تاریخ مدینه دمشق المجلد 23

هویة الکتاب

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

تفاصيل النشر: بیروت: دارالفکرالمعاصر؛ دمشق: دارالفکر دمشق: معهد الفتح الاسلامي، 1420ق.= 1999م.= 1378 -

دراسة و تحقيق علي شيري

عدد المجلدات: 80

لسان: العربية

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

تصنيف الكونجرس: DS99 /د8 1378 الف243015

تصنيف ديوي: 956/9144

موضوع: تاريخ الإسلام | التاريخ والجغرافيا المحلية | الترجمة الجماعية | رجال

ص: 1

اشارة

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

دراسة و تحقيق علي شيري

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

ص: 2

الجزء الثالث و العشرون

[تتمة حرف الشين]

ذكر من اسمه شريح

2732 - شريح بن أوفى بن يزيد بن زاهر بن حرّ

2732 - شريح بن أوفى بن يزيد بن زاهر بن حرّ (1)

ابن شيطان بن حذلم (2) بن خزيمة (3) بن رواحة بن ربيعة

ابن مازن بن الحارث بن قطيعة بن عبس بن بغيض

ابن ريث غطفان بن سعد بن قيس عيلان

العنسي الكوفي

كان في المسيّرين الذين سيّرهم عثمان بن عفان في خلافته من الكوفة إلى دمشق - فيما حكاه علي بن محمّد المدائني - عن علي بن مجاهد، عن محمّد بن إسحاق، عن الشعبي، ثم إن شريح بن أوفى خرج على علي بن أبي طالب و أنكر تحكيمه الحكمين فقتل بالنهروان.

أنبأنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه، أنبأ البنّا، قالا: أنبأ أبو جعفر بن المسلمة، أنبأ أبو طاهر المخلّص أنا أحمد بن سليمان، ثنا الزبير بن بكّار، حدّثني محمّد بن الضحّاك بن محمّد بن عثمان الحرامي عن أبيه قال:

كان هوى محمّد بن طلحة بن عبيد اللّه مع علي بن أبي طالب، و نهى علي عن قتله، و قال: من رآني (4) صاحب البرنس (5) الأول فلا يقتله - يعني محمّدا - فقال لعائشة

ص: 3


1- في جمهرة ابن حزم ص 251 جزء.
2- في ابن حزم: حذيم.
3- في ابن حزم: جذيمة.
4- كذا، و لعله رأى.
5- البرنس: قلنسوة طويلة كان النساك يلبسونها في صدر الإسلام.

يومئذ: يا أما ما تأمريني ؟ فقالت: أرى أن تكون كخبر ابني آدم، أن تكف يدك، فكفّ يده فقتله رجل من بني أسد بن خزيمة يقال له كعب بن مدلج من بني منقذ بن طريف، و يقال: قتله شداد بن معاوية العبسي، و يقال: بل قتله عصام بن مبشر البصري و غلبه كثرة الحديث، و هو الذي يقول في قتله (1):

و أشعث قوّام بآيات ربّه *** قليل الأذى فيما ترى العين مسلم

ذلفت له بالرضح من تحت بره (2) *** فخرّ صريعا لليدين و للفم

شككت إليه بالسنان قميصه *** فأرديته عن ظهر طرف مسوّم

أقمت له في دفعة الخيل صلبة *** بمثل قداما النسر حرّان لهذم

يذكّرني حاميم لمّا طعنته (3) *** فهلاّ تلا حاميم قيل التقدّم

على غير شيء (4) غير أن ليس تابعا *** عليا و من لا يتبع الحقّ يندم

قال: فقال علي حين رآه صريعا: صرعه هذا المصرع برّ أبيه.

و بلغني عن إبراهيم الحربي، عن سعيد بن يحيى الأموي، عن أبيه قال: قتل محمّد بن طلحة كعب بن مدلج، و قال غيره: شريح بن أوفى، و قال في قتله، و ذكر له - يعني بعض هذه الأبيات-.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ عمر بن عبيد اللّه بن عمر، أنبأ أبو الحسن بن بشران، أنبأ أبو عمرو عثمان بن أحمد، ثنا حنبل بن إسحاق، نا الحميدي، ثنا سفيان، حدّثني مالك بن مغول، عن واصل الأحدب، عن أبي وائل قال: رأيت الذي

ص: 4


1- بعض الأبيات في نسب قريش للمصعب ص 281 و الاستيعاب 350/3 و أسد الغابة 322/4.
2- صدره في الاستيعاب و أسد الغابة و نسب قريش: ضممت إليه بالقناة قميصه و في نسب قريش: بالسنان بدل بالقناة. و في رواية: خرقت له بالرمح جيب قميصه و في المصادر لفق البيتين الثاني و الثالث في هذا البيت الواحد.
3- في المصادر:«و الرمح شاجر» بدل «لما طعنته». و كان محمد بن طلحة قد جعل كلما حمل عليه رجل يقول له:«نشدتك بحاميم» فينصرف الرجل عنه، حتى شد عليه رجل من بني أسد فقتله.
4- في الاستيعاب و أسد الغابة: ذنب.

قتل محمّد بن طلحة كأنه نصل ثناحب (1) قال سفيان و قال:

و أشعث قوّام بآيات ربه *** قليل الأذى فيما يرى العين مسلم

خرقت له بالرمح جيب قميصه *** فخرّ صريعا لليدين و للفم

على غير شيء غير أن ليس تابعا *** عليا، و من لا يتبع الحق يندم

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأ أبو عمر بن حيّوية، أنبأ أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (2) قال: قالوا: أقبل عبد اللّه بن معكبر (3) رجل من بني عبد اللّه بن غطفان حليف لبني أسد، فحمل عليه بالرمح فقال له محمّد: أذكرك حم، فطعنه، فقتله، و يقال: الذي قتله ابن مكس (4)الأزدي، و قال بعضهم: معاوية بن شداد العبسي، و قال بعضهم: عصام بن المقشعرّ البصري.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنبأ أبو صادق محمّد بن أحمد الأصبهاني الفقيه، أنبأ أحمد بن محمّد بن زنجويه، أنبأ أبو أحمد الحسن بن عبد اللّه بن سعيد العسكري، قال: فأما شريح الشين معجمة و الحاء غير معجمة، فمنهم: شريح بن أوفى من أصحاب علي بن أبي طالب.

ذكر أبو حسان الزيادي أنه هو قاتل محمّد بن طلحة بن عبيد اللّه الذي يقال له السّجّاد و غير أبي حسان يقول: بل قتله الأشتر.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأ عبد الوهاب بن جعفر، أنبأ محمّد بن عبد اللّه بن أحمد العبدي، أنبأ عبد اللّه بن أحمد الفرغاني، أنبأ محمّد بن جرير الطبري (5) قال: قال أبو مخنف (6) علي أبي جناب (7):و وقع شريح بن أوفى إلى جانب جدار - يعني يوم النهر - فقاتل علي ثلمة فيه

ص: 5


1- كذا رسمها بالأصل، و لعله: شاحب.
2- طبقات ابن سعد 54/4.
3- في ابن سعد: مكعبر.
4- في ابن سعد: ابن مكيس.
5- تاريخ الطبري ط بيروت 122/3 حوادث سنة 37.
6- عن الطبري و بالأصل: مخيف.
7- عن الطبري و بالأصل: حباب.

طويلا من نهار، و كان قتل ثلاثة (1) من همدان فأخذ يرتجز و يقول:

قد علمت جارية عبسية

ناعمة في أهلها كفية

إني سأحمي ثلمتي العشية (2)

فشد عليه قيس بن معاوية الرهبي (3) فقطع رجله، فجعل يقاتلهم، و هو يقول:

القرم يحمي شوله معقولا (4)

ثم شدّ عليه قيس بن معاوية فقتله.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد، عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار، أنبأ عبد الباقي بن عبد الكريم الشيرازي، أنا عبد الرّحمن بن عمر بن حمّة (5)،ثنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، ثنا جدي يعقوب قال في تسمية من قتل من الخوارج يوم النهروان: شريح بن أوفى كان على الميسرة قتله قيس بن معا المرهبي من همدان.

و كذا ذكره أبو حسان الزيادي.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ علي بن أحمد بن محمّد بن البسري، أنبأ أبو طاهر المخلّص - إجازة - أنبأ عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد قال: سنة تسع و ثلاثين فيها قتلت الخوارج من أهل النهر منهم عبد اللّه بن وهب الراسبي، و زيد بن حصن الطائي، و شريح (6) بن أبي أوفى العبسي، و أبي بن قيس النخعي، و كانوا هم القراء من أصحاب عليّ قبل الحكمين.

ص: 6


1- رسمها بالأصل:«و كان جك من بليه» كذا، و صوبنا العبارة عن الطبري.
2- بالأصل:«إني بما حما تلسي العيشية» و المثبت عن الطبري.
3- في الطبري: الدهني.
4- بالأصل: القوم تحمي شلوة معقولا. و الرجز المثبت عن تاريخ الطبري.
5- ترجمته في سير الأعلام 82/17.
6- بالأصل:«و ريح» و فيه: بن أبي أوفى.

2733 - شريح بن الحارث بن قيس بن الجهم بن معاوية بن عامر

ابن الرائش بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع

أبو أمية الكندي القاضي، و يقال: شرحبيل (1) ابن شرحبيل،

و يقال: ابن شراحيل

و يقال: إنه من أولاد الفرس الذين كانوا باليمن (2).

أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم و لم يلقه، و يقال: لقيه، و استقضاه عمر بن الخطاب على الكوفة، و أقرّه علي، و أقام على القضاء بها ستين سنة، و قضى بالبصرة سنة.

روى عن عمر، و علي، و زيد بن ثابت، و عبد الرّحمن بن أبي بكر، و عروة بن أبي الجعد البارقي (3).

روى عنه الشعبي، و إبراهيم النخعي، و محمّد بن سيرين، و أنس بن سيرين، و مغراء (4) الضبي، و قيس بن أبي حازم، و مرة بن شراحيل الطيب، و تميم بن سلمة.

و قدم دمشق في ولاية معاوية، و حاكم إلى قاضي (5) كان بها.

أخبرنا أبو طاهر محمّد بن أبي بكر بن عبد اللّه السّنجي (6) المؤذن، و أبو محمّد بختيار بن عبد اللّه الهندي، قالا: أنبأ أبو سعد محمّد بن عبد الملك بن عبد القاهر بن أسد الأسدي، أنبأ أبو علي بن شاذان، ثنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن العباس الجوهري الأشعري - إملاء من حفظه - قال: قرأنا على الحسن بن محمي بن بهرام المحرمي، حدثكم إبراهيم بن عبد اللّه الهروي، ثنا هشيم، عن مجالد، عن الشعبي قال:

ص: 7


1- كذا و لعله:«شريح» كما في سير الأعلام 100/4.
2- ترجمته في تهذيب التهذيب 491/2 حلية الأولياء 132/4 و أخبار القضاة لوكيع 189/2 الاستيعاب 148/2 و أسد الغابة 365/2 و الإصابة 146/2 الوافي بالوفيات 140/16 و سير الأعلام 100/4 و انظر بالحاشية أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
3- تقرأ بالأصل:«السارفي» و المثبت عن تهذيب التهذيب.
4- بفتح أوله و سكون ثانيه و المد (تقريب التهذيب).
5- كذا بإثبات الياء.
6- تقرأ بالأصل: الشيخي، و الصواب ما أثبت، نظر فهارس المطبوعة عاصم - عائذ ص 650 و ترجمته في سير الأعلام 284/20.

سمعت شريح القاضي قال: سمعت علي بن أبي طالب يقول على المنبر: خير هذه الأمة بعد نبيّها أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم أنا - رضوان اللّه عليهم أجمعين-.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان، و أحمد بن محمّد بن إبراهيم.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم، أنبأ أبي، قالا: أنبأ إسماعيل بن ميمون، و أبو الحسن سعد الخير بن محمّد الأنصاري، و أبو محمّد أحمد بن عبيد اللّه بن الحسين، و أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد الخياط ، و أبو البيضاء سعد بن عبد اللّه الحجي، قالوا: أنبأ أبو الخطاب نصر بن أحمد بن البطر.

و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان قالوا: أنبأ عبد اللّه بن عبيد اللّه بن يحيى قالا: ثنا أبو عبد اللّه المحاملي، ثنا سلم بن جنادة، ثنا يزيد بن هارون، أنبأ صدقة بن موسى، عن أبي عمران الجوني (1)،عن قيس بن زيد، عن قاضي المصرين - يعني شريحا - عن عبد الرّحمن بن أبي بكر قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:

«يدعو اللّه بصاحب الدين يوم القيامة، فيقيمه بين يديه، فيقول: يا عبدي فيما أذهبت أموال الناس ؟ فيقول: يا ربّ لم أذهب إلاّ في حرق أو غرق أو ضيعة، فيدعو اللّه تعالى بشيء فيضعه في ميزانه فيثقل»[4998].

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ، ثم أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ يوسف بن الحسن قالا: أنبأ أبو نعيم (2)،ثنا عبد اللّه بن جعفر بن أحمد، نا يونس بن حبيب، نا أبو داود، ثنا صدقة بن موسى، ثنا أبو عمران الجوني، عن زيد بن قيس أو عن قيس بن زيد، عن قاضي المصرين شريح عن (3) عبد الرّحمن بن أبي بكر الصّديق أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«إن اللّه عزّ و جلّ يدعو صاحب الدين يوم القيامة فيقول: يا ابن آدم فيما أضعت حقوق الناس، فيم أذهبت أموالهم ؟ فيقول: يا ربّ لم أفسده و لكني أصبت إما غرقا و إما حرقا، قال: فيقول تبارك و تعالى: أنا أحقّ من قضى عنك اليوم، فترجح حسناته على

ص: 8


1- بالأصل: الحوني، بالحاء المهملة، خطأ، و الصواب بالجيم، ترجمته في سير الأعلام 261/14.
2- حلية الأولياء 141/4.
3- بالأصل: بن خطأ، و الصواب عن الحلية.

سيئاته، فيؤمر به إلى الجنة»[4999].

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، ثنا أحمد بن جعفر بن سلم، ثنا أحمد بن علي الأبّار، ثنا علي بن عبد اللّه بن معاوية بن ميسرة بن شريح القاضي، ثنا أبي، عن أبيه معاوية، عن شريح قال: جاء شريح إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فأسلم ثم قال: يا رسول اللّه إنّ لي أهل بيت ذوي (1) عدد باليمن، فقال له:

«جيء بهم» فجاء بهم و النبي صلى اللّه عليه و سلم قد قبض (2).

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، عن أبي الحسن رشأ بن نظيف، أنبأ أبو الحسن محمّد بن جعفر التميمي، أنبأ الجلودي، أنبأ الغلاّبي، ثنا مهدي بن سابق، عن عطاء بن مصعب قال:

تقدم شريح إلى قاضي (3) لمعاوية يطالب رجلا بحق له فقال القاضي لشريح: أرى حقك قديما، قال شريح: الحقّ أقدم منك و منه، فقال: إني أظنك ظالما، قال: ما على ظنك رحلت من العراق، قال: ما أظنك تقول الحق، قال: لا إله إلاّ اللّه، قال: فنمي (4)الخبر إلى معاوية فقال: هذا شريح فأمر أن يفرغ من أمره و يعجّل ردّه إلى العراق.

أخبرنا أبو منصور محمّد بن عبد الملك بن خيرون، أنبأ أبو بكر الخطيب قال:

ذكر وكيع - يعني محمّد بن خلف (5)-أن علي بن عبد اللّه - يعني ابن معاوية بن ميسرة بن شريح القاضي، إملاء عليه - فقال شريح القاضي ابن (6) الحارث بن قيس بن الجهم بن معاوية بن عامر بن الرائش بن الحارث بن معاوية بن ثور (7) بن مربع (8) بن كندة و ليس بالكوفة من بني الرائش غيره و سائرهم بهجر و حضرموت، و قال: لم يقدم الكوفة منهم غير شريح، قال الخطيب: كندة هم ثور بن عمرو، عفير بن عدي بن

ص: 9


1- عن الإصابة و أسد الغاية، و تقرأ بالأصل:«دو».
2- الخبر نقله الذهبي في السير من طريق أحمد بن علي الأبّار 101/4 و ابن الأثير في أسد الغابة 365/2 و ابن حجر في الإصابة 146/2.
3- كذا بإثبات الياء.
4- رسمها بالأصل:«مقيما» و المثبت عن مختصر ابن منظور 294/10.
5- انظر أخبار القضاة لوكيع 198/2.
6- عن أخبار القضاة و بالأصل «عن».
7- بالأصل: نون، و المثبت عن أخبار وكيع و انظر جمهرة ابن حزم، و قد مرّ نسبه في بداية الترجمة.
8- كذا بالأصل، و في وكيع:«مرضع» و كلاهما تحريف، و قد مرّ: مرتع.

الحارث بن مرّة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ عمر بن عبيد اللّه بن عمر، أنبأ عبد الواحد بن محمّد بن عثمان بن إبراهيم، أنبأ أبو علي الحسن بن محمّد بن إسحاق، ثنا إسماعيل بن إسحاق بن حمّاد قال: سمعت علي بن المديني يقول: شريح القاضي، شريح بن الحارث.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأ أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنبأ أبو الحسن بن السقا، ثنا أبو العباس الأصم، ثنا عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: كنية شريح القاضي أبو أمية.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنبأ إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنبأ إبراهيم بن أمية قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: شريح القاضي يكنى أبا أميّة.

أنبأنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر بن البنّا قالا: قرئ على أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، ثنا محمّد بن سعد (1) قال في الطبقة الأولى من أهل الكوفة: شريح القاضي بن الحارث بن قيس بن الجهم بن معاوية بن عامر بن الرائش بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتّع (2)من كندة، و كان شريح يكنى أبا أمية.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ ثابت بن بندار، أنبأ أبو العلاء الواسطي، أنبأ أبو بكر البابسيري، أنبأ الأحوص بن المفضّل قال: قال ابن (3) شريح بن الحارث بن قيس بن الجهم بن معاوية بن الرائش و لم يكن بالكوفة من بني الرّائش غيره، و هم بحضرموت و هجر.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب، أنبأ أبو منصور محمّد بن الحسن، ثنا أحمد بن الحسين النهاوندي، ثنا عبد اللّه بن محمّد، ثنا محمّد بن إسماعيل، قال:

ص: 10


1- طبقات ابن سعد 131/6.
2- عن ابن سعد و بالأصل «مريع».
3- كذا بإثبات «ابن» و الظاهر حذفها.

شريح بن الحارث أبو أمية القاضي الكندي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنبأ أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف، أنبأ أبو سعيد بن حمدون، أنبأ مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو أمية شريح بن الحارث القاضي الكندي، سمع عمر، روى عنه قيس بن أبي حازم، و مرة، و الشعبي، و ابن سيرين.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن محمّد المزكي، ثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأ أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأ أبو الميمون البجلي، ثنا أبو زرعة الدمشقي (1)،قال: و شريح القاضي بن الحارث يكنى أبا أمية.

أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد اللّه الكروخي قال: أنبأ أبو محمود بن القاسم بن محمّد، و أبو نصر عبد العزيز بن محمّد، و أحمد بن عبد الصمد قالوا: أنبأ عبد الجبّار بن محمّد بن عبد اللّه، أنبأ محمّد بن أحمد بن محمود، أنبأ أبو عيسى الترمذي قال: شريح بن الحارث القاضي يكنى أبا أمية الكوفي من أصحاب علي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ أحمد بن الحسن بن خيرون، أنبأ عبد الملك بن محمّد، أنبأ محمّد بن أحمد بن الصّواف، ثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال: شريح بن الحارث (2) بن أبي أمية.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأ أبو نصر عبيد اللّه بن أحمد، أنبأ الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو أمية شريح بن الحارث الكندي أحد الأئمة.

أخبرنا أبو الفتح الفقيه، أنبأ أبو الفتح الفقيه، أنبأ أبو الفتح الفقيه، أنبأ طاهر بن محمّد بن سليمان، ثنا علي بن إبراهيم بن أحمد، ثنا يزيد بن محمّد بن إياس قال:

سمعت محمّد بن أحمد المقدّمي يقول: شريح بن الحارث القاضي الكندي أبو أمية.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو طاهر محمّد بن أحمد الأنباري، أنبأ هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنبأ أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسماعيل، ثنا محمّد بن

ص: 11


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 668/1.
2- كذا،«ابن أبي أمية» و لعله يريد يكنى أبا أمية. و الظاهر حذف «بن» ب «يكنى».

أحمد بن حمّاد (1) قال: أبو أمية شريح بن الحارث القاضي.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأ أبو بكر الصّفار، أنبأ أحمد بن علي بن منجويه، أنبأ أبو أحمد الحاكم قال: أبو أمية - و يقال أبو عمرو - شريح بن الحارث بن الرائش بن المنتجع بن معاوية بن جهم بن ثور بن عفير بن عدي بن الحارث بن مرّة بن أدد الكندي حليف لهم القاضي الكوفي، و هو من الأبناء الذين باليمن، و عداده في كندة، سمع أبا حفص عمر بن الخطاب العدوي، و علي بن أبي طالب، أبا الحسن الهاشمي، روى عنه أبو عبد اللّه قيس بن أبي حازم البجلي، و مرّة بن شراحيل، و عامر بن شراحيل أبو عمرو الشعبي (2)،و أبو بكر محمّد بن سيرين الأنصاري.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأ محمّد بن أحمد بن جعفر، أنبأ أحمد بن محمّد بن زنجويه، أنبأ الحسن بن عبيد اللّه بن سعيد قال: أما شريح الشين المعجمة و الحاء غير معجمة: شريح بن الحارث الكندي القاضي، و هو من بني الرائش بن الحارث، قضى لعمر بن الخطاب، و علي بن أبي طالب، و روى عنهما و عن زيد بن ثابت، روى عنه الشعبي، و إبراهيم النخعي، و ابن سيرين، و تميم بن سلمة، ولاّه عمر قضاء الكوفة، و ولاّه بعده علي و قال له: أقضى العرب، ثم قال له بعد ذلك في شيء خطّأه فيه: أخطأ العبد الأبطر.

و قال أحمد بن الحباب الحميري: عاش شريح بن الحارث عشرين و مائة سنة.

أخبرنا أبو سعد الكرماني، و أبو الحسن الهمداني، قالا: أنا أبو بكر بن خلف الشيرازي، أنبأ الحاكم أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الحافظ قال: شريح بن الحارث القاضي أبو أمية الكندي، سمع علي بن أبي طالب، و عبد اللّه بن مسعود، توفي سنة ثمان و سبعين، و هو ابن مائة و سبعة (3) و عشرين سنة.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأ شجاع بن علي، أنبأ أبو عبد اللّه بن مندة، ثنا محمّد بن يعقوب بن يوسف، و محمّد بن عبد اللّه العماني، قالا: ثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، قال: سمعت أبي يقول: هو شريح بن الحارث، قال ابن

ص: 12


1- الكنى و الأسماء للدولابي 113/1.
2- بالأصل:«الضعبي» كذا، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ في بداية الترجمة، و انظر مصادر ترجمته.
3- كذا.

منده: و قال يحيى بن معين: هو شريح بن شرحبيل. أنبأه محمّد بن يعقوب بن يوسف، نا الدوري، ثنا يحيى بن معين بهذا قال ابن منده: شريح بن الحارث القاضي الكندي، ولاّه عمر القضاء، و له أربعون سنة، و كان في زمان النبي صلى اللّه عليه و سلم، و لم يره و لم يسمع منه.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن عبد الرّحمن بن أحمد البخاري، و حدّثنا خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنبأ عبد الرحيم البخاري، ثنا عبد الغني بن سعيد قال في باب شريح بالشين المعجمة:

شريح القاضي بن الحارث أبو أمية.

قرأت على أبي محمّد عن (1) أبي نصر بن ماكولا (2) قالا: و أما شريح بشين معجمة و حاء مهملة فهو شريح بن الحارث أبو أمية القاضي الكندي حليف لهم من بني رايش، روى عن عمر، و علي، روى عنه إبراهيم، و الشعبي، و أبو حصين (3) الأسدي و غيرهم.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن عبد الملك، أنبأ أبو الحسن بن السّقا، و أبو محمّد بن بالويه قالا: ثنا عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: شريح بن هاني هو كوفي (4)،و شريح بن أرطأة كوفي، قلت ليحيى: فمن القاضي منهما؟ قال: ليس هو واحد منهما، القاضي شريح بن شرحبيل، و هو أقدم من هؤلاء و هو ثقة.

أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، و أبو القاسم الشّحّامي قالا: أنبأ أبو سعد الجنزرودي.

أنبأنا أبو سعيد محمّد بن بشر بن العباس البصري، أنبأ أبو لبيد محمّد بن إدريس السامي (5)،ثنا سويد بن سعيد، ثنا أبو معشر البصري، عن هشام، عن ابن سيرين قال:

سئل شرحبيل: ممن أنت ؟ قال: ممن أنعم اللّه عليه بالإسلام، و عدادي في كندة (6).

ص: 13


1- بالأصل «بن» خطأ و الصواب ما أثبت.
2- الاكمال لابن ماكولا 277/4.
3- عن الاكمال و بالأصل «أبو خضر».
4- ترجمته في سير الأعلام 107/4.
5- بالأصل: الشامي، خطأ و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 464/14.
6- سير الأعلام 101/4.

أخبرنا أبو الحسين علي بن المسلّم الفرضي، أنبأ حيدرة بن علي الأنطاكي، أنبأ أبو محمّد بن أبي نصر، ثنا عمي أبو علي، حدّثني علي بن بكر، أنبأ أبو بكر بن خليل، نا ابن عبيدة (1)-و هو عمر بن شبّة - نا الحسن بن عثمان، نا أيوب بن جابر، عن أبي حصين قال: كان شريح إذا قيل له: ممن أنت ؟ قال: ممن أنعم اللّه عليه بالإسلام ثم عدّ بالكندة، و يقال: إنه إنما خرج إلى المدينة لأن (2) أمه تزوجت بعد أبيه فاستحيا من ذلك فخرج، و كان شاعرا فائقا (3).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس (4)،أنبأ أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأ جدي، أنبأ أبو محمّد بن زيد، نا إبراهيم بن مهدي الأيلي، ثنا أبو حاتم السختياني (5)،ثنا الأصمعي، عن حمّاد بن زيد، عن أيوب، عن محمّد بن سيرين قال: كان شريح شاعرا و كان راجزا، و كان فائقا، و كان كوسجا و كان قاضيا.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، أنبأ أبو محمّد التميمي، نا أبو الميمون، نا أبو زرعة (6)[حدّثنا] (7) أبو نعيم الفضل بن دكين قال: حدثتنا أم داود الوابشية (8) قالت: خاصمت إلى (9) شريح ليس له لحية.

و أخبرناه أبو القاسم، أنا أبو بكر، أنبأ أبو الحسين، أنبأ عبد اللّه، ثنا يعقوب، نا أبو نعيم قال: حدثتنا أم داود الوابشية قالت: مات زوجي فخاصمتهم إلى شريح قال: و كان شريح ليس له لحية.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر، أنبأ أبو الحسين، أنبأ عبد اللّه، ثنا يعقوب، نا أبو النعمان، نا حمّاد، عن أيوب، عن محمّد قال: كان شريح كوسجا (10).

ص: 14


1- كذا و يقال فيه: ابن عبدة، انظر ترجمته في سير الأعلام 369/12.
2- عن سير الأعلام 101/4 و بالأصل:«لأبي».
3- في سير الأعلام:«قائفا».
4- بالأصل: قيس، خطأ و الصواب ما أثبت، انظر المطبوعة عاصم - عائذ (فهارس شيوخ ابن عساكر).
5- كذا بالأصل و لعله: السجستاني.
6- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 625/1.
7- زيادة عن أبي زرعة.
8- في أبي زرعة: الواشية، خطأ، و بالأصل: الوالسية.
9- عن أبي زرعة و بالأصل: أبي.
10- الكوسج الذي لا شعر على عارضيه، و يقال: هو الرجل النقي الخدين من الشعر.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، و أبو يعلى حمزة بن علي قالا: أنا سهل بن بشر، أنبأ علي بن منير بن أحمد، أنبأ الحسن بن رشيق قال: قال لنا أبو عبد الرّحمن النسائي في تسمية فقهاء التابعين من أهل الكوفة: علقمة، و الأسود، و عمرو بن شرحبيل، و عبيدة السّلماني، و شريح، و مسروق بن الأجدع، و عبد اللّه بن شيبة.

أخبرنا أبو الحسين علي بن أحمد بن منصور الغساني قال: نا و أبو منصور بن خيرون، أنبأ أبو بكر أحمد بن علي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ محمّد بن هبة اللّه، قالا: أنبأ محمّد بن الحسين القطان، أنبأ عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1)،حدّثني ابن نمير، ثنا حفص عن أشعث، عن محمّد بن سيرين قال: أدركت الكوفة و فيها أربعة ممن يعدّ بالفقه، فمن بدأ بالحارث ثنّى بعبيدة، و من بدأ بعبيدة ثنّى بالحارث، ثم علقمة الثالث، و شريح الرابع، قال: ثم يقول ابن سيرين: و إن أربعة أخسّهم شريح لخيار (2).

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنبأ أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو الفضل بن البقال، قالا: أنبأ أبو الحسين بن بشران، أنبأ عثمان بن أحمد، ثنا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو (3) عبد اللّه، نا روح، ثنا هشام، عن محمّد قال: كان أصحاب عبد اللّه بن مسعود من حفظ حديثه خمسة كانوا كلهم يجعلون آخرهم شريح، و كان بعضهم يبدأ بعبيدة ثم الحارث، و بعضهم يبدأ بالحارث ثم علقمة ثم مسروق ثم شريح، و كان محمّد يقول: إن قوما أخسهم شريح - زاد البيهقي: يعني لخيار-.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنبأ أبو الفضل بن خيرون، أنبأ عبد الملك بن محمّد، أنبأ أبو علي الصّواف، ثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا إبراهيم بن محمّد بن ميمون، ثنا علي بن عباس، عن أشعث، عن ابن سيرين قال: قدمت الكوفة و فيها أربعة ألف (4) يطلبون الحديث و شريح أهل الكوفة أربعة: عبيدة السّلماني،

ص: 15


1- المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 365/3 و 557/2 و انظر سير الأعلام 102/4.
2- عن المعرفة و التاريخ، و بالأصل: أحسهم شريح لخبار.
3- كتبت فوق الكلام بين السطرين.
4- كذا العبارة بالأصل: أربعة ألف يطلبون الحديث و شريح أهل الكوفة أربعة.

و الحارث الأعور، و علقمة بن قيس، و شريح و كان أخسّهم.

قال: و ثنا أبي و عمي أبو بكر قالا: ثنا عبد اللّه بن إدريس عن عمه، عن الشعبي قال: أحدثك عن القوم كأنك شاهدهم، كان شريح أعلم القوم بالقضاء، و كان عبيدة يوازي شريحا في علم القضاء، و أما علقمة فانتهى إلى قول عبد اللّه لم يجاوزه، و أما مسروق فأخذ من كلّ ، و أما الربيع بن خثيم (1) فأقلّ القوم علما و أورعهم ورعا.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس (2)،ثنا و أبو منصور بن خيرون، أنبأ أبو بكر الخطيب (3).

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو بكر بن الطبري قالا: أنبأ محمّد بن الحسين، أنبأ عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب (4)،حدّثني ابن نمير، ثنا ابن إدريس عن عمه، عن الشعبي قال: كان شريح أعلمهم بالقضاء، و كان عبيدة يوازي شريحا في القضاء. انتهى حديث ابن قيس و ابن خيرون - و زاد ابن السّمرقندي: و كان علقمة - انتهى إلى قول عبد اللّه، و كان ربيع بن خثيم أشد القوم ورعا، و أقلّهم علما.

أنبأنا أبو القاسم، ثم حدّثنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنبأ عبد الوهاب بن محمّد - زاد أبو الفضل: و محمّد بن الحسن قالا:- أنبأ أحمد بن عبدان، أنبأ محمّد بن سهل، أنبأ محمّد بن إسماعيل (5) قال: حدّثنا مسدّد، ثنا عبد اللّه بن داود، عن سفيان قال: كان علقمة أعلم من شريح في الفرائض و الفقه، و شريح أعلم بالقضاء.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنبأ عثمان بن أحمد، ثنا حنبل بن إسحاق، ثنا أبو نعيم، أنبأ عمرو بن ثابت، عن أبي إسحاق قال: ثلاثة لا يتهمون: على عليّ مرّة، و ميسرة، و شريح.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو القاسم بن مسعدة، أنبأ حمزة بن

ص: 16


1- إعجامها مضطرب بالأصل و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 258/4.
2- بالأصل «قيس» خطأ، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
3- تاريخ بغداد 119/11.
4- المعرفة و التاريخ 557/2.
5- التاريخ الكبير للبخاري 228/3.

يوسف، أنبأ أبو أحمد بن عدي، ثنا محمّد بن جعفر، ثنا عبد الرّحمن بن منصور، ثنا أحمد بن الحكم العبدي قال: سمعت مالك بن أنس يقول: كان أهل البصرة عندنا هم أهل العراق و هم الناس و لقد كان بالكوفة رجال: علقمة، و الأسود، و شريح حتى وثب إنسان يسمى حمّاد فاعترض هذا الدّين فقال فيه برأيه، ففسد الناس، فاللّه المستعان وَ لَلَبَسْنٰا عَلَيْهِمْ مٰا يَلْبِسُونَ (1).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأ محمّد بن هبة اللّه، أنبأ محمّد بن الحسين، أنبأ عبد (2) بن جعفر، ثنا يعقوب، ثنا ابن نمير، نا أبو بكر، عن عاصم، عن أبي وائل قال: ما رأيت شريحا عند عبد اللّه قط ، قال: و ما كان يمنعه أن يأتيه إلاّ استغناء عنه.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأ أحمد بن عبد الملك، أنبأ علي بن محمّد بن علي، و عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد قالا: ثنا محمّد بن يعقوب قال: ثنا عباس بن محمّد، ثنا يحيى بن معين، عن يحيى بن آدم، ثنا قطنة، عن الأعمش، عن أبي وائل قال: كان شريح يقلّ غشيان عبد اللّه قال: فقلت له أو فقيل له: فيما يرى ذاك ؟ قال:

للاستغناء.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو الفضل بن البقال، أنبأ أبو الحسين بن بشران، أنبأ عثمان بن أحمد، أنبأ حنبل بن إسحاق، ثنا يحيى بن آدم، عن قطنة، عن الأعمش، عن أبي وائل قال: كان شريح يقل غشيان عبد اللّه بن مسعود، قال: فقيل له:

لم ؟ قال: للاستغناء.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ أبو الفضل بن خيرون، أنبأ عبد الملك بن الحسن.

ح و أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ (3)،قالا: ثنا أبو علي محمّد بن أحمد بن الحسن، ثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي، نا ابن نمير، عن سفيان،

ص: 17


1- سورة الأنعام، الآية:9.
2- كذا، و تقدم قريبا «عبد اللّه».
3- حلية الأولياء 134/4.

عن رجل، عن شريح قال: قيل له: بأيّ شيء أصبت هذا العلم ؟ قال: بمفاوضة (1)العلماء، آخذ منهم و أعطيهم.

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد الفقيه، و أبو القاسم زاهر بن طاهر المستملي (2) قالا: أنبأ أبو بكر البيهقي، أنبأ أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني عبد الرّحمن بن الحسن القاضي - و قال زاهر: الاسفري - نا إبراهيم بن الحسين، نا آدم، ثنا شعبة، عن سيّار أبي - و في حديث زاهر: ثنا سيّار أبو - الحكم عن الشعبي قال:

أخذ عمر بن الخطاب فرسا من رجل على سوم فحمل عليه رجلا فعطب عنده فخاصمه - و في حديث زاهر: فحاكمه - الرجل فقال: اجعل بيني و بينك رجلا، فقال الرجل:

فإني أرضى بشريح العراقي، فأتوا (3):شريحا؟ فقال شريح لعمر: أخذته صحيحا سليما، فأنت له ضامن حتى ترده صحيحا سليما، فأعجب عمر بن الخطاب، فبعثه قاضيا (4).

أخبرنا أبو محمّد السّلمي، ثنا أحمد بن علي.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد قال: أنبأ محمّد بن هبة اللّه قالا: أنبأ محمّد بن الحسين.

أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، ثنا أبو نعيم، ثنا زكريا بن عاصم، عن عامر: أن عمر بن الخطاب بعث ابن سور (5) على قضاء البصرة، و بعث شريحا على قضاء الكوفة (6).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأ أبو الحسين بن حسنون، أنبأ علي بن عمر الحربي، أنبأ حامد بن يحيى البلخي، ثنا شريح بن يونس قال: نا هشيم، عن مجالد، عن الشعبي: أن عمر رزق شريحا مائة درهم على القضاء (7).

ص: 18


1- في الحلية: بمقاومة (كذا).
2- بالأصل:«المسملي» و الصواب ما أثبت، انظر فهارس المطبوعة عاصم - عائذ ص 629، و انظر ترجمته في سير الأعلام 9/20.
3- بالأصل:«قالوا» و لعل الصواب ما أثبت انظر أخبار القضاة.
4- الخبر في أخبار القضاة لوكيع 189/2.
5- هو كعب بن سور بن بكر الأزدي، انظر أخباره في أخبار القضاة لوكيع 274/1.
6- نقله من طريق الشعبي الذهبي في سير الأعلام 102/4.
7- المصدر السابق نفسه.

أخبرنا أبو غالب، أنبأ محمّد بن أحمد بن محمّد بن حسنون، أنبأ أبو القاسم موسى بن عيسى بن عبد اللّه السراج، ثنا محمّد بن محمّد بن سليمان، ثنا عبد الرّحمن بن يونس، ثنا عمر بن أيوب، ثنا عيسى بن المسيّب، عن عامر، عن شريح القاضي قال:

قال لي عمر بن الخطاب أن اقض بما استبان لك من كتاب اللّه عزّ و جلّ ، فإن لم تعلم كتاب اللّه كله فاقض بما استبان لك من قضاء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فإن لم تعلم كل أقضية رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فاقض بما استبان لك من أمر الأئمة المهتدين، فإن لم تعلم كل ما قضت به الأئمة المهتدين فاجتهد رأيك و استشر أهل العلم و الصلاح (1).

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنبأ أبو بكر البيهقي، أنبأ أبو نصر بن قتادة الأنصاري، و أبو حازم الحافظ ، قالا: نا أبو الفضل بن حميرويه، ثنا أحمد بن محمّد، ثنا سعيد بن منصور، ثنا هشيم، ثنا سيّار، عن الشعبي قال: لما بعث عمر بن الخطاب شريحا على قضاء أهل الكوفة قال: انظر ما تبين لك من كتاب اللّه فلا تسأل عنه أحدا، و ما لم يتبين لك في كتاب اللّه فابتغ فيه السنّة، و ما لم يتبين لك في السّنة فاجتهد فيه رأيك.

قال: و أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ ، ثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، ثنا سعيد بن عثمان التنوخي الحمصي، نا معاوية بن حفص كوفي، أنبأ علي بن مسهر، و ابن فضيل، و أسباط و غيره، عن أبي إسحاق الشيباني، عن الشعبي، عن شريح:

أن عمر بن الخطّاب كتب إليه: إذا حال أمر في كتاب اللّه عزّ و جلّ فاقض و لا يلفتنك عنه الرجال، فإن أتاك ما ليس في كتاب اللّه فانظر سنّة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فاقض بها، فإن جاءك بما ليس في كتاب اللّه و لم يكن فيه سنّة من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فانظر ما اجتمع عليه الناس فخذ به، فإن حال ما ليس في كتاب اللّه و لم يكن فيه سنّة من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و لم يتكلم فيه أحد قبلك فاختر أي الأمرين شئت: إن شئت أن تجتهد رأيك ثم تقدم فتقدم، و إن شئت أن تأخر فتأخر، و لا أرى التأخر إلاّ خير لك (2).

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنبأ أبو بكر البيهقي، أنبأ أبو سعيد

ص: 19


1- الخبر في أخبار القضاة لوكيع 189/2.
2- المصدر السابق 190/2.

محمّد بن محمّد بن يحيى الحاكم الأسفرايني، أنبأ أبو بحر محمّد بن الحسن بن كوثر البربهاري، ثنا بشر بن موسى، نا الحميدي، ثنا سفيان بن عيينة، ثنا الشيباني، عن الشعبي قال:

كتب عمر بن الخطاب إلى شريح: إذا حضر أمر لا بد منه فانظر ما في كتاب اللّه فاقض به، فإن لم يكن فيما قضا به الرسول صلى اللّه عليه و سلم فإن لم يكن فيما قضى به الصّالحون و أئمة العدل، فإن لم يكن فأنتم بالخيار فإن شئت أن تجتهد رأيك فاجتهد، و إن شئت أن تؤامرني فوامرني، و لا أرى مؤامرتك إيّاي إلاّ خير لك، و السّلام (1).

أخبرنا أبو المعالي الفارسي، نا أحمد بن الحسين البيهقي، أنبأ أبو نصر بن قتادة، أنبأ أبو محمّد أحمد بن إسحاق البغدادي الهروي، أنا معاذ بن نجدة، ثنا خلاّد بن يحيى، ثنا سفيان - هو الثوري بن سليمان - عن الشعبي عن شريح قال: كتب إليّ عمر أن اقض بما في كتاب اللّه فذكر الحديث بمعناه إلاّ أنه لم يذكر أئمة العدل، و قال في آخره: فأنت بين الأمرين، إن شئت أن تقدم و إن شئت أن تأخّر، و أرى أن تتأخّر خير لك، و السّلام.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنبأ أبو بكر البيهقي، أنبأ أبو حازم العبدي، أنبأ أبو الفضل بن حميرويه، أنبأ أحمد بن نجدة، ثنا سعيد بن منصور، ثنا سفيان، عن أبي إسحاق الشيباني، عن المغيرة قال:

كتب عمر بن الخطاب إلى شريح: إذا أتاك أمر في كتاب اللّه فاقض به و لا يلفتنك الرجال عنها، و إن لم يكن في كتاب اللّه و كان في سنّة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فاقض به و إن لم يكن في كتاب اللّه و [لا] (2) في سنّة رسوله فاقض بما قضى به أئمة العدل، فإن لم تكن في كتاب اللّه و لا في سنّة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و لا فيما قضى به أئمة الهدى فأنت بالخيار بين أن تجتهد رأيك و إن شئت أن تؤامرني، و لا أرى بمؤامرتك إيّاي إلاّ أسلم لك.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو بكر أحمد بن يحيى، و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى قالوا: أنبأ عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفر، أنبأ عبد اللّه بن أحمد بن حموية، أنبأ عيسى بن عمر بن العباس، أنبأ

ص: 20


1- سير الأعلام 103/4 و أخبار القضاة 189/2.
2- زيادة لازمة منا للإيضاح.

عبد اللّه بن عبد الرّحمن الدارمي، أنبأ محمّد بن عيينة، عن علي بن مسهر، عن أبي إسحاق، عن الشعبي، عن شريح:

أن عمر بن الخطّاب كتب إليه: إن جاءك شيء في كتاب اللّه فاقض به، و لا يلفتنك عنه الرجال، فإن جاءك ما ليس في كتاب اللّه فانظر سنّة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فاقض به، فإن جاءك ما ليس في كتاب اللّه و لم يكن فيه سنّة من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فانظر ما اجتمع عليه الناس فخذ به، فإن جاءك ما ليس في كتاب اللّه و لم يكن فيه سنّة من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و لم يتكلم فيه أحد قبلك فاختر أي الأمرين شئت، إن شئت أن تجتهد رأيك ثم تقدم فتقدّم، و إن شئت أن تأخّر فتأخر، و لا أرى التأخّر إلاّ خيرا لك.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنبأ حيدرة بن علي الأنطاكي، أنبأ أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأ عمي أبو علي، ثنا علي بن بكر، أنبأ ابن خليل، أنبأ ابن عبيدة (1)،ثنا حاتم بن قبيصة المهلّبي، و كان صحيح الخبر، صادقه، لا يأخذ العلم إلاّ من معادنه. قال: حدّثني شيخ من كنانة قال: قال عمر لشريح حين استقضاه: لا تشار، و لا تضار، و لا تشتر، و لا تبع، و لا ترتش، فقال عمرو بن العاص: يا أمير المؤمنين:

إن القضاة إن أرادوا عدلا *** و رفعوا فوق الخصوم فضلا (2)

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن (3) عبد الواحد، أنبأ شجاع بن علي، أنبأ أبو عبد اللّه بن منده، أنبأ محمّد بن سعد، ثنا محمّد بن يحيى الرازي، ثنا محمّد بن كثير، ثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن هبيرة بن يريم:

أن عليا قال لشريح: اذهب فأنت أقضى العرب في شيء سأله في قضية.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو الفضل بن البقّال، أنبأ أبو الحسين بن بشران، أنبأ عثمان بن أحمد، ثنا حنبل بن إسحاق، ثنا أبو عبد اللّه محمّد بن كثير العبدي، أنبأ سفيان، عن أبي إسحاق، عن هبيرة بن يريم:

أن عليا جمع الناس في الرحبة و قال: إني مفارقكم، فاجتمعوا في الرّحبة رجال

ص: 21


1- هو عمر بن شبة النميري، مرّ التعريف به قريبا.
2- الخبر في أخبار القضاة لوكيع 190/2 و زيد فيه: و زحزحوا بالعلم عنهم جهلا كانوا كغيث قد أصاب محلا
3- بالأصل: عن، خطأ و الصواب ما أثبت، انظر فهارس المطبوعة عاصم - عائذ ص 658.

أيما رجال، فجعلوا يسألونه حتى نفذ ما عندهم و لم يبق إلاّ شريح، فجثا على ركبتيه و جعل يسأله، فقال له علي: اذهب فأنت أقضى العرب (1).

أخبرنا أبو القاسم السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنبأ أبو الحسين بن الفضل، أنبأ عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب، ثنا موسى بن مسعود، نا سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي هبيرة (2) قال: قال علي: اجمعوا إليّ القرّاء، فاجتمعوا في رحبة المسجد، فقال: إني أوشك أن أفارقكم، فجعل يسائلهم ما يقولون في كذا حتى نفذوا و بقي شريح، فجعل يسائله، فلما فرغ قال: اذهب فأنت من أفضل الناس، أو من أفضل العرب.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل [بن] خيرون، أنبأ عبد الملك بن محمّد، أنبأ.

ح و أخبرنا أبو علي الحداد - في كتابه - أنا أبو نعيم الحافظ (3)،نا أبو علي محمّد بن أحمد بن الحسن، ثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا عبد اللّه بن محمّد بن سالم، نا إبراهيم بن يوسف، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن هبيرة سمع عليا يقول:

يا أيّها الناس يأتيني فقهاؤكم يسألوني و أسألهم، فلما كان من الغد غدونا إليه حتى امتلأت الرحبة، فجعل يسألهم ما كذا ما كذا، و يسألونه يا أمير المؤمنين ما كذا فيخبرهم، حتى ارتفع النهار و تصدعوا (4) غير شريح جاث (5) على ركبتيه لا يسأله عن شيء إلاّ قال كذا و كذا، و لا يسأله شريح عن شيء إلاّ أخبره به، فسمعت عليا يقول: قم يا شريح فأنت أقضى العرب.

أخبرنا أبو البركات، أنبأ أبو الفضل، أنبأ عبد الملك، أنبأ أبو علي، ثنا محمّد بن عثمان، ثنا أبي، ثنا محمّد بن عبد اللّه الأسدي، ثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن هبيرة بن يريم قال:

ص: 22


1- الخبر في سير الأعلام 102/4 و وفيات الأعيان 462/2 و أخبار القضاة لوكيع 198/2.
2- كذا ورد هنا:«أبي هبيرة».
3- حلية الأولياء 134/4.
4- بالأصل:«و تصدغوا» و المثبت عن الحلية.
5- بالأصل:«جاني» و المثبت عن الحلية.

جمع علي قرّاء أهل الكوفة فقال: سلوني فلا أراني إلاّ مفارقكم، فسألوه حتى ما بقي إلاّ شريح، فقال: قم فأنت أقضى العرب.

قال: و ثنا أبي، ثنا أبو بكر بن عباس، عن مغيرة قال: قلت لإبراهيم بقضاء من كان يقضي شريح ؟ قال: بقضاء عبد اللّه، قلت: بفرائض من كان يفرض ؟ قال: بفرائض عبد اللّه (1).

أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز العباسي، أنبأ الحسن بن عبد الرّحمن بن الحسن الشافعي، أنبأ أحمد بن إبراهيم بن فراس، ثنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن يزيد المقرئ، ثنا جدي يحيى بن محمّد بن عبد اللّه، ثنا سفيان، ثنا أصحابنا عن أبي إسحاق قال: سأل الناس عليا حتى تقطعوا، و شريح جاث (2) على ركبتيه حياله، تحفظ ما سألتني عنه ؟ قال: نعم، سألتك عن كذا فأخبرتني فيه بكذا، قال: أنت أقضى العرب رجلا واحدا.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأ أبو بكر البيهقي، أنبأ أبو الحسن بن عبدان، أنبأ أحمد بن عبيد، ثنا أحمد بن علي الخرار، ثنا أسيد بن زيد الحمال، ثنا عمرو بن شمرح قال: و أنبأنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي، أنبأ أبو محمّد بن الخراساني، ثنا محمّد بن عبيد بن أبي هارون، نا إبراهيم بن خبيب، ثنا عمرو بن عمر، عن جابر، عن الشعبي قال:

خرج علي بن أبي طالب إلى السّوق فإذا هو بنصراني يبيع درعا، قال: فعرف علي الدرع، فقال: هذه درعي، بيني و بينك قاضي المسلمين، قال: و كان قاضي المسلمين شريح، كان علي استقضاه، قال: فلما رأى شريح أمير المؤمنين قام من مجلس القضاء و أجلس عليا في مجلسه، و جلس شريح قدامه إلى جنب النصراني، فقال علي: أما يا شريح لو كان خصمي مسلما لقعدت معه مجلس الخصم و لكني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«لا تصافحوهم و لا تبدءوهم بالسّلام، و لا تعودوا مرضاهم، و لا تصلّوا عليهم، و ألجئوهم إلى مضايق الطّرق، و صغّروهم كما صغّرهم اللّه» اقض بيني و بينه يا شريح، قال: فقال شريح: ما تقول يا أمير المؤمنين ؟ قال: فقال علي: درعي ذهبت مني منذ

ص: 23


1- انظر سير الأعلام 102/4.
2- بالأصل:«جاني» و عن الحلية.

زمان (1)،قال: فقال شريح: ما تقول يا نصراني، قال: فقال النصراني: ما أكذب أمير المؤمنين، الدرع هي درعي، قال: فقال شريح: ما أرى أن تخرج من يده فهل من بيّنة ؟ فقال علي: صدق شريح، قال: فقال النصراني: أما أنا أشهد أن هذه أحكام الأنبياء، أمير المؤمنين يجيء إلى قاضيه، و قاضيه يقضي عليه، هي و اللّه يا أمير المؤمنين درعك، اتبعتك من الجيش (2) و قد زالت على جملك الأورق، فأخذتها، فإنّي أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أن محمّدا رسول اللّه، قال: فقال علي: أما إذا أسلمت فهي لك، و حمله على فرس عتيق، قال: فقال الشعبي: لقد رأيته يقاتل المشركين (3)[5000].

هذا لفظ حديث أبي زكريا.

و في رواية ابن عبدان قال: يا شريح لو لا أن خصمي نصراني لجثيت بين يديك، و قال في آخره: قال: فوهبها له علي، و فرض له ألفين، و أصيب معه يوم صفين، و الباقي بمعناه.

أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه - مناولة و إذنا - و قرأ عليّ إسناده، أنبأ محمّد بن الحسين، أنبأ المعافا بن زكريا، ثنا محمّد بن الحسن بن زياد المقرئ، ثنا موسى بن شبيب - بشيزر - عن يونس بن موسى البصري، عن الحسن بن حمّاد، عن الرّمّاح بن المنذر النهدي، عن محمّد بن علي بن الحسين بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب أنه قال لشريح: لسانك عبدك ما لم تتكلم، فإذا تكلمت فأنت عبده، فانظر ما تقضي، و فيم تقضي، و كيف تقضي، و فيم تمضي و إليه تقضي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسن، و أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الدّرّ ياقوت بن عبد اللّه قالوا: أنبأ أبو محمّد الصّريفيني، أنبأ أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان بن داود الطوسي، ثنا الزبير بن بكار، حدّثني رجل عن سفيان بن عيينة، نا إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي:

أن عليا أتى في امرأة طلّقها زوجها فزعمت أنها حاضت في شهر ثلاثا، فقال علي

ص: 24


1- افتقدها عليّ و هو متوجه إلى صفين، إلى حربه مع معاوية، كما يفهم من عبارة حلية الأولياء.
2- بالأصل: الحيس، و الصواب ما أثبت.
3- الخبر في حلية الأولياء 140/4-141 و فيها أن الخصومة كانت مع رجل يهودي. و في آخر الخبر: و خرج يقاتل (بعد إسلامه) مع علي الشراة بالنهروان فقتل. و انظر الخبر مختصرا في أخبار القضاة لوكيع 194/2-195.

لشريح: قل فيها، قال: أقول و أنت شاهد، قال: عزمت عليك، قال: إن جاءت بنسوة من بطانة أهلها ممن ترضى أمانتهن و دينهن فشهدت أنها حاضت ثلاث حيض تطهر و تصلي فقد حلت، فقال علي: فأقول و أقول: قالون، قالون، و قالون بالرومية: جيّد.

أخبرنا بها عالية أبو الفضل الفضيلي، و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو بكر أحمد بن يحيى، و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، قالوا: أنا أبو الحسن الدراوردي (1)،أنبأ عبد اللّه بن أحمد، أنبأ عيسى بن عمر:

أخبرنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن، أنبأ يعلى - يعني ابن عيينة (2)-ثنا إسماعيل عن عامر، قال: جاءت امرأة إلى عليّ تخاصم زوجها طلقها، فقالت: قد حضت في شهر ثلاث حيضات، فقال علي لشريح: اقض بينهما، قال: يا أمير المؤمنين و أنت هاهنا؟ قال: اقض بينهما، قال: إن جاءت من بطانة أهلها ممن ترضى دينه و أمانته تزعم أنها حاضت ثلاث حيض تطهر على كل قرء و تصلي، جاز لها، و إلا فلا، قال: قالون، و قالون بلسان الروم: أحسنت (3).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأ أبو صادق الفقيه، أنبأ أحمد بن محمّد بن زنجويه، أنبأ أبو أحمد العسكري، أخبرني محمّد بن يحيى، أنبأ المبارك، عن المازني، نا أبو زيد الأنصاري، نا شعبة، نا أوس بن ثابت - و هو أبو أبي زيد - عن أبيه، قال أبي شريح في ابني عمي: أحدهما زوج و الآخر أخ لأم، فقال شريح: للزوج النصف، و ما بقي فللأخ للأم، فقال علي: أخطأ العبد الأبطر (4)،للزوج النصف، و للأخ من الأم السّدس، و ما بقي بينهما نصفان.

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى، قالا: أنا أبو سعد محمّد (5) بن الحسين بن عبد اللّه بن أبي علاثة، أنبأ أبو طاهر المخلّص، أنبأ أبو القاسم البغوي، ثنا عبد الأعلى بن حمّاد، ثنا حمّاد بن سلمة، عن أوس بن ثابت، عن حكيم بن عقال:

ص: 25


1- كذا بالأصل و هو خطأ و الصواب:«الداودي» و اسمه عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداودي، انظر المطبوعة عاصم - عائذ (الفهارس ص 765، و انظر فيها ص 158).
2- في سير الأعلام: عبيد.
3- الخبر في سير الأعلام 103/4 و فيه:«شهرين» بدل «شهر» و انظر أخبار القضاة لوكيع 194/2.
4- كذا بالطاء المهملة، و في اللسان «بظر» الأبظر، و هو الرجل في شفته العليا طول مع نتوء في وسطها.
5- كتبت فوق الكلام بين السطرين.

أن امرأة ماتت و تركت ابني عمها أحدهما زوجها، و الآخر أخوها لأمها، فاختصموا إلى شريح، فقال: للزوج النصف، و ما بقي فللأخ للأمّ ، فارتفعوا إلى علي بن أبي طالب، فقالوا: إن شريحا قال كذا و كذا، قال: ادعوا إليّ العبد الأبظر (1)، فدعي له، فقال: كيف قضيت بين هذين ؟ فأخبره، فقال علي: أ في كتاب اللّه وجدت هذا أم في سنّة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ فقال: بل في كتاب اللّه، قال: و أين هو من كتاب اللّه ؟ قال:

يقول اللّه عزّ و جلّ وَ أُولُوا الْأَرْحٰامِ بَعْضُهُمْ أَوْلىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتٰابِ (2) فقال: هل تجد في كتاب اللّه عزّ و جلّ للزوج النصف و ما بقي فللأخ من الأمّ ؟ فقال علي: للزوج النصف و للأخ من الأم السّدس، و ما بقي فهو بينهما نصفان (3).

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني، أنبأ أبو أحمد الحريري، محمّد بن أحمد بن يوسف، ثنا أحمد بن الحارث الخراز، نا أبو الحسن المدائني، عن مبارك بن سلام، عن مجالد، عن الشعبي قال:

ضاع درع لعليّ - كرّم اللّه وجهه - يوم الجمل، فأصابها رجل من بني قفل (4) فباعها فعرفت (5) عند مرحل من اليهود، فقال: اشتريتها من بني قفل، فخاصمه علي إلى شريح، فشهد لعلي الحسن بن علي و مولاه قنبر، فقال لعليّ شريح: زدني شاهدا مكان الحسن، فقال: أ ترد شهادة الحسن ؟ قال: لا، و لكني حفظت أنك قلت: لا يجوز شهادة الولد لوالده، فقال علي - رضي اللّه عنه-: الحق ببانقيا (6) و اقض عليها، و استعمل على الكوفة محمّد بن زيد بن خليد الشيباني، ثم عزله و أعاد شريحا (7).

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنبأ أحمد بن الحسن بن أحمد، أنبأ يوسف بن رباح بن علي، أنبأ أحمد بن محمّد بن إسماعيل، ثنا محمّد بن أحمد بن حمّاد، ثنا معاوية بن صالح، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: شريح بن الحارث القاضي قضى لعمر و للحجّاج بن يوسف.

ص: 26


1- بالأصل «الأبطر» انظر ما مرّ فيه قريبا.
2- سورة الأحزاب، الآية:6.
3- الخبر في أخبار القضاة 196/2.
4- إعجامها مضطرب بالأصل و تقرأ: فقل بتقديم الفاء.
5- بالأصل: فغرقت خطأ، و الصواب عن مختصر ابن منظور 297/10.
6- بانقيا ناحية من نواحي الكوفة (معجم البلدان).
7- الخبر في أخبار القضاة 194/2-195 و انظر حلية الأولياء 140/4.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنبأ محمّد بن علي بن إبراهيم، أنبأ أحمد بن إسحاق، ثنا أحمد بن عمران، ثنا موسى التستري، ثنا خليفة العصفري (1)، قال في تسمية القضاء بالكوفة: سلمان بن ربيعة الباهلي ولاّه سعد قضاء الكوفة ثم ولى عمر شريحا، و يقال: استعمل قبل شريح عبيدة السلماني، و ولّى شريحا سنة ثنتين و عشرين - يعني فكان شريح على قضاء الكوفة - حتى قتل عثمان، و أقرّ - يعني عليا - شريحا ثم عزله، و ولّى محمّد بن زيد بن خليد (2) الشيباني [أشهرا] (3) ثم عزله، و أعاد شريحا حتى قتل، و لم يزل شريح قاضيا عليها - يعني في زمان معاوية - حتى جدده (4) معه زياد إلى البصرة، فقضى مسروق بن الأجدع حتى رجع شريح، و قضى شريح مع زياد بالبصرة سنة، و كان على قضاء الكوفة - يعني في أيام يزيد بن معاوية - شريح حتى انقضت الفتنة، و بعد ما قدم الحجّاج و لما غلب المختار على الكوفة استقضى عبد اللّه بن عتبة أياما، فتمارض، فاستقضى عبد اللّه بن مالك الطائي، و اعتزل شريح القضاء، فلما اجتمع الناس على عبد الملك عند قتل مصعب أعاد شريحا ثم قدم الحجّاج فأقرّه على القضاء، ثم استعفاه فأعفاه، و استقضا أبا بردة بن أبي موسى الأشعري.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا عبد العزيز الكتاني، أنبأ أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأ أبو الميمون، ثنا أبو زرعة (5)،أخبرني الحارث بن مسكين، عن ابن وهب، قال: سئل مالك بن أنس: من أوّل من استقضى ؟ فقال: معاوية بن أبي سفيان، فقيل له:

فعمر؟ قال: لا، فقال له رجل من أهل العراق: أ فرأيت شريحا، قال: كذلك يقولون، ثم قال: كيف يكون هذا؟ يستقضى بالعراق فلا يستقضى بغيره، ليس كما تقولون.

أخبرنا أبو القاسم الخضر بن علي بن الخضر بن أبي هشام، أنبأ عبد اللّه بن الحسين بن حمزة العطّار، أنبأ عبد الرّحمن بن محمّد بن يحيى بن ياسر، أنبأ أبو موسى هارون بن محمّد الموصلي، نا أبو يحيى زكريا بن أحمد بن يحيى البلخي، ثنا

ص: 27


1- انظر تاريخ خليفة ص 155 و 179 و 200 و 228 و 296.
2- في تاريخ خليفة: خليدة.
3- زيادة للإيضاح عن تاريخ خليفة.
4- في تاريخ خليفة: أحدره.
5- الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي205/1.

الحسن بن محمّد بن الأشعث المصري، قال: سمعت محمّدا - يعني ابن عبد اللّه بن عبد الحكم - يقول: سمعت الشافعي يقول: لم يكن شريح قاضيا لعمر بن الخطّاب، فقيل للشافعي: أ كان قاضيا لأحد؟ قال: نعم، كان قاضيا لزياد، لا أعرف وجه ما قال مالك - رحمه اللّه - فأمر شريح في ولايته القضاء لعمر و علي، مستفيض، فأمّا قول الشافعي - رحمه اللّه - فلعلّه أراد بالبصرة دون الكوفة.

و يدل ما أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو بكر بن الطبري، أنبأ أبو الحسين بن الفضل، أنبأ عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب (1).

ح و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنبأ أبو الفضل بن البقّال، أنبأ أبو الحسين بن بشران، أنبأ عثمان بن أحمد، ثنا حنبل بن إسحاق، قالا: نا أبو بكر الحميدي، نا سفيان (2)،ثنا عمرو، عن أبي الشعثاء، قال: و في حديث حنبل قال: قال جابر: أتانا زياد بشريح فقضى فينا سنة بما قضى - و في حديث حنبل: لم يقض فينا مثله قبله و لا بعده.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنبأ رشأ بن نظيف، أنبأ الحسن بن إسماعيل، أنبأ أحمد بن مروان، ثنا علي بن الحسن، و محمّد بن عبد العزيز، عن ابن عائشة قال: نظر شريح إلى رجل يقوم على رأسه و هو يضحك، و هو في مجلس القضاء، فنظر إليه شريح فقال: ما يضحكك و أنت تراني أنقلب بين الجنة و النار.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ ثابت بن بندار، أنبأ أبو العلاء الواسطي، أنبأ أبو بكر البابسيري (3)،أنبأ الأحوص بن المفضّل بن غسان، ثنا أبي، ثنا أبو مالك، عن ابن نور (4)،عن محمّد قال: كان شريح إذا قعد على القضاء قال: كان يقول: سيعلم الظالمون حظ من نقضوا إن الظالم ينتظر العقاب، و إن المظلوم ينتظر النصر.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ عمر بن عبيد اللّه بن عمر، أنبأ أبو الحسين بن بشران، أنبأ عثمان بن أحمد، ثنا حنبل بن إسحاق، ثنا أبو (5) خيثمة بن

ص: 28


1- الخبر في المعرفة و التاريخ 587/2.
2- هو سفيان بن عيينة.
3- بالأصل: البابيري، و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل، و انظر الأنساب (البابسيري).
4- كذا.
5- كتبت فوق الكلام بين السطرين.

زهير بن حرب، ثنا جرير، عن مغيرة، قال: عزل عبد اللّه بن الزبير شريحا عن القضاء، فلما ولي الحجّاج ردّه.

أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد بن يوسف، و أبو نصر محمّد بن الحسن، قالا: قرئ على أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيويه، أنبأ أحمد بن معروف، ثنا الحسين بن الفهم، ثنا محمّد بن سعد (1)،أنبأ عارم (2)،ثنا حمّاد بن زيد، عن شعيب بن الحبحاب، عن إبراهيم:

أن شريحا كان إذا خرج للقضاء قال: سيعلم الظالم حقّ من نقص، إن الظالم ينتظر العقاب، و المظلوم ينتظر النصر.

قال: و أنبأ ابن سعد (3)،أنبأ قبيصة بن عقبة، ثنا سفيان، عن أبي حفص (4) قال:

اختصم إلى شريح رجلان، قضى على أحدهما فقال: قد علمت من حيث أتيت، فقال شريح: لعن اللّه الراشي و المرتشي و الكاذب.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، و أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن، قالا: أنبأ أبو محمّد الصّريفيني، أنبأ أبو حفص، عن ابن إبراهيم بن أحمد الكناني، ثنا البغوي، ثنا أبو خيثمة، ثنا الوليد بن مسلم، حدّثني تميم بن عطية العبسي قال: سمعت مكحولا يقول: اختلفت إلى شريح أشهرا لم أسأله عن شيء اكتفي بما أسمعه يقضي به (5).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو بكر بن الطبري، أنبأ أبو الحسين بن الفضل، أنبأ عبد اللّه بن جعفر، أنبأ يعقوب قال: سمعت من يذكر عن أبي مسهر قال:

حديث تميم بن عطية ليس بمحفوظ لأن مكحولا لو اختلف إلى شريح: لم يقل ما لقيت مثل الشعبي (6).

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنبأ عمر بن عبيد اللّه (7) بن عمر، أنبأ علي بن محمّد بن بشران، أنبأ عثمان بن أحمد، ثنا حنبل بن إسحاق، نا إسحاق بن إسماعيل،

ص: 29


1- طبقات ابن سعد 135/6.
2- عن ابن سعد و بالأصل: عازم.
3- المصدر السابق نفسه.
4- في ابن سعد: أبي حصين.
5- المعرفة و التاريخ 603/2.
6- المعرفة و التاريخ 603/2.
7- الخبر في المعرفة و التاريخ 604/2.

ثنا جرير، عن مغيرة قال: كتب معاوية إلى أمير الكوفة، فذكر كلاما، قال: فلما قام اختصم إليه رجلان في دين فأمر بجلسة، قال: فقال له: وَ إِنْ كٰانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلىٰ مَيْسَرَةٍ (1) فقال له شريح: ذاك في الربا.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأ محمّد بن أحمد بن حسنون، أنبأ أبو الحسن علي بن عمر الحربي، أنبأ حامد بن محمّد بن شعيب، ثنا شريح بن يونس، ثنا هشيم، عن مغيرة، عن إبراهيم، عن شريح أنه حبس رجلا في حق كان قضا عليه، قال: فأرسل إليه بشر بن مروان: أن خلّ عن الرجل، قال: فأبى (2) و قال: السجن سجنك، و البواب عاملك، رأيت الحق فقضيت عليه فحبسته، و أبى أن يخرجه.

قال: و ثنا شريح، ثنا هشيم، ثنا حجّاج بن أبي عثمان، عن ابن سيرين، عن شريح قال: كان إذا قيل له: كيف أصبحت ؟ قال: أصبحت و شطر الناس عليّ غضاب (3).

أنبأنا أبو نصر بن البنّا، و أبو طالب بن يوسف، قالا: أنبأ أبو محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنبأ أحمد بن معروف، ثنا الحسين بن الفهم، ثنا محمّد بن سعد (4)،أنبأ الحسن بن موسى، و أحمد بن عبد اللّه بن يونس، قالا: ثنا زهير، ثنا جابر، عن عامر قال: تكفل ابن لشريح برجل بوجهه ففرّ، فسجن شريح ابنه، فكان ينقل إليه الطعام في السّجن.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ ثابت بن بندار، أنبأ محمّد بن علي بن يعقوب، أنبأ محمّد بن أحمد بن محمّد، أنبأ الأحوص بن المفضّل بن غسان، ثنا أبي، ثنا هشام بن عبد الملك، ثنا موسى بن محمّد الأنصاري، حدّثني الجعد بن ذكوان قال:

كان شريح يحبس في الدين، قال: و رأيت شريحا و جاءه رجل فقال: ابنك تكفّل لي برجل، فأمر به إلى السحن، فلما قام من مجلس القضاء قال: يا غلام اذهب إلى عبد اللّه بقطيفة أو مرقعة أو برأس (5).

ص: 30


1- سورة البقرة، الآية:280.
2- إعجامها مضطرب بالأصل.
3- الخبر في سير الأعلام 105/4.
4- طبقات ابن سعد 134/6.
5- الخبر في أخبار القضاة 308/2 و في آخره: اذهب إلى عبد اللّه بقطيفة و مرفقة أو فراش. و كرره في 317/2.

أنبأنا أبو نصر، و أبو طالب، قالا: أنبأ الجوهري، عن أبي عمر، أنبأ أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم.

قال: أنبأ ابن سعد (1)،أنبأ عارم بن الفضل، ثنا حمّاد بن زيد، عن أيوب، عن سعيد بن جبير أن رجلا استعدى على رجل بينه و بين شريح نسب، فأمر به شريح، فحبس إلى سارية (2) فلما قام شريح ذهب يكلمه، فأعرض عنه شريح فقال: إنّي لم أحبسك، إنما حبسك الحق.

أخبرنا أبو البركات بن الأنماطي، أنبأ ثابت بن بندار، أنبأ أبو العلاء الواسطي، و أبو بكر البابسيري، أنبأ الأحوص بن المفضل الغلاّبي، ثنا أبي، ثنا هشام بن عبد الملك، ثنا موسى بن محمّد الأنصاري، حدّثني الجعد بن ذكوان، قال: كان شريح يسأله بعض أهله عن الشيء فيقول: لا أرى شاهدا لغائب اذهب حتى تجيء أنت و صاحبك على السّواء لا ندري القضاء لك أو عليك.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأ أبو بكر البيهقي، أنبأ أبو محمّد عبد اللّه بن يوسف الأصبهاني، أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي، ثنا سعدان بن نصر، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن تميم بن سلمة قال: جاء ابن أبي عصيفير إلى شريح يخاصم رجلا، فجلس معه على الطنفسة، فقال له: قم فاجلس مع خصمك إني لا أدع النصرة و أنا عليها لقادر.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأ محمّد بن أحمد بن محمّد بن حسنون، أنبأ علي بن عمر بن محمّد الحربي، أنبأ حامد بن محمّد بن شعيب البلخي، ثنا شريح بن يونس، نا هشيم، أنبأ داود.

ح و أخبرنا أبو البركات، أنبأ ثابت، أنبأ أبو العلاء، أنبأ أبو بكر، أنبأ الأحوص، نا أبي، ثنا يزيد بن هارون، أنبأ داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن شريح قال: ما شددت على عضد خصم قط ، و لا لقّنت (3) خصما قط حجة (4).

ص: 31


1- المصدر السابق 135/6.
2- عن ابن سعد و بالأصل: ساركه.
3- بالأصل لقيت، و الصواب ما أثبت عن سير الأعلام و أخبار القضاة.
4- الخبر في أخبار القضاة 220/2.

أنبأنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر بن البنّا، قالا: قرئ على أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنبأ أحمد بن معروف، ثنا الحسين بن الفهم، ثنا محمّد بن سعد (1)،أنبأ عفان بن مسلم، و عبيد اللّه بن محمّد القرشي بن عائشة، قالا:

ثنا حمّاد بن سلمة، ثنا شعيب بن الحبحاب، عن إبراهيم أن شريحا قال: ما شددت لهواتي على خصم، و لا لقّنت (2) خصما حجة قط .

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنبأ أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو بكر بن الطبري، قالا: أنبأ أبو الحسين بن الفضل، أنبأ عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب (3)،ثنا أبو بكر الحميدي، ثنا سفيان، عن عطاء بن السّائب قال: أتيت شريحا في زمن بشر (4) بن مروان، و هو يومئذ قاض فقلت: يا أبا أمية أفتني، فقال: يا ابن أخي إنما أنا قاض و لست بمفتي (5)،فقلت:

إني و اللّه ما جئت أريد خصومة إن رجلا من الحي جعل داره حبسا. قال عطاء: فدخل من الباب الذي في المسجد في المقصورة، فسمعت حين دخل و تبعته و هو يقول [لحبيب] (6) الذي يقدم الخصوم إليه: أخبر (7) الرجل أنه لا حبس عن فرائض اللّه عز و جل.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأ أبو نعيم (8)،ثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمّد بن إسحاق الثقفي، ثنا سوار بن عبد اللّه العبدي (9)،ثنا العلاء بن (10) جرير العنبري، حدّثني سالم أبو عبد اللّه قال: شهدت شريحا و تقدم إليه رجلا قال: أين أنت ؟ قال:

بينك و بين الحائط ، فقال: إني رجل من أهل الشام، فقال: بعيد سحيق، قال: إني تزوجت امرأة، قال: بالرفاء و البنين، قال: إني اشترطت لها دارها، قال: الشرط

ص: 32


1- طبقات ابن سعد 133/6 و سير الأعلام من طريق حماد بن سلمة 105/4.
2- بالأصل لقيت، و الصواب ما أثبت عن سير الأعلام و أخبار القضاة.
3- الخبر في المعرفة و التاريخ 589/2.
4- في المعرفة و التاريخ: عبد الملك بن مروان.
5- كذا بالأصل بإثبات الياء.
6- الزيادة عن المعرفة و التاريخ.
7- العبارة في المعرفة مضطربة و نصها:«أحسن الرجل، أ منزلا يتخذ حبس عن من أرض اللّه» كذا.
8- حلية الأولياء 134/4.
9- في الحلية: العنبري.
10- مطموسة بالأصل، و المثبت عن الحلية.

أملك، قال: أقضي (1) بيننا، قال: قد فعلت.

أخبرنا أبو محمّد (2) عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم، أنبأ سهل بن بشر، أنبأ أبو الحسن محمّد بن الحسين بن محمّد بن الطّفّال، أنبأ القاضي أبو الطاهر محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الذهلي، ثنا جعفر بن محمّد بن الحسن، ثنا قتيبة، ثنا خالد بن عبد اللّه، عن عمر بن قيس الماصر قال:

سمعت شريحا و أتاه رجل فقال: إني رجل من أهل الشام، فقال: مرحبا بالبقية، قال: و إني تزوجت امرأة، قال: بالرفاء و البنين، قال: و إني شرطت لها دارها، قال:

المسلمون عند شروطهم، قال: اقض بيننا، قال: قد فعلت (3).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأ أبو بكر البيهقي، أنبأ أبو محمّد بن يوسف، أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي، ثنا سعدان بن نصر، ثنا معاذ، عن ابن عون قال: مررت بالشعبي و هو جالس بقبابه فقلت: كيف أنتم ؟ قال: و قال كان شريح إذا قيل له كيف أنتم ؟ قال: بنعمة، قال باصبعه كذا، و مد بصره إلى السماء.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن عبد العزيز بن أحمد قال: قرأت على أبي الحسن علي بن موسى بن الحسن، قلت له: أخبركم أبو سليمان محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن زيد، نا أبي، ثنا محمّد بن عيسى العطّار، ثنا علي بن عاصم، أخبرني إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي عمرو الشيباني، قال: و حدّثني الحسن بن عليل العنبري، ثنا محمّد بن العلاء، ثنا أبو أسامة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي عمرو الشيباني، و حديث أبي أسامة أتم قال:

كنت عند شريح، فأتاه قوم برجل عليه صك بخمس مائة درهم دينا، فقالوا: إن مولى لنا مات و ترك على هذا خمس مائة درهم دينا، و نحن وارثوا مولانا، فقال له شريح: ما تقول ؟ فقال: كان أخي رجلا حرا مولى لهؤلاء و كان موسرا، و أنا عبد لقوم آخرين، و كان أعطاني هذه الدراهم أنتفع بها، فمات أخي و ترك مالا كثيرا أورثه هؤلاء

ص: 33


1- كذا بالأصل، و الصواب: اقض.
2- بالأصل:«أبو محمد بن عبد الرحمن» حذفنا «بن» لأنها مقحمة، انظر فهارس المطبوعة عاصم - عائذ ص 635.
3- انظر أخبار القضاة 303/2.

عنه، فقلت لهم: دعوا لي هذه الدّراهم فإني معيل، قال: فكلمهم شريح و قال لهم: لا عليكم أن تدعوا له هذه الدراهم و سائر ميراث أخيه لكم، فقد ذكر عيلة فأبوا و قالوا:

خذ لنا بحقنا، فقال لهم شريح: اتقوا اللّه و افعلوا فأبوا و قالوا: خذ لنا بحقنا، فقال له شريح: ادفعها إليهم فإنك عبد لا ميراث لك، فأقيموا من بين يديه على ذلك.

قال أبو عمرو الشيباني: فلما رأيت جزعه و شدة همه فقلت له: ويحك ذكرت أنك معيل، فما عيالك ؟ قال: زوجة و أولاد ذكور و إناث، فقلت: فما زوجتك حرة أو أمة، فقال: حرة، فرجعت إلى شريح، فقلت: يا أبا أمية أ لا ترى ما يقول هذا الرجل ؟ قال:

و ما يقول ؟، قلت: يقول: لي أولاد أحرار من امرأة حرة، قال: ردهم عليّ ، فرددتهم فأعاد الكلام فاعترفوا به، و قالوا: نعم له أولاد أحرار، فقال: ولد حر من امرأة حرة، فقال شريح: فابن الأخ الحرّ أولى بالميراث منكم، و اللّه لا تبرحوا حتى تعطوه ما في أيديكم من ميراث أخيه، قال: فانتزع ذلك منهم فدفعه إليه (1).

قال: و نا أبي، ثنا سعد بن محمّد بن عبد اللّه القاضي، ثنا سليم بن عبد الرّحمن، ثنا الوليد بن مسلم، حدّثني سالم البصري قال: سمعت محمّد بن سيرين يقول: جاء رجل إلى شريح، فقال: إن امرأتي توفيت و لم تترك ولدا فما لي من ميراثها؟ قال:

النصف، قال: فمضى ثم عاد و معه خصوم له في هذه المسألة فإذا هي من عشرة أسهم يجب له منها ثلاثة أسهم.

قال الوليد: تفسير ذلك أنها تركت زوجها و أمها و أختيها لأمها و أبيها، و أختيها لأمها، فأعطاه ثلاثة أسهم من عشرة فكان الرجل بعد ذلك يقول: انظروا إلى قاضيكم هذا أتيته فقلت: إن امرأتي توفيت، و لم تترك ولدا فما لي من ميراثها فقال: النصف، فلما تحاكمنا إليه ما أعطاني النصف و لا الثلث، فكان شريح يقول: يا عدو نفسه إذا رأيتني ذكرت حكما جائزا، و إذا رأيتك ذكرت رجلا (2) فاجرا يظهر الشكوى و يكتم حقيقة القضاء (3).

ص: 34


1- الخبر ورد مختصرا في أخبار القضاة 296/2-297.
2- في أخبار القضاة: خصما فاجرا.
3- الخبر ورد مختصرا في أخبار القضاة 364/2.

كتب إليّ أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن أحمد بن الحطاب (1).

ثم أخبرنا أبو القاسم فضائل بن الحسن بن الفتح، و أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الفتح الأنصاري، و أبو محمّد عبد الرّحمن بن الحسن بن إبراهيم الكتانيان، قالا: أنبأ سهل بن بشر قال: أنبأ محمّد بن الحسين بن الطّفّال، أنبأ محمّد بن أحمد الذهلي، ثنا جعفر بن محمّد بن الحسن الفريابي، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا سفيان بن عيينة،- عن (2) ابن أبي نجيح - عن مجاهد قال: أخبرني:

اختصم إلى شريح في ولد هرة، فقالت امرأة: هو ولد هرتي، و قالت الأخرى:

هو ولد هرتي، فقال شريح: ألقها مع هذه فإن هي قرّت و درّت و اسبطرّت فهي لها، و إن هي هرّت و فرّت و اقشعرّت فليس لها (3).

أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد بن يوسف، أنبأ إبراهيم بن عمر البرمكي.

ح و حدّثنا أبو المعمر المبارك بن أحمد، أنبأ المبارك بن عبد الجبّار، أنبأ أبو الحسن علي بن عمر بن الحسن، و إبراهيم بن عمر، قالا: أنبأ أبو عمر بن حيّوية، أنبأ عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد، ثنا عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة، قال في حديث شريح:

أن امرأتين اختصمنا إليه في ولد هرة، فقال: القوها مع هذه فإن هي قرّت و درّت و اسبطرّت فهي لها، و إن هي فرّت و حرّت و اقشعرّت فليس لها، و من وجه آخر و إن هي هرت و ازبأرت. حدّثنيه ابن الخليل، عن ابن المديني، عن ابن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد.

قوله: اسبطرت: يريد امتدت الإرضاع (4)،يقال اسبطر الشيء إذا امتد، قال الهذلي (5) و ذكر ناقة::

ص: 35


1- ترجمته في سير الأعلام 583/19.
2- بالأصل «هو» خطأ و الصواب ما أثبت عن سير الأعلام.
3- الخبر في سير الأعلام 105/4 و انظر أخبار القضاة 393/2 و في آخره في أخبار القضاة: فقرت و درّت، فقضيت بها لصاحبة الجراء.
4- كذا، و الصواب: للارضاع. أو للرضاع، انظر تاج العروس بتحقيقنا مادة سبطر.
5- البيت لأمية بن أبي عائذ الهذلي من قصيدة طويلة مطلعها: ألا يا لقوم لطيف الخيال أرق من نازح ذي دلال شرح أشعار الهذليين 498/2. و العنق: السير المنبسط ، العجر فيه: يقول: إذا كلّت الإبل رأيتها تأخذ السير بخرق و ضباطة، و ذاك محمود منها.

و من سيرها العنق المسبطر *** و العجز فيه بعد الكلال

أي الممتد. و ازبأرت: اقشعرت و تنفشت.

و قال امرؤ القيس يصف فرسا (1):

لها ثنن كخوافي العقاب *** سود يفين إذا تزبئر

و الثنّة: الشعر المتعلق في مآخير قوائمها. يفين: يكثرن. إذا تزبئر: أي تنفش (2).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأ محمّد بن أحمد بن محمّد بن علي، أنبأ أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن سعيد بن محارب بن عمرو الأنصاري الأوسي الإصطخري - قراءة - ثنا أبو خليفة - و هو الفضل بن الحباب - ثنا العكلي، عن ابن أبي خالد، عن الهيثم بن عدي، عن ابن عباس، عن أبيه قال:

شهدت شريحا و أتاه رجل يخاصم امرأته فقال: إنّ هذه حديدة الوكبة، سريعة الوثبة، تؤذي الجار، و تشتم البعل، و تقو (3) الهجر، فقال شريح: سبحان اللّه دون هذا الكلام، عافاك اللّه، فقالت المرأة: اللّه أيها الحاكم، هو زمر المذوة (4) صفر المزوة، كثير التفقد قليل التعهد، إن جاع ضرع و إن شبع استشبع، فقال شريح:

قوما عني في غير حفظ اللّه.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأ رشأ بن نظيف، أنبأ أبو محمّد الحسن بن إسماعيل، أنبأ أحمد بن خيرون، ثنا أحمد بن محمّد الأزدي، ثنا الحارث بن عبد الغفار، قال: سمعت أبي يقول: سمعت أبا سفيان بن العلاء يقول: أتى شريح القاضي يوم (5) برجل فقالوا: إن هذا خطب إلينا فسألناه عن حرفته فقال: أبيع الدّواب، فزوجناه فإذا هو يبيع السّنانير، قال: أ فلا قلتم: أيّ الدّواب، و أجاز شريح نكاحه.

ص: 36


1- البيت في ديوانه ط بيروت ص 112 و اللسان: زبر.
2- كذا و لعله: انتفش، كما في اللسان: زبر، في شرحه الكلمة بعد ما ذكر بيت امرئ القيس.
3- كذا بالأصل.
4- كذا.
5- في مختصر ابن منظور 299/10 أتى شريحا القاضي قوم برجل.

قال: و حدّثنا أحمد بن مروان، ثنا محمّد بن عبد العزيز، ثنا الفضل بن إسحاق، ثنا عبد الرّحمن بن مهدي، عن إسحاق، عن سفيان، عن محارث بن دثار قال: اختصم إلى شريح رجلان، فذكر هذا ثنية هذا، و هذا ضرس هذا، فقال شريح: الثنية لها و الضرس له منفعة، هذا بهذا قوما.

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنبأ أبو عبد اللّه الحسين بن عمر بن عمران الضرّاب، نا إسماعيل بن إبراهيم المعروف بابن سمعان، ثنا أبو سعيد الأشج، ثنا ابن إدريس عن عمه، عن الشعبي قال: كان من كلام شريح: الخصم داؤك و الشهود سناؤك (1).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأ أبو بكر البيهقي، أنبأ أبو الحسين بن الفضل، أنبأ أبو الحسين بن ماتي، ثنا أحمد بن حازم، عن أبي غرزة، ثنا حسن بن قتيبة، ثنا فاند بن الحسن، قال: قال شريح: إذا دخلت الهدية من الباب خرجت الحكومة من الكوة.

قال: و أنبأ أبو حازم الحافظ ، أنبأ أبو الفضل بن خميرويه (2)،ثنا أحمد بن نجدة، ثنا سعيد بن منصور، ثنا هشيم، ثنا ابن عون، عن إبراهيم: أن رجلا أقر عند شريح ثم ذهب ينكر، فقال شريح: قد شهد عليك ابن أخت خالتك (3).

قال: و ثنا ابن سيرين أن شريحا قال له: شهد عليك ابن أخت خالتك (4).

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنبأ أبو الحسين بن حسنون، أنبأ أبو الحسن الحربي، أنبأ حامد بن محمّد، ثنا شريح بن يونس، ثنا هشيم، عن ابن عون، عن شريح: أن رجلا أقرّ عنده بشيء فذهب لينكر، فقال: قد شهد عليك ابن أخت خالتك.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن بن علي الماوردي، أنبأ أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن علي الصّيدلاني، ثنا يزداد بن عبد الرّحمن بن محمّد الكاتب، ثنا

ص: 37


1- كذا و في أخبار القضاة 229/2 و شهودك شفاؤك.
2- اسمه محمد بن عبد اللّه بن محمد، ترجمته في سير الأعلام 311/16.
3- الخبر في أخبار القضاة 280/2.
4- يريد: إنك أقررت على نفسك فقضيت عليك.

أبو سعيد عبيد اللّه بن سعيد، ثنا ابن إدريس، عن عبد اللّه بن أبي السّفر، عن الشعبي (1)قال:

ما نعلم أحدا انتصف من شريح إلاّ أعرابي أتاه في خصومة فجعل يكلمه و يمسه بيده فقال له شريح: إن لسانك أطول من يدك، فقال له الأعرابي: أ سامري فلا تمس (2)قال: فإذا أراد أن يقوم، قال هل شريح: إني لم أرد هذا بسوء، فقال له الأعرابي: فلا أجرمته إليك.

قال ابن إدريس: و كانت القضاة تكره أن يقوم الخصم و هو غضبان.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو الفضل بن البقّال، أنبأ علي بن محمّد بن بشران، أنبأ أبو محمّد بن السماك، ثنا حنبل، ثنا مسدّد، أنبأ هشام بن أبي إسحاق، عن أبي جرير، عن شريح: أنه كان إذا غضب أو جاع قام فلم يقض بين أحد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنبأ أبو الحسين بن الطّيّوري، و محمّد بن الحسن قالا: أنبأ الوليد بن بكر، أنبأ علي بن أحمد بن بكر، أنبأ صالح بن أحمد بن صالح العجلي، حدّثني أبي (3) قال: شريح بن الحارث الكندي القاضي، يكنى أبا أمية كوفي تابعي ثقة، و كان يؤم قومه فبلغهم أنه تكلم في أمر حجر أبي الأدبر (4) بشيء فقالوا له: لا تؤمنا اعتزل، فقال: و أجمعتم على هذا؟ قالوا: نعم، فاعتزلهم.

قال: و يروى عن شريح أنه أتاه رجل فقال له: يا أبا أمية كبر سنّي (5)،ورق عظمك، و ذهلت عن حكمك (6)،و ارتشى ابنك، فقال له: أعده عليّ ، فأعاده عليه فاستعفى فأعفي، و أرادوا أن يولوا سعيد بن جبير القضاء، فقالوا: هو مولى، فولوا أبا بردة بن أبي موسى و ضموا إليه سعيد بن جبير.

ص: 38


1- الخبر في أخبار القضاة 255/2.
2- بعدها في أخبار القضاة: فقال له شريح: أقبل قبل شأنك، فقال: ذاك أعجلني إليك.
3- تاريخ الثقات للعجلي ص 216.
4- كذا بالأصل، و في ثقات العجلي: حجر بن الحارث بن الأدبر. و انظر ترجمته في سير الأعلام 462/3.
5- كذا و في الثقات للعجلي: كبرت سنك.
6- في العجلي: و ذهبت حكمتك.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأ أبو بكر البيهقي.

ح و أنبأ أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو بكر بن الطبري، قالا: أنبأ أبو الحسين بن بشران، أنبأ أبو عمرو بن سماك، ثنا حنبل بن إسحاق، قال: و قال أبو نعيم: خرج شريح من عند زياد فلقيه رجل فقال: كبرت سنك، و رقّ عظمك، و ارتشى ابنك، قال: فرجع إليه فأخبره فقال: من قال لك ؟ قال: لا أعرفه فاعفني، قال: لا أعضل حتى يشير عليّ برجل، فأشار عليه بأبي بردة فولاّه القضاء (1).

أخبرنا أبو الفضل الفضيلي، و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو بكر أحمد بن يحيى، و أبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى، قالوا: أنبأ عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفر، أنبأ عبد اللّه بن أحمد بن حموية، أنبأ ابن عمر بن العبّاس، أنبأ عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن بهرام، أنبأ حجّاج البصري، نا أبو بكر الهذلي، عن الشعبي قال:

سمعت شريحا، و جاء رجل من مراد فقال: يا أبا أمية ما دية الأصابع ؟ قال: عشر عشر، قال: يا سبحان اللّه سواء هاتين و جمع بين الخنصر و الإبهام ؟ فقال شريح: يا سبحان اللّه أ سوا أذنك و يدك، قال: الأذن توازيها الشعر و الكمة و العمامة فيها نصف الدّية و في اليد نصف الدية، ويحك إن السّنة سبقت قياسكم فتبع و لا تبتدع، فإنك لن تضلّ ما أخذت فالأثر، قال أبو بكر: فقال لي الشعبي: يا هذلي لو أن أخيفكم قتل و هذا الضبي في مهده أ كان دينهما سواء؟ قلت: نعم، قال: فأين القياس.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأ أبو الحسين بن حسنون، أنبأ أبو الحسن الحربي، أنبأ حامد بن محمّد بن شعيب، أنبأ شريح بن يونس، ثنا هشيم، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي:

أن عبد اللّه بن شريح كان بينه و بين رجل خصومة فقال لأبيه: إن بيني و بين فلان خصومة، فإن كان الحق لي فأعلمني ذلك حتى أخاصمه إليك، و إن كان الحق عليّ لم أخاصمه، قال: فقال: خاصمه، قال: فجاءه بخصمه، فقضى عليه، فلقيه بعد ما انصرف فقال: ما رأيت مثلك، إني لو لم أكن تقدمت إليك عذرت، و لكن قد أعلمتك الأمر و سألتك أن بيني و بين فلان خصومة، فإن (2) كان القضاء عليّ لم أخاصمك إليه، و إن كان

ص: 39


1- ورد الخبر في أخبار القضاة 392/2 باختلاف، و فيه أن الذي أعفاه هو الحجاج.
2- بالأصل:«قال» و لعل الصواب ما أثبت.

لي خاصمته إليك، فأمرتني أن أخاصمه، قال: فقال: يا بني، إنك لما تقدمت على أمرك كان القضاء عليك فكرهت أن أخبرك به لتذهب إلى خصمك فتصالحه و تقطع من مالك (1) شيئا لا حق لك فيه فكرهت أن أخبرك.

قرأت على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد - قراءة-، ح و عن أبي نعيم محمّد بن عبد الواحد، أنبأ علي بن محمّد بن خزفة (2)، قالا: أنبأ محمّد بن الحسين بن محمّد الزعفراني، ثنا أبو بكر بن أبي خيثمة، ثنا أبي، ثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب، عن محمّد قال: قال شريح: إنما افتقر (3) الأثر فما وجدت في الأثر حدثتكم.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو بكر بن الطبري، أنبأ أبو الحسين بن الفضل، أنبأ عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب (4)،ثنا (5) أبو عاصم محمّد بن أبي أيوب الثقفي، حدّثني عامر، و سألته عن الولاء قلت: يا أبا عمرو كيف ترى (6) في الولاء؟ قال: كان شريح ينزله بمنزلة المال، قلت: فإن أهل المدينة لا يقولون ذاك، قال: أجل، إن أهل المدينة ينزلونه بمنزلة النسب. قلت: فعمن كان يروي شريح ؟ قال: هو كان أعظم في أنفسنا من أن نسأله عن من يروى قال: و ثنا يعقوب، حدّثني محمّد بن يحيى - يعني ابن أبي عمر - عن سفيان، عن سليمان قال: قال شريح: سمعنا قبل أن نلطح الأحاديث.

رواه غيره عن ابن أبي عمر، و قال: تتلاطح الأحاديث.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنبأ عمر بن عبيد اللّه، أنبأ أبو الحسين بن بشران، أنبأ عثمان بن أحمد، ثنا حنبل بن إسحاق قال: قال يحيى بن معين: شريح بن هانئ كوفي، و شريح بن أرطأة كوفي، و شريح القاضي أقدم منهما، و هو ثقة.

قرأت على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنبأ أحمد بن

ص: 40


1- كذا، و لعله «من ماله» و هو أظهر.
2- بالأصل: خزقه، و الصواب بالفاء، و قد مرّ كثيرا.
3- كذا بالأصل، و لعله: اقتفي.
4- الخبر في كتاب المعرفة و التاريخ 588/2.
5- في المعرفة و التاريخ يقول يعقوب: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا أبو عاصم..
6- في المعرفة و التاريخ: كيف يرث.

عبيد - قراءة-، ح و عن أبي نعيم محمّد بن عبد الواحد، أنبأ علي بن محمّد بن خزفة (1)،قالا: أنبأ محمّد بن الحسين، ثنا أبو بكر بن أبي خيثمة، قالا: سمعت يحيى بن معين يقول: شريح القاضي ثقة.

أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسن التبريزي، أنبأ أبو الفتح أحمد بن عبد اللّه بن أحمد السوذرجاني، أنبأ أبو نعيم الحافظ ، ثنا محمّد بن علي بن حسن، ثنا أبو شعيب الحرّاني، ثنا أبو عبد الملك الحرّاني، ثنا زهير بن أبي إسحاق، عن مرّة، عن ح.

و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأ أبو الغنائم بن أبي عثمان، قالا: أنبأ أبو الحسين بن بشران، أنبأ أبو محمّد دعلج بن أحمد بن دعلج، ثنا أبو شعيب، ثنا أحمد بن عبد الملك، ثنا زهير، ثنا أبو إسحاق، حدّثني مرة، قال: رأيت على ظهر كف شريح فرجة، فقلت له: يا أبا أمية ما هذه ؟ فقال: بم كسبت أيديكم و يعض عن كثير.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أنبأ أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، ثنا محمّد بن هارون، ثنا أبو كريب، ثنا وكيع، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه: أن شريحا خرجت بإبهامه قرحة فقيل له: أ لا أريتها طبيبا، قال: هو الذي أخرجها (2).

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد المقرئ عنه، أنبأ أبو نعيم الحافظ (3)،حدّثنا عبد اللّه بن جعفر بن فارس، ثنا أبو مسعود أحمد بن الفرات، أنبأ محمّد بن عيسى، ثنا عثّام بن علي، قال: سمعت الأعمش يقول: اشتكى شريح رجله فطلاه (4) بعسل و قعد في الشمس، فقيل له: لو أريتها الطبيب، قال: قد فعلت، قال: فما قال ؟ قال: وعد خيرا.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأ أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأ عبد الرّحمن بن عبيد اللّه بن عبد الحرقي، ثنا أبو مسهر، عن سعيد بن عبد العزيز قال: قال شريح: ما

ص: 41


1- إعجامها مضطرب بالأصل و الصواب ما أثبت، و قد مرّ التعريف به.
2- نقله الذهبي في سير الأعلام 105/4 و حلية الأولياء 133/4.
3- الخبر في حلية الأولياء 132/4-133 باختلاف في السند و الرواية.
4- كذا، و في الحلية: فطلاها، و هو الظاهر.

أصيب عبد بمصيبة إلاّ كان للّه عليه فيها ثلث نعم الا يكون في دينه، و أن لا تكون أعظم مما كانت و أنها لا بد كائنة فقد كانت.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأ أبو بكر البيهقي، أنبأ أحمد بن الحسن القاضي.

و أنبأنا أبو محمّد عبد الجبار بن محمّد بن أحمد، أنبأ علي بن أحمد بن محمّد الواحدي، أنبأ القاضي أبو بكر الحيري، أنبأ الحسن بن محمّد بن إسحاق، ثنا محمّد بن زكريا الغلاّبي، ثنا العباس بن بكار، ثنا أبو بكر الهذلي عن الشعبي: أن شريحا قال: إني لأصاب بالمصيبة فأحمد اللّه عليها أربع مرات، أحمد إذ لم تكن أعظم منها، و أحمد إذا رزقني الصبر عليها، و أحمد أن وفقني للاسترجاع لما أرجو فيه من الثواب، و أحمد إذا لم يجعلها في ديني، و في حديث البيهقي: أحمد بالهاء في المواضع كلها، و فيه إذا لم يكن أعظم (1) و لم يسم الغلاّبي و لم ينسبه (2).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو المعالي البقّال، أنبأ أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنبأ الأحوص (3) بن المفضل، ثنا أبي، ثنا أبو مالك، عن ابن عون، عن محمّد قال: مات ابن لشريح قال: فغدونا فإذا هو قاعد على القضاء.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأ عاصم بن الحسن بن محمّد، أنبأ أبو عمر بن مهدي، أنبأ أبو جعفر محمّد بن عمرو بن البختري، ثنا أحمد بن ملاهب، ثنا يحيى بن يعلى، ثنا أبي، نا الأشعث - يعني ابن سوار - ثنا الشعبي، قال: خرجت في العيد مع مسروق و شريح، و كان من أكثر أهل الكوفة صلاة، قال: فما صليا قبلها و لا بعدها.

أنبأنا أبو طالب بن يوسف [و] (4) أبو نصر بن البنّا، قالا: أنبأ أبو محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنبأ أحمد بن معروف، ثنا الحسين بن الفهم، ثنا محمّد بن سعد (5)،قال: أنبأ أحمد بن عبد اللّه بن يونس، ثنا أبو شهاب عن (6) حجّاج

ص: 42


1- غير مقروءة بالأصل و رسمها: بن أخي.
2- الخبر في سير الأعلام 105/4.
3- بالأصل بالخاء المعجمة و الصواب ما أثبت بالحاء المهملة، و قد مرّ كثيرا.
4- زيادة لازمة منا، انظر المطبوعة عاصم - عائذ (الفهارس ص 634 و 654).
5- الخبر في طبقات ابن سعد 138/6.
6- بالأصل «بن» في الموضعين، و المثبت عن ابن سعد.

عن (1) عمير بن سعيد أن عليا أمر شريحا أن يصلي بالناس في رمضان، قال أبو شهاب:

يعني القيام.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو الفضل بن البقّال، أنبأ أبو الحسين بن بشران، أنبأ أبو عمرو بن السماك، ثنا حنبل بن إسحاق، ثنا أبو خيثمة، ثنا جرير، عن مغيرة، قال: كان شريح يدخل يوم الجمعة بيتا يخلو فيه لا يدري الناس ما يصنع فيه (2).

أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأ أبو نعيم (3)،نا أحمد بن محمّد بن سنان، نا أبو العباس السراج، ثنا محمّد بن الصّباح، أنبأ جرير، عن الأعمش، عن سفيان (4)،قال:

قال شريح في الفتنة - يعني فتنة ابن الزبير-: ما استخبرت و لا أخبرت و لا ظلمت مسلما و لا معاهدا دينارا و لا درهما، قال: قلت له: لو كنت على حالك لأحببت أن أكون قدمت، فأومأ إلى قبلة (5) فقال: كيف بهذا؟.

قال (6):و ثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمّد بن إسحاق، ثنا سعيد بن يحيى بن (7) سعيد الأموي، ثنا الأعمش، عن شقيق، قال: قال لي شريح: ما أخبرت و لا استخبرت منذ كانت الفتنة، قال: لو كنت مثلك لسرني أن أكون قدمت، قال:

فكيف بما في صدرك، تلتقي الفئتان إحداهما أحب إليك (8) من الأخرى.

أخبرنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر بن البنّا - في كتابيهما - قالا: قرئ على أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنبأ أحمد بن معروف، أنبأ الحسين بن الفهم، ثنا محمّد بن سعد (9)،أنبأ عبد اللّه بن جعفر، ثنا أبو المليح عن (10) ميمون

ص: 43


1- بالأصل:«بن» في الموضعين، و المثبت عن ابن سعد.
2- الخبر في سير الأعلام 105/4 من طريق مغيرة.
3- الخبر في حلية الأولياء 133/4.
4- في الحلية: شقيق.
5- في الحلية: إلى قلبه.
6- القائل أبو نعيم، و الخبر في الحلية 133/4.
7- عن الحلية و بالأصل: ثنا.
8- في الحلية:«بما في صدري... إليّ ».
9- طبقات ابن سعد 141/6.
10- عن ابن سعد و بالأصل «بن».

قال: لبث (1) شريح في الفتنة تسع سنين لا يخبر و لا يستخبر (2)،فقيل له: قد سلمت، فقال: كيف بالهوى.

قال: و نا ابن سعد (3)،أنبأ كثير، عن هشام، ثنا جعفر بن برقان قال: سمعت ميمون بن مهران يقول: قال شريح في الفتنة التي كانت على عهد ابن الزبير: ما سألت فيها و لا أخبرت.

قال جعفر: و بلغني أنه كان يقول: و أنا أخاف أن لا أكون نجوت.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن علي بن هبة اللّه بن عبد السّلام، قالا: أنبأ أبو محمّد الصّريفيني، أنبأ أبو القاسم بن حبابة، ثنا أبو القاسم البغوي، ثنا علي بن الجعد، أنبأ شعبة عن الحكم قال: خرج شريح إلى النجف فرأى فساطيط ، و رأى ناسا قد برزوا و فروا من الطاعون فقال: أنا و إياهم على بساط واحد و انهم من ذي حاجة لقريب (4).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأ أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنبأ إسماعيل بن محمّد الصّفّار، ثنا أحمد بن منصور الرمادي، ثنا عبد الرزاق، أنبأ معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن شريح، قال: سمعته يقول لرجل: يا عبد اللّه دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فو اللّه لا يدع - أظنه قال: عبد اللّه من ذلك شيئا فيجد فقده (5).

قال: و أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو، أنبأ أبو عبد اللّه الصّفار، ثنا أحمد بن محمّد البرني، ثنا مسلم، ثنا الحارث بن عبيد، ثنا هارون أبو سعيد العبسي، عن محمّد بن سيرين قال: قال شريح: لا يدع عبد شيئا تحرجا فيجد فقده.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأ محمّد بن هبة اللّه، أنبأ محمّد بن الحسين، أنبأ عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب (6)،ثنا أبو نعيم، و قبيصة، قالا: ثنا

ص: 44


1- تقرأ بالأصل: اين أو ابن، و الصواب عن ابن سعد.
2- تقرأ بالأصل: يتخبر، و المثبت عن ابن سعد.
3- طبقات ابن سعد 140/6.
4- الخبر في أخبار القضاة 267/2.
5- أخبار القضاة 343/2.
6- الخبر في المعرفة و التاريخ 588/2 و انظر ابن سعد 143/6.

سفيان، عن أبي حيان (1)،عن أبيه قال: كان شريح لا يتخذ مثعبا إلاّ في داره، و لا يدفن سنورا إلاّ في داره إذا ماتت.

قال: و ثنا يعقوب (2)،ثنا سعيد بن منصور، ثنا إسماعيل بن إبراهيم، ثنا أبو حيان التيمي عن أبيه، قال: كان شريح ليس له مثعب (3) إلاّ شارع في داره، و كان يموت له السّنور لأهله فيأمر به فيدفن في داره اتقاء أذى المسلمين.

أخبرناه عاليا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأ أبو بكر البيهقي، أنبأ أبو زكريا بن أبي إسحاق، أنبأ أبو عبد اللّه محمّد بن يعقوب الشيباني الحافظ ، ثنا أبو أحمد محمّد بن عبد الوهاب الفراء، أنبأ جعفر بن عون، أنبأ أبو حيان، عن أبيه قال: كان شريح لا يسرع مثعبا إلى الطريق إلاّ إلى داره، و لا يموت لأهله سنورا إلاّ دفنها في داره اتقاء أذى الناس.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، و أبو الحسين بن الفراء، قالا: ثنا أبو بكر الخطيب، أنبأ إبراهيم بن عمر البرمكي.

أخبرنا محمّد بن عبد اللّه بن خلف، ثنا ابن ذريح - و هو محمّد بن صالح - ثنا هناد بن السّري، ثنا وكيع، عن الأعمش قال: سمعتهم يذكرون عن شريح أنه رأى جيرانا له يحولون فقال: ما لكم ؟ فقالوا: فرغنا اليوم، فقال شريح: و بهذا أمر القارع (4).

أخبرنا بها عالية أبو القاسم زاهر بن طاهر و أبو بكر وجيه، ابنا طاهر، قالا: أنبأ أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمّد بن الحسين بن موسى، أنبأ أبو زكريا يحيى بن إسماعيل بن يحيى بن زكريا بن حرب الحربي، أنبأ عبد اللّه بن محمّد بن الحسن بن الشرقي (5)،ثنا عبد اللّه بن هاشم بن حيان الطوسي، ثنا وكيع، نا الأعمش، قال:

سمعتهم يذكرون عن شريح أنه رأى جيرانا له يحولون، فقال لهم: ما بالكم تحولون ؟ قالوا: فرغنا اليوم، فقال لهم شريح: و بهذا أمر القارع.

ص: 45


1- هو يحيى بن سعيد بن حيان.
2- لمعرفة و التاريخ 589/2 و انظر الحلية 135/4-136.
3- لمثعب: المزراب.
4- لخبر في حلية الأولياء 134/4 و فيها: الفارغ.
5- بالأصل بالفاء خطأ، و الصواب بالقاف، انظر ترجمته في سير الأعلام 40/15.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأ أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنبأ الحسن بن إسماعيل، أنبأ أحمد بن مروان، ثنا أحمد بن علي المروزي، ثنا الحمّاني، عن محمّد بن عبد اللّه بن واصل، عن أبيه قال:

جاء رجل من آل شريح يستقرض منه دراهم فقال له شريح: حاجتك عندنا فائت منزلك فإنها ساببك (1) إني أكره أن يلحقك بها.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأ أبو نعيم الأصبهاني (2)،ثنا الحسن بن عبد اللّه بن سعيد، ثنا أبو روق الهمداني (3)،نا الرياشي قال: قال رجل لشريح: إني أعهدك و إنّ شأنك لشوين (4) فقال شريح: أراك تعرف نعمة اللّه على غيرك، و تجهلها في نفسك.

قال (5) و ثنا محمّد بن عمر بن سلم، ثنا محمّد بن خلف بن المرزبان، ثنا الرياشي، عن الأصمعي، قال: قال رجل لشريح: لقد بلغ اللّه بك يا أبا أمية، قال: إنها لتذكر النعمة في غيرك و تنساها فيك، قال: و إني و اللّه لأحسدك على ما ترى، قال: ما نفعك اللّه بهذا و لا تضرني.

قال: و ثنا محمّد بن عبد اللّه، ثنا الحسن بن علي، ثنا محمّد بن عبد الكريم، نا الهيثم بن عدي، قال: أنبأ مجالد، عن الشعبي، قال: شهدت شريحا و جاءته امرأة تخاصم رجلا فأرسلت عينيها فبكت، فقلت: يا أبا أمية ما أظنها إلاّ مظلومة، فقال: يا شعبي إن إخوة يوسف جاءوا أباهم عشاء يبكون.

أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه - إذنا و مناولة - و قرأ علي إسناده - أنبأ محمّد بن الحسين، أنبأ المعافى بن زكريا، ثنا محمّد بن الحسن بن زياد، أنبأ أحمد بن عبد الرحيم، أنبأ وكيع، عن الأعمش، أنبأ عامر قال:

سئل شريح القاضي عن الجراد فقال: قبّح اللّه الجراد خلقتها خلقة سبعة جبابرة:

رأسها رأس فرس، و عنقها عنق ثور، و صدرها صدر أسد، و جناحها جناح نسر،

ص: 46


1- كذا رسمها بالأصل.
2- الخبر في حلية الأولياء 136/4.
3- كذا، و في الحلية: الهزاني، و هو عطية بن الحارث الهمداني الكوفي أبو روق بفتح الراء و سكون الواو بعدها قاف كما في تقريب التهذيب.
4- بالأصل:«؟؟» و المثبت عن الحلية، و بهامشها عن المختصر: لحقير.
5- حلية الأولياء 136/4.

و رجلاها رجلا جمل، و ذنبها ذنب حية، و بطنها بطن عقرب (1).

أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمّد، ثنا أبو القاسم علي بن محمّد الفقيه، أنبأ أبو محمّد بن [أبي] نصر، أنبأ عمي أبو علي محمّد بن القاسم بن معروف بن خبيب، حدّثني علي بن بكر، حدّثنا محمود، نا عبيد اللّه، حدّثني محمّد بن حسّان، نا هشام بن الكلبي، عن أبيه قال:

أتى شريح لسوق الإبل بناقة يبيعها فسامه بها أعرابي، فقال: كيف سيرها؟ فقال:

خذ الزمام بشمالك و السّوط بيمينك و عليك الطواف، قال: كيف حملها؟ قال: الحائط احمل عليه ما شئت، قال: كيف حلبها؟ قال: قرب المحلب و شأنك، قال: كم الثمن ؟ قال: ثلاثمائة درهم (2) له الثمن، فلما مضى بها، فإذا هي بطيئة السّير، قليلة الحلب، و قد قال له: إن رأيت ما تحت و إلاّ فسل عن حيان كندة عن شريح بن الحارث، فأقبل يسأل عنه، فرآه في المسجد و الخصوم بين يديه، فقال: ديّان (3) أيضا لا حاجة لنا في ناقتك يا غلام، خذ الناقة و اردد عليه دراهمه (4).

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي بكر الخطيب، أنبأ الحسن بن أبي طالب، ثنا أحمد بن محمّد بن عمران، ثنا عبد اللّه بن جعفر النحوي، ثنا القاسم بن أبي المغيرة، قال: قال المدائني:

عرض شريح ناقة ليبيعها فقال له رجل: ما هذه ؟ قال: ناقة تمشي على أربع، قال:

أ تبيع ؟ قال: لذلك أخرجتها، قال: و بكم تبيعها؟ قال: بكذا و كذا، قال: كيف لبنها؟ قال: احلب في [أيّ ] (5) إناء شئت، قال: كيف الوطاء؟ قال: أفرش و نم، قال: فكيف قوتها؟ قال: احمل على حائط أو دع، قال: فكيف نجاؤها؟ قال: علّق سوطك و سر، فاشتراها منه، فقال له شريح: إن عرضت لك حاجة فسل عن أبي أمية في مسجد

ص: 47


1- الخبر في حياة الحيوان للدميري 213/1 و الجليس الصالح للجريري 273/3.
2- بياض بالأصل مقدار كلمتين.
3- في أخبار القضاة: دباب.
4- انظر الخبر ببعض اختلاف في أخبار القضاة 224/2-225عن طريق الشعبي و فيه أنه نقده أربعمائة درهم. و اسم غلام شريح: ميسرة.
5- زيادة منا للإيضاح.

الكوفة، فسار بها الرجل قال: فإذا أخبث ما سخّر لآدمي، فأتى (1) مسجد الكوفة و شريح في مجلس القضاء، فقال: لم أر فيها شيئا مما وصفت، فأدناه شريح و أفهمه ما قال له، ثم أقاله.

أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن (2)-رحمه اللّه - قال: قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي بكر الخطيب أحمد بن علي بن ثابت، قال: قرأت على أبي الحسين أحمد بن محمّد القطان، عن أبي بكر محمّد بن الحسن بن زياد النقاش، أنبأ محمّد بن إسحاق السراج، أنبأ داود بن رشيد (3) بن عدي، عن مجالد بن سعيد قال: قلت للشعبي:

يقال في المثل: إن شريحا أدهى من الثعلب، فما هذا؟ فقال لي: ذا كان شريحا خرج أيام الطاعون إلى النجف، فكان إذا قام يصلي يجيء ثعلب فيقف تجاهه، فيحاكيه و يحيل بين يديه، فيشغله عن صلاته، فلما (4) ذلك عليه نزع قميصه، فجعله على قصبة، و أخرج كميه و جعل قلنسوته و عمامته عليه، فأقبل الثعلب، فوقف على عادته، فوقف شريح من خلفه، فأخذه بغتة فلذلك يقال: هو أدهى من الثعلب و أحيل.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، ثنا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد، أنبأ أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان، أنبأ أبو الميمون البجلي، ثنا أبو زرعة النصري (5)، حدّثني أحمد بن شبّويه، ثنا الفضل بن موسى السيناني (6)،عن الأعمش، عن إبراهيم أنه سئل عن شريح فقال: ذاك رجل (7) شاعر.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، أنبأ أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأ جدي، أنبأ أبو محمّد بن زبر (8)،نا إبراهيم بن مهدي بن عبد الرّحمن الأيلي، نا أبو

ص: 48


1- بالأصل: فإذا، و لعل الصواب ما أثبت.
2- كذا لعل الخبر من زيادات القاسم بن أبي القاسم بن عساكر.
3- بياض بالأصل مقدار كلمتين.
4- بياض بالأصل، و العبارة في مختصر ابن منظور 301/10 فلما طال ذلك.
5- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 666/1 و بالأصل: البصري خطأ و الصواب ما أثبت النصري.
6- بالأصل: السناني خطأ و الصواب ما أثبت، انظر تهذيب التهذيب 286/7.
7- في تاريخ أبي زرعة: امرؤ.
8- بالأصل:«زيد» و الصواب ما أثبت.

حاتم السّجستاني، ثنا الأصمعي، عن أبي عوانة، عن الأعمش، قال: كان شريح يقرأ:

بَلْ عَجِبْتَ وَ يَسْخَرُونَ (1) ،و يقول: إنما يعجب من لا يعلم.

قال الأعمش: فذكرت ذلك لإبراهيم فقال: كان شريحا شاعرا معجبا برأيه، عبد اللّه أعلم بذلك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ ثابت بن بندار، أنبأ أبو العلاء الواسطي، أنبأ أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي، نا يزيد بن هارون،[نا] ابن أبي شيبة، عن فلان، عن أبيه قال: كان شريح فائقا (2)،شاعرا، قاضيا.

كتب إليّ أبو طالب بن يوسف، قال: أنا أبو إسحاق البرمكي، قال: حدّثني المعمر الأنصاري، أنبأ أبو الحسن بن الطّيّوري، أنبأ أبو الحسن بن محمّد الفرونبي (3)(4)،قالا: أنا أبو محمّد بن العبّاس، أنبأ عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكوني (5) الدينوري العائف الذي يعيف الطير أي يزجرها، و ذلك أن يفسر بأسمائها و مساقطها و أصواتها و مجاريها، يقال: عفت (6) الطير أعيفها عيافة، و الأصل في العيافة للطير و منه قيل: فلان يتطير و هو شديد الطيرة، ثم قد تجدهم يعيفون بالبروح و السنوح و عصب القرن و لم يرد ابن سيرين أن شريحا يعيف هذه العيافة، و كيف يريد هذا و قد روى أن العيافة من الحنث و المكيد أراد: أنه مصيب الطير، صادق الحدس، فكأنه عائف، و هذا كما يقال: ما أنت إلاّ ساحر إذا كان رقيقا لطيفا، و ما أنت إلاّ كاهن إذا بطنه أصاب، و أما العائف فهو الذي يعرف الآثار و يتبعها و يعرف شبه الرجل في ولده و أخيه.

أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الواحد بن زريق (7)،أنبأ أبو بكر الخطيب، أنبأ أبو بكر محمّد بن عمر بن جعفر الخرقي، أنا أبو بكر أحمد بن

ص: 49


1- سورة الصافات، الآية:12.
2- كذا بالأصل، و قد مرّ «قائفا».
3- كذا بالأصل.
4- بياض بالأصل.
5- بياض بالأصل مقدار كلمتين.
6- بالأصل «عقب» و لعل الصواب ما أثبت.
7- بالأصل: رزيق بتقديم الراء، و الصواب ما أثبت بتقديم الزاي، ترجمته في سير الأعلام 69/20.

جعفر بن محمّد بن سلم الجبلي (1)،ثنا أحمد بن علي الأبّار، ثنا علي بن عبد اللّه بن معاوية الكوفي ح.

قال: و أنبأ الخطيب، أخبرني أبو منصور، نابى (2) ابن جعفر بن نابى الجبلي، أنبأ عبد الرّحمن بن عمر الحلال، ثنا محمّد بن جعفر المطيري، ثنا العباس بن محمّد، ثنا علي بن عبد اللّه الشريحي - من ولد شريح القاضي - أخبرني أبي، عن أبيه معاوية، عن ميسرة (3)،عن شريح قال: افتقد شريح ابنا له، فبعث في طلبه فجاءه الرسول فقال: أين أصيبه ؟ قال له: يهارش الكلاب، فقال له: أ صلّيت ؟ قال: لا، فقال: خذ بيده فاذهب به إلى المؤدب فقل له (4):

ترك الصلاة لأكلب يلهوا (5) بها *** طلب الهراش مع الغواة النّجس (6)

فإذا اتاك فعضّه بملامة *** وعظته موعظة (7) الأديب الأكيس

و إذا هممت (8) بضربه فبدرّة *** فإذا ضربت بها ثلاثا فاحبس

هذا لفظ حديث أبي، و زاد الحرفي بيتا رابعا و هو:

و اعلم فإنك ما أتيت فنفسه *** مع ما تجرعني أعزّ الأنفس

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنا حيدرة بن علي، أنبأ أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأ عمي أبو علي، ثنا علي بن بكر، أنبأ ابن الخليل قال: قال ابن عبيدة:

و يروى أنه - يعني شريحا - كتب إلى معلّم ابنه:

ترك الصلاة لأكلب يلهو بها *** طلب الهراش مع الخبيث الأخيس

فإذا أتاك فعنفه بملامة *** وعظته موعظة الأديب الأكيس

ص: 50


1- كذا بالأصل، و في تاريخ بغداد 243/11 و سير الأعلام 82/16 الختّلي.
2- كذا بالأصل:«نا بي بن جعفر بن نا بى الجبلي».
3- في أخبار القضاة 207/2 علي بن عبد اللّه بن معاوية بن ميسرة.
4- الأبيات في أخبار القضاة 207/2 و العقد الفريد بتحقيقنا الجزء الثاني/باب في تأديب الصغير.
5- في المصدرين السابقين: يسعى بها.
6- عجزه في العقد الفريد: يبغي الهراش مع الغواة الرجس
7- في أخبار القضاة: عظه عظة.
8- أخبار القضاة: هجمت.

فإذا هممت بضربه فبدرّة *** و إذا ضربت بها ثلاثا فاحبس

فليأتينك عامدا بصحيفة *** نكداء مثل صحيفة المتلمس (1)

و لم تعلم بأنك مع ما فعلت معه *** مع ما تجزعني أعز الأنفس

فضربه المعلم ستا، فقال له شريح: لم زدتك على ما أمرتك ؟ قال: ثلاثا لأمرك، و ثلاثا لحمله ما لا يدري ما هو.

أخبرنا أبو العزّ [بن] كادش - إذنا و مناولة - قال: قرأ علي إسناده، أنبأ محمّد بن الحسين، أنبأ أبو الفرج المعافى بن زكريا القاضي (2)،ثنا أبو النصر (3) العقيلي، ثنا الغلاّبي، ثنا عبد اللّه بن الضحاك، ثنا الهيثم بن عدي، عن الشعبي، قال:

قال لنا شريح: يا شعبي، عليكم بنساء بني تميم فإنهن النساء، قلنا: و كيف ذاك يا أبا أمية ؟ فقال: رجعت يوما من جنازة متطهرا (4) فمررت بخباء، فإذا بعجوز معها جارية رءود (5)،فاستسقيت، فقالت: اللبن أعجب إليك أم ماء أم نبيذ؟ قال: قلت: اللبن أعجب إليّ ، قالت: يا بنية اسقيه لبنا، فإني أظنه غريبا، فسقتني، فلما شربت قلت: من هذه الجارية ؟ قالت: هذه ابنتي زينب بنت حدير (6) إحدى نساء بني تميم ثم من بني حنظلة، ثم من بني طهيّة، قلت: أ تزوجنيها؟ قالت: نعم إن كنت كفأ، فانصرفت إلى منزلي، فامتنعت من القائلة، فلما صلّيت الظهر وجهت إلى إخواني الثقات: مسروق بن الأجدع، و الأسود بن يزيد (7) فصلّيت العصر ثم رحت إلى عمها و هو في مسجده، فلما رآني تنحى لي عن مجلسه، فقلت: أنت أحق بمجلسك، و نحن طالبوا حاجة، فقال: مرحبا بك يا أبا أمية، ما حاجتك ؟ فقلت: إني ذكرت زينب بنت أخيك، فقال:

ص: 51


1- في العقد الفريد: فليأتينك غدوة... كتبت له كصحيفة المتلمس و قوله صحيفة المتلمس ضربت مثلا لمن يحمل كتابا فيه حتفه دون أن يعلم، و أصله أن عمرو بن المنذر حمل المتلمس و طرفة كتابين إلى أحد العمّال يأمره بقتلهما، أما المتلمس فقد فتح الكتاب و قرأه فهرب، و أما طرفة فقد ذهب بالكتاب إليه دون أن يفتحه، فقتل.
2- الخبر في الجليس الصالح الكافي 301/3 و المستطرف 250/2 و الأغاني 220/17.
3- في الجليس الصالح: أبو النضر.
4- كذا، و في الأغاني و الجليس الصالح:«مظهرا» أي سائرا أو داخلا في الظهيرة.
5- الرءود: التي قد بلغت.
6- بالأصل: جرير، و الصواب عن الأغاني و الجليس الصالح.
7- لم يذكره في الأغاني، ذكر ستة من القرّاء الأشراف.

و اللّه ما بها عنك رغبة و لا تك عنها مقصر، قال: و تكلمت فزوجني، ثم انصرفت، فما وصلت إلى منزلي حتى ندمت (1) فقلت: ما ذا صنعت بنفسي، فهممت أن أرسل إليها بطلاقها ثم قلت: لا أجمع (2) حمقتين و لكني أضمها إليّ فإن رأيت ما أحب حمدت اللّه، و إن تكن الأخرى طلقتها، فأرسلت إليها بصداقها و كرامتها، فلما أهديت إليّ و قام النساء عنها قلت: يا هذه إن من السّنّة إذا أهديت المرأة إلى زوجها أن تصلي ركعتين خلفه، و يسألا اللّه البركة، فقمت أصلي فإذا هي خلفي، فلما فرغت رجعت إلى مكانها، و مددت يدي، فقالت: على رسلك، فقلت: إحداهن (3) و ربّ الكعبة، فقالت:

الحمد للّه، و صلّى اللّه على سيدنا محمّد و آله، أما بعد فإني امرأة غريبة، و لا و اللّه ما ركبت مركبا هو أصعب عليّ من هذا، و أنت رجل لا أعرف أخلاقك، فخبرني بما تحب أنت (4) و بما تكره أزدجر عنه، أقول قولي هذا و أستغفر اللّه لي و لك. قال: فقلت:

الحمد للّه و صلى اللّه على محمّد و آله، أما بعد، فقد قدمت على أهل دار، زوجك سيد رحالهم، و أنت إن شاء اللّه سيدة نسائهم، أحب هذا و أكره [كذا] (5)،قالت: فحدّثني عن أختانك أ تحب أن يزوروك (6)؟قال: قلت: إني رجل قاض، و أكره أن يملّوني و أكره أن ينقطعوا عني، قال: فأقمت معها سنة، أنا كل يوم أشتد (7) سرورا مني باليوم الذي مضى، فرجعت يوما من مجلس القضاء، فإذا عجوز تأمر و تنهي في منزلي، فقلت: من هذه يا زينب ؟ قالت: هذه ختنتك، هذه أمي، قلت: كيف حالك يا هذه ؟ قالت: كيف حالك يا أبا أمية، و كيف رأيت أهلك ؟ قال: قلت: كل الخير، قالت: إن المرأة لا تكون أسوأ خلقا منها في حالتين: إذا ولدت غلاما و إذا حظيت (8) عند زوجها، فإن رابك من أهلك ريب فالسّوط ، قلت: أشهد أنها ابنتك قد كفتني الرياضة و أحسنت الأدب، فكانت تجيئني في كل حول مرة، فتوصي بهذه الوصية ثم تنصرف، فأقمت معها عشرين سنة،

ص: 52


1- عن الأغاني و الجليس الصالح و بالأصل «قدمت».
2- بالأصل: لأجمع، و المثبت عن الجليس الصالح.
3- في الأغاني: إحدى الدواهي.
4- كذا رسمها بالأصل، و في الجليس الصالح:«بما تحب آته» و في الأغاني: فآتيه.
5- زيادة عن المصدرين السابقين.
6- عن المصدرين السابقين، و بالأصل: يزورك.
7- الجليس الصالح: أشد.
8- عن المصدرين، و بالأصل: حطلت.

ما غضبت عليها يوما و لا ليلة، إلاّ يوما، و كنت لها ظالما، و ذلك أني ركعت ركعتي الفجر، و أبصرت عقربا فعجلت عن قتلها، فكفأت عليها الإناء، و بادرت إلى الصلاة، و قلت: يا زينب إياك و الإناء، فعجلت إليه فحركته فضربتها العقرب، و لو رأيتني يا شعبي و أنا أمص إصبعها و أقرأ عليها المعوذتين و كان لي جار يقال له قيس بن جرير (1)لا يزال يقرع مريته (2) فعند ذلك أقول:

رأيت رجالا يضربون نساءهم *** فشلّت يميني حين أضرب زينبا

و أنا الذي أقول:

و إذا زينب زارها أهلها *** حشدت و أكرمت زوارها

و إن هي زارتهم زرتها *** و إن لم يكن لي هوى دارها

يا شعبي، فعليك بنساء بني تميم فإنهن النساء.

قال القاضي: قد روينا خبر شريح في نكاحه زينب من غير طريق، عثرنا على هذا منها فأثبتناه، و هو كاف من غيره، و في بعض ما رويناه بيت يلي قوله و هو:

رأيت رجالا يضربون نساءهم *** فشلّت يميني يوم أضرب زينبا

و زينب شمس و النساء كواكب *** إذا طلعت لم يبق (3) منهنّ كوكبا

قال القاضي: و قد أغار شريح في هذا البيت على قول النابغة في مدح النعمان بن المنذر و هو:

أ لم تر أن اللّه أعطاك سورة *** ترى كلّ ملك دونها يتذبذب

فإنك شمس، و الملوك كواكب، *** إذا طلعت لم يبد منهنّ كوكب (4)

قال القاضي: قوله في الخبر: جارية رؤد: قد وصفها بأنها في اقتبال شبابها كما قال الشاعر (5):

خمصانة قلق موشّحها *** رؤد الشباب غلا بها عظم

ص: 53


1- في الأغاني: ميسرة بن عرير.
2- في الجليس الصالح:«مريئته» و في الأغاني: يضرب امرأته.
3- الجليس الصالح: لم تبق.
4- البيتان في ديوانه ط بيروت 18.
5- البيت للحارث بن خالد المخزومي، انظر اللسان (غلا).

و قوله: أهديت إلى زوجها، فيه لغتان: هديت العروس إلى زوجها هداء و أهديتها إهداء، و صرح الألف أكبر و كأنه من الهداية، لا من الهدية، و هو أشبه و أليق بالمعنى و من الهداء قول زهير:

فإن تكن النساء مخبآت *** فحقّ لكلّ محصنة هداء (1)

و أما قول زينب لشريح: هذه ختنتك فقد تكلم في هذا قوم من الفقهاء و اللغويين، و حاجة الفقهاء إلى معرفة ذلك بيّنة، إذ قد يوصي المرء لأصهار فلان و أختانه، و قد يحلف لا يكلم أصهار فلان أو أختانه، فقال قوم: الأختان من قبل الرجل، و الأصهار من قبل المرأة، و ذهب قوم في هذا إلى التداخل و الاشتراك، و هذا أصحّ المذهبين عندي، و قد قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب - كرّم اللّه وجهه-:

محمّد النبي أخي و صهري *** أحبّ الناس كلهم إليّا

و النبي صلى اللّه عليه و سلم أبو زوجته، و بذلك على هذا قولهم: قد أصهر فلان إلى فلان، و بين القوم مصاهرة، و صهر، فجرى يجري (2) النسب و المصاهرة في إجرائهما على الطرفين و العبارتين بهما على الجهتين، و قد قال اللّه عز و جل: وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمٰاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً (3) و قد جاء عن أهل التأويل في قول اللّه عزّ و جلّ : وَ اللّٰهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوٰاجاً وَ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوٰاجِكُمْ بَنِينَ وَ حَفَدَةً (4) أقوال: قال بعضهم هم الأصهار. و قال بعضهم: هم الأختان، و ظاهر هذا العمل على اختلاف المعنيين بحسب ما ذهب إليه من قدمنا الحكاية عنه، و جائز أن يكون (5) عبر باللفظين عن معنى واحد.

و قد قال بعضهم: الحفدة: الخدم كما قال الشاعر:

حفد الولائد حولهنّ و أسلمت *** بأكفهن أزمة الأحمال (6)

و قال رؤبة يخاطب أباه:

ص: 54


1- ديوان زهير ص 74.
2- كذا، و في الجليس الصالح: فجرى هذا مجرى النسب.
3- سورة الفرقان، الآية:54.
4- سورة النحل، الآية:72.
5- بالأصل: نكون.
6- اللسان (حفد).

إن بينك لكرام نجدة *** و لو دعوت لأتوك حفدة (1)

أي سراعا إلى معاونتك و اتباع أمرك، و من هذا قولهم: و إليك نسعى و نحفد أي نجدّ في عبادتك، و نسعى في طاعتك.

أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد بن يوسف، و أبو نصر محمّد بن الحسن.

ح و حدّثنا عمي - رحمه اللّه، لفظا - أنبأ أبو طالب بن يوسف - قراءة - قالا: أنبأ أبو محمّد الجوهري - قراءة - عن أبي عمر بن حيّوية، أنبأ أحمد بن معروف، ثنا الحسين بن الفهم، ثنا محمّد بن سعد (2)،أنبأ الفضل بن دكين، ثنا شريك، عن يحيى بن قيس الكندي، قال: أوصى شريح أن يصلّى عليه بالجبّانة (3) و أن لا يؤذن به أحد، و لا يتبعه صائحة، و أن لا يجعل على قبره تابوت (4) و أن يسرع به السير، و أن يلحد له.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد، أنبأ محمّد بن الحسن بن محمّد بن يونس، ثنا أحمد بن الحسين، أنبأ عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن، ثنا محمّد بن إسماعيل، أنبأ عمران بن ميسرة، عن المحاربي، يزعم عن أشعث بن سوار: أن شريحا مات و هو ابن مائة و عشرين سنة، و أن أبا رجاء مات و هو ابن مائة و سبعة (5) و عشرين سنة.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأ أبو طاهر أحمد بن محمود، أنبأ أبو بكر بن المقرئ، ثنا عبد الرّحمن بن الحسن الضرّاب، ثنا محمّد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسي، ثنا المحاربي، قال: زعم أشعب بن سوار أن شريحا مات و هو ابن مائة و عشر سنين، و أن أبا رجاء العطاردي مات و هو ابن مائة و ستة (6) و عشرين سنة.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأ أبو علي بن المسلمة، و أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن أحمد، قالا: أنبأ أبو الحسن بن الحمّامي، أنبأ الحسن بن

ص: 55


1- ليس في شعره.
2- طبقات ابن سعد 144/6.
3- عن ابن سعد و بالأصل: بالجناية.
4- في ابن سعد:«ثوب» و في مختصر ابن منظور 302/10 «نور».
5- كذا بالأصل. و الصواب: و سبع.
6- كذا بالأصل، و الصواب: و مست.

محمّد بن الحسن، ثنا محمّد بن عبد اللّه بن سليمان، ثنا ابن نمير قال: مات شريح سنة ثمانين، و أخبرت عن أبي نعيم أنه قال: سنة ست و سبعين، و قال غيره أيضا: سنة ثمان و سبعين.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنبأ أبو الفضل بن خيرون، أنبأ عبد اللّه بن محمّد، أنبأ أبو علي بن الصّواف، ثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا هاشم بن محمّد، نا الهيثم بن عدي قال: و مات شريح بن الحارث الكندي في سنة ثمان و سبعين.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو الفضل بن البقال، أنبأ أبو الحسين بن بشران، أنبأ عثمان بن أحمد، ثنا حنبل بن إسحاق قال: سمعت أبا نعيم الفضل يقول:

مات شريح في زمن مصعب بن الزبير، و هو ابن مائة و ثمان سنين، و مات سنة ثمان و سبعين بعد ما عزل عن القضاء بسنتين.

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن، أنبأ سهل بن بشر، و أحمد بن محمّد، قالا:

أنبأ أبو الفضل السعدعي (1)،أنبأ منير بن أحمد، أنبأ جعفر بن أحمد، أنبأ أحمد بن الهيثم.

و أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنبأ منصور النهاوندي، أنبأ أبو العباس، أنا أبو القاسم بن الأسقر، ثنا محمّد بن إسماعيل، قالا: قال أبو نعيم.

ح و أخبرناه عاليا أبو سعد إسماعيل بن أحمد، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قالا: أنبأ أحمد بن علي بن خلف، أنبأ أبو عبد اللّه الحافظ ، أنبأ أبو عبد اللّه الصّفار، أنبأ إسماعيل الترمذي، قال: سمعت أبا نعيم الفضل بن دكين يقول: و مات شريح بن الحارث القاضي سنة ثمان و سبعين.

و أخبرنا أبو البركات، أنبأ أبو الفضل، أنبأ أبو العلاء، أنبأ أبو بكر، أنبأ أبو أمية، أنبأ أبي، ثنا أبو نعيم، قال: و شريح سنة ثمان و سبعين - يعني مات-.

أخبرنا أبو الفضل بن نصر، أنبأ أحمد بن الحسن بن خيرون، أنبأ محمّد بن علي بن يعقوب، أنبأ علي بن الحسين بن العباس، أنبأ جدي لأبي إسحاق بن محمّد

ص: 56


1- كذا رسمها بالأصل.

النعالي، قالا: أنبأ أبو محمّد عبد اللّه بن إسحاق المدائني، ثنا قعنب بن المحرز بن قعنب الباهلي، قال: و مات شريح القاضي بالكوفة سنة ثمان و سبعين.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ علي بن أحمد بن محمّد، أنبأ أبو علي بن البشري (1)،أنبأ أبو طاهر المخلّص - إجازة - ثنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن.

أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم، قال: سنة ثمان و سبعين فيها توفي شريح بن الحارث القاضي بالكوفة، و يقال: إن شريحا القاضي مات فيها - يعني سنة ثمانين-.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنبأ مكي بن محمّد، أنبأ أبو سليمان بن زبر، قال: قال أبو نعيم: فيها - يعني سنة ثمان و سبعين - مات شريح القاضي، و كان له يوم مات مائة سنة و ثمان سنين، و قال المدائني: و في سنة ثمان و سبعين مات شريح القاضي.

و قال ابن نمير: مات شريح القاضي سنة ثمانين، و ذكر أنه (2) ابن زبر أن محمّد بن يوسف الهروي، أخبره عن محمّد بن عبد اللّه بن سليم، عن ابن نمير بذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأ أبو عمرو بن منده، أنبأ الحسن بن محمّد بن يوسف، أنبأ أحمد بن محمّد بن عمر، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا (3)،ثنا محمّد بن سعد، قال: شريح بن الحارث الكندي القاضي، و يكنى أبا أمية.

أخبرني محمّد بن عمر، عن ابن أبي سبرة، عن عيسى، عن الشعبي، قال: توفي شريح سنة ثمانين، أو تسع و سبعين، و قال الهيثم بن عدي: توفي سنة ثمان و سبعين.

و قال أبو نعيم: توفي سنة ست و سبعين.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ أبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد، قالا:

أنبأ محمّد بن الحسن بن أحمد، أنبأ محمّد بن أحمد بن إسماعيل، ثنا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خياط (4).

ص: 57


1- كذا.
2- كذا بالأصل.
3- الخبر برواية ابن أبي الدنيا سقط من الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
4- طبقات خليفة بن خياط رقم 1037 صفحة 245.

قال: شريح بن الحارث القاضي يكنى أبا أمية، مات سنة ثمانين.

و قال أبو نعيم: سنة ست و سبعين، و يقال: هو من الأبناء الذين باليمن، و عداده في كندة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ ثابت بن بندار، أنبأ العلاء، أنبأ أبو بكر، أنبأ أبو أمية، ثنا أبي قال: سنة ثمانين شريح - يعني مات-.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن بن أبي الحسين الآبنوسي، أنبأ أبو الحسن بن خزفة.

ح و عن أبي نعيم محمّد بن عبد الواحد، أنبأ أبو الحسن بن خزفة (1)،قالا: أنبأ أبو عبد اللّه الزعفراني، ثنا ابن أبي خيثمة، قال: قال المدائني: مات شريح سنة ثنتين و ثمانين.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنبأ محمّد بن علي بن أحمد، أنا أحمد بن إسحاق، ثنا أحمد بن عمران، ثنا موسى التستري، ثنا خليفة العصفري (2)،قال: و في سنة سبع و ثمانين مات شريح القاضي، و قال أبو نعيم: مات شريح سنة ست و سبعين.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفتح نصر بن أحمد بن نصر، أنبأ محمّد بن أحمد بن عبد اللّه.

ح و أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنبأ أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار، و أبو طاهر أحمد بن علي بن سوار، قالا: أنبأ الحسين بن علي، أنبأ الطناجيري، أنبأ أبو عبد اللّه الأبزاري، أنبأ أبو جعفر محمّد بن محمّد، ثنا أبو بشر هارون بن حاتم، ثنا غير واحد من أصحابنا أن شريح القاضي مات سنة ثمانين.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأ شجاع بن علي، أنبأ أبو عبد اللّه بن منده، أنبأ جعفر بن أحمد الخصّاف، ثنا أحمد بن الهيثم، ثنا أبو نعيم، قال: مات شريح سنة ثلاث و تسعين.

و قال أشعث بن سوار: مات و له مائة و عشرون سنة، قال عبد اللّه بن أحمد: قلت

ص: 58


1- بالأصل هنا:«خرقه» و الصواب «خزفة» و قد مرّ.
2- تاريخ خليفة بن خياط ص 301.

لأبي: من ولاة القضاء؟ قال: يزعم أهل الكوفة أن ولاة.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا أبو محمّد الكتاني، أنبأ أبو بكر محمّد بن عبيد بن أبي عمرو، أنبأ أبو عبد اللّه بن مروان، أنبأ أبو عبد الملك البسري، ثنا سليمان بن عبد الرّحمن، ثنا علي بن عبد اللّه التميمي قال: شريح يكنى أبا أمية، مات سنة سبع و تسعين، و يقال: سنة تسع و تسعين - رحمة اللّه علينا و عليه-.

2734 - شريح بن عبيد بن شريح بن عبد بن غريب

أبو الصّلت، و أبو الصّواب المقرائي الحضرمي الحمصي (1)

حدّث عن معاوية، و فضالة بن عبيد، و أبي ذرّ الغفاري، و أبي زهير، و يقال: ابن نفير (2) النميري، و عقبة بن عامر، و عبيد بن عبد السّلمي، و بشير بن عقربة، و أبي أمامة، و الحارث بن الحارث، و المقدام بن معدي كرب، و أبي الدرداء، و العرباض بن سارية، و أبي مالك الأشعري، و ثوبان مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و المقداد بن الأسود الكندي، و عبد الرّحمن بن جبير بن نفير، و كثير بن مرة، و أبي راشد الحبراني، و أبي رهم (3) السّماعي، و شراحيل بن معشر العنسي، و يزيد بن حمير، و أبي طيبة الكلاعي، و أبي بحرية (4) عبد اللّه بن قيس السكوني، و عبد الرّحمن بن عائذ الأزدي، و عمرو بن الأسود، و جبير بن نفير، و مالك بن يخامر، و أبي إدريس الخولاني، و قزعة بن يحيى، و الزبير بن الوليد.

روى عنه ضمضم بن زرعة، و صفوان بن عمرو، و أبو دوس عثمان بن عبيد، و ثور بن يزيد الحمصي، و معاوية بن صالح.

و قدم دمشق و كان بها حتى قتل عبد الملك عمرو بن سعيد بن العاص.

ص: 59


1- ترجمته في تهذيب التهذيب 492/2 و الكاشف للذهبي، و تقريب التهذيب و معجم البلدان (مقري)، و الأنساب (المقرائي). و في المصادر «عريب» بدل غريب. و المقرائي بفتح الميم و سكون القاف و محدثو دمشق على ضم الميم نسبة إلى مقري، قرية بالشام من نواحي دمشق.(الأنساب و معجم البلدان).
2- في معجم البلدان:«و يقال أبي النمير».
3- في معجم البلدان: أبي رهيم.
4- في معجم البلدان: أبي نجرية.

أخبرنا أبو محمّد السيدي، أنبأ أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنبأ أبو أحمد الحاكم، أنبأ أبو بكر محمّد بن محمّد بن سليمان، ثنا هشام بن عمّار، حدّثنا إسماعيل بن عياش (1)،عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد عن (2) عقبة بن عامر أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«إن أول عظم تتكلم من الإنسان حين يختم على الأفواه - يعني فخذه-» و ذكر كلاما [لم] (3) أفهمه[5001].

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، ثم حدّثنا أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد عنه، أنبأ أبو نعيم الحافظ ، ثنا سليمان أحمد، ثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي، ثنا أبو المغيرة، نا صفوان، عن شريح بن عبيد، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«قال اللّه عزّ و جلّ : ابن آدم صلّ لي أربع ركعات من أوّل النهار أكفك آخره»[5002].

قال: و نا سليمان بن أحمد، ثنا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الحمصي، ثنا محمّد بن إسماعيل بن عباس، حدّثني أبي، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد قال: حضرت عبد الملك بن مروان، قال لبشير بن عقربة الجهني يوم قتل عمرو بن سعيد: يا أبا اليمان احتجت إلى (4) كلامك اليوم، فقم فتكلم، فقال: إني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من قام بخطبة لا يلتمس بها إلاّ رياء سمعة وقفه اللّه تعالى يوم القيامة موقف رياء و سمعة»[5003].

أخبرنا أبو محمّد المزكي، ثنا عبد العزيز الصّوفي، أنبأ عبد الرّحمن بن عثمان، أنبأ أبو الميمون، ثنا أبو زرعة (5)،حدّثني الحكم بن نافع بهذه الأسماء، عن صفوان بن عمرو فذكرها و قال: و أبو الصلت شريح بن عبيدة (6).

ص: 60


1- مهملة بالأصل بدون نقط و الصواب ما أثبت.
2- بالأصل «بن» خطأ و الصواب ما أثبت.
3- زيادة منا اقتضاها السياق.
4- تقرأ بالأصل:«احتجب إليّ » و الصواب ما أثبت.
5- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 389/1.
6- بالأصل هنا: عبيدة. و المثبت عن أبي زرعة.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأ أبو الفضل بن خيرون.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو القاسم الأزهري، أنبأ عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، أنبأ العباس بن العباس بن محمّد الجوهري، أنبأ صالح بن أحمد بن محمّد بن حنبل، قال أبي: شريح بن عبيد أبو (1)الصلت.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأ أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنبأ أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنبأ أحمد بن عبدان، أنبأ محمّد بن سهل، أنبأ محمّد بن إسماعيل (2)،قال: شريح بن عبيد الحضرمي أبو الصّلت المقرائي الشامي، سمع معاوية بن أبي سفيان، و عن فضالة بن يزيد (3) كنّاه إسحاق - يعني قال:- ثنا أبو المغيرة (4)،روى عنه صفوان بن عمرو، و أبو دوس عثمان.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس، أنبأ أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنبأ مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو الصّلت شريح بن عبيد بن جبير (5)،روى عنه صفوان بن عمرو.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأ أبو نصر الواسطي (6)،أنبأ الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو الفضل شريح بن عبيد.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو بكر بن الطبري، أنبأ أبو الحسين بن الفضل، أنبأ عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب (7)،قال: و شريح بن عبيد يكنى أبا الصلت (8)،حدّثنا بذلك أبو اليمان عن صفوان.

ص: 61


1- بالأصل:«بن» و لعل الصواب ما أثبت انظر ما تقدم.
2- التاريخ الكبير 230/4.
3- في البخاري: عبيد.
4- في البخاري: كنّاه إسحاق أبو المغيرة.
5- كذا.
6- كذا، و مرّ كثيرا هذا السند: أبو نصر الوائلي.
7- المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 428/2.
8- عن المعرفة و التاريخ و بالأصل أبا الصامت خطأ.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا عبد العزيز، أنبأ تمام بن محمّد، أنبأ أبو عبد اللّه الكندي، ثنا أبو زرعة قال في تسمية أهل حمص من التابعين: أبو الصّلت شريح بن عبيد.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأ أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأ عبد اللّه بن عتّاب، أنبأ أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنبأ أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأ أبو الحسن الربعي، أنبأ عبد الوهاب بن الحسن، أنبأ أحمد بن عمير، قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطّبقة الثانية: شريح بن عبيد مضروب عليه، لم يعرفه أبو سعيد.

ثم قال في الطبقة الرابعة: و شريح بن عبيد الحضرمي، و أظنه تكريرا فإنه قد كرر غير اسم، و اللّه تعالى أعلم، و موضعه هو الثاني.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن محمّد بن أحمد الأنباري، أنبأ هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، ثنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، ثنا محمّد بن حمّاد، قال: أبو الصّلت شريح بن عبيد.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأ أبو بكر الصّفار، أنبأ أحمد بن علي بن منجويه، أنبأ أبو أحمد الحاكم، قال: أبو الصّلت شريح بن عبيد الحضرمي الشامي سمع معاوية بن أبي سفيان، و عن أبي محمّد فضالة بن عبيد الأنباري.

روى عنه أبو عمرو صفوان بن عمرو السّكسكي، و عثمان بن عبيد أبو دوس النخعي اليحصبي، كنّاه لنا محمّد بن سليمان، ثنا محمّد - يعني ابن إسماعيل - قال:

كنّاه إسحاق قال: نا أبو المغيرة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأ أبو صادق الفقيه، أنبأ أحمد بن محمّد بن زنجويه، أنبأ أبو أحمد العسكري، قال: و أما شريح الشين معجمة، و الخاء غير معجمة في التابعين: شريح بن عبيد الحضرمي شامي، يكنى أبا الصّلت.

روى عن عقبة بن عامر، و فضالة بن عبيد، و معاوية، روى عنه صفوان بن عمرو.

ص: 62

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنبأ أبو الحسن الدارقطني، قال: شريح بن عبيد الحضرمي الشامي، أبو الصلت المقرائي، سمع معاوية بن أبي سفيان، عن فضالة بن عبيد، روى عنه صفوان بن عمرو، و أبو دوس عثمان، كنّاه إسحاق قال: قال أبو المغيرة: كذا قال، و المحفوظ أبو الصّلت ثالثا.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي زكريا البخاري.

ح و حدّثنا خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنبأ أبو زكريا، ثنا عبد الغني بن سعيد، قال: في باب شريح بالشين: شريح بن عبيد.

قرأت على أبي محمّد بن أبي زكريا.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، ثنا إبراهيم بن يونس بن محمّد، أنبأ أبو زكريا.

ح و أخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة بن يحيى، ثنا سهل بن بشر، أنبأ رشأ بن نظيف، قالا: ثنا عبد الغني بن سعيد.

و قرأت على أبي محمّد، عن أبي نصر (1) قالا: و أنبأ المقرائي بالقاف و فتح الراء و بعدها همزة الياء، فمنهم شريح بن عبيد عن (2) فضالة [بن عبيد]. روى عنه صفوان بن عمرو.

قرأت على أبي محمّد أيضا، عن أبي نصر بن ماكولا (3)،قال: أما شريح بشين معجمة، و حاء مهملة، فهو شريح بن عبيد الحضرمي، أبو الصّلت المقرائي، شامي، سمع معاوية بن أبي سفيان، و فضالة بن عبيد، روى عنه صفوان بن عمرو، و أبو دوس عثمان.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو الفضل، و أبو عبد اللّه السلمي، قالا: أنبأ أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنبأ الحسين بن جعفر - زاد ابن الطّيّوري و ابن عمه محمّد بن الحسن قالا:- أنبأ الوليد بن بكر بن مخلد، أنبأ علي بن أحمد بن

ص: 63


1- الاكمال لابن ماكولا 245/7.
2- بالأصل:«بن» خطأ و الصواب و الزيادة التالية عن الاكمال.
3- الاكمال لابن ماكولا 277/4 و 278.

زكريا، أنبأ صالح بن أحمد، حدّثني أبي أحمد (1) قال: شريح بن عبيد شامي تابعي ثقة.

و سئل محمّد بن عوف فقيل له: هل سمع شريح بن عبيد من أبي الدرداء؟ فقال:

لا، قيل له: هل سمع شريح بن عبيد من أبي الدرداء (2)؟فقال: لا، فقيل له: فسمع من أحد أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم ؟ فقال: ما أظن ذلك، و ذلك أنه لا يقول في شيء: سمعت، و هو ثقة (3).

أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمّد بن علي، أنبأ أبو القاسم علي بن الحسين التنوخي، أنبأ محمّد [بن] المظفر، أنبأ بكر بن أحمد بن حفص، ثنا أحمد بن محمّد بن عيسى البغدادي، قال: و أبو الصّلت شريح بن عبيد الحضرمي، سألت أبا شريح عمرو بن عمير بن شريح بن عبيد اللّه بن شريح بن عبيد عن نسبه فقال: أبا شريح عمرو بن عمير بن عبيد اللّه بن شريح بن عبيد بن شريح بن عبد بن عريب الحضرمي، فقال لي أبو شريح: شريح بن عبيد كانت له كنيتان: أبو الصلت، و أبو الصّواب، و سألته عن عقب شريح بن عبيد فقال: لا أعلم لشريح بن عبيد و كذا غير جدي عبيد اللّه، و سألته عن مولده فقال: مولده سنة ثنتين و ثمانين و مائة، قال أحمد بن محمّد.

و قرأت في قضاء من عمران بن سليم القاضي فيه: شهد شريح بن عبيد الحضرمي تاريخ الكتاب في سنة ثمان و مائة.

2735 - شريح بن هانئ بن يزيد بن نهيك

2735 - شريح بن هانئ بن يزيد بن نهيك (4)،

و يقال: ابن هانئ بن يزيد بن الحارث بن كعب (5)،

و يقال غير ذلك... (6) الحارثي الكوفي

أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم و لم يره.

ص: 64


1- ثقات العجلي ص 217.
2- كذا مكررة بالأصل.
3- الخبر نقله ابن حجر في التهذيب 492/2.
4- بالأصل: سهيك، و الصواب عن مصادر ترجمته.
5- ترجمته في الاستيعاب 149/2 هامش الإصابة، أسد الغابة 367/2 الإصابة166/2 تهذيب التهذيب 493/2 و الوافي بالوفيات 139/16 سير الأعلام 107/4 و انظر بحاشيتها أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
6- بياض بالأصل مقدار كلمتين، و لعل السقط هو كنيته: و كنيته أبو المقدام.

سمع علي بن أبي طالب، و سعد بن أبي وقّاص، و أبا هريرة، و أباه شريح (1) بن هانئ بن يزيد، و عائشة أم المؤمنين.

روى عنه: ابناه محمّد و المقدام ابنا شريح، و القاسم بن مخيمرة، و الشعبي، و مقاتل بن بشير، و يونس بن أبي إسحاق، و كان (2) من كبار أصحاب علي، و شهد تحكيم الحكمين بدومة الجندل (3) في صحابة علي، و قدم على معاوية يشفع في كثير بن شهاب الحارثي حين حبسه، فأطلقه له.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم بن سعدويه، أنبأ أبو القاسم إبراهيم بن منصور، أنبأ أبو بكر [بن] المقرئ، أنبأ أبو يعلى، ثنا زهير، ثنا أبو معاوية، ثنا الأعمش، عن الحكم، عن القاسم بن مخيمرة، عن شريح بن هانئ قال: سألت عائشة عن المسح على الخفين ؟ فقالت: ائت عليا فإنه أعلم بذلك، فأتيت عليا فسألته عن المسح على الخفين، فقال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يأمرنا أن يمسح المقيم يوما و ليلة، و المسافر ثلاثا[5004].

رواه مسلم عن زهير بن حرب (4).

أنبأنا أبو الغنائم، ثم نا أبو الفضل، أنبأ أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل: و أبو الحسين، قالا (5):أنبأ أحمد بن عبدان، أنبأ محمّد بن سهل، أنبأ محمّد بن إسماعيل، قال: و قال أحمد عن غندر: كان شعبة يرى بأنه مرفوع و يهابه - يعني حديث الحكم - عن القاسم بن مخيمرة عن علي في المسح.

و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأ أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأ أبو الحسن الدّارقطني، ثنا محمّد بن عبد اللّه بن الحسين الغلاّبي، ثنا حميد بن الربيع، ثنا محمّد بن بشر، ثنا عبد الملك بن أبي سليمان، حدّثني محمّد بن شريح، عن شريح،

ص: 65


1- كذا بالأصل، و الصواب حذف «شريح بن» فاللفظتان مقحمتان.
2- بالأصل:«أو كان».
3- حصن على سبع مراحل من دمشق.
4- صحيح مسلم: الطهارة، باب التوقيت في المسح على الخفين ح(276).
5- السند مضطرب بالأصل و عبارته فيه:«زاد أبو الفضل أنبا أبو الفضل و أبو الحسين و أبو الغنائم قالا» قوّمناه قياسا إلى سند مماثل.

عن علي بن أبي طالب قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يمسح على الخفّين إذا كان مسافرا ثلاثة أيام و لياليهن، و إذا كان مقيم يوما و ليلة.

قال أبو الحسن الدارقطني: تفرد به عبد الملك بن أبي سليمان عن محمّد بن شريح بن هانئ، و هو أخو المقدام بن شريح، و تفرد به محمّد بن بشر العبدي عنه.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، ثنا أبو بكر الشافعي، ثنا محمّد بن غالب بن حارث، حدّثني عبد الصّمد بن النعمان، ثنا إسرائيل، عن المقدام بن شريح، عن أبيه قال: قلت لعائشة:

ما كان النبي صلى اللّه عليه و سلم يصنع ؟ قالت: كان يصلّي ركعتين قبل الفجر، ثم يخرج فيصلّي، فإذا دخل تسوّك.

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل (1)،ثنا أبو حامد أحمد بن الحسن الأزهري، أنبأ أبو محمّد الحسن بن أحمد بن محمّد المخلدي، أنبأ أبو العباس السّراج، أنبأ قتيبة بن سعيد، ثنا يزيد، عن المقدام، عن أبيه شريح:

أنه سأل عائشة أخبريني بأي شيء كان يبدأ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا رجع إليك من المسجد؟ قالت: كان يبدأ بالسّواك.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأ شجاع بن [علي] (2)،أنبأ أبو عبد اللّه بن منده، أنبأ أحمد بن محمّد بن زياد، ثنا أحمد بن عبد الجبار، ثنا يونس بن بكير، عن قيس بن الربيع، عن المقدام بن شريح بن هانئ بن يزيد، عن أبيه، عن جده هانئ:

أنه وفد إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في أناس من قومه، فسمعه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يكنى أبا الحاكم، فقال:«لم يكنّيك هؤلاء بأبي (3) الحكم ؟» قال: يا رسول اللّه إني أحكم بين قومي في الشيء يكون بينهم، فيرضى هؤلاء و هؤلاء، فكنيت أبا الحكم، و ليس لي

ص: 66


1- التاريخ الكبير للبخاري 228/4.
2- بياض بالأصل، و اللفظة استدركت قياسا إلى سند مماثل.
3- بالأصل:«بها» و لعل الصواب ما أثبت، و في سير الأعلام:«أبا الحكم».

ولد، فإذا هو الحكم فقال:«هل لك ولد؟» قال: نعم، قال:«ما اسم أكبرهم ؟» قال:

شريح، قال:«فأنت أبو شريح» (1)[5005].

قال: و أنا ابن مندة، أنبأ عبد اللّه بن إسحاق، عن إبراهيم البغوي، ثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، ثنا بشار بن موسى الخفّاف، ثنا يزيد بن المقدام بن شريح بن هانئ، عن أبيه، عن جده هانئ أنه وفد على النبي صلى اللّه عليه و سلم فذكر الحديث.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأ الحسن [بن] (2) علي، أنبأ أبو عمر بن حيّوية، أنبأ أحمد بن معروف، ثنا الحسين بن الفهم، ثنا محمّد بن سعد، أنبأ محمّد بن عمر، عن مجالد، عن الشعبي، عن زياد بن النّضر (3) أن عليا بعث أبا موسى الأشعري [و معه] (4) أربع مائة رجل (5) عليهم شريح بن هانئ و معهم عبد اللّه بن عبّاس يصلّي بهم و يلي أمرهم، و بعث معاوية عمرو بن العاص في أربعمائة من أهل الشام حتى توافوا بدومة الجندل.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنبأ محمّد بن علي بن محمّد بن أحمد بن إبراهيم، أنبأ أحمد بن إسحاق، ثنا أحمد بن عمران، ثنا موسى التستري (6)،ثنا خليفة العصفري (7)،قال: و فيها - يعني سنة سبع و ثلاثين - اجتمع الحكمان أبو موسى الأشعري من قبل علي، و عمرو بن العاص من قبل معاوية بدومة الجندل في شهر رمضان، و يقال: بأذرح و هي من دومة الجندل قريبا، و بعث علي ابن عباس و لم يحضر، و حضر معاوية فلم يتفق الحكمان على شيء، و افترق الناس، و بايع أهل الشام معاوية بالخلافة في ذي القعدة سنة سبع و ثلاثين.

أخبرنا أبو سعد الكرماني، و أبو الحسن الهمداني، قالا: أنبأ أبو بكر الشيرازي،

ص: 67


1- الحديث نقله ابن الأثير في أسد الغابة 607/4-608 في ترجمة هانئ بن يزيد، و الذهبي في سير الأعلام 108/4.
2- زيادة لازمة منا.
3- عن سير الأعلام 107/4 و بالأصل: النصر.
4- زيادة لازمة منا للإيضاح.
5- بالأصل: دخل، و المثبت عن سير الأعلام.
6- بعدها بالأصل: ثنا خليفة التستري، ثنا خليفة العصفري حذفنا «ثنا خليفة التستري» لأنها مقحمة.
7- تاريخ خليفة ص 191.

أنبأ أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: قرأت بخط مسلم بن الحجّاج ذكر من أدرك الجاهلية و لم يلق النبي صلى اللّه عليه و سلم، و لكنه صحب الصحابة بعد النبي صلى اللّه عليه و سلم منهم شريح بن هانئ الحارثي.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأ شجاع بن علي، أنبأ أبو عبد اللّه بن منده، أنبأ الهيثم بن كليب - إجازة - ثنا ابن أبي خيثمة، عن سليمان بن أبي شيخ، قال:

كان شريح بن هانئ جاهليا (1) إسلاميا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ أحمد بن الحسن بن أحمد، أنبأ يوسف بن رباح بن علي، أنبأ أحمد بن محمّد بن إسماعيل، ثنا محمّد بن أحمد بن حمّاد، ثنا معاوية بن صالح، قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل الكوفة: شريح بن هانئ أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم، و وفد أبوه إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم، و أخبر النبي صلى اللّه عليه و سلم باسمه.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأ أحمد بن عبد الملك، أنبأ أبو الحسن بن السقاء، و أبو محمّد بن بالويه، قالا: ثنا محمّد بن يعقوب، ثنا عباس بن محمّد قال:

سمعت يحيى بن معين يقول: شريح بن هانئ كوفي، قلت ليحيى: شريح بن هاني من روى عنه ؟ قال: الشعبي.

أخبرنا أبو البركات الحافظ ، أنا أبو الفضل الشاهد، أنا أبو العلاء المقرئ، أنبأ أبو بكر البابسيري، أنبأ أبو أمية القاضي، أنبأ أبي أبو عبد الرّحمن، قال: قال يحيى بن معين: شريح بن هانئ حارثي.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو الفضل بن البقال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنبأ عثمان بن أحمد، ثنا حنبل بن إسحاق، قال: قال يحيى بن معين:

شريح بن هانئ كوفي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ أبو طاهر أحمد بن الحسين، و أبو الفضل بن خيرون.

ح و أخبرنا أبو العز ثابت بن منصور، أنبأ أبو طاهر، قالا: أنبأ أبو الحسين الأصبهاني، أنبأ محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنبأ أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خياط (2)،قال: و من بلحارث بن كعب بن علّة بن جلد بن مالك بن أدد هانئ بن

ص: 68


1- بالأصل: جاهلا.
2- طبقات خليفة بن خياط ص 138 رقم 503.

يزيد بن نهيك بن دويد بن سفيان بن الضّباب، و هو سلمة بن الحارث [بن] (1) ربيعة بن الحارث بن كعب، و هو أبو شريح بن هانئ.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأ أحمد بن معروف بن بشر، نا الحسين بن الفهم، ثنا محمّد بن سعد قال: و من بني الحارث بن كعب بن عمرو بن علّة بن جلد بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن.... (2).

ص: 69


1- زيادة عن طبقات خليفة.
2- بياض بالأصل، امتد على مساحة عدة تراجم. فترجمة شريح بن هانئ لم تتم بعد. و قد ورد في مختصر ابن منظور بعد شريح بن هانئ، شريك بن الأعور. شريك بن سلمة المرادي. شريك شداد الحضرمي الشيعي. علما إن منظور لم يذكر في مختصر كل التراجم التي ذكرها ابن عساكر في تاريخه، بل كان يسقط في كثير من الأحيان بعض التراجم.

ذكر من اسمه شعيب

2736-[شعيب بن يوبب بن عنقاء بن مدين]

2736-[شعيب بن يوبب بن عنقاء بن مدين] (1)

... (2) من الذنب وَدُودٌ -يعني يحبه ثم يقذف له المحبة في قلوب عباده، فردوا عليه، فقالوا: يٰا شُعَيْبُ مٰا نَفْقَهُ كَثِيراً مِمّٰا تَقُولُ ، وَ إِنّٰا لَنَرٰاكَ فِينٰا ضَعِيفاً (3).

قال إسحاق: قال ابن السّدّي كان أعمى ضعيفا فمن ثم قال: إنا لنراك فينا ضعيفا، قال: أي ضعيف الركن، لا عقب له - يعني لا ابن له - و كان له ابنتان، فمن ثم قالوا:

ضَعِيفاً وَ لَوْ لاٰ رَهْطُكَ (4) -يعني لو لا عشيرتك التي أنت فيهم لَرَجَمْنٰاكَ (5)-يعني قتلناك- وَ مٰا أَنْتَ عَلَيْنٰا بِعَزِيزٍ (6).

قال ابن عباس: فلما عتوا على اللّه عزّ و جلّ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ ، فَأَصْبَحُوا فِي دٰارِهِمْ جٰاثِمِينَ (7)،فأما في سورة هود فِي دِيٰارِهِمْ جٰاثِمِينَ -يعني في منازلهم-.

و أما قوله في الأعراف - يعني في دارهم جاثمين - يعني في عساكرهم ميتين.

فأمّا قوله: فأخذتهم الصيحة - يعني جاءتهم الصيحة-.

و أمّا قوله: فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ -يعني أخذهم جبريل بالصيحة-.

ص: 70


1- عنوان استدركناه للإيضاح. و قيل في اسم شعيب غير ذلك. و قد ذكر شعيب في القرآن الكريم في: الأعراف:85 و 88 و 90 و 92، و في سورة هود:84-87 - 90-95 و في الشعراء:177 و في العنكبوت:36.
2- من هنا تابع لترجمة شعيب عليه السلام. و قد سقط كمية لا بأس بها من ترجمته.
3- سورة هود، الآية:91.
4- سورة هود، الآية:91.
5- سورة هود، الآية:91.
6- سورة هود، الآية:91.
7- سورة الأعراف، الآية:91.

قال ابن عباس: فأهلكوا بالصيحة، فذلك قوله كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا (1)يعني كأن لم ينعموا فيها.

قال و أنبأ ابن إسحاق، عن جويبر، عن الضحاك، عن ابن عبّاس قال حين قالوا لشعيب: و لو لا رهطك لرجمناك و ما أنت علينا بعزيز.

قٰالَ : يٰا قَوْمِ أَ رَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللّٰهِ ؟ (2) قالوا: بل اللّه، قال: فاتخذتم اللّه وَرٰاءَكُمْ ظِهْرِيًّا (3)-يعني تركتم أمره و كذبتم نبيّه - غير أنّ علم ربي أحاط بكم، إِنَّ رَبِّي بِمٰا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (4)،فلما ردوا عليه النصيحة و أخذهم اللّه عزّ و جل بعذابه فقال:

يٰا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسٰالاٰتِ رَبِّي وَ نَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسىٰ عَلىٰ قَوْمٍ كٰافِرِينَ (5) .

قال ابن عباس: كان بعد الشرك أعظم ذنوبهم تطفيف المكيال و الميزان، و بخس الناس أشياءهم مع ذنوب كثيرة كانوا يأتونها (6)شعيب فدعاهم إلى عبادة اللّه، و كفّ الظلم، و ترك ما سوى ذلك.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس (7)،و أبو سعيد قالا: ثنا و أبو منصور بن زريق (8)، قال: أنبأ أبو بكر الخطيب، ثنا أبو عبد اللّه أحمد بن أحمد بن محمّد بن علي القصري، أنبأ علي بن عبد الرّحمن البكّائي - بالكوفة - ثنا الحسن بن الطيب الشجاعي، ثنا عبد الملك بن عبد ربه البغدادي، ثنا موسى بن عمير، عن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله: إِنّٰا لَنَرٰاكَ فِينٰا ضَعِيفاً قال: مكفوف البصر، قال: و في قوله: إِنَّمٰا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (9)قال: من المخلوقين.

أخبرنا أبو الحسن علي بن مسلّم، أنبأ أبو القاسم علي بن محمّد، أنبأ عبد الرّحمن بن عثمان، أنبأ خيثمة بن سليمان، ثنا ابن ملاعب - و هو أحمد بن محمّد -

ص: 71


1- سورة هود، الآية:94.
2- سورة الأعراف:92 و سورة هود:95.
3- سورة هود، الآية:92.
4- سورة الشعراء، الآية:185.
5- سورة الأعراف، الآية:93.
6- كلمة غير واضحة بالأصل و صورتها:«فبد» و لعله «فندب».
7- بالأصل: قيس خطأ و الصواب ما أثبت، قياسا إلى سند مماثل.
8- بالأصل بتقديم الراء خطأ و الصواب ما أثبت بتقديم الزاي، و قد مرّ كثيرا.
9- سورة الشعراء، الآية:185.

بغدادي، ثنا إبراهيم بن مهدي، ثنا خلف بن خليفة، عن سفيان، عن سالم، عن سعيد بن جبير في قوله: وَ إِنّٰا لَنَرٰاكَ فِينٰا ضَعِيفاً قال: كان أعمى (1).

أخبرنا أبو منصور بن زريق (2)،أنبأ أبو بكر الخطيب، قال: كتب إليّ محمّد بن أحمد بن عبيد اللّه التميمي من الكوفة أن إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين حدّثهم، ثم أخبرني القاضي أبو عبد اللّه الصيمري - قراءة - ثنا أحمد بن محمّد بن علي الصيرفي، أنبأ إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين الهمداني، ثنا أبو جعفر محمّد بن عبد اللّه الحضرمي، ثنا أبو عبد الرّحمن الغفاري البغدادي من ولد شقران، ثنا شريك عن سعيد في قوله: إِنّٰا لَنَرٰاكَ فِينٰا ضَعِيفاً قال: كان أعمى، كذا قال، و قد أسقط منه سالم بن عجلان الأفطس بين شريك و سعيد بن جبير.

أخبرناه أبو طاهر محمّد بن عبد اللّه، و أبو محمّد بختيار بن عبد اللّه الهندي، قالا: أنبأ أبو علي الحسن بن محمّد بن عبد العزيز بن إسماعيل، أنبأ أبو علي بن شاذان، أنبأ أبو سهل بن زياد القطّان، نا أحمد بن عبد الجبّار، ثنا أسيد بن زيد، ثنا شريك، عن سالم، عن سعيد إِنّٰا لَنَرٰاكَ فِينٰا ضَعِيفاً قال: كان أعمى (3).

أخبرنا أبو بكر بن الحرقي (4)،ثنا و أبو الحسين بن المهتدي، أنبأ أبو القاسم عيسى بن علي بن الجراح.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو محمّد الصّريفيني، أنبأ أبو القاسم بن حبابة، قالا: نا أبو القاسم البغوي، ثنا بشار بن موسى بن عباد بن العوام، ثنا شريك، عن سالم، عن سعيد وَ إِنّٰا لَنَرٰاكَ فِينٰا ضَعِيفاً قال: أعمى، و إنما عمي من بكائه من حبّ اللّه عزّ و جلّ .

أخبرنا أبو غالب الحسن بن المظفر، أنبأ أبي أبو سعيد، أنبأ أبو الحسن بن فراس، أنبأ محمّد بن إبراهيم بن عبد اللّه بن الديبلي، ثنا أبو عبيد اللّه سعيد بن

ص: 72


1- نقله الطبري في تاريخه 326/1 و فيه: كان ضرير البصر.
2- بالأصل بتقديم الراء خطأ و الصواب ما أثبت بتقديم الزاي، و قد مرّ كثيرا.
3- الطبري 325/1.
4- كذا.

عبد الرّحمن المخزومي، قال: قال سفيان في قوله تعالى: إِنّٰا لَنَرٰاكَ فِينٰا ضَعِيفاً قال:

كان ضرير البصر كذلك.

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبار، عن محمّد الفقيه، أنبأ أبو الحسن الواحدي، أنبأ أبو الفتح محمّد بن علي الكوفي، أنبأ علي بن الحسن بن بندار، ثنا أبو عبد اللّه محمّد بن إسحاق البرمكي، ثنا هشام بن عمّار، ثنا إسماعيل بن عيّاش (1)،ثنا بحير (2) بن سعد، عن خالد بن معدان، عن شداد بن أوس، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«بكى شعيب النبي صلى اللّه عليه و سلم من حب اللّه حتى عمي، فردّ اللّه عليه بصره و أوحى اللّه إليه:

يا شعيب ما هذا البكاء أ شوقا إلى الجنة أم خوفا من النار؟ فقال: إلهي و سيّدي أنت أعلم أني ما أبكي شوقا إلى جنتك و لا خوفا من النار، و لكن اعتقدت حبك في قلبي، فإذا نظرت إليك فما أبالي بالذي تصنع، فأوحى اللّه: يا شعيب إن يكن ذلك حقا فهنيئا لك لقائي يا شعيب، لذلك أخدمتك موسى بن عمران كليمي»[5006].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأ أبو بكر البيهقي، ثنا أبو سعد الزاهد، أنبأ أبو الحسن محمّد بن عبد اللّه بن صبيح، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن عفير، ثنا الحجّاج بن قتيبة، ثنا بشر بن الحسين، ثنا الزبير بن عدي، عن الضحاك، عن ابن عباس قال:

جاءه رجل فقال: يا ابن عبّاس إني أريد أن آمر بالمعروف و أنهى عن المنكر، قال: و بلغت ذلك ؟ قال: أرجو، قال: فإن لم تخش أن تفتضح بثلاثة أحرف في كتاب اللّه عزّ و جلّ فافعل، قال: و ما هنّ ؟ قال: قوله عزّ و جلّ : أَ تَأْمُرُونَ النّٰاسَ بِالْبِرِّ وَ تَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ (3) أحكمت هذه الآية، قال: لا، قال: فالحرف الثاني: قال: قوله: لِمَ تَقُولُونَ مٰا لاٰ تَفْعَلُونَ (4) أحكمت هذه الآية ؟ قال: لا، قال: فالحرف الثالث: قول العبد الصالح شعيب عليه الصّلاة و السّلام مٰا أُرِيدُ أَنْ أُخٰالِفَكُمْ إِلىٰ مٰا أَنْهٰاكُمْ عَنْهُ (5)أحكمت هذه الآية ؟ قال: لا، قال: فابدأ بنفسك.

ص: 73


1- مهملة بالأصل و الصواب ما أثبت ترجمته في تهذيب التهذيب.
2- مهملة بالأصل و الصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب التهذيب.
3- سورة البقرة، الآية:44.
4- سورة الصف، الآية:2.
5- سورة هود، الآية:88.

أنبأنا أبو الفضائل الحسن بن الحسن، و أبو طاهر إبراهيم بن حمزة، قالا: نا أبو بكر الخطيب، أنبأ محمّد بن أحمد بن زرقويه، ثنا أحمد بن سيدي، نا الحسن بن علي، ثنا إسماعيل بن عيسى، ثنا أبو حذيفة، قال: قال ابن عبّاس - و أحسبه ذكره عن مقاتل أو جويبر عن الضحاك، عن ابن عباس فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ (1) يعني قوم شعيب، قال:

جاءت صيحة، و ذلك أن جبريل نزل فوقف عليهم فصاح صيحة رجفت منها الجبال و الأرض، فخرجت أرواحهم من أبدانهم، فذلك قوله: فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ (2) و ذلك أنهم حين سمعوا الصيحة قاموا قياما و فزعوا لها فرجفت بهم الأرض، فرمتهم ميتين، يقول اللّه عزّ و جلّ : أَلاٰ بُعْداً لِمَدْيَنَ كَمٰا بَعِدَتْ ثَمُودُ (3) يقول: ألا سحقا لهم.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، ثنا نصر بن إبراهيم، أنبأ أبو الفتح سليم بن أيوب (4) الرازي الفقيه، أنبأ أبو العباس أحمد بن محمّد البصير، و أبو علي حمد بن عبد اللّه الأصبهاني، قالا: ثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، ثنا أبي و أبو زرعة، قالا: ثنا هشام بن عمّار، ثنا معاوية - يعني ابن يحيى أبو مطيع - ثنا جبلة بن عبد اللّه، قال:

بعث اللّه عزّ و جلّ إلى أهل مدين شطر الليل ليأفك بهم مغانيهم، فألقى رجلا قائما يتلو كتاب اللّه عزّ و جلّ ، فهاله أن يهلكه فيمن يهلك، قال: فرجع إلى المعراج فقال:

اللّهمّ أنت سبّوح قدّوس بعثتني إلى مدين لآفك مغانيهم فأصبت رجلا قائما يتلو كتاب اللّه عزّ و جلّ ، فهالني أن أهلكه فيمن أهلك (5)،فأوحى اللّه تعالى: ما أعرفني به، هو فلان بن فلان فابدأ به فإنه لم يدفع عن محارمي (6) إلاّ توارعا. و هذا لفظ أبي العباس.

أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد، و أبو عبد اللّه محمّد بن عبد القادر الدوري، قالا: أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنبأ أبو عبد اللّه محمّد بن زيد بن علي بن مروان الأنصاري الكوفي، ثنا أبو حازم إبراهيم بن محمّد بن عبد اللّه الحضرمي

ص: 74


1- سورة الحجر، الآية:83.
2- سورة الأعراف، الآية:91.
3- سورة هود، الآية:95.
4- بالأصل «الود» خطأ، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 645/17.
5- بالأصل: هلك.
6- في مختصر ابن منظور 313/10 عن محاربتي إلا موادعا.

-بالكوفة - ثنا سحاب بن الحارث، أنبأ علي بن مننهرس (1)،عن جويبر، عن الضحاك في قوله عزّ و جلّ : كَذَّبَ أَصْحٰابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ (2)قال: الأيكة: الغيضة، أهلكهم عزّ و جلّ فيها لما أراد اللّه تعالى هلاكهم أرسل عليهم حرا شديدا حتى امتنع منهم طلاع البيوت و الشراب و بعث اللّه سحابة فعامت على الغيضة، فلما رأوها حسوا أن لها ظلا فدخلوا فلما تناموا تحتها أرسل اللّه عليهم نارا فأحرقهم، فذلك قوله عزّ و جلّ :

فَأَخَذَهُمْ عَذٰابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ ، إِنَّهُ كٰانَ عَذٰابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (3) .

أنبأنا أبو الفضائل الكلابي، و أبو طاهر بن الجرجرائي، قالا: أنبأ أبو بكر الخطيب، أنبأ محمّد بن أحمد بن محمّد، أنبأ أحمد بن سندي، ثنا الحسن بن علي، ثنا إسماعيل بن عيسى، أنبأ أبو حذيفة، عن جويبر بن الضحاك، و ابن سمعان، عن من يخبره، عن ابن عباس في قوله عزّ و جلّ : وَ إِنْ كٰانَ أَصْحٰابُ الْأَيْكَةِ لَظٰالِمِينَ (4)قال:

كانوا أصحاب غيضة بين ساحل البحر إلى مدين.

و قال في آية أخرى: كَذَّبَ أَصْحٰابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قٰالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ (5)و لم يقل: إذ قال لهم أخوهم شعيب، لأنه لم يكن من جنسهم أَ لاٰ تَتَّقُونَ (6)يقول:

كيف لا تتقون و قد علمتم أني رسول أمين لا تعتبرون من هلاك مدين و قد أهلكوا فيما يأتون، و كان أصحاب الأيكة مع ما كانوا فيه من الشرك استنّوا سنة أصحاب مدين، فقال لهم شعيب: إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ، فَاتَّقُوا اللّٰهَ وَ أَطِيعُونِ . وَ مٰا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ (7)فيما أعدوكم إليه مِنْ أَجْرٍ (8)في العاجل في أموالكم إِنْ أَجْرِيَ إِلاّٰ عَلَى اللّٰهِ (9)فاتقوا اللّه الذي خلقكم و الجبلة الأولين - يعني اتقوا الذي خلقكم و خلق الجبلة الأولين، يعني القرون الأولين الذين أهلكوا بالمعاصي، و لا تهلكوا مثلهم، قالوا: إِنَّمٰا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (10)-يعني من المخلوقين- وَ مٰا أَنْتَ إِلاّٰ بَشَرٌ مِثْلُنٰا، وَ إِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ

ص: 75


1- كذا رسمها بالأصل.
2- سورة الشعراء، الآية:176.
3- سورة الشعراء، الآية:189.
4- سورة الحجر، الآية:79.
5- سورة الشعراء، الآيتان:176-177.
6- سورة الشعراء، الآيتان:176-177.
7- سورة الشعراء، الآيتان 178 و 179 و في التنزيل العزيز: عليه بدل عليكم.
8- سورة الشعراء، الآية:180 و في التنزيل: على رب العالمين بدل على اللّه.
9- سورة الشعراء، الآية:180 و في التنزيل: على رب العالمين بدل على اللّه.
10- سورة الشعراء، الآية:185.

اَلْكٰاذِبِينَ ، فَأَسْقِطْ عَلَيْنٰا كِسَفاً مِنَ السَّمٰاءِ -يعني قطعا من السماء- إِنْ كُنْتَ مِنَ الصّٰادِقِينَ (1).

قٰالَ شعيب إن رَبِّي أَعْلَمُ بِمٰا تَعْمَلُونَ (2)،يقول اللّه عز و جل:

فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذٰابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كٰانَ عَذٰابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (3) قال ابن عباس: أرسل اللّه عزّ و جلّ عليهم سموما من جهنم فأطاف بهم سبعة أيام حتى أنضجهم الحر فحميت بيوتهم و غلت مياههم في الآبار و العيون فخرجوا من منازلهم و محلتهم هاربين، قال:

و السّموم معهم، فسلّط اللّه عليهم الشمس من فوق رءوسهم فتغشتهم حتى تفلقت فيها جماجمهم، و سلّط عليهم الرمضاء من تحت أرجلهم حتى تساقطت لحوم أرجلهم، قال: قال: ثم أنشأت لهم ظلّة كالسحاب السّوداء، فلما رأوها ابتدروها يستغيثون بظلها فبردهم بما هم فيه من الحرّ حتى إذا كانوا تحتها جميعا أطبقت عليهم فهلكوا، و نجّى اللّه عزّ و جلّ شعيبا و الذين آمنوا معه برحمة منه، و حزن على قومه الذين أنزل اللّه بهم من نقمة اللّه، ثم قال يعزي نفسه بما ذكر اللّه عز و جل يٰا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسٰالاٰتِ رَبِّي وَ نَصَحْتُ لَكُمْ ، فَكَيْفَ آسىٰ عَلىٰ قَوْمٍ كٰافِرِينَ (4).

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه، أنبأ أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأ جدي أبو بكر، أنبأ أبو الدحداح أحمد بن محمّد بن إسماعيل التميمي، ثنا عبد الرّحمن بن عبد الرحيم الأشجعي، ثنا مروان بن معاوية الفزاري، ثنا حاتم بن أبي سفيان، و عن يزيد بن ضمرة الباهلي قال: سمعت ابن عباس. و ذكر عَذٰابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ قال: بعث اللّه عليهم وبدة (5) و حرا شديدا فأخذنا نفاسهم (6) فلما أحسوا بالموت بعث اللّه عليهم سحابة فأظلّتهم (7) فتنادوا تحتها، فلما اجتمعوا أسقطها عليهم، فذلك عذاب يوم الظلّة. الصواب: يريرلحما (8) يقدم.

ص: 76


1- سورة الشعراء الآيتان:186-187.
2- سورة الشعراء، الآية:188.
3- سورة الشعراء، الآية:189.
4- سورة الأعراف، الآية:92.
5- بالأصل:«ونده» و المثبت عن الطبري 327/1 و في ابن الأثير بتحقيقنا 119/1 وقدة.
6- في الطبري و ابن الأثير: فأخذ بأنفسهم.
7- عن المصدرين السابقين و بالأصل: فأظللتهم.
8- كذا رسم اللفظتين أو اللفظة بالأصل، و لم أحلهما.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأ أبو علي الحسن بن علي بن محمّد بن علي بن المذهب الواعظ ، أنبأ أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا أبو مسلم، ثنا محمّد بن عبد اللّه الأنصاري، ثنا حاتم بن أبي صغيرة عن (1) يزيد بن ضمرة، عن ابن عباس:

أنه سئل عن عَذٰابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ فقال: أصابهم حرّ شديد فخرجوا من منازلهم إلى البريّة. و في رواية ابن ماسي: أصابهم حرّ و مدة (2)،و فيها حدّثني يزيد بن ضمرة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح عبد الملك بن عمر، أنبأ أبو حفص عمر بن أحمد.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأ أبو الحسين بن الطّيّوري، أنبأ أبو الحسن العتيقي، أنبأ عثمان بن محمّد، ثنا إسماعيل بن محمّد، قالا: أنبأ عباس الدوري، ثنا عبد اللّه بن محمّد بن الأسود، ثنا عبيد اللّه بن موسى، أنبأ إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن زيد بن معاوية، عن علقمة: فَأَخَذَهُمْ عَذٰابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ قال: أصابهم حر شديد فخرجوا فإذا هم بشبه السحابة فلما صاروا تحتها أخذهم العذاب.

قال عبد الرّحمن بن مهدي: ذكرت لسفيان، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن زيد بن معاوية، عن علقمة: فَأَخَذَهُمْ عَذٰابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ فلم ينكره، و قال: أراه عنه، و كان سفيان يرويه مرفوعا عن زيد بن معاوية.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأ أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنبأ أبو الحسن علي بن محمّد بن البقاء، و أبو محمّد عبد الرّحمن بن محمّد بن بالوية، قالا:

ثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، ثنا العباس بن محمّد الدوري، قال: سمعت يحيى بن معين في حديث فَأَخَذَهُمْ عَذٰابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ ،قال يحيى: سفيان يقول: عن زيد بن معاوية فقط ، و إسرائيل يقول: عن زيد بن معاوية، عن علقمة.

أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمّد، أنبأ أبو القاسم بن أبي العلاء، قال: قرئ على أبي الحسن علي بن أحمد بن محمّد قيل له: أخبركم أبو بكر محمّد بن عمر بن سليم، حدّثني أحمد بن محمّد بن إسماعيل، ثنا يحيى بن عبدك، ثنا خلف بن

ص: 77


1- بالأصل: بن خطأ و الصواب ما أثبت، انظر ترجمة حاتم في سير الأعلام 253/6.
2- كذا بالأصل، و مرّ عن الطبري: و بدة.

عبد الرّحمن قال: قرأ مالك أين هذا التفسير، و قرئ عليه سنة تسع و خمسين عن زيد بن أسلم قوله: عَذٰابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ قال: صارت الغمام عليهم نارا.

أنبأنا أبو الفضائل الحسن بن الحسن، و أبو طاهر بن الجرجرائي، قالا: ثنا أبو بكر الخطيب - لفظا - أنبأ أبو الحسن بن زرقويه، أنبأ أحمد بن سيدي بن علي، ثنا إسماعيل بن عيسى، أنبأ أبو حذيفة، عن جويبر، و مقاتل، عن الضحاك، عن ابن عباس:

أن شعيبا كان يقرأ من الكتب التي كان اللّه عزّ و جل أنزلها على إبراهيم، قال: إنما أنزل اللّه صحفا من السماء على آدم و إدريس و نوح و إبراهيم، و كان أنزل على شيث خمسون صحيفة.

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبار بن محمّد بن أحمد البيهقي، أنبأ أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد، أنبأ أبو الحسن محمّد بن أحمد بن الفضل، أنبأ عبد المؤمن بن خلف النسفي (1)،حدّثني محمّد بن عبد بن حميد، ثنا يحيى بن المغيرة، ثنا عبد الجبار بن عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن أبي حازم، قال:

لما رجعتا (2) إلى أبيهما أخبرتاه خبره (3) فقال أبوهما - و هو شعيب عليه الصّلاة و السّلام-: ينبغي أن يكون هذا رجلا جائعا، ثم قال لإحداهما: اذهبي فادعيه لي، فلما أتته غطت وجهها، و قالت: إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مٰا سَقَيْتَ لَنٰا (4)،فلما قالت: أَجْرَ مٰا سَقَيْتَ لَنٰا كره موسى ذلك، و أراد أن لا يتبعها، و لم يجد بدا من أن يتبعها لأنه كان في أرض مسبعة و خوف فخرج معها، و كانت الريح تضرب ثوبها فتصف لموسى عجزها، و كانت ذات عجز فجعل موسى يعرض عنها مرة و يغض مرة، فناداها:

يا أمة اللّه كوني خلفي و أريني البيت بقولك، فلما دخل على شعيب إذا هو بالعشاء تهيأ فقال له شعيب: اجلس يا شاب فتعشّ ، فقال له موسى: أعوذ باللّه، فقال له شعيب: و لم ذاك ؟ أ لست بجائع ؟ قال: بلى و لكن أخاف أن يكون هذا عوضا لما سقيت لهما، و أنا من

ص: 78


1- مهملة بدون نقط بالأصل، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 480/15.
2- يعني بهما ابنتي شعيب.
3- يعني خبر موسى.
4- سورة القصص، الآية:25.

أهل بيت لا أبيع شيئا من عمل الآخرة بملء الأرض ذهبا، فقال له شعيب: لا و اللّه يا شاب، و لكنها عادتي و عادة آبائي، نقري الضيف، و نطعم الطعام، قال: فجلس موسى فأكل (1).

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر الشّحّامي، و أبو الفتح محمّد بن علي بن عبد اللّه المصري، و أبو القاسم منصور بن أحمد بن محمّد بن حبيب الحبيبي، و أبو عدنان عبد اللّه بن محمّد بن الحارث الحنفي، قالوا: أنا أبو عطاء عبد الرّحمن الأزدي الجوهري، أنبأ أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن جعفر بن محمود بن حسان الماليني، ثنا أبو علي أحمد بن محمّد بن علي بن رزين الباشاني (2)،ثنا محمّد بن زنبور، ثنا أبو بكر بن عياش، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال: في مسجد الحرام قبران ليس فيه غيرهما، قبر إسماعيل و شعيب.

أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز العباسي المكي النقيب، أنبأ أبو علي الحسن بن عبد الرّحمن بن الحسن بن محمّد الشافعي، أنبأ أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن علي بن أحمد بن فراس، ثنا أبو جعفر محمّد بن إبراهيم بن عبد اللّه بن الفضل الديبلي، ثنا أبو صالح محمّد بن أبي الأزهري المعروف بابن زنبور المكي، مولى بني هاشم، ثنا أبو بكر بن عياش (3)،عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس أنه قال:

في المسجد الحرام قبران ليس فيه غيرهما: قبر إسماعيل و شعيب - عليهما الصّلاة و السّلام - فقبر إسماعيل في الحجر، و قبر شعيب مقابل الحجر الأسود.

و كذا رواه عبد الرّحمن بن صالح، عن أبي بكر بن عياش.

أنبأنا أبو الفضائل الكلابي، و أبو طاهر بن الجرجرائي، قالا: ثنا أحمد بن علي بن ثابت، أنبأ محمّد بن أحمد بن سندي، ثنا الحسن بن علي، ثنا إسماعيل بن

ص: 79


1- انظر الطبري 398/1 في أخبار موسى عليه السلام.
2- مهملة بدون نقط بالأصل ما عدا النون الأخيرة، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 523/14. و الباشاني نسبة إلى باشان قرية من قرى هراة.(الأنساب).
3- مهملة بالأصل و الصواب ما أثبت، و قد مرّ أثناء الخبر، و ترجمته في سير الأعلام 495/8.

عيسى، أنبأ أبو حذيفة، عن إدريس، عن وهب بن منبّه أن شعيبا مات بمكة و من معه من المؤمنين، و قبورهم في غربي الكعبة بين دار الندوة و بين باب بني سهم (1).

2737 - شعيب بن أحمد بن عبد الحميد بن صالح

ابن دريح (2) بن يحيى بن عبد اللّه بن صالح بن الفتح

أبو عبد الملك القرشي مولى الزبير بن العوام

حدّث بصيدا عن أبيه (3).

روى عنه: عبد المؤمن بن خلف النسفي الزاهد.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنبأ أبو بكر البيهقي، أنبأ أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه، حدّثني أبو نصر البخاري - بنيسابور - هو أحمد بن محمّد بن الحسين الكلاباذي، ثنا عبد المؤمن بن خلف الزاهد، ثنا أبو عبد الملك شعيب بن أحمد بن عبد الحميد - بصيدا - ثنا أبي، ثنا أبي عبد الحميد، حدّثنا إسماعيل بن زياد، عن بهز (4) بن حكيم، عن أبيه، عن جده قال: قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا معاوية إياك و الغضب، فإن الغضب يفسد الإيمان كما يفسد الصبر العسل»[5007].

قرأت في كتاب أبي العباس جعفر بن محمّد بن المعشّر بن محمّد بن المستغفر بن الفتح المستغفري قال: دريج (5) بضم الدال و فتح الراء و الجيم في نسب أبي عبد الملك شعيب بن أحمد بن عبد الحميد بن صالح بن الفتح مولى الزبير بن العوّام الصيداوي.

روى عنه عبد المؤمن بن خلف، قال لي أحمد بن عبد العزيز: قال: أنا أبو مسلم عبد الرّحمن بن مهران الحافظ البغدادي ذلك.

ص: 80


1- نقله ابن كثير في البداية و النهاية 220/1 بتحقيقنا - عن ابن عساكر.
2- كذا رسمها بالأصل هنا:«دريح» و ستأتي في نهاية الترجمة: دريج بالجيم، و في مختصر ابن منظور 315/10 ذريح.
3- بالأصل:«ابنه» خطأ.
4- رسمها غير واضح بالأصل و مهملة بدون نقط ، و الصواب ما أثبت و ضبط . و قد مرّ التعريف به.
5- كذا بالأصل، انظر ما مرّ بشأنها قريبا.

2738 - شعيب بن إسحاق بن شعيب بن إسحاق

أبو محمّد القرشي

روى عن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عبد الملك.

روى عنه تمام بن محمّد.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة، ثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأ تمام بن محمّد، أخبرني أبو محمّد شعيب بن إسحاق بن (1) شعيب بن إسحاق القرشي، ثنا إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عبد الملك، نا يحيى بن عثمان بن صالح، حدّثني جدي أبو المنهال خنيس بن عمر الدمشقي - و ذكر لي أنه كان يطبخ للمهدي - حدّثني أبو عمرو الأوزاعي، عن أبي معاذ عن (2) أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«شرف المؤمن صلاته بالليل، و عزه استغناؤه (3) عمّا في أيدي الناس»[5008].

رواه الخطيب عن عبد العزيز.

2739 - شعيب بن إسحاق بن عبد الرّحمن

ابن عبد اللّه بن راشد القرشي مولاهم (4)

[أبو شعيب القرشي الدمشقي الحنفي] (5)

روى عن هشام بن عروة، و عبيد اللّه بن عمر، و عبد الرّحمن بن عمرو الأوزاعي، و سعيد بن أبي عروبة، و الحسن بن دينار، و أبي حنيفة، و أبي عمرو بن العلاء، و مسعر بن كدام، و هشام الدستوائي، و ابن جريج، و الحسن بن الصلت، و كان يذهب مذهب أبي حنيفة.

روى عنه الليث بن سعد، و هو أكبر منه، و سليمان بن عبد الرّحمن، و دحيم،

ص: 81


1- بالأصل «عن» خطأ.
2- بالأصل:«بن» خطأ.
3- بالأصل: استغنايه.
4- ترجمته في تهذيب التهذيب 503/2 و الوافي بالوفيات 159/16 و سير الأعلام 103/9 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
5- ما بين معكوفتين زيادة لازمة مقتبسة عن سير الأعلام.

و هشام بن خالد، و هشام بن عمّار، و الحكم بن موسى، و إبراهيم بن موسى الفرّاء، و محمّد بن مهران الجمال الرازيان، و محمّد بن الخليل الخشني البلاطي، و محمّد بن هاشم البعلبكي، و محمّد بن عائذ (1)،و أحمد بن خالد بن أبي زيد بن مسرح الحرّاني، و عبد الوهاب الجوبري، و أبو عبد اللّه عبيد اللّه بن محمّد المكتب البيلهيني (2)،و أبو بكر عبد الرّحمن بن عبد الصمد بن شعيب، و إبراهيم بن العلاء الزبيدي زبريق، و محمّد بن أبي السّري.

حدّثنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن - لفظا - و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و المبارك بن أحمد بن علي القصّار - قراءة - قالوا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأ أبو الحسين أحمد بن عبد اللّه بن أخي ميمي، ثنا عبد اللّه بن محمّد، نا داود بن رشيد، ثنا شعيب بن إسحاق، عن الدستوائي، عن أبي الزبير، عن جابر: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«من لقي اللّه لا يشرك به شيئا دخل الجنة، و من لقي اللّه يشرك به شيئا دخل النار»[5009].

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنبأ أبو نعيم الحافظ .

ح و أنبأنا أبو الفتح أحمد بن محمّد الحداد، أنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن عبيد اللّه الهمداني، قالا: ثنا سليمان بن أحمد الطبراني، ثنا أحمد بن رشدين، ثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث، حدّثني أبي شعيب، نا الليث بن سعد، حدّثني شعيب بن إسحاق القرشي، من أهل دمشق، عن أبي عمرو عبد الرّحمن بن عمرو الأوزاعي، و سعيد بن أبي عروبة، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه كان يقول:«لا تتقدّموا الشهر بيوم أو اثنين إلاّ رجل كان يصوم صياما فليصمه»[5010].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز [بن] (3) أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأ أبو الميمون، ثنا أبو زرعة (4)،حدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم، قال:

ص: 82


1- مهملة بالأصل، و الصواب ما أثبت.
2- كذا رسمها بالأصل، و لعله حرفت عن «البتلهي».
3- زيادة لازمة.
4- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 279/1.

صدقة بن خالد (1) و شعيب بن إسحاق، و عمر بن عبد الواحد (2) مولدهم سنة ثمان عشرة و مائة.

أخبرنا أبو بكر الشّحّامي، أنبأ أبو صالح المؤذن، أنبأ أبو الحسن بن السّقّاء، ثنا أبو العباس الأصم، ثنا عباس بن محمّد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول:

شعيب بن إسحاق دمشقي، و كان أصله بالبصرة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأ تمام بن محمّد، أخبرني أبي، ثنا محمّد بن جعفر، ثنا الحسن بن محمّد بن بكّار، قال: قال هشام بن عمّار: و شعيب بن إسحاق مولى لقريش، دمشقي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي عبد الوهاب بن المبارك، و أبو العز ثابت بن منصور، قالا: أنبأ أحمد بن الحسن بن أحمد - زاد عبد الوهاب، و أحمد بن الحسن بن خيرون قالا:- أنبأ محمّد بن الحسن، أنبأ محمّد بن أحمد، أنبأ عمر بن أحمد، ثنا خليفة بن خياط (3)،قال في الطبقة الخامسة من أهل الشامات: سعيد بن إسحاق دمشقي.

أخبرنا أبو محمّد المزكي، نا أبو محمّد الصوفي، أنبأ أبو القاسم البجلي، أنبأ أبو عبد اللّه الكندي، ثنا أبو زرعة، قال في ذكر أصحاب الأوزاعي: شعيب بن إسحاق.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنبأ أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأ عبد اللّه بن عتاب، أنبأ أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنبأ أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد، أنبأ علي بن الحسن، أنبأ عبد الوهّاب بن الحسن، أنبأ أحمد بن عمير قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة السّادسة: شعيب بن إسحاق.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، أنبأ أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنبأ أحمد بن الحسن و المبارك (4) بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد

ص: 83


1- ترجمته في تهذيب التهذيب 546/2.
2- ترجمته في تهذيب التهذيب ط الهند 479/7.
3- طبقات خليفة بن خياط ص 579 رقم 3039.
4- رسمها غير واضح بالأصل.

-زاد أحمد: و أبو الحسين قالا:- أنبأ أبو بكر الشيرازي، أنبأ أبو الحسن المقرئ، أنبأ أبو عبد اللّه (1) البخاري (2):

قال: شعيب بن إسحاق الدمشقي سمع الأوزاعي، و هشام بن عروة.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأديب - أنبأ أبو القاسم بن منده، أنبأ أبو علي - إجازة-.

قال: و أنبأنا الحشين بن سلمة، أنبأ علي، قالا: أنبأ عبد الرّحمن بن أبي حاتم (3)،قال: شعيب بن إسحاق الدمشقي روى عن هشام بن عروة، و عبيد اللّه بن عمرو الأوزاعي.

روى عنه دحيم، و سليمان بن عبد الرّحمن، و الحكم بن موسى، و إبراهيم بن موسى الرازي، و محمّد بن مهران الجمال (4)،سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ أبو الفضل المقدسي، أنبأ مسعود بن ناصر، أنبأ عبد الملك بن الحسن، أنبأ أبو نصر الكلاباذي، قال: شعيب بن إسحاق الدمشقي سمع الأوزاعي، روى عنه إسحاق بن إبراهيم بن يزيد، و إسحاق الحنظلي في الزكاة، و المزارعة.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه - أنبأ أبو القاسم، أنبأ أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا الحسين، أنبأ علي، قالا: أنبأ أبو محمّد بن أبي حاتم (5)،قال:

ثنا أبي، نا أحمد بن أبي الحواري، قال: قلت لوكيع: شعيب بن إسحاق (6) تعرفه ؟ فقال: الأشقر الضخم رأيته عند ابن أبي عروبة.

قال: و ثنا محمّد بن حموية بن الحسن، قال: سمعت أبا طالب قال: قال أحمد بن حنبل: شعيب بن إسحاق من دمشق ثقة، ما أصح حديثه و أوثقه.

ص: 84


1- بالأصل: أبو عبيد اللّه، خطأ.
2- التاريخ الكبير للبخاري 223/4.
3- الجرح و التعديل 341/4.
4- عن الجرح و التعديل و بالأصل: الحمال، بالحاء المهملة.
5- الجرح و التعديل 341/4.
6- في الجرح و التعديل: شعيب بن إسحاق ؟ فعرفه.

أنبأنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، و أبو القاسم إسماعيل بن محمّد، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنبأ أبو إسحاق البرمكي، قال: أنبأ محمّد بن عبد اللّه بن خلف، أنبأ أبو حفص عمر بن محمّد الجوهري، قال: أنا أبو بكر الأثرم قال: و سمعت أبا عبد اللّه يسأل عن شعيب بن إسحاق الدمشقي فقال: ثقة، و أثنى عليه.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي (1) بن محمّد بن الحسن، عن أبي عمر بن حيّويه، أنبأ أبو الطيب محمّد بن القاسم بن جعفر، ثنا أبو بكر بن أبي خيثمة قال: سمعت يحيى بن معين يقول: شعيب بن إسحاق الدمشقي ثقة.

أخبرنا أبو بكر الشّحّامي، أنبأ أحمد بن عبد الملك، أنبأ علي بن محمّد، ثنا محمّد بن يعقوب، ثنا عباس، قال: سمعت يحيى يقول: شعيب بن إسحاق الدمشقي ثقة.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر الخطيب، أنبأ أحمد بن محمّد بن إبراهيم، قال: سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: فشعيب بن إسحاق كيف حديثه ؟ فقال: ثقة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو يعلى حمزة بن علي الحبوبي (2)، قالا: أنبأ سهل بن بشر، أنبأ علي بن منير، أنبأ الحسن بن رشيق، ثنا أبو عبد الرّحمن النسائي، قال في تسمية الثقات من أصحاب أبي حنيفة: شعيب بن إسحاق ثقة.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه - أنبأ عبد الرّحمن، أنبأ أحمد - إجازة-.

ح قال: و أنبأ أبو طاهر، أنا أبو الحسن، قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم (3)قال: سألت أبي عن شعيب بن إسحاق فقال: صدوق.

ذكر أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الكتاني الأصبهاني، قال: قلت لأبي حاتم الرازي: ما تقول في شعيب بن إسحاق يحدث عن سعيد بن أبي عروبة فقال: شعيب صدوق.

ص: 85


1- بالأصل:«عن أبي تمام علي أبي تمام علي بن محمد بن الحسن» صوبنا الاسم، انظر ترجمته في سير الأعلام 212/18.
2- بالأصل:«الحيوبي» و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 357/20.
3- الجرح و التعديل 341/4.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا عبد العزيز الكتاني، أنبأ أبو محمّد بن نصر، أنبأ أبو الميمون، نا أبو زرعة (1)،قال: و سألت يحيى بن معين عن سماع شعيب بن إسحاق عن سعيد بن أبي عروبة ؟ فقال لي: كل من يسمع (2) من سعيد أيام يونس بن عبيد فإنما سمع بعد ما اختلط . و ذكر عن سعيد اختلافا قديما - و في نسخة عتيقة اختلافا قديما - قال أبو زرعة: فحدثت (3) هشام بن عمّار ما قال لي يحيى بن معين ؟ فأخبرني أنه سمع شعيب بن إسحاق يقول: سمعت من سعيد بن أبي عروبة سنة أربع و أربعين و مائة (4).

قال أبو زرعة: فحدثت (5) عبد الرّحمن بن إبراهيم لما قال لي يحيى بن معين و بما أخبرني هشام و سألته عن ذلك ؟ فأخبرني أن (6) سعيد اختلط مخرج إبراهيم سنة خمس أربعين و مائة.

قال: و نا أبو زرعة (7)،أخبرني عبد الرّحمن (8) بن إبراهيم، قال: سمعت شعيب بن إسحاق يقول في استفهام الشيء الذي يسقط من الحديث، فكان (9) إذا حضر المجلس أجراه.

أخبرنا أبو محمّد أيضا، أنبأ أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد، أنبأ أبو محمّد بن أبي نصر، قالوا: أنا أبو بكر بن القاسم، ثنا أبو زرعة، ثنا دحيم قال:

سمعت شعيب بن إسحاق يقول: إذا حضر المجلس أجراه - يعني في السماع-.

أنبأنا أبو الحسين علي بن الحسن، ثنا أحمد بن عنبة، ثنا الهروي، نا إسحاق بن سيار، ثنا عبد اللّه بن يوسف، قال: و حدّثني أبو حفص التّنّيسي (10) عمرو بن أبي سلمة

ص: 86


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 452/1.
2- عند أبي زرعة: كل من لم يسمع.
3- عن أبي زرعة، و بالأصل: فحديث خطأ.
4- المصدر السابق نفسه، و نقله عنه ابن حجر في التهذيب 504/2.
5- تقرأ بالأصل:«فحديث» و تقرأ «فحدثت» و الصواب يوافق عبارة أبي زرعة.
6- عن أبي زرعة و بالأصل «ابن».
7- المصدر السابق 470/1.
8- بالأصل:«عبد اللّه» خطأ، و الصواب عن أبي زرعة.
9- في أبي زرعة: فقال: إذا حضر المجلس أجزأه.
10- رسمها بالأصل:«السي» و الصواب ما أثبت و ضبط ، ترجمته في سير الأعلام 213/10.

قال: حضرت سعيد بن عبد العزيز أحاديث من أحاديثه فلما فرغ منها قال شعيب لسعيد: يا أبا محمّد تروى هذه الأحاديث عنك، قال سعيد: لا، فلما قام اتبعه سعيد بصره، ثم قال: هذا أول من أهلك هذا الجند.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو بكر بن الطبري، أنبأ أبو الحسين بن الفضل، أنبأ عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان قال: سمعت عبد الرّحمن بن إبراهيم، و هشام بن عمّار قالا: مات شعيب سنة تسع و ثمانين و مائة.

قال عبد الرّحمن: في رجب (1).

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا أبو الحسن المؤدب، أنبأ أبو سليمان بن أبي محمّد قال: نا ابن سلحويه، نا ابن المعلى، قال: سمعت دحيما يقول: توفي شعيب بن إسحاق يوم الخميس لثلاث عشرة (2) ليلة بقيت من رجب سنة تسع و ثمانين، و هكذا قال هشام بن عمّار، و قال: صلّى عليه إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم و لم يؤرخ الأيام.

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن، أنبأ سهل بن بشر، أنبأ الخليل بن هبة اللّه بن الخليل، أنبأ عبد الوهاب بن الكلابي، ثنا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاّب قال: قال مروان: هشام بن خالد (3) و مات شعيب سنة تسع و ثمانين و مائة.

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد البغدادي، أنبأ أبو بكر محمّد بن الحسن بن محمّد بن سليم، ثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن يوسف بن مردة، أنبأ عبد الوهاب بن الحسن الكلابي، نا إبراهيم بن عبد الرّحمن بن مروان قال: سمعت أبا بكر عبد الرّحمن بن عبد الصمد يقول: توفي شعيب سنة تسع و ثمانين في رجب، و هو ابن إحدى و سبعين.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأ أبو عمر محمّد العباس، أنبأ أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، ثنا محمّد بن سعد (4) قال في

ص: 87


1- الخبر في كتاب المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 180/1.
2- بالأصل: عشر.
3- كذا.
4- طبقات ابن سعد 472/7.

الطبقة السّادسة من أهل الشام: شعيب بن إسحاق مولى رملة بنت عثمان بن عفان، و كان ثقة، مات بدمشق سنة تسع و ثمانين و مائة في خلافة هارون.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ أحمد بن علي المقرئ، أنبأ عبيد اللّه بن أحمد بن علي الكوفي، ثم قرأت على أبي غالب بن البنّا، ثنا عبيد اللّه بن الكوفي، أنبأ أحمد بن محمّد بن عمران، أنبأ أبو بكر بن أبي داود، ثنا ابن مصفّى، قال: و شعيب بن إسحاق: توفي في رجب سنة تسع و ثمانين و مائة، و له اثنتان و سبعون (1).

أخبرنا أبو محمّد، ثنا أبو محمّد، أنبأ أبو محمّد، ثنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2)،قال: و حدّثني أصحابنا أن شعيب بن إسحاق مات سنة تسع و ثمانين و مائة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأ تمام بن محمّد، أخبرني أبي، ثنا أبو العباس محمّد بن جعفر بن ملاس، ثنا الحسن بن محمّد بن بكار بن بلال قال: و توفي أبو محمّد شعيب بن إسحاق القرشي سنة تسع و ثمانين و مائة.

2740 - شعيب بن إسحاق الأذرعي

من أهل أذرعات (3).

يروي عن عبد اللّه بن المبارك.

قال أبو عبد اللّه بن منده فيما حكاه أبو الفضل المقدسي عنه: هو غير الأول.

2741 - شعيب بن حازم بن خزيمة

2741 - شعيب بن حازم بن خزيمة (4)

ولي إمرة دمشق من قبل هارون الرشيد سنة سبع و ثمانين و مائة، و عزل عنها سنة ثمان و ثمانين.

قرأت بخط أبي الحسين الرازي قال إسحاق بن سليم: ثم دخلت سنة سبع و ثمانين و مائة و فيها هاجت العصبية بدمشق بين المضرية (5) و اليمانية، و جمعوا جموعا كبيرة،

ص: 88


1- نقله ابن حجر في التهذيب 504/2.
2- تاريخ أبي زرعة 279/1.
3- أذرعات: تقدم التعريف بها، راجع معجم البلدان.
4- أخباره في أمراء دمشق للصفدي ص 61 و 136 و تحفة ذوي الألباب للصفدي 243/1.
5- هي القبائل المنتسبة إلى مضر بن نزار، عدنانيون، سكنوا مختلف البلاد في الشام و العراق و الحجاز، يجمعهم فخذان: قيس و خندف (معجم قبائل العرب 1107/3).

و كانت بينهم في ذلك وقعة قتل فيها من المضرية نحو من خمسمائة و الوالي يومئذ على دمشق شعيب بن حازم بن خزيمة، و ذكروا منه تعصبا فوجه أمير المؤمنين محمّد بن منصور بن زياد إلى أهل دمشق، و أمره بدعاء الفريقين جميعا إلى الرجوع مما هم عليه على أن يحمل من بيت ماله ما كان بينهم من الدماء و يعفوا عنهم، و وجّه معه جماعة من خدمه و حرسه و قواده من أهل الشام من أهل الفريقين بعد استخلافه (1) إياهم على المناصحة و الاجتهاد في إطفاء هذه الفتنة، و أمر محمّد بن منصور بعزل شعيب بن حازم و تولية من أحب الفريقان و رضوا به، و أن يحمل في إصلاح ذلك بينهم على بيت المال بدمشق، فمضى محمّد لما وجّه له من ذلك، و أصلح الأمر و قدم معه من وجوه أهل دمشق من الفريقين بنحو من عشرين رجلا، و فيها عزل شعيب بن حازم عن كور دمشق، و فيها قدم على أمير المؤمنين رجل من بني أمية من أنفسهم كان بدمشق، و قد تنصّر، ثم دخلت سنة ثمان و ثمانين و مائة، و فيها عزل شعيب بن حازم عن كور دمشق بسبب العصبية التي كانت بها، و ولي بعده إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم، عقد له عليها يوم الخميس تسع خلون من جماد الآخرة، و ضم إليه ابن أبي خالد المروزيادي (2)،و وصل بخمسة آلاف دينار، و كان إبراهيم بمدينة السّلام فوجّه إليه أمير المؤمنين منحج الخادم فأشخصه (3) و فيها سخط أمير المؤمنين على الحسين بن عمران بن المنهال بن قتان و كان (4) خراج دمشق و حبس عند رشد و استعفى ماله و ذلك يوم السبت سلخ جمادى الآخرة بسبب عبد الملك بن صالح.

2742 - شعيب بن دينار

أبو بشر بن أبي حمزة الحمصي (5)

مولى بني أمية، كان كاتبا لهشام بن عبد الملك بالرصافة، و سمع فيها من

ص: 89


1- في تحفة ذوي الألباب: استحلافهم.
2- كذا رسمها بالأصل.
3- بياض بالأصل مقدار كلمة.
4- بياض بالأصل مقدار كلمة.
5- ترجمته في تهذيب التهذيب 506/2 و الوافي بالوفيات 160/16 تذكرة الحفاظ 221/1 سير الأعلام 187/7 و انظر بحاشيتها أسماء مصادر أخرى ترجمت له. و بالأصل «حمزة» و التصويب «حمزة» عن مصادر ترجمته.

الزهري، و صحبه إلى مكة، و اختار بدمشق.

حدّث عن الزهري، و عكرمة بن خالد المخزومي، و محمّد بن المنكدر، و نافع مولى ابن عمر، و زيد بن أسلم، و أبي الزناد (1)،و عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أبي حسين، و هشام بن مروة، و عبد الرّحمن بن بخت (2)،و إسحاق بن عبد اللّه بن أبي.

فروة، و محمّد بن الوليد الزبيدي، و عبد الأعلى، عن (3) أبي عمر.

روى عنه بقية بن الوليد، و عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار، و محمّد بن حمير، و أبو حيوة شريح بن يزيد، و علي بن عياش، و أبو اليمان، و ابنه بشر بن شعيب، و الوليد بن مسلم، و عبد اللّه بن يزيد البكري، و مبشّر بن إسماعيل الحلبي.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد، أنبأ أبو طالب بن غيلان، أنبأ أبو بكر الشافعي، ثنا إبراهيم بن الهيثم البلدي، ثنا علي بن عياش، ثنا شعيب بن أبي حمزة، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللّه، قال: كان آخر الأمرين من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ترك الوضوء لما مسّت (4) النار.

أخرجه أبو داود (5) عن موسى بن سهل، و النسائي عن عمرو بن منصور عن علي بن عياش (6).

أنبأنا أبو نصر أحمد بن محمّد بن عبد القاهر، و أبو الحسن علي بن عبيد اللّه بن نصر، قالا: أنبأ المبارك بن عبد الجبار بن أحمد، أنبأ أبو بكر محمّد بن سعيد، عن يعقوب بن إسحاق الصّيدلاني، أنبأ عمر بن محمّد بن سيف، ثنا عبد اللّه بن أبي داود، ثنا عمرو بن عثمان، ثنا ابن حمير، ثنا شعيب بن أبي حمزة قال: رافقت الزهري إلى مكة، فكنت أدرس أنا و هو القرآن جميعا (7).

أخبرنا أبو محمّد الأكفاني، ثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأ أبو محمّد بن أبي نصر،

ص: 90


1- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل، و الصواب ما أثبت عن تهذيب التهذيب و سير الأعلام.
2- مهملة بدون نقط بالأصل و صورتها:«بخت» و الصواب عن سير الأعلام و فيها: و عبد الوهاب بن بخت.
3- كذا بالأصل.
4- نقله الذهبي في سير الأعلام 191/7 و فيها «مما» بدل «لما».
5- سنن أبي داود، كتاب الطهارة، باب في ترك الوضوء مما غيرت النار ح(192).
6- بالأصل هنا عباس، خطأ، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ قريبا.
7- نقله الذهبي في السير 188/7.

أنبأ أبو الميمون، ثنا أبو زرعة (1)،قال: و لا أعلم إلاّ أن علي بن عياش (2) حدّثني عن شعيب بن أبي حمزة قال: حججت مع الزهري.

قال أبو زرعة (3) و هو فيما حدّثت شعيب بن دينار.

أخبرنا أبو علي الحداد - في كتابه - ثم حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن أحمد (4) نعيم الحافظ ، ثنا سليمان بن أحمد، نا أبو زرعة، ثنا علي (5)و كان في منزلهم.

قال أبو زرعة: و هو فيما حدّثت شعيب بن دينار.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ أبو الفضل بن خيرون، أنبأ أبو العلاء الواسطي، أنبأ أبو بكر البابسيري، ثنا الأحوص بن المفضل، ثنا أبي قال: قال عمرو بن عثمان: كان شعيب بن أبي حمزة مولى زياد، و كان اسم أبي شعيب دينار أبو حمزة.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأ أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنبأ أبو الحسن بن السّقا، ثنا أبو العباس المعقلي، ثنا عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: شعيب بن أبي حمزة، و هو شعيب بن دينار يقال له أبو حمزة.

و قال في موضع آخر: شعيب بن أبي حمزة هو مولى زياد، و كان اسم أبيه دينار.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأ أبو عمر بن حيّوية، أنبأ أحمد بن معروف، ثنا الحسين بن الفهم، ثنا محمّد بن سعد (6) قال في الطبقة الخامسة من أهل الشام: شعيب بن أبي حمزة، و اسم أبي حمزة دينار، و كان من أهل حمص.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل البغدادي، أنبأ أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين الصيرفي، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنبأ أبو أحمد - زاد أبو

ص: 91


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 435/1.
2- عن أبي زرعة و بالأصل: عباس.
3- المصدر السابق 434/1.
4- بياض بالأصل مقدار كلمة.
5- بياض بالأصل مقدار سطر.
6- طبقات ابن سعد 468/7.

الفضل و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنبأ أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنبأ محمّد بن إسماعيل (1)،قال: شعيب بن دينار [هو] (2) ابن أبي حمزة الحمصي القرشي مولى بني أمية، أرى كنيته أبو بشر.

روى عن أبي الزناد، و الزهري، و عبد اللّه بن أبي حسين.

سمع منه الحكم بن نافع، و علي بن عياش (3).

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأديب - أنبأ أبو القاسم بن منده، أنبأ أبو علي - إجازة-.

ح قال و أنبأ الحسين بن سلمة، أنبأ علي بن محمّد، قالا: أنبأ عبد الرّحمن بن أبي حاتم (4)،قال: شعيب بن أبي حمزة الحمصي أبو بشر، و اسم أبي حمزة دينار.

روى عن الزهري، و نافع، و محمّد بن المنكدر، و زيد بن أسلم، و أبي الزناد، و عبد الوهاب بن بخت، و ابن أبي حسين.

روى عنه بقية، و ابن حمير، و الوليد بن مسلم [و أبو حيوة] (5) شريح بن يزيد، و علي بن عياش، و أبو اليمان، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا (6) محمّد بن العباس، أنبأ أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف، أنبأ أبو سعيد بن حمدون (7) مسلم بن الحجّاج يقول: أبو بشر شعيب بن أبي حمزة مولى بني أمية، عن أبي الزناد، عن الأعرج، و الزهري، و ابن أبي حسين.

روى عنه أبو اليمان، و علي بن عياش (8) و ابنه (9).

أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن عبد اللّه بن داود، و أبو غالب محمّد بن

ص: 92


1- التاريخ الكبير 222/4.
2- الزيادة عن البخاري.
3- الجرح و التعديل 344/4.
4- عن أبي زرعة و بالأصل: عباس.
5- بياض بالأصل، و ما بين معكوفتين استدرك عن الجرح و التعديل.
6- بياض بالأصل.
7- بياض بالأصل.
8- بالأصل «عباس» خطأ.
9- بياض بالأصل مقدار كلمة.

الحسن بن علي، قالا: أنبأ أبو علي علي بن أحمد، نا ابن علي، أنبأ القاسم بن جعفر بن عبد الواحد، أنبأ أبو علي اللؤلؤي، أنبأ أبو داود السختياني، قال: نا شعيب بن أبي حمزة، و اسم أبي حمزة دينار، و هو مولى زياد.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأ أبو نصر الوائلي، أنبأ الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو بشر شعيب بن أبي حمزة، و اسم أبي (1) حمزة دينار.

أخبرنا أبو محمّد المزكي، ثنا عبد العزيز الصّوفي، أنبأ تمام البجلي، ثنا أبو عبد اللّه الكندي، ثنا أبو زرعة قال في تسمية شيوخ أهل طبقة و بعضهم أجلّ من بعض:

شعيب بن أبي حمزة هو أبو بشر بن دينار.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأ محمّد بن أحمد الآبنوسي، أنبأ عبد اللّه بن عتّاب، أنبأ أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنبأ أبو علي بن أبي الحديد، أنبأ أبو الحسن الربعي، أنبأ عبد الوهاب الكلابي، أنبأ أحمد بن عمير، قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الخامسة: شعيب بن أبي حمزة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو طاهر الأنباري، أنبأ هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، ثنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسماعيل، أنبأ أبو بشر محمّد بن أحمد بن حمّاد (2)،قال: أبو بشر شعيب بن أبي حمزة عن الزهري.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأ أبو بكر الصّفار، أنبأ أحمد بن علي بن منجويه، أنبأ أبو أحمد محمّد بن محمّد قال: أبو بشر شعيب بن أبي حمزة القرشي مولى بني أمية، و اسم أبي حمزة دينار، سمع أبا بكر بن شهاب الزهري، و عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أبي حسين، و عبد اللّه بن ذكوان، أبا الزناد.

روى عنه أبو عمرو عثمان بن سعيد بن كثير، و بقية بن الوليد، و أبو اليمان البهراني.

ص: 93


1- بالأصل: أبو، خطأ.
2- الكنى و الأسماء للدولابي 127/1.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ محمّد بن طاهر، أنبأ مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنبأ أبو نصر الكلاباذي، قال: شعيب بن أبي حمزة، و اسمه دينار أبو بشر القرشي الأموي مولاهم الحمصي.

حدّث عن الزهري، و أبي الزناد، و محمّد بن المنكدر، و نافع، و عبد اللّه بن أبي حسين.

روى عنه ابنه بشر، و أبو اليمان، و علي بن عياش (1) في بدء الوحي و المغازي و غير موضع، قال يزيد بن عبد ربه: مات سنة ثنتين و ستين و مائة (2) أبو عيسى مثله.

أخبرنا أبو القاسم، نا أبو بكر الخطيب، أنبأ أبو (3)إبراهيم بن حميد قال: سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس يقول:(4) قلت ليحيى بن معين: فشعيب - أعني ابن أبي حمزة-؟ فقال:

ثقة، هو مثل يونس و عقيل - يعني في الزهري (5)-.

قال: و سمعت عثمان يقول: و سمعت يحيى بن معين يقول: شعيب بن أبي حمزة كتب عن الزهري إملاء للسلطان، كان كاتبا (6).

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد، أنبأ أبو المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم، أنبأ أبو بكر البرقاني، أنبأ أبو بكر الإسماعيلي، قال: عرضت على إسحاق بن إبراهيم الحربي كان عبد اللّه بن أحمد عن أبيه من غير قراءة.

قال عبد اللّه: سألت أبي عن شعيب بن أبي حمزة كيف سماعه من الزهري أ ليس عرضي ؟ قال: حديثه (7) يشبه حديث الإملاء قلت: كيف هو؟ قال: صالح، ثم قال الثاني (8):فيمن سمع من شعيب كان شعيب رجلا ضيقا (9) في الحديث، قلت: كيف

ص: 94


1- بالأصل عباس خطأ.
2- بياض بالأصل.
3- بياض بالأصل.
4- بياض بالأصل.
5- انظر تهذيب التهذيب 506/2 و سير الأعلام 188/7.
6- انظر تهذيب التهذيب 506/2 و سير الأعلام 188/7.
7- بالأصل:«قال: حدثته لستة حديث الاضلا» و لا معنى للعبارة فصوبناه عن سير الأعلام 188/7.
8- كذا بالأصل، و في سير الأعلام: ثم قال أبي: الشأن فيمن سمع...
9- غير واضحة بالأصل، تقرأ «صيقا» و المثبت عن سير الأعلام.

سماع أبي اليمان عنه ؟ قال: كان يقول: أنا شعيب، قلت: فسماع ابنه بشر؟ قال: كان يقول: حدّثني أبي، قلت: سماع بقية ؟ قال: شيء يسير، و قد حدّث عنه أبو قتادة، و الوليد بن مسلم، قال: ثم سمعته يقول لما حضر شعيب الوفاة جمع جماعة بقية و بشرا ابنه فقال: هذه كتبي ارووها عنّي.

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنبأ أبو نعيم الحافظ ، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، قال: سألت أبي عن شعيب بن أبي حمزة قال: كيف سماعه من الزهري ؟ قلت: أ ليس عرض ؟ قالت: لا، حديثه يشبه حديث الإملاء، قلت: كيف هو؟ قال: صالح، ثم قال: الشأن فيمن سمع من شعيب، كان شعيب رجلا ضيقا (1) في الحديث.

قلت: كيف سماع أبي (2) اليمان عنه ؟ قال: كان يقول: أخبرنا شعيب، قلت:

سماع ابنه بشر؟ قال: كان يقول: حدّثني أبي، قلت: سماع بقية ؟ قال: شيء يسير، و الوليد بن مسلم شيء يسير، ثم سمعته يقول لما حضرته الوفاة - أي شعيبا - جمع جماعة منهم بقية و بشر ابنه فقال: هذه كتبي فارووها عني.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا عبد العزيز التميمي، أنبأ أبو محمّد التميمي، أنبأ أبو الميمون، نا أبو زرعة، فأخبرني.

ح و أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود عنه، أنبأ أبو نعيم، ثنا سليمان بن أحمد، نا أبو زرعة الدمشقي (3)،حدّثني أحمد بن حنبل، قال: رأيت كتب شعيب بن أبي حمزة، فرأيت كتبا مضبوطة مقيّدة، و رفع من ذكره، قلت: فأين هو من يونس بن [يزيد] (4)؟قال: فوقه، قلت: فأين هو من عقيل بن خالد؟ قال: فوقه، قلت: فأين هو من الزبيدي (5) محمّد بن الوليد الزبيدي ؟ قال: هو مثله.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، عن أبي الحسين المبارك بن

ص: 95


1- غير واضحة بالأصل، تقرأ:«صيقا» و المثبت عن سير الأعلام.
2- بالأصل: أبو.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 433/1.
4- بياض بالأصل، و اللفظة مستدركة عن تاريخ أبي زرعة.
5- بياض بالأصل، و لعل اللفظة الساقطة:«اسمه» أو «و هو» و الكلمة و العبارة التالية سقطت من أبي زرعة.

عبد الجبار، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنبأ أبو عمر بن حيّوية، أنبأ أبو الطيب محمّد بن القاسم بن جعفر، ثنا إبراهيم بن الجنيد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول:

شعيب بن أبي حمزة شهد الإملاء من الزهري للسلطان.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنبأ أبو القاسم بن أبي عبيد اللّه، أنبأ أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر الهمداني، أنبأ علي بن محمّد، قالا: أنبأ أبو محمّد بن أبي حاتم (1)،قال: سمعت أبي يقول: حضر شعيب بن أبي حمزة الرصافة حيث أملى الزهري، فسماعه من الزهري إملاء.

أنبأنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي جعفر محمّد بن أحمد العدل، عن أبي الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمّة الخلاّل، أنبأ أبو عمر حمزة بن القاسم بن عبد العزيز الإمام، ثنا أبو علي حنبل بن إسحاق بن حنبل، قال: سمعت أبا عبد اللّه يقول: كان شعيب بن أبي حمزة قليل السّقط .

أنبأنا أبو القاسم التيمي، و أبو الفضل السلامي، قالا: أنبأ المبارك بن عبد الجبار، أنبأ إبراهيم بن عمر، أنبأ محمّد بن عبد اللّه بن خلف، أنبأ عمر بن محمّد الجوهري، ثنا أبو بكر أحمد بن هاني، قال أبو عبد اللّه أحمد بن حنبل: نظرت في كتب شعيب كان ابنه يخرجها إليّ فإذا بها من الحسن و الصّحة ما [لا] يقدر - فيما أرى - بعض الشباب تكتب مثل تلك صحة و شكلا (2) و نحو هذا (3).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ أحمد بن الحسن، أنبأ محمّد بن علي الواسطي، أنبأ أبو بكر البابسيري، نا الأحوص (4) بن المفضّل، نا أبي قال: قال أبو زكريا: شعيب بن أبي حمزة اسم أبي حمزة دينار، قال: كان ثقة، و كان سماعه من الزهري مع السّلطان، قال أبي: و كان عنده عن الزهري نحو ألف و سبع مائة حديث.

أنبأنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، أنبأ أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنبأ

ص: 96


1- الجرح و التعديل 345/4.
2- بالأصل: و شكل، و الصواب ما أثبت.
3- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام من طريق الأثرم.
4- بالأصل: الأخوص بالخاء المعجمة.

أبو عمر بن مهدي، أنبأ محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، ثنا جدي يعقوب، قال:

سمعت علي بن عبد اللّه بن المديني يقول: كتب شعيب بن أبي حمزة تشبه كتب الديوان، يزيد علي بن المديني بذلك ما حكاه يحيى بن معين أنه سمعه مع الولاة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو محمّد الصّريفيني، أنبأ أبو القاسم بن حبابة، ثنا أبو القاسم البغوي، حدّثني محمّد بن علي الجوزجاني، قال: قلت لأبي عبد اللّه أحمد بن حنبل: شعيب بن أبي حمزة كيف حديثه ؟ قال: ثبت، صالح الحديث.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي (1) الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي (2) سعيد بن جرير قال: سمعت أبا عبد اللّه يقول: شعيب أثبت من يونس، و يونس عنده مناكير، قيل له: فعقيل ؟ قال: قرئت من يونس - يعني يونس بن يزيد الأيلي.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلال - أنبأ أبو القاسم بن منده، أنبأ أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنبأ أبو طاهر بن سلمة، أنبأ علي بن محمّد، قالا: أنبأ أبو محمّد بن أبي حاتم (3)،ثنا حرب بن إسماعيل الكرماني - فيما كتب إليّ - قال: قال أحمد بن حنبل:

شعيب بن أبي حمزة أصحّ حديثا عن الزهري من يونس.

و ذكر أبو بكر أحمد بن محمّد بن الحجّاج المروذي، قال: سئل - يعني أحمد بن حنبل - عن عقيل، و يونس، و سئل عن شعيب بن أبي حمزة، و سفيان بن عيينة.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد، عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنبأ أبو عمر الخزّاز (4)،ثنا محمّد بن القاسم بن

ص: 97


1- بياض بالأصل.
2- بياض بالأصل.
3- الجرح و التعديل 345/4.
4- بالأصل:«الحرار» خطأ و الصواب ما أثبت، و اسمه محمد بن العباس بن محمد بن زكريا ترجمته في سير الأعلام 409/16.

جعفر، ثنا إبراهيم بن الجنيد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: شعيب بن أبي حمزة من أثبت الناس في الزهري، كان كاتبا، قلت: شعيب ابن من ؟ قال: شعيب بن دينار، قلت ليحيى: اسم أبي حمزة دينار؟ قال: نعم.

أنبأنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأ أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنبأ أبو عمر بن مهدي، أنبأ أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، ثنا جدي يعقوب، حدّثني عبد اللّه بن شعيب، قال: قرأ على يحيى بن معين: شعيب بن أبي حمزة الدمشقي ثقة، و اسم أبي حمزة دينار، و كان عسرا في حديثه، و كان سماعه من الزهري مع الولاة.

أنبأنا أبو البركات، أنبأ ثابت بن بندار، أنبأ محمّد بن علي، أنبأ محمّد بن أحمد، أنبأ الأحوص (1) بن المفضّل، ثنا أبي، قال: و قال يحيى بن معين: و شعيب بن أبي حمزة الدمشقي ثقة، و كان عسرا في حديثه، و كان سماعه من الزهري مع الولاة إملاء من الزهري عليهم.

بلغني أن إسحاق بن محمّد بن سياه بن محمّد النصيبي سئل عن شعيب بن أبي حمزة [و] (2) الزبيدي فرفع من قدرهما جدا و وثقهما.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنبأ أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو عبد اللّه، و أبو نصر، قالا: أنبأ الوليد بن بكر، أنبأ علي بن أحمد بن زكريا، أنبأ صالح بن أحمد (3)،حدّثني أبي قال: شعيب بن أبي حمزة شامي ثقة.

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم حدّثني أبو سعيد الأصبهاني عنه، أنبأ أبو نعيم الحافظ ، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا أبو زرعة، قال: قال لي عبد الرّحمن بن إبراهيم دحيم: شعيب بن [أبي] حمزة ثقة ؟ قلت: يشبه حديثه حديث عقيل، و الزبيدي فوقه (4).

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأصبهاني - أنبأ أحمد الأصبهاني - إجازة-.

ص: 98


1- بالأصل: الأخوص بالخاء المعجمة خطأ.
2- زيادة لازمة منا للإيضاح.
3- ثقات العجلي ص 221.
4- نقله الذهبي في سير الأعلام من طريق أبي زرعة الدمشقي 189/7.

ح قال: و أنبأ أبو طاهر الهمداني،[أنبأنا علي بن محمّد قالا: أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم] (1)[قال: سألت أبا زرعة عن شعيب بن أبي حمزة] (2) و ابن أبي الزناد، فقال:

شعيب أشبه حديثا و أصح من ابن أبي الزناد، قال: و سئل أبي عن شعيب بن أبي حمزة ؟ فقال: ثقة.

أنبأنا أبو علي، ثم حدّثني أبو مسعود عنه، أنبأ أبو نعيم، ثنا سليمان بن أحمد.

ح و أخبرنا أبو محمّد، ثنا أبو محمّد، أنبأ أبو محمّد، أنبأ أبو الميمون، قالا: ثنا أبو زرعة (3) قال: سمعت علي بن عياش يقول: كان شعيب بن أبي حمزة عندنا من كبار (4) الناس، و كنت أنا و عثمان بن سعيد بن كثير (5) بن دينار من ألزم الناس له، و كان ضنينا بالحديث، كان يعدنا المجلس فنقيم نقتضيه (6) إياه فإذا فعل فكأنما كتابه بيده ما يأخذه أحد، و كان من صنف آخر في العبادة، و كان من كتّاب هشام بن عبد الملك على نفقاته، و كان الزهري معهم بالرصافة.

قالا: و ثنا أبو زرعة (7)،حدّثني علي بن عياش، قال: سمعت شعيب بن أبي حمزة يقول لبقية: يا أبا يحمد (8)،قد مجلت (9) يدي من العمل.

قلت لعلي بن عياش (10):و ما كان يعمل ؟ قال: كانت له أرض يعالجها بيده فلما حضرته الوفاة قال: اعرضوا علي كتبي، فعرض عليه كتاب نافع، و أبي الزناد.

أنبأنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأ أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنبأ أبو عمر، ثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، ثنا جدي، حدّثني سليمان بن الكوفي، قال: قلت لأبي

ص: 99


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل فاضطرب السند، و العبارة المضافة قياسا إلى سند مماثل. و الخبر في الجرح و التعديل 345/4.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن الجرح و التعديل.
3- الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 433/1.
4- في أبي زرعة: خيار.
5- في أبي زرعة: أنا و عثمان و ابن دينار.
6- بالأصل:«فيقيم بقبضته» و المثبت عن أبي زرعة.
7- المصدر السابق نفسه.
8- بالأصل «محمد» و المثبت عن أبي زرعة.
9- عن أبي زرعة و بالأصل:«محلت» و مجلت يده: تصلبت و ثخن جلدها (اللسان: مجل).
10- بالأصل: عباس، خطأ و الصواب ما أثبت، و الخبر في تاريخ أبي زرعة 434/1.

اليمان الحمصي الحكم بن نافع: ما لي أسمع إذا ذكرت صفوان بن عمرو تقول: يا (1)صفوان، و إذا ذكرت أبا بكر بن أبي مريم تقول: نا أبو بكر، و إذا ذكرت شعيب بن أبي حمزة تقول: أنبأ شعيب، فغضب، فلما سكن قال لي: مرض شعيب بن أبي حمزة مرضه الذي مات فيه، فأتاه إسماعيل بن عياش، و بقية بن الوليد، و محمّد بن حمير في رجال من أهل حمص، أنا أصغرهم، فقالوا: ما نحب أن نكتب عنك، و كنت تمنعنا ما عندك، فدعا بقفة له، فقال: ما في هذه إلاّ ما سمعته من الزهري، و كتبته، و صححته، فلمّا يخرج من يدي، فإن أحببتم فاكتبوها، قال: فيقول: ما ذا؟ قال تقولون: أنبأ شعيب، أنا شعيب، و إن أحببتم أن تكتبوها على ابني فقد قرأها علي، و قرأتها عليه (2)، قال سليمان: فظننت أن هذا جواب ما سألته عنه.

قال يعقوب: شعيب بن أبي حمزة ثقة.

أخبرنا أبو محمّد طاهر (3) بن سهل بن بشر، ثنا أبو بكر الخطيب، أنبأ أبو الفرج عبد السّلام بن عبد الوهاب القرشي بأصبهان.

ح و أخبرنا أبو علي الحداد - في كتابه - ثم حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه، أنبأ أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه، قالا: أنبأ سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، ثنا أبو زرعة، ثنا أبو اليمان الحكم بن نافع.

ح أخبرنا أبو محمّد المزكي، نا أبو محمّد الصّوفي، أنبأ أبو محمّد العدل، أنبأ أبو الميمون، ثنا أبو زرعة (4) قال: فأخبرني الحكم بن نافع، قال: كان شعيب بن أبي حمزة عسرا في الحديث، فدخلنا عليه حين حضرته الوفاة، فقال: هذه كتبي قد صححتها، فمن أراد أن يأخذها فليأخذها، و من أراد أن يعرض فليعرض، و من أراد أن يسمعها من ابني فليسمعها، فإنه قد سمعها منّي.

أخبرنا أبو محمّد طاهر (5) بن سهل، ثنا أبو بكر الحافظ ، أنبأ القاضي أبو العلاء

ص: 100


1- كذا، و في سير الأعلام: حدثنا.
2- إلى هنا ينتهي الخبر في سير الأعلام 190/7 نقلا عن يعقوب الفسوي في تاريخه. و لم أعثر على الخبر في المعرفة و التاريخ المطبوع.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 434/1 و نقله عن أبي اليمان ابن حجر في تهذيب التهذيب 506/2.
4- بالأصل ظاهر خطأ، و الصواب: طاهر، انظر فهارس المطبوعة عاصم - عائذ ص 634.
5- بالأصل ظاهر خطأ، و الصواب: طاهر، انظر فهارس المطبوعة عاصم - عائذ ص 634.

محمّد بن علي الواسطي، أنبأ أبو مسلم عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد اللّه بن مهران، أنبأ عبد المؤمن بن خلف النسفي، قال: سألت أبا (1) علي بن صالح بن محمّد البغدادي عن أحاديث أبي اليمان، عن شعيب، عن الزهري، فقال: يقال: لم يسمع أبا اليمان عن شعيب عن الزهري، و لم يسمع أبو اليمان من شعيب، و لا شعيب من الزهري، و لكنه كان كتابا، فقلت لأبي علي: مصحح الحديث من هذا الوجه ؟ فقال: نعم. كذا قال، و قد صح سماع شعيب من الزهري، فأما سماع أبي اليمان منه ففيه خلاف.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم ثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنبأ أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنبأ عبد الوهاب بن محمّد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنبأ أحمد بن عبدان، أنبأ محمّد بن سهل، أنبأ محمّد بن إسماعيل (2) قال: و قال يزيد بن عبد ربه: مات شعيب سنة ثنتين و ستين و مائة.

أخبرنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، ثنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (3) قال: سألت علي بن عياش عن تاريخ موت شعيب بن أبي حمزة، و حريز (4) بن عثمان فلم يقف عليه، فقال لي: كان شعيب بن أبي حمزة قويا قد جاز السبعين.

قال: و سمعت يحيى بن معين (5)،و يحيى بن صالح الوحّاظي يقول: مات شعيب بن أبي حمزة، و حريز (6) بن عثمان، و أبو مهدي (7) سنة ثلاث و ستين و مائة (8).

و قال في موضع آخر (9):حدّثني سليمان بن عبد الحميد البهراني، عن يحيى بن صالح، فذكر وفاة هؤلاء الثلاثة كما تقدّم.

ص: 101


1- بالأصل:«أن».
2- التاريخ الكبير 222/4 و نقله ابن حجر في التهذيب عن يزيد 506/2 و الذهبي في السير عن يزيد 191/7.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 272/1.
4- بالأصل:«حرير» خطأ و الصواب ما أثبت عن أبي زرعة.
5- كذا العبارة بالأصل و الذي في تاريخ أبي زرعة 703/2 «و حدثني سليمان بن عبد الحميد البهراني عن يحيى بن صالح». و انظر ما يلي فيه 272/1.
6- بالأصل:«حرير» خطأ و الصواب ما أثبت عن أبي زرعة.
7- هو سعيد بن سنان الحمصي، أبو مهدي، ترجمته في تهذيب التهذيب ط الهند 47/4.
8- عقب الذهبي في سير الأعلام 191/7 قال: قلت: مات قبل حريز بن عثمان بسنة.
9- كذا العبارة بالأصل و الذي في تاريخ أبي زرعة 703/2 «و حدثني سليمان بن عبد الحميد البهراني عن يحيى بن صالح». و انظر ما يلي فيه 272/1.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو بكر بن الطبري، أنبأ أبو الحسين بن الفضل، أنبأ عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، حدّثني عبد الرّحمن بن عمرو الدمشقي، حدّثني سليمان البهراني، قال: سمعت يحيى بن معين قال: مات شعيب و حريز (1)و أبو مهدي سنة ثلاث و ستين و مائة.

أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمّد، ثنا أبو القاسم التنوخي، أنبأ أبو الحسين بن المظفر، أنبأ بكر بن أحمد بن حفص، ثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، قال في تسمية أصحاب الزهري من أهل حمص: أجّلهم الزبيدي و بعده أبو بشر شعيب بن أبي حمزة مولى بني زياد، و اسم أبي حمزة دينار، مات شعيب بن أبي حمزة سنة ثلاث و ستين و مائة.

2743 - شعيب بن رزيق

أبو شيبة الشامي المقدسي (2)

سكن طرطوس، ثم سكن فلسطين، و اجتاز بدمشق و أعمالها.

حدّث عن عطاء الخراساني، و عثمان بن أبي سودة، و الحسن بن أبي الحسن البصري.

روى عنه الوليد بن مسلم، و عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي، و آدم بن أبي إياس العسقلاني، و معلى بن منصور الرازي، و بشر بن عمر الزهراني، و يحيى بن يحيى النيسابوري، و المعافى بن عمران الموصلي، و بروة (3) بن مروان العرفي، و محمّد بن معاوية النيسابوري، و الحارث بن النعمان.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر، أنبأ أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحسن، أنبأ أبو علي الحسن بن المذهب (4)،قالا:

أنبأ أحمد بن جعفر، ثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا الوليد بن مسلم، حدّثني

ص: 102


1- بالأصل:«حرير» خطأ و الصواب ما أثبت عن أبي زرعة.
2- ترجمته في تهذيب التهذيب 507/2 و ميزان الاعتدال 276/2 و وقع في تقريب التهذيب 352/1 زريق بتقديم الزاي.
3- كذا رسمها بالأصل.
4- ترجمته في سير الأعلام 640/17.

شعيب أبو شيبة، قال: سمعت عطاء الخراساني يقول: سمعت سعيد بن المسيب يقول:

رأيت عثمان قاعدا في المقاعد، فدعا بطعام مما مسّه النار فأكله، ثم قام إلى الصلاة فصلّى، ثم قال عثمان: قعدت مقعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أكلت طعام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و صليت صلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنبأ أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن نصر بن عوف بن لؤلؤ الوراق، أنبأ زكريا بن يحيى الساجي، ثنا أبو موسى، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا شعيب أبو شيبة أنه سمع عطاء الخراساني يخبر عن المغيرة بن شعبة أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«لا يتطوع الإمام في مقامه الذي صلّى فيه و الناس في المكتوبة»[5011].

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنبأ أبو نعيم الحافظ ، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا أبو زرعة الدمشقي، ثنا آدم بن أبي إياس، ثنا أبو شيبة شعيب بن رزيق، عن عطاء الخراساني، عن إبراهيم النخعي، عن عبد اللّه بن بريدة الأسلمي، عن أبيه، قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«احذروا كل منكر، فإن كل منكر حرام»[5012].

أخبرني أبو القاسم إسماعيل بن محمّد الحافظ ، قال: قرئ على أبي عمرو عبد الوهاب بن محمّد بن إسحاق، و أنا أسمع، قيل له: أخبرك والدك أبو عبد اللّه، أنبأ جعفر بن محمّد بن هشام الكندي بدمشق، ثنا يزيد بن محمّد بن عبد الصمد، ثنا آدم بن أبي إياس، ثنا أبو شيبة المقدسي شعيب بن رزيق، عن عطاء الخراساني، فذكر حديثا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو الفضل الباقلاني، و أبو العز الكيلي، قالا:

أنبأ أبو طاهر الباقلاني - زاد أبو البركات، و أبو الفضل الباقلاني قالا:- ثنا أبو الحسين الأصبهاني، قال: أنبأ أبو الحسين الأهوازي، أنبأ أبو حفص الأهوازي، ثنا خليفة بن خياط (1) قال في الطبقة السادسة من أهل الشامات: شعيب بن رزيق.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنبأ أبو الفضل الباقلاني، و أبو الحسين الصيرفي، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنبأ

ص: 103


1- طبقات خليفة بن خياط ص 580 رقم 3042.

عبد الوهاب بن محمّد - زاد الباقلاني: و محمّد بن الحسن قالا:- أنبأ أبو بكر، أنبأ أبو الحسن، أنبأ محمّد بن إسماعيل (1)،قال: شعيب بن رزيق أبو شيبة، سمع عطاء الخراساني، يعد في الشاميين.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه - أنبأ أبو القاسم، أنبأ أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر، أنبأ علي قالا: أنبأ عبد الرّحمن بن محمّد (2)،قال:

شعيب بن رزيق أبو شيبة الشامي، روى عن عطاء الخراساني، روى عنه الوليد بن مسلم، و بشر بن عمر الزهراني، و عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار، و معلى الرازي، و آدم العسقلاني، و يحيى بن يحيى.

و فرّق البخاري بينه و بين شعيب بن رزيق الطائي.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأ أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأ أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأ أبو الحسن الربعي، أنبأ عبد الوهاب الكلابي، أنبأ أبو الحسن، قال:

سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الخامسة: شعيب بن رزيق أبو شيبة.

أخبرنا أبو بكر الشقّاني (3)،أنبأ أحمد بن منصور، أنبأ محمّد بن عبد اللّه، أنبأ مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو شيبة شعيب بن رزيق، عن الحسن، و عطاء الخراساني، روى عنه الوليد بن مسلم.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأ أبو نصر الوائلي، أنبأ الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو شيبة شعيب بن رزيق شامي.

و قرأت على أبي الفضل، عن أبي طاهر محمّد بن أحمد، أنبأ هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، ثنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، ثنا محمّد بن أحمد بن حمّاد، قال:

أبو شيبة شعيب بن رزيق.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأ أبو بكر الصّفار، أنبأ أبو بكر الحافظ ، أنبأ

ص: 104


1- التاريخ الكبير 217/4.
2- الجرح و التعديل 346/4.
3- بالأصل: السقاني، بالسين المهملة خطأ و الصواب ما أثبت بالشين المعجمة و قد مرّ كثيرا.

أبو أحمد الحاكم، قال: أبو شيبة شعيب بن رزيق، عن الحسن البصري، و أبي أيوب عطاء بن أبي مسلم الخراساني، روى عنه الوليد بن مسلم، و أبو محمّد بشر بن عمر الزهراني، يعد في الشاميين.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة (1)،عن أبي نصر بن ماكولا (2)،قال: أما رزيق بتقديم الراء: شعيب (3) بن رزيق أبو شيبة شامي، يروي عن عطاء الخراساني، حدث عنه آدم بن أبي إياس.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأ أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنبأ أبو طاهر بن سلمة، أنبأ علي بن محمّد، قالا: أنبأ أبو محمّد بن محمّد الحنظلي، قال: سمعت أبي أبا حاتم يقول: سمعت دحيما، و سألته عن شعيب بن رزيق ؟ فقال: لا بأس به (4).

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأ أبو منصور محمّد بن الحسين بن عبد اللّه، أنبأ أبو بكر أحمد بن محمّد بن أحمد بن غالب، قال: سألت أبا الحسن الدارقطني عن شعيب بن رزيق فقال: أبو شيبة ثقة، كان بطرسوس، ثم سكن الرملة و عسقلان.

2744 - شعيب بن سهل بن كثير

أبو صالح الرازي، القاضي المعروف بشعبويه (5)

حدّث عن الصّباح بن محارب.

روى عنه ابن أخيه محمّد بن كثير بن سهل.

قدم دمشق مع المتوكل - فيما قرأته بخط عبد اللّه بن محمّد الخطابي-.

أخبرنا أبو منصور محمّد بن عبد الملك، أنبأ و أبو الحسن علي بن الحسن بن

ص: 105


1- هو عبد الكريم بن حمزة بن العباس السلمي الحداد، انظر فهرس المطبوعة عاصم - عائذ ص 648.
2- الاكمال لابن ماكولا 47/4 و 51.
3- في الاكمال:«سفيان» خطأ.
4- الخبر ليس في الجرح و التعديل، و نقله ابن حجر في التهذيب 507/2 عن دحيم.
5- ترجمته في تاريخ بغداد 243/9 و ميزان الاعتدال 276/2 الوافي بالوفيات 162/16 أخبار القضاة لوكيع 277/3 و 327 و لسان الميزان 147/3.

سعيد، نا أبو بكر الخطيب، أنبأ عبد الملك بن محمّد بن عبد اللّه الواعظ ، أنبأ عبد الباقي بن قانع، ثنا محمّد بن كثير بن سهل الرازي، ثنا عمي شعيب بن سهل، ثنا الصباح بن محارب، عن سفيان الثوري، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرّحمن السلمي، عن عثمان بن عفان قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أفضلكم من علّم القرآن و تعلّمه»[5013].

قال الخطيب: هذا حديث غريب جدا من حديث الثوري عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرّحمن السلمي، لا أعلمه يروى إلاّ من هذا الوجه.

أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي و غيره، عن أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنبأ سليمان بن إسحاق الحلاب، أنبأ الحارث بن أبي أسامة، أنبأ محمّد بن سعد قال: و فيها - يعني سنة تسع عشرة و مائتين - مات جعفر بن عيسى الحسني، و هو قاض لأبي إسحاق على عسكر المهدي، يوم السبت لست ليال بقين من شهر رمضان، و ولي القضاء بعده شعيب بن سهل، و يكنى أبا صالح الرازي، يوم الاثنين لأربع ليال بقين من شهر رمضان.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنبأ و أبو الحسن بن سعيد، ثنا أبو بكر الخطيب (1)،أنبأ إبراهيم بن مخلد، ثنا إسماعيل بن عيسى الخطبي (2)،قال: ولى المعتصم القضاء أول خلافته شعيب بن سهل الرازي، و جعل إليه الصّلاة بالناس في مسجد الرصافة أيام الجمع و الأعياد، و على قضاء القضاة أحمد بن أبي دؤاد (3)،و خليفته ابنه أبو الوليد.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنبأ عبد الرّحمن بن محمّد، أنبأ أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنبأ علي [قالا: أنبأ أبو] (4) محمّد بن أبي حاتم (5)،قال:

ص: 106


1- الخبر في تاريخ بغداد 243/9.
2- رسمها بالأصل:«الحطى» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 522/15.
3- بالأصل: داود، خطأ، و الصواب ما أثبت عن تاريخ بغداد.
4- بالأصل: أنبأ علي بن محمد بن أبي حاتم، و الصواب ما أثبت و استدرك قياسا إلى أسانيد مماثلة.
5- الجرح و التعديل 346/4-347.

شعيب بن سهل قاضي بغداد، فقال: أخزاه اللّه كان يرى رأي جهم.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنبأ و أبو الحسن بن سعيد، ثنا أبو بكر الخطيب (1)،أنبأ الأزهري، أنبأ علي بن عمر الحافظ ، ثنا عبد اللّه بن إسحاق البغوي، ثنا الحارث بن أبي أسامة، قال: سنة سبع و عشرين و مائتين فيها و ثوب قوم يوم الجمعة لثلاث ليال بقين من ربيع الأول في مسجد الرصافة على رجلين من الجهمية، فضربوهما و أذلّوهما (2) ثم مضوا إلى مسجد شعيب بن سهل القاضي يريدون محو كتاب كان كتبه على مسجده، فذكر أن القرآن مخلوق، فأشرف عليهم خادم لشعيب، فرماهم بالنشاب، فوثبوا فأحرقوا باب شعيب، و انتهب ناس منزله، و أرادوا نفسه، فهرب منهم، و هو أوّل قاض حرق بابه و انتهب منزله، فيما بلغنا، و كان يقول قول جهم متعصبا (3) لأهل السنّة، متحاملا عليهم منتقضا (4) لهم، لا يقبل لأحد منهم صرفا و لا عدلا.

و قال الحارث أيضا: سنة ثمان و عشرين و مائتين فيها عزل عبد الرّحمن بن إسحاق القاضي عن الجانب الغربي، و عزل شعيب بن سهل عن الجانب الشرقي.

قالا: و قال لنا أبو بكر الخطيب: شعيب بن سهل بن كثير أبو صالح الرازي، يعرف بشعبويه، ولي قضاء الرصافة بعد موت جعفر بن عيسى الحسني في أيام المعتصم، و حدّث عن الصباح بن محارب، روى عنه ابن أخته (5) محمّد بن كثير.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنبأ مكي بن محمّد، أنبأ أبو سليمان الربعي، قال: قال الحسن بن علي: و فيها - يعني سنة ست و أربعين و مائتين - مات شعيب بن سهل الرازي القاضي، و ذكر أحمد بن كامل بن خلف القاضي، قال: سنة ست و أربعين و مائتين مات فيها شعيب بن سهل الرازي الملقّب بشعبويه القاضي و كان جهميا يصرح بالمخلوق و ينفي الصّفات و الرؤية.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنبأ و أبو الحسن بن سعيد، ثنا أبو بكر أحمد بن

ص: 107


1- تاريخ بغداد 243/9.
2- عن تاريخ بغداد، و بالأصل: و ادلوهما.
3- تاريخ بغداد: مبغضا.
4- تاريخ بغداد: منتفصا.
5- تاريخ بغداد: ابن أخيه.

علي، أنبأ الحسن بن أبي طالب، ثنا أحمد بن محمّد بن عمران، حدّثنا محمّد بن يحيى قال: سنة ست و أربعين مات أحمد بن إبراهيم الدّورقي، و شعيب بن سهل الرازي.

2745 - شعيب بن شعيب بن إسحاق

أبو محمّد القرشي (1)

توفي أبوه و هو حمل، فلما ولد سمّي باسمه و كنّي بكنيته.

روى عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجّاج، و محمّد بن المبارك الطّيّوري، و زيد بن يحيى بن عبيد، و أحمد بن خالد الوهبي، و جنادة بن محمّد المري، و أبي اليمان، و عبد اللّه بن الزبير بن العوام الحميدي، و مروان بن محمّد الطاطري.

روى عنه: أبو عبد الرّحمن النسائي في سننه، و أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الواحد العبسي، و أحمد بن عامر بن عبد الواحد البرقعيدي (2)،و أحمد بن محمّد بن أبي غسان، و أبو حاتم الرازي، و أبو عوانة الحافظ ، و عبد السّلام بن عبد الرّحمن الحرداني (3)،و زكريا بن يحيى السّجزي، و محمّد بن جعفر بن محمّد بن هشام بن ملاس، و أبو الحسن بن جوصا، و صاعد بن عبد الرّحمن بن صاعد النحاس، و جعفر بن أبي عاصم، و أحمد بن المعلّى، و أبو الدحداح، و إبراهيم بن عبد الرّحمن بن مروان، و أحمد بن أنس بن مالك، و محمّد بن أحمد، و محمّد بن بكّار بن يزيد السكسكي، و أبو بشر الدولابي، و الوليد بن أبي هشام القرشي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن السّلمي، أنبأ أبو القاسم علي بن الفضل بن طاهر، أنبأ عبد الوهاب الكلابي، ثنا أبو الحسن بن جوصا، ثنا شعيب بن شعيب، و محمّد بن عوف، قالا: ثنا أو المغيرة، ثنا الأوزاعي، حدّثني الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«إذا سهى أحدكم في صلاته فلا يدري أ زاد أم نقص فليسجد سجدتين و هو جالس»[5014].

ص: 108


1- ترجمته في تهذيب التهذيب 506/2 سير الأعلام 304/12 الجرح و التعديل 347/4.
2- هذه النسبة إلى برقعيد بليدة في طرف بقعاء الموصل من جهة نصيبين (معجم البلدان).
3- هذه النسبة إلى حردان بالضم ثم السكون، قرية من قرى دمشق (معجم البلدان) ذكره ياقوت و ترجم له.

أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، أنبأ أبي أبو القاسم، أنبأ أبو نعيم الأسفرايني، أنبأ أبو عوانة يعقوب بن إسحاق، أنبأ أبو محمّد شعيب بن شعيب بن إسحاق، ثنا مروان بن محمّد، ثنا الليث، حدّثني ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة أن النبي صلى اللّه عليه و سلم صلّى العصر و الشمس في حجرتها لم يظهر الفيء من حجرتها.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم عنه، حدّثني عبد الرّحمن بن أحمد بن معاذ، أنبأ أبو الطيب أحمد بن سليمان الحريري، أنبأ الحسن بن القاسم بن عبد الرّحمن دحيم قال: أنشدني شعيب بن شعيب قصيدة له يعرّض فيها لبعض شيوخنا و أملا عليّ منها:

العلم عن من ليس يزكوا بمثله *** و اسمع لغات العلم ما أنت سامع

و لا تزيد في حديث سمعته *** بكذب فإن الكذب للمرء واضع

و لم أر مثل الصّدق أسنى لأهله *** إذا جمعتهم و الرجال المجامع

إذا ما رأى الجهّال ذا العلم واضعا *** إلى ذي الغنى مالوا إليه و سارعوا

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأ أبو القاسم بن مند، أنبأ أبو علي - إجازة-.

ح و أنبأنا أبو طاهر، أنبأ علي بن محمّد، قالا: أنبأ أبو محمّد بن أبي حاتم (1)قال: شعيب بن شعيب بن إسحاق أبو محمّد الدمشقي، روى عن زيد (2) بن يحيى بن عبيد، و مروان بن محمّد، و أبي المغيرة، روى عنه أبي، و سمعت منه، و كان صدوقا، سئل عنه فقال: صدوق.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنبأ مكي بن محمّد، أنبأ أبو سليمان بن زبر (3) قال: سمعت أبا الدحداح يقول: فيها - يعني سنة أربع و ستين و مائتين - توفي شعيب بن شعيب بن إسحاق.

ذكر أبو الفضل محمّد بن طاهر المقدسي - فيما أخبره - ثنا أو عمرو بن منده، عن

ص: 109


1- الجرح و التعديل 347/4.
2- عن الجرح و التعديل، و بالأصل: يزيد، خطأ. و قد مرّ صوابا.
3- بالأصل: زيد، خطأ و الصواب ما أثبت، و اسمه محمد بن عبد اللّه بن أحمد بن ربيعة. ترجمته في سير الأعلام 440/16.

أبيه، أنبأ محمّد بن إبراهيم بن مروان قال: قال عمرو بن دحيم: مات شعيب بن شعيب بدمشق يوم الخميس لثمان ليال خلون من جمادى الأولى سنة أربع و ستين و مائتين، و كان مولده في المحرم سنة تسعين و مائة.

2746 - شعيب بن شعيب بن مسلم بن شعيب

حدّث عن جدّه مسلم بن شعيب.

روى عنه أبو الحسن بن جوصا على ما قيل، و المحفوظ سفيان بن شعيب، و قد تقدم ذكره.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن إبراهيم المقدسي، أنبأ أبو الفتح عاصم بن أبي مسلم المورشي (1) المعروف بالدّينوري، أنبأ القاضي أبو مسعود صالح بن أحمد بن القاسم بن يوسف الميانجي (2)-بصيدا - أنبأ أبو حازم عبد المؤمن، عن صدقة (3) عن عبد الرّحمن - يعني عن أبا عمرو الأوزاعي (4)-عن محمّد بن الوليد، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرّحمن بن عوف، عن أبي هريرة، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه قال:

«أسرف (5) عبد على نفسه حتى إذا حضرته الوفاة قال لأهله: إذا أنا مت فاحرقوني ثم اسحقوني ثم ذروني في الريح في البحر، فو اللّه لئن قدر عليّ ليعذبني عذابا لا يعذّبه أحدا من خلقه بعد، ففعل أهله ذلك، قال: فقال اللّه تبارك و تعالى لكل شيء أخذ منه شيئا: ردّ ما أخذت منه، فإذا هو قائم، فقال اللّه: ما حملك على ما صنعت ؟ قال:

خشيتك، قال: فغفر اللّه له»[5015].

2747 - شعيب بن عبد الرّحمن بن عمر بن نصر بن محمّد

أبو عبد اللّه الشيباني الدّبّاغ

حدّث هو و أبوه و جده.

ص: 110


1- كذا رسمها.
2- مهملة بالأصل و الصواب ما أثبت و ضبط ، انظر الأنساب (الميانجي).
3- بالأصل: عن صدقة بن عبد الرحمن يعني عن عمرو الأوزاعي صوبنا السند استنادا إلى ترجمة محمد بن الوليد الزبيدي في سير الأعلام 281/6 و ترجمة صدقة بن عبد اللّه السمين.
4- بالأصل: عن صدقة بن عبد الرحمن يعني عن عمرو الأوزاعي صوبنا السند استنادا إلى ترجمة محمد بن الوليد الزبيدي في سير الأعلام 281/6 و ترجمة صدقة بن عبد اللّه السمين.
5- بالأصل: أشرف. و المثبت عن مختصر ابن منظور 317/10.

روى عن أبيه أبي القاسم، و أبي العباس محمّد بن الحسن، و عبد الوهاب بن الحسن، و أبي الخير أحمد بن علي الحمصي، و يوسف بن القاسم الميانجي (1)، و إسماعيل بن القاسم الميانجي (2) الحلبي المؤدّب، و الفضل بن جعفر المؤذن، و أبي زرعة محمّد بن القاسم بن دحيم، و أبي زكريا عبد الرحيم بن أحمد البخاري، و علي بن الحسن بن المترفق الطرسوسي، و أبي عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه (3) محمّد بن عبد اللّه بن أبي الخطاب، و أبي جعفر أحمد بن إبراهيم بن محمّد بن صالح بن سنان، و أبي محمّد عبد الواحد بن أبي الميمون بن راشد، و أبي القاسم عبد اللّه بن أحمد بن علي بن أبي طالب البغدادي، و أبي عمرو عثمان بن عمرو بن عبد الرّحمن الفقيه البغدادي.

روى عنه أبو سعد السّمان، و علي الحنّائي، و عبد العزيز الكسائي، و علي بن الخضر السّلمي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنبأ أبو عبد اللّه شعيب بن عبد الرّحمن بن عمر بن نصر بن محمّد الدّباغ، ثنا أبو العبّاس محمّد بن الحسن الكلابي، نا القاسم بن الليث الرسغني - إملاء - بمصر، ثنا المعافى بن سليمان، ثنا فليح بن سليمان، عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن، عن سعيد بن مسلم، و عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«إن اللّه عزّ و جلّ يقول يوم القيامة: أين المتحابّون بجلالي ؟ اليوم أظلهم يوم لا ظلّ إلاّ ظلي»[5016].

سمعت أبا محمّد بن الأكفاني يحكي عن بعض شيوخه أن شعيبا هذا كان يقول:

بلغني أن من حق الولد على والده أن يحسن اسمه و صنعته و مسكنه، و لم يصنع بي أبي شيئا من ذلك، سمّاني شعيبا، فأسلمني دباغا، و أسكنني في حارة اليهود، أو كما قال، - رحمة اللّه عليه-.

ص: 111


1- مهملة بالأصل و الصواب ما أثبت و ضبط ، انظر الأنساب (الميانجي).
2- مهملة بالأصل و الصواب ما أثبت و ضبط ، انظر الأنساب (الميانجي).
3- كذا.

2748 - شعيب بن عمرو بن نصر، و يقال: ابن عمرو بن سهل

أبو محمّد الضبعي (1)

سكن دمشق، و روى عن سفيان بن عيينة و وكيع بن الجراح، و يزيد بن هارون، و عبد الرّحمن بن مهدي، و وهب بن جرير، و كثير بن هشام، و صفوان [بن] عيسى، و سالم بن نوح، و مهدي بن هلال البصري، و علي بن الحسن بن شقيق، و أبي عامر العقدي.

روى عنه عامر بن حريم المري، و عبد اللّه بن الحسين بن جمعة، و محمّد بن جعفر بن محمّد بن ملاس، و محمّد بن عبد اللّه الجوهري، و صاعد بن عبد الرّحمن النحاس، و أبو الجهم بن طلاّب، و أبو بكر محمّد بن أحمد بن سيد حمدويه، و أبو عوانة الأسفرايني، و أبو الدحداح (2)،و جعفر بن أحمد الرواس، و أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن أبي الدرداء الصّرفندي، و أبو بكر محمّد بن أحمد بن الوليد، عن أبي (3) هشام، و عبد الرّحمن بن إسماعيل بن علي الكوفي، و أبو الحسن بن جوصا.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل الفقيه، و أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم، قالا: أنبأ الأستاذ أبو القاسم القشيري، أنبأ أبو نعيم الأسفرايني، أنبأ أبو عوانة يعقوب بن إسحاق، ثنا شعيب بن (4) عمرو الدمشقي، ثنا سفيان، عن الزهري، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه، عن ابن عباس، عن ميمونة:

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم مرّ بشاة لها ميتة، فقال:«أ لا نزعتم إهابها فدبغتموه، فانتفعتم به» قالوا: يا رسول اللّه إنها ميتة، قال:«إنما حرم أكلها»[5017].

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه، أنبأ أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأ جدي أبو بكر، ثنا أبو العباس محمّد بن جعفر بن هشام بن ملاس في سنة سبع و عشرين و ثلاثمائة، نا أبو محمّد شعيب بن عمرو، ثنا يزيد - هو ابن هارون - أنبأ حميد الطويل، عن ثابت، عن أنس:

ص: 112


1- ترجمته في سير الأعلام 304/12.
2- اسمه أحمد بن محمد بن إسماعيل بن يحيى التميمي الدمشقي، سير الأعلام 268/15.
3- كذا.
4- بالأصل: عن، خطأ و الصواب ما أثبت، و هو صاحب الترجمة.

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم واصل في آخر الشهر، فواصل ناس، فبلغ ذلك النبي صلى اللّه عليه و سلم [فقال] (1):

«لو مد لنا الشهر لواصلت وصالا، يدع المتعمقون تعمّقهم، إنكم لستم كهيئتي، إني أبيت يطعمني ربي و يسقيني»[5018].

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن الداراني، أنبأ سهل بن بشر الأسفرايني، أنبأ أبو بكر الخليل بن هبة اللّه بن الخليل، أنبأ عبد الوهاب الكلابي، ثنا أبو الجهم أحمد بن الحسن بن طلاّب المشغرائي (2)،قال: سمعت ابن عمرو يقول:

كنت في مجلس يزيد بن هارون، و هو يملي علينا و نحن في زحام شديد، و معنا يحيى بن معين، و علي بن المديني، و ابن الشاذكوني فأخذني البول، فنزعت جبّتي المحشوة و بلت فيها، قال: و كنت يوما في مجلس يزيد و بالقرب مني يحيى بن معين و عليه طيلسان جديد قيمته دنانير، فانكسر قلمه، فمسحه بطيلسانه و كتب به.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنبأ مكي بن محمّد، أنبأ أبو سليمان بن زبر قال: سنة إحدى و ستين و مائتين سمعت أبا الدحداح يقول: فيها توفي شعيب بن عمرو الضبعي (3).

2749 - شعيب بن محمّد بن أحمد بن شعيب

ابن بزيع بن سنان، و يقال: ابن سوار

أبو القاسم العبدي الديبلي (4)

حدّث بدمشق و مصر عن عبد الرحيم بن يحيى الأرمني صاحب لسفيان بن عيينة،

ص: 113


1- زيادة للإيضاح.
2- بالأصل: المشعراني، و الصواب ما أثبت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى «مشغرى» من قرى البقاع الغربي في لبنان. و انظر معجم البلدان.
3- في سير الأعلام 304/12 «من أبناء التسعين».
4- اللفظة غير واضح إعجامها: تقرأ الدبيلي بتقديم الموحدة، و تقرأ «الديبلي» بتقديم الياء المثناة. و قد ذكره السمعاني في المادتين و ترجم له. و له ترجمة في أخبار أصبهان 344/1 باسم الدبيلي بتقديم الموحدة، و هذه النسبة إلى دبيل و هي قرية من قرى الرملة فيما يظن السمعاني، و انظر ياقوت. و ذكره و ترجم له ياقوت في دبيل. و بزيع عن الأنساب، و بالأصل: بريع بالراء المهملة.

و سهل بن صقير (1) الخلاطي، و الحسن بن عرفة، و أبي زكريا (2) يحيى بن عثمان بن (3)صالح السهمي المصري.

روى عنه أبو سعيد عبد الرّحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى، و محمّد بن علي الذهبي، و أبو هاشم المؤدب، و الزبير بن عبد الواحد الأسداباذي، و محمّد بن جعفر بن يوسف الأصبهاني، و أبو أحمد محمّد بن أحمد بن إبراهيم العالي (4)، و أسد بن سليمان بن حبيب الطبراني (5)،و الحسن بن رشيق العسكري، و أبو بكر محمّد بن أحمد المفيد.

أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنبأ أحمد بن عبد اللّه بن إسحاق الحافظ (6)،ثنا القاضي أبو أحمد محمّد بن أحمد بن إبراهيم، ثنا شعيب بن محمّد بن أحمد بن شعيب بن بزيع بن سنان، أبو القاسم البزاز (7)الديبلي (8)،ثنا سهل بن سقير الخلاطي، ثنا يوسف بن خالد السّمتي، ثنا موسى بن عقبة، عن إسحاق بن يحيى بن عبادة، عن عبادة بن الصامت (9) أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«لا ضرر و لا ضرار»[5019].

قال أحمد بن عبد اللّه: قدم أصبهان سنة خمس و ثلاثمائة.

أنبأنا أبو القاسم عبد المنعم بن علي بن أحمد، أنبأ علي بن الخضر، أنبأ أبو الحسن علي بن عبد اللّه الهمداني بمكة، نا محمّد بن علي الذهبي، ثنا شعيب بن أبي قطران، ثنا عبد الرحيم بن يحيى، ثنا سفيان بن عيينة، قال: سمعت محمّد بن شهاب

ص: 114


1- في معجم البلدان: سفيان.
2- بالأصل:«و أبي بكير نا يحيى» و الصواب ما أثبت، عن معجم البلدان، و انظر ترجمته في سير الأعلام 454/13.
3- بالأصل «عن» خطأ، و الصواب ما أثبت، انظر الحاشية السابقة.
4- في الأنساب «العسال» و في معجم البلدان «الغساني» انظر ترجمته في سير الأعلام 6/16 و فيها «العسال».
5- في معجم البلدان: الطهراني.
6- الخبر في أخبار أصبهان 344/1.
7- عن أخبار أصبهان و الأنساب و بالأصل: البزار.
8- راجع هامش رقم(4) في الصفحة السابقة.
9- في أخبار أصبهان: إسحاق بن يحيى بن عبادة بن الصامت.

يقول: لكل شيء شجون، و شجون الحديث إذا كان يقرأ المذاكرة في أضعاف مذاكرته.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن منده، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنبأ عمي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه، قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:

شعيب بن محمّد بن أحمد بن شعيب بن بزيع بن سوار الديبلي، يكنى أبا القاسم، يعرف بابن أبي قطران، قدم مصر و حدّث، كتب عنه.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي زكريا البخاري.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنبأ أبو إسحاق إبراهيم بن يونس الخطيب، أنبأ أبو زكريا.

ح و أخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلاّمة، أنبأ سهل بن بشر، أنبأ رشأ بن نظيف، قالا: ثنا عبد الغني بن سعيد، قال: شعيب بن محمّد بن أبي قطران الديبلي.

قرأت على أبي محمّد، عن أبي نصر الحافظ (1)،قال: أنبأ الدبيلي بفتح الدّال و بعدها ياء معجمة بواحدة مكسورة، و ياء ساكنة معجمة باثنتين من تحتها: شعيب بن محمّد بن أبي قطران، و هو شعيب بن محمّد بن أحمد بن بزيع الدبيلي.

روى عن سهل بن سقير الخلاطي، حدّث عنه أبو بكر المفيد.

قرأت بخط أبي محمّد بن الأكفاني - فيما ذكر أنه وجده بخط بعض أصحاب الحديث، قال: تسمية من سمعنا منه بدمشق، فذكر جماعة منهم: شعيب بن محمّد الديبلي في طبقة فيها ابن جوصا، و أبو الدحداح سنة ثلاث عشرة و ثلاثمائة.

2750 - شعيب بن محمّد بن عبد اللّه بن عمرو بن العاص

ابن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص

ابن كعب بن لؤي القرشي السهمي (2)

من أهل الحجاز.

روى عن جده عبد اللّه بن عمر بن الخطاب (3).

ص: 115


1- الاكمال لابن ماكولا 352/3 و 353.
2- ترجمته في تهذيب التهذيب 509/2 و الوافي بالوفيات 160/16 و سير الأعلام 181/5.
3- كذا بالأصل، و هو خطأ فادح و الصواب: عبد اللّه بن عمرو بن العاص، انظر الوافي 160/16.

روى عنه ابناه عمرو، و عمر، ابنا شعيب، و ثابت البنّاني، و زياد بن عمرو، و عطاء الخراساني، و عثمان بن حكيم.

و وفد على الوليد بن عبد الملك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنبأ أبو القاسم إبراهيم بن أحمد بن جعفر بن موسى الخرفي، نا أبو بكر جعفر بن محمّد بن الحسن بن المستفاض الفريابي، ثنا عبد الأعلى - يعني ابن حمّاد - ثنا حمّاد بن سلمة، أنبأ ثابت، عن شعيب بن (1) عبد اللّه بن عمرو، عن أبيه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«صم يوما و لك عشرة أيام» قال: زدني يا رسول اللّه، قال:«صم يومين و لك تسعة أيام» قال: زدني يا رسول اللّه، قال:«صم ثلاثة أيام و لك ثمانية أيام»[5020].

قال ثابت: فأخبرت بذلك مطرّف بن عبد اللّه، فقال: ما أراد إلاّ يزاد من العمل و ينقص من الأجر، كذا فيه، و إنما هو عن جده.

أخبرتني أم المجتبي فاطمة بنت ناصر، قالت: أنبأ إبراهيم بن منصور، أنبأ أبو بكر بن المقرئ، أنبأ أبو يعلى، ثنا محمّد بن عمّار، ثنا عبد الوهاب، ثنا المثنى بن الصباح، عن عمرو، عن أبيه أنه طاف مع عبد اللّه سبعا، فلما فرغ قال له شعيب عند دبر الكعبة: أ لا نتعوذ؟ فقال عبد اللّه: أعوذ باللّه من النار، فلما استلم الحجر قام بين الحجر و الباب فألزق وجهه و باطنه و بدنه إلى الكعبة، ثم قال: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يفعله.

أنبأنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، ثنا عبد اللّه بن محمّد بن زياد، ثنا محمّد بن يحيى بن فارس، و أحمد بن منصور بن راشد (2)،و علي بن حارث، قالوا: نا محمّد بن عبيد، ثنا عبيد اللّه بن عمر، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه:

أن رجلا أتى عبد اللّه بن عمرو يسأله عن محرم وقع بامرأته، فأشار إلى عبد اللّه بن عمر فقال: اذهب إلى ذاك فاسأله، قال شعيب: فلم يعرفه الرجل، فذهبت

ص: 116


1- بالأصل:«عن» خطأ و الصواب ما أثبت، فقد نسبه ثابت إلى جده، انظر تهذيب التهذيب 509/2 و سير الأعلام 181/5.
2- بالأصل:«رشد» انظر ترجمته في سير الأعلام 388/12.

معه فسأل ابن عمر فقال: بطل حجك، فقال الرجل: أ فأقعد؟ قال: بل تخرج مع الناس، تصنع (1) ما يصنعون، فإذا أدركك قابل فحجّ و اهد، فرجع إلى عبد اللّه بن عمرو فأخبره بما قال ابن عباس (2)،فقال: ما تقول (3) أنت ؟ قال: أقول مثل ما قالا، كذا فيه، و قد سأل ابن عباس أيضا.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنبأ أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون، أنبأ أبو العلاء محمّد بن علي بن يعقوب، أنبأ أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد البابسيري، أنبأ أبو أمية الأحوص (4) بن المفضّل بن غسان الغلاّبي، أنبأ أبي قال:

حدّثني مصعب بن عبد اللّه عن الدراوردي، عن عبيد اللّه بن عمر، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده:

أن رجلا جاء حين قدم الحاج إلى جده عبد اللّه بن عمرو بن العاص، فسأله (5)عن رجل محرم وقع بامرأته فأرسله إلى عبد اللّه بن عمر، فقال: اذهب (6)،قال: فقال:

لا، بل يخرج فيصنع ما يصنع الناس، فإذا أدركه قابل حجّ و أهدى، فرجع إلى عبد اللّه بن عمرو فأخبره بذلك، فقال عبد اللّه بن عمرو: ارجع إلى ذاك (7) فسله، فقال مثل قول ابن عمر، ثم رجع إلى عبد اللّه بن عمرو بن العاص فأخبره بقوله، فقال: ما ذا تقول أنت ؟ قال: أقول مثل ما قالا.

ذكر الزبير بن بكار، فيما (8) رواه عنه أحمد بن سعيد الدمشقي، و يحيى بن علي بن يحيى بن المنجم، حدّثني عبد الرّحمن بن عبد اللّه، عن عمه موسى بن عبد العزيز، قال (9):

ص: 117


1- بالأصل: يصنع.
2- كذا بالأصل، و ثمة سقط في الكلام، سينبه عليه المصنف في آخر الخبر.
3- بالأصل:«لما قال ما يقول أنت.» صوبنا العبارة كما يقتضيه السياق.
4- بالأصل: الأخوص. خطأ.
5- بالأصل:«قاله» و لعل الصواب ما أثبت.
6- كذا و ثمة سقط في الكلام، و لعل تمام العبارة: فأرسله إلى عبد اللّه بن عمر، فذهب إليه فسأله، فقال: بطل حجه، قال: أ يذهب.
7- يعني عبد اللّه بن عباس كما يفهم من الرواية السابقة.
8- بالأصل: فلما.
9- الخبر في الأغاني 235/4 في أخبار الأحوص.

وفد الأحوص على الوليد بن عبد الملك و امتدحه، فأنزله منزلا، و أمر بمطبخة [أن] يمال (1) عليه، و نزل على الوليد شعيب بن عبد اللّه بن عمرو بن العاص، و كان الأحوص (2) يراود و صفاء للوليد خبازين علي أنفسهم فلا يسجعون (3) أن يذكروه للوليد، و كان شعيب بن عبد اللّه قد غضب على مولى و نحاه، فلما خاف الأحوص أن يفتضح بمراودته الغلمان دسّ لمولى شعيب ذلك فقال له: ادخل على أمير المؤمنين فاذكر أن شعيبا أرادك عن نفسك، ففعل المولى، فالتفت الوليد إلى شعيب فقال: ما يقول هذا؟[فقال:] (4) لكلامه غور (5) فاشدد به بصدقك أصلحك اللّه، فشدّ به، فقال: أمرني الأحوص، فقال قيّم الخبازين: أصلحك اللّه، الأحوص يراود غلمانك عن أنفسهم، فأرسل به الوليد إلى ابن حزم بالمدينة، و أمره أن يجلده مائة و يصب عليه زيتا و يقيمه على البلس (6)،ففعل ذلك به، فقال و هو على البلس أبياته الذي يقول فيها:

ما من عظيمة نكبة أمنى بها (7) *** إلاّ تشرّفني و ترفع شأني

كذا قال، و هو شعيب بن محمّد بن عبد اللّه نسبه إلى جده.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه، قالا: أنبأ أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، ثنا أحمد بن سليمان، ثنا الزبير بن بكار، قال: فولد عبد اللّه بن عمرو بن العاص محمّد بن عبد اللّه، و أمّه بنت محمية بن جزء (8) الزبيدي، فولد محمّد [بن] (9) عبد اللّه شعيبا لأم ولد، فمن ولد شعيب بن محمّد بن [عبد اللّه] (10)

ص: 118


1- بالأصل:«بحال» و الصواب و الزيادة عن الأغاني.
2- بالأصل: الأخوص، خطأ.
3- كذا بالأصل، و لم ترد في الأغاني.
4- الزيادة عن الأغاني.
5- بالأصل عور، و الصواب عن الأغاني، أي في كلامه معنى خفي غير واضح.
6- عن الأغاني، و بالأصل:«الناس»، و البلس:«بضمتين»: جمع بلاس كسحاب، و هي غرائر كبار من مسوح يجعل فيها التين و يشهر عليها من ينكل به و ينادي عليه.
7- في الأغاني: من من مصيبة نكبة أمنى بها. و في ديوان الحماسة: ما تعتريني من خطوب ملمة
8- بالأصل:«بنت محمد بن حر» و المثبت:«بنت محمية بن جزء» عن نسب قريش للمصعب الزبيري ص 409.
9- زيادة لازمة منا للإيضاح.
10- زيادة لازمة منا للإيضاح.

عمرو بن شعيب الذي يروى عنه الحديث، و أمّه حبة (1) بنت مرة بن عمرو بن عبد اللّه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العز الكيلي، قالا: أنبأ أبو طاهر الباقلاني - زاد أبو البركات و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنبأ محمّد بن الحسن الأصبهاني، أنبأ محمّد بن أحمد الأهوازي، أنبأ عمر بن أحمد الأهوازي، حدّثنا خليفة بن خياط (2):

فالطبقة الأولى من أهل الطائف: شعيب بن عبد اللّه بن عمرو بن العاص - و في نسخة شعيب بن محمّد بن عبد اللّه، و هو الصّواب (3).

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأ أبو عمر بن حيّوية - إجازة - أنبأ أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم، ثنا حرب بن أبي أسامة، ثنا محمّد بن سعد (4):قال في الطبقة الثانية من أهل المدينة: شعيب بن محمّد بن عبد اللّه بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم، و أمّه أم ولد، و قد روى شعيب عن جده عبد اللّه بن عمرو، و روى عنه ابنه عمرو بن شعيب، فحديثه عن أبيه، و حديث (5) أبيه عن جده - يعني عبد اللّه بن عمرو-.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل البغدادي، أنبأ أبو الفضل الباقلاني، و أبو الحسين الصيرفي، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنبأ عبد الوهاب بن محمّد - زاد أحمد الباقلاني، و محمّد بن الحسن قالا:- أنبأ أحمد بن عبدان، أنبأ محمّد بن سهل، أنبأ محمّد بن إسماعيل (6) قال: شعيب بن محمّد بن عبد اللّه بن عمرو بن العاص السهمي القرشي، سمع عبد اللّه بن عمرو، روى عنه ابنه عمر (7)،قال لنا (8) أبو عاصم عن (9) حيوة، عن زياد بن عمرو: سمعت شعيب بن محمّد، سمع

ص: 119


1- في نسب قريش: حبيبة.
2- طبقات خليفة بن خياط ص 511 رقم 2628.
3- و هذا ما ورد في طبقات خليفة المطبوع.
4- طبقات ابن سعد 243/5.
5- بالأصل: و حدثه، و المثبت عن ابن سعد.
6- التاريخ الكبير 218/4.
7- عن البخاري و بالأصل: عمرو.
8- عن البخاري و بالأصل: أنا.
9- عن البخاري و بالأصل: بن.

عبد اللّه بن عمر (1)،روى عنه ابنه عمرو.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنبأ أبو القاسم بن منده، أنبأ أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنبأ أبو طاهر، أنبأ أبو الحسن، قالا: أنبأ أبو محمّد بن [محمّد بن] (2).

إدريس الحنظلي، قال (3):شعيب بن محمّد بن عبد اللّه بن عمرو بن العاص، روى عن جده عبد اللّه بن عمرو، و روى عنه ابنه عمرو بن شعيب، و ثابت البنّاني، و عطاء الخراساني، سمعت أبي يقول ذلك (4).

2751 - شعيب بن الهيثم بن إبراهيم بن يزيد بن غيلان

أبو محمّد القرشي البيروتي

حدّث ببيروت عن العباس بن الوليد بن مزيد (5).

روى عنه عبد الوهاب الكلابي.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنبأ جدي أبو محمّد مقاتل بن مطكود (6)،ثنا أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم الأهوازي، أنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي، ثنا أبو محمّد شعيب بن الهيثم بن إبراهيم بن يزيد بن غيلان القرشي، ثنا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي، ثنا محمّد بن شعيب بن شابور، أخبرني مولى غفرة، عن عبد اللّه بن علي بن السائب، عن عبد اللّه بن الحصين، عن محصن، عن عبد اللّه بن الهرمز، عن خزيمة بن ثابت أنه قال: أشهد على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه قال:«إن اللّه لا يستحي من الحق، لا تأتوا النساء في أدبارهن»[5021].

ص: 120


1- عن البخاري و بالأصل: عمرو.
2- الزيادة للإيضاح.
3- الجرح و التعديل 351/4-352.
4- ورد في سير الأعلام 181/5 و لم نعلم متى توفي، فلعله مات بعد الثمانين في دولة عبد الملك (كذا، و قد مرّ أنه وفد على الوليد).
5- بالأصل: مرثد، خطأ و الصواب ما أثبت، و سيرد قريبا صوابا.
6- بالأصل: مضكود، انظر ترجمة حفيده نصر في سير الأعلام 248/20.

أخبرناه عاليا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، ثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأ أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأ خيثمة بن سليمان، أنبأ عباس بن الوليد، ثنا محمّد بن شعيب، أخبرني عمر مولى غفرة عن (1) عبد اللّه بن علي بن السّائب، عن عبد اللّه بن حصين، عن محصن، عن عبد اللّه بن هرمز، عن خزيمة بن ثابت أنه قال:

أشهد على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه قال:«إن اللّه عزّ و جلّ لا يستحي من الحقّ ، لا يحل أن تأتوا النساء في أدبارهن»[5022].

الصواب ابن حصين بن محصن، كما في رواية الهيثم، و هرمى كما في رواية خيثمة.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنبأ جدي أبو محمّد، أنبأ أبو علي الأهوازي، قال: قال لنا عبد الوهاب الكلابي في تسمية شيوخه الذي سمع منهم: شعيب بن الهيثم أبو محمّد ببيروت.

2752 - شعيب العماني

مولى الوليد بن عبد الملك.

ذكر أبو الحسين الرازي في تسمية كتاب أمراء دمشق، و ذكر أنه كان على الخاتم الصغير للوليد بن عبد الملك، كذا ذكره أبو الحسين، و أظنه شعيث (2) بن زيان الذي يأتي ذكره.

2753 - شعيب مولى عمر بن عبد العزيز

حكى عن عمر.

روى عنه أبو سلمة بشر بن عبد اللّه بن عمر بن عبد العزيز.

ص: 121


1- بالأصل: بن.
2- بالأصل: شعيب، بالباء الموحدة خطأ، و الصواب ما أثبت، و انظر ما سيأتي قريبا.

[ذكر] من اسمه شعيث بالمثلثة

اشارة

[ذكر] (1) من اسمه شعيث بالمثلثة

2754 - شعيث بن زيان

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنبأ أبو الحسن قال:

شعيب بن زيان كان يصحب الوليد بن عبد الملك و يضحكه.

قرأت بذلك من أصل أبي بكر أحمد بن أبي سهل الحلواني، عن أبي سعيد السكري، عن محمّد بن حبيب بن هشام بن الكلبي.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال: شعيث بن زيان كان يصحب الوليد بن عبد الملك و يضحكه.

ص: 122


1- زيادة منا للإيضاح.

ذكر من اسمه شقران

2755 - شقران السلاماني، مولى بني سلامان

من قضاعة، شاعر من شعراء بني أمية.

وفد على الوليد بن يزيد.

قرأت على أبي الفتوح أسامة بن محمّد بن زيد بن محمّد العلوي، عن أبي جعفر محمّد بن أحمد بن محمّد بن المسلمة، عن أبي عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى المرزباني، قال (1):شقران السلاماني القضاعي شامي، مولى لبني سلامان بن سعد هذيم أخوه عذرة بن سعد هذيم، و هذيم عبد حبشي حضر سعدا، فغلب عليه ابن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة، كان شقران مدّاحا للوليد بن يزيد بن عبد الملك، داخلا في جملته، و هاجى ابن ميّادة، و هو القائل للوليد يخرجه على ابن عمّه يزيد بن الوليد:

كنا نداريها فقد مزقت *** و اتسع الخرق على الراقع

كالثوب إذ أنهج فيه البلى *** أعيا على ذي الحيلة الصانع

و له يرثي أخاه:

ذكرت أبا أروى فبت كأنني *** برد الأمور الماضيات وكيل

لكل اجتماع من خليلين فرقة *** و كل الذي دون الفراق قليل

فإن افتقادي واحدا بعد واحد (2) *** دليل على أن لا يدوم خليل

ص: 123


1- لم أجد لشقران ذكرا في معجم الشعراء المطبوع للمرزباني.
2- بالأصل: واحدا.

و أما تريني اليوم أودت بشاشتي *** و أضمر خرمي طول ما أتقلقل

فأصبحت مثل السّيف صلبا و قد أرى *** يردد في طرفه المتأمل

و له:

قد أوهنت جثمانه و تلعنت *** شامورة سلمى فأصبح مدنفا

تراه صحيحا كل خلو من الهوى *** و يحسبه الطبّ المحب على شفا

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين بن محمّد الأموي (1)،أخبرني الحرمي، نا الزبير.

ح قال: و أنبأ يحيى بن علي، عن [أبي] (2) أيوب المديني، عن زبير قال: قال جلال بن عبد العزيز: و قال يحيى بن خلاد، عن أبي أيوب جلال بن عبد العزيز: قال استأذن ابن ميّادة على الوليد بن يزيد و عنده شقران مولى قضاعة، فأدخله في صندوق و أذن لابن ميّادة، فلما دخل أجلسه على الصّندوق و استنشده هجاء شقران، فجعل ينشده، ثم أمر بفتح الصّندوق فخرج عليه شقران و جعل يهدر كما يهدر الفحل و يقول:

سأعكم عن قضاعة كلب قيس *** على حجر فينصب العكام (3)

أسير أمام قيس كلّ يوم *** و ما قيس بسائرة أمامي

و قال أيضا و هو يسمع (4):

إنّي إذا الشعراء لاقى بعضهم *** بعضا ببلقعة يريد نضالها

وقفوا لمرتجز (5) الهدير إذا دنت *** منه المكاره (6) قطّعت أبوالها

فتركتهم زمرا تزمزم (7) باللجا *** عنها عنافق قد خلعت سبالها

ص: 124


1- الخبر في كتاب الأغاني 307/2-308 في أخبار ابن ميادة.
2- زيادة عن الأغاني.
3- في الأغاني: سأكعم... فينصت للكعام. و عكم مثل كعم معنى. و الكعم شد فم البعير لئلا يعض أو يأكل و شد فم الكلب لئلا ينبح، يقال كعمه: إذا شد فاه بالكعام.
4- الأبيات في الأغاني 308/2.
5- بالأصل:«لم تجز» و المثبت عن الأغاني، و يقال: ارتجز الرعد إذا سمع له صوت متتابع.
6- في الأغاني:«البكارة» بدل «المكاره».
7- الأغاني: ترمز باللحى... قد حلقت سبالها. و العنافق جمع عنفقة و هي الشعرات التي بين الدقن و طرف الشفة العليا. و السبال جمع سبلة و هي ما على الشارب من الشعر، و قيل: مجتمع الشاربين.

فقال ابن ميّادة: يا أمير المؤمنين اكفف عني هذا الذي ليس أصل فاختفره (1)و لا فرع فأصهره.

فقال الوليد: أشهد أنك قد جرجرت كما قال شقران:

فجاءت بخوار إذا عض جرجرا

قال: (2) و أخبرني يحيى بن صالح (3)،أنبأ حمّاد بن إسحاق، عن أبيه، أخبرني أبو الحسن - أظنه المدائني - قال: أخبرني أبو صالح الفزاري قال: أقبل شقران مولى بني سلامان [بن سعد] (4) هذيم أخو عذرة بن سعد هذيم، قال: و هذيم عبد حبشي كان حضن سعدا فغلب عليه، و هو ابن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة من اليمامة، معه تمر قد امتاره، فلقيه ابن ميّادة فقال له: ما هذا معك ؟ فقال: تمر امترته لأهلي يقال له: زب ربّاح (5)،فقال له ابن ميّادة يمازحه:

كأنك لم تقفل (6) لأهلك تمرة *** إذا أنت لم تقفل بزبّ رباح (7)

فقال له شقران:

فإن كان هذا زبّه فانطلق به *** إلى نسوة سود الوجوه قباح (8)

فغضب ابن ميّادة و أمضّه، فانحى عليه بالسوط فضربه ضربات، و انصرف مغضبا، فكان ذلك سبب الهجاء بينهما.

قال حمّاد عن أبيه: و حدّثني أبو علي الكلبي، قال: اجتمع [ابن ميّادة] (9) و شقران مولى بني سلامان عند الوليد بن يزيد، فقال ابن ميّادة: يا أمير المؤمنين أ تجمع بيني

ص: 125


1- في الأغاني: أصل فأحفره، و لا فرع فأهصره.
2- بالأصل:«و سال، أنبا» و المثبت عن الأغاني 306/2.
3- في الأغاني يحيى بن علي.
4- بياض بالأصل، و ما بين معكوفتين استدرك عن الأغاني.
5- ضبطت عن القاموس رباح كرمان.
6- إعجامها مضطرب بالأصل، و المثبت عن الأغاني.
7- خففت الباء للوزن هنا، و مرّ ضبطها قريبا بتشديدها. و بالأصل: رباح.
8- عن الأغاني، و بالأصل: فتاج.
9- ما بين معكوفتين زيادة عن الأغاني 307/2.

و بين هذا العبد، ليس مثلي في حسبي، و لا نسبي، و لا لساني، و لا منصبي، فقال شقران:

لعمري لئن كنت ابن شيخي عشيرة *** هرقل و كسرى ما أراني مقصّرا

و ما أتمنى أن أكون ابن نزوة *** نزاها ابن أرض لم يجد متمهّرا

على حائل تلوي الصرار بكفّها (1) *** فجاءت بخوّار إذا عض جرجرا

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن كامل بن مجاهد بن ديسم، أنبأ محمّد بن أحمد بن عمر بن المسلمة - فيما كتب إليّ - أنبأ أبو عبد اللّه محمّد بن عمران بن موسى الكاتب - إجازة - أنشدني علي بن سليمان الأخفش، عن أبي العباس ثعلب.

ح قال: و أنشدني أبو عبد اللّه الحكيمي، أنشدنا أحمد بن يحيى، عن ابن الأعرابي لشقران السّلامي:

ذكرت أبا أروي فبتّ كأنني *** برد الأمور الماضيات دليل

لكلّ اجتماع من خليلين فرقة *** و كلّ الذي دون الفراق قليل

و إنّ فراقي واحدا (2) بعد واحد *** دليل على أن لا يدوم خليل

قال الحكيم: قال ثعلب: كذا أنشده ابن الأعرابي:

«و كل اجتماع من خليل الفرقة»

و يروى:

«و كل اجتماع من خليلين فرقة

.

قال ابن الأعرابي: قوله: برد الأمور الماضيات دليل لو أتعزّى (3) بالأسى التي أصيب بها الناس قبلي (4)،و أقول: مات فلان و فلان لأتعزّى.

أخبرنا أبو السّعود أحمد بن علي بن محمّد بن المجلي (5)،أنبأ أبو منصور

ص: 126


1- بالأصل: الضرار تكفها، و المثبت عن الأغاني. و الصرار: خيط يشد فوق خلف الناقة لئلا يرضعها ولدها. و الحائل: غير الحامل. و الخوار: الضعيف.
2- بالأصل: واحد.
3- بالأصل: أتعرف، و المثبت عن مختصر ابن منظور 320/10.
4- بالأصل:«تبكي» و المثبت عن مختصر ابن منظور 320/10.
5- بالأصل:«المحلى» و الصواب ما أثبت و ضبط ، و قد مرّ كثيرا.

محمّد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز العكبري، أنشدنا أبو الطيب محمّد بن أحمد بن خاقان.

ح قال: و أنشدنا القاضي أبو محمّد عبد اللّه بن علي بن أيوب، عن أبي بكر أحمد بن محمّد بن الجرّاح، قال: أنشدنا أبو بكر بن زيد، أنشدنا أبو عثمان السورنداني، عن أبي عبيدة لشقران السلامي في قتل الوليد:

إن الذي ربصها أمره *** سرّا و قد بيّن للسالع (1)

لكالني نحسها أهلها عذراء *** بكرا و هي في التاسع

فاذكر من الأمر قراديده *** بالحزم و القوة أو صائع

حتى نرى الأخدع مذلولنا *** يلتمس الفضل إلى الخادع

كنا ندار بها و قد مزقت *** و اتسع الخرق على الرّاقع

كالثوب إذ أنهج فيه البلى *** أعيا على ذي الحيلة الصانع

قال: المذلول: الذي قد ذل و انقاد و خضع، أشار على الوليد أن يقتل الذين شغبوا عليه حتى يطلب المخدوع الفضل إلى من خدعه، و يرضى بالمخلص، و قال غيره:

قراديد الأمر: شدته و صعوبته.

ص: 127


1- كذا.

ذكر من اسمه شقير

2756 - شقير مولى العباس بن الوليد بن عبد الملك

ابن مروان بن الحكم الأموي

روى عن الهدار (1) رجل زعم (2) أن له صحبة.

روى عنه عوف بن سفيان الطائي الحمصي.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمّد، أنبأ شجاع بن علي بن شجاع، أنبأ أبو عبد اللّه بن منده، أنبأ خيثمة بن سليمان، ثنا محمّد بن عوف بن سفيان الحمصي، ثنا أبي عوف، ثنا شقير مولى العباس (3) عن الهدار صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه رأى العبّاس و إسرافه في خبز السميذ و غيره فقال: لقد توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و ما شبع من خبز برّ حتى فارق الدنيا.

قال ابن مندة: هذا حديث غريب، و يقال: إن أحمد بن حنبل سمعه من محمّد بن عوف (4).

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، و طاهر بن سهل بن بشر، قالا: أنبأ أبو الحسين بن مكي المصري.

ص: 128


1- هو الهدار الكناني، ترجمته في أسد الغابة 613/4 و الاستيعاب 625/3 و الإصابة 600/3 و بالأصل: الهذار بالذال المعجمة. و المثبت بالدال المهملة عن مصادر ترجمته.
2- كذا، و جزم أبو عمر في الاستيعاب أن له صحبة.
3- في الإصابة: سفيان مولى العباس.
4- نقله ابن الأثير في أسد الغابة في ترجمة الهدار من طريق محمد بن عوف بن سفيان 613/4.

أخبرنا القاضي أبو الحسن علي بن محمّد بن إسحاق بن يزيد الحلبي، نا أبو القاسم عبد الصّمد بن سعيد بن يعقوب الكندي، القاضي، ثنا محمّد بن عوف، و كتبه عنه أحمد بن حنبل (1)،حدّثني أبي عوف بن سفيان، حدّثني شقير (2) مولى العبّاس، قال: سمعت الهدار و كان من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و رأى العباس و كثرة أكله من خبز السميذ فقال: لقد توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و ما شبع من خبز برّ حتى لقي اللّه عزّ و جلّ (3).

أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمّد الزينبي، أنبأ علي بن المحسّن التنوخي، أنبأ محمّد بن المظفر، أنبأ بكر بن أحمد بن حفص، نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن عيسى، قال: و شقير مولى العباس بن الوليد بن عبد الملك بن مروان قال: رأيت الهدار صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا - فيما قرأت عليه - عن أبي الفتح المحاملي، أنبأ أبو الحسن الدارقطني، قال: و أما شقير - يعني بالشين المهملة - شقير مولى العباس بن الوليد، روى عن الهدّار (4) صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلم، حدّثنا عنه أهل الشام، كذا قال الدارقطني.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي زكريا البخاري.

ح و حدّثني خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى بن علي، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم بن نصر، أنبأ أبو زكريا، ثنا عبد الغني بن سعيد، قال: شقير بالشين المعجمة، و القاف و الراء غير معجمة، و قد روى عن هدار (5) عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حديثا واحدا لا أعلم حدث به غير محمّد بن عوف.

قرأت على أبي محمّد بن أبي نصر بن ماكولا (6) قال: و أمّا شقير بشين معجمة

ص: 129


1- العبارة بالأصل مضطربة و تمامها:«و كتبه عنه محمد عن إسحاق بن يزيد الحلبي نا أبو القاسم عبد الصمد أحمد بن حنبل» صوبنا السند بما يوافق عبارة الإصابة 600/3.
2- في الإصابة: سفيان مولى العباس.
3- في الإصابة: سفيان.
4- الخبر في الإصابة 600/3.
5- بالأصل: الهذار بالذال المعجمة.
6- الاكمال لابن ماكولا 310/4.

مضمومة، فهو شقير مولى العباس بن الوليد، روى عن الهذار (1) صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلم حديثه عند أهل الشام. كذا ذكره (2) بالسين المبهمة، و هو وهم، و صوابه بالشين المعجمة، كذلك قاله صاحب تاريخ الحمصيين، و حديثه يرويه محمّد بن عوف الطائي عن أبيه عوف بن سفيان، عن شقير، و هو حديثه، و قاله أبو محمّد (3):بالشين المعجمة، و هو الصحيح.

ص: 130


1- كذا بالأصل هنا و الاكمال، و صوبناه فيما مرّ بالدال المهملة.
2- يعني الدارقطني كما يفهم من حاشية الاكمال 310/4.
3- يعني عبد الغني بن سعيد.

ذكر من اسمه شقيق

اشارة

ذكر من اسمه شقيق (1)

2757 - شقيق بن إبراهيم

أبو علي الأزدي البلخي الزاهد (2)

أحد شيوخ التصوّف، له قدم فيه موصوف و كلام في التوكل معروف.

صحب إبراهيم بن أدهم و حدّث عنه، و عن أبي هاشم كثير بن عبد اللّه الأبلّي (3)، و عبّاد بن كثير، و أبي حنيفة النعمان بن ثابت، و إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق.

روى عنه حاتم بن عنوان بن يوسف الأصم البلخي (4)،و أبو سعيد محمّد بن عمرو بن حجر البلخي، و عبد الصّمد بن يزيد المعروف بمردويه البغدادي، و الحسين بن داود بن معاذ البلخي، و معاذ بن عيسى الهروي، و أحمد بن عبد اللّه النيسابوري، و ابنه محمّد بن شقيق، و محمّد بن أمان البلخي، مستملي وكيع، و أبو صالح مسلم بن عبد الرّحمن البلخي، مستملي عمر بن هارون البلخي، و محمود بن يزيد الخراساني، و قيل محمود عن الخراساني عن شقيق.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن إبراهيم بن محمّد الجرجاني، و أبو نصر الحسين بن

ص: 131


1- من قوله: كذا ذكره - إلى هنا سقط من الاكمال المطبوع لابن ماكولا.
2- ترجمته في حلية الأولياء 58/8 ميزان الاعتدال 279/2 فوات الوفيات 105/2 وفيات الأعيان 275/2 الوافي بالوفيات 173/16 سير الأعلام 313/9 و انظر بالحاشية فيهما أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
3- بالأصل:«الايلي» خطأ و الصواب عن سير الأعلام، و ذكره السمعاني في الأنساب و ترجم له. و الأبلي نسبة إلى الأبلّة بلدة قديمة على أربعة فراسخ من البصرة.
4- ترجمته في سير الأعلام 484/11.

رجاء بن محمّد بن الحسن بن محمّد بن سليم الأصبهاني القارئ، قالا: أنا أبو عمرو بن منده.

ح و أخبرتنا أم البهاء فاطمة ححبببه (1) بنت أبي الوفاء بن عمرو بن ماجة، قالت: أنا شجاع بن علي، قالا: أنبأ أبو عبد اللّه بن منده، أنبأ عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن الرازي، و في حديث شجاع: الزورني، ثنا محمّد بن فارس أبو عبد اللّه، ثنا حاتم الأصم - يعني البلخي - عن شقيق بن إبراهيم البلخي، عن إبراهيم بن أدهم، عن مالك بن دينار، عن أبي مسلم الخولاني، و قال شجاع بن أبي صالح، عن عمر بن الخطاب، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«لو صليتم حتى تكونوا كالحنايا (2)،و صمتم حتى تكونوا كالأوتار، ثم كان الاثنان أحبّ إليكم من الواحد لم تبلغوا الاستقامة». مالك بن دينار لم يسمع من أبي مسلم[5023].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، قال: قرئ على سعيد بن محمّد بن أحمد البحيري، أنبأ أبو الحسين عبد اللّه بن أحمد الحنبلي الفقيه، أنبأ أبو بكر محمّد بن عمر بن حفص، ثنا علي بن محمّد، أبو الحسن النيسابوري، ثنا أحمد بن عبد اللّه، أنبأ شقيق بن إبراهيم البلخي، عن عبّاد بن كثير، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«لا تجلسوا (3) عند كل عالم، إلاّ عالم يدعوكم من الخمس إلى الخمس: من الشكّ إلى اليقين، و من الكبر إلى التواضع، و من العداوة إلى النصيحة، و من الرياء إلى الإخلاص، و من الرغبة إلى الزهد» (4)،و روى عن حاتم، عن شقيق[5024].

أخبرنا أبو غالب محمّد بن إبراهيم بن محمّد، و أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، و أبو محمّد نوشتكين بن عبد اللّه الشهرياري، قالوا: أنبأ عبد الوهاب بن محمّد بن إسحاق، أنبأ أبي، أنبأ محمّد بن أحمد بن عبد الرّحمن

ص: 132


1- كذا رسمها بالأصل.
2- الحنايا جمع حنية أو حنيّ ، و هما القوس، فعيل بمعنى مفعول، لأنها محنية، أي معطوفة (النهاية).
3- عن حلية الأولياء 72/8 و بالأصل: لا تخلوا.
4- في الحلية: الرهبة.

السرخسي، و قال إسماعيل: الأشناني بن حسن: ثنا محمّد بن أبي صالح الهروي، ثنا معاذ بن عيسى الهروي، ثنا شقيق بن إبراهيم - زاد إسماعيل: البلخي: نا إبراهيم بن أدهم عن محمّد بن زياد، عن أبي هريرة قال: دخلت على النبي صلى اللّه عليه و سلم و هو يصلي جالسا، فقلت: يا رسول اللّه أراك تصلي جالسا فما أصابك ؟ قال:«الجوع يا أبا هريرة» فبكيت، قال:«لا تبك يا أبا هريرة، فإن شدة الحساب لا تصيب الجائع إذا احتسب»[5025].

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنبأ أبو سهل حمد بن أحمد بن عمر الصّيرفي، أنبأ أبو عمر عبد اللّه بن محمّد بن أحمد بن عبد الوهاب، أنبأ أبو جعفر محمّد بن شاذان بن سعدويه، ثنا أبو علي الحسين بن داود البلخي الفزاري، نا شقيق بن إبراهيم الزاهد في الدنيا، الراغب في الآخرة، المداوم على عبادة ربه، ثنا أبو هاشم الأبلّي (1)،عن أنس بن مالك، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من قضى حاجة المسلم في اللّه، كتب اللّه له عمر الدنيا سبعة آلاف، صيام نهاره و قيام ليله»[5026].

أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان، أنبأ عبد الملك بن محمّد بن بشران، أنبأ محمّد بن الحسين الآجري - بمكة - ثنا جعفر (2) الصندلي، أنبأ الفضل بن زياد، ثنا عبد الصّمد بن يزيد قال: سمعت شقيق بن إبراهيم يقول: لقيت إبراهيم بن أدهم في بلاد الشام، فقلت: يا إبراهيم تركت خراسان ؟ فقال: ما تهنيت بالعيش إلاّ في بلاد الشام، أفر يدنني من شاهق إلى شاهق - أي من جبل إلى جبل - فما يراني يقول:

موسوس، و من يراني يقول: ملاح، و من يراني يقول: جمال.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنبأ أبو القاسم بن منده، أنبأ أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنبأ أبو طاهر بن سلمة، أنبأ علي بن محمّد، قالا: أنبأ عبد الرّحمن بن محمّد بن إدريس (3)،قال: شقيق بن إبراهيم البلخي الزاهد، روى عن إبراهيم بن أدهم، روى عنه حاتم الأصم، و عبد الصّمد بن يزيد المعروف بمردويه البغدادي.

أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر، أنبأ أبو بكر محمّد بن

ص: 133


1- بالأصل: الإيلي، خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ قريبا.
2- بياض بالأصل.
3- الجرح و التعديل 373/4.

يحيى بن إبراهيم المزكي، أنبأ أبو عبد الرّحمن محمّد بن الحسين السّلمي، قال:

شقيق بن إبراهيم الأزدي، أبو علي من أهل بلخ، حسن الكلام في التوكل و غيره، كان أستاذ حاتم الأصم، صحب إبراهيم بن أدم و غيره، و هو من أشهر مشايخ خراسان بالتوكّل، و منه وقع أهل خراسان إلى هذه الطرق.

سمعت أبا المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم بن هوازن يقول: سمعت أبي أبا القاسم يقول (1):و منهم أبو علي شقيق بن إبراهيم البلخي، من مشايخ خراسان، له لسان في التوكّل، و كان أستاذ حاتم الأصم.

سمعت الشيخ أبا عبد الرّحمن السلمي يقول: سمعت أبا الحسين بن أحيد العطار البلخي يقول: سمعت أحمد بن محمّد البخاري يقول: قال حاتم الأصم (2):

كان شقيق بن إبراهيم موسرا، و كان يتفتى و يعاشر الفتيان، و كان علي بن عيسى بن ماهان أمير بلخ، و كان يحب كلاب الصيد، ففقد كلبا من كلابه، فسعى برجل أنه عنده، و كان الرجل في جوار شقيق، فطلب الرجل و ضرب (3)،فدخل دار شقيق مستجيرا، فمضى شقيق [إلى] (4) الأمير و قال: خلوا سبيله فإن الكلب عندي أردّه إليكم إلى ثلاثة أيام، فخلّوا سبيله، و انصرف شقيق مهتما لما صنع، فلما كان اليوم الثالث، كان رجل غائبا من بلخ رجع، فوجد في الطريق كلبا عليه قلادة، فأخذه، و قال أهديه إلى شقيق، فإنه يشتغل بالتفتي، فحمله إليه، فنظر شقيق فإذا هو كلب الأمير، فسرّ به، و حمله إلى الأمير و تخلص من الضمان، فرزقه اللّه الانتباه، و تاب مما كان فيه، و سلك طريق الزهد.

قال القشيري (5):و قيل: كان سبب توبته (6) أنه كان من أبناء الأغنياء، خرج للتجارة إلى أرض الترك و هو حدث، و دخل بيت الأصنام، فرأى خادما للأصنام قد حلق رأسه و لحيته، و لبس ثيابا أرجوانية، فقال شقيق للخادم: إن لك صانعا حيا عالما

ص: 134


1- الرسالة القشيرية ط بيروت ص 397.
2- المصدر السابق ص 397-398.
3- الرسالة القشيرية: فهرب.
4- زيادة عن الرسالة القشيرية.
5- المصدر السابق ص 397.
6- في الرسالة القشيرية: زهده.

فاعبده، و لا تعبد هذه الأصنام التي لا تضر و لا تنفع، فقال: إن كان كما تقول فهو قادر على أن يرزقك ببلدك، فلم تعنيت (1) إلى ما هاهنا للتجارة، فانتبه شقيق، و أخذ في طريق الزهد.

و قيل (2):كان سبب زهده أنه رأى مملوكا يلعب و يمرح في زمان قحط ،[و] كان الناس مهتمين، فقال له شقيق: ما هذا النشاط الذي فيك ؟ أ لا ترى ما فيه الناس من الحزن و القحط؟ فقال ذلك المملوك: و ما علي من ذلك و لمولاي قرية خالصة يدخل منها له ما يحتاج نحن إليه، فانتبه شقيق و قال: إن كان لمولاه قرية خالصة، و مولاه مخلوق فقير، ثم إنه يهتم لرزقه، فكيف أن يهتم (3) المسلم لأجل الرزق و مولاه غني.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأ أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنبأ الحسن بن إسماعيل، أنبأ أحمد بن مروان، ثنا أحمد بن محمّد الواسطي، ثنا ابن خبيق، عن خلف بن تميم قال:

التقى إبراهيم بن أدهم و شقيق بمكة، فقال إبراهيم لشقيق: ما بدو أمرك الذي بلغك هذا؟ فقال: سرت في بعض الفلوات فرأيت طيرا مكسور الجناحين في فلاة من الأرض، فقلت: انظر من أن يرزق، فقعدت بحذائه فإذا أنا بطير قد أقبل في منقاره جرادة فوضعها في منقار الطير المكسور الجناحين، فقلت في نفسي: يا نفس الذي قيّض هذا الطائر الصحيح لهذا الطائر المكسور الجناحين في فلاة من الأرض هو قادر أن يرزقني حيث ما كنت، فتركت التكسّب و اشتغلت بالعبادة، فقال له إبراهيم: يا شقيق و لم لا تكون أنت الطير الصحيح الذي أطعم العليل حتى يكون (4) أفضل منه ؟ أ ما سمعت من النبي صلى اللّه عليه و سلم:«اليد العليا خير من اليد السفلى، و من علامة المؤمن أن يطلب أعلى الدرجتين في أموره كلها حتى يبلغ منازل الأبرار»، قال: فأخذ يد إبراهيم و قبّلها، و قال له: أنت أستاذنا يا أبا إسحاق[5027].

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنبأ أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه (5)،ثنا أبو بكر

ص: 135


1- الرسالة القشيرية: فلما أتعبت نفسك بالمجيء إلى هاهنا للتجارة.
2- المصدر السابق ص 397.
3- في الرسالة القشيرية: ثم انه لا يهتم لرزقه، فكيف ينبغي أن يهتم...
4- بالأصل: يكون.
5- بالأصل:«عبد» و الصواب ما أثبت و هو صاحب كتاب حلية الأولياء، و انظر الخبر فيها 59/8.

محمّد بن أحمد بن محمّد (1) بن عبد اللّه البغدادي - سنة ثمان و خمسين - و حدّثني عنه أولا عثمان بن محمّد العثماني - سنة أربع و خمسين - ثنا عباس بن أحمد الشاشي (2)،ثنا أبو عقيل الرصافي، ثنا أحمد بن عبد اللّه الزاهد، قال: قال علي بن محمّد بن شقيق:

كان لجدّي ثلاثمائة قرية يوم قتل بواشكرد (3)،و لم يكن له كفن يكفن فيه، قدّمه كله بين يديه، و ثيابه و سيفه إلى السّاعة معلّق يتبرّكون به، قال: و قد كان خرج إلى بلاد الترك لتجارة و هو حدث إلى قوم يقال لهم: الخلوجية (4) و هم يعبدون الأصنام، فدخل إلى بيت أصنامهم و عالمهم (5) قد حلق رأسه و لحيته و لبس ثيابا حمراء أرجوانية فقال له شقيق: إن هذا الذي أنت فيه باطل و لهؤلاء و لك، و لهذا الخلق خالق و صانع ليس كمثله شيء، له الدنيا و الآخرة، قادر على كل شيء، رازق كل شيء، فقال له الخادم: ليس يوافق قولك فعلك، فقال له شقيق: كيف ذاك ؟ قال: زعمت أن لك خالقا قادرا على كل شيء و قد تعنيت (6) إلى هاهنا لطلب الرزق، و لو كان كما تقول فإن الذي يرزقك هاهنا يرزقك ثم فتربح العناء.

قال شقيق: فكان سبب زهدي كلام التركي، فرجع فتصدّق بجميع ما ملك فطلب العلم.

قال (7):و ثنا مخلد بن جعفر بن محمّد، ثنا جعفر الفريابي، نا المثنّى بن جامع، قال: قال أبو عبد اللّه: سمعت شقيق بن إبراهيم يقول: كنت رجلا شاعرا فرزقني اللّه التوبة، و إني خرجت بثلاثمائة ألف درهم، و كنت مرائيا و لبست الصّوف عشرين سنة، و أنا لا أعلم حتى لقيت عبد العزيز بن أبي رواد فقال: يا شقيق ليس الشأن (8) في أكل الشعير الشأن في المعرفة، أن يعرف اللّه عز و جل يعبده و لا يشرك به شيئا، و الثانية الرضا عن اللّه، و الثالثة تكون بما في يد اللّه أوثق منك بما في أيدي المخلوقين، قال

ص: 136


1- سقطت اللفظة من الحلية.
2- الحلية: الشامي.
3- مهملة بالأصل بدون نقط ، و المثبت عن الحلية.
4- الحلية: الخصوصية.
5- عن الحلية و بالأصل: و عاملهم.
6- الحلية: تغيبت.
7- القائل هو أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه، و الخبر في الحلية 59/8.
8- في الحلية: البيان.

شقيق: فقلت له: فسّر لي هذا حتى أتعلّمه ؟ قال: أ ما تعبد اللّه لا تشرك به شيئا يكون جميع ما تعمله للّه خالصا صوم أو صلاة أو حجّ أو غزو أو عبادة، فرض أو غير ذلك من أعمال البرّ يكون للّه خالصا، ثم تلا هذه الآية فَمَنْ كٰانَ يَرْجُوا لِقٰاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صٰالِحاً وَ لاٰ يُشْرِكْ بِعِبٰادَةِ رَبِّهِ أَحَداً (1).

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنبأ أبو بكر البيهقي، أنبأ أبو عبد الرّحمن السّلمي، قال: سمعت سعيد بن أحمد البلخي يقول: سمعت محمّد بن عبد اللّه يقول: سمعت خالي محمّد بن الليث يقول: سمعت محمّد اللفاني يقول: سمعت حاتم الأصمّ يقول:

كان شقيق (2) يقول: إن اللّه عزّ و جلّ يسأل عبيده عن حفظ الأمر و النهي يوم القيامة و ينجيهم بإخلاص.

أخبرنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد بن يوسف، و أبو نصر محمّد بن البيع - في كتابيهما - قالا: أنبأ القاضي أبو المظفر هنّاد بن إبراهيم بن محمّد النسفي، أنبأ أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد بن سليمان الحافظ ، ثنا أبو حفص أحمد بن أحمد بن حمدان، ثنا أبو سهل محمّد بن عبد اللّه بن سهل، ثنا السري بن عبّاد القيسي المروزي، أبو محمّد، أخبرني محمّد بن شقيق البلخي، أبو جعفر الزاهد، قال: سمعت أبي يقول:

لقيت العلماء و أخذت من آذانهم، لقيت سفيان الثوري فأخذت لباس الدون منه، رأيت عليه إزارا قدر أربعة أذرع ثمن أربعة دراهم إذا جلس متربعا أو يمدّ رجليه مخافة أن تبدي (3) عورته، و دخل عليه أعرابي عليه كساء أسود غليظ ثمن أربعة دراهم، فقال له سفيان: يا أعرابي كساء أسود غليظ ثمن أربعة دراهم خير أم كساء أبيض بستة دراهم ؟ فقال له الأعرابي (4):بل كساء أبيض بستة دراهم أزين عند الناس و أبقى، قال: فقال سفيان: ويلك يا أعرابي بل كساء أسود غليظ ثمن أربعة دراهم أقرب إلى اللّه و إلى آثار الصّالحين الذين يأتون من بعدنا يقتدون بنا، يا أعرابي زيّن دينك و بيتك، و استر عورتك بأي شيء شئت بعد أن تؤدي فريضتك.

قال: و أخذت الخشوع من إسرائيل بن يونس، كنا جلوسا حوله لا نعرف من عن

ص: 137


1- سورة الكهف، الآية:110.
2- بالأصل: شقيقا.
3- كذا.
4- بالأصل:«فقال له سفيان يا أعرابي كساء أسود غليظ له الأعرابي» و صوبنا العبارة كما يقتضيه السياق.

يمينه و لا من عن شماله من تفكّر الآخرة، فعلمت أنه رجل صالح ليس بينه و بين الدنيا عمل.

قال: و أخذت قصد المعيشة من ورقاء بن عمر (1) طلبنا منه تفسير القرآن فقال: بالشرط أن تتغدى و تتعشى عنده، فأجبناه إلى ذلك، و كانت تقدم إلينا خبز الشعير و إدام الخل و الزيت، فقال: هذا لمن يطلب الفردوس، و يهرب من زفير جهنم كثير.

قال: و أخذت من الزهد من عبّاد [بن] كثير طلبت منه كتاب الزهد فقال: من أين أنت ؟ فقلت: من خراسان، قال: اللّهمّ اجعله من الزاهدين في الدنيا، قال شقيق:

فرجوت بركة دعائه لي، قال: فدخلت منزله فإذا قدور تغلي بين حامض و حلو، قال شقيق: فأنكرت ما رأيت قال: فقال لي خادمه: (2) يا خراساني إنه لم يأكل منذ سبع سنين لحما، و إنّه ليتّخذ كلّ يوم سبع قدور بين حامض و حلو يطعم المساكين و المرضى و من لا حيلة لهم.

قال: و أخذت التعاون و التوكّل من إبراهيم بن أدهم، كنا جلوسا عنده، و ذلك في شهر رمضان، فأهدي إليه سلة تين، فتصدّق بها على المساكين و الجيران.

قال شقيق بن إبراهيم: فقلنا له يا أبا إسحاق لو تدع لنا شيئا، فقال: أ لستم صوّام (3)؟قلنا: بلى، قال: ليس لكم حياء ليس لكم رعة - يعني الخوف - أ ما تخافون اللّه بالعقوبة ؟ يطول أملكم إلى العشاء و سوء ظنكم باللّه، و ذلك عند غيبوبة الشمس، ثم قال: ثقوا باللّه و أحسنوا الظن باللّه، ما وعد اللّه لعباده، قال: مٰا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَ مٰا عِنْدَ اللّٰهِ بٰاقٍ (4).

قال: و أخذت ترك الحلال و ترك الشبهة من وهيب المكي، رأيته عند الصفّار و هو ينازع رجلا و مع الرجل سلة من فواكه قال: فقال له وهيب: من أين اشتريت هذا؟ قال:

فقال له الرجل: ليس لنا أن نسأل، و كان الرجل يتفقه، فقال له وهيب: انظر هل في

ص: 138


1- بياض بالأصل مقدار كلمة.
2- بياض بالأصل مقدار كلمتين.
3- كذا.
4- سورة النحل، الآية:96 و بالأصل: ينفذ.

بطني من عوار؟ قال: فقال الرجل: لا، فقال وهيب: مذ خرج السّودان فإني لم آكل من فواكه مكة، قال: فقال الرجل: فإنك تأكل من طعام مصر، و إن مصر خبيثة، قال: فقال وهيب: عليّ عهد اللّه و ميثاقه أن لا آكل طعاما حتى تكون الميتة لي حلالا، قال: فكان يجوّع نفسه ثلاثة أيام، فإذا أراد أن يفطر قال: اللّهمّ إنك تعلم أني أخشى ضعف العبادة، و إلاّ أني لم آكله، اللّهمّ ما كان فيه من خبيث أو حرام فلا تؤاخذني به، ثم يبلّه بالماء فيأكله.

قال: فدخل بعد العشاء ليفطر، فإذا هو بصاحب نفسه، قال شقيق: فاستأذنّا فأذن لنا، فقلنا له: من تنازع ؟ قال: أسمعتم ؟ قلنا: نعم، قال: كنت من أول أمس صائما، فلما دخلت البيت بعد العشاء لأفطر فقالت نفسي يزاد الملح فتركته و خرجت فأنا اليوم صائم، فلما كان عند الظهر قالت نفسي: ما أحسن الرغيف لو أكلته، قلت: إني صائم، فلما دخلت البيت بعد العشاء لأفطر فإذا نفسي تطاوعني و نسي المرقة و الملح فكيف أزهد نفسي نعيم الدنيا و لذاتها، و أرغبها نعيم الجنة و خلودا لا موت فيها، فهكذا فاصنعوا إخواني رحمكم اللّه.

أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل، أنبأ محمّد بن يحيى المزكي، أنبأ أبو عبد الرّحمن السلمي، قال: سمعت الحسن بن يحيى يقول: سمعت جعفر (1) الخالدي يقول: سمعت أبا سعيد الزنادي يقول: سمعت ابن إسماعيل الأصبهاني يقول:

[سمعت] (2) أبا تراب يقول: سمعت حاتما يقول: سمعت شقيقا يقول: أدركت الناس يتكلمون في الفقر و خبز معلق لكل ليلة، و وجدت أهل دمشق يتكلمون و يسمّون الفطرية و لم أصل إلى شيء من علمهم و رأيت بمصر طبقة، و لم تعجبني، و رأيت أهل بغداد يصفون أحوال العارفين، و لست أعلم أن أحدا يصلي إلى ما يقولون.

قال: و أنبأ أبو عبد الرّحمن، ثنا محمّد بن العباس الضبّي، أخبرني محمّد بن علي بن الحسين، ثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن موسى الحافظ ، ثنا محمّد بن أبان المستملي، قال: سمعت شقيق بن إبراهيم يقول (3):أخذت العبادة من عبّاد بن

ص: 139


1- كذا.
2- زيادة منا للإيضاح.
3- الخبر في سير الأعلام 315/9.

كثير، و الفقه من زفر بن الهذيل (1).

أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز المكي، أنبأ الحسين بن يحيى المكي، أنبأ الحسين بن علي الشيرازي، أنبأ أبو الحسن بن جهضم، ثنا أبو القاسم عبد السلام بن محمّد، حدّثنا علي بن الحسين، ثنا أحمد بن العباس بن حاتم، قال:

قدم شقيق بن إبراهيم الكوفة يريد مكة، فلقيه سفيان (2) الثوري فقال له: أنت الذي تدعو إلى التوكل و تمنع المكاسب، فقال شقيق: ما قلت هكذا، قال: أيش قلت ؟ قال شقيق:

قلت: حلال بيّن و حرام بيّن و متشابه فيما بين ذلك، و لكن دخلت الآفة من الخاصة على العامة و هم خمس طبقات: فأوّلهم: العلماء، و الثاني: الزهّاد، و الثالث: الغزاة، و الرابع: التجّار، و الخامس: السّلطان، فأما العلماء فهم ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا دينارا و لا درهما و إنما ورّثوا العلم، و إذا كان العالم طامعا جامعا فالجاهل بمن يقتدي ؟ و أما الزهّاد فهم ملوك الأرض، فإذا كان الزاهد يرغب فيما في أيدي الناس، و الراغب بمن يقتدي ؟ و أما الغزاة فهم أضياف اللّه في أرضه، فإذا كان الغازي يحب الخيلاء و التصدر في المجالس فمتى يغزو؟ و أمّا التجّار فهم أمناء اللّه عزّ و جلّ في أرضه فإذا كان التاجر الأمين خائنا فالخائن بمن يقتدي ؟ و أمّا السلطان فهم الرعاة، فإذا كان الراعي هو الذئب، فالذئب ما يجد يأكل، يا شقيق لا يجعن منها إلاّ قدر مقامك فيها، فقام سفيان لم يرد عليه شيئا، و قال: سلام عليكم و مضى.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأ أبو بكر البيهقي، أنبأ أبو عبد الرّحمن السّلمي، قال: سمعت سعيد بن أحمد البلخي يقول: سمعت محمّد بن عبد اللّه يقول:

سمعت شقيق بن إبراهيم يقول: التوكّل طمأنينة القلب بموعود اللّه.

قال: و أنبأ أبو محمّد بن الفضل، نا أبو القاسم الواحدي، أنبأ عبد اللّه بن يوسف، أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي، ثنا محمّد بن إسماعيل الأصبهاني، قال: سمعت أبا تراب يقول: سمعت حاتما الأصم يقول: سمعت شقيق بن إبراهيم يقول: لكل واحد مقام، فمتوكّل على ماله، و متوكل على نفسه، و متوكل على لسانه، و متوكل على سيفه - و قال الواقدي: على شرفه - و متوكل على سلطنته، و متوكل على اللّه عزّ و جلّ ، فأما

ص: 140


1- ترجمته في سير الأعلام 38/8.
2- بالأصل: شقيق، خطأ.

المتوكل على اللّه فقد وجد الاسترواح نواه اللّه به و رفع قدره، و قال: وَ تَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لاٰ يَمُوتُ (1)،و أمّا من كان مستروحا إلى غيره يوشك أن يتقطع به فيبقى.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأ (2) رشأ بن نظيف، أنبأ الحسن بن إسماعيل، أنبأ أحمد بن مروان، ثنا (3) أحمد بن محرز، ثنا محمّد بن عامر قال:

قلت لشقيق: متى أوفق للعمل الصّالح ؟ قال: إذا [جعلت] (4) أحداث يومك و ليلتك متقدمة عند اللّه عز و جل، قلت: فمتى أتوكّل ؟ قال: إن اليقين إذا تم بينك و بين اللّه سمّي تمامه توكلا، قلت: فمتى يصح ذكري لربّي ؟ قال: إذا سمحت الدنيا في عينك، و قذفت أملك فيما بين يديك، قلت: فمتى يصح صومي ؟ قال: إذا جوّعت قلبك و طمست لسانك من الفحشاء، قلت: فمتى أعرف ربّي ؟ قال: إذا كان اللّه لك جليسا، و لم تر سواه لنفسك أنيسا، قلت: فمتى أحب ربّي ؟ قال: إذا كان ما أسخطه أمرّ عندك من الصبر، و كان ما ينزل بك هو الغنم و الظفر، و حددت لذلك حمدا و شكرا، قلت:

فمتى أشتاق إلى ربّي ؟ قال: إذا جعلت الآخرة لك قرارا، و لم تسمّ لك الدنيا مسكنا، قلت: متى أستلذ الموت ؟ قال: إذا جعلت الدنيا خلف ظهرك، و جعلت الآخرة نصب عينيك، و علمت أن اللّه يراك على كل حال، و قد أحصى عليك الدقيق و الجليل، قلت:

فمتى اكتفي بأهون الأغذية ؟ قال: إذا عرفت و بال الشهوات غدا (5) و سرعة انقطاع عذوبة (6) اللذات، قلت: متى أوثر اللّه و لا أوثر عليه سواه ؟ قال: إذا أبغضت فيه الخبيث (7) و جانبت فيه القريب.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنبأ أبو الحسن علي بن الحسن بن عبد السّلام الأزدي، أنبأ أبو الحسن علي بن موسى بن الحسين، أنبأ أبو القاسم بن طعان، أنبأ الحسن بن حبيب، قال: سمعت عبد اللّه بن عبد الحميد يقول: قال حاتم:

ص: 141


1- سورة الفرقان، الآية:58.
2- بالأصل «بن» خطأ، و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
3- بالأصل «بن» خطأ، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمة أحمد بن مروان، أبو بكر الدينوري في سير الأعلام 427/15.
4- بياض بالأصل و ما بين معكوفتين عن مختصر ابن منظور 323/10.
5- بالأصل: عدا.
6- بالأصل: عدوية.
7- في مختصر ابن منظور: الحبيب.

اختلفت إلى شقيق ثلاثين سنة، فقال لي يوما: أيش تعلمت في ترددك إلينا؟ فقلت له: أربعة أشياء استغنيت بها عن الأشياء كلها، فقال: ما هي ؟ فقلت: رأيت أن رزقي من عند ربي فلم أشتغل إلاّ بربّي، و رأيت أن ربي قد وكّل بي ملكين يكتبان عليّ كلما تكلمت به، فلم أتكلم إلاّ بما يرضي ربّي و لم أتكلم إلاّ بحق، و رأيت أن الخلق ينظرون إلى ظاهري و اللّه ينظر إلى باطني، فرأيت مراقبته أولى و أوجب، فسقط عني رؤية الخلق، و رأيت أن هذه داعي يدعو الخلق إليه، و استعددت (1) له متى جاءني لا احتاج أن يقبلني - يعني ملك الموت - فقال له: يا حاتم ما نظرت (2) سعيك.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو محمّد المصري، ثنا أحمد بن مروان، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، ثنا محمّد بن الحسين، قال: سئل شقيق البلخي: ما علامة التوبة ؟ قال: إدمان البكاء على ما سلف من الذنوب، و الخوف المقلق من الوقوع بها، و هجران إخوان السوء، و ملازمة أهل الخير (3).

قال: و ثنا ابن أبي الدنيا، ثنا أحمد بن سعيد قال: قيل لشقيق البلخي: ما علامة العبد المباعد المطرود؟ قال: إذا رأيت العبد قد منع الطاعة و استوحش منها قلبه و حلي له المعصية و خفت عليه، و رغب في الدنيا، و زهد في الآخرة، و أشغله بطنه و فرجه لم يسأل من أين أخذ الدنيا، فاعلم أنه عبد اللّه مباعد لم يرضه لخدمته.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، ثنا عبد اللّه بن يوسف الأصبهاني، ثنا أبو سعيد بن الأعرابي، ثنا محمّد بن إسماعيل الأصبهاني قال: سمعت أبا تراب يقول: سمعت حاتما يقول: سمعت شقيقا يقول: يا فقير لا تشتغل و لا تتعب في طلب الغنى، فإنه إذا قسم لك الفقر لا يكون عتبا.

قال: و أنبأ أبو عبد الرّحمن السّلمي، قال: سمعت سعيد بن أحمد البلخي يقول:

سمعت أبي يقول: سمعت محمّد بن عبيد يقول: سمعت خالي محمّد بن الليث يقول:

سمعت حامدا اللفاف يقول: سمعت حاتم (4) الأصم يقول: سمعت شقيقا يقول: ليس

ص: 142


1- بالأصل: و استعدت.
2- في المختصر: ما خاب سعيك.
3- سير الأعلام 315/9.
4- كذا، و الأظهر: حاتما.

للعبد صاحب (1) خير من الهمّ و الخوف، همّ فيما مضى من ذنوبه، و خوف فيما لا يدري ما ينزل به.

كتب إليّ أبو سعد بن الطّيّوري يخبرني عن عبد العزيز بن علي الأزجي.

ح و كتب إليّ أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين الموازيني يخبرني عن عبد العزيز بن بندار.

ح و أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز، أنبأ الحسين بن يحيى بن إبراهيم، أنبأ الحسين بن محمّد بن علي قالوا: أنا أبو الحسن بن جهضم، ثنا محمّد بن الحسين، ثنا العباس بن يوسف، ثنا علي بن الموفق، قال: سمعت شقيق بن إبراهيم يقول:

بينا أنا ذات ليلة نائم حيال الكعبة في المسجد الحرام إذا (2) رأيت في منامي ملكين أتياني فوقفا عليّ فقال أحدهما لصاحبه: كم حجّ العام ؟ قال له صاحبه: حج ثلاثة: فلان و فلان و فلان يقال (3) له شقيق: قال: لا شقيق عليه فضل ثوب، فلما كان قابل حججت في عباء، فبينا أنا راقد في المسجد الحرام رأيتهما في منامي، فقال أحدهما لصاحبه: كم يحج العام ؟ فقال: ثلاثة: فلان و فلان و فلان (4)،إلاّ أن اللّه عزّ و جلّ شفّعهم في كلّ من حجّ .

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأ أبو بكر البيهقي، أنبأ أبو عبد الرّحمن قال:

سمعت سعيد بن أحمد البلخي يقول: سمعت حاتم (5) الأصم يقول: سمعت شقيقا يقول:

تفسير الحمد على ثلاثة أوجه: أوله (6) إذا أعطاك اللّه شيئا تعرف من أعطاك، و الثاني: ترضى بما أعطاك، و الثالث ما دام قوته في جوفك أن لا تعصيه.

ص: 143


1- بالأصل: صاحب للعبد، و فوق اللفظتين علامتا تحويل و تقديم و تأخير.
2- كذا.
3- بالأصل: فقال.
4- في مختصر ابن منظور 324/10 و شقيق.
5- كذا، و الأظهر: حاتما.
6- بالأصل: قوله.

أخبرنا أبو القاسم، أنبأ أبو بكر البيهقي، أنبأ أبو سعد أحمد بن محمّد الماليني، ثنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب، ثنا عبد اللّه بن سهل، قال: سمعت حاتم (1)الأصم يقول: قال شقيق:

من شكا مصيبة نزلت به إلى غير اللّه لم يجد في قلبه لطاعة اللّه حلاوة أبدا.

أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، أنبأ أبي الأستاذ أبو القاسم قال: و قال شقيق: إن أردت أن تعرف الرجل فانظر إلى ما وعده اللّه تعالى، و وعده الناس بأيهما يكون قلبه أوثق (2).

و قال شقيق: تعرف تقوى الرجل بثلاثة أشياء: في أخذه، و منعه، و كلامه (3).

قال الأستاذ (4):و حكى حاتم الأصم قال:

كنا مع شقيق في مصافّ نحارب الترك، في يوم لا يرى فيه إلاّ رءوس تندر (5)، و رماح تقصف (6)،و سيوف تتقطع، فقال لي شقيق: كيف ترى نفسك يا حاتم في هذا اليوم ؟ تراه مثل ما كنت في الليلة التي زفت إليك امرأتك ؟ فقلت: لا و اللّه، قال: لكني و اللّه أرى نفسي في هذا اليوم مثل ما كنت تلك الليلة، ثم نام بين الصّفين، و درقته (7)تحت رأسه حتى سمعت غطيطه.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه (8)،ثنا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، ثنا عمر بن الحسين (9)،ثنا محمّد بن أبي عمران قال:

ص: 144


1- كذا، و الأظهر: حاتما.
2- الرسالة القشيرية ص 398 و انظر حلية الأولياء 64/8.
3- الرسالة القشيرية ص 398.
4- المصدر السابق ص 398 و حلية الأولياء 64/8 و نقله الذهبي في السير 314/9 من طريق محمد بن عمران.
5- عن المصادر، و بالأصل:«تندب» و تندر أي تسقط .
6- في الحلية: تقصر.
7- الدرقة: الترس المصنوع من الجلد و بدون خشب.
8- الخبر في حلية الأولياء 64/8.
9- في الحلية: عمر بن الحسن.

سمعت حاتم (1) الأصم يقول: كنا مع شقيق البلخي و نحن مصافوا الترك في يوم لا أرى فيه إلاّ رءوسا تندر (2) و سيوفا تقطع، و رماحا تقصر، فقال لي شقيق و نحن بين الصّفين:

كيف ترى نفسك يا حاتم في هذا اليوم، تراه مثل الليلة التي زفّت إليك امرأتك ؟ قلت:

لا و اللّه، قال: لكني أرى نفسي في هذا اليوم مثله في الليلة التي زفّت فيها امرأتي، قال:

ثم نام بين الصّفين و درقته تحت رأسه حتى سمعت غطيطه.

قال حاتم: و رأيت رجلا من أصحابنا في ذلك اليوم يبكي، فقلت: ما لك ؟ قال:

قتل أخي، قال: قلت: يحبط (3) أجرك، صار إلى اللّه و إلى رضوانه، قال: فقال لي:

اسكت ما أبكى على (4) و لا على قتله، و لكني أبكي أسفا أن لا أكون دريت كيف كان صبره و قلبه عند وقوع السّيف به، قال حاتم: فأخذني في ذلك اليوم تركي، فأضجعني للذبح، فلم يكن قلبي به مشغولا، كان قلبي باللّه مشغولا، انظر ما ذا يأذن اللّه فيّ ، فبينا هو يطلب السكين من (5) خفّه إذ (6) جاءه بهم فذبحه فألقاه عنّي.

ذكر أبو القاسم بن إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرّحمن الهروي: أن شقيق بن إبراهيم البلخي قتل في غزوة كولان (7) سنة أربع و تسعين و مائة.

أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمّد المكّي، أنبأ الحسين بن يحيى، أنبأ الحسين بن علي، أنبأ أبو الحسن بن جهضم، قال: سمعت أبا الحسن بندار بن الحسين بن المهلب يقول: سمعت محمّد بن عبيد المصري يقول: سمعت عمر بن السري يقول: سمعت أبا سعيد الحرار (8) يقول: رأيت شقيق البلخي في النوم فقلت له: ما فعل اللّه بك ؟ فقال:

غفر لي، غير أنّا لا نلحقكم، فقلت: و لم ذاك ؟ قال: إنّا توكلنا على اللّه عز و جل بوجود الكفاية، و توكلتم على اللّه بعدم الكفاية، قال: فسمعت الصّراخ: صدق، صدق، فانتبهت و أنا أسمع الصّراخ.

ص: 145


1- كذا.
2- مهملة بدون نقط بالأصل و المثبت عن الحلية.
3- في الحلية: حظ .
4- كذا بياض بالأصل، و في الحلية: ما أبكي أسفا عليه و لا على قتله.
5- في الحلية: من جفنه.
6- بالأصل: إذا.
7- كولان: بليدة طيبة في حدود بلاد الترك من ناحية بما وراء النهر (ياقوت).
8- كذا، و في مختصر ابن منظور 325/10:«الخراز» و هو أحمد بن عيسى أبو سعيد البغدادي الخراز ترجمته في سير الأعلام 419/13.

2758 - شقيق بن ثور بن عفير بن زهير بن كعب بن عمرو

ابن عبدوس بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة

أبو الفضل السدوسي البصري (1)

سمع عثمان بن عفّان، و أباه ثور بن عفير.

روى عنه خلاّد بن عبد الرّحمن الصنعاني، و أبو وائل شقيق بن سلمة، و السميطر (2) أو السمير.

و شهد صفين مع علي بن أبي طالب، ثم وفد على معاوية بن أبي سفيان، و كان رئيس بكر بن وائل في الإسلام، و استشهد أبوه ثور بتستر مع أبي موسى الأشعري.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن الفضل، أنبأ محمّد بن أحمد بن علي بن بكرويه، أنبأ أحمد بن موسى بن مردويه، أنبأ أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم البزار، ثنا أبو المثنى معاذ بن المثنّى، نا مسدّد، حدّثنا حمّاد بن زيد، عن عاصم الأحول، عن سمير:

أن رجلا خطب امرأة فقالوا: لا نزوجك حتى تطلّق ثلاثا فقال: اشهدوا أني قد طلّقت ثلاثا، فلما دخل على المرأة ادّعوا الطلاق، فقال: كيف قلت ؟ قال: قالوا: لا نزوجك حتى تطلّق ثلاثا حتى عدّ ثلاثا، قالوا: ما هذا أردنا.

و وفد شقيق بن ثور إلى عثمان بن عفان فأمروه أن يسأل عثمان، فلما قدم سألناه، فأخبر أنه سأل عثمان فقال: له نيّته (3).

رواه أبو بكر بن أبي الدنيا، عن خالد بن خداش، عن حمّاد بن زيد.

قرأت في كتاب أبي محمّد بن زبر - فيما رواه ابنه محمّد بن عبد اللّه عنه - أنبأ (4)،ثنا ابن سعد، أنبأ الواقدي قال: وجدت هذا الكتاب عند عبد اللّه بن أبي

ص: 146


1- ترجمته في تهذيب التهذيب 512/2 الوافي بالوفيات 172/16 و سير الأعلام 538/3 و انظر بحاشيتها أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
2- كذا، و سيرد نقلا عن البخاري و ابن أبي حاتم: السميط .
3- بالأصل: بيته، و لا معنى لها هنا، و لعل الصواب ما أثبت عن مختصر ابن منظور 325/10.
4- بياض بالأصل.

عبيد قال (1) ابن عمّار بن باشر فقرأته عليه، و سألته عنه ممن صار إليك ؟ فإذا هو بوركه إلى ناحية الكوفة، قال: لما أراد معاوية أن يبايع أهل الأمصار ليزيد بالخلافة كتب إلي زياد أن يوفد على وجوه أهل الكوفة و البصرة، و خرج أهل البصرة، فذكر الحديث، و ذكر قدومهم على معاوية، قال: فقام شقيق بن ثور فحمد اللّه، و أثنى عليه، و صلّى على النبي صلى اللّه عليه و سلم، ثم قال: إن أمور اللّه جرت بأقداره إلى منتهى خلافة أمير المؤمنين بعد نفره من الشيطان الرجيم في طوائف هذه الأمة استشلاهم فتابعوه، و أمرهم فطاعوه، و كان اللّه ولي ما ضمن له من خلافة أمير المؤمنين و سلطانهم، فلم يعاتبهم أمير المؤمنين بما صنعوا، و لم يؤاخذهم بما ركبوا، بل عاد عليهم بواسع حلمه و فاضل رأيه، و هذه الأمة رغبة أمير المؤمنين، و اللّه سائل كل راع عن رعيته، ثم أثنى على (2) زياد ثم قعد.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنبأ أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنبأ عبد الوهاب بن محمّد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن - أنبأ أحمد بن عبدان، أنبأ محمّد بن سهل (3)،أنبأ محمّد بن إسماعيل (4)،قال: شقيق بن ثور، عن أبيه، عن أبي هريرة، و روى أبو سلمة عن شقيق بن ثور. قوله، و روى السميط عن شقيق بن ثور البصري سمع عثمان.

و قال عبد اللّه بن محمّد: ثنا وهب بن جرير، سمع الأسود بن شيبان، عن عبد اللّه المازني. كنية شقيق بن ثور أبو الفضل.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنبأ أبو القاسم بن منده، أنبأ أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنبأ أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنبأ أبو محمّد بن أبي حاتم (5)،قال: شقيق بن ثور أبو الفضل السّدوسي، روى عن عثمان بن عفان، و عن

ص: 147


1- بياض بالأصل.
2- بالأصل:«على زيادتهم قعد».
3- «أنبأ محمد بن سهل» مكرر بالأصل.
4- التاريخ الكبير 246/4.
5- الجرح و التعديل 372/4.

أبيه، عن أبي هريرة، روى عنه خلاد بن عبد الرّحمن الصّنعاني، و سميط ، و روى الأسود بن شيبان عن عبد اللّه المازني عنه، سمعت أبي يقول ذلك.

[أخبرنا] أبو القاسم السمرقندي، أنبأ أبو الفضل بن البقّال، أنبأ أبو الحسن بن الحمامي.... (1) بن الحسن، أنبأ إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: شقيق (2) رحل إلى عثمان بن عفان.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن (3) ثور (4)الفضل.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأ أبو نصر الوائلي، أنبأ الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن. أخبرني أبي قال: أبو الفضل شقيق بن ثور.

أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنبأ أبو الفضل و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنبأ عبد الوهاب - زاد أبو الفضل: و محمّد بن الحسن قالا:- أنبأ أحمد بن عبد اللّه، نا محمّد بن سهل، أنبأ محمّد بن إسماعيل، قال: قال عبد اللّه بن محمّد، عن وهب بن جرير، سمع محمّد بن سوار، سمع خداش بن إسماعيل الكوفي: أن راية بكر بن وائل بالبصرة كانت يوم الجمل مع شقيق بن ثور (5).

أنبأنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، و أبو عبد اللّه الحسين بن ظفر بن الحسين بن يزداد، قالا: أنبأ أبو الحسين بن الطّيّوري، أنبأ عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر الشيرازي، أنبأ عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمّة، أنبأ محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدّثني جدي خلف بن سالم، ثنا وهب بن جرير، أخبرني أبو الخطّاب، أخبرني خداش بن إسماعيل الكوفي: أن راية بكر بن وائل بالبصرة كانت يوم الجمل مع شقيق بن ثور، فدفعها إلى رشراشة مولاه فأجرى (6)

ص: 148


1- مكانها بياض بالأصل.
2- بياض بالأصل.
3- بياض بالأصل.
4- بياض بالأصل.
5- لم أجده في التاريخ الكبير للبخاري.
6- كذا.

خالد بن المعمر شقيق بن ثور. قال: (1) هذه الراية مع هذا العبد خذها منه.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأ رشأ بن نظيف، أنبأ الحسن بن إسماعيل، أنبأ أحمد بن مروان، ثنا محمّد بن يونس، ثنا الأصمعي، نا حفص بن الفرافصة، قال: أدركت وجوه أهل البصرة: شقيق بن ثور فمن دونه، أتيتهم في بيوتهم الحفان، و إذا قعدوا في أفنيتهم لبسوا الأكسية، و إذا أتوا السلطان ركبوا و لبسوا المطارق.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأ أبو بكر البيهقي، أنبأ أبو سعيد بن أبي عمرو، أنبأ أبو عبد اللّه الصّفار.

ح و أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنبأ أبو عمرو بن منده، أنبأ الحسن بن محمّد بن عمر، قالا: نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن نصر بن الوليد، عن عبد الملك بن قريب الأصمعي عن بعض أهل العلم قال: نعي مجزأة بن ثور إلى أخيه (2) شقيق (3) و ذلك فيه، فقال له يزيد: هل نعاه إليك أحدا قبلي ؟ قال:

نعم، أنبأ اللّه عزّ و جلّ .

قرأت بخط بعض أهل العلم، حدّثني أبو عبد اللّه اليزيدي، حدّثني أحمد بن الحسن (4) أبو الحسين المدائني، عن خالد بن عطية، عن مجاشع بن الأسود الضبعي أن مالك [بن مسمع نازع] (5) شقيق بن ثور فقال له مالك: إنما شرفك قبر بتستر فقال له (6):شقيق:[و لكن وضعك] (7) بالمشقّر قال: الذي دفن بالمشقّر مسمع أبو مالك، قتل في الردّة، و كان يقال له: قتيل (8) بن الكلب، فقتل (9) به و كان ثور قتل

ص: 149


1- لفظة غير واضحة بالأصل و رسمها: يدنون ؟؟.
2- كتبت اللفظة فوق الكلام.
3- بياض بالأصل.
4- بياض بالأصل.
5- بياض بالأصل، و ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن مختصر ابن منظور 326/10.
6- بالأصل:«فان به» و المثبت عن المختصر.
7- بياض بالأصل، و ما بين معكوفتين استدرك عن المختصر.
8- في المختصر: فسل الكلب.
9- العبارة في المختصر:«و كان يقال له: فسل الكلب، نزل بقوم فنبح عليه كلبهم، فقتل الكلب، فقتل به». و هي أظهر و أوضح.

بتستر مع أبي موسى الأشعري.

أنبأنا أبو علي محمّد بن محمّد بن عبد العزيز بن المهدي.

و أخبرنا أبو الحجّاج يوسف بن مكي الفقيه عنه، أنبأ أحمد بن محمّد بن أحمد العتيقي، أنبأ أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان، ثنا أبو بكر محمّد بن مزيد بن محمود بن أبي الأزهر، ثنا عمر بن شبّة، نا أحمد بن معاوية الباهلي، عن أبي عبيدة، عن أبي عمرو بن العلاء، قال: أربعة من كبار الشعراء غلبوا بالكلام.... (1)

الأعشى و هجا ابن عمه جهنام فقال (2):

دعوت خليلي مسحلا و دعوا له *** جهنّام جدعا للئيم المصلم (3)

فما بوّأ الرّحمن بيتك في العلى *** و لا هو شرقي المصلّى المخدم (4)

فقال له جهنّام: و لكن قبلوك بها أوسع... (5) و نابغة بني جعدة حين يقول:

و لا يشعر الرمح الأصم كعونة (6) *** بتروه (7) رهط الأبلج المتعظم

فقال له: لكن حامله يا أبا ليلى يشعر فتقذعه عن الأقدام، فأمسك مفحما.

و الأخطل حين يقول لشقيق بن ثور:

ما جذع سوء خرق السوس بطنه *** لما حمّلته وائل بمطيق (8)

فقال له شقيق: يا أبا مالك أردت هجائي فمدحتني، و اللّه ما تحملني ذهل أمرها و قد حملتني أنت أم وائل طرا، فغلبه.

ص: 150


1- لفظة رسمها بالأصل: المستزر.
2- البيتان في ديوان الأعشى ط بيروت ص 183.
3- في الديوان: جدعا للهجين المذمم.
4- في الديوان: و ما جعل الرحمن... بأجياد غربي الصفا و المخرم
5- كلمات غير واضحة بالأصل و رسمها:«يا أبا نصرفا محمد».
6- كذا.
7- كذا.
8- البيت في ديوانه ط بيروت ص 343 و صدره: ما جذع سوء خرب السوس أصله و هو من أبيات هجا فيها الأخطل سويد بن منجوف السدوسي.

أنبأنا أبو الحسن محمّد بن مرزوق، أنبأ أبو عمرو بن مندة، أنبأ الحسن، عن محمّد بن يوسف، أنبأ أحمد بن محمّد بن عمر، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، ثنا أحمد بن محمّد بن أبي بكر، نا سليمان بن حرب، ثنا غسان بن مضر، عن سعيد، عن زيد قال:

قال شقيق بن ثور حين حضرته الوفاة: ليته لم يكن سيد قوم، كم من باطل قد حققناه، و حقّ قد أبطلناه (1).

أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد بن عبد القادر بن يوسف، أنبأ أبو إسحاق إبراهيم بن عمر البرمكي الفقيه.

ح و حدّثنا (2) ابن أحمد الأنصاري، قال: أنا أبو الحسين (3)المبارك بن عبد الجبار الصيرفي، أنبأ أبو (4)،أبو الحسين علي بن عمر بن الحسن القرشي الزاهد، قالا: أنا أبو عمر محمّد بن العباس (5) ابن عبد الرّحمن بن محمّد السكري، ثنا أبو محمّد عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة الدّينوري، قال في حديث الأحنف: أنه نعي إليه شقيق بن ثور فاسترجع و شق عليه، و نعي له حسكة (6) الحنظلي فما ألقى لذلك بالا، فغضب من حضره من بني تميم، فقال: إن شقيقا كان رجلا حليما، فكنت أقول إن وقعت فتنة عصم اللّه به قومه، و إن حسكة كان رجلا مشيّعا فكنت أخشى أن يقع فتنة فيجر بني تميم إلى هلكة.

حدّثناه الرياشي عن الأصمعي، يقال: ما ألقي لقولك بالا أي ما أسمع له و لا اكترث، و أصل البال الحال، و المشيّع هاهنا: العجول، و أصله من قولك: شيعت (7)النار تشييعا إذا لقيت عليها ما تذكيها به، و المشيع في غير هذا: الشجاع.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنبأ أبو

ص: 151


1- سير الأعلام 538/9.
2- بياض بالأصل.
3- بالأصل أبو الحسن، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 213/19.
4- بياض بالأصل.
5- بياض بالأصل.
6- في اللسان: حسكى و بهامشه: و في نسخة من النهاية مضبوطة بسكون السين و بهاء التأنيث، و لعله سمي بواحدة الحسك محركة.
7- بالأصل: شعيت خطأ، و الصواب عن اللسان (شيع).

الحسين بن بشران، أنبأ أبو علي بن صفوان، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني هارون بن أبي يحيى عن شيخ من قريش: أن شقيق بن ثور قال حين حضره الموت:

هذا دين اللّه في أعناقنا لا بدّ من أدائه على عسر أو يسر، ثم قال لبنته: إذا أنا متّ فلا تبكين عليّ باكية، و لا تنوحنّ علي نائحة (1)،و أكثروا إليّ من الاستغفار.

2759 - شقيق بن جزء بن رياح الباهلي

2759 - شقيق بن جزء بن رياح الباهلي (2)

من أهل العراق، شهد يوم اليرموك، و استشهد يومئذ، و قد تقدم ذكر ذلك في ترجمة حكيم بن قبيصة بن ضرار الضبّي.

2760 - شقيق بن سلمة

أبو (3) وائل الأسدي (4)

أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم، و حدث عن أبي بكر، و عمر، و عثمان، و علي، و سعد بن أبي وقّاص، و ابن مسعود، و ابن عباس، و حذيفة، و أبي موسى، و أبي الدرداء، و أسامة بن زيد، و خبّاب بن الأرت، و سلمان الفارسي، و عبد اللّه بن الزبير، و عمّار بن ياسر، و سهل بن حنيف، و أبي مسعود البدري، و قيس بن أبي غرزة (5)،و المغيرة بن شعبة، و البراء بن عازب، و جرير بن عبد اللّه، و أبي هريرة، و كعب بن عجرة، و الأشعث بن قيس، و عائشة، و أم سلمة زوجي النبي صلى اللّه عليه و سلم، و سلمة بن سبرة، و عمرو بن الحارث، و سلمان بن ربيعة، و علقمة بن قيس، و حمران بن أبان مولى عثمان، و بردة بن قيس، و مسروق، و عمرو بن شرحبيل، و سيّار بن عمير.

روى عنه الشعبي، و الحكم بن عتيبة، و منصور بن المعتمر، و أبو إسحاق السبيعي، و حبيب بن أبي ثابت، و الأعمش، و حصين بن عبد الرّحمن، و حمّاد بن أبي

ص: 152


1- بالأصل: ناحية.
2- انظر الإصابة 167/2 و بالأصل: بن حر بن رباح.
3- بالأصل «بن» و الصواب عن مصادر ترجمته.
4- ترجمته في جمهرة أنساب العرب ص 196 الاستيعاب 172/2 تهذيب التهذيب 512/2 و أسد الغابة 375/2 و الإصابة 168/2 تاريخ بغداد 268/9 حلية الأولياء 101/4 الوافي 172/16 سير الأعلام 161/4 و انظر بالحاشية فيهما أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
5- إعجامها غير واضح بالأصل و تقرأ:«غرره» و الصواب و الضبط عن تقريب التهذيب غرزة بمعجمة وراء و زاي مفتوحات.

سليمان، و زبيد بن الحارث، و سلمة بن كهيل، و عاصم بن أبي النجود، و أبو اليقظان عثمان بن عمير، و عبدة بن أبي لبابة، و عمرو بن مرة، و محمّد [بن] سوقة، و مغيرة بن مقسم الضبّي، و سعيد بن مسروق الثوري، و عامر بن شقيق، و مسلم بن عمران، أبو عبد اللّه البطين، و أبو العنبس عمرو بن مروان، و يزيد بن أبي زياد، و صالح بن حيان، و عثمان بن سابور و غيرهم.

أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن رضوان، و أبو علي الحسن بن المظفر بن الحسن، و أبو غالب أحمد بن الحسن، قالوا: أنبأ الحسن بن علي بن محمّد الجوهري، أنبأ أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك، ثنا أبو علي بشر بن موسى، ثنا أبو نعيم الفضل بن دكين، ثنا الأعمش، عن شقيق بن سلمة، قال: قال عبد اللّه:

كنا إذا صلينا خلف النبي صلى اللّه عليه و سلم قلنا: السّلام على اللّه دون عباده [السلام على جبريل] (1) و ميكائيل، السلام على فلان و فلان، فالتفت إلينا النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:«اللّه هو السّلام [فإذا صلى] (2) أحدكم فليقل: التحيّات للّه و الصلوات و الطيبات، السّلام عليك أيّها النبي و رحمة اللّه و بركاته، السلام علينا و على عباد اللّه الصالحين، فإنكم إذا قلتم [ذلك أصابت كلّ ] (3) عبد صالح في السماء و الأرض، أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، و أشهد أن محمّدا عبده و رسوله» رواه البخاري عن أبي نعيم[5028].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد (4) بن شكرويه، أنا أبو بكر بن مردويه، أنا أبو بكر الشافعي، ثنا (5) الأعور، عن أبي وائل قال:

فنزلها (6) منزلا، فجاء دهقان يستدل على أمير المؤمنين حتى أتاه، فلما رأى الدّهقان عمر سجد له، فقال عمر: ما هذا السجود؟ قال: هكذا نفعل بالملوك، فقال عمر: اسجد لربّك الذي [خلقك] (7)،قال: يا أمير المؤمنين إني صنعت لك طعاما،

ص: 153


1- بياض بالأصل، و ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن حلية الأولياء 106/4.
2- بياض بالأصل، و ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن مختصر ابن منظور 326/10.
3- بياض بالأصل، و ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن حلية الأولياء.
4- بياض بالأصل.
5- بياض بالأصل.
6- كذا العبارة بالأصل، و ثمة سقط في الكلام، و تمام العبارة في مختصر ابن منظور 326/10 قال أبو وائل: غزوت مع عمر بن الخطاب الشام فنزلنا منزلا....
7- بياض بالأصل، و اللفظة مستدركة عن مختصر ابن منظور.

فائتني فقال عمر: هل في بيتك شيء من تصاوير العجم ؟ قال: نعم، قال: لا حاجة لنا في بيتك، و لكن انطلق فابعث إلينا بلون من الطعام، و لا تزدنا عليه، قال: فانطلق فبعث إليه بالطعام، فأكل منه، قال عمر لغلامه: هل في إداوتك شيء من ذلك النبيذ؟ قال:

نعم، قال: فأتاه فصبّه في إناء ثم شمّه فوجده منكر الريح، فصب عليه الماء ثلاث مرات ثم شربه، ثم قال: إذا رابكم من شرابكم شيء فافعلوا به هكذا، ثم قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«لا تلبسوا الحرير و الديباج، و لا تشربوا في آنية الفضة و الذهب (1)،فإنها لهم في الدنيا و هي لنا في الآخرة»[5029].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ أحمد بن الحسن بن أحمد، أنبأ يوسف بن رباح بن علي، أنبأ أحمد بن محمّد بن إسماعيل، ثنا محمّد بن أحمد بن حمّاد، ثنا معاوية بن صالح، قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل الكوفة: شقيق بن سلمة الأسدي، أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم، و روى عن عمر.

أخبرنا أبو البركات أيضا، أنبأ أحمد بن الحسن بن خيرون، أنبأ عبد الملك بن محمّد، أنبأ أبو علي بن الصّواف، ثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، حدّثني أبي و عمي، قالا: أبو وائل شقيق بن سلمة الأسدي.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأ أبو محمّد الحسن بن علي، أنبأ علي بن محمّد بن أحمد بن نصر، ثنا محمّد بن نصر، ثنا محمّد بن الحسين بن شهريار، ثنا عمرو بن عليّ الفلاس، أبو حفص.

ح و أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأ أبو الفضل بن خيرون، أنبأ أبو العلاء بن علي الواسطي، أنبأ علي بن الحسن الجراحي.

ح قال: و أنبأ ابن خيرون، أنبأ الحسن بن الحسين (2)،ثنا جدي لأمي إسحاق بن محمّد قالا: أنبأ عبد اللّه بن إسحاق، ثنا قعنب بن المحور الباهلي، قالا:(3) شقيق بن سلمة،- زاد: قعنب: أسدي-.

ص: 154


1- بالأصل:«الذهب و الفضة» و فوق اللفظتين علامتا تقديم و تأخير.
2- بياض بالأصل مقدار كلمة.
3- بياض بالأصل.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو بكر (1) و الحسين بن الفضل، أنبأ عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب، قال: أبو وائل شقيق بن سلمة أعتق (2) أبا ال (3) اللفتواني، أنبأ أبو عمرو الأصبهاني، أنبأ الحسن بن محمّد بن يوسف بن أحمد (4) بن أبي الدنيا، ثنا محمّد بن سعد (5)،قال: شقيق بن سلمة الأسدي أحد بني مالك بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة] (6) يكنى (7) أبو وائل، روى عن عمر، و علي، و عبد اللّه، توفي زمن الحجّاج بعد.

أنبأنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر بن البنّا، قالا: قرئ [على] (8) أبي محمّد الجوهري عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، ثنا محمّد بن سعد (9)،قال: و قد روى أبو وائل عن عمر، و علي، و عبد اللّه، و أسامة بن زيد، و حذيفة، و أبي موسى، و ابن عباس، و عزرة بن قيس، و أتى الشام [فسمع من أبي] (10) الدرداء، و روى عن ابن معيز (11) السعدي، و روى ابن معيز عن عبد اللّه، و روى أبو وائل أيضا عن مسروق، و كردوس، و عمرو بن شرحبيل، و سيّار (12) بن عمير، و سلمة بن سبرة، و عمرو بن الحارث الذي روى عن زينب امرأة عبد اللّه، و كان ثقة كثير الحديث.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، قال: أنبأ أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنبأ أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسن الأصبهاني قالا:- أنبأ أحمد بن عبدان، أنبأ

ص: 155


1- بياض بالأصل.
2- كذا بالأصل.
3- بياض بالأصل، و لعله: أخبرنا أبو بكر.
4- بياض بالأصل.
5- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
6- بياض بالأصل، و ما بين معكوفتين زيادة مستدركة من ترجمة أبي وائل في طبقات ابن سعد 96/6.
7- رسمها ناقص بالأصل و بقي من اللفظة «بنا» فقط ، و لعل الصواب ما أثبت.
8- زيادة منا للإيضاح.
9- طبقات ابن سعد 102/6.
10- بياض بالأصل، و ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن ابن سعد.
11- بالأصل:«أبي مغير» و المثبت عن ابن سعد.
12- في ابن سعد: و يسار بن نمير.

محمّد بن سهل، أنبأ محمّد بن إسماعيل (1)،قال: شقيق بن سلمة أبو وائل الأسدي، أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم و لم يسمع منه شيئا، سمع عمر، و عبد اللّه، و قال: أتانا كتاب أبي بكر، مات شقيق بعد خيثمة، قاله لي ابن بشار عن ابن مهدي، عن شعبة عن (2) يزيد بن (3)أبي زياد، قلت لأبي وائل قال: أنا أكبر من مسروق، ثنا موسى عن حمّاد بن سلمة، عن عاصم، قال: لما مات أبو وائل قبّل أبو بردة جبهته، حدّثني أحمد بن سليمان، ثنا أبو بكر، عن عاصم قال: سمعت أبا وائل يقول: تركت سبع سنين من سني الجاهلية، و قال لنا أبو نعيم: مات أبو بردة سنة أربع و مائة.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنبأ أبو القاسم بن منده، أنبأ أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنبأ أبو طاهر بن سلمة، أنبأ علي بن محمّد، قالا: أنبأ أبو محمّد بن أبي حاتم (4)،قال: شقيق بن سلمة، أبو وائل الأسدي، أدرك سبعا من سني الجاهلية، روى عن عمر، و علي، و ابن مسعود، و جرير بن عبد اللّه البجلي، و أبي موسى الأشعري، و المغيرة بن شعبة، و قال: أتانا مصدق النبي صلى اللّه عليه و سلم، روى عنه منصور بن المعتمر و الا [عمش، و عاصم] (5) سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنبأ أحمد [بن منصور بن] (6) خلف، أنبأ أبو سعيد بن حمدون، أنبأ مكي بن عبدان، قال: سمعت [مسلم بن الحجّاج] (7) قال شقيق بن سلمة الأسدي، سمع عمر، و عبد اللّه، روى عنه: (8)،و منصور.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأ أبو نصر الوائلي، أنبأ

ص: 156


1- التاريخ الكبير 245/4-246.
2- بالأصل: عن، و المثبت عن البخاري.
3- عن البخاري و بالأصل «عن».
4- الجرح و التعديل 371/4.
5- بياض بالأصل، و ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن الجرح و التعديل.
6- بياض بالأصل، و ما بين معكوفتين زيادة مستدركة منا للإيضاح قياسا إلى سند مماثل، و انظر المطبوعة عاصم - عائذ ص 9.
7- بياض بالأصل، و ما بين معكوفتين زيادة منا للإيضاح قياسا إلى سند مماثل، و انظر المطبوعة عاصم - عائذ ص 9.
8- بياض بالأصل.

الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني أبو موسى عبد الكريم بن أحمد بن شعيب، أخبرني أبي، قال: أبو وائل شقيق بن سلمة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد، أنبأ هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، ثنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، ثنا محمّد بن أحمد بن حمّاد (1) قال: أبو وائل شقيق بن سلمة.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأ أبو بكر الصّفار، أنبأ أحمد بن علي بن منجويه، أنبأ أبو أحمد الحاكم قال: أبو وائل شقيق بن سلمة الأسدي، أحد بني مالك بن ثعلبة بن ذودان الكوفي، و يقال: من بني أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر، أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم و لم يسمع منه شيئا، و سمع عمر بن الخطاب، و عبد اللّه بن مسعود، و حذيفة بن اليمان.

روى عنه سليمان بن مهران، و منصور بن المعتمر، و أبو هشام مغيرة بن مسلم الضبي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ أبو الفضل محمّد بن طاهر، أنبأ مسعود بن ناصر، أنبأ عبد الملك بن الحسن، أنبأ أبو نصر أحمد بن محمّد البخاري، قال:

شقيق بن سلمة أبو وائل الأسدي (2) الكوفي، أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم و لم يره، و لم يسمع منه شيئا.

قال أبو بكر بن عياش عن عاصم: سمعت أبا وائل يقول: أدركت سبع سنين من سني الجاهلية، فقال مصعب بن سلاّم: حدّثني الزبر قال السّراج قال: سمعت أبا وائل يقول: كنت قبل أن يبعث النبي صلى اللّه عليه و سلم ابن عشر حجج، أرعى غنما لأهلي بالبادية، سمع عبد اللّه بن مسعود، و مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري، و أبا حذيفة، و أبا موسى، روى عنه عمرو بن مرة، و منصور، و الأعمش، و زبيد في الايمان و غير موضع.

و قال ابن سعد: توفي زمن الحجّاج بعد الجماجم.

ص: 157


1- الكنى و الأسماء للدولابي 145/2.
2- بالأصل: الأسد.

و ذكر أبو بكر بن أبي شيبة أن أبا وائل قال: كنت يوم بزاخة (1) ابن إحدى عشرة سنة (2).

أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه، و أبو الحسن علي بن الحسن، قالا: قال لنا أبو أبو بكر الخطيب (3):شقيق بن سلمة، أبو وائل الأسدي، أدرك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و لم يلقه، و سمع عمر بن الخطاب، و عثمان بن عفّان، و عليّ بن أبي طالب، و عبد اللّه بن مسعود، و عمّار بن ياسر، و خبّاب بن الأرتّ ، و أبا موسى الأشعري، و أسامة بن زيد، و حذيفة بن اليمان، و ابن عمر، و ابن عباس، و جرير بن عبد اللّه، و أبا مسعود الأنصاري، و المغيرة بن شعبة.

روى عنه منصور (4) بن المعتمر، و عمرو بن مرة، و الحكم بن عتيبة (5)، و حبيب بن أبي ثابت، و حمّاد بن أبي سليمان، و سعيد بن مسروق، و مغيرة بن مقسم، و مهاجر أبو الحسن، و سليمان الأعمش و غيرهم، و كان ممن سكن الكوفة، و ورد المدائن مع علي بن أبي طالب حين قاتل الخوارج بالنهروان.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأ أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، ثنا أبو أحمد الحسين بن علي بن محمّد بن يحيى التميمي - إملاء - أنبأ أبو الحسن علي بن العباس بن الوليد البجلي، ثنا حسين بن إسحاق بن سالم، ثنا أبو داود الحفري، عن أبي العنبس، قال: سمعت أبا وائل يقول: بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أنا غلام شاب.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأ عمر بن عبيد اللّه، أنبأ أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، ثنا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه أحمد، ثنا علي بن ثابت، حدّثني أبو العنبس قال: كان شقيق لا يخضب، قال: و قال: بعث النبي صلى اللّه عليه و سلم و أنا أمرد، فلم يقض لي أن ألقاه.

ص: 158


1- بالأصل: براحه، و المثبت و الضبط عن معجم البلدان، و هي ماء لطيئ بأرض نجد، و قيل: ماء لبني أسد كانت فيه وقعة عظيمة في أيام أبي بكر الصّدّيق مع طليحة الأسدي (انظر معجم البلدان).
2- انظر سير الأعلام 163/4 و عقب الذهبي: و في نسخة: ابن إحدى و عشرين سنة، و هو أشبه.
3- تاريخ بغداد 268/9.
4- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل. و في تاريخ بغداد: أبو منصور بن المعتمر.
5- بالأصل: عيينة خطأ و الصواب ما أثبت عن تاريخ بغداد.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، ثنا و أبو النجم، أنبأ أبو بكر الخطيب (1)،أنبأ محمّد بن أحمد (2) بن رزق، و محمّد بن الحسين بن الفضل، قالا: أنبأ دعلج بن أحمد، ثنا - و في حديث ابن الفضل: أنبأ - أحمد بن علي الآبار، نا أحمد بن منيع، ثنا علي بن ثابت، عن أبي (3) العنبس قال: كان شقيق لا يخضب، قال: بعث النبي صلى اللّه عليه و سلم و أنا أمرد، و لم أره.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: أنبأ أبو نعيم الحافظ ، قال: ثنا أبو بكر بن يعقوب، و محمّد بن عبيد اللّه العماني، قالا: ثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، ثنا أبي، ثنا مصعب بن سلاّم، ثنا زبرقان السّراج، قال: قال أبو وائل: أنا أذكر حين - و قال ابن مالك: أذكر حيث - بعث النبي صلى اللّه عليه و سلم و أنا ابن عشر حجج، أرعى إبلا لأهلي (4).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنبأ حمزة بن يوسف، أنبأ عبد اللّه بن عدي (5)،نا ابن صاعد، ثنا زياد بن أيوب، ثنا مصعب بن سلاّم، ثنا الزبرقان السّراج، عن أبي وائل شقيق قال: إني لأذكر و أنا ابن عشر حجج في الجاهلية، و أنا أرعى إبلا (6) لأهلي بالبادية حين بعث النبي صلى اللّه عليه و سلم.

قال ابن عدي: لا يحدّث به إلاّ مصعب.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ أحمد بن الحسن بن أحمد، أنبأ يوسف [بن] رباح، أنبأ أبو بكر بن المهندس، نا أبو بشر الدولابي، ثنا معاوية بن صالح، أخبرني أبو نعيم، حدّثني عمرو بن مرة (7)،قال: قلت لأبي وائل: تذكر النبي صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: بعث النبي صلى اللّه عليه و سلم و أنا (8) على أهلي.

ص: 159


1- تاريخ بغداد 269/9.
2- بالأصل:«أحمد بن محمد» و فوق اللفظتين علامتا تقديم و تأخير، و هو ما أثبتناه بما يوافق عبارة الخطيب.
3- بالأصل:«ابن العنبس» و الصواب عن تاريخ بغداد.
4- نقله الذهبي في سير الأعلام 162/4 من طريق الزبرقان السراج.
5- الكامل لابن عدي 363/6 في ترجمة مصعب بن سلام.
6- في ابن عدي: غنما.
7- بالأصل: مروان، خطأ و الصواب ما أثبت و قد مرّ في أول الترجمة فيمن حدّث عن أبي وائل.
8- بياض بالأصل.

أخبرنا أبو الفتح الكاهاني، ثنا أبو منصور المصقلي، أنبأ أبو عبد اللّه بن مندة، أنبأ خيثمة، ثنا أحمد بن محمّد البرني، نا أبو معمر، ثنا عبد الوارث بن سعيد، ثنا ابن شبرمة قال حديث عن أبي وائل، قال: كان أبو وائل رجلا قد أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم و لكنه لم يره (1).

قال أبو وائل: إني لأذكر إذ قالوا: جاء مصدّق رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فأتيته بكبش لي فقلت: يا مصدّق رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم شاتي، فقال: يا ابن أخي ليس فيها صدقة.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنبأ علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ، ثنا محمّد بن إبراهيم بن أبان السراج، ثنا عمرو الناقد، ثنا هشيم عن مغيرة، عن أبي وائل قال: أتانا مصدّق النبي صلى اللّه عليه و سلم، فأتيته بكبش لي، فقلت:

خذ صدقة هذا، قال: ليس في هذا صدقة (2).

قال: و ثنا عمرو الناقد، ثنا سفيان، عن ابن شبرمة، عن أبي وائل مثله.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن بن علي الماوردي، أنبأ أبو القاسم عبد اللّه بن الحسن بن محمّد بن الخلاّل، أنبأ أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن علي الصيدلاني، ثنا أبو محمّد مرداد بن عبد الرّحمن بن محمّد المكاتب، ثنا أبو سعيد عبد اللّه بن سعيد الأشج، ثنا عبد اللّه بن الأجلح، عن عبد اللّه بن العمري، عن ابن شبرمة، قال: سمعت شقيقا - أو قال: قال شقيق - جاء مصدّق رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، ما لنا غير هذه الشاة، فقال: ما لكم شاة غيرها؟ ليس عليها شيء.

أخبرنا أبو الفتح الباقلاني، أنبأ شجاع بن علي الصّوفي، أنبأ محمّد بن إسحاق بن مندة، أنبأ مسلم بن الفضل بمكة، ثنا محمّد بن عثمان العبسي، ثنا مسلم بن سلاّم، عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم قال: سمعت أبا وائل يقول: أدركت سبع سنين من سني الجاهلية.

و قد روي أنه رأى النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأ محمّد بن هبة اللّه، أنبأ محمّد بن

ص: 160


1- مكررة بالأصل.
2- نقله الذهبي في سير الأعلام 162/4 من طريق مغيرة.

الحسين، أنبأ عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب (1)،ثنا محمّد بن حميد، ثنا إبراهيم بن المختار، عن عنبسة، عن عاصم قال: قلت لأبي وائل: من أدركت (2)؟قال: بينا أنا أرعى غنما لأهلي فجاء ركب ففرقوا غنمي، فوقف رجل منهم فقال: اجمعوا لهذا غنمه كما فرقتموها عليه، ثم اندفعوا، فاتبعت (3) رجلا منهم، فقلت: من هذا؟ فقال:

النبي صلى اللّه عليه و سلم.

رواه غير يعقوب بن محمّد بن حميد، فقال: عن هارون بدلا من إبراهيم بن المختار.

أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنبأ أبو بكر الخطيب (4)،أنبأ الحسن بن أبي بكر، أنبأ عبد الملك بن الحسن المعدل، ثنا أحمد بن عبد الرّحمن بن مرزوق، ثنا محمّد بن حميد، ثنا هارون بن عنبسة بن عاصم قال: قلت لأبي وائل: من أدركت ؟ قال: بينما أنا أرعى غنما لأهلي، إذ مر ركب - أو فوارس - ففرّقوا غنمي، فوقف رجل منهم، فقالوا: أجمعوا للغلام غنمه، كما فرقتموها عليه، فتبعت رجلا منهم فقلت: من هذا؟ قال: النبي صلى اللّه عليه و سلم.

و الأحاديث في أنه لم ير النبي صلى اللّه عليه و سلم أصح.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنبأ أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار بن إبراهيم، قالا: أنبأ الحسين بن جعفر - زاد ابن الطّيّوري:

و ابن عمه محمّد بن الحسن قالا:- أنبأ الوليد بن بكر، أنبأ علي بن أحمد بن زكريا، أنبأ صالح بن أحمد بن صالح، حدّثني أبي (5) قال: نا محمّد بن عبيد، ثنا الأعمش قال:

قال لي شقيق: يا سليمان وقعت من جملي يوم الردّة أ فرأيت لو متّ أ ليس كانت النار.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، ثنا و أبو النجم التاجر، أنبأ أبو بكر الخطيب (6).

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، قالا: أنبأ

ص: 161


1- الخبر في المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 234/1.
2- عن المعرفة و التاريخ و بالأصل: أركت.
3- غير واضحة بالأصل و المثبت عن المعرفة و التاريخ.
4- الخبر في تاريخ بغداد 269/9.
5- تاريخ الثقات للعجلي ص 222.
6- تاريخ بغداد 269/9.

ابن الفضل، أنبأ عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب بن سفيان (1)،حدّثني أبو بكر بن أبي شيبة (2)،ثنا أبو معاوية (3) عن الأعمش، قال: قال لي شقيق بن سلمة: يا سليمان لو رأيتني و نحن هرّاب من خالد بن الوليد يوم بزاخة، فوقعت عن البعير، فكادت تندق عنقي، فلو متّ يومئذ كانت النار، و سمعت شقيقا يقول: كنت يومئذ ابن إحدى عشرة سنة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ عمر بن عبيد اللّه بن عمر، أنا أبو الحسين بن بشران، أنبأ عثمان بن أحمد، ثنا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، ثنا أبو معاوية، ثنا الأعمش عن شقيق، قال: قال لي: يا سليمان لو رأيتني يوم بزاخة (4) إذ وقعت عن البعير فكادت عنقي تندق، فلو متّ لكانت النار.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ أحمد بن الحسن بن خيرون، أنبأ عبد الملك بن محمّد، أنبأ أبو علي بن الصّواف، ثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي، نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن شقيق قال: كنت يوم بزاخة و أنا ابن إحدى عشرة سنة.

و أخبرناه أبو الحصين علي بن محمّد بن أحمد، أنبأ محمّد بن الحسن بن محمّد، ثنا أحمد بن الحسين، أنبأ عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن، ثنا محمّد بن إسماعيل، ثنا أحمد بن سليمان، ثنا أبو بكر - يعني ابن عياش - عن عاصم قال: سمعت أنا (5) أبا وائل يقول: أدركت سبع سنين من سني الجاهلية.

قال محمّد بن إسماعيل - و هو شقيق بن سلمة الأسدي - نزل الكوفة و قال: أتانا كتاب أبي بكر.

قال: و ثنا عمر بن حبيب، نا أبي، نا أبو بكر، عن عاصم قال: قال أبو وائل:

أدركت من الجاهلية سبع سنين.

ص: 162


1- المعرفة و التاريخ 227/1.
2- عن المصدرين السابقين و بالأصل:«عتبة» خطأ.
3- هو محمد بن خازم التميمي السعدي، ترجمته في تهذيب التهذيب ط الهند 137/9.
4- بالأصل: براحة، خطأ، و الصواب ما أثبت و قد مرّ التعريف بها.
5- كذا. و سقطت اللفظة من البخاري التاريخ الكبير 246/4.

قال: و ثنا عمر بن محمّد بن الحسن، ثنا أبي، ثنا أبو بكر بن عياش (1) عن (2)عاصم قال: قال لي أبو وائل: أدركت من الجاهلية سبع سنين.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو الفضل بن البقّال، أنبأ علي بن محمّد بن بشران، أنبأ عثمان بن أحمد، ثنا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنبأ محمّد بن علي بن يعقوب بن محمّد الدوري، نا أبو بكر بن أبي الأسود، ثنا عبد الرّحمن، عن شعبة عن (3) يزيد بن (4) أبي زياد قال: قلت لأبي وائل: أنت أكبر أم مسروق ؟ قال: أنا.

أنبأنا محمّد بن أحمد البابسيري، أنبأ الأحوص بن المفضّل بن غسان الغلاّبي، أنبأ أبي، ثنا أحمد بن حنبل، عن عبد الرّحمن، أنبأ شعبة عن (5) يزيد بن (6) أبي زياد قال: قلت لأبي وائل: أنت أكبر أو مسروق ؟ قال: أنا أكبر من مسروق (7).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، عن أبي الفتح البزار.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأ أبو الحسين بن الطّيّوري، أنبأ الورّاق، أنبأ عمر بن أحمد، أنبأ محمّد بن مخلد.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا عثمان بن محمّد، أنبأ أحمد بن عبيد الصّفّار، قالا: ثنا عباس بن محمّد، نا يحيى بن آدم، ثنا أبو بكر بن (8)عاصم قال: قال لي أبو وائل: أ لا تعجب من ابن رزين قد هرم، و إنما كان غلاما على عهد عمر و أنا رجل.

قال: و سمعت أبا وائل يقول: أتانا رسول أبي بكر.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأ أبو الفضل بن البقّال، أنبأ عبد الواحد بن محمّد بن عثمان بن إبراهيم، أنبأ أبو علي إسماعيل بن أحمد [ثنا] الحسن بن محمّد بن إسحاق، ثنا أبو إسحاق إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن

ص: 163


1- بالأصل هنا عباس، خطأ، و قد مرّ قريبا صوابا.
2- بالأصل: بن، خطأ.
3- بالأصل: بن، خطأ.
4- بالأصل: عن خطأ. انظر سير الأعلام 163/4.
5- بالأصل: بن، خطأ.
6- بالأصل: عن خطأ. انظر سير الأعلام 163/4.
7- الخبر في سير الأعلام 163/4.
8- كذا و لعل الصواب «عن».

حمّاد (1)،قال: سمعت علي بن المديني يقول: ثنا عيسى بن يونس، ثنا محمّد بن إسماعيل.

ح و نا علي، عن يحيى بن سعيد، عن محمّد بن إسماعيل، عن عامر بن شقيق، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، قال: ماتت - أمي نصرانية - فأتيت عمر فذكرت ذلك له، فقال: اركب دابة و سر أمام جنازتها.

قال علي: أنكرت على عيسى قوله، و لكن أن رجلا أتى عمر، قال علي: و إنما ترك يحيى هذا لأنه بلغه أن شعبة ينكر أن أبا وائل لقي عمر، و قال: أبو وائل أسدي، و أبو رزين مولى أبي (2) وائل من أسفل، و اسمه مسعود.

أنبأنا أبو نصر بن البنّا، و أبو طالب بن يوسف، و حدّثنا عمي - رحمه اللّه لفظا - أنبأ ابن يوسف - قراءة - قالا: قرئ على أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، ثنا الحسين بن الفهم، ثنا محمّد بن سعد (3)،أنبأ يعلى، و محمّد ابنا عبيد، عن صالح بن حيّان (4)،عن شقيق بن سلمة قال: أعطاني عمر بيده أربعة أعطية و قال: لتكبيرة واحدة خير من الدنيا و ما فيها.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، ثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأ عبد الرّحمن بن عثمان، أنبأ أبو الميمون، نا أبو زرعة (5)،ثنا أحمد بن عبد اللّه بن يونس، نا زهير بن معاوية، نا واصل بن حيّان (6)،ثنا شقيق: أن عمر بن الخطاب أعطاه أربعة أعطية بيده.

قال (7):و أخبرني محمّد بن سعيد، عن المحاربي (8)،عن صالح بن حيّان، عن شقيق قال: قال عمر بن الخطّاب: يا شقيق لتكبيرة واحدة خير من الدنيا و ما فيها.

قال (9):و حدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم، عن يحيى بن حسان، قال: ليس عند

ص: 164


1- ترجمته في سير الأعلام 339/13.
2- بالأصل: أبو.
3- طبقات ابن سعد 97/6.
4- عن ابن سعد و بالأصل: حبان.
5- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 656/1.
6- عن أبي زرعة و بالأصل: حبان.
7- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 656/1.
8- هو عبد الرحمن بن محمد، له ترجمة في التاريخ الكبير 347/1/3.
9- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 656/1.

منصور و الأعمش عن أبي وائل من هذه الأخبار التي يذكرها غيرهم من مجالسة شقيق لعمر بن الخطاب، إنما يأتي عن غيرهم - يعني من الشيوخ-.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم، قالا: أنبأ أبو سعد محمّد بن علي بن محمّد بن الخشّاب (1)،أنبأ محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن زكريا، أنبأ أبو العباس محمّد بن عبد الرّحمن بن محمّد الدغولي، قال:

سمعت محمّد بن المهلّب يقول: نا ابن نمير، ثنا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، عن إبراهيم، قال: قال لي إبراهيم: تأتي أبا وائل ؟ قلت: نعم، قال: أدركت أصحاب عبد اللّه و هم متوافرون و إنه لرضا فيهم.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، ثنا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنبأ أبو بكر الخطيب (2)،أنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن القرشي، ثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب الأصم، ثنا العباس بن محمّد الدوري، ثنا محاضر، ثنا الأعمش، قال: قال إبراهيم: عليك شقيق، فإني رأيت الناس و هم متوافرون، و هم يعدّونه من خيارهم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا المبارك بن عبد الجبّار، و ثابت بن بندار، قالا: أنبأ الحسن بن جعفر - زاد المبارك و محمّد بن الحسن قالا:- أنبأ الوليد بن بكر، أنبأ علي بن أحمد بن زكريا، أنبأ صالح بن أحمد، حدّثني أبي (3) قال: نا أبو نعيم (4)،ثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم قال: لقد أدركت أصحاب عبد اللّه و انهم ليعدّون شقيق بن سلمة من خيارهم، و كان لأبي وائل حصن (5) يسكن فيه، فإذا خرج إلى الغزو أخربه.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا عبد العزيز الكتاني، أنبأ أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأ أبو الميمون، نا أبو زرعة (6)،أنبأ عمر بن حفص، نا أبي، نا الأعمش قال:

ص: 165


1- بالأصل: الحساب، و الصواب ما أثبت، و ترجمته في سير الأعلام 150/18 و كناه: أبا سعيد.
2- تاريخ بغداد 269/9.
3- تاريخ الثقات للعجلي ص 222.
4- قوله:«نا أبو نعيم» سقط من تاريخ الثقات.
5- في تاريخ الثقات: خصّ .
6- تاريخ أبي زرعة 656/1.

قال لي إبراهيم: عليك بشقيق فإني أدركت الناس متوافرون (1)،يعدّونه من خيارهم.

قال محمّد بن أبي عمر: إنه سمعه من ابن عيينة عن ابن شبرمة، عن أبي وائل قال: أذكر أن مصدّق النبي صلى اللّه عليه و سلم أتاهم.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي بكر أحمد بن علي، أنبأ أبو بكر البرقاني، أنبأ محمّد بن عبد اللّه بن خميرويه، أنبأ الحسين بن إدريس، أنبأ محمّد بن عبد اللّه الموصلي، ثنا حميد بن عبد الرّحمن الرواسي، و كان ثقة، عن الأعمش قال: قال إبراهيم: عليك بشقيق فإني أدركت الناس و هم متوافرون، و إنهم ليعدّونه من خيارهم.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنبأ أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنبأ عبد الوهاب بن محمّد - زاد أبو الفضل: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنبأ أحمد بن عبدان، أنبأ محمّد بن سهل، أنبأ محمّد بن إسماعيل (2)،حدّثني عمر بن حفص، نا أبي، نا الأعمش، قال: قال لي إبراهيم: عليك بشقيق، فإني أدركت الناس و هم متوافرون، و انه (3) ليعدّونه من خيارهم.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو محمّد الصّريفيني، أنبأ أبو القاسم بن حبابة، ثنا أبو القاسم البغوي، ثنا محمّد بن يزيد الكوفي، ثنا أبو بكر بن عياش، ثنا الأعمش، قال: قال إبراهيم: من يأتي اليوم ؟ قلت: أبا وائل.

قال: أما أنه قد كان يعدّ من خيار أصحاب عبد اللّه.

قال الأعمش: و قال لي أبو وائل: قال: أنا مما يمنعك أن تأتيني، فاعتذرت إليه، قال: أما إنه ما هو بأبغض إليّ من أن تأتيني، قال: فقلت للأعمش: كم أكثر من كنت ترى عند إبراهيم ؟ قال: ثلاثة، أربعة، اثنين.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنبأ أحمد بن عبيد بن الفضل - قراءة-.

ص: 166


1- كذا، و الصواب: متوافرين.
2- التاريخ الكبير 245/4.
3- في البخاري: و انهم.

ح و عن أبي نعيم محمّد بن عبد الواحد الواسطي، أنبأ علي بن محمّد بن خزفة (1)،أنبأ محمّد بن الحسن بن محمّد الزعفراني، ثنا أبو بكر بن أبي خيثمة، ثنا أبي، ثنا جرير، عن مغيرة قال: قيل لإبراهيم حين ذكر كراهية أصحابه الصّلاة على الطنفسة، فقيل: إن أبا وائل يصلّي على الطنفسة، قال إبراهيم: أما إنه خير مني.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنبأ أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه، ثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، ثنا محمّد بن جعفر، عن شعبة، عن أبي بكر بن إبراهيم.

ح و أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنبأ أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، قالا: أنبأ محمّد بن الحسين بن الفضل، أنبأ عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب، ثنا محمّد بن بشار، ثنا محمّد بن جعفر عن (2) شعبة، قال: سمعت أبا معشر الذي روى عن إبراهيم النخعي قال: ما من قرية إلاّ و فيها من يدفع عن أهلها به، و إني لأرجو أن يكون أبو وائل منهم (3).

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأ أبو نصر الوائلي، أنبأ الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أنبأ إبراهيم بن يعقوب، نا عبدان، أنبأ عبد اللّه، ثنا أبو عوانة، عن مغيرة، عن إبراهيم قال:

ذكر عنده أبو وائل فقال: إني لأحسبه ممن يدفع به.

قال: و أنبأ أبو عبد الرّحمن، أنبأ أحمد بن علي بن سعيد، ثنا أبو معمر، ثنا أبو أسامة، عن مسعر، عن عمرو بن مرة، قال: قلت لأبي عبيدة: من أعلم أهل الكوفة بحديث عبد اللّه ؟ قال: أبو وائل.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم،

ص: 167


1- مهملة بالأصل بدون نقط ، و الصواب ما أثبت و ضبط ، و قد مرّ كثيرا.
2- بالأصل: محمد بن جعفر بن شعبة خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ قريبا. و في تاريخ بغداد: محمد بن شعبة خطأ فاحش، و في المعرفة و التاريخ: محمد عن شعبة.
3- الخبر في المعرفة و التاريخ 112/2 و حلية الأولياء 105/4 و تاريخ بغداد 270/9.

قالا: أنا أبو سعيد محمّد بن علي بن محمّد، ثنا محمّد بن عبد اللّه بن محمّد، ثنا محمّد بن عبد الرّحمن بن محمّد، ثنا محمّد - يعني ابن المهب - نا ابن يونس - ثنا أبو بكر، عن عاصم، قال: كان عبد اللّه إذا رأى أبا وائل، قال: التائب (1).

أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأ أبو نعيم الحافظ (2)،أنبأ أبو بكر بن مالك، ثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، ثنا أحمد بن محمّد (3) بن أيوب، ثنا أبو بكر بن عياش، عن عاصم قال: كان عبد اللّه بن مسعود إذا رأى الربيع بن خثيم (4) قال: وَ بَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (5)،و إذا رأى أبا وائل قال: التائب.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ أبو الحسن علي بن علي بن أيوب، أنبأ أبو الفرج محمّد بن عمر بن محمّد، ثنا محمّد بن عبد اللّه بن محمّد، قال: قرأت على أبي (6) بكر محمّد بن أحمد بن هارون العسكري، قلت له: أخبرك إبراهيم بن الجنيد، ثنا عبيد اللّه بن عمر، حدّثني معاذ قال: قلت ليحيى بن سعيد القطان: يا أبا سعيد أنت لا ترضى إلاّ شقيق، عن عبد اللّه، عن عبد اللّه (7)،عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أنبأنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن خسرو، أنبأ أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون، أنبأ أبو بكر محمّد بن عمر المقرئ قال: قرئ على أبي عمرو عثمان بن أحمد بن سمعان، أنا أبو محمّد الهيثم بن خلف بن محمّد الدوري، ثنا محمود بن غيلان قال: و سئل - يعني وكيعا - عن أبي سعيد البقّال، فقال: كان يروي عن أبي وائل، و كان أبو وائل ثقة.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، ثنا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنبأ أبو بكر الخطيب (8)،ثنا حمزة بن محمّد بن طاهر.

ص: 168


1- مهملة بدون نقط و رسمها بالأصل:«التائب» و المثبت عن سير الأعلام 164/4.
2- الخبر في حلية الأولياء 102/4.
3- في الحلية: محمد بن أحمد بن أيوب.
4- بالأصل:«ختيم» و في الحلية:«خيثم» و كلاهما تحريف و الصواب ما أثبت. انظر ترجمته في سير الأعلام 285/4.
5- سورة الحج، الآية:34.
6- بالأصل: بن.
7- كذا مكررة بالأصل، و الظاهر حذفها، فهو عبد اللّه بن مسعود و شقيق يروي عنه.
8- بالأصل: الخطالي، خطأ و الصواب ما أثبت.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنبأ أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر - زاد ابن الطّيّوري: و أبو نصر محمّد بن الحسن قالا:- أنبأ الوليد بن بكر، ثنا علي (1) بن أحمد بن زكريا الهاشمي، ثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد اللّه العجلي، حدّثني (2)أبي قال: شقيق بن سلمة الأسدي يكنى أبا وائل، من أصحاب عبد اللّه، رجل صالح جاهلي (3).

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنبأ أبو القاسم بن منده، أنبأ أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنبأ أبو طاهر بن سلمة، أنبأ علي بن محمّد، قالا: أنبأ أبو محمّد بن أبي حاتم (4) قال: ذكره أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين أنه قال: أبو وائل ثقة لا يسأل عنه.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنّا، عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنبأ أحمد بن عبيد - قراءة-، ح و عن محمّد بن عبد الواحد، أنبأ علي بن محمّد بن خزفة، قالا: أنبأ محمّد بن الحسين بن محمّد، ثنا أبو بكر بن خيثمة، ثنا أبي، ثنا محمّد [بن] (5) فضيل، عن أبيه، عن شقيق: أنه تعلّم القرآن في شهرين (6).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنبأ أبو عمر بن حيّوية، ثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، ثنا الحسين بن الحسن، أنبأ عبد اللّه (7) بن المبارك، أنبأ سفيان (8) قال: أمّهم أبو وائل، فرأى من صوته فقال: كأنه أعجبه، قال: فترك الإمامة.

ص: 169


1- قوله:«ثنا علي» كتبت فوق الكلام بين السطرين.
2- تاريخ الثقات للعجلي ص 22.
3- سقطت اللفظة من تاريخ الثقات.
4- الجرح و التعديل 370/4.
5- زيادة لازمة منا، و انظر سير الأعلام.
6- الخبر في سير الأعلام 163/4.
7- بالأصل: عبيد اللّه خطأ. انظر الحاشية التالية.
8- بالأصل: شقيق خطأ و المثبت عن مختصر ابن منظور 328/10 و انظر ترجمة سفيان بن سعيد الثوري في تهذيب التهذيب 353/2 و فيها يروي عنه عبد اللّه بن المبارك.

أخبرنا أبو الحسن (1) بن سعيد، ثنا و أبو النجم، أنبأ أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، قالا: أنبأ أبو الحسين بن الفضل، أنبأ عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب، ثنا يوسف بن محمّد الصّفّار.

ح و أخبرنا أبو الحسن، ثنا و أبو النجم، أنبأ أبو بكر الخطيب، قال: و أخبرني ابن الفضل أيضا، ثنا دعلج، ثنا أحمد بن علي الأبّار، ثنا يوسف الصّفار، ثنا أبو بكر بن عياش، عن عاصم قال: كان أبو وائل إذا خلا ينشج، و لو جعل له الدنيا على أن يفعل ذلك و أحد يراه لم يفعل (2).

و أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأ أبو (3) نعيم، ثنا أبو محمّد بن حيان، ثنا إسحاق بن علي بن إسحاق، ثنا الحسين بن الحسن، ثنا عبد اللّه بن المبارك، ثنا قيس بن الربيع، عن عاصم قال: سمعت شقيق بن سلمة يقول: ربّ اغفر لي، رب اعف عنّي، إن تعف عني فطولا من فضلك، و إن تعذّبني تعذّبني غير ظالم و لا مسبوق (4)،قال: ثم بكى حتى أسمع نحيبه من وراء المسجد.

أخبرنا بها أبو غالب أحمد بن الحسن، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنبأ أبو بكر بن إسماعيل، و أبو عمر بن حيّوية، قالا: ثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، حدّثنا الحسين بن الحسن، قالا: ثنا عبد اللّه بن المبارك، ثنا قيس بن الربيع، عن عاصم قال: سمعت شقيق بن سلمة يقول و هو ساجد: ربّ اغفر لي، ربّ اغفر لي، إن تعف عني فطول من قبلك، و إن تعذّبني تعذّبني غير ظالم لا مسبوق (5)،قال: ثم بكى حتى أسمع نحيبه من وراء المسجد.

أنبأنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر بن البنّا، قالا: قرئ على أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنبأ أحمد بن معروف، ثنا الحسين بن الفهم، ثنا

ص: 170


1- بالأصل: الحسين، خطأ، و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
2- الخبر في تاريخ بغداد 270/9.
3- الخبر في حلية الأولياء 102/4.
4- عن الحلية 102/4 و الباء مهملة بالأصل.
5- عن الحلية 102/4 و الباء مهملة بالأصل.

محمّد بن سعد (1)،أنبأ أحمد بن عبد اللّه بن يونس، حدّثني معروف (2) بن واصل قال:

رأيت إبراهيم التيمي عند أبي وائل و يده في يده، فكان إبراهيم إذا ذكّر بكى أبو وائل، كلما خوّف بكى أبو وائل.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الأصبهاني - شفاها - أنبأ أبو منصور بن الحسين بن علي بن القاسم بن رواد، و أحمد بن محمود بن أحمد بن محمود، قالا:

أنبأ أبو بكر بن المقرئ، ثنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن سفيان بن أبي الزرد، نا أحمد بن عبيد بن ناصح، ثنا ابن كناسة، عن الأعمش قال: دخلت على إبراهيم التيمي و أبي وائل و هما في مجلس، فجعل إبراهيم التيمي يقص و أبو وائل يبكي.

أنبأنا أبو البركات محفوظ بن الحسن بن محمّد بن صصري، أنبأ أبو القاسم نصر بن أحمد الهمداني، أنبأ أبو بكر الخليل بن هبة اللّه بن الخليل، أنبأ أبو علي القاسم بن الحسن بن محمّد بن درستويه، ثنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، ثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، حدّثني عبد اللّه بن الربيع، ثنا جرير، عن مغيرة، عن معاوية قال: كان إبراهيم التيمي يقص في بيت أبي وائل، فكان أبو وائل ينتفض انتفاض الطير.

أنبأنا أبو علي الحدّاد، أنبأ أبو نعيم (3)،ثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، ثنا جرير، عن مغيرة قال: كان إبراهيم التيمي يذكّر في منازل أبي وائل، فكان أبو وائل ينتفض انتفاض الطير.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ أبو الفضل بن خيرون، أنبأ أبو القاسم بن بشران، أنبأ أبو علي بن الصّواف، ثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، أنبأ المنجاب بن الحارث، أنبأ الحكم بن هشام، عن عبد الملك بن عمير، قال: كان لأبي وائل خصّ من قصب يكون فيه هو و دابته، فإذا غزا نقضه، و إذا رجع بناه.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأ أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنبأ الحسن بن إسماعيل، أنبأ أحمد بن مروان، ثنا إسماعيل بن إسحاق، ثنا سليمان بن

ص: 171


1- طبقات ابن سعد 100/6.
2- ابن سعد: معرّف.
3- الخبر في حلية الأولياء 101/4 و نقله الذهبي في السير 165/4.

حرب، ثنا حمّاد بن زيد، عن عاصم بن أبي النجود، قال: كان لأبي وائل شقيق بن سلمة خصّ يكون فيه هو و دابته، فإذا غزا نقضه، و إذا رجع أعاده.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، ثنا و أبو النجم الشّيحي (1) أنبأ أبو بكر الخطيب (2)، أنبأ البرقاني، أنبأ محمّد بن عبد اللّه بن خميرويه، أنبأ الحسن بن إدريس، ثنا ابن عمّار، ثنا عبد الرّحمن عن (3) أبي عوانة، عن عاصم قال: كان لأبي وائل خصّ من قصب هو فيه و فرسه، فكان إذا غزا نقضه و إذا قدم بناه.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنبأ أبو نعيم (4)،ثنا عبد اللّه بن محمّد، ثنا عبد الرّحمن بن محمّد بن سلم (5)،ثنا هنّاد، ثنا أبو بكر بن عياش، عن عاصم بن أبي النجود، قال: كان عطاء أبي وائل ألفين، فإذا خرج أمسك ما يكفي أهله سنة (6)، و تصدّق بما سوى ذلك.

قال: و أنبأنا أبو نعيم (7)،ثنا أبي، و أبو محمّد بن حيّان (8)،قالا: ثنا إبراهيم بن محمّد بن الحسن، ثنا أحمد بن محمّد بن مروان (9)،ثنا أحمد بن محمد بن أبي برة (10)، ثنا جعفر بن عون، عن المعلى بن عرفان قال: سمعت أبا وائل و جاءه رجل فقال: ابنك استعمل (11) على السّوق، فقال: و اللّه لو (12) جئتني بموته كان أحبّ إليّ ، إن كنت لأكره أن يدخل بيتي من عمل عملهم.

قال: و نا أبو نعيم (13)،ثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا عبد اللّه بن أحمد بن

ص: 172


1- بالأصل: السنجي خطأ، و الصواب ما أثبت و ضبط ، و قد مرّ كثيرا.
2- الخبر في تاريخ بغداد 270/9.
3- عن تاريخ بغداد و بالأصل:«بن».
4- حلية الأولياء 101/4.
5- في الحلية:«أسلم».
6- عن حلية الأولياء، و رسمها بالأصل: سخته.
7- حلية الأولياء 103/4.
8- عن الحلية، و بالأصل: حبان.
9- قوله:«أحمد بن محمد بن مروان» سقط من الحلية.
10- في الحلية: ثنا أحمد بن أبي برزة.
11- عن الحلية، سقطت من الأصل.
12- عن الحلية، و بالأصل: لقد.
13- حلية الأولياء 103/4.

حنبل، حدّثني أبو كريب، عن عاصم قال: كان أبو وائل يقول لجاريته: يا بركة إذا جاء يحيى - يعني ابنه - بشيء فلا تقبليه، و إذا جاءك أصحابي بشيء فخذيه، قال: و كان يحيى ابنه قاضيا على الكناسة.

قال: و نا أبو نعيم، ثنا محمّد بن جعفر، و الحسين بن محمّد، و علي بن أحمد، قالوا: أنا محمّد بن إسماعيل بن أحمد، ثنا أبو الفضل صالح بن أحمد، حدّثني أبي، ثنا حسين الأشقر، ثنا أبو بكر بن عياش قال: استعمل يحيى بن أبي وائل على قضاء الكناسة فقال أبو وائل لجاريته: يا بركة لا تطعميني شيئا مما يجيء به.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأ أبو الحسن علي بن الحسين بن قريش، أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمّد بن هارون الأهوازي، ثنا محمّد بن مخلد العطار.

ح و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأ أحمد بن عبد الملك، أنبأ أبو الحسن بن السّقا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا محمّد بن يعقوب، قالا: نا عباس بن محمّد الدوري، ثنا عبيد اللّه بن موسى، ثنا أبو إسرائيل الملائي، عن الأعمش، عن شقيق أنه - و في رواية وجيه أن أبا وائل - أولم برأس بقرة و أربعة أرغفة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو بكر بن الطبري، أنبأ أبو الحسين بن المفضل، أنبأ عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب (1)،ثنا يزيد بن مهران، نا أبو بكر عن (2)عاصم قال: أبو وائل إنما كبر القيراط أو الدانق، قال عاصم: و كان أبو وائل يمر في السّوق فيسمع قيراط دانق فلا يدري كم هو.

أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنبأ أبو بكر الخطيب (3)،أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد بن الصلت الأهوازي.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأ علي بن الحسين بن قريش، أنبأ أحمد بن محمّد بن هارون الأهوازي، أنبأ محمّد بن مخلد العطار، نا الفضل بن يعقوب الرّخامي (4)،ثنا الهيثم بن جميل (5)،ثنا أبو إسرائيل، و مندل عن الأعمش قال: قال

ص: 173


1- الخبر في المعرفة و التاريخ 575/2.
2- عن المعرفة و التاريخ و بالأصل «بن».
3- الخبر في تاريخ بغداد 270/9.
4- مهملة بالأصل، و المثبت عن تاريخ بغداد.
5- بالأصل حميل بالحاء المهملة، و المثبت عن تاريخ بغداد، و انظر ترجمته في سير الأعلام 396/10.

لي أبو وائل: يا أعمش (1):أسمع الناس يقولون: الدانق و القيراط ، الدانق أكثر أو القيراط؟.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنبأ أحمد بن عبيد - قراءة-، ح و عن أبي نعيم محمّد بن عبد الواحد، أنبأ علي بن محمّد بن خزفة (2)،قالا: أنبأ محمّد بن الحسين الزعفراني، ثنا أبو بكر بن أبي خيثمة، ثنا محمّد بن عمران الأخنسي، قال: سمعت أبا بكر بن عياش يقول: ثنا عاصم قال: ما سمعت أبا وائل يسب إنسانا قطّ ، و لا بهيمة (3).

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنبأ أبو نعيم (4)،ثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، ثنا أحمد بن محمّد بن أيوب، ثنا أبو بكر بن عياش، عن عاصم قال: ما رأيت أبا وائل متلفتا (5) في صلاة و لا غيرها، و لا سمعته يسبّ دابة قط ، إلاّ أنه ذكر الحجّاج يوما فقال: اللّهمّ أطعم الحجّاج من ضريع لا يسمن، و لا يغني من جوع، ثم تداركها فقال: إن كان ذاك أحب إليك، فقلت: و نستثني في الحجّاج فقال نعدها ذنبا.

قال (6):و ثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، ثنا يحيى بن آدم، ثنا أبو بكر عن (7) عاصم، قال: ما رأيت أبا وائل يلتفت في صلاة و لا في غيرها قط ، و لا قائلا لأحد: كيف أصبحت، و كيف أمسيت.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأ محمّد بن هبة اللّه، أنبأ محمّد بن الحسين، أنبأ عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب (8)،ثنا بكر بن الأسود، ثنا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش قال: قال لي شقيق بن سلمة: ما يمنعك أن تأتينا أكثر مما تأتينا؟

ص: 174


1- بالأصل:«نا أعمش» و الصواب عن تاريخ بغداد.
2- بالأصل: حرقه» خطأ و الصواب ما أثبت و ضبط .
3- سير الأعلام 163/4.
4- حلية الأولياء 101/4-102.
5- في الحلية: ملتفتا.
6- القائل أبو نعيم، و الخبر في حلية الأولياء 103/4.
7- عن الحلية و بالأصل: بن.
8- المعرفة و التاريخ 575/2.

قال: و كره أن يقول: أنا أحب أن تأتينا أكثر مما تأتينا فيكذب.

قال: و ثنا يعقوب (1)،ثنا أحمد بن يونس، ثنا أبو بكر عن الأعمش قال: كنت إذا أبطأت على أبي وائل قال: أي سليمان أين كنت ؟ أما انه ليس بأبغض إلي من أن [لا] (2)تجيئني.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأ أبو الفضل بن خيرون، أنبأ أبو بكر محمّد بن عمر، قال: قرئ على عثمان بن أحمد بن سمعان، أنبأ الهيثم بن خلف، ثنا محمود بن غيلان، قال: سمعت أبا معاوية يقول عن الأعمش قال: شهد أبو وائل صفين مع عليّ - كرّم اللّه وجهه-.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ أبو الفضل بن خيرون، أنبأ محمّد بن علي الواسطي، أنبأ الأحوص بن المفضّل بن غسان الغلاّبي، نا أبي، نا المؤمل بن إسماعيل، ثنا حمّاد بن زيد، ثنا عاصم بن بهدلة قلت لأبي وائل: شهدت صفين ؟ قال:

نعم، و بئست الصفون كانت (3).

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن عبد الملك، أنبأ أبو محمّد بن بالويه، و أبو الحسن بن السّقا، قالا: ثنا محمّد بن يعقوب، حدّثنا عباس بن محمّد، ثنا يحيى، ثنا وكيع، عن مسعر، عن ثور الهمداني، عن إبراهيم التيمي، قال: قال أبو وائل: أ لم أنبأ انكم صبيان، لقد رأيتني و مسروقا بالسكسكة يرى رأيا، و أرى غيره ما يتذاكره.

أنبأ أبو الحسين بن الطّيّوري، أنبأ أبو الحسن العتيقي.

و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأ ثابت بن بندار، أنبأ الحسن بن جعفر، قالا:

أنبأ الوليد بن بكر، أنبأ علي بن أحمد بن زكريا، ثنا صالح بن أحمد بن صالح، حدّثني أبي (4)،أنبأ حمّاد - يعني ابن زيد - عن عاصم قال: قيل لأبي وائل: أيهما أحب إليك عليّ أو عثمان ؟ قال: كان عليّ أحبّ إلي من عثمان، ثم صار عثمان أحبّ إليّ من عليّ .

ص: 175


1- المعرفة و التاريخ 575/2.
2- زيادة عن المعرفة و التاريخ، و هي فيه مستدركة بين معكوفتين.
3- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام 166/4 من طريق عاصم بن أبي النجود.
4- تاريخ الثقات للعجلي ص 222 و فيه: حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا حماد يعني ابن زيد...

قال: و حدّثني أبي (1)،ثنا نعيم بن حمّاد، ثنا أبو بكر بن عيّاش (2)،عن إسماعيل بن سميع، قال: قلت لأبي وائل: كان رأيك حسنا حتى أفسدك مسروق.

قال أبو بكر: و كان أبو وائل علويا قبل، ثم صار عثمانيا، و كان مسروق عثمانيا و كان مسروق عثمانيا (3)،و قال أبو وائل: إن مسروقا لا يهدي أحد و لا يضله.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، ثنا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنبأ أبو بكر الخطيب (4)،أنا محمّد بن أحمد بن رزق، أنبأ إسماعيل بن علي الخطبي، و أحمد بن جعفر بن حمدان، قالا: ثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، ثنا عبد الرّحمن - يعني ابن مهدي - عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم قال: كان زرّ يحب عليا، و كان أبو وائل يحبّ عثمان، و كانا يتجالسان، فما سمعتهما يتناميان (5) شيئا قط .

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ ثابت بن بندار، أنبأ محمّد بن علي الواسطي، أنبأ محمّد بن أحمد البابسيري، أنبأ الأحوص بن المفضّل بن غسان، ثنا أبي، ثنا يزيد بن هارون، أن أبا وائل كان من أهل النهر، و أنه رجع لما كلّمهم ابن عباس، و مات.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا عبد العزيز الكتاني، أنبأ أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأ أبو الميمون، ثنا أبو زرعة (6)،ثنا محمّد بن سعيد، ثنا أبو بكر بن عياش، عن عاصم قال: قيل لأبي وائل: أنت أكبر أم الربيع بن خثيم (7)؟قال: هو أكبر منّي عقلا، و أنا أكبر منه سنّا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنبأ محمّد بن الحسين، أنبأ عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، ثنا قبيصة، ثنا سفيان، عن أبيه قال:

ص: 176


1- المصدر السابق نفسه.
2- بالأصل:«عباس» خطأ و الصواب عن تاريخ الثقات.
3- كذا، و كان مسروق عثمانيا مكررة بالأصل.
4- تاريخ بغداد 270/9.
5- في تاريخ بغداد: يتناثيان.
6- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 657/1 و نقله الذهبي في السير 163/4.
7- بالأصل و أبي زرعة:«خيثم» خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ قريبا. و انظر سير الأعلام 163/4 و ابن سعد 96/6.

سمعت أبا وائل و سئل: أنت أكبر أو الربيع بن خثيم ؟ قال: أنا كنت أكبر منه و هو أكبر مني عقلا.

قال: و نا يعقوب (1)،نا أبو بكر الحميدي، ثنا سفيان، ثنا عمر بن سعيد، عن أبيه قال: أتيت أبا وائل فقال لي: ممن أنت ؟ فقلت: من بني ثور، فقال: ربّ خليل لي من بني ثور، فقلت له: أنت أكبر أم ربيع بن خثيم ؟ فقال: أنا أكبر منه ميلادا، و هو أكبر مني عقلا.

قال و ثنا يعقوب، ثنا أبو بشر - يعني بكر بن خلف - ثنا عبد الرّحمن، ثنا شعبة، عن يزيد بن أبي زياد، قال: قلت لأبي وائل: أيكما أكبر أنت أم مسروق ؟ قال: أنا أكبر من مسروق.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر القشيري، قالا: أنبأ محمّد بن علي بن محمّد، أنبأ محمّد بن عبد اللّه بن محمّد، ثنا محمّد بن عبد الرّحمن بن محمّد، قال:

و سمعت علي بن الحسن يقول: ثنا عبيد اللّه بن موسى، قال: سمعت الأعمش يقول:

كنا نأتي شقيقا و غيره، و لا يرى عند إبراهيم شيئا.

أخبرنا أبو الفتح محمّد بن علي بن عبد اللّه المصري، أنبأ أبو عمر عثمان بن محمّد بن عبيد اللّه المحمي بنيسابور، أنبأ أبو الحسن عبد الرّحمن بن إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكي، أنبأ أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن الحسن بن الشرقي، ثنا محمّد بن إسماعيل البخاري، ثنا عبد اللّه بن أبي الأسود، ثنا يحيى بن سعيد قال:

سمعت الأعمش يقول: كتب إليّ شقيق بن سلمة فيقول: سمعت عبد اللّه بن مسعود يقول: و سمعت أسامة و بنو عمه يلعبون: ما تعلمون ما نحن فيه (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو محمّد الصّريفيني، أنبأ أبو القاسم بن حبابة، ثنا عبد اللّه (3) بن محمّد البغوي، ثنا صالح بن أحمد، ثنا علي بن المديني، قال: سمعت يحيى يقول: سمعت الأعمش يقول: كنت آتي شقيق بن سلمة و بنو عمه

ص: 177


1- المعرفة و التاريخ 575/2.
2- كذا وردت العبارة بالأصل.
3- بالأصل: عبد.

يلعبون بالنرد و الشطرنج فيقول: سمعت أسامة بن زيد، و سمعت عبد اللّه، و هم لا يدرون فيما نحن.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ أبو الفضل بن خيرون، أنبأ أبو القاسم بن بشران، أنبأ أبو علي بن الصّواف، ثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا أبي، نا أبو معاوية، عن الأعمش قال: قال لي أبو وائل: شقيق بن سلمة: يا سليمان ما في أمرائنا هؤلاء واحدة من ثنتين: ما فيهم تقوى أهل الإسلام، و لا فيهم عقول أهل الجاهلية (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو الفضل بن البقّال، أنبأ أبو الحسين بن بشران، أنبأ عثمان بن أحمد، ثنا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، ثنا أبو معاوية، ثنا الأعمش، عن شقيق قال: قال لي: يا سليمان إن أمرائنا هؤلاء ليس عندهم واحدة من اثنتين: ليس عندهم تقوى أهل الإسلام، و لا أحلام أهل الجاهلية.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنبأ الحسن بن علي بن محمّد، أنبأ عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد الزهري، ثنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، حدّثني جدي - يعني أحمد بن منيع - ثنا أبو معاوية.

ح و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنبأ أبو بكر البيهقي، أنبأ أبو زكريا بن أبي إسحاق، أنبأ علي بن المؤمل، عن الحسن بن عيسى، ثنا محمّد بن موسى، ثنا عبد اللّه - يعني ابن داود - عن الأعمش، قال: قال: أبو وائل.

و أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنبأ أبو بكر الخطيب (2)،أخبرني علي بن أحمد الرزاز (3)،أنبأ عثمان بن أحمد الدقاق، ثنا يحيى بن أبي طالب، أنبأ عمرو بن عبد الغفار، نا الأعمش، قال: قال لي شقيق: يا سليمان نعم الربّ ربّنا، لو أطعناه ما عصانا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، نا الحسن بن علي الجوهري - إملاء - سنة سبع و أربعين و أربعمائة.

ح و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأ الحسن بن علي، أنبأ أبو بكر بن إسماعيل،

ص: 178


1- الخبر في سير الأعلام 164/4 و تهذيب الكمال ط دار الفكر 389/8 من طريق أبي معاوية.
2- تاريخ بغداد 270/9 و نقله الذهبي في سير الأعلام 164/4.
3- بالأصل:«الزراذ» و المثبت عن تاريخ بغداد.

و أبو عمر بن حيّوية، قالا: نا يحيى بن محمّد بن صاعد، ثنا الحسين بن الحسن، أنبأ عبد اللّه بن المبارك، أنبأ معمر، عن سليمان الأعمش - و في رواية أبي بكر: ثنا معتمر بن سليمان، عن الأعمش - عن شقيق بن سلمة قال: مثل قراء هذا الزمان كغنم ضوائن ذات صوف، عجاف، أكلت من الحمض و شربت من الماء حتى انتفخت خواصرها، فمرّت برجل فأعجبته، فقام إليها فعبط شاة (1) منها فإذا هي لا تنقي ثم عبط شاة أخرى فإذا هي كذلك، فقال: أف لك سائر اليوم.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأ رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنبأ أحمد بن مروان، ثنا أبو بكر بن أبي خيثمة، ثنا أبي، عن أبي عيينة، عن عامر بن (2)شقيق، سمع أبا وائل يقول:

استعملني زياد على بيت المال، فأتاني رجل بصكّ : اعط صاحب المطبخ ثمان مائة درهم (3)،فقلت له: مكانك، فدخلت على زياد فقلت: إن عمر بن الخطاب استعمل عبد اللّه بن مسعود على القضاء و بيت المال، و عثمان بن حنيف على ما يسقي الفرات، و عمّار بن ياسر على الصّلاة و الجند، و رزقهم كل يوم شاة، فجعل نصفها و سقطها و أكارعها لعمّار لأنه كان على الصّلاة و الجند، و جعل لابن مسعود ربعها، و جعل لعثمان ربعها، ثم قال: إن مالا يوجد منه كل يوم شاة لسريع الفناء.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، ثنا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو بكر بن الطبري، قالا: أنبأ أبو الحسين بن الفضل، أنبأ عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب، نا أبو بكر الحميدي.

ح و أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو القاسم الشّحّامي، قالا: أنبأ أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقال، قالا: أنبأ أبو الحسين بن بشران، أنبأ عثمان بن أحمد، ثنا حنبل بن إسحاق، ثنا الحميدي، ثنا

ص: 179


1- عبط الذبيحة نحرها من غير داء و لا كسر، و هي سمينة فتية (اللسان).
2- بالأصل «عن» خطأ و الصواب «بن» انظر تهذيب الكمال ط دار الفكر 388/8.
3- كتبت فوق الكلام بين السطرين.

سفيان، ثنا عامر بن شقيق أنه سمع أبا وائل يقول: استعملني ابن زياد على بيت المال، و أتاني رجل بصك فيه: اعط صاحب المطبخ ثمان مائة درهم، فقلت له: مكانك، فدخلت على ابن زياد فحدثته، فقلت له: إن عمر استعمل عبد اللّه بن مسعود على القضاء و على بيت المال، و عثمان بن حنيف على ما سقى الفرات، و عمّار بن ياسر على الصّلاة و الجند، و رزقهم كل يوم شاة فجعل نصفها و سقطها و أكارعها لعمّار لأنه على الصّلاة و الجند، ثم جعل لعبد اللّه بن مسعود ربعها، و جعل لعثمان بن حنيف ربعها، ثم قال: إن مالا يؤخذ منه كل يوم شاة إن ذلك فيه لسريع، فقال لي ابن زياد: ضع المفاتيح و اذهب حيث شئت.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر القشيري، قالا: أنبأ أبو سعيد الخشاب، أنبأ أبو بكر الجوزقي، أنبأ أبو العباس الدغولي، قال: سمعت محمّد بن مشكان يقول: ثنا محمّد بن عبيد، ثنا الأعمش عن شقيق قال: دخلت أنا و مسروق على ابن زياد و عنده ثلاثة آلاف فقال: يا أبا وائل ما تقول في رجل يموت و عنده هذه ؟ قال:

فعرضت له من سلول، قال: ذلك سر و سر إذا قدمت الكوفة فائتني.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ أبو الحسن بن الطّيّوري، أنا أبو الحسن العتيقي.

و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأ ثابت بن بندار، أنبأ الحسين بن جعفر، قالا:

أنبأ الوليد بن بكر، أنبأ علي بن أحمد بن زكريا، أنبأ صالح بن أحمد بن صالح، حدّثني أبي (1)،ثنا يزيد بن هارون، عن العوام، عن إبراهيم مولى صخير، عن أبي وائل قال:

أرسل إليّ الحجّاج، فدخلت عليه فقال لي: ما اسمك ؟ قال: قلت: ما بعثت إلاّ و قد عرفت اسمي، قال: إني أريد أن استعملك على بعض عملي، قال: قلت: أما و اللّه إني لأذكرك في بعض الليل فأورق بك سائر ليلتي، فكيف إلي لك عملا، قال: أما لئن (2)قلت ذاك، إنا لنقتل الرجال على شيء قد كان من قبلنا يهاب القتل على مثله.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأ رشأ بن نظيف، أنبأ الحسن بن إسماعيل، ثنا أحمد بن مروان، ثنا إبراهيم بن فهد، ثنا سهل بن بكار، نا أبو عوانة، عن

ص: 180


1- الخبر في تاريخ الثقات للعجلي ص 222.
2- عن العجلي و بالأصل: ليس.

عاصم بن بهدلة، عن أبي وائل قال:

بعث إليّ الحجّاج فأتيته، فقال: ما اسمك ؟ فقلت: ما بعث إليّ الأمير إلاّ و قد عرف اسمي، فقال: متى نزلت هذا البلد؟ قلت: ليالي نزله أهلي، قال: إني مستعملك، قلت: على ما ذا - أصلح اللّه الأمير - قال: على السّلسلة، قلت: إن السلسلة لا تصلح إلاّ برجال يعملون عليها و أنا فرجل شيخ ضعيف أخرق، أخاف بطانة السوء، فإن يعفني الأمير فهو أحب إليّ ، و إن يقحمني أقتحم، و اللّه إني لأتعارّ (1) من الليل فأذكر الأمير فلا يأتيني النوم حتى أصبح، و لست للأمير على عمل، فكيف إذا كنت له على عمل، و اللّه ما رأيت الناس هابوا أميرا قط هيبتهم لك أيها الأمير، فأطرق ساعة ثم قال: أما قولك: ما رأيت الناس هابوا أميرا قط فإني و اللّه ما أعلم على وجه الأرض رجلا أجرأ على دم منّي، و أما قولك: إن يعفني الأمير فهو أحبّ إليّ إن تقحمني أقتحم، فإنّا إن وجدنا غيرك أعفيناك، و إن لم نجد غيرك أقحمناك، ثم قال: انصرف، قال: فمضيت فعقلت عن الباب يمنة، فقال سددوا الشيخ.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم بن سعدوية، أنبأ عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن، أنبأ جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب، ثنا محمّد بن هارون الروياني، ثنا خالد بن يوسف بن خالد السّمتي، نا أبو عوانة، ثنا عاصم بن بهدلة، عن أبي وائل قال:

أرسل إليّ الحجّاج فقال: ما اسمك ؟ قال: قلت: ما أرسل إليّ الأمير إلاّ و قد عرف اسمي، قال: متى هبطت هذا البلد؟ قال: قلت: ليالي هبطه أهله، قال: كم تقرأ من القرآن ؟ قال: قلت: أقرأ منه ما أن تبعته كفاني، قال: إنا نريد أن نستعين بك على بعض أعمالنا، قال: قلت: على أيّ عمل الأمير؟ قال: على السّلسلة، قال: قلت: إن السّلسلة لا يصلحها إلاّ رجال يعملون و يقومون عليها، و أن تستعين بي تستعين بكبير أخرق ضعيف، يخاف أعوان السوء، و إن يعفي (2) الأمير فهو أحبّ إليّ ، و إن تقحمني أقتحم، و أيم اللّه إني لأتعارّ من الليل و أذكر الأمير فما يأتيني النوم حتى أصبح، و لست للأمير على عمل، فكيف إذا كنت للأمير على عمل، و أيم اللّه ما أعلم الناس هابوا أميرا قط هيبتهم إيّاك أيها الأمير، قال: فأعجبه ما قلت له، فقال: إيه أعد علي، قال: فأعدت

ص: 181


1- التعارّ: السهر و التقلب على الفراش ليلا مع كلام (القاموس: عر).
2- كذا، و لعله:«يعفني».

عليه، فقال: أما قولك إن تعفيني (1) أيها الأمير فهو أحبّ إليّ و إن تقحمني الأمير أقتحم، فإنا إن لا نجد غيرك نقحمك، و إن نجد غيرك لا نقحمك، و أمّا قولك إن الناس لم يهابوا أميرا هيبتهم إيّاي، فإني و اللّه ما أعلم اليوم رجلا هو أجرأ على دم منّي، و لقد ركبت أشياء هابها الناس ففرج لي بها، انطلق يرحمك اللّه.

قال: فعدلت عن الطريق كأني لا أبصر، فقال: أرشدوا الشيخ، أرشدوا الشيخ، قال: فجاءني إنسان و أخذ بيدي.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، قالا: أنبأ أبو سعيد محمّد بن علي، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد، أنبأ أبو العباس محمّد بن عبد الرّحمن، ثنا محمّد بن جهم السمري، ثنا جعفر بن عون، أنبأ أبو سعد، اسمه سعيد بن المرزبان عن (2) أبي وائل، قال:

أرسل إليّ الحجّاج فجاءني الرسول فقال: أجب، فقلت: اتركني حتى أطرح عليّ ثوبا، فقال: فقال: ما أنا بتاركك، قال: فدعوني بثوبي و طرحته عليّ ، ثم انطلقت معه، فدخلت عليه و هو متكئ على حاياه (3) ما أرى إلاّ رأسه، فسلّمت فردّ قال: قلت:

صالحة، قال: ما اسمك ؟ قلت: ما أرسلت إليّ إلاّ و أنت تعلم اسمي، قال: متى سكنت هذه البلاد؟ قلت: حين سكنها أهلها، قال: ما معك من القرآن ؟ قلت: معي ما إن عملت به كفاني، قال: ما تقول في رجل قتل امرأة ؟ قلت: يقتل بها، قال: الرجل بالمرأة ؟ قلت: نعم، النفس بالنفس، قال: فما تقول في رجل تزوج امرأة فهلك عنها قبل أن يدخل بها؟ قال: قلت: لها الميراث و عليها العدّة، قال: ما أراني إلاّ مستعملك على القضاء، قال: إن تفعل تستعمل شيخا أخرق، و إن تأبى إلاّ أن أقتحم أقتحم، قلت:

قد أدركت عمر هلم إليك حراما فرقت فرقي إيّاك أحدا، قال: إن تفعل فإنه لم يبق اليوم أحد أجرأ مني على دم تعاهدنا، فتركت الباب و عمدت إلى الحائط ، فقال: من هاهنا، سدّدوا الشيخ.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو الفضل بن البقّال، أنبأ أبو الحسين بن

ص: 182


1- كذا، و الصواب: تعفني.
2- بالأصل:«بن» خطأ.
3- كذا.

بشران، أنبأ عثمان بن أحمد، ثنا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، نا إبراهيم بن خالد، أخبرني رباح بن زيد قال: بلغني أن أبا وائل شقيق بن سلمة كان يأخذ العصا في زمان الحجّاج - أحسب أنه قال: فلما مات الحجّاج وضعها.

قال: و بلغني أن ابن عون أخذها في زمان جعفر، قال أبو عبد اللّه: (1)

لئن لا يستعان به في عمل.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأ عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب، نا عبيد اللّه بن موسى، أنبأ زيد بن الخليل قال: دخلت على شقيق بن سلمة يوم جمعة و هو يسخن قمقما، فقلت: أنت شيخ لا تأتي الجمعة، فقال: إني سمعت عبد اللّه بن مسعود يقول في الشيء أنا أعجز و أحمق من الذي لا يغتسل يوم الجمعة.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنبأ أبو بكر الخطيب (2)،أنبأ ابن الفضل، أنبأ دعلج، أنبأ الأبّار، نا إبراهيم بن سعيد، عن أبي الأحوص محمّد بن حيان، عن علي بن ثابت، عن سعيد بن صالح، قال: كان أبو وائل يؤم جنائزنا (3)،و هو ابن خمسين و مائة سنة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد، أنبأ محمّد بن الحسن بن محمّد، ثنا أحمد بن الحسين بن زنبيل، ثنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن بن الخليل، ثنا محمّد بن إسماعيل، ثنا محمّد بن حمّاد بن سلمة، عن عاصم قال: لمات مات أبو وائل قبّل أبو بردة جبهته.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ ثابت بن منصور، قالا: أنبأ أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد أبو البركات و أبو الفضل أحمد بن الحسن قالا:- أنبأ محمّد بن الحسن بن أحمد بن إسحاق، أنبأ عمر بن أحمد بن إسحاق، ثنا خليفة بن خياط (4)

ص: 183


1- لفظة غير مقروءة بالأصل و رسمها:«يتبنج» كذا.
2- تاريخ بغداد 271/9.
3- في تاريخ بغداد:«يوم جنايرها» و كتب مصححه بالهامش: كذا بالأصلين و لم نقف عليه بالمراجع التي بأيدينا.
4- طبقات خليفة بن خياط ص 262 رقم 1114.

قال: شقيق بن سلمة يكنى أبو وائل، مات بعد الجماجم.

أخبرنا أبو البركات أيضا، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنبأ عبد الملك بن محمّد، أنبأ أبو علي الصّواف، ثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: و مات شقيق بن سلمة الأسدي في زمن الحجّاج بعد الجماجم.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنبأ محمّد بن علي بن أحمد، أنبأ أحمد بن إسحاق، ثنا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، حدّثنا خليفة بن خياط (1) قال: و فيها - يعني سنة اثنين (2) و ثمانين - مات أبو وائل بعد الجماجم.

قرأت بخط عبد الوهاب بن عيسى بن عبد الرّحمن بن ماهان، أنبأ الحسن بن رشيق العسكري، ثنا محمّد بن أحمد بن حمّاد الأنصاري، أخبرني محمّد بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمّد بن عمر قال: شقيق بن سلمة أبو وائل، مات في ولاية عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو عبد اللّه بن الخطاب - في كتابه - أنا أبو الحسن علي بن عبد اللّه الهمداني، أنبأ أبو عبد اللّه محمّد بن الحسن بن عمر التميمي، أنا أبو الفضل جعفر بن أحمد بن عبد السّلام الحميري، ثنا الحسين بن نصر بن المعارك البغدادي، قال:

سمعت أحمد بن صالح السمري يقول: قال أبو نعيم: و بقي شقيق بن سلمة إلى زمان عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو الفتح الماهاني، أنبأ شجاع بن علي، أنبأ أبو عبد اللّه بن منده، أن شقيق بن سلمة أبو وائل الأسدي أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم و لم يره و لم يسمع منه، مات سنة تسع و تسعين و هذا وهم.

قال: أبا وائل لم يبق إلى خلافة عمر بن عبد العزيز - رحمه اللّه (3)-

ص: 184


1- تاريخ خليفة بن خياط ص...
2- كذا بالأصل.
3- تاريخ خليفة ص 288.

ذكر من اسمه شمّاخ

2761 - شمّاخ بن أبي شداد العدواني

شاعر من أهل دمشق، كان مع الجرّاح بن عبد اللّه الحكمي بإرمينية، فقال يحرض خاقان ملك الخزر على غزو المسلمين و هم بإرمينية في ولاية الجرّاح:

ألا من مبلّغ خاقان عني *** فأقبل حين ينصرم الشتاء

لنجعل في حالك من صغير *** و كهل قد أضرّ به الغناء

فراخ دجاجة يتبعن ديكا *** يلذن به إذا حمس (1) اللقاء

طويل الشخص أحمر قبرسيا *** لصوفي ثم منظره السماء (2)

فأقبل خاقان في جموعه فقتل جرّاحا، و غلب (3) على إرمينية، و كان البلاء عظيما، فكتب هشام في قطع لسان العدواني فقطع.

ذكر ذلك أبو بكر محمّد بن الحسن بن دريد، ثنا أبو حاتم السّجستاني، أنبأ أبو عبيدة قال: قال رجل من أهل دمشق من عدوان يقال له شمّاخ بن أبي شداد العدواني فذكره.

قرأت على أبي الفتوح أسامة بن محمّد بن زيد، عن أبي جعفر محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمر، عن أبي عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى المرزباني، قال:

شمّاخ بن أبي شمّاخ العدواني من أهل دمشق، كتب إلى خاقان ملك الترك يحرضه على غزو المسلمين في أيام هشام، و له فيه خبر (4) فذكر الشعر و فيه: طويل الشعر أحوى.

ص: 185


1- كذا، و لعله: حمي.
2- كذا عجزه بالأصل.
3- انظر الطبري حوادث سنة 112 ه .
4- الذي في معجم الشعراء للمرزباني المطبوع ص 138 شماخ بن أبي شداد الغيابي، و بنو غيابة من عدوان. و ذكر له ثلاثة أبيات على نفس القافية، إنما هي غير الأبيات الواردة بالأصل هنا.

ذكر من اسمه شمر

2762 - شمر بن ذي الجوشن و اسم ذي الجوشن: شرحبيل

2762 - شمر بن ذي الجوشن و اسم ذي الجوشن: شرحبيل (1)،

و يقال: عثمان بن نوفل، و يقال: أوس بن الأعور

أبو السّابغة (2) العامري ثم الضّبابي (3)

حيّ (4) من بني كلاب، كانت لأبيه (5) صحبة، و هو تابعي أحد من قاتل الحسين بن علي.

و حدّث عن أبيه.

روى عنه أبو إسحاق السّبيعي، و وفد على يزيد بن معاوية مع أهل بيت الحسين، و سيأتي ذكر ذلك في ترجمة... (6).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنبأ أحمد بن جعفر، ثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل (7)،حدّثني أبي (8)،ثنا عصام بن خالد، ثنا عيسى بن

ص: 186


1- في الطبري 241/6 «شرحبيل بن الأعور» و في القاموس (جشن): شرحبيل بن قرط الأعور.
2- عن مصادر ترجمته، و بالأصل بالعين المهملة.
3- ترجمته في جمهرة ابن حزم 287 ميزان الاعتدال 280/2 و البرصان و العرجان ص 82 و الوافي بالوفيات 180/16.
4- الضبابي نسبة إلى بني ضباب و هم حي من بني كلاب بن ربيعة.
5- بالأصل: لابنه، خطأ. و الصواب عن الوافي.
6- رسمها بالأصل:«يحقر» كذا.
7- الحديث في مسند أحمد ط دار الفكر 588/5 ح 16633.
8- في المسند: حدثني أبي، حدثني أبو صالح الحكم بن موسى، حدثنا عيسى بن يونس قال أبي: أخبرنا عن أبيه.

يونس بن أبي إسحاق الهمداني، عن أبيه (1)في المسند: إن شئت بعتنيه أو هل لك أن تبعنيه بالمتخيرة.(2)،عن جده، عن ذي الجوشن قال:

أتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعد أن فرغ من أهل بدر بابن فرس لي، قلت: يا محمّد إني قد جئتك يا ابن القرحاء لتتخذه قال:«لا حاجة لي فيه، و لكن إن شئت أن أقيضك به المختارة من دروع بدر، فعلت» (3)،فقلت: ما كنت لأقايضك اليوم بغيره، قال:«فلا حاجة لي فيه»، ثم قال:«يا ذا الجوشن أ لا تسلم فتكون من أوّل هذا الأمر؟» قلت: لا، قال:«لم ؟» قلت: إني رأيت قومك قد ولعوا بك، قال:«فكيف بلغك من مصارعهم ؟» قال: قلت: قد بلغني، قال:[فإنا نهدي لك] (4) قلت: إن يغلب على الكعبة و تقطنها (5) قال:«لعلك إن عشت أن ترى ذلك»، ثم قال:: «يا بلال خذ حفنية الرجل فزوّده من العجوة»، فلما أدبرت قال:«إنه من خير بني عامر»، قال: فو اللّه إني لبأهلي بالغور (6) إذ أقبل راكب فقلت: من أين ؟ قال: من مكة، قلت: ما فعل الناس ؟ قال:

قد (7) غلب عليها محمّد، قال: فقلت: هبلتني أمي، فو اللّه لو أسلم يومئذ ثم أسأله الحيرة لأقطعنيها[5029 م].

قال: و ثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل (8)،ثنا شيبان بن أبي شيبة، أبو محمّد، ثنا جرير بن حازم، عن أبي إسحاق الهمداني، قال: قدم على النبي صلى اللّه عليه و سلم ذو الجوشن و أهدى له فرسا، و هو يومئذ مشرك، فأبى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن يقبله، ثم قال:«إن شئت أن تبيعه (8) أو هل لك المتخيّرة من دروع بدر»، ثم قال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«هل لك أن تكون من أول من يدخل في هذا الأمر؟» فقال: لا، فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:«ما يمنعك من ذلك ؟» قال: رأيت قومك قد كذبوك و أخرجوك و قاتلوك، فانظر ما ذا تصنع، فإن ظهرت عليهم آمنت بك و اتبعتك، و إن ظهروا (9) عليك لم أمنعك، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا

ص: 187


1- راجع هامش رقم
2- في الصفحة السابقة.
3- عن المسند و بالأصل: فغلب.
4- زيادة عن المسند.
5- عن المسند و رسمها بالأصل:«و بعضها».
6- عن المسند و بالأصل: بالعوذ.
7- عن المسند و بالأصل: ان.
8- مسند أحمد ح 16634.
9- عن المسند و بالأصل: ظهرنا.

ذا الجوشن لعلك إن بقيت» فذكر الحديث نحوا منه[5030].

قال: و ثنا عبد اللّه (1)،ثناه أبو بكر بن أبي شيبة، و الحكم بن موسى، قالا: ثنا عيسى بن يونس، عن أبيه، عن جده، عن ذي الجوشن، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم نحوه.

قال: و نا عبد اللّه، ثنا محمّد بن عباد، ثنا شيبان، عن أبي إسحاق بن ذي الجوشن أبي شمر الضّبابي نحو هذا الحديث.

قال شقيق: و كان ابن ذي الجوشن جارا لأبي إسحاق، و لا أراه إلاّ سمعه منه.

قوله: و لا أراه إلاّ سمعه منه - يعني أبا إسحاق - سمعه من شمر بن ذي الجوشن عن أبيه.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأ أبو عمر بن حيّوية، أنبأ أحمد بن معروف، ثنا الحسين بن الفهم، ثنا محمّد بن سعد (2) قال في الطبقة الرابعة: ذي الجوشن الضّبابي، و اسمه شرحبيل بن الأعور بن عمرو بن معاوية، و هو الضّباب بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور.

قال محمّد بن عمر: و تحول إلى الكوفة فنزلها، و هو أبو شمر بن ذي الجوشن الذي شهد قتل الحسين بن [علي بن] (3) أبي طالب، و كان شمر يكنى أبا السابغة (4).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأ أبو عمرو بن منده، أنبأ الحسن بن محمّد، أنبأ أحمد بن محمّد بن عمر، أنبأ أبو بكر بن أبي الدنيا (5)،ثنا محمّد بن سعد، قال في تسمية من نزل الكوفة من الصحابة: ذي الجوشن عثمان بن نوفل الضّبابي، قال: قدمت على النبي صلى اللّه عليه و سلم بعد أن فرغ من بدر فقلت: يا رسول اللّه هل لك في ابن القرحاء و هو أبو الذي شهد قتل الحسين، و يكنى أبا السابغة (6).

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، ثم أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أنبأ أبو محمّد

ص: 188


1- مسند أحمد ح 16635.
2- طبقات ابن سعد 46/6 في تسمية من نزل الكوفة من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.
3- زيادة منا للإيضاح.
4- بالأصل بالعين المهملة، و الصواب عن ابن سعد.
5- الخبر برواية ابن أبي الدنيا سقط من طبقات ابن سعد الكبرى المطبوع.
6- بالأصل بالعين المهملة، و الصواب عن ابن سعد.

الجوهري، أنبأ أبو الحسين بن المظفّر، أنبأ أبو علي أحمد بن علي المديني، أنبأ أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم، قال: ذو الجوشن الكلابي ثم الضّبابي، و اسمه أوس بن الأعور بن عمرو بن معاوية بن كلاب - يعني ابن ربيعة بن عامر بن صعصعة - و ولد عمرو بن معاوية يقال لهم: الضباب لأن أحد عمرو بن معاوية يقال له ضبّ ، فنسبوا إلى ذلك.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن غانم بن أحمد، أنبأ عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق، أنبأ أبي أبو عبد اللّه قال: ذو الجوشن الضّبابي، يكنى أبا شمر من الضّباب بن كنانة بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.

قال عبد اللّه بن المبارك، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، قال: ذو الجوشن اسمه شرحبيل، و إنما سمي ذو الجوشن من أجل أن صدره كان ناتئا (1).

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنبأ أبو عمرو الأصبهاني، أنبأ أبو محمّد المديني، ثنا أبو الحسن الكتاني، أنبأ أبو بكر القرشي، حدّثني هارون، أبو بشر الكوفي، ثنا أبو بكر بن عياش، عن أبي إسحاق، قال: كان شمر بن ذي الجوشن الضّبابي يصلّي معنا الفجر، ثم يقعد حتى يصبح، ثم يصلّي ثم يقول: اللّهمّ إنك شريف تحب الشرف، و إنك تعلم أني شريف فاغفر لي، قال: قلت: ويحك كيف تصنع، إن أمرائنا هؤلاء أمرونا بأمر فلم نخالفهم، و لو خالفناهم كنا شرا من هؤلاء الحمر السقاة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأ الحسن بن علي، أنبأ أبو عمر بن حيّوية، أنبأ أحمد بن معروف، ثنا الحسين بن الفهم، ثنا محمّد بن سعد، أنبأ منذر بن إسماعيل، حدّثني الهيثم بن الخطاب الهدي، أنه سمع أبا إسحاق السّبيعي يقول: كان شمر بن ذي الجوشن - يقول:- الضّبابي لا يكاد أو لا يحضر الصّلاة فيجىء بعد الصلاة فيصلي ثم يقول: اللّهم اغفر لي فإني كريم لم تلدني اللئام، قال: فقلت له: إنك لسيئ الرأي (2) يسارع إلى قتل ابن بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال: دعنا منك يا أبا إسحاق، فلو كنا كما تقول و أصحابك كنا شرا من الحمراء السقات.

قال: و ثنا محمّد بن سعد، ثنا محمّد بن عمر، ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق قال:

ص: 189


1- القاموس (جشن)، و فيه أيضا أو لأنه أول عربي لبسه (الجوشن: الدرع)، أو لأن كسرى أعطاه جوشنا.
2- بياض بالأصل.

رأيت قاتل الحسين بن علي، شمر بن ذي الجوشن، ما رأيت بالكوفة أحدا عليه طيلسان غيره (1).

أنبأنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، أنبأ أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنبأ محمّد بن أحمد بن محمّد بن رزقويه، أنبأ أبو بكر محمّد بن عمر بن محمّد بن الجعابي (2)،حدّثني أبو بكر أحمد بن عبد العزيز، ثنا عمر بن شبة (3)،ثنا أبو أحمد، حدّثني عمي فضيل بن الزبير، عن عبد الرحيم بن ميمون، عن محمّد بن عمرو بن (4)حسن قال: كنا مع الحسين - رضي اللّه عنه - بنهري كربلاء فنظر إلى شمر بن ذي الجوشن فقال: صدق اللّه و رسوله، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«كأني انظر إلى كلب أبقع (5)يلغ في دماء أهل بيتي» (6) فكان شمر أبرص[5031].

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأ محمّد بن علي، أنبأ أحمد بن إسحاق، ثنا أحمد بن عمران، ثنا موسى بن زكريا، ثنا الخليفة العصفري (7)،قال: الذي ولي قتل الحسين: شمر (8) بن ذي الجوشن، و أمير الجيش عمر بن سعد بن مالك.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأ عبد الوهاب الميداني، أنبأ أبو سليمان بن زبر، أنبأ عبد اللّه بن أحمد الفرغاني، أنبأ أبو جعفر الطبري (9)،قال: ذكر هشام بن محمّد قال: قال أبو مخنف: حدّثني يونس بن أبي إسحاق عن مسلم بن عبد اللّه الضّبابي، قال: لما خرج شمر بن ذي الجوشن و أنا معه حين هزمنا المختار، و قتل أهل اليمن بجبانة السّبيع (10) و وجّه غلامه رزيقا (11) في

ص: 190


1- بياض بالأصل، و اللفظة استدركت عن مختصر ابن منظور 332/10.
2- ترجمته في سير الأعلام 88/16 و بالأصل: الجعاني بالنون.
3- بالأصل: شيبة خطأ، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 369/12.
4- بالأصل:«عن» خطأ.
5- الأبقع ما خالط بياضه لون آخر (اللسان).
6- نقله في الوافي 180/16.
7- تاريخ خليفة ص 235 حوادث سنة 61.
8- بالأصل:«ابن شمر» حذفنا «ابن» فهي مقحمة.
9- الخبر في تاريخ الطبري 52/6 حوادث سنة 66.
10- جبانة السبيع: بالكوفة، كان بها يوم للمختار بن أبي عبيد (ياقوت).
11- في الطبري: زريبا.

طلب شمر - يعني مضى (1) شمر حتى ينزل ساتيدما (2) ثم مضا حتى ينزل إلى جانب قرية، يقال لها: الكلتانية (3) على شاطئ نهر إلى جانب تلّ ، ثم أرسل إلى تلك القرية فأخذ منها علجا ثم قال: النجاء بكتابي هذا إلى المصعب بن الزبير، و كتب عنوانه للأمير مصعب بن الزبير من شمر بن ذي الجوشن، قال: فمضى العلج حتى يدخل قرية فيها بيوت و فيها أبو عمرة، و قد كان المختار بعثه في تلك الأيّام إلى تلك القرية ليكون مسلحة فيما بينه و بين أهل البصرة، فلقي ذلك العلج علجا (4) من أهل تلك القرية فأقبل يشكو إليه ما لقي من شمر، و أنه لقائم معه يكلمه (5) إذ مر به رجل من أصحاب أبي عمرة فرأى الكتاب مع العلج [وعنو] (6) انه لمصعب من شمر، فسألوا (7):العلج عن مكانه الذي هو به (8)،فإذا ليس بينهم و بينه إلاّ ثلاثة فراسخ، فأقبلوا يسيرون إليه.

قال (9):أبو مخنف، فحدّثني مسلم بن عبد اللّه قال: و أنا و اللّه مع شمر تلك الليلة، فقلنا له: لو أنك ارتحلت بنا من هذا المكان فإننا نتخوف به، فقال: أو كل هذا فرقا من هذا الكذّاب، و اللّه لا أتحول منه ثلاثة أيام، ملأ اللّه قلوبكم رعبا، قال: و كان ذلك المكان الذي كنّا به فيه دبى كثير، فو اللّه إني لبين اليقظان و النائم إذا سمعت وقع حوافر الخيل، فقلت [في نفسي:] (10) و اللّه صوت الدّبا، ثم اني سمعت أشد من ذلك، فانتبهت و مسحت عيني، فقلت: لا و اللّه ما هذا بالدبا، قال: و ذهبت لأقوم، فإذا أنا بهم قد أشرفوا علينا من التل، فكبّروا ثم أحاطوا بأبياتنا، و خرجنا نشتد (11) على أرجلنا و تركنا خيلنا، قال: فأمّر على شمر و انه لمرتدي (12) ببرد محفق (13) و كان أبرص، فكأني

ص: 191


1- عن الطبري و بالأصل قضى.
2- جبل بين ميافارقين و سعرت (ياقوت).
3- قرية بين السوس و الصيمرة، قتل بها شمر بن ذي الجوشن (ياقوت).
4- عن الطبري و بالأصل:«سحا».
5- عن الطبري و بالأصل:«كامة ؟؟».
6- بياض بالأصل، و اللفظة أثبتناها عن الطبري.
7- عن الطبري و بالأصل: قالوا.
8- بالأصل: صوبه، و المثبت عن الطبري.
9- عن الطبري و بالأصل: قالوا.
10- ما بين معكوفتين مطموس بالأصل، و المثبت عن الطبري.
11- بالأصل: يشتد.
12- كذا، و في الطبري: لمتّزر.
13- محقق أي محكم النسج.

انظر إلى بياض كشحيه، من فوق البرد، و إنه ليطاعنهم بالرمح، قد أعجلوه أن يلبس سلاحه و ثيابه، قال: فمضينا و تركناه، قال: فما هو إلاّ أن مضت ساعة إذ سمعت:

اللّه أكبر، قتل اللّه الخبيث.

قال أبو مخنف: حدّثني المشرقي (1)،عن عبد الرّحمن بن عبيد أبي الكنود قال:

أنا و اللّه صاحب الكتاب الذي رأيته مع العلج و أتيت به أبا عمرة، و أنا قتلت شمرا، قال:

قلت: هل سمعته يقول شيئا ليلتئذ؟ قال: نعم، خرج علينا فطاعننا برمحه ساعة ثم ألقى رمحه ثم دخل بيته فأخذ سيفه ثم كرّ علينا و هو يقول (2):

نبهتهم ليث عرين باسلا *** جهما محيّاه يدقّ الكاهلا

لم ير يوما عن عدو ناكلا *** إلاّ كذا مقاتلا أو قاتلا

يبرحهم ضربا و يروي العاملا

2763 - شمر بن عبد اللّه الخثعمي، ثم القحافي

من أصحاب معاوية، و شهد معه صفّين (3)،و شفع عنده لكريم بن عفيف الخثعمي من أصحاب حجر فوهبه له، له ذكر.

ص: 192


1- بالأصل:«الشرمي» و المثبت عن الطبري.
2- الرجز في الطبري 54/6.
3- انظر وقعة صفين لنصر بن مزاحم ص 257.

[ذكر] من اسمه شمعون

اشارة

[ذكر] (1) من اسمه شمعون

2764 - شمعون أبو ريحانة الأزدي،

2764 - شمعون (2) أبو ريحانة الأزدي،

و يقال: الأنصاري، و يقال: القرشي (3)

و الأصح أنه أزدي، و يقال: شمغون بالغين المعجمة

له صحبة من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أحاديث.

روى عنه: أبو علي عمرو بن مالك الجنبي الهمداني، و أبو رشد بن كريب (4) بن إبراهيم (5)،و أنس بن عامر المعافري الحجري، و قيل (6):عامر، و أبو الحصين الحجري، و عبادة بن نسيّ ، و أبو صالح الأشعري، و شهر بن حوشب، و مجاهد بن جبر (7).

و هو ممن شهد فتح دمشق و اتخذ بها (8) دارا و سكن بعد ذلك بيت المقدس.

ص: 193


1- ما بين المعقوفتين زيادة من المحقق.
2- في تهذيب الكمال ط دار الفكر 395/8 شمعون بن زيد بن خنافة و في الاستيعاب: يزيد.
3- ترجمته في الاستيعاب 162/2 هامش الإصابة، أسد الغابة 377/2 الإصابة 156/2 تهذيب التهذيب 514/2 الوافي بالوفيات 183/16 و فيه: شمغون. قال ابن يونس و هو عندي أصح.
4- بالأصل:«كرر» و المثبت عن أسد الغابة و تهذيب الكمال.
5- أسد الغابة: أبرهة.
6- كذا و لعله «أبو عامر» انظر تهذيب الكمال 395/8.
7- بالأصل:«خير» و المثبت عن تهذيب الكمال.
8- بالأصل:«و اتخذتها» و المثبت عن الوافي.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عدي بن مالك، و أبو القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد، قالا: أنبأ أبو الطيب عبد الرزّاق (1)،أنبأ أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن المقرئ، أنبأ أبو يعلى الموصلي، ثنا غسان بن الربيع، عن ليث.

أخبرنا أبو أحمد عبد الكريم بن حمزة، و طاهر بن سهل بن بشر، قالا: أنبأ أبو الحسين محمّد بن مكي بن علي، ثنا أبو الميمون، عن حمزة، أنبأ أحمد بن عبد الوارث بن جرير، ثنا عيسى بن حمّاد، أنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الحصين الحجري (2)،عن أبي ريحانة قال: بلغنا أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نهى عن الوشر (3)،و الوشم (4)،و البندة، و المشاعرة، و المكاعمة (5)،و الوصال، و الملامسة، و لم يذكر عيسى المكاعمة.

أخبرنا أبو القاسم غانم بن خلف بن عبد الواحد، أنبأ عبد الرزاق، عن عمر بن موسى، عن سمة، أنبأ أبو بكر بن المقرئ، ثنا محمّد بن زيان، و إسماعيل بن داود بن وردان، قالا: ثنا زكريا بن يحيى كاتب العمري، حدّثني مفضّل بن فضالة، و قال ابن داود: ثنا عن عياش (6) بن عباس، عن أبي الحصين الهيثم بن شفي أنه سمعه يقول:

خرجت أنا و صاحب لي يسمى أبا عامر - رجل من المعافر - لنصلي (7) بإيلياء و كان قاصهم رجل من الأزد يقال له: أبو ريحانة من الصّحابة.

قال أبو الحصين: فسبقني صاحبي إلى المسجد، فأدركته، فجلست إلى جنبه فسألني هل أدركت قصص أبي ريحانة ؟ فقلت: لا، فقال: سمعته يقول: نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن عشرة: عن الوشم، و الوشر، و النتف، و عن مكامعة (8) الرجل [الرجل] (9) بغير شعار، و عن مكامعة المرأة المرأة بغير شعار، و أن يجعل الرجل في

ص: 194


1- بياض بالأصل.
2- بالأصل:«الحميري» خطأ، و الصواب عن تهذيب الكمال، و اسمه الهيثم بن شفي.
3- الوشر: أن تحدد المرأة أسنانها و ترقق أطرافها (اللسان).
4- الوشم: هو ما تجعله المرأة على ذراعها بالإبرة ثم تحشوه بالنئور (اللسان).
5- المكاعمة أن يلثم الرجل صاحبه و يضع فمه على فمه كالتقبيل.
6- بالأصل:«عباس» و المثبت عن تهذيب الكمال 397/8.
7- بالأصل: ليصلي.
8- المكامعة: أن يضاجع الرجل صاحبه في ثوب واحد، لا حاجز بينهما.
9- زيادة عن تهذيب الكمال و أسد الغابة.

أسفل ثيابه حريرا مثل الأعاجم، و أن يجعل على منكبه حريرا مثل الأعاجم، و عن التهبي (1)،و ركوب النمر، و لبوس الخاتم إلاّ لذي سلطان.

رواه أحمد بن حنبل، عن يحيى بن غيلان، عن المفضّل بن فضالة بإسناده نحوه، و قال: ركوب النمور، و رواه زيد بن الحباب، عن يحيى بن أيوب، عن عياش بن عباس (2) الحميري، عن أبي الحصين الحجري، عن عامر الحجري بمعناه، و روى الليث بن سعد عن (3) يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الحصين الحجري، عن أبي ريحانة نفسه (4) و كل ذلك عندنا بإسناد، لكنا اقتصرنا على حديث المفضّل لاستقامة إسناده و علوه.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد بن عبد الواحد، أنبأ أبو علي بن الحصين، أنبأ أحمد بن جعفر، ثنا عبد اللّه بن أحمد (5)،حدّثني أبي، نا زيد بن الحباب، حدّثني عبد الرّحمن بن شريح، قال: سمعت محمّد بن سهل (6) الرعيني يقول: سمعت أبا عامر اليحصبي (7) قال أبي: و قال [غيره: الجنبي، يعني غير زيد، أبو علي الجنبي] (8)-يعني يقول - سمعت أبا ريحانة قال: كنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في غزوة [فأتينا ذات ليلة] (9) إلى شرف فبتنا عليه، فأصابنا برد شديد حتى رأيت من يحفر في الأرض حفرة يدخل فيها و يلقي عليه الحجفة - يعني الترس - فلما رأى ذلك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من الناس نادى:«من يحرسنا في هذه الليلة و أدعوا له بدعاء كثير [يكون فيه] (10) فضلا» فقال رجل من الأنصار: أنا يا رسول اللّه، قال:«ادنه»، فدنا، فقال:«من أنت ؟» فتسمّى له الأنصاري، ففتح رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بالدعاء، فأكثر منه، قال أبو ريحانة: فلما سمعت ما

ص: 195


1- و في تهذيب الكمال:«النهبي» و في أسد الغابة: النهبة.
2- بالأصل: عباس، و قد مرّ قريبا.
3- بالأصل «بن» خطأ، انظر ترجمة الليث بن سعد في سير الأعلام 136/8.
4- بياض بالأصل.
5- الحديث في مسند أحمد ط دار الفكر ح 17213(99/6).
6- في المسند:«سمير» و في تهذيب الكمال: بشير.
7- المسند: التجيبي.
8- المسند: التجيبي.
9- بياض بالأصل، و العبارة بين معكوفتين استدركت عن المسند.
10- بياض بالأصل، و ما بين معكوفتين استدرك عن المسند. و لفظة:«كثير» سقطت من المسند، و في المسند:«فضل» بدل «فضلا».

دعا به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقلت: أنا رجل آخر، قال:«ادنه»، فدنوت، فقال:«من أنت ؟» قال: فقلت: أنا أبو ريحانة، فدعا بدعاء هو دون ما دعا للأنصار [ي]، ثم قال:«حرّمت النار على عين دمعت أو بكت من خشية اللّه، و حرّمت النار على عين سهرت في سبيل اللّه»، أو (1) قال: حرّمت النار على عين أخرى ثالثة، لم يسمعها محمّد بن سمير[5032].

قال عبد اللّه: قال أبي: و قال غيره:- يعني غير زيد أبو علي الجنبي-.

رواه أبو كريب، عن زيد بن الحباب، و قال فيه: سمعت أبا علي الجنبي كما حكاه أحمد عن غير زيد، و رواه علي بن حرب عن زيد هذا، فقال: سمعت أبا علي التجيبي.

أخبرناه أبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى بن شعيب، أنبأ أبو صاعد يعلى بن هبة اللّه الفضيلي، أنبأ أبو محمّد بن أبي شريح، أنبأ محمّد بن عقيل بن الأزهر، ثنا علي بن حرب، ثنا زيد بن الحباب، حدّثني عبد الرّحمن بن شريح، ثنا محمّد بن سمير الرعيني، قال: سمعت أبا علي التجيبي قال: سمعت أبا ريحانة يقول: غزوت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأصابنا برد شديد، فلقد رأيت الرجل يحفر الحفيرة ثم يدخل فيها و يضع ترسه عليه، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«من يحرسنا الليلة ؟» فقال رجل من الأنصار: أنا، قال:

«من أنت ؟» فانتسب له، فدعا له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، ثم قال:«من يحرسنا الليلة ؟» قلت:

أنا، قال:«من أنت ؟» قلت: أبو ريحانة، فدعا لي دون ما دعا لصاحبي، ثم قال:

«حرّمت النار على ثلاثة أعين: عين حرست في سبيل اللّه، و عين بكت أو دمعت من خشية اللّه»[5033].

قال أبو الحسين: و لم يذكر ابن سمير الثالثة.

و رواه أبو صالح عبد اللّه بن صالح بن عبد الرّحمن بن شريح كذلك.

أنبأناه أبو علي الحداد، أنبأ أبو نعيم، ثنا سليمان بن أحمد (2)،ثنا مطلب بن شعيب، ثنا عبد اللّه بن صالح، ثنا عبد الرّحمن بن شريح، أبو شريح الإسكندراني،

ص: 196


1- عن المسند و بالأصل: و قال.
2- الخبر في حلية الأولياء 28/2 و نقله في تهذيب الكمال ط دار الفكر 398/8 من طريق سليمان بن أحمد.

عن أبي الصباح محمّد بن سمير (1) الرعينيّ عن أبي علي الهمداني، عن أبي ريحانة أنه كان مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في غزوة [قال: فأوينا] (2) ذات ليلة إلى شرف، فأصابنا فيه برد شديد حتى رأيت الرجال يحفر أحدهم حفرة فيدخل فيها و يلقي عليها حجفته (3)،فلما رأى ذلك منهم قال:«من يحرسنا في هذه الليلة فادعوا له بدعاء يصيب به فضلة» فقام رجل فقال: أنا يا رسول اللّه، فقال:«من أنت ؟» فقال: أنا فلان بن فلان الأنصاري، قال:«ادنه»، فدنا منه، فأخذ ينفض (4) ثيابه ثم استفتح بالدعاء، قال أبو ريحانة: فلما سمعت ما يدعو به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم للأنصاري قمت فقلت: أنا رجل فسألني كما سأله و قال:«ادنه» كما قال له، و دعا لي بدعاء دون ما دعا به للأنصاري، ثم قال:«حرّمت النار على عين سهرت في سبيل اللّه (5)،و حرّمت النار على عين غضّت عن محارم اللّه»[5034].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنبأ أبو سعد (6) الأديب، أنبأ أبو عمرو بن حمدان، أنبأ أبو يعلى الموصلي، ثنا مجاهد بن موسى، ثنا أبو بكر.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأ عيسى بن علي، أنبأ عبد اللّه بن محمّد، نا جدي، و منصور بن أبي مزاحم، قالا: أنبأ أبو بكر بن عياش، ثنا حميد الكندي، عن عبادة بن نسيّ ، عن أبي ريحانة: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«من انتسب إلى تسعة آباء كفّار يريد بهم عزا و كرما كان عاشرهم في النار»[5035].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأ أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن عمر العمري، أنبأ أبو محمّد بن أبي شريح، أنبأ أبو جعفر محمّد بن أحمد بن عبد الجبار الرذاني (7)،ثنا حميد بن زنجويه، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا عصمة بن سالم الهنائي، ثنا الأشعث، عن

ص: 197


1- تهذيب الكمال:«بشير».
2- بياض بالأصل، و ما بين معكوفتين استدرك عن تهذيب الكمال.
3- بالأصل و الحلية: جحفته، خطأ.
4- الحلية و تهذيب الكمال: ببعض.
5- بعدها في المصدرين السابقين:«و حرمت النار على عين دمعت من خشية اللّه» و قال الثالثة فنسيتها. قال أبو شريح بعد ذلك: و حرمت...».
6- بالأصل تقرأ: سعيد، خطأ.
7- بالأصل: الرواني، و الصواب ما أثبت و ضبط عن الأنساب، و هذه النسبة إلى رذان قرية من قرى نسا.

جابر الحداني، عن شهر بن حوشب، عن أبي ريحانة الأنصاري قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«الحمى كير من جهم، و هي نصيب المؤمن من النار»[5036].

ذكر أبو الحسين الرازي عن شيوخه الدمشقيين قال: دار بني الأكسف هم موالي الأزد، كان أحدهم أبو ريحانة الأزدي صاحب الأزد في الفتوح، و أبو ريحانة صحابي، و كانت له هذه الدار، أنزلها في أول ما فتح دمشق و صار بعده من ولده محمّد بن حكيم بن أبي ريحانة، كأننا من كتاب الدمشقيين، و هو أول من طوى الطومار و كتب فيه مدرجا مقلوبا.

أخبرنا أبو البركات، و أبو العزّ، قالا: أنبأ أبو طاهر - زاد أبو البركات، أنبأ محمّد بن الحسين و أبو الفضل قالا:- أنبأ الأصبهاني، أنبأ محمّد بن أحمد الأهوازي، أنبأ عمر بن أحمد الأهوازي، ثنا خليفة بن خياط (1) في تسمية من نزل الشام من الصحابة: أبو ريحانة الأنصاري.

و قال في موضع آخر (2):و أبو ريحانة من ساكني مصر.

روى:«الحمي من كير جهنم»- و في نسخة: من فيح جهنم-.

أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن علي الآبنوسي، و أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنبأ أبو الحسين بن المظفّر، أنبأ أحمد بن علي بن الحسين، أنبأ أحمد بن عبد اللّه بن البرقي، قال: أبو ريحانة الأزدي كان يسكن بيت المقدس، له خمسة - يعني أحاديث-.

أنبأ أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنبأ أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنبأ أحمد بن عبدان، أنبأ محمّد بن سهل، أنبأ محمّد بن إسماعيل (3)،قال شمعون أبو ريحانة الأنصاري، و يقال: قرشي، له صحبة، سماه ابن أبي أويس (4) عن أبيه، نزل الشام.

ص: 198


1- طبقات خليفة ص 555 رقم 2852.
2- طبقات خليفة ص 211 رقم 812.
3- التاريخ الكبير 264/4.
4- عن البخاري و الإصابة، و بالأصل: أوس.

-في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك - أنبأ أبو القاسم بن منده، أنبأ أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنبأ أبو طاهر، أنبأ علي بن محمّد، قالا: أنبأ عبد الرّحمن بن محمّد بن إدريس (1)،قال شمعون أبو ريحانة الأنصاري، و يقال: قرشي، له صحبة، نزل الشام، روى عنه أبو علي الهمداني ثمامة بن شفي، و شهر بن حوشب، و كريب بن أبرهة، و يحيى بن حسان الفلسطيني، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنبأ أحمد بن منصور بن خلف، أنبأ أبو سعيد بن حمدون، أنبأ مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو ريحانة شمعون الأزدي، و يقال: الأنصاري، صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأ أبو نصر الوائلي، أنبأ الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي (2) عبد الرّحمن، أخبرني أبي، قال:

أبو ريحانة شمعون نزل الشام.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأ أبو الحسن بن الآبنوسي، أنبأ عبد اللّه بن عتّاب، أنبأ أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنبأ الحسن بن أحمد، أنبأ علي بن الحسن، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنبأ أحمد بن عبيد - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الأولى في تسمية الصحابة الذين نزلوا الشام: أبو ريحانة الأسدي.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد، أنبأ هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر (3) أحمد بن محمّد بن إسماعيل، ثنا محمّد بن أحمد بن حمّاد (4) قال: سمعت أبا إسحاق الجوزجاني يقول: أبو ريحانة يقال له شمعون.

ص: 199


1- الجرح و التعديل 388/4.
2- كتبت فوق الكلام بين السطرين.
3- بياض بالأصل.
4- الكنى و الأسماء للدولابي 30/1.

قال الدّولابي: و سمعت موسى بن سهل يقول: أبو ريحانة الكناني اسمه شمعون، قال الدّولابي: أبو ريحانة شمعون.

كتب إليّ أبو محمّد بن حمزة بن العباس، و أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن بن سليم، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما، قالا: أنبأ أبو بكر الباطرقاني، أنبأ أبو عبد اللّه بن منده، أنبأ أبو سعيد بن يونس، قال: شمعون الأزدي يكنى أبا ريحانة، و قد ذكر فيمن قدم مصر من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و ما عرفنا وقت قدومه.

روى عنه من أهل مصر: كريب بن أبرهة الأصبحي، و عمرو بن مالك الجنبي، و أبو عامر الحجري، سمع منه بالشام، و يقال في اسمه: شمعون بالعين، و هو أصح عندي.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو الحسين بن النّقّور، أنبأ عيسى بن علي، أنبأ أبو القاسم البغوي.

قال: أبو ريحانة بلغني اسمه شمعون.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنبأ أحمد بن علي بن عبيد اللّه بن سوار، و المبارك بن عبد الجبّار، قالا: أنبأ أبو الفرج الطناجيري، ثنا أبو بكر الدارمي، ثنا عبد الملك بن بدر بن الهيثم، ثنا أحمد بن هارون الحافظ ، قال في الطبقة الأولى من الأسماء المنفردة - و هم أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم-: شمعون، و هو أبو ريحانة بالشام.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأ أبو بكر الصّفار، أنبأ أحمد بن علي بن منجويه، أنبأ أبو أحمد الحاكم. قال: أبو ريحانة شمعون الأنصاري، و يقال: الأزدي، و يقال: القرشي، له صحبة من النبي صلى اللّه عليه و سلم، نزل الشام.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنبأ أبو الحسن الدارقطني، قال: و أما شمعون فهو أبو ريحانة شمعون الأزدي، و يقال: الأنصاري، له صحبة.

روى عنه أبو الحصين الهيثم بن سفي، و يقال: ابن شفي، و غيره.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأ شجاع بن علي، أنبأ أبو عبد اللّه بن منده، قال: شمعون أبو ريحانة الأنصاري، كان بمصرف الشام، روى عنه كريب بن

ص: 200

أبرهة، و عمرو بن مالك، و الهيثم بن شفي، و شهر بن حوشب، و عبادة بن نسيّ .

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (1)،قال: و أما شمعون بالشين المعجمة فهو شمعون الأزدي، و يقال: الأنصاري، أبو ريحانة، له صحبة و رواية، روى عنه أبو الحصين الهيثم بن شفي، و أبو علي الهمداني، و كريب (2)الأصبحي، و أبو عامر الحجري، قال ابن يونس: و يقال: شمغون بالغين المعجمة و هو عندي أصح، ذكره أحمد بن [يحيى بن وزير] (3) فيمن قدم مصر من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو منصور يموت بن أحمد بن عبد المنعم بن ماشاذة (4)،أنبأ أبو علي الحسن بن عمر بن الحسن بن يونس، أنبأ أبو عمر الهاشمي، ثنا أبو هاشم عبد الغافر بن سلاّمة، ثنا يحيى بن عثمان، ثنا محمّد بن حمير، عن عميرة بن عبد الرّحمن الخثعمي، عن يحيى بن حسان البكري، عن أبي ريحانة صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه قال:

أتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فشكوت له تفلّت القرآن و مشقته عليّ ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«لا تحمل عليك ما لا تطيق، عليك بالسجود»[5037].

و قال عميرة: قدم أبو ريحانة عسقلان و كان يكثر السجود.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم (5)،نا إسحاق بن حمزة، ثنا إبراهيم بن يوسف، ثنا يحيى بن طلحة اليربوعي، ثنا أبو بكر بن عياش، عن حميد - يعني الكندي - عن عبادة بن نسيّ ، عن أبي ريحانة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«إن إبليس ليضع عرشه على البحر و دونه الحجب يتشبه باللّه عز و جل، ثم يبث جنوده فيقول: من لفلان الآدمي فيقوم اثنان، فيقول: قد أجلتكما سنة، فإن أغويتماه وضعت (6) عنكم التعب و إلاّ صلبتكما» قال: فكان يقال لأبي ريحانة: لقد صلب فيك كثيرا[5038].

ص: 201


1- الاكمال لابن ماكولا 362/4-363.
2- في الاكمال: كريب بن أبرهة الأصبحي.
3- بياض بالأصل، و ما بين معكوفتين استدرك عن الاكمال.
4- بالأصل:«ما ساده».
5- الخبر في حلية الأولياء 28/2-29.
6- في الحلية:«وسعت عنكما البعث».

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، ثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، ثنا الحسين بن الحسن، أنبأ عبد اللّه بن المبارك، أنبأ أبو بكر بن أبي مريم الغسّاني، حدّثني حمزة بن حبيب بن صهيب، عن مولى لأبي ريحانة، عن أبي ريحانة - و كان من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم-:

أنه قفل من بعث غزا فيه، فلما انصرف أتى أهله فتعشى من عشائه، ثم توضّأ (1)بوضوء فتوضأ منه، ثم قام إلى مسجده فقرأ سورة، ثم أخرى، فلم يزل ذلك مكانه على ما فرغ من سورة افتتح أخرى، حتى إذا أذّن المؤذن من السحر، شدّ عليه ثيابه فأتته امرأته فقالت: يا أبا ريحانة قد غزوت فتغيب (2) في غزوتك ثم قدمت، أ لم يكن لي منك حظ و نصيب ؟ فقال: بلى، و اللّه ما خطرت لي على بال، و لو ذكرتك لكان لك عليّ حق، فقالت: فما الذي شغلك يا أبا ريحانة ؟ قال: لم يزل يهوى قلبي فيما وصف له في جنته من لباسها و أزواجها و لذاتها حتى سمعت المؤذن.

أخبرنا أبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصمد بن علي بن الحسن، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنبأ أبو طاهر بن علي بن محمّد بن يوسف بن الغلاّبي الواعظ ، أنبأ أبي، أنبأ أبو علي محمّد بن أحمد بن الحسن، أنا إسحاق بن إبراهيم (3)، نا أحمد بن أبي الحواري، ثنا علي بن أبي الحر قال: جاء أبو ريحانة إلى أهله، فلما أتاهم خرج إلى المسجد إلى أصحابه يحدّثهم، و تهيئت امرأته له، فلما صلّى العشاء (4) مسجد بيته يوتر، و جلست امرأته على الفراش في قبّتها، قال: فما زال قائما و راكعا و ساجدا (5) يطلع عليه الفجر، قال: فقالت له: سبحان اللّه أ ما كان لنا فيك نصيب ؟ فقال: و اللّه ما خطرت على قلبي، و ما زال يهوى فيما أعدّ اللّه لأوليائه في الجنة حتى أصبحت، و ركب دابته و رجع.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأ يحيى بن محمّد بن صاعد، ثنا الحسين بن الحسن، أنبأ عبد اللّه بن المبارك، أنبأ أبو

ص: 202


1- كذا، و لعله: ثم دعا بوضوء.
2- كذا، و في مختصر ابن منظور 336/10 فتعبت.
3- بياض بالأصل.
4- بياض بالأصل.
5- بياض بالأصل.

بكر بن أبي مريم الغسّاني، عن ضمرة - يعني ابن حبيب - أن أبا ريحانة استأذن صاحب مسلحته إلى الساحل إلى أهله، فأذن له، فقال له الوالي: كم تريد أن أؤجلك ؟ قال:

ليلة، فأقبل أبو ريحانة، و كان منزله في بيت المقدس، فبدأ بالمسجد قبل أن يأتي أهله فافتتح بسورة، فقرأها، ثم أخرى، فلم يزل على ذلك حتى أدركه الصبح و هو في المسجد لم يرمه و لم يأت أهله، فلمّا أصبح دعا بدابته فركبها متوجها إلى مسلحته، فقيل له: يا أبا ريحانة إنما استأذنت لتأتي أهلك، فلو مضيت حتى تأتيهم ثم تنصرف إلى صاحبك، قال: إنما أجّلني أميري ليلة، و قد مضت ليلة، لا أكدت و لا أحلف، فانصرف إلى مسلحته، و لم يأت أهله.

قال: نا أيضا - يعني أبا بكر بن أبي مريم - حدّثني حبيب بن عبيد:

أن أبا ريحانة كان مرابطا بالجزيرة بميّافارقين (1) فاشترى رسنا من نبطي من أهلها بأفلس، فقفل أبو ريحانة و لم يذكر الفلوس أن يدفعها إلى صاحبها حتى انتهى (2) إلى عقبة (3) الرّستن.

قال أبو بكر: و هي من حمص على اثني عشر ميلا، فذكرها، فقال لغلامه: هل دفعت إلى صاحب الرسن فلسه ؟ قال: لا، قال: فنزل عن دابته فاستخرج نفقة من نفقته فدفعها إلى غلامه و قال لأصحابه: أحسنوا معاونته على دوابي حتى يبلغ أهلي، قالوا:

فما ذا الذي تريد؟ قال: انصرف إلى بيعي حتى أدفع له فلوسه فأؤدي أمانتي، فانصرف حتى أتى ميّافارقين، فدفع الفلوس إلى صاحب الرسن ثم انصرف إلى أهله.

قال و أنبأ أيضا - يعني أبا بكر بن أبي مريم - حدّثني حبيب بن عبيد:

أن أبا ريحانة مرّ بحمص، فسمع *** (4) ضوضاء شديدة فقال لأصحابه: ما

هذه الضوضاء؟ قالوا: أهل حمص *** (5) فرفع ضبعيه فلم يزل يدعو: اللّهمّ لا

تجعلها لهم فتنة إنك على [كل] (6) شيء قدير، فلم يزل على ذلك حتى انقطع عنهم

ص: 203


1- ميافارقين: أشهر مدينة بديار بكر (ياقوت، و ضبطها بفتح أوله و تشديد ثانيه ثم فاء).
2- بالأصل: انتهت و الصواب عن الإصابة.
3- بالأصل: عنقه، و الصواب عن مختصر ابن منظور 336/10 و الإصابة 157/2.
4- بياض بالأصل.
5- بياض بالأصل.
6- زيادة لازمة منا.

صوته لا يدرون متى كفّ .

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأ طراد بن محمّد، أنبأ أبو الحسين بن بشران، ثنا أبو علي بن صفوان، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، حدّثني موسى بن عيسى العابد و غيره، قالوا: أنا ضمرة بن ربيعة، عن فروة (1) الأعمى مولى سعد بن أبي أمية المقرئ، قال: ركب أبو ريحانة البحر و كان يخيط فيه بإبرة معه فسقطت إبرته في البحر، فقال: عزمت عليك يا ربّ إلاّ رددت عليّ إبرتي، فظهرت حتى أخذها (2).

قال: و اشتد عليهم البحر ذات يوم وهاج، فقال: اسكن أيها البحر، فإنما أنت عبد حبشي، قال: فسكن حتى صار كالزيت.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، ثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأ أبو محمّد بن أبي نصر و ابنه أبو علي، و أبو الحسين الميداني، و أبو نصر بن الجبّان - و اللفظ لابني أبي نصر - قالوا: أنبأ أبو سليمان بن زبر، ثنا عبد اللّه بن حشيش، ثنا محمّد بن إسحاق الصّاغاني، ثنا الوليد بن شجاع، ثنا ضمرة عن فروة الأعمى مولى سعد بن أمية المقرى، قال: ركب أبو ريحانة، فكان يخيط فيه، قال: سقطت إبرته فقال: عزمت عليك يا ربّ إلاّ رددت عليّ إبرتي، قال: فظهرت حتى أخذها.

قال: و اشتدّ عليهم البحر، فقال: اسكن، فإنما أنت عبد حبشي، فسكن حتى صار كأنه الزيت.

ص: 204


1- في الإصابة 157/2 عروة الأعمى.
2- الخبر في الإصابة 157/2 و الوافي بالوفيات 183/16.

ذكر من اسمه شمول

2765 - شمول بن عبد اللّه

أبو الحسن الكافوري مولى كافر الإخشيدي (1)

ولي إمرة دمشق خلافة الحسن بن عبيد اللّه بن طغج بن جفّ أمير دمشق في شعبان سنة ثمان و خمسين و ثلاثمائة، فأقام بها إلى أن بلغه، توجه جعفر بن فلاح من قبل جوهر [قائد] (2) المصريين لأخذ دمشق، و استخلف على دمشق غلامه إقبالا (3)و ذلك في سنة ثمان و خمسين أيضا، و توجه لقتاله، فلما كسر جعفر الحسن بن عبيد اللّه صار شمول من أصحاب جعفر، فولاّه دمشق، فلم يزل إقبالا غلامه بها إلى أن هرب منها يوم الخميس [ليومين] (4) خلوا من ذي الحجة سنة تسع و خمسين حين غلب على دمشق أبو القاسم بن أبي يعلى الهاشمي (5)،و رد دعوة بني العباس للمصريين بدمشق، و كان شمول هذا تقاعد عن نصرة الحسن بن [عبد اللّه بن طغج لمكاتبة] (6) كانت بينه و بين جعفر بن فلاح فلأجل ذلك [أقر جعفر بن فلاح شمولا على] (7) دمشق (8).

ص: 205


1- ترجمته في الوافي بالوفيات 186/16 و تحفة ذوي الألباب للصفدي 369/1 و أمراء دمشق في الإسلام للصفدي ص 61 و النجوم الزاهرة 26/4 و سماه: سمول.
2- بياض بالأصل، و اللفظة مقتبسة عن تحفة ذوي الألباب و فيها: القائد من مصر.
3- أخباره في أمراء دمشق للصفدي ص 30.
4- بياض بالأصل، و ما بين معكوفتين استدرك عن تحفة ذوي الألباب.
5- أخباره في تحفة ذوي الألباب 370/1.
6- بياض بالأصل، و ما بين معكوفتين استدركت عن تحفة ذوي الألباب 370/1.
7- بياض بالأصل، و ما بين معكوفتين استدرك عن تحفة ذوي الألباب 370/1.
8- ذكر وفاته في الوافي186/16 سنة تسع و خمسين و ثلاثمائة.

ذكر من اسمه شهاب

2766 - شهاب بن خراش بن حوشب بن يزيد بن الحارث

بن يزيد [رويم بن عبد اللّه بن] (1) سعد

ابن مرّة بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة بن عكابة بن علي ابن صعب بن بكر [أبو الصلت] (2) الشيباني الكوفي ثم الواسطي (3)انتقل إلى الشام، و سكن فلسطين، و اجتاز بدمشق.

و حدّث عن: العوّام بن حوشب، و عاصم بن أبي النجود، و حجّاج بن دينار الواسطي، و شعيب بن رزيق الطائفي، و الربيع بن صبيح، و سفيان الثوري، و الحارث بن صعين (4) الثقفي، و يزيد بن أبان الرقاشي، و عمرو بن مرّة الجملي، و منصور بن المعتمر، و أبان بن أبي عياش (5)،و عبد الملك بن عمير، و محمّد بن زياد الجمحي صاحب أبي هريرة.

روى عنه: محمّد بن إسماعيل بن أبي فديك، و سعيد بن منصور، و الهيثم بن خارجة، و يزيد بن خالد بن عبد اللّه بن موهب، و هشام بن عمّار، و زهير بن عبّاد،

ص: 206


1- بياض بالأصل و ما بين معكوفتين استدرك عن تهذيب الكمال ط دار الفكر 400/8 و سير الأعلام 284/8.
2- بياض بالأصل، و ما بين معكوفتين استدرك عن مصادر ترجمته.
3- ترجمته في تهذيب الكمال 400/8 تهذيب التهذيب 515/2 ميزان الاعتدال 84/2 و سير الأعلام 284/8 و انظر بحاشيتها أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
4- كذا، و في تهذيب الكمال: غصين.
5- مهملة بدون نقط بالأصل، و المثبت عن تهذيب الكمال و سير الأعلام.

و عبد اللّه بن عثمان بن عطاء بن أبي مسلم الخراساني الرملي، و أبو النضر الحارث بن عبد الرّحمن بن النعمان مولى بني هاشم، و مسلم بن إبراهيم الأزدي، و مسلم (1) بن ميمون الخوّاص، و سويد بن سعيد الحدثاني، و عبد اللّه بن ميمون القدّاح، و إبراهيم بن هشام بن يحيى الغسّاني، و محمّد بن عمرو بن الجرّاح الغزّي، و قتيبة بن سعيد، و الحكم بن موسى، و عبد الجبار بن عاصم النسائي.

أخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد، و الحكم بن أبي العباس، أنبأ أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنبأ الحاكم أبو أحمد محمّد بن محمّد، أنبأ محمّد بن مروان - و هو ابن خريم بن محمّد بن مروان-.

ح و أخبرنا أبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمّد العلوي، و أبو القاسم بن السمرقندي، قالا: أنبأ أبو الحسين بن النّقّور، أنبأ علي بن عمر بن محمّد الحربي، ثنا محمّد بن محمّد بن سليمان، قالا: ثنا هشام بن عمّار، ثنا شهاب بن خراش، ثنا سفيان الثوري، عن سهيل، زاد محمّد بن محمّد: بن أبي صالح، و قالا: عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«[يحسر الفرات عن جبل] (2) من ذهب فتقتتلون عليه، فيقتل من كل مائة تسعة و تسعون، و لا تقوم الساعة إلاّ نهارا»[5039].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأ الحسن بن علي، أنبأ أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمّد الخرقي، أنبأ أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، ثنا سويد بن سعيد الأنباري، ثنا شهاب بن خراش (3) عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم [يقول:«أخ ] (4) اف على [أمتي بعدي] (5)خصلتين تكذيبا بالقدر، و تصديقا بالنجوم».

قال [أبو الصلت: فلقيت أبان بن أبي عياش ف ] (6) سألته عن هذا الحديث هل سمعته من أنس ؟ قال أبان: سمعته [أذناي و وعاه قلبي عن] (7) أنس بأثره عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، قال:«فرغ اللّه من أربع: من الخلق و الخلق و الرزق [و الأجل] (8)»[5040].

ص: 207


1- في تهذيب الكمال:«سلم».
2- بياض بالأصل، و ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن مختصر ابن منظور 337/10.
3- بياض بالأصل، و مرّ في بداية الترجمة أن شهاب يحدّث عن يزيد الرقاشي.
4- في تهذيب الكمال:«سلم».
5- بياض بالأصل و ما بين معكوفتين استدرك عن مختصر ابن منظور 337/10.
6- بياض بالأصل و ما بين معكوفتين استدرك عن مختصر ابن منظور 337/10.
7- بياض بالأصل و ما بين معكوفتين استدرك عن مختصر ابن منظور 337/10.
8- بياض بالأصل و ما بين معكوفتين استدرك عن مختصر ابن منظور 337/10.

[أخبرنا أبو] (1) المظفّر بن القشيري، أنبأ أبو سعد (2) محمّد بن عبد الرّحمن، أنبأ أبو عمرو بن حمدان، و أخبرتناه أمّ المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنبأ أبو يعلى الموصلي، ثنا الحكم بن موسى، ثنا شهاب بن خراش، عن يزيد الرقاشي، ثنا أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أخاف على أمتي - زاد ابن حمدان: بعدي - و قالا: خمسا: تكذيب بالقدر، و تصديق بالنجوم» و قد روي هذا عن شهاب مسلسلا[5041].

أخبرناه خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى، أنبأ أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين، أنبأ أبو محمّد عبد الرّحمن بن عمر البزار، أنبأ أبو بكر محمّد بن أحمد العامري، ثنا سليمان بن شعيب بن سليم بن سليمان بن كيسان الكيساني (3)،أبو محمّد، ثنا سعيد الآدم، ثنا شهاب بن خراش و لقيته في أصحاب السكر، ثنا يزيد الرّقاشي، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«أخوف ما أخاف على أمتي تصديق بالنجوم، و تكذيب بالقدر، لا يؤمن عبد باللّه حتى يؤمن بالقدر خيره و شرّه، حلوه و مرّه» و أخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بلحيته و قال:«آمنت بالقدر كلّه خيره و شرّه، حلوه و مرّه»، و أخذ أنس بلحيته و قال: آمنت بالقدر كله خيره و شرّه، حلوه و مرّه، و أخذ يزيد الرقاشي بلحيته و قال: آمنت بالقدر خيره و شرّه، حلوه و مرّه، و أخذ شهاب بلحيته و قال: آمنت بالقدر خيره و شرّه، حلوه و مرّه، و أخذ (4)سليمان بن شعيب بلحيته و قال: آمنت بالقدر خيره و شرّه، حلوه و مرّه، و أخذ (5)سعيد بن الآدم (6) بلحيته و قال: آمنت بالقدر خيره و شرّه، حلوه مرّه، و أخذ أبو بكر بلحيته و قال: آمنت بالقدر خيره و شرّه، حلوه و مرّه، و أخذ أبو محمّد عبد الرّحمن بلحيته و قال: آمنت بالقدر خيره و شرّه، حلوه و مرّه، و أخذ القاضي أبو الحسن بلحيته و قال: آمنت بالقدر خيره و شرّه، حلوه و مرّه، و أخذ القاضي أبو المعالي بلحيته و قال:

ص: 208


1- بياض بالأصل، و الزيادة منا للإيضاح.
2- بالأصل: سعيد، خطأ، و قد مرّ كثيرا.
3- عن سير الأعلام 287/8 و بالأصل: الكساني.
4- فوق اللفظة بالأصل كلمة:«يؤخر» يعني تؤخر العبارة بأكملها إلى ما بعد سعيد بن الآدم.
5- فوق اللفظة بالأصل كلمة:«يقدم»، يعني تقدم العبارة بأكملها إلى قبل: و أخذ سليمان بن شعيب...
6- بالأصل:«سعيد للادم» و الصواب ما أثبت و قد تقدم قريبا.

آمنت بالقدر خيره و شرّه، حلوه و مرّه، و أخذ الإمام الحافظ بلحيته و قال: آمنت بالقدر خيره و شرّه، حلوه و مرّه، و كان سليمان بن شعيب يصفّر لحيته (1)[5042].

أخبرنا أبو القاسم (2) بن الحصين، أنبأ أبو علي بن المذهب، أنبأ أحمد بن جعفر، ثنا عبد [اللّه، حدّثني أبي حدّثنا] (3) الحكم بن موسى (4)،قال عبد اللّه و سمعته أنا من الحكم، نا [شهاب بن خراش، حدّثني] (5) شعيب بن رزيق الطائفي، قال: كنت جالسا عند رجل يقال له: الحكم بن حزن (6) الكلفي و له صحبة من النبي صلى اللّه عليه و سلم، فأنشأ يحدّثنا، قال: قدمت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سابع سبعة، أو تاسع تسعة، قال: فأذن لنا، فدخلنا، فقلنا: يا رسول اللّه أتيناك لتدعو لنا، قال: فدعا لنا بخير، و أمر بنا (7) فأنزلنا، و أمر لنا بشيء من تمر، و الشأن إذ ذاك دون، قال: فلبثنا عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أياما شهدنا فيها الجمعة، فقام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم متوكئا على قوس - أو قال على عصا - فحمد اللّه و أثنى عليه كلمات خفيفات طيّبات مباركات، ثم قال:«أيّها الناس إنكم لن تفعلوا و لن تطيقوا كلما أمرتكم به (8)،و لكن سدّدوا و أبشروا»[5043].

أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر القشيري، قالا: أنبأ أبو سعد الجنزرودي (9)،أنبأ أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتناه أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنبأ أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنبأ أبو يعلى، ثنا الحكم بن موسى، ثنا شهاب بن خراش، عن مصعب (10) بن رزيق الطائفي قال:

ص: 209


1- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام 287/8 من طريق الحافظ أبي الحسين علي بن محمد.
2- بياض بالأصل، و قياسا إلى سند مماثل فلا نقص هنا.
3- بياض بالأصل، و ما بين معكوفتين استدرك عن مسند أحمد.
4- الحديث في مسند أحمد ط دار الفكر بيروت 258/6 ح 17874.
5- بالأصل:«نا الخصيب بن عبد» ثم بياض، و الصواب ما استدركناه عن مسند أحمد.
6- عن المسند و بالأصل:«حرب».
7- بالأصل:«و أمرتنا» و المثبت عن المسند.
8- في المسند: أمرتم به.
9- مهملة بالأصل بدون نقط و الصواب ما أثبت، و قد مرّ كثيرا.
10- كذا بالأصل، و مرّ أنه يحدث عن شعيب و ليس مصعبا.

كنت جالسا إلى رجل يقال له الحكم بن حزن الكلفي (1)،و له صحبة من النبي صلى اللّه عليه و سلم، فأنشأ يحدّثنا، قال: قدمت - زاد ابن حمدان: على - رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و قالا:

سابع سبعة أو تاسع تسعة، فأذن لنا، فدخلنا، فقلنا: يا رسول اللّه أتيناك لتدعو لنا بخير، و أمر بنا فأنزلنا، و أمر لنا بشيء من تمر و الشأن إذ ذاك دون، قال: فإننا عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فشهدنا - زاد ابن حمدان فيه: (2) الجمعة - فقال: مر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم متوكئا على قوس أو قال عصا، فحمد اللّه و أثنى عليه كلمات طيّبات خفيفات مباركات، ثم قال:«أيها الناس إنكم لن تطيقوا كلما أمرتم به، و لكن سدّدوا و قاربوا»- و في حديث ابن المقرئ: يا أيها الناس-[5044].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو الفضل بن البقال، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنبأ إبراهيم بن أحمد بن الحسن بن مهران، أنبأ إبراهيم بن أبي أمية قال:

سمعت يزيد بن حبيب يقول: كنية شهاب بن خراش، أبو الصّلت و شهاب.

[ (3)[... (4) أخبرنا أبو أحمد بن عدي، ثنا محمّد بن معافى] (5) الصّيداوي، ثنا هشام بن عمّار، ثنا شهاب بن خراش البصري [الحوشبي، و قيل له الحوشبي] لأنه ابن أخي العوّام بن حوشب.

قال ابن عدي (6):شهاب بن خراش [بن حوشب ابن أخي العوّام] (7) بن حوشب بصري، يكنّى أبا الصّلت، و لشهاب أحاديث ليست بكثيرة [و في بعض] (8) رواياته ما تنكر عليه، و لا أعرف للمتقدمين فيه كلاما فأذكره.(9) من أهل الكوفة.

ص: 210


1- ترجمته في الإصابة 343/1 رقم 1770.
2- بياض بالأصل.
3- بياض بالأصل مقداره سطر.
4- بياض بالأصل عدة كلمات.
5- بياض بالأصل، و الذي بين معكوفتين زيادة استدركناها منا للإيضاح قياسا إلى أسانيد مماثلة. و الخبر في الكامل لابن عدي 34/4.
6- بياض بالأصل، و الزيادة بين معكوفتين استدركت عن الكامل لابن عدي.
7- المصدر السابق نفسه.
8- بياض بالأصل، و الزيادة بين معكوفتين عن الكامل لابن عدي.
9- بياض بالأصل. و العبارة التالية بعد البياض ليست من كلام ابن عدي.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد [بن] (1)الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد محمّد بن الحسن - قالا: أنبأ أحمد بن عبدان، أنبأ محمّد بن سهل، أنبأ محمّد بن إسماعيل (2) قال: شهاب بن خراش بن حوشب، عن شعيب بن رزيق، و أبي معشر نسبه الهيثم بن خارجة.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنبأ أبو طاهر بن سلمة، أنبأ علي بن محمّد، قالا: أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم (3) قال: شهاب بن خراش بن حوشب كوفي الأصل، سكن واسط ، ثم انتقل إلى فلسطين و مات بها (4) سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنبأ أحمد بن منصور بن خلف، أنبأ أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: أنبأ مسلم بن الحجّاج، قال: أبو الصّلت شهاب بن خراش، عن الحجّاج بن دينار.

روى عنه الهيثم بن خارجة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأ أبو نصر الوائلي، أنبأ الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، قال:

أبو الصلت شهاب بن خراش بن حوشب. (5)

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر - فيما قرئ عليه - عن أبي طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد، أنبأ هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، ثنا محمّد بن أحمد بن حمّاد قال: أبو الصّلت شهاب بن خراش.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنبأ أحمد بن علي بن

ص: 211


1- بياض بالأصل، و اللفظة استدركت قياسا إلى سند مماثل.
2- بتاريخ الكبير 236/4.
3- لجرح و التعديل 362/4.
4- لجرح و التعديل: و مات هناك.
5- لكنى و الأسماء للدولابي 11/2.

منجويه الحافظ ، أنبأ أبو أحمد الحاكم، قال: أبو الصّلت شهاب بن خراش بن حوشب الحوشبي سمع قتادة بن دعامة (1)،أنا سعيد عبد (2)... محمّد بن علي التميمي الأصبهاني، حدّثنا والدي القاضي الإمام أبو محمّد بن أبي الرجاء - إملاء - أنبأ جعفر بن محمّد بن جعفر، أنبأ علي بن محمّد بن أبان، أنبأ أبو العبّاس محمّد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني،[أنبأ محمّد] (3) بن عمرو الغزّي، ثنا أبو الصّلت شهاب بن خراش الحوشبي، عن سعيد بن سنان قال:

أتيت بيت المقدس أريد الصّلاة فدخلت المسجد و غفلت سدنة المسجد حتى أطفئت القناديل و انقطعت الرجل و علقت الأبواب، فبينا أنا على ذلك إذ سمعت حفيفا له جناحات قد أقبل و هو يقول: سبحان الدائم القائم، سبحان الحيّ القيوم، سبحان الملك القدّوس، سبحان ربّ الملائكة و الروح، و سبحان اللّه و بحمده، سبحان العلي الأعلى، سبحانه و تعالى، ثم أقبل حفيف يتلوه يقول مثل ذلك، ثم أقبل حفيف يتلوه يقول مثل ذلك، ثم أقبل حفيف بعد حفيف [يتجاوبون] (4) بها حتى امتلأ المسجد، فإذا بعضهم قريب مني فقال: آدمي ؟ قلت: نعم، قال: روع عليك هذه الملائكة، قلت: سألتك بالذي قواكم على ما أرى، من الأول ؟ قال: جبرائيل، قلت: من يتلوه ؟ قال: ميكائيل، ثم قلت: و الذي يتلوهم من بعد؟ قال: الملائكة.[قلت: سألتكم بالذي قواكم] (5) لما أرى ما لقائلها من الثواب قال: من قالها ستة [في كل يوم مرة لم يمت حتى يرى مقعده] (6) من الجنة و يرى له.

قال أبو الزاهرية: قلت سنة و سنة كثير فقلتها [في يوم عدد أيام السنة] (7) فرأيت خيرا.

قال سعيد بن سنان فقلت سنة و سنة [كثير لعلي لأعيش، فقلتها في] (8) يوم عدد أيام السّنة فرأيت خيرا.

ص: 212


1- بالأصل بين دعامة و أنا فراغ.
2- كذا بالأصل، و بعد كلمة «عبد» بياض بالأصل مقدار سطر.
3- بياض بالأصل، و ما بين معكوفتين زيادة منا للإيضاح. انظر ترجمة محمد بن عمرو الغزي في سير الأعلام 464/11 و فيها أنه يحدث عنه محمد بن الحسن بن قتيبة.
4- بياض بالأصل، و اللفظة مستدركة عن مختصر ابن منظور 338/10.
5- بياض بالأصل، و المستدرك بين معكوفتين عن المختصر.
6- بياض بالأصل و الزيادة بين معكوفتين من المختصر.
7- بياض بالأصل و الزيادة بين معكوفتين من المختصر.
8- بياض بالأصل و الزيادة بين معكوفتين من المختصر.

و قال الحوشبي: ليس فقلتها في يوم فرأيت خيرا قال (1) فقلتها ... (2).

إبراهيم بن محمّد بن سفيان، ثنا أبو الحسين مسلم بن الحجّاج، و حدّثني محمّد بن عبد اللّه بن (3) من أهل سرف (4)(5)،أنا إسحاق بن إبراهيم بن عيسى الطالقاني، قال: قال عبد اللّه - يعني ابن المبارك - يا أبا إسحاق عن من هذا؟ قال: قلت: من حديث شهاب بن خراش، قال: ثقة.

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل بن محمّد بن الحسن الفارسي، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي،، أنبأ أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت علي بن خمشاد (6) العدل يقول: سمعت محمّد بن شاذان يقول: سمعت أحمد بن سعيد بن صخر يقول: سمعت أبا إسحاق الطالقاني يقول: سألت ابن المبارك، قلت: الحديث الذي يروي: من صلى عن أبويه ؟ فقال: عمن [هذا؟ قلت هذا من حديث] (7)شهاب بن خراش، فقال: ثقة عن من ؟«قلت: عن الحجّاج بن دينار قال: ثقة، عن من] (8)[قلت: عن الحجاج بن دينار. قال: ثقة، عمن] فقلت: عن النبي صلى اللّه عليه و سلم [قال: إن بين] (9) الحجّاج بن دينار و بين النبي صلى اللّه عليه و سلم مفازة تنقطع فيها أعناق الإبل.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنبأ أبو القاسم بن مندة. أنا أبو علي إجازة، ح و أنا أبو طاهر [أنبأ علي بن محمّد] (10) قالا: أنبأ أبو محمّد بن أبي [حاتم قال] (11).

ص: 213


1- بياض بالأصل.
2- بياض بالأصل.
3- بياض بالأصل.
4- سرف بفتح أوله و كسر ثانيه و آخره فاء، موضع على ستة أميال من مكة (ياقوت).
5- بياض بالأصل.
6- كذا، يقال بالذال المعجمة، ترجمته في سير الأعلام 398/15.
7- بياض بالأصل. و ما بين معكوفتين زيادة عن سير الأعلام 286/8 و تهذيب الكمال ط دار الفكر 402/8 و بالأصل:«من».
8- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك للإيضاح عن المصدرين السابقين.
9- بياض بالأصل، و ما بين معكوفتين زيادة عن المصدرين السابقين.
10- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك قياسا إلى سند مماثل.
11- بياض بالأصل، مقدار صفحة إلاّ أربعة أسطر، و الزيادة منا للإيضاح. و انظر ما كتبه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل 362/4.

بسم اللّه الرحمن الرحيم

أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن - رحمه اللّه - قال: قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر الكوكبي، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: شهاب بن خراش كوفي نزل الشام، ليس به بأس.

أنبأنا أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم (1) عن (2) أبي سعيد محمّد بن علي بن محمّد الخشاب (3)،أنا أبو عبد الرّحمن السلمي، أنبأ أبو الحسن الدارقطني، نا ابن مخلد، نا أبو ملاعب، قال: سمعت محمّد بن علي المديني يقول: سمعت أبي يقول: شهاب بن خراش (4) ثقة.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة عن (5) أبي بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، أنا محمّد بن عبد اللّه بن خميرويه، ثنا الحسين [بن] إدريس، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عمّار، قال: شهاب بن خراش (6) أخو عبد اللّه بن خراش (7) ثقة.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (8) قال: سئل أبو زرعة عن شهاب بن خراش (9) فقال: لا بأس به.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني - قراءة عليه - نا عبد العزيز بن أحمد الكتّاني، أنا أبو نصر محمّد بن أحمد بن هارون بن الجندي، أنا الحسن بن منير التنوخي، نا محمّد بن سعيد الحرمي (10) قال: سمعت هشام بن عمّار يقول: سمعت شهاب بن خراش يقول: إن القدرية أرادوا أن يصفوا اللّه عزّ و جل بعدله، و أخرجوه من فضله (11).

ص: 214


1- ترجمته في سير الأعلام 623/19.
2- بالأصل «بن» خطأ، و لعل الصواب ما أثبت.
3- ترجمته في سير الأعلام 150/18.
4- بالأصل: حراش بالحاء المهملة خطأ.
5- بالأصل «بن» خطأ، و لعل الصواب ما أثبت.
6- بالأصل: حراش بالحاء المهملة خطأ.
7- بالأصل: حراش بالحاء المهملة خطأ.
8- الجرح و التعديل 362/4.
9- بالأصل: حراش بالحاء المهملة خطأ.
10- في سير الأعلام و تهذيب الكمال: الخريمي.
11- نقله الذهبي في سير الأعلام 285/8 و تهذيب الكمال 402/8.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو القاسم السهمي، أنا أبو أحمد بن عدي (1)،أنا بهلول بن إسحاق، نا سعيد بن منصور، نا شهاب بن خراش بن السهمي (2) بن حوشب بن أخي العوام بن حوشب، قال: أدركت من أدركت من صدر (3) هذه الأمة و هم يقولون: اذكروا محاسن أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ما تأتلف عليه القلوب، و لا تذكروا الذي شجر بينهم فتحرشوا (4) الناس عليهم.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، أخبرني أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان الصيرفي، نا أبو الحسين محمّد بن المظفّر بن موسى الحافظ ، نا محمّد بن محمّد بن سليمان الواسطي، نا هشام بن عمّار، نا شهاب بن خراش الحوشبي، لقيته و أنا شاب في سنة أربع و سبعين [و مائة] و قال لي: إن لم تكن قدريا و لا مرجئا حدثتك و إلاّ (5) لم أحدثك فقلت: ما فيّ من هذا (6)شيء (7).

2767 - شهاب بن محمّد بن شهاب بن يحيى بن عبد القاهر

أبو القاسم الأنصاري الصوري

سمع مكحولا ببيروت، و أبا سعيد أحمد بن عنيت الصوري.

روى عنه أبو سعد الماليني، و أبو علي الأهوازي، و أبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران الأصبهاني المقرئ.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن الجنزرودي (8)،أنا الأستاذ أبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران، أنا أبو القاسم بن

ص: 215


1- الكامل لابن عدي 34/4 و تهذيب الكمال ط دار الفكر 402/8 و سير الأعلام 285/8.
2- كذا، و سقطت اللفظة من ابن عدي، و ليس في نسب شهاب «السهمي» لعلها مقحمة.
3- في سير الأعلام: صدرة.
4- عن المصادر، و بالأصل: فيحرشوا.
5- عن سير الأعلام و تهذيب الكمال، و بالأصل: قالا.
6- في المصدرين السابقين: هذين.
7- الخبر في تهذيب الكمال 402/8 و سير الأعلام 285/8-286.
8- مهملة بدون نقط بالأصل، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.

شهاب بن محمّد بن الأنصاري الصوري - بصور (1)-نا أبو العلاء أحمد بن صالح، نا محمّد بن حميد الرازي، نا زافر بن سليمان، نا محمّد بن عيينة، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد قال: أتى جبريل إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: يا محمّد عش ما شئت فإنك ميت، و أحبب من أحببت فإنك مفارقه، و اعمل ما شئت فإنك مجزيّ به، و اعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، و عزّه استغناؤه عن الناس.

2768 - شهاب بن مسرور بن مساور بن سعد

ابن أبي الغادية يسار (2) بن سبع (3) المزني

روى عن أبيه مسرور.

روى عن ابن أبو الحسن مساور بن شهاب.

أخبرنا أبو محمّد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد (4)،أنا أبو الميمون عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عمر بن راشد، و أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن سهل بن يحيى بن صالح البزار في آخرين قالوا: حدثنا مساور بن شهاب بن مسرور، حدّثني أبي شهاب عن أبيه مسرور بن مساور، عن جده سعد بن أبي الغادية عن أبيه قال:

كان النبي صلى اللّه عليه و سلم في جماعة من أصحابه جالسا (5) إذا مرت به جنازة فقال: ممن الجنازة ؟ فقالوا: من مزينة، فما جلس مليا حتى مرّت به الثانية فقال: ممن الثانية ؟ فقالوا: من مزينة، فما جلس مليا حتى مرّت به الثالثة، فقال: ممن الجنازة ؟ فقالوا: من مزينة، فقال: سيري مزينة ما هاجرت فتيان كروا على اللّه إلاّ كان أسرعهم فناء، سيري مزينة ما هاجرت لا تدرك الدجال منهم أحد.

غريب جدا لم أكتبه إلاّ من هذا الوجه.

ص: 216


1- بالأصل: بصوره.
2- بالأصل: بشار، و المثبت عن أسد الغابة و الإصابة.
3- بفتح المهملة و ضم الموحدة (الإصابة).
4- الحديث في الإصابة 151/4 في ترجمة أبي الغادية المزني، أخرجه عن تمام بن محمد في فوائده.
5- بالأصل: جالس.

ذكر من اسمه شهر

2769 - شهر بن حوشب

2769 - شهر بن حوشب (1)

أبو عبد اللّه، و يقال: أبو عبد الرّحمن، و يقال: أبو الجعد،

و يقال: أبو سعد الأشعري

مولى أسماء بنت يزيد بن السّكن.

من أهل دمشق، و يقال من أهل حمص.

قرأ القرآن على عبد اللّه بن عبّاس.

و روى عن العبادلة: ابن (2) عمر، و ابن عباس، و ابن عمرو، و أبي هريرة، و أبي أمامة (3)،و أبي ريحانة، و أم سلمة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم، و أم سلمة أسماء بنت يزيد بن السّكن مولاته، و عبد الرّحمن بن غنم الأشعري، و عائذ اللّه بن عبد اللّه.

روى عنه: قتادة، و معاوية بن قرة، و داود بن أبي هند، و شمر بن عطية، و عبد اللّه بن عثمان بن خثيم، و عنبسة بن أبي سفيان، و أبان بن صالح، و عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أبي حسين، و عبيد اللّه بن أبي زياد القدّاح المكي، و عبد الحميد (4) بن

ص: 217


1- ترجمته في تهذيب الكمال ط دار الفكر 406/8 و تهذيب التهذيب 517/2 حلية الأولياء 59/6 أخبار أصبهان 343/1 الوافي بالوفيات 192/16 و سير الأعلام 372/4 و انظر بالحاشية فيهما أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
2- بالأصل:«أبو عمر».
3- هو صدي بن عجلان الباهلي،(تهذيب التهذيب 550/2).
4- عن تهذيب الكمال و سير الأعلام، و بالأصل: الحميدي.

بهرام، و عوف بن جميل الأعرابي، و سماك بن حرب، و يزيد (1) بن أبي مريم السلولي، و سعيد بن عطية الليثي، و عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان، و عبد العزيز بن عبيد اللّه، و ثعلبة بن مسلم الخثعمي، و ميمون بن سباه (2) البصري.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، و أبو المواهب أحمد بن محمّد بن عبد الملك الورّاق قالا: أنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد اللّه، نا أبو أحمد محمّد بن أحمد بن الغطريف العبدي.

ح و أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبد اللّه، أنا علي بن محمّد بن حبيب الماوردي، أنا أبو علي الحسن بن علي بن محمّد الجبلي، قالا: أنا أبو خليفة الفضل بن الحبّاب (3)،نا عثمان بن الهيثم - زاد الجبلي: المؤذن - نا عوف - يعني الأعرابي - عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«لو كان العلم معلقا بالثريا لتناوله قوم من أبناء فارس»، و ليس في حديث الجبلي:

قوم[5045].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو الفضل أحمد بن الحسن بن هبة اللّه، و أبو منصور علي بن علي بن عبد اللّه، قالوا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا عبد الحميد بن بهرام، نا شهر بن حوشب قال: سمعت أبا هريرة قال:

أوصاني حبيبي أبو القاسم صلى اللّه عليه و سلم بصيام ثلاثة أيام من شهر، و أن لا أنام إلاّ على وتر، و ركعتي الفجر.

قال: و نا شهر بن حوشب، عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ لكل نبي حرما، و حرمي المدينة» (4)[5046].

أنبأنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك، و أبو عبد اللّه الحسين بن ظفر بن الحسين قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا عبد الباقي بن عبد الكريم، أنا

ص: 218


1- في تهذيب الكمال: بريد.
2- في تهذيب الكمال: سيان.
3- بالأصل: الخباب، خطأ، ترجمته في سير الأعلام 7/14.
4- نقله الذهبي في سير الأعلام 377/4 من طريق إسحاق بن المنذر. و انظر تخريجه فيه.

عبد الرّحمن بن عمر الخلاّل، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدّثني جدي، نا أبو الوليد الطيالسي، نا أبو عرة الدباغ، نا شهر قال: كنت بدمشق، فجاءوا برءوس فوضعوها (1) على درج دمشق، فرأيت أبا أمامة يبكي، فذكره أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أبو الحسن بن جوصا - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أبو الحسن - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الثالثة: شهر بن حوشب سمع من أبي هريرة، و ابن عباس،... (2)

دمشق.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، أنا حنبل بن إسحاق قال: سمعت أبا عبد اللّه يقول:

سمعت وكيعا يقول: شهر بن حوشب أشعري.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا يوسف بن رباح بن علي، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: شهر بن حوشب أشعري.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنبأ أبو الحسن بن لؤلؤ، أنبأ أبو بكر محمّد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص عمرو بن علي قال في تسمية من روى عن ابن عباس: شهر بن حوشب من أهل الشام، قدم (3) البصرة، و سمع منه البصريّون.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أنبأ أحمد بن عبدان، أنا

ص: 219


1- بالأصل: يوضعوها.
2- غير مقروءة بالأصل، و رسمها:«مويى ؟؟».
3- بالأصل: قديم.

محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (1) قال: شهر بن حوشب الأشعري، قال علي:

أراه يكنّى بأبي عبد الرّحمن، سمع أم سلمة، و عبد اللّه بن عمرو (2)،و عبد الرّحمن بن غنم، روى عنه قتادة، و عمر بن عطية، و ابن أبي حسين، و ابن خثم هو الأشعري.

و قال (3):أنا أحمد بن سليمان، نا أبو عبيدة، عن أبان بن صمعة: قلت لشهر بن حوشب: يا أبا سعيد (4)،يقال: مات سنة مائة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو سعيد شهر بن حوشب، عن ابن عباس، و أبي هريرة، و أسماء بنت يزيد بن السكن، و يقال:

أبو عبد الرّحمن.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو سعيد شهر بن حوشب.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن علي بن عبيد اللّه بن سوّار، و المبارك بن عبد الجبّار، قالا: أنبأ الحسين بن علي بن عبيد اللّه، نا أبو بكر محمّد بن إبراهيم الدارمي، نا عبد الملك بن بدر بن الهيثم، نا أحمد بن هارون الحافظ ، قال في الطبقة الثانية و هم التابعون: شهر بن حوشب يروي عن أبي هريرة، و ابن عباس، و أبي سعيد، و أسماء بنت يزيد، شامي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي الصّقر، نا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد (5) قال: أبو سعيد شهر بن حوشب.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصّفار، أنا أحمد بن علي بن

ص: 220


1- التاريخ الكبير 258/4.
2- عن البخاري، و بالأصل:«عمر» و هو على كل حال يروي عن عبد اللّه بن عمر، و عبد اللّه بن عمرو.
3- في البخاري: و قال لنا.
4- سير الأعلام 373/4.
5- الكنى و الأسماء للدولابي 188/1.

منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم، قال: أبو سعيد، و يقال: أبو عبد الرّحمن شهر بن حوشب الأشعري، روى عن أمّ سلمة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم، و عبد اللّه بن عمرو بن العاص، ليس بالقوي عندهم، روى عنه قتادة، و عبد اللّه النوفلي، حديثه في البصريين.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو طالب عمر بن إبراهيم بن سعيد الفقيه الزهري، أنا أبو الحسين محمّد بن عبد اللّه الدقاق، أنا أبو القاسم منصور بن محمّد بن الحسن الحذّاء، أنا أبو بكر محمّد بن يونس المقرئ، نا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد المقرئ، نا أبو علي الحسين بن محمّد الحرّاني، نا شباب بن (1) خليفة بن خياط (2)،قال في تسمية القرّاء من أهل الشام: شهر بن حوشب.

قال: و نا خليفة، نا ابن عقيل، نا عبد الحميد بن حنظلة، عن شهر بن حوشب قال: عرضت القرآن على ابن عباس سبع مرّات (3).

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو بكر أحمد بن الفضل بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن إسحاق بن منده، أنا أبو العباس القاسم بن القاسم بن عبد اللّه بن مهدي السّياري، قال: قال جدي أحمد بن سيّار: نا عمّار بن الحسن قال: نا أبو تميلة (4)عن أيوب بن أبي حسين، عن أبي نهيك (5) قال: قرأت على ابن عمر، و ابن عباس، و عكرمة، و شهر فما رأيت أحدا كان أقرأ من شهر بن حوشب.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أبو الفضل الباقلاني، و أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد الباقلاني: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (6) قال: قال لي محمّد: ثنا ربيع بن روح، نا يحيى بن واضح،

ص: 221


1- كذا «بن» و شباب لقب خليفة، و بن مقحمة.
2- طبقات خليفة بن خياط ص 567 رقم 2931.
3- نقله الذهبي في سير الأعلام 373/4 من طريق حنظلة.
4- هو يحيى بن واضح المروزي، ترجمته في سير الأعلام 210/9.
5- نقله الذهبي في سير الأعلام:«عن ابن أبي نهيك»373/4، و في تهذيب الكمال ط دار الفكر 411/8 عن أيوب بن أبي حسين.
6- التاريخ الكبير 412/1/1 في ترجمة أيوب بن أبي حسين.

أخبرني أيوب بن (1) أبي حسين البصري، سمع أبا نهيك. قرأت على ابن عمرو بن عباس، و عكرمة، و شهر بن حوشب، فما رأيت أحدا أقرأ لكتاب اللّه من شهر.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، قالا: نا أبو بكر الخطيب، قال: حدّثت عن أبي سعيد أحمد بن محمّد بن رميح النسوي (2)،نا أحمد بن محمّد بن سيّار، نا عبد اللّه بن عثمان، أنا عيسى بن عبيد، نا إبراهيم بن حيّان، قال: سمعت شهر بن حوشب يحدّث، قال: أتيت المدينة و أنا اقتبس العلم، فاتّخذت بها أهلا، قال: و كانت المرأة تضع لي الماء إذا خرجت إلى المخرج، فلا أعبأ به شيئا، فسألت عبد اللّه بن عمر فقال: افعل، فإنه طهور و هو مصحة، و قد كان يفعله من قبلنا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه بن الحسن، أنبأنا علي بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران، أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السماك، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن البراء، قال: قال علي بن المديني: شهر بن حوشب سمع من أبي سعيد، و أبي هريرة، و أمّ سلمة، و أسماء بنت يزيد، و جندب بن عبد اللّه البجلي، و عبد اللّه بن عمرو، و ابن عمر.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمّد بن موسى، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني إسماعيل بن أبي الحارث، نا محمّد بن مقاتل، نا ابن المبارك، عن إسماعيل بن عيّاش (3)،نا عثمان بن نويرة، قال: دعي شهر بن حوشب إلى وليمة و أنا معه، فدخلنا فأصبنا من طعامهم، فلما سمع شهر المزمار وضع إصبعيه في أذنيه و خرج حتى لم يسمعه (4).

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم (5)،نا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، نا عبد اللّه بن محمّد بن العباس، نا سلمة بن شبيب، نا سهل بن عاصم، نا محمّد بن أبي

ص: 222


1- بالأصل:«عن» خطأ و الصواب ما أثبت.
2- اللفظة ليست في البخاري، و فيه:«الندبي».
3- عن سير الأعلام 373/4 و بالأصل: عباس.
4- الخبر في تهذيب الكمال 412/8 و سير الأعلام 373/4-374.
5- الخبر في حلية الأولياء 59/6 و تهذيب الكمال ط دار الفكر 412/8.

منصور، حدّثني عمر بن عبد المجيد، قال: اعتمّ شهر بن حوشب و هو يريد سلطانا يأتيه، ثم أخذ المرآة فنظر في وجهه و عمامته، فنظر إلى لحيته فرأى شيبة فأخذها بيده، ثم (1) نفض (2) عمامته، ثم جعل يقول: السلطان بعد الشيب، السلطان بعد الشيب.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، و أبو المواهب أحمد بن محمّد بن عبد الملك الوراق، قالا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا محمّد بن المظفّر، أنا محمّد بن محمّد بن سليمان، نا شيبان، نا معتمر قال: سمعت ليثا يحدّث عن شهر بن حوشب، قال:

من ركب مشهورا من الدّواب و لبس من الثياب مشهورا، أعرض اللّه عنه، و إن كان عليه كريما (3).

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنبأ أبو محمّد بن أبي حاتم (4)،قال: أنبأ حرب بن إسماعيل - فيما كتب إليّ - قال: قلت لأحمد بن حنبل:

شهر بن حوشب ؟ قال: ما أحسن حديثه، و وثقه و هو شامي من أهل حمص، و أظنه قال: هو كندي، روى عن أسماء بنت يزيد أحاديث حسانا.

أنبأنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، أنا علي بن الحسن بن علي الربعي، نا أحمد بن عتبة، نا الهروي قال: سمعت أبا سعيد عثمان بن سعيد الدارمي (5) يقول: بلغني أن أحمد بن حنبل كان يثني على شهر بن حوشب.

قال الهروي: و سمعت أبا قلابة عبد الملك بن محمّد يقول: ترى أن أبا الجعد

ص: 223


1- من قوله: ثم أخذ المرآة إلى هنا سقط من الحلية.
2- الحلية: نقض.
3- سير الأعلام 375/4.
4- الجرح و التعديل 383/4.
5- عن تهذيب الكمال 412/8 و رسمها غير واضح بالأصل:«البعرى ؟؟» و انظر ترجمته في سير الأعلام 319/13. و الخبر نقله المزي في تهذيب الكمال من طريق عثمان بن سعيد الدارمي.

الذي روى عنه قتادة هو شهر بن حوشب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو القاسم السهمي، أنا أبو أحمد بن عدي (1)،نا ابن أبي عصمة، نا أبو طالب أحمد بن حميد قال:

سمعت أحمد بن حنبل يقول: عبد الحميد بن بهرام أحاديثه (2) مقاربة هي حديث شهر، و كان يحفظها كأنه يقرأ سورة من القرآن، و إنما هي سبعون حديثا، و هي طوال، و فيها حروف ينبغي أن تضبط (3) و لكن يقطعونها.

أنبأنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة عن أبي جعفر بن المسلمة، عن الحسين بن عبد الرّحمن بن عمر بن حمة الخلاّل، أنا أبو عمر حمزة بن القاسم بن عبد العزيز الهاشمي، نا حنبل بن إسحاق بن حنبل (4)،قال: سمعت أبا عبد اللّه يقول: شهر بن حوشب شامي أشعري، ليس به بأس (5).

أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد اللّه الكروخي (6)،أنا أبو عامر محمود بن القاسم بن محمّد، و أبو نصر عبد العزيز بن محمّد، و أبو بكر أحمد بن عبد الصمد، و قالوا: أنبأنا عبد الجبار بن محمّد بن عبد اللّه، أنا أبو العباس محمّد بن أحمد المحبوبي، أنا أبو عيسى محمّد بن عيسى بن سورة التّرمذي، قال: قال أحمد بن حنبل: لا بأس بحديث عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب (7).

و قال محمّد: شهر حسن الحديث و قوّى أمره، و قال: إنما تكلم فيه ابن عون، ثم روى عن هلال بن أبي زينب، عن شهر بن حوشب.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر، و أبو نصر محمّد بن الحسن.

ص: 224


1- الكامل لابن عدي 38/4.
2- عن ابن عدي، و بالأصل: حديثه.
3- بالأصل: يضبط .
4- تهذيب الكمال 409/8 و سير الأعلام 374/4.
5- بالأصل: الكروجي بالجيم، و الصواب بالخاء المعجمة، ترجمته في سير الأعلام 273/20.
6- الخبر في تهذيب الكمال 410/8.
7- تهذيب الكمال 410/8 و سير الأعلام 374/4 و محمد يعني البخاري.

ح و أخبرنا ابن (1) الطّيّوري، و ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد العتيقي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد العتيقي، قالوا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنبأ صالح بن أحمد بن صالح، حدّثني أبي (2)،قال: شهر بن حوشب شامي تابعي ثقة.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي بكر الخطيب، أنبأ أبو بكر البرقاني، أنا محمّد بن عبد اللّه بن خميرويه، أنا الحسين بن إدريس، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عمّار، و سألته عن شهر بن حوشب، فقال: روى الناس عنه، و ما أعلم أحدا قال فيه غير شعبة، قلت: يكون حديثه حجّة ؟ قال: لا (3).

أنبأنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنبأ عبد العزيز الأزجي - قراءة - أنا أبو الحسين بن عمر بن حمّة (4)،أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، حدّثني جدي يعقوب، قال: سمعت علي بن المديني و قيل له: ترضى حديث شهر بن حوشب ؟ فقال: أنا أحدّث عنه، قال: و كان عبد الرّحمن بن مهدي يحدّث عنه، قال:

و أنا لا أدع حديث الرجل إلاّ أن يجتمعا عليه: يحيى و عبد الرّحمن (5)،و سمعت علي بن المديني يقول: كان يحيى بن سعيد لا يحدّث عن شهر (6).

قال: و حدّثني جدي يعقوب، حدّثني عبد اللّه بن شعيب، قال: قرأ عليّ يحيى بن معين شهر بن حوشب.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو

ص: 225


1- بالأصل:«أبو» و المثبت قياسا إلى سند مماثل.
2- تاريخ الثقات للعجلي ص 223 و نقله عن العجلي المزي في تهذيب الكمال 410/8.
3- تهذيب الكمال 410/8.
4- بالأصل: جمة بالجيم خطأ و الصواب ما أثبت، و اسمه: عبد الرحمن بن عمر بن أحمد، أبو الحسين الخلال البغدادي، ترجمته في سير الأعلام 82/17.
5- يعني يجتمعان على تركه.
6- الخبر ذكره المزي في تهذيب الكمال 409/8.

بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال: قال أبو زكريا: شهر بن حوشب ثبت.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السقاء، و أبو محمّد بن بالويه، قالا: أنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: شهر بن حوشب شامي، نزل البصرة، و هو ثقة، و كان من الأشعريين، من أنفسهم.

قال: و نا أبو الحسن بن السقا، ثنا محمّد بن يعقوب، نا عباس، قال: سمعت يحيى يقول: شهر بن حوشب ثبت (1).

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أبو الطيب محمّد بن القاسم بن جعفر، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال: سئل يحيى بن معين عن شهر بن حوشب فقال: ثقة.

قال قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:

أنا معاوية بن صالح، عن يحيى بن معين قال: شهر بن حوشب أشعري، بصري، ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، نا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال: و كان شهر بن حوشب شاميا، قال يحيى بن معين: نزل العراق، واسط ، و البصرة، و قال حجّاج (2):من أهل الشام، روى عنه أبو الورد بن ثمامة.

أنبأنا أبو غالب محمّد بن محمّد بن أسد، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر الشيرازي.

ح و أنبأنا أبو سعد بن الطّيّوري، عن عبد العزيز بن علي الأزجي، قالا: أنبأ أبو الحسين عبد الرحيم بن عمر بن أحمد بن حمّة (3)،أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن

ص: 226


1- سير الأعلام 374/4.
2- بالأصل: حجاجا.
3- بالأصل: جمة بالجيم خطأ، و قد مرّ قريبا.

يعقوب بن شيبة، نا جدي قال: و شهر بن حوشب ثقة، على أن بعضهم قد طعن في شهر (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: شهر بن حوشب و إن قال ابن عون أن شهرا قد تركوه فهو ثقة (2)-و الحديث حديث شامي، و قد روى أبو قلابة، و شهر بن حوشب، و مطر الوراق عن أهل الشام أحاديث كبارا (3)-رواها الثقات من الشاميين مسندة عن النبي صلى اللّه عليه و سلم من طرق صالحة، و أرسله أبو قلابة، و شهر، و مطر، و قد كان يجب على أصحابنا أن يقبلوه بشكر.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (4) قال: و سمعت أبي يقول: شهر بن حوشب أحبّ إليّ من أبي هارون العبدي، و من بشر بن حرب، و ليس بدون أبي الزبير، لا يحتج بحديثه، قال: و سئل أبو زرعة عن شهر بن حوشب، فقال: لا بأس به، و لم يلق عمرو بن عبسة.

أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، عن أبي إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي، أنا محمّد بن العباس بن الفرات، أنا محمّد بن العباس بن أحمد الضبي، أنا يعقوب بن إسحاق بن محمود، أنا صالح بن محمّد الحافظ ، قال: شهر بن حوشب شامي، قدم العراق على حجّاج بن يوسف، روى عنه الناس من أهل الكوفة، و أهل البصرة، و أهل الشام، و لم يوقف منه على كذب، و كان رجلا لا يتنسّك (5) إلاّ أنه روى أحاديث يتفرد بها لم يشركه فيها غيره مثل حديث البناني عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قرأ عَمَلٌ غَيْرُ صٰالِحٍ (6)،و أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قرأ يٰا عِبٰادِيَ الَّذِينَ

ص: 227


1- تهذيب الكمال 410/8.
2- نقله المزي في تهذيب الكمال 410/8 عن يعقوب، و نقله الذهبي في سير الأعلام 378/4 إلى هنا.
3- في المعرفة و التاريخ: كثارا.
4- الجرح و التعديل 383/4.
5- في تهذيب الكمال و سير الأعلام: كان رجلا يتنسك.
6- سورة هود، الآية:46.

أَسْرَفُوا عَلىٰ أَنْفُسِهِمْ لاٰ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللّٰهِ ، إِنَّ اللّٰهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً و لا يبالي (1).

و روى عنه الحكم بن عتيبة (2)،عن أم سلمة: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم نهى عن كل مسكر و عن كل مفتر، و لم يذكر «مفتر» في شيء من الحديث.

و روى عبد الحميد بن بهرام أحاديث طوالا عجائب.

و روى ليث بن أبي سليم عنه، عن أسماء بنت يزيد قالت: سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول:«ويل أمّكم قريش رحلة الشتاء و الصيف»، في موضع لِإِيلاٰفِ قُرَيْشٍ (3)، فشهر يروي عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أحاديث في القراءات لا يأتي بها غيره، فيروي عنه من أهل البصرة معاوية بن قرّة، و روى شعبة عن معاوية بن قرة عنه، قال: حدّثني من سمع ابن عباس، فقلت لمعاوية: من حدّثك ؟ قال: حدّثني شهر بن حوشب.

و روى عنه قتادة أحاديث، و روى عنه أبو التّيّاح، و ثابت، و جرير، و عامر الأحول، و يزيد (4) بن أبي مريم، و خالد الأحدب، و سيّار بن سلاّمة، و عوف بن الأعرابي، و أبو بشر (5)،و مطر الورّاق، و من أهل مكة: عبد اللّه بن عثمان بن خثيم (6)،و عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أبي حسين، و عبيد اللّه بن أبي زياد القدّاح، و من أهل الكوفة: الحكم بن عتيبة (7)،و شمر بن عطية، و ليث بن أبي سليم، و رآه الأعمش بواسط ، و زبيد اليامي (8)،و سلمة بن كهيل، و سيّار أبو الحكم، و حفص السراج بصري، و حمّاد بن جعفر، و عبد الحميد بن بهرام المدائني، و محمّد بن شبيب الزهراني، و عبد الحكم السّدوسي، و خالد بن الحداد، و عبد الجليل بن عطية، و داود بن أبي هند، و مقاتل بن حيّان (9)،و أشعث بن جابر، و شبيل (10) ابن عزرة، و حجّاج الأسود[5047].

ص: 228


1- سورة الزمر، الآية:53.
2- عن تهذيب الكمال و سير الأعلام و بالأصل: عيينة.
3- سورة قريش، الآية الأولى.
4- في تهذيب الكمال: بريد.
5- هو جعفر بن أبي و حشية، أبو بشر.
6- عن تهذيب الكمال و سير الأعلام، و بالأصل: خيثم.
7- بالأصل: عيينة خطأ، و قد مرّ.
8- بالأصل: الشامي، و الصواب عن تهذيب الكمال، و انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 184/2.
9- عن تهذيب الكمال و بالأصل: حبان.
10- عن تهذيب التهذيب 480/2 و بالأصل: سيل.

أخبرنا أبو عبد اللّه السّلمي، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين بن عبد اللّه، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن أحمد بن غالب، قال: و سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول:

شهر بن حوشب يخرج من حديثه ما روى عنه عبد الحميد بن بهرام.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمّد بن المظفر بن بكران، أنا أحمد بن محمّد بن أحمد العتيقي، أنا يوسف بن أحمد بن يوسف، نا محمّد بن عمرو بن موسى العقيلي (1)،نا محمّد بن إسماعيل، هو الصائغ، نا الحلواني، الحسن (2) بن علي، نا أبو سلمة، نا أبو هلال، عن قتادة قال:[جاء] (3) شهر بن حوشب يستأذن على الأمير، قال: فخرج الإذن، فقال: إن الأمير يقول: لا تأذن له فإنه سبائي، فقلت: إن خادم البيت يخبرك بما [في] (4) أنفسهم قال: ثم قال قتادة: لا غفر اللّه لمن لا يستغفر لهما - يعني عليا و عثمان-.

قال: و أنا العتيقي (5)،نا الصائغ، نا الحلواني، نا مسلم بن إبراهيم، نا زياد بن الربيع الحارثي، نا أعين الإسكاف، و كان يؤاجر نفسه إلى مكة كل سنة، قال: أجّرت نفسي من شهر بن حوشب إلى مكة، و كان له غلام ديلمي مغني، و كان إذا نزل منزلا قال لغلامه ذاك: تنح و أحل فاستذكر غناك، قال: ثم يقبل علينا فيقول: إن هذا ينفق بالمدينة.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن عن (6) أبي تمام علي بن محمّد الواسطي، أنا أبو بكر أحمد بن عبيد بن الفضل بن بيري، أنا محمّد بن الحسين بن محمّد الزعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا يحيى بن معين، نا مسلم بن إبراهيم، عن شيخ له من البصرة ثقة، قد سمّاه مسلم ذهب على أبي زكريا اسمه، قال: كنت مع

ص: 229


1- الخبر في كتاب الضعفاء الكبير للعقيلي 191/2.
2- بالأصل:«نا الحلواني، نا الحسن...» و في العقيلي: حدثنا الحسن بن علي الحلواني، حذفنا «نا» الثانية فهي مقحمة.
3- الزيادة عن العقيلي.
4- الزيادة عن العقيلي.
5- كذا بالأصل:«العتيقي» و هو خطأ و الصواب «العقيلي» صاحب كتاب الضعفاء الكبير، و الخبر في كتابه هذا 192/2.
6- بالأصل:«بن» خطأ.

شهر بن حوشب في طريق مكّة فكنا إذا نزلنا منزلا قال: سووا عودنا (1)،سووا طنبورنا فإنما نأكل به خبزنا.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد بن عدي (2)، قال: و أظن عبدان الأهوازي أو غيره حدّثنا عن (3) بندار عن معاذ بن معاذ، عن ابن عون قال: سرق شهر عيبتي في طريق مكة.

قال: و نا أبو أحمد (4)،نا محمّد بن سليمان (5)،حدّثنا بندار، نا يحيى القطان، عن عباد بن منصور قال: حججت مع شهر بن حوشب، فسرق عيبتي في الطريق.

قال: و أنا أبو أحمد (6)،نا محمّد بن عمرو (7) بن العلاء، نا عمرو بن علي، نا يحيى بن أبي بكير، حدّثني أبي قال: كان شهر بن حوشب على بيت المال فأخذ منها دراهم فقال القائل:

لقد باع شهر دينه بخريطة *** فمن يأمن القرّاء بعدك يا شهر

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر بن الطّيّوري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (8)،نا العباس بن (9) محمّد، نا يحيى بن أبي بكير، عن أبيه قال: كان شهر بن حوشب على بيت المال، فأخذ خريطة فيها دراهم، قال: فقال القائل:

لقد باع شهر دينه بخريطة *** فمن يأمن القرّاء بعدك يا شهر

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو الحسن محمّد بن عوف بن أحمد المرّي، قال: قرئ على أبي القاسم الحسين بن علي بن محمّد بن جعفر، نا أبو بكر أحمد بن علي بن سعيد المروزي، نا أبو خيثمة، نا

ص: 230


1- بالأصل:«عدودنا».
2- الكامل لابن عدي 38/4.
3- عن ابن عدي و بالأصل: بن.
4- الكامل لابن عدي 38/4.
5- بالأصل:«محمد بن مسلم سليمان».
6- الكامل لابن عدي 38/4.
7- عن ابن عدي و بالأصل: عمر.
8- الخبر و الشعر في المعرفة و التاريخ 98/2.
9- بالأصل:«نا» و الصواب عن المعرفة و التاريخ.

يحيى بن [أبي] بكير لا أعلمه إلاّ عن أبيه قال: دخل شهر بن حوشب بيت المال فأخذ خريطة من دراهم قال: فقال فيه الشاعر:

لقد باع شهر دينه بخريطة *** فمن يأمن القرّاء بعدك يا شهر

أخبرنا بها عالية أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنا أبو بكر الخطيب، أنا القاضي أبو بكر الحيري، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب الأصم، نا محمّد بن سنان البصري، نا يحيى بن أبي بكير، حدّثني أبي أبو بكير بن بشر.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا العباس بن محمّد الدوري، نا يحيى بن أبي بكير، نا أبي قال: كان شهر بن حوشب على بيت المال، فأخذ خريطة فيها دراهم فقال القائل:

لقد باع شهر دينه بخريطة *** فمن يأمن القرّاء بعدك يا شهر

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أحمد.

أنشدنا أحمد بن محمّد، نا يحيى بن أبي بكير، عن أبيه قال: كان شهر على بيت المال فأخذ خريطة فيها دراهم قال: فقال القائل:

لقد باع شهر دينه بخريطة *** فمن يأمن القرّاء بعدك يا شهر

أخبرني أبو محمّد (1) بن الأكفاني، نا مالكا (2) أن عبد العزيز بن أحمد أجاز لهم، قال: أنا أبو الحسين الميداني، أنا أبو سليمان الربعي، أنا أبو محمّد الفرغاني (3)،نا أبو جعفر الطبري (4)،قال: قال علي بن محمّد، قال أبو بكر الباهلي: كان شهر بن حوشب على خزائن يزيد بن المهلب، فرفعوا عليه أنه أخذ خريطة، فسأله يزيد عنها، فأتاه بها، فدعا يزيد الذي رفع (5) عليه فشتمه و قال لشهر: هي لك، فقال: لا حاجة لي فيها، فقال

ص: 231


1- بالأصل: أبو المجد، انظر فهارس المطبوعة - عاصم - عائذ ص 619.
2- كذا بالأصل.
3- تقرأ بالأصل:«القرعاني» و الصواب ما أثبت، انظر المطبوعة عاصم - عائذ ص 106 و الفهارس ص 768.
4- الخبر و الشعر في تاريخ الطبري ط بيروت 52/4 حوادث سنة 98 و نقله المزي في تهذيب الكمال ط دار الفكر 408/8.
5- عن المصدرين السابقين و بالأصل: وقع.

القطاميّ الكلبي و يقال سنان بن مكيل النميري:

لقد باع شهر دينه بخريطة *** فمن يأمن القرّاء بعدك يا شهر

أخذت بها شيئا طفيفا و بعته *** من ابن جرير (1) و ان هذا هو الغدر

و قال مرّة النخعي:

يا بن المهلّب ما أردت إلى امرئ *** لولاك كان كصالح القرّاء

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنا نصر بن إبراهيم، أنا سليم بن أيوب، أنا طاهر بن محمّد بن سلميان، ثنا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمّد بن إياس، قال: سمعت محمّد بن أحمد بن محمّد المقدّمي يقول: حدّثني حوثرة (2) بن محمّد المنقري، نا حمّاد بن مسعدة قال: قلت لابن عون: ما لك لا تحدّث عن فلان ؟ قال:

حوثرة - يعني شهر بن حوشب - فقال: إن أبا بسطام كان ينزله - يعني شعبة-.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا [أبو] (3) أحمد قال: كتب إليّ محمّد بن الحسن، نا عمرو بن علي، سمعت معاذ بن معاذ يقول: سألت ابن عون عن حديث هلال (4) بن أبي زينب عن شهر، عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«لا تجفّ الأرض من دم الشهيد حتى تبتدره زوجتاه» فقال: ما يصنع شهر، إن شعبة قد ترك شهرا[5048].

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم عن (5) أبي عبد الرّحمن السلمي، أنا أبو سعيد الخلاّلي، قال: أنا عمرو بن علي قال: سمعت معاذ بن معاذ يقول: سألت ابن عون عن حديث ابن أبي زينب، عن شهر، عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«لا تجف الأرض من دم الشهيد» ما يصنع بشهر، إنّ شعبة قد ترك شهرا[5049].

ص: 232


1- الطبري: من ابن جربوذ إنّ هذا.
2- مهملة بالأصل بدون نقط ، و الصواب ما أثبت و ضبط عن تقريب التهذيب (ترجمته في تهذيب الكمال 294/5).
3- زيادة منا للإيضاح، و هو أبو أحمد عبد اللّه بن عدي. و الخبر في كتابه الكامل في ضعفاء الرجال 37/4.
4- عن ابن عدي و بالأصل: بلال.
5- بالأصل:«بن» و لست مطمئنا إلى السند، و لعله سقط فيه بعد «عبد الكريم» كلام.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي، أنا أبو سعيد الخلاّلي، أنا أبو القاسم البغوي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن خسرو، أنبأ أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو بكر محمّد بن عمر بن بكير المقرئ، أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن سمعان الرزاز، نا الهيثم بن خلف، قالا: نا محمود بن غيلان، نا النضر بن شميل، قال: حدّثنا ابن عون، و ذكر عنده، و قال الهيثم: و ذكر عند ابن عون شهر بن حوشب فقال: إن شهرا تركوه إن شهرا تركوه (1).

قالا: و نا محمود، نا شبابة قال: سمعت شعبة يقول: كان شهر بن حوشب رافق رجلا من أهل الشام فسرق عيبته (2).

أخبرنا أبو الفتح الكروخي، أنا أبو عامر الأزدي، و أبو نصر الترياقي، و أبو بكر الغورجي، قالوا: أنا أبو محمّد الجراحي، أنا أبو العباس المحبوبي، أنا أبو عيسى التّرمذي، نا أبو داود - يعني سليمان بن سلم - نا النضر بن شميل، عن ابن عون، قال:

إن شهرا تركوه، قال أبو داود: قال النضر: تركوه أي طعنوا فيه.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن محمّد قال: أنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأ أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (3)،أخبرني أحمد بن شبّويه، عن النضر بن شميل قال: و سئل ابن عون عن حديث شهر بن حوشب فقال: دعوا شهرا، فإن شهرا قد تركوه - يعني طعن-.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي، أنبأ أبو الفرج الجصّاص، نا محمّد بن عبد اللّه بن محمّد قال: قرأت على أبي بكر محمّد بن أحمد بن هارون قلت له: أخبرك إبراهيم بن الجنيد الجبلي، حدّثني أبو موسى إسحاق بن منصور الأنصاري، نا النضر بن شميل قال: سمعت ابن عون يقول: إن شهرا قد تركوه، إن شهرا قد تركوه - يعني شهر بن حوشب - تركوا حديثه - يعني طعنوا في حديثه-.

ص: 233


1- الخبر في تهذيب الكمال ط دار الفكر 408/8 و فيه:«نزكوه» أي طعنوا فيه. و سير الأعلام 374/4.
2- العيبة: وعاء من أدم، يكون فيه المتاع (اللسان).
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 681/2.

قال: و سمعت النضر بن شميل يقول: رأيت شعبة يختلف إلى ابن عون.

أخبرنا أبو القاسم السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1)،نا أبو صالح مروان بن هدية (2) قال:

سمعت النضر بن شميل يقول: كان ابن عون لا يذكر أحدا إلاّ شهر بن حوشب، فإنه كان يقول: إن شهرا تركوه، تركوه.

قال و نا يعقوب (3)،حدّثني محمّد بن عبد الرحيم، قال: سمعت عليا يقول:

حدث ابن عون حديث هلال بن أبي زينب، عن شهر، عن أبي هريرة: ذكر الشهداء عند النبي صلى اللّه عليه و سلم فسارّه شعبة فلم يذكره ابن عون.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر، أنا أحمد بن محمّد العتيقي، أنا يوسف بن أحمد بن يوسف، نا محمّد بن عمرو بن موسى (4)،نا محمّد بن إسماعيل (5)،نا هدية بن عبد الوهاب، نا النضر بن شميل، عن ابن عون قال: إن شهرا تركوه - يعني نجسوه-.

قال: و نا محمّد بن عمرو (6)،نا الصائغ - يعني محمّد بن إسماعيل - نا الحلواني - يعني الحسن بن علي - قال: سمعت بعض أصحابنا يقول: سئل ابن عون عن حديث هلال بن أبي زينب عن شهر بن حوشب فقال ابن عون: إن شعبة قد تكلم في شهر بن حوشب.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا عبد الغافر بن محمّد الفارسي، أنا أبو أحمد محمّد بن أحمد، أنا إبراهيم بن محمّد، نا مسلم بن الحجّاج. قال: و ثنا عبيد اللّه بن سعد قال: سمعت النضر بن شميل يقول: سئل ابن عون عن حديث لشهر و هو قائم على اسكفتي الباب، فقال: إنّ شهرا تركوه، إنّ شهرا تركوه.

قال مسلم: تقول: أخذته الناس: تكلموا فيه.

ص: 234


1- المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 97/2-98.
2- كذا بالأصل، و في المعرفة و التاريخ: هبة.
3- المصدر السابق ص 98 و نقله عن علي بن المديني المزي في تهذيب الكمال 418/8.
4- الخبر في الضعفاء الكبير 191/2.
5- عن العقيلي و بالأصل «عيسى».
6- الخبر في الضعفاء الكبير 191/2.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو صادق محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن زنجويه، أنا أبو محمّد الحسن بن عبد اللّه بن سعيد، أنبأ أبو بكر بن دريد، أنا أبو حاتم السّجستاني، قال: ذكر شهر بن حوشب عند ابن عون فقال: ذاك رجل تركوه (1)-يعني طعنوا فيه - كأنهم ضربوه بالنيازك، قال: فصحف أصحاب الحديث فقالوا: ذاك رجل تركوه.

قال أبو أحمد: و إنما تكلم فيه ابن عون، و يقال رجل نزك طعان في الناس، كأنه يطعن بنيزك و هو دون الرمح له سنان و زجّ (2).

قال الراجز:

هر الغلام الديلمي النيزكا

و قال أبو الدرداء: و ذكر الأبدال: ليسوا بنزاكين، و النازكون: العائبون للناس.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (3)،أنبأ الساجي، حدّثني أحمد بن محمّد، نا خلف المخرّمي (4)،نا علي بن حفص المدائني، قال: سألت شعبة عن عبد الحميد بن بهرام، فقال: صدوق إلاّ أنه يحدث عن شهر بن حوشب.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأ أبو الحسين الفارسي، أنبأ أبو أحمد الجلودي، أنا إبراهيم بن محمّد، نا مسلم بن الحجّاج قال: و حدّثني حجّاج بن الشاعر، نا شبّابة قال شعبة: و لقد لقيت شهرا فلم أعتدّ به (5).

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر عن (6) أبي بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: و سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن يعقوب الحافظ يقول: سمعت محمّد بن محمّد بن رجاء يقول: سمعت عباس العنبري يقول: قدم علينا صدقة بن

ص: 235


1- كذا بالأصل، و السياق يقتضي: نزكوه باعتبار ما يأتي بعد.
2- عن اللسان و بالأصل: و زوج.
3- الكامل لابن عدي 38/4.
4- في ابن عدي: المخزومي.
5- تهذيب الكمال 408/8.
6- بالأصل: بن.

الفضل و هو لا يكتب حديث شهر بن حوشب.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا [أبو] (1) أحمد، قال:

سمعت ابن حمّاد يقول: شهر بن حوشب أحاديثه لا تشبه أحاديث الناس، كأنه مولع بزمائم (2) ناقة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قاله السّعدي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - قراءة عليه - ثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأ عبد الوهاب الميداني، أخبرنا عبد الجبار بن عبد الصّمد السلمي، نا القاسم بن عيسى العصار، قال: سمعت إبراهيم بن يعقوب يقول: شهر بن حوشب أحاديثه لا تشبه أحاديث الناس، و حدّثت عن النضر بن شميل أن ابن عون سئل عن حديث لشهر بن حوشب فقال: إن شهرا تركوه، إن شهرا تركوه، عمرو بن خارجة: كنت آخذا بزمام ناقة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم. أسماء بنت يزيد: كنت آخذة (3) بزمام ناقة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كأنه مولع بزمام ناقة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و حديثه دال عليه، فلا ينبغي أن يغترّ به و بروايته (4).

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو يعلى حمزة بن علي البزاز، قالا:

أنبأ أبو الفرج سهل بن بشر، أنبأ أبو الحسن بن منير، أنبأ أبو علي بن رشيق، نا أبو عبد الرّحمن النسائي، قال: شهر بن حوشب ليس بالقوي.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت أبا الطيب المذكّر يقول: سمعت أبا بكر محمّد بن إسحاق - يعني ابن خزيمة يقول: أبرأ إلى اللّه من عهدة عبد اللّه (5) بن أبي زياد القدّاح، و شهر بن حوشب.

قال: و أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو بكر محمّد بن جعفر فيما قرأته عليه، قال: قرئ على أبي بكر محمّد بن إسحاق، و أنا أسمع، قيل له: لست تحتج بشهر بن حوشب.

ص: 236


1- زيادة منا للإيضاح، و هو أبو أحمد عبد اللّه بن عدي صاحب كتاب الكامل في ضعفاء الرجال، و انظر الخبر فيه 38/4.
2- كذا، و في ابن عدي: بزمام.
3- عن تهذيب الكمال و بالأصل: آخذ.
4- الخبر في تهذيب الكمال للمزي ط دار الفكر 409/8 نقلا عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني.
5- كذا بالأصل، و مرّ في أول الترجمة:«عبيد اللّه» و في تهذيب الكمال فيمن روى عن شهر: عبيد اللّه.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد الفقيه، نا علي بن عمر الحافظ ، نا دعلج بن أحمد قال: سألت موسى بن هارون عن هذا الحديث - يعني حديث الأذنان من الرأس - فقال: ليس بشيء، فيه شهر بن حوشب، و شهر ضعيف، و الحديث في رفعه شك.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنبأ أبو عمرو عبد الرّحمن بن محمّد الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي (1)،قال: و لشهر بن حوشب غير ما ذكرت من الحديث، و يروي عنه عبد الحميد بن بهرام أحاديث غيرها، و عامة ما يرويه هو و غيره من الحديث فيه من الإنكار ما فيه، و شهر هذا ليس بالقوي في الحديث، و هو ممن لا يحتجّ بحديثه و لا يتديّن به.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنبأ عبد الملك بن محمّد، أنا أبو علي بن الصّواف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هاشم بن محمّد قال: قال الهيثم بن عدي: مات شهر بن حوشب في ولاية عبد الملك.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر (2) بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3)،أنا أبو عبد اللّه الشامي، قال: قلت لعبد الحميد بن بهرام: متى مات شهر بن حوشب ؟ قال:

سنة ثمان و تسعين.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم (4)،أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، أنا محمّد بن أحمد بن رزق.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا عمر بن عبد اللّه بن عمر، أنا أبو الحسين بن بشران، قالا: أنا عثمان بن أحمد الدقاق، نا حنبل بن إسحاق، نا محمّد بن عبيد اللّه، أبو جعفر الأنباري الحذّاء، قال: قال عبد الحميد بن بهرام: لقيت شهر بن

ص: 237


1- الكامل لابن عدي 40/4.
2- بالأصل: عمر، خطأ، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ كثيرا.
3- طبقات ابن سعد 449/7.
4- بالأصل: بهرام، و الصواب ما أثبت، انظر المطبوعة عاصم - عائذ الفهارس ص 636 و الفهارس ص 676 و انظر فيها ص 13 و 24.

حوشب في أوّل خلافة عمر بن عبد العزيز في سنة ثمان و تسعين بخولان (1)،و توفي بعد ذلك بشهر أو شهرين.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنبأ أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، حدّثني أحمد بن الخليل، نا أبو النّضر، نا عبد الحميد بن بهرام، قال: سمعت من شهر بن حوشب بخولان في سنة مائة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، نا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان، أنا أبي، حدّثني رجل من أهل العلم: أن شهر بن حوشب مات سنة مائة بخولان إلي (2).

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد الواسطي، عن أبي عمر بن حيّوية، أنبأ محمّد بن القاسم الكوكبي، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال:

سمعت يحيى بن معين يقول: شهر بن حوشب مات سنة مائة.

قال: و أنا المدائني، قال: مات شهر بن حوشب سنة مائة.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنبأ أبو سليمان بن زبر قال: قال المدائني، و الهيثم بن عدي: و فيها - يعني سنة مائة - مات شهر بن حوشب و ذكره أن أباه أخبره عن أحمد بن عبيد بن ناصح عنهما بذلك.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن علي السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق النهاوندي، نا أحمد بن عمران الأشناني، نا موسى التستري، نا خليفة العصفري (3) قال: و فيها - يعني سنة مائة - مات شهر بن حوشب بالشام.

أخبرنا أبو القاسم، أنبأ علي بن أحمد بن محمّد، أنا أبو طاهر المخلّصي (4)- إجازة - نا أبو محمّد عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي قال: حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم، قالا: سنة مائة فيها مات شهر بن حوشب الأشعري.

ص: 238


1- بالأصل بالحاء، و لعل ما أثبت الصواب عن ياقوت، و خولان قرية كانت بقرب دمشق.
2- كذا بالأصل.
3- تاريخ خليفة بن خياط ص 321.
4- مرّ كثيرا: المخلص، بدون ياء.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الخصيب، أنا محمّد بن الحسن النهاوندي، نا أحمد بن الحسين، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن، نا محمّد بن إسماعيل (1)قال: مات شهر بن حوشب الأشعري سنة مائة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، أنبأ أبو محمّد بن أبي نصر، نا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2) قال: و شهر بن حوشب - يكنى أبا الجعد - مات سنة مائة أو قبلها بسنة، من أهل دمشق.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء، أنا أبو بكر، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال: و في سنة مائة مات شهر بن حوشب.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن الباقلاني، و أبو الفضل بن خيرون.

ح و أخبرنا أبو العزّ ثابت بن منصور، أنا أبو طاهر الباقلاني، قالا: أنبأ محمّد بن الحسن، قالا: أنا محمّد بن الحسن (3) الأصبهاني، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خياط (4) قال في الطبقة الثانية من أهل الشامات:

شهر بن حوشب الأشعري، دمشقي، مات سنة مائة أو إحدى و مائة، و قالوا: اثنتي (5)عشرة و مائة، حمصي.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم النسيب، نا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب، أخبرني الطناجيري، نا عمر بن أحمد قال: قرأت في كتاب جدّي، عن عبيد اللّه بن سعيد بن كثير بن عفير، عن أبيه قال: توفي - يعني شهر بن حوشب - سنة إحدى عشرة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (6) قال في الطبقة الثانية:

شهر بن حوشب الأشعري.

ص: 239


1- التاريخ الكبير 259/4.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 680/2-681.
3- كذا مكرر بالأصل.
4- طبقات خليفة بن خياط ص 567 رقم 2931.
5- عن خليفة و بالأصل: أثني.
6- طبقات ابن سعد 449/7.

أخبرنا محمّد بن عمر، قال: مات شهر بن حوشب سنة اثنتي (1) عشرة و مائة، و كان ضعيفا في الحديث.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا (2)،نا محمّد بن سعد قال في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام: شهر بن حوشب الأشعري مات سنة اثنتي عشرة و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، أنا أبو طاهر المخلّصي (3)-إجازة - نا أبو محمّد عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي محمّد بن المغيرة، حدّثني أبو عبيد اللّه قال: سنة اثنتي عشرة و مائة توفي شهر بن حوشب الأشعري.

ص: 240


1- عن ابن سعد و بالأصل: اثني.
2- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
3- مرّ: المخلص، بدون ياء.

ذكر من اسمه شيبان

2770 - شيبان بن الحارث الغطفاني،

و يقال: سفيان بن الحارث النوفلي

شاعر حجازي، وفد على يزيد بن عبد الملك، و يقال على عبد الملك بن مروان.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم العلوي، و أبو الوحش المقرئ عنه، أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن الحسين بن محمّد بن سيبخت (1)،نا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي، نا أبو محكم البصري، نا علي بن عمرو، ثنا الهيثم بن عدي، و جماعة قالوا: وفد أربعة نفر إلى يزيد بن عبد الملك في خلافته ليس فيهم إلاّ شاعر أديب منهم عمرو بن مرة (2) الحنفي، و زيد بن سعد التميمي، و الصّعب بن سفيان القيسي، و شيبان بن الحارث الغطفاني، فلما ... (3) قدموا عليه، و وصلوا إليه و هو جالس ينظر في قصص الناس، فكتب كل واحد منهم قصته، و شكا إليه الذي يجده في أبيات من الشعر، و يسأله أن يحكم بينهم فيما شرحوه من أحوالهم و أهوائهم، و يلزم كلّ واحد منهم ما يلزمه، و جعلوه في قصص الناس، فلما نظر إليها أخّرها حتى فرغ - يعني من مظالم الناس و قصصهم - ثم نظر فيها نظرا شافيا، و أجاب كلّ واحد منهم جوابه و ألزمه دينه، فكان الذي ذكره عمرو في قصته:

ص: 241


1- رسمها بالأصل:«سحب» كذا، و الصواب ما أثبت، و ضبط عن التبصير 696/2.
2- بياض بالأصل.
3- بياض بالأصل مقدار كلمة.

تغيب وجه الوصل إذ غيب البدر *** و خالفني الهجران لا سلّم الهجر

على غير ذنب كان مني حنينه *** سوى أنني نوهت إذ غلب الصبر

و إن امرأ أهدى رياحين قلبه *** إلى إلفه إذ شقه الشوق و الذكر

حقيق بأن يصفو له الودّ و الهوى *** و يصرف عنه الهجر إذ وجب العذر

فأجابه يزيد بن عبد الملك في ظهر قصته:

لقد وضحت فيك القضية يا عمرو *** و أنت حقيق أن يحلّ بك الهجر

لأنك أظهرت الذي كنت كاتما *** و نوّهت بالحبّ الذي ضمّه الصدر

فهلا بكتمان الهوى متّ صبوة *** فتهلك محمودا و في كفك العذر

فلست أرى إذ بحت بالحبّ و الهوى *** جزاك إلاّ أن يعاقبك البدر

و قال زيد في قصته:

و مالكة للروح متى تطلّعت *** ثبات فؤادي نحوها بالتبسّم

فلما رأت في العين تصوير حبها *** أشارت بأنفاس و لم تتكلّم

فباح الهوى مني و منها صبابة *** بمكنون أسرار الضمير المكتم

فأمسكت منها بالرجاء و أمسكت *** بأردان قلب المستهام المتيّم

فقل يا أمير المؤمنين فإنما *** نصصنا إليك العيس للحكم فاحكم

فأجابه في ظهر قصته:

سأحكم يا زيد بن سعد عليكما *** بحكم جليّ واضح غير مبهم

ذكرت بأن القلب منك بكفها *** و حبك منها في الضمير المكتّم

فقد قاسمتك الحب منها و ما أرى *** عليها به في الحكم جورا فأحكم (1)

تعلّقت منها بالرجاء و أمسكت *** بأركان روح القلب منك المتيم

فأخف هواها في ضميرك لا تبح *** به في الأنام يا ابن سعد فتصرم

و قال الصّعب في قصته:

تذكّرت أيام الرّضى منك و الهوى *** على كلّ مطل بالمواعيد و العتب

و إحداثك الهجران بي بعد صفوة *** على غير حزم جئت حقا و لا ذنب

ص: 242


1- في البيت إقواء.

كأني على جمر الغضا من صدودكم *** يقلبني حبك جنبا على جنب

فقل يا أمير المؤمنين قائما *** أتيناك تقضي لقلب على قلب

فأجابه في ظهر قصته:

يحكمني صعب و في شقه الهوى *** و لست أرى في الحكم جورا على صعب

لقد جارت الحوراء يا صعب في الهوى *** عليك و ما أحدثت ذنبا سوى الحبّ

علام و فيم الصدّ منها و ما أرى *** لها سببا يدنيك منها إلى العتب

فإن هي لم تقبل عليك بودّها *** و تلقاك منها بالمودة و الرحب

فحكمي عليها أن تجازى بفعلها *** كذا لكم أقضي لقلب على قلب

و قال ابن الحارث في قصته:

نضرت بأسباب المودّة و الهوى *** فلما حوت قلبي ثنت بصدود

فلو شئت يا ذا العرش حين خلقتني *** شقيا بمن أهواه غير سعيد

عطفت عليّ القلب منها برحمة *** و لو كان أقسا من صفا و حديد

تعلّقت من رأس الصّفاء بشعرة *** و أمسكت من بأس الحبيب بجيد

فإن يغلب اليأس الرجاء و يعتلي *** عليه فما مني (1) الردى ببعيد

فقل يا أمير المؤمنين فإنما *** تحكم و الأحكام ذات حدود

فأجابه في ظهر قصته:

أرى الجور منها يا ابن حارث زائدا *** و ما رأيها فيما أتت بسعيد

أ من بعد ما صادت فؤادك و احتوت *** عليه ثنت وجه الهوى بصدود

فأمسكت من رأس الرجاء بشعرة *** و من بأس من يصبو إليه بجيد

فلست أرى تآلف قلبها *** و طول بكاء عندها و شهود

سأقضي عليها أن تقاد (2) بقتلها *** أخا صبوة جاءت عليه ودود

فقضى لصعب و شيبان اللذين كتما حبهما و لم يبوحا بهواهما، و أمر الجميع بكسوة و حملان و جوائز سنية، و جمع بينهم و بين من يهوونه، و ساق المال عنهم.

ص: 243


1- بالأصل: متى.
2- الأصل: تفاد.

و قد رويت هذه القصة من وجه آخر عن الهيثم بن عدي، فسماهم عمرو بن مرة الحنفي، و صعب بن سفيان الحارثي، و زيد بن سعد التميمي، و سفيان بن الحارث النوفلي، و قال: خرجوا حتى قدموا على عبد الملك بن مروان، و اللّه أعلم.

2771 - شيبان بن محمّد بن أحمد

أبو الفرج النوبندجاني (1) الفقير

حدّث عن أحمد بن عبد اللّه بن ياسين (2) المقرئ.

كتب عنه أبو الحسن نجا بن أحمد العطار.

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد بن عمرو بن حرب، و أنبأنيه أبو محمّد بن الأكفاني عنه، أنبأ الشيخ أبو الفرج شيبان بن محمّد بن أحمد النوبندجاني الفقير، أنا أحمد بن عبد اللّه بن ياسين المقرئ، أنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن، نا الهيثم بن مروان بن الهيثم بن عمران، أنا محمّد بن عيسى بن القاسم بن سميع، حدّثنا الأوزاعي، نا يحيى بن أبي كثير، نا عبد اللّه بن أبي قتادة، حدّثني أبي قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقرأ في الركعتين الأوليين من الظهر و العصر بأمّ القرآن و سورتين كان يطول في الركعة الأولى و يسمعنا الآية أحيانا، كذا وجدته بخط نجا، و قد أسقط منه شيخ عبد الوهاب، و أظنه ابن جوصا.

2772 - شيبان المجنون

أحد الزهّاد، كان بجبل لبنان من جبال أطرابلس من ساحل دمشق.

حكى عنه ذو النون المصري حكاية تقدمت في ترجمة سالم خادم ذي النون المصري.

ص: 244


1- بالأصل:«التوبتدجاني» و الصواب بالنون بدل التاء في الموضعين نسبة إلى نوبندجان و هي بلدة من بلاد فارس (الأنساب). و انظر معجم البلدان.
2- في مختصر ابن منظور 7/11 أنس.

ذكر من اسمه شيبة

2773 - شيبة بن الأحنف

أبو النّضر الأوزاعي (1)

روى عن أبي سلاّم الأسود، و شعبة بن الحجّاج.

روى عنه: الوليد بن مسلم، و أبو عبد اللّه هشام صاحب الصّدقة، و محمّد بن شعيب بن شابور.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصّيرفي، أنا منصور بن الحسين، و أحمد بن محمود، قالا: أنبأ أبو بكر بن المقرئ، ثنا أبو عمر عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الوهاب بن أبي قرصافة العسقلاني، نا محمّد بن الوزير الدمشقي، نا الوليد بن مسلم، نا يحيى بن الحارث، و شيبة بن الأحنف و غيرهما: أنهما سمعا أبا سلاّم (2) الأسود يحدث عن ثوبان مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: قيل: يا رسول اللّه من أوّل الناس ورودا عليك حوضك ؟ قال:«الشعثة رءوسهم، الدنسة ثيابهم، الذين (3) لا يفتح لهم (4) البلاد، و لا ينكحون الممنعات»، هكذا حدّثناه مختصرا[5050].

و أخبرناه أبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى بن شعيب، أنا أبو صاعد يعلى بن هبة اللّه.

ص: 245


1- ترجمته في تهذيب الكمال 420/8 و تهذيب التهذيب 521/2.
2- بالأصل:«علام» و الصواب ما أثبت، و مرّ صوابا قبل أسطر.
3- بالأصل: الذي.
4- كتبت اللفظة فوق الكلام بين السطرين.

ح و أخبرناه أبو محمّد الحسن بن أبي بكر بن أبي الرضا، أنا أبو عاصم الفضيل بن أبي منصور، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي شريح، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر، نا أبو داود - يعني سليمان بن سعيد السّنجي - نا موسى بن إسماعيل، نا أبو عبد اللّه صاحب الصّدقة، ثنا شيبة أبو الفضل، عن أبي سلاّم قال: سألني عمر بن عبد العزيز عن حديث الحوض، فقلت: سمعت ثوبان يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«إنّ سعة حوضي ما بين عدن إلى عمان، شرابه أحلى من العسل، و أبيض من الثلج، من شرب منه شربة لم يظمأ آخر ما عليه أوّل الناس، يرده عليه فقراء المهاجرين، الدنسة ثيابهم، الشعثة رءوسهم، الذين لا تفتح (1) لهم السدد، و لا ينكحون الممنعات (2)،الذين يعطون الحق الذي عليهم، و لا يعطون الحق الذي لهم»[5051].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر القشيري، قالا: أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان الفقيه.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنبأ إبراهيم بن منصور، أنبأ أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا داود بن رشيد، نا الوليد بن مسلم، عن ابن (3)الأحنف، سمع [أبا] (4) سلاّم الأسود يقول: أخبرني أبو صالح الأشعري، أن أبا عبد اللّه الأشعري حدّثه:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بصر برجل يصلي لا يتم ركوعه و لا سجوده، فقال:«لو مات هذا على ما هو عليه، لمات على غير ملّة محمّد صلى اللّه عليه و سلم، فأتموا الركوع و السجود، فإنّ مثل الذي لا يتم ركوعه - و قال ابن المقرئ: الذي يصلي و لا يتم ركوعه - و لا يتم سجوده مثل الجائع لا يأكل إلاّ التمرة أو التمرتين لا يغنيان عنه شيئا»، قال أبو صالح: فلقيت أبا عبد اللّه فقلت: من حدّثك هذا الحديث أنه سمعه من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: حدّثني أمراء الأجناد: و خالد (5) بن الوليد، و شرحبيل بن حسنة، و عمرو بن العاص أنهم سمعوه

ص: 246


1- عن النهاية (سدد) و بالأصل: يفتح.
2- في النهاية: المنعمات.
3- بالأصل: أبي الأحنف، و الصواب ما أثبت و هو شيبة بن الأحنف صاحب الترجمة.
4- سقطت من الأصل.
5- كذا: و خالد، بالواو. و لعل الواو مقحمة و صواب العبارة: أمراء الأجناد: خالد... و شرحبيل... و هذا هو الوارد في مختصر ابن منظور 8/11.

-و قال ابن المقرئ: سمعوه من - النبي صلى اللّه عليه و سلم[5052].

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك (1) بن عبد الجبّار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (2)،قال شيبة ابن الأحنف الأوزاعي، يعد في الشاميين، سمع أبا سلاّم الأسود، روى عنه الوليد بن مسلم.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (3)،قال: شيبة ابن الأحنف أبو النّضر الأوزاعي شامي، روى عن أبي سلاّم الأسود، روى عنه هشام أبو عبد اللّه صاحب الصّدقة، و الوليد بن مسلم، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا عبد العزيز الكتاني، أنبأ تمام بن محمّد، أنبأ أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال: في ذكر نفر ذوي أسنان و علم: شيبة بن الأحنف الأوزاعي.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأ عبد اللّه بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الربعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الخامسة: شيبة بن الأحنف (4).

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنبأ أبو القاسم بن منده، أنبأ أبو علي - إجازة-.

ص: 247


1- الأصل: و المنازل، خطأ.
2- التاريخ الكبير 242/4.
3- الجرح و التعديل 336/4-337.
4- تهذيب الكمال 420/8.

ح قال: و أنا الحسين بن سلمة، أنبأ علي بن محمّد، قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم (1)،قال: حدّثني أبي قال: سمعت دحيما يقول: لم أسمع من الوليد بن مسلم من حديث شيبة بن الأحنف شيئا.

2774 - شيبة بن أيمن العنبري

مولى ثمامة بن سري (2) العنبري البصري

حدّثنا عن أنس بن مالك، و عمر بن عبد العزيز قوله.

روى عنه حمّاد بن سلمة، و إياس بن دغفل (3) الحارثي البصريان، و كان كاتبا، وفد الشام.

و ذكره أبو الحسين الرازي في تسمية كتاب أمراء دمشق، فقال في تسمية كتاب عبد الملك بن مروان: شيبة بن أيمن مولى بني العنبر، و كان أصله من العراق، و استقدمه عمر بن عبد العزيز.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن قالا:- أنبأ أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (4) قال: شيبة بن أيمن و يقال: سعيد بن أيمن.

ثم قال (5):شيبة الكاتب عن عمر بن عبد العزيز قولة: سمع منه إياس بن دغفل.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق، أنا أحمد بن عبد اللّه - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر الهمداني، قال: أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو

ص: 248


1- الجرح و التعديل 337/4 و نقله المزي في تهذيب الكمال 420/8 عن أبي حاتم.
2- كذا رسمها.
3- دغفل وزن جعفر بغين معجمة و فاء (تقريب التهذيب).
4- التاريخ الكبير 242/4 ترجمة 2668.
5- في ترجمة مستقلة رقم 2670.

محمّد (1) بن أبي حاتم (2)،قال: شيبة بن أيمن بصري، روى عن أنس بن مالك، روى عنه حمّاد بن سلمة، سمعت أبي يقول ذلك.

2775 - شيبة بن شبيب بن يزيد بن معروف بن الهذيل

أبو شبيب الغسّاني ثم الحدلي

حدّث عن أبيه شبيب.

روى عنه أبو الليث شبيب بن شبّة البصراوي.

2776 - شيبة بن عثمان بن أبي طلحة

عبد اللّه بن عبد العزّى بن (3) عثمان بن عبد الدار

ابن قصي بن كلاب بن مرّة

أبو عثمان القرشي العبدري حاجب الكعبة (4)

و هو جد الشّيبيين، له صحبة من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعد الفتح، و شهد حنينا مع النبي صلى اللّه عليه و سلم مشركا.

و روى أحاديث.

روى عنه ابناه مصعب و مسافع ابنا شيبة، و أبو وائل شقيق بن سلمة، و عكرمة مولى ابن عباس، و عبد الرّحمن بن الزّجّاج، و مسافع بن عبد اللّه العبدري، و وفد على معاوية.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو الحسين بن النّقّور، أنبأ عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا محمّد بن سليمان لوين، نا ابن عيينة، عن عبد اللّه بن زرارة، عن مصعب بن شيبة، عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إذا انتهى أحدكم إلى

ص: 249


1- بالأصل: حاتم خطأ. و الصواب ما أثبت و هو صاحب كتاب الجرح و التعديل.
2- الخبر في الجرح و التعديل 336/4.
3- بالأصل: عن، خطأ، و الصواب ما أثبت عن تهذيب الكمال.
4- ترجمته في نسب قريش ص 252 الاستيعاب 159/2 الإصابة 161/2 أسد الغابة 382/2 تهذيب الكمال 421/8 تهذيب التهذيب 521/2 و الوافي بالوفيات 201/16 و سير الأعلام 12/3 و انظر بالحاشية فيهما أسماء مصادر أخرى ترجمت له. و قيل يكنى: أبا صفية.

المجلس فإن وسّع له فليجلس، و إلاّ فلينظر أوسع مكان يراه فليجلس فيه» (1)[5053].

قال: و نا عبد اللّه بن محمّد، ثنا عبيد اللّه بن عمر، نا محمّد بن حمدان، نا أبو بشر، عن مسافع بن شيبة، عن أبيه قال:

دخل النبي صلى اللّه عليه و سلم الكعبة يصلي فيها ركعتين فإذا فيها تصاوير فقال:«يا شيبة اكفني هذه»، قال: فاشتد عليه ذلك، فقال له رجل: أطيّنها ثم ألطخها بزعفران، ففعل[5054].

أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنبأ أبو بكر بن المقرئ، أنبأ أبو يعلى الموصلي، نا عبد الرّحمن بن صالح الأزدي، و عبد الرحيم بن سليمان، أخبرنا عبد اللّه بن مسلم بن هرمز، عن عبد الرّحمن الزّجّاج، قال:

أتيت شيبة بن عثمان فقال: يا أبا عثمان زعموا أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم دخل الكعبة فلم يصلّ ، فقال: كذبوا و أبي، لقد صلى بين العمودين ركعتين، ثم ألصق بهما بطنه و ظهره.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنبأ أبو الحسن الآبنوسي، أنا أبو بكر أحمد بن عبيد بن بيري - إجازة - أنا أبو عبد اللّه محمّد بن الحسين الزعفراني، أنا أحمد بن أبي خيثمة، نا أبو أيوب، عن إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق.

ح قال: و أنبأنا مصعب، قالا: شيبة بن عثمان بن طلحة بن أبي طلحة - زاد مصعب: خرج مع النبي صلى اللّه عليه و سلم إلى حنين، و هو مشرك، و هو يريد أن يغتاله فقذف اللّه الإسلام في قلبه، فأسلم و قاتل معه صلى اللّه عليه و سلم (2).

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان الطوسي، أنا الزبير بن بكار، قال: فولد عثمان بن أبي طلحة - يعني ابن عبد العزيز بن عثمان بن عبد الدار شيبة بن عثمان، كان شيبة خرج مع النبي صلى اللّه عليه و سلم إلى حنين، و هو مشرك، و كان يريد أن يغتال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فرأى من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم غرّة يوم حنين، فأقبل يريده فرآه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«يا شيبة هلمّ لك»، فقذف اللّه في قلبه الرعب، و دنا من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فوضع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يده على صدره

ص: 250


1- ذكره ابن الأثير في أسد الغابة 383/2.
2- انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص 252-253.

ثم قال:«اخسأ (1) عنك الشيطان» و أخذه أفكل (2)،و فزع، و قذف اللّه تعالى في قلبه الإيمان، و قاتل مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و كان ممن صبر معه، و كان من خيار المسلمين، و أوصى إلى عبد اللّه بن الزبير بن العوام (3)[5055].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأ الحسن بن علي، أنبأ أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (4) قال في الطبقة الرابعة: شيبة الحاجب بن عثمان - و هو الأوقص - بن أبي طلحة، و اسمه عبد اللّه بن عبد العزّى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي، و خرج شيبة مع قريش إلى هوازن بحنين، فأسلم هناك، و هو أبو صفية بن شيبة، و بقي شيبة حتى أدرك يزيد بن معاوية.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسين بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر بن أبان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا (5)،نا محمّد بن سعد، قال في الطبقة الخامسة من أسلم بعد فتح مكة: شيبة بن عثمان بن أبي طلحة العبدري، أسلم بعد الفتح و بقي حتى أدرك يزيد بن معاوية، و هو أبو صفية.

أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن علي بن الآبنوسي، ثم أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، أنا أبو علي أحمد بن علي بن الحسن، أنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم، قال في تسمية بني عبد الدار (6):

شيبة بن عثمان بن أبي طلحة بن عبد العزّى بن عثمان بن عبد الدار، له ثلاثة أحاديث، و توفي سنة تسع و خمسين.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل البغدادي، أنا أبو الفضل الباقلاني، و أبو الحسين الصيرفي، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أن عبد الوهاب بن (7) محمّد - زاد الباقلاني و محمّد بن الحسن قالا:- أنبأ أبو بكر

ص: 251


1- عن أسد الغابة، و بالأصل:«اخس» و في تهذيب الكمال: اجس.
2- الأفكل: الرعدة من برد أو خوف.
3- الخبر في أسد الغابة 382/2 و تهذيب الكمال 422/8 و نسب قريش للمصعب ص 253.
4- طبقات ابن سعد 448/5 فيمن نزل مكة من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.
5- الخبر برواية ابن أبي الدنيا سقط من الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
6- بعد «عبد الدار» لفظة «بن» مقحمة حذفناها.
7- بالأصل «عن» خطأ.

الشيرازي، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو عبد اللّه البخاري (1)،قال: شيبة بن عثمان بن عبد الدار الحجبي القرشي المكي، له صحبة، و قال عبد العزيز بن زرارة:

حدّثني أبي عن أبيه، مات جدي شيبة بن عثمان آخر خلافة معاوية سنة تسع و خمسين.

و قال بشر بن الحكم: كنيته (2) أبو عثمان.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا أبو الحسن، قالا: أنبأ أبو محمّد بن أبي حاتم (3)،قال:

شيبة بن عثمان بن عبد الدار بن قصي الحجبي المكي، أسلم بعد الفتح، و بقي حتى أدرك زمن يزيد بن معاوية، و هو والد صفية بنت شيبة، روى عنه عبد اللّه بن مسلم بن هرمز، عن عبد الرّحمن بن الزّجّاج عنه، سمعت أبي يقول ذلك، قال أبو محمّد: روى عنه مسافع بن عبد اللّه.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، أنبأ نصر بن إبراهيم الزاهد، أنا سليمان بن أيوب الرازي، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد العبدري، يكنى أبا عثمان الحجبي.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو صادق محمّد بن أحمد بن شاذان، أنا أبو عمرو بن مطر، نا الحسن بن سفيان النسوي، نا إسماعيل بن إبراهيم القطيعي، نا أبو إسماعيل المؤدب، عن عبد اللّه بن مسلم، عن عبد الرّحمن بن الزّجّاج، قال: أتيت شيبة بن عثمان فقلت: يا أبا عثمان، فذكر حديثا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو عثمان شيبة بن عثمان بن طلحة الحجبي، له صحبة.

قرأت على أبي الفضل بن نصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو

ص: 252


1- التاريخ الكبير 241/4.
2- بالأصل: كنية، و الصواب عن البخاري.
3- الجرح و التعديل 335/4.

عثمان شيبة بن عثمان بن عبد الدار الحجبي.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد قال: شيبة بن عثمان أبو عثمان.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأ أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأ أبو أحمد الحاكم، قال: أبو عثمان، و يقال: أبو صفية شيبة بن عثمان بن طلحة (1) بن أبي طلحة، و اسم أبي طلحة عبد اللّه بن عبد العزّى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي العبدري الحجبي، له صحبة من النبي صلى اللّه عليه و سلم، و أمّه أم جميل، و اسمها هند بنت عمير بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن عبد الدار بن قصي، و هي أخت مصعب بن عمير، حديثه في أهل الحجاز، مات بمكة.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، قال: شيبة بن عثمان بن طلحة بن أبي طلحة، و هو ابن عبد اللّه بن عثمان بن عبد العزّى بن عثمان بن عبد اللّه بن عبد الدار بن قصي، و أمّه هند بنت عمير، يكنى أبا عثمان، توفي سنة تسع و خمسين، و هو ابن ثمان و خمسين سنة قاله ابن أبي خيثمة عن علي بن محمّد المدائني، روى عنه ابنه (2) مصعب، و عكرمة، و أبو وائل شقيق بن سلمة، و عبد الرّحمن الزّجّاج، كذا قال ابن منده، و قد اختلف في نسبه، و الصحيح أنه ابن عثمان بن أبي طلحة، و عثمان بن طلحة بن أبي طلحة ابن عمه لا أبوه، و قوله: ابن عثمان بن عبد اللّه بن عبد الدار، و هو ابن عبد اللّه توهم أن أبا طلحة هو ابن (3) عبد اللّه و ليس كذلك، فإن أبا طلحة هو عبد اللّه.

و قوله: ابن عثمان بن عبد اللّه بن عبد الدار وهم، فإن عثمان هو ابن عبد الدار.

و قوله ابن ثمان و خمسين، وهم فاحش، فإن شيبة شهد حنينا سنة ثمان و هو

ص: 253


1- قال المزي في تهذيب الكمال 421/8 و من قال من نسبه: شيبة بن عثمان بن طلحة بن أبي طلحة فقد وهم، فإن عثمان بن طلحة ابن عمه لا أبوه. و انظر ما سيورده المصنف بهذا الشأن.
2- بالأصل: أبيه، خطأ.
3- بالأصل: أن، خطأ.

رجل، فكيف يكون ابن ثمان و خمسين يوم توفي (1).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ أبو الفضل محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أبو نصر الكلاباذي، قال: شيبة بن عثمان بن أبي طلحة، و اسمه عبد اللّه بن عبد العزّى بن عثمان بن أبي طلحة بن عبد الدار بن قصي بن كلاب، أبو عثمان الحجبي المكي العبدري، سمع عمر بن الخطاب، روى عنه أبو وائل شقيق بن سلمة في الحج في باب كسوة الكعبة، قال محمّد بن سعد كاتب الواقدي: شيبة بن عثمان بن أبي طلحة العبدري أسلم بعد الفتح - يعني فتح مكة - و بقي حتى أدرك يزيد بن معاوية.

و قال قبيصة (2) عن الثوري و هو أبو صفية.

و قال خليفة بن خيّاط : شيبة بن عثمان أدرك يزيد بن معاوية، و هو أبو صفية.

و قال قبيصة عن الصوري، عن واصل، عن أبي وائل: جلست على كرسي شيبة بن ربيعة في الكعبة، فذكر الحديث.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد بن عبد الواحد، و أبو نصر أحمد بن عبد اللّه بن رضوان، و أبو علي الحسن بن المظفّر، و أبو غالب أحمد بن الحسن، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا أحمد بن منصور الحاسب، نا أبو عمران محمّد بن جعفر الوركاني، نا أيوب بن جابر الحنفي، عن صدقة بن سعيد، عن مصعب بن شيبة، عن أبيه قال:

خرجت مع النبي صلى اللّه عليه و سلم يوم حنين، و اللّه ما خرجت إسلاما و لكني خرجت آنفا أن تظهر هوازن على قريش، فو اللّه إنّي لواقف مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذ قلت: يا نبي اللّه إنّي لأرى (3) خيلا بلقا، قال:«يا شيبة إنه لا يراها إلاّ كافر» قال: فضرب بيده صدري، فقال:«اللّهمّ اهد شيبة» ففعل ذلك ثلاثا، قال: فما رجع النبي صلى اللّه عليه و سلم يده عن صدري الثالثة حتى ما أحد من خلق اللّه أحبّ إليّ منه، قال: فالتقى المسلمون، فقتل من قتل، قال:

ص: 254


1- انظر الإصابة 161/2.
2- هو قبيصة بن عقبة، أبو عامر السوائي الكوفي،(سير الأعلام 130/10).
3- بالأصل:«لا أرى» و المثبت عن مختصر ابن منظور 9/11.

ثم أقبل النبي صلى اللّه عليه و سلم و عمر آخذ باللجام، و العباس آخذ بالثّغر (1)،قال: فنادى العباس: أين المهاجرون، أين أصحاب سورة البقرة، بصوت عال (2)،هذا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فأقبل الناس و النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول:«قدماها»:

أنا النبي لا كذب *** أنا ابن عبد المطلب»

قال: فأقبل المسلمون فاصطكوا بالسّيوف، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«الآن حمي الوطيس».

رواه محمّد بن بكير، و إسحاق بن إدريس، عن أيوب، عن جابر نحوه[5056].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنبأ أبو عمر بن حيّوية، أنبأ أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، نا عمر بن عثمان المخزومي، عن عبد الملك بن عبيد قال: محمّد بن عمرو: ثنا خالد بن إلياس عن منصور، عن عبد الرّحمن الحجبي، عن أمّه و غيرها، و عماد الحديث عن عمر بن عثمان، قالوا:

كان (3) شيبة بن عثمان رجلا صالحا له فضل، و كان يحدّث عن إسلامه، و ما أراد اللّه به من الخير، و يقول: ما رأيت أعجب مما كنا فيه من لزوم ما مضى عليه من الضلالات آباؤنا، ثم يقول: لما كان عام الفتح و دخل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مكة عنوة قلت:

أسير مع قيس إلى هوازن بحنين، فعسى إن اختلطوا أن أصيب من محمّد غرّة و أثأر (4)منه فأكون أنا الذي قمت بثأر قريش كلها، و أقول لو لم يبق من العرب و العجم أحدا إلاّ اتّبع محمّدا (5) ما اتّبعته أبدا، فكنت مرصدا لما خرجت له، لا يزداد الأمر في نفسي إلاّ قوّة، فلما اختلط الناس، اقتحم الناس رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن بغلته، و أصلتّ السيف و دنوت أريد ما أريد منه، و رفعت سيفي حتى كدت أسوّره (6) فرفع لي شواظ (7) كالبرق من نار

ص: 255


1- غير واضحة بالأصل، و الصواب ما أثبت عن اللسان، و الثغر محركة السير الذي في مؤخر السرج.
2- بالأصل: قال، و لعل الصواب ما أثبت.
3- بالأصل: كانوا.
4- كان أبوه عثمان بن أبي طلحة قد قتل يوم أحد كافرا.
5- بالأصل: محمد.
6- سوره أي علاه،(اللسان).
7- الشواظ : اللهب الذي لا دخان له.

كان يمحشني (1) فوضعت يدي على بصري خوفا عليه، و التفت إليّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فناداني:: «يا شيبة ادن مني» فدنوت، فمسح صدري ثم قال:«اللّهمّ أعذه (2) من الشيطان» قال: فو اللّه لهو كان ساعة إذن أحبّ إليّ من سمعي و بصري و نفسي، و أذهب اللّه ما كان بي، ثم قال:«ادن فقاتل»، فتقدّمت أمامه أضرب بسيفي، اللّه أعلم أني أحبّ أن أقيه بنفسي كل شيء، و لو لقيت تلك السّاعة أبي لو كان حيّا لأوقعت به السيف، فجعلت ألزمه فيمن لزمه، حتى تراجع المسلمون، فكروا كرة رجل واحد، و قربت بغلة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فاستوى عليها، فخرج في إثرهم حتى تفرّقوا في كل وجه، و رجع إلى معسكره فدخل خباءه فدخلت عليه ما دخل عليه غيري حبا له و لرؤية وجهه و سرورا به، فقال:«يا شيبة الذي أراد اللّه بك خير مما أردت بنفسك» ثم حدّثني بكل ما أضمرت في نفسي مما لم أذكره لأحد قط ، قال: فقلت: فإني أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أنك رسول اللّه، ثم قلت: استغفر لي يا رسول اللّه، قال:«غفر اللّه لك...» [5057].

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا محمّد بن الحسين القطان، أنا أحمد بن منصور زاج (3)،نا سلمة بن سليمان، نا عبد اللّه بن المبارك، عن أبي بكر الهذلي، عن عكرمة قال: قال لي شيبة بن عثمان:

لما رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم حنين يدعو، ثم ذكر الحديث بطوله لم يزد عليه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز البغوي، نا محمّد بن سهم الأنطاكي، أنا ابن المبارك.

ح قال: و حدّثني إبراهيم بن هارون و عمي، قالا: نا محمّد بن سعيد الأصبهاني، نا عبد اللّه بن المبارك، عن أبي بكر الهذلي، عن عكرمة قال: قال لي شيبة:- و قال ابن هانئ في حديثه: شيبة بن عثمان - لما غزى النبي صلى اللّه عليه و سلم - يعني يوم حنين - تذكرت أبي و عمي قتلهما علي و حمزة - عليهما السّلام - فقلت: اليوم أدرك ثأري من محمّد، قال:

قال: فجئته فإذا أنا بالعباس بن عبد المطلب عن يمينه عليه درع بيضاء كأنها الفضة،

ص: 256


1- يمحشني أي يحرقني، يقال: محشته النار أي أحرقته (اللسان).
2- في مغازي الواقدي 910/3 اللهم، أذهب عنه الشيطان.
3- بالأصل: زاح، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 388/12.

تكشّف عنها العجاج (1) قال: فقلت: عمه لن يخذله، قال: فجئته عن يساره، فإذا أنا بأبي سفيان بن الحارث، قال: فقلت: ابن عمه لن يخذله، قال: فجئت من خلفه فدنوت و دنوت و دنوت حتى إذا لم يبق إلاّ أن أسور مسورة السيف رفع لي شهاب من نار كالبرق فخفته فنكصت القهقرى، فالتفت إليّ النبي صلى اللّه عليه و سلم و قال:«تعالى يا شيبة»، قال:

فوضع النبي صلى اللّه عليه و سلم يده على صدري، فاستخرج اللّه الشيطان من قلبي، فرفعت إليه بصري و هو أحب إليّ من سمعي و بصري، و من كذا، قال: فقال لي:«يا شيبة قاتل الكفار»، قال: ثم قال:«يا عباس اصرخ بالمهاجرين الذين بايعوا تحت الشجرة، و بالأنصار الذي أووا و نصروا» قال: فما شبهت عطفة الأنصار على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلاّ عطفة الإبل - أو كما قال - على أولادها، قال: حتى ترك (2) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في حرجة (3) قال: فلرماح الأنصار كانت أخوف عندي على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من رماح الكفّار، قال: ثم قال:«يا عباس ناولني من الحصباء» قال: وافقه اللّه البغلة كلامه، فاختفضت به حتى كاد بطنها يمس الأرض، قال: فتناول رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من البطحاء فحثى في وجوههم، و قال:«شاهت الوجوه حم لاٰ يُنْصَرُونَ (4)»[5058].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبد الوهاب بن أبي حية، أنا محمّد بن شجاع البلخي، نا محمّد بن غمر الواقدي (5)، قال: و كان شيبة بن عثمان بن أبي طلحة قد تعاهد هو و صفوان بن أمية حين وجّه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى حنين - و كان أمية بن خلف قتل يوم بدر، و كان عثمان بن أبي طلحة قتل يوم أحد - فكانا تعاهدا إن رأيا على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم دائرة (6) أن يكونا عليه، و هما خلفه، قال شيبة: فأدخل اللّه الإيمان قلوبنا، قال شيبة: لقد هممت بقتله، فأقبل شيء حتى تغشّى فؤادي فلم أطق ذلك، و علمت أنه قد منع مني، و يقال: قال: قد غشيني ظلمة حتى لا أبصر، فعرفت أنه قد منع مني، و أيقنت بالإسلام، قال: و قد سمعت في

ص: 257


1- العجاج: الغبار.
2- تقرأ بالأصل:«نزل» و لعل الصواب ما أثبت.
3- الحرجة مجتمع شجر ملتف كالغيظة (اللسان).
4- سورة فصلت، من الآيات 1-16.
5- الخبر في مغازي الواقدي 909/3-910.
6- عن الواقدي و رسمها بالأصل:«؟؟».

قصة شيبة بوجه آخر: كان شيبة بن عثمان يقول: لما رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم غزا مكة و ظفر بها و خرج إلى هوازن قلت: أخرج لعلّي أدرك ثأري، و ذكرت أبي، قتل أبي يوم قتله حمزة، و عمي (1) قتله علي، فلما انهزم أصحابه جئته عن يمينه، فإذا أنا بالعباس قائم،[عليه] (2)درع بيضاء كالفضة ينكشف عنها العجاج، فقلت: عمه لن يخذله، قال: ثم جئته على يساره فإذا بأبي سفيان بن الحارث، فقلت: ابن عمه لن يخذله، فجئته من خلفه، فلم يبق إلاّ أن أسوّره بالسّيف إذ رفع لي فيما بيني و بينه شواظ من نار كأنه برق، و خفت أن يمحشني (3)،و وضعت يدي على بصري و مشيت القهقرى، و التفت إليّ فقال:«يا شيبة ادن مني»، فوضع يده على صدري و قال:«اللّهمّ أذهب عنه الشيطان»، قال: فرفعت إليه رأسي و هو أحبّ إليّ من سمعي و بصري و قلبي، ثم قال:«يا شيبة قاتل الكفار»، قال:

فتقدمت بين يديه أحبّ و اللّه أقيه بنفسي بكل شيء، فلما انهزمت هوازن رجع إلى منزله، و دخلت عليه فقال:«الحمد للّه الذي أراد بك خيرا، مما أردت» ثم حدّثني بما هممت به[5059].

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد بن جالينوس، أنا أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق (4)،قال: و قال شيبة بن عثمان بن أبي طلحة، أخو بني عبد الدار: اليوم أدرك ثأري من محمّد، و كان أبي قتل يوم أحد، اليوم [أقتل محمدا، قال: فأدرت برسول اللّه لأقتله، فأقبل شيء حتى تغشى فؤادي] (5) فلم أطق ذلك فعرفت أنه ممنوع [مني] (6).

أخبرنا أبو بكر بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الحسن بن علي، أنا أبو عمر (7) بن حيّوية، أنا أبو الحسن أحمد بن معروف بن بشر، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (8)،أنا هوذة بن خليفة، نا عوف، عن رجل من أهل المدينة، قال: دعا النبي صلى اللّه عليه و سلم

ص: 258


1- بالأصل: و عمر، و المثبت عن الواقدي.
2- زيادة عن الواقدي.
3- الأصل:«يمحشى» و المثبت عن الواقدي.
4- الخبر في سيرة ابن هشام 87/4 تحت عنوان: غزوة حنين.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و إضافته لازمة عن سيرة ابن هشام.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و إضافته لازمة عن سيرة ابن هشام.
7- بالأصل:«عمرو» خطأ، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ كثيرا.
8- الخبر في تهذيب الكمال ط دار الفكر 422/8 نقلا عن ابن سعد، و الجزء الأول منه في الإصابة 161/2.

عام الفتح شيبة بن عثمان و أعطاه المفتاح و قال له:«دونك هذا، أو أنت أمين اللّه على بيته»[5060].

قال محمّد بن سعد: فذكرت هذا الحديث لمحمّد بن عمر فقال: هذا و هل، إنما أعطى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم المفتاح عثمان بن طلحة يوم الفتح، و شيبة بن عثمان يومئذ لم يسلم، و إنما أسلم بعد ذلك بحنين، و لم يزل عثمان يلي فتح البيت إلى أن توفي، فدفع ذلك إلى شيبة بن عثمان بن (1) أبي طلحة و هو ابن عمه، فبقيت الحجابة في ولد شيبة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، حدّثني أحمد بن زهير، أنا مصعب (2)،قال:

شيبة بن عثمان بن أبي طلحة [دفع النبي صلى اللّه عليه و سلم المفتاح إليه و إلى عثمان بن طلحة، فقال:

«خذوها يا بني أبي طلحة] (3) خالدة تالدة لا يأخذها منكم إلاّ ظالم»، فبنوا أبي طلحة هم الذين يلون سدانة الكعبة دون بني عبد الدار.

أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه، ثم أخبرني أبو الفضل [بن] (4)ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنبأ أبو الحسين بن المظفر، أنا أبو علي المدائني، أنا أحمد بن عبد اللّه بن البرقي، قال: ذكر عثمان بن أبي طلحة، عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة قال: كان العباس و شيبة بن عثمان آمنا و لم يهاجرا، فأقام عباس على سقايته، و شيبة على الحجابة (5).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا خلاّد بن أسلم، نا عبد الرّحمن المحاربي، عن أبي إسحاق الشيباني، عن واصل، عن شقيق قال:

بعث معي رجل بدراهم هدية إلى الكعبة، قال: فدخلت فإذا شيبة جالس على كرسي، فأعطيته إيّاها، فقال: أ لك هذه ؟ فقلت: لا، لو كانت لي لم آتك بها، قال: أما

ص: 259


1- بالأصل: عن، و الصواب عن تهذيب الكمال.
2- نسب قريش ص 251-152.
3- الزيادة لازمة منا عن نسب قريش، و تهذيب الكمال 422/8 نقلا عن المصعب الزبيري.
4- زيادة لازمة منا.
5- نقله المزي في تهذيب الكمال 422/8 و ابن حجر في الإصابة 161/2.

لئن قلت ذاك لقد قعد عمر بن الخطاب في مقعدك الذي أنت فيه فقال: ما أنا بخارج حتى أقسم مال الكعبة، قلت: ما أنت بفاعل، قال: بلى، لأفعلن، و لم ؟ قال: قلت: لأن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أبا بكر قد رأيا مكانه فلم يحركاه، و هما أحوج إلى المال منك، قال:

فقام مكانه فخرج، أخرجه البخاري من حديث سفيان الثوري، عن واصل بن حيان الأسدي (1).

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: قلت لأبي الحسن الدارقطني: فشيبة بن عمر (2)؟قال: شيبة بن عثمان الحجبي لا يسأل عنه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفتح نصر بن أحمد بن نصر، أنا محمّد بن أحمد الجواليقي.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن عبد الجبار، و أبو طاهر أحمد بن علي بن سوار، قالا: أنا الحسين بن علي الطناجيري، قالا: أنا محمّد بن زيد الأنصاري، أنا أبو جعفر محمّد بن محمّد بن عقبة، نا هارون بن حاتم، نا أبو بكر بن عياش (3)،قال: ثم اصطلح الناس على شيبة بن عثمان سنة سبع و ثلاثين، فحجّ بالناس تلك السّنة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (4)،قال: و أقام الحج للناس سنة تسع و ثلاثين شيبة بن عثمان بن طلحة الحجبي.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنبأ محمّد بن علي بن أحمد، أنبأ أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط (5)،قال: و فيها - يعني سنة تسع و ثلاثين - بعث معاوية بن أبي سفيان يزيد بن شجرة الرّهاوي ليقيم

ص: 260


1- صحيح البخاري 363/3 في الحج، باب كسوة الكعبة ح 1594.
2- كذا بالأصل.
3- بالأصل: عباس.
4- المعرفة و التاريخ 316/3 و نقله ابن حجر في الإصابة 161/2 عن يعقوب بن سفيان.
5- تاريخ خليفة بن خياط ص 198 حوادث سنة 39.

الحجّ (1) فنازعه قثم بن العباس فسعى (2) بينهما أبو سعيد الخدري و غيره، فاصطلحا على أن يقيم الحجّ شيبة بن عثمان و يصلّي بالناس.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه، ابنا البنّا، أنبأ علي الحنبلي، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، حدّثني يعقوب بن محمّد بن عيسى الزهري، حدّثني عبد الرّحمن بن عبد العزيز الحجبي، قال: خرج شيبة بن عثمان إلى معاوية بن أبي سفيان معه حليفه أبو تجراة (3)في أمر سعد بن طلحة ليفسح عنه الجلد، و كان قد جلد بمكة فقال شيبة بن عثمان:

تزوج أبا تجراة من تك أهله *** بمكة يظعن و هو للظلّ آلف

و يصبر على حرّ الهواجر و السرى *** و يدفي القناع و هو أشعث صائف

قال: و نا الزبير، قال: و سمعت عمي مصعب بن عبد اللّه، و محمّد بن الضحاك و غيرهما من رواة قريش يروونها لعمارة بن الوليد، و يقولون: و يدفي القناع و هو أشوس كاشف.

و يزيدون فيها:

لعلك يوما أن تقول و قد بدا *** من البلد الغور الهام معارف

لفتيان صدق إنني متعجل *** على ذات لون و الموطئ خواسف

قال: و نا الزبير، قال: و حدّثني يعقوب بن محمّد بن عيسى، حدّثني عبد الرّحمن بن عبد العزيز الحجبي، قال: قال شيبة في ذلك:

و هاجرة قنعت رأسي بحرها *** أخاف على سعد هوان المضاجع

أخبرناها أبو غالب، و أبو عبد اللّه، قالا: أنبأ أبو جعفر، أنا أبو طاهر، أنا أبو عبد اللّه أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار (4) قال: حدّثني يعقوب بن محمّد بن عيسى، حدّثني عبد الرّحمن بن عبد العزيز الحجبي، قال: خرج شيبة بن عثمان بن أبي طلحة (5) إلى معاوية بن أبي سفيان و معه حليفه أبو تجراة في أمر سعد بن طلحة ليفسح

ص: 261


1- عن خليفة، و بالأصل: الحجاج.
2- في خليفة: فسفر بينهما.
3- ضبطت عن الإصابة بكسر المثناة و سكون الجيم.
4- الخبر نقله ابن حجر في الإصابة 26/4 في ترجمة أبي تجراة باختصار.
5- «بن أبي طلحة» مكررة بالأصل.

عنه الحدّ، و كان قد حدّ بمكّة، فقال شيبة بن عثمان (1):

تزوج أبا تجراة من تك أهله *** بمكة يظعن و هو للظل آلف

و يصبر على حرّ الهواجر و السرى *** و يدفي القناع و هو أشعث صائف

لعلك يوما أن تقول و قد بدا *** من البلد الغور التهام عوارف

لفتيان صدق إنّي مستعجل *** على ذات لوث و المطي عواصف

و قال أيضا ذلك شيبة بن عثمان:

و هاجرة قنعت رأسي بحرها (2) *** أخاف على سعد هوان المضاجع

و الذي كنت أسمع من مشيخة قريش غيرهم أن قائل:

تزوج أبا تجراة من تك أهله *** بمكة يظعن و هو للظل آلف

و تصبر على حر الهواجر و السرى *** و يدفي القناع و هو أشوس كاشف

عمارة بن الوليد بن المغيرة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون، قالا:- أنا محمّد بن الحسن بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق، أنا خليفة بن خياط (3)، قال: عثمان بن طلحة بن أبي طلحة، و اسم أبي طلحة عبد اللّه بن عبد العزّى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي، أمّه امرأة من الأنصار، و ابنه شيبة بن عثمان، أمّه أمّ جميل، و اسمها هند بنت عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي، هي أخت مصعب بن عمير، مات بمكة سنة سبع و خمسين.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل بن بيري، أنا محمّد بن الحسين بن محمّد الزعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، أنا المدائني، قال: توفي شيبة بن عثمان سنة ثمان و خمسين.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد بن

ص: 262


1- البيتان الأول و الثاني في الإصابة باختلاف بعض الألفاظ .
2- في الإصابة: نحوها.
3- طبقات خليفة بن خيّاط ص 44 رقم 73 و 45 رقم 74.

الغمر (1)،أنا أبو سليمان بن زبر، قال: قال الهيثم: ففيها - يعني سنة تسع و خمسين - مات شيبة بن عثمان، و جبير بن مطعم، و ذكر ابن زبر أن أباه أخبره عن أحمد بن عبيد بن ناصح، عن الهيثم بذلك.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى التستري، أنا خليفة العصفري، قال: و فيها - يعني سنة تسع و خمسين - مات شيبة بن عثمان (2).

و قال في موضع آخر (3):شيبة بن عثمان أدرك يزيد بن معاوية (4).

2777 - شيبة بن عثمان

سمع الأوزاعي، له ذكر.

قرأت بخط أبي القاسم عبد اللّه بن أحمد السّلمي، و ذكر أنه نقله من خطّ أبي الحسين محمّد بن عبد اللّه الرازي.

أخبرني محمّد بن يوسف بن بشر الهروي، نا محمّد بن مهدي بن جعفر، نا عمرو - يعني ابن أبي سلمة - أنا القاسم، قال: قدمت أنا و شيبة بن عثمان إلى السّاحل فأهدى شيبة للأوزاعي قارورة من بان، قال: فقبلها منه الأوزاعي، قال: ثم سأل الأوزاعي أن يعرض عليه الدفتر الذي رفعه عمرو إلى الأوزاعي، قال: فلما أجابه الأوزاعي إلى ذلك ردّ عليه الهدية القارورة البان.

2778 - شيبة بن أبي مالك البيروتي

حدّث عن: عقبة بن أبي علقمة البيروتي، و محمّد بن سعيد بن شابور، و الوليد بن مسلم، و أبي مسهر الدمشقي.

روى عنه: أبو الحسين أحمد بن أنس بن مالك الدمشقي.

ص: 263


1- بالأصل: العز، خطأ، و الصواب ما أثبت. و قد مرّ هذا السند كثيرا.
2- تاريخ خليفة بن خياط ص 226، و في طبقاته ذكر خليفة ص 45 رقم 74 أنه مات سنة سبع و خمسين بمكة.
3- انظر تاريخ خليفة ص 251.
4- عن خليفة و بالأصل: عثمان خطأ.

2779 - شيبة بن مساور الواسطي، و يقال: المكي

روى عن: ابن عباس، و عبد اللّه بن عبيد، و عمر بن عبد العزيز.

روى عنه: عبيد اللّه بن عمر بن حفص، و عبد الكريم أبو أمية، و عبّاد بن أبي علي، و سفيان بن حسين.

و وفد على عمر بن عبد العزيز، و سمع خطبته.

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل بن محمّد، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل القطان، أنا عبد اللّه بن جعفر بن درستويه، نا يعقوب بن سفيان (1)،حدّثني ابن بكير، حدّثني الليث، عن عبد العزيز - زاد البيهقي: بن أبي سلمة - عن عبيد اللّه بن عمر بن حفص، عن رجل من أهل واسط يقال له شيبة بن مساور، قال: سمعت عمر بن عبد العزيز يحدّث أن - و قال أبو المعالي: يحدث حين - و قالا: استخلف و جلس على المنبر، فحمد اللّه، و أثنى عليه، ثم قال: أمّا بعد، أيّها الناس، فإن اللّه لم يرسل رسولا بعد رسولكم، و لم ينزل بعد الكتاب الذي أنزل عليه كتابا، فما أحل اللّه على لسان رسوله فهو حلال إلى يوم القيامة، و ما حرّم على لسان رسوله فهو حرام إلى يوم القيامة، ألا و إنني لست بمبتدع، و لكني متبع، لست بقاض و لكني منفّذ، و لست بخير من واحد منكم، و لكني أثقلكم حملا، ألا و أنه ليس لأحد أن يطاع في معاصي اللّه، ألا هل أسمعت ألا هل أسمعت (2)؟ رواه الثقفي عن عبيد اللّه.... (3).

أخبرناه أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الأصبهاني - شفاها - قالا: أنا منصور بن الحسين، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو عروبة، نا محمّد بن بشار، نا عبد الوهاب، نا عبيد اللّه بن عمر، عن عمر بن عبد العزيز أنه خطب الناس فحمد اللّه و أثنى عليه.

و قال: أمّا بعد أيّها الناس إنه لم يبعث نبي بعد نبيّكم، ثم ذكر نحوه.

ص: 264


1- الخبر في المعرفة و التاريخ 574/1.
2- الخطبة وردت في طبقات ابن سعد 343/5 باختلاف، و انظر البداية و النهاية 199/9 و سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي ص 69.
3- كلمة غير مقروءة رسمها: فففسر؟؟.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّاء، نا محمّد بن يعقوب الأصم، ثنا عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: شيبة بن مساور واسطي، روى عنه سفيان بن حسين، و عبيد اللّه بن عمر.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (1) قال: شيبة بن مساور، عن عبد اللّه بن عبيد، أن (2) عبيدا (3) الليثي رأى النبي صلى اللّه عليه و سلم أكل خبزا و لحما ثم صلّى، و لم يتوضأ، قاله لي زكريا، عن الحكم بن المبارك.

سمع علي بن عبد اللّه الرازي، عن عبد الكريم، عن شيبة.

قال أبو الغنائم - في نسخة غير سماع له - أن عبيد الليثي رأى النبي صلى اللّه عليه و سلم.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن منده، أنبأ أبو علي - إجازة-.

ح قال: و نا أبو طاهر، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (4)، قال: شيبة بن مساور المكّي، روى عن عبد اللّه بن عبيد (5) أن عبيدا (6) الليثي رأى النبي صلى اللّه عليه و سلم أكل خبزا.

قال: و روى هشام الدستوائي، عن عبّاد (7) بن أبي علي، عن شيبة بن مساور، عن ابن عباس.

لم يقل: المكي، إلاّ أن ابن أبي حازم (8).

ص: 265


1- التاريخ الكبير 242/4.
2- بالأصل: أبي، و المثبت عن البحلية البخاري.
3- بالأصل: عبيد.
4- عن البخاري و بالأصل:«أن». و سينبه المصنف إلى رواية لأبي الغنائم في آخر الخبر أن عبيد الليثي رأى النبي صلى اللّه عليه و سلم.
5- الجرح و التعديل 336/4.
6- بالأصل:«عبيد اللّه بن عمير» و المثبت عن الجرح و التعديل.
7- بالأصل: عبيد.
8- كذا العبارة بالأصل.

2780 - شيبة بن الوليد بن سعيد

أبو محمّد العثماني القرشي (1)

حكى عن أبيه و جدّه لأمّه علي بن العجلان، و عمّه خالد بن سعيد.

روى عنه إسماعيل بن أبان بن حويّ ، و أبو داود السّجستاني سليمان بن الأشعث، و أبو طالب عبد اللّه بن أحمد بن سوادة، و أحمد بن المعلّى بن يزيد القاضي.

و قد سبقت له حكاية في هدم الوليد الكنيسة و بنائها مسجدا.

قرأت بخط أبي الحسين الرازي، أخبرني محمّد بن أحمد بن مروان، نا أحمد بن المعلّى، نا إسماعيل بن أبان بن حوي، حدّثني شيبة بن الوليد، أبو محمّد القرشي، قال:

لما صار أبو جعفر الخليفة (2) إلى الرقة، دعا بعبد اللّه بن معاوية بن هشام بن عبد الملك فضرب عنقه و صلبه، و كانت امرأة عبد اللّه بن معاوية صفية ابنة إسحاق بن مسلم العقيلي، فلما فعل ذلك بزوجها، أتت أباها إسحاق بن مسلم، و كانت له من [أبي] جعفر ناحية - و كان من خاصته - فقالت: يا أبة قد فعل بصهرك ما ترى، و أنه يسمج بك أن يمر المارّ فيرى سوأته على الخشبة بادية، فقال لها: تريدين ما ذا؟ قالت:

تكلم أبا جعفر يهبه لك فتنزله فتدفنه، قال: ما لي إلى ذلك سبيل، قال: فلما أبي عليها و جنّها الليل أخذت جواريها و كساء خزّ ثم أتت الخشبة فوضعتها بالأرض، ثم أخذته فأدرجته في الكساء، ثم حمّلته جواريها حتى أتت به منزلها، فحفرت له تحت فراشها ثم دفنته و ردّت الفراش مكانه، فلما أصبح أبو جعفر و فقد عبد اللّه قيل له فيه، و أخبر بذهابه فجمع أبو جعفر وجوه أهل الرقة و أشرافهم ثم أعطى اللّه عهدا لئن لم تجيئوني بخبر عبد اللّه بن معاوية لأضربن رقابكم، قال: و جعل جلّ نظره و كلامه إلى إسحاق بن مسلم، قال: فخرجوا من عنده و قد طارت عقولهم، قال: فأتى إسحاق بن مسلم ابنته فقال: أي بنية، إنه قد كان من امر ابني جعفر كيت و كيت و قد حمل عليّ من بينهم،

ص: 266


1- بالأصل: الخليط .
2- زيادة منا لازمة.

و اتّهمني لصهره إياي، فهل عندك له خبر؟ فقالت: أما أنه لو كان حيا لأجابك، و لو أن روحه في جسده لسمع كلامك هو تحت الفراش، و أخبرته الخبر، و الذي صنعت، فلما كان من الغد غدا أشراف أهل الرقّة و لا يشكون في القتل، فلما دخلوا عليه جثا إسحاق بن مسلم بين يدي أبي جعفر فأخبره خبره و بما صنعت ابنته، فلما فهم قوله، قلب وجهه عنه و صرف حديثه إلى غيره، و تركه و أصحابه، و لم يعرض لعبد اللّه و لا لامرأته.

ص: 267

ذكر من اسمه شيث

2781 - شيث و يقال: شبيث بن آدم، و اسمه هبة اللّه

2781 - شيث و يقال: شبيث بن آدم، و اسمه هبة اللّه (1)

يقال: إن قبره بالبقاع.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف بن بشر، نا أبو محمّد حارث بن أبي أسامة، نا أبو عبد اللّه محمّد بن سعد (2)،أنا هشام بن محمّد، عن أبيه و غيره، قال: شيث و هو هبة اللّه بن آدم.

قال: و أنا هشام بن محمّد، أخبرني أبي عن أبي صالح، عن ابن عباس (3) قال:

خرج آدم من الجنة بين الصلاتين: صلاة الظهر و صلاة العصر، فأنزل إلى الأرض، و كان مكث في الجنة نصف يوم من أيام الآخرة، و هي خمس مائة سنة من يوم كان مقداره اثني عشر (4) ساعة، و اليوم ألف سنة مما يعد أهل الدنيا، فأهبط آدم على جبل بالهند يقال له:

نود (5)،و أهبطت حواء بجدّة فنزل آدم معه ريح الجنة تعلق بشجرها و أوديتها، فامتلأ ما هنالك طيبا، فمن ثمّ نؤتى بالطيب من ريح آدم، و قالوا: أنزل معه من طيب الجنة أيضا، و أنزل معه الحجر الأسود، و كان أشد بياضا من الثلج، و عصا موسى، و كانت من آس

ص: 268


1- اسم هبة اللّه مشتق من هابيل، ذكر الطبري أن جبريل قال لحواء حين ولدته: هذا هبة اللّه بدل هابيل. و هو بالعربية شثّ ، و بالسريانية: شاث، و بالعبرانية: شيث (الطبري 152/1).
2- الخبر في طبقات ابن سعد 34/1-35.
3- بالأصل: عياش خطأ و الصواب ما أثبت عن ابن سعد.
4- كذا بالأصل، و صوابه: اثنتي عشرة ساعة.
5- في ابن سعد: نوذ.

الجنة، طولها عشرة أذرع على طول موسى، و مرّ و لبان، ثم أنزل عليه بعد: العلاة، و المطرقة، و الكلبتان (1)،فنظر آدم حين أهبط على الجبل إلى قضيب من حديد نابت على الجبل فقال: هذا من هذا، فجعل يكسر أشجارا قد عتقت و يبست بالمطرقة، ثم أوقد على ذلك الغصن حتى ذاب، فكان أول شيء ضرب منه مدية، فكان يعمل بها، ثم ضرب التنور، و هو الذي ورثه نوح، و هو الذي فار بالهند بالعذاب، فلما حجّ آدم، وضع الحجر الأسود على أبي قبيس فكان يضيء لأهل مكة في ليالي الظلم، كما يضيء القمر، فلما كان قبل الإسلام بأربع سنين و قد كان الحيّض و الجنب يصمدون (2) إليه فيمسحونه، فاسودّ فأنزلته قريش من أبي قبيس، و حجّ آدم من الهند إلى مكّة أربعين حجّة على رجليه، و كان آدم حين أهبط يمسح رأسه السماء، فمن ثمّ صلع، و أورث ولده الصّلع، و نفرت من طوله دوابّ البر، فصارت وحشا من يومئذ فكان آدم و هو على ذلك الجبل فإنه يسمع صوت الملائكة، و يجد من ريح الجنة، فحطّ من طوله ذلك إلى ستين ذراعا، فكان ذلك طوله حتى مات، و لم يجمع حسن آدم لأحد من ولده إلاّ ليوسف، و أنشأ آدم يقول: رب كنت جارك في دارك ليس لي رب غيرك، و لا رقيب دونك، آكل فيها رغدا، و أسكن حيث أحببت، فأهبطتني إلى هذا الجبل المقدّس، فكنت أسمع أصوات الملائكة، و أراهم كيف يحفّون بعرشك، و أجد ريح الجنة و طيبها، ثم أهبطتني إلى الأرض و حططتني إلى ستين ذراعا، فقد انقطع عني الصوت و النظر، و ذهب عني ريح الجنة.

فأجابه اللّه: لمعصيتك يا آدم فعلت ذلك بك، فلما رأى اللّه عز و جل عري آدم، أمره أن يذبح اثنان من الثمانية الأزواج التي أنزل اللّه عزّ و جلّ من الجنة، فأخذ آدم كبشا فذبحه، ثم أخذ صوفه فغزلته حواء و نسجه هو و حواء، فنسج آدم جبة و جعل لحواء درعا و خمارا فلبساه، و قد كانا اجتمعا بجمع فسميت جمعا و تعارفا بعرفة فسميت عرفة، و بكيا على ما فاتهما مائتي سنة، لم يأكلا و لم يشربا أربعين يوما، ثم أكلا و شربا و هما يومئذ على نود - الجبل الذي أهبط عليه آدم - و لم يقرب حواء مائة سنة، ثم قربها فحملت أول بطن، فولدت قابيل و أخته لبود توأمته، ثم حملت فولدت هابيل و أخته إقليما توأمته، فلما بلغوا أمر اللّه آدم أن يزوج البطن الأول البطن الثاني، و البطن الثاني البطن الأول،

ص: 269


1- بالأصل: و الكلبتين، خطأ.
2- ابن سعد:«يصعدون» و في اللسان: صمده و صمد إليه: قصده.

تخالف بين البطنين في النكاح، و كانت أخت قابيل حسنة، و أخت هابيل قبيحة، فقال آدم لحواء الذي أمر به، فذكرته لابنيها فرضي هابيل، و سخط قابيل، و قال: لا و اللّه ما أمر اللّه بهذا قط ، و لكن هذا عن أمرك يا آدم، فقال آدم: فقرّبا قربانكما (1) كان أحق بها، أنزل اللّه عزّ و جلّ نارا من السماء فأكلت قربانه، فرضيا بذلك، فغدا هابيل و كان صاحب ماشية، بخير غداء غنمه و زبد و لبن، و كان قابيل زراعا فأخذ طنا من شرّ زرعه، ثم صعدا (2) الجبل - يعني نود - و آدم معهما، فوضعا القربان و دعا آدم ربّه و قال قابيل في نفسه: ما أبالي أ يقبل مني أم لا، لا ينكح هابيل أختي أبدا، فنزلت النار فأكلت قربان هابيل، و نخست قربان قابيل لأنه لم يكن زاكي القلب، فانطلق هابيل، فأتاه قابيل و هو في غنمه فقال: لأقتلنك، قال: لم تقتلني ؟ قال: لأن اللّه تقبّل منك، و ردّ علي قرباني و نكحت أختي الحسنة، و نكحت أختك القبيحة، و تتحدث الناس بعد اليوم أنك كنت [خيرا] (3) مني فقال له هابيل: لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مٰا أَنَا بِبٰاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخٰافُ اللّٰهَ رَبَّ الْعٰالَمِينَ ، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَ إِثْمِكَ ، فَتَكُونَ مِنْ أَصْحٰابِ النّٰارِ، وَ ذٰلِكَ جَزٰاءُ الظّٰالِمِينَ (4).

أمّا قوله: بإثمي، تقول: تقتلني إذا قتلتني إليّ إثمك الذي كان عليك قبل أن تقتلني، فقتله فأصبح من النادمين، فتركه لم يوار جسده، فَبَعَثَ اللّٰهُ غُرٰاباً يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوٰارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ (5)،فكان قتله عشية، و غدا إليه غدوة لينظر ما فعل، فإذا هو بغراب حيّ يبحث على غراب ميت، فقال: يٰا وَيْلَتىٰ أَ عَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هٰذَا الْغُرٰابِ فَأُوٰارِيَ سَوْأَةَ أَخِي (6) كما يواري هذا سوأة أخيه، فدعا بالويل، و أصبح من النادمين، ثم أخذ قابيل بيد أخته ثم هبط بها من الجبل - يعني نود - إلى الحضيض، فقال آدم إلى (7) قابيل: اذهب فلا تزال مرعوبا أبدا لا تأمن من تراه، فكان لا يمرّ به أحد من ولده إلاّ رماه، فأقبل ابن لقابيل أعمى و معه ابن له، فقال للأعمى (8) ابنه:

ص: 270


1- كذا، و في ابن سعد:«فقربا قربانا فأيكما كان أحق بها» و هو أظهر.
2- بالأصل: صعد.
3- زيادة للإيضاح عن ابن سعد.
4- سورة المائدة، الآيتان:28-29.
5- سورة المائدة، الآية:31.
6- سورة المائدة، الآية:31.
7- كذا بالأصل: إلى قابيل.
8- بالأصل: الأعمى، و المثبت عن ابن سعد.

هذا أبوك قابيل، قال: فرمى الأعمى أباه قابيل فقتله، فقال ابن الأعمى: يا أبتاه قتلت أباك ؟ فرفع يده فلطم ابنه، فمات ابنه، فقال الأعمى: ويل لي قتلت أبي برميتي، و قتلت ابني بلطمتي، ثم حملت حواء فولدت شيث (1) و أخته عزورا (2)،فسمي هبة اللّه، اشتق له من اسم هابيل، فقال لها جبريل حين ولدته: هذا هبة اللّه لك بدل هابيل، و هو بالعربية شثّ ، و بالسريانية شيث، و إليه أوصى آدم، و كان آدم يوم (3) ولد شيث ابن ثلاثين و مائة، ثم تغشّاها آدم فحملت حملا خفيفا، فمرت به يقول: قامت و قعدت، ثم أتاها الشيطان في غير صورته فقال: يا حواء ما هذا في بطنك ؟ قالت: لا أدري، قال:

لعله بهيمة من هذه البهائم، قالت: ما أدري، ثم أعرض عنها حتى إذا هي أثقلت أتاها، فقال: كيف بحديثك (4) يا حواء، قالت: إني لأخاف أن يكون كالذي خوّفتني، ما أستطيع القيام إذا قمت، قال: أ فرأيت إن دعوت اللّه فجعله إنسانا مثلك و مثل آدم تسمّيه بي (5)،قالت: نعم، فانصرف عنها، و قالت لآدم: لقد أتاني آت فأخبرني أن الذي في بطني بهيمة من هذه البهائم، و إني لأجد له ثقلا و أخشى أن يكون كما قال، فلم يكن لآدم و لا لحواء همّ غيره، حتى وضعته فذلك قول اللّه عزّ و جلّ : دَعَوَا اللّٰهَ رَبَّهُمٰا لَئِنْ آتَيْتَنٰا صٰالِحاً لَنَكُونَنَّ مِنَ الشّٰاكِرِينَ (6)،فكان هذا دعاء هما قبل أن تلد، فلما ولدت غلاما سويا أتاها فقال لها: أ لا سمّيته كما وعدتني، قالت: و ما اسمك ؟ و كان اسمه عزازيل و لو تسمّى لها لعرفته، فقال: اسمي الحارث، فسمته عبد الحارث، فمات.

يقول اللّه: فَلَمّٰا آتٰاهُمٰا صٰالِحاً جَعَلاٰ لَهُ شُرَكٰاءَ فِيمٰا آتٰاهُمٰا فَتَعٰالَى اللّٰهُ عَمّٰا يُشْرِكُونَ (7)،و أوحى اللّه إلى آدم إنّ لي حرما بحيال عرشي فانطلق فابن لي بيتا (8) فيه، ثم حفّ به كما رأيت ملائكتي يحفّون بعرشي، استجب لك و لولدك من كان منهم في

ص: 271


1- كذا: شيث.
2- عن ابن سعد، و بالأصل: عرورا.
3- عن ابن سعد، و بالأصل: يولد.
4- في ابن سعد: تجدينك، و هي أصوب.
5- عن ابن سعد و بالأصل: تسميتي.
6- سورة الأعراف، الآية:189 و في التنزيل العزيز:«آتيتنا» و قد كانت صحيحة بالأصل ثم شطبت، و كتبت أتانا على الهامش. و هو خطأ.
7- سورة الأعراف، الآية:190.
8- تقرأ بالأصل: شيئا، و المثبت عن ابن سعد.

طاعتي، فقال آدم: أي رب و كيف لي بذلك ؟ لست أقوى عليه و لا أهتدي له، فقيّض اللّه له ملكا فانطلق به نحو مكّة، فكان آدم إذا مرّ بروضة و مكان يعجبه قال للملك: انزل بنا هاهنا فيقول الملك: مكانك حتى قدم مكّة، فكان كل مكان نزل به عمرانا، و كل مكان تعدّاه مفاوز و قفارا، فبنى البيت من خمسة أجبل: من طور سيناء، و طور زيتون، و لبنان، و جبل الجودي، و بنى قواعده من حراء، فلما فرغ من بنائه خرج به الملك إلى عرفات فأراه المناسك كلها التي يفعلها الناس اليوم، ثم قدم به مكة، فطاف بالبيت أسبوعا، ثم رجع إلى أرض الهند، فمات على نود، فقال شيث لجبريل:[صلّ ] (1) على آدم، فقال: تقدّم أنت فصلّ (2) على أبيك، و كبّر عليه ثلاثين تكبيرة، فأمّا خمس فهي الصلاة: و أما خمس و عشرون تفضيلا لآدم، لم يمت آدم حتى بلغ ولده و ولد ولده أربعين ألفا بنود، و رأى آدم فيهم الزنا و شرب الخمر و الفساد، فأوصى أن لا يناكح بنو شيث بني قابيل، فجعل بنو شيث آدم في مغارة، و جعلوا عليه حافظا لا يقربه أحد من بني قابيل، و كان الذين يأتونه و يستغفرون له بنو شيث، و كان عمر آدم سبعمائة (3) سنة و ستا و ثلاثين سنة، فقال مائة من بني شيث صباح: لو نظرنا ما فعل بنو عمنا - يعنون بني قابيل - فهبطت المائة إلى نساء قباح من بني قابيل فاحتبس النساء الرجال، ثم مكثوا ما شاء اللّه، ثم قال مائة آخرون: لو نظرنا ما فعل إخوتنا، فهبطوا من الجبل إليهم، فاحتبسهم النساء، ثم هبطت بنو شيث كلهم فجاءت المعصية، و تناكحوا و اختلطوا، و كثر بنو قابيل حتى ملئوا الأرض، و هم الذين غرقوا أيام نوح.

قال أبو عبد اللّه الصّوري: نود اسم الجبل، و كذا قال نود، و في النسخ: نوذ بالذال معجمة.

قرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن عن (4) أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني، قال: أما شيث فهو شيث بن آدم أبي البشر - عليه السّلام-.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر علي بن (5) هبة اللّه، قال: أما شيث

ص: 272


1- زيادة عن ابن سعد.
2- بالأصل: فصلي.
3- ابن سعد: تسعمائة.
4- بالأصل:«بن» خطأ.
5- الاكمال لابن ماكولا 91/5.

بكسر الشين و بعدها ياء ساكنة معجمة باثنين (1) من تحتها: فهو شيث بن آدم - صلى اللّه عليهما-.

أخبرنا أبو الحسن علي بن بركات بن إبراهيم الخشوعي - في كتابه - نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن محمّد، أنبأ عثمان بن أحمد بن عبد اللّه، و أحمد بن سيدي بن الحسن، قالا: ثنا الحسن بن علي القطان، نا إسماعيل بن عيسى العطار، أنبأ إسحاق بن بشر قال: و أخبرني جويبر، و مقاتل، عن الضحاك، عن ابن عباس أنه قال:

ولد آدم أربعون ولدا: عشرون غلاما و عشرون جارية، فكان ممن عاش منهم:

هابيل، و قابيل، و صالح، و عبد الرّحمن، فالذي كان سمّاه عبد الحارث، و ودّ، و كان ودّ يقال له شيث، و يقال: هبة اللّه، و كان إخوته قد سوّدوه، و ولد له سواع، و يغوث، و يعوق، و نسرا، قالوا: بإسنادهم إن اللّه أمره أن يفرّق بينهم في النّكاح، أخت هذا من هذا، و أخت هذا من هذا.

قرأت على أبي المكارم عبد الواحد بن محمّد بن هلال، عن أبي الحسن علي بن طاهر السّلمي، أنا أبو موسى عيسى بن أبي عيسى - لفظا - أنبأ أبو القاسم عبيد اللّه بن عمر بن أحمد بن شاهين، نا أبي، نا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، نا عمرو بن عثمان، نا بقية، عن أرطأة - يعني ابن المنذر - قال:

بلغني أن حواء حملت بشيث الوصي حتى نبتت أسنانه، و كانت تنظر إلى وجهه من صفائه في بطنها، و هو الثالث من ولد آدم، و أنه لما حضرها الطلق، فأخذها عليه شدة شديدة، فانتبذت به فلما وضعته أخذته الملائكة، فمكث معهم أربعين يوما فعلّموه الهزّ ثم ردّ إليها.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين المقرئ، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن محمّد بن إسحاق بن سليمان بن حبابة، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمّد الرازي، نا قدامة بن أحمد، نا إبراهيم بن هشام بن يحيى الغسّاني، نا أبي، عن جدي، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ذرّ قال:

ص: 273


1- كذا، و الصواب: باثنتين.

دخلت المسجد فإذا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم جالس وحده، فجلست إليه، فذكر الحديث و قال فيه: قلت: يا رسول اللّه كم كتاب أنزل اللّه عزّ و جلّ ؟ قال:«مائة كتاب و أربعة كتب، أنزل اللّه على شيث خمسين صحيفة، و على أخنوخ ثلاثين صحيفة، و على إبراهيم عشر صحائف، و على موسى قبل التوراة عشر صحائف، و أنزلت التوراة، و الإنجيل، و الزبور، و الفرقان» و ذكرنا في الحديث (1)[5061].

أخبرناه عاليا بطوله أبو (2) القاسم زاهر بن طاهر، أنبأ أبو سعد الجنزرودي (3)، أنا أبو عمرو بن حمدان (4)،أنا الحسن بن سفيان بن حامد بن عامر، نا إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغساني الدمشقي، نا أبي، عن جدي، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ذرّ الغفاري، قال:

دخلت المسجد فإذا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم جالس وحده، فجلست إليه، فقال:«يا أبا ذرّ إن للمسجد تحيّة، و إن تحيّته ركعتان، قم فاركعهما»، فقمت فركعتهما، ثم عدت فجلست إليه، فقلت: يا رسول اللّه إنك أمرتني بالصّلاة، فما الصّلاة ؟ قال:«خير موضوع، استكثر أو استقل»، قال: قلت: يا رسول اللّه فأي الأعمال أفضل ؟ قال:

«إيمان باللّه، و جهاد في سبيله»، قال: قلت: يا رسول اللّه فأي المؤمنين أكمل إيمانا؟ قال:«أحسنهم خلقا»، قال: قلت: يا رسول اللّه فأي المسلمين أسلم ؟ قال:«من سلم الناس من لسانه و يده»، قال: قلت: يا رسول اللّه فأيّ الهجرة أفضل، قال:«من هجر السيئات»، قال: قلت: يا رسول اللّه فأيّ الصلاة أفضل ؟»، قال:«طول القنوت»، قال:

قلت: يا رسول اللّه فما الصيام ؟ قال:«فرض مجزيّ و عند اللّه أضعاف كثيرة»، قلت: يا رسول اللّه فأيّ الجهاد أفضل ؟ قال:«من عقر جواده و أهريق دمه»، قال: قلت: يا رسول اللّه فأي الرّقاب أفضل ؟ قال:«أغلاها ثمنا، و أنفسها عند أهلها»، قال: قلت: يا رسول اللّه فإنما (5) أنزل اللّه عليك أعظم ؟ قال:«آية الكرسي»، ثم قال:«يا أبا ذرّ ما السّماوات السبع مع الكرسي إلاّ كحلقة ملقاة بأرض فلاة، و فضل العرش على الكرسي

ص: 274


1- انظر تاريخ الطبري 152/1-153 و في المطبوعة بتحقيقنا 109/1.
2- بالأصل: أبي.
3- مهملة بدون نقط بالأصل، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ كثيرا.
4- ترجمته في سير الأعلام 157/14.
5- كذا.

كفضل الفلاة على الحلقة»، قلت: يا رسول اللّه كم الأنبياء؟ قال:«مائة ألف و عشرون ألفا» (1)،قلت: يا رسول اللّه كم الرسل (2) من ذلك ؟ قال:«ثلاثمائة و ثلاثة عشر جمّا غفيرا» قال: قلت: كثير طيب، قال: قلت: يا رسول اللّه من كان أوّلهم ؟ قال:«آدم عليه الصّلاة و السّلام»، قال: قلت: يا رسول اللّه أ نبيّ مرسل ؟ قال:«نعم، خلقه اللّه بيده و نفخ فيه من روحه، سواه قبلا» (3)،ثم قال:«يا أبا ذرّ أربعة سريانيون: آدم، و شيث، و خنوخ - و هو إدريس - و هو أول من خط بالقلم، و نوح، و أربعة من العرب: هود، و شعيب، و صالح، و نبيّك يا أبا ذرّ» قال: قلت: يا رسول اللّه كم كتاب أنزله اللّه عز و جل ؟ قال:

«مائة كتاب و أربعة كتب، أنزل على شيث خمسين صحيفة، و أنزل على خنوخ ثلاثين صحيفة، و أنزل على إبراهيم عشر صحائف، و أنزل على موسى قبل التوراة عشر صحائف، و أنزل التوراة و الإنجيل و الزبور و الفرقان»، قال: قلت: يا رسول اللّه ما كان صحف إبراهيم ؟ قال:«كانت أمثالا كلّها، أيها الملك المسلّط المبتلي المغرور، إني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها على بعض، و لكني بعثتك لتردّ عني دعوة المظلوم، فإني لا أردّها و لو كانت من كافر، و كانت فيها أمثال على العاقل ما لم يكن مغلوبا على عقله أن يكون له ساعات يناجي فيها ربّه، و ساعات يحاسب فيها نفسه، و ساعات يفكّر فيها في صنع اللّه عزّ و جلّ ، و ساعات يخلو فيها لحاجته من المطعم و المشرب، و على العاقل أن لا يكون ظاعنا (4) إلاّ لثلاث: تزوّد لمعاد، و مرمّة لمعاش أو لذة في غير محرم، و على العاقل أن يكون بصيرا بزمانه، مقبلا على شأنه حافظا للسانه، و من حسب كلامه من عمله قلّ كلامه إلاّ فيما يعنيه (5)»، قال: قلت: يا رسول اللّه فما كان صحف موسى ؟ فقال:

«كانت عبرا كلّها، عجبت لمن أيقن بالموت ثم هو يفرح، عجبت لمن أيقن بالنار و هو يضحك، عجبت لمن أيقن بالقدر ثم ينصب، عجبت لمن رأى الدنيا و تقلّبها بأهلها ثم اطمأن إليها، عجيب لمن أيقن بالحساب غدا ثم لا يعمل» قال: قلت: يا رسول اللّه أوصني، قال:«أوصيك بتقوى اللّه عزّ و جلّ ، فإنه رأس الأمر كله»، قلت: يا رسول اللّه

ص: 275


1- في تاريخ الطبري 151/1 مائة ألف و أربعة و عشرون ألفا.
2- الطبري: المرسل.
3- أي عيانا.
4- بالأصل: طاعنا.
5- تقرأ بالأصل: يعينه.

زدني، قال:«عليك بتلاوة القرآن و ذكر اللّه، فإنه نور لك في الأرض، و ذكر لك في السماء»، قلت: يا رسول اللّه زدني، قال:«إياك و كثرة الضحك، فإنه يميت القلب، و يذهب بنور الوجه»، قلت: يا رسول اللّه زدني، قال:«عليك بالصمت إلاّ من خير، فإنه مطردة للشيطان عنك، و عون لك على أمر دينك»، قلت: يا رسول اللّه زدني، قال:

«عليك بالجهاد فإنه رهبانية أمّتي»، قلت: يا رسول اللّه زدني، قال:«أحبّ المساكين و جالسهم»، قلت: يا رسول اللّه زدني، قال:«انظر فيمن تحتك، و لا تنظر إلى من فوقك، فإنه أحذر أن لا تزدري نعمة اللّه عليك» قال: قلت يا رسول اللّه زدني، قال:

«يردّك (1) عن الناس ما تعرف من نفسك، و لا تجد عليهم فيما يأتي، و كفى بك عيبا أن تعرف من الناس ما تجهل من نفسك، و عد عليهم فيما يأتي»، ثم ضرب يده على صدري فقال:«يا أبا ذرّ لا عقل كالتدبير، و لا ورع كالكفّ ، و لا حسب كحسن الخلق» (2)[5062].

رواه أبو الحسن بن جوصا، عن أبي حارثة أحمد بن إبراهيم، عن هشام، عن أبيه، و كذلك رواه عن أبي إدريس الخولاني القاسم بن محمّد الثقفي، و مولى ليزيد بن معاوية، و رواه عبد الرّحمن بن عائذ، عن أبي ذرّ، قرأته على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد الدائم بن الحسن، عن عبد الوهاب الكلابي.

و قرأت على أبي محمّد أيضا، عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأ علي بن الحسن الربعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنبأ أبو الحسن بن جوصا، نا علي بن عبد الرّحمن بن المغيرة، نا أبو صالح عبد اللّه بن صالح، نا معاوية بن صالح، عن أبي عبد الملك محمّد بن أيوب و غيره من المشيخة، عن ابن عائذ فذكره، و روي عن عبيد بن عمير، عن أبي ذرّ.

أخبرناه أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه بن كادش - إذنا و مناولة - و قرأ عليّ إسناده، أنبأ أبو علي محمّد بن الحسين، أنبأ المعافى بن زكريا القاضي (3)،نا علي بن محمّد بن أحمد المصري (4)،نا الفضل بن جعفر بن همام، أبو العباس البصري، ثنا عبد اللّه بن

ص: 276


1- مهملة بدون نقط بالأصل، و لعل الصواب ما أثبت.
2- جزء من الخبر ذكره الطبري في تاريخه بسنده عن أبي ذرّ 150/1-151.
3- الخبر في الجليس الصالح الكافي 375/3.
4- في الجليس الصالح:«البصري» و بهامشه عن نسختين:«المصري» كالأصل.

سعيد القيسي، نا يحيى بن سعيد السعيدي (1)،حدّثني ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح، عن عبيد بن عمير الليثي، عن أبي ذرّ قال:

دخلت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم المسجد و هو جالس وحده، فاغتنمت خلوته، فقال:

«يا أبا ذرّ إنّ للمسجد تحية»، قلت: و ما تحيته يا رسول اللّه ؟ قال:«ركعتان»، فركعتهما ثم التفتّ إليه فقلت: يا رسول اللّه أنت أمرتني بالصّلاة، فما الصّلاة ؟ قال:«خير موضوع، من شاء أقلّ ، و من شاء أكثر»، قلت: يا رسول اللّه أيّ الأعمال أحبّ إلى اللّه ؟ قال:«الإيمان باللّه تعالى، ثم الجهاد في سبيله»، قلت: يا رسول اللّه أي المؤمنين أكمل إيمانا؟ قال:«أحسنهم خلقا»، قلت: يا رسول اللّه فأيّ المؤمنين (2) أفضل ؟ قال:«من سلم المسلمون من لسانه و يده»، قلت: فأي الهجرة أفضل ؟» قال:«من هجر السوء»، قلت: فأي الليل أفضل ؟ قال:«جوف الليل الغابر» (3)،قلت: فأي الصلاة أفضل ؟ قال:«طول القنوت»، قلت: فأيّ الصّدقة أفضل ؟ قال:«جهد (4) من مقلّ إلى فقير في سرّ»، قلت: فما الصوم ؟ قال:«فرض مجزي و عند اللّه أضعافا كثيرة»، قلت: أي الرّقاب أفضل ؟، قال:«أغلاها ثمنا و أنفسها عند أهلها»، قلت: فأي الجهاد أفضل ؟ قال:«من عقر جواده و أهريق دمه»، قلت: أي آية أنزلها اللّه عليك أعظم ؟ قال:«آية الكرسي» ثم قال:«يا أبا ذرّ ما السموات السبع في الكرسيّ إلاّ كحلقة ملقاة بأرض فلاة، و فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على تلك الحلقة»، قلت: يا رسول اللّه كم النبيّون ؟ قال:«مائة ألف و أربعة و عشرون ألف نبي» قلت: يا رسول اللّه كم المرسلون ؟ قال:«ثلاثمائة و ثلاثة عشر جمّ الغفير» قلت: من كان أول الأنبياء؟ قال:«آدم:«آدم»، قلت: و كان من الأنبياء مرسلا؟ قال:«نعم، مكلّما خلقه اللّه بيده، و نفخ [فيه] (5) من روحه» ثم قال:«يا أبا ذر أربعة من الأنبياء سريانيون: آدم، و شيث، و إدريس - و هو أوّل من خط بالقلم - و نوح، و أربعة من العرب: هود، و صالح، و شعيب، و نبيّك محمّد صلى اللّه عليه و سلم، و أول الأنبياء آدم، و آخرهم [محمّد صلى اللّه عليه و سلم، و أوّل نبي من الأنبياء من بني

ص: 277


1- الجليس الصالح: السعدي.
2- الجليس الصالح: المسلمين.
3- مهملة بدون نقط بالأصل، و المثبت عن الجليس الصالح.
4- تقرأ بالأصل: جهة، و المثبت عن الجليس الصالح.
5- زيادة عن الجليس الصالح.

إسرائيل موسى و آخرهم] (1) عيسى و بينهما ألف نبي»، قلت: يا رسول اللّه كم أنزل اللّه تعالى من كتاب ؟ قال:«مائة كتاب و أربعة كتب، على شيث خمسين صحيفة، و على إدريس ثلاثين صحيفة، و على إبراهيم عشرين صحيفة، و أنزل التوراة و الإنجيل و الزبور و الفرقان» قلت: يا رسول اللّه فما كان صحف إبراهيم ؟ قال:«أمثال كلّها، أيها الملك المبتلى المغرور، لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها إلى بعض، و لكن بعثتك لتردّ عني دعوة المظلوم، فإني لا أردّها و لو كانت من كافر، و على العاقل ما لم يكن مغلوبا أن يكون له ثلاث ساعات، ساعة يناجي ربّه و يحاسب فيها نفسه و يتفكّر فيما صنع، و ساعة يخلو فيها لحاجته من الحلال، قال في هذه الساعة عونا لتلك الساعات و استجماما للقلوب و تفريغا لها، و على العاقل أن يكون بصيرا بزمانه مقبلا على شأنه حافظا للسانه، فإن من حسب كلامه من عمله أقلّ الكلام إلاّ فيما يعنيه، و على العاقل أن يكون طالبا لثلاث: مرمّة لمعاش، أو تزوّد لمعاد، أو تلذذ في غير محرم»، قلت: يا رسول اللّه فما كانت صحف موسى ؟ قال:«كانت عبرا كلها، عجبت لمن أيقن بالموت ثم يفرح، و لم أيقن بالنار ثم يضحك، و لمن يرى الدنيا و تقلّبها بأهلها ثم يطمئن إليها، و لمن أيقن بالقدر ثم ينصت (2)،و لمن أيقن بالحساب ثم لا يعمل»، قلت: يا رسول اللّه هل في الدنيا مما أنزل اللّه عليك شيء مما كان في صحف إبراهيم و موسى ؟ قال:«يا أبا ذر تقرأ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكّٰى، وَ ذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلّٰى بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيٰاةَ الدُّنْيٰا وَ الْآخِرَةُ خَيْرٌ وَ أَبْقىٰ ، إِنَّ هٰذٰا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولىٰ صُحُفِ إِبْرٰاهِيمَ وَ مُوسىٰ (3)»، قلت: يا رسول اللّه أوصني، قال:

«أوصيك بتقوى اللّه، فإنه زين لأمرك كله»، قلت: يا رسول اللّه زدني، قال:«عليك بتلاوة القرآن و ذكر اللّه تعالى، فإنه ذكر لك في السماء، و نور لك في الأرض»، قلت:

زدني، قال:«عليك بطول الصمت، فإنه مطردة للشيطان، و عون لك على أمر دينك»، قلت: زدني، قال:«إيّاك و كثرة الضحك فإنه يميت القلب و يذهب بنور الوجه»، قلت:

زدني، قال:«حبّ المساكين و مجالستهم»، قلت: زدني، قال:«قل الحق و إن كان مرّا»، قلت: زدني، قال:«لا تخف في اللّه لومة لائم»، قلت: زدني، قال:«ليحجزك (4)

ص: 278


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل فاختل المعنى، و استدركت العبارة عن الجليس الصالح الكافي.
2- كذا، و في الجليس الصالح: ينصب.
3- سورة الأعلى، الآيات:14-19.
4- عن الجليس الصالح، و بالأصل: ليحجرك، بالراء.

عن الناس ما تعلم من نفسك و لا تجد عليهم فيما يأتي» ثم قال:«كفى بالمرء عيبا أن يكون فيه ثلاث خصال: أن يعرف من الناس ما يجهل من نفسه، و يستحي لهم مما هو فيه، و يؤذي جليسه بما لا يعنيه» ثم قال:«يا أبا ذرّ لا عقل كالتدبير و لا ورع كالكفّ و لا حسب كحسن الخلق»[5063].

قال القاضي في خبر أبي ذر هذا: أنواع من الحكم و فوائد العلم و الأنباء عن الأمور الحالية (1) و الإخبار عن الأيام (2) الماضية، و فيه اعتبار لأولي البصائر و العقول، و تنبيه لذوي التمييز و التحصيل.

و قد روينا في كثير من فصوله روايات موافقة لألفاظه و معانيه، و أخر مضارعة لما اشتمل عليه من الأغراض فيه. و روينا في بعض فصوله روايات مخالفة لظاهر ما تضمنه إلاّ أنها إذا تؤمّلت (3) رجعت إلى التقارب إذا اقتضت غلطا من بعض الرواة، فأما ما ثبت أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قاله و أخبر به فهو الحق الذي لا مرية فيه و لا ريب في صحته، و القطع على حقيقة مغيّبة (4).

قال القاضي في (5) خبر أبي ذر ما دل على أن من الأنبياء من أوتي النبوة فأرسل إلى طائفة، و منهم من كان نبيا غير مرسل إلى أحد، و قد قال اللّه تعالى ذكره: وَ مٰا أَرْسَلْنٰا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَ لاٰ نَبِيٍّ إِلاّٰ إِذٰا تَمَنّٰى أَلْقَى الشَّيْطٰانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ (6).

و روي عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه قال:«إن منكم محدثين»[5064].

و ذكر عمر رضوان اللّه عليه و من الدعاء المنتشر المستعمل الظاهر على ألسنة خاصة المسلمين و عامتهم: اللّهمّ صلّ على ملائكتك المقربين و على أنبيائك و المرسلين، و ظاهر هذا يقتضي الفصل بين الفريقين، و قد أحال هذا بعض المنتسبين إلى علم الكلام و من يدعي له فريق مفتون به مغرور بمخاريقه، و أحال أيضا أن لا يختص

ص: 279


1- في الجليس الصالح: الخالية.
2- الجليس الصالح:«الأمور».
3- عن الجليس الصالح و بالأصل: تأملت.
4- عن الجليس الصالح و بالأصل: معينة.
5- كتبت اللفظة فوق الكلام بين السطرين.
6- سورة الحج، الآية:52.

أحد من الأنبياء بشيء من الشريعة مجدد (1) على يده مخالف في الصّورة لما أتى به من تقدمه، و أن يقتضي به في الدلالة على صدقه و صحة نبوته بخبر نبيّ من الأنبياء بذلك و تعيينه عليه تعيينا لا يشكل، و كل ما أحاله من ذلك على غير ما قدّره، و لا حجة له في شيء مما أتى به من ذلك، و لا شبهة بوقع العذر له، إذا لم يكن الشرع و لا العقل يحيلانه، بل يدلان على جوازه، و يشهدان بصحته، و قد ثبت الخبر الصّادق به، و له في إعجاز القرآن، و صحة شهادته بالصدق للنبي صلى اللّه عليه و سلم كلام يبعد من إطلاق مثله من صحت فكرته (2) و سلمت من التعصّب و التحامل و الغفلة و التجاهل طريقته، و كنت (3)استبعدت هذا حين حكي لي عنه إذ لم يكن عندي ممن بلغ في الذهاب عن النظر الصحيح هذا الحد، إلى أن رأيته مثبتا بخطّه، و قد حكيته على جهته في معناه و لفظه في غير موضع، من ذلك كتابنا المسمى:«التأويل الموجز عن علم القرآن المعجز»، و ليس كتابنا هذا من مواضع البيان عن ذلك و الاشتغال بحكايته، و إيضاح القول فيه و تبيين فساده.

و قد قال بعض أهل العلم: لو سكت من لا يعلم لاسترحنا.

و أنا أقول: لو كان له من (4) يردعه، و يكفّه و يمنعه، و يقبضه و يقدعه، و يسكته قهرا، و يصمته قسرا، أو كان من يصرفه عن شنيع (5) الجهالات و بديع الضلالات، بالتأديب و القصب و التثريب، و التبكيت و التأنيب لرجونا أن يعفي الناس بذلك عما ينالهم الضرر أو كثير منه من جهته، و إلى اللّه المشتكى و هو المستعان على [كلّ ] (6)حادثة و بلوى.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، نا أبو الحسين (7) بن المهتدي، أنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد بن أبي مسلم الفرضي، أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السماك، نا

ص: 280


1- عن الجليس الصالح و بالأصل: محمد.
2- بالأصل «فكرية» و في الجليس الصالح:«فطرته» و لعل الصواب ما ارتأيناه.
3- عن الجليس الصالح، و بالأصل: و كتب.
4- في الجليس الصالح: دين يردعه.
5- عن الجليس الصالح، و بالأصل: تشيع.
6- زيادة عن الجليس الصالح.
7- بالأصل: أبو الحسن خطأ، و المثبت قياسا إلى سند مماثل.

إسحاق بن إبراهيم بن سفيان، نا زكريا بن يحيى، نا محمّد بن زفر الأصبهاني، نا محمّد بن خالد الهاشمي الدمشقي، نا محمّد بن حمير الحمصي، نا صفوان بن عمرو السكسكي، عن شريح بن عمير قال: كذا قال، فقلت: إنما هو شريح بن عبيد قال: كذا هو عندي عن أبي السمير الترمذي، عن كعب الأحبار:

أن اللّه أنزل على آدم - عليه السلام - عصيا بعدد الأنبياء المرسلين، ثم أقبل على ابنه شيث فقال: أي بني أنت خليفتي من بعدي، فخذها بعمّارة التقوى و العروة الوثقى، و كل ما ذكرت اللّه فاذكر إلى جنبه اسم محمّد، فإني رأيت اسمه مكتوبا على ساق العرش، و أنا بين الروح و الطين، كما أني طفت السموات فلم أر في السموات موضعا إلاّ رأيت اسم محمّد مكتوبا عليه، و ان ربي أسكنني الجنة فلم أر في الجنة قصرا و لا غرفة إلاّ اسم محمّد مكتوبا، و لقد رأيت اسم محمّد مكتوبا على نحور الحور العين، و على ورق قصب آجام الجنة، و على ورق شجرة طوبى، و على ورق سدرة المنتهى، و على أطراف الحجب، و بين أعين الملائكة، فأكثر ذكره، فإن الملائكة تذكره في كل ساعاتها (1).

بلغني أن شيث بن آدم توفي يوم الثلاثاء في تسع ساعات من النهار لتسعة و عشرين يوما من شهر آب في عشرين سنة من حياة خنوخ، و كانت حياة شيث تسع مائة و اثنتي عشرة سنة، و حنّطه ابنه أنوش (2) بالمرّ و اللبان و السّليخة (3)،و دفن في مغارة الكنور مع آدم - عليهما الصّلاة و السّلام - و ناحوا عليه أربعين يوما، و مات آدم و لشيث مائتان و خمس سنين (4).

ص: 281


1- بالأصل: ساعتها.
2- أنوش كصبور كما في التاج، قال: و يقال: بانش كصاحب و آدم و يقال: إنوش بكسر الهمزة بمعنى إنسان.
3- السلبخة: شيء من العطر كأنه قشر منسلخ ذو شعب (اللسان).
4- في تاريخ الطبري 162/1 و خمس و ثلاثين سنة.

ذكر من اسمه سلم

اشارة

ذكر من اسمه سلم (1)

2635 - سلم بن بحر البكري

حدّث عن الوضين بن عطاء الدّمشقي.

روى عنه سليمان بن أحمد الدّمشقي نزيل واسط .

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد الشافعي، عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار، أنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر الشيرازي، أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمّة الخلاّل، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدّثني جدي قال: حدّثنيه سليمان بن أحمد، نا سلم بن بحر البكري عن الوضين بن عطاء، عن محفوظ بن علقمة، عن عبد الرّحمن بن عائذ (2) الأزدي، عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«العين وكاء السّه (3) فمن نام فليتوضأ»[4895].

2636 - سلم بن بندار بن الحسين

أبو سعيد النشوي الأرمني (4)

سمع بدمشق محمّد بن عمير الجهني، و بمصر: أبا الحسين محمّد بن علي بن أبي

ص: 141


1- بفتح أوله و سكون اللام، قاله في تقريب التهذيب.
2- بالأصل عائد، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 487/4.
3- بالأصل: استه، و المثبت عن النهاية لابن الأثير. و السّه: حلقة الدبر، و الوكاء: الخيط الذي تشد به الصرة و الكيس و غيرهما. قال ابن الأثير: جعل اليقظة للاست كالوكاء للقربة. و كما أن الوكاء يمنع ما في القربة أن يخرج، كذلك اليقظة تمنع الاست أن تحدث إلا باختيار.
4- ترجمته في تاريخ بغداد 149/9.

الحديد، و محمّد بن سفيان بن سعيد المصريين، و بكر بن أحمد بن حفص الشّعراني التّنّيسي.

روى عنه أبو الحسن محمّد بن أحمد بن محمّد بن رزق.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، و أبو النجم بدر بن عبد اللّه قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):سلم بن بندار بن الحسين أبو سعيد النّشوي الأرمني، قدم بغداد و حدث بها عن محمّد بن سفيان بن سعيد، و محمّد بن علي بن أبي الحديد المصريين، و بكر بن أحمد التّنّيسي، و محمّد بن عمير الدمشقي.

روى عنه أبو الحسن بن رزقويه.

2637 - سلم بن زياد بن عبيد

الذي يقال له ابن أبي سفيان، أبو حرب

من أهل البصرة، قدم على يزيد بن معاوية فولاّه خراسان.

حكى عن أبيه، حكى عنه حرب الزّيادي، و كانت له دار بدمشق بناحية سوق اللؤلؤ و سوق الطير.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أبو بكر محمّد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو حرب سلم بن زياد بن أبي سفيان بن حرب.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو حرب سلم بن زياد.

قرأنا على أبي القاسم بن السمرقندي، عن أبي طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا أبو بشر الدّولابي (2)قال: أبو حرب سلم بن زياد.

ص: 142


1- المصدر السابق نفسه.
2- الكنى و الأسماء للدولابي 146/1.

أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، أنا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط قال: و ولّى يعني يزيد بن معاوية ابن زياد خراسان و سجستان فوجه سلم إلى خراسان الحارث بن معاوية المازني فلم يزل عليها حتى مات يزيد، و ولّى سلم بن زياد أخاه يزيد بن زياد سجستان فوجه يزيد أخاه أبا عبيدة بن زياد إلى كابل (1) فأسروه، فسار يزيد بن زياد إليهم فقتلوه، و بعث سلم بن زياد (2) طلحة بن عبد اللّه بن خلف الخزاعي ففدى أبا عبيدة بخمس مائة ألف و أقام بها طلحة حتى مات.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم عن أبي الحسن رشأ بن نظيف، أنا محمّد بن جعفر النحوي، أنا أبو الحسن الضّبّي، عن أبي جعفر العجلي، عن علي بن عمروس، عن ابن الكلبي، عن أبيه قال:

لما ولّى يزيد سلم بن زياد خراسان قال له: إن أباك كفى أخاه عظيما و قد استكفيتك صغيرا و لا تتكلن على عذر مني، فقد اتّكلت على كفاية منك، و إياك مني قبل أن أقول إياي منك، فإن الظن إذا أخلف منك أخلف فيك، و أنت في أدنى حظّك فابلغ أقصاه، و قد أتعبك أبوك فلا ترح نفسك، و اذكر في يومك أحاديث غدك.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم العلوي، و أبو الوحش المقرئ، و أبو القاسم عبد اللّه بن الحسن بن هلال عنه، أخبرني أبو الحسن عبد الرّحمن بن أحمد بن معاذ، أنا أبو الطّيّب أحمد بن سليمان الحريري، نا أبو عبيد محمّد بن أحمد بن إبراهيم الأطروش المادرائي، نا أبو العباس محمّد بن يزيد المبرّد، نا العتبي، عن هشام قال:

لما ولّى يزيد بن معاوية سلم بن زياد خراسان، أتى يزيد بكأس فأقبل على الساقي فقال (3):

اسقني شربة تروى عظامي *** ثم مل فاسق مثلها ابن زيادز.

ص: 143


1- و ذلك أن أهل كابل نقضوا، في سنة 62 كما يفهم من عبارة خليفة بن خياط (تاريخه ص 236).
2- و ذلك في سنة 63 كما في تاريخ خليفة ص 250-251.
3- البيتان في الأغاني 291/15-292 في أخبار آدم بن عبد العزيز.

موضع العدل (1) و الأمانة مني *** و على ثغر مغنمي و جهادي

ثم أقبل على سلم فقال:[إن] أباك كفى أخاه عظيما، و قد استكفيتك صغيرا، فلا تتكلف على عذر مني، فقد اتكلت على كفاية منك، و أتعبك أبوك فلا تريحنّ نفسك، و أنت في أدنى حظك فابلغ أقصاه، و إياك مني قبل أن أقول إياي منك، فإن الظن إذا اختلف فيك أخلف منك، و اذكر في يومك أحاديث غدك.

قرأت على أبي الفتوح أسامة بن محمّد بن زيد العلوي، عن أبي جعفر محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمر، عن أبي عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى المرزباني، قال سلم بن زياد بن أبيه [لما] تقلّد خراسان ليزيد بن معاوية له:

فإن تكن الدّنيا تزول بأهلها *** فقد نلت من ضرائها و رخائها

فلا جزعا مني عليها و لا أسى *** إذا هي يوما آذنت بفنائها

ذكر أبو الفرج علي بن الحسين بن محمّد فيما قرأت في كتابه (2) بإسناد له: إن النوار لما أذنت لعبد اللّه بن الزبير في تزويجها بالفرزدق حكم عليه لها بمهر مثلها عشرة آلاف درهم، فسأل: هل بمكة أحد يعينه على ذلك، فدلّ على سلم بن زياد و كان ابن الزبير حبسه فقال فيه:

دعي مغلقي الأبواب دون فعالهم *** و مرّي تمشّي بي - هبلت - إلى سلم

إلى من يرى المعروف سهلا سبيله *** و يفعل أفعال الكرام التي تنمي

ثم دخل على سلم فأنشده قال: هي لك و مثلها نفقتك، فأمر له بعشرين ألف درهم، فقبضها، فقالت له زوجته أم عثمان بنت عبد اللّه بن عمرو (3) بن العاص الثقفية: أ تعطي عشرين ألفا و أنت محبوس ؟ فقال (4):

ألا بكرت عرسي تلوم سفاهة *** على ما مضى مني و تأمر بالبخل

فقلت لها و الجود مني سجيّة *** و هل يمنع المعروف سؤّاله مثليق.

ص: 144


1- في الأغاني: السرّ.
2- الخبر و البيتان في الأغاني 330/9.
3- في الأغاني: عثمان بن عبد اللّه بن عثمان بن أبي العاصي.
4- الأبيات في الأغاني 331/9 في ذكر بعض أخبار الفرزدق.

ذريني (1) فإني غير تارك شيمتي *** و لا مقصر عن السماحة و البذل

و لا طارد ضيفي إذا جاء طارقا *** و قد طوق (2) الأضياف شيخي من قبل

أ أبخل إنّ البخل ليس مخلّدي *** و لا الجود يدنيني إلى الموت و الفضل (3)

أبيع بني حرب بآل خويلد *** و ما ذاك عند اللّه في البيع بالعدل

و ليس (4) ابن مروان الخليفة طائعا *** لفحل (5) بني العوّام قبّح من فحل

فإن تظهروا لي البخل آل خويلد *** فلا دلكم دلي و لا شكلكم شكلي

و إن تقهروني حيث غابت عشيرتي *** فمن عجل (6) الأيام أن تقهروا مثلي

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، عن رشأ بن نظيف، و نقلته من خطه، أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن سيبخت البغدادي، نا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي، حدّثني عون - يعني ابن محمّد - عن أبيه قال: قال أبو الحسن المدائني قال سلم بن زياد لطلحة بن عبد اللّه بن خلف الخزاعي:

إني أريد أن أصل رجلا له عليّ حق و صحبة بألف ألف درهم، فما ترى ؟ قال:

أرى أن تجعل هذه لعشرة قال: فأصله بخمس مائة ألف درهم، قال: كثير، فلم يزل حتى وقف على مائة ألف قال: أ فترى مائة ألف تقضي بها ذمام رجل له انقطاع و صحبة و مودة و حق واجب ؟ قال: نعم، قال: هي لك و ما أردت غيرك فقال له: أقلني، قال: لا أفعل و اللّه أبدا.

قال رشأ: و حدّثنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد بن أبي مسلّم الفرضي، نا الصولي، نا أبو العيناء، نا محمّد قال: كان أبو عرادة السعدي مع سلم بن زياد بخراسان و كان مكرما له و ابن عرادة يتجنى عنه (7) إلى أن تركه و صحب غيره فلم يحمد أمره فرجع إليه و قال:ه.

ص: 145


1- بالأصل: ذرني، و المثبت عن الأغاني للوزن.
2- الأغاني: فقد طرق.
3- في الأغاني: و القتل.
4- الأغاني: و أشري.
5- الأغاني: بنجل... من نجل.
6- الأغاني: عجب.
7- كذا بالأصل، و لعله: عليه.

عتبت على سلم فلما فقدته *** و صاحبت أقواما بكيت على سلم

رجعت إليه بعد تجريب غيره *** فكان كبرء بعد طول من السّقم

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، نا زكريا بن يحيى المنقري، نا الأصمعي، قال:

ثم ولّى عبد الملك بن مروان بعد قتل مصعب خالد بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد الأموي، ثم عزله و ولّى بشر بن مروان فضمّ البصرة إليه و كان على الكوفة فلم يمكث إلاّ قليلا حتى مات، و دفن إلى جنب قبر سلم بن زياد بين دار عيسى بن سليمان و إسحاق بن سليمان، فلما مات بشر ولّى عبد الملك الحجاج بن يوسف العراق هذا القول يدل على أن سلما مات قبل بشر بن مروان، و قد ذكرت في ترجمة بشر أنه مات سنة ثلاث و سبعين.

2638 - سلم بن سلام القرشي

من ساكني صهيا (1)،له ذكر في كتاب أحمد بن حميد بن أبي العجائز.

2639 - سلم بن قتيبة بن مسلم بن عمرو بن الحصين

2639 - سلم بن قتيبة بن مسلم (2) بن عمرو بن الحصين

ابن ربيعة بن خالد بن أسيد الخير بن كعب

ابن قضاعي بن هلال بن عمرو بن سلامة بن ثعلبة

ابن وائل بن معن بن مالك بن أعصر بن سعد

ابن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان (3)

[أبو عبد اللّه الباهلي الخراساني]

هكذا ذكر نسبه أبو بكر الخطيب فيما أخبرناه به أبو الحسن بن سعيد، و أبو النجم الشّيحي عنه إلاّ أنه لم يذكر كعبا و لا عمرو بن سلامة، و يقال: ابن حصين بن أسيد بن

ص: 146


1- صهيا: قرية من إقليم بانياس من أعمال دمشق (ياقوت).
2- في تهذيب التهذيب: سلم.
3- ترجمته في تهذيب التهذيب ط بيروت 367/2 و ط الهند 134/2 و الوافي بالوفيات 299/15. و انظر عامود نسبه في جمهرة ابن حزم ص 246.

زيد بن قضاعي أبو عبد اللّه الباهلي الخراساني، والد سعيد بن سلم.

حدّث عن عمه عبد الرّحمن، و عبد اللّه بن عون، و عمرو بن دينار، و أبيه قتيبة بن مسلم، و نصر بن سيار، و يحيى بن أبي ساسان حضين (1) بن المنذر، و محمّد بن سيرين.

و سمع طاوس بن كيسان، و خالد الحذّاء.

روى عنه شعبة بن الحجاج، و العلاء بن المنهال، و أبو سلمة المغيرة بن مسلم السّرّاج، و بكر بن حبيب السهمي، و أبو عاصم النبيل، و عمرو بن مصعب المروزي.

و أوفده يوسف بن عمر على هشام بن عبد الملك ليولّيه (2) خراسان فلم يفعل، و ولي سلم إمرة البصرة ليزيد بن عمر بن هبيرة في خلافة مروان ثم وليها في خلافة بني العباس للمنصور.

أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن عبد اللّه بن عمر العمري العدوي - بارجاه (3)- و أبو النّضر عبد الجبار بن عثمان الشاهد، و أبو الحسن علي بن سهل بن محمّد بن حامد الشاشي - بهراة - قالوا: أنا أبو سهل نجيب بن ميمون بن سهل بن علي الواسطي، أنا أبو علي منصور بن عبد اللّه بن خالد الخالدي، أنا أبو بشر أحمد بن محمّد بن عمرو بن مصعب المروزي، نا عمي، عن أبيه، نا سلم بن قتيبة قال:

سمعت نصر بن سيّار قال: سمعت أباك قتيبة بن مسلم قال: سمعت ابن أبي مليكة يقول: سمعت عائشة تقول: جاء بي جبريل عليه السلام إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم في قطعة حرير فقال: يا محمّد، هذه زوجتك في الدنيا و الآخرة.

أنبأنا أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا علي بن محمّد الحبيبي (4)،أنا خالد بن أحمد، أخبرني أبي، حدّثني سعيد بن سلم بن قتيبة بن مسلم، حدّثني أبي، نا يحيى بن الحضين بن المنذر، أبو ساسان، عن أبيه قال:6.

ص: 147


1- في تهذيب التهذيب: حصين.
2- بالأصل و م:«لتولية» و المثبت عن الوافي بالوفيات.
3- كذا رسمها بالأصل و م، و لعلها: بأرّجان ؟! انظر معجم البلدان.
4- ترجمته في سير الأعلام 48/16.

سمعت عمّار بن ياسر يقول: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لا يأكل الهدية حتى يأكل منها من أهداها إليه بعد ما أهدت إليه المرأة الشاة المسمومة بخيبر.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسن، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهاب الميداني، نا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا أبو جعفر الطبري قال عن غيره: قال:

و بعث يوسف سلما وافدا إلى هشام و أثنى عليه فلم يوله، و أوفد شريك بن عبد ربه النّميري، و أثنى عليه ليوليه خراسان فأبى عليه هشام.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا محمّد بن يعقوب قال: سمعت عباس بن محمّد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: سلم بن قتيبة هو أبو سعيد بن سلم.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد:

زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان الحافظ ، أنا أبو الحسن المقرئ، نا محمّد بن إسماعيل (1) قال: سلم بن قتيبة بن مسلم بن عمرو بن حصين الباهلي والد سعيد بن سلم، عن عمرو بن دينار.

روى ابن عيينة عن العلاء، عن سلم.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة - قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (2)،قال: سلم بن قتيبة بن مسلم بن عمرو بن حصين الباهلي والد سعيد بن سلم.

روى عن عمرو بن دينار، روى عنه شعبة، و روى ابن عيينة عن العلاء بن المنهال، و ابن أبي نجيح سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا4.

ص: 148


1- التاريخ الكبير 158/4.
2- الجرح و التعديل 266/4.

أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عبد اللّه محمّد بن عبيد بن محمّد المقرئ نزيل عكا - بها - نا يزيد بن سنان، نا أبو عاصم، عن سلم بن قتيبة قال:

قال ابن سيرين: إذا أتاك عن أخيك شيء تكرهه، فالتمس له عذرا فإن لم تجد له عذرا (1).

أبو عاصم لم يسمعها من سلم.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عمران بن الجندي.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن علي بن الحسين الحمّامي، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن الحسن بن يونس، أنا أبو الحسن علي بن القاسم بن الحسن النّجّاد (2)قالا: نا أبو روق (3) أحمد بن محمّد بن بكر الهزّاني (4)،نا الرياشي، نا أبو عاصم عن عمرو بن الفضل الباهلي، عن سلم بن قتيبة، عن محمّد بن سيرين قال: إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذرا، فإن لم تجد له عذرا، فقل: لعل له عذرا.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن الماوردي، أنا محمّد بن علي بن أحمد السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط (5) قال:

قدم سلم بن قتيبة بن مسلم بن عمرو الباهلي واليا على البصرة من قبل ابن هبيرة فسوّد سفيان بن معاوية (6) و حارب سلما فظهر سلم عليه ثم خرج سلم من البصرة حين سلم ابن هبيرة و استخلف على البصرة.

قال: و فيها - يعني سنة ست و أربعين و مائة - و لا أبو جعفر سلم بن قتيبة البصرةب.

ص: 149


1- كذا بالأصل و العبارة مضطربة، و زيد بعدها في مختصر ابن منظور 98/10 «فقل: لعل له عذرا» و بهذه الزيادة يتم المعنى. و هي مثبتة في الرواية التالية.
2- ترجمته في سير الأعلام 24/17.
3- بفتح الراء و سكون الواو بعدها قاف، قاله في تقريب التهذيب.
4- الهزاني بكسر الهاء و الزاي المشددة المفتوحة نسبة إلى هزان، بطن من عتيك، ذكره السمعاني في الأنساب و ترجم له.
5- انظر تاريخ خليفة ص 402 حوادث سنة 132.
6- و هو سفيان بن معاوية بن يزيد بن المهلب.

يسيرا ثم عزله، و ولّى محمّد بن سليمان (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن أحمد بن النّقّور، و أبو منصور عبد الباقي بن محمّد بن غالب، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، نا زكريا بن يحيى قال: قال الأصمعي:

ثم ولي مروان بن محمّد فولّى العراق يزيد بن عمر بن هبيرة فولّى عبّاد بن منصور و حوّلوه إلى دار الإمارة، ثم ولّى المسور بن عمرو على الأحداث، و عبادا على القضاء و الصلاة ثم عزله و ولّى سلم بن قتيبة ثم عزله، و ولّى سفيان بن معاوية المهلّبي.

قال الأصمعي: و ولّى أبو جعفر المنصور على البصرة عبد الصمد بن علي ثم عزله، ثم ولّى سليمان بن علي ثم عزله، ثم ولّى سفيان بن معاوية ثم عزله، و ذكر جماعة ثم قال: و ولّى سلم بن قتيبة ثم عزله.

قال: و نا الأصمعي، نا يزيد بن أبي يزيد الكلابي، قال: قسم يزيد الرشك بين سلم بن قتيبة و بين إخوته أرضين بالطفّ (2) فصونع فخاف على سلم فكلّمه سلم في الرجوع عن ذلك فأبى، فلما ولى سلم البصرة دس إلى يزيد من قدّمه إليه فأمر بضربه فجعل ينادي سلما، و سلم يتغافل حتى فرغ من ضربه، قال الأصمعي: يريد قاسم أهل البصرة، قال الأصمعي: الرّشك: الحاسب.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

أنبأني أبو العباس محمّد بن يعقوب فيما أجازه له محمّد بن عبد الوهاب قال: سمعت علي بن عثّام (3) يقول: قال الأصمعي: قال سلم بن قتيبة و كان من العبّاد: إن الرجل ليجيئه السائل فيستقلّ ما عنده، فيختار شرّ الأمرين [من] (4) المنع.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة، أنا عبد الرّحمن عن عمه الأصمعي قال: قال سلم بن قتيبة أحدهم يحفر الشيء فيأتي ما هو شر منه - يعني المنع-.5.

ص: 150


1- تاريخ خليفة ص 423 حوادث سنة 146.
2- الطفّ : أرض من ضاحية الكوفة في طريق البرية (ياقوت).
3- ترجمته في سير الأعلام 569/10.
4- زيادة لازمة للإيضاح عن مختصر ابن منظور 98/15.

قال ابن قتيبة و قال الشاعر في مثله:

و ما أبالي إذا ضيفي تضيّفني *** ما كان عندي إذا أعطيت مجهودي

جهد المقلّ إذا أعطاك مصطبرا *** و مكثر من غنيّ سيان في الجود

و أنشد:

أفسدت بالمنّ ما أسديت من حسن *** ليس الكريم إذا أسدى بمنّان

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، عن أبي الحسن رشأ بن نظيف و نقلته من خطه، أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن سيبخت الكاتب، نا أبو بكر محمّد بن يحيى الصّولي، نا ثعلب، عن ابن شبيب، نا الزّبير هو ابن بكّار، حدّثني إبراهيم بن المنذر الحزامي، عن أبي عمرو (1) المديني قال:

عرضت لي إلى سلم بن قتيبة حاجة، و هو والي البصرة، فلقيت بعض أصحابه فسألته القيام بها فضمنها، و مكثت اختلف إلى باب سلم أياما و الرجل يمطلني، و يذكر أن الكلام في الحاجة لا يمكن، فبينا أنا بالباب ذات يوم إذ خرج سلم راكبا فوقعت عينه عليّ ، و قد كانت بيني و بينه مودة متقدمة، فدعا بي فقال: أ تطالب قبلنا شيئا يا أبا عمرو؟ فقلت: حاجتي حمّلتها فلانا مذ أيام، فقال: إن كنت لأظن أنك أحزم مما أرى، إذا كانت لك إلى رجل حاجة فلا تحملنها من له قبله طعمة، فإنه لن يؤثرك على طعمته، و لا تحملنها كذابا، فإن الكذاب يقرب لك البعيد و يباعد لك القريب، و لا تحملنها أحمق فإنه يجهد لك نفسه، ثم لا يصنع شيئا. قال: ثم أمر بقضاء حاجتي.

أنبأنا أبو محمّد المبارك بن أحمد بن بركة الكندي، نا عاصم بن الحسن، أنا أبو الحسين بن بشران - إجازة - أنا الحسين بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني عبد الرّحمن بن عبد اللّه الباهلي، عن عمه، قال: قال سلم بن قتيبة:

لا تترك حاجتك بكذاب فإنه يبعدها و هي قريبة و يقربها و هي بعيدة، و لا برجل له عند قوم أكل فانه يجعل حاجتك و قاء لحاجته، و لا إلى أحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك.

أخبرنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن هبة اللّه، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد،م.

ص: 151


1- بالأصل هنا:«عمر» و سترد أثناء الخبر صوابا «عمرو» و المثبت عن م.

قالا: أنا أبو الخطاب عبد اللّه بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن حمدان الشوكي الخطيب، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن جعفر بن محمّد الوافقي (1) المعروف بالخالع، أنا سليمان بن أحمد الطّبراني، أنا أبو العباس المبرّد، عن العتبي، عن أبيه قال: أتى رجل سلم بن قتيبة فمثل بين يديه ثم قال: إني و اللّه ما وقفت هذا الموقف حتى بعت دابتي و سرجه و سيفي و حليته، ثم ميزت فوقع الاختيار عليك، قال: فأطرق سلم ثم رفع رأسه و هو يقول:

ترى المرء أحيانا إذا قلّ ماله *** من الخير ساعات فما يستطيعها

و ما إن به بخل و لكنّ ماله *** يقصّر عنها و الغنيّ يضيعها

إن شئت فاصبر حتى يأتي رزقي، فأشاطركه، و إن شئت كتبت لك كتبا. قال:

فقال: إني و اللّه ما أحب أن أشفه رزقك على عيالك، و لكن تكتب لي، قال: فكتب له كتبا أغناه بأدناها.

و قد رويت هذه الحكاية من وجه آخر عن المبرّد، عن المازني، عن الأصمعي بهذا المعنى إلاّ أنه قيل في آخرها: إن أمت شاطرتك و إن شئت واسيتك قال: المواساة، فأمر له بمائة دينار.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم النسيب، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم عنه، أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن سيبخت البغدادي، نا أبو بكر محمّد بن يحيى بن العباس الصوفي، حدّثني أبو محلم، حدّثني سعدان بن سلام الكاتب - و كان من أفاضل الناس - حدّثني أبي قال:

قال لي إسحاق الموصلي، و ركب يحيى بن خالد يوما فمرّ بجماعة من إخوان أبيه فسلّم عليهم، و كان ممن مرّ به سلم بن قتيبة فصادف عنده غرماء له، فلما رجع إلى أبيه خالد قال: من لقيت ؟ قال: فلانا و فلانا، و سلم بن قتيبة، فوجدت عنده غرماء له قال: فعرفت قدر دينه ؟ قال: نعم عشرة آلاف درهم، قال: احملها إليه من فورك هذا، فحملها إليه فلما وضعها بين يديه و قص الخبر عليه قال: افتحوها ففتحت فأقبل يحفن (2)منها حفنة بعد حفنة و يفرقها على جلسائه و أصحابه حتى أنفذها فرجع يحيى إلى أبيه).

ص: 152


1- كذا رسمها بالأصل. و في م: الرافقي.
2- الحفن أخذك الشيء براحتيك و الأصابع مضمومة، أو الجرف بكلتا اليدين.(القاموس).

فأعلمه الخبر فقال: يا بني عد إليه بمثلها فعاد إليه بها فأقبل يحفن لمواليه و أهله و ولده الحفنة بعد الحفنة، و أمر بإعداد بعضها لنفقته فرجع إلى أبيه فأعلمه الخبر، فقال: يا بني أحمل إليه مثلها، قال: فحملت إليه ذلك فلما طلعت عليه قال: قد أصررنا بمال أبي العباس ففرقوها في غرمائنا ففرقت فيهم ثم قال لغرمائه: لو لا أن نداوم هذا البذل ما داومنا هذا الفضل و لكن سبيلها سبيل ما رأيتم.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف بن ما شاء اللّه، أنا الحسن بن إسماعيل بن محمّد، أنا أحمد بن مروان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سلام قال: قال سلم بن قتيبة: رب المعروف أشد من ابتدائه، لأن الابتداء بالمعروف نافلة، و ربّه فريضة.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبيد اللّه السكري، نا زكريا المنقري، نا الأصمعي قال: قال سلم بن قتيبة: ما أتى رجل مجلسي ثلاث مرات في غير حاجة فعلمت ما مكافأته.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني الليث بن طاهر العابد، نا أبو العباس الثقفي، قال: ذكر رجل في مجلس سلم بن قتيبة فتناوله بعض أهل المجلس فقال له سلم: يا هذا أوحشتنا من نفسك، و آيستنا من مودتك، و دللتنا على عورتك.

أخبرنا بها عالية أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد بن عبد الواحد، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو إسحاق المزكّي، نا محمّد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي قال: سمعت أبا يعلى الثقفي قال: جرى ذكر رجل في مجلس سلم بن قتيبة فتناوله بعض أهل المجلس فقال سلم: يا هذا أوحشتنا من نفسك، و آيستنا من مودتك، و دللتنا على عورتك.

أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد اللّه بن رضوان، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن خلف بن المرزبان، نا أحمد بن الحارث، نا المدائني قال:

قال سلم بن قتيبة: لا تتم مروءة الرجل حتى يصبر (1) على مناجاة الشيوخ البخر (2).).

ص: 153


1- بالأصل: يصير، و الصواب ما أثبت.
2- البخر جمع أبخر، و هو الذي في فمه نتن (القاموس).

قال: و دخل على سلم رجل يكلّمه في حاجة، فوضع سيفه على إصبعيه، و سلم ساكت، و الرجل متكئ على سيفه لا يشعر، و قد جرحه. فلما فرغ و مضى و قد دميت إصبع سلم دعا بمنديل فجعل يمسح الدم، فقيل له: أ لا نحّيت رجلك، أو أمرته فرفع سيفه ؟ فقال: خشيت أن أقطعه عن حاجته.

أخبرنا أبو حفص عمر بن محمّد بن الحسن الدّهستاني، نا أبو القاسم إبراهيم بن عثمان الخلالي - لفظا بجرجان - أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي، أنا أبو الحسن علي بن أحمد الغزالي - إجازة، مشافهة-، نا إبراهيم بن محمّد، حدّثني هلال بن العلاء، حدّثني محمّد بن عمرو الباهلي، نا محمّد بن حرب الباهلي قال:

سمعت سلم بن قتيبة الباهلي يقول: إنما الدنيا العافية، و الشباب الصحة، و المروءة الصبر على الرجال (1)،قال: فسألت ما الصبر على الرجال ؟ فوصف المداراة.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا علي بن الحسن الرّبعي قال: سمعت أبي يقول: قال سلم بن قتيبة: قال بعض حكماء العرب: ما أعان على نظم مروءات الرجال كالنساء الصوالح.

قال: و قال أيضا سلم بن قتيبة: الدنيا العافية و الشباب الصحة، و المروة الصبر على الرجال، و لا خير في المعروف إذا أحصي، و من المروءة أيضا أن تصون ثوبي جمعتك، و تكثر تعاهد ضيفك، و تعرف في المسجد مجلسك.

أخبرنا أبو الفضل الفضيلي، و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو بكر أحمد بن يحيى، و أبو الوقت [عبد الأول] بن عيسى قالوا: أنا أبو الحسن الداودي، أنا عبد اللّه بن أحمد، أنا عيسى بن عمر، أنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن، أنا يحيى بن حسان، عن حمّاد بن زيد، عن الصّلت بن راشد قال: سأل سلم بن قتيبة طاوسا عن مسلمة فلم يجبه فقيل له: هذا سلم بن قتيبة قال: أهون له علي.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، نا عبد الرّحمن بن مهدي، نا حمّاد بن زيد، عن الصّلت بن راشد قال: كنت عند طاوس2.

ص: 154


1- تهذيب التهذيب 367/2.

فسأله سلم بن قتيبة عن شيء فزبره أو انتهره قلت: هذا ابن قتيبة صاحب خراسان، قال:

ذاك أهون علي.

ذكر أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف القاضي، قال: سنة تسع و أربعين و مائة فيها مات سلم بن قتيبة الباهلي بالري و صلّى عليه المهدي لعظم شأنه (1).

2640 - سلم بن معاذ بن السّلم بن الفضل

ابن يزيد بن الوليد بن تميم بن عبد الرّحمن

أبو الليث التّميمي اليربوعي القصير

روى عن أبي عبيد اللّه إسحاق بن إبراهيم بن عرعرة، و محمّد بن موسى بن مهاجر الطالقاني، و أبي عتبة أحمد بن الفرج، و عمران بن بكّار، و زكريا بن يحيى السّاجي، و يزيد بن سنان البصري، و هلال بن العلاء، و أبي الفتح نصر بن مرزوق، و محمّد بن مسلم بن وارة، و شعيب بن أيوب الصّريفيني، و أحمد بن يحيى الصولي، و أحمد بن منصور الرّمادي، و طاهر بن خالد بن نزار، و يوسف بن سعيد بن مسلم، و أحمد بن إسماعيل بن شكاب (2)،و جعفر بن أبان الحرّاني، و يوسف بن الضحاك، و محمّد بن عوف، و بشير بن مسلم، و سعدان بن نصر، و أبي داود سليمان بن سيف الحرّاني، و عبد الحميد بن محمود بن خالد.

روى عنه الفضل بن جعفر، و جمح (3) بن القاسم المؤذنان، و أبو العباس بن السمسار، و أبو زرعة، و أبو بكر ابنا أبي دجانة، و أبو بكر بن فطيس، و ابن أبي الزّمزام، و ابن مروان، و ابن شعيب، و أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد المعمومي (4)،و أبو بكر محمّد بن سليمان بن يوسف البندار، و أحمد بن عتبة بن مكين، و أبو بكر بن المقرئ، و الحاكم أبو أحمد، و أحمد بن عبد الوهاب بن الحسين الفهمي، و أبو هاشم المؤدب، و أبو القاسم بن أبي العقب.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن

ص: 155


1- تهذيب التهذيب 367/2 و في الوافي بالوفيات 300/15 توفي سنة ثمان و أربعين و مائة.
2- كذا، و لعله إشكاب.
3- بالأصل: جنح خطأ و الصواب، انظر ترجمته في سير الأعلام 77/16.
4- كذا رسمها بالأصل.

محمّد، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن سعيد بن عبيد اللّه بن فطيس الورّاق، و أبو زرعة محمّد بن عبد اللّه بن أبي دجانة النّصري، قالا: نا أبو الليث السّلم بن معاذ بن السّلم التميمي، نا أبو عبيد اللّه إسحاق بن إبراهيم بن عرعرة، نا إسحاق بن أبي إسرائيل، نا الوليد، عن الأوزاعي، عن قرّة، عن الزّهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«لن تزال أمتي على الفطرة ما لم يؤخّروا صلاة المغرب حتى تشتبك النجوم»[4896].

قال أبو عبيد اللّه لا نعلم أحدا تابعه عليه.

و مما وقع لي عاليا من حديثه ما أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو أحمد محمّد بن محمّد بن أحمد بن إسحاق الحافظ ، أنا أبو الليث سلم بن معاذ التميمي بدمشق، نا علي بن حرب، نا ابن فضيل، عن الحجّاج بن أرطأة، عن أبي المليح، عن شداد بن أوس قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:

«الختان سنّة للرجال، مكرمة للنساء»[4897].

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء بن أبي منصور، أنا أبو الفتح منصور بن الحسين بن علي بن علي (1) بن القاسم بن روّاد، و أبو طاهر أحمد بن محمود قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو الليث سلم بن معاذ بن سلم بن الفضل بن يزيد بن الوليد بن تميم بن عبد الرّحمن اليربوعي القصير الدمشقي بدمشق، نا أحمد بن يحيى الصوفي، نا إسماعيل بن أبان، نا أبو أويس عن الزّهري، عن أنس:

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم دخل مكة حين فتحها و على رأسه مغفر من حديد.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا محمّد بن محمّد الحافظ ، قال أبو الليث سلم بن معاذ بن سلم التميمي الدمشقي سمع أبا موسى يونس بن عبد الأعلى الصّدفي، و أبا يعقوب يوسف بن سعيد بن مسلم المصّيصي، كان ثقة ثبتا.د.

ص: 156


1- كذا مكررة بالأصل، و الظاهر حذفها انظر ترجمته في سير الأعلام 152/18 و ذكرت «علي» مرة واحدة، و فيها: بن القاسم بن محمّد بن رواد.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر قال: و أبو الليث سلم بن معاذ في جمادى الآخرة - يعني سنة خمس عشرة و ثلاثمائة - مات.

2641 - سلم بن يحيى بن عبد الحميد بن يحيى

ابن عبد الحميد بن محمّد بن عمرو بن عبد اللّه بن رافع بن عمرو

أبو سعيد (1) الطائي الحجراوي (2)(3)

من أهل حجرا (4) قرية بدمشق، حدث عن أبيه و سويد بن عبد العزيز، و مروان بن معاوية، و أبي اليسع الهيثم بن حبان، و نمير بن الوليد بن نمير بن أوس، و عمر بن عبد الواحد، و أيوب بن حسان الحرشي، و عمرو بن هاشم.

روى عنه ابن ابن (5) أخيه أبو الحسن عمرو بن عتبة بن عمارة بن يحيى الحجراوي، و القاسم بن عيسى، و أبو الحسن بن جوصا، و سليمان بن محمّد الخزاعي، و عمر بن سعيد بن أحمد بن سنان المنبجي، و القاسم بن عيسى العطار، و أبو الجهم بن طلاّب، و أبو بكر أحمد بن محمّد بن الوليد المرّي، و أبو الدحداح، و إبراهيم بن محمّد بن الحسن بن ممويه، و محمّد بن إسحاق بن الحريص، و محمّد بن خريم.

أخبرنا أبو الفتوح محمّد بن الحسن بن منصور بن علي بن عبد الواحد المؤذن في جامع جورجير (6) محلة بأصبهان، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق بن محمّد بن يحيى بن منده، أنا محمّد بن عبد العزيز الحيبري، نا أبو جعفر المذكر، نا إبراهيم بن ممويه، و هو ابن محمّد بن الحسن الإمام، نا مسلم (7) بن يحيى

ص: 157


1- في مختصر ابن منظور 101/10 أبو سعد.
2- بالأصل: الحجزاوي، بالزاي خطأ و الصواب ما أثبت. انظر ما يلي.
3- ترجمته في الوافي بالوفيات 305/15 و له ذكر في معجم البلدان: حجرا.
4- بالأصل:«حجزا» خطأ و الصواب ما أثبت بالراء، عن معجم البلدان، و فيه: حجرا بالكسر ثم السكون وراء و ألف مقصورة، من قرى دمشق.
5- بالأصل «أبي» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر معجم البلدان «حجرا».
6- انظر معجم البلدان (جورجير).
7- كذا بالأصل: مسلم، و هو خطأ، و هو صاحب الترجمة و الصواب: سلم. و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب.

الحجراوي (1) دمشقي، نا نمير بن الوليد بن نمير بن أوس الأشعري، نا أبي، عن جدي قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«الدعاء جند من أجناد اللّه تبارك و تعالى مجنّد، يرد القضاء بعد أن يبرم»[4898].

هذا مرسل. نمير بن أويس ليست له صحبة، و هو تابعي و كان قاضيا بدمشق، و قوله مسلم وهم و إنما هو سلم.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين السّلمي (2)،أنا أبو القاسم علي بن الفضل بن طاهر بن الفرات المقرئ، أنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي، نا أبو الحسن أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا، نا محمّد بن هاشم بن سعيد، حدّثنا شعيب بن إسحاق، و سويد بن عبد العزيز، قالا: أنا الأوزاعي، عن الزهري، عن أبي سلمة، و الضحاك عن أبي سعيد الخدري قال (3):

بينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقسم ذات يوم قسما فقال ذو الخويصرة - رجل من بني تميم:- يا رسول اللّه، اعدل، فقال:

«ويحك و من يعدل إذا لم أعدل» قال عمر: يا رسول اللّه ائذن لي فأضرب عنقه، قال:«لا إن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، و صيامه مع صيامهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، تنظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى رصافه (4)فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى قذذه (5) فلا يوجد فيه شيء، سبق الفرث و الدم، يخرجون على حين فترة من الناس، آيتهم رجل أدعج إحدى يديه مثل ثدي المرأة أو كالبضعة تدردر (6)»[4899].

قال أبو سعيد الخدري: فأشهد لسمعت (7) هذا النعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و أشهده.

ص: 158


1- بالأصل: حجزاوي، خطأ.
2- ترجمته في سير الأعلام 437/19.
3- نقله ابن الأثير في أسد الغابة 20/2 في ترجمة ذي الخويصرة التميمي باختلاف بسيط .
4- الرصاف: عقب يلوى على مدخل النصل فيه (النهاية).
5- قذة: القد واحدتها قذة، ريش السهم (النهاية).
6- تدردر: تتحرك تجيء و تذهب، و هذا مثل لسرعة نفوذ السهم فلا يوجد فيه شيء من الدم و غيره.(أسد الغابة).
7- بالأصل: لسمعته.

أني كنت مع علي بن أبي طالب حين قاتلهم فأرسل (1) في القتلى، فأتي به على النعت الذي نعته رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

و أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن، أنا أبو القاسم بن الفرات، أنا عبد الوهاب بن الحسن، نا أحمد بن عمير، نا السّلم بن يحيى، نا سويد بن عبد العزيز بإسناده مثله.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن محمّد، أنا أبو علي الحسين بن أحمد بن أبي حريصة المالكي، أنا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد اللّه بن عمر المرّي، نا الحسن بن نمير بن محمّد التنوخي، نا أحمد بن عمير بن يوسف، نا محمّد بن هاشم، و السلم بن يحيى الحجراوي (2) قالا: نا سويد بن عبد العزيز، نا شعبة، عن مالك بن أنس، عن عمرو بن سلم، عن سعيد بن المسيّب، عن أم سلمة أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«من رأى هلال ذي الحجة فأراد أن يضحي فلا يأخذن من شعره، و لا يقصن ظفره حتى يضحي»[4900].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، و عبد الكريم بن حمزة، قالا: نا عبد العزيز بن أحمد - لفظا - أنا تمام بن محمّد، حدّثني - و في حديث عبد الكريم: أخبرنا - أبو الحسن عمرو بن عتبة بن عمارة بن يحيى بن عبد الحميد بن محمّد بن عبد اللّه بن رافع بن عمرو الطائي - بقرية حجرا (3)-زاد عبد الكريم و قالا: في المحرم سنة خمسين و ثلاثمائة، قال: و زعم أن له مائة سنة و عشرين سنة - و قال [ابن] الأكفاني: و كان قد أتى عليه مائة سنة و عشرون سنة، قال: سمعت عم أبي السّلم بن يحيى بن عبد الحميد الطائي يذكر عن أبيه قال: حدّثني أبي، عن أبيه عن محمّد بن عمرو بن عبد اللّه، عن أبيه، عن جده حدّثني أبي رافع بن عمرو، عن أبيه عمرو الطائي أنه قدم على النبي صلى اللّه عليه و سلم فأجلسه معه على البساط و أسلم و حسن إسلامه و رجع إلى قومه فأسلموا (4).

و في حديث ابن الأكفاني يذكر عن أبيه، عن جده، عن آبائه، عن جده عمرو.ي.

ص: 159


1- في أسد الغابة: فالتمس.
2- بالأصل: الحجزائي.
3- بالأصل: حجزا، خطأ.
4- نقله ابن حجر في الإصابة 527/2 في ترجمة عمرو بن جابر الطائي.

زاد عبد الكريم: قال تمام: هكذا أملى علينا نسبه، و سمعته يقول:

كان السّلم بن يحيى إذا دخل يوم الجمعة إلى مدينة دمشق ينزل الناس من الجامع فيتلقونه في أسفل جيرون فيحملونه حتى يصعدوا إلى المسجد ثم يفعلون به ذلك إذا أراد الانصراف (1)،قال: و سمعت منه كثيرا، و لكن ذهب في الفتن.

قال لنا أبو محمّد بن الأكفاني: قال لنا الشيخ أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد، حدث بهذا الحديث أبو الحسن أحمد بن عمير بن جوصا، عن السّلم بن يحيى.

أخبرنا به أبو محمّد السّلمي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد فذكره على لفظه الذي تقدم.

و أخبرنا به في موضع آخر على لفظ ابن الأكفاني.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة - ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (2) قال: سلم بن يحيى بن عبد الحميد الدّمشقي أبو سعيد الطائي.

روى عن سويد بن عبد العزيز، و مروان بن معاوية، و عمرو بن هاشم.

سمع منه أبي في بعض قرى دمشق، سئل عنه فقال: صدوق.4.

ص: 160


1- انظر الوافي بالوفيات 305/15.
2- الجرح و التعديل 269/4.

[ذكر من اسمه] سليط

2642 - سليط بن حرملة و يقال سويبط بن حرملة

2642 - سليط بن حرملة و يقال سويبط بن حرملة (1)

قدم بصرى في حياة النبي صلى اللّه عليه و سلم مع أبي بكر.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، و أبو الدّرّ ياقوت بن عبد اللّه قالا: أنا أبو محمّد الصريفيني.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد (2)،أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو محمّد الصّريفيني، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار، حدّثني يحيى بن أبي الحارث بن عبد اللّه الأصغر بن وهب بن زمعة، عن جابر بن علي بن يزيد بن عبد اللّه الأصغر بن وهب بن زمعة عن قريبة بنت عبد اللّه الأصغر بن وهب، عن أبيها، عن أم سلمة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم قالت:

خرج أبو بكر الصّدّيق قبل وفاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعام في تجارة إلى بصرى و معه نعيمان بن عمرو الأنصاري و سليط بن حرملة، و هما ممن شهد بدرا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و كان سليط بن حرملة على (3) الزاد، و كان نعيمان بن عمرو مزّاحا فقال لسليط :

أطعمني، قال: لا أطعمك حتى يأتي أبو بكر، فقال نعميان لسليط : لأغيظنك، فمروا

ص: 161


1- ترجمته في الاستيعاب 125/2 هامش الإصابة، و أسد الغابة 225/2 ذكراها باسم سويبط و في الاستيعاب: سويبط بن سعد بن حرملة بن مالك بن عميلة بن السباق بن عبد الدار بن قصي بن كلاب القرشي، و في أسد الغابة: سويبط بن حرملة، و قيل: سويبط بن سعد بن حرملة. و ذكره ابن حجر في الإصابة في: سليط ، و حوّله: يأتي في سويبط 97/2.
2- بالأصل: حمد، خطأ و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 28/20.
3- بالأصل: على اتى الزاد، حذفنا «اتى» لأنها مقحمة.

بقوم فقال نعيمان لهم: تشترون مني عبدا لي ؟ قالوا: نعم، قال: إنه عبد له كلام، و هو قائل لكم لست بعبد، أنا ابن عمه، فإن كان إذا قال لكم هذا تركتموه فلا تشتروه و لا تفسدوا عليّ عبدي، قالوا: لا بل نشتريه و لا ننظر في قوله، فاشتروه منه بعشر قلائص، ثم جاءوه ليأخذوه فامتنع منهم فوضعوا في عنقه عمامة، فقال لهم: إنه يتهزأ و لست بعبده، فقالوا: قد أخبرنا خبرك، و لم يسمعوا كلامه، فجاء أبو بكر الصديق، فأخبروه خبره فاتبع القوم فأخبرهم أنه يمزح، و رد عليهم القلائص، و أخذ سليطا منهم، فلما قدموا على النبي صلى اللّه عليه و سلم أخبروه الخبر فضحك من ذلك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أصحابه عليهم السلام حولا أو أكثر (1).

كذا قال، و المحفوظ سويبط لا سليط ، و سيأتي في موضعه.ا.

ص: 162


1- الخبر في الاستيعاب 126/2 و فيه أن سويبط باع نعيمان، و فيه في ترجمة نعيمان: أن نعيمان هو الذي باع سويبطا قال ابن الأثير في أسد الغابة: و هو الصحيح. و أشار ابن حجر في الإصابة إلى الخبر نقلا عن الزبير، قال و سماه سليطا بن حرملة و أظنه تصحيفا.

ذكر من اسمه سليمان

2643 - سليمان بن أحمد بن أيّوب بن مطر

2643 - سليمان بن أحمد بن أيّوب بن مطر (1)

أبو القاسم اللّخمي الطّبراني (2)

أحد الحفاظ المكثرين و الرحالين.

سمع بدمشق أبا زرعة، و أحمد بن المعلّى، و أبا عبد الملك البسري، و أحمد بن أنس بن مالك، و أحمد بن عبد القاهر بن الحبيري (3) اللّخمي، و أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة، و أبا علي إسماعيل بن محمّد بن قيراط ، و أبا قصيّ إسماعيل بن محمّد العذري، و جماعة سواهم، و سمع بمصر: يحيى بن أيوب العلاّف و نحوه، و ببرقة:

أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم البرقي، و باليمن: إسحاق بن إبراهيم الدبري، و الحسن بن عبد الأعلى البوسي، و إبراهيم بن محمّد بن برة (4)،و إبراهيم بن سويد الشّبامي، و أربعتهم يروون عن عبد الرزاق، و سمع بالشام: أبا زيد أحمد بن عبد الرحيم الحوطي، و إبراهيم بن أبي سفيان القيسراني، و إبراهيم بن محمّد بن عرق الحمصي، و أبا عقيل أنس بن المسلّم الخولاني، و سمع بالعراق: أبا مسلم الكجّي،

ص: 163


1- كذا بالأصل و مختصر ابن منظور 103/10، و في أخبار أصبهان و الوافي بالوفيات و سير الأعلام: مطير.
2- ترجمته في أخبار أصبهان 235/1 و تذكرة الحفاظ 912/3 و ميزان الاعتدال 195/2 و غاية النهاية في طبقات القرّاء 311/1 الوافي بالوفيات 344/15 و سير الأعلام 119/16 و انظر بحاشيتها أسماء مصادر أخرى ترجمت له. و الطبراني بفتح الطاء المهملة نسبة إلى طبرية و هي مدينة في الأردن بناحية الغور (الأنساب) و انظر معجم البلدان (طبرية).
3- كذا رسمها بالأصل.
4- ترجمته في سير الأعلام 351/13 و ورد في السير في ترجمة الطبراني: بزة، بالزاي، خطأ.

و إدريس بن جعفر العطار، و أبا خليفة الجمحي، و الحسن بن سهل المجوّز (1)، و غيرهم.

و صنف المعجم الكبير في أسماء الصحابة و الأوسط في غرائب شيوخه، و الصغير في أسماء شيوخه، و غير ذلك من الكتب.

روى عنه أبو خليفة (2) الفضل بن الحبّاب، و أو العباس بن عقدة، و أبو مسلم الكجّي، و عبدان الأهوازي، و أبو علي أحمد بن محمّد الصّحّاف، و هم من شيوخه، و أبو الفضل محمّد بن أحمد بن محمّد بن الجارود الهروي، و أبو الفضل أحمد بن أبي عمران الهروي، و أبو نعيم الحافظ ، و أبو الحسين بن فادشاه (3)،و محمّد (4) بن عبيد اللّه بن شهريار، و أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد اللّه الهمداني (5)، و أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن ريذة (6)،و هو آخر من حدّث عنه.

أنبأنا أبو علي الحداد و جماعة.

ح و أخبرنا أبو علي أحمد بن إسماعيل بن أحمد، و أبو جعفر محمّد بن عبد الواحد بن هبة اللّه، و أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الحرقفاني، و أبو علي حسكا بن أبي مسلم بن أحمد الكورجي الجرباذقانيون - بقراءتي عليهم بجرباذقان (7)- مدينة من نواحي أصبهان،- قالوا: أنا أبو عثمان إسماعيل بن محمّد بن أحمد بن ملّة المحتسب الأصبهاني، قالوا: أنا محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن إبراهيم التاجر، أنا سليمان بن أحمد الطّبراني، نا أبو زرعة الدمشقي، نا علي بن عياش الحمصي، نا أبو غسان محمّد بن مطرّف، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:).

ص: 164


1- بالأصل:«المحور» و المثبت عن سير الأعلام.
2- بالأصل: أبو حليفة، بالحاء المهملة، خطأ. ترجمته في سير الأعلام 7/14.
3- في سير الأعلام: فاذشاه. بالذال المعجمة، و اسمه أحمد بن محمّد بن الحسين، أبو الحسين الأصبهاني التاني، ترجمته في سير الأعلام 515/17.
4- في سير الأعلام: الفضل.
5- كذا بالدال المهملة.
6- بالأصل: ربذه، خطأ، و في معجم البلدان: زيدة، خطأ أيضا، و الصواب ما أثبت و ضبط ، و قد تقدم التعريف به.
7- بالفتح، و العجم يقولون كرباذكان بلدة قريبة من همذان، بينها و بين الكرج و أصبهان (معجم البلدان).

«رحم اللّه عبدا سمحا قاضيا، و سمحا مقتضيا»[4901].

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني العدل عنه، أنا أبو نعيم الحافظ (1)،نا سليمان بن أحمد، نا يحيى بن عثمان بن صالح، نا محمّد بن علي بن غراب الكوفي، نا قيس بن الربيع، عن النّضر بن محارب بن دثار، عن أبيه، عن جابر بن عبد اللّه، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«نعم الإدام الخلّ »[4902].

أنبأنا أبو علي الحداد و جماعة، قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة، نا سليمان بن أحمد الطّبراني، نا أحمد بن إبراهيم أبو عبد الملك القرشي البسري الدمشقي سنة تسع و سبعين و مائتين بحديث ذكره.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ (2) قال: سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللّخمي، أبو القاسم الطّبراني قدم أصبهان سنة تسعين و مائتين فخرج منها، ثم قدمها ثانيا فأقام بها محدثا ستين سنة، كان مولده سنة ستين و مائتين، و توفي في ذي القعدة لليلتين بقيتا منه في سنة ستين و ثلاثمائة و دفن يوم الأحد من غده إلى جنب قبر حممة بباب مدينة جيّ المسمى بباب تيرة (3)،و حضرت الصلاة عليه.

روى عنه عبدان بن أحمد، و أبو خليفة الجمحي، و أبو العباس بن عقدة، و المتقدّمون.

و روى عن النجوم و الأكابر و الأعلام ما لا يعد كثرة (4).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو مطيع محمّد بن عبد الواحد الصّحّاف، أنا أبو بكر بن أبي علي - إجازة - قال: سأل والدي الطّبراني عن كثرة حديثه فقال: كنت أنام على البواري (5) ثلاثين سنة (6).3.

ص: 165


1- أخبار أصبهان 335/1.
2- المصدر السابق نفسه/ترجمته.
3- قوله:«المسمى بباب تيره» ليس في أخبار أصبهان.
4- قوله:«و الاعلام ما لا يعد كثرة» ليس في أخبار أصبهان.
5- البواري جمع بارية و هي الحصير المنسوج.
6- الخبر في سير الأعلام 122/16 و تذكرة الحفّاظ 915/3.

ذكر أبو مسعود سليمان بن إبراهيم الحافظ قال: قال أبو أحمد العسّال: إذا سمعت أنا من الطّبراني عشرين ألف حديث، و سمع منه إبراهيم بن محمّد بن حمزة ثلاثين ألف حديث، و أبو الشيخ أربعين ألف حديث كملنا (1).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن أبي نصر اللفتواني قال: سمعت سليمان بن إبراهيم - و نقلته عن خطه - يقول: سمعت أبا نعيم أحمد بن عبد اللّه بن أحمد الحافظ يقول:

سمعت أبا عبد اللّه أحمد بن بندار بن إسحاق يقول: دخلت العسكر سنة ثمان و ثمانين و حضرت مجلس عبدان، و خرج ليملي، فجعل المستملي يقول له: إن رأيت أن تملي ؟ فيقول: حتى يحضر الطّبراني، فإذا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطّبراني قد أقبل بعد ساعة متزر (2) بإزار، مرتدي (3) بآخر، و تحت إبطه من الكتب أجزاء، و قد تبعه نحو عشرين أو أكثر من الغرباء يعني يفيدهم الحديث من بلدان شتى، فلما أقبل قيل لعبدان: قد حضر الطّبراني فأخذ يحدث (4).

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، و عبد اللّه بن أحمد، و غيرهما إجازة قالوا:

أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو النجيب عبد الغفار بن عبد الواحد الأرموي مذاكرة، قال:

سمعت الحسن بن علي المقرئ يقول: سمعت أبا الحسين بن فارس اللغوي (5) يقول:

سمعت الأستاذ ابن العميد (6) يقول:

ما كنت أظن أن في الدنيا حلاوة ألذّ من الرئاسة و الوزارة التي أنا فيها حتى شاهدت مذاكرة سليمان بن أحمد الطّبراني، و أبي بكر الجعابي بحضرتي، فكان الطّبراني يغلب الجعابي بكثرة تحفظه (7)،و كان الجعابي يغلب الطّبراني بفطنته، و ذكاء أهل بغداد حتى ارتفعت أصواتهما و لا يكاد أحدهما يغلب صاحبه، فقال الجعابي:

عندي حديث ليس في الدنيا إلاّ عندي فقال: هاته، قال: نا أبو خليفة، نا سليمان بن أيوب، و حدّث بالحديث. فقال الطّبراني: أنا سليمان بن أيوب، و مني سمع أبو خليفة .

ص: 166


1- سير الأعلام 122/16.
2- كذا بالأصل، و في سير الأعلام:«متزرا.. مرتديا» و هو الظاهر.
3- كذا بالأصل، و في سير الأعلام:«متزرا.. مرتديا» و هو الظاهر.
4- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام 122/16-123.
5- هو أحمد بن فارس بن زكريا اللغوي صاحب كتاب المجمل، ترجمته في سير الأعلام 103/17
6- هو محمّد بن الحسين بن محمّد الكاتب الوزير ترجمته في وفيات الأعيان 103/5.
7- كذا و الصواب: حفظه، كما في تذكرة الحفّاظ .

فاسمع مني حتى يعلو فيه إسنادك، و لا تروي عن أبي خليفة عني. فخجل الجعابي و غلبه الطّبراني، قال ابن العميد: فرددت في مكاني أن الوزارة و الرئاسة لم تكن لي، و كنت الطّبراني و فرحت مثل الفرح الذي فرح الطّبراني لأجل الحديث، أو كما قال (1).

كتب إليّ أبو القاسم غانم بن محمّد بن عبيد اللّه قال: سمعت.

ثم أخبرنا أبو بكر اللفتواني، قال: سمعت أبا مسعود سليمان بن إبراهيم، و أبو القاسم غانم بن أبي نصر البرجي يقولان: سمعنا أبا القاسم عمر بن محمّد بن عبد اللّه بن الهيثم الورّاق يقول: سمعت أبا جعفر بن أبي السري محمّد بن عبد اللّه بن الهيثم الدميري، قال:

لقيت أبا العباس بن عقدة بالكوفة في سنة ثلاث و عشرين و ثلاثمائة، فسألته أن يعيد ما فاتني من المجلس فامتنع، و شددت عليه فقال: من أي بلد أنت ؟ قلت: من أهل أصبهان، فقال: ناصبة تنصبون العداوة لأهل بيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقلت له: لا تقولن يا شيخ هذا، لأن أهل أصبهان فيهم متفقهة و مفتون و فاضلون و متشيّعة فقال: شيعة معاوية ؟ قلت: لا و اللّه شيعة علي بن أبي طالب، و ما فيهم أحد إلاّ و علي أعزّ عليه من عينه و أهله و ولده، فأعاد علي ما فاتني.

ثم قال لي: سمعت من (2) سليمان بن أحمد [اللخمي ؟ فقلت لا أعرفه، فقال: يا سبحان اللّه أبو القاسم ببلدكم و لا تسمع منه و تؤذيني هذا] (3) الأذى بالكوفة ؟ ما أعرف لأبي القاسم نظيرا، سمعت منه و سمع مني، و سمعنا من مشايخنا ثم قال لي: سمعت مسند أبي داود؟ فقلت: لا، فقال لي: ضيعت الحزم لأن مسند أبي داود منبعه أصبهان، و قال لي: تعرف محمّد بن حمزة بن عمارة ؟ فقلت: شديدا رجلا من أهل الفضل قال:

فتعرف ابنه إبراهيم ؟ قلت: نعم، قال: كان عندنا، و رأيته حافظا للحديث، و قلّ ما رأيت مثله في الحفظ (4).ا.

ص: 167


1- الخبر في تذكرة الحفّاظ 915/3 و سير الأعلام 124/16 و معجم البلدان (طبرية).
2- بالأصل:«ابن» خطأ و الصواب عن تذكرة الحفّاظ .
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن سير الأعلام و تذكرة الحفّاظ ، للإيضاح و استقامة المعنى.
4- الخبر بتمامه في سير الأعلام 124/16-125 و تذكرة الحفاظ 916/3 ببعض اختلاف فيهما.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا محمّد بن عبد الواحد بن محمّد بن الحسن بن الحارث أبو بكر - بقراءتي عليه - أنا أبو الحسن علي بن أبي الجوجاني (1) قال: سمعت أبا القاسم الطبراني يقول:

رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في المنام كأنه جالس على كرسي على صفته التي انتهت إلينا الصحيحة، فوقفت فسلّمت عليه فردّ علي السلام، ثم جلست بين يديه، و رفعت يدي، فدعوت لنفسي و لوالدي و للمؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات الأحياء منهم و الأموات بدعاء حسن فتحه اللّه علي و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مقبل علي، يتبسم، فقلت: يا رسول اللّه أخبرني عن حديث الشعبي عن النعمان بن بشير عنك أنك قلت:«مثل المؤمنين في تواددهم و تواصلهم و تراحبهم (2) كمثل الجسد إذا اشتكى عضو منه تداعى له سائر الجسد بالحمى و السهر»، فأشار رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم صحيح، صحيح، صحيح ثلاث مرات، فقلت: فحدثونا عن أبي نعيم، عن زكريا بن أبي زائدة، عن الشعبي، عن النعمان بن بشير عنك، فتبسم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثم قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: اذكر التشهد.

فذكرت التشهد الذي رواه ابن مسعود: التحيات للّه و الصلوات و الطيبات السلام عليكم أيها النبي و رحمة اللّه و بركاته، السلام علينا و على عباد اللّه الصالحين، أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، و أشهد أن محمّدا عبده و رسوله. فقال لي النبي صلى اللّه عليه و سلم: اذكر التشهد، فذهب إليّ أنه أراد التشهد الذي رواه ابن عباس فذكرته، و هو: التحيات المباركات الصلوات الطيبات للّه سلام عليك أيها النبي و رحمة اللّه و بركاته، سلام علينا و على عباد اللّه الصالحين، أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، و أشهد أن محمّدا رسول اللّه، فأشار صلى اللّه عليه و سلم بيده فقال: هذا هو التشهد، هذا هو التشهد، هذا هو التشهد.

أخبرنا أبو بكر أيضا، أنا أحمد بن علي بن محمّد الصوفي الأسواري، أنا أحمد بن جعفر - إجازة - أنا أبو عمر بن عبد الوهاب قال: سمعت أبا القاسم الطّبراني يقول:

لما قدم أبو علي بن رستم من فارس دخلت عليه فدخل عليه بعض الكتّاب فصب على رجله خمسمائة درهم، فلما خرج قال: ارفع يا أبا القاسم هذا فرفعته، فجعلتم.

ص: 168


1- كذا رسمها بالأصل.
2- كذا و في مختصر ابن منظور 105/10 و تراجمهم.

أحدث إلى أن دخلت أم عدنان ابنته، فصبت على رجله خمسمائة درهم فقمت، فقال:

إلى أين يا أبا القاسم ؟ فقلت: قمت لأنك تقول: إنما جلست لهذا، فقال: ارفع هذا أيضا، فلما كان آخر أمره تكلم في أبي بكر و عمر رضي اللّه عنهما ببعض شيء، فخرجت من عنده و لم أعد إليه بعد (1).

و أخبرنا أبو بكر أيضا قال: و ذكر سليمان بن إبراهيم قال: سألت أحمد بن عبد اللّه الحافظ عن حال الطّبراني و سيرته و حفظه فقال: لم ير الطّبراني مثل نفسه.

قال: و ذكر سليمان بن إبراهيم أن الصاحب قال (2):

قد وجدنا في معجم الطّبراني *** ما فقدنا في سائر البلدان

بأسانيد ليس فيها سناد *** و متون إذا رفعن متان

أخبرنا أبو بكر المؤدب قال: و أنا سليمان بن إبراهيم في كتابه أنه سمع أبا الحسن علي بن محمّد بن نصر الحافظ يقول: سمعت أبا بكر محمّد بن علي بن محمّد بن خراس (3) الشاهد - بالأهواز - يقول: سمعت أبي يقول: سمعت القاضي أبا خليفة الفضل بن الحبّاب الجمحي في جامع الأهواز سنة إحدى و ثلاثمائة يقول: سمعت أبا القاسم سليمان بن أحمد يقول:

طلب الحديث مذلّة و صغار *** و الصبر عنه تندّم و شنار

فاصبر على طلب الحديث فإنه *** من بعد ذل عزة و وقار

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قالا:

أنا أبو بكر بن خلف، أنا الحاكم أبو عبد اللّه قال: وجدت أبا علي سيّئ الرأي في أبي القاسم اللّخمي، فسألته عن السبب فيه فقال: اجتمعنا على باب أبي خليفة فذكرنا طرق:

«أمرت أن أسجد على سبعة أعضاء» (4) فقلت له: تحفظ عن شعبة، عن عبد الملك بنم.

ص: 169


1- الخبر في سير الأعلام 124/16 من طريق ابن منده، و مختصرا في تذكرة الحفّاظ 915/3.
2- البيتان في الوافي بالوفيات 345/15.
3- كذا رسمها بالأصل.
4- بالأصل تقرأ: أعظم، و تقرأ «أعضاء» إذ كتب في اللفظة:«م» و بعد الظاء «ألفا» و أثبتنا ما في سير الأعلام. و الحديث أخرجه البخاري في الصلاة 245/2 و مسلم في الصلاة(490) و فيهما: سبعة أعظم.

ميسرة الزّرّاد عن طاوس، عن ابن عباس ؟ فقال: بلى [رواه] (1) غندر و ابن أبي عدي فقلت: من عنهما؟ فقال: حدّثناه عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، عن أبيه عنهما، فاتهمته إذ ذاك، ثم قال أبو علي: ما حدث به غير عثمان بن عمر (2).

و زادني فيه أبو نصر بن القشيري في كتابه قال: أنا أبو بكر البيهقي، أنا الحاكم أبو عبد اللّه قال: قلت لأبي علي و سقط الحافظ بمثل هذا في المذاكرة، فقال: أي و اللّه هذا مما يسقط به أجلّ رجل من أهل العلم، هذا أو نحوه.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، أنا أبو نعيم الحافظ (3) قال: توفي سليمان بن أحمد بن أيوب، أبو القاسم الطّبراني لليلتين بقيتا من ذي القعدة من سنة ستين و ثلاثمائة، رحمه اللّه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع قال: سمعت عمر بن أحمد الفقيه يقول: سمعت محمّد بن أحمد بن عبد الرّحمن يقول: توفي أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب رحمه اللّه يوم السبت لليلتين بقيتا من ذي القعدة من سنة ستين و ثلاثمائة، و دفن من غده و هو يوم الأحد آخر يوم من ذي القعدة بجنب قبر حممة الصحابي رحمة اللّه عليه بالمدينة (4)،و هو ابن مائة (5) سنة كملا و سمعته يقول: ولدت سنة ستين و مائتين.

2644 - سليمان بن أحمد بن محمّد بن سليمان بن حبيب

أبو محمّد الجرشي (6)

من أهل دمشق، سكن واسط .

روى عن الوليد بن مسلم، و محمّد بن شعيب، و مروان الفزاري، و الوزير بن

ص: 170


1- زيادة عن سير الأعلام.
2- نقله الذهبي في سير الأعلام 126/16 من طريق أبي عبد اللّه الحافظ ، و عقب بقوله: هذا تعنّت على حافظ حجة.
3- انظر أخبار أصبهان 335/1.
4- كذا، و في معجم البلدان و تذكرة الحفاظ و سير الأعلام مات بأصبهان.
5- في سير الأعلام و تذكرة الحفاظ : زيد فيهما: و عشرة أشهر.
6- أخباره في الأنساب (الجرشي) و تاريخ بغداد 49/9 و الجرشي ضبطت عن الأنساب و التبصير 317/1 و هذه النسبة إلى بني جرش، بطن من حمير. و في م: الحرشي بالحاء المهملة.

صبيح، و عبد الخالق بن يزيد (1) بن واقد، و عتبة بن حمّاد، و عمر بن عبد الواحد، و أبي مسهر الغسّاني، و الوليد بن عبد الوهاب الثقفي، و أبي هشام عبد الرحيم بن هارون الغسّاني الواسطي.

روى عنه عبدان الأهوازي، و أبو مسلم عقيل بن مسلم الأسدي السمرقندي، و محمّد بن رافع القشيري، و أبو حمزة الأنصاري البصري، نزيل بغداد، و علي بن عبد العزيز البغوي، و أبو سليمان محمّد بن منصور البلخي، و أحمد بن إسحاق الورّاق، و أحمد بن الحسين بن مبارك القصري، و أبو مسلم إبراهيم بن عبد اللّه الكجّي، و أسلم بن سهل الواسطي، و أبو جعفر محمّد بن علي البغدادي الورّاق المعروف بحمدان، و حنبل بن إسحاق بن حنبل، و إبراهيم بن سعدان بن حمزة الشّيباني، و يعقوب بن شيبة بن الصّلت، و الحسين بن إسحاق القشيري (2).

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر (3)،و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنا أبو عثمان البحيري،- زاد زاهر: و أبو سعد الجنزرودي قالا:- أنا أبو عمرو الحيري، نا عبدان الأهوازي، نا سليمان بن أحمد الواسطي، نا عمر بن عبد الواحد الدمشقي، عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر (4)،حدّثني - و قال أبو سعد: سمعت - سعيد بن أبي سعيد المقبري و نحن ببيروت عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«الولد للفراش» زاد البحيري:«و للعاهر الحجر»[4903].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (5) قال: سمعت ابن حمّاد يقول: قال البخاري:

و أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد3.

ص: 171


1- في م: زيد.
2- في م: التستري.
3- في م: عمرو.
4- أبو عتبة الأزدي الدمشقي الفقيه، ترجمته في سير الأعلام 176/7.
5- الكامل في الضعفاء لابن عدي292/3.

-زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (1) قال: سليمان بن أحمد أبو محمّد، عن الوليد بن مسلم فيه نظر.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو محمّد سليمان بن أحمد الواسطي، سمع الوليد بن مسلم.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن: أخبرني أبي قال: أبو محمّد سليمان بن أحمد، عن الوليد بن مسلم، ليس بثقة.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو أحمد الحاكم، قال: أبو محمّد سليمان بن أحمد الواسطي، سمع الوليد بن مسلم، ليس بالمتين عندهم.

روى عنه علي بن عبد العزيز بن يحيى أبو الحسن المكي، كناه لنا محمّد بن سليمان، نا (2) محمّد قال: و قال: فيه نظر.

قال لنا أبو الحسن بن سعيد، و أبو النجم الشّيحي، قال لنا أبو بكر الخطيب (3):

سليمان بن أحمد بن محمّد بن سليمان بن حبيب، أبو محمّد الجرشي (4) الشامي نزيل واسط ، حدث عن الوليد بن مسلم، و محمّد بن شعيب بن شابور، و مروان بن معاوية، و كان فقيها (5) حافظا قدم بغداد فكتب عنه بها أحمد بن حنبل، و يحيى بن معين، و أحمد بن ملاعب، و حنبل بن إسحاق.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر علي بن هبة اللّه (6) قال: أما الجرشي بضم الجيم و فتح الراء و كسر الشين المعجمة، فذكرهم قال: و سليمان بن أحمد الجرشي.6.

ص: 172


1- التاريخ الكبير للبخاري 3/4.
2- كذا بالأصل و م، و لعله: أبا محمّد.
3- تاريخ بغداد 49/9.
4- بالأصل هنا الحرشي، خطأ و الصواب ما أثبت عن م و تاريخ بغداد.
5- في تاريخ بغداد: فهما.
6- الاكمال لابن ماكولا 234/2 و 236.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي، حدّثني سليمان بن أحمد قال: و قال لي أحمد بن حنبل: سألت عنه بالشام فوجدته معروفا يحمدونه.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (1) قال: سألت عبدان و قد حدّثنا عن سليمان بن أحمد الواسطي هذا بالعجائب، فقال: كان عندهم ثقة.

قال: و سألت عبدان عن حديث الوليد بن مسلم، عن زهير بن محمّد، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قرأ على أصحابه سورة الرّحمن فقال: حدّثناه هشام بن عمّار، و سليمان بن أحمد.

قال ابن عدي (2):و هذا الحديث قد بينت في ذكر زهير بن محمّد أنه حديث هشام بن عمّار، و سمعه منه يحيى بن معين، و بيّنت أن جماعة ضعفاء سرقوا من هشام هذا الحديث فحدثوا به عن الوليد، و لم يحدث بهذا عن الوليد ثقة غير هشام بن عمّار، و سليمان بن أحمد، هذا إذا حدث به عن الوليد فهو مثل الضعفاء الذين سمّيتهم في ذكر زهير بن محمّد، و هو كواحد منهم.

سمعت عبدان يقول: كتبنا عن سليمان بن أحمد، عن الوليد، عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، عن أسامة بن زيد، عن أبيه، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم:

«بشر المشّائين في الظلم إلى المساجد»[4904].

قال ابن عدي (3):و لم يبلغني هذا الحديث بهذا الإسناد إلاّ عن سليمان هذا، لم أسمع أحدا يذكره بهذا الإسناد غير عبدان، عن سليمان، و بهذا الإسناد إنما هو: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم نضح فرجه[4905].

و لسليمان أحاديث أفراد غرائب يحدث بها عنه علي بن عبد العزيز و غيره، و هو3.

ص: 173


1- الكامل لابن عدي 292/3.
2- المصدر السابق نفسه.
3- المصدر السابق نفسه 293/3.

عندي ممن يسرق الحديث، و يشتبه عليه.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة - قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (1)،قال: سليمان بن أحمد الدمشقي الجرشي نزيل واسط .

روى عن (2) الوليد بن مسلم، و محمّد بن شعيب بن شابور (3)،و مروان الفزاري.

كتب عنه أبي [قديما] (4) و قال: كتبت عنه [قديما] (5) و كان حلوا، و قدم بغداد فكتب عنه أحمد بن حنبل، و يحيى بن معين قديما و تغيّر بأخرة، فلما كان في رحلتي الثانية قدمت واسط فسألت عنه فقيل لي: قد أخذ في الشرب و المعازف و الملاهي فلم أكتب عنه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو يعلى حمزة بن علي بن الحبوبي، قالا: أنا أبو الفرج الأسفرايني، أنا علي بن منير، أنا الحسن بن رشيق، أنا أبو عبد الرّحمن النسائي قال: سليمان بن أحمد أبو محمّد ضعيف، يروي عن الوليد بن مسلم.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (6)،أنا علي بن محمّد بن الحسن المالكي، أنا عبد اللّه بن عثمان الصفار، أنا محمّد بن عمران بن موسى الصيرفي، نا عبد اللّه بن علي بن المديني قال: قلت لأبي:

حديث رواه الوليد عن الأوزاعي، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن معيقيب أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«اهتز العرش لموت سعد» فقال: هذا الحديث كذب موضوع. رواه سليمان بن أحمد الواسطي، و عمرو بن مالك[4906].

قال الخطيب (7):و أنبأني أحمد بن محمّد بن عبد اللّه الكاتب، نا أبو مسلم بن0.

ص: 174


1- الجرح و التعديل 101/4.
2- بالأصل: عنه، خطأ.
3- بالأصل: سابور، خطأ، و الصواب بالشين المعجمة.
4- الزيادة عن الجرح و التعديل.
5- الزيادة عن الجرح و التعديل.
6- تاريخ بغداد 49/9.
7- تاريخ بغداد 49/9-50.

مهران قال: قرأت على محمّد بن طالب بن علي، قال: قال أبو علي صالح بن محمّد البغدادي: سليمان بن أحمد الواسطي كذاب.

أخبرنا أبو النجم الشّيحي، أنا أبو بكر الخطيب (1)،أخبرني محمّد بن علي المقرئ، أنا أبو مسلم بن مهران، أنا عبد المؤمن بن خلف النّسفي، قال: سألت أبا علي صالح بن محمّد، عن سليمان بن أحمد فقال: يتهم في الحديث.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (2)،حدّثني أحمد بن محمّد المستملي، أنا محمّد بن جعفر الشروطي، أنا أبو الفتح محمّد بن الحسين الحافظ ، قال: سليمان بن أحمد أبو محمّد الواسطي متروك الحديث.

2645 - سليمان بن أحمد بن محمّد بن أبي عنقود

أبو محمّد

سمع الكثير من تمام بن محمّد، و حدث بشيء يسير.

سمع منه بركات بن هبة اللّه العامي (3)،و عبد اللّه بن مظفّر الظّنّي (4) والد شيخنا تمام، و غيرهما سنة سبع و أربعين و أربعمائة، فمما حدث به عن تمام و سمعه منه المذكور أن ما أخبرناه أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، نا عبد العزيز بن أحمد الصوفي، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو زرعة، و أبو بكر محمّد، و أحمد ابنا أبي دجانة، قالا: أنا إبراهيم بن دحيم، نا هشام بن عمّار، نا يحيى بن حمزة، نا ثور بن يزيد: أنه سمع جريج يحدث عن أبي الزبير المكي مولى حكيم بن حرام عن جابر بن عبد اللّه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«من باع ثمرا فأصابته جائحة فلا يأخذ من أخيه شيئا. على ما يأكل أحدكم من مال أخيه»[4907].

ص: 175


1- المصدر السابق نفسه/الجزء و الصفحة.
2- المصدر السابق 50/9.
3- كذا.
4- بفتح الظاء المعجمة و في آخرها النون المشددة، هذه النسبة إلى ظنّة و هي قبيلة (الأنساب و اللباب).

بلغني أن سليمان بن أبي عنقود توفي و دفن يوم الأحد لعشر خلون من شهر رمضان سنة سبع و أربعين و أربعمائة.

2646 - سليمان بن أحمد بن يحيى بن سليمان

أبو أيوب الملطي الحافظ (1)

حدّث عن أحمد بن أحمد (2) بن القاسم بن مساور الجوهري، و محمّد بن إسحاق الحافظ ، و محمّد بن الربيع العامري، و القاسم بن محمّد الدلاّل، و الحسين (3) بن علي بن مصعب النّخعي الكوفي، و الحسن بن علي بن شبيب المعمري، و أبي قضاعة ربيعة بن محمّد الطائي و غيرهم.

روى عنه السيد أبو الحسن محمّد بن علي بن الحسين العلوي الهمذاني (4)،و أبو الفضل نصر بن محمّد بن أحمد الطوسي، و أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن المقرئ، و قدم دمشق، و حدث بها، و روى عنه ممن سمع منه بها أبو الحسين محمّد بن عبد اللّه الرازي، و ابنه أبو القاسم تمام بن محمّد.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء بن أبي منصور، أنا منصور بن علي بن الحسين، و أبو طاهر أحمد بن محمود، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو أيوب سليمان بن أحمد بن يحيى بن سليمان بن أبي صلاية (5) الملطي، نا موسى بن زكريا التّستري، نا يحيى بن العلاء، عن عبد اللّه بن دينار، عن ابن عمر: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم نهى عن بيع الولاء و عن هبته[4908].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا السيد (6) أبو

ص: 176


1- أخباره في الواقدي الأنساب (الملطي)، و معجم البلدان (ملطية) و ميزان الاعتدال 195/2. و لم تذكر كنيته في م. و الملطي بفتح الميم و اللام نسبة إلى ملطية و هي من ثغور الروم مما يلي أذربيجان (الأنساب)، و في معجم البلدان: بلدة من بلاد الروم تتاخم الشام و هي للمسلمين.
2- كذا بالأصل مكررة، و لم تذكر إلاّ مرة واحدة في م.
3- في معجم البلدان: أحمد بن القاسم بن علي بن مصعب النخعي الكوفي.
4- بالأصل الهمداني، بالدال المهملة، و المثبت عن معجم البلدان بالذال المعجمة.
5- في معجم البلدان و الأنساب: ابن أبي صلابة، بالباء الموحدة.
6- بالأصل: أسيد، خطأ و الصواب عن م. و قد مرّ قريبا. ترجمته في سير الأعلام 77/17.

الحسن محمّد بن علي بن الحسين الحسني، نا سليمان بن أحمد بن يحيى الحافظ ، نا أحمد بن مساور الجوهري، نا محمّد بن عمران، حدثتني حوراء بنت موسى بن عقبة، قالت: حدّثني أبي عن عبيد بن سلمان، عن أبيه، عن أبي أيوب قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«ما من عبد يعبد اللّه لا يشرك به شيئا، و يقيم الصلاة، و يؤتي الزكاة، و يصوم رمضان، و يجتنب الكبائر إلاّ دخل الجنة» قالوا: و ما الكبائر؟ قال:«الإشراك باللّه، و قتل النفس، و الفرار من الزحف»[4909].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو القاسم الشّحّامي، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو الفضل نصر بن محمّد بن أحمد بن يعقوب الطوسي العطار (1)،أنا أبو أيوب سليمان بن أحمد الملطي، نا محمّد بن حفص المكي، نا أبو حاتم الرازي، نا سلام بن سليمان، نا أبو عمرو بن العلاء، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«ما بين قبري و منبري روضة من رياض الجنة»[4910].

أنبأنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن محمّد، و عبد اللّه بن محمّد بن إسماعيل بن الغزال (2)،قالا: أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن صصري بدمشق، أنا تمام بن محمّد، أخبرني سليمان بن أحمد بن يحيى، نا أبو نصر ليث بن محمّد بن ليث بن عبد الرّحمن المروزي - بخانقين، قدم حاجا - نا محمّد بن علي بن مهدي الآملي، نا نصر بن العلاء المروزي، نا النّضر بن شميل، عن بهز (3) بن حكيم، عن أبيه عن جده قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«الاستغفار في الصحيفة»- يعني: يتلألأ نورا-» [4911].

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا منصور بن أحمد، أنا أبو بكر بن المقرئ، قال: سمعت سليمان يقول: سمعت الحضرمي يقول: سمعت محمّد بن عبد اللّه بن نمير يقول: معكم قلم فضل، قلنا: نعم، قال: أنتم مياسير.6.

ص: 177


1- ترجمته في سير الأعلام 6/17.
2- إعجامها مضطرب بالأصل، تقرأ:«العزال»، و تقرأ:«الغرال» و الصواب ما أثبت عن م.
3- بالأصل: بقر، خطأ و الصواب ما أثبت عن م. ترجمته في سير الأعلام 253/6.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم و غيرهما، عن أبي الحسن رشأ بن نظيف، أنا أبو محمّد الحسن بن إسماعيل الضّرّاب، نا عبد الواحد بن بكر الورثاني أبو الفرج، نا محمّد بن عبد اللّه الرازي، حدّثني سليمان بن أحمد بدمشق، نا الحسين بن علي بن مصعب النّخعي، قال: قال لي ذو النون المصري: لقيت بعض السوّاح فقلت: من أين أقبلت ؟ فأنشأ يقول:

من عند من علق الفؤاد بحبه *** فشكا إليه بخاطر مشتاق

يبغي إليه من الوصال تقرّبا *** فيه الشفاء لوامق توّاق

2647 - سليمان بن أحمد

أبو الحسن البزّاز

كتب عنه رشأ بن نظيف.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم العلوي، و أبو الوحش و غيرهما عنه قال: أنشدني أبو الحسن سليمان بن أحمد البزاز:

نمسي و نصبح ليس همّتنا *** إلاّ نمو المال و الولد

و نعدّ أيّاما نعدّ لها *** و لعلّها ليست من العدد

2648 - سليمان بن الأحنف

وفد على الوليد بن عبد الملك.

ذكر أبو محمّد عبد اللّه بن سعيد القطربلي فيما قرأته بخطه قال:

روي أن أعرابيا قدم بخيل إلى الوليد بن عبد الملك، و قد تقدم الوليد في الإضمار قبله فقال: يا أمير المؤمنين أريد أن أرسل خيلي مع خيلك، فقال الوليد: يا سليمان كيف تراها؟ فقال: حجازيّة لو ضمّها مضمارك ذهبت، فقال للأعرابي: ما اسمك ؟ قال:

سليمان بن الأحنف، قال: إنك لمنقوص الاسم، أعوج (1) الأب، قال: فأرسلت الخيل فسبق الأعرابي على فرس له، يقال لها: حومة (2)،فقال له الوليد: هبها لي، فقال: يا

ص: 178


1- في مختصر ابن منظور: لمبغوض الاسم، أعرج الأب.
2- كذا و في م «حزمة» و في مختصر ابن منظور 108/10 «حزمة» و سترد في آخر الخبر حزمة.

أمير المؤمنين إنها لقديمة الصحبة، و لها حق و لكني أحملك على مهرها، سبق الناس عام أول و هو رابض فضحكوا (1) منه، فقال: ما يضحككم ؟ سبقت حزمة (2) أمّه الناس عام أول و هو في بطنها له عشرة أشهر، فإن الفرس إذا أتت عليه عشرة أشهر و هو في بطن أمه ربض، و كذلك البعير إلاّ أنه يبرك.

2649 - سليمان بن أرقم

أبو معاذ البصري (3)

مولى قريظة، و يقال مولى النّضير (4).

حدّث عن محمّد بن سيرين، و الحسن البصري، و محمّد بن شهاب الزّهري، و يحيى بن أبي كثير، و عمر بن عبد العزيز، و صالح بن كيسان، و محمّد بن عبد الرّحمن بن نباتة.

روى عنه الزهري، و هو أكبر منه، و الثوري، و أبو الحسن علي بن حمزة الكوفي المقرئ المعروف بالكسائي، و محمّد بن سلمة الحرّاني، و العباس بن الفضل الأنصاري، و إسماعيل بن عياش، و بقية، و عامر بن سيار، و أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجّاج، و علي بن عياش، و أبو داود الطيالسي، و أسد بن موسى، و زيد بن حباب، و المسيّب بن شريك، و القاسم بن يزيد الجرمي، و أبو إبراهيم محمّد بن القاسم الأسدي، و يحيى بن الرّيان و غيرهم.

أخبرنا أبو الوفاء عمر بن الفضل بن أحمد بن عبد اللّه بن المميز، أنا إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم، نا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد بن بطحاء المحتسب، نا محمّد بن إسماعيل بن يوسف السلمي، نا أيوب بن سليمان بن بلال، عن محمّد بن أبي عتيق، و موسى، عن ابن شهاب، عن سليمان بن أرقم (5) أن يحيى بن أبي كثير الذي يسكن

ص: 179


1- بالأصل: فضحوا، و الصواب ما أثبت عن م.
2- تقدمت قريبا «حومة» و في م هنا أيضا: حزمة.
3- ترجمته في تهذيب التهذيب 389/2 ميزان الاعتدال 196/2 و تاريخ بغداد 13/9 و الكامل لابن عدي 250/3.
4- في تهذيب التهذيب: مولى الأنصار، و قيل مولى قريش، و قيل مولى قريظة أو النضير.
5- بالأصل: رافع خطأ و الصواب ما أثبت عن م، و هو صاحب الترجمة و انظر الكامل لابن عدي 252/3.

اليمامة، حدثه أنه سمع أبا سلمة بن عبد الرّحمن يخبر عن عائشة ابنة أبي بكر أنها قالت:

إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«لا نذر في معصية اللّه، و كفارتها كفارة يمين»[4912].

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، أنا الحسين بن علي بن محمّد بن أبي الوضاح.

و أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد قالا: أنا تمام بن محمّد، أنا أبو الطّيّب محمّد بن حميد بن محمّد، نا أبو إسماعيل التّرمذي.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أحمد بن الحسين بن علي، أنا عبد الخالق بن علي بن عبد الخالق المؤذن، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن خنب، أنا محمّد بن إسماعيل الترمذي، نا أيوب بن سليمان بن بلال، حدّثني أبو بكر بن أبي أويس، حدّثني سليمان بن بلال، فذكره.

رواه أبو عيسى محمّد بن عيسى الترمذي في جامعه، و أبو عبد الرّحمن أحمد بن شعيب النّسائي في سننه، عن أبي إسماعيل محمّد بن إسماعيل الترمذي.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد الله بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (1)،نا عبد اللّه بن عثمان في كتاب يونس الأصل، نا عبد اللّه، أنا يونس، عن الزهري، قال: و بلغني عن أبي سلمة، عن عائشة قالت: لا نذر في معصيته (2) و كفارته كفارة يمين.

قال: و نا يعقوب (3)،نا أبو محمّد الأموي، عن عنبسة بن خالد (4)،أنا يونس، عن ابن شهاب قال: حدث أبو سلمة بن عبد الرّحمن أن عائشة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم قالت: لا نذر في معصية و كفارته كفارة يمين.

قال يعقوب (5):و أعطاني ابن أبي أويس كتابا فكتبت منه حدّثني أخي، عن3.

ص: 180


1- الخبر في كتاب المعرفة و التاريخ 3/3.
2- في المعرفة و التاريخ: في معصية اللّه عزّ و جل.
3- المصدر السابق 4/3.
4- هو عنبسة بن خالد بن أبي النجاد الأموي مولاهم الأيلي، ترجمته في تهذيب التهذيب ط الهند 154/8.
5- المصدر السابق 4/3.

سليمان بن بلال، عن محمّد بن أبي عتيق، و موسى بن عقبة، عن سليمان بن أرقم، عن يحيى بن أبي كثير - الذي يسكن اليمامة - حدّثه أنه سمع أبا سلمة يخبر عن عائشة بنت أبي بكر أنها قالت: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«لا نذر في معصية اللّه، و كفارتها كفارة يمين» فلم يقض في سماعه من ابن أبي أويس، فقال لي: هذا سماعي من أخي أبي بكر فاحمله عني، و اروه عني.

قال يعقوب: فذكرت هذا الحديث لأحمد بن صالح، و قلت له: بلغني أن ابن سليمان بن بلال روى عن أبي بكر (1) بن أبي أويس، عن سليمان، عن موسى بن عقبة، و محمّد بن أبي عتيق عن الزّهري، عن سليمان بن أرقم، قال أحمد: إنما قيل له ينبغي أن يكون عن الزهري فحمله عن الزّهري، و إلاّ فليس في أصل كتاب أبي بكر: الزهري، و لكنّا نظنّ أن أبا بكر أسقط الزّهري.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد المزكّي، أنا عبد العزيز بن أبي طاهر الصوفي، أنا عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم، أنا عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عمر، نا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو، قال: فذاكرت أحمد بن صالح مقدمه من دمشق سنة تسع عشرة و مائتين بحديث الزّهري، عن أبي سلمة، عن عائشة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم:«لا نذر في معصية اللّه» قال أبو زرعة: فأخبرني أحمد، نا عنبسة، عن يونس، عن الزّهري قال:

حدث أبو سلمة قال أبو زرعة: فحدّثني علي بن الحارث قال: سمعت يحيى بن معين يقول: حدّثني أحمد بن شبّويه قال: كتبت بمصر من حديث ابن وهب، عن يونس، عن الزّهري، عن أبي سلمة، عن عائشة أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«لا نذر في معصية» قال: فأعجبني هذا الحديث، قال أحمد بن شبّويه فذكرته لأحمد بن صالح، و قلت: أصل من أصول الدين، فلم يقع منه، قال أبو زرعة: قلت:

أنا و لما رأيت أحمد بن صالح عند ذكري له هذا الحديث بدمشق، ذكر عن عنبسة، عن يونس، عن ابن شهاب قال: حدث أبو سلمة، عن عائشة علمت أنه لا أصل للحديث عن أبي سلمة إذ فيه هذه العلة، قال: و رأيت أحمد بن صالح عند ذكر هذا الحديث يعتدّ بحديث مالك بن أنس، عن طلحة بن عبد الملك الأيلي، عن القاسم، عن عائشة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم:6.

ص: 181


1- اسمه عبد الحميد بن عبد اللّه بن أويس، ترجمته في تهذيب التهذيب ط الهند 118/6.

«من نذر أن يعصي (1) اللّه فلا يعصه» قال أبو زرعة قال علي: قال يحيى بن معين في حديثه: قال أحمد بن شبّويه: فقدمت المدينة فحدّثني أيوب بن سليمان بن بلال، عن أبي بكر بن أبي أويس، عن سليمان بن بلال، عن ابن أبي عتيق، عن ابن شهاب، عن سليمان بن أرقم (2)،عن يحيى بن أبي كثير الذي كان يسكن اليمامة، عن أبي سلمة، عن عائشة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم:«من نذر أن يعصي اللّه فلا يعصه» قال أبو زرعة: فإذا الحديث قد بطل.

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين بن محمّد الأموي (3)،أخبرني أحمد بن عبيد اللّه بن عمّار، و أحمد بن عبد العزيز الجوهري، قالا: أنا عمر بن شبّة، نا عبد اللّه بن سلم (4) قال: زعم لنا سليمان بن أرقم قال:

كتب الحسن البصري إلى عمر بن عبد العزيز، و قد كان يكاتبه، فلما استخلف كتب إليه: من الحسن البصري إلى عمر بن عبد العزيز، فقيل له: إن الرجل قد ولي و تغيّر، فقال: لو علمت أن غير ذلك أحبّ إليه لا تبعت محبته. ثم كتب: من الحسن بن أبي الحسن إلى عمر بن عبد العزيز، أما بعد فكأنك بالدنيا لم تكن، و كأنك بالآخرة لم تزل.

قال: فمضيت بالكتاب إليه فلما قدمت عليه فإني لعنده أتوقع الجواب إذ خرج يوما غير يوم جمعة حتى صعد المنبر، فاجتمع الناس فلما كثروا قام فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال: أيها الناس إنكم في أسلاب الماضين، و سيرثكم (5) الباقون حتى نصير إلى خير الوارثين، كل يوم تجهزون غازيا (6) إلى اللّه، و رائحا قد حضر أجله، و طوي عمله، و عاين الحساب، و خلع الأسلاب، و سكن التراب، ثم يدعونه غير موسد و لا (7) ممهّد، ثم وضع يده على وجهه فبكى مليا، ثم رفعهما فقال: يا أيها الناس و من وصل إلينا منكمم.

ص: 182


1- بالأصل: يعص و المثبت عن م.
2- أرقم كما في م، و بالأصل: رافع خطأ، و هو صاحب الترجمة.
3- الخبر في الأغاني 266/9 في أخبار عمر بن عبد العزيز.
4- في الأغاني: مسلم.
5- بالأصل: سيرتكم، و المثبت عن الأغاني.
6- في الأغاني: غاديا.
7- بالأصل:«لا» و المثبت مع الواو عن م.

لحاجته لم نأله خيرا، و من عجز فو اللّه لوددت أنه و آل عمر في العجز سواء. قال: ثم نزل، فأرسل إليّ فدخلت إليه، فكتب: بسم اللّه الرّحمن الرحيم، أما بعد، فكأنك [لست] (1)بأول من كتب عليه الموت قد مات. و السلام.

أنبأنا أبو الغنائم الحافظ ، ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أبو الفضل الباقلاني، و أبو الحسين الصيرفي، و أبو الغنائم، و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل:

و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو عبد اللّه البخاري (2)،قال: سليمان بن أرقم مولى قريظة، أو (3) النضير (4) البصري، عن الحسن، و الزهري تركوه، كنيته أبو معاذ، كناه ابن أبي أويس (5).كذا في هذه الرواية أبو النضر، و الصواب أو (6) النّضير.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت.

ح و حدّثني أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن خسرو، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين بن هريسة، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن غالب، أنا أبو يعلى حمزة بن محمّد بن علي، نا أبو الحسين محمّد بن إبراهيم بن شعيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو القاسم السهمي، أنا أبو أحمد بن عدي (7)،نا الجنيدي، قالا: نا البخاري قال: سليمان بن أرقم مولى قريظة أو النّضير، عن الحسن، و الزهري تركوه زاد ابن شعيب: أبو معاذ.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو معاذ سليمان بن4.

ص: 183


1- في الأغاني:«فإنك لست بأول» و الزيادة عن الأغاني.
2- التاريخ الكبير 2/4.
3- بالأصل:«أبو» و الصواب عن البخاري.
4- عن البخاري و بالأصل: النضر.
5- في البخاري: ابن أبي إدريس.
6- بالأصل و م:«أبو» خطأ، و قد حاول المصنّف تصويب الخطأ في الرواية، فوقع في الخطأ، أو سبق قلم من الناسخ، و الصواب: أو النضير، و قد صححنا العبارة في مكانها.
7- الخبر في الكامل لابن عدي 250/3 نقلا عن البخاري، و هو في التاريخ الكبير 2/4.

أرقم، عن الحسن و الزهري منكر الحديث.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني أبو موسى بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو معاذ سليمان بن أرقم، عن الحسن و الزّهري متروك.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، و أبو يعلى حمزة بن علي، قالا: أنا سهل بن بشر، أنا علي بن منير بن أحمد، أنا الحسن بن رشيق، نا أبو عبد الرّحمن النّسائي، قال: سليمان بن أرقم أبو معاذ متروك الحديث.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو معاذ سليمان بن أرقم مولى قريظة، أو النّضير يروي عن الحسن بن أبي الحسن، و أبي نصر يحيى بن أبي كثير الطائي متروك الحديث.

روى عنه محمّد بن مسلم الزهري، و سفيان الثوري.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، و أبو النجم بدر الشيحي، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):سليمان بن أرقم أبو معاذ البصري مولى قريظة، أو النّضير. قدم بغداد، و حدث بها عن الحسن البصري، و ابن شهاب الزّهري، و يحيى بن أبي كثير.

روى عنه علي بن حمزة الكسائي، و منصور بن أبي مزاحم، و محمّد بن بكّار [بن] (2) الرّيّان و غيرهم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمّد بن المظفر بن بكران، أنا أحمد بن محمّد بن أحمد، أنا يوسف بن أحمد بن يوسف، نا محمّد بن عمرو بن موسى بن محمّد العقيلي (3)،نا محمّد بن إسماعيل - يعني الصائغ - نا الحسن بن علي، نا يزيد بن هارون (4)،أنا شيخ من قريش، عن الزّهري، عن عروة، عن عائشة قالت:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«اطلبوا الخير عند حسان الوجوه، و تسمّوا بخياركم، و إذا أتاكم كريم قومف.

ص: 184


1- تاريخ بغداد 13/9.
2- الزيادة عن م و تاريخ بغداد.
3- الخبر في الضعفاء الكبير للعقيلي 121/2.
4- في الضعفاء الكبير:«هرمز» تحريف.

فأكرموه» قال الحسن: فقيل ليزيد من هذا الشيخ ؟ أو سمّه ؟ فقال: لاٰ تَسْئَلُوا عَنْ أَشْيٰاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ (1) قال الصائغ: هو سليمان بن أرقم[4913].

قال العقيلي: سليمان بن أرقم أبو معاذ: مولى قريظة أو النّضير و يقال: مولى قريش، مدني (2).

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل الفارسي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، أنا الربيع بن سليمان، أنا الشافعي، أنا الثقة، عن ابن أبي ذئب، عن ابن شهاب: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أمر رجلا ضحك في الصلاة أن يعيد الوضوء و الصلاة[4914].

قال الشافعي: فلم يقبل هذا لأنه مرسل، ثم أخبرنا الثقة، عن معمر، عن ابن شهاب، عن سليمان بن أرقم، عن الحسن، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم بهذا الحديث.

قال الشافعي: و ابن شهاب عندنا إمام في الحديث و التحبير، و ثقة الرجال إنما سمي بعض أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم ثم خيار التابعين و لم يعلم محدثا سمي أفضل و لا أشهر ممن يحدث عنه ابن شهاب، قال: فأنّي تراه ؟ أي في قبوله عن سليمان بن أرقم. قلت:

رآه رجلا من أهل المروة و العقل فقيل عنه، و أحسن الظن به فسكت عن اسمه إما لأنه أصغر منه و إما لغير ذلك، و سأله معمر عن حديثه عنه فأسنده له، فلما أمكن في ابن شهاب أن يروي عن سليمان بن أرقم مع ما وصفت به ابن شهاب لم يؤمن مثل هذا على غيره.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (3) قال: كتب إليّ محمّد بن الحسن اليزني (4)،نا عمرو بن علي قال: و كان سفيان الثوري يحدث عن أبي معاذ عن الحسن و هو سليمان بن أرقم، و قال محمّد بن عبد اللّه الأنصاري: كنا و نحن شباب ننهى عن مجالسته فذكر منه أمرا عظيما.ي.

ص: 185


1- سورة المائدة، الآية:101.
2- هذه اللفظة سقطت من الضعفاء الكبير.
3- الكامل لابن عدي 250/3.
4- عند ابن عدي: البري.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر الشامي، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد بن يوسف بن الدخيل، نا أبو جعفر العقيلي (1)،نا محمّد بن عيسى، نا عمرو بن علي قال: كان سفيان الثوري يحدث عن أبي معاذ، عن الحسن و هو سليمان بن أرقم، قال محمّد بن عبد اللّه الأنصاري: كنا و نحن شباب ننهى عن مجالسته و ذكر منه أمرا عظيما.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن منجويه، أنا محمّد بن محمّد الحاكم (2) قال: سمعت أبا الحسين الفارسي يقول: سمعت أبا حفص - يعني عمرو بن علي - يقول: ما سمعت عبد الرّحمن بن مهدي يذكر هذا الشيخ.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو سعد الماليني.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف قالا: أنا أبو أحمد: أنا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا عبد اللّه بن أحمد، عن أبيه قال: سليمان بن أرقم ليس بشيء، لا يروى عنه الحديث.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (3).

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر الشامي، قالا: أنا أحمد بن أبي جعفر، نا يوسف بن أحمد الصّيدلاني، نا محمّد بن عمرو العقيلي (4)،نا عبد اللّه بن أحمد قال: سمعت أبي يقول: سليمان بن أرقم لا يسوى حديثه شيئا.

زاد الخطيب: لا يروى عنه الحديث.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر، نا أبو بكر بن أبي خيثمة قال: سمعت2.

ص: 186


1- الخبر في كتاب الضعفاء الكبير 121/2.
2- في م: أنا محمّد بن الحاكم محمد.
3- انظر تاريخ بغداد 14/9.
4- انظر الضعفاء الكبير للعقيلي 121/2-122.

أحمد بن حنبل يقول: أبو معاذ الذي يروي عنه الثوري عن الحسن اسمه سليمان بن أرقم، و ليس بشيء.

قال: و نا ابن أبي خيثمة قال: سمعت يحيى بن معين يقول: سليمان بن أرقم ليس حديثه بشيء.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: سليمان بن أرقم ليس بشيء.

قال: و أنا أبو الحسن بن السّقّا، نا محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد قال:

سمعت يحيى يقول: أبو معاذ هو سليمان بن أرقم، زاد غيره عن عباس: ليس بشيء.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد، نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (1)،أنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر، نا محمّد بن العباس، نا أحمد بن سعيد بن مرابا، نا عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: سليمان بن أرقم أبو معاذ ليس يسوى فلسا.

قال الخطيب (2):و أخبرني عبد اللّه بن يحيى السكري، أنا محمّد بن عبد اللّه الشافعي، أنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، نا ابن الغلاّبي، قال: قال أبو زكريا:

سليمان بن أرقم ليس بذاك.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي يعقوب، قال: قال يحيى بن معين: سليمان بن أرقم، و سليمان بن قرم جميعا ضعيفان، قال يعقوب: سليمان بن أرقم هو ضعيف الحديث جدا.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، و أبو الحسن بن سعيد، قالا: نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن محمّد الأشناني قال:

سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس قال: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: سألت4.

ص: 187


1- الخبر في تاريخ بغداد 14/9.
2- المصدر نفسه 13/9-14.

يحيى بن معين قلت: فسليمان بن أرقم ؟ قال: ليس بشيء.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر، أنا أبو الحسن بن العتيقي، أنا أبو يعقوب الصّيدلاني، نا أبو جعفر العقيلي، نا محمّد بن عبدوس بن كامل، نا محمّد بن بكّار، نا سليمان بن أرقم الأنصاري، و كان قدريا.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، نا و أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب (1)،أنا أبو الفضل (2)،أنا عثمان بن أحمد الدقاق، نا سهل بن أبي سهل الواسطي قال: قال أبو حفص عمرو بن علي، و سليمان بن أرقم ليس بثقة، و روى أحاديث منكرة، و كان يكنى بأبي معاذ قال محمّد بن عبد اللّه الأنصاري: كانوا (3) ينهونا و نحن شباب عنه، و ذكر منه أمرا عظيما.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم [أنا أبو القاسم] (4)،أنا أبو أحمد (5) قال: و قال عمرو بن علي سليمان بن أرقم ليس بثقة، روى أحاديث منكرة، يكنى أبا معاذ.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، أنا محمّد بن عبد اللّه بن خميرويه، نا الحسين بن إدريس، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عمّار قال سفيان، عن أبي معاذ قال ابن عمار هو سليمان بن أرقم، كان يكنيه و ليس بثقة.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، و أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب (6)،نا عبيد اللّه بن عمر الواعظ ، حدّثني أبي، نا محمّد بن الحسن، نا حسين بن إدريس، نا محمّد بن عمّار قال: سليمان بن أرقم ضعيف.

كذا ذكره الخطيب بهذا الإسناد عن ابن عمر، و أظنه وهم فيه، و دخل عليه عند النقل إسناد في إسناد، و تاريخ ابن عمّار عند الخطيب بهذا الإسناد، فاللّه أعلم.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد (7) قال: سمعت5.

ص: 188


1- تاريخ بغداد 14/9.
2- تاريخ بغداد: ابن الفضل.
3- بالأصل: كان، و المثبت عن تاريخ بغداد.
4- الزيادة لازمة منا للإيضاح، قياسا إلى أسانيد مماثلة.
5- الكامل لابن عدي 250/3.
6- الخبر في تاريخ بغداد 14/9.
7- الكامل لابن عدي 250/3 و 255.

ابن حمّاد يقول: قال السعدي: سليمان بن أرقم ساقط .

قال أبو أحمد: سليمان بن أرقم أبو معاذ الأنصاري بصري عامة ما يرويه لا يتابعه أحد عليه (1).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - قراءة - نا عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهاب الميداني، أنا أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد، أنا القاسم بن عيسى العصار قال:

سمعت إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني يقول: سليمان بن أرقم ساقط .

أخبرنا أبو الحسن العطار، نا و أبو النجم الشّيحي، أنا أبو بكر الخطيب (2)،أنا أحمد بن أبي جعفر، أنا محمّد بن عدي البصري - في كتابه - نا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري، قال: سألت أبا داود عن سليمان بن أرقم، فقال: متروك الحديث، فقلت لأحمد: روى سليمان بن أرقم عن الزّهري عن أنس في التلبية ؟ فقال: لا نبالي، روى أو لم يرو (3).

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز، أنا أبو نصر بن الجبّان - إجازة - أنا أحمد بن القاسم الميانجي، نا أحمد بن طاهر بن النجم، حدّثني سعيد بن عمرو البردعي، قال: قلت لأبي زرعة الرازي: سليمان بن معاذ هو سليمان بن أرقم ؟ قال:

نعم، قلت: كيف هو؟ قال: ضعيف الحديث.

قال: و أنا أحمد بن القاسم - إجازة - نا أحمد بن طاهر، حدّثني سعيد، عن أبي زرعة في أسامي الضعفاء و من تكلّم فيهم من المحدثين فذكرهم و فيهم سليمان بن أرقم.

أخبرنا أبو الحسن العطار، نا و أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب (4).

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، نا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان قال في باب من يرغب عن الرواية عنهم فذكر جماعة منهم: سليمان بن أرقم. (5)3.

ص: 189


1- في ابن عدي: لا يتابع عليه.
2- تاريخ بغداد 14/9.
3- بالأصل و م: يروي.
4- تاريخ بغداد 14/9 و المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 35/3.
5- تاريخ بغداد 14/9 و المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 35/3.

زاد ابن السمرقندي: قال يعقوب في موضع آخر (1):سليمان بن أرقم، أبو معاذ، بلغني عن يحيى قال: لا يسوى فلسا (2).

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة - قال: و أنا الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (3)،قال: سمعت أبي يقول: سليمان بن أرقم متروك الحديث، و سئل أبو زرعة عن سليمان بن أرقم فقال: بصري، ضعيف الحديث، ذاهب الحديث.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن، نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (4)،أنا الحسين بن علي الصّيمري، نا علي بن الحسن الرازي، أنا محمّد بن محمّد بن داود الكرخي، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش قال: سليمان بن أرقم متروك الحديث.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو النّضر محمّد بن محمّد بن يوسف الفقيه، قال: قال صالح بن محمّد جزرة (5):سليمان بن أرقم لم يسمع من أبي الزبير شيئا.

قال: و أنا أبو عبد اللّه، أخبرني أبو بكر محمّد بن جعفر قال: سئل أبو بكر محمّد بن إسحاق عن سليمان بن أرقم الذي يقال له سليمان بن (6) معاذ الضّبّي فقال: لا احتج بحديثه.

أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق بن بشرى، أنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن علي بن الدجاجي، و أبو تمام علي بن محمّد بن الحسن الواسطي، في كتابيهما عن أبي الحسن الدارقطني.

و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو بكر بن الحارث».

ص: 190


1- المعرفة و التاريخ 57/3.
2- بالأصل و م: فلس.
3- الجرح و التعديل 101/4.
4- تاريخ بغداد 14/9.
5- بالأصل و م: حزرة، خطأ و الصواب بالجيم، ترجمته في سير الأعلام 23/14.
6- كذا بالأصل و م، و لعله «أبو».

الفقيه، عن أبي الحسن علي بن عمر.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو ياسر محمّد بن عبد العزيز بن عبد اللّه، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن غالب - إجازة - قال: هذا ما وافقت عليه أبا الحسن الدارقطني من المتروكين: سليمان بن أرقم أبو معاذ، عن الزّهري، و ابن سيرين، و قيل سليمان بن داود عن الزهري حديث الصدقات أنه هو.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت أبا علي الحسين بن علي الحافظ يقول: سليمان بن أرقم متروك الحديث قال البيهقي: أبو معاذ سليمان بن أرقم متروك.

2650 - سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن عمرو بن عمران

2650 - سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن عمرو بن عمران (1)

- ممن قتل مع علي بن أبي طالب بصفّين (2)-

أبو داود الأزدي السّجستاني (3)

سمع بدمشق: سليمان بن عبد الرّحمن، و هشام بن عمّار، و صفوان بن صالح، و محمّد بن خالد البتلهي، و محمود بن خالد، و محمّد بن وزير، و هشام بن خالد الأزرق، و أبا النّضر إسحاق بن إبراهيم الفراديسي و جماعة سواهم، و بمصر أحمد بن صالح، و أحمد بن سعيد الهمداني، و أبا الطاهر بن السرح و غيرهم، و بالبصرة: أبا الوليد الطيالسي، و محمّد بن كثير العبدي، و أبا سلمة موسى بن إسماعيل التّبوذكي و جماعة سواهم، و بالكوفة: أبا بكر، و عثمان ابني أبي شيبة، و أبا سعيد الأشجّ ، و أبا كريب محمّد بن العلاء و غيرهم، و ببغداد أحمد بن حنبل، و أبا ثور إبراهيم بن خالد الكلبي، و محمّد بن أحمد بن أبي خلف، و بخراسان: قتيبة بن سعيد، و إسحاق بن راهوية، و إسحاق بن منصور الكوسج و غيرهم، كتب عنه أحمد بن حنبل.

و روى عنه أبو عيسى التّرمذي، و أبو عبد الرّحمن النّسائي، و أبو عوانة يعقوب بن

ص: 191


1- في تهذيب التهذيب: بن عمرو بن عامر، و يقال: عمران.
2- يعني عمران هو الذي قتل مع علي بن أبي طالب.
3- ترجمته في تهذيب التهذيب 389/2 و تاريخ بغداد 55/9 تذكرة الحفّاظ 591/2 الوافي بالوفيات 353/15 وفيات الأعيان 404/2 سير الأعلام 203/13 و بحاشيتها أسماء مصادر أخرى ترجمت له. اختلفوا في نسبه، انظر ما قيل فيه في مصادر ترجمته.

إسحاق، و علي بن عبد الصمد المعروف ب «علاّن» (1)،ما غمّه (2)،و ابنه أبو بكر عبد اللّه بن أبي داود، و أحمد بن محمّد بن هارون الخلاّل الحنبلي، و محمّد بن المنذر شكّر الهروي، و أبو حامد أحمد بن جعفر الأشعري الأصبهاني، و أبو سعيد بن الاعرابي، و أبو الحسن علي بن الحسن بن العبد، و محمّد بن مخلد الدوري، و إسماعيل بن محمّد الصفار، و أحمد بن سلمان النّجّاد، و أبو علي محمّد بن بكر بن عبد الرزاق بن داسة و غيرهم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمّد الخرقي، نا عبد اللّه بن أبي داود.

ح و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية.

و أخبرنا أبو غالب أيضا، أنا محمّد بن أحمد النّرسي، نا محمّد بن إسماعيل الورّاق، قالا: نا عبد اللّه بن سليمان، نا أبي، نا محمّد بن عمرو الرازي، نا عبد الرّحمن بن قيس، عن حمّاد بن سلمة عن أبي العشراء الدارمي، عن أبيه (3):

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - و في حديث ابن عبد الباقي: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم - سئل عن العتيرة (4)فحسنها - زاد ابن حيّوية قال عبد اللّه: قال أبي فذكرته لأحمد بن حنبل فاستحسنه و قال: هذا من حديث الاعراب و قال لي: اقعد فدخل فأخرج محبرة و قلما و ورقة، فقال: أمله عليّ ، فكتب عني، ثم شهدته يوما و جاءه أبو جعفر بن أبي سمينة فقال له أحمد: يا أبا جعفر عند أبي داود حديث غريب فاكتبه عني، فسألني فأمليته عليه.

أخبرناه أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: نا أبو بكر الخطيب (5)،أنا محمّد بن أحمد بن رزق، نا أبو العباس محمّد بن إبراهيم بن محمّدي.

ص: 192


1- بالأصل: فعلان، و الصواب ما أثبت. انظر ما يلي.
2- بالأصل رسمها و إعجامها مضطربان و صورتها:«باعمه» و الصواب ما أثبت عن م، انظر ترجمته في سير الأعلام 429/13.
3- انظر ترجمة والد أبي العشراء في أسد الغابة 44/5.
4- العتيرة: تكررت ذكرها في الحديث، و في النهاية لابن الأثير (عتر) نقل عن الخطابي قوله: العتيرة تفسيرها في الحديث أنها شاة تذبح في رجب، و هذا هو الذي يشبه معنى الحديث و يليق بحكم الدين. و أما العتيرة التي كانت تعترها الجاهلية فهي الذبيحة التي كانت تذبح للأصنام، فيصب دمها على رأسها.
5- الخبر في تاريخ بغداد 413/1 في ترجمة محمّد بن إبراهيم بن محمّد ابن الشيرجي.

المروزي يعرف بابن السيرجي (1) من لفظه و حفظه، نا أبو بكر بن أبي داود السّجستاني، حدّثني أبي قال: قلت لأبي عبد اللّه أحمد بن حنبل: تعرف لأبي العشراء (2) حديثا غير:

«لو طعنت في فخذها لأجزأ عنك ؟» قال: لا، فقلت: حدّثنا محمّد بن عمرو الرازي، نا عبد الرّحمن بن قيس، نا حمّاد بن سلمة، عن أبي العشراء الدارمي عن أبيه قال: ذكرت العتيرة لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فحسنها، فقال أحمد: ما أحسنه (3)،يشبه أن يكون صحيحا لأنه من كلام الأعراب، و قال لابنه: هات الدواة و الورقة، فكتبه عني.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو داود سليمان بن الأشعث.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق، أنا حمد بن عبد اللّه - إجازة - ح قال: و أنا الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم (4) قال سليمان بن الأشعث بن شداد بن عمرو بن عامر الأزدي أبو داود السجستاني روى عن عبد اللّه بن مسلمة القعنبي، و موسى بن إسماعيل التبوذكي، و محمّد بن كثير العبدي، و أحمد بن حنبل، و مسدّد بن مسرهد، رأيته ببغداد و جاء إلى أبي مسلما و هو ثقة.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو داود سليمان بن الأشعث السّجستاني سمع القعنبي، و محمّد بن كثير.

روى عنه أبو صاعد، و ابنه عبد اللّه أبو بكر، كناه لنا أبو الحسن بن عمير.

كتب إليّ أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم بن هوازن، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سلمان بن الأشعث أبو داود السجستاني، إمام أهل الحديث4.

ص: 193


1- في تاريخ بغداد: ابن الشيرجي.
2- كذا بالأصل و تاريخ بغداد هنا، و في تاريخ بغداد 57/9 في ترجمة أبي داود «أبي العشر» و في م: أبي العشر.
3- بالأصل و م: أحسبه، و المثبت عن تاريخ بغداد.
4- الجرح و التعديل 101/4.

في عصره بلا مدافعة سماعه بمصر و الحجاز و الشام و العراقين و خراسان، و قد كتب بخراسان قبل خروجه إلى العراق في بلد هراة و كتب ببغلان (1) عن قتيبة، و بالريّ عن إبراهيم بن موسى إلاّ أن أعلى إسناده موسى بن إسماعيل و القعنبي، و عبد اللّه بن رجاء، و مسلم بن إبراهيم، و بالشام أبو توبة الربيع بن نافع، و حيّوية بن شريح الحمصي، و قد كان كتب قديما بنيسابور ثم رحل بابنه أبي بكر بن أبي داود إلى خراسان (2).

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، و أبو النجم بدر بن عبد اللّه قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (3):سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شدّاد بن عمرو بن عمران، أبو داود الأزدي السجستاني أحد من رحل و طوف، و جمع و صنّف، و كتب عن العراقيين، و الخراسانيين، و الشاميين، و المصريين، و الجزريين، و سمع مسلم بن إبراهيم، و سليمان بن حرب، و أبا عمر الحوضي، و أبا الوليد الطيالسي، و موسى بن إسماعيل التبوذكي، و أبا معمر المقعد، و عبد اللّه بن مسلمة القعنبي، و مسدّدا، و شاذّ بن فياض، و يحيى بن معين، و أحمد بن حنبل، و قتيبة بن سعيد، و أحمد بن يونس، و عثمان بن أبي شيبة، و إبراهيم بن موسى الفراء، و عمرو بن عون، و أبا الجماهر التّنوخي، و هشام بن عمّار الدمشقي، و محمّد بن الصباح الدولابي، و الربيع بن نافع الحلبي، و يزيد بن موهب الرّملي، و أبا الطاهر بن السرح، و أحمد بن صالح المصريين، و أبا جعفر النّفيلي و خلقا كثيرا غيرهم.

روى عنه ابنه عبد اللّه، و أبو عبد الرّحمن النّسائي، و أحمد بن محمّد بن هارون الخلاّل، و علي بن الحسين بن العبد، و محمّد بن مخلد الدوري، و إسماعيل بن محمّد الصفار، و أحمد بن سلمان النّجّاد في آخرين.

و كان أبو داود قد سكن البصرة، و قدم بغداد غير مرة، و روى كتابه المصنف في السنن بها، و نقله عنه أهلها، و يقال إنه صنّفه قديما و عرضه على أحمد بن حنبل فاستجاده و استحسنه.6.

ص: 194


1- بلدة بنواحي بلخ (انظر معجم البلدان).
2- نقله الذهبي في سير الأعلام عن أبي عبد اللّه الحاكم 212/13-213.
3- تاريخ بغداد 55/9-56.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (1) قال في: باب بشير بفتح الباء و كسر الشين المعجمة، قال: و أبو داود السجستاني هو سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن عمرو بن عمران الأزدي، و قتل عمران مع علي بصفين، إمام مشهور.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (2)،أنا محمّد بن الحسن بن أحمد الأهوازي، أنا أبو علي (3) الحسين بن محمّد الشافعي - بالأهواز - أنا أبو عبيد محمّد بن علي بن عثمان الآجري، قال: سمعت سليمان بن الأشعث - أبا داود - يقول: ولدت سنة ثنتين و مائتين، و صلّيت على عفان ببغداد سنة عشرين، و سمعت من أبي عمر الضرير مجلسا واحدا، و دخلت البصرة و هم يقولون: أمس مات عثمان المؤذن، و تبعت عمر بن حفص بن غياث (4) إلى منزله، و لم أسمع منه شيئا، و رأيت خالد بن خداش، و لم أسمع منه شيئا، و سمعت من سعدويه مجلسا واحدا، و سمعت من عاصم بن علي مجلسا واحدا، قلت: سمعت من يوسف الصفار؟ قال: لا، قلت: سمعت من ابن الأصبهاني ؟ قال: لا، قلت: سمعت من عمرو بن حمّاد بن طلحة ؟ قال: لا، و لا سمعت من مخول بن إبراهيم. ثم قال: هؤلاء كانوا بعد العشرين، و الحديث رزق و لم أسمع منهم، و كان لا يحدث عن ابن الحمامي و لا عن سويد، و لا عن ابن كاسب، و لا عن ابن حميد، و لا عن سفيان بن وكيع، و لم يسمع من خلف بن موسى بن خلف، و لا من أبي همام الدلال، و لا من الرقاشي.

قال (5):و أنا العتيقي، أنا محمّد بن عبد اللّه الشّيباني، نا أبو عيسى الأزرق، قال:

سمعت أبا داود يقول: دخلت الكوفة سنة إحدى و عشرين، فلم أكتب عن مخول بن إبراهيم النهدي، و مضيت مع عمر بن حفص بن غياث إلى منزله فلم يقض السماع منه.

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت أبا سليمان حمد بن محمّد بن إبراهيم الخطابي الفقيه يقول:ه.

ص: 195


1- الاكمال لابن ماكولا 280/1 و 295.
2- تاريخ بغداد 56/9.
3- في تاريخ بغداد: أخبرنا علي بن الحسين بن محمّد الشافعي.
4- بالأصل:«عمات» و المثبت عن م، و انظر تاريخ بغداد.
5- المصدر السابق نفسه.

سمعت إسماعيل بن محمّد الصفار يقول: سمعت محمّد بن إسحاق الصغاني يقول:

ليّن لأبي داود السجستاني الحديث كما لين لداود الحديد (1).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن حبيب العامري، أنا القاضي أبو المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل بن أحمد الرّوياني، نا أبو نصر محمّد بن أحمد البلخي، أنا أبو سليمان حمد بن محمّد بن إبراهيم الخطّابي، أخبرني أبو عمر محمّد بن عبد الواحد الزاهد صاحب أبي العباس أحمد بن يحيى قال: قال إبراهيم الحربي: لما صنف أبو داود هذا الكتاب: ألين لأبي داود الحديث كما ألين لداود الحديد.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

سمعت محمّد بن العباس الضّبّي يقول: سمعت أبا إسحاق الفقيه يقول: سمعت موسى بن هارون يقول: خلق أبو داود السجستاني في الدنيا للحديث و في الآخرة للجنة، ما رأيت أفضل منه (2).

قال أبو إسحاق: كان أبو داود مقيما بهراة ثم خرج إلى البصرة و توفي بها سنة خمس و سبعين و مائتين.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن، نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (3)،حدّثني أبو بكر محمّد بن علي بن إبراهيم القارئ الدّينوري بلفظه قال:

سمعت أبا الحسين محمّد بن عبد اللّه بن الحسن الفرضي قال: سمعت أبا بكر بن داسة يقول: سمعت أبا داود يقول: كتبت عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خمسمائة ألف حديث، انتخبت منها ما ضمنته هذا الكتاب - يعني كتاب السنن - جمعت فيه أربعة آلاف و ثمان مائة حديث، ذكرت الصحيح و ما يشبهه و يقاربه، و تكفي الإنسان لدينه من ذلك أربعة أحاديث،[أحدها] (4) قوله صلى اللّه عليه و سلم:

«الأعمال بالنية»[4915].

و الثاني قوله:«من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه»[4916].د.

ص: 196


1- سير الأعلام 213/13.
2- سير الأعلام 213/13.
3- تاريخ بغداد 57/9 و نقله الذهبي في سير الأعلام 210/13.
4- زيادة عن تاريخ بغداد.

و الثالث قوله صلى اللّه عليه و سلم:«لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يرضى لأخيه ما يرضى لنفسه»[4917].

و الرابع قوله:«الحلال بيّن، و الحرام بيّن، و بين ذلك أمور مشتبهات» الحديث[4918].

حدّثني أبو المعمر المبارك بن أحمد بن عبد العزيز بن المعمر، نا أبو الفضل محمّد بن طاهر المقدسي، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن طاهر التميمي الفقيه، قدم علينا الرّيّ حاجا، أنا علي بن محمّد بن نصر الدّينوري، نا القاضي أبو الحسن علي بن الحسن بن محمّد المالكي، نا أبو القاسم الحسن بن محمّد بن أحمد، حدّثني أبو بكر محمّد بن إسحاق، نا الصولي، قال: سمعت أبا يحيى زكريا بن يحيى الساجي يقول:

كتاب اللّه عز و جل أصل الإسلام، و كتاب السنن لأبي داود عهد الإسلام (1).

أخبرنا أبو بكر الواعظ ، أنا عبد الواحد بن إسماعيل القاضي، نا محمّد بن أحمد البلخي، أنا أبو سليمان الخطّابي قال: و سمعت ابن الأعرابي - يعني أبا سعيد - يقول:

و نحن نسمع منه هذا الكتاب - يعني السنن لأبي داود - فأشار إلى النسخة و هي بين يديه لو أن رجلا لم يكن عنده من العلم إلاّ المصحف الذي فيه كتاب اللّه ثم هذا الكتاب لم يحتج معهما إلى شيء من العلم بتة.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، نا و أبو النجم الشّيحي، أنا أبو بكر الخطيب (2)، قال: حدّثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي (3)،أنا أبو بكر الخلاّل قال: أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني الإمام المقدم في زمانه، رجل لم يسبقه إلى معرفته بتخريج العلوم، و بصره بمواضعه، أحد في زمانه، رجل ورع مقدم، و سمع أحمد بن حنبل منه حديثا واحدا كان أبو داود يذكره، و كان إبراهيم الأصبهاني و أبو بكر بن صدقة يرفعون من قدره و يذكرونه بما لا يذكرون أحدا في زمانه مثله.

قال الخطيب (4):و قد أخبرنا بالحديث الذي سمعه أحمد من أبي داود أبو الفرجه.

ص: 197


1- نقله الذهبي في سير الأعلام 215/13 من طريق الحافظ زكريا الساجي.
2- تاريخ بغداد 57/9.
3- في تاريخ بغداد: الختّلي.
4- المصدر السابق نفسه.

الطناجيري، نا عمر بن أحمد الواعظ ، نا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، نا أبي، نا محمّد بن عمرو الرازي، نا عبد الرّحمن بن قيس، عن حمّاد بن سلمة، عن أبي العشراء (1) الدارمي، عن أبيه: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سئل عن العتيرة فحسّنها، قال ابن أبي داود: قال أبي: فذكرته لأحمد بن حنبل فاستحسنه و قال: هذا حديث غريب، و قال لي: اقعد، و دخل فأخرج محبرة و قلما و ورقة و قال: أمله عليّ ، فكتبه عني، ثم شهدته يوما آخر و جاءه أبو جعفر بن أبي سمينة فقال له أحمد بن حنبل: يا أبا جعفر عند أبي داود حديث غريب اكتبه عنه. فسألني فأمليته عليه.

قال الخطيب (2):قرأت في كتاب محمّد بن العباس بن الفرات، أنا محمّد بن العباس بن أحمد بن محمّد بن عاصم الضّبّي، أنا أحمد بن محمّد بن ياسين الهروي قال: سليمان بن الأشعث أبو داود السّجزي كان أحد حفاظ الإسلام لحديث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و علمه، و علله،[و سنده] (3) في أعلى درجة النسك، و العفاف، و الصلاح، و الورع من فرسان الحديث.

أنبأنا أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال:

سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن العباس يقول: سمعت أبا إسحاق أحمد بن محمّد بن ياسين يقول: سمعت علاّن بن عبد الصمد يقول: سمعت أبا داود السّجستاني و كان من فرسان هذا الشأن (4).

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد العطار، و أبو النجم البراز (5)،قال أبو الحسن:

حدّثنا، و قال أبو النجم، أخبرنا أبو بكر الخطيب (6)،حدّثني الأزهري، نا عمر بن أحمد الواعظ ، نا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، نا أحمد بن سنان - أو غيره - نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم بن (7) علقمة قال: كان عبد اللّه يشبه بالنبي صلى اللّه عليه و سلم فيد.

ص: 198


1- في تاريخ بغداد هنا:«أبي العشر».
2- المصدر السابق نفسه 58/9.
3- زيادة عن تاريخ بغداد.
4- سير الأعلام 212/13.
5- كذا رسمها بالأصل و م و هو أبو النجم بدر بن عبد اللّه الأرمني الشيحي انظر ترجمته في سير الأعلام 48/20.
6- الخبر في تاريخ بغداد 58/9.
7- بالأصل و م «عن» و المثبت عن تاريخ بغداد.

هداه و دلّه، و كان علقمة يشبه بعبد اللّه. و قال جرير بن عبد الحميد: و كان إبراهيم يشبه بعلقمة، و كان منصور يشبّه بإبراهيم، و قال غير جرير: كان سفيان يشبّه بمنصور. قال عمر بن أحمد قال أبو علي القوهستاني: كان وكيع يشبّه بسفيان، و كان أحمد بن حنبل يشبّه بوكيع، و كان أبو داود يشبّه بأحمد بن حنبل.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه الصوفي، أنا أبو المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل الرّوياني، نا أبو نصر محمّد بن أحمد البلخي، نا أبو سليمان حمد بن محمّد البستي قال: و حدّثني عبد اللّه بن محمّد المسكي، حدّثني أبو بكر بن جابر خادم أبي داود قال:

كنت معه ببغداد فصلينا المغرب إذ قرع الباب، ففتحته، فإذا خادم يقول: هذا الأمير أبو أحمد الموفق يستأذن. فدخلت إلى أبي داود، فأخبرته بمكانه، فأذن له، فدخل، و قعد. ثم أقبل عليه أبو داود و قال: ما جاء بالأمير في مثل هذا الوقت ؟ فقال:

خلال ثلاث، فقال: و ما هي ؟ قال: تنتقل إلى البصرة فتتخذها (1) وطنا (2) ليرحل إليك طلبة العلم من أقطار الأرض، فتعمر بك، فإنها قد خربت و انقطع عنها الناس، لما جرى عليها من محنة الزنج، فقال: هذه واحدة، هات الثانية، قال: و يروى لأولادي (3)كتاب السنن، فقال: نعم هات الثالثة، قال: و تفرّد لهم مجلسا للرواية، فإن أولاد الخلفاء لا يقعدون مع العامة فقال: أما هذه فلا سبيل إليها، لأن الناس شريفهم و وضيعهم في العلم سواء.

قال ابن جابر: فكانوا يحضرون بعد ذلك، و يقعدون في كمّ حيري، و يضرب بينهم و بين الناس ستر، و يسمعون (4) مع العامة (5).

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن، نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ ، قال: و أنا الحسن بن أبي طالب، نا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب المقرئ، أخبرني محمّد بن بكر بن عبد الرزاق - في كتابه - قال: كان لأبي3.

ص: 199


1- بالأصل:«ينتقل إلى البصرة فيتخذها» صوبنا العبارة عن سير الأعلام.
2- بالأصل:«وطيا» و الصواب عن م و انظر سير الأعلام.
3- بالأصل:«لأولاد في» و المثبت عن م و سير الأعلام.
4- بالأصل: و يسمعوني، و المثبت عن م و سير الأعلام.
5- الخبر في طبقات الشافعية للسبكي 295/2 و سير الأعلام 216/13.

داود السجستاني كم واسع و كم ضيق، فقيل له: يرحمك اللّه ما هذا؟ قال: الواسع للكتب، و الآخر لا يحتاج إليه (1).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، و أبو المعالي محمّد بن إسماعيل الفارسي، قالا: أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسن محمّد بن يعقوب - زاد الفارسي: الفقيه، بالطابران (2) و قالا:- قال نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد بن موسى بواسط ، قال:

سمعت أبي يقول: سمعت أبا داود السجستاني يقول: من اقتصر على لباس دون و مطعم دون أراح جسده.

أخبرنا أبو الحسن العطار، نا و أبو النجم البزار، أنا أبو بكر الخطيب (3)،أنا أحمد بن محمّد العتيقي، قال: سمعت عبيد اللّه بن عبد الرّحمن الزّهري يقول:

سمعت أبا بكر بن أبي داود يقول: سمعت أبي يقول: الشهوة الخفيّة حبّ الرئاسة.

أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن عبد اللّه بن داود الفقيه، و أبو غالب محمّد بن الحسن بن علي، قالا: أنا علي بن أحمد بن علي التّستري، أنا القاسم بن جعفر، أنا أبو علي اللؤلؤي، أنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال: شبرت قثّاءة بمصر ثلاثة عشر شبرا، و رأيت أترجّة على بعير بقطعتين قطعت، و صيّرت علي مثل عدلين (4).

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان الرّبعي، قال: و فيها - يعني سنة ثلاث و سبعين و مائتين - مات أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني.

هذا وهم. و الصواب ما أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، نا و أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب (5)،أخبرني الأزهري، أنا أحمد بن محمّد بن موسى القرشي قال: و أنا أبو محمّد الجوهري، أنا محمّد بن العباس الخزّاز (6)،قالا: أنا أبو الحسين بن المنادي،6.

ص: 200


1- الخبر في تاريخ بغداد 58/9.
2- الطابران إحدى مدينتي طوس.
3- تاريخ بغداد 58/9.
4- نقله في سير الأعلام 220/13.
5- تاريخ بغداد 58/9-59.
6- بالأصل: الخراز، و في م: الحزاز و المثبت عن تاريخ بغداد، و انظر ترجمته في سير الأعلام 409/16.

قال: و دخلها - يعني بغداد - أبو داود السجستاني مرارا، ثم خرج منها آخر مراته في أول سنة إحدى و سبعين و مائتين.

أنبأنا أبو سعد محمّد بن محمّد، و أبو علي الحسن بن أحمد، و أبو القاسم غانم بن محمّد بن عبيد اللّه، ح.

ثم أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد، أنا أبو علي الحسن بن أحمد، و أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، نا و أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب (1)،قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، قال: سمعت عبد اللّه بن محمّد بن جعفر بن حيّان (2) يقول: سمعت أحمد بن محمود بن صبيح قال: و مات أبو داود السجستاني بالبصرة سنة خمس و سبعين.

و قال محمّد و الحسن و غانم: أبو داود سليمان بن الأشعث، و زادوا ليلة الجمعة لست عشرة مضت من شوال.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن محمّد بن علي بن أحمد بن إبراهيم السيرافي، أنا القاضي أبو عبد اللّه أحمد بن إسحاق، قال: قال أبو الحسن أحمد بن عمران بن موسى الأشناني، توفي أبو داود سليمان بن الأشعث ليلة الجمعة لأربع عشرة بقيت من شوال سنة خمس و سبعين و مائتين.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن، نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (3)،أنا محمّد بن الحسن الأهوازي، أنا أبو علي الحسين بن محمّد بن أحمد الشافعي، أنا أبو عبيد محمّد بن علي قال: و مات - يعني أبا داود - لأربع عشرة بقيت من شوال سنة خمس و سبعين و مائتين، و صلّى عليه عباس بن عبد الواحد الهاشمي.

2651 - سليمان بن أيّوب بن سليمان بن داود بن عبد اللّه بن حذلم

أبو أيوب الأسدي (4)

روى عنه أبيه، و يزيد بن عبد اللّه بن زريق (5)،و سليمان بن عبد الرّحمن،

ص: 201


1- انظر تاريخ بغداد 58/9.
2- بالأصل: حبان خطأ، و الصواب عن م و انظر تاريخ بغداد.
3- تاريخ بغداد 59/9.
4- ترجمته في تهذيب التهذيب 391/2.
5- في تهذيب التهذيب: رزيق بتقديم الراء.

و هشام بن عمّار، و دحيم (1) و صفوان بن صالح، و هشام بن خالد، و محمود بن خالد، و أحمد بن أبي الحواري، و عباس بن الوليد الخلاّل، و عباس بن عثمان المؤدب، و القاسم بن عثمان الجوعي، و عبد السلام بن عتيق الدمشقيين، و أحمد بن عيسى التّستري المصري، و الحسن بن علي الحلواني، و عبدة بن عبد الرحيم، و محمّد بن مصفّى، و المسيّب بن واضح، و عيسى بن يونس الرّملي.

روى عنه ابنه أبو الحسن أحمد، و يحيى بن عبد اللّه بن الحارث بن الزّجّاج، و محمّد بن إبراهيم بن مروان، و إبراهيم بن محمّد بن صالح بن سنان، و أبو القاسم بن أبي العقب، و جعفر بن محمّد بن هشام الكندي، و أبو علي محمّد بن هارون بن شعيب، و أبو يعقوب الأذرعي، و محمّد بن سليمان الهروي، و أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن أحمد الحداد، و نزيل تنّيس، و محمّد بن المنذر شكّر الهروي، و سليمان الطّبراني.

كتب إليّ أبو علي الحسن بن أحمد، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الحافظ ، نا سليمان بن أحمد الطّبراني، أنا سليمان بن أيوب بن حذلم الدمشقي، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا إسماعيل بن عياش، حدّثني عطاء الخراساني، عن سعيد بن المسيّب، عن خولة بنت حكيم الأنصارية قالت: سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل عليها غسل ؟ فقال:

«نعم إذا هي أنزلت الماء»[4919].

قرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن، عن أبي الفتح عبد الكريم بن محمّد بن أحمد، أنا أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني، قال: و أما حذلم.

ح و قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي نصر علي بن هبة اللّه بن ماكولا (2)،قال: و أما حذلم - بفتح الحاء و سكون الذال المعجمة و بعدها لام مفتوحة - سليمان بن حذلم الدمشقي.6.

ص: 202


1- بالأصل و م:«و دحيم بن صفوان بن صالح» و الصواب ما أثبت: و دحيم، و صفوان بن صالح. انظر ترجمة صفوان في سير الأعلام 475/11.
2- الاكمال لابن ماكولا 405/2 و 406.

قرأت على أبي محمّد أيضا، عن أبي محمّد عبد العزيز بن أحمد، أخبرنا مكي بن محمّد، أخبرنا أبو سليمان بن زبر، قال: قال لنا الهروي - يعني محمّد بن يوسف - و فيها - يعني سنة تسع و ثمانين و مائتين - مات سليمان بن حذلم (1).

2652 - سليمان بن بزيع القارئ

حكى عنه محمّد بن شعيب.

أنبأنا أبو نصر أحمد بن محمّد بن عبد القاهر، و أبو الحسن علي بن عبيد اللّه بن نصر الزّاغوني (2)،قالا: أنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد، أنا محمّد بن سعيد بن يعقوب بن إسحاق الصّيدلاني، أنا عمر بن محمّد بن سيف، نا عبد اللّه بن أبي داود، نا محمّد بن مصفّى، و عمرو بن عثمان، قالا: نا محمّد بن شعيب قال: أدركت إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر، و عبد الرّحمن بن إسماعيل، و مروان بن إسماعيل، و أبا إدريس، و عبد الرّحمن بن عراك،- و هو الصواب عندي - و عبد الرّحمن بن عامر اليحصبي، و عبد الملك بن النعمان المرّي، و سليمان بن داود - قال ابن مصفّى: الحسني، و هذان، قال عمرو: و نمران - بن حكيم القرشي، و أنس بن أنيس الكندي - قال عمرو: العذري - و خالد بن أبي ظبيان - قال عمرو:

محمّد بن خالد بن أبي ظبيان الأزدي، و يحيى بن الحارث الذّماري - زاد عمرو:

و سليمان بن بزيع القارئ - يدرسون القرآن جميعا - زاد عمرو بعد صلاة الصبح-.

2653 - سليمان بن بزيع رضيع المهدي

كان معهم بالحميمة من أرض البلقاء، ولاه المنصور البصرة، له ذكر.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار، قال:

و ولّى يعني المنصور سليمان بن بزيع رضيع المهدي ثم عزله - يعني عن البصرة-.

ص: 203


1- انظر تهذيب التهذيب 392/2.
2- بالأصل «الزاعوني» و في م:«الراعوني» و الصواب بالغين المعجمة، ترجمته في سير الأعلام 605/19.

2654 - سليمان بن بشر - و يقال: ابن مبشّر - بن الوليد

[ابن] (1) عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي

كان يسكن قرية الجامع (2) من قرى المرج، له ذكر.

ذكره أبو الحسن أحمد بن حميد بن أبي العجائز في تسمية من كان بدمشق و غوطتها من بني أمية إلاّ أنه لم يذكره إلاّ بأحد القولين، و كان في نسخة ابن بشر، و في نسخة ابن مبشر، و بشر و مبشّر أخوان فاللّه أعلم ابن أيهما هو.

2655 - سليمان بن بلال بن أبي الدّرداء

عويمر (3) بن زيد الأنصاري

روى عن جدته أم الدّرداء، و أبيه بلال.

روى عنه ابنه محمّد بن سليمان، و أيوب بن مدرك الحنفي.

حدّثنا أبو سعد عبد الكريم بن محمّد بن منصور السمعاني - لفظا-.

و أخبرنا أبو الفتح محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي بكر الكشميهني، و ابناه أبو عبد اللّه محمّد، و أبو محمّد عبد الرّحمن، و أبو القاسم محمود بن ميمون بن عبد اللّه، و أبو العلاء صاعد بن منصور بن أحمد السّرخسي، و أبو المظفّر منصور، و أبو الفتح مسعود ابنا محمّد بن أبي منصور المسعوديان - بمرو - قالوا: أنا أبو منصور محمّد بن علي بن محمود الكراعي (4)،أنا جدي أبو غانم أحمد بن علي بن الحسين بن علي بن مهدي الكراعي (5)،أنا أبي علي بن الحسين، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن عمر البسطامي، نا محمّد بن عبد اللّه بن قهزاد (6)،نا العلاء بن عمرو بن أيوب بن مدرك، نا أيوب بن مدرك، عن سليمان بن بلال بن أبي الدرداء، عن أبيه قال: رئي النبي صلى اللّه عليه و سلم بين أبي بكر و عمر، و أبو بكر عن يمينه، و عمر عن يساره فقال صلى اللّه عليه و سلم:

ص: 204


1- زيادة للإيضاح عن م.
2- من قرى الغوطة سكنها قوم من بني أمية (معجم البلدان).
3- بالأصل:«عزير» خطأ، و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير الأعلام 335/2.
4- ترجمته في سير الأعلام 556/19.
5- ترجمته في سير الأعلام 607/17.
6- ضبطت عن تقريب التهذيب.

«كذا نكون ثم كذا نبعث، ثم كذا ندخل الجنة»[4920].

أخبرنا عاليا أبو الفتح أحمد بن محمّد بن أحمد الحداد في كتابه، ثم أخبرني أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد الحلواني البزار عنه، أنا أبو علي أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن يزداد، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن جعفر بن أحمد بن فارس، أنا أحمد بن يونس بن المسيّب الضّبّي، نا العلاء بن عمرو الحنفي، نا أيوب بن مدرك، عن سليمان بن بلال بن أبي الدّرداء، عن أبيه قال: رئي (1) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بين أبي بكر، و بين عمر، أبو بكر عن يمينه، و عمر عن يساره، فقال:

«هكذا نكون، ثم هكذا نموت، ثم هكذا نبعث، ثم هكذا ندخل الجنّة»[4921].

2656 - سليمان بن حبيب

أبو بكر، و قيل: أبو ثابت، و قيل: أبو أيوب المحاربي الدّاراني (2)

قاضي دمشق لعمر بن عبد العزيز، و يزيد و هشام ابني عبد الملك، و الوليد بن يزيد.

روى عن أنس بن مالك، و أبي هريرة، و معاوية بن أبي سفيان، و أبي أمامة الباهلي، و أسود بن أصرم المحاربي، و كرز الخزاعي، و الوليد بن عبادة بن الصّامت، و عامر بن لدين الأشعري.

روى عنه عمر بن عبد العزيز، و هو من أقرانه، و الأوزاعي، و برد بن سنان، و عثمان بن أبي العاتكة، و عبد اللّه بن علي القرشي، و كلثوم بن زياد المحاربي، و يزيد بن زياد، و محمّد بن أبي قيس، و أبو عمرو شراحيل بن عمر العنسي، و أيوب بن موسى السّعدي، و عبد الوهاب بن بخت، و الزّهري، و زيد بن أبي أنيسة، و عبد العزيز بن إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر، و محمّد بن سعيد بن حسان، و سالم بن عبد اللّه المحاربي، و عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و خالد بن الزّبرقان.

ص: 205


1- بالأصل: روى.
2- ترجمته في تهذيب التهذيب 395/2 طبقات ابن سعد 456/7 تاريخ داريا للخولاني ص 77 الوافي بالوفيات 359/15 سير الأعلام 309/5 و انظر بحاشيتها أسماء مصادر أخرى ترجمت له. و الداراني نسبة إلى داريا و هي قرية كبيرة من قرى دمشق بالغوطة بها قبر أبي سليمان الداراني (المراصد).

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم السّلمي الفقيه، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو الدّحداح، أنا أحمد بن عبد الواحد بن عبّود، نا محمّد بن كثير، عن الأوزاعي، عن سليمان بن حبيب المحاربي، عن أبي أمامة الباهلي قال: لقد فتح الفتوح أقوام ما كانت حلية سيوفهم الذهب و الفضة، و لا كانت إلاّ الآنك و العلابيّ (1) و الحديد.

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه، ثم أخبرنا أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا بكر بن سهل، نا عمرو بن هاشم البيروتي، عن الأوزاعي، نا سليمان بن حبيب المحاربي، عن أبي أمامة الباهلي قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«ثلاث من كان في واحدة منهن كان ضامنا على اللّه: من خرج في سبيل اللّه كان ضامنا على اللّه إن توفّاه أدخله الجنة، و إن رده إلى أهله فبما (2) نال من أجر أو غنيمة، و رجل كان في المسجد فهو ضامن على اللّه إن توفاه أدخله الجنة، و إن ردّه إلى أهله فبما نال من أجر أو غنيمة، و رجل دخل بيته بسلام فهو ضامن على اللّه»[4922].

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا محمّد بن عمر بن علي بن خلف بن زنبور، نا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، نا أحمد بن صالح، نا عنبسة، حدّثني يونس، عن ابن شهاب، عن سليمان بن حبيب: أن أنس بن مالك حدّثه: أن عمر ضمن رجلا مالا أبضع به معه زعم أنه هلك و لم يهلك معه غيره، فكان ابن شهاب ينكر ذلك.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل البغدادي، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا (3):أنا أبو أحمد - زاد أحمد:

و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بنل.

ص: 206


1- العلابي جمع علباء، و هو عصب في العنق يأخذ إلى الكاهل، و هما علباوان يمينا و شمالا، و ما بينهما منبت عرف الفرس، و الجمع ساكن الياء و مشددها... و كانت العرب تشد على أجفان سيوفها العلابي الرطبة فتجف عليها، و تشد الرماح بها إذا تصدعت فتيبس و تقوى.(النهاية لابن الأثير: علب).
2- بالأصل و م: فيما.
3- من قوله: أنا أحمد بن الحسن إلى هنا مكرر بالأصل.

إسماعيل (1) قال: سليمان بن حبيب أبو بكر (2) المحاربي الدّمشقي قال: حدّثني (3)هشام، سمع أبا أمامة، سمع منه الأوزاعي، و الزهري، و عثمان بن أبي العاتكة.

و عبد العزيز بن إسماعيل.

روى عنه سالم بن عبد اللّه المحاربي قاضي عمر بن عبد العزيز.

كذا قال، و هو قاضي، لا قاضي و بدل حدّثني هشام، كناه (4) لي هشام.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن أبي عبد اللّه، أنا أبو علي - إجازة - ح قال: و أنا أبو طاهر الهمداني، أنا أبو الحسن الفأفاء، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (5)،قال: سليمان بن حبيب المحاربي أبو ثابت، شامي قاضي عمر بن عبد العزيز.

روى عن أبي أمامة، و أسود بن أصرم.

روى عنه زيد بن [أبي] (6) أنيسة، و برد بن سنان، و عبد الوهاب بن بخت، و عثمان بن أبي العاتكة، سمعت أبي يقول ذلك: و سمعته يرفع من شأنه.

أخبرنا أبو محمّد المزكّي، أنا أبو محمّد الصوفي، أنا أبو القاسم البجلي، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في الطبقة الثالثة: سليمان بن حبيب المحاربي القاضي.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا عبد اللّه بن عتّاب أنا أبو الحسن بن جوصا إجازة ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا أبو الحسين الكلابي، أنا أبو الحسن - قراءة - قال:

سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة: أبو ثابت سليمان بن حبيبل.

ص: 207


1- التاريخ الكبير 6/4.
2- في البخاري:«أبو ثابت» و بهما جميعا كان يكنى.
3- في البخاري:«قاضي».
4- كذا صوّب المصنف عبارة البخاري، و لم يرد عنده: حدثني، و لعله وقع لديه نسخة عن البخاري مصحفة، فزاد هو في تصحيفها، و المثبت في البخاري المطبوع: قاضي هشام، و هو هشام بن عبد الملك، و قد تقدم في صدر الترجمة أنه قضى لهشام و ليزيد ابني عبد الملك.
5- الجرح و التعديل 105/4.
6- زيادة عن الجرح و التعديل.

المحاربي، دمشقي، قاضي الخلفاء.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو ثابت سليمان بن حبيب المحاربي الدمشقي.

سمع أبا أمامة، روى عنه الأوزاعي، و عثمان بن أبي العاتكة، و الزّهري.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو ثابت سليمان بن حبيب دمشقي.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر الصّوّاف، نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد (1) قال: أبو ثابت سليمان بن حبيب.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو ثابت، و يقال: أبو أيوب سليمان بن حبيب المحاربي الدمشقي القاضي، قاضي هشام بن عبد الملك يقال قاضي عمر بن عبد العزيز.

سمع أبا أمامة الصّدي (2) بن عجلان الباهلي.

روى عنه ابن شهاب، و الأوزاعي، و كناه لنا محمّد، نا محمّد بن إسماعيل البخاري.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أحمد بن محمّد بن الحسين قال: سليمان بن حبيب أبو ثابت المحاربي الدمشقي قاضي هشام بن عبد الملك، و قال الواقدي: هو قاضي الوليد بن عبد الملك، و يقال: قاضي عمر بن عبد العزيز.

سمع أبا أمامة الباهلي.ب.

ص: 208


1- الكنى و الأسماء للدولابي 132/1.
2- صدى بالتصغير، كما في تقريب التهذيب.

روى عنه الأوزاعي في الجهاد قال الذّهلي: نا ابن بكير، قال: مات سنة عشرين و مائة (1)،و قال كاتب الواقدي: مات سنة ست و عشرين و مائة.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن الفراء، أنا أبي أبو يعلى قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن مخلد بن حفص قال: قرأت على علي بن عمرو الأنصاري، حدثكم الهيثم بن عدي قال: قال ابن عياش: سليمان بن حبيب يكنى أبا أيوب.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي محمّد بن أحمد بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال: سليمان بن حبيب أبو أيوب.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو الحسين علي بن محمّد بن طوق الطّبراني، أنا عبد الجبار بن محمّد بن مهنا الخولاني (2)،نا علي بن يعقوب، نا أحمد بن محمود (3) الهروي، نا عثمان بن سعيد قال: سألت يحيى بن معين عن سليمان بن حبيب فقال: ثقة.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر الخطيب - لفظا - أنا أحمد بن محمّد الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس قال: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: فسليمان بن حبيب ؟ فقال: ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد العتيقي.

و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر قالوا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد بن صالح، حدّثنيد.

ص: 209


1- نقل ابن حجر في التهذيب عن ابن بكير وفاته سنة 125، و صوّب قول ابن سعد و الذين قالوا أنه توفي سنة 126.
2- تاريخ داريا ص 78.
3- في تاريخ داريا: محمد.

أبي (1) قال: سليمان بن حبيب المحاربي شامي تابعي ثقة.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: قلت للدارقطني: فسليمان بن حبيب ؟ قال: المحاربي ؟ قلت: بلى، قال: ليس به بأس، تابعي مستقيم.

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبار بن محمّد الفقيه أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد اللّه الحافظ ح.

و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي، و أبو سعيد بن أبي عمرو، قالوا: أنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا محمّد بن إسحاق الصّغاني، نا عبد اللّه بن يوسف، نا كلثوم بن زياد قال: أدركت سليمان بن حبيب، و الزّهري يقضيان بذلك - يعني بشاهد و يمين-.

قال كلثوم: و كان أبو ثابت سليمان بن حبيب قاضي أهل المدينة ثلاثين سنة، يقضي باليمين مع الشاهد - يعني بالمدينة: مدينة دمشق.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2)،حدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم، عن عبد اللّه بن يوسف، عن كلثوم بن زياد قال: أقام سليمان بن حبيب يقضي ثلاثين سنة.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا أحمد بن الحسن، أنا يوسف بن رباح، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح، عن يحيى بن معين قال: سليمان بن حبيب المحاربي قاضي عمر و الخلفاء قضى لهم ثلاثين سنة.

أخبرنا أبو محمّد المزكّي، نا عبد العزيز الصوفي، أنا علي بن محمّد الطّبراني، أنا عبد الجبار الخولاني (3)،نا أحمد بن سليمان، نا يزيد بن محمّد، نا أبو مسهر، حدّثني كلثوم بن زياد المحاربي: أن سليمان بن حبيب (4) أقام قاضي الخلفاء بالشام مني.

ص: 210


1- تاريخ الثقات للعجلي ص 201.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 202/1.
3- تاريخ داريا للخولاني ص 77-78.
4- في تاريخ داريا: أن سليمان المحاربي.

[قبل] (1) عمر بن عبد العزيز حتى قتل الوليد، يقضي باليمين مع الشاهد ثلاثين سنة.

قال: و أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2)،نا أبو نعيم، نا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن سليمان بن حبيب قاضي عمر بن عبد العزيز قال: قال لي عمر بن عبد العزيز: ما أقلّت السفهاء من أيمانهم، فلا تقلهم: العتاقة و الطلاق.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر بن إسماعيل قالا: نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا الأوزاعي عن رجل عن سليمان بن حبيب قال: إن اللّه عزّ و جل إذا أراد بعبد خيرا جعل الإثم عليه وبيلا، و إذا أراد بعبد شرا حضر له.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم الواعظ ، أنا أبو علي الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هاشم بن محمّد قال: قال الهيثم بن عدي: مات سليمان المحاربي زمن هشام بن عبد الملك.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب، أنا محمّد بن الحسن محمّد النهاوندي، نا أحمد بن الحسين بن زنبيل، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن بن الخليل، نا محمّد بن إسماعيل قال: قال يحيى بن بكير: مات سليمان بن حبيب، و عدي بن عدي سنة عشرون و مائة (3).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا علي بن محمّد الطّبراني، أنا عبد الجبار بن محمّد بن مهنى الخولاني، قال: قال يحيى: مات سليمان بن حبيب سنة عشرين و مائة (4).

قال: و أنا عون بن الحسن نا عبيد اللّه بن محمّد العمري، نا بكر بن عبد الوهاب قال: قال محمّد بن عمر الواقدي: مات سليمان بن حبيب سنة ست و عشرين و مائة، و كان قاضيا لعبد الملك و الوليد (5) و سليمان، و عمر بن عبد العزيز و ليزيد هو و الزهري،8.

ص: 211


1- زيادة عن تاريخ داريا، و هي فيه مستدركة بين معكوفتين.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 201/1-202.
3- سقط الخبر من ترجمته في التاريخ الكبير.
4- تاريخ داريا ص 78.
5- لم ترد الكلمة في تاريخ داريا ص 78.

و قضى لهشام أيضا، و كان الزهري قاضيا ليزيد. هو و سليمان بن حبيب، هذا على حياله، و هذا على حياله.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العز الكيلي قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن أبو البركات و أبو الفضل بن خيرون قالا: أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خياط (1) قال في الطبقة الثالثة من أهل الشامات: سليمان بن حبيب المحاربي دمشقي، يكنى أبا أيوب، مات سنة ست و عشرين و مائة.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط ، قال: و في سنة ست و عشرين مات سليمان بن حبيب بالشام، و كان قاضيا (2).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع اللفتواني، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا.

و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، قالا: نا محمّد بن سعد (3)،قال: في الطبقة الثالثة من أهل الشام:[سليمان] (4) ابن حبيب المحاربي، مات سنة ست و عشرين و مائة. و قال ابن الفهم: توفي - و زاد: و كان قليل الحديث-.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمّد، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي محمّد (5) بن المغيرة، أخبرني أبي محمّد بن المغيرة، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم، قال: سنة ست و عشرين و مائة توفي فيها يحيى بن جابر الطائي، و سليمان بن حبيب المحاربي، هما من أهل الشام.م.

ص: 212


1- طبقات خليفة بن خيّاط ص 570 رقم 2960.
2- لم يذكره خليفة في تاريخه المطبوع.
3- طبقات ابن سعد 456/7.
4- زيادة للإيضاح عن م.
5- كذا ورد اسمه مكررا بالأصل، و لم يذكر إلاّ مرة واحدة في م.

و هكذا قال علي بن عبد اللّه التميمي في وفاة سليمان بن حبيب.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (1)،قال: و حدثت عن أبي مسهر، عن كلثوم بن زياد قال: كان سليمان بن حبيب قاضي الخلفاء إلى أن جاء قتل الوليد بن يزيد.

قال أبو زرعة (2):و أرى لسليمان بن حبيب بقاء إلى أن قتل الوليد بن يزيد، لأنه كان مع الوليد بن يزيد قاضيا له إلى سنة ست و عشرين و مائة.

أخبرني محمّد بن معاذ، عن أبيه، عن الهيثم، عن عمران بهذه القصة.

2657 - سليمان بن أبي حثمة بن حذيفة بن غانم

ابن عامر بن عبد اللّه بن عبيد بن عويج بن عدي

ابن كعب بن لؤي بن غالب القرشي العدوي المدني، تابعي (3)

و قد أدرك عصر النبي صلى اللّه عليه و سلم، و قدّمه عمر بن الخطاب يصلي للناس مع أبيّ بن كعب صلاة التراويح.

حدّث عن أمه الشفاء بنت عبد اللّه.

حكى عنه ابناه (4) عثمان بن سليمان، و أبو بكر بن سليمان.

و شهد سليمان أذرح يوم الحكمين، و ذكر أبو الفتح محمّد بن الحسين الأزدي الموصلي أن اسم أبي حثمة والد سليمان عدي بن كعب، قال: و يقال: عبد اللّه بن كعب.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو البركات عبد الباقي بن أحمد بن إبراهيم بن علي بن النّرسي المحتسب، قالا: أنا عبد اللّه بن الحسن (5) بن محمّد بن

ص: 213


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 701/2.
2- المصدر السابق 700/2-701.
3- ترجمته في أسد الغابة 296/2 الإصابة 106/2 الوافي بالوفيات 359/15 و الاستيعاب 65/2 هامش الإصابة.
4- بالأصل و م:«ابنه» و الصواب ما أثبت.
5- في م: الحسين.

الحسن بن علي الخلاّل، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي المقرئ المعروف بابن الصّيدلاني، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا القاضي محمّد بن يزيد أبو هشام.

و أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي الفقيه، قالا: أنا أبو سعد محمّد بن الحسين بن أحمد بن عبد اللّه بن أبي علاقة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا أبو هشام الرفاعي، نا إسحاق بن سليمان الرازي، نا الجرّاح بن الضحاك الكندي، عن كريب الكندي، قال:

انطلق بي علي بن الحسين إلى شيخ من قريش يقال به ابن أبي حثمة و هو يصلّي إلى أسطوانة، فلما رأى علي بن الحسين انصرف، فقال له علي بن حسين: حدّثنا حديث أمّك، فقال: حدثتني أمي أنها كانت ترقي برقية لها في الجاهلية، فلما جاء الإسلام قالت: لا أرقي بها حتى أستأمر النبي صلى اللّه عليه و سلم، فأتته فاستأمرته، فقال:«أرقي بها ما لم تكن شركا»[4923].

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنا محمود بن جعفر بن محمّد، أنا عم أبي الحسين بن أحمد بن جعفر العدل، نا إبراهيم بن السندي، نا الزبير بن بكار، أخبرني عبد اللّه بن نافع، عن خالد بن إلياس، عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة، عن أبيه، عن الشفاء:[أن أبا جهم شجّ رجلا موضحة] (1) يوم حنين، فقضى النبي صلى اللّه عليه و سلم فيها بخمس.

رواه دحيم عن عبد اللّه بن نافع أتم منه.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن بيري، نا محمّد بن الحسين الزّعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، أنا مصعب بن عبد اللّه (2)،قال: سليمان بن أبي حثمة بن حذيفة من صالح (3)المسلمين، استعمله عمر بن الخطاب على سوق المدينة، و ابنه أبو بكر بن سليمان بنن.

ص: 214


1- ما بين معكوفتين مكانه ممحو بالأصل، و استدركت العبارة عن م، و انظر مختصر ابن منظور 113/10. و أبو جهم هو عم سليمان بن أبي حثمة، انظر ترجمته في الاستيعاب 32/4 هامش الإصابة. و الموضحة: الضربة التي بلغت العظم فأوضحت عنه (اللسان).
2- نسب قريش ص 374.
3- في نسب قريش: من صالحي المسلمين.

أبي حثمة بن حذيفة بن غانم من رواة العلم، حمل عنه ابن شهاب الزّهري.

قال: ابن أبي حثمة، و هو سليمان بن أبي حثمة بن حذيفة بن غانم بن عامر بن عبد اللّه بن عبيد بن عويج بن كعب.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال: فولد حذيفة بن غانم أبا حثمة بن حذيفة، و مورق بن حذيفة، و ورقة بن حذيفة، و عاتكة، و أمّهم أم مورق: غيلة بنت نقيذ بن بحير (1) بن عبد بن قصيّ ، و ولد أبو حثمة بن حذيفة بن غانم: سليمان بن أبي حثمة، و أمّه الشفاء بنت عبد اللّه بن عبد شمس بن صدّاد بن عبد اللّه بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب، و كانت من المبايعات، قال عمي مصعب بن عبد اللّه: كان سليمان بن أبي حثمة من صالحي المسلمين، و استعمله عمر بن الخطاب على سوق المدينة، قال الزبير: و جمع عمر بن الخطّاب الناس على سليمان بن أبي حثمة و أبيّ بن كعب يصلّيان بهم القيام في شهر رمضان.

قال الزبير: حدّثني محمّد بن يحيى، عن محمّد بن طلحة، قال: اصطلح الناس بأذرح على سليمان بن أبي حثمة العدوي يصلي بهم، و كان قارئا مسنا.

أخبرنا أبو البركات، و أبو العز، قالا: أنا أبو طاهر - زاد أبو البركات و أبو الفضل قالا:- أنا محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد الأهوازي، نا خليفة بن خياط (2)،قال في الطبقة الأولى من أهل المدينة: سليمان بن أبي حثمة بن حذيفة بن غانم بن عامر بن عبد اللّه بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب، أمّه الشفاء بنت عبد اللّه بن عبد شمس بن خالد بن صدّاد بن عبد اللّه بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب.

كان في الأصل صرار، و الصواب صدّاد (3).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بند.

ص: 215


1- في نسب قريش ص 369 بجير.
2- طبقات خليفة بن خياط ص 410 رقم 2007.
3- الذي في طبقات خليفة: صداد.

يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد (1) بن سعد قال في الطبقة الثانية ممن يعلم أنه أدرك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و رآه و لم يحفظ عنه شيئا: سليمان بن أبي حثمة العدوي، و أمّه الشفاء بنت عبد اللّه العدوية، و كان يقوم بالنساء في زمن عمر.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، قال في الطبقة الرابعة من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ممن أسلم عند فتح مكة: أبو حثمة بن حذيفة بن غانم بن عامر بن عبد اللّه بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب، و أمّه أم مورق، و هي عبلة (2) بنت نقيد بن بحير بن عبد بن قصيّ بن كلاب، فولد أبو حثمة سليمان، و أمّه الشفاء بنت عبد اللّه بن عبد شمس بن خلف بن صدّاد بن عبد اللّه بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب، و كانت الشفاء بنت عبد اللّه أم سليمان بن أبي حثمة من المبايعات، و لها دار بالمدينة بالحكاكين، و يقال إن عمر بن الخطاب استعملها على السوق، و ولدها ينكرون ذلك و يغضبون منه، و أسلم أبو حثمة بن حذيفة يوم فتح مكة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر، نا أحمد، نا الحسين، نا محمّد بن سعد (3) قال في الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة:

سليمان بن أبي حثمة بن حذيفة بن غانم بن عامر بن عبد اللّه بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب، و أمّه الشفاء بنت عبد اللّه بن عبد شمس بن خلف بن صدّاد بن عبد اللّه بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب، ولد سليمان على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و كان رجلا على عهد عمر بن الخطاب، فأمره عمر أن يؤمّ النساء، و قد سمع من عمر.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (4) قال: سليمان بن أبي حثمة المديني (5)،ي.

ص: 216


1- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في طبقات ابن سعد الكبرى المطبوع.
2- كذا بالأصل، و مرّ عن نسب قريش: غيلة.
3- طبقات ابن سعد 26/5.
4- التاريخ الكبير 6/4.
5- في م: المدني.

والد أبي بكر، القرشي، قال: و قال ابن قزعة - يعني يحيى - نا داود بن خالد، سمع عثمان بن سليمان بن أبي حثمة، عن أبيه، جمع عمر الناس على ثنتي عشرة ركعة، فكان سليمان يقوم بأربع.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أحمد بن محمّد بن عمران بن الجندي.

ح و أخبرنا أبو القاسم أيضا، و أبو الفتح مفلح بن أحمد بن عمر الدّومي، قالا:

أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو القاسم بن حبابة، قالا: أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا هدبة بن خالد، نا حمّاد، عن هشام بن عروة - زاد ابن الجندي: و مفلح عن عروة أن عمر أرسل إلى سليمان بن أبي حثمة، فأتاه، فقال: ما أظنك شهدت معنا صلاة الفجر؟ فقال: أجل، أصبحت شاكيا، قال: فإذا كنت مجيبا أحدا فأجب داعي اللّه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو يعلى محمّد بن الحسين بن الفراء، و أبو الحسن بن النّقّور و جماعة ح.

و أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن المزرفي (1)،و أبو ياسر سليمان بن عبد اللّه بن محمّد بن إسحاق بن حبابة، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز البغوي، نا أبو عبد الرّحمن عبيد اللّه بن محمّد العيشي، أنا حمّاد، عن هشام بن عروة، عن عروة:

أن عمر بعث إلى سليمان بن أبي حثمة: ما لك لم تشهد معنا صلاة الفجر؟ قال:

أجل، إني أصبحت وجعا، قال: إذا كنت مجيبا أحدا فأجب داعي اللّه.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل الفقيه، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو علي زاهر بن أحمد، أنا إبراهيم بن عبد الصمد، نا أبو مصعب، نا مالك، عن ابن شهاب، عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة:

أن عمر بن الخطاب فقد سليمان بن أبي حثمة في صلاة الصبح، و أن عمر بن الخطاب غدا إلى السوق، و مسكن سليمان بين المسجد و السوق، فمرّ على الشفاء أم سليمان، فقال: لم أر سليمان في الصبح، فقالت: إنه بات يصلّي فغلبته عيناه، فقاله.

ص: 217


1- الأصل: المزرقي، خطأ، و الصواب ما أثبت عن م، و قد تقدم التعريف به.

عمر: لأن أشهد صلاة الصبح أحبّ إليّ من أن أقوم (1) ليلة. و قد روي أنه إنما افتقد أبا حثمة.

أخبرنا بذلك أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي الصقر الأنباري، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن الحسين بن يوسف الأصبهاني - بمكة - أنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن عبد اللّه البغوي، نا إسحاق بن إبراهيم الدبري، أنا عبد الرزاق بن همّام، عن ابن جريج قال: سمعت ابن أبي مليكة يقول:

جاءت شفاء إحدى نساء بني عدي بن كعب عمر في رمضان، فقال: ما لي لا أرى أبا حثمة لزوجها شهد الصبح و هو أحد رجال بني عدي بن كعب، قالت: يا أمير المؤمنين دأب ليلته فكسل أن يخرج للصبح، فصلى الصبح ثم رقد، فقال: و اللّه لو شهدها لكانت أحبّ إليّ من دءوبه ليلته، و يحتمل أن يكون عمر رضي اللّه عنه افتقدهما جميعا (2).

فقد أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا [أبو] (3) عبد اللّه الأصبهاني، أنا أبو عبد اللّه البغوي (4)،نا إسحاق بن سليمان، نا عبد الرّزّاق، عن معمر، عن الزهري، عن سليمان بن أبي حثمة، عن الشفاء ابنة عبد اللّه قالت:

دخل على بيتي عمر بن الخطاب، فوجد عندي رجلين نائمين (5)،فقال: ما شأن هذين ؟ أ ما شهدا معنا الصلاة ؟ قالت: يا أمير المؤمنين صليا مع الناس، و كان ذلك في شهر رمضان، فلم يزالا يصلّيان حتى أصبحا، ثم صلّيا الصبح و ناما، فقال عمر: لأن أصلي الصبح في جماع أحبّ إليّ من أن أصلي ليلة (6).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن المزرقي (7)،نا أبو الحسين بن المهتدي.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، قالا: أناه.

ص: 218


1- في الإصابة 106/2 من قيام ليلة.
2- انظر الإصابة 106/2.
3- زيادة لازمة عن م، و قد مرّ في الخبر السابق.
4- بالأصل و م: النغوي، خطأ، و الصواب ما أثبت.
5- و تعني زوجها أبا حثمة و ابنها سليمان كما في الإصابة.
6- الإصابة: أحب إليّ من قيام ليلة.
7- الأصل: المزرقي، خطأ، و الصواب ما أثبت عن م، و قد تقدم التعريف به.

عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا داود بن عمرو، نا عبد الرّحمن بن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه:

أن عمر بن الخطاب أول من جمع الناس على قارئ في رمضان، جمع الرجال على أبيّ بن كعب، و جمع النساء على سليمان بن أبي حثمة.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن محمّد، و أبو المعالي تغلب بن جعفر، قالا: أنا عبد الدائم بن الحسن، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا عبد اللّه بن عتّاب بن الزفتي، نا أحمد بن أبي الحواري، نا أبو معاوية، نا هشام، عن أبيه قال:

أمر عمر أبيّ بن كعب يؤم الرجال بالليل في رمضان، و أمر سليمان بن أبي حثمة يؤم النساء.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن فنجويه الدّينوري، نا عبيد اللّه - يعني المخزومي - نا سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه:

أن عمر بن الخطاب جمع الناس على قيام شهر رمضان، الرجال: على أبيّ بن كعب، و النساء: على سليمان بن أبي عثمان (1).

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (2)،أنا محمّد بن عمر، حدّثني موسى بن محمّد بن إبراهيم، عن أبيه، قال: و حدّثني سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن محمّد بن إبراهيم، عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة أن عمر بن الخطاب أمر سليمان بن أبي حثمة أن يقوم للنساء.

قال: و نا ابن سعد (3)،أنا محمّد بن عمر، أخبرني ابن أبي سبرة، عن عمر بن عبد اللّه العنسي أن أبيّ بن كعب، و تميما الداري كانا يقومان في مقام النبي صلى اللّه عليه و سلم يصليان بالرجال، و أن سليمان بن أبي حثمة كان يقوم بالنساء في رحبة المسجد، فلما كانه.

ص: 219


1- كذا بالأصل هنا، و لعله:«ابن أبي حثمة» كما في م.
2- الخبر في طبقات ابن سعد 26/5.
3- المصدر السابق نفسه.

عثمان بن عفّان جمع الرجال و النساء على قارئ واحد: سليمان بن أبي حثمة، و كان يأمر بالنساء فيحبسن حتى يمضي الرجال، ثم يرسلن.

2658 - سليمان بن حميد المزني

من أهل المدينة.

سكن مصر، و حدّث عن أبيه، عن أبي هريرة، و عن عامر بن سعد، و أبي عبيدة بن عقبة بن نافع، و رجل عن ابن المسيّب، و محمّد بن كعب القرظي.

روى عنه عمرو بن الحارث، و الليث بن سعد، و سعيد بن أبي أيوب، و يحيى بن أبي أسيد، و حرملة بن عمران التجيبي، و إبراهيم بن نشيط الوعلاني (1)، و أبو شريح عبد الرّحمن بن شريح المعافري (2) المصريون، و ضمام بن إسماعيل الإسكندراني.

و وفد على عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد، أنا أحمد بن محمود بن أحمد، أنا محمّد بن إبراهيم بن علي، أنا أبو العباس بن قتيبة، نا حرملة، أنا ابن وهب، أنا عمرو بن الحارث بن سليمان بن جعفر، حدّثه أن عامر بن سعد حدّثه: قال سليمان: لا أعلم إلاّ أنه حدّثه عن أبيه عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه قال:«لو أن ما أقلّ ظفر من الجنة نزل في الدنيا لتزخرف له ما بين السماء و الأرض»[4924].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين (3) بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، حدّثني محمّد بن خلاّد الإسكندراني، نا ضمام بن إسماعيل، عن سليمان بن جعفر المدني (4):

أن حيان بن شريح بعثه إلى عمر بن عبد العزيز لحاجة حين استخلف، قال:

ص: 220


1- هذه النسبة إلى و علان بطن من مراد، ذكره السمعاني و ترجم له.
2- بالأصل: العافري، و الصواب ما أثبت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى المعافر بفتح الميم و العين المهملة.
3- بالأصل: أبو الحسن، خطأ و المثبت قياسا إلى سند مماثل.
4- كذا بالأصل:«سليمان بن جعفر المدني» و هو خطأ فهو صاحب الترجمة. و الصواب كما ورد في م: سليمان بن حميد المزني.

فسمعته يقول: كيف تقولون في هذا؟ فإنه جاءني كتاب من يزيد بن عبد اللّه ولي عهدكم (1) يسألني أن يجري عليه مثل ما كان يجري عليه من كان قبلي، قال: فقال من حضره: أهل ذلك يا أمير المؤمنين - أي يجرى عليه مثل ذلك - قال: ما تقول يا عراك ؟ قال: ما تقول يا عراك (2)؟قال: ما أرى يا أمير المؤمنين لأحد إثرة في هذا الفن إلاّ من عمل عليه، و سل هذا الذي جاءك بالكتاب، فإنه ربما مرّ بنا حاجّا و معتمرا، و هو إسماعيل بن عبيد اللّه، فقال له عمر: كيف عراك ؟ قال: كن مني قريبا، فولاه إفريقية.

قرأت بخط أبي الحسين الميداني في سماعه من أبي سليمان بن زبر، أنا أبي، نا علي بن داود بن يزيد التميمي، نا عبد اللّه بن صالح، حدّثني أبو شريح، عن سليمان بن حميد:

أنه دخل على عمر بن عبد العزيز فسأله عن ولد أبي بكير، و عن بني عمه، فقال:

كيف تركتهم ؟ فقال: بخير، يحبون لقاءك، و يستمتعون اللّه لك، أ يفعلون ذلك و قد قطعت عنهم ما كان يجرى عليهم ؟ قال: نعم، قال عمر: إن فيّ و فيهم عجبا، أريد أن أحجرهم عن النار، و هم ينازعون إليها.

أنبأنا أبو الغنائم بن ميمون الحافظ ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسن بن الطّيّوري، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد ابن خيرون: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (3) قال: سليمان بن حميد عن رجل، عن ابن المسيّب، روى عنه يحيى بن أبي أسيد، و سعيد بن أبي أيوب سمع (4) محمّد بن كعب، مرسل.

و قال عمرو بن الحارث: حدّثني سليمان بن حميد (5)،سمع أباه، سمع أبا هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم «ضرس الكافر» و قال ابن المبارك عن إبراهيم بن نشيط ، حدّثني سليمان بن حميد المزني (6)،عن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع القرشي.ي.

ص: 221


1- كذا رسمها بالأصل:«عبد اللّه ولي عهدكم».
2- كذا مكررة بالأصل.
3- التاريخ الكبير 8/4.
4- عن البخاري و بالأصل «مع».
5- في البخاري: حبيب، خطأ.
6- بالأصل:«المدني» و المثبت عن البخاري.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن منده، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا أبو القاسم بن منده عمي، عن أبيه أبي عبد اللّه. قال اللفتواني: و أنا أبو عمرو بن منده - إجازة - عن أبيه أبي عبد اللّه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس في تاريخ الغرباء: سليمان بن حميد المزني، مدني، قدم مصر، روى عنه من أهل مصر حرملة بن عمران، و عمرو بن الحارث، و الليث بن سعد، توفي سنة خمس و عشرين و مائة (1).

2659 - سليمان بن حيّان

2659 - سليمان بن حيّان (2)

أبو خيثمة العذري

من أهل دمشق.

حدّث عن واثلة بن الأسقع، و أم الدّرداء، و الوليد بن أبي مالك، و أنس بن مالك.

روى عنه إسماعيل بن عياش، و الوليد بن عبد اللّه الحمصياني (3)،و عيسى بن يونس.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، عن أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أبي علي الحسن بن علي الأهوازي، و أبي القاسم بن الفرات، و أبي محمّد التميمي، قالوا: أنا أبو محمّد بن أبي نصر، نا خيثمة بن سليمان، نا أبو موسى عمران بن بكار - بحمص - نا الربيع بن روح، نا إسماعيل بن عياش، عن سليمان بن حيّان الدمشقي، عن الوليد بن أبي مالك:

أنهم أتوا أبا عبيدة بن الجرّاح يعودونه في مرضه، و امرأته عنده قاعدة بباب الحجرة، فقال: كيف أصبح أبو عبيدة ؟ فقالت: أصبح مأجورا، فنادى أبو عبيدة (4):

كفّرا عنّي، إني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من ابتلي في جسده فهو حطة (5)،و ما قال حسنة فبعشر أمثالها، و من أنفق نفقة فاضلة في سبيل اللّه فبسبع مائة، و من أماط أذى

ص: 222


1- في الوافي بالوفيات 372/15 خمس عشرة و مائة.
2- بالأصل: حبان بالباء الموحدة. و الصواب ما أثبت عن م. و سيرد أثناء الترجمة صوابا. و انظر مختصر ابن منظور 114/10.
3- كذا بالأصل و م و سيرد أثناء الترجمة: الحمصي و هو الصواب، انظر البخاري 8/4.
4- بالأصل: أبو عبيد، و المثبت عن م.
5- حطة: أي تحط عنه خطاياه و ذنوبه، و هي فعلة من حط الشيء يحطه إذا أنزله و ألقاه.(النهاية: حطط ).

عن الطريق كتبت له حسنة»[4925].

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا جدي أبو محمّد، نا أبو علي الأهوازي، أنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي سنة اثنتين و تسعين و ثلاثمائة، أنا القاضي أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن أحمد بن حيدرة سنة ثمان و عشرين و ثلاثمائة، نا أبو عقيل أنس بن السلم الخولاني، نا معلل بن نفيل الحرّاني، عن عيسى بن يونس، نا سليمان بن حيّان الدمشقي، حدّثني أنس بن مالك، قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«تدخلون (1) الجنة مردا مكحلين، ذوي أفانين - يعني الجمام - أبناء ثلاثين، على صورة يوسف، و قلب أيّوب».

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا محمّد بن الحسين السلمي، أنا أبو بكر محمّد بن المؤمّل، أنا الفضل بن محمّد الشعراني (2)،نا النفيلي (3)،نا الوليد بن عبد اللّه الحمصي، عن أبي خيثمة سليمان بن حيّان، نا واثلة بن الأسقع، قال:

كنت من فقراء المسلمين من أهل الصّفّة، فأتانا النبي صلى اللّه عليه و سلم ذات يوم فقال:«كيف أنتم بعدي، إذا شبعتم من خبز البر و الزيت، و أكلتم ألوان الطعام، و لبستم ألوان الثياب، فأنتم اليوم خير أم ذلك ؟» قلنا: ذاك، قال:«بل أنتم اليوم خير»، قال واثلة: فما ذهبت بنا الأيّام حتى أكلنا ألوان الطعام، و لبسنا ألوان الثياب، و ركبنا المراكب، و شبعنا من خبز البر و الزيت[4926].

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه، نا سليمان بن أحمد، نا موسى بن عيسى بن المنذر، نا محمّد بن المبارك، نا إسماعيل بن عياش، نا سليمان بن حيّان العذري قال: سمعت واثلة بن الأسقع يقول: كنت من أصحاب الصفّة، فشكا أصحابي الجوع، الحديث.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه جعفر، نا أبو زرعة الدمشقي، قال في الطبقة الأصاغر0.

ص: 223


1- بالأصل: يدخلون، و الصواب عن مختصر ابن منظور 114/10.
2- ترجمته في سير الأعلام 317/13.
3- هو أبو جعفر عبد اللّه بن محمّد بن علي بن نفيل الحرّاني، ترجمته في سير الأعلام 634/10.

من أصحاب واثلة و غيره: سليمان بن حيّان العذري.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل السلامي، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان الحافظ ، نا محمّد بن سهل المقرئ، نا محمّد بن إسماعيل البخاري (1)،قال: سليمان بن حيّان أبو خيثمة، سمع واثلة، و أبا الدرداء (2)،سمع منه الوليد بن عبد اللّه الحمصي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس الشّقّاني، أنا أحمد بن منصور القيرواني، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو خيثمة سليمان بن حيّان، سمع واثلة، روى عنه الوليد بن عبد اللّه الحمصي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا أبو القاسم الصّوّاف، نا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي قال: أبو خيثمة سليمان بن حيّان (3).

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو أحمد الحاكم، قال: أبو خيثمة سليمان بن حيّان، سمع واثلة بن الأسقع، روى عنه الوليد بن عبد اللّه الحمصي، حديثه في الشاميين، كنّاه لنا محمّد، قال: حدّثنا محمّد.

2660 - سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب بن وارث

2660 - سليمان بن خلف بن سعد (4) بن أيوب بن وارث

أبو الوليد الأندلسي الباجي الفقيه (5)

سمع بدمشق أبوي (6) الحسن بن السمسار، و ابن عوف (7)،و أبا القاسم بن

ص: 224


1- التاريخ الكبير 8/4.
2- كذا بالأصل و البخاري، و تقدم في بداية الترجمة: أم الدرداء.
3- الكنى و الأسماء للدولابي 166/1.
4- في تذكرة الحفّاظ :«سعيد» و في ترتيب المدارك: سعدون.
5- ترجمته في بغية الملتمس 302 و ترتيب المدارك 802/4 و تذكرة الحفاظ 1178/3 الوافي بالوفيات 372/15 فوات الوفيات 64/2 سير الأعلام 535/18 و بحاشيتها أسماء مصادر أخرى ترجمت له. و الباجي نسبة إلى باجة، من أقدم مدن الأندلس - بليدة قرب إشبيلية كما في السير، و سيأتي للمصنّف أثناء الترجمة أنه من باجة القيروان - في إفريقيا.
6- كذا بالأصل، و في سير الأعلام سمع من... و الحسن بن السمسار.
7- اسمه محمّد بن عوف بن أحمد بن محمّد أبو الحسن (أبو بكر) المزني الدمشقي، ترجمته في سير الأعلام 550/17.

الظهير، و بصيدا: سكن ابن جميع، و بمكة: أبا ذرّ عبد بن أحمد، و أبا الحسن محمّد بن علي بن محمّد بن صخر، و ببغداد: أبا إسحاق إبراهيم بن عمر البرمكي، و أبا القاسم الأزهري، و أبوي الحسن بن زوج الحرة، و علي بن محمّد بن قشيش، و أبا القاسم علي بن الحسن بن أبي عثمان، و أبا طالب العشّاري، و أبا عبد اللّه الصوري، و أبا بكر الخطيب، و أبا عبد اللّه الحسين بن علي الصّيمري، و أبا الفرج الطناجيري، و أبا القاسم التّنوخي، و أبا طالب بن غيلان، و أبا بكر محمّد بن المؤمّل المالكي غلام الأبهري، و أبا الحسن العتيقي، و أبا طالب عمر بن سليمان الزهري، و أبا الحسين محمّد بن عبد الواحد بن علي بن رزمة، و عبد العزيز بن علي الأزجي، و القاضي أبا الطيب الطبري، و غيرهم، و بالأندلس: أبا بكر محمّد بن الحسن بن عبد الوارث، و أبا الوليد يونس بن عبد اللّه بن الصفار، و أبا محمّد عبد اللّه بن محمّد بن الوليد بن سعد بن بكر الأندلسي، بمصر، و بالكوفة. أبا القاسم سعيد بن وهب بن أحمد بن سلمان، و الشريف أبا عبد اللّه محمّد بن علي بن عبد الرّحمن الحسني.

روى عنه أبو بكر الخطيب، و هو من شيوخه، و ابنه أبو القاسم أحمد بن سليمان بن خلف، و أبو الحسن علي بن عبد اللّه الصقلّي، و أبو عبد اللّه الحميدي، و أبو بكر محمّد بن الوليد الطرطوشي، و أبو جعفر أحمد بن علي بن عزلون (1)، و غيرهم.

و ألّف أبو الوليد كتبا كثيرة، منها كتاب «التسديد إلى معرفة طرق التوحيد»، و كتاب «سنن المنهاج و ترتيب الحجاج» (2) و كتاب «أحكام الفصول في أحكام الأصول»، و كتاب «التعديل و التجريح في من خرج عنه البخاري في الصحيح» و غير ذلك.

كتب إليّ أبو بكر محمّد بن الوليد بن محمّد الفهري الطرطوشي من إسكندرية، يذكر أن أبا الوليد سليمان بن خلف الباجي حدثهم بسرقسطة، نا القاضي أبو الوليد بن الصفار، و اسمه يونس بن عبد اللّه بن مغيث، حدّثني أبو عيسى - يعني يحيى بن عبيد اللّه بن أبي عيسى، حدّثني عبيد اللّه بن يحيى، عن أبيه يحيى بن يحيى، عنج.

ص: 225


1- في سير الأعلام: غزلون.
2- اسمه في ترتيب المدارك: تفسير المنهاج في ترتيب طرق الحجّاج.

مالك بن أنس، عن خبيب بن عبد الرّحمن الأنصاري، عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد الخدري، أو عن أي هريرة أنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«سبعة يظلهم اللّه في ظلّه يوم لا ظلّ إلاّ ظلّه: إمام عادل، و شاب نشأ في عبادة اللّه، و رجل قلبه معلّق بالمسجد، إذا خرج منه حتى يعود إليه، و رجلان تحابّا في اللّه، اجتمعا على ذلك، و تفرّقا، و رجل ذكر اللّه خاليا ففاضت عيناه، و رجل دعته امرأة ذات حسب و جمال إلى نفسها فقال: إني أخاف اللّه تعالى، و رجل تصدّق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه»[4927].

أخبرنا أبو الحسن رزيق بن معاوية بن عمّار العبدري - بمكة - نا الشيخ الفقيه أبو الحسن علي بن عبد اللّه الصّقلي - إمام المالكية بمكة - نا القاضى أبو الوليد سليمان بن خلف الباجي، نا الفقيه أبو الوليد يونس بن عبد اللّه بن مغيث القرطبي، نا أبو عيسى يحيى بن عبيد اللّه بن يحيى بن يحيى (1)،عن أبيه عبيد اللّه بن يحيى بن يحيى، نا مالك، عن نافع، عن عبد اللّه بن عمر:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أناخ بالبطحاء الذي بذي الحليفة، و صلّى بها، قال نافع: و كان عبد اللّه بن عمر يفعل ذلك.

حدّثني أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن الأشيري - بدمشق - قال: سألت أبا جعفر أحمد بن علي بن خلف بن يونس بن غزلون الأموي الأندلسي التطيلي عن مولد أبي الوليد الباجي فقال: سألت الباجي عن مولده فقال: ولدت سنة أربع و أربعمائة، قال أبو جعفر: ثم رأيت بعد ذلك تاريخ مولده بخط أمّه، و كانت فقيهة، ولد ابني سليمان في ذي الحجة سنة ثلاث و أربعمائة.

سمعت أبا محمّد عبد اللّه بن محمّد الأشيري يقول: سمعت أبا جعفر أحمد بن علي بن غزلون يقول: سمعت أبا الوليد الباجي يقول:

كان أبي من تجار القيروان من باجة القيروان (2)،و كان يختلف إلى الأندلس، و يجلس إلى فقيه بها، يقال له أبو بكر بن شماخ و تعجبه طريقته، فكان يقول: ترى أرى).

ص: 226


1- كتب فوقها بالأصل كلمة صح.
2- كذا بالأصل، و يقول الذهبي في سير الأعلام 536/18 أصله من مدينة بطليوس (مدينة بالأندلس) فتحول جده إلى باجة بليدة قرب إشبيلية فنسب إليها، و ما هو من باجة المدينة التي بأفريقية (كذا).

لي ابنا مثلك ؟ فلما أكثر من ذلك القول قال له ابن شماخ: إن أحببت أن ترزق ابنا مثلي فاسكن بقرطبة، و الزم أبا بكر محمّد بن عبد اللّه القبري، و اخطب إليه ابنته، فإن أنكحكها فعسى أن ترزق مثلي، فقدم قرطبة، و لزم أبو بكر القبري سنة، و أظهر له الصلاح، فأعجب بطريقته، ثم خطب إليه ابنته بعد سنة، فزوجه بها، فجاءه من الولد أبو الوليد، و ابن آخر صار صاحب الصلاة بسرقسطة، و ابن ثالث، كان من أدلّ الناس ببلاد العدو في الغزو حتى إنه كان يعرف الأرض بالليل بشمّ التراب، أو كما قال.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (1)،قال: أما الباجي بالباء المعجمة بواحدة، ذو الوزارتين القاضي الإمام أبو الوليد سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب الباجي، من باجة الأندلس، متكلم، فقيه، أديب، شاعر، رحل إلى المشرق، و سمع بمكة من أبي ذرّ عبد بن أحمد الهروي، و بالعراق من البرمكي، و طبقته، و درّس الكلام على القاضي السمناني، و تفقه على الشيخ أبي إسحاق الشيرازي، و رجع إلى الأندلس، فروى و درّس و ألّف، و كان جليلا، رفيع القدر و الخطر، روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت البغدادي الخطيب الحافظ ، توفي بالمريّة من بلاد الأندلس في سنة أربع و سبعين أو نحوها، و قبره هناك يزار.

قرأت على أبي الحسن سعد الخير بن محمّد بن سهل الأندلسي، عن محمّد بن أبي نصر الحميدي في كتاب تاريخ الأندلس (2) تصنيفه، قال: سليمان بن خلف بن سعد، أبو الوليد الباجي، فقيه دخل المشرق، و سمع بمكة من أبي ذرّ الهروي، و بالعراق من جماعة، و درس الكلام على القاضي أبي الحسن السمناني، و رجع إلى الأندلس، و تصدّر و رأس، و كان أديبا شاعرا، أنشدني له أبو بكر الخطيب، و ذكر البيتين اللذين يأتيان.

قرأت بخط بعض الأندلسيين في مسألة جرت بالأندلس أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كتب يوم الحديبية بيده أم لا، و قد تكلم عليها أبو الوليد الباجي، و حكى عن بعض العلماء القول بأنه كتب، كما في بعض طرق حديث البراء، و تكلم على ذلك بأبلغ كلام و أوضحه، و بعده جواب ابن الفوار المري، و إبراهيم بن سعيد بن وردون، و عيسى بن محمّد ابنه.

ص: 227


1- الاكمال لابن ماكولا 467/1 و لم يذكره فقد سقط من المتن، و ورد في حاشية صفحة 468.
2- اسم كتابه جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس، و لم أعثر له على ذكر فيه.

صاحب الأحباس، و أبي حفص الهروي، و أبي عمر بن عبد البر، و أبي عبد اللّه محمّد بن شافع في إنكار ذلك و التشنيع على أبي الوليد، و بعد أجوبتهم جواب أحمد بن محمّد اللخمي بتصويبه، فمما قال في حقه: و لا يجوز أن يؤذي إمام من أئمة المسلمين معروف خيره و علمه و صحة مذهبه و علمه بالفقه و الكلام، و لا أن يطلق عليه بالتضليل و التبديع، و بعده جواب جعفر بن عبد الجبار، فما قال في حقه و ما ستبدع ذلك يعني الإجادة و الصواب من مثله لما وهبه اللّه من الفهم، و كيف لا يكون كذلك و قد ارتحل إلى العراق، و قرأ على أبي الشيوخ الجلّة من أئمة السنّة، و بعده جواب الحسن بن علي التميمي المصري، قال فيه: وقفت على ما كتبه الفقيه القاضي الأجلّ شيخنا و كبيرنا و إمامنا الذي نفزع إليه في المشكلات، و نعتمد (1) عليه فيما دهمنا من أمور الناس، و معرفة توحيد خالقنا و صفاته التي بان بها عن جميع المخلوقات، أدام اللّه للمسلمين توفيقه و تسديده، و ما منّ به عليهم منه من البصيرة و الهداية من خطأ المخطئين و عمى العامين، فلو نهضوا نحو الفقيه القاضي ليتعلموا منه أوائل المفترضات و معرفة خالقهم، و ما خصنا به جميع أهل السنة و الأثبات لكان بهم أحرى. و بعده جواب عبد اللّه بن الحسين (2) البصري المقيم بصقلية (3) بتصويبه يقول فيه: و الفقيه القاضي قد انتشرت إمامته، و اشتهرت عدالته، فلو سأل من حاول الرد و التضليل للفقيه القاضي كل من قدم من شرق و غرب لشهد الكل بإمامته و حفظه للحديث، و معرفته بالصحيح منه و السقيم، و سائر علومه و أصول الدين و فروعه، و بعده جواب أبي الفضل جعفر بن نصر البغدادي، يقول فيه: و لا يحل لأحد أن يعنفه فيما أتى به إذ هو إمام جامع، أو إمام الأئمة في المشرق و المغرب، و لا سيما بالعراق، و ان أكثر البلاد المفتقرة لعلمه بالصحيح من الحديث و السقيم، فلو نهض كلّ من رد عليه ليتعلموا منه أوائل المفترضات عليهم لكان بهم أحرى، و يزيلوا عن أنفسهم الحسد و البغي، و إنما يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللّٰهِ بِأَفْوٰاهِهِمْ وَ يَأْبَى اللّٰهُ إِلاّٰ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَ لَوْ كَرِهَ الْكٰافِرُونَ (4).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، و أبو الحسين بن الفراء، قالا: أنشدنا أبو بكرز.

ص: 228


1- بالأصل و م: و يعتمد.
2- في مختصر ابن منظور 117/10 الحسن.
3- صقلية: بثلاث كسرات و تشديد اللام و الياء أيضا مشددة، من جزائر بحر المغرب (ياقوت).
4- سورة التوبة، الآية:32 و بالأصل «المشركون» و التصويب عن التنزيل العزيز.

الخطيب، أنشدني أبو الوليد سليمان بن خلف الأندلسي لنفسه (1):

إذا كنت أعلم علما يقينا *** بأن جميع حياتي كساعة

فلم لا أكون ضنينا عليها *** و أجعلها في صلاح و طاعة

و وجدت بخط بعض أهل العلم لأبي الوليد:

قد أفلح القانت في جنح الدجى *** يتلو الكتاب العربي النيرا

له حنين و شهيق و بكا *** يبل من أدمعه ترب الثرا

إنا لسفر نبتغي نيل المدى *** ففي السرى بغيتنا لا في الكرا

من ينصب الليل ينل راحته *** عند الصباح يحمد القوم السرا

قال لنا أبو محمّد بن الأشيري: قرأت بخط أبي الوليد بن الدباغ: أن الباجي توفي لسبع عشرة ليلة خلت من رجب سنة أربع و سبعين و أربعمائة و كانت رحلة الباجي سنة ست و عشرين و أربعمائة.

2661 - سليمان بن خيثمة بن سليمان

ابن حيدرة القرشي الأطرابلسي

حدّث عن أحمد بن سليمان البغدادي.

حدّث عنه عبد الوهاب بن الحسن، له حكاية تقدمت في ترجمة أحمد بن سليمان (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا جدي أبو محمّد، أنا أبو علي الأهوازي - إجازة - قال: قال لنا: الكلام في تسمية شيوخه سليمان بن خيثمة الأطرابلسي.

ص: 229


1- البيتان في معجم الأدباء 250/11 و وفيات الأعيان 408/2 بغية الملتمس للضبي ص 303 و الوافي بالوفيات 374/15 و سير الأعلام 542/18 و انظر تخريجهما فيها.
2- سقطت ترجمته من كتابنا، ضمن القسم الضائع من تراجم الأحمدين.

2662 - سليمان بن داود

2662 - سليمان (1) بن داود

ابن أفشى (2) بن عويد بن ناعر (3) بن سلمون

ابن يخشون (4) بن عميناذب بن ارم (5) بن خضرون (6)

ابن فارص بين يهودا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم

أبو الربيع نبي اللّه بن نبي اللّه

جاء في الآثار أنه دخل دمشق.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا حارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (7)،أنا هشام بن محمّد بن السائب الكلبي، عن أبيه قال: أول نبيّ (8) بعث إدريس ثم نوح ثم إبراهيم ثم إسماعيل، و إسحاق، ثم يعقوب، ثم يوسف، ثم لوط ، ثم هود، ثم صالح، ثم شعيب، ثم موسى و هارون ثم الياس، ثم اليسع [ثم] (9) يونس، ثم أيوب، ثم داود بن إيشا بن عويد بن ناعر (10) بن سلمون بن يحشون (11) بن عميناذب بن إرم بن خضرون (12) بن فارض (13) بن يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، ثم سليمان بن داود، ثم زكريا بن يشوى من بني يهوذا بن يعقوب، ثم يحيى بن زكريا، ثم عيسى بن مريم بنت عمران بن ماتان من بني يهوذا بن يعقوب، ثم النبي محمّد بن عبد اللّه بن عبد المطلب بن هاشم صلى اللّه عليه و سلم.

ص: 230


1- ذكر سليمان في القرآن الكريم ست عشرة مرة في: البقرة، و النساء، و الأنعام، و الأنبياء، و النمل، و سبأ، و ص.
2- في البداية و النهاية بتحقيقنا 22/2 نقلا عن ابن عساكر: إيشي.
3- البداية و النهاية:«عابر» و في الطبري 476/1 باعز.
4- البداية و النهاية: نحشون.
5- الطبري: رام.
6- الطبري و البداية و النهاية: حصرون.
7- الخبر في طبقات ابن سعد 541 تحت عنوان: ذكر تسمية الأنبياء و أنسابهم صلى اللّه عليهم و سلم.
8- عن ابن سعد و بالأصل: شيء.
9- زيادة عن ابن سعد للإيضاح.
10- ابن سعد: باعر.
11- ابن سعد: نحشون.
12- الطبري و البداية و النهاية: حصرون.
13- كذا و قد مرّ: فارص، و مثله في ابن سعد.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (1)،قال: و أما فارص بصاد مهملة فهو سليمان بن داود بن إيشا بن عويد بن ناعر بن سلمون بن يحشون بن عمي بن يادب بن رام بن خضرون بن فارص بن يهودا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن تارح، و هو آزر بن باجور بن ساروع بن أرعوا بن فالغ و هو فالح بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح.

ذكر أبو حاتم الرازي، أنا مالك بن إسماعيل النهدي، نا الحكم بن ظهير، عن ابن إسحاق، عن وهب بن منبّه قال: كنية سليمان النبي صلى اللّه عليه و سلم أبو الربيع.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين في كتابيهما قالا: أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا محمّد بن يوسف، نا محمّد بن حمّاد، أنا عبد الرزاق، أنا معمر، عن الحسن في قوله:

غُدُوُّهٰا شَهْرٌ وَ رَوٰاحُهٰا شَهْرٌ (2) قال: كان يغدو من دمشق فيقيل بإصطخر (3)و يروح من إصطخر فيبيت بكابل (4)،و ما بين إصطخر و دمشق مسيرة شهر للمسرع، و ما بين إصطخر إلى كابل مسيرة شهر للمسرع (5).

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، و أبو الحسن بركات بن عبد العزيز، قالا: نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، أنا محمّد بن أحمد بن رزقويه، أنا أحمد بن سندي، نا الحسن بن علي القطان، نا إسماعيل بن عيسى، أنا إسحاق بن بشر، أنا جويبر، عن أبي سهل، عن الحسن قال: كان اللّه تبارك و تعالى سخّر لسليمان الريح غُدُوُّهٰا شَهْرٌ وَ رَوٰاحُهٰا شَهْرٌ ،و قال اللّه عز و جل وَ أَسَلْنٰا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ (6)يعني النحاس، فجرى له.2.

ص: 231


1- الاكمال لابن ماكولا 40/7. و ثمة خلاف كبير بين الأسماء التي ذكرت هنا بالأصل في عامود نسبه و بين ما ورد في الاكمال، راجعها فيه.
2- سورة سبأ، الآية:12.
3- اصطخر بكسر الهمزة، بلدة بفارس، من أقدم مدنها و أشهرها، بينها و بين شيراز 12 فرسخا (ياقوت).
4- كابل من ثغور طخارستان، و هي بين الهند و نواحي سجستان في ظهر الغور (ياقوت).
5- نقله ابن الأثير في البداية و النهاية عن الحسن البصري.
6- سورة سبأ، الآية:12.

و كان يتغدى باليمن و يتعشى بالشام، و كان يتغدى بالشام و يتعشى باصطخر، و كان يغدو من إصطخر فيقيل بالعراق، و يروح منها إلى الشام.

قال: و أنا جويبر، عن أبي سهل، عن الحسن قال: كان سليمان ربما تغدى بالشام و تعشّى بوائل استان - يعني بفارس (1)-.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا علي بن حمشاد، أنا إسماعيل بن قتيبة، نا علي بن قدامة، نا أبو جعفر الأسواني - يعني - محمّد بن عبد الرّحمن، عن يعقوب القمّي حدّثني أبو مالك قال: مرّ سليمان بن داود بعصفور يدور حول عصفورة فقال لأصحابه: أ تدرون ما تقول ؟ قالوا:

و ما تقول يا نبي اللّه ؟ قال: يخطبها إلى نفسه، و يقول: زوجيني (2)،أسكنك أي غرف دمشق شئت، قال سليمان: لأن غرف دمشق مبنية بالصخر لا يقدر أن يسكنها أحد، و لكن كلّ خاطب كذاب (3).

أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه بن كادش - إذنا و مناولة - و قرأ عليّ إسناده، أنا محمّد بن الحسين الجازري، أنا المعافى بن زكريا، نا محمّد بن الحسن بن زياد المقرئ، أنا الحسن بن سفيان، أنا صفوان بن صالح، أنا الوليد، أنا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن مجاهد، عن عبد اللّه بن عباس قال:

لما تزوج داود عليه السلام بتلك المرأة ولدت له سليمان بن داود بعد ما تاب اللّه عليه غلاما طاهرا نقيا فهما عاقلا عالما، و كان من أجمل الناس، و أعظمه و أطوله فبلغ مع أبيه حتى كان يشاوره في أموره و يدخله في حكمه، فكان أول ما عرف داود من حكمته و تفرس فيه النبوة أن امرأة كانت كسبت جمالا فجاءت إلى القاضي تخاصم عنده فأعجبته فأرسل إليها يخطبها فقالت: ما أريد النكاح، فراودها على القبيح فقالت: أنا عن القبيح أبعد، فانقلبت منه إلى صاحب الشرطة فأصابها منه مثل الذي أصابها من القاضي، فانقلبت إلى صاحب السوق فكان منه مثل ذلك، فانقلبت منه إلى حاجب داود فأصابها منه مثل ما أصابها من القوم، فرفضت حقها و لزمت بيتها، فبينا القاضي و صاحبر.

ص: 232


1- الزيادة عن البداية و النهاية 22/2.
2- كذا بالأصل و البداية و النهاية، و في مختصر ابن منظور: زوجتي.
3- نقله ابن كثير في البداية و النهاية 32 بتحقيقنا، نقلا عن ابن عساكر.

الشرطة و صاحب السوق و الحاجب جلوس في مجلس يتحدثون فوقع ذكرها فتصادق القوم بينهم و شكى كل واحد منهم إلى صاحبه ما أصابه من العجب بها، قال بعضهم: ما يمنعكم و أنتم ولاة الأمر أن تتلطفوا لها حتى تستريحوا منها فاجتمع رأي القوم على أن يشهدوا أن لها كلبا و أنها تضطجع فترسله على نفسها حتى ينال منها ما ينال الرجل من المرأة، فدخلوا على داود عليه السلام فذكروا له أن امرأة لها كلب تسمنه و ترسله على نفسها حتى يفعل بها ما يفعل الرجل بالمرأة فكرهنا أن نرفع أمرها إليك حتى تتحققه فمشيا حتى دخلنا منزلا قريبا منها في الساعة التي بلغنا أنها تفعل ذلك فنظرنا إليها كيف حلته من رباطه ثم اضطجعت له حتى نال منها ما ينال الرجل من المرأة، و نظرنا إلى الميل يدخل في المكحلة و يخرج منها، فبعث داود فأتى بها فرجمها فخرج سليمان و هو يومئذ غلام حين ترعرع و معه الغلمان و معه حضانة يلعب فجعل منهم صبيا قاضيا و آخر على الشرطة، و آخر على السوق، و آخر حاجبا، و آخر كالمرأة ثم جاءوا يشهدون عند سليمان كهيئة ما شهد أولئك عند داود يريدون رجم ذلك الصبي كما رجمت المرأة. قال سليمان عند شهادتهم فرقوا بينهم ثم دعا بالصبي الذي جعله قاضيا فقال: أتقنت الشهادة، قال: نعم، قال: فما كان لون الكلب ؟ قال: أسود، قال: نحّوه، و دعا بالذي جعل على الشرطة فقال:[أتقنت الشهادة ؟ قال: نعم، فما كان لون الكلب ؟ قال:

أبيض، قال: نحّوه، ثم دعا بالذي جعل حاجبا فقال:] (1)تيقنت (2)الشهادة ؟ قال:

نعم، قال: فما كان لون الكلب ؟ قال: أغبس (3)قال: أردتم أن تغشّوني حتى أرجم امرأة من المسلمين. فقال للصبيان ارجموهم و خلّى سبيل الصبي الذي جعله امرأة و رجع دكانه فدخلوا على داود فأخبروه الخبر فقال داود: عليّ بالشهود الساعة واحدا واحدا فأتي بهم، فسأل القاضي: ما كان لون الكلب ؟ فقال: أسود، ثم أتى بصاحب الشرطة و سأله فقال: أبيض، ثم أتى بصاحب السوق فسأله فقال: كان أحمر ثم أتى بالحاجب فسأله فقال: كان أغبس، فأمر بهم داود فقتلوا مكان المرأة فكان هذا أمر أن ما استبان لداود من فهم سليمان عليهما السلام.).

ص: 233


1- ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل.
2- كذا بالأصل هنا، و م.
3- العنبس محركة بياض فيه كدرة رماد (القاموس المحيط ).

أنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين (1)الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا علي بن عيسى، نا أبو يحيى زكريا بن داود، نا يحيى بن يحيى، أنا عبد الرّحمن بن محمّد المحاربي، عن أشعث، عن أبي إسحاق، عن مرّة، عن ابن مسعود في قوله عز و جل: وَ دٰاوُدَ وَ سُلَيْمٰانَ إِذْ يَحْكُمٰانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ (2)قال: كرم قد أنبتت عناقيده فأفسدته. قال فقضى داود عليه السلام بالغنم لصاحب الكرم. فقال سليمان: غير هذا يا نبي اللّه قال: و ما ذاك ؟ قال: تدفع الكرم إلى صاحب الغنم فتقوم عليه حتى يعود كما كان (3)دفعت الكرم إلى صاحبه و دفعت الغنم إلى صاحبها قال اللّه عز و جل: فَفَهَّمْنٰاهٰا سُلَيْمٰانَ وَ كُلاًّ آتَيْنٰا حُكْماً وَ عِلْماً (4)(5).

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر، أنا أبي أبو سعد، أنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس المكي، نا أبو عبيد اللّه قال: قال سفيان في قوله تعالى: إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَ كُنّٰا لِحُكْمِهِمْ شٰاهِدِينَ قال: قضى داود لصاحب الحرث برقاب الغنم، فمرّوا على سليمان قال: أي شيء قضى بينكم نبي اللّه ؟ فأخبروه، فقال: ليس هذا، و لكن ادفعوا الغنم إلى صاحب الحرث يصيب من رسلها و صوفها و يعمل (6) صاحب الغنم في حرثه حتى يردّها كما كانت حين أفسدتها الغنم، ثم يردّ عليه غنمه فذلك قوله تعالى: فَفَهَّمْنٰاهٰا سُلَيْمٰانَ .

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبار بن محمّد بن أحمد، أنا أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي، أنا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه الطبري - قراءة عليه بجرجان - أنا أبو بكر أحمد بن علي بن إبراهيم الآبندوني (7)،نا عبد اللّه بن محمّد بن مسلم الجوربذي (8)،ه.

ص: 234


1- بالأصل: الحسن، خطأ و المثبت عن م، و هو أبو بكر البيهقي، ترجمته في سير الأعلام 163/18.
2- سورة الأنبياء، الآية:78.
3- كذا بالأصل و المعنى مضطرب و سياق العبارة في الطبري 486/1 كما كان، و تدفع الغنم إلى صاحب الكرم فيصيب منها، حتى إذا كان الكرم كما كان دفعت الكرم...
4- سورة الأنبياء، الآية:79.
5- الخبر من هذه الطريق في الطبري 486/1 و انظر البداية و النهاية بتحقيقنا 32/2.
6- بالأصل و نعمل.
7- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى آبندون و هي قرية من قرى جرجان.
8- كذا، و هذه النسبة إلى جوربذ كما في ياقوت و هي قرية من قرى أسفرائين. ذكره ياقوت و ترجم له. و في الأنساب: الجوربكي، نسبة إلى جوربك قرية من قرى أسفرائين، ذكره ياقوت و ترجم له.

نا داود بن الحسين البيهقي، نا محمّد بن سهل السمرقندي، نا إسحاق بن الصلت، نا عبد اللّه بن عرادة الشيباني، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال:

نزل كتاب من السماء إلى داود النبي صلى اللّه عليه و سلم مختوما فيه عشر مسائل: أن سل ابنك سليمان، فإن هو أخرجهن فهو الخليفة من بعدك، قال: فدعا داود سبعين قسا و سبعين حبرا، و أجلس سليمان بين أيديهن و قال: يا بنيّ نزل كتاب من السماء فيه عشر مسائل، أمرت أن أسألكهن، فإن أنت أخرجتهن فأنت الخليفة من بعدي، قال سليمان: ليسأل نبي اللّه عما بدا له، و ما توفيقي إلاّ باللّه، قال: أخبرني يا بني ما أبعد الأشياء؟ و ما أقرب الأشياء؟ و ما آنس الأشياء، و ما أوحش الأشياء، و ما القائمان، و ما المختلفان ؟ و ما المتباغضان ؟ و ما الأمر إذا ركبه الرجل حمد آخره ؟ و ما الأمر إذا ركبه الرجل ذم آخره ؟ فقال سليمان: أما أقرب الأشياء فالآخرة، و أما أبعد الأشياء فما فاتك من الدنيا، و أما آنس الأشياء فجسد فيه روح، و أما أوحش الأشياء فجسد لا روح فيه، أما القائمان فالسماء و الأرض، و أما المختلفان فالليل و النهار، و أما المتباغضان فالموت و الحياة كلّ يبغض صاحبه، و أما الأمر إذا ركبه الرجل حمد آخره، فالحلم على الغضب، و أما الأمر إذا ركبه الرجل ذمّ آخره فالحدة على الغضب، قال:

ففك الخاتم فإذا هو بالمسائل سواء على ما نزل من السماء. فقال القسّيسون و الأحبار:

لن نرضى حتى نسأله (1) عن مسألة فإن هو أخرجها فهو الخليفة من بعدك، قال: فسلوه، قال سليمان: سلوني و ما توفيقي إلاّ باللّه، قالوا: ما الشيء إذا صلح صلح كل شيء (2)منه، و إذا فسد فسد كل شيء منه ؟ قال سليمان: هو القلب إذا صلح صلح كل شيء منه، و إذا فسد فسد كل شيء منه، فقالوا: صدقت أنت الخليفة بعده، فدفع إليه داود قضيب (3) الملك و مات من الغد.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، و أبو الحسن بركات بن عبد العزيز قالا:

نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن بن رزقويه (4)،أنا أحمد بن سندي الحداد، نا7.

ص: 235


1- بالأصل:«لن يرضى حتى يسأله» صوبنا العبارة عن م باعتبار السياق.
2- مطموسة بالأصل، و المثبت عن م.
3- مطموسة بالأصل، و المثبت عن م، و انظر مختصر ابن منظور 119/10.
4- بالأصل: زرقويه بتقديم الزاي خطأ. و الصواب بتقديم الراء، انظر ترجمته في سير الأعلام 258/17.

الحسن بن علي القطان، نا إسماعيل بن عيسى، أنا إسحاق بن بشر، أنا خارجة بن مصعب، و عثمان بن الساج، عن إدريس أبي إلياس، عن وهب بن منبه عن ابن عباس قال:

استخلف داود سليمان صلى اللّه عليهما في حياته، و كان سليمان يوم استخلف أتى عليه اثنتا (1) عشرة سنة و ذلك أنه لما نفذ في الحكم و أبصر داود فهمه، و كان اللّه عز و جل جعله فهما. قال: فبينا داود جالس مع أحبار بني إسرائيل فذكروا العقل عند داود، فقال له داود: يا نبي اللّه ما العقل ؟ قال: يا أبة، ما ارتدى العبد برداء أجمل من فضل عقل يرتدي به عبد مؤمن، إن انكسر جبره عقله، و إن صرع نعشه، و إن زلّ عمده، و إن ذل أعزّه، و إن اعوجّ أقامه، و إن عثر رفعه، و إن افتقر أغناه، و إن جاع أشبعه، و إن ظمئ أرواه، و إن حزن فرّحه و إن جمح كبحه، و إن استوحش آنسه، و إن خاف آمنه، و إن غوى أرشده، و إن تكلم صدّقه، و إن كانت سوأة زيّنها، و إن انكشف ستره، و إن أقام بين ظهراني قوم اغتبطوا به، و إن غاب عنهم أسفوا عليه، و إن خطب إليهم و هو صعلوك اعتفروا ذلك منه، و إن شهد شهادة و هو غريب تفرّسوا فيه فأحسنوا به الظن فقبلوها، و إن نطق قالوا: بليغ، و إن سكت قالوا: لبيب، و إن بسط يده قالوا: جواد، و إن قبضها قالوا: مقتصد، و إن عنف قالوا: لم يأل، و إن رفق قالوا: شفيق، و إن أفطر قالوا:

معذور، و إن صام قالوا: مجتهد، فالعقل رأس الإيمان، و وسط الإيمان و آخر الإيمان، فبه يصل العبد إلى الجنة، و به يتفاضل أهل الدنيا في دنياهم، و أهل الجنة في درجاتهم، لأن العاقل إذا أخطأ رجع، و إذا أساء (2) أحسن، و العقل برد صاحبه إلى خير العواقب، قال: فتعجب داود عليه السلام فقال: يا بنيّ ، فأين موضع العقل ؟ قال: في الدماغ، يكون صاحب العقل رزينا زمّيتا، لا يكون عجولا جهولا، و لا يستخفّه الفرح، و لا يغلبه هواه، قال: فعجب داود من حكمته فاستخلفه.

قال: و أنا إسحاق، أنا موسى بن عبيدة الرّبذي، عن محمّد بن كعب القرظي قال:

و أنا إسحاق، أنا خارجة بن مصعب، عن الحسن بن ذكوان، عن من يخبره عن كعب، و سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة عن عبد اللّه بن سلام قالوا: لم يبعث اللّه عز و جلن.

ص: 236


1- بالأصل: اثنا عشر سنة.
2- عن مختصر ابن منظور 120/10 و بالأصل: امن.

رسولا إلى قومه حتى وجده أرجحهم عقلا.

قال كعب: و بعض النبيين أرجح عقلا من بعض، و ما استخلف داود سليمان و اختاره على جميع ولده و بني إسرائيل حتى عرف فضل عقله في حداثة سنه، و إنما كان استخلاف الأنبياء قبل محمّد صلى اللّه عليه و سلم نبوة ما خلا محمّدا صلى اللّه عليه و سلم فإنه لا نبي بعده فأعطى اللّه سليمان من العقل ما لو وزن عقله بعقل أهل زمانه لرجحهم.

قال: و أنا أبو الحسن بن رزقويه، نا أحمد بن سندي، نا الحسن بن علي، نا إسماعيل بن عيسى، أنا علي بن عاصم، عن سوار بن عبد اللّه القاضي، حدّثني أبو بشير قال:

لما كبر داود صلى اللّه عليه و سلم و ظن أنه الموت، أرسل إلى فقهاء بني إسرائيل و خيارهم فاجتمعوا عنده فقال لهم: إني لا أرى إلاّ قد احتضرت، فابغوني رجلا منكم ترضونه فأوليه الخلافة من بعدي، قال: فطافوا زمانا لا يذكر لهم رجل من بني إسرائيل بخير إلاّ أتوه به، فلا ينصرفون عنه حتى يجدوا فيه عيبا، قال: فطال ذلك عليهم قال: و غضب داود عليه السلام، و قال: ابغوني هذا الرجل فإني قد احتضرت، قال: فطافوا فجعلوا لا يجدون رجلا يرضونه لها قال: فلما طال ذلك عليهم قال بعضهم: قد رأينا هذا الغلام قد نشأ على أحسن ما ينشأ عليه أحد، و قد عجزنا أن نجد هذا الرجل فلو أتينا سليمان قال:

فغضبت المشيخة و قالوا: ما لسليمان و هذا الأمر؟ قالوا: ليس نجد هذا الرجل و ما علينا أن نأتيه ؟ قال: فطلبوه في أهله فلم يجدوه، فطلبوه فوجدوه في جدار قاعدا وحده مسندا ظهره إلى الجدار، قال: فأتوه فسلموا، فقعدوا حوله، قال: ففزع سليمان لما رأى أحبار بني إسرائيل و فقهاءهم، فجعلوا لا يسألونه عن شيء يعلمه إلاّ أخبرهم به، و إن سألوه عن شيء لا علم لديه رد علمه إلى اللّه تعالى قال: فنظر القوم بعضهم إلى بعض، فقالوا:

هذا صاحبنا، قال: فلما فرغوا ما أرادوا أن يسألوه عنه، و اجتمع رأيهم على أنه صاحبهم، ضحك سليمان فغضبت المشيخة و قالوا: غلام أتيناه لأعظم أمر في الدنيا و ليس أهل ذاك، ضحك و استهزأ بنا؟ ثم قال بعضهم: و اللّه لأخبرنّ بها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: فأرسل إليهم داود فقال: أ لا تبغوني هذا الرجل قالوا: ما وجدنا في بني إسرائيل رجلا يصلح للخلافة، فأتينا سليمان قال: فغضب داود و قال: ما لسليمان و ما لهذا؟ قالوا: يا رسول اللّه، لم نجد الرجل فأتيناه فلم نر إلاّ خيرا. فلما ذهبنا نقوم ضحك

ص: 237

سليمان. قال: قال داود عليه السلام: ضحك ؟! قالوا: نعم، قال: عليّ بسليمان، قال:

فأتي به، فقال: يا سليمان، أتاك أحبار بني إسرائيل و فقهاؤهم لأعظم أمر في الدنيا.

و لست لذلك بأهل، فضحكت (1) بهم و سخرت منهم ؟ و اللّه لأعاقبنّك بعقوبة لم أعاقبها أحدا (2) قبلك، قال سليمان: يا رسول اللّه أ و آتيكم بعذر؟ قال: أو تأتيني بعذر. قال:

أتاني هؤلاء القوم فسألوني عن أشياء ما علمت منها أخبرتهم (3)،و ما لم أعلم رددت علمه إلى اللّه، فإنهم حولي إذ سمعت كلاما من خلفي فالتفت إلى الحائط إذا أنا بدودة و إذا هي تقول: يا للعجب من قوم يسألون سليمان، و قد فرغ اللّه من أمره، فما ملكت نفسي أن ضحكت فرحا لما قالت، قال: فقال داود لسليمان و لهم: اخرجوا عني، فخرجوا و نزل الوحي على داود: يا داود أعرض على سليمان فقد ولاّه اللّه الأمر من بعدك.

أخبرنا أبو العلاء زيد، و أبو المحاسن مسعود ابنا علي بن منصور بن علي بن منصور، أنا (4) الراوندي الرازيان - بالريّ - قالا: أنا أبو منصور محمّد بن الحسين بن أحمد بن الهيثم المقوّمي (5) القزويني بالريّ ، أنا قاضي القضاة أبو الحسن عبد الجبار بن أحمد، أنا أحمد بن الحسن بن أيوب بن هارون النقاش الأصبهاني - بها - نا أحمد بن عمرو بن عبد الخالق، نا أحمد بن مالك، نا عمرو بن وهب قال: بلغني أن داود عليه السلام قال: إلهي كن لسليمان كما كنت لي، فأوحى اللّه إليه أن قل لسليمان أن يكون لي كما كنت لي، أكون له كما كنت لك.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف - قراءة عليه - أنا عبد الرّحمن بن عمر بن محمّد بن سعيد - بمصر - أنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن علي بن فراس، نا علي بن عبد العزيز البغوي، نا أبو عبيد القاسم بن سلاّم، نا علي بن ثابت، عن جعفر بن برقان، عن صالح بن مسمار، قال:

لما مات نبي اللّه داود أوحى اللّه إلى سليمان أن سلني حاجتك، قال: أسألك أن8.

ص: 238


1- بالأصل: فضحكته.
2- بالأصل: أحد.
3- جزء من الكلمة مطموس بالأصل، الصواب أثبت عن م.
4- كذا بالأصل و م: أنا الراوندي الرازيان.
5- بالأصل: القونسي خطأ، و الصواب ما أثبت عن م، ترجمته في سير الأعلام 530/18.

تجعل قلبي يخشاك كما كان قلب أبي، و أن تجعل قلبي يحبك كما كان قلب أبي، فقال اللّه عز و جل: أرسلت إلى عبدي أسأله حاجته، فكانت حاجته أن أجعل قلبه يخشاني، و أن أجعل قلبه يحبني، لأهبن له ملكا لا ينبغي لأحد من بعده قال اللّه عز و جل فَسَخَّرْنٰا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخٰاءً حَيْثُ أَصٰابَ ، وَ الشَّيٰاطِينَ كُلَّ بَنّٰاءٍ وَ غَوّٰاصٍ ، وَ آخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفٰادِ، هٰذٰا عَطٰاؤُنٰا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسٰابٍ (1) قال فأعطاه اللّه ما أعطاه في الآخرة لا حساب عليه.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، و أبو الحسن بركات بن عبد العزيز قالا:

نا أبو بكر الخطيب، أنا محمّد بن أحمد بن رزقويه، نا أحمد بن سندي، نا الحسن بن علي القطان، نا إسماعيل بن عيسى، أنا إسحاق بن بشر، أنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن في قول اللّه عز و جل: وَ لَقَدْ آتَيْنٰا دٰاوُدَ وَ سُلَيْمٰانَ عِلْماً (2) يعني التوراة، و الزّبور، و الفقه في الدين، و فصل القضاء، و علم كلام الطير، و الدوابّ وَ قٰالاَ الْحَمْدُ لِلّٰهِ الَّذِي فَضَّلَنٰا عَلىٰ كَثِيرٍ مِنْ عِبٰادِهِ الْمُؤْمِنِينَ (3) يعني بالتفضيل: النبوة مع الملك.

قال: و أنا إسحاق، أنا أبو إلياس عن وهب بن منبّه أنه قال:

استخلف سليمان عليه السلام و هو ابن اثنتي عشرة سنة، و داود حي، و أحدث اللّه له النبوة بعد داود، و أعطاه اللّه ما لم يعط أحدا من الأنبياء، و كان اللّه سخّر له الجنّ و الإنس و الريح و الطير، و كان رجلا وضيئا أبيض، جسيما، كبير العينين يلبس البياض.

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنا أبو الفضل المطهّر بن عبد الواحد بن محمّد البزاني (4)،أنا أبو عمر عبد اللّه بن محمّد بن أحمد بن عبد الوهاب السّلمي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عبد الزهري، نا عمي عبد الرّحمن و لقبه رستة (5)،نا ابن أبي عدي، عن عوف، عن الحسن قال:2.

ص: 239


1- سورة ص، الآيات 36-38.
2- سورة النمل، الآية:15.
3- سورة النمل، الآية:15.
4- رسمها بالأصل و م:«البراي» و الصواب ما أثبت و ضبط ، انظر ترجمته في سير الأعلام 549/18.
5- بالأصل: دسته بالدال خطأ، و الصواب ما أثبت بالراء عن م، و ضبطت بضم الراء و سكون السين المهملة و فتح المثناة عن تقريب التهذيب و انظر ترجمته في سير الأعلام 242/12.

بلغني أن سليمان عرضت عليه الخيل فشغله النظر إليها حتى فاتته صلاة العصر، و توارت بالحجاب قال: فعقر الخيل غضبا للّه. قال: فأعقبه اللّه أسرع منها، الريح سخّرها له تجري بأمره رخاء حيث شاء، فكان يغدو بالشام و يقيل بأرض فريدان - يعني إصطخر - و يروح بفريدان و يمسي بكابل.

قال: و نا عمي، نا عبد الرّحمن بن مهدي، نا إسرائيل، عن سعيد بن مسروق، عن إبراهيم التيمي قال: كانت الخيل التي شغلت سليمان ألف فرس فعقرها.

أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز، و أبو محمّد السّلمي قالا: نا أبو بكر أحمد بن علي، أنا أبو الحسن بن رزقويه، أنا أحمد بن سندي، نا الحسن بن علي القطان، نا إسماعيل بن عيسى، أنا إسحاق بن بشر، أنا شيخ من ولد محارب بن دثار يقال له عبد الرحيم بن عبيد اللّه، عن وهب قال:

قيل لسليمان: إن خيلا بلقا لها أجنحة تطير بها و إنها ترد ماء كذا و كذا من جزيرة بحر كذا و كذا، فقال: كيف لي بها؟ قالت الشياطين: نحن لك بها، قال: فانطلقوا فهيئوا لي سلاسل و لجما، ثم انطلقوا إلى العين التي تردها (1)،فنزحوا ماءها، و سدّوا عيونها، و صبّوا فيها الخمر، فجاءت الخيل واردة فشمت فأصابت ريح الخمر، فتخبطتها بقوائمها، و لم تشرب، ثم صدرت، ثم عادت الغد، فشمت الخمر فخبطتها و لم تشرب منها، ثم صدرت عنها، فلما أجهدها العطش جاءت فاقتحمت فيها فشربت فسكرت، فذهبت تنهض فلم تقدر عليه، فجاءت الشياطين حتى وضعت عليها اللحم و السلاسل ثم قعدت عليها. فلما أفاقت و طارت و عليه اللجم و قد استوت عليها الشياطين، فلم تزل ترفق بها الشياطين و تعالجها حتى هبطت الخيل إلى القرار، فلم يزالوا بها حتى جاءوا بها سليمان فربطها و وكل بها من يسوسها حتى استأنست و أذعنت، فكان سليمان قد أعجب بها فعرضها ذات يوم فنظر إليها حَتّٰى تَوٰارَتْ بِالْحِجٰابِ (2)و غفل عن صلاة العصر فقال: أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ (3)-يعني الخيل عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتّٰى تَوٰارَتْ بِالْحِجٰابِ رُدُّوهٰا عَلَيَّ (4) قال: فردّت عليه فمسح سوقها و أعناقها بالسيف، فلم يدع لها نسلا، فاللّه أعلم أي ذلك كان.2.

ص: 240


1- بالأصل: يردها.
2- سورة ص، الآية:32.
3- سورة ص، الآية:32.
4- سورة ص، الآية:32.

قال: و نا إسحاق، أنا محمّد بن إسحاق، عن الزّهري قال: ما عقرها و لكن مسح يده عليها.

قال: و نا إسحاق، أنا سعيد، عن قتادة، عن الحسن قال:

إن اللّه كان أعطى لسليمان ما لم يعط أحدا من الملك و السلطان و كانت عجائب تكون في زمانه، و كان اللّه سخر له الشياطين من يغوصون له، و يعملون عملا دون ذلك - يعني من دون الغوص - بنيان المدائن قال: وَ الشَّيٰاطِينَ كُلَّ بَنّٰاءٍ وَ غَوّٰاصٍ (1) قال يَعْمَلُونَ لَهُ مٰا يَشٰاءُ مِنْ مَحٰارِيبَ (2)-يعني المساجد- وَ تَمٰاثِيلَ (3)-يعني ما كانوا يزخرفون له البيوت و المساجد - فيمثلون بالشجر و ما أشبهه من نحو النقش في الحيطان ثم قال: وَ جِفٰانٍ كَالْجَوٰابِ (4) يعني القصاع العظام، يجتمع على القصعة الخمس مائة و الثلاثمائة مثل الجوبة العظيمة ثم قال: وَ قُدُورٍ رٰاسِيٰاتٍ (5) يعني به القدور العظام مثل الحياض لا يستلها أحد، أثافيها منها راسية في الأرض. و قال اللّه لنبيه صلى اللّه عليه و سلم:

وَ وَهَبْنٰا لِدٰاوُدَ سُلَيْمٰانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوّٰابٌ (6) يعني مطيعا إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصّٰافِنٰاتُ الْجِيٰادُ فَقٰالَ : إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي (7) قال الحسن: كانت خيل بلق جياد، و كانت أحبّ الخيل إليه البلق فعرضت عليه، فجعل ينظر إليها حَتّٰى تَوٰارَتْ بِالْحِجٰابِ -يعني الشمس - فغفل عن صلاة العصر.

قال: و أنا إسحاق، أنا الحسن بن عمارة، و مقاتل، عن أبي إسحاق السّبيعي، عن الحارث، عن علي بن أبي طالب: أنه سئل عن صلاة الوسطى فقال: هي التي غفل عنها نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم سليمان بن داود حتى توارت بالحجاب - يعني العصر-.

قال: و أنا إسحاق، أنا سعيد، عن قتادة، عن الحسن في قوله: رُدُّوهٰا عَلَيَّ (8)بعد ما عرضت عليه و فاتته العصر فقال: إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ (9)-يعني النظر إلى2.

ص: 241


1- سورة ص، الآية:37.
2- سورة سبأ، الآية:13.
3- سورة سبأ، الآية:13.
4- سورة سبأ، الآية:13.
5- سورة سبأ، الآية:13.
6- سورة ص، الآية:30.
7- سورة ص، الآيتان 31-32.
8- سورة ص، الآية:33.
9- سورة ص، الآية:32.

الخيل - عن ذكر ربي - يعني به صلاة العصر - قال: فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَ الْأَعْنٰاقِ (1)قال: فقطع سوقها و أعناقها بالسيف أسفا على ما فاته من ذكر اللّه - يعني من فوت صلاة العصر لوقتها-.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه، نا سليمان بن أحمد، نا عبد اللّه بن محمّد بن سعيد بن أبي مريم، نا محمّد بن يوسف الفريابي، نا إسرائيل، عن سعيد بن مسروق، عن عكرمة قال: كانت الخيل التي شغلت سليمان عشرين ألفا فعقرها.

أخبرنا أبو محمّد السّلمي، و أبو الحسن الدلال، قالا: أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن بن رزقويه (2)،أنا أحمد بن سندي، نا الحسن بن علي، نا إسماعيل بن عيسى.

قال: و أنا إسحاق، أنا سعيد، عن قتادة، عن الحسن قال: ولد له ابن به عاهة قد كسرته الرياح، و لم يقل شق إنسان قال: فأعجب به سليمان و لم يكن له ولد ذكر، قال (3):فخاف عليه الموت و آفات الأرض، فطلب له الرضاع، فجاءت الإنس، فطلبوا الرضاع فأبى، و جاءت الجن فطلبوه فأبى، و جاءت السحاب فطلبت، فقال كيف ترضعيه قالت: احتمله بين السماء و الأرض و أربيه بماء المزن (4) قال: فدعا الريح فقال لها: كوني مع السحاب في كفالة هذا الولد، فقالت: أفعل، قال: فمهدوا لابن سليمان على السحاب، ثم صار السحاب من فوقه كهيئة القبة، و جعل معه وصيفة تناغيه، ثم أمر الريح أن تحمله فحملته، فكانت السحاب تنحدر به كل يوم مرتين غدوّة و عشية إلى أمه ترضعه و تغسله و تطيبه، ثم تضعه في السحاب فتحمله الريح بين السماء و الأرض، فكانت إذا حنّت إليه أو أراده سليمان تكلما أو أحدهما، فتحمل الريح كلامهما إلى السحاب فتنقض السحاب به إليهما حتى ينظرا إليه، ثم يأمر سليمان عليه السلام برده إلى موضعه، و إنما فعل ذلك شفقة عليه، قال: فأمر اللّه ملك الموت بقبض روحه، فقبضه ثم قال للسحاب أرسليه فإنك تكفّلت به و هو حي، فأرسلته فوقع على كرسيه ميتا، فذلكت.

ص: 242


1- سورة ص، الآية:33.
2- بالأصل بتقديم الزاي خطأ، و الصواب بتقديم الراء، و قد مرّ قريبا.
3- بالأصل:«فمال» و الصواب ما أثبت.
4- بالأصل:«الموت» خطأ، و الصواب ما أثبت.

قوله عز و جل: وَ لَقَدْ فَتَنّٰا سُلَيْمٰانَ وَ أَلْقَيْنٰا عَلىٰ كُرْسِيِّهِ جَسَداً (1).

أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنا أبي أبو سعد، أنا أحمد بن إبراهيم بن فراس، أنا محمّد بن إبراهيم الدّيبلي (2)،نا أبو عبيد اللّه المخزومي، أنا سفيان، عن مجالد، عن الشعبي قال:

قالت الجن لئن ولد لسليمان ذكر لنلقين منه مثل ما لقينا من أبيه، فتعالوا حتى نرصد أرحام نسائه حتى لا يولد له. قال: فولد له غلام فلم يأمن عليه الإنس و لا الجن فاسترضعه في المزن - يعني السحاب - و كان يزيد في السنة كذا و كذا، و في الشهر كذا و كذا، و في الجمعة كذا و كذا، قال: فلم يشعر إلاّ و قد وضع على كرسيّه و قد مات، فذلك قوله تعالى وَ أَلْقَيْنٰا عَلىٰ كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنٰابَ ،و قال غيره: الشيطان الذي كان أخذ خاتمه.

أخبرنا أبو محمّد، و أبو الحسن قالا: أنا الخطيب، أنا ابن رزقويه، أنا أحمد، نا الحسن، نا إسماعيل قال: و أنا إسحاق، أنا جويبر، عن الضحاك، عن ابن عباس في قوله: وَ أَلْقَيْنٰا عَلىٰ كُرْسِيِّهِ جَسَداً -يعني الجسد: صخرا (3) المارد حين غلب على ملكه، و جلس على كرسي سليمان أربعين يوما، فاللّه أعلم أي ذلك كان.

قال ابن عباس:

و إنما ابتلي سليمان بذهاب ملكه للصنم الذي صوّر في داره. قال: كان سليمان رجلا غزّاء يغزو البر و البحر، فسمع بملك في جزيرة من جزائر البحر يقال لها:

صدنور، بها ملك عظيم لم يكن للناس إليه سبيل لمكانه من البحر، و كان اللّه عز و جل أعطى سليمان في ملكه سلطانا لا يمتنع منه شيء في بر و لا بحر، إنما يركب الريح فيخرج به حيث يريد قال: فركب سليمان الريح و جنوده من الجن و الإنس حتى نزل تلك الجزيرة، فقتل ملكها و سبا من فيها، و أصاب جارية لم ير مثلها حسنا و جمالا، و كانت ابنة ذلك الملك، فاصطفاها لنفسه، فكان يجد بها ما لا يجد بأحد، و كان يؤثرها على جميع نسائه، فلما رأى ذلك إبليس قال: لأنتهزنّ فرصتي من سليمان بهذه المرأة، فدسّ ر.

ص: 243


1- سورة ص، الآية:34.
2- بالأصل: الدبيلي، بتقديم الباء خطأ، و الصواب ما أثبت، نسبة إلى الديبل.
3- بالأصل: صخر.

لها صخرا (1) المارد، فأتاها في صورة حاضنها إلى الباب، ثم قال للحاجب: قل لفلانة إن حاضنك فلان بالباب، فأرسلت إلى سليمان و سألته أن يأذن له عليها فأذن له، فدخل عليها و هي لا تشك إلاّ أنه أخوها من الرضاعة فبكت و بكا، و قال لها: قد رضيت من سليمان بما صنع بأبيك و أهل بيتك، فصرت مملوكة بعد أن كنت ملكة بنت ملك، فقالت له: كيف لي بذلك ؟ فقال لها: أ ما تشتاقين إلى أبيك ؟ فقالت: و كيف لي و قد سلى الحزن عليّ جسمي (2)؟فقال لها: فإني سأرشدك إلى أمر يكون لك فيه فرح، و يسلّ عنك حزنك، إذا دخل سليمان عليك فلا تكلميه إلاّ نزرا، و لا تنظري إليه إلاّ شزرا، فإذا قال لك: ما لك ؟ و ما تريدين ؟ فقولي: إني أحب أن تأمر بعض الشياطين فيصوروا لي أبي في داري التي أنا فيها، فأراه بكرة و عشية، فيذهب عني حزني، و يسلى عني بعض ما أجد، قال: فلما دخل سليمان فعلت ما أمرها الشيطان، فقال لها: ما لك ؟ قالت: إني أذكر أبي، و أذكر ملكه، و ما أصابه فيحزنني ذلك، فقال لها: فقد أبدلك اللّه ملكا و سلطانا أعظم من ملكه و سلطانه، و هداك إلى دينه فهو أعظم من ذلك كله، قالت: إن ذلك كذلك و لكن إذا ذكرته أصابني ما ترى، فإن رأيت أن تأمر بعض الشياطين فيصوروا لي صورة أبي في داري التي أنا فيها فأراه بكرة و عشية رجوت أن يذهب عني حزني و يسلى عني بعض ما أجد في نفسي. فأمر سليمان صخرا المارد، فمثّل لها أباها في هيئته في ناحية دارها حتى لا تنكر منه شيئا، فمثّل لها حتى نظرت إلى أبيها في ناحية دارها لا تنكر في نفسها شيئا إلاّ أنه لا روح فيه، فعمدت إليه، فزيّنته و ألبسته، حتى تركته كهيئة أبيها و لباسه، فإذا خرج سليمان من دارها تغدو عليه كل غدوة مع جواريها، فتطيّبه و تسجد له و يسجدون جواريها و تروح بمثله، و سليمان لا علم له بشيء من ذلك، و أتاها الشيطان من حيث لا يعلم سليمان حتى أتى لذلك أربعون يوما، و بلغ ذلك الناس، و بلغ آصف بن برخيا، و كان صديقا، فقال له الناس: هل بلغك ما بلغنا؟ قال: نعم، قالوا:

كيف لنا أن نعلم سليمان ؟ قال: أنا أكفيكم ذلك، فدخل عليه فقال: يا نبي اللّه إني قد كبرت و دق عظمي، و نفد عمري، و قد أحببت أن أقوم مقاما قبل أن أموت، أذكر فيه من مضى من أنبياء اللّه عز و جل، و أثني عليه بعلمي فيهم، و أعلم الناس بعض ما يجهلون من كثير من أمرهم، قال: فافعل، قال: فجمع الناس سليمان فقام فيهم خطيبا، فذكر مني.

ص: 244


1- بالأصل: صخر.
2- عن مختصر ابن منظور 127/10 و بالأصل: حسبي.

مضى من أنبياء اللّه عز و جل و أثنى على كل نبيّ بما فيه، و ذكر ما فضلهم اللّه به، حتى انتهى إلى سليمان، فذكر فضله و ما أعطاه اللّه في حداثة سنه و صغره، و ما كان أعطي في حياة أبيه داود من الفضل، ثم سكت، فامتلأ سليمان غيظا، فلما دخل أرسل سليمان إليه فدعاه فأتاه فدخل عليه فقال: يا آصف ذكرت من مضى من أنبياء اللّه فأثنيت عليهم، بما كانوا في زمانهم كلها فلما ذكرتني جعلت تثني عليّ بخير في صغري، و سكتّ عما سوى ذلك من أمري في كبري، فما هذا الذي أحدثت من أمري في كبري ؟ قال: أحدثت أن غير اللّه يعبد في دارك منذ أربعين يوما في هوى امرأة، قال: في داري ؟ قال: في دارك، قال: إنا للّه و إنا إليه راجعون عرفت، ما قلت: هذا إلاّ عن شيء بلغك، ثم رجع إلى داره فكسر ذلك الصنم، و عاقب تلك المرأة و ولائدها، ثم أمر بثياب الطهر فأتي بها لا يغز لها إلاّ الأبكار و لا ينسجها إلاّ الأبكار، و لم تمسها امرأة رأت الدم. فلبس ثم خرج إلى فلاة من الأرض، ففرش له الرماد ثم أقبل دائما إلى اللّه عز و جل. فجلس على ذلك الرماد يتمعّك في ذلك الرماد في ثيابه متذللا متضرعا، يبكي و يستغفر مما كان في داره. يقول:

يا ربنا هذا بلاؤك عند آل داود أن يعبدوا غيرك، و أن يقروا في دارهم و أهليهم عبادة غيرك، فلم يزل كذلك يومه حتى أمسى، ثم رجع، و كانت له جارية سماها الأمينة، فكان إذا أتى الخلاء أو أراد إتيان امرأة وضع خاتمه عندها، و كان لا يمس خاتمه، إلاّ و هو طاهر، و كان اللّه جعل ملكه في خاتمه.

أخبرنا أبو محمّد السّلمي، و أبو الحسن الدّلاّل قالا: أنا أبو بكر الخطيب، أنا أحمد بن رزقويه، أنا أحمد بن سندي، نا الحسن بن إسماعيل، نا إسماعيل بن بشر قال: و أنا إسحاق، أنا أبو الياس، عن وهب بن منبّه: أن خاتم سليمان عليه السلام كان أتى به من السماء، له أربع نواحي، في ناحية منه: لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له محمّد عبده و رسوله، و في الثانية: اللّهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء و تنزع الملك ممن تشاء و تعزّ من تشاء و تذلّ من تشاء، و في الثالثة: كل شيء هالك إلاّ اللّه، و في الرابعة:

تباركت إلهي لا شريك لك، و كان له نور يتلألأ، إذا تختم به اجتمع إليه الجن و الإنس و الطير و الريح و الشياطين و السحاب.

قال: فجاء يوما يريد الوضوء فدفع الخاتم إليها، و جاء صخر المارد حتى سبق سليمان فدخل المتوضّأ، فقام خلف الباب فدخل سليمان لحاجته، و خرج الشيطان على

ص: 245

صورة سليمان ينفض لحيته من الوضوء، لا ينكر من سليمان شيئا، فقال: خاتمي يا أمينة، فناولته إياه و لا تحسب إلاّ أنه سليمان، فجعله في يده، ثم خرج حتى جلس على سرير سليمان، و عكفت عليه الطير و الجن و الإنس، و خرج سليمان فقال للأمينة:

خاتمي، قالت: و من أنت ؟ قال: أنا سليمان بن داود، و قد تغيّر عن حاله، و ذهب عنه بهاؤه قالت: كذبت إن سليمان قد أخذ خاتمه و هو جالس على سريره في ملكه، فعرف سليمان أن خطيئته قد أدركته.

أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد بن علي العلاّف.

و أخبرنا أبو المعمر المبارك بن أحمد عنه.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو جعفر محمّد بن محمّد بن المسلمة، و أبو الحسن بن العلاّف، قالا: أنا أبو القاسم عبد الملك بن محمّد بن عبد اللّه، أنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن علي الكندي، نا أبو بكر محمّد بن جعفر بن سهل، نا إبراهيم بن الجنيد، نا عبد المنعم بن إدريس، عن أبيه، عن وهب بن منبّه قال: كان في جزيرة من جزائر البحر ملك عظيم السلطان، فبعث إليه سليمان يدعوه إلى ما قبله، فأبى عليه لعظم سلطانه، فبعث إليه بالريح، فنسفته و ملكه و جميع ما قبله حتى وضعته بن يديه، فكان لذلك الملك ابنة تدعى أبرهة، فأعجب سليمان بها فعرض عليها الإسلام فكرهت، فخوّفها بالقتل، فأصرّت فخوّفها بقتل أبيها، فقالت: إن قتلته قتلت نفسي، فخاف سليمان أن يكرهها فتقتل نفسها و أحبها حبا شديدا، و هي يومئذ على دينها و تركها، فلما غلبته تزوجها، و كانت تعتكف على صنم من ياقوت، و كان الصنم الفيء الذي نسفته الريح، فسألته سليمان فوهبه لها، و كان لا يصبر عنها، و كان يرفق بها و يتوددها رجاء أن تسلم، فظل معها ذات يوم. فلما أراد الانصراف وثبت عليه فاعتنقته، و قالت له: أسألك بحياتي و بحبي و بحقي إلاّ ما جزرت لإلهي، قال سليمان: إن ذلك لا يحلّ لي و ما زيارتي إياك و أنت معتكفة على الشرك إلاّ رجاء أن تسلمي، ثم قالت: لئن لم تجزر لصنمي لأقتلنّ نفسي، و كان ذلك من تعليم أبيها. فلما سمع سليمان قولها خافها على نفسها و خدعها، و قال: إني إن جزرت لصنمك على رءوس الناس خلعت ملكي، و انخلعت من ديني قالت: فإني قد حلفت بإلهي لئن لم تفعل لأقتلن نفسي، فابرر يميني فدعا سليمان بجرادة و سكين فذبحها، فساعة قطع رأسها أنكر نفسه و أنكرته

ص: 246

هي، و انقشعت عنه هيبة الملك و السلطان، ثم خرج من عندها فوجد ما له من الشياطين قعودا على منبره، و كان قبل ذلك لا يرام، و وجد على كرسيه أشبه الناس صورة به، فيقال إن ذلك معنى قول اللّه عز و جل وَ أَلْقَيْنٰا عَلىٰ كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنٰابَ (1) قال: ثم قام إليه خادم له من الجن فاستلّ خاتمه من إصبعه فأبق به. و كانت الجن قبل ذلك لا يرومونه، فلما أخذ الجني الخاتم و كان عفريتا ماردا ذا رأي في نفسه فقال: ما أخذت خاتم سليمان و لا وصلت إليه إلاّ بذنب بينه و بين اللّه، و ما آمن أن يرد اللّه ملكه فلأطرحن هذا الخاتم مطرحا لا يقدر عليه أبدا، ثم انطلق سريعا حتى ألقاه في اللجة الخضراء.

و أوحى اللّه إلى سليمان لمن ذبحت الجرادة التي قربتها لامرأتك ؟ فإن كنت ذبحتها لي فقد صغّرت أمري، و ما سبقك إلى ذلك أحد، و قد علمت أنه لا يذبح إلاّ ذات رغاء أو خوار أو ثغاء، و إن كنت قد ذبحتها لصنم امرأتك فلأقلبك من العزة بي، أ ما كفاك أنك تزوجتها و هي مشركة فلم أعاتبك فيها، فلما فرغ إليه من القول شذّ من أهله مرعوبا أربعين ليلة، يعير (2) كما تعير الدابة، يبكي على نفسه، و يعدد على خطيئته، و يستغفر ربه. فلما أخبرت امرأته بالذي أصابه في سببها أحزنها ذلك و أبكاها. فأسلمت رجاء أن يرد اللّه إليه ملكه، فلما مضت لسليمان أربعون ليلة تاب اللّه عليه، و غفر له، و انصرف و قد أجهده الجوع، فمرّ بساحل من (3) البحر، و إذا بحوت يضطرب فضرب بيده إلى الحوت، فأخذه ليأكله فلما فرى بطنه وجد فيه خاتمه، فازداد بذلك خوفا و عجبا (4)و وجلا فعاد إليه ملكه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، و أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرزاق بن الفضيل قالا: أنا محمّد بن عوف بن أحمد المزني، أنا الحسن بن منير بن أحمد التّنوخي، أنا محمّد بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا عبد اللّه بن كثير، نا أبو رافع، أنا دويد بن نافع:

أن سليمان بن داود كانت عنده مجوسية امرأة له، فقالت له يوما من الأيام في عيد كان لها: أعطني بقرة أذبحها لعيدنا، قال: لا، قالت: فأعطني شاة، قال: لا، قالت:م.

ص: 247


1- سورة ص، الآية:34.
2- عار الفرس و الكلب يعير ذهب كأنه منفلت، و عار الرجل ذهب و جاء (القاموس).
3- استدركت عن هامش الأصل.
4- مكانها بياض في م.

فأعطني دجاجة، قال: لا، قالت: فأعطني حمامة، قال: لا، فبينما هو كذلك إذ وقعت على يده جرادة، فقالت: أعطني هذه الجرادة، قال: نعم، ثم قطع رأسها بيده فسال منها دم كثير حتى أفزع سليمان، ثم أنساه اللّه إياه حتى أصابه ما أصابه بعد ما سلب ملكه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين المقرئ، أنا أبو الحسين بن المهتدي، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، نا أحمد بن علي بن العلاء، أنا أحمد بن أبي السقر (1) أبو عبيدة، نا جعفر بن عون، نا الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:

اختصم إلى سليمان بن داود فريقان أحدهما من أهل جرادة - امرأة كانت له يعجب بها - و هوي أن يكون الحق لهم، ثم إن الحق كان للآخرين، فقضى لهم به، فإنما أصابه الذي أصابه لذلك الهوى الذي سبق إلى قلبه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، أنا الحسن بن عرفة بن يزيد العبدي، نا زيد بن الحباب، نا حمّاد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيّب قال:

احتبس سليمان بن داود أياما ثلاثة لا يخرج إلى الناس، فأوحى اللّه إليه أنك جلست ثلاثة أيام لا تخرج إلى الناس فتنصف مظلوما من ظالم، قال: فعوقب فذهب ملكه.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر أحمد بن علي، أنا أبو الحسين بن الفضل، و أبو علي بن شاذان قالا: أنا أبو بكر عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن عمرويه الصفار، نا أبو بكر محمّد بن إسحاق الصاغاني، نا الحسن بن موسى الأشيب، نا حمّاد بن سلمة، عن علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيّب:

أن سليمان بن داود احتجب عن الناس ثلاثة أيام، فأوحى اللّه إليه: أن يا سليمان احتجبت عن الناس ثلاثة أيام، فلم تنظر في أمور عبادي، و لم تنصف مظلوما من ظالم، و كان ملكه في خاتمه، و كان إذا دخل الحمام وضع خاتمه تحت فراشه، فدخل ذات يوم الحمام و الخاتم تحت فراشه، فجاء الشيطان فأخذه فألقاه في البحر، فأقبل الناس نحون.

ص: 248


1- كذا بالأصل: بالسين.

الشيطان، و أقبل سليمان يقول: يا أيها الناس، أنا نبيّ اللّه، فدفعوه أربعين يوما، فأتى أهل سفينة فأعطوه حوتا فشقها فإذا هو بالخاتم عينها، فتختم به، ثم جاء فأخذ بناصية الشيطان و عند ذلك قٰالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَ هَبْ لِي مُلْكاً لاٰ يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهّٰابُ (1) و كان أول من أنكره نساؤه فقلن بعضهن لبعض: تنكرن ما ينكرن ؟ فقلن:

نعم، فكان يأتيهن و هن حيّض.

قال علي بن زيد بن جدعان فذكرت ذلك للحسن فقال: ما كان اللّه ليسلطه على نسائه.

أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز، نا أبو بكر أحمد بن علي، أنا محمّد بن أحمد بن رزقويه، أنا أحمد بن سندي، نا الحسن بن علي القطان، نا إسماعيل بن عيسى، أنا إسحاق بن بشر، أنا ابن سمعان، و ابن إسحاق و غيرهما بإسنادهم في ذكر فتنة سليمان عليه [السلام] (2) قالوا: إن الناس شكوا إلى سليمان شدة ما يلقون من شدة الطحن (3) بأيديهم، فجمع سليمان الجن و الشياطين فذكر ذلك لهم، قال لهم: هل من حيلة في هذا الطحن، و في أن تتخذوا له آنية أشرب فيها أرى من حولي ؟ فإنه قد بلغني أن بعض الجن إذا أنا شربت و سترني الإناء منهم غمز بي قالوا: يا رسول اللّه إن هذا لشيء ما نطيقه، و لكنه قد تمرّد عفريت من عفاريت الشياطين، و هو في جزيرة من جزائر البحر فإن قدرنا عليه صنع هذا كله، قال (4):احتالوا حيلة تأتوني به. قال: فانطلقوا إليه فأعلموه أن سليمان قد هلك، و أن الأرض قد بقيت لهم. فلما اطمأنّ إليهم أخذوه فأوثقوه بالحديد، ثم جاءوا به إلى سليمان، فلما أدخل عليه أراه الخاتم، فأذلّه اللّه عز و جل له فقال له سليمان: يا صخر، إني هممت بقتلك لفرارك مني، و بلغني رفقك و صنائعك، فأنا أحب أن تتخذ للناس شيئا يستريحون به مما يلقون من الطحن بأيديهم، و أتخذ لي آنية أشرب فيها فلا تحول بيني و بين النظر إلى الناس. قال: نعم يا رسول اللّه، أعنّي بطائفة من الجن، فأعانه بما أراد فلم يدع قرية إلاّ نصب فيه رحى يطحن أهل البيت في اليوم و الليلة ما يكفيهم سنة، و وجد الناس من ذلك فسمّوها لمكان الراحة الرحىا.

ص: 249


1- سورة ص، الآية:35 و في التنزيل العزيز:«ربّ اغفر لي وهب لي...».
2- زيادة لازمة عن م.
3- بالأصل و م: الطحين، و المثبت عن مختصر ابن منظور 131/10.
4- في م: قالوا.

و عمل لسليمان الزجاج فجاء على ما أراده، فأكرمه سليمان، و قربه حتى كان يشاوره في الأمر، و ركب سليمان ذات يوم حتى أتى ساحل البحر فأدركه المساء، و غابت الشمس، و بدت النجوم، فاطلع كوكب فقال سليمان: يا صخر ما هذا الكوكب ؟ قال: هذا نجم كذا و كذا، ثم لم يزل يسأله عن النجوم؛ فقال سليمان: لقد أعطيت من أمر النجوم علما، فصف لي كيف علمت ذلك ؟ فقال: يا رسول اللّه، إن خاتم المملكة في يديك، و إني أفرق أن أدنو منك، و لو لا ذلك لأخبرتك بأشياء تعجب، فنزع سليمان الخاتم ثم قال: امسكه معك، و أخبرني، فلما وقع الخاتم في يده قذفه في البحر فالتقمه حوت من حيتان البحر، و تمثّل صخر مكانه على تمثال سليمان، و قعد على كرسيّه فاجتمع له الجن و الإنس و الشياطين و ملك كل شيء كان يملكه سليمان إلاّ أنه لم يسلط على نسائه، و خرج سليمان يسأل الناس و يتضيّفهم، و يقول: على باب الرجل و المرأة يقول:

أطعموني فإني سليمان بن داود، فيطردونه و يقول له: ما يكفيك ما أنت فيه من البلاء حتى تكذب على سليمان، و هذا سليمان على ملكه ؟ حتى أصابه الجهد و طال عليه البلاء، فلمّا تمّ أربعون يوما جاء إلى ساحل البحر، فإذا قوم من الصيادين يصيدون السمك، فقال لهم: أطعموني فأبوا فقال لهم: لو تعلمون من أنا لأطعمتموني، أنا سليمان بن داود، فخرج صاحب السفينة فطرده و ضربه بمرديّ (1) في يده و قال: ما يكفيك ما أنت فيه حتى تكذب على سليمان ؟ إن كنت جائعا فخذ من هذا السمك الذي قد أروح (2)،فأخذ سليمان سمكتين، فدنا من ساحل البحر، فشق بطنها ليغسلها فإذا في جوفها خاتمه فأخذه فلبسه، و ردّ اللّه عليه ملكه، و جاءت الوحوش و الطير فقامت الوحوش و الطير عكفت فوق رأسه، فلما نظر إليه أهل السفينة قالوا: هذا و اللّه (3)سليمان فقفزوا (4) بين يديه فقالوا: يا نبي اللّه إنما فعلنا ما فعلنا غضبا لك، فقال: أما إني لا أعاتبكم (5) على ما صنعتم قبل، و لا أحمدكم على ما تصنعون بي لأن الأمر من السماء.م.

ص: 250


1- المردي: خشبة يدفع بها الملاح السفينة (اللسان).
2- أي أنتن.
3- بالأصل: والده، و المثبت عن م.
4- رسمها و إعجامها مضطربان، و صورتها بالأصل:«فعنروا» و في م:«فصفروا» و المثبت عن مختصر ابن منظور 132/10.
5- عن م و بالأصل: أعلمكم.

قال: و أنا إسحاق، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن قال:

إن صخرا أمسك الخاتم أربعين يوما، فمن ثم دانت له الجن و الإنس، و عطفت عليه الطير و الوحش. فلما أنكر آصف و عظماء بني إسرائيل حكم عدو اللّه الشيطان في تلك الأربعين يوما، قال آصف: يا معشر بني إسرائيل هل رأيتم من خلاف حكم ابن داود ما رأيت ؟ قالوا: نعم، فعمد عند ذلك صخر فألقى بالخاتم في البحر فاستقبله جرّيّ (1) فابتلع الخاتم فصار في جوفه مثل الحريق من نور الخاتم فاستقبل جرّيه الماء فوقع في شباك الصيادين الذين كان سليمان معهم، فلما أمسوا قسموا السمك، فأسقطوا الجرّي فجعلوه لسليمان، فذهب به إلى أهله فأمرهم أن يصنعوه، فلما شقوا بطنه أضاء البيت نورا من خاتمه، فدعت المرأة سليمان فأرته الخاتم فتختم به، و خرّ للّه ساجدا، قال: إلهي لك الحمد على قديم بلائك، و حسن صنيعك إلى آل داود، إلهي أنت الذي ابتدأتهم بالنعم و أورثتهم الكتاب و الحكم و النبوة، فلك الحمد، إلهي تجود بالكثير و تلطف بالصغير، إلهي فلك الحمد، نعماؤك ظهرته فلا تخفى و بطنت فلا تحصى، فلك الحمد، إلهي تجود بالكثير و تلطف بالصغير، لم تسلمني بذنوبي فلك الحمد، تغفر الذنوب و تستجيب الدعاء فلك الحمد، إلهي لم تسلمني بجريرتي فلك الحمد و لم تخذلني بخطيئتي فلك الحمد فتمم إلهي نعمتك عليّ و اغفر لي ما سلف، وَ هَبْ لِي مُلْكاً لاٰ يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي (2)فذلك قوله: وَ لَقَدْ فَتَنّٰا سُلَيْمٰانَ وَ أَلْقَيْنٰا عَلىٰ كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنٰابَ (3).

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر، أنا أبي أبو سعد المظفّر بن الحسن بن المظفر، أنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس (4)،أنا أبو جعفر محمّد بن إبراهيم بن عبد اللّه الدّيبلي، نا أبو عبيد اللّه سعيد بن عبد الرّحمن، نا سفيان، عن ابن جريج عن مجاهد:

أن سليمان عليه السلام قال للشياطين: كيف تضلّون الناس ؟ فقال له شيطان:م.

ص: 251


1- الجري كذميّ سمك معروف (القاموس).
2- سورة ص، الآية:35.
3- سورة ص، الآية:34.
4- بالأصل: قواس، و الصواب ما أثبت عن م.

أعطني خاتمك حتى أخبرك، فأعطاه خاتمه، فذهب به حتى ألقاه في البحر، و ذهب ملك سليمان، فصار يطوف و يؤاخذ نفسه و يأتي المرأة من بني إسرائيل فيقول لها: أنا سليمان أطعميني فتبصق في وجهه حتى وجد الخاتم في بطن حوت، فردّ اللّه إليه ملكه، و كان لا يأتي ذلك - يعني الشيطان - نساءه، و قال غيره: كان يأتي نساءه فإنما أنكرنه لأنه كان يأتي نساءه و هن حيّض.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد الكندي، نا محمّد بن إدريس بن حمادة الأنطاكي، نا محمّد بن أبي السّري، أنا شيخ بن خالد (1)البصري.

ح و أخبرنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، أنا أبو المعمر المسدّد بن علي بن عبد اللّه الأملوكي، أنا أبو حفص عمر بن علي العتكي، نا محمّد بن الحسن بن فيل، نا محمّد بن إبراهيم بن كثير الصّوري.

ح و أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا عبد الرّحمن بن محمّد، أنا أبو أحمد بن عدي (2)،نا إسحاق بن إبراهيم الغزّي - بغزّة - قالا: نا محمّد بن أبي السّري، نا شيخ بن أبي خالد، نا حمّاد بن سلمة، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«كان في (3)نقش خاتم سليمان: لا إله إلاّ اللّه محمّد رسول اللّه» و في حديث أبي القاسم، و ابن أبي الحديد:«كان نقش»[4928].

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه، ثم حدّثني أبو مسعود عنه، أنا أبو نعيم، نا أبو القاسم الطّبراني، نا أزهر بن زفر المصري، نا محمّد بن خالد الرّعيني، نا حميد بن محمّد الحمصي، عن أرطأة بن المنذر، عن خالد بن معدان، عن عبادة بن الصامت قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«كان فص خاتم سليمان بن داود سماوي، فألقي إليه فأخذه فوضعه في خاتمه،».

ص: 252


1- كذا و في لسان الميزان 159/3 بن أبي خالد.
2- الكامل في ضعفاء الرجال 47/4 في ترجمة شيخ بن أبي خالد.
3- عند ابن عدي:«كان نقش» بدون «في».

و كان نقشه: أنا اللّه، لا إله إلاّ أنا محمّد عبدي و رسولي» و الصواب محمّد بن مخلد بزيادة ميم[4929].

أخبرنا أبو محمّد السّلمي، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين بن الفضل، و أبو علي بن شاذان، قالا: أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن عمروية، نا محمّد بن إسحاق الصّاغاني، نا الحسن بن موسى، نا حمّاد بن سلمة، عن أبي عمران الجوني، عن نوف البكالي:

أن سليمان كان يأوي إلى عجوز فكان إذا قال جاءت حية بيضاء من ناحية البيت تدبر عن وجهه الذباب، و أتى ذات يوم شاطئ البحر و معه فلق من خبز يابس، فجعل ينضحه بالماء، فهبت ريح فذهبت بالخبز فقعد حزينا فردّ اللّه عليه ملكه بعد ذلك.

أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز بن الحسين، نا أبو بكر أحمد بن علي، أنا أبو الحسن بن رزقويه، أنا أحمد بن سندي، نا الحسن بن علي القطان، نا إسماعيل بن عيسى العطار، أنا إسحاق بن بشر، أنا سعيد، عن قتادة، عن الحسن:

أن سليمان لما غلبه صخر المارد على ملكه خرج هاربا مخافة على نفسه أن يقتله، فمضى على وجهه بغير حذاء و لا قلنسوة في قميص و إزار قال: فمرّ بباب شارع على الطريق و قد جهده الجوع و العطش و الحر، قال: ذلك الباب، فقرع الباب، فخرجت المرأة فقالت: ما حاجتك ؟ قال: ضيافة ساعة فقد ترين ما أصابني من الحرّ و الرمضاء، و قد احترقت رجلاي و بلغ مجهودي من الجوع و العطش. قالت المرأة: إن زوجي لغائب و ليس يسعني أن أدخل رجلا غريبا علي، و هذا أوان انصراف زوجي، فادخل البستان فإن فيه ماء و ثمارا، فأصب من ثماره و تبرّد (1)فيه فإذا جاء زوجي استأذنته في ضيافتك، فإن أذن لك فذاك، و إن أبى أصبت مما رزق اللّه و مضيت، فعلم أنها تكلمت بعقل، فدخل البستان فاغتسل و وضع رأسه فنام فإذا الذباب فجاءت حية سوداء فمرّت بسليمان فعرفته فانطلقت فأخذت ريحانة من البستان بفيها يقال لها العبهر (2)فجاءت إلى سليمان عند رأسه، فجعلت تذبّ عنه حتى جاء زوج المرأة، فقصت عليه القصة، فدخل الزوج إلى سليمان. فلما رأى الحية و صنيعها دعا امرأته فقال لها: تعالي فانظري).

ص: 253


1- عن م و مختصر ابن منظور 134/10 و بالأصل:«و تبره».
2- العبهر: النرجس، و الياسمين، و نبت آخر، فارسيته بستان أفروز (القاموس المحيط ).

العجب، قال: فنظرت ثم مشيا إليه فلما رأتهما الحية تنحت عن سليمان، فأيقظاه ثم قالا له: يا فتى هذا منزلنا فهو لك لا يسعنا شيء يعجزك، و هذه ابنتي و قد زوجناكها، و كانت من أجمل نساء أهل زماننا (1)قال: فتزوجها و أقام عندهم ثلاثة أيام ثم قال: لا يسعني إلاّ طلب المعيشة لي و لأهلي قال: فانطلق إلى الصيادين فقال لهم: هل لكم في رجل يكون معكم يعينكم و ترضخون (2)له شيئا من صيدكم، و كلّ يأتيه اللّه برزقه فقالوا: قد انقطع عنا الصيد و ليس عندنا فضل نعطيكه، قال: فمضى إلى غيرهم فقال لهم مثل هذه المقالة، قالا: نعم و كرامة نواسيك بما عندنا، فأقام معهم يختلف كل ليلة إلى أهله بما أصاب من الصيد حتى أنكر الناس قضاء سليمان و فعاله فقالوا لآصف: هل تنكر من سليمان الذي أنكرنا؟ قال: نعم، و لكن دعوني أعلم علم نساءه، فانطلق آصف و كان لا يحتجب عنهن فسألهن عن فعاله، فإن (3)أنكرنا جميع فعاله لا يطلب النساء إلاّ عند الحيض، فقال: هل تؤاتينه قلن: لا.

قال ابن عباس: من زعم أنه أتى نساءه فقد كذب، كان سليمان أكرم على اللّه من أن يسلط الشيطان على نسائه قال: فختم اللّه عليه، و لم يردهنّ قال: و احترس نساؤه، و اجتمع الناس يدعون اللّه أن يفرج ما بسليمان. قال: فلما رأى الخبيث أن الناس قد فطنوا له، عمد فكتب كتاب السحر و ختمه بخاتم سليمان، و دفنه من تحت قائمة سرير سليمان و انطلق بالخاتم فألقاه في البحر.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا محمّد بن يوسف الهروي، أنا محمّد بن حمّاد بن عبد الرزاق، أنا معمر، عن قتادة قال:

كتبت الشياطين كتبا فيها سحر و شرك، ثم دفنت تلك الكتب تحت كرسي سليمان، فلما مات سليمان استخرج الناس تلك الكتب فقالوا: هذا علم كتمناه سليمان فقال اللّه تعالى وَ اتَّبَعُوا مٰا تَتْلُوا الشَّيٰاطِينُ عَلىٰ مُلْكِ سُلَيْمٰانَ وَ مٰا كَفَرَ سُلَيْمٰانُ وَ لٰكِنَّ الشَّيٰاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النّٰاسَ السِّحْرَ وَ مٰا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبٰابِلَ هٰارُوتَ وَ مٰارُوتَ (4)2.

ص: 254


1- كذا، و لعل الصواب:«زمانها» كما في م.
2- رضخ له: أعطاه عطاء غير كثير (القاموس).
3- كذا بالأصل، و المعنى أوضح في م: فسألهن عن فعاله، قلن: أنكرنا جميع...
4- سورة البقرة، الآية:102.

أخبرنا أبو علي بن السّبط ، أنا أبي أبو سعد، أنا أحمد بن إبراهيم بن فراس، أنا محمّد بن إبراهيم الدّيبلي، نا أبو عبيد اللّه، نا سفيان، عن حصين، عن محمّد (1)بن الحارث قال:

كنت مع ابن عباس فأتاه رجل من أهل الكوفة فقال: ما وراءك ؟ قال: تركت الناس يتحدثون بقدوم علي بن أبي طالب عليهم، فقال ابن عباس: إن الشياطين كانوا يسرقون السمع فيستمعون فيزيدون و يكذبون على عهد سليمان، فأكتبته الناس فلما سمع بذلك سليمان أخذ تلك الكتب كلها فحفر لها تحت كرسيه و دفنها، فلما مات سليمان قال لهم الشيطان: أ لا أدلكم على كثرة الممتنع الذي لم يكن له كنز أفضل منه احفروا هاهنا، فحفروه فاستخرجوا تلك الكتب و هو قول اللّه تعالى: وَ اتَّبَعُوا مٰا تَتْلُوا الشَّيٰاطِينُ الآية.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الحسن العتيقي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالا:

أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد بن صالح، حدّثني أبي، حدّثني يزيد بن معروف، نا جرير، عن حصين، عن عمران بن الحارث قال:

بينا نحن عند ابن عباس إذ دخل عليه رجل، فقال له ابن عباس: من أين جئت ؟ قال: من العراق، قال: من أين ؟ قال: من الكوفة، قال: فما الخبر؟ قال: تركتهم يتحدثون أن عليا خارج إليهم، قال: ففزع ثم قال: ما تقولون لا أبا لك ؟ لو شعرنا ما نكحنا نساءه و لا قسمنا ميراثه سأحدثكم عن ذلك، كان الشياطين يسترقون السمع من السماء فيجيء أحدهم بكلمة حق قد سمعها، فإذا جربت صدق، و كذب معها سبعين كذبة، فيشربها قلوب الناس فأطلع اللّه عليها سليمان عليه السلام فأخذها فدفنها تحت كرسيه، فلما توفي سليمان [قام] (2) شيطان بالطريق فقال: أ لا أدلكم على كنزه الممتنع الذي لا كنز له مثله ؟[تحت ا] لكرسي (3) فأخرجوه فقالوا: هذا سحر فتناسختها الأممي.

ص: 255


1- كذا بالأصل و م، و سيرد في الخبر التالي: عمران بن الحارث.
2- مكانها بياض بالأصل و م، و الكلمة مستدركة عن مختصر ابن منظور 135/10.
3- قبلها بياض بالأصل و الكلمة استدركت عن م، و انظر المختصر، و «ألف» الكرسي.

حتى بقاياها ما تحدث به أهل العراق، و أنزل اللّه تعالى [في] (1) عذر سليمان عليه السلام: وَ اتَّبَعُوا مٰا تَتْلُوا الشَّيٰاطِينُ عَلىٰ مُلْكِ سُلَيْمٰانَ وَ مٰا كَفَرَ سُلَيْمٰانُ وَ لٰكِنَّ الشَّيٰاطِينَ كَفَرُوا إلى آخر الآية.

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد، أنا أبو الفضل المطهّر (2) بن عبد الواحد بن محمّد البزاني، أنا أبو عمر عبد اللّه بن محمّد بن أحمد بن عبد الوهاب السّلمي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن يزيد الزّهري، نا عمي أبو الحسن عبد الرّحمن بن عمر بن يزيد الزّهري، نا روح بن عبادة، نا عمران بن حدير (3)،عن عكرمة في هذه الآية:

وَ اتَّبَعُوا مٰا تَتْلُوا الشَّيٰاطِينُ عَلىٰ مُلْكِ سُلَيْمٰانَ قال: لما توفي سلميان وقع في الناس أوصاب، فقال الناس: لو كان سليمان حيا كان عنده من هذا فرج، قال: فظهرت لهم الشياطين فقالوا: نحن ندلكم على ما كان يعمل سليمان، قال: فكتبوا كتبا فجعلوها في بيوت الدوابّ فأمرهم أن يحفروا في بيوت الدواب و استخرجوا الكتب التي كتب الشياطين من السحر و السجع فقالوا: هذا ما كان سليمان يعمل، فأنزل اللّه عز و جل هذه الآية: وَ مٰا كَفَرَ سُلَيْمٰانُ وَ لٰكِنَّ الشَّيٰاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النّٰاسَ السِّحْرَ قال: لم يكن عمل سليمان و لكن من عمل الشيطان.

أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز، نا أبو بكر أحمد بن علي، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا أحمد بن سندي، أنا الحسن بن علي، أنا إسماعيل بن عيسى، أنا إسحاق بن بشر، أنا سعيد، عن قتادة، عن الحسن:

أن صخرا (4) المارد حين كان غلب على ملك سليمان، فلما فطن له الناس كتب كتاب السحر، و دعا الشياطين، فأخبرهم أنه قد غلب سليمان على ملكه، و أنه يلقي خاتمه في البحر، فلا يقدر عليه و يستريحوا منه، و أن هذا كتابا كتبه (5) فيه أصناف السحر، و ختمه بخاتم سليمان، و إني أدفنه تحت كرسيه، و كتب في عنوانه: هذا ما كتبه.

ص: 256


1- سقطت من الأصل.
2- بالأصل «المظهري» و في م: المطهري مكان:«المطهر بن» و الصواب ما أثبتناه انظر ترجمته في سير الأعلام 549/18.
3- حدير بمهملات مصغرا كما في تقريب التهذيب.
4- بالأصل و م: صخر.
5- كذا بالأصل، و في مختصر ابن منظور: و أن هذا كتاب كتبته.

آصف بن برخيا الصديق للملك سليمان بن داود من العلم، فلما مات سليمان جاءت الشياطين في صورة الإنس فقالوا لبني إسرائيل: إن لسليمان كنزا من دفائن من كنوز العلم كان يعمل به هذه العجائب، فهل لكم فيه ؟ قالوا: نعم، فحفروا ذلك الموضع و استخرجوا ذلك الكتاب، فلما نظروا فيه أنكر الأحبار ذلك، و قالوا: ما هذا من أمر سليمان و أخذه قوم، و قالوا: و اللّه ما كان سليمان يعمل إلاّ بهذا، ففشا فيهم السحر، فليس هو في أحد أكثر منه في اليهود. فلما ذكر اللّه لرسوله أمر سليمان و أنزل عليه في سليمان في المرسلين و عده فيهم. قال من كان بالمدينة من اليهود: أ لا تعجبون من محمّد صلى اللّه عليه و سلم يزعم أن سليمان كان نبيا، و اللّه ما كان إلاّ ساحرا فأنزل اللّه عز و جل فيما قالوا: وَ اتَّبَعُوا مٰا تَتْلُوا الشَّيٰاطِينُ عَلىٰ مُلْكِ سُلَيْمٰانَ يقول ما كتبت الشياطين - يعني أيام غلب صخر سليمان على ملكه- وَ لٰكِنَّ الشَّيٰاطِينَ كَفَرُوا هم كتبوا السحر، و ما عمل سليمان بالسحر وَ مٰا أُنْزِلَ السحر عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبٰابِلَ هٰارُوتَ وَ مٰارُوتَ حتى فرغ من قصتهما. و قد بيّناه في أول الكتاب.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد (1)،أنا أبو محمّد الجوهري، أنا علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ، أنا أبو بكر محمّد بن إسماعيل البندار البصلاني، نا خالد بن يوسف السّمتي، حدّثني أبي عن موسى بن عقبة، عن أبي حازم عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«قال سليمان: لأطوفنّ الليلة على تسعين امرأة كلها تأتي بفارس يجاهد في سبيل اللّه، فقال له صاحبه: إن شاء اللّه، فلم يقل، فطاف عليهن جميعا فلم تحمل منهن إلاّ امرأة واحدة، جاءت بشق رجل، و أيم الذي نفسي بيده إنه لو قال إن شاء اللّه لجاهدوا في سبيل اللّه فرسانا أجمعون» (2)[4930].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، و أبو القاسم البجلي و عقيل بن عبيد اللّه ح.

و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم أيضا، أنا أبو القاسم علي بن محمّد بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر قالوا: أنا أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم، ناق.

ص: 257


1- بالأصل «الاسيد» خطأ و الصواب ما أثبت عن م، و قد تقدم التعريف به.
2- نقله ابن كثير في البداية و النهاية بتحقيقنا 35/2 من عدة طرق.

بكّار بن قتيبة، نا وهب بن جرير بن حازم، نا هشام بن هشام بن حسان، عن محمّد بن سيرين، عن أبي هريرة رفعه قال: قال سليمان بن داود: أطوف الليلة على مائة امرأة فتلد كل امرأة منهن غلاما يضرب بالسيف فارسا في سبيل اللّه و لم يستثن (1) بشيء فلم تلد منهن إلاّ امرأة واحدة ولدت نصف إنسان فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«لو استثنى، لو قال: إن شاء اللّه، لولدت كل امرأة منهن غلاما يضرب بالسيف فارسا في سبيل اللّه»[4931].

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين (2) بن عبد الملك، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا زهير، أنا هشام بن حسان، عن محمّد، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«قال سليمان بن داود: لأطوفنّ الليلة على مائة امرأة كل امرأة منهن تلد غلاما يضرب بالسيف في سبيل اللّه، و لم يقل إن شاء اللّه، فطاف تلك الليلة على مائة امرأة فلم تلد منهن امرأة إلاّ امرأة ولدت نصف إنسان» فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لو كان قال: إن شاء اللّه، لولدت كل امرأة منهن غلاما يضرب بالسيف في سبيل اللّه عزّ و جلّ »[4932].

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، و أبو الحسن بركات بن عبد العزيز، قالا: أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن بن رزقويه، أنا أحمد بن السندي، نا الحسن بن علي، نا إسماعيل بن عيسى، أنا إسحاق بن بشر، أنا مقاتل، عن أبي الزناد، و ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن عبد الرّحمن، عن أبي هريرة: أن سليمان بن داود كان له أربعمائة امرأة و ستمائة سرية، فقال يوما: لأطوفنّ الليلة على ألف امرأة فتحمل كل واحد منهن بفارس يجاهد في سبيل اللّه عزّ و جلّ و لم يستثن، فطاف عليهن فلم تحمل واحدة منهن إلاّ امرأة واحدة جاءت بشق إنسان فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:

«و الذي نفسي بيده لو استثنى فقال: إن شاء اللّه، لولد له ما قال، فرسان و لجاهدوا في سبيل اللّه» (3)[4933].2.

ص: 258


1- بالأصل و م: يستثني.
2- بالأصل: الحسن، خطأ، و الصواب ما أثبت عن م، انظر فهارس المطبوعة (عاصم - عائذ ص 625) و انظر ترجمته في سير الأعلام 620/19.
3- من هذه الطريق نقله ابن كثير في البداية و النهاية 36/2.

أخبرنا أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، أنا أبي أبو القاسم القشيري، أنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن بن محمّد، أنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الحافظ ، نا عمران بن بكّار، نا علي بن عياش، أنا شعيب، عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:

«قال سليمان بن داود: لأطوفنّ الليلة على تسعين امرأة كلهن تأتي بفارس يجاهد في سبيل اللّه فقال له صاحبه: إن شاء اللّه، فلم يقل إن شاء اللّه، فطاف عليهن جميعا فلم تحمل منهن إلاّ امرأة واحدة جاءت بشق رجل، و أيم اللّه (1) الذي نفس محمّد بيده، لو قال: إن شاء اللّه لجاهدوا في سبيل اللّه فرسانا أجمعون»[4934].

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح، أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن أبي جعفر الطّبسي (2)،أنا أبو بكر أحمد بن محمّد الصّدفي (3)،أنا الحسن بن محمّد بن حكيم العامري، نا أبو الموجّه محمّد بن عمرو بن الموجّه الفزاري المروزي، أنا عثمان بن أبي شيبة، نا جرير، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: كان لداود تسع و تسعون امرأة و كان لسليمان مائتا امرأة.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين، أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا محمّد بن عبيد اللّه أبو جعفر بن أبي داود المنادي، نا أبو خالد القرشي، نا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمارة بن عمر، عن علي بن أبي طالب قال:

بينما سليمان النبي جالس على شط البحر و هو يلعب بخاتمه إذ انفلت من يده فوقع في البحر، و كان ملكه في خاتمه، فانطلق فأتى عجوزا فأوى إليها، و خلف الشيطان في أهله فقالت العجوز: إما أن تكفيني عمل البيت و أذهب فأطلب، أو أكفيك و تذهب فتطلب فقال: أكفيكم فذهب فانتهى إلى صيادين فنبذوا إليه سمكا فأتى بهن العجوز، فشقت بطن السمكة و إذا الخاتم في بطنها، فأخذه فقبّله فأقبلت إليه الجن و الشياطينأ.

ص: 259


1- لفظة الجلالة كتبت فوق الكلام بين السطرين.
2- ترجمته في سير الأعلام 588/18 و الطبسي ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى طبس: بلدة في البرية بين نيسابور و أصبهان و كرمان.
3- في م: الصدقي، خطأ.

و الطير و الوحش، و فرّ الشيطان حتى أتى جزيرة في البحر في كل سبعة أيام. قال: فصبوا له خمرا فلما شرب سكر، و أروه الخاتم فقال: سمع (1) و طاعة، فأتوا به سليمان بن داود فأوثقه و أمر به إلى جبل الدخان فما ترون من الدخان فذلك.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا يحيى بن محمّد، نا الحسين بن الحسن، نا الفضل بن موسى، نا حزم بن مهران، قال:

سمعت الحسن يقول:

انطلق نبي اللّه سليمان إلى الحمام ليغتسل فوضع خاتمه، ثم دخل فجاء الشيطان فأخذ الخاتم، ثم انطلق به إلى نهر كثير الماء، فرمى به فيه، فخرج نبي اللّه من الحمام قال: فلقد ذكر لي أنه لم يره أحد من الناس و لم يعرف أربعين ليلة، و كان يأوي إلى امرأة مسكينة، فانطلق ذات يوم فبينما هو قاعد على شاطئ نهر إذا (2) وجد سمكة فأتى بها المرأة فقال لها: اصنعيها، فشقتها فإذا هي بالخاتم في جوفها، فأخذ الخاتم فجعله في يده فعند ذلك سأل ربه فقال: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَ هَبْ لِي مُلْكاً لاٰ يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي، إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهّٰابُ (3).

أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز بن الحسين، نا أحمد بن علي بن ثابت، أنا محمّد بن أحمد بن رزقويه، نا أحمد بن سندي، نا الحسن بن علي القطان، نا إسماعيل بن عيسى، أنا إسحاق بن بشر، أخبرني مقاتل، و جويبر، عن الضّحّاك، عن ابن عباس في قوله عز و جل ثُمَّ أَنٰابَ يعني ثم استغفر ف قٰالَ : رَبِّ اغْفِرْ لِي ما كان من أمر الصنم في داري وَ هَبْ لِي مُلْكاً لاٰ يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي لا يغلبني عليه أحد كما غلبني عليه صخر المارد إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهّٰابُ .

قال: و أنا إسحاق، أنا محمّد بن إسحاق، و ابن سمعان عن من يخبرهما عن عروة بن الزبير قال:

لما دعا سليمان حين استخلف قال: هَبْ لِي مُلْكاً لاٰ يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي..

ص: 260


1- كذا بالأصل و م، و الصواب: سمعا و طاعة.
2- كذا، و الصواب:«إذ» كما في م.
3- سورة ص، الآية:35 و في التنزيل العزيز: قال ربّ ، اغفر لي وهب لي ملكا...

فأعطاه اللّه ما لم يكن أعطاه أحدا من قبله و لا من بعده، سخّر له الريح و الجن و الإنس و الشياطين، و الوحش و الطير.

قال: و أنا إسحاق، أنا مقاتل بن سليمان، و غياث بن إبراهيم، و أبو روق الهمداني، عن عكرمة:

أن سليمان لما أصاب الملك، أمر بحمل أهل ذلك البيت فوضعهم في وسط المملكة و لم يكن سليمان قال: تلك المرأة حتى رد اللّه عليه ملكه، و عرف أن اللّه عز و جل قد تاب، و كان ذلك لطفا من اللّه عز و جل حين عطف عليه أهل ذلك البيت.

أخبرنا أبو عبد اللّه عبد الصمد بن ناصر بن خلف الصّرّاف الصوفي - بهراة - نا أبو إسماعيل عبد اللّه بن محمّد بن علي الأنصاري - إملاء - نا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن علي الجارودي - أملاه علينا - أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن حمّاد البزار ببغداد، أنا جعفر الدقاق الحافظ ، نا أبو مسلم أحمد بن عبد الرّحمن الهمداني الكوفي، نا عمر بن الوليد البغدادي، نا موسى بن داود البصري، نا حمّاد بن سلمة، عن محمّد بن زياد (1)،عن أبي هريرة قال:

كان اليوم الذي رد اللّه تعالى إلى سليمان بن داود خاتمه يوم النيروز (2)،فجاءت الشياطين بالتحف و كان تحفة الخطاطيف أن جاءت بالماء في مناقيرها فرشته بين يدي سليمان، فاتّخذ الناس رشّ الماء من ذلك اليوم.

أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن بن رزقويه، أنا أحمد بن سندي، نا الحسن بن علي، نا إسماعيل بن عيسى، أنا إسحاق بن بشر، حدّثني سفيان الثوري قال:

بلغني أن سليمان بن داود يوم ردّ اللّه عليه ملكه أمر الريح أن تحمله، فحملته فانتهى إلى مفرق الطريقين، استقبله خطاف فقال: أيها الملك إن لي عشّا فيه بيضات قد حضنتهن، و أنا أرجو إفراخي أيامي هذه، فاعدل رحمك اللّه، فإنك إن مررت بالعش).

ص: 261


1- بالأصل زناد، خطأ و الصواب ما أثبت عن م، و هو محمد بن زياد القرشي الجمحي انظر ترجمته في تهذيب التهذيب ط بيروت 110/4-111.
2- النيروز، معرب نوروز، أول يوم من السنة (القاموس المحيط ).

حطمت بيضاتي (1)،فشفعه و ترك ذلك الطريق، فانطلق الخطّاف إلى البحر حين نزل سليمان فحمل ماء في منقاره، فنضح بين يديه فسأله أصحابه عن ذلك فقال: إنه سألني أن أعدل عن الطريق الذي فيه عشه، فهو يحمل الماء من البحر بمنقاره ينضحه بين يديّ شكرا لي.

قال: و أنا إسحاق، حدّثني شيخ من خزاعة - يقال له: عبد الرّحمن بن آدم - حدّثني سعيد بن أبي عروبة بهذا الحديث و زاد فيه: أنه أتاه برجل جرادة فوضعه بين يدي سليمان فقال له سليمان: ما هذا؟ قال: هدية لك، فقال سليمان: لقد شكر هذا، و من لا يشكر المخلوق لا يشكر الخالق،.

قال: و أنا إسحاق، أخبرني مقاتل بن سليمان مثله، و زاد فيه قال: سمي ذلك اليوم نيروز ذلك أنه وافق هذا اليوم الذي يسمونه النيروز، فكانت الملوك تتيمن بذلك اليوم، و اتّخذوه عيدا، و كانوا يرشون الماء في ذلك اليوم و يهدون لفعل الخطّاف و يتمنّون بذلك.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو الحسن علي بن هبة اللّه بن عبد السلام، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا أحمد بن إبراهيم، نا شبّابة، نا شعبة، عن محمّد بن زياد، عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه صلى صلاة فقال:

«إن الشيطان عرض ليفسد عليّ ليقطع الصلاة علي، فأمكنني اللّه منه فذعتّه (2)، و لقد هممت أن أوثقه في سارية حتى يصبحوا فينظرون إليه، فذكرت قول سليمان: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَ هَبْ لِي مُلْكاً لاٰ يَنْبَغِي لِأَحَدٍ (3)فردّه اللّه خائبا»[4935].

أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز، نا أحمد بن علي، أنا أحمد (4)بن محمّد بن رزقويه، أنا أحمد بن سندي، نا الحسن، نا إسماعيل، أنا إسحاق، حدّثني جويبر، عن الضّحّاك قال:7.

ص: 262


1- بالأصل: بيضات.
2- أي خنقته (النهاية لابن الأثير: ذعت).
3- سورة ص، الآية:35، و في التنزيل: قال رب اغفر لي وهب لي ملكا...
4- كذا بالأصل و م و صوابه: محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد أبو الحسن البغدادي، ترجمته في سير الأعلام 258/17.

لما ردّ اللّه ملك سليمان بعث سليمان إلى صخر فأتي به، فلما أدخل عليه أمر بوثاقه فأوثقوه حديدا ثم سأل الجن: أي قتلة أشدّ حتى أقتله ؟ قال: نأتيك بصخرة ثم تجوفها ثم نوثقه فنضعه فيها و نسدها عليه و نطبقها (1)بالحديد ثم نلقيه في البحر، ففعلوا ذلك به، فألقوه في أعمق مكان في البحر فهو فيه إلى يوم القيامة، فذلك قول اللّه عز و جل: وَ آخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفٰادِ هٰذٰا عَطٰاؤُنٰا فَامْنُنْ (2)يعني سليمان، على من شئت من الشياطين أَوْ أَمْسِكْ يعني أو أقرّه في الوثاق في البحر بِغَيْرِ حِسٰابٍ (3)يعني لا تبعة عليك فيه إلى يوم القيامة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد الأسدي الأكفاني القاضي، أنا محمّد بن مخلد العطار، نا زكريا بن يحيى بن الحارث بن ميمون البصري، نا وهب بن جرير، عن أبيه قال: سمعت عبد اللّه بن عبيد بن عمير قال:

بعث سلميان إلى مارد من مردة الجن كان في البحر، فأتي به. فلما كان على باب داره أخذ عودا فذرعه بذراعه، ثم ألقاه من وراء الحائط فوقع بين يدي سليمان فقال سليمان: ما هذا؟ فأخبر بالذي صنع المارد، فقال: تدرون ما أراد؟ قالوا: لا، قال: فإنه يقول: اصنع ما شئت فإنما تصير إلى مثل هذا من الأرض.

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبار بن محمّد بن أحمد، أنا علي بن أحمد بن محمّد الواحدي، أنا أبو الحسن المؤمّل بن أحمد السّوادي، نا محمّد بن عبد اللّه بن نعيم، أخبرني أبو سعيد الأحمسي، نا الحسين بن حميد، نا الحسين بن علي السّلمي، حدّثني محمّد بن حسان، عن محمّد بن جعفر بن محمّد، عن أبيه قال:

أعطي سليمان بن داود ملك مشارق الأرض و مغاربها، فملك سبعمائة سنة و ستة أشهر، ملك أهل الدنيا كلهم من الجن، و الإنس، و الشياطين، و الدوابّ ، و الطير، و السباع، و أعطي علم كل شيء، و منطق كل شيء، و في زمانه صنعت الصنائع المعجبة9.

ص: 263


1- بالأصل: و يسدها... و يطبقها.. يلقيه.
2- سورة ص، الآية:38-39.
3- سورة ص، الآية:39.

التي سمع بها الناس، و ذلك قوله: و عُلِّمْنٰا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَ أُوتِينٰا مِنْ كُلِّ شَيْ ءٍ (1).

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم [بن] (2)حمزة، و أبو الحسن بركات بن عبد العزيز، قالا: نا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب، أنا أبو الحسن بن رزقويه، أنا أحمد بن سندي، نا الحسن بن علي القطان، نا إسماعيل بن عيسى، أنا إسحاق بن بشر، أنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن قال:

كان سليمان رجلا غزّاء، يغزو البر و البحر، و لا يسمع بملك في ناحية من الأرض إلاّ أتاه حتى يذلّه، و كان إذا أراد الغزو أمر بعسكره فضرب، و كان اتخذ ألواحا من خشب و ضم بعضها إلى بعض، و عمل لها عمدا من تحتها و شددها بالمسامير الحديد على قدر عسكره، فربما كان عسكره فرسخا (3)في فرسخ أو أقل أو أكثر، ثم تجيء الشياطين فتدخل تحت الخشب، فتحمل تلك العمد ثم يأمر الريح فتحمله و عسكره فتقذف به الريح و عسكره مسيرة شهر، و كانت الريح تغدو به شهرا و تروح به شهرا و بعسكره فذلك قول اللّه تعالى: رُخٰاءً حَيْثُ أَصٰابَ (4)مطيعة حيث أراد و كان الرخاء ريحا يحمل عسكره إلى حيث أراد سليمان، و إنه ليمر بالزراعة فما يحركها الريح.

قال: و أنا إسحاق، أنا أبو إلياس، عن وهب قال: كانت الشياطين عملوا لسليمان مدينة من قوارير، إذا خرج في المغازي كان يحمل تلك المدينة معه و حشمه و أهل بيته، و كانت ألف ذراع في عشرة آلاف ذراع فيها ألف سقف، كل سقف ألف ذراع، في ألف ذراع، بين كل سقفين عشرة أذرع على كل سقف ما يحتاج إليه من المساكن و القباب و المرافق، فجعل الأعلى قبة فيها مجلسه، على قبتها علم أحمر يضيء منه بالليل العسكر، و ترى بالليل من الأرض البعيدة كما ترى النار، و لتلك المدينة ألف ركن على مناكب الشياطين، تحت كل ركن عشرة من الشياطين.

قال: و أنا إسحاق، أنا أبو إلياس، عن وهب بن منبّه، عن كعب قال:

إن سليمان كان إذا ركب حمل أهله و سار بجيشه و خدمه و كتائبه و تلك السقوف6.

ص: 264


1- سورة النمل، الآية:16.
2- زيادة للإيضاح عن م.
3- بالأصل و م: فرسخ.
4- سورة ص، الآية:36.

بعضها فوق بعض على قدر درجاتهم، و قد اتّخذ مطابخ و مخابز، يحمل فيها تنانير الحديد، و قدورا عظاما (1)يسع كل قدر عشر جزائر، و قد اتّخذ فيه ميادين للدوابّ أمامه فيطبخ الطباخون، و يخبز الخبازون، و تجري الدواب بين يديه بين السماء و الأرض و الريح تهوي بهم. فسار من إصطخر إلى اليمن فسلك المدينة - مدينة الرسول صلى اللّه عليه و سلم - فقال سليمان: هذه دار هجرة نبي في آخر الزمان، طوبى لمن آمن به، و طوبى لمن اتّبعه، و طوبى لمن اقتدى به، ثم مضى حتى مرّ بمكة، فقال: هذا مولد نبي في آخر الزمان، طوبى لمن آمن به، و طوبى لمن اتّبعه، و طوبى لمن اقتدى به، و رأى حول البيت أصناما تعبد من دون اللّه، فلما جاور سليمان البيت بكا البيت، فأوحى اللّه إلى البيت فقال: ما يبكيك ؟ قال: يا رب أبكاني هذا نبيّ من أنبيائك و قوم من أوليائك، و قوم من أوليائك (2)مرّوا عليّ فلم يهبطوا فيّ و لم يصلّوا عندي، و لم يذكروك بحضرتي، و الأصنام تعبد حولي من دونك، فأوحى اللّه إليه أن لا تبك، فإني سوف أملأك وجوها سجودا، و أنزل فيك قرآنا جديدا و أبعث منك نبيا، في (3)آخر الزمان أحب أنبيائي إليّ ، و اجعل فيك عمارا من خلقي يعبدوني، و أفرض على عبادي فريضة يدفّون (4)إليك دفوف النسور إلى و كورها، و يحنّون إليك حنين الناقة إلى ولدها، و الحمامة إلى بيضها، و أطهرك من الأوثان و عبدة الشياطين.

ثم مضى سليمان حتى مرّ بوادي النسرين من الطائف، فأتى على وادي النمل، فقالت نملة تسمى جيرين (5)من قبيلة تسمى الشيصبان و كانت عرجاء تتكاوس (6)و كانت مثل الذئب العظيم فنادت النملة: يٰا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسٰاكِنَكُمْ لاٰ يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمٰانُ وَ جُنُودُهُ وَ هُمْ لاٰ يَشْعُرُونَ (7)يعني أن سليمان يفهم مقالتها، و كان لا يتكلم خلق إلاّ8.

ص: 265


1- بالأصل و م: و قدور عظام.
2- كذا «و قوم من أوليائك» مكرر بالأصل.
3- بالأصل:«و آخر» و المثبت «في آخر» عن م، و انظر مختصر ابن منظور 140/10.
4- يدفون: أي يسيرون جماعة سيرا ليس بالشديد (القاموس).
5- عن مختصر ابن منظور، و بالأصل مهملة و غير واضحة و صورتها:«حر؟؟؟ ى» و في م:«حبرس» و في البداية و النهاية 23/2 اسمها: حرسا. و في أحكام القرآن 168/3 قيل كان اسمها: طاخية. و قال السهيلي: قالوا: اسمها حرميا، و لا أدري كيف يتصور للنملة اسم علم و النمل لا يسمي بعضهم بعضا.
6- تتكاوس أي تمشي على ثلاث قوائم.
7- سورة النمل، الآية:18.

حملت الريح ذلك فألقته في مسامع سليمان، قال: فَتَبَسَّمَ سليمان ضٰاحِكاً مِنْ قَوْلِهٰا، وَ قٰالَ : رَبِّ أَوْزِعْنِي (1)يعني ألهمني أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ (2)يعني أن أؤدي شكر ما أنعمت عَلَيَّ وَ عَلىٰ وٰالِدَيَّ ، وَ أَنْ أَعْمَلَ صٰالِحاً تَرْضٰاهُ وَ أَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبٰادِكَ الصّٰالِحِينَ (3)يعني مع الصالحين.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرازي، أنا أبو القاسم بن فناكي، نا محمّد بن هارون، نا أحمد بن يوسف، نا خلف، نا إسماعيل، حدّثني عبد الصمد بن معقل قال: ذكر وهب بن منبّه سليمان و تعظيم ملكه:

أنه كان له في رباطه اثنا (4)عشر ألف حصان، و كان يذبح لغدائه كل يوم سبعين ثورا معلوفا (5)و ستين كرا من الطعام سوى الكباش و الصيد و الطير، فقيل لوهب: يا أبا عبد اللّه، أ كان يسع هذا ما له ؟ قال: كان إذا ملك الملك على بني إسرائيل اشترط عليهم أنهم رقيقه و أن أموالهم له، ما شاء أخذ منها، و ما شاء ترك.

أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنا أبي سعد، أنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم الدّيبلي، نا أبو عبيد اللّه، نا سفيان، عن أبي شيبان، عن سعيد بن جبير قال:

كان يوضع لسليمان بن داود عليه السلام ثلاثمائة ألف كرسي فيجلس مؤمني الإنس مما يليه، و مؤمني الجن من ورائهم، ثم يأمر الطير الريح فتحمله.

رواه المنهال، فزاد فيه ابن عباس.

أخبرناه أبو علي الحسن بن المظفّر، و أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن عبد الوهاب، و أم أبيها فاطمة بنت علي بن الحسين بن جدا، قالوا: أنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن الحسن، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمّد بن الحسن، نا أبو الليث نصر بن القاسم بن نصر بن يزيد الفرائضي، نا أحمد بن عمر الوكيعي، نا أبو معاوية، نا الأعمش، عن المنهال بن (6)عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:

كان سليمان بن داود يوضع له ستمائة ألف كرسي ثم يجيء أشراف الإنس5.

ص: 266


1- سورة النمل، الآية:19.
2- سورة النمل، الآية:19.
3- سورة النمل، الآية:19.
4- بالأصل: اثني عشر.
5- بالأصل: مغلوبا، و المثبت عن م، و انظر مختصر ابن منظور 140/10.
6- بالأصل «عن» خطأ، و الصواب ما أثبت عن م، انظر ترجمته في سير الأعلام 184/5.

فيجلسون مما يليه، ثم يجيء أشراف الجن حتى يجلسوا مما يلي الإنس، ثم يدعو الطير فتظلهم، ثم يدعو الريح فتحملهم فيسيرون.

قال ابن السمط : فيسير في الغداة الواحدة مسيرة شهر، قال: فبينما هو ذات يوم يسير إذ احتاج إلى الماء، و هو في فلاة من الأرض قال: فدعا الهدهد فنقر الأرض فأصاب موضع الماء، فجاءت الشياطين إلى المكان فيسلخونه كما يسلخ الإهاب حتى استخرجوا الماء. فقال له نافع بن الأزرق: يا وصاف أ رأيت قوله: الهدهد يجيء فينقر الأرض فيصيب موضع الماء، فكيف يعرف هذا. و لا يعرف الفخ حتى يقع في عنقه ؟ فقال ابن عباس: ويحك، إن القدر حال دون البصر.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثني علي بن حمشاد، نا إسماعيل بن إسحاق، نا سليمان بن حرب، نا حمّاد بن زيد، عن الزبير بن الخرّيت (1)،عن عكرمة، عن ابن عباس قال: كان الهدهد يدل سليمان على الماء، فقلت: و كيف ذاك و الهدهد ينصب له الفخ يلقى عليه التراب، فقال: أعضك بهن أبيك و لم يكن إذا جاء القضاء ذهب البصر.

أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز، نا أحمد بن علي، أنا محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن سندي، نا الحسن بن علي، نا إسماعيل بن عيسى، نا طاهر بن حمّاد بن عمرو النّصيبي، حدّثني إدريس بن سنان، أبو إلياس قال:

بلغنا - و اللّه أعلم - عن صفة كرسي سليمان بن داود بحكمته أنه صنع دفوف الكرسي من عظام الفيلة، و فصصها بالدّرّ و بالياقوت و الزّبرجد و اللؤلؤ صنعه صنعة لم يصنع مثلها من مضى، و لا صنعها من بقي بعده، ثم جعل له ست درجات بعضها فوق بعض، و جعل بين كل درجتين شبرا (2)و جعل كل درجة منها مفصصة بالياقوت و الزّبرجد و اللؤلؤ، و حفف الكرسي من جانبيه كليهما بنخل من ذهب، و عناقيدها ياقوت و زبرجد و لؤلؤ، و جعل رءوس النخل من أحد جانبي الكرسي طواويس من ذهب، و جعل من جانبه الآخر نسورا من ذهب مقابلة الطواويس، و جعل عن يمينا.

ص: 267


1- بالأصل و م: الحريت خطأ و الصواب ما أثبت بالخاء، ضبطت عن تقريب التهذيب بكسر المعجمة و تشديد الراء المكسورة بعدها تحتانية ساكنة ثم فوقانية.
2- عن مختصر ابن منظور 141/10 و بالأصل و م: سرا.

الدرجة الأولى شجرة من صنوبر من ذهب، و عن يسارها أسد من ذهب، و على رءوس الأسدين [عمود من زبرجد، و من جانبي الأسدين شجرتين كلتاهما كرم من ذهب معرشتين، فأظلتا الكرسي] (1)كله بتعريشهما و ورقهما و فوق أعلى درج الكرسي أسدين عظيمين من ذهب مجوفين محشوين مسكا (2)و عنبرا، فإذا أراد سليمان بن داود الملك أن يصعد على كرسيه استدار الأسدان كما يستدير المنجنون (3)فينضحان ما في أجوافهما من الطيب، و من جانبي الكرسي منبران من ذهب أحدهما مجلس خليفة سليمان، و الآخر مجلس الأحبار و القضاة، و سبعين منبرا من ذهب لسبعين قاضيا من أحبار بني إسرائيل و علمائهم، و كهولهم، من كل جانب من الكراسي خمسة و ثلاثون منبرا، فإذا أراد الملك أن يصعد إلى كرسيه وضع قدميه على الدرجة الأولى من الكرسي استدار الكرسي كما يستدير المنجنون (4)،فيبسط الأسد يده اليمنى و النسر جناحه الأيسر فيتكئ سليمان عليهما إلى الدرجة التي تليها و كذلك يصنع الأسد و النسر (5)من كل درجة إلى درجة، حتى يستوي إلى أعلى الكرسي، فإذا استوى سليمان على كرسيه جالسا أخذ التنين العظيم تاج الملك فوضعه على رأس سليمان، و كان الذي يستدير بالكرسي و ما فيه من العجائب تنين عظيم حتى تمر الأسود (6)و النسور و الطواويس التي على الدرجة السفلى إلى أعلى الكرسي، فيظلون من فوق رأس سليمان، و هو جالس على الكرسي، فينصحون ما في أجوافها من الطيب على رأس سليمان و كانت حمامة على عمود جوهر تأخذ التوراة، حتى تجعلها في يد سليمان فيقرأها على الناس، فإذا جلس سليمان على كرسيه للقضاء، و جلس قضاة بني إسرائيل على كراسيها عن يمينه و شماله حافتي الكرسي فدخلت الشهود للشهادات استدار (7)منجنون (8)الكرسي، فتزأر الأسد، و تخفق النسور بأجنحتها، و يرجع الطواويس ليرعب قلوب الشهود أن لا يشهدوا بالزور، و يقول الشهود عند ما يرون من العجائب و ما دخلهم من الرعب: لا نشهد إلاّن.

ص: 268


1- ما بين معكوفتين زيادة لازمة عن م و انظر المختصر.
2- بالأصل و م: مسك و عنبر.
3- بالأصل و م: المجنون، خطأ، و الصواب ما أثبت، و المجنون: الدولاب يستقي عليه (القاموس).
4- بالأصل و م: المجنون، خطأ، و الصواب ما أثبت، و المجنون: الدولاب يستقي عليه (القاموس).
5- في المختصر: الأسد و النسور.
6- بالأصل و م: حتى يمر بالأسود، و المثبت عن المختصر.
7- بالأصل: استدان.
8- بالأصل: ميجنون.

بالحق، فإنا إن نشهد بالزور نهلك العالم، فلم يكن مثل كرسي سليمان في الأولين و لا يكون مثله في الآخرين.

فلما قبض اللّه سليمان و جاء بخت نصر فأخذ ذلك الكرسي، فحمله معه إلى أنطاكية فأراد أن يضعه فيه ليقعد عليه، و لم يكن له علم كيف يصعد فيه، فلما وضع قدمه على الدرجة الأولى، و لم يصب موضعها رفع الأسد يده اليمنى فكسر ساق بخت نصر الأيسر فعرج، فلم يزل بخت نصر يعرج منها حتى مات، ثم بعث اللّه ملكا من ملوك فارس يقال له: كارس بن سورس و يقال العرريا بن يساريا، فحمل (1)الكرسي من بابل حتى ردّه إلى بيت المقدس، فوضعوه تحت الصخرة فلم يقعد أحد على كرسي سليمان من بعده، و لم يقدر عليه منذ وضع تحت الصخرة.

فذلك ما نذكر من حديث كرسي سليمان بن داود و ما فيه من العجائب.

قال: و نا إسحاق بن بشر، قال: و كان سليمان إذا ركب يسمع حفيف قبته من اثني عشر ميلا فلا يبقى غلام، و لا جارية، و لا رجل، و لا امرأة إلاّ و هم متشوفون ينظرون إلى مركب سليمان، و يتعجبون. فبينا سليمان في مسيره بهذه الحال، و قد أشرفوا عليه من كل جانب، إذ مرّ على رجل من بني إسرائيل يعمل بالمسحاة في حرث له يقال له:

مرعبدا، فقال مرعبدا و لم يرفع طرفه إليه: لقد أوتي إلى داود ملكا عظيما، ثم أقبل على مسحاته فلم يلتفت إليه، و لم ينظر إليه، و الناس متشوفون من كل جانب، فلما رأى سليمان ذلك رفع رأسه فنظر إلى الطير فوقفن فإذا وقفن الطير تركت الشياطين الأركان، و تجيء الريح فتحمل البيت بقدرة اللّه. فلما نظر سليمان إلى العابد و هو مرعبدا قطع به فقال: و اللّه ما هذا إلاّ رجل في قلبه إيمان و معرفة ليس في قلب أحد.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو منصور الحسن بن طلحة الصالحاني، و أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا أحمد بن عمران الأخنسي، نا محمّد بن فضيل، نا الكلبي، عن أبي صالح عن ابن عباس فيم.

ص: 269


1- بالأصل:«فجعل» و الصواب عن م.

قوله: رُخٰاءً حَيْثُ أَصٰابَ قال: الرّخاء: المطيعة، قال: و أما قوله حَيْثُ أَصٰابَ قال: أراد.

أخبرنا أبو علي الحداد، ثم حدّثني أبو مسعود المعدّل عنه، أنا أبو نعيم، نا سليمان بن أحمد، نا عمرو بن إسحاق، نا أبو علقمة أن أباه حدثه عن نصر بن علقمة، عن أخيه محفوظ ، عن ابن عائذ (1) قال: قال عبد اللّه بن عمرو: قال لنا النبي صلى اللّه عليه و سلم:

«إن اللّه لينظر إلى الكافر و لا ينظر إلى الزهي (2)،و لقد حملت سليمان بن داود الريح و هو متكئ فأعجب و اختال في نفسه فطرح على الأرض»[4936].

أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر بن أبي الرضا، أنا الفضيل بن يحيى الفضيلي، أنا أبو محمّد بن أبي شريح، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر الفقيه، نا علي بن خشرم (3)،أنا الفضل بن موسى، عن الفضيل بن عياض قال:

كان سليمان بن داود إذا أراد أن يركب وضع له ستمائة ألف كرسي تحمله الريح، و تظلله الطير و الغمام فوق ذلك، فبينا هو يسير إذ مرّ بحرّاث يعمل في زرعه فاستوقفه فوقف غير مستكبر، فأما أتاه و إما ساءله فقال له: يا نبي اللّه حك في نفسي شيء لم أجد له موضعا غيرك، قال: و ما هو؟ قال: أ رأيت ما مضى من ملكك هذا هل تجد لشيء منه لذة قال: لا، قال: فما بقي قال: و لا. قال: ما أراك سبقتني من الدنيا إلاّ باليسير.

قال فضل فأخبرني غير الفضيل أن سليمان قال له: هل لك أن تصحبني ؟ قال: فما تصنع بي ؟ قال: أصنع بك خيرا، قال: هل تزيد في رزقي ؟ قال: لا، قال: فهل تزيد في عمري ؟ قال: لا، قال: فما أصنع بصحبتك.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمّد، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي، نا جرير، عن الأعمش، عن المنهال، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: كان لداود تسع1.

ص: 270


1- بالأصل:«عائد» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ كثيرا.
2- كذا بالأصل، و في النهاية لابن الأثير:«المزهو». و الزهو: الكبر و الفخر، يقال زهي الرجل فهو مزهوّ، هكذا على سبيل المفعول و إن كان بمعنى الفاعل، و فيه لغة أخرى: زها يزهو زهوا (النهاية).
3- بالأصل: حشبرم، خطأ و الصواب ما أثبت عن هامش م. ترجمته في سير الأعلام 552/11.

و تسعون امرأة و لسليمان مائة امرأة (1).

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، حدّثني أسامة بن زيد بن أسلم، عن ابن كعب القرظي في قوله: مٰا كٰانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمٰا فَرَضَ اللّٰهُ لَهُ سُنَّةَ اللّٰهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ (2) الآية، قال: يعني يتزوج ما يشاء من النساء، هذا فريضة، و كان من الأنبياء هذا سنتهم، قد كان لسليمان بن داود ألف امرأة، سبع مائة مهيرة، و ثلاثمائة سرّية، و كان لداود مائة امرأة فيهن أم سليمان امرأة أورياء تزوجها داود بعد الفتنة، فهذا أكثر مما كان لمحمّد صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز، نا أحمد بن علي بن ثابت، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن سندي، نا الحسن بن علي، نا إسماعيل بن عيسى، أنا إسحاق بن بشر، أنا أبو روق الهمداني، عن من يخبره، عن جابر بن عبد اللّه أنه قال:

وجد في حكمة سليمان أن اللّه كان مثّل لسليمان بناء ثلاثين ميلا في مثل حائط البيت أرقّ من قشر البيض، و ليس للبيت سقف و له سبعون بابا على كل باب حاجب قائم، و كان اللّه عز و جل علّم سليمان منطق الطير، و كان لا يقدر أحد من ولد آدم أو من بني الجان أو من دوابّ الأرض أو من هوامّ الأرض يدخل على سليمان حتى يستأذن سبعين حاجبا، و في صدر البيت سرير من ذهب مكلّل بالجوهر و اللؤلؤ و المرجان، و وجه السرير مكلل باللؤلؤ و الجوهر، و قوائمه مثل ذلك، و السرير سبعة أميال، و هو في السماء سبعة أميال، و على السرير سبعون فراشا من ألوان السندس و الاستبرق و الديباج، و في كل زاوية من زوايا السرير (3) سبعون مرقعة ليس منها مرقعة على لون صاحبتها، و كل واحدة من لون (4)،و عن يمين السرير أسد من ذهب طوله سبعة أميال، و عن يسار السرير أسد من ذهب طوله سبعة أميال، و صدري الأسدين و قوائمها (5) مكللا.

ص: 271


1- تقدم عن ابن عباس: مائتا امرأة.
2- سورة الأحزاب، الآية:38.
3- مطموس بالأصل جزء من زوايا و جزء من السرير. و الصواب ما أثبت عن م.
4- مطموسة بالأصل. و في م: شتى (كذا).
5- كذا بالأصل و م: و صدري الأسدين و قوائمها.

باللؤلؤ و الجوهر، من ألوان شتى، و في عين كل أسد ياقوتتان حمراوان يضيء البيت منهما، و خلف السرير صقر من ذهب إذا بسط جناحه غطى السرير و الأسدين، و إذا ضمهما كان قائما جناحه مكلل بألوان الجوهر، و في عين الصقر ياقوتتان خضراوان لهما ضوء و برق يضيء منهما البيت، و عن يمين السرير عشرة آلاف كرسي من ذهب مكلل بألوان الجوهر و الدر، و عن يسار السرير عشرة آلاف كرسي من ذهب مكلل بألوان الدرّ و الجوهر، و على الكراسي أحبار بني إسرائيل و علماؤهم و أولو الألباب من أهل الفهم و البصر و المعرفة باللّه جلّ و عز، و خلف السرير ألف مسجد في كل مسجد رجل قائم يضج إلى اللّه عز و جل و يضرع بالبكاء، عليهم المسوح لا يفترون، و بين يدي السرير سلم عارضته من ذهب، و قوائمه من فضة، و كان سليمان إذا جلس على هذا المجلس يضطجعون (1) الناس سبعة أميال، فبكوا خطمي (2) الأسدين مقابل خديه، و منقار الصقر مقابل أنفه، فإذا نشر جناحيه يضيء البيت طرائق من نور بين أحمر و أخضر و أصفر و ألوان شتى، و كانت الريح تدخل في الصقر فتنشر جناحيه، فإذا أراد أن يضعهما خرجت الريح عنه و كان سليمان إذا نظر بين يديه نظر الأسدين إلى جانبيه، و نظر إلى منقار الصقر مقابل أنفه و نظر إلى بني إسرائيل و هم جلوس على الكراسي، فازداد اللّه رغبة و شوقا و إذا نظر إلى خلفه نظر إلى أولئك العباد و بكائهم فازداد من اللّه رهبة و له خشية، فكان يسمي مجلسه ذلك مجلس رغبة و رهبة، و كان للبيت ألف ركن يحمل كل ركن مائة ألف شيطان، و هم يعملون أعمالا شتى، و كان سبعون ألف طير يظلون سقف ذلك البيت.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان، نا محمّد بن العلاء، نا يونس بن بكير، نا ابن إسحاق، نا ابن وهب بن منبّه، عن أبيه وهب قال:

أمر اللّه الريح فقال: لا يتكلم أحد من الخلائق بشيء في الأرض بينهم إلاّ حملتيه فوضعتيه في أذن سليمان، فلذلك سمع كلام النملة.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا عبد الوهاب بن محمّد، أنا الحسن بن محمّد، أنا).

ص: 272


1- كذا بالأصل و م.
2- بالأصل:«حطمى» و مثله في م، و الصواب ما أثبت. و الخطم من الدابة: مقدم فمها و أنفها (القاموس).

أحمد بن عمر، نا عبد اللّه بن محمّد القرشي، حدّثني أبو بكر العمري، حدّثني إسماعيل بن أبي أويس، عن ابن أبي فديك قال: بلغني أن سليمان النبي صلى اللّه عليه و سلم كان جالسا فرأى عصفورا يدير (1) زوجته على السفاد و هي تمتنع منه فضرب بمنقاره في الأرض ثم رفعه إلى السماء فقال سليمان: هل تدرون ما قال لها؟ قالوا: اللّه و رسوله أعلم، قال:

قال لها: و ربّ السماء و الأرض ما أريدا سعدا (2) لك، و لكن أردت أن يكون (3) من نسلي و نسلك من يسبّح اللّه في الأرض.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن العلاّف، و أخبرني أبو المعمر المبارك بن أحمد عنه.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو علي بن أبي جعفر، و أبو الحسن بن العلاّف، قالا: أنا عبد الملك بن محمّد بن بشران، أنا أحمد بن إبراهيم الكندي، أنا محمّد بن جعفر الخرائطي، نا أحمد بن محمّد بن غالب، أبو عبد اللّه البصري (4)،نا إسحاق بن إبراهيم، نا جعفر بن سليمان الضّبعي (5)،نا مالك بن دينار قال: صنع سليمان بن داود قبّة من ذهب أربعين ذراعا في أربعين ذراعا، و ركّب فيها من صنوف الجوهر، فبينما سليمان جالسا فيها إذ سقط فيه خطافان، فراود الذكر الأنثى فامتنعت عليه، فقال لها: لم تمنعيني نفسك ؟ فو اللّه لو كلفتني حمل هذه القبة (6) لحملتها، فسمع سليمان قوله فأمر فأتي بهما فقال: من القائل كذا و كذا؟ قال الذكر: أنا يا نبي اللّه، قال:

فما حملك على ذلك ؟ قال: يا نبي اللّه أنا محب و المحب لا يلام.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا عبد الكريم بن عبد الواحد الصّحّاف، أنا أبو الفرج البرجي، نا محمّد بن عمر بن حفص، نا محمّد بن عاصم، نا المقرئ، نا عبد الرّحمن بن زياد، نا سلامان بن عامر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:م.

ص: 273


1- مهملة بدون نقط بالأصل و م رسمها:«د؟؟؟ ر» و أثبتنا ما ورد في مختصر ابن منظور 144/10.
2- كذلك بالأصل و م:«ما أريدا سعدا لك» و في المختصر:«ما أريد السفاد لك».
3- بالأصل: تكون.
4- ترجمته في سير الأعلام 282/13.
5- ضبطت عن الأنساب، ذكره السمعاني و ترجم له، قال: إنما قيل له الضبعي لأنه كان ينزل في بني ضبيعة فنسب إليها و أكثرهم نزلوا البصرة.
6- بالأصل:«القفة» خطأ، و المثبت عن م.

«أ رأيتم سليمان بن داود ما أعطاه اللّه من ملكه، فإنه لم يكن يرفع رأسه إلى السماء تخشّعا حتى قبضه اللّه»[4937].

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن بن علي الماوردي، أنا عبد اللّه بن الحسن بن محمّد الخلاّل (1)،أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن علي الصّيدلاني المقرئ، نا أبو محمّد بن داود بن عبد الرّحمن بن محمّد الكاتب، نا أبو سعيد عبد اللّه بن سعيد الأشج، نا ابن إدريس، عن عبد الرّحمن بن زياد، عن من سمع عبد اللّه بن عمرو يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«ما شدّ سليمان طرفه إلى السماء تخشعا حيث أعطاه اللّه ما أعطاه»[4938].

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد الطّبراني، أنا أحمد بن علي البربهاري (2)،نا إبراهيم بن شماس، نا إسماعيل بن عياش، عن عبد الرّحمن بن زياد بن أنعم، عن سلامان بن عامر، عن مسلم بن يسار، عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«أ رأيتم ما أعطي سليمان من ملكه، فإن ذلك لم يزده إلاّ تخشّعا، و ما كان يرفع طرفه إلى السماء تخشعا من ربه عزّ و جلّ »[4939].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الجنيد المحتاجي، نا الفقيه أبو نصر عبد اللّه بن الحسين بن محمّد بن هارون الوراق - إملاء - أنا الشيخ أبو الفضل عمر بن إبراهيم الزاهد - قدم علينا-[نا] (3) أبو الحسن علي بن عيسى بن محمّد بن المثنّى الهروي، نا عبد الرّحمن بن قريش، نا محمّد بن سعيد، نا أبو محمّد سليمان بن الربيع، نا همّام بن مسلم، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:م.

ص: 274


1- بالأصل الحلال بالحاء المهملة خطأ، و الصواب بالخاء المعجمة عن م، انظر ترجمته في سير الأعلام 368/18.
2- بالأصل البزبهاري بالزاي خطأ و الصواب ما أثبت عن م و ضبط عن الأنساب و هذه النسبة إلى بربهار و هي الأدوية التي تجلب من الهند من الحشيش و العقاقير و الفلوس و غيرها.
3- زيادة لازمة للإيضاح عن م.

«خيّر سليمان بين المال و الملك و العلم، فاختار العلم، فأعطي الملك و المال لاختياره العلم»[4940].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو أحمد الفرضي، أنا عثمان بن أحمد بن السماك، نا إسحاق بن إبراهيم بن سفيان، نا علي بن مسلم، نا شيبان، نا جعفر، نا أبو عمران الجوني قال:

مرّ سليمان بن داود في مركبه و الطير تظلّه و الجن و الإنس عن يمينه و عن شماله، فمر بعابد من عبّاد بني إسرائيل قال: فقال: لقد آتاك اللّه يا ابن داود ملكا عظيما، فسمع كلامه فقال: تسبيحة في صحيفة مؤمن أفضل مما أوتي إلى داود، و ما أوتي ابن داود يذهب و تسبيحته (1) تبقى.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا الحسن بن علي، نا هارون، عن سيار، عن جعفر، نا أبو عمران الجوني قال:

مرّ سليمان بن داود و الطير تظله و الجن و الإنس عن يمينه و عن يساره، فمرّ بعابد من عبّاد بني إسرائيل، فقال: و اللّه يا ابن داود (2) لقد أعطاك اللّه ملكا عظيما، قال: فسمع سليمان كلمته، فقال: تسبيحة في صحيفة مؤمن خير مما أعطي ابن داود، ما أعطي ابن داود يذهب و التسبيحة تبقى.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا المفضّل بن محمّد، نا صامت، قال: قرأنا على أبي قرّة، نا عبد العزيز بن أبي روّاد قال:

بلغنا أن سليمان بن داود خرج يسير و هو جالس على كرسيه، و أصحابه جلوس معه على الكرسي عن يمينه و عن شماله، الريح تدفّ بهم، و الطير تظلهم فأشرف و هم كذلك على امرأتين من بني إسرائيل، قال: فعجبتا مما رأتا من ذلك، فقالتا: سبحان اللّه لقد أوتي آل داود ملكا عظيما، فسمع قولهما سليمان، فلما حاذى (3) بهما قال للريح:ت.

ص: 275


1- بالأصل:«و تسبيحه». و في م: و تسبيحة.
2- في م: يا ابن آدم.
3- بالأصل و م:«حادا» و لعل الصواب ما أثبت.

قفي، فوقفت، فقال لهما (1):ما قلتما (2) آنفا حين طلعت عليكما؟ قالتا: ما قلنا إلاّ خيرا يا نبي اللّه، قلنا: سبحان اللّه لقد أوتي آل داود ملكا عظيما، فقال لهما سليمان: فقولكما سبحان اللّه أفضل من جميع ما أوتي آل داود.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي، حدّثنا حسين بن علي، نا فضيل بن عياض قال:

كان عسكر سلميان مائة فرسخ، و كان يذبح في كل يوم ألف شاة، و ثلاثين ألف بقرة، سوى ما يلقى الطير من نواهضها و يطعم الناس الحوّارى (3) و يطعم أهله الخشكار (4)،و يأكل هو الشعير قال: وَ إِنَّ لَهُ عِنْدَنٰا لَزُلْفىٰ وَ حُسْنَ مَآبٍ (5).

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو عثمان الصابوني، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن محمّد بن عمر بن حفص الزاهر، أنا أبو منصور محمّد بن القاسم بن عبد الرّحمن بن منصور العتكي، نا الفضل بن محمّد بن المسيّب البيهقي، حدّثني سنيد بن داود، حدّثني يوسف بن محمّد بن المنكدر، عن أبيه، عن جابر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«قالت أم سليمان لسليمان يا بنيّ ، لا تكثر النوم بالليل، فإن كثر نومه بالليل يلقى اللّه فقيرا»[4941].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو العباس المحبوبي، نا محمّد بن عيسى الطّرسوسي، نا سنيد بن داود الطّرسوسي، نا يوسف بن محمّد بن المنكدر، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر.

و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنا محمّد بن علي بن محمّد الديباجي، نا أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن دينار، نا نصر بن داود.0.

ص: 276


1- بالأصل و م: لها.
2- بالأصل و م: قلت.
3- الحواري بضم الحاء و شد الواو و فتح الراء: الدقيق الأبيض، و هو لباب الدقيق (القاموس).
4- هو الخبز الأسمر غير النقي (المعجم الوسيط ).
5- سورة ص، الآية:40.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أيضا، أنا أبو محمّد أحمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان، أنا عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد بن أبي مسلم، أنا محمّد بن جعفر بن أحمد المطيري، نا أبو منصور نصر بن داود بن طوق الخلنجي (1)،نا سنيد (2) بن داود، نا يوسف بن محمّد بن المنكدر، عن أبيه، عن جابر بن عبد اللّه قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«قالت أم سليمان لسليمان يا بني لا تكثر النوم بالليل، فإن كثرة النومة بالليل تترك (3) الإنسان فقيرا يوم القيامة»، و في حديث المحبوبي: يدع صاحبه فقيرا يوم القيامة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا عبد العزيز بن أحمد - إملاء - أنا محمّد بن محمّد بن محمّد البزاز، نا أحمد بن سلمان النّجّاد، نا جعفر بن محمّد الصائغ، نا داود بن مهران.

و أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود العدل عنه، أنا أبو نعيم، نا علي بن أحمد بن علي المصّيصي، نا أحمد بن خليد الحلبي، نا إبراهيم بن مهدي، قالا: نا أبو حفص الأبّار، عن إسماعيل بن عبد الرّحمن، عن أبي بردة، عن أبي موسى، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«إن أول من صنعت له النّورة و دخل الحمّام سليمان بن داود، فلما دخله وجد حرّه و غمّه، قال: أوّه من عذاب اللّه أوّه أوّه، قبل أن لا يكون أوّه» زاد الحداد: أوّه، أوّه، أو أوه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، أنا أبي أبو العباس الفقيه، و أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد، و الحسين بن علي بن محمّد، و أبو القاسم بن أبي العلاء، و غنائم بن أحمد.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا عبد العزيز بن أحمد، و علي بنك.

ص: 277


1- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى خلنج و هو نوع من الخشب، ذكره السمعاني و ترجم له. و بالأصل:«أطوق» و المثبت «طوق» عن الأنساب.
2- في الأنساب (الخلنجي): سليمان بن داود.
3- بالأصل: يترك.

محمّد بن أبي العلاء، و أبو نصر بن طلاّب، و غنائم بن أحمد، و علي بن الخضر بن عبدان، و أبو القاسم نصر بن أحمد، و أبو العشائر محمّد بن الخليل، و أبو يعلى حمزة بن علي قالوا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن البوني (1)،أنا عمي عبد الواحد بن علي بن البوني (2)،قالوا: أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن أحمد بن أبي ثابت، نا أبو جعفر أحمد بن أبي عبد اللّه الحلبي الحداد، نا إبراهيم بن مهدي المصّيصي، نا أبو حفص الأبّار عن إسماعيل بن عبد الرّحمن، عن أبي بردة، عن أبي موسى قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:

«أول من صنع له الحمّام سليمان بن داود، فلما وجد حرّه قال: أوّه من عذاب اللّه، أوّه، أوّه من قبل أن لا يكون أوّه»[4942].

أخبرناه أبو القاسم الشّحّامي، أنا أحمد بن الحسين بن علي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أحمد بن الحسن، قالا: أنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا العباس بن محمّد، نا إبراهيم بن مهدي، نا عمر بن عبد الرّحمن أبو حفص الأبّار، عن إسماعيل بن عبد الرّحمن الأودي، عن أبي بردة، عن أبي موسى قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«أول من دخل الحمّامات، و صنعت له النّورة، سليمان بن داود، فلما دخله وجد حرّه و غمّه فقال: أوّه من عذاب اللّه أوّه أوّه قبل أن لا يكون أوّه» قال البيهقي: تفرد به إسماعيل الأودي. قال البخاري: لا يتابع عليه، و قال مرة: فيه نظر[4943].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبي، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، نا الحسن بن حبيب، نا عبد اللّه بن عبيد بن يحيى، أنا أبو علقمة نصر بن خزيمة بن جنادة، أخبرني أبي، عن نصر بن علقمة، عن أخيه محفوظ بن علقمة، عن عبد الرّحمن بن عائذ (3)قال: و قال عبد اللّه بن عمر (4) أنا النبي صلى اللّه عليه و سلم:ر.

ص: 278


1- كذا بالأصل، و في م:«الرى».
2- كذا بالأصل، و في م:«الرى».
3- بالأصل: عائد، انظر ترجمته في سير الأعلام 487/4 و المثبت «عائذ» عن السير.
4- بالأصل: عبد اللّه بن عمر بن عمر.

«ان اللّه لا ينظر إلى الكافر و لا ينظر إلى المدهن (1)،و قد حملت سليمان بن داود الريح و هو متكئ فعجب فاختال في نفسه فطرح على الأرض» كذا فيه، و الصواب المزهو، و هو: المعجب.

أخبرنا أبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمّد بن محمّد الزيدي (2) بالكوفة، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ببغداد، قالا: أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن إبراهيم، نا محمّد بن علي بن محمّد بن المهتدي، قالا: أنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمّد السّكّري، نا أبو بكر القاسم بن زكريا المطرّز - إملاء-.

ح و أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسن جابر بن ياسين الدّاري، نا عمر بن إبراهيم المقرئ.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا محمّد بن عبد اللّه بن الحسين الدقاق، قالا: نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز البغوي، قالا:

نا سويد بن سعيد، حدّثني حفص بن ميسرة، عن موسى بن عقبة، عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«بينا - و في حديث ابن ياسين: بينما - امرأتان و معهما ابناهما إذ جاء - و في حديث البغوي: معهما ابنان لهما فجاء - الذئب فذهب بأحدهما فقالت هذه - زاد البغوي:

لصاحبتها - إنما ذهب بابنك و قالت الأخرى: إنما ذهب بابنك فتخاصمتا - و قال المطرّز:

فاختصمتا - إلى داود فقضى به للكبرى فخرجتا - و قال المطرّز: فمرّتا - على سليمان فأخبرتاه فقال: ائتوني بسكين أشقه بينكما، فقالت الصغرى: لا، يرحمك اللّه - و في حديث ابن المهتدي و ابن ياسين: و يرحمك اللّه - هو ابنها، فقضى به للصغرى» (3)[4944]. .

ص: 279


1- كذا بالأصل و م، و تقدم في حديث «الزهي» و في النهاية:«المزهو» انظر ما لاحظناه بشأنه. و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب «المزهو».
2- مهملة بدون نقط بالأصل و م، انظر ترجمته في سير الأعلام 145/20.
3- ذكره ابن كثير في البداية و النهاية بتحقيقنا 32/2 و عقب ابن كثير بقوله: و لعل كلا من الحكمين كان سائغا في شريعتهم، و لكن ما قاله سليمان أرجح، و لهذا أثنى اللّه عليه بما ألهمه إيّاه و مدح بعد ذلك أباه فقال: وَ كُلاًّ آتَيْنٰا حُكْماً وَ عِلْماً... .

قال أبو هريرة: فو اللّه إن سمعت بالسكين قبل ذلك اليوم، ما كنت أقول إلاّ المدية - و في حديث البغوي بسكين و فيه و ما كنت. رواه مسلم عن سويد بن سعيد (1).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل بن محمّد، أنا أحمد بن مروان، نا إبراهيم الحربي، نا محمّد بن الحارث المدائني، عن محمّد بن عبد اللّه القرشي، عن محمّد بن كعب القرظي قال:

جاء رجل إلى سليمان النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: يا نبي اللّه إن لي جيرانا يسرقوني إوزا فنادى: الصلاة جامعة، ثم خطبهم فقال في خطبته: واحدكم يسرق إوزة جاره ثم يدخل المسجد و الريش على رأسه فمسح رجل رأسه فقال سليمان: خذوه فإنه صاحبكم.

كتب إليّ أبو بكر عبد الغفار بن محمّد، و حدّثني أبو المحاسن عبد الرزاق بن محمّد بن أبي نصر الطّبسي (2)،أنا (3) أبو بكر أحمد بن الحسن، نا أبو العباس الأصم، أنا العباس بن الوليد البيروتي، أخبرني أبي، نا سعيد بن عبد العزيز قال:

نظر سليمان بن داود إلى سنبلة قد علت فقال: اللّهم اقبضني إليك قال: فنظر إلى تلك السنبلة فإذا تحتها بعرة فقال سليمان: ارتشت الأرض فارتشى الناس.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عثمان بن عمرو بن محمّد بن المنتاب (4)،نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا عوف، عن الحسن قال:

بلغني أن داود قال لابنه: يا بني أي شيء أبرد؟ قال: عفو اللّه عن العباد، و عفو العباد بعضهم عن بعض، قال: فأي شيء أحلى ؟ قال: روح اللّه بين عباده.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (5)،نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد الفرضي، أنا عثمان بن أحمد بن السّماك، نا إسحاق بن إبراهيم بن سنين، نا يحيى بن عبدويه، نا الركن بن عبد اللّه الشامي، عن مكحول قال:ه.

ص: 280


1- رواه مسلم في صحيحه 33/5.
2- بالأصل:«الطفسي» خطأ و الصواب ما أثبت و ضبط عن الأنساب ذكره السمعاني و ترجم له.
3- من قوله «كتب إلي أبو بكر» إلى هنا سقط من م.
4- بالأصل:«النتاب» خطأ و الصواب ما أثبت عن م.
5- بالأصل: المزرقي، بالقاف، و الصواب بالفاء عن م و قد تقدم التعريف به.

بلغني أن داود النبي صلى اللّه عليه و سلم دعا سليمان ابنه فقال: يا بني أي شيء خير؟ قال: روح اللّه بين عباده، فقال: يا بني أي شيء أبرد؟ قال: عفو اللّه عن الناس، و عفو الناس بعضهم على بعض.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، و أبو الحسن بركات بن عبد العزيز، قالا: أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن بن رزقويه، أنا أحمد بن سندي، نا الحسن بن علي، نا إسماعيل بن عيسى، نا أبو حذيفة، أنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن كعب،- أو عبد اللّه بن سلام، الشك من أبي حذيفة - قال: قال داود النبي صلى اللّه عليه و سلم لسليمان حين استخلفه: يا بني أي شيء أحسن ؟ قال: روح اللّه بين عباده، و صورة حسنة في عمل صالح، و خلق حسن.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو محمّد المصري، نا أحمد بن مروان، نا جعفر بن محمّد، نا داود بن مهران، نا سفيان، عن ابن أبي نجيح قال:

قال سليمان: أوتينا مما أوتي الناس، و مما لم يؤتوا، و علّمنا ما علّم الناس و ما لم يعلّموا، فلم نجد (1) شيئا أفضل من خشية اللّه في الغيب و الشهادة، و كلمة الحق في الغضب و الرضا، و القصد في الفقر و الغنى.

أخبرنا بها عالية أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن علي البيهقي، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنا أحمد بن منصور، أنا أبو نعيم الأسفرايني (2)،أنا أبو عوانة الأسفرايني (3).

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا والدي أبو عبد اللّه، أنا أحمد بن إسماعيل العسكري، قالا: أنا يونس بن عبد الأعلى، نا سفيان، عن ابن أبي نجيح قال:

قال سليمان بن داود: أوتينا مما أوتي الناس و مما لم يؤتوا، و علّمنا ما علّم الناس و ما لم يعلّموا، فلا نجد شيئا أفضل من تقوى اللّه في السرّ و العلانية، و كلمة العدل في4.

ص: 281


1- بالأصل: يجد.
2- هو عبد الملك بن الحسن بن محمد بن إسحاق، ترجمته في سير الأعلام 71/17.
3- هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد النيسابوري، ترجمته في سير الأعلام 417/14.

الرضا و الغضب، و القصد في الغنى و الفقر، و لم يقل إسماعيل كلمة و قال: هو أفضل.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أحمد بن [الحسين البيهقي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن علي بن معاوية النيسابوري، نا أبو الوليد] (1) الفقيه، نا الحسن بن سفيان، نا يزيد بن صالح، نا خارجة، عن سعيد، عن قتادة قال: ذكر لنا أن سليمان بن داود كان يقول: اذكر الجائع إذا شبعت، و اذكر الفقير إذا استغنيت.

أخبرنا أبو نصر غالب بن أحمد بن المسلّم، أنا علي بن الحسن بن عبد السلام بن أبي الحزوّر، أنا أبو الحسن محمّد بن عوف، أنا الحسين بن إبراهيم، نا عمر بن الجنيد القاضي، نا يعقوب بن إبراهيم الدّورقي، نا سهل بن محمود، نا عنبسة القرشي عن أيوب بن عتبة، عن يحيى بن أبي كثير:

أن سليمان بن داود قال: يا بني إسرائيل، من خشي اللّه في السّرّ و العلانية، و قصد في الغنى و الفقر، و عدل في الغضب و الرضا، و ذكر اللّه على كل حال فقد أعطي مثل ما أعطيت، أو أفضل منه.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف - قراءة عليه - أنا عبد الرّحمن بن عمر بن محمّد، أنا إبراهيم بن أحمد بن علي بن فراس، نا علي بن عبد العزيز، نا أبو عبيد القاسم بن سلاّم، نا أبو مسهر، عن سعيد بن عبد العزيز قال:

قال سليمان بن داود: نظرت في الحكمة فكثر همي، و نظرت في العلم فكثر شيبي، فذهبت انظر في الأمر فإذا مع الشباب كبر، و إذا مع الغنى فقر، و إذا مع الصحة سقم، و إذا مع الحياة موت، و إذا تربتي و تربة السفيه الأحمق يصيران إلى أن يكونا سواء، إلاّ أن أفضله يوم القيامة بعمل صالح فكيف يهنأني (2) مع هذا طعام أو شراب ؟ أخبرنا أبو بكر و أبو القاسم، زاهر و وجيه ابنا طاهر (3) قالا: أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمّد الشاهد، أنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل بن يحيى.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسن0.

ص: 282


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م لاستقامة السند.
2- بالأصل:«تهنئني».
3- انظر فهارس المطبوعة المجلدة العاشرة ص 40 و 66. و انظر ترجمة زاهر بن طاهر في سير الأعلام 9/20 و ترجمة وجيه بن طاهر في سير الأعلام 109/20.

العلوي، أنا عبد اللّه بن محمّد النصرآباذي، نا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع، نا سفيان، عن الأعمش، عن خيثمة قال:

قال سلمان بن داود: جربنا العيش ليّنه و شديده فوجدنا يكفي منه - و قال العلوي: فوجدناه يكفي - أدناه.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا الحسن بن علي الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر بن إسماعيل قالا: نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد الوهاب بن المبارك، أنا سفيان، عن سليمان، عن خيثمة قال:

قال سليمان بن داود النبي صلى اللّه عليه و سلم: كلّ العيش قد جربناه ليّنة و شديده، فوجدناه يكفي منه أدناه.

أخبرنا بها عالية أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو محمّد بن يوسف، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا ابن عفان، نا ابن نمير، نا الأعمش، عن خيثمة قال:

قال سليمان بن داود: إنّا جربنا لين العيش و شديده فوجدنا إنما يكفي من العيش أدناه.

أخبرنا أبو محمّد السّلمي، و أبو الحسن بركات بن عبد العزيز قالا: أنا أبو بكر أحمد بن علي، أنا محمّد بن أحمد بن رزقويه، نا أحمد بن سندي، نا الحسن بن علي، نا إسماعيل بن عيسى، أنا إسحاق بن بشر، أنا مقاتل، عن قتادة، عن الحسن قال:

بلغني أن سليمان بن داود قال: العقل نجاة للعاقل بطاعته ربه، و حجته على معصية اللّه، و إن العمل القليل من العاقل أرجح من الكثير من الجاهل (1)،و مجامعة المرء العاقل على المزابل خير من مجامعة الجاهل على الزرابي.

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن بن البنّا، قالا: أنا أبو الحسن بن الآبنوسي، أنا عثمان بن عمرو بن محمّد، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا ابن المبارك، أنا الأوزاعي قال: قال يحيى:..

ص: 283


1- بعدها في و مختصر ابن منظور 147/10: و مجامعة العاقل على البرادع خير للمؤمن من مجامعة الجاهل على حشايا السندس و الاستبرق...

قال سليمان بن داود: يا معشر الجبابرة، كيف تصنعون إذا وضع المنبر للقضاء؟ يا معشر الجبابرة، كيف تصنعون إذا لقيتم ربكم الجبار فرادى ؟.

قال: و أنا ابن المبارك، أنا الأوزاعي قال: قال يحيى بن أبي كثير:

قال سليمان بن داود: يا بني إياك و كثرة الغضب، فإن كثرة الغضب تستخف (1)فؤاد الرجل الحليم.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أحمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان، أنا الحسن بن الحسن بن علي بن المنذر (2)،أنا أبو علي بن صفوان.

و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أحمد بن محمّد الجوزي، قالا: أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا الهيثم بن خارجة، نا سهل بن هاشم، و قال ابن الجوزي: بن عاصم، عن الأوزاعي قال: قال سليمان بن داود: إن كان الكلام من فضة فالصمت من ذهب.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أحمد بن الحسين الحافظ ، نا أبو الفتح محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن جعفر بن اللاّسكي (3)-بالري - أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن عمر، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي حاتم، نا أبو سعيد الأشج، نا عيسى بن يونس، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، قال: قال سليمان بن داود لابنه: يا بني لا تقطع أمرا حتى تؤامر مرشدا، فإنك إذا فعلت ذلك لم تحزن عليه.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو سعد الزاهر، نا إسماعيل الخلاّل، نا أبو الأزهر جماهر بن محمّد الدمشقي، نا محمود بن خالد، نا الوليد بن مسلم، نا أبو عمرو الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير قال:

قال سليمان بن داود لابنه: يا بني عليك بخشية اللّه فإنها غاية كل شيء، يا بني لا تقطع أمرا حتى تشاور فيه مرشدا، يا بني، عليك بالحبيب الأول فإن الأخير لا يعدله.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، نا عيسى بن علين.

ص: 284


1- بالأصل و م: يستخف.
2- ترجمته في سير الأعلام 338/17.
3- اللاسكي بتشديد اللازم ألف و فتح السين المهملة و في آخرها الكاف، هذه النسبة إلى لاسك، قال السمعاني: و هو نوع من الثياب فيما أظن.

-إملاء - نا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد، نا عبد الرّحمن بن صالح الأزدي، نا عيسى بن يونس، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير قال:

قال سليمان بن داود لابنه: يا بني لا تقطعن أمرا حتى تؤامر مرشدا، فإنك إذا فعلت ذلك لم تحزن عليه، يا بني إيّاك و كثرة الغيرة من غير سوء تراه على أهلك فترمى بالسوء من أجلك.

قال: و قال سليمان بن داود: من أراد أن يغيظ عدوه فلا يرفع العصا على ولده.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد، و أبو المنجّا حيدرة بن علي بن إبراهيم (1)،قالا: أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا عمي أبو بكر، أنا أبو العباس محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم الكتاني اليافوني (2)،نا إسماعيل بن إبراهيم التّرجماني (3)،نا عبد اللّه بن المبارك، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير قال: قال سليمان بن داود لابنه: لا تكثر الغيرة على أهلك فترمى بالشرّ من أجلك، و إن كانت بريئة، و إياك و كثرة الضحك، فإن كثرة الضحك تستخف الرجل الحليم، و عليك بخشية اللّه فانها غلبت كل شيء.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، و عمر بن عبيد اللّه بن عمر، و أبو علي بن المسلمة، و طاهر بن الحسين القواس، و عاصم بن الحسن، و هبة اللّه بن عبد الرزاق، و طراد بن محمّد.

ح و أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، و أبو الكرم المبارك بن الحسن بن أحمد بن الشهرزوري، و أبو الحسن علي بن محمّد بن يحيى الدّريني و زوجته شهدة بنت أحمد بن الفرج (4)،قالوا: أنا طراد بن محمّد.

و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي.

و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا هبة اللّه بن عبد الرزاق الأنصاري، قالوا: أنا هلال بن محمّد الحفّار، نا الحسين بن يحيى بن عياش، نا0.

ص: 285


1- ترجمته في سير الأعلام 410/18.
2- هذه النسبة إلى يافا و هي من بلاد ساحل الشام.
3- بفتح التاء و ضم الجيم، هذه النسبة إلى الترجمان، اسم جد،(الأنساب).
4- ترجمتها في سير الأعلام 542/20.

إبراهيم بن محشر، نا عبد اللّه بن المبارك، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير قال:

قال سليمان بن داود لابنه: يا بني لا تكثر الغيرة على أهلك فترمى بالشرّ من أجلك، و إن كانت بريئة، و لا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك فإن كثرة الضحك تستخف فؤاد الرجل الحليم، قال: و عليك بخشية اللّه فإنها غلبت كل شيء.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أحمد بن الحسن، قالا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا العباس بن محمّد الدوري، نا محمّد بن مصعب، نا الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير أن سليمان بن داود قال لابنه: يا بني إياك و المراء فإن جمعه (1) قليل، و هو يهيج العداوة بين الاخوان.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد الحافظ ، أنا سليمان بن إبراهيم، أنا أبو سعيد النقاش، أنا أحمد بن بندار بن إسحاق، نا أحمد بن روح البغدادي، نا أحمد بن هارون بن المهاجر، نا سيار بن حاتم، نا جعفر بن سليمان، عن مالك بن دينار قال:

خرج سليمان في موكبه فمرّ ببلبل على غصن شوك يصفر و يضرب بذنبه، فقال:

أ تدرون ما يقول هذا؟ قالوا: اللّه و رسوله أعلم، قال: فإنه يقول: قد أصبت اليوم نصف تمرة فعلى الدنيا السلام.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم، و ابنه أبو علي، و أبو الحسين الميداني، و أبو نصر بن الجبّان قالوا: أنا أبو سليمان بن زبر، نا أحمد بن محمّد بن أبي شيبة، نا علي بن شعيب البزار، نا إسحاق بن يوسف الأزرق، عن مسعر (2) بن كدام (3) عن زيد العمي، عن أبي الصّدّيق الناجي (4) قال:

خرج سليمان يستسقي فمرّ بنملة مستقيلة رافعة قوائمها إلى السماء تقول: اللّهم إنّا خلق من خلقك ليس بنا غنى عن سقياك و رزقك، فإما أن ترزقنا و إما أن تهلكنا. فقالب.

ص: 286


1- في مختصر ابن منظور 148/10 نفعه.
2- مسعر بكسر أوله و سكون ثانيه و فتح المهملة (تقريب).
3- كدام بكسر أوله و تخفيف ثانيه (تقريب).
4- بالأصل: الباجي، خطأ و الصواب ما أثبت بالنون عن م، و اسمه بكر بن عمرو الناجي. و أبو الصديق: بتشديد الدال المكسورة (تقريب) و انظر ترجمته في تهذيب التهذيب.

سليمان: ارجعوا فقد سقيتم بدعوة غيركم.

أخبرنا بها عالية أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو الفضل المطهّر بن عبد الواحد، أنا أبو عمر عبد اللّه بن محمّد بن أحمد، نا عبد اللّه بن محمّد بن عمر الزّهري، نا عمي عبد الرّحمن بن عمر رستة، نا يزيد بن هارون، نا مسعر بن كدام، عن زيد العمّي، عن أبي الصّدّيق النّاجي قال:

خرج سليمان بن داود يستسقي بالناس فمرّ بنملة و هي قائمة على رجليها رافعة يديها و هي تقول: اللّهم إنا خلق من خلقك لا غنى بنا عن رزقك فلا تهلكنا بذنوب بني آدم، فقال نبي اللّه عليه السلام: ارجعوا فقد سقيتم بغيركم.

و أخبرنا بها عالية هذا (1) أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا محمّد بن سلميان، و بشر بن موسى، قالا: نا خلاّد بن يحيى، نا مسعر، عن زيد العمّيّ ، عن أبي الصّدّيق النّاجي قال:

خرج سليمان بن داود يستسقي فمرّ بنملة مستقبلة رافعة قوائمها إلى السماء و هي تقول: اللّهم إنّا خلق من خلقك ليس بنا غنى عن سقياك و رزقك، فإما أن ترزقنا و إما أن تهلكنا، قال سليمان: ارجعوا فقد سقيتم بدعوة غيركم.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن الخطّاب في كتابه، أنا محمّد بن الحسين.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم قالا: أنا سهل بن بشر، أنا علي بن منير بن أحمد قالا: أنا أبو الطاهر محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الذّهلي، نا موسى بن هارون، نا شيبان، نا عكرمة بن إبراهيم، نا عبد الملك بن عمير عن رجل من بني سليم عن كعب الأحبار قال:

خرج سليمان بن داود نبي اللّه عليه السلام يستسقي لقومه، فإذا نملة قائمة على رجليها رافعة يديها تقول: اللّهم إنّا خلق من خلقك و لا غنى لنا عن رزقك، فأنزل علينا غيثك، و لا تؤاخذنا بذنوب عبادك، فقال سليمان عليه السلام: ارجعوا فقد استجاب اللّه لكم بدعاء غيركم، فرجعوا يخوضون الماء إلى الركب.م.

ص: 287


1- كذا بالأصل و م.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي الصقر، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن الحسين بن يوسف الأصبهاني، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن عبد اللّه النقوي (1)،نا إسحاق بن إبراهيم بن عبّاد، أنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري:

أن سليمان بن داود خرج هو و أصحابه يستسقون فرأى نملة قائمة رافعة إحدى قوائمها تستسقي قال لأصحابه: ارجعوا فقد سقيتم إن هذه النملة استسقت، فاستجيب لها.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو الدحداح، أنا محمود بن خالد، نا الفريابي، عن غالب بن عبد اللّه، حدّثني السّدّي قال:

أصاب الناس قحط على عهد سليمان النبي صلى اللّه عليه و سلم فأتوا سليمان فقال: يا نبي اللّه لو أنك خرجت بالناس فاستسقوا، فأمر سليمان فجمع بني إسرائيل، فخرجوا فإذا سليمان بنملة قائمة على رجليها باسطة يديها و هي تقول: اللّهم إنّا خلق من خلقك، و لا غنى بنا عن فضلك قال: فصب اللّه تبارك و تعالى عليهم المطر، فقال سليمان: ارجعوا فقد استجيب لكم بدعاء غيركم، و قد روي حديث الاستسقاء مرفوعا، و لم يذكر فيه اسم سليمان.

أخبرناه أبو بكر بن المزرفي (2)،نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا علي بن عمر الحربي، نا الحسن بن محمّد بن عنبر بن شاكر (3)،نا محمّد بن عزيز الأيلي، نا سلامة بن روح بن خالد، عن عقيل، عن ابن شهاب، حدّثني أبو سلمة بن عبد الرّحمن، عن أبي هريرة أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«خرج نبي من الأنبياء بالناس يستسقون اللّه، فإذا هم بنملة رافعة بعض قوائمها إلى السماء، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم: ارجعوا فقد استجيب لكم من أجل هذه النملة»[4945].4.

ص: 288


1- بفتح النون و القاف، هذه النسبة إلى نقو، قال السمعاني: و ظني أنها من قرى صنعاء اليمن. ذكره و ترجم له.
2- بالأصل: المزرقي بالقاف خطأ، و الصواب بالفاء عن م، و قد مرّ كثيرا.
3- ترجمته في سير الأعلام 256/14.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن بن علي، أنا أبو الحسن محمّد بن علي بن أحمد السيرافي، نا القاضي أبو عبد اللّه أحمد بن إسحاق النهاوندي، نا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن يعقوب المتّوثي (1)،نا أبو داود السجستاني، نا محمّد بن آدم المصّيصي، نا أبو خالد عن الأعمش، عن خيثمة قال:

كان ملك الموت صديقا لسليمان فأتاه ذات يوم فقال: يا ملك الموت ما لك تأتي الدار تأخذ أهلها كلهم و تذر الدويرة إلى جنبهم لا تأخذ منهم أحدا قال: ما أنا بأعلم بذلك منك إنما أكون تحت العرش فيلقى إلي صكّاك فيها أسماء، قال: فجاءه ذات يوم و عنده صديق له فنظر إليه ملك الموت فتبسّم ثم ذهب، قال: يقول الرجل: من هذا يا نبي اللّه ؟ قال: هذا ملك الموت، قال: لقد رأيته تبسم حين نظر إليّ ، فمر الريح فيلقيني بالهند، فأمرها فألقته بالهند قال: فعاد ملك الموت إلى سليمان فقال: أمرت أن أقبضه بالهند فرأيته عندك.

أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز، نا أبو بكر الخطيب، أنا محمّد بن أحمد بن رزقويه (2)،أنا أحمد بن سندي، نا الحسن بن علي القطان، نا إسماعيل بن عيسى، أنا علي بن عاصم، عن داود بن أبي هند عن بعض أصحابه قال: كان لداود صديق من بني إسرائيل فكان يدني مجلسه و يشاوره قال: فمات داود و ولي سلميان قال:

فنظر من أحق الناس أن يشاوره و يدني مجلسه منه ؟ قال: ما أعلم أحدا أحق من الشيخ الذي مات نبي اللّه و هو عنه راض، قال: فأرسل إليه فأدنى مجلسه، قال: و كان اللّه وكّل سليمان ملك الموت أن يدخل عليه كل يوم دخلة، فيسأله كيف هو، و يقول له: هل لك من حاجة أقضيها لك ؟ فإن قال: نعم لم يبرح ملك الموت حتى يقضيها، ثم لا يعود إليه إلاّ من الغد، قال: فدخل عليه يوما و الشيخ مسند ظهره إلى سرير سليمان، فقال له:

كيف كنت الليلة ؟ قال: بخير، قال: أ لك حاجة، قال: لا، قال: فانصرف ملك الموت و الناس يحسبون أنه رجل من الناس و هو ملك الموت، فلما خرج أقبل الشيخ على رجل سليمان فجعل يقبّلها و يقول: يا نبي اللّه كيف كان رضا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عني ؟ قال:م.

ص: 289


1- بفتح الميم و ضم التاء و هذه النسبة إلى متوث بليدة بين قرقوب و كور الأهواز (الأنساب، و انظر معجم البلدان).
2- بالأصل بتقديم الزاي خطأ و الصواب رزقويه بتقديم الراء، و قد مرّ كثيرا. و إعجامها غير واضح في م.

حسن، قال: و كيف رضاك عني منذ صحبتك ؟ قال: حسن، قال: فإني أسألك بحق اللّه إلاّ ما أمرت الريح أن تحملني فتلقيني بأقصى مدرة من أرض الهند، قال: و أخذه أفكل (1) شديد، قال سليمان: و لم ؟ قال: هو ما أقول لك، قال: فأخبرني فإني فاعل، قال: أ لم تر إلى الرجل الذي دخل عليك آنفا فسألك كيف أنت و هل لك من حاجة فقلت: لا، فإنه لحظ إليّ لحظة فما أتمالك رعدة، فقال له سليمان: سبحان اللّه و هل إلاّ رجل نظر إليك، قال: هو ما أقول لك، قال: و أراده سليمان على أن لا يفعل فأبى، قال: فدعا الريح فقال: احمليه، فألقيه بأقصى مدرة بالهند، قال: فظل سليمان لا ينتفع بشيء حزنا على الشيخ قال: ثم بات كذلك قال فجعل يقعد على سريره قبل ساعته التي كان يقعد فيها حزنا على الشيخ، قال: و دخل عليه ملك الموت، فسلم ثم قال: كيف كنت البارحة ؟ فأخبره قال: أ لك حاجة ؟ قال: الحاجة غدت بي إلى هذا المكان، قال:

مه فذكر الشيخ و منزلته من داود و منزلته مني و استيحاشه منك و ذكر ما سأله قال له ملك الموت: يا رسول اللّه منذ جئتك ما ينقضي عجبي منه إلى الساعة، إنه سقط إليّ كتاب أمس، أن اقبض روحه مع طلوع الفجر بأقصى مدرة بأرض الهند، فهبطت و ما أحسبه إلاّ هناك، فدخلت عليك فإذا هو قاعد، و قد أمرت أن أقبض روحه من الغد بأقصى مدرة بأرض الهند، فجعلت أتعجب فو الذي بعثك بالحق إني هبطت عليه مع طلوع الفجر فوجدته بأقصى مدرة من أرض الهند فقبضت روحه و تركت جسده هناك.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، و أبو عبد اللّه الحسين بن ظفر بن الحسين بن يزداد المناطقي، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا ابن منيع، نا قطن بن نسير الغبري، نا جعفر بن سليمان، نا كهمس، عن عبد اللّه بن شقيق، عن كعب قال:

أمر داود ببناء بيت المقدس، قال: فبنا فيه قدر قعدة ثم أحدث شيئا فقيل له: إنك لست بصاحبه قال: ربّ ، فمن ذريتي ؟ قال: نعم، فبناه سليمان حتى فرغ من بنائه جعل عليه مأدبة ذبح أربعة آلاف بقرة و سبعة آلاف شاة، و دعا بني إسرائيل فأكلوا، ثم قام فدخله فقال: اللّهم، أيما عبد لك دخل بيتك هذا تائبا فتب عليه، اللّهم، أيما عبد لك دخل بيتك هذا مستغفرا فاغفر له، اللّهم، أيما عبد دخل بيتك هذا مستجيرا فأجره،).

ص: 290


1- الأفكل: الرعدة (القاموس المحيط ).

فأوحى اللّه إليه أن قد استجيب لك، فلما أوحي إليه أن قد استجيب لك أن خلص الدعوة لآل داود عليه السلام.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا محمّد بن المنادي، نا وهب بن جرير، نا قرّة بن عطية قال:

أمر سليمان ببناء بيت المقدس، فقالوا لسليمان: إن زوبعة الشيطان له عين في الجزيرة، يردها كل سبعة أيام، فأتوها فنزحوها (1)،ثم صبوا فيها خمرا، فجاء لورده.

فلما أبصر الخمر قال كلاما له: أ ما علمت أنك إذا شربك صاحبك ظهر عليه عدوه - في أساجيع - قال قرّة: لا أحفظها إلا لا وردتك اليوم، فذهب ثم رجع لظمإ آخر، فلما رآها قال كما قال أول مرة، ثم ذهب و لم يشرب، ثم جاء لورده لاحدى و عشرين ليلة، و قال:

ما علمت أنك تذهبين الهم - في أساجيع له - فشرب منها، فسكر (2) فجاءوا إليه، فأروه خاتم السحرة فانطلق معهم إلى سليمان، فأمره ببناء بيت المقدس، فقال: دلوني على بيض الهدهد، فدلّ على عشه، فأكب عليه بحمحمة، فانطلق الهدهد فجاء بالماس الذي يثقب به اللؤلؤ و الياقوت، فغط الزجاجة فذهب ليأخذه فأزعجوه عنه فجاء بالماس إلى سليمان، فجعلوا يستعرضون له الجبال كأنما يخطون في الطين.

أخبرنا أبو الحسن بركات عبد العزيز، نا أبو بكر أحمد بن علي، أنا محمّد بن أحمد بن رزقويه، أنا أحمد بن سندي، نا الحسن بن علي، نا إسماعيل بن عيسى، أنا إسحاق بن بشر، أنا أبو إلياس، عن وهب بن منبّه، عن كعب قال:

إن اللّه أوحى إلى سليمان: أن ابن ببيت المقدس، فجمع حكماء الإنس و عفاريت الجن و عظماء الشياطين، ثم فرق الشياطين فجعل منهم فريقا يبنون، و فريقا يقطعون الصخر و العمل من معادن الرخام، و فريقا يغوصون في البحر فيخرجون منه الدّرّ و المرجان، الدرة منها مثل بيضة النعام و مثل بيض الدجاج و أخذ في بناء المسجد، فلم يثبت البنّاء، و كان عليه حين بناه داود، فأمر بهدمه، ثم حفر الأرض حتى بلغ الماء فقال: أسسوا على الماء فألقوا فيه الحجارة، فكان الماء يلفظ الحجارة، فدعا سليماني.

ص: 291


1- أي أخذوا ماءها (النهاية: نزح).
2- بالأصل و م: فسكن، و لعل الصواب ما أثبت باعتبار ما يلي.

الحكماء و الأحبار، و رأسهم آصف فقال: أشيروا علي، فقال آصف و من قال منهم: إنّا نرى أن نتخذ قلالا من نحاس ثم نملأها حجارة، ثم نكتب (1) عليها هذا الكتاب الذي في خاتمك لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، و محمّد عبده و رسوله ثم نلقي تلك القلال عليه في الماء، فيكون أساس البنّاء عليه، ففعل فثبتت (2) القلال، و ألقوا الصخر و الحجارة عليها، و بنى حتى ارتفع البنّاء، و فرق الشياطين في أنواع العمل، فكانت الشياطين دأبوا في عمله و جعل فرقة منهم يقطعون معادن الياقوت و الزمرد و ألوان الجوهر، فجعل للشياطين صفا مرصوصا ما بين معدن الرخام إلى حائط المسجد، فإذا قطعوا من المعدن حجرا أو أسطوانة تلقاه الأول منهم الذي يلي المعدن ثم الذي يليه، فتلقى بعضهم بعضا حتى ينتهي إلى المسجد، و جعل يقطع الرخام الأبيض منه مثل بياض اللبن من معدن يقال له السامور - ليس بهذا السامور الذي في أيدي الناس - و لكن هذا به سمي و إنمّا دلّهم على معدن السامور عفريت من الشياطين كان في جزيرة من جزائر البحر، فدلّوا سليمان عليه، فأرسل إليه بطابع من حديد، و كان خاتمه يرسخ في الحديد و النحاس فيطبع إلى الحق (3) بالنحاس، و يطبع على الشياطين بالحديد فلا يجيبه أقاصيهم إلاّ بذلك، و كان خاتمه أنزل عليه من السماء، حلقته بيضاء، و طابعه كالبرق، لا يستطيع أحد يملأ منه بصره.

فلما بعث سليمان إلى العفريت فجاءه فقال له: هل عندك من حيلة أقطع بها الصخر، فإني أكره صوت الحديد في مسجدنا هذا و صريره للذي أمرنا به من الوقار و السكينة، فقال له العفريت: ابغني وكر عقاب، فإني لا أعلم في الطير أشدّ من العقاب، و لا أنكر (4) منه حيلة، فوجدوا وكر عقاب فغطى عليه ترسا من حديد غليظ ، فجاءه العقاب فنفحه (5) برجله ليقطعه فلم يقدر عليه فحلّق في السماء متلطفا فلبث يومه و ليلته، ثم أقبل و معه خصين (6) من السامور معترض، فتفرقت له الشياطين حتى أخذوه منه،س.

ص: 292


1- بالأصل و م: تكتب.
2- بالأصل و م: فثبت.
3- في م «الحن» بالحاء المهملة و في مختصر ابن منظور 151/10 فيطبع إلى الجن بالجيم، و هو الظاهر.
4- كذا بالأصل و م، و في المختصر:«أمكر».
5- أي ضربه ضربا خفيفا.
6- بالأصل و م:«حطر» و المثبت عن مختصر ابن منظور، و الخصين: الفأس.

و أتوا به على سليمان فكان به يقطع الصخر، و عمل سليمان بيت المقدس عملا لا يوصف و لا يبلغ كنهه أحد، و زيّنه بالذهب و الفضة و الدّرّ و الياقوت و المرجان و ألوان الجواهر في سمائه و أرضه و أبوابه و جدره و أركانه شيئا لم ير مثله، و لم يعلم يومئذ كان على ظهر الأرض موضع كان أعظم منه، و لا عرض من عرض الدنيا أكثر منه، فتسامعت به الخلائق، و شهدته ملوك الأرض، و كان نصب أعينهم، و لكنهم لم يكونوا يرومونه مع سليمان، و لا يحدّثون به أنفسهم.

فلما رفع سليمان يده من البنّاء بعد فراغه و إحكامه جمع الناس فأخبرهم أنه مسجد للّه تعالى هو أمر ببنائه، و أن كل شيء فيه للّه عز و جل، و أن من انتقصه شيئا فقد خان اللّه، و أن داود كان اللّه عز و جل عهد إليه ذلك من قبل، و أوصى سليمان بذلك من بعده، فلما انتهى عمله و فرغ منه اتخذ طعاما و جمع سلميان الناس، فلم يرقط جمعا في موضع أكبر منه، يومئذ و لا طعاما (1) أكثر منه ثم أمر بالقربان فقرّب للّه عزّ و جلّ قبل أن يطعم الناس، فوضع القربان في رحبة المسجد و بين ثورين فأوقفهما قريبا من الصخرة، ثم قام على الصخرة فقال: اللّهم، أنت وهبت لي هذا الملك منّا منك عليّ و طولا عليّ و على والديّ من قبلي، و أنت الذي ابتدأتني و إياه بالنعمة و الكرامة، و جعلته حكما بين عبادك و خليفة في أرضك، و جعلتني وارثه من بعده و خليفته في قومه، و أنت الذي خصصتني بولاية مسجدك هذا قبل، و أكرمتني به قبل أن تخلقني، فلك الحمد على ذلك و المنّ و الطّول، اللّهم، و أسألك لمن دخل هذا المسجد خمس خصال: لا يدخل إليه مذنب لم يتعمده إلاّ طلب التوبة أن تقبل منه و تتوب عليه و تغفر له (2)،و لا يدخل إليه خائف لم يعمده إلاّ طلب الأمن أن تؤمنه من خوفه و تغفر له ذنبه، و لا يدخل إليه مقحط لم يعمده إلاّ طلب الاستسقاء أن تسقي بلاده، و لا يدخل إليه سقيم لم يعمده إلاّ طلب الشفاء أن تشفيه من سقمه و تغفر ذنبه، و أن لا تصرف بصرك عن من دخله حتى يخرج منه، اللّهم، إن أجبت دعوتي و أعطيتني مسألتي فاجعل علامة ذلك أن تتقبل قرباني، قال: فنزلت نار من السماء فأخذت ما بين الأفقين ثم امتد منها عنق فاحتمل القربان ثم صعد به إلى السماء.

أخبرنا أبو طاهر محمّد بن الحسين بن الحنّائي، أنا أبو علي أحمد، و أبو الحسينه.

ص: 293


1- في المختصر: فلم ير قط جمع... و لا طعام.
2- بالأصل: و يتوب عليه و يغفر له.

محمّد ابنا عبد الرّحمن قالا: أنا القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي، نا أبو جعفر أحمد بن عيسى بن أبي موسى العجلي العطار كوفي بالكوفة، نا هنّاد بن السّري، نا ابن المبارك عن الأوزاعي، عن ربيعة بن يزيد، عن عبد اللّه بن الدّيلمي، عن عبد اللّه بن عمرو قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«لما بنى سليمان البيت سأل ربه ثلاثا، فأعطاه اثنتين، و أنا أرجو أن يكون قد أعطاه الثالثة، سأله ملكا لا ينبغي لأحد من بعده فأعطاه ذلك، و سأله حكما أو علما لا ينبغي لأحد من بعده فأعطاه ذلك، و سأله أن لا يأتي أحد هذا البيت فيصلي فيه إلاّ رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه، و أنا أرجو أن قد أعطاه ذلك»، كذا قال. و رواه سعيد، عن ربيعة فزاد فيه أبا إدريس الخولاني[4946].

أخبرناه أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن عمر، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن محمّد بن أبي شريح، نا محمّد بن أحمد بن عبد الجبار، نا حميد بن زنجويه، نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس، عن ابن الدّيلمي، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«ان سليمان بن داود لما بنى مسجد بيت المقدس سأل اللّه خلالا ثلاثا، سأل اللّه حكما يصادف حكمه فأوتيه، و سأل اللّه ملكا لا ينبغي لأحد من بعده فأوتيه، و سأل اللّه حين فرغ من بنيان المسجد أن لا يأتيه أحد (1) لا ينهزه إلاّ الصلاة فيه أن يخرجه من خطيئته كهيئته يوم ولدته أمه»[4947].

قال: و نا حميد بن زنجويه، نا محمّد بن يوسف، نا الأوزاعي، حدّثني ربيعة بن يزيد، حدّثني عبد اللّه الدّيلمي، عن عبد اللّه بن عمرو قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«إن سليمان بن داود سأل اللّه ثلاثا، فأعطاه اثنتين و أنا أرجو أن يكون قد أعطاه الثالثة إن شاء اللّه، سأل اللّه حكما يصادف حكمه، فأعطاه إياه، و سأله ملكا لا ينبغي لأحد من بعده فأعطاه إياه، و سأله أيما رجل خرج من بيته لا يريد إلاّ الصلاة في المسجد - يعني بيت المقدس - أن يخرج من خطيئته مثل يوم ولدته أمه»[4948] قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«نحن نرجوا أن يكون قد أعطاه اللّه ذلك».ة.

ص: 294


1- بالأصل و م:«الحد» و لعل الصواب ما أثبت قياسا إلى الرواية السابقة.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق النهاوندي، نا محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا أبو داود السجستاني، نا عثمان بن أبي شيبة، نا قبيصة، نا سفيان، عن الأعمش، عن خيثمة قال:

قال سليمان بن داود لملك الموت: إذا أردت أن تقبض روحي فاعلمني قال: ما أنا بأعلم بذلك منك إنما هي كتب تلقى إليّ فيها تسمية من يموت.

أخبرنا أبو سعد بن أبي صالح، أنا أبو الفضل الطّبسي (1)،أنا أبو بكر الصّدفي، أنا أبو محمّد الحليمي، أنا أبو الموجّه الفزاري (2)،أنا صدقة - يعني ابن الفضل - أنا ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس: أن سليمان مكث على عصاه سنة.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا عبد الرّحمن بن علي بن محمّد بن موسى، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد السّليطي، أنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن الحسن، نا أحمد بن حفص، نا أبي حفص، حدّثني إبراهيم بن طهمان، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس أنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«إن سليمان نبي عبد (3) اللّه كان لا يصلي صلاة إلاّ وجد شجرة نابتة (4) بين يديه فيقول لها: ما اسمك: فتقول: كذا و كذا، فيقول: لما أنت ؟ فتقول: لكذا و كذا، فصلّى ذات يوم، فإذا شجرة نابتة (5) بين يديه، فقال: ما اسمك ؟ قالت: الخرنوب، فقال: لما أنت ؟ قالت: لخراب هذا البيت، فقال سليمان: اللّهم عمّ على الجن موتي - و قال مرة:

اللّهم عمّني على الجن موتي - حتى يعلم الإنس أنهم كانوا لا يعلمون الغيب، قال:

فتحتها عصا توكأ عليها حولا و هم لا يعلمون ثم أكلتها الأرضة فسقطت فعلموا عند ذلك بموته، فشكرت ذلك للأرضة فأينما كانت يأتونها بالماء و قدّروا مقدار أكلها العصا فكانت سنة» (6)[4949].

أخبرناه أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد.1.

ص: 295


1- اسمه محمّد بن أحمد بن أبي جعفر الطبسي، ترجمته في سير الأعلام 588/18.
2- اسمه محمّد بن عمرو الفزاري، ترجمته في سير الأعلام 347/13.
3- كتبت فوق الكلام بين السطرين. و في م:«نبي اللّه» بدون «عبد».
4- في م: تأتيه.
5- في م: تأتيه.
6- ذكره ابن كثير في البداية و النهاية بتحقيقنا 37/2 و الطبري 501/1.

و أخبرنا جدي أبو الفضل يحيى بن علي القاضي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء قالا: أنا أبو الحسن بن مخلد البزاز، نا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السّماك، نا القاضي البرتي - قال عبد العزيز: محمّد بن عيسى، و قال ابن أبي العلاء: أحمد بن محمّد (1) و هو الصواب - نا أبو حذيفة، نا إبراهيم بن طهمان، عن عطاء، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«إن سليمان كان لا يصلي صلاة إلاّ وجد شجرة نابتة بين يديه، فيقول لها ما اسمك ؟ فتقول: كذا و كذا، فيقول: لما أنت ؟ فتقول: لكذا و كذا، فإن كانت لغرس غرست، و إن كانت لدواء علم ذلك، فصلّى ذات يوم فإذا شجرة نابتة بين يديه، فسأل: ما اسمك ؟ قالت: الخرنوب - أو: الخروب، شك البرتي - فقال: لما أنت ؟ فقالت:

لخراب هذا البيت، فقال سليمان: اللّهم عمّ على الجن موتي حتى يعلم الإنس أن الجن كانوا لا يعلمون الغيب، قال: فنحتها عصا، ثم توكأ عليها حولا و هم لا يعلمون، قال:

ثم أكلتها الأرضة فسقط ، فعلموا عند ذلك بموته فشكرت ذلك للأرضة قال: فأين ما كانوا يأتونها بالماء قال: و قدّروا مقدار أكلها العصا فكان سنة».

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا يحيى بن محمّد بن صاعد نا الحسين بن الحسن، نا الأحوص بن جواب الضّبّي، نا عبد الجبار بن عباس الهمداني، عن سلمة بن كهيل، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:

كان سليمان بن داود إذا صلّى صلاة الغداة طلعت بين يديه شجرة فيقول لها: ما أنت ؟ و لأي شيء طلعت ؟ فتقول الشجرة كذا و كذا طلعت لداء كذا و كذا، فصلّى ذات يوم الغداة فطلعت بين عينيه شجرة فقال لها: ما أنت ؟ و لأي شيء طلعت ؟ قالت: أنا الخروب، طلعت لخراب هذه الأرض، قال: فعلم سليمان أن بيت المقدس لن يخرب، و هو حي، و أن أجله قد اقترب، فسأل ربه أن يعمي (2) على الشياطين موته، فمات على عصاه فسلّطت الأرضة على عصاه فسقط ، فخفت على الشياطين أن يأتيها بالماء حيثم.

ص: 296


1- القاضي البرتي اسمه أحمد بن محمد بن عيسى بن الأزهر، أبو العباس البغدادي، ترجمته في تاريخ بغداد 61/5.
2- بالأصل: يعمني، خطأ و الصواب ما أثبت عن م.

تبني شكرا لما صنعت بعصا سليمان.

أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن بن رزقويه، نا أحمد بن سندي، نا الحسن بن علي، نا إسماعيل بن عيسى، أنا إسحاق بن بشر، أنا إبراهيم بن طهمان، عن سعيد بن أبي قتادة، عن الحسن قال:

إن سليمان لما فرغ من بناء بيت المقدس و أراد اللّه تعالى قبضه دخل المسجد فإذا أمامه في القبلة شجرة خضراء بين عينيه، فلما فرغ من صلاته تكلمت الشجرة فقالت: أ لا تسألني ما أنا؟ فقال سليمان: ما أنت ؟ قالت: أنا شجرة كذا و كذا دواء كذا من داء كذا، فأمر سليمان بقطعها فلما كان من الغد فإذا بمثلها قد نبتت فسألها سليمان، فقال: ما أنت ؟ قالت: أنا شجرة كذا و كذا، دواء كذا من داء كذا، فأمر بقطعها فكان كل يوم إذا دخل المسجد يرى شجرة قد نبتت فيسألها فتخبره، فوضع عند ذلك كتاب الطب الفيلسوفس (1) حتى وضعوا الطب، و كتبوا الأدوية، و أسماء الشجر التي تنبت في المسجد فلما فرغ من ذلك، نبتت شجرة فدخل المسجد فلما صلّى قال لها: ما أنت ؟ قالت: أنا الخرنوب، قال: و ما الخرنوب ؟ قالت: لا أنبت في بيت إلاّ كان سريعا (2)خرابه، فقال سليمان: الآن قد علمت أن اللّه قد أذن في خراب هذا المسجد و ذهاب هذا الملك، فقطع سليمان تلك الشجرة فاتّخذ منها عصا يتوكأ عليها قال: فكانت تلك منسأته (3).

و كان سليمان يتعبد في كل سنة أربعين يوما، لا يخرج من محرابه إلى الناس عدة الأيام التي كلّم اللّه تعالى موسى و عدة توبة داود النبي صلى اللّه عليه و سلم فكان يلبس الصوف و يصوم و يقوم في محرابه، فيصف بين رجلين، و ربما اتكأ على عصاه يواصل فيها الصوم، ثم يخرج بعد الأربعين، فلما افتتن و غفر اللّه له، و ردّ عليه ملكه اجتهد في العبادة، فكان يتعبد كل سنة ثمانين يوما، فلما أراد اللّه قبضه دخل محرابه فقام يصلّي، و اتكأ على عصاه فبعث اللّه ملك الموت فقبض روحه فبقي سنة على عصاه، فانتظره [الناس] (4)0.

ص: 297


1- كذا رسمها بالأصل، و في م: الفيلفسوفس.
2- بالأصل و م: سريع.
3- رسمها بالأصل:«مند؟؟؟ ه» و الصواب ما أثبت عن م، و المنسأة بلسان الحبشة العصا.
4- زيادة عن م، و انظر مختصر ابن منظور 154/10.

ثمانين يوما فلم يخرج فقالوا: قد اجتهد في العبادة، إنه كان مجتهدا أربعين يوما، ثم زاد حتى بلغ ثمانين يوما، فلم يخرج، و إنه قد اجتهد أيضا فكانوا لا يعلمون بموته، لا الجن و لا الإنس، و كانت الجن و الشياطين متفرقين في أصناف الأعمال فليس أحد يعلم بموته حتى سلّط اللّه الأرضة على عصاه التي كان يتوكأ عليها، فأكلتها فوقع سليمان و العصا فذلك قول اللّه عز و جل فَلَمّٰا قَضَيْنٰا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مٰا دَلَّهُمْ عَلىٰ مَوْتِهِ إِلاّٰ دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ يعني عصاه فَلَمّٰا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أنه ميت أَنْ لَوْ كٰانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مٰا لَبِثُوا فِي الْعَذٰابِ الْمُهِينِ (1).

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الأصبهاني - شفاها - أنا منصور بن الحسين بن علي، و أحمد بن محمود بن أحمد، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا هارون بن عقيل بن عمير الكتّاني العسقلاني، نا أبو عمير، نا ضمرة، عن عباس بن عودان في قوله: وَ إِنَّ لَهُ عِنْدَنٰا لَزُلْفىٰ وَ حُسْنَ مَآبٍ (2)قال: يسقى شربة يوم القيامة في الموقف على رءوس الخلائق.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن أحمد بن علي الزجاجي، أنا أبو مسلّم عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد بن أبي مسلم الفرضي، حدّثني أبو عبد اللّه علي بن سليمان صاحب الحكيمي في شوال سنة أربعين و ثلاثمائة، نا الحسن بن عرفة، نا علي بن ثابت الجزري، عن المكيين عمرو بن دينار و غيره في قوله وَ إِنَّ لَهُ عِنْدَنٰا لَزُلْفىٰ وَ حُسْنَ مَآبٍ قال: لا يزال يدنيه و يدنيه حتى يمس بعضه.

أخبرنا أبو طاهر محمّد بن أبي بكر بن عبد اللّه السّنجي، و أبو محمّد بختيار بن عبد اللّه الهندي، قالا: أنا أبو [علي] (3) الحسن بن محمّد بن عبد العزيز بن إسماعيل التككي، أنا أبو علي بن شاذان، أنا عثمان بن أحمد، نا أحمد بن عبد الجبار، نا وكيع بن الجرّاح، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد، عن عبيد بن عمير: وَ إِنَّ لَهُ عِنْدَنٰا لَزُلْفىٰ قال: ذكر الدنو منه يوم القيامة حتى ذكر أنه يمس بعضه. هذا في حق داود عليه السلام لأنه يوافي القيامة خائفا من ذنبه، فيؤمنه اللّه بإكرامه بقربه. و قد روي: أنه).

ص: 298


1- سورة سبأ، الآية:14.
2- سورة ص، الآية:40.
3- زيادة لازمة عن م، انظر ترجمته في سير الأعلام 259/19 و التككي نسبة إلى بيع التكك (الأنساب).

يدنيه حتى يلصق بقائمة من قوائم عرشه فحينئذ يأمن من أليم بطشه، و اللّه أعلم.

أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن سندي، نا الحسن بن علي، نا إسماعيل بن عيسى، أنا إسحاق بن بشر، عن محمّد بن إسحاق، عن الزهري و غيره: أن سليمان عاش اثنتين (1)و خمسين سنة، و كان ملكه أربعين سنة.

قال: و أنا إسحاق، أنا أبو روق، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن ملكه عاش عشرين سنة، فاللّه أعلم (2).

2663 - سليمان بن داود بن جناح بن روح بن جناح

حكى عن أبيه، حكى عنه ابنه أبو الأشعث غالب.

2664 - سليمان بن داود بن أبي حفص

أبو الرّبيع الجيلي (3)

سمع بدمشق أبا الحسن بن أبي الحديد، و أبا الحسن علي بن الخضر السّلمي.

و حدث عن أبي صالح محمّد بن أبي عدي بن الفضل السّمرقندي.

روى عنه أبو الفتح نصر بن إبراهيم، و كتب عنه علي بن الخضر السّلمي.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه الشافعي، نا نصر بن إبراهيم الزاهد - إملاء - قال: كتب إليّ أبو صالح محمّد بن أبي عدي السّمرقندي، و أخبرني أبو الربيع سليمان بن داود بن أبي حفص الجيلي - بقراءتي عليه - عنه، نا عبد الوهاب بن جعفر بن علي بن جعفر الميداني، نا أبو الحسين أحمد بن علي بن عبد اللّه بن سعيد، حدّثني أبو القاسم عبد الصمد بن سعيد الكندي - إملاء - نا أحمد بن سليمان الزّنبقي، نا حفص بن عمر المربعي قال: خرجنا من بغداد نريد شعيب بن حرب الواسطي بمدائن

ص: 299


1- نقله ابن كثير في البداية و النهاية 39/2 و في الكامل لابن الأثير:«ثلاث و خمسين سنة» و في الطبري: نيّفا و خمسين سنة.
2- البداية و النهاية 39/2 بتحقيقنا.
3- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى بلاد متفرقة وراء طبرستان و يقال لها كيل و كيلان فعرب و نسب إليها و قيل: جيلي و جيلاني.

كسرى، فضاق علينا منزله فخرج إلى شط دجلة إلى موضع يقال له الرّقّة، فقلنا له: يا أبا صالح معنا أحاديث نريد أن نسألك عنها، فقال: كم أنتم حتى أحدثكم حديثين في الورع.

أما أحدهما: فرأيته بعيني و صحبته برجلي.

و أما الآخر: فحدّثني به حبيبي سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري.

خرجت حاجا فلما كنت على سيف البحر أقبل رجلان كأنما ارتكضا في رحم، يعظم كل واحد منهما صاحبه، فقالا لي: ما يحبسك هاهنا؟ فقلت: سفينة أركب فيها إلى الحج، فبينا نحن كذلك إذ أقبلت سفينة فيها قمح مصبوب، فركبنا فيها و القلع مشرع، فمدّ أحد الفتيين يده إلى حبة قمح، فألقاها إلى فيه، فنظر إليه صاحبه فقال له:

مه ما صنعت ؟ قال: سهوت، قال: و أنا أصحب من يسهو عن اللّه، ثم قال: يا ملاح قرّب أنزلني، و إلاّ قذفت بنفسي في البحر، فتهاون به الملاح، فقلت أنا بجهلي به: يا هذا من حبة قمح ألقاها صاحبك إلى فيه تلقي نفسك في البحر؟ فلم ينظر إلى صاحبه، و نظر إليّ فقال لي: هيه استصغرت الذنب، و لم تنظر من عصي، ثم صاح صيحة حتى بلغ رأسه سقف السفينة، ثم رفع يضطرب مثل الفرخ المذبوح، فرششنا على وجهه الماء حتى أفاق، فقال: يا ملاح قرّب أنزلني، و إلاّ قذفت نفسي في البحر، فتهاون به الملاح، فاجتمع بأثوابه ثم زج في نفسه في البحر، فما كانت إلاّ غوصة حتى علا الماء إلى صدره ثم غاب عنا فلم نره، فقلت أنا لصاحبه: يا هذا، من حبة قمح ألقيتها إلى فيك، طرح صاحبك نفسه في الماء، فقال: و اللّه إني لرفيقه مذ ثلاثين عاما، ما رأى مني زلة غيرها، فقلت في نفسي: هذا و اللّه يدل على فحوى قوله: إنه ما عصى اللّه عز و جل منذ ثلاثين عاما، فقلت له: هل لك في الصحبة رحمك اللّه ؟ قال لي: هو ذا نحن و أنت على هذا العود، فكنت معه أخدمه، فأنصت لحديثه، و أفطر معه، و يذكر صاحبه و لا يذكره، كأنه لا يشك إلاّ أنه سيسبقه إلى الموضع الذي يريد، فلم نزل حتى أتينا جدة ثم نزلنا منها حتى أتينا مكة، فبينا يدي في يده في الطواف، إذ بصرت بصاحبه فقلت في نفسي: لا ينكر لأولياء اللّه عز و جل أن يسبقوا السفن (1)،يا فلان هذا رفيقك، قال: أين تراه ؟ فأوقفته عليه فجعل يريد أن يسلم عليه فيها به، ثم جسر فسلّم عليه، فردّ عليه السلامم.

ص: 300


1- رسمها بالأصل:«الف» كذا، و الصواب عن م.

و قال له: لبّ للّه عز و جل بالتوبة من ذنبك، ثم قال هو: لبيك اللّهم بالتوبة من ذنبي و ذنب صاحبي، ثم التفت إليه فقال: من هذا معك ؟ قال: هذا رفيقنا الذي وجدناه على سيف البحر، فالتفت إليّ بوجه طلق، فقال: أما إنه جزاك اللّه عن رفيقي خيرا، قد كنت له أنسا و مستراحا، فقلت له: هل لك في الصحبة رحمك اللّه ؟ فقال لي: نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن صحبة الثلاثة لأن لا يتناجى اثنان دون الثالث فقلت: فما دمتما بمكة، فلما كان الغدّ حال بيني و بينهما قطار جمال فالتفتّ أطلبهما، فلم أجدهما، فلم أزل أسأل عنهما و أبحث فلم أجد أحدا يعطيني لهما خبرا، فإن يكن أحد من الأبدال فهما ذانك الفتيان.

و أما الآخر فحدّثني سفيان الثوري قال: بينا أمشي يوما إذ ضرب بيده على كتفي فقال لي: يا أبا صالح أ لا أحدثك حديثا في الورع ؟ فقلت:[بلى، قال:] (1) بلغني أن المسيح عيسى بن مريم مرّ بمقبرة فناداها: يا أهل القبور، تخبرونا أم نخبركم، أم عن جوابنا منعتم ؟ أما نحن فنخبركم: أما أزواجكم فقد استبدلوا بعدكم أزواجا، و أما أولادكم فقد حشروا في زمرة اليتامى، و أما منازلكم التي بنيتم و شيدتم فقد سكنها غيركم، و أما أموالكم التي اكتسبتموها فقد أخذها غيركم، هذا خبر ما عندنا فما عندكم ؟ ثم دنا إلى قبر منها مفرد فضربه برجله و قال: أقسمت عليك إلاّ قمت بإذن اللّه عز و جل، فخرج من القبر رجل فقال: ما الذي أردت مني يا روح اللّه ؟ فإني لواقف في الحساب منذ سبعين سنة حتى أتتني الصيحة الساعة: أجب روح اللّه، فقال له: يا هذا، لقد كنت كثير الذنوب في الدنيا، فقال: و اللّه يا روح اللّه ما كنت إلاّ حمالا أحمل على رأسي فأكسب حلالا، و أنفق قصدا، و أتصدق فضلا، فقال: سبحان اللّه حمّال على رأسه يكسب حلالا، و ينفق قصدا، و يتصدق فضلا، و أنت في الحساب منذ سبعين عاما، فقال له:

و تعجب من ذلك يا روح اللّه، إنه مما وبّخني به ربي و عيّرني أن قال لي: عبدي اكتراك جارك فلان لتحمل له حزمة من قصب فأخذت منها شظية، فتخللت بها و ألقيتها في غير موضعها، استهانة منك بي و أنت تعلم أني أنا اللّه فوقك أطلع و أرى، قال: فشاب مقدم رأس عيسى بن مريم من هول ما سمع ثم قال: هؤلاء أصحاب الشظايا فما بالكم يا أصحاب الجذوع ؟.ل.

ص: 301


1- الزيادة ما بين معكوفتين للإيضاح عن م، و قد سقطت الكلمتان من الأصل.

2665 - سليمان بن داود بن خالد بن عبّاد

ابن زياد بن أبيه، المعروف بابن أبي سفيان

من ساكني جرود (1) من إقليم معلولا، ذكره أحمد بن حميد بن أبي العجائز الأزدي في تسمية من كان بدمشق و غوطتها من بني أمية.

و ذكر امرأته أم عبد اللّه ابنة أيوب بن خالد بن عبّاد بن زياد.

2666 - سليمان بن داود بن عبد اللّه

أبو أيّوب النّيسابوري

و يعرف بابن داود النّسوي، من ساكني شادياخ محلة بنيسابور.

سمع بدمشق أبا زرعة، و يزيد بن محمّد بن عبد الصمد (2) الدمشقيين، و بغيرها:

محمّد بن يحيى الذّهلي، و محمّد بن يزيد السلمي، و أبا قلابة، و عبد اللّه بن أحمد بن أبي مسرّة (3).

روى عنه أبو زكريا يحيى بن محمّد العنبري (4)،و أبو العباس أحمد بن محمّد الدقاق النّيسابوريان.

قرأت بخط أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا العباس أحمد بن محمّد الدقاق يقول: سمعنا تاريخ أبي زرعة الدمشقي من سليمان بن داود النّسوي من محلّة شادياخ. قال: و سمعته يقول: ولدت (5)في الشّادياخ في الشهر الذي توفي فيه أحمد بن حرب.

قال أبو عبد اللّه الحافظ : سليمان بن داود بن عبد اللّه النّيسابوري أبو أيوب و يعرف بابن داود النّسوي كان (6) أبوه نزل نيسابور، و توفي سليمان بنيسابور، سمع

ص: 302


1- جرود بالفتح، من إقليم معلولا من أعمال غوطة دمشق. و قال ياقوت في مادة معلولا: إقليم من نواحي دمشق له قرى.
2- ترجمته في سير الأعلام 151/13.
3- ترجمته في سير الأعلام 632/12.
4- ترجمته في سير الأعلام 533/15.
5- بالأصل: ولدت فالشاذياخ.
6- قوله: من محلة شاذياخ إلى هنا سقط من م.

بخراسان و العراق و الحجاز و الشام، حدّثني أبو محمّد الشيباني قال: مات سليمان بن داود النّيسابوري بنيسابور سنة عشرين و ثلاثمائة.

2667 - سليمان بن داود بن عبيد اللّه

ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي

قتل يوم نهر أبي فطرس في سنة اثنتين و ثلاثين و مائة، له ذكر.

2668 - سليمان بن داود بن مروان بن الحكم

ابن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس الأموي

كان يسكن في دير البخت (1) من أعمال دمشق، و خلف على فاطمة بنت عبد الملك بن مروان بعد عمر بن عبد العزيز، فولدت له هشام بن سليمان، و كان سليمان أعور فقيل فيه الخلف الأعور، و قيل إن الخلف الأعور هو داود، يشهد له قول القائل:

أبعد الأغرّ ابن عبد العزيز *** قريع قريش إذا يذكر

تبدلت داود مختاره *** إلاّ ذلك الخلف الأعور

2669 - سليمان بن داود

أبو داود الخولاني الدّاراني (2)

أخو عثمان بن داود.

روى عن الزهري، و عمر بن عبد العزيز، و أيوب بن نافع بن كيسان، و أبي قلابة الجرمي، و عمير بن هانئ، و أبي بردة بن أبي موسى.

ص: 303


1- دير البخت على فرسخين من دمشق، كان يسمى دير ميخائيل، و كان عبد الملك قد ارتبط عنده بختا و هي جمال الترك فغلب عليها (ياقوت).
2- ترجمته في تهذيب التهذيب 402/2 و ميزان الاعتدال 200/2 و تاريخ داريا ص 87 و الكامل لابن عدي 274/3. و الخولاني نسبة إلى خولان قبيلة بالشام. و الداراني نسبة إلى داريا قرية من قرى غوطة دمشق.

روى عنه يحيى بن حمزة، و الوضين بن عطاء، و صدقة بن عبد اللّه السّمين، و هشام بن الغاز.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا علي بن محمّد بن طوق، أنا عبد الجبار بن محمّد بن مهنى (1)،نا أبو عبد اللّه الهروي، و أبو الحسن أحمد بن عمير قالا: نا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم البرقي، نا عمرو بن أبي سلمة، نا صدقة بن عبد اللّه، عن سليمان بن داود الخولاني، عن أبي قلابة، [قال:] حدّثني عشرة من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن صلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في ركوعه و سجوده و حاله: أنه كان يصلّي نحوا مما رأى عمر بن عبد العزيز يصلّي.

قال سليمان: و التقينا عند عمر بن عبد العزيز، و ذكر الحديث بطوله، كذا فيه.

و أخبرنا بالحديث بتمامه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (2)،أنا ابن سلم، نا دحيم، نا الوليد بن مسلم، عن صدقة بن عبد اللّه، عن سليمان بن داود الخولاني قال: سمعت أبا قلابة الجرمي يقول: حدّثني عشرة من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن صلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في قيامه و ركوعه و سجوده بنحو من صلاة أمير المؤمنين - يعني عمر بن عبد العزيز - قال سليمان: فرمقت عمر في صلاته فكان بصره إلى موضع سجوده، و إذا كبّر فركع لم يرفع رأسه حتى يرى أن كلّ من خلفه قد ركع، ثم يرفع رأسه و يعتدل قائما حتى نرى أنّ كل من خلفه قد رفع، ثم يسجد فلا يرفع رأسه حتى يرى أن كل من خلفه قد سجد، ثم إذا رفع رأسه للقيام، رجع على صدور قدميه حتى يعتدل قائما، و إذا سلّم لم يقم حتى يأخذ (3)به عمامته، فيمسح بها وجهه.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن علي بن الحسين الصوفي، و أبو بكر محمّد بن الفضل بن محمّد بن علي، قالا: أنا أبو مسلم محمّد بن علي بن محمّد بن الحسين، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن المقرئ، نا أبو يعلى، و ابن منيع، و حامد بن شعيبذ.

ص: 304


1- الخبر في تاريخ داريا ص 87.
2- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 275/3.
3- بالأصل: تأخذ.

البلخي، قالوا: أنا الحكم بن موسى، نا يحيى بن حمزة، نا داود (1) بن سليمان، عن الزّهري، عن أبي بكر بن محمّد، عن أبيه، عن جده أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كتب إلى أهل اليمن، و ذكر حديث الديات بطوله، و اللفظ لأبي يعلى، كذا قال ابن المقرئ لم يزد عليه، و الصواب سليمان بن داود.

أخبرناه أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا إبراهيم بن منصور، أنا محمّد بن إبراهيم بن المقرئ، أنا أبو يعلى أحمد بن علي، نا الحكم بن موسى، نا يحيى بن حمزة، عن سليمان بن داود، أخبرني الزّهري، عن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم، عن أبيه عن جده، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كتب إلى أهل اليمن، و هذه نسختها: بسم اللّه الرّحمن الرحيم، من محمّد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و ذكر الحديث بطوله.

و أخبرناه أبو المظفّر بن القشيري، و أبو القاسم المستملي، قالا: أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا محمّد بن أحمد بن حمدان، أنا أحمد بن علي بن المثنّى الموصلي، و أبو العباس الحسن بن سفيان بن عامر - بنسا - و أبو عبد اللّه أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي - ببغداد - و أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز البغوي، و أبو العباس حامد بن محمّد بن شعيب البلخي ببغداد - و اللفظ له - و في حديث زاهر: أنا أبو يعلى الموصلي - بها - و الحسن بن سفيان - بنسا - و ذكر الباقين قالوا: أنا الحكم بن موسى، نا يحيى بن حمزة، عن سليمان بن داود، حدّثني الزّهري عن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن جده أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كتب إلى أهل اليمن بكتاب فيه الفرائض و السنن و الديات، و بعث به مع عمرو بن حزم فقرئت على أهل اليمن، و هذه نسختها (2):بسم اللّه الرّحمن الرحيم، من محمّد النبي إلى شرحبيل بن عبد كلال - زاد أبو المظفّر: و نعيم بن عبد كلال و الحارث بن عبد كلال و قالا:- قيل ذي رعين و معافر (3) و همدان. أما بعد. فقد رجع رسولكم و أعطيتم من المغانم: خمس اللّه عزّ و جلّ ، و ما كتب على المؤمنين من العشر في العقار ما سقتن.

ص: 305


1- كذا بالأصل و هو خطأ فقد قلب اسمه، و هو صاحب الترجمة، و الصواب: سليمان بن داود، و سينبه المصنف إلى الصواب في آخر الخبر.
2- راجع نسخته في الطبري 381/2 و فتوح البلدان ص 82 و سيرة ابن هشام 258/4 و البداية و النهاية 75/5 و طبقات ابن سعد 356/1 و 530/4 و الأموال لأبي عبيد ص 13 و 27.
3- معافر من قبائل اليمن، بطن من كهلان.

السماء أو كان سيحا (1) أو كان بعلا ففيه العشر إذا بلغ خمسة أوسق - زاد زاهر: و ما سفي بالرّشاء و الدالية ففيه نصف العشر إذا بلغ خمسة أوسق (2) و قالا:- و في كل خمس من الإبل سائمة شاة إلى أن تبلغ أربعا و عشرين، فإذا زادت واحدة على أربع و عشرين ففيها ابنة - و قال زاهر: بنت مخاض - فإن لم توجد بنت مخاض - فابن لبون، ذكر إلى أن تبلغ خمسا و ثلاثين، فإذا زادت على خمس و ثلاثين واحدة ففيها ابنة - و قال أبو المظفر:

بنت - لبون إلى أن تبلغ خمسا (3) و أربعين، فإذا زادت واحدة على خمسة و أربعين ففيها حقّة (4) طروقة الجمل (5) إلى أن تبلغ ستين، فإذا زادت واحدة على ستين ففيها جذعة (6)إلى أن تبلغ خمسا و سبعين، فإذا زادت واحدة على خمس (7) و سبعين ففيها بنتا - و قال زاهر: ابنتا - لبون إلى أن تبلغ تسعين، فإذا زادت واحدة ففيها حقتان طروقتا الفحل إلى أن تبلغ عشرين و مائة، فما زاد ففي كل أربعين بنت لبون، و في كل خمسين حقة طروقة الجمل (8)،و في كل ثلاثين باقورة (9) بقرة تبيع جذع أو جذعة - و لم يقل أبو المظفر:

بقرة - و في كل أربعين باقورة بقرة و في كل أربعين شاة سائمة شاة إلى أن يبلغ عشرين و مائة فإذا زادت على عشرين و مائة ففيها شاتان إلى أن تبلغ مائتين، فإذا زادت واحدة فثلاث إلى أن تبلغ ثلاثمائة، فما زاد ففي كل مائة شاة شاة، و لا تؤخذ في الصدقة هرمة و لا ذات عوار (10) و لا تيس الغنم، و لا يجمع بين متفرق (11)،و لا يفرق بين مجتمع (12)خيفة الصدقة، فما أخذ من الخليطين فانهما يتراجعان بينهما بالسوية، و في كل خمس أواق من الورق خمسة دراهم، فما زاد ففي كل أربعين درهما درهم، و ليس فيما دونا.

ص: 306


1- السيح: هو الماء الجاري المنبسط على الأرض، و هو أعمّ من العين.
2- أوسق جمع وسق، و الوسق: ستون صاعا.
3- بالأصل: خمسة.
4- الحقة و الحق بكسر الحاء المهملة من الإبل ما يستحق أن يحمل عليه و الجمع حقاق.
5- كذا و في النهاية: و في حديث الزكاة: فيها حقة طروقة الفحل.
6- الجذعة من الإبل ما دخلت في الخامسة.
7- بالأصل: خمسة.
8- كذا و في النهاية: و في حديث الزكاة: فيها حقة طروقة الفحل.
9- الباقورة بلغة اليمن البقر، هكذا قال الجوهري، فيكون قد جعل المميز جمعا (النهاية).
10- الهرمة محركة: الكبر، و العوار: العيب.
11- بمعنى النهي للمصدّق أي ليس له أن يجمع بين متفرق في الملك، كأن يكون لكل واحد من الشركاء عشرون شاة فيجمع بينهما ليأخذ منها الصدقة.
12- هذا خطاب لرب المال، و هو أن يفرّق رب المال ماله المجتمع، كأن يكون له أربعون فإذا أظله المصدق فرقها لئلا يؤخذ صدقتها أي لا يفرق بين المال المجتمع في الملك و إن تفرقت أماكنها.

خمس أواق، و في كل أربعين دينارا دينار، و ان الصدقة لا تحل لمحمّد - قال زاهر: عليه السلام، و قالا:- و لا لأهل بيته إنما هو الزكاة تزكو بها أنفسكم و لفقراء المسلمين و في سبيل اللّه عز و جل و ليس في رقيق و لا مزرعة و لا عمالة شيء إذا كانت تؤدي صدقتها من العشر، و ليس في عبد مسلم - و قال أبو المظفر: المسلم - و لا في فرسه شيء.

قال يحيى لفضل (1):و كان في الكتاب إن أكبر الكبائر عند اللّه عزّ و جلّ يوم القيامة الشرك باللّه عزّ و جلّ ، و قتل النفس المؤمنة بغير حق، و الفرار في سبيل اللّه يوم الزحف، و عقوق الوالدين، و رمي المحصنة، و تعلم السحر، و أكل الربا، و أكل مال اليتيم، و إن العمرة الحج الأصغر و لا يمس القرآن إلاّ طاهر، و لا طلاق قبل إملاك (2)، و لا عتاق حتى يبتاع، و لا يصلّينّ أحد منكم في ثوب واحد ليس على منكبه شيء، و لا يحتبي في ثوب واحد ليس بين فرجه و بين السماء شيء، و لا يصلي أحدكم في ثوب واحد و شقّه باد، و لا يصلّينّ أحد منكم عاقصا شعره، و كان في كتابه: أن من اعتبط (3)مؤمنا قتلا عن بيّنة فإنه قود إلاّ أن يرضى أولياء المقتول، و إن في النفس الدية مائة من الإبل، و في الأنف إذا أوعب جدعه (4) الدية، و في الرجل الواحدة نصف الدية، و في المأمومة (5) ثلثا - و قال أبو المظفر: ثلث الدية - و في الجائفة (6) ثلث الدية، و في المنقّلة (7) خمس عشرة من الإبل، و في كل إصبع من الأصابع في اليد و الرجل عشر من الإبل، و في السن خمس من الإبل، و في الموضحة (8) خمس من الإبل، و الرجل يقتل، و قال أبو المظفر: يقتل (9) بالمرأة و على أهل الذهب ألف دينار.

رواه أبو داود بطوله عن الحكم بن موسى. و رواه النسائي عن عمرو بن منصورر.

ص: 307


1- بالأصل: أفضل، و المثبت يوافق عبارة مختصر ابن منظور 159/10.
2- الإملاك: التزويج و عقد النكاح (النهاية).
3- الاعتباط : القتل بلا جناية و لا جريرة من المقتول يوجب قتله شرعا.
4- بالأصل: جذعه و في م: حدعه و الصواب بالدال المهملة: أي قطع جميعه كما في النهاية لابن الأثير.
5- المأمومة: الشجة التي بلغت أم الرأس و هي الجلدة التي تجمع الدماغ (النهاية).
6- الجائفة: الطعنة التي تنفذ إلى الجوف.
7- المنقلة: كالمحدّثة و هي الطعنة التي تخرج منها صغار العظام، و تنتقل من أماكنها، أو هي التي تنقل منها فراش العظام و هي قشور تكون على العظم دون اللحم.
8- الموضحة: هي التي تبدي وضح العظم أي بياضه.
9- غير مقروءة بالأصل و م و رسمها:«يصلى» و المثبت عن المختصر.

النّسائي، عن الحكم بن موسى، و لم يذكر: بسم اللّه الرّحمن الرحيم و لا الحارث بن عبد كلال، و زاد: و في اللسان الدية، و في الشفتين الدية، و في البيضتين الدية، و في الذكر الدية، و في الصلب الدية، و في العينين الدية، و كأنه سقط من هذه الرواية.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة بن إسماعيل الجرجاني، أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف بن إبراهيم السهمي، أنا أبو أحمد عبد اللّه بن عدي بن عبد اللّه الجرجاني الحافظ (1)،قال: سمعت عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز قال: قد أخرج أحمد بن حنبل هذا الحديث في مسنده عن الحكم بن موسى، عن يحيى بن حمزة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا علي بن محمّد الطّبراني، أنا عبد الجبار بن محمّد الخولاني (2)،أنا أبو عبد اللّه محمّد بن يوسف الهروي، نا ابن الدّورقي قال: قال يحيى بن معين: حدث يحيى بن حمزة، عن سليمان بن داود، عن الزّهري حديثا في الصدقات، و هو شيخ شامي.

قال عبد الجبار بن محمّد (3):و سليمان بن داود كان حاجبا لعمر بن عبد العزيز، و كان مقدما عنده، و ولد سليمان بداريّا إلى اليوم.

أنبأ أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم، و أبو صادق مرشد بن يحيى بن القاسم بن علي.

ح و أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم، أنا سهل بن بشر قالوا: أنا أبو الحسن محمّد بن الحسين النّيسابوري البزاز، أنا القاضي أبو طاهر محمّد بن أحمد بن عبد اللّه بن نصر بن بحير، نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، عن الحكم بن موسى، قال: سمعت أحمد بن حنبل و سئل عن حديث سليمان بن داود هذا فقال: أرجو أن يكون صحيحا.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، و أبو القاسم زاهر بن طاهر قالا: أنا أحمد بن الحسين البيهقي، أنا أبو سعد الماليني.9.

ص: 308


1- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 275/3.
2- تاريخ داريا ص 86.
3- المصدر السابق ص 89.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف قالا: أنا أبو أحمد بن عدي (1) قال: سمعت عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز يقول: سمعت أحمد بن حنبل و سئل عن حديث الصدقات هذا الذي يرويه يحيى بن حمزة أ صحيح هو؟ فقال: أرجو أن يكون صحيحا.

أخبرنا أبو محمّد المزكّي، نا عبد العزيز الصوفي، أنا أبو محمّد المعدّل، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2) قال: و عرضت على أبي عبد اللّه أحمد بن حنبل حديث يحيى بن حمزة الطويل في الديات فقال: هذا رجل من أهل حرّان يقال له سليمان بن أبي داود و ليس بشيء.

قال أبو زرعة: فحدّثت أنه وجد في كتاب يحيى بن حمزة عن سليمان بن أرقم الحديث، عن الزهري و لكن الحكم بن موسى لم يضبط .

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، و أبو محمّد بن أبي نصر، و أبو بكر القطان، و أبو القاسم بن أبي العقب (3)، قالوا: أنا أبو القاسم بن أبي العقب قال: قيل لي: إن سليمان بن داود هذا حرّاني يلقب بومه كذا وجدته في تاريخ يحيى بن معين فيما حدّثنا أبو الحسن الهروي، عن عثمان بن سعيد السّجستاني عن يحيى بن معين، و حكى قول يحيى فيه. قال عثمان: أرجو أنه ليس هو كما قال يحيى لأن يحيى بن حمزة الحضرمي روى عنه أحاديث حسانا مستقيمة، و قال عثمان: هو دمشقي و هو سليمان بن داود الخولاني قال أبو الحسن الهروي: هو في أصل يحيى بن حمزة عن سليمان بن رافع، و إنما غلط عليه الحكم بن موسى فقال: عن سليمان بن داود، كذا قال ابن أبي العقب.

و قد أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء المقرئ، أنا أبو بكر البابسيري، نا الأحوص بن المفضّل بن غسان، أنا أبي، عن يحيى بن معين قال: حديث سليمان بن داود في الصدقات يحيى بن حمزة يحدث عنه فقال شيخ شامي ضعيف قال: و كان من كتاب عمر بن عبد العزيز.!.

ص: 309


1- الكامل لابن عدي 275/3.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 455/1.
3- كذا بالأصل أبو القاسم بن أبي العقب ؟!.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده قال: سمعت أحمد بن سليمان يقول: سمعت أبا زرعة عبد الرّحمن بن عمرو يقول: الصواب سليمان بن أرقم، قال ابن منده: و رأيت في كتاب يحيى بن حمزة بخطه عن سليمان بن أرقم، عن الزهري، و هو الصواب.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن، أنا أبو المظفّر هنّاد بن إبراهيم بن محمّد النّسفي، أنا [أبو] (1) عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد بن سليمان بن كامل الغنجار، نا خلف بن محمّد، نا صالح بن محمّد، نا عبد الرّحمن بن إبراهيم دحيم قال: نظرت في أصل كتاب يحيى بن حمزة حديث الصدقات لعمرو بن حزم فإذا هو عن سليمان بن أرقم فقال لي دحيم: ها هو ذا عند ولد يحيى بن حمزة يحب أن ينظر فيه قال: قلت: لا يكفيني أن تحدّثني به أنت.

قال: و سمعت أبا علي صالح بن محمّد يقول: كتب عني مسلم بن الحجاج هاتين الحكايتين - يعني هذه، و حكايته في علة حديث محمّد بن عيسى بن سميع في مقتل عثمان.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (2) قال: و لا أعلم في جميع الكتب كتابا أصح من كتاب عمرو بن حزم و قال: كان أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم و التابعون يرجعون إليه و يدعون آراءهم.

حدّثنا أبو بكر وجيه بن طاهر بن محمّد، أنا أحمد بن الحسن بن عبد اللّه بن حمدون، أنا ابن الشرقي، نا محمّد بن يحيى، نا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز، عن الزهري قال: جاءني أبو بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم برفعه من آدم فيها مكتوب هذا بيان من اللّه و رسوله، فذكر بعض هذا الحديث الطويل.

قال: و نا محمّد بن يحيى، نا أبو اليمان، أنا شعيب، عن الزهري قال: قرأت صحيفة عند أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم ذكر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كتبها لعمرو بن2.

ص: 310


1- زيادة لازمة من م، انظر ترجمته في سير الأعلام 304/17.
2- كتاب المعرفة و التاريخ 216/2 و نقله عن يعقوب ابن حجر في تهذيب التهذيب 402/2 و ميزان الاعتدال 200/2.

حزم حين أمّره على نجران فإذا فيها: بسم اللّه الرّحمن الرحيم هذا بيان من اللّه و رسوله، و ذكر بعض الحديث.

في نسخة الكتاب الذي أخبرناه أبو البركات الأنماطي، أنا أبو محمّد بن المظفّر، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا أبو يعقوب بن الرحيل، نا أبو جعفر العقيلي (1)،حدّثني عبد اللّه بن علي، نا محمّد بن يحيى، نا أبو صالح، عن الليث، عن يونس، عن ابن شهاب قال: قرأت في كتاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الذي كتبه لعمرو بن حزم قال محمّد بن يحيى: لم يسند الحديث: يونس و لا شعيب، و لا سعيد بن عبد العزيز، و ذكروا أنه كتاب، غير أنهم نقصوا (2) من الحديث. و رواه سليمان بن داود بطوله، و هو مجهول، و قد روى يحيى بن حمزة عنه أشياء، عن عمر بن عبد العزيز من الرأي و الحديث برواية (3) يونس و شعيب و سعيد أشبه أن تكون كتابا (4)،و الكلام الذي في حديث سليمان بن داود لا أرفعه و هو (5) غير ثابت محفوظ إن شاء اللّه.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالوا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (6) قال: سليمان بن داود الخولاني الشامي عن الزهري، عن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم:

«لا طلاق قبل نكاح» بطوله، قاله أحمد بن سليمان، عن يحيى بن حمزة و قال أبو اليمان: أنا شعيب، عن الزهري. قرأت عند أبي بكر بن عمرو كتابا فذكر عن النبي صلى اللّه عليه و سلم بعضه.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي4.

ص: 311


1- الخبر في كتاب الضعفاء الكبير 127/2 للعقيلي.
2- رسمها بالأصل:«اتفقوا» و لا معنى لها هنا، و المثبت عن الضعفاء الكبير للعقيلي.
3- بالأصل: فرواية، و المثبت عن العقيلي.
4- من قوله: أشبه إلى هنا سقط من العقيلي، و بالأصل: كتاب.
5- قوله: و هو غير، مطموس مكانها بالأصل و أضيفت عن هامشه، و العبارة في الضعفاء للعقيلي: و هو عندنا ثابت محفوظ .
6- التاريخ الكبير 10/4.

-إجازة - ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (1) قال: سليمان بن داود الخولاني الشامي.

روى عن الزهري.

روى عنه يحيى بن حمزة، سمعت أبي يقول ذلك، قال أبو محمّد: روى عن عمر بن عبد العزيز، سمعت أبي يقول: سليمان بن داود الدمشقي شيخ ليحيى بن حمزة لا بأس به يقال إنه سليمان بن أرقم، و اللّه أعلم.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا تمام بن محمّد، أنا جعفر بن محمّد بن جعفر، نا أبو زرعة قال في تسمية نفر يحدثون عن عمر بن عبد العزيز: سليمان بن داود الخولاني.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا علي بن محمّد البجّائي (2)،أنا علي بن أحمد بن محمّد الزّوزني، أنا محمّد بن حبان البستي قال: سليمان بن داود هو سليمان بن داود الخولاني، من أهل دمشق، ثقة مأمون، و سليمان بن داود اليمامي لا شيء، و جميعا يرويان عن الزّهري.

أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق بن بشرى، أنا القاضيان أبو تمام علي بن محمّد بن الحسن العبدي، و أبو الغنائم محمّد بن علي الدجاجي في كتابيهما عن أبي الحسن الدارقطني قال: سليمان بن داود الخولاني الشامي ليس به بأس، عن الزهري، و عن عمر بن عبد العزيز، فقد روى عنه حديث عن الزهري، عن أبي بكر بن حزم الحديث الطويل لا يثبت عنه قال غير الحكم بن موسى: أنه سليمان بن أرقم.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو سعد الماليني.

ح و أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم قالا: أنا أبو أحمد بن عدي (3) قال: و قد روى عن سليمان بن داود يحيى بن حمزة، و صدقة بن عبد اللّه من الشاميين، و أما حديث الصدقات فله أصل في بعض (4) ما رواه معمر عن الزهري، عنر.

ص: 312


1- الجرح و التعديل 110/4.
2- ضبطت عن التبصير 126/1.
3- الكامل لابن عدي 276/3 ط دار الفكر - بيروت.
4- عند ابن عدي: في بعض رواة معمر.

أبي بكر بن (1) عمرو بن حزم فأفسد (2) إسناده، و حديث سليمان بن داود مجوّد (3)الإسناد.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، قال: قد أثنى على سليمان بن داود الخولاني هذا أبو زرعة الرازي، و أبو حاتم الرازي، و عثمان بن سعيد و جماعة من الحفاظ ، و رأوا هذا الحديث الذي رواه في الصدقات موصول الإسناد حسنا، و اللّه أعلم.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، نا أبو بكر أحمد بن علي، أنا أحمد بن حمد الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين فسليمان بن داود الذي يروي حديث الزهري في الصدقات من هو؟ فقال: ليس بشيء.

قال عثمان بن سعيد: أرجو أنه ليس كما قال يحيى، و قد روى عنه يحيى بن حمزة أحاديث حسان كأنها مستقيمة و هو دمشقي خولاني.

أخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس، أنا أبو سعد (4) محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى قال: و سئل - يعني يحيى بن معين - عن حديث الصدقات الذي كان يحدث به الحكم بن موسى، عن يحيى بن حمزة، عن سليمان بن داود، عن الزّهري فقال: سليمان بن داود و ليس يعرف، و ليس يصح هذا الحديث.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو القاسم السهمي، أنا أبو أحمد بن عدي (5)،أنا أحمد بن علي المطيري، نا عبد اللّه بن الدورقي قال: قال يحيى: حدث يحيى بن حمزة عن سليمان بن داود حديثا في الصدقات، شيخ شامي ضعيف.5.

ص: 313


1- بالأصل: عن، و المثبت عن ابن عدي.
2- بالأصل: فاسند، و المثبت عن م، و انظر ابن عدي.
3- بالأصل: مجرد، و المثبت عن م، و انظر ابن عدي.
4- بالأصل و م: أبو سعيد، خطأ، و الصواب ما أثبت قياسا إلى أسانيد مماثلة.
5- الكامل لابن عدي 274/3-275.

قال ابن عدي: سليمان بن داود الخولاني دمشقي.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل، أنا محمّد بن الحسين الزّعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة قال: سئل يحيى بن معين عن سليمان بن داود الذي يحدث عنه الزهري. روى عنه يحيى بن حمزة فقال سلميان بن داود الذي يحدث عنه الزهري روى عنه يحيى بن حمزة فقال: ليس بشيء.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه بن الحسن، أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران، أنا عثمان بن أحمد بن عبد اللّه بن السماك، أنا محمّد بن أحمد بن البراء قال: قال علي بن المديني سليمان بن أبي داود الذي روى عن الزهري حديث عمرو بن حزم في الدّيات منكر الحديث، و ضعفه.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو بكر محمّد بن جعفر قال: و سئل - يعني محمّد بن إسحاق بن خزيمة - عن سليمان بن داود الذي روى عن الزهري عن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده الحديث الطويل في الصدقات، فقال: لا يحتج بحديثه إذا انفرد.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو ياسر محمّد بن عبد العزيز، أنا أحمد بن محمّد بن غالب - إجازة - قال: هذا ما وافقت عليه أبا الحسن الدارقطني من المتروكين: سليمان بن داود الخولاني عن الزهري.

2670 - سليمان بن داود الخشني

أحد حملة القرآن

كان ممن يحضر الدراسة في السبع في عصر تابعي التابعين.

حكى عنه محمّد بن شعيب بن شابور، تقدمت حكايته عنه في ترجمة سليمان بن بزيع.

ص: 314

2671 - سليمان بن داود [الدمشقي]

2671 - سليمان بن داود [الدمشقي] (1)

حدّث عن أبي معاوية شيبان بن عبد الرّحمن النحوي (2).

روى عنه محمّد بن موسى القطان.

أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسين بن أحمد بن القاسم بن أحمد الصوري، حدّثنا نصر بن إبراهيم الزاهد، أنا أبو القاسم عمر بن أحمد بن محمّد الواسطي، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن عبد الرّحمن الملطي، نا أبو علي الحسن بن علي الرافعي (3)،نا عبد اللّه بن الحسين بن جابر البزار، ثنا محمّد بن موسى القطان، نا سليمان بن داود الدمشقي، نا شيبان أبو معاوية عن قتادة، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«من طلب العلم ليباهي به العلماء، أو يماري به السفهاء، أو يصرف به وجوه الناس إليه فهو في النار»[4950].

2672 - سليمان بن داود الدمشقي

حدّث عن أبي سهل أحمد بن محمّد بن عمر بن يونس اليمامي.

روى عنه: عبد اللّه بن محمّد بن يوسف.

2673 - سليمان بن رحيق

أبو بكر الأنصاري الأندلسي

سمع بدمشق: أبا علي (4) بن أبي نصر سنة اثنتين و ثلاثين و أربعمائة.

روى عنه: نصر بن إبراهيم المقدسي.

ص: 315


1- الزيادة وردت في نسبه أثناء الترجمة.
2- ترجمته في سير الأعلام 406/7.
3- في م: الرافقي.
4- بالأصل:«أنا أبو علي» خطأ و الصواب ما أثبت عن م.

2674 - سليمان بن الربيع

2674 - سليمان بن الربيع (1)

[من أهل سهيه، أحد الزهّاد، و كان من ابط المحرس الحوارنة بعكا، حكى مخلد السهمي.

حكى عنه أبو أحمد بن سكر الطبراني] (2).

2675 - سليمان بن زيادة الغساني

كان في عسكر عبد العزيز بن الحجّاج بن عبد الملك الذي وجهه يزيد بن الوليد لقتال من توجه إلى دمشق من أهل حمص للطلب بدم الوليد بن يزيد، و حكى شيئا من أمر الحرب.

حكى عنه عمر بن مروان الكلبي.

2676 - سليمان بن أبي السائب القرشي مولاهم

من أهل دمشق. حكى عنه ابنه (3) الوليد بن سليمان.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم أنا نصر بن إبراهيم، و عبد اللّه بن عبد الرزاق بن فضيل، قالا: أنا أبو الحسن بن عوف، أنا أبو علي بن صفر، أنا أبو بكر بن خريم (4)،نا هشام بن عمّار، نا ابن أبي السائب و هو عبد العزيز بن الوليد بن سليمان بن أبي السائب قال: و سمعت أبي يذكر أن أباه كان ينهاه أن يمشي في السراويل وحدها.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد اللبناني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر (5)،أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (6) قال: بنو أبي السائب أهل بيت من أهل دمشق،

ص: 316


1- كذا بالأصل، ذكره و لم يزد على ذلك. و الزيادة بين معكوفتين استدركت عن م، و قوله: سهيه كذا في م، و قوله:«كان من أبط المحرس» كذا في م.
2- كذا بالأصل، ذكره و لم يزد على ذلك. و الزيادة بين معكوفتين استدركت عن م، و قوله: سهيه كذا في م، و قوله:«كان من أبط المحرس» كذا في م.
3- بالأصل: أبيه، خطأ. و المثبت عن م.
4- بالأصل: حريم بالحاء المهملة، و الصواب بالخاء المعجمة، و قد مرّ التعريف به.
5- بالأصل:«صعر» خطأ و الصواب ما أثبت عن م، و اسمه عبد الرحمن بن أبي نصر ترجمته في سير الأعلام 366/17.
6- الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 447/1.

أهل علم و فضل، وليد و عبد العزيز ابنا سليمان بن أبي السائب، و أبوهما [و] (1)عبد العزيز بن الوليد بن سليمان الذي يقال له عبيد.

2677 - سليمان بن سعد الخشني مولاهم

2677 - سليمان بن سعد الخشني مولاهم (2)

كاتب عبد الملك بن مروان، و الوليد، و سليمان، و عمر بن عبد العزيز من أهل الأردن، كان يصحب عبد الملك بن مروان. و حكى عنه و عن ابن شهاب.

روى عنه عبد اللّه بن نعيم الأردني، و يحيى بن سعيد الأنصاري.

و ذكره أبو الحسين الرازي في تسمية كتّاب أمراء دمشق، و ذكر أنه أول من نقل الديوان من الرومية إلى العربية، و ذكر أن داره بدمشق كانت في ناحية باب الفراديس عن يمين الداخل.

أخبرنا أبو القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد بن خالد، أنا عبد الرزاق بن عمر بن موسى بن شمة (3)،أنا أبو بكر بن المقرئ - إجازة - أنا محمّد بن زيان بن حبيب بن زيان المصري، نا محمّد بن رمح، أنا الليث، عن يحيى بن سعيد، عن سليمان بن سعد، عن ابن شهاب:

أن رجلا أتى عمر بن الخطاب فقال: كيف تأمرني أن لا أبالي في اللّه لومة لائم أم أقبل على خويصة نفسي ؟ فقال له عمر: إن ولّيت شيئا من أمر الناس فلا تبال (4) في اللّه لومة لائم، و إن لم يك شيئا فأقبل على نفسك و أمر بالمعروف و انه عن المنكر، قال ابن شهاب: فذكرتها لعمر بن عبد العزيز فقام بها على المنبر فقلت له: ما حملك على هذا؟ فقال: إني لم أسمّك.

قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأ علي بن الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنبأ أبو الحسن بن جوصا، نا أحمد بن هارون، نا هارون بن أبي عبيد اللّه. قال ابن جوصا: و حدّثنا أبو عبد اللّه، نا أحمد بن عبيد اللّه، عن هارون بن معاوية، نا عبد الغني بن عبد اللّه بن نعيم القيني،

ص: 317


1- زيادة لازمة عن أبي زرعة.
2- ترجمته في الوزراء و الكتّاب للجهشياري ص 40 و الوافي بالوفيات 391/15.
3- ترجمته في سير الأعلام 149/18.
4- بالأصل: تبالي.

عن أبيه، عن سليمان بن سعد قال:

دخلت على عبد الملك حين أتته وفاة عبد العزيز بن مروان من مصر و كان مروان عهد لعبد العزيز بعد عبد الملك فعزيته عنه، ثم قلت: إنكم كنتم أردتم بعبد العزيز أمرا أراد اللّه غيره، و قد ردّ اللّه ذلك إليك يا أمير المؤمنين لتعمل فيه بالحق أو لتحق قال:

فسكت عبد الملك فما ردّ إلي حرفا حتى إذا كان من الغد في مثل تلك الساعة حين استيقظ من القائلة و كان عند دنو الصلاة قال: ردّ علي قولك بالأمس في عبد العزيز فرددته عليه، قال: من ترى ؟ قال: و وجهه متغير و كأنه نظر فيما أظن أن سأسمي له من ذوي الفضل من قريش، فقلت: يا أمير المؤمنين الأمر أعظم من هذا من أن انظر فيه أو أشير فقال: ما أنت ببارح مكانك حتى تسمّي من ترى، فقلت: أمير المؤمنين أعلم بولده قال: فأسفر وجهه فقال: إذا أخبرك عنهم: الوليد أطوعهم لأمري و خيرهم إذا أغلق عليه بابه، فقلت: هذا مع السن يا أمير المؤمنين أما على ذلك فلا تقص (1) يا أمير المؤمنين عما بلغ رجل (2)،و لكن أرسل في هذا الأمر إلى كل جند من أجناد الشام رجلا من أصحابك و ثقاتك و اكتب معه إلى أمير الجند فسله فيمن يرى العهد و تعلم (3) صاحبك أن رأيك في الوليد و سليمان، و تأمره أن يوجه إليك خمسين رجلا من جنده و وجوه (4) من أشرافهم حتى يطلبوا ذلك لهم منك و يشيروا به عليك.

قال عبد اللّه بن نعيم فحدّثني الضحاك بن عبد الرّحمن بن عرزب (5) الأشعري قال: كتب الرسول إلى سليمان بن عبد الملك بفلسطين بكتاب عبد الملك فإذا سليمان لما له من الفضل في عقله و منطقه لا يريد أن يكتب إلى عبد الملك..... (6) به أخاه الوليد فكلمت رجاء بن حيوة فقلت: إن صاحبك هذا لا يريد أن يفسد على نفسه عند أمير المؤمنين في تركه ما يعرف من رأيه في تبدية الوليد لسنه و موقعه منه، فكتب إليه سليمان يذكر أخاه و وضع عند الوفد ما أراد أبوه عبد الملك فيهما و لهما.».

ص: 318


1- كذا بالأصل و م.
2- كذا بالأصل و م.
3- بالأصل و م: و تعلمه.
4- كذا بالأصل و م.
5- مهملة بالأصل بدون نقط و صورتها:«عررب» و في م:«عورب» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 603/4.
6- لفظة غير مقروءة بالأصل، و رسمها في م:«بكد».

قال الضحاك فقدمت الصّنّبرة (1) بكتاب سليمان فقلت و عليّ ثياب السفر لم أنزعها و عبد الملك بها: يا أمير المؤمنين إن اللّه قد جعل في العهد كذا و كذا، فذكر ما فيه من الفضل ما أعجب لتأخير ذلك، إني لأعلم أن لك شغلا و هموما فيما يأتيك من أطراف ثغورك، و لكني أعجب لقوم قد اختصصتهم بصحبتك (2) و اخترتهم من قبائلهم كيف لا يناشدونك غدوة و عشية في تعجيل هذا الأمر، فقال عبد الملك: إذا أخذ الناس مجالسهم عندي العشية فكلمني بمثل هذا الكلام، فانصرفت و قد كنت سرت سيرا أجهدت فيه نفسي فما استيقظت حتى صلّى عبد الملك و جلس للناس، فلما لم يرني عبد الملك نظر إلى بعض من عنده فقال: أين الضحاك ؟ فصلّيت و لبست ثيابي، فلما دخلت عليه قمت بين السّماطين فتكلمت بمثل ما تكلمت به في ذكر العهد، فلما بلغت إلى أني أعجب من قوم اخترتهم من قبائلهم و أكرمتهم بصحبتك كيف لا يناشدونك اللّه غدوة و عشية في تعجيل هذا الأمر فقال الناس من نواحي السماطين: صدق، صدق و اللّه يا أمير المؤمنين، فلما كثر القول منهم و ارتفع الصوت قال عبد الملك بيده كفّوا، فلما سكتوا قال: قد تكلم متكلمكم فأبلغ و أمير المؤمنين، ناظر فيما طلبتم إليه من تعجيل هذا الأمر إن شاء اللّه ثم سار إلى الجابية فعقد لهما به، و كانت الجابية من منازل الخلفاء إذا أرادوا أمرا، و فيها اجتمعت الرءوس في أمر مروان بن الحكم، و عبد اللّه بن الزبير.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم عنه، نا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد الفرضي، نا محمّد بن يحيى الصّولي، نا الغلابي، نا محمّد بن عبد الرّحمن التيمي عن أبيه عن هشام بن سليمان قال:

كان سليمان بن سعد الشامي قد كتب لعبد الملك و الوليد و سليمان و كان حازما ذا رأي، فكان يقول: لو صحبني رجل فقال: اشترط عليّ خصلة واحدة ودع ما سواها لقلت: لا تكذبني.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن علي السيرافي، أنا أحمد بنم.

ص: 319


1- الصنبرة بالكسر ثم الفتح و التشديد ثم سكون الباء الموحدة موضع بالأردن مقابل لعقبة أفيق، بينه و بين طبرية ثلاثة أميال (ياقوت).
2- بالأصل:«اختصصهم بصحتك» و الصواب ما أثبتناه عن م.

إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط (1) قال في تسمية كتّاب عبد الملك: الخراج (2)،و الجند: سرجون بن منصور الرومي، فمات سرجون فولّى - يعني عبد الملك - سليمان بن سعد مولى خشين حي من قضاعة، و هو أول من ترجم ديوان الشام بالعربية.

و قال خليفة في تسمية كتاب (3) الوليد: الخراج (4)،و الجند: سليمان بن سعد مولى خشين.

ذكر أبو محمّد بن زبر فيما نقلته من كتاب ابنه أبي سلميان قال: و قال عبد اللّه بن نعيم و أظنه عطفه على إسناد قدمه قبل ذلك، قال فيه: حدّثت (5) عن هارون بن أبي عبيد اللّه - و هو ابن معاوية - عن عبد الغني بن عبد اللّه بن نعيم، عن أبيه قال: حدّثنا سليمان بن سعد أن عبد الملك دعاه و هو بالصّنّبرة و سليمان بن سعد على ديوان الأردن قد ولي مكان رجل من النصارى، و سرجون على جماعة دواوين العرب و العجم.

قال سليمان: فخلا بي عبد الملك فقال: إن ما يلي النصارى من أمور المسلمين لم يزل يغيظني، و إني لغلام أفد إلى معاوية ثم قال: لقد أردت أن أذكر ذلك أيام مروان فذكر شيئا منعه منه، ثم دعاني إلى أن يوليني عمل سرجون قال: فهبت ذلك و لم أجبه إليه، و ذكرت بعض ما أتخوف ألاّ أعرف عمله. قال: إني بعون اللّه أوثق مني لك بعلمك. فبينا هو يذكر ذاك إذ سمع تنحنح روح بن زنباع (6) و كان لا يحجب فقال لي:

تنحّ فإن روحا لا يكتم شيئا قال: ثم إنه قال لروح: إني كلمت كاتب جندكم هذا، و روح يومئذ على الأردن، فذكر له ما ذكر لي من أمر سرجون ثم دخل و تركني و روحا فأقبل عليّ روح يحثني أن أقبل ما عرض عليّ من ذلك حتى كان من قوله: إن أمير المؤمنين قد اهتم من هذا بما تركه غيره من الخلفاء، فإن أنت تركت أن تقبل ذلك تخوفت أن يدوم الأمر على ما كان عليه من تولية النصارى. قال: و اشتكى سرجون بعد ذلك مرضه الذي مات فيه، فأرسل إليه عبد الملك من ترى لعملك الذي أنت فيه ؟ قال: إن كان منأ.

ص: 320


1- تاريخ خليفة بن خياط ص 299.
2- بالأصل: الجراح، و مهملة بدون نقط في م، و المثبت عن تاريخ خليفة.
3- تاريخ خليفة ص 312.
4- بالأصل: الجراح، و مهملة بدون نقط في م، و المثبت عن تاريخ خليفة.
5- بالأصل: حديث، و لعل الصواب ما أثبت عن م.
6- تقدمت ترجمته في كتابنا، و بالأصل: زوج خطأ.

المسلمين فسليمان بن سعد، و إن كان من النصارى ففلان، رجل من أهل بعلبك، فمات سرجون، و ولّى عبد الملك سليمان بن سعد فهو أول مسلم ولي الدواوين كلها و حوّلها بالعربية.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء بن أبي منصور، أنا أبو الفتح منصور بن الحسين بن علي بن القاسم، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة، نا أيوب بن محمّد الوزان، حدّثني ضمرة عن علي - هو - ابن أبي جملة قال: قال عمر بن عبد العزيز لسليمان بن سعد: قد بلغني أن أبا فلان عاملنا كان زنديقا، قال: و ما يضرك يا أمير المؤمنين كان أبو النبي صلى اللّه عليه و سلم كافرا فما ضره، فغضب غضبا شديدا، و قال: ما وجدت له مثلا إلاّ النبي صلى اللّه عليه و سلم ؟، فعز له (1).

2678 - سليمان بن سلمة بن عبد الجبار

أبو أيوب (2) الخبائري الحمصي (3)

ابن أخي،- و يقال: ابن أخت - عبد اللّه بن عبد الجبار.

سمع بدمشق: محمّد بن شعيب بن شابور (4)،و الوليد بن مسلم، و زيد بن يحيى بن عبيد، و يوسف بن السفر البيروتي، و يعقوب بن الجهم بن سوار، و محمّد بن إسحاق العكاشي، و محمّد بن حرب الأبرش (5)،و بقية بن الوليد، و إسماعيل بن عياش، و محمّد بن خالد أخا أحمد بن خالد الوهبي، و يحيى بن سعيد العطّار الحمصي، و أبا فراس المؤمّل بن سعيد بن يوسف الرّحبي، و عتبة بن السكن الفزاري، و عبد العظيم بن حبيب.

روى عنه يعقوب بن سفيان الفارسي، و علي بن الحسين بن الجنيد، و عثمان بن خرّزاد الأنطاكي، و محمّد بن أبي عزيز، و أبو بكر محمّد بن محمّد بن سليمان

ص: 321


1- الخبر نقله الصفدي في الوافي بالوفيات 390/15-391.
2- بالأصل:«أنوف» خطأ و الصواب عن مصادر ترجمته.
3- ترجمته في ميزان الاعتدال 209/2 و الكامل لابن عدي 293/3 و الأنساب (الخبائري). و الخبائري نسبة إلى الخبائر، و هو بطن من الكلاع.
4- بالأصل: سابور، و الصواب شابور بالشين المعجمة عن م.
5- مهملة بالأصل و صورتها:«الابرس» و الصواب ما أثبت عن م.

الباغندي، و أحمد بن محمّد بن عنبسة الحمصي، و أبو عروبة الحسين بن محمّد بن مودود الحرّاني، و أبو محمّد أحمد بن عاصم البلخي، و أحمد بن علي بن مسلم الأبّار، و إبراهيم بن محمّد بن عرق الحمصي، و الحسين بن إسحاق التّستري الدقيقي، و أحمد بن النّضر العسكري، و أبو سليمان داود بن أحمد البرقي (1) الأنطاكي، و أبو هاشم وريزة (2) بن محمّد الغسّاني الحمصي، و أبو بكر أحمد بن إسحاق بن صالح الوزان، و أحمد بن سليمان الصّوري، نزيل عرقة (3)،و يحيى بن محمّد بن عمران بن أبي الصفراء البالسي، و هنبل (4) بن محمّد بن يحيى السليمي و غيرهم.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أحمد بن محمود الثقفي، أنا محمّد بن إبراهيم، نا أبو عروبة، نا سليمان، نا بقية بن الوليد، عن أبي عبد السلام عبد القدوس بن قيس، عن إسحاق بن عبد اللّه بن أبي طلحة، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«طلب العلم فريضة على كل مسلم»[4951].

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي - إجازة-، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين الصيرفي، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد ابن خيرون: و محمّد بن الحسن الأصبهاني قالا:- أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو عبد اللّه البخاري (5) قال:

سليمان بن سلمة بن عبد الجبار الخبائري (6).

سمع سليمان بن ناشرة، نا أحمد بن عاصم عنه، و سمع منه عبد اللّه بن عبد الجبار.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو عليي.

ص: 322


1- بالأصل و م:«البوقي» و الصواب ما أثبت، انظر الأنساب (البرقي).
2- بالأصل: و دبزة، خطأ و في م: وبرة. و الصواب ما أثبت و ضبط عن تبصير المنتبه.
3- بالأصل عرفة و في م:«قرفه» و الصواب ما أثبت، و هي بلدة في شرقي طرابلس، بينهما أربعة فراسخ (ياقوت).
4- بالأصل: هنيك، و الصواب ما أثبت عن م و ضبط عن التبصير 1449/4.
5- التاريخ الكبير 19/4.
6- بالأصل: الجبايري، و الصواب عن البخاري.

الأصبهاني - إجازة - ح قال: و أنا أبو طاهر الهمداني، أنا أبو الحسن الفأفاء قالا: نا أبو محمّد بن أبي حاتم (1) قال: سليمان بن سلمة سمع منه أبي، و لم يحدث عنه، و سألته عنه فقال: متروك الحديث لا يشتغل به فذكرت ذلك لابن الجنيد - يعني علي بن الحسين - فقال: صدق، كان يكذب و لا أحدث عنه بعد هذا.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو أحمد الحاكم، قال: أبو أيوب سليمان بن سلمة بن عبد الجبار الخبائري (2)الحمصي ابن أخي عبد اللّه بن عبد الجبار عن محمّد بن شعيب، و الوليد بن مسلم، ليس بالقوي عندهم.

روى عنه يعقوب بن سفيان الفارسي، و عثمان بن خرّزاد (3) الأنطاكي، كناه أبو عروبة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو القاسم السهمي، أنا أبو أحمد بن عدي (4) قال: سليمان بن سلمة الخبائري (5) حمصي يكنى أبا أيوب، ثم ذكر له حديثه عن بقية، عن الأوزاعي، عن إسحاق بن عبد اللّه، عن أنس:

«طلب العلم» و حديثه عن بقية، عن مالك، عن الزهري، عن أنس:«انتظار الفرج عبادة».

ثم قال: الحديث الأول للأوزاعي قد رواه عن بقية عن الأوزاعي غير سليمان هذا، و قد روى بعض الرواة عن بقية، عن أبي عبد السلام الوحّاظي عن إسحاق بن عبد اللّه، عن أنس، و الحديث الثاني عن بقية، عن مالك، لا أعلم يرويه عن بقية غير سليمان، و هو منكر من حديث مالك، و لسليمان بن سلمة أحاديث صالحة غير ما ذكرته عن محمّد بن حرب و بقية و غيرهما، و له عن أبي (6) حرب عن الزبيدي غير حديث، أنكرت عليه.ش.

ص: 323


1- الجرح و التعديل 121/4.
2- بالأصل: الجبايري، و الصواب عن البخاري.
3- بالأصل و م:«حرزاد خطأ و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 378/13.
4- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 293/3 ط دار الفكر - بيروت.
5- بالأصل:«الحبابري» خطأ. و مهملة بدون نقط في م.
6- ابن عدي:«ابن حرب» و لعله محمّد بن حرب الأبرش.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، و أبو يعلى حمزة بن علي قالا: أنا سهل بن بشر.

أخبرنا علي بن منير، أنا الحسن بن رشيق، نا أبو عبد الرّحمن قال: سليمان بن سلمة الخبائري (1) ليس بشيء.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

سمعت أبا علي الحافظ يقول: سليمان بن سلمة الخبائري (2) متروك الحديث.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (3) قال: الخبائر (4) بطن من الكلاع، و هو خبائر (5) بن سواد بن عمرو بن الكلاع بن شرحبيل.

2679 - سليمان بن سليم

أبو سلمة الكناني الكلبي (6)

قيل إنه دمشقي، و الصحيح أنه حمصي.

حدّث عن سلمة بن نفيل السّكوني، و يحيى بن جابر الطائي، و معاوية بن حكيم، و عمر بن روبة التغلبي (7)،و أبي حصين، و عمرو بن شعيب السهمي، و زيد بن أسلم، و المثنّى بن الصّبّاح، و عبد الرّحمن بن جبير بن نفير، و سليمان بن موسى الأشدق، و العلاء بن سفيان الغسّاني، و الزهري.

روى عنه عبد اللّه بن سالم، و أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، و محمّد بن حرب الأبرش، و إسماعيل بن عياش، و بقية بن الوليد، و محمّد بن حمية (8)الحمصيون، و محمّد بن عبد اللّه بن علاثة الجزري (9).

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، ثم حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه،

ص: 324


1- بالأصل:«الحبابري» خطأ. و مهملة بدون نقط في م.
2- بالأصل:«الحبابري» خطأ. و مهملة بدون نقط في م.
3- الاكمال لابن ماكولا 291/3.
4- بالأصل:«الحبابر» و الصواب ما أثبت عن الاكمال.
5- بالأصل:«الحبابر» و الصواب ما أثبت عن الاكمال.
6- ترجمته في تهذيب التهذيب 406/2، و الوافي بالوفيات 391/15 و فيه: سليمان بن سليمان.
7- كذا رسمها بالأصل، و في تهذيب التهذيب:«حمير» و في م: خبير.
8- مهملة بدون نقط و صورتها:«ال ؟؟؟ على» و المثبت عن تهذيب التهذيب. و في م: عمرو بن روبة الثعلبي.
9- ترجمته في سير الأعلام 308/7.

أنبأ أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا أبو زيد أحمد بن عبد الرّحيم بن يزيد الحوطي (1)،نا أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، نا سليمان بن سليم الكناني، حدّثني يحيى بن جابر، عن المقدام بن معدي كرب الكندي قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«ما ملأ آدمي وعاء شرا (2) من بطن، حسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلثا طعاما، و ثلثا شرابا، و ثلثا لنفسه»[4952].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبد اللّه بن محمّد، نا داود بن رشيد، نا إسماعيل بن عياش، عن سليمان بن أبي سليمان (3)،عن يحيى بن جابر الطائي، عن عوف بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«تعوذوا باللّه - يعني من طمع يؤدي إلى طبع، و من طمع إلى غير مطمع»[4953].

أخبرنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن فيما قرئ عليه، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر، نا أبو بكر بن أبي خيثمة قال: و أبو سلمة الذي يحدث عن يحيى بن جابر الطائي اسمه سليمان بن سليم حدّثنا بذلك إسماعيل بن عبد اللّه السكري، نا محمّد بن حرب الخولاني الحمصي الأبرش.

[أخبرنا أبو البركات الأنماطي و أبو العز الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني، زاد الأنماطي و أبو الفضل بن خيرون، قالا: أنا أحمد بن الحسن أنا محمّد بن الحسن أنا محمّد بن أحمد أنا عمر بن أحمد، نا خليفة (4) بن خياط قال: في الطبقة الثالثة من أهل الشام سليمان بن سليم كناني حمصي] (5).

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الفضل بن خيرون.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، أنا العباس بن العباس بن محمّد،م.

ص: 325


1- ترجمته في سير الأعلام 153/13.
2- بالأصل و م:«شر».
3- كذا بالأصل و م.
4- طبقات خليفة رقم 2998 صفحة 574.
5- ما بين معكوفتين الخبر سقط من الأصل و استدرك عن م.

أنبأ صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال: نا أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، نا سليمان بن سليم أبو سلمة الحمصي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا يوسف بن رباح بن علي، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح، سمعت يحيى يقول في تسمية تابعي أهل الشام: سليمان بن سليم.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن عبد الملك، أنا علي بن محمّد بن علي، نا محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو سلمة الحمصي سليمان بن سليم و هو ثقة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1) قال في الطبقة الخامسة من أهل الشام: سليمان بن سلمة الكندي.

قال أبو عبد اللّه محمّد بن الصّوري الحافظ : هذا خطأ و الصواب الكناني.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أبو الفضل الباقلاني، و أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني (2)- زاد أبو الفضل: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو عبد اللّه البخاري (3) قال: سليمان بن سليم الكناني - كنانة كلب - الحمصي، عن يحيى بن جابر الشامي (4)،سمع منه محمّد بن حرب.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو القاسم البجلي، أنا جعفر بن محمّد بن جعفر، نا أبو زرعة قال في تسمية شيوخ أهل طبقة و بعضهم أجلّ من بعض: سليمان بن سليم أبو سلمة الكناني (5) كاتب يحيى بن جابر القاضي.م.

ص: 326


1- طبقات ابن سعد 469/7.
2- مهملة بالأصل، و الصواب ما أثبت عن م.
3- التاريخ الكبير 17/4.
4- عن البخاري و بالأصل:«السامي» و مثله في م.
5- بالأصل:«الكتاني» و المثبت عن م.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأ عبد اللّه بن عتّاب، أنبأ أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الخامسة: سليمان بن سليمان الكناني (1) كاتب يحيى بن جابر الطائي الحمصي القاضي.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة - ح قال: و أنا الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم (2) قال: سليمان بن سليم أبو سلمة الكناني الحمصي.

روى عن يحيى بن جابر الطائي، و عمر بن روبة. روى عنه محمّد بن حرب، و إسماعيل بن عياش، و بقية بن الوليد، سمعت أبي يقول ذلك: و قال ابن أبي حاتم:

روى عن عبد الرّحمن بن جبير بن نفير، و سليمان بن موسى الأشدق. روى عنه محمّد بن عبد اللّه بن علاثة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنبأ أحمد بن منصور بن خلف (3)،أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو سلمة سليمان بن سليم الكندي، عن الزهري.

روى عنه محمّد بن حرب الحمصي كذا قال.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو سلمة سليمان بن سليم، حمصي، ليس به بأس.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو طاهر الأنباري، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد (4) قال:1.

ص: 327


1- بالأصل:«الكتاني» و المثبت عن م.
2- الجرح و التعديل 121/4.
3- قوله:«بن خلف» سقط من م.
4- الكنى و الأسماء للدولابي 191/1.

أبو سلمة سليمان بن سليم يروي عنه إسماعيل بن عياش و بقية.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنبأ أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا أبو الفتح سليم بن أيوب، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمّد بن إياس قال: سمعت محمّد بن أحمد المقدّمي يقول: أبو سلمة الحمصي سليمان بن سليم.

أخبرنا أبو الفتح ناصر بن عبد الرّحمن بن محمّد، أنبأ أبو القاسم علي بن محمّد بن علي، أنا أبو الحسن عبد الواحد بن أحمد بن الحسين بن عبد الواحد العكبري البقّال، نا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي قال: و أبو سلمة سليمان بن سليم يحدث عنه محمّد بن حرب، حدث عن الزهري.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، قال: أنا أبو أحمد محمّد بن محمّد قال أبو سلمة سليمان بن سليم الكناني كنانة كلب الحمصي، عن يحيى بن جابر الطائي قاضي حمص، و المثنّى بن الصّبّاح.

روى عنه محمّد بن حرب، و إسماعيل بن عياش أبو عتبة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1) قال: أبو سلمة سليمان بن سليم حمصي ثقة، حسن الحديث.

و قال أبو بكر أحمد (2) بن محمّد بن الحجاج المروذي، نا أبو عبد اللّه - يعني أحمد بن حنبل - نا أبو المغيرة، نا سليمان بن سليم أبو سلمة ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا محمّد بن علي بن يعقوب (3)،أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن موسى، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان الغلاّبي (4)،نا أبي، قال أبو زكريا يحيى بن معين: أبو سلمة الحمصي سليمان بن سليم ثقة.).

ص: 328


1- كتاب المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 456/2.
2- ترجمته في سير الأعلام 173/13.
3- رسمها بالأصل:«معدوب» و المثبت عن م.
4- بالأصل و م:«العلائي» و الصواب ما أثبت عن الأنساب (الغلابي).

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنا محمّد بن إسماعيل، و محمّد بن العباس، قالا: نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا إسماعيل بن عياش، أخبرني أبو سلمة الحمصي، قال ابن صاعد: و اسمه سليمان بن سليم من ثقات أهل الشام، و حبيب بن صالح ثقة أيضا، عن يحيى بن جابر الطائي فذكر حديثا.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأ أبو القاسم بن منده، أنبأ أبو علي - إجازة - قال: و أنا أبو طاهر، أنا أبو الحسن قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (1) قال:

سألت أبي (2) عن سليمان بن سليم فقال: ثقة.

أنبأنا أبو المظفّر بن القشيري و غيره، عن أبي سعيد محمّد بن علي بن محمّد الخشاب، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي قال: سمعت أبا الحسن الدارقطني قال:

سليمان بن سليم أبو سلمة دمشقي بدل حمصي، ثقة يروي عن بقية، و محمّد بن حرب.

أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمّد الزينبي، و أخبرنا عمي رحمه اللّه، أنا الزينبي قراءة، ثم أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب، قالا: أنا أبو القاسم علي بن المحسّن، أنبأ عمر بن المظفّر.

و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر أحمد بن علي قال: و أنا أبو الحسن العتيقي، أنبأ التميمي قالا: نا بكر بن أحمد، نا أحمد بن محمّد بن عيسى البغدادي، حدّثني أحمد بن نصر بن سعيد بن حريث بن عمرو الحضرمي قال: أخبرتني عمارة بنت عبد الوهاب بن أبي سلمة سليمان بن سليم والدتي (3):أن سليمان بن سليم توفي و هو يلبس الصوف زهدا في الدنيا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن [الحسين المزرفي، نا أبو] (4) الحسين بن المهتدي، أنا8.

ص: 329


1- الجرح و التعديل 121/4.
2- في الجرح و التعديل: سئل أبي.
3- كذا بالأصل و م.
4- ما بين معكوفتين زيادة لازمة منا لاستقامة السند المضطرب و قد سقط من الأصل و م انظر المطبوعة عاصم - عائذ ص 195، و انظر ترجمة محمّد بن الحسين بن علي المزرفي في سير الأعلام 631/19 و ترجمة محمد بن الحسين بن المهتدي في سير الأعلام 241/18.

عبيد اللّه بن محمّد، أنا عثمان بن أحمد، نا إسحاق بن إبراهيم بن بشير (1)،نا سلم بن حمّاد بن عطاء السّرخسي، نا إسماعيل بن عياش، عن سليمان بن سليم قال: الكذب يسقي باب كل شر (2) كما يسقي الماء أصول الشجر.

أنبأنا أبو طالب الزينبي، و أخبرنا عمي، أنا الزينبي - قراءة - أنا أبو القاسم التّنوخي، أنا أبو الحسين بن المظفّر، نا بكر بن أحمد، نا أحمد بن محمّد بن عيسى قال: و أخبرني أحمد بن نصر، و سمعته يقول:

سليمان بن سليم ليس فوق سليم أب أحسبه كان معتقا.

قال أحمد بن محمّد بن عيسى، و قال عبد اللّه بن سالم: ما كان في هذه المدينة أعبد من سليمان الكناني (3) أبي سلمة.

و قال أحمد بن محمّد في تسمية أصحاب الزهري من أهل حمص: أبو سلمة سليمان بن سليم الكناني (4) مولى لكنانة كلب، مات سنة سبع و أربعين و مائة.

2680 - سليمان بن سليم بن كيسان مولى كلب

والد أبي نوفل علي بن سليمان الكيساني الكاتب.

ذكره أبو الحسين محمّد بن عبد اللّه في تسمية كتّاب أمراء دمشق، و قال: كتب لعبد الحميد بن عبد الرّحمن بن زيد بن الخطاب على الكوفة، و ارتضاه هشام بن عبد الملك لتأديب ابنه محمّد بن هشام، و أوصاه بما ينبغي أن يأخذه به.

بلغني عن سليمان الكلبي أنه قال: بعث إليّ هشام بن عبد الملك و هو بالرصافة فأتيته، فلما دخلت عليه أومأ إليّ أن اجلس، فجلست، فأضرب عني حتى سكن جانبي، ثم قال: إنه قد بلغني عنك فضل (5)،و إذا بلغني عن رجل من رعيتي مثل الذي بلغني

ص: 330


1- بالأصل: بسير، و في م:«سس».
2- كذا، و في مختصر ابن منظور 163/10 شيء.
3- بالأصل: الكتاني، خطأ. و المثبت عن م.
4- بالأصل: الكتاني، خطأ. و المثبت عن م.
5- بالأصل: فعل، و ما أثبت عن م، يوافق عبارة مختصر ابن منظور 163/10 و لعله الظاهر باعتبار السياق.

عنك سارعت إليه بكل ما يجب (1)،و استعنت به على مهم (2) أموري، و إن محمّد بن أمير المؤمنين بالمكان الذي بلغك و هو جلدة ما بين عيني، و أنا أرجو أن يبلغ اللّه به أفضل ما بلغ من أهل بيته، و قد ولاك أمير المؤمنين تأديبه و تعليمه و النظر فيما يصلح اللّه به أمره، فعليك بتقوى اللّه و أداء الأمانة فيه، لخصال لو لم تكن إلاّ واحدة لكنت حقيقا إلاّ بصنعها (3)،فكيف إذا اجتمعت، أما أولها فأنت مؤتمن عليه فحقّ عليك أداء الأمانة فيه، و أما الثانية: فأنا إمام ترجوني و تخافني. و أما الثالثة: فكلما ارتقى الغلام في الأمور درجة ارتقيت معه، ففي هذا ما يرغبك فيما أوصيك به.

إن أول ما آمرك به أن تأخذه بكتاب اللّه و يقرئه في كل يوم عشرا، يحفظ القرآن حفظ رجل يريد الكسب به، و روّه من الشعر أحسنه، و تخلّل به في أحياء العرب فخذ من صالح شعرهم من هجاء و مدح، فإنه ليس من قوم إلاّ و قد هجوا و مدحوا، و روّه جماهير أحياء العرب، ثم تخلّل به في مغازي النبي صلى اللّه عليه و سلم و حفظ من كان معه و حسن بلائهم، و بصّره طرفا من الحلال و الحرام، و الخطب و ما يحتاج إليه في قدره و موضعه. ثم أجلسه للناس في كل يوم و أدخل عليه أشراف قريش و العرب و علية الناس، و أطيبوا لهم الطعام و عجلوا بالغداء فمن أحب بعد الغداء أقام، و من أحب أن ينصرف فإن للناس حوائج، و أدخل عليه أهل الفقه و الدين فانهم إذا خرجوا من عنده فرآهم الناس ظنوا أنه مثلهم، و إن لم يكن مثلهم، و لا تدخل عليه أهل الفسق و الدعارة و شرّاب الخمر، فإنهم إذا خرجوا من عنده ظن أنه مثلهم، و إن لم يكن مثلهم، و إذا سمعت منه الكلمة الحسنة فنبّه القوم لها، فلعلهم لم يفطنوا لما جاء به، و فطنت له لاهتمامك بأمره، لأنهم إذا خرجوا أذاعوا ذلك عنه، و إذا سمعت منه الكلمة العوراء فاصمت (4) عنها فلعل القوم لم ينتبهوا (5) لها فإذا خرجوا من عنده فانقله منها إلى غيرها، و خبّره بفسادها ثم انظر إليه في بدنه فمره فليستنّ عرضا و ليحلق شعره، تغلظ قصرته (6)،و علّمه شعر حاتم يسخ).

ص: 331


1- في المختصر: ما يحب.
2- في المختصر: فهم أموري.
3- في المختصر: ألاّ تضيّعها.
4- بالأصل:«فما صمت» و الصواب ما أثبت عن م.
5- مهملة بالأصل بدون نقط ، و في م:«ينتهوا» و الصواب ما أثبت.
6- القصرة: أصل العنق (اللسان).

و يمجد، و لا يجعلن ثيابه طوالا فانها لباس النوكى (1)،و لا سيما أبناء الملوك، و لا تحملنّه على سرج صغير، فيبدو منه أليتاه و ان ذلك فعل الفساق، و لا تجلسه مع حشمه فإنهم له مفسدة، و إياك و السوقة فإنهم أسوأ شيء آدابا و خذ خدمه (2) باللين و طلاقة الوجه على بابه، و البشاشة بالناس و التألف لهم، و إذا أعطيتم فأعطوا حملة القرآن و حملة العلم و أهل الفضل فإنكم تؤجرون على تقريبهم، و يحمدكم الناس على عطيتهم إلاّ أن يكون في سبب تجده أو وسيلة تكون لأحدهم تقضي ذمامه، و أبسطوا أيديكم بالفضل و وجوهكم بالبشر، فإنكم ملوك و الناس سوقة، و انهم يطئون أعقابكم بنازع (3)الفضل، و لين الجناح، و لا يخرجن إلاّ معتما، و لا يركبن محذوفا و لا مهلوبا (4)،و لا تعقدن له ذنب دابة إلاّ في لثق (5) و لا يسيرن ملتفتا و لا طامحا، و إياك أن تكتم عيبه فيؤدي إلى ذلك غيرك، فأنزل لك عما يسرك إلى ما يضرك، فإن قصر عن شيء فيما أمرته به في أدبه أو تقاعس عنه لكزة في نفسه و قدره فأدخل عليه بعض أهله حتى يجرّه برجله إلى مجلس أدبه، خذه بهذا كله و زده من عندك ما استطعت، فإني تبينت عقله اليوم و بعد اليوم، فإن رأيته ازداد خيرا إلى ما كان عليه رئي أثر أمير المؤمنين عليك، و إن كانت الأخرى فلا تلم إلاّ نفسك و قد أجريت لك في كل شهر ألف دينار.

2681 - سليمان بن سهل بن إسحاق

أبو الحسن الفارسي الداودي الواعظ الكرامي

روى عنه غيث بن علي، و أنشدنا عنه الفقيه أبو الحسن.

أنشدنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنشدني أبو الحسن سليمان بن شهر (6)الداودي قال: رأيت على ظهر كتابه و أملى علي من كتابه:

قليل الكتاب بحسن الإفا *** دة أنفع نفعا على المستفيد

و حرف صحيح ينصح المفيد *** و إن قلّ يزداد فوق المزيد

ص: 332


1- النوكي: الحمقى (القاموس).
2- بالأصل:«خرمة» و الصواب ما أثبت عن م.
3- عن مختصر ابن منظور و بالأصل رسمها:«سارع ؟؟؟» و في م:«سارع».
4- المحذوف: الفرس المقطوع الذنب، و مثله المهلوب.(اللسان).
5- بالأصل: أثق، و في م:«لئن» و المثبت عن المختصر، و اللثق: الماء و الطين يختلطان (اللسان).
6- كذا بالأصل هنا، و في م: سهل.

فما هي إلاّ ليال تكر *** و بيض تمر و هي الجديد

و قد نلت ما كنت أملته *** بحظ سعيد و جدّ رشيد

قال أبي: أنشدنا سليمان:

واها لأيام الهوى و زمانه *** لو كان أسعف بالمقام قليلا

سل عيش دهر قد مضت لذاته *** هل يستطيع إلى الرجوع سبيلا

سمعت أبا الحسن علي بن المسلّم الفقيه يذكر أن أبا الحسن هذا كان ظاهريا كراميا، و كان واعظا فخرج يوما إلى بستان الوحش للطهارة فقتلته بقر الوحش، فرآه أبو المعالي بن الشعارة في النوم و هو يقول له: إن عليّ لابن القرة أربعة عشر قيراطا دينا اشتريت بها ثوبا فأوفه إياها، فذهب إلى أبي سعد بن القرة و سأله هل لك عند سليمان شيء؟ فقال: و من أين لك ذلك ؟ فقال: إني رأيته في النوم و قال لي كذا و كذا، فقال ابن القرّة صدق في ذلك و هو في حلّ ، أو كما قال.

2682 - سليمان بن عبد اللّه بن سليمان بن علي

ابن عبد اللّه بن عباس بن عبد المطّلب بن هاشم الهاشمي (1)

قدم دمشق صحبة المأمون، و كان قد ولاّه المدينة سنة ثلاث عشرة و مائتين، ثم ولاّه مكة، فلم يزل عليهما (2) إلى أن عزله المعتصم عنهما.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن علي بن أحمد بن إبراهيم، أنا أحمد بن إسحاق بن خربان النهاوندي، نا أحمد بن عمران بن موسى، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط (3) قال: سنة ثلاث و مائتين أقام الحج سليمان بن عبد اللّه بن سليمان بن علي بن عبد اللّه بن عباس، و قال خليفة: سنة سبع عشرة و مائتين: أقام الحج سليمان بن عبد اللّه بن سليمان بن علي بن عبد اللّه بن عباس و قال: سنة ثمان عشرة و مائتين: أقام الحج سليمان بن عبد اللّه.

ص: 333


1- ترجمته في الوافي بالوفيات 393/15.
2- في الوافي: عليها.
3- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 471 و 475.

قال خليفة (1):و ولّى - يعني المأمون - سليمان بن عبد اللّه بن علي - يعني المدينة - سنة ثلاث عشرة و مائتين، فلم يزل واليا حتى مات المأمون، فعزله أبو إسحاق المعتصم باللّه.

و ذكر يعقوب بن سفيان أن الذي حج سنة ثلاث و مائتين أبوه عبد اللّه، و أن الذي حج سنة ثمان عشرة صالح بن عبد اللّه العباسي (2)،و ذلك فيما أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان فذكره.

و قال يعقوب (3) أيضا: و ولي مكة و المدينة - يعني سنة أربع عشرة و مائتين - سليمان بن عبد اللّه العباسي، و كان ابنه محمّد على مكة يتداولان العمل مرة الأب على مكة و الابن على المدينة، و مرة الابن على مكة و الأب على المدينة (4) قال يعقوب (5):

و حج بنا - يعني سنة سبع عشرة - سليمان بن عبد اللّه و هو وال على المدينة و مكة.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين بن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهاب الميداني، أنبأ أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا محمّد بن جرير الطبري (6) قال: و حج بالناس في قول بعضهم في هذه السنة - يعني سنة ست عشرة و مائتين - سليمان بن عبد اللّه بن (7) سليمان بن علي بن عبد اللّه بن عباس، و كان المأمون ولاّه اليمن، و جعل إليه ولاية كل بلدة يدخلها حتى يصل إلى اليمن، فخرج من دمشق حتى قدم بغداد، فصلّى بالناس ببغداد يوم الفطر، و شخص من بغداد يوم الاثنين لليلة خلت من ذي القعدة، و أقام للناس الحج.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة قال: و فيها - يعني سنة أربع و ثلاثيني.

ص: 334


1- في تاريخ خليفة المطبوع ص 476.
2- انظر كتاب المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 195/1 و 202 و فيه صالح بن العباس.
3- المعرفة و التاريخ 199/1.
4- قوله: من و مرة إلى هنا سقط من المعرفة و التاريخ.
5- المعرفة و التاريخ 201/1-202.
6- تاريخ الطبري 626/8 حوادث سنة 216.
7- بالأصل:«أبو سليمان» و المثبت عن الطبري.

و مائتين - مات سليمان بن عبد اللّه بن سليمان بن علي بن عبد اللّه بن عباس بن عبد المطلب (1).

2683 - سليمان بن عبد اللّه

أبي موسى بن قيس الأشعري

ذكر أنه كان أميرا على أهل البصرة في الجيش الذي خرج من دمشق مع مسلمة بن عبد الملك بغزاة القسطنطينية.

حكي ذلك عن عبد اللّه بن سعيد بن قيس الهمداني، و قد تقدم ذكر ذلك بإسناده في ترجمة الأصبغ بن الأشعث الكندي.

2684 - سليمان بن عبد اللّه المنصور بن محمّد بن علي

ابن عبد اللّه بن عباس بن عبد المطّلب بن هاشم

أبو أيوب الهاشمي (2)

و أمه فاطمة من ولد طلحة بن عبيد اللّه التيمي.

و كان أمير دمشق من قبل الرشيد، و وليها أيضا من قبل الأمين مرتين، و ولي إمرة البصرة من قبل الرشيد مرتين.

حدّث عن أبيه المنصور، و عبيد اللّه بن مروان بن محمّد.

روى عنه ابن أخيه إبراهيم بن عيسى بن المنصور، و ابنته زينب بنت سليمان.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا و أبو الحسن علي بن الحسن قال (3):ثنا أبو بكر الخطيب (4)،أنا أبو عمر الحسن بن عثمان الواعظ ، أنا جعفر بن محمّد بن أحمد بن الحكم الواسطي، نا طلحة بن عبيد اللّه الطّلحي، نا أبو يعقوب بن سليمان بن المنصور قال: حدثتنا زينب بنت سليمان بن المنصور قالت: حدّثني أبي عن أبيه، عن جده قال:

ص: 335


1- لم أعثر على الخبر في تاريخ خليفة المطبوع، فهو ينتهي مع حوادث سنة 232 ه. و انظر الوافي بالوفيات 394/15.
2- ترجمته في تاريخ بغداد 24/9 و الوافي بالوفيات 394/15.
3- كذا.
4- تاريخ بغداد 435/14 في ترجمة زينب بنت سليمان بن أبي جعفر.

قال لي ابن عباس: يا بني إذا أفضى هذا الأمر إلى ولدك و سكنوا (1) السواد و لبسوا السواد، و كان شيعتهم أهل خراسان لم يخرج هذا الأمر منهم إلاّ إلى عيسى بن مريم.

قال: أنا أبو منصور، و أبو الحسن قال: أنا أبو بكر الخطيب (2):سليمان بن أبي جعفر المنصور و هو عبد اللّه بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن العباس بن عبد المطّلب، يكنى أبا أيوب. حدث عن أبيه، روت عنه ابنته زينب و إليه ينسب درب سليمان ببغداد.

قرأت بخط أبي الحسين الرازي، أخبرني أحمد بن عيسى، نا مساور بن شهاب قال: قال إسحاق بن سليمان: ثم دخلت سنة سبع و ثمانين و مائة و فيها عزل إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم عن كور دمشق و ولي مكانه سليمان بن أمير المؤمنين المنصور.

قال إسحاق: ثم دخلت سنة تسعين و مائة و على كور دمشق سليمان بن أمير المؤمنين قال: ثم عزل - يعني الأمير في هذه السنة يعني سنة أربع و تسعين أحمد بن سعيد، و ولّى سليمان بن أمير المؤمنين دمشق و حمص.

قال: و أخبرني أحمد بن عيسى بن حمدون، نا مساور بن أحمد قال: قال إسحاق بن سليمان الهاشمي ثم دخلت سنة خمس و تسعين و مائة و على دمشق سليمان بن أمير المؤمنين فلم يزل واليا عليها إلى أن خرج عنها في أيام أبي العميطر.

قال عبد اللّه بن الحسن بن سعد الكاتب: ذكر لي أن سليمان بن أبي جعفر لما شخص إلى دمشق واليا عليها قال لابراهيم بن المهدي:

خلا لك الجو فبيضي و اصفري

فقال له إبراهيم: لك و اللّه خلا الجو، لأنك تقعد في صدر مجلسك، و تأكل إذا اشتهيت ليس مثل من هو في السماط يأكل على شبع، و يكفّ على جوع، و يخدم في وقت كسل.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: و في سنة تسع و ستين و مائة حج بالناس9.

ص: 336


1- رسمها بالأصل:«و سلبوا» و المثبت عن تاريخ بغداد. و في م: فسكنوا.
2- تاريخ بغداد 24/9.

سليمان بن عبد اللّه أبي جعفر بن محمّد. قال يعقوب: و في سنة اثنتين و سبعين و مائة حج بالناس سليمان بن أبي جعفر، و قد قيل بل يعقوب بن أبي جعفر، و في سنة ست و سبعين و مائة حج بالناس سليمان بن أبي جعفر (1).

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن علي السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط (2) قال: و أقام الحج - يعني سنة تسع و ستين و مائة - سليمان بن أبي جعفر أمير المؤمنين [ثم ولّى أمير المؤمنين - يعني هارون - البصرة سنة ثلاث و سبعين و مائة سليمان بن أبي جعفر أمير المؤمنين] (3)،ثم عزله في آخر سنة أربع و سبعين و ولّى عيسى بن جعفر بن أبي جعفر، و في سنة ست و سبعين و مائة أقام الحج سليمان بن أبي جعفر أمير المؤمنين.

قال (4):و من عمّال هارون على الجزيرة: محمّد بن خالد بن برمك، و محمّد بن إبراهيم، و خزيمة بن خازم (5)،و يزيد بن مزيد (6)،ثم سليمان بن أبي جعفر، ثم محمّد بن جميل، ثم خزيمة بن خازم (7) الولاية الثانية حتى مات هارون.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، نا زكريا بن يحيى، نا الأصمعي قال: بويع لهارون الرشيد فأقرّ محمّد بن سليمان - يعني على البصرة - ثم عزله و ولّى سليمان بن أبي جعفر، ثم عزله و ولّى عيسى بن جعفر بن أبي جعفر ثم عزله، ثم ولّى جرير بن يزيد بن جرير سنة ثم عزله، ثم ولّى جعفر بن سليمان ثم عزله، و ولّى عبد الصمد بن علي ثم عزله، و ولّى مالك بن علي الخزاعي ثم عزله، و ولّى إسحاق بن سليمان ثم عزله، و ولّى سليمان بن أبي جعفر ثم ولّى عيسى بن جعفر الثانية، و ذكر غيرهم.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بنم.

ص: 337


1- كتاب المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 157/1 و 162 و 167.
2- تاريخ خليفة بن خياط ص 445 و 448 و 449.
3- ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل.
4- تاريخ خليفة ص 463.
5- عن تاريخ خليفة و بالأصل و م: حازم.
6- مهملة بدون نقط بالأصل و في م:«مرشد» و المثبت عن تاريخ خليفة.
7- عن تاريخ خليفة و بالأصل و م: حازم.

عمران، نا موسى، نا خليفة قال: و فيها - يعني سنة تسع و تسعين و مائة - مات سليمان بن أبي جعفر (1).

أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا و أبو الحسن علي بن الحسن قال: نا أبو بكر الخطيب (2)،أخبرني الحسن بن أبي بكر قال: كتب إليّ محمّد بن إبراهيم بن عمران الجوري - من شيراز - يذكر أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم نا أحمد بن يونس الضّبّي، نا أبو حسان الزيادي قال: سنة تسع و تسعين و مائة فيها مات سليمان بن أبي جعفر أمير المؤمنين لسبع بقين من صفر، و يكنى أبا أيوب، و هو ابن خمسين سنة.

2685 - سليمان - و يقال: سليم - بن عبد اللّه

أبو عمران الأنصاري قائد أم الدرداء و مولاها

حدّث عنها، و عن ذي الأصابع (3) رجل من الصحابة، و عبد اللّه بن محيريز، و أبي سلام ممطور الحبشي.

روى عنه ثعلبة بن مسلم الخثعمي، و فروة بن مجاهد الأعمى، و أبو اليمان الحكم بن قيس القلسطسول (4)،و معاوية بن صالح الحمصي، و عاصم بن رجاء بن حيّوية، و عثمان بن عطاء الخراساني، و أبو عيسى.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (5)،[حدّثني أبي] (6) حدّثنا أبو صالح الحكم بن موسى.

ح و أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر، و أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن عبد الوهاب، و أم أبيها فاطمة بنت علي بن الحسين بن جدّا (7)،قالوا: أنا محمّد بن علي بن علي بن الحسين، أنبأ علي بن عمر بن محمّد بن الحسن الحربي، نا أحمد بن

ص: 338


1- لم يرد له ذكر في سنة 199.
2- تاريخ بغداد 24/9.
3- ترجمته في أسد الغابة 18/2.
4- كذا رسمها بالأصل، و في م: الفلسطيون.
5- مسند الإمام أحمد 67/4 و نقله ابن الأثير في أسد الغابة 18/2 في ترجمة ذي الأصابع.
6- ما بين معكوفتين زيادة عن مسند أحمد، سقطت من الأصل و من م.
7- بالأصل و م:«حدا» و الصواب بالجيم. انظر ترجمة أبيها في سير الأعلام 391/18.

الحسن بن عبد الجبار، نا الهيثم بن خارجة قالا: نا ضمرة بن ربيعة، عن عثمان بن عطاء، عن أبي عمران، عن ذي الأصابع قال: قلنا: يا رسول اللّه إن ابتلينا بعدك بالبقاء فما تأمرنا؟- و في حديث ابن الحصين - أين تأمرنا؟ قال:

«عليك ببيت المقدس فإنه لعله - و في حديث ابن الحصين: فلعله - أن ينشأ (1)لك ذرية يغدون إلى ذلك المسجد و يروحون»[4954].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد المعدّل، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2)،حدّثني الفوزي الخطّاب بن عثمان، عن إسماعيل بن عياش قال: اسم أبي عمران صاحب أم الدرداء سليمان.

قال: و نا أبو زرعة (3)،حدّثني علي بن عياش، عن إسماعيل بن عيّاش قال: اسم أبي عمران الأنصاري صاحب أم الدرداء سليمان بن عبد اللّه.

قال: و أنا تمام بن محمّد، نا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في تسمية موالي أم الدرداء و أصحابها: أبو عمران الأنصاري، اسمه سليم بن عبد اللّه.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، نا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنبأ عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال:

سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: أبو عمران الأنصاري، قال أبو سعيد: مولى أم الدرداء.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (4) قال: سليمان بن عبد اللّه الأنصاري (5) أبو عمران، قالة.

ص: 339


1- عن مسند أحمد و بالأصل:«يسبوا» و في م:«يفشوا».
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 392/1.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 392/1.
4- التاريخ الكبير 22/4.
5- بالأصل:«الأنصاري بن أبو عمران» حذفنا «بن» لأنها مقحمة.

هارون بن معروف: نا ابن وهب، نا حيوة، أخبرني أبو عيسى (1)،سمع أبا عمران سليمان الأنصاري، و قال ابن عياش: نا ثعلبة بن مسلم، عن سليمان بن عبد اللّه أبي عمران.

فقال محمّد بن إسماعيل (2):سليم أبو عمران مولى أم الدرداء، عن ذي الأصابع.

روى عنه ثعلبة، و عثمان بن عطاء هو الأنصاري الشامي، سمع أم (3) الدرداء، كذا قال سليم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور، أنا محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا أبو حاتم قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو عمران سليم مولى أم الدرداء، سمع أم الدرداء و ذا الأصابع، روى عنه ثعلبة، و عثمان بن عطاء ثم قال مسلم بعد ترجمتين: أبو عمران سليمان بن عبد اللّه الأنصاري.

روى عنه ثعلبة بن مسلم.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأديب، أنا أبو القاسم بن منده، أنبأ أبو علي - إجازة - قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (4) قال: سليمان بن عبد اللّه أبو عمران الأنصاري، روى عن أم الدرداء، و ابن محيريز، روى عنه ثعلبة بن مسلم، سمعت أبي يقول ذلك، سئل أبي عنه فقال: صالح الحديث.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عمران سليمان بن عبد اللّه الأنصاري، عن ابن عباس.

روى عنه ثعلبة بن مسلم.

قرأت على أبي الفضل أيضا، عن أبي طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم، نا أحمد بن محمّد المهندس، نا أبو بشر الدولابي قال: أبو عمران: سليمان بن4.

ص: 340


1- في البخاري: أبو عبس.
2- التاريخ الكبير 125/4.
3- بالأصل و م:«أبا» و المثبت عن البخاري.
4- الجرح و التعديل 125/4.

عبد اللّه يروي عن أبي (1) الدرداء.

أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد (2) الباري بن منصور بن خيرون [و أبو] (3) القاسم علي بن إبراهيم النسيب و غيره، عن أبي بكر الخطيب، أنا عبد اللّه بن يحيى بن عبد الجبار، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه الشافعي، أنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، نا المفضّل بن غسان الغلاّبي (4) قال: ذكرت ليحيى: ضمرة، عن أبي عمران، عن ذي الأصابع قال: قلنا: يا رسول اللّه إن ابتلينا بالبقاء بعدك قال يحيى: محمّد بن شعيب بن شابور (5) يخالف ضمرة يقول عن عثمان بن عطاء، عن زياد بن أبي سودة، عن أبي عمران الأنصاري.

أنبأنا أبو القاسم بن الفرات، أنا عبد الوهاب الكلابي، قال: قال أبو الحسن بن جوصا: اسم أبي عمران سليمان بن عبد اللّه قائد أم الدرداء.

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي في كتابه، أنبأ أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو عمران سليمان بن عبد اللّه الأنصاري قائد أم الدرداء، عن أم الدرداء.

روى عنه ثعلبة بن مسلم الخثعمي، و أبو عيسى (6)،أراه سليمان بن كيسان التميمي، و قد أخرجه فيما تقدم سليم أبو عمران الشامي الأنصاري مولى أم الدرداء.

سمع أم الدرداء، و عن ذي الأصابع. روى عنه ثعلبة بن مسلم الخثعمي، و عثمان بن عطاء الخراساني، عن محمّد بن إسماعيل البخاري (7)،و لا أراهما إلاّ واحدا و هو بسليم أشبه، و هكذا أخرجه محمّد بن إسماعيل البخاري في كتاب التاريخ في باب سليمان على حدة، و نحا نحوه مسلم بن الحجّاج فأخرجه في كتاب الأسامي و الكنى في موضعين في باب أبي عمران، و لا أراه إلاّ وهم، فلعل محمّد بن إسماعيل غلط في نقلهن.

ص: 341


1- كذا بالأصل و م، و مرّ أنه يروي عن أم الدرداء.
2- في م: أنبأنا أبو بكر محمد بن علي بن إبراهيم النيسب و غيره عن أبي بكر الخطيب.
3- زيادة لازمة منا.
4- رسمها بالأصل و م «العلابى» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ كثيرا.
5- بالأصل و م:«سابور» خطأ، و الصواب ما أثبت.
6- كذا بالأصل، و في التاريخ الكبير: أبو عبس.
7- انظر ما مرّ قريبا عن البخاري فقد ترجم لهما في ترجمتين مختلفتين باسمين مختلفين مستقلتين.

في باب سليم فأسقط النون، و ربما يقع له الخطأ في كتابه و لا سيما في حديث الشام، و إنما نقله مسلم بن الحجّاج من كتابه، تابعه على خطئه و الجواد قد يعثر، و اللّه يرحم محمّد بن إسماعيل فإنه لم يتسرول آدمي علمي في معرفة الحديث مثله.

ذكر أبو الحسن أحمد بن عمير بن جوصا فيما قرأته بخط عبد العزيز بن محمّد بن عبدويه الشيرازي، عن أبي بكر محمّد بن سليمان بن يوسف الرّبعي، نا أبو الحسن بن جوصا، نا أبو عمير عيسى بن محمّد بن إسحاق، نا ضمرة بن ربيعة، عن فروة الأعمى، عن أبي عمران قال:

كنت أقود بأم الدرداء من دمشق إلى بيت المقدس فكانت تقول لي: يا سليمان أسمع الجبال ما وعدها اللّه، فأرفع صوتي بهذه الآيات: وَ يَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبٰالَ (1)وَ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبٰالِ فَقُلْ يَنْسِفُهٰا رَبِّي نَسْفاً (2).

2686 - سليمان بن عبيد اللّه - و يقال: ابن داود - بن مروان

ابن الحكم بن أبي العاص بن أميّة القرشي الأموي

كان له دير البخت (3).

حكى عن فاطمة بنت عبد الملك بن مروان.

روى عنه النّضر بن يحيى بن معرور البخاري بغير ذكره.

2687 - سليمان بن عبد الحميد بن رافع

أبو أيّوب البهراني الحمصي (4)

سمع بدمشق محمّد بن عائذ (5)،و هشام بن عمّار، و بحمص: أبا اليمان، و حيوة بن شريح، و محمّد بن إسماعيل بن عياش، و خطّاب بن عثمان الفوزي، و يحيى بن صالح الوحّاظي.

ص: 342


1- سورة الكهف، الآية:47.
2- سورة طه، الآية:105.
3- بالأصل: النحت. و تقرأ:«النحت» و الصواب ما أثبت و قد مرّ التعريف به.
4- ترجمته في تهذيب التهذيب 413/2 و ميزان الاعتدال 212/2 و البهراني نسبة إلى بهراء قبيلة من قضاعة، و في الخلاصة: النهراني بالنون.
5- بالأصل: عائد، و الصواب ما أثبت و قد مرّ التعريف به.

روى عنه أبو داود في سننه، و يحيى بن صاعد، و أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد الطائي الحمصي، و خيثمة بن سليمان الأطرابلسي، و عبد الصمد بن سعيد القاضي، و أبو عوانة الأسفرايني.

أخبرنا أبو الفتح محمّد بن علي بن عبد اللّه المصري، أنا محمّد بن عبد العزيز بن محمّد الفارسي.

أخبرنا عبد الرّحمن بن أحمد بن أبي شريح، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، أنا محمّد بن عوف، و عمران بن بكّار، و سليمان بن عبد الحميد أبو أيوب النهراني (1)جميعا بحمص قالوا: حدّثنا أبو اليمان الحكم بن نافع، أنا إسماعيل بن عياش، نا عبد اللّه بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرّحمن بن عوف، عن عبد اللّه بن يزيد مولى المنبعث، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«أيها الناس، إن صريح ولد آدم من الأولين و الآخرين ابنا كلاب بن مرّة: قصيّ و زهرة، لفاطمة بنت سعد بن سيل الأزدي، و هو أول من جدر البيت بعد كلاب بن مرّة»[4955].

و قال إسماعيل بن عياش عن عبد اللّه بن عبد العزيز أيضا، عن عبد الرّحمن بن معاوية قال ابن صاعد - يعني أبا الحويرث - ثم قال: عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم مثل ذلك.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن عبد اللّه بن محمّد الطائي، نا سليمان بن عبد الحميد قال: نا محمّد بن إسماعيل بن عياش، حدّثني أبي، حدّثني عمر بن محمّد، عن نافع، عن ابن عمر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«من دعاكم على كراع فأجيبوه»[4956].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبي أبو القاسم، أنا عبد الملك بن الحسن بن محمّد، أنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق، نا البهراني، نا هشام بن عمّار، نا يحيى بن حمزة بحديث ذكره.ا.

ص: 343


1- كذا النهراني بالنون هنا.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد، أنا حمد - إجازة - ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (1) قال: سليمان بن عبد الحميد أبو أيوب البهراني الحمصي صديق أبي.

روى عن أبي اليمان، و محمّد بن عائذ (2)،و محمّد بن إسماعيل بن عياش، و حيوة بن شريح، و خطاب بن عثمان.

كتب عنه أبي، و سمعت منه بحمص و هو صدوق.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو أيوب سليمان بن عبد الحميد النهراني (3) الحمصي ليس بثقة، و لا مأمول، كذّاب.

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي في كتابه، أنا أبو بكر الصفار، أنبأ أبو بكر الحافظ ، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو أيوب سليمان بن عبد الحميد بن رافع الحكيمي (4) النّهراني (5) الحمصي، سمع يحيى الوحّاظي، كناه و نسبه لنا ابن صاعد (6).

2688 - سليمان بن عبد الرّحمن بن أحمد بن عطية

و هو سليمان بن أبي سليمان الدّاراني العنسي (7)

حكى عنه أحمد بن أبي الحواري.

كتب إليّ أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل، أنبأ أبو بكر المزكّي، نا أبو عبد الرّحمن السّلمي قال: سليمان بن أبي سليمان بن جلّة مشايخهم، كان له لسان عالي (8)

ص: 344


1- الجرح و التعديل 130/4.
2- بالأصل: عائد.
3- كذا بالنون هنا.
4- في تهذيب التهذيب: الحكمي.
5- كذا بالنون هنا.
6- ذكر ابن حجر في التهذيب أنه مات سنة 274 ه.
7- ترجمته في الوافي بالوفيات 397/15 و تاريخ داريا ص 112 و ذكر الذهبي أباه في سير الأعلام 182/10 فسمّاه عبد الرحمن بن أحمد و قيل: عبد الرحمن بن عطية، و قيل: ابن عسكر العنسي.
8- كذا و في الوافي:«شأن عال» و في م:«لشأن عالي».

في علوم القوم، لقيه أحمد بن أبي الحواري، و حكى عنه.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي بكر الخطيب قال: سليم (1) بن أبي سليمان الدّاراني و اسم أبيه عبد الرّحمن بن أحمد بن عطية العنسي، كان عبدا صالحا.

روى عنه أحمد بن أبي الحواري الدمشقي حكايات.

قرأت على أبي محمّد أيضا، عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأ أبو محمّد بن أبي نصر، نا الحسن بن حبيب.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنبأ علي بن محمّد الطّبراني، أنا عبد الجبار بن محمّد الخولاني (2)،نا الحسن بن حبيب، نا أبو الحسن محمّد بن إسحاق، نا أحمد - يعني ابن أبي الحواري - قال: سمعت سليمان بن أبي سليمان يقول: إن من لم يعط ما يشتهي من الآخرة في الدنيا، إنه يعطاه في الآخرة، و أحسب أن عملا لا توجد له لذة في الدنيا أنه لا يكون (3) له ثواب في الآخرة.

أنبأنا أبو طاهر محمّد بن الحسين الحنّائي، أنا أبو علي الأهوازي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا سهل بن بشر، أنا طرفة بن أحمد قالا: أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أبو الجهم بن طلاّب، نا أحمد بن أبي الحواري، نا أحمد بن موسى، عن أبي مريم قال:

يقول أهل النار: إلهنا ارض عنا و عذّبنا بأي نوع شئت من العذاب، فإن غضبك أشدّ علينا من العذاب الذي نحن فيه، فحدثت به سليمان بن أبي سليمان فقال: ليس هذا من كلام أهل النار، هذا كلام المطيعين للّه، فحدثت به أبا سليمان فقال: صدق سليمان بن أبي سليمان.

أنبأنا أبو الحسن محمّد بن مرزوق الفقيه، و أبو بكر محمّد بن الحسين الفرضي، قالا: أنا أبو بكر محمّد بن علي بن محمّد الخياط المقرئ، أنا أحمد بن محمّد بني.

ص: 345


1- كذا بالأصل، و في م:«سليمان» و هو صاحب الترجمة.
2- تاريخ داريا ص 112.
3- في تاريخ داريا:«أنه يكون» بدون لا. و انظر حلية الأولياء 268/9 و القول منسوب فيها إلى أبي سليمان الداراني.

يوسف العلاّف، أنا الحسين بن صفوان البردعي، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن إسحاق الثقفي، عن أحمد بن أبي الحواري، قال:

سمعت أبا سليمان - يعني الداراني يقول: ما أعرف للرضا حدا و لا للزهد حدا، و لا للورع حدا، ما أعرف من كل شيء إلاّ طريقه. قال أحمد: فحدثت به سليمان ابنه فقال: لكني أعرفه: من رضي في كل شيء فقد بلغ حد الرضى، و من زهد في كل شيء فقد بلغ حد الزهد، و من تورّع في كل شيء فقد بلغ حد الورع. قال أحمد: و سمعت أبا سليمان يقول: الورع من الزهد بمنزلة القناعة من الرضا (1).

أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل، أنا محمّد بن يحيى بن إبراهيم، أنبأ أبو عبد الرّحمن السّلمي، سمعت عبد اللّه بن محمّد الرازي يقول: سمعت إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان الأنماطي يقول:

ح و أنبأنا أبو علي الحداد، نا أبو نعيم (2)،نا إسحاق بن أحمد، نا إبراهيم [بن] (3) يوسف قالا: سمعنا أحمد بن أبي الحواري يقول: سمعت أبا سليمان الداراني يقول: كنت بالعراق أعبد - و في حديث الحداد: أعمل - و أنا بالشام أعرف.

قال أحمد: فحدثت به سليمان ابنه فقال: إنما معرفة أبي اللّه بالشام لطاعته [له] (4)بالعراق، و لو ازداد - زاد الحداد: للّه و قالا:- بالشام طاعة لازداد باللّه معرفة، زاد عبد الغافر قال صالح لسليمان: بأي شيء تنال معرفته ؟ قال: بطاعته، قال: فبأي شيء تنال طاعته ؟ قال: به.

أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز المكي، أنا الحسين بن يحيى بن إبراهيم، أنا الحسين بن علي الشيرازي، أنا علي بن عبد اللّه بن جهضم، نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب الصاريقي (5)،نا الغساني أحمد بن محمّد، نا أحمد بن أبي الحواري قال: قلت لأبي سليمان: يجوز للرجل يخبر عن نفسه بالشيء يكون منه ؟ي.

ص: 346


1- في حلية الأولياء 257/9 في ترجمة أبي سليمان الداراني: القناعة أول الرضا و الورع أول الزهد.
2- الخبر في حلية الأولياء 272/9 في ترجمة أبي سليمان الداراني.
3- زيادة منا للإيضاح.
4- زيادة عن الحلية.
5- كذا رسمها بالأصل، و في م: الصناديقي.

فقال: إذا كان في موضع الأدب ليقتدى به جاز له، قال أحمد: فحدثت به سليمان بن أبي سليمان فقال: إنما يصلح الكلام و يفسد المؤدب و المتأدب على قدر الإرادة فيه.

قال: و نا ابن جهضم قال: سمعت محمّد بن داود يقول: سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول: سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول: قال أبو سليمان: إن في هذا القرآن خانات إذا مروا (1) بها المريدون نزلوا فيها، فدارت الحكاية لسليمان بن أبي سليمان فقال: إذا تكاملت (2) معرفته صار القرآن كله له خانات، فقيل له: أي وقت تتكامل معرفته ؟ فقال: إذا عرف مقدار من خاطبه به.

أنبأنا أبو علي الحداد، نا أبو نعيم (3)،نا إسحاق بن أحمد، نا إبراهيم بن يوسف، نا أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت أبا سليمان يقول: إن في خلق اللّه خلقا لو ذم لهم الجنان ما اشتاقوا إليها فكيف يحبون الدنيا، و هو قد زهدهم فيها؟ فحدثت به سليمان ابنه فقال: لو ذمها لهم ؟ قلت: كذا قال أبوك، قال: و اللّه لقد شوقهم إليها فما اشتاقوا، فكيف لو ذمها؟ قال: و نا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، نا إسحاق بن أبي حسان، نا أحمد بن أبي الحواري قال: قلت له: يا أبا سليمان إنما رجع إلى الكسب - يعني ابنه سليمان - و طلب الحلال و السّنّة فقال لي: ليس يفلح قلب يهتم بجمع القرائط .

أنبأنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أحمد بن صابر قال: أخبرني ابن الحسن الحنائي بقراءتي عليه، أنا أبو الحسين أحمد بن عبد الرّحمن بن الحسن الطرائفي، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم، أنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن هاشم الأذرعي، نا محمّد - هو - ابن علي بن خلف، نا أحمد - هو - ابن أبي الحواري قال:

اجتمعت أنا و أبو سليمان و مضاء في المسجد فتذاكرنا الشهوات، من أصابها عوقب و من تركها أثيب، و سليمان ساكت فقال لنا: أكثرتم منذ العشية ذكر الشهوات، أما أنا فأزعم أنّ من لم يكن في قلبه من الآخرة ما يشغله عن الشهوات لم يعن على تركها.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - أنبأ علي بن الحسين بن أحمد، ناي.

ص: 347


1- كذا بالأصل و م و صوابها:«مرّ».
2- بالأصل:«تكامت» خطأ و الصواب عن م.
3- الخبر في حلية الأولياء 273/9 في ترجمة أبي سليمان الداراني.

عبد الرّحمن بن عمر بن عمر (1) بن نصر، نا أبو القاسم بن أبي العقب، نا جعفر بن أحمد بن عاصم، نا ابن أبي الحواري قال: مات أبو سليمان سنة خمس و مائتين (2)، و عاش ابنه سليمان بعده سنتين و أشهرا (3).

و رواه غير ابن نصر عن ابن أبي العقب، فقال: سنة خمس و ثلاثين و مائتين و قال:

و عاش ابنه سليمان بعده سنتين و شهرا (4)،و هكذا رواه عبد الغني بن سعيد، عن محمّد بن جعفر بن أبي كريمة، عن جعفر بن أحمد بن عاصم.

2689 - سليمان بن عبد الرّحمن

و يقال: ابن إنسان (5)،و يقال: ابن سيّار (6) بن عبد الرّحمن

أبو عمير (7)،و يقال: أبو عمرو، مولى بني أمية

و يقال: مولى بني أسد بن خزيمة، و يقال: مولى بني شيبان

من أهل دمشق.

روى عن القاسم أبي عبد الرّحمن، و نافع بن كيسان، و عبيد بن فيروز.

روى عنه يزيد بن أبي حبيب، و عمرو بن الحارث، و الليث بن سعد، و ابن لهيعة، و شعبة، و زيد بن أبي أنيسة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الحسن بن علي، أنا أبو الحسين بن المظفّر، نا محمّد بن محمّد الباغندي، حدّثني هوبر بن معاذ، نا محمّد بن سلمة، عن ابن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب، عن سليمان بن عبد الرّحمن مولى بني أمية عن عبيد بن فيروز، عن البراء بن عازب قال: سألته عما يكره من الضحايا فقال:

ص: 348


1- كذا مكررة بالأصل، و لم يذكر إلاّ مرة واحدة في م.
2- نقله الوافي بالوفيات 397/15 و سير الأعلام 186/10 نقل وفاة أبي سليمان.
3- بالأصل: و أشهر، و الصواب ما أثبت.
4- نقله أيضا في الوافي، و في سير الأعلام 186/10 عن أحمد بن أبي الحواري أن أبا سليمان مات سنة خمس و مائتين. و انظر تاريخ داريا ص 107 في ترجمة أبي سليمان داريا.
5- في تهذيب التهذيب 415/2 و يقال: سليمان بن أنس بن عبد الرحمن.
6- في مختصر ابن منظور 168/10 و تهذيب التهذيب ابن يسار.
7- في تهذيب التهذيب: أبو عمر.

سئل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن ذلك، و ذكر الحديث لم يزد عليه.

أخبرناه أعلى من هذا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد، أنا أحمد بن محمود الثقفي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو العباس بن قتيبة، نا حرملة، أنا ابن وهب، حدّثني عمرو بن الحارث، عن سليمان بن عبد الرّحمن، عن عبيد بن فيروز، عن البراء بن عازب قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«لا يجوز من الضحايا أربع: العوراء البيّن عورها، و العرجاء البيّن عرجها، و المريضة البيّن مرضها، و العجفاء (1) التي لا تنقي» (2)[4957].

و أخبرناه عاليا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا شعبة، عن سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، قال: سمعت عبيد بن فيروز مولى بني شيبان قال: سألت البراء: ما كره رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أو ما نهى عنه من الأضاحي ؟ قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - و يدي أقصر من يده-:

«أربع لا تجزئ: العوراء البيّن عورها، و العرجاء البيّن عرجها، و المريضة البيّن مرضها، و الكسيرة التي لا تنقي» قال: قلت فإني أكره أن يكون في الأذن نقص، أو في السن نقص، أو في القرن نقص. قال: إن كرهت شيئا فدعه و لا تحرّمه على أحد.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد المقرئ، و أبو المجد معالي بن هبة اللّه بن الحسن البزار، قالا: أنا سهل بن بشر، أنا أبو الحسن علي بن منير بن أحمد الخلاّل، نا الحسن بن رشيق العسكري، أنا أبو جعفر أحمد بن حمّاد بن مسلم بن زغبة (3)،حدّثنا سعيد بن الحكم بن أبي مريم أنا يحيى بن أيوب، حدّثني عمرو بن الحارث:

أن سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي حدّثه عن القاسم أبي عبد الرحمن أن (4)عمر بن الخطاب نذر أن لا يعتق غلاما له، فأعتقه ثم كفّر عن يمينه بعتق آخر.

أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه السلمي - إذنا و مناولة - و قرأ علي إسناده، أنبأم.

ص: 349


1- العجف محركة ذهاب السمن، و هو أعجف و هي عجفاء (القاموس).
2- لا تنقي أي التي لا مخ لها لضعفها و هزالها (النهاية: نقا).
3- بالأصل و م:«رعبه» خطأ و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 533/13.
4- بالأصل «بن» خطأ و الصواب ما أثبت عن م.

أبو علي محمّد بن الحسين، أنبأ المعافا بن زكريا القاضي (1)،نا محمّد بن القاسم الأنباري - إملاء من حفظه - سنة ست و عشرين و ثلاثمائة، حدّثني محمّد بن المرزبان، نا محمّد بن سعيد بن صالح اليشكري، نا محمّد بن مجيب (2) المازني، حدّثني أبي قال:[لما] (3) قدم سليمان (4) بن علي البصرة واليا عليها قيل له إن بالمربد (5) رجلا من بني سعد، مجنونا سريع الجواب لا يتكلم إلاّ بالشعر، فأرسل إليه سليمان بن علي قهرمانه (6) فقال له: أجب الأمير، فامتنع فجرّه و زبره (7) و خرّق (8) ثوبه، و كان المجنون يستقي على ناقة له، فاستاق القهرمان الناقة و أتى بها سليمان بن علي. فلما وقف بين يديه قال له سليمان: حياك اللّه يا أخا بني سعد فقال:

حيّاك رب الناس من أمير *** يا فاضل الأصل عظيم الخير

إني أتاني العاشق (9) الجلواز *** و القلب قد طار به اهتزاز (10)

فقال سليمان: إنما بعثنا إليك لنشتري ناقتك فقال:

ما قال شيئا في شراء الناقة *** و قد أتى بالجهل و الحماقة

فقال: ما أتى ؟ فقال:

حرّق سربالي (11) و شق بردتي (12) *** و كان وجهي في الملا و زينتي (13)دي

ص: 350


1- الخبر في الجليس الصالح الكافي 185/1 للمعافى بن زكريا، و في عقلاء المجانين لأبي القاسم الحسن بن حبيب ط بيروت ص 269.
2- في الجليس الصالح: محبّ .
3- الزيادة عن الجليس الصالح.
4- في عقلاء المجانين: محمّد بن سليمان الهاشمي.
5- المربد: من محال البصرة، كان في أول أمره سوقا للإبل ثم صار محلة عظيمة، سكنها الناس.
6- القهرمان: الأمين الخاص للأمير أو الملك و وكيله في تدبير بعض أموره.
7- أي انتهره.
8- بالأصل: و حرق، و المثبت عن الجليس الصالح.
9- في الجليس الصالح و عقلاء المجانين: الفاسق.
10- بالأصل:«الجلوار... اهتزار» و المثبت عن المصدرين السابقين.
11- السربال: القميص، أو كل ما يلبس.
12- في عقلاء المجانين: يردي.
13- روايته في عقلاء المجانين: و كان زيني في الملا و مجدي

قال: أ معتزم على بيع الناقة ؟ فقال:

أبيعها من بعد ما لا أوكس *** و البيع في بعض الأوان أوكس (1)

فقال: كم شراؤها عليك ؟ فقال:

شراؤها عشرة ببطن مكّة *** من الدنانير الفيام السكّة

و لا أبيع الدهر أو أزداد (2) *** إني لربح في الورى معتاد

فقال: بكم تبيعها؟ فقال:

خذها بعشر و بخمس وازنه *** فإنها ناقة صدق مارنه

فقال: فحطّنا. فقال:

تبارك اللّه العلي العالي *** تسألني الحطّ و أنت الوالي

قال: فنأخذها و لا نعطيك شيئا فقال:

فأين ربي ذو الجلال الأفضل *** إن أنت لم تخش الإله فافعل

قال: فكم أزن لك فيها (3)؟فقال:

و اللّه ما ينعشني ما تعطي *** و لا يداني الفقر مني حطّي

خذها بما أحببت يا ابن عباس *** يا ابن الكرام من قريش و الرّاس (4)

فأمر له سليمان بألف درهم و عشرة أثواب فقال:

إني رمتني نحوك الفجاج *** أبو عيال معدم محتاج

طاوي المطي (5) ضيق المعيش *** فأنبت اللّه لديك ريش

ربحتني منك بألف فاخرة (6) *** شرّفك اللّه بها في الآخرة

و كسوة طاهرة حسان *** كساك ربي حلل الجنانه.

ص: 351


1- في الجليس الصالح:«أكيس» و في عقلاء المجانين:«الزمان أكيس».
2- في الجليس الصالح و عقلاء المجانين: أزاد.
3- في عقلاء المجانين: فقال الأمير: فإني أسألك أن تحط .
4- في الجليس الصالح:«من قريش الراس».
5- الجليس الصالح:«المعى» و في عقلاء المجانين: الحصير.
6- عقلاء المجانين: حاضره.

فقال سليمان: من يقول إن هذا مجنون، ما كلمت قط أعرابيا أعقل منه.

قال القاضي: قول الأعرابي: ضيق المعيش جمع معيشة، كما قال رؤبة:

إليك أشكوا شدة المعيش *** و مرّ أعوام نتفن ريش (1)

و يكون المعيش الموضع، و المعاش المصدر. قيل المضرب، و المضرب، و المقر، و المقر.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط (2) قال: سنة إحدى و أربعين و مائة فيها مات سليمان بن علي بن عبد اللّه بن عباس، و يقال: في اثنتين (3) و أربعين، و ذكر غيره أنه مات و هو ابن ثلاث و ستين سنة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق بن سليمان الحلاب، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد، قال في الطبقة الرابعة من أهل المدينة: سليمان بن علي بن عبد اللّه بن العباس بن عبد المطلب، و أمّه أم ولد، و توفي بالبصرة سنة اثنتين (4) و أربعين و مائة، و هو ابن تسع و خمسين سنة (5).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأ محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال: و فيها - يعني - سنة اثنتين (6) و أربعين و مائة، توفي سليمان بن علي بالبصرة ليلة السبت لسبع بقين من جمادى الآخرة، و قد شارف الستين، و صلّى عليه عبد الصمد بن علي (7).1.

ص: 352


1- ديوانه ص 78 و الرواية فيه: أشكو إليك شدة المعيش دهرا تنقي المخ بالتمشيش و جهد أعوام برين ريشي
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 419.
3- بالأصل: اثنين.
4- بالأصل: اثنين.
5- الخبر سقط من طبقات ابن سعد المطبوع ضمن تراجم أهل المدينة الضائعة من الطبقات الكبرى لابن سعد.
6- بالأصل: اثنين.
7- الخبر في كتاب المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 125/1.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا أبو جعفر الطبري (1) قال: و فيها - يعني سنة اثنتين و أربعين و مائة - توفي سليمان بن علي بن عبد اللّه بالبصرة ليلة السبت لسبع (2) بقين من جمادى الآخرة، و هو ابن تسع و خمسين، و صلى عليه عبد الصمد بن علي.

2690 - سليمان بن عياذ ،أخو سعيد بن عياذ

2690 - سليمان بن عياذ (3)،أخو سعيد بن عياذ (4)

وفدا جميعا على عبد الملك بن مروان.

تقدم ذكر وفودهما في ترجمة أخيه سعيد.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى التّستري، نا خليفة العصفري (5)،قال في تسمية عمال عبد الملك بن مروان عمان: بعث عليها الحجاج موسى بن سنان بن سلمة، ثم غلب عليها سعيد، و سليمان ابنا عباد (6)،فبعث الحجاج الطّفيل بن حصن (7) البهراني، فأخرجهما عنها، و كتب إليه الحجاج أن تستخلف و تقفل (8)،فاستخلف حاجب بن شبة (9)،فمات بها، فغلب عليها ابن عباد - يعني أخاهما - سعوة، فوجّه الحجاج مجّاع بن سعر (10)،ثم صرفه عنها، و ولّى محمّد بن صعصعة أو غلبه ابن عباد (11)،

ص: 353


1- تاريخ الطبري 514/7.
2- في الطبري:«لتسع» و بهامشه عن نسخة:«لسبع».
3- بالأصل: عباد بالباء الموحدة، و المثبت عن الاكمال لابن ماكولا 63/6 بكسر العين تليه ياء معجمة باثنتين من تحتها و آخره ذال معجمة. و قد تقدمت ترجمة أخيه سعيد بن عياذ.
4- بالأصل: عباد بالباء الموحدة، و المثبت عن الاكمال لابن ماكولا 63/6 بكسر العين تليه ياء معجمة باثنتين من تحتها و آخره ذال معجمة. و قد تقدمت ترجمة أخيه سعيد بن عياذ.
5- تاريخ خليفة بن خياط ص 297.
6- كذا بالباء الموحدة في تاريخ خليفة.
7- تاريخ خليفة: حصين.
8- عن خليفة و بالأصل: تفعل.
9- تاريخ خليفة: شيبة.
10- عن خليفة و بالأصل: سعد.
11- في خليفة: فقتله ابن عباد.

فبعث الحجاج سورة بن أبجر (1) فقتل (2) ابن عباد، و ولاّها الحجّاج سعيد بن حسان الأسدي (3).

2691 - سليمان بن عيسى أخو المضاء بن عيسى

2691 - سليمان بن عيسى أخو المضاء بن عيسى (4)

صحب أبا سليمان الدّاراني.

أخبرني أبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصمد بن علي بن الحسين بن مسعود الغزال (5)،أنا المبارك بن عبد الجبار بن أحمد، أنا أبو طاهر محمّد بن علي محمّد بن أحمد بن الحسن بن الصّوّاف، أنا أبو يعقوب إسحاق بن ابراهيم بن أبي حسان الأنماطي، نا أحمد بن أبي الحواري، قال: سمعت سليمان ابن مضاء يسأل أبا سليمان قال: إني أريد أن أعتق غلامي، و أبيع كرمي، و نفسي تقول لي: لك (6) قال أبو سليمان: شد يدك بغلامك و كرمك.

قال: و أنا أبو سليمان إذا جاء أحد يشاورك فأنس عليه بالضعف، فإنه لو قد قويت نفسك مضى و ما شاورك.

2692 - سليمان بن القاسم بن يزيد بن سليمان

ابن عبد الملك بن مروان بن الحكم القرشي الأموي

و امرأته أم خالد بنت فلان بن يزيد بن سليمان بن عبد الملك، ذكرها أحمد بن حميد بن أبي العجائز الأزدي في تسمية من كان بدمشق من بني أمية.

ص: 354


1- في خليفة: سورة بن الحرّ.
2- رسمها و إعجامها مضطربان و صورتها:«ففى» كذا و لعله «فنفى» و المثبت عن خليفة.
3- في خليفة: الأسيدي.
4- ترجمته في الوافي بالوفيات 416/15.
5- بالأصل: العزال، و انظر ترجمته في سير الأعلام 60/20 و لم يرد في نسبه «الغزال».
6- مهملة بدون نقط بالأصل و صورتها:«اللب» كذا، و في الوافي بالوفيات 417/15:«لك ابنة».

2693 - سليمان بن قيس بن حارثة بن عمرو بن زيد

ابن عبد مناة بن الحسحاس بن بكر بن وائل بن عوف

ابن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء

ابن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن

ابن الأزد، و يقال: سليمان بن قيس بن حارثة بن عمرو

ابن عبد مناة بن أبي العيص، و اسمه الحسحاس بن بكر

ابن عوف بن عمرو بن عدي ابن عمرو بن مازن بن الأزد الغسّاني

من أهل دمشق.

حكى عن أبي الدّرداء.

روى عنه ابن أخيه يحيى بن يحيى بن قيس الغسّاني، و هم أهل بيت شرف بالشام.

أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن أبي العلاء، نا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد بن عبد اللّه الدقاق، أنا محمّد بن أحمد بن النضر، نا معاوية بن عمرو، عن أبي إسحاق، عن البذر (1)،عن يحيى بن يحيى الغسّاني، عن عمه سليمان بن قيس، قال: قامت دابّة لرجل في أرض العدو، فنزل إليها ليعقدها، فقال له أبو الدرداء: ويلك، مه، ويلك، مه، فقال له أبو القين: كأنك ترى أن لك فضلا على الناس، فقال: لو عقدها ما قامت بعزونه (2).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب (3)،أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا

ص: 355


1- كذا بالأصل.
2- كذا.
3- مهملة بدون نقط بالأصل، و ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.

الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة من تابعي أهل الشام: سليمان بن قيس الغسّاني دمشقي.

2694 - سليمان بن كثير

ابن أمية بن أسعد (1) بن عبد اللّه بن المؤتنف بن عمرو

ابن عامر بن ثعلبة بن مالك بن أفصى

أبو محمّد الخزاعي المروزي

أحد نقباء بني العباس.

وجهته شيعة بني العباس من خراسان إلى (2) محمّد بن علي، فقدم عليه بالحميمة (3) من أرض البلقاء، و رجع إلى خراسان.

حدّث عن أبيه كثير بن أمية.

روى عنه ابن بنته جعفر بن لاهز بن قريط .

أنبأنا أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم، أنبأ أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ .

أخبرنا خلف بن محمّد البخاري، نا أبو عمران موسى بن أفلح البخاري، نا سعيد بن سلم بن قتيبة بن مسلم، أخبرني جعفر بن لاهز بن قريط ، أخبرني سليمان بن كثير الخزاعي - و هو جعفر ابن ابنته (4)-عن أبيه كثير بن أمية، عن أبيه أمية بن أسعد بن عبد اللّه بن مالك بن أفصى الخزاعي، قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أحب الأديان إلى اللّه الحنيفية السمحة، فإذا رأيت أمتي لا يقولون للظالم أنت ظالم فقد تودع منهم»[4958].

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أحمد بن الفضل الباطرقاني، أنا أبو

ص: 356


1- في جمهرة ابن حزم ص 242: سعد.
2- بالأصل:«أبي» خطأ و الصواب ما أثبت.
3- الحميمة: بلفظ تصغير الحمة، بلد من أرض الشراة من أعمال عمّان في أطراف الشام، كان منزل بني العباس (ياقوت).
4- بالأصل:«اب ا؟؟؟ ه» كذا، و لعل الصواب ما أثبت.

عبد اللّه بن منده، أنا أبو العباس القاسم بن القاسم بن عبد اللّه بن مهدي السّيّاري، قال: قال جدي أحمد بن سيار في أسماء النقباء الاثني عشر، و كلّهم من مرو: سبعة من العرب، و خمسة من الموالي، فأمّا السبعة من العرب منهم: أبو محمّد سليمان بن كثير بن أمية بن أسعد بن عبد اللّه بن يوسف بن ثعلبة بن مالك بن أفصى الخزاعي من مدينة الرسول صلى اللّه عليه و سلم من ربع حرفار (1) من رستاق سيفذنج (2)،و أمية جده كان أحد السبعين الذين بايعوا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم تحت الشجرة، بلغني أن أبا مسلم الخراساني اتّهم سليمان بن كثير في بعض الأمر فقتله و ذلك في سنة اثنتين و ثلاثين و مائة.

2695 - سليمان بن أبي كريمة

2695 - سليمان بن أبي كريمة (3)

أبو سلمة الصّيداوي

روى عن حيّان مولى أم الدرداء، و مكحول، و قرّة بن عبد الرّحمن، و الزّهري، و هشام بن حسان، و جويبر بن سعيد، و خالد بن ميمون الخراساني، و الحجاج بن أرطأة، و الحسن بن عمارة، و محمّد بن عمرو الليثي، و الجليل بن نظيف، و شبيب بن شيبة.

روى عنه صدقة بن عبد اللّه، و بكر بن عبد العزيز بن إسماعيل، و يحيى بن حمزة، و محمّد بن مخلد الرّعيني، و عمرو بن هاشم البيروتي.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو القاسم خالد بن محمّد بن خالد بن يحيى بن حمزة الحضرمي - ببيت لهيا (4)-ثنا جدي لأمي أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة، نا أبي، عن أبيه يحيى بن حمزة، حدّثني سليمان بن أبي كريمة أن الزّهري حدّثه عن عروة، عن عائشة: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ما أوتر بأكثر من ثلاث عشرة (5) ركعة، و لا قصّر عن سبع، غريب.

ص: 357


1- كذا بالأصل.
2- سيفذنج بكسر أوله و سكون ثانيه و فتح الفاء و الذال المعجمة مفتوحة ثم نون ساكنة، قرية بينها و بين مرو أربعة فراسخ (ياقوت).
3- ترجمته في لسان الميزان 102/3 و الكامل لابن عدي 262/3 و ميزان الاعتدال 221/2.
4- تقدم التعريف بها، و انظر ياقوت.
5- بالأصل: ثلاثة عشر، خطأ.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أخبرني أبو محمّد الحسن بن علي اللّبّاد.

ح و أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد قالا: أنا تمّام بن محمّد بن عبد اللّه الرازي، أنا الحسن بن حبيب، نا أبو محمّد أزهر بن زفر الوراق - بمصر - نا محمّد بن مخلد الرّعيني، أبو أسلم، حدّثنا سليمان بن أبي كريمة، عن مكحول، عن قزعة (1) بن يحيى، عن حبيب بن مسلمة، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«زر غبّا تزدد حبا»[4959].

ح و أخبرنا أبو الفتح محمّد بن علي بن عبد اللّه المصري، و أبو الحسن علي بن أبي طالب أحمد بن محمّد بن عوانة الشافعي، و أبو رشيد علي بن عثمان بن محمّد بن الهيصم الهيصمي، و أبو صالح ذكوان بن سيّار بن محمّد بن أبي القاسم الدهان المعروف، بأميرجة، و أبو بكر خلف بن الموفق بن خلف الفامي، قالوا: أنا عبد اللّه (2)محمّد بن أبي مسعود بن محمّد الفارسي، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن محمّد بن أبي شريح، ثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا أزهر بن زفر الوراق، حدّثني أبو أسلم محمّد بن مخلد الرّعيني، حدّثني سليمان بن أبي كريمة.

و أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه، ثم أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد عنه، نا أبو بكر عبد اللّه بن يوسف بن شمة، نا سليمان بن أحمد، نا أزهر بن زفر المصري، نا أبو أسلم محمّد بن مخلد الرّعيني، نا سليمان بن أبي كريمة.

و أخبرنا أبو طاهر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه السّنجي، أنا أبو العباس الفضل بن عبد الواحد بن عبد الصمد التاجر - بنيسابور - أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد اللّه السراج الكوشكي، أنا أحمد بن علي بن الحسن المقرئ، نا أزهر بن زفر الوراق، نا أبو مسلم (3) محمّد بن مخلد، نا سليمان بن أبي كريمة، عن مكحول، عن قزعة بن يحيى، عن حبيب بن مسلمة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«زر غبّا تزدد حبا»[4960].

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل الفارسي، أنبأ أبو بكر البيهقي، أنا أبوب.

ص: 358


1- بالأصل قرعة بالراء، و الصواب ما أثبت، بزاي و فتحات كما في تقريب التهذيب.
2- كذا.
3- مرّ قريبا:«أبو أسلم» و هو الصواب.

عبد اللّه الحافظ ، و أبو بكر أحمد بن الحسن.

و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن أبي العلاء، و أبو محمّد طاهر بن سهل، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب، أنا القاضي أبو بكر الحيري، قالا: ثنا محمّد بن يعقوب، نا بكر بن سهل الدمياطي، نا عمرو بن هاشم البيروتي، نا سليمان بن أبي كريمة، عن جويبر، عن الضحاك، عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«مهما أوتيتم من كتاب اللّه فالعمل به، لا عذر لأحد في تركه، فإن لم يكن في كتاب اللّه فسنة مني ماضية، فإن لم يكن سنة مني فما قال أصحابي، إن أصحابي بمنزلة النجوم في السماء، فأيما - و في حديث الخطيب: فأيما أخذتم - به اهتديتم و اختلاف أصحابي لكم رحمة»[4961].

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلال - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (1) قال: سليمان بن أبي كريمة، عن قرّة، عن عبد اللّه بن ضمرة، عن أبي الدرداء، روى عنه صدقة بن عبد اللّه، سمعت أبي يقول ذلك، و سألته عنه فقال:

ضعيف الحديث.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر، أنا أحمد بن محمّد بن أحمد، أنا يوسف بن أحمد بن يوسف، نا محمّد بن عمرو بن موسى، قال:

سليمان بن أبي كريمة، عن هشام بن حسان يحدث بمناكير، و لا يتابع على كثير من حديثه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (2)،و ذكر سليمان هذا أشبه أحاديث حديث محمّد بن مخلد أحدها ثم قال: و لسليمان بن أبي كريمة غير ما ذكرت، و ليس بالكثير، و عامة أحاديثه مناكير، و يرويه عنه عمرو بن هاشم البيروتي، و عمرو ليس به بأس، و لم أر3.

ص: 359


1- الجرح و التعديل 138/4.
2- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 263/3.

للمتقدمين فيه كلاما، و قد تكلموا فيمن هو أمثل منه بكثير، و لم يتكلموا في سليمان هذا لأنهم لم يخبروا (1) حديثه.

2696 - سليمان بن محمّد بن إسماعيل بن محمّد

ابن عبد الرّحمن بن القاسم بن يزيد بن مسلم بن مشكم

أبو أيوب الخزاعي

روى عن محمّد بن الوزير، و قاسم بن عثمان، و السّلم بن يحيى بن معاذ، و هشام بن خالد، و محمّد بن مصفّى، و سعيد بن عمرو السّكوني، و همّام بن محمّد العبسي، و العباس بن الوليد الخلاّل، و عبد الرّحمن بن عثمان بن هشام بن زبر، و أبي جعفر محمّد بن إسحاق البغدادي المؤدب، و عبد الرّحمن بن الحسن بن عبد اللّه السلمي، و مؤمّل بن إهاب، و عبد الوهاب بن عبد الرحيم الأشجعي، و موسى بن عامر، و صفوان بن سبرة بن صفوان، و أبي جعفر محمّد بن الوليد بن أبان القلانسي، و أحمد بن عبد الواحد بن عبود.

روى عنه أبو زرعة، و أبو بكر ابنا أبي دجانة، و أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد بن معيوف، و أبو سليمان بن زبر، و عبد الوهاب الكلابي، و أبو بكر بن المقرئ، و هو نسبه، و أحمد بن عتبة بن مكين، و أبو أحمد بن عدي، و نسبه أيضا، و أبو بكر محمّد بن حميد بن معيوف، و أبو الحسين الرازي، و الفضل بن جعفر، و علي بن عمرو بن سهل الحريري، و سليمان بن أحمد بن محمّد النيسابوري، و أبو العباس بن السمسار، و أبو بكر بن البرامي.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنبأ أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا الحسين بن عبد اللّه بن يزيد الأزرق القطان الرّقّي - بها - و سليمان بن محمّد الخزاعي الدمشقي، و جعفر بن أحمد الوزّان الحرّاني - بحلب - قالوا: حدّثنا هشام بن خالد الأزرق، نا شعيب بن إسحاق، نا مالك، عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا يمنعنّ أحدكم جاره أن يجعل خشبة في جداره»[4962].

ص: 360


1- مهملة بدون نقط بالأصل و المثبت عن ابن عدي.

قال ابن المقرئ: هكذا حدثونا، و المشهور عن مالك، عن الزّهري، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأ أبو بكر الصفار، أنا أبو بكر أحمد بن علي، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو أيوب سليمان بن محمّد الخزاعي الدمشقي، عن هشام بن خالد، و ابن مصفّى، و محمّد بن خالد، فيه نظر.

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد فيما ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق في الدفعة الثانية: أبو أيوب سليمان بن محمّد بن إسماعيل بن عبد الرّحمن بن القاسم بن أبي عبيد اللّه مسلم بن مشكم، مات و أنا بها في سنة تسع عشرة و ثلاثمائة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر قال: توفي أبو أيوب سليمان بن محمّد بن إسماعيل الخزاعي في ذي القعدة - يعني سنة تسع عشرة و ثلاثمائة-.

2697 - سليمان بن محمّد بن سلمة

أبو القاسم الحرّاني

حدّث بدمشق عن عمر بن أحمد بن سنان المنبجي (1).

روى عنه عبد الوهاب الكلابي.

أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، و أبو نصر غالب بن أحمد المسلّم، قالا: أنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن [أيمن، أنا أبو الحسن بن السمسار - إجازة - أنا عبد الوهاب الكلابي، نا أبو القاسم سليمان بن محمّد بن] (2) سلمة الحرّاني، نا عمر بن أحمد بن سنان، حدّثنا الربيع بن روح بن صفوان بن صالح قال:

ذكرت للوليد بن مسلم خبر امرأة بخراسان و قد والت على عشر بنات، فقيل لها:

ص: 361


1- تقرأ بالأصل المنيحي، و المثبت عن الأنساب و معجم البلدان ذكره ياقوت: عمر بن أحمد بن سعيد بن سنان. و المنبجي نسبة إلى منبج مدينة بينها و بين حلب عشرة فراسخ.(ياقوت).
2- ما بين معكوفتين استدرك على هامش الأصل و بجانبه كلمة صح.

إن جاءتك (1) بنت تحمدين (2) اللّه ؟ قالت: لا، فولدت قردة (3).فقال لي الوليد: قد كان عندنا شبيها (4) بهذا. كان رجل من أهل الأوزاع ولدت له امرأة تسع بنات فقال لها:

و قد حملت منه إن ولدت جارية لأطلقنك، و خرج إلى المسجد فولدت جارية فلفّتها (5)في رقاعها و حملتها و ألقتها في كنيسة توما، و جاء الرجل فدخل عليها فنظر إلى حالها فلم يزل بها حتى أقرت له و أعلمته بمكانها فذهب ليجيء بها فوجدها و معها أخرى فحملهما إليها فقال لها: أيتهنّ بنتك ؟ قالت: لا أدري، فسئل الأوزاعي فقال: ترثان منه، و منها ميراث جارية، و ترث منهما ميراث جارية و لا تتوارثان إذا ماتتا لأنهما ليستا بأختين.

2698 - سليمان بن محمّد بن عبد اللّه

كان في جند الوليد بن يزيد حين قتل، له ذكر.

2699 - سليمان بن محمّد بن الفضل بن جبريل

أبو منصور البجلي النّهرواني (6)(7)

من ولد جرير بن عبد اللّه البجلي الصحابي.

سمع بدمشق سليمان بن عبد الرّحمن، و هشام بن خالد الأزرق، و عبد الرّحمن بن إبراهيم دحيم، و بعسقلان: محمّد بن أبي السّري، و بغيرها:

عبد الوهاب بن الضحّاك الفرضي، و محمّد بن وهب بن أبي كريمة الحرّاني، و تميم بن المنتصر الواسطي، و محمّد بن سليمان لوينا، و محمّد بن إسماعيل الأهوازي، و محمّد بن موسى الحرشي، و سهل بن زنجلة الرّازي (8)،و الحسن بن حمّاد الحضرمي

ص: 362


1- بالأصل: جاءك.
2- تقرأ بالأصل:«محمّد بن عبد اللّه» و «عبد» كتبت فوق الكلام بين السطرين، و لا معنى للعبارة، و المثبت عن مختصر ابن منظور 186/10.
3- بالأصل: فرده.
4- بالأصل:«سنيها» و المثبت عن المختصر.
5- رسمها بالأصل:«فلقيها» و الصواب ما أثبت.
6- النهرواني بفتح النون و سكون الهاء و فتح الراء و الواو (في ياقوت أكثر ما يجري على الألسنة بكسر النون) نسبة إلى نهروان بليدة قديمة على أربع فراسخ من الدجلة (الأنساب).
7- ترجمته في تاريخ بغداد 59/9.
8- ترجمته في سير الأعلام 692/10.

سجّادة، و محمّد بن سليمان بن أبي داود الحرّاني، و حاجب بن سليمان، و محمّد بن الحسن بن سنان المنبجيين (1)،و سعيد بن نصير، و محمّد بن عبد اللّه المخرمي.

روى عنه أبو بكر محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، و هو من أقرانه، و أبو الحسين أحمد بن يحيى الآدمي، و عبد الصمد بن علي الطّبسي، و عبد الباقي بن قانع القاضي، و أبو بكر الشافعي، و أبو علي حامد بن محمّد الرفاء، و أبو سهل أحمد بن محمّد بن زياد القطان، و أبو قريش محمّد بن جمعة بن خلف القهستاني الحافظ (2)، و علي بن محمّد بن سحنويه، و محمّد بن محمّد بن يزيد النّهرواني، و أبو جعفر محمّد بن عمرو بن البختري، و أبو الحسن نعيم بن عبد الملك الأسترآباذي، و موسى بن شعيب السمرقندي، و علي بن أحمد بن مروان، و أبو بكر أحمد بن إسحاق الضّبعي.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل، أنا أبو عثمان البحيري (3)،أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا محمّد بن جمعة الحافظ ، نا سليمان بن الفضل بن جبريل، نا محمّد بن سليمان، نا عثمان بن (4) عن يونس - يعني ابن عبيد - عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«إن الأعمال تعرض يوم الخميس، و يوم الجمعة فيغفر لكلّ عبد لا يشرك باللّه شيئا إلاّ رجلين، فإنه يقول أخّروا هذين حتى يصطلحا»[4963].

أخبرنا أبو النّضر عبد الرّحمن بن عبد الجبار بن عثمان الفامي المعدّل، و أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن محمّد الطبيب (5) جعيد العميري (6)-بهراة - قالا: أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن محمّد العميري (7)،أنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن9.

ص: 363


1- مهملة بدون نقط بالأصل و رسمها غير واضح، و الصواب ما أثبتناه نسبة إلى منبج، انظر الأنساب (المنبجي) و ذكر السمعاني فيمن نسب إليها حاجب بن سليمان.
2- ترجمته في سير الأعلام 304/14.
3- بالأصل: البختري خطأ و الصواب ما أثبت، و قد تقدم التعريف به.
4- كلمة مطموسة بالأصل.
5- كذا رسمها بالأصل.
6- ضبطت بضم العين و فتح الميم و سكون الياء عن السمعاني و قال: هذه النسبة إلى الجد.
7- ترجمته في سير الأعلام 69/19.

الحسين الباشاني (1) فيما انتخبه الجارودي، نا حامد بن محمّد الرفاء، ثنا سليمان بن محمّد بن الفضل، نا هشام بن خالد، نا الوليد بن مسلم، عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، عن إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«لو أن عبدا هرب من رزقه لطلبه رزقه كما يطلبه الموت»[4964].

و من عالي حديثه ما أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأ أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، حدّثني أبو منصور سليمان بن محمّد بن الفضل بن جبريل البجلي، نا ابن أبي عمر، نا سفيان، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي أن بلالا قال: يا رسول اللّه، لا تسبقني بآمين.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأ أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأ أبو أحمد الحاكم قال أبو منصور سليمان بن محمّد بن الفضل النهرواني (2)،سمع أبا سعيد عبد الرّحمن بن إبراهيم القرشي دحيما، و عبد الوهاب بن الضحاك الغرضي (3).

روى عنه أحمد بن عثمان الأدمي، و عبد الصمد بن علي الطّستي، و أبو سهل بن محمد بن سختويه.

اخبرنا ابو النجم بدر بن عبد الله قال: قال انا ابو بكر الخطيب (4): سليمان بن محمد بن الفضل بن جبريل (5) ابو منصور النهرواني البجلي من ولد جرير بن عبد الله صاحب رسول الله ص، حدث عن محمد بن موسى الحرشي، و سهل بن زنجلة الرازي، و محمد بن إسماعيل الأهوازي، و محمد بن وهب بن أبي كريمة الحراني، و محمد بن أبي السري العسقلاني، و عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم، و عبد الوهاب بن الضحاك الغرضي. (6)

روى عنه أحمد بن عثمان الأدمي، و عبد الصمد بن علي الطستي، و أبو سهل بني.

ص: 364


1- بالأصل: الباساني بالسين المهملة، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 339/17. و الباشاني نسبة إلى باشان قرية من قرى هراة.
2- بالأصل:«النهريانى» و هو صاحب الترجمة و الصواب ما أثبت.
3- عن تاريخ بغداد و بالأصل: العرصي.
4- تاريخ بغداد 59/9.
5- عن تاريخ بغداد و بالأصل: خيرون.
6- عن تاريخ بغداد و بالأصل: العرصي.

زياد القطان، و عبد الباقي بن قانع، و أبو بكر الشافعي، و قال الدارقطني: هو ضعيف.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا علي بن عمر الحافظ قال: سليمان بن محمّد بن الفضل أبو منصور النّهرواني ضعيف.

أخبرنا أبو النجم الشّيحي (1)،أنا أبو بكر أحمد بن علي (2) قال: أنا علي بن محمّد السمسار، أنا عبد اللّه بن عثمان الصفار، نا عبد الباقي بن قانع أن أبا منصور النّهرواني مات في سنة سبع و ثمانين و مائتين.

2700 - سليمان بن مجالد بن أبي المجالد

2700 - سليمان بن مجالد بن أبي المجالد (3)

من أهل الأردن، أخو المنصور من الرضاعة، و كان معهم بالحميمة، فلما أفضى الأمر إلى المنصور ولاّه الريّ (4) و كان يلي له الخزائن أيضا (5).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد فيما أرى قال: أنبأني أحمد بن الحسن العدل الأمين، و ابن خاله أحمد بن الحسن الغولي جميعا، عن أبي القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان الصّيرفي، نا سهل بن أحمد بن عبد اللّه بن سهل بن محمّد الدّيباجي، نا محمّد بن عبد اللّه بن علي الهاشمي، حدّثني علي بن عبد اللّه الكعبي، حدّثني أحمد بن محمّد بن الجعد، نا أبي، عن سليمان بن مجالد قال:

خرجت مع أبي جعفر المنصور عبد اللّه بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن عباس نريد هشام بن عبد الملك، و أبو جعفر على حمار، و أنا أسوق به منصرفا إلى الرصافة، فنزلنا على مسلمة لنأخذ رأيه، فأمر لنا بخمس مائة درهم، و قال له مسلمة: لا تبت بها، و اتخذ لنا مسلمة سفرة فيها طعام فعلقتها على الحمار و قمنا فرحلنا، فنحن نسير طول الليل، فلما انفلق الصبح و أضاءت (6) الدنيا إذا هشام قد أدركنا. فقال لي أبو جعفر:

ص: 365


1- رسمها بالأصل:«السحى» و الصواب ما أثبت و هذه النسبة إلى شيحة من قرى حلب.
2- تاريخ بغداد 60/9.
3- ترجمته في الوزراء و الكتّاب للجهشياري ص 100 و الوافي بالوفيات 421/15.
4- بالأصل «الذي» خطأ و الصواب عن الوافي بالوفيات.
5- بقي على الخزائن إلى حين وفاته فحل مكانه ابن أخيه إبراهيم بن صالح بن مجالد، قاله في الوافي بالوفيات 421/15.
6- فى مختصر ابن منظور 188/10 و أصاب الدنيا.

اعدل عن طريقه لأن لا يرانا، فعد لنا. و قام يصلّي الغداة، و بصر بنا هشام فقال لمسلمة من صاحب الحمار و الرجل الذي معه ؟ فقال: هذا ابن عمك عبد اللّه بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن عباس، أوصلت إليه صلتك و أمرته بالخروج في الليل فسمع لأمرك، فرقّ له هشام، و نزل عن فرسه و قال لبعض أصحابه: امض به إلى ذلك الفتى حتى تدفعه إليه، و مضى و أخذنا الفرس، و ركبه أبو جعفر و ركبت الحمار، حتى إذا انبسطت الشمس نزل أبو جعفر و أنا أمسك الفرس فصلّى ركعتين و دعا، ثم قال: اللّهم كما حملتني على فرسه فأجلسني مجلسه، ثم التفت إليّ فقال: هات شيئا حتى نأكل، فقربت السفرة، و فيها طعام حسن من طعام مسلمة، و جعلنا نأكل منها، فوقف علينا سائل، و عليه فروة حمراء و بيده عصا فقال: تصدقوا رحمكم اللّه، فقال له أبو جعفر:

صنع اللّه لك، فمرّ الشيخ، ثم ندم أبو جعفر، و قال: أستغفر اللّه و أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم، سبقني لساني إلى الرد عليه، خذ السفرة فادفعها إليه بما فيها، فأخذت السفرة فأتيت الشيخ بها فقلت: إن هذا الفتى ابن عمّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و إنه فكّر في أمرك، و أنت بمقطعة و دار مضيعة، فبعث بسفرته و جميع طعامه إليك، فقال لي: أقرئه السلام و قل له: لا حاجة لنا في طعامك، ان اللّه عز و جل قد سمع دعاءك و أنت تقول: اللّهم كما حملتني على فرسه فأجلسني مجلسه، و إن اللّه و له الحمد سيفعل ذلك، قال: فرجعت إلى أبي جعفر بالجواب فقال: قرّب لي فرسي ما هذا إلاّ الخضر عليه السلام، فركب الفرس و دار في الصحراء فلم نر له أثرا.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد قالا: نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر أحمد بن علي (1) قال: حدّثت عن أبي عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى المرزباني قال: دفع إليّ العباس بن العباس بن محمّد بن عبد اللّه بن المغيرة الجوهري (2) كتابا ذكره أنه بخط عبد اللّه بن أبي سعد الوراق، فكان فيه: حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن عياش التميمي المرورّوذي قال: سمعت جدي عياش بن القاسم يقول: كان على أبواب المدينة - يعني مدينة أبي جعفر - مما يلي الرحاب ستور و حجاب، و على كل باب قائد، فكان على باب الشام سليمان بن مجالد2.

ص: 366


1- تاريخ بغداد 77/1 تحت عنوان: خبر بناء مدينة السلام.
2- ترجمته في تاريخ بغداد 157/12.

في ألف، و على باب البصرة أبو الأزهر التميمي في ألف، و على باب الكوفة خالد العكّي في ألف، و على باب خراسان مسلمة بن صهيب الغسّاني في ألف، و كان لا يدخل أحد من عمومته،- يعني عمومة المنصور - و لا غيرهم من هذه الأبواب إلاّ راجلا، إلاّ داود بن علي عمه فإنه كان منقرسا فكان يجعل في محفّة و محمّد المهدي ابنه، و كانت (1)يكنس الرّحاب في كل يوم يكنسها الفراشون، و يحمل التراب إلى خارج المدينة فقال له عمه عبد الصمد: يا أمير المؤمنين، أنا شيخ كبير فلو أذنت لي أن أنزل داخل الأبواب، فلم يأذن له، فقال: يا أمير المؤمنين عدني بعض بغال الروايا التي تصل إلى الرحاب فقال: يا ربيع بغال الروايا تصل إلى رحابي ؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، فقال: تتخذ الساعة قنى بالساح من باب خراسان حتى تجيء إلى قصري، ففعل.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن علي بن أحمد، أنا أحمد بن إسحاق النهاوندي، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط (2) قال في تسمية عمال أبي جعفر المنصور: الخزائن: سليمان بن مجالد، فمات فولّى ابن أخيه إبراهيم بن صالح بن مجالد حتى مات أبو جعفر.

2701 - سليمان بن موسى

أبو الرّبيع، و يقال: أبو أيّوب (3) الأشدق الفقيه

مولى آل أبي سفيان بن حرب (4)

روى عن أبي أمامة الباهلي، و عطاء، و الزّهري، و نافع مولى ابن عمر، و عمرو بن شعيب، و مكحول، و نافع بن جبير بن جريج، و كريب مولى ابن عباس، و ابن أبي حسين، و أبي الأشعث الصّنعاني، و القاسم بن محمّد بن أبي بكر، و مالك بن يخامر.

روى عنه الأوزاعي، و سعيد بن عبد العزيز، و ابن جريج، و زيد بن واقد، و أبو وهب عبيد اللّه بن عبيد الكلاعي، و محمّد بن الوليد الزّبيدي، و برد بن سنان،

ص: 367


1- عن هامش الأصل.
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 436.
3- زيد في تهذيب التهذيب كنية ثالثة: أبا هشام.
4- ترجمته في تهذيب التهذيب 425/2 و ميزان الاعتدال 225/2 حلية الأولياء 87/6 الوافي بالوفيات 436/15 سير الأعلام 433/5 و انظر بحاشيتها أسماء مصادر أخرى ترجمت له.

و عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و النعمان بن المنذر، و المطعم بن المقدام، و العلاء بن الحارث، و أسامة بن زيد الليثي، و رجاء بن أبي سلمة، و محمّد بن راشد المكحولي، و عتبة بن أبي حكيم الهمداني، و هشام بن الغاز (1)،و حفص بن غيلان، و محمّد بن سعيد المصلوب، و أبو كامل صفوان بن رستم، و عثمان بن مسلم، و معاوية بن صالح، و ثور بن يزيد الحمصيان.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن المزرقي (2)،نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا علي بن عمر بن محمّد الحربي، نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، نا أبو نصر التمار عبد الملك بن عبد العزيز حدّثني.

ح و أخبرنا أبو بكر أيضا، أنبأ أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو القاسم بن حابة، أنا أبو القاسم البغوي، نا أبو نصر التمار قال: حدّثنا.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أحمد بن محمود الثقفي، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، و أبو القاسم بن بنت منيع البغداديان، قالا: نا أبو نصر التّمّار عبد الملك بن عبد العزيز النّسائي (3) في شوال سنة سبع و عشرين و مائتين، و مات سنة ثمان و عشرين و مائتين، حدّثني سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى، عن عبد الرّحمن بن أبي حسين، عن جبير بن مطعم قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«كل عرفات موقف، و ارفعوا عن عرفة، و كل مزدلفة موقف، و ارفعوا عن محسّر (4)،و كلّ فجاج منى و قال الحربي: مكة - منحر، و كل - و قال ابن المقرئ و الحربي: و في كل - أيام التشريق ذبح»، قال ابن المقرئ اللفظ للصوفي.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا هدبة، نا همّام، عن سليمان بن موسى، عن نافع، عن ابن عمر سئل عن الغسل يوم الجمعة ؟ فقال: أمرنا به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.).

ص: 368


1- بالأصل: العار، خطأ و الصواب ما أثبت.
2- بالأصل بالقاف و الصواب ما أثبت المزرفي بالفاء. و قد تقدم التعريف به.
3- ترجمته في سير الأعلام 571/10.
4- محسر: موضع ما بين مكة و عرفة، و قيل: بين منى و عرفة، و قيل: بين منى و المزدلفة (ياقوت).

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ، نا زكريا بن يحيى البصري الشامي (1)،نا محمّد بن معمر، نا جعفر بن عون، عن يحيى بن سعيد، عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى، عن الزّهري، عن عروة، عن عائشة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«أيما امرأة نكحت بغير إذن وليّها فنكاحها باطل، فإن استحروا (2) فالسلطان وليّ من لا وليّ له». يحيى بن سعيد أكبر من ابن جريج، و قد رواه عن ابن جريج جماعة (3)[4966].

أخبرناه أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن، و أبو عمرو عبد الوهاب، أنبأ محمّد بن إسحاق، و أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الطيان، و أبو منصور بن شكرويه، قالوا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه، أنا أبو بكر بن زياد النّيسابوري، نا حاجب بن سليمان، نا حجّاج بن محمّد، و ابن أبي روّاد، و مؤمّل، عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«أيما امرأة نكحت بغير إذن وليّها فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، و لها مهرها بما أصاب منها، فإن استحروا (4) فالسلطان وليّ من وليّ له». اللفظ لأبي عمرو و الطيان[4966].

أخبرنا أبو سعد أيضا، أنبأ عبد الوهاب بن محمّد، و إبراهيم بن محمّد، قالا:

أنبأ إبراهيم بن عبد اللّه، أنا أبو بكر بن زياد، نا أبو علي أحمد بن محمّد بن الزّبير بن شقير، نا مؤمّل، نا عبد الملك بن جريج، عن سليمان بن موسى، عن الزّهري، عن عروة، عن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«أيما امرأة نكحت بغير وليّ فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، و لها الصّداق بما أصاب منها، و السلطان وليّ من لا وليّ له»[4967].

قال: و أنا أبو بكر، نا يونس، نا ابن وهب، نا ابن جريج، عن سليمان بن موسى، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم نحوه.».

ص: 369


1- كذا بالأصل و هو خطأ و الصواب «الساجي» انظر ترجمته في سير الأعلام 197/14.
2- كذا، و في سير الأعلام 436/5 و مختصر ابن منظور 189/10 «اشتجروا».
3- ذكره الذهبي في سير الأعلام 436/5 من طريق: الثقات عن ابن جريج، و انظر تخريجه فيه.
4- كذا، و في سير الأعلام 436/5 و مختصر ابن منظور 189/10 «اشتجروا».

قال: و أنا أبو بكر، نا محمّد بن يحيى، نا أبو عاصم، عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى قال: و نا محمّد بن يحيى، نا يعلى، نا يحيى، عن ابن جريج عن سليمان بن موسى قال: و نا محمّد بن يحيى، نا محمّد بن يوسف، نا سفيان، عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى، عن الزّهري، عن عروة، عن عائشة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم نحوه.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، و أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن محمّد بن البخاري، و أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن بن البنّا، و أبو الدّرّ ياقوت بن عبد اللّه (1) عتيق ابن البخاري، قالوا: أنا أبو محمّد الصّريفيني ح.

و أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه بن كادش أنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن علي الوراق ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن علي البيهقي - بها - أنا القاضي أبو علي محمّد بن إسماعيل بن محمّد العراقي بطوس. قالوا: حدّثنا أبو طاهر المخلّص - إملاء-.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن نصر بن علي بن يونس، و أبو بكر محمّد بن عبيد اللّه بن نصر الزّاغوني (2)،و أبو منصور أنوشتكين (3) بن عبد اللّه الرضواني، قالوا: أنا أبو القاسم بن البسري (4).

ح و أخبرنا أبو البركات أحمد بن محمّد الصفار، أنا عبد العزيز بن علي بن أحمد بن الحسين السكري، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا أبو حامد محمّد بن هارون بن عبد اللّه الحضرمي، نا سليمان بن عمر، نا عيسى بن يونس، عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى، عن الزّهري، عن عروة، عن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:ة.

ص: 370


1- انظر ترجمته في سير الأعلام 179/20.
2- بالأصل: الراعوني، خطأ و الصواب ما أثبت، انظر فهارس المطبوعة عاصم - عائذ ص 649.
3- بالأصل:«أبو شنكين» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر فهارس المطبوعة عاصم - عائذ ص 620.
4- بالأصل: السري، خطأ و الصواب ما أثبت قياسا إلى أسانيد مماثلة.

«لا نكاح إلاّ بوليّ و شاهدي عدل فإن تشاجروا فالسلطان (1) وليّ من لا وليّ له»[4968].

و أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن أبي شيبة البزار - إملاء - نا أبو عثمان سعيد بن يحيى الأموي، نا أبو بدر شجاع بن الوليد، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة قالت: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«أيما امرأة نكحت بغير إذن مواليها فنكاحها باطل، و لها مهرها، و لها الذي أعطاها بما أصاب منها، فإن اشتجروا (2) فذاك إلى السلطان وليّ من لا وليّ له»[4969].

و رواه ابن وهب عن ابن جريج، و شك في رفعه.

أخبرناه أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنبأ أبو القاسم و أبو عمرو، ابنا منده، و محمّد بن أحمد بن علي بن شكرويه، قالوا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد بن خرشيد قوله، أنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن زياد النّيسابوري، نا يونس بن عبد الأعلى، أنا ابن وهب، نا ابن جريج، عن سليمان، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزّبير، عن عائشة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم أراه عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«لا تنكح المرأة بغير أمر وليها، فإن نكحت فنكاحها باطل، نكاحها باطل، نكاحها باطل، فإن أصابها فلها مهرها بما أصاب منها، فإن اشتجروا (3) فالسلطان وليّ من لا وليّ له»[4970].

أخبرناه عاليا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد، في كتابه، ثم أخبرني أبو محمّد بن طاوس عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن جعفر بن أحمد بن فارس، نا أبو مسعود أحمد بن الفرات، أنا عبد الرزاق، عن ابن جريج أن سليمان بن موسى أخبره أن ابن شهاب أخبره، أن عروة بن الزبير أخبره، أن عائشة أخبرته، قالت:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:».

ص: 371


1- قال عبد اللّه بن أحمد: قال أبي: السلطان: القاضي، لأن إليه أمر الفروج و الأحكام. و سيرد ذلك قريبا.
2- و مرّ عن سير الأعلام: اشتجروا. و هو ما أثبتناه، و بالأصل «استحروا».
3- و مرّ عن سير الأعلام: اشتجروا. و هو ما أثبتناه، و بالأصل «استحروا».

«أيما امرأة نكحت بغير إذن مواليها فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، و لها المهر بما أصابها، فإن اشتجروا (1) فالسلطان وليّ من لا وليّ له» (2)[4971].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبي، نا إسماعيل، نا ابن جريج، أخبرني سليمان بن موسى، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«إذا نكحت المرأة بغير أمر مولاها فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، فإن أصابها فلها مهرها بما أصاب منها، فإن اشتجروا (4) فالسلطان وليّ من لا وليّ له»[4972].

قال ابن جريج: فلقيت الزهري فسألته عن هذا الحديث فلم يعرفه.

قال: و كان سليمان بن موسى و كان فأثنى عليه، قال أبي: السلطان القاضي لأن إليه أمر الفروج و الأحكام و لهذا الحديث عندي طرق كثيرة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد، أنا محمّد بن الحسن بن محمّد، نا أحمد بن الحسين، نا عبد اللّه بن محمّد، نا محمّد بن إسماعيل البخاري (5)،حدّثني إبراهيم بن موسى، أنا ابن عيينة (6)،عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى، عن الزّهري في حديث «لا نكاح إلاّ بولي» و قال ابن جريج: فسألت الزهري فلم يعرفه، قال ابن جريج: و كان سليمان يفتي في العضل (7) قال البخاري: و عنده أحاديث عجائب (8)، كذا وقع في هذه الرواية ابن عيينة، و الصواب ابن عليّة.

أخبرناه أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب.

ح و حدّثني أبو عبد اللّه البلخي، أنبأ محمّد بن الحسين بن هريسة، قالا: أنار.

ص: 372


1- و مرّ عن سير الأعلام: اشتجروا، و هو ما أثبتناه، و بالأصل:«استحروا».
2- انظر حلية الأولياء 88/6.
3- مسند الإمام أحمد ط دار الفكر بيروت رقم 24260/ج 301/9.
4- عن المسند و بالأصل: استحروا.
5- انظر التاريخ الكبير 38/4-39.
6- في البخاري:«ابن عليّة» و سينبه المصنف إلى هذا في آخر حلية الأولياء.
7- بالأصل:«و كان سليمان يعني في الفضل» صوبنا العبارة عن البخاري.
8- في البخاري: مناكير.

أحمد بن محمّد بن غالب، أنا حمزة بن محمّد بن علي بن هاشم، نا محمّد بن إبراهيم بن شعيب الغازي.

ح و أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي الحافظ ، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل قالا: أنا محمّد بن إسماعيل البخاري (1)،نا إبراهيم بن موسى، عن ابن عليّة، عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى، عن الزهري في حديث «لا نكاح إلاّ بولي» قال ابن جريج: سألت الزهري فلم يعرفه، قال ابن جريج: و كان سليمان - قال ابن سهل:- يفتي في العضل (2)-و قال الغازي: و كان سليمان يثني عليه.

أنبأنا أبو الفضل بن ناصر، و أبو القاسم إسماعيل بن محمّد قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر، أنا محمّد بن عبد اللّه بن خلف، نا عمر بن محمّد الجوهري، أنا أحمد بن محمّد بن هانئ الأثرم، قال: قلت لأبي عبد اللّه حديث الولي الكلام الذي يزيد فيه إسماعيل فقال: نعم لم أسمعه من أحد غيره، قال أبو عبد [اللّه] إسماعيل إنما سمع هذا بالبصرة فكيف هذا كالمنكر له إن شاء اللّه قلت له: فذاك حديث ثبت عندك ؟ فقال: ما أدري أخبرك قال أبو بكر معنى هذا الكلام أن ابن جريج روى عن سليمان بن موسى، عن الزّهري، عن عروة، عن عائشة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل» فرواه إسماعيل بن إبراهيم، عن ابن جريج فزاد فيه قال ابن جريج: فسألت الزهري عنه فلم يعرفه فكأنه أنكر هذه الزيادة، قيل لأبي عبد اللّه: كان إسماعيل حمل على ابن جريج فنقص يده و أنكر ذلك، و قال: من قال هذا كيف و هو قد سمع من ابن جريج، فقدم مكة فأراد أن يصحح سماعه فقال: من أعلم من هاهنا ابن جريج فقيل له عبد المجيد بن أبي روّاد فعرضها عليه.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ بني.

ص: 373


1- انظر التاريخ الكبير 38/4-39.
2- بالأصل:«و كان سليمان يعني في الفضل» صوبنا العبارة عن البخاري.

الباريح (1) قال: سمعت (2) الحسين بن الحسن الطوسي، يقول سمعت أبا حاتم يقول:

سمعت أحمد بن حنبل ينكر على ابن علية أنه ذكر حديث ابن جريج «لا نكاح إلاّ بولي» قال ابن جريج: فلقيت الزهري فسألته عنه فلم يعرفه و أثنى على سليمان بن موسى.

قال (3) أحمد بن حنبل إنّ لابن (4) جريج كتبا (5) مدوّنة و ليس هذا، يعني حكاية ابن عليّة فيها.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبا أبو بكر أحمد بن الحسين أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا الحسين (6) بن الحسن بن أيوب الطوسي أنا أبو حاتم محمّد بن إدريس الرازي قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول و ذكر عنده أن ابن علية يذكر حديث ابن جريج:«لا نكاح إلاّ بولي» قال ابن جريج: فلقيت الزهري فسألته عنه فلم يعرفه، و أثنى على سليمان بن موسى، فقال أحمد بن حنبل أن ابن جريج له كتب مدوّنة، و ليس هذا في كتبه، يعني حكاية ابن عليّة عن ابن جريج.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد بن علي.

أخبرنا و أبو القاسم الشّحّامي قالا: أنا أبو بكر البيهقي، قال: أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت أبا إسحاق المزكي يقول: سمعت أبا سعيد محمّد بن هارون يقول: سمعت جعفر الطيالسي يقول: سمعت يحيى بن معين يوهن رواية ابن علية عن ابن جريج أنه أنكر معرفة حديث سليمان بن موسى، و قال: لم يذكره عن ابن جريج غير ابن عليّة و إنما سمع ابن عليّة من ابن جريج سماعا ليس بذاك، إنما صحح كتبه على كتب عبد المجيد بن عبد العزيز، و ضعف يحيى بن معين رواية إسماعيل عن ابن جريج جدا (7).7.

ص: 374


1- كذا بالأصل، و اسمه محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن حمدويه، ترجمته في سير الأعلام 162/17.
2- بالأصل: بعث، و لعل الصواب ما أثبت. فقد ورد في ترجمته في السير أنه يحدّث عن الحسين بن الحسن الطوسي.
3- بالأصل:«بن» و لعل الصواب ما أثبت.
4- بالأصل «ابن» و الصواب ما أثبت.
5- بالأصل: كتب.
6- بالأصل:«الحسن بن الحسين» خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ قريبا صوابا.
7- راجع السنن الكبرى للبيهقي 105/7 و 107.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب، أنا القاضي أبو بكر محمّد بن عمر الداودي، ثنا علي بن عمر الحافظ ، نا محمّد بن مخلد، حدّثني علي بن الحسين بن حبّان بن عمّار قال: وجدت في كتاب أبي بخطه قال: قال أبو زكريا يحيى بن معين: كتب إليّ يحيى بن أكثم هل يصح عندك حديث الزّهري عن عروة عن عائشة:«أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل» فكتبت إليه: نعم هو صحيح، سليمان بن موسى ثقة، و لعل الزهري نسيه بعدد هذه الكلمة لم يحدث بها غير إسماعيل بن عليّة، قال: قال ابن جريج: سألت عنه الزهري فلم يعرفه، و هو عندنا صحيح.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ .

و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالوية، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب قال: سمعت يحيى بن معين يقول في حديث:«لا نكاح إلاّ بولي» الذي يرويه ابن جريج، فقلت له:

إن ابن عليّة يقول: قال ابن جريج لسليمان بن موسى فقال: نسيت بعد و في رواية البيهقي قال ابن جريج: فسألت عنه الزهري، فقال: لست أحفظه، قال يحيى: ليس يقول هذا إلاّ ابن عليّة، و ابن عليّة عرض كتب ابن جريج على عبد المجيد [بن عبد العزيز فأصلحها له، قلت ليحيى: ما كنت أظن أن عبد المجيد] (1) هكذا؟ قال: كان أعلم الناس بحديث ابن جريج، و لكنه لم يكن يبذل نفسه للحديث.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفقيه، أنا أحمد بن الحسين، أنا أبو عبد اللّه الحافظ .

و أخبرنا أبو بكر الشّحّامي، أنا أحمد بن عبد الملك، أنبأ علي بن محمّد بن علي، و عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد قالوا: حدّثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد قال: قيل ليحيى بن معين في حديث عائشة:«لا نكاح إلاّ بولي» فقال يحيى: ليس يصح في هذا شيء إلاّ حديث سليمان بن موسى، فأما حديث هشام بن سعد فهم يختلفون في رفعه - و قال الشّحّامي: فيه - و زاد و حدث به حمّاد الخياط ، و ابن مهدي بعضهم رفعه و بعضهم لا يرفعه.3.

ص: 375


1- ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن الكامل لابن عدي 265/3.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (1)،أنا عبد الرّحمن بن أبي بكر، نا عباس (2) قال: قيل ليحيى في حديث عائشة:«لا نكاح إلاّ بولي» يرويه ابن جريج فقال يحيى: لا يصح في هذا شيء إلاّ حديث سليمان بن موسى.

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل، نا أبو بكر الخطيب، أنا القاضي أبو بكر محمّد بن عمر الداودي، أنا علي بن عمر الحافظ ، نا محمّد بن مخلد، نا جعفر بن أحمد بن سام (3) قال: قلت لأبي عبد اللّه حبيش بن مبشّر الفقيه: حديث عائشة عن النبي صلى اللّه عليه و سلم:«لا نكاح إلاّ بولي» قال: يحيى بن معين يصححه: فإن اشتجروا (4)فالسلطان وليّ من لا وليّ له، فقلت: هذا من كلام عائشة ؟ فقال: لا هذا من كلام النبي صلى اللّه عليه و سلم و لو لم يكن هذا الحديث كان السلطان وليّ من لا وليّ له عند الناس كلهم فقلت: فابن جريج يقول: سألت الزهري فلم يعرفه فقال: نسي الزهري هذا الحديث كما نسي ابن عمر حديث:«صلاة القنوت»، و كما نسي سمرة حديث:«العتيقة»، و لم يقل هذا عن الزهري غير ابن عليّة، عن ابن جريج، كذا قال يحيى بن معين، و قد روي هذا الإنكار عن بشر بن المفضّل، عن ابن جريج إلاّ انه من رواية الشاذكوني و فيه نظر.

أخبرناه أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد بن عدي (5)،نا يوسف بن عاصم الرازي، نا الشاذكوني، نا بشر بن المفضّل، عن ابن جريج قال: لقيت الزهري فسألته عن هذا الحديث (6) فلم يعرفه، فقلت له: إن سليمان بن موسى حدّثنا به عنك، قال: فعرف سليمان، و ذكر خيرا فقال: أخاف أن يكون قد وهم عليّ .

أخبرنا أبو الغنائم الكوفي في كتابه، ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل: و أبو الحسين قالا:- أنا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسن المقرئ، نا أبو عبد اللّهل.

ص: 376


1- الكامل لابن عدي 265/3.
2- بالأصل: عياش، و المثبت عن ابن عدي.
3- كذا.
4- بالأصل:«استحروا» صوبت مما سبق.
5- الكامل لابن عدي 266/3.
6- يعني حديث: أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل.

البخاري (1) قال: سليمان بن موسى الدمشقي بن الأشدق، و يقال الأشدق، أدركه ابن عيينة بمكة، و خرج و لم يسمع منه، و يقال كنيته أبو أيوب، كنّاه يحيى بن بكير، و لا أدري يحيى حفظه ؟ سمع عطاء و عن عمرو بن شعيب. عنده مناكير.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب (2)،أنا أبو الحسن بن جوصا - إجازة-.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أبو الحسن - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الخامسة: سليمان بن موسى أبو الربيع القرشي هو ابن الأشدق بن القضا (3)مولى آل - و قال عبد الوهاب: لآل - أبي سفيان.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو أيوب سليمان بن موسى الدمشقي، عن عطاء بن رباح، و الزّهري.

روى عنه ابن جريج، و سعيد بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر فيما قرأت عليه، عن أبي الفضل بن الحكاك، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو أيوب سليمان بن موسى دمشقي أحد الفقهاء (4).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد (5) قال:

أبو أيوب، سليمان بن موسى عن مكحول.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي، أنا أبو أحمد الحاكم، قال: أبو أيوب سليمان بن موسى القرشي الدمشقي الأشدق مولى لبني أمية عن1.

ص: 377


1- التاريخ الكبير 266/4.
2- بالأصل:«عا؟؟؟» و الصواب ما أثبت، و قد تقدم التعريف به.
3- كذا رسمها بالأصل.
4- سير الأعلام 435/5 و تهذيب التهذيب 426/2.
5- الكنى و الأسماء للدولابي 102/1.

عطاء بن أبي رباح، و ابن شهاب الزّهري، و أبي إبراهيم عمرو بن شعيب، في حديثه بعض المناكير.

روى عنه ابن جريج، و يرد ابن سنان، و سعيد بن عبد العزيز التّنوخي.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الطّيّب عثمان بن عمرو بن محمّد بن المنتاب، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن بن حرب، أنا (1) المعتمر بن سليمان، عن برد، عن سليمان بن موسى قال:

بينما أنا في سوق (2) حمص في بعض [ما] (3) كنت أغزو إذا أنا بعبد اللّه بن أبي زكريا و أبي مخرمة قلت: أين تريدان ؟ قالا: نريد أن نأتي أبا أمامة قلت: فإني معكما قالا: إن شئت، فانطلقا إليه، فذكر الكذب فعظّمه ثم قال: لأنتم أبخل من أهل الجاهلية، إن اللّه أمركم بالنفقة في سبيل اللّه و جعل الحسنة بعشر أمثالها إلى سبع مائة ضعف إلى أضعاف كثيرة فقال: وَ مٰا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْ ءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَ هُوَ خَيْرُ الرّٰازِقِينَ (4)و اللّه، لقد فتحت الفتوح بسيوف ما حليتها الذهب و لا الفضة، و لا حليتها إلاّ الآنك و العلابيّ و الحديد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا محمّد بن علي بن يعقوب، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان، نا أبي قال: قال أبو مسهر لم يدرك سليمان بن موسى كثير بن مرّة، و لا عبد الرّحمن بن غنم. قال أبي: و لم يلق سليمان بن موسى أبا سيّارة و الحديث مرسل (5)،و أبو سيّارة (6) هذا مدني، حدّثني الواقدي (7) هشام بن سعد، حدّثني أبو سيّارة قال: كتب (8) عمر بن عبد العزيز فيت.

ص: 378


1- كتبت فوق الكلام بين السطرين.
2- بالأصل:«سور» و الصواب ما أثبت.
3- زيادة لازمة للإيضاح.
4- سورة سبأ، الآية:39.
5- انظر تهذيب التهذيب 426/2 و سير الأعلام 435/5.
6- انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 376/6 (ط بيروت).
7- كذا بالأصل.
8- بالأصل:«تجنبت» و الصواب ما أثبت.

خلافته إلى أبي بكر [بن عمرو] (1) بن حزم أنه مر (2) قبلك الذين ينقلون العذرة إذا صليت الظهر بأن لا يعالجوا منها شيئا [حتى يمسوا] (3).

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن جمرة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد:

أخبرني أبي، نا محمّد بن جعفر، نا الحسن بن محمّد بن بكار، قال: قال أبو مسهر: قال سعيد بن عبد العزيز كان سليمان بن موسى أعلم أهل الشام بعد مكحول (4).

قال أبو مسهر: كان أعلى أصحاب مكحول: سليمان بن موسى و معه يزيد بن يزيد بن جابر.

قال أبو مسهر: كان سليمان بن موسى مولى لآل أبي سفيان و كان منزله بناحية الفراديس من ربض دمشق، المنزل الذي فيه قاسم الجوعي حتى هلك، فابتاعه جدّ قاسم أبو أمه من ورثته.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر العدل، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (5)،نا عبد الرّحمن بن إبراهيم، عن أبي مسهر قال: و حدّثنا محمود بن خالد، عن مروان بن محمّد، عن أبي مسهر قال: لما مات مكحول جلس يزيد بن يزيد بن جابر فكان نزر (6) الكلام فجالسوا سليمان بن موسى، قال محمود: قال مروان: فجاءهم بما يريدون، و ما لا يريدون - يعني من سعة العلم-.

قال دحيم: قال أبو مسهر: فلما مات سليمان بن موسى جلس إلى العلاء بن الحارث.

قال أبو زرعة (7):قلت - يعني لدحيم - فسليمان بن موسى فوق يزيد بن يزيد؟ قال: نعم، قلت: و هو المقدم من أصحاب مكحول ؟ قال: نعم.1.

ص: 379


1- زيادة لازمة.
2- غير واضحة بالأصل، و الصواب ما أثبت.
3- ما بين معكوفتين زيادة عن مختصر ابن منظور 190/10.
4- نقله الذهبي في سير الأعلام 434/5، و تهذيب التهذيب 426/2.
5- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 382/1 و 383 و نقله ابن عدي في الكامل.
6- في ابن عدي: فكان يزن الكلام.
7- تاريخ أبي زرعة 394/1.

قال أبو زرعة (1):و كنت أرى أبا مسهر يقدم كل التقديم من أصحاب مكحول ثلاثة: سليمان بن موسى، و يزيد بن يزيد بن جابر، و العلاء بن الحارث.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2) قال: سألت عبد الرّحمن بن إبراهيم أي (3)أصحاب مكحول أعلى ؟ قال: سليمان بن موسى، و يزيد بن يزيد بن جابر، و العلاء بن الحارث.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة - ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (4)، حدّثني أبي قال: سمعت دحيما (5) يقول: أوثق أصحاب مكحول سليمان بن موسى و قال: سمعت أبي يقول: سليمان بن موسى الأشدق محله الصدق، و في حديثه بعض الاضطراب، و لا أعلم أحدا من أصحاب مكحول أفقه منه و لا أثبت منه. قال: و سمعت أبي يقول: أختار من أهل الشام بعد الزهري و مكحول الفقيه (6) سليمان بن موسى.

أخبر [نا] أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر، أنبأ أبو الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب بن سفيان (7) قال: سألت هشام بن عمّار، قلت له أي أصحاب مكحول أرفع ؟ قال: سليمان بن موسى، قلت: فمن يليه ؟ قال: العلاء بن الحارث، قلت له:

فسعيد بن عبد العزيز؟ قال: نعم هؤلاء الثلاثة أعلى أصحاب مكحول.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد بن الحسن، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أبو الطّيّب محمّد بن القاسم بن جعفر، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا أبو الفتح يعني نصر بن المغيرة قال: قال سفيان: ذكر ابن جريج سليمان بن موسى فقال: ما رأيت مثله، قال: و قد كان عطاء يسمع منه، قال سفيان:2.

ص: 380


1- تاريخ أبي زرعة 394/1.
2- كتاب المعرفة و التاريخ 394/2.
3- بالأصل:«إلى» و الصواب عن المعرفة و التاريخ.
4- الجرح و التعديل 141/4.
5- بالأصل: دحيم.
6- في الجرح و التعديل: للفقه.
7- المعرفة و التاريخ 396/2.

و ربما جاء بالشيء الذي (1).

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم (2)،نا أبو حامد بن جبلة، نا محمّد بن إسحاق السراج، نا عياش (3) بن أبي طالب، نا إسحاق بن إسماعيل الواسطي.

ح و أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا عبد الوهاب بن محمّد بن إسحاق، أنا الحسن بن محمّد المديني، أنا أحمد بن عمر، نا عبد اللّه بن محمّد، نا إسحاق بن إسماعيل، نا سفيان، عن ابن جريج قال: لم نر من جاءنا من الشام يسأل عن مثل مسألته يعني سليمان بن موسى.

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن، أنا سهل بن بشر، أنا أبو بكر الخليل بن هبة اللّه بن الخليل، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاّب، حدّثنا العباس بن الوليد بن صبيح، نا مروان بن محمّد قال:

سمعت ابن لهيعة، و ذكر سليمان بن موسى فقال ابن لهيعة:

ما لقيت مثل سليمان بن موسى، قال مروان: فقلت له: يا أبا عبد الرّحمن: و لا الأعرج، و لا أبو يونس و قد سمعا من أبي هريرة قال: فقال: و لا الأعرج و لا أبو يونس، ما رأيت مثل سليمان بن موسى.

قال: و نا مروان بن محمّد، نا الهيثم بن حميد، حدّثني زيد بن واقد قال (4):

عاش سليمان بن موسى بعد مكحول سنين (5) قال: قال: فكنا نجلس إليه بعد مكحول قال: فكان يأخذ في كل يوم في باب من العلم فلا يقطعه حتى يفرغ منه، قال:

ثم يأخذ في باب غيره قال: فقلت له يوما: جزاك اللّه يا أبا الربيع عنا خيرا فإنك تحدّثنا بما تريد و ما لا نعقله. فإن زيد بن واقد: و لو قد بقي (6) لنا (7) سليمان بن موسى كفانا الناس.ر.

ص: 381


1- كذا بالأصل و المعنى لم يتم.
2- حلية الأولياء 87/6.
3- في الحلية: عباس.
4- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام 435/5.
5- في سير الأعلام: سنتين.
6- كذا رسمها بالأصل «مد بعى» و الصواب ما أثبت.
7- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن السير.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد (1)،أنا أحمد بن علي المدائني، نا إبراهيم بن أبي داود البرلّسي (2)،نا أبو مسهر، نا صدقة بن خالد، حدّثني زيد بن واقد قال:

كنا نأتي سليمان بن موسى نجلس إليه فكان يحدّثنا في نوع من العلم يومنا ذلك، ثم نأتيه من الغد فيحدّثنا بنوع آخر من العلم يومنا ذلك، ثم نأتيه من الغد فيحدّثنا بنوع من العلم يومنا ذلك قال: فقلت: يا أبا الربيع جزاك اللّه خيرا إنك تحدّثنا بما نعلم و بما لا نعلم.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنبأ و أبو الحسن بن سعيد، نا أبو بكر الخطيب، أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه المعدّل، أنا محمّد بن أحمد بن الحسن الصواف، أنا عبد اللّه بن أحمد - إجازة - حدّثني منصور بن أبي مزاحم، نا إسماعيل بن عياش عن المثنّى و غيره عن عطاء بن أبي رباح قال: سيد شباب أهل الحجاز ابن جريج، و سيد شباب أهل الشام سليمان بن موسى، و سيد شباب أهل العراق حجاج بن أرطأة (3).

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد (4)،أنا القاسم بن الليث، و عبد اللّه بن سلم، قالا: نا هشام بن عمّار قال: و أنا محمّد بن خلف، نا الحسن بن عرفة قالا: نا إسماعيل بن عياش، حدّثني المطعم بن المقدام قال: سمعت عطاء بن أبي رباح يقول: سيد شباب أهل الحجاز عبد الملك بن جريج، و سيد شباب أهل العراق الحجاج بن أرطأة، و سيد شباب أهل الشام سليمان بن موسى.

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن، أنا سهل بن بشر، أنا الخليل بن هبة اللّه، أنا عبد الوهاب الكلابي، نا أحمد بن الحسين، نا العباس بن الوليد، نا مروان بن محمّد، نا سعيد بن عبد العزيز قال: كان عطاء بن أبي رباح إذا جاءه سليمان بن موسى يقول لأصحابه: كفوا عني المسألة فقد جاءكم من يكفيكم المسألة (5).5.

ص: 382


1- الخبر في الكامل لابن عدي 265/3.
2- ضبطت عن الأنساب.
3- نقله الذهبي في سير الأعلام 434/5 من طريق مطعم بن المقدام.
4- الكامل لابن عدي 265/3.
5- سير الأعلام 434/5.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن اللاّلكائي، أنا محمّد بن الحسين القطان، أنا أبو محمّد بن درستويه، نا يعقوب الفارسي، نا العباس بن الوليد، نا مروان، نا سعيد بن عبد العزيز قال: كان عطاء بن أبي رباح إذا جاء سليمان بن موسى يقول: كفوا عن المسألة فقد جاءكم من يكفيكم المسألة.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الرّحمن بن عثمان، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (1)،حدّثني أبي، نا مروان بن محمّد، عن سعيد بن عبد العزيز قال: كان سليمان بن موسى إذا أقبل إلى عطاء قال: كفوا فقد جاء من يكفيكم المسألة.

ح أخبرنا أبو بكر الشّحّامي، أنا أبو صالح المؤذن، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد، نا يحيى بن معين، نا معتمر بن سليمان قال: سمعت بردا قال: كان الناس يجتمعون على عطاء و الذي يلي لهم المسألة سليمان بن موسى.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (2)،نا ابن قتيبة، نا محمّد بن أبي السّري، نا معتمر، حدّثنا برد بن سنان قال: رأيت سليمان بن موسى يسأل عطاء بن أبي رباح للناس و يسمعون.

قال: و نا أبو أحمد (3)،نا محمّد بن أحمد بن الحسين الأهوازي، نا عمرو بن علي، نا معتمر، نا برد بن سنان قال: كانوا يجتمعون على عطاء و الذي يلي لهم المسألة: سليمان بن موسى.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو بن السماك، نا حنبل بن إسحاق أي أبو عبد اللّه.

ح و أخبرنا أبو البركات، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء، أنا أبو بكر، أنا أبوه.

ص: 383


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 317/1.
2- الكامل لابن عدي 264/3.
3- المصدر نفسه.

أمية، نا أبي، حدّثنا أحمد بن حنبل، نا معتمر، عن برد قال: كانوا يجتمعون على عطاء في الموسم فكان سليمان بن موسى هو الذي يسأل لهم.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، أنا أبو محمّد العدل، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (1)،نا أبو مسهر قال: قال لي سعيد بن عبد العزيز ما رأيت أحسن مسألة منك بعد سليمان بن موسى.

قال: و نا أبو زرعة (2)،حدّثني محمود بن خالد، عن مروان بن محمّد أنه سمع سعيد بن عبد العزيز يقول: قال سليمان (3) بن موسى: حسن المسألة نصف العلم.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا علي بن محمّد الجياني، أنا أبو علي الحسن بن محمّد بن درستويه، نا أحمد بن عمير بن جوصا، نا أبو عمير عيسى بن محمّد بن إسحاق، نا محمّد بن يوسف الفريابي، قال: سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول: لو قيل لي: من أفضل الناس ؟ لأخذت بيد سليمان بن موسى.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم (4)،نا أبو حامد بن جبلة (5)،نا محمّد بن إسحاق السراج، نا أحمد بن سعد، نا محمّد بن مصفّى، نا بقية، نا شعيب بن أبي حمزة قال: قال لي الزهري: إن مكحولا يأتينا و سليمان بن موسى، و أيم اللّه إن سليمان لأحفظ الرجلين.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو عبد اللّه محمّد بن يعقوب، نا أبو بكر بن رجاء، نا محمّد بن المصفّا، نا بقية، نا شعيب بن أبي حمزة قال: قال لي الزهري: إن مكحولا يأتينا و سليمان بن موسى، و أيم اللّه إن سليمان بن موسى لأحفظ الرجلين.

أخبرنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، نا أبو محمّد، نا أبو الميمون، نا أبو زرعة (6)،1.

ص: 384


1- تاريخ أبي زرعة 317/1.
2- المصدر نفسه.
3- عن هامش الأصل و بجانبها كلمة صح.
4- حلية الأولياء 87/6.
5- بالأصل: حملة، و الصواب عن الحلية.
6- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 316/1.

حدثني عبد الرّحمن بن إبراهيم، و محمّد بن معاذ بن عبد الحميد قالا: ثنا الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز قال: قال سليمان بن موسى: سألنا الناس عن الإسناد و قد مضى أصحابنا، و لو سألونا عنه و هم أحياء لوجدوه قائما (1).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2)،حدّثني أبو سعيد (3)،نا الوليد، حدثني سعيد، عن سليمان قال: طلب الناس الإسناد بعد ما مات أصحابنا و لو طلبوه و هم أحياء، ثم التمسناه منهم لوجدناه [عندهم قائما] (4).

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، أنا أبو عمر بن حيّوية - إجازة - أنا محمّد بن القاسم بن جعفر، نا أبو بكر بن أبي خيثمة قال:

سئل يحيى بن معين عن سليمان بن موسى قال: حدثني مالك (5) بن يخامر قال:

مرسل، و سئل يحيى عن سليمان بن موسى عن جابر فقال: مرسل.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو (6) أحمد (7)،نا أحمد بن علي المطيري، نا عبد اللّه الدّورقي، عن يحيى بن معين، قال: لم يدرك سليمان بن موسى كثير بن مرّة و لا عبد الرّحمن بن غنم.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن عبد اللّه، أنا محمّد بن الحسن بن محمّد بن يونس، أنا أحمد بن الحسين بن زنبيل، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن بن الخليل، نا محمّد بن إسماعيل قال: قال أبو معمر عن ابن عيينة:

قدم محمّد بن هشام الموسم و معه الزهري، و الوليد بن هشام الموسم و معه الزهري و الوليد بن هشام المعيطي، و يحيى بن يحيى الغسّاني، و يزيد بن يزيد بن جابر، و سليمان بن موسى، و عبد الكريم بن مالك، و خصيف، و إبراهيم بن أبي حرّة3.

ص: 385


1- عن أبي زرعة و رسمها بالأصل:«و لملوا».
2- كتاب المعرفة و التاريخ 411/2.
3- هو عبد الرحمن بن إبراهيم.
4- الزيادة عن يعقوب بن سفيان.
5- ممحوة بالأصل.
6- عن هامش الأصل و بجانبها كلمة صح.
7- الكامل لابن عدي 264/3.

الحرّاني، فسمع ابن عيينة منهم إلاّ سليمان بن موسى فذاكره ابن جريج ممن سمعت حين ؟ قال: هل سمعت من الأزرق الطوال ذاك سليمان بن موسى، فأردت أن أخرج في طلبه فقيل خرج منذ أيام.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم الجرجاني، أنا أبو القاسم السهمي، أنا أبو أحمد (1)،أنا محمّد بن المبارك المعافري - بمصر - نا دحيم، نا أبو مسهر، نا سعيد قال: كنا نجلس بالغدوات مع يزيد بن أبي مالك، و سليمان بن موسى، و بعد الظهر مع إسماعيل بن عبيد اللّه و ربيعة بن يزيد، و بعد العصر مع مكحول.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد، نا الهيثم بن خارجة، عن بشر، عن تمام بن نجيح، عن سليمان بن موسى قال: كنت معه و كان على المقاسم.

أخبرنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2)،حدّثني عبد اللّه بن أحمد، نا عمرو بن أبي سلمة، نا سعيد بن عبد العزيز قال: كان سليمان بن موسى يقول للرجل (3) إذا أخطأ في الحديث: نسيت (4).

قال: و نا أبو زرعة (5)،نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى قال: يجلس إلى العالم ثلاثة (6):رجل يكتب كلما سمع، و رجل لا يكتب و يسمع، فذلك يقال له جليس العالم، و رجل يتنقى، و هو خيرهم.

قال: و نا أبو زرعة (7)،حدثني محمود بن خالد، عن مروان بن محمّد: أنه سمع سعيد بن عبد العزيز يقول: قال سليمان بن موسى جليس العالم الذي لا يحفظ شيئا فليس بشيء، و الذي يتنفى العلم ذاك العالم.1.

ص: 386


1- المصدر السابق نفسه.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 319/1.
3- عن أبي زرعة: و بالأصل: الرجل.
4- عن أبي زرعة، و بالأصل:«يستذنب» كذا.
5- تاريخ أبي زرعة 318/1.
6- بالأصل:«بجلس إلى العالم يليه» و الصواب عن تاريخ أبي زرعة.
7- المصدر السابق 319/1.

قال: و نا أبو زرعة (1)،حدّثني أحمد بن أبي الحواري، نا مروان بن محمّد، عن سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى قال: الذي يأخذ كلما سمع ذاك حاطب ليل.

قال: و نا أبو زرعة (2)،نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز قال: قال سليمان؛ لا يؤخذ العلم من صحفي،[قال أبو زرعة] فذكرته لهشام فأخبرني عن الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز قال: قال سليمان: لا يؤخذ العلم من صحفي.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو عبد الرّحمن السّلمي، و أبو بكر أحمد بن محمّد بن إبراهيم الأشناني.

ح و أخبرنا أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو بكر الأشناني، قالوا: حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عبدوس، نا عثمان بن سعيد الدارمي، قال: قلت ليحيى بن معين: فما حال سليمان بن موسى في الزهري ؟ فقال: ثقة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو يعلى حمزة بن علي، قالا: أنا أبو الفرج سهل بن بشر، أنا علي بن منير بن أحمد، أنا الحسن بن رشيق، نا أبو عبد الرّحمن النسائي، قال: سليمان بن موسى الدمشقي أحد الفقهاء، و ليس بالقوي في الحديث.

و قال أبو عبد الرّحمن في الطبقة السادسة من أصحاب نافع: سليمان بن موسى.

و قال أبو عبد الرّحمن: و من فقهاء أهل الشام معاذ بن جبل، و عويمر أبو الدرداء، و بعد هؤلاء مكحول، و بعده سليمان بن موسى.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا سهل بن بشر، أنا أبو الحسن بن منير، أنا أبو الحسن النّيسابوري، قال: قال أبو عبد الرّحمن: سليمان بن موسى ليس بذاك القوي في الحديث.

ذكر أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الكتاني الأصبهاني أنه سأل أبا حاتم الرازي عن سليمان بن موسى فقال: ابن الأشدق يكتب حديثه، و في حديثه بعض الاضطراب.ق.

ص: 387


1- المصدر السابق 318/1.
2- المصدر السابق.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (1) قال: و سليمان فقيه، راو (2)،حدث عنه الثقات من الناس، و هو أحد علماء أهل الشام، و قد روى أحاديث يتفرد (3) بها يرويها، لا يرويها غيره، و هو عندي ثبت صدوق.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر، أنا أحمد بن محمّد العتيقي، أنا يوسف بن أحمد بن الدخيل، نا محمّد بن عمرو العقيلي (4)،حدثني أحمد بن محمود الهروي، نا محمّد بن أحمد بن مسعر قال: سمعت علي بن المديني يقول: سليمان بن موسى مطعون عليه.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد بن عدي (5) قال:

سمعت ابن حمّاد يقول: قال البخاري: سليمان بن موسى الأشدق الدمشقي يقال: كنيته أبو أيوب، سمع من عطاء، و عمرو بن شعيب، و عنده مناكير.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب.

و حدثنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا محمّد بن الحسين بن هريسة قالا: أنا أبو بكر البرقاني، أنا حمزة بن محمّد، أنا محمّد بن إبراهيم بن شعيب، نا محمّد بن إسماعيل قال: سليمان بن موسى الدمشقي و يقال: كنيته أبو أيوب، سمع عطاء، و عن عمرو بن شعيب، عنده مناكير.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب.

ح و حدّثنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا محمّد بن الحسين بن هريسة قالا: أنا أبو بكر البرقاني، أنا حمزة بن محمّد، نا محمّد بن إبراهيم بن شعيب، نا محمّد بن إسماعيل قال: سليمان بن موسى الدمشقي، و يقال: كنيته أبو أيوب، سمع عطاء، و عن عمرو بن شعيب عنده مناكير (6).ل.

ص: 388


1- الكامل لابن عدي 270/3.
2- بالأصل: راوي.
3- في ابن عدي: أحاديث ينفرد بها، لا يرويها غيره.
4- كتاب الضعفاء الكبير للعقيلي 140/2.
5- الكامل لابن عدي 263/3.
6- كذا كرر الخبر بالأصل.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأ أبو نعيم الحافظ (1)،نا أبو محمّد - يعني أبا الشيخ - نا ابن أبي عاصم، نا نصر بن علي، نا عبد الأعلى، عن برد قال: ما رأيت سليمان بن موسى إلاّ مستقبل القبلة.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنبأ أبو بكر بن إسماعيل، و أبو عمر بن حيّوية، قالا: نا أبو محمّد يحيى بن محمّد بن صاعد قال:

حدّثنا الحسين بن الحسن المروزي، قال: أخبرنا عبد اللّه بن المبارك، عن ابن جريج قراءة قال: قال سليمان بن موسى:

إذا صمت فليصم سمعك و بصرك و لسانك عن الكذب، ودع عنك أذى الخادم، و ليكن عليك سكينة و وقار، و لا تجعل يوم صومك و يوم فطرك سواء.

أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي، قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر الزّرّاد، نا عبيد اللّه بن سعد، نا الهيثم بن خارجة، نا يزيد بن يحيى القرشي قال: سمعت سليمان بن موسى يقول: ثلاثة لا ينتصفون من ثلاثة: حليم من أحمق، و برّ من فاجر، و شريف من دنيء.

أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو بن السماك، نا حنبل بن إسحاق، نا الهيثم بن خارجة، نا زيد أبو خالد من أهل دمشق، عن سليمان بن موسى قال: ثلاثة لا ينتصف بعضهم من بعض:

حليم من أحمق، و شريف من دنيء، و برّ من فاجر.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أبو بكر البيهقي، أنا أبو سعد الماليني.

ح و أخبرنا أبو القاسم أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم قالا: أنا أبو أحمد بن عدي (2)،حدّثني عبد المؤمن بن أحمد بن حوثرة، نا أبو حاتم الرازي، نا صفوان بن صالح، نا ضمرة، عن ابن شوذب قال: كنا عند مكحول و معنا سليمان بن موسى، فجاء رجل فاستطال على سليمان، و سليمان ساكت، فجاء أخ لسليمان، فردّ عليه، فقال مكحول: لقد ذل من لا سفيه له.3.

ص: 389


1- الخبر في حلية الأولياء 87/6.
2- الكامل لابن عدي 265/3.

ح أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب، أنا أبو طاهر عبد الكريم بن الحسن، أنا علي بن محمّد بن بشران، أنا أحمد بن محمّد بن جعفر الحوري، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني إبراهيم بن عبد اللّه، نا مؤمّل بن الفضل الحرّاني، نا الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز: أن رجلا استطال على سليمان بن موسى فانتصر له أخوه فقال مكحول: ذل من لا سفيه (1) له.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا يوسف بن رباح بن علي، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، حدّثنا معاوية بن صالح قال: سليمان بن موسى الأشدق مات في إمرة هشام بن عبد الملك.

أخبرنا أبو محمّد المعدّل، قال: نا أبو محمّد الصوفي، أنا أبو محمّد الشاهد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2)،حدّثني سليمان بن عبد الرّحمن، نا عبد اللّه بن كثير القارئ (3)،عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر قال: قدم سليمان بن موسى على هشام بن عبد الملك الرصافة فسقاه طبيب لهشام شربة [دواء] (4) فقتله، فسقى هشام كذلك الطبيب من ذلك الدواء فقتله.

قال: فأخبرني عبد الرّحمن بن إبراهيم قال: قال الذي لا أشك فيه: أن سليمان بن موسى مات سنة خمس عشرة و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، أنا يعقوب قال: سمعت عبد الرّحمن بن إبراهيم قال:

سليمان بن موسى مات سنة خمس عشرة و مائة.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمّد، أنبأ محمّد بن عبد الرّحمن بن العباس - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد، أخبرني أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم قال: سنة تسع عشرة و مائة فيها توفي سليمان بن موسى الأشدق بالشام، و هكذا2.

ص: 390


1- بالأصل:«سقية» خطأ و الصواب ما أثبت قياسا إلى الرواية السابقة.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 695/2 و 250/1.
3- ترجمته في تهذيب التهذيب ط دار الفكر 368/5.
4- الزيادة عن تاريخ أبي زرعة 695/2.

ذكره سلميان بن عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة قال: في سنة تسع عشرة مات سليمان بن موسى بالشام (1).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العز ثابت بن منصور قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني، زاد أبو البركات: و أبو الفضل بن خيرون قالا: أنا محمّد بن الحسن بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خياط (2) قال في الطبقة الثالثة من أهل الشامات: سليمان بن موسى مولى لبني أمية، يكنى أبا أيوب، مات سنة تسع عشرة و مائة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا.

و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، قالا: نا محمّد بن سعد (3):قال في الطبقة الثالثة من أهل الشام: سليمان بن موسى الأشدق، يكنى أبا أيوب مات سنة تسع عشرة و مائة - زاد ابن الفهم: في خلافة هشام بن عبد الملك، و كان ثقة، أثنى عليه ابن جريج.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب، أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو القاسم بن الأشقر، أنا محمّد بن إسماعيل قال: و مات سليمان بن موسى الأشدق الدمشقي أبو أيوب سنة تسع عشرة و مائة.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب.

ح و حدّثنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو منصور بن هريسة قالا: أنا أبو بكر أحمد بن محمّد، أنا أبو يعلى المامطيري، نا أبو الحسين الغازي.

و أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن7.

ص: 391


1- تاريخ خليفة بن خياط ص 349.
2- طبقات خليفة بن خيّاط رقم 2961 صفحة 570.
3- الخبر في طبقات ابن سعد الكبرى 457/7.

الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل قالا: نا محمّد بن إسماعيل (1) قال: مات - يعني سليمان بن موسى - سنة تسع عشرة و مائة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا أبو الحسن المؤدب، أنا أبو محمّد الرّبعي قال: سنة تسع عشرة - يعني فيها مات سليمان بن موسى-.

2702 - سليمان بن موسى

أبو داود الزّهري (2)

خراساني الأصل.

و سكن الكوفة ثم تحوّل إلى دمشق.

روى عن مسعر، و موسى بن عبيدة، و مظاهر بن أسلم، و علي بن سمرة الجندبي، و إسماعيل بن عبد الملك، و دلهم بن صالح، و يوسف بن صهيب، و جعفر بن سعد بن سمرة بن جندب.

روى عنه الوليد بن مسلم، و مروان [بن محمّد] بن حسّان الطّاطري (3)، و هشام بن عمّار، و يحيى [بن حسان] (4).

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا سهل بن بشر، أنا طرفة بن أحمد بن محمّد الحرستاني، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أبو الجهم المشغرائي (5)،أنا أحمد بن أبي الحواري، نا مروان بن محمّد، عن سليمان بن موسى، عن إسماعيل بن عبد الملك، عن زريق (6) قال: قال علي بن أبي طالب في قول اللّه عز و جل مٰا أَصٰابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمٰا

ص: 392


1- التاريخ الكبير 39/4.
2- ترجمته في تهذيب التهذيب 426/2 (ط بيروت)، و ميزان الاعتدال ط دار الفكر بيروت 226/2.
3- بالأصل: و مروان الطاطري بن حسان، صوابه ما أثبتناه و الزيادة السابقة لازمة. انظر ترجمته في سير الأعلام 510/9.
4- الزيادة لازمة عن تهذيب التهذيب 427/2.
5- بالأصل:«المشعراني» و الصواب ما أثبت و هذه النسبة إلى مشغرى، من قرى البقاع الغربي في الجمهورية اللبنانية انظر (معجم البلدان: مشغرى، و الأنساب: المشغرائي).
6- كذا، و في مختصر ابن منظور 191/10 «رزين».

كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ (1) قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«ما أصاب عبد في الدنيا ذنبا فأقيم عليه حدّه إلاّ كان كفارة له، و كان اللّه أكرم من أن يثني العقوبة في الآخرة، و لا ستر اللّه على عبده في الدنيا إلاّ كان أكرم من أن يفضحه يوم القيامة»[4973].

و مما وقع لي عاليا من حديثه:

ما أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو حفص عمر بن محمّد بن علي بن الزيات، نا موسى بن سهل بن عبد الحميد الجوني (2)،نا هشام بن عمّار، نا سليمان بن موسى الزهري، نا مظاهر بن أسلم المخزومي، أخبرني المقبري، عن أبي هريرة: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كان يقرأ عشر آيات من آخر آل عمران كل ليلة.

قرأته على أبي محمّد السّلمي، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن أحمد بن إبراهيم القزويني، أنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة القطان، نا أبو حاتم محمّد بن إدريس الحنظلي، نا هشام بن عمّار، نا سليمان بن موسى الزهري، و هو خراساني، و ليس هو صاحب مكحول، نا مظاهر بن أسلم المخزومي، أخبرني سعيد المقبري فذكره.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو الحسن بن السمسار، أنا أبو عمر محمّد بن موسى بن فضالة، نا أبي، نا العباس بن الوليد بن صبح الخلاّل، نا مروان بن محمّد، نا سليمان بن موسى الكوفي ثقة، نا فضيل بن مرزوق بحديث ذكره.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل السلامي، أنا أبو الفضل الباقلاني، و أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد (3) له أنا فلان، و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسن المقرئ، نا محمّد بن إسماعيل (4) قال: سليمان بن موسى أبو داود الكوفي، عن جعفر بن فلان بن سمرة، سمع منه الوليد بن مسلم.4.

ص: 393


1- سورة الشورى الآية:30 و في التنزيل العزيز: و ما أصابكم.
2- ترجمته في سير الأعلام 261/14.
3- كذا بالأصل.
4- التاريخ الكبير 39/4.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق، أنا حمد - إجازة - قال: و أنبأ الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم (1) قال: سليمان بن موسى أبو داود الزّهري كان من أهل الكوفة، سكن دمشق.

روى عن مسعر، و موسى بن عبيدة، و مظاهر بن أسلم.

روى عنه الوليد، و مروان الطّاطري، و هشام بن عمّار سمعت أبي يقول ذلك، قال أبو محمّد: و روى عن إسماعيل بن عبد الملك بن أبي الصفيراء (2) و هارون بن إبراهيم، و سألته - يعني أباه - عنه فقال: أرى حديثه مستقيما محله الصدق، صالح الحديث.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو داود سليمان بن موسى الكوفي.

سمع جعفر بن سعد بن سمرة. روى عنه الوليد بن مسلم.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني أبو موسى بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو داود سليمان بن موسى الكوفي.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا أبو القاسم بن الصّوّاف، نا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي (3)،قال: أبو داود سليمان بن موسى. روى عنه الوليد بن مسلم.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو داود سليمان بن موسى الزّهري الكوفي، عن جعفر بن سعد بن سمرة و مظاهر بن أسلم.

روى عنه الوليد بن مسلم، و مروان الطّاطري.1.

ص: 394


1- الجرح و التعديل 142/4.
2- في تهذيب التهذيب: بن أبي الصغير.
3- الكنى و الأسماء للدولابي 169/1.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد - لفظا - أنا أبو نصر بن الجبّان - إجازة - أنا أحمد بن القاسم بن يوسف - إجازة - حدّثني أحمد بن طاهر بن النجم، أنا سعيد بن عمرو البردعي فيما نسخه من كتاب أبي زرعة الرازي بخط يده في أسامي الضعفاء، و من تكلّم فيهم من المحدثين: سليمان بن موسى.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر، أنا أحمد بن محمّد العتيقي، أنا يوسف بن أحمد بن يوسف، نا محمّد بن عمرو العقيلي (1)،قال:

سليمان بن موسى أبو داود كوفي عن دلهم، لا يتابع على حديثه، و لا يعرف إلاّ به.

2703 - سليمان بن هشام بن عبد الملك

ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية

أبو أيوب - و يقال: أبو الغمر الأموي (2)-

و أمه (3) أم حكيم بنت يحيى بن أبي العاص، سأل عطاء و الزهري، و قتادة، و له شعر جيد، و كان قد سجنه الوليد بن يزيد بعد موت أبيه بعمان، فلما قتل الوليد خرج من السجن و لحق بيزيد بن الوليد فولاّه بعض حروبه إلى أن كسره مروان بن محمّد بعين الجرّ (4) فهرب إلى تدمر (5) ثم استأمن إلى مروان بن محمّد و بايعه ثم خلعه، و اجتمع إليه نحو سبعين ألفا و طمع في الخلافة، فبعث إليه مروان عسكرا، فهزم سليمان، و مضى إلى حمص، فتحصّن بها فتوجه إليه مروان [فهرب] (6)،و لحق بالضّحّاك بن قيس الخارجي و بايعه فقال بعض شعراء الخوارج:

أ لم تر أنّ اللّه أظهر دينه *** و صلّت قريش خلف بكر بن وائل (7)

أخبرنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن صرما، أنا أبو القاسم

ص: 395


1- كتاب الضعفاء الكبير للعقيلي 140/2.
2- ترجمته في الوافي بالوفيات 439/15.
3- عن الوافي و بالأصل: و كنية.
4- عين الجر، هي عنجر اليوم، قرية من قرى البقاع، في الجمهورية اللبنانية، و انظر معجم البلدان.
5- عن الوافي، و بالأصل:«تدمى».
6- زيادة عن الوافي.
7- البيت في الوافي بالوفيات 439/15.

عبد اللّه بن الحسن بن محمّد الخلاّل، أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن علي المقرئ الصّيدلاني، أنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن زياد النّيسابوري، نا علي بن سهل، نا عفان، نا همّام، عن قتادة قال:

قال لي سليمان بن هشام: إن هذا - يعني الزّهري - لا يدعنا نأكل شيئا إلاّ أمرنا أن نتوضأ منه - يعني ما مسته النار - قلت له: سألت سعيد بن المسيّب فقال: إذا أكلت فهو طيب و ليس فيه وضوء، فإذا خرج فهو خبيث عليك فيه الوضوء قال: فهل بالبلد أحد؟ قلت: نعم أقدم رجل في جزيرة العرب علما قال: من ؟ قلت: عطاء بن أبي رباح، فبعث إليه فقال: حدّثني جابر بن عبد اللّه أنهم أكلوا مع أبي بكر الصّدّيق خبزا و لحما فصلّى و لم يتوضأ، فقال لي: ما تقول في العمرى (1)؟فقلت: حدّثني النّضر بن أنس، عن بشير (2) بن نهيك، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«العمرى جائزة» قال الزهري: إنها لا تكون عمرى إلاّ أن يجعل له و لعقبه قال:

قال لعطاء: ما تقول ؟ قال: حدّثني جابر بن عبد اللّه أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«العمرى جائزة» قال الزهري: إنّ الأمراء لا يقضون بذلك. قال عطاء: بل قضى به عبد الملك بن مروان في كذا و كذا.

أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب من أصل كتابه، نا العباس بن محمّد الدوري، نا أبو عمر الحوضي، نا همّام، نا قتادة قال:

قال لي سليمان بن هشام: إن هذا لا يدعنا - يعني الزهري - نأكل شيئا إلاّ أمرنا أن نتوضأ منه، قلت: سألت عنه سعيد بن المسيّب فقال: إذا أكلته فهو طيب فليس عليك فيه وضوء، و إذا خرج فهو خبيث عليك فيه الوضوء، فقال: ما أراكما إلاّ قد اختلفتما فهل بالبلد أحد؟ قلت: نعم أقدم رجل في جزيرة العرب، قال: من ؟ قلت: عطاء، فأرسل إليه فجيء به فقال: إن هذين قد اختلفا علي فما تقول ؟ قال: حدّثني جابر بن عبد اللّه أنهم أكلوا مع أبي بكر خبزا و لحما ثم قام فصلّى و لم يتوضأ فقال لي: ما تقول4.

ص: 396


1- قال ابن الأثير: و قد تكرر ذكر العمري في الحديث، يقال: أعمرته الدار عمري: أي جعلتها له يسكنها مدة عمره، فإذا مات عادت إليّ و كذا كانوا يفعلون في الجاهلية (النهاية: عمر).
2- بالأصل: بشر، و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير الأعلام 351/4.

في العمرى ؟ قال: قلت: حدّثني النّضر بن أنس، عن بشير بن نهيك، عن أبي هريرة أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«العمرى جائزة» قال: فقال الزهري: إنها لا تكون عمرى حتى يجعل له و لعقبه قال: فقال لعطاء: ما تقول ؟ قال: حدّثني جابر بن عبد اللّه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«العمرى جائزة» قال الزهري إن الخلفاء لا يقضون بذلك، قال عطاء: بلى قضى به عبد الملك بن مروان في كذا و كذا.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص أنا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار قال في ذكر ولد هشام: و سليمان بن هشام لأم ولد قتلته المسوّدة (1).

قال الزبير: قال سليمان بن هشام و هو إذ ذاك مع الضحاك بن قيس الشيباني الحروري حين خرج على هشام بن عبد الملك (2):

يا عيش لو أبصرتنا لترقرقت (3) *** دموعك لما خفّ أهل البصائر

عشية رحنا و اللواء كأنه *** إذا زعزعته الريح أشلاء طائر

يعني بذلك أخته عائشة بنت هشام امرأة عبيد اللّه بن مروان بن محمّد (4).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو القاسم البجلي، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في تسمية ولد هشام ممن يذكر عنه إمارة فقه:

سليمان بن هشام.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسنم.

ص: 397


1- انظر نسب قريش للمصعب ص 168.
2- البيتان في نسب قريش ص 168 و الوافي بالوفيات 439/15.
3- صدره في نسب قريش: أ عائش لو أبصرتنا لتحدرت. و في الوافي: أ عائش لو أبصرتنا لتوفرت.
4- في نسب قريش: عبيد اللّه بن مروان بن الحكم.

الرّبعي، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أحمد بن عمير قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة: سليمان بن هشام بن عبد الملك.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي (1)،نا أبو الحسين بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبي أبو يعلى قالا: أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد، أنا محمّد بن مخلد بن حفص، قال: قرأت على علي بن عمرو الأنصاري، حدثكم الهيثم بن عدي قال: قال ابن عياش: سليمان بن هشام يكنى أبا أيوب.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا محمّد بن أحمد بن الحسن، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: سليمان بن هشام أبو أيوب.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي، نا محمّد بن عائذ (2) قال: قال الوليد: و في سنة ثلاث عشرة و مائة أغزى - يعني هشام بن عبد الملك - معاوية بن هشام على صائفة الناس، و أغزى سليمان بن هشام أيضا في ذلك العام أرض الروم، فافتتح أقرن (3) و أخذ عظيما من عظماء الروم، و في سنة عشرين و مائة أغزى سليمان بن هشام الصائفة.

و عن الوليد قال: و أخبرني شيخ من آل معاوية بن هشام قال: توفي - يعني معاوية - سنة تسع عشرة و مائة، و عن الصائفة بعده مسلمة بن هشام و قريش بن هشام قال: ولّى هشام سليمان بن هشام الصوائف حتى توفي هشام، و قتل معه في بعضها البطال (4)،و مالك بن شبيب.

و عن الوليد قال: و أخبرني عبد الرّحمن بن جابر أن هشاما تابع إغزاء معاوية بن هشام الصائفة سنين يفتح له فيها الفتوح حتى توفي معاوية بن هشام، ثم ولى بعده1.

ص: 398


1- بالأصل: المحلي، و الصواب ما أثبت و ضبط ، و قد مرّ كثيرا.
2- بالأصل: عائد، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.
3- كذا رسمها بالأصل.
4- و ذلك في سنة 121 ه انظر تاريخ خليفة ص 352 و البداية و النهاية 334/9 و النجوم الزاهرة 286/1.

سليمان بن هشام الصوائف سنيات (1) لا يليها غيره.

قال: و نا الوليد قال: و بلغنا أن هشام بن عبد الملك غزّا ابنه سليمان الصائفة سنة ثنتين و عشرين و مائة فسلم و غنم.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط (2) قال: و غزا سليمان بن هشام أيضا أرض الروم من ناحية الجزيرة - يعني سنة تسع عشرة و مائة - و غزا سليمان بن هشام أرض الروم - يعني سنة اثنتين و عشرين و مائة - فحاصر (3) جمعا للروم فلقي المسلمون شدة من الجوع و غلاء من السعر، و غزا سليمان بن هشام - يعني سنة ثلاث و عشرين - على الصائفة.

قال: و ثنا خليفة قال: و أقام الحج سليمان بن هشام بن عبد الملك بن مروان - يعني في سنة ثلاث عشرة (4) و مائة - و قال خليفة (5) سنة أربع عشرة فيها غزا سليمان بن هشام أرض الروم مما يلي الجزيرة حتى أتى قيسارية.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا نصر بن أحمد بن نصر الخطيب، أنا محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الجواليقي بالكوفة.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار، و أبو طاهر أحمد بن علي بن سوار (6)،قالا: أنا أبو الفرج الحسين بن علي قالا: أنا أبو عبد اللّه محمّد بن زيد بن علي، أنا محمّد بن محمّد بن عقبة، نا هارون بن حاتم البزاز، نا أبو بكر بن عياش قال: ثم حج بالناس سليمان بن هشام بن عبد الملك سنة ثلاث عشرة و مائة.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أحمد بن محمود الثقفي، أنا أبو بكر بن9.

ص: 399


1- كذا.
2- تاريخ خليفة بن خياط ص 349 و 350 و 352 و 353 و 354.
3- في تاريخ خليفة: فحاصرا جميعا الروم (يعني معاوية بن هشام و سليمان بن هشام).
4- بالأصل «ثلاث و عشرين» خطأ و الصواب ما أثبت انظر تاريخ خليفة ص 345 حوادث سنة 113.
5- تاريخ خليفة ص 346.
6- ترجمته في سير الأعلام 225/19.

المقرئ، أنا أبو العباس بن قتيبة، نا حرملة، أنا ابن وهب، أنا حيوة، حدّثني عقيل: أن هشاما أرسل ابن شهاب مع سليمان بن هشام إلى الحج، فلما قدموا منى أمر ابن شهاب بكلّ بيع في مسجد منى فأخرج من المسجد فلم يترك شيئا يباع فيه.

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه، نا أبو نعيم الحافظ (1)،نا أبو حامد بن جبلة، نا محمّد بن إسحاق السراج، نا محمّد بن يحيى الأزدي، نا الحسين بن محمّد، نا عبد اللّه بن عبد الملك الفهري قال: سمعت أبا حازم و وعظ سليمان (2) بن هشام فقال في بعض قوله: ما رأيت يقينا لا شك فيه، أشبه بشك لا يقين فيه، من شيء نحن فيه.

أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه بن كادش، أنا أبو يعلى بن الفراء، أنا إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل بن محمّد بن سويد المعدّل، نا الحسين بن الفهم بن جعفر الكوكبي، نا عبد اللّه بن شجاع، أنا المدائني قال: كانت عند سليمان بن هشام بن عبد الملك فاطمة بنت القاسم بن محمّد بن جعفر بن أبي طالب الكبرى و أمها زينب بنت علي الكبرى، فقال لها سليمان يوما: إنما أنت بغلة لا تلدين فقالت له: ليس الأمر كما ظننت، و لكن يأبى كرمي أن يدنسه لؤمك.

أخبرنا أبو العز بن كادش - إذنا و مناولة - و قرأ علي إسناده، أنا أبو علي محمّد بن الحسين، أنبأ المعافى بن زكريا (3)،نا محمّد بن يحيى الصولي، نا عمرو بن تركي أبو الفضل القاضي، نا الوليد بن هشام القحذمي قال: لما قتل أبو العباس سليمان بن هشام دخل عليه [إبراهيم] بن المهاجر البجلي فأنشده:

إن بني العباس إن كنت سائلا *** هم قتلوا من كان أعتا و أظلما

هم ضربوا رأس النفاق بسيفهم *** و هم ملئوا ثوبيه (4) من دمه دما

فمن لم يدن منا بحبك ربّه *** فليس يلاقيه إذا مات مسلما

فقال أبو العباس: ما أدل ظاهر ابن المهاجر على باطنه في ودنا: إن ذلك لبيّن في عينه (5) أكثر مما بيّن في لسانه.ه.

ص: 400


1- الخبر في حلية الأولياء 232/3 في ترجمة أبي حازم سلمة بن دينار.
2- في الحلية: سليمان بن عبد الملك بن هشام.
3- الخبر و الشعر في الجليس الصالح الكافي 263/3.
4- بالأصل: تويبه، و المثبت عن الجليس الصالح.
5- الجليس الصالح: في عينيه.

2704 - سليمان بن يحيى بن الحكم بن أبي العاص بن أمية الأموي

له ذكر.

2705 - سليمان بن يحيى بن معاذ

أحد قواد المتوكل، قدم معه دمشق فيما ذكر أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد الخطّابي، و قرأته بخطه غير أنه سماه سليمان بن معاذ نسبه إلى جده.

و ولي سليمان هذا الحرس من قبل المتوكل و المنتصر أيضا.

ذكر أبو الحسن محمّد بن أحمد بن القوّاس الورّاق قال: مات سليمان بن يحيى بن معاذ يوم الخميس لاثنتي عشرة ليلة خلت من المحرم سنة ثلاث و خمسين و مائتين.

2706 - سليمان بن يزيد بن عبد الملك بن مروان

ابن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس الأموي (1)

كان بدمشق مع يزيد بن الوليد على أخيه الوليد بن يزيد، فلما قتل الوليد سرّ بقتله لسوء سيرته و قبح أفعاله، و وجه إليه عبد اللّه بن علي في أواخر سنة اثنتين (2) و ثلاثين و مائة جندا إلى البلقاء فقتل سليمان. له ذكر في التاريخ.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار قال (3):و ولد يزيد بن عبد الملك: عبد الجبار بن يزيد، و سليمان، و أبا سفيان، و هاشما لا بقية له (4)،و داود و العوّام لا بقية له (5) و هم لأمهات أولاد شتى.

2707 - سليمان بن يزيد الأزدي ثم الحجري المصري

له ذكر في تاريخ أهل مصر.

ص: 401


1- أخباره في تاريخ الطبري،(انظر الفهارس)، و الوافي بالوفيات 444/15.
2- بالأصل:«اثنين».
3- انظر نسب قريش للمصعب ص 167.
4- في نسب قريش: لهم.
5- نسب قريش: لا عقب لهما.

روى عنه الحارث بن يزيد الحضرمي.

و وفد على معاوية، و مضى إلى العراق.

كتب إليّ أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن بن محمّد، ثم حدثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عمرو بن منده قال اللفتواني: و أنبأني أبو عمرو بن منده، عن أبيه أبي عبد اللّه قال: قال أنا أبو سعيد بن يونس: سليمان بن يزيد الأزدي الحجري يعرف بالشريف قديم دخل مع معاوية الكوفة. روى عنه الحارث بن يزيد الحضرمي.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (1)،قال: أمّا الحجري بفتح الحاء و سكون الجيم من حجر الأزد جماعة منهم سليمان بن يزيد الأزدي ثم الحجري يعرف بالشريف قديم دخل مع معاوية بن أبي سفيان الكوفة. روى عنه الحارث بن يزيد الحضرمي، قاله ابن يونس.

و اللّه تعالى أعلم بالصواب و إليه المرجع و المآب.

تم الجزء المبارك بحمد اللّه و عونه و حسن توفيقه و صلى اللّه على سيدنا محمّد و على آله و صحبه و سلم تسليما دائما إلى يوم الدين، و صلى اللّه على سيدنا محمّد و على آله و صحبه و سلم و الحمد للّه رب العالمين، و لا عدوان إلاّ على الظالمين، آمين (2).

يتلوه في الجزء الذي يليه: سليمان بن يسار أبو عبد الرّحمن و يقال أبو عبد اللّه...

ص: 402


1- الاكمال لابن ماكولا 83/3 و 86.
2- إلى هنا ينتهي.....

بسم اللّه الرّحمن الرحيم و صلى اللّه على سيدنا محمّد و على آله و صحبه و سلم

[حرف الشين]

ذكر من اسمه شدّاد

2708-[شداد بن أوس بن ثابت الأنصاري البخاري]

2708-[شداد بن أوس بن ثابت الأنصاري البخاري](1) أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه اللّه قال: أنبأ أبو السعود أحمد بن محمّد بن المجلي (2)،ثنا أبو الحسين محمّد بن علي بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن الفراء، أنبأ أبي أبو يعلى قالا: أنبأ عبيد اللّه بن أحمد بن علي، ثنا محمّد بن محمّد بن حفص قال: قرأت على علي بن عمرو، حدثكم الهيثم بن عدي قال: قال ابن عباس: شداد بن أوس يكنى أبا يعلى (3).

أخبرنا أبو البركات بن الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنبأ أبو طاهر

ص: 403


1- من هنا يتبع ترجمة شداد بن أوس بن ثابت الأنصاري النجاري الصحابي. هكذا بدأ المجلد الثامن المخطوط من أصلنا بجزء من ترجمة شداد بن أوس مع العلم أن المجلد السابع المخطوط انتهى بترجمة سليمان بن يزيد الأزدي ثم الحجري المصري، و كتب في آخر ترجمته: ثم الجزء المبارك بحمد اللّه... و يتلوه في الجزء الذي يليه: سليمان بن يسار أبو عبد الرحمن و يقال: أبو عبد اللّه. فيكون السقط في التراجم من سليمان بن يسار إلى شداد بن أوس، صاحب الترجمة المبتورة المذكورة في هذا الجزء. راجع في هذا الشأن التراجم الواردة في مختصر ابن منظور 192/10 و ما بعدها إلى صفحة 276، و هي تسع و ستون ترجمة مع العلم أن ابن منظور كان يسقط بعض التراجم.
2- بالأصل المحلي، بالحاء المهملة خطأ، و الصواب ما أثبت بالجيم، و ضبطت عن التبصير، و قد تقدم التعريف به.
3- ترجمة شداد بن أوس في الاستيعاب 135/2 هامش الإصابة، أسد الغابة 355/2 و الإصابة 139/2 تهذيب التهذيب 483/2 الوافي بالوفيات 123/16 و سير الأعلام 460/2 و انظر بحاشيتها أسماء مصادر أخرى ترجمت له.

أحمد بن الحسن الباقلاني - زاد أبو البركات و أبو الفضل بن خيرون قالا: أنبأ أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنبأ محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنبأ عمر بن أحمد بن أحمد بن إسحاق، ثنا خليفة بن خياط (1) قال: شداد بن أوس بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار يكنى أبا يعلى، مات بالشام سنة ثمان و خمسين، أمه صريمة (2) من بني عدي بن النجار، و في نسخة صرمة.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنبأ أبو الفضل بن خيرون.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، قالا: أنبأ أبو القاسم الأزهري، أنبأ عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، أنبأ العباس بن العباس بن محمّد بن عبد اللّه بن المغيرة الجوهري، أنبأ أبو الفضل صالح بن أحمد بن محمّد بن حنبل قال:

سمعت أبي يقول: شداد بن أوس أبو (3) يعلى.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين بن النقور، أنبأ عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني صالح بن أحمد قال: سمعت أبي يقول: شداد أبو يعلى.

ح قال و أنبأ عبد اللّه ثنا ابن زنجويه، قال: سمعت عبد اللّه بن صالح يقول: شداد أبو يعلى.

قال عبد اللّه بن محمّد: شداد بن أوس بن ثابت بن أخي حسان بن ثابت، سكن (4) حمص و روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أحاديث.

رأيت في كتاب محمد بن سعد: شداد بن أوس بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عامر بن عمرو بن مالك بن النجار، يكنّى أبا يعلى، و هو ابن أخي حسّان بن ثابت، مات بفلسطين سنة ثمان و خمسين في خلافة معاوية، و هو ابن خمس و سبعين و له بقية و عقب ببيت المقدس، و كان له اجتهاد و عبادة.

قوله سكن حمص وهم.ر.

ص: 404


1- طبقات خليفة ص 157 رقم 561.
2- في طبقات خليفة:«صرمة».
3- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
4- غير واضحة بالأصل، و الصواب ما أثبت، باعتبار ما سيأتي بعد في آخر الخبر.

أخبرنا أبو الأعز (1) قراتكين (2) بن الأسعد، أنبأ الحسن بن علي أبو محمّد، أنبأ علي أبو محمّد ابنا علي بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ (3) شهريار، ثنا عمرو بن علي بن بحر بن كثير في تسمية من روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

[أخبرنا أبو بكر] (4) محمّد بن عبد الباقي، أنبأ الأسعد بن علي، أنبأ أبو عمر (5) بن حيّوية (6)،أنبأ أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، ثنا محمّد بن سعد (7)،قال في الطبقة الثالثة: شداد بن أوس بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو (8) بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عامر بن عمرو بن مالك بن النجار، و لم يسم لنا أمّه، فولد شداد محمدا و يعلى، و به يكنى، و كبشة و لم يسم لنا أمهم، و شداد هو ابن أخي حسان بن ثابت الشاعر، و تحول إلى فلسطين فنزلها، و مات بها سنة ثمان و ستين (9) في خلافة معاوية بن أبي سفيان، و هو ابن خمس و سبعين (10)سنة، و له بقية و عقب ببيت المقدس، و كانت له عبادة و اجتهاد في العلم.

روى عن كعب الأحبار.

أنبأنا أبو محمد عبد اللّه بن علي، و أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنبأ أبو محمد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، أنبأ أحمد بن علي بن الحسن، أنبأ أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم.

قال: و من الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عامر بن عمرو ثم من بني النجار، و هو تيم اللّه بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج شداد بن أوس بن ثابت، و هو ابن أخي حسان بنن.

ص: 405


1- مهملة بدون إعجام الزاي بالأصل.
2- بالأصل:«فراتكين» خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ كثيرا.
3- بياض بالأصل.
4- بياض بالأصل، و ما بين معكوفتين زيادة منا قياسا إلى سند مماثل.
5- بالأصل: عمرو، خطأ.
6- غير مقروءة بالأصل، و الصواب ما أثبت قياسا إلى أسانيد مماثلة، و انظر ترجمته في سير الأعلام 409/16.
7- طبقات ابن سعد 401/7.
8- قوله:«المنذر بن حرام بن عمرو» مكرر بالأصل، و ذكر مرة واحدة في ابن سعد.
9- كذا بالأصل و في ابن سعد: و خمسين.
10- في ابن سعد: و تسعين.

ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار، و كان أوس بن ثابت شهد بدرا و استشهد يوم أحد، و توفي شداد بن أوس بالشام سنة ثمان و خمسين فيما يقال، له أحاديث.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأ أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين الصيرفي، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنبأ عبد الوهاب بن محمد - زاد ابن خيرون و محمد بن الحسن الأصبهاني قالا: أنبأ أحمد بن عبدان، أنبأ محمد بن سهل، أنبأ محمد بن إسماعيل (1) قال: شداد بن أوس بن ثابت أبو يعلى بن أخي حسان بن ثابت النجاري الأنصاري (2)[له] (3)صحبة.

و قال بعضهم: شهد بدرا، و لم يصح، نزل الشام.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل (4)،أنبأ أبو القاسم بن منده، أنبأ أبو علي إجازة.

قال: و أنبأ أبو طاهر بن مسلمة، أنبأ علي بن محمد قالا: أنبأ أبو محمد بن أبي حاتم (5)،قال: شداد بن أوس بن ثابت بن المنذر بن حرام أحد بني حديلة (6)،و هم بنوا عمرو بن مالك النجار أبو يعلى بن أخي حسان بن ثابت الأنصاري النجاري نزل الشام تحول إلى فلسطين، مات بها سنة ثمان و خمسين، و هو ابن خمس و سبعين، له صحبة.

روى عنه ابنه يعلى بن شداد، و أبو الأشعث الصنعاني، و ضمرة بن حبيب، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس، أنبأ أحمد بن منصور بن خلف، أنبأ أبوه.

ص: 406


1- التاريخ الكبير 224/4.
2- قوله الأنصاري سقطت من البخاري.
3- زيادة عن البخاري.
4- بالأصل: الحلال بالحاء المهملة، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ كثيرا.
5- الجرح و التعديل 328/4.
6- بالأصل جديلة بالجيم، و المثبت عن الجرح و التعديل، و ضبطت بالتصغير عن المشتبه.

سعيد بن حمدون [أنا] (1) مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو يعلى شداد بن أوس بن ثابت بن أخي حسان (2)،له صحبة.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، ثنا عبد العزيز الكتاني، أنبأ أبو القاسم تمام بن محمد (3)،أنبأ أبو عبد اللّه جعفر بن محمد، ثنا أبو زرعة قال: شداد بن أوس بن أخي حسان بن ثابت، يكنى أبا يعلى، نزل بيت المقدس.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأ أبو نصر الوائلي، أنبأ الخصيب بن عبد اللّه، أنا (4) عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو يعلى شداد بن أوس بن ثابت بن أخي حسان بن ثابت.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد، أنبأ هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنبأ أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل، ثنا أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد (5) قال: سمعت عبد اللّه بن أحمد بن حنبل عن أبيه. قال:

شداد بن أوس كنيته أبو يعلى، قال أبو بشر: أبو يعلى شداد بن أوس.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي (6)،أنبأ أبو بكر الصّفار، أنبأ أبو بكر الحافظ ، أنا [أبو] أحمد الحافظ قال: أبو يعلى شداد بن أوس ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار الخزرجي النجاري الأنصاري بن أخي حسان بن ثابت و أمه صريمة من بني عدي بن النجار، له صحبة من النبي صلى اللّه عليه و سلم، و يقال: شهد بدرا، و لا يصح ذلك، كان له خمسة أولاد: يعلى، و محمّد، و عبد الوهّاب، و المنذر، و أختهم الخزرج، نزل بيت المقدس من الشام، و في أهلها عداده، مات سنة أربع و خمسين.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأ شجاع بن علي، أنبأ أبو عبد اللّه بنأ.

ص: 407


1- بياض بالأصل مقدار كلمة. و ما بين معكوفتين زيادة لازمة قياسا إلى سند مماثل. و بعدها ورد بالأصل «محمد» خطأ و الصواب ما أثبت «مكي».
2- بياض بالأصل مقداره كلمتان.
3- بالأصل «أحمد» خطأ و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 289/17.
4- بالأصل «بن» خطأ، و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
5- غير واضحة بالأصل، مطموسة، و الصواب ما أثبت، و هو أبو بشر الدولابي.
6- بالأصل: يعلى، خطأ.

منده قال: شداد بن أوس بن ثابت بن المنذر بن حرام أخو بني خويلد، و هم بنو عمرو بن مالك بن النجار، شهد بدرا، قاله موسى بن عقبة، يكنى أبا يعلى.

روى عنه محمود بن الربيع، و أبو الأشعث الصنعاني، توفي بفلسطين سنة ثمان و خمسين و هو ابن خمس و سبعين سنة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ أبو الفضل محمد بن طاهر، أنبأ مسعود بن ناصر، أنبأ عبد الملك بن الحسن، أنبأ أحمد بن محمد الكلاباذي قال: شداد بن أوس بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار أبو يعلى بن أخي حسان بن ثابت الأنصاري النجاري الخزرجي المديني، نزل الشام، و قال بعضهم: شهد بدرا و لم يصح، سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم.

روى عنه بشير بن كعب في الدعوات حديث سيد الاستغفار، قال الواقدي: مات بفلسطين سنة ثمان و خمسين و هو ابن خمس و سبعين سنة، و قال ابن سعد: قال الهيثم:

توفي في آخر خلافة معاوية.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنبأ أبو نعيم بن يونس بن محمد، أنبأ أبو محمد عبد العزيز بن أحمد - إجازة - أنبأ أبو بكر محمّد بن أحمد الواسطي الخطيب، ثنا عمر بن الفضل بن مهاجر، ثنا أبي، ثنا الوليد بن حمّاد، ثنا أبو نعيم بن محمد بن يوسف، ثنا محمد بن عبد الرحمن قال: سمعت أبي يحدث عن جده شداد بن أوس قال: لما دنت وفاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قام شداد بن أوس ثم جلس، ثم قام ثم جلس، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«ما قلقك يا شداد؟» فقال: يا رسول اللّه ضاقت بي الأرض، فقال:«ألا إن الشام إن شاء اللّه و بيت المقدس ستفتح إن شاء اللّه، و تكون أنت و ولدك من بعدك أئمة بها إن شاء اللّه» (1)[4974].

أخبرناه عاليا أبو علي الحسن بن أحمد و غيره في كتبهم، قالوا: أنبأ أبو بكر بن ريذة (2)،ثنا سليمان بن أحمد (3)،ثنا علي بن سعيد الرازي، ثنا محمد بن مسلم بن).

ص: 408


1- كتبت فوق الكلام بالأصل.
2- بالأصل: ربده، خطأ و الصواب ما أثبت و ضبط و قد مرّ كثرا.
3- المعجم الكبير للطبراني 289/7 ح(7162).

واره، ثنا محمد بن عبد الرحمن بن شداد بن محمد بن شداد قال: سمعت أبي يذكر عن أبيه، عن جده، عن شداد بن أوس أنه كان عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو يجود بنفسه فقال:

«ما لك يا شداد؟» قال: ضاقت بي الدنيا، فقال:«ليس عليك إنّ الشام تفتح و يفتح بيت المقدس، فتكون أنت و ولدك أئمة فيهم إن شاء اللّه»[4975].

أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي، أنبأ أبو بكر الصفار، أنبأ أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أنبأ أحمد بن عمير، حدّثني أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الوهاب - و هو ابن محمد بن عمرو بن محمد بن شداد بن أوس الأنصاري صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - حدّثني أبي عن أبيه، عن جده قال:

كانت كنية شداد أبو يعلى، و كانت له خمسة أولاد أربع بنين و بنت و كان أكبرهم يعلى، ثم محمد، و عبد الوهاب، و المنذر فمات شداد و عبد الوهاب و المنذر صغيرين، و لم يعقب يعلى و أعقبوا كلهم، و كانت البنت اسمها خزرج، تزوجت في الأزد، و توفي شداد سنة أربع و ستين، و نشأ لابنته خزرج نسل إلى سنة ثلاثين و مائة، و كانت الرجفة التي كانت بالشام سنة ثلاثين و مائة، و كان فيها خروج أبي مسلم و زوال أمر بني أمية، فرجفت (1) الشام و كان أكثر ذلك ببيت المقدس ففني (2) كثير ممن كان فيها من الأنصار و غيرهم (3) و وقع المنزل الذي كان فيه محمد بن شداد على كلّ من كان فيه من أهله و ولده ففنوا جميعا، و سلم محمد قد ذهبت رجله تحت الردم، فعمّر بعد ذلك إلى قدوم المهدي، و كانت النعل (4) زوج (5) خلّفها شداد عند ولده فصارت إلى محمد بن شداد، فلما أن رأت أخته خزرج ما نزل به و بأهله، و أنه لم يبق منهم أحد جاءت فأخذت فرد النعلين و قالت: يا أخي، ليس لك نسل و قد رزقت ولدا و هذه مكرمة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أحب أن تشرك فيها ولدي، فأخذتها منه.

و كان ذلك في أوان الرجفة، فمكثت النعل عندها حتى أدرك أولادها، فلما أن صار المهدي إلى بيت المقدس أتوه بها و عرّفوه نسبها من شداد فعرف ذلك، و قبل النعلا.

ص: 409


1- بالأصل: فرجعت، خطأ و الصواب ما أثبت باعتبار سياق العبارة و انظر مختصر ابن منظور 278/10.
2- رسمها مضطرب بالأصل و تقرأ «ففي» و المثبت عن سير الأعلام 463/2.
3- بالأصل: و ميرهم، خطأ.
4- أي نعل النبي صلى اللّه عليه و سلم.
5- كذا بالأصل و صوابه: زوجا.

منهما، و أجاز كل واحد منهما بألف دينار، و أمر لكل واحد منهما بضيعة، و كتب كل واحد منهما في مائة من العطاء، ثم بعث إلى محمد بن شداد فأتي به فحمل على أيدي الرجال للزمانة (1) التي كانت به أصابته من الرجفة فسأله عن خبر النعل فصدق مقالة الرجلين فيها، و قال له المهدي: ائتني بالأخرى، فبكا محمد بن شداد و استرحمه و ناشده بقرابته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و قال: إن الأمر قد فرت مني قلا تفجعني بها و لا تسلبني مكرمة اختصّنا بها ابن عمك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نبي الرحمة، فرّق المهدي للشيخ و أقرّها على حالتها فأخبرني من أدركت من مشايخ الأنصار من ولد شداد و غيره أن الرجلين هلكا و هلك ما كان لهما و لم يعقبا (2).

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنبأ أبو نعيم (3)،ثنا أبي، و أبو محمد بن حيّان (4) قالا: نا إبراهيم بن محمّد بن الحسن، ثنا أبو حميد الحمصي أحمد بن محمّد بن سيار، ثنا شريح بن يزيد الحضرمي أبو حيّوية، ثنا معان بن رفاعة، عن أبي يزيد الغوني (5) عن من حدّثه، عن أبي الدرداء أنه كان يقول: لكلّ أمة فقيها، و إن فقيه هذه الأمة شدّاد بن أوس.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقند [ي]، أنبأ أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه بن عمر، أنا أبو الحسين بن بشران، أنبأ عثمان بن أحمد، ثنا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، ثنا سفيان قال: قال أبو الدرداء: منهم من أوتي علما و لم يؤت حلما و إن شداد بن أوس أوتي علما و حكما (6).

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن الفضل، و أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم، قالا: أنبأ علي بن محمد بن علي، أنبأ محمد بن عبد اللّه بن محمد، أنبأ محمد بن عبد الرحمن بن محمد الدغولي (7)،ثنا أبو بكر بن أبي خيثمة، ثنا نصر بن المغيرة،ب.

ص: 410


1- الزمانة: العاهة المزمنة.
2- نقله الذهبي في سير الأعلام 462/2-463 من طريق ابن جوصا.
3- الخبر في حلية الأولياء 265/1 و نقله الذهبي في سير الأعلام 463/2.
4- بالأصل حبان بالباء الموحدة و المثبت عن الحلية.
5- كذا، و في الحلية و سير الأعلام: الغوثي.
6- كذا، و في سير الأعلام 464/2 و حلية الأولياء 264/1 «حلما».
7- بالأصل الدعولي بالعين المهملة، و الصواب ما أثبت و ضبط عن الأنساب.

قال: قال سفيان: قال عبادة: من الناس من أتى علما و لم يؤت حكما (1)،و منهم من أوتي حكما (2) و لم يؤت علما، و إنّ شداد بن أوس من الذين أوتوا العلم و الحلم.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، ثنا عبد العزيز الكتاني، أنبأ أبو القاسم البجلي، أنا أبو عبد اللّه الكندي، أنا أبو زرعة، حدّثنا أبو مسهر، ثنا سعيد بن عبد العزيز قال:

فضّل شداد بن أوس الأنصاري بخصلتين: ببيان إذا نطق، و بكظم إذا غضب (3).

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأ أبو بكر البيهقي، أنبأ محمد بن عبد اللّه الضبّي، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا أبو الحسن محمد بن سنان القرار، ثنا عمر بن يونس بن القاسم اليمامي، ثنا عكرمة بن عمّار قال: سمعت شدادا أبا عمّار يحدّث عن شداد بن أوس، و كان بدريا عن محمد صلى اللّه عليه و سلم فذكر حديثا (4).

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنبأ الحسن بن علي، أنبأ أبو عمر بن حيّوية، أنبأ أحمد بن معروف، ثنا الحسين بن محمد الفقيه، نا محمد بن سعد قال:

أخبرني من سمع ثور بن يزيد بجير بن خالد بن سعدان (5) قال: لم يبق من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم بالشام كان أوثق، و لا أفقه، و لا أرضا من عبادة بن الصامت و شداد بن أوس.

أنبأنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنبأ الأحوص (6) بن المفضل، ثنا أبي قال: زهاد الأنصار ثلاثة: أبو الدرداء، و شداد بن أوس، و عمير بن سعد، و قد كان عمر بن الخطاب ولاّه حمص (7).

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر بن الطبري، و كان الحسين محمد بن عبد الواحد، أنبأ أبو بكر محمد بن إسماعيل، ثنا يحيى بن محمد بن صاعد، ثنا الحسن بن عرفة، ثنا عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية قال: كان شداد بن أوس في سفر، فقال لغلامه: ائتنا بالسفرة نصيب بها فأنكرت عليه فقال: ما تكلمت بكلمة منذ أسلمت إلاّ و أنا أحفظها.2.

ص: 411


1- كذا.
2- كذا.
3- الإصابة 139/2، و نقله الذهبي في سير الأعلام 464/2 من طريق سعيد بن عبد العزيز.
4- سير الأعلام 464/2 و بالأصل: شداد أنا عمار خطأ و الصواب ما أثبت «أبا» عن سير الأعلام.
5- كذا بالأصل، و لعل الصواب:«يخبر عن خالد بن معدان»، كما يفهم من عبارة سير الأعلام 464/2.
6- بالأصل: الأخوص خطأ و الصواب بالحاء المهملة.
7- سير الأعلام 465/2.

كذا قال و ازمها غير كلمتي هذه فلا تحفظوها علي.

قال: و ثنا الحسين بن الحسن المروزي، ثنا عبد اللّه بن المبارك، أنبأ الأوزاعي، عن حسان بن عطية قال: بلغني أن شداد بن أوس نزل منزلا فقال: ائتوني بالسفرة نصب بها، فأنكرت منه، فقال: ما تكلمت بكلمة منذ أسلمت إلا و أنا أحفظها ثم أزمها غير هذه فلا تحفظوها علي.

أخبرنا أبو غالب البنا، أنبأ أبو محمد الجوهري، أنبأ أبو عمر بن حيّوية، أنبأ يحيى بن محمد، أنبأ الحسين بن الحسن، أنبأ عبد اللّه بن المبارك، ثنا الأوزاعي، عن حسان بن عطية فذكر مثله.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن الفضل، و أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم قال: أنبأ محمد بن علي بن محمد الخشاب (1)،أنبأ أبو بكر الجوزقي (2)،أنبأ محمد بن عبد الرحمن بن محمد الدغولي (3)،ثنا محمد بن الليث، أنبأ أبي عثمان، أنبأ عبد اللّه، أنبأ السري بن يحيى، عن ثابت البناني قال: قال شداد بن أوس لغلامه:

ائتنا بسفرة نصب بها ببعض ما فيها، فقال له من أصحابه: ما سمعتك أي منك هذه الكلمة منذ صاحبتك أرى أن تكون فيها شيء من هذه قال: صدقت، ما تكلمت بكلمة منذ تابعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلاّ أزمّها فاخطمها غير هذه، و أيم اللّه لا يذهب مني هكذا فجعل يسبّح و يكبّر و يهلل و يحمد اللّه عز و جل (4).

قرأت على أبي القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، عن أبي الفرج سهل بن بشر بن أحمد، أنبأ أبو الحسين علي بن بشير بن أحمد بن الحسن الخلال بمصر، أنبأ أبو محمد الحسن بن رشيق، ثنا أبو شيبة داود بن إبراهيم - إملاء - حدّثني علي بن عبد اللّه المديني، ثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن رجل، عن مطرّف بن عبد اللّه بن الشّخّير، عن رجل من أهل بلقين قال:- و أحسبه من بني مجاشع - قال: انطلقنا نؤم البيت فلما6.

ص: 412


1- بالأصل: الحساب، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 150/18.
2- بالأصل:«الحورقي» و الصواب ما أثبت، و اسمه محمد بن عبد اللّه بن محمد بن زكريا، أبو بكر الشيباني الجوزقي، ترجمته في سير الأعلام 493/16.
3- بالأصل الدعولي بالعين المهملة، و الصواب ما أثبت و ضبط عن الأنساب.
4- انظر حلية الأولياء 265/1 و 266.

علونا في الأرض إذا نحن بأخبية مثبوتة و إذا فيها بفسطاط (1) فقلت لصاحبي: عليك بصاحب الفسطاط (2) فإنه سيد القوم، فلما انتهينا إلى باب الفسطاط فسلّمنا، فردّ السلام، ثم خرج إلينا شيخ، فلما رأيناه هبناه مهابة لم نهبها ولدا قط و لا سلطانا، فقال:

ما أنتما؟ قلنا: فئة نؤم البيت، قال: و أنا قد حدثتني نفسي بذاك، و لا أراني إلاّ سأصحبكم، ثم نادى للرجال، فخرج إليه من تلك الأخبية شباب يدقون إليه كما تدق النسور فجمعهم ثم خطبهم، و قال: إني تذكرت بيت ربي، و لا أراني إلاّ زائره، فجعلوا ينتحبون عليه بكاء، فالتفتّ إلى شابّ منهم فالتفت إليّ و قال: لا تعرفه ؟ قلت: لا، قال: هذا شداد بن أوس صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، كان أميرا فلما أن قتل عثمان اعتزلهم، قال: ثم دعا لنا بسويق له عريض فجعل يبس (3) لنا و يطعمنا و يسقينا، فلما حضر خروجه خرجنا معه، فلما علونا في الأرض قال لغلام له: يا غلام اصنع لنا طعاما ما نقطع عنا الجوع بصغره، كلمة قالها ما تمالكنا أن ضحكنا، فالتفت قرآنا فقال: ما لي أراكم إلاّ صغار فكما قلنا: يرحمك اللّه، إنك كنت لا تكاد أن تتكلم فلما تكلمت لا نتمالك أن ضحكنا، و إنا نغيضك يرحمك اللّه. قال: و ما أراني إلاّ مفارقكم و إن كسوتكما من ثياب أبليتموها، و إن زودتكم من زادي أفنيتموه و لكن أزودكم حديثا كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم تعلمناه في السفر و الحضر، فأملى علينا فكتبناه، بسم اللّه الرحمن الرحيم، اللّهم إني أسألك الثبات (4) في الأمر، و أسألك عزمة (5) الرشد، و أسألك من خير ما تعلم، و أعوذ بك من شر ما تعلم، و استغفرك لما تعلم إنك علاّم الغيوب. قال شداد: و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«إذا أخذ أحدكم مضجعه فليقرأ بأمّ الكتاب و سورة (6)،فإن اللّه يوكل به ملكا يهبّ معه إذا هبّ » قال شداد بن أوس: قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«يا شداد بن أوس إذا رأيت الناس يكنزون الذهب و الفضة فاكنز هؤلاء الكلمات»،ل.

ص: 413


1- بالأصل بالقاف خطأ.
2- بالأصل بالقاف خطأ.
3- إعجامها مضطرب بالأصل و الصواب ما أثبت، يقال: بسّ السويق و الدقيق يبسّه بسّا، خلطه بسمن أو زيت.
4- في حلية الأولياء 265/1 التثبت في الأمر.
5- في سير الأعلام 465/2 و حلية الأولياء 265/1: عزيمة الرشد.
6- كذا بالأصل.

ثم قال أبو شيبة: فأنا قد كنزت هذا الكلام في قلبي منذ ثمانين سنة[4976].

أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأ أبو نعيم الحافظ (1)،ثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا أبو شعيب الحرّاني، ثنا جدي، ثنا موسى بن أعين، عن بكر بن خنيس، عن عطاء بن عجلان، عن خالد بن محمود بن الربيع، عن عبادة بن نسيّ قال:

مربي شداد بن أوس، فأخذ بيدي فانطلق بي إلى منزله ثم جلس يبكي حتى بكيت لبكائه فلما سري عنه قال: ما يبكيك ؟ قلت: رأيتك تبكي فبكيت، قال: إني ذكرت حديثا سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«إني (2) أخوف ما أتخوف (3) على أمتي الشرك، و الشهوة الخفية»[4977].

أخبرنا أبو الأعز (4) قراتكين (5) بن الأسعد، أنبأ أبو محمد الجوهري، أنبأ أبو بكر أحمد بن محمد بن الفضل بن الجراح (6)،نا أبو جعفر أحمد بن عبد اللّه بن السري بن البزار، ثنا أبو سعيد عبد اللّه بن سعيد بن الحسن بن عدي الكندي، ثنا أبو خالد، عن ابن عجلان، عن رجاء بن حيوة الكندي، عن محمود بن الربيع قال:

خرجت مع شداد بن أوس إلى السوق ثم رجع فاستلقى على فراشه فبكى بكاء ليس بالتبكي، ثم قال: ألا يا بغايا العرب، يا بغايا العرب، ألا لا يعد الإسلام و أهله، إن أخوف ما أخاف على هذه الأمة الشرك و الشهوة الخفية، قال: ثم جلس فقلت: لقد رأيتك فعلت شيئا ما رأيت فعلت قبله مثله، قلت: أ تخاف علينا الشرك و قد هدانا اللّه إلى الإسلام، قال: فضرب بيده عليّ ثم قال: ثكلتك أمك يا محمود، أ و ما كان الشرك إلاّ أن تجعل مع اللّه إلها آخر (7).

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر بن الطبر الجريري، أنبأ أبو الحسن0.

ص: 414


1- الخبر في حلية الأولياء 268/1.
2- في الحلية: إن.
3- في الحلية: أخاف.
4- تقرأ بالأصل: الأغر، خطأ و الصواب بالزاي.
5- بالأصل: فراتكين، و الصواب بالقاف.
6- كذا.
7- انظر حلية الأولياء 269/1-270.

محمد بن عبد الواحد، أنبأ أبو بكر محمد بن إسماعيل، ثنا محمد بن محمد بن صاعد، ثنا يوسف بن موسى القطان، ثنا خلف بن الوليد، نا أبو معشر، عن محمد بن عبد اللّه البصري:

إن شداد بن أوس شيّع رجالا غزوا في سبيل اللّه فقالوا: يا أبا يعلى أنزل كل معنا، قال: لو كنت أكلت الطعام قبل أن أعلم (1) من أين أصله منذ بايعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لأكلت معكم.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنبأ أبو الحسين عبد الرحمن بن الحسين بن الحنائي، ثنا عبد العزيز الكتاني.

ح و أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم قال: ثنا عبد العزيز، أنبأ أبو محمّد بن أبي نصر، أنا زهير بن عباد الرواسي الكلابي، ثنا الصلت بن حكيم، عن أبي فضالة، عن أسد بن وداعة قال:

كان شداد بن أوس إذا أخذ مضجعه من الليل كان كالحبّة على المقلى فيقول:

اللّهم إنّ النار قد حالت بيني و بين النوم، ثم يقوم فلا يقوم فلا يزال يصلي حتى يصبح (2).أبو فضالة هذا هو الفرج بن فضالة.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأ أبو نعيم الحافظ (3)،ثنا إبراهيم بن عبد اللّه، ثنا محمّد بن إسحاق، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الفرج بن فضالة، عن أسد بن وداعة، عن شداد بن أوس الأنصاري:

أنه كان إذا دخل الفراش يتقلب (4) على فراشه لا يأتيه النوم، فيقول: اللّهمّ إنّ النار أذهبت مني النوم، فيقوم فيصلي حتى يصبح.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي (5)،أنبأ الحسن بن علي، أنبأ أبو عمر بن حيّوية، أنبأ أحمد بن معروف بن بشر، نا الحسين بن الفهم، ثنا محمّد بن سعد، أنبأل.

ص: 415


1- بالأصل:«أن أر أعلم» حذفنا «أر» فهي مقحمة.
2- نقله ابن الأثير في أسد الغابة 355/2 من طريق أسد بن وداعة.
3- الخبر في حلية الأولياء 264/1 و نقله الذهبي في سير الأعلام 466/2 من طريق قتيبة.
4- عن الحلية و سير الأعلام و بالأصل: ينقلب.
5- بالأصل: عبيد الثاني، خطأ و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.

يزيد بن هارون، أنبأ فرج بن فضالة، عن أسد بن وداعة قال:

كان شداد بن أوس إذا أوى إلى فراشه كان كأنه حبّة على مقلى فيقول: اللّهم إن النار قد أسهرتني، ثم يقوم إلى الصّلاة.

قال: و نا محمّد بن سعد، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا سلاّم بن مسكين، ثنا قتادة:

أن شداد بن أوس خطب الناس فحمد اللّه و أثنى عليه و قال: يا أيها الناس ألا إن الدنيا أجل حاضر، يأكل منها البر و الفاجر، ألا و إن الآخرة أجل متأخر يقضي فيها ملك قادر، ألا إن الخبر كله بحذافيره في الجنة، ألا و إن الشر في النار، و اعلموا أنه من يعلم مثقال ذرة خيرا يره، و من يعمل مثقال ذرة شرا يره (1).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأ أبو عمرو بن منده، أنبأ الحسن بن محمّد بن أحمد، أنبأ أبو الحسن اللبناني، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد - هو ابن الحسين - ثنا داود بن مهران، ثنا حفص بن سليمان المقرئ، عن أبي رجاء الشامي، عن شداد بن أوس قال:

الموت أقطع هول في الدنيا و الآخرة على المؤمن، و الموت أشد من نشر بالمناشير، و قرض بالمقاريض و غلي في القدور، و لو أنّ الميت نشر فأخبر أهل الدنيا بألم الموت ما انتفعوا بعيش و لا لذو بنوم.

قال و نا ابن أبي الدنيا، أخبرني محمّد بن صالح، عن علي بن محمّد، عن جويرية (2) بن أسماء قال: قال معاوية لشداد بن أوس: يا شداد أنا أفضل أم علي ؟ و أينا أحب إليك ؟ قال: علي أقدم هجرة و أكثر مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى الخير سابقة، و أشجع منك نفسا، و أسلم منك قلبا، و أما الحب فقد مضى عليّ و أنت اليوم عند الناس أرجى منه.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأ أبو الحسين الآبنوسي، أنبأ أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن بن جوصا (3)-إجازة - ح.ه.

ص: 416


1- الخبر في حلية الأولياء 264/1 و نقله الذهبي في سير الأعلام 466/2.
2- بالأصل: جويرة، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 317/7.
3- بالأصل: حوصا، بالحاء المهملة، خطأ، و الصواب بالجيم، و قد مضى التعريف به.

و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنبأ أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأ أبو الحسن الرّبعي، أنبأ أبو الحسين الكلابي، أنا أبو الحسن - قراءة-:

قال سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: و شداد بن أوس بن أخي حسان بن ثابت يكنى أبا يعلى، توفي ببيت المقدس.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد قالا: أنبأ أبو نعيم الأصبهاني، ثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمّد بن إسحاق، أخبرني أبو يونس، نا أبو نعيم بن المنذر قال:

مات شداد بن أوس بن المنذر بن ثابت بن حرام - و يكنى أبا يعلى - فنزل شداد بفلسطين، و مات سنة ثمان و خمسين و هو ابن خمس و سبعين.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنبأ محمّد بن علي بن أحمد، أنبأ أحمد بن إسحاق، ثنا أحمد بن عمران، ثنا موسى بن زكريا، ثنا خليفة بن خياط ، قال: و فيها - يعني سنة ثمان و خمسين - مات شداد بن أوس الأنصاري، و يقال: مات في آخر خلافة معاوية (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو القاسم بن البسري (2)،أنبأ أبو طاهر المخلص - إجازة - ثنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم، قال: سنة ثمان و خمسين فيها مات شداد بن أوس الأنصاري، و كان ينزل فلسطين.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأ أبو عمرو بن منده، أنبأ الحسن بن محمّد بن يوسف، أنبأ أحمد بن محمّد بن عمر، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا (3)،أنا ابن سعد، قال شداد بن أوس بن ثابت بن منذر، أحد بني حديلة و هم بنو عمرو بن مالك بن النجار - و يكنى أبا يعلى - و هو ابن أخي حسان بن ثابت قال محمّد بن عمر: تحول إلى فلسطين، و مات بها سنة ثمان و خمسين و هو ابن خمس و سبعين سنة. قال الهيثم: توفي آخر خلافة معاوية بالشام.د.

ص: 417


1- لم يذكره خليفة في تاريخه في وفيات سنة 58، و ذكر في حوادث سنة 59 و فيها قال: و مات في آخر ولاية معاوية، و ذكر ناسا ثم قال: و شداد بن أوس، و يقال مات سنة إحدى و أربعين.
2- بالأصل: السري، خطأ و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
3- الخبر برواية ابن أبي الدنيا سقط من الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسين، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنبأ محمّد بن القاسم بن جعفر، ثنا أبو بكر بن أبي خيثمة قال: و بلغني أن شداد بن أوس توفي سنة ثمان و خمسين في خلافة معاوية و هو ابن خمس و سبعين سنة.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأ مكي بن محمّد، أنبأ أبو سليمان الربعي قال: قال محمّد بن سعد: شداد بن أوس بن ثابت بن منذر بن حرام تحول إلى فلسطين، و مات بها سنة ثمان و خمسين - و هو ابن خمس و سبعين سنة-.

2709 - شدّاد بن خالد الباهلي

من وجوه أهل خراسان، وفد على هشام بن عبد الملك، و شكا إليه أشرس (1) بن عبد اللّه السلمي أمير خراسان فعزله و استعمل الجنيد بن عبد الرّحمن المرّي. له ذكر في تاريخ أبي جعفر الطبري (2).

2710 - شدّاد بن عبد اللّه

أبو عمّار القرشي الأموي مولاهم (3)

صحب أنس بن مالك، و روى عن أبي هريرة، و واثلة بن الأسقع، و أبي أمامة الباهلي، و عوف بن مالك الأشجعي، و شداد بن أوس، و أبي أسماء الرحبي، و عطاء بن أبي رباح، و عبد اللّه بن فروخ.

روى عنه الأوزاعي، و يحيى بن أبي كثير، و سلمة بن عمرو القاضي، و كلثوم بن زياد المحاربي، و عكرمة بن عمّار، و النهاس بن قهم (4)،و عوف الأعرابي (5).

ص: 418


1- عن الطبري ط بيروت 137/4 حوادث سنة 111 و بالأصل: أسوس.
2- ورد ذكر شداد في تاريخ الطبري في حوادث سنة 111 تحت عنوان: ذكر السبب الذي من أجله عزل هشام أشرس عن خراسان و استعماله الجنيد.
3- ترجمته في تهذيب التهذيب 485/2 و تقريب التهذيب، و الكاشف للذهبي.
4- النهاس بتشديد الهاء ثم مهملة. و قهم بفتح القاف و سكون الهاء عن تقريب التهذيب، و بالأصل نهم.
5- بالأصل: الأوزاعي، و المثبت عن تهذيب التهذيب. و كرر بعده بالأصل: يحيى بن أبي كثير و سلمة بن عمرو القاضي و كلثوم بن زياد المحاربي.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، و أبو الحسن عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد البيهقي قالوا: أنا أبو يعلى إسحاق بن عبد الرّحمن بن أحمد الصابوني، أنبأ أبو سعيد عبد اللّه بن محمّد بن عبد الوهاب القرشي الرّازي، قدم علينا نيسابور، أنبأ محمّد بن أيوب الصريسي (1) الرازي، أنبأ أبو الوليد الطيالسي، ثنا عكرمة بن عمّار، ثنا شداد - أبو عمّار - حدّثني أبو أمامة قال:

بينما أنا قاعد مع النبي صلى اللّه عليه و سلم إذ جاءه رجل فقال: يا رسول اللّه إني أصبت حدا فأقمه عليّ ، فسكت عنه النبي صلى اللّه عليه و سلم، ثم أعاد فقال: يا رسول اللّه إني أصبت حدا فأقمه عليّ ، فسكت عنه النبي صلى اللّه عليه و سلم، ثم أعاد فقال: يا رسول اللّه إني أصبت حدا فأقمه عليّ ، فأقيمت الصّلاة فلم يردّ عليه شيئا حتى صلّى النبي صلى اللّه عليه و سلم ثم انصرف، قال شداد: فحدّثني أبو أمامة قال: إني مع النبي صلى اللّه عليه و سلم و الرجل يتبع و يقول: إني أصبت حدا فأقمه عليّ ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«أ رأيت حين خرجت من بيتك أ ليس توضأت فأحسنت الوضوء؟» قال: بلى يا رسول اللّه، قال:«قال اللّه عزّ و جلّ : قد غفر لك حدّك - أو قال: غفر لك ذنبك-» [4978].

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنبأ أبو سعيد الحسن بن جعفر بن محمّد بن الوضاح، أنبأ أبو شعيب عبد اللّه بن الحسن بن أحمد الحراني، ثنا يحيى بن عبد اللّه البابلتّي (2)،ثنا الأوزاعي، نا أبو عمّار، حدّثني ثوبان مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا أراد أن ينصرف من صلاته استغفر ثلاث مرات، ثم قال:«اللّهمّ أنت السّلام و منك السّلام تباركت و تعاليت يا ذا الجلال و الإكرام»[4979].

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، و علي بن مسلّم الفقيهان، قالا: أنا أبو العباس أحمد بن منصور المالكي، أنبأ أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان، أنبأ خيثمة بن سليمان، أنا العبّاس، أخبرني أبي، أنا الأوزاعي، حدّثني شداد - أبو عمّار - حدّثني أبو أمامة أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«لا يلبس الحرير في الدنيا إلاّ من لا0.

ص: 419


1- كذا رسمها بالأصل.
2- مهملة بالأصل بدون نقط و الصواب ما أثبت و ضبط ، ترجمته في سير الأعلام 318/10.

خلاق (1) له في الآخرة»[4980].

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأ أبو طاهر أحمد بن عبد الملك، أنبأ أبو الحسن بن السقاء، ثنا محمّد بن يعقوب، ثنا عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: شداد الذي روى عنه عكرمة بن عمّار، و عوف، و الأوزاعي هو واحد: هو شداد أبو عمّار.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنبأ أحمد بن الحسن بن أحمد - زاد البركات: و أبو الفضل بن خيرون قالا: أنبأ أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنبأ محمّد بن أحمد بن إسحاق، ثنا أبو حفص الأهوازي، ثنا خليفة بن خياط (2) قال في الطبقة الثانية من أهل الشامات: شداد بن عبد اللّه أبو عمّار.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنبأ أبو محمّد الحسن بن علي، أنبأ أبو الحسن بن لؤلؤ، أنبأ محمّد بن الحسين بن شهريار، ثنا أبو حفص الفلاّس (3)،قال:

شداد أبو عمّار هو شداد بن عبد اللّه.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأ محمّد بن أحمد بن الآبنوسي (4)،ثنا عبد اللّه بن عتّاب، أنبأ أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنبأ الحسن بن أحمد، أنا أبو الحسن علي بن الحسن، أنبأ عبد الوهاب بن الحسن، أنبأ أحمد بن عمير (5)-قراءة - قال:

سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: شداد بن عبد اللّه أبو عمّار دمشقي، سمع منه الأوزاعي باليمامة.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و أبو الحسن الأصبهاني قالا:- أنبأ أحمد بن عبدان، أنبأ محمّد بنل.

ص: 420


1- الخلاق بالفتح الحظ و النصيب (النهاية: خلق).
2- طبقات خليفة بن خياط ص 567 رقم 2935 و بالأصل:«السد مات» بدل «الشامات».
3- بالأصل القلاس بالقاف خطأ و الصواب ما أثبت بالفاء انظر ترجمته في سير الأعلام 470/11 و اسمه عمرو بن علي بن بحر بن كنيز.
4- بالأصل: الاسوسي، خطأ و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
5- بالأصل «عمر» و الصواب ما أثبت، قياسا إلى سند مماثل.

سهل، أنبأ محمّد بن إسماعيل (1) قال: شداد بن عبد اللّه أبو عمّار مولى معاوية بن أبي سفيان القرشي الأموي الدمشقي عن أبي (2) أمامة، و واثلة بن الأسقع.

روى عنه الأوزاعي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنبأ أبو منصور علي بن الحسن، ثنا أحمد بن الحسين، ثنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن، ثنا محمّد بن إسماعيل قال:

و شداد بن عبد اللّه أبو عمّار مولى معاوية بن أبي سفيان القرشي الأموي الدمشقي عن أبي أمامة، و واثلة، روى عنه الأوزاعي. قال لي (3) أحمد بن ثابت: ثنا النضر، عن عكرمة، عن شدّاد: صحبت أنس و هو وافد إلى عبد الملك بن مروان فكان يصلّي على بعيره.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنبأ أبو القاسم بن منده، أنبأ أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن (4)[محمّد] (5)،أنبأ أبو محمّد بن أبي حاتم (6) قال: شداد بن عبد اللّه أبو عمّار الدمشقي مولى معاوية بن أبي سفيان، روى عن أبي أمامة، و واثلة بن الأسقع، روى عنه الأوزاعي، و عكرمة بن عمّار، سمعت أبي يقول ذلك. قال أبو محمّد: روى عنه يحيى بن أبي كثير.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنبأ أحمد بن منصور بن خلف، أنبأ أبو سعيد بن حمدون، أنبأ مكي بن عبدان التميمي قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول:

أبو عمّار شداد بن عبد اللّه، سمع أبا أمامة، و واثلة، روى عنه الأوزاعي و عكرمة بن عمّار.

أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد اللّه الكروخي، أنبأ أبو عامر محمود بن القاسم بن محمّد، و أبو نصر عبد العزيز بن محمّد، و أبو بكر أحمد بن عبد الصمد قالوا: أنا عبد الجبّار بن محمّد بن عبد اللّه، أنبأ محمّد بن أحمد بن محبوب، أنبأ4.

ص: 421


1- التاريخ الكبير 226/4.
2- بالأصل «ابن» خطأ، و الصواب عن البخاري.
3- تقرأ بالأصل: أبي، و لعل و الصواب ما أثبت، و في التاريخ الكبير: حدثني أحمد بن ثابت.
4- سقطت من الأصل، و زيادتها لازمة قياسا إلى سند مماثل.
5- سقطت من الأصل، و زيادتها لازمة قياسا إلى سند مماثل.
6- الجرح و التعديل 329/4.

محمّد بن عيسى الترمذي قال: أبو عمّار اسمه شداد بن عبد اللّه.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأ أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عمّار شداد بن عبد اللّه شامي ليس به بأس.

قرأت على أبي الفضل أيضا، عن أبي طاهر بن أبي الصّقر، أنبأ هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنبأ أحمد بن محمّد بن إسماعيل، ثنا أبو بشر الدولابي (1) قال: أبو عمّار شداد بن عبد اللّه يحدث عنه يحيى بن أبي كثير، و الأوزاعي.

أنبأنا أبو جعفر الهمداني (2)،أنبأ أبو بكر الصّفّار، أنبأ أحمد بن علي بن منجويه، أنبأ أبو أحمد الحاكم قال: أبو عمّار شداد بن عبد اللّه القرشي الأموي الدمشقي مولى معاوية بن أبي سفيان، سمع أبا أمامة الصديّ بن عجلان الباهلي، و أبا قرصافة واثلة بن الأسقع الليثي، روى عنه [أبو] (3) عمرو عبد الرّحمن بن عمرو الأوزاعي، و أبو عمّار عكرمة بن عمّار العجلي.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأ أبو علي بن المذهب، أنبأ أحمد بن جعفر، ثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، ثنا عبد اللّه بن مسعود يزيد (4) أبو عبد الرّحمن المقرئ، ثنا عكرمة - يعني ابن عمّار؛ ثنا شداد بن عبد اللّه الدمشقي، و كان قد أدرك نفرا من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ ثابت بن بندار، أنبأ أبو العلاء، أنبأ أبو بكر، أنبأ أبو أمية، ثنا أبي، حدّثني أبو الوليد، ثنا عكرمة بن عمّار، ثنا شداد بن عبد اللّه أبو عمّار - و كان قد أدرك نفرا من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم؛.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنبأ أبو بكر المغربي، أنبأ محمّد بن عبد اللّه بن محمّد الجوزقي (5)،أنبأ أبو العباس الدغولي، ثنا علي بن الحسن، ثنا أبوا.

ص: 422


1- الكنى و الأسماء للدولابي 37/2.
2- بالأصل بالدال المهملة خطأ و الصواب ما أثبت بالذال المعجمة، و قد مرّ كثيرا.
3- زيادة لازمة منا للإيضاح.
4- كذا بالأصل.
5- بالأصل الجورقي، و الصواب بالزاي، و قد مرّ قريبا.

الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي، ثنا عكرمة بن عمّار.

ح قال: ثنا الجوزقي (1)،أنبأنا أبو حامد بن الشرقي، و أبو حاتم مكي بن عبدان، و محمّد بن الحسين بن الحسن، قالوا: أنا أحمد بن يوسف السلمي، ثنا النضر بن محمّد الحرشي.

ح و أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، أنبأ أبي، أنبأ أبو نعيم، أنبأ أبو عوانة الأسفرايني، نا أحمد بن يوسف السّلمي، ثنا النضر بن محمّد، ثنا عكرمة بن عمّار، ثنا شداد بن عبد اللّه أبو عمّارة (2).قال عكرمة: لقد لقي شداد أبا أمامة و واثلة و صحب أنسا إلى الشام، و أثنى عليه خيرا و فضلا، عن أبي أمامة بحديث ذكره (3).

أنبأنا أبو غالب بن البنّا و غيره عن أبي إسحاق إبراهيم بن عمر، عن أبي الحسن محمّد بن العبّاس بن الفرات، أنبأ أبو عبد اللّه محمّد بن العباس بن أحمد الضبّي، أنبأ أبو الفضل يعقوب بن إسحاق بن محمود الفقيه، أنا صالح بن محمّد الحافظ . قال:

و شداد بن عبد اللّه أبو عمّار شامي، سمع منه الأوزاعي، و عكرمة بن عمّار - باليمامة - سمع شداد من واثلة بن الأسقع و أبي أمامة، لم يسمع من أبي هريرة و لا من عوف بن مدرك (4)،و هو صدوق.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلال، أنا أبو القاسم بن منده، أنبأ أبو علي - إجازة-.

ح قال: أنبأنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأ علي بن محمّد قالا: أنبأ أبو محمّد بن أبي حاتم (5)،حدّثني أبي، عن جدي، حدّثني محمّد بن المثنى أبو موسى، ثنا أبو عامر العقدي، ثنا علي بن المبارك، عن يحيى - يعني ابن أبي كثير - حدّثني شداد بن عبد اللّه و كان مرضيا. قال أبو محمّد: سألت أبي عن شداد بن عبد اللّه أبي عمّار فقال: ثقة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الفضل المكي، أنبأ عبيد اللّه بن4.

ص: 423


1- بالأصل الجورقي، و الصواب بالزاي، و قد مرّ قريبا.
2- كذا بالأصل هنا.
3- انظر تهذيب التهذيب 485/2.
4- كذا، و في تهذيب التهذيب: عوف بن مالك.
5- الجرح و التعديل 329/4.

سعيد بن حاتم، أنبأ الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، أنبأ محمّد بن المثنى، عن أبي عامر، عن يحيى، حدّثني شداد بن عبد اللّه و كان مرضيا (1).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن علي، أنبأ محمّد بن أحمد، أنبأ الأحوص بن المفضل، أنبأ أبي قال: ثنا أبو عامر، ثنا علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير قال: قال يحيى بن معين: و روى الأوزاعي و عكرمة بن عمّار و النهّاس بن قهم (2) أبو الخطاب عن شداد أبي عمّار شيخ شامي، قال: و ثنا أبي قال: شداد أبو عمار عذري، كذا قال.

أخبرنا أبو البركات، أنا ثابت بن بندار، أنبأ محمّد بن علي، أنبأ محمّد بن أحمد، أنبأ الأحوص (3)،نا أبي قال يحيى بن معين: كان شداد أبو عمّار شاميا. و قد حدث عنه الأوزاعي و النهاس بن قهم (4)،و قال غير يحيى: كان شداد عذريا.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار، أنبأ أبو محمّد الجوهري - قراءة - عن أبي عمر بن حيّوية، أنبأ محمّد بن القاسم بن جعفر، نا إبراهيم بن الجنيد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: شداد أبو عمّار شيخ شامي، روى عنه الأوزاعي، و عكرمة بن عمّار، و النهّاس بن قهم (5) قلت ليحيى: فكيف حديث شداد أبي عمّار؟ قال: ليس به بأس.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، أنبأ أحمد بن محمّد بن إبراهيم، قال: سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين و أبو عمّار الذي يروي عنه الأوزاعي ؟ قال: شداد ليس به بأس.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ أبو الحسين بن الطّيوري، أنا الحسن بن جعفر، و محمد بن الحسن، و أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنبأ الحسين بن جعفر،ة.

ص: 424


1- تهذيب التهذيب 485/2.
2- بالأصل فهم خطأ، و الصواب قهم بالقاف، و قد مرّ في أول الترجمة.
3- بالأصل: الأخوص بالخاء المعجمة، خطأ.
4- بالأصل فهم خطأ، و الصواب قهم بالقاف، و قد مرّ في أول الترجمة.
5- بالأصل فهم خطأ، و الصواب قهم بالقاف، و قد مرّ في أول الترجمة.

قالوا: أنبأ الوليد بن بكر، أنبأ علي بن أحمد بن زكريا بن الخصيب، أنبأ صالح بن أحمد بن صالح، حدّثني أبي أحمد قال: أبو عمّار شدّاد بن عبد اللّه شامي تابعي ثقة.

أخبرنا أبو البركات، أنبأ أبو الحسين بن الطّيوري، أنبأ أبو الحسين العتيقي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأ ثابت بن بندار، أنبأ الحسين بن جعفر، قالا: أنبأنا الوليد [بن بكر]، أنبأ علي بن أحمد، أنبأ صالح بن أحمد، حدّثني أبي (1)قال: شدّاد بن عبد اللّه أبو عمّار تابعي ثقة. روى عنه الأوزاعي، و عوف.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنبأ أبو الحسين بن الفضل، أنبأ عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب بن سفيان قال: و روى - يعني الأوزاعي - عن شدّاد أبي عمّار ثقة، قد روى عنه النهّاس بن قهم.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين بن عبد اللّه، أنبأ أبو بكر أحمد بن محمّد بن غالب قال: و سمعته - يعني الدّارقطني - يقول: شدّاد بن عبد اللّه أبو عمّار ثقة بصري. وهم في قوله: إنه بصري.

أخبرنا أبو العباس محمّد بن خليل بن فارس القرشي، أنبأ سهل بن بشر الأسفرايني، أنبأ أبو القاسم علي بن محمّد بن علي الفارسي - بمصر - أنبأ أبو أحمد عبد اللّه بن محمّد بن المفسّر، ثنا أبو بكر بن الرواس عبد الرحمن بن القاسم، ثنا أبو مسهر (2)،نا محمّد بن مهاجر، ثنا شدّاد أبو عمّار القارئ قال: مرّ موسى برجل رافع يديه يدعو اللّه قال: فقال موسى: يا ربّ عبدك يدعوك فاستجب له، افعل به، قال:

فأوحى اللّه إليه: يا موسى لو رفع إليّ يديه حتى ينقطعا من آباطهما ما استجيب له حتى يردّ غربالي التين اللذين (3) غصبهما. كذا فيه و شدّاد القارئ لا يكنى أبا عمّار، و شدّاد أبو عمّار لا يعرف بالقارئ، و اللّه أعلم.ق.

ص: 425


1- ثقات العجلي ص 215.
2- تقرأ بالأصل: أبو مهر، و الصواب ما أثبت.
3- بالأصل: الذين، و الصواب ما أثبت باعتبار السياق.

2711 - شدّاد بن عبيد اللّه بن شدّاد،

أبو محمّد (1)،و يقال: أبو هند الخولاني القارئ الضرير

من أهل دمشق، يعرف بابن الأحنف.

روى عن أبي سلام الأسود، و عن أبي الدرداء مرسل، و عن سعد بن تميم الداري والد بلال بن سعد، و أبي إدريس، و أبي الأعبس عبد الرحمن بن سليمان.

روى عنه محمّد بن شعيب بن شابور (2)،و يحيى بن حمزة، و سويد بن عبد العزيز، و الهيثم بن عمران العبسي، و محمّد بن عيسى بن القاسم بن سميع.

أخبرنا أبو نصر محمّد بن حمد بن عبد اللّه الكبريتي، أنبأ أبو مسلم محمّد بن علي بن محمّد النحوي، أنا أبو بكر المقرئ، ثنا أبو عروبة، ثنا عمرو بن عثمان، ثنا سويد بن عبد العزيز، عن شدّاد الضرير الدمشقي، عن أبي سلام الأسود قال: سمعت ثوبان يحدّث عن النبي صلى اللّه عليه و سلم نحوه - يعني حديث الحوض:«حوضي ما بين عدن إلى عمّان (3)-البلقاء - ماؤه أشد بياضا من اللبن، و أحلى من العسل، أكوابه عدد نجوم السماء، من شرب منه شربة لا يظمأ بعدها أبدا، أول الناس ورودا عليه فقراء المهاجرين الشعث رءوسا، الدنس ثيابا، الذين لا ينكحون الممنعات (4)،و لا يفتح لهم السدد» (5)[4981].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي الأنصاري، و أبو المواهب أحمد بن محمد بن عبد الملك بن عبد العزيز قالا: أنبأ أبو محمّد الحسن بن علي بن محمد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، نا أبو بكر الباغندي، ثنا محمود بن خالد الدمشقي، ثنا سويد بن عبد العزيز (6) قال: فقدمت عليه، فلما دخلت قال لي: ادنه حتى

ص: 426


1- بالأصل:«و يقال: أبو محمّد..» حذفنا: و يقال، فهي مقحمة.
2- بالأصل: سابور، بالسين المهملة خطأ و الصواب ما أثبت، مضى التعريف به.
3- عمان: بالفتح ثم التشديد و آخره نون، بلد في طرف الشام، و كانت قصبة أرض البلقاء.(ياقوت).
4- في النهاية: المنعمات.
5- السدد يعني الأبواب (النهاية: سدد).
6- سقط في الكلام و السند أخلّ بالمعنى و لعل الصواب كما نرتئيه: ثنا سعيد بن عبد العزيز عن شداد بن عبيد اللّه الدمشقي عن أبي سلام الأسود قال: بعث إليّ عمر بن عبد العزيز (و قد ورد اسمه في آخر الخبر)، قال: فقدمت عليه.

كادت ركبتي تلزق بركبته، فقال: حدّثني حديث ثوبان عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال:

«حوضي كما بعد عدن إلى عمّان أحلى من العسل، أشد بياضا من اللبن، أكاويبه كنجوم السماء، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها، و أول الناس عليّ و رودا المهاجرون الشعث رءوسا، الدنس ثيابا الذين لا يفتح لهم السدد، و لا ينكحون الممنعات، الذين يعطون كل الذي عليهم، و لا يعطون كل الذي لهم»[4982].

فقال عمر بن عبد العزيز: أما الممنعات فقد نكحت بنت عبد الملك، و أمّا السدد فقد فتحت لي، و اللّه لأشعثن رأسي و لأدنسن ثيابي. كذا قال، و الصّواب ابن عبيد اللّه (1).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا عبد العزيز بن أبي طاهر، أنبأ تمام بن محمّد، نا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في ذكر نفر ثقات: شدّاد بن عبيد اللّه روى عن أبي إدريس.

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنبأ أبو الحسين بن السوسي، أنبأ أبو القاسم بن عتّاب، أنبأ أبو الحسن (2)-إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنبأ أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأ أبو الحسن الربعي، أنبأ عبد الوهاب الكلابي، ثنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الخامسة: شدّاد بن الأحنف قال سويد: شدّاد أبو محمد، و قال ابن عتّاب: أبو هند الضرير قال أبو سعيد: محمّد يقول: شدّاد بن عبيد اللّه القارئ، ثم أعاد ذكره بعد أوراق فقال: شدّاد بن عبيد اللّه القارئ.

أخبرنا أبو الغنائم الكوفي - في كتابه - ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأ أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسن، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أحمد - زاد أبو الفضل و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنبأ أحمد بن عبدان، أنبأ محمّد بن سهل، أنبأ محمد بن إسماعيل (3) قال: شدّاد القارئ إن أبا الدرداء، سمع منه يحيى بن حمزة، منقطع.4.

ص: 427


1- يريد: شداد بن عبيد اللّه، و قد سقط اسم شداد من السند كما ترى، و انظر الحاشية السابقة.
2- يعني: أحمد بن عمير بن جوصا.
3- التاريخ الكبير 227/4.

كتب إليّ أبو جعفر الهمذاني (1)،أنبأ أبو بكر الصّفار، أنبأ أبو بكر الأصبهاني، أنبأ أبو [أحمد] (2) الحافظ ، قال: أبو محمّد: شدّاد بن الأحنف الضرير الدمشقي، سمع أبا سلاّم الأسود ممطور الحبشي الباهلي، روى عنه أبو سفيان محمّد بن عيسى بن القاسم بن سميع القرشي، و أبو محمّد سويد بن عبد العزيز السّلمي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الصّوفي، أنبأ أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأ أبو الميمون بن راشد، ثنا أبو زرعة (3)،حدّثني هشام، ثنا الهيثم بن عمران قال: و سمعت إسماعيل بن عبيد اللّه، و سمع شدّاد القارئ يحدّث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأسمعه كلاما شديدا.

أخبرنا أبو الحسين علي بن المسلّم الفقيه و علي بن زيد السلميان قالا: أنبأ أبو الفتح نضر بن إبراهيم الزاهد - زاد الفقيه و أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرزاق الكلاعي قالا:- أنبأ أبو الحسن بن عوف، أنبأ أبو علي بن منير، أنبأ أبو بكر بن خريم (4)،نا هشام بن عمّار، نا الهيثم بن عمران قال: سمعت إسماعيل بن عبيد اللّه، و سمع شدّاد بن عبيد اللّه الخولاني و كان رأس الحلقة التي في المسجد قال شدّاد: بلغنا أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«ما أنا و أمة سوداء سفعاء الخدين (5) عملت بطاعة اللّه إلاّ سواء» فقال إسماعيل: كذبت لم يجعل اللّه تبارك و تعالى لنبيّه (6) عدلا من أمّته (7)[4983].

2712 - شدّاد بن عمر

ممن ظهر مع يزيد بن الوليد ليلة غلب على دمشق و حكى عنه.

2713 - شدّاد بن الفضل

ممن ولي قتل الوليد بن يزيد بن عبد الملك، له ذكر.

ص: 428


1- بالأصل: بالدال المهملة خطأ، و الصواب الهمذاني بالذال المعجمة و قد مضى التعريف به.
2- زيادة منا لازمة للإيضاح، قياسا إلى سند مماثل.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 546/1.
4- بالأصل: حريم، و الصواب خريم بالخاء المعجمة و بضمها و فتح الراء ترجمته في سير الأعلام 428/14.
5- السفعة: نوع من السواد ليس بالكثير، و قيل هو سواد مع لون آخر.
6- مهملة بدون نقط بالأصل، و الصواب عن المختصر.
7- بالأصل: أمنه، و الصواب عن المختصر 282/10.

2714 - شدّاد بن قيس

كان كاتبا لمعاوية بن أبي سفيان، له ذكر.

أنبأنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه الحسين بن ظفر بن الحسين بن يزداد، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيوري، أنبأ أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم الشيرازي، أنبأ أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمّة الخلاّل، أنبأ محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة (1)،حدثني جدي، نا أحمد بن شبّويه المروزي، أخبرني أبو صالح - يعني سليمان بن صالح، حدّثني أبو عبد الرحمن معاوية، عن أبي بكر الهذلي:

أن عليا لما استخلف عبد اللّه بن عباس على البصرة، سار إلى الكوفة فتهيأ منها إلى صفين، فاستشار الناس في ذلك فأشار عليه قوم أن يبعث الجنود و يقيم (2) و أشار آخرون بالمسير، فأبى إلاّ المباشرة، فجهز ذلك، فبلغ معاوية ذلك فدعا ابن العاص (3)فاستشاره فقال: أما إذا بلغك أنه يسير فسر و لا تغب عنه برأيك و مكيدتك قال: أما إذا يا أبا عبد اللّه. فجهّز الناس، فجاء عمرو فحضض الناس، و دعا عليا و ضعّف و أصحابه و قال: إن أهل العراق قد فرقوا جمعهم و أوهنوا شوكتهم و قطعوا حدهم، ثم إن أهل البصرة مخالفون لعلي، قد قتلهم و وترهم، و قد تفاتر (4) صناديدهم و صناديد أهل الكوفة يوم الجمل، و إنما سار عليّ [في] شرذمة قليلة منهم من قد قتل خليفتكم، فاللّه اللّه في حقكم أن تضيّعوه، و في دمكم أن تبطلوه، و كتب في أجناد الشام، و عقد لواءه، فعقد لوردان غلامه فيمن عقد و ابنيه: عبد اللّه و محمّد (5)،و عقد علي لغلامه قنبر ثم قال عمرو:

هل يعين وردان عني قنبرا *** و يغني السّكون عني حميرا

إذا الكماة لبسوا السنورا

ص: 429


1- بالأصل: شبه خطأ، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 312/15.
2- بالأصل: تقرأ: و تفتم، كذا، و لعل الصواب ما ارتأيناه.
3- بالأصل: العلاص، خطأ، و الصواب ما أثبت، و هو عمرو بن العاص.
4- كذا بالأصل، و في المختصر 282/10 تفانت.
5- بالأصل: عبد اللّه بن محمّد، خطأ و الصواب ما أثبت: و محمّد.

فبلغ ذلك عليا فقال (1):

لأصبحن العاصي بن العاصي *** سبعين ألفا عاقدي النواصي

محبسين الخيل بالقلاصي (2) *** مستحقين حلق الدّلاصي

فلما سمع ذلك معاوية قال: ما أرى ابن أبي طالب إلاّ و قد و فى لك، فجاء معاوية يتأنى (3) في مسيره، و كتب إلى من كان يرى أنه يخاف عليا، أو طعن عليه، و من أعظم دم عثمان فاستغواهم عليه (4)،فلما رأى ذاك الوليد بعث إليه (5):

ألا بلّغ معاوية بن حرب *** فإنك من أخ ثقة مليم

و إنّك و الكتاب إلى عليّ *** كدابقة و قد حلم الأديم

يمنّيك (6) الإمارة كل كرب *** لانقاض (7) العراق بها رسيم

و ليس أخو التّرات من توانا *** و لكن طالب الترة الغشوم (8)

و لو كنت القتيل و كان حيا *** لجرحلا ألف و لا سووم (9)

و لا نكل عن الأوثان (10) حتى *** يسيرها و لا برم جثوم

و قومك بالمدينة قد أبيروا *** فهم صرعى كأنهم الهشيم

قال غير أبي بكر الهذلي: فدعا معاوية شدّاد بن قيس كاتبه فقال: ابتغى طومارا، فأتاه شدّاد بطومار فأخذ القلم يكتب فقال: لا تعجل، اكتب:

و مستعجب ما يرى في آبائنا *** و لو زيّنته الحرب لم يترمرم (11)

و قال: اطو الطومار، فأرسل به إلى الوليد، فلما فتحه لم يجد فيه غير هذا البيت.رم

ص: 430


1- الرجز في تاريخ الطبري (بولاق)236/5 و وقعة صفين ص 136 و فتوح ابن الأعثم بتحقيقنا 375/2.
2- في المصادر: قد جنبوا الخيل مع القلاص.
3- غير واضحة بالأصل و رسمها:«ثباتا» و لعل الصواب ما أثبت.
4- كذا بالأصل.
5- بعض الأبيات في نسب قريش ص 140 منسوبة للوليد بن عقبة بن أبي معيط .
6- في نسب قريش: يمنيك الخلافة، و بالأصل: تمنيك.
7- في نسب قريش:«لأنضاء» و في مختصر ابن منظور 283/10: لا يفاض.
8- بالأصل: العسوم، و تمام رواية البيت في نسب قريش: لك الخيرات، فاحملنا عليهم فإن الطالب الترة الغشوم
9- كذا عجزه بالأصل، و سقط من نسب قريش، و روايته في المختصر: لجرّد لا أليف و لا سئوم
10- في المختصر: الأوتار.
11- كذا روايته بالأصل، و البيت لأوس بن حجر، ديوانه ط بيروت ص 121 و نسب قريش ص 140: و مستعجب مما يرى من أناتنا و لو زبنته الحرب لم يترمرم

2715 - شدّاد بن محمد

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو بكر بن شدّاد الأشناني، قال:

سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: فيحيى بن حمزة عن شدّاد بن محمد بن شدّاد؟ فقال: شيخ لهم ثقة.

2716 - شدّاد بن ممطور

أبي سلاّم الأكون (1) الحبشي

حدّث عن أبي إدريس الخولاني.

روى عنه أبو رجاء محرز (2) الجزري.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن منده، أنبأ أبو علي - إجازة - أنبأ أبو محمد بن أبي (3) حاتم قال: شدّاد بن أبي سلاّم الأسود، روى عن أبي إدريس الخولاني، روى عنه أبو رجاء محرز (4) الجزري.

2717 - شدّاد

جد شدّاد بن عبيد اللّه الذي تقدم ذكره.

روى عن أبي هريرة. روى عنه ابنه عبيد اللّه بن شدّاد قوله.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأ أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنبأ أبو بكر الشيرازي، أنبأ أبو الحسن المقرئ، ثنا محمد بن إسماعيل قال: شدّاد قوله. روى عنه ابنه عبيد اللّه، يعد في الشاميين (5).

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنبأ أبو القاسم، أنبأ أبو علي - إجازة-.

ص: 431


1- كذا، و انظر ترجمة ممطور أبي سلام في سير الأعلام 355/4 و الحبشي هذه النسبة إلى حي من حمير، قاله الذهبي.
2- عن الجرح و التعديل 331/4 و بالأصل «محرر».
3- ترجمته في الجرح و التعديل 331/4.
4- عن الجرح و التعديل 331/4 و بالأصل «محرر».
5- لم أعثر له على ترجمة في التاريخ الكبير.

ح قال: و أنبأ أبو طاهر، أنبأ أبو الحسن قالا: أنبأ أبو محمد بن أبي حاتم (1)، قال: شدّاد شامي، روى عن أبي هريرة، روى عنه ابنه عبيد اللّه بن شدّاد، سمعت أبي يقول ذلك.

2718 - شدّاد أبو خالد البصري

من أفاضل أهل العراق، قدم دمشق.

أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم، أنبأ سهل بن بشر، أنبأ أبو بكر الخليل بن هبة اللّه بن الخليل، أنبأ عبد الوهاب الكلابي، ثنا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاّب المشغرائي (2)،ثنا العباس بن الوليد بن صبح، ثنا أبو مسهر (3) قال: قدم الشام من أهل العراق ثلاثة لم يقدمها في زمانهم أفضل منهم: شدّاد أبو خالد، و مسلم بن يسار (4)،و القاسم بن مخيمرة (5)،و القاسم كوفي و الآخران بصريان.

ص: 432


1- الجرح و التعديل 330/4.
2- بالأصل: المشعواني، خطأ و الصواب ما أثبت، و هذه النسبة إلى مشغرى (انظر الأنساب و معجم البلدان).
3- بالأصل: أبو مهر.
4- ترجمته في سير الأعلام 510/4.
5- بالأصل: مخمرة خطأ و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 201/5.

ذكر من اسمه شذقم

2719 - شذقم الكلبي

شاعر، قال يحرض قومه على حرب أبي الهيذام (1) و المضرية - فيما قرأته بخط أبي الحسين الرازي - و ذكر أنه أفاده إياه بعض أهل دمشق عن أبيه، عن جده، و عن أهل بيته من المدنيين:

ليت لي قيسا بكلب *** إن كلبا أهل حب

تانفا لذلة قيس *** إذ دنت أنفس كلب

لا ينامون عن الوتر *** و لا عن أهل ذنب

خلقت قيس حديدا *** و خلقنا طين ترب

قتلونا ككلاب *** قتلت في جوف درب

إن رضيتم قوم هكذا *** فاسمعوا أقبح سب

ص: 433


1- بالأصل: الهندام، خطأ و الصواب ما أثبت.

ذكر من اسمه شديد

2720 - شديد بن شدّاد بن عامر بن لقيط بن جابر

ابن وهب (1) بن ضباب (2) بن حجير بن عبد (3) بن معيص

ابن عامر بن لؤي

و قال أبو عبيد اللّه محمد بن عمران بن موسى: شديد بالتخفيف.

أخبرنا أبو غالب أحمد، نا أبو عبد اللّه يحيى، ابنا الحسن قالا: أنبأ أبو جعفر بن المسلمة، أنبأ أبو طاهر المخلّص، أنبأ أحمد بن سليمان الطوسي، ثنا الزبير بن بكار قال: و من ولد لقيط بن جابر بن وهب بن ضباب شديد بن شدّاد بن عامر لقيط بن جابر، كان شاعرا، هو الذي يقول في تزوج خالد بن يزيد بن معاوية رملة بنت الزبير بن العوام، و ابنة عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب (4):

لا يستوي الحبلان حبل تلبّست *** قواه و حبل قد أمرّ شديد

عليك أمير المؤمنين بخالد *** ففي خالد عما تريد صدود

إذا ما نظرنا في مناكح خالد *** عرفنا الذي يهوى و حيث يريد (5)

قال الزبير: أنشدنيها عمي مصعب بالتشديد و غيره هكذا كان مقيدا بالتشديد.

ص: 434


1- في جمهرة ابن حزم ص 172 «فولد ضباب: وهبان و وهيب» و المثبت يوافق عبارة نسب قريش للمصعب ص 435.
2- ضباب كسحاب كما في المشتبه.
3- عنم ابن حزم و نسب قريش و بالأصل: عيد.
4- الأبيات في الأغاني 347/17 و نسب قريش للمصعب ص 435 (الأول و الثالث).
5- عن المصدرين و بالأصل: يزيد.

و قال الزبير في ما أخبرنا أبو الحسين الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه قالوا: أنبأ أبو جعفر، أنبأ أبو طاهر، أنبأ أحمد، نا الزبير قال: إن شديد بن شدّاد بن عامر بن لقيط بن جابر بن وهب بن ضباب بن حجير بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي قال في تزويج خالد، فذكره بالتخفيف، و أورد له هذا الشعر بعينه.

ص: 435

ذكر من اسمه شراحيل

2721 - شراحيل بن آدة، و يقال شراحيل بن شراحيل،

و يقال: شراحيل بن شراحيل بن كليب بن آدة، و يقال: شرحبيل

أبو الأشعث الصّنعانى - صنعاء الشام (1)

روى عن عبادة بن الصّامت، و أبي هريرة، و أوس بن أوس الثقفي، و شدّاد بن أوس، و عبد اللّه بن عمرو، و أبي ثعلبة الخشني (2)،و أبي جندلة بن سهيل، و ثوبان مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و أبي عثمان شراحيل بن مرثد الصنعاني.

روى عنه: أبو قلابة عبد اللّه بن زيد الجرمي (3) و يحيى بن الحارث الذّماري، و راشد (4) بن داود الصنعاني، و يزيد بن عبيد، و أبو كامل يزيد بن ربيعة الصّنعاني، و حسان بن عطية، محمد بن يزيد الرحبي، و العلاء بن الحارث، و عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، و الوليد بن سلمان بن السائب، و صالح بن حبلة (5).... (6)

و الوضين بن عطاء، و عبد القدوس بن حبيب.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر، و أبو الحسن علي بن هبة اللّه بن

ص: 436


1- ترجمته في تهذيب التهذيب 486/2 طبقات ابن سعد 536/5 الوافي بالوفيات 126/16 سير الأعلام 357/4 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
2- بالأصل: الحسنى، و الصواب ما أثبت، صحابي مات سنة 75، و الخشني نسبة إلى خشين قبيلة من قضاعة.
3- بالأصل: الحرمي، خطأ و الصواب ما أثبت عن تهذيب التهذيب و سير الأعلام.
4- بالأصل: و أرشد، و الصواب عن تهذيب التهذيب.
5- كذا رسمها بالأصل.
6- كذا بياض بالأصل.

عبد السّلام، قالا: أنبأ أبو الحسين الصّريفيني، أنبأ أبو القاسم بن حبابة.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنبأ سعيد بن أحمد بن محمّد، أنبأ أبو محمّد بن أبي شريح، قالا: نا أبو القاسم البغوي، ثنا علي بن الجعد، أنبأ شعبة، عن خالد الحذّاء، عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن شدّاد بن أوس، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«إن اللّه عز و جل كتب الإحسان على كل شيء، فإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، و إذا قتلتم فأحسنوا القتل، و ليحدّ أحدكم شفرته، و ليرح ذبيحته»[4984].

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنبأ أبو الفضل الرازي، أنبأ جعفر بن عبد اللّه، ثنا محمّد بن هارون، ثنا محمّد بن يسار، و عمرو بن علي قالا: أنبأ عبد الوهاب، حدّثنا أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث، عن عبادة قال: أخذ علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كما أخذ على النساء أن لا تشركوا (1) باللّه شيئا، و لا تسرفوا و لا تزنوا، و لا تقتلوا أولادكم، و لا يعضه (2) بعضكم بعضا، و لا تعصوني في معروف آمركم به، فحين أصاب منكم حدا فعجلت له العقوبة فهو كفارة له، و من أخّرت عقوبته فأمره إلى اللّه إن شاء عذّبه و إن شاء غفر له»[4985].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، ثنا عبد العزيز بن أحمد، ثنا تمام بن محمّد، أخبرني أبو زرعة، و أبو بكر محمّد و أحمد، ابنا عبد اللّه بن أبي دجانة، قالا: نا إبراهيم بن دحيم، ثنا هشام بن عمّار، ثنا ابن عياش، ثنا راشد بن داود الصنعاني، عن أبي الأشعث الصّنعاني أنه راح إلى مسجد دمشق و هجّر فلقي شدّاد بن أوس و الصنابحي (3) فقال: أين تريدان ؟ فقالا: نريد أخا لنا نعوده، فانطلقت معهما، فقالا له:

كيف أصبحت ؟ قال: أصبحت بنعمة اللّه و فضل، فقال له شدّاد بن أوس: أبشر بكفّارات السيئات و حط الخطايا، فإني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«[قال اللّه عزّ و جلّ :] (4) إذات.

ص: 437


1- بالأصل: يشركوا.
2- عن النهاية و بالأصل:«يعصه». أي لا يرميه بالعضيهة، و هي البهتان و الكذب، و قد عضهه يعضهه عضها (النهاية: عضه).
3- و اسمه عبد الرحمن بن عسيلة المرادي ثم الصنابحي، نزيل دمشق ترجمته في الإصابة 97/3 و سير الأعلام 505/3.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، فاختل المعنى و اضطربت العبارة و استدراكه ضروري عن مختصر ابن منظور 277/10 في ترجمة شداد بن أوس بن ثابت.

ابتليت عبدا من عبادي مؤمنا فحمدني و صبر على ما ابتليته به فإنه يقوم من مضجعه ذلك كيوم ولدته أمه». قال: و يقول الرب للحفظة: إني أنا قيدت عبدي هذا و ابتليته، فأخّروا (1) له ما كنتم تجرون له قبل ذلك من الأجر، و هو صحيح[4986].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ ثابت بن بندار، أنبأ محمّد بن علي الواسطي، أنبأ محمّد بن أحمد البابسيري، أنبأ الأحوص بن المفضّل بن غسان، ثنا أبي، ثنا يحيى بن معين قال: أبو الأشعث الصنعاني: شراحيل بن آدة.

و قال في موضع آخر: و أبو الأشعث الصّنعاني من الأبناء (2)،و نزل دمشق، و اسمه شراحيل.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأ أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السقا، ثنا أبو العباس المعقلي، ثنا عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى يقول: أبو الأشعث الصنعاني و اسمه شراحيل. و قال في موضع آخر: سمعت يحيى يقول: اسم أبي الأشعث الصنعاني اسمه (3) شراحيل بن شرحبيل.

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي - في كتابه - ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنبأ أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنبأ أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنبأ أبو بكر أحمد بن عبدان، أنا أبو الحسن محمّد بن سهل، ثنا محمّد بن إسماعيل (4) قال: شراحيل بن آدة أبو الأشعث الصنعاني الشامي، سمع عبادة، و ثوبان، سمع منه أبو قلابة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد، أنبأ محمّد بن الحسن بن محمّد بن يونس، ثنا أحمد بن الحسين النهاوندي، أنبأ عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن، ثنا محمّد بن إسماعيل البخاري قال: اسم أبي الأشعث الصّنعاني: شراحيل بن آدة الشامي.4.

ص: 438


1- كذا بالأصل، و في المختصر:«فأجروا» و لعله أظهر.
2- انظر تهذيب التهذيب 486/2.
3- كذا بالأصل.
4- التاريخ الكبير 255/4.

-في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأ أبو القاسم بن منده، أنبأ أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأ علي بن محمّد، قالا: أنبأ أبو محمّد بن أبي حاتم (1) قال: شراحيل بن آدة و يقال: شراحيل بن شراحيل، و هو أبو الأشعث الصنعاني من صنعاء دمشق، روى عن أوس بن أوس، و أبي هريرة، و عبد اللّه بن عمر (2)،و ثوبان، و شدّاد بن أوس. روى عنه حسان بن عطية، و يحيى بن الحارث، و أبو قلابة، و عبد اللّه (3) بن يزيد بن جابر، و الوليد بن سليمان بن أبي السّائب، و صالح بن جبلة (4)،سمعت أبي يقول ذلك، و سمعت أبا زرعة يقول: اسم أبي الأشعث: شراحيل بن آدة.

أخبرنا أبو نصر محمّد بن العباس، أنبأ أبو بكر أحمد بن منصور، أنبأ أبو سعيد بن حمدون، أنبأ مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو الأشعث شراحيل بن آدة الصنعاني الشامي، عن عبادة بن الصّامت. روى عنه مسلم بن يسار (5)،و أبو قلابة.

أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد اللّه الكروخي (6)،أنبأ أبو عامر محمود بن القاسم بن محمّد، و أبو نصر عبد العزيز بن محمّد الترياقي، و أبو بكر أحمد بن عبد الصّمد قالوا: أنبأ عبد الجبار بن محمّد بن أحمد بن محبوب، أنبأ محمّد بن عيسى الرمدي (7)،قال: و أبو الأشعث الصّنعاني شراحيل بن آدة، و قال في موضع آخر: أبو الأشعث اسمه شرحبيل بن آدة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأ أبو نصر الوائلي، أنبأب.

ص: 439


1- الجرح و التعديل 373/4.
2- في الجرح و التعديل:«عمرو» و مثله في تهذيب التهذيب و زيد فيه: بن العاص.
3- كذا و في الجرح و التعديل «عبد الرحمن» و مثله في ترجمته في سير الأعلام و تهذيب التهذيب.
4- عن الجرح و بالأصل: حبلة.
5- بالأصل: بشار، و المثبت عن تهذيب التهذيب.
6- ترجمته في سير الأعلام 373/20.
7- كذا رسمها بالأصل، و لعل الصواب: الترمذي، انظر ترجمته في سير الأعلام 270/13 و فيها يحدث عنه أبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب.

الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي (1) عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:

أبو الأشعث شراحيل بن آدة شامي، صنعاني، صنعاء دمشق، أنبأ عبد اللّه بن أحمد، عن محمّد بن إسماعيل، قال: اسم أبي الأشعث شراحيل بن آدة، و قيل: شرحبيل بن شرحبيل.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو طاهر محمّد بن أحمد بن أبي الصقر، أنبأ هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، ثنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسماعيل، ثنا محمّد بن أحمد بن حماد (2)،قال: أبو الأشعث شراحيل بن آدة.

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي في كتابه، أنبأ أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأ أبو أحمد الحاكم، قال: أبو الأشعث شراحيل بن آدة، و يقال:

شرحبيل بن شرحبيل الصنعاني الشامي.

سمع أبا الوليد عبادة بن الصّامت الأنصاري، و أوس بن أوس الثقفي، روى عنه أبو قلابة عبد اللّه بن زيد الجرمي (3)،و أبو عبد اللّه مسلم بن بشار (4) القرشي، سمعت علي بن محمّد بن سختويه، يقول: ثنا محمّد - يعني بن عبد اللّه بن عمير - قال: أبو الأشعث الصنعاني شرحبيل بن آدة.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قالا: أنبأ أحمد بن علي بن خلف، أنبأ أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: و من أهل اليمن أبو الأشعث شراحيل بن كليب بن آدة الصّنعاني.

أنبأنا أبو القاسم الأصبهاني، و أبو الفضل البغدادي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيوري، أنبأ أبو إسحاق البرمكي، أنبأ أبو بكر الدقاق، أنا أبو حفص الجوهري، ثنا أحمد بن محمّد بن هاني، قال: قلت لأبي عبد اللّه أحمد بن حنبل: أبو الأشعث، و أبو أسماء سماهما أحد؟ قال: أما سماهما أحد فلا أدري، و أما أنا فما سمعت.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بنم.

ص: 440


1- كتبت فوق الكلام بالأصل.
2- الكنى و الأسماء للدولابي 109/1.
3- بالأصل: الحرمي و الصواب ما أثبت بالجيم، و قد تقدم.
4- كذا هنا،«بشار»، و صوابه:«يسار»، و قد تقدم.

الفضل، أنبأ عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب بن سفيان (1)،حدّثني محمّد بن عبد الرّحمن قال: قال علي: أعياني أن أجد (2) من يسمّي أبا الأشعث، و أبا أسماء الرحبي.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنبأ أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنبأ يوسف بن رباح بن علي، أنبأ أحمد بن محمّد بن إسماعيل، ثنا محمّد بن أحمد بن حماد بن علي، ثنا معاوية بن صالح، قال في تسمية أهل اليمن: أبو الأشعث الصنعاني، كذا قال.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنبأ أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد أبو البركات و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أبو الحسين الأصبهاني، أنبأ محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنبأ عمر بن أحمد بن إسحاق، ثنا خليفة (3)،قال في الطبقة الأولى من أهل الشامات: أبو الأشعث الصّنعاني.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأ أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأ عبد اللّه بن عتّاب، أنبأ أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنبأ عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأ أبو الحسن الربعي، أنبأ عبد الوهاب بن الحسن، أنبأ أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الأولى: أبو الأشعث الصّنعاني، قال عبد الرّحمن:

شهد أبو عثمان و أبو أسماء، و أبو الأشعث فتح دمشق.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد، عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنبأ أبو الطيب الكوكبي، نا إبراهيم بن الجنيد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو الأشعث الصنعاني شامي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ أبو الحسين بن الطّيوري، أنبأ الحسن بن جعفر، و محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد العتيقي.3.

ص: 441


1- الخبر في المعرفة و التاريخ 143/2.
2- الأصل: أحد، و المثبت عن المعرفة و التاريخ.
3- طبقات خليفة ص 564 رقم 2913.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأ ثابت بن بندار، أنبأ الحسين بن جعفر، قالوا: أنبأ الوليد بن بكر، أنبأ أبو الحسن علي بن أحمد بن زكريا، أنبأ صالح بن أحمد بن صالح، حدّثني أبي (1)،قال: أبو الأشعث الصنعاني - صنعاء دمشق - شامي، تابعي ثقة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأ أبو عمر بن حيّوية، أنبأ أحمد بن معروف، ثنا الحسين بن الفهم، ثنا محمّد بن سعد، قال في الطبقة الثانية (2) من أهل اليمن: أبو الأشعث، و اسمه شراحيل بن شرحبيل بن كليب بن آدة، من الأبناء، توفي زمن معاوية بن أبي سفيان، و كان ينزل (3) دمشق، روى عنه الشاميون.

لعله (4) جاء من صنعاء اليمن فسكن صنعاء الشام.

2722 - شراحيل بن عبيدة بن قيس العقيلي

فارس شهد غزو القسطنطينية مع مسلمة (5) بن عبد الملك، و قيل: أمدّ (6) به سليمان بن عبد الملك مسلمة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - بقراءتي عليه - ثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأ أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأ أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم القرشي، ثنا محمّد بن عائذ (7)،عن الوليد قال: فحدّثني أبو سعيد المعيطي، و الليث - يعني ابن تميم الفارسي - أن أليون لما رأى ما قد لزمه من حصارنا و أشفق منا الغلبة كتب إلى صاحب برجان (8):أمّا بعد، فقد بلغك نزول العرب بنا و حصارهم إيانا، و ليسوا يريدوننا خاصة دون غيرنا من جماعة من تحالف دينهم، و إنما يقاتلون الأقرب فالأقرب، و الأدنى فالأدنى، فما كنت صانعا يوم تأتيهم الجزية أو تدخلوا علينا عنوة ثم يفضون إليك و إلى

ص: 442


1- تاريخ الثقات للعجلي ص 489.
2- كذا، و قد ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى بعد أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم 536/5.
3- في ابن سعد: و كان قد نزل بآخرة دمشق.
4- من هنا إلى آخر العبارة ليس من كلام ابن سعد، بل تعقيب للمصنف.
5- بالأصل: سلمة، خطأ، و الصواب ما أثبت. ترجمته في سير الأعلام 241/5.
6- بالأصل:«أمر» و لعل الصواب ما ارتأيناه.
7- بالأصل: عابد، خطأ، و الصواب ما أثبت عائذ، و قد تقدم.
8- برجان بالجيم، بلد من نواحي الخزر (ياقوت).

غيرك فاصنعه يوم يأتيك كتابي هذا.

فكتب صاحب برجان إلى مسلمة: أما بعد فقد بلغنا نزولك بمدينة الروم و بيننا و بينهم من العداوة ما قد علمتم، و كلما وصل إليهم فهو لنا سار، فمهما احتجت إليه من مدد أو عدة أو مرفق (1) فأعلمناه يأتيك منك (2) ما أحببت.

فكتب إليه مسلمة: أنه لا حاجة لنا بمدد و لا عدة، و لكنا نحتاج إلى الميرة و السوق (3) فابعث إلينا ما استطعت.

فكتب إليه صاحب برجان: إني قد توجهت (4) إليك سوقا عظيما فيه من كل ما أحببت من باعة يضعفون عن النفوذ إليكم به ممن يمرون به من حصون الروم، فابعث من يجوزه (5) إليك، قال: فوجه إليهم خيلا عظيمة، و ولّى عليهم رجلا، و نادى في العسكر: ألا من أراد البيع و الشري فليخرج مع فلان حتى يلقوا هذا السوق، قال:

فخرجنا بشرا عظيمة يتبع بعضنا بعضا على غير حذر، و لا خوف من عدو حتى أفضوا إلى عسكر السوق في مرج واسع حتى أضاقت (6) به الجبال و كتائب برجان في شعاب تلك الجبال و غياضه، فلما أنزل والي الجيش بعسكره و انتشر الناس في السوق، و شغلهم البيع و الشراء، شدت عليهم كتائب فقتلوا ما شاءوا و أسروا ما شاءوا إلاّ من أعجزهم ثم وألت (7) برجان إلى بلادهم و بلغ مسلمة و من معه فأعظمهم ذلك، و كتب به مسلمة إلى سليمان بن عبد الملك يخبره بما كان، فقطع بعثا على أهل الشام إلى برجان كثيفا، و ولّى عليهم شراحيل بن عبيدة، فسار بهم حتى أجاز الخليج ثم مضى إلى بلاد برجان فساح في بلادها و وا؟؟؟ ى (8) و لقوه فقاتلوه فهزمهم اللّه، ثم قفل إلى مسلمة و كان عنده.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - ثنا عبد العزيز، أنبأ أبو محمّد، أنبأ أبو القاسم، ثنا أحمد، ثنا ابن عائذ قال: قال الوليد بن مسلم: فذاكرت الحديث بعضا.

ص: 443


1- رسمها غير مقروء و المثبت عن مختصر ابن منظور 284/10.
2- كذا.
3- كذا، و في المختصر: و التسوق.
4- كذا بالأصل.
5- كذا.
6- كذا بالأصل.
7- أي لجئوا.
8- كذا رسمها.

مشيختنا، فأنكر أن يكون سليمان قطع بعثا سوى البعث الأول، و لا وجّه من عنده أحدا، و لكن مسلمة لما جاءه كتاب صاحب برجان يعلمه ما بعث إليه من السّوق فبعث بعثا و ولّى عليهم عبيدة بن قيس و ابنه شراحيل بن عبيدة فولي عند ذلك عبيدة بن قيس على أهل دمشق، و ولي شراحيل بن عبيدة على أهل الجزيرة، و ذكر الخبر، و فيه أن شراحيل بن عبيدة قتل في هذه الوقعة.

2723 - شراحيل بن عمرو

أبو عمرو العبسي (1)

من أهل دمشق، حدث عن عمرو بن الأسود، و عبادة بن نسيّ ، و أبي مريم السّكوني، و سليمان بن موسى، و بكر بن خنيس، و المهاجر بن غانم، و أيوب بن ميسرة بن حلبس.

روى عنه شرحبيل بن مسلم، و محمّد بن عبد اللّه بن نمران.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، ثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأ تمام بن محمّد، أنبأ أبو بكر يحيى بن عبد اللّه بن حرب بن الزجاج - قراءة عليه - نا أبو بكر محمّد بن هارون بن محمّد بن ركار بن بلال، ثنا أبو أيوب سليمان بن عبد الرّحمن، ثنا محمّد بن عبد اللّه بن نمران، ثنا أبو عمرو العبسي، عن عباد بن نسيّ ، عن عبد الرّحمن بن تميم، عن معاذ بن جبل، قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من حافظ على سبع تسبيحات في كل ركعة و سجدة من الصّلاة المكتوبة أدخله اللّه الجنة»[4987].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأ إسماعيل بن مسعدة، أنبأ حمزة بن يوسف، أنبأ أبو أحمد بن عدي، نا أبو قصي إسماعيل بن محمّد بن إسحاق العذري - بدمشق - ثنا سليمان بن عبد الرّحمن، ثنا محمّد بن عبد اللّه بن نمران، ثنا أبو عمرو العبسي شراحيل بن عمرو، عن أيوب بن ميسرة بن حلبس، عن عبد الملك بن مروان، عن أبي هريرة، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«قيام ساعة في الصّف للقتال في سبيل اللّه خير من قيام ستين سنة»[4988].

ص: 444


1- ترجمته في ميزان الاعتدال 266/2 و فيه العنسي بدل العبسي. و فرّق الذهبي بين من يحدّث عن عمرو بن الأسود، و الذي يروي عن بكر بن خنيس، جعلهما اثنين.

أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين (1) بن عبدان، أنبأ أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد، أنبأ أبو الحسن بن السّمسار، أنبأ أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن مروان، ثنا الحسن بن علي بن خلف، ثنا سليمان بن عبد الرّحمن، ثنا محمّد بن عبد اللّه بن نمران، ثنا أبو عمرو العا؟؟؟ (2)،عن أيوب بن ميسرة بن حلبس، عن عبد الملك بن مروان، عن أبي هريرة، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن رجلا سأله عقالا من المغنم فأعرض عنه، ثم عاد فأعرض عنه، فلما أكثر عليه قال:«من لك بعقال من نار»[4989].

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأ أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنبأ أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنبأ أحمد بن عبدان، أنبأ محمّد بن سهل، أنبأ محمّد بن إسماعيل البخاري (3) قال: شراحيل بن عمرو أبو عمرو العبسي (4)،عن عمرو بن الأسود، و عبادة بن نسيّ ، و سليمان بن موسى. روى عنه شرحبيل بن موسى، و محمّد بن عبد اللّه بن نمران الشامي.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلال - أنبأ أبو القاسم بن منده، أنبأ أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأ علي بن محمّد، قالا: أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم (5)،قال: شراحيل بن عمرو أبو عمرو العنسي (6) شامي، روى عن عمرو بن الأسود، و عبادة بن نسيّ ، روى عنه شرحبيل بن مسلم، و محمّد بن عبد اللّه بن نمران (7)،سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني (8)،أنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبوة.

ص: 445


1- بالأصل «الحصين» و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 222/20.
2- كذا رسمها هنا بالأصل، و هو صاحب الترجمة.
3- التاريخ الكبير 256/4.
4- في البخاري: العنسي.
5- الجرح و التعديل 375/4.
6- وردت في أصل الجرح و التعديل:«القيسي» و صوبها محققه «العنسي».
7- «بن نمران» سقطت من الجرح و التعديل.
8- بالأصل: السقاني، بالسين المهملة خطأ و الصواب ما أثبت بالشين المعجمة.

سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال مسلم بن الحجاج: يقول أبو عمرو شراحيل بن عمرو العنسي (1)،عن عمرو بن الأسود، و عبادة بن نسيّ ، روى عنه شرحبيل بن مسلم، و محمّد بن عبد اللّه بن نمران.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عمرو شراحيل بن عمرو، عن عمرو بن الأسود، و عبادة بن نسيّ ، روى عنه شرحبيل بن مسلم.

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأ أبو بكر الصّفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأ أبو أحمد الحاكم قال: أبو عمرو شرحبيل بن عمرو العنسي الشامي، عن أبي عبد الرّحمن عمرو بن الأسود، و عبادة بن نسيّ ، روى عنه شرحبيل بن مسلم، و محمّد بن عبد اللّه بن نمران كناه لنا محمّد، قال: ثنا محمّد.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي بكر، نا عبد الرحيم بن أحمد بن نصر.

و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنبأ أبو إسحاق إبراهيم بن يونس بن محمّد بن يونس، أنا أبو بكر، نا.

ح و أخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة بن يحيى، أنبأ أبو الفرج سهل بن بكر، أنبأ رشأ بن نظيف، قالا: حدّثنا عبد الغني بن سعيد، قال: و أما العنسي بعين و سين و نون فعدد كثير منهم: شراحيل بن عمرو أبو عمرو العنسي، عن عبادة بن نسيّ ، و عمرو بن الأسود، روى عنه شرحبيل بن مسلم و غيره.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (2)،قال: و أما العنسي بالنون فجماعة منهم: شراحيل بن عمرو أبو عمرو العنسي، عن عمرو بن الأسود، و عبادة بن نسيّ ، و سليمان بن موسى، روى عنه شرحبيل بن مسلم، و محمّد بن عبد اللّه بن نمران الشامي.4.

ص: 446


1- العبارة بالأصل:«أبو عمرو شراحيل بن مسلم و محمد بن عبد اللّه بن نمران بن عمرو العنسي» و المعنى مضطرب و مختل، صوبنا العبارة بما يوافق ما مرّ أثناء الترجمة.
2- الاكمال لابن ماكولا 353/6 و 354.

-في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلال - أنبأ عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق، أنبأ أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنبأ أبو طاهر بن سلمة، أنبأ علي بن محمّد، قالا: أنبأ أبو محمّد بن أبي حاتم (1)،قال: حدّثني أبي قال: سمعت دحيم يقول (2)[روى] (3) شراحيل بن عمرو تلك الأحاديث عن بكر بن خنيس، عن محمّد بن سعيد - يعني الشامي الذي صلب في الزندقة-.

قرأت بخط أبي القاسم عبد اللّه بن أحمد بن صابر قال: وجدت بخط أبي الحسين الرازي الحافظ ، أنبأ أبو عبد اللّه محمّد بن يوسف بن بشر الهروي، سمعت محمّد بن عوف الحمصي و سئل عن ابن نمران الرمازي (4)،و أبي عمرو العنسي فضعّفهما جدا، قلت: إنهما من أهل دمشق ؟ فقال: نعم.

2724 - شراحيل بن مرثد

أبو عثمان الصنعاني (5)

روى عن أبي الدرداء، و سلمان الفارسي، و شهد قتال خالد بن الوليد مسيلمة (6)، و شهد فتح دمشق.

روى عنه: راشد بن داود الصّنعاني (7).

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، أنبأ أبي أبو العباس الفقيه، أنبأ أبو محمّد بن أبي نصر.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، ثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأ أبو القاسم

ص: 447


1- الجرح و التعديل 375/4.
2- بالأصل «قول» و الصواب عن الجرح و التعديل.
3- الزيادة لازمة عن الجرح و التعديل.
4- كذا رسمها بالأصل.
5- ترجمته في تهذيب التهذيب 487/2 و فيه:«الصنعاني الشامي» إشارة إلى أنه من صنعاء الشام و ليس من صنعاء اليمن.
6- بالأصل: مسلمة، خطأ.
7- راجع تهذيب التهذيب، و قد ذكر أسماء أخرى حدثوا عنه.

تمام بن محمّد، و أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان، و أبو بكر القطان، و أبو نصر بن الجندي، و أبو القاسم عبد الرّحمن بن الحسين، قالوا: أنبأ أبو القاسم علي بن يعقوب، أنا أبو زرعة، ثنا أبو الجماهر، ثنا الهيثم بن حميد، أخبرني محمّد بن يزيد الرحبي قال:

سمعت أبا الأشعث الصنعاني يحدث عن أبي عثمان الصّنعاني قال:

لما فتح اللّه علينا دمشق خرجنا مع أبي الدرداء في مصلحة بردة (1) ثم تقدمنا مع أبي عبيدة بن الجراح، ففتح اللّه لنا حمص، ثم تقدمنا مع شرحبيل بن السمط فأوطأ اللّه بنا ما دون النهر - يعني الفرات - و حاصرنا عانات (2) و أصابنا عليه لأواء. و قدم علينا سلمان الخير في مدد لنا، فقال: أ لا أحدثكم بشيء سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عسى أن ييسر اللّه تعالى بعض ما أنتم فيه؛ سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«رباط يوم و ليلة خير من صيام شهر و قيامه صائما لا يفطر، و قائما لا يفتر، فإن مات مرابطا أجرى اللّه له صالح ما كان يعمل حتى يبعث، و وقي عذاب القبر»[4990].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنبأ أبو بكر الخطيب، أنبأ أبو الحسين بن الفضل، أنبأ عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب بن سفيان (3)،ثنا هشام بن عمّار، ثنا عبد الملك بن محمّد، ثنا راشد بن داود الصّنعاني، حدّثني أبو عثمان الصنعاني شراحيل بن مرثد قال: بعث أبو بكر الصّديق خالد بن الوليد إلى أهل اليمامة و بعث يزيد بن أبي سفيان إلى الشام، فكنت ممن سار مع خالد بن الوليد إلى أهل اليمامة، فلما قدمناها قاتلونا قتالا شديدا فظفرنا بهم، و هلك أبو بكر فاستخلف عمر بن الخطاب، فبعث أبا عبيدة بن الجراح إلى أهل الشام، فقدم دمشق فاستمد أبو عبيدة عمر بن الخطاب، فكتب عمر إلى خالد أن سر إلى أبي عبيدة بالشام (4).م.

ص: 448


1- كذا بالأصل:«مصلحة برده» و لا معنى لها و لعل الصواب ما ورد في تاريخ أبي زرعة 220/1 مسلحة ببرزة. و المسلحة: رجال مسلحون مرابطون قرب الحدود لحفظ الثغور و معرفة أخبار العدو (اللسان: سلح). و برزة: قرى من قرى غوطة دمشق (ياقوت).
2- بإهمال النون بالأصل، و الصواب ما أثبت عن ياقوت، و عانات بلد بين الرقة و هيت يعد في أعمال الجزيرة، مشرف على الفرات.
3- كتاب المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 292/3 و 297.
4- كذا بالأصل و المعرفة و التاريخ، و نقل الخبر ابن كثير في البداية و النهاية 28/7 بتحقيقنا و صدره بقوله: و من أعجب ما يذكر هاهنا (يعني في فتح دمشق) و ذكر الخبر ثم عقب عليه بقوله: و هذا غريب جدا فإن الذي لا يشك فيه أن الصديق هو الذي بعث أبا عبيدة و غيره من الأمراء إلى الشام، و هو الذي كتب إلى خالد بن الوليد أن يقدم من العراق إلى الشام ليكون مددا لمن به و أميرا عليهم، ففتح اللّه تعالى عليه و على يديه جميع الشام.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد المزكي، ثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأ تمام بن محمّد، أنبأ أبو عبد اللّه بن مروان، ثنا أحمد بن نصر بن شاكر، حدّثني إبراهيم بن هشام، ثنا سعيد بن عبد العزيز، ثنا الوليد بن سليمان، عن أبي عبيد اللّه مسلم بن مسلم، حدّثني أبو عثمان أنه سمع أبا الدرداء يقول: إذا ليعقبن المشائين إلى المساجد في الظلم نورا تاما يوم القيامة.

قال: و أنبأ أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأ أبو الميمون، ثنا أبو زرعة (1)،حدّثني مسلم (2) بن عائذ، عن الوليد بن مسلم، قال: اسم أبي عثمان الصنعاني - صاحب الفتوح - شراحيل بن (3) مرثد.

قال: و أنا تمام بن محمّد، ثنا أبو عبد اللّه البجلي، نا أبو زرعة قال في الطبقة التي تلي أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم هي العليا: أبو عبد اللّه الأشعري، و أبو عثمان الصنعاني، شيخين قديمين اسم أبي عثمان شراحيل بن مرثد، لم أجد أحدا أسمى أبا عبد اللّه، سمعته من ابن عائذ، عن الوليد بن مسلم.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأ أبو الحسين بن الآبنوسي (4)،أنبأ عبد اللّه بن عتّاب، أنبأ أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنبأ أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأ أبو الحسن الربعي، أنبأ عبد الوهاب بن الحسن، أنبأ أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: أبو عثمان الصنعاني شراحيل بن مرثد أدرك أبا بكر. قال عبد الرّحمن: شهد أبو عثمان و أبو أسماء، و أبو الأشعث فتح دمشق.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بنل.

ص: 449


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 390/1.
2- في أبي زرعة: محمد.
3- عن أبي زرعة، و بالأصل «أبو» خطأ.
4- بالأصل: الأسوسي، و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.

الفضل، أنبأ عبد اللّه بن جعفر، أنبأ يعقوب قال أبو عثمان: شراحيل بن مرثد.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلال - أنبأ عبد الرّحمن بن منده أنا أبو علي الأصبهاني - إجازة-.

ح قال: و أنبأ أبو طاهر بن سلمة، أنبأ علي بن محمّد قالا: أنبأ أبو محمّد بن أبي حاتم (1) قال: شراحيل بن مرثد كان فيمن شهد خالد بن الوليد حين قتل مسيلمة. روى عنه راشد بن داود، سمعت أبي يقول ذلك.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأ أبو نصر الوائلي، أنبأ الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عثمان شراحيل بن مرثد الصنعاني، أنبأ عبد العزيز بن مسيب، عن أبي زرعة قال: أبو عثمان الصنعاني شراحيل بن مرثد.

و قرأت على أبي الفضل أيضا، عن أبي طاهر محمّد بن أحمد بن أبي الصقر، أنبأ هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، ثنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، ثنا محمّد بن أحمد بن حمّاد (2) قال: أبو عثمان الصنعاني شراحيل بن مرثد.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأ أبو بكر الصّفّار، أنبأ أبو بكر أحمد بن علي، أنبأ أبو أحمد الحاكم قال: أبو عثمان شراحيل بن مرثد الصنعاني من (3) أهل الشام، سمع سلمان الفارسي، و معاوية بن أبي سفيان.

روى عنه أبو الأشعث الصّنعاني، و أبو المهلب راشد بن داود، سمعت علي بن محمّد يقول: سمعت محمّد بن أيوب يقول: أبو عثمان الصنعاني شراحيل بن مرثد، و قال البخاري في الكنى المجردة: أبو عثمان الصنعاني سمع سلمان الفارسي، روى عنه أبو الأشعث.

قرأت بخط أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (4) قال: أما مرثد راء و ثاء معجمة بثلث: شراحيل بن مرثد أبو عثمان الصّنعاني، سار مع خالد بن الوليد إلى8.

ص: 450


1- الجرح و التعديل 374/4.
2- الكنى و الأسماء للدولابي 27/2.
3- بالأصل:«إن».
4- الاكمال لابن ماكولا 177/7 و 178.

اليمامة زمن (1) أبي بكر الصّديق، قاله راشد بن داود الصّنعاني، و اللّه تعالى أعلم.

2725 - شراحيل بن مسلمة بن عبد الملك، و يقال: شراحيل بن معاوية

ابن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم

ابن أبي العاص الأموي

له ذكر.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأ عبد الوهاب الميداني، أنبأ سليمان بن يزيد، أنبأ عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنبأ محمّد بن جرير الطبري (2) قال: قال عمر (3)-يعني ابن شبّة-: حدّثني محمّد بن معروف بن سويد، حدّثني أبي، عن المهلهل بن صفوان قال عمر: ثم حدّثني الفضل (4) بن جعفر بن سليمان بعده، قال: حدّثني المهلهل بن صفوان قال:

كنت أخدم إبراهيم بن محمّد في الحبس، و كان معه في الحبس عبد اللّه بن عمر بن عبد العزيز، و شراحيل بن معاوية (5) بن هشام بن عبد الملك، و كانوا يتزاورون، و خص الذي بين إبراهيم و شراحيل، فأتاه رسوله يوما بلبن فقال: يقول لك أخوك: إني شربت من هذا اللبن فاستطبته، فأحببت أن تشرب منه، فتناوله فشرب فتوصّب (6) من ساعته و تكسر جسده، و كان يوما يأتي فيه شراحيل فأبطأ عليه، فأرسل إليه: جعلت فداك قد أبطأت في حبسك، فأرسل إليه: أني لما شربت من اللبن الذي أرسلت به إليّ أخلفني، فأتاه شراحيل مذعورا فقال: لا و اللّه الذي لا إله إلاّ هو ما شربت اليوم لبنا و لا أرسلت به إليك فإنا للّه و إنّا إليه راجعون، احتيل عليك و اللّه، فو اللّه ما بات إلاّ ليلته و أصبح من الغد ميتا.

هكذا قال، و ذكر أبو هاشم مخلد بن محمّد بن صالح أنه شراحيل بن مسلمة بن عبد الملك، و ذكر أنه هرب من سجن مروان فقتله أهل نجران، و قد تقدم ذلك في ترجمة سعيد بن هشام.

ص: 451


1- عن الاكمال و بالأصل: من.
2- الخبر في تاريخ الطبري 436/7-437 في حوادث سنة 132 ه .
3- في الطبري: عمرو.
4- في الطبري: المفضل.
5- في الطبري: شراحيل بن مسلمة بن عبد الملك.
6- أي مرض (القاموس).

ذكر من اسمه شراعة

2726 - شراعة بن الزّندبود الكوفي مولى بني أسد

وفد على الوليد بن يزيد بن عبد الملك، و كان شاعرا خليعا.

قرأت على أبي الفتوح أسامة بن محمّد بن زيد، عن محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمر، عن أبي عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى المرزباني (1) قال: شراعة بن الزّندبود الكوفي مولى بني أسد، شاعر ظريف ماجن متهم في دينه من طبقة مطيع بن أياس، و حمّاد عجرد، و يحيى بن زياد و نظرائهم من خلعاء الكوفة و حسابهم (2)،نادم الوليد بن يزيد بن عبد الملك، و بقي عنده و شراعة هو القائل:

ما لي من حاجة في النبيذ *** و لا أستطيع علاج اللبن

فمن للبواسير (3) بعد الطلا *** و من للكتاب و من للحين

و قد كان يشربه الصالحون *** زمانا فما بال هذا الزمن

أدين بدا لهم محدث *** و سنّة سوء كسر (4) السين

ثلثا سأشرب بعد الغداء *** و سبعا أسلّي بهنّ الحزن

و هو القائل في ابن رامين زاد غيره:

لو شئت أعطيته مالا على قدر *** يرضى به منك دون الريرب الغين

و كان ابن رامين هذا رجل من أهل الكوفة كان له جوار مغنيات.

ص: 452


1- بالأصل:«المهرساني» و الصواب ما أثبت، و هو صاحب معجم الشعراء، و ليس لشراعة ترجمة في المعجم المطبوع.
2- كذا رسمها بالأصل.
3- كذا.
4- كذا.

ذكر من اسمه شرحبيل

2727 - شرحبيل بن ذي الكلاع، و اسمه اسميفع

أبو زرعة الحميري الحمصي (1)

له ذكر في أهل حمص، قدم دمشق ممدا للضحاك بن قيس حين دعا إلى بيعة ابن الزبير من قبل النعمان بن بشير أمير حمص، و قتل شرحبيل مع عبيد اللّه بن زياد بأرض الجزيرة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنبأ أبو عمر بن حيّوية، أنبأ أحمد بن معروف، ثنا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمّد بن سعد، أنبأ علي بن محمّد، عن خالد بن يزيد بن بشر، عن أبيه، و عبد اللّه بن اد؟؟؟ (2) الطابحي من العيزار بن أنس الطابحي (3)،و مسلمة بن محارب، عن حرب بن خالد و غيرهم، قالوا:

و كتب الضحاك بن قيس إلى أمراء الأجناد، فقدم عليه زفر بن حرب الكلابي من قيس بن و أمدّه النعمان بن بشير الأنصاري شرحبيل بن ذي الكلاعي في أهل حمص، فتوافوا عند الضحاك بالمرج.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ أبو الفضل بن خيرون، أنبأ عبد الملك بن محمّد، أنبأ أبو علي بن الصّواف، ثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال: شرحبيل بن ذي الكلاع أبو زرعة.

ص: 453


1- ترجمته في الوافي بالوفيات 130/16 العبر 72/1 و شذرات الذهب 74/1 و انظر مروج الذهب، و تاريخ خليفة (الفهارس).
2- كذا رسمها بالأصل.
3- كذا بالأصل.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن منده، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنبأ عمي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:

شرحبيل بن أسميفع الكلاعي من سكان حمص، قدم مصر مع مروان بن الحكم، روى عنه حسان بن كريب الرعيني، قتل يوم الحازر (1).

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنبأ أحمد بن إسحاق، أنبأ أحمد بن عمران، ثنا ثنا موسى بن زكريا، ثنا خليفة بن خياط (2) قال: قال أبو اليقظان و غيره: وجه المختار إبراهيم بن الأشتر فلقي عبيد اللّه بن زياد يوم عاشوراء أول سنة ست و ستين بالخازر (3) من أرض الموصل، فقتل ابن زياد، و حصين بن نمير (4)[السكوني، و شرحبيل بن ذي الكلاع في ناس من أهل الشام، و قتل من أصحاب ابن الأشتر] (5) هبيرة بن يريم الذي يروي عنه أبو إسحاق الهمداني.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأ عبد الوهاب بن جعفر، أنبأ أبو سليمان بن زبر، أنبأ عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنبأ محمّد بن جرير الطبري (6) قال: قال هشام بن محمّد قال أبو مخنف حدّثني فضيل بن خديج قال: قتل شرحبيل بن ذي الكلاع فادعى قتله ثلاث (7) نفر: سفيان بن يزيد بن المغفل الأزدي، و ورقاء بن عازب الأسدي، و عبد اللّه (8) بن زهير السلمي، و ذكر الطبري أن ذلك كان سنة سبع و ستين.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنبأ محمّد بن الحسين، أنبأ عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب قال: و قتل شرحبيل بن ذي الكلاع - يعني سنة سبع و ستين-.ه.

ص: 454


1- بالأصل «الحارز» خطأ و الصواب ما أثبت «الخازر» و هو نهر بين إربل و الموصل ثم بين الزاب الأعلى و الموصل، و هو موضع كانت عنده وقعة بين عبيد اللّه بن زياد و إبراهيم بن مالك الأشتر في أيام المختار، و يومئذ قتل ابن زياد، سنة 66 للهجرة (معجم البلدان).
2- تاريخ خليفة بن خياط ص 263.
3- عن خليفة و بالأصل: بالحازر.
4- بالأصل: مير، و الصواب عن خليفة.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل فاختل المعنى، و استدراكه ضروري عن خليفة.
6- الخبر في تاريخ الطبري 91/6 في حوادث سنة 67.
7- كذا.
8- في الطبري: عبيد اللّه.

2728 - شرحبيل بن السمط [بن]

2728 - شرحبيل بن السمط [بن] (1)

شرحبيل بن الأسود بن جبلة بن عدي بن ربيعة

ابن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع (2) بن كندة

أبو يزيد، و يقال: أبو السمط الكندي (3)

يقال: إن له صحبة، و يقال: لا صحبة له.

روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم حديثا، و روى عن عمر، و سلمان، و كعب بن مرة [البهزي، و عبادة بن الصامت.

[روى عنه: كثير بن مرّة] (4) الحضرمي، و جبير بن نفير، و خالد بن معدان، و يزيد بن مرثد، و مكحول، و سالم بن أبي الجعد، و بكر بن سوادة الجذامي، و أبو مصبح المغزاي، و مرة (5) بن عقبة أبو عبيدة الفهري، و سليم بن عامر.

و استعمله معاوية على بعض جيوشه، و كان سكن حمص، و استقدمه معاوية إلى دمشق قبل صفين يستشيره.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأ شجاع بن علي، أنبأ أبو عبد اللّه بن منده، أنبأ خالد بن أحمد الدمشقي، ثنا أحمد بن محمّد بن حمزة، حدّثني أبي، عن أبيه، عن نصر بن علقمة أن (6) عمير بن الأسود، و كثير بن مرة، قالا: إن أبا هريرة و ابن السمط كانا يقولان: لا يزال المسلمون في الأرض حتى تقوم السّاعة، و ذلك أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«لا يزال طائفة قوّامة على أمر اللّه لا يضرها من خالفها»[4991].

قال ابن مندة: هذا حديث لا يعرف إلاّ من حديث الحصين، رواه عبد اللّه بن

ص: 455


1- تقرأ بالأصل: مريع، و المثبت عن جمهرة ابن حزم ص 425، و مرتع كمحسن و محدث كما في القاموس.
2- تقرأ بالأصل: مريع، و المثبت عن جمهرة ابن حزم ص 425، و مرتع كمحسن و محدث كما في القاموس.
3- ترجمته في الاستيعاب 141/2 هامش الإصابة، و أسد الغابة 361/2 و الإصابة 143/2 و تهذيب التهذيب 488/2 الوافي بالوفيات 128/16 و بحاشيته أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
4- ما بين معكوفتين زيادة منا مقتبسة عن مصادر ترجمته، فالعبارة بالأصل مضطربة المعنى، إذا خلط بين الذين روى عنهم شرحبيل، و بين الذين رووا و حدثوا عنه.
5- مطموسة و غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن تهذيب التهذيب.
6- عن التاريخ الكبير 248/4 و بالأصل «بن».

يوسف، عن يحيى بن حمزة (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، و أبو الحسن علي بن هبة اللّه بن عبد السّلام، قالا: أنبأ أبو محمّد الصّريفيني، أنبأ أبو القاسم بن حبابة، ثنا عبد اللّه بن محمّد، ثنا علي بن الجعد، أنبأ سعيد، عن يزيد بن حمير قال: سمعت حبيب بن عبيد يحدث عن جبير بن نفير، عن ابن السّمط أنه خرج مع عمر إلى ذي الحليفة (2) يريد مكة، فصلّى ركعتين، فسألته عن ذلك فقال: إنما أصنع كما رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم صنع.

رواه البخاري في تاريخه عن علي بن الجعد (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو الحسين بن النّقور، أنبأ عيسى بن علي، أنبأ عبد اللّه بن محمّد، ثنا الحكم بن موسى، نا الهيثم بن حميد، حدّثنا النعمان - يعني ابن المنذر - عن مكحول، عن شرحبيل بن السمط ، عن سلمان أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من مات مرابطا في سبيل اللّه أو من عذاب القبر و نما له أجره إلى يوم القيامة»[4992].

قال البغوي: شرحبيل بن السمط سكن الشام، ذكره في الصحابة، و لم يذكر له حديثا أسنده عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنبأ أبو الفضل الرازي، أنبأ جعفر بن عبد اللّه، ثنا محمّد بن هارون، ثنا عمرو بن علي، ثنا عبد الأعلى، ثنا برد، عن سليم بن موسى بن (4) شرحبيل بن السّمط أنه كان نازلا على حصن من حصون مرابطا قد أصابتهم خصاصة، فمر بهم سلمان الفارسي فقال: أ لا أحدثكم حديثا سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يكون عونا لكم على منزلكم هذا؟ قالوا: بلى يا أبا عبد اللّه، فحدّثنا قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«رباط يوم في سبيل اللّه خير من صيام شهر و قيامه، و من مات مرابطا في سبيل اللّه جرى له أجر المجاهد إلى يوم القيامة». سقط منه مكحول الدمشقي[4993].ا.

ص: 456


1- نقله ابن الأثير في أسد الغابة 362/2 و ابن حجر في الإصابة 144/2.
2- ذو الحليفة: قرية بينها و بين المدينة ستة أميال أو سبعة (معجم البلدان).
3- التاريخ الكبير 249/4 و فيه حدثنا علي ابن الجعد نا شعبة عن يزيد بن خمير.
4- كذا.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي (1)،أنبأ إبراهيم بن محمّد ابن الفتح الحلبي، ثنا أبو يوسف محمّد بن سفيان بن موسى، ثنا أبو عثمان سعيد بن رحمة بن نعيم الأصبحي قال: سمعت ابن المبارك، عن عبد الرّحمن بن شريح قال:

سمعت عبد الكريم بن الحارث يحدث عن أبي عبيدة بن عقبة عن رجل من أهل الشام أن شرحبيل بن السمط الكندي قال:

طال رباطنا أو إقامتنا على حصن، فاعتزلت من العسكر انظر في ثيابي لما آذاني منه، قال: فمر بي سفيان فقال: ما تعالج يا أبا السمط؟ فأخبرته، فقال: إني لأحسبك تحب أن تكون عند أم السّمط فكانت هي تعالج هذا منك، قلت: أي و اللّه، قال: لا تفعل، فإني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«رباط يوم و ليلة، أو يوم و ليلة (2) كصيام شهر و قيامه، و من مات مرابطا أجري عليه مثل ذلك الأجر، و أجري عليه الرزق، و أمن من القتال و اقرءوا إن شئتم وَ الَّذِينَ هٰاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللّٰهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مٰاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللّٰهُ رِزْقاً حَسَناً (3) إلى آخر الآيتين»[4994].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الفضل بن خيرون.

ح و أخبرنا أبو العز ثابت بن منصور، أنبأ أبو طاهر قالا: أنبأ محمّد بن الحسن، أنبأ محمّد بن أحمد، أنبأ عمر بن أحمد، ثنا خليفة (4) قال: شرحبيل بن السمط البجلي.

كذا قال و هو كندي لا بجليّ .

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الحسن (5) بن علي، أنبأ أبو عمر بن حيّوية، أنبأ أحمد بن معروف، ثنا الحسين بن فهم، ثنا محمّد بن سعد قال في الطبقة الرابعة: شرحبيل بن السّمط بن الأسود بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية الأكرمينا.

ص: 457


1- بالأصل: الأسوسي، خطأ و الصواب ما أثبت، قياسا إلى سند مماثل.
2- كذا، و لعله: أو ليلة.
3- سورة الحج، الآيتان 58-59.
4- طبقات خليفة بن خياط ص 561 رقم 2885.
5- بالأصل:«عن محمّد بن الحر بن علي» خطأ، و الصواب ما أثبت و هو أبو محمّد الحسن بن علي الجوهري، و قد مضى التعريف به، و مرّ السند كثيرا.

جاهلي إسلامي، وفد إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم و أسلم، و قد شهد القادسية، و ولي حمص و هو الذي افتتحها و قسمها منازل (1).

أنبأنا أبو الغنائم.... (2)،ثنا أبو الفضل الحافظ ، أنبأ أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين الصيرفي، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنبأ أبو أحمد - زاد أبو الفضل و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنبأ أبو بكر الشيرازي، أنبأ أبو الحسن المقرئ، ثنا محمّد بن (3) إسماعيل بن البخاري (4) قال: شرحبيل بن السّمط الكندي و كان على حمص، له صحبة، صلى عليه حبيب بن مسلمة، قاله لي محمّد بن مقاتل عن ابن المبارك، عن سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول قال: صلى حبيب بن مسلمة على شرحبيل، قال: و حدّثني إسحاق أنبأ يحيى بن آدم، نا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل قال: بعث عمر شرحبيل على جيش، و عن عمار، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرّب استعمل عمر شرحبيل، و عن إسرائيل، عن أشعث، عن أبيه: بعث عمر شرحبيل بن السمط على جيش.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلال - أنبأ أبو القاسم بن منده، أنبأ أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأ علي بن محمّد قالا: أنبأ أبو محمّد بن أبي حاتم (5) قال: شرحبيل بن السمط الكندي، كان على حمص، صلّى عليه حبيب بن مسلمة، روى عنه.... (6).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأ أبو الحسين بن الآبنوسي (7)،أنبأ عبد اللّه بن عتّاب، أنبأ أحمد بن عمير - إجازة-.ل.

ص: 458


1- سقط هذا الخبر من طبقات ابن سعد الكبرى المطبوع ضمن التراجم الضائعة و له ترجمة فيمن نزل الشام 445/7، و هذا الخبر غير مذكور فيها.
2- بياض مقدار كلمة، و بالأصل: أنبأنا أبو الغانم خطأ.
3- بالأصل: عن خطأ.
4- التاريخ الكبير 248/4 و 249.
5- الجرح و التعديل 388/4.
6- كذا انتهت العبارة بالأصل و الكلام متصل، و في الجرح و التعديل المطبوع بياض بعد كلمة روى عنه و لم يذكر أحدا.
7- بالأصل: الأسوسي، خطأ و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنبأ أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأ أبو الحسين الربعي، أنبأ عبد الوهاب الكلابي، أنبأ أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام: شرحبيل بن السّمط قديم الموت، صلّى عليه حبيب بن مسلمة، حدّثني به علي بن عياش، عن حريز (1) بن عثمان.

أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمّد الزينبي، و أخبرني عمي - رحمه اللّه - أنا الزينبي - قراءة - أنبأ أبو القاسم علي بن المحسّن التنوخي، أنبأ أبو الحسين بن المظفر (2)،أنبأ أبو محمّد بكر بن أحمد بن حفص، ثنا أحمد بن محمّد بن عيسى البغدادي قال: شرحبيل بن السمط بن الأسود بن جبلة الكندي، يكنى أبا يزيد توفي بسلمية (3) سنة ست و ثلاثين، بلغني أنه هاجر إلى المدينة زمن عمر بن الخطّاب.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن منده، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:

شرحبيل بن السّمط بن الأسود بن جبلة الكندي، يكنى أبا يزيد، من أهل حمص، قدم مصر لغزو المغرب، روى عنه بكر بن سوادة الجذامي (4)،و مرة بن عقبة.

كتب إليّ أبو جعفر الهمذاني (5)،أنبأ أبو بكر الصّفّار، أنبأ أبو بكر بن منجويه، أنبأ الحاكم أبو أحمد محمّد بن محمّد الحافظ ، قال: أبو السمط شرحبيل بن السّمط الكندي، له صحبة من النبي صلى اللّه عليه و سلم، كان على حمص، عداده في الشاميين.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأ شجاع بن علي، أنبأ أبو عبد اللّه بن منده قال: شرحبيل بن السّمط الكندي كان أميرا على حمص، اختلف في صحبته، تقدم موته، و صلّى عليه حبيب بن مسلمة، روى عنه عمير بن الأسود، و كثير بن مرة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو الحسين بن النّقور، أنبأ أبو طاهرة.

ص: 459


1- مهملة بدون نقط بالأصل، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في تهذيب التهذيب.
2- بالأصل: الظفر خطأ، و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
3- سلمية: بفتح أوله و ثانيه و سكون الميم، و ياء خفيفة، بليدة في ناحية البرية من أعمال حماه بينهما مسيرة يومين.(ياقوت).
4- بالأصل: الحداي» كذا، و الصواب ما أثبت.
5- بالأصل: الهمداني بالدال المهملة، و الصواب بالذال المعجمة.

المخلّص، أنبأ أحمد بن عبد اللّه بن سعيد بن يوسف، ثنا السري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، بإسناده قال (1):و طابقت معاوية كلها على منع الصّدقة و أجمعوا على الردّة إلاّ ما كان من شرحبيل بن السّمط و ابنه، قاما في بني معاوية فقالا: و اللّه إنّ هذا لقبيح بأقوام أحراز التنقل، و إن الكرام ليكونون على الشبهة فيتكرمون أن ينتقلوا عنها إلى أوضح منها مخافة العار، فكيف بالرجوع عن الجميل (2)و عن الحق إلى القبيح و الباطل، اللّهمّ إنّا لا نمالئ قومنا على هذا، و إنّا لنادمون على مجامعتهم إلى يومنا هذا. و خرج شرحبيل و السّمط حتى أتيا زياد بن لبيد فانضما إليه.

قال سيف: و استعمل - يعني سعد بن أبي وقاص - على الميسرة - يعني يوم القادسية - شرحبيل بن السّمط بن شرحبيل الكندي، و كان غلاما شابا، كان قد قاتل أهل الرّدة، و وفى للّه فعرف له ذلك، و كان قد غلب الأشعث على السّرف فيما بين المدينة إلى أن اختطت الكوفة، و كان أبوه ممن كان تقدم إلى الشام مع أبي عبيدة بن الجراح.

قال و نا سيف عن مجالد، عن الشعبي قال: كان شرحبيل بن السمط قد كان أراد أن يتبع أباه السّمط ، و كان السمط ممن شهد اليرموك، فلما ندب عمر كندة إلى العراق و أتوا إلى الشام انتدب فعجله عمر إلى سعد و أوصى سعدا به في كتابه، و كان شرحبيل رجلا فنزع حين قدم على سعد فدفعه فارتفع له حتى غلب الأشعث على شرف كندة، و ولي عليه في ذلك المسير، فكان شرحبيل من فرسان أهل القادسية المعلومين.

أنبأنا أبو سعد محمّد بن محمّد بن محمّد و أبو علي الحسن بن أحمد قالا: أنا أبو نعيم الحافظ قال: شرحبيل بن السّمط بن الأسود بن جبلة الكندي كان على حمص، و صلّى عليه حبيب بن مسلمة سنة ثلاث و ستين، يكنى أبا يزيد، ذكره بعض المتأخرين، و زعم أنه صحابي، و ذكر أنه مختلف في صحبته.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة، أنبأ أبو الفضل محمّد بن عبد اللّه بن حميرويه، أنا أحمد بن نجدة، ثنا الحسن بن الربيع، ثنا عبد اللّه بن المبارك، عن أشعث، عن الشعبي:ي.

ص: 460


1- الخبر في تاريخ الطبري 334/3 حوادث سنة 11.
2- تقرأ بالأصل: الحمل، و المثبت عن الطبري.

أن عمر بن الخطاب استعمل شرحبيل بن السّمط على المدائن، و أبوه بالشام، فكتب إلى عمر: إنك تأمر أن لا نفرق بين السبايا و بين أولادهن، فإنك قد فرقت بيني و بين ابني، فكتب إليه، فألحقه بابنه.

أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأ الحسن بن علي، أنبأ أبو الحسين بن المظفر، ثنا محمّد بن محمّد بن سليم، ثنا أبو نعيم، ثنا عبيد اللّه بن عمرو، عن أيوب، عن أبي قلابة:

أن شرحبيل بن السمط قدم الكوفة فاستعلاه بها رجل من قومه، فانتقل إلى حمص فقال: لا أكون بأرض أنت بها.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنبأ أبو الحسن محمّد بن علي بن أحمد بن إبراهيم، أنا أحمد بن إسحاق، ثنا أحمد بن عمران، ثنا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط قال في تسمية عمّال معاوية على حمص: شرحبيل بن السّمط نحو من عشرين سنة (1).

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد - بقراءتي عليه - ثنا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد، أنبأ أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأ أبو القاسم بن أبي العقب، أنبأ أحمد بن إبراهيم بن بشر، ثنا أبو عبد اللّه محمّد بن عائذ قال: و سمعت إسماعيل بن عياش يحدث عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد أن شرحبيل بن السمط الكندي قال:

و اللّه ما زعمت على قوم قط عزيمة إلاّ استغفرت حينئذ ثم قلت: اللّهمّ لا حرج عليهم.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، و أبو بكر وجيه بن طاهر قالا: أنبأ أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمّد بن الحسين بن موسى، أنبأ أبو زكريا يحيى بن إسماعيل بن يحيى بن زكريا بن حرب، أنبأ أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن الحسن بن الشرقي (2)،ثنا أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن هاشم بن حيان العبدي الطوسي (3)،نا وكيع، نا أبي، عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن أبيه قال:

كان شرحبيل بن السّمط على جيش قال: فقال: إنكم تركتم أرضا فيها نساء2.

ص: 461


1- ليس له ذكر في تاريخ خليفة بن خياط ، و الخبر نقله ابن حجر في التهذيب 489/2 عن خليفة.
2- ترجمته في سير الأعلام 40/15.
3- مهملة بدون نقط بالأصل، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 328/12.

و شراب، فمن أصاب منكم حدا فليأتنا حتى نطهره، قال: فبلغ ذلك عمر بن الخطاب، فكتب إليه: لا أم لك، تأمر قوما ستر اللّه عليهم أن يهتكوا ستر اللّه عليهم.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنبأ أبو عمر بن حيّوية.

ح و أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه قالا: أنبأ أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأ أبو الطيب عثمان بن عمرو (1) قالا: أنبأ يحيى بن محمّد بن صاعد، ثنا الحسين بن الحسن المروزي، أنبأ ابن المبارك، أنبأ ابن لهيعة، عن بكر بن سوادة:

كان (2) رجل يعتزل الناس إنما هو وحده فقال: ما يحملك على هذا؟ فقال: أخاف أن أسلب ديني و لا أشعر، قال: فحدثت بذلك رجالا من أهل الشام، فقال: ذاك شرحبيل بن السّمط .

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأ أبو الفضل بن خيرون، أنبأ أبو علي بن شاذان، أنبأ أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن نيخاب (3) الطيبي، ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن الحسين بن علي الكسائي، ثنا أبو سعيد يحيى بن سليمان الجعفي، ثنا شيخ لنا، عن الكلبي قال:

فكتب معاوية إلى شرحبيل بن السّمط يسأله القدوم عليه، و هيأ له رجالا يخبرونه أن عليا قتل عثمان منهم يزيد بن أسد البجلي، و بشر (4) بن أرطأة، و أبو الأعور السلمي، فقدم إليه (5).

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم العلوي، و أبو الوحش المقرئ و غيرهما عنه، أنبأ أبو الفتح إبراهيم بن سيبخت (6)،ثنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن قريش الحكيمي، ثنا أبو العيناء، ثنا الأصمعي قال:

بينما معاوية بن أبي سفيان يساير شرحبيل فقال له معاوية: إنه يقال: إن الهامة إذات.

ص: 462


1- كذا بياض بالأصل مقدار ثلاث كلمات.
2- بالأصل:«بان» و لعل الصواب ما أثبت.
3- بالأصل: سحاب، خطأ و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 130/15.
4- كذا بالأصل و صوابه: بسر، و قد تقدمت ترجمته في كتابنا، و قيل فيه: بسر بن أبي أرطأة.
5- انظر الخبر في أسد الغابة 362/2.
6- مهملة بدون نقط بالأصل و الصواب ما أثبت.

عظمت دلّ ذلك على وفور الدّماغ و صحة العقل، قال: نعم يا أمير المؤمنين إلاّ هامتي، فإنها عظمت و عقلي فإنه ضعيف ناقص، فتبسّم معاوية، فقال: كيف ذاك ؟ اللّه أنت، قال: لإطعامي هذا البارحة مكوكي شعير، قال: فضحك معاوية.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنبأ محمّد بن الحسين، أنبأ عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب، ثنا عبد اللّه بن يوسف، ثنا سعيد بن عبد العزيز - أظنه عن سليمان - أن حبيب (1) بن مسلمة صلّى على شرحبيل بن السمط .

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأ أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، ثنا الحسين بن الفهم، ثنا محمّد بن سعد (2)،أنبأ يزيد بن هارون، أنبأ حريز (3) بن عثمان، عن عبد الرّحمن بن أبي عوف الجرشي (4)،عن عبد اللّه بن لحي (5) الهوزني قال: حضرت مع حبيب بن مسلمة جنازة شرحبيل بن السّمط ، و هو الذي قسم حمص القسمة الأخيرة - أو قال: الثانية - في زمن عثمان، فتقدم عليه حبيب (6) بن مسلمة الفهري فأقبل عليه فالتفت بوجهه كالمشرف على دابة لطوله يقول: صلوا على أخيكم و اجتهدوا له في الدعاء، و ليكن من دعائكم: اللّهمّ اغفر لهذه النفس الحنيفة المسلمة، و اجعلها من الذين تابوا و اتبعوا سبيلك، و قها عذاب الجحيم، و استنصروا اللّه على عدوكم.

أنبأنا أبو الوحش سبيع بن المسلّم، و أبو القاسم عبيد اللّه بن الحسن بن هلال و غيرهما، عن أبي الحسن رشأ بن نظيف،[أنا] (7) أبو شعيب عبد الرّحمن بن محمّد المكتب، و أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرّحمن قالا: أنبأ الحسن بن رشيق، أنبأ أبو بكر الدولابي قال: سمعت أبا أيوب البهراني - يعني سليمان بن عبد الحميد - يقول:

سمعت يزيد بن عبد ربه يقول: مات شرحبيل بن السّمط سنة أربعين رحمة اللّه علينا و عليه.ح.

ص: 463


1- بالأصل: خبيب بالخاء المعجمة، خطأ.
2- طبقات ابن سعد 445/7.
3- تقرأ بالأصل:«حرير» و في ابن سعد:«جرير» و كلاهما خطأ، و الصواب ما أثبت، و قد مضى التعريف به.
4- عن ابن سعد و بالأصل: الحرسي.
5- في ابن سعد: يحيى.
6- بالأصل: خبيب بالخاء المعجمة، خطأ.
7- زيادة منا للإيضاح.

2729 - شرحبيل بن عبد اللّه بن المطاع بن عمرو،

و يقال: المطاع بن عبد العزّى بن قطن بن الغوث بن مرّ

و هو شرحبيل بن حسنة

أبو عبد اللّه، و يقال: أبو عبد الرّحمن،

و يقال: أبو واثلة الكندي (1)

حليف بني زهرة صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و أحد أمراء الأجناد الذين وجههم أبو بكر لفتح الشام، و هو أخو عبد الرّحمن بن حسنة، و حسنة أمّهما.

روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم حديثا.

روى عنه: أبو عبد اللّه الأشعري، و عبد الرّحمن بن غنم، و عمر بن عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنبأ أبو الغنائم بن المأمون، أنبأ أبو القاسم بن حبابة، نا أبو بكر بن أبي داود، نا هشام بن خالد أبو مروان، نا الوليد، ثنا عتبة بن الأحنف، عن أبي سلاّم الأسود، عن أبي صالح الأشعري، عن أبي عبد اللّه الأشعري أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نظر إلى رجل يصلي لا يتم ركوعه و ينقر في سجوده فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«لو مات هذا على حاله هذا لمات على غير ملّة محمّد»، ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«الذي لا يتم ركوعه و ينقر في سجوده مثل الجائع يأكل التمرة و التمرتين لا يغنيان عنه شيئا»[4995].

قال أبو صالح: فقلت لأبي عبد اللّه: من حدّثك هذا عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ فقال:

أمراء الأجناد: خالد بن الوليد، و عمرو بن العاص، و شرحبيل بن حسنة - زاد غير هشام: و يزيد بن أبي سفيان-.

رواه البخاري (2) في تاريخه، فقال: قال لي صفوان بن صالح: أبو عبد الملك، نا الوليد بن مسلم.

ص: 464


1- ترجمته في الاستيعاب 139/2 هامش الإصابة، و أسد الغابة 360/2 و الإصابة 143/2 و تهذيب التهذيب 490/2 و الوافي بالوفيات 128/16 و انظر بحاشيته أسماء مصادر أخرى ترجمت له. و كنّاه في المختصر: أبا عمّار بدل أبي عبد اللّه.
2- التاريخ الكبير للبخاري 247/4.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنبأ أبو عبد الرّحمن السّلمي، ثنا محمّد بن يعقوب الأصم، قال: سمعت أبا زرعة الدمشقي يقول:

موسى بن عبيدة الرّبذي روى عنه شعبة و سفيان، و ليس (1) ينال و من أحسن حديثه حديث و أتمه. ذكره ابن أبي أويس عن سليمان بن بلال، عن موسى بن عبيدة، عن عبد الحميد بن سهيل، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن عن (2) الشفا بنت عبد اللّه قالت:

دخل عليّ النبي صلى اللّه عليه و سلم فسألته و شكوت (3) إليه، فجعل يعتذر إليّ و جعلت ألومه، قالت (4):ثم إنه حانت صلاة الأولى فدخلت بيت ابنتي و هي عند شرحبيل بن حسنة فوجدت زوجي (5) في البيت، فوقفت به، ألومه، حضرت الصلاة و كنت هاهنا، فقال:

يا عمه لا يلومنني (6) كان لي ثوبان استعار أحدهما رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فوجدت في نفسي من ذلك، فقلت: و من يلومه و هذا شأنه ؟ قال شرحبيل: إنما كان أحدهما ثوب درع فرقعنا جيبه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ أبو الفضل بن خيرون، أنبأ أبو العلاء الواسطي، أنبأ أبو بكر محمّد بن أحمد، أنبأ الأحوص بن المفضّل قال: نا الواقدي، قال شرحبيل بن حسنة من كندة حليف بني زهرة، قال الزبيري: و حسنة ليست أمّه، و هي من عدول (7) ساحل اليمن، و هي من المهاجرات، و كانت مولاة، و كانت تحت سفيان بن معمر بن حبيب (8) الجمحي.

أخبرنا أبو البركات أيضا، أنبأ ثابت بن بندار، أنبأ أبو العلاء، أنبأ أبو بكر، أنبأب.

ص: 465


1- كذا رسمها بالأصل: و ليس بنال.
2- بالأصل «بن» خطأ.
3- بالأصل: و سلوت، و الصواب ما أثبت.
4- بالأصل: قال.
5- بالأصل: روحي، و الصواب ما أثبت.
6- كذا، و الظاهر: لا تلوميني.
7- كذا، و في الاستيعاب: عدولي من ناحية البحرين و في ياقوت: عدولي بفتح أوله و ثانيه و سكون الواو و فتح اللام و القصر قرية بالبحرين.
8- عن الاستيعاب و بالأصل: خبيب.

الأحوص (1) قال: قال أبي المفضّل: و شرحبيل بن حسنة أبو عبد اللّه.

أنبأنا أبو علي الحداد و جماعة قالوا: أنبأ أبو بكر بن ريذة (2)،ثنا سليمان بن أحمد (3)،ثنا أبو الزّنباع روح بن الفرج، ثنا يحيى بن بكير. قال: شرحبيل بن عبد اللّه (4) بن المطاع بن عبد اللّه بن الغطريف بن عبد العزّى بن جثامة (5) بن مالك بن ملادم (6) بن مالك بن رهم (7) بن سعد بن يشكر بن مصور (8) بن الغوث بن مرّ أخي تميم بن مرّ، و يقال: إنه من كندة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنبأ أحمد بن الحسن بن أحمد - زاد أبو البركات و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنبأ محمّد بن الحسن بن أحمد، ثنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، ثنا أبو حفص الأهوازي، ثنا خليفة بن خياط (9) قال:

شرحبيل بن عبد اللّه بن المطاع بن عمرو، و يقال: المطاع بن عبد العزّى بن قطن بن الغوث بن مرّ بن كندة، أمّه حسنة.

قال ابن إسحاق: و ولاؤها لمعمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي، يكنى أبا عبد اللّه، مات بالشام في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة.

أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن - رحمه اللّه - قال: أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ أبو الحسين بن الطّيوري، أنبأ أبو الحسن العتيقي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأ ثابت بن بندار، أنا الحسن بن جعفر قالا:

أنبأ الوليد بن بكر، أنبأ علي بن أحمد بن زكريا، أنبأ علي بن أحمد بن صالح، حدّثني9.

ص: 466


1- بالأصل: الأخوص بالخاء المعجمة خطأ.
2- مهملة بدون نقط بالأصل و الصواب ما أثبت و ضبط عن التبصير، و قد تقدم التعريف به.
3- المعجم الكبير للطبراني 304/7.
4- عن المعجم الكبير و بالأصل: عبيد اللّه خطأ.
5- عن الطبراني و بالأصل: حنامه.
6- عند الطبراني: بلا دم.
7- الطبراني: دهم.
8- في الطبراني: منشر.
9- طبقات خليفة بن خياط ص 48 رقم 89.

أبي أحمد (1) قال: شرحبيل بن حسنة مصري، و حسنة أمّه، لها صحبة.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه، ابنا البنّا قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنبأ أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزبير بن بكار قال: حسنة مولاة لمعمر بن حبيب - يعني الجمحي - و هي من أهل عذول (2) من ناحية البحرين يقال:

السّفن العذولية، و أما شرحبيل فهو شرحبيل بن عبد اللّه بن عمرو بن المطاع من النمر بن قاسط .

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق إبراهيم بن عمر، أنبأ أبو عمر بن حيّوية، أنبأ أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، ثنا محمّد بن سعد (3)،قال في الطبقة الثانية: شرحبيل بن حسنة و هي أمّه، و هي عدويّة، و هو (4) ابن عبد اللّه بن المطاع بن عمرو بن كندة حليف لبني زهرة، و يكنّى أبا عبد اللّه، و هو (5) من مهاجرة الحبشة في الهجرة الثانية.

و كان محمّد بن إسحاق يقول: كانت حسنة أم شرحبيل امرأة سفيان بن معمر بن حبيب بن (6) وهب بن حذافة بن جمح، و كان له منها من الولد: خالد، و جنادة، ابنا سفيان بن معمر إلى أرض الحبشة فخرج بامرأته حسنة معه، و خرج بولده خالد و جنادة معهم، و أخرج معهم أخاهم لأمهم شرحبيل بن حسنة في الهجرة الثانية إلى أرض الحبشة.

و كان محمّد بن عمر يقول: بل كان سفيان بن معمر بن حبيب الجمحي، أخا شرحبيل بن حسنة لأمه، و كانت أم سفيان لم يكن امرأته و هاجر إلى أرض الحبشة، و معه أخوه شرحبيل، و معه أمّه حسنة، و معه ابناه جنادة و خالد.

و كان أبو معشر يذكر شرحبيل بن حسنة، و أمّه فيمن هاجر من بني جمح إلى أرض الحبشة، و لا يذكر سفيان بن معمر و لا أحدا من ولده، و لم يذكر موسى [بن] عقبة أحدا منهم و لا ذكر شرحبيل في روايته فيمن هاجر إلى أرض الحبشة.ن.

ص: 467


1- تاريخ الثقات للعجلي ص 216.
2- كذا، و مرّ قريبا عن الاستيعاب و معجم البلدان: عدولى.
3- طبقات ابن سعد 393/7 فيمن نزل الشام من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.
4- بالأصل: و هي.
5- بالأصل: و هي.
6- بالأصل: عن.

قال محمّد بن عمر: حلف شرحبيل و أبيه لبني زهرة و إنما ذكر في بني جمح بسبب سفيان بن معمر الجمحي و كان شرحبيل من (1) عليه الصّديق إلى الشام، و مات شرحبيل بن حسنة في طاعون عمواس إلى الشام سنة ثمان عشرة في خلافة عمر بن الخطاب، و هو ابن سبع و ستين سنة.

أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن علي بن الآبنوسي، و أخبرني أبو الفضل محمّد بن ناصر عنه، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنبأ أبو الحسين بن المظفر، أنبأ أبو علي أحمد بن الحسين، أنبأ أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم بن البرقي، قال: و من حلفاء بني زهرة من عبر أهل عدر (2) شرحبيل بن حسنة، و حسنة أمّه و هي عدولية، و كانت حسنة من مهاجرة الحبشة و شرحبيل أيضا من مهاجرة الحبشة، و هو شرحبيل بن عبد اللّه بن المطاع أحد الغوث بن مرّ أخي تميم بن مرّ حليف بني زهرة، و يقال: إنه من كندة و كان واليا على الشام لعمر بن الخطاب على ربع من أرباعها، توفي سنة ثمان عشرة بالشام، و هو ابن سبع و ستين (3) فيما يقال؛ له حديثان.

و حدّثنا عمي - لفظا - أنبأ أبو طالب بن يوسف، أنبأ الجوهري - قراءة - أنبأ أبو عمر - إجازة-.

و أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، نا أبو الفضل بن خيرون، و محمّد بن الحسن، و أبو الحسين الطّيّوري، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد ابن خيرون: و محمّد بن الحسن قالا:- أنبأ أحمد بن عبدان، أنبأ محمّد بن سهل، أنبأ محمّد بن إسماعيل (4) قال: شرحبيل بن حسنة القرشي، و حسنة أمّه من أهل اليمن، أخو عبد الرّحمن بن حسنة.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنبأ أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد، أنبأ أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سالم، ثنا علي بن محمّد قالا: أنبأ أبو محمّد بن أبي4.

ص: 468


1- كذا بالأصل.
2- كذا.
3- انظر الاستيعاب 141/2 و أسد الغابة 361/2 و الإصابة 143/2.
4- التاريخ الكبير 247/4.

حاتم قال: شرحبيل بن حسنة و هو المطاع بن عبد اللّه القرشي (1)،و يكنى أبا عبد اللّه، و حسنة أمّه، أخو عبد الرّحمن بن حسنة، و له صحبة، نزل الشام.

روى عنه أبو عبد اللّه الأشعري، سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمّد: و روى عنه عبد الرّحمن بن غنم، و عمر بن عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو محمّد الأكفاني، ثنا أبو محمّد الكتاني، أنبأ أبو القاسم تمام بن محمّد، أنبأ أبو عبد اللّه الكندي، ثنا أبو زرعة قال: و شرحبيل بن حسنة. و حسنة أمّه، و أبوه عبد اللّه، ينتسب ولده في الغوث.

قال أبو زرعة: و سمعت أبا مسهر يذكر أن سعيد بن عبد (2) العزيز حدثه قال: قال شرحبيل بن السّمط (3):يا لها من فترة رجل من فرسان ساد هذا الناس.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأ أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأ أبو القاسم بن عتّاب، أنبأ أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنبأ أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأ أبو الحسن علي بن الحسن، أنبأ عبد الوهاب بن الحسن، أنبأ أحمد بن عمير قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في تسمية من شهد الفتح: و شرحبيل بن حسنة عداده في قريش، و أمّه حسنة، و أبوه عبد اللّه أحد [بني] الغوث بن مرّ أخي تميم بن مرّ، كان أميرا على ربع، و شرحبيل بن حسنة يقال: لم تلده إنّما كانت حسنة تحت معمر بن حبيب (4)، و إنما هو شرحبيل بن عبد اللّه بن المطاع من قبائل اليمن.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنبأ أحمد بن منصور بن خلف، أنبأ أبو سعيد بن حمدون، أنبأ مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو عبد اللّه شرحبيل بن حسنة، له صحبة.ت.

ص: 469


1- شرحبيل ابن حسنة، حليف لبني زهرة، و هم من قريش فنسب إليهم للحلف أما أصله فمن كندة، و قيل من بني الغوث بن مرّ أخي تميم - و قد مرّ ذلك - و ربما قيل له «التميمي». راجع ما مرّ أثناء الترجمة من أقوال ذكرت في نسبه.
2- بالأصل:«بن عبد الرحمن العزيز».
3- كذا.
4- بالأصل: خبيب بالخاء المعجمة و الصواب ما أثبت.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأ أبو بكر الوائلي، أنبأ الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عبد اللّه شرحبيل بن حسنة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد، أنبأ هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنبأ أحمد بن محمّد بن إسماعيل، ثنا أبو بشر محمّد بن أحمد بن حماد قال: سمعت أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم يقول: شرحبيل بن حسنة، يكنى أبو وائلة، و هو ابن أخي المطاع، و أمّه حسنة بنت حبيب (1) بن معمر الجمحي - فيما أخبرني مصعب بن عبد اللّه الزبيري - و قال أبو بشر (2) في موضع آخر:

أبو عبد اللّه شرحبيل بن حسنة أبو وائلة (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو بكر بن الطبري، أنبأ أبو الحسين بن الفضل، أنبأ عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب بن سفيان، قال (4):عبد الرّحمن و شرحبيل، ابنا حسنة حليف بني زهرة. و قال ابن بكير: هم من غوث.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأ عيسى بن علي، أنبأ عبد اللّه بن محمّد قال: شرحبيل بن حسنة سكن دمشق، رأيت في كتاب محمّد بن سعد: شرحبيل بن حسنة، و حسنة أمّه، و هو شرحبيل بن عبد اللّه بن المطاع بن عمرو من كندة، حليف بني زهرة، و يكنى أبو عبد اللّه (5)،و كان قديم الإسلام بمكة من مهاجرة الحبشة في المدة الثانية، و غزا مع النبي صلى اللّه عليه و سلم غزوات و هو أحد الأمراء الذين عقد لهم أبو بكر إلى الشام، و مات بالشام في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة في خلافة عمر - و هو ابن سبع و ستين - قال عبد اللّه بن محمّد، و قال ابن نمير: شرحبيل مات سنة ثماني (6) عشرة، و قد روى شرحبيل بن حسنة عن النبي صلى اللّه عليه و سلم غير هذين - يعني الحديثين اللذين قدمنا-.ة.

ص: 470


1- بالأصل: خبيب بالخاء المعجمة و الصواب ما أثبت.
2- الكنى و الأسماء للدولابي 77/1.
3- كذا، و سقطت الكنية من كنى الدولابي.
4- الخبر في المعرفة و التاريخ 167/3-168.
5- عن ابن سعد 393/7 و بالأصل: أبو عبيد اللّه.
6- الذي في طبقات ابن سعد: ثمان عشرة.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي زكريا البخاري.

ح و حدّثنا خالي أبو المعالي القاضي، قال: أنا أبو الفتح بشر بن إبراهيم، أنا أبو بكر، أنا عبد الغني بن سعيد قال: حسنة بالسين غير معجمة مفتوحة بنون شرحبيل و عبد الرّحمن ابنا حسنة أخوان لأمّ ، و لها صحبة.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأ شجاع بن علي، أنبأ أبو عبد اللّه بن منده قال: شرحبيل بن حسنة، و حسنة أمّه، و عرف بها، و أبو (1) عبد اللّه بن المطاع من أهل اليمن، قدم مصر رسولا من النبي صلى اللّه عليه و سلم، و توفي النبي صلى اللّه عليه و سلم و هو بها، قاله أبو سعيد بن يونس بن عبد الأعلى، و كان أحد أمراء الأجناد، له صحبة، و مات بالشام.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (2) قال: و أمّا حسنة بفتح الحاء و السّين المهملة و النون: شرحبيل بن حسنة، و هي أمّه، و حسنة مولاة كانت لمعمر بن حبيب (3) بن وهب بن حذافة بن جمح، فتزوجها ابنه سفيان فولدت له جابرا و جنادة ابنا سفيان فهما أخوا شرحبيل بن حسنة من مهاجرة الحبشة، و هو شرحبيل بن عبد اللّه بن المطاع، قدم مصر رسولا من النبي صلى اللّه عليه و سلم إلى ملوكها (4)،و توفي النبي صلى اللّه عليه و سلم و هو بمصر، روى عنه ابنه ربيعة (5).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو الحسين بن النّقّور، أنبأ أبو طاهر المخلّص، أنبأ رضوان بن أحمد، أنبأ أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس بن بكير، عن محمّد بن إسحاق قال في تسمية من هاجر إلى أرض الحبشة: شرحبيل بن حسنة (6).

أنبأنا أبو سعد المطرز، و أبو علي الحداد قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، ثنا خبيب بن الحسن، ثنا محمّد بن يحيى، ثنا أحمد بن محمّد بن أيوب، نا إبراهيم بن سعد، عن محمّد بن إسحاق قال: لما قدم المهاجرون من الحبشة مع جعفر نزل شرحبيل بن حسنة7.

ص: 471


1- كذا، و الصواب: و أبوه.
2- الاكمال لابن ماكولا 469/2.
3- بالأصل خبيب، و الصواب عن الاكمال.
4- في الاكمال: ملكها.
5- بالأصل: زمعة، و الصواب عن الاكمال، و انظر تهذيب التهذيب و الإصابة.
6- سيرة ابن إسحاق رقم 302 صفحة 207.

مع إخوته (1) لأمه: جنادة و جابر على بني زريق ثم هلك جنادة و جابر في خلافة عمر بن الخطاب، و تحوّل شرحبيل بن حسنة إلى بني زهرة فحالفهم فخاصمه أبو سعيد بن المعلّى الزرقي إلى عمر بن الخطاب و قال: حليفي ليس له أن يتحول عني إلى غيري، فقال شرحبيل: ما كنت لهم حليفا إنما نزلت مع إخوتي في ربعهما و في قومهما، فكانا أحبّ الناس إليّ و أقربه بي رحما، فلما هلكا اخترت لنفسي فحالفت من أردت، فقال عمر: يا أبا سعيد إن جئت ببيّنة و إلاّ فهو أولى بنفسه، فلما لم يأت أبو سعيد على حلفه ببيّنة فثبت شرحبيل بن حسنة في بني زهرة بن كلاب (2).

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنبأ أبو عمر بن حيّوية، أنبأ أحمد بن معروف، أنبأ الحسين بن الفهم، ثنا محمّد بن سعد (3)،أنبأ محمّد بن عمر قال: قلت لموسى بن محمّد - يعني ابن إبراهيم التيمي-: أ رأيت قول أبي بكر - يعني لشرحبيل بن حسنة - قد اختارك - يعني خالد بن سعيد - على غيرك، قال: أخبرني أبي أن خالد بن سعيد لما عزله أبو بكر كتب إليه: أي الأمراء أحبّ إليك ؟ فقال: ابن عمي أحبّ إليّ في قرابته، و هذا أحبّ إليّ في ديني، قال: هذا أخي في ديني على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و ناصري (4) على ابن عمي فاستحبّ أن يكون مع شرحبيل بن حسنة.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأ أبو الحسن السّيرافي، أنبأ أحمد بن إسحاق، أنبأ أحمد بن عمران، ثنا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط (5)،قال: حدّثني عبد اللّه بن المغيرة، عن أبيه قال: افتتح شرحبيل بن حسنة الأردن كلها عنوة ما خلا طبرية، فإن أهلها صالحوه، و ذلك بأمر أبي عبيدة بن الجراح و قال ابن الكلبي نحوه، و قال خليفة (6) في تسمية عمال عمر على الشامات: و شرحبيل بن حسنة على الأردن.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب، أنبأ محمّد بن الحسن بن محمّد، ثنا أحمد بن الحسين، أنبأ عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن بن الخليل، ثنا محمّد بن5.

ص: 472


1- كذا، و لعله:«أخويه» كما في الاستيعاب.
2- نقله ابن الأثير في أسد الغابة 361/2 و انظر الاستيعاب 140/2.
3- طبقات ابن سعد 98/4 في ترجمة خالد بن سعيد بن العاص.
4- بالأصل: و ناصر، و المثبت عن ابن سعد.
5- تاريخ خليفة بن خياط ص 129 في حوادث سنة 15.
6- المصدر نفسه ص 155.

إسماعيل، أنبأ محمّد بن عبد اللّه، نا موسى بن أعين، ثنا أبي، عن إسحاق بن راشد، عن الزّهري، عن سالم، عن أبيه قال: لما قدم الجابية (1) نزع خالد بن الوليد و أمر أبا عبيدة بن الجرّاح و عزل شرحبيل بن حسنة.

أنبأنا أبو غالب محمّد بن محمّد بن أسد العكبري، أنبأ أبو الحسين بن الطّيوري، أنبأ أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر.

ح و أخبرنا أبو سعد بن الطّيوري، عن عبد العزيز الأزجي، قالا: أنبأ عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمّة الخلاّل، أنبأ أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، أنبأ جدي يعقوب، حدّثني الحارث بن مسكين، عن عبد اللّه بن وهب قال: و أخبرني حفص بن عمر، عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب قال:

لما استخلف عمر و قدم الجابية نزع شرحبيل بن حسنة و أمر جنده أن يتفرقوا إلى الأمراء الثلاثة، فقال شرحبيل: يا أمير المؤمنين أعجزت أم خنت ؟ فقال: لم تعجز و لم تخن، قال: فلم عزلتني ؟ قال: تحرّجت أن أؤمرك و أنا أجد أجرأ منك، قال: فاعذرني يا أمير المؤمنين في الناس، قال: سأفعل و لو علمت عين ذلك لم أفعل، فقام عمر فعذره.

أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن أشليها، و ابنه أبو الحسن علي، قالا: أنبأ أبو الفضل أحمد بن علي بن الفرات، أنبأ أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأ أبو القاسم علي بن يعقوب، أنبأ أحمد بن إبراهيم، ثنا محمّد بن عائذ، نا الوليد، نا ابن لهيعة، عن يونس، عن ابن شهاب قال:

فلما استخلف عمر بن الخطاب نزع خالد بن الوليد و أمّر أبا عبيدة بن الجرّاح، ثم قدم عمر الجابية، فنزع شرحبيل بن حسنة و أمر جنده أن يتفرقوا على الأمراء الثلاثة، فقال له شرحبيل: يا أمير المؤمنين أعجزت أم خنت ؟ قال: لم تعجز و لم تخن، قال:

فلم عزلتني ؟ قال: تحرجت أن أؤمّرك و أنا أجد أكفأ منك، قال: فاعذرني يا أمير المؤمنين في الناس، قال: سأفعل، و لو علمت غير ذلك لم أفعل، فقام عمر فعذره، ثم أمّر عمرو (2) بن العاص بالمصير إلى مصر، و بقي الشام على أميرين: أبي عبيدة بنر.

ص: 473


1- بالأصل: الخابية.
2- بالأصل: عمر.

الجرّاح، و يزيد بن أبي سفيان.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أحمد بن محمّد، أنبأ أبو طاهر المخلّص، ثنا أحمد بن عبد اللّه بن سعيد، نا السري بن يحيى، ثنا شعيب بن إبراهيم، ثنا سيف بن عمر، عن أبي عثمان، و الربيع، و أبي حارثة بإسنادهم قالوا (1):و قسم عمر الأرزاق، و سمّا الشواتي (2) و الصّوائف، و سدّ قروح (3) الشام و مسالحها، و أخذ بذروتها (4)،و سمّى ذلك في كل كورة، و استعمل عبد اللّه بن قيس على السّواحل من كل كورة، و عزل شرحبيل، و استعمل معاوية مكانه، و أقرّ (5) أبا عبيدة و خالدا تحته، فقال له شرحبيل: أ عن سخط عزلتني يا أمير المؤمنين ؟ فقال: لا، إنك لكما أحبّ ، و لكن أريد رجلا (6) أقوى من رجل، فقال: قم فاعذرني في الناس، لا يدركني هجنة، فقام في الناس فقال: أيها الناس إنّي و اللّه ما عزلت شرحبيل عن سخطة، لكني أردت رجلا أقوى من رجل، و أمّر عمرو بن عبسة (7) على الأهراء و سمّى كل شيء، ثم قام في الناس بالوداع.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر المعدّل، أنبأ أبو حامد أحمد بن الحسن العدل، أنبأ أبو سعيد محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، أنبأ أحمد بن محمّد بن الحسن، ثنا محمّد بن يحيى الذهلي، ثنا محمّد بن موسى بن أعين، ثنا أبي، عن إسحاق بن راشد، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه قال:

لما قدم عمر بن الخطاب الجابية فنزع خالد بن الوليد و أمّر أبا عبيدة بن الجرّاح، و عزل شرحبيل بن حسنة فقال عمر لعبيد اللّه: اللّه، انظر يا عبد اللّه إلى الدنيا، كان أميرا تتبعه الناس و هو اليوم ليس معه أحد، فلقي عمر فسلّم عليه، فقال: يا أمير المؤمنين أعجزت أم خنت ؟ فقال عمر أمير المؤمنين: لم تعجز و لم تخن، قال: فلمي.

ص: 474


1- الخبر في تاريخ الطبري ط بيروت 490/2 حوادث سنة 17.
2- عن الطبري و بالأصل: السواني.
3- في الطبري: فروج.
4- في الطبري: و أخذ يدور بها.
5- في الطبري: و أمّر.
6- عن الطبري، و بالأصل:«ارتد رجل» كذا.
7- بالأصل: عنسة، و المثبت عن الطبري.

عزلت ؟ قال عمر: تحرّجت أن أدعك و أن أجد من هو أفوق (1) منك، قال: فاعذرني، قال: نعم، و لو أعلم غير ذلك لم أعذرك، قال: فعذره.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل، عن عمر بن محمّد، أنبأ أبو سعد محمّد بن علي بن محمّد، أنبأ أبو طاهر محمّد بن الفضل بن محمّد بن إسحاق بن خزيمة، أنبأ جدي أبو بكر محمّد بن إسحاق بن خزيمة، ثنا بندار، و أبو موسى، قالا: ثنا معاذ بن هشام، حدّثني أبي، عن قتادة، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرّحمن بن غنم (2) قال:

وقع الطاعون بالشام عام عمواس، و عليها عمرو بن العاص، فقالوا: إن هذا الرجز قد وقع فتفاروا (3) في الأودية و الشعاب، قال: فبلغ ذلك شرحبيل بن حسنة، قال أبو موسى في حديثه: فبلغ شرحبيل بن حسنة، و كان من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم، و انطلق و هو متعلق نعليه بشماله، و قال ابن بندار: فجاء و قد تعلق نعله بشماله - يعني فقال: و اللّه لقد صحبت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و عمرو أضلّ من جمل أهله، إن هذا الطاعون دعوة نبيكم صلى اللّه عليه و سلم و رحمة ربكم و وفاة الصّالحون قبلكم، و قال أبو موسى: فقال: لقد صحبت نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم و عمرو أضلّ من حمار أهله، فإن هذا الطاعون دعوة نبيكم و رحمة ربكم، و وفاة الصّالحون (4) قبلكم (5).

قال: و أنا بندار، نا مسلم بن إبراهيم - أملاه علينا من كتابه - ثنا همام بن يحيى.

ح قال: و نا أبو موسى، نا مسلم بن إبراهيم، نا همّام، نا قتادة، و مطر، عن شهر بن حوشب بن عبد الرّحمن بن غنم (6) قال:

وقع الطاعون بالشام، فخطب عمرو بن العاص فقال: إنّ هذا الطاعون رجس ففروا منه في الأودية و الشعاب، فبلغ ذلك شرحبيل بن حسنة، فغضب، فجاء يجر ثوبه و نعلاه في يده فقال: كذب عمرو بن العاص، صحبت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و عمرو أضل من جمل و لكنه رحمة ربكم، و دعوة نبيكم، و وفاة الصّالحون (7) قبلكم، فبلغ ذلك معاذا».

ص: 475


1- كذا بالأصل.
2- بالأصل: غانم، و الصواب ما أثبت انظر الإصابة 143/2 و أسد الغابة 361/2 و مختصر ابن منظور 290/10.
3- كذا بالأصل، و في أسد الغابة: فتفرقوا.
4- كذا بالأصل، و صوابه «الصالحين».
5- راجع أسد الغابة 361/2 و المستدرك 276/3.
6- بالأصل: غانم، و الصواب ما أثبت انظر الإصابة 143/2 و أسد الغابة 361/2 و مختصر ابن منظور 290/10.
7- كذا بالأصل، و صوابه «الصالحين».

فقال: اللّهمّ اجعل نصيب آل معاذ الأوفر، فماتتا (1) ابنتاه فدفنهما في قبر واحد، و طعن ابنه عبد الرّحمن فقال: اَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلاٰ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (2)،فقال:

سَتَجِدُنِي إِنْ شٰاءَ اللّٰهُ مِنَ الصّٰابِرِينَ (3) ،و طعن معاذ في ظهر كفه فجعل يقلبه و يقول:

هي أحب إليّ من حمر النعم، فإذا سري عنه قال: ربّ غم غمك فإنك تعلم أني أحبك، و رأى رجلا يبكي عنده يقال له عميرة، فقال: ما يبكيك ؟ فقال: ما أبكي على دنيا كنت أصبتها منك، و لكني أبكي على العلم الذي كنت أحييه منك، قال: فلا تبكي فإن إبراهيم كان في الأرض و ليس بها عالم فآتاه اللّه علما، فإذا أنا متّ فاطلب العلم عند أربعة:

عبد اللّه بن مسعود، و عبد اللّه بن سلاّم، و سلمان، و عويمر أبي الدرداء.

قال ابن خزيمة: هذا لفظ حديث بندار، و قال أبو موسى: فخطب الناس عمرو بن العاص فذكر نحوه يزيد نحو حديث معاذ بن هشام، و قال: فزاد فيه فبلغ ذلك معاذ بن جبل فذكر الحديث نحو حديث بندار غير أني وجدت في الرقعة المحولة: و إذا عند رجل يبكي يقال له عمير لم أجد في الرقعة هاء.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (4)،أنا أبو زكريا بن أبي إسحاق، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، ثنا بحر بن نصر، ثنا ابن وهب، أخبرني ابن لهيعة، عن عبد اللّه بن حيان أنه سمع سليمان بن موسى يذكر أن الطاعون وقع بالناس يوم جسر مومسة (5) فقام عمرو بن العاص فقال: يا أيها الناس إنما هذا الوجه (6) رجس فتنحوا منه، فقام شرحبيل فقال: يا أيها الناس إنّي قد سمعت قول صاحبكم و إني و اللّه لقد أسلمت و صلّيت، و إن عمرا (7) لأضلّ من بعير أهله، و إنما هو بلاء أنزله اللّه فاصبروا، فقام معاذ بن جبل فقال: يا أيها الناس إنّي قد سمعت قول صاحبيكم هذين و إن هذا الطاعون رحمة ربكم، و دعوة نبيّكم و إني قد سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:ر.

ص: 476


1- كذا بالأصل، و الصواب: فماتت.
2- سورة البقرة، الآية:147.
3- سورة الصافات، الآية:102.
4- الخبر في دلائل النبوة للبيهقي 385/6.
5- في البيهقي: عموسة.
6- عن البيهقي و بالأصل: الوجع.
7- بالأصل: عمر.

«إنكم ستقدمون الشام فتنزلون أرضا يقال لها جسر مومس (1) فتخرج بكم فيها خرجان لها ذناب كذناب الدمّل يستشهد اللّه تعالى أنفسكم و ذراريكم و يزكي بها أموالكم»، اللّهمّ إن كنت تعلم أني قد سمعت هذا من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فارزق معاذ و آل معاذ من ذلك الحظ الأوفى و لا تعافه منه، قال: فطعن في السبابة، فجعل ينظر إليها و يقول: اللّهمّ بارك فيها فإنك إذا باركت في الصغير كان كبيرا، ثم طعن ابنه فدخل عليه، فقال: اَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلاٰ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ،فقال: سَتَجِدُنِي إِنْ شٰاءَ اللّٰهُ مِنَ الصّٰابِرِينَ [4996].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأ أبو الحسين بن النقور، أنبأ محمّد بن عبد الرّحمن، نا أبو بكر أحمد بن عبد اللّه، نا شعيب بن إبراهيم، ثنا سيف بن عمر، عن داود بن أبي هند، عن شهر بن حوشب، و المقدام بن ثابت، عن شهر، فجمعنا حديثهما قال: فلما مات معاذ تكلم عمرو بن عبسة أيضا فيمن يليه (2) و كان يقول: أنا ربع الإسلام، فقال: يا أيها الناس إنّ هذا الطاعون رجز فتفرقوا عنه في الشعاب، فقام شرحبيل بن حسنة - و هو أحد الغوث - فقال: و اللّه لقد أسلمت و إن أميركم هذا أضلّ من جمل (3) أهله فانظروا ما يقول، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إذا وقع الطاعون بأرض و أنتم بها فلا تهربوا، فإن الموت بأعناقكم، و إذا كان بأرض فلا تدخلوها فإنه يحروا (4)القلوب»[4997].

أنبأنا أبو علي الحداد و جماعة، قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة (5)،أنبأ سليمان بن أحمد (6)،ثنا مطلب بن شعيب الأزدي، ثنا أبو صالح عن عبد الحميد بن بهرام، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرّحمن بن غنم، عن حديث الحارث بن عميرة قال: طعن أبو عبيدة و شرحبيل بن حسنة و أبو مالك جميعا في يوم واحد.

أنبأنا أبو سعد محمّد بن محمّد، و أبو علي الحسن بن أحمد قالا: أنا أبو نعيم،8.

ص: 477


1- في البيهقي: عموسة.
2- كذا رسمها بالأصل.
3- بالأصل:«حمل أهلة» و المثبت قياسا إلى الروايات السابقة.
4- كذا.
5- مهملة بالأصل بدون نقط ، و الصواب ما أثبت و ضبط ، و قد مرّ التعريف به.
6- الخبر في المعجم الكبير للطبراني 304/7 رقم 7208.

ثنا سليمان بن أحمد (1)،ثنا الزّنباع، نا يحيى بن بكير قال [توفي] (2) شرحبيل بن حسنة - و يكنى أبا عبد اللّه - سنة سبع عشرة أو ثمان عشرة، و سنّه سبع و ستون و كان عاملا لعمر.

قال و أنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمّد بن إسحاق، أخبرني أبو يونس، نا إبراهيم بن المنذر، قال: شرحبيل بن حسنة، و هي أمه، و هو ابن عبد اللّه بن المطاع من كندة حليف لبني زهرة، يكنى أبا عبد اللّه، توفي في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة - و هو ابن سبع و ستين-.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص الفلاّس (3) قال: و مات شرحبيل بن حسنة سنة ثمان عشرة - و هو ابن سبع و ستين سنة - و كان يكنى أبا عبد اللّه.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنبأ أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، ثنا أحمد بن عمران، ثنا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط (4) قال: فيها - يعني سنة ثمان عشرة - طاعون عمواس مات بالشام فيه شرحبيل بن حسنة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ علي بن أحمد بن محمّد بن علي، أنبأ أبو طاهر المخلّص، أنبأ عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم، قال: و شرحبيل بن حسنة و يكنى أبا عبد الرّحمن - و هو من كندة حليف ابني زهرة - و كانت حسنة أمّه مولاة معمر بن حبيب (5) الجمحي - يعني مات سنة ثمان عشرة-.

أخبرنا أبو محمّد بن شجاع، أنبأ أبو عمرو بن مندة، أنبأ الحسن بن محمّد بن يوسف، أنبأ أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا (6)،ثنا محمّد بن سعد قال: شرحبيل بن حسنة و هي أمه - و هو ابن عبد اللّه بن المطاع بن عمرو بن كندةد.

ص: 478


1- المصدر نفسه رقم 7207.
2- الزيادة عن المعجم الكبير.
3- بالأصل القلاس بالقاف، خطأ و الصواب بالفاء، و قد مرّ التعريف به.
4- تاريخ خليفة بن خياط ص 138.
5- بالأصل خبيب بالخاء المعجمة و الصواب ما أثبت.
6- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

حليف لبني زهرة - و يكنى أبا عبد اللّه - و هو من مهاجرة الحبشة - مات في طاعون عمواس بالشام سنة ثمان عشرة - و هو ابن سبع و ستين سنة-.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو بكر بن الطبري، أنبأ [أبو] الحسين بن الفضل، أنبأ عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب قال في سنة ثماني عشرة: مات شرحبيل بن حسنة و معاذ بن جبل.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنبأ مكي بن محمّد، أنبأ أبو سليمان بن زبر (1) قال: قال ابن عمير و عمرو: مات شرحبيل بن حسنة سنة ثمان عشرة، و هو شرحبيل بن عبد اللّه بن المطاع بن عمرو بن كندة حليف بني زهرة، و هكذا قال الواقدي - و زاد فيه: و يكنى أبا عبد اللّه، و هو ابن سبع و ستين سنة-.

و ذكر ابن زبر أن قول ابن نمير، أخبره به محمّد بن يوسف بن بشر، عن محمّد بن عبد اللّه بن سليمان، عن ابن عمير، و قول عمرو أخبره به مصعب بن إسماعيل المصعبي، عن محمّد بن أحمد بن ماهان عنه.

2730 - شرحبيل بن محمّد الدّاراني

2730 - شرحبيل بن محمّد الدّاراني (2)

روى عن محمّد بن عثمان بن مرّة الدّاراني.

روى عنه: أبو الحسن محمّد بن بكار ساكن بيت لهيا (3)،و أبو القاسم عثمان بن سعيد بن عبيد اللّه بن أحمد بن أبي سفيان بن فطيس.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنبأ علي بن محمّد بن طوق الطبراني، أنبأ عبد الجبار بن مهنى الخولاني (4)،أنبأ أبو الحسن محمّد بن بكار - ببيت لهيا - ثنا شرحبيل بن محمّد الداراني،[حدّثنا محمّد بن

ص: 479


1- بالأصل:«زيد» و الصواب ما أثبت، و اسمه محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن ربيعة. ترجمته في سير الأعلام 440/16.
2- خبره في تاريخ داريا ص 90-91.
3- كانت من أعمر قرى الغوطة، و هي على طريق بغداد القديم بين البساتين حوالي جسر ثورا اليوم (انظر غوطة دمشق لمحمد كردعلي).
4- الخبر في تاريخ داريا ص 90-91.

عثمان بن مرة الدّاراني] (1) عن أبيه، عن جده قال: كان اسم أبي مسلم الخولاني عبد اللّه بن ثوب.

قرأت بخط أبي علي الأهوازي، ثم أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن السوسي، أنبأ جدي أبو محمّد مقاتل بن مطكود (2)،أنبأ أبو (3) علي الأهوازي - إجازة - ثنا عبد الوهاب بن عبد اللّه بن عمر المرّي، ثنا محمّد بن سليمان بن يوسف الربعي، ثنا محمّد بن بكار بن يزيد السّكسكي، ثنا شرحبيل بن محمّد الداراني، عن أبيه، عن جده.

أنا مسلم الخولاني حضره العيد فقالت له امرأته نائلة: يا أبا مسلم لو أنك أتيت معاوية فسألته أن يبعث لنا سكرا و جوزا و يبعث لنا كذا و كذا، و كان أبو مسلم يدلج من دارنا فيصلي في مسجد دمشق، و كان ربما يجيء إلى الباب بل أن يفتحه المؤذنون فينفتح له الباب فتعلم المؤذنون أن أبا مسلم قد دخل، و أن معاوية بعث رجلا فقال: اذهب حتى تقف خلف أبي مسلم حتى تسمع ما يقول، فلما أن دخل أبو مسلم المسجد وقف مقامه الذي كان يقف فيه فقال: اللّهمّ إن نائلة سألتني أن أسأل معاوية كذا و كذا، و إني لا أسأله و لكني أسألك إياه من خزانتك، فذهب الرجل فأخبر معاوية، فأرسل له كلما ذكر من الجوز و غيره، فلما انصرف أبو مسلم إلى منزله لقيته نائلة فقالت: قد جاءني كذا و كذا، و لكنك ليس تطيعني، فحمد اللّه على ذلك و لم يخبرها.

2731 - شرحبيل مذيلفة الكلبي

من وجوه أهل مصر، قدم دمشق أو اصار ناعما (4) لها في صحبة صالح بن علي بن عبد اللّه بن عباس أمير مصر و الشام غازيا، تقدم، ذكر وروده في ترجمة خالد بن حيان الحضرمي.

ص: 480


1- ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ داريا.
2- بالأصل: مصكود خطأ، انظر ترجمة نصر بن أحمد بن مقاتل بن مطكود في سير الأعلام 248/20.
3- كتبت فوق الكلام بين السطرين.
4- كذا بالأصل:«أو أصار ناعما».

الفهرس

ذكر من اسمه سلمة

2607 - سلمة بن أسلم بن حريش بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث ابن الخزرج بن عمرو و هو النبيت بن مالك بن الأوس أبو سعد الأنصاري صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم 3

2608 - سلمة بن الأكوع 8

2609 - سلمة بن بشر بن صيفي أبو بشر 9

2610 - سلمة بن تميم 11

2611 - سلمة بن جواس و يقال: سلامة أبو الحسن الطائي الحمصي 12

2612 - سلمة بن الخطل الكناني الحجازي 14

2613 - سلمة بن دينار أبو حازم الأعرج المديني الزاهد 16

2614 - سلمة بن ربيعة أبو علي السّلاماني 73

2615 - سلمة بن سبرة 73

2616 - سلمة بن شبيب أبو عبد الرّحمن النيسابوري المسمعي 76

2617 - سلمة بن صالح العنسي الحرستاني 80

2618 - سلمة بن عبد اللّه بن الوليد بن الوليد بن المغيرة بن عبد اللّه ابن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي المدني 81

2619 - سلمة بن عثمان القرشي 82

2620 - سلمة بن عمرو بن الأكوع و اسمه سنان بن عبد اللّه بن بشير بن خزيمة ابن مالك بن سلامان بن أسلم بن أفصى بن حارثة أبو عامر، و يقال: أبو مسلم، و يقال: أبو إياس الأسلمي المعروف بابن الأكوع 83

2621 - سلمة بن عمرو العقيلي 105 2622 - سلمة بن العيّار بن حصن بن عبد الرّحمن أبو مسلم الفزاري الدمشقي 109

ص: 481

2623 - سلمة بن كلثوم الكندي 114

2624 - سلمة بن كهيل أبو يحيى الحضرمي ثم التنعي الكوفي 116

2625 - سلمة بن مسلم الجهني 132

2626 - سلمة بن موسى أبو موسى الأنصاري 132

2627 - سلمة بن النجم بن محمّد أبو صالح البخاري المعروف بسلمويه 133

2628 - سلمة بن نصر بن غانم بن عامر بن عبد اللّه بن عبيد عويج ابن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي العدوي 134

2629 - سلمة بن وبرة الكلبي 134

2630 - سلمة بن هشام بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم بن يقظة ابن مرّة بن كعب أبو هاشم المخزومي 134

2631 - سلمة بن يحيى بن الحكم بن أبي العاص الأموي 138

2632 - سلمة يعرف بالبيدق الأنصاري القارئ المدني 138

2633 - سلمة النّميري 140

2634 - سلمة مولى يزيد بن الوليد بن عبد الملك 140

ذكر من اسمه سلم 2635 - سلم بن بحر البكري 141

2636 - سلم بن بندار بن الحسين أبو سعيد النشوي الأرمني 141

2637 - سلم بن زياد بن عبيد الذي يقال له ابن أبي سفيان، أبو حرب 142

2638 - سلم بن سلام القرشي 146

2639 - سلم بن قتيبة بن مسلم بن عمرو بن الحصين بن ربيعة بن خالد بن أسيد الخير ابن كعب بن قضاعي بن هلال بن عمرو بن سلامة بن ثعلبة بن وائل بن معن ابن مالك بن أعصر بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معدّ ابن عدنان أبو عبد اللّه الباهلي الخراساني 146

2640 - سلم بن معاذ بن السّلم بن الفضل بن يزيد بن الوليد بن تميم بن عبد الرّحمن أبو الليث التّميمي اليربوعي القصير 155

2641 - سلم بن يحيى بن عبد الحميد بن يحيى بن عبد الحميد بن محمّد بن عمرو ابن عبد اللّه بن رافع بن عمرو أبو سعيد الطائي الحجراوي 157

ذكر من اسمه سليط 2642 - سليط بن حرملة و يقال سويبط بن حرملة 161

ص: 482

ذكر من اسمه سليمان 2643 - سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطر أبو القاسم اللخمي الطبراني 163

2644 - سليمان بن أحمد بن محمّد بن سليمان بن حبيب أبو محمّد الجرشي 170

2645 - سليمان بن أحمد بن محمّد بن أبي عنقود أبو محمّد 175

2646 - سليمان بن أحمد بن يحيى بن سليمان أبو أيوب الملطي الحافظ 176

2647 - سليمان بن أحمد أبو الحسن البزاز 178

2648 - سليمان بن الأحنف 178

2649 - سليمان بن أرقم أبو معاذ البصري 179

2650 - سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن عمرو بن عمران ممن قتل مع علي بن أبي طالب بصفّين أبو داود الأزدي السجستاني 191

2651 - سليمان بن أيوب بن سليمان بن داود بن عبد اللّه بن حذلم أبو أيوب الأسدي 201

2652 - سليمان بن بزيع القارئ 203

2653 - سلمان بن بزيع رضيع المهدي 203

2654 - سليمان بن بشر و يقال: ابن مبشر بن الوليد بن عبد الملك ابن مروان بن الحكم الأموي 204

2655 - سليمان بن بلال بن أبي الدرداء عويمر بن زيد الأنصاري 204

2656 - سليمان بن حبيب أبو بكر، و قيل: أبو ثابت، و قيل: أبو أيوب المحاربي الداراني 205

2657 - سليمان بن أبي حثمة بن حذيفة بن غانم بن عامر بن عبد اللّه بن عبيد ابن عويج بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي العدوي المدني، تابعي 213

2658 - سليمان بن حميد المزني 220

2659 - سليمان بن حيان أبو خيثمة العذري 222

2660 - سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب بن وارث أبو الوليد الأندلسي الباجي الفقيه 224

2661 - سليمان بن خيثمة بن سليمان بن حيدرة القرشي الأطرابلسي 229

2662 - سليمان بن داود بن أفشى بن عويد بن ناعر بن سلمون بن يخشون ابن عميناذب بن ارم بن خضرون بن فارص بن يهودا بن يعقوب ابن إسحاق بن إبراهيم أبو الربيع نبي اللّه بن نبي اللّه 230

ص: 483

2663 - سليمان بن داود بن جناح بن روح بن جناح 299

2664 - سليمان بن داود بن أبي حفص أبو الربيع الجيلي 299

2665 - سليمان بن داود بن خالد بن عبّاد بن زياد بن أبيه، المعروف بابن أبي سفيان 302

2666 - سليمان بن داود بن عبد اللّه أبو أيوب النيسابوري 302

2667 - سليمان بن داود بن عبيد اللّه بن مروان بن الحكم ابن أبي العاص الأموي 303

2668 - سليمان بن داود بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية ابن عبد شمس الأموي 303

2669 - سليمان بن داود أبو داود الخولاني الداراني 303

2670 - سليمان بن داود الخشني أحد حملة القرآن 314

2671 - سليمان بن داود الدمشقي 315

2672 - سليمان بن داود الدمشقي 315

2673 - سليمان بن رحيق أبو بكر الأنصاري الأندلسي 315

2674 - سليمان بن الربيع 316

2675 - سليمان بن زيادة الغساني 316

2676 - سليمان بن أبي السائب القرشي مولاهم 316

2677 - سليمان بن سعد الخشني مولاهم 317

2678 - سليمان بن سلمة بن عبد الجبار أبو أيوب الخبائري الحمصي 321

2679 - سليمان بن سليم أبو سلمة الكناني الكلبي 324

2680 - سليمان بن سليم بن كيسان مولى كلب 330

2681 - سليمان بن سهل بن إسحاق أبو الحسن الفارسي الداودي الواعظ الكرامي 332

2682 - سليمان بن عبد اللّه بن سليمان بن علي بن عبد اللّه بن عباس ابن عبد المطّلب بن هاشم الهاشمي 333

2683 - سليمان بن عبد اللّه أبي موسى بن قيس الأشعري 335

2684 - سليمان بن عبد اللّه المنصور بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن عباس ابن عبد المطّلب بن هاشم أبو أيوب الهاشمي 335

2685 - سليمان و يقال: سليم بن عبد اللّه أبو عمران الأنصاري قائد أم الدرداء و مولاها 338

2686 - سليمان بن عبيد اللّه و يقال: ابن داود بن مروان بن الحكم ابن أبي العاص بن أمية القرشي الأموي 342

2687 - سليمان بن عبد الحميد بن رافع أبو أيوب البهراني الحمصي 342

ص: 484

2688 - سليمان بن عبد الرّحمن بن أحمد بن عطية و هو سليمان بن أبي سليمان الداراني العنسي 344

2689 - سليمان بن عبد الرّحمن و يقال: ابن إنسان، و يقال: ابن سيار ابن عبد الرّحمن أبو عمير، و يقال: أبو عمرو، مولى بني أمية و يقال: مولى بني أسد ابن خزيمة، و يقال: مولى بني شيباني 348

2690 - سليمان بن عياذ، أخو سعيد بن عياذ 353

2691 - سليمان بن عيسى أخو المضاء بن عيسى 354

2692 - سليمان بن القاسم بن يزيد بن سليمان بن عبد الملك بن مروان ابن الحكم القرشي الأموي 354

2693 - سليمان بن قيس بن حارثة بن عمرو بن زيد بن عبد مناة ابن الحسحاس بن بكر بن وائل بن عوف بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء ابن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد، و يقال: سليمان بن قيس ابن حارثة بن عمرو بن عبد مناة بن أبي العيص، و اسمه الحسحاس بن بكر ابن عوف بن عمرو بن عدي ابن عمرو بن مازن بن الأزد الغساني 355

2694 - سليمان بن كثير بن أمية بن أسعد بن عبد اللّه بن المؤتنف بن عمرو ابن عامر بن ثعلبة بن مالك بن أفصى أبو محمّد الخزاعي المروزي 356

2695 - سليمان بن أبي كريمة أبو سلمة الصيداوي 357

2696 - سليمان بن محمّد بن إسماعيل بن محمّد بن عبد الرّحمن بن القاسم بن يزيد ابن مسلم بن مشكم أبو أيوب الخزاعي 360

2697 - سليمان بن محمّد بن سلمة أبو القاسم الحراني 361

2698 - سليمان بن محمّد بن عبد اللّه 362

2699 - سليمان بن محمّد بن الفضل بن جبريل أبو منصور البجلي النهرواني 362

2700 - سليمان بن مجالد بن أبي المجالد 365

2701 - سليمان بن موسى أبو الربيع، و يقال أبو أيوب الأشدق الفقيه مولى آل أبي سفيان بن حرب 367

2702 - سليمان بن موسى أبو داود الزهري 392

2703 - سليمان بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص ابن أمية أبو أيوب و يقال: أبو الغمر الأموي 395

2704 - سليمان بن يحيى بن الحكم بن أبي العاص بن أمية الأموي 401

2705 - سليمان بن يحيى بن معاذ 401

ص: 485

2706 - سليمان بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية ابن عبد شمس الأموي 401

2707 - سليمان بن يزيد الأزدي ثم الحجري المصري 401

ذكر من اسمه شدّاد 2708 - شدّاد بن أوس بن ثابت الأنصاري البخاري 403

2709 - شدّاد بن خالد الباهلي 418

2710 - شدّاد بن عبد اللّه أبو عمار القرشي الأموي مولاهم 418

2711 - شدّاد بن عبيد اللّه بن شدّاد أبو محمّد، و يقال: أبو هند الخولاني القارئ الضرير 426

2712 - شدّاد بن عمر 428

2713 - شدّاد بن الفضل 428

2714 - شدّاد بن قيس 429

2715 - شدّاد بن محمّد 431

2716 - شدّاد بن ممطور أبي سلاّم الأكون الحبشي 431

2717 - شدّاد 431

2718 - شدّاد أبو خالد البصري 432

ذكر من اسمه شذقم 2719 - شذقم الكلبي 433

ذكر من اسمه شديد 2720 - شديد بن شدّاد بن عامر بن لقيط بن جابر بن وهب بن ضباب ابن حجير بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي 434

ذكر من اسمه شراحيل 2721 - شراحيل بن آدة، و يقال شراحيل بن شراحيل، و يقال: شراحيل بن كليب بن آدة، و يقال: شرحبيل أبو الأشعث الصنعاني - صنعاء الشام - 436

2722 - شراحيل بن عبيدة بن قيس العقيلي 442

2723 - شراحيل بن عمرو أبو عمرو العبسي 444

2724 - شراحيل بن مرثد أبو عثمان الصنعاني 447

2725 - شراحيل بن مسلمة بن عبد الملك، و يقال: شراحيل بن معاوية بن هشام ابن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي 451

ص: 486

ذكر من اسمه شراعة 2726 - شراعة بن الزّندبود الكوفي مولى بني أسد 452

ذكر من اسمه شرحبيل 2727 - شرحبيل بن ذي الكلاع، و اسمه اسميفع أبو زرعة الحميري الحمصي 453

2728 - شرحبيل بن السمط بن شرحبيل بن الأسود بن جبلة بن عدي بن ربيعة ابن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع بن كندة، أبو يزيد، و يقال: أبو السمط الكندي 455

2729 - شرحبيل بن عبد اللّه بن المطاع بن عمرو، و يقال: المطاع بن عبد العزّى ابن قطن بن الغوث بن مرّ و هو شرحبيل بن حسنة أبو عبد اللّه، و يقال: أبو عبد الرّحمن، و يقال: أبو واثلة الكندي 464

2730 - شرحبيل بن محمّد الداراني 479

2731 - شرحبيل مذيلفة الكلبي 480

الفهرس 481

ص: 487

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.