الحسن محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن حذلم، و أبو علي الأهوازي المقرئ، و عبد الرّحمن بن محمّد بن محمّد بن أحمد بن سعيد البخاري.

ص: 34


1- كذا رسمها، و لعلها: السرنجاني ؟!.
2- بالأصل:«الرمرام» و الصواب ما أثبت، و اسمه الحسين بن إبراهيم بن جابر، ترجمته في سير الأعلام 140/16، و 305.
3- بالأصل:«الحياني».

أنبأنا أبو القاسم عبد المنعم بن علي بن أحمد بن الغمر الوراق، أنا أبو الحسن علي بن الخضر بن سليمان بن سعيد السّلمي، الصّوفي - قراءة عليه - أنا الشيخ أبو الفرج صدقة بن المظفّر الأنصاري، نا أحمد بن يوسد بن خلاّد - ببغداد - نا الحارث بن أبي أسامة، نا يزيد بن هارون، نا الحجّاج بن أرطأة، عن حبيب بن أبي ثابت، عن نافع بن جبير، عن بشر بن سحيم قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«انطلق فناد أنه لا يدخل الجنّة إلاّ نفس مسلمة، و أن أيام التشريق أيّام أكل و شرب»[5148].

2869 - صدقة بن موسى [الدقيقي البصري

أبو المغيرة] (1)(2)

حدّث عن الوضين بن عطاء.

روى عنه: وكيع.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأ أبو بكر البيهقي، أنبأ أبو بكر بن الحارث، أنبأ أبو محمّد بن حيس، نا أحمد بن جعفر الحمال، نا إدريس بن إبراهيم التمار، نا وكيع، نا صدقة بن موسى الدمشقي، عن الوضين بن عطاء قال: ثلاثة معلمين (3) كانوا بالمدينة يعلّمون الصبيان، و كان عمر بن الخطاب يرزق كل واحد منهم خمسة عشر درهما كل شهر.

قال البيهقي: و كذا رواه أبو بكر بن أبي شيبة، عن وكيع و نسبه إلى موسى خطأ، و عندي أنه السّمين، فإن ابن موسى هو الدّقيقي بصري، و يكنى أبا المغيرة، حدّث عن أبي عمران الجوني، و محمّد بن واسع الأزدي، و فرقد السّبخي (4)،و مالك بن دينار الزاهد، روى عنه هشيم، و أبو سعيد مولى بني هاشم، و عبد الصمد بن عبد الوارث، و أبو نعيم الفضل بن دكين، و محمّد بن عبد اللّه العالي الزهري، و علي بن الجعد، و هو ضعيف، و من عالي حديثه.

ص: 35


1- ما بين معكوفتين زيادة عن ميزان الاعتدال للإيضاح.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 88/9 و كناه بأبي المغيرة، و يقال: أبو محمد. و تهذيب التهذيب 549/2 و ميزان الاعتدال 312/2.
3- بالأصل: معلمون.
4- بالأصل: السجي، و المثبت عن تهذيب الكمال.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، نا صدقة الدّقيقي، عن أبي عمران الجوني، عن أنس بن مالك قال: ذكر النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«وقّت لنا أربعين يوما في حلق العانة، و نتف الإبط ، و قص الأظفار» (1)[5149].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو عمرو الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي (2)،نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، حدّثني أحمد بن زهير قال: سمعت يحيى بن معين و سئل عن صدقة بن موسى فقال: ليس بشيء.

قال: و نا أبو أحمد (3)،حدّثني أحمد بن زهير، عن (4) ابن أبي سلمة قال: كنية صدقة بن موسى الدقيقي: أبو المغيرة.

قال: و نا أبو أحمد (5)،نا ابن حمّاد، نا معاوية، عن يحيى قال: صدقة بن موسى ضعيف.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو يعلى حمزة بن علي الحبوبي (6)، قالا: أنا أبو الفرج سهل بن بشر الأسفرايني، ثنا أبو الحسن علي بن منير الحلال، أنبأ أبو محمّد الحسن بن رشيق، أنبأ أبو عبد الرّحمن أحمد بن شعيب النسائي، قال: صدقة الدقيقي ضعيف.

2870 - صدقة بن هشام القارئ

ذكر أبو علي أحمد بن محمّد بن أحمد الأصبهاني أنه قرأ على يحيى بن الحارث، قرأ عليه هشام بن عمّار (7)،أظنه أراد صدقة بن خالد، و اللّه أعلم.

ص: 36


1- بنفس الإسناد نقله المزي في تهذيب الكمال 89/9 و انظر تخريجه فيه.
2- الكامل لابن عدي 76/4.
3- المصدر السابق 76/4.
4- في ابن عدي: عن أبي سلمة.
5- المصدر السابق 76/4.
6- رسمها بالأصل «الحبوبى» و الصواب ما أثبت، انظر (المطبوعة عاصم - عائذ الفهارس)، ترجمته في سير الأعلام 357/20.
7- بالأصل: عمارة.

2871 - صدقة بن يحيى

ذكر أبو علي أحمد بن محمّد بن أحمد الأصبهاني أنه إمام، و أنه قرأ على يحيى بن الحارث، قرأ عليه هشام بن عمّار، و أظنّه أراد: صدقة بن خالد قال: ابن هشام، و ابن يحيى لا أعرفهما من غير من جهة أبي علي هذا، و اللّه أعلم.

2872 - صدقة بن يزيد الخراساني

2872 - صدقة بن يزيد الخراساني (1)

سكن الشام: بدمشق و بيت المقدس، و نسبه يحيى بن معين إلى دمشق لسكناه بها.

روى عن: العلاء بن عبد الرّحمن، و الأحوص بن حكيم، و حمّاد بن أبي سليمان، و أيوب، و إبراهيم بن ميمون الصّانع، و بنت واثلة بن الأسقع، و ربيعة بن أبي عبد الرّحمن، و قتادة، و أبان بن أبي عياش، و أبي حمزة الخضري بن سميط ، و يحيى بن أبي كثير.

روى عنه: الوليد بن مسلم، و أبو عصام روّاد بن الجرّاح العسقلاني، و أبو عتبة عبّاد بن عبّاد، و ضمرة بن ربيعة، و محمّد بن شعيب.

حدّثنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن بن البنّا - لفظا - و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و المبارك بن أحمد بن علي بن القصار الوكيل - بقراءتي عليهما - قالوا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا محمّد بن عبد اللّه بن الحسين الدقاق،[نا] (2) أبو القاسم البغوي، نا داود بن رشيد، نا الوليد عن (3) صدقة بن يزيد، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: تراءى الناس الهلال ذات ليلة، قالوا: ما أحسن ما أثبته (4)،فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«كيف أنتم إذا كنتم من دينكم في مثل القمر ليلة البدر، لا يبصره منكم إلاّ البصير»[5150].

ص: 37


1- ترجمته في ميزان الاعتدال 313/2 التاريخ الكبير 395/4 و الجرح و التعديل 431/4 و الكامل لابن عدي 77/4 و سير الأعلام 57/7.
2- زيادة منا للإيضاح، و انظر ترجمة محمد بن عبد اللّه بن الحسين بن عبد اللّه أبو الحسين الدقاق في سير الأعلام 564/16 و ترجمة أبي القاسم البغوي في سير الأعلام 440/14.
3- بالأصل:«بن» و الصواب ما أثبت.
4- في سير الأعلام 58/7 ما أبينه.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أحمد بن محمود الثقفي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يوسف يعقوب، عن إسحاق بن أبي عبد الرّحمن الأنطاكي، نا هشام بن عمّار، نا الوليد بن مسلم، نا صدقة بن يزيد، عن العلاء بن عبد الرّحمن، عن أبيه [عن أبي هريرة] قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«قال اللّه عزّ و جلّ : إنّ عبدا أصححت له جسمه، و وسّعت له في رزقه، لا يفد إليّ في كل خمسة أعوام، إنّه لمحروم» (1)[5151].

و هكذا وقع في هذه الرواية مرسلا.

و قد أخبرناه مسندا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو عمرو عبد الرّحمن بن محمّد الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي الحافظ (2)،نا محمّد بن صالح بن أبي عصمة جار هشام بن عمّار، حدّثنا هشام بن عمّار، نا الوليد بن مسلم، نا صدقة بن يزيد، نا العلاء بن عبد الرّحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«قال اللّه تعالى: إنّ من أصححته و وسّعت عليه، لم (3) يزرني في كلّ خمسة أعوام عاما لمحروم»[5152].

و هكذا رواه ابن حذلم عن هشام مسندا.

قال أبو أحمد بن عدي: و هذا عن العلاء منكر، كما قاله البخاري، و لا أعلم يرويه عن العلاء غير صدقة، و إنما يروي هذا خلف بن خليفة، و هو مشهور، روي عن الثوري أيضا، عن العلاء (4) بن المسيّب، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، فلعلّ صدقة هذا سمع بذكر العلاء، فظنّ أنه العلاء بن عبد الرّحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، و كان هذا الطّريق أسهل عليه، و إنما هو العلاء بن المسيّب، عن أبيه، عن أبي سعيد.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي بكر الخطيب، أنبأ عبد اللّه بن علي بن حموية الهمذاني بها، أنا أبو بكر أحمد بن عبد الرّحمن بن أحمد بن محمّد بن موسى

ص: 38


1- نقله الذهبي في ميزان الاعتدال 313/2 من طريق الوليد بن مسلم. و الزيادة السابقة بين معكوفتين عن ميزان الاعتدال و الكامل لابن عدي.
2- الكامل لابن عدي 78/4.
3- في ابن عدي:«و لم».
4- كررت العبارة من قوله:«غير صدقة إلى هنا» بالأصل. و المثبت يوافق عبارة ابن عدي.

الشيرازي (1)،أنا أبو يعلى الحسين بن أسلم بن جابر بن سعد الصّفدي - بصفد (2)-و أبو أحمد محمّد بن أحمد بن عمران الفقيه الشاشي - بالشاش - قالا: نا أبو حفص عمر بن محمّد بن بجير (3)،نا محمّد بن خلف، نا روّاد بن الجرّاح، قال: سألني صدقة بن يزيد أن آتيه بكتب (4) فوعدته فمكثت أياما ثم جئته فقال: أين كنت ؟ فقلت: شغلني عنك صديق لي، فقال: قال: صديق ؟ قال: قلت: نعم، قال: أنا أكبر من أبيك، و ما أعلم لي صديقا، قال: سمعت قتادة يقول في قول اللّه تعالى أَوْ صَدِيقِكُمْ (5) قال: هو الرجل يكون بينه و بين الرجل الإخاء و المودة، فيأتيه فيطلبه في منزله فيقول أين أخي فلان ؟ فيقول له أهله: ليس هاهنا، فيقول: غدونا عشّونا، أعطوني ثوبه، أسرجوا لي دابته، فيفعلون ذلك به، فيأتي الرجل فيقول له أهله: قد جاء أخوك فلان، غدّيناه، عشّيناه أسرجنا له دابتك أعطيناه ثوبك، و لا يقع في قلبه إلاّ كما لو قيل: جاء أبوك و أخوك و عمك، فعلنا به ذلك، فذلك الصّديق.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، نا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين الصيرفي، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و أبو الحسين الأصبهاني - قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (6)،قال: صدقة بن يزيد سمع بنت واثلة، يروي عنه الوليد بن مسلم، و روى عبّاد بن عبّاد أبو عتبة عن صدقة بن يزيد، عن رجل، عن عتبة بن أبي حكيم حديث أبي ثعلبة مرسل، قال أحمد: هو بناحية بيت المقدس، حديثه ضعيف، و قال الوليد: ثنا صدقة [نا العلاء] (7) عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم في الحج، منكر، و قال صدقة: قدمت مرو فلقيت إبراهيم الصّائغ. قال ابن يحيى: هو خراساني الأصل.

ص: 39


1- ترجمته في سير الأعلام 242/17.
2- صفد: مدينة في جبال عاملة المطلة على حمص بالشام، و هي من جبال لبنان (ياقوت).
3- بالأصل:«بحير» و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 402/14.
4- بالأصل:«أبيه يكتب» و المثبت يوافق عبارة مختصرة ابن منظور 71/11.
5- سورة النور، الآية:61.
6- التاريخ الكبير 295/4.
7- الزيادة عن البخاري.

-في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (1)،قال: صدقة بن يزيد خراساني الأصل، تحوّل إلى الشام، و سكن الرملة.

روى عن العلاء بن عبد الرّحمن، و حمّاد بن أبي سليمان، و الأحوص بن حكيم، و إبراهيم الصّائغ، و ابنة واثلة بن الأسقع، روى عنه الوليد بن مسلم، و روّاد بن الجرّاح العسقلاني، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد المزكّي، قال: نا أبو محمّد الصّوفي، أنا أبو القاسم البجلي، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة النصري (2) الدمشقي، قال: و نفر متقاربون: صدقة بن يزيد، و صدقة بن عبد اللّه، و صدقة بن المنتصر، و ذكر غيرهم.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، قال: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي.

أخبرنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أبو الحسين - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الخامسة: صدقة بن يزيد الخراساني.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن عبد الملك، أنا محمّد بن علي بن محمّد، نا محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول:

صدقة بن يزيد الدمشقي صالح الحديث.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن، أنا أبو العلاء محمّد بن علي قال: أنبأ محمّد بن أحمد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي المفضّل بن غسان قال: قال يحيى بن معين: صدقة بن يزيد أنبل من السّمين، دمشقي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنبأ أبو الحسين بن

ص: 40


1- الجرح و التعديل 431/4.
2- مهملة بالأصل، و الصواب ما أثبت.

الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، حدثني محمّد بن عبد العزيز الرملي، حدّثنا الوليد، عن صدقة بن يزيد الدمشقي، حسن الحديث.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (1) قال: و صدقة بن يزيد فشيخ ثقة، روى عنه الوليد بن مسلم.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد [اللّه] الخلاّل - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا محمّد بن أبي حاتم (2) قال: سألت أبي عن حال صدقة الخراساني ؟ فقال: صالح، و صدقة بن خالد أحبّ إليّ منه.

أنبأنا أبو القاسم التيمي، و أبو الفضل السلامي، قالا: أنا أبو الحسين الحمّامي، أنا أبو إسحاق الرملي، أنا محمّد بن عبد اللّه بن خلف، أنا عمر بن محمّد الجوهري، أنا أحمد بن محمّد بن هاني، قال: قال أبو عبد اللّه أحمد بن حنبل أن بدمشق عدة صدقة، قلت له: صدقة بن خالد؟ قال: نعم، ذاك ثقة، قال: و صدقة الذي يروي عن حمّاد يروي عنه أبو عصام، قلت: كيف ذاك ؟ قال: لا أدري، قلت: أين من هو فلم يعرف ذلك، و أما غير أبي عبد اللّه فقال صدقة بن يزيد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر، أنبأ أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد بن يوسف، أنا أبو جعفر العتيقي، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد قال: سمعت أبي يقول: صدقة بن يزيد كان يكون بناحية بيت المقدس، حديثه ضعيف، و هو ضعيف.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو عمرو الفارسي، نا أبو أحمد بن عدي (3)،نا ابن حمّاد، حدّثني عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، عن أبيه قال: صدقة بن يزيد إنما حديثه ضعيف، كأن يكون بناحية بيت المقدس،

ص: 41


1- الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 397/1.
2- الجرح و التعديل 431/4.
3- الكامل لابن عدي 77/4.

يحدّث عن حمّاد بن أبي سليمان، و هو ضعيف.

قال (1):و سمعت ابن حمّاد يقول: قال البخاري: صدقة بن يزيد خراساني الأصل، منكر الحديث.

كتب أبو بكر الأنماطي، و أبو طاهر أحمد بن محمّد الأصبهاني، أنبأ أبو الحسين بن الطّيّوري.

ح و قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، عن أبي الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر (2) بن حيّوية، أنا أبو الطيب محمّد بن القاسم الكوكبي، نا إبراهيم بن الجنيد، قال: سمعت يحيى يقول: صدقة بن عبد اللّه الدمشقي، و صدقة بن يزيد الدمشقي ضعيفان ليسا بشيء، و أرفعهم صدقة بن خالد.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهاب بن جعفر، أنا عبد الجبار بن عبد الصّمد، أنا أبو بكر القاسم بن عيسى القصار، نا إبراهيم بن يعقوب السعدي، قال: صدقة السّمين، و صدقة بن يزيد لينا الحديث.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، و أبو يعلى حمزة بن علي، قالا: أنا الفرج الأسفرايني، أنا علي بن منير بن أحمد، أنا الحسن بن رشيق، أنا أبو عبد الرّحمن النسائي، قال: صدقة بن يزيد ضعيف، خراساني الأصل.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنبأ أبو عمرو الفارسي، أنبأ أبو أحمد بن عدي (3) قال: و ما أقرب أحاديثه من أحاديث صدقة بن عبد اللّه، و صدقة بن موسى اللذين تقدم ذكرهما، يقرب بعضهم من بعض و ثلاثتهم إلى الضعف أقرب منهم إلى الصّدق، و أحاديثهم بعضها مما يتابعون عليها، و بعضها لا يتابعهم أحد عليها، و صدقة بن يزيد خراساني الأصل، سكن الشام، و اللّه أعلم.

ص: 42


1- المصدر نفسه 78/4.
2- بالأصل:«عمرو» خطأ، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ كثيرا.
3- الكامل لابن عدي 78/4 و 79.

2873 - صدقة بن يزيد

حكى عنه ابنه عبيد اللّه بن صدقة.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، نا نصر بن إبراهيم الزاهد، أنا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد بن عمر النصيبي، نا أبو بكر أحمد بن محمّد الواسطي، أخبرني أبو حفص عمر بن علي بن الحسن العتكي، قال: قرأت على أبي الحسن أحمد بن عمير الدمشقي، حدّثكم عبد اللّه بن محمّد بن عبيد القرشي، نا محمّد بن الحسين، قال العتكي: و قرأت على الحسن بن الحسين المقدسي، حدّثكم إبراهيم بن عبد اللّه بن الجنيد، حدّثني محمّد بن الحسين، نا العمر بن عبد الرّحمن، نا عبيد اللّه بن صدقة بن يزيد، عن أبيه، قال:

نظرت إلى ثلاثة أقبر على شرف من الأرض بناحية أطرابلس، كذا قال إبراهيم بن الجنيد - قال أحمد بن عمير: أنطابلس - أحدها مكتوب عليه:

و كيف يلذّ العيش من هو موقن *** بأن المنايا بغتة ستعاجله

و تسلبه ملكا عظيما و نخوة *** و تسكنه القبر الذي هو آهله

و على القبر الثاني مكتوب:

و كيف يلذّ العيش من هو عالم *** بأن إله الخلق لا بدّ سائله

فيأخذ منه ظلمه لعباده *** و يجزيه بالخير الذي هو فاعله

و على القبر الثالث مكتوب:

و كيف يلذّ العيش من هو صائر *** إلى جدث تبلي الشباب منازله

و يذهب حسن الوجه من بعد ضوئه *** سريعا و تبلى جسمه و مفاصله

فإذا هي قبور مسنمة على قدر واحد، بعضها إلى جنب بعض، فنزلت بالقرب منها، فقلت لشيخ بها: لقد رأيت عجبا، قال: و ما ذاك ؟ قلت: هذه القبور، قال: حدثها أعجب مما رأيت عليها، قلت: فحدّثني، قال: كانوا ثلاثة إخوة، واحد (1) يصحب السلطان (2) و يؤمّر على الجيوش و المدن، و آخر تاجر مطاع في تجارته، و آخر زاهد قد

ص: 43


1- بالأصل:«و أخذ» و لعل الصواب ما أثبتناه.
2- بالأصل: للسلطان.

تخلّى و تفرّد لعبادة ربّه، فحضرت العابد الوفاة، فأتاه أخوه صاحب السّلطان، و كان عبد الملك بن مروان قد ولاّه بلادنا، و أتاه التاجر فقالا له: توصي بشيء (1)؟قال: و اللّه ما لي مال أوصي فيه، و لا عليّ دين فأوصي به، و لا أخلف من الدنيا عرضا، فقال ذو السّلطان: هذا مالي يا أخي فاعهد إليّ بما أحببت، فأمسك عنه، و قال التاجر: قد عرفت مكسبي، و لعل في قلبك غصة من الخير لم تبلغها إلاّ بالاتفاق فاحكم في مالي بما أنفذه لك، قال: لا حاجة لي في مالكما، و لكن أعهد إليكما عهدا فلا تخالفاه، إذا متّ فادفناني على نشز (2) من الأرض و اكتبا على قبري:

و كيف يلذّ العيش من هو عالم *** بأن إله العرش لا بدّ سائله

فيأخذ منه ظلمه لعباده *** و يجزيه بالخير الذي هو فاعله

ثم زورا قبري ثلاثة أيام لعلّكما تتعظان، ففعلا ذلك، و كان أخوه يركب في جنوده حتى يأتي قبره، فيقرأ عليه و يبكي، فلما كان اليوم الثالث أتى القبر، فلما أراد الانصراف سمع داخل القبر هدة (3) أرعبته و أفزعته، فانصرف مذعورا وجلا، فلما كان الليل رأى أخاه في منامه فقال: أي أخي، ما الذي سمعت في قبرك ؟ قال: تلك هذه المقمعة (4)، قيل لي: رأيت مظلوما فلم تنصره، فأصبح فدعا أخاه و خاصته، فقال: ما أرى أخي أراد بما أوصانا أن يكتب على قبره إلاّ لنعتبر و نراجع، و نتوب، و إني أشهدكم أنّي لا أقيم بين ظهرانيكم أبدا، فترك الإمارة و لزم العبادة، و بلغ ذلك عبد الملك فقال: خلوه و ما اختار لنفسه، و كان مأواه البراري و الجبال و بطون الأودية، فحضرته الوفاة و هو مع بعض الرعاء، فأتى الراعي أخاه فأعلمه، فأتاه فحمله إلى منزله قبل موته فقال: يا أخي أ لا توصي إليّ ؟ فقال: ما لي مال، و لا عليّ دين فأوصيك، و لكن أعهد إليك إذا أنا متّ فاجعل قبري إلى جنب قبر أخي و اكتب عليه:

و كيف يلذّ العيش من كان موقنا *** بأن المنايا بغتة ستعاجله

و تسلبه ملكا عظيما و نخوة *** و تسكنه البيت الذي هو آهله

ص: 44


1- بالأصل: شيء.
2- بالأصل:«نشر» و الصواب ما أثبت، و النشر: المرتفع من الأرض (اللسان).
3- هدّة: صوت شديد تسمعه من سقوط ركن أو حائط أو ناحية جبل (اللسان).
4- المقمعة: جمعها مقامع: و هي سياط تعمل من حديد رءوسها معوجة (اللسان).

ثم تعاهد قبري، و ادع اللّه عز و جل لي لعلّه أن يرحمني، فلما مات فعل به أخوه ذلك، فلما كان في اليوم الثالث من إتيانه القبر أراد أن ينصرف فسمع وجبة (1) من القبر كادت أن تذهل عقله، فرجع مرعوبا فلما كان الليل رأى أخاه في منامه، قال: فوثبت إليه، لما تداخل قلبي من السّرور، فقال: أتيتنا زائرا أم راغبا، قال: هيهات بعد المزار و اطمأنت بنا الدار، فليس لنا مزار، فقلت: كيف أنت ؟ قال: بكل خير، و ما أجمع التوبة لكل خير، قلت: فكيف أخي ؟ قال: مع الأئمة الأبرار، قال: قلت: فما أمرنا قبلكم، قال: من قدّم شيئا وجده، فاغتنم وجدك قبل فقرك، فأصبح أخوه الثالث معتزلا للدنيا، و فرّق ماله، و قسّم متاعه، و أقبل على طاعة اللّه عزّ و جلّ ، فقال: يا بني ما لأبيك مال فأوصي فيه، و لكن أعهد إليك إذا أنا متّ أن تدفني مع عمّيك و أن تكتب على قبري:

و كيف يلذّ العيش من هو صائر *** إلى جدث تبلي الشباب منازله

و يذهب رسم الوجه من بعد ضوئه *** سريعا و يبلى جسمه و مفاصله

ثم تعاهد قبري ثلاثة و ادع اللّه عزّ و جل لي، ففعل ذلك الفتى ذلك.

فلما كان اليوم الثالث سمع من القبر صوتا هاله، و انصرف مهموما، فلما كان الليل رأى أباه في منامه، فقال له: يا بني أنت عندنا عن قليل و الأمر جدّ، فاستعدّ و تأهّب لرحيلك، و طول سفرك، و حول جهازك من المنزل الذي أنت عنه ظاعن إلى المنزل الذي أنت له قاطن، و لا تغترّ بما اغترّ به البطالون من طول آمالهم فقصروا في أمر معادهم، فندموا عند الموت و أسفوا على تضييع العمر، و لا الندامة عند الموت نفعتهم، و لا الأسف على التقصير أنقذهم، أي بني فبادر ثم بادر ثم بادر.

قال الشيخ: فدخلت على الفتى صبيحة ثالثة رؤياه فقصّها عليّ ، و قال: ما أرى الأمر الذي قال أبي إلاّ قد أظلّني فجعل يفرّق ماله و يقضي دينه و استحلّ معاملته و ودعهم وداع من أيقن أمرا فهو يتفجعه، و كان يقول: قال أبي: بادر، ثم بادر، ثم بادر، و لا أحسبها إلاّ ثلاثة أشهر و ثلاثة أيام و لعلّي لا أدركها لأنه أنذرني بالمبادرة (2) ثلاثا، فلما كان في آخر اليوم الثالث دعا أهله و ولده فودّعهم ثم استقبل القبلة، و تشهّد، و جعل يدعو و يستغفر، فلما وجد الموت سجّى نفسه، و مدّ الثوب على وجهه، ثم مات من

ص: 45


1- الوجبة: صوت الشيء يسقط (اللسان).
2- بالأصل: المبادرة.

الليل - رحمه اللّه - فمكث الناس ثلاثا يزورونه.

فهذه قصة القبور و إن فيهم يا ابن أخي لمعتبرا.

عبد الرّحمن العمري هذا يكنى أبا عمر، و قد روى الخرائطي هذا الخبر عن إبراهيم بن الجنيد عن (1) محمّد بن الحسين، عن أبي عمر العمري، عن عبيد اللّه بن صدقة بن مرداس (2) البكري عن أبيه.

2874 - صدقة بن اليمان الهمداني

ذكر أنه قدم دمشق، و خرج منها غازيا مع مسلمة بن عبد الملك إلى القسطنطينية (3)،و جعل أمير على همدان.

حكى ذلك عن عبد اللّه بن سعيد بن قيس الهمداني، و قد تقدّم ذكر الأستاذ بذلك في ترجمة الأصبغ بن الأشعث الكندي.

2875 - صدقة [الدمشقي]

يروي عن ابن عباس.

روى عنه: أبو هريرة، و يقال أبو هزم الحمصي، و أبو فضالة.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر بن مالك، نا عبد اللّه بن أحمد (4)،نا أبو النضر، نا الفرج بن فضالة، عن أبي هرم، عن صدقة الدمشقي، قال: جاء رجل إلى ابن عباس يسأله عن الصّيام فقال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إن من أفضل الصّيام صيام أخي داود، كان يصوم يوما و يفطر يوما»، كذا قال عن أبي هرم، و إنما هو أبو هريرة[5153].

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد البغدادي، أنا أبو الفضل المطهّر بن عبد الواحد بن محمّد البزاني (5)،أنا أبو عمر عبد اللّه بن محمّد بن أحمد بن

ص: 46


1- بالأصل «بن».
2- بالأصل:«مردا بن» كذا، و الصواب ما أثبت، و قد مرّت ترجمته قريبا. و فيها البلوى بدل البكري.
3- بالأصل: القسطنطينة.
4- الخبر في مسند الإمام أحمد ط دار الفكر 673/1 ح(2878).
5- إعجامها غير واضح بالأصل، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 549/18.

عبد الوهاب السّلمي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن يزيد الزهري، نا عمي عبد الرّحمن بن عمر، لقبه رستة (1)،نا أبو قتيبة، نا فرج بن فضالة، نا أبو هريرة الحمصي عن صدقة الدمشقي:

أن رجلا سأل ابن عبّاس عن الصّيام، فقال: لأحدّثنك بحديث كان عندي في التخت (2) مخزونا، إن شئت أنبأتك بصيام داود، فإنه كان صوّاما قوّاما، و كان شجاعا لا يفرّ إذا لاقى، و كان يصوم يوما و يفطر يوما، و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أفضل الصّيام صيام داود»، و كان يقرأ الزبور سبعين صوتا يكون (3) فيها، و كانت له ركعة من آخر الليل، و كان يبكي فيها نفسه، و يبكي لبكائه كل شيء، و يضطرب لصوته المهموم و المحموم.

و إن شئت أنبأتك بصوم ابنه سليمان، فإنه كان يصوم من أول الشهر ثلاثة أيام، و من وسطه ثلاثة أيام، و من آخره ثلاثة أيام، يستفتح الشهر بصيام، و وسطه بصيام، و يختمه بصيام.

و إن شئت أنبأتك بصيام ابن (4) العذراء البتول عيسى بن مريم، فإنه كان يصوم الدهر، و يأكل الشعير، و يلبس الشعر، يأكل ما وجد، و لا يسأل عمّا فقد، ليس له ولد يموت و لا بيت يخرب، و كان أينما أدركه الليل صفق بيديه و قام يصلي حتى يصبح، و كان راميا لا يفوته صيد يريده، و كان يمرّ بمجال من بني إسرائيل فيقضي لهم حوائجهم، و إن شئت أنبأتك بصوم أمّه مريم ابنة عمران فإنها كانت تصوم يوما و تفطر يومين، و إن شئت أنبأتك بصوم النبي صلى اللّه عليه و سلم العربي الأميّ محمّد صلى اللّه عليه و سلم، فإنه كان يوم من كل شهر ثلاثة أيام، و يقول:«إنّ ذلك صوم الدهر»[5154].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عمر، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن محمّد، نا محمّد بن أحمد بن عبد الجبار، نا حميد بن زنجويه، نا أحمد بن عبد السلام بن سلم، عن أبي فضالة، عن صدقة، عن ابن عباس قال:

ص: 47


1- تقرأ بالأصل:«وشقه» و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 242/12.
2- التخت: وعاء تصان فيه الثياب (اللسان).
3- كذا و في مختصر ابن منظور 75/11 «يلوّن فيها» و هو أشبه.
4- بالأصل: أبي العذراء.

جاءه رجل فسأله عن الصيام، فقال: لأحدّثنك حديثا هو عندي في التخت المخزون، أو قال المخزوم، إن أردت صيام داود خليفة الرّحمن كان من أعبد الناس، و أشجع الناس، و كان لا يفرّ إذا لاقى، و كان يقرأ الزبور باثنين و سبعين صوتا لا يكون (1)فيهن، فيقرأ قراءة يطرب منها المحموم، و كان إذا أراد أن يبكي نفسه اجتمعت دواب البر و البحر حول محرابه فينصتن لقراءته و يبكين، و كان يسجد للّه عز و جل في آخر الليل سجدة يتضرّع فيها إلى اللّه عز و جل، و يسأله حاجته، و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ أفضل الصيام صيام أخي داود، كان يصوم يوما و يفطر يوما»، و إن أردت صيام ابنه سليمان، و كان يصوم من أول الشهر ثلاثة أيام، و من أوسطه ثلاثة أيام، و من آخره ثلاثة أيام، فكان يستفتح الشهر بالصّيام و وسطه بالصيام و يختمه بالصّيام، و إن أردت صيام عيسى بن مريم فكان يصوم الدهر فلا يفطر و يقوم الليل و لا ينام، و كان يلبس الشعر، و يأكل الشعير، و يبيت حيث أمسى، و لا يحبس شيئا لغد، و كان راميا، إذا أراد الصيد لم يخطئه، و كان يمر بمجالس بني إسرائيل، فمن كانت له إليه حاجة قضاها، و كان ينظر إلى الصّيد، فإذا رآها قد غربت قام فصفّ بين قدميه، و لا يزال قائما للّه عز و جل حتى يراها حتى طلعت، فكان هذا شأنه حتى رفعه اللّه إليه، و انح أردت صيام أمّه مريم فإنها كانت تصوم يومين و تفطر يوما، و إن أردت صيام خير البشر النبيّ العربيّ القرشيّ أبي القاسم صلى اللّه عليه و سلم فكان يصوم في كل شهر ثلاثة أيام و يقول:«هي صيام الدهر، و هي أفضل الصيام»، كذا قال، و أبو فضالة هو الفرج بن فضالة، يرويه عن أبي هريرة، عن صدقة[5155].

أخبرنا أبو سعد البغداذي، أنا المطهر بن عبد الواحد بن محمّد، أنا أبو عمر عبد اللّه بن محمّد، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عمر الزهري، ثنا عمي عبد الرّحمن بن عمر، و لقبه رستة، نا أبو قتيبة، نا فرج بن فضالة، عن أبي هريرة الحمصي، عن صدقة الدمشقي، عن ابن عباس قال:

كان عيسى بن مريم يصوم الدّهر، و يلبس الشعر، و يأكل الشعير، يأكل ما وجد، و لا يسأل عمّا فقد، ليس له ولد يموت، لا بيت يخرب، حيث ما أواه الليل صفّ قدميه يصلّي حتى يصبح صلى اللّه عليه و سلم.

ص: 48


1- كذا و فى مختصر ابن منظور 75/11 «يلوّن فيها» و هو أشبه.

2876 - صدقة أبو معاوية

حدّث عن القاسم بن عبد الرّحمن.

روى عنه: الوليد بن مسلم.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (1) قال: صدقة أبو معاوية الدمشقي عن القاسم.

روى عنه الوليد بن (2) مسلم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أبو بكر أحمد بن منصور، أنبأ أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو معاوية صدقة الدمشقي، عن القاسم بن عبد الرّحمن، روى عنه الوليد بن مسلم، فرّق البخاري و مسلم بين هذا و بين أبي معاوية صدقة بن عبد اللّه السّمين، فإن لم يكونا اثنين فلعلّ شيخ صدقة الذي روى عنه عن القاسم بن عبد الرّحمن سقط ، و عندي أنهما واحد.

ص: 49


1- التاريخ الكبير 296/4.
2- عن البخاري و بالأصل «أبو» خطأ.

ذكر من اسمه صدي

2877 - صديّ بن عجلان بن عمرو

2877 - صديّ (1) بن عجلان بن عمرو

أبو أمامة الباهلي (2)

صحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و روى عنه.

و روى عن عمر بن الخطاب، و أبي عبيدة بن الجرّاح، و أبي الدرداء، و معاذ بن جبل.

و سكن حمص، و قدم دمشق.

روى عنه القاسم أبو عبد الرّحمن، و عمر (3) بن عبد اللّه الحضرمي، و سليمان بن حبيب المحاربي، و حصين بن الأسود الهلالي، و خالد بن معدان، و أبو سلاّم الأسود، و الزبير بن خربق، و الوليد بن عبد الرّحمن الجرشي، و يوسف بن حزن الباهلي، و سالم بن أبي الجعد، و شرحبيل بن مسلم الخولاني، و محمّد بن زياد الألهاني، و حزوّر (4) أبو غالب، و أبو إدريس الخولاني، و حاتم بن حريث الطائي، و رجاء بن

ص: 50


1- صدي بالتصغير كما في تقريب التهذيب.
2- ترجمته في الاستيعاب 198/2 هامش الإصابة، و أسد الغابة 398/2 و الإصابة 182/2 و تهذيب الكمال 93/9 و تهذيب التهذيب 550/2 و الوافي بالوفيات 305/16 و انظر بحاشيتها أسماء مصادر أخرى ترجمت له. و الباهلي نسبة إلى باهلة و هم بنو معن و سعد مناة ابني مالك بن أعصر بن سعد بن قيس عيلان بن مضر. و يقال:«ابن وهب» بدل «بن عمرو» كما في تهذيب الكمال.
3- تهذيب الكمال: عمرو.
4- بالأصل: حرور، و المثبت عن أسد الغابة.

حيّوية (1)،و سليم بن عامر أبو يحيى الكلاعي.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو القاسم علي بن الفضل بن الفرات المقرئ، أنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي، أنا أبو الحسن أحمد بن عمير بن يوسف، نا عمرو بن عثمان، نا إسماعيل بن عيّاش (2)،عن شرحبيل بن مسلم، و محمّد بن زياد، قالا: سمعنا أبا أمامة الباهلي يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«يا أيّها الناس إنّه لا نبيّ بعدي، و لا أمّة بعدكم، ألا فاعبدوا ربّكم، و صلّوا خمسكم، و صوموا شهركم، و أدّوا زكاة أموالكم طيّبة بها أنفسكم، و أطيعوا ولاة أموركم، تدخلوا جنة ربّكم»[5156].

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، و طاهر بن سهل بن بشر، و أبو المعالي ثعلب بن جعفر السّرّاج، قالوا: أنا أبو القاسم (3) الحنّائي، أنا أبو الحسين عبد الوهّاب، أنا الحسن بن الوليد بن موسى بن راشد (4) الكلابي - لفظا - أخبرنا سعيد بن عبد العزيز الحلبي، نا أبو نعيم عبيد بن هشام الحلبي، نا إسماعيل بن عيّاش (5)،حدّثني شرحبيل بن مسلم الخولاني، و أسد بن وداعة الكلبي، و محمّد بن زياد الألهاني، عن أبي أمامة الباهلي، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«ألا أنه لا نبيّ بعديّ و لا أمّة بعدكم، ألا فصلّوا خمسكم، و صوموا شهركم، و صلوا أرحامكم، و أدّوا زكاة أموالكم طيّبة بها أنفسكم تدخلوا جنّة ربكم»[5157].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأنا (6) أبو محمّد الصّريفيني (7)،ثنا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد الكناني، نا عبد اللّه بن محمّد، نا شيبان بن أبي شيبة الأيلي، نا سلاّم بن مسكين، عن أبي غالب، عن أبي أمامة قال:

ص: 51


1- كذا بالأصل، و في تهذيب الكمال: حيوة.
2- بالأصل:«عباس» و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 312/8.
3- بالأصل:«أبو القا».
4- مهملة بالأصل بدون نقط و الصواب ما أثبت، انظر المطبوعة عاصم - عائذ ص 491 و انظر الفهارس ص 720.
5- بالأصل:«عباس» و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 312/8.
6- بين الرقمين مكرر بالأصل.
7- بين الرقمين مكرر بالأصل.

أتى برءوس حرورية، فنصبت على درج مسجد دمشق، فنظر إليها أبو أمامة فهي منصوبة فقال: شرّ قتلى تحت السماء هؤلاء، ثلاثا، طوبى ثلاثا، طوبى لمن قتلهم، و طوبى لمن قتلوه، قلت: يا أبا أمامة أ شيء تقوله أم شيء سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: إنّي إذا لجرئ - ثلاثا - سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقولها و إلاّ فصمّتا.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، و أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد المقرئ، قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أحمد بن محمّد بن سلاّمة التّنّيسي، أنا خيثمة، أنا عبد اللّه بن أحمد بن أبي مسرّة (1)،نا الحميدي، نا سفيان، نا أبو غالب، قال: رأيت أبا أمامة الباهلي أبصر رءوس الخوارج على درج بدمشق، و ذكر الحديث.

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغداذي، أنا أبو المظفّر محمّد بن جعفر الكوسج، و أبو منصور محمّد بن أحمد بن علي بن محمود شكرويه، و أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم الطيّان، و أبو بكر محمّد، و أبو القاسم علي، ابنا أحمد بن محمّد السّمسار، قالوا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد بن إبراهيم الطيّار، قالوا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد بن خرشيذ (2) قوله، أنا عبد اللّه بن محمّد بن زياد النيسابوري الفقيه، نا العباس أبو الوليد، أخبرني أبي، نا عبد اللّه بن شوذب، عن أبي غالب قال:

كنت في مسجد دمشق إذ قدمت رءوس من رءوس الأزارقة مما كان بعث به المهلّب بن أبي صفرة، فنصبت عند درج المسجد، فاجتمع الناس ينظرون إليها، فدنوت منها، فجاء أبو أمامة، فدخل المسجد، فصلّى ثم خرج، فلما رآها قال: سبحان اللّه ما يصنع الشيطان بأهل الإسلام، ثم دنا من الرءوس، فقال: كلاب جهنم، ثلاثا، شرّ قتلى تحت ظل السماء، شرّ قتلى قتلوا تحت ظل السماء، شرّ قتلى قتلوا تحت ظل السماء، قتلى قتلهم هؤلاء، ثلاث مرات، ثم نظر في القوم فإذا هو فيّ فقال: أما إن هؤلاء بأرضك يا أبا غالب ؟ قلت: أجل، فأعوذ باللّه من شرّهم، قال: نعم، فأعاذك اللّه من شرّهم، قال: أما أن تقرأ الآية التي في أوّل آل عمران هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتٰابَ مِنْهُ آيٰاتٌ مُحْكَمٰاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتٰابِ وَ أُخَرُ مُتَشٰابِهٰاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مٰا

ص: 52


1- بالأصل:«ميسرة» خطأ و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 632/12.
2- بالأصل:«خرشد» و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 69/17.

تَشٰابَهَ مِنْهُ ابْتِغٰاءَ الْفِتْنَةِ وَ ابْتِغٰاءَ تَأْوِيلِهِ وَ مٰا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّٰهُ (1) قال: أما أن تقرأ التي في أخر آل عمران يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَ تَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمٰانِكُمْ (2) الآية، قال: و افترقت بنو إسرائيل على إحدى و سبعين فرقة، أو ثنتين و سبعين فرقة، و هذه الأمة ستزيد عليهم فرقة كلّهم في النار إلاّ فرقة واحدة غير السواد الأعظم، قال: أ لا ترى ما فيه السّواد الأعظم، و ذلك في أوّل خلافة عبد الملك، و القتل يومئذ ظاهر، قال: عليهم ما حملوا و عليكم ما حملتم، قال: فقلت: أو قيل له: ما تقول في هؤلاء القوم ؟ أ شيء قلته برأيك أم شيء سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: إنّي إذا لجرئ، لقد سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم غير مرّة و لا ثنتين و لا ثلاثا و لا أربعة و لا خمسة و لا ستة و لا سبعة (3).

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أنبأ علي بن حجر، أنبأ إسماعيل بن عياش، حدّثني شرحبيل بن مسلم قال: سمعت أبا أمامة صديّ بن عجلان بن عمرو.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنبأ عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا أحمد بن إبراهيم العبدي، حدّثني أبو نعيم قال: اسم أبي أمامة الصّديّ بن عجلان.

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن بن المفرج، أنا أبو الفرج سهل بن بشر، و أبو نصر أحمد بن محمّد بن سعيد، قالا: نا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن عيسى، أنا منير بن أحمد بن الحسن، أنا جعفر بن أحمد بن إبراهيم الحدّاد، أنا أحمد بن الهيثم البلدي، قال: قال أبو نعيم الفضل بن [دكين:] أبو (4) أمامة الباهلي صديّ بن عجلان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد بن السماك، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه بن أبي

ص: 53


1- سورة آل عمران، الآية:7.
2- سورة آل عمران، الآية:106.
3- كذا و الأشبه: أربعا... خمسا... ستّا... سبعا.
4- بالأصل:«أبو نعيم الفضل بن أبي أمامة» و لعل الصواب ما أثبت و ما أضيف للإيضاح.

عبيدة عبد الواحد بن واصل الحداد، قال: أبو أمامة الباهلي [صديّ ] (1) بن عجلان.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الفضل بن خيرون.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، قالا: أنا عبد اللّه بن أحمد بن عثمان الأزهري، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، أنا العباس بن العباس بن محمّد، أنا صالح بن أحمد قال: أبو أمامة الباهلي الصّديّ بن عجلان.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم السّلماسي، أنا نعمة اللّه بن محمّد المرندي (2)، نا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، نا محمّد بن أحمد بن سليمان، أنا سفيان بن محمّد بن سفيان، حدّثني عمي الحسن بن سفيان، نا محمّد بن علي بن محمّد بن إسحاق قال:

سمعت أبا عمر الضرير يقول: أبو أمامة الباهلي الصّديّ بن عجلان.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمّام علي بن محمّد، عن (3)أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم، نا أبو بكر بن أبي خيثمة قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: و سمعت أبي يقول: أبو أمامة صديّ بن عجلان.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي قال: حدّثت [عن] (4) أبي أمامة صديّ بن عجلان بن عمرو بن وهب الباهلي.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّاء، و أبو محمّد بن بالويه، قالا: ثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو أمامة الباهلي الصّديّ بن عجلان.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو طاهر أحمد بن الحسن.

ح و أخبرنا أبو العز ثابت بن منصور، قال: أنا أبو طاهر الباقلاني، قالا: أنا

ص: 54


1- الزيادة لازمة منا للإيضاح.
2- إعجامها مضطرب بالأصل، و الصواب ما أثبت، انظر المطبوعة عاصم - عائذ الفهارس ص 853.
3- بالأصل «بن» خطأ، و الصواب «عن» و قد مرّ السند كثيرا.
4- زيادة منا للإيضاح.

محمّد بن الحسن بن أحمد بن محمّد، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خياط (1) قال: من قيس عيلان (2)،ثم من بني أعصر بن سعد (3) بن قيس بن عيلان (4)، أبو أمامة، اسمه الصّدي بن عجلان بن وهب بن عريب (5) بن وهب بن رياح بن الحارث بن معمر (6) بن مالك بن أعصر، من أهل الشام، مات سنة ست و ثمانين، نسبه ابن قريب، نسبوا إلى باهلة، و باهلة (7) بنت أود بن صعب بن سعد العشيرة بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن يعرب. هي امرأة معن بن زيد بن أعصر بن قيس عيلان (8).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ أحمد بن الحسن بن خيرون، أنبأ أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّواف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال:

سمعت عمي أبا بكر يقول: اسم أبي أمامة الباهلي الصّديّ بن عجلان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو الفتح نصر بن أحمد بن نصر، أنبأ محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الجواليقي.

و أخبرنا أبو البركات ابن المبارك، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو طاهر بن سوار، قالا: أنا الحسين بن علي، قالا: أنا محمّد بن زيد الأنصاري، أنبأ محمّد بن محمّد بن عقبة، نا هارون بن حاتم، قال: اسم أبي أمامة صديّ بن عجلان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية، قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: اسم أبي أمامة الباهلي الصّديّ بن عجلان.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (9) قال في تسمية من نزل الشام من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: أبو أمامة الباهلي، و اسمه

ص: 55


1- طبقات خليفة بن خياط رقم 297 ص 93.
2- بالأصل:«غيلان، و المثبت عن خليفة.
3- بالأصل:«أسعد» و المثبت عن خليفة.
4- بالأصل:«غيلان، و المثبت عن خليفة.
5- عن خليفة و بالأصل «زيب».
6- في طبقات خليفة: معن.
7- مكررة بالأصل.
8- بالأصل:«غيلان، و المثبت عن خليفة.
9- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

الصّديّ بن عجلان، توفي سنة ست و ثمانين، و هو ابن إحدى و تسعين سنة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، ثنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1) قال: في الطبقة الرابعة: من باهلة بنت صعب (2) بن سعد العشيرة من مذحج بها يعرفون، أبو أمامة الباهلي، و اسمه صديّ بن عجلان من بني سهم بن عمرو بن ثعلبة بن عثمان (3) بن قتيبة بن معن بن مالك بن أعصر، صحب النبي صلى اللّه عليه و سلم، و سمع منه، و روى عنه، و تحول إلى الشام فنزل بها.

أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن علي الآبنوسي.

ح و أخبرني عنه أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي أحمد بن علي بن الحسن، أنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم (4)،قال: و من باهلة بن أعصر بن سعد بن قيس بن عيلان (5) بن مضر، و باهلة امرأة أم ولد معن بن مالك بن يعصر، و هي باهلة بنت سعد العشيرة من مذحج، أبو أمامة الباهلي، و اسمه الصّديّ بن عجلان بن عمرو بن غنم بن عمير (6) بن وهب بن عريب (7) بن وهب بن رياح بن الحارث بن معن بن مالك بن يعصر، مات أبو أمامة الباهلي، سنة ست و ثمانين، لم يختلف أحد فيه من أهل الحديث، و لا أهل التاريخ، و توفي النبي صلى اللّه عليه و سلم و هو ابن ثلاثين سنة.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن المسلم، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (8)،قال: صديّ بن عجلان بن وهب بن عمرو

ص: 56


1- الخبر ليس في طبقات ابن سعد المطبوع، و نقله المزي في تهذيب الكمال 95/9 عن محمد بن سعد.
2- غير واضحة بالأصل و رسمها:«يتنصعب» و المثبت عن تهذيب الكمال.
3- في تهذيب الكمال: غنم.
4- نقله المزي في تهذيب الكمال 95/9.
5- بالأصل: غيلان.
6- تهذيب الكمال: عمرو.
7- الأصل: زيب، و المثبت عن تهذيب الكمال.
8- التاريخ الكبير 326/4.

أبو أمامة الباهلي من قيس عيلان (1)،قال لي خالد بن خلي عن محمّد بن حرب عن حميد بن (2) ربيعة: رأيت أبا أمامة خارجا من عند الوليد في ولايته، قال الحسن عن (3) ضمرة: مات الوليد سنة ست و تسعين، و مات عبد الملك سنة ست و ثمانين، نزل الشام.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال: أبو أمامة الصّدي بن عجلان الباهلي، من سهم باهلة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنبأ أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو أمامة صديّ بن عجلان الباهلي سكن حمص، له صحبة.

أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكرخي، أنا أبو عامر محمود بن القاسم، و أبو نصر عبد العزيز بن محمّد التّرياقي، و أبو بكر أحمد بن عبد الصمد التاجر، قالوا: أنا محمّد بن عبد الجبار بن محمّد بن عبد اللّه، أنا محمّد بن أحمد بن محبوب، أنا أبو عيسى الترمذي، قال: أبو أمامة الباهلي، اسمه صديّ بن عجلان.

أنبأنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن حمد بن الحسن.

ح و أخبرنا أبو الحسن سعد الخير بن محمّد، أنا أحمد بن الحسين بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن إسحاق، قال: قال أبو عبد الرّحمن النسائي: اسم أبي أمامة صديّ بن عجلان.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو القاسم البجلي، نا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة، قال: أبو أمامة الباهلي، و اسمه صديّ بن عجلان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا أبو القاسم هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، ثنا أبو بشر الدولابي (4)،

ص: 57


1- بالأصل: غيلان.
2- بالأصل «بن» و المثبت عن البخاري.
3- بالأصل «بن» و المثبت عن البخاري.
4- الكنى و الأسماء للدولابي 13/1.

قال: أبو أمامة الباهلي صديّ بن عجلان.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الشافعي، أنا نصر بن إبراهيم الزاهد، أنا سليم بن أيوب الفقيه، نا علي بن إبراهيم بن أحمد الجوزي، نا يزيد بن محمّد بن إياس، قال: سمعت محمّد بن أحمد المقدّمي يقول: أبو أمامة الباهلي صديّ بن عجلان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد قال: أبو أمامة اسمه صديّ بن عجلان من بني سهم بن عمرو بن ثعلبة بن غنم بن قتيبة بن معن بن مالك بن أعصر بن سعد بن قيس بن عيلان (1) بن مضر، و أم بني معن بن مالك: باهلة بنت صعب بن سعد العشيرة من مذحج بها يعرفون، سكن أبو أمامة دمشق، و بيت المقدس، و توفي في سنة ست و ثمانين، حدّثني أحمد بن زهير، حدّثني أبو الفتح - يعني نصر بن المغيرة قال: قال سفيان: كان آخر من بقي من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بالشام أبو أمامة.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم (2)،قال: أبو أمامة الصّدي بن عجلان بن والية (3) بن رياح (4)،و يقال: ابن عجلان بن وهب بن عمرو (5)،و يقال: ابن وهب بن عمرو (6)، [و يقال:] (7) بن وهب (8) بن رباح بن الحارث بن معن بن مالك بن أعصر بن سعد بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، أحد بني سهم، له صحبة، سكن مصر، و مات بالشام.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن

ص: 58


1- بالأصل:«غيلان» و الصواب بالعين المهملة المفتوحة كما في الاكمال 41/7 و المغني ص 182.
2- كتاب الأسامي و الكنى للحاكم 8/2.
3- والبة بكسر لام و فتح موحدة (المغني ص 263).
4- رياح: بكسر الراء و فتح الباء المعجمة باثنتين من تحتها (الاكمال 14/4).
5- عن الأسامي و الكنى للحاكم و بالأصل: عمر.
6- عن الأسامي و الكنى للحاكم، و بالأصل: عزيز.
7- الزيادة لازمة للإيضاح عن الأسامي للحاكم.
8- عند الحاكم: ابن وهب عريب بن وهب بن رياح.

منده، قال: صديّ بن عجلان بن الحارث بن سهم بن عمرو بن ثعلبة، أبو أمامة الباهلي، آخر من بقي بالشام من الصحابة (1)،مات سنة ست و ثمانين، و هو ابن إحدى و تسعين سنة.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو أحمد بن محمّد الكلاباذي، قال: صديّ بن عجلان بن وهب بن عمرو، أبو أمامة الباهلي من قيس عيلان (2)،نزل حمص من الشام، سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم، روى عنه خالد بن معدان، و محمّد بن زياد الألهاني، و سليمان بن حبيب في: المزارعة، و الأطعمة، و الجهاد، قال الذهلي: قال يحيى بن بكير: مات سنة ست و ثمانين، سنّه إحدى و تسعون.

و قال عمرو بن علي، و محمّد بن سعد نحو قول ابن بكير سواء، و قال أبو عيسى، و ابن عمير: مات سنة ست ثمانين، و قال سليم بن عامر: قلت لأبي أمامة: مثل من أنت يوم حجة الوداع، قال: أنا يومئذ ابن ثلاثين سنة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي، أنا أبو محمّد بن زبر، نا إسماعيل بن إسحاق، نا نصر بن علي قال: خبّرنا الأصمعي قال: أبو أمامة الباهلي من بني الحارث بن سهل من بني قتيبة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا محمّد بن عبد الرّحمن بن العباس، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، نا زكريا بن يحيى المنقري، قال: قال الأصمعي: أبو أمامة الباهلي الصّديّ بن عجلان من حي يقال لهم: بنو سهم بن عمرو، بطن من بني قتيبة، و من بني سهم سلمان بن ربيعة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن عبد اللّه أنا أبو منصور محمّد بن الحسن بن محمّد بن يونس، نا أحمد بن الحسين بن زنبيل، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن بن الخليل، نا محمّد بن إسماعيل، نا عبد اللّه بن صالح، حدّثني

ص: 59


1- عقب ابن الأثير في أسد الغابة على هذا القول: و قيل: كان آخرهم موتا عبد اللّه بن بسر، و هو الصحيح.398/2. و انظر الاستيعاب 199/2 هامش الإصابة.
2- بالأصل:«غيلان» و الصواب بالعين المهملة المفتوحة كما في الاكمال 41/7 و المغني ص 182.

معاوية بن صالح، ثنا سليمان (1) بن عامر أبو يحيى، سمع أبا أمامة الباهلي، قال:

سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم في حجة الوداع، قلت لأبي أمامة: مثل من أنت يومئذ؟ قال: أنا يومئذ ابن ثلاثين سنة، أزاحم البعير حتى أدحرجه قدما إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

قوله: أدحرجه تصحيف، إنما هو أزحزحه.

أخبرناه أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد، و أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو العباس بن قتيبة، نا حرملة بن يحيى، نا ابن وهب، حدّثني معاوية بن صالح، عن أبي (2) يحيى سليم بن عامر الكلاعي، عن جدته (3) قال: سمعت أبا أمامة يقول: قام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فينا في حجة الوداع و هو على ناقته الجذعاء، فأدخل رجليه في غرزي الركاب يتطاول يسمع الركاب و الناس، فقال:«أ لا تسمعون» و طوّل صوته، فقال رجل من طوائف الناس:

بما ذا تعهد لنا؟ قال:«اعبدوا ربّكم، و صلّوا خمسكم، و صوموا شهركم، و أدّوا زكاة أموالكم، و أطيعوا ولاة (4) أمركم تدخلوا جنة ربّكم»، قال: فقلت: يا أبا أمامة، مثل من أنت يومئذ؟ قال: أنا يا ابن أخي يومئذ ابن ثلاثين سنة، أزاحم البعير حتى أزحزحه قربا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم[5158].

كذا وقع في الأصل، و هذا تصحيف فاحش، فإن سليما سمعه من أبي أمامة نفسه، و يدل عليه قوله له في الحديث: يا ابن أخي، و لو كان عن جدته لقال: يا بنت أخي، و يدل عليه ما قال.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (5)،نا عبد اللّه بن صالح، نا معاوية بن صالح، عن أبي يحيى سليم بن عامر أنه سمع أبا أمامة يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في حجّة الوداع

ص: 60


1- كذا بالأصل، و لعل الصواب «سليم» راجع بداية الترجمة فيمن يروي عن أبي أمامة، و انظر تهذيب الكمال 94/9 و فيه: سليم بن عامر الخبائري.
2- بالأصل «ابن» خطأ و الصواب ما أثبت.
3- كذا بالأصل، و هو خطأ و الصواب أن سليم سمعه من أبي أمامة، و سينبه المصنف إلى هذا الخطا في آخر الخبر.
4- تقرأ بالأصل «ذا» و لعل الصواب ما أثبت، عن رواية سابقة للحديث، في بداية الترجمة.
5- الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 564/1.

فقلت: يا أبا أمامة ابن كم أنت يومئذ؟ قال: ابن ثلاثين سنة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا [أبو] (1) حسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا الحكم بن موسى، نا الوليد بن مسلم، عن ابن جابر، حدّثني سليم بن عامر، قال: قلت لأبي أمامة: ابن كم كنت في عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: ما سألني عنها غيرك، كنت ابن ثلاث و ثلاثين سنة، و لقد رأيتني حضرت خطبة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم حجة الوداع، فجعل رجل يصدر راحلته ليزيلني عن السماع من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأضع كفّي في صدر راحلته فأدفعها فأزيلها.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد.

ح و أخبرنا أبو محمّد أيضا، قال: أنبأ أبو القاسم عبيد اللّه بن عبد اللّه بن سوار، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي نصر، ثنا خيثمة بن سليمان، نا علي بن الحسن بن معروف السّلمي - بحمص - نا وهيب بن صدقة عن (2) يوسف بن حزن الباهلي، قال: سمعت أبا أمامة الباهلي صديّ بن عجلان يقول: لما أن نزلت: لَقَدْ رَضِيَ اللّٰهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبٰايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ (3) قال أبو أمامة: قلت: يا رسول اللّه أنا ممن بايعك تحت الشجرة، قال:«يا أبا أمامة أنت مني، و أنا معك» (4)[5159].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنا محمّد بن المظفّر، نا محمّد بن محمّد الباغندي، نا شيبان، نا مهدي - و هو ابن ميمون-.

ح و أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر المقرئ، أنا أبو يعلى، ثنا شيبان بن فروخ، نا مهدي بن ميمون، نا محمّد بن عبد اللّه بن أبي يعقوب، عن رجاء بن حيّوية، عن أبي أمامة قال: أنشأ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم غزوا، فلقيته فقلت: يا رسول اللّه ادع لي بالشهادة، فقال:«اللّهمّ سلّمهم - و في حديث الباغندي: ثبتهم - و غنّمهم». قال: فغزونا و سلمنا و غنمنا، ثم أنشأ

ص: 61


1- زيادة لازمة منا قياسا إلى سند مماثل.
2- بالأصل «بن» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر أسماء الرواة عن أبي أمامة في بداية الترجمة. و انظر الحاشية التالية.
3- سورة الفتح، الآية:18.
4- الخبر في الإصابة 182/2 و فيها: من طريق وهب بن صدقة. و في الإصابة:«و أنا منك».

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم غزوا ثانيا، فأتيته، فقلت: يا رسول اللّه ادع اللّه لي بالشهادة، فقال:

«اللّهم ثبّتهم - و في حديث أبي يعلى: فقال: اللّهمّ سلّمهم - و غنّمهم»- و زاد أبو يعلى قال: فغزونا - فسلمنا و غنمنا، قال: و اتفقا فقالا: ثم أنشأ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم غزوا ثالثا، فأتيته فقلت: يا رسول اللّه إني قد أتيتك مرتين أسألك أن تدعو اللّه لي بالشهادة فقال أبو يعلى: تدعو لي بالشهادة - و زاد فقلت: اللّهم سلّمهم و غنمهم يا رسول اللّه فادع اللّه لي بالشهادة، و اتفقا، فقالا: اللّهم سلمهم و غنمهم - فغزونا، فسلمنا و غنمنا، ثم أتيته بعد ذلك فقلت: يا رسول اللّه مرني بعمل آخذه عنك فينفعني اللّه به، فقال:«عليك بالصوم فإنه لا مثل له» فكان أبو أمامة و امرأته و خادمه لا يلقون إلاّ صيّاما، قال: فإن رأوا نارا أو دخانا بالنهار في منزلهم عرفوا أنهم قد اعتراهم ضيف، قال: ثم أتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - و قال أبو يعلى: ثم أتيته - بعد ذلك، و قالا: فقلت: يا رسول اللّه أمرتني - و قال أبو يعلى: إنك أمرتني - بأمر أرجو أن يكون اللّه قد نفعني - زاد أبو يعلى: به - و قال الباغندي: فمرني بأمر آخر عسى اللّه أن ينفعني به، ثم اتفقا فقالا: قال:«اعلم أنّك لا - و قال أبو يعلى: لم تسجد - للّه سجدة إلاّ رفع اللّه لك بها درجة - أو قال: حط عنك بها خطيئة - شك مهدي - زاد عبادة بن كليب اللّيثي عن مهدي[5160].

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا عبد العزيز بن جعفر بن محمّد الخرقي (1)،نا أحمد بن إسحاق بن البهلول، حدّثني أبي، ثنا عبادة بن كليب اللّيثي، نا مهدي فذكره بإسناده و معناه، إلاّ أنه قال: اللّهمّ سلّمهم بدل ثبّته، و قال:

و حطّ عنك بها خطيئة من غير شكّ .

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر، أنا أبو الغنائم الدّجاجي، أنا علي بن معروف، نا عبد اللّه بن سليمان، نا محمّد بن عقيل، نا علي بن الحسن بن واقد، حدّثني أبي، حدّثني أبو غالب، عن أبي أمامة قال:

أرسلني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى باهلة، فأتيتهم و هم على طعام لهم، فرحبوا بي و أكرموني، و قالوا لي: تعال فكل، فقلت: جئت لأنهاكم عن هذا الطعام، و أتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إليكم لتؤمنوا به، قال: فكذّبوني و ردّوني، فانطلقت من عندهم و أنا جائع ظمآن قد نزل بي جهد شديد، فنمت، فأتيت في منامي بشربة من لبن، فشربت فشبعت

ص: 62


1- مهملة بدون نقط بالأصل و الصواب ما أثبت و ضبط عن الأنساب ذكره السمعاني و ترجم له.

و رويت، فعظم بطني فقال القوم: رجل من خياركم و أشرافكم و رددتموه، اذهبوا إليه فأطعموه من الطعام و الشراب ما يشتهي، قال: فأتوني بطعامهم و شرابهم، فقلت: لا حاجة لي في طعامكم و شرابكم، فإن اللّه قد أطعمني و سقاني، فنظروا إلى حالي التي أنا عليها، فآمنوا بي، و بما جئت به من عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا عبد اللّه بن سلمة البصري، نا صدقة بن هرم القسميلي، عن أبي غالب، عن أبي أمامة قال:

بعثني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى قوم، فانتهيت إليهم، و أنا طاوي (1)،و انتهيت إليهم و هم يأكلون الدم، فقالوا: هلمّ ، فقلت: إنما جئت أنهاكم عن هذا، فنمت و أنا مغلوب، فأتاني في منامي آت بإناء فيه شراب، قال: خذ، قال: فأخذته فشربته، فكظّني بطني فشبعت و رويت، فقال رجل من القوم: أتاكم رجل من سراة قومكم - يعني فلم تكرموه و لم تتحفوه - بمرق، فأتوني بمذيقتهم (2)،فقلت: لا حاجة لي فيها، قالوا: إنّا رأيناك تجهد، فأريتهم بطني فأسلموا عن آخرهم.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (3)،أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو صادق العطار، قالا: ثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا محمّد بن عبد اللّه (4)المنادي، نا يونس بن محمّد المؤدب، نا صدقة بن هرمز (5)،عن أبي غالب، عن أبي أمامة قال:

بعثني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى قوم فانتهيت إليهم و أنا طاوي و هم يأكلون الدم، فقالوا: هلمّ ، فقلت: إنما جئت لأنهاكم عن هذا، قال: فاستهزءوا بي، و كنت بجهد، فسمعتهم يقول بعضهم لبعض: أتاكم رجل من سراة قومكم، فما لكم بدّ من أن تتحفوه

ص: 63


1- كذا بالأصل.
2- بالأصل بالدال المهملة، و المثبت بالذال المعجمة عن القاموس، و المديق: كأمير، اللبن الممزوج بالماء (القاموس).
3- الخبر في دلائل النبوة للبيهقي 127/6 و الحاكم في المستدرك 641/3 و ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 386/9.
4- في البيهقي: عبيد اللّه.
5- تقرأ بالأصل «هزم» و المثبت عن البيهقي.

و لو مذقة، قال: فوضعت رأسي و نمت، فأتى آت فناولني إناء فأخذته فشربته، فاستيقظت و قد كظّني بطني، فناولوني إناء، و قالوا: خذ، قلت: لا حاجة لي فيه، قالوا: قد رأيناك تجهد، قال: قلت: إن اللّه تعالى أطعمني و سقاني، فأريتهم بطني، فأسلموا من عند آخرهم.

قال (1):و أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس القاسم بن القاسم بن السبار (2)- بمرو - نا إبراهيم بن هلال البوزنجردي، ثنا علي بن الحسن بن شقيق، أنا الحسين بن واقد، حدّثني أبو غالب، عن أبي أمامة قال:

أرسلني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - أظنه قال لي: باهلة (3)-فأتيتهم و هم على طعام - يعني الدم - فرحّبوا بي، و قالوا لي: كل، قال: قلت: إني لأنهاكم عن هذا الطعام، و أنا رسول رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فكذبوني و زبروني، قال: فانطلقت و أنا جائع ظمآن و نزل بي جهد، فنمت، فأتيت في منامي بشربة من لبن و أنا جائع، فشبعت و رويت و عظم بطني، فقال القوم: أتاكم رجل من خياركم و أشرافكم فرددتموه، اذهبوا إليه فأطعموه من الطعام و الشراب ما يشتهي، فأتوني بطعام، قال: قلت: لا حاجة لي في طعامكم و شرابكم، فإن اللّه قد أطعمني و سقاني، فانظروا إلى حالتي التي أنا عليها فآمنوا بي و بما جئتهم من عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين المقرئ، و أبو علي الحسن بن المظفّر، و أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن عبد الوهاب، قالوا: أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا علي بن عمر بن محمّد الحربي، نا أبو حبيب العباس بن أحمد، نا محمّد بن عبد الملك، نا بشر، نا أبو غالب صاحب أبي أمامة، عن أبي أمامة قال:

بعثني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى قوم أدعوهم إلى اللّه و إلى رسوله و أعرض عليهم شرائع الإسلام، فأتيتهم و قد سقوا إبلهم (4) و احتلبوها و شربوا، فلما رأوني قالوا: مرحبا بصديّ بن عجلان، قالوا: بلغنا أنك صبوت إلى هذا الرجل، قال: قلت: لا، و لكني

ص: 64


1- الخبر في دلائل النبوة للبيهقي 126/6.
2- كذا، و في البيهقي: السياري.
3- في البيهقي: إلى أهله.
4- غير مقروءة بالأصل، و لعل الصواب ما ارتأيناه.

آمنت باللّه و رسوله، و بعثني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إليكم أعرض عليكم الإسلام و شرائعه، قال:

فبينا نحن كذلك إذ جاءوا بقصعة من دم فوضعوها و اجتمعوا عليها يأكلونها، قال:

قالوا: هلمّ يا صديّ ، قال: قلت: ويحكم إنما أتيتكم من عند من يحرّم هذا عليكم بما أنزله اللّه عليه، قالوا: و ما ذاك ؟ قال: فتلوت عليهم هذه الآية حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَ الدَّمُ وَ لَحْمُ الْخِنْزِيرِ، وَ مٰا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّٰهِ ، [وَ الْمُنْخَنِقَةُ ] وَ الْمَوْقُوذَةُ وَ الْمُتَرَدِّيَةُ وَ النَّطِيحَةُ وَ مٰا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاّٰ مٰا ذَكَّيْتُمْ وَ مٰا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ ، وَ أَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلاٰمِ ذٰلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ (1)قال: فجعلت أدعوهم إلى الإسلام و يأبون عليّ ، فقلت لهم: ويحكم اسقوني شربة من ماء فإني شديد العطش، قال: و عليّ عباء، قالوا: لا، و لكن ندعك حتى تموت عطشا، قال: فاغتممت، و ضربت برأسي في العباءة نمت في الرمضاء في حرّ شديد، قال: فأتاني آت في منامي بقدح زجاج لم ير الناس أحسن منه، و فيه شراب لم ير الناس شرابا ألذّ منه، فأمكنني منها، فشربتها، فحيث فرغت من شرابي استيقظت، فلا و اللّه ما عطشت و لا غرثت بعد تلك الشربة.

ح أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد الحافظ الإمام بن محمّد، نا أبو زرعة محمّد، و أبو بكر أحمد، ابنا (2)عبد اللّه بن أبي دجانة، نا محمّد بن تمام، نا مسيّب بن واضح، نا بقية، عن محمّد بن دينار، عن أبي راشد قال: أخذ أبو أمامة بيدي ثم قال: أخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بيدي، ثم قال لي:«يا أبا أمامة إنّ من المؤمنين من يلين له قلبي»[5161].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبي، نا ابن نمير (4)،نا مشعر، عن أبي العبّاس (5)،عن أبي

ص: 65


1- سورة المائدة، الآية:3 و الزيادة السابقة عن التنزيل الكريم. و قوله: الموقوذة. هي التي ترمى أو تضرب بحجر أو عصا حتى تموت من غير تذكية. و المتردية: هي التي تتردى من العلو إلى السفل فتموت، كان ذلك من جبل أو في بئر و نحوه. و النطيحة و هي الشاة تنطحها أخرى أو غير ذلك فتموت قبل أن تذكى و ما أكل السبع: يريد كل ما افترسه ذو ناب و أظفار من الحيوان كالأسد و النمر و الثعلب و الذئب و الضبع. (انظر تفسير القرطبي 48/6 و ما بعدها تفسير سورة المائدة).
2- بالأصل:«انا» و الصواب ما أثبتناه.
3- الحديث في مسند أحمد ط دار الفكر 278/8 رقم 22243.
4- عن المسند و بالأصل: عمير.
5- في المسند: أبي العنبس.

العدبس، عن أبي مرزوق، عن أبي غالب، عن أبي أمامة قال:

خرج علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو متوكئ على عصا، فقمنا إليه، فقال:«لا تقوموا كما تقوم الأعاجم يعظّم بعضها بعضا» قال: فكأنا اشتهينا أن يدعو اللّه لنا، فقال:«اللّهم اغفر لنا، و ارحمنا و ارض عنا و تقبّل منا، و أدخلنا الجنة، و نجّنا من النار، و أصلح لنا شأننا كله»، فكأنا اشتهينا أن يزيدنا، فقال:«قد جمعت لكم الأمر»[5162].

ح أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا ابن حميد، نا جرير، عن ليث، عن عبد الكريم بن أبي المخارق، عن أبي عبد الرّحمن، عن أبي أمامة قال: رآني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أنا أحرّك شفتي، فقال:«لم تحرك شفتيك» فقلت: أذكر اللّه، فقال:«أ فلا أدلّك على من (1)هو أكبر من ذكرك الليل مع النهار، و النهار مع الليل» قال: قلت: بلى يا نبي اللّه قال:«قل الحمد للّه عدد ما خلق، و الحمد للّه ملء (2)ما خلق، و الحمد للّه عدد ما في السموات و الأرض، و الحمد للّه و الأرض، و سبحان اللّه عدد ما أحصى كتابه، و سبحان اللّه عدد كل شيء، و سبحان اللّه ملء كل شيء»، قال: فكان أبو أمامة إذا حدّث بهذا الحديث إنسانا قال: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أمرني أن أعلّمهن عقبي من بعدي، فعلّمهن عقبك[5163].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأ أبو بكر البيهقي (3)،أنا أبو عبد [اللّه] (4)الحافظ ، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا محمّد بن عوف الطائي، حدّثنا عبد القدوس بن الحجّاج، حدّثني صفوان بن عمرو، حدّثني سليم بن عامر، قال: جاء رجل إلى أبي أمامة، فقال: يا أبا أمامة إنّي رأيت في منامي الملائكة تصلّي عليك كلما دخلت، و كلما خرجت، و كلما قمت، و كلما جلست، قال أبو أمامة: اللّهمّ غفرا دعونا عنكم، و أنتم لو شئتم صلّت عليكم الملائكة، ثم قرأ يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللّٰهَ ذِكْراً كَثِيراً وَ سَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَ أَصِيلاً هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَ مَلاٰئِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمٰاتِ إِلَى

ص: 66


1- في مختصر ابن منظور 80/11 شيء.
2- بالأصل: ملأ.
3- الخبر في دلائل النبوة للبيهقي 25/7 و ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 387/9 و رواه الحاكم في المستدرك 641/3، و ذكره المزي في تهذيب الكمال 95/9 من طريق صفوان بن عمرو.
4- سقط لفظ الجلالة من الأصل.

اَلنُّورِ وَ كٰانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً (1) .

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، قال: أخبرتنا كريمة بنت أحمد - إجازة - و حدّثني عنها محمّد بن أبي نصر الحميدي، قالت: أنبأ زاهر بن أحمد، أنبأ أبو لبيد محمّد بن إدريس، نا أبو همّام، نا بقية، عن محمّد بن زياد الألهاني قال:

كنت آخذا بيد أبي أمامة صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلم فانصرفت معه إلى بيته، و لا يمر مسلم لا صغير و لا أحد إلاّ قال: سلام عليكم، سلاّم عليكم، فإذا انتهى إلى باب داره التفت إلينا ثم قال: أي أخي، أمرنا نبيّنا صلى اللّه عليه و سلم أن نفشي السّلام (2).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر محمّد بن إسماعيل، قالا: ثنا يحيى بن محمّد بن صاعد. أخبرنا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا إسماعيل بن عياش، حدّثني محمّد بن زياد، قال:

رأيت أبا أمامة أتى على رجل في المسجد و هو ساجد يبكي في سجوده و يدعو ربّه، فقال أبو أمامة: أنت، أنت، لو كان هذا في بيتك (3).

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن بن البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عثمان بن عمرو بن المنتاب، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا ابن المبارك، نا سهل بن حصين، نا زرارة الباهلي، قال:

قدمنا على أبي أمامة الشام، فنزلنا عليه فأمرنا أن لا نغدو في حوائجنا حتى نتغدى، فنؤتى بقصعة من خبز و لحم فنأكل منها ما شئنا، ثم نؤتى بعسّ من طلاء فنشرب منه أريبا، ثم نرجع إليه آخر النهار، فنؤتى بمثلها فنأكل من تلك القصعة و نشرب من ذلك العس.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، أنا أبو زرعة (4)،ثنا يحيى بن صالح، نا يزيد بن زياد (5)،عن

ص: 67


1- سورة الأحزاب، الآية:43.
2- الخبر في تهذيب الكمال 95/9-96 من طريق بقية.
3- المصدر السابق 96/9 من طريق إسماعيل بن عياش.
4- تاريخ أبي زرعة 238/1.
5- هو يزيد بن زياد القرشي الدمشقي (تهذيب التهذيب 328/11).

سليمان بن حبيب، قال: دخلت أنا و مكحول، و ابن أبي زكريا على أبي أمامة قال:

فدخلنا على شيخ منطقه أجلد من منظره فقال مكحول: لقد دخلنا على شيخ مجتمع العقل.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، و أبو محمّد بن أبي نصر، و أبو نصر بن أبي الجندي، و أبو بكر القطان، و أبو القاسم عبد الرّحمن بن أبي العقب، قالوا: أنا أبو القاسم علي بن يعقوب، نا أبو زرعة، نا يحيى بن صالح، نا يزيد بن زياد القرشي، نا سليمان بن حبيب المحاربي، قال:

دخلت على أبي أمامة مع مكحول و ابن أبي زكريا فنظر إلى أسيافنا فرأى فيها شيئا من وضح (1) فقال: إن المدائن و الأمصار فتحت بسيوف (2) ما فيها الذهب و لا الفضّة، فقلنا: إنه أقل من ذلك، فقال: هو ذاك، أما إن أهل الجاهلية كانوا أسمح منكم، كانوا لا يرجون على الحسنة عشر أمثالها، و أنتم ترجون ذلك و لا تفعلونه، قال: فقال مكحول لما خرجنا من عنده: لقد دخلنا على شيخ مجتمع العقل (3).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنبأ أبو الحسن علي بن محمّد بن طوق الطبراني، أنا عبد الجبّار بن عبد اللّه الخولاني (4)،نا عون بن الحسن، نا بكر بن سهل، نا عبد اللّه بن يوسف، نا كلثوم بن زياد، عن سليمان بن حبيب قال:

خرجت غازيا، فلما مررت بحمص دخلت إلى سوقها أشتري ما لا غناء بالمسافر عنه، فلما نظرت إلى باب المسجد قلت: لو اني دخلت فركعت ركعتين، فلما دخلت نظرت إلى ثابت بن معبد، و ابن أبي زكريا، و مكحول - و ليس مكحولنا هذا - في نفر من أهل دمشق، فلما رأيتهم أتيتهم فجلست إليهم فتحدّثنا شيئا، ثم قالوا: إنا نريد أبا أمامة، فقاموا، و قمت معهم حتى دخلنا عليه فإذا شيخ قد رقّ و كبر، و إذا عقله و منطقه أفضل مما نرى من منظره، فقال في أول ما حدّثنا: إن مجلسكم هذا من بلاغ اللّه إياكم، و حجته عليكم، فإن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قد بلّغ ما أرسل به، و إن أصحابه قد بلّغوا ما سمعوا، فبلّغوا ما تسمعون: ثلاثة كلهم ضامن على اللّه حتى يدخله الجنة أو يرجع بما نال من أجر

ص: 68


1- الوضح: الدرهم الصحيح، يتخذ حلية (اللسان: وضح).
2- بالأصل:«سيوف» و المثبت عن تهذيب الكمال.
3- الخبر نقله المزي في تهذيب الكمال 96/9 من طريق يزيد بن زياد القرشي.
4- الخبر في تاريخ داريا ط دار الفكر ص 100.

و غنيمة: فاضل (1) فضل في سبيل اللّه حتى يدخل الجنة و يرجعه بما نال من أجر و غنيمة (2)،و رجل دخل بيته بسلام.

قال: ثم قال: إنّ في جهنم جسرا له سبع قناطر، على أوسطهن القضاء، قال:

فيجاء بالعبد حتى إذا انتهى إلى القنطرة الوسطى قيل له: ما ذا عليك من الدين ؟ قال:

فيحسبه (3) ثم تلا هذه الآية: وَ لاٰ يَكْتُمُونَ اللّٰهَ حَدِيثاً (4) قال: فيقول: يا رب عليّ كذا و كذا، قال: فيقال: اقض دينك، قال: فيقول: ما لي شيء، ما أدري ما أقضي به، قال:

فيقال: خذوا من حسناته، قال: فما زال يؤخذ من حسناته حتى ما يبقى له حسنة، فإذا فنيت حسناته قيل له: قد فنيت حسناتك، قال: فيقال: خذوا (5) من سيئات من يطلبه فيركبوا عليه، قال: فلقد بلغني أن رجالا يجيئون بأمثال الجبال من الحسنات، فما زال يؤخذ لمن يطلبهم حتى ما يبقى لهم حسنة، قال: ثم يركب عليهم سيئات من يطلبهم حتى يردّ عليهم أمثال الجبال، قال: و سمعته يومئذ يتقدم (6) في الكذب تقدما ما سمعت واعظا قط يتقدمه، حتى إن كنت أقول: لقد بلغ هذا السمج من كذب الناس شيئا ما أدري ما هو، ثم قال: إيّاكم و الكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، و الفجور يهدي إلى النار، و عليكم بالصّدق، فإن الصّدق يهدي إلى البرّ، و البرّ يهدي إلى الجنة.

قال: فبينا هو يحدّثنا إذ عقد ثم قال: يا أيها الناس لأنتم أضل من أهل الجاهلية، إن اللّه جعل لأحدكم الدّينار ينفقه في سبيل اللّه جل و عزّ بسبع مائة دينار، و الدرهم بسبع مائة درهم، ثم إنكم صائرون ممسكون، أمّا و اللّه لقد فتحت الفتوح بسيوف ما حليتها الذهب و الفضة، و لكن حليتها العلابيّ (7) أو الآنك و الحديد.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو بكر

ص: 69


1- في تاريخ داريا:«فاصل فصل» و في مختصر ابن منظور 81/11 قاتل فقتل.
2- بعدها في تاريخ داريا: و رجل توضأ ثم عمد إلى المسجد فهو ضامن على اللّه حتى يدخله الجنة أو يرجعه بما نال من أجر و غنيمة (و هذا هو الرجل الثاني).
3- في تاريخ داريا:«فيحبسه» و بالهامش عن نسخة:«قحيسبه» كالأصل، و في مختصر ابن منظور 81/11 فيجيبه.
4- سورة النساء، الآية:42.
5- عن تاريخ داريا و بالأصل: خذ.
6- بالأصل: فيقدم، و المثبت عن تاريخ داريا.
7- العلابيّ : مشددة الياء: الرصاص، و الآنك، نوع رديء منه (القاموس).

أحمد بن يحيى الأذربجاني، و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب، قالوا: أنا عبد الرّحمن بن المظفر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن حموية، أنا عيسى بن عمر بن العباس، أنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن المدائني، أنا أبو المغيرة، نا صفوان، حدّثني سليم بن عامر قال: كان أبو أمامة إذا قعد يجيئنا من الحديث بأمر عظيم، و يقول لنا:

اسمعوا و اعقلوا، و بلّغوا عنا ما تسمعون، قال سليم: بمنزلة الذي يشهد على ما علم.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن الهيثم بن الأنماطي، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا القاضي أبو العلاء محمّد بن علي بن يعقوب، أنا أبو نصر محمّد بن الحميدي، أنا محمّد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان، أنا أبي.

ح أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو القاسم (1)تمام بن محمّد، و أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان، و أبو نصر بن الجندي، و أبو بكر القطّان، و أبو القاسم بن أبي العقب.

ح و أخبرنا جدي أبو الفضل يحيى، و خالاي: أبو المعالي محمّد، و أبو المكارم سلطان، ابنا يحيى بن علي بن عبد العزيز القرشي، قالوا: أنا أبو القاسم علي بن محمّد الفقيه، أنا أبو علي الحسن بن محمّد بن الحسين بن علي المعروف بابن طيّب الورّاق، أنبأ أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن ياسر، قالوا: أنا علي بن يعقوب بن أبي العقب.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، قالا: نا أبو زرعة (2)،نا علي بن عيّاش (3)،نا حريز (4) بن عثمان، نا حبيب بن عبيد (5) أنه قال: إن أبا أمامة كان يحدّث بالحديث كالرجل - زاد ابن السّمرقندي: الذي - و قالوا: يؤدي ما سمع.

ص: 70


1- بالأصل: أبو القاسم بن تمام، خطأ.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 543/1.
3- عن أبي زرعة و بالأصل «عباس».
4- عن أبي زرعة، و بالأصل:«جرير» و انظر ترجمة حريز في سير الأعلام 79/7.
5- ترجمته في تهذيب التهذيب 187/2.

أخبرنا أبو القاسم غانم بن محمّد بن عبيد اللّه البرجي (1)-في كتابه - إليّ من أصبهان، قال: أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن شاذان الأديب، قال: أنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن فورك العتاب، نا أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم النبيل، قال: نا دحيم، نا عبد اللّه بن يوسف، نا يحيى بن حمزة، نا الوليد بن أبي السّائب أن الهيثم بن يزيد حدّثه عن أبي أمامة:

أنه عاد خالد بن يزيد بن معاوية - و هو أمير على حمص - فلما بصر به خالد ألقى له مرفعته - كان عليها متكئا - من حرير، فلما رآها تنحّى عنها، ثم جلس فقال: هل سمعت فيها شيئا يا أبا أمامة ؟ قال: نعم، سمعت أنه لا يلبس الحرير في الدنيا إلاّ من لا خلاق له في الآخرة، و قال له: أ من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سمعته ؟ فسكت، ثم قال: أ من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سمعته ؟ فسكت: ثم قال: أ من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سمعته ؟ فسكت ثلاثا، ثم قال: اللّهمّ غفرا، كنا في قوم يحدثوا (2) و لا يكذبوا و لا نكذبهم.

أخبرنا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (3)،نا علي بن عيّاش (4)،نا حريز (5) بن عثمان، حدّثني سليمان بن عمير (6)،عن أبي أمامة أنه كان يقول: اعقلوا، و لا أخال العقل إلاّ قد رفع، لنحن (7) للحديث الذي كنا نسمعه على عهد النبي صلى اللّه عليه و سلم أعقل عليه منا على حديثكم اليوم.

قال: و نا أبو زرعة (8)،حدّثني عبد اللّه بن ذكوان، نا ابن وهب، عن معاوية بن

ص: 71


1- تقرأ بالأصل «المرحى» و الصواب ما أثبت، انظر المطبوعة: عاصم - عائذ الفهارس ص 641 و انظر ترجمته في سير الأعلام 320/19.
2- كذا بالأصل، و لعل الصواب:«يحدثون و لا يكذبون» و في مختصر ابن منظور 83/11 يحدثونا فلا يكذبونا.
3- الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 543/1-544.
4- عن أبي زرعة بالأصل «عباس».
5- عن أبي زرعة، و بالأصل «جرير» و انظر ترجمة حريز فيسير الأعلام 79/7.
6- كذا بالأصل، و في أبي زرعة:«سلمان بن شمير» ترجمته في تهذيب التهذيب 135/4 «سلمان بن سمير» و انظر الاكمال 373/4 و رجح «شمير» و ضبطها في تقريب التهذيب سمير بالمهملة مصغرا. و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب: سلمان.
7- بالأصل:«الذي دفع تجسن الحديث» صوبنا العبارة عن أبي زرعة.
8- تاريخ أبي زرعة 608/1.

صالح، عن الحسن (1) بن جابر، قال: سألت أبا أمامة عن كتاب العلم فلم ير به بأسا، كذا قال، و الصّواب سلمان.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا أبو منصور بن الحسين، و أحمد بن محمود، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا عباس بن الجليل بن جابر، أبو الجليل الحمصي الطائي، نا أبو علقمة نصر بن خزيمة بن علقمة بن محفوظ بن علقمة الحضرمي، نا أبي، عن نصر - يعني ابن علقمة - عن أخيه - يعني محفوظ بن علقمة - عن ابن عائذ (2)،قال:

وعظ أبو أمامة الباهلي فقال: عليكم بالصّبر، فما أحببتم و كرهتم فنعم الخصلة الصبر، و لقد أعجبتكم (3) الدنيا، و جرّت لكم أذيالها و لبست ثيابها و زينتها، إن أصحاب نبيّكم صلى اللّه عليه و سلم كانوا يجلسون بفناء بيوتهم يقولون: نجلس فنسلم و يسلّم علينا.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، و أبو الفوارس عبد الباقي بن محمّد بن عبد الباقي بن أبي العيار، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، نا أبو الهيثم خالد بن مرداس السّرّاج، نا إسماعيل بن عيّاش (4) عن (5) صفوان بن عمرو، عن عبد اللّه بن بشير اليحصبي، قال: سمعت أبا أمامة الباهلي يقول: حبّبوا اللّه إلى الناس يحببكم اللّه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أحمد بن العباس، ثنا علي بن عمر بن محمّد بن الحسن بن القزويني - إملاء - ثنا علي بن عمرو بن سهل الحريري، نا عثمان بن الحسين القاضي، أبو سعيد - بعكبرا - نا عبد اللّه بن يزيد المعاربي، نا عمّار بن عبد الجبّار، نا فرج بن فضالة، عن لقمان بن عامر، عن أبي أمامة، قال:

المؤمن في الدنيا بين أربعة: بين مؤمن يحسده، و منافق يبغضه، و كافر يقاتله، و شيطان قد يوكل به.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا علي بن محمّد بن أبي العلاء، أنا أبو علي

ص: 72


1- ترجمته في تهذيب التهذيب 259/2.
2- بالأصل: ابن عائد.
3- بالأصل:«أعجبتم» و لعل الصواب ما أثبت، باعتبار السياق.
4- بالأصل:«عباس» و الصواب ما أثبت.
5- بالأصل «بن» خطأ و الصواب ما أثبت.

أحمد بن عبد الرّحمن بن أبي نصر، أنبأ أبو سليمان محمّد بن عبد اللّه بن زبر، أنبأ أبي أبو محمّد (1)،نا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة، نا أبي، نا إسماعيل بن عيّاش، نا عبد اللّه بن محمّد عن (2) يحيى بن أبي كثير، عن سعيد الأزدي، قال:

شهدت أبا أمامة و هو في النزع، فقال لي: يا سعيد إذا أنا متّ فافعلوا بي كما أمرنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال لنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إذا مات أحد من إخوانكم فنثرتم عليه التراب، فليقم رجل منكم عند رأسه ثم ليقل: يا فلان بن فلان، فإنه يستوي جالسا، ثم ليقل: يا فلان بن فلانة، فإنه يقول: أرشدنا رحمك اللّه، ثم ليقل: اذكر ما خرجت عليه من دار الدنيا: شهادة أن لا إله إلاّ اللّه، و أن محمّدا عبده و رسوله، و إنّك رضيت باللّه عز و جل ربّا و بمحمّد صلى اللّه عليه و سلم نبيا، و بالإسلام دينا، و بمحمّد (3) صلى اللّه عليه و سلم نبيا، فإنه إذا فعل ذلك أخذ منكر و نكير أحدهما بيد صاحبه ثم يقول له اخرج بنا من عند هذا ما نصنع به و قد لقّن حجته، و لكن اللّه عز و جل حجته دونهم»، فقال له رجل: يا رسول اللّه فإن لم أعرف أمّه ؟ قال:

«انسبه إلى حواء»[5164].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، حدّثنا أبو علي محمّد بن هارون بن شعيب الأنصاري، حدّثني أبو جعفر محمّد بن العباس بن أيوب الأخرم - بأصبهان - حدّثنا أحمد بن هشام بن بهرام المدائني، نا محمّد بن عمر، نا خليد بن دعلج، عن قتادة، عن الحسن قال: آخر من مات من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بالمدينة جابر بن عبد اللّه، و بالبصرة: أنس بن مالك، و بالكوفة: عبد اللّه بن أبي أوفى، و بالشام: أبو أمامة الباهلي (4).

أخبرنا أبو محمّد أيضا، ثنا عبد العزيز، أنا أبو محمّد، نا أبو الميمون، نا أبو زرعة (5)،قال: قال محمّد - يعني ابن أبي عمر - عن ابن عيينة قال: قلت للأحوص (6):

ص: 73


1- و اسمه: عبد اللّه بن أحمد بن ربيعة، أبو محمد قاضي دمشق، ترجمته في سير الأعلام 315/15.
2- بالأصل: بن.
3- كذا مكررة بالأصل.
4- الخبر في تهذيب الكمال 69/9 من طريق الواقدي، و لم يذكر فيه إلاّ وفاة أبي أمامة.
5- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 241/1.
6- هو الأحوص بن حكيم بن عمير العنسي (ترجمته في تهذيب التهذيب 192/1).

من آخر من بقي بالشام، أبو أمامة ؟ قال: آخر من بقي بالشام عبد اللّه بن بسر (1).

قال سفيان: و آخر من بقي من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم بالبصرة أنس بن مالك، و آخر من بقي بالكوفة عبد اللّه بن أبي أوفى، و آخر من بقي بالمدينة سهل بن سعد.

قال: و نا أبو زرعة (2)،حدّثني خالد بن خلي (3) القاضي، نا محمّد بن حرب (4)، حدّثني حميد بن ربيعة القرشي، قال: رأيت المقدام بن معدي، و أبا أمامة صديّ بن عجلان خارجين من عند الوليد بن عبد الملك عليهما برنسان.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أبو الحسن بن جوصا - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، نا أحمد بن عمير، نا أبو الحسن بن سميع قال: و أبو أمامة صديّ بن عجلان الباهلي، قال: أبو سعيد مات في إمرة الوليد بحمص.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز، أنا أبو محمّد الشاهد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (5)،حدّثني يزيد بن عبد ربّه، عن ابن عياش قال: مات أبو أمامة سنة إحدى و ثمانين.

أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمّد الزينبي، و أخبرنا عمي - رحمه اللّه - أنا الزينبي - قراءة - أنا أبو القاسم علي بن المحسّن التنوخي، أنا أبو الحسين محمّد بن المظفّر، أنا بكر بن أحمد بن حفص، نا أحمد بن محمّد بن عيسى البغدادي، قال في تسمية من نزل حمص (6):أبو أمامة صديّ بن عجلان الباهلي، شهد مع النبي صلى اللّه عليه و سلم حجّة الوداع، و هو ابن ثلاثين سنة، و مات في سنة إحدى و ثمانين، و منزله دنوة (7).

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا مسدّد بن

ص: 74


1- بالأصل: بشر، و الصواب عن أبي زرعة و أسد الغابة.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 240/1.
3- تقرأ بالأصل:«حكى» و المثبت عن أبي زرعة، انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 54/2.
4- أبو عبد اللّه الحمصي، محمد بن حرب الخولاني، ترجمته في تهذيب التهذيب 109/9.
5- تاريخ أبي زرعة 564/1.
6- الخبر في تهذيب الكمال 97/9.
7- دنوة قرية على عشرة أميال من حمص (تهذيب الكمال 96/9).

علي بن عبد اللّه، أنا أبي، نا عبد الصّمد بن سعيد القاضي، قال في تسمية من نزل حمص من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: أبو أمامة صديّ بن عجلان سكن حمص، ثم سلس بوله، فاستأذن الوالي إلى أن يصير إلى دنوة، فأذن له، فمات بها، و خلف ابنا يقال له المغلّس (1).

قال: و نا عبد الصمد قال: سمعت لمحمّد بن عوف يقول: عن أبي اليمان قال:

مات أبو أمامة سنة إحدى و ثمانين في قرية يقال لها دنوة من حمص على عشرة أميال، و مات في إمارة الوليد (2).

أنبأنا أبو سعد محمّد بن محمّد بن المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم، نا سليمان بن أحمد، نا أبو الزنباع، نا يحيى بن بكير، قال: توفي أبو أمامة الباهلي، و اسمه صديّ بن عجلان سنة ست و ثمانين و سنّه إحدى و تسعون.

قال: و نا أبو حامد، نا محمّد بن إسحاق، نا المفضّل بن غسان.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أبو الفضل، أنا أبو العلاء، أنا أبو بكر، أنا أبو أمية بن المفضّل، نا أبي، نا أبو الحسن المدائني. قال: توفي أبو أمامة سنة ست و ثمانين.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، نا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص الفلاّس، قال: و مات أبو أمامة الباهلي، و اسمه صديّ بن عجلان سنة و ثمانين و ست و هو يومئذ ابن إحدى و تسعين سنة.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنبأ أحمد بن إسحاق النهاوندي، نا أحمد بن عمران بن موسى، نا موسى التستري، نا خليفة العصفري، قال: و فيها - يعني سنة ست و ثمانين - مات أبو أمامة الباهلي من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا علي بن أحمد بن محمّد بن علي، أنا

ص: 75


1- الخبر في تهذيب الكمال 96/9.
2- المصدر السابق/الجزء و الصفحة.
3- تاريخ خليفة بن خياط ص 292.

محمّد بن عبد الرّحمن بن العباس - إجازة - نا أبو محمّد السكري.

أخبرني أبو الحسن الصيرفي، أخبرني أبي محمّد بن المغيرة، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم قال: سنة ست و ثمانين فيها توفي أبو أمامة الباهلي بالشام، و اسمه الصّديّ بن عجلان.

قرأت على أبي محمّد السّلمي عن (1) أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر قال: سنة ست و ثمانين فيها مات أبو أمامة الباهلي صديّ بن عجلان، و هو ابن إحدى و تسعين سنة.

ص: 76


1- بالأصل:«بن» و الصواب ما أثبت.

ذكر من اسمه صعب

2878 - صعب بن سفيان الحارثي، و يقال القيسي

شاعر من أهل الحجاز.

وفد على عبد الملك بن مروان، و يقال على يزيد بن عبد الملك، و كتب إليه بأبيات من شعره تقدمت في ترجمة شيبان بن الحارث، و سيأتي في ترجمة عمرو بن مرّة الحنفي.

2879 - صعب بن مساحق

حكى عن عبد الملك بن مروان.

روى عنه: الهيثم بن عمران.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا أبو الفتح نصر المقدسي، و أبو محمّد بن فضيل.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن زيد المؤدب، أنا نصر بن إبراهيم، قالا: أنا أبو الحسن بن عوف، أنا أبو علي بن منير، أنبأ أبو بكر بن خريم (1)،ثنا هشام بن عمّار، نا الهيثم، قال: سمعت الصعب بن مساحق قال: مات رجل من عنس بداريا فبلغ عبد الملك فأرسل أن لا يدفنوه حتى آتي، ففعلوا، فلما فرغ من الجنازة أنزلوه في مسجدهم فتغدى، و أتى بعس من طلاء (2) فعب فيه ثم قال: ما رأيت كاليوم شرابا أحلى و لا أطيب، فقال رجل منهم: و اللّه إن طبخناه إلاّ على النصف، فقال عبد الملك:

فعل اللّه بك و بطعامك و شرابك.

ص: 77


1- بالأصل:«حريم» و الصواب ما أثبت بالخاء المعجمة، انظر ترجمته في سير الأعلام 428/14 و اسمه محمد بن خريم بن محمد بن عبد الملك، أبو بكر.
2- الطلاء ككساء: ما طبخ من عصير العنب حتى ذهب ثلثاه (اللسان - القاموس).

ذكر من اسمه صعصعة

2880 - صعصعة بن سلام، و يقال: ابن عبد اللّه

أبو عبد اللّه (1)

من أهل دمشق، سكن الأندلس، و حدّث بها، و بمصر عن الأوزاعي، و سعيد بن عبد العزيز، و مالك بن أنس.

روى عنه: موسى بن ربيعة الجمحي، و أبو مروان عبد الملك بن حبيب بن سليمان بن هارون الفقيه، و عثمان بن أيوب بن الصّلت، أبو سعيد القرطبي.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن منده، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمي أبو القاسم عن أبيه أبي عبد اللّه قال: قال أبو سعيد بن يونس: صعصعة بن سلام يكنى أبا عبد اللّه، دمشقي، قدم مصر، يروي عن الأوزاعي، روى عنه من أهل مصر فيما علمت موسى بن ربيعة الجمحي، ثم صار إلى الأندلس، و كتب معه فيما هناك و كان أول من دخل الأندلس و لم يزل بالأندلس إلى زمن هشام بن عبد الرّحمن، و توفي بها قريب من سنة ثمانين و مائة، و ذكر غير ابن يونس من علماء الأندلس أن صعصعة توفي سنة اثنين (2) و تسعين و مائة بالجزيرة، و دفن بها أيام الأمير الحكم، فقام مقامه في الفتيا عامر بن أبي جعفر و عبد الرّحمن بن أبي موسى حين ماتا.

قرأت على أبي الحسن سعد الخير بن محمّد بن سهل، عن أبي عبد اللّه محمّد بن

ص: 78


1- ترجمته في جذوة المقتبس ص 244 و تاريخ العلماء لابن الفرضي 203/1 و بغية الملتمس ص 324 العبر 309/1 شذرات الذهب 332/1 الوافي بالوفيات 308/16.
2- كذا بالأصل.

أبي نصر الحميدي الأندلسي في تاريخ الأندلس (1) تصنيفه قال: صعصعة بن سلام أندلسي فقيه من أصحاب الأوزاعي، و هو أول من أدخل الأندلس مذهب الأوزاعي، مات سنة اثنين (2) و تسعين و مائة، قاله أبو محمّد علي بن أحمد. و قال الحميدي: و قال أبو سعيد بن يونس: أن صعصعة بن سلام دمشقي، يكنّى أبا عبد اللّه، و ذكر ما حكيناه عن ابن يونس، ثم قال: و لعلّ أبا محمّد علي بن أحمد [نسبه إلى الأندلس لاستقراره فيها، و هكذا ذكر أبو الوليد عبد اللّه بن محمّد بن يوسف] (3) بن الفرضي (4) وفاته سنة اثنين (5) و تسعين، و قال: كانت الفتيا دائرة عليه بالأندلس أيام الأمير عبد الرّحمن بن معاوية، و صدرا من أيام هشام بن عبد الرّحمن، و ولي الصّلاة بقرطبة، و في أيامه (6)غرست الشجر في المسجد الجامع، و هو مذهب الأوزاعي و الشاميين، و يكرهه مالك و أصحابه، روى عنه من أهل الأندلس: عبد الملك بن حبيب، و عثمان بن أيوب و غيرهما، و قد ذكره عبد الملك في كتاب الفقهاء.

2881 - صعصعة بن صوحان بن حجر بن الحارث بن الهجرس

2881 - صعصعة بن صوحان بن حجر بن الحارث بن الهجرس (7)

ابن صبرة بن حدرجان بن عسّاس بن ليث بن حداد بن ظالم

ابن ذهل بن عجل بن عمرو بن وديعة بن أقصى بن عبد القيس بن أفصى

ابن جديلة بن دعمي بن أسد بن ربيعة بن نزار (8)

أبو عمر (9)،و يقال: أبو طلحة العبدي، أخو زيد بن صوحان

من أهل الكوفة.

ص: 79


1- اسم كتابه: جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس، انظر صفحة 244 ترجمة رقم 510.
2- كذا بالأصل.
3- ما بين معكوفتين استدرك على هامش الأصل و بجانبه كلمة صح.
4- راجع تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي ص 203 رقم 610.
5- كذا بالأصل.
6- بالأصل:«أيام غرسة» و المثبت عن ابن الفرضي.
7- عن مصادر ترجمته و بالأصل: الهجر.
8- ثمة اختلاف في عامود نسبه في مصادر ترجمته، قارن ذلك، و راجع ترجمته في تهذيب الكمال 100/9 و تهذيب التهذيب 551/2 و أسد الغابة 403/2 و الإصابة 186/2 و 200 و الاستيعاب 196/2 هامش الإصابة، و الوافي بالوفيات 309/16 و سير الأعلام 528/3.
9- في تهذيب الكمال: أبو عمرو.

روى عن علي، و شهد معه صفين، و أمّره على بعض الكراديس، و روى عن ابن عباس.

و روى عنه: إسحاق (1)،و الشعبي، و عبد اللّه بن بريدة، و مالك بن عمير، و المنهال بن عمرو، و مضر (2) والد موسى بن مضر، و سيّره عثمان إلى الشام، ثم قدم دمشق على معاوية.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا محمّد بن عبد اللّه بن محمّد، نا أبو عروبة، نا جدي عمرو بن أبي عمرو، نا أبو يوسف، نا الحسن بن عمارة، عن المنهال بن عمرو، عن صعصعة بن صوحان، عن علي بن أبي طالب قال: نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن يستمتع (3) من الحرير بشيء[5165].

أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه بن كادش، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا عمر بن محمّد بن الزيات أنبأ.

ح و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن عبد الوهاب، أنا حسن بن غالب بن علي الحرقي، قالا: أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد، نا جعفر الفريابي، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا عبّاد بن العوام، عن إسماعيل بن سعيد، عن مالك بن عمرو:

أن صعصعة بن صوحان أتى عليا فسلّم عليه فقال: يا أمير المؤمنين انهنا عمّا نهاك عنه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال: نهانا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن الدّبّاء و الحنتم و النقير - زاد الزيات و الجعد: و حلق الذهب، و عن لبس الحرير، و لبس القسي (4) و الميثرة (5)الحمراء[5166].

ص: 80


1- كذا بالأصل و هو خطأ، و الصواب كما في تهذيب الكمال: أبو إسحاق عمرو بن عبد اللّه السبيعي، و انظر سير الأعلام و الوافي بالوفيات.
2- تهذيب الكمال: مطير والد موسى بن مطير.
3- بالأصل:«تستنقع» إعجامها مضطرب، و المثبت عن مختصر ابن منظور 84/11.
4- القسي: ثياب من كتاب مخلوط بحرير، يؤتى بها من مصر، نسبة إلى قرية على شاطئ البحر، قريبة من تنيس يقال لها: القس (ياقوت و اللسان).
5- الميثرة: وطاء محشو يترك على رحل البعير تحت الراكب (اللسان).

و هكذا رواه خالد بن عبد اللّه الواسطي، و عبد الواحد بن زياد، و مروان بن معاوية الفزاري، عن إسماعيل بن سميع، و لم يذكرا صعصعة في إسناده.

فأمّا حديث خالد:

فأخبرناه أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، و أنا أبو محمّد الجوهري، أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمّد الخرقي، نا أبو الفضل جعفر بن أحمد بن محمّد بن الصباح الجرجرائي (1)،نا وهب بن بقية الواسطي، أنا خالد بن عبد اللّه، عن إسماعيل، عن مالك بن عمير قال:

إني لقاعد مع علي إذ جاءه صعصعة بن صوحان فقال: يا أمير المؤمنين انهنا عمّا نهاك عنه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال: نهانا عن: الدّباء، و الحنتم، و النقير، و الميثرة الحمراء، و نهانا عن لبس الحرير، و نهانا عن لبس القسي، و عن حلق الذهب، قال: و كساني النبي صلى اللّه عليه و سلم بردين من حرير، فخرجت فيهما إلى الناس لينظروا إلى كسوة النبي صلى اللّه عليه و سلم عليّ ، فرآهما عليّ فأمرني بنزعهما، فأعطي أحدهما فاطمة، و شقّ الآخر باثنين لبعض نسائه.

و رواه شعبة عن إسماعيل بن سميع، فقال: جاء زيد بن صوحان بدل صعصعة.

أخبرناه أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الواحد بن أحمد بن العبّاس، أنا علي بن عمر بن محمّد بن الحسن بن القزويني، الزاهد، نا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا أحمد بن حنبل، نا محمّد بن جعفر، نا شعبة، عن إسماعيل بن سميع، حدّثني مالك بن عمير قال:

جاء زيد بن صوحان إلى عليّ فقال: حدّثني ما نهاك عنه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ فقال:

نهاني عن خاتم الذهب، و عن الحرير، و عن القسي، و عن الميثرة الحمراء.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، نا أبو عروبة الحسين بن محمّد بن مودود، نا المغيرة بن عبد الرّحمن.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة الحرّاني، نا المغيرة بن عبد الرّحمن الحرّاني، نا موسى

ص: 81


1- بالأصل: الجرجراني، انظر ترجمته في سير الأعلام 196/14. و الجرجرائي نسبة إلى جرجرايا (انظر الأنساب و معجم البلدان).

يحيى بن السكن، نا شعبة، عن عمارة بن أبي حفصة، عن عبد اللّه بن بريدة - و في حديث الخلاّل: عن ابن (1) بريدة - عن صعصعة بن صوحان، عن علي قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - و في حديث الخلاّل: النبي صلى اللّه عليه و سلم-: «إن من البيان سحرا، و إن من الشعر حكما»- و في حديث الخلاّل: لسحرا و إن من الشعر لحكما، و إن من طلب العلم جهلا - و في حديث الخلاّل: لجهلا - و إن من القول عيالا[5167].

و قد روي هذا عن ابن بريدة، عن أبيه، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم و تفسيره عن صعصعة.

أخبرناه أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا محمّد بن إسحاق، نا سعيد الجرمي (2)،نا أبو تميلة (3)،نا أبو جعفر النحوي عبد اللّه بن ثابت، حدّثني صخر بن عبد اللّه بن بريدة، عن أبيه، عن جده قال:

بينما هو جالس بالكوفة في مجلس مع أصحابه، فقال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إن من البيان سحرا، فإن من العلم جهلا، و إن من الشعر حكما، و إن من القول عيالا»، فقال صعصعة بن صوحان: و هو أحدث القوم سنا: صدق رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و لو لم يقلها كان كذلك، سمعه رجل من الجلساء، فقال له بعد ما تصدّع القوم من مجلسهم: ما حملك على ما قلت صدق نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم و لو لم يقلها كان كذلك ؟ قال: بلى، أما قول نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم إن من البيان سحرا: فالرجل يكون عليه الحق و هو ألحن بالحجج من صاحب الحق، فيسخر القوم ببيانه فيذهب بالحق و هو عليه، و أما قوله: إن من العلم جهلا، تكلف العالم إلى علمه ما لا يعلمه فيجهّله ذلك؛ و أمّا قوله: إن من الشعر حكما فهي هذه المواعظ و الأمثال التي يتغنى بها الناس، فأمّا قوله: إن من القول عيالا فعرضك كلامك و حديثك على من ليس من شأنه و لا يريده.

رواه غيره عن الجرمي (4) عن أبي تميلة، فقال: حدّثنا أبو جعفر النحوي،

ص: 82


1- بالأصل:«أبي» و ما أثبتناه اقتضاه السياق.
2- بالأصل: الحرمي، و الصواب «الجرمي» انظر الحاشية التالية.
3- مهملة بدون نقط بالأصل، و الصواب ما أثبت، و ضبط بالتصغير عن تقريب التهذيب، و اسمه: يحيى بن واضح، ترجمته في تهذيب الكمال 248/20 يروي عنه... و سعيد بن محمد الجرمي. يروي عن... و أبي جعفر عبد اللّه بن ثابت النحوي.
4- بالأصل: الحرمي، و الصواب «الجرمي» انظر الحاشية التالية.

عن (1) عبد اللّه بن ثابت.

أخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن أبي بكر، أنا أبو محمّد أحمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان، و أبو الحسين عاصم بن الحسن بن محمّد العاصمي، قالا: أنا القاضي أبو القاسم الحسن بن الحسن بن علي بن المنذر، أنا أبو علي الحسين بن صفوان البردعي، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبيد القرشي، نا سعيد بن محمّد الجرمي، نا أبو تميلة، نا أبو جعفر النحوي، عن (2) عبد اللّه بن ثابت، حدّثني صخر بن عبد اللّه بن بريدة، عن أبيه، عن جده قال:

بينا هو جالس بالكوفة في مجلس مع أصحابه قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«إن من البيان سحرا، و إن من العلم جهلا، و إن من الشعر حكما، و إن من القول عيالا»، قال: فقال صعصعة بن صوحان - و هو أحدث القوم سنّا-: صدق اللّه و رسوله، و لو لم يقلها كان كذلك، قال: فتوسمه رجل من الجلساء فقال له بعد ما تصدق (3) القوم من مجلسهم: ما حملك على أن قلت صدق نبي اللّه، و لو لم تقلها كان كذلك، قال: بلى، أما قول النبي صلى اللّه عليه و سلم:«إن من البيان سحرا» فالرجل يكون عليه الحق و هو ألحن بالحجج من صاحب الحق فيسحر القوم ببيانه، فيذهب بالحق و هو عليه، و أما قوله:«إن من العلم جهلا» تكلّف العالم إلى علمه ما لا يعلم فيجهّله ذلك، و أمّا قوله:«إن من الشعر حكما» فهي هذه المواعظ و الأمثال التي يعظ بها، و أمّا قوله:«إن [من] القول عيالا» فعرضك كلامك و حديثك على من ليس من شأنه و لا يريده[5169].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، نا عبد العزيز الصّوفي.

ح و أخبرنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن أحمد، أنا جدي أبو عبد اللّه قالا: ثنا محمّد بن عوف بن أحمد المزني، أنا أبو العباس محمّد بن العباس بن موسى بن الحسين بن السمسار، أنا محمّد بن خريم (4)،نا هشام بن عمّار، نا

ص: 83


1- كذا بالأصل، و هو خطأ، عبد اللّه بن ثابت، كنيته أبو جعفر، و الصواب حذف «عن» فهي مقحمة، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 48/10 (ط دار الفكر) و انظر ترجمة صخر بن عبد اللّه بن بريدة في تهذيب الكمال 72/9.
2- كذا بالأصل، و هو خطأ، عبد اللّه بن ثابت، كنيته أبو جعفر، و الصواب حذف «عن» فهي مقحمة، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 48/10 (ط دار الفكر) و انظر ترجمة صخر بن عبد اللّه بن بريدة في تهذيب الكمال 72/9.
3- كذا بالأصل هنا، و في الرواية السابقة: تصدع.
4- بالأصل:«حريم» و الصواب ما أثبت و ضبط ، و قد مرّ قريبا.

إبراهيم بن أعين، نا عقبة بن عبد اللّه الأصم العبدي، قال: سمعت حميد بن هلال العدوي قال: قام صعصعة بن صوحان العبدي إلى عثمان بن عفّان و هو على المنبر فقال: يا أمير المؤمنين ملت فمالت أمّتك، اعتدل يا أمير المؤمنين تعتدل أمّتك، قال أ سامع أنت مطيع ؟ قال: نعم، قال: فاخرج إلى الشام، قال: فطلّق امرأته كراهة أن يعضلها (1)،و كانوا يرون الطاعة عليهم حقا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن علي بن كرتيلا، أنا أبو بكر محمّد بن علي المقرئ الخياط ، أنا أبو الحسين أحمد بن علي السوسنجردي (2)،أنا أبو جعفر الكاتب، أنا أخي أبو طالب، أنبأ محمّد بن مروان السعيدي، حدّثني محمّد بن أحمد بن سليمان الخزاعي، عن سليمان - و هو ابن أبي شيخ - عن محمّد بن الحكم، عن عوانة قال: قدم على معاوية قوم من أهل الكوفة فيهم صعصعة بن صوحان العبدي، و عبد اللّه بن الكواء اليشكري، فأنزلهم معاوية دارا من دور دمشق، و ذكر حكاية ستأتي في ترجمة ابن الكواء.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي و أبو الفضل أحمد بن الحسن قالا:- أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خياط (3) قال: زيد بن صوحان، و ساق نسبه كما قدمنا في ترجمته، ثم قال: و أخواه صعصعة و سيحان ابنا صوحان: قتل سيحان يوم الجمل، يكنى صعصعة، أبا عكرمة.

نا عمي - رحمه اللّه - أنا أبو طالب يوسف - قراءة - أنا أبو محمّد الجوهري - قراءة-.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (4) قال في الطبقة الأولى من أهل الكوفة: صعصعة بن صوحان بن حجر بن الحارث بن الهجرس بن صبرة بن

ص: 84


1- رسمها و إعجامها مضطربان، و المثبت عن مختصر ابن منظور 85/11.
2- ضبطت عن الأنساب، نسبة إلى سوسنجرد قرية بنواحي بغداد.
3- انظر طبقات خليفة بن خياط ص 243 رقم 1024 و 1025 و 1026.
4- طبقات ابن سعد 221/6.

حدرجان بن عساس (1) بن ليث بن حداد بن ظالم بن ذهل بن عجل بن عمرو بن وديعة بن أفصى بن عبد القيس بن ربيعة، و كان صعصعة أخا زيد بن صوحان لأبيه و أمّه، و كان صعصعة يكنى أبا طلحة، و كان من أهل الخطط بالكوفة، و كان خطيبا، و كان من أصحاب علي بن أبي طالب، و شهد معه الجمل هو و أخواه زيد و سيحان، ابنا صوحان، و كان سيحان الخطيب قبل صعصعة، و كانت الراية يوم الجمل في يده، فقتل، فأخذها زيد فقتل، و أخذها صعصعة.

و قد روى صعصعة عن علي بن أبي طالب قال: قلت لعلي: انهنا عما نهى عنه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و روى عن صعصعة أيضا عن عبد اللّه بن عبّاس، و توفي صعصعة بالكوفة في خلافة معاوية بن أبي سفيان، و كان ثقة قليل الحديث، و هكذا نسبة يعقوب بن شيبة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنبأ يوسف بن رباح بن علي، أنبأ أحمد بن محمّد بن إسماعيل بن المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح، قال: سمعت ابن معين يقول في تسمية أهل الكوفة: صعصعة بن صوحان أدرك عليا.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد و محمّد بن الحسن قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (2) قال: صعصعة بن صوحان العبدي عن علي قال: قال عبد اللّه بن محمّد، نا يحيى بن آدم، نا عمّار بن رزيق، عن أبي إسحاق، عن صعصعة بن صوحان، عن علي، نهى النبي صلى اللّه عليه و سلم عن حلقة الذهب، و القسية، و الميثرة (3) و الجعة.

و قال شعبة: عن إسرائيل، و إسحاق (4)،عن أبي هبيرة (5)،عن علي قال: نهى النبي صلى اللّه عليه و سلم، روى عنه الشعبي، توفي بعد أخيه زيد، أدرك خلافة يزيد بن معاوية، و قال

ص: 85


1- عن ابن سعد، و رسمها بالأصل:«عباس».
2- التاريخ الكبير 319/4.
3- رسمها بالأصل:«و المسرة» و المثبت عن البخاري.
4- في البخاري: عن إسرائيل عن أبي إسحاق.
5- البخاري: عن هبيرة.

أبو تميلة عن حسين، عن أبي بريدة (1):سمعت صعصعة.

ح - في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا (2) ابن أبي حاتم (3)، قال صعصعة بن صوحان العبدي، روى عنه أبو (4) إسحاق، و مالك بن عمير، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي (5)،ثنا محمّد بن علي بن محمّد المهتدي.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبي أبو يعلى، قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي المقرئ، أنا محمّد بن مخلد بن حفص، قال: قرأت على علي بن عمرو الأنصاري، حدّثكم الهيثم بن عدي قال: قال ابن عباس: صعصعة بن صوحان يكنى أبا عمرو.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمود، أنا أبو علي بن الصّواف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: صعصعة بن صوحان أبو عمرو.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن، نا عمرو بن علي الفلاس، قال: صعصعة بن صوحان يكنى أبا عمرو.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصّفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو عمرو، و يقال أبو عكرمة صعصعة بن صوحان بن حجر بن الهجر (6) بن عجل بن عمرو بن وديعة بن بكير بن أفصى بن عبد القيس،

ص: 86


1- البخاري:«عن حنش عن ابن بريدة» و هو الأشبه.
2- بالأصل:«أنا أبو حاتم» و الصواب ما أثبت قياسا إلى أسانيد ممالة.
3- الخبر في الجرح و التعديل 446/4.
4- كتبت فوق الكلام بين السطرين.
5- بالأصل:«المحلي» و الصواب ما أثبت و ضبط ، و قد مرّ كثيرا.
6- كذا، و مرّ: الهجرس.

و يقال: ابن الهجر (1) بن صبرة بن حدرجان بن ليث بن ظالم بن ذهل بن عجل بن وديعة بن عمرو بن وديعة بن بكير بن أفصى بن عبد القيس، أخو زيد بن صوحان، و سيحان، سمع علي بن أبي طالب، روى عنه أبو إسحاق السبيعي، و أبو سهل عبد اللّه بن بريدة.

أخبرنا محمّد بن صالح، نا الحسين، ثنا عمرو بن علي، قال: صعصعة بن صوحان يكنى أبا عمرو.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - ثنا عبد العزيز - لفظا - أنا تمام بن محمّد - إجازة - حدّثني أبي، أخبرني أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن ربيعة، ثنا جعفر بن محمّد بن أبي عثمان الطيالسي، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: صعصعة بن صوحان أبو طلحة.

أنبأنا أبو جعفر الهمذاني (2)،أنا أبو بكر الصّفار، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو أحمد، ثنا محمّد، نا موسى، نا خليفة قال: صعصعة و سيحان ابنا صوحان، قتل سيحان يوم الجمل، يكنى صعصعة أبا عكرمة.

ح أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان، نا أبي قال: قال أبو زكريا: زيد بن صوحان و أخواه (3) صعصعة و سيحان ابنا صوحان خطباء بني عبد القيس.

أنبأنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه الحسين بن ظفر بن الحسين بن يزداد، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم الشيرازي، أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد الخلاّل، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي، نا محمّد بن سعيد الأصبهاني، أنا شريك، عن مصعب أبي قدامة العبدي قال: دخل عليّ على صعصعة يعوده، فقال له علي: لا تتخذ

ص: 87


1- كذا، و مرّ: الهجرس.
2- بالأصل: الهمداني، بالدال المهملة، و الصواب بالذال المعجمة، انظر المطبوعة: عاصم - عائذ (الفهارس).
3- بالأصل: و أخوه، و الصواب ما أثبت.

بها أبهة على قومك أن عادك أهل بيت نبيك (1) صلى اللّه عليه و سلم في مرضك، قال: بلى منّ علي من اللّه، أن أعادني أهل بيت نبيّي في مرضي قال: فقال له علي: إنك و اللّه ما علمت خفيف المئونة، حسن المعونة، فقال له صعصعة: و أنت - و اللّه ما علمت - باللّه عليم، و اللّه في عينك عظيم.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد، عن أبي الحسين الطّيّوري، أنبأ عبد الباقي بن عبد الكريم الشيرازي.

ح و أنبأنا أبو سعيد بن الطّيّوري، عن عبد العزيز الأزجي، قالا: أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد بن حمّة، نا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدّثني جدي يعقوب، نا موسى بن إسماعيل المنقري، نا حمّاد بن سلمة، أنا علي بن زيد بن عبد اللّه بن الحارث بن نوفل أن صعصعة بن صوحان:

قام ذات يوم فتكلم فأكثر، فقال عثمان: يا أيها الناس إن هذا البجباج (2) النفّاج (3)ما تدري من اللّه و لا أين اللّه، قال صعصعة: أما قولك ما أدري من اللّه، فإن اللّه ربّنا و ربّ آبائنا الأولين، و أما قولك لا أدري أين اللّه، فإن اللّه بالمرصاد، ثم قرأ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقٰاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَ إِنَّ اللّٰهَ عَلىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (4) حتى فرغ من هذه الآيات فقال - يعني عثمان-: ويحك ما نزلت هذه الآية إلاّ فيّ و في أصحابنا، أخرجنا من مكة بغير حقّ .

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنبأ أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (5)،نا أبو بكر الحميدي، نا سفيان، نا مجالد قال: سمعت الشعبي يقول للمغيرة بن سعيد: أيا مغيرة عن من تروي هذه الأحاديث ؟ فقال: أروي عن صعصعة، فقال الشعبي (6):إن شئت حدثتك بكلّ ما سمعت من صعصعة، أرسل إليه المغيرة بن شعبة فسأله عن عثمان، فذكر صعصعة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم

ص: 88


1- تقرأ بالأصل:«بينك» و الصواب ما أثبت.
2- البجباج، الرجل البادن الممتلئ.
3- رجل نفاج: يتمدح بما ليس فيه.
4- سورة الحج، الآية:39.
5- الخبر في المعرفة و التاريخ 581/2.
6- عن المعرفة و التاريخ و بالأصل: للشعبي.

فعزره و أثنى عليه بما هو أهله، ثم ذكر أبا بكر فقال: هو أوّل من جمع المصحف و ورث الكلالة، ثم ذكر عمر فقال: هو أوّل من دوّن الدواوين، و مصّر الأمصار، و خلط الشدة باللين، ثم ذكر عثمان فقال: كانت إمارته قدرا و كانت قتله قدرا (1)،فقال له المغيرة:

اسكن، كانت إمارته قدرا و كان قتله قدرا، فقال له صعصعة بن صوحان: دعوتني فأجبت و استنطقتني فنطقت، و أسكتني فسكتّ .

أخبرنا أبو الحسن (2)[علي] بن المسلّم الفرضي، و أبو القاسم بن الحسين بن الحسن الأسدي - بقراءتي عليه - أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو النعمان تراب بن عمر بن محمّد بن عبيد الكاتب - بمصر - نا أبو أحمد عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن الناصح بن شجاع الفقيه، نا أبو الحسن علي بن غالب بن سلام السكسكي - ببيت لهيا - نا علي بن عبد اللّه بن جعفر، نا سفيان، عن مجالد قال: أقام المغيرة صعصعة بن صوحان، فخطب فحمد اللّه و أثنى عليه ثم ذكر أبا بكر فقرظه و أثنى عليه، و قال: هو أوّل من ورّث الكلالة، و جمع المصحف، و ذكر عمر فقرظه و أثنى عليه و قال: هو أوّل من دوّن الدواوين، و فرض الفرائض، و مصّر الأمصار، ثم ذكر عثمان فقرظه و أثنى عليه و قال: كانت إمرته قدرا و كان قتله قدرا، دعوتني فأجبت (3)،و أمرتني فخطبت، و صمتني فصمتّ .

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن علي بن هبة اللّه بن الحبوبي (4)،قالا: أنا أبو القاسم علي بن محمّد بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان بن أبي نصر، نا خيثمة بن سليمان الأطرابلسي، نا محمّد بن الحسين الحسني، نا أبو نعيم، نا حبان بن علي، عن مجالد، عن الشعبي قال:

أمر المغيرة بن شعبة صعصعة بن صوحان أن أخطب الناس، قال: فتكلم فحمد اللّه و أثنى عليه فقال: إن اللّه عز و جل بعث محمّدا صلى اللّه عليه و سلم حين درست الآثار، و تهدمت الجدار فبلّغ ما أرسل به، قال: فذكر حين قبضه اللّه عز و جل ثم وصل

ص: 89


1- في المعرفة و التاريخ: ضررا.
2- بالأصل:«أبو الحسين» و الصواب ما أثبت، و الزيادة للإيضاح، انظر المطبوعة عاصم - عائذ ص 642.
3- عن هامش الأصل.
4- بالأصل:«الحوني» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر المطبوعة عاصم - عائذ (الفهارس ص 627)، ترجمته في سير الأعلام 357/20.

و استخلف أبو بكر رضي اللّه عنه، فأقام المصحف، و ورث الكلالة و كان قويا في أمر اللّه عز و جل ثم قبض أبو بكر رضي اللّه عنه و استخلف عمر فمصّر الأمصار، و فرض العطاء، و كان قوما في أمر اللّه تعالى، ثم قبض عمر رضي اللّه عنه و رحمه و اجتمع الناس على عثمان، فكانت (1) خلافته قدرا و قتله قدرا - رحمه اللّه-.

قال المغيرة: انظروا ما يقول، قال: أنت أمرتني أن أخطب فخطبت، و أمرتني أن أجلس فجلست، صحّ عن حمزة.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، عن أبي [الحسن] (2) رشأ بن نظيف - و نقلته من خطّه - أنا أبو الفتح إبراهيم، عن علي بن إبراهيم بن الحسين بن محمّد، نا محمّد بن يحيى بن العباس، نا يموت بن المزرّع، ثنا خالي الجاحظ ، ثنا علي بن عامر بن عبد العزيز، قال: قال الزهري:

سئل صعصعة بن صوحان: كيف كان عمر بن الخطاب ؟ فقال: خاف ربه، و ملك، و ضبط أمره، و أتعب من بعده، قالوا: فعثمان ؟ قال: مسلما معضبا منهملا مستكفيا، قيل: فعليّ ؟ قال: لم... (3) مسند بدله لرأيه و لا مستقصر لرأيه، جمع السلم و الإسلام، قال: فمعاوية ؟ قال: صانع الدنيا فاقتلدها، و ضيّع الآخرة فنبذها، و كان صاحب من أطعمه و أخافه، قيل: فزياد؟ قال: رفيق الساسة سنته الشرّ بالعلانية، قيل:

فعمرو بن العاص ؟ قال: رجل بدهة، و كاشف كربة، إن حدّث غلب، و إن قارب أرب، قيل: فالمغيرة ؟ قال: خلو الصّداقة من العداوة، ضخم الدّسيعة على أبهة فيه... (4)، قيل: فالزبير؟ قال: سيّد الناس، عالم بالمراس، راغبا في التجارة و ليس من رجال الإمارة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، ثنا محمّد بن سعد، أنبأ عفان بن مسلم، نا حمّاد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن زرارة بن أوفى أن معاوية خطب الناس فقال: يا

ص: 90


1- بالأصل: فكان.
2- زيادة منا للإيضاح.
3- غير مقروءة بالأصل.
4- غير مقروءة بالأصل.

أيّها الناس إنّا نحن أحقّ بهذا الأمر، نحن شجرة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و بيضته التي انتقلت عنه، و نحن و نحن، فقال صعصعة: فأين بنو هاشم منكم ؟ قال: نحن أسوس منهم، و هم خير منا، قال: أمرنا بالطاعة، و قال فيها: إنا لكم جنّة، قال: فقال صعصعة: فإذا احترقت الجنة فكيف نصنع ؟ فقال: يا أيّها الناس ها إن هذا ترابي،[فقال: إني ترابي] (1) خلقت من التراب و إلى التراب أصير.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد، نا أحمد.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنبأ جدي أبو عبد اللّه، قالا: أنا أبو الحسين بن عوف، أنبأ أبو العباس محمّد بن موسى، أنبأ أبو بكر بن خريم (2)،نا هشام بن عمّار، نا إبراهيم بن أعين، نا إسماعيل بن يحيى الشيباني، عن أبي سنان الشيباني، عن عطاء بن أبي رباح:

أن صعصعة بن صوحان العبدي دخل على معاوية بن أبي سفيان فلم يسلّم عليه بالخلافة فقال له: ممن أنت ؟ قال: من نزار، قال: قال: و ما نزار؟ قال: كان إذا غزا احتوش (3) و إذا انصرف انكمش (4)،و إذا لقي افترش (5)،قال: فمن أيّ ولده أنت ؟ قال:

من ربيعة، قال: و ما ربيعة ؟ قال: كان يغزو بالخيل و يغير بالليل و يجود بالنبل، قال:

فمن أي ولده أنت ؟ قال: من أسد، قال: و ما أسد؟ قال: كان إذا طلب أقصى، و إذا أدرك أرضى، و إذا آب أنضى، قال: فمن أي ولده أنت ؟ قال: من دعمي، قال: و ما دعمي ؟ قال: كان يطيل النجاد، و يعد الجياد، و يحيد الجلاد، قال: فمن أي ولده أنت ؟ قال: من أفصى، قال: و ما أفصى ؟ قال: كان ينزل القارات و يحسن الغارات، و يحمي الجارات، قال: فمن أي ولده أنت ؟ قال: من عبد القيس، قال: و ما عبد القيس ؟ قال:

أبطال ذادة، حجاحجة سادة، صناديد قادة، قال: فمن أي ولده أنت ؟ قال: من أفصى، قال: و ما أفصى ؟ قال: كان يباشر القتال، و يعاشر الأبطال، و يبذر الأموال، قال: و من أي ولده أنت ؟ قال: من عمرو، قال: و من عمرو؟ قال: كانوا يستعملون السيف

ص: 91


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن مختصر ابن منظور 87/11.
2- بالأصل: حريم، و الصواب ما أثبت و ضبط ، و قد مرّ قريبا.
3- احتوش، يقال احتوش القوم فلانا و تحاوشوه بينهم: جعلوه وسطهم (اللسان).
4- انكمش في أمره: جدّ.
5- في اللسان: فرش: لقي فلان فلانا فافترشه إذا صرعه.

و يكرمون الضيف في الشتاء و الصيف، قال: فمن أي ولده أنت ؟ قال: من عجل، قال:

و ما عجل ؟ قال ليوث ضراغمة، قروم قشاعمة، ملوك قماقمة (1)،قال: فمن أي ولده أنت ؟ قال: من مالك، قال: و ما مالك ؟ قال: قال الهمام و القمقام القمقام قال: يا ابن صوحان ما تركت لهذا الحي من قريش شيئا؟ قال: بلى، تركت لهم الوبر و المدر، و الأبيض و الأصفر، و الصّفا و المشعر، و القبة و المنحر، و السرير و المنبر، و الملك إلى المحشر، و من الآن إلى المنشر، قال: أمّا و اللّه يا ابن صوحان إن كنت لأبغض أن أراك خطيبا، قال: إني و اللّه إن كنت لأبغض أن أراك أميرا.

أنبأنا أبو القاسم عبد المنعم بن علي بن أحمد بن الغمر، أنا علي بن الخضر بن سليمان، أنا عبد الوهاب بن جعفر بن علي، نا أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد السّلمي، أخبرني الوليد، و عبد الرّحمن، ابنا محمّد بن العباس بن الدّرفس (2)،قالا:

أنا وزيرة (3) بن محمّد بن وزيرة، نا القاسم بن عيسى، نا رحمة بن مصعب، عن مجالد، عن الشعبي قال:

خطب الناس معاوية فقال: لو أن أبا سفيان ولد الناس كلهم كانوا أكياسا، فوثب إليه صعصعة بن صوحان فقال: قد ولد الناس كلهم من هو خير من أبي سفيان، آدم عليه الصّلاة و السّلام، فمنهم الأحمق و الكيّس، فقال (4) معاوية: إن أرضنا قريبة من المحشر، فقال له صعصعة: إن المحشر لا يبعد على مؤمن و لا يقرب من كافر، قال معاوية: إن أرضنا أرض مقدّسة، قال له صعصعة: إن الأرض لا يقدسها شيء و لا ينجسها إنما يقدسها الأعمال، فقال له معاوية: عباد اتخذوا اللّه وليا و اتخذوا خلفاءه جنّة يحترزوا بها، فقال له صعصعة: كيف كيف و قد عطلت السّنة و أحقرت الذّمة، فصارت عشواء مطلخمة في دهياء مدلهمة قد استوعبتها الأحداث، و تمكنت منها الأمكاث، فقال له معاوية: يا صعصعة لأن تقعي على ظلعك خير لك ممن استبرأ رأيك و أبدا ضعفك، تعرّض بالحسن بن علي عليّ و لقد هممت أن أبعث إليه، فقال له صعصعة: أي و اللّه وجدتهم أكرمكم حدودا و أحباكم حدودا، و أوفاكم عهودا، و لو بعثت إليه لوجدته في

ص: 92


1- قماقمة جمع قمقام و هو السيد الكثير الخير، الواسع الفضل (اللسان).
2- انظر ترجمته في سير الأعلام 245/14.
3- ضبطت عن تبصير المنتبه.
4- بالأصل: فقال إن معاوية.

الرأي أريبا، و في الأمر صليبا (1)،و في الكرم نجيبا يلدغك بحرارة لسانه، و يقرعك بما لا يستطيع إنكاره، فقال له معاوية: و اللّه لأجفينك عن الوساد، و لأشردنّ بك في البلاد فقال له صعصعة: و اللّه إن في الأرض لسعة و إن في فراقك لدعة، قال له معاوية: و اللّه لأحبسن عطاءك، قال: إن كان ذلك بيدك فافعل، إن العطاء و فضائل النعماء في ملكوت من لا تنفذ خزائنه و لا يبيد عطاؤه و لا يجنيه في قضيته، فقال له معاوية: لقد استقلت، فقال له صعصعة: مهلا لم أقل جهلا، و لم أستحل قتلا، لا تقتل النفس التي حرّم اللّه إلاّ بالحقّ ، و من قتل مظلوما كان اللّه لقاتله مقيما يرهقه أليما، و يجرعه حميما، و يصليه جحيما، فقال معاوية لعمرو بن العاص: اكفناه، فقال له عمرو: و ما يجهمك لسلطانك ؟ فقال له صعصعة: ويلي عليك يا ماوي مطردي أهل الفساد و معادي أهل الرشاد، فسكت عنه عمرو.

في الكتاب الذي أخبرنا ببعضه أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن يوه، أنا أبو الحسن اللنباني (2)،أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني أبو الخطاب البصري، حدّثنا عبد اللّه بن بكر السهمي، حدّثني الفضل: أن وفدا من أهل العراق قدموا على معاوية فيهم صعصعة بن صوحان، فقال لهم معاوية: مرحبا بكم و أهلا قدمتم خير مقدم، قدمتم على خليفتكم و هو جنّة لكم، و قدمتم أرضا بها قبور الأنبياء، و قدمتم الأرض المقدّسة، و أرض المحشر، فقال صعصعة: أما قولك: مرحبا بكم و أهلا، فذاك من قدم على اللّه، و اللّه عنه راض، و أمّا قولك: قدمتم على خليفتكم و هو جنّة لكم فكيف لنا بالجنّة إذا احترقت، و أما قولك: قدمتم الأرض المقدّسة، فإنها لا تقدس كافرا، و أمّا قولك: قدمت الأرض المحشر، فإنه لا يضر بعدها مؤمنا، و لا ينفع قربها كافرا، قال: اسكت لا أرض لك، قال: و لا لك يا معاوية، إنما الأرض للّه يورثها من يشاء من عباده، قال: أما و اللّه لقد كنت أبغض أن أراك خطيبا، قال: و أنا و اللّه لقد كنت أبغض أراك خليفة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن عبد اللّه بن سعيد، نا السري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم،

ص: 93


1- الأصل: صلبيا.
2- الأصل: البناني.

نا سيف بن عمر عن (1) محمّد، و طلحة، قال (2):و كان سعيد بن العاص لا يغشاه إلاّ نازلة أهل الكوفة، و وجود أهل الإمام و أهل القادسية، و قراء أهل البصرة (3)و المتسمتون (4)،فكان هؤلاء دخلته إذا خلا، فأمّا إذا جلس للناس فإنه يدخل عليه كل أحد، فجلس للناس يوما، فدخلوا عليه، فبينا هم جلوس يتحدثون فقال حبيش (5) بن فلان الأسدي، ما أجود طلح بن عبيد اللّه، فقال سعيد بن العاص: إن من له مثل النّشاستج لحقيق أن [يكون] (6) جوادا. و اللّه لو أن لي مثله لأعاشكم اللّه به عيشا رغدا، فقال عبد الرّحمن بن حبيش - و هو حدث-: و اللّه لوددت أن هذا الملطاط لك - يعني ما كان لآل كسرى على جانب الفرات الذي يلي الكوفة - فقالوا: فض اللّه فاك (7) قال:

و اللّه لقد هممنا بك، فقال: حبيش غلام، فلما تجاوزوه، فقالوا له: يتمنى له من سوادنا، قال: و يتمنا لكم أضعافه، قالوا: لا يتمنا له و لا لنا، ما هذا بكم ؟ قالوا: أنت و اللّه أمرته بهذا، فقام إليه الأشتر و ابن ذي الحبكة، و جندب، و صعصعة، و ابن الكوّاء، و كميل، و عمير بن ضابئ، فأخذوه فذهب أبوه ليمنعهم فأخذوه، فضربوهما حتى غشي عليهما، و جعل سعيد يناشدهم و يأبون، حتى قضوا منهما و طرا، و سمعت بذلك بنو أسد، فجاءوا فيهم طلحة (8)،فأحاطوا بالقصر، و ركبت القبائل فعادوا (9) سعيد و قالوا: قلنا و تخلصنا.

فخرج سعيد إلى الناس فقال: يا أيها الناس قوم تنازعوا و تهاووا، و قد رزق اللّه العافية، و قعدوا و عادوا في حديثهم فتراجعوا فعلهم وردهم، و أفاق الرجلان فقال:

أبكما حياة، قالا: قتلتنا غاشيتك، قال: لا يغشوني و اللّه أبدا، فاحفظا علي ألسنتكما و لا تخربا عليّ الناس، ففعلا، و لما انقطع رجاء أولئك النفر من ذلك قعدوا في بيوتهم،

ص: 94


1- بالأصل: بن.
2- الخبر في تاريخ الطبري (ط بيروت 634/2) حوادث سنة 33.
3- عن الطبري و بالأصل: المصر.
4- عن الطبري و بالأصل: و المتسمتين.
5- في الطبري) خنيس.
6- زيادة عن الطبري.
7- بالأصل:«افض اللّه قال» و صوبت العبارة عن الطبري.
8- في الطبري: طليحة.
9- العبارة في الطبري: فعاذوا بسعيد، و قالوا: أفلتنا و خلّصنا» و هذا أشبه.

و أقبلوا على الإذاعة و الضعة حتى لامه أهل الكوفة في أمرهم، فقال: هذا أميركم، و قد نهاني أن أحرك شيئا، فمن أراد منكم أن يحركه فليحركه.

فكتب أشراف أهل الكوفة و صلحاؤهم إلى عثمان في إخراجهم، فكتب: إذا اجتمع ملاؤكم على ذلك فالحقوهم بمعاوية فأخرجوهم، فذلوا و انقادوا حتى أتوه و هم بضعة عشر، و كتبوا إلى عثمان بذلك، فكتب إلى معاوية: إن أهل الكوفة قد أخرجوا إليك نفرا خلقوا للفتنة فرعهم و قم عليهم، فإن آنست منهم رشدا فأقبل منهم، فإن أعيوك فارددهم عليه، فلما قدموا على معاوية رحّب بهم، و أنزلهم كنيسة تسمى بمريم و أجرى عليهم ما كان بأمر عثمان يجري عليهم بالعراق، و جعل لا يزال يتغدى و يتعشى معهم فقال لهم يوما: إنكم قوم من العرب، و لكم أسنان و ألسنة، و قد أدركتكم (1) بالإسلام شرفا و غلبتم الأمم و حويتم مواريثهم (2)،و قد بلغني أنكم نقمتم قريشا لو لم تكن عدتم أذلة كما كنتم، إنّ أئمتكم لكم إلى اليوم جنّة، و لا تتقيدوا (3) عن جنتكم، و إن أئمتكم اليوم يصبرون لكم على الجور، و يحتملون منكم المئونة، و اللّه لتنتهين أو ليبتلينكم اللّه عز و جل بمن يسومكم، ثم لا يحمدكم على الصبر، ثم تكونوا شركاءهم فيما جررتم على الرعية في حياتكم و بعد موتكم.

فقال رجل من القوم: أمّا ما ذكرت من قريش فإنها لم تكن أكثر العرب و لا أمنعه في الجاهلية، فتخوفنا بها، و أما ما ذكرت من الجنّة، فإن الجنّة إذا احترقت خلص إلينا.

فقال معاوية: قد عرفتم الآن، علمت أن الذي أعداكم على هذا قلّة العقول، و أنت خطيب القوم، و لا أرى لك عقلا، أعظم عليك أمر الإسلام، و أذكرك به، و تذكرني في الجاهلية، و قد وعظتك و تزعم أن ما يجنك و لا تنسب ما تحترق إلى الجنة أنه يحترق، أخزى اللّه قوما أعظموا أمركم (4) و دفعوه إلى خليفتكم افقهوا - و لا أظنكم تفقهون - إن قريشا لم تعزّ في جاهلية و لا إسلام إلاّ باللّه، لم تكن بأكثر العرب و لا أشدهم، و لكنهم كانوا أكرمهم أحسابا و أمحضهم أنسابا، و أعظمهم أخطارا، و أكملهم مروءة، و لم

ص: 95


1- كذا و في الطبري: أدركتم.
2- الطبري: و حويتم مراتبهم و مواريثهم.
3- الطبري:«تشذوا» و في نسخة أخرى:«تسدوا».
4- عن الطبري، و بالأصل: أمر.

يمتنعوا في الجاهلية و الناس تأكل بعضهم بعضا إلاّ باللّه الذي لا يستبدل من أعزّ و لا يوضع من رفع، فبوأهم حرما آمنا يتخطف الناس من حولهم، هل تعرفون عربا أو عجما أو سودا (1) أو حمرا إلاّ قد أصابه الدهر في حرمته و بلده بدولة إلاّ ما كان من قريش، فإنه لم يردهم أحد من الناس بكيد إلاّ جعل اللّه يعلي خده الأسفل حتى أراد اللّه أن ينفذ من أكرم و اتبع دينه من هوان الدنيا و سوء مردّ الآخرة فارتضى لذلك خبر خلقه، ثم ارتضى له أصحابا، فكان خيارهم قريش (2)،ثم بنى هذا الملك عليهم، و جعل هذه الخلافة فيهم، فلا يصلح ذلك إلاّ عليهم، فكان اللّه تعالى يحوطهم في الجاهلية، و هم على غير دينه، من سلم أ فترى أنه لا يحوطهم و هم على دينه منكم، و قد حاطهم في الجاهلية من الملوك الذين كانوا يدينونكم، أف لك، و أف لأصحابك، و لو أن متكلما غيرك لفسرت له، و لكنك ابتدأت أنت يا صعصعة، فإن قريتك أشد قرى عربية أنتنها نبتا، و أعمقها واديا (3)،و أعرفها بالشرّ و ألأمها جيرانا لم يسكنها شريف و لا وضيع إلاّ شب و كانت عليه هجنة، ثم كانوا أقبح العرب ألقابا و أخلفه اسما و ألأمه أصهارا، نزّاع الأمم و أنتم جيران الخط و فعلة فارس، حتى أصابتهم دعوة النبي صلى اللّه عليه و سلم، و نكبتك دعوته و أنت نزيع شطير في عمان، لم تسكن البحرين فيشركهم في دعوة النبي صلى اللّه عليه و سلم فأنت شر قومك، حتى إذا أبرزك للإسلام و خلطك بالناس، و حملك على الأمم التي كانت عليك أقبلت تبغي دين اللّه عز و جل عوجا، و تنزع إلى الكمة و القلّة، و لا يضع ذلك قريشا و لن يضرهم و لن يمنعهم من ناديهم (4) ما عليهم، إن الشيطان عنكم غير غافل، و قد عرفكم بالشرّ من بين أمتكم، فأغرى بكم الناس، و هو صارعكم، لقد علم أنه لا يستطيع أن يردّ بكم قضاء قضاه اللّه عز و جل، و لا (5) أمرا أراده اللّه، و لا تدركوا بالشر أمرا أبدا إلاّ فتح اللّه عز و جل عليكم شرا منه و أخزى، ثم قام و تركهم فتدامرت و تقاصرت إليهم أنفسهم.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط (6)،قال: و قال أبو عبيدة في

ص: 96


1- بالأصل:«سوادا» و الصواب عن الطبري.
2- كذا، و الصواب: قريشا.
3- عن الطبري و بالأصل: و أدواها.
4- كذا، و في الطبري:«تأدية ما عليهم» و هو أشبه.
5- بالأصل: أمر.
6- تاريخ خليفة ص 195.

تسمية الأمراء من أصحاب علي بصفّين: و على عبد القيس الكوفة صعصعة بن صوحان العبدي.

قرأت على أبي الفتوح أسامة بن محمّد بن زيد العلوي، عن أبي جعفر محمّد بن أحمد بن المسلمة، عن أبي عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى المرزباني، قال:

صعصعة بن صوحان العبدي أحد أصحاب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المختصين به، و هو الفائل:

هلاّ سألت بني الجارود أي فتى *** عند الشفاعة و الباب ابن صوحانا

كنا و كانوا كأمّ أرضعت ولدا *** عقّت و لم تجز بالإحسان إحسانا

أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد اللّه بن رضوان، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو محمّد بن خلف بن المرزبان، أنا أبو جعفر التمامي، أنا علي بن محمّد.

ح قال: و أنبأ أبو محمّد التميمي، نا المدائني، قال: و قال معاوية لصعصعة بن صوحان: ما المروءة ؟ قال: الصّبر و الصّمت، فالصبر على ما ينوبك، و الصمت حتى تحتاج إلى الكلام.

قال و أنا محمّد بن خلف، أنا أبو محمّد البلخي، نا أبو الهيثم محمّد بن رجاء الغنوي، عن عطاء بن محمّد السّلولي، أنا الحجّاج بن مقاعش الشيباني، عن عقبة بن مصقلة بن هبيرة الشيباني، قال: سمعت صعصعة بن صوحان، و سأله عبد اللّه بن عياش، فقال: ما السدد فيكم، قال: إطعام الطعام، و لين الكلام، و بذل النوال، و كف المرء نفسه عن السّؤال، قال: فما المروءة ؟ قال: أخوان إذا اجتمعا ظهرا، و إن لقيا قهرا، حارسهما قليل، يحتاجان إلى حياطة مع نزاهة، قال: فهل تحفظ في ذلك شعرا، قال: نعم، قول مرّة بن ذهل بن شيبان حيث يقول:

إنّ السيادة و المروءة علفا *** حيث السماك من السّماك الأعزل

و إذا تفاخر سيّدان بمفخر *** طرحا القداح ففاز منها الأمثل

و إذا تقابل يجريان لغاية *** عين الهجين و أسلمته الأرجل

و نجا الصريح من العثار معوّدا *** فوت الجياد و لم تخنه الأفكل

و كذا المروءة من تعلّق خيلها *** قتل المرير تعلقته الأحبل

ص: 97

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أحمد بن محمّد بن عثمان، أنا الحسن بن الحسن بن علي بن المنذر، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني الحسين بن عبد الرّحمن.

و قال في موضع آخر بهذا الإسناد: حدّثني أبو محمّد العمري عن شيخ من قريش قال: قال صعصعة بن صوحان: الصّمت حتى تحتاج إلى الكلام رأس المروءة.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، نا سليمان بن الحسن، نا محمّد بن سلام الجمحي، قال: مرّ صعصعة بن صوحان بقوم و هو يريد مكة، فقالوا له: من أين أقبلت ؟ قال: من الفجّ العميق، قالوا: فأين تريد؟ قال: البيت العتيق، قالوا: هل كان من مطر؟ قال:

نعم، عفّى الأثر و أنضر الشجر، و دهده (1) الحجر، قالوا: أي آية في كتاب اللّه أحكم ؟ قال: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقٰالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَ مَنْ يَعْمَلْ مِثْقٰالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (2).

قال: و ثنا أحمد، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا أبي، عن وكيع، عن مسعر، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ميمون بن أبي شبيب، قال: قال صعصعة بن صوحان لابن أخيه: إذا لقيت المؤمن فحافظه، و إذا لقيت الفاجر فخالفه، و دينك فلا تكله إلى أحد.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه، ابنا أبي علي، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الطيب عثمان بن عمرو بن محمّد بن المنتاب، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن المروزي، نا ابن مهدي، نا سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ميمون بن أبي شبيب، قال صعصعة بن صوحان لرجل - و هو ابن لزيد بن صوحان-: إني كنت أحبّ إلى أبيك منك، و أنت أحبّ إليّ من ابني، أوصيك بتقوى اللّه، و إذا لقيت المؤمن فخالصه، و إذا لقيت الفاجر فخالفه.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر القشيري، قالا: أنا محمّد بن علي الخشّاب.

ح و أخبرنا أبو يعقوب الصّدائي، أنا عبد الكريم بن الحسن، أنا علي بن

ص: 98


1- دهده الحجر: دحرجه (اللسان).
2- سورة الزلزلة، الآيتان:7 و 8.

محمّد بن عبد اللّه، أنا أحمد بن محمّد بن نصر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، أنا إسحاق بن إسماعيل، قالا: حدّثنا أبو بكر الجوزقي، أنا أبو العباس الدّغولي، نا محمّد بن داود بن دينار، نا قبيصة، نا سفيان.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعيد الجنزرودي، أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن جعفر البحيري - إملاء - أخبرني أبو محمّد الحسن بن محمّد بن السعتري، نا عبد اللّه بن هاشم الطوسي، نا وكيع، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ميمون بن أبي شبيب قال: قال صعصعة بن صوحان: إذا لقيت المؤمن فخالطه، و إذا لقيت الفاجر فخالفه.

أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسن القاضي - بتبريز - أنا أبو الفتح أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن علي السّوذرجاني - بأصبهان - أنبأ أبو نعيم، نا الحسن بن محمّد بن أحمد بن كيسان، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، نا علي بن عبد اللّه، نا جرير، عن منصور، عن الشعبي قال صعصعة بن صوحان لابن زيد: أنا كنت أحبّ إلى أبيك منك، و أنت أحبّ إليّ من ابني، خصلتان أوصيك بهما احفظهما مني - و قال إسحاق: احفظهما - خالف الفاجر، و خالص المؤمن، فإن الفاجر يرضى منك بالخلق الحسن و إنه لحقّ عليك - و قال إسحاق: بحق عليك - أن تخالص المؤمن.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد (1) الكتاني، نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا داود بن رشيد، نا أبو حفص الأبّار، عن منصور، عن الشعبي، عن صعصعة بن صوحان أنه قال لابن أخيه: أنا كنت أحبّ إلى أبيك منك، و أنت إليّ أحبّ من ابني، خلّتان أوصيك بهما:

خالف الفاجر، و خالص المؤمن، فإن الفاجر يرضى منك بخلق حسن، و إن حقا عليك أن تخالص المؤمن.

و أخبرنا أبو يعقوب، أنا عبد الكريم بن علي، أنا أحمد بن محمّد، نا أبو بكر، حدّثني عبد الرّحمن بن صالح، نا عبدة بن سليمان، عن الأعمش قال: قال صعصعة بن صوحان لابن أخيه: إذا لقيت المؤمن فخالصه، و إذا لقيت الفاجر فخالفه.

ص: 99


1- بالأصل:«بن الكتاني أحمد» قدمنا «أحمد» إلى موضعها حسب السياق. انظر ترجمته في سير الأعلام 482/16.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، عن أبي الحسين بن الطّيّوري، عن عبد العزيز الأزجي، أنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم الشّيرازي.

و أنبأنا أبو سعد بن الطّيّوري، عن عبد العزيز الأزجي، قالا: أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدّثني جدي، حدّثني إبراهيم بن بشّار، أخو أبان، نا عبد الرّزّاق، حدّثني أبي: أن صعصعة بن صوحان حين أصابه ما أصابه قطع بعض لسانه، فأتاه رجل فبال في أذنه، فإما قال لهم، و إمّا كتب لهم: انظروه، فإن كان من العرب فهو من هذيل، و إن كان من العجم فهو من بربر، قال: فنظروا، فإذا هو بربري.

قال: و حدّثني جدي، ثنا إبراهيم بن عبد اللّه الهروي، و إبراهيم بن موسى الفراء، قالا: نا يحيى بن أبي زائدة، نا مجالد قال: قيل لعامر: لم تقول لأصحاب عليّ ما تقول، و إنما تعلّمت منهم ؟ قال: من أيّهم ؟ قيل: من الحارث الأعور، و صعصعة بن صوحان، و رشيد الهجري، فقال: أما الحارث فكان رجلا حاسبا كنت أ تعلم منه الحساب، و أما صعصعة بن صوحان فكان رجلا خطيبا، كنت أتعلم منه الخطب، و اللّه ما أفتى فينا يقينا قط ، و أمّا رشيد الهجري فإن صاحبا لي قال: انطلق بنا إلى رشيد فأتيناه فدخلنا عليه فنظر إلى صاحبي و كان يعرفه فقال بيده هكذا فحركها فقال له صاحبي هكذا و عقد مجالد بيده ثلاثين فقلنا: حدّثنا رحمك اللّه، قال: نعم، أتينا حسين بن علي بعد ما قتل علي فقلنا: استأذن لنا على أمير المؤمنين، و سيد المؤمنين، قال: ذاك قد قتل، قلت: إنه ما قتل، و إنه الآن ليعرف من الديار النصل و يتنفس بنفس الحي، قال:

فضحك حسين و قال: أمّا إذ علمتم هذا فادخلوا عليه، و لا تهيّجوه، قال عامر: فما الذي أتعلم من هذا أو من هؤلاء؟

2882 - صعصعة بن الفرات،

و يقال: يزيد بن الفرات النمري

من أهل دمشق، له ذكر.

قرأت بخط عبد اللّه بن سعد القطربلي مما حكاه عن أبي الحسن المدائني، قال:

و قال بعضهم: أتى زامل بن عمرو رجل من لخم فيسكن قرية بينها و بين الغوطة ميلان،

ص: 100

فقال يزيد بن خالد.... (1) زراعة لي مستخفيا فأرسل زامل خيلا فأصابه في زراعة اللخمي عليه قميص سنبلاني (2)،فأخذوه و أقبلوا به على بغل مؤلف فتلقاهم رجل من بني نمير يقال له صعصعة أو يزيد بن الفرات على نهر يأخذ من بردا فقتله و احتزّ رأسه و أتى به زاملا فقال له زامل: كله بخل و خردل، قال: الأمير أحقّ بابن عمّه، و بعث زامل برأسه إلى مروان، و علّق الصبيان في رجله حبلا فجزروه في السّكك.

و يقال: إن النميري مرّ من بقوم من بجيلة فقطع من لحم يزيد بن خالد فألقى إليهم فقال: كلوه، فجعلوا يأكلون لحمه و السّيوف على رءوسهم، ثم مضى إلى زامل فقال زامل: كله بخل و خردل.

و ذكر خليفة بن خياط (3):أن (4) الذي قتل يزيد بن خالد اسمه صعصعة (5).

ص: 101


1- غير واضحة بالأصل و رسمها:«ناوي» و لعل الصواب:«نازل».
2- بالأصل: سبيلاني، و لعل الصواب ما أثبت، و في التاج: سنبلاني بالضم أي سابع الطول الذي قد أسبل، أو هو منسوب إلى بلد بالروم (تاج العروس: سنبل).
3- تاريخ خليفة ص 374 حوادث سنة 127.
4- غير واضحة بالأصل و قد تقرأ:«كذا» و السياق يقتضي ما أثبت.
5- زيد في تاريخ خليفة: رجل من بني تميم. و انظر تاريخ الطبري حوادث سنة 127(281/4) و فيه أن يزيد بن خالد لجأ إلى رجل من لخم من أهل المزة. فدل عليه زامل فأرسل إليه فقتل قبل أن يوصل به إليه، فبعث برأسه إلى مروان بحمص. و انظر الكامل لابن الأثير بتحقيقنا (حوادث سنة 127).

ذكر من اسمه صفوان

2883 - صفوان بن أمية بن وهب بن حذافة بن جمح

ابن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر

أبو وهب (1) القرشي الجمحي المكي (2)

له صحبة، أسلم بعد فتح مكة.

و روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أحاديث.

روى عنه: ابنه عبد اللّه بن صفوان، و ابن أخيه (3) حميد، و سعيد بن المسيّب، و عامر بن مالك، و طارق بن المرقّع، و عبد اللّه بن الحارث بن نوفل، و طاوس بن كيسان اليماني، و عطاء بن أبي رباح.

و شهد اليرموك، و كان أميرا على كردوس، و قيل: إنه وفد على معاوية و أقطعه الزّقاق المعروف بزقاق صفوان.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني جدّي، أحمد بن منيع، نا سفيان، عن عبد الكريم [بن] أبي أمية، عن عبد اللّه بن الحارث قال: زوّجني أبي، فدعا أناسا من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فيهم صفوان بن أمية، فقال: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«انهسوا

ص: 102


1- في تهذيب الكمال 107/9 أبو وهب، و قيل: أبو أمية.
2- ترجمته في الاستيعاب 183/2 هامش الإصابة، و أسد الغابة 405/2 و الإصابة 187/2 و تهذيب الكمال 107/9 و تهذيب التهذيب 553/2 و الوافي بالوفيات 313/16 و سير الأعلام 562/2 و انظر بالحاشية فيهما أسماء مصادر أخرى كثيرة ترجمت له.
3- في تهذيب الكمال و سير الأعلام: ابن أخته و اسمه حميد بن حجير، و في الإصابة «ابن أخيه» كالأصل.

اللحم نهسا فإنه أهنأ، و أمرأ»[5170].

أخرجه التّرمذي عن أحمد بن منيع (1).

أخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا أحمد بن محمّد بن زياد، نا الحسن بن محمّد، نا ابن عيينة، عن عبد الكريم، عن عبد اللّه بن الحارث بن نوفل قال: زوّجني أبي في إمارة عثمان، فدعا قوما من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم فجاء صفوان بن أمية و هو شيخ كبير، فقال إن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«انهسوا اللحم نهسا فإنه أهنأ و أمرأ، و أبرّ (2) و أشهى»[5171].

أخبرنا أبو نصر بن رضوان، و أبو علي بن السّبط ، و أبو غالب بن البنّا قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا أبو مسلم الكشّي، نا أبو عاصم الضحاك، عن مجالد، عن مالك عن ابن (3) شهاب، عن صفوان بن عبد اللّه بن صفوان عن جده قال: قيل لصفوان بن أمية إنه من لم يهاجر فقد هلك، فدعا براحلته فركبها، فأتى المدينة قال: فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما جاء بك يا أبا وهب ؟» قال: بلغني أنه لا دين لمن لا هجرة له، فقال:«ارجع إلى أباطح مكة»، قال: فرجع، فدخل المسجد، فتوسّد رأسه، فجاءه رجل فسرقه، فأتى النبي صلى اللّه عليه و سلم، فأمر بقطعه، فقال: يا رسول اللّه لم يبلغ ردائي ما تقطع فيه يد، قد جعلتها صدقة عليه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«فهلاّ قبل أن تأتيني به»[5172].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو نصر أحمد بن محمّد الطوسي، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور - زاد ابن السّمرقندي و أبو محمّد الصّريفيني - قالا: أنا أبو محمّد القاسم بن حبابة.

و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن عمر بن محمّد بن جعفر بن محمّد بن بكر بن سالم بن عبد اللّه بن عمر بن الخطّاب.

ص: 103


1- صحيح الترمذي 26 كتاب الأطعمة 32 باب (الحديث 1835).
2- كذا، و في تهذيب الكمال 109/9 «أو أشهى و أمرأ». و قوله: نهس اللحم: انتزعه بالثنايا للأكل، و الشين لغة فيه (انظر اللسان: نهس و نهش).
3- بالأصل:«مالك بن أبي شهاب» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمة صفوان بن عبد اللّه بن صفوان في تهذيب الكمال 117/9 و فيها يروي عنه.. و محمد بن مسلم بن شهاب الزهري.

ح و أخبرنا أبو الفتح محمّد بن علي، و أبو نصر عبد اللّه بن أبي عاصم، و أبو محمّد عبد السّلام بن أحمد، و أبو عبد اللّه سمرة بن جندب، و أخوه أبو محمّد عبد القادر بن جندب، قالوا: أنا محمّد بن عبد العزيز الفارسي، قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي شريح، قالا: أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، ثنا مصعب بن عبد اللّه الزبيري، حدّثني مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن صفوان بن عبد اللّه بن صفوان، أن صفوان قيل له: من لم يهاجر هلك، قال: فقدم صفوان بن أمية المدينة، فنام في المسجد، و توسّد رداءه، فجاء سارق فأخذ رداءه، قال: فأخذ صفوان السّارق، فجاء به إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فأمر به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن يقطع، فقال صفوان: إنّي لم أرد هذا، هو عليه صدقة، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«فهلاّ قبل أن تأتيني به»- و في حديث ابن حبابة قالا: قبل أن تأتيني به - رواه محمّد بن أبي حفصة، عن الزهري، و زاد في إسناده أبا صفوان عبد اللّه بن صفوان[5173].

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنبأ أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا روح، نا محمّد بن حفصة (2)،نا الزهري، عن صفوان بن (3) عبد اللّه بن صفوان، عن أبيه: أن صفوان بن أمية بن خلف قيل له: هلك من لم يهاجر، قال: فقلت: لا أصل إلى أهلي حتى [آتي] (4) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فركبت راحلتي، فأتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقلت: يا رسول اللّه زعموا أنه هلك من لم يهاجر، قال:

«لا أبا وهب، فارجع إلى أباطح مكة»[5174].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن عبد اللّه بن سيف، نا السري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر التميمي، قال في تسمية الأمراء يوم اليرموك: و صفوان بن أمية على كردوس (5).

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا أبو طاهر قالا: أنا محمّد بن

ص: 104


1- في مسند أحمد ط دار الفكر 223/5 (الحديث 15303).
2- في المسند:«محمد بن أبي حفصة» و مثله في سير الأعلام 564/2.
3- عن المسند، و بالأصل «عن» و انظر سير الأعلام 564/2.
4- الزيادة عن المسند للإيضاح.
5- تاريخ الطبري 396/3 حوادث سنة 13.

الحسن بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد، نا خليفة بن خياط (1) قال: صفوان بن أمية بن خلف (2) بن وهب بن حذافة بن جمح، أمّه صفية بنت معمر بن حبيب بن وهب (3) بن حذافة بن جمح، قال أبو اليقظان: أمّه ابنة عمير من بني جمح، يكنى أبا وهب مات بمكة سنة اثنين (4) و أربعين.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار قال: و صفوان بن أمية، و أمّه صفية بنت معمر بن وهب بن حذافة بن جمح، و أخواه كلدة، و عبد الرّحمن ابنا حنبل، و كان صفوان من مسلمة الفتح، و كان قد هرب حين دخل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يومئذ، فانصرف معه، فوقف على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و صفوان على فرسه، فناداه في جماعة الناس إن هذا عمير بن وهب يزعم أنك أمنتني على أن لي تسير شهرين، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«انزل»، فقال: لا، حتى تبين لي، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أنزل فلك تسيير أربعة أشهر»، و شهد معه حنينا و هو مشرك، و استعاده رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سلاحا، فقال له: طوعا أو كرها؟ فقال: بل طوعا عارية مضمونة، فأعاره، و وهب له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم حنين من الغنائم، فأدركه فقال: أشهد ما طابت بهذا إلاّ نفس نبي، فأسلم، أقام بمكة، ثم قيل إنه لا إسلام لمن لا هجرة له، فقدم المدينة، فنزل على العبّاس فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«على من نزلت ؟» فقال: على العبّاس، فقال:«ذاك ابن قريش بقريش، ارجع أبا وهب فإنه لا هجرة بعد الفتح» و قال له:«فمن لأباطح مكة»، فرجع صفوان فأقام بمكة حتى مات بها (5)[5175].

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسين بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمرو، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (6)

ص: 105


1- طبقات خليفة بن خياط ص 59 رقم 136.
2- عن طبقات خليفة و بالأصل «خليفة».
3- بالأصل:«معمر بن وهب بن حبيب» و فوق اللفظتين حبيب و وهب علامتا م، إشارة إلى تقديم و تأخير، و هذا ما أثبتناه بما يوافق عبارة خليفة.
4- كذا، و الصواب: اثنتين.
5- انظر تهذيب الكمال 107/9-108.
6- الخبر برواية ابن أبي الدنيا سقط من الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

قال في الطبقة الخامسة في تسمية من أسلم بعد فتح مكة: صفوان بن أميّة بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح، و يكنى أبا وهب، مات في أوّل خلافة معاوية، فقال في موضع آخر بهذا الإسناد: أسلم بعد الفتح فقيل له: إنه لا إسلام لمن لم يهاجر، فقدم المدينة، فأخبر بذلك النبي صلى اللّه عليه و سلم، فقال له:«عزمت عليكم يا أبا وهب لمّا رجعت إلى أباطح مكة»، فلم يزل بها حتى مات أيام خرج الناس من مكة إلى الجمل، و كان يحرض الناس على الخروج، أخبرني بذلك كله الواقدي[5176].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1)،قال في الطبقة الرابعة: صفوان بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح، و أمّه صفية بنت معمر بن وهب بن حذافة بن جمح، قال محمّد بن عمر: و لم يزل صفوان صحيح الإسلام، و لم يبلغنا أنه غزا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم شيئا، و لا بعده، و لم يزل مقيما بمكة إلى أن مات بها في أول خلافة معاوية بن أبي سفيان، و قد روى عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، ثم أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنبأ أبو محمّد الجوهري أبو الحسين بن المظفر، أنا أبو علي المدائني، أنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم قال: و من بني جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي: صفوان بن أمية بن خلف بن وهب بن (2) حذافة بنت جمح، و أمّه.... (3) بنت معمر بن حبيب بن حذافة بن جمح، يكنى أبا وهب، أتى النبي صلى اللّه عليه و سلم يوم فتح مكة، فأجلّه النبي صلى اللّه عليه و سلم أربعة أشهر، ثم أسلم بعد ذلك، توفي بعد مقتل عثمان، و قال بعض أهل الحديث: توفي سنة اثنين (4) و أربعين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد قال: قال محمّد بن سعد: صفوان بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو، و أمّه صفية بنت معمر (5) بن حبيب بن وهب بن حذافة بن

ص: 106


1- طبقات ابن سعد 449/5.
2- بالأصل: بنت.
3- رسمها بالأصل:«ينسه» و تقرأ:«نيسه»؟ و قد مرّ: صفية، و في مغازي الواقدي 85/1 كريمة.
4- كذا.
5- رسمها بالأصل:«لعمر» و قد مرّ صوابا قريبا.

جمح، يكنى صفوان أبا وهب، كان يسكن مكة، و قدم على النبي صلى اللّه عليه و سلم المدينة.

أخبرنا أبو محمّد السّلمي، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأ عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1) قال: صفوان بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص (2) بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر - زاد ابن السّمرقندي: يكنى أبا وهب-.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل السّلامي، أنا أبو الفضل الباقلاني، و أبو الحسين الأصبهاني، قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنبأ محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (3) قال: صفوان بن أميّة بن خلف أبو وهب القرشي الجمحي، له صحبة.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأديب - أنا أبو القاسم الأصبهاني، أنا أبو علي إجازة.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (4)، قال: صفوان بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح بن وهب الجمحي القرشي المكي، له صحبة، روى عنه حميد بن أخيه (5)،و عبد اللّه بن الحارث، و عامر بن مالك، و عبد اللّه بن صفوان، سمعت أبي يقول ذلك، قال أبو محمّد: روى عنه طاوس اليماني.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، قال: صفوان بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح، و اسمه تيم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي، أبو وهب الجمحي، كنّاه النبي صلى اللّه عليه و سلم يوم الفتح،

ص: 107


1- المعرفة و التاريخ 309/2.
2- عن المعرفة و التاريخ - و بقية مصادر ترجمته - و بالأصل هنا: هيص.
3- التاريخ الكبير 304/4.
4- الجرح و التعديل 421/4.
5- كذا و في الجرح و التعديل: ابن أخته.

و استعار منه أدراعا، قال له:«يا أبا وهب»، روى عنه عبد اللّه بن حارثة (1)،و عامر بن مالك، و طارق بن مرقّع، و ابنه عبد اللّه، كذا قال، و هو عبد اللّه بن الحارث بن نوفل.

أنبأنا أبو سعد المطرز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم، قال: صفوان بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح، و اسمه تيم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي، أبو وهب الجمحي، كنّاه النبي صلى اللّه عليه و سلم أبا وهب، أسلم بعد الفتح (2)،و شهد حنينا و هو مشرك ثم أسلم بعد ذلك، توفي مقتل عثمان بن عفّان.

أخبرنا أبو السّعود بن المجلي (3)،نا أبو الحسين محمّد بن علي.

ح و أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد، أنا أبي أبو يعلى قالا: أنا أبو القاسم الصيدلاني، أنا محمّد بن مخلد بن حفص، قال: قرأت على علي بن عمرو الأنصاري:

حدّثكم الهيثم بن عدي قال: قال ابن عباس: صفوان بن أمية بن خلف، يكنى أبا وهب.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الفضل بن خيرون.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار قالا: أنبأ أبو القاسم الأزهري، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، أنا العباس بن العبّاس بن محمّد بن عبد اللّه [بن] المغيرة الجوهري، أنا صالح بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو وهب صفوان بن أمية بن خلف الجمحي له صحبة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني أبو موسى بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو وهب صفوان بن أمية بن خلف الجمحي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا

ص: 108


1- كذا، و قد مرّ في أول ترجمته:«عبد اللّه بن الحارث» و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب: بن الحارث بن نوفل، و انظر.
2- تهذيب الكمال 107/9.
3- بالأصل بالحاء المهملة، و الصواب ما أثبت بالجيم و قد مرّ.

هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدّولابي (1)،قال:

صفوان بن أمية - يعني - يكنى أبا وهب.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنبأ أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا أبو الفتح سليمان بن أيوب، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمّد بن إياس قال: سمعت محمّد بن أحمد المقدّمي يقول: صفوان بن أمية الجمحي يكنى أبا وهب.

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصّفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو وهب و يقال أبو أمية صفوان بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي الجمحي القرشي، و أمّه صفية بنت يعمر (2) بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح، و يقال: أمّه بنت عمير من بني جمح، له صحبة من النبي صلى اللّه عليه و سلم مات بمكة أول ولاية معاوية.

أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد اللّه الكروخي، أنا محمود بن القاسم بن محمّد، و عبد العزيز بن محمّد، و أبو بكر أحمد بن عبد الصمد، قالوا: أنا عبد الجبّار بن محمّد بن أحمد المحبوبي، أنا أبو عيسى التّرمذي (3)،أنا أبو السائب سلم بن جنادة بن سلم الكوفي، ثنا أحمد بن بشير، عن عمرو (4) بن مرّة عن سالم بن عبد اللّه بن عمر، عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم أحد:«اللّهم العن أبا سفيان، اللّهم العن الحارث بن هشام، اللّهمّ العن صفوان بن أمية»، قال: فنزلت لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْ ءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ (5)فتاب عليهم، فأسلموا و حسن إسلامهم[5177].

أخبرناه غالبا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبي أبو القاسم.

و أخبرنا أبو الأسعد هبة اللّه بن عبد الواحد بن عبد الكريم، أنا جدي أبو القاسم، أنا أبو الحسين الخفّاف، أنا أبو العباس السّرّاج، نا أبو السائب سلم بن جنادة،

ص: 109


1- الكنى و الأسماء للدولابي 92/1.
2- كذا، و مرّ:«بنت معمر».
3- صحيح الترمذي 48 كتاب التفسير (الحديث 3004).
4- في الترمذي: عمر بن حمزة.
5- سورة آل عمران، الآية:127.

ثنا أبو بكر أحمد بن بشير، عن عمرو (1)بن حمزة، عن سالم، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم الفتح:«اللّهم العن الحارث، اللّهم العن صفوان بن أمية» فنزلت لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْ ءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظٰالِمُونَ فتاب عليهم، فأسلموا فحسن إسلامهم[5178].

رواه أبو عقيل عبد اللّه بن عقيل الثقفي عن عمرو (2) بن حمزة - مرفوعا - أيضا إلاّ أنه سمى بدل أبا سفيان سهل بن عمرو.

و رواه معمر عن الزهري عن سالم مسندا إلاّ أنه لم يسمّ منهم أحد.

أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى، نا إسحاق - هو ابن أبي إسرائيل - نا عبد العزيز بن محمّد، نا معمر.

ح و أخبرناه أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا إسحاق، نا عبد الرّزاق، نا سفيان، و معمر عن الزهري، عن سالم، عن أبيه قال: لعن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في صلاة الصّبح فلانا و فلانا ناسا من المنافقين، فأنزل اللّه عز و جل لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْ ءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظٰالِمُونَ .

و كذا رواه ابن المبارك عن معمر، و رواه حنظلة بن أبي سفيان الجمحي المكي، عن سالم مرسلا، لم يذكر ابن عمر فيه، و سمّى سهيلا بدل أبي سفيان.

أخبرناه أبو عبد اللّه، أنا خيثمة بن سليمان، نا الحسن بن مكرم، نا إسحاق بن سليمان الرازي، قال: سمعت حنظلة بن أبي سفيان قال: سمعت سالم بن عبد اللّه في قول اللّه عز و جل: لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْ ءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ نزلت في سهيل بن عمرو، و صفوان بن أمية، و الحارث بن هشام كان النبي صلى اللّه عليه و سلم يدعو في الصّلاة فنزلت فيهم هذه الآية.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية.

ح و أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن

ص: 110


1- في الترمذي:«عمر».
2- في الترمذي:«عمر».

الآبنوسي، أنا أبو الطّيّب عثمان بن عمرو بن محمّد بن المنتاب، قالا: ثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن بن حارث، أنا ابن المبارك، أنا معمر عن الزهري، عن بعض آل عمر (1)،عن عمر بن الخطاب أنه قال: لما كان يوم الفتح أرسل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى صفوان بن أمية بن خلف و إلى أبي سفيان بن حرب و إلى الحارث بن هشام قال عمر: فقلت: قد أمكنني اللّه عز و جل منهم، لأعرفنّهم ما صنعوا، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«مثلي و مثلكم كما قال يوسف لإخوته لاٰ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّٰهُ لَكُمْ وَ هُوَ أَرْحَمُ الرّٰاحِمِينَ (2)»، قال عمر: فانفضخت حياء من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم (3)[5179].

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر، أنا عثمان سعيد بن محمّد البحيري، أنا زاهر بن أحمد، أنا إبراهيم بن عبد الصمد، نا أبو مصعب الزهري، ثنا مالك، عن ابن شهاب:

أنه بلغه أن نساء كنّ على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بأرضهن و هنّ غير مهاجرات و أزواجهن حين أسلمن كفار، منهن بنت الوليد بن المغيرة و كانت تحت صفوان بن أمية، فأسلمت يوم الفتح و هرب زوجها صفوان بن أمية من الإسلام فبعث إليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ابن عمه وهب بن عمير برداء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أمانا لصفوان، و دعاه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى الإسلام و أن يقدم عليه فإن رضي أمرا و إلاّ سيره شهرين.

فلما قدم على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ناداه على رءوس الناس، فقال: يا محمّد هذا وهب بن عمير جاءني بردائك، و زعم أنك دعوتني إلى القدوم عليك، فإن رضيت أمرا قبلته، و إلاّ سيرتني شهرين، قال: فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«انزل أبا وهب»، فقال: لا و اللّه لا أنزل حتى تبين لي، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:[«لك تسيير أربعة أشهر».

فخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قبل هوازن بحنين] (4) فأرسل إلى صفوان أن يستعيره أداة

ص: 111


1- بالأصل «عمران» و المثبت عن سير الأعلام 564/2.
2- سورة يوسف، الآية:92.
3- نقله الذهبي في سير الأعلام 564/2 و 565 من طريق الزهري.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن سير الأعلام 565/2 و مكان العبارة بالأصل:«قبل هوازين بحنين».

و سلاحا كانت عنده فقال صفوان: أو كرها؟ فقال:«لا بل طوعا»، فأعاره الأداة و السّلاح التي كانت عنده، ثم خرج صفوان مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو كافر، يشهد حنينا و الطائف، و هو كافر، و امرأته مسلمة، فلم يفرّق رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بينه و بين امرأته حتى أسلم صفوان، و استقرت امرأته بذلك النكاح، كذا يقول مالك: وهب بن عمير، و إنما هو وهب بن عمير[5180].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (1).

ح و أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا أبو بكر الخطيب، قالا: أنبأ أبو الحسين بن الفضل، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن عتاب العبدي، نا القاسم بن عبد اللّه (2) بن المغيرة، نا ابن أبي أويس، نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمه موسى بن عقبة قال: و فرّ (3) صفوان بن أمية عامدا للبحر، و أقبل عمير بن وهب بن خلف إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فسأله أن يؤمن صفوان بن أمية، و قال: إنه قد هرب فارا نحو البحر، و قد خشيت أن يهلك نفسه، فأرسلني إليه بأمان يا رسول اللّه، فإنك قد أمنت الأحمر و الأسود، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أدرك عمك (4) فهو آمن»، فطلبه عمير فأدركه، و قال له: قد أمّنك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال صفوان: فو اللّه لا آمن لك حتى أرى علامة بأمان، فقال عمير: أمكث مكانك حتى آتيك بها، فرجع عمير إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: إن صفوان أبى أن يوقن لي حتى يرى منك آية يعرفها، فانتزع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم برد حبرة كان معتجرا بها حين دخل مكة، فدفعه إلى عمير بن وهب، فلما رأى صفوان البرد أيقن و اطمأنت نفسه، و أقبل مع عمير حتى دخل المسجد على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال صفوان: أعطيتني ما يقول هذا من الأمان ؟ قال:«نعم»، قال: اجعل لي شهرا قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«بل لك شهران لعل اللّه أن يهديك»-.

و قال ابن شهاب: نادى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم صفوان و هو على فرسه، فقال: يا محمّد أمنتني كما قال هذا إن رضيت و إلاّ سيرتني شهرين، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«انزل أبا

ص: 112


1- الخبر في دلائل النبوة للبيهقي 39/5 و 46.
2- بالأصل بعدها:«العبدي» و المثبت يوافق عبارة البيهقي.
3- دلائل البيهقي: و مرّ صفوان.
4- دلائل البيهقي: أدرك ابن عمك.

وهب»، فقال: لا و اللّه لا أنزل حتى تبين، قال:«فلك تسيير أربعة أشهر»- و كذا ذكر الواقدي بإسناد غير هذا متصل-[5181].

أخبرناه أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، نا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبد الوهاب بن أبي حية، نا محمّد بن شجاع البلخي، ثنا محمّد بن عمر الواقدي (1)،حدّثني ابن أبي سبرة عن موسى بن عقبة، عن أبي حبيبة مولى الزبير، عن عبد اللّه بن الزبير قال: لما كانت يوم الفتح أسلمت امرأة صفوان بن أمية البعوم بنت المعذّل - من كنانة - و أما صفوان بن أمية فهرب حتى أتى الشعيبة (2) و جعل يقول لغلامه يسار و ليس معه غيره: ويحك انظر من ترى ؟ قال: هذا عمير بن وهب، قال صفوان: ما أصنع بعمير، و اللّه ما جاء إلاّ يريد قتلي، قد ظاهر محمّدا عليّ ، فلحقه فقال: يا عمير ما كفاك ما صنعت بي ؟ حملتني دينك و عيالك، ثم جئت تريد قتلي، قال: أبا وهب قد جعلت فداك، جئتك من عند أبرّ الناس و أوصل الناس، و قد كان عمير قال لرسول اللّه:

سيد قومي، خرج هاربا ليقذف نفسه في البحر، و خاف أن لا تؤمنه، فأمنه فداك أبي و أمي، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«قد أمنته» فخرج في أثره فقال: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قد أمّنك، فقال صفوان: لا و اللّه لا أرجع معك حتى تأتيني بعلامة أعرفها، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«خذ عمامتي»، قال: فرجع عمير إليه بها و هو البرد الذي دخل فيه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يومئذ معتجرا (3) به برد حبرة (4) فخرج عمير في طلبه الثانية حتى جاءه بالبرد، فقال: أبا وهب جئتك من عند خير الناس، و أوصل الناس، و أبرّ الناس، و أحلم الناس، مجده مجدك، و عزّه عزّك، و ملكه ملكك. ابن أمك و أبيك، اذكرك اللّه في نفسك. قال له: أخاف أن أقتل [قال: دعاك] (5) إلى أن تدخل في الإسلام، فإن رضيت و إلاّ سيرك شهرين، فهو أوفى الناس و أبرّهم و قد بعث إليك ببرده الذي دخل به معتجرا تعرفه ؟ قال: نعم، فأخرجه، فقال: نعم هو هو، فرجع صفوان حتى انتهى إلى

ص: 113


1- مغازي الواقدي 851/2 و ما بعدها.
2- بالأصل: الشعبية، و المثبت عن الواقدي، و في ياقوت: الشعبية: مرفأ السفن من ساحل بحر الحجاز، و هو كان مرفأ مكة و مرسى سفنها قبل جدة.
3- الاعتجار بالعمامة و هو أن يلفها على رأسه و يرد طرفها على وجهه و لا يعمل منها شيئا تحت ذقنه (النهاية).
4- الحبرة: ضرب من ثياب اليمن.
5- ما بين معكوفتين زيادة عن الواقدي.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يصلّي بالمسلمين العصر في المسجد، فوقفا فقال: كم يصلون في اليوم و الليلة ؟ قال: خمس صلوات، قال: يصلي بهم محمّد؟ قال: نعم، فلما سلّم صاح صفوان: يا محمّد إن عمير بن وهب جاءني ببردك، و زعم أنك دعوتني إلى القدوم عليك، فإن رضيت أمرا و إلاّ سيرتني شهرين، قال:«انزل أبا وهب» قال: لا و اللّه حى تبين لي، قال:«بل لك تسيير أربعة أشهر»، فنزل صفوان، و خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قبل هوازن، و خرج معه صفوان و هو كافر، و أرسل إليه يستعيره سلاحه، فأعاره سلاحه مائة درع بأداتها، فقال صفوان: طوعا أو كرها؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«عارية مؤداة» فأعاره، فأمره رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فحملها إلى حنين، فشهد حنينا و الطائف، ثم رجع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى الجعرانة (1)،فبينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يسير في الغنائم ينظر إليها و معه صفوان بن أمية، فجعل صفوان ينظر إلى شعب مليء نعما و شاء و رعاء، فأدام إليه النظر و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يرمقه، فقال:«أبا وهب يعجبك هذا الشّعب ؟» قال: نعم، قال:

«هو لك و ما فيه»، فقال صفوان عند ذلك: ما طابت نفس أحد بمثل هذا إلاّ نفس نبي، أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أنّ محمّدا عبده و رسوله و أسلم مكانه.

أخبرنا أبو بكر أيضا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر، نا عبد اللّه بن يزيد الهذلي، قال: استقرض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من صفوان بن أمية بمكّة خمسين ألفا فأقرضه (2).

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو المظفّر محمود بن أحمد الكوسج، أنا أبو علي الحسين بن علي بن أحمد بن سليمان بن البغدادي، نا أبو الفضل بن الخطيب، نا أبو مسعود، ثنا الأسود بن عامر و غيره، قالوا: حدثنا (3) شريك عن عبد العزيز بن رفيع، عن ابن أبي مليكة، عن أمية بن صفوان، عن أبيه قال: استعار النبي صلى اللّه عليه و سلم من صفوان أدرعا يوم حنين من حديد (4) فقال له: يا محمّد مضمونة ؟ قال:«مضمونة» فضاع بعضها، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«إن شئت غرمته لك» فقال: لا، أنا أرغب في الإسلام من ذلك (5)[5182].

ص: 114


1- الجعرانة: ماء بين الطائف و مكة نزلها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لما قسم غنائم هوازن.
2- سير الأعلام 566/2.
3- بالأصل: أخذتنا.
4- تقرأ بالأصل:«حدثه» و لا معنى لها، و لعل الصواب ما أثبت.
5- سير الأعلام 566/2 من طريق شريك.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة السّلمي، نا أبو محمّد عبد العزيز، نا أحمد التيمي، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر، أنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن هشام الأذرعي، نا أبو زرعة عبد الرّحمن بن أحمد بن عمرو، نا أحمد بن خالد الذهبي، نا محمّد بن إسحاق، عن أبي جعفر قال:

كان في صفوان بن أمية ثلاث من السّنة: استعار رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سلاحه حين سار إلى حنين فقال صفوان: أعطيت يا محمّد؟ قال:«بل عارية مضمونة»، قال: فضمنت العارية حتى نودي إلى أهلها، قال: و قدم علينا المدينة بعد فتح مكة، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما جاء بك يا أبا أمية ؟» قال: بأمر اللّه، زعم الناس أن لا خلاف لمن لم يهاجر، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لترجعن حتى تتبطح ببطحاء مكة» فعرف الناس أن الهجرة قد انقطعت بعد فتح مكة، قال: و أتى مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فسرقت خميصته من تحت رأسه، فظفر بصاحبه، فأتى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: إنّ هذا سرق خميصتي، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اذهبوا به فاقطعوه» فقال: يا رسول اللّه هي له، فقال:«ألا قبل أن تأتينا»، فعرف الناس أن لا بأس بالعفو عن الحدّ ما لم ينته (1) إلى الإمام[5183].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، نا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبد الوهاب بن أبي حية، أنا محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر الواقدي (2)،قال:

و أعطى - يعني النبي صلى اللّه عليه و سلم - من غنائم حنين في بني جمح: صفوان بن أمية مائة بعير، و يقال: إنه طاف مع النبي صلى اللّه عليه و سلم يتصفح الغنائم إذ مرّ بشعب مما أفاء اللّه عليه، فيه غنم و إبل و رعاؤها مملوء (3) فأعجب صفوان، و جعل ينظر إليه فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«أعجبك يا أبا وهب هذا الشعب ؟» قال: نعم، قال:«هو لك و ما فيه»، فقال صفوان:

أشهد ما طابت بهذا نفس أحد قط إلاّ نبي، و أشهد أنك رسول اللّه[5184].

أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، نا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا مسروق بن المرزبان، نا ابن المبارك، عن يونس بن يزيد، عن سعيد بن المسيّب، عن صفوان بن أمية، قال: لقد أعطاني

ص: 115


1- الأصل: ينتهي.
2- الخبر في مغازي الواقدي 946/3.
3- بالأصل: رعاها مملوءا.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم حنين و أنه لمن أبغض الناس إليّ ، فما زال يعطيني حتى أنه لأحبّ الخلق إليّ .

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا يحيى بن عبد الحميد، نا عبد اللّه بن المبارك، عن يونس، عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب، عن صفوان بن أمية قال: أتيت النبي صلى اللّه عليه و سلّم و هو أبغض الناس إليّ فأعطاني، ثم أعطاني، ثم أعطاني فلهو أحبّ الناس إليّ .

أخبرنا أبو القاسم يوسف بن عبد الواحد، نا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنبأ أحمد بن عمر، و أبو الطاهر، نا يونس بن عبد الأعلى، نا ابن وهب، أخبرني يونس قال: قال ابن شهاب: حدّثني سعيد بن المسيّب: أن صفوان بن أمية قال: و اللّه لقد أعطاني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ما أعطاني، و إنه لأبغض الناس إليّ فما برح يعطيني حتى إنه لأحبّ الناس إليّ .

هكذا رواه معمر عن الزهري، فلم يذكر ابن المسيّب.

أخبرناه أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنبأ أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأ جدي أبو بكر، نا محمّد بن يوسف بن بشر، أنا محمّد بن حمّاد، نا عبد الرّزّاق، أنا معمر، عن الزهري قال: قال صفوان بن أمية: لقد أعطاني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ما أعطاني و أنه لأبغض الناس إليّ .

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، ثنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، حدّثني عبد الرّحمن بن أبي الزناد، عن أبيه قال: اصطف سبعة: أربعة في الجاهلية و ثلاثة في الإسلام يطعمون الطعام و ينادون إليه كل يوم، فأمّا من كان في الإسلام:

فعمرو بن عبد اللّه بن صفوان، و في الجاهلية: أبي أمية بن خلف بن وهب بن حذافة (1).

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، حدّثني محمّد بن حسن، عن

ص: 116


1- انظر سير الأعلام 567/2 و أسد الغابة 407/2.

نصر بن مزاحم، عن معروف بن خربوذ، قال: صفوان بن أمية أحد العشرة الذين من عشرة بطون الذين انتهى إليهم شرف الجاهلية، و وصله لهم الإسلام، و كانت إلى صفوان بن أمية في الجاهلية الأيسار و هي الأزلام (1)،فكان لا يسبق بأمر عام حتى يجري يسره على يديه، هذا مختصر من حكاية (2).

أخبرنا بها بتمامها أبو غالب، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي - قراءة - أنا أبو بكر بن زبيري - إجازة - أنبأ أبو عبد اللّه محمّد بن الحسين الزعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا الزبير بن بكار، حدّثني محمّد بن الحسن، حدّثني نصر بن مزاحم عن (3) معروف بن خربوذ، قال:

من انتهى إليه الشرف من قريش فوصله الإسلام عشرة، نفر من عشرة أبطن: من هاشم، و أمية، و نوفل، و أسد، و عبد الدار، و تيم، و مخزوم، و عدي، و سهم، و جمح، فمن هاشم: العبّاس بن عبد المطّلب كان قد سقى في الجاهلية الحجيج، و بقي له في الإسلام، و من بني أمية: أبو سفيان بن حرب، و من بني نوفل - الحارث بن عامر، قال الزبير: غلط في الحارث بن عامر، و من بني عبد الدار: عثمان بن أبي طلحة، و من بني تيم: أبو بكر الصّديق، و من بني أسد: يزيد بن زمعة، و من بني مخزوم: خالد بن الوليد بن المغيرة، و من بني عدي: عمر بن الخطاب، و من بني سهم: الحارث بن قيس، و من بني جمح: صفوان بن أمية.

قال ابن خربوذ:

صارت مكارم قريش في الجاهلية إلى هؤلاء العشرة، فأدركهم الإسلام فوصل ذلك بهم فكذلك كلّ من عرف في الجاهلية أدركه الإسلام فوصله، فكانت سقاية الحاج و عمّارة المسجد الحرام و حلول البعر (4)،فإن قريشا لم تكن تملك عليها في الجاهلية أحدا فإذا كانت حرب أقرعوا بين أهل الرئاسة من الذكور، فإذا حضرت الحرب أجلسوه لا يبالون صغيرا كان أم كبيرا، أجلسوه تيمّنا به فلما كان يوم الفجار أقرعوا بين بني

ص: 117


1- الأزلام: السهام التي كان أهل الجاهلية يستقسمون بها (القاموس المحيط ).
2- انظر الإصابة 189/2 و سير الأعلام 567/2.
3- بالأصل «بن».
4- كذا رسمها بالأصل، و في مختصر ابن منظور 92/11 «الثغر».

هاشم، فخرج سهم العبّاس و هو غلام (1)،فإذا جاء أبو طالب هزمت قيس، و إذا لم يجيء هزمت كنانة، فقالوا: لا أبا لك لا تغب.

و أمّا عمّارة المسجد فإنها و السقاية كانت للعبّاس بن عبد المطّلب، فأمّا السّقاية فإنها معروفة، و أمّا العمّارة فإنهم لا يدع أحدا يستبّ في المسجد الحرام، و لا يقول فيه هجرا يحملهم على عمّارته بالخير، لا يستطيعون لذلك امتناعا. لأنه قد أجمع ملأ قريش على ذلك فهم له أعوان، و كانت العقاب عند أبي سفيان راية الرئيس، و كانت العقاب إذا كانت عند رجل أخرجها إذا حمشت الحرب، قال: أجمعت قريش علي، أعطوه إياه، و إن لم يجمعوا على أحد رأسوا صاحبها.

و كانت الرّفادة إلى الحارث بن عامر بن نوفل و الرفادة: ما كانت تخرج قريش من أموالها في رفد منقطع الحاج، و كانت المشورة إلى يزيد بن زمعة بن الأسود بن المطّلب بن أسد، و قتل مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم الطائف. و المشورة: أن قريشا لم يجمعوا على أمر إلاّ عرضوه عليه، فإن وافق رأيهم رأيه سكت و إلا شغب فيه، فكانوا له إخوانا حتى يرجعوا عنه.

و كانت سدانة البيت و اللواء إلى عثمان بن أبي طلحة بن عبد العزّى و السّدانة:

الخزانة مع الحجابة، و كانت الأشناق إلى أبي بكر الصّديق، و الأشناق: الديات، كان إذا حمل شيئا فسأل فيه قريشا صدقوه، و أمضوا حمالته و حمالة من قام معه أبو بكر، فإن احتملها غيره خذلوه و لم يصدقوه.

و كانت القبة و الأعنة إلى خالد بن الوليد، فأمّا الأعنة فإنه كان يكون على خيول قريش في الجاهلية في الحروب، و أمّا القبة فإنهم كانوا يضربونها ثم يجمعون إليها ما يجهزون به الجيوش.

و كانت السفارة إلى عمر بن الخطاب، إن وقعت حرب بين قريش و غيرهم بعثوه سفيرا، و إن نافرهم منافر أو فاخرهم مفاخر بعثوه منافرا و مفاخرا و رضوا به، و كانت الحكومة و الأموال المحجرة إلى الحارث بن قيس بن عدي، و الأموال التي يغنموا لآلهتهم، و كانت الأيسار إلى صفوان بن أمية، و الأيسار: الأزلام، و كان لا يسبق بأمر

ص: 118


1- بعدها في مختصر ابن منظور: فأجلسوه على ترس. و كان أبو طالب يحضرها، و كان النبي صلى اللّه عليه و سلم يجيء معه و هو غلام...

عام حتى يكون هو الذي يجري يسره على يديه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأ الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الحسن الدّار قطني، أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن عبد اللّه بن بكير التميمي، أنا أبو علي سهل بن علي الدوري، أنا أبو الحسن الأثرم، قال: قال أبو عبيدة: و قالوا: إن صفوان بن أمية بن خلف قنطر في الجاهلية، و قنطر أبوه - أي صار له قنطار ذهبا (1)-.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن عبد اللّه بن سعيد، نا السري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن زهرة، عن أبي سلمة، و محمّد، و المهلب، و طلحة، قالوا: لما أعطى عمر أول عطاء أعطاه و ذلك سنة خمس عشرة، و كان صفوان بن أمية قد افترض في أهل القادسية و سهيل بن عمرو، فلما دعا صفوان بن أمية و قد رأى ما أخذ أهل بدر و من بعدهم إلى الفتح، فأعطاه في أهل الفتح أقل مما أخذ مما كان قبله أبى أن يقبله، و قال: يا أمير المؤمنين لست معترفا لأن يكون أكرم مني أحدا (2)،و لست آخذا أقل مما أخذ من هو دوني، أو من هو مثلي، فقال: إنما أعطيتهم على السابقة و القدمة في الإسلام لا على الأحساب، قال: فنعم إذا، فأخذ و قال: أهل ذاك هم (3).

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو نصر محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمر بن شسويه (4) التاجر، أنا محمّد بن موسى بن الفضل، أنبأ محمّد بن عبد اللّه بن أحمد الصّفار، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، قال حديث (5) عن سعيد بن محمّد الجرمي (6)،نا أبو تميلة، نا يزيد بن عمرو التيمي، نا مجالد بن سعيد، عن الشعبي قال:

كان صفوان بن أمية ببعض المقابر فإذا شعل نيران قد أقبلت و معها جنازة، فلما دنوا من المقبرة قالوا: انظروا قبر كذا و كذا، قال: و سمع رجل صوتا من القبر حزينا موجعا يقول:

ص: 119


1- سير الأعلام 567/2.
2- كذا بالأصل: أحدا.
3- انظر الطبري 613/3 حوادث سنة 613.
4- كذا رسمها بالأصل.
5- كذا، و لعلها: حدثت.
6- بالأصل:«الحرمي» و الصواب ما أثبت و ضبط ، ترجمته في سير الأعلام 637/10.

أنعم اللّه بالظعينة عينا *** و بمسيراك يا أمين إلينا

جزعا ما جزعت من ظلمة ال *** قبر من مسك التراب أمينا

قال: فأخبر القوم بما سمع فبكوا حتى أخضلوا لحاهم، ثم قال: هل تدري من أمينة ؟ قلت: لا، قالوا: صاحبة السرير هذه أختها ماتت عام أول، فقال صفوان: قد علمت أن الميت لا يتكلم فمن أين هذا الصّوت ؟ أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، حدّثني محمّد بن سلام عن أبان - يعني - ابن عثمان قال: جاء نعي عثمان حين سوّي على صفوان، و جاء نعي أبي (1) بكر الصّديق حين (2) سوي على عتاب بن أسيد بمكة (3).

أنبأنا أبو علي الحداد و جماعة، قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة (4)،أنا سليمان بن أحمد، نا المقدام بن داود، نا خالد بن نزار، نا عمر بن قيس: أن عبد اللّه بن صفوان بينما هو يدفن أباه أتاه راكب فقال: قتل أمير المؤمنين عثمان، فقال: و اللّه ما أدري أي المصيبتين أعظم، موت أبي أم قتل عثمان (5).

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر قال: قال المدائني: و في سنة إحدى و أربعين مات حبيب بن مسلمة، و عثمان بن طلحة، و صفوان بن أمية، و رفاعة بن رافع، و ركابة بن يزيد، و فيها قتل عبادة بن قرط .

و ذكر ابن زبر: أن أبان أخبره بذلك عن أحمد بن عبيد بن ناصح المدائني، تابعه الهيثم بن عدي على وفاة صفوان.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن

ص: 120


1- بالأصل:«أبو».
2- بالأصل: حنين.
3- انظر الإصابة 188/2 و 451/2 (ترجمة عتاب بن أسيد).
4- بالأصل: زيد، خطأ، و الصواب ما أثبت و ضبط ، قياسا إلى سند مماثل.
5- الخبر في المعجم الكبير للطبراني 46/8 رقم 7323 و نقله المزي في تهذيب 108/9 من طريق خالد بن نزار.

إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى التستري، نا خليفة العصفري، قال: و فيها - يعني سنة اثنين (1) و أربعين مات صفوان بن أمية و ذكر غيره معه.

2884 - صفوان بن رستم

أبو كامل الدمشقي

حدّث عن سليم بن موسى، و سيف الرقاشي.

روى عنه: بقية قاله ابن مندة فيما حكى المقدسي عنه، و روى عن الأوزاعي، روى عنه محمّد بن شعيب.

قرأنا على أبي الفضل بن ناصر عن (2) أبي طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد، نا أبو القاسم بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا أبو بشر أحمد بن محمّد بن حمّاد، ثنا ح.

و قرأت على أبي الفضل، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، أنبأ يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد، نا هشام بن إسماعيل، نا محمّد بن شعيب بن شابور، عن أبي كامل صفوان بن رستم، عن الأوزاعي أنه كان يقول في الرجل يحال على الرجل المليء بحق حال، فيتركه حتى يفلس: إنه ضيّع حقه، لا يرجع على الذي أجازه.

قرأنا على أبي الفضل عن أبي طاهر، أنا أبو القاسم، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، قال أبو كامل: صفوان بن رستم يروي عنه محمّد بن شعيب بن شابور.

2885 - صفوان بن سليم

أبو الحارث - و يقال: أبو عبد اللّه - المديني الفقيه (3)

مولى حميد بن عبد الرّحمن بن عوف.

ص: 121


1- كذا.
2- بالأصل «بن» مشطوبة بخطين، و الصواب ما أثبت.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 109/9 و تهذيب التهذيب 553/2 و حلية الأولياء 158/3 و صفوة الصفوة 86/2 الوافي بالوفيات 317/16 و سير الأعلام 364/5 و انظر بالحاشية فيهما أسماء مصادر أخرى ترجمت له. و سليم ضبطت بالضم كما في المغني.

روى عن: ابن عمر، و جابر بن عبد اللّه، و أنس بن مالك، و أبي أمامة بن سهل بن حنيف، و سعيد بن المسيّب، و حميد بن عبد الرّحمن، و سالم بن عبد اللّه، و حمزة بن عبد اللّه بن عمر، و عطاء بن يسار، و عبد الرّحمن بن أبي سعيد، و نافع بن جبير.

و روى عن عروة بن الزبير، و سعيد بن سلمة، و أبي سلمة [بن] (1) عبد الرّحمن، و سليمان بن بشّار (2)،و ثعلبة بن أبي مالك القرطبي (3)،و القاسم بن محمّد، و طاوس، و عكرمة، و أبي بسرة (4) الغفاري، و نافع مولى ابن عمر، و أبي صالح ذكوان السّمّان.

روى عنه: مالك، و الثوري، و ابن عيينة، و زياد بن سعد، و عبد العزيز بن عبد المطّلب، و محمّد بن عمرو (5)،و زهير بن محمّد، و إسحاق بن إبراهيم المديني مولى مزينة، و عبد الرّحمن بن إسحاق المديني، و أسامة بن زيد الليثي، و عيسى بن محمّد بن إياس بن البكير (6)،و يزيد بن أبي حبيب، و عبيد اللّه بن أبي جعفر، و أبو غسّان محمّد بن مطرّف.

و استدعاه الوليد بن يزيد مع غيره من فقهاء أهل المدينة ليستفتيهم في الطلاق قبل النكاح.

أخبرنا أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، و أبو محمّد هبة اللّه بن سهل، قالا: أنا أبو عثمان سعيد بن أبي عمرو المزكّي، أنا أبو علي زاهر بن أحمد السّرخسي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصّمد الهاشمي، نا أبو مصعب أحمد، و أبو بكر الزهري، نا مالك عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري:

أن رسول اللّه صلى اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«غسل الجمعة واجب على كل محتلم»[5185].

ص: 122


1- زيادة للإيضاح عن تهذيب الكمال.
2- في تهذيب الكمال: يسار.
3- تهذيب الكمال: القرظي.
4- بالأصل:«سبرة» و المثبت عن تهذيب الكمال و سير الأعلام، و ضبطت في تقريب التهذيب: بضم أوله و سكون المهملة.
5- محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي.
6- بالأصل «بن النذير» و الصواب:«بن البكير» عن تهذيب الكمال.

أخرجه البخاري عن أبي يوسف، و عن القعنبي، و أخرجه مسلم عن يحيى بن يحيى، و أخرجه أبو داود عن القعنبي، و أخرجه النسائي عن قتيبة، عن مالك (1).

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو العبّاس بن قتيبة، نا حرملة، أنا ابن وهب، أخبرني يحيى بن أيوب، عن عيسى بن موسى، عن صفوان بن سليم، عن أنس بن مالك:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«اطلبوا الخير دهركم كله، و تعرّضوا لنفحات رحمة اللّه، فإن للّه نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده، و سلوه أن يستر عوراتكم و أن يؤمّن روعاتكم»، تابعه عمرو بن الربيع بن طارق، عن يحيى بن أيوب[5186].

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، و أبو القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد، قالا: أنا أبو الطّيّب عبد الرّزّاق بن عمر بن موسى، أنا محمّد بن إبراهيم بن علي، أنا محمّد بن رمح، أنبأ الليث، عن عيسى بن موسى، عن صفوان بن سليم، عن رجل من أشجع، عن أبي هريرة:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«اطلبوا الخير دهركم كلّه، و تعرّضوا لنفحات (2) رحمة اللّه، فإن للّه عز و جل نفحات يصيب بها من يشاء من عباده، و سلوا اللّه أن يستر عوراتكم، و أن يؤمّن روعاتكم»[5187].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (3)،حدّثني سعيد بن أسد السنة، نا ضمرة، عن سليمان بن عبد العزيز بن أخي رزيق (4) بن حكيم الأيلي، قال: مرّ بنا ربيعة و أبو الزناد، و صفوان بن سليم، و زيد بن أسلم، و محمّد بن المنكدر في أشياخ من أهل المدينة أرسل إليهم الوليد بن يزيد يسألهم عن يمين حلف بها، قال: فأتاهم في منزلهم، قال: فصلوا الظهر و العصر حتى زالت الشمس ثم ركبوا (5).

ص: 123


1- أخرجه البخاري في الجمعة 212/1، و مسلم في الجمعة(846) و أبو داود(341)، و النسائي 93/3.
2- بالأصل: النفحات.
3- الخبر في المعرفة و التاريخ 698/1.
4- إعجامها مضطرب بالأصل، و الصواب ما أثبت عن المعرفة و التاريخ و ضبطت بالتصغير عن تقريب التهذيب، قال: و يقال فيه: بتقديم الزاي. و حكيم بالتصغير أيضا.
5- من قوله: قال: فأتاهم إلى هنا ليس في المعرفة و التاريخ.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (1)،حدّثني علي بن عياش أنه سمع الليث بن سعد يقول: صفوان بن سليم مولى لبني زهرة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا يوسف بن رباح بن علي، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة و محدثيهم: صفوان بن سليم.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو بكر الخطيب، أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه المعدل، نا أبو علي الحسين بن صفوان البردعي.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، نا أبو عمرو بن منده، أنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يوسف بن يوه، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عمر اللبناني (2)،قالا: نا عبد اللّه بن محمّد بن أبي الدنيا (3)،نا محمّد بن سعد قال:

صفوان بن سليم مولى حميد بن عبد الرّحمن بن عوف الزهري، و يكنى أبا عبد اللّه، توفي بالمدينة سنة ثنتين، و قال اللبناني: اثنين (4) و ثلاثين و مائة - زاد اللبناني: أخبرني بذلك كله الواقدي-.

أخبرنا أبو بكر محمّد (5) بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية:

أخبرنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد قال في الطبقة الرابعة (6) من أهل المدينة: صفوان بن سليم مولى حميد بن

ص: 124


1- تاريخ أبي زرعة 641/1.
2- بالأصل:«البناني» و الصواب ما أثبت عن تبصير المنتبه.
3- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
4- كذا.
5- بالأصل:«محمد بن عبد اللّه بن عبد الباقي» و الصواب ما أثبت، انظر المطبوعة عاصم - عائذ (الفهارس ص 648) و انظر ترجمته في سير الأعلام 23/20.
6- ليس له ترجمة في الطبقات المطبوع لابن سعد، فهي ضمن القسم الضائع من تراجم أهل المدينة. انظر تهذيب الكمال 110/9.

عبد الرّحمن بن عوف الزهري، و يكنى صفوان أبا عبد اللّه، و كان ثقة كثير الحديث عابدا، و توفي بالمدينة سنة اثنين (1) و ثلاثين و مائة.

ح أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسّان، أنا أبي قال: صفوان بن سليم أبو عبد اللّه مولى حميد بن عبد الرّحمن بن عوف (2).

أنبأنا أبو الغنائم بن الزينبي، ثم حدّثنا أبو الفضل البغدادي، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (3) قال: صفوان بن سليم مولى حميد بن عبد الرّحمن قال ابن عيينة: كنت إذا رأيته علمت أنه يخشى اللّه عز و جل، و قال ابن عيينة: حدّثني صفوان و كان ثقة، سمع عطاء بن يسار، و نافع بن جبير، و أبا سلمة، مديني.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد، أنا محمّد بن الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن الحسن بن زنبيل، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن، نا محمّد بن إسماعيل قال: قال علي بن سفيان: حدّثني صفوان و كان ثقة، ثنا سفيان: كنت إذا رأيته علمت أنه يخشى اللّه عز و جل، و هو مولى حميد بن عبد الرّحمن الزهري القرشي المديني.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمّد - زاد قالا:- أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (4) قال: صفوان بن سليم مولى حميد بن عبد الرّحمن بن عوف، أبو عبد اللّه، روى عن أنس بن مالك، و أبي سلمة بن

ص: 125


1- كذا.
2- بالأصل:«محفوظ » و الصواب عن تهذيب الكمال و سير الأعلام.
3- التاريخ الكبير 307/4-308.
4- الجرح و التعديل 423/4.

عبد الرّحمن، و حميد (1) بن عبد الرّحمن، و عطاء بن يسار، و عبد الرّحمن بن أبي سعيد، روى عنه الثوري، و مالك، و زياد بن سعد، و ابن عيينة، و زهير بن محمّد، و عبد العزيز بن المطّلب، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قالا: أنا أحمد بن علي بن خلف، أنا أبو (2) عبد اللّه الحافظ ، حدّثني عبد اللّه بن أحمد بن جعفر قال: سمعت أبا بكر محمّد بن عمر بن سلم الحافظ يقول:

صفوان بن سليم أبو عبد اللّه.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصّفار، أنا أحمد بن منجويه، أنبأ أبو أحمد الحاكم (3) قال أبو الحارث: صفوان بن سليم القرشي الزهر مولى حميد بن عبد الرّحمن، عن أنس بن مالك، و سمع أبا سلمة عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن عوف، و عطاء بن يسار، روى عنه مالك بن أنس، و الثوري، و زياد بن سعد الخراساني، حدّثني علي بن محمّد، نا محمّد بن عبدوس، نا محمّد بن عمير (4) قال: صفوان بن سليم أبو الحارث.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو أحمد بن محمّد البخاري، قال: صفوان بن سليم أبو عبد اللّه فقال ابن نمير: أبو الحارث مولى حميد بن عبد الرّحمن بن عوف القرشي الزهري المدني، سمع عطاء بن يسار، روى عنه مالك، و ابن عيينة في الصّلاة، و الجمعة، الشهادات، قال أبو عيسى التّرمذي: مات سنة أربع و عشرين و مائة، و قال الواقدي: توفي سنة ثنتين و ثلاثين و مائة، و قال ابن نمير مثل الواقدي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (5)،حدّثني سليمان بن عبد الرّحمن، نا ابن وهب، عن ابن لهيعة أن صفوان بن سليم كان يعلم بالمدينة.

ص: 126


1- عن الجرح و التعديل، و مصادر ترجمته، و في الأصل: حمد.
2- كتبت فوق الكلام بين السطرين.
3- كتاب الأسامي و الكنى للحاكم النيسابوري 408/3.
4- كذا، و في الأسامي و الكنى: محمد بن عبد اللّه بن نمير.
5- تاريخ أبي زرعة 428/1-429.

قال ابن سليم: و كان يعلّم الكتاب في زمن معاوية ثم إنه ترك التعليم و تفرغ للعبادة.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس - في كتابه - أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي قال: سمعت علي بن عبد اللّه يقول: كان صفوان بن سليم يصلي على السّطح في الليلة الباردة لئلا يجيئه النوم (1).

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ (2)،نا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، نا جعفر بن محمّد الفريابي، أنا أبو أمية، نا يعقوب بن محمّد، نا سليمان بن سالم قال:

كان صفوان بن سليم (3) في الصّيف يصلي بالليل في البيت، فإذا كان في الشتاء صلّى في السّطح لئلا ينام.

قال (4):و أنا أبو محمّد بن حيّان، نا عبد الرّحمن بن محمّد بن إدريس، نا علي بن إدريس (5)،نا علي بن الحسين.... (6)،نا إسحاق بن محمّد الفروي، نا مالك بن أنس قال: كان صفوان يصلي في الشتاء في السطح، و في الصّيف في بطن البيت، يتيقظ بالحر و البرد حتى [يصبح] (7) ثم يقول (8):هذا الجهد من صفوان و أنت أعلم، و أنه لترم رجلا حتى يعود مثل السّقط من قيام الليل، و يظهر فيها عروق خضر.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم النسيب، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو الحسن بن رزقويه، أنا أبو بكر أحمد بن سليمان النّجّاد، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، نا عبد اللّه بن عثمان بن حمزة بن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب قال: سمعت العمري يذكر أن صفوان بن سليم لم يكن له بالليل و ساد و لا كان يضجع جنبه على فراش بالليل، إنما كان يصلي، فإذا غلبه عيناه احتبى قاعدا.

ص: 127


1- سير الأعلام 365/5 من طريق يعقوب بن شيبة.
2- حلية الأولياء 159/3.
3- بالأصل:«سليمان» و الصواب عن الحلية، و هو صاحب الترجمة.
4- حلية الأولياء 159/3.
5- قوله:«نا علي بن إدريس» سقط بن الحلية.
6- رسمها بالأصل:«الهسحان» كذا، و في الحلية:«الهجائي» و هي موضوعة فيها بين معكوفتين.
7- الزيادة عن الحلية.
8- عن الحلية و بالأصل:«بفحل».

قال: و نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني سلمة بن شبيب، حدّثني سهل بن عاصم، عن محمّد بن أبي (1) منصور قال: قال صفوان بن سليم: أعطي اللّه عهدا أن لا أضع جنبي على فراش حتى ألحق بربّي، قال: فبلغني أن صفوان عاش بعد ذلك أربعين سنة لم يضع جنبه، فلما نزل به الموت قيل له: رحمك اللّه، أ لا تضجع ؟ قال: ما وفيت للّه بالعهد إذن، قال: فأسند (2)،قال: فما زال كذلك حتى خرجت نفسه، قال: و يقول أهل المدينة: إنه نقبت (3) جبهته من كثرة السجود.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - نا عبد العزيز بن أحمد - لفظا - أنبأ أبو الحسين الميداني،[نا] أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن أبي الخطاب، نا محمود بن محمّد الأديب، حدّثني أبو بكر بن صدقة، حدّثني أحمد بن يحيى الصوفي، نا أبو غسّان النهدي، قال: سمعت سفيان بن عيينة و أعانه على الحديث أخوه، قال (4):حلف صفوان بن سليم أن لا يضع جنبه بالأرض (5) حتى يلقى اللّه تعالى، فمكث على ذلك أكثر من ثلاثين عاما، فلما حضرته الوفاة و اشتد به النزع و العلز (6) و هو جالس، فقالت ابنته:

يا أبت لو وضعت جنبك الأرض، فقال: يا بنية إذا ما وفّيت للّه عز و جل بالنذر و الحلف، فمات، فإنه لجالس.

قال سفيان: فأخبرني الحفّار الذي يحفر قبور أهل المدينة قال: حفرت قبر رجل فإذا أنا قد وضعت (7) على قبر فوافيت جمجمة، فإذا السجود قد أثّر في عظام الجبهة، فقلت لإنسان: قبر من هذا؟ فقال: أ و ما تدري هذا قبر صفوان بن سليم.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم (8)،نا مخلد بن جعفر، نا جعفر بن محمّد الفريابي، نا أبو أمية، نا يعقوب بن محمّد، نا عبد العزيز بن أبي حازم، قال: عادلني (9)

ص: 128


1- في تهذيب الكمال 113/9 و سير الأعلام 367/5: محمد بن منصور.
2- عن تهذيب الكمال:«فأسند» و بالأصل: فاشتد.
3- عن تهذيب الكمال و بالأصل و سير الأعلام: بقيت.
4- الخبر بهذا الإسناد في تهذيب الكمال 113/9 و سير الأعلام 367/5.
5- عن المصدرين السابقين و بالأصل: الأرض.
6- العلز: القلق و الكرب عند الموت، و شبه رعدة تأخذ المريض (اللسان).
7- في المصدرين: وقعت.
8- حلية الأولياء 158/3 و سير الأعلام 366/5 و تهذيب الكمال 111/9.
9- عن المصادر السابقة، و بالأصل: عاداني.

صفوان بن سليم إلى مكة، فما وضع جنبه في المحمل حتى رجع.

قال (1):و نا الحسن (2) بن علي الوراق، نا عبد اللّه (3) بن محمّد بن عبد العزيز، نا محمّد (4) بن يزيد الآدمي، نا أبو ضمرة أنس بن عياض قال: رأيت صفوان بن سليم و لو قيل له غدا القيامة ما كان عنده مزيد على ما هو عليه من العبادة (5).

حدّثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل - إملاء - أنا أبو عبد اللّه الحميدي، بإسناد ذكره، عن عبد الغني سقط عني ذكره، قال السبب الذي سمي له صفوان بن سليم أبو الحارث الزوج: أنا أبو أحمد المادرائي له صفوان بن سليم، حدثهم، حدّثنا الزبير بن بكار، عن ذويب بن عمامة السهمي، عن عبد العزيز بن محمّد قال:

رأيت صفوان بن سليم يعتمد في الصّلاة على عصا فكان يسمى هو و عصاه الزوج فصلّى إلى جنبه غلام من بني عامر بن لؤي فقال له: لا تزحمني بعصاك [فأكسرها] (6)على رأسك (7)،قال: فطرحها صفوان بن سليم في منزله، فقيل له فيها، فقال: إنما كنت أحملها للخير، و الآن أنا أخاف من الشرّ.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا جعفر بن أحمد بن الحسين، أنا أبو علي بن شاذان، أنا عبد اللّه بن إسماعيل بن إبراهيم، نا أبو بكر بن أبي الدّنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، حدّثني أحمد بن سهل، حدّثني أبو علقمة المديني قال: كان صفوان بن سليم لا يكاد يخرج من مسجد النبي صلى اللّه عليه و سلّم، فإذا أراد أن يخرج بكى و قال: أخاف أن لا أعود إليه.

ص: 129


1- حلية الأولياء 159/3 و تهذيب الكمال 111/9 و سير الأعلام 366/5.
2- في الحلية: الحسين.
3- الحلية: عبيد اللّه.
4- في الحلية:«عبد العزيز بن يزيد الأدمي» خطأ.
5- عن المصادر السابقة: و بالأصل:«العادة».
6- زيادة لازمة للإيضاح.
7- بالأصل: رأسها.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم (1)،[نا محمّد بن سليمان] (2)،نا محمّد بن أحمد بن إبراهيم - في كتابه - ثنا أحمد بن محمّد بن عاصم، نا سعيد بن كثير بن يحيى، حدّثني أبي كثير بن يحيى قال:

قدم سليمان بن عبد الملك المدينة، و عمر بن عبد العزيز عامله عليها، قال:

فصلّى بالناس الظهر، ثم فتح باب المقصورة و استند إلى المحراب، و استقبل الناس بوجهه، ثم نظر إلى صفوان بن سليم عن غير معرفة، فقال: يا عمر من هذا الرجل ؟ ما رأيت سمتا أحسن منه، قال: يا أمير المؤمنين هذا صفوان بن سليم، قال: يا غلام كيس فيه خمس مائة دينار، فقال لخادمه: ترى هذا الرجل القائم يصلي فوصف للغلام حتى أتيته، قال: فخرج الغلام بالكيس حتى جلس إلى صفوان، فلما نظر إليه صفوان ركع و سجد ثم سلّم فأقبل عليه، فقال: ما حاجتك ؟ قال: أمرني أمير المؤمنين و هو ذا ينظر إليك و إليّ أن أدفع إليك هذا الكيس فيه خمس مائة دينار، و يقول لك: استعن بهذا على زمانك، و على عيالك، فقال صفوان للغلام: ليس أنا بالذي أرسلت إليه، فقال له الغلام: لست صفوان بن سليم ؟ فقال: بلى، أنا صفوان بن سليم، قال: فإليك أرسلت، قال: اذهب فاستثبت فإذا أتيت (3) فهلمّ ، فقال الغلام: فأمسك الكيس معه و ذهب، فقال: لا، إذا أمسكت فقد أخذت، و لكن اذهب فاستثبت، و أنا هاهنا جالس، فولّى الغلام، و أخذ صفوان بغلته (4) و خرج فلم ير بها حتى خرج سليمان من المدينة.

أخبرنا أبو الفتح ناصر بن عبد الرّحمن بن محمّد، نا نصر بن إبراهيم بن نصر، أنا أبو الفرج عبد اللّه بن محمّد بن يوسف المراغي، أنا عيسى بن عبد اللّه بن عبد العزيز الموصلي، أنا أبو بكر بن صلة الحيوي السّنجاري بالمسجد الأقصى، نا نصر بن عبد الملك السّنجاري، نا إبراهيم بن بشّار الرّمادي قال: سمعت سفيان قال:

و أتى رجل من أهل الشام في النوم كأن صفوان بن سليم أدخل الجنة في قميص كساه مسكينا قال: فدخل المدينة فسأل عنه فدلّوه عليه، فقال: أخبرني عن قصة القميص، فأبى أن يخبره، فتحمّل عليه بأصحابه، فقال: إني رأيت في النوم كأنه أدخل الجنة في

ص: 130


1- الخبر في حلية الأولياء 160/3 و سير الأعلام 368/5.
2- بين معكوفتين سقط من الحلية.
3- الحلية: استثبتّ .
4- الحلية و سير الأعلام: نعليه.

قميص كساه مسكينا فسلوه يخبرنا عن قصته، قال: فلم يزالوا به، قال: خرجت ذات ليلة إلى المسجد في السحر، فإذا مسكين يرتعد من البرد، و لم يكن لي في قميص غير الذي كان عليّ ، فكسوته إيّاه (1).

أخبرنا أبو علي الحداد - في كتابه - أنا أبو نعيم الحافظ (2)،نا أحمد بن محمّد بن عبد الرحيم الإيرجي (3)،نا سعيد بن محمّد البغدادي، نا محمّد بن يزيد الأدمي، نا أبو ضمرة أنس بن عياض قال: انصرف صفوان يوم فطر أو أضحى إلى منزله و معه صديق له فقرّب إليه خبزا و زيتا، فجاء سائل، فوقف على الباب، فقام إليه فأعطاه دينارا.

قال (4):و نا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، نا أبو بكر بن راشد، نا محمّد بن عبادة، نا يعقوب بن محمّد الزهري، نا أبو مروان مولى بني تميم، قال: انصرفت مع صفوان بن سليم من العيد إلى منزله فجاء بخبز يابس - و قال أبو يوسف: بخبز و ملح - فجاء سائل فوقف على الباب و سأل فقام صفوان إلى كوة في البيت فأخذ منها شيئا ثم خرج إليه فأعطاه، فاتّبعت السّائل لأنظر ما أعطاه فإذا هو يقول: أعطاه اللّه أفضل ما أعطى أحدا من خلقه، و ولّى و ذكر دعاء مخلصا، فقلت: ما أعطاك ؟ قال: أعطاني دينارا.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (5) قال: سمعت الحميدي فحدّث عن سفيان، قال: حجّ صفوان بن سليم، فذهبت بمنى فسألته عنه فقيل لي: إذا دخلت المسجد (6)فائت المنارة فانظر أمامها، قليلا (7) شيخا إذا رأيته علمت أنه يخشى اللّه فهو صفوان بن سليم، فما سألت عنه أحدا حتى جئت كما قيل لي، فإذا أنا بشيخ لما رأيته علمت أنه

ص: 131


1- الخبر في حلية الأولياء 161/3 باختلاف الرواية.
2- حلية الأولياء 160/3.
3- الياء مهملة غير منقوطة بالأصل، و المثبت يوافق ما جاء في إحدى نسخ الحلية، و هذه النسبة إلى إيرج و هي قلعة بفارس من أمنع قلاعها. و في حلية الأولياء المطبوع:«الأمدحي» و بهامشها عن نسخة:«الأموجي» و في أخرى: الإيرجي.
4- المصدر السابق/الجزء و الصفحة.
5- الخبر في كتاب المعرفة و التاريخ 661/1 و نقله المزي في تهذيب الكمال 112/9 من طريق الحميدي.
6- في المصدرين السابقين: مسجد الخيف.
7- عن المصدرين السابقين، و تقرأ بالأصل: قلت لا.

يخشى اللّه عز و جل، فجلست إليه، فقلت: أنت صفوان ؟ قال: نعم، فسألته.

قال: و ثنا يعقوب (1)،نا أبو بكر، نا سفيان قال: حجّ صفوان بن سليم و ليس معه إلاّ سبعة دنانير فاشترى بها بدنة، فقيل له في ذلك، فقال: إنّي سمعت اللّه يقول:

وَ الْبُدْنَ جَعَلْنٰاهٰا لَكُمْ مِنْ شَعٰائِرِ اللّٰهِ لَكُمْ فِيهٰا خَيْرٌ (2) .

أنبأنا أبو علي الحداد،[أنبأ أبو نعيم] (3) نا إبراهيم بن محمّد بن يحيى، نا محمّد بن إسحاق السّراج، نا إبراهيم بن سعيد الجوهري قال: قال لي علي بن عبد اللّه المديني: كان صفوان: ذكر عنه عبادة و فضلا (4).

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو نصر محمّد بن أحمد بن عمر بن شبويه، أنا أبو سعيد الصيرفي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن أحمد الصّفار، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني قدامة بن محمّد الخشرمي، نا محمّد بن صالح التمّار، قال (5):

كان صفوان بن سليم يأتي البقيع في الأيام، فيمرّ بي، فاتبعته (6) ذات يوم و قلت:

و اللّه لأنظرن ما يصنع، فقنّع رأسه و جلس إلى قبر منها، فلم يزل يبكي حتى رحمته، قال: ظننت أنه قبر بعض أهله، قال: فمرّ بي مرة أخرى فاتبعته فقعد إلى جنب غيره، ففعل مثل ذلك، فذكرت ذلك لمحمّد بن المنكدر، و قلت: إنما ظننت أنه قبر بعض أهله، فقال محمّد: كلهم أهله و إخوته، إنما هو رجل يحرك قلبه بذكر الأموات كلما عرضت له قسوة، جعل محمد بن المنكدر بعد يمر بي فيأتي البقيع فسلمت عليه ذات يوم، فقال: أ ما نفعتك موعظتك موعظة صفوان ؟ قال: فظننت أنه انتفع بما ألقيت إليه منها.

أخبرنا أبو سعد، أنا أبو نصر، أنا أبو سعيد الصيرفي، أنا أبو عبد اللّه الصّفار، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد - هو ابن الحسين - نا محمّد بن يعلى.

ص: 132


1- الخبر في المصدرين السابقين، و باختصار في حلية الأولياء 160/3.
2- سورة الحج، الآية:36.
3- ما بين معكوفتين زيادة لازمة منا للإيضاح، و الخبر في حلية الأولياء 159/3-160.
4- عن الحلية و بالأصل: و فضل.
5- الخبر في تهذيب الكمال 112/9 و سير الأعلام 366/5 من طريق قدامة بن محمد الخشرمي.
6- عن المصدرين السابقين و بالأصل: فاتبعه.

ح و أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أبو الحسن اللبناني، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد، ثنا محمّد بن يعلى الثقفي، حدّثني المنكدر بن محمّد بن المنكدر، قال:

كنا مع صفوان بن سليم في جنازة، و فيها أبي، و أبو حازم، و ذكر نفرا من العبّاد، فلما صلّى عليها - و قال اللبناني: عليه - قال صفوان: أمّا هذا فقط انقطعت عنه أعماله و احتاج إلى دعاء من خلّفه، قال: فأبكى و اللّه القوم جميعا - و قال اللبناني: من خلّف بعده (1)-.

أخبرنا أبو بكر، أنا أبو عمرو، أنا الحسن، أنا أبو الحسن، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد - و هو ابن الحسين - نا يعقوب بن عيسى المديني، نا أبو زهرة مولى بني أمية (2) قال: سمعت صفوان بن سليم يقول: في الموت راحة للمؤمن من شدائد الدّنيا، و إن كان الموت ذا غصص وارث (3)،و ذرفت عيناه.

قرأت في كتاب مكي بن علي بن بيان، أنا القاضي أبو الحسن علي بن محمّد بن عبد اللّه القزويني، قال: قرأت على أبي أحمد محمّد بن أحمد بن محمّد بن قريش المرورّوذي، قال: سمعت أبا سعيد عثمان بن سعيد الدارمي يقول: سمعت علي بن عبد اللّه بن المديني يقول: قال سفيان بن عيينة: صفوان بن سليم ثقة (4).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن المعدّل، أنا محمّد بن علي بن يعقوب المقرئ الواسطي، أنا محمّد بن أحمد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، أنا أبي قال: قال يحيى بن معين - و كان القطان يقدم صفوان بن سليم على زيد بن أسلم.

قرأنا على أبي غالب، و أبي عبد اللّه ابني البنّا، عن محمّد بن محمّد بن مخلد، أنا علي بن محمّد بن خزفة (5)،أنا محمّد بن الحسين الزعفراني، ثنا أبو بكر بن أبي

ص: 133


1- تهذيب الكمال 112/9 و سير الأعلام 366/5.
2- تهذيب الكمال 112/9 و سير الأعلام 366/5.
3- كذا، و في المصدرين السابقين:«كرب».
4- تهذيب الكمال 110/9.
5- بالأصل:«حرقة» خطأ، و الصواب ما أثبت و ضبط ، و قد مرّ.

خيثمة قال: قرأت في كتاب علي بن المديني، سمعت يحيى بن سعيد يقول:

صفوان بن سليم أحبّ إليّ من زيد بن أسلم (1).

أنبأ أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمرو بن مهدي، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، ثنا جدي يعقوب قال: دفع إلى علي بن عبد اللّه المديني كتابا قال لي أنه سمعه من يحيى بن سعيد يقول: صفوان بن سليم أحبّ إليّ من زيد بن أسلم.

قال: و نا جدي يعقوب، قال: سمعت أحمد بن حنبل، و ذكر صفوان بن سليم فوثقه.

و قال صفوان بن سليم يستسقى بحديثه.

قال يعقوب: صفوان بن سليم ثقة ثبت مشهور بالعبادة (2).

نا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد، و أبو الفضل محمّد بن ناصر في كتابيهما، قالا: أنا المبارك بن عبد الجبار، و أنا إبراهيم بن عمر البرمكي:

قال: أنا محمّد بن عبد اللّه بن خلف، أنا عمر بن محمّد الجوهري، قال: أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسّان قال: قال أبي: و كان صفوان بن سليم يقول بالقدر.

نا أحمد بن محمّد بن هاني، قال: قال أبو عبد اللّه: صفوان بن سليم من الثقات، فقال من حضرنا: أن أبا عبد اللّه قال: من الثقات ممن يستسقى بحديثه، و لم أحفظ أنا هذا.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا الفضل بن يعقوب العدل يقول: سمعت أبا عبد اللّه الأردبيلي يقول: سمعت أبا بكر بن أبي الخصيب يقول: ذكر عند أحمد بن حنبل صفوان بن سليم، قال: هذا رجل يستسقى بحديثه، و ينزل القطر من السماء بذكره (3).

ص: 134


1- تهذيب الكمال 111/9.
2- تهذيب الكمال 111/9.
3- تهذيب الكمال 111/9 و سير الأعلام 365/5.

-في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (1) قال: نا عبد اللّه بن أحمد قال: قال أبي: صفوان بن سليم ثقة من خيار عباد اللّه الصّالحين، قال ابن أبي حاتم: و سئل أبي عن صفوان بن سليم فقال: ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر، و أبو نصر محمّد بن الحسن، قالا: أنا أبو الوليد، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد بن صالح، حدّثني أبي أحمد (2) قال: صفوان بن سليم مدني ثقة [رجل صالح] (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا زيد بن بشر، نا ابن وهب قال: قال ابن زيد: كان صفوان يقول: اللّهمّ إني أحبّ لقاءك فأحبّ لقائي.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأ أبو نعيم (4)،نا عبد اللّه بن محمّد، نا محمّد بن أحمد بن أيوب المقرئ، نا أبو بكر بن صدقة، نا أحمد بن يحيى الصّوفي، نا أبو غسّان مالك بن إسماعيل، قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول - و أعانه على بعض الحديث أخوه - قال: آلى صفوان بن سليم لا يضع جنبه إلى الأرض حتى يلقى اللّه، فلما حضره الموت و هو منتصب، قالت له ابنته: يا أبت، في هذه الحال لو ألقيت نفسك، قال: يا بنية إذا ما وفّيت له بالقول.

قال: و أنا أبو نعيم (5) الحافظ ، أنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم - في كتابه - نا أحمد بن محمّد بن عاصم، نا أبو مصعب قال: قال لي أبو حازم (6):دخلت أنا و أبي

ص: 135


1- الجرح و التعديل 424/4.
2- تاريخ الثقات للعجلي ص 228.
3- الزيادة عن ثقات العجلي.
4- الخبر في حلية الأولياء 159/3.
5- المصدر السابق/الجزء و الصفحة.
6- في الحلية: ابن أبي حازم.

نسأل عنه - يعني صفوان بن سليم - و هو في مصلاّه فما زال به [أبي] حتى ردّه إلى فراشه، فأخبرتني مولاته: ساعة خرجتم مات.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنبأ أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن الدنيا، حدّثني الحسين بن عبد العزيز، نا عاصم بن أبي بكر.

أخبرني ابن أبي (1) حازم أن صفوان بن سليم لما حضره إخوانه فجعل ينقلب فقالوا: كان لك حاجة ؟ قال: نعم، فقالت ابنته: ما له من حاجة إلاّ أنه يريد أن تقوموا عنه فيقوم فيصلي، و ما ذاك فيه، فقام القوم عنه و قام إلى مسجده يصلّي فوقع، و صاحت ابنته بهم، فدخلوا عليه فحملوه و مات.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو (2) القاسم الأزهري، أنا علي بن عمر الحافظ ، أنا عبد اللّه بن إسحاق بن إبراهيم، أنا الحارث بن محمّد، نا محمّد بن سعد، أنا الواقدي قال: سنة اثنين (3) و ثلاثين و مائة فيها مات صفوان بن سليم مولى حميد بن عبد الرّحمن.

قال: نا الخطيب قال: قرأت على إبراهيم بن عمر البرمكي، عن أبي حامد أحمد بن الحسين المروزي، نا عبيد اللّه بن محمّد البرقاني، نا أحمد عن (4) شباب، نا عبد اللّه بن يحيى بن بكير قال: صفوان بن سليم مولى حميد بن عبد الرّحمن بن عوف، يكنى أبا عبد اللّه، مات سنة ثنتين و ثلاثين و مائة.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى التستري، نا خليفة العصفري، قال: و في سنة اثنين (5)و ثلاثين مات صفوان بن سليم بالمدينة (6).

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنبأ أبو طاهر أحمد بن محمود، أنبأ

ص: 136


1- بالأصل:«أبي ابن حازم».
2- بالأصل: أبي.
3- كذا.
4- بالأصل:«بن».
5- كذا.
6- تاريخ خليفة بن خياط ص 404.

أبو بكر بن المقرئ، أنا محمّد بن جعفر الزّرّاد، نا عبيد اللّه بن سعد أبو الفضل الزهري، نا عمي، عن أبيه، عن ابن إسحاق، حدّثني صفوان بن سليم مولى حميد بن عبد الرّحمن بن عوف (1)،قال أبو الفضل: بلغني أنه مات - صفوان بن سليم - سنة ثنتين و ثلاثين و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - ثنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرحيم بن محمّد بن المغيرة، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم قال: سنة اثنين و ثلاثين و مائة فيها مات صفوان بن سليم مولى حميد بن عبد الرّحمن بن عوف.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، ثنا أبو بكر الخطيب، أخبرني الحسن بن أبي بكر قال: كتب إلى محمّد بن إبراهيم الحوري، يذكر أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم، نا أحمد بن يونس الضّبّي، حدّثني أبو حسان الزيادي قال: سنة اثنين (2)و ثلاثين و مائة فيها مات صفوان بن سليم المديني - و هو ابن اثنين (3) و سبعين سنة (4)-.

قال: و أنا الخطيب، أنا علي بن محمّد السمسار، أنا عبد اللّه بن عثمان الصّفار، نا ابن قانع أن صفوان بن سليم مات في سنة اثنين (5) و ثلاثين و مائة،[و مات] عبد اللّه بن أبي نجيح بمكة، و إسحاق بن عبد اللّه بن أبي طلحة، و صفوان بن سليم مولى حميد بن عبد الرّحمن بن عوف، و محمّد بن أبي بكر بن حزم (6)-و هو ابن اثنين (7) و سبعين سنة-.

2886 - صفوان بن صالح بن صفوان بن دينار

أبو عبد الملك الثقفي (8)

مؤذّن الجامع المسجد بدمشق.

ص: 137


1- نقله المزي في تهذيب الكمال 113/9 و زيد فيه: سنة اثنتين و ثلاثين و مائة.
2- كذا بالأصل.
3- كذا بالأصل.
4- تهذيب الكمال 113/9 و سير الأعلام 368/5.
5- كذا بالأصل.
6- في تاريخ خليفة ص 404: محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم.
7- كذا بالأصل.
8- ترجمته في تهذيب الكمال 114/9 و تهذيب التهذيب 554 و تهذيب التهذيب 292/2 شذرات الذهب 91/2 سير الأعلام 475/11.

روى عن: ابن عيينة، و الوليد بن مسلم، و عمر بن عبد الواحد، و مروان بن معاوية، و سويد بن عبد العزيز، و محمّد بن شعيب بن شابور (1)،و ضمرة بن ربيعة، و عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي روّاد، و وكيع، و سعيد بن الفضل بن ثابت البصري، و مروان بن محمّد، و روّاد بن الجرّاح، و خالد بن يزيد الأزرق السّلمي، و عبد اللّه بن كثير القارئ، و الوزير بن صبيح الثقفي، و عبد الخالق بن زيد بن واقد، و أبو حفص عمر بن صالح الأوقص البصري.

روى عنه أحمد بن حنبل فيما حكاه ابن حبان و يعقوب بن سفيان، و أبو أمية الطّرسوسي، و أبو داود في سننه، و أبو زرعة، و أبو حاتم الرازيان، و أبو زرعة النصري (2)،و أحمد بن المعلّى الأسدي، و زكريا بن يحيى السّجزي، و أبو العباس بن قتيبة، و محمّد بن يزيد بن عبد الصّمد، و أحمد بن بشر الهروي (3)،و أحمد بن محمّد بن قسيم، و أحمد بن أنس بن مالك، و أبو عبد اللّه أحمد بن عبد الواحد بن يزيد الجوبري، و خالد بن روح، و عبد الحميد بن روح، و محمّد بن النعمان بن بشير السّقطي، و أبو علي (4) بن قيراط ، و الحسن بن سفيان، و أبو الحارث محمّد بن الحسن الرملي، و محمود بن إبراهيم بن محمّد بن سميع، و محمّد بن إدريس بن أبي حمادة الأنطاكي، و أحمد بن نصر بن شاكر، و أبو حصين محمّد بن إسماعيل التميمي، و موسى بن فضالة بن إبراهيم، و عبد اللّه بن حمّاد الآملي، و جعفر الفريابي، و أبو الأصبع عبد اللّه بن يزيد، و محمّد بن أحمد بن الوليد الكرابيسي، و عمرو بن حازم القرشي.

هو كان ينتحل مذهب أهل العراق، داره بدمشق في ربض باب الفراديس عند طرف العقيبة في الزقاق الذي شرقي المقبرة.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو محمّد السّيّدي، قالا: أنا أبو عثمان

ص: 138


1- بالأصل: ضمرة خطأ و الصواب عن تهذيب الكمال.
2- بالأصل: البصري، خطأ، و الصواب ما أثبت عن سير الأعلام و في تهذيب الكمال: أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي.
3- في تهذيب الكمال: الصوري.
4- اسمه: إسماعيل بن محمد بن قيراط العذري الدمشقي.

البحير [ي]، أنا أبو عمرو بن حمدان (1)-زاد زاهر: و كان يحفظ هذه الأحاديث حفظا - ثنا أبو العباس الحسن بن سفيان بن عامر الشيباني، نا صفوان بن صالح الدمشقي، نا الوليد بن مسلم، نا شعيب بن أبي حمزة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«إن للّه تسعة و تسعين اسما، مائة إلاّ واحدا (2)،إنه وتر يحب الوتر، من أحصاها دخل الجنّة، هو اللّه الذي لا إله إلاّ هو الرّحمن، الرحيم، الملك، القدّوس، السلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبّار، المتكبّر، الخالق، البارئ، المصوّر، الغفّار، القهّار، الوهّاب، الرزّاق، الفتّاح، العليم، القابض، الباسط ، الخافض، الرافع، المعزّ، المذلّ ، السميع، البصير، الحكم، العدل، اللطيف، الخبير، الحليم، العظيم، الغفور، الشّكور، العليّ ، الكبير، الحفيظ ، المقيت، الحسيب، الجليل، الكريم، الرّقيب، المجيب، الواسع، الحكيم، الودود، المجيد، الباعث، الشهيد، الحقّ ، الوكيل، القويّ ، المتين، الوليّ ، الحميد، المحصي، المبدئ، المعيد، المحيي، المميت، الحيّ ، القيّوم، الماجد، الواجد، الواحد، الصّمد، القادر، المقتدر، المقدّم، المؤخّر، الأوّل، الآخر، الظاهر، الباطن، البرّ، التوّاب، المنتقم، العفوّ، الرءوف، مالك الملك، ذو الجلال و الإكرام، الوالي، المتعالي (3)،المقسط ، الجامع، الغنيّ ، المغنيّ ، المانع، الضّارّ، النافع، النور، الهادي، البديع، الباقي، الوارث، الرشيد، الصّبور»[5188].

أخرجه التّرمذي عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، عن صفوان بن صالح، ثم قال: حدّثنا به غير واحد عن صفوان بن صالح، و لا نعرفه إلاّ من حديث صفوان، و هو ثقة عند أهل الحديث. و قد روي من غير وجه عن النبي صلى اللّه عليه و سلم لا نعلم في كثير شيء من الروايات في ذكر الأسماء إلاّ في هذا الحديث (4).

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، نا عبد العزيز بن أحمد، أنبأ تمام بن محمّد،

ص: 139


1- الخبر في تهذيب الكمال 116/9 من طريق أبي عمرو بن حمدان و ساق سنده كالأصل.
2- عن تهذيب الكمال، و بالأصل «واحد».
3- بالأصل: المتعال.
4- صحيح الترمذي 49 كتاب الدعوات 83 باب (الحديث 3507).

أنبأ جعفر بن محمّد، نا أبو زرعة قال في أصحاب الوليد و ابن شعيب و غيرهم:

صفوان بن صالح.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأ أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنبأ أبو أحمد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنبأ محمّد بن إسماعيل (1)،قال: صفوان بن صالح أبو عبد الملك الدمشقي، سمع الوليد بن مسلم.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنبأ أبو محمّد بن أبي حاتم (2) قال: صفوان بن صالح الدمشقي الثقفي (3) أبو عبد الملك المؤذّن - مؤذّن مسجد دمشق - و هو ابن صالح، روى عن الوليد بن مسلم، و ابن عيينة، و عمر بن عبد الواحد، و مروان بن معاوية، و سويد بن عبد العزيز، و محمّد بن شعيب، و ضمرة بن ربيعة، و عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي روّاد، و وكيع، سمعت أبي يقول ذلك.

روى عنه أبي، و أبو زرعة، سئل أبي عنه فقال: صدوق.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنبأ أبو سعيد بن حمدون، أنبأ مكي بن حمدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول أبو عبد الملك:

صفوان بن صالح الدمشقي سمع الوليد بن مسلم.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو بكر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عبد الملك: صفوان بن صالح دمشقي.

قرأت على أبي الفضل، عن أبي طاهر الخطيب، أنا هبة اللّه بن إبراهيم، نا

ص: 140


1- التاريخ الكبير 309/4.
2- الجرح و التعديل 425/4.
3- سقطت اللفظة من الجرح و التعديل.

أحمد بن محمّد، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد (1)،قال أبو عبد الملك: صفوان بن صالح الدمشقي راوية (2) الوليد، و عمر بن عبد الواحد.

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصّفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو عبد الملك صفوان بن صالح الدمشقي، سمع أبا العباس الوليد بن مسلم الدمشقي، و عمر بن عبد الواحد الدمشقي، روى عنه أبو عبد اللّه محمّد بن يحيى الذهلي، و أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل الجعفي، كنّاه (3)، أنا محمّد بن أحمد بن هارون بن الجندي (4)،نا أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب، نا أبو الليث سلم بن معاذ قال: سمعت محمّد بن عبد الرّحمن السراج يقول (5):

قلت لسليمان بن عبد الرّحمن: إنّ أبا عبد الملك صفوان بن صالح يأبى أن يحدّثنا، و كان صفوان إذا دخل المسجد يبدأ به، فيسلم عليه، ثم يصير إلى مجلسه، فلما دخل سلّم عليه قال أبو أيوب: إنه بلغني أنك تأبى أن تحدث، فقال له صفوان: يا أبا أيوب منعنا السّلطان، فقال له: ويحك حدّث، فإنه بلغني أن أهل الجنة يحتاجون إلى العلماء في الجنة كما يحتاجون إليهم في الدنيا، فيأتيهم الرسول من قبل ربهم عز و جل، فيقول: سلوا ربكم فيقولون: قد أعطانا ما سألنا و ما لم نسأل، فيقول لهم: سلوا ربكم، فيقولون: ما ندري ما نسأل، فيقول لهم: سلوا ربكم، فيقول بعضهم لبعض: اذهبوا بنا إلى العلماء الذين كانوا إذا أشكل علينا في الدنيا شيء أتيناهم فيفتحوا علينا فيأتون العلماء فيقولون: إنه أتانا رسول من ربّنا عز و جل يأمرنا أن نسأل فما ندري ما نسأل، فيفتح اللّه عز و جل على العلماء، فيقولون لهم: سلوا كذا و كذا، فيسألون فيعطون، فحدّث فلعلك أن تكون منهم، فأتيناه فحدّثنا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن

ص: 141


1- الكنى و الأسماء للدولابي 71/2.
2- عند الدولابي:«رواية الوليد بن عمر بن عبد الواحد» كذا.
3- كذا بالأصل، و يبدو أن ثمة سقط في الكلام أخلّ بالمعنى.
4- انظر ترجمته في سير الأعلام 400/17 و فيها أنه ولد سنة 338 و مات سنة 417 ه .
5- الخبر في سير الأعلام 475/5 و فيها: و قال سلم بن معاذ: قلت لسليمان بن عبد الرحمن. و لم يذكر بينهما محمد بن عبد الرحمن السراج.

الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: و مات صفوان بن صالح الثقفي الدمشقي سنة سبع و ثلاثين و مائتين، مولده سنة ثمان أو تسع و ستين و مائة (1).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو نصر محمّد بن أحمد بن هارون بن الجندي، أنا جمح بن القاسم المؤذّن، أنا أبو بكر عبد الرّحمن بن القاسم بن الرّوّاس، قال حكى إبراهيم بن أيوب مات سنة ثمان و ثلاثين، و صفوان بن صالح قبله بعشرين يوما.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: و قال محمّد بن الفيض: و مات صفوان بن صالح مولى عبد الرّحمن بن أمّ الحكم الثقفي سنة ثمان و ثلاثين و مائتين.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتّاني، أنبأ تمام بن محمّد، نا محمّد بن سليمان، نا محمّد بن الفيض، قال: مات صفوان بن صالح، و إبراهيم بن هشام الغسّاني سنة ثمان و ثلاثين و مائتين.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - قراءة - ثنا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة قال: و مات صفوان بن صالح الثقفي في أوّل سنة تسع و ثلاثين (2)-يعني و مائتين - و أخبرنا أن مولده سنة ثمان، أو تسع و ستين و مائة - كذا في سماعنا و في نسخة عتيقة في ذكر موته في سنة تسع و ثلاثين أو سنة ثمان و ثلاثين بالشك - و قال عمرو بن دحيم: مات يوم السّبت لأربع عشرة خلف من شهر ربيع الأول سنة تسع و ثلاثين و مائتين، و كان مولده سنة سبع و ستين و مائة (3).

2887 - صفوان بن عبد اللّه الأكبر بن صفوان بن أمية بن خلف

ابن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي

القرشي الجمحي المكي (4)

روى عن: علي بن أبي طالب، و ابن عمر، و أبي الدّرداء، و أمّ الدّرداء.

ص: 142


1- تهذيب الكمال 115/9.
2- لم أجده في تاريخ أبي زرعة المطبوع، و نقله المزي عن أبي زرعة في تهذيب الكمال 115/9.
3- تهذيب الكمال 115/9.
4- ترجمته في تهذيب الكمال 117/9 و تهذيب التهذيب 555/2.

روى عنه: الزهري، و عمرو بن دينار، و أبو الزبير المكي.

و قدم دمشق زائرا لأبي الدّرداء، و كانت الدّرداء بنت أبي الدّرداء زوجته.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، و علي بن المسلّم الفقيهان، قالا:

أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، ثنا سعدان بن قديد البزار، أنا إسحاق بن يوسف الأزرق، عن عبد الملك بن أبي سليمان.

ح و قال: ثنا علي بن حرب، نا علي، نا محمّد بن عبيد، عن عبد الملك، عن أبي الزبير، عن صفوان بن عبد اللّه بن صفوان - و كانت عنده الدّرداء؛ قال:

قدمت الشام، فأتيت أبا الدّرداء فلم أجده، و وجدت أم الدّرداء فقالت: أ تريد الحج العام ؟ قلت: نعم، قالت: ادع اللّه لنا بخير، كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«دعاء المسلم مستجاب لأخيه، بظهر الغيب ملك موكل كلما دعا بخير قال الملك: آمين، و لك مثل ذلك»- و زاد سعدان في حديثه قال: فخرجت فألقى أبا الدّرداء في السّوق، فقال مثل ما قالت أم الدّرداء يأثره عن النبي صلى اللّه عليه و سلم[5189].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن يوسف الأصبهاني، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا سعدان بن نصر، نا إسحاق الأزرق، نا عبد الملك - هو ابن أبي سليمان - عن أبي الزبير، عن صفوان بن عبد اللّه بن صفوان أن الدّرداء بنت أبي الدّرداء كانت تحته، فقدم عليهم الشام فوجد أم الدّرداء و لم يجد أبا الدّرداء في المنزل، فقالت له أمّ الدّرداء: أي بني تريد الحجّ العام ؟ قال: نعم، قالت:

ادع اللّه لنا بخير، فإن النبي صلى اللّه عليه و سلم كان يقول:«إنّ دعوة المرء المسلم [مستجابة] (1) لأخيه بظهر الغيب، عند رأسه ملك موكل به إذا دعا لأخيه بخير قالت الملائكة: آمين و لك مثله»، قال: فخرجت فألقى أبا الدّرداء في السّوق، فقال لي مثل ما قالت أم الدّرداء يأثره عن النبي صلى اللّه عليه و سلم[5190].

أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور السّلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأ أبو يعلى، نا أبو خيثمة - و هو زهير بن حرب - نا إسحاق بن يوسف، نا عبد الملك بن أبي سليمان، عن أبي الزبير، عن صفوان بن عبد اللّه بن

ص: 143


1- الزيادة منا لازمة للإيضاح.

صفوان أن الدّرداء ابنة أبي الدّرداء كانت تحته فقدم عليهم الشام، فوجد أم الدّرداء [و لم يجد] (1) أبا الدّرداء في المنزل، فقالت له أم الدّرداء: أ تريد الحج ؟ قال: نعم، قالت:

فادع اللّه لنا بخير، فإن النبي صلى اللّه عليه و سلم كان يقول:«إنّ دعوة المرء المسلم تستجاب لأخيه بظهر الغيب، عند رأسه ملك موكل، فإذا دعا لأخيه قالت الملائكة: و لك بمثل» قال: فحدثت أبا الدّرداء في السّوق، فقال لي مثل ما قالت أم الدّرداء يأثره عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، كذا قال، و إنما هو فلقيت أبا الدّرداء[5191].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو محمّد عبد الجبار (2)،و أبو علي عبد الحميد، ابنا محمّد بن أحمد الخواريان (3) قالوا: أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا محمّد بن إسحاق الصّغاني، نا يعلى بن عبيد، نا عبد الملك - يعني ابن أبي سليمان - عن أبي الزبير، عن صفوان بن عبد اللّه بن صفوان و كانت تحته الدّرداء، قال:

أتيت الشام، فأتيت أبا (4) الدّرداء فلم ألقه و لقيت أم الدّرداء، فقالت: تريد الحجّ العام ؟ قال: قلت: نعم، قالت: فادع لنا بخير، فإن النبي صلى اللّه عليه و سلم كان يقول:«دعاء المؤمن مستجاب لأخيه بظهر الغيب، عند رأسه ملك موكل ما دعا لأخيه بخير إلاّ قال: آمين، و لك بمثل» قال: فخرجت إلى السوق، فلقيت أبا الدّرداء فقال لي مثل ذلك[5192].

قال و أنا محمّد بن إسحاق، أنبأ أبو بكر بن أبي شيبة، نا يزيد بن هارون، عن عبد الملك، عن أبي الزبير، عن صفوان مثله قال: فلقيت أبا الدّرداء، فحدّثني عن النبي صلى اللّه عليه و سلم مثل ذلك.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار قال: و ولد عبد اللّه بن صفوان الأكبر صفوان بن عبد اللّه الأكبر، روى عنه ابن شهاب، و أمّه حقّة بنت وهب بن أمية بن أبي الصّلت الشاعر الثقفي.

ص: 144


1- ما بين معكوفتين زيادة منا اقتضاها السياق للإيضاح.
2- انظر ترجمته في سير الأعلام 71/20.
3- بالأصل: الحواريان بالحاء المهملة خطأ و الصواب ما أثبت، و الخواري نسبة إلى خوار بضم الخاء و فتح الواو، بلدة من أعمال بيهق.(انظر الأنساب و معجم البلدان).
4- تقرأ بالأصل «أبي» و الصواب «أبا».

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا يوسف بن رباح بن علي، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح، عن يحيى بن معين قال في تسمية التابعين من أهل مكة:

صفوان بن عبد اللّه بن صفوان الجمحي.

أنبأنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر بن البنّا، قالا: قرئ على أبي محمّد الجوهري - و نحن نسمع - عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1) قال في الطبقة الثانية من أهل مكة: صفوان بن عبد اللّه بن صفوان بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح، و أمّه حقّة (2) بنت وهب بن أمية بن أبي الصّلت الثقفي. و قد روى عنه الزهري، و كان قليل الحديث.

أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الحسين، و أبو الفضل، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسين قالا:- أنا أحمد بن عبدان (3)،أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (4)، قال: صفوان بن عبد اللّه بن صفوان بن أمية بن خلف الجمحي القرشي المكي أخوه عمرو، سمع ابن عمر، و أبا الدّرداء (5)،و عن علي، سمع منه الزهري.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنبأ أبو طاهر بن سلمة، أنبأ علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (6) قال: صفوان بن عبد اللّه بن صفوان بن أمية بن خلف الجمحي، روى عن علي بن أبي طالب، و أبي الدّرداء، و ابن عمر، و أم الدّرداء، روى عنه الزهري، و عمرو بن دينار، و أبو (7) الزبير المكي، سمعت أبي ذلك.

ص: 145


1- طبقات ابن سعد 474/5.
2- عن ابن سعد، و بالأصل: حفصة، و قد مرّ قريبا عن الزبير بن بكار «حقة».
3- بالأصل:«بندار» و ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
4- التاريخ الكبير 305/4.
5- في البخاري: و أم الدرداء.
6- الجرح و التعديل 421/4.
7- عن الجرح و التعديل، و بالأصل «و أبي».

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسين، و أحمد بن محمّد بن أحمد العتيقي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالوا:

أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد بن صالح قال:

سمعت أبي (1) يقول: صفوان بن عبد اللّه بن صفوان مدني، تابعي، ثقة.

2888 - صفوان بن عبد اللّه بن عمرو بن الأهتم،

و اسمه سنان بن سمي بن سنان بن خالد بن منقر (2) بن أسد

ابن مقاعس التميمي المزني البصري

وفد على سليمان بن عبد الملك، و عمر بن عبد العزيز.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت أبي حكيم عبد اللّه بن إبراهيم - إجازة - قالت: أنبأ أبو منصور علي بن الحسن بن الفضل الكاتب، أنا أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن عبد اللّه بن الكاتب، أنبأ علي بن عبد اللّه بن المغيرة الجوهري، ثنا الزبير، حدّثني محمّد بن سلام الجمحي، قال: قال عبد اللّه بن صفوان بن الأهتم، قال:

إني كنت على رأس سليمان بن عبد الملك، فدخل عليه رجل من حضر موت من حكمائهم، فقال له سليمان: تكلم بحاجتك، فقال: أصلح اللّه أمير المؤمنين من كان الغالب على كلامه النصيحة و حسن الإرادة، أوفي به كلامه على السّلامة، و إني أعوذ بالذي أشخصني من أهلي حتى أوفدني عليك أن ينطقني بغير الحق، أو أن يدلك لساني لك بما فيه سخطه علي، و إن أقصار الخطبة ألمع في أفئدة أولي الفهم من الإطالة و التشدّق في البلاغة، ألا و إن من البلاغة يا أمير المؤمنين ما يفهم و إن قلّ ، ألا و إني مقتصر على الاقتصار، مجتنب من الإكثار، شخصني إليك وال عسوف، و رعية ضائعة، و إن تعجل تدرك ما فات، و إنك إن تقصّر تهلك رعيتك هناك ضياعا. فخذها إليك قصيرة موجزة، قال: فقال سليمان: يا غلام ادع لي رجلا من الحرس، فاحملاه على البريد و قل له إذا أتيت البلاد فلا تنزل من مركبك حتى تعزله، و من كانت له قبله ظلامة

ص: 146


1- تاريخ الثقات للعجلي ص 228.
2- عن جمهرة ابن حزم ص 217 و بالأصل: منقور.

أخذت له بحقه و أمر للحكيم بجائزة سنية فأبي أن يقبل، و قال: يا أمير المؤمنين أنا احتسب سفري على اللّه، و أكره أن آخذ عليه من غيره أجرا.

أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبيد اللّه بن نصر المخلد، أنا عبد اللّه بن أبي أحمد بن عبيد اللّه السكري، أنا أحمد بن محمّد بن موسى الأهوازي، نا حمزة بن القاسم الهاشمي، نا حنبل بن إسحاق، نا محمّد بن يزيد بن خنيس (1) قال: قال سفيان بن عيينة:

دخل ابن الأهتم على عمر بن عبد العزيز فقال له: أطربك ؟ قال: لا، قال:

أ فأعظك ؟ قال: نعم، قال: فافتح الباب و أدخل الناس، قال: فحمد اللّه و أثنى عليه، ثم قال:

إن اللّه تعالى خلق الخلق، غنيا عن طاعتهم، آمنا معصيتهم أن ينقصه قال: فالناس يومئذ في الحالات و المنازل مختلفون، فالعرب منهم بأشرّ تلك الحال - أهل الوبر (2)و الشعر، و أهل الحجر - لا يتلون كتابا و لا يصلّون، جماعة منهم في النار، و حيهم أعمى بشرّ حال، مع الذي لا يحصى من عيشهم المزهود فيه و المرغوب عنه، فلما أراد اللّه أن ينشر فيهم حكمته، بعث فيهم رسلا (3) من أنفسهم عَزِيزٌ عَلَيْهِ مٰا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ (4)،فبلّغ محمّد رسالة ربه و نصح لأمّته، و جاهد في اللّه حقّ جهاده، حتى أتاه اليقين، ثم ولي أبو بكر من بعده، فارتدّ عليه العرب - أو من ارتدّ منها - فحرصوا أن يقيموا الصلاة و لا يؤتوا الزكاة، فأبى أبو بكر أن يقبل منهم إلاّ ما كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قابلا منهم لو كان حيا، فلم يزل يحرق أوصالهم و يسقي الأرض من دمائهم حتى أدخلهم من الباب الذي خرجوا منه، و قرّرهم على الأمر الذي نفروا منه، و أوقد في الحرب شعلها، و حمل أهل الحق على رقاب أهل الباطل، ثم حضرته الوفاة و قد أصاب من فيء المسلمين شيئا (5) لقوحا كان يرتضح من لبنها، و بكرا كان يروي عليه أهله [الماء] (6)،و حبشية كانت ترضع ابنا له، فلم يزل ذلك غصة في حلقه، و ثقلا

ص: 147


1- في سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي ص 160 «حنديس».
2- عن سيرة ابن الجوزي، و بالأصل: الوتر.
3- كذا، و في ابن الجوزي:«رسولا» و هو أشبه.
4- سورة التوبة، الآية:128.
5- سيرة ابن الجوزي: سنا.
6- زيادة عن سيرة ابن الجوزي.

على كاهله، حتى خرج منه إلى ولي الأمر من بعده عمر، ثم ولي عمر فحسر عن ذراعيه، و شمّر عن ساقيه، و أعدّ للأمور أقرانها و أمّها (1)،فأذل صعابها و ترك الأمور فيها إلى يسر، ثم حضرته الوفاة و كان قد أصاب من فيء المسلّمين شيئا، فلم يرض في ذلك بكفالة من واحد من ولده، حتى باع في ذلك ربعه، و ضم ذلك إلى بيت مال المسلمين، و أيم اللّه ما اجتمعنا من بعدهما إلاّ على طلع.

قال: ثم أقبل على عمر بن عبد العزيز فقال: و أنت يا عمر، بني الدنيا غذتك بأطايبها، و ألقمتك ثديها تطلبها مظانها، تعادي فيها و ترضى لها، حتى إذا ما أفضيت إليك بأركانها من غير طلب منك لها، و لا منشرحا بالك بها، رفضتها و رميت بها حيث رمى اللّه بها، فامض يرحمك اللّه، و لا تلتفت، فالحمد للّه الذي فرّج بك كربنا و نفّس بك غمنا، فإنه لا يذلّ مع الحق حقير، و لا يكثر مع الباطل عزيز، أقول قولي هذا، و أستغفر اللّه لي و لكم.

2889 - صفوان بن عمرو بن هرم

أبو عمرو السّكسكي الحمصي (2)

حدّث عن عبد اللّه بن بسر (3) المازني، و عمرو بن قيس الكندي، و حجر بن مالك، و أبي زياد يحيى بن عبيد الغسّاني، و يزيد بن ميسرة، و أنس بن مالك مرسلا، و جبير بن نفير الحضرمي، و ابنه عبد الرّحمن بن جبير بن نفير، و شريح بن عبيد، و راشد بن سعد، و يزيد بن خمير (4)،و عبد اللّه بن بشر (5) الحبراني الحمصي، و حوشب بن سيف السّكسكي، و أبي إدريس السّكوني، و عثمان بن جابر، و أزهر بن عبد اللّه الحرازي، و عقيل بن مدرك الخولاني، و يزيد بن أيهم، و شراحيل بن معسر، و الحجّاج بن عثمان السّكسكي، و أيفع بن عبد الكلاعي، و أبي حسبة مسلم بن أكيس،

ص: 148


1- في سيرة ابن الجوزي: فراضها.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 120/9 تهذيب التهذيب 555/2 العبر 224/1 شذرات الذهب 238/1 الوافي بالوفيات 318/16 سير الأعلام 380/6 و انظر بالحاشية فيهما أسماء مصادر أخرى ترجمت له. و بالأصل:«السكسي» خطأ، و الصواب «السكسكي» عن مصادر ترجمته.
3- عن تهذيب الكمال و سير الأعلام و بالأصل «بشير».
4- عن تهذيب الكمال و سير الأعلام و بالأصل «حمير».
5- في تهذيب الكمال: بسر.

و عبد الرّحمن بن مالك بن يخامر، و المثنى بن يزيد، و سواد بن عقبة، و عبد اللّه بن الحجّاج، و خالد بن معدان، و سليم بن عامر، و أبي سلمة بن عبد الرّحمن بن ميسرة الحضرمي، و عبد الرّحمن بن أبي عوف.

روى عنه: عبد اللّه بن المبارك، و إسماعيل بن عياش، و بقية، و أبو إسحاق الدّاراني، و الوليد بن مسلم، و مبشّر بن إسماعيل الحلبي، و أبو المغيرة عبد القدّوس بن الحجّاج، و أبو حيّوية (1) شريح بن يزيد، و أبو اليمان الحكم بن نافع، و مسكين بن بكير، و يحيى بن عبد اللّه البلخي البابلتّي (2)،و منصور بن إسماعيل، و محمّد بن إبراهيم العباسي، و محمّد بن حمير، و سعد (3) بن عبد الجبار الزبيدي، و أبو (4) مطيع معاوية بن يحيى، و مروان بن سالم القرقساني، و منبّه بن عثمان الدمشقي، و عبّاد بن يوسف.

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه، ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه (5)،أنبأ أبو نعيم الحافظ عنه، نا سليمان بن أحمد الطبراني، نا أبو شعيب عبد اللّه بن الحسن الحرّاني، نا يحيى بن عبد اللّه البابلتّي (6)،نا صفوان بن عمرو، عن عبد اللّه بن بسر (7).

ح قال: و نا محمّد بن عمرو بن خالد، نا أبي، نا عيسى بن يوسف، عن صفوان بن عمرو، عن عبد اللّه بن بسر (8) قال: قال أبي لأمّي: لو صنعت طعاما لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فصنعت ثريدة، فانطلق أبي، فدعا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فوضع النبيّ صلى اللّه عليه و سلم يده على ذروتها و قال:«خذوا بسم اللّه» فأخذوا من نواحيها، فلما طعموا قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:

«اللّهمّ ارحمهم، و اغفر لهم، و بارك لهم في رزقهم» (9)[5193].

ص: 149


1- في تهذيب الكمال: أبو حيوة.
2- عن تهذيب الكمال و سير الأعلام و بالأصل: البابلي.
3- تهذيب الكمال: سعيد.
4- بالأصل:«و ابن» و الصواب عن تهذيب الكمال.
5- كتبت فوق الكلام بين السطرين.
6- عن تهذيب الكمال و سير الأعلام و بالأصل: البابلي.
7- بالأصل: في الموضع الأول:«بشير» و في الموضع الثاني:«بشر» و كلاهما تحريف و الصواب ما أثبت، و قد مرّ، و انظر سير الأعلام 381/6.
8- بالأصل: في الموضع الأول:«بشير» و في الموضع الثاني:«بشر» و كلاهما تحريف و الصواب ما أثبت، و قد مرّ، و انظر سير الأعلام 381/6.
9- نقله الذهبي في سير الأعلام 381/6-382 من طريق الطبراني، و انظر تخريجه فيه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا هارون بن عبد اللّه، نا يعقوب بن محمّد الزهري، نا منصور بن إسماعيل الحرّاني، مولى أم البنين، نا صفوان، عن عبد اللّه بن بسر (1) قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - و جلست آكل معهم-: «يا بنيّ اذكر اللّه، و كل بيمينك، و كل مما يليك»[5194].

قال: و نا أبو همّام السّكوني، نا بقية، عن صفوان بن عمرو، و حريز (2) بن عثمان، قالا: رأينا عبد اللّه بن بسر (3) صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلم له جمّة لم ير عليه عمامة، و لا قلنسوة شتاء و لا صيفا.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، و أبو بكر محمّد بن أبي نصر اللفتواني، قالا: أنا رزق اللّه بن عبد الوهاب، قالا: أنا أبو الحسين بن بشران - ببغداد - نا إسماعيل بن محمّد الصّفار، نا سعدان بن نصر، نا مسكين بن بكير الحرّاني، عن صفوان بن عمرو قال: كنت بباب عمر بن عبد العزيز فخرجت علينا خيل مكتوب على أفخاذها: عدّة ثقة.

أخبرنا أبو الفتح ناصر بن عبد الرّحمن بن محمّد، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم بن نصر، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن علي اللّخمي، الباجي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن الوليد الأنصاري الأندلسي الفقيه، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد - فيما كتب إليّ - أخبرني جدي عبد اللّه بن محمّد بن علي اللّخمي الباجي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن يونس الربعي، نا بقيّ بن مخلد، نا أحمد بن إبراهيم الدورقي، نا مبشّر بن إسماعيل الحلبي، نا صفوان بن عمرو قال: خرجت خيل من عند عمر بن عبد العزيز فرأيتها و قد رسم في أفخاذها: عدة في سبيل اللّه.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، أنا أبو زرعة (4)،حدّثني أبو اليمان أنه سمع صفوان بن عمرو

ص: 150


1- بالأصل:«بشر».
2- بالأصل:«بشر».
3- بالأصل:«جرير» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 79/7.
4- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 352/1.

-في نسبه - صفوان بن عمرو (1) بن هرم السّكسكي، و أمّه أم الهجرس بنت عوسجة بن أبي ثوبان.

ح أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الفضل بن خيرون.

ح و أخبرنا أبو العزّ ثابت بن منصور، أنا أبو طاهر الباقلاني، قالا: أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنبأ عمر بن أحمد، نا خليفة بن خياط (2) قال في الطبقة الرابعة من أهل الشام: صفوان بن عمرو السّكسكي حمصي.

أخبرنا أبو البركات، أنا أبو طاهر، أنا أبو محمّد بن يوسف بن رباح، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل الشام: صفوان بن عمرو، حمصي، أدرك إمارة الوليد.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3) قال في الطبقة الخامسة.

ح و حدّثنا عمي - رحمه اللّه - أنا أبو طالب بن يوسف - قراءة - أنا الجوهري - قراءة-.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر قال: أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، ثنا محمّد بن سعد (4) قال في الطبقة الرابعة من أهل الشام: صفوان بن عمرو السّكسكي - زاد ابن الفهم عن ابن سعد - و كان ثقة مأمونا.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، قالا: أنا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو عبد اللّه

ص: 151


1- قوله:«في نسبه صفوان بن عمرو» مكررة بالأصل.
2- طبقات خليفة بن خليفة ص 577 رقم 3025.
3- الخبر برواية الحسين بن الفهم موجود في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد 467/7، و برواية ابن أبي الدنيا لم يرد في الطبقات الكبرى المطبوع.
4- الخبر برواية الحسين بن الفهم موجود في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد 467/7، و برواية ابن أبي الدنيا لم يرد في الطبقات الكبرى المطبوع.

البخاري (1) قال: صفوان بن عمرو الهرمي (2)،أبو عمرو السّكسكي الحمصي، سمع عبد الرّحمن بن جبير، روى عنه ابن المبارك، و الوليد، و أبو اليمان.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك - أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمّد، أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (3)قال: صفوان بن عمرو الحمصي، و هو ابن عمرو بن هرم، روى عن عبد اللّه بن بسر (4)،و روى عن أنس بن مالك، مرسل، و عن عبد الرّحمن بن جبير، و شريح بن عبيد، و راشد بن سعد، و يزيد بن خمير، روى عنه ابن المبارك، و أبو إسحاق الفزاري، و الوليد، و إسماعيل بن عياش، و بقية، و مبشّر، و أبو حيّوية (5)،و أبو اليمان، و أبو المغيرة، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو عمرو صفوان بن عمرو السّكسكي، سمع عبد الرّحمن بن جبير، روى عنه أبو المغيرة، و أبو اليمان.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عمرو صفوان بن عمرو.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا تمام (6) بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في تسمية شيوخ أهل طبقة - و بعضهم أجلّ من بعض-: صفوان بن عمرو السّكسكي.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأ عبد اللّه بن عتّاب، نا أحمد بن عمير - إجازة-.

ص: 152


1- الخبر في التاريخ الكبير 308/4.
2- عند البخاري:«بن هرم» بدل «الهرمي».
3- الجرح و التعديل 422/4.
4- عن الجرح و التعديل و بالأصل: بشر.
5- كذا و في الجرح و التعديل و تهذيب الكمال:«أبو حيوة» و اسمه شريح بن يزيد.
6- بالأصل: أنا ابن تمام.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الخامسة: صفوان بن عمرو السّكسكي.

قرأنا على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل (1)،نا محمّد بن أحمد بن حمّاد قال: أبو عمرو صفوان بن عمرو السّكسكي (2).

أخبرنا أبو عمر أيضا، و أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن - رحمه اللّه - قال: أخبرنا أبو طالب الحسين بن محمّد الفقيه، أنا علي بن الحسن القاضي، أنا محمّد بن المظفّر الحافظ ، أنا بكر بن أحمد بن حفص، نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن عيسى صاحب:

«تاريخ الحمصيين»: أبو عمرو صفوان بن عمرو السّكسكي، و أمّه أمّ الهجرس بنت عوسجة بن ثوبان (3)،و أمّها أم بكر بنت أزد المقرائي من مقرى (4)،و مات صفوان بن عمرو و هو ابن [ثلاث] (5) و ثمانين سنة، و كانت وفاته سنة خمس و خمسين و مائة، أدرك أبا أمامة، و أدرك خلافة عبد الملك.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأ أبو بكر الصّفار، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو أحمد الحاكم، قال: أبو عمرو صفوان بن عمرو بن هرم السّكسكي الحمصي سمع (6) عبد الرّحمن بن جبير، و حبيب بن صالح الطائي، روى عنه ابن المبارك، و الوليد بن مسلم، كنّاه لنا محمّد (7).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا عبد الرّحمن بن عمرو (8) قال: حدّثنا الحكم بن نافع أن صفوان بن عمرو أدرك أبا أمامة.

ص: 153


1- قوله:«أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل» مكرر بالأصل.
2- لم أجده في الكنى و الأسماء للدولابي فيمن يكنى بأبي عمرو.
3- كذا، و مرّ: بن أبي ثوبان.
4- مقرى: بالفتح ثم السكون وراء و ألف مقصورة قرية بالشام من نواحي دمشق (معجم البلدان).
5- بياض بالأصل، و اللفظة استدركت عن تهذيب الكمال 122/9 نقلا عن أحمد بن محمد بن عيسى.
6- بالأصل:«مع» و لعل الصواب ما أثبت.
7- بعدها بالأصل: ثنا محمد.
8- بالأصل:«عمر» خطأ، و الصواب ما أثبت، و هو أبو زرعة الدمشقي الخبر في تاريخه 354/1.

قال: و نا عبد الرّحمن بن عمرو (1)،حدّثني يزيد بن عبد ربّه، نا بقية بن الوليد، عن صفوان بن عمرو قال: رأيت عبد اللّه بن بسر (2) رضي اللّه عنه أكثر من خمسين مرة، و كانت له جمّة (3) و لم أر عليه عمامة و لا قلنسوة شتاء و لا صيفا.

قال: و نا عبد الرّحمن بن عمرو (4)،قال: نا الحكم بن نافع، نا صفوان بن عمرو قال: أدركت من خلافة عبد الملك قال: و خرجنا في زحف كان بحمص، و علينا أيفع بن عبد سنة أربع و تسعين.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، ثنا عد العزيز بن أحمد، أنا عبد الواحد بن أحمد بن مشماس، أنا الحسين بن أحمد بن أبي ثابت، نا زكريا بن يحيى السّجزي، أنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، نا المبشّر بن إسماعيل، عن إسماعيل بن عياش، عن صفوان بن عمرو السّكسكي، قال: رأيت عبد اللّه بن بسر (5)المازني، و خالد بن معدان، و راشد بن سعد، و عبد الرّحمن بن جبير بن نفير، و عبد الرّحمن بن عائذ، و غيرهم من الأشياخ يقول بعضهم لبعض في العيد: تقبّل اللّه منّا و منكم.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (6)،قال: حدّثني الوليد بن عتبة، نا بقية بن الوليد، قال:

قال: صفوان بن عمرو - و كان عاقلا - لو علمت أنك لا تصدقني ما حدّثتك.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، و حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا إبراهيم بن محمّد بن عرق الحمصي، نا محمّد بن مصفّى قال: سمعت بقية بن الوليد يقول: أخذت بيد عبد اللّه بن المبارك، فأدخلته على أبي بكر بن أبي مريم، و صفوان بن عمرو (7)،فلما خرج قال لي: يا أبا يحمد تمسّك بشيخيك.

ص: 154


1- المصدر السابق نفسه 214/1.
2- بالأصل: بشر، خطأ و الصواب عن أبي زرعة.
3- عند أبي زرعة: جبّة.
4- المصدر السابق نفسة 353/1.
5- بالأصل:«بشر».
6- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 352/1.
7- بالأصل:«عمير» و الصواب ما أثبت، و هو صاحب الترجمة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأ عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1)،نا محمّد بن مصفّى، نا بقية قال: أخذت بيد ابن المبارك فأدخلته على صفوان، و أبي بكر، فلما خرج من عندهما قال لي: يا بقية عليك بشيخيك هذين، قال: و إنما تغيّر أبو بكر بأخرة لحلي ذهب لهم (2).

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (3)،نا عبد اللّه بن محمّد بن سالم (4)،قال: سمعت ابن مصفّى يقول:

سمعت بقية يقول: أدخلت ابن المبارك على صفوان، و ابن أبي مريم يسمع منهما فلما خرجنا قال لي: يا أبا يحمد (5) تمسّك بشيخيك.

أخبرنا عمي أبو الحسين هبة اللّه بن الحسن الحافظ - بقراءتي عليه - قال: أخبرنا أبو طالب الزينبي، أنا أبو القاسم التنوخي، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا محمّد بن أحمد، نا أحمد بن محمّد بن عيسى قال: حدّثني.

ح قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، نا إبراهيم بن يعقوب، حدّثني محمّد بن أسد الحفافي، نا الوليد - زاد و نا موسى بن سالم - قال:

سمعت ابن المبارك: سئل عن صفوان بن عمرو فقال بيده هكذا: أي راجح.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا إسماعيل بن أحمد التاجر، أنا محمّد بن الحسن بن قتيبة، نا محمّد بن أبي السري، نا بقية بن الوليد قال: قال لي شعبة: ما أحسن حديثكم لو كان لكم أركان، قال: فقلت له: إنما الأركان لحديثنا و ليس لحديثكم تجيئونا بسليمان الأعمش، و حميد الأعرج، و سليمان القطان، و نحن نجيئكم بأنساب العرب: محمّد بن زياد الألهاني، و أبو بكر بن أبي مريم الغسّاني، و صفوان بن عمرو السّكسكي.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، نا أحمد بن

ص: 155


1- الخبر في المعرفة و التاريخ 387/2.
2- قوله:«لحلى ذهب لهم» كذا بالأصل، و سقط من المعرفة و التاريخ.
3- الكامل لابن عدي 73/2 في ترجمة بقية بن الوليد.
4- في ابن عدي: سليمان.
5- بالأصل:«محمد» خطأ و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب التهذيب 416/1.

الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أبو بكر، أنا أبو الحسن، أنا أبو عبد اللّه البخاري (1) قال: قال علي: كان يحيى القطان عنده صفوان أرفع من عبد الرّحمن بن يزيد.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه - أنا أبو القاسم، أنا أبو علي - إجازة-.

قال: و أنا أبو طاهر، أنا أبو الحسن، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (2)،أنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل - فيما كتب إليّ - قال: قال أبي: صفوان بن عمرو ليس به بأس.

قال: و حدّثني أبي قال: سألت يحيى بن معين، عن صفوان بن عمرو، فأثنى عليه خيرا.

قال: و حدّثني أبي قال: سمعت دحيما يقول: صفوان بن عمرو أكبر من حريز بن عثمان، و قدّمه، و أثنى عليه و على حريز (3).

قال: و نا محمّد بن إبراهيم قال: سمعت عمرو بن علي يقول: صفوان بن عمرو ثبت في الحديث.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (4)،قال: قلت لعبد الرّحمن بن إبراهيم: من أثبت في الحديث بحمص ؟ قال: صفوان، و بحير، و حريز (5)،و ثور، و أرطأة.

ح أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: سألت عبد الرّحمن بن إبراهيم - يعني دحيما - قلت له: صفوان في أصحابه أحد يقدّمه عليه ؟ قال: هو ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن

ص: 156


1- التاريخ الكبير 308/4.
2- الجرح و التعديل 422/4.
3- بالأصل:«جرير» و الصواب ما أثبت عن الجرح و التعديل.
4- تاريخ أبي زرعة 398/1.
5- بالأصل:«جرير» و الصواب عن أبي زرعة.

جعفر، و محمّد بن الحسن، قالا: ثنا الوليد بن بكر، أنبأ علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي (1) قال: صفوان بن عمرو السّكسكي شامي، ثقة.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم، أنا حمد - إجازة-.

قال: و أنا الحسين، أنبأ علي، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (2) قال: سمعت أبي يقول: صفوان بن عمرو ثقة، و سئل أبي عن صفوان بن عمرو قال: لا بأس به.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي بكر أحمد بن علي الخطيب، أنا علي بن طلحة المقرئ، أنا محمّد بن إبراهيم الغاري، ثنا محمّد بن محمّد بن داود الكرخي، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش قال: صفوان بن عمرو حمصي كان ابن المبارك يوثّقه (3).

قرأت على أبي القاسم بن عبدان، عن أبي عبد اللّه محمّد بن علي بن أحمد بن المبارك، أنا رشأ بن نظيف، أنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن الطرسوسي، أنبأ أبو بكر محمّد بن محمّد بن داود، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش، قال:

صفوان بن عمرو حمصي ثقة، ولي الخراج، و كان يعلق الباب بأيديهم، كان ابن المبارك و غيره يوثّقه.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا محمّد بن الحسين بن عبد اللّه، أنا أحمد بن محمّد بن أحمد بن غالب، قال: سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول: صفوان بن عمرو يعتبر به.

أخبرنا أبو بكر أحمد بن كامل القاضي، قال: ذكر عن بقية بن الوليد أنه مات الزبيدي، و صفوان بن عمرو في سنة ثمان و أربعين و مائة، هذا وهم.

أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد أبو الفضل: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (4) قال:

ص: 157


1- تاريخ الثقات للعجلي ص 228.
2- الجرح و التعديل 422/4 و 423.
3- تهذيب الكمال 121/9.
4- التاريخ الكبير 308/4.

قال يزيد بن عبد ربه: مات صفوان سنة خمس و خمسين و مائة.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، عن الحسن رشأ بن نظيف، أنا أبو شعيب المكتب، و عبد اللّه بن عبد الرّحمن قالا: أنا الحسن بن رشيق، أنا أبو بشر الدولابي، نا محمّد بن عوف، نا يزيد بن عبد ربّه قال: مات صفوان بن عمرو سنة خمس و خمسين و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: و سمعت أبا أيوب سليمان بن سلمة الخبائري الحمصي قال: صفوان بن عمرو مات سنة ثمان و خمسين و مائة (1).

أخبرنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، نا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2)،حدّثني الوليد بن عتبة قال: قال بقية: مات صفوان بن عمرو و قد جاز الثمانين، فحدّثني الحكم بن نافع قال: مات قبل الأوزاعي.

2890 - صفوان بن المعطّل بن رخصة

2890 - صفوان بن المعطّل بن رخصة (3)

ابن المؤمّل بن خزاعي بن مخارق بن هلال بن فالج

ابن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم بن منصور

أبو عمرو السّلمي الذكواني

صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم (4)

الذي أثنى عليه و قال:«ما علمت عليه إلاّ خيرا» (5)[5195].

روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم حديثين.

روى عنه: أبو بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام، و سعيد بن المسيّب بن حزن المخزوميان، و سعيد المقبري، و سلام أبو عيسى.

ص: 158


1- تهذيب الكمال 122/9 و سير الأعلام 381/6.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 353/1.
3- في الاستيعاب و أسد الغابة:«ربيضة» و في سير الأعلام:«رحضة» و في الإصابة:«ربيعة».
4- ترجمته في الاستيعاب 187/2 هامش الإصابة، و أسد الغابة 412/2 و الإصابة 190/2 و الوافي بالوفيات 320/16 و سير الأعلام 545/2 و انظر بالحاشية فيهما أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
5- نقله الذهبي في سير الأعلام 545/2 و أسد الغابة 412/2 و الإصابة 190/2.

و شهد فتح دمشق، و استشهد بسميساط (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا عبيد اللّه بن عمر القواريري، ثنا عبد اللّه بن جعفر، أخبرني محمّد بن يوسف، عن عبد اللّه بن الفضل، عن أبي بكر بن عبد الرّحمن، عن صفوان بن المعطّل السّلمي قال:

كنت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في سفر، فرمقت صلاته ليلة فصلّى العشاء الآخرة ثم قام، فلما كان نصف الليل استنبه فتلا العشر آيات آخر سورة آل عمران، ثم نام، ثم قام ثم تسوّك ثم توضأ و صلّى ركعتين، فلا أدري أ قيامه أم ركوعه أم سجوده كان أطول، ثم انصرف فنام، ثم استيقظ فتلا العشر آيات من آخر سورة آل عمران، ثم قام، ثم تسوّك، ثم قام فتوضأ و صلّى ركعتين، فلا أدري أ قيامه أم ركوعه أم سجوده أطول، ثم انصرف فنام، ثم استيقظ ففعل مثل ذلك، فلم يزل يفعل كما فعل أوّل مرة حتى صلّى أحد عشرة ركعة (2).

رواه علي بن حجر المروزي، و محمّد بن موسى الحرسي البصري، عن عبد اللّه بن جعفر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران، أنا عثمان بن أحمد بن السّماك، أنا محمّد بن أحمد بن البراء، قال:

قال علي بن المديني: أبو بكر بن عبد الرّحمن أحد العشرة أحد الفقهاء، و هو قديم، لقي أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم و لا أنكر أن يكون سمع من صفوان بن معطّل.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد بن عبد الواحد، أنا أبو علي الحسن بن علي، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد.

ح و أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت: أخبرنا إبراهيم بن منصور، أنبأ أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، قالا: و نا محمّد بن أبي بكر المقرئ، نا حميد بن الأسود، نا الضحّاك بن عثمان، عن المقبري، عن صفوان بن معطّل:

ص: 159


1- ناحية من نواحي الجزيرة كما في الإصابة و أسد الغابة، و هي مدينة على شاطئ الفرات في غربيه في طرف بلاد الروم.
2- نقله الذهبي في سير الأعلام 547/2 من طريق القواريري و علي بن حجر.

أنه سأل النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: يا نبي اللّه إني أسألك عمّا أنت به عالم، و أنا به جاهل من الليل و النهار ساعة تكره فيها الصّلاة ؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إذا صلّيت الصبح فالمسك عن الصلاة حتى تطلع الشمس، فإذا طلعت الشمس - زادت أم المجتبى: فصلّ (1)،و قالا:

فإن الصّلاة محضورة (2) متقبّلة - حتى تعتدل على رأسك مثل الرمح، فإذا اعتدلت على رأسك - زادت أم المجتبى: مثل الرمح - فأمسك، فإن تيك ساعة - و اتقفا فقالا: تسجر فيها جهنم و تفتح أبوابها حتى تزول عن حاجبك الأيمن، فإذا زالت عن حاجبك الأيمن فصلّ ، فإن الصّلاة محضورة متقبّلة، حتى تصلي العصر»، كذا رواه حميد، و رواه ابن أبي بديل عن الضحّاك، فذكره أبا هريرة في إسناديه[5196].

أخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، نا أبو عبد اللّه بن منده، أنبأ سعيد بن يزيد الحمصي، أبو عثمان، نا أحمد بن الفرج، نا ابن أبي بديل (3)،نا الضّحّاك بن عثمان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال:

جاء صفوان بن معطّل إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: يا نبي اللّه إنّي سائلك عن أمر أنت عالم به، و أنا به جاهل، قال:«و ما هو؟» قال: هل من ساعات الليل و النهار ساعة تكره فيها الصّلاة ؟ قال:«نعم، إذا صلّيت الصّبح فدع الصّلاة حتى تطلع الشمس فإنها تطلع بين قرني الشيطان، ثم الصّلاة محضورة (4) متقبّلة حتى تستوي الشمس على رأسك قيد رمح، فإذا كانت على رأسك فدع الصّلاة فإنّ تلك الساعة التي تسجر (5) فيها جهنم، و تفتح فيها أبوابها حتى ترتفع الشمس عن حاجبك الأيمن، فإذا زالت فصلّ فإن الصلاة محضورة (6)متقبّلة حتى تصلّي العصر (7)،ثم ذكر (8) الصّلاة حتى تغرب الشمس» قال ابن منده: هذا حديث صحيح عزيز غريب[5197].

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن محمّد،

ص: 160


1- بالأصل:«فصلي».
2- بالأصل بالصاد المهملة، و الصواب عن أسد الغابة. و محضورة أي تحضرها الملائكة.
3- بالأصل:«هذيل».
4- بالأصل: محصورة بالصاد المهملة، و قد صوبناها قريبا.
5- تسجر أي توقد.
6- بالأصل: محصورة بالصاد المهملة، و قد صوبناها قريبا.
7- مكررة بالأصل.
8- في أسد الغابة 413/2 «دع».

و عبد اللّه بن أحمد بن عمر، و أبو تراب حيدرة بن أحمد قالوا: ثنا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو الحسين أحمد بن علي بن محمّد الدولابي، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الغفّار بن ذكوان، أنا أبو يعقوب إسحاق بن عمّار بن حبيش بن محمّد بن حبيش، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن مهدي المصّيصي، نا عبد اللّه بن محمّد بن ربيعة القدامي.

قال: و حدّثني عمر بن عبد الرّحمن: أن صفوان بن المعطّل حمل بداريّا (1) على رجل من الروم عليه حلة الأعاجم فطعنه صفوان فصرعه، فصاحت امرأته إلى صفوان و أقبلت نحوه، فقال صفوان (2):

و لقد شهدت الخيل يسطع نقعها *** ما بين داريّا دمشق إلى نوى

فطعنت داخلي فصاحت عرسه *** يا ابن المعطّل ما تريد بما أرى

فأجبتها إنّي سأترك بعلها *** بالدير منعفر المضاحك بالثرى

و إذا عليه حلية فشهرتها *** إنّي كذلك مولع بذوي الحلى

أنبأنا أبو سعد محمّد بن محمّد، و أبو علي الحسن بن أحمد، قالا: أنا أبو نعيم، نا أبو حامد بن جبلة، نا محمّد بن إسحاق، نا عبد اللّه بن سعد، نا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن أبي إسحاق قال: قتل صفوان بن المعطّل بن رخيصة بن خزاعي بن محاربي بن مرّة بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم، و بجلة - هو ذكوان - و مالك ابنا ثعلبة بن بهثة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أحمد بن الحسن بن أحمد - زاد أبو البركات، و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا أبو الحسين الأصبهاني، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد، أنا عمر بن أحمد، نا خليفة بن خياط (3) قال: و من [بني] منصور بن عكرمة بن خصفة (4) بن قيس بن عيلان، ثم من بني سليم بن منصور:

صفوان بن المعطّل بن رخيصة (5) بن خزاعي بن محاربي مرة بن هلال بن فالج بن

ص: 161


1- داريا قرية من قرى دمشق، تبعد عنها أربعة أميال تقريبا.
2- الخبر و الأبيات في سير الأعلام 547/2 و الأول و الثاني في الإصابة 191/2.
3- طبقات خليفة بن خياط ص 98 و 101 رقم 339.
4- بالأصل: حفصة، و المثبت عن طبقات خليفة.
5- كذا، و في خليفة: رحضة.

ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم، له ذكر بالبصرة، ولده في سكة المريد (1)،و مات بالجزيرة ناحية سميساط و قبره هناك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، ثنا محمّد بن سعد (2) قال في الطبقة الثانية: صفوان بن المعطّل السّلمي، أسلم قبل المريسيع (3)،و كان على ساقة النبي صلى اللّه عليه و سلم و هو الذي قال فيه أهل الإفك و في عائشة ما قالوا، قالوا: و مات بسميساط في آخر خلافة معاوية، حدّثني بذلك محمّد بن عمر.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال: و من بني سليم بن منصور بن عكرمة بن حفص بن قيس بن عيلان (4) بن مضر: صفوان بن المعطّل بن رخصة بن المؤمّل بن خزاعي بن محاربي بن هلال بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم، و يكنى أبا عمرو. قال محمّد بن عمر: و شهد صفوان مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الخندق و مشاهده كلها، و كان مع كرز (5) بن جابر الفهري في طلب العرنيين الذين أغاروا على لقاح رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بذي الجدر (6)،و مات صفوان بسميساط سنة ستين.

كتب إليّ أبو محمّد عبد اللّه بن علي الآبنوسي، ثم أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي أحمد بن علي المدائني، أنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم، قال: و من بني سليم بن منصور بن عكرمة بن حفصة بن قيس بن عيلان بن مضر: صفوان بن المعطّل يقول من ينسبه:

صفوان بن المعطّل بن رخيصة بن خزاعي بن محاربي بن مرة بن هلال بن فالج بن

ص: 162


1- العبارة في طبقات خليفة:«له دار بالبصرة في سكة المربد» و المربد محلة من محال البصرة.
2- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد و نقله عن ابن سعد الذهبي في سير الأعلام 546/2.
3- المريسيع: ماء لبني خزاعة بينه و بين الفرع مسيرة يوم.
4- بالأصل: غيلان.
5- عن أسد الغابة و الإصابة و بالأصل:«كند».
6- بالأصل: الحدر، بالحاء المهملة، و الصواب عن مغازي الواقدي 568/2 و فيه أنها على ثمانية أميال من المدينة. و في الطبقات لابن سعد 67/2 على ستة أميال من المدينة.

ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم، له بالبصرة ولد و دار، و مات بسميساط من أرض الجزيرة، و يقال: إنه استشهد.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل الحافظ (1)،قال: صفوان بن المعطّل السّلمي له صحبة، و يقال: كنيته أبو عمرو الذكواني (2).

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأديب - أنا أبو القاسم بن محمّد، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر الهمداني، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (3)،قال: صفوان بن المعطّل السّلمي ثم الذكواني، مديني، له صحبة، و كنيته:

أبو عمرو القيسي، و هو المدني (4)،قال فيه أهل الإفك ما قالوا.

ذكر بعض الناس أن سعيد بن المسيّب، و أبا بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام رويا (5) عنه فسمعت أبي ينكر ذلك و يقول: لا أعلم روى عنه سعيد بن المسيّب شيئا و لا أبو بكر بن عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو القاسم عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، قال: صفوان بن المعطّل السّلمي سكن المدينة، قال محمّد بن عمر: صفوان بن المعطّل بن رخصة بن المؤمّل بن خزاعي بن هلال بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم؛ قال ابن عمر: مات صفوان بن المعطّل السّلمي بسميساط و هو ابن بضع و ستين، و يكنى أبا عمرو.

ص: 163


1- التاريخ الكبير 305/4.
2- بالأصل:«الدولابي» و الصواب عن البخاري.
3- بالأصل: خالد، خطأ، و الصواب ما أثبت، و هو صاحب كتاب الجرح و التعديل. و انظر فيه ترجمة صفوان بن المعطل 420/4.
4- كذا، و في الجرح و التعديل:«و هو الذي قال فيه».
5- عن الجرح و التعديل و بالأصل: روى.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا عبيد اللّه بن سعيد بن حاتم، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عمرو (1) صفوان بن المعطّل.

أنبأ أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصّفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو عمرو صفوان بن المعطّل بن رخصة بن خزاعي بن محاربي بن مرة بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم السّلمي، و يقال: الذكواني و يحله (2) هو ذكوان و مالك، ابنا ثعلبة بن بهثة له صحبة من النبي صلى اللّه عليه و سلم، و كان من صالحي أصحابه، أثني عليه المصطفى صلى اللّه عليه و سلم حين رماه أهل الإفك، فقال:«ما علمت منه إلاّ خيرا»، قتل بعد ذلك (3) في سبيل اللّه عز و جل في غزوة أرمينية سنة تسع عشرة، و يقال: مات بالجزيرة بناحية سميساط و قبره هناك، و له بالبصرة دار في سكة المربد، و كأن قول من قال إنه قتل شهيدا في سبيل اللّه أثبت، و يقال: أسلم قبل المريسيع و كان على ساقة النبي صلى اللّه عليه و سلم[5198].

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، قال: صفوان بن المعطّل السّلمي أبو عمرو الذكواني (4) عداده في أهل المدينة، هو الذي قال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:«ما علمت عليه سوءا»، و ضرب حسان بن ثابت لما هجاه بالسّيف، فلم يقده النبي صلى اللّه عليه و سلم، و قال إنّه خبيث اللسان طيّب القلب[5199].

روى عنه أبو هريرة، و سعد مولى أبي بكر، و أبو بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

أخبرنا و أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: قرئ عليّ إبراهيم بن منصور، أنا أبو يعلى، نا أبو خيثمة، نا جرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد قال:

جاءت امرأة إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقالت: يا رسول اللّه إن زوجي صفوان بن المعطّل

ص: 164


1- بالأصل:«أبو عمر».
2- كذا رسمها بالأصل.
3- بالأصل:«قال» و لعل الصواب ما أثبت.
4- بالأصل: الدولابي.

يضربني إذا صليت، و يفطّرني إذا صمت، و لا يصلّي صلاة الفجر حتى تطلع الشمس - قال: و صفوان عنده؛ فسأله عمّا قالت، فقال: يا رسول اللّه أمّا قولها يضربني إذا صلّيت فإنها تقرأ بسورتي و قد نهيتها عنها، فقال: لو كانت سورة واحدة لكفت الناس، و أمّا قولها: يفطّرني إذا صمت فإنها تنطلق فتصوم و أنا رجل شاب فلا أصبر، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا تصومنّ امرأة إلاّ بإذن زوجها»، و أما قولها: إنّي لا أصلي حتى تطلع الشمس فأنّا أهل بيت قد عرف لنا ذاك إنا لا نكاد نستيقظ حتى تطلع الشمس، قال:«فإذا استيقظت فصلّ » (1)[5200].

أخبرنا أبو (2) المظفر، أنا أبو سعد، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى، نا محمّد بن إسماعيل بن أبي شيبة، نا جرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد قال:

جاءت امرأة صفوان بن المعطّل إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقالت: إن صفوان يضربني إذا قرأت، و ينهاني أن أصوم، و لا يصلّي حتى تطلع الشمس، فقام صفوان فقال: أمّا قولها:

يضربني، فإنها تقرأ بسورتي، و أمّا قولها: ينهاني أن أصوم، فأنا رجل شاب، و أمّا قولها: لا يصلّي حتى تطلع الشمس، فإنّا أهل بيت يعرف لنا ذلك، لا نستيقظ حتى تطلع الشمس، فقال لها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا تصومي إلاّ بإذنه، و لا تقرئي بسورته، و أما أنت يا صفوان فإذا استيقظت فصلّ »[5201].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني عمي و أحمد بن منصور قالا: أنا عمر بن عبد الوهاب الرياحي، نا عامر بن صالح بن رستم، عن أبيه، عن الحسن، عن سعيد - زاد ابن منصور: مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - قال: شكا صفوان بن المعطّل إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: فلان هجاني - قال: و كان يقول الشعر - فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«دعوا صفوان، فإنه خبيث اللسان طيّب القلب»، أخرجه البخاري[5202].

ص: 165


1- مختصرا ورد في الإصابة 191/2 و سير الأعلام للذهبي 549/2-550 و عقب الذهبي على قوله:«إنا أهل بيت...» قال: فهذا بعيد من حال صفوان أن يكون كذلك، و قد جعله النبي صلى اللّه عليه و سلم على ساقة الجيش، فلعله آخر باسمه. و انظر تخريج الحديث في السير.
2- كتبت فوق الكلام بين السطرين.

أخبرنا أبو الفضل الفضيلي، أنا أبو القاسم الخليلي، أنا أبو القاسم الخزاعي، أنا الهيثم بن كليب، أنا علي بن عبد العزيز، أنا عمر بن عبد الوهاب الرماني، نا عامر بن صالح، عن أبيه، عن الحسن، عن سعد (1) قال: شكا رجل إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم من صفوان بن المعطّل، قال: و كان يقول هذا الشعر فقال: يا رسول اللّه إن صفوان هجاني، فقال:

«دعوا صفوان، فإن صفوان خبيث اللسان، طيّب القلب» (2)[5203].

أخبرتنا أم المجتبى العلوية، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي:

حدّثنا القواريري، نا سليم بن أخصر، نا ابن عون قال: أنبأني الحسن عن صاحب زاد النبي صلى اللّه عليه و سلم - قال ابن عون: كان يسمى سفينة-:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان في سفر و راحلته عليها زاد النبي صلى اللّه عليه و سلم، فجاء صفوان بن المعطّل فقال: إني قد جعت، قال: ما أنا بمطعمك حتى يأمرني النبي صلى اللّه عليه و سلم و ينزل الناس فتأكل، قال: فقال هكذا - بالسّيف - و كشف عرقوب الراحلة، قال: و كان إذا حزبهم أمر قالوا: احبس أول، احبس أول، فسمعوا فوقفوا. و جاء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فلما رأى ما صنع صفوان بن المعطّل بالراحلة قال له:«اخرج»، و أمر الناس أن يسيروا، فجعل صفوان بن المعطّل يتبعهم حتى نزلوا فجعل يأتيهم في رحالهم و يقول: إلى أين أخرجني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ إلى النار أخرجني، قال: فأتوا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقالوا: يا رسول اللّه ما زال يجوب رحالنا منذ الليلة و يقول: إلى أين أخرجني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ إلى النار أخرجني، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ صفوان بن المعطّل خبيث اللسان، طيّب القلب»[5204].

رواه البغوي عن القواريري، و خالفه غيره فقال: عن [الحسن عن] (3) سعيد مولى أبي بكر.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل الفضيلي، أنا أحمد بن محمّد الخليلي، أنا علي بن أحمد بن محمّد بن الحسن، نا الهيثم بن كليب، نا العبّاس بن محمّد بن حاتم

ص: 166


1- نقله الذهبي في سير الأعلام 548/2 عن مسند الهيثم بن كليب. و انظر تخريجه فيها.
2- زيد في سير الأعلام: مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.
3- ما بين معكوفتين زيادة استدركت على هامش الأصل و بجانبها كلمة صح.

الدوري، نا عمر بن عبد الوهاب الرياحي، نا عامر بن صالح بن رستم، عن أبيه، عن الحسن قال: قال سعد:

كنا في منزلنا و معنا شيء من تمر، فجاءني صفوان بن المعطّل فقال: أطعمني من ذلك التمر، فقلت: إنما هو تمر قليل و لست آمن أن يدعو به - أظنه أراد النبي صلى اللّه عليه و سلم - فإذا نزلوا فأكلوا أكلت معهم، قال: أطعمني فقد أصابني الجهد، فلم يزل بي حتى أخذ السّيف، فعقر الراحلة - أو قال: الناقة - التي عليها التمر، فبلغ ذلك النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:

«قولوا لصفوان فليذهب»، فلما نزلوا لم يبت (1) تلك الليلة، يطوف في أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم حتى أتى عليا فقال: أين أذهب ؟ أذهب إلى الكفر، فدخل عليّ على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: إن هذا لم يدعنا نبيت تلك الليلة قال: أين أذهب إلى الكفر؟ قال:

قولوا لصفوان:«فليلحق» (2)[5205].

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد، أنا محمّد بن الحسن، أنا أحمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن، نا محمّد بن إسماعيل قال: نا الأويسي، نا إبراهيم بن سعد، عن صالح، عن ابن شهاب قال: قال عروة: قالت عائشة: و اللّه إن الرجل الذي قيل له: ما قيل - يعني صفوان بن المعطّل السّلمي - ثم الذكواني يقول: سبحان اللّه فو الذي نفسي بيده ما كشفت كنف أنثى قط ، قالت: ثم قتل بعد ذلك في سبيل اللّه، هذا في قصة الإفك.

و قال أبو عوانة و أبو حمزة عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد: جاءت امرأة صفوان بن المعطّل إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقالت: إن صفوان يضربني.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد.

ح و أخبرنا يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، نا أبو سعيد بن الأعرابي، نا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن هشام بن عروة، عن أبيه - فذكر حديث الإفك - و قال: قام النبي صلى اللّه عليه و سلم فحمد اللّه و أثنى عليه بما هو

ص: 167


1- بالأصل:«يبيت» و الصواب ما أثبت.
2- نقله الذهبي في سير الأعلام 548/2 عن مسند الهيثم بن كليب عن طريق سعد مولى النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أهله ثم قال:«أمّا بعد، فأشيروا عليّ في أناس أبنوا (1) أهلي، و أيم اللّه إن علمت على أهلي من سوء قط ، و أبنوهم بمن (2)،و اللّه إن علمت عليه سوءا قط ، و لا دخل على أهلي إلاّ و أنا شاهد»- يعني صفوان بن معطل-[5206].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (3)،أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، قالا: أخبرنا رضوان بن أحمد، أنا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن محمّد بن إسحاق، حدّثني محمّد بن إبراهيم التيمي، قال: كان حسان بن ثابت قد كثّر (4) على صفوان بن المعطّل في شأن عائشة، ثم قال في بيت شعر يعرّض به فيه و بأشباهه فقال:

أمسى الجلابيب قد عزّوا و قد كثروا *** و ابن الفريعة أمسى بيضة البلد (5)

فاعترضه صفوان بن المعطّل ليلا و هو آت من عند أخواله بني ساعدة، فضربه بالسيف على رأسه، فيعدوا عليه ثابت بن قيس بن شمّاس، فجمع يديه إلى عنقه بحبل أسود فانطلق به إلى دار بني حارثة، فلقيه عبد اللّه بن رواحة فقال له: ما هذا؟ فقال: ما أعجبك عدا على حسان بالسيف، فقال: فو اللّه ما أراه إلاّ قد قتله، فقال: هل علم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بما صنعت به ؟ فقال: لا، فقال: و اللّه لقد اجترأت، خلّ سبيله، فيغدو على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فيعلمه أمره، فخلاّ سبيله، فلما أصبحوا غدوا على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فذكروا له ذلك، فقال:«أين ابن المعطّل ؟» فقام إليه فقال: ها أنا يا رسول اللّه، فقال:

«ما دعاك إلى ما صنعت ؟» فقال: يا رسول اللّه أذاني و كثّر عليّ ، ثم لم يرض (6) حتى

ص: 168


1- ابن الرجل: اتهمه (اللسان).
2- إلى هنا نقله الذهبي في سير الأعلام 548/2-549 من طريق عروة.
3- الخبر في دلائل النبوة للبيهقي 74/4 و ما بعدها، و رواه ابن هشام في السيرة 317/3، و نقله أيضا ابن كثير في البداية و النهاية (بتحقيقنا).
4- عن البيهقي، و بالأصل: ان.
5- الجلابيب: الغرباء، و قيل: السفلة، و قيل إنه لقب كان مشركو مكة يلقبون به أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم. و الفريعة: أم حسان، و قوله: أمسى بيضة البلد أي منفردا لا يدانيه أحد. قال أبو ذر: و هو في هذا الموضع مدح، و قد يكون ذما، و ذلك إذا أريد أنه ذليل ليس معه غيره.
6- بالأصل: يرضى.

عرض في الهجاء، فاحتملني الغضب، و هذا أنا، فما كان علي من حق فحدّني به، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ادعوا لي حسّان»، فأتي به، فقال:«يا حسان أ تشوّهت على قوم أن هداهم اللّه للإسلام، يقول تنفّست عليهم، يا حسان أحسن فيما أصابك» فقال: هي لك يا رسول اللّه، فأعطاه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سيرين القبطية فولدت له عبد الرّحمن بن حسان، و أعطاه أرضا كانت لأبي طلحة تصدّق بها على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم[5207].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين محمّد بن الحسين، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عتّاب، أنا القاسم بن عبد اللّه بن المغيرة، حدّثنا إسماعيل بن أبي أويس، نا إسماعيل بن إبراهيم، عن عمه موسى بن عقبة قال: ثم عروة بني المصطلق بالمريسيع فهزمهم اللّه عز و جل و سبا في غزوته تلك جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار، فقسم لها، فكانت من نسائه، و زعم بعض بني المصطلق أن أباها طلبها فافتداها من رسول اللّه ثم خطبها فزوجه إياها و رجع معه عبد اللّه بن أبي سلول في عصابة من المنافقين، فلما رأوا أن اللّه قد نصر النبي صلى اللّه عليه و سلم و أصحابه، و دفع عنهم أظهروا قولا سيئا في منزل نزله رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و كان في أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم رجل يقال له جعال (1) و هو زعموا أحد بني ثعلبة، و رجل من بني غفار يقال له جهجاه فعلت أصواتهما و اشتد على المنافقين، وردا عليهم قولهم، و زعموا أن جهجاها خرج بفرس (2)لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و فرس له يومئذ يسقيهما، فأوردهما على الماء فوجد على الماء فتية من الأنصار فتنازعوا على الماء، فاقتتلوا فقال عبد اللّه بن أبيّ يومئذ: هذا ما جزونا، أويناهم و منعناهم ثم هؤلاء هم يقاتلونا، و بلغ حسان بن ثابت الشاعر الذي بين جهجاه الغفاري و بين الفتية الأنصاريين، قال فغضب و قال - و هو يريد المهاجرين من القبائل الذين يقدمون على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم للإسلام:

أمسى الجلابيب قد راعوا و قد كثروا *** و ابن الفريعة أمسى بيضة البلد

فخرج رجل من بني سليم مغضبا من قول حسّان، فرصده، فلما خرج ضربه السّلمي حتى قيل قتله، لا يرى إلاّ صفوان بن المعطّل، فإنه بلغنا أنه ضرب حسّان بالسيف، فلم يقطع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يده في ضربه بالسيف، فبلغ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ضرب

ص: 169


1- بالأصل:«بفرس له رسول اللّه...».
2- انظر ترجمته في الإصابة 235/1 و أسد الغابة 339/1.

السّلمي حسّان فقال لهم:«خذوه، فإن هلك حسّان فاقتلوه به»، فأخذوه فأسروه و أوثقوه، فبلغ ذلك سعد (1) بن عبادة فخرج في قومه إليهم فقالوا (2):أرسلوا الرجل، فأبوا عليه، فقال: عمدتم إلى قوم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم تشتمونهم و تؤذونهم و قد زعمتم أنكم نصرتموهم، فغضب سعد لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و لقومه فنصروهم قال: ارسلوا الرجل فأبوا عليه حتى كاد أن يكون بينهم قتال، ثم أرسلوه فخرج به سعد إلى أهله فكساه حلّة ثم أرسله، فبلغنا أن السّلمي دخل المسجد ليصلّي فيه، فرآه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«من كساك كساه اللّه من ثياب الجنّة» فقال: كساني سعد بن عبادة[5208].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبد الوهاب بن أبي حيّة، أنا محمّد بن شجاع البلخي، أنا محمّد بن عمر الواقدي (3)،قال: فحدّثني عبد الحميد بن جعفر، عن ابن رومان، و محمّد بن صالح، عن عاصم بن عمر، و عبد اللّه بن يزيد بن قسيط ، عن أبيه (4)،فكلّ قد حدّثني من هذا الحديث بطائفة، و عماد الحديث عن ابن رومان، و عاصم و غيرهم، قالوا: لما قال ابن أبيّ ما قال و ذكر جعيل (5) بن سراقة و جهجاه (6) و كانا من فقراء المهاجرين، قال: و مثل هذين يكثر على قومي و قد أنزلنا محمّدا (7) في ذروة (8) كنانة و عزّها. و اللّه لقد كان جعيل يرمي (9) أن يسكت و لا يتكلّم، فصار اليوم يتكلم، و قال ابن أبيّ في صفوان بن المعطّل و ما رماه به. فقال حسّان بن ثابت:

أمسى الجلابيب قد راعوا و قد كثروا *** و ابن الفريعة أمسى بيضة البلد

فلما قدموا المدينة جاء صفوان إلى جعيل بن سراقة فقال: انطلق بنا نضرب

ص: 170


1- بالأصل:«سعدان عياده» خطأ و الصواب ما أثبت، عن دلائل البيهقي.
2- الخبر نقله البيهقي في الدلائل 76/4-77.
3- الخبر في مغازي الواقدي 435/2 و ما بعدها.
4- في مغازي الواقدي: عن أمه.
5- و يقال فيه:«جعال» أيضا، انظر ما لوحظ بشأنه قريبا.
6- انظر ترجمته في أسد الغابة 365/1 و الإصابة 253/1 و اسمه جهجاه بن قيس و قيل بن سعيد بن سعد بن حرام بن غفار.
7- بالأصل: محمد.
8- في مغازي الواقدي:«دور» و بهامشها عن نسخة:«ذروة» كالأصل.
9- كذا، و في الواقدي:«يرضى» و هو أشبه.

حسّان، فو اللّه ما أراد غيرك و غيري، لنحن أقرب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم منه، فأبى جعيل أن يذهب، قال: لا أفعل إن لم يأمرني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و لا تفعل أنت حتى تؤامر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في ذلك، فأبى صفوان عليه، فخرج مصلتا السّيف حتى ضرب حسّان بن ثابت في نادي قومه، فوثبت الأنصار إليه فأوثقوه رباطا، و كان الذي تولى ذلك منه ثابت بن قيس بن شماس، و أسروه أسرا قبيحا، فمرّ بهم عمارة بن حزم فقال: ما يصنعون، أ من أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و رضاه، أم من أمر فعلتموه ؟ قالوا: ما علم به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال: لقد اجترأت، خلّ عنه، ثم جاء به و بثابت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال حسّان: يا رسول اللّه شهر عليّ السيف في نادي قومه (1)،ثم ضربني لأن أموت، و لا أراني إلاّ ميتا من جراحتي، فأقبل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على صفوان فقال:«و لم ضربته و حملت السّلاح عليه» و تغيّظ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: يا رسول اللّه أذاني و هجاني (2) و سفّه عليه و حدّني على الإسلام، ثم أقبل على حسان فقال: أ سفهت على قوم أسلموا، ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«احبسوا صفوان فإن مات حسّان فاقتلوه به» فخرجوا بحسّان، فبلغ (3)سعد بن عبادة ما صنع بصفوان، فخرج في قومه من الخزرج حتى أتاهم، فقال: عمدتم إلى رجل من قوم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم تؤذونه و تهجونه بالشعر و تشتمونه، فغضب لما قيل، ثم أسرتموه أقبح الإسار و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بين أظهرهم، قالوا: فإن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يحبسه، و قال: إن مات صاحبكم فاقتلوه، قال سعد: و اللّه إنّ أحبّ إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم للعفو (4)و لكن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قد قضى لكم بالحق، و أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يعني ليحبّ أن يترك صفوان، و اللّه لا أبرح حتى يطلق، فقال حسّان: ما كان لي من حقّ فهو لك يا أبا ثابت، و إلى (5) قومه، فغضب قيس ابنه غضبا شديدا فقال: عجبا لكم ما رأيت كاليوم، إن حسّان قد ترك حقه و تأبون أنتم، ما ظننت أن أحدا من الخزرج يردّ أبا ثابت في أمر يهواه، فاستحيا القوم، و أطلقوه من الوثاق، فذهب به سعد إلى بيته فكساه حلة، ثم خرج صفوان حتى دخل المسجد ليصلي فيه، فرآه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«صفوان ؟» قالوا: نعم يا رسول اللّه، قال:«من كساه ؟» قالوا: كساه سعد بن عبادة، قال:«كساه من

ص: 171


1- الواقدي: نادي قومي.
2- الواقدي:«و حسدني».
3- عن الواقدي و بالأصل:«قبلي».
4- بالأصل: العفو.
5- في الواقدي: و أبى قومه.

ثياب الجنة» (1) ثم كلّم سعد بن عبادة حسّان بن ثابت فقال: لا أكلّمك أبدا إن لم تذهب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فتقول كلّ حقّ لي قبل صفوان فهو لك يا رسول اللّه، فأقبل حسّان في قومه حتى وقف بين يدي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: يا رسول اللّه كلّ حقّ لي قبل صفوان بن معطل فهو لك يا رسول اللّه، قال:«أحسنت و قبلت ذلك» و أعطاه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أرضا براحا (2) و هي بيرحاء (3) و ما حولها، و سيرين، و أعطاه سعد بن عبادة حائطا كان يجدّ مالا كثيرا عوضا له مما عفا من حقّه.

قال أبو عبد اللّه الواقدي: فحدّث (4) بهذا الحديث ابن أبي سبرة، فقال: أخبرني سليمان بن سحيم، عن نافع بن جبير أن حسّان بن ثابت حبس صفوان، فلما برأ حسّان أرسل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إليه فقال:«يا حسّان أحسن فيما أصابك» فقال: هو لك يا رسول اللّه، فأعطاه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم براحا و أعطاه سيرين عوضا[5209].

فحدّثني أفلح بن حميد، عن أبيه قال:[ما] (5) كانت عائشة تذكر حسّان إلاّ بخير، و لقد سمعت عروة بن الزبير يوما يسبّه لما كان منه فقال: لا تسبه يا بني أ ليس هو الذي يقول (6):

فإنّ أبي و والده و عرضي *** لعرض محمّد منكم وقاء

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمّد بن سعد، نا وهب بن جرير، نا أبي قال: سمعت الحسن قال: لما قال حسّان بن ثابت في شأن عائشة ما قال، خلف صفوان بن المعطّل لئن أنزل اللّه عذره ليضربن حسّان ضربة بالسيف، فلما أنزل اللّه عذره ضرب حسّان على كفه بالسّيف فأخذه قومه، فأتوا به و بحسّان إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فدفعوا

ص: 172


1- عند الواقدي: كساه اللّه من حلل الجنة.
2- البراح: المتسع من الأرض، لا زرع بها و لا شجر (القاموس المحيط ).
3- بيرحاء، و يقال: بيرحى، و هي مال كانت لأبي طلحة بن سهل، تصدق بها إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كما ذكر ابن إسحاق (سيرة ابن هشام 319/3).
4- بالأصل: فحديث، و الصواب عن الواقدي.
5- زيادة لازمة عن الواقدي.
6- البيت في ديوان حسّان ط بيروت ص 9 من قصيدة يمدح النبي صلى اللّه عليه و سلم مطلعها: عفت ذات الأصابع فالجواء إلى عذراء منزلها خلاء

إليهم ليتنصوا منه، فلما أدبروا به بكى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقيل لهم: هذا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بكى فارجعوا به، فتركه حسّان لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«دعوا حسّان فإنه يحبّ أمّه و رسوله»- أو كما قال-[5210].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (1)،أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، قالا: أنا أحمد بن عبد الجبار، ثنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال: حدّثني يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس (2) أن صفوان بن المعطّل قال حين ضرب حسّان:

تلقّ ذباب السيف عنك فإنّني *** غلام إذا هو جيت لست بشاعر (3)

قال حسّان لعائشة (4):

رأيتك و ليغفر لك اللّه حرّة *** من المحصنات غير ذات غوائل

حصان رزان لا يرن (5) بريبة *** و تصبح غرثى من لحوم الغوافل

و إنّ الذي قد قيل ليس بلائق (6) *** بك الدهر بل قيل امرئ متماحل

فإن كنت أهجوكم كما بلغكم (7) *** فلا رفعت سوطي إليّ أناملي

فكيف و ودّي ما حييت و نصرتي *** لآل رسول اللّه زين المحافل

إنّ لهم عزّا عدا الناس دونه *** قصارا و طال العزّ كلّ التطاول (8)

ص: 173


1- الخبر في سيرة ابن هشام 318/3 و دلائل النبوة للبيهقي 75/4. عن سيرة ابن هشام 318/3 و دلائل البيهقي 75/4.
2- بالأصل:«عن الأخفش» خطأ و الصواب ما أثبت، و هو يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس، ترجمته في تهذيب التهذيب 392/11 و سير الأعلام 124/6.
3- البيت في سيرة ابن هشام و دلائل البيهقي.
4- الأبيات في ديوانه ط بيروت ص 188 و سيرة ابن هشام 319/3 و دلائل النبوة للبيهقي 75/4.
5- في المصادر الثلاثة السابقة: ما تزنّ .
6- في الديوان: بلائط بها الدهر بل قول امرئ بي ما حل.
7- الديوان: فإن كنت قد قلت الذي قد زعمتم.
8- روايته بالديوان: له رتب عال على الناس كلهم تقاصر عنه سورة المتطاول

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبو حفص عمرو بن علي بن بحر بن كثير السّقّاء، ثنا أبو قتيبة، نا عمر بن منهال، نا غلام أبو عيسى، نا صفوان بن المعطّل قال:

خرجنا حجّاجا فلما كان بالعرج (1) إذا نحن بحيّة تضطرب فلم تلبث أن ماتت فأخرج لها رجل خرقة من عيبته فلفها فيه و دفنها، و خدّ لها في الأرض، فلمّا أتينا مكّة فإنا لبا لمسجد الحرام إذ وقف علينا شخص، فقال: أيّكم صاحب عمرو بن جابر؟ قلنا:

ما نعرفه، قال: أيكم صاحب الجان ؟ قلنا: هذا، قال: جزاك اللّه خيرا، أما إنّه كان من آخر السبعة موتا الذين أتوا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يستمعون القرآن.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن أبي جعفر، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنبأ أبو علي الصّواف، نا أبو محمّد الحسن بن علي القطّان، نا إسماعيل بن عيسى العطار، نا أبو حذيفة إسحاق بن بشر قال: و افتتح أبو موسى الأشعري نصيبين (2)و كلّ هذا في سنة تسع عشرة، و حجّ بالناس عمر بن الخطّاب، فبعث عثمان بن أبي العاص الثقفي إلى أرمينية الرابعة (3) فقاتل أهلها، و أصيب صفوان بن المعطّل السّلمي شهيدا ثم صالح أهلها على الجزية.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو نصر بن الجندي، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي، نا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن عائذ، أنا الوليد بن مسلم، حدّثني أبو الحارث المنتصر بن سويد الغنوي من الجزيرة، نا موسى بن مهران السّنجاري أن عكرمة بن أبي جهل انتهى إلى آمد و وجهه صفوان بن المعطّل إلى أرمينية الرابعة يفتحها اللّه عليه، و أنه حاصر حصنا (4) يقال له: بولا فرموه فقتلوه فدفن قدام الحصن قريبا هنالك.

قال أبو إسحاق السّنجاري: أتينا بولا في بعث، فقال لي شيخ من أهلها قد بلغ مائة سنة أو زاد عليها فقال: أ تريد أن أريك قبر صفوان بن المعطّل ؟ قلت: نعم، فإذا هو

ص: 174


1- العرج: عقبة بين مكة و المدينة على جادة الحاج (معجم البلدان).
2- مدينة عامرة من بلاد الجزيرة على جادة القوافل من الموصل إلى الشام بينها و بين سنجار تسعة فراسخ (ياقوت).
3- انظر معجم البلدان 160/1.
4- بالأصل:«خطبنا» و لعل الصواب ما أثبت.

من بابها على رمية بحجر، و قال: رميناه فقتلناه، قال: فبلغ عمر قتله، فدعا علينا [دعوة] (1) إنّا لنعرفها إلى السّاعة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو منصور محمّد بن الحسن، أنا أحمد بن الحسين، نا عبد اللّه بن محمّد، ثنا محمّد بن إسماعيل البخاري، حدّثني ابن عباد - يعني محمّد - أنبأ يعقوب، عن محمّد، حدّثني عبد الملك بن القعقاع، حدّثني مشايخ من الأرمن - يعني أرمينية - عن آبائهم أن صفوان بن المعطّل السّلمي من الروم فدقت ساقه، فلم يزل يطاعن حتى مات.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنبأ أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (2)،حدّثني محمّد بن العباس مولى بني هاشم، نا زنيج، نا سلمة بن الفضل عن (3)محمّد بن إسحاق أن عمر بن الخطّاب وجّه عثمان بن أبي العاص إلى أرمينية الرابعة و كان عندها شيء من قتال أصيب فيه صفوان بن المعطّل شهيدا.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد بن أحمد قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو الطّيّب محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد بن إبراهيم، نا عمي، عن أبيه، عن أبي إسحاق قال (4):و قتل صفوان بن المعطّل السّلمي شهيدا في سنة تسع عشرة في أرمينية.

أخبرنا أبو محمّد السّلمي، ثنا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، حدّثني عمّار بن سلمة، عن ابن إسحاق قال: و افتتح أبو موسى نصيبين و ذلك في سنة تسع عشرة، ثم وجه عياض بن

ص: 175


1- زيادة عن مختصر ابن منظور 106/11 للإيضاح.
2- الجرح و التعديل 420/4.
3- عن الجرح و التعديل و بالأصل:«بن».
4- تاريخ خليفة بن خياط ص 226-227 (حوادث سنة 59).

غنم عثمان بن أبي العاص إلى أرمينية الرابعة فكان عندهما شيء من قتال أصيب فيها صفوان بن المعطّل شهيدا.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى التستري، نا خليفة العصفري (1)،قال: و مات في آخر خلافة معاوية صفوان بن المعطّل.

أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، عن أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم، أنا الحارث بن محمّد بن أبي أسامة، أنا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر قال: و فيها - يعني سنة ستين - مات صفوان بن المعطّل السّلمي بسميساط و هو ابن بضع و ستين سنة، و كان يكنى أبا عمرو.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: و فيها - يعني سنة ستين - مات صفوان بن المعطّل السّلمي بسميساط و هو ابن بضع و ستين سنة، و يكنى أبا عمرو.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أحمد بن الحسن بن أحمد - زاد الأنماطي و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا محمّد بن الحسن الأصبهاني، أنا محمّد بن أحمد الأهوازي، أنا عمر بن إسحاق بن أحمد، نا خليفة بن خياط (2)، حدّثني زكريا بن بشير، و كان أقام بالجزيرة زمانا: أن قبر صفوان بن المعطّل بناحية سميساط معروف الموضع يؤتى و يصلّى عليه.

ح أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل بن غسان، نا أبي، نا عبد اللّه بن جعفر قال: مات صفوان بن المعطّل بجبل سميساط ، و أهل تلك البادية يعرفون قبره بشجرة نابتة عليه، ساكن ولده بدامان (3) من بلاد الرقة (4).

ص: 176


1- طبقات خليفة ص 101 رقم 339.
2- طبقات خليفة ص 101 رقم 339.
3- دامان: قرية قرب الرافقة بينهما خمسة فراسخ (ياقوت).
4- عقب الذهبي في سير الأعلام 550/2 على مختلف الأقوال في تاريخ وفاته قال: فهذا تباين كثير في تاريخ موته، فالظاهر أنهما اثنان، و اللّه أعلم.

2891 - صفوان بن وهب بن ربيعة بن هلال

ابن مالك بن ضبّة بن الحارث بن فهر

أبو عمرو القرشي الفهري المعروف بابن بيضاء (1)

و هي أمّه، و اسمها دعد بنت جحدم بن عمرو بن عايش.

له صحبة، شهد مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بدرا، و استشهد بها، و يقال: بل عاش بعدها إلى أن مات في طاعون عمواس بناحية الأردن.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا علي بن يعقوب، و محمّد بن إبراهيم بن مروان، قالا: نا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم، نا محمّد بن عائذ، نا محمّد بن شعيب بن شابور، عن عثمان بن عطاء، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عباس:

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم بعث صفوان بن بيضاء في سرية عبد اللّه بن جحش قبل الأبواء، فغنموا و فيهم نزلت: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرٰامِ قِتٰالٍ فِيهِ الآية (2).

قال ابن منده: هذا حديث غريب بهذا الإسناد، تفرّد به ابن عائذ (3).

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، قال: و ولد مالك بن ضبّة:

هلال (4)،و أمّه هند بنت عامر بن صعصعة، فولد هلال بن مالك: ربيعة، و أمّه سلمة بنت طريف بن الحارث، فولد ربيعة بن هلال: عامرا، و وهبا، و أبا شداد، و أبا سرح، و أمّهم بنت قيس بن الحارث بن فهر، فمن ولد مالك بن ضبّة بن الحارث: سهل، و صفوان ابنا وهب بن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبّة بن الحارث. سهل و صفوان ابنا وهب بن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبّة، شها (5) بدرا مع النبي صلى اللّه عليه و سلم، و أمّهما بيضاء،

ص: 177


1- ترجمته في الاستيعاب 182/2 و أسد الغابة 413/2 و الإصابة 191/2 و شذرات الذهب 13/1 و سير الأعلام 384/1.
2- سورة البقرة، الآية:217.
3- انظر أسد الغابة 413/2 و الإصابة 192/2.
4- كذا، و الصواب: هلالا.
5- بالأصل:«شهد» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمتهما في سير الأعلام 384/1-385.

و اسمها دعد بنت جحدم بن عمرو بن عايش، و استشهد صفوان بن بيضاء يوم بدر، و سهيل بن بيضاء الذي مشى إلى النفر القرشيين في الصحيفة التي كتب مشركو قريش على بني هاشم، و في ذلك يقول أبو طالب:

هم رجعوا ابن بيضاء راضيا *** فسرّ أبو بكر بها و محمّد

أخبرنا أبو بكر بن محمّد عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف بن بشر، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1) قال في الطبقة الأولى من المهاجرين ممن شهد بدرا من بني فهر بن مالك بن النضر بن كنانة و هم آخر بطون قريش، صفوان بن بيضاء و هي أمّه، و أبوه وهب بن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبّة بن الحارث بن فهر، و يكنى أبا عمرو، و أمّه البيضاء، و هي دعد بنت جحدم بن عمرو بن عايش بن ظرب بن الحارث بن فهر، قالوا: آخى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بين صفوان بن بيضاء، و رافع بن المعلّى، و قتلا يوم بدر جميعا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد بن هارون بن موسى الفروي، نا أبو فليح عن (2) موسى بن عقبة، عن الزهري فيمن شهد بدرا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم صفوان بن بيضاء.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عتّاب، أنا القاسم بن عبد اللّه بن المغيرة، نا إسماعيل بن أبي أويس، نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمّه موسى بن عقبة قال في تسمية من شهد بدرا و استشهد مع المسلمين من بني الحارث بن فهر: سهيل بن بيضاء، و صفوان بن بيضاء.

و قال موسى في تسمية من استشهد من المسلمين ببدر من بني الحارث بن فهر:

صفوان بن بيضاء.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد، أنا عيسى، أنا عبد اللّه البغوي، حدّثني ابن الأموي، حدّثني أبي عن ابن إسحاق قال فيمن شهد بدرا:

ص: 178


1- طبقات ابن سعد 416/3.
2- بالأصل:«بن».

صفوان بن أهيب بن ربيعة بن هلال بن أهيب (1) بن ضبّة بن الحارث بن فهر.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أحمد بن محمّد، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد، أنا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير بن محمّد بن إسحاق قال في تسمية من شهد بدرا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من قريش من بني الحارث بن فهر: صفوان بن بيضاء.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبد الوهاب بن أبي حية، أنا محمّد بن شجاع البلخي، أنا محمّد بن عمر (2) قال في تسمية من شهد بدرا مع النبي صلى اللّه عليه و سلم من بني الحارث بن فهر: صفوان بن بيضاء.

و سهيل بن بيضاء.

و قال في موضع آخر: يكنى أبا عمرو صفوان بن بيضاء.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال يحيى بن معين: سهل و سهيل و صفوان بنو بيضاء.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأديب - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (3)،قال: صفوان بن بيضاء أخو سهيل بن بيضاء من المهاجرين الأولين، قتله طعيمة بن عدي يوم بدر، سمعت أبي يقول ذلك، و يقول: لا نعرف له رواية.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصّفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو عمرو صفوان بن بيضاء، و هي أمّه، و أبوه عمرو بن وهب بن ربيعة بن هلال بن وهيب بن ضبّة بن الحارث بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة الفهري القرشي المدني، و أمّه البيضاء، و اسمها دعد بنت جحدم بن

ص: 179


1- سيرة ابن هشام 341/2 و فيها: صفوان بن وهب.
2- مغازي الواقدي 157/1.
3- الجرح و التعديل 421/4.

عمرو بن عايش بن الظرب (1)،و يقال: جحدم بن أمية بن الحارث بن فهر بن مالك، شهد بدرا مع النبي صلى اللّه عليه و سلم و هو أخو سهيل بن بيضاء، مات في شهر رمضان سنة ثمان و ثلاثين.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأ شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده قال: صفوان بن بيضاء و هو ابن وهب بن ربيعة أخو سهل و سهيل من بني الحارث بن فهر، شهدا بدرا، و مات في طاعون عمواس، قاله موسى بن عقبة، عن الزهري (2).

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: قال: أنبأ أبو نعيم: صفوان بن بيضاء بن وهب بن ربيعة بن هلال بن وهيب بن ضبّة بن الحارث بن فهر، و بيضاء أمّه و هو أخو سهيل، شهد بدرا، بعثه النبي صلى اللّه عليه و سلم في سرية عبد اللّه بن جحش قبل الأبواء، توفي في طاعون عمواس.

أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية - إجازة - أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق، نا الحارث بن محمّد بن أبي أسامة أنا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر قال: و فيها مات صفوان بن بيضاء، و قد شهد بدرا في شهر رمضان - يعني - سنة ثمان و ثلاثين.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3) قال: قال محمّد بن عمر: حدّثني محرز بن جعفر، عن جعفر بن عون (4) قال: قتل صفوان بن بيضاء طعيمة بن عدي قال محمّد بن عمر: هذه رواية، و قد روي أن صفوان بن بيضاء لم يقتل يوم بدر، و أنه قد شهد المشاهد مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و توفي في شهر رمضان سنة ثمان و ثلاثين، و ليس له عقب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري (5)،أنا أبو طاهر

ص: 180


1- بالأصل: الضرب.
2- انظر أسد الغابة 413/2 و الإصابة 192/2.
3- طبقات ابن سعد 416/5.
4- في ابن سعد: جعفر بن عمرو.
5- بالأصل:«السري» و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.

المخلّص - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم، قال: سنة ثمان و ثلاثين توفي فيها صفوان بن بيضاء، و قد شهد بدرا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن عمرو، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، ثنا محمّد بن سعد (1) قال في الطبقة الأولى من المهاجرين ممن شهد بدرا: صفوان بن بيضاء و هي أمّه، و أبوه وهب بن ربيعة بن هلال بن أهيب بن ضبّة بن الحارث، يكنى أبا عمرو، و أمّه البيضاء، و هي دعد بنت جحدم بن عمرو بن عايش بن ظرب، مات في شهر رمضان سنة ثمان و ثلاثين.

2892 - صفوان بن يسرة بن صفوان بن جميل

2892 - صفوان بن يسرة (2) بن صفوان بن جميل (3)

أبو العبّاس اللّخمي البلاطي (4)

حدّث عن أبيه، و آدم بن أبي إياس، و أبي مسهر، و علي بن عياش، و يحيى بن صالح الوحّاظي.

روى عنه: أحمد بن أبي الحواري، و أحمد بن أنس بن مالك، و سليمان بن محمّد الخزاعي، و محمّد بن جعفر بن محمّد بن هشام بن ملاس.

أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين الموازيني، أنا أبو علي الحسن بن علي المقرئ سنة ست و أربعين و أربعمائة، نا أبو أحمد الحسين بن محمّد بن الوزير الحافظ ، أنا محمّد بن جعفر بن ملاس، نا أبو العبّاس صفوان بن بسرة بن صفوان اللّخمي، نا آدم بن أبي إياس العسقلاني، نا شعبة، عن منصور، عن ربعي بن خراش، عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من كذّب عليّ فليلج النار»[5211].

أخبرناه عاليا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو المظفّر طاهر بن محمّد بن

ص: 181


1- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
2- ضبطت بالفتح و فتح المهملة عن تبصير المنتبه 1493/4.
3- في معجم البلدان (البلاطي): حنبل.
4- البلاطي: يروى بكسر الباء و فتحها، و هو في مواضع، منها بيت البلاط ، من قرى غوطة دمشق.(معجم البلدان). قال ياقوت: و لم يقل أبو القاسم (ابن عساكر) بيت البلاط (بل قال: من قرية البلاط ) فلعلهما اثنتان من قرى دمشق.

طاهر بن سعيد البروجردي (1)،أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا شعبة، فذكر بإسناده نحوه.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو موسى هارون بن محمّد الموصلي، نا أحمد بن أنس بن مالك، حدّثني صفوان بن يسرة بن صفوان.

حدّثني بعض إخواننا أن قوما وقفوا براهب فوجدوه يبكي، فقالوا: ما الذي أبكاك ؟ قال: ذكر المعاد و تخوف النداء، قالوا: فما أعددت لذلك ؟ قال: و أين تبلغ العدّة ؟ إنما هو عفو اللّه أو النار.

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن بن البنّا، قالا: أنا أبو الحسن بن الآبنوسي، عن أبي الحسن الدارقطني.

ح و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح عبد الكريم بن محمّد بن أحمد، أنا أبو الحسن قال: يسرة بن صفوان و ابنه صفوان بن يسرة يروي عن إسماعيل بن عياش كذا قال، و الصّواب و صفوان لم يدرك إسماعيل (2) و إنما يروي عن علي بن عياش.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال: و أما صفوان [بالصاد المهملة و بعد الفاء واو] (3) و يسرة (4):أوله ياء معجمة باثنين (5) من تحتها و سين مهملة، و هما مفتوحان (6) فهو يسرة بن صفوان، و ابنه صفوان بن يسرة، يروي عن إسماعيل بن عياش.

2893 - صفوان مولى يزيد بن معاوية

كان على حجبته و حجبة ابنه معاوية بن يزيد، و يقال: إنه مولى معاوية بن أبي

ص: 182


1- رسمها بالأصل:«البروروجردي» و الصواب ما أثبت، و البروجردي بضم الباء و الراء و كسر الجيم و سكون الراء نسبة إلى بروجرد من بلاد الجبل على ثمانية عشر فرسخا من همذان.
2- الذي يروي عن إسماعيل بن عياش هو يسرة بن صفوان كما في تبصير المنتبه 1493/4.
3- ما بين معكوفتين زيادة عن الاكمال 187/5.
4- الاكمال لابن ماكولا 328/7.
5- كذا.
6- قوله:«و هما مفتوحان» ليس في الاكمال و مكانه فيه: و سين مهملة مفتوحة.

سفيان، و إنه كان على حجبته (1) أيضا، له ذكر.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي (2)،نا أبو الحسين محمّد بن علي.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبي أبو يعلى، قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن مخلد بن حفص، قال: قرأت على علي بن عمرو الأنصاري: حدثكم الهيثم بن عدي عن ابن عباس قال: كان يزيد بن معاوية صفوان مولاه.

ص: 183


1- بالأصل: حاجيه.
2- بالأصل:«المحلى» و الصواب ما أثبت و ضبط ، و قد مرّ.

ذكر من اسمه صفي

2894 - صفيّ بن الغمر بن يزيد بن عبد الملك

ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية الأموي

له عقب و ذكر.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان الطرسوسي، حدّثنا الزبير بن بكار، حدّثني عثمان بن عبد الرّحمن، حدّثني إبراهيم بن يعقوب بن أبي عبد اللّه مولى الزهريين قال:

خرج هارون أمير المؤمنين قبل الحيرة، فخرج إليه عمّه العباس بن محمّد، و خرج معه جماعة أصحابه، و خرج معه أبوك عبد الرّحمن بن عبد اللّه، فلما نزلنا الكوفة أقسم لا ينزل إلاّ معه في منزله، و قال: ليس معي أحد إلاّ خدم يخدمونني، قال:

و كانت معي جارية لي، فأمضيت من نزولي بها عنده، فأمر لي بستر فمدّ بيني و بينه، فكنت أنا و الجارية، و يكون من دوننا الستر، قال: فو اللّه إني لذات يوم محمل بجارتي إذا صوت إنسان يصيح: أي أبا إسحاق، أي ابن أبي عبد اللّه اطلع إليّ رأسك من تحت السّتر، فأخرجت رأسي فإذا أنا بإسحاق بن زبر فقال لي: ما حديث حدثته أمس ابن المعتمر و بيتا شعر أنشدته إياهما قال: فقلت: لا أدري، فهل تحفظ من ذلك شيئا يعلقني به لعلّي أن أذكر، فقال لي: ما أحفظ من ذلك شيئا، قال: فقلت:.... (1) سوى ذلك يدلني فقال لي: ما أذكر الآن من ذلك شيئا، فقلت: بلى، ما أراني إلاّ قد وقعت على

ص: 184


1- كلمات غير مقروءة بالأصل و رسمها:«فناقيه بمعنى فسى».

الذي تريد، و إنما أوقعني عليه... (1) حديث ابن المعتمر:

أني خرجت ذات يوم أنا و نحاد (2) الزهري حتى إذا كنا بالبلاط إذا بفتى يماشيه إنسان، و الفتى يسائله و ينظر إلى دار يزيد، و لا و اللّه المحيي المميت ما رأيت من خلق اللّه عز و جل شيئا إنسانا و لا دابة و لا متاعا و لا شيئا من جميع ما ذر اللّه و بثّ في الأرض إلاّ و ذلك الفتى أحسن منه، ما أدري ما أعجب له من خلقته ما تقع (3) عيني على شيء إلاّ لهوت به عن غيره منه، فقلنا لإنسان: أ تعرف هذا الفتى ؟ فقال لنا: لا، و لكني رأيت ذلك الإنسان يكلّم الذي معه، فسألنا الإنسان عن الفتى هل تعرفه ؟ قال لنا: نعم، هذا الصّفيّ بن الغمر بن يزيد بن عبد الملك بن مروان قال: فقال لي بحاد (4):أ تراه يحب أن له بما يرى من دار (5) دار يزيد بدرهمين، قال: قلت: نعم، و اللّه.... (6)

كلهما السّاعة، قال: فأنشدني بحاد (7):

أ لم تر أنّ المال يخلف نسله *** و يأتي عليه حقّ دهر و باطله

فأتلف و أخلف إنّما المال عاره *** و كله مع الدهر الذي هو آكله

قال: فقال لي إسحاق بن زبر: هذا و اللّه الحديث و الشعر الذي ذكره لي عبد ابن المعتمر و دعا بقرطاس و دواة، فكتب ألين (8) قال عثمان بن عبد الرّحمن فقال لي ابن أبي عبد اللّه: دلني و اللّه يا أبا عبد اللّه على ما كان عاريا عرفان يماشيه مذهب ابن عزيز و نشاكل نحوه، و اللّه أعلم.

ص: 185


1- كلمتان غير واضحتين و رسمها:«شرحيل و معمال».
2- كذا بالأصل.
3- بالأصل: يقع.
4- كذا بالأصل.
5- كلمة ممحوة بالأصل.
6- كلمات غير واضحة بالأصل و رسمها: مى و حروى فتايا كلهما.
7- كذا بالأصل.
8- كذا بالأصل.

ذكر من اسمه صقر

2895 - الصّقر بن رستم، و يقال: السّقر

أبو سليمان

روى عن بلال بن سعد.

روى عنه: بقية.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو محمّد بن حيّان، نا أبو بكر بن أبي عاصم، نا عمرو بن عثمان، و محمّد بن مصفّى.

ح و قرأت على أبي عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن جعفر، عن سهل بن بشر، أنبأ رشأ بن نظيف أخبرنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أبو الحسن بن جوصا، نا عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار، قالا: نا بقية بن الوليد، نا الصقر بن رستم الدّمشقي قال: سمعت بلال بن سعد يقول: ثلاث لا يقبل معهن عمل: الشرك، و الكفر، و الرأي، قيل: يا أبا عمرو، ما الرأي ؟ قال: أن يترك كتاب اللّه تعالى و سنة نبيّيه صلى اللّه عليه و سلم و يقول برأيه - و في رواية الحداد: رواه محمّد بن عامر بن ربيعة الرّملي، عن بقية، عن أبي سليمان السّقر بن رستم نحوه، و سنّة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و يعمل برأيه.

2896 - صقر بن صفوان الكلاعي

من وجوه أهل حمص، شهد مرج راهط ، و عمّر حتى جاء في الجيش الذي توجّه إلى دمشق للطلب بدم الوليد بن يزيد، فلما هزم الجيش بنواحي دمشق دخل الصّقر فيمن دخل منهم دمشق، فبايع يزيد بن الوليد فأجازه و أكرمه، له ذكر و شعر.

قرأت على أبي الفتوح أسامة بن محمّد بن زيد الغنوي، عن محمّد بن أحمد بن

ص: 186

محمّد بن عمر، عن أبي عبد اللّه محمّد بن عمران بن موسى المرزباني، قال:

الصّقر بن صفوان الكلاعي لاحاه مسلمة بن عبد الملك بحضرة أخيه هشام فقال الصّقر:

ألا أبلغ مسيلمة بن عبد *** مقالة ما جد قلب هجان

أ تزعم لا أبا لك أن سيفي *** بعيد العهد بالمهج الحواني

و لو ساءلت جدل (1) عن شياه *** غداة المرج في رهج الطعان

2897 - الصّقر بن فضالة بن سالم بن جميل اللّخمي الدّمشقي

حدّث عن عمه العباس بن سالم.

روى عنه: ابنه فضالة بن الصّقر.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم - قراءة - أخبرني أبو محمّد الحسن بن علي اللّبّاد، أنا أبو القاسم علي بن محمّد بن عبد اللّه الرازي، أنا أبو حنتل (2) بشر بن أحمد بن فضالة بن الصّقر بن فضالة بن سالم بن جميل اللّخمي - قراءة عليه - نا عمّي أبو الحسن محمّد بن فضالة، نا أبي فضالة، حدّثني أبي الصّقر بن فضالة، حدّثني عمي العباس بن سالم بن جميل اللّخمي، حدّثني ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«من توضّأ فليستبرئ و من استجمر فليوتر»[5212].

ص: 187


1- كذا بالأصل.
2- ضبطت عن التبصير 467/1 بمثناة، ذكره ابن حجر: أبو حنتل بشر ابن أحمد بن فضالة اللخمي.

ذكر من اسمه صقلات

2898 - صقلات

مولى مروان بن محمّد بن مروان بن الحكم، و أدبه، له ذكر.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي (1)،نا أبو الحسين بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنبأ أبي أبو يعلى قال: أنبأ عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن مخلد بن حفص قال: قرأت على علي بن عمرو الأنصاري، حدّثكم الهيثم بن عدي، عن ابن عباس قال: و كان مروان بن محمّد يأذن عليه مولاه صقلات، و هو سقلات الذي تقدم في حرف السين.

ص: 188


1- بالأصل:«المحلي» و الصواب ما أثبت و ضبط ، و قد مرّ.

ذكر من اسمه صلت

2899 - الصّلت بن بهرام

أبو هاشم، و يقال: أبو هشام التيمي،

و يقال: الهلالي الكوفي (1)

حدّث عن أبي وائل، و زيد بن وهب، و عبد الملك بن سلع (2)،و إبراهيم النخعي، و المنذر بن هوذة، و يزيد بن صهيب الفقير، و سيّار أبي حمزة (3)،و أبي الجويرية عبد الرّحمن بن مسعود العبدي، و عامر الشعبي، و الحارث بن وهب، و جميع بن عامر التيمي.

روى عنه: الثوري، و ابن عيينة، و مروان بن معاوية الفزاري، و نعيم بن ميسرة، و عبّاد بن العوام، و أبو حمزة محمّد بن ميمون المروزي، و محمّد بن عبيد الطنافسي، و شريك بن عبد اللّه، و يحيى بن عبد الملك بن حميد بن أبي غنية، و أبو أسامة حمّاد بن أسامة، و زافر بن سليمان، و إسحاق بن وهب البخاري، و جرير بن حازم، و سلام بن سالم الطويل، و عبد اللّه بن داود الخريبي (4)،و يحيى بن سعيد الأموي، و يحيى بن نصير بن حاجب المروزي، و يحيى بن أبي زائدة.

ص: 189


1- ترجمته في ميزان الاعتدال 317/2 و الجرح و التعديل 438/4 و طبقات ابن سعد 354/6 و التاريخ الكبير 302/4.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 45/12 و فيه يروي عنه: الصلت بن بهرام.
3- بالأصل:«حمرة» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 393/4 و فيه روى عنه: الصلت بن بهرام الكوفي.
4- إعجامها غير واضح بالأصل و الصواب ما أثبت و ضبط ، ترجمته في سير الأعلام 346/9.

وفد على عمر بن عبد العزيز، و قد تقدّم ذكر وفوده في ترجمة دثار.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو محمّد السّيّدي، قالا: أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو بكر بن حمدان، أنا أبو يعلى الموصلي، نا الأزرق بن علي، نا حسان بن إبراهيم، نا الصّلت بن بهرام، عن إبراهيم بن علقمة، قال: كان عبد اللّه يقول: ربما أمر النبي صلى اللّه عليه و سلم أن يتعوّذ بهما - يعني المعوّذتين-.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو القاسم عثمان بن سهل بن مخلد البزّاز - قراءة عليه - نا إبراهيم بن راشد، نا داود بن مهران، نا محمّد بن الفضل، عن الصّلت بن بهرام، عن شقيق بن البراء، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

«ما من عثرة و لا اختلاج عرق، و لا خدش عود إلاّ بما قدّمت أيديكم، و ما يعفو اللّه أكثر»[5213].

أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد، الحلواني، نا أبو بكر بن خلف، أنا الحاكم الإمام أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، حدّثني خلف بن محمّد الكرابيسي - ببخارا - ثنا الحسين بن الحسن بن الوضّاح، حدّثني أخي - و هو محمّد بن أبي الوضّاح - حدّثني جدي - و هو الوضّاح بن الحسن - نا عيسى - و هو الغنجار - عن مخلد بن عمرو قاضي بخارا، عن إسحاق بن وهب - و هو بخاري - عن الصّلت بن بهرام، عن الشعبي، عن أبي بردة، عن أبي موسى قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«ثلاثة يدعون اللّه فلا يستجاب لهم: رجل أعطى ماله سفيها، و قد قال اللّه عز و جلّ : وَ لاٰ تُؤْتُوا السُّفَهٰاءَ أَمْوٰالَكُمُ (1)،و رجل له امرأة سيئة الخلق فلا يطلّقها، و رجل بايع و لم يشهد»[5214].

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (2)،نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا عيسى بن علي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد بن الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، قالا: أنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد، نا علي بن الجعد، أنبأ

ص: 190


1- سورة النساء، الآية:4.
2- مهملة بدون نقط بالأصل.

شريك، عن سالم الأفطس، عن سعيد - يعني ابن جبير - عن ابن عباس، و عطاء - يعني ابن السائب - عن أبي الضحى، عن ابن عباس، و الصّلت بن بهرام، عن إبراهيم، قالا في قوله عزّ و جلّ : وَ الْمُحْصَنٰاتُ مِنَ النِّسٰاءِ إِلاّٰ مٰا مَلَكَتْ أَيْمٰانُكُمْ (1) من السّبايا اللاّتي لهن أزواج فلا بأس بهن هن لك حلال.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا يوسف بن رباح بن علي، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل الكوفة: الصّلت بن بهرام.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن علي بن إبراهيم بن حميد قال: سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: و سألت يحيى بن معين عن الصّلت بن بهرام كيف هو؟ فقال: ثقة.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الحلال - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (2) قال: نا محمّد بن حموية، قال: سمعت أبا طالب قال: قال أحمد بن حنبل:

الصّلت بن بهرام [كوفي، ثقة] (3).

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية (4)،أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (5) قال في الطبقة الرابعة منهم: الصّلت بن بهرام من بني تيم اللّه بن ثعلبة، و كان ثقة، إن شاء اللّه.

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن

ص: 191


1- سورة النساء، الآية:24.
2- الجرح و التعديل 438/4.
3- زيادة لازمة عن الجرح و التعديل.
4- بالأصل:«حمويه» خطأ، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 409/16.
5- طبقات ابن سعد 354/6.

قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (1) قال:

الصّلت بن بهرام التيمي الكوفي أبو هاشم، نسبه مروان و كان أرجأ (2)،سمع أبا وائل.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلال - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (3) قال: صلت بن بهرام التيمي الكوفي أبو هاشم، روى عن أبي وائل، و زيد بن وهب، و إبراهيم النخعي، روى عنه نعيم بن ميسرة، و مروان بن معاوية، سمعت أبي يقول ذلك.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصّفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم، أخبرني أبو النضر محمّد بن عبد اللّه البخاري، نا محفوظ - يعني ابن عبيدة - نا بحير بن النضر، نا عيسى - يعني ابن موسى التيمي - عن أبي حمزة، عن الصّلت أبي هشام.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو هاشم الصّلت بن بهرام سمع أبا وائل، روى عنه مروان بن معاوية، و محمّد بن عبيد.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، و أنا (4) الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، قال: أبو هاشم الصّلت بن بهرام.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصّفار، أنا أحمد بن علي، أنا أبو أحمد قال: أبو هشام و يقال: أبو هشام الصّلت بن بهرام التيمي الكوفي، عن أبي وائل شقيق بن سلمة الأسدي، و أبي عثمان يزيد بن صهيب الفقير (5) الكوفي، روى عنه

ص: 192


1- التاريخ الكبير 302/4.
2- الكلمة ليست في البخاري.
3- الجرح و التعديل 438/4.
4- كذا بالأصل «و أنا» و الأشبه حذف «الواو».
5- تقرأ بالأصل:«الفقير» و تقرأ «الفقيه» ترجمته في سير الأعلام 227/5 قال الذهبي: لقب بالفقير لأنه اشتكى فقار ظهره.

سفيان الثوري، و أبو عبد اللّه مروان بن معاوية الفزاري، و أبو عبد اللّه محمّد بن عبيد الطنافسي، و أبو حمزة محمّد بن ميمون السكري.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، عن المبارك بن عبد الجبار بن أحمد، أنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر الشيرازي، أنا عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمّة، ثنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي يعقوب، أنا علي بن عبد اللّه قال: قال عبد اللّه بن داود قال لي كدام فيما أعلم:

.... (1) من أهل الكوفة الصّلت بن بهرام، و سعيد بن عبيد، و العلاء بن عبد الكريم.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (2)،حدّثني أبي، نا أبو معمر القطيعي، نا ابن عيينة، نا الصّلت بن بهرام، و كان أصدق أهل الكوفة.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّاء، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد الدوري، قال: سمعت يحيى بن معين.

ح و قرأت على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل - قراءة عليه - أنا علي بن محمّد بن خزفة (3)،أنا محمّد بن الحسين بن محمّد، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال: سمعت يحيى بن معين.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا محمّد بن علي بن

ص: 193


1- كلمات غير مقروءة و رسمها بالأصل:«سعيد يتمنا لقاتله» كذا.
2- الجرح و التعديل 438/4.
3- بالأصل «حزقه» تحريف و الصواب ما أثبت و ضبط عن تبصير المنتبه 429/1. و بعدها بالأصل:«انا محمد بن خرقة» و هي مقحمة لا لزوم لها حذفناها، فابن خزفة يروي تاريخ ابن أبي خيثمة عن الزعفراني عنه، و هو يريد أبا عبد اللّه محمد بن الحسين بن محمد بن سعيد الزعفراني ترجم له في الأنساب (الزعفراني) و فيه: سمع أبا بكر بن أبي خيثمة و كان عنده عن ابن أبي خيثمة كتاب التاريخ.

يعقوب، أنا محمّد بن السكري بن أحمد بن محمّد، أنا الأحوص بن المفضّل (1) الصّلت بن بهرام ثقة.

قرأت على أبي الفتح الفقيه، عن المبارك بن عبد الجبار، أنا عبد الباقي بن عبد الكريم، أنا عبد الرحمن بن عمر، نا محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي، حدّثني عبد اللّه بن شعيب قال: قرأ علي يحيى بن معين: الصّلت بن بهرام ثقة.

و قال أبو بكر أحمد بن محمّد بن الحجّاج المروذي قال: أحمد بن حنبل:

الصّلت بن بهرام ثقة (2).

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي بكر الخطيب، أنبأ أبو بكر البرقاني، أنا محمّد بن عبد اللّه بن خميرويه، نا الحسين بن إدريس، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عمّار الموصلي قال: الصّلت بن دينار بصري هو ضعيف، و الصّلت بن بهرام كوفي ثقة.

ذكر أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الأصبهاني أنه سأل أبا حاتم الرازي عن الصّلت بن بهرام التيمي الكوفي أبو هاشم فقال: كان صدوقا.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا محمّد بن الحسن بن هريسة، أنا أحمد بن محمّد بن غالب، أنا حمزة بن محمّد بن علي، نا محمّد بن إبراهيم بن شعيب، نا محمّد بن إسماعيل قال: الصّلت بن بهرام التيمي الكوفي أبو هاشم نسبه مروان بن معاوية كان يذكر بإرجاء، سمع أبا وائل، صدوق في الحديث.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلال - أنا أبو القاسم، أنا أحمد - إجازة-.

قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (3)،قال: سمعت أبي يقول: الصّلت بن بهرام هو صدوق، و ليس له عيب إلاّ الإرجاء.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا محمّد بن الحسين بن عبد اللّه، أنا محمّد بن

ص: 194


1- بياض بالأصل.
2- بعدها بالأصل:«و قال أبو بكر أحمد بن محمد بن الحجاج» زيادة لا لزوم لها فحذفناها.
3- الجرح و التعديل 438/4-439.

الحسين بن عبد اللّه بن خميرويه، أنا أحمد بن محمّد بن غالب البرقاني، قال: سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول: الصّلت بن بهرام من أهل الكوفة لا بأس به.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز - لفظا - أنا أبو نصر بن الجبّان - إجازة - أنا أحمد بن القاسم - إجازة - أنا سعيد بن عمرو - فيما نسخة من كتاب أبي زرعة بخط يده - في أسامي الضعفاء و من تكلّم فيهم من المحدثين: الصّلت بن بهرام مرجئ.

أنبأنا أبو القاسم العلوي، و أبو الوحش المقرئ، عن رشأ بن نظيف، أنبأ عبد الرّحمن بن محمّد، و عبد اللّه بن عبد الرّحمن، قالا: أنا الحسن بن رشيق، أنا أبو بشر الدولابي، أخبرني محمّد - يعني إبراهيم بن هاشم - عن أبيه، عن محمّد بن عمر قال: و فيها - يعني سنة سبع و أربعين و مائة - مات سليمان بن بشير، و الصّلت بن بهرام، و هارون، و ذكر غيرهم.

2900 - الصّلت بن دينار

أبو شعيب البصري المعروف بالمجنون الأزدي (1)

روى عن: محمّد بن سيرين، و عبد اللّه بن شقيق العقيلي، و أبي نضرة (2)المنذر بن مالك بن قطعة العبدي، و عقبة بن صهبان الأزدي، و شهر بن حوشب الأشعري، و علقمة بن قيس النخعي، و عطاء بن أبي رباح، و أبي المليح عامر بن أسامة الهذلي، و عمر بن عبد العزيز، و وفد عليه.

روى عنه: سفيان الثوري، و جعفر بن سليمان الضبعي، و المعتمر بن سليمان بن طرخان التيمي، و وكيع بن الجرّاح الرواسي، و مكي بن إبراهيم البلخي، و مسلم بن إبراهيم الأزدي، و علي بن نصر الجهضمي، والد نصر بن (3) علي، و علي بن ثابت الجزري، و هاشم بن مخلد، و معافى بن عمران الموصلي، و أبو جابر محمّد بن عبد الملك الأزدي، و عمر بن هارون البلخي، و يوسف بن خالد السّمتي، و أبو داود الطيالسي.

ص: 195


1- ترجمته في تهذيب الكمال 131/9 و تهذيب التهذيب 559/2 و ميزان الاعتدال 318/2.
2- بالأصل:«نصره» و الصواب عن تهذيب الكمال، و ترجمته في سير الأعلام 529/4.
3- بالأصل:«والد بصري علي» كذا، و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير الأعلام 133/12.

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم حدّثنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم يوسف بن الحسن الزّنجاني، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا عبد اللّه بن جعفر بن أحمد بن فارس، نا يونس بن حبيب، نا أبو داود الطيالسي، نا أبو شعيب الصّلت بن دينار، نا عبد اللّه بن شقيق، قال: قلت لعائشة: أ كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يصلّي الضّحى ؟ قالت: لا، إلاّ أن يجيء من مغيبه.

أخبرنا أبو الوفاء عمر بن الفضل بن أحمد بن عبد اللّه بن المميز، و أبو محمّد أحمد بن محمّد بن أحمد بن أبي الحسن الزناني - بزنان - قالا: أخبرنا إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم الطيان، أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد بن خرّشيذ قوله، نا محمّد بن عبد اللّه بن العلاء الكاتب - ببغداد - نا عمر بن مدرك، نا مكي بن إبراهيم، عن الصّلت بن دينار، عن أبي نضرة، عن جابر بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«من أراد أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الأرض فلينظر إلى طلحة بن عبيد اللّه»[5215].

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن إبراهيم الدّاراني (1)،أنا سهل بن بشر، أنا علي بن منير بن أحمد بن الحسن، أنا أبو الطاهر محمّد بن أحمد الذهلي، نا محمّد بن عبدوس، نا القواريري، نا جعفر بن سليمان، نا الصّلت بن دينار، قال: صلّيت مع عمر بن عبد العزيز، فسلّم واحدة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا عبد الرّحمن بن محمّد، أنا أبو أحمد، نا أحمد بن عبد الرحيم النسوي، نا سليمان بن معبد قال: قال يحيى بن معين: أبو شعيب المجنون: الصّلت بن دينار.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أمية قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: و كنية الصّلت بن دينار أبو شعيب.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، و حدّثنا عمي - لفظا - أنا أبو طالب بن يوسف - قراءة - أنا الجوهري - قراءة - أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن

ص: 196


1- بالأصل:«الدراني» و الصواب ما أثبت، المطبوعة: عاصم - عائذ (الفهارس 635).

معروف، أنا الحسين بن الفهم.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، نا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، قالا: نا محمّد بن سعد (1) قال في الطبقة الخامسة من الفقهاء و المحدثين من أهل البصرة:

الصّلت بن دينار - زاد ابن الفهم: و هو ضعيف - ليس بشيء.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (2) قال: صلت بن دينار هو أبو شعيب الأزدي، هو الذي يقال له: المجنون، بصري، عن أبي نضرة، و ابن سيرين، و يقال: الهنائي (3).

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (4)،قال: صلت بن دينار أبو شعيب المعروف بأبي شعيب المجنون الأزدي، روى عن ابن سيرين، و عبد اللّه بن شقيق، و أبي نضرة، و عقبة بن صهبان، روى عنه الثوري، و معتمر بن سليمان، و وكيع بن الجرّاح، و مكي بن إبراهيم، سمعت أبي يقول ذلك، قال أبو محمّد: روى عن عطاء، روى عنه مسلم بن إبراهيم.

أخبرنا أبو بكر بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو شعيب الصّلت بن دينار، عن عبد اللّه بن شقيق، و عقبة بن صهبان، روى عنه الثوري، و مكي بن إبراهيم.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنبأ

ص: 197


1- طبقات ابن سعد 279/7.
2- التاريخ الكبير 304/4.
3- رسمها بالأصل:«الهسابى» كذا، و المثبت عن تهذيب الكمال 131/9.
4- الجرح و التعديل 437/4.

الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو شعيب الصّلت بن دينار المجنون البصري ليس بثقة.

قرأنا على أبي الفضل أيضا، عن أبي طاهر الأنباري، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا أبو بشر الدولابي (1)،قال: أبو شعيب الصّلت بن دينار ضعيف.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصّفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو شعيب الصّلت بن دينار الأزدي الهنائي البصري، روى عن أبي رجاء عمران بن ملحان العطاردي، و أبي بكر محمّد بن سيرين الأنصاري، و أبي عبد الرّحمن عبد اللّه بن شقيق العقيلي، متروك الحديث، روى عنه سفيان الثوري، و شعبة بن الحجّاج.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا محمّد بن عبد الرّحمن الفارسي، أنبأ أبو أحمد بن عدي (2)،نا محمّد بن إبراهيم بن شعيب الغازي (3)،و خالد بن النضر، و الحسن بن علي البصري، قالوا: سمعنا عمرو بن علي يقول: سمعت يحيى بن سعيد يقول: ذهبت أنا و عوف نعود الصّلت بن دينار، فذكر الصّلت عليا فتعوّذ (4) منه، فقال عوف: أملك يا أبا شعيب لا رفع اللّه تعالى صرعتك.

قال: و أنا أبو أحمد (5)،ثنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن إسماعيل الغزّي، نا عبد اللّه بن محمّد بن عمرو الغزّي، قال: سمعت عفان بن مسلم قال: قال لنا يحيى بن سعيد فذكر نحوه، و قال: مالك لا شفاك اللّه، و لا رفع صرعتك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر، أخبرنا أحمد بن محمّد بن أحمد العتيقي، أنا يوسف بن أحمد بن يوسف، نا محمّد بن عمرو بن

ص: 198


1- الكنى و الأسماء للدولابي 4/2.
2- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 80/4.
3- تقرأ بالأصل «العادي» و في الكامل لابن عدي «الغاربي» و كلاهما تحريف، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 407/14.
4- في الكامل لابن عدي: فنال منه.
5- الكامل لابن عدي 80/4.

موسى، نا محمّد بن إسماعيل، ثنا الحسن بن علي، أنا إبراهيم بن محمّد، نا يحيى بن سعيد قال: اكترى عوف حمارا بدرهم إلى الصّلت بن دينار، و كان شاكيا قال: فذكر عليا فتنقصه فقال عوف: لا شفاك اللّه يا أبا شعيب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب بن سفيان (1)،حدّثني محمّد بن عبد الرحيم صاعقة، قال: سمعت عليا قال: و قال يحيى: ذهب عوف إلى الصّلت بن دينار يعوده، و اكترى حمارا من بني جمّان (2)،و كان عوف شيعيا و الصّلت عثمانيا، فذكروا شيئا فقال له عوف: لا رفع اللّه جنبك يا أبا شعيب.

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل الفارسي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد الرّحمن السلمي، نا إسماعيل بن أحمد الجرجاني، نا أبو القاسم البغوي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا محمّد بن عمر بن بكير المقرئ، قال: قرئ على أبي عمرو عثمان بن أحمد بن سمعان، أنا الهيثم بن خلف، قالا: نا محمود بن غيلان، نا شبابة قال: سمعت شعبة يقول: إذا حدثكم سفيان - و في حديث الفارسي: الثوري - عن رجل لا تعرفوه فلا تقبلوا منه، فإنما يحدثكم عن مثل أبي شعيب المجنون الصّلت بن دينار.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن المظفّر بن بكران، أنا أحمد بن محمّد بن أحمد، أنا يوسف بن أحمد، نا محمّد بن عمرو العقيلي (3)،نا أحمد بن علي، و عبد اللّه بن أحمد، قالا: ثنا أبو سعيد الأشج، نا ابن إدريس قال: قلت لشعبة:

هذا سفيان الثوري أي شيء تستطيع أن تقول فيه، قد روى عن أبي شعيب المجنون، قال ابن إدريس - يعني الصّلت بن دينار.

لصواب: قال: قد روى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو عمرو

ص: 199


1- الخبر في كتاب المعرفة و التاريخ ليعقوب بن سفيان 135/3.
2- عن المعرفة و التاريخ، و بالأصل:«حمان» و هو جمّان بن هداد في الأزد.(انظر مشتبه النسبة للذهبي ص 247).
3- الخبر في كتاب الضعفاء الكبير 209/2.

الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي (1)،نا ابن العراد (2)،نا يعقوب بن شيبة، قال: سمعت إبراهيم بن هاشم يقول: سمعت عبد اللّه بن إدريس يقول: قلت لشعبة: ما تقول في سفيان بن سعيد؟ قال: ذاك رجل ما أفادني شيئا إلاّ وجدته، كما أفادني من رجل لا يبالي عن من روى عن أبي شعيب المجنون الصّلت بن دينار.

أخبرنا أبو البركات، أنا محمّد بن المظفّر، أنا أحمد بن محمّد، أنا يوسف بن محمّد، نا محمّد بن عمرو، نا محمّد بن عيسى، نا عمرو بن علي.

ح و أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو عمرو، أنا أبو أحمد (3) قال: كتب إليّ محمّد بن الحسن، نا عمرو بن علي قال: كان يحيى و عبد الرّحمن لا يحدّثان عن الصّلت بن دينار - زاد محمّد بن الحسن: قال عمرو بن علي: الصّلت بن دينار يكنى أبا شعيب، كثير الغلط ، متروك الحديث.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو عمرو، أنا أبو أحمد (4)،نا ابن أبي عصمة، نا أبو طالب - يعني أحمد بن حميد - قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: أبو شعيب الصّلت بن دينار بصري، ترك الناس حديثه، لم يروي عنه يحيى شيء.

قال: و نا أبو أحمد (5)،نا ابن حمّاد، و أحمد بن الحسن القمي (6)،قالا: نا عبد اللّه بن أحمد قال: سألت يحيى بن معين عن الصّلت بن دينار أبي شعيب، فقال:

بصري ليس بشيء، قال عبد اللّه: فسألت أبي عنه، فقال: هو متروك الحديث - زاد ابن حمّاد: ترك الناس حديثه قال: كان سفيان الثوري يكنيه أبا شعيب.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن عبد الرّحمن، أخبرني أبي، قال: أنا عبد اللّه بن أحمد، قال: سألت يحيى عن الصّلت بن دينار، قال: بصري ليس بشيء.

ص: 200


1- الخبر في الكامل لابن عدي 80/4.
2- عن ابن عدي، و تقرأ بالأصل:«العداد».
3- المصدر السابق/الجزء و الصفحة.
4- المصدر السابق نفسه.
5- المصدر السابق 79/4.
6- غير مقروءة بالأصل و رسمها:«العصى» و المثبت عن ابن عدي.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو بكر الشامي، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد، أنا أبو عمرو العقيلي (1)،نا عبد اللّه بن أحمد قال: سألت يحيى بن معين عن الصّلت بن دينار فقال: بصري ليس بشيء، و سألت أبي عنه فقال: متروك الحديث، و سألت أبي مرة أخرى عن الصّلت بن دينار فقال: ترك الناس حديثه، متروك، و نهاني أن أكتب من حديث الصّلت بن دينار شيئا، و قال: سفيان الثوري يكنيه أبا شعيب.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن حميد، قال: سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: فالصّلت بن دينار؟ قال: ليس بشيء، رواها أبو أحمد بن عدي (2)،عن محمّد بن علي عن (3) عثمان بن سعيد (4).

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّاء، و أبو محمّد بن بالويه، قالا: ثنا محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد، قال: سمعت يحيى يقول: الصّلت بن دينار ليس بشيء، قال: و سمعت يحيى يقول: الصّلت بن دينار يكنى أبا شعيب، و ليس بشيء.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا يوسف بن رباح بن علي، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو عمرو الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي (5)،نا ابن حمّاد، نا معاوية، عن يحيى قال:

الصّلت بن دينار ضعيف.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو عمرو، أنا أبو أحمد (6) قال: أنا العباس بن محمّد بن

ص: 201


1- الضعفاء الكبير 210/2.
2- الكامل لابن عدي 79/4.
3- بالأصل «بن» و قد كتبت فوق الكلام بين السطرين، و هي خطأ و الصواب ما أثبت عن ابن عدي.
4- عن ابن عدي و بالأصل: سعد.
5- الكامل لابن عدي 79/4.
6- المصدر السابق/الجزء و الصفحة.

العباس البصري - بمصر - أنا أحمد بن سعد بن أبي مريم قال: سألت يحيى عن الصّلت - يعني أبا شعيب - فقال: ليس بشيء.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: الصّلت بن دينار بصري ضعيف الحديث.

ح أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن دينار، أنا محمّد بن علي بن يعقوب، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي، عن يحيى بن معين قال: الصّلت بن دينار يضعف.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - قراءة - نا عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهاب الميداني، أنا عبد الجبار بن عبد الصمد السّلمي، حدّثنا القاسم بن عيسى العصار قال:

سمعت إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني يقول.

ح و أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو عمرو الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي، قال: سمعت ابن حمّاد يقول: قال السّعدي - و هو الجوزجاني - أبو شعيب الصّلت بن دينار ليس بقوي الحديث (1).

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أو عمرو، أنا أبو أحمد (2)،نا الجنيدي، نا البخاري قال: و كنية الصّلت بن دينار الأزدي البصري، و يقال: الهنائي أبو شعيب المجنون (3)،كان يقول: أنا أبو شعيب المجنون كان شعبة يتكلم فيه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (4)،نا مسلم (5)،عن الصّلت بن دينار، و هو ضعيف ليس حديثه بشيء.

ص: 202


1- المصدر السابق 80/4 و نقله المزي في تهذيب الكمال 132/9 من طريق إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني و فيه:«في الحديث».
2- الكامل لابن عدي 80/4.
3- عن ابن عدي و بالأصل: المحبوبي.
4- المعرفة و التاريخ 123/2 و تهذيب الكمال 132/9.
5- هو مسلم بن إبراهيم.

قال يعقوب في موضع آخر (1):و الصّلت بن دينار مرجئ ضعيف.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (2) قال: سألت أبي عن الصّلت بن دينار فقال: ليّن الحديث إلى الضعف ما هو، مضطرب الحديث، يكتب حديثه.

و سئل أبو زرعة عن أبي شعيب فقال: ليّن بصري.

ح أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو يعلى حمزة بن علي بن هبة اللّه، قالا: أنا سهل بن بشر، أنا علي بن منير بن أحمد الخلاّل، أنا الحسن بن رشيق، أنا أبو عبد الرّحمن النسائي قال: صلت بن دينار أبو شعيب ليس بثقة.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو عمرو، أنا أبو أحمد (3)،و ذكر أحاديث من حديث الصّلت ثم قال: و للصلت (4) بن دينار غير ما ذكرت، و ليس حديثه بالكثير، و عامة ما يرويه مما لا يتابع الناس عليه.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (5)،نا سليمان بن حرب، نا حمّاد بن زيد قال: كان اياس بن معاوية و الصّلت بن دينار في مجلس أيوب، فكلّما حدث بشيء لم يدعه حتى قطع عليه، فإذا فرغ منه ذهب الصّلت يحدّث فيقول له اياس: اسكت، و حدّث. قال:

فقال الصّلت: ما تدعني أبلغ ربعي (6) دعوني أتنفس، قال: فقال إياس: إن هذا له امرأة سيئة الخلق، قال: فقال: صدقت، قال: فقال إياس: إنما سوء خلقك من ذاك لأنك خرجت ضجرا مغتما فسوء خلقك من ذاك.

ص: 203


1- المعرفة و التاريخ 63/3.
2- الجرح و التعديل 438/4.
3- الكامل لابن عدي 81/4.
4- عن ابن عدي و بالأصل: و الصلت.
5- الخبر في كتاب المعرفة و التاريخ 94/2.
6- في المعرفة و التاريخ: ما تدعني أبلع ريقي أتنفس.

2901 - الصّلت بن عبد الرّحمن الزبيدي الكوفي

2901 - الصّلت بن عبد الرّحمن الزبيدي الكوفي (1)

سكن دمشق، و حدّث عن (2) محمّد بن سوقة، و هشام بن عروة، و إسماعيل بن خالد، و عطاء بن السائب، و ليث بن أبي سليم، و أبي سعد سعيد بن المرزبان البقّال، و سفيان الثوري.

روى عنه: سليمان بن عبد الرّحمن التميمي، و يحيى بن صالح الوحّاظي.

أخبرنا أبو علي أحمد بن إسماعيل، و أبو جعفر محمّد بن عبد الواحد بن هبة اللّه، و أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الحرقفاني (3)،و أبو علي حسكا بن أبي مسلم بن أحمد الكورجي الجرباذقانيون بها، قالوا: أنا أبو عثمان إسماعيل بن محمّد بن أحمد بن ملة المحتسب، أنا محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن إبراهيم بن ريذة التاجر، أنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، نا أحمد بن إبراهيم، أبو عبد الملك القرشي النسوي الدمشقي - بدمشق - سنة تسع و سبعين و مائتين، نا سليمان بن عبد الرّحمن الدمشقي، نا الصّلت بن عبد الرّحمن الزبيدي الدمشقي، عن سفيان الثوري، عن ابن عون، عن الحسن، عن عمران بن الحصين أن (4) عياض بن حمار (5) المجاشعي، ثم النهشلي أهدى لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فرسا فقال:«إني أكره زبد (6) المشركين»[5216].

قال الطبراني: لم يروه عن سفيان إلاّ الصّلت بن عبد الرّحمن، تفرّد به سليمان بن عبد الرّحمن.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم، ثنا سليمان بن أحمد (7)،نا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم الدمشقي، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا الصّلت بن عبد الرّحمن الزبيدي، نا سفيان الثوري عن عبد الرّحمن بن عبد اللّه، عن قتادة، عن أبي مجالد،

ص: 204


1- ترجمته في ميزان الاعتدال 319/2.
2- بالأصل: بن.
3- كذا رسمها بالأصل.
4- بالأصل «بن» خطأ و الصواب ما أثبت. انظر الحاشية التالية.
5- بالأصل: حماد، خطأ، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في الاستيعاب 129/3 و أسد الغابة 22/4 و الإصابة 47/3.
6- الزبد: بفتح فسكون، الرفد و العطاء (النهاية).
7- بالأصل:«عبد الرحمن» خطأ و الصواب ما أثبت، قياسا إلى أسانيد مماثلة.

عن أبي عبيدة، عن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إذا شرع أحدكم بالرمح إلى الرّجل فإن كان سنامه عند ثغرة نحره فقال لا إله إلاّ اللّه فليرفع عنه الرمح»[5217].

قال أبو نعيم: غريب من حديث الثوري، لم يكتبه إلاّ من حديث الصّلت.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن - قراءة عليه - نا الحسن بن علي بن خلف الصيدلاني، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا الصلت بن عبد الرّحمن الزبيدي، نا سفيان الثوري، عن عبد الكريم، عن نافع، عن ابن عمر قال: رجم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يهوديا و يهودية[5218].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر الشامي، أنا أبو الحسن العتيقي، أنبأ أبو يعقوب يوسف بن أحمد بن يوسف، نا محمّد بن عمرو العقيلي (1)،قال:

الصّلت بن عبد الرّحمن، عن الثوري مجهول بالنقل (2)،و لا يتابع على حديثه.

2902 - الصّلت والد العلاء

من أهل خراسان.

وفد على عمر بن عبد العزيز، و حكى عنه.

حكى عنه (3) العلاء بن الصّلت.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، عن نصر بن إبراهيم بن نصر، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن الوليد الأنصاري الأندلسي الفقيه، أخبرني أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد - فيما كتب إليّ - قال: أخبرني جدي عبد اللّه بن محمّد بن علي اللّخمي الباجي الأندلسي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن يونس، أنا بقيّ بن مخلد، نا أحمد بن إبراهيم الدورقي، حدّثني أبو عبد اللّه المروزي، نا العلاء بن الصّلت، أخبرني أبي قال: أبردني الجراح، و عبد الرّحمن بن صبح الأزدي إلى عمر بن عبد العزيز، فقدمنا عليه و إنه لقاعد كأحد أصحابه ما عرفناه حتى قيل لنا: إنه عمر، فسلّمنا عليه، و دفعت إليه الكتب من الجرّاح و رفعت إليه حوائجنا.

ص: 205


1- كتاب الضعفاء الكبير 210/2.
2- الكلمة سقطت من عند العقيلي.
3- بالأصل، و لعل الصواب ما أثبت، باعتبار السياق.

ذكر من اسمه صلح

2903 - صلح بن عبد اللّه بن سهل بن المغيرة الأندلسي

2903 - صلح بن عبد اللّه بن سهل بن المغيرة الأندلسي (1)

حدّث بدمشق عن أبي عمر الرعيني.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن عبد الرّحمن بن أحمد البخاري، أنا عبد الغني بن سعيد.

ثم حدّثنا خالي القاضي أبو المعالي القدسي، ثنا نصر بن إبراهيم، أنا عبد الرحيم البخاري، أنا عبد الغني بن سعيد قال: صلح - بضمها - هو صلح بن عبد اللّه بن سهل بن المغيرة الأندلسي، حدّث عن أبي عمر أحمد بن محمّد الرعيني، عن عبيد اللّه بن يحيى بن يحيى الليثي، عن أبيه، عن مالك بن أنس، كان بدمشق.

قرأت على أبي محمّد، عن أبي نصر بن ماكولا (2) قال: أما صلح بضم الصاد و سكون اللام فهو صلح بن عبد اللّه بن سهل بن المغيرة الأندلسي.

روى عن أبي عمر أحمد بن محمّد الرعيني، عن عبيد اللّه بن يحيى بن يحيى، عن أبيه، عن مالك، و كان بدمشق.

قرأت على أبي الحسن سعد الخير بن محمّد الأنصاري، عن أبي عبد اللّه الحميدي (3).

ص: 206


1- ترجمته في جذوة المقتبس للحميدي ص 245 رقم 511 و بغية الملتمس للضبي ص 324 رقم 854 و فيهما «صالح» بدل «صلح».
2- الاكمال لابن ماكولا 194/5.
3- جذوة المقتبس ص 245 رقم 511.

قال: صلح (1) بن عبد اللّه بن سهل بن المغيرة، أندلسي، حدّث عن أبي عمر أحمد بن محمّد الرعيني، عن عبيد اللّه (2) بن يحيى بن يحيى، عن أبيه، عن مالك، و كان بدمشق، قاله أبو محمّد عبد الغني بن سعيد الحافظ .

ذكر من اسمه صمدون

2904 - صمدون بن الحسين بن علي بن الحسين بن يحيى بن هارون

أبو الحسن الصّوري

سمع أبا الفرج بن برهان، و القاضي أبا محمّد عبد اللّه بن علي بن أبي عقيل.

سمع منه غيث بن علي.

و توفي ببانياس من نواحي دمشق.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي الخطيب - و نقلته من خطّه - قال: أنا صمدون بن الحسين بن علي بن الحسين بن يحيى بن هارون، أبو الحسين الصّوري بها، أنا عبد الوهاب بن الحسين الغزال، أنا الحسين بن محمّد بن أحمد الدقاق، نا محمّد بن يحيى المروزي، نا عاصم بن علي، نا المسعودي (3)،عن أبي عمرو، عن أنس قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يتعوّذ من ثمان: من الهمّ ، و الحزن، و العجز، و الكسل، و من الجبن، و البخل، و من ضلع (4) الدين، و غلبة العدو.

و أبو عمرو هذا هو يزيد بن أبان الرقاشي (5).

أخبرناه أبو محمّد عبدان بن رزين المقرئ، و أبو الفتح ناصر بن عبد الرّحمن،

ص: 207


1- في جذوة المقتبس: صالح.
2- جذوة المقتبس: عبد اللّه.
3- اسمه عبد الرحمن بن عبد اللّه المسعودي، ترجمته في تهذيب الكمال 258/11.
4- الضلع: الاعوجاج، و في النهاية: ضلع الدين: أي ثقله، أي يثقله حتى يميل صاحبه عن الاستواء و الاعتدال. يقال: ضلع بالكسر يضلع ضلعا بالتحريك، و ضلع بالفتح يضلع ضلعا بالتسكين أي مال.
5- ترجمته في تهذيب الكمال 273/20 و فيها أنه روى عن أنس بن مالك.

قالا: أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم قال: أنا أبو الفرج عبد الوهاب بن الحسين.

قرأت بخط أبي الفرج شيخنا - رحمه اللّه - ورد الخبر بوفاة صمدون بن الحسين ببانياس في شهر ربيع الآخر سنة إحدى و تسعين (1) و أربعمائة، و انها كانت في الشهر بعينه - رحمه اللّه تعالى-.

ص: 208


1- في مختصر ابن منظور 110/11 إحدى و سبعين.

ذكر من اسمه صهيب

2905 - صهيب بن سنان بن مالك بن عبد عمرو بن عليل

ابن عامر بن جندلة بن سعد بن خزيمة بن كعب بن منقد

ابن العريان بن جبير بن زيد مناة

ابن عارم بن سعد بن الخزرج

أبو يحيى - و يقال: أبو غسّان النّمري (1)

صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ممن شهد بدرا، و هو المعروف بصهيب الرّومي، كان من أهل الموصل فسبته الروم و هو صغير، و أعتقه عبد اللّه بن جدعان، و يقال: هو حليفه.

روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أحاديث.

روى عنه: عبد اللّه بن عمرو، و جابر بن عبد اللّه، و عبد الرّحمن بن أبي ليلى، و سعيد بن المسيب، و بنوه: عثمان، و صيفيّ ، و حمزة، و سعد، و عبّاد، و حبيب، و صالح و محمّد (2) بنو صهيب، و كعب الأحبار، و عبيد بن عمير، و أبو السّليل (3)، و عبد الرّحمن بن حاطب.

ص: 209


1- في نسبه اختلاف، قيل فيه:«طفيل» و «عقيل» بدل «عليل» و جذيمة بدل «خزيمة» و قيل:«أبو عسال» بدل «أبو غسّان» و النمري نسبة إلى النمر بن قاسط ، قال ابن عبد البر: و لا يختلفون في ذلك. انظر هذا كله في مصادر ترجمته: الاستيعاب 174/2 هامش الإصابة، أسد الغابة 418/2 و الإصابة 195/2 و تهذيب الكمال 140/9 و تهذيب التهذيب 562/2 شذرات الذهب 47/1 و العبر 44/1 و الوافي بالوفيات 335/16 و سير الأعلام 17/2 و انظر بالحاشية فيهما أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
2- بالأصل: و صالح بن محمد، خطأ و الصواب «و محمد» بدل «بن محمد» راجع سير الأعلام 18/2 و تهذيب الكمال 141/9.
3- و هو ضريب بن نقير، ترجمته في تهذيب الكمال 184/9.

و قدم الجابية مع عمر بن الخطّاب.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، نا أبو بكر الشافعي، نا محمّد بن مسلمة الواسطي، نا يزيد بن هارون، أنا حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن صهيب، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«إذا دخل أهل الجنّة، و أهل النار النار ناداهم مناد: يا أهل الجنة إنّ لكم عند اللّه تعالى موعدا لم تروه، قالوا: و ما هو؟ أ لم يثقل موازيننا، و يبيّض وجوهنا، و يدخلنا الجنة و ينجينا من النار، قال: فيكشف الحجاب تعالى، فينظرون إليه، فو اللّه ما أعطاهم شيئا أحبّ إليهم من النظر إليه، ثم تلا هذه الآية لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنىٰ وَ زِيٰادَةٌ (1)»[5219].

أخبرناه أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن، و أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن بن أحمد، قالوا: أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن علي، أنا عبيد اللّه بن محمّد بن إسحاق، و عيسى بن علي بن عيسى الوزير.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر، و أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي، و أبو القاسم عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد بن البخاري، و مولاه (2)أبو الدرّ ياقوت بن عبد اللّه، قالوا: أنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن بن العباس المخلّص (3).

ح و أخبرناه أبو غالب بن البنّا، و أبو الحسن علي بن محمّد بن علي بن عمر، و أبو سعد أحمد بن محمّد بن علي بن محمود، قالوا: أنبأ أبو يعلى محمّد بن الحسين بن الفراء، أنا أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى بن داود بن [الجراح، البغدادي] (4).

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنا

ص: 210


1- سورة يونس، الآية:26.
2- بالأصل:«و قتادة» و لعل الصواب ما أثبت، انظر ترجمة أبي الدر ياقوت في سير الأعلام 179/20.
3- بالأصل «المخلصي» و المثبت عن ترجمة والده في سير الأعلام 478/16 قيل له المخلص: لأنه مخلص الذهب من الغش.
4- بياض بالأصل، و ما بين معكوفتين زيادة لازمة عن سير الأعلام،(ترجمته فيها 549/16).

عبيد اللّه (1)بن محمّد بن حبابة، و عيسى بن علي، فرّقهما، قالوا: حدّثنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا هدبة بن خالد.

ح و أخبرناه أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه بن كادش، أنا محمّد بن علي بن الفتح، أنا أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني، قال: قرئ على أبي القاسم حدّثكم هدبة بن خالد.

ح و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو العلاء الخصيب بن المؤمل بن محمّد بن سلم، قالا: أنا أبو الحسن بن النّقّور، أنبأ أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد بن كثير، نا عبد اللّه بن محمّد، نا هدبة بن خالد، نا حمّاد بن سلمة، عن ثابت عن (2)عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن صهيب، قال: قرأ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - زاد المخلّصي و الكتاني: هذه - الآية و قالوا أجمعين لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنىٰ وَ زِيٰادَةٌ فقال:- و قال الدارقطني و الكتاني و المخلّص (3):- قال:«إذا دخل - و قال ابن النّقّور عن ابن حبابة:

أدخل - أهل الجنة - زاد عيسى و المخلّص و الدارقطني و الكتاني: الجنة - و اهل النار - زاد عيسى و المخلّص و الدارقطني و الكتّاني: النار - نادى مناد إنّ لكم - و قال المخلّص و الدارقطني و الكتاني: يا أهل الجنة - إنّ لكم عند اللّه عز و جل موعدا يريد أن ينجزكموه، فيقولون: ما هو؟ أ لم يثقل موازيننا و يبيّض وجوهنا، و يدخلنا الجنة، و يجرنا من النار، فيكشف لهم عن الحجاب - و قال الدارقطني: فيكشف لهم الحجاب، و قال المخلّص (4) و الكتّاني: فيكشف الحجاب - فينظرون إلى اللّه عز و جل، فما شيء أعطوه أحبّ إليهم - و قال ابن الفراء و ابن النّقّور عن عيسى و الدارقطني و الكتاني: هو أحبّ إليهم - من النظر إليه و هي الزيادة»[5220].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا نصر بن إبراهيم - لفظا - و علي بن محمّد بن أبي العلاء - قراءة - قالا: أنا أبو الحسن بن عوف، نا محمّد بن موسى بن الحسين، أنبأ أبو بكر بن خريم (5)،نا حميد بن زنجويه، نا عبد اللّه بن صالح، حدّثني

ص: 211


1- بالأصل: عبد اللّه خطأ و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 548/16.
2- بالأصل «بن» خطأ.
3- راجع هامش رقم(3) في الصفحة السابقة.
4- بالأصل:«و المخلصي» و قد مرّ قريبا.
5- إعجامها مضطرب بالأصل، و الصواب ما أثبت.

الليث بن سعد، حدّثني جرير بن حازم، عن مجالد بن سعيد الهمداني، عن عامر الشعبي، عن سويد بن غفلة الجعفي، قال: قدمنا مع أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب الجابية فبينا نحن خلوة من عنده إذ أتاه يهودي قد شجّ و ضرب، فغضب أمير المؤمنين غضبا شديدا، ما رأيته غضب مثله قطّ ثم دعا صهيبا فذكر نحو ما سمعته من الفقيه نصر اللّه.

أنبأنا به أبو علي محمّد بن سعيد بن إبراهيم، ثم أخبرنا به أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، قالا: أنا أبو علي بن شاذان، أنا عبد اللّه بن إسحاق بن إبراهيم.

ح و أخبرنا به أبو البركات أيضا، أنا طراد بن محمّد، أنا أحمد بن علي بن الحسين، أنا حامد بن محمّد بن عبد اللّه، أنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز، نا أبو القاسم بن سلام، نا عبّاد بن عبّاد، نا مجالد بن سعيد، عن الشعبي، عن سويد بن غفلة، قال:

لما قدم عمر الشام قام إليه رجل من أهل الكتاب فقال: يا أمير المؤمنين إن رجلا من المسلمين صنع بي ما ترى - و هو مشجوج مضروب - فغضب عمر غضبا شديدا، ثم قال لصهيب: انطلق فانظر من صاحبه، فائتني به، قال: فانطلق صهيب، فإذا هو عوف بن مالك الأشجعي، فقال: إن أمير المؤمنين قد غضب عليك غضبا شديدا، فأت معاذ بن جبل فليكلّمه، فإني أخاف أن يعجل إليك، فلما قضى عمر الصّلاة قال: أين صهيب ؟ أ جئت بالرجل ؟ قال: نعم، قال: و قد كان عوف بن مالك أتى معاذا فأخبره بقصته، فقام معاذ فقال: يا أمير المؤمنين إنه عوف بن مالك فاسمع منه و لا تعجل إليه، فقال له عمر: ما لك و لهذا؟ قال: يا أمير المؤمنين رأيت هذا يسوق بامرأة مسلمة على حمار فنخس بها لتصرع فلم تصرع، فدفعها فصرعت - فغشيها - أو أكبّ عليها، قال:

ائتني بالمرأة فلتصدّق ما قلت، فأتاها عوف بن مالك فقال له أبوها و زوجها: ما أردت إلى صاحبتنا؟ قد فضحتنا، فقالت: و اللّه لأذهبن معه، فقال أبوها و زوجها: نحن نذهب فنبلّغ عنك، فأتيا عمر فأخبراه بمثل قول عوف، فأمر عمر باليهودي فصلب، و قال: ما على هذا صالحناكم، ثم قال: أيها الناس اتّقوا اللّه في ذمة محمّد صلى اللّه عليه و سلم، فمن فعل منهم مثل هذا فلا ذمّة له، قال: قال سويد: فذلك اليهودي أوّل مصلوب رأيته في الإسلام.

ص: 212

قال: و نا أبو عبيد، نا هشيم، عن مجالد، عن الشعبي، عن سويد بن غفلة، عن عمر مثله أو نحوه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أخبرنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1)،نا سليمان بن حرب، و عارم بن الفضل، قالا: نا حمّاد بن زيد عن (2) معروف بن أبي معروف الجزري، قال: سمعت محمّد بن سيرين يقول: صهيب من العرب من النمر بن قاسط .

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الفضل بن خيرون.

ح و أخبرنا أبو العز ثابت بن منصور بن المبارك، أنا أبو طاهر الباقلاني، قالا: أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنبأ أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خياط العصفري (3)،قال: صهيب بن سنان بن عبد عمرو بن عقيل بن جندلة بن سعد بن خزيمة بن كعب [بن منقذ بن العريان بن حي بن زيد مناة بن عامر بن الضحيان بن سعد بن الخزرج بن تيم اللّه بن النمر] (4) بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي (5) بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار، يكنى أبا يحيى مولى عبد اللّه بن جدعان، أصابه سباء (6).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن أبي حبيب يقول: صهيب بن سنان بن عبد عمرو بن طفيل بن عامر بن جندلة بن سعد بن خزيمة بن كعب بن سعد، و كنية صهيب بن سنان، صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلم أبو يحيى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي،

ص: 213


1- طبقات ابن سعد 226/3.
2- بالأصل:«بن» و الصواب عن ابن سعد.
3- طبقات خليفة بن خياط ص 51 رقم 102.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن طبقات خليفة.
5- عن طبقات خليفة و بالأصل:«عمي».
6- قوله:«أصابه سباء» وردت في طبقات خليفة ص 119 رقم 435.

أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني عمي، عن أبي عبيد قال: صهيب بن سنان بن مالك من بني أوس مناة من النمر، كان أصابه سباء بالروم و وافوا به الموسم، فاشتراه عبد اللّه بن جدعان القرشي فأعتقه، و أمّ صهيب سلمى بنت قعيدة من بني عمرو بن تميم، و قد كان النعمان استعمل أباه سنان بن مالك على الأبلّة (1).

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنبأ أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (2) قال في الطبقة الأولى ممن شهد بدرا: صهيب بن سنان بن مالك بن عبد عمرو بن عقيل بن عامر بن جندلة بن جذيمة بن كعب بن سعد بن أسلم بن أوس مناة بن النّمر بن قاسط بن ربيعة حليف لعبد اللّه بن جدعان التيمي، تيم قريش، و يكنى أبا يحيى، و أمّه سلمة بنت قعيد بن مهيص بن خزاعي بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم، مات بالمدينة في شوال سنة ثمان و ثلاثين، كان رجلا أحمر، شديد الحمرة، ليس بالطويل و لا القصير، و هو إلى القصر أقرب.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3) قال في الطبقة الأولى:

صهيب بن سنان بن مالك بن عبد عمرو بن عقيل بن جندلة بن خزيمة (4)-و في نسخة أخرى: جذيمة - بن كعب بن سعد بن أسلم بن أوس مناة بن النّمر بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعميّ بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار، و أمّه سلمى بنت قعيد بن مهيص بن خزاعي بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم، و كان أبوه سنان بن مالك، أو عمه، عاملا لكسرى على الأبلّة، و كانت منازلهم بأرض الموصل، و يقال: كانوا في قرية على شط الفرات مما يلي الجزيرة و الموصل، فأغارت الروم على تلك الناحية فسبت صهيبا و هو غلام صغير فقال عمّه:

ص: 214


1- الأبلة بلدة على شاطئ دجلة البصرة العظمى في زاوية الخليج الذي يدل إلى مدينة البصرة، و هي أقدم من البصرة.
2- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
3- طبقات ابن سعد 226/3 و 229.
4- و هي رواية الطبقات المطبوع.

أنشد اللّه الغلام النميري (1) *** دجّ و أهلي بالثنيّ

قال: و الثنيّ اسم القرية التي كانت أهله بها، فنشأ صهيب بالروم، فصار ألكن فابتاعته كلب منهم، فقدمت به مكّة فاشتراه عبد اللّه بن جدعان التيمي منهم، فأعتقه، فأقام معه بمكّة إلى أن هلك عبد اللّه بن جدعان، و بعث النبي صلى اللّه عليه و سلم لما أراد اللّه به من الكرامة، و منّ به عليه من الإسلام، و أما أهل صهيب و ولده فيقولون: بل هرب من الروم حين بلغ و عقل، قدم مكة فحالف عبد اللّه بن جدعان، و أقام معه إلى أن هلك، و كان صهيب رجل أحمر شديد الحمرة، ليس بالطويل و لا بالقصير (2)[و هو إلى القصر] (3) أقرب و كان كثير شعر الرأس و كان يخضب بالحنّاء، و شهد صهيب بدرا، و أحدا، و الخندق، و المشاهد كلها مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو محمّد عبد اللّه بن علي بن الآبنوسي - في كتابه-.

و أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي المدائني، أنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم قال: قال بعض من ينسبه: صهيب بن سنان بن عمرو بن عقيل بن عارم بن جندلة بن جذيمة بن كعب بن سعد بن أسلم بن أوس بن مناة بن النّمر بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار، يكنى أبا يحيى، يقال: إن أمّة من تميم، يقال: سلمى بنت الحارث، يقال إنه توفي سنة ثمان و ثلاثين.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنبأ محمّد بن إسماعيل (4) قال: صهيب بن سنان أبو يحيى مولى [ابن] (5) جدعان التيمي القرشي، و هو من النّمر بن قاسط ، من ربيعة بن نزار.

ص: 215


1- الطبقات: النمري.
2- بالأصل: القصير، و المثبت عن ابن سعد.
3- ما بين معكوفتين زيادة عن ابن سعد.
4- التاريخ الكبير 315/4.
5- الزيادة عن البخاري.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبر [ي]، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1) قال: و صهيب بن سنان يكنى أبا يحيى مولى ابن جدعان، و يقال: إنه من النمر بن قاسط ، أصابه سباء.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (2)،قال: صهيب بن سنان أبو يحيى مولى ابن جدعان التيمي، و هو من النّمر بن قاسط ، له صحبة، روى عنه ابنه صيفي بن صهيب، و ابن عمر، و سعيد بن المسيّب، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو يحيى صهيب بن سنان مولى ابن جدعان، و هو من النّمر بن قاسط ، له صحبة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو يحيى صهيب بن سنان.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمّد، أنا أبو علي بن الصّواف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قال:

أبو يحيى صهيب بن سنان.

أخبرنا أبو الفتح الفقيه، أنا أبو الفتح الفقيه، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، ثنا علي بن إبراهيم بن أحمد، ثنا يزيد بن محمّد بن إياس، قال: سمعت محمّد بن أحمد المقدّمي يقول: صهيب الرّومي يكنى أبا يحيى.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصّقر، أنا هبة اللّه بن

ص: 216


1- المعرفة و التاريخ 168/3.
2- الجرح و التعديل 444/4.

إبراهيم بن عمر، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد (1) قال:

أبو يحيى صهيب بن سنان.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن علي بن عبيد اللّه [و] (2) المبارك بن عبد الجبّار، قالا: أنبأ الحسين بن علي بن عبيد اللّه، نا محمّد بن إبراهيم الدارمي، نا عبد الملك بن بدر بن الهيثم، أنا أحمد بن هارون الحافظ ، قال في الطبقة الأولى من الأسماء المنفردة: صهيب بن سنان بالشام.

قد وهم من وجهين: قوله: بالشام، و عدّ هذا الاسم مفردا، فقد سمّي به جماعة.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصّفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم، قال: أبو يحيى صهيب بن سنان بن مالك بن عبد عمرو بن تهليل بن عامر بن جديلة بن سعد بن خزيمة بن كعب بن منقذ بن العريان بن حي بن زيد مناة بن عامر بن الضحيان بن سعد بن الخزرج بن تيم اللّه بن النّمر بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جذيلة بن أسد بن ربيعة بن نزار، و يقال: ابن عمرو بن عقيل بن عامر بن جندلة بن خزيمة بن كعب بن منقذ بن العريان بن جبير بن زيد مناة بن عامر بن سعد بن الخزرج التيمي القرشي، حليف عبد اللّه بن جدعان، و يقال: مولاه، سبته الروم و هو صغير من الموصل، فأعتقه النبي صلى اللّه عليه و سلم، و كنّاه أبا يحيى، له صحبة منه عليه الصّلاة و السّلام، مات بالمدينة و في أهلها عداده.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، قال: صهيب بن سنان أبو يحيى مولى ابن جدعان التيمي، و هو ابن سنان بن عبد عمرو بن طفيل بن عامر بن جندلة بن سعد بن خزيمة بن كعب بن سعد بن النّمر بن قاسط ، كنّاه النبي صلى اللّه عليه و سلم أبا يحيى، و شهد بدرا، و توفي في سنة ثمان و ثلاثين، و هو ابن سبعين سنة، و كان يخضب بالحنّاء، روى عنه عبد اللّه بن عمر، و جابر بن عبد اللّه، و من ولده: حمزة، و صيفي، و سعد، و عثمان، و عبادة (3)،و حبيب، و صالح، و محمد.

ص: 217


1- الكنى و الأسماء للدولابي 93/1.
2- زيادة لازمة منا، انظر المطبوعة عاصم عائذ (الفهارس)، و انظر فيها صفحة 143.
3- كذا، و مرّ «و عبّاد» انظر تهذيب الكمال 141/9 و سير الأعلام 18/2.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (1)،قال: أمّا الرّومي بالراء فهو صهيب بن سنان (2) الرّومي، له صحبة و رواية.

أخبرنا أبو السّعود بن المجلي، أنا محمّد بن علي بن المهتدي.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبي أبو يعلى قالا: أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا أبو مخلد محمّد بن مخلد بن حفص، قال: قرأت على علي بن عمرو الأنصاري حدّثكم الهيثم بن عدي قال: قال ابن عبّاس: صهيب بن سنان يكنى أبا غسّان.

و هذا غير محفوظ .

فقد أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر الخصيب، أنا أبو القاسم عمر بن هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، نا محمّد بن أحمد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد (3)،نا محمّد بن منصور، نا يعقوب بن محمّد، ثنا حصين بن حذيفة الصهيبي، حدّثني عمي، عن سعيد بن المسيّب، عن صهيب قال: قدمت على (4)النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: فقال لي:«يا أبا يحيى»[5221].

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن منده، أنبأ الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا (5)،نا محمّد بن سعد، نا محمّد بن عمر، نا عبد الملك بن سليمان، عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل عن (6)حمزة بن صهيب، عن أبيه قال: كنّاني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أبا يحيى (7)،و كذلك أتت كنيته في أحاديث متّصلة به، تأتي في مواضعها.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن

ص: 218


1- الاكمال لابن ماكولا 370/3.
2- عن الاكمال و بالأصل: يسار.
3- الكنى و الأسماء للدولابي 93/1-94.
4- في الدولابي: على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.
5- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
6- بالأصل:«بن» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر الحاشية التالية.
7- الخبر في سير الأعلام 19/2 من طريق حمزة بن صهيب، و انظر طبقات ابن سعد 227/3.

يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (1)،نا علي بن سعيد الرازي، نا يعقوب بن حميد بن كاسب، نا يوسف بن محمّد بن يزيد بن صيفي بن صهيب، حدّثني أبي، عن أبيه، عن جده صهيب قال: صحبت النبي صلى اللّه عليه و سلم قبل أن يوحى إليه.

و أخبرناه عاليا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد الأزهري، أنا أبو محمّد المخلدي، أنا أبو بكر محمّد بن حمدون بن خالد، نا أبو الزّنباع روح بن الفرج، نا يوسف بن عدي، نا يوسف بن محمّد بن يزيد بن صيفي بن صهيب، عن أبيه، عن جدّه، عن صهيب قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من كان يؤمن باللّه و اليوم الآخر فليحبّ صهيبا حبّ الوالد ولده»[5222].

و قال صهيب: صحبت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قبل أن يوحى إليه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، ثنا الحسين بن محمّد بن عبد الرّحمن الفقيه، ثنا محمّد بن سعد (2)،أنا محمّد بن عمر، نا عبد اللّه بن أبي عبيدة بن محمّد بن عمّار بن ياسر، عن أبيه قال: قال عمّار بن ياسر (3):لقيت صهيب بن سنان على باب دار الأرقم و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فيها، فقلت له: ما تريد؟ قال لي:«ما تريد أنت ؟» فقلت: أردت أن أدخل على محمّد فأسمع كلامه، قال: و أنا أريد ذلك، فدخلنا عليه، فعرض علينا الإسلام، فأسلمنا، ثم مكثنا (4) يوما على ذلك حتى أمسينا، ثم خرجنا و نحن مستخفون، فكان إسلام عمّار و صهيب بعد بضعة و ثلاثين رجلا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص (5)،نا أبو الحسين رضوان بن أحمد، أنا أبو عمر العطاردي، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق (6) قال: في ذكر إسلام المهاجرين قال: ثم أسلم ناس من قبائل

ص: 219


1- بالأصل: جدي خطأ، و الصواب ما أثبت و هو عبد اللّه بن عدي صاحب كتاب الكامل في ضعفاء الرجال. و الخبر في كتابه 169/7 في ترجمة يوسف بن محمد بن يزيد بن صهيب (كذا).
2- طبقات ابن سعد 227/3.
3- في طبقات ابن سعد: حدثني عبد اللّه بن أبي عبيدة عن أبيه قال عمار بن ياسر.
4- عن ابن سعد و بالأصل «حكينا».
5- بالأصل:«المخلصي» و قد مرّ.
6- سيرة ابن إسحاق رقم 187 ص 125.

العرب منهم صهيب بن سنان حليف بني تيم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسين بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّواف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي، عن سفيان بن عيينة، عن منصور، عن مجاهد قال: أوّل من أظهر الإسلام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و أبو بكر، و بلال، و خبّاب، و عمّار، و صهيب (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (2)،أنا النعمان بن أحمد الواسطي، نا محمّد بن عبادة (3)،نا قرّة بن عيسى، نا يوسف بن إبراهيم، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:

«أنا سابق العرب، و صهيب سابق الروم، و سلمان سابق فارس، و بلال سابق الحبشة»[5223].

أنبأنا أبو علي الحداد و جماعة، قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة، ثنا سليمان بن أحمد (4)،نا محمّد بن محمّد الجذّوعي القاضي، نا عقبة بن مكرم العمي، نا أبو بكر الحنفي، نا فائد العطار، عن ذكوان أبي صالح، عن أم هانئ، قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«السبّاق أربعة: أنا سابق العرب، و سلمان سابق فارس، و صهيب سابق الروم، و بلال سابق الحبش»[5224].

أخبرنا أبو علي بن المقرئ - في كتابه - و حدّثني عنه أبو مسعود الحاجي، ثنا أبو نعيم، نا سليمان (5) بن أحمد، نا أيوب بن أبي سليمان أبو ميمون الصّوري، نا عطية بن بقية بن الوليد، حدّثني أبي، نا محمّد بن زياد قال: سمعت أبا أمامة يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«أنا سابق العرب إلى الجنّة، و صهيب سابق الروم إلى الجنّة، و بلال سابق الحبشة [إلى الجنّة] (6)،و سلمان سابق الفرس إلى الجنّة»[5225].

ص: 220


1- سير الأعلام 20/2 و انظر أسد الغابة 420/2.
2- الحديث في الكامل لابن عدي 167/7 في ترجمة يوسف بن إبراهيم التميمي.
3- في ابن عدي: محمد بن عباد.
4- أخرجه الطبراني في الجامع الكبير 435/24 (رقم 1062).
5- بالأصل «سليم» خطأ، و الصواب ما أثبت، و هو سليمان بن أحمد الطبراني صاحب المعجم الكبير، و انظر الحديث فيه 111/8 رقم(7526).
6- ما بين معكوفتين زيادة عن المعجم الكبير.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1) قال: أنا إسماعيل بن إبراهيم، عن يونس عن (2) الحسن قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«صهيب سابق الرّوم إلى الجنّة (3)»[5226].

قال: و نا محمّد بن سعد (4)،أنا محمّد بن عمر (5)،حدّثني عثمان بن محمّد عن عبد الحكيم بن صهيب عن (6) عمر بن عبد الحكم (7) قال: كان عمّار بن ياسر يعذّب حتى لا يدري ما يقول، و كان صهيب يعذّب حتى لا يدري ما يقول و كان أبو [فكيهة] (8) يعذّب حتى لا يدري ما يقول، و بلال، و عامر بن فهيرة و قوم من المسلمين و فيهم نزلت هذه الآية لِلَّذِينَ هٰاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مٰا فُتِنُوا (9).

قال أنا محمّد بن سعد (10)،أنبأ جرير بن عبد الحميد، عن منصور، عن مجاهد قال:

أول من أظهر الإسلام سبعة: رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و أبو بكر، و بلال، و خبّاب، و صهيب، و عمّار - و سميّة أم عمّار، قال: فأما رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فمنعه عمّه، و أما أبو بكر فمنعه قومه، و أخذ الآخرون فألبسوهم أدراع الحديد، ثم صهروهم في الشمس حتى بلغ الجهد منهم كل مبلغ، فأعطوهم ما سألوا، فجاء إلى كل رجل منهم قومه بأنطاع الأدم فيها الماء فألقوهم فيه و حملوا بجوانبه إلاّ بلالا. فلما كان العشي جاء أبو جهل فجعل يشتم سمية و يرفث، ثم طعنها فقتلها، فهي [أول] (11) شهيد استشهد في الإسلام إلاّ

ص: 221


1- طبقات ابن سعد 226/3.
2- بالأصل:«بن» و الصواب عن ابن سعد.
3- قوله:«إلى الجنة» سقط من ابن سعد.
4- طبقات ابن سعد 248/3 في ترجمة عمّار بن ياسر.
5- عن ابن سعد و بالأصل: عمير.
6- عن ابن سعد، و بالأصل «بن».
7- في ابن سعد: عمر بن الحكم.
8- بياض بالأصل، و الكلمة المستدركة عن ابن سعد.
9- سورة النحل، الآية:110.
10- طبقات ابن سعد 233/3 في ترجمة بلال بن رباح.
11- الزيادة عن ابن سعد.

بلال فإنه هانت عليه نفسه في اللّه حتى ملّوه فجعلوا في عنقه حبلا ثم أمروا صبيانهم أن يشتدوا به بين أخشبي (1) مكة، فجعل بلال يقول: أحد، أحد.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، أنا إبراهيم بن عبد اللّه المقرئ، نا أحمد بن فرج، نا أبو عمرو الدوري، نا محمّد بن مروان عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن (2) عباس في قوله عزّ و جلّ : وَ مِنَ النّٰاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغٰاءَ مَرْضٰاتِ اللّٰهِ (3)قال: نزلت في صهيب و في نفر من أصحابه أخذهم أهل مكّة فعذّبوهم ليردّوهم إلى الشرك باللّه، منهم عمّار، و أمّه سمية، و أبوه ياسر، و بلال، و خبّاب، و عابس مولى حويطب بن عبد العزّى أخذهم المشركون فعذّبوهم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، أنا محمّد بن سعد (4)،أنا محمّد بن عمر، نا معاوية بن عبد الرّحمن بن أبي مزرّد (5)،عن يزيد بن رومان (6)،عن عروة بن الزبير قال: كان صهيب بن سنان من المستضعفين من المؤمنين الذين كانوا يعذّبون في اللّه بمكة.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (7)،حدّثني أبي، نا أسباط ، نا أشعث، عن كردوس، عن ابن مسعود قال: مرّ الملأ من قريش على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و عنده خبّاب، و صهيب، و بلال، و عمّار فقالوا: يا محمّد أرضيت بهؤلاء؟ فنزل فيهم القرآن: وَ أَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخٰافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلىٰ رَبِّهِمْ إلى قوله: وَ اللّٰهُ أَعْلَمُ بِالظّٰالِمِينَ (8).

أخبرناه أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أنا أبو عاصم بن أبي الفضل بن يحيى،

ص: 222


1- الأخشبان جبلا مكة، أبو قبيس و الأحمر (انظر معجم البلدان).
2- بالأصل «أبي عباس» و الصواب عن سير الأعلام 22/2.
3- سورة البقرة، الآية:207 و بالأصل:«يشتري» و المثبت عن التنزيل الكريم.
4- طبقات ابن سعد 227/3.
5- عن ابن سعد، و بالأصل:«مردن».
6- عن ابن سعد و بالأصل: مروان.
7- مسند أحمد 100/2 ط دار الفكر (رقم 3985).
8- سورة الأنعام، الآيتان:51 و 52.

أنا أبو محمّد بن أبي شريح، أنا محمّد بن عقيل بن (1)الأزهر، نا علي بن (2)،نا أسباط ، نا أشعث، عن كردوس، عن ابن مسعود قال:

مر الملأ من قريش على النبي صلى اللّه عليه و سلم و عنده خبّاب و صهيب و بلال و عمّار فقالوا: يا محمّد رضيت بهؤلاء؟ أ تريد أن تكون تبعا لهؤلاء؟ فنزلت: وَ أَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخٰافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلىٰ رَبِّهِمْ إلى قوله: فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظّٰالِمِينَ .

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنبأ أبو نصر الحسين بن محمّد بن طلاّب، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن عثمان، أنبأ أبو بكر محمّد بن بشير الزبيري العكبري، ثنا أبو أمية، نا أحمد بن المفضّل الجعفري، ثنا أسباط بن نصر الهمداني، عن السّدّي، عن أبي سعد الأزدي، عن أبي الكنود، عن خبّاب بن الأرتّ :

وَ لاٰ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدٰاةِ وَ الْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ (3) قال: جاء الأقرع بن حابس التميمي و عيينة بن حصن (4)الفزاري، فوجدوا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مع بلال، و عمّار، و صهيب، و خبّاب في أناس من الضعفاء من المؤمنين، فلما رأوهم حوله حقّروهم، فأتوه فخلوا به و قالوا: إنّا نحب أن تجعل لنا منك مجلسا تعرف لنا به العرب فضلنا، فإنّ وفود العرب تأتيك، فنستحي أن ترانا قعودا مع هؤلاء عندك، فإذا نحن جئناك فأقمهم عنّا، فإذا نحن فرغنا فاقعد معهم إن شئت، قال:«نعم»، قالوا: فاكتب لنا عليك كتابا، فدعا بالصحيفة ليكتب لهم، و دعا عليا ليكتب، فلما أراد ذلك - و نحن قعود في ناحية - إذ نزل جبريل فقال: وَ لاٰ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدٰاةِ وَ الْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مٰا عَلَيْكَ مِنْ حِسٰابِهِمْ مِنْ شَيْ ءٍ الآية، ثم ذكر الأقرع و صاحبيه، قال:

و كذا لقينا بعضهم ببعض الآية.

و قال: وَ إِذٰا جٰاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيٰاتِنٰا فَقُلْ سَلاٰمٌ عَلَيْكُمْ (5)الآية، فرمى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بالصحيفة و دعانا فأتيناه و هو يقول:«سلام عليكم» فدنونا منه حتى وضعنا

ص: 223


1- بالأصل «عن» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر المطبوعة: عاصم - عائذ (الفهارس ص 831).
2- كذا بالأصل. و لعله: علي بن حرب، انظر المطبوعة عاصم - عائذ ص 334.
3- سورة الأنعام، الآية:52.
4- بالأصل: حصين، خطأ، و الصواب ما أثبت.
5- سورة الأنعام، الآية:54.

ركبنا على ركبته، و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يجلس معنا، فإذا أراد أن يقوم قام و تركنا، فأنزل اللّه عزّ و جل: وَ اصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدٰاةِ وَ الْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَ لاٰ تَعْدُ عَيْنٰاكَ عَنْهُمْ (1)تقول: و تجالس الأشراف وَ لاٰ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنٰا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنٰا وَ اتَّبَعَ هَوٰاهُ وَ كٰانَ أَمْرُهُ فُرُطاً (2)و أمّا الذي أغفل قلبه فهو عيينة و الأقرع، و أما فرط : ضرب لهم مثلا رجلين و مثل الحياة الدنيا قال: فكنا بعد ذلك نقعد مع النبي صلى اللّه عليه و سلم، فإذا بلغنا السّاعة التي كنا نقوم فيها قمنا و تركناه حتى يقوم و إلاّ صبر أبدا حتى تقوم.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن عبد الوهاب المقرئ، و أبو علي الحسن بن المظفّر بن الحسن بن السّبط ، و أم أبيها فاطمة بنت علي بن الحسين بن جدا، قالوا: أنا القاضي أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم علي بن علي بن الحسن الدّجاجي.

و أخبرنا أبو الفرج قوام بن زيد بن عيسى، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، قالوا: أنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمّد الحربي السكري، ثنا أحمد بن الحسن بن هارون، نا العلاء بن سالم، نا قرّة بن عيسى الواسطي، نا أبو بكر الهذلي، عن مالك بن أنس، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن قال: جاء قيس بن مطاطية إلى حلقة فيها سلمان - زاد ابن النّقّور:

الفارسي - و قالا: و صهيب الرّومي، و بلال الحبشي، يقال: هذا الأوس و الخزرج قد قاموا بنصرة هذا الرجل، فما بال هذا؟ فقام إليه معاذ بن جبل فأخذ بتلبيبه (3)-و قال ابن النّقّور:.... (4)-ثم أتى - زاد النّقّور: به - و قالا: النبي صلى اللّه عليه و سلم فأخبره بمقالته، فقام النبي صلى اللّه عليه و سلم قائما يجرّ رداءه حتى دخل المسجد، ثم نودي إنّ الصلاة جامعة، فقال:«أيها - و قال النّقّور: و قال: يا أيها - الناس إن الربّ ربّ واحد، و الأب أب واحد، و ليست العربية تأخذكم من أب و لا أم، و إنما هي لسان، فمن تكلم بالعربية فهو عربي»، فقام معاذ بن جبل و هو آخذ بتلبيبه قال: فما تأمر - و قال ابن النّقّور: تأمرنا - بهذا المنافق يا رسول اللّه ؟ قال:«دعه إلى النار»، و كان قيس ممن ارتدّ فقتل في الردّة - و قال ابن النّقّور: ممن ارتدّ في الردّة - فقتل، و في حديث المقرئ و فاطمة قرّة بن سعيد و هو

ص: 224


1- سورة الكهف، الآية:28.
2- سورة الكهف، الآية:28.
3- تقرأ بالأصل:«بتلبته».
4- رسمها بالأصل:«بنبتيه».

وهم، و الصّواب ابن عيسى، و كذا رواه أبو عبيد الصيرفي، عن العلاء بن سالم[5227].

أخبرنا بحديثه أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، أخبرني الحسن بن علي الجوهري، أنا علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ الورّاق، نا أبو عبيد محمّد بن أحمد بن المؤمّل الناقد، نا العلاء بن سالم، عن قرّة بن عيسى، نا أبو بكر الهذلي، عن مالك بن أنس، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن قال: جاء قيس بن مطاطية (1)إلى حلقة فيها سلمان الفارسي و صهيب الرّومي، و بلال الحبشي فقال: هؤلاء الأوس و الخزرج قاموا بنصرة هذا الرجل، فما بال هؤلاء؟ قال: فقام معاذ فأخذ بتلبيبه حتى أتى به النبي صلى اللّه عليه و سلم فأخبره بمقالته، فقام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مغضبا يجرّ رداءه حتى دخل المسجد ثم نودي: الصّلاة جامعة فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال:«يا أيّها الناس إن الربّ ربّ واحد، و إنّ الأب أب واحد، و إنّ الدين دين واحد، ألا و إن العربية ليست لكم بأب و لا أم، إنما هي لسان، فمن تكلم بالعربية فهو عربي»، فقال معاذ - و هو آخذ بتلبيبه-: يا رسول اللّه ما تقول في هذا المنافق ؟ فقال:«دعه إلى النار»، قال: فكان فيمن ارتدّ فقتل في الردّة.

هذا حديث مرسل، و هو مع إرساله غريب، تفرّد به أبو بكر سلمى بن عبد اللّه الهذلي البصري، و لم يروه عنه إلاّ قرّة[5228].

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، ثنا عبد اللّه بن روح المدائني، نا شبابة، نا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال:

كان أشراف قريش يأتون النبي صلى اللّه عليه و سلم و عنده بلال، و سلمان، و صهيب و غيرهم، مثل ابن أمّ عبد، و عمّار، و خبّاب فإذا أحاطوا به قالوا أشراف قريش: بلال حبشي، و سلمان فارسي، و صهيب رومي، فلو نحاهم لأتيناهم، فأنزل اللّه عزّ و جلّ وَ لاٰ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدٰاةِ وَ الْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ .

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري (2)،و أحمد بن محمّد بن إبراهيم القصّاري، و أبو محمّد، و أبو الغنائم، ابنا أبي عثمان، و عاصم بن

ص: 225


1- بالأصل هنا «مطاطة» و قد مرّ قريبا صوابا.
2- بالأصل: السري، و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.

الحسن، و الحسين بن أحمد بن محمّد بن طلحة، قالوا: أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي يعقوب، نا يحيى بن أبي بكير، نا شريك، عن ليث، عن مجاهد قوله: مٰا لَنٰا لاٰ نَرىٰ رِجٰالاً كُنّٰا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرٰارِ (1)قال أبو جهل: ما لنا لا نرى خبّابا و صهيبا و عمّارا اتّخذناهم سخريا في الدنيا، أمرهم (2)في النار فزاغت عنهم أبصارنا؟ قال: و نا جدي، نا يحيى بن عبد الحميد، نا يعقوب القمّي، عن حفص بن حميد، عن شمر بن عطية في قوله: مٰا لَنٰا لاٰ نَرىٰ رِجٰالاً كُنّٰا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرٰارِ قال:

قول أبي جهل: في النار: أين خبّاب ؟ أين بلال ؟ أين صهيب ؟ أين عمّار بن ياسر؟ قال: وثنا جدي، نا عثمان بن المبارك الأنباري، قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: مٰا لَنٰا لاٰ نَرىٰ رِجٰالاً كُنّٰا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرٰارِ قال: يقول أبو جهل: أين بلال ؟ أين عمّار؟ أين صهيب.

أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد اللّه بن رضوان، و أبو غالب بن البنّا، و أبو علي بن السبط ، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا بشر بن موسى الأسدي، نا هوذة بن خليفة، نا عوف، عن أبي عثمان:

أن صهيبا حين أراد الهجرة إلى المدينة قال له أهل مكّة: أتيتنا (3) هاهنا صعلوكا حقيرا، فتغيّر حالك عندنا و بلغت ما بلغت تنطلق بنفسك و ما لك و اللّه لا يكون ذاك، قال: أ رأيتم إن تركت مالي أ مخلّون أنتم سبيلي ؟ قالوا: نعم، فخلع لهم ماله أجمع، فبلغ ذلك النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:«ربح صهيب، ربح صهيب» (4)،رواه محمّد بن سعد بن هوذة[5229].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأ أبو بكر البيهقي (5)،نا أبو عبد اللّه الحافظ

ص: 226


1- سورة ص، الآية:62.
2- كذا، و لعله: أم هم في النار.
3- عن ابن سعد 228/3 و بالأصل «أتينا».
4- الخبر في طبقات ابن سعد 227/3-228، و نقله الذهبي في سير الأعلام 22/2 من طريق عوف الأعرابي.
5- الخبر في دلائل النبوة للبيهقي 522/2 و هو جزء من حديث أخرجه البخاري في كتاب الكفالة (فتح الباري 475/4) و باختصار في سير الأعلام 22/2-23 من طريق يعقوب بن محمد الزهري.

-إملاء - أنا أبو العباس إسماعيل بن عبد اللّه بن محمّد بن ميكال، أنا عبدان الأهوازي، نا زيد بن الحريش (1)،نا يعقوب بن محمّد الزهري، نا حصين بن حذيفة بن صيفي بن صهيب، حدّثني أبي و عمومتي عن سعيد بن المسيّب، عن صهيب قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«أريت دار هجرتكم سبخة بين ظهراني حرّة فإمّا أن تكون هجرا أو تكون يثرب» قال: و خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى المدينة، و خرج معه أبو بكر، و كنت قد هممت بالخروج معه فصدّني فتيان من قريش، فجعلت ليلتي تلك أقوم لا أقعد، فقالوا: قد شغله اللّه عنكم ببطنه، و لم أكن شاكيا فناموا - يعني فخرجت، فلحقني منهم ناس بعد ما سرت بريدا ليردّوني، فقلت لهم: هل لكم أن أعطيكم أواق من الذهب، و تخلّون (2) سبيلي و تفون (3) لي، ففعلوا، فبعثهم إلى مكة فقلت: احفروا تحت أسكفة الباب فإن تحتها الأواقي (4)،و اذهبوا إلى فلان فخذوا الحلّتين، و خرجت حتى قدمت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قباء قبل أن يتحول منها، فلما رآني - قال:«يا أبا يحيى ربح البيع» ثلاثا، فقلت: يا رسول اللّه ما سبقني إليك أحد، و ما أخبرك إلاّ جبريل.

أنبأنا أبو علي الحداد و جماعة، قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة، أنبأ سليمان بن أحمد (5)،نا محمّد بن إبراهيم بن نصر بن شبيب الأصبهاني، نا هارون بن عبد اللّه الحمّال (6)،نا محمّد بن الحسن بن زبالة، حدّثني علي بن عبد الحميد بن زياد بن صيفي بن صهيب، عن أبيه، عن جدّه، عن صهيب:

أن المشركين لما أطافوا برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأقبلوا على الغار و أدبروا قال:«وا صهيباه و لا صهيب لي»، فلما أراد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الخروج بعث أبا بكر مرتين أو ثلاثا إلى صهيب فوجده يصلّي، فقال أبو بكر للنبي صلى اللّه عليه و سلم: وجدته يصلّي فكرهت أن أقطع عليه صلاته، فقال:«أصبت»، و خرجا (7) من ليلتهما فلما أصبح خرج حتى أتى أم رومان زوجة أبي

ص: 227


1- عن البيهقي و بالأصل: الحريس، بالسين المهملة.
2- بالأصل:«و تخلوني» و المثبت عن البيهقي.
3- عن البيهقي و بالأصل: و تونقون.
4- بالأصل: الأواق.
5- الحديث أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 36/8-37.
6- بالأصل «الجمال» خطأ و الصواب عن المعجم الكبير، انظر ترجمته في سير الأعلام 115/12.
7- بالأصل: و خرج، و المثبت عن المعجم الكبير.

بكر، فقالت: أ لا أراك هاهنا و قد خرج أخواك و وضعا لك شيئا من زادهما؟ قال صهيب: فخرجت حتى دخلت على زوجتي أم عمر، فأخذت سيفي و جعبتي و قوسي حتى أقدم على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم المدينة، فأجده (1) و أبا (2) بكر جالسين فلما رآني أبو بكر قام إليّ فبشّرني بالآية التي نزلت فيّ ، و أخذ بيدي، فلمته بعض اللائمة، فاعتذر و ربحني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«ربح البيع أبا يحيى»[5230].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3)،نا عفان بن مسلم، و سليمان بن حرب، و موسى بن إسماعيل، قالوا: حدّثنا حمّاد بن سلمة، أخبرني علي بن زيد، عن سعيد بن المسيّب، قال:

أقبل صهيب مهاجرا نحو المدينة و اتّبعه نفر من قريش فنزل عن راحلته، و انتشل ما في كنانته ثم قال: يا معشر قريش لقد علمتم أنّي من أرماكم رجلا، و أيم اللّه لا تصلون إليّ حتى أرمي بكل سهم معي في كنانتي ثم أضربكم بسيفي ما بقي في يدي منه شيء، فافعلوا ما شئتم، و إن شئتم دللتكم على ما لي و خلّيتم سبيلي، قالوا: نعم، ففعل، فلما قدم على النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«ربّح البيع أبا يحيى، ربّح البيع أبا يحيى، ربّح البيع»، قال:

و نزلت وَ مِنَ النّٰاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغٰاءَ مَرْضٰاتِ اللّٰهِ ، وَ اللّٰهُ رَؤُفٌ بِالْعِبٰادِ (4)[5231].

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل - إجازة - ثنا محمّد بن الحسين.

ح و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن عبد الملك بن عمر بن خلف الرزاز، أنا عمر (5)بن أحمد بن شاهين، نا الحسين بن أحمد بن صدقة الفرائضي، قالا: نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا أبو سلمة - و في رواية الفرائضي: نا موسى بن إسماعيل - نا حمّاد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيّب:

ص: 228


1- بالأصل: فأخذه، و المثبت عن الطبراني.
2- عن الطبراني و بالأصل:«و أبو».
3- طبقات ابن سعد 228/3.
4- سورة البقرة، الآية:207.
5- قوله:«أنا عمر» مكررة بالأصل.

أن صهيبا أقبل مهاجرا نحو النبي صلى اللّه عليه و سلم و تبعه نفر من قريش مشركون، فنزل فانتبل كنانته فقال: قد علمتم يا معشر قريش أني أرماكم رجلا بسهم، و أيم اللّه لا تصلون إليّ حتى أرميكم بكلّ سهم في كنانتي، ثم أضربكم بسيفي ما بقي في يدي منه شيء، ثم شأنكم بعد ذلك، و قال: إن شئتم دللتكم، قالوا: فدلنا على مالك بمكة و نخلي عنك (1)،فتعاهدوا على ذلك، فدلّهم، و أنزل اللّه عزّ و جلّ على رسول القرآن وَ مِنَ النّٰاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغٰاءَ مَرْضٰاتِ اللّٰهِ ، وَ اللّٰهُ رَؤُفٌ بِالْعِبٰادِ حتى فرغ من الآية، فلما رآني النبي صلى اللّه عليه و سلم صهيبا (2) قال:«ربّح البيع أبا يحيى، ربّح البيع أبا يحيى، ربّح البيع أبا يحيى» و قرأ عليه القرآن[5232].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا حجّاج بن المنهال، ثنا حمّاد بن سلمة عن (3) علي بن زيد، عن سعيد بن المسيّب قال: أقبل صهيب (4) مهاجرا فلما رآه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«ربّح البيع أبا يحيى»[5233].

أخبرنا أبو علي الحداد و جماعة في كتبهم قالوا: أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم، نا سليمان بن أحمد بن أيوب (5)،نا علي بن المبارك الصّغاني (6)،نا زيد بن المبارك، نا محمّد بن ثور، عن ابن جريج في قوله: وَ مِنَ النّٰاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ نزلت في صهيب بن سنان، و أبي ذرّ و ان الذي أدرك صهيبا بطريق المدينة قنفذ بن عمير بن جذعان.

قال (7):ثنا محمّد بن ثور، عن ابن جريج قال: زعم عكرمة مولى ابن عباس أن صهيبا افتدى من أهله بماله، ثم خرج مهاجرا، فأدركوه بالطريق، فخرج لهم مما بقي من ماله.

ص: 229


1- بالأصل: و يحلى عنه.
2- كذا بالأصل: و لعله:«فلما رأى النبي صلى اللّه عليه و سلم صهيبا».
3- بالأصل:«بن» خطأ.
4- بالأصل: صهيبا.
5- أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 29/8 رقم 7289.
6- الطبراني: الصنعاني.
7- المعجم الكبير رقم 7290.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل - إجازة - نا محمّد بن الحسين، أنا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال: و أخبرني مصعب بن عبد اللّه قال: هرب صهيب من الروم و معه مال كثير، فنزل بمكة، فعاقد عبد اللّه بن جدعان و حالفه، و إنما أخذت الروم صهيبا من نينوى، فلما هاجر إلى المدينة لحق صهيب فقالت له قريش: لا تفجعنا بأهلك و مالك، قال: فدفع إليهم ماله، قال: فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:«ربّح البيع»، قال: و أنزل اللّه في أمره وَ مِنَ النّٰاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغٰاءَ مَرْضٰاتِ اللّٰهِ و أخوه مالك بن سنان.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1)،أنا محمّد بن عمر، حدّثني عبد اللّه بن جعفر، عن عبد الحكيم بن صهيب، عن عمر بن الحكم قال: قدم صهيب على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو بقباء و معه أبو بكر و عمر، و بين أيديهم رطب قد جاءهم به كلثوم بن الهدم أمهات جرادين، و صهيب قد رمد بالطريق و أصابته مجاعة شديدة، فوقع في الرطب فقال عمر: يا رسول اللّه أ لا ترى إلى صهيب يأكل الرطب و هو رمد؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«تأكل الرطب و أنت رمد؟» فقال صهيب: إنما آكله بشقّ عيني الصحيحة، فتبسّم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و جعل صهيب يقول لأبي بكر: وعدتني أن نصطحب فخرجت و تركتني، و يقول: وعدتني يا رسول اللّه أن تصاحبني فانطلقت و تركتني، فأخذتني قريش فحبسوني، فاشتريت أهلي بمالي. فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ربّح البيع»، فأنزل اللّه عزّ و جل وَ مِنَ النّٰاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغٰاءَ مَرْضٰاتِ اللّٰهِ ،و قال صهيب: يا رسول اللّه ما تزوّدت إلاّ مدّا من دقيق عجنته بالأبواء حتى قدمت عليك[5234].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف المعدّل، أنا أبو مسلم محمّد بن أحمد بن علي الكاتب، أنا يوسف بن يعقوب بن إسحاق الكاتب، نا الزبير بن بكّار (2)،حدّثني إسحاق بن جعفر.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، و أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الدرّ

ص: 230


1- قوله:«نا محمد بن سعد» مكرر بالأصل، و الخبر في طبقات ابن سعد 228/3-229 و نقله الذهبي في سير الأعلام 24/2 من طريق عبد الحكيم بن صهيب.
2- بالأصل: بكير، و سيرد في السند التالي صوابا.

ياقوت بن عبد اللّه، قالوا: أنا أبو محمّد الصّريفيني - زاد ابن السّمرقندي و أبو الحسين بن النّقّور قالا:- أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان بن داود الطوسي، نا أبو عبد اللّه الزبير بن بكّار الزبيري، حدّثني إسحاق بن جعفر عن (1)محمّد بن علي بن الحسين عن (2) عبد اللّه بن جعفر، حدّثني عبد الحكيم بن صهيب، عن عمر بن الحكم، عن صهيب قال:

قدمت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو بقباء، و معه أبو بكر و عمر، و بين أيديهم رطب، و قد رمدت في الطريق و أصابتني مجاعة شديدة، فوقعت في الطريق في الرطب فقال عمر: يا رسول اللّه أ لا ترى صهيبا يأكل الرطب، و أنت أرمد، قال صهيب: يا رسول اللّه إنما آكل بشقّ عيني هذه الصحيحة، فتبسّم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

قال أبو بكر الخطيب: غريب من حديث عمر بن الحكم بن ثوبان عن صهيب.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، أنا محمّد بن هارون، نا محمّد بن إسحاق، نا هاشم بن القاسم، نا عبد اللّه بن المبارك، نا عبد الحميد بن صيفي، عن أبيه، عن جده أن صهيبا قال: قدمت على النبي صلى اللّه عليه و سلم و بين يديه تمر و خبز، فقال:«ادن فكل» قال: فدنوت فأخذت تمرا فأكلته، فقال:«تأكل تمرا و بك رمد؟» قال: يا رسول اللّه إنما أمضغ بناحية أخرى، قال: فتبسّم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم[5235].

أخبرنا أبو بكر المزرفي (3)،و أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الدّر ياقوت عبد اللّه قالوا: أنا أبو محمّد الصّريفيني - زاد ابن السّمرقندي: و أبو الحسين (4) بن النّقّور قالا:- أنا أبو طاهر الذهبي، أنا أبو عبد اللّه الطوسي، نا الزبير بن بكّار، حدّثني إبراهيم بن حمزة، عن يوسف بن محمّد الصهيبي، عن أبيه قال:

قدم صهيب من مكة، فنزل على النبي صلى اللّه عليه و سلم، فدخل عليه النبي صلى اللّه عليه و سلم و هو يشتكي عينيه و هو يأكل تمرا، فقال:«يا صهيب تأكل - و في حديث ابن النّقّور: أ تأكل - التمر

ص: 231


1- بالأصل:«بن».
2- بالأصل:«بن».
3- بالأصل: المرزقي خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ كثيرا.
4- بالأصل:«أبو الحسن» خطأ، و قد نقل قريبا، و انظر المطبوعة: عاصم - عائذ ص 10، و الفهارس ص 679.

على عينك» فقال: إنما آكل من الشق الصحيح، فضحك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى بدت نواجذه[5236].

قال: و ثنا الزبير، حدّثني ذؤيب بن عمامة (1)،عن الواقدي، حدّثني عبيد اللّه بن إسحاق، عن أبيه، عن صهيب، عن أبيه قال: رمدت فأتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - و في حديث ابن النّقّور: و أتى النبي صلى اللّه عليه و سلم - بتمر فجعلت آكل مع النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال عمر: يا رسول اللّه أ لا ترى إلى صهيب يأكل تمرا و هو أرمد، قال: فقلت: يا رسول اللّه إنما آكل بشقّ عيني هذه الصحيحة، فضحك النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، ثنا محمّد بن سعد (2)،أنا محمّد بن عمر، حدّثني عاصم بن سويد من بني عمرو بن عوف بن محمّد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال: قدم آخر الناس في الهجرة إلى المدينة: عليّ و صهيب بن سنان و ذلك النصف من شهر ربيع الأول، و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بقباء لم يرم بعد.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن محمّد بن محمّد بن مخلد، أنا علي بن محمّد بن خزفة (3)،نا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، نا إبراهيم بن المنذر الحزامي، نا يوسف بن محمّد بن يزيد بن صيفي صهيب، حدّثني أبي، عن أبيه، عن جده قال: قال صهيب: و اللّه ما جعلت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بيني و بين العدو قط ، ما كنت إلاّ (4) أمامه أو عن يمينه أو عن شماله.

أنبأنا أبو علي الحداد، نا أبو نعيم الحافظ (5)،أنا محمّد بن أحمد بن الحسن، نا بشر بن موسى، نا عبد اللّه بن الزبير الحميدي.

ح قال: و نا سليمان بن أحمد، نا محمّد بن إبراهيم بن نصر، نا هارون بن عبد اللّه الحمّال، نا محمّد بن الحسن المخزومي، قالا: ثنا علي بن عبد الحميد بن

ص: 232


1- كذا.
2- الخبر في طبقات ابن سعد 228/3.
3- مهملة بالأصل بدون نقط ، و الصواب ما أثبت و ضبط ، انظر تبصير المنتبه.
4- بالأصل:«لا».
5- الخبر في حلية الأولياء 151/1 و المعجم الكبير للطبراني 37/8 رقم 7309.

زياد بن صيفي بن صهيب، عن أبيه، عن جدّه، عن صهيب قال: لم يشهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مشهدا قط إلاّ كنت حاضره، و لم يسر (1) سرية قط إلاّ كنت حاضرها، و لا غزا غزاة قط أول الزمان و آخره إلاّ كنت فيها عن يمينه أو شماله، و ما خافوا أمامهم قط إلاّ كنت أمامهم و لا ما وراءهم إلاّ كنت وراءهم، و ما جعلت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بيني و بين العدو قط حتى توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

السند لمحمّد بن الحسن، و هو أتمّ .

حدّثنا أبو الحسن علي بن المسلّم - لفظا - و أبو القاسم بن عبدان - قراءة - قالا:

أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأ أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأ علي بن يعقوب بن إبراهيم، نا محمّد بن عابذ القرشي، أخبرني الوليد، عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة في تسمية من شهد بدرا من بني تيم: صهيب بن سنان، و يزعمون أنه من النمر بن قاسط .

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، نا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني هارون بن موسى الفروي، نا ابن فليح، عن موسى بن عقبة، عن الزهري فيمن شهد بدرا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم صهيب بن سنان، و هو من النّمر بن قاسط .

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا محمّد بن الحسين القطان، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عتّاب، أنا القاسم بن عبد اللّه بن المغيرة، نا إسماعيل بن أبي يونس (2)،نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمّه موسى بن عقبة قال في تسمية من شهد بدرا من بني تيم: صهيب بن سنان، و هو من النّمر بن قاسط .

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو الطيب محمّد بن جعفر الزّرّاد المنبجي، نا عبيد اللّه بن سعد بن إبراهيم الزهري، نا عمي، عن أبيه، عن ابن إسحاق قال في تسمية من شهد بدرا من المسلمين من قريش من بني زهرة و من حلفائهم: صهيب بن سنان بن عبد عمرو بن

ص: 233


1- عن المصدرين السابقين، و بالأصل: يسير.
2- كذا بالأصل، و لم أجده و لعل الصواب «ابن أبي أويس» انظر ترجمته في تهذيب الكمال 187/2 و فيه أنه يروي عن إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة.

عقيل بن عامر بن جندلة بن سعد بن خزيمة بن كعب بن سعد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين، أنا عيسى، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني ابن الأموي، حدّثني أبي، نا ابن إسحاق فيمن شهد بدرا مع النبي صلى اللّه عليه و سلم صهيب بن سنان من النّمر بن قاسط ، و قتل صهيب يوم بدر عثمان بن مالك بن عبيد اللّه بن عثمان من بني عبد الدار بن قصي (1).

و قال موسى بن عقبة عن الزهري: عثمان بن مالك من بني تيم بن مرة قتله صهيب بن سنان.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد، أنا أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق في تسمية من شهد بدرا من بني تيم: صهيب بن سنان.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي الحاسب، أنا الحسن بن علي، أنا محمّد بن العباس، أنا أبو القاسم بن أبي حية، أنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو عبد اللّه الواقدي (2)قال في تسمية من شهد بدرا من بني تيم: صهيب بن سنان.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا قاضي القضاة أبو بكر محمّد بن المظفر (3) أحمد القطيعي أنا أبو يعقوب يوسف بن أحمد بن الدخيل، نا أبو جعفر محمّد بن عمرو العقيلي (4)،نا بشر بن موسى [قال: حدثنا الحميدي] (5)،نا علي بن عبد الحميد بن زياد بن صيفي، حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن صهيب أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«لا تبغضوا صهيبا»[5237].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (6)،نا الفضل بن عبد اللّه بن (7) مخلد، نا أبو زرعة الرازي، نا

ص: 234


1- انظر سيرة ابن هشام 338/2 و 368.
2- مغازي الواقدي 155/1.
3- بياض بالأصل.
4- الخبر في الضعفاء الكبير للعقيلي 47/3 في ترجمة عبد الحميد بن زياد بن صيفي بن صهيب.
5- بياض بالأصل، و ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن الضعفاء الكبير للعقيلي.
6- الخبر في الكامل لابن عدي 169/7-170 في ترجمة يوسف بن محمد بن يزيد بن صهيب بن سنان.
7- بالأصل «نا» و الصواب عن ابن عدي، و انظر ترجمته في سير الأعلام 573/13 و نقله الذهبي في سير الأعلام 24/2 من طريق أبي زرعة.

يونس بن عدي، أنا يوسف بن محمّد بن يزيد بن صيفي بن صهيب، عن أبيه، عن جدّه، عن أبي جدّه (1)،عن صهيب قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من كان يؤمن باللّه و اليوم الآخر، فليحبّ صهيبا حبّ الوالدة لولدها»[5238].

أخبرناه عاليا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد الأزهري، أنا أبو محمّد المخلدي، أنا أبو بكر محمّد بن حمدون بن خالد، نا أبو الزّنباع روح بن الفرج، نا يوسف بن عدي، حدّثني يوسف بن محمّد بن يزيد بن صيفي بن صهيب، عن أبيه، عن جده، عن أبي جدّه، عن صهيب قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أحبوا صهيبا حبّ الوالدة لولدها».

قال: و نا يوسف بن محمّد بن يزيد بن صيفي، عن أبيه، عن أبيه (2)،عن أبي جدّه، عن صهيب قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من كان يؤمن باللّه و اليوم الآخر فليحبّ صهيبا حبّ الوالدة والدها» (3)[5239].

قال صهيب: صحبت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قبل أن يوحى إليه.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا بكر بن حمدان، نا عبد اللّه بن أحمد (4)،حدّثني أبي، نا مهنّى بن عبد الحميد أبو شبل، و حسن - يعني ابن موسى - قالا: نا حمّاد بن سلمة المعني، عن ثابت، عن معاوية بن قرّة، عن عائد بن عمرو أن سلمان و صهيبا و بلالا كانوا (5) قعودا في أناس، فمرّ بهم أبو سفيان بن حرب فقالوا: ما أخذت سيوف اللّه تبارك و تعالى من عدو اللّه أخذها (6) بعد؟ فقال أبو بكر:

أ تقولون هذا لشيخ قريش و سيّدها، قال: فأخبر بذلك النبي صلى اللّه عليه و سلم، فقال:«يا أبا بكر لعلّك أغضبتهم، فلئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت اللّه تبارك و تعالى»، فرجع إليهم فقال: أي إخواننا لعلكم غضبتم ؟ فقالوا: لا يا أبا بكر يغفر اللّه لك[5240].

قال: و نا عبد اللّه بن أحمد، قال: حدّثنا هدبة، نا حمّاد بن سلمة مثله بإسناده.

ص: 235


1- في ابن عدي: أبي حزم.
2- بالأصل:«أبوه» و مرّ: عن أبيه عن جده عن أبي جده.
3- كذا، و مرّ: ولدها.
4- مسند الإمام أحمد ط دار الفكر 361/7 رقم(20665).
5- عن المسند، و بالأصل: كان.
6- بالأصل:«ما أخذها» و المثبت عن المسند.

أنبأنا أبو علي الحدّاد و جماعة، قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة، أنا سليمان بن أحمد (1)،نا محمّد بن إبراهيم بن شبيب الأصبهاني، نا هارون بن عبد اللّه الحمّال (2)، نا محمّد بن الحسن بن زبالة المخزومي، حدّثني علي بن عبد الحميد بن زياد بن صيفي بن صهيب، عن أبيه، عن جده، عن صهيب:

أن أبا بكر مرّ بأسير له يستأمن له من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و صهيب جالس في المسجد، فقال لأبي بكر: من هذا معك ؟ قال: أسير لي من المشركين استأمن له من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال صهيب: لقد كان في عنق هذا موضع السّيف، فغضب أبو بكر، فرآه النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:«ما لي أراك غضبانا؟» فقال: مررت بأسيري هذا على صهيب فقال: لقد كان في رقبة هذا موضع السّيف، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«فلعلّك آذيته ؟» فقال: لا و اللّه، فقال:«لو آذيته لآذيت اللّه و رسوله»[5241].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3)،أنا سليمان بن حرب، نا جرير بن حازم، عن يعلى بن حكيم، عن سليمان بن أبي عبد اللّه، قال: كان صهيب يقول: هلمّوا نحدّثكم عن مغازينا، فأما أن أقول قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فلا.

أخبرناه عاليا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنبأ أحمد بن الحسين، أنبأ أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد الصّفار، نا إبراهيم بن إسحاق الحربي، ثنا عفّان، نا جرير، عن يعلى بن حكيم، عن سليمان بن عبد اللّه قال: سمعت صهيبا قال: و اللّه لا أحدّثكم تعمدا أقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و لكن تعالوا أحدثكم عن مغازيه: ما شهدت و ما رأيت، أما أن أقول قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فلا.

أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا الحسن بن عمر بن شقيق بن أسماء الحرمي، نا جعفر بن سليمان عن (4) عمرو بن دينار قال:

ص: 236


1- أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 36/8 رقم 7307.
2- بالأصل:«الجمال» خطأ.
3- طبقات ابن سعد 229/3.
4- بالأصل:«بن».

حدّثني بعض ولد صهيب أنهم قالوا لأبيهم ما لك لا تحدّثنا كما يحدّث أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: أما أني قد سمعت كما سمعوا، و لكن يمنعني من الحديث حديث سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من كذب عليّ متعمّدا فليتبوأ مقعده من النار»، و لكن سأحدثكم بحديث حفظه قلبي و وعاه سمعي، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«أيّما رجل تزوج امرأة و من نيّته أن يذهب بصداقها فهو زان حتى يموت، و أيّما رجل بايع رجلا بيعا و من نيّته أن يذهب بحقّه فهو خائن حتى يموت»، سماه غيره صيفي بن صهيب[5242].

أخبرناه أبو محمّد الحسن بن أبي بكر بن أبي الرضا، أنا أبو عاصم الفضيل بن يحيى بن الفضيلي، أنا أبو محمّد بن أبي شريح، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر، نا أبو عبد اللّه الورّاق، نا سيّار بن حاتم، نا جعفر بن سليمان، نا عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير، نا صيفي بن صهيب قال:

قلنا لأبينا صهيب: يا أبانا لم لا تحدّثنا عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كما يحدّث أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: أما انّي قد سمعت كما سمعوا، و لكن يمنعني من الحديث عنه أني سمعته يقول:«من كذب عليّ متعمّدا كلّف يوم القيامة أن يعقد طرفي شعيرة (1)،و لن يقدر على ذلك»[5243].

و سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من تزوج امرأة و من نيّته أن يذهب بصداقها ألقى اللّه عز و جل زانيا (2) حتى يتوب»[5244].

و سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من أدان بدين و هو يريد أن لا يفي به لقي اللّه عز و جل سارقا حتى يتوب»[5245].

أخبرنا أبو منصور محمود بن أحمد بن عبد المنعم، أنا شجاع، و أحمد، ابنا علي بن شجاع، و أبو عيسى عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الرّحمن بن زياد، و أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد بن الحسن بن ماجة.

ح و أخبرنا أبو الفضل عبيد اللّه بن محمّد بن إبراهيم بن سعدويه، أنا أبو الفضل المطهّر بن عبد الواحد البزاني (3)،و أبو عيسى بن زياد، و أبو بكر بن ماجة.

ص: 237


1- كذا بالأصل.
2- سقطت من الأصل و استدركت عن هامشه و بجانبها كلمة صح.
3- بالأصل:«البراني» و الصواب ما أثبت و ضبط ، انظر ترجمته في سير الأعلام 549/18.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، و أبو القاسم رستم بن محمّد بن أبي عيسى بن زياد، و أبو جعفر محمّد بن غانم بن أبي نصر الشرابي، و أبو المظفر بندار بن أبي زرعة بن بندار البيّع قالوا: أنا أبو عيسى بن زياد.

ح و أخبرنا أبو العباس أحمد بن سلامة بن عبيد اللّه الفقيه، و أبو الوفاء عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه الدّشتي، و أبو عبد اللّه محمّد بن حمد بن أحمد النجار، و أبو نصر فادشاه بن أحمد بن نصر بن علي بن الحسين بن فادشاه، و أبو عبد اللّه الحسين بن حمد بن عمرويه، و أبو سعيد شيبان بن (1) عبد اللّه بن شيبان، و أبو (2) بكر (3)محمّد بن إبراهيم بن محمّد الصّالحاني، و أبو نصر الحسين بن رجاء بن محمّد بن سليم، و أبو عبد اللّه ظفر بن إسماعيل بن الحسين النجاد، و أبو المناقب ناصر بن حمزة بن ناصر بن طباطبا، و أبو مسلم حبيب بن وكيع بن عبد الرزاق بن عبد الكريم الحسن آباذ روام الكرام صنو بنت حمد بن محمّد الطويل قالوا: أنا أبو بكر بن ماجة.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو الحسن عبيد اللّه بن محمّد بن منده.

ح و أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن الماوردي، أنا أبو الفضل المطهّر بن عبد الواحد البزاني (4).

ح و أخبرنا أبو الحسن معمر بن إسماعيل بن محمّد بن محمّد بن عبد الوهاب الصدوقي، أنا شجاع بن علي بن شجاع - و أنا حاضر - قالوا: أنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن المرزبان بن أد بن حسيس الأبهري (5)،نا أبو جعفر محمّد بن إبراهيم بن يحيى الحزوّري، نا محمّد بن سليمان لوين، نا عبيد اللّه بن عمرو، عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل، عن حمزة بن صهيب، عن أبيه قال:

قال عمر لصهيب: أي رجل أنت لو لا خصال ثلاث فيك، قال: و ما هن ؟ قال:

ص: 238


1- فوق اللفظة حرف «ح».
2- فوق اللفظة حرف «ح».
3- بالأصل:«عبد» و المثبت عن فهارس المطبوعة المجلدة العاشرة، الفهارس ص 54. و الصالحاني نسبة إلى صالحان محلة كبيرة بأصبهان (الأنساب).
4- بالأصل:«البراني» و الصواب ما أثبت و ضبط ، انظر ترجمته في سير الأعلام 549/18.
5- ترجمته في سير الأعلام 555/16 و العبر 184/2.

اكتنيت و ليس لك ولد، و انتميت إلى العرب و أنت من الروم، و فيك سرف من الطعام قال: أمّا قولك: اكتنيت و لم يولد لك، فإن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كنّاني أبا يحيى، و أمّا قولك: انتميت إلى العرب و أنت من الروم، فإني رجل من النّمر بن قاسط ، سبتني الروم من الموصل بعد إذ أنا غلام قد عرفت نسبي، و أمّا قولك: فيك سرف في الطعام فإني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:«خياركم من أطعم الطعام» (1)[5246].

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري، و أبو نصر الزينبي.

ح و أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو القاسم بن البسري، قالوا: أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو القاسم البغوي.

ح و أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: أخبرنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، قالا: أنا أبو طالب عبد الجبّار بن عاصم، حدّثني عبيد اللّه بن عمر الدورقي، عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل، عن حمزة بن صهيب، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب أنه قال - زاد البغوي: لصهيب - و قالا: نا صهيب - و زاد البغوي: إنك - و قال: لو لا خصال فيك ثلاثة (2)،قال: و ما هنّ ؟ قال: اكتنيت و ليس لك ولد، و انتميت إلى العرب و أنت رجل من الروم، و فيك سرف في الطعام - أو قال البغوي - فقال: يا أمير المؤمنين، أمّا قولك: اكتنيت و ليس لك ولد فإن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كنّاني أبا يحيى، و أمّا قولك: انتميت إلى العرب و أنت رجل من الروم فإني رجل من النّمر بن قاسط استبيت - و قالت فاطمة: سبيت - من الموصل بعد أن كنت غلاما قد عرفت أهلي و نسبي، و أمّا قولك فيّ سرف في الطعام، فإنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«خيركم من أطعم الطعام»[5247].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا عبد اللّه بن عمر أبو عبد الرّحمن الكوفي، نا أبو

ص: 239


1- نقله الذهبي في سير الأعلام 25/2 من طريق عبد اللّه بن محمد بن عقيل، و فيها «خيركم» بدل «خياركم». و انظر طبقات ابن سعد 227/3 و أسد الغابة 421/2 و الإصابة 195/2.
2- كذا، و الصواب: ثلاث.

أسامة، نا محمّد بن عمرو، عن يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب قال: قال عمر لصهيب.

ح قال: و أنا البغوي، حدّثني سعيد بن الأموي، حدّثني أبي، نا محمّد بن عمرو، حدّثني يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب، عن أبيه قال: قال عمر لصهيب:

ما وجدت عليك في الإسلام إلاّ ثلاثا (1):اكتنيت بأبي يحيى، و قال اللّه تعالى:

لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا (2) قال: نعم، و إنّك لا تمسك شيئا إلاّ أنفقته، و إنّك تدّعي إلى النّمر بن قاسط ، و أنت من المهاجرين و ممن أنعم اللّه عليه، قال: أما ما تقول:

اكتنيت بأبي يحيى فإن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كنّاني أبا يحيى، و أمّا ما تقول: إني لا أمسك شيئا إلاّ أنفقته، فإن اللّه تعالى يقول: مٰا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْ ءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَ هُوَ خَيْرُ الرّٰازِقِينَ (3)و أمّا ما تقول: إنّي أدّعي إلى النّمر بن قاسط ، فإن العرب تسبي بعضها بعضا فسباني طائفة من العرب بعد أن عرفت أهلي و مولدي، فباعوني بسواد الكوفة، فأخذت لسانهم و لو كنت من رومة ما انتميت إلاّ إليها.

قال البغوي: و هذا لفظ حديث ابن الأموي و لم يجاور عبد اللّه بن عمر في حديث عن أبي أسامة يحيى بن عبد الرّحمن، و لم يقل عن أبيه، و قال ابن الأموي في حديثه عن أبيه.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل عبد الرّحمن بن أحمد الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب، نا محمّد بن هارون، نا محمّد بن يسار، نا عبد الوهاب، نا محمّد بن عمرو، عن يحيى بن عبد الرّحمن قال: قال عمر لصهيب:

ما وجدت عليك في الإسلام إلاّ ثلاثا: كنّيت بأبي يحيى، و قال اللّه تعالى: لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا (4) و إنّك لتدعي إلى النّمر بن قاسط ، و أنك ممن أنعم اللّه عليك قال: أما الكنية فكنّاني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أبا يحيى، و أمّا قولك: إنّي من النّمر بن قاسط فلو كنت من روثة حمار ما انتسبت إلى غيرها، و لكنّي قد عقلت اناى اناى (5) و مولدي

ص: 240


1- بالأصل: ثلاث.
2- سورة مريم، الآية:7، و بالأصل:«لم يجعل» و الصواب عن التنزيل العزيز.
3- سورة سبأ، الآية:39.
4- سورة مريم، الآية:7، و بالأصل:«لم يجعل» و الصواب عن التنزيل العزيز.
5- كذا رسم اللفظتين بالأصل، و العبارة في ابن سعد 227/3 «عقلت أهلي و قومي و عرفت نسبي».

و كانت العرب تسبي بعضها بعضا فسباني أناس من العرب فباعوني بسواد الكوفة، فتكلمت بلغاتهم، فقال عمر: صدقت.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر بن حمدان، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي بأبهر، نا حمّاد بن سلمة، أنا زيد بن أسلم أن عمر بن الخطاب قال لصهيب:

لو لا ثلاث خصال فيك لم يكن بك بأس، قال: و ما هن ؟ فو اللّه ما نراك تعيب شيئا، قال: اكتناؤك (1) بأبي يحيى و ليس لك ولد، و ادّعاؤك إلى النّمر بن قاسط و أنت رجل ألكن (2)،و أنك لا تمسك المال، قال: أما اكتنائي بأبي يحيى فإن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كنّاني بها، فلا أدعها حتى ألقاه، و أما ادّعائي إلى النّمر بن قاسط ، فإني امرؤ منهم و لكن استرضع لي بالأبلّة (3) فهذه من ذلك، و أمّا المال فهل تراني أنفق إلاّ في (4) حقّ ؟ رواه غيره عن زيد فوصله.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو نصر أحمد بن محمّد بن الطوسي، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور - زاد ابن السمرقندي: و أبو محمّد الصّريفيني قالا:- أنا أبو القاسم بن حبابة.

ح و أخبرناه أبو الفتح محمّد بن علي، و أبو نصر عبيد اللّه بن أبي عاصم، و أبو محمّد عبد السّلام بن أحمد، و أبو عبد اللّه سمرة بن جندب، و أخوه أبو محمّد عبد القادر بن جندب، قالوا: أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد العزيز الفارسي، أنا أبو محمّد بن أبي شريح، قالا: أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا مصعب بن عبد اللّه، أنا أبي، عن ربيعة بن عثمان، عن زيد بن أسلم، عن أبيه قال:

خرجت مع عمر بن الخطاب حتى دخل علي صهيب حائطا بالعالية، فلما رآه صهيب قال: يا ناس فقال عمر: ما له لا أبا له يدعو على الناس، قال: و إنما يدعو غلام له يقال بحنس فقال: يا صهيب ما فيك شيئا أعيبه إلاّ ثلاث خصال، و لولاهن ما قدّمت

ص: 241


1- بالأصل: اكتناك.
2- الألكن الذي لا يقيم العربية لعجمة لسانه (القاموس المحيط ).
3- تقدم التعريف بها، و انظر معجم البلدان.
4- نقله الذهبي في سير الأعلام 25/2-26 من طريق حماد بن سلمة.

عليك أحدا، قال: و ما هنّ ؟ فإنك طعّان، قال: و هل أنت مخبري عنهن ؟ قال: ما أنت سائل عن شيء إلاّ أخبرك به، قال: و ما أنت مخبري عن شيء إلاّ صدقتك به، ما أراك تبذر مالك ؟ و تكتني باسم نبي ؟ و تنسب عربيا و لسانك أعجمي ؟ قال: أما تبذيري مالي فما أنفقه إلاّ في حقّه، و أما اكتنائي فرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كنّاني أ فأتركها لقولك، و أما انتسابي إلى العرب فإن الروم سبتني و أنا صغير، و إني لأذكر أهل أبياتي، و لو انفلقت عني روثة لانتسبت إليها - و في نسخة علي: روثة (1)-.

أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو يعلى، أنا أحمد بن أبي بكر المقدّمي، نا رباع بن عقيل، نا النعمان بن عبد اللّه بن جابر بن عبد اللّه الأنصاري، عن أبيه، عن جدّه جابر قال: قال عمر لصهيب:

يا صهيب إنّ فيك خصالا ثلاثا أكرهها لك، قال: و ما هي ؟ قال: إطعامك الطعام و لا مال لك، و اكتناؤك و لا ولد لك، و ادّعاؤك إلى العرب و في لسانك لكنة، قال: أما ما ذكرت من إطعامي الطعام فإن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«أفضلكم من أطعم الطعام»، و أيم اللّه لا أترك إطعام الطعام أبدا، و أمّا اكتنائي و لا ولد لي فإن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال لي:«يا صهيب» قلت: لبّيك، قال:«أ لك ولد؟» قلت: لا، قال:«اكتني (2)»و أما ما ذكرت من ادّعائي إلى العرب و في لساني لكنة، فأنا صهيب بن سنان حتى انتسب إلى النّمر بن قاسط كنت أرى على أهلي، و أن الروم أغارت فسرقتني فعلّمتني لغتها، فهو الذي ترى من لكنتي[5248].

قال: و أنا أبو يعلى، نا إبراهيم بن محمّد بن عرعرة، نا يوسف بن محمّد بن يزيد بن صيفي بن صهيب، حدّثني عبد الحميد بن زياد بن صهيب، عن أبيه، عن جده قال: قال صهيب الخير، فذكر حديثا.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب، أنا محمّد بن الحسن، نا أحمد بن الحسن، نا عبد اللّه بن محمّد بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل، نا عبد العزيز - و هو الأويسي - نا إبراهيم - يعني ابن سعد - عن صالح عن ابن شهاب، أخبرني سالم بن

ص: 242


1- كذا.
2- بياض بالأصل.

عبد اللّه أن عبد اللّه بن عمر قال: قال عمر: إن حدث بي حدث فليصلّ للناس صهيب ثلاث ليال، ثم أجمعوا أمركم في اليوم الثالث (1).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن محمّد، نا محمّد بن سعد (2)،أنا محمّد بن عمر، حدّثني طلحة بن محمّد بن سعيد، عن أبيه، عن سعيد بن المسيّب قال: لما توفي عمر نظر المسلمون فإذا صهيب يصلّي بهم المكتوبات بأمر عمر، فقدّموا صهيبا فصلّى على عمر.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنبأ الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا (3)،نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، حدّثني أبو حذيفة رجل من ولد صهيب عن أبيه عن جده قال: توفي صهيب و هو ابن سبعين سنة، و كان يخضّب بالحنّاء، و كان كثير شعر الرأس، و دفن بالبقيع، قال محمّد بن عمر: و روى عن عمر. أبو حذيفة هذا هو ابن حذيفة بن صيفي بن صهيب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي قال: رأيت في كتاب عبد اللّه بن عمر: كان صهيب رجلا أحمر شديد الصهبة تحتها حمرة، و كان ينتمي إلى النّمر و كان يخضّب بالحنّاء، و كان كثير شعر الرأس، مات بالمدينة في شوال سنة ثمان و ثلاثين، و دفن بالبقيع، كذا قال، و الصّواب رأيت في كتاب محمّد (4) بن عمر - يعني الواقدي-.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنبأ أبو محمّد الحسن بن علي، أنبأ أبو الحسن بن لؤلؤ،[أنا] أبو بكر محمّد بن الحسن بن شهريار، نا أبو حفص الفلاّس، قال: و مات صهيب بن سنان بالمدينة، و دفن بالبقيع، و يكنى أبا يحيى، و هو ابن سبعين سنة، و كان يخضّب بالحنّاء، و صهيب بن سنان بدري.

ص: 243


1- نقله الذهبي في سير الأعلام 26/2 من طريق سالم، و انظر أسد الغابة 421/2.
2- طبقات ابن سعد 229/3-230.
3- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
4- بالأصل: حمد.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا الحسن بن علي، أنا محمّد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1)،أنا محمّد بن عمر، حدّثني أبو حذيفة رجل من ولد صهيب عن أبيه، عن جده قال: توفي صهيب في شوال سنة ثمان و ثلاثين - و هو ابن سبعين سنة - بالمدينة و دفن بالبقيع قال محمّد بن عمر: و قد روى صهيب عن عمر.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد الصوفي، أنبأ مكي بن محمّد المؤدب، أنا أبو سليمان الربعي، قال: قال الواقدي: و فيها - يعني سنة ثمان و ثلاثين - مات صهيب بن سنان بن مالك بن عبد عمرو بن عقيل بن عامر بن جندلة بن خزيمة بن كعب بن سعد بن أسلم بن أوس بن مناة بن النّمر بن قاسط من ربيعة حليف عبد اللّه بن جدعان، و يكنى أبا يحيى، مات بالمدينة في شوال، مات صهيب و هو ابن سبعين سنة، و ذكر ابن زبر: أن قول الواقدي أخبره به أبوه عن إبراهيم بن عبد اللّه البغدادي، عن محمّد بن سعد عنه.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه، ابنا أبي علي، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو بكر أحمد بن عبيد بن الفضل - إجازة - أنا محمّد بن الحسين (2)الزعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا المدائني قال: صهيب مات بالمدينة في شوال سنة ثمان و ثلاثين، و هو ابن ثلاث و سبعين سنة، و دفن بالبقيع و كان أحمر إلى القصر ما هو، كثير الشعر يخضّب (3).

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم، نا سليمان بن أحمد (4)،أنا أبو الزّنباع، نا يحيى بن بكير قال: توفي صهيب بن سنان، و يكنى أبا يحيى بالمدينة في شوال سنة ثمان و ثلاثين، و كان من سبي الموصل، سبته الروم.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم، أنا نعمة اللّه بن محمّد المهدي، نا أحمد بن عبد اللّه، نا محمّد بن أحمد بن سليمان، أنا سفيان بن محمّد بن سفيان، حدّثني عمي،

ص: 244


1- طبقات ابن سعد 230/3.
2- بالأصل: عبيد.
3- انظر تهذيب الكمال 141/9 و سير الأعلام 26/2.
4- أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 29/8 رقم 7286.

نا محمّد بن علي بن عمر، رواه ابن الجراح عن محمّد بن إسحاق قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: توفي صهيب بن سنان سنة ثمان و ثلاثين، و هو ابن سبعين سنة و يكنى [أبا يحيى] (1).

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا محمّد بن علي بن أحمد، أنا أحمد بن إسحاق بن خربان، نا أحمد بن عمران، نا موسى التستري، نا خليفة العصفري قال:

و فيها - يعني سنة ثمان و ثلاثين - مات صهيب بن سنان (2).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو الفضل بن خيرون، قالا: أنا أبو الحسين الأصبهاني، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق، ثنا خليفة بن خياط (3) قال: مات صهيب بالمدينة سنة ثمان و ثلاثين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، أنا أبو طاهر الذهبي - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم، قال: توفي فيها - يعني سنة ثمان و ثلاثين - صهيب بن سنان أبو يحيى بالمدينة، و كانت أمّه سلمى من بني مازن بن عمرو بن تميم.

ح أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا أبو العلاء، نا أبي قال: سنة ثمان و ثلاثين صهيب مات فيها.

أخبرنا أبو محمّد السلمي، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (4) قال: و توفي صهيب و هو ابن أربع و ثمانين، صلّى عليه سعد بن أبي وقّاص.

ص: 245


1- زيادة منا للإيضاح.
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 198.
3- طبقات خليفة بن خياط ص 51 رقم 102.
4- الخبر في المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 381/3 و نقله عن يعقوب المزي في تهذيب الكمال 141/9 و الذهبي في سير الأعلام 26/2.

ذكر من اسمه صيفي

2906 - صيفي بن الأسلت

و اسم الأسلت: عامر بن جشم بن وائل بن زيد بن قيس

ابن عامر بن مرّة بن مالك بن الأوس

ابن حارثة بن ثعلبة بن عمرو

أبو قيس الأنصاري الوائلي الشاعر (1)

أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم، و كان قد وفد على آل جفنة، و يقال: إن اسم صيفي: عبد اللّه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأ الحسن بن علي، أنبأ أبو عمر الخزّاز، أنا أبو الحسن الخشاب، أنبأ الحسين بن محمّد، نا محمّد بن سعد قال: اسم أبي قيس صيفي، و كان شاعرا، و اسم الأسلت: عامر بن جشم بن وائل بن زيد بن قيس بن عامر بن مرّة بن مالك بن أوس.

أنبأنا أبو القاسم علي بن منصور بن خيرون بن إبراهيم، و غيره، عن أبي بكر الخطيب، أنا الحسين بن محمّد الرافقي - إجازة - أنا أبو بكر أحمد بن كامل القاضي، أخبرنا أحمد بن سعيد بن شاهين، حدّثني مصعب بن عبد اللّه الزبيري، عن عبد اللّه بن محمّد بن عمارة بن القداح. قال:

و أمّا مرّة بن مالك بن الأوس فولد عامرة (2) و سعيدا (3) و ماريا، و ولد عامرة بن

ص: 246


1- ترجمته في الاستيعاب 193/2 هامش الإصابة، أسد الغابة 422/2، الإصابة (باب الكنى)161/4، و الأغاني 117/17 و الوافي بالوفيات 341/16.
2- في جمهرة ابن حزم ص 345 عامر.
3- ابن حزم: سعد.

مرّة: قيسا، فولد قيس: زيدا، و كان يقال له جعدر، فولد زيد: وائلا، و أمية، و عطية، و هؤلاء الثلاثة هم الجعادرة (1)،و أمّا وائل فمنهم أبو قيس الشاعر، و اسمه الحارث، و يقال: عبد اللّه بن الأسلت، و اسم الأسلت: عامر بن جشم بن وائل بن زيد بن قيس بن عامرة بن مرّة بن مالك بن الأوس، و كان أبو قيس بن الأسلت يعدل بقيس بن الخطيم في الشعر و الشجاعة و هو الذي وقف بأوس اللّه يحضّهم على الإسلام، و قد كان أبو قيس قبل قدوم النبي صلى اللّه عليه و سلم يتألّه و يدّعي الحنيفية، و يحضّ قريشا على اتّباع النبي صلى اللّه عليه و سلم قال (2):

يا راكبا أمّا عرضت فبلّغن *** مغلغلة عني لؤي بن غالب

أقيموا لنا دينا حنيفا فبلغوا *** لنا قادة قد يقتدى بالذوائب

و هي قصيدة طويلة، و قام في أوس اللّه تعالى فقال: اسفوا (3) إلى هذا الرجل، فإني لم أر خيرا قطّ إلاّ أوله أكثره، و لم أر شرا قطّ إلاّ أوله أقلّه، فبلغ ذلك عبد اللّه بن أبي [بن] (4) سلول، فلقيه فقال: لذت من حربنا كل ملاذ. مرة يطلب الحلف إلى قريش، و مرة باتّباع محمّد، فغضب أبو قيس فقال: لا جرم و اللّه لا اتّبعته إلاّ آخر الناس، فزعموا أن النبي صلى اللّه عليه و سلم بعث إليه و هو يموت أن قل:«لا إله إلاّ اللّه أشفع لك بها يوم القيامة»، فسمع يقولها، و امرأته أوّل امرأة حرّمت على ابن زوجها، و فيها نزلت وَ لاٰ تَنْكِحُوا مٰا نَكَحَ آبٰاؤُكُمْ مِنَ النِّسٰاءِ إِلاّٰ مٰا قَدْ سَلَفَ (5)،و مضت بدر و أحد و لم يسلم من أوس اللّه أحد إلاّ نفر أربعة من بني خطمة: خزيمة بن ثابت بن الفاكه (6)،و عمير بن عدي بن خرشة، و حبيب بن حباشة (7) و خميصة بن رقيم الخطميون كلهم شهد أحدا (8) و ما بعدها من المشاهد، فلذلك ذهبت الخزرج بالعدة فيمن شهد بدرا.

ص: 247


1- كذا بالأصل، و في جمهرة ابن حزم أن الجعادرة هم ولد مرة بن مالك.
2- البيتان في الوافي بالوفيات 342/16.
3- بالأصل:«اسقوا» و في الوافي:«اسبقوا» و المثبت عن اللسان «سفا» يعني خفوا و أسرعوا.
4- سقطت: بن، من الأصل.
5- سورة النساء، الآية:22.
6- بالأصل:«الفاطمة» خطأ و الصواب ما أثبت.
7- كذا بالأصل و الإصابة و ابن حزم ص 344. و في الاستيعاب: خماشة بالخاء المعجمة.
8- بالأصل: أحد.

و أبو قيس بن الأسلت الذي يقول (1):

قد حصّت البيضة رأسي *** فما أطعم يوما غير تهجاع

أسعى على جلّ بني مالك *** كل امرئ في شأنه ساعي

و كان قيس بن أبي قيس بن الأسلت صحب النبي صلى اللّه عليه و سلم و شهد أحدا، و لم يزل في المشاهد حتى بعثه سعد بن أبي وقاص طليعة له حين خرج إلى الكوفة، فلم يدر حتى هجم على مسلحة بالعذيب (2) للعجم، فشدوا عليه فقاتلوه حتى قتل يومئذ.

أخبرنا أبو بكر الحاسب، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، حدّثني موسى بن عبيدة الربذي، عن محمّد بن كعب القرظي، قال: و أنا ابن أبي حبيبة عن داود بن الحصين، عن أشياخهم.

ح قال: و ثنا عبد الرّحمن بن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبيه قال: و أنا عبد الرّحمن بن عبد العزيز، عن عبد اللّه بن أبي بكر بن (3) محمّد بن عمرو بن حزم قال: فكلّ قد حدّثني من حديث أبي قيس بن الأسلت بطائفة، فجمعت ما حدّثوني من ذلك، قال:

أ لم (4) يكن أحد من الأوس و الخزرج أوصف للحنيفية و لا أكثر مسألة عنها من أبي قيس بن الأسلت، و كان قد سأل من يثرب من اليهود عن الدين فدعوه إلى اليهودية فكاد يقاربهم، ثم أبى (5) ذلك، و خرج إلى الشام إلى آل جفنة، فعرضهم، فوصلوه، و سأل الرهبان و الأحبار فدعوه إلى دينهم، فلم يرده فقال: لا أدخل في هذا أبدا، فقال له راهب بالشام: أنت تريد دين الحنيفية ؟ قال أبو قيس: ذلك الذي أريد (6)،فقال الراهب: هذا وراءك، من حيث خرجت دين إبراهيم، فقال أبو قيس: أنا على دين إبراهيم، و أنا أدين به حتى أموت عليه، و رجع أبو قيس إلى الحجاز، فأقام ثم خرج إلى مكة معتمرا فلقي

ص: 248


1- البيتان في الأغاني 116/17.
2- العذيب: ماء بين القادسية و المغيثة (ياقوت).
3- بالأصل:«عن» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 314/5.
4- كذا بالأصل.
5- كتبت اللفظة فوق الكلام بين السطرين.
6- بالأصل: يريد.

زيد بن عمرو بن نفيل، يقال له أبو قيس خرجت إلى الشام أسأل عن دين إبراهيم فقيل لي هو وراءك، فقال له زيد بن عمرو و قد استعرضت للشام و الجزيرة و يهود يثرب، فرأيت دينهم باطلا، و إن الدين دين إبراهيم، كان لا يشرك باللّه شيئا، و يصلّي إلى هذا البيت، و لا يأكل ما ذبح لغير للّه، فكان أبو قيس يقول: ليس أحد على دين إبراهيم إلاّ أنا و زيد بن عمرو بن نفيل، فلما قدم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم المدينة و قد أسلمت الخزرج و طوائف من الأوس: بنو عبد الأشهل كلها، و ظفر (1) و حارثة، و معاوية، و عمرو بن عوف إلا ما كان من أوس اللّه و هم وائل و بنو خطمة، و واقف، و أمية بن زيد مع أبي قيس بن الأسلت، و كان رأسها و شاعرها و خطيبها، و كان يقودهم في الحرب، و كان قد كاد أن يسلم، و ذكر الحنيفية في شعره، و كان يذكر صفة النبي صلى اللّه عليه و سلم و ما يخبره به يهود و أن مولده بمكة و مهاجره يثرب، فقال [بعد] (2) أن بعث النبي صلى اللّه عليه و سلم هذا النبي الذي بقي، و هذه دار هجرته.

فلما كان وقعة بعاث شهدها و كان بين قدوم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و وقعة بعاث خمس سنين، و كان يعرف بيثرب، يقال له: الحنيف، فقال: شعر يذكر الدين (3):

لو شاء (4) ربنا كنّا يهودا *** و ما دين اليهود بذي شكول

و لو شاء (5) ربنا كنّا نصارى *** مع الرهبان في جبل الخليل

و لكنّا خلقنا إذ خلقنا *** حنيفا ديننا عن كل حبل

نسوق الهدي نرسف مدعيات *** يكشف عن مناكبها الحبول (6)

فلما قدم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم المدينة قيل له: يا أبا قيس هذا صاحبك الذي كنت تصف، قال: أجل، قد بعث بالحقّ ، و جاء إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال له: إلام تدعو؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إلى شهادة أن لا إله إلا اللّه و أني رسول اللّه» و ذكر شرائع الإسلام فقال له أبو قيس: ما أحسن هذا و أجمله، انظر في أمري ثم أعود إليك، فكاد يسلم فلقيه

ص: 249


1- تقرأ بالأصل: و طعن، خطأ.
2- زيادة منا للإيضاح.
3- الأبيات في الوافي بالوفيات 343/16.
4- في الوافي: فلولا.
5- في الوافي:«و لو لا... الجليل».
6- كذا رسمها.

عبد اللّه بن أبيّ فقال: من أين ؟ فقال: من عند محمّد، عرض عليّ كلاما ما أحسنه و هو الذي كنّا نعرف، و الذي كانت أخبار يهود تخبرنا به، فقال عبد اللّه بن أبيّ : كرهت و اللّه حرب الخزرج، قال: فغضب أبو قيس و قال: و اللّه لا أسلم سنة ثم انصرف إلى بيته، فلم يعد إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى مات قبل الحول، و ذلك في ذي الحجة على رأس عشرة أشهر من الهجرة[5249].

قال و أنبأ ابن سعد، أنا محمّد بن عمر قال: فحدّثني ابن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن أشياخهم أنهم كانوا يقولون: لقد سمع يوحّد عند الموت.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنبأ أبو جعفر المعدّل، أنبأ أبو جعفر المعدّل (1)،أنبأ أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، حدّثني عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عبد العزيز الزهري قال: حدّثني عبد الرّحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن عروة بن الزبير قال: أدركت الرّواة و ما ينشدون بيت حسّان إلا على قوله:

لنا حاضر فعم، و باد كأنه *** فظننّ الإله عزّة و تكرّما (2)

- يعني قريشا - فحسدهم الناس فقالوا:

لنا حاضر فعم و باد كأنه *** شماريخ رضوي عزّة و تكرّما

ثم يقول: و ما شماريخ رضوى و أي عز أو تكرّم للجبل، و كانوا ينشدون لأبي قيس بن الأسلت:

يا راكبا أ ما عرضت فبلّغن *** مغلغلة عني لؤي بن غالب

أقيموا لنا دينا حنيفا فأنتمو *** لنا سادة قد نهتدي بالذوائب

فقاتلوه، و قالوا:

أقيموا لنا دينا حنيفا فأنتم *** لنا قادة، قد تهتدي بالذوائب

و لعمري ما استراحوا من ذلك إلى أن القائد هو السيد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، نا أبو طاهر

ص: 250


1- كذا الاسم مكرر بالأصل.
2- البيت في ديوانه ط بيروت ص 220 و عجزه: شماريخ رضوى.

المخلّص، أنا رضوان بن أحمد، أنا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن محمّد بن إسحاق قال: و قال مصعب بن عمير فيما رأى من الإسلام و يقال هو لأبي قيس بن الأسلت (1):

فيا ربّ العباد إله موسى *** تلاف (2) الصعب منّا بالذلول

و يا ربّ العباد إذا ضللنا *** فيسّرنا المعروف السبيل

فلولا ربنا كنّا يهودا *** و ما دين اليهود بذي شكول

و لو لا ربنا كنّا نصارى *** مع الرهبان في جبل الخليل (3)

و لكنا خلقنا إذ خلقنا *** حنيفا ديننا عن كل جيل

نسوق الهدي يرسف مذعنات *** يكشف عن مناكبها الحلول

أخبرنا أبو العز بن كادش، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عبيد اللّه المرزباني، حدّثني أبو علي الحسين بن علي بن المرزبان النحوي، قال: قرأ علينا أبو عبد اللّه محمّد بن العباس الزيدي، قال: قرأت هذه الأبيات على عمي الفضل بن محمّد، و ذكر أنه قرأها على أبي المنهال عيينة بن المنهال و هو بالنقة (4) قال: أنشد - يعني ابن داحة - لأبي قيس بن الأسلت الأوسي (5):

من يذق الحرب يجد طعمها *** مرّا و يتركه بجعجاع (6)

قد حصّت (7) البيضة رأسي فما *** أطعم يوما (8) غير تهجاع

أسعى على جلّ بني مالك *** كل امرئ في شأنه ساعي

ليس قطا مثل قطيّ و لا *** المرعيّ في الأقوام كالراعي

و أضرب القونس (9) يوم الوغا *** بالسيف ما (10) يقصر به باعي

ص: 251


1- الأبيات في الوافي بالوفيات 342/16-343 منسوبة لأبي قيس بن الأسلت.
2- بالأصل: تلافى.
3- الوافي: الجليل.
4- كذا رسمها بالأصل.
5- الأبيات من قصيدة في المفضليات، المفضلية رقم 75 ص 283.
6- الجعجاع: المحبس في المكان الغليظ أو الضيق.
7- حصته: أذهبت شعره و نثرته لطول مكثها على رأسها.
8- في المفضليات: غمضا.
9- القونس: الحديدة الطويلة في أعلى البيضة (اللسان: قنس).
10- في المفضليات: لم يقصر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن موسى بن القاسم بن الصّلت المجبر (1)،ثنا أبو بكر محمّد بن القاسم بن بشار بن الأنباري - إملاء - حدّثني أبي، نا محمّد بن عمر الجرجاني قال: قال صالح بن حسان لجلسائه: أنشدوني أحسن بيت قالته العرب في صفة الثريا، فأنشدوه قول امرئ القيس:

كأنّ الثّريا علّقت في مضامها *** بأمراس كتّان إلى صمّ جندل (2)

قال: أريد أحسن من هذا فأنشدوه بيت ابن الزبير الأسدي:

و قد حرم العور الثريا كأنها *** به راية بيضاء تخفق للطّعن

فقال: أريد أحسن من هذا، فأنشدوه:

إذا ما الثّريا في السّماء كأنها *** جمان و هي من سلكة فتسرّعا

فقال: أريد أحسن من هذا، فأنشدوه:

و راحت لرايتها الثّريا كأنها *** لذي الأفق الغربي قرط مسلسل

فقال: أريد أحسن من هذا، فأنشدوه قول ذي الرّمّة (3):

وردت اعتسافا و الثريّا كأنها *** على قمّة الرأس ابن ماء محلّق (4)

يدق (5) على آثارها دبرانها *** فلا هو مسبوق و لا هو يلحق

بعشرين من صغر النجوم كأنها *** و إيّاه في الحرباء لو كان ينطق (6)

قلاص حداها راكب متعمّم *** هجائن قد كادت عليه تفرّق

ص: 252


1- بالأصل:«المحبر» انظر ترجمته في سير الأعلام 186/17.
2- الأبيات من المعلقة، و هو ملفق من بيتين فيها ص 39 و 49 و روايتهما: إذا ما الثريا في السماء تعرضت تعرّض أثناء الوشاح المفصل و الثاني: فيا لك من ليل كأن نجومه بأمراس كتاب إلى صم جندل
3- الأبيات في ديوانه ص 401.
4- اعتسافا أي على غير اهتدائه. و ابن ماء: طير من الطيور.
5- في الديوان: يدفّ .
6- في الديوان: بعشرين من صغرى... و إياه في الخضراء...

فقال: أريد أحسن من هذا فقالوا: ما يحضرنا شيء، قال: أين أنتم عن قول أبي قيس بن الأسلت الأنصاري:

و قد لاح في الغور الثريّا لمن يرى *** كعنقود ملاّحيّة حين نوّرا

أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه السّلمي - فيما قرأ عليّ إسناده و ناولني إيّاه و قال: اروه عني - أنا أبو علي محمّد بن الحسين، أنا أبو الفرج المعافى بن زكريا القاضي (1)،نا عبد اللّه بن منصور الحارثي، نا محمّد بن زكريا الغلاّبي، نا مهدي بن سابق، حدّثني الهيثم بن عدي، قال: كنّا جلوسا عند صالح بن حسان فقال: أنشدوني بيتا شريفا في امرأة خفرة، قلنا قول حاتم الطائي (2):

يضيء لها البيت الظليم خصاصه *** إذا هي يوما حاولت أن تبسّما

فقال: أريد أحسن من هذا، قلنا قول الأعشى (3):

فإنّ مشيتها من بيت خازنها *** مرّ السحابة لا ريث و لا عجل

قال: أريد أحسن من هذا، قلنا بيت ذي الرمّة (4):

تنوء بأولاها (5) فلأيا قيامها *** و تمشي الهوينا من قريب فتبهر

قال: أريد أحسن من هذا، قلنا: ما عندنا شيء، قال: بيت أبي قيس بن الأسلت:

و يكرمنها (6) جاراتها فيزرنها *** و تعتل عن إتيانهنّ فتعذر

ثم قال: أ تدرون أحسن بيت و صفت به الثريا؟ قلنا: بيت ابن الزّبير (7):

و قد لاح في الجو الثريا كأنه *** به راية بيضاء تخفق للطّعن

قال: أريد أحسن من هذا، قلنا: بيت امرئ القيس:

ص: 253


1- الخبر في الجليس الصالح الكافي للمعافى بن زكريا 191/3 و ما بعدها.
2- ديوانه ص 234 و الجليس الصالح 192/3.
3- ديوانه ص 55 و الجليس الصالح 192/3.
4- البيت في ديوانه ص 227 و الجليس الصالح 192/3.
5- الديوان: بأخراها.
6- عن الجليس الصالح، و بالأصل:«و لرمتها».
7- البيت في الجليس الصالح، و عيون الأخبار 186/2.

إذا ما الثريا في السّماء تعرّضت *** تعرّض أثناء الوشاح المفصّل (1)

قال: أريد أحسن من هذا، قلت: بيت ابن الطثرية:

إذا ما الثريا في السماء كأنها *** جمان و هى من سلكه فتسرّعا

و قال: أريد أحسن من هذا، قلنا: ما عندنا شيء، قال: بيت أبي قيس بن الأسلت:

و قد لاح في الجو (2) الثريا لمن رأى *** كعنقود ملاّحيّة حين نوّرا

قال القاضي: قول حاتم: البيت الظليم، أراد المظلم، و مفعل قد ينصرف إلى فعيل، و من ذلك قوله (3) عذاب أليم أي مؤلم قال اللّه تعالى: وَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرٰابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَ عَذٰابٌ أَلِيمٌ (4) و من هذا قول الشاعر:

و ترفع من صدور شمردلات *** يصك وجوههن وهج أليم

و منه سميع بمعنى مسمع قال الشاعر:

أ من ريحانة الداعي السميع *** يؤرّقني و أصحابي هجوع (5)

أراد المسمع. و قد يقال: سميع بمعنى سامع، و يأتي على فعيل للمبالغة مثل:

راحم و رحيم، و حافظ و حفيظ ، و عالم و عليم، و قادر و قدير، و ناصر و نصير، في نظائر لهذا كثيرة جدا.

و قول ذي الرمة: فلأيا قيامها: أي بطيء قال زهير (6):

وقفت بها من بعد عشرين حجة *** فلأيا عرفت الدار بعد توهّم

و قول أبي قيس: و يلزمنها (7) جاراتها، هكذا روي لنا على لغة من يأتي بعلامة

ص: 254


1- من معلقته ط بيروت ص 39. و الأثناء: النواحي، و الأثناء: الأوساط .
2- بالأصل:«الحوا» و المثبت عن الجليس الصالح 193/3.
3- بالأصل: و له.
4- سورة يونس، الآية:4.
5- نسبه بحواشي الجليس الصالح إلى عمرو بن معد يكرب.
6- شرح ديوان زهير ص 7.
7- كذا، و في الجليس الصالح: و يكرمنها.

الجمع مع تقدم الفعل و فراغه من الضمير كما قال الشاعر:

و لكن ديافي أبوه و أمّه *** بحوران يعصرن السّليط أقاربه (1)

الأفصح: و يلزمها (2) و قد مضى في بعض ما تقدّم من مجالسنا هذه قول لنا في هذا المعنى و تفريق بين علامة التثنية و الجمع في العلامة، و بين علامة التأنيث، و يستغنى عن إعادته في هذا الموضع، و قول أبي قيس بن الأسلت (3):«كعنقود ملاّحيّة» روي لنا هذا الخبر [ملاّحية] بتشديد اللام، و لغة العرب الفصيحة السائرة ملاحية يقولون: عنب ملاحيّ (4)،و رواة الحديث و الأخبار الذين لا علم لهم بكلام العرب يغلطون في هذا كثيرا و في ما أشبهه، و أرى أن الذين أوقعهم في هذا أنهم لما رأوا في هذا البيت ظهور الزحاف فيه إذا روي مخففا على الوجه الصحيح و سلامته من ذلك إذا شدد، ثم لم يعلموا جواز الزحاف و اطّراده و ظهور استعماله و إن أكثر الشعر مزاحف، و ما لا زحاف فيه قليل نزر جدا، و هذا البيت من الطويل الثاني و الزحاف فيه ذهاب ياء مفاعلين و ردّه إلى مفاعلن، و يسمى هذا النوع من الزحاف قبضا لذهاب خامس حروف الجزء، و يسمّى هذا الجزء الذي لحقه الزحاف مقبوضا، و قد تسقط نون مفاعيلن على معاقبة القبض فيه و هو ذهاب الياء و لا يجتمعان في السّقوط ، و يسمى هذا الزحاف الكفّ لذهاب السّابع من حروف جزئه، و يسمى هذا الجزء مكفوفا.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن العلاف - في كتابه - و أخبرني عنه أبو المعمر المبارك بن أحمد.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو علي بن جعفر بن المسلمة، و أبو الحسن بن العلاف، قالا: أنبأ أبو القاسم بن بشران، أنا أحمد بن إبراهيم الكندي، أنا محمّد بن جعفر الخرائطي، نا العبّاس بن الفضل الربعي، ثنا إسحاق بن إبراهيم، عن الهيثم بن عدي قال: قال صالح بن حسان يوما: هل تعرفون بيتا شريفا في امرأة خفرة ؟ قلنا: نعم، بيتا لحاتم في زوجة مارية ابنة عفزر:

ص: 255


1- البيت للفرزدق ديوانه ط بيروت ص 46 و بالأصل:«يجوزان يعصرون» و المثبت عن الديوان.
2- في الجليس الصالح: و يكرمها.
3- بالأصل: السلت.
4- في القاموس (ملح): و الملاحي كغرابي، و قد يشدد: عنب أبيض طويل، و نوع من التين.

يضيء لها البيت الظليم خصاصه *** إذا هي يوما حاولت أن تبسّما

قال: ما صنعتم شيئا؟ قال: قلنا: فبيت الأعشى:

كأنّ مشيتها من بيت جارتها *** مرّ السحابة لا ريب و لا عجل

قال: قد جعلتها تدخل و تخرج ؟ قلنا: نعم يا أبا محمّد، فأي بيت هو؟ قال: قول قيس بن الأسلت:

و يكرمنها جاراتها فيزرنها *** و تعتلّ عن إتيانهن فتعذر

كذا قال، و إنما هو أبو قيس.

و ذكر أبو حسان أنه مات في السّنة الثانية من الهجرة في ذي الحجة، و أن اسمه عبد اللّه بن الأسلت.

2907 - صيفي بن عليّة بن شامل

2907 - صيفي بن عليّة بن شامل (1)

وجّهه أبو عبيدة قائدا على خيل من مرج الصّفّر بعد وقعة اليرموك إلى فحل فيما ذكر سيف عن أبي عثمان الغساني عن خالد و عبادة، و ذلك فيما أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أبو بكر بن سيف، نا السري بن يحيى التميمي، نا شعيب بن إبراهيم التيمي، ثنا سيف بن عمر الأسيدي التميمي فذكره (2).

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني قال في باب عليّة: صيفي بن عليّة بن شامل أحد العشرة الذي سرّحهم أبو عبيدة إلى فحل.

قرأت على أبي محمّد السّلمي عن أبي نصر بن ماكولا (3)،قال: و أما عليّة بضم العين و فتح اللام و تشديد الياء المعجمة باثنتين من تحتها فهو صيفي بن عليّة بن شامل (4)أحد العشرة الذين سرّحهم أبو عبيدة إلى فحل.

ص: 256


1- ترجمته في الإصابة 197/2 و فيها:«علبة» بالباء الموحدة.
2- انظر الطبري ط بيروت 357/2 (حوادث سنة 13) و جاء فيه: علبة بالباء الموحدة.
3- الاكمال لابن ماكولا 255/6.
4- في الاكمال: شابل.

2908 - صيفي بن فسيل،

و يقال: فشيل (1) الرّبعي الشيباني الكوفي (2)

من شيعة علي بن أبي طالب.

سمع عثمان بن عفان، كان ممّن قدم به مع حجر بن عدي عذراء و قتل معه.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمرو بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3)،أنا عبد اللّه بن نمير، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي المليح، زعم أن الحكم بن أيوب بعثه إلى شهبة (4) بنت عمير الشيبانية، فقالت: نعي إليّ زوجي من قندابيل (5) بن صيفي بن فسيل (6)،فتزوجت بعده للعبّاس بن ظريف أخا بني قيس، ثم ان زوجي الأول جاء فارتفعنا إلى عثمان، فأشرف علينا فقال: كيف أقضي بينكم و أنا على حالي هذه ؟ قالوا:

فإنّا قد رضينا بقضائك، فخير الرجل الأول بين الصّداق أو المرأة، فاختار الصّداق، قالت: فأخذ منّي ألفين و أخذ من الزوج الآخر ألفين، و كانت له أمّ ولد تزوجت فولدت أولادا كثيرا، فردّها علي بن أبي طالب و ولدها على سيّدها و جعل لأبيهم أن يفتكهم إذا شاء.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو محمّد عبيد بن محمّد بن مهدي الصيدلاني، قالا: أنا أبو العباس بن يعقوب، ثنا يحيى بن أبي طالب قال: قال أبو نصر - يعني عبد الوهاب بن عطاء - سألت سعيدا عن المفقود.

و أخبرنا عن قتادة، عن أبي المليح الهذلي أنه قال:

ص: 257


1- بالأصل:«فسيل» و المثبت عن مختصر ابن منظور 124/11 و في الوافي بالوفيات: قشيل: بالقاف و الشين المعجمة.
2- ترجمته في الوافي بالوفيات 343/15 و انظر الطبري و الكامل لابن عدي و البداية و النهاية (الفهارس).
3- الخبر في طبقات ابن سعد 471/8 في ترجمة سهيّة بنت عمير.
4- في ابن سعد: سهيّة.
5- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل، و بعدها أضيف «بن» بينها و بين صيفي، و الصواب ما أثبت، و قندابيل: مدينة بالسند (انظر معجم البلدان).
6- ابن سعد: قسيل (بالقاف).

بعثني الحكم بن أيوب إلى شهبة (1) بنت عمير الشيبانية أسألها فحدّثني أن زوجها صيفي بن فسيل نعي لها من قندابيل، فتزوجت بعده العباس بن ظريف القيسي، ثم إن زوجها الأول قدم، فأتيا عثمان بن عفّان فأشرف علينا فقال: كيف أقضي بينكم و أنا على هذه الحال ؟ فقلنا: قد رضينا بقولك، فقضى أن يخيّر الرجل الأوّل بين الصّداق و بين امرأته، ثم قتل عثمان فأتيا عليا، فقضى بما قال عثمان، قال: فخيّر الزوج الأوّل بين الصّداق و بين امرأته فاختار الصّداق، فأخذ مني ألفين و هو صداقه الذي كان جعل للمرأة، قال: و كانت له أمّ ولد قد تزوجت من بعده و ولدت لزوجها أولاد فردّها عليه و جعل لأبيهم أن يقتلهم.

قال عبد الوهاب: قال سعيد: و حدّثني أيوب، عن أبي (2) المليح بمثل هذا الحديث غير أن أيوب قال: جعل أولادها لأبيهم قال: و كان قتادة يقول: يأخذ الصّداق الآخر، و عن قتادة عن الحسن أنه قال: يأخذ الصّداق الأوّل.

قرأت عن أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين عن (3) عبد العزيز الكتّاني، أنا عبد الوهاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا محمّد بن جرير (4) قال: قال هشام بن محمّد قال أبو مخنف: حدّثني المجالد بن سعيد، عن الشعبي، و زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق، قالا: جاء قيس بن عبّاد الشّيباني إلى زياد فقال: إنّ امرأ منا من بني همام يقال له صيفي بن فسيل من رءوس أصحاب حجر و هو أشد الناس عليك، فبعث زياد (5) فأتي به فقال: يا عدو اللّه ما تقول في أبي تراب ؟ فقال: ما أعرف أبا تراب، قال: ما أعرفك به، قال: ما أعرفه، قال: أ ما تعرف علي بن أبي طالب ؟ قال: بلى، قال: فذاك أبو تراب، قال: كلا، ذاك أبو الحسن و الحسين، فقال له صاحب شرطته (6) يقول لك الأمير هو أبو تراب و تقول أنت: لا، قال: و إن كذب الأمير أ تريد أن أن أكذب، أو أشهد له على باطل كما شهد! قال له زياد:

ص: 258


1- تقرأ بالأصل:«شهيمة» و كتبت فوقها «بهبة» و المثبت قياسا إلى الرواية السابقة.
2- بالأصل: ابن.
3- بالأصل: بن.
4- الخبر في تاريخ الطبري ط بيروت 224/3-225 (حوادث سنة 51).
5- بالأصل: زيادا.
6- عن «شرطية» و في الطبري: صاحب الشرطة.

و هذا أيضا مع ذنبك، علي بالعصا، فأتي بها و قال: ما قولك في علي ؟ قال: أحسن قول أنا قائله في عبد من عباد اللّه المؤمنين، قال: اضربوا عاتقه بالعصا حتى يلصق بالأرض، فضربوه حتى لصق بالأرض، ثم قال: أقلعوا عنه، ايه ما قولك في علي ؟ قال: و اللّه لو شرّحتني بالمواسي و المدي ما قلت في علي إلاّ ما سمعت منّي، قال: لتلعننه أو لأضربن عنقك، قال: إذا تضربها، و اللّه قبل ذلك، فإن أبيت إلاّ أن تضربها رضيت باللّه و شقيت أنت، قال: ادفعوا في رقبته، ثم قال: أوقروه حديدا، و ألقوه في السجن.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن محمّد بن علي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران (1)،نا موسى بن زكريا، ثنا خليفة بن خياط (2) قال: سنة إحدى و خمسين فيها قتل معاوية حجر بن علي و من معه محرز بن شهاب، و قبيصة بن حرملة، و صيفي بن فسيل من ربيعة.

و ذكر غيره أن قتلهم كان في سنة ثلاث و خمسين، و قد ذكرت مقتله في ترجمة أرقم بن عبد اللّه.

2909 - صيفي بن هلال

وفد على عمر بن عبد العزيز.

روى عنه: مسهر بن عبيد.

أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسين قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (3)[قال:] صيفي بن هلال، و كان قد قرأ الكتب قاله يزيد بن هارون عن هشام بن حسان، عن واصل مولى أبي (4) عيينة عن موسى بن عبيدة.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي

ص: 259


1- بالأصل:«أنا أحمد بن عمران بن إسحاق، نا عمران» و السند مضطرب و فيه زيادة و سقط ، و الصواب ما أثبت من حذف و زيادة قياسا إلى أسانيد مماثلة.
2- الخبر في تاريخ خليفة بن خياط ص 213 (حوادث سنة 51).
3- التاريخ الكبير 324/4.
4- بالأصل:«ابن» و المثبت عن البخاري و ابن أبي حاتم.

-إجازة - أنا أبو محمّد بن أبي حاتم.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا أبو الحسن، أنا أبو محمّد (1) قال: صيفي بن هلال، و كان قد قرأ الكتب، قدم على عمر بن عبد العزيز، روى عنه واصل مولى أبي (2) عيينة، و موسى بن عبيد (3)،سمعت أبي يقول ذلك.

ص: 260


1- الجرح و التعديل 448/4.
2- بالأصل:«ابن» و المثبت عن البخاري و ابن أبي حاتم.
3- كذا، و مرّ قريبا عن البخاري:«موسى بن عبيدة» و في الثقات:«يونس بن عبيد».

حرف الضّاد

ذكر من اسمه ضحّاك

2910 - الضّحّاك بن أحمد بن الضّحّاك بن أحمد بن عبد الجبّار

أبو العشائر المقرئ الخولاني

حدّث عن أبي محمّد عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن علي بن أبي العجائز الأزدي، و محمّد بن علي بن الحداد.

سمع منه: نجاء بن أحمد، و عمر الدّهستاني و طاهر الخشوعي، و عبد اللّه بن أحمد بن السّمرقندي.

أنبأنا أبو محمّد بن السّمرقندي، أنا الضّحّاك بن أحمد بن الضّحّاك بن محمّد بن عبد الجبّار المزني الخولاني، أبو العشائر - بدمشق - أنا عبد اللّه بن علي بن عبد الرّحمن الأزدي، أنا عبد الرّحمن بن القاسم التميمي، أنا أبو الحسن القرشي، نا أحمد بن حازم الكوفي، نا بكر بن عبد الرّحمن، نا قيس بن أبي هاشم، عن عبد الوارث، عن أنس عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«من أفطر يوما من رمضان من غير علّة فعليه صيام شهر»[5250].

قال ابن السّمرقندي: أخبرناه عاليا عبد اللّه بن علي الأزدي.

2911 - الضّحّاك بن الحسين

أبو محمّد الأسدي الأسترآباذي (1)

سمع بدمشق هشام بن عمّار، و بجرجان: إسماعيل بن سعيد الكسائي.

ص: 261


1- ترجمته في تاريخ جرجان للسهمي ص 234. و الأسترآباذي بالفتح ثم السكون و فتح التاء المثناة (كما في معجم البلدان) و في الأنساب (بكسر الألف) نسبة إلى أسترآباذ بلدة كبيرة من أعمال طبرستان بين سارية و جرجان.

روى عنه: أبو نعيم الأسترآباذي، و ابنه نعيم بن أبي نعيم، و أبو العباس بن مالك.

أخبرني أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف في تاريخ جرجان (1) قال: الضّحّاك بن الحسين أبو محمّد الأسدي الأسترآباذي مات سنة تسع و ثمانين و مائتين لخمس بقين من شعبان.

روى عن: إسماعيل بن سعيد (2) الكسائي، و هشام بن عمّار و غيرهما، روى عنه نعيم بن أبي نعيم الأسترآباذي [و أبو نعيم عبد الملك بن محمّد بن عدي] (3)،و أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن مالك.

2912 - الضّحّاك بن أيمن الكلبي من بني عوف

2912 - الضّحّاك بن أيمن الكلبي من بني عوف (4)

كان مع الوليد بن يزيد (5) حين قتل، له ذكر.

2913 - الضحّاك بن حكيم بن أحمد

أبو جميل البيع

حدّث عن عبد اللّه بن النعمان البقّال.

روى عنه: علي بن محمّد الحنّائي (6).

قرأت بخط أبي الحسن الحنّائي، أنا أبو جميل ضحّاك بن حكيم البيع، نا عبد اللّه بن النعمان البقّال، نا علي بن يعقوب بن إبراهيم الفرضي، نا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو النصري (7)،نا سعد بن سليمان، عن سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال، عن عبد اللّه بن الصامت، عن أبي ذرّ قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«غفار

ص: 262


1- تاريخ جرجان رقم 378.
2- عن تاريخ جرجان، و بالأصل: مسعدة.
3- ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ جرجان.
4- له ترجمة في تهذيب الكمال 154/9 و تهذيب التهذيب 566/2 و ميزان الاعتدال 322/2.
5- سقطت من الأصل و كتبت فوق الكلام بين السطرين.
6- تقرأ:«الحبابي» و الصواب ما أثبت، و مرّ التعريف به.
7- بالأصل:«البصري» و الصواب ما أثبت، و مرّ التعريف به.

غفر اللّه لها، و أسلم سالمها اللّه»[5251].

أخبرتنا به عالية أم المجتبى العلوية قالت: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا هدبة بن خالد، نا سليمان بن المغيرة، أنا حميد بن هلال، عن عبد اللّه بن الصامت، قال: قال أبو ذرّ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«غفار غفر اللّه لها، و أسلم سالمها اللّه» في حديث طويل[5252].

2914 - الضّحّاك بن زمل بن عبد الرّحمن،

و يقال: ابن زمل بن عبد اللّه،

و يقال: ابن زمل بن عمرو، السّكسكي

من أهل بيت لهيا من قرى دمشق.

حدّث عن أبيه، و أبي أسماء السّكسكي. و حكى عن سليم بن عبد الملك، و خالد القسري.

روى عنه: الهيثم بن عدي، و أبو مسهر.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر محمّد بن عبيد اللّه بن محمّد بن الفتح بن الشخير، نا أحمد بن محمّد بن أبي شيبة، نا فضل بن سهل الأعرج، نا إبراهيم بن سلمة الطبراني، ثنا أبو عبد الرّحمن الطائي، عن الضّحّاك بن زمل السّكسكي، عن أبي أسماء السّكسكي، عن عمرو بن مرّة الجهني، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من كذب عليّ متعمّدا فليتبوأ مقعده من النار»[5253].

أنبأنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني زكريا بن يحيى بن عمر الطائي، نا أبو عبد الرّحمن الطائي، عن الضّحّاك بن زمل: أن معاوية قال لزياد: ما بلغ من سياستك يا أبا المغيرة ؟ قال: أقمتم بعد جنف (1) و كففتم عما لا يعرف بما يعرف، فأذعن المعاند عن الحق رغبة، و خضع المبتدع رهبة، قال: بم صيرتهم إلى ذلك ؟ قال:

بالمرهفات القواضب، أمضيتها بالعزم يتبعه الحزم، قال: لكني ضبطت ملكي

ص: 263


1- بالأصل: حنف، و الصواب ما أثبت عن اللسان، و الجنف: الميل و الجور.

بالحكم (1) عند انبراء القوي الألدّ مع تودّدي إلى العامة، و أداء حقوقهم، و تعقيب نعوتهم (2)،فسلمت لي الصّدور عفوا، و انقادت الأجنبة طوعا، فأنا أسوس منك، قال:

صدقت.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأ رشأ بن المعدل، أنا الحسن بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، نا علي بن سعيد، نا الهيثم بن مروان.

ح قال: و نا إبراهيم الحربي، نا الهيثم بن مروان، أنا أبو مسهر، عن الضّحّاك بن زمل قال:

ذكر عند سليمان بن عبد الملك الكلام و نبله و الصمت و حسنه، فقال سليمان:

غفرا، غفرا، من قدر أن يحسن الكلام قدر أن يحسن الصمت، و ليس كل من أحسن الصمت قدر أن يحسن الكلام - و في حديث علي: عفوا عفوا؛ و في حديث الحربي:

و ليس كل من قدر أن يحسن-.

أنبأنا أبو حفص عمر بن ظفر المغازلي، أنا المبارك بن عبد الجبّار بن أحمد، أنا أبو علي الحسن بن علي بن محمّد بن موسى الشاموخي (3)،أنا عمر بن محمّد بن سيف - إجازة - نا عبد اللّه بن سليمان الأشعث، نا عبد الملك بن محمّد الرقاشي.

حدّثني أحمد بن جميل المكي، نا الهيثم، حدّثني الضّحّاك بن زمل قال:

شهدت سليمان بن عبد الملك و هو يعرض الخيل بدابق، فقام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين إن «أبانا» (4) هلك، و عمد «أخانا» (5) فأخذ مالنا، فقال: لا رحم اللّه أباك، و لا أجار أخاك، و لا ردّ عليك مالك، يا غلام، السّوط ، قال: فأوّل سوط ضرب قال:

بسم اللّه، قال: دعوا عدو اللّه، لو كان تاركا اللحن في وقت لتركه الآن.

أخبرنا خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء،

ص: 264


1- كذا بالأصل، و لعله:«بالحلم» و هو أشبه.
2- كذا.
3- بالأصل:«الساموجي» و الصواب ما أثبت عن الأنساب، ذكره السمعاني و ترجم له. و الشاموخي نسبة إلى شاموخ و هي قرية بنواحي البصرة.
4- كذا بالأصل:«أبانا» و هو خطأ «أبينا».
5- كذا بالأصل: و الصواب «أخونا».

أنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن يحيى بن ياسر الجوبري (1)-قراءة عليه - أنا أبي - إجازة - أنا عثمان بن محمّد الذهبي بدمشق، نا الحارث بن أبي أسامة، قال: و فيما قرأنا على المدائني قال: قال الضّحّاك بن زمل ليزيد بن عبد الملك:

حليم إذا ما قال عاقب مجملا *** أشد العقاب أو عفا لم يثرّب

فعفوا أمير المؤمنين و حسبه *** فما يحتسب من صالح لك يكتب

أساءوا فإن تعفو فإنك قادر *** و أفضل حلم حسبة حلم مغضب

و ذكر غيره أن هذه الأبيات لكثيّر عزّة.

و ذلك فيما أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق بن خربان، نا أحمد بن عمران، نا موسى التستري، نا خليفة العصفري (2)،قال: لما أدخلوا - يعني آل المهلّب بن أبي صفرة - على يزيد بن عبد الملك قام كثيّر بن أبي جمعة الذي يقال له كثيّر عزّة فقال (3):

حليم إذا ما نال عاقب مجملا *** أشدّ العقاب أو عفا لم يثرّب (4)

فعفوا أمير المؤمنين و حسبة *** فما يحتسب (5) من صالح لك يكتب

أساءوا (6) فإن تعفو فإنّك قادر *** و أعظم حلم حسبة حلم مغضب

نفتهم قريش عن (7) محلّة واسط *** و ذو يمن بالمشرفيّ المشطّب

فقال يزيد: أطت بك الرحم، فلا سبيل لك إلى ذلك، من كان له قبل آل المهلّب دم فليقم، و دفعهم إليهم حتى قتل نحو من ثمانين.

قال: و نا خليفة (8) قال في تسمية عمّال الوليد بن يزيد اليمن الضّحّاك بن زمل حتى قتل الوليد - يعني بأيام يزيد بن الوليد - لمّا وقعت الفتنة وثب عبد اللّه بن يحيى

ص: 265


1- بالأصل:«الحويري» و الصواب ما أثبت. ترجمته في سير الأعلام 415/17.
2- الخبر و الأبيات في تاريخ خليفة بن خياط ص 326 حوادث سنة 102، و انظر العقد الفريد 442/4.
3- الأبيات في ديوان كثيّر ط بيروت ص 47 من قصيدة يمدح يزيد بن عبد الملك و يتشفع في آل المهلب.
4- لم يثرب أي لم يعير و لم يوبخ.
5- الديوان:«فما تكتسب» و المثبت يوافق رواية خليفة و فيها «تحتسب».
6- في الديوان: أساءوا فإن تغفر فإنك أهله و أفضل حلم...
7- الديوان: عن أباطح مكة.
8- تاريخ خليفة بن خياط ص 366 و 407.

-يعني المعروف بطالب الحق الخارجي - فأخرج الضّحّاك بن زمل عنها فوجه مروان عبد الملك بن محمّد فقتل عبد اللّه بن يحيى.

و ذكر عبيد بن محمّد الكشوري صاحب تاريخ اليمن: أن يزيد بن الوليد بعث الضّحّاك بن زمل على اليمن و حضر موت فمكث سنتين و أشهرا.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

قال: و أخبرنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (1) قال: الضّحّاك بن زمل بن عمرو السّكسكي روى عن أبيه، روى عنه الهيثم بن عديّ ، سمعت أبي يقول ذلك.

2915 - الضحّاك بن عبد اللّه

أبو محمّد، و قيل: أبو شيبة الهندي

مولى أبي منصور المطرّز الهروي.

قدم دمشق، و حدّث بها و بصور عن أبي عبد اللّه محمّد بن أحمد الشيرازي، و أبي الحسن علي بن محمّد الطرازي، و أبي الخير عبد السّلام بن محمّد البغدادي، و حمزة السهمي، و أبي حاتم محمّد بن إبراهيم بن الفضل بن العبّاس الجوني، و أبي إبراهيم جعفر بن محمّد بن ظفر الحسيني، و محمّد بن محمّد بن سحنون.

روى عنه: أبو الحسن علي بن أحمد بن يوسف الهكّاري، و عبد العزيز الكتّاني، و نصر بن إبراهيم الزاهد، و سهل بن بشر، و كنّاه أبا شيبة - و أبو عبد اللّه بن أبي الحديد - و كنّاه أبا محمّد كما كنّاه الكتّاني.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو محمّد ضحّاك بن عبد اللّه الهندي، قدم علينا، نا علي بن محمّد الطرازي، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب الأصم، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم المصري، نا أنس بن عياض، أبو ضمرة المدني، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن حكيم قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«اليد العليا خير من اليد السّفلى، و ابدأ بمن تعول»[5254].

ص: 266


1- الجرح و التعديل 461/4.

أخبرناه عاليا أبو بكر البيروتي - في كتابه - و أخبرنا عنه أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن حبيب، و أبو منصور بن.... (1) بن عبد اللّه عنه، قال: أنبأ أبو سعيد محمّد بن موسى بن الفضل الصّيرفي، نا أبو العبّاس الأصم، فذكر بإسناده مثله، و زاد:«و خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى، من يستعفّ يعفّه اللّه و من استغنى أغناه اللّه».

2916 - الضحّاك بن عبد الرّحمن بن أبي حوشب،

و يقال: ابن حوشب بن أبي حوشب

أبو زرعة، يقال: أبو بشر النصري (2)

أدرك واثلة بن الأسقع.

و روى عن بلال بن سعد، و عن من سمع ثوبان، و أبي عبد اللّه (3) مسلم بن مشكم (4)،و مكحول، و القاسم بن مخيمرة.

روى عنه الوليد بن مسلم، و صدقة بن المنتصر أبو شعبة الشّعباني، و الوليد بن مزيد العذري البيروتي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، و أبو الحسين بن الفراء، قالا: ثنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن الفتح الحنبلي، نا عبد اللّه بن أبي داود، ثنا كثير بن عبيد، نا الوليد بن مسلم، عن الضّحّاك بن أبي حوشب، قال:

سمعت القاسم بن مخيمرة يقول: تعلّم النحو، أوّله شغل و آخره بغي.

قرأت على أبي (5) عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا داود بن رشيد، نا الوليد بن مسلم، عن الضّحّاك بن عبد الرّحمن بن أبي حوشب قال: رأيت واثلة يخضب بالحنّاء.

ص: 267


1- رسمها بالأصل:«عر».
2- ترجمته في تهذيب الكمال 160/9 و تهذيب التهذيب 567/2 و ميزان الاعتدال 324/2 و الوافي بالوفيات 354/16.
3- في تهذيب الكمال:«عبيد اللّه» و المثبت يوافق ما جاء في تقريب التهذيب.
4- ضبطت عن تقريب التهذيب بكسر الميم و سكون المعجمة و فتح الكاف.
5- كتبت فوق الكلام بين السطرين.

أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد الحلواني، ثم وثنا أبو بكر بن خلف - إملاء - أنبأ الشيخ أبو يحيى سهل بن عبد اللّه الحوري، نا أبو العبّاس الأصم حدّثنا.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو (1) عبد اللّه الحافظ ، و محمّد بن موسى قالا: أبو العباس الأصم [محمّد] بن يعقوب، أنا العبّاس بن الوليد، أخبرني أبي قال: سمعت أبا بشر الضّحّاك بن عبد الرّحمن بن حوشب البصري، قال: سمعت بلال بن سعد يقول في موعظته: عباد الرّحمن؛ لو سلمتم من الخطايا فلم تعلموا (2) فيما بينكم و بين اللّه خطيئة، و لم تتركوا للّه طاعة إلاّ أجهدتم أنفسكم في أدائها إلاّ حبّكم الدنيا لوسعكم ذلك شرا، إلاّ أن يتجاوز اللّه تعالى و يعفو.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (3)،قال: الضّحّاك بن عبد الرّحمن بن حوشب بن أبي حوشب، عن من سمع ثوبان، روى عنه الوليد بن مسلم.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا عبد الرّحمن بن محمّد، أنا أحمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم (4)،قال: الضّحّاك بن عبد الرّحمن بن أبي حوشب، روى عن بلال بن سعد، و عن من سمع ثوبان، روى عنه الوليد بن مسلم، و الوليد بن مزيد البيروتي، و صدقة بن المنتصر، سمعت أبي يقول ذلك، و يقال (5):هو من أجلّة أهل الشام.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو القاسم تمام بن

ص: 268


1- كتبت فوق الكلام بين السطرين.
2- كذا بالأصل، و لعل الصواب:«تعملوا».
3- التاريخ الكبير 333/4.
4- الجرح و التعديل 463/4.
5- كذا، و في الجرح و التعديل:«و سمعته يقول» بدل:«و يقال».

محمّد، أنبأ أبو عبد الكندي، أنا أبو زرعة قال في تسمية الأصاغر من أصحاب واثلة:

الضّحّاك بن أبي حوشب، قال: و قال أبو زرعة في تسمية أصحاب مكحول:

الضّحّاك بن أبي عبد الرّحمن بن حوشب النصري، قال: كان مكحول يغزو ذلك الزمان-.

أخبرنا أبو محمّد أيضا، نا عبد العزيز، أنا تمام - إجازة - و أبا جعفر بن محمّد الكندي، نا أبو زرعة الدمشقي قال في تسمية من يكنى بأبي زرعة: و أبو زرعة الضّحّاك بن عبد الرّحمن بن أبي حوشب، سألت عنه عبد الرّحمن بن إبراهيم، فقال:

ثقة، ثبت، من أهل دمشق.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب (1)،أنا أبو الحسن بن جوصا - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهاب بن الحسن، قال: أنا أبو الحسن - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة: الضّحّاك بن عبد الرّحمن بن أبي حوشب، يكنى أبا زرعة، قال أبو الحسن بن جوصا: ابن عبد الرّحمن بن أبي حوشب النّصري، يكنى أبا زرعة، قال أبو الحسن بن جوصا: ابن عبد الرّحمن بن أبي حوشب النّصري، يكنى أبا زرعة، كناه له أبو زرعة، و محمود.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب (2) قال: قلت له - يعني عبد الرّحمن بن إبراهيم: الضّحّاك بن عبد الرّحمن بن أبي حوشب النّصري - قال: هم أهل بيت شرف (3)،و لهم حال.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (4) قال: قلت - يعني لدحيم-: ما تقول في الضّحّاك بن عبد الرّحمن بن أبي حوشب النّصري ؟ فقال: ثقة من أهل دمشق.

ص: 269


1- بالأصل: غياث، و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
2- المعرفة و التاريخ 395/2 و تهذيب الكمال 160/9.
3- في المعرفة و التاريخ:«شريف» و في تهذيب الكمال: لهم شرف.
4- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 395/1.

2917 - الضّحّاك بن عبد الرّحمن بن عرزب و يقال: عرزم

أبو عبد الرّحمن الأشعري (1)(2)

من أهل الأردن، استعمله عمر بن عبد العزيز على دمشق.

روى عن أبي موسى، و أبي هريرة، و عبد الرّحمن بن غنم، و ابنه، و عبد الرّحمن بن أبي ليلى.

روى عنه مكحول، و عدي بن عدي، و أبو سنان عيسى بن سنان، و عبد اللّه بن نعيم الأردنّي، و عبد اللّه بن العلاء بن زبر، و الأوزاعي، و عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب - لفظا - أنا أبو القاسم حمزة بن محمّد بن الحسن الزبيري - بدمشق قراءة - قالا: أنا عبد الرّحمن بن عبيد اللّه الحرفي، أنا أحمد بن سليمان، نا معاذ بن المثنّى، نا يحيى بن نصير، نا الفضل بن حبيب السّراج، عن عبد اللّه بن العلاء - يعني ابن زبر - عن الضّحّاك بن عبد الرّحمن، قال: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إن أوّل ما يسأل اللّه عنه العبد يوم القيامة من النعيم أن يقال له: أ لم نصحّ جسمك، و نروك من الماء البارد؟» [5255].

أخبرناه عاليا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أخبرني أبو بكر أحمد بن محمّد بن سرام، أنا أبو بكر محمّد بن جعفر بن محمّد بن سهل السامري، نا عباس بن محمّد الدوري، نا شبابة بن سوّار، عن عبد اللّه بن العلاء بن زبر، نا الضّحّاك بن عرزم، قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أوّل ما يسأل عنه العبد من النعيم أمران: يقال له: أ لم نصحّ جسمك، و نروك من الماء البارد؟» [5256].

و أخبرناه أبو القاسم أيضا، أنا رشأ، أنبأ الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا عبّاس بن محمّد الدوري، نا شبابة بن سوّار، نا عبد اللّه بن العلاء، عن

ص: 270


1- في تهذيب الكمال: الأشقري.
2- ترجمته في تهذيب الكمال 161/9 تهذيب التهذيب 568/2 الوافي بالوفيات 355/16 ميزان الاعتدال 324/2 و سير الأعلام 603/4.

الضّحّاك بن عبد اللّه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«إن أوّل ما يسأل العبد يوم القيامة أن يقال له: أ لم أصحّ جسمك، و أروك من الماء البارد»؟. رواه إبراهيم بن عبد اللّه، عن أبيه.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو بكر محمّد بن علي بن محمّد بن النضر الديباجي، نا أبو نصر محمّد بن حمدويه بن سهل بن يزداد المروزي، حدّثنا عبد اللّه بن حمّاد الآملي، نا إبراهيم بن عبد اللّه بن العلاء العبدي، نا أبي عبد اللّه بن العلاء بن زبر، حدّثني الضّحّاك بن عرزب، عن أبي هريرة، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«إن اللّه عز و جل أوّل ما يحاسب به العبد يوم القيامة أن يقال له:

أ لم أصحّ جسمك، و أروك من الماء البارد»، و رواه زيد بن يحيى بن عبيد، عن عبد اللّه[5257].

أخبرناه أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن يوسف بن بشر بن النضر الهروي، نا أبو عتبة أحمد بن الفرج بن سليمان الحمصي، نا زيد بن يحيى بن عبيد، نا عبد اللّه بن العلاء بن زبر، عن الضّحّاك بن عبد الرّحمن بن عرزب، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أوّل ما يحاسب به العبد يوم القيامة أن يقال له: أ لم أصحّ جسمك، أ لم أروك من الماء البارد»؟ [5258].

أخبرنا أبو منصور محمود بن أحمد بن عبد المنعم، أنا أبو علي الحسن بن عمر بن الحسن بن يونس، أنا أبو عمر القاسم بن جعفر، نا أبو هاشم عبد الغافر بن سلامة الحمصي، نا يحيى بن عثمان، نا زيد بن يحيى بن عبيد الدمشقي، نا عبد اللّه بن العلاء - يعني ابن زبر - قال: سمعت الضّحّاك بن عبد الرّحمن بن عرزب، و أبي عمر بن عبد العزيز على دمشق و هو على منبرها و يقول: حدّثني أبو هريرة أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«أوّل ما يحاسب اللّه به العبد يوم القيامة أن يقال له: أ لم أصحّ جسمك، و أرويك من الماء البارد»؟ [5259].

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر بن علي، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين بن الطّيّوري، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد أبو الفضل: و محمّد بن الحسن قالا:- أبو أبو

ص: 271

بكر السّيرافي، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو عبد اللّه البخاري (1)،قال: الضّحّاك بن عبد الرّحمن بن عرزب الأشعري، سمع أبا موسى، و عبد الرّحمن بن غنم، روى عنه مكحول، و يقال: ابن عرزم.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل الأديب - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (2)قال: الضّحّاك بن عبد الرحمن بن عرزب، و يقال: ابن عرزم، و عرزب (3) أصح، روى عن أبي موسى الأشعري، مرسل، و أبي هريرة، و عبد الرحمن بن غنم، روى عنه مكحول، و عدي بن عدي، و أبو سنان عيسى بن سنان، و عبد اللّه (4) بن نعيم الأزدي (5)،سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد اللّه، أنبأ محمود بن القاسم بن محمّد، و أحمد بن عبد الصمد، قالوا: أنا عبد الجبار بن محمّد، أنا محمّد بن أحمد بن محبوب، أنا محمّد بن عيسى بن سورة، قال: الضّحّاك بن عبد الرحمن بن عرزب، و يقال: ابن عرزم.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا جعفر بن محمّد، نا أبو زرعة قال في الطبقة الثالثة: الضّحّاك بن عبد الرحمن بن عرزب الأشعري، أردني.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب (6)،أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو

ص: 272


1- التاريخ الكبير 333/4.
2- الجرح و التعديل 459/4.
3- بالأصل بتقديم الزاي، خطأ.
4- عن الجرح و التعديل و بالأصل: عبد الرحمن.
5- كذا بالأصل و أصل الجرح و التعديل، و صوّبه محققه:«الأردني» و قد مرّ قريبا «الأردني».
6- بالأصل: غياث خطأ، و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.

الحسن الربعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: الضّحّاك بن عبد الرحمن بن عرزب الأشعري الأردني، ولي دمشق، ولاّه عمر بن عبد العزيز، و يزيد، و هشام.

قال ابن جوصا: نا معاوية، عن هارون بن عبد الغني، عن ابنه قال: دخل مرداس بن قيس على الضّحّاك بن عبد الرحمن فقال: السلام عليكم، كيف حالك أبا عبد الرحمن.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن منده.

و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمي أبو القاسم عن أبيه أبي عبد اللّه، قال:

قال: أنا أبو سعيد بن يونس: الضّحّاك بن عبد الرحمن بن عرزب الأشعري، من أهل طبرية، قدم مصر و كتب عنه.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمّد بن الحسن، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أبو الطيب الكوكبي، ثنا أبو بكر بن أبي خيثمة، أخبرني أبو محمّد التميمي صاحب لي ثقة، نا أبو مسهر عن إسماعيل بن عبد اللّه بن سماعة، عن الأوزاعي، حدّثني مكحول، عن الضّحّاك بن عبد الرحمن بن عرزب الأشعري، من أهل الأردن، و كان ولي دمشق مرتين، و كان عمر بن عبد العزيز مات و هو وال عليها، و كان من خير الولاة.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصّيرفي، أنا منصور بن الحسين، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو عروبة، نا عمرو بن عثمان، نا خالد بن يزيد، عن جعونة قال:

لما ولي عمر بن عبد العزيز [ولّى] (1) النضر بن أبرهة فلسطين [و] (2) ولي أيوب بن شرحبيل مصر، و ولى الأردن عبادة بن نسي، و ولّى دمشق الضّحّاك بن عبد الرحمن بن عرزب الأشعري، و ولّى حمص يزيد بن حصين السّكوني، و ولّى الوليد بن هشام المعيطي قنسرين (3)،و ولّى عدي بن عدي الجزيرة، و ولّى يحيى بن يحيى الغسّاني الموصل، و ولّى الحارث بن عمرو الطائي أرمينية، و ولّى الكوفة

ص: 273


1- زيادة منا للإيضاح.
2- زيادة منا للإيضاح.
3- غير مقروءة بالأصل، و لعل الصواب ما أثبت، انظر تاريخ خليفة بن خياط ص 323 في تسمية عمّال عمر بن عبد العزيز و فيه: قنسرين: الوليد بن هشام بن الوليد بن عقبة.

عبد الحميد بن عبد الرحمن العدوي، و ولّى البصرة عدي بن أرطأة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد العتيقي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالوا:

أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي (1)، قال: الضّحّاك بن عبد الرحمن بن عرزب الأشعري شامي، تابعي [ثقة] (2)(3).

2918 - الضّحّاك بن عقبة المدني قاضي أذرعات

حدّث عن رجل من أهل المدينة.

روى عنه: هشام بن عمّار.

حدّثني أبو بكر يحيى بن إبراهيم بن أحمد السّلماسي، أنا الأديب أبو الوفاء خليل بن شعبان بن إبراهيم، أنا جدي عبد اللّه بن شادي، أنا أبو سعيد محمود بن عمر المراغي الخطيب، نا القاضي أبو سالم سعد بن نبهان بن سعيد بن عبد الرحيم بن نبهان، نا أبي القاضي عبد الرحيم بن نبهان، نا أبي نبهان بن عماد، نا سعيد بن عثمان الرازي، نا هشام بن عمّار [نا] (4) الضّحّاك بن عقبة المدني قاضي أذرعات. حدّثني رجل من أهل المدينة أنّ يزيد بن معاوية، كتب إلى عبد اللّه بن عباس: أما بعد، فقد بلغني أن الملحد ابن الزبير دعاك إلى نفسه، و عرض عليك الدخول في أمره، و ذكر الحديث بطوله، و جواب ابن عباس إياه.

كذا قال، و أراه أسقط من إسناده، نا أبي، قال: نا أبي.

2919 - الضّحّاك بن فيروز الدّيلمي

2919 - الضّحّاك بن فيروز الدّيلمي (5)

حدّث عن أبيه.

ص: 274


1- تاريخ الثقات للعجلي ص 231.
2- الزيادة عن ثقات العجلي، و انظر سير الأعلام 604/4 و تهذيب الكمال 161/9.
3- نقل ابن حجر في تهذيب التهذيب 570/2 عن خليفة أنه مات سنة خمس و مائة. و لم أجد له ذكرا في طبقات خليفة بن خيّاط و لا في تاريخه المطبوعين.
4- زيادة لازمة.
5- ترجمته في تهذيب الكمال 164/9 تهذيب التهذيب 569/2 و شذرات الذهب 151/1 و الوافي بالوفيات 355/16 و انظر بالحاشية فيه أسماء مصادر أخرى ترجمت له.

روى عنه أبو وهب ديلم بن هوشع (1)-و يقال: عبيد بن شرحبيل - الجيشاني (2)المصري.

وفد على عبد الملك بن مروان.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، نا محمّد بن محمّد الباغندي، نا علي بن المديني.

أخبرنا و أخبرنا أبو الفرج قوام بن زيد بن عيسى، أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا علي بن عمر بن محمّد بن الحسن، نا أبو عبد اللّه أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار، نا يحيى بن معين قالا: ثنا وهب بن جرير، نا أبي قال: سمعت يحيى بن أيوب يحدّث عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي وهب الجيشاني، عن الضّحّاك بن فيروز الدّيلمي، عن أبيه قال: قلت: يا رسول اللّه إنّي أسلمت و عندي أختان، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«طلّق أيّتهما شئت»، رواه أبو داود (3)،عن يحيى.

أخبرناه عاليا أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أحمد، قال: نا أبو الحسن علي بن عمر بن محمّد بن الحسن القزويني - إملاء - في مسجده بالحربية (4)،أنا أبو حفص عمر بن محمّد بن الزيّات الصّيرفي، نا أبو إسحاق إبراهيم بن موسى الحوري، سنة إحدى و ثلاثمائة، نا أبو الوليد بن شجاع، نا عبد اللّه بن وهب، حدّثني ابن لهيعة أن أبا وهب الجيشاني حدّثني أنه سمع الضّحّاك بن فيروز الدّيلمي يحدّث عن أبيه أنه أتى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: يا رسول اللّه إنّي أسلمت و تحتي أختان، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم له:«طلّق أيهما شئت»[5260].

هذا وهم، قوله: نا أبو الوليد و إنما هو أبو همّام الوليد بن شجاع بن قيس السّكوني (5).

ص: 275


1- ترجمته في تهذيب الكمال 111/22.
2- بالأصل:«السحاني» و الصواب عن تهذيب الكمال 165/9 و 111/22 و جيشان: من اليمن. و قيل إن اسمه: الهوشع بن الديلم. و قد صحح أبو سعيد بن يونس أن اسمه عبيد بن شرحبيل.
3- سنن أبي داود(7) كتاب الطلاق(25) باب ح رقم(2243).
4- الحربية: محلة من محالّ بغداد.
5- بالأصل:«السلوسي» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 23/12.

و كذلك رواه عن ابن لهيعة الوليد بن مسلم، و موسى بن داود، و قتيبة بن سعيد، و يحيى بن إسحاق، و يحيى بن يحيى، و قد رواه يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب عنه فزاد في إسناده يزيد بن حبيب.

فأمّا حديث الوليد بن مسلم:

فأخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا أبو الوليد القرشي، نا الوليد بن مسلم، أخبرني ابن لهيعة، عن أبي وهب الجيشاني أنه سمع الضّحّاك بن فيروز الدّيلمي يخبر عن أبيه أنه وفد إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال: فقلت: يا رسول اللّه إنّي أسلمت و تحتي أختان، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«طلّق أيتهما شئت»[5261].

و أمّا حديث موسى:

فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا موسى بن داود، نا ابن لهيعة، عن أبي وهب الجيشاني، عن الضّحّاك بن فيروز، عن أبيه قال: أسلمت و عندي امرأتان أختان، فأمرني النبي صلى اللّه عليه و سلم أن أطلّق إحداهما (2).

فأمّا حديث قتيبة:

فأخبرناه أبو القاسم الكروخي، أنا أبو عامر الأزدي، و أبو نصر التّرياقي، و أبو بكر الغورجي قالوا: أنا عبد الجبار بن محمّد الحراجي، أنا أبو العباس المحبوبي، أنا أبو عيسى الترمذي (3)،نا قتيبة بن لهيعة، عن أبي وهب الجيشاني أنه سمع ابن فيروز الدّيلمي يحدّث عن أبيه قال: أتيت النبي صلى اللّه عليه و سلم فقلت: يا رسول اللّه إنّي أسلمت و تحتي أختان، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اختر أيّهما شئت»[5262].

و أما حديث يحيى بن إسحاق:

فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي الواعظ ، أنا أبو بكر القطيعي، نا

ص: 276


1- مسند الإمام أحمد ط دار الفكر ح(18063)، ج 301/6.
2- عن المسند و بالأصل: إحداهما.
3- صحيح الترمذي 9 كتاب النكاح،33 باب ح (رقم 1129).

عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا يحيى بن إسحاق، نا ابن لهيعة، عن أبي (2) وهب الجيشاني، عن الضّحّاك بن فيروز أن أباه فيروز أدركه الإسلام و تحته أختان، فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:«طلّق أيهما شئت»، و قال يحيى مرة: نا ابن لهيعة عن وهب بن عبد اللّه المعافري، عن الضّحّاك بن فيروز، عن أبيه أنه أدركه الإسلام[5263].

و أمّا حديث يحيى بن يحيى:

فأخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ .

نا أبو بكر بن إسحاق، أنا إسماعيل بن قتيبة، نا يحيى بن يحيى، أنا ابن لهيعة، عن أبي وهب الجيشاني عن (3) الضّحّاك بن فيروز الدّيلمي، أن أباه أسلم و عنده امرأتان أختان فأمره النبي صلى اللّه عليه و سلم أن يختار إحداهما.

و أمّا حديث يونس عن ابن وهب:

فأخبرناه أبو محمّد حمزة بن العبّاس بن علي العلوي، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن بن محمّد - في كتابيهما-.

و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنا أحمد بن الفضل، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا عبد الرحمن بن أحمد بن يونس.

حدّثني أبي عن جدي، نا ابن وهب، أخبرني ابن لهيعة، عن يزيد بن [أبي] حبيب، عن أبي وهب الجيشاني، حدّثه عن الضّحّاك بن فيروز الدّيلمي، عن أبيه أنه أتى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: يا رسول اللّه إنّي أسلمت و تحتي أختان، فقال:«طلّق أيهما شئت»[5264].

قال أبو سعيد بن يونس: يقول أهل العلم من أهل العراق في أبي وهب أن اسمه ديلم بن هوشع، و هو عندي خطأ، و اسم أبي وهب الجيشاني عبيد بن شرحبيل.

و هذا الحديث عندي وهم من أبي سعيد بن يونس أو من أبيه، فقد رواه ابن ماجة عن جده يونس بن عبد الأعلى، كما رواه الجماعة عن ابن لهيعة، و سماع ابن لهيعة من

ص: 277


1- مسند الإمام أحمد 301/6 (ط . دار الفكر) ح رقم 18062.
2- عن المسند و بالأصل:«ابن».
3- بالأصل:«بن».

أبي وهب ممكن، فقد روي عنه أقرانه لعمرو بن الحارث و الليث بن سعد، و يحيى بن أيوب، و يحتمل أن يكون ابن لهيعة سمعه من يزيد بن أبي حبيب، عن أبي وهب، كما رواه ابن يونس ثم سمعه من أبي وهب بعد ذلك أو دلّسه عنه فرواه كما قالت الجماعة.

أخبرنا بحديث يونس على الصّواب أبو سعد عبد الرحمن بن عبد اللّه الحصري، أنا محمّد بن الحسين بن أحمد المقوّمي، نا القاسم بن أبي المنذر الخطيب، نا علي بن إبراهيم بن سلمة، نا محمّد بن يزيد بن ماجة (1)،نا يونس بن عبد الأعلى، نا ابن وهب، أخبرني ابن لهيعة عن أبي وهب الجيشاني، حدّثه أنه سمع الضّحّاك بن فيروز الدّيلمي، يحدث عن أبيه قال: أتيت النبي صلى اللّه عليه و سلم فقلت: يا رسول اللّه إنّي أسلمت و عندي أختان، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«طلّق أيهما شئت»[5265].

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و محمّد بن موسى، قالا: ثنا أبو العبّاس - هو الأصم - نا محمّد - هو ابن إسحاق الصّغاني - نا يحيى - هو ابن معين - نا هشام بن يوسف، أنا أمية بن شباب، عن كثير الصنعاني، قال: كنت مع الضّحّاك بن فيروز الدّيلمي يوم ردّ عبد الملك على عروة سيف الزبير.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن، أنا أبو محمّد البصري، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية (2) بن صالح، عن يحيى قال في تسمية التابعين (3) في أهل اليمن: الضّحّاك بن فيروز الديلمي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر الباقلاني، و أبو الفضل بن خيرون.

ح و أخبرنا أبو العزّ ثابت بن منصور، أنا أبو طاهر قالا: أنا أبو الحسين الأصبهاني، و أنا محمّد بن أحمد الأصبهاني، أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خياط (4) قال في الطبقة الأولى من تابعي أهل اليمن ابن فيروز الدّيلمي من الأبناء.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن

ص: 278


1- سنن ابن ماجة(9) كتاب النكاح،39 باب (ح رقم 1951).
2- بالأصل:«أبو معاوية» و الصواب عن تهذيب الكمال 165/9.
3- بالأصل:«محمد» و المثبت عن تهذيب الكمال.
4- طبقات خليفة بن خياط ص 515 رقم 2645 و نقله عن خليفة في تهذيب الكمال 165/9.

يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا (1)،نا محمّد بن سعد قال في الطبقة الثانية من أهل اليمن: الضّحّاك بن فيروز الدّيلمي من الأبناء، و قد روى عن أبيه.

أنبأنا أبو نصر بن البنّا، و أبو طالب بن يوسف، قالا: قرئ على أبي محمّد الجوهري و نحن نسمع عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم بن الفهم (2)،نا محمّد بن سعد (3) في الطبقة الأولى من تابعي أهل اليمن:

الضّحّاك بن فيروز الدّيلمي روى عن أبيه.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسن المقرئ، نا محمّد بن إسماعيل (4) قال:

الضّحّاك بن فيروز الدّيلمي عن أبيه، روى عنه أبو وهب الجيشاني لا يعرف سماع بعضهم من بعض.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (5) قال: الضّحّاك بن فيروز الدّيلمي، روى عن أبيه، روى عنه أبو وهب الجيشاني، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد المعدّل، نا أبو محمّد الصّوفي، نا أبو محمّد المعدل، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (6) قالا: و بنو فيروز الدّيلمي ثلاثة: عبد اللّه، يكنى أبا بسر (7)، و الضّحّاك، و عيّاش (8)،فعبد اللّه من نحو ابن محيريز، و الضّحّاك كان يصحب

ص: 279


1- الخبر برواية ابن أبي الدنيا سقط من الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
2- كذا مكررة بالأصل.
3- بالأصل:«سعدوي» و الصواب ما أثبت،«محمد بن سعد» و الخبر في طبقاته 536/5.
4- التاريخ الكبير 333/4.
5- الجرح و التعديل 461/4.
6- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 338/1 و تهذيب الكمال 165/9 نقلا عن أبي زرعة.
7- عن أبي زرعة و تهذيب الكمال و بالأصل: بشر.
8- عن أبي زرعة و تهذيب الكمال و بالأصل: عباس.

عبد الملك بن مروان و يجالسه.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أبو الحسن - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا الحسن بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أبو الحسن - إجازة - أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أبو الحسن - قراءة - قال: سمعت محمود بن إبراهيم بن سميع يقول في الطبقة الثالثة:

الضّحّاك بن فيروز الدّيلمي مولى النبي صلى اللّه عليه و سلم فلسطيني ولد الدّيلمي أربعة، موالي النبي صلى اللّه عليه و سلم (1).

2920 - الضّحّاك بن قيس بن خالد الأكبر بن وهب بن ثعلبة

ابن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر بن مالك

أبو أنيس - و يقال: أبو أمية - و يقال: أبو عبد الرحمن

- و يقال: أبو سعيد - القرشي الفهري (2)

له صحبة، روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم شيئا يسيرا، و يقال: إنّه لا صحبة له.

و روى عن حبيب بن مسلمة الفهري،[و عمر بن الخطّاب.

روى عنه: الحسن البصري، و عروة بن الزبير...] (3) و أبو إسحاق السّبيعي، و تميم بن طرفة، و ميمون بن مهران، و سماك بن حرب، و عمير بن سعيد (4) النخعي، و عامر الشعبي، و عبد الملك بن عمير.

و شهد فتح دمشق، و سكنها إلى آخر عمره، و كانت داره في حجر الذهب مما يلي حائط المدينة مشرقة على بردى، و شهد صفّين مع معاوية، و كان على أهل دمشق، و هم القلب.

ص: 280


1- انظر تهذيب الكمال 165/9.
2- ترجمته في جمهرة ابن حزم 178 و 197 و الاستيعاب 205/2 و أسد الغابة 431/2 و الإصابة 207/2 و تهذيب الكمال 166/9 و تهذيب التهذيب 569/2 و الوافي بالوفيات 351/16 و سير الأعلام 241/3 و انظر بالحاشية فيهما أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
3- ما بين معكوفتين زيادة لازمة للإيضاح عن تهذيب الكمال 166/9.
4- في سير الأعلام: عمير بن سعد.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنبأ أبو بكر الخطيب، أخبرني أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد بن محمّد بن جعفر، نا محمّد بن العبّاس.

ح و أخبرناه عاليا أبو الفتح محمّد بن علي بن عبد اللّه المصري - بهراة - أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد العزيز بن محمّد الفارسي، أنا أبو محمّد عبد الرحمن بن أحمد بن محمّد بن أبي شريح، قالا: نا يحيى بن محمّد بن صاعد، حدّثنا يوسف بن سعيد بن مسلم بالمصّيصة، نا حجّاج بن محمّد، عن ابن جريج، حدّثني محمّد بن طلحة، عن معاوية بن أبي سفيان أنه قال - و هو على المنبر-: حدّثني الضّحّاك بن قيس - و هو عدل على نفسه - أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«لا يزال وال من قريش»[5266].

أخبرناه أبو الحسن علي بن محمّد بن منصور، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر محمّد بن بركة بن إبراهيم الحافظ ، نا يوسف بن سعيد، نا حجّاج (1)،عن ابن جريج، أخبرني محمّد بن طلحة أن معاوية قال على المنبر: حدّثني الضّحّاك بن قيس - و هو عدل على نفسه - و الضّحّاك جالس عند المنبر: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«لا يزال على الناس وال من قريش»[5267].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني سريج (2) بن يونس، نا عبيدة (3) ابن حميد، حدّثني عبد العزيز بن رفيع و غيره، عن تميم بن طرفة، عن الضّحّاك بن قيس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«إن اللّه تبارك و تعالى يقول: أنا خير شريك، فمن أشرك معي شيئا فهو لشريكي، يا أيّها الناس أخلصوا أعمالكم للّه تعالى، فإن اللّه تعالى لا يقبل من الأعمال إلاّ ما خلص له، و لا تقولوا: هذا للّه و للرحم»[5268].

كذا رواه سعيد بن سليم سعدوية عن (4) عبيدة بن حميد، و آخر الحديث من قول

ص: 281


1- نقله الذهبي في سير الأعلام 242/3 من طريق حجاج بن محمد.
2- بالأصل:«شريح» ترجمته في سير الأعلام 146/11.
3- بالأصل:«عبيد و ابن حميد» و الصواب ما أثبت انظر ترجمة عبد العزيز بن رفيع في تهذيب الكمال 495/11 و فيها: روى عنه:... و عبيدة بن حميد.
4- بالأصل:«بن».

الضّحّاك أدرج في الحديث ببين ذلك.

ما أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الحسن البروجردي، أنا أبو سعد علي بن عبد اللّه بن أبي صادق الحيري، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن باكويه الشيرازي، نا أحمد بن صالح بن مهدي بخاحوس (1)،نا محمّد بن عطية الأندلسي، نا يحيى بن يحيى، أنا الفضيل بن عياض، عن عبد العزيز بن رفيع، عن تميم بن طرفة الطائي، عن الضّحّاك بن قيس أنه كان يقول:

أيها الناس أخلصوا أعمالكم للّه، فإن اللّه لا يقبل من الأعمال إلاّ ما خلص، فإذا أحدكم أعطى عطية، أو عفا عن مظلمة، أو وصل رحمه فلا يقولن: هذا للّه بلسانه، و لكن يعلم بقلبه.

و رواه سعيد بن سليمان عن (2) عبيدة بن حميد، عن ابن رفيع فرفعه.

أخبرنا أبو الرجاء يحيى بن عبد اللّه بن أبي الرجاء، و ابنا أخيه أبو نهشل عبّاد [و] (3) أبو الفتح محمّد، ابنا محمّد بن عبد اللّه بن أبي الرجاء، قالوا: حدّثنا أبو محمّد عبد اللّه بن أبي الرجاء - إملاء - قال أبو الفتوح و أنا حاضر.

ح و أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، قالا: أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا عثمان بن أحمد السّمرقندي، أنا أبو أمية الطرسوسي، نا منصور بن صفير، نا عبيد اللّه بن عمرو عن (4) عبد الملك بن عمير، عن الضّحّاك بن قيس، قال: كانت أم عطية خافضة بالمدينة، فقال لها النبي صلى اللّه عليه و سلم:«إذا خفضت فلا تنهكي فإنه أحظى للزوج، و أسرى للزوجة»[5269].

ذكر أبو الطيّب - فيما قرأته على أبي محمّد السّلمي عنه - أن الضّحّاك بن قيس هذا آخر غير الفهري (5).

ص: 282


1- كذا رسمها، و لم أحله.
2- بالأصل:«ابن».
3- زيادة منا.
4- بالأصل «بن».
5- و هذا ما ذهب إليه ابن حجر في تهذيب التهذيب إذ ميّز بينهما و قال: فرق ابن معين بينه و بين الفهري، و تبعه الخطيب في المتفق و المفترق.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي التميمي، أنا أحمد القطيعي، نا أبو عبد الرحمن (1)،حدّثني أبي، نا عفان - هو ابن مسلم - نا حمّاد بن سلمة، أنا علي بن زيد، عن الحسن:

أن الضّحّاك بن قيس كتب إلى قيس بن الهيثم حين مات يزيد بن معاوية: سلام عليك، أمّا بعد فإنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ بين يدي السّاعة فتنا كقطع الليل المظلم، فتنا كقطع الدخان، يموت فيها قلب الرّجل كما يموت فيها بدنه، يصبح الرجل مؤمنا و يمسي كافرا، و يمسي مؤمنا و يصبح كافرا، يبيع أقوام خلاقهم و دينهم بعرض من الدنيا قليل»[5270] و إن يزيد بن معاوية قد مات، و أنتم إخواننا و أشقاؤنا فلا تسبقونا حتى نختار لأنفسنا (2).

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، ثنا الزبير بن بكّار، قال: و ولد محارب بن فهر:

شيبان، فولد شيبان: عمرو (3) بن شيبان، فولد عمرو: واثلة، فولد واثلة: ثعلبة، فولد ثعلبة بن واثلة: وهبا، فولد وهب: خالد الأكبر ابن وهب [فولد خالد:] (4) قيسا، فولد قيس بن خالد: الضّحّاك بن قيس بن خالد الأكبر، كان الضّحّاك مع معاوية، فولاّه الكوفة، و هو الذي صلّى على معاوية و قام بخلافته حتى قدم يزيد بن معاوية، و كان قد دعا لابن الزبير و بايع له ثم دعا إلى نفسه فقتله مروان بن الحكم يوم مرج راهط ، و كان على شرط معاوية و في بيت أخته فاطمة بنت قيس، اجتمع أهل الشورى و خطبوا خطبهم المأثورة، و كانت امرأة نجودا، و النجود: النبيلة (5)،روى عنها حديث تميم الدّاري.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد أبو البركات و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، قال: أنا محمّد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن

ص: 283


1- مسند الإمام أحمد ط دار الفكر 343/5 (رقم 15753).
2- نقله الذهبي في سير الأعلام 242/3 من طريق علي بن جدعان. و انظر تخريجه فيها.
3- كذا و الصواب: عمرا.
4- زيادة منا للإيضاح.
5- انظر سير الأعلام 242/3.

خياط (1)،قال: الضّحّاك بن قيس بن خالد بن وهيب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر بن مالك، يكنى أبا عبد الرّحمن، قتل بالشام يوم مرج راهط في الفتنة سنة خمس أو أربع و ستين، وليها - يعني الكوفة - لمعاوية سنة ثمان و خمسين.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا (2)،نا محمّد بن سعد قال الضّحّاك بن قيس الفهري، قال الواقدي: ولد قبل وفاة النبي صلى اللّه عليه و سلم بسنتين.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، قالا: أنا الحسين (3) بن الفهم، أنا محمّد بن سعد (4) قال في الطبقة الخامسة: الضّحّاك بن قيس بن خالد الأكبر بن وهب بن ثعلبة بن واثلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر، و أمّه أميمة بنت ربيعة بن حذيم بن عامر بن مبذول بن الأحمر بن الحارث بن عبد مناف بن كنانة، كان على شرطة معاوية، ثم ولاّه الكوفة.

قال محمّد بن عمر: في روايتنا أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قبض و الضّحّاك بن قيس غلام لم يبلغ، و في رواية غيرنا أنه أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم و سمع منه.

أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن علي الآبنوسي، و أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي المدائني، أنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم قال: الضّحّاك بن قيس بن خالد بن زهير بن ثعلبة بن واثلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر، و أمّه أميمة بنت ربيعة بن حذيم بن غانم بن مبذول بن الحارث بن عبد مناف بن كنانة، و هي أمّ فاطمة بنت قيس أخت الضّحّاك، يكنى أبا سعيد، و كان عاملا لمعاوية على الكوفة سنة أربع و خمسين، و قتل سنة خمس أو أربع و ستين، و هو عامل لابن الزبير، قتله مروان، له حديث.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أخبرنا أحمد بن

ص: 284


1- طبقات خليفة بن خياط ص 66 رقم 163 و ص 215 رقم 837.
2- الخبر برواية ابن أبي الدنيا سقطت من الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
3- بالأصل: الحسن خطأ، و الصواب قياسا إلى سند مماثل.
4- طبقات ابن سعد 410/7.

الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (1) قال: الضّحّاك بن قيس أبو أنيس الفهري، أخو فاطمة، القرشي، له صحبة.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أخبرنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (2) قال: الضّحّاك بن قيس الفهري أبو أنيس، ولي الكوفة، و ولد قبل وفاة النبي صلى اللّه عليه و سلم بسنة أو نحوها، روى عنه تميم بن طرفة، و محمّد بن سويد الفهري، و ميمون بن مهران و سماك بن حرب، سمعت أبي يقول ذلك.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، ثنا أبو نصر، أنا الخصيب، أخبرني عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو أنيس الضّحّاك بن قيس، أخو فاطمة بنت قيس.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، نا أبو زرعة قال: في الطبقة التي تلي أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هي العليا:

الضّحّاك بن قيس الفهري.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأ أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنبأ عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة - أنبأ أبو الحسن بن سميع، قال في الطبقة الأولى من الصّحابة: و الضّحّاك بن قيس الفهري يكنى أبا أنيس، قتل بمرج راهط .

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن

ص: 285


1- التاريخ الكبير 332/4.
2- الجرح و التعديل 457/4.

منده، أنبأ علي بن أحمد الحرّاني - بمصر - نا محمود بن محمّد الرّافقي. قال:

و الضّحّاك بن قيس بن خالد الأكبر، و هو ابن وهب بن ثعلبة بن وائل بن عمرو بن شيبان بن فهر، أرسله معاوية فعبر من جسر منبج فصار إلى الرّقة، ثم مضى منها فأغار على سواد العراق، و أقام بهيت (1) و بعانات (2)،و قتل بمرج راهط سنة خمس و ستين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد قال: الضّحّاك بن قيس الفهري، يكنى أبا أنيس، و هو أخو فاطمة بنت قيس، سكن المدينة، و روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم حديثين.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني، قال: أبو أنيس الضّحّاك بن قيس بن خالد الأكبر بن وهب بن ثعلبة بن واثلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن (3) مضر.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، قال: الضّحّاك بن قيس الفهري، و هو ابن خالد بن وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان، يكنى أبا أنيس، أخو فاطمة بنت قيس، قتله مروان بمرج راهط في ذي الحجة سنة أربع و ستين، روى عنه تميم بن طرفة، و عمير بن سعيد و غيرهما.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (4)،قال: أمّا وائلة بالياء المعجمة باثنتين (5) من تحتها: وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر، من ولده أبو أنيس الضّحّاك بن قيس بن خالد الأكبر بن وهب بن ثعلبة بن وائلة.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ص: 286


1- هيت: بالكسر، بلدة على الفرات من نواحي بغداد فوق الأنبار (ياقوت).
2- عانات: بلد مشهور بين الرقة وهيت يعد في أعمال الجزير (انظر معجم البلدان: عانة).
3- بالأصل «نا» و الصواب ما أثبت. انظر ابن حزم ص 12.
4- الاكمال لابن ماكولا 296/7.
5- بالأصل: باثنين.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (1)،قال: سألت بعض ولد الضّحّاك بن قيس الفهري بدمشق عن كنيته فقال: أبو أنيس و أبو عبيدة بن الجرّاح عمّه، و فاطمة بنت قيس أخته، و كانت أكبر منه بعشر سنين، و قال: قتل الضّحّاك بن قيس بمرج راهط مع عمرو بن سعيد بن العاص، قتل في ولاية عبد الملك بن مروان.

كذا قال، و هو وهم، إنّما قتل الضّحّاك في حرب مروان قبل قتل عمرو بن سعيد (2) بمدة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قالا: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو أنيس الضّحّاك بن قيس الفهري شهد بدرا، هذا وهم من مسلم (3).

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي الهمذاني بمرو في كتابه، أنا أبو بكر الصّفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم (4) قال: أبو أنيس، و يقال: أبو عبد الرّحمن الضّحّاك بن قيس بن خالد بن وهيب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة الفهري القرشي، أخو فاطمة، له صحبة من النبي صلى اللّه عليه و سلم، قتل بالشام يوم مرج راهط في الفتنة سنة أربع و ستين، عداده في أهل الحجاز.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبي أبو يعلى.

ح و أخبرنا أبو السّعود بن المجلي (5)،نا أبو الحسين بن المهتدي، قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن مخلد بن حفص، قال: قرأت على علي بن عمرو الأنصاري، حدّثكم الهيثم بن عدي قال: قال ابن عباس: الضّحّاك بن قيس يكنى أبا سعيد.

ص: 287


1- الجرح و التعديل 457/4.
2- بالأصل: سعد، خطأ.
3- و غلّطه الذهبي أيضا في سير الأعلام 242/3، و قال ابن حجر في الإصابة أنه:«وهم فظيع».
4- الخبر في كتاب الأسامي و الكنى للحاكم النيسابوري 47/2 رقم:(422).
5- بالأصل: المحلي، و الصواب ما أثبت و ضبط ، و قد مرّ.

حدّثنا أبو بكر السّلماسي، أنا نعمة اللّه بن محمّد المهدي، نا أبو مسعود أحمد بن محمّد، نا محمّد بن أحمد بن سليمان، أنا سفيان بن محمّد بن سليمان.

حدّثني عمي الحسن بن سفيان، نا محمّد بن علي، عن محمّد بن إسحاق قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: الضّحّاك بن قيس أبو سعيد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمّد، أنا أبو علي الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال:

الضّحّاك بن قيس أبو سعيد، و الصحيح أن كنيته أبو أنيس، فقد أخبرنا أبو القاسم بن إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا محمّد بن أحمد بن علي، أنا أحمد بن موسى بن مردويه، أنا محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم، نا معاذ بن المثنّى، نا مسدّد، نا خالد بن عبد اللّه، نا يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد أن رجلا قدم على ابن عمر فقال: كيف أنتم و أبو أنيس ؟- يعني الضّحّاك بن قيس - قال: نحن و هو إذا لقيناه قلنا له ما.... (1) رادا و لينا عنه، قلنا غير ذلك قال: ذاك ما كنا نعدّ و نحن مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من النفاق.

و بلغني أن الشعبي سئل عن رجل صلّى فقام في الأولى و الثانية، فقال: فعل ذلك الضّحّاك بن قيس، و كان من الفقهاء.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الفضل بن ناصر، قالا: أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي الصقر، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن الحسين بن يوسف الأصبهاني، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد البغوي، نا إسحاق بن إبراهيم بن عبّاد الدبري، أنا عبد الرّزّاق بن همّام، عن معمر:

أن الضّحّاك بن قيس أمر غلاما قبل أن يحتلم فصلّى بالناس، فقيل له: فعلت ذلك ؟ قال الضّحّاك: إن معه من القرآن ما ليس معي، فإنما قدّمت القرآن، قال معمر:

و بلغني أن غلاما في عهد النبي صلى اللّه عليه و سلم كان يصلّي و لم يحتلم، و كان أكثر قرآنا.

أخبرنا أبو غالب الماوردي (2)،أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة قال:

ص: 288


1- كذا وردت العبارة، و الكلمة قبلها غير مقروءة.
2- بعدها بالأصل:«أنا أبو الحسن الماوردي» خذفناها قياسا إلى سند مماثل.

لما (1) مات زياد سنة ثلاث و خمسين استخلف - يعني على الكوفة - عبد اللّه بن خالد بن أسيد، فعزله معاوية، و ولاّها الضّحّاك بن قيس الفهري، ثم عزله، و ولّى عبد الرّحمن بن أم الحكم - يعني - و ولّى معاوية الضّحّاك بن قيس على دمشق، و أقرّ يزيد بن معاوية الضّحّاك بن قيس الفهري على دمشق حتى مات يزيد، و دعا إلى ابن الزبير - يعني حين مات معاوية بن يزيد بن معاوية-.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمّد، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان، نا محمّد بن العلاء، نا معاوية بن هشام، عن عمّار بن رزيق عن (2) الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى قال:[كان] (3) الضّحّاك بن قيس على الكوفة فخطب قاعدا فقام كعب بن عجرة (4) فقال: لم أر كاليوم قط إمام قوم مسلمين يخطب قاعدا.

أخبرنا أبو الغنائم (5) المعروف بأبيّ - في كتابه - ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأ أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد أبو الفضل: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (6)،حدّثني بندار، نا محمّد، نا سعيد (7) قال: سمعت أبا إسحاق يحدّث عن الضّحّاك أنه سجد في «ص» في الخطبة، و علقمة و أصحاب عبد اللّه وراءه فلم يسجدوا.

أخبرنا أبو محمّد بن أبي بكر، أنا الفضيل بن يحيى، أنا أبو محمّد بن أبي شريح، أنبأ أبو عبد اللّه محمّد بن عقيل بن الأزهر، نا الحسن بن عفّان، نا أبو أسامة، عن سعد بن قتادة أن المؤذن قال للضحاك بن قيس: إني أخيك (8) في اللّه، فقال له

ص: 289


1- الخبر في تاريخ خليفة ص 218 و 224.
2- بالأصل:«بن».
3- زيادة منا للإيضاح.
4- بالأصل:«عجزة» بالزاي، و المثبت عن تقريب التهذيب.
5- و هو محمد بن علي بن ميمون، أبو الغنائم النرسي، ترجمته في سير الأعلام 274/19.
6- التاريخ الكبير 332/4.
7- في البخاري: شعبة.
8- كذا بالأصل، و لعله:«أحبك» و هو أشبه باعتبار ما يأتي.

الضّحّاك: لكني أبغضك في اللّه، قال: لم ؟ قال: لأنك تبغي في آذانك، و تأخذ على تعليم الغلام أجرا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصّقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن جابر التّنّيسي بها، نا أبو العباس إسماعيل بن داود بن وردان، نا أبو يحيى زكريا بن يحيى كاتب (1) العمرى - نا المفضّل بن فضالة عن عباس، عن أبي النصير عن الضّحّاك بن قيس أنه كان على دمشق فجاءه المؤذن فسلّم عليه، و قال المؤذن: إنّي لأحبك في اللّه عز و جل، فقال له الضّحّاك: و لكني أبغضك للّه، قال: و لم تبغضني أصلحك اللّه ؟ فقال: لأنك تتزاهى بتأذينك و تأخذ أجرا على تعليمك، و كان معلم كتاب.

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن بن البنّا، و أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن، قالوا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الحسن الدّارقطني، نا الحسين بن إسماعيل، نا عبد اللّه بن أبي سعد، حدّثني عمر بن شبّة، حدّثني محمّد بن يحيى، أبو غسان:

أن الضّحّاك بن قيس قدم المدينة فأتى المسجد، فصلّى بين القبر و المنبر، فرآه أبو الحسن البرّاد و عليه برد مرقع قد ارتدى به من كسوة معاوية، فجلس إليه أبو الحسن و لا يعرفه، فلما صلّى قال: يا أعرابي تبيع بردك ؟ قال: نعم، و بكم تأخذه ؟ قال: بمائة دينار، قال: زدني، فلم يزل يزيده حتى بلغ ثلاثمائة دينار، قال: انطلق حتى أدفعه إليك، فانطلق حتى أتى بيت حويطب بن عبد العزّى فقال: يا جارية هلمي بعض أردية أخي، فخرجت إليه برداء، فارتدى به ثم قال لأبي حسن: إنّي أراك قد أغريت بردائي و أعجبك و فتح (2) بالرجل أن يبيع عطافه، فخذه، فألبسه فأخذه أبو حسن، فباعه فكان أوّل مال أصابه و كان يساره.

أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد بن إبراهيم بن عمر البرمكي، و حدّثنا أبو المعمر الأنصاري، أنا المبارك بن عبد الجبّار، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن الحسن،

ص: 290


1- بالأصل:«كانت» و الصواب ما أثبت، انظر تقريب التهذيب.
2- كذا رسمها بالأصل، و نقله الذهبي في سير الأعلام 242/3 مختصرا و فيه: و قال: شح بالمرء أن يبيع عطافه.

و أبو إسحاق إبراهيم بن عمر قالا: أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أنا أبو محمّد بن قتيبة الدّينوري، نا الرياشي، حدّثنا يعقوب بن إسحاق بن بويه، عن حمّاد بن زيد قال: دخل الضّحّاك بن قيس على معاوية، فقال معاوية:

تطاولت للضّحّاك حتى رددته *** إلى حسب في قومه متقاصر

فقال الضّحّاك: قد علم قومنا أننا أحلاس الخيل، فقال: صدقت، أنتم أحلاسها، و نحن فرسانها (1)،يريد: أنتم راضة و ساسة، و نحن الفرسان، أرى أصله من الحلس، و هو كساء (2) يكون تحت البردعة، أي تلزم ظهورها كما يلزم الحلس ظهر البعير.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه (3) بن جعفر، نا يعقوب قال: قال ابن بكير قال الليث:

و أظهر الضّحّاك بيعة عبد اللّه بن الزبير و دعا له، فلما فعل الضّحّاك ما فعل سار عامّة بني (4) أمية و من تبعهم (5) من حشم معاوية و يزيد و من كان هواه في بني أمية حتى لحقوا بالأردن، و سار مروان و بنو بحدل إلى الضّحّاك (6).

أخبرنا أبو بكر الحاسب، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا ابن الفهم، أنا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، حدّثني عبد الرّحمن بن أبي الزناد، عن (7) هشام بن عروة، عن أبيه قال: قتل الضّحّاك بن قيس يوم مرج راهط على أنه يدعو إلى عبد اللّه بن الزبير، و كتب بذلك كتابا إلى عبد اللّه، فنعاه عبد اللّه لنا، و ذكر من طاعته و حسن رأيه.

قال: و نا ابن سعد، حدّثني عبد الرّحمن بن أبي الزناد، عن أبيه قال:

ص: 291


1- الخبر في اللسان «حلس» بين أبي بكر رضي اللّه عنه و بني فزارة، قالوا له: يا خليفة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نحن أحلاس الخيل،...
2- في اللسان: كساء رقيق.
3- بالأصل:«أنا أبو عبد اللّه» خطأ.
4- بالأصل:«بنوا».
5- بالأصل: تبعه.
6- نقله الذهبي في سير الأعلام 243/3 من طريق الليث.
7- بالأصل: عن ابن هشام.

لما ولي عبد الرّحمن بن الضّحّاك بن قيس المدينة كان فتى شابا، فقال: إن الضّحّاك بن قيس قد كان دعا قيسا و غيرها إلى البيعة لنفسه فبايعهم يومئذ على الخلافة، فقال له زفر بن عقيل الفهري: هذا الذي كنا نعرف و نسمع، و إن بني الزبير يقولون إنما كان بايع لعبد اللّه بن الزبير، و خرج في طاعته حتى قتل عليها، قال: الباطل و اللّه يقولون، و لكن كان أوّل ذلك أن قريشا دعته إليها، و قالت: أنت كبيرنا، و القائم بدم الخليفة المظلوم، و كنت عند معاوية باليمين فأبى ماتت (1) عليه حتى دخل فيها كلها، و دعت إليه قيس و غيرها من ذي يمن فلقيهم يوم مرج راهط ، فأصابهم ما قال ابن الأشرف: لا تبعدوا إنّ الملوك تصرع.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبيد اللّه بن عثمان بن يحيى، أنبأ أبو محمّد إسماعيل بن علي الخطبي، قال: كان الضّحّاك بن قيس الفهري بمصر أخذ البيعة على من معه من الناس بالخلافة لنفسه بعد أن بويع مروان بن (2)الحكم بالخلافة، فسار إليه مروان فيمن معه، فالتقوا بمرج راهط ، فقتل مروان الضّحّاك بن قيس، و استولى على الأمر، و قويت حينئذ حاله. كذا قال، و إنما كان بدمشق.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأ الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا علي بن محمّد المدائني، عن خالد بن يزيد بن كسر، عن أبيه، و عبد اللّه بن نجاد الطابخي، عن العيزار بن أنس الطابخي (3)،و مسلمة بن محارب بن حرب بن خالد و غيرهم، قالوا (4):لما مات معاوية بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، اختلف الناس بالشام فكان أول من خالف من أمراء النعمان بن بشير (5) بحمص دعا إلى ابن الزبير، و بلغ زفر بن الحارث، و هو بقنّسرين، و دعا إلى ابن الزبير، ثم دعا (6) الضّحّاك بن قيس الفهري بدمشق

ص: 292


1- كذا رسمها بالأصل.
2- كتبت فوق الكلام بين السطرين.
3- كتبت الكلمة فوق السطر.
4- الخبر في طبقات ابن سعد 39/5 و ما بعدها في ترجمة مروان بن الحكم.
5- بالأصل: بشر، خطأ و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 411/3.
6- بالأصل:«دعا إلى» حذفنا «إلى» لأنها مقحمة.

إلى ابن الزبير سرا، و لم يظهر ذلك لمكان من بها من بني أمية و كلب، و بلغ حسان بن مالك بن بحدل ذلك و هو بفلسطين و كان هواه في خالد بن يزيد، فأمسك، و كتب إلى الضّحّاك بن قيس كتابا يعظم فيه حق بني أمية و بلاءهم عنده و يذمّ ابن الزبير، و يذكر خلافه و مفارقته الجماعة، و يدعو إلى أن يبايع لرجل من بني حارث و بعث بالكتاب إليه مع ناغضة بن كريب الطابخي، و أعطاه نسخة الكتاب، و قال له: إن قرأ الضّحّاك كتابي على الناس و إلاّ فاقرأه أنت، و كتب إلى بني أمية يعلمهم ما كتب به إلى الضّحّاك، و ما أمر به ناغضة و يأمرهم أن يحضروا ذلك فلم يقرأ الضّحّاك كتاب حسان، فكان [في] (1) ذلك اختلاف و كلام فسكّتهم خالد بن يزيد، و نزل الضّحّاك، فدخل الدار، فمكثوا أياما ثم خرج الضّحّاك ذات يوم فصلّى بالناس صلاة الصبح، ثم ذكر ابن معاوية فشتمه، فقام إليه رجل من كلب فضربه بعصا و اقتتل (2) الناس بالسيف و دخل الضّحّاك دار الإمارة، فلم يخرج و افترق الناس ثلاث فرق: فرقة زبيريّة، و فرقة بحدليّة هواهم لبني حرب، و الباقون لا يبالون لمن كان الأمر من بني أمية، و أرادوا الوليد بن عتبة بن أبي سفيان على البيعة له، فأبى و هلك تلك الليالي، فأرسل الضّحّاك بن قيس إلى بني أمية، فأتاه مروان بن الحكم، و عمرو بن سعيد، و خالد و عبد اللّه ابنا يزيد بن معاوية فاعتذر إليهم، و ذكر حسن بلائهم عنده، و أنه لم يرد شيئا يكرهونه، و قال: اكتبوا (3) إلى حسان بن مالك بن بحدل حتى ينزل الجابية ثم نسير إليه فنستخلف رجلا منكم، فكتبوا إلى حسّان، فأقبل حتى نزل الجابية، و خرج الضّحّاك بن قيس و بنو أمية يريدون الجابية، فلما استقلت الرايات متوجهة قال معن بن ثور السّلمي و من معه من قيس: دعوتنا إلى بيعة رجل أحزم الناس رأيا و فضلا و بأسا، فلما أجبناك خرجت إلى هذا الأعرابي من كلب تبايع لابن أخته، قال: فتقولون ما ذا؟ قالوا: نصرف الرايات و ننزل، فنظهر البيعة لابن الزبير، ففعل. و بايعه الناس، و بلغ ابن الزبير، فكتب إلى الضّحّاك بعهده على الشام، و أخرج من كان بمكة من بني أمية، و كتب إلى جابر بن الأسود بن عوف، أو إلى الحارث بن حاطب الجمحي بالمدينة أن يخرج من بها من بني أمية إلى الشام، و كتب الضّحّاك إلى أمراء الأجناد ممن دعا إلى ابن الزبير، فأتوه.

ص: 293


1- الزيادة عن سير الأعلام 243/3.
2- تقرأ بالأصل:«و اقبل» و المثبت عن سير الأعلام.
3- غير واضحة بالأصل و رسمها:«اكفنوا لي» كذا، و المثبت عن سير الأعلام.

فلما رأى ذلك مروان خرج يريد (1) ابن الزبير ليبايع له، و يأخذ منه أمانا لبني أمية، و خرج معه عمرو بن سعيد، فلما كانوا بأذرعات لقيهم عبيد اللّه بن زياد مقبلا من العراق فأخبروه بما أرادوا، فقال لمروان: سبحان اللّه أرضيت لنفسك بهذا، أ تبايع لأبي خبيب و أنت سيّد قريش و شيخ بني عبد مناف، و اللّه لأنت أولى بها منه، فقال له مروان: فما الرأي ؟ قال: الرأي [أن] (2) ترجع و تدعو إلى نفسك، و أنا أكفيك قريشا و مواليها فلا يخالفك منهم أحد، فرجع مروان و عمرو بن سعيد، و قدم عبيد اللّه بن زياد دمشق، فنزل باب الفراديس (3)،فكان يركب إلى الضّحّاك كل يوم، فيسلّم عليه و يرجع إلى منزله، فعرض له رجل يوما في مسيره فطعنه بحربة في ظهره و عليه الدرع فأثبت الحربة فرجع عبيد اللّه إلى منزله و أقام و لم يركب إلى الضّحّاك، فأتاه الضّحّاك في منزله فاعتذر إليه و أتاه بالرجل الذي طعنه فعفا عنه عبيد اللّه، و قبل من الضّحّاك، و عاد عبيد اللّه يركب إلى الضّحّاك في كل يوم فقال له يوما: يا أبا أنيس العجب لك و أنت شيخ قريش تدعو لابن الزبير و تدع نفسك، و أنت أرضى عند الناس منه لأنك لم تزل متمسكا بالطاعة و الجماعة، و ابن الزبير مشّاق، مفارق، مخالف، فادع إلى نفسك، فدعا إلى نفسه ثلاثة أيّام، فقالوا له: أخذت بيعتنا و عهودنا (4) لرجل ثم دعوتنا إلى خلعه من غير حدث أحدثه، و البيعة لك، و امتنعوا عليه، فلما رأى ذلك الضّحّاك عاد إلى الدّعاء إلى ابن الزبير، فأفسده ذلك عند الناس، و غيّر قلوبهم عليه، فقال له عبيد اللّه بن زياد: من أراد ما تريد لم ينزل المدائن و الحصون، يبرز و تجمع إليه الخيل، فاخرج عن دمشق، و اضمم إليك الأجناد، و كان ذلك من عبيد اللّه مكيدة له، فخرج الضّحّاك فنزل المرج و بقي (5) عبيد اللّه بدمشق و مروان و بنو أمية بتدمر، و خالد و عبد اللّه ابنا يزيد بن معاوية بالجابية عند حسان بن مالك بن بحدل، فكتب عبيد اللّه إلى (6) مروان أن أدع الناس إلى بيعتك ثم سر إلى الضّحّاك، فقد أصحر لك، فدعا مروان بني أمية، فبايعوه، و تزوّج أم

ص: 294


1- بالأصل:«يريدون» و المثبت عن ابن سعد.
2- زيادة لازمة للإيضاح عن ابن سعد.
3- من أبواب دمشق، شمال الجامع الأموي.
4- مكررة بالأصل.
5- كلمة «بقي» كتبت فوق الكلام بين السطرين.
6- بالأصل:«بن» و الصواب ما أثبت.

خالد بن يزيد بن معاوية، و هي ابنة أبي هاشم (1) بن عتبة بن ربيعة، و اجتمع الناس على بيعة مروان، فبايعوه، و خرج عبيد اللّه حتى نزل المرج، و كتب إلى مروان، فأقبل في خمسة آلاف، و أقبل عبّاد بن زياد من حوّارين (2) في ألفين من مواليه و غيرهم من كلب و يزيد بن أبي النمش بدمشق قد أخرج عامل الضّحّاك منها، أمدّ مروان بسلاح و رجال، و كتب الضّحّاك بن قيس إلى أمراء الأجناد، فقدم عليه زفر بن الحارث الكلابي من قنّسرين، و أمدّه النعمان بن بشير الأنصاري بشرحبيل بن ذي الكلاع في أهل حمص، فتوافوا عند الضّحّاك بالمرج، فكان الضّحّاك في ثلاثين ألفا، و مروان في ثلاثة عشر ألفا أكثرهم رجّالة، لم يكن في عسكر مروان غير ثمانين عتيقا: أربعون منهم لعبّاد بن زياد، و أربعون لسائر الناس، فأقاموا بالمرج عشرين يوما يلتقون في كل يوم فيقتتلون، و على ميمنة مروان عبيد اللّه بن زياد، و على ميسرته عمرو بن سعيد، و على ميمنة الضّحّاك زياد بن عمرو العقيلي، و على ميسرته بكر بن أبي بشر الهلالي، فقال عبيد اللّه بن زياد يوما لمروان: إنّك على حقّ و ابن الزبير و أصحابه و من دعا إليه على باطل، و هم أكثر منك عددا، واعد (3)،و مع الضّحّاك فرسان قيس فإنك لا تنال منهم ما تريد إلاّ بمكيدة فكدهم، فقد حلّ اللّه ذلك لأهل الحق و الحرب خدعة، فادعهم إلى الموادعة (4)،فإذا أمنوا و كفّوا عن القتال فكرّ عليهم، فأرسل مروان الشعراء إلى الضّحّاك يدعوه إلى الموادعة، و وضع الحرب حتى ينظر، فأصبح الضّحّاك و القيسية، فأمسكوا عن القتال و هم يطمعون أن مروان يبايع لابن الزبير، و قد أعدّ مروان أصحابه، فلم يشعر الضّحّاك و أصحابه إلاّ بالخيل قد شدّت عليهم، ففزع الناس إلى راياتهم و قد غشوهم و هم على غير عدة، فنادى الناس: يا أبا أنيس أ عجزا بعد كيس ؟ فقال الضّحّاك: نعم، أنا أبو أنيس، عجز لعمري بعد كيس، فاقتتلوا و لزم الناس راياتهم، و صبروا، و صبر الضّحّاك و رحل (5) مروان و قال: قبّح اللّه من يوليهم ظهره اليوم حتى يكون الأمر لإحدى الطائفتين، فقال الضّحّاك بن قيس: و صبرت قيس على راياتها يقاتلون عندها، فنظر

ص: 295


1- في سير الأعلام: ابنة هاشم بن عتبة.
2- حصن بناحية حمص (انظر ياقوت).
3- كذا رسمها بالأصل.
4- عن سير الأعلام و بالأصل: المواعدة.
5- كذا.

رجل من بني عقيل إلى ما يلي بقيس عند راياتها من القتل فقال: اللّهمّ العنها من رايات، و اعترضها بسيفه فجعل يقطّعها، فإذا سقطت الراية تفرّق أهلها، ثم انهزم الناس، فنادى منادي مروان: و لا تتبعوا موليا. فأمسك عنهم.

قال محمّد بن عمر: و قتلت قيس بمرج راهط مقتلة لم تقتله في موطن قط ، و كانت وقعة مرج راهط للنصف من ذي الحجة تمام سنة أربع و ستين.

قال محمّد بن عمر: لما بلغ الضّحّاك أن مروان قد بايع لنفسه على الخلافة بايع من معه لابن الزبير، ثم سار كل واحد منهما إلى صاحبه بمن اتّبعه، فالتقوا بمرج راهط للنصف من ذي الحجة تمام سنة أربع و ستين فاقتتلوا قتالا شديدا، فقتل الضّحّاك و أصحابه، و قتلت قيس بمرج راهط مقتلة لم تقتله في موطن قط .

قال و أنا ابن سعد، و أنا علي بن محمّد، عن الشرفي بن القطامي الكلبي قال: قتل الضّحّاك بن قيس رجل من بني كلب يقال له زحمة بن عبد اللّه.

و قال ابن سعد: أنا علي، عن خالد بن يزيد بن بشر الكلبي قال: حدّثني من شهد مقتل الضّحّاك، قال: مرّ بنا رجل يقال له زحمة ما يطعن أحدا (1) إلاّ صرعه، و لا يضرب أحدا إلاّ قتله، إذ حمل على رجل، فطعنه فصرعه و تركه، و قد مضى حتى ضرب رجلا فخذله فأتيته فإذا هو الضّحّاك فاحتززت رأسه، فأتيت به مروان فقال: أنت قتلته ؟ قلت:

لا، و أخبرته من قتله، و كيف صنع، فأعجبه صدقي، و كره قتل الضّحّاك، و قال: الآن حين كبرت سني و اقترب أجلي أقبلت بالكتائب أضرب بعضها ببعض و أمر لي بجائزة.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا عبد اللّه بن منده، أنا إبراهيم بن محمّد بن صالح، و عبد الرّحمن بن علي البجلي، قالا: أنا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو، قال: قرأت في كتاب محمّد بن معاذ بن عبد الحميد، أعطانيه ابنه: أن الهيثم بن عمران حدّثهم أنه سمع إسماعيل بن عبيد اللّه قال: كان عبد الرّحمن بن أمّ الحكم يوم راهط عامل مروان على دمشق، و كان مروان يقاتل الضّحّاك بن قيس بمرج راهط فجاءه روح بن زنباع فبشّره بقتله (2).

ص: 296


1- بالأصل:«ما يطعن إلا أحدا» و فوق إلاّ أحدا علامتا «م» تشيران إلى تقديم و تأخير، و هو ما أثبتناه.
2- انظر الخبر في سير الأعلام 243/3 إلى 245 و فيه اختصار.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمّد، أنا أبو سليمان حمد بن محمّد الخطابي. قال: في حديث ابن الزبير: أنه لما بلغه قتل مروان الضّحّاك بمرج راهط قام خطيبا، فقال: إن ثعلب بن ثعلب حفر بالصحصحة (1)فأخطأت استه الحفرة، وا لهف أمّ لم تلدني على رجل من محارب كان يرعى في جبال مكة، فيأتي بالضربة من اللبن فيتبعها بالقبضة من الدقيق فيرى ذلك سدادا من عيش، ثم أنشأ يطلب الخلافة، و وراثة النبوة.

من حديث محمّد بن إسحاق بن يسار (2):

الصحصحة (3):الأرض المستوية الجرداء، قال الشّمّاخ:

بصحصحة يبيت بها النعام

و هي الصحصح (4)،و الصحصحان (5) أيضا.

و الضربة اللبن الحامض، يقال: جاء بضربة تروي الوجوه، و قد ضرب اللبن في الرطب يضربه ضربا إذا حلب بعضه على بعض و تركه حتى يحمض، و يقال: شربت لبنا ضربا و ضريبا قال الشاعر:

سنكفيك لحم القوم ضرب معرض *** و ما قدور في القصاع شنب (6)

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر، أنبأ أبو الحسن، نا الحسين بن محمّد، نا ابن سعد، أنا علي بن محمّد بن مسلمة، نا (7) محارب بن حرب عن (8) خالد بن يزيد بن معاوية أن عبد الملك بن مروان ذكر الضّحّاك بن قيس يوما فقال: العجب من الضّحّاك و من طلبه الخلافة لابن الزبير ثم قاتل عليها له، و إنما قتل إياه ببس (9) حلفي بطحة (10) فأدركوه و ما به حبض و لا تبض (11)،فقيل له: يا أمير

ص: 297


1- بالأصل: الضحضحة، خطأ، و الصواب ما أثبت عن اللسان و تاج العروس قال ابن منظور: و هذا مثل للعرب تضربه فيمن لم يصب موضع حاجته، يعني أن الضحاك طلب الإمارة و التقدم فلم ينلها.
2- بالأصل:«بشار» ترجمته في سير الأعلام 33/7.
3- بالأصل: الضحضحة، خطأ، و الصواب ما أثبت عن اللسان و تاج العروس قال ابن منظور: و هذا مثل للعرب تضربه فيمن لم يصب موضع حاجته، يعني أن الضحاك طلب الإمارة و التقدم فلم ينلها.
4- بالأصل: الضحضحة، خطأ، و الصواب ما أثبت عن اللسان و تاج العروس قال ابن منظور: و هذا مثل للعرب تضربه فيمن لم يصب موضع حاجته، يعني أن الضحاك طلب الإمارة و التقدم فلم ينلها.
5- بالأصل: الضحضحة، خطأ، و الصواب ما أثبت عن اللسان و تاج العروس قال ابن منظور: و هذا مثل للعرب تضربه فيمن لم يصب موضع حاجته، يعني أن الضحاك طلب الإمارة و التقدم فلم ينلها.
6- كذا رسمها بإهمال الحرف الثالث منها.
7- بالأصل: نا.
8- بالأصل: بن.
9- كذا رسم الكلمات بالأصل.
10- كذا رسم الكلمات بالأصل.
11- في التاج: تقول العرب: ما به حيض و لا نبض، يريدون: ما به قوة.

المؤمنين هذا ابنه عبد الرّحمن فقال: بببوه (1).

قرأت علي أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: و في هذه السّنة - يعني سنة أربع و ستين - قتل الضّحّاك بن قيس بمرج راهط ، و قال الليث: كانت وقعة راهط في ذي الحجة بعد الأضحى بليلتين، و ذكر أن محمّد بن أحمد بن عبد العزيز أخبره عن يحيى بن أيوب، عن يحيى بن بكير، عن الليث بذلك (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري (3)،أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي قال: حدّثني أبو عبيد قال: سنة أربع و ستين فيها قتل الضّحّاك بن قيس بمرج راهط .

2921 - الضّحّاك بن قيس بن معاوية

2921 - الضّحّاك (4) بن قيس بن معاوية

ابن حصين و هو مقاعس بن عبّاد (5)

ابن النّزّال بن مرّة بن عبيد بن الحارث بن عمرو

ابن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم

أبو بحر التميمي (6)

أدرك عصر النبي صلى اللّه عليه و سلم و لم يره.

و روى عن: عمر بن الخطاب، و عثمان بن عفّان، و عليّ بن أبي طالب و العبّاس بن عبد المطّلب، و عبد اللّه بن مسعود، و أبي ذرّ الغفاري، و أبي بكر (7) الثقفي.

ص: 298


1- كذا رسمها بالأصل.
2- انظر الإصابة 208/2.
3- تقرأ بالأصل:«النسوي» و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
4- في تهذيب الكمال: عبادة.
5- و ميل اسمه: صخر، و قيل: الحارث، انظر تهذيب الكمال 478/1 و تهذيب التهذيب 167/1.
6- ترجمته في تهذيب الكمال 478/1 و تهذيب التهذيب 167/1 و الاستيعاب ترجمة 160، و أسد الغابة 55/1 و أخبار أصبهان 224/1 و الإصابة ترجمة 429 و شذرات الذهب 78/1 و سير الأعلام 86/4 و انظر بحاشيتها أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
7- في تهذيب الكمال: أبي بكرة الثقفي.

روى عنه: الحسن البصري، و عمرو (1) بن جاوان، و طلق بن حبيب، و عروة بن الزبير.

و شهد صفّين مع علي أميرا، و قدم دمشق، و رأى بها أبا ذرّ، و قدم على معاوية في خلافته أيضا، و هو المعروف بالأحنف (2)،و كان سيّد أهل البصرة.

أخبرنا أبو الحسن (3) علي بن أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن علي بن الآبنوسي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو العلاء الخصيب بن الموصل بن محمّد بن سلم، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور.

ح و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو محمّد الصّريفيني، قالوا: أنا أبو جعفر عمر بن إبراهيم الكتّاني.

ح و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنبأ أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري، و أبو نصر الزينبي.

و أخبرنا أبو المكارم أحمد بن عبد الباقي بن الحسن بن مبارك، أنبأ أبو الحسين بن النّقّور، و أبو نصر الزينبي.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل الحافظ ، و أبو المظفّر محمّد بن محمّد، قالا: أنا أبو نصر الزينبي.

ح و أخبرنا أبو نصر أحمد بن علي بن محمّد بن عبد اللّه الغازي، أنا علي بن أحمد بن محمّد بن علي في آخرين البسري (4).

ح و أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن المجلي (5)،و أبو النواس عبد الباقي بن محمّد بن عبد الباقي، قالا: أنا عبد اللّه بن الحسن بن محمّد بن الخلاّل، نا أبو حفص

ص: 299


1- كذا بالأصل و سير الأعلام، و في تهذيب الكمال: عمر، و يقال عمرو بن جاوان.
2- الأحنف لقب، لقب به لحنف رجليه، و هو العوج و الميل كما في سير الأعلام 87/4.
3- بالأصل:«أبو الحسين» و الصواب ما أثبت، راجع المطبوعة المجلدة العاشرة الفهارس ص 50، و المطبوعة عاصم - عائذ (الفهارس ص 639).
4- كذا بالأصل.
5- بالأصل:«المحلي».

الكتّاني - إملاء - قالا: أنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا علي بن عبد اللّه بن جعفر المديني، نا يحيى بن سعيد، نا ابن جريج، نا سليمان بن عتيق، عن طلق بن حبيب، عن الأحنف بن قيس، عن عبد اللّه بن مسعود، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«ألا هلك المتنطعون» قالها ثلاث مرات - و في حديث الكتّاني:«ألا هلك المتكبرون»- و قال إسماعيل بن الفضل: قالها ثلاثا[5271].

أخبرنا أبو عبد اللّه بن الفضل الفراوي، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن عمر العمري الهروي، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن محمّد بن أبي شريح، أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن عبد الجبار الرّذاني، نا حميد بن زنجويه، نا محمّد بن يوسف، نا الأوزاعي، حدّثني هارون بن رئاب عن (1) الأحنف بن قيس قال:

دخلت مسجد دمشق، فإذا أنا برجل يصلّي يكبّر الركوع و السجود، فقلت: لا أنتهي حتى انظر أ تدري أعلى شفع تنصرف أو على وتر؟ فلما انصرف قلت له: أ تدري على شفع تنصرف أم على وتر؟ قال: إن لم أدر فإن اللّه هو يدري، حدّثني خليلي أبو القاسم صلى اللّه عليه و سلم ثم بكى، ثم قال:«ما من عبد يسجد للّه سجدة إلاّ رفعه اللّه بها درجة و حط عنه بها سيئة» فتقاصرت عنه إلى نفسي، فإذا هو أبو ذرّ[5272].

و قد روي أنّ ذلك كان في مسجد حمص.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد بن جعفر بن هشام الكندي، نا أبو زيد أحمد بن عبد الرحيم بن بكر الحوطي، نا أبو المغيرة، نا الأوزاعي، نا هارون بن رئاب، عن الأحنف بن قيس قال:

دخلت مسجد حمص فإذا رجل يكثر الركوع و السّجود، فلمّا انصرف سألته على شفع انصرفت أم على وتر؟ فقال: إنّ اللّه يدري، سمعت خليلي أبا القاسم صلى اللّه عليه و سلم يقول - ثم بكى-: «ما من عبد يسجد للّه سجدة إلاّ رفعه اللّه بها درجة، و حطّ عنه بها خطية»، فقلت: من أنت رحمك اللّه ؟ قال: أبو ذرّ، قال الأحنف: فتقاصرت في نفسي عليه.

و روي أن ذلك كان في مسجد بيت المقدس.

ص: 300


1- بالأصل: بن.

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، أنا عبد الرزاق قال: سمعت الأوزاعي يقول:

أخبرني هارون بن رئاب (2)،عن الأحنف بن قيس قال: دخلت مسجد بيت المقدس فوجدت فيه رجلا يكثر السجود، فوجدت في نفسي من ذلك، فلما انصرف قلت:

أ تدري على شفع انصرفت أم على وتر؟ قال: إن لا أدري، فإنّ اللّه يدري ثم قال: أخبرني حبيبي أبو القاسم صلى اللّه عليه و سلم - ثم بكا - ثم قال: أخبرني حبيبي أبو القاسم صلى اللّه عليه و سلم أنه قال:«ما من عبد يسجد للّه سجدة إلاّ رفعه اللّه بها درجة، و حطّ عنه بها خطية، و كتب له بها حسنة» قال: قلت: أخبرني من أنت يرحمك اللّه ؟ قال: أنا أبو ذرّ صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فتقاصرت إلى نفسي[5273].

أنبأنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر بن البنّا، قال: قرئ على أبي محمّد الجوهري و نحن نسمع، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، ثنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3) قال في الطبقة الأولى من أهل البصرة: الأحنف بن قيس، و اسمه الضّحّاك بن قيس بن معاوية بن حصين بن حفص بن عبادة (4) بن النّزّال بن مرّة بن عبيد بن مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم، و أمّه من بني قراض من باهلة، و يكنى الأحنف؛ أبا بحر. و كان ثقة مأمونا، قليل الحديث، و قد روى عن عمر بن الخطّاب، و علي بن أبي طالب، و أبي ذرّ، و كان الأحنف صديقا لمصعب بن الزبير، و قد وفد عليه بالكوفة و مصعب بن الزبير يومئذ وال عليها، فتوفي الأحنف عنده (5) بالكوفة، فرئي مصعب في جنازته يمشي بغير رداء.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد البلخي، أنبأ أبو الغنائم محمّد بن علي بن الحسن، أنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد الفارسي، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، ثنا جدي يعقوب، قال: و الأحنف صفة ليس باسم، هو ابن قيس بن معاوية بن (6)

ص: 301


1- مسند الإمام أحمد ط دار الفكر 104/8 رقم 21508.
2- عن المسند، و بالأصل:«ريات» و انظر تهذيب الكمال 478/1.
3- طبقات ابن سعد 93/7 و 97.
4- عن ابن سعد و بالأصل: قتادة.
5- عن ابن سعد و بالأصل: عليها.
6- بالأصل: عن، خطأ.

حصين بن حفص بن عبادة بن النّزّال بن مرّة بن عبيد بن مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن تميم،.... (1) الأحنف بن قيس.... (2) بن معاوية الذي يروي عمرو بن دينار.... (3) قال: كنت كاتبا لحسن بن معاوية فأتانا كتاب عمر: أن اقتلوا كل ساحر و ساحرة، فقد اختلف في اسم الأحنف، فقال بعضهم: اسمه الضّحّاك، و قال بعضهم:

اسمه صخر.

قال: و ثنا جدي، قال: سمعت أبا بكر بن الأسود، حدّثني الحسن بن كثير قال:

اسم الأحنف بن قيس: الضّحّاك، قال جدّي: و كان خليفة بن خياط عالما بهذا الأمر قال: اسم الأحنف: صخر.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ ثابت بن منصور، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن الأصبهاني، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد الأهوازي، نا خليفة بن خياط (4)،قال: الأحنف اسمه صخر بن قيس بن معاوية بن حصين (5)-يعني ابن عبادة بن النّزّال بن مرّة بن عبيد بن الحارث بن عمرو بن كعب بن سعيد بن زيد مناة بن تميم، و أم الأحنف حبّة بنت (6) عمرو بن قرط بن ثعلبة بن قرواش، ثم من بني زاهر بن أود بن معن بن مالك بن أعصر بن سعد بن قيس بن عيلان، يكنى أبا بحر، مات مع مصعب بن الزبير بالكوفة سنة سبع و ستين (7)،و صلى عليه مصعب بن الزبير.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنا أبو بكر الخطيب، أنبأ علي بن أبي علي، نا أحمد بن إبراهيم بن شاذان، و محمّد بن عبد الرّحمن بن العبّاس.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، نا أحمد بن محمّد بن النّقّور، و عبد الباقي بن محمّد بن غالب، قالا: أنا محمّد بن عبد الرّحمن بن العبّاس، قالا: ثنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، ثنا أبو يعلى المنقري، نا الأصمعي، ثنا كودن بن زافر الباهلي، عن أبيه قال: كانت أم الأحنف بن قيس امرأة من باهلة يقال لها حبّة بنت

ص: 302


1- كلمة غير مقروءة و رسمها: و عمر... حسر... بحاله... لجسر» كذا و لم أقف على العبارة.
2- كلمة غير مقروءة و رسمها: و عمر... حسر... بحاله... لجسر» كذا و لم أقف على العبارة.
3- كلمة غير مقروءة و رسمها: و عمر... حسر... بحاله... لجسر» كذا و لم أقف على العبارة.
4- انظر طبقات خليفة بن خيّاط ص 334 رقم 1555.
5- في طبقات خليفة: حصن.
6- بالأصل:«حية بن» و الصواب عن خليفة بن خياط .
7- في طبقات خليفة: سبع و سبعين.

ثعلبة بن قرط بن قرواش بن زافر بن كودان بن عوف بن خصي بن سلامة بن أود بن معن بن مالك بن أعصر.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (1)،قال: أما حبّة بفتح الحاء المهملة، و تشديد الباء المعجمة بواحدة: حبّة بنت ثعلبة بن قرط بن قرواش بن زافر بن كودن بن عوف بن خصيّ بن سلامة (2) بن أود بن معن بن مالك بن أعصر، هي أم الأحنف بن قيس.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن عبد الملك بن عمر الرزاز.

ثم أخبرني أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنبأ عبد الملك بن عمر، أنا أبو حفص بن شاهين، نا محمّد بن مخلد.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه أيضا، أنبأ العتيقي، أنا عثمان بن محمّد المخرمي، نا إسماعيل الصّفار، قالا: ثنا العبّاس بن محمّد الدوري، نا أبو بكر بن أبي الأسود، نا الحسن بن كثير قال: اسم الأحنف بن قيس الضّحّاك.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب، أنا محمّد بن الحسين بن زنبيل، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن، نا محمّد بن إسماعيل، حدّثني عبد اللّه بن الأسود، عن الحسن بن كثير قال: كان اسم الأحنف بن قيس الضّحّاك، و هو أبو بحر السعدي البصري.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا محمّد بن الحسن أبو طاهر النيسابوري، نا عبّاس بن محمّد الدوري، أنا أبو بكر بن أبي الأسود، نا الحسن بن كثير قال: اسم الأحنف بن قيس الضّحّاك التميمي، أدرك عصر النبي صلى اللّه عليه و سلم و دعا له و لم يره.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر بن مهدي [أنا محمّد] (3) بن أحمد بن يعقوب، نا جدي قال: سمعت أبا بكر بن أبي الأسود يقول:

ص: 303


1- الاكمال لابن ماكولا 319/2 و 320.
2- في الاكمال: حصي بن سلامة بن أدد.
3- الزيادة بين معكوفتين زيادة منا للإيضاح، قياسا إلى سند مماثل.

حدّثني الحسن بن كثير قال: اسم الأحنف بن قيس الضّحّاك.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن شهريار، أنا أبو حفص الفلاّس، قال الأحنف بن قيس يكنى أبا بحر، اسمه صخر بن قيس.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني (1)،أنا أبو بكر أحمد بن منصور، نا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو بحر الأحنف بن قيس قال: جاءنا مصدّق النبي صلى اللّه عليه و سلم، قال عمرو: اسمه صخر، و قال ابن أبي الأسود: الضّحّاك بن قيس.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن عن (2) أبي تمّام علي بن محمّد، عن أبي عمر محمّد بن العبّاس، أنا محمّد بن القاسم الكوكبي، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا سليمان بن أبي سرح (3)،قال: كان الأحنف أحنف الرجلين جميعا، و لم يكن له إلاّ بيضة واحدة، و كان اسمه صخر بن قيس أحد بني سعد، و أمّه امرأة من باهلة، و كانت ترقصه و تقول:

و اللّه لو لا حنف برجله

و قلة أخافها من نسله

ما كان في فتيانكم من مثله (4)

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنبأ أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (5)،حدّثني أحمد بن شبّويه، حدّثني سليمان - و هو ابن صالح - حدّثني عبد اللّه بن المبارك عن (6) جرير بن حازم أنه كان أحنف الرجلين جميعا، قال جرير: أخبرني محمّد بن أبي يعقوب: أن أمّ الأحنف كانت امرأة من باهلة،

ص: 304


1- تقرأ بالأصل:«الشنعاني» و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل. انظر فهارس المجلدة العاشرة.
2- بالأصل: بن.
3- كذا، و في تهذيب الكمال 481/1 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-581) ص 347 و سير الأعلام 87/4: سليمان بن أبي شيخ.
4- الخبر و الشعر في المصادر الثلاثة السابقة.
5- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 670/1.
6- عن أبي زرعة و بالأصل: بن.

و كانت ترتجر به و هو في حجرها،[قالت:]:

[و اللّه] (1) لو لا حنف في رجله *** ما أدرك في ولدانهم من مثله

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن كامل، أنا أبو جعفر بن المسلمة - في كتابه - أنبأ أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى - إجازة - قال: الأحنف بن قيس التميمي اسمه صخر، و هو التيت (2)،و يقال الضّحّاك، و يقال: الحارث بن قيس، و يقال: حصين.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا يوسف بن رباح، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل البصرة: الأحنف بن قيس، أبو بحر.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه، أنبأ أبو الحسن بن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية قال:

سمعت نوح بن حبيب القومسي (3) يقول: الأحنف بن قيس اسمه صخر بن قيس، يكنى أبا بحر، سمعت أبا عبد اللّه يقول: الأحنف بن قيس بن معاوية.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنبأ أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا (4)،نا محمّد بن سعد قال: الأحنف بن قيس التميمي، و يكنى أبا بحر، توفي بالكوفة في ولاية مصعب بن الزبير (5) بن عمر، و علي.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن أبي الفضل (6) المكي، أنا عبيد اللّه بن سعيد بن حاتم، أنا أبو الحسن الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني أبو موسى بن عبد الرّحمن النسائي، أخبرني أبي قال: أبو بحر الأحنف بن قيس، و هو الضّحّاك.

ص: 305


1- زيادة اقتضاها السياق، انظر ما مرّ قريبا.
2- كذا رسمها.
3- غير واضحة بالأصل، و تقرأ «الطويسي» و المثبت عن تهذيب الكمال 168/19.
4- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
5- كذا، و يبدو أن ثمة سقط في الكلام أخلّ بالمعنى، و لعل الصواب روى عن عمر و علي.
6- بالأصل:«قرأت على أبي الفضل ناصر بن أبي الفضل المكي» صوبنا العبارة قياسا إلى سند مماثل.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، قال: أبو بحر الأحنف بن قيس.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر الخطيب، أنا هبة اللّه بن إبراهيم، ثنا أحمد بن محمّد، نا محمّد بن أحمد [بن حمّاد] الدّولابي (1)،قال: أبو بحر الأحنف بن قيس. حدّثت عن أبي بكر بن أبي الأسود، نا الحسن بن كثير قال: اسم الأحنف بن قيس الضّحّاك.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، أنبأ أبو [الفتح] (2) نصر بن إبراهيم الزاهد، أنا سليم بن أيوب الرازي، أنبأ طاهر بن محمّد بن سليمان، ثنا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمّد بن إياس، قال: سمعت محمّد بن أحمد المقدّمي يقول: الأحنف صخر بن قيس أبو بحر.

أنبأ أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصّفار، أنا أحمد بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم (3)،قال: أبو بحر الأحنف بن قيس السّعدي التميمي البصري، و اسمه الضّحّاك، و يقال: صخر بن قيس بن معاوية بن حصين بن عبادة بن (4) النّزّال بن قيس (5) بن عبيد بن الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد بن تميم، و أمّه حبّة بنت عمرو بن قرط بن ثعلبة بن قرواش من بني زافر بن أود بن معن بن مالك بن أعصر بن سعد بن قيس بن عيلان (6)،أدرك زمان النبي صلى اللّه عليه و سلم، و وفد إلى عمر بن الخطّاب، و هو الذي افتتح مروروذ، و كان الحسن بن أبي الحسن، و محمّد بن سيرين في جيشه (7).

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، قال: الأحنف بن قيس أبو بحر السّعدي، و اسمه الضّحّاك، و يقال: اسمه

ص: 306


1- الكنى و الأسماء للدولابي 125/1.
2- زيادة منا للإيضاح.
3- الأسامي و الكنى للحاكم النيسابوري 312/2 رقم 848.
4- بالأصل:«عن» و المثبت عن الحاكم.
5- كذا، و في الأسامي و الكنى:«مرة».
6- بالأصل: غيلان.
7- عقب الذهبي في سير الأعلام 87/4 بعد ما ذكر كلام أبي أحمد الحاكم قال:«قلت: هذا فيه نظر، هما يصغران عن ذلك» فقد كان عمر الحسن أحد عشر عاما و كانت ولادة ابن سيرين في السنة التالية لفتح المدينة و قد فتحت مرور الروذ عام 32 ه (هامش سير الأعلام).

صخر بن قيس، أحد بني سعد، و أمّه امرأة من باهلة، ذكر ذلك ابن أبي خيثمة، عن سليمان بن أبي شيخ (1).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر الكلاباذي، قال: الأحنف بن قيس أبو بحر السعدي (2) التميمي البصري، و الأحنف لقب عرف به و غلب عليه، و اسمه الضّحّاك بن قيس، و قال عمرو بن علي: اسمه صخر بن قيس، يقال: ان النبي صلى اللّه عليه و سلم بعث رجلا من بني ليث إلى بني سعد رهط الأحنف فجعل يعرض عليهم الإسلام، فقال الأحنف: إنه يدعو إلى خير و يأمر بالخير، فذكر (3) ذلك للنبي صلى اللّه عليه و سلم فقال صلى اللّه عليه و سلم:«اللّهمّ اغفر للأحنف»، سمع أبا ذرّ الغفاري، و أبا بكرة، روى عنه الحسن البصري في الايمان، و أبو العلاء بن الشخير في الزكاة، مات قبل مصعب بن الزبير، و مشى مصعب في جنازته بغير رداء، سنة اثنين (4) و سبعين، فقال خليفة بن خياط : مات الأحنف سنة سبع و ستين بالكوفة.

و قال كاتب الواقدي (5):توفي بالكوفة في ولاية مصعب بن الزبير.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الغنائم محمّد بن علي، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي، نا سليمان بن حرب، و حجّاج بن المنهال، و ساق الحديث عن سليمان، نا حمّاد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن الحسن، عن الأحنف بن قيس قال:

بينما أنا أطوف بالبيت في زمن عثمان إذ لقيني رجل من بني ليث، فأخذ بيدي فقال: أ لا أبشّرك ؟ فقلت: بلى، قال: أ ما تذكر إذ بعثني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى قومك بني سعد أدعوهم إلى الإسلام، فجعلت أخبرهم و أعرض عليهم، فقلت: إنه يدعوهم إلى خير، و ما أسمع إلاّ حسنا، فذكرت ذلك للنبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:«اللّهم اغفر للأحنف»، و كان الأحنف يقول: فما شيء أرجى عندي من ذلك[5274].

ص: 307


1- مرّ قريبا، و قد ورد الخبر بالأصل عن سليمان بن أبي سرح، و انظر ما لاحظناه هناك.
2- بالأصل: السعد.
3- بالأصل:«فذ» و لعل الصواب ما أثبت.
4- كذا بالأصل.
5- يعني محمد بن سعد، صاحب الطبقات، راجع فيها 97/7.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم، نا أبو حاتم الرازي، نا سليمان بن حرب، نا حمّاد بن سلمة عن (1) علي بن زيد، عن الحسن، عن الأحنف بن قيس قال:

بينما أنا أطوف بالبيت في زمن عثمان إذ لقيني رجل من بني ليث، فأخذ بيدي، فقال: أ لا أبشّرك ؟ قلت: بلى، قال: أتذكر إذ بعثني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ساعيا إلى بني سعد، فسألوني عن الإسلام، فجعلت أخبرهم و أدعوهم إلى الإسلام، فقلت: إنّك تدعو إلى خير، و ما أسمع إلاّ حسنا فذكرت ذلك لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«اللّهمّ اغفر للأحنف»، فكان الأحنف يقول: فما شيء أرجى عندي من ذلك - يعني دعوة النبي صلى اللّه عليه و سلم-[5275].

تابعه حجّاج بن منهال عن حمّاد.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، نا سليمان بن حرب، نا حمّاد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن الحسن، عن الأحنف قال:

بينا أنا أطوف بالبيت إذ لقيني رجل من بني سليم، فقال: أ لا أبشّرك ؟ قال: قلت:

بلى، قال: أتذكر إذ بعثني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى قومك بني سعد أدعوهم إلى الإسلام ؟ قال: فقلت: أنت و اللّه، ما قال إلاّ خيرا و لا أسمع إلاّ حسنا، ثم رجعت، فأخبرت النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:«اللّهمّ اغفر للأحنف»، قال: فما شيء أرجى مني لها[5276].

أخبرنا أبو الحسن الخطيب، أنا محمّد بن الحسن، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن، نا محمّد بن إسماعيل، نا حجّاج، نا حمّاد، عن علي بن زيد، عن الحسن، عن الأحنف بن قيس قال:

بينا أنا أطوف بالبيت في زمن عثمان، أخذ بيدي رجل من بني ليث فقال: أ لا أبشّرك ؟ أ ما تذكر، إذ بعثني النبي صلى اللّه عليه و سلم إلى قومك بني سعد فجعلت أعرض عليهم الإسلام، فقلت: إنك لتدعو إلى خير، و تأمر بالخير، فبلّغت النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:«اللّهمّ اغفر للأحنف ما عمل»[5277].

ص: 308


1- بالأصل: بن.
2- مسند الإمام أحمد ط دار الفكر ج 9 رقم 23221.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا الحجّاج، نا حمّاد، عن علي بن زيد، عن الحسن أن الأحنف بن قيس قال: بينا أنا أطوف بالبيت زمن عثمان بن عفّان إذ أخذ رجل من بني ليث بيدي فقال: أ لا أبشّرك ؟ فقلت: بلى، فقال: تذكر إذ بعثني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى قومك بني سعد فجعلت أعرض عليهم الإسلام و أدعوهم فقتل أنت: إنه يدعو إلى الخير، و يأمر بالخير مرّتين، فبلغ ذلك النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:«اللّهمّ اغفر للأحنف»، و كان الأحنف يقول: ما لي عمل أرجى منه فيّ (1)[5278].

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا محمّد بن هبة اللّه، و علي بن أحمد، و محمّد بن حميد، قالا: أنبأ علي بن محمّد بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن البراء، قال: قال علي بن المديني: الأحنف بن قيس ليس له صحبة.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه، أنا أبو نعيم الحافظ (2)،نا أبو بكر بن خلاّد، نا محمّد بن يونس، نا العلاء بن الفضل بن أبي سويّة (3)،نا العلاء بن جرير (4)،حدّثني عمر بن مصعب بن الزبير، حدّثني الأحنف بن قيس أنه قدم على عمر بن الخطاب بفتح تستر فقال: يا أمير المؤمنين إن اللّه قد فتح عليك تستر، و هي من أرض البصرة، فقال رجل من المهاجرين: يا أمير المؤمنين إنّ هذا - يعني الأحنف بن قيس - الذي كفّ عنا بني مرّة حين بعثنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في صدقاتهم، و قد كانوا همّوا بنا، قال الأحنف: فحبسني عمر عنده بالمدينة سنة يأتيني في كل يوم و ليلة، فلا يأتيه عني إلاّ ما يحبّ ، فلما كان رأس السنة، دعاني فقال: يا أحنف هل تدري لم حبستك عندي ؟ قلت: لا يا أمير المؤمنين، فقال

ص: 309


1- انظر الأسامي و الكنى للحاكم 313/2-314 و تهذيب الكمال 478/1-479 سير الأعلام 88/4 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61) ص 347 جميعهم من طريق علي بن زيد بن جدعان.
2- الخبر في أخبار أصبهان 224/1 و نقله الذهبي في سير الأعلام 88/4 من طريق العلاء بن الفضل المنقري، و في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-81) ص 347 من طريق العلاء بن الفضل بن أبي سوية.
3- تقرأ بالأصل:«سويد» و المثبت عن أخبار أصبهان.
4- في تاريخ الإسلام:«حريز».

عمر: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حذّرنا كلّ منافق عليم (1)،فخشيت أن تكون منهم، فاحمد اللّه يا أحنف.

أخبرنا أبو طاهر يحيى بن محمّد بن أحمد بن المحاملي، و أبو خازم (2)محمّد بن محمّد بن الحسين بن الفرّاء، و أبو محمّد علي بن عبد القادر بن الخضر بن علي بن أسد، و أبو نصر محمّد بن سعد بن الفرج بن أحمد المؤدب، و أبو الفرج هبة اللّه بن محمّد بن علي بن الحسن بن المسلمة، و أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن أحمد بن السلال، و الحسين بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن الطرائفي، و أبو غالب محمّد بن علي البغدادي المكبّر، و سارة بنت محمّد بن عبد الوهاب، و ابنتها سهيار بنت ياسين بن عبد اللّه الرومي، و فاطمة بنت علي بن الحسين بن جدا، قالوا: أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن المسلمة، أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد الزهري، نا جعفر بن محمّد الفريابي، نا عبد الأعلى بن حمّاد الزينبي، نا حمّاد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن الحسن، عن الأحنف بن قيس، قال: قدمت على عمر فاحتبسني عنده حولا، فقال: يا أحنف إنّي قد بلوتك و خبرتك فرأيتك علانيتك حسنة، و أنا أرجو أن تكون سريرتك مثل علانيتك، و انا كنا نتحدث إنما يهلك هذه الأمّة كل منافق عليم (3).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، و أحمد بن الحسن، و أحمد بن محمّد بن أحمد العتيقي.

و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر قالوا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد بن صالح، حدّثني أبي (4) قال: الأحنف بن قيس بصري تابعي ثقة، و كان سيّد قومه، و كان أعور أحنف ذميما قصيرا كوسجا (5) له بيضة واحدة، قال له عمر بن الخطاب: ويحك يا أحنف لمّا

ص: 310


1- أخرج أحمد في مسنده 22/1 و 44 من طريق ديلم بن غزوان العبدي... بسنده إلى عمر بن الخطاب قال و هو يخطب الناس سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول: إن أخوف ما أخاف على هذه الأمة كل منافق عليم اللسان.
2- بالأصل بالحاء المهملة خطأ و الصواب بالخاء المعجمة، و قد مرّ.
3- سير الأعلام 88/4 و تهذيب الكمال 480/1 و تاريخ الإسلام حوادث (سنة 61-81) ص 347.
4- تاريخ الثقات للعجلي ص 57 و نقله المزي عن العجلي في تهذيب الكمال 480/1.
5- الكوسج الذي لا شعر على عارضيه، و قال الأصمعي: هو الناقص الأسنان.(اللسان).

رأيتك ازدريتك، فلما نطقت فقلت لعلّه منافق، صنيع اللسان، فلما اختبرتك حمدتك، و لذلك حبستك - حبسه سنة يختبره - فقال عمر: هذا و اللّه السّيد.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا عبد العزيز، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (1)،قال: فحدّثني أحمد بن شبّويه، عن سليمان بن صالح، حدّثني عبد اللّه بن المبارك، عن معمر قال: سمعت قتادة يقول: قدم الأحنف بن قيس على عمر، فخطب عنده، فأعجبه منطقه، فقال: كنت أخشى أن تكون منافقا عالما، و أرجو أن تكون مؤمنا، فانحدر إلى مصرك.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد بن الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك.

أخبرنا عبيد اللّه بن الوليد الوصافي، عن عبد اللّه بن عبيد قال: ابتاع الأحنف بن قيس ثوبين بصريين، ثوبا بستة عشر، و الآخر باثني عشر، قطعهما قميصين، فجعل يلبس الذي أخذه بستة عشر في الطريق حتى إذا قدم المدينة خلعه و لبس الذي أخذه باثني عشر، فدخل على عمر بعد يسائله و ينظر إلى قميصه و يمسحه و يقول:

يا أحنف بكم أخذت قميصك هذا؟ فقال: أخذته باثني عشر درهما، فقال: ويحك أ لا كان بستة، و كان فضله فيما تعلم ؟ أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أحمد بن أبي عثمان، و عاصم بن الحسن، قالا: أنا الحسن بن الحسن بن علي بن المنذر، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا داود بن عمرو الضّبّي، نا يحيى بن عبد الملك بن أبي شيبة، نا سلامة بن منيح، قال: قال الأحنف بن قيس: ما كذبت منذ أسلمت إلاّ مرّة واحدة، فإنّ عمر سألني عن ثوب بكم أخذته ؟ فأسقطت ثلثي الثمن (2).

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن ميمون، أنا محمّد بن علي بن الحسن الحسني، نا محمّد بن العبّاس الحذاء، نا محمّد بن أحمد الأخمسي، نا الحسين بن حميد اللّخمي، نا أبو هشام محمّد بن يزيد، ثنا يونس بن بكير، نا السري بن إسماعيل، عن الشعبي قال (3):

ص: 311


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 670/1 و نقله الذهبي في سير الأعلام 89/4.
2- الخبر في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-81) ص 349 و سير الأعلام 89/4 عن الأحنف.
3- الخبر في سير الأعلام 89/4 من طريق يونس بن بكير.

وفّد أبو موسى وفدا من أهل البصرة إلى عمر بن الخطاب فيهم الأحنف بن قيس، فلما قدموا على عمر تكلم (1) كلّ رجل منهم في خاصة نفسه، و كان الأحنف في آخر القوم، فحمد اللّه و أثنى عليه، و صلّى على النبي صلى اللّه عليه و سلم ثم قال: أمّا بعد يا أمير المؤمنين فإنّ أهل مصر نزلوا منازل فرعون و أصحابه، و إن أهل الشام نزلوا منازل قيصر، و إن أهل [الكوفة] (2) نزلوا منازل كسرى و مصانعه في الأنهار العذبة و الجنان المخصبة، و في مثل عين البعير و كالحوار (3) في السّلى تأتيهم ثمارهم قبل أن تبلغ، و إنّ أهل البصرة نزلوا في أرض سبخة، زعقة نشاشة (4) لا يجفّ ترابها، و لا ينبت مرعاها، طرفها في بحر أجاج، و الطرف الآخر في الفلاة، لا يأتينا شيء إلاّ في مثل مريء النعامة فارفع خسيستنا، و انعش و كيستنا، و زد في عيالنا، و في رجالنا رجالا، وضع درهمنا و أكثر فقيرنا، و مر لنا بنهر نستعذب منه الماء، فقال عمر: عجزتم أن تكونوا مثل هذا، هذا و اللّه السيد، فما زلت أسمعها بعد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي محمّد بن محمّد، أنبأ علي بن أحمد بن عمر بن حفص، أنا محمّد بن أحمد بن الحسن، نا الحسن بن علي القطان، نا إسماعيل بن عيسى العطار، أنا إسحاق بن بشر قال: و كان أبو موسى حين قدم على عمر فسأله عمّا كان رفع إليه من أمره أحب أن يبحث عنه، فلم يقم أحد فلقنه الكلام، فقام الأحنف بن قيس و كان من أشبههم، فقال: يا أمير المؤمنين صاحبك مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في مواطن الحق، و عاملك و لم ير منه إلاّ خيرا، و إنّا أناس بين سبخة، و بين بحر أجاج لا يأتينا طعامنا إلاّ في مثل حلقوم النعامة، فأعد لنا فقيرنا و درهمنا، فأعجب منه ذلك عمر، و عرض عنه لحداثة سنه فقال له: اجلس يا أحنف، و كان برجله حنف، فكذلك سمّاه الأحنف، فغلب لقبه على اسمه، و كانت أمه تهدهده في صغره و هي تقول:

و اللّه لو لا حنف برجله *** لم يكن في الحي غلام مثله

ص: 312


1- تقرأ بالأصل «فكلم» و في السير: فتكلم.
2- الزيادة عن سير الأعلام.
3- بالأصل «الجوار» خطأ و الصواب عن سير الأعلام، و الحوار: ولد الناقة ساعة وضعه (اللسان) و السّلي: الجلد الرقيق الذي يخرج فيه الولد من بطن أمه ملفوفا فيه (اللسان).
4- تقرأ بالأصل:«بشباشة» و المثبت عن سير الأعلام. و النشاشة: النزازة. و بئر زعقة: مرّة.

فعرض عمر على الأحنف الجائزة، فقال: يا أمير المؤمنين و اللّه ما قطعنا الفلوات، و دأبنا الروحات العشيات للجوائز، و ما حاجتي إلاّ حاجة من خلّفت، فزاده ذلك عند عمر خيرا، فردّ عمر أبا موسى و من معه، و جلس الأحنف عنده سنة، و جعل عليه عيونا، فلم يسمع إلاّ خيرا فدعا به فقال: يا أحنف إنّك قد أعجبتني و إنّما حبستك لأعلم عليك (1)،فإنّي سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«احذروا المنافق العالم»[5279]، و أشفقت عليك منه فوجدتك بريئا مما تخوفت عليك، فسرّحه و أحسن جائزته، ثم قدم على أبي موسى فعرف ما كان منه إليه، فلم يزل للأحنف شرف يعرف حتى خرج من الدّنيا.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، أنا محمّد بن الفرج، حدّثنا معاوية بن عمرو بن أبي إسحاق، عن هشام، عن ابن سيرين قال: بعث عمر بن الخطاب الأحنف بن قيس على جيش قبل خراسان فبيّتهم العدو [و] (2) فرقوا جيوشهم، و كان الأحنف معهم ففزع الناس فكان أوّل من ركب الأحنف و مضى نحو الصّوت و هو يقول:

إنّ على كل رئيس حقّا *** أن يخضب الصّعدة أو تندقّا (3)

ثم حمل على صاحب الطبل فقتله، و انهزم العدو، فقتلوهم و غنموا و فتحوا مدينة يقال لها مروروذ.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن علي بن أحمد، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط (4)،قال: و توجه ابن عامر إلى خراسان على مقدمته الأحنف بن قيس فلقي أهل هراة فهزمهم. فافتتح ابن عامر أبر شهر (5) صلحا و يقال عنوة، و بعث ابن عامر الأحنف بن قيس في أربعة آلاف

ص: 313


1- كذا بالأصل، و الأشبه:«علمك».
2- زيادة منا للإيضاح.
3- الرجز في اللسان «صعد» و في سير الأعلام 90/4 و فيه «القناة بدل الصعدة، و هما بمعنى، و في تاريخ الإسلام (حوادث سنة 60-81) ص 349 و في تاريخ الطبري 169/4 و تاريخ خليفة ص 165 (حوادث سنة 30).
4- تاريخ خليفة بن خياط ص 164 (حوادث سنة 30).
5- بالأصل:«بن شهر» و الصواب عن تاريخ خليفة، و انظر معجم البلدان.

و جمع له أهل طخارستان و أهل الجوزجان و الفارياب و الطالقان و عليهم طوقان شاه و اقتتلوا قتالا شديدا، فهزمهم اللّه - أي المشركون-.

قال: و نا خليفة (1)،أنبأ أزهر بن سعد، نا ابن عون، عن محمّد قال: كان الأحنف بن قيس يحمل و يقول:

إنّ على كلّ رئيس حقّا *** أن يخضب القناة أو تندقّا

و قال أبو الحسن: قتلهم المسلمون ثلاثة عشر فرسخا، قال: ثم سار الأحنف من مرو الرّوذ إلى بلخ، فصالحوه على أربع مائة ألف ثم أتى خوارزم و لم يطقها فرجع.

و قال خليفة (2):و قال أبو عبيدة في تسمية الأمراء من أصحاب علي يوم صفّين و على تميم البصرة: الأحنف بن قيس.

أخبرنا أبو محمّد السّلمي، نا أحمد بن علي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، قالا: أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، حدّثني عمّار بن الحسن، نا سلمة، عن محمّد بن إسحاق قال: و بعث - يعني عبد اللّه بن عامر بن كريز - من نيسابور الأحنف بن قيس التميمي إلى هراة، فصالحوا أهلها و فتحوها، ثم خرج عبد اللّه بن عامر بن كريز من نيسابور معتمرا قد أحرم منها و خلّف على خراسان الأحنف بن قيس، و جمع أهل خراسان جمعا كثيرا، و اجتمعوا بمرو فقاتلهم الأحنف، فقتلهم و هزمهم، و كان ذلك جمع لم يجتمعوا مثله قط (3).

قال: و قال يعقوب في أسامي أمراء علي بن أبي طالب يوم صفّين: الأحنف بن قيس التميمي.

أنبأنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر بن البنّا، قال: قرئ على أبي محمّد الجوهري عن (4) أبي عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا

ص: 314


1- تاريخ خليفة ص 165.
2- تاريخ خليفة ص 194 (حوادث سنة 38).
3- انظر تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-81) ص 349 و سير الأعلام 91/4.
4- بالأصل «بن».

محمّد بن سعد (1)،أنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب بن (2) محمّد قال: نبّئت أن عمر ذكر بني تميم [فذمّهم، فقام الأحنف فقال: يا أمير المؤمنين ائذن لي فأتكلم، قال:

تكلم، قال: إنك ذكرت بني تميم] (3) فعمّمتهم بالذمّ ، و إنّما هم من الناس، فيهم الصّالح و الطالح، قال: صدقت، فعفى بقوله حسن، فقام الحتات و كان يناوئه فقال: يا أمير المؤمنين ائذن فلأتكلم، فقال: اجلس قد كفاكم سيدكم الأحنف.

قال: و نا ابن سعد (4)،نا عارم (5)،و الحسن بن موسى، قالا: نا حمّاد بن سلمة، نا علي بن زيد، عن الحسن قال: و كتب عمر إلى أبي موسى الأشعري: أمّا بعد فأذن (6)للأحنف بن قيس نشاوره و تسمع منه.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو عثمان البحيري، أنبأ أبي - رحمه اللّه - أنا يحيى بن منصور بن يحيى، نا محمّد بن أحمد الجوزجاني، نا العبّاس بن الفرج الرياشي، نا الأصمعي، عن نافع بن أبي نعيم القارئ، قال: قيل للأحنف بن قيس: من [أين] أوتيت (7) ما أوتيت من الحلم و الوقار؟ قال: بكلمات سمعتهن من عمر بن الخطاب، سمعت عمر يقول: يا أحنف من مرح استخفّ به، و من ضحك قلّت هيبته، و من أكثر من شيء عرف به و من كثر كلامه كثر سقطه، و من كثر سقطه قلّ حياؤه، و من قلّ حياؤه قلّ ورعه، و من قلّ ورعه مات قلبه.

أنبأنا أبو طالب، و أبو نصر، قالا: قرئ علي أبي محمّد، عن أبي عمر، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين، نا محمّد بن سعد (8)،أنا عبد اللّه بن جعفر الرقي، نا عبيد اللّه بن عمرو، عن معمر، عن الحسن قال: ما رأيت شريف قوم كان أفضل من الأحنف.

ص: 315


1- طبقات ابن سعد 94/7.
2- بالأصل:«عن» و الصواب عن ابن سعد.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل فاختل المعنى، و الزيادة أضيفت لاستقامة العبارة عن طبقات ابن سعد.
4- طبقات ابن سعد 94/7 و انظر سير الأعلام 91/4 و تاريخ الإسلام حوادث سنة 61 ص 350.
5- عن ابن سعد و بالأصل: عامر.
6- في ابن سعد: فأدن.
7- بالأصل:«من أتيت» و الصواب ما أثبت و ما أضيف للإيضاح.
8- طبقات ابن سعد 95/7.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد الشاهد، أنا أبو الميمون البجلي، نا أبو زرعة (1)،حدّثني عبد اللّه بن جعفر الرقي، نا عبيد اللّه بن (2) عمرو، عن معمر، عن قتادة، عن الحسن قال: ما رأيت شريف قوم كان أفضل من الأحنف.

قال: و نا أبو زرعة (3)،حدّثني أحمد بن شبّويه، عن سليمان بن صالح، حدّثني عبد اللّه بن المبارك، قال: قيل للأحنف بن قيس: بأي شيء سوّدك قومك، قال: لو عاب الناس الماء، لم أشربه.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثني جعفر بن محمّد الخلدي، حدّثني إبراهيم بن منصور المنصوري، حدّثني إبراهيم بن بشّار قال: نظر إبراهيم بن أدهم إلى رجل يكلم رجلا فغضب حتى تكلم بكلام قبيح، قال: فقال له: يا هذا اتّق اللّه و عليك بالصمت و الحلم و الكظم قال:

فأمسك ثم قال له: بلغني أن الأحنف بن قيس قال: كنا نختلف إلى قيس بن عاصم نتعلم الحلم كما تختلف إلى العلماء نتعلم العلم قال: فقال له: لا أعود.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمّام علي بن محمّد، عن محمّد بن العبّاس بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم الكوكبي، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا هارون بن معروف، نا ضمرة، عن السري بن يحيى قال: عاشت بنو تميم تحكيم الأحنف أربعين سنة (4).

قال: و نا ابن أبي خيثمة، نا أبو مسلم عبد الرّحمن بن يونس قال: قال سفيان: ما وزن عقل الأحنف بعقل أحد إلاّ وزنه (5).

أخبرنا أبو العزّ بن كادش - إذنا و مناولة - و قرأ علي إسناده أنا أبو علي الجازري، أنا المعافى بن زكريا (6)،نا محمّد بن يحيى الصّولي، نا الغلابي، ثنا ابن عائشة قال: قال

ص: 316


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 669/1.
2- بالأصل:«عن» و الصواب عن أبي زرعة.
3- المصدر السابق نفسه/الجزء و الصفحة.
4- تهذيب الكمال 479/1.
5- المصدر السابق نفسه/الجزء و الصفحة.
6- الخبر و الشعر في الجليس الصالح الكافي 222/3.

مالك بن مسمع للأحنف: يا أبا بحر ما أنتفع بالشاهد إذا غبت (1) و لا أفتقد غائبا إذا شهدت، قال المعافى لكأنّ البحتري ألمّ بهذا المعنى فقال:

رحلت فلم تفرح بأوبة أيب *** و أبت فلم تجزع لغيبة غائب

قدمت فأقدمت النهى تحمل الرضا *** إلى كل غضبان على الدور عاتب

فعادت بك الأيام زهرا كأنّما *** خلا الدّهر منها عن خدود الكواعب

قال: و أنا المعافى، نا محمّد بن القاسم الأنباري، حدّثني أبي، نا محمّد بن أحمد بن عثمان، نا عمرو بن علي بن بحر بن كثير السّقا مولى باهلة أبو حفص، نا محمّد بن عبّاد المهلبي، عن أبي بكر الهذلي أنه قال لأبي العبّاس بن السّفاح: يا أمير المؤمنين هل كان في تميم الكوفة مثل الأحنف بن قيس [حيث يقول] (2) له الشاعر:

إذ الأبصار أبصرت ابن قيس *** ظللن - مهابة منه - خشوعا (3)

أخبرنا أبو القاسم بن العلوي، أنا أبو الحسن المعدّل، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا إسماعيل بن يونس، نا الرياشي، عن الأصمعي قال: قال خالد بن صفوان: كان الأحنف بن قيس يفرّ من الشرف و الشرف يتبعه (4).

قال و أنا ابن مروان، نا أحمد بن داود، نا المازني، عن الأصمعي قال: قال هشام بن عبد الملك لخالد بن صفوان: أخبرني عن الأحنف بن قيس، قال: إن شئت يا أمير المؤمنين أخبرتك عنه في ثلاث، و إن شئت باثنتين، و إن شئت بواحدة (5)،قال:

فأخبرني عنه بثلاث، قال: كان لا يحرص و لا يجهل، و لا يدفع الحق إذا نزل به خضع لذلك، قال: فأخبرني عنه باثنتين، قال: فكان يؤتي الخير و يتوقى الشر، قال: فأخبرني عنه بواحدة، قال: كان أعظم الناس سلطانا على نفسه.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش - فيما قرأ عليّ إسناده و ناولني إيّاه و قال اروه عنّي - أنا أبو علي محمّد بن الحسين، أنبأ المعافى بن زكريا (6)،نا الحسين بن القاسم الكوكبي،

ص: 317


1- تقرأ بالأصل:«عتب» و المثبت عن الجليس الصالح.
2- زيادة منا للإيضاح.
3- البيت في سير الأعلام 91/4.
4- الخبر في سير الأعلام 91/4 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-81) ص 350.
5- بالأصل: بواحد.
6- الخبر أورده بطوله المعافى بن زكريا في الجليس الصالح الكافي 77/4-82.

ثنا محمّد بن القاسم (1) بن زكريا الغلاّبي، نا العبّاس بن بكّار، نا شبيب بن شيبة، عن خالد بن صفوان:

أنه كان بالرصافة عند هشام بن عبد الملك، فقدم العبّاس بن الوليد بن عبد الملك فغشيه الناس فقال: و كان خالد فيمن أتاه، و كان العبّاس يصوم الاثنين و الخميس، قال (2) خالد: فدخلت عليه في يوم خميس فقال لي: ابن الأهتم، خبرني عن تسويدكم الأحنف و انقيادكم إليه، و كنتم حيا لم تملكوا في جاهلية و لا إسلام (3) قط ، فقلت له:

إن شئت أخبرتك عنه بخصلة لها سوّد (4)،و إن شئت بثنتين، و إن شئت بثلاث، و إن شئت حدّثتك بقية عشيّتك حتى تنقضي و لم تشعر بصومك، قال: هات الأولى، فإن اكتفينا و إلاّ سألناك، قال: فقلت: كان أعظم من رأينا و سمعنا - ثم أدركني ذهني فقلت:

غير الخلفاء - سلطانا على نفسه في ما أراد حملها عليه، و كفّها عنه، قال: لقد ذكرتها نجلاء كافية، فما الثانية ؟ قلت: قد يكون الرجل عظيم السّلطان على نفسه، و لا يكون بصيرا بالمحاسن و المساوئ، و لم ير و لم يسمع بأحد أبصر بالمحاسن و المساوي منه، و لا يحمل للسلطنة إلاّ على حسن، و لا يكفّها إلاّ عن قبيح، قال: قد جئت بصلة الأولى لا يصلح إلاّ بها، فما الثالثة ؟ قلت: قد يكون الرجل عظيم السّلطان على نفسه بصيرا بالمحاسن و المساوئ و لا يكون حظيظا فلا يفشوا ذلك له في الناس فلا يذكر به فيكون عند الناس مشهورا، قال: و أبيك لقد جئت بصلة الأوليين فما بقية ما يقطع عني العشي ؟ قلت: أيامه السالفة، قال: و ما (5) أيامه السّالفة ؟ قلت: يوم فتح خراسان اجتمعت له جموع الأعاجم بمرو الرّوذ فجاءه ما لا قبل له به و هو في منزل بمضيعة و قد بلغ الأمر به فصلّى عشاء الآخرة، و دعا ربه و تضرّع له أن يوفقه (6) ثم خرج يمشي في العسكر مشي المكروب يتسمع ما يقول الناس، فمرّ بعبد يعجن و هو يقول لصاحب له:

العجب لأميرنا يقيم بالمسلمين في منزل مضيعة، و قد جاءه العدو و من وجوه، و قد أطافوا بالمسلمين من نواحيهم، ثم اتّخذوهم أغراضا و له متحوّل فجعل الأحنف يقول:

ص: 318


1- الجليس الصالح: محمد بن زكريا الغلابي.
2- عن الجليس الصالح و بالأصل: فأتاه.
3- سقطت من الجليس الصالح.
4- بالأصل: سودد، و المثبت عن الجليس الصالح.
5- عن الجليس الصالح و بالأصل:«و أما».
6- الأصل: يوقفه، و المثبت عن الجليس الصالح.

اللّهمّ وفّق، اللّهمّ وفّق، اللّهمّ سدّد، فقال (1) العبد للعبد: فما الحيلة ؟ قال: أن ينادي السّاعة بالرحيل، فإنّما بينه و بين الغيضة فرسخ، فيجعلها خلف ظهره فيمنعه اللّه بها، فإذا امتنع ظهره بها بعث بمجنبتيه اليمنى و اليسرى فيمنع اللّه بهما ناحيته و يلقي عدوّه من جانب واحد. فخرّ الأحنف ساجدا، ثم نادى بالرحيل مكانه، فارتحل المسلمون مكبين على رايتهم حتى أتى الغيضة فنزل في قبلها (2) و أصبح فأتاه العدو، فلم يجدوا إليه سبيلا إلاّ من وجه واحد و ضربوا بطبول أربعة، فركب الأحنف فأخذ الراية و حمل بنفسه على طبل ففتقه و قتل صاحبه و هو يقول:

إنّ على كلّ رئيس حقّا *** أن تخضب الصّعدة أو تندقّا

و فتق الطبول الأربعة، و قتل حملتها، فلمّا فقد الأعاجم أصوات طبولهم انهزموا، فركب المسلمون أكتافهم فقتلوهم قتلا لم يقتلوا مثله قط ، و كان الفتح.

و اليوم الثاني: أنّ عليا ظهر على أهل البصرة يوم الجمل أتاه الأشتر و أهل الكوفة بعد ما اطمأن به المنزل و أثخن في القتل فقالوا: أعطنا، إن كنا قاتلنا أهل البصرة حين قاتلناهم و هم مؤمنون فقد ركبنا (3) حوبا كبيرا، و إن كنا قاتلناهم كفارا و ظهرنا عليهم عنوة فقد حلّت لنا غنيمة أموالهم و سبي ذراريهم، و ذلك حكم اللّه تعالى، و حكم نبيّه في الكفّار إذا ظهر عليهم فقال علي: إنّه لا حاجة بكم أن تهيجوا حرب إخوانكم، و سأرسل إلى رجل منهم فإنه سيطلع رأيهم و حجّتهم في ما قلتم، فأرسل إلى الأحنف بن قيس في رهط فأخبرهم بما قال أهل الكوفة، فلم ينطق أحد غير الأحنف، فإنه قال: يا أمير المؤمنين لما ذا أرسلت إلينا؟ فو اللّه إنّ الجواب عنا لعندك، و لا نتبع الحقّ إلاّ بك، و لا علمنا العلم إلاّ منك، قال: أحببت أن يكون الجواب عنكم منكم ليكون أثبت للحجة، و أقطع للتهمة، فقل. فقال: إنهم قد أخطئوا و خالفوا كتاب اللّه و سنة نبيّهم صلى اللّه عليه و سلم، إنما كان السبي و الغنيمة على الكفار الذين دارهم دار كفر، و الكفر لهم جامع، و لذراريهم، و لسنا كذلك، و إنما دار إيمان ينادى فيها بالتوحيد و شهادة الحقّ و إقام الصّلاة، و إنّما بغت طائفة أسماؤهم معلومة، أسماء أهل البغي. و الثانية: حجتنا أنّا لم نستجمع على ذلك

ص: 319


1- في الجليس الصالح: فقال صاحب العبد للعبد.
2- عن الجليس الصالح و بالأصل: قتلها.
3- عن الجليس الصالح و رسمها بالأصل:«كسا».

البغي، فإنه قد كان من أنصارك من أثبتهم بصيرة في حقك أعظمهم غناء عنك طائفة من أهل البصرة، فأيّ أولئك يجهل حقه و تنسى قرابته ؟ إنّ هذا الذي أتاك به الأشتر و أصحابه قول متعلمة أهل الكوفة، و أيم اللّه لئن تعرضوا لها لتكرهن عاقبتها و لا تكون الآخرة كالأولى، فقال علي: ما قلت إلاّ ما نعرف فهل من شيء تخصّون به إخوانكم بما قاسوا من الحرب ؟ قال: نعم، أعطياتنا في بيت المال، و لم نكن لنصرفها في عدلك عنا، فقد طبنا (1) عنها نفسا في هذا العام فاقسمها فيهم، فدعاهم علي فأخبرهم بحجج القوم و بما قالوا و بموافقتهم إيّاه، ثم قسم المال بينهم خمس مائة لكلّ رجل، فهذا اليوم الثاني.

و أمّا اليوم الثالث: فإنّ زيادا أرسل إليه بليل و هو جالس على كرسي في صحن داره فقال: يا أبا بحر ما أرسلت إليك في أمر تنازعني فيه مخلوجة (2)،و لكنّي أرسلت إليك و أنا على صريمة (3)،فكرهت أن يروعك أمر (4) يحدث لا نعلمه قال: فما هو؟ قال:

هذه الحمراء قد كثرت بين أظهر المسلمين، و كثر عددهم و خفت عدوتهم، و المسلمون في ثغرهم و جهادهم عدوّهم، و قد خلفوهم في نسائهم و حرمهم. فأردت أن أرسل إلى كلّ من كان في عرافة من المقاتلة فيأتوا بسلاحهم و يأتيني كلّ عريف بمن في عرافته من عبد أو مولى فأضرب رقابهم فنؤمن ناحيتهم، قال الأحنف: ففيم القول و أنت على صريمة ؟ قال: لتقولنّ ، قال: فإن ذلك ليس لك يمنعك من الجهاد من ذلك خصال ثلاث: أمّا الأولى: فحكم اللّه في كتابه عن اللّه، و ما قتل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من الناس من قال لا إله إلاّ اللّه و شهد أنّ محمّدا رسول اللّه بل حقن دمه، و الثانية: أنهم غلّة الناس لم يغز غاز (5) فخلّف لأهله ما يصلحهم إلاّ من غلاتهم، و ليس لك أن تحرمهم، و أمّا الثالثة:

فهم يقيمون أسواق المسلمين، أ فنجعل العرب يقيمون أسواقهم قصابين و قصارين و حجامين ؟ قال: فوثب عن كرسيه و لم يعلمه أنه قبل منه، و انصرف الأحنف قال: فما بتّ بليلة أطول منها أتسمّع الأصوات، قال: فلمّا نادى أول المؤذنين قال لمولى (6) له:

ص: 320


1- بالأصل:«صنا عنها نفسنا» و المثبت عن الجليس الصالح.
2- يقال: وقعوا في مخلوجة من أمرهم، أي اختلاط (اللسان).
3- الصريمة: العزيمة على الشيء و قطع الأمر (اللسان).
4- عن الجليس الصالح و بالأصل:«أم».
5- بالأصل:«لم نعر عار فحلف» صوبنا العبارة عن الجليس الصالح.
6- عن الجليس الصالح و بالأصل: المولى.

ائت المسجد فانظر هل حدث أمر؟ فرجع فقال: صلّى الأمير و دخل و انصرف و لم يحدث إلاّ خير.

قال المعافي: قول زياد للأحنف:«تنازعني (1) فيه مخلوجة» أي تعترضني فيه عارضة متعرجة ليست على سمت و لا استقامة، فتقطعني عن الاستمرار فتجذبني عن الانحراف إلى المحجّة إلى الشبهة المؤدية إلى الحيرة قال امرؤ القيس:

نطعنهم سكى و مخلوجة *** كرّك لأمين على نابل (2)

و يروى:«كرّ كلامين» و في رواية هذا البيت و تغييره اختلاف، و شرحه مستقصى في [غير] (3) هذا الموضع، و أصل الاختلاج الاقتطاع و الاختداب، و منه سمّي الخليج خليجا لأنه مخلوج من البحر، و معظم الماء بمنزلة مجروح و جريح، و مقتول و قتيل، و قوله:«و أنا على صريمة» أي على أمر أنا قاطع عليه، و واثق به، من صرم الحبل إذا قطع فصريمة ذاك مقطوع عليها غير مرتاب بها، و من ذلك قول الأعشى:

و قد كان دعا قومه دعوة *** هلمّ إلى أمركم قد صرم (4)

أي قطع و أحكم، و في هلمّ لغتان أفصحهما اللغة الحجازية، و هي هلمّ للواحد و الاثنين و الجمع، و المذكر، و المؤنث على اختلاف أهل اللغة في جمع المؤنث، فمنهم من يقول أهلمنّ و منهم من يقول: هلممي (5) و أمّا أهل الحجاز فلغتهم هلمّ في المواضع كلها على ما قدمنا ذكره. و بنو تميم و أهل نجد يقولون: هلمّا و هلمّوا و هلمّي و هلمنّ و هلممن، و قد روي بيت الأعشى على اللغتين الحجازية و التميمية هلمّا إلى أمركم و هلمّوا إلي، و جاء القرآن في هذا بلغة الحجاز قال اللّه تعالى ذكره قُلْ هَلُمَّ شُهَدٰاءَكُمُ (6) و قال تبارك اسمه: وَ الْقٰائِلِينَ لِإِخْوٰانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنٰا (7).

ص: 321


1- بالأصل:«الأحنف مارعنى» صوبنا العبارة عن الجليس الصالح.
2- البيت في ديوان امرئ القيس ط بيروت ص 148 و قوله: سلكى: أي طعنا مستويا أو أمام الوجه و اللأم: السهم.
3- الزيادة عن الجليس الصالح.
4- البيت في ديوان الأعشى ط بيروت ص 201 و فيه: رهطه بدل قومه.
5- في الجليس الصالح: هلممنّ .
6- سورة الأنعام، الآية:150.
7- سورة الأحزاب، الآية:48.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأ أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا محمّد بن أبي زكير (1)،أنا ابن وهب، حدّثني مالك قال: بلغني أن معاوية - زاد ابن الطبري: بن أبي سفيان - و قالا: قال للأحنف (2) بن قيس: بم سدت قومك و أنت ليس بأيمنهم و لا أشرفهم ؟ قال: إني لا أتناول ما أو قال: لا أتكلف ما كفيت و لا أضيع ما وليت، رواه غيره عن ابن وهب فزاد فيه.

أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر، أنبأ أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أحمد بن سهل الفقيه، نا إبراهيم بن معقل، نا حرملة بن يحيى، نا ابن وهب، حدّثني مالك قال: بلغني أن معاوية بن أبي سفيان قال للأحنف بن قيس: بم سدت أنت قومك و لست بأيمنهم و لا أشرفهم ؟ فقال: إني لا أتناول - أو قال: لا أتكلف ما كفيت و لا أضيع ما وليت، و لو أن الناس كرهوا شرب الماء ما طعمته، قال: قد سمعته و ليس هذه بسنة هاتين.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأ علي بن محمّد بن محمّد، أنا أبو الحسين بن بشران، أنبأ أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن سعيد بن صخر الدّارمي، عن أبيه قال: قيل لرجل: صف لنا الأحنف بن قيس، قال: ما رأيت أحدا أعظم سلطانا على نفسه منه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، أنبأ أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأ جدي، أنا عبد اللّه بن أحمد بن زيد، ثنا إسماعيل بن إسحاق، نا نصر، ثنا الأصمعي، نا أبي قال: قالت بنو تميم للأحنف: شرّفناك و سوّدناك، قال: فمن شرّف شبل بن معبد؟ قال: و كان رجلا من بجيلة.

أخبرنا أبو عبد اللّه بن البنّا - فيما قرئ عليه - عن أبي تمّام الواسطي، عن محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن معبد الكوكبي، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، أنا محمّد بن سلاّم، نا مسلمة بن محمّد الثقفي، قال: قالت تميم للأحنف بن قيس: سوّدناك

ص: 322


1- بالأصل:«ركين» و الصواب ما أثبت انظر المعرفة و التاريخ المجلد الثالث (الفهارس).
2- بالأصل: الأحنف.

و رفعناك قال: فمن سوّد شبل بن معبد و لا عشيرة له (1)؟.

قال و نا ابن أبي خيثمة، نا موسى بن إسماعيل، نا سلاّم بن أحمد بن مسكين، حدّثني بعض أصحاب الحسن، عن الحسن قال: نعم (2) السّيدان: الجارود و الأحنف.

أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر بن أبي الرجال، أنا أبو عاصم الفضل بن يحيى الفضيلي، أنا أبو محمّد بن أبي شريح، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر البلخي، نا أبو عبيد اللّه الورّاق، نا أبو داود، عن الحكم بن عطية، عن قتادة قال: قيل للأحنف إنك تكثر الصّوم و إن ذاك يرق المعدة، فقال: إنّا نعدّ لأمر عظيم.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، نا محمّد بن يونس، عن الأصمعي قال: قيل للأحنف: إنّك تطيل الصيام، قال: إنّي أعدّه لسفر طويل (3).

أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد، و أبو نصر محمّد بن الحسن، حدّثنا عمي، أنا أبو طالب، قالا: قرئ على أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (4)،أنبأ عارم بن الفضل، نا سعيد بن زيد قال: سمعت أبي يقول: قيل للأحنف بن قيس: إنّك شيخ كبير، و إن الصّيام يضعفك، فقال: إنّي أعدّه لسفر (5) طويل.

قال: و نا محمّد بن سعد (6)،نا سليمان بن حرب، نا حمّاد بن زيد، حدّثني رزيق (7) بن رديح، عن سلمة بن منصور، عن غلام - قال: كان للأحنف اشتراه أبوه منصور - قال: كان عامة صلاة الأحنف بالليل، قال: و كان يقع (8) المصباح قريبا منه فيضع إصبعه على المصباح ثم يقول: حسن، ثم يقول: يا أحنف ما حملك على أن صنعت كذا يوم كذا؟

ص: 323


1- الخبر في تهذيب الكمال 479/1 من طريق محمد بن سلام الجمحي.
2- بالأصل:«نعم السيد بني الجارود الأحنف» صوبنا العبارة عن تهذيب الكمال 479/1.
3- انظر سير الأعلام 91/4.
4- الخبر في طبقات ابن سعد 96/7.
5- بالأصل:«لشر» و على هامشه:«صوابه: لسفر» و هو ما أثبتناه، و في ابن سعد:«لشرّ».
6- طبقات ابن سعد 95/7.
7- كذا رسمها بالأصل بتقديم الراء، و في ابن سعد: زريق بتقديم الزاي.
8- ابن سعد: يضع.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأ علي بن محمّد بن محمّد، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، أنبأ خالد بن خداش، عن حمّاد بن زيد، عن رزيق بن رديح، عن سلمة بن منصور، عن مولى لهم كان يصحب الأحنف بن قيس قال: كنت أصحبه فكان عامة صلاته بالليل الدّعاء و كان يجيء إلى المصباح فيضع إصبعه فيه ثم يقول: حس، ثم يقول: يا أحنف فما حملك على ما صنعت يوم كذا و كذا؟ ما حملك على ما صنعت يوم كذا و كذا؟ أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور الفقيه، و علي بن الحسن بن سعيد، قالا: نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنبأ أبو بكر الخطيب (1)،أنبأ الحسن بن علي التميمي، نا أحمد بن جعفر بن حمدان، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني عبد اللّه بن عبد الرّحمن السّمرقندي، نا يحيى بن يحيى الخراساني - من كتابه - قال عبد اللّه: قال أبي: و كان ثقة (2) و أثنى عليه خيرا، نا حمّاد بن زيد، عن رزيق بن رديح (3)،عن سلمة بن منصور قال: اشترى أبي غلاما كان للأحنف فأعتقه فأدركته و كان شيخا و كان يحدّثنا أن عامة وظيفة الأحنف بالليل، كان الدعاء، و كان يضع المصباح قريبا منه فيضع إصبعه عليه فيقول: حسّ يا أحنف (4)،ما حملك على ما صنعت يوم كذا و كذا - يعني كذا و كذا-.

قال الخطيب: كذا رواه لنا التميمي - و في رواية غيره: زريق بن ذريح و هو الصواب.

أنبأنا أبو طالب، و أبو نصر، قالا: قرئ على الحسن بن علي، و نحن نسمع عن محمّد بن العبّاس، أنا [أحمد بن] (5) معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (6)،نا مسلم بن إبراهيم، نا أبو كعب صاحب الحرير الأزديّ ، نا أبو الأصفر أنّ الأحنف استعمل على خراسان، فلما أتى فارس أصابته جنابة في ليلة باردة، قال: فلم

ص: 324


1- الخبر في تاريخ بغداد 29/10 في ترجمة عبد اللّه بن عبد الرحمن السمرقندي.
2- في تاريخ بغداد: و كان ثقة و زيادة.
3- تاريخ بغداد:«دريج» و لم أصل إليه فيما لدي من مصادر.
4- تاريخ بغداد: يا أحينف.
5- زيادة منا للإيضاح قياسا إلى سند مماثل.
6- طبقات ابن سعد 94/7.

يوقظ أحدا من غلمانه و لا جنده، و انطلق يطلب الماء، قال: فأتى على شوك و شجر حتى سالت قدماه دما، فوجد الثلج، قال: فكسره و اغتسل قال: فقام فوجد على ثيابه نعلين محذوتين جديدتين، قال: فلبسهما فلما أصبح أخبر أصحابه فقالوا: و اللّه ما علمنا بك.

قال: و أنا ابن سعد (1)،أنا عفان بن مسلم، و موسى بن إسماعيل، قالا: ثنا عبد اللّه بن بكر بن عبد اللّه المزني، عن مروان الأصفر قال: سمعت الأحنف بن قيس يقول: اللّهمّ إن تغفر فأنت أهل ذاك، و إن تعذّبني فأنا أهل ذاك.

قال: و أنا ابن سعد (2)،أنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي، عن يونس بن عبيد، حدّثني مولى الأحنف أنه قال: إنّ الأحنف كان ما قلّ ما خلا إلاّ دعا بالمصحف.

قال يونس: و كان النظر في المصاحف خلقا من الأولين.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا محمود بن عمر بن جعفر العكبري، أنا علي بن الفرج بن علي، عن أبي روح العكبري، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا خالد بن خداش، نا حمّاد بن زيد، عن عامر بن عبيدة، عن رجل قال: كنت أسير في جوف الليل فإذا خلفي رجل أظنه الأحنف، فسمعته يقول: اللّهمّ هب لي يقينا تهوّن بي علي مصيبات الدنيا.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أحمد بن الحسين، أنا أبو الحسين علي بن محمّد المقرئ، أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، حدّثني خالي - يعني أبا عوانة - نا ابن الفرج، نا عثمان بن أبي شيبة، نا جرير، عن مغيرة قال: شكى ابن أخي الأحنف بن قيس وجعا بضرسه فقال الأحنف: لقد ذهبت عيني منذ ثلاثين سنة فما ذكرتها لأحد.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمّام، عن أبي (3) عمر، أنا محمّد بن القاسم، أنا أحمد بن زهير، نا يحيى بن معين، نا جرير، عن مغيرة قال: قال الأحنف:

ذهبت عيني منذ أربعين سنة فما شكوتها (4).

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو نصر محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمر بن

ص: 325


1- المصدر السابق نفسه 96/7.
2- المصدر السابق ص 95.
3- بالأصل:«ابن» خطأ و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
4- انظر تهذيب الكمال 479/1 و سير الأعلام 92/4 و تاريخ الذهبي حوادث سنة 81/61 ص 350.

شبّويه، أنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصّيرفي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الصّفار، أنبأ أبو بكر بن أبي الدّنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، نا أبو عمر العزيز، عن صالح المرّي، عن علي بن زفر السكوني قال: مرت بالأحنف بن قيس جنازة فقال:

رحم اللّه من أجهد نفسه لمثل هذا اليوم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن علي بن كرتيلا، أنا محمّد بن علي بن محمّد، أنا أحمد بن عبد اللّه بن الخضر، أنا أحمد بن أبي طالب، أخبرني أبي علي بن محمّد، حدّثني محمّد بن مروان بن عمر، نا عبد اللّه بن محمّد بن شبيب. أخبرنا عيسى بن إسماعيل، حدّثني بعض أصحابنا:

أن الأحنف بن قيس دخل على معاوية فقال: أنت الشاهر علينا سيفك يوم صفّين و المخذّل عن أمّ المؤمنين فقال: يا معاوية لا تردّ الأمور على أدبارها، فإن السّيوف التي قاتلناك بها على عواتقنا، و القلوب التي أبغضناك بها بين جوانحنا، و اللّه لا تمدّ إلينا شبرا (1) من غدر إلاّ مددنا إليك ذراعا من ختر (2)،و إن شئت لتستصفينّ كدر قلوبنا بصفو من عفوك، قال: فإني أفعل (3).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأ أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد بن يوسف، أنا أبو الحسن اللبناني، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني أبو عثمان القرشي - و هو سعيد بن يحيى بن سعيد - ثنا عبد الملك - و هو ابن عمير - قال: قدم الأحنف بن قيس، و الحتّات المجاشعي، و جارية بن قدامة السّعدي على معاوية في نفر من أهل العراق، فقال معاوية للأحنف: أنت الشاهر علينا سلاحك يوم صفّين، و المخذّل عن أم المؤمنين عائشة، قال الأحنف: لا يوسا (4) بما مضى منا، و لا تردّ الأمور على أدبارها، فإن القلوب التي أبغضناك بها بين جوانحنا، و السّيوف التي قاتلناك بها بين عواتقنا، و إنك (5) و اللّه لا تدني إلينا شبرا من غدر إلاّ مددنا إليك ذراعا من ختر،

ص: 326


1- بالأصل: شبر.
2- الختر: قيل أسوأ الغدر و أقبحه (اللسان).
3- الخبر مختصرا في تاريخ الإسلام حوادث سنة 61-81 ص 351 و عيون الأخبار 230/2.
4- كذا.
5- كتبت الكلمة فوق الكلام بين السطرين.

و لئن شئت مع ذلك فلتستصفينّ كدر قلوبنا بفضل حلمك، قال: أفعل، و أعطاهم و حباهم و أرضاهم.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر الحريري، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر البرمكي، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا أبو القاسم علي بن موسى الأنباري، الكاتب، نا عمر بن شبّة بن عبيدة، نا معاذ بن معاذ، نا ابن عون، عن الحسن قال: كانوا عند معاوية و كان الأحنف فيهم، فتكلموا و الأحنف ساكت، فقال معاوية: أبا بحر ما شأنك لا تتكلم ؟ قال: أخاف اللّه إن كذبت و أخافكم إن صدقت (1).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا ابن المبارك، أنا عبد اللّه بن عون، عن الحسن قال: ذكروا عند معاوية شيئا فتكلموا و الأحنف بن قيس ساكت، فقال معاوية: يا أبا بحر ما لك لا تتكلّم ؟ قال: أخشى اللّه إن كذبت، و أخشاكم إن صدقت (2).

أنبأنا أبو طاهر محمّد بن أبي بكر السّنجي (3)،أنا أبو عبد اللّه إبراهيم بن محمّد المقرئ العقيلي، أنا أحمد بن علي الحافظ ، أنا أحمد بن الحسين المروزي، أنا أحمد بن محمّد بن بسطام، نا أحمد بن بسطام (4) المروزي، نا عبد اللّه بن عثمان، حدّثنا عيسى بن عبيد، نا الحارث بن عمرو الكندي، أن عبيد اللّه بن زياد أمر الأحنف بن قيس يخطب الناس و يسبّ الحسين بن علي بعد قتله، و أنّ الأحنف قال: أنا لأبغض أحباكم - يعني قريشا - فعزم عليه ليفعلنّه فقام الأحنف خطيبا، فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال: هذا - يعني الحسين بن علي - بعث إليه الناس و كانت ألسنتهم معه و أيديهم عليه، سار بقدر و بلغ يومه، ثم نزل.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمّد بن يحيى يقول: سمعت أبا محمّد بن منصور

ص: 327


1- تهذيب الكمال 479/1 و انظر عيون الأخبار 180/2.
2- سير الأعلام 92/4 و تاريخ الإسلام حوادث سنة(61-81) ص 351.
3- تقرأ بالأصل:«السبحي» و الصواب ما أثبت، انظر المطبوعة عاصم - عائذ (الفهارس ص 650).
4- كذا، و لعله تكرار، و لم أحله.

يقول: سمعت محمّد بن عبد الوهاب يقول: سمعت علي بن عتّاب يقول: قال الأحنف بن قيس و جفاه ابن الزبير: ما يبتغي لمن خرج من مخرج البول مرتين أن يفخر.

قال علي و قال بعضهم: ما بال من أوّله نطفة مدرة و آخره جيفة قذرة و هو بين ذلك وعاء لعذرة أن يفخر.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا أبو الحسن المقرئ، أنبأ أبو محمّد المصري، أنا أحمد بن مروان، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سلاّم الحجبي، قال: قال الأحنف بن قيس: عجبت لمن يجري في مجرى البول مرتين كيف يتكبّر (1).

أخبرنا أبو الفرج قوام بن زيد بن عيسى، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، قالا:

أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو الحسن الحربي، نا أحمد الصّوفي، نا يحيى بن معين، نا الأصمعي، عن معتمر بن سليمان، عن حزم القطعي، عن سليمان بن طرخان قال معتمر هو أبي، قال: قال الأحنف: ثلاث فيّ ما أذكرهن إلاّ ليعتبر بهنّ معتبر: ما أتيت باب هؤلاء - يعني السّلطان - إلاّ أن أدعى إليه، و لا دخلت بين اثنين حتى يكونا هما يدخلاني [بينهما]، و ما أذكر أحدا بعد أن يقوم من عندي إلاّ بخير (2).

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو الحسن، أنا أبو محمّد، أنا أحمد بن مروان، نا أبو صالح الهمداني، عن محمّد بن منصور قال: قال الأحنف بن قيس: ثلاث ما أقولهن إلاّ ليعتبر بهنّ معتبر: لا أخلف جليسي بغير ما أحضره به، و لا أدخل نفسي في أمر لم أدخل فيه، و لا آتي سلطانا حتى يرسل إليّ .

قال و أنا أحمد بن مروان، نا محمّد بن يونس، نا الأصمعي، عن أبي عمرو بن العلاء، قال: قال الأحنف بن قيس: ما دخلت بين اثنين حتى يكونا هما يدخلاني في أمرهما، و لا أقمت عن مجلس، و لا حجبت عن باب قط ، يقول لا أجلس إلاّ مجلسا أعلم أنّي لا أقام عن مثله، و لا أقف على باب أخاف أن أحجب عن صاحبه.

قال الأصمعي: و قال: إني ما رددت عن حاجة قط ، قيل له: و لم ؟ قال: لأني لا أطلب المحال (3).

ص: 328


1- سير الأعلام 92/4 و تاريخ الإسلام حوادث سنة 61-81 ص 351 و عيون الأخبار 272/1.
2- الخبر في سير الأعلام 92/4 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 61-81) ص 351 من طريق سليمان التيمي، و الزيادة السابقة عن تاريخ الإسلام.
3- تهذيب الكمال 480/1.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، و عبد الباقي بن محمّد بن غالب، قالا: أنا محمّد بن عبد الرّحمن، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، نا زكريا بن يحيى المنقري، نا الأصمعي قال: حدّثني العلاء بن جرير، عن أبيه قال الأحنف: نازعني أحد قط إلاّ أخذت في أمري بثلاث خلال: إن كان فوقي عرفت له قدره، و إن كان دوني رفعت قدري عنه، و إن كان مثلي، تفضّلت عليه (1).

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الغنائم محمّد بن علي الدجاجي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل المعدل، نا أبو علي الحسين بن القاسم الكوكبي، نا أحمد بن أبي خيثمة، نا محمّد بن زياد الأعرابي، قال:

قال الأحنف بن قيس: من كانت فيه أربع خصال ساد قومه غير مدافع: من كان له دين يحجزه، و حسب يصونه، و عقل يرشده، و حياء يمنعه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا عبد الوهاب بن محمّد، أنا الحسن بن محمّد المديني، أنا أحمد بن محمّد اللبناني، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبيد القرشي، نا إبراهيم بن محمّد بن عرعرة قال: حدّثني جدي عرعرة، قال: نا ابن عون عن الحسن، قال: قال الأحنف بن قيس: لست محكمة و لكني الحاكم.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد الرّحمن السّلامي، أنا أبو الحسن.... (2) المحمودي، نا محمّد بن علي الحافظ ، نا أبو موسى محمّد بن المثنّى، حدّثني عرعرة بن البرند (3)،نا ابن عون.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، قالا: أنا محمّد بن علي بن محمّد، أنا محمّد بن عبد اللّه بن محمّد، أنا محمّد بن عبد الرّحمن بن محمّد الدغولي، نا علي بن الحسن، نا محمّد بن عرعرة، نا أبي، عن عبد اللّه بن عون، عن الحسن، قال: قال الأحنف بن قيس: ما أنا بحليم و لكن أتحالم (4).

ص: 329


1- سير الأعلام 92/4 و تاريخ الإسلام حوادث سنة 61-81 ص 351.
2- بياض بالأصل مقداره حوالي السطر.
3- غير مقروءة بالأصل، و الصواب ما أثبت، و ضبطت بكسر الموحدة و الراء بعدها نون ساكنة كما في تقريب التهذيب.
4- بالأصل:«بحكيم... أتحاكم» و المثبت عن تهذيب الكمال و سير الأعلام و تاريخ الإسلام.

أخبرناه أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأ أحمد بن الحسن بن محمّد، أنا الحسن بن أحمد بن محمّد المولوي، أنا المؤمّل بن الحسين بن عيسى، أنا الحسين بن إبراهيم البغدادي، نا عفّان، نا عرعرة، عن ابن عون، عن الحسن، عن الأحنف بن قيس قال:

لست بحليم و لكني أتحالم.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر بن المخلّص، نا عبيد اللّه بن اليشكري، نا زكريا المقرئ، نا الأصمعي. قال: و نا الفضل بن عبد الملك، قال: قال الأحنف لرجل سأله: ما الحلم ؟ فقال: هو الذل تصبر عليه.

أخبرنا أبو القاسم، و أنا أبو الحسين، و أبو منصور قالا: أنا أبو طاهر اليشكري، قال: و أنا المنقري، نا العلاء بن الفضل، نا العلاء بن جرير قال: قال الأحنف بن قيس:

ليس فضل الحلم أن تظلم [فتحلم] (1) حتى إذا قدرت انتقمت، و لكنه إذا ظلمت فحلمت ثم قدرت فعفوت.

قال: و حدّثنا المنقري، نا العلاء بن الفضل، عن أبيه قال: قال الأحنف: لا يتبين حلم الرجل حين يغضب، إنّ الحلم لا يكون إلاّ عند الغضب.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو الأصبهاني، أنا الحسن بن محمّد المديني، أنا أحمد بن محمّد الكسائي، ثنا عبد اللّه بن محمّد القرشي (2)،حدّثني عبد اللّه بن محمّد القرشي، حدّثني عبد اللّه بن الهيثم، نا شعيب بن حرب، عن حمّاد بن سلمة، عن شيخ من بني تميم قال: قال الأحنف بن قيس: إني لأجزع كثيرا من الكلام مخافة الجور.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين بن النّقّور، نا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عمران، نا أبو روق (3) الهزّاني (4)،نا أبو الكروس، نا نعيم بن

ص: 330


1- زيادة منا للإيضاح.
2- كذا كرر الاسم بالأصل.
3- بفتح الراء و سكون الواو بعدها قاف.
4- مهملة بالأصل و الصواب ما أثبت. و اسمه: أحمد بن محمد بن بكر، ترجمته في سير الأعلام 285/15.

حمّاد، نا عبد اللّه بن المبارك، نا سليمان بن المغيرة، عن يونس بن عبيد قال: شتم رجل الأحنف بن قيس قال: فقام الأحنف إلى منزله فاتّبعه الرجل يسبّه و يشتمه حتى بلغ منزله، فالتفت إليه الأحنف قال: حسبك الآن، ثم دخل.

أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر القشيري، قالا: أنا محمّد بن علي بن محمّد، أنا محمّد بن عبد اللّه بن محمّد، أنا محمّد بن عبد الرّحمن بن محمّد الدغولي، نا محمّد بن الليث، نا ابن عثمان، أنا عبد اللّه، أنا سليمان بن المغيرة، عن يونس بن عبيد قال: شتم رجل الأحنف - يعني ابن قيس - فقام الأحنف إلى أهله، فتبعه، فجعل يشتمه حتى إذا بلغ الباب التفت إليه، فقال: حسبك، و دخل.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه، ابنا أبي علي، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الطيّب عثمان بن عمرو بن محمّد بن المنتاب، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسين، أنا ابن المبارك، أنا سليمان بن المغيرة، عن يونس بن عبيد قال: شتم رجل الأحنف بن قيس فقام الأحنف إلى أهله فاتّبعه فجعل يشتمه حتى إذا بلغ الباب التفت إليه فقال: حسبك.

أخبرنا أبو النصر عبد الرّحمن بن عبد الجبار بن عثمان الفامي - لفظا - و أبو الحسن علي بن سهل بن محمّد بن علي بن حامد الشاشي مدرّس هراة بها، و أبو القاسم عبد الملك بن عبد اللّه بن عمر العمري الهروي بأرّجان قالوا: أنا أبو سهل نجيب بن ميمون بن علي الواسطي، أنا أبو علي منصور بن عبد اللّه بن خالد الذهلي، قال:

سمعت محمّد بن قريش بن سليم يقول: سمعت أبي يقول: سمعت جدّي يقول - و هو سليمان بن قريش-: سمعت النضر بن شميل يقول: سمعت شعبة يقول: قال رجل لأحنف بن قيس: لتسمعن عشرا، فقال الأحنف له: لبيك لئن قلت عشرا لم تسمع واحدة (1).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا إبراهيم بن إسحاق الحربي، نا أبو نضر، عن الأصمعي، عن أبيه قال: قال الأحنف بن قيس: كل عشر لم يؤيد بعلم فإلى ذلّ ما يصير.

ص: 331


1- انظر الخبر باختلاف الرواية، سير الأعلام 93/4 و تاريخ الإسلام حوادث سنة 61-81 ص 351.

قال و نا أحمد بن مروان، نا إبراهيم الحربي، نا أبو نضر، عن الأصمعي قال: قال الأحنف: وجدت الحلم أبصر إليّ من الرجال، ثم أنشدني في أمره إبراهيم الحربي قول الشاعر:

و إنّ اللّه ذو حلم و لكن *** بقدر الحلم ينتقم الحليم

لقد ولت بدوليك الليالي *** و أنت معلّق فيها ذميم

و زالت لم تعش فيها كريم *** و لا استغنى بثروتها عديم

فبعدا لا انقضاء له و سحقا *** فغير مصابك الحدث العظيم

قال: و نا أحمد بن مروان، نا يوسف بن عبد اللّه الحلواني، نا سهل بن محمّد، ثنا الأصمعي (1)،عن عبد اللّه بن دينار، عن عبد اللّه بن بكر المزني قال: جاء رجل إلى الأحنف فشتمه فسكت عنه، فأعاد عليه و ألحّ و الأحنف ساكت، فقال الرجل: وا لهفاه ما يمنعه من الردّ عليّ إلاّ هواني عليه.

قال: و نا ابن مروان، نا يعقوب بن يوسف المطوعي، نا أبو الربيع الزهراني، عن حمّاد بن زيد، قال: قال رجل للأحنف بن قيس: بم سدت قومك ؟ و أراد [أن] (2) يعيبه، فقال الأحنف: بترك من أمرك ما لا يعنينا كما عناك من أمري ما لا يعنيك (3).

أخبرنا أبو العزّ بن كادش - إذنا و مناولة - و قرأ عليّ إسناده، أنا أبو علي محمّد بن الحسين بن العبّاس، أنا المعافى بن زكريا (4)،نا محمّد بن الحسن بن دريد، نا أبو عثمان (5)،عن الثوري، حدّثني رجل من أهل البصرة عن رجل من بني تميم قال:

حضرت مجلس الأحنف بن قيس و عنده قوم مجتمعون في أمر لهم، فحمد اللّه و أثنى عليه، ثم قال: إن من الكرم منع الحزم (6)،ما أقرب النعمة من أهل البغي، لا خير في ولده (7) يعقب ندما، لن يهلك و لن يفتقر من زهد، ربّ هزل قد عاد جدا من أمن الزمان

ص: 332


1- الخبر في عيون الأخبار 283/1.
2- زيادة للإيضاح.
3- سير الأعلام 93/4 و تاريخ الإسلام حوادث سنة 61-81 ص 352 و عيون الأخبار 225/1.
4- الخبر في الجليس الصالح الكافي 247/2.
5- في الجليس الصالح:«أبو عمرو».
6- كذا، و في الجليس الصالح:«الحرم» و هذا أشبه.
7- في الجليس الصالح: لذة تعقب ندما.

خانه، من يعظّم عليه أهانه، دعوا المزاح فإنه يورث الضغائن، و خير القول ما صدّقه الفعل، احتملوا لمن أذلّ عليكم، و اقبلوا عذر (1) من اعتذر إليكم، اطع أخاك و إن عصاك، صله و إن جفاك، أنصف من نفسك قبل أن ينتصف منك، و إيّاك و مشاورة النساء، و اعلم أن كفر النعمة شؤم (2)،و صحبة الجاهل شؤم، و من الكرم الوفاء بالذمم، ما أقبح القطيعة بعد الصّلة، و الجفاء بعد اللطف، و أقبح العداوة بعد الودّ، لا تكونن على الإساءة أقوى منك على الإحسان، و لا إلى البخل أسرع منك إلى البذل، و اعلم أن لك من دنياك ما أصلحت به مثواك، فأنفق في حق، و لا تكوننّ خازنا لغيرك، و إذ كان الغدر في الناس موجودا فالثقة بكل أحد عجز، أعرف الحقّ لمن عرفه لك، و اعلم أن قطيعة الجاهل تعدل صلة الغافل (3)،قال: فما رأيت كلاما أبلغ منه، فقمت و قد حفظته.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا أحمد بن داود الزيادي، عن الأصمعي، نا معتمر بن حيّان، عن هشام بن عقبة أخي ذي الرّمة الشاعر، قال: شهدت الأحنف بن قيس و قد جاء إلى قوم في دم فتكلم، فقال: احتكموا فقالوا: نحكم ديتين قالوا: ذاك لكم، فلما سكتوا قال:

أنا أعطيكم ما سألتم غير أني قائل لكم شيئا: إنّ اللّه عزّ و جل قضى بدية واحدة، و أنّ النبي صلى اللّه عليه و سلم قضى بدية واحدة، و ان العرب تعاطى بينها دية واحدة، و أنتم اليوم تطالبون، و أخشى أن تكونوا غدا مطلوبين، فلا ترضى الناس منكم إلاّ بمثل ما سننتم على أنفسكم، قالوا: فردّها إلى دية واحدة، فحمد اللّه و أثنى عليه، و ركب (4).

أخبرنا أبو محمّد (5) عبد اللّه بن علي بن الآبنوسي في كتابه.

ثم أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأ أبي (6) أبو البركات أحمد بن عبد اللّه، قالا: أنا أبو القاسم التنوخي، نا أبو المفضّل محمّد بن عبد اللّه بن محمّد الشيباني الكوفي الحافظ ، نا إبراهيم بن محمّد بن عرعرة الشامي البصري بنصيبين، حدّثني أبو العيناء عن الأصمعي، عن العلاء بن جرير، عن أبيه، عن الأحنف بن قيس قال: ثلاثة لا

ص: 333


1- تقرأ بالأصل:«عثر» و المثبت عن الجليس الصالح.
2- الجليس الصالح: لؤم.
3- الجليس الصالح: العاقل.
4- الخبر في سير الأعلام 93/4 و انظر وفيات الأعيان 501/2.
5- كتبت فوق الكلام بين السطرين.
6- كتبت فوق الكلام بين السطرين.

ينتصفون من ثلاثة: شريف من دنيء، و برّ من فاجر، حليم من أحمق (1).

كذا قال، و صوابه: إسحاق بن إبراهيم بن محمّد بن عرعرة، فأمّا أبوه فهو من شيوخ مسلم.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه العكبري، أنا محمّد بن علي بن الفتح، أنا عمر بن أحمد بن شاهين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن محمّد، و عبد الباقي بن محمّد، قالا: أنا محمّد بن عبد الرّحمن، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، نا زكريا بن يحيى، نا الأصمعي، ثنا العلاء بن جرير عن أبيه قال: قال الأحنف: ثلاثة لا ينتصفون من ثلاثة:

حليم من أحمق، و برّ من فاجر، و شريف من دنيء.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، نا محمّد بن زكريا (2) الغلابي، ثنا العلاء بن المفضّل، عن العلاء بن جرير، عن أبيه، قال: قال الأحنف بن قيس: ثلاثة لا ينتصفون من ثلاثة:

حليم من أحمق، و برّ من فاجر، و شريف من دنيء.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنبأ سعيد بن أحمد بن محمّد، أنبأ أبو محمّد عبد اللّه بن حامد الأصفهاني، أنا عمر بن الحسن بن علي بن مالك الأشناني، أنا الحارث بن أبي أسامة، أنبأ المدائني، عن الهلالي، قال: قال الأحنف بن قيس: ليس لكذوب مروءة، و لا لحسود راحة، و لا لسيئ الخلق سؤدد.

أخبرنا أبو نصر بن رضوان، أنبأ أبو محمّد بن الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن خلف، حدّثنا عبّاس بن أبي طالب، نا معاوية الغلاّبي، حدّثني رجل من بني تميم قال: قال الأحنف بن قيس: لا مروءة لكذّاب، و لا سؤدد لسيئ الخلق، و لا إخاء لملول، و لا راحة لحسود.

ح و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، قالا:

ص: 334


1- الخبر في سير الأعلام 93/4.
2- بالأصل:«زكريا، نا الغلابي» حذفنا «نا» لأنها مقحمة. و الغلابي بمعجمة و تخفيف و موحدة كما في تبصير المنتبه 1036/3 و انظر الأنساب.

أخبرنا أبو القاسم السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن بشران.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، نا أبو الحسن بن رزقويه، قالا: نا عثمان بن أحمد الدقاق، نا حنبل بن إسحاق، نا أبو معاوية الغلاّبي، حدّثني رجل من بني تميم قال: قال الأحنف: لا مروءة لكذوب، و لا راحة لحسود، و لا جبلة لبخيل، و لا سؤدد لسيئ الخلق، و لا إخاء لملول - و في رواية البيهقي: نا الغلاّبي و لم يكتبه، كذا قال، و إنما هو لا حلمة لبخيل.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو محمّد بن إبراهيم، و أبو القاسم بن البسري، قالوا: أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن موسى بن القاسم بن الصّلت المجبر (1)،ثنا أبو بكر محمّد بن القاسم بن بشار، نا أحمد بن يحيى، عن ابن الأعرابي، قال: قال الأحنف بن قيس: ليس لكذوب مروءة، و لا لحسود راحة (2)،و لا لبخيل خلة، و لا لملول وفاء، و لا لسيئ الخلق سؤدد.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر الحافظ ، نا أبو الحسين بن الفضل القطان، أنا أبو سهل بن زياد القطان، نا الحارث بن محمّد، نا أبو الحسن علي بن محمّد المدائني، عن الهلالي، قال: قال الأحنف: ليس لكذوب مروءة، و لا لبخيل حياء، و لا لحاسد راحة، و لا لسيئ الخلق سؤدد، و لا لملول وفاء (3).

قال: و نا أبو الحسن المدائني، عن سلمة بن عثمان، عن علي بن زيد، قال: قال الأحنف لابنه: يا بنيّ اتّخذ الكذب كنزا - أي لا تكذب أبدا - اكتنزه فلا يظهر منك.

قال: و أنا البيهقي، أنا أبو الحسن علي بن محمّد المقرئ، أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، نا أبو خليفة الفضل بن حبّاب، نا مخلد بن يحيى بن أخي عيسى بن حاضر أبو سفيان، نا مطهّر إمام مسجد العوفة، عن مورّق العجلي، قال: قال الأحنف بن قيس: خمس هنّ كما أقول: لا راحة لحسود، و لا مروءة لكذوب، و لا وفاء لملول، و لا حيلة لبخيل، و لا سؤدد لسيئ الخلق.

ص: 335


1- بالأصل:«المخبر» و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 186/17.
2- بالأصل: راحلة.
3- انظر عيون الأخبار 10/2.

قال: و أنا البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، نا أبو عثمان الحنّاط ، قال: سمعت السري يقول: بلغني عن جهم بن حسان أنه قال: قال رجل للأحنف بن قيس: يا أبا بحر دلّني على أحمد عاقبة، فقال له: خالق الناس بخلق حسن، و كفّ عن القبيح، ثم قال له: أ لا أدلّك على أدوأ الداء (1)،قال: بلى، قال:

اكتساب الذمّ بلا منفعة، و اللسان البذيء، و الخلق الرديء.

قال: و أنا البيهقي، أنا أبو محمّد بن يوسف، أنبأ أبو جعفر محمّد بن أحمد القطّان بالساوة، نا أبو العبّاس الصرصري، نا أبو عيسى الأنباري، نا أحمد بن حاتم العسكري، نا القاسم بن عبد اللّه الحرمي، نا عبد الرزاق أعد عليّ ذاك الكلام فأقول: حدّثني عنبسة القرشي، قال: قال رجل للأحنف بن قيس: دلّني على مروءة بلا مئونة، قال: عليك بالخلق الفسيح، و الكفّ عن القبيح، و اعلم أن الدّاء الذي أعيا الأطبّاء اللسان البذيء و الفعل الرّديء، كذا قال القبيح، و إنّما هو الشحيح.

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن هبة اللّه بن محمّد بن الطبيب بن الطّبّاع، أنبأ أبو الحسن علي بن أبي طالب محمّد بن علي بن محمّد بن عطية المكّي الحارثي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو البركات عبد الوهاب الأنماطي، و أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن محمّد بن البخاري، و أبو الدرّ ياقوت بن عبد اللّه، قالوا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، قالا: نا أبو طاهر - إملاء-.

ح و أخبرنا أبو غالب بن أبي علي بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر (2) بن حيّوية.

ح و أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه: أحمد و يحيى ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عثمان بن عمرو بن المنتاب، قال: ثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، أنبأ الحسين بن الحسن، أنا ابن المبارك، أنا معمر، عن الأحنف بن قيس قيل له: أخبرنا عن مروءة - و في حديث المخلّصي (3):بغير مال - قال: الخلق الشحيح،

ص: 336


1- رسمها بالأصل:«الدوا».
2- بالأصل: أبو عمرو، خطأ.
3- كذا، و مرّ:«المخلّص».

و الكفّ عن القبيح، و إن شئتم أخبرتكم بأدوأ الداء (1)،اللسان البذيء و الخلق (2)الدنيء.

ح و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، نا القاضي أبو عمر محمّد بن الهيثم البسطامي، نا أحمد بن عبد الرّحمن الرّقّي، عن سليمان بن سيف الحرّاني و غيره، عن الأصمعي، عن العلاء بن كريز، عن أبيه، عن الأحنف بن قيس قال: من أسرع إلى الناس بما يكرهون قالوا فيه بما لا يعلمون (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أنبأ زكريا بن يحيى، نا الرجاء بن المؤمّل، حدّثني أبي قال: قيل للأحنف: ما المروءة ؟ قال: أن لا تعمل في السرّ شيئا تستحي منه في العلانية.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا رشأ بن نظيف، أنا أبو محمّد المصري، أنبأ أحمد بن مروان، نا أحمد بن علي المقرئ، نا الأصمعي قال: سمعت أبي يقول: سئل الأحنف: ما المروءة ؟ قال: العفة و الحرفة (4).

قال: و نا ابن مروان، نا محمّد بن عبد العزيز، نا ابن عائشة، قال: سمعت أبي يقول: سئل الأحنف بن قيس: ما المروءة ؟ قال: كتمان السرّ، و التباعد من الشرّ (5).

و قيل لبعض الحكماء: ما المروءة ؟ قال: إنصاف من هو دونك، و السمو إلى من هو فوقك.

و قيل لعمرو بن العاص: ما المروءة ؟ قال: أدب بارع، و لسان قاطع.

و رواها ابن مروان في موضع آخر، و لم يقل فيهما سمعت أبي، و لا بد منه.

أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت أبا بكر بن المؤمّل و هو محمّد بن المؤمّل بن الحسن الماسرجي يقول:

ص: 337


1- رسمها بالأصل:«الدوا».
2- بالأصل: و اخلق.
3- سير الأعلام 93/4.
4- عيون الأخبار 295/1.
5- سير الأعلام 93/4 و فيها: و البعد من الشر.

سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن يعقوب الفارسي يقول: قرأت في بعض الكتب أن يزيد بن معاوية سأل الأحنف بن قيس عن المروءة، فقال الأحنف: التقى و الاحتمال، ثم أطرق الأحنف ساعة و قال:

و إذا جميل الوجه لم *** يأت الجميل فما جماله ؟

ما خير أخلاق الفتى *** إلاّ تقاه و احتماله

فقال يزيد: أحسب يا أبا بحر وافق اليمّ زيرا (1).قلت: وافق المعنى تفسيرا.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر، و أبو العزّ أحمد بن عبد اللّه، و أبو نصر أحمد بن عبد اللّه، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر محمّد بن العبّاس، أنا محمّد بن خلف بن المرزبان، نا القاسم بن الحسن المروزي، نا أبو عمرو الباهلي، نا محمّد بن حريث قال: قال رجل للأحنف: ما المروءة ؟ قال: أن تصبر على ما غاظك، و تصمت عما عندك حتى يلتمس منك.

أخبرنا أبو نصر بن رضوان، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن خلف، أنا أبو جعفر اليمامي، نا علي بن محمّد القرشي، قال: قيل للأحنف:

ما المروءة ؟ قال: العفّة في الدين، و الصّبر على النوائب، و برّ الوالدين.

أخبرنا أبو القاسم الخطيب، أنا رشأ المعدل، أنا أبو محمّد المصري، أنبأ أبو بكر المالكي، نا النضر بن عبد اللّه، نا الأصمعي، قال: سئل الأحنف عن المروءة، فقال:

العفة في الدّين، و الصبر على النوائب، و الحلم عند الغضب، و العفو عند المقدرة، و برّ الوالدين، و السيد من حمق في ماله، و ذل في عرضه، و كاس في دينه، و اطّرح حقده، و عامر عشيرته.

أخبرنا أبو نصر بن رضوان، أنبأ أبو محمّد، أنا أبو عمر، أنا محمّد بن خلف، نا أحمد بن الحارث، نا المدائني قال: قيل للأحنف: ما المروءة ؟ قال: الحلم عند الغضب، و العفو عند القدرة.

قال: و نا أحمد بن الحارث، أنا المدائني، قال: قال الأحنف بن قيس: السخاء من المروءة، و أنشد:

ص: 338


1- البمّ : الوتر الغليظ من أوتار المزهر.(القاموس). و الزير: من الأوتار: الدقيق (اللسان).

لو مدّ سروي بمال كثير *** لجدت فكنت له باذلا

فإنّ المروءة لا تستطاع إذا *** لم يكن مالها فاضلا

قال: و أنا محمّد بن خلف، نا أبو جعفر اليمامي، نا أبو الحسن القرشي، قال: قال الأحنف بن قيس: المروءة الحزم، و هو مع العقل، و لا يصلح المروءة إلاّ التواضع.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو الغنائم حمزة بن علي بن محمّد بن عثمان، و محمّد بن محمّد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز، قالا: أنبأ أبو الفرج أحمد بن عمر بن عثمان الغضاري، أنا أبو محمّد جعفر بن محمّد بن نصر الخوّاص، نا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن مروان، حدّثني محمّد بن الحسن الشامي، نا مقدم بن محمّد، عن عمّه، عن عوانة، قال: قال الأحنف:

لو مدّ سروري بمال كثير *** لجدت و كنت له ناشرا

فإنّ المروءة لا تستطاع *** إذا لم يكن مالها حاضرا

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، قال: سمعت أبا عبد الرّحمن السّلمي يقول: سمعت عمر بن أحمد بن أيوب يقول: سمعت الدريدي يقول: سمعت عبد الرّحمن بن أخي الأصمعي عن عمه، قال: قال الأحنف بن قيس:

العقل خير قرين، و الأدب خير ميراث، و التوفيق خير قرين.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم بن محمّد، أنبأ أبو الفضل عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن الرازي، أنا أبو مسلم محمّد بن أحمد بن علي الكاتب، نا أبو بكر محمّد بن الحسن بن دريد، أنا أبو حاتم عن الأصمعي قال: قال شبيب بن شيبة: قال الأحنف بن قيس: رأس الأدب آلة المنطق، و لا خير في قول إلاّ بفعل، و لا في منتظر (1)إلاّ بمخبر، و لا في مال إلاّ بجود، و لا في ثقة إلاّ بورع، و لا في صدقة إلاّ بنيّة، و لا في حياة إلاّ بأمن و صحة.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث، أنا أبو الحسن، و أبو منصور قالا: أنا أبو طاهر الذهبي، أنا عبيد اللّه السكري، نا زكريا المنقري، نا الأصمعي قال: قال شبيب بن شيبة قال الأحنف بن قيس: رأس آلة الأدب المنطق، و لا خير في قول إلاّ

ص: 339


1- في سير الأعلام: منظر بلا مخبر.

بفعل، و لا في مال إلاّ بجود، و لا في صديق إلاّ بوفاء، و لا في فقه إلاّ بورع، و لا في صدقة إلاّ بنية، و لا في حياة إلاّ بصحة و أمن (1).

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو محمّد بن أبي عثمان، أنبأ الحسن بن الحسن بن علي بن المنذر، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدّنيا، حدّثني أبو محمّد العمّي، عن علي بن محمّد القرشي، عن شيخ من (2) غطفان قال: تذاكروا الصمت و المنطق فقال قوم: الصّمت أفضل، فقال الأحنف: المنطق أفضل، لأن فضل الصمت لا يعدو صاحبه، و المنطق الحسن ينتفع به من سمعه.

أخبرنا أبو القاسم الحسيني، أنبأ رشأ المقرئ، أنا الحسن المصري، أنبأ أبو بكر المالكي، نا إبراهيم الحربي، عن أبي نصر، عن الأصمعي قال: قيل للأحنف بن قيس في الصمت و المنطق: أيّهما أفضل ؟ فقال الأحنف: الصّمت لا يعدو صاحبه، و فضل المنطق ينتفع به من سمعه، و محادثة الرجال تلقيح لألبابها.

و قيل له: يا أبا بحر إنّك لصبور. فقال (3):الجزع شر الحالتين: تباعد المطلوب و تورث الحسرة، و تبقي على صاحبه الندم.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس (4)،أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي، أنا أبو محمّد بن زبر، نا الحسن بن عليل العنزي، نا مسعود بن بشر، نا الأصمعي، قال: قال الأحنف: هيبة العاقبة تورث جبنا، و هيبة الزلل تورث حصرا.

و قيل للأحنف: إنّك لصبور، فقال: الجزع شر الحالتين، تباعد المطلوب و تورث الحسرة، و تبقي على ظهر صاحبه عارا، ثم لا فائدة مع ذلك و لا عائدة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، نا زكريا بن يحيى، نا الأصمعي، نا العلاء بن جرير، عن أبيه قال: قال الأحنف بن قيس: الإنصاف يثبت المودّة و مع كرم العشرة تطول المودّة.

ص: 340


1- انظر سير الأعلام 93/4.
2- بالأصل: بن.
3- بالأصل:«على» و لعل الصواب ما أثبت باعتبار ما يأتي.
4- بالأصل:«قيس» و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.

و قال الأحنف: ثلاث خصال تجتلب بهن المحبّة: الإنصاف في المعاشرة، و المواساة في الشدّة، و الانطواء على المودّة.

قال: قال الأحنف بن قيس: إن غاصب الدنيا و ظالمها أهلها و المدعي ما ليس له منها على قلتها - و إن كان عالي المكان من سلطانها - لأقل منها و أذلّ .

أخبرنا أبو المحاسن محمود بن حمد بن محمّد بن أحمد، أنبأ أبو الفضل المطهّر بن عبد الواحد، قال: سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن جعفر اليزدي المعروف بالجرجاني يقول: سمعت محمّد بن محمّد بن عبيد اللّه بن عمر بن زيد الجوزجاني يقول: سمعت الحسن بن علي بن نصر بن منصور الطوسي يقول: سمعت أبا حاتم السّجستاني يقول: سمعت الأصمعي يقول: سمعت العلاء بن جرير يقول:

كتب الأحنف بن قيس إلى صديق له: أمّا بعد فإذا قدم عليك صديق لك موافق فليكن منك مكان سمعك و بصرك، فإنّ الأخ الموافق خير من الولد المخالف.

أخبرنا أبو سعيد محمّد بن إبراهيم بن أحمد المقرئ، أنبأ أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن السّريّ (1) التفليسي، أنا أبو عبد الرّحمن، قال: سمعت أبي - رحمه اللّه - يقول: سمعت أبا علي الثقفي يقول: حدّثني بعض أصحابنا عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن، نا محمّد بن إسحاق السهمي، حدّثني إبراهيم بن عثمان بن أبي زائدة، عن أبيه قال: كتب الأحنف إلى صديق له: أمّا بعد، فإذا قدم عليك أخ لك موافق، فليكن منك بمنزلة السمع و البصر، فإن الأخ الموافق أفضل من الولد المخالف، أ لم تسمع اللّه يقول لنوح في ابنه إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صٰالِحٍ (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو البركات يحيى بن عبد الرّحمن بن حبيش، و أبو الحسن محمّد بن أحمد بن إبراهيم الدّقاق، قالوا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، نا عيسى بن علي - إملاء - نا أبو بكر محمّد بن الحسن بن دريد بن عتاهية الأزدي - إملاء - أنبأ العكلي، عن أبيه قال: قال الأحنف: لا يطمعن ذو الكبر في حسن الثناء، و لا الحبّ في كثرة الصّديق، و لا السيئ الأدب في الشرف، و لا الشحيح في

ص: 341


1- غير مقروءة بالأصل و رسمها:«التسري» و الصواب ما أثبت، انظر المطبوعة عاصم - عائذ (الفهارس).
2- سورة هود، الآية:46.

البرّ، و لا الحريص في قلّة الذنوب، و كان يقول: من أظهر شكرك فيما لم يأته إليه، فاحذره أن يكفر بعمل.

أخبرنا أبو القاسم النسيب، أنا أبو الحسن المعدّل، أنا أبو بكر الدّينوري، نا إسماعيل بن يونس، نا الرياشي، نا الأصمعي قال: قال الأحنف بن قيس: خير الإخوان من إن استغنيت عنه لم يرذل في المودّة، و إن احتجت إليه لم ينقصك منك، و إن كوثرت عضدك، و إن احتجت إلى معونته رفدك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر، أنبأ عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أنبأ زكريا بن يحيى، نا الأصمعي، نا العلاء بن جرير، عن أبيه، قال: قال الأحنف: من حقّ الصّديق أن يحتمل له ثلاثا، و أن يحاوهن (1) منهن ظلم الغصب، و ظلم الدالة، و ظلم الهفوة.

و قال: الإخاء جوهرة رقيقة إن لم يوق عليها و يحرسها كانت معرّضة للآفات قرض الإخاء بالبذلة حتى يصل إلى ما فوقه، و بالكظم حتى تعتذر إلى من ظلمك، و بالرضا حتى لا يستكثر من نفسك الفصل و لا من أخيك التقصير.

قال: و نا العلاء، عن أبيه، قال: قال الأحنف: العتاب مفتاح الثقالي، و العتاب خير من الحقد (2).

و قال أبو موسى:

إذا ما خليلي رابني بعض خلفه *** و لم يك عما ساءني بمفتق

صبرت على ما كان من سوء خلقه *** مخافة أن أبقى بغير صديق

أخبرنا أبو منصور الطّيّب بن أبي سعيد بن الطّيّب الخلاّل المروزي بها، نا الإمام أبو المظفّر منصور بن محمّد بن عبد الجبّار السمعاني، نا أبو القاسم سعد بن علي الزّنجاني، قال: أخبرتنا بازل بنت محمّد بن إسحاق قالت: نا عبد اللّه محمّد بن أحمد بن سليمان، نا محمّد بن علي بن المروزي، نا عبد الصمد بن الفضل، نا مكي بن إبراهيم، أنا هشام، عن الحسن قال: رأى الأحنف بن قيس في يد رجل درهما، فقال:

ص: 342


1- كذا رسمها بالأصل.
2- سير الأعلام 94/4.

لمن هذا الدّرهم ؟ فقال: لي، فقال الأحنف: ليس هو لك حتى تخرجه في أجر أو اكتساب شكر ثم تمثّل:

أنت للمال إذا أمسكته *** و إذا أنفقته فالمال لك (1)

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا إبراهيم بن إسحاق الحربي، نا أبو نصر، عن الأصمعي، قال:

قال الأحنف بن قيس: ما خان شريف، و لا كذب عاقل، و لا اغتاب مؤمن.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أحمد بن علي بن أبي عثمان، و عاصم بن الحسن، قالا: أنبأ الحسن بن الحسن بن علي بن المنذر، أنبأ أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني أبي، أنبأ الأصمعي، عن معتمر عن (2) سليمان بن حزم القطعي، عن سليمان التيمي، قال: قال الأحنف بن قيس: ما ذكرت أحدا بسوء بعد أن يقوم من عندي.

قال: و نا ابن الزبير (3) أحمد بن سعيد الدارمي، نا الأصمعي عن أبيه قال: كان الأحنف بن قيس إذا ذكر عنده رجل قال: دعوه يأكل رزقه، و يأتي عليه أجله.

و قال عن غير أبيه إن الأحنف قال: دعوه يأكل رزقه و يلقي موته.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد، و محمّد بن عبد الباقي بن محمّد، قالا: أنا محمّد بن عبد الرّحمن، أنا عبيد اللّه السّكري، نا زكريا المنقري، نا الأصمعي، نا العلاء بن جرير، عن أبيه قال: قال الأحنف: إن اعتذر إليك معتذر فتلقّه ببشر طلق، و وجه مشرق، إلاّ أن تكون ممن قطيعته غنم.

قال: و نا الأصمعي، نا العلاء بن جرير، عن أبيه، قال: قال الأحنف: ضربة الناصح خير من........ (4).

ص: 343


1- الخبر و الشعر في سير الأعلام 94/4.
2- بالأصل «بن» خطأ، انظر ترجمة حزم بن أبي حزم القطعي في تهذيب الكمال 243/4 و فيها أنه يروي عن سليمان التيمي، و يروي عنه معتمر بن سليمان. و القطعي ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى بني قطيعة و ذكره السمعاني و ترجم له.
3- كذا.
4- لفظتان غير مقروءتين رسمهما: تحته الشاني.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، و أبو الحسن سعد الخير بن محمّد، قالا: أنبأ طراد بن محمّد، أنبأ أبو الحسين بن بشران، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن جعفر بن حموية الحوري، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، نا عمرو بن محمّد العنقزي (1) عن سفيان، قال: قال الأحنف بن قيس: ثلاث ليس فيهنّ انتظار: الجنازة إذا وجدت من يحملها، و الأيّم إذا أصبت لها كفوا، و الضيف إذا نزل لم ينتظر به الكلفة.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد بن الجوهري، أنبأ أبو عمر بن حيّوية.

ح و أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عثمان بن عمرو بن المنتاب، قالا: ثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا ابن المبارك، نا سفيان، قال: قال الأحنف بن قيس: ثلاث ليس - زاد ابن حيّوية: عندي - و قال - فيهن أناة: إذا نزل بي الضيف أن أقدّم إليه ما كان، و الجنازة لا أحبسها، و الأيّم إذا عرض لها رغبة أن أزوجها.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا رشأ الشاهد، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا عبّاس بن محمّد، نا محمّد بن سلاّم، قال: قال الأحنف بن قيس:

الرفق و الأناة (2) محبوبة إلاّ في ثلاث، قالوا: ما هن يا أبا بحر؟ قال: تبادر بالعمل الصّالح، و تعجل إخراج ميّتك، و تنكح الكفوء أيّمك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور [و] (3) ابن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبيد اللّه السكري، نا زكريا المنقري، أنا الأصمعي، نا العلاء بن جرير، عن أبيه قال: قال الأحنف: علّم علمك من يجهل، و تعلّم ممن يعلم فإذا فعلت ذلك علمت ما جهلت و حفظت ما علمت.

قال: و قال الأحنف: ابذل لصديقك مالك و معروفك، و حسن محضرك، و للعامة تحيتك و سلامتك.

ص: 344


1- بالأصل:«العنقري» و المثبت عن الأنساب.
2- بالأصل:«و الاباءة».
3- زيادة منا للإيضاح، انظر ترجمة أحمد بن محمد بن النقور في سير الأعلام 372/18. و ابن العطار اسمه عبد الباقي بن محمد بن غالب، أبو منصور بن العطار انظر المطبوعة عاصم - عائذ (الفهارس ص 761) و انظر ترجمته في سير الأعلام 400/19.

قال: و قال الأحنف: كثرة الخصومة تنبت النفاق في القلب.

و قال الأحنف: أحسن الناس عيشا من حسّن عيش من هو دونه في عيشه، و أسوأ الناس عيشا من لا يعيش معه أحد.

قال: و قال الأحنف لرجل أوصاه: إيّاك و الكسل و الضجر، فإنك إذا كسلت لم تؤدّ حقا، و إذا ضجرت لم تصبر على حقّ .

قال: و قال الأحنف: إذا دعتك نفسك إلى ظلم الناس فاذكر قدرة اللّه على عقوبتك، و انتقام اللّه لهم منك، و ذهاب ما أتيت لهم عنهم، و بقاء ما أتيت لهم عليك.

قال: و ثنا الأصمعي، نا الفضل بن عبد الملك بن أبي... (1)،قال: قال الأحنف: لا ينبغي للعاقل أن ينزل بلدا ليس فيه خمس خصال: سلطان ظاهر (2)،و قاض عادل، و سوق قائمة، و نهر جار، و طبيب عالم.

قال: و ثنا الأصمعي، ثنا العلاء بن جرير، عن أبيه قال: قال الأحنف: من السّؤدد الصّبر على الذلّ ، و كفى بالحلم ناصرا.

قال: و نا الأصمعي، نا العلاء بن جرير، عن أبيه، قال: قال الأحنف: لو جلس إليّ مائة لأحببت أن التمس رضا كل واحد بما يسرّه.

قال: و نا الأصمعي، نا العلاء، حدّثني أبي قال: كان الأحنف إذا أتاه رجل أوسع له، فإن لم يكن له سعة أراه (3) كأنه يوسع له.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي، أنبأ أبو محمّد بن زبر القاضي، نا إسماعيل بن إسحاق، نا نصر بن علي قال: خبرنا الأصمعي، نا مبارك، عن يوسف بن عبد اللّه بن الحارث قال: كانت مجالسة الأحنف تعجبني و أنا غلام، قال: فقرأ مرّة حرفا سقط فقلت: ليس هو كذا، قال: فنظر في وجهي و سكت، فلقيته من الغد، فقال: إنّي نظرت في المصحف فوجدته كما قلت.

قال إسماعيل: ذكر أنه أخطأ خطأ فاحشا كنى عنه نصر.

ص: 345


1- رسمها بالأصل:«شون».
2- في مختصر ابن منظور 147/11 قاهر.
3- غير واضحة بالأصل و قد تقرأ «أنا» و المثبت عن سير الأعلام 94/4 و فيها: وسّع له بدل أوسع له.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا رشأ المقرئ، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا الحربي، نا أبو نصر، عن الأصمعي، عن أبيه قال: قال الأحنف بن قيس: جنبوا مجالسنا ذكر النساء و الطعام، فإني أبغض الرجل أن يكون وصّافا لفرجه و بطنه (1)،و إنّ من المروءة و الديانة أن يترك (2) الرجل الطّعام و هو يشتهيه.

قال: و نا أحمد بن مروان، نا أحمد بن علي المقرئ، ثنا الأصمعي، قال: قال عمر بن الخطاب للأحنف بن قيس: أيّ الطعام أحبّ إليك ؟ قال: الزبد و الكمأة، فقال عمر: ما هما بأحبّ الطعام إليه، و لكنه يحبّ خصب المسلمين - يعني أن الزبد و الكمأة - لا يكونان إلاّ في سنة الخصب.

قال: و ثنا أحمد بن مروان، نا أبو سعيد السكري، نا محمّد بن الحارث، قال:

قال المدائني: أتى الأحنف بن قيس مصعب بن الزبير فكلّمه في قوم حبسهم، فقال:

أصلح اللّه الأمير، إن كانوا حبسوا في باطل فالحقّ (3) يسعهم و يخرجهم، و إن كانوا حبسوا بحقّ فالعفو يسعهم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن محمّد، و عبد الباقي بن محمّد، و قالا: أنا أبو طاهر الذهبي، أنا عبيد اللّه السكري، نا أبو زكريا المنقري، نا الأصمعي، نا العلاء بن جرير، عن أبيه، قال: قال الأحنف: لا ينبغي للوالي أن يحسد لأن خطره عظيم قد عظم عن المحازاة، و الولاة تحسد على حسن التدبير.

قال: و قال الأحنف: لا ينبغي للوالي أن يغضب، لأن الغضب في القدرة لقاح السيف و الندامة (4).

قال: و قال الأحنف: لا ينبغي للوالي أن يكذب لأنه لا يقدر أحد على استكراهه على غير ما يريده، و لا ينبغي للوالي أن يدع تفقد لطيف أمور الرعيّة لأمنه على نظره في جسمها لأن للّطف موضعا ينتفع به، و للجسيم موضعا لا يستغنى عنه.

ص: 346


1- الخبر إلى هنا أورده الذهبي في سير الأعلام 94/4.
2- بالأصل:«يتر» و لعل الصواب ما أثبتناه:«يترك».
3- الخبر في سير الأعلام 94/4 و فيها:«فالعدل يسعهم» و سقطت لفظة «و يخرجهم».
4- الخبر في سير الأعلام 94/4 و تاريخ الإسلام حوادث سنة(61-81) ص 352.

و قال: أحزم الولاة من لم يكابد مكابدة عدوه بالقتال ما وجد إلى غير القتال سبيلا.

و قال: رأس سياسة الوالي خصال ثلاث: اللين للناس، و الاستماع منهم، و النظر في أمورهم.

و رأس مروءة الوالي خصال ثلاث: حبّ العلم و العلماء، و رحمة الضعفاء، و الاجتهاد في مصلحة العامة.

و كان لا يتمّ أمر السّلطان إلاّ بالوزراء و الأعوان، و لا ينتفع الوزراء و الأعوان إلاّ بالمودة و النصيحة، و لا تنفع المودة و النصيحة إلاّ بالرأي و العفاف (1).

و قال: أعظم الأمور فيها على الملوك خاصة و على الناس عامة أمران: أحدهما أن يحرموا صالح الوزراء و الأعوان، و الآخر أن يكون أعوانهم و وزراؤهم (2) غير ذي مروءة و لا حياء.

و قال: ليس شيء أهلك للوالي من صاحب يحسن القول و لا يحسن العمل.

و قال: حلية الولاة و زينتهم: وزراؤهم، فمن فسدت بطانته كان كمن غصّ بالماء، و لم يصلح شأنه.

و قال: لا تعدّنّ شتم الوالي شتما، و لا إغلاظه إغلاظا، فإن ريح العزة يبسط اللسان بالغلظة في غير بأس، و لا سخطة.

و قال: إن أصبت جاها عند السّلطان فلا يحدث (3) ذلك لك تغيّرا عن حالك التي تعرف بها في أخلاقك و أفعالك، فإنّك لا تدري متى ترى جفوة أو تغيّر منزلة فيتحول عن حالك، و في تلوّن الحال ما فيها من السخف و العار.

قال: و قال الأحنف: يجب على الخلق من حقّ اللّه التعظيم له، و الشكر، و يجب على الرعية من حقّ السلطان الطاعة له، و السّمع و المناصحة، و من حقّ الرعية على السّلطان الاجتهاد في أمورهم.

ص: 347


1- سير الأعلام 95/4 و فيها:«إلاّ بالرأي و العفة».
2- بالأصل:«و وزرائهم».
3- بالأصل:«يحدس» و لعل الصواب ما ارتأيناه.

قال: و نا المنقري، نا العلاء بن الفضل، نا الهيثم بن رزيق المالكي عن أبيه قال:

قال الأحنف: إيّاك و الغضب، فإنه ممحقة لفؤاد الحليم.

قال: و نا المنقري، نا العلاء بن جرير عن أبيه قال: قال الأحنف: ينبغي للعاقل أن يتوخى بالمعروف أهل الوفاء.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا يحيى بن محمّد بن علي، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنبأ سفيان، عن أبي حيّان، عن أبي الزنباع، عن أبي الدهقان، قال: صحب الأحنف بن قيس رجل فقال: أ لا نحملك و نفعل، قال: لعلك من العارضين، قال: و ما العارضون ؟ قال: الذين يحبّون أن يحمدوا بما لم يفعلوا، فقال: يا أبا بحر ما عرضت عليك حتى تذكر كلمة قال: يا ابن أخي إذا عرض الحق فاقصد له و اله عمّا سواء ذلك.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا الحربي - يعني إبراهيم بن إسحاق - نا أبو نصر عن الأصمعي أن الأحنف بن قيس كان يجالسه رجل يطيل الصمت حتى أعجب به الأحنف ثم إنه تكلم فقال: يا أبا بحر أ تقدر أن تمشي على شرف المسجد قال: فتمثل الأحنف:

و كائن ترى من صامت لك معجب *** زيارته أو نقصه في التّكلّم

أخبرنا أبو العزّ بن كادش - إذنا و مناولة و قرأ عليّ إسناده - أنا أبو علي الجازري (1)،أنبأ المعافى (2) بن زكريا، نا عمر بن الحسن بن (3) علي بن مالك الشيباني، نا محمّد بن القاسم، نا الأصمعي، قال: نظر الأحنف إلى سيف مع رجل من بني تميم فقال: إنّ فيه لقصرا و إنه لجيّد فقال صاحب السّيف: يا أبا بحر إنّما تطيله خطوة كما قال الشاعر (4):

نصل السّيوف إذا قصرن بخطونا *** قدما و نلحقها إذا لم تلحق

ص: 348


1- بالأصل:«الحاروني» و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
2- الخبر في الجليس الصالح الكافي 159/3.
3- بالأصل:«نا» خطأ و الصواب ما أثبت عن الجليس الصالح، و انظر ترجمته في سير الأعلام 406/15.
4- البيت نسب بحواشي الجليس الصالح لكعب بن مالك، انظر تخريجه فيه.

قال الأحنف: يا ابن أخي المشي و اللّه إلى الصين أهون من تلك الخطوة.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد، و عبد الباقي (1) بن محمّد، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، نا زكريا المنقري، حدّثنا العلاء بن الفضل، عن أبيه قال: قال الأحنف: ما مضى من الدنيا فحلم، و ما بقي منها فأماني.

قال: و قال الأحنف: لا تطلع الناس على سرّك يصلح شأنك.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا رشأ المقرئ (2)،أنا أبو محمّد المصري، أنا أبو بكر الدّينوري، نا إبراهيم بن إسحاق الحربي، و أحمد بن عبّاد، قالا: ثنا الرياشي، عن الأصمعي قال: قال عبد الملك بن عمير (3):قدم علينا الأحنف الكوفة مع مصعب بن الزبير، فما رأيت خصلة (4) تذمّ إلاّ رأيتها فيه، كان ضئيلا، صعل (5) الرأس، متراكب الأسنان، مائل الذقن، ناتئ الوجنة (6)،باخق العينين، خفيف العارضين، أحنف الرجل، فكان إذا تكلم جلا عن نفسه.

قال: و سمعت الحربي يقول: قوله ضئيلا أنه كان نحيل الجسم، بالصعل بالنصب (7) هو صغر الرأس، و الباخق العينين: المنخسف، و الحنف في الرجل: أن تفتل كل واحدة منهما بإبهامها على صاحبتها.

قال إبراهيم: و ذكر الهيثم: أنه كان أعور العين ذهبت بسمرقند، و ولد ملتزق الأليتين فشق باثنتين.

أنبأنا أبو طالب بن يوسف، أنا أبو إسحاق البرمكي.

ح و حدّثني أبو المعمر المبارك بن أحمد، أنا المبارك بن عبد الجبار، أنا أبو

ص: 349


1- بالأصل:«و عبد الرحمن الباقي».
2- تقرأ بالأصل «المنقري»؟ خطأ و ليس في عامود نسبه، انظر ترجمته في معرفة القرّاء للذهبي 401/1 و لعل الصواب ما أثبت.
3- الخبر نقله الذهبي في كتابيه سير الأعلام 94/4 و تاريخ الإسلام حوادث سنة 61-80 ص 352.
4- في سير الأعلام: صفة.
5- في تاريخ الإسلام: صغير الرأس.
6- تقرأ بالأصل «الوجبة» و المثبت عن السير، و في تاريخ الإسلام: الوجه.
7- كذا بالأصل:«بالصعل بالنصب»؟.

الحسن القزويني، و أبو إسحاق البرمكي، قالا: أنا أبو عمر بن حيّوية. أخبرنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد، نا عبد اللّه بن محمّد بن مسلم بن قتيبة، قال: في حديث الأحنف أن الحباب قال له:«و اللّه إنك لضئيل و أن أمك لورهاء (1)».

الضئيل: النحيف الجسم يقال: هو بيّن الضئولة (2) و كذلك كان الأحنف.

و قال يونس في قوله:

أنا ابن الزافرية أرضعتني *** بسدي (3) لا أجد و لا وحيم

أ تمسي فلم تنقص عظامي *** و لا ضؤلي إذا اصطكّ الخصوم

أراد بعظامه أسنانه، و هي إذا تمّت تم الحروف، و لم يرد عظام جسده، و لأنه كان أحنف ضئيلا.

و قال عبد الملك بن عمير: قدم علينا الكوفة مع المصعب، فما رأيت خصلة تذم إلاّ و قد رأيتها فيه، كان صعل الرأس، متراكب الأسنان، مائل الذقن، ناتئ الوجه، باخق العينين، خفيف العارضين، أحنف الرجل، و لكنه إذا تكلّم حكى عن نفسه.

و الصّعل: الصغير الرأس، و كانوا يذمون بذلك، و يسمون الصّغير الرأس: رأس العضا.

و قال أحد الشعراء في عمر بن هبيرة (4):

من مبلغ رأس العضا أن بيننا *** ضغائن لا تنسى و إن هي سلّت

لقبه بذلك لأنه صغير الرّأس.

و قال طرفة (5):

أنا الرّجل الضّرب الذي تعرفونه *** خشاش كرأس الحية المتوقّد

ص: 350


1- الحديث في اللسان «وره» و في تاج العروس «وره» و امرأة ورهاء: خرقاء بالعمل، و يقال أيضا: ورهاء اليدين (التاج).
2- الضئولة بالضم: الهزال و المذلة (التاج).
3- كذا، و لعله: بثدي.
4- ترجمته في سير الأعلام 562/4.
5- ديوانه ط بيروت ص 37 من معلقته.

البصريّون يروونه عن الأصمعي خشاش بكسر الخاء، و غيرهم يروونه: خشاش بفتحها، و هو اللطيف الجسم الصّغير الرأس، فمدح نفسه كما ترى بما يذمّ به، و الباخق العينين: المنخسف العين.

و ذكر الهيثم بن عدي أن الأحنف أصيبت عينه بالجدري (1).

يقال: بخقت عينه إذا خسفتها، و الحنف في الرجل: أن تقبل كل واحدة منهما بإبهامها على صاحبتها (2).

و قال ابن الأعرابي: الأحنف الذي يمشي على ظهر قدمه، و الأقفد الذي يمشي على صدرها، و الورهاء من النساء: المتساقطة حمقا، أو هوجاء، و الرجل أوره و وره.

قال حميد بن ثور يذكر امرأة:

جلبّانة ورهاء تخصي حمارها *** بفي من بغى خيرا لديها الجلامد (3)

و الجلبّانة: الغليظة الخلق، الجافية، قال الأصمعي: فإذا خصت المرأة الحمار لم تستحي بعد ذلك من شيء.

و قال أبو محمّد في حديث الأحنف أنه قال في الخطبة التي خطبها في الإصلاح بين الأزد و تميم، كان يقال:«كلّ أمر ذي بال لم يحمد اللّه فيه فهو أكتع (4)»، يرويه سفيان عن مجالد، عن الشعبي: البال الحال، قال الأصمعي: كان العمري إذا سئل عن حاله قال: بخير، أصلح اللّه بالكم، قال اللّه عز و جل: وَ يُصْلِحُ بٰالَهُمْ (5)،و قوله:

فهو أكنع: أي ناقص، يقال: قد أكتع الشيخ إذا دنا بعضه من بعض.

و قد تقدم ذكر هذا. و أراد أنّ كلّ مقام ذي جلالة و عظم لم يذكر اللّه فيه و يحمد فهو ناقص، و مثله في حديث النبي صلى اللّه عليه و سلم:«كلّ أمر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد للّه فهو أقطع» (6)[5280].

ص: 351


1- انظر تهذيب الكمال 480/1.
2- انظر تاريخ الإسلام حوادث سنة(61-80) ص 352 و سير الأعلام 94/4 و فيها:«أن تفتل» بدل «أن تقبل».
3- البيت في اللسان «جلب» و في التاج «جرب» و «جلب» منسوبا لحميد بن ثور.
4- انظر تاج العروس «كنع» و زيد بعدها في اللسان: أي أقطع.
5- سورة محمد، الآية:5.
6- إتحاف السادة المتقين للزبيدي 2/3 الأذكار النبوية 103 و 249.

-و في حديث آخر:«كل خطبة ليس فيها شهادة فهو كاليد الجذماء» (1) أي القطعاء[5281].

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن الحسن، أنا عبد الواحد بن محمّد بن عبد اللّه، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي قال:

و الأحنف يكنى أبا بحر، و أمّه من بني قراض من باهلة، و كان الأحنف سيّدا جوّادا حليما، و كان رجلا صالحا قديما، أدرك أمر الجاهلية. و قد ذكر للنبي صلى اللّه عليه و سلم فاستغفر له (2)،و كان أحد الوفد الذين قدموا على عمر من أهل البصرة، و قد سمع الأحنف من أبي بكر (3)،و عمر، و عثمان، و علي، و له أخبار كثيرة.

قال: و ثنا جدي، نا علي بن عاصم، عن خالد الحذّاء، عن محمّد بن سيرين، عن الأحنف بن قيس قال: سمعت خطبة أبي بكر و عمر و عثمان و علي و الخلفاء بعد، فما سمعت الكلام من في مخلوق أفخر و لا أحسن من عائشة أمّ المؤمنين.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد الخطيب، أنبأ محمّد بن الحسن بن محمّد النهاوندي، أنا عبد اللّه بن محمّد بن الأشقر، نا محمّد بن إسماعيل، نا مسدّد، ثنا معتمر، عن قرّة بن خالد، حدّثني الضّحّاك أنه أبصر مصعب بن الزبير يمشي في جنازة الأحنف بلا رداء.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (4)،حدّثني بكر بن خلف، نا المعتمر بن سليمان، عن قرّة بن خالد، عن أبي الضّحّاك، قال: رأيت مصعب بن الزبير يمشي في جنازة الأحنف [بن قيس بغير رداء] (5).

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي تمّام الواسطي، عن محمّد بن القاسم

ص: 352


1- مسند أحمد 343/2 و الدر المنثور 209/1.
2- انظر تهذيب الكمال 480/1.
3- في تهذيب الكمال:«أبي بكرة».
4- الخبر في المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 214/1.
5- ما بين معكوفتين زيادة عن المعرفة و التاريخ.

الكوكبي، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا عبيد اللّه بن عمر، نا شريك بن الخطاب شيخ بلعنبر - و كان معاذ يروي عنه الأحاديث - عن عتبة بن صعصعة قال: رأيت مصعب بن الزبير في جنازة الأحنف متقلّدا سيفا ليس عليه رداء و هو يقول: ذهب اليوم الحزم و الرّأي (1).

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن كامل بن مجاهد، أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن عمر المعدّل - فيما أجازه لي - أنا محمّد بن عمران بن موسى - إجازة - نا محمّد بن الفتح القلانسي، نا أحمد بن عبيد بن ناصح النحوي، نا الأصمعي، عن أبي عمرو بن العلاء قال:

توفي الأحنف بن قيس في دار عبيد اللّه بن أبي عصفير (2)،و كان قد أوصى ألا تتبع جنازته امرأته، فلما دلّي في حفرته أقبلت بنت لأوس بن معسر (3) السّعدي ثم القريعي على راحلتها و هي عجوز كبيرة، فوقفت عليه، و قالت: من الموافى به حفرته لوقت حمامه ؟ قيل لها: هذا الأحنف بن قيس، قالت: أبو بحر، قالت: و اللّه لئن كنتم سبقتمونا إلى الاستمتاع به في حياته لا تسبقونا إلى الثناء عليه عند وفاته، قالت: للّه درّك من مجنّ في جنن (4)،و مدرج في كفن، و إنا للّه و إنّا إليه راجعون، نسأل اللّه الذي ابتلانا بموتك، و فجعنا بفقدك أن يوسع لك في قبرك، و أن يغفر لك يوم حشرك، و أن يجعل سبيل الخير سبيلك، و دليل الرشاد دليلك، ثم نظرت إلى الناس فقالت: أيّها الناس إنّ أولياء اللّه في بلاده هم شهوده على عباده، و إنّا لقائلون حقّا و مثنون صدقا، و هو أهل لحسن الثناء، و طيب الثناء، أما و الذي كنت من أجله في عدّة و من الحياة في مدة، و من المضمار إلى غاية و من الآثار إلى نهاية، الذي رفع عملك عند انقضاء أجلك، لقد عشت مودودا حميدا، و لقد متّ سعيدا فقيدا، و لقد كنت عظيم الحلم، فاصل السّلم، رفيع العماد، واري الزناد، منيع الحريم، سليم الأديم، عظيم الرماد، قريب البيت من الباد (5)،و لقد كنت في المحافل شريفا و على الأرامل عطوفا، و من الناس قريبا، و فيهم

ص: 353


1- كذا، و سيرد قريبا:«ابن أبي غضيفير» و في سير الأعلام 96/4 «غضنفر».
2- انظر الإصابة 101/1.
3- كذا رسمها بالأصل.
4- تقرأ بالأصل:«حتن» و المثبت عن سير الأعلام، و الجنن: القبر (انظر اللسان و تاج العروس).
5- سير الأعلام: الناد.

غريبا، و إن كنت فيهم مسودا و إلى الخلفاء لموفدا و إن كانوا لقولك لمستمعين و لرأيك متّبعين، رحمنا اللّه و إيّاك (1).

قال: و كان مصعب بن الزبير على الكوفة، و كان حاضرا لقولها، قال: ما رأيت كاليوم قطّ امرأة أفضح للرجال من هذه، و خرج مصعب في جنازته أحلا حاسرا، و تولى الصّلاة عليه.

أخبرنا أبو بشر محمّد بن شجاع، أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمّد بن عبيد، حدّثني أبو السّائب السّوائي، حدّثني شيخ عن أبيه قال: مات الأحنف بن قيس في دار ابن أبي غضيفير (2) بالكوفة، فجاءت امرأة على بغل في رحاله و حولها جماعة و نساء، فقالت: أيّها الأمير إن ابن عمي مات بأرض غربة فأذن لي أندبه فقال: شأنك، فقالت: للّه درك من مجنّ في جنن، و مدرج في كفن، أسأل اللّه الذي ابتلانا بفقدك، و فجعنا بيومك، أن يوسع لك في لحدك، و أن يكون لك في يوم حشرك، ثم أقبلت على الناس فقالت: أيّها الناس إنّ أولياء اللّه في بلاده، شهوده على عباده، و إنّا لقائلون حقّا، و مثنون صدقا، ثم قالت: أما و الذي كنت من أمره إلى مدة، و من المضمار إلى غاية، و من الموت إلى نهاية، الذي رفع عملك عند انقضاء أجلك، لقد عشت جيدا مودودا، و متّ شهيدا فقيدا، و لقد كنت في المحافل شريفا، و على الأرامل عطوفا، و من الناس قريبا، و فيهم غريبا و إن كنت لمسودا، و إلى الخلفاء لموفدا، و إن كانوا لقولك لمستمعين، و لرأيك لمتبعين، قال: فإذا هي امرأة من بني سعد.

قال: و حدّثنا عبد اللّه بن محمّد قال: حدّثني أبو عبد اللّه التيمي، حدّثني عبد الرّحمن البجلي أنّ المرأة المتكلمة بهذا الكلام سودة بنت الحارث المنقرية.

قال: (3) الأحنف بن قيس بالكوفة في الموضع الذي ينسب إلى جبل الشيخ.

قال: و نا عبد اللّه بن محمّد، قال: و حدّثني محمّد بن صالح، حدّثني أبو اليقظان العجيفي قال: جاء بموت الأحنف بن قيس رجل من بني يشكر فقال شاعر من بني تميم:

ص: 354


1- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام 96/4 من طريق أبي عمرو بن العلاء.
2- كذا، انظر ما مرّ فيه قريبا.
3- بياض بالأصل، و لعله يريد:«مات».

أمات و لم تبك السماء لفقده *** و لا الأرض أو تبدو الكواكب بالظهر

فقلت إذا لا أسكت رحم حامل *** جنينا، و لا أضحى على الأرض من سفر

و لمّا أتيت اليشكريّ وجدته *** عليما بموت الأحنف الخير ذا خير

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمّد، أنا أبو علي الصّوّاف، نا محمّد بن أبي شيبة، نا هاشم بن محمّد قال: قال الهيثم: مات الأحنف بن قيس التميمي ثم السّعدي في ولاية مصعب بن الزبير.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى التستري، نا خليفة العصفري (1)،قال: و في سنة سبع و ستين مات الأحنف بن قيس بالكوفة، و صلّى عليه مصعب بن الزبير، و مشى في جنازته بغير [رداء، فيقال: إنه أول من مشى في جنازة بغير رداء] (2).

قال خليفة: سمعت المعتمر بن سليمان قال: سمعت قرّة بن خالد، عن أبي الضّحّاك، قال: أول من مشى في الجنازة بغير رداء مصعب بن الزبير في جنازة الأحنف بن قيس، و يقال: مات في سنة تسع و ستين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (3)،قال: و مات الأحنف بالكوفة - يعني سنة سبع و ستين-.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، نا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنبأ محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي، ثنا يحيى بن معين قال: هلك الأحنف مع مصعب بالكوفة سنة ثنتين و سبعين.

كتب إليّ أبو زكريا بن منده، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه، نا أبو سعيد بن يونس، حدّثني محمّد بن موسى بن النعمان، نا

ص: 355


1- تاريخ خليفة بن خياط ص 264 حوادث سنة 67.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن تاريخ خليفة.
3- المعرفة و التاريخ 330/3.

علي بن عبد الرّحمن بن المغيرة، نا سعيد بن عفير، حدّثني عبد الرّحمن بن القاسم، عن أبي شريح المعافري، عن عبد الرّحمن بن عمارة بن عقبة بن أبي معيط ، قال:

حضرت جنازة الأحنف بن قيس بالكوفة، فكنت فيمن نزل قبره، فلما سوّيته رأيته قد فتح له مدّ بصري، فأخبرت بذلك أصحابي فلم يروا ما رأيت.

2922 - الضّحّاك بن مخلد بن الضّحّاك بن مسلم بن رافع بن رفيع

ابن الأسود بن عمرو بن رالان بن هلال بن ثعلبة بن شيبان

أبو عاصم الشيباني البصري المعروف بالنّبيل (1)

سمع بدمشق: الأوزاعي، و سعيد بن عبد العزيز، و بحمص: ثور بن يزيد، و بمصر: حيوة بن شريح، و بالحجاز: جعفر بن محمّد، و محمّد بن عجلان، و ابن جريج، و مالك بن أنس، و ابن أبي ذئب، و محمّد بن عمارة، و جعفر بن يحيى بن ثوبان، و سيف بن سليمان، و زكريا بن إسحاق، و حنظلة بن أبي سفيان الجمحي، و بالعراق: شعبة، و الثوري، و سعيد بن أبي عروبة، و عبد اللّه بن عون، و سليمان بن طرخان التيمي.

روى عنه: جرير بن حازم الجهضمي، و عبد اللّه بن داود الخريبي (2)،و هما أكبر منه، و أحمد بن حنبل، و أبو بكر بن أبي شيبة، و أبو خيثمة زهير بن حرب، و عمرو بن علي الفلاّس، و محمّد بن مثنّى، و محمّد بن بشّار، و عبد الملك بن قريب الأصمعي، و علي بن المديني، و محمّد بن إسماعيل البخاري، و محمّد بن يونس الكديمي، و إسحاق بن سيّار النصيبي، و محمّد بن حبّان (3) بن الأزهر البصري، و هو آخر من حدّث عنه.

أخبرنا أبو نصر بن رضوان، و أبو علي بن السّبط ، و أبو غالب بن البنّا، قالوا: أنا

ص: 356


1- انظر عن الضحاك بن مخلد في: تهذيب الكمال 167/9 و تهذيب التهذيب 570/2 طبقات ابن سعد 295/7 طبقات خليفة ترجمة 1921 تذكرة الحفاظ 366/1 الوافي بالوفيات 359/16 سير الأعلام 480/9 و تاريخ الإسلام للذهبي (حوادث سنة 211-220) و انظر بحاشية المصادر الثلاثة الأخيرة أسماء مصادر أخرى كثيرة ترجمت له.
2- إعجامها مضطرب بالأصل، و الصواب عن تهذيب الكمال و سير الأعلام.
3- اختلفوا في ضبطه (بضم الحاء أو بفتحها) انظر تبصير المنتبه 283/1.

أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا محمّد بن يونس، نا أبو عاصم النّبيل، عن حنظلة بن أبي سفيان، عن القاسم، عن عائشة: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان يغتسل من جنابة فيأخذ حفنة لشق رأسه الأيمن، ثم يأخذ حفنة لشق رأسه الأيسر.

رواه البخاري (1) و مسلم (2)بالأصل:«عمر» خطأ، ترجمته في تهذيب الكمال 211/14.(3) عن محمّد بن المثنّى، عن أبي عاصم.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أحمد بن محمود الثقفي، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة، و عبد الجبّار بن نعيم الحصني، و محمّد بن خالد بن يزيد البردعي، و القاسم بن خليد القاضي، قالوا: ثنا أبو رفاعة العدوي، نا إبراهيم بن بشّار، نا سفيان بن عيينة، عن عمرو (3) بن دينار، عن الحسن بن محمّد أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كان لا يبيت شيئا و لا يقيله.

قال: أسماعا من عمرو، و قال ابن جرير عن عمرو، قال أسماع من ابن جريج.

قال: ويحك كم تفسده، قال أبو عاصم عن ابن جريج أسماعا. قال من أتى عاصم قال:

حدّثنيه علي بن المديني، عن أبي عاصم، عن ابن جريج، عن عمرو بن دينار، عن الحسن بن محمّد.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الخطيب، نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، أنا أبو بكر محمّد بن الفرج بن علي البزار، أنا عمر بن محمّد بن علي الناقد، نا عبد اللّه بن محمّد بن ناجية، نا أبو رفاعة عبد اللّه بن محمّد بن حبيب القاضي، نا إبراهيم بن بشّار الرّمادي، نا ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن (4) الحسن بن محمّد بن علي قال: كان النبي صلى اللّه عليه و سلم إذا جاءه مال لم يبته و لم يقيله.

قال: فقال رجل: يا أبا محمّد سماع من عمرو بن دينار قال: دعه لا تفسده، قال:

يا أبا محمّد سماع من عمرو بن دينار، قال: ويحك لا تفسده، ابن جريج عن عمرو بن دينار قال: يا أبا محمّد سماع من ابن جريج قال: يا أبا محمّد سماع من أبي عاصم، قال: ويحك كم تفسده.

ص: 357


1- صحيح البخاري(5) كتاب الغسل، الحديث رقم 258.
2- صحيح مسلم
3- كتاب الحيض، الحديث 318.
4- بالأصل:«عن الحسن بن دينار، عن الحسن بن محمد» و الصواب ما أثبت فقد حذفنا «الحسن بن دينار» فهي مقحمة و لا معنى لها، انظر ترجمة عمرو بن دينار في تهذيب الكمال 212/14-213.

حدّثني علي بن المديني، عن الضّحّاك بن مخلد، عن ابن جريج، عن عمرو بن دينار ثم قال ابن عيينة: تلومونني على علي بن المديني لما أتعلّم منه أكثر مما يتعلّم منّي.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى التستري، نا خليفة العصفري (1) قال: و فيها يعني سنة إحدى و عشرين و مائة ولد أبو عاصم الضّحّاك بن مخلد النّبيل (2).

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، عن أبي الحسن رشأ بن نظيف، أنا أبو شعيب عبد الرّحمن بن محمّد المكتب، و أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرّحمن، قالا: أنا الحسن بن رشيق، أنا أبو بشر الدولابي، نا سليمان - يعني ابن الأشعث السّجستاني - نا عبد اللّه بن إسحاق أبو محمّد قال: سمعت أبا عاصم يقول: ولدت في سنة اثنين (3) و عشرين و مائة في ربيع الأوّل.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الحسن بن علي الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ، نا أبو بكر محمّد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص عمرو بن علي بن بحر (4)،قال: سمعت أبا عاصم الضّحّاك بن مخلد، ولدت أمّي سنة عشر و مائة، و ولدت في سنة اثنتي و عشرين و مائة، و مات سنة اثنتي (5) عشرة و مائتين، و هو ابن تسعين و أربعة أشهر (6).

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأ أبو الفضل بن خيرون.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، أنا العبّاس بن العباس، أنبأ صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال: أبو عاصم النّبيل الضّحّاك بن مخلد.

ص: 358


1- تاريخ خليفة بن خياط ص 352.
2- سقطت من تاريخ خليفة.
3- كذا بالأصل. و انظر تهذيب الكمال 171/9.
4- بالأصل:«أبو قيصر عمرو بن علي بن حر» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 299/14.
5- بالأصل: اثني.
6- انظر تهذيب الكمال 172/9 و سير الأعلام 484/9.

أخبرنا أبو البركات أيضا، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا يوسف بن رباح، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل البصرة:

أبو عاصم النّبيل الضّحّاك بن مخلد.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، نا أبو محمّد الحسن بن محمّد، أنا أبو الحسن اللبناني، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا (1)،قال: نا محمّد بن سعد قال في الطبقة الثامنة من الفقهاء و المحدّثين من أهل البصرة: أبو عاصم النّبيل الضّحّاك بن مخلد الشيباني.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء محمّد بن علي بن يعقوب، أنبأ علي بن الحسن بن علي الجرّاحي.

ح قال: و أنا ابن خيرون، أنا أبو علي الحسن بن الحسين بن العبّاس، نا جدي لأمّي إسحاق بن محمّد، قالا: أنا عبد اللّه بن إسحاق المدائني، نا أبو عمرو قعنب بن المحرّر قال: أبو عاصم مولى لبني ذهل بن ثعلبة اخوة بني سدوس، و أمّه من آل الزبير، و كان أبو عاصم يبيع الحرير (2).

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و محمّد بن علي - و اللفظ له - و المبارك بن عبد الجبّار، قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (3) قال: الضّحّاك بن مخلد أبو عاصم النّبيل البصري مولى بني شيبان، سمع جعفر بن محمّد، و ابن جريج، و الثوري، و شعبة.

أخبرنا أبو بكر الشيباني (4)،أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان التميمي قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو عاصم الضّحّاك بن مخلد الشيباني النّبيل، سمع ابن جريج، و الثوري، و شعبة.

ص: 359


1- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
2- تهذيب الكمال 167/9.
3- التاريخ الكبير 336/4.
4- كذا، و لعله «الشّقّاني».

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عاصم الضّحّاك بن مخلد.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن منده، أنا حمد الأصبهاني - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر الهمداني، أنا أبو الحسن، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (1)،قال: الضّحّاك بن مخلد أبو عاصم النّبيل، و هو ابن مخلد بن الضّحّاك الشيباني، روى عن جعفر بن محمّد حديثا واحدا، و عن سليمان التيمي تفسير جزء (2)من القرآن [و روى عن ابن جريح] (3).روى عنه أحمد بن حنبل، و زهير بن حرب، و ابن أبي شيبة، و محمّد بن المثنّى، و محمّد بن بشّار، و عمرو بن علي، سمعت أبي يقول ذلك، و سألت أبي عنه، فقال: صدوق.

قرأنا على أبي الفضل بن ناصر، عن محمّد بن أحمد، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد (4).قال: أبو عاصم الضّحّاك بن مخلد الشيباني.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهّاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة-.

قال: الضّحّاك بن مخلد أبو عاصم.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصّفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد محمّد بن محمّد قال: أبو عاصم الضّحّاك بن مخلد الشيباني مولاهم النّبيل البصري، سمع جعفر بن محمّد الهاشمي، و عبد الملك بن

ص: 360


1- الجرح و التعديل 463/4.
2- في الجرح و التعديل: حرف.
3- ما بين معكوفتين عن الجرح و التعديل، و مكانها بالأصل: و إن جرير.
4- الكنى و الأسماء للدولابي 21/2.

عبد العزيز بن جريج، روى عنه جرير بن حازم، و عمرو بن علي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل المقدسي، أنبأ مسعود السّجزي، أنا عبد اللّه بن الحسن، أنا أبو نصر البخاري قال: الضّحّاك بن مخلد بن الضّحّاك بن مسلم أبو عاصم النّبيل، أراه الشيباني مولاهم البصري، سمع ابن جريج، و جرير بن حازم، و الأوزاعي، و مالك، و شعبة، و الثوري، و زكريا بن إسحاق، روى عنه البخاري في الصّلاة، و روى عن عبد اللّه المسندي، و علي بن المديني، و إسحاق غير منسوب، و عمرو بن علي، و يعقوب الدورقي، و محمّد بن المثنّى، و محمّد بن معمّر عنه في:

«الجمعة،[و] في الحجّ ، و السير، و التوحيد، و البيوع»، و غير موضع.

قال البخاري: مات آخر سنة اثنتي عشرة و مائتين، و قال عمرو بن علي: سمعت أبا عاصم يقول: ولدت أمي في سنة عشر و مائتين، و ولدت سنة ثنتي و عشرين و مائة (1)، قال عمرو: فمات سنة ثنتي عشرة و مائتين، و هو ابن تسعين سنة و أربعة أشهر.

و ذكر أبو داود أنه مات في ذي الحجة سنة ثنتي عشرة و مائتين.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: سنة اثنتي و عشرين و مائة فيها ولد أبو عاصم الضّحّاك بن مخلد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال: سمعت مكي بن إبراهيم قال: قدم أبو عاصم على ابن جريج في سنة ست و أربعين و مائة و لم يقرأ ابن جريج على الناس.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي بكر الخطيب، أنبأ أبو الحسن علي بن يحيى بن جعفر إمام المسجد الجامع بأصبهان، قال: سمعت أبا الحسين محمّد بن أحمد بن إسحاق الشاهد بالأهواز يقول: سمعت أحمد بن محمّد القرشي يقول:

سمعت العباس بن ميمون البصري المعروف بطائع يقول: سمعت أبا عاصم النّبيل يقول: رأيت أبا حنيفة في المسجد الحرام يفتي و قد اجتمع الناس عليه و أذوه، فقال: ما هاهنا أحد يأتينا بشرطي، فدنوت منه، فقلت: يا أبا حنيفة تريد شرطيا؟ قال: نعم،

ص: 361


1- بالأصل:«و مائتين» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر تهذيب الكمال 172/9 سير الأعلام 483/9.

فقلت: اقرأ علي هذه الأحاديث التي معك، فقرأها، فقمت عنه، و وقفت بحذائه، فقال لي: أين الشرطي ؟ فقلت له: إنما قلت تريد، لم أقل لك آتي به، فقال: انظروا أنا احتال على الناس منذ كذا و كذا، و قد احتال عليّ هذا.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب، أخبرني علي بن أحمد الزّرّاد، و الحسن بن أبي بكر، قالا: أنا عبد الخالق بن الحسن بن أبي روب، نا محمّد بن سليمان بن الحارث الواسطي، نا الضّحّاك بن مخلد - نا يحيى بن راشد، عن الضّحّاك بن (1) مخلد - عن عثمان بن سعد أن ابن الزبير علق لواءين في الكعبة قيل له (2).

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر - شفاها - قال: نا أبو محمّد الحسن بن أحمد السّمرقندي، نا أبو بشر عبد اللّه بن محمّد بن محمّد النيسابوري، أنا أبو سعد عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد اللّه بن إدريس الأسترآباذي الإدريسي، نا الحسن بن محمّد بن زياد الرازي ببخارى، ثنا عبد اللّه بن محمّد بن يعقوب البخاري، قال:

سمعت إسماعيل بن أحمد والي خراسان يقول: سمعت أبي يقول: كنا عند أبي عاصم النّبيل فقيل له: لم سمّيت نبيلا؟ قال: لتجمّل ثيابي، و كان كبير الأنف.

قال: ثم أخبركم عن نفسي بشيء، تزوجت امرأة فلما بنيت بها عمدت لأقبّلها فمنعني أنفي عن القبلة، فشددت أنفي على وجهها، فقالت: نحّ ركبتك عن وجهي، فقلت: ليس هذا ركبة، إنّما هو أنف.

سمعت أبا الحسن علي بن المسلّم الفقيه يقول: سمعت عبد العزيز يقول:

سمعت عبد الرّحمن يقول: سمعت خيثمة بن سليمان يقول: سمعت إسحاق بن سيّار يقول: سمعت أبا عاصم يقول: كان سفيان يسألني أن أفيده، فإذا أفدته قال: ليس بشيء و يذهب إليه فيسأله.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر التّفليسي - يعني محمّد بن إسماعيل (3)-أنا أبو يعلى المهلّبي، أنا محمّد بن أحمد بن دلويه، نا محمّد بن

ص: 362


1- بالأصل:«عن» خطأ.
2- كذا انتهى الخبر بالأصل، و بعدها بياض بالأصل، ثلاثة أرباع السطر.
3- سير الأعلام 482/9 و تاريخ الإسلام (حوادث سنة 211-220) ص 193.

إسماعيل البخاري، قال: سمعت موسى بن إسماعيل قال: سمعت أبا عاصم يقول: ما اغتبت أحدا منذ علمت أن الغيبة تضر أهلها.

لا مدخل لموسى بن إسماعيل في هذه الحكاية، فإن البخاري سمعها من أبي عاصم نفسه، و هو من أجلّ شيوخه يدل على ذلك ما:

أخبرنا أبو الغنائم الكوفي في كتابه، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أنبأ أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (1)،قال: سمعت أبا عاصم يقول: ما اغتبت أحدا منذ علمت أن الغيبة تضرّ بأهلها.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو القاسم السهمي، نا أبو أحمد بن عدي قال: سمعت علي بن أحمد بن مروان يقول: سمعت عمر بن شبّة يقول: سمعت أبا عاصم النّبيل يقول: أقل حالات المدلس عندي أن يدخل في حديث النبي صلى اللّه عليه و سلم المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا (2) محمّد بن سليمان المؤدّب بأصبهان، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو طلحة محمّد بن أحمد بن الحسن التمّار في مسجد الحرام، نا حمدان بن علي الورّاق، قال: ذهبت إلى أحمد بن حنبل سنة ثلاث عشرة فسألناه أن يحدّثنا، فقال: تسمعون منّي، و مثل أبي عاصم في الحياة ؟ اخرجوا إليه (3).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد المالكي، قالا:

أنا أبو بكر الخطيب، أخبرني محمّد بن جعفر بن علاّن الوراق، نا إسماعيل بن علي الفحّام، نا جعفر الدقّاق، قال: كان الكديمي إذا حدّث عن أبي عاصم قال: حدّثنا الكيّس أبو عاصم النّبيل.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن حميد، قال: سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس، قال: سمعت عثمان بن

ص: 363


1- التاريخ الكبير 336/4.
2- بالأصل: بن، انظر ترجمة علي بن إبراهيم، أبي القاسم الحسيني في سير الأعلام 358/19.
3- سير الأعلام 484/9 و تهذيب الكمال 172/9.

سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: و أبو عاصم النّبيل ؟ قال: ثقة، قلت:

فأيّهما أحبّ إليك - يعني أبا عاصم و الخريبي-؟ فقال: ثقتان، قال أبو سعيد الدّارمي:

الخريبي أعلى.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار بن إبراهيم، قالا: أنا عبد اللّه بن الحسين بن جعفر - زاد ابن الطّيّوري و ابن عمّه محمّد بن الحسن بن محمّد قالا:- أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنبأ صالح بن أحمد بن صالح، حدّثني أبي (1) قال: أبو عاصم الضّحّاك بن مخلد الشيباني بصري ثقة، و كان له فقه، كثير الحديث.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، و أنا أبو نصر بن الجبّان - إجازة - أنا أحمد بن القاسم - إجازة - نا أحمد بن طاهر بن النجم، أنا أبو عثمان سعيد بن عمرو قال: قال لي أبو مسعود في حرف خالف فيه أبو عاصم عبد الرّزّاق في حديث ابن جريج، عن الزهري حديث علي في السّارق، قال أبو مسعود فقلت لأبي عاصم: إنّ عبد الرّزّاق يقول كذا و كذا، فقال: و ما يدري ذاك ابن الأعرابي.

قرأت على أبي القاسم بن عبدان، عن محمّد بن علي بن أحمد عن (2) رشأ بن نظيف، نا محمّد بن إبراهيم الطرسوسي، أنا محمّد بن محمّد بن داود، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش. قال: وكيع لم ير في يده كتاب قطّ ، و أبو عاصم لم ير في يده كتاب قط (3)،و ابن عيينة و الثوري و شعبة لم تر في أيديهم كتاب قط .

حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر - لفظا - و أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن - قراءة - عن أبي المعالي محمّد بن عبد السّلام بن محمّد، أنا علي بن محمّد بن خزفة (4)،نا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة قال: سمعت يحيى بن معين و سئل عن أصحاب الثوري أيّهم أثبت ؟ قال: هم خمسة - يعني: يحيى بن سعيد القطان،

ص: 364


1- ثقات العجلي ص 231.
2- بالأصل:«بن» و الصواب ما أثبت.
3- انظر تهذيب الكمال 170/9 و سير الأعلام 482/9.
4- بالأصل:«حزفة» و الصواب ما أثبت و ضبط ، و قد مرّ، و انظر تبصير المنتبه 436/1.

و وكيع بن الجرّاح، و عبد اللّه بن المبارك، و عبد الرّحمن بن مهدي، و أبو نعيم الفضل بن دكين - فأما الفريابي و أبو حذافة، و قبيصة، و عبيد اللّه، و أبو عاصم، و أبو أحمد الزبيري، و عبد الرّزّاق و طبقتهم فيهم كلهم في سفيان بعضهم قريب من بعض، و هم ثقات كلّهم دون أولئك في الضبط و المعرفة.

أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن جعفر البيع - إملاء - ثنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه، نا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، قال: سمعت أحمد بن علي بن الجارود يقول: سمعت محمّد بن عيسى الزّجّاج يقول: سمعت أبا عاصم يقول: من طلب هذا الحديث فقد طلب أعلى الأمور، فيجب أن يكون خير الناس (1).

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ ، أنا أبو بكر محمّد بن المقرئ الأنباري، أنا أبو حامد أحمد بن الحسين الهمداني، نا أحمد بن محمّد بن بكر بن غمر بن المنكدر، نا أبو داود سليمان بن سيف قال: كنت مع أبي عاصم النّبيل و هو يمشي و عليه طيلسان، فسقط عنه طيلسانه، فسوّيته عليه، فالتفت إليّ و قال: كل معروف صدقة، فقلت: من ذكره رحمك اللّه ؟ قال: أنا ابن جريج، عن عطاء عن (2) جابر، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«كلّ معروف صدقة إلى (3) غنيّ أو فقير»[5282].

كتب إليّ أبو نصر القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو (4) عبد اللّه الحافظ ، قال:

سمعت أبا سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان يقول: سمعت عبد الواحد بن محمّد بن هانئ يقول: سمعت أحمد بن سعيد الدّارمي يقول: أتينا أبا عاصم النّبيل فدلّى رجليه ثم قال: اغمزوها، فطال ما بعثنا لكم.

قال: و سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمّد بن يحيى يقول: سمعت ابن فارس يقول: سمعت أحمد بن سعيد القارئ يقول: سمعت أبا عاصم النّبيل يقول: طلب

ص: 365


1- تهذيب الكمال 171/9 و سير الأعلام 483/9.
2- بالأصل:«بن» خطأ.
3- يعني صنعته إلى غني أو فقير.
4- بالأصل:«ابن» و الصواب قياسا إلى أسانيد مماثلة.

الحديث حرفة المفاليس، كان صاحب تجارة تزل (1) تجارته حين يذهب، و إن كان صاحب ضيعة نزل ضيعته حتى تخرب، حتى إذا بلغ ما يريد و بلغ سبعين سنة جاءه صبيّان فقعدا بين يديه، فإن كان الشيخ ذكيا قالا: ما أكيسه و هو على حداثة سنّه إن قيل له كيس غضب، و إن كان الشيخ مغفلا قالا: ما يحسن قراءة كتابه.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه - إذنا و مناولة، و قرأ عليّ إسناده - أنا أبو علي محمّد بن الحسين، أنا المعافي بن زكريا (2)،قال: نا يعقوب بن محمّد بن صالح الكريزي، نا عبد الجليل بن الحسين، قال: كان مما يعرف من أحمد بن المعذّل (3)و هو صبي له ذؤابة في مجلس أبي عاصم و مر لأبي عاصم حديث - يعني فيه فقه (4)-فقال أحمد: إنّه إنّما ألقح إلينا عن مالك بن أنس في هذا الحديث، فسمعه أبو عاصم فقال: لا زرعك اللّه قال: فخجل أحمد، فلما كان المجلس الثاني مرّ لأبي عاصم حديث فيه فقه فقال: أين أنت يا منقوص ؟ أنس ألقح إليكم عن مالك قال: فخجل أحمد ثم وثب، فقال: يا أبا عاصم إن اللّه تعالى خلقك جدّا فلا تهزلنّ (5) فإن اللّه عز و جل سمى المستهزئين (6) في كتابه جاهلا، فقال: إِنَّ اللّٰهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً ، قٰالُوا: أَ تَتَّخِذُنٰا هُزُواً، قٰالَ : أَعُوذُ بِاللّٰهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجٰاهِلِينَ (7)،قال: فخجل أبو عاصم، فكان لا يحدّث حتى يحضر أحمد فيقعده إلى جنبه.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد، عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبّار، أنا أبو محمّد الجوهري - قراءة - عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر، نا إبراهيم بن الجنيد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو عاصم - يعني النّبيل - لم يكن فصيحا - يعني لم يكن يعرب (8)-.

ص: 366


1- كذا رسمها بالأصل.
2- الخبر في الجليس الصالح الكافي 363/1-364.
3- بالأصل: المعدل، و الصواب ما أثبت بالذال المعجمة، و هو أحمد بن المعذل بن غيلان، شاعر، (الأغاني 54/12).
4- بالأصل: ثقة، و المثبت عن الجليس الصالح.
5- بالأصل:«جدلا نهوبن» صوبنا العبارة عن الجليس الصالح.
6- كذا بالأصل، و في الجليس الصالح:«المستهزئ» و هو أصح.
7- سورة البقرة، الآية:67 و بالأصل: اتخذنا.
8- تاريخ الإسلام حوادث سنة 211-220 ص 193.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، و أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن محمّد، قالا: أنا أبو الحسن الحمّامي، أنا أبو القاسم الحسن بن محمّد بن الحسن، نا محمّد بن عبد اللّه الحضرمي، نا جابر بن كردي، قال: مات أبو عاصم سنة إحدى عشرة و مائتين (1)،قال الحضرمي:

و قال غيره: سنة ثنتي عشرة و مائتين.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى التستري، نا خليفة العصفري، قال: و فيها - يعني سنة اثنتي عشرة و مائتين - مات أبو عاصم النّبيل الضّحّاك في ذي الحجة (2).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو سعيد بن حسنويه، أنا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسين الأهوازي، قالا: أنبأ عمر بن أحمد الأهوازي، نا خليفة بن خياط (3) قال: و أبو عاصم الضّحّاك بن مخلد الشيباني مات في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة و مائتين.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، أنبأ رمضان بن عدي، أنا أحمد بن محمّد بن عمير، أنا عثمان بن محمّد السّمرقندي، قال أبو أميّة الطرسوسي: مات أبو عاصم النّبيل سنة اثنتي عشرة و مائتين.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (4) قال في الطبقة السّادسة من أهل البصرة: أبو عاصم النّبيل و اسمه الضّحّاك بن مخلد الشيباني، و كان ثقة فقيها، مات بالبصرة ليلة الخمس لأربع عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة اثنتي عشرة و مائتين، في خلافة عبد اللّه بن هارون.

ص: 367


1- تهذيب الكمال 172/9 سير الأعلام 484/9 و قال الذهبي: فهذا قول شاذ.
2- تاريخ خليفة بن خياط ص 474 و كلمة «النبيل» لم ترد فيه.
3- طبقات خليفة بن خياط ص 390 رقم 1921.
4- طبقات ابن سعد 295/7.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا علي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر، ثنا أبي، نا محمّد بن أحمد بن حبيب الذارع (1) قال: فيها - يعني سنة اثنتي عشرة - مات أبو عاصم الضّحّاك بن مخلد بالبصرة في ذي الحجّة.

أخبرنا ابن الحصين، و أبو نصر بن رضوان، و أبو غالب بن البنّا، قال: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر أحمد بن جعفر، نا محمّد بن يونس القرشي قال: و مات أبو عاصم سنة ثنتي عشرة في ذي الحجة.

أخبرنا أبو القاسم بن العلوي، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان قال: سنة ثلاث عشرة و مائتين فيها مات أبو عاصم الضّحّاك بن مخلد الشيباني (2).

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال: مات أبو عاصم سنة أربع (3) عشرة و مائتين في آخرها.

أنبأنا أبو منصور و غيره عن أبي بكر الخطيب (4).

2923 - الضّحّاك بن مزاحم الأسدي

له ذكر فيمن غزا القسطنطينية (5) مع مسلمة بن عبد الملك لمّا خرج إليها من دمشق.

ص: 368


1- الخبر في سير الأعلام 483/9 و فيها: الذراع.
2- تهذيب الكمال 172/9 و قد تحرف في المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي فذكره في وفيات سنة 113 تحرفت «المائتين» إلى مائة». و نقله الذهبي في سير الأعلام 484/9 نقلا عن يعقوب و قال الذهبي:«و هذا بعيد». و قال في تاريخ الإسلام حوادث سنة(211-220) ص 193 غلط من قال إنه مات سنة ثلاث عشرة، و ذلك لأنه لم يصل خبر موته إلى بغداد إلاّ في سنة ثلاث عشرة، فورّخه بعض المحدثين فيها.
3- كذا، و في التاريخ الكبير 336/4 و التاريخ الصغير 223 «مات سنة اثنتي عشرة و مائتين في آخرها». و نقل في تهذيب الكمال و سير الأعلام و تاريخ الإسلام عن البخاري: سنة 214.
4- كذا، و يبدو أن ثمة سقط في الكلام.
5- بالأصل:«القسطنطينة».

و حكي أنه كان أميرا على قيس، حكي ذلك عن عبد اللّه بن سعيد بن قيس الهمداني، و قد تقدم ذكر ذلك بإسناده في ترجمة الأصبغ بن الأشعث الكندي.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، و أبو العز ثابت بن منصور، قالا: أنا أحمد بن الحسن بن أحمد - زاد أبو البركات: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسين، ثنا أبو حفص، نا خليفة بن خياط (1) قال في الطبقة الثانية من أهل الشامات: الضّحّاك بن مزاحم مات سنة خمس و مائة.

أخبرنا أبو القاسم السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، و أبو القاسم بن العلاف، قالا: أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا أبو القاسم السّكوني، نا أبو جعفر الحضرمي، قال: مات الضّحّاك بن مزاحم سنة خمس و مائة.

2924 - الضّحّاك بن مسافر

مولى سليمان بن عبد الملك.

حدّث عن أبي حنيفة النعمان بن ثابت الفقيه.

روى عنه: الوليد بن محمّد الموقّري (2) البلقاوي.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: ثنا و أبو منصور بن رزيق، أنبأ أبو بكر الخطيب (3)،أنا أبو نعيم الحافظ ، و محمّد بن عمر الداودي، قالا: ثنا محمّد بن المظفّر، نا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن الهيثم، عن صالح المصري، و ما كتبته إلاّ عنه، نا عبد الرّحمن بن خالد (4) بن نجيح، نا أبي خالد بن نجيح، حدّثني الوليد بن محمّد الموقّري، عن الضّحّاك بن مسافر مولى سليمان بن عبد الملك قال: صليت إلى جنب أبي حنيفة، فسمعني أتشهّد، فقال لي: يا شامي حدّثني سليمان بن مهران الأعمش عن إبراهيم بن علقمة، عن عبد اللّه بن مسعود، قال: علّمني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم التشهّد:«التحيات للّه، و الصلوات و الطيّبات، السّلام عليك أيّها النبيّ و رحمة اللّه و بركاته، السّلام علينا و على عباد اللّه الصّالحين،

ص: 369


1- طبقات خليفة بن خياط ص 568 رقم 2950.
2- هذه النسبة إلى موقر موضع بنواحي البلقاء من نواحي دمشق (معجم البلدان).
3- الخبر في تاريخ بغداد 263/3 في ترجمة محمد بن المظفر البزاز.
4- تقرأ بالأصل:«مخلد» و الصواب عن تاريخ بغداد.

أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، و أشهد أن محمّدا عبده و رسوله، ثم تدعو بما أحببت»[5283].

هذا لفظ الداودي - و زاد؛ قال ابن المظفّر:- كتب عني هذا الحديث أبو العبّاس بن عقدة الكوفي.

2925 - الضّحّاك بن المنذر بن سلامة بن ذي فائش

ابن يزيد بن مرّة بن عريب (1) بن مزيد (2) بن مرثد الحميري

وفد على معاوية.

ذكر أبو محمّد الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني المعروف بابن ذي الدمينة في كتاب مفاخر قحطان، قال:

ذكروا أن الضّحّاك بن المنذر بن سلامة بن ذي فائش الحميري و كان أبوه و جدّه ملكين، و كان و سيما، جسيما، دخل على معاوية بن أبي سفيان، فاستشرفه معاوية حين نظر إليه فقال: ممّن الرجل ؟ فقال: من فرسان الصيّاح، الملاعبين بالرماح، المبارين (3)للرياح، و كان معاوية متكئا، فاستوى قاعدا و عجب من قوله، و قال: أنت إذا من قريش البطاح، قال: لست منهم، و لو لا الكتاب المنزل، و النبي المرسل لكنت عنهم راغبا، و لقديمهم عائبا. قال: فأنت إذا من أهل الشراسة، ذوي الكرم و الرئاسة، كنانة بن خزيمة، قال: لست منهم، و إني لأطموا عليهم ببحر زاخر، و ملك قاهر، و عزّ باهر، و فرع شامخ، و أصل باذخ، قال: فأنت إذا من جمرة (4) معدّ و ركنها الأشد، أهل الغارات: بني أسد. قال: لست منهم، لأن أولئك عبيد، و لم يبق منهم إلاّ الشريد، قال: فأنت إذا من فرسان العرب المطعمين في الكرب، أهل القباب الحمر: تميم بن مرّ. قال: لست منهم لأن أولئك بدءوا بالفرار حين أحجرتهم (5) منا الأحجار، قال:

فأنت إذا من خيار بني نزار، و أحماهم للذمار (6)،و أوفاهم بذمة الجار بني ضبّة، قال:

ص: 370


1- عن جمهرة ابن حزم ص 436 و بالأصل: ريب.
2- في جمهرة ابن حزم: مرثد بن يريم.
3- تقرأ بالأصل: المبادين، بالدال المهملة.
4- الجمرة: القبيلة لا تنضم إلى أحد، أو التي فيها ثلاثمائة فارس (القاموس).
5- أحجرتهم: ألجأتهم.
6- بالأصل: الذمار.

لست منهم، لأن أولئك رعاء البقر و أهل البؤس و النكر، لا يقرون الضيف، و لا يدفعون الحيف، قال: فأنت إذا من أهل الطلب بالأوبار، و اجتماع الدّار: ثقيف بن منبّه، قال:

كلا أولئك قصار الحدود، لئام الجدود، بقية ثمود، قال: فأنت إذا من أهل الشاء و النعم و المنعة و الكرم: هذيل بن مدركة، قال: كلا ألهى أولئك جمع الحطب و جزر العرب و لا يحلون و لا يمرّون و لا ينفعون و لا يضرون، قال: فأنت إذا من هوازن، أهل القر و القهر، و النعم الدثر، قال: كلاّ أولئك أهل الشّرّات، و علاج الكرّات، شعر الرقاب و غبش الكلاب، قال: فأنت إذا من قاتلي الملوك الجبابرة، و أحلاف السيوف البواتر من عبس أو مرّة. قال: لست منهم لأنا منعناهم هاربين، و قتلناهم غادرين. قال: فأنت إذا من أهل الراية الحمراء، و القبة القتراء سليم بن منصور، قال: كلاّ ألهى أولئك أكل الحصى و رضخ النوى، قال: فأنت إذا من أوغاد اليمانين الذين لا يعقلون شيئا، و قال:

أنا ابن ذي فائش مهلا يا معاوية فإن أولئك كانوا للعرب قادة، و للناس سادة، ملكوا أهل الأرض طوعا، و أجبروهم كرها، حتى دانت لهم الدنيا بما فيها، و كانوا الأرباب و أنتم الأذناب، و كانوا الملوك و أنتم السّوقة، حتى دعاهم خير البرية بالفضل و التحية محمّد صلى اللّه عليه و سلم فغزروه أيما تعزيز، و شمروا حوله أيّما تشمير، و شهروا دونه السّيوف، و جهزوا الألوف بعد الألوف، و جادوا له بالأموال و النفوس، و ضربوا معدّا حتى دخلوا في الإسلام كرها، و قتلوا قريشا يوم بدر، فلم يطلبوهم بثأر، فأصبحت يا معاوية تحمل ذاك علينا حقدا، و تشتمهم (1) عليه عمدا، و تقذف بنا في لجج البحار، و تكفّ شرّك عن بني نزار، و نحن نصرناك و منعناك يوم صفّين، و نصرناك على الأنصار و المهاجرين، و آثرناك على الإمام التقي (2) الرقي الرضي الوفي ابن عم النبي صلى اللّه عليه و سلم فبنا علوت المنابر، و لو لا نحن لم تعلها، و بنا دانت لك المعاشر، و لو لا نحن لم تدن لك، فأنكرت منا ما عرفت، و جهلت منا ما علمت، فلو لا أنّا كما وصفت [و] أحلامنا كما ذكرت لمنعناك العهد، و لشددنا لغيرك العقد، و لفرغت فرغا تتطأطأ منه، و تتقبض.

فغاظ معاوية ما كان من كلامه، و ضاق به ذرعه، فلم يتمالك أن قال: اضربوا عنقه، فلم يبق في مجلسه يمان إلاّ قام سالا سيفه، و لا مضريّ إلاّ عاضا على شفته، و دنا

ص: 371


1- كذا، و السياق يقتضي: و تشتمنا.
2- بالأصل:«الثقفي» و المثبت يوافق عبارة مختصر ابن منظور 151/11.

من معاوية قال الرعيلي (1):فقام زرعة بن عفير بن سيف اليزني، و قال الصّعديون: فقام عفير بن زرعة بن عامر بن سيف، و هكذا هو فقال: أمّا و اللّه يا معاوية، إنّا لنراك تكظم الغيظ من غيرنا على القول الفظيع الكثير، و تستفظع منا اليسير، يريد ما يسمع من قريش، و ذلك و اللّه أنّا لم نطعن عليك في أمرك، و كأنك بالأمن قد رفعناها إليك، فستعلم أن رجالنا ضراغم، و أن سيوفنا صوارم، و أن خيولنا ضوامر، و أن كماتنا مشاعر، ثم قعد. و قام حيوة (2) بن شريح الكلاعي فقال: يا معاوية أنصفنا من نفسك، و آس بيننا و بين قومك، و إلاّ تغلغلت بناديهم الصّفاح، أو لننطحنّهم بها أشدّ النطاح، و لنوردنّهم بها حوض المنية المتاح، فقابضنا بفعلنا حذو النعل بالنعل، و إلاّ و اللّه أقمنا درأك (3) بعد لنا، و لقينا صغوك بعزمنا، حتى ندعك أصوع (4) من الرداء، و أذل من الحذاء، ثم دنا كريب بن أبرهة بن شرحبيل بن أبرهة بن الصّباح أو ابنه السامي فقال: يا هذا أنصفنا من نفسك لنكون وزرا على عدوّك، و نكون لك على الحق أعوانا، و في اللّه إخوانا، و إلاّ و اللّه أقمنا مثلك (5)،و ردعنا سفهك، و خالفنا فيك هواك، فتلقي فريدا وحيدا [ثم] تصبح هينا مذموما، مدحورا مغلوبا مقهورا، ثم دنا يزيد بن حبيب المرادي فقال: يا معاوية و اللّه إن سيوفنا لحداد، و إنّ سواعدنا لشداد، و إنّ رجالنا لأنجاد، و إنّ خيولنا معدّة، و إنّا لأهل بأس و ندجة، فاستمل (6) من هوانا من قبل أن نجمع عليك ملأنا، فندعك نكالا لمن ولي هذا الأمر من بعد، ثم دنا نائل بن قيس بن حيا الجذامي فقال: يا معاوية هل تعرف فعل ابن الزبير بك، و قد خالفك في ابنك يزيد، و لقيك بالأمر الشديد، فطلبت منه السّلامة، و أهديت له الكرامة، و ذلك و اللّه أنه أحسن ثورك (7) و بلغ منه عورك، و قمع بالشغب طورك، و أيم اللّه لنحن أكثر منك نفرا و جمعا، فاربع على ضلعك، من قبل أن نقرعك حتى يسمع خوارك من لا ينفع من أنصارك، ثم دنا فروة بن المنذر الغسّاني ثم قال: يا معاوية، اعرف لكهلنا حقّه، و احتمل من كريمنا قوله، فإن خطره فينا عظيم، و عهده بالملك حديث، فإن أبيت إلاّ أن تعدو طورك، و تجاوز قدرك

ص: 372


1- كذا رسمها بالأصل.
2- بالأصل: لحيوة.
3- الدرء: النشوز و الاعوجاج.
4- كذا، و لعلها: و أطوع.
5- كذا رسمها، و لعلها:«ميلك».
6- مهملة بدون نقط بالأصل.
7- مهملة بدون نقط بالأصل.

مشينا إليك بأسيافنا، و ضربناك بأيماننا حتى تنيب إلى الحقّ ، و تترك الباطل بكرهك.

فراع معاوية ما كان منهم ثم قال: عزمت عليكم لما قعدتم.

2926 - الضحّاك بن نمط الأرحبي

حكى عنه علي الأرحبي.

وفد على الوليد بن عبد الملك.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، قال: قرأت على أبي جعفر محمّد بن أبي الفرج المعدّل، عن محمّد بن عمران بن المرزبان، نا العبّاس بن العبّاس بن عبد اللّه بن المغيرة الجوهري، نا عبد اللّه بن أبي سعد الورّاق، حدّثني علي بن الصّباح، عن أبي المنذر هشام بن محمّد بن السّائب الكلبي، قال: أخبرني ابن ذي المعار عن حنان بن هاني قال: أخبرني رجل من أهل حضر موت قال: حفرنا حفيرا بحضر موت في زمن يزيد بن معاوية فإذا درج عليه باب ففتحنا فإذا رجلان على سرير من سمسار عليه صفائح من ذهب على كلّ رجل منهما حلة محققة، و عندهما لوح فيه كتاب: أنا الأسود النسي و هذا أخي شرحبيل الأنسوي عشنا عصرا من الدهر بأنعم عيشة نأمر فنطاع، و ننهى فنطاع، و كلّ أمر بإجماع و لي يقول أخو ربيعة الأعشى:

لا تشتكي إلي و النخعي الأسود *** أهل الندى و أهل الفعال

قال حنان: فأخبرني أبي عن الضّحّاك بن نمط الأرحبي، قال: كنت عند الوليد بن عبد الملك فذكروا هذا الشعر فقال بعضهم: قاله الأسود اللّخمي، و قال بعضهم: قاله الأسود العبسي، و قال آخرون: الأسود الكندي بحديثهم هذا الحديث، فقال الوليد:

هذا الحقّ بعينه.

2927 - الضحّاك بن يزيد بن عبد الرّحمن بن يزيد بن محمّد

ابن الحجّاج بن يزيد بن أبي كبشة

أبو عبد الرّحمن السّكسكي

من أهل بيت لهيا.

روى عن وريزة (1) بن محمّد، و أبي زرعة الدمشقي.

ص: 373


1- بالأصل: وزيرة بتقديم الزاي، و الصواب ما أثبت و ضبط عن تبصير المنتبه 1471/4 قال. و ضبطه الحافظ عبد الغني المقدسي بالتصغير. قال ابن حجر: حدث بدمشق قبل الثلاثمائة.

روى عنه: تمام بن محمّد، و عبد الرّحمن بن عمر بن نضر.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا (1) تمام بن محمّد، أنا أبو عبد الرّحمن ضحّاك بن يزيد السّكسكي من ولد يزيد بن أبي كبشة - قراءة عليه في بيت لهيا - سنة خمس و أربعين و ثلاثمائة، نا أبو هاشم وريزة (2) بن محمّد الغسّاني، نا محمّد بن هاشم بن منصور، حدّثني أبي عن عمرو بن قيس، عن عمر بن عبد العزيز، عن أمّه أمّ عاصم أنها حدّثته عن أبيها عاصم بن عمر بن الخطّاب، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«نعم الإدام أكل الخلّ » غريب بهذا الإسناد[5284].

قال: أنا أبو محمّد بن الأكفاني: مات أبو عبد الرّحمن الضّحّاك بن أبي كبشة البتلهي في يوم الثلاثاء لعشر بقين من المحرم سنة سبع و أربعين و ثلاثمائة.

2928 - الضحّاك بن يزيد السّلمي

كان في الجيش الذي غزا القسطنطينية (3) من دمشق مع مسلمة، و استشهد في بعض تلك الحروب فيما حكي عن عبد اللّه بن سعيد بهذا الإسناد المتقدّم.

2929 - الضحّاك المعافري [الدّمشقي البزّاز]

2929 - الضحّاك المعافري [الدّمشقي البزّاز] (4)

روى عن سليمان بن موسى.

روى عنه محمّد بن مهاجر [الأنصاري].

أخبرنا أبو الحسن علي بن مسلّم الفقيه، ثنا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو عبد اللّه بن كامل الأطرابلسي، أنا خيثمة بن سليمان، نا محمّد بن عوف، نا عثمان بن سعيد، نا محمّد بن مهاجر، عن الضحّاك المعافري، عن سليمان بن موسى، حدّثني

ص: 374


1- بالأصل:«بن» خطأ، و لعل الصواب ما أثبت.
2- بالأصل: وزيرة بتقديم الزاي، و الصواب ما أثبت و ضبط عن تبصير المنتبه 1471/4 قال: و ضبطه الحافظ عبد الغني المقدسي بالتصغير. قال ابن حجر: حدث بدمشق قبل الثلاثمائة.
3- بالأصل:«القسطنطينة».
4- ترجمته في تهذيب الكمال 179/9 و تهذيب التهذيب 573/2 و ميزان الاعتدال 327/2. و ما بين معكوفتين زيادة عن تهذيب الكمال. و المعافرى: بفتح الميم و المهملة و كسر الفاء كما فى تقريب التهذيب.

كريب قال: سمعت أسامة بن زيد يقول: سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«ألا هل مشمّر للجنّة، فإن الجنّة لا خطر لها، هي و ربّ الكعبة نور يتلألأ كلها، و ريحانة تهتزّ، و قصر مشيد، و نهر مطّرد، و ثمرة ناضجة، و زوجة حسناء جميلة، و ملك كبير (1)،و مقام في أبد في دار سليمة، و فاكهة و خضرة، و نعمة و جنة (2)،في جنة (3)عالية بهية»، قالوا: نحن المشمّرون لها يا رسول اللّه، قال:«فقولوا إن شاء اللّه» فقال القوم: إن شاء اللّه (4).

رواه الوليد بن مسلم، عن محمّد بن مهاجر، حدّثني الضّحّاك المعافري، و ذكر بإسناده نحوه.

أخبرناه أبو محمّد طاهر بن سهل بن بشر، أنا أبو القاسم الحسين بن محمّد الحنّائي، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن حذلم، نا سعد بن محمّد البيروتي، نا العبّاس بن عثمان، نا الوليد بن مسلم، نا محمّد بن مهاجر فذكره.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن عمر بن يوسف الأرموي، و أبو الحسن أحمد بن عبد اللّه بن علي بن الآبنوسي الفقيهان، و أبو عمرو عثمان بن محمّد بن الحسين بن نصر السقلاطوني، و أبو الفضل عبد الملك بن علي بن عبد الملك بن محمّد بن يوسف، و أبو القاسم سعد اللّه بن أحمد بن علي بن الحسين بن السداد، و أم عمرو فاطمة بنت أبي البركات بن عدنان (5)،قالوا: أنا أبو نصر الزينبي، أنا محمّد بن عمر بن علي بن خلف، نا عبد اللّه بن أبي داود، نا عمرو بن عثمان، أنا أبي عن محمّد بن مهاجر، عن الضّحّاك المعافري، عن سليمان بن موسى، حدّثني كريب أنه سمع أسامة بن زيد يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«ألا هل مشمّر للجنّة، فإن الجنّة لا خطر لها، و ربّ الكعبة نور يتلألأ، و ريحانة

ص: 375


1- في تهذيب الكمال: و حلل كثيرة.
2- في تهذيب الكمال: و حبرة.
3- تهذيب الكمال: في محلة عالية.
4- انظر ابن ماجة في 37 كتاب الزهد، رقم 4332 و تهذيب الكمال 179/9.
5- تقرأ بالأصل:«عبدان» و تقرأ «عدنان».

تهتزّ، و قصر مشيد، و نهر مطّرد، و ثمرة نضيجة، و زوجة حسناء جميلة، و حلل كثيرة، و مقام في أبد في دار سليمة، و فاكهة و خضرة، و حبرة و نعمة، في محلة عالية بهية» قالوا:

نعم يا رسول اللّه نحن المشمّرون لها، قال:«قولوا: إن شاء اللّه» قال القوم: إن شاء اللّه[5285].

ح و أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن الفضل القطّان، و أبو علي بن شاذان ببغداد، قالا: أنا عبد اللّه بن جعفر بن درستويه، نا يعقوب بن سفيان (1)،نا عبد اللّه بن يوسف، نا الوليد بن مسلم، نا محمّد بن المهاجر، عن الضّحّاك المعافري، عن سليمان (2) بن موسى، عن كريب مولى ابن عباس، حدّثني أسامة بن زيد أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال لأصحابه:

«هل مشمّر للجنّة، إنّ الجنّة لا خطر لها، هي و ربّ الكعبة نور يتلألأ و ريحانة تهتزّ، و قصر مشيد، و نهر مطرد، و فاكهة كثيرة نضيجة، و زوجة حسناء جميلة في حبرة و نعمة في مقام أبد، في حبرة و نعمة و نضرة في دار عالية بهية سليمة» قالوا: نحن المشمّرون لها يا رسول اللّه قال:«قولوا: إن شاء اللّه» قال: ثم ذكر الجهاد و حضّ عليه[5286].

أخبرنا به عاليا من حديث الوليد أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو يعلى، نا محمّد بن عبد الرّحمن بن سهم الأنطاكي، و عبد اللّه بن عون الخرّاز (3) و عدة، قالوا: حدّثنا الوليد بن مسلم، نا محمّد بن مهاجر الأنصاري، عن سليمان بن موسى، عن كريب مولى ابن عباس عن أسامة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أ لا مشمّر للجنّة، هي و ربّ الكعبة نور يتلألأ و ريحانة تهتزّ، و نهر مطّرد، و زوجة حسناء في نعمة و حبرة، و إقامة أبدا»، كذا قال، و أسقط منه الضّحّاك و لا بد منه[5287].

أخبرناه أبو بكر محمّد بن الحسين بن المرزفي (4)،و أبو العبّاس أحمد بن

ص: 376


1- الخبر في المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 304/1.
2- بالأصل:«عن سليمان، عن الضحاك بن موسى» و الصواب ما أثبت، حذفنا «عن الضحاك» فهي مقحمة. فقد تقدم أن الضحاك المعافري يحدث عن سليمان بن موسى، و انظر المعرفة و التاريخ.
3- بالأصل «الحراز» و الصواب ما أثبت «الخراز» ترجمته في سير الأعلام 375/6.
4- بالأصل «المرزوقي» خطأ و الصواب ما أثبت و ضبط ، و قد مرّ.

محمّد بن أبي سعيد المتقي الطحان، قالا: نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو بكر بن يوسف بن محمّد بن العلاف، نا أبو القاسم البغوي، نا عبد اللّه بن عمر الحزاز (1)،نا الوليد بن مسلم، نا محمّد بن مهاجر، نا سليمان بن موسى، نا كريب، نا أسامة بن زيد قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و ذكر الجنّة يوما فقال:«أ لا مشمّر لها، إنّما هي و ربّ الكعبة ريحانة تهتزّ، و نور يتلألأ، و نهر مطّرد، و زوجة لا تموت في حبور، و نعيم في مقام أبدا»[5288].

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن عليّ - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (2) قال: الضّحّاك المعافري، عن سليمان بن موسى، عن كريب، عن أسامة أن النبي صلى اللّه عليه و سلم: ذكر الجهاد و حضّ عليه. قال (3):نا عبد اللّه بن يوسف، عن الوليد بن مسلم، عن محمّد بن مهاجر يتكلمون في (4) سليمان بن موسى.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (5) قال: ضحّاك المعافري هو دمشقي، روى عن سليمان بن موسى، روى عنه محمّد بن مهاجر، سمعت أبي يقول ذلك.

ص: 377


1- كذا ورد هنا «عبد اللّه بن عمر الخزاز» و مرّ في الخبر السابق:«عبد اللّه بن عوف الخراز».
2- التاريخ الكبير 336/4.
3- في التاريخ الكبير: قاله لنا عبد اللّه بن يوسف.
4- التاريخ الكبير: فيه.
5- الجرح و التعديل 462/4.

ذكر من اسمه ضرار

2930 - ضرار بن الأرقم حليف الدّوسيين

2930 - ضرار بن الأرقم حليف الدّوسيين (1)

ممن أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم، و استشهد بأجنادين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا أبو علي بن الصّواف، نا أبو محمّد الحسن بن علي القطان، نا إسماعيل بن علي العطار، نا أبو حذيفة إسحاق بن بشر قال: قالوا: استشهد يومئذ - يعني يوم أجنادين - من المسلمين حباب بن عبد عمرو بن جهمة الدوسي حليف لهم، و ضرار بن الأرقم غير مشهور، و المعروف ضرار بن الأزور الأسدي.

2931 - ضرار بن الأزور مالك بن أوس بن خزيمة بن ربيعة

ابن مالك (2) بن ثعلبة بن دودان (3) أسد بن خزيمة الأسدي (4)

له صحبة.

روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

روى عنه: يعقوب بن بحير، و عبد اللّه بن سنان على ما قيل، و أبو وائل شقيق بن سلمة.

ص: 378


1- ترجمته في الإصابة 416/2 نقلا عن ابن عساكر. و ضبطت ضرار بالأصل، بالقلم بفتح الضاد المعجمة. و ضبطت في تقريب التهذيب بكسر أوله مخففا.
2- «مالك» مكررة بالأصل، و المثبت يوافق الاستيعاب و أسد الغابة.
3- عن أسد الغابة و الاستيعاب، و بالأصل: داود.
4- ترجمته في الاستيعاب 211/2 و أسد الغابة 434/2 و الإصابة 208/2 و الوافي بالوفيات 362/6 و انظر بالحاشية فيه أسماء مصادر أخرى ترجمت له. و كنيته: أبو الأزور و قيل: أبو بلال، و الأول أكثر.

و بعثه النبي صلى اللّه عليه و سلم رسولا إلى بعض بني الصّيداء (1)،و شهد اليرموك أميرا على كردوس و ارتثّ يومئذ و شهد فتح دمشق، و قيل: كان على ميسرة خالد بن الوليد يوم لقي الرّوم ببصرى، و سكن الكوفة، ثم تحوّل إلى الجزيرة، و مات بها، و قيل: إنه قاتل (2)في الرّدة، و اللّه تعالى أعلم.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد بن عبد الواحد، أنا أبو علي الحسن بن علي، أنا أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد (3) قال: حدّثني أبي، قال: نا عبد الرّحمن، نا سفيان، عن الأعمش، عن عبد اللّه بن سنان، عن ضرار بن الأزور أن النبي صلى اللّه عليه و سلم مرّ به و هو يحلب فقال:«دع داعي اللّبن».

تابعه مؤمّل بن إسماعيل، عن الثوري، و رواه عبد اللّه بن المبارك، و وكيع، و يعلى بن عبيد، و زهير بن معاوية، و الخريبي، و منصور بن أبي الأسود، عن الأعمش، عن يعقوب بن بحير، عن ضرار.

فأمّا حديث ابن المبارك و وكيع:

فأخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأ عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا محمّد بن بكّار بن الربان، نا ابن المبارك، عن الأعمش.

ح قال: و حدّثني علي بن مسلم، نا وكيع، نا الأعمش.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا الحسن بن علي، أنا أحمد بن جعفر، ثنا عبد اللّه بن أحمد (4) حدّثني محمّد بن بكّار، نا عبد اللّه بن المبارك، عن الأعمش، عن يعقوب بن بحير، عن ضرار بن الأزور أن النبي صلى اللّه عليه و سلم مرّ به و هو يحلب - و في حديث البغوي قال: بعثني أهلي بلقوح إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم، فأمرني أن أحلبها - فحلبتها، فقال:«دع داعي اللّبن»[5289].

ص: 379


1- الأصل:«الصدا» و الصواب عن أسد الغابة.
2- في الوافي بالوفيات:«قتل» و هو أشبه.
3- مسند الإمام أحمد ط دار الفكر 463/6 (رقم 18815).
4- مسند الإمام أحمد 605/5 (رقم 16702) و انظر فيه 16/7 رقم 19004.

و أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو علي، أنا أحمد (1)،نا عبد اللّه، حدّثني أبي، نا وكيع.

ح قال: و نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني محمّد بن عبد اللّه بن نمير (2)،نا وكيع، نا الأعمش، عن يعقوب بن بحير، عن ضرار بن الأزور قال: بعثني أهلي بلقوح إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فأمرني أن أحلبها، فحلبتها، فقال لي:«دع داعي اللّبن»[5290].

و أمّا حديث يعلى:

فأخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنبأ عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا هارون بن عبد اللّه، نا يعلى بن عبيد، عن الأعمش.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، و أبو يعقوب يوسف بن أيوب بن الحسين الهمداني، قالا: أنا أبو الحسين بن المهتدي - لفظا - أنا أبو أحمد محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن القاسم بن جامع الدهان، نا أبو علي محمّد بن سعيد بن عبد الرّحمن الحافظ ، نا علي بن عثمان النفيلي، نا يعلى بن عبيد، نا الأعمش، عن يعقوب بن بحير، عن ضرار بن الأزور، قال: أهديت لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لقحة، فأمرني أن أحلبها، فحلبتها فجهدت حلبها، فقال:«دع داعي اللّبن» (3)[5291].

و أمّا حديث زهير:

فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي (4).

ح و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو القاسم الوزير، نا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني محمّد بن أحمد بن الجنيد، قالا: نا أسود بن عامر، نا زهير، عن الأعمش، عن يعقوب رجل من الحي قال: سمعت ضرار بن الأزور و قال: أهدينا لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لقحة، قال: فحلبتها، قال: فلما أخذت لأجهدها قال:«لا

ص: 380


1- بالأصل: أتاه أحمد.
2- بالأصل: عمير، و الصواب عن مسند أحمد.
3- مسند أحمد 606/5 رقم 16704.
4- مسند أحمد رقم 19003.

تفعل، دع داعي اللّبن»[5292].

تابعه هشام بن سعد الطالقاني، و عمرو بن خالد الحرّاني، عن زهير.

و أمّا حديث الخريبي:

فأنبأناه أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أبو الفضل الباقلاني، و أبو الحسين الصّيرفي، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (1)،قال: و قال ابن المثنى: نا عبد اللّه بن داود، عن الأعمش، عن يعقوب، عن ضرار - يعني نحوه-.

و أمّا حديث منصور:

فأخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني هارون بن عبد اللّه، نا هشام بن سعيد، نا زهير، و منصور بن أبي الأسود، عن الأعمش، عن يعقوب بن بحير، عن ضرار بن الأزور، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم نحوه.

و أمّا حديث الجماعة عن أبي معاوية:

فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، نا وكيع و أبو معاوية قالا: نا الأعمش، عن يعقوب بن بحير، عن ضرار بن الأزور قال: بعثني أهلي بلقوح - و قال أبو معاوية:

بلقحة - إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم، فأتيته بها، فأمرني أن أحلبها ثم قال:«دع داعي اللّبن»- قال أبو معاوية: لا تجهدنها[5293].

و أخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا أحمد بن محمّد بن زياد، و محمّد بن يعقوب، قالا: نا أحمد بن عبد الجبّار، نا أبو معاوية.

ح قال: و نا محمّد بن عمرة الأصبهاني، نا إبراهيم بن الحارث، نا يعلى بن عبيد

ص: 381


1- التاريخ الكبير 339/4.
2- مسند أحمد 16/7 رقم 19002.

جميعا عن الأعمش، عن يعقوب بن بحير، عن ضرار بن الأزور، قال: بعث معي أهلي إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم بلقحة، فقال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«احلبها»، فحلبتها، فقال:«دع داعي اللّبن لا تجهدها»[5294].

تابعهما ابن المثنى عن أبي معاوية.

و أمّا حديث أبي الوليد عن أبي معاوية الذي جوده:

فأخبرناه أبو الغنائم الكوفي في كتابه، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل البخاري (1)،قال: و قال لي أبو الوليد: نا أبو معاوية عن الأعمش، عن ابن سنان، عن يعقوب بن بحير، عن ضرار، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم نحوه.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا علي بن محمّد بن البراء، قال: قال علي بن المديني: حديث ضرار بن الأزور أن النبي صلى اللّه عليه و سلم مرّ به و هو يحلب، فقال:«دع دواعي اللبن»، رواه يحيى و أبو معاوية، و زهير، عن الأعمش، عن يعقوب بن بحير، عن ضرار بن الأزور، و رواه يحيى بن سعيد، عن سفيان، عن الأعمش، عن عبد اللّه بن سنان، عن ضرار، و غلط فيه يحيى، إنّما هو الأعمش، عن يعقوب بن بحير (2)،و يعقوب هذا مجهول لم يرو عنه غير الأعمش.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّاء، و أبو محمّد بن بالوية، قالوا: ثنا أبو العباس الأصمّ ، نا عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: حديث الأعمش عن يعقوب بن بحير، عن ضرار بن الأزور قال سفيان عن (3) عبد اللّه بن سنان، قال يحيى: و القول قول سفيان.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن.

ح و أخبرنا أبو العزّ الكيلي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسين

ص: 382


1- التاريخ الكبير 339/4.
2- انظر ترجمته في التاريخ الكبير 389/2/4.
3- بالأصل: بن.

الأصبهاني، أنا أبو جعفر الأهوازي، نا خليفة بن خياط (1) قال: و من بني أسد بن خزيمة بن مدركة: ضرار بن الأزور، روى عنه أهل الكوفة، الأزور هو مالك بن أوس بن خزيمة (2) بن ربيعة بن مالك بن ثعلبة بن دودان بن أسد.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، ثنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3)،قال في الطبقة الرابعة: ضرار بن الأزور، و اسم الأزور مالك بن أوس بن خزيمة بن ربيعة بن مالك بن ثعلبة بن دودان بن أسد، و كان ضرار فارسا شاعرا.

و هو الذي يقول حين أسلم (4):

خلعت القداح و عرف (5) الفال *** و الحمر يصليه و ابتهالا

و كري المخبّر في غمرة *** و جهدي على المشركين القتالا

و قالت جميلة: بدّدتنا *** و طرحت أهلي شيء (6) و شالا

فيا ربّ لا أغبن صفقتي *** فقد بعت أهلي و مالي بدالا

و هو الذي روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم حديث اللقوح «دع دواعي اللّبن»، و كان شهد اليمامة، فقاتل أشدّ القتال حتى قطعت ساقاه جميعا، فجعل يحبو (7) و يقاتل و تطأه الخيل حتى غلبه الموت.

و قال محمّد بن عمر: مكث ضرار باليمامة مجروحا، فقبل أن يدخل خالد بيوم مات ضرار، و قد قال قصيدته التي على الميم، قال محمّد بن عمر: و هذا أثبت عندنا من غيره.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، ثم أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد بن الجوهري [أنا] أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي المدائني، نا أحمد بن

ص: 383


1- طبقات خليفة بن خياط ص 76 رقم 221.
2- في طبقات خليفة: جذيمة.
3- طبقات ابن سعد 39/6.
4- الأبيات في الاستيعاب 211/2 و أسد الغابة 434/2 و الأول و الرابع في الوافي بالوفيات 363/16.
5- في الاستيعاب: و عزف القيان و الخمر أشربها و الثمالا.
6- الاستيعاب و أسد الغابة: شتى شمالا.
7- تقرأ بالأصل:«يحبو» و مثلها في الاستيعاب، و في الوافي بالوفيات:«يجثو».

عبد اللّه بن عبد الرحيم، قال: و من بني أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار: ضرار بن الأزور الأسدي، و اسم الأزور مالك بن أوس بن خزيمة بن سعد بن مالك بن ثعلبة (1) بن دودان بن أسد بن خزيمة.

ذكر موسى بن عقبة: أن ضرار بن الأزور استشهد يوم جسر أبي عبيد (2) في خلافة عمر.

و ذكر نعيم بن حمّاد عن ابن المبارك، عن كهمس (3) بن الحسن، عن هارون الأصمّ قال: بعث خالد بن الوليد بضرار بن الأزور في سرية، فأغاروا على بني أسد، فكتب خالد إلى عمر، فجاء كتاب عمر و قد توفي ضرار، جاء عنه حديث ليس بمتصل - يعني حديث يعقوب بن بحير-.

أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسن المقرئ، نا أبو عبد اللّه البخاري (4)،قال: ضرار بن الأزور له صحبة.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا محمّد بن أبي حاتم (5)،قال: ضرار بن الأزور بن مرداس بن حبيب بن غنم (6) بن كثير له صحبة، مات في خلافة عمر بالكوفة، روى عنه أبو وائل شقيق بن سلمة، و يعقوب بن بجير، سمعت أبي يقول ذلك.

ص: 384


1- بالأصل:«بعليه».
2- يوم جسر أبي عبيد: يريد الجسر الذي كانت فيه الوقعة بين الفرس و المسلمين قرب الحيرة، و يعرف أيضا بيوم قسّ الناطق. و كان عمر قد ندب الناس إلى قتال الفرس بعد موت أبي بكر، فانتدب أبو عبيد بن مسعود الثقفي والد المختار، فأمر أبو عبيد بعقد جسر على الفرات، و يقال بل كان الجسر قديما هناك لأهل الحيرة.. فأصلحه أبو عبيد (ياقوت).
3- ترجمته في تهذيب الكمال 15/15 رقم 5587.
4- التاريخ الكبير 338/4.
5- الجرح و التعديل 464/4.
6- في الجرح و التعديل: عمر بن كبير.

قال أبو محمّد: روى عنه عبد اللّه بن سنان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن محمّد، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، قال: ضرار بن الأزور الأسدي، سكن الكوفة، حدّثني عمّي عن أبي عبيد قال: ضرار بن الأزور بن ثعلبة بن مالك بن دودان.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، قال: ضرار بن الأزور و اسمه مالك بن أوس بن خزيمة بن ربيعة بن مالك بن ثعلبة بن دودان يقول حرّان: سمعت علي بن أحمد الحرّاني يقول: سمعت الحسين بن محمّد الحرّاني يقول: ذكروا أن اسم الأزور مالك بن أوس، و هو ممن نزل حرّان.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبو بكر محمّد بن عبد اللّه جارنا، ثنا محمّد بن سعيد الباهلي الأثرم البصري، نا سلام بن سليمان القارئ، نا عاصم بن بهدلة، عن أبي وائل، عن ضرار بن الأزور قال: أتيت النبي صلى اللّه عليه و سلم فقلت: أمدد يدك أبايعك على الإسلام، قال ضرار: ثم قلت:

تركت القداح و عزف القيا *** ن و الخمر تصلية و ابتهالا

و كر [ي] المحبّر في غمرة *** و حملي على المشركين القتالا

فيا ربّ لا أغبننّ صفقتي (2) *** فقد بعت أهلي و مالي ابتدالا

فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«ما غبنت صفقتك (3) يا ضرار»[5295].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّواف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا المنجاب بن الحارث، نا إبراهيم بن يوسف، نا زياد، نا بعض أصحابنا عن عاصم بن بهدلة، عن أشياخ قومه، عن ضرار بن الأزور قال: قدمت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم المدينة، فبايعت النبي صلى اللّه عليه و سلم و أسلمت، ثم قلت:

ص: 385


1- الخبر و الشعر في مسند أحمد 606/5 رقم 16703.
2- بأصل المسند:«سفعتي.. سفعتك» و قد صوبهما مصححه. و المثبت يوافق ما جاء في الاستيعاب و أسد الغابة.
3- بأصل المسند:«سفعتي.. سفعتك» و قد صوبهما مصححه. و المثبت يوافق ما جاء في الاستيعاب و أسد الغابة.

تركت الغناء و عزف القيا *** ن و الخمر أشربها و الثمالا

فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما أغبن اللّه صفقتك يا ضرار»[5296].

قال: و نا المنجاب، نا إبراهيم بن يوسف، حدّثني رجل من بني أسد عن أبي الحصين بن الزّبرقان قال: أقبل ضرار بن الأزور إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم و قد خلّف ألف بعير فأخبره بما خلّف و ببغضه للإسلام، ثم إنّ اللّه هداه و حبّب إليه الإسلام، و قال: يا رسول اللّه إنّي قد قلت شعرا فاسمعه، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«هيه» قال: قلت:

تركت القداح و عزف القيا *** ن و الخمر أشربها و الثمالا

و شدّ المحبّر (1) في غمرة *** و كرّي على المسلمين القتالا

و قالت جميلة: شتّتنا *** و بدّدت أهلي شتّى شلالا (2)

فيا ربّ بعني به جنة *** فقد بعت أهلي و ما لي بدالا

فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«وجب البيع»- مرتين أو ثلاثا - فقتل يوم مسيلمة[5297].

قال: و نا المنجاب، قال: و زعم إبراهيم بن يوسف أن أبا عامر الأسدي حدّثه به.

قال: و نا منجاب و حدّثنيه أنا أبو عامر، عن أبي عمير الحارث، عن عمير قال:

فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم حين أنشده:«ربح البيع، ربح البيع» ثلاثا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنبأ أبو القاسم إسماعيل بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني عبد اللّه بن جعفر بن أبي ميسرة المكي، نا يعقوب بن محمّد الزهري، نا عبد العزيز بن عمران، نا حامد بن مروان، حدّثني أبي، عن أبيه، عن ضرار بن الأزور أنه وقف بين يدي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:

أنشدك شعرا، فقال:«أنشد» فقال:

خلعت العزاف و ضرب القيان *** ن و الخمر تصلية و ابتهالا

و كرّي المحبّر في غمرة *** و شدّي على المسلمين القتالا

فيا ربّ لا أعتبني (3) بيعتي *** فقد بعت أهلي و مالي بدالا

ص: 386


1- المحبر: فرس ضرار بن الأزور الأسدي، و في الإصابة: المجبر.
2- الشلال: القوم المتفرقون (اللسان).
3- كذا رسمها.

فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«ربح البيع، ربح البيع»[5298].

رواها بشر بن أزهر بن يعقوب قال:

خلعت القداح و عزف القيان

و أخبرناه أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، نا خيثمة بن سليمان، نا عبد اللّه بن أحمد بن أبي مرّة، نا يعقوب بن محمّد الزهري، نا عبد العزيز بن عمران، نا ماجد (1) بن مروان، عن أبيه، عن جدّه، عن ضرار بن الأزور قال: أتيت النبيّ صلى اللّه عليه و سلم فقلت: يا رسول اللّه أ لا أنشدك شعرا قلته ؟ قال:

«بلى»، فأنشدته، و اتفقا في الشعر إلاّ في قوله: خلعت فقال خيثمة: تركت[5299].

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد بن النّحّاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، حدّثنا أبو يحيى، نا يعقوب بن محمّد، نا عبد العزيز بن عمران، نا ماجد بن مروان الأسدي،[نا] (2) أبي عن أبيه، عن ضرار بن الأزور أنه وقف بين يدي النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: يا رسول اللّه أنشدك شعرا؟ قال:

«أنشد»[قال: فأنشد:] (3):

خلعت القداح و عزف القيا *** ن و الخمر تصلية و ابتهالا

و كرّ المحبّر في غمرة *** و شدّي على المؤمنين القتالا

فيا رب لا أغبنن بيعتي *** فقد بعت أهلي و مالي بدالا

فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«ربح البيع»[5300].

كتب إليّ أبو علي بن نبهان، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو طاهر الباقلاني، و أبو الحسن محمّد بن إسحاق بن الباقرجي، و أبو علي بن نبهان.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو طاهر الباقلاني، قالوا: أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو الحسن بن مقسم المقرئ، قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن يحيى (4)،ثعلب، أنشدني عبد اللّه بن شبيب:

ص: 387


1- كذا بالأصل و الإصابة و مرّ قريبا: حامد.
2- زيادة منا للإيضاح.
3- ما بين معكوفتين زيادة منا اقتضاها السياق.
4- بالأصل:«يحيى بن ثعلب» و ثعلب لقبه، حذفنا «بن» بينهما لأنها مقحمة، ترجمته في سير الأعلام 5/14.

تقول جميلة: فرّقتنا *** و تركت أهلي شتّى شلالا

تركت القداح و عزف القيا *** ن و الخمر تصلية و ابتهالا

و كرّي المحبّر في غمرة *** و شدّي على المشركين (1) القتالا

فيا ربّ لا أغبن بيعتي *** فقد بعت أهلي و مالي بدالا

قال رسول اللّه: صلى اللّه عليه و سلم:«ربح البيع، ربح البيع».

تصلية من الصّلاة، و ابتهالا من الدعاء، يقال: صليت صلاة و تصلية، و الأبيات لعبد يزيد بن الأزور الأسدي، كذا قال[5301].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن عبد اللّه بن سيف، نا السري بن (2) يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، نا الضّحّاك بن يربوع، عن أبيه، ماهان (3)،قال: قال ابن عباس: و بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ضرار بن الأزور الأسدي إلى عوف الورقاني (4) من بني الصّيداء.

أخبرنا أبو محمّد السّلمي، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا الحسن بن الرّبيع، نا ابن المبارك، عن كهمس بن الحسن، عن هارون بن الأصمّ قال: بعث عمر بن الخطاب خالد بن الوليد في جيش، فبعث خالد ضرار بن الأزور في سرية في خيل فأغاروا على حيّ من بني أسد، فأصابوا امرأة عروسا جميلة، فأعجبت ضرارا، فسألها أصحابه فأعطوه إيّاها، فوقع عليها، فلما فعل ندم، فكتب خالد إلى عمر، فكتب عمر أن ارضخه بالحجارة، قال: فجاء كتاب عمر و قد توفي، فقال: ما كان اللّه ليخزي ضرار بن الأزور (5).

ص: 388


1- كذا بهذه الرواية هنا.
2- بالأصل: عن.
3- كذا، و لعله عن ماهان.
4- في الطبري ط بيروت 226/2 عوف الزرقاني.
5- الخبر في الإصابة 209/2.

أخبرنا بها أتمّ من هذا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن الفضل القطان، أنا عبد اللّه بن جعفر بن درستويه، نا يعقوب بن سفيان، نا الحسن بن الربيع، قال: و أنا أبو نصر بن قتادة، أنا أبو الفضل بن خميرويه، أنا أحمد بن نجدة، نا الحسن بن الربيع، نا عبد اللّه بن المبارك، عن كهمس، عن هارون بن الأصمّ قال: بعث عمر بن الخطاب خالد بن الوليد في جيش، فبعث خالد ضرار بن الأزور في سرية في خيل، فأغاروا على حيّ من بني أسد، فأصابوا امرأة عروسا جميلة، فأعجبت ضرارا فسألها أصحابه فأعطوه إيّاها، فوقع عليها، فلما قفل ندم و سقط في يده، فلما رجع إلى خالد أخبره بالذي فعل، قال خالد: فإنّي قد أجرتها لك و طيّبتها، قال: لا حتى تكتب بذلك إلى عمر، فكتب عمر أن ارضخه بالحجارة، فجاء كتاب عمر بن الخطاب، و قد توفي، فقال: ما كان اللّه ليخزي ضرار بن الأزور.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمّد، أنا محمّد بن أحمد بن الحسن، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا عد الحميد بن صالح، نا عبد اللّه بن المبارك، نا كهمس بن الحسن، عن هارون الأصمّ ، فذكر نحوه.

أخبرنا أبو علي الحسن الخطيب، أنا محمّد بن الحسن القاضي، نا أحمد بن الحسين النهاوندي، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن، نا محمّد بن إسماعيل، نا أحمد بن أبي رجاء، ثنا سلمة بن المبارك، عن كهمس بن الحسن، عن هارون الأصمّ قال: جاء كتاب عمر بن الخطاب و قد توفي ضرار بن الأزور فقال - يعني خالد بن الوليد-: ما كان اللّه ليخزي ضرار بن الأزور.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص (1)،أنا أحمد بن عبد اللّه بن سيف، نا السري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن الربيع، و أبي المجالد، و أبي عثمان، و أبي حارثة (2)، قالوا: و كتب أبو عبيدة إلى عمر: إنّ نفرا من المسلمين أصابوا الشراب منهم ضرار،

ص: 389


1- بالأصل: المخلصي.
2- الخبر في تاريخ الطبري ط بيروت 507/2 حوادث سنة 18.

و أبو جندل، فسألناهم فتأوّلوا و قالوا: خيّرنا فاخترنا، قال: فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (1) و لم يعزم، فكتب إليه عمر، فذلك بيننا و بينهم فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ -يعني فانتهوا - و جمع الناس، فاجتمعوا على أن يضربوا فيها ثمانين جلدة، و تضمّنوا النفس (2)،و من تأوّل عليها مثل هذا، فإن أبي قتل، و قالوا: من تأوّل على ما فسّر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم منه بالفعل، و القتل، فكتب عمر إلى أبي عبيدة: أن ادعهم، فإن زعموا أنها حلال فاقتلهم، و إن زعموا أنها حرام فاجلدهم ثمانين، فبعث إليهم فسألهم على رءوس الأشهاد، فقالوا:

حرام، فجلدهم ثمانين ثمانين، و حدّ القوم و ندموا على لجاجتهم، و قال: ليحدثنّ فيكم يا أهل الشام حادث، فحدثت الرّمادة.

قال: و نا سيف، عن محمّد بن عبيد اللّه، عن الحكم بن عتيبة، قال: فلمّا كتب أبو عبيدة في أبي جندل و ضرار بن الأزور جمع عمر الناس فاستشارهم في ذلك الحدث، فأجمعوا أن يحدّوا في شرب الخمر - و السكر من الأشربة - حدّ القاذف، و إن مات في حدّ من هذا الحد فعلى بيت المال ديته لأنه شيء رأوه هم.

قال: و نا سيف، عن عبد اللّه بن شبرمة، عن الشعبي بمثله.

أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن أشليها و ابنه أبو الحسن علي، قالا: أنا أبو الفضل بن الفرات، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم، نا محمّد بن عائد، نا الوليد بن مسلم عن (3) عبد اللّه بن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة قال: و قتل من المسلمين يوم أجنادين ابن ضرار بن الأزور بن الأزدي، كذا وقع في الأصل، و فيه وهمان: أحدهما قوله ابن ضرار، و إنما هو ضرار، و الثاني قوله الأزدي و إنما هو الأسدي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا محمّد بن الحسن القطان، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عتّاب، أنا القاسم بن عبد اللّه بن المغيرة، نا إسماعيل بن أبي أويس، نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن موسى بن عقبة، قال:

ص: 390


1- سورة المائدة، الآية:92.
2- في الطبري: الفسق.
3- بالأصل: بن.

و قتل يوم أجنادين من المسلمين ضرار بن الأزور الأسدي (1).

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل بن بيري، أنا محمّد بن الحسين الزعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا إبراهيم بن المنذر، نا ابن فليح عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب قال: قتل ضرار بن الأزور يوم أجنادين في خلافة أبي بكر الصّدّيق.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان.

ح و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو بن السمّاك، نا حنبل بن إسحاق، قالا: أنا إبراهيم بن المنذر، حدّثني محمّد بن فليح، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب - زاد يعقوب و ابن لهيعة - عن أبي الأسود، عن عروة قال: و قتل يوم أجنادين ضرار بن الأزور الأسدي.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: و استشهد بأجنادين سنة ثلاث عشرة ضرار بن الأزور السّدوسي، كذا قال، و هو أسدي لا سدوسي، و قد بقي بعد ذلك و نزل حرّان (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن محمّد، نا أبو طاهر الذهني، أنا أحمد بن عبد اللّه بن سعيد، نا السري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن أبي عثمان الغسّاني، عن أبيه، قال (3):قال عكرمة بن أبي جهل يومئذ - يعني يوم اليرموك-: من يبايع على الموت، فبايعه الحارث بن هشام، و ضرار بن الأزور في أربع مائة من وجوه المسلمين و فرسانهم، فقاتلوا قدّام فسطاط خالد حتى أثبتوا جميعا جرّاحا، و قتلوا إلاّ من برئ. منهم ضرار بن الأزور.

أخبرنا أبو محمّد السّلمي، نا أبو بكر الخطيب.

ص: 391


1- أسد الغابة 435/2 و الإصابة 209/2.
2- نقل ابن حجر في الإصابة عن أبي عروبة أنه نزل حران و مات بها، و لم يذكر متى كانت وفاته بها.
3- الخبر في تاريخ الطبري 338/2 حوادث سنة 13 (خبر اليرموك).

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال: و مات ضرار بن الأزور في خلافة عمر.

2932 - ضرار بن الخطّاب

ابن مرداس بن كثير بن عمرو بن حبيب عن عمرو بن شيبان

ابن محارب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة الفهري (1)

له صحبة، أسلم يوم فتح مكة، و شهد مع أبي عبيدة فتوح الشام.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، قال: و من ولد عمرو بن حبيب آكل السّقب: ضرار بن الخطّاب بن مرداس بن كثير بن عمرو، و أمّه ابنة أبي عمرو بن أمية، أخت أبي معيط ، و كان ضرار يوم الفجار على بني محارب بن فهر، و كان أبوه خطاب بن مرداس يأخذ المرباع (2)،و هو الذي غزا بني سليم، و هو رئيس بني فهر.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، قال في الطبقة الرّابعة:

ضرار بن الخطّاب بن مرداس بن كثير (3) بن عمرو بن حبيب بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر، و أمّه أم ضرار، و اسمها هند بنت مالك بن حجوان بن عمرو بن حبيب بن عمرو بن شيبان بن محارث بن فهر، و جدّه عمرو بن حبيب هو آكل السّقب، و ذاك أنه أغار على بني بكر و لهم سقب (4) يعبدونه، فأخذ السّقب فأكله، و كان عمّه حفص بن مرداس شريفا، و كان ضرار بن الخطّاب فارس قريش و شاعرهم، و حضر معهم المشاهد كلها، فكان يقول (5) يقاتل أشد القتال و يحرّض المشركين بشعره، و هو

ص: 392


1- ترجمته في الاستيعاب 209/2 و أسد الغابة 435/2 و الإصابة 209/2 و طبقات ابن سعد 336/5 و جمهرة أنساب العرب ص 179 و الوافي بالوفيات 363/16.
2- المرباع: ربع الغنيمة الذي كان يأخذه الرئيس في الجاهلية.
3- في طبقات ابن سعد 454/5 كبير.
4- الشّقب: ولد الناقة (اللسان: سقب.
5- كذا، و لا لزوم لها، و الأشبه حذفها.

قتل عمرو بن معاذ أخا سعد بن معاذ يوم أحد، و قال حين قتله: لا تعدّ من رجلا زوّجك من الحور العين، و كان يقول: زوّجت عشرة من أصحاب محمّد صلى اللّه عليه و سلم، و أدرك عمر بن الخطّاب فضربه بالقناة، ثم رفعها عنه، فقال: يا ابن الخطّاب إنّها نعمة مشكورة، و اللّه ما كنت لأقتلك، و هو الذي نظر يوم أحد إلى خلاء الجبل من الرماة، و أعلم خالد بن الوليد فكرّا جميعا بمن معهما حتى قتلوا من بقي من الرماة على الجبل، ثم دخلوا عسكر المسلمين من ورائهم، و كان له ذكر بالخندق يريد أن يغيره من معه فيمنعه المسلمون من ذلك، و لقد وافقه عمر بن الخطّاب ليلة على الخندق و مع ضرار عيينة بن حصين في خيل من خيل غطفان عند خيل بني عبيد و المسلمون يرامونهم بالحجارة و النبل حتى رجعوا مغلوبين، فذكرت فيهم الجرّاحة، ثم إنّ اللّه منّ عليه بالإسلام، فأسلم يوم فتح مكة، فحسن إسلامه، كان يذكر ما كان فيه من مشاهدته القتال، فمباشرته ذلك و يترحم على الأنصار، و يذكر بلاءهم و مواقفهم و بذلهم أنفسهم للّه في تلك المواطن الصّالحة، و كان يقول: الحمد للّه الذي أكرمنا بالإسلام، و منّ علينا بمحمّد صلى اللّه عليه و سلم.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1) قال فيمن نزل الشام:

ضرار بن الخطّاب بن مرداس بن كثير (2) بن عمرو بن حبيب بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر، و كان شاعرا، أسلم يوم فتح مكة، و كان فارسا، و صحب النبي صلى اللّه عليه و سلم و حسن إسلامه، و خرج إلى الشام [مجاهدا فمات هناك] (3).

أنبأنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر بن البنّا، قالا: قرئ على أبي (4) محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (5) قال: ضرار بن الخطّاب كان فارس قريش و شاعرهم، و أسلم يوم الفتح، و لم يزل بمكة حتى خرج إلى اليمامة، فقتل شهيدا.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر

ص: 393


1- طبقات ابن سعد 407/7.
2- في ابن سعد: كبير.
3- ما بين معكوفتين زيادة عن ابن سعد.
4- بالأصل:«أبو».
5- طبقات ابن سعد 454/5.

أحمد بن علي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا الحسين بن صفوان.

ح و أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد، أنا أبو الحسن اللبناني، قالا: نا أبو بكر بن أبي الدنيا (1)،نا محمّد بن سعد قال: ضرار بن الخطّاب بن مرداس بن عمرو بن كثير بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر و كان فارس قريش و شاعرهم - زاد اللبناني: أسلم يوم الفتح-.

قال أبو بكر الخطيب: قال غير ابن سعد: هو ضرار بن الخطّاب بن مرداس بن كثير بن (2) عمرو بن حبيب بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر، قال الخطيب:

و ضرار بن الخطّاب الفهري الشاعر حضر فتح المدائن و نزل بلاد الشام، و له عن النبي صلى اللّه عليه و سلم رواية.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني، قال: ضرار بن الخطّاب بن مرداس بن كثير الفهري، فارس قريش و شاعرهم.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبيد اللّه بن منده، قال: ضرار بن الخطّاب له ذكر، و ليس له حديث، حكى عنه عمر بن الخطّاب.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر (3) بن ماكولا، قال: أما كبير بفتح الكاف و كسر الباء المعجمة بواحدة ضرار بن الخطّاب بن مرداس بن كثير (4) الفهري، فارس قريش و شاعرهم.

ذكر أبو مخنف لوط بن يحيى قال جدي عبد الملك، عن مساحق، عن أبيه قال:

خرج مع أبي عبيدة ضرار بن الخطّاب و كان شجاعا شاعرا فقال:

بلّغ أبا بكر إذا ما لقيته *** بأن الهرقل عنك غير نائم

يقيك الأسى أم دون غيره *** و حسبي إله بصره غير غائم (5)

ص: 394


1- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
2- بالأصل: عن.
3- بالأصل: ابن منصور، و انظر الاكمال 125/7.
4- كذا و في الاكمال: كبير، و هو المناسب لتنظير ابن ماكولا.
5- كذا ورد البيتان بألفاظها بالأصل، و لست مطمئنا إليهما.

أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، قال: لما بلغ دوسا (1) قتل هشام بن الوليد بن المغيرة أبا أزيهر (2) وثبوا على كل من فيهم من قريش، فقتلوه و قتل بجير بن العوّام صبيح بن سعد بن هانئ الدّوسي جد أبي هريرة أبو أمّه، و كان ضرار بن الخطّاب المحاربي - محارب فهر - منهم، فأجارته أم غيلان [و كانت أم غيلان] (3) تمشط النساء فقال ضرار بن الخطّاب في ذلك (4).

جزى اللّه عنا أم غيلان صالحا *** و نسوتها إذ هنّ شعث عواطل (5)

يزحزحهنّ (6) الموت بعد اقترابه *** و قد برزت للثائرين المقاتل

و عوفا جزاه خيرا فما ونى *** و ما بردت منه لدي المفاصل

دعا دعوة دوسا فسالت شعابها *** بعزّ واديها الشعاب الغوائل (7)

أ ليس الألى يوقى الحوار عبيدهم *** لقوم كرام حين تبلى المحاصل

و قمت إلى سيفي فجرّدت نصله *** عن أي نفس بعد نفسي أقاتل

و أقبلت أمشي بالحسام مهنّدا *** فلا هو مفلول و لا أنا ناكل

قال: و نا الزبير، حدّثني علي بن المغيرة، عن معمر بن المثنّى، قال: قال ضرار بن الخطّاب: أدخلتني في درعها حتى وجدت تسبيد (8) ركنها - يعني الشعر - فبذلك سمية أم غيلان إحدى الموفيات.

و ذكر أبو بكر أحمد بن يحيى البلاذري قال: كان ضرار بن الخطّاب بن مرداس الفهري بالسراة و هي فوق الطوائف، و هي بلاد دوس و الأزد، فوثبت دوس عليه ليقتلوه

ص: 395


1- بالأصل:«أوسا».
2- قتله و هو بسوق ذي المجاز، و كان أبو أزيهر رجلا شريفا في قومه: فقتله بعقر الوليد الذي كان عنده، لوصية أبيه إياه (سيرة ابن هشام).
3- الزيادة منا للإيضاح.
4- الشعر في سيرة ابن هشام 56/2 و الأول و الثالث في الإصابة 209/2 و الأول و الثاني و الخامس في طبقات ابن سلاّم ص 98.
5- العواطل: النساء اللواتي لا حلي عليهن.
6- في ابن هشام و طبقات ابن سلاّم: فهن دفعن الموت.
7- ابن هشام: بعزّ و أدّتها الشراج القوابل.
8- التسبيد: أن ينب الشعر بعد أيام (اللسان).

بأبي أزبهر، فسعى حتى دخل بيت امرأة من الأزد يقال لها أم جميل، و اتّبعه رجل منهم ليضربه (1) فوقع ذباب السيف على الباب، و قامت في وجوههم فذبّتهم و نادت قومها فمنعوه لها، فلما استخلف عمر بن الخطّاب ظننت أنه أخوه، فأتت المدينة، فلما كلمته عرف القصة، فقال: لست بأخيه إلاّ في الإسلام، و هو غاز بالشام. و قد عرفنا منّتك عليه، فأعطاها على أنها بنت سبيل، و قال الواقدي: اسمها أم غيلان، و ذلك أثبت، و الذي زعم أن اسمها أم جميل، أبو عبيدة معمر بن المثنّى (2)،و قال ضرار بن الخطّاب:

جزى اللّه عنّا أم غيلان صالحا *** و كسنها إذ هنّ شعث عواطل

فهنّ دفعن الموت بعد اقترابه *** و قد برزت للثائرين المقاتل

دعت دعوة دوسا فسالت شعابها *** بعزّ و لما يبد منهم تخاذل

و جرّدت سيفي ثم قمت بنصله *** و عن أيّ نفس بعد نفسي أقاتل

و قيل: أم غيلان هذه كانت مولاة الأزد ماشطة.

أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، أنا الزبير بن بكّار، حدّثني محمّد بن حسن، حدّثني هشام بن سليمان بن عكرمة المخزومي، قال: كان فارس قريش في الجاهلية هشام بن المغيرة المخزومي، و أبو لبيد بن عبدة من بني حجة بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي، و كان يقال لهشام فارس البطحاء، و كان فرسانهم في الجاهلية بعد هشام بن المغيرة، و أبي لبيد بن عبدة عمرو بن عبد العامري، و ضرار بن الخطّاب المحاربي من بني فهر، و هبيرة بن أبي وهب المخزومي، و عكرمة بن أبي جهل المخزومي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبد الوهاب بن أبي حيّة، نا محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر الواقدي (3)،قال:

ص: 396


1- رسمها غير واضح و قد تقرأ:«ابصرته» و لعل الصواب ما أثبت. و في الإصابة:«فضربه».
2- و عنه قال ابن هشام: يجوز أن يتكون أم غيلان قامت مع أم جميل فيمن قام دونه (سيرة ابن هشام 56/2).
3- الخبر في مغازي الواقدي 282/1.

و يقبل ضرار بن الخطّاب - يعني يوم أحد - فارسا يجر قناة له طويلة، فيطعن عمرو بن معاذ فأنفذه، و يمشي عمرو إليه حتى غلب، فوقع لوجهه، يقول ضرار: لا تعدمنّ رجلا زوّجك من الحور العين، و كان يقول: زوّجت عشرة من أصحاب محمّد صلى اللّه عليه و سلم، قال ابن واقد: سألت ابن جعفر: هل قتل عشرة ؟ فقال: لم يبلغنا أنه قتل إلاّ ثلاثة، و قد ضرب يومئذ عمر بن الخطّاب حيث جال المسلمون تلك الجولة بالقناة، قال: يا ابن الخطّاب إنّها نعمة مشكورة، و اللّه ما كنت لأقتلك.

و كان ضرار بن الخطّاب يحدّث و يذكر وقعة أحد، و يذكر الأنصار فيترحم عليهم، و يذكر غناءهم في الإسلام و شجاعتهم، و تقدّمهم على الموت، ثم يقول: لما قتل أشراف قومي ببدر جعلت أقول: من قتل أبا الحكم ؟ فيقال: ابن عفراء، من قتل أمية بن خلف ؟ يقال: خبيب (1) بن يساف، من قتل عقبة بن أبي معيط؟ قالوا: عاصم بن ثابت بن (2) الأقلح ؟ من قتل فلانا فيسمّى لي، من أسر فلانا - أي سهيل بن عمرو-؟ قالوا: مالك بن الدخشم، فلما خرجنا إلى أحد و أنا أقول: إن أقاموا في صياصيهم فهي منيعة، لا سبيل لنا إليهم، نقيم أياما، ثم ننصرف، و إن خرجوا إلينا من صياصيهم أصبنا [منهم] معنا عدد كثير أكثر من عددهم، و قوم موتورون خرجنا بالظعن يذكّرننا قتلى بدر، و معنا كراع و لا كراع معهم، معنا سلاح و لا سلاح معهم (3)،فقضي لهم أن خرجوا، فالتقينا، فو اللّه ما قمنا لهم حتى هزمنا و انكشفنا مولّين، فقلت في نفسي: هذه أشد من وقعة بدر، و جعلت أقول لخالد بن الوليد: كرّ على القوم، فجعل يقول: و ترى (4) وجها نكر فيه ؟ حتى نظرت إلى الجبل الذي كان عليه الرماة خاليا، فقلت: أبا سليمان انظر وراءك، فعطف عنان فرسه، فكرّ و أنا معه، فانتهينا إلى الجبل، فلم نجد عليه أحدا له بال، وجدنا نفيرا فأصبناهم، ثم دخلنا العسكر و القوم غارّون ينتهبون العسكر، فأقحمنا الخيل عليهم، فتطايروا في كلّ وجه، و وضعنا السّيوف فيهم حيث شئنا، و جعلت أطلب الأكابر من الأوس و الخزرج، قتلة الأحبة فلا أرى أحدا، قد هربوا، فما كان حلب ناقة حتى تداعت الأنصار بينها، فأقبلوا فخالطونا و نحن فرسان، فصبروا لنا و بذلوا أنفسهم

ص: 397


1- عن الواقدي و بالأصل: حبيب.
2- في الواقدي:«بن أبي الأقلح» و بالأصل: الأفلح.
3- في الواقدي: و معنا سلاح أكثر من سلاحهم.
4- بالأصل:«و تروي» و المثبت عن الواقدي.

حتى عقروا فرسي، فترجّلت فقتلت منهم عشرة، و لقيت من رجل منهم الموت الناقع، حتى وجدت ريح الدم، و هو معانقي، ما يفارقني حتى أخذته للرماح من كل ناجية، فالحمد للّه الذي أكرمهم بيدي، و لم يهنّي بأيديهم.

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا أبي علي، قالا: أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد، أنا محمّد بن عبد الرّحمن، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكّار، حدّثني محمّد بن الضحاك، عن أبيه و عمي مصعب بن عبد اللّه، عن الضحاك بن عثمان قال:

امترى مجلس من الأوس و الخزرج: أيّهم كان أحسن بلاء يوم أحد؟ فمر بهم ضرار بن الخطّاب، فقالوا: هذا ضرار قد قاتلنا يومئذ و هو عالم بما اختلفنا فيه، فأرسلوا إليه فتى منهم رسالة، فسأله: من كان أشجع يوم أحد الأوس أو الخزرج ؟ قال:

لا، ما أدري ما أوسكم من خزرجكم، و لكني زوّجت يومئذ أحد عشر منكم من الحور العين (1).

قال: و نا الزبير، حدّثني محمّد بن الضحّاك عن أبيه:

أن عبد اللّه بن جحش التقى يوم أحد هو و ضرار بن الخطّاب، فلما عرفه ضرار قال: إليك يا ابن جحش، و قد كان بلالا قد آلى أن لا يقتل مضريا، فقال له عبد اللّه بن جحش: ما كان دمك يا عدو اللّه أعجب إليّ منه الآن حين جمعت كفرا و عصبة، فنادى ضرار: يا معشر قريش، اكفوني ابن جحش، فانتظموه برماحهم.

و قال ضرار بن الخطّاب لأبي بكر الصّديق: نحن كنّا خيرا لقريش منكم، نحن أدخلناهم الجنة و أنتم أدخلتموهم النار، و هو أحد الأربعة من قريش الذين ظفروا الخندق يوم الأحزاب و شعره و حديثه كثير.

قال الزبير: و كان من فرسان قريش و شعرائهم، و هو الذي يقول في يوم أحد (2):

القوم أعلم لو لا مقدمي فرسي *** إذ جالت الخيول بين الجزع (3) و القاع

ص: 398


1- انظر الاستيعاب 210/2 و أسد الغابة 436/2.
2- الأبيات في سيرة ابن هشام 152/3.
3- الجزع: منعطف الوادع.

ما زال منا بجنب الجزع من أحد *** أخلاق هام تزاقى (1) أمرها شاعي

و فارس قد أصاب السيف مفرقه *** أفلاق هامته كفروة الراعي

و لا تذيب إلى حرز و لا كسف *** و لا لئام غداة الروع أوزاعي (2)

قوم هم يضربون الكيس صاحبته *** و لا يراعون عند الموت للداعي

شمّ ما غير محمود لقاهم *** و سعيهم كان سعيا غير دعداع

و لا يظنّون بالمعروف قد علموا *** لكنهم عند عرق حق سماع

قوله: شاع يريد شائعا، قال اللّه تعالى: عَلىٰ شَفٰا جُرُفٍ هٰارٍ فَانْهٰارَ بِهِ (3) معنى هار هائر (4) و قال الحارث بن خالد بن العاص المخزومي:

القلب تاق إليكم كي يلاقيكم *** كما يتوق إلى منجاته العرق

يريد بقوله: تاق تائق، و قال العجّاج:

لاث به الأنبياء و العبري (5)

يريد لائث و قوله: كفروة الراعي: الفروة قدح صغير يتخذه الراعي.

و ضرار بن الخطّاب الذي يقول (6):

لمّا أتت من بني (7) عمي ململمة *** و الخزرجية فيها البيض تأتلق

و جرّدوا مشرفيات مهنّدة *** و راية كجناح النسر تختفق

قد عوّدوا كلّ يوم أن يكون لهم *** ريح القتال و أسلاب الذين لقوا

أكرهت مهري حتى خاض غمرتهم *** و بلّه من نجيع ضانك علق

و قلت: يوم كأيام و مكرمة *** بنسا الذي بعدها ما هزهز (8) الورق

ص: 399


1- عن سيرة ابن هشام و بالأصل:«نرفى».
2- روايته في ابن هشام: و ما انتميت إلى خور و لا كشف ... البأس أوراع
3- سورة التوبة، الآية:109.
4- يقال: تهور البناء إذا سقط ، و هار: ساقط .
5- غر واضحة بالأصل، و المثبت عن تفسير القرطبي 264/8 تفسير سورة التوبة (الآية:109).
6- الأبيات في سيرة ابن هشام 153/3.
7- ابن هشام: من بني كعب مزينة.
8- عن ابن هشام و رسمها بالأصل:«الفر».

مهلا فدا لكم أمّي و ما ولدت *** تعاوروا الضّرب حتى يطلع الشفق

خيّرت نفسي على ما كان من وجل *** منها و أيقنت أنّ المجد مستبق

قال: و أنشدني عمي مصعب و غيره لضرار بن الخطّاب بن مرداس:

نحن بنو الحرب العوان نشنّها *** و بالحرب سمّينا فنحن محارب

إذا تقصرن (1) أسيافنا كان وصلها *** خطانا إلى أعدائنا فتضارب

فذلك أفنانا و أبقى قبائلا *** سوانا توقتهم قراع الكتائب

قال الزبير: البيت الأوسط يتنازع.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي، قالا: نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، نا محمّد بن خالد بن خلي الحمصي، نا بشر بن شعيب بن أبي حمزة، عن أبيه.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، و أبو سهل محمّد بن الفضل بن محمّد العطار الأبيوردي، قالا: أنا أحمد بن الحسن بن محمّد، أنا أبو سعيد محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا أبو حامد الشرقي، نا محمّد بن يحيى، نا بشر بن شعيب بن حمزة، حدّثني أبي عن الزهري، قال: قال السائب بن يزيد بينا نحن مع عبد الرّحمن بن عوف في طريق الحج، و نحن نؤمّ مكة اعتزل عبد الرّحمن - زاد محمّد بن يحيى: بن عوف و قالا:- الطريق ثم قال لرياح بن المغترف (2):غنّنا يا أبا حسّان، و كان يحسن النصب، فبينا رياح يغنيهم أدركهم عمر بن الخطّاب في خلافته، فقال: ما هذا؟ فقال عبد الرّحمن: ما بأس بهذا، و قال محمّد بن يحيى: غير ما بأس نلهو و نقصر عنا سفرنا، فقال عمر: و إن كنت آخذا فعليك بشعر ضرار بن الخطّاب، و ضرار رجل من بني محارب بن فهر، تابعه ابن جريج عن الزهري.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا محمّد بن الحسن بن محمّد، نا أحمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن، نا محمّد بن إسماعيل، قال: و قال

ص: 400


1- كذا.
2- بالأصل:«الرياح» و المثبت عن الإصابة.

محمّد بن فليح: قال موسى بن عقبة: و قتل يوم أجنادين طفيل بن عمرو الدّوسي، و ضرار بن الأزور الأسدي، و يقال: هذا وهم، إنما هو ضرار بن الخطّاب، محمّد قاله.

2933 - ضرار بن ضمرة الكتّاني

2933 - ضرار بن ضمرة الكتّاني (1)

وفد على معاوية.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا محمّد بن زكريا الغلابي، نا العبّاس بن بكّار الضبي، نا عبد الواحد بن أبي عمر الأسدي، عن محمّد بن السّائب الكلبي، عن أبي صالح قال: دخل ضرار بن ضمرة الكتّاني على معاوية، فقال له: صف لي عليا، فقال: أو تعفيني يا أمير المؤمنين ؟ قال: لا أعفيك قال له: إذ لا بدّ فإنه و اللّه كان بعيد المدى، شديد القوى، يقول فصلا، و يحكم عدلا، يتفجر العلم من جوانبه، يستوحش من الدنيا و زهرتها، يستأنس بالليل و ظلمته، كان و اللّه غزير العبرة، طويل الفكرة، يقلب كفه، و يخاطب نفسه، و يعجبه من اللباس ما قصر، و من الطعام ما جشبه (2)،كان و اللّه كأحدنا يدنينا إذا أتيناه، و يجيبنا إذا سألناه، و كان مع تقرّبه إلينا و قربه منّا لا نكلمه هيبة له، فإن تبسّم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم، يعظم أهل الدين، و يحب المساكين، لا يطمع القوي في باطله، و لا يأيس (3) الضعيف من عدله، فأشهد باللّه لقد رأيته في بعض مواقفه، و قد أرخى الليل سدوله، و غارت نجومه، يتمثل في محرابه قابضا على لحيته، يتململ تململ السّليم، و يبكي بكاء الحزين، فكأني أسمعه الآن و هو يقول: يا ربّنا، يا ربّنا، يتضرّع إليه، ثم يقول للدنيا: أنّي تعزرت (4)، إنّي تشوفت، هيهات هيهات غرّي غيري، قد بتتك ثلاثا، فعمري قصير و مجلسك حقير و خطرك يسير، آه آه من قلّة الزاد، و بعد السّفر، وحشة الطريق، فوكفت دموع معاوية على لحيته ما يملكها، و جعل ينشفها بكمّه، و قد اختنق القوم بالبكاء، فقال: هكذا كان أبو الحسن - رحمه اللّه - فكيف وجدك عليه يا ضرار؟ قال: وجد من ذبح واحد (5) في حجرها لا يرقى دمعتها، و لا يسكن حرّها، ثم قام فخرج.

ص: 401


1- مهملة بدون نقط بالأصل، و سترد أثناء الترجمة «الكتاني» و في مختصر ابن منظور 158/11 «الكناني».
2- جشب الطعام: طحنه طحنا سيئا. و طعام جشب و جشب غليظ أو بلا أدم (القاموس).
3- تقرأ بالأصل: يانس.
4- في مختصر ابن منظور: إليّ تعرضت أم لي تشوّفت.
5- كذا، و في المختصر: أوحدها» و هي أشبه.

أخبر أبو الحسين عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن الحسن بن أحمد الخطيب، أنبأ جدي أبو عبد اللّه، أنا أبو المعمّر المسدّد (1) بن علي بن عبد اللّه بن أبي السّجيس، نا أبو بكر محمّد بن سليمان بن يوسف الربعي، نا أبو محمّد عبد اللّه بن ثابت بن يعقوب بن قيس بن إبراهيم العبقسي النجراني القاضي، نا أبو زيد عمر بن شبة النمري، نا أبو الحسن علي بن محمّد المدائني، عن محمّد بن غسان الكندي، قال:

دخل ضرار بن ضمرة النهشلي على معاوية فقال له معاوية: صف لي عليا يا ضرار، قال: أو تعفيني من ذلك يا أمير المؤمنين، قال: أقسمت عليك لتفعلنّ ، قال:

أما إذا أتيت فنعم، كان و اللّه بعيد المدى، شديد القوى، يتفجر العلم من جوانبه، و تنطق الحكمة على لسانه، يستوحش من الدّنيا و زهرتها، و يأنس بالليل و وحشته، كان طويل الفكرة غزير الدّمعة، يقلب كفّه و يخاطب نفسه، و كان فينا كأحدنا يقرّبنا إذا أتيناه و يجيبنا إذا دعوناه، و نحن مع قربه منا و تقريبه إيانا لا نبتديه لعظمته، و لا نكلّمه لهيبته، فإن تبسّم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم يقدم أهل الدين و يفضل المساكين، لا يطمع القوي في باطله، و لا يأيس الضعيف من عدله، فأقسم باللّه لرأيته في بعض أحواله و قد أرخى الليل سدوله، و غارت نجومه، و هو قابض على لحيته في محرابه، يتململ كما يتململ السّليم، و يبكي بكاء الوالد الحزين، و هو يقول في بكائه: يا دنيا، يا دنيا إليّ تعرّضت أم لي تشوقت، هيهات هيهات، لا حان جنبك قد بتتك ثلاثا لا رجعة لي فيك، عيشك حقير، و خطرك يسير، و عمرك قصير، آه من بعد الدار، و قلة الزاد، و وحشة الطريق.

قال: فانهملت دموع معاوية على خدّيه حتى كفكفها بكمّه، و اختنق القوم جميعا بالبكاء، فقال معاوية: رحم اللّه أبا الحسن، فلقد كان كذلك، فكيف جزعكم عليه يا ضرار؟ قال: جزع من ذبح ولدها في حجرها، فما تسكن حرارتها، و لا ترقى دمعتها قال: فقال معاوية: لكن أصحابي لو سئلوا عني بعد موتي ما أخبروا بشيء مثل هذا.

ص: 402


1- بالأصل:«المسد» و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 518/17.

ذكر من اسمه ضريس

2934 - ضريس بن أبي ضريس

شاعر كان في زمن عبد الملك بن مروان، و قال شعرا يحثّه فيه على استصلاح قريش و يعطّفه عليها.

قرأت على أبي الفتوح أسامة بن محمّد بن زيد بن محمّد العمري، عن محمّد بن أحمد بن مروان بن عمر، عن أبي عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى المرزباني (1)، قال: الضريس بن أبي الضريس يقول لعبد الملك بن مروان بعد أمر ابن الزبير:

تلاف ابن مروان قريشا وجد لها *** يبنوا (2) إلى ما تشتهي و تراجعوا

هم قومك الأدنون فارأب صدوعهم *** بحكمك حتى ينهض المتضالع

و لا تأخذنّهم بالذنوب التي مضت *** إليك فإنّ اللّه راء و سامع

فإن غمطوا المعروف سالت عليهم *** بأيدي الكماة المعلمين القواطع

ص: 403


1- ليس له ترجمة أو ذكر في معجم الشعراء المطبوع للمرزباني.
2- كذا رسمها بالأصل، و تقرأ:«بينوا»؟.

ذكر من اسمه ضمرة

2935 - ضمرة بن ربيعة

أبو عبد اللّه القرشي (1)

من أهل دمشق، نزل الرّملة، و هو مولى علي بن أبي حملة، و علي مولى آل عتبة بن ربيعة، و قيل مولى غيره.

روى عن: عبد اللّه بن شوذب، و رجاء بن أبي سلمة الفلسطيني، و إبراهيم بن أبي عبلة، و عثمان بن عطاء الخراساني، و سفيان الثوري، و سبرة بن معبد [و] (2)العلاء بن هارون، و إسماعيل بن عياش، و السّري بن يحيى، و الأوزاعي، و علي بن أبي حملة، و إسماعيل بن أبي بكر الدّمشقي، و سلمة بن واصل، و سليمان بن عبد العزيز بن أخي رزيق بن حكيم الأيلي، و علي بن المسيّب الثقفي، و سعدان بن سالم الإيلي، و يحيى بن راشد، و صدقة بن يزيد، و عبد اللّه بن حسّان، و عبد الرّزّاق بن عمر الثقفي، و سعيد بن عبد العزيز، و أبي العباس بن غزوان، و الوليد بن مسلم، و عمير (3) بن عبد الملك.

روى عنه: عثمان بن صالح، و سعيد بن عفير، و يحيى بن بكير، و محمّد بن داود بن أبي ناجية الكناني (4)،و هارون بن معروف، و أبو همّام الوليد بن شجاع،

ص: 404


1- ترجمته في تهذيب الكمال 188/9 و تهذيب التهذيب 576/2 و العبر 337/1 شذرات الذهب 3/2 (و وقع فيه: حمزة بدل ضمرة) و الوافي بالوفيات 368/16 و سير الأعلام 325/9.
2- زيادة للإيضاح.
3- عن تهذيب الكمال و بالأصل:«و عمر».
4- في تهذيب الكمال: الاسكندراني.

و دحيم، و سليمان بن عبد الرّحمن، و هشام بن عمّار، و أحمد بن عبد اللّه بن بشير بن ذكوان، و أيوب بن محمّد الوزّان، و سليمان بن أيوب اليزني، و أبو عمير عيسى بن محمّد، و عبد اللّه بن هانئ بن أبي عبلة، و عيسى بن يونس، و إدريس بن سليمان بن أبي الرباب، و علي بن سعيد بن قتيبة النسائي (1)،و محمّد بن وزير الدّمشقي، و عمرو بن عثمان الحمصي، و محمّد بن عمرو بن حسّان، و عبيد اللّه بن محمّد الفريابي، و هشام بن خالد الأزرق، و مهدي بن جعفر الرّملي، و الحسن بن عبد العزيز الجروي، و أبو شيبة أحمد بن الفرج، و إسماعيل بن عبّاد الأرسوفي، و سعيد بن أسد بن موسى، و الحكم بن موسى، و نعيم بن حمّاد، و بكير بن محمّد بن أسماء بن أخي جويرية، و الحسن بن واقع الرّملي، و عمرو بن عبد اللّه بن صفوان النصري (2)، و عبد الرّحمن بن واقد الواقدي.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا مكحول البيروتي، نا عبد اللّه بن هانئ، نا ضمرة بن ربيعة، نا ميسرة بن معبد، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«ما اجتمع ثلاثة في حضر أو بدو، لا يقام فيهم الصّلاة إلاّ استحوذ عليهم الشيطان»[5302].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو القاسم بن الفرات، أنا عبد الوهاب الكلابي، نا أحمد بن عمير بن يوسف.

ح و أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قاله أبو عثمان البحيري، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو بكر عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، قالا: نا أبو عمير الرملي، نا ضمرة، عن الأوزاعي، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي ثعلبة الخشني أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«كل ما ردّت عليك قوسك»، رواه ابن ماجة (3) القزويني عن أبي (4) عمير.

ص: 405


1- كذا، و في تهذيب الكمال: علي بن سعيد بن قتيبة الشامي الرقي، و يقال: الرملي.
2- مهملة بالأصل، و المثبت عن تهذيب الكمال.
3- سنن ابن ماجة 28 كتاب الصيد ح رقم 3211.
4- بالأصل:«ابن عمير» خطأ و الصواب ما أثبت، و اسمه عيسى بن محمد بن النحاس انظر الحاشية السابقة.

أخبرنا أبو القاسم عبد الكريم بن محمّد بن أبي منصور الرّماني (1)،و أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن الحسين القيصري، و أبو المجد عبد الواحد بن محمّد بن السعتري - بدامغان - قالوا: أنبأ الفقيه أبو جعفر محمّد بن الحسين بن بندار الحربي الدّامغاني.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، قالا: أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمّد بن مخلد، نا عيسى بن عبد اللّه، نا ضمرة، عن سفيان، عن عبد اللّه بن دينار، عن ابن عمر، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«من ملك ذا رحم فهو حرّ»[5303].

أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز المكي بمسجد الرسول صلى اللّه عليه و سلم، أنبأ أبو علي الحسين بن عبد الرّحمن بن الحسن، أنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس، أنا أبو جعفر محمّد بن إبراهيم بن عبد اللّه الفضل الدّيبلي، ثنا أبو عمير - يعني عيسى بن محمّد بن النحاس - نا ضمرة بن ربيعة، عن ابن شوذب، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك قال: جاء رجل بقاتل وليّه إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:

«اعف»، فأبى، قال:«خذ أرش»، فأبى، قال:«اذهب فاقتله، فإنّك مثله»، قال: فخلّى سبيله، فرئي يجر نسعته (2) ذاهبا إلى أهله، قال: قد كان أوثقه، قال ابن شوذب عن عبد اللّه (3) بن القاسم: ليس لأحد بعد النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول: اقتله فإنك مثله.

رواه ابن ماجة عن أبي (4) عمير (5)،كذا رواه، أنا أبو جعفر، و رواه لغيرنا عن الشافعي، عن ابن فراس، عن عباس بن محمّد بن الحسن بن قتيبة، عن أبي عمير، و هو الصّواب.

أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد الملك، أنا أبو عامر محمود بن القاسم، و أبو نصر عبد العزيز بن محمّد، و أبو بكر أحمد بن عبد الصمد، قالوا: أنا عبد الجبار بن محمّد الجرّاحي، أنا أبو العباس المحبوبي، أنا أبو عيسى التّرمذي، قال: و روى ضمرة بن ربيعة، عن سفيان الثوري، عن عبد اللّه بن دينار، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم - يعني:«من

ص: 406


1- تقرأ بالأصل الدماني، بالدال، و الصواب ما أثبت و ضبط عن الأنساب ذكره السمعاني و ترجم له. و في الأنساب:«بن منصور» بدل «بن أبي منصور».
2- مهملة بدون نقط بالأصل، و المثبت عن ابن ماجة.
3- في ابن ماجة: عبد الرحمن.
4- بالأصل:«ابن» خطأ. و قد مرّ قريبا.
5- سنن ابن ماجة 21 كتاب الديات ح رقم 2691.

ملك ذي رحم محرم فهو حرّ» و لا يتابع ضمرة بن ربيعة على هذا الحديث، و هو خطأ عند أهل الحديث.

أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد اللّه.

أخبرنا أبو محمّد الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (1) قال: و سألت أحمد بن حنبل عن حديث سعيد بن المسيّب، عن أبي ثعلبة:«كل ما ردّت عليك قوسك»، رواه ضمرة، عن الأوزاعي، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي ثعلبة ؟ فقال: ما لسعيد بن المسيّب و أبي ثعلبة ؟ قلت: أ ما تخاف أن لا يكون له أصل ؟ قال: نعم.

قال أبو زرعة: و إنّما روى الأوزاعي عن عمرو بن شعيب، أخبرنيه محمود بن خالد، عن عمر بن عبد الواحد، عن الأوزاعي، قلت لأحمد: فإن ضمرة يحدث عن الثوري، عن عبد اللّه بن دينار، عن ابن عمر:«من ملك ذا رحم فهو حر»، فأنكره و ردّه ردّا شديدا، قال: قلت له: فإنه يحدث عن ابن شوذب، عن ثابت، عن أنس: رأيت القاتل يجر نسعته (2) فقال: أخاف أن يكون هذا مثل هذا، و قال أحمد: بلغني أن ضمرة كان شيخا صالحا.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، ثنا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (3)،قال: و سمعته - يعني أحمد بن حنبل - يقول في حديث ضمرة عن الأوزاعي، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي ثعلبة يرفعه قال:«كل ما ردّت عليك قوسك»، سألته عنه فقال: ليس بشيء، قلت له: يا أبا عبد اللّه أ تخاف أن لا يكون له أصل فجاء الا أصل له، و قال: ما لسعيد بن المسيّب و أبي ثعلبة ؟ قلت له: يا أبا عبد اللّه لو كان هذا من حديث أبي إدريس، قال: و الزهري عن أبي إدريس، عن أبي ثعلبة، قال: ما سمعت إلاّ منه - يعني أبا إدريس - و قال أبو إدريس: ما سمعته إلاّ من أبي ثعلبة، قال أبو زرعة: و صحة هذا أن الأوزاعي رواه عن عمرو بن شعيب، قلت له: يا أبا عبد اللّه عن أبي ثعلبة، قال أبو

ص: 407


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 459/1.
2- بالأصل:«رأيت القائل يجر بسعته» صوبنا العبارة عن أبي زرعة.
3- انظر تاريخ أبي زرعة 718/2-719.

زرعة: أخبرني بذلك محمود بن خالد، عن عمر بن عبد الواحد، عن الأوزاعي، عن عمرو بن شعيب، قلت له: يا أبا عبد اللّه إنه يحدّث - أعني ضمرة - يحدّث عن سفيان الثوري، عن عبد اللّه بن دينار، عن ابن عمر، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم «من ملك ذا رحم فهو حرّ» فأنكره إنكارا شديدا، و قال: لو قال رجل إن هذا كذب.

قلت: فإن ضمرة يحدث عن ابن شوذب، عن ثابت، عن أنس: رأيت القاتل يجر نسعته، قال: أخاف أن يكون هذا مثل هذه، لم ينكر منه ما أنكر من حديث سفيان، عن عبد اللّه بن دينار عن (1) عبد اللّه بن عمر عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«من ملك ذا رحم فهو حرّ».

قال أبو زرعة: سمعت أبا عبد اللّه قيل له: ما تقول في ابن شوذب ؟ قال: لا أعلم إلاّ خيرا، و قال لي: قد بلغني أن ضمرة كان شيخا صالحا.

قرأت على أبي محمّد السلمي عن (2) عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أخبرني أبي، ثنا أبو العبّاس محمّد بن جعفر بن محمّد بن ملاس، نا الحسن بن محمّد بن بكّار بن بلال، قال: ضمرة بن ربيعة يكنى أبا عبد اللّه، و هو رجل من أهل دمشق مولى لأبي عاصم القرشي كان نزل الرّملة حتى مات بها، و لم يخلف عقبا، فوزنه ابن عاصم، حدّثني بذلك هشام بن عمّار.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز، أنا تمام أنا عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في تسمية أهل فلسطين: ضمرة بن ربيعة.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب (3)،أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة السادسة: ضمرة بن ربيعة القرشي.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو

ص: 408


1- بالأصل: بن.
2- بالأصل «بن».
3- بعدها:«أنا أحمد بن عتاب» مقحمة حذفناها قياسا إلى سند مماثل.

الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد أبو الفضل: و محمّد بن الحسن قالا:- أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (1) قال (2)ضمرة بن ربيعة أبو عبد اللّه الرملي الفلسطيني، مولى (3) علي بن أبي حملة، و علي مولى آل عتبة بن ربيعة أبو عبد اللّه القرشي، سمع يحيى بن أبي عمرو، و رجاء أبا المقدام، و عبد اللّه بن شوذب، روى عنه الحسن بن واقع.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و نا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (4) قال: ضمرة بن ربيعة الفلسطيني أبو عبد اللّه الرّملي مولى علي بن أبي حملة، و علي مولى آل عتبة بن ربيعة، روى عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني، و الأوزاعي، و رجاء بن أبي سلمة، و إبراهيم بن أبي عبلة (5)،و ابن شوذب. روى عنه الحكم بن موسى، و هارون بن معروف، و نعيم بن حمّاد،[و بكير بن محمّد بن أسماء] (6)و مهدي بن جعفر، و سعيد بن أسد، سمعت أبي يقول ذلك.

كتب إليّ أبو نصر القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا الحسن بن يعقوب، قال: سمعت الحسين بن محمّد بن زياد، هو القباني يقول:

عبد اللّه بن شوذب، و ضمرة بن ربيعة مروزيان انتقلا إلى الرّملة، أما ابن شوذب فهو مروزي، و أمّا ضمرة فلا أعلم أحدا نسبه إلى مرو، غير القباني و هو من الحفّاظ (7).

قرأنا على أبي عبد اللّه البنّا، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال: سمعت هارون بن معروف يقول: ضمرة بن ربيعة أبو عبد اللّه.

ص: 409


1- التاريخ الكبير 337/4.
2- مكانها بالأصل «بن» و لعل الصواب ما أثبتناه.
3- بالأصل:«و ولي» و المثبت عن البخاري.
4- الجرح و التعديل 467/4.
5- بالأصل: غفلة، و المثبت عن الجرح و التعديل.
6- ما بين معكوفتين زيادة عن الجرح و التعديل.
7- ترجمته في سير الأعلام 499/13.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو عبد اللّه ضمرة بن ربيعة الفلسطيني سمع يحيى بن أبي عمرو، و رجاء بن أبي سلمة، و ابن شوذب.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي [أنا] (1) الخصيب (2) بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، قال: أبو عبد اللّه ضمرة بن ربيعة.

و قرأنا على أبي الفضل أيضا، عن أبي طاهر محمّد بن أحمد قال: أبو عبد اللّه ضمرة بن ربيعة الرّملي.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصّفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد محمّد بن محمّد، قال: أبو عبد اللّه ضمرة بن ربيعة القرشي الرّملي الفلسطيني مولى علي بن أبي حملة، و علي بن أبي حملة مولى آل عتبة بن ربيعة القرشي، سمع يحيى بن أبي عمرو الشيباني، و عبد اللّه بن شوذب، روى عنه الحسن، و عيسى بن محمّد بن إسحاق أبو عمير.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو بكر الأشناني، قال:

سمعت أبا الحسن بن عبدوس يقول: سمعت عثمان بن سعيد يقول: سألت يحيى بن معين عن ضمرة بن ربيعة كيف حديثه ؟ فقال: ثقة.

أنبأنا أبو محمّد بن صابر، أنا سهل بن بشر - قراءة - أنا رشأ - إجازة - أنا علي بن محمّد بن إسحاق قال: سمعت أبا بكر أحمد بن عمرو بن جابر الحافظ - بالرّملة - يقول: سمعت عبد اللّه بن أحمد بن حنبل يقول: سألت أبي عن ضمرة بن ربيعة فقال:

ذاك الثقة المأمون.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر الشامي، أنا أبو الحسين العتيقي، أنا أبو يعقوب يوسف بن أحمد، أنا أبو جعفر العقيلي، نا عبد اللّه بن أحمد، قال: قلت

ص: 410


1- زيادة منا للإيضاح.
2- بالأصل «الخطيب» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.

لأبي: أيما أحبّ إليك ضمرة أو بقية ؟ قال: لا، ضمرة أحبّ إلينا، بقية ما كان يبالي عن من حدّث.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأديب - أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق، أنا أحمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (1)،أنا عبد اللّه بن أحمد - فيما كتب إليّ - قال غالب: أبي عن ضمرة بن ربيعة فقال: من الثقات المأمونين رجل صالح مليح الحديث، لم يكن بالشام رجل يشبهه، قلت: أيما أحبّ إليك ضمرة أو بقية ؟ قال: ضمرة أحب إلينا (2).

قال ابن أبي حاتم: و سمعت أبي يقول: ضمرة بن ربيعة صالح.

قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي قال: قال محمّد بن يوسف الهروي: نا محمّد بن خلف، قال: سمعت آدم بن أبي إياس يقول: ما رأيت أحدا أعقل لما يخرج من رأسه من ضمرة (3).

أخبرنا أبو نصر بن رضوان، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن خلف بن المرزباني، نا سليمان بن الأشعث، نا أبو عمير قال: قال ضمرة:

الحلم صبر، و العقل حفظ ، و المروءة التنزّه عن كل دنيء.

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن عبد العزيز المكي، أنا أبو علي الشافعي، أنا أبو جعفر الدّيبلي، نا أبو عمير، نا عمرو بن السكن، قال: أكلت مع ضمرة في الماحور بيضا مسلوقا، قال: فجعلت آكل المحيي و أطرح إليه البياض، فقال لي: ما أعدل العجة، كذا قال لنا، و رواه لغيرنا عن ابن فراس عن ابن قتيبة، عن أبي عمير، و هو الصّواب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (4)،قال: سمعت إسحاق بن إبراهيم الغزي - بغزة -

ص: 411


1- الخبر ليس في ترجمة ضمرة بن ربيعة في الجرح و التعديل.
2- العلل لأحمد بن حنبل ص 380 و تهذيب الكمال 190/9 و سير الأعلام 326/9.
3- سير الأعلام 327/9.
4- الخبر في الكامل لابن عدي 360/1 في ترجمة أحمد بن سويد الرملي.

يقول: سمعت أبا عمير يقول:[ما] (1) كان بين ضمرة و أيوب بن سويد تباعد، فكان ضمرة إذا مرّ بأيّوب بن سويد، قال: انظروا ما أبين العبودية في رقبته، و كان أيّوب إذا مرّ بضمرة قال: انظروا إليه لو أمر أن يدعوا الشيطان له لدعا له.

و كان أيّوب يؤم الناس، قال: و كان أيوب يحدّثنا و يقول: هذه و اللّه أحاديث رافعة رءوسها، ليس كما ضرب عليها بالجرس لم تعرف.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد عن (2) أبي الفتح نصر بن إبراهيم، عن أبي خازم (3) محمّد بن الحسين بن محمّد، أنا منير بن أحمد بن الحسن، أنا علي بن أحمد بن إسحاق، نا محمّد بن مروان الرّملي، ثنا الوليد بن طلحة، نا ضمرة بن ربيعة قال: أخبرتني أمي أنّي كنت في الرجعة ابن عشرين شهرا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري (4)،أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - حدّثنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، قال: حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم قال: سنة اثنين (5) و ثمانين و مائة فيها مات ضمرة بن ربيعة بالرّملة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر الباقلاني، أنا يوسف بن رباح بن علي، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: توفي ضمرة بن ربيعة سنة مائتين أو اثنين (6) و مائتين.

أخبرنا أبو البركات أيضا، و أبو العزّ ثابت بن منصور، قالا: أنا أبو طاهر - زاد أبو البركات و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا أبو الحسين محمّد بن الحسين، أنا أبو الحسين الأهوازي، نا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خياط (7)،قال في الطبقة

ص: 412


1- الزيادة عن ابن عدي.
2- بالأصل:«بن» خطأ.
3- بالأصل:«حازم» خطأ و الصواب خازم بالخاء المعجمة، و قد مرّ التعريف به.
4- تقرأ بالأصل: التستري، خطأ، و الصواب ما أثبت.
5- كذا.
6- كذا.
7- طبقات خليفة بن خياط ص 581 رقم 3048.

السادسة من أهل الشّامات: ضمرة بن ربيعة، يكنى أبا عبد اللّه، مات سنة اثنين (1)و مائتين.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أخبرني أبي، نا محمّد بن جعفر، ثنا الحسن بن محمّد قال: و كانت وفاة ضمرة سنة مائتين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا عبد الرّحمن بن إبراهيم الدّمشقي، قال: مات ضمرة سنة مائتين أو نحوها.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، أنا أبو الحسن اللبناني، نا أبو بكر بن أبي الدنيا (2)،نا محمّد بن سعد، قال في الطبقة الخامسة من أهل الشام: ضمرة بن ربيعة، و يكنى أبا عبد اللّه، و كان منزله بالرّملة، و مات أول شهر رمضان سنة ثنتين و مائتين.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري.

و حدّثني عمي، أنا أبو طالب بن يوسف، أنا الجوهري - قراءة - أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3) قال في الطبقة السّادسة من أهل الشام: ضمرة بن ربيعة، و يكنى أبا عبد اللّه، و كان مولى، و كان ثقة مأمونا خيّرا (4)،لم يكن هناك أفضل منه لا الوليد و لا غيره، مات في أوّل شهر رمضان سنة اثنين (5) و مائتين في خلافة عبد اللّه بن هارون.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنبأ عمي عن أبيه.

ح و حدّثني أبو بكر قال: أنبأني أبو عمرو بن منده، عن أبيه، أنبأ أبو سعيد (6) بن

ص: 413


1- كذا.
2- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
3- طبقات ابن سعد 471/7.
4- ابن سعد: خبيرا.
5- كذا.
6- بالأصل:«سعد» خطأ.

يونس قال: ضمرة بن ربيعة مولى لآل عتبة بن ربيعة، يكنى أبا عبد اللّه من أهل فلسطين، كان فقيها في زمانه، قدم مصر، و حدّث بها، و روى عنه من أهل مصر عثمان بن صالح، و سعيد بن عفير، و محمّد بن داود بن أبي ناجية، و يحيى بن بكير، آخر من حدّث عنه بمصر، توفي بفلسطين في رمضان سنة اثنين (1) و مائتين، و هكذا قال أبو عبد اللّه الحجازي في وفاته.

2936 - ضمرة بن يحيى الصّوفي

من أهل دمشق، سكن نيسابور.

و حدّث عن أبي بكر الأنباري.

روى عنه: الحاكم أبو عبد اللّه.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت ضمرة بن يحيى الدّمشقي يقول: سمعت أبا بكر الأنباري يقول: كتب الفضل بن سهل إلى بعضهم: أحتج بغالب القضاء، و أعتذر إليك بصادق النية.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنشدنا ضمرة بن يحيى، أنشدنا أبو بكر بن الأنباري لمروان بن أبي خيثمة (2):

عند الملوك منافع و مضرة *** و أرى البرامك لا تضرّ و تنفع

إن كان شرا (3) كان غيرهم له *** و الخير (4) منسوب إليهم أجمع

و إذا جهلت (5) من امرئ أعراقه *** و أموره (6) فانظر إلى ما يصنع

قال الحاكم، أبو عبد اللّه: ضمرة بن يحيى الدّمشقي من أصحاب المرقعات.

ص: 414


1- كذا.
2- كذا بالأصل، و في مختصر ابن منظور 160/11 «مروان بن أبي حفصة» و الأبيات في الأغاني 393/5 منسوبة لأبي الحجناء نصيب و بعضها فيها 19/23-20 منسوبة له أيضا.
3- الأغاني: شرّ.
4- الأغاني: أو كان خير فهو فيهم أجمع.
5- الأغاني 394/5 «فإذا جهلت» و الأغاني 20/23:«فإذا نكرت».
6- الأغاني: و قديمه.

ذكر من اسمه ضمضم

2937 - ضمضم بن زرعة

2937 - ضمضم بن زرعة (1)

قيل إنه ابن ثوب (2)،فإن كان أبوه زرعة بن ثوب (3) فهو دمشقي مقرائي، و عندي أن ضمضما حضرمي من أهل حمص.

حدّث عن شريح بن عبيد الحضرمي الحمصي.

روى عن إسماعيل بن عياش، و يحيى بن حمزة.

أخبرنا أبو محمّد السعدي، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو أحمد الحاكم، أنا محمّد بن محمّد بن سليمان، نا هشام بن عمّار، أنا إسماعيل بن عياش [أنا] ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن جبير بن نفير، و كثير بن مرّة، و المقدام بن معدي كرب، و أبي أمامة الباهلي عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«إنّ الأمير إذا ابتغى الرّيبة في الناس أفسدهم»[5304].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أحمد بن الحسن بن أحمد - زاد الأنماطي و أحمد بن الحسن بن خيرون قالا:- أنا أبو الحسين الأصبهاني، أنا محمّد بن أحمد، أنا عمر بن أحمد، ثنا خليفة (4) قال في الطبقة الرابعة من أهل الشامات: ضمضم بن زرعة جعدي حمصي.

ص: 415


1- ترجمته في تهذيب الكمال 195/9 و تهذيب التهذيب 578/2 و ميزان الاعتدال 331/2.
2- عن تهذيب الكمال، و بالأصل «أيوب» و ضبطت اللفظة بضم المثلثة و فتح الواو ثم موحدة عن تقريب التهذيب.
3- عن تهذيب الكمال، و بالأصل «أيوب» و ضبطت اللفظة بضم المثلثة و فتح الواو ثم موحدة عن تقريب التهذيب.
4- طبقات خليفة بن خياط ص 578 رقم 3034.

أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أحمد، و المبارك، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (1) قال: ضمضم بن زرعة بن ثوب (2) الحضرمي، قال لي عبد الوهاب بن ضحاك: نا إسماعيل بن عياش، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن كثير بن مرّة، عن عتبة بن عبد السّلمي أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«الخلافة في قريش، و الحكم في الأنصار، و الدّعوة في الحبشة، و الهجرة و الجهاد في المسلمين (3)،و المهاجرين بعد».

قال (4):و قال عمرو بن [أبي] (5) سلمة، عن سعيد عن (6) زرعة بن ثوب القاضي:

هو والد ضمضم بن زرعة.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك الخلاّل - قال:

أخبرنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

قال: و أنا أبو طاهر الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمّد الفأفاء، قالا: أنا أبو محمّد عبد الرّحمن [بن] محمّد بن إدريس الحنظلي (7)،قال: ضمضم بن زرعة الحضرمي روى عن شريح بن عبيد، روى عنه إسماعيل بن عياش، سمعت أبي يقول ذلك، قال: و سألت أبي عن ضمضم بن زرعة فقال: ضعيف الحديث.

س و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد، أنا أبو الحسين علي بن الحسن، أنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن، أنا أبو الحسن بن جوصا، قال: سمعت أبا الحسن محمود بن إبراهيم بن سميع يقول في الطبقة الخامسة من أهل الشام: ضمضم بن زرعة الحضرمي.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد الواسطي الشروطي، ثنا أبو بكر

ص: 416


1- التاريخ الكبير 338/4.
2- راجع الهامش رقم(2) في الصفحة السابقة.
3- إلى هنا ينتهي الخبر عند البخاري.
4- من هنا الخبر في تاريخ البخاري الكبير 440/3 في ترجمة زرعة بن ثوب.
5- زيادة عن البخاري.
6- بالأصل:«بن» و الصواب عن البخاري.
7- الجرح و التعديل 468/4.

أحمد بن علي بن ثابت - لفظا - أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن حميد الأشناني، قال: سمعت أبا الحسن أحمد بن محمّد بن عبدوس الطرائفي، قال: سمعت أبا سعيد عثمان بن سعيد بن خالد بن سعيد الدّارمي يقول: سألت يحيى بن معين عن ضمضم بن زرعة فقال: ثقة (1).

أخبرنا أبو طالب الحسين بن محمّد بن علي الزينبي في كتابه.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أبو طاهر أحمد بن علي بن سوار، و أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار، قالا: أنا الحسين بن علي الطناجيري، نا أبو حكيم محمّد بن إبراهيم، نا أبو عبد اللّه عبد الملك بن بدر القاضي، نا أحمد بن هارون بن روح البردعي الحافظ ، قال في الطبقة الثالثة من الأسماء المنفردة: ضمضم بن زرعة، روى عنه إسماعيل بن عيّاش (2) شامي.

أخبرنا أبو القاسم علي بن المحسّن التنوخي، أنا أبو الحسين محمّد بن المظفّر، أنا أبو محمّد بكر بن أحمد بن حفص الشعراني البزّار، نا أحمد بن محمّد بن عيسى أبو بكر البغدادي بحمص، قال: ضمضم بن زرعة بن مسلم بن سلمة بن كهيل الحضرمي، حدّث عنه إسماعيل بن عياش، و يحيى بن حمزة ليس به بأس. (3)

ص: 417


1- تهذيب الكمال 159/9.
2- بالأصل: عباس.
3- تهذيب الكمال 159/9.

حرف الطاء

ذكر من اسمه طارق

2938 - طارق بن زياد، و يقال: ابن عمرو الصّدفي

2938 - طارق بن زياد، و يقال: ابن عمرو الصّدفي (1)،

و يقال: مولى الوليد بن عبد الملك

دخل الأندلس غازيا في رجب سنة اثنين (2) و تسعين، و قدم مع موسى بن نصير وافدا إلى الوليد بن عبد الملك.

أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي و غيره، عن أبي محمّد الجوهري عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أبو بكر سليمان بن إسحاق بن إبراهيم، أنا الحارث بن محمّد بن أبي أسامة، أنا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، قال: و فيها - يعني سنة أربع و تسعين - خرج موسى بن نصير (3) من إفريقية إلى الوليد، و استخلف ابنه عبد اللّه و هو أكبر ولده، و استخلف على طنجة ابنه عبد الملك، و قدم موسى على الوليد و هو بدمشق فأهدى له المائدة، فقال طارق للوليد: ادع بالمائدة و انظر أذهب منها شيء؟ فدعا بها الوليد، فنظر إليها فإذا برجل من أرجلها لا تشبه بقية الأرجل، فقال طارق: سله عنها يا أمير المؤمنين، فإن أخبرك بما تستدل به على صدقه أو أتاك بها فهو صادق، فسأل الوليد موسى بن نصير (4)،فقال: هكذا أصبتها، فأخرج طارق الرجل فاستدل بذلك على أن طارقا هو الذي أصابها، و صدّقه فنزل منه منزلا عجبا، و أجازه و كذب موسى بن نصير.

ص: 418


1- ترجمته و أخباره في تاريخ الطبري 468/6 و نفح الطيب 229/1 و البيان المغرب 43/1 و جذوة المقتبس ص 248 و بغية الملتمس ص 7 و 328 و الوافي بالوفيات 382/16 و سير الأعلام 500/4 و تاريخ الإسلام حوادث سنة 81-101 ص 393.
2- كذا.
3- بالأصل: نصر.
4- بالأصل: نصر.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق بن خربان، نا أحمد بن عمران، نا موسى التستري، نا خليفة العصفري (1)، قال: و فيها - يعني سنة اثنين (2) و تسعين - وجّه موسى بن نصير (3) مولاه طارقا إلى طنجة، و هي على ساحل البحر، و عبر إلى الأندلس، فلقيه ملكها، فقتل و سبى و أسر، فقتل الأسارى، و قتل ملكهم.

قرأت على أبي الحسن سعد الخير بن محمّد بن سهل، عن أبي عبد اللّه محمّد بن أبي نصر الحميدي صاحب تاريخ الأندلس (4)،قال: أمّا الذي تولى فتحها و كان أميرا الجيش السّابق إليها، فطارق، قيل: ابن زياد، و قيل ابن عمرو، و كان واليا على طنجة - مدينة من المدن المتصلة ببرّ القيروان في أقصى المغرب، بينها و بين الأندلس فيما يقابلها خليج من البحر يعرف بالزقاق، و بالمجاز و ثبت فيها موسى بن نصير أمير القيروان، و قيل إن مروان بن موسى بن نصير خلّف طارقا هناك على العساكر، و انصرف إلى أبيه فركب عرض له، فرد بن طارق البحر إلى الأندلس من جهة مجاز الخضراء منتهزا لفرصة أمكنته، فدخلها و أمعن فيها، و استظهر على العدو بها، و كتب إلى موسى بن نصير بغلبته على من غلب عليه من الأندلس و فتحه، و ما حصل له من الغنائم، فحسده على الانفراد بذلك، و كتب إلى الوليد بن عبد الملك بن مروان يعلمه بالفتح و ينسبه إلى نفسه، و كتب إلى طارق يتوعّده إذ دخلها بغير إذنه و يأمره أن لا يتجاوز مكانه حتى يلحق به و خرج متوجها إلى الأندلس، و استخلف على القيروان ولده عبد اللّه، و ذلك في رجب سنة ثلاث و تسعين، و خرج معه حبيب بن أبي عبيدة الفهري و وجوه العرب و الموالي و عرفاء البربر في عسكر ضخم (5) و وصل من جهة المجاز إلى الأندلس (6)، و قد استولى (7) طارق على قرطبة دار المملكة، و قتل لزريق ملك الروم بالأندلس (8)

ص: 419


1- تاريخ خليفة بن خياط ص 304.
2- كذا.
3- بالأصل: نصر، و الصواب عن خليفة.
4- كذا بالأصل، و الخبر التالي ليس في جذوة المقتبس للحميدي، بل هو وارد في بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس للضبي (أحمد بن يحيى بن أحمد بن عميرة) ص 7 و ما بعدها.
5- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن بغية الملتمس.
6- من قوله: و خرج معه إلى هنا سقط من بغية الملتمس.
7- عن بغية الملتمس و بالأصل: استوطى.
8- عن بغية الملتمس و بالأصل: الأندلس.

فتلقاه طارق و ترضاه، و رام أن يستسلّ ما في نفسه من الحسد له، و قال له: إنما أنا مولاك و من قبلك، و هذا الفتح لك، و حمل طارق إليه ما كان غنم من الأموال.

فلذلك نسب الفتح إلى موسى بن نصير، لأن طارقا من قبله، و لأنه استزاد في الفتح ما بقي على طارق. و أقام موسى بالأندلس مجاهدا و جامعا للأموال و مرتبا للأمور بقية سنة ثلاث و تسعين و أربع و تسعين، و أشهرا في سنة خمس و تسعين و قبض على طارق ثم استخلف على الأندلس ولده عبد العزيز بن موسى، و نزل معه من العساكر و وجوه القبائل من يقوم بحماية البلاد و سدّ الثغور و جهاد العدو و رجع إلى القيروان، ثم سار منها بما حصل له من الغنائم و أعده من الهدايا إلى الوليد بن عبد الملك، و معه فيما يقال طارق فمات الوليد و قد وصل موسى إلى طبرية في سنة ست و تسعين، فحمل ما كان معه إلى سليمان بن عبد الملك، و يقال: إنه وصل و أدرك الوليد حيا، فاللّه أعلم.

قرأت عليه في موضع آخر عن الحميدي (1) قال: طارق بن عمرو، و يقال: ابن زياد، أول من غزا الأندلس سنة اثنين (2) و تسعين من الهجرة، و افتتح كثيرا منها، ثم لحق به موسى بن نصير، و نقم عليه إذ غزاها بغير إذنه، و سجنه، و همّ بقتله، ثم ورد عليه كتاب الوليد بن عبد الملك بإطلاقه، و ترك التعرض له، فأطلقه و خرج معه إلى الشام.

2939 - طارق بن شهاب بن عبد شمس

ابن سلمة بن هلال بن عوف بن جشم بن نفر

ابن عمرو بن لؤي بن رهم بن معاوية بن أسلم بن أحمس

أبو عبد اللّه الأحمسي البجلي (3)

رأى النبي صلى اللّه عليه و سلم، و غزا في خلافة أبي بكر.

روى عن أبي بكر، و عمر بن الخطّاب، و عثمان بن عفّان، و علي بن أبي طالب،

ص: 420


1- جذوة المقتبس للحميدي ص 248.
2- كذا.
3- ترجمته في الاستيعاب 237/2 الإصابة 220/2 أسد الغابة 452/2 تهذيب الكمال 204/9 تهذيب التهذيب 6/3 و الوافي بالوفيات 380/16 سير الأعلام 486/3 تاريخ الإسلام حوادث سنة (81-101) ص 93 و انظر بالحاشية فيهما أسماء مصادر أخرى ترجمت له.

و عبد اللّه بن مسعود، و سلمان الفارسي، و حذيفة بن اليمان، و أبي موسى الأشعري، و خالد بن الوليد، و أبي سعيد الخدري و غيرهم.

روى عنه قيس بن مسلم، و مخارق بن عبد اللّه، و إسماعيل بن أبي خالد، و سليمان بن ميسرة، و مغيرة بن شبيل (1) الأحمسي، و أبو قبيصة (2)،و علقمة بن مرثد (3).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (4)،حدّثني أبي، نا عبد الرّحمن بن مهدي، عن سفيان، عن علقمة بن مرثد، عن طارق بن شهاب (5) أن رجلا سأل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و قد وضع رجله في الغرز: أيّ الجهاد أفضل ؟ قال:«كلمة حقّ عند سلطان جائر»[5305].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا أحمد بن محمّد القطان، نا أبو داود الحفري، عن سفيان، عن علقمة بن مرثد، عن طارق بن شهاب، قال: سئل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: أي الجهاد أفضل ؟ قال:«كلمة حقّ (6) عند سلطان جائر»[5306].

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن بن الموحّد، أنا محمّد بن أحمد بن موسى الآبنوسي، أنا أحمد بن محمّد بن عمران الجندي، نا أبو القاسم البغوي، نا محمّد بن بكّار، نا قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«عليكم بألبان الإبل و البقر، فإنها ترمّ (7) من الشجر كله، و هو دواء من كل داء»[5307].

المحفوظ في هذا الحديث طارق عن ابن مسعود عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، أنا محمّد بن أحمد بن علي، أنبأ

ص: 421


1- تقرأ بالأصل «شبل» و الصواب عن تهذيب الكمال، و ترجمته فيه 304/18.
2- هو صفوان بن قبيصة.
3- عن تهذيب الكمال و سير الأعلام و تاريخ الإسلام، و بالأصل:«مزيد» خطأ و انظر ترجمته في سير الأعلام 206/5.
4- مسند الإمام أحمد ط دار الفكر ح رقم 18853.
5- بالأصل:«سهل» خطأ و الصواب ما أثبت عن مسند.
6- على هامش الأصل كتب: هكذا الرواية: كلمة عدل عند إمام.
7- أي تأكل (اللسان).

إبراهيم بن عبد اللّه بن خرّشيذ قوله، نا الحسين بن إسماعيل المحاملي - إملاء - أنا الفضل بن يعقوب الرحامي، نا الفريابي عن سفيان، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن عبد اللّه قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«ما أنزل اللّه عزّ و جل داء إلاّ و له دواء، فعليكم بألبان البقر فإنها ترمّ من كل الشجر»[5308].

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا يوسف بن الحسن، قالا: أنا أبو نعيم، نا عبد اللّه بن جعفر، نا يونس بن حبيب، نا أبو داود الطّيالسي، نا شعبة، عن مخارق قال: سمعت طارق بن شهاب يقول: قدم وفد بجيلة على النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:«ابدءوا بالأحمسين» و دعا لنا (1).

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبار بن محمّد بن أحمد الحواري في كتابه.

و حدّثنا عنه أبو الحسن علي بن سليمان بن أحمد المرادي، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي - قراءة عليه نا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا علي بن حمشاذ، نا بشر بن موسى، نا الحميدي، نا سفيان، عن أيوب بن عائذ الطائي عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب قال:

أتانا كتاب عمر لمّا وقع الوباء بالشام فكتب عمر إلى أبي عبيدة: إنه قد عرضت لي إليك حاجة لا غنى لي عنها، فقال أبو عبيدة: يرحم اللّه أمير المؤمنين، يريد بقاء قوم ليسوا بباقين، قال: ثم كتب إليه أبو عبيدة: إني في جيش من جيوش المسلمين لست أرغب نفسي، فلمّا قرأ الكتاب استرجع، فقال الناس: مات أبو عبيدة ؟ قال: لا و كأن.

و كتب إليه بالعزيمة، و أظهر من أرض الأزد (2) فإنها عمقة وبئة إلى أرض الجابية فإنها نزهة ندية، فلما أتاه الكتاب بالعزيمة أمر مناديه: أذّن في الناس بالرحيل، فلما قدّم إليه ليركب، وضع رجله في الغرز ثم ثنى رجله فقال: ما أرى داءكم إلاّ و قد أصابني، قال: و مات أبو عبيدة، و رفع الوباء عن الناس.

و قد روى سفيان عن أيوب بن عائذ أيضا، عن قيس، عن طارق قصة قدوم عمر بن الخطاب الشام، و سيأتي ذكر ذلك في ترجمته.

ص: 422


1- نقله ابن حجر في الإصابة 220/2 و فيه: بالأحمسيين.. و دعا لهم.
2- كذا، و في مختصر ابن منظور 162/11 الأردن.

و روى شعبة عن قيس قصة الوباء، فزاد في إسنادها أبا موسى الأشعري.

أخبرنا بها أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا آدم، عن شعبة، نا قيس بن مسلم، قال:

سمعت طارق بن شهاب، عن أبي موسى الأشعري، قال: كنا مع أبي عبيدة بن الجرّاح بالشام، فوقع الطاعون، و ذكر الحديث، قال: فذهب أبو عبيدة ليركب فوجد وحرة فطعن فمات، و انكشف الطاعون.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العز الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسين - زاد أبو البركات و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسين الأهوازي، أنبأ أبو حفص بن أحمد، نا خليفة بن خياط (1)،قال: و من بجيلة و هم ولد أنمار بن إراش طارق بن شهاب بن عبد شمس بن سلمة بن هلال بن عوف بن جشم بن نفر بن (2) عمرو بن لؤي بن رهم بن معاوية بن أسلم بن أحمس بن الغوث بن أنمار بن إراش بن عمرو بن الغوث، من ساكني الكوفة، رأى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و روى [عنه] (3) أحاديث ليس فيها سماعا، مات سنة اثنين (4) و ثمانين.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسين بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، أنا أبو بكر بن أبي الدّنيا (5)،ثنا محمّد بن سعد، قال في تسمية من نزل الكوفة من الصحابة: طارق بن شهاب الأحمسي، رأى النبي صلى اللّه عليه و سلم، و قد روى عن أبي بكر.

أخبرنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر ابن البنّا في كتابيهما، قالا: قرئ على أبي محمّد الجوهري، و نحن نسمع عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (6) قال في الطبقة الأولى من أهل الكوفة بعد أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: طارق بن شهاب بن عبد شمس بن سلمة بن هلال بن عوف بن

ص: 423


1- طبقات خليفة بن خياط ص 196 و 197 رقم 735.
2- بالأصل: عن.
3- زيادة عن طبقات خليفة.
4- كذا بالأصل.
5- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
6- طبقات ابن سعد 66/6.

جشم بن نفر (1) بن عمرو بن لؤي بن رهم بن معاوية بن أسلم بن أحمس بن الغوث بن أنمار بن بجيلة، و هي أمّه، و هي ابنة صعب بن سعد العشيرة بها يعرفون، و قد روى طارق عن أبي بكر الصّدّيق، و عمر، و علي، و عثمان، و عبد اللّه بن مسعود، و خالد بن الوليد، و حذيفة بن اليمان، و سلمان الفارسي، و أبي موسى الأشعري، و أبي سعيد الخدري، و عن أخيه أبي (2) عزرة، و كان أكبر منه، و كان يكثر ذكر (3) سلمان.

أخبرنا أبو محمّد عبد اللّه بن علي بن الآبنوسي في كتابه.

و أخبرنا أبو الفضل [بن] ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أحمد بن علي بن الحسن، أنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم بن البرقي، قال: و من بجيلة بن أنمار بن راش بن لحيان بن عمرو بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان: طارق بن شهاب بن عبد شمس بن سلمة بن هلال بن عوف بن جشم بن نقر (4) بن عمرو بن لؤي بن رهم بن معاوية بن أسلم بن أحمس - يعني - ابن الغوث بن أنمار - ليس له سماع من النبي صلى اللّه عليه و سلم يعرف، و قد رأى النبي صلى اللّه عليه و سلم، توفي سنة ثنتين و ثمانين، و بجيلة هي أمّ ولد أنمار بن إراش (5) و هي بنت صعب بن سعد العشيرة.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأ أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني عمي عن أبي عبيد قال: طارق بن شهاب من ولد معاوية بن أسلم بن أحمس البجلي، و قال غير أبي عبيد: طارق بن شهاب بن عبد شمس بن سلمة بن هلال بن عوف بن جشم بن نقر (6) بن عمرو بن لؤي بن رهم بن أسلم بن أحمس.

قال: و أنا عبد اللّه، حدّثني عباس بن محمّد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: طارق بن شهاب الأحمسي رأى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و سكن الكوفة.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل البغدادي، أنا أحمد بن

ص: 424


1- ابن سعد: نقر.
2- تقرأ بالأصل:«ابن غرزة» و المثبت عن ابن سعد.
3- عن ابن سعد و بالأصل: ذلك.
4- عن جمهرة ابن حزم ص 389 و بالأصل: نصر.
5- عن جمهرة ابن حزم ص 387 و بالأصل: راس.
6- عن ابن حزم، بالأصل: نصر.

الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (1)،قال طارق بن شهاب البجلي الأحمسي الكوفي، قال ابن معين: كنيته أبو عبد اللّه، سمع عنه إسماعيل بن أبي خالد.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأديب - أنا عبد الرّحمن بن منده، أنا أحمد - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (2)،قال: طارق بن شهاب البجلي الأحمسي، أبو عبد اللّه، أدرك الجاهلية، رأى النبي صلى اللّه عليه و سلم غزا في خلافة أبي بكر.

روى عنه قيس بن مسلم، و مخارق بن عبد اللّه، و إسماعيل بن أبي خالد، و سليمان بن ميسرة، و المغيرة بن شبل (3)،[و أبو قبيصة] (4) سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن عبد الملك بن عبد اللّه بن داود، و أبو غالب محمّد بن الحسن، قالا: أنا أبو علي علي بن أحمد بن علي، أنا أبو عمرو القاسم بن جعفر، أنبأ أبو عمرو اللؤلؤي، أنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال: طارق بن شهاب قد رأى النبي صلى اللّه عليه و سلم و لم يسمع منه شيئا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن أبي الصّقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أحمد بن محمّد بن سليمان، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد (5) قال: أبو عبد اللّه طارق بن شهاب البجلي، نا محمّد بن منصور (6)،نا سفيان قال ثنا إسماعيل بن أبي خالد قال: قلت الطارق بن شهاب البجلي: يا أبا عبد اللّه.

أخبرنا أبو سعد الكرماني، و أبو الحسن الهمداني، قالا: أنبأ أبو بكر بن خلف،

ص: 425


1- التاريخ الكبير 352/4-353.
2- الجرح و التعديل 485/4.
3- في الجرح و التعديل:«شبيل».
4- زيادة عن الجرح و التعديل.
5- الكنى و الأسماء للدولابي 77/1.
6- بالأصل:«نا محمد بن منصور نا محمد بن إسماعيل نا أبي خالد» و الاضطراب باد على العبارة فصوبناها كما يقتضي السياق عن الكنى و الأسماء للدولابي 78/1.

أنبأ الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثني عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، قال: سمعت أبا مكّي محمّد بن عمر بن سلم الحافظ يقول: طارق بن شهاب أبو عبد اللّه.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصّفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو عبد اللّه طارق بن شهاب بن عبد شمس بن سلمة بن هلال بن عوف بن جشم بن نقر (1) بن عمرو بن لؤي بن رهم بن معاوية بن أسلم بن أحمس بن الغوث البجلي الأحمسي الكوفي، رأى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و غزا في خلافة أبي بكر، و عمر ثلاثا و ثلاثين أو ثلاثا و أربعين، من [بين] غزوة (2) إلى سرية.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأ شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، قال: طارق بن شهاب الأحمسي يكنى أبا عبد اللّه، عداده في أهل الكوفة، قال يحيى بن معين: قد أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم، روى عنه قيس بن مسلم، و علقمة بن مرثد (3)و غيرهما.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر الكلاباذي، قال: طارق بن شهاب أبو عبد اللّه الأحمسي البجلي الكوفي، رأى النبي صلى اللّه عليه و سلم و غزا في خلافة أبي بكر الصّديق، و سمع أبا بكر، و عمر، و ابن مسعود، و أبا موسى، روى عنه قيس بن مسلم، و مخارق بن عبد اللّه في الإيمان، و التفسير و مواضع، قال عمرو بن علي: مات سنة ثلاث و ثمانين، و قال ابن نمير: مات سنة أربع و ثمانين.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، قال:

طارق بن شهاب الأحمسي أبو عبد اللّه الكوفي، أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم، و روى عنه.

و قال أبو عبيد: طارق بن شهاب من ولد معاوية بن أسلم بن أحمس البجلي.

و قال غيره: طارق بن سهل بن عبد شمس بن سلمة بن هلال بن عوف بن نقر (4) بن عمرو بن لؤي بن رهم بن معاوية بن أسلم بن أحمس، روى عنه قيس بن مسلم، و علقمة بن مرثد (5) و غيرهما.

ص: 426


1- بالأصل:«نصر» و قد مرّ ما فيه.
2- تقرأ بالأصل:«عرفه» و الصواب و الزيادة السابقة عن تاريخ الإسلام.
3- بالأصل:«مزيد».
4- بالأصل:«نصر» و قد مرّ ما فيه.
5- بالأصل:«مزيد».

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (1)،قال: و في اليمن أحمس بن الغوث بن أنمار بن إراش بن عمرو بن الغوث بن زيد بن كهلان، منهم:

طارق بن شهاب بن عبد شمس بن سلمة بن هلال بن عوف - يعني ابن جشم الشاعر (2)-و هو من بني نقر (3) بن عمرو بن لؤي بن رهم بن معاوية بن أسلم بن أحمس، كان شريفا، روى عن جماعة من الصحابة، و رأى النبي صلى اللّه عليه و سلم، روى عنه قيس بن مسلم، و إسماعيل بن أبي خالد.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح المؤذن، أنا محمّد بن علي بن محمّد، و عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد، قالا: نا محمّد بن يعقوب، قال: سمعت عباس بن محمّد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: طارق بن شهاب هو أبو عبد اللّه.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر، أنبأ الخصيب (4)،أخبرني عبد الكريم، أخبرني أبي، قال: أبو عبد اللّه طارق بن شهاب.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي [عن] (5)عبد الملك بن عمر بن خلف، أنا أبو حفص بن شاهين.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الحسين بن (6) الطّيّوري، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا أبو عمرو عثمان بن محمّد المخرمي، نا إسماعيل بن محمّد الصّفّار، قالا:

أنا العباس بن محمّد، نا أبو بكر بن أبي الأسود، نا حجّاج الأعور، أنا شعبة، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب قال: رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم، و غزوت مع أبي بكر.

أخبرناه عاليا أبو سعد إسماعيل بن عبد الواحد بن إسماعيل البوشنجي - بهراة - أنا أبو بكر بن خلف - بنيسابور - أنبأ أبو طاهر محمّد بن محمّد بن محمش الرّمادي، أنا

ص: 427


1- الاكمال لابن ماكولا 42/1 و 43 في باب «أحمس».
2- كذا بالأصل، و قد وردت في الاكمال في نسب أبي حية حصين بن سلمة بن هلال بن عوف بن جشم، و لا لزوم لها هنا فقد أقحمت في نسب طارق.
3- بالأصل:«نصر» و قد مرّ ما فيه.
4- بالأصل:«الخطيب» و هو الخصيب بن عبد اللّه، و قد مرّ التعريف به.
5- زيادة منا للإيضاح، انظر المطبوعة عاصم - عائذ الفهارس (ص 777 و 800).
6- كتبت فوق الكلام بين السطرين.

أبو حامد أحمد بن محمّد بن يحيى بن بلال البزّاز، نا عباس بن محمّد الدوري، نا حجّاج بن الأعور المصّيصي، نا شعبة، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، قال:

رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و غزوت مع أبي بكر.

و أخبرناه أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي، نا عمرو بن مروان، أنا شعبة، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب قال: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و غزوت مع أبي بكر.

و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني عيسى بن مسلم، نا أبو داود، نا شعبة، عن قيس بن مسلم، عن طارق، قال: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و غزوت في خلافة أبي بكر (1).

ح و أخبرنا أبو البركات، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا القاضي أبو الغنائم، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، أنا أبي، نا أبو داود، نا شعبة، أخبرني قيس بن مسلم، قال: سمعت طارق بن شهاب يقول:

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا أبو عبد اللّه أحمد، نا محمّد بن جعفر، نا شعبة، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب قال: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و غزوت في خلافة أبي بكر، و عمر ثلاثا و ثلاثين، أو أربعا و ثلاثين من غزوة إلى سرية.

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، نا عبد الرّحمن، عن سعيد (3)،و ابن جعفر، نا شعبة، عن قيس بن مسلم، قال: سمعت طارق بن شهاب يقول: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و غزوت في خلافة أبي بكر، و عمر بضعا و أربعين، أو بضعا و ثلاثين من بين غزوة و سرية. قال ابن جعفر: ثلاث (4) و ثلاثين أو ثلاث (5) و أربعين من غزوة إلى سرية.

ص: 428


1- أسد الغابة 452/2.
2- مسند الإمام أحمد ط دار الفكر رقم 18851.
3- كذا، و في المسند: شعبة.
4- في المسند:«ثلاثا».
5- في المسند:«ثلاثا».

-في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة (1).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين الصّيرفي، أنا أبو الحسن العتيقي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالا:

أنا الوليد بن بكر، أنبأ علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد (2).

حدّثني أبي قال: طارق بن شهاب الأحمسي (3) من أصحاب عبد اللّه،[ثقة] (4)و قد رأى النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمّد، أنا أبو علي بن الصّواف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هاشم بن محمّد، أنا الهيثم بن عدي، قال: و مات طارق بن شهاب الأحمسي في زمن الحجّاج أيام الجماجم (5).

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن الفراء، أنا أبي أبو يعلى، قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن مخلد بن حفص، قال: قرأت على علي بن عمرو، حدّثكم الهيثم بن عدي، قال: طارق بن شهاب الأحمسي توفي في زمن الحجّاج أيّام الجماجم.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن علي، أنا محمّد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى، نا خليفة (6) قال: و فيها - يعني سنة اثنين و ثمانين - مات طارق بن شهاب الأحمسي.

ص: 429


1- كذا انقطع السند بالأصل، و الخبر قياسا إلى أسانيد مماثلة يتعلق بابن أبي حاتم، راجع على كل حال الجرح و التعديل 485/5.
2- تاريخ الثقات للعجلي ص 233.
3- بالأصل:«الأحمس» و المثبت عن ثقات العجلي.
4- الزيادة عن ثقات العجلي.
5- تهذيب الكمال 205/9.
6- لم يرد ذكره في تاريخ خليفة بن خياط ، إنما ذكره في طبقاته - و قد مر الخبر - و فيه أنه توفي سنة 82 ه .

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنا محمّد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص الفلاّس، قال: و مات طارق بن شهاب الأحمسي و هو رأى النبي صلى اللّه عليه و سلم سنة ثلاث و ثمانين.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل.

قرأنا على أبي عبد اللّه أيضا، عن أبي نعيم محمّد بن عبد الواحد، و أبي المعالي محمّد بن عبد السّلام.

ح و قرأنا على أبي الفضل [بن] ناصر، عن أبي المعالي محمّد بن عبد السّلام، قالا: أنا علي بن محمّد بن خزفة (1)،قالا: نا محمّد بن الحسين، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا يحيى بن معين، قال: طارق بن شهاب الأحمسي مات سنة ثلاث و عشرين و مائة (2).

2940 - طارق بن أبي ظبيان الأزدي

من أهل العراق، تابعي، وفد على يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، له ذكر في حكاية تقدمت في ترجمة زحر بن قيس.

2941 - طارق بن عمرو مولى عثمان بن عفّان

2941 - طارق بن عمرو مولى عثمان بن عفّان (3)

وجّهه عبد الملك بن مروان من الشام فغلب له على المدينة.

سمع جابر بن عبد اللّه.

حكى عنه سليمان بن يسار.

أنبأ أبو بكر محمّد بن عبد الباقي و غيره، عن أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا ابن (4) سعد، أنا محمّد بن عمر قال: و فيها - يعني ثلاث و سبعين-

ص: 430


1- بالأصل: حزقة، خطأ، و الصواب ما أثبت و ضبط ، و قد مرّ التعريف به.
2- قال المزي و ابن حجر: و هو هم. و عقب الذهبي في السير عليه أنه:«خطأ بيّن أو سبق قلم» و في تاريخ الإسلام: وهم فاحش.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 208/9 تهذيب التهذيب 7/3.
4- بالأصل:«أبو سعد» و الصواب ما أثبت، انظر الخبر في تهذيب الكمال 208/9.

ولى عبد الملك بن مروان طارق بن عمرو مولى عثمان المدينة فوليها خمسة أشهر.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى التستري، نا خليفة العصفري (1)،قال: في آخر سنة ثنتين و سبعين غلب عليها - يعني المدينة - طارق بن عمرو مولى عثمان، و دعا إلى بيعة عبد [الملك] حين قتل مصعب بن الزبير، فأخرج عنها طلحة بن عبد اللّه بن عوف، و كان واليا لابن الزبير، ثم عزله في آخر سنة ثلاث و سبعين، و ولى الحجّاج بن يوسف.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، نا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، أنا موسى بن يعقوب، عن عمه أبي الحارث بن عبد اللّه بن وهب بن ربيعة، قال: و أنا شرحبيل بن أبي عون بن عبد اللّه بن جعفر، عن أبي عون.

ح قال: و أنا إبراهيم بن موسى، عن عكرمة بن خالد قال: و أنا أبو صفوان العطّاف بن خالد، عن أخيه قالوا: و وجّه عبد الملك بن مروان طارق بن عمرو في ستة آلاف و أمره أن يكن فيما بين أيلة إلى وادي القرى مددا لمن يحتاج إليه من عمّال عبد الملك بن مروان أو من كان يريد قتاله من أصحاب ابن الزبير، و كان أبو بكر بن أبي قيس في غابة ابن الزبير قد ولاّه جابر بن الأسود خيبر، فقصد له طارق فقتله في ستمائة من أصحابه، و هرب من بقي منهم في كل وجه، فكتب الحارث بن حاطب إلى عبد اللّه بن الزبير أن عبد الملك بن مروان بعث طارق بن عمرو في جمع كثير فهم فيما بين أيلة إلى ذي خشب يجدون أموال الناس و يقطعونها، و يظلمونهم، فلو بعثت إلى المدينة رابطة لا تدخل، فكتب ابن الزبير إلى الحارث بن عبد اللّه بن أبي ربيعة أن يوجّه إلى المدينة ألفين، و يستعمل عليهم رجلا فاضلا، فوجّه إليهم ابن روّاس في ألفين، فقدموا المدينة فمنعوها من جيوش أهل الشام، و كانوا قوما لا بأس بهم، و كانت (2)المدينة مرة في يدي ابن الزبير، و مرة في يدي عبد الملك بن مروان أيّهما غلب عليها استولى على أمرها، و كان أكثر من ذلك تكون في يد ابن الزبير، فلما بلغ ابن الزبير مقتل أبي بكر بن قيس كتب إلى ابن روّاس أن يخرج في أصحابه إلى طارق بن عمرو، فشق

ص: 431


1- تاريخ خليفة بن خياط ص 268 و 293.
2- بالأصل: و كان.

ذلك على أهل المدينة، و خرج ابن روّاس، و بلغ ذلك طارقا فندب أصحابه ثم التقوا .... (1) الروم على.... (2) فاقتتلوا قتالا شديدا، ثم كانت الدولة لطارق و أصحابه، فقتل و أصحابه، فبلغ ابن رواس و أصحابه فسير بذلك أهل المدينة، ثم خرج ذلك الرجل إلى عبد اللّه بن الزبير، فأخبر الخبر، و رجع طارق على وادي القرى.

و كتب ابن الزبير إلى و اليه بالمدينة أن يفرض لألفين من أهل المدينة يكونوا ردءا للمدينة ممن دهمها، ففرض الفرض، و لم يأت المال، فبطل ذلك الفرض، و سمي فرض الريح.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي (3)،أنا أبو عمرو بن حمدان.

و أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا أبو خيثمة، نا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن سليمان بن يسار أن: طارقا قضى بالعمرى (4) للوارث عن قول جابر عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم (5).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أحمد بن محمّد بن عمران بن الجندي، نا أبو روق الهزّاني (6)،نا أحمد بن روح الأهوازي القارئ، قال: سمعت سفيان يقول: سمعت عمرو بن دينار يقول: سمعت سليمان بن يسار يقول: قضى طارق أمير كان بالمدينة للعمري للوارث عن قول جابر بن عبد اللّه عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو محمّد السّيّدي، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو علي زاهر بن أحمد، أنا إبراهيم بن عبد الصمد، أنبأ أبو مصعب الزهري، قال: نا مالك، عن محمّد بن أبي حرملة مولى عبد الرّحمن بن أبي سفيان بن حويطب:

ص: 432


1- اللفظة غير مقروءة و رسمها:«بشكة الروم على بعنه».
2- اللفظة غير مقروءة و رسمها:«بشكة الروم على بعنه».
3- بالأصل:«الخزرودي» خطأ، و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
4- العمري: هو أن يدفع الرجل إلى أخيه دارا، و يقول له: هذه لك عمرك أو عمري، أينا مات دفعت الدار إلى أهله.
5- نقله المزي في تهذيب الكمال 209/9 و انظر تخريجه فيه.
6- بالأصل:«الهراني» و الصواب ما أثبت و ضبط ، و قد مرّ التعريف به.

أن زينب ابنة أبي سلمة توفيت و طارق أمير المدينة، فأتي بجنازتها بعد صلاة الصبح، فوضعت بالبقيع، قال: كان طارق يغلس بالصبح، قال ابن أبي حرملة:

فسمعت عبد اللّه بن عمر يقول لأهلها: إمّا أن تصلّوا على جنازتكم الآن، و إما أن تتركوها حتى ترتفع الشمس.

أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي و غيره، عن الحسن بن علي، عن محمّد بن العبّاس، أنا سليمان بن إسحاق، نا الحارث (1) بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد، أن محمّد بن عمر، نا ابن أبي سبرة، عن مخرمة بن سليمان الوالبي، عن جابر بن عبد اللّه قال: نظرت إلى أمور كلّها تعجبت منها عجبت لمن سخط ولاية عثمان و نقم عليه حتى أشخصوا به فابتلوا بطارق مولاه على منبر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يخطب عليه (2)،فلو كان من صالح من تقدم علينا منهم، و لكنا ابتلينا.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (3) قال: طارق قاضي مكة، روى عن جابر بن عبد اللّه، روى عنه سليمان بن يسار، و حميد الأعرج، سئل أبو زرعة عن طارق المكي قاضي مكة فقال: ثقة.

كذا قال ابن أبي حاتم، وهم من وجوه: أحدها، قوله قاضي مكة، و إنما كانت هذه القصة بالمدينة، و الثاني قوله: روى عن جابر (4)،و الثالث قوله: روى عنه سليمان، و لم يرو عنه، و إنما حكى فعله، و قد ذكرنا حديث سليمان قبل.

2942 - طارق بن مطرف بن طارق

أبو العطّاف الطائي الحمصي

قدم دمشق، و حدث عن ابنه.

روى عنه الحسن بن حبيب الفقيه، و عمرو بن دحيم.

ص: 433


1- بالأصل:«احدث» خطأ و الصواب ما أثبت، قياسا إلى سند مماثل.
2- الخبر نقله ابن حجر في تهذيبه من طريق ابن عساكر.
3- الجرح و التعديل 487/4.
4- زيد في تهذيب التهذيب 7/3 و إنما قضى بقوله.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا الحسن بن حبيب، أنا أبو العطار (1) طارق بن مطرف الطائي الحمصي بدمشق، حدّثني أبي، نا صمصامة و ضبينة (2)،ابنا الطّرمّاح، قال: سمعت الحسين بن علي يقول: كنا مع النبي صلى اللّه عليه و سلم في الطواف فأصابتنا السماء، فالتفت إلينا فقال:«انتقوا العمل فقد غفر لكم ما مضى»[5309].

قال أبو علي بن حبيب: رأيت زكريا بن يحيى السّجزي و أكابر شيوخ دمشق يسألونه عن هذا الحديث. غريب جدا لم أكتبه إلاّ من هذا الوجه.

2943 - طارق مولى عمر بن عبد العزيز

حكى عن عمر، روى عنه أبو عاصم سعد مولى بني هاشم.

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن بن البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل - إجازة-.

ح قالا و أنا أبو تمام علي بن محمّد الواسطي - في كتابه - أنا أبو بكر بن بيري - قراءة - أنا محمّد بن الحسين بن محمّد بن سعيد الزعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا موسى بن إسماعيل، نا سعد أبو عاصم مولى بني هاشم قال: زعم لي طارق مولى عمر بن عبد العزيز: أنه اشترى موضع قبر عمر بن عبد العزيز في حياته ثلاثين ذراعا في ثلاثين ذراعا لا يخربه و لا يحركه حتى مات فقبر في ذلك المكان، قال أبو عاصم: مات عمر بن عبد العزيز و هو ابن ثلاث و ثلاثين سنة.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (3) قال: طارق مولى عمر أغمي على عمر بن عبد العزيز فسكت طويلا، ثم أفاق فقيل له: توصي بشيء؟ قال: تِلْكَ الدّٰارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهٰا الآية (4)،

ص: 434


1- كذا، و مرّ في أول الترجمة: أبو العطاف ؟
2- كذا رسمها بالأصل.
3- الخبر في التاريخ الكبير للبخاري 355/4.
4- سورة القصص، الآية:83.

فما زاد حتى فارق الدنيا، قاله لنا موسى بن إسماعيل، عن سعد أبي (1) عاصم قال سعد:

مات عمر و هو ابن ثلاث و ثلاثين سنة.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد (2) بن أبي حاتم (3)،قال: طارق مولى عمر بن عبد العزيز،[و] (4) روى عنه [روى] (5) موسى بن إسماعيل، عن سعد أبي (6) عاصم عنه، سمعت أبي يقول ذلك.

2944 - طارق القائد الصّقلبي المستنصري

2944 - طارق القائد الصّقلبي المستنصري (7)

ولي إمرة دمشق في أيام الملقّب بالمستنصر (8) في مستهل رجب سنة أربع (9)و أربعمائة بعد الأمير أبي محمّد الحسين (10) بن الحسن بن حمدان، و لقّب بهاء الدولة و صارما، ثم عزل عنها سنة إحدى و أربعين في المحرم، و وليها رفق المستنصري.

قرأت بخط شيخنا أبي محمّد بن الأكفاني في تسمية ولاة دمشق: الأمير بهاء الدولة و صارمها طارق الصّقلبي المستنصري، وصل إلى دمشق صبيحة يوم الجمعة مستهل رجب سنة أربع و أربعمائة، و ساعة وصوله دخل القصر و قبض على ناصر الدّولة (11).

ص: 435


1- بالأصل «بن» و المثبت عن البخاري.
2- بالأصل:«أبو جعفر خطأ.
3- الجرح و التعديل 487/4.
4- زيادة منا للإيضاح، انظر الجرح و التعديل.
5- الزيادة عن الجرح و التعديل.
6- بالأصل:«سعد بن أبي عاصم» و الصواب عن الجرح و التعديل.
7- ترجمته في أمراء دمشق للصفدي ص 66 و تحفة ذوي الألباب للصفدي 43/2 و انظر ذيل تاريخ مدينة دمشق لابن القلانسي ص 84.
8- هو أبو جعفر منصور بن الظاهر بأمر اللّه، الملقب بالمستنصر باللّه بويع بعد موت أبيه.(انظر تاريخ الخلفاء ص 460).
9- في تحفة ذوي الألباب: أربعين و أربعمائة.
10- بالأصل:«الحسن بن الحسين» و الصواب عن تحفة ذوي الألباب 30/2 و 43.
11- هو لقب الحسين بن الحسن بن عبد الله بن حمدان، أبو محمد التغلبي، و الي دمشق قبل طارق الصقلبي، انظر الحاشية السابقة.

ذكر من اسمه طالوت

2945 - طالوت ملك بني إسرائيل

2945 - طالوت ملك بني إسرائيل (1)

و اسمه بالسريانية شاول بن امال بن ضرار بن يحرب بن أفيح بن أسن بن بنيامين بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، و قيل: كان اسمه شارك و إنما سمّي طالوت لطوله (2)،و هو الذي ذكر اللّه قصته في القرآن و محاربته لجالوت، و كان داود عليه السلام زوج ابنته.

و قد تقدم في ترجمة داود النبي صلى اللّه عليه و سلم أن النهر الذي جاوزه عند قنطرة أم حكيم بنت الحارث بن هشام عند قصر أم حكيم، و الصحيح أن النهر بين الأردن و فلسطين.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأ أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد، أنا جدي أبو بكر محمّد بن أحمد، أنا محمّد بن يوسف الهروي، نا محمّد بن حمّاد الظّهراني، أنا عبد الرّزّاق، أنا معمر، عن قتادة في قوله تبارك و تعالى: إِنَّ اللّٰهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ (3)قال: فهو نهر بين الأردن و فلسطين. فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَ مَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاّٰ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ (4)قال: كان الكفار يشربون فلا يروون، و كان المسلمون يغترفون غرفة فتجزيهم بذلك (5).

ص: 436


1- انظر أخباره في مروج الذهب 51/1 و تاريخ الطبري 247/1 و البداية و النهاية بتحقيقنا 8/2 و الكامل لابن الأثير بتحقيقنا 151/1.
2- ثمة اختلاف في اسمه و في سلم نسبه، راجع مصادر ترجمته، و لكن في الكل على أنه من سبط بنيامين بن يعقوب.
3- سورة البقرة، الآية:249.
4- سورة البقرة، الآية:249.
5- بيّن أن الغرفة كافّة ضرر العطش عند الحزمة الصابرين على شظف العيش الذين همّهم في غير الرفاهية. و المغترف بيده غرفة: الآخذ منها قدر الحاجة. و قال بعض المفسرين: الغرفة: بالكف الواحد، و الغرفة: بالكفين.

أنبأنا أبو تراب حيدرة بن أحمد بن الحسين الأنصاري، نا أحمد بن علي بن ثابت، أنا محمّد بن أحمد بن رزقويه، أنا أحمد بن عبدي الحدّاد، نا الحسن، عن علي، نا إسماعيل، نا إسحاق، أنا جويبر، و مقاتل، عن الضحاك، عن ابن عباس.

ح قال: و أنا عثمان بن السّاج، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله جلّ و عزّ: أَ لَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرٰائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسىٰ إِذْ قٰالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ (1)يعني أ لم يخبرنا محمّد عن الملأ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم أشموئيل (2)اِبْعَثْ لَنٰا مَلِكاً نُقٰاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّٰهِ ، قٰالَ : هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتٰالُ أَلاّٰ تُقٰاتِلُوا؟ قٰالُوا: وَ مٰا لَنٰا أَلاّٰ نُقٰاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّٰهِ وَ قَدْ أُخْرِجْنٰا مِنْ دِيٰارِنٰا وَ أَبْنٰائِنٰا (3)- يعني أخرجتنا العمالقة - و كان رأس العمالقة يومئذ جالوت، فَلَمّٰا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتٰالُ تَوَلَّوْا إِلاّٰ قَلِيلاً مِنْهُمْ (4)فسأل نبيهم اللّه عز و جل أن يبعث لهم ملكا.

قال: و أنا إسحاق، أنا أبو إلياس عن وهب، عن قعنب قال: بعث اللّه لهم طالوت ملكا راعي حمر، و كان فقيرا، ليس [عنده] مال، و خرج من قريته يطلب حمارين له أضلهما، فلما أدركه الليل، و لم يجدهما و تمادى به الطلب، فدخل مدينة بني إسرائيل و اضطره الجوع فأوى إلى أشموئيل، و كان مأوى المساكين فأوحى اللّه عز و جل إلى أشموئيل أني قد بعثت إليك هذا الذي ينشد الحمار ملكا على بني إسرائيل فقال لهم: إن اللّه عز و جل قد بعث لكم ملكا طوله هذا القصبة، فاطلبوه حيث ما كان من أسباط بني إسرائيل فهو عليكم، و كان طول القصبة ثماني أذرع، فلما دفعها إليهم فلم يعذروا في الطلب و لم يبالغوا، و قالوا لنبيّهم: لم نجد هذا، فقال لهم نبيهم هو طالوت صاحب الحمار، فقالوا: أين هو؟ قال: عهدي به البارحة، فلما وجدوه قاسوه بالقصبة، و كان قدرها، قالوا له: من أي سبط أنت ؟ قال: من سبط ابن يامين، فنفروا من ذلك و كرهوه.

قال: و أنا إسحاق، أنا سعيد، عن قتادة، عن الحسن في قول اللّه عز و جل: أَ لَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرٰائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسىٰ إِذْ قٰالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنٰا مَلِكاً نُقٰاتِلْ فِي

ص: 437


1- سورة البقرة، الآية:246.
2- و هو قول أكثر المفسرين، و قيل: شمعون، و قيل هما واحد، و قيل: يوشع، و هذا بعيد.
3- سورة البقرة، الآية:246.
4- سورة البقرة، الآية:246.

سَبِيلِ اللّٰهِ قٰالَ قال كان نبيهم أشموئيل بن أبال بن علقمة هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتٰالُ أَلاّٰ تُقٰاتِلُوا قال: إنما سألوا ذلك انهم كانوا في مدينة لهم قد بارك اللّه لهم في مكانهم (1) لا يدخله عليهم عدوّ و لا يحتاجون إلى غيره، قال: كان أحدهم يجمع التراب على صخرة ثم يبذر فيه الحبّ فيخرج اللّه عز و جل منه ما يأكل سنة هو و عياله، و يكون لأحدهم الزيتونة فيعصر منها ما يأكل هو و عياله سنة، فلما عظمت أحداثهم و انتهكوا محارم اللّه عز و جل و جاروا في الحكم نزل بهم عدوّهم، فخرجوا إليهم، و أخرجوا التابوت و كان يكون التابوت أمامهم في القتال فقدموا التابوت فسبي التابوت و كان عليهم ملكا يقال له إيلاف، فأخبر الملك أن التابوت قد سبي، و استلب فمالت عنقه فمات كمدا عليه، فمرجت أمورهم فظهر عدوّهم و أصيب من أبنائهم و نسائهم، فعند ذلك قالوا: اِبْعَثْ لَنٰا مَلِكاً نُقٰاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّٰهِ قٰالَ : هَلْ عَسَيْتُمْ فسأل اللّه عز و جل نبيهم أن يبعث لهم ملكا، فأوحى اللّه عز و جل إليه أن انظر القرن (2) الذي في بيتك فيه الدهن فإذا دخل عليك رجل يفنّش الدهن الذي في القرن فإنه ملك بني إسرائيل، فادهن رأسه منه و ملّكه عليهم، فجعل ينظر من ذلك الرجل الداخل عليه، و كان طالوت رجلا دبّاغا (3)من سبط ابن يامين لم يكن فيه نبوة و لا ملك، فخرج طالوت يطلب حمارا مع غلام له، فمرّ ببيت أشموئيل النبي، فدخل عليه مع غلامه، فذكر له أمر حماره إذ نشّ الدهن في القرن، فقام إليه النبي صلى اللّه عليه و سلم فأخذه، ثم قال لطالوت: قرّب رأسك، فقرّبه، فدهنه، فقال:

يا منشد الحمار هذا خير لك مما تطلب، أنت ملك بني إسرائيل الذي أمرني ربّي أن أملّكه عليهم، و كان اسم طالوت بالسريانية مبارك، و خرج من عنده فقال الناس: ملك طالوت فماتت عظماء بني إسرائيل النبي صلى اللّه عليه و سلم، فقالوا له: ما شأن طالوت يملّك علينا؟ و ليس له من بيت النبوة و لا المملكة، و قد عرفت أن الملك و النبوة في آل لاوي، و آل يهوذا، قال: إِنَّ اللّٰهَ اصْطَفٰاهُ عَلَيْكُمْ (4)للذي سبق له أنه ملككم وَ زٰادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَ الْجِسْمِ (5)فيه تقديم - يعني في الجسم و العلم - كان أطولهم بسطة رجل.

ص: 438


1- في الطبري 274/1 «في جبلهم من إيليا».
2- القرن بالتحريك: الجعبة من جلود تكون مشقوقة ثم تخرز.
3- زيد في الكامل لابن الأثير 152/1 و قيل: كان سقاء يسقي الماء و يبيعه (و هو قول عكرمة و السدي)، و نقل القرطبي في أحكامه: أنه كان مكاريا، و كان عالما.
4- سورة البقرة، الآية:247.
5- سورة البقرة، الآية:247.

و قال الحسن: لم يكن بأعلمهم، و لكن كان أعلمهم بالحرب، فذلك قوله فِي الْعِلْمِ أنه كان مجربا وَ اللّٰهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشٰاءُ -يعني الملك بيد اللّه عزّ و جلّ يضعه اللّه حيث يشاء، ليس أن تخبروا، و كان طالوت رجلا قيرا، مغمورا فيهم بالدين، فمن ذلك قالوا: وَ لَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمٰالِ (1) و كيف يكون له الملك علينا و هو مغمور بالدين، قالوا: ما آية ذلك نعرفه أنه ملك ؟ قال: آيته أَنْ يَأْتِيَكُمُ التّٰابُوتُ (2) فقالوا: إن ردّ علينا التابوت فقد رضينا و سلمنا، و كان الذين أصابوا التابوت أسفل من جبل إيليا فيما بينهم و بين مصر، و كانوا أصحاب أوثان و كان فيهم جالوت، و كان له جسم و خلق و قوة في البطش، و شدة في الحرب، فلما وقع التابوت في أيديهم يجعلوا التابوت في قرية من قرى فلسطين فوضعوه في بيت أصنامهم، فأصبحت أصنامهم منكوسة، و كان لهم صنم - كبير أصنامهم - من ذهب، و كان له حدقتان من ياقوتتين حمراوين، فخرّ ذلك الصنم ساجدا للتابوت، و اتجرت حدقتان على وجنتيه يسيل منها الماء، فلما دخلت سدنة بيت أصنامهم و رأوا ذلك نتفوا شعورهم، و مزّقوا جيوبهم، و أخبروا ملكهم، و سلط اللّه عزّ و جلّ النار على أهل تلك القرية، فتجيء الفأرة إلى الرجل فتأكل جوفه و تخرج من دبره و هو نائم، حتى طافت عليهم، فماتوا، فقالوا: ما أصابنا هذا إلاّ في سبب هذا التابوت، فأرادوا حرقه، فلم تحرقه النار، و أرادوا كسره فلم يحك فيه الحديد، فقالوا: أخرجوه عنكم، فوضعوه على ثورين على عجلة فسيبوه فساقته الملائكة إليهم.

و ذكر أبو حذيفة في حديث قبل هذا، رواه عن عثمان بن أبي الساج، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس: أن أشموئيل بن حبة بن بال بن علقمة و عصبته يزعمون أنه كان من ولد يهصر بن قاحت، و يقال: فاهت بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليه الصّلاة و السّلام.

أنبأنا أبو القاسم العلوي، أنا أبو الحسن (3) بن أبي الحديد، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن يوسف، نا محمّد بن حمّاد، نا عبد الرّزّاق، أنا معمر، عن قتادة في قوله

ص: 439


1- سورة البقرة، الآية:247.
2- سورة البقرة، الآية:248.
3- بالأصل: أبو الحسين.

تعالى: اِبْعَثْ لَنٰا مَلِكاً قٰالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّٰهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طٰالُوتَ مَلِكاً، قٰالُوا: أَنّٰى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنٰا (1)قال: و كان من سبط لم يكن فيهم ملك و لا نبيّ ، فقال: إِنَّ اللّٰهَ اصْطَفٰاهُ عَلَيْكُمْ ، وَ زٰادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَ الْجِسْمِ .

قال: و قال معمر: و أمّا قوله قٰالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ ،قال قتادة: كان نبيّهم الذي بعد موسى صلى اللّه عليه و سلم يوشع بن نون (2)،و هو الرجلين اللذين أنعم اللّه عليهما، قال: و أحسبه قال:

هو فتى موسى صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الفضل بن خيرون، قالا: أنا عبد الملك بن محمّد، أنا أبو علي بن الصّواف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا إبراهيم بن سعيد، ثنا أبو أحمد، نا شريك، عن عمران، عن عكرمة، قال: كان طالوت سقّاء يبيع الماء.

أخبرناه عاليا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى الموصلي، نا يحيى بن معين، نا أبو أحمد الزبيري، عن شريك.

حدّثنا أبو الفضل بن ناصر - لفظا - و أبو عبد اللّه بن البنّا - قراءة - عن أبي المعالي محمّد بن عبد السّلام الأصبهاني، أنا علي بن محمّد بن خرقة، نا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة قال: سئل يحيى بن معين عن عمران الذي روى عن عكرمة قال: كان طالوت سقّاء فلم يدر من عمران.

أخبرنا أبو الوحش سبيع بن المسلّم، و أبو تراب حيدرة بن أحمد على كتابيهما، قالا: أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن بن رزقويه، أنا أحمد بن سيدي، نا الحسن بن علي، نا إسماعيل، نا إسحاق، أنا عثمان بن الساج، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال: وضعوه على عجل حلي ثم سيبوه، فساقته الملائكة حتى أدخلوه محلة بني إسرائيل، فذلك قوله عزّ و جلّ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التّٰابُوتُ (3)إلى قوله تَحْمِلُهُ

ص: 440


1- سورة البقرة، الآية:247.
2- عقب ابن كثير في البداية و النهاية بتحقيقنا 7/2 على قول من قال أنه يوشع: قال: و هذا بعيد، لما ذكره الإمام أبو جعفر بن جرير في تاريخه أن بين موت يوشع و بعثة شمويل أربعمائة سنة و ستين سنة فاللّه أعلم.
3- سورة البقرة، الآية:248.

اَلْمَلاٰئِكَةُ (1) فكان في التابوت سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَ بَقِيَّةٌ مِمّٰا تَرَكَ آلُ مُوسىٰ وَ آلُ هٰارُونَ (2)قال: أما البقية: فرصراص (3)الألواح، و عصا موسى و عمامة هارون، و قباء هارون الذي كان فيه علامات السّياط في الغلول، و كان فيه طست من ذهب، و كان فيه صاع من ثمر الجنة، و كان يفطر عليه يعقوب، و أمّا السّكينة، فكانت مثل رأس هرة من زبرجدة خضراء.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر بن السّبط ، أنا أبي أبو سعد المظفّر بن الحسن، أنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن علي، أنا أبو جعفر محمّد بن إبراهيم، نا سعيد بن عبد الرّحمن المخزومي، نا سفيان بن عيينة، عن سلمة بن كهيل، عن أبي الأحوص، قال: قال علي: السّكينة: ريح هفافة، لها وجه كوجه الهرة، و لها جناحان، و روى سفيان الثوري الحكاية الأولى عن سلمة كذلك، و روى الثانية عن ابن أبي نجيح.

كما أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن يوسف الهروي، نا محمّد بن حمّاد، نا عبد الرّزّاق، أنبأ الثوري، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال: لها جناحان و ذنب مثل ذنب الهرة.

قال: و قال عبد الرّزّاق: سألنا الثوري عن قوله تبارك و تعالى: وَ بَقِيَّةٌ مِمّٰا تَرَكَ آلُ مُوسىٰ وَ آلُ هٰارُونَ قال: منهم من يقول البقية: قفيز منّ ، و رضاض الألواح، و منهم من يقول: العصا و النعلان.

قال: و أنا عبد الرّزّاق، نا معمر في قوله تبارك و تعالى: تَحْمِلُهُ الْمَلاٰئِكَةُ قال:

تحمله حتى تضعه في بيت طالوت، و سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ أي وقار، و بَقِيَّةٌ مِمّٰا تَرَكَ آلُ مُوسىٰ وَ آلُ هٰارُونَ قال: و البقية: عصا موسى، و رضاض الألواح.

أنبأنا أبو الوحش سبيع بن المسلّم، و أبو تراب حيدرة بن أحمد، قالا: ثنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن بن رزقويه، أنا أحمد بن سيدي، نا الحسن بن علي، نا إسماعيل، أنا إسحاق، أنا جويبر، عن الضّحّاك و لم يذكره عن ابن عباس قال: كانت

ص: 441


1- سورة البقرة، الآية:248.
2- سورة البقرة، الآية:248.
3- كذا بالأصل و في الطبري و الكامل لابن الأثير: رضاضة، و في البداية و النهاية: رضاض و رضاض الشيء: فتاته.

هرة رأسها من زمردة، و ظهرها من درّ، و بطنها من ياقوت، و ذنبها و قوائمها من لؤلؤ، فاللّه أعلم.

قال: فإذا أرادوا القتال قدموا التابوت ثم يكون أعلامهم و راياتهم خلف التابوت، و هم وقوف خلف ذلك ينتظرون تحريك التابوت، فتصيح الهرة فيسمعون صراخا كصراخ الهرة، فيخرج من التابوت ريح هفافة، فيرفع التابوت بين السماء و الأرض، و يخرج منها لسانات ظلمة و نور فتضيء على المسلمين، و تظلم على الكفار، فيقاتل القوم، ينصرون، فلما رأوا التابوت قد ردّ عليهم أقرّوا لطالوت بالملك، و استوسقوا له على التابوت، فخرجوا بهم طالوت و جدّوا في حرب عدوّهم، و لم يتخلف عنه إلاّ كبير و ضرير و معذور، و دخل في صنعة لا بد له من التخلف، فقالوا لبعضهم إنّ الجباب و الآبار لا تحلمنا فادع اللّه لنا أن يجري لنا نهرا، فدعا ربه فأجرى لهم نهرا من الأردن، يقال له سهم أشموئيل اعلموا إِنَّ اللّٰهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ، فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فاقتحم فيه فَلَيْسَ مِنِّي ،و قال لطالوت ليس ممن يقاتل معك، فردّهم عنك وَ مَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي يقاتل معك فامض بهم فذلك قوله عز و جل: إِلاّٰ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ (1) و كانت الغرفة للرجل و دوابّه و عياله تملأ قريبة، قال: فشربوا منه إلاّ قليلا منهم.

قال: و أخبرني جويبر عن الضّحّاك، عن ابن عباس قالوا: كانوا مائة ألف و ثلاثة آلاف و ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا فشربوا منه كلهم إلاّ ثلاثمائة و ثلاثة عشر عدة أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم يوم بدر، قال: فردّهم طالوت، و مضى في ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا (2)،فلما جاور النهر - يعني طالوت و الذين آمنوا معه - قالوا: لاٰ طٰاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجٰالُوتَ وَ جُنُودِهِ قٰالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاٰقُوا اللّٰهِ -يعني يؤمنون و يوقنون بالبعث- كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّٰهِ ، وَ اللّٰهُ مَعَ الصّٰابِرِينَ (3).

و كان أشموئيل النبي صلى اللّه عليه و سلم دفع إلى طالوت درعا، فقال له: من استوى هذا الدرع عليه فإنه يقتل جالوت بإذن اللّه عزّ و جلّ ، و نادى منادي طالوت: من قتل جالوت زوّجته انشى و له نصف ملكي و مالي، و كان إخوة داود معه، و هم أربعة إخوة، و كان إيشا أبو

ص: 442


1- سورة البقرة، الآية:249.
2- انظر الطبري 243/1 و في البداية و النهاية 10/2 بضعة عشر و ثلاثمائة مؤمن.
3- سورة البقرة، الآية:249 يعني بها الفرسان منهم، و الفرسان أهل الايمان و الإيقان الصابرون على الجلاد و الطعان و الجدال.

داود، و حبس داود عنده و سرّح ثلاثة إخوة داود مع طالوت، و كان اللّه عز و جل سبب هذا الأمر على يدي داود بن إيشا و هو ولد حصرون بن فارض بن يهود بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم الصّلاة و السّلام.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا سعيد بن أبي مريم [عن] (1) ابن لهيعة، حدّثني يزيد بن أبي حبيب، حدّثني أسلم أبو عمران أنه سمع أبا أيوب الأنصاري يقول:

قال لنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و نحن بالمدينة:«هل لكم أن نخرج فنلقى العير لعل اللّه يغنمنا؟» قلنا: نعم، فخرجنا، فلما سرنا يوما أو يومين أمرنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن نتعادّ، ففعلنا، فإذا نحن ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا، فأخبرنا النبي صلى اللّه عليه و سلم بعدّتنا فسر بذلك و حمد اللّه و قال:

«عدّة أصحاب طالوت»[5310].

قال: و أنا يعقوب، نا عبد العزيز بن عمران، نا ابن وهب، أخبرني حييّ (2) بن عبد اللّه المعافري، عن أبي عبد الرّحمن الحبلي (3)،عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص:

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم خرج يوم بدر بثلاثمائة (4) و خمسة عشر من المقاتلة كما خرج طالوت، هذا مختصر.

و أخبرتنا به بتمامه أم المجتبى العلوية، قالت: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو يعلى، نا أبو خيثمة، نا الحسن هو ابن موسى، أنا ابن لهيعة، حدّثني يحيى عن أبي عبد الرّحمن الحبليّ (5)،عن عبد اللّه بن عمرو:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خرج يوم بدر بثلاثمائة و خمسة عشر من المقاتلة كما خرج طالوت، فدعا لهم حين خرج لملكهم: إنهم حفاة فاحملهم اللّهمّ ، إنهم عراة فاكسهم اللّهمّ ، جياع فاطعمهم، ففتح اللّه يوم بدر، فانقلبوا حين انقلبوا و ما منهم رجل إلاّ بحمل أو حملين، و اكتسوا و شبعوا.

ص: 443


1- زيادة منا للإيضاح.
2- بالأصل: يحيى خطأ و الصواب ما أثبت:«حيي» ترجمته في تهذيب الكمال 313/4.
3- بالأصل:«البجلي» خطأ و الصواب ما أثبت، و اسمه عبد اللّه بن يزيد أبو عبد الرحمن الحبلي، ترجمته في تهذيب الكمال 642/10.
4- بالأصل: ثلاثمائة.
5- بالأصل: الجيلي، خطأ، انظر ما مرّ فيه.

أنبأنا أبو الوحش سبيع بن مسلّم، و أبو تراب حيدرة بن أحمد، قالا: ثنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن بن رزقويه، أنا أحمد بن سيدي، نا الحسن بن علي، نا إسماعيل بن عيسى، أنا إسحاق بن بشر، أنا أبو إلياس، عن وهب بن منبّه، قال:

لما تقدم داود دخل يده في مخلاته، فإذا ثلث الحجارة الثلاثة صارت حجرا واحدا، قال: فأخرجه، فوضعه في مقلاعه و أوحى اللّه إلى الملائكة أن أعينوا عبدي داود و انصروه، قال: فتقدم داود و كبّر، قال: فأجابه الخلق غير الثقلين، الملائكة و حملة العرش، فمن دونهم، فسمع جالوت و جنده شيئا ظنّوا أن اللّه قد حشر عليهم أهل الدنيا، و هبّت ريح و أظلمت عليهم، و ألقت بيضة جالت، و قذف داود الحجر في مقلاعه، ثم أرسله فصار الحجر ثلاثة، فأصاب أحدهم جبهة جالوت فنفذها منه فألقاه قتيلا، و ذهب الحجر الآخر، فأصاب ميمنة جند جالوت، فهزمهم، و الثالث أصاب الميسرة فهزمهم (1)،و ظنّوا أن الجبال قد خرّت عليهم، فولّوا مدبرين، و قتل بعضهم بعضا، و منح اللّه بني إسرائيل أكتافهم حتى أبادوهم، و انصرف طالوت ببني إسرائيل مظفّرا قد نصرهم اللّه على عدوّهم، فزوج ابنته من داود (2)،و قاسمه نصف ماله، و كان لا يرى رأيه، فاجتمعت بنو إسرائيل، فقالوا: تخلع طالوت، و تجعل علينا داود فإنه من آل يهودا و هو أحقّ بالملك من هذا، فلما أحسّ طالوت بذلك و خاف على ملكه أراد أن يغتال داود فيقتله، فأشار عليه بعض وزرائه أنك لا تقدر على قتله إلاّ أن تساعدك ابنتك، فدخل طالوت على ابنته فقال لها: يا بنية إني أريد أمرا أحب أن تساعديني عليه، قالت:

و ما ذاك يا أبة ؟ قال: إني أريد أن أقتل داود فإنه قد فرّق علي الناس، و اختلفوا، فقالت:

يا أبت زعمت أنك تريد أن تقتل داود لما أفسد عليك، و اعلم أن داود رجل له صولة شديدة لغضب أمر عليك إن لم تستطع (3) قتله إن ظفر بك قتلك (4)،فإذا أنت قد لقيت اللّه قائلا لنفسك، مستحلا لدم داود، و عجبا منك و ممن أعرف من حلمك و سداد رأيك كيف إسلامك إلى هذا الرأي القصير؟ و هذه الحيلة الضعيفة بالتقدم على داود،

ص: 444


1- في الكامل لابن الأثير: فوقع الحجر بين عينيه فنقب رأسه فقتله، و لم يزل الحجر يقتل كل من أصابه ينفذ منه إلى غيره فانهزم عسكر جالوت.
2- ذكر في مروج الذهب 52/1 أن طالوت أبى أن يفى لداود ما تقدم من شرطه، فلما رأى ميل الناس إليه زوّجه ابنته و سلّم إليه ثلث الجباية و ثلث الحكم و ثلث الناس.
3- بالأصل: تستطيع.
4- بالأصل: قتله.

و أنت تعلم أنه أشدّ أهل الأرض نفسا، و أنسله عند الموت، فقال طالوت: إني لأسمع قول امرأة مفتونة بزوج قد منعتها الفتنة و حبّها إياه أن تقبل عن أبيها تناصحه، و اعلمي (1)أنّي لم أدعك إلى ما دعوتك إليه من أمر داود إلاّ و قد عرفت أنّي لم انظر فيه نظر مثلي، و قد وطنت نفسي على قطع ظهره، إمّا أن أقتلك و إمّا أن تقتليه، قالت: فامهلني حتى إذا وجدت فرصة أعلمتك.

قال: و أنا إسحاق، أنا جويبر، عن الضّحّاك، عن ابن عباس: أنها انطلقت فاتخذت زقا على صورة داود و ملأته خمرا، ثم طيّبته بالمسك و العنبر، و أنواع الطيب، ثم اضطجعت الزق على سرير داود و لحّفته بلحاف داود، و أفشت إلى داود ذلك، و أدخلت داود المخدع، و علمت أن أباها سيندم على قتله إن قتله، قال: فأعلمت طالوت، فقالت: هلمّ إلى داود فاقتله، قال: فجاء طالوت حتى دخل البيت، و معه السّيف، فقالت: هو ذاك شأنك و شأنه، قال: فوضع السّيف على قلبه ثم اتّكأ عليه حتى أنفذه، فانتضح الخمر و نفح منه ريح المسك و الطيب، قال: يا داود طبت ميتا و كنت أطيب و أنت حيّ منك ميتا، و كنت طاهرا نقيا، و ندم فبكي، و أخذ السيف فأهوى به إلى نفسه ليقتلها فاحتضنته ابنته، فقالت له: يا أبة، ما لك قد ظفرت بعدوّك و قتلته، و أراحك اللّه عزّ و جلّ منه، و صفا لك الملك ؟ قال: يا بنية قد علمت أن الحسد و البغي حملاني على قتله، و صرت من أهل النار، و إنّ بني إسرائيل لا يرضون بذلك، فإنّي قاتل نفسي، قالت: يا أبة أ فكان يسرّك أنّك لم تكن قتلته ؟ قال: نعم، فأخرجت داود عن البيت، و قالت: يا أبة إنّك لم تقتله، و هذا داود، و قال داود: قد علمت أن الشيطان قد زيّن لك هذا، قال: و ندم طالوت (2).

قال: و نا إسحاق، أنا ابن سمعان بن مكحول، قال: زعم أهل الكتاب الأول أنّ طالوت طلب التوبة إلى اللّه، و جعل يلتمس التّنصّل (3) من ذلك الذنب إلى اللّه عز و جل، و أنه أتى عجوزا (4) من عجائز بني إسرائيل كانت تحسن الاسم الذي يدعى اللّه عز و جل

ص: 445


1- بالأصل: و اعلم.
2- انظر روايات أخرى لمحاولة طالوت قتل داود في الطبري 279/1 و الكامل لابن الأثير بتحقيقنا 153/1-154 و البداية و النهاية بتحقيقنا 11/2.
3- رسمها بالأصل:«النصمل» و لعل الصواب ما أثبت.
4- بالأصل: عجوز.

به فيجيب، فقال لها: إني قد أخطأت خطيئة لا يجيرني عن كفارتها إلاّ اليسع (1) فهل أنت منطلقة إلى قبره فتدعين اللّه عز و جل فيبعثه حتى أسأله عن خطيئتي ما كفّارتها؟ قالت: نعم، فانطلق بها حتى أتى بها قبره، فقال لها: هذا قبره، فقالت له: انظر أن تخطئه ما كانت علامته حين دفن ؟ قال: دفن و في يديه سواران من ذهب، قال: و صلّت ركعتين ثم دعت اللّه عز و جل فخرج إليه اليسع، فقال: يا طالوت ما بلغت خطيئتك أن أخرجتني من مضجعي الذي أنا فيه ؟ قال: يا نبي اللّه ضاق عليّ أمري، فلم يكن لي بدّ من مسألتك عنه، قال: فإنّ كفارة خطيئتك أن تجاهد بنفسك و أهل بيتك حتى لا يبقى منكم أحد، ثم رجع اليسع إلى مضجعه. و فعل طالوت ذلك حتى قتل هو و أهل بيته (2)، فاجتمعت بنو إسرائيل إلى داود، و آتاه اللّه الزبور و سلّمه اللّه الدروع، و أمر له الجبال و الطير يسبّحن معه إذا سبّح.

2946 - طالوت بن الأزهر الكلبي أخو طالب بن الأزهر الكلبي

ذكره دعبل في كتاب طبقات الشعر فيما حكاه محمّد بن داود، و أنشد له في قتل عتبة بن محمّد بن أبان بن حويّ السّكسكي، و كانت قيس قتلته:

أبعد السّكسكي فتى يمان *** تجمّون الجياد و تعمدونا

و قد فرشت له أسياف قيس *** بذات الإبل مفترشا لبينا

فجد بين أظهرهم صريعا *** سليبا راكبا منه الجبينا

ينادي الأقربين و أين منه *** و أين و أين منه الأقربونا

فيا يمن الكماة ثبوا فأطفوا *** مقال العار و اطّلبوا الدفينا

فقد نمتم و ليس أوان نوم *** و لم ينم الغداة الكاشحونا

و أغمدتم سيوف الحرب حتى *** ذرين معاو فيرين الجفونا

أبا نصر التي ظلمت و جارت *** أتاك الموت فابتدري الحصونا

و كوني كالتي دفنت بنيها *** لتحييهم فماتوا أجمعينا

قرأت على أبي الفتوح بن محمّد بن زيد العلوي، عن محمّد بن أحمد بن

ص: 446


1- هو اليسع بن أخطوب، و هذا ما حكاه الطبري عن ابن إسحاق، و فيه أيضا رواية أخرى: أنه يوشع بن نون 280/1 و انظر ابن الأثير 154/1 و البداية و النهاية 11/2.
2- ذكر المسعودي في مروج الذهب 53/1 أنه مات على سرير ملكه ليلة كمدا.

محمّد بن عمر، عن أبي عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى المرزباني (1)،قال:

طالوت بن الأزهر الطائي الشامي يقول في عتبة بن محمّد السّكسكي و قتلته قيس:

أبعد السّكسكي فتى بمال *** يحمون الجياد و يعمدونا

تجد بين أظهركم صريعا *** سليبا راكبا منه الجبينا

ينادي الأقربين و أين منه *** و أين و أين منه الأقربونا

فيا يمن الكماة ثبوا فأطفوا *** مقال العار و اطلبوا الديونا

فقد نمتم و ليس أوان نوم *** و لم تنم الغداة الكاشحونا

أيا مضر التي قلّت و ذلّت *** أتاك الموت فابتدري الحصونا

و له في المنصور:

اذكر لقومي فضلهم و وفاءهم *** لكم و كن يا ابن الكرام وصولا

يا ابن الكرام إنّني من عصبة *** متسربلين من الحديد سليلا

خرجوا لدعوتكم فلم يألوا فقد *** رفعتكم فوق الأنام طويلا

كذا قال المرزباني جعلهما واحدا و قد فرّق دعبل بن علي بينهما، و هو أقدم و أعلم بذلك.

ذكر من اسمه طالب

2947 - طالب بن الأزهر الطائي

دمشقي شاعر، و هو أخو طالوت المذكور آنفا صالحا، و أنشد له دعبل في أبي جعفر المنصور:

اذكر لقومي فضلهم و وفاءهم *** أبدا و كن يا ابن الكرام وصولا

يا ابن الأكارم إنّني من عصبة *** متسربلين من الحديد سليلا

خرجوا لدعوتكم فلم يألوا فلا *** رفعتكم فوق الأنام طويلا

ص: 447


1- ليس لطالوت بن الأزهر ذكر في معجم الشعراء المطبوع للمرزباني.

ذكر من اسمه طاهر

2948 - طاهر بن أحمد بن علي بن محمود

أبو الحسين المحمودي الفقيه القايني (1) الشافعي

سكن دمشق، و حدّث عن أبي الفضل منصور بن نصر بن عبد الرحيم بن متّ السّمرقندي الكاغدي، و أبي الحسن علي بن أحمد بن عمر الحمّامي، و أبي الحسن محمّد بن أحمد بن رزقويه، و أبي إسحاق إبراهيم بن عمر البرمكي، و أبي سعد عبد الرّحمن بن الحسن بن عليل النيسابوري الحافظ ، و أبي الفتح ناصر بن الحسين بن محمّد العمري، و القاضي أبي علي الحسن بن عثمان بن الحسن الصرصري، و طلحة بن محمّد بن جعفر الجنابذي (2)،و أبي طالب يحيى بن علي بن الطيب الدّسكري (3).

روى عنه: نصر بن إبراهيم الزاهد، و عمر بن عبد الكريم الدّهستاني، و أبو الحسن الموازيني، و أبو طاهر بن الحنّائي (4).

و حدّثنا عنه أبو محمّد الأكفاني، و وثّقه، و عبد الكريم بن حمزة.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن محمّد الأكفاني، و عبد الكريم بن حمزة، قالا: نا أبو الحسين طاهر بن أحمد بن علي بن محمود القايني الفقيه الشافعي بدمشق، أنا أبو الفضل منصور بن نصر بن عبد الرحيم بن متّ بن بحير الكاغدي السّمرقندي

ص: 448


1- بفتح القاف و الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، هذه النسبة إلى قاين، و هي بلدة قريبة من طبس بين نيسابور و أصبهان (الأنساب).
2- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى جنابذ (كونابذ) قرية بنواحي نيسابور.
3- ضبطت عن الأنساب، موضعان: قريتان (انظر الأنساب).
4- بالأصل:«الحياني» خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.

بسمرقند سنة ثلاث و عشرين و أربعمائة، نا أبو عمرو الحسن بن علي بن الحسن العطار سنة ثلاث و ثلاثين و ثلاثمائة، ثنا إبراهيم بن عبد اللّه بن عمر بن بكير بن الحارث العبسي سنة ثمان و سبعين و مائتين، نا وكيع بن الجرّاح، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«و الذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، و لا تؤمنوا حتى تحابّوا، و لا (1) أدلّكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم: أفشوا السّلام بينكم»[5311].

قرأت بخط أبي محمّد بن الأكفاني، توجّه طاهر بن أحمد القايني من دمشق في شوال من سنة إحدى و ستين و أربعمائة قاصدا للحج، و جاور بمكة - حرسها اللّه - و كانت وفاته بعد عوده من الحج في تيماء (2) في سنة ثلاث ستين.

و قال أنا أبو محمّد بن الأكفاني: توفي الفقيه أبو الحسين طاهر بن أحمد القايني المحمودي الشافعي بطريق الحجاز و هو راجع في شهور سنة ثلاث و ستين و أربعمائة، و قد كان قدم دمشق و أقام بها، و حدّث عن علي بن أحمد الحمّامي المقرئ البغدادي، و أبي الحسن بن رزقويه و غيرهما.

2949 - طاهر بن إسماعيل البصري

حدّث بدمشق، سمع منه بعض الغرباء بعد الستين و أربعمائة.

2950 - طاهر بن بركات بن إبراهيم بن علي بن محمّد

ابن أحمد بن العبّاس بن هاشم

أبو الفضل القرشي (3) المعروف بالخشوعي (4)

سمع أبا القاسم الحنّائي، و عبد الدّائم بن الحسن، و أبا الحسن بن أبي الحديد،

ص: 449


1- كذا، و في مختصر ابن منظور 170/11 «أولا» و هذا أشبه.
2- تيماء بالفتح و المد، بليد في أطراف الشام، بين الشام و وادي القرى، على طريق حاج الشام و دمشق (ياقوت).
3- كذا تقرأ بالأصل «القرشي» بالقاف. و نقل الذهبي في سير الأعلام في ترجمة حفيده بركات 356/21 عن المنذري «الفرشي» يعني بالفاء. و الفرشي نسبة إلى بيع الفرش. و في الوافي بالوفيات: القرشي، بالقاف، كالأصل.
4- ترجمته في الوافي بالوفيات 392/16.

و عبد العزيز بن أحمد، و أبا نصر بن طلاّب، و أبا القاسم عبد العزيز بن محمّد بن أحمد البزري، و أبا (1) الحسن علي بن محمّد بن علي القطّان، و علي بن الخضر بن عبدان، و سعيد بن محمّد بن الحسن الإدريسي بصور، و أبا الحسين بن مكي المصري، و أبا بكر الخطيب، و أبا العباس بن قبيس، و أبا إسحاق إبراهيم بن عقيل المكبّري، و القاضي أبا المكارم بن حبوش، و أبا الحسين طاهر بن أحمد القايني، و أبا عبد اللّه بن أبي الرضا، و أبا الغنائم محمّد بن محمّد بن الفراء ببيت المقدس و جماعة سواهم.

و جمع معجم أسماء شيوخه، و حدّث ببيت المقدس نحر عن مشايخه في سنة ست و ستين و أربعمائة.

و كتب عنه عمر الدّهستاني، و سمع منه الفقيه نصر بن إبراهيم، و مكي بن عبد السّلام الرميلي.

و سألت ابنه (2) أبا إسحاق إبراهيم: لم سمّوا الخشوعيين، فقال: كان جدنا الأعلى يؤم بالناس، فتوفي في المحراب فسمّي الخشوعي، و ذكر أن أباه طاهرا توفي و قد ناهز الخمسين.

و قال شيخنا أبو الفرج غيث بن علي: ما علمت من حاله إلاّ خيرا.

قرأت بخط أبي القاسم بن صابر، توفي أبو الفضل طاهر بن بركات بن إبراهيم القرشي (3) في يوم الثلاثاء مستهل ربيع الأول من سنة اثنين (4) و ثمانين و أربعمائة، سمع الكبير من أبي بكر الخطيب، و عبد العزيز بن أحمد الكتّاني، و أبي الحسن بن أبي الحديد، و غيرهم، و كان ثقة، حسن الطريقة.

2951 - طاهر بن سهل بن بشر بن أحمد بن سعيد

أبو محمّد بن أبي الفرج الأسفرايني الصائغ (5)

سمع أباه سهلا، و أبا القاسم الحنّائي، و أبا بكر الخطيب، و عبد الدائم بن

ص: 450


1- بالأصل:«و أبو».
2- تقرأ بالأصل «أبيه» خطأ و الصواب ما أثبت انظر سير الأعلام 65/20 و 355/21 ترجمة حفيده بركات بن إبراهيم بن طاهر بن بركات.
3- كذا انظر ما مرّ فيها.
4- كذا بالأصل.
5- ترجمته في ميزان الاعتدال 335/2 و العبر 85/4 و شذرات الذهب 97/4 سير الأعلام 591/19.

الحسن، و أبا الحسن بن أبي الحديد، و عبد العزيز الكتّاني، و أبا محمّد عبيد اللّه بن إبراهيم بن كبيبة، و أبا الحسين بن مكي.

سمعت منه (1).

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل، أنا أبو الحسين محمّد بن مكي، قدم علينا دمشق، أنا أبو القاسم الميمون بن حمزة الحسي (2)،أنا أحمد بن عبد الوارث بن جرير الغسّاني، نا عيسى بن حمّاد، و عنه أنبأ الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عراك، عن أبي هريرة أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ شرّ الناس ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه، و هؤلاء بوجه»[5312].

ذكر أبوه أبو الفرج أنه ولد يوم الخميس لاثنتي عشرة خلت من ذي القعدة سنة خمسين و أربعمائة، سألت طاهرا عن مولده فقال في سنة خمسين، و لا أدري في أي شهر منها، و كان شيخنا (3) عسرا مع جهله بالحديث، و عدم ثقته دفع إليّ جزءا فقرأته عليه عن الحنّاني، ثم تأمّلت سماعه فيه فوجدته سمعه عن أبيه عن الحنّائي فقلت له: لم لم تخبرني أنه سماعك من أبيك ؟ فقال: ما ظننتك قرأته إلاّ عن أبي عن الحنّائي، و كان على ظهر الجزء إجازة من الحنّائي فيها اسم أبيه، و أخيه أبي روح صاعد، و قد عمد إلى أبي روح فجعله أبا محمّد، و أبقى الراء فصارت أبار محمّد، و جعل صاعدا طاهرا، و كذلك رأيته قد حكّ سماع أخيه من أبيه بكتاب الشهاب عن القضاعي، و أثبت اسمه فنسأل اللّه السّلامة.

توفي طاهر ليلة الجمعة، و دفن بعد صلاة الجمعة للسّابع من ذي الحجّة سنة إحدى (4) و ثلاثين و خمس مائة، و دفن في مقابر باب الفراديس.

ص: 451


1- و حدث عنه أيضا الخشوعي، و عبد الرحمن بن علي الخرقي، و أبو القاسم بن الحرستاني و آخرون، قاله في سير الأعلام.
2- كذا رسمها بالأصل.
3- في سير الأعلام: شيخا.
4- بالأصل: أحد.

2952 - طاهر بن الطّيّب بن حوط بن عبد السّلام بن عمرو بن عميرة

أبو الطّيّب الحارثي الكاتب

حدّث عن من لم يبلغني اسمه.

كتب عنه أبو الحسين الرازي.

قرأت بخط نجاء بن أحمد - فيما ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق: أبو الطّيّب طاهر بن الطّيّب بن حوط بن عبد السّلام بن عمرو بن عمير الحارثي (1)،و كان كاتبا، مات و أنا بدمشق في سنة اثنين (2) و عشرين و ثلاثمائة.

2953 - طاهر بن عبد السّلام الدرجي

حكى عن أبيه.

حكى عنه أبو الدّحداح أحمد بن محمّد بن إسماعيل.

أخبرنا أبو الفضائل ناصر بن محمود القرشي، ثنا علي بن أحمد بن زهير، نا علي بن محمّد بن شجاع، أنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني، أنا محمّد بن سليمان الربعي، نا أبو الدحداح، نا طاهر بن عبد السّلام الدرجي، حدّثنا أبي، نا أشياخنا:

أنهم لما فتحوا دمشق في أيّام عمر بن الخطّاب وجدوا حجرا في جيرون مكتوب عليه باليونانية، قال: فبعثوا إلى النصارى، فلم يقرؤه، و إلى اليهود فلم يقرؤه، فجاءوا برجل يوناني فقرأه، فإذا فيه مكتوب: دمشق جبارة، لا يهم بها الجبار إلاّ قصمه اللّه، الجبابرة تبني و القرود تخرب، الآخر شرّ. الآخر شرّ إلى يوم القيامة.

2954 - طاهر بن عبد العزيز بن علي بن أحمد بن عبد الرّحمن

أبو القاسم البغدادي المقرئ

حدّث بأطرابلس، عن أبي الحسن علي بن محمّد بن عيسى الريدي (3) الآمدي.

روى عنه: هبة اللّه بن عبد الوارث الشيرازي.

ص: 452


1- مرّ: عميرة.
2- كذا بالأصل.
3- كذا مهملة بدون نقط بالأصل.

2955 - طاهر بن علي بن عبدوس

أبو الطّيّب مولى بني هاشم الطّبراني القطّان القاضي

حدّث عن عصام بن روّاد، و جرير بن غطفان بن جرير، و محمّد بن عمران الطّرسوسي، و حمّاد بن يحيى، شيخ يروي عن معروف الخيّاط ، و إبراهيم بن الوليد بن سلمة الطّبراني الأشقر، و نوح بن حبيب القومسي (1).

روى عنه: أبو الحسين محمّد بن عبد اللّه الرازي، و عبد الوهاب الكلابي، و سليمان بن أحمد الطّبراني، و أبو أحمد بن عدي، و أبو القاسم الحسن بن محمود، و أبو عمر محمّد بن سليمان بن أبي داود اللبّاد، و أبو زرعة محمّد بن إبراهيم بن عبد اللّه بن بندار الجرجاني، و أبو هاشم المؤدب، و هارون بن محمّد الموصلي، و الحسن بن منير، و أبو بكر محمّد بن الحسن النقاش المقرئ.

أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن الفضل بن أحمد الخيّاط ، أنا جدي لأمي أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن علي العطار، نا أبو سعد محمّد بن علي بن عمرو بن مهدي النقاش - إملاء - أنا أبو زرعة محمّد بن إبراهيم بن عبد اللّه بن بندار الجرجاني، نا أبو الطّيّب طاهر بن علي بن عبدوس الدمشقي، نا عصام بن روّاد بن الجرّاح، نا أبي، نا الأوزاعي، عن عطاء، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من صام الأبد فلا صام»[5313].

قال النقاش: لا أعلم أحدا رواه عن ابن عمر غير عطاء، تفرّد به، رواه عن الأوزاعي.

أخبرنا الفقيه أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد المصّيصي، و أبو أحمد عبد السّلام بن الحسن بن علي بن زرعة الطّيّوري، قالا: ثنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم الفقيه - بصور - أنا أبو الحسن محمّد بن عوف، أنا أبو القاسم الحسن بن محمود، نا طاهر بن عبدوس أبو الطّيّب القطّان، نا عصام بن روّاد العسقلاني، نا أبي، عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية، عن محمّد بن أبي عائشة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إذا فرغ أحدكم من التشهّد فليتعوّذ من هذه الأربع: من عذاب القبر، و من فتنة المحيّا و الممات،

ص: 453


1- ترجمته في تهذيب الكمال 168/19.

و من فتنة المسيح الدّجّال»[5314].

كذا قال: و قد سقط منه واحد.

أخبرناه تاما عاليا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، نا أبو عبيد علي بن الحسين بن حارث القاضي، نا أبو علي الحسن (1) بن عبد العزيز الجروي (2)،نا بشر بن بكر، نا الأوزاعي، حدّثني حسان بن عطية، حدّثني محمّد بن أبي عائشة قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«إذا فرغ أحدكم من التشهد فليتعوّذ باللّه تعالى من: عذاب جهنّم، و عذاب القبر، و فتنة المحيّا و الممات، و شرّ المسيح الدّجال»[5315].

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، أنا أبو البركات بن طاوس المقرئ، قال: أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد (3) بن عثمان الأزهري، أنبأ أبو علي الحسين بن الحسن بن حمكان الفقيه، نا محمّد بن الحسن، نا طاهر بن علي القاضي بالطّبرية، نا نوح بن حبيب، قال:

سمعت الشافعي يقول كلاما ما سمعت قط أحسن منه، سمعته يقول: قال إبراهيم خليل اللّه لولده في وقت ما قصّ اللّه عليه ما رأى: مٰا ذٰا تَرىٰ (4) أي ما ذا تشير به ليستخرج بهذه اللفظة ذكر التفويض و الصبر، و التسليم و الانقياد لأمر اللّه لا لمؤامرته له مع أمر اللّه، فقال: يٰا أَبَتِ افْعَلْ مٰا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شٰاءَ اللّٰهُ مِنَ الصّٰابِرِينَ (5)،قال الشافعي: و التفويض هو الصّبر و التسليم هو الصبر، و الانقياد هو ملاك الصبر، فجمع له الذبيح جميع ما ابتغاه في هذه اللفظة اليسيرة.

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد فيما ذكر أنه نقله من خط أبي [الحسين] (6)الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق في الدفعة الثانية: أبو الطّيّب طاهر بن علي بن

ص: 454


1- بالأصل: الحسين، خطأ و الصواب ما أثبت، انظر الحاشية التالية.
2- بالأصل «الحروي» و الصواب بالجيم، و هذه النسبة أى جري بن عوف بطن من جذام،(انظر الأنساب)، ترجمته في سير الأعلام 333/13.
3- غير واضحة بالأصل و رسمها:«امحمد» تقرأ:«أحمد» و تقرأ «محمد» و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 578/17.
4- سورة الصافات، الآية:102 و بالأصل:«راى».
5- سورة الصافات، الآية:102 و بالأصل:«راى».
6- الزيادة منا للإيضاح.

عبدوس القطّان مولى بني هاشم، و كان أبوه أيضا محدثا، مات في سنة سبع عشرة و ثلاثمائة.

2956 - طاهر بن محمّد بن الحكم

أبو العبّاس التميمي البزّار المعلم

إمام مسجد سوق الأحد.

و روى عن هشام بن عمّار.

و روى عنه: أبو الحسين الرازي الكلابي، و أبو القاسم علي بن الحسن بن رجاء بن طعان، و أحمد بن عتبة بن مكين، و أبو بكر بن المقرئ، و أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عبد الغفّار بن ذكوان، و أبو بكر محمّد بن موسى بن هارون العسكري، و أبو الحسن علي بن عمرو بن سهل الحريري، و أبو علي سعيد بن عثمان بن السكن الحافظ .

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد، أنبأ أبو القاسم السّميساطي، أنا عبد الوهاب الكلابي، نا طاهر بن محمّد الإمام، نا هشام بن عمّار، نا الوليد، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«لا ينجّي أحدا عمله»، قالوا: و لا أنت يا رسول اللّه ؟ قال:«و أنا، إلاّ أن يتغمّدني اللّه منه برحمته، فسدّدوا (1) و قاربوا، و اغدوا و روحوا [و] شيئا من القصد (2) تبلغوا»[5316].

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء بن أبي منصور، أنا أبو الفتح منصور بن الحسين بن علي بن القاسم، و أبو طاهر أحمد بن محمود، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا طاهر بن محمّد البزّار الدمشقي، ثنا هشام بن عمّار، نا عثمان بن عمرو، نا أبو مسعدة الأنصاري، عن عمرو بن الأزهر، عن حميد، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لكاتبه:«إذا كتبت فضع قلمك على أذنك فإنّه أذكر لك»[5317].

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد بن

ص: 455


1- تقرأ بالأصل:«فشدوا» و الصواب عن النهاية لابن الأثير (سدد)، أي اطلبوا بأعمالكم السداد و الاستقامة، و هو القصد في الأمر و العدل فيه.
2- أي عليكم بالقصد من الأمور في القول و الفعل، و هو الوسط بين الطرفين (النهاية: قصد).

الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر: سنة تسع عشرة و ثلاثمائة فيها توفي أبو العباس طاهر بن محمّد التميمي، إمام مسجد سوق الأحد.

قرأت بخط أبي الحسن نجاء بن أحمد - فيما ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق في الدقعة الثانية: أبو العبّاس طاهر بن محمّد بن الحكم التميمي، و كان يعرف بإمام مسجد سوق الأحد مات في سنة اثنتين (1) و عشرين و ثلاثمائة، كذا قال، و اللّه أعلم.

2957 - طاهر بن محمّد بن سلامة بن جعفر

أبو الفضل بن القاضي أبي عبد اللّه القضاعي المصري

حدّث بأطرابلس، و بيت المقدس سنة ثلاث و ستين و أربعمائة.

و حدّث عن أبي محمّد بن النّحّاس، و القاضي أبي مطر علي بن عبد اللّه بن الحسن بن أبي مطر الإسكندراني.

روى عنه: هبة اللّه بن عبد الوارث الشيرازي، و أبو القاسم مكي بن عبد السّلام بن الحسين.

أنبأنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، ثنا أبو القاسم مكي بن عبد السّلام بن الحسين بن القاسم بن محمّد الرميلي المقدسي - لفظا - بدمشق، أنا القاضي أبو الفضل طاهر بن محمّد بن سلامة بن جعفر بن علي القضاعي المصري، قدم علينا رسولا إلى القسطنطينية (2)،أنا القاضي أبو مطر علي بن عبد اللّه بن الحسن بن أبي مطر الإسكندراني - بمصر - أنا أبو الحسين علي بن الغطاف بن محمّد بن الغطاف المصري، نا أبو غلابة محمّد بن غسان الفارضي، نا عبد الأول المعلّم، نا أبو أمية الأيلي، عن وصم بن واصل، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من كثر ضحكه استخفّ بحقّه، و من كثرت دعابته ذهبت جلالته، و من كثر مزاحه ذهب وقاره، و من شرب الماء على الرّيق ذهب بنصف قوّته، و من كثر كلامه كثر سقطه، و من كثر سقطه كثرت خطاياه، و من كثرت خطاياه كانت النار أولى به» غريب الإسناد و المتن[5318].

ص: 456


1- بالأصل: اثنين.
2- بالأصل: القسطنطينة.

2958 - طاهر بن محمّد بن أبي القاسم بن كاكويه

أبو القاسم المرورّوذي الواعظ والد أبي محمّد بن زينه

قدم الشام، و حدّث بصور عن أبي عثمان إسماعيل بن عبد الرّحمن الشيرازي.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد، عن سهل بن بشران بن أحمد، حدّثني الفقيه أبو القاسم طاهر بن محمّد الواعظ المرورّوذي المعروف بابن كاكويه بصور، نا أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرّحمن الصّابوني بنيسابور، أنبأ أبو نعيم عبد الملك بن الحسن الأسفرايني، أنبأ أبو عوانة الأسفرايني، نا محمّد بن يحيى الذهلي، نا إبراهيم بن حمزة، عن عبد العزّى ز بن محمّد الدّراوردي، عن العلاء بن عبد الرّحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«بادروا بالأعمال الصّالحة، فتنا كقطع اللّيل المظلم، يصبح الرجل مؤمنا و يمسي كافرا، و يمسي مؤمنا و يصبح كافرا، يبيع دينه بعرض من الدنيا»[5319].

أخبرناه أعلى من هذا بدرجتين أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبي أبو القاسم، أنا أبو نعيم الأسفرايني، نا أبو عوانة، ثنا محمّد بن يحيى، حدّثنا إبراهيم بن حمزة، نا عبد العزيز - يعني الدّراوردي، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال فذكر مثله و لم يقل:«الصّالحة».

أخبرناه أعلى من هذا: أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو [سعد] (1)الجنزرودي (2)،أنا أبو طاهر محمّد بن الفضل بن محمّد بن إسحاق بن خزيمة، أنا جدي أبو بكر، حدّثنا علي بن حجر، نا إسماعيل بن جعفر، عن العلاء بن عبد الرّحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«بادروا بالأعمال، فتنا كقطع اللّيل المظلم يصبح الرجل مؤمنا و يمسي كافرا، و يمسي مؤمنا و يصبح كافرا، يبيع دينه بعرض من الدنيا»[5320].

رواه مسلم عن علي بن حجر (3).

قرأت بخط علي بن حجر، و أبي الفرج غيث بن علي، توفي طاهر بن محمّد،

ص: 457


1- زيادة لازمة منا للإيضاح.
2- إعجامها و رسمها مضطربان و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
3- صحيح مسلم(1) كتاب الايمان،(51) باب، حديث رقم 118.

و كان يجلس بطرابلس في سنة ثلاث و ستين و أربعمائة، حدّثني أبو الفرج الأسفرايني، و أبو روح ياسين بن سهل.

2959 - طاهر بن محمّد البكري الضرير

حكى عن: الحسن بن حبيب الحصائري.

حكى عنه: إسماعيل بن علي الأسترآباذي.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الشافعي، نا نصر بن إبراهيم، أنبأ أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسن بن بندار بن المثنّى - بقراءة الخطيب الحافظ أبي بكر البغدادي و أنا أسمع - فقال له: سمعت طاهر بن محمّد الضرير، قال: ثنا أبو علي الحسن بن حبيب الدمشقي، حدّثني الربيع بن سليمان، قال: كنت عند الشافعي فأتته رقعة من الصّعيد فيها مسألة ما يقول الشيخ في قول اللّه تعالى: كَلاّٰ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (1) قال الشافعي؛ إذا حجب الكفار بالسّخط دليل على أن المؤمن غير محجوب في الرضا.

ص: 458


1- سورة المطففين، الآية:15.

ذكر من اسمه طبارجي

2960 - طبارجي و اسمه عبد اللّه و يكنى أبا الفتح

2960 - طبارجي و اسمه عبد اللّه و يكنى أبا الفتح (1)

ولي إمرة دمشق من قبل أبي الجيش (2) خمارويه بن أحمد بن طولون.

قرأت بخط أبي الحسين الرازي، و كانت ولايته إيّاها بعد قتل سعد الأيسر (3).

بلغني أن أبا الجيش (4) قدم دمشق سنة ثلاث و سبعين و مائتين، فبلغه أن الأعراب قد غلبت على بعض نواحي دمشق، فوجّه إليهم طبارجي فقتل منهم مقتلة عظيمة، و غرق في وسط الأعراب و قد سحاهم فتقطّر به (5) فرسه فبادر به الأعراب، فقتل، و اللّه أعلم.

ص: 459


1- ترجمته في أمراء دمشق للصفدي ص 66 و تحفة ذوي الألباب 327/1.
2- بالأصل: أبي الخير خطأ، و الصواب ما أثبت، انظر تحفة ذوي الألباب للصفدي 318/1.
3- تقدمت ترجمته في كتابنا، و انظر تحفة ذوي الألباب 325/1.
4- بالأصل:«أبا الحسن» و الصواب ما أثبت.
5- القطر: الشق، و قطره فرسه، و أقطره، و نقطر به: ألقاه على تلك الهيئة، و نقطر هو: رمى بنفسه من علو (اللسان).

ذكر من اسمه طراد

2961 - طراد بن الحسين بن حمدان

أبو فراس الأمير

روى عن أبي عبد اللّه الحسين بن عبد اللّه بن أبي كامل الأطرابلسي.

ثنا عنه: أبو القاسم النسيب.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أخبرني الأمير أبو فراس طراد بن الحسين بن حمدان، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد اللّه بن محمّد بن أبي كامل، أنبأ خال أبي أبو الحسن خيثمة بن سليمان، عن سليمان بن حيدرة، نا إبراهيم بن أبي العنبس، نا جعفر بن عون، عن معاوية بن أبي مزرد، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: بصر عيني هاتين، و سمع أذنيّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أخذ بيد الحسن أو الحسين و هو يقول:«ترقّ ، عين بقّة» قال: فوضع الغلام قدميه على قدمي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يرفعه إلى صدره، قال: و هو يقول له:«افتح» قال: فيوضع فاه فيقبّله النبي صلى اللّه عليه و سلم ثم قال:«اللّهمّ إنّي أحبّه فأحبّه»[5321].

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أخبرني الأمير عرس الدولة أبو فراس طراد بن الحسين بن حمدان، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد اللّه بن محمّد بن إسحاق بن أبي كامل - قراءة عليه - أنبأ خال أبي أبو الحسن خيثمة بن سليمان [عن سليمان] بن حيدرة، نا عبيد بن محمّد الكشوري، نا عبد اللّه بن عبد ربّه البصري، عن أبي رجاء، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي عليه السّلام:

أن جبريل أتى النبي صلى اللّه عليه و سلم فوافقه مغتمّا، فقال: يا محمّد ما هذا الغمّ الذي أراه في

ص: 460

وجهك ؟ قال:«الحسن و الحسين أصابتهما عين» قال: صدّق بالعين فإن العين حقّ ، أ فلا عوّذتهما بهؤلاء الكلمات، قال:«و ما هنّ يا جبريل» قال: قل: اللّهمّ ذا السّلطان العظيم، ذا المنّ القديم، ذا الوجه الكريم، ولي الكلمات التامّات، و الدعوات المستجابات، عاف الحسن و الحسين من أنفس الجنّ و أعين الإنس، فقالها النبي صلى اللّه عليه و سلم فقاما يلعبان بين يديه، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«عوّذوا أنفسكم و نساءكم و أولادكم بهذا التعويذ، فإنه لم يتعوّذ المتعوذون بمثله»[5322].

قال أبو بكر الخطيب: تفرّد بروايته أبو رجاء محمّد بن عبد اللّه الحنظلي من أهل تستر.

2962 - طراد بن علي بن عبد العزيز

أبو فراس (1) السّلمي (2)

شاعر من أهل دمشق، كان حيا سنة ثمانين و أربعمائة (3).

قرأت بخطه له في الغيث العاصمي:

دعتنا إلى كرم تكامل حسنه *** له منظر بين القلوب أنيق

به عاصمي ليس لي عنه عصمة *** كأتحاف بلور بهن رحيق

و يحسب فيه الناظرون خفاءه *** تحافيف عبد للعيون يروق

معلّقة تلك العناقيد حولها *** كأخراص درّ حشوهن عقيق

كذا رأيته بخطه، و الصّواب أحراس بالسين.

و وجدت له قصيدة مدح بها تاج الدّولة بن ألب رسلان فيها ركّة.

قرأت له بخطه من قصيدة:

و للّه ظبيّ لا يزال معذّبي *** بأعذب ريق راق من شنب الثغر

غزال غزا قلبي بعين مريضة *** لها ضعف أجفان تهدّ قوي الصبر

ص: 461


1- بالأصل:«أبو فراش» و الصواب عن مصادر ترجمته.
2- ترجمته في معجم الأدباء 19/12 و شذرات الذهب 90/4 و بغية الوعاة 19/2 و فوات الوفيات 131/2 و الوافي بالوفيات 420/16.
3- و مات سنة 524 ه ، و كان معروفا بالبديع الدمشقي،(و في بغية الوعاة أنه مات سنة 520).

له لين أعطاف أرقّ من الهوى *** و قلب على العشّاق أقوى من الصخر

و هي طويلة.

حدّثنا الأمير أبو عبد اللّه محمّد بن المحسّن بن الملحي من لفظه، و كتبه لي بخطه قال: كان للأمير صاعد بن الحسن بن صاعد غلامان أحدهما جرجس الذي يقول فيه:

يا قلب ويحك خنتني في جرجس *** فأخلص نجيا في الهوى و استأيس

و اذهب كما أذهبته و الحق به *** إن شاء يحسن فيك بعدي أو تسي

و عساك تجذبه إليك بحيلة *** جذب الحديد حجارة المغطنيس

و الآخر اسمه لؤلؤ، فزاره في بعض الأيام طراد بن علي الشاعر، فقال له لؤلؤ:

الأمير لا تصل إليه لأن عنده نساء، فكتب إليه طراد:

بين الحوائج حر وجد صاعد *** من أجل هجرك و القلى يا صاعد

لمّا حفظت ودادكم ضيّعته *** هذا دليل أنّ ودّك فاسد

أ من التّناصف أن أزورك قاصدا *** فيقال لي: عند الأمير جرائد

عذر لعمرك ليس يحسن مثله *** ما بيننا أبدا ورد بارد

و لو انتضيت محاربا سيف الجفا *** لأتاه من شفعاء حبك عامد

أ يصح أن تجفو جفوني ناظري *** أو يهجر الأمواه صاد وارد

فأجابه صاعد:

ما أخطأت لي منذ نظرت *** فراسة بأبي الفوارس

هو حافظ عقد الإخاء *** و لا قط حقد المنافس

أنكرت حجبه لؤلؤ *** و هو المصون من النفائس

هو جنّتي فإذا خلوت *** بها فما لي و الأبالس

ما لي و للمرء الخبيث *** الأصل مذموم المغارس

بادي الخنا مرّ الجنا *** عنه الغنا فخر المجالس

أحتاج حين يزور *** أجرة حافظ منه و حارس

و أخافه خوف الذئاب *** الطلس طاوية تخالس

ص: 462

ذكر من اسمه طرفة

2963 - طرفة بن أحمد بن محمّد بن طرفة بن الكميت

أبو صالح الحرستاني (1) الماسح

روى عن عبد الوهّاب الكلابي، و عبد اللّه بن عطية المفسّر.

روى عنه: ابنه صالح، و سمع منه التجيبي، و عبد العزّى ز الكتّاني، و سهل الأسفرايني، و نجاء بن أحمد، و حدّثنا عنه أبو القاسم العلوي.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي، أنا أبو صالح طرفة بن أحمد الحرستاني، أنا عبد الوهاب بن الحسن الكلابي، نا محمّد بن خريم، ثنا دحيم، نا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن محمود بن الربيع، قال: عقلت مجّة مجّها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في وجهي من دلو معلّقة في دارنا.

قال محمّد: فحدّثني عتبان بن مالك قال:

قلت: يا رسول اللّه إنّ بصري قد ساء، و إنّ الأمطار إذا كثرت و اشتدّت، و سال الوادي حال بيني و بين الصّلاة في مسجد قومي، فلو صلّيت في منزلي مكانا أتّخذه مصلّى، قال: فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم [نعم، فغدا عليّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم] (2) و معه أبو بكر فاستأذنا، فأذنت لهما، فما جلس حتى قال:«أين تحبّ أن تصلّي من منزلك ؟» فأشرت إلى ناحية، فتقدّم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فصففنا خلفه، فصلّى، و حبسنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على

ص: 463


1- بالأصل الخرستاني، بالخاء المعجمة خطأ، و الصواب بالحاء المهملة، و قد صوبناها هنا و في الخبر التالي، و هذه النسبة إلى حرستا و هي قرية على باب دمشق، و قد ينسب إليها بالحرستي أيضا.
2- ما بين معكوفتين زيادة لازمة أضفناها للإيضاح عن مختصر ابن منظور 175/11.

خزيرة (1) صنعناها له لم يزدنا على هذا.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني قال: توفي شيخنا أبو صالح طرفة بن أحمد الحرستاني الماسح في شعبان سنة خمس و أربعين و أربعمائة وجد له جزءان فيها سماعه من عبد الوهاب بن الحسن (2)،و حدّث عن عبد اللّه بن عطية بشعر و ذكر أنه كتب شيئا كثيرا، و نهبت كتبه.

ص: 464


1- بالأصل: الجزيرة، و الصواب ما أثبت، و الخزيرة: شبه عصيدة بلحم و بلا لحم عصيدة، أو مرقة من بلالة النخالة (القاموس).
2- بالأصل: الحسين، خطأ، و الصواب ما أثبت. ترجمته في سير الأعلام 557/16.

ذكر من اسمه طرمّاح

2964 - طرمّاح بن حكيم بن الحكم بن نفر بن قيس بن جحدر

2964 - طرمّاح (1) بن حكيم بن الحكم بن نفر بن قيس بن جحدر

ابن ثعلبة بن عبد بن رضا بن مالك بن أمان بن عمرو

ابن ربيعة بن جرول بن ثعل (2) بن عمرو بن الغوث بن طيئ (3)

أبو نقر و أبو ضبينة (4) الطائي الشاعر

الشامي المولد و المنشأ، كوفي الدار، خارجي المذهب

و الطّرمّاح: الطويل، وجده قيس بن جحدر، له صحبة.

حدّث عن الحسن بن علي بن أبي طالب.

روى عنه: ابناه صمصامة (5) و ضبينة (6) حديثا تقدم في ترجمة طارق بن مطرف.

و حكي أن الطّرمّاح دخل على عبد الملك بن مروان.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي (7) محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال: في الطبقة الرابعة من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: قيس بن جحدر بن ثعلبة بن عبد رضي بن مالك بن

ص: 465


1- طرماح بكسر الطاء المهملة و الراء و تشديد الميم و بعد الألف حاء مهملة (الوافي بالوفيات) و ضبطت الميم بالأصل بالقلم (فوقها فتحة بدون شدة).
2- بالأصل «يعلى» و المثبت عن المختلف و المؤتلف للآمدي، و الأغاني.
3- ترجمته في الأغاني 35/12 و الشعر و الشعراء ص 371 و المؤتلف و المختلف للآمدي ص 148 و الوافي بالوفيات 427/16 و جمهرة الأنساب ص 402.
4- بالأصل:«ضببه» و المثبت عن الأغاني.
5- عن الوافي، و بالأصل: ضمضامة.
6- بالأصل:«ضببه» و المثبت عن الأغاني.
7- كتبت فوق الكلام بين السطرين.

أمان بن عمرو بن ربيعة بن جرول بن ثعل (1) بن عمرو بن الغوث بن طيئ.

وفد على النبي صلى اللّه عليه و سلم، و أسلم من ولده الطّرمّاح بن حكيم بن حكم بن نفر بن قيس بن جحدر الشاعر (2).

ذكر أبو محمّد الحسن بن أحمد بن يعقوب بن ذي الدّمينة في كتابه الذي صنّفه في مفاخر اليمن أن الطّرمّاح دخل على عبد الملك بن مروان و عنده الفرزدق و هو مقبل عليه فقال الطّرماح: يا أمير المؤمنين من هذا الذي ألهاك عني، فالتفت إليه الفرزدق مغضبا فقال:

أقول له و نكر بعض حالي *** أ لم تعرف رقاب بني تميم

فقال الطّرمّاح:

بلى أعرف رقاب مخيسات *** رقاب مذلّة و رقاب لوم

إذا ما كنت متخذا خليلا *** فلا تجعل خليل من تميم

يكون صميمهم و العبد منهم *** فما أدى العبيد من الصّميم

و كان هذا الذي قاد الهجاء بينهما، و أحسب أن يكون هذا الطّرمّاح الأكبر و هو ابن عدي بن عبد اللّه بن خيبريّ بن أفلت بن سلسلة بن عمرو بن غنم بن ثوب (3) بن عمرو بن عتود بن عنين بن سلامان بن ثعل (4) بن عمرو بن الغوث بن طيء، و هو خارجي.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنبأ أبو عمر عبد اللّه بن أحمد القاضي، أنا أحمد بن عبيد بن ناصح قال: سمعت الأصمعي يقول: سمعت شعبة يقول: قلت للطّرمّاح: أين نشأت (5)؟قال: بالسّواد.

أنبأني أبو الفرج غيث بن علي، عن أبي الطاهر مسرف بن علي بن الحصري بن

ص: 466


1- بالأصل «يعلى» و المثبت عن المختلف و المؤتلف للآمدي، و الأغاني.
2- ليس لقيس بن حجدر ترجمة في طبقات ابن سعد المطبوع.
3- مهملة بالأصل، و المثبت عن جمهرة ابن حزم ص 401.
4- بالأصل: يعلى، و المثبت عن ابن حزم.
5- بالأصل:«بن نشاب»؟! و لا معنى لها و لعل الصواب ما ارتأيناه باعتبار السياق. و انظر الشعر و الشعراء 372 و فيه: و كان نشأ بالسواد.

عبد اللّه بن النمار، أنا أبو العباس إسماعيل بن عبد الرّحمن بن عمر بن محمّد بن النّحاس البزار.

قال: و أنبأني أبو الفرج أيضا و غيره، عن جابر، عن نجاء بن أحمد بن عمرو، أنا أبو الحسن محمّد بن إسماعيل بن الحسين بن أحمد بن السري المعروف بابن الطّفّال، أنا أبو محمّد الحسن بن رشيق، نا يموت بن المزرّع، نا رفيع بن سلمة، ثنا أبو عبيدة، قال (1):

قال لي رجل من فزارة و أظنه ولد أسماء بن خارجة: ما رأى الناس بالكوفة نفسين دام صفاؤهما على كثرة اختلافهما غير الكميت و الطّرمّاح يمانيا عصبيا، و كان الكميت شيعيا رافضيا، و كان الطّرمّاح شاريا خارجيا، و كان الكميت عراقيا كوفيا، و كان الطّرمّاح شاميا بدويا، و كانا بالكوفة و الشركة في الصّناعة، توجب البغضاء، و ما انصرفا قط إلاّ عن مودّة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنا أبو العبّاس أحمد بن منصور، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا عمي أبو علي محمّد بن القاسم، أنشدنا علي بن بكر، أنشدنا أحمد بن بكر للطّرمّاح (2) في خالد القسري:

ورد السقاة المعطشون فأنهلوا *** ريا و طاب لهم لديك المكرع

أراك تمطر جانبا عن جانب *** و محل بيتي من سمائك بلقع (3)

و وردت بحرك طاميا متدفقا *** فرددت دلوي شنّها يتقعقع

أ لحسن منزلتي لديك منعتني ؟ *** أم ليس عندك لي بخير مطمع ؟

أخبرنا أبو العزّ بن كادش، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عبد اللّه المرزباني، حدّثني أبو علي الحسن بن علي بن المرزبان النحوي، قال: قرأ عليه أبو عبد اللّه محمّد بن العبّاس اليزيدي قال: قرأت على عمي الفضل بن محمّد، و ذكر أنه قرأ على ابن المنهال عيينة بن المنهال قال: أنشدنا ابن داجة للطّرمّاح (4):

لا تنه عن خلق و تأتي مثله *** عار عليك إذا فعلت عظيم

ص: 467


1- الخبر نقله الصفدي في الوافي بالوفيات 427/16 و لم ينسبه إلى أبي عبيدة. و انظر الأغاني 36/12.
2- بالأصل: الطرماح.
3- البلقع: الأرض القفر.(القاموس).
4- بالأصل: الطرماح.

ذكر من اسمه طريح

2965 - طريح بن إسماعيل بن سعيد بن عبيد بن أسيد

ابن عمرو بن علاج بن أبي سلمة بن عبد العزّى

ابن غيرة (1) بن عوف بن قسي (2)-و هو ثقيف - بن منبّه

ابن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس

ابن عيلان بن مضر بن نزار

أبو الصّلت - و يقال: أبو إسماعيل - الثقفي الطائفي (3)

شاعر حسن الشعر، بديع النظم، من شعراء بني أمية.

وفد على الوليد بن يزيد إذ كان ولي عهد في حياته لأجل خئولته، فإنّ أم الوليد ثقفية، و أقام عنده إلى أن صار الأمر إليه.

حكى عن أبيه إسماعيل.

حكى عنه: ابنه إسماعيل بن طريح، و سهم بن عبد الحميد، و الهيثم بن عدي الطائي.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي، ثم ابن أحمد الحداد، أنا عبد الرّحمن بن منده، أنبأ أبي أبو عبد اللّه، أنا سعيد بن يزيد الحمصي، نا محمّد بن عوف، عن

ص: 468


1- تقرأ بالأصل:«عبره» و المثبت عن جمهرة ابن حزم ص 267 و في الأغاني: عنزة.
2- عن جمهرة ابن حزم ص 266 و مكانها بالأصل:«قيس بن غيلان».
3- ترجمته و أخباره في الأغاني 302/4 معجم الأدباء 22/12 الشعر و الشعراء ص 427 و الإصابة 238/2 و الوافي بالوفيات 423/16.

سفيان، نا محمّد بن عبد اللّه بن حوشب، حدّثنا إسماعيل بن طريح، عن إسماعيل بن سعيد بن عبيد الثقفي من أهل الطائف، حدّثني أبي، عن جدي: أن أبا سفيان رمى سعيد بن عبيد جدي يوم الطائف بسهم، فأصاب عينه فأتى به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: يا رسول اللّه هذه عيني قد أصيبت في سبيل اللّه، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن شئت دعوت اللّه فردّ عليك عينك، و إن شئت فعين في الجنة ؟» [5323].

قال: عيني في الجنة.

قال: ابن منده: هذا حديث غريب لا يعرف إلاّ من هذا الوجه، كذا قال، و الصّواب أنّ أبا سفيان رماه سعيد بن عبيد، و قد تقدم ذكر ذلك في ترجمة أبي سفيان على الصّواب (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني صالح بن حكيم التمار البصري، نا العلاء بن (2) الفضل بن أبي سويّة، نا إسماعيل بن طريح، حدّثني أبي عن أبيه، عن جد أبيه قال: شهدت أمية بن أبي الصّلت و هو يقضي فقال:

لبيكما لبيكما *** ها أنا ذا لديكما (3)

ثم رمى بطرفه إلى الباب فقال:

لبيكما لبيكما *** ها أنا ذا لديكما

لا مال يغنيني، و لا عشيرة تحميني.

ثم أنشأ يقول (4):

كلّ عيش و إن تطاول يوما (5) *** صائر مرة إلى أن يزولا

ليتني كنت قبل ما قد بدا لي *** في قلال (6) الجبال أرعى الوعولا

ص: 469


1- و ذكره على الصواب بن حجر في الإصابة باختصار، و ذلك يوم الطائف.
2- بالأصل «الغلابي» بدل:«العلاء بن» و الصوب ما أثبت. و سيرد في آخر الخبر صوابا.
3- الرجز في الأغاني 127/4 في أخبار أمية بن أبي الصلت.
4- البيتان في الأغاني 132/4 في أخبار أمية بن أبي الصلت.
5- الأغاني: دهرا منتهى أمره إلى أن يزولا.
6- الأغاني: في رءوس الجبال.

ثم فاضت نفسه، كذا في هذه الرواية، و إنما يرويه عن العلاء بن الفضل، عن محمّد بن إسماعيل بن طريح.

أخبرناه عاليا على الصّواب أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنبأ محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، نا أبو الحسن علي بن محمّد بن سختويه العدل، نا إسماعيل بن إسحاق القاضي، حدّثني العلاء بن الفضل بن عبد الملك بن أبي سويّة المنقري، حدّثني محمّد بن إسماعيل بن طريح بن إسماعيل الثقفي، عن أبيه، عن جده، عن جد أبيه قال:

شهدت أمية بن أبي الصّلت حين حضرته الوفاة فأغمي عليه طويلا ثم أفاق فرفع رأسه فنظر إلى باب البيت فقال: لبّيكما لبّيكما ها أنا ذا لديكما، لا قوي فأنتصر، و لا براءة لي و لا عذر، ثم أغمي عليه، فمكث طويلا، ثم أفاق فرفع رأسه فنظر إلى باب البيت فقال: لبّيكما لبّيكما ها أنا ذا لديكما، لا عشيرتي تحميني و لا مالي يفديني، ثم أغمي عليه، ثم أفاق فرفع رأسه فقال:

كلّ عيش و إن تطاول يوما *** صائر مرة إلى أن يزولا

ليتني كنت قبل ما قد بدا لي *** في رءوس الجبال أرعى الوعولا

و هكذا رواه أبو يوسف يعقوب بن إسحاق القلوسي، و أبو بكر محمّد بن صالح البزار، عن العلاء بن الفضل إلاّ أن أبا بكر قال في نسبة محمّد بن إسماعيل بن طريح الثقفي: و أحسب طريحا الأخير مزيدا، و رواه غيره فأسقط جدّ أبيه من الإسناد.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو القاسم السّهمي، أنا أبو أحمد بن عدي (1)،نا حاجب بن مالك، و موسى بن هارون التوزي، قالا: نا محمّد بن المثنّى، نا العلاء بن الفضل بن عبد الملك بن أبي سويّة المنقري، حدّثني محمّد بن إسماعيل بن طريح بن إسماعيل، حدّثني أبي، عن جدّي أنه حضر أمية بن أبي الصّلت حين حضرته الوفاة فأغمي عليه، فأفاق فذكر نحوه.

قال ابن عدي: و محمّد بن إسماعيل [بن] طريح معروف بهذا الحديث، و ما أظن له غيره، لا يتابع عليه سمعت ابن حمّاد يذكره، عن البخاري.

ص: 470


1- الخبر في الكامل لابن عدي 121/6 في ترجمة محمد بن إسماعيل بن طريح.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر بن بكران، أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد العتيقي، أنا يوسف بن أحمد بن يوسف بن الدخيل، ثنا أبو جعفر محمّد بن عمرو بن موسى العقيلي (1).

قال: نا (2) آدم بن موسى، قال: سمعت البخاري قال: سمعت محمّد بن إسماعيل بن طريح الثقفي،«لا يتابع عليه» (3).

قرأت على أبي الفتوح أسامة بن معمر بن محمّد بن زيد العمري العلوي، عن أبي جعفر محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمر، عن أبي عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى المرزباني (4) قال: طريح بن إسماعيل بن عبيد بن أسيد بن عمرو بن علاج بن أبي سلمة بن عبد العزّى بن غيرة بن عوف بن قسي و هو ثقيف، و طريح يكنى أبا الصّلت، و هو الصّحيح - و يقال: أبو إسماعيل - و هو شاعر مجيد، مكين، حسن الفصاحة، و وفد على الوليد بن يزيد بن عبد الملك، و مدحه و توسل إليه بالخئولة بينه و بينه، لأن أم الوليد ثقفية فخص بالوليد و استفرغ شعره في مديحه، و بقي إلى أول الدّولة العباسية، و مدح السفاح و المنصور و له في الوليد (5):

لو قلت للسيل دع طريقك و الم *** موج عليه كالصهب (6) يعتلج

لارتدّ (7) أوساخ أو لكان له *** في سائر الأرض عنك منعرج

طوبى لفرعيك من هنا و هنا *** طوبى لأعراقك (8) التي تشج

أراد فرعه من قبل أبيه، و هم بنو أمية، و فرعه من قبل أمّه و هم ثقيف و له:

و المال جنة ذي المعايب إن يصب *** يحمد و إن يدع الطريق يعذر

و المرء يحمد أن يصادف حظه *** قدر و يعدل في الذي لم يقدر

و الناس أعداء لكلّ مدفع *** صفر اليدين و إخوة للمكثر

ص: 471


1- الضعفاء الكبير للعقيلي 21/4.
2- بالأصل:«نا ابن آدم» و المثبت عن العقيلي.
3- يعني لا يتابع على الحديث المذكور آنفا، و قد جاءت العبارة هذه عند العقيلي بعد إيراده الحديث.
4- ليس لطريح ترجمة في معجم الشعراء للمرزباني المطبوع.
5- الأبيات في الوافي بالوفيات 432/16 و الأغاني 316/4 و الشعر و الشعراء ص 427.
6- في المصادر: كالهضب.
7- في الأغاني: لساخ و ارتدّ.
8- بالأصل:«لا أعرفك الذي تسبح» صوبنا العجز عن المصادر السابقة.

و إذا امرؤ في الناس لم يك عارفا *** بالعرف لم يك منكرا للمنكر

أنبأنا أبو الحسن سعد الخير بن محمّد بن سهل، أنا المبارك بن عبد الجبّار، أنا أبو طاهر محمّد بن علي بن محمّد بن عبد اللّه السمّاك، نا أبو إسحاق إبراهيم بن مخلد بن جعفر المعدّل، أنا عبد اللّه بن جعفر بن درستويه، أنشدنا قتيبة لطريح الثقفي:

سعيت ابتغاء الشّكر فيما صنعت بي *** فقصّرت مغلوبا و إنّي لشاكر

لأنك تعطيني الجزيل بداهة *** و أنت لما استكثرت من ذاك حاقر

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين بن محمّد الأموي (1)،أخبرني وكيع - يعني محمّد بن خلف - حدّثني هارون بن الزيّات (2)،حدّثني أحمد بن حمّاد بن الجميل، عن العتبي، عن سهم بن عبد الحميد، قال: أخبرني طريح بن إسماعيل الثقفي، قال: خصصت بالوليد بن يزيد حتى صرت أخلو معه، فقلت له ذات يوم و نحن في مشرفة (3):يا أمير المؤمنين خالك يحب أن تعلم شيئا من خلقه ؟ قال: و ما هو؟ قلت: لم أشرب شرابا ممزوجا قط إلاّ من لبن أو عسل، قال: قد عرفت ذلك، و لم يباعدك من قلبي، قال: و دخلت يوما إليه و عنده الأمويون، فقال: إليّ يا خال، فأقعدني إلى جنبه، ثم أتى بشراب، فشرب، ثم ناولني القدح، فقلت: يا أمير المؤمنين قد أعلمتك رأيي في الشرب قال: ليس لذلك أعطيتك، إنّما دفعته إليك لتناوله الغلام، و غضب، فرفع القوم أيديهم كأن صاعقة وقعت على الخوان فذهبت أقوم فقال: اقعد، فلما خلا البيت افترى عليّ ثم قال: يا عاضّ كذا و كذا، أردت أن تفضحني، لو لا أنك خالي لضربتك ألف سوط ، ثم نهى الحاجب عن إدخالي، و قطع عني أرزاقي، فمكثت ما شاء اللّه، ثم أدخلت عليه يوما متنكرا، فلم يشعر إلاّ و أنا بين يديه و أنا أقول (4):

يا ابن الخلائف ما لي بعد (5) تقربة *** إليك تقصي (6) و في حاليك لي عجب

ص: 472


1- الخبر في كتاب الأغاني 309/4-310.
2- بالأصل:«الزباب» و المثبت عن الأغاني و فيها: هارون بن محمد بن عبد الملك الزيات.
3- و في الأغاني: مشربة (بضم الراء و فتحها: الغرفة).
4- الأبيات في الأغاني 310/4-311 و بعضها في الشعر و الشعراء ص 427.
5- كتبت فوق الكلام بين السطرين.
6- الأغاني:«أقصى» و في الشعر و الشعراء:«أجفى».

ما لي أذاد و أقصى (1) حين أقصدكم *** كما يوقّي من ذي العزّة الجرب

كأنني لم يكن بيني و بينكم *** إلّ و لا خلّة ترعى و لا نسب

قد (2) كان بالودّ قدما منك أزلفني *** بقربك الودّ و الإشفاق و الحدب

و كنت دون رجال قد جعلتهم *** دوني إذا ما رأوني [مقبلا] (3) قطبوا

إن يسمعوا (4) الخير يخفوه و إن سمعوا *** شرا أذاعوا و إن لم يسمعوا كذبوا

رأوا صدودك عنّي في اللقاء فقد *** تحدّثوا أنّ حبلي منك منقضب

قال: فتبسم و أمرني بالجلوس، و رجع لي و قال: إيّاك أن تعاود، و تمام هذه القصيدة:

فذوا الشّماتة مسرور بهيضتنا (5) *** و ذو النّصيحة و الإشفاق مكتتب

أين الذّمامة و الحقّ الذي نزلت *** بحفظه و بتعظيم له الكتب

و حوكي (6) الشعر أصفيه و أنظمه *** نظم القلائد فيها الدّرّ و الذهب

و إنّ سخطك شيء لم أناج به *** [نفسي] (7) و لم يك مما كنت أحتسب

لكن أتاك بقول آثم كذب *** قوم بغوني فنالوا فيّ ما طلبوا

و هي طويلة، و قد قيل في سبب غضبه على طريح سوى هذا، و اللّه أعلم.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسين بن عبد العزيز الكتّاني، أنا عبد الوهاب الميداني، أنا عبد اللّه بن جعفر، أنا أبو جعفر الطبري (8)،قال: قال ابن سلاّم:

أخبرني غير واحد أن طريح بن إسماعيل الثقفي دخل على المهدي، فانتسب له و سأله أن يسمع، فقال: أ لست الذي يقول للوليد (9) بن يزيد:

ص: 473


1- بالأصل:«إذا ادا و زنتي» و المثبت عن الأغاني.
2- الأغاني: لو كان بالود يدني منك.
3- زيادة للوزن عن الأغاني.
4- الشعر و الشعراء: يعلموا... علموا.. يعلموا كذبوا.
5- عن الأغاني، و تقرأ بالأصل: بمصيبتنا.
6- عن الأغاني و بالأصل: و حكى.
7- الزيادة عن الأغاني لاستقامة الوزن.
8- تاريخ الطبري حوادث سنة 169.
9- بالأصل: الوليد، و البيت في الأغاني 316/4 باختلاف الرواية.

أنت ابن مسلتطح النطاح و لم *** يطرق عليك الجنيّ و الولج

و اللّه لا تقول فيّ مثل هذا، و لا أسمع منك شعرا، و إن شئت وصلتك.

قال أبو جعفر الطبري (1):و قال إسحاق الموصلي: لما بايع الرشيد لولده، كان فيمن بايع عبد اللّه بن مصعب بن ثابت بن عبد اللّه بن الزبير، فلما قدم ليبايع، قال:

لا قصّرا عنها و لا بلغتها *** حتى يطول على يديك طوالها

فاستحسن الرشيد ما تمثّل به و أجزل صلته.

قال: و الشعر لطريح بن إسماعيل الثقفي يقول في الوليد بن يزيد و في ابنيه.

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين بن محمّد الأموي (2)،أنا وكيع، نا هارون بن محمّد بن عبد الملك الزيّات، نا يحيى بن عبد اللّه اللّهبي، حدّثني أبي عن أبيه قال: أنشد المنصور هذه القصيدة فقال للربيع (3):أسمعت أحدا من الشعراء ذكر في معالم الحي المساجد غير طريح - يعني القصيدة التي أوّلها-:

أقفر ممن يحلّه السّند *** فالمنحنى فالعقيق ما يحمد (4)

لم يبق فيها من المعارف بعد *** الحيّ إلاّ الرّماد و الولد (5)

و عرصة نكّرت معارفها (6) *** الريح بها مسجد و منتضد

و هذه القصيدة من جيّد قصائده يقول فيها:

لم أنس سلمى و لا ليالينا *** بالحزن إذ عيشنا بها رغد

إذ نحن في ميعة الشباب و إذ *** أيّامنا تلك غضّة جدد

في عيشة كالفريد عارية (7) *** الشفّة خضراء غصنها خضد

تحسد فيها على النّعيم و ما *** يولع إلاّ بالنّعمة الحسد

ص: 474


1- تاريخ الطبري حوادث سنة 193.
2- الخبر و الشعر في الأغاني 323/4.
3- بالأصل: الربيع، و المثبت عن الأغاني.
4- في الأغاني:«فالجمد» و المنحنى و العقيق و الجمد: مواضع (انظر معجم البلدان و تاج العروس).
5- عن الأغاني و بالأصل: و الوبد.
6- الأغاني: معالمها.
7- الأغاني: عازبة الشقوة.

أيّام سلمى عزيزة أنف *** كأنها خوص (1) بانة رؤد

و يحيى غدا إن غدا عليّ بما *** أكره بين لوعة الفراق غد

قد كنت أبكي من الفراق و حيّانا *** جميع و دارنا صدد

فكيف صبري و قد تجاوب بال *** فراق منها الغراب و الصّرد

دع عنك سلمى بغير مقلية *** و عدّ مدحا بيوته شرد

الأفضل الأفضل الخليفة *** عبد اللّه من دون شأوه صعد

من معشر لا يشمّ من خذلوا *** عزّا و لا يستذلّ من رفدوا

أنت إمام الهدى الذي أصلح *** اللّه به الناس بعد ما فسدوا

لمّا أتى الناس أنّ ملكهم *** إليك قد صار أمره سجدوا

و استبشروا بالرضا تباشرهم *** بالخلد لو قيل إنكم خلد

و استقبل الناس عيشة رغدا (2) *** استقوها لهم فقد سعدوا

رزقت من ودّهم و طاعتهم *** ما لم يجده بوالد ولد

كنت أرى أنّ ما وجدت من *** الفرجة لم يلق مثله أحد

حتى رأيت العباد كلّهم *** قد وجدوا من هواك ما أجد

قد طلب الناس ما طلبوا (3) *** فما نالوا و ما قاربوا و قد جهدوا

يرفعك اللّه بالتكرم و الت *** قوى فتعلوا و أنت مقتصد

حيث امرئ من غنى تقرّبه *** منك و إن لم يكن له سبد

فأنت حرب (4) لمن يخاف و للم *** خذول أودى نصيره عضد

هل امرئ ذي يد يعدّ عليه *** منك معلومة يد و يد

هم ملوك ما لم يروك فإن *** داناهم منك منزل حمدوا

تعروهم رعدة لديك و كما *** قفقف (5) تحت الدجنة الصّرد

لا خوف ظلم و لا قلى خلق *** إلاّ جلالة كساكه الصّمد

ص: 475


1- الأغاني: غريرة.. كأنها خوط .
2- الأغاني: عيشة أنفا إن تبق فيها لهم.
3- الأغاني: ما بلغت.
4- الأغاني: أمن.
5- قفقف: ارتعد من البرد.

و أنت غمر الندا إذا هبط *** الزّوار أرضا نحلّها حمدوا

فهم رفاق فرفقة صدرت *** عنك نعيم (1) و رفقة ترد

إن حال دهر بهم فإنك لن *** تنفكّ عن حالك التي عهدوا

قد صدّق اللّه مادحيك فما *** في قولهم فرية و لا فند

ص: 476


1- الأغاني: بغنم.

ذكر من اسمه طريف

2966 - طريف بن حابس، و يقال: ابن الخشخاش،

و يقال: ابن عبد الخشخاش الهلالي، و يقال: الألهاني

من أهل قنّسرين.

كان مع معاوية بصفين، فاستعمله على رجالة أهل قنسرين، و وجّهه (1) يزيد بن معاوية على أهل فلسطين في جيش الحرة، له ذكر، و لا أعلم له رواية.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو غالب محمّد بن الحسن بن أحمد الباقلاني، أنا أبو علي بن شاذان، أنا أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبي، نا إبراهيم بن الحسين الكسائي، نا يحيى بن سليمان الجعفي، حدّثني نصر بن مزاحم (2)،نا عمرو بن شمر عن (3) جابر عن (4) أبي جعفر محمّد بن علي، و زيد بن الحسن بن علي، و رجل قد سمّاه، و ذكر الحديث إلى أن قال: و إن معاوية استعمل على رجالة قنّسرين (5) طريف بن حابس الألهاني.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن عمران، نا موسى التستري، أنا خليفة العصفري (6) قال: قال أبو عبيدة: كان على رجالة أهل

ص: 477


1- بالأصل: و وجه.
2- وقعة صفين ص 206.
3- بالأصل «بن» خطأ.
4- بالأصل «بن» خطأ.
5- في وقعة صفين: رجالة قيس.
6- تاريخ خليفة بن خياط ص 195 حوادث سنة 38 (تفصيل خبر صفين).

قنّسرين طريف بن عبد الخشخاش (1) الهلالي.

أخبرنا أبو غالب أيضا، أنبأ المبارك بن عبد الجبّار بن أحمد، أنا أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد بن محمّد بن جعفر، أنبأ أحمد بن إبراهيم بن الحسن، نا أحمد بن محمّد بن شيبة، أنا أحمد بن الحارث الخزاز، نا علي بن محمّد المدائني قال:

فتوجه مسلم بن عقبة المرّي إلى المدينة في اثني عشر ألف رجلا و يقال في سبعة و عشرين ألفا، اثنا عشر ألف فارس، و خمسة عشر ألف راجل، و نادى منادي (2) يزيد:

سيروا على أحد أعطياتكم كملا، و معاوية أربعين دينارا لكلّ رجل على أهل دمشق عبد اللّه بن مسعدة الفزاري، و على أهل حمص حصين بن نمير السّكوني، و على أهل الأردن حبيش بن دلجة القيني، و على أهل فلسطين روح بن زنباع الجذامي، أو شريك الكتّاني، و على أهل قنّسرين طريف بن الخشخاش الهلالي، و عليهم جميعا مسلم بن عقبة المرّي مرة غطفان.

فقال النعمان بن بشير الأنصاري - و هو أخو عبد اللّه بن حنظلة لأمّه، أمهما عمرة بنت رواحة - يا أمير المؤمنين، وجّهني أكفيك، قال: ألا ليس لهم إلاّ هذا القسيمة، و اللّه لا أقبلهم بعد إحساني إليهم، و يقوى (3) مرة بعد مرة. قال: أنشدك اللّه يا أمير المؤمنين في عشيرتك و أنصار رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

و قال له عبد اللّه بن جعفر: يا أمير المؤمنين أ رأيت إن رجعوا إلى طاعتك أتقبل ذلك منهم ؟ قال: إن فعلوا فلا سبيل عليهم، يا مسلم إذا دخلت المدينة لم تصدّ عنها و سمعوا و أطاعوا فلا تعرض لأحد إلاّ بخير و امض إلى الملحد ابن الزبير، و إن صدّوك عن المدينة فادعهم ثلاثة أيام فإن لم يجيبوا فاستعن باللّه فقاتلهم، فستجدهم أوّل النهار مرحا و آخره صبرا، سيوفهم بطيحة، فإذا ظهرت عليهم فإن كانوا بنو أمية قتل منهم أحد فجرّد السّيف و اقتل المدبر، و أجهز على الجريح، و انهبها ثلاثة أيام، و احطم ما بين ثنية الوداع إلى عمرو بن مبذول، و استوص بعلي بن حسين، و شاور حصين بن نمير، و إن حدث بك حدث فولّه أمر الجيش. فسار مسلم بن عقبة على تعبئته: على ميمنته

ص: 478


1- في تاريخ خليفة: طريف بن الحسحاس الهلالي.
2- بالأصل:«مناد».
3- كذا رسمها بالأصل.

عمرو بن محرز الأشجعي، و على ميسرته مخارق الكلبي أحد بني.... (1) و على الخيل وافد الألهاني، أخوه السّكون و على الرّجّالة الزبير بن خزيمة الخثعمي، و وقف لهم يزيد على فرس حتى مرّوا، ثم انصرف و هو يقول (2):

أبلغ أبا بكر إذا الجيش (3) سرى *** و أشرف (4) القوم على وادي القرى

أجمع سكران من القوم ترى (5)

يا عجبا من ملحد يا عجبا *** مخادع للدّين يقفو بالقرى

ص: 479


1- غير مقروءة بالأصل.
2- الرجز في تاريخ الطبري 484/5 (حوادث سنة 63) و فيه شطران زيادة.
3- الطبري: الليل.
4- الطبري:«و هبط القوم» و بعده فيه: عشرون ألفا بين كهل و فتى
5- بعده في الطبري: أم جمع يقظان نفي عنه الكرى.

ذكر من اسمه طرملت

2967 - طرملت، و يقال: تمصولت بن بكار

2967 - طرملت، و يقال: تمصولت (1) بن بكار

أبو أحمد اليزيدي (2) الأسود (3)

ولي إمرة دمشق في أيام علي بن جعفر بن فلاح في أيام الملقب بالحاكم بعد جيش بن الصمصامة، و قتل بعد حسك بن الداعي، و كان عبدا لوالي القيروان فولاه طرابلس المغرب، فجار على أهلها، فأخذ أموالهم، فطلب مولاه، فهرب إلى الملقب بالحاكم.

قرأت بخط بعض الدمشقيين: جاء طرملت الأسود يوم السبت لأربع و عشرين ليلة خلت من ذي القعدة في سنة تسعين و ثلاثمائة.

و قرأت بخط عبد العزيز الكتّاني: أن ولايته كانت في سنة اثنتين (4) و تسعين و ثلاثمائة في يوم السبت لأربع و عشرين ليلة خلت من ذي القعدة، فأقام واليا على دمشق إلى المحرم من سنة أربع و تسعين و ثلاثمائة، فصرف عنها بخادم اسمه مفلح اللّحياني (5)،و هلك طرملت بداريّا يوم الاثنين للثاني من صفر من سنة أربع و تسعين و هو متوجّه إلى مصر.

ص: 480


1- كذا بالأصل، و في أمراء دمشق للصفدي ص 66:«طزملت و يقال: تموصلت» و في تحفة ذوي الألباب للصفدي أيضا 16/2 «تموصلت و يقال: طزملت و يقال: طمران».
2- في ولاة دمشق: البربري.
3- ترجمته في أمراء دمشق ص 40 و 66 و تحفة ذوي الألباب 16/2 و الوافي بالوفيات 405/10 و ذيل ابن القلانسي ص 58 و فيه: طزملة بن بكار البربري.
4- بالأصل: اثنين.
5- انظر أخباره في كتابنا (حرف الميم)، و تحفة ذوي الألباب 17/2 و ذيل ابن القلانسي ص 62.

الفهرس

ذكر من اسمه صخير

2853 - صخير بن أبي الجهم عبيد - و يقال: عامر - بن حذيفة ابن غانم بن عامر بن عبد اللّه بن عبيد بن عويج ابن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب العدوي القرشي 3

2854 - صخير بن نصير بن غانم بن عامر بن عبد اللّه بن عبيد ابن عويج بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي العدوي 6

ذكر من اسمه صدقة

2855 - صدقة بن أحمد بن عبد العزيز أبو القاسم الألهاني البزار 7

2856 - صدقة بن حديد بن يوسف بن عبد اللّه أبو القاسم المقرئ 8

2857 - صدقة بن خالد أبو العباس القرشي 9

2858 - صدقة بن الخضر بن أحمد بن الحسين أبو القاسم البيّع 16

2859 - صدقة بن عبد اللّه أبو معاوية، و يقال: أبو محمّد المعروف بالسمين 16

2860 - صدقة بن عبد اللّه أبو مسكين الشّوّا الصّوفي 27

2861 - صدقة بن عبد اللّه بن عبد القادر أبو القاسم الشافعي 27

2862 - صدقة بن عثمان المرّي 28

2863 - صدقة بن علي بن محمّد بن المؤمّل أبو القاسم التميمي الدارمي الموصلي 29

2864 - صدقة بن علي، أو ابن يحيى 31

2865 - صدقة بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد الملك بن مروان أبو القاسم القرشي المعروف بابن الدّلم 31

2866 - صدقة بن محمّد بن محمّد بن محمّد بن خالد بن معيوف أبو الفتح الهمداني العين ثرمي 32

2867 - صدقة بن مرداس البلوي 33

ص: 481

2868 - صدقة بن المظفر بن علي بن محمّد أبو الفرج الأنصاري 34

2869 - صدقة بن موسى الدقيقي البصري أبو المغيرة 35

2870 - صدقة بن هشام القارئ 36

2871 - صدقة بن يحيى 37

2872 - صدقة بن يزيد الخراساني 37

2873 - صدقة بن يزيد 43

2874 - صدقة بن اليمان الهمداني 46

2875 - صدقة الدمشقي 46

2876 - صدقة أبو معاوية 49

ذكر من اسمه صدي

2877 - صدي بن عجلان بن عمرو أبو أمامة الباهلي 50

ذكر من اسمه صعب

2878 - صعب بن سفيان الحارثي، و يقال القيسي 77

2879 - صعب بن مساحق 77

ذكر من اسمه صعصعة

2880 - صعصعة بن سلام، و يقال: ابن عبد اللّه أبو عبد اللّه 78

2881 - صعصعة بن صوحان بن حجر بن الحارث بن الهجرس ابن صبرة بن حدرجان بن عساس بن ليث بن حداد بن ظالم ابن ذهل بن عجل بن عمرو بن وديعة بن أقصى بن عبد القيس بن أفصى ابن جديلة بن دعمي بن أسد بن ربيعة بن نزار أبو عمر، و يقال: أبو طلحة العبدي، أخو زيد بن صوحان 79

2882 - صعصعة بن الفرات، و يقال: يزيد بن الفرات النمري 100

ذكر من اسمه صفوان

2883 - صفوان بن أمية بن وهب بن حذافة بن جمح ابن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر أبو وهب القرشي الجمحي المكي 102

2884 - صفوان بن رستم أبو كامل الدمشقي 121

2885 - صفوان بن سليم أبو الحارث و يقال: أبو عبد اللّه المديني الفقيه 121

2886 - صفوان بن صالح بن صفوان بن دينار أبو عبد الملك الثقفي 137

ص: 482

2887 - صفوان بن عبد اللّه الأكبر بن صفوان بن أمية بن خلف ابن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي القرشي الجمحي المكي 142

2888 - صفوان بن عبد اللّه بن عمرو بن الأهتم، و اسمه سنان بن سمي بن خالد ابن منقر بن أسد بن مقاعس التميمي المزني البصري 146

2889 - صفوان بن عمرو بن هرم أبو عمرو السكسكي الحمصي 148

2890 - صفوان بن المعطّل بن رخصة بن المؤمّل بن خزاعي بن مخارق ابن هلال بن فالج بن ذكوان بن ثعبة بن بهثة بن سليم بن منصور أبو عمرو السّلمي الذكواني صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم 158

2891 - صفوان بن وهب بن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبة بن الحارث ابن فهر أبو عمرو القرشي الفهري المعروف بابن بيضاء 177

2892 - صفوان بن يسرة بن صفوان بن جميل أبو العباس اللخمي البلاطي 181

2893 - صفوان مولى يزيد بن معاوية 182

ذكر من اسمه صفي

2894 - صفيّ بن الغمر بن يزيد بن عبد الملك بن مروان ابن الحكم بن أبي العاص بن أمية الأموي 184

ذكر من اسمه صقر

2895 - الصّقر بن رستم، و يقال: السّقر أبو سليمان 186

2896 - صقر بن صفوان الكلاعي 186

2897 - الصّقر بن فضالة بن سالم بن جميل اللّخمي الدّمشقي 187

ذكر من اسمه صقلات

2898 - صقلات 188

ذكر من اسمه صلت

2899 - الصّلت بن بهرام أبو هاشم، و يقال: أبو هشام التيمي، و يقال: الهلالي الكوفي 189

2900 - الصلت بن دينار أبو شعيب البصري المعروف بالمجنون الأزدي 195

2901 - الصلت بن عبد الرّحمن الزبيدي الكوفي 204

2902 - الصّلت والد العلاء 205

ص: 483

ذكر من اسمه صلح

2903 - صلح بن عبد اللّه بن سهل بن المغيرة الأندلسي 206

ذكر من اسمه صمدون

2904 - صمدون بن الحسين بن علي بن الحسين بن يحيى ابن هارون أبو الحسن الصّوري 207

ذكر من اسمه صهيب

2905 - صهيب بن سنان بن مالك بن عبد عمرو بن عليل ابن عامر بن جندلة بن سعد بن خزيمة بن كعب بن منقذ ابن العريان بن جبير بن زيد مناة ابن عارم بن سعد ابن الخزرج أبو يحيى و يقال: أبو غسان النّمري 209

ذكر من اسمه صيفي

2906 - صيفي بن الأسلت و اسم الأسلت: عامر بن جشم بن وائل بن زيد ابن قيس بن عامر بن مرة بن مالك بن الأوس بن حارثة بن ثعلبة ابن عمرو أبو قيس الأنصاري الوائلي الشاعر 246

2907 - صيفي بن عليّة بن شامل 256

2908 - صيفي بن فسيل، و يقال: فشيل الربعي الشيباني الكوفي 257

2909 - صيفي بن هلال 259

حرف الضّاد

ذكر من اسمه ضحّاك

2910 - الضّحّاك بن أحمد بن الضّحّاك بن أحمد بن عبد الجبّار أبو العشائر المقرئ الخولاني 261

2911 - الضّحّاك بن الحسين أبو محمّد الأسدي الأسترآباذي 261

2912 - الضّحّاك بن أيمن الكلبي من بني عوف 262

2913 - الضّحّاك بن حكيم بن أحمد أبو جميل البيع 262

2914 - الضّحّاك بن زمل بن عبد الرّحمن، و يقال: ابن زمل بن عبد اللّه، و يقال: ابن زمل بن عمرو السكسكي 263

2915 - الضّحّاك بن عبد اللّه أبو محمّد، و قيل: أبو شيبة الهندي 266

2916 - الضّحّاك بن عبد الرّحمن بن أبي حوشب، و يقال: ابن حوشب بن أبي حوشب أبو زرعة، يقال: أبو بشر النصري 267

ص: 484

2917 - الضّحّاك بن عبد الرّحمن بن عرزب و يقال: عرزم أبو عبد الرّحمن الأشعري 270

2918 - الضّحّاك بن عقبة المدني قاضي أذرعات 274

2919 - الضّحّاك بن فيروز الديلمي 274

2920 - الضّحّاك بن قيس بن خالد الأكبر بن وهب بن ثعلبة ابن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر بن مالك أبو أنيس - و يقال: أبو أمية - و يقال: أبو عبد الرّحمن - و يقال: أبو سعيد - القرشي الفهري 280

2921 - الضّحّاك بن قيس بن بن معاوية بن حصين و هو مقاعس بن عبّاد ابن النزال بن مرة بن عبيد بن الحارث بن عمرو بن كعب ابن سعد بن زيد مناة بن تميم أبو بحر التميمي 298

2922 - الضّحّاك بن مخلد بن الضّحّاك بن مسلم بن رافع بن رفيع ابن الأسود بن عمرو بن رالان بن هلال بن ثعلبة بن شيبان أبو عاصم الشيباني البصري المعروف بالنبيل 356

2923 - الضّحّاك بن مزاحم الأسدي 368

2924 - الضّحّاك بن مسافر 369

2925 - الضّحّاك بن المنذر بن سلامة بن ذي فائش ابن يزيد بن مرة بن عريب بن مزيد بن مرثد الحميري 370

2926 - الضّحّاك بن نمط الأرحبي 373

2927 - الضّحّاك بن يزيد بن عبد الرّحمن بن يزيد بن محمّد ابن الحجّاج بن يزيد بن أبي كبشة أبو عبد الرّحمن السكسكي 373

2928 - الضّحّاك بن يزيد السلمي 374

2929 - الضّحّاك المعافري الدمشقي البزار 374

ذكر من اسمه ضرار

2930 - ضرار بن الأرقم حليف الدوسيين 378

2931 - ضرار بن الأزور مالك بن أوس بن خزيمة بن ربيعة ابن مالك بن ثعلبة بن دودان أسد بن خزيمة الأسدي 378

2932 - ضرار بن الخطاب بن مرداس بن كثير بن عمرو بن حبيب عن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة الفهري 392

2933 - ضرار بن ضمرة الكتاني 401

ص: 485

ذكر من اسمه ضريس

2934 - ضريس بن أبي ضريس 403

ذكر من اسمه ضمرة

2935 - ضمرة بن ربيعة أبو عبد اللّه القرشي 404

2936 - ضمرة بن يحيى الصوفي 414

ذكر من اسمه ضمضم

2937 - ضمضم بن زرعة 415

حرف الطاء

ذكر من اسمه طارق

2938 - طارق بن زياد، و يقال: ابن عمرو الصّدفي، و يقال:

مولى الوليد بن عبد الملك 418

2939 - طارق بن شهاب بن عبد شمس بن سلمة بن هلال بن عوف ابن جشم بن نفر بن عمرو بن لؤي بن رهم بن معاوية بن أسلم ابن أحمس أبو عبد اللّه الأحمسي البجلي 420

2940 - طارق بن أبي ظبيان الأزدي 430

2941 - طارق بن عمرو مولى عثمان بن عفّان 430

2942 - طارق بن مطرف بن طارق أبو العطاف الطائي الحمصي 433

2943 - طارق مولى عمر بن عبد العزيز 434

2944 - طارق القائد الصقلبي المستنصري 435

ذكر من اسمه طالوت

2945 - طالوت ملك بني إسرائيل 436

2946 - طالوت بن الأزهر الكلبي أخو طالب بن الأزهر الكلبي 446

ذكر من اسمه طالب

2947 - طالب بن الأزهر الطائي 447

ذكر من اسمه طاهر

2948 - طاهر بن أحمد بن علي بن محمود أبو الحسين المحمودي الفقيه القايني الشفعي 448

2949 - طاهر بن إسماعيل البصري 449

ص: 486

2950 - طاهر بن بركات بن إبراهيم بن علي بن محمّد بن أحمد ابن العبّاس بن هاشم أبو الفضل القرشي المعروف بالخشوعي 449

2951 - طاهر بن سهل بن بشر بن أحمد بن سعيد أبو محمّد ابن أبي الفرج الأسفرايني الصائغ 450

2952 - طاهر بن الطيب بن حوط بن عبد السّلام بن عمرو بن عميرة أبو الطيب الحارثي الكاتب 452

2953 - طاهر بن عبد السّلام الدرجي 452

2954 - طاهر بن عبد العزيز بن علي بن أحمد بن عبد الرّحمن أبو القاسم البغدادي المقرئ 452

2955 - طاهر بن علي بن عبدوس أبو الطيب مولى بني هاشم الطبراني القطّان القاضي 453

2956 - طاهر بن محمّد بن الحكم أبو العباس الميمي البزار الملم 455

2957 - طاهر بن محمّد بن سلامة بن جعفر أبو الفضل بن القاضي أبي عبد اللّه القضاعي المصري 456

2958 - طاهر بن محمّد بن أبي القاسم بن كاكويه أبو القاسم المروزي الواعظ والد أبي محمّد بن زينه 457

2959 - طاهر بن محمّد البكري الضرير 458

ذكر من اسمه طبارجي

2960 - طبارجي و اسمه عبد اللّه و يكنى أبا الفتح 459

ذكر من اسمه طراد

2961 - طراد بن الحسين بن حمدان أبو فراس الأمير 460

2962 - طراد بن علي بن عبد العزيز أبو فراس السّلمي 461

ذكر من اسمه طرفة

2963 - طرفة بن أحمد بن محمّد بن طرفة بن الكميت أبو صالح الحرستاني الماسح 463

ذكر من اسمه طرمّاح

2964 - طرمّاح بن حكيم بن الحكم بن نفر بن قيس بن جحدر ابن ثعلبة بن عبد رضا بن مالك بن أمان بن عمرو ابن ربيعة بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيئ

ص: 487

أبو نقر و أبو ضبينة الطائي الشاعر الشامي المولد و المنشأ، كوفي الدار، خارجي المذهب 465

ذكر من اسمه طريح

2965 - طريح بن إسماعيل بن سعيد بن عبيد بن أسيد ابن عمرو بن علاج بن أبي سلمة بن عبد العزى بن غيرة ابن عوف بن قسي - و هو ثقيف - بن منبه بن بكر بن هوازن ابن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار أبو الصلت - و يقال: أبو إسماعيل - الثقفي الطائفي 218

ذكر من اسمه طريف

2966 - طريف بن حابس، و يقال: ابن الخشخاش، و يقال: ابن عبد الخشخاش الهلالي، و يقال: الألهاني 477

ذكر من اسمه طرملت

2967 - طرملت، و يقال: تموصلت بن بكار أبو أحمد اليزيدي الأسود 480

الفهرس 481

ص: 488

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.