تاریخ مدینه دمشق المجلد 22

هویة الکتاب

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

تفاصيل النشر: بیروت: دارالفکرالمعاصر؛ دمشق: دارالفکر دمشق: معهد الفتح الاسلامي، 1420ق.= 1999م.= 1378 -

دراسة و تحقيق علي شيري

عدد المجلدات: 80

لسان: العربية

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

تصنيف الكونجرس: DS99 /د8 1378 الف243015

تصنيف ديوي: 956/9144

موضوع: تاريخ الإسلام | التاريخ والجغرافيا المحلية | الترجمة الجماعية | رجال

ص: 1

اشارة

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

دراسة و تحقيق علي شيري

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

ص: 2

الجزء الثاني و العشرون

تتمة حرف السين

ذكر من اسمه سلمة

2607 - سلمة بن أسلم بن حريش بن عدي

2607 - سلمة بن أسلم بن حريش (1) بن عدي

ابن مجدعة بن حارثة بن الحارث (2) بن الخزرج

ابن عمرو و هو النبيت بن مالك بن الأوس

أبو سعد الأنصاري صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم (3)

شهد بدرا، و خرج في جيش أسامة بن زيد الذي بعثه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قبل موته إلى أرض البلقاء ليدركوا آثار من أصيب بمؤتة و له رواية لا أراها متصلة.

روى عنه أبو سفيان مولى ابن أبي أحمد.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبد الوهاب بن أبي حيّة، أنا محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر الواقدي (4)، حدّثني سليمان بن داود، عن الحصين - و صوابه ابن داود بن الحصين - عن أبيه، عن أبي سفيان، عن سلمة بن أسلم بن حريش قال:

رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و نحن على الباب نريد أن ندخل على إثره فدخل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و ما في البيت أحد إلاّ سعد مسجّى قال: فرأيته يتخطّى، فلما رأيته يتخطى وقفت و أومأ إليّ قف، فوقفت و رددت من ورائي و جلس ساعة ثم خرج، فقلت: يا

ص: 3


1- الاستيعاب: خريش.
2- في الاستيعاب: حارثة بن الخزرج بن عمرو بن عدي بن مالك.
3- ترجمته في الاستيعاب 84/2 هامش الإصابة، أسد الغابة 270/2 و الإصابة 63/2 و الوافي بالوفيات 317/15.
4- مغازي الواقدي 526/2.

رسول اللّه ما رأيت أحدا و قد رأيتك تتخطى فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«ما قدرت على مجلس حتى قبض لي ملك من الملائكة أحد جناحيه» فجلست و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«هنيئا لك أبا عمرو، هنيئا لك أبا عمرو»- يعني سعد بن معاذ-[4867].

قال الواقدي (1):قالوا: و لم يزل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يذكر مقتل زيد بن حارثة و جعفر و أصحابه و وجد عليهم وجدا شديدا، فلما كان يوم الاثنين لأربع ليال بقين من صفر سنة إحدى عشرة (2) أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الناس بالتّهيّؤ لغزو الروم و أمرهم بالانكماش (3) في غزوهم، فتفرق المسلمون من عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم [و هم مجدّون في الجهاد، فلما أصبح رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم] (4) من الغد يوم الثلاثاء لثلاث ليال بقين من صفر، دعا أسامة بن زيد فقال: يا أسامة، سر على اسم اللّه و بركته حتى تنتهي إلى مقتل أبيك، فأوطئهم الخيل، فقد ولّيتك هذا الجيش، فأغر صباحا على أهل ابنى (5) و حرّق عليهم، و أسرع السير تسبق الخبر، فإن أظفرك اللّه فأقلل اللبث فيهم، و خذ معك الأدلاء، و قدّم العيون أمامك و الطلائع». فلما كان يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من صفر بدي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فصدّع و حمّ ، فلما أصبح يوم الخميس لليلة (6) بقيت من صفر عقد له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بيده لواء ثم قال:

«امض (7) على اسم اللّه» فخرج بلوائه معقودا فدفعه إلى بريدة بن الحصيب، فخرج به إلى بيت أسامة، و أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أسامة فعسكر بالجرف (8)،و جعل الناس يؤخذون (9)بالخروج إلى العسكر، فيخرج من فرغ من حاجته إلى معسكره، و من لم يقض حاجته فهو على فراغ، و لم يبق أحد من المهاجرين الأولين إلاّ انتدب في تلك الغزوة: عمر بن الخطاب، و أبو عبيدة، و سعد بن أبي وقاص، و أبو الأعور سعيد بن زيد بن عمرو بنن.

ص: 4


1- مغازي الواقدي 1117/3 تحت عنوان: غزوة أسامة بن زيد مؤتة.
2- بالأصل: عشر، خطأ و الصواب عن م.
3- بالأصل و م: الانكماس، و الصواب ما أثبت، و الانكماش: الإسراع (القاموس).
4- ما بين معكوفتين زيادة عن مغازي الواقدي.
5- أبنى بوزن حبلى، موضع بالشام من جهة البلقاء (ياقوت).
6- عن مغازي الواقدي و بالأصل: لليلتين.
7- بالأصل:«أمضي».
8- الجرف: موضع على ثلاثة أميال من المدينة نحو الشام (ياقوت).
9- في مغازي الواقدي: يجدّون.

نفيل، في رجال من المهاجرين و الأنصار عدة قتادة بن النّعمان، و سلمة بن أسلم بن حريس (1)،فذكر الحديث.

و قال (2):فتوفي صلى اللّه عليه و سلم حين زاغت الشمس يوم الاثنين لاثنتي عشرة خلت من ربيع الأول. و دخل المسلمون الذين عسكروا بالجرف إلى المدينة، و دخل بريدة بن الحصيب بلواء أسامة معقودا حتى أتى به باب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فغرزه عنده، فلما بويع أبو بكر أمر بريدة أن يذهب باللواء إلى بيت أسامة، و لا يحله أبدا حتى يغزوهم أسامة. فقال بريدة: فخرجت باللواء حتى انتهيت به إلى بيت أسامة، ثم خرجت به إلى الشام معقودا مع أسامة، ثم رجعت به إلى بيت أسامة، فما زال معقودا في بيت أسامة حتى توفي أسامة. فلما بلغ العرب وفاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و ارتدّ من ارتدّ منها عن الإسلام، قال أبو بكر لأسامة: انفذ في وجّهك الذي وجّهك فيه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم. و أخذ الناس بالخروج معه.

و مشى أبو بكر إلى أسامة في بيته، فكلّمه في أن يترك عمر، ففعل أسامة و رجع يقول له:

أذنت و نفسك طيبة ؟ فقال أسامة: نعم، و خرج و أمر مناديه ينادي: عزمة مني ألاّ يتخلّف عن أسامة من بعثه من كان انتدب معه في حياة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فإني لن أوتى بأحد أبطأ عن الخروج معه إلاّ ألحقته به ماشيا. و أرسل إلى النفر من المهاجرين الذين تكلموا في إمارة أسامة، فغلّظ عليهم و أخذهم بالخروج فلم يتخلف عن البعث إنسان واحد. هم ثلاثة آلاف رجل و فيهم ألف فرس؛ و ذكر الحديث.

قال: و أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا حارث بن محمّد بن أبي أسامة، أنا محمّد بن سعد (3) قال: ثم سرية أسامة بن زيد بن حارثة إلى أهل ابنى، و هي أرض الشراة ناحية البلقاء.

حدّثنا أبو الحسن علي بن المسلّم - لفظا - و أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان - قراءة - قالا: أنا أبو القاسم علي بن محمّد الشافعي، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن أبي العقب، أنا أحمد بن أحمد (4) بنه.

ص: 5


1- كذا بالأصل هنا بالسين المهملة، و في م و في الواقدي بالشين المعجمة.
2- مغازي الواقدي 1120/3.
3- طبقات ابن سعد 189/2.
4- كذا بالأصل و هو خطأ و صوابه: أنا أحمد بن إبراهيم بن بسر كما في م. و انظر ترجمة محمّد بن عائذ في سير الأعلام 104/11 و ذكره فيمن يروي عنه.

إبراهيم بن بشر، أنا محمّد بن عائذ القرشي، أخبرني الوليد بن مسلم، عن عبد اللّه بن لهيعة، عن أبي الأسود عن عروة قال في تسمية من شهد بدرا: سلمة بن أسلم بن حريش بن مجدعة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين محمّد بن الحسين بن الفضل، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عتّاب، أنا القاسم بن عبد اللّه بن المغيرة، نا إسماعيل بن أبي أويس، نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمّه موسى بن عقبة، قال في تسمية من شهد بدرا من بني حارثة: سلمة بن أسلم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد بن جالينوس.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن غانم بن أحمد، أنا عبد الرّحمن بن منده، أنا أبي محمّد بن يعقوب، قالا: نا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس، عن ابن إسحاق، قال في تسمية من شهد بدرا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من الأوس بن حارثة من بني عبد الأشهل:

سلمة بن أسلم.

قال ابن منده: لا يعرف له رواية.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحدّاد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا حبيب بن الحسن، نا محمّد بن يحيى، نا أحمد بن محمّد، نا إبراهيم بن سعد، عن محمّد بن إسحاق (1)،قال في تسمية من شهد بدرا من الأوس من بني عبد الأشهل:

سلمة بن أسلم بن حريش (2) بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث حليف لهم من بني حارثة بن الحارث، لا عقب له.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبد الوهاب بن أبي حيّة، أنا محمّد بن عمر (3)،قال في تسمية من شهد بدرا من بني و انظر ترجمة أحمد بن إبراهيم بن محمد... بن بسر في تهذيب التهذيب 10/1 و فيه أنه روى عن محمد بن عائذ... و روى عنه... أبو القاسم بن أبي العقب.1.

ص: 6


1- سيرة ابن هشام 343/2.
2- بالأصل هنا: حريس، و المثبت عن م، و عن ابن هشام نقلا عن ابن إسحاق.
3- مغازي الواقدي 158/1.

عبد الأشهل: سلمة بن أسلم بن حريش (1) بن عدي بن مجدعة، قتل يوم جسر أبي عبيد سنة أربع عشرة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (2)، قال في الطبقة الأولى ممن شهد بدرا: سلمة بن أسلم بن حريش أحد بني حارثة حلفاء بني عبد الأشهل، و يكنى أبا سعد، قتل يوم جسر أبي عبيد سنة أربع عشرة، و هو ابن ثلاث و ستين سنة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3)،قال في الطبقة الأولى: سلمة بن أسلم بن حريش (4) بن عدي بن مجدعة بن حارثة، و يكنى أبا سعد، و أمّه سعاد بنت رافع بن أبي عمرو بن عائذ بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجّار من الخزرج، و بنو حريش بن عدي دعوتهم و دارهم في بني عبد الأشهل، و قد انقرضوا في أوّل الإسلام، فلم يبق منهم أحد، و شهد سلمة بن أسلم بدرا و أحدا، و الخندق و المشاهد كلها مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و قتل بالعراق يوم جسر أبي عبيد الثقفي سنة أربع عشرة في أوّل خلافة عمر بن الخطّاب، و هو ابن ثلاث ستين سنة.

قيّده أبو عبد اللّه الصوري بالسّين المهملة، و قال غيره: حريش بالشين المعجمة، و ذلك فيما أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال في تسمية من شهد بدرا من الأنصار: سلمة بن أسلم بن حريش بن مجدعة.

كتب إليّ أبو جعفر الحافظ ، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أبو بكر الأصبهاني، أنا أبو أحمد الحافظ ، قال: أبو سعيد (5):سلمة بن أسلم بن حريش بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الحارثي، شهد».

ص: 7


1- بالأصل: حريس، و المثبت عن الواقدي.
2- الخبر برواية ابن أبي الدنيا سقط من الطبقات الكبرى لابن سعد.
3- الخبر في طبقات ابن سعد 446/3.
4- في م: حريس.
5- كذا بالأصل و م هنا، و تقدم «أبو سعد».

بدرا مع النبي صلى اللّه عليه و سلم [قتل] (1) يوم جسر أبي عبيد سنة أربع عشرة، و هو ابن ثلاث و ستين سنة.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان محمّد بن عبد اللّه بن زبر قال: سنة أربع عشرة قال الواقدي: فيها قتل سلمة بن أسلم بن حريش أحد بني حارثة، و يكنى أبا سعد، من أهل بدر في جسر أبي عبيد، و هو ابن ثلاث و ستين، و ذكر أن أباه أخبره عن إبراهيم بن عبد اللّه البغدادي، عن محمّد بن سعد عنه.

أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن أشليها المصري، و ابنه أبو الحسن علي، قالا: أنا أبو الفضل بن الفرات، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم القرشي، نا محمّد بن عائذ (2)،نا الوليد بن مسلم، عن عبد اللّه بن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة قال: و قتل يوم الجسر على رأس خمس عشرة سنة: من الأنصار، سلمة بن أسلم بن حريش.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو بن السّماك، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني إبراهيم بن المنذر الحزامي، نا محمّد بن فليح، عن موسى، بن عقبة، عن ابن شهاب في تسمية من قتل يوم الجسر على رأس خمس عشرة سنة من الأنصار: سلمة بن أسلم.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين محمّد بن الحسين بن الفضل، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عتّاب، أنا القاسم بن عبد اللّه، نا إسماعيل بن أبي أويس، نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، قال: و قتل يوم الجسر على رأس خمس عشرة: سلمة بن أسلم كان في الأصل سلامة بن أسلم، و في نسخة مسلمة، و هو الصواب.

2608 - سلمة بن الأكوع

هو سلمة بن عمرو بن سنان، يأتي فيما بعد.

ص: 8


1- زيادة منا للإيضاح.
2- بالأصل:«عائد» و الصواب ما أثبت، و قد تقدم قريبا.

2609 - سلمة بن بشر بن صيفي

أبو بشر (1)

روى عن خصيلة (2) بنت واثلة بن الأسقع، و قيل روى عن عبّاد بن كبير، عن خصيلة (3)،و حجر بن الحارث الغسّاني، و مسلمة بن علي، و البختري بن عبيد الطابخي، و سعد بن عبادة الكلاعي (4)،و سلمة بن عمرو القرشي، و خلاّد بن الصّبّاح، و موسى بن عبد اللّه بن الحسن بن الحسن الحسني، و سعيد بن عيسى، و خالد بن يزيد بن أبي مالك، و عبد العزيز بن عبد الواحد المذحجي.

روى عنه سليمان بن عبد الرّحمن، و محمّد بن يوسف الفريابي، و داود بن رشيد، و عبد الرّحمن بن نافع المعروف بدرخت.

أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه بن كادش، أنا أبو طالب محمّد بن علي بن الفتح العشاري، نا أبو الفرج صالح بن محمّد الرازي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و عبد الباقي بن محمّد بن غالب، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، قالا: نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا داود بن رشيد، نا سلمة بن بشر، نا مسلمة بن علي، عن يحيى بن الحارث الذّماري، عن القاسم، عن أبي أمامة، قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«دخلت الجنة فرأيت على بابها الصدقة بعشرة، و القرض بثمانية عشر، فقلت: يا جبريل كيف صارت الصدقة بعشرة و القرض بثمانية عشر؟ قال:

لأن الصدقة تقع في يد - و قال ابن النقور: بيد - الغني و الفقير، و القرض لا يقع إلاّ في يد من يحتاج إليه»[4868].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران - ببغداد - أنا أبو الحسن علي بن محمّد المصري، نا ابن أبي مريم، نا الفريابي، نا سلمة بن بشر الدمشقي، حدّثني البختري بن عبيد، حدّثني أبي أنه سمع أبا هريرة يقول:

ص: 9


1- ترجمته في تهذيب التهذيب 370/2 و ميزان الاعتدال 188/2.
2- بالأصل و م: حصيلة خطأ، و الصواب ما أثبت و ضبط عن تبصير المنتبه 266/1.
3- بالأصل و م: حصيلة خطأ، و الصواب ما أثبت و ضبط عن تبصير المنتبه 266/1.
4- في تهذيب التهذيب: سعيد بن عمارة الكلاعي.

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إذا أعطيتم الزكاة فلا تنسوا ثوابها»، قيل: يا رسول اللّه و ما ثوابها؟ قال:«يقولون: اللّهم اجعلها مغنما و لا تجعلها مغرما»[4869].

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو عبد اللّه البخاري (1)،قال: سلمة بن بشر (2) الدمشقي سمع خصيلة بنت واثلة عن أبيها في العصبية، سمع منه محمّد بن يوسف، و قال لي محمّد أبو يحيى، نا داود بن رشيد، نا سلمة بن بشر، نا عبّاد بن كثير، حدثتني خصيلة بنت واثلة، سمعت أباها، قلت للنبي صلى اللّه عليه و سلم.

و قال البخاري قبله (3):سلمة بن بشر بن صيفي، سمع سلمة بن بشر بن عبد العزيز، روى عنه يعقوب بن إسحاق.

فرّق البخاري بينهما، و تابعه ابن أبي حاتم.

و ذلك - في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلال - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، نا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (4)،قال: سلمة بن بشر الدمشقي، روى عن خصيلة بنت واثلة، و عبّاد بن كثير، و البختري (5) بن عبيد الطابخي، روى عن الفريابي، و عبد الرّحمن بن نافع المعروف بدرخت، و داود بن رشيد، سمعت أبي يقول ذلك.

و قال قبله (6):سلمة بن بشر بن صيفي، روى عن سلمة بن بشر بن عبد العزيز، روى عنه يعقوب بن إسحاق الحضرمي، سمعت أبي يقول ذلك.ه.

ص: 10


1- التاريخ الكبير 83/4.
2- في التاريخ الكبير: بشير.
3- المصدر السابق نفسه.
4- الجرح و التعديل 157/4.
5- مهملة بدون نقط بالأصل و م و المثبت عن الجرح و التعديل.
6- المصدر السابق نفسه.

كذا قالا (1)،و عندي أنهما واحد، فقد روى داود بن رشيد عن شيخه فقال:

سلمة بن بشر بن صيفي.

2610 - سلمة بن تميم

حدّث عن عبد الرّحمن بن غنم الأشعري.

روى عنه عمّار بن أبي عمّار.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد - لفظا - أنا عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم، أنا عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عمر، نا عبد الرّحمن بن عمرو بن عبد اللّه، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا عبد اللّه بن أحمد اليحصبي، نا عمّار بن أبي عمّار، عن سلمة بن تميم، عن عبد الرّحمن بن غنم، عن أبي موسى الأشعري، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«لا تقوم الساعة حتى يجعل كتاب اللّه عارا، و يكون الإسلام غريبا، و حتى تبدو الشحناء بين الناس، و حتى يقبض العلم، و يتقارب الزمان، و ينقص عمر البشر، و تنتقص السنون و الثمرات، و يؤتمن التهماء و يتّهم الأمناء، و يصدّق الكاذب، و يكذّب الصادق، و يكثر الهرج»، قالوا: و ما الهرج يا رسول اللّه ؟ قال:«القتل، و حتى تبنى الغرف فتطاول، و حتى يحزن ذوات الأولاد، و تفرح العواقر، و يظهر البغي و الحسد و الشحّ ، و يهلك الناس، و يكثر الكذب، و يقلّ الصدق، و حتى تختلف الأمور بين الناس، و يتّبع الهوى، و يقضى بالظّنّ ، و يكثر المطر، و يقلّ الثمر، و يغيض العلم غيضا، و يفيض الجهل فيضا، و حتى يكون الولد غيظا، و الشتاء قيظا، و حتى يجهر بالفحشاء و تروى الأرض ريا، و يقوم الخطباء بالكذب، فيجعلون حقّي لشرار أمتي، فمن صدّقهم بذلك و رضي به لم يرح رائحة الجنة»[4870].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا تمام بن محمّد، أنا جعفر بن محمّد بن جعفر، نا أبو زرعة قال في تسمية نفر ثقات: عمّار بن أبي عمار، و سلمة بن تميم.

ص: 11


1- يعني البخاري و ابن أبي حاتم.

2611 - سلمة بن جوّاس -و يقال: سلامة -

2611 - سلمة بن جوّاس (1)-و يقال: سلامة -

أبو الحسن الطائي الحمصي

قيل: إنه دمشقي.

حدّث عن محمّد بن القاسم الطائي، و أبي مطيع معاوية بن يحيى، و أبي مهدي سعيد بن سنان.

روى عنه أبو زرعة الدمشقي، و يزيد بن عبد الصمد، و محمّد بن عوف، و موسى بن محمّد بن أبي عوف (2)،و عبد اللّه بن زيد البهراني (3) الحمصي.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم، نا موسى بن أبي عوف، نا سلمة بن جوّاس (4)،نا محمّد بن القاسم الطائي:

أن عبد اللّه بن بسر (5) كان معهم في قريته فقال: هاجر أبي و أمي إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم، و أن النبي صلى اللّه عليه و سلم مسح رأسي بيده و قال:«ليعيشن هذا الغلام قرنا»، قلت: بأبي و أمي يا رسول اللّه و كم القرن ؟ قال:«مائة سنة». قال عبد اللّه: فلقد عشت خمسا و تسعين سنة، و بقيت خمس سنين، إلى أن أتم قول رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال محمّد: فحسبنا بعد ذلك خمس سنين ثم مات (6)[4871].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا [أبو] (7) أحمد بن عدي (8)،نا ابن صاعد، نا محمّد بن عوف، نا سلامة بن

ص: 12


1- وقع بالأصل: حواس بالحاء المهملة، و قد صوبناه بالجيم عن م، و عن الجرح و التعديل و فيه: سلامة بن جواس 302/4.
2- كرر الاسم بالأصل.
3- البهراني بفتح الباء و سكون الهاء نسبة إلى بهراء قبيلة من قضاعة نزلت أكثرها بلدة حمص، مدينة بالشام (الأنساب: البهراني).
4- بالأصل: حواس، انظر ما مرّ بشأنه.
5- بالأصل و م: بشر خطأ و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير الأعلام 430/3.
6- انظر الإصابة 282/2 في ترجمة عبد اللّه بن بسر.
7- زيادة لازمة عن م.
8- الخبر في الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 362/3.

جوّاس، نا أبو مهدي (1)،عن أبي الزاهرية، عن جبير بن نفير، عن أبي هريرة قال:

أوصاني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بثلاث لا أتركهن في سفر و لا حضر: أربع ركعات في أوّل النهار، و صيام ثلاثة أيّام من كل شهر، و أن لا أنام إلاّ على وتر.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء بن أبي منصور، أنا أبو الفتح منصور بن الحسين بن علي بن القاسم، و أبو طاهر أحمد بن محمود قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو طلحة زيد بن عبد اللّه بن زيد النهرواني ابن بنت محمّد بن مصفّى الحمصي - بحمص - نا أبي، نا سلمة بن جوّاس الطائي، نا معاوية بن يحيى أبو مطيع الأطرابلسي، نا إبراهيم بن ذي حماية، عن غيلان بن جامع، عن حمّاد، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود، قال: جاء رجل بأبيه إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم يقتضيه دينا له عليه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أنت و مالك لأبيك»[4872].

قرأنا على أبي القاسم بن السّمرقندي، عن أبي طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد الأنباري، أنا أبو القاسم هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر بن الصّوّاف، نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا أبو بشر الدولابي (2)،نا محمّد بن عوف، نا سلامة بن جوّاس الحمصي الطائي أبو الحسن، نا محمّد بن القاسم الطائي بحديث ذكره (3).

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأديب - أنا عبد الرّحمن بن محمّد، أنا حمد بن عبد اللّه - إجازة-.

قال: و أنا أبو طاهر الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (4)،قال: سلامة بن جوّاس الطائي الحمصي، روى عن محمّد بن القاسم الطائي صاحب عبد اللّه بن بسر (5)،و أبي مهدي سعيد بن سنان، و محمّد بن عوف الحمصي، روى عنه أبو زرعة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا عبيد اللّه بن سعيد، أناّ.

ص: 13


1- هو سعيد بن سنان الحمصي، ترجمته في تهذيب التهذيب ط دار الفكر بيروت 41/4.
2- الكنى و الأسماء للدولابي 149/1.
3- و هو حديث عبد اللّه بن بسر المتقدم، و باختصار.
4- الجرح و التعديل 302/4 في باب: سلامة.
5- بالأصل: بشر خطأ، و قد مرّ.

الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، قال أبو الحسن سلامة بن جوّاس (1)،أنا محمّد بن عوف بن سفيان، نا سلامة بن جوّاس الحمصي الطائي أبو الحسن، و ما كان من بابه الكذب، حدّثنا محمّد بن القاسم الطائي، فذكر الحديث نحو حديث موسى بن أبي عوف.

2612 - سلمة بن الخطل الكناني الحجازي

2612 - سلمة بن الخطل الكناني الحجازي (2)

يقال: إن له صحبة، وفد على معاوية.

له ذكر، و لا أعرف له حديثا مسندا.

قرأت بخطّ أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، عن رشأ، أنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد بن أبي مسلّم الفرضي، نا أبو طاهر عبد الواحد بن عمر بن أبي هاشم المقرئ، نا إسماعيل بن يونس، نا أحمد بن الحارث الخزاز، نا المدائني، عن يعقوب بن داود، قال:

خطب معاوية يوما بدمشق، فقال: إن اللّه عز و جل ولّى عمر بن الخطاب فولاني بعض ما ولاّه اللّه، فو اللّه ما خنته، و لا كذبته، و لا خالفت عليه، ثم و لاني اللّه الأمر فتقدمت و تأخرت، و أخطأت، و أحسنت، فمن أنكرني فقد عرفت نفسي، فقام إليه سلمة بن الخطل أحد بني عريج بن عبد مناة بن كنانة، فقال: و اللّه يا معاوية لقد أنصفت و ما كنت منصفا، قال: و ما أنت و ذاك يا أحدب، فكأني انظر إلى حفش (3) بيتك من مهيعة (4) مربوطا بطنب (5) منه تيس، و بطنب منه بهمة (6) تخفق فيه الريح بمثل جناح النسر، بفنائه أعنز عشر درّهن قليل يحلبهن في مثل قوارة (7) حافر حمار، قال: رأيت و اللّه ذاك في زمن علينا و لا لنا، و اللّه إن حشوه يومئذ لحسب غير دنس، فهل رأيتني قتلت مسلما، أو كسبت محرما؟ قال: و أين أنت حتى أراك، أنت لا تبرز إلاّ في غمار الناس،

ص: 14


1- بالأصل: جواش بالشين المعجمة.
2- ترجمته في أسد الغابة 274/2 و الإصابة 64/2.
3- حفش بيتك، في القاموس: أحفاش البيت: قماشه و رذال متاعه.
4- مهيعة: موضع قريب من الجحفة.
5- الطنب: حبل طويل يشد به سرادق البيت.
6- البهمة ولد الضأن.
7- القوارة: ما استدار من باطن الحافر.

و أي مسلم تقوى عليه حتى تقتله (1)،و أي مكسب تقدر عليه حتى تكتسبه، اجلس لا جلست، قال: لا و اللّه، و لكني أذهب حيث لا أسمع صوتك، قال: إلى أبعد الأرض لا إلى أقربها، قال: فمضى ساعة و هو ينظر في قفاه، و هو يقول: اللّهم لا تصحبه، ثم قال: كرّوه عليّ فكروه، فقال: أستغفر اللّه منك، بلى و اللّه، لقد رأيتك حيث أعرفك، قد أتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فسلّمت عليه فردّ عليك، و أهديت إليه فقبل منك، و أسلمت، فكنت من صالحي قومك، و إنك لفي شرف منهم، و إنّك لخالي، و إن أباك يوم طرف البلقاء لذو غناء اجلس حتى أفرغ لك، ثم مضى في خطبته، فلما فرغ وصله، و أحسن إليه (2).

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمّد، أنا أبو سليمان الخطّابي قال في حديث معاوية أنه قال لسلمة بن الخطل: كأني انظر إلى بيت أبيك بمهيعة بطنب تيس مربوط ، و بفنائه أعنز درّهن غبر، يحلبن في مثل قوارة حافر العير يهفو منه الريح بجانب كأنه جناح نسر.

حدّثنيه محمّد بن بحر الرهني (3)،نا ابن دريد، نا أبو حاتم، عن العتبي قوله:

درهنّ غبر أي ألبانها قليلة، و غبر اللبن: بقيته، و هو ما غبر عنه، و جمعه أغبار، قال الحارث بن حلّزة:

لا تكسع الشّول بأغبارها *** إنّك لا تدري من الناتج (4)

و يقال: تغبّرت الناقة: إذا احتلبت غبرها، و قوله يحلبن في مثل قوارة حافر العير يريد ما تقوّر من باطن حافره يصفه باللؤم، إذا كان المحلب الذي يحلب فيه ضيقا، كذلك، و العرب تمدح بعظم الجفان و سعة الآنية فيقال: فلان عظيم الجفنة إذا كان مطعما، كما يقال عظيم الرماد إذا كان يكثر الوقود للأضياف حتى يكثر الرماد بفنائه، و كان لعبد اللّه بن جدعان جفنة يأكل منها الراكب، و قال الشاعر يرثي رجلا:

يا جفنة كازا الحوض قد هدموا *** و منطقا مثل وشي اليمنة الحفرةة.

ص: 15


1- بالأصل:«يقتله» و المثبت عن أسد الغابة.
2- انظر الخبر في أسد الغابة 274/2-275 و الإصابة 64/2 باختلاف و اختصار.
3- كذا رسمها بالأصل و م.
4- البيت في اللسان «غبر» و نسبه لابن حلّزة.

و قوله: يهفو منه الريح بجانب كأنه جناح نسر قال الرهني: أراد جانب البيت، و إنه في الصغر على قدر جناح النسر، يريد بذلك تصغير أمره و تحقيره.

2613 - سلمة بن دينار

أبو حازم الأعرج المديني الزاهد (1)

مولى الأسود بن سفيان المخزومي، و قيل مولى بني ليث.

قدم دمشق.

و روى عن أبي العباس سهل بن سعد الساعدي، و سعيد بن المسيّب، و أبي سلمة بن عبد الرّحمن بن عوف، و أبي صالح ذكوان السمان، و سعيد المقبري، و أبي إدريس الخولاني، و عطاء بن أبي رباح، و النعمان بن أبي عياش، و عطاء بن يسار، و عمرو بن شعيب، و عمارة بن عمرو بن حزم، و مسلم بن قرط .

روى عنه الزهري، و هو أكبر منه، و ابناه عبد العزيز، و عبد الجبار ابنا سلمة، و مالك بن أنس، و سفيان الثوري، و معمر، و هشام بن سعد، و محمّد بن إسحاق، و عبيد اللّه بن عمر، و سفيان بن عيينة، و عبد اللّه بن عامر الأسلمي، و الحمّادان: بن زيد و ابن سلمة، و عبد الرّحمن بن عبد اللّه المسعودي، و سعيد بن عبد الرّحمن الجمحي، و أسامة بن زيد الليثي، و أنس بن عياض، و أبو معشر نجيح.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه [بن] (2) سهل بن عمر، أنا أبو عثمان سعيد بن محمّد، أنا زاهر بن أحمد الفقيه، أنا إبراهيم بن عبد الصمد، نا أبو مصعب، نا مالك، عن أبي حازم بن دينار، عن سهل بن سعد الساعدي:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أتى بشراب، و عن يمينه غلام، و عن يساره الأشياخ، فقال للغلام:«أ تأذن لي أن أعطي هؤلاء يا غلام ؟»، فقال: لا و اللّه يا رسول اللّه لا أؤثر بنصيبي منك أحدا، قال (3):فتلّه (4) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في يده[4873].

ص: 16


1- ترجمته في تهذيب التهذيب 373/2 حلية الأولياء 229/3 تذكرة الحفاظ 143/1 الوافي بالوفيات 319/15 سير الأعلام 96/6.
2- زيادة لازمة عن م، انظر ترجمته في سير الأعلام 14/20.
3- بالأصل «فان» و لعل الصواب ما أثبت عن م.
4- تلّه أي ألقاه (النهاية).

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، نا نصر بن محمّد الفقيه، نا نصر بن إبراهيم الزاهد، أنا أبو موسى عيسى بن أبي عيسى بن نزار القابسي.

قرأت عليه، أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن عمر بن أحمد بن عثمان المروروذي، نا أبي عمر بن أحمد، نا أحمد بن محمّد بن سعيد الهمذاني، نا أحمد بن محمّد بن يحيى الطلحي، نا إبراهيم بن هراسة، عن سفيان الثوري، عن أبي الزّناد، عن أبي حازم، قال:

قدمت على عمر بن عبد العزيز و هو بخناصرة (1)،فلما نظر إليّ عرفني و لم أعرفه، فقال لي: ادن مني [أبا] (2) يا حازم، فلما دنوت منه عرفته، فقلت: أنت أمير المؤمنين ؟ قال: نعم، قلت: أ لم تكن بالمدينة بالأمس أميرا؟ قال: نعم، قلت: كان مركبك و طيئا و ثوبك نقيا، و وجهك بهيا، و طعامك شهيا، و حرسك كثيرا؟ فما الذي غيّر ما بك و أنت أمير المؤمنين ؟ فبكى ثم قال: يا أبا حازم كيف لو رأيتني بعد ثالثة في قبري، و قد سالت حدقتاي على وجنتي، و انشقّ بطني، و جرت الديدان في بدني، لكنت أشد إنكارا لي من يومك هذا، أعد عليّ الحديث الذي حدثتني به بالمدينة، قلت: نعم يا أمير المؤمنين، سمعت أبا هريرة يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إنّ بين أيديكم عقبة كئودا مضرسة لن يجوزها إلاّ كلّ ضامر مهزول»، قال: فبكى ثم قال: تلومني يا أبا حازم أن أضمّر نفسي لتلك العقبة لعلي أنجو منها، و ما أظنني ناج منها.

ذكر أبو عثمان الجاحظ في كتاب البيان و التبيين: أن أبا حازم دخل مسجد دمشق، فوسوس إليه الشيطان إنك قد أحدثت بعد وضوئك، فقال له: و قد بلغ هذا من نصيحتك ؟ أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا [أبو] بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر الزّرّاد، نا عبيد اللّه بن سعد، نا عمي، نا أبي عن أبي إسحاق، حدّثني أبو حازم الأفزر (3) مولى الأسود بن سفيان المخزومي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو القاسمب.

ص: 17


1- خناصرة بليدة من أعمال حلب تحاذي قنسرين نحو البادية (ياقوت).
2- زيادة لازمة.
3- الأفزر: الأحدب.

عبد الملك بن محمّد، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هاشم بن محمّد، نا الهيثم بن عدي، نا صالح بن حسان و غيره في الطبقة الثالثة: أبو حازم القاضي و هو سلمة بن دينار مولى بني ليث.

قرأنا على أبي غالب، و أبي عبد اللّه ابني أبي علي، عن أبي الحسن محمّد بن محمّد بن مخلد، أنا علي بن محمّد بن خزفة (1)،نا محمّد بن الحسين الزّعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا أحمد بن حنبل، نا حجاج بن محمّد، نا أبو معشر، حدّثني أبو حازم المدني، و اسمه سلمة بن دينار، قال: و سمعت يحيى بن معين يقول: أبو حازم سلمة بن دينار. قال: و سألت يحيى بن معين عن أبي حازم قال: سلمة بن دينار. قال أبو معشر: حدّثني أبو حازم سلمة بن دينار، قلت له: حدثكم حجاج بن محمّد قال:

نعم، مشهور، مدني، ثقة.

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسين بن الفرج، أنا أبو الفرج الأسفرايني، و أبو نصر الطّريثيثي، قالا: أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن عيسى، أنا منير بن أحمد بن الحسن، أنا جعفر بن أحمد بن إبراهيم، نا أبو جعفر أحمد بن الهيثم البلدي، قال: قال أبو نعيم: أبو حازم الأشجعي سلمة بن دينار.

قوله: الأشجعي، وهم (2).

قرأنا على أبي غالب، و أبي عبد اللّه، عن محمّد بن محمّد بن مخلد، أنا علي بن محمّد بن خزفة، أنا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، أنا مصعب بن عبد اللّه قال:

اسم أبي حازم سلمة بن دينار، و أصله فارسي، و هو مولى لبني ليث، و أمّه رومية، و كان أشقر أفزر أحول (3).

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الفضل بن خيرون، ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار قالا: أنا أبو القاسم الأزهري، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن6.

ص: 18


1- بالأصل: خرفة، خطأ و الصواب ما أثبت عن م و ضبط عن التبصير و قد تقدم التعريف به.
2- ورد في تهذيب التهذيب 373/2«... و يقال مولى بني شجع من بني ليث، و من قال أشجع فقد وهم».
3- سير الأعلام 101/6.

يعقوب، أنا عباس (1) بن العباس بن محمّد بن عبد اللّه بن المغيرة، أنا صالح بن أحمد بن محمّد بن حنبل قال: قال أبي: أبو حازم المدني اسمه سلمة بن دينار.

[أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، نا أبو محمّد بن أبي نصر، نا أبو الميمون، نا أبو زرعة، قال: و قال أحمد بن حنبل و غيره: أبو حازم الأعرج سلمة بن دينار] (2).

أخبرنا أبو المظفّر القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو بكر بن المؤمّل، نا الفضل بن محمّد، نا أحمد بن حنبل.

قال: و أنا البيهقي (3).

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر، قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو بن السّمّاك، نا حنبل بن إسحاق، قال: سمعت أبا عبد اللّه يقول: أبو حازم المديني اسمه سلمة بن دينار.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو حازم سلمة بن دينار.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو المعالي ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، نا أبو أمية الغلاّبي، نا أبي، عن يحيى قال: أبو حازم المديني سلمة بن دينار مولى بني ليث، و لم يقل ثابت:

المديني (4).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، حدّثني ابن نمير، قال: أبو حازم المديني سلمة بن دينار.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن الحمّامي، أناي.

ص: 19


1- كذا بالأصل و م.
2- الخبر المثبت بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
3- كذا بالأصل و م.
4- في م: المدني.

إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: اسم أبي حازم صاحب سهل بن سعد: سلمة بن دينار.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (1) قال في الطبقة الرابعة من أهل المدينة: أبو حازم و اسمه سلمة بن دينار مولى لبني أشجع من بني ليث، و كان أعرج، و كان يقصّ (2) بعد الفجر و العصر (3)،مات في خلافة أبي جعفر بعد سنة أربعين و مائة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (4)قال: في الطبقة الرابعة من أهل المدينة: أبو حازم و اسمه سلمة بن دينار مولى لبني أشجع من بني ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، و كان أعرج، و كان عابدا زاهدا و كان يقص (5) بعد الفجر و بعد العصر (6) في مسجد المدينة، و قدم سليمان بن هشام بن عبد الملك المدينة، فأتاه الناس، و بعث إلى أبي حازم فأتاه و ساء له عن أمره و عن حاله، قال محمّد بن عمر: كان لأبي حازم حمار، فكان يركبه إلى مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لشهود الصلوات، و توفي أبو حازم في خلافة أبي جعفر بعد سنة أربعين و مائة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد، قال في الطبقة الرابعة من أهل المدينة: أبو حازم و اسمه سلمة بن دينير (7)،مولى لبني أشجع من بني ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، و كان أعرج، و كان عابدا زاهدا، و كان يقص بعد الفجر، و بعد العصر في مسجد المدينة، و كان كثير الحديث (8).ث.

ص: 20


1- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
2- بالأصل:«يقض» و المثبت عن م و سير الأعلام 101/6.
3- بالأصل: و القصر، و المثبت عن سير الأعلام 101/6.
4- سقطت ترجمته من الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد، ضمن تراجم أهل المدينة الضائعة من الطبقات.
5- بالأصل:«يقض» و المثبت عن م و سير الأعلام 101/6.
6- بالأصل: و القصر، و المثبت عن سير الأعلام 101/6.
7- كذا بالأصل، و في م: دينار.
8- كذا ورد الخبر بتمامه مكررا باستثناء قوله: و كان كثير الحديث.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفتح نصر بن أحمد بن نصر الخطيب، أنا محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الجواليقي.

و أنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو طاهر أحمد بن علي بن سوار، قالا: أنا الحسين بن علي بن عبيد اللّه الطناجيري، قالا: أنا محمّد بن زيد بن علي بن مروان، أنا محمّد بن محمّد بن عقبة، نا هارون بن حاتم، قال: و كان اسم أبي حازم المدني سلمة بن دينار، أخبرني بذلك محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي مليكة.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد و محمّد بن الحسن قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل البخاري (1) قال: سلمة بن دينار أبو حازم الأعرج، مدني، مولى الأسود بن سفيان المخزومي، سمع سهل بن سعد، و عطاء بن أبي رباح، و النعمان بن أبي عياش، سمع منه مالك، و الثوري، و ابن عيينة، و قال محمّد بن إسحاق: حدّثني أبو حازم الأفزر مولى الأسود بن سفيان المخزومي هو القاص (2).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس الشّقّاني (3)،أنا أبو بكر أحمد بن منصور، أنا محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو حازم سلمة بن دينار الأفزر، سمع سهل بن سعد، روى عنه الثوري، و مالك، و ابن عيينة.

أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد اللّه الكروخي، أنا أبو عامر محمود بن القاسم بن محمّد، و أبو نصر عبد العزيز بن محمّد التّرياقي، و أبو بكر أحمد بن عبد الصمد الغورجي (4)،قالوا: أنا عبد الجبار بن محمّد بن عبد اللّه الجراحي، أنا أبو9.

ص: 21


1- التاريخ الكبير 78/4.
2- بالأصل:«القاضي» و المثبت عن البخاري و م.
3- بالأصل و م: الشقائي، و الصواب بالنون، و قد تقدم التعريف به.
4- بالأصل «القورجي» و الصواب ما أثبت عن م، و عن اللباب، و هذه النسبة إلى غورة، و يقال غورج و هي قرية من قرى هراة (انظر ياقوت). و انظر ترجمته في سير الأعلام 7/19.

العباس محمّد بن أحمد، أنا أبو عيسى الترمذي، قال: أنا أبو حازم الزاهد، مديني و اسمه سلمة بن دينار.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الفضل المكي، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو حازم سلمة بن دينار مدني ثقة، أنا معاوية بن صالح، عن يحيى بن معين، قال: أبو حازم سلمة بن دينار مدني ثقة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا أبو القاسم الصّوّاف، نا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدّولابي (1)،قال: أبو حازم المدني سلمة بن دينار.

قرأت على أبي القاسم بن عبدان، عن أبي عبد اللّه محمّد بن علي بن أحمد بن المبارك، أنا رشأ بن نظيف، أنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد، أنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن داود، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش (2)،قال: أبو حازم سلمة بن دينار.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنا نصر بن إبراهيم، أنا سليم بن أيوب، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد الجزري، نا يزيد بن محمّد بن إياس، قال: سمعت محمّد بن أحمد المقدّمي يقول: أبو حازم بن دينار المديني هو سلمة بن دينار.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفّار، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو أحمد الحاكم، قال: أبو حازم سلمة بن دينار المخزومي مولى الأسود بن سفيان، و يقال: مولى بني أشجع من بني ليث الأعرج الأفزر المديني القاص (3)،و كان يقصّ (4)بعد الفجر و العصر، سمع أبا العباس سهل بن سعد الساعدي، روى عنه مالك بن أنس، و سفيان الثوري، و معمر قوله، و يقال مولى بني أشجع و هم، أبو حازم مولى أشجع،ن.

ص: 22


1- الكنى و الأسماء للدولابي 141/1.
2- بالأصل و م: حراش بالحاء المهملة خطأ و الصواب بالخاء المعجمة، و قد تقدم التعريف به.
3- بالأصل «القاضي» و في م:«القاص» انظر تهذيب التهذيب 373/2 و سير الأعلام 96/6.
4- بالأصل: يقصر، و الصواب ما أثبتناه عن.

اسمه سلمان (1)،و هو كوفي، و قد ذكره بعد أبي حازم الأعرج على الصواب.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدار قطني، قال: أبو حازم الأعرج: سلمة بن دينار المديني الأفزر، روى عن سهل بن سعد الساعدي، و سعيد بن المسيّب، و أبي سلمة بن عبد الرّحمن، و النعمان بن أبي عياش الزرقي، و عمرو بن شعيب، و مسلم بن قرط ، و عمارة بن عمرو بن حزم و غيرهم، روى عنه الزهري، و مالك بن أنس، و الثوري، و ابن عيينة، و ابن إسحاق، و ابناه عبد الجبار، و عبد العزيز، و الحمادان، و أبو ضمرة و غيرهم.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو صادق الأصبهاني، أنا أحمد بن محمّد بن زنجويه، أنا الحسن بن عبد اللّه بن سعيد العسكري، قال:

و أما من يكنى أبا حازم الحاء غير معجمة، و الزاي معجمة، أبو حازم المدني الزاهد صاحب سهل بن سعد، و هو مشهور، و اسمه سلمة بن دينار، و قد روى أيضا عن أبي هريرة إلاّ أن أكثر روايته عن سهل بن سعد، روى عنه الثوري، و مالك بن أنس، و ابن عيينة، و ابناه عبد العزيز، و عبد الجبار ابنا أبي حازم، ثم ذكر بعده أبا حازم الأشجعي.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أحمد بن محمّد الكلاباذي، قال:

سلمة بن دينار أبو حازم الأعرج التّمّار الزاهد القاصّ (2) مولى الأسود بن سفيان القرشي المخزومي المديني، و قال الواقدي: هو مولى لبني أشجع من بني ليث، سمع سهل بن سعد، و عبد اللّه بن أبي قتادة، و يزيد بن رومان، روى عنه مالك، و الثوري، و ابن عيينة، و سليمان بن بلال، و فليح و ابنه عبد العزيز في الوضوء و غير موضع، و قال عمرو بن علي: مات سنة ثلاث و ثلاثين و مائة، و قال أبو عيسى مثله، و قال الواقدي:

مات في خلافة أبي جعفر بعد سنة أربعين و مائة، هذا وهم من الكلاباذي، فإن أبا حازم الأشجعي مولاهم اسمه سلمان مولى عزة الأشجعية و ليس هو أبو حازم سلمة بن دينار.م.

ص: 23


1- انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 371/2 و هو مولى عزة الأشجعية، أبو حازم الأشجعي الكوفي.
2- بالأصل: القاضي خطأ، و الصواب ما أثبت عن م.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن الصوري، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا تميم بن عبد اللّه أبو محمّد الرازي، نا الحسن بن قزعة، نا الحارث بن أبي الزبير، مولى النوفليين، عن إسماعيل بن قيس، عن أبي حازم قال:

رأيت سهل بن سعد الساعدي في ألف من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يرفع يديه في كل خفض و رفع، قد أنكره أن يكون سمع من غير سهل بن سعد.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، و أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، قالا:

نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة (1)،نا يحيى بن صالح قال: قلت لابن أبي حازم: سمع أبوك من أبي هريرة ؟ فقال: من حدّثك أن أبي سمع من أحد من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - و قال الفقيه: من الصحابة سوى - و قال ابن أحمد: غير - سهل بن سعد فقد كذب - زاد الفقيه: قال أبو زرعة: أبو حازم الأعرج لم يسمع من صحابي إلاّ من سهل بن سعد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار بن إبراهيم، قالا: أنا الحسين بن جعفر - زاد ابن الطّيّوري و ابن عمه أبو نصر محمّد بن الحسن، قالا:- أنا أبو العباس الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي (2) قال: أبو حازم بن دينار التمار مدني تابعي ثقة، رجل صالح، سمع من سهل بن سعد الساعدي، و لم يسمع من أبي هريرة.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (3)،أنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل - فيما كتب إليّ - قال: قال أبي: أبو حازم4.

ص: 24


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 440/1-441 و نقله ابن حجر في تهذيب التهذيب 373/2 من طريق يحيى بن صالح مختصرا. و نقله أيضا الذهبي في سير الأعلام 97/6.
2- تاريخ الثقات للعجلي ص 196 و فيه: سلمة بن دينار أبو حازم القصار (كذا).
3- الجرح و التعديل 159/4.

المدني (1) ثقة، يقال له الأفزر، قال أبو محمّد: سألت أبي عن أبي حازم المدني (2)فقال: ثقة.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو القاسم عثمان بن أبي الفضل بن محمّد الهراس، أنا محمّد بن الفضل بن محمّد، أنا جدي أبو بكر بن خزيمة قال: أبو حازم سلمة بن دينار ثقة، لم يكن في زمانه مثله (3).

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أحمد بن جعفر بن حمدان، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، نا أبو موسى الأنصاري، نا سفيان بن عيينة، عن عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم قال: ما رأيت أحدا الحكمة أقرب إلى فيه من أبي حازم (4).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (5)،نا سعيد بن منصور، نا يعقوب بن عبد الرّحمن عن أبيه قال: سمعت عون بن عبد اللّه يقول: ما رأيت أحدا يفرفر (6) الدنيا فرفرة هذا الأعرج يعني أبا حازم.

قال: و نا يعقوب (7)،نا زيد بن بشر أخبرني ابن وهب، حدّثني ابن زيد أن أبا حازم حدّثه قال: و اللّه إن كنا في مجلس أبيك لأربعين حبرا (8) فقيها ما منهم إلاّ معدود، و اللّه إن أدنى خصلة فينا التواسي بما في أيدينا لئن أفاد الرجل فائدة ليلا يغدون بها و لئن أفادها بكرا ليروحن بها.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا الحميدي، نا سفيان قال: قال أبوخ.

ص: 25


1- في الجرح و التعديل:«المديني» و كلاهما نسبة إلى المدينة.
2- في الجرح و التعديل:«المديني» و كلاهما نسبة إلى المدينة.
3- تهذيب التهذيب 373/2.
4- سير الأعلام 99/6 من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم.
5- المعرفة و التاريخ 676/1.
6- أي يذمها و يمزقها بالذم و الوقيعة فيها (النهاية). و في المعرفة و التاريخ: يقرقر.. قرقرة.
7- المعرفة و التاريخ 678/1.
8- بالأصل:«حرا» و المثبت عن م، و انظر المعرفة و التاريخ.

حازم إني لأعظ ، و ما أرى موضعا و ما أريد إلاّ نفسي (1).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا محمّد بن أبي عمر قال: قال سفيان: قال أبو حازم إني لأعظ و ما أرى موضعا و ما أريد إلاّ نفسي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، و علي بن الحسن بن سعيد قالا: نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (2)،نا أبو الحسن علي بن محمّد بن يوسف بن عمر الهمذاني - بها - نا أبو العباس الفضل بن الفضل الكندي، نا عبد اللّه بن قريش بن إسحاق البغدادي، نا إبراهيم بن الجنيد، نا عبد اللّه بن محمّد بن عقبة، نا حجّاج بن محمّد، عن أبي معشر قال:

رأيت أبا حازم في مجلس عون بن عبد اللّه و هو يقصّ في المسجد، و يبكي و يمسح بدموعه وجهه، فقلت له: يا أبا حازم لم تفعل هذا؟ قال: بلغني أن النار لا تصيب موضعا أصابه الدموع من خشية اللّه.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا سهل بن بشر، أنا طرفة بن أحمد، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أبو الجهم بن طلاّب، أنا أحمد بن أبي الحواري، نا مروان بن محمّد قال: قال [أبو] (3) حازم:

ويحك يا أعرج - يعني نفسه؛ يدعى يوم القيامة يا أهل كل خطيئة كذا و كذا فيقوم معهم ثم يدعى بأهل خطيئة أخرى فتقوم معهم، فأراك يا أعرج تقوم مع أهل كل خطيئة.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن الفضل القطّان، نا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (4)،نا محمّد بن أبي عمر قال: قال سفيان: قال هشام بن عبد الملك لأبي حازم: يا أبا حازم ما النجاة من هذا الأمر؟ قال:

يسير، قال: ما ذاك ؟ قال: لا تأخذنّ شيئا إلاّ من حلّه، و لا تضعنّ شيئا إلاّ في حقّه،1.

ص: 26


1- سير الأعلام 97/6.
2- الخبر في تاريخ بغداد 44/10 في ترجمة عبد اللّه بن قريش بن إسحاق بن حميد.
3- زيادة لازمة.
4- الخبر في المعرفة و التاريخ 679/1.

قال: و من يطيق ذلك يا أبا حازم ؟ قال: من طلب الجنة و هرب من النار.

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل الفارسي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو القاسم علي بن محمّد بن علي بن يعقوب الإيادي المالكي، نا أبو بكر الشافعي، نا محمّد بن جعفر، نا صالح - يعني ابن أحمد بن حنبل - حدّثني أبي، نا يحيى بن عبد الملك بن حميد، عن أبي عيينة، نا زمعة بن صالح قال: قال الزّهري لسليمان - أو هشام-:

أ لا تسأل أبا حازم ما قال في العلماء؟ قال: يا أبا حازم، ما قلت في العلماء؟ [قال:] (1) و ما عسيت أن أقول في العلماء إلاّ خيرا، إني أدركت العلماء و قد استغنوا بعلمهم عن أهل الدنيا، و لم يستغن أهل الدنيا بدنياهم عن علمهم، فلما رأى ذلك هذا و أصحابه تعلموا العلم فلم يستغنوا به، و استغنى أهل الدنيا بدنياهم عن علمهم، فلما رأوا ذلك قذفوا بعلمهم إلى أهل الدنيا و لم ينلهم أهل الدنيا من دنياهم شيئا، إن هذا و أصحابه ليسوا علماء إنما هم رواة (2).قال الزهري: إنه جاري منذ حين، و ما علمت أن هذا عنده. قال: صدق، أما إني لو كنت غنيا عرفني قال: فقال له سليمان: ما المخرج مما نحن فيه ؟ قال: تمضي (3) ما في يديك بما أمرت به، و تكفّ عما نهيت عنه. قال:

سبحان اللّه و من يطيق هذا؟ قال: من طلب الجنة، و فرّ من النار، و ما هذا فيما تطلب و تفر منه بقليل.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم الحافظ (4)،نا عبد اللّه بن محمّد (5)،نا عبد اللّه بن محمّد بن العباس، نا سلمة بن شبيب، نا سهل بن عاصم، نا فرج بن سعيد الصوفي، نا يوسف بن أسباط ، أخبرني مخبر:

أن بعض الأمراء أرسل إلى أبي حازم فأتاه و عنده الإفريقي (6) و الزهري و غيرهما، فقال له: تكلم يا أبا حازم فقال أبو حازم: إنّ خير الأمراء من أحبّ العلماء، و إن شرّ6.

ص: 27


1- زيادة لازمة للإيضاح عن حلية الأولياء 233/3.
2- بالأصل «راوة» خطأ و الصواب ما أثبت عن م.
3- رسمها بالأصل «تفي» و المثبت عن م، و انظر مختصر ابن منظور 67/10 و الحلية 234/3.
4- الخبر في حلية الأولياء 243/3.
5- كذا، و قوله «نا عبد اللّه بن محمد» سقطت من حلية الأولياء.
6- يريد عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الافريقي ترجمته في سير الأعلام 411/6.

العلماء من أحبّ الأمراء، و انه فيما مضى إذا بعث الأمراء إلى العلماء لم يأتوهم، و إذا أعطوهم لم يقبلوا منهم، و إذا سألوهم لم يرخّصوا لهم، و كان الأمراء يأتون العلماء في بيوتهم، فيسألونهم و كان في ذلك صلاح للأمراء و صلاح للعلماء، فلما رأى ذلك ناس من الناس قالوا: ما لنا لا نطلب العلم حتى نكون مثل هؤلاء فطلبوا العلم فأتوا الأمراء فحدثوهم، فرخصوا لهم و أعطوهم فقبلوا منهم فجرأت العلماء على الأمراء و جرأت الأمراء على العلماء.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه قالا: أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا ابن أبي عمر قال:

قال سفيان: قال بعض الأمراء لأبي حازم: ارفع إليّ حاجتك، قال: هيهات هيهات رفعتها إلى من لا تختزل الحوائج دونه (1) فما أعطاني منها قبلت (2) و ما زوى عني منها رضيت (3).

قال: فقال ابن شهاب: إنه جاري و ما علمت أن هذا عنده.

قال أبو حازم - زاد البيهقي: فقلت: و قال - لو كنت غنيا لعرفتني ثم قلت في نفسي لا ينجو مني فقلت: كان العلماء فيما مضى يطلبهم السلطان و هم يفرون منه، و إن العلماء اليوم طلبوا العلم حتى إذا جمعوه بحذافيره أتوا به أبواب السلاطين، و السلاطين يفرون منهم و هم يطلبونهم.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، نا محمّد بن عبد العزيز الدّينوري، نا الحميدي، عن سفيان بن عيينة قال: قال سليمان بن عبد الملك لأبي حازم: ما لنا نكره الموت ؟ قال: لأنكم عمرتم الدنيا و خربتم الآخرة، فأنتم تكرهون أن تنقلوا من العمران إلى الخراب.

قال: و نا أحمد بن مروان، نا أبو بكر أخو خطاب، نا خالد بن خداش قال:

سمعت ابن عيينة يقول: قال بعض بني مروان لأبي حازم:3.

ص: 28


1- رسمها بالأصل:«هونه» و لعل الصواب ما أثبت عن م.
2- رسمها بالأصل:«فبقت» و لعل الصواب ما أثبت، و في م: قبلت.
3- انظر حلية الأولياء 237/3.

ما المخرج مما نحن فيه ؟ قال: تنظر ما عندك فلا تضعه إلاّ في حقه و ما ليس عندك فلا تأخذه إلاّ بحقه، قال: و من يطيق هذا؟ قال: فمن أجل ذلك ملئت جهنم من الجنة و الناس أجمعين، فقال له: ما مالك ؟ قال: ما لان قال: ما هما؟ قال: الثقة بما عند اللّه، و الإياس مما في أيدي الناس، قال: ارفع إليّ حوائجك، قال: هيهات قد رفعتها إلى من لا يختزل الحوائج دونه فإن أعطاني منها شيئا قبلت، و إن زوى عني منها شيئا رضيت (1).

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو محمّد المصري، أنا أبو بكر الدّينوري، نا إبراهيم بن حبيب، نا عبد الصمد - هو - ابن يزيد، نا سفيان بن عيينة قال:

أخبر أبو حازم سليمان بن عبد الملك بوعيد اللّه للمذنبين فقال سليمان: فأين رحمة اللّه ؟ فقال أبو حازم: قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (2).

قال: و نا أحمد الدّينوري، نا إبراهيم بن دازيل، نا يحيى بن صالح الوحاظي، نا سليمان بن بلال قال: بعث بعض خلفاء بني أمية إلى أبي حازم بمال فردّه (3) فقال له: يا أبا حازم خذ فإنك مسكين قال: كيف أكون مسكينا و مولاي له ما في السموات و ما في الأرض و ما بينهما و ما تحت الثرى ؟ أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (4)، أخبرني علي بن أيوب القمي، أنا محمّد بن عمران بن موسى، أخبرني إبراهيم بن خفيف المرثدي (5)،أخبرني محمّد بن بهتام (6) الأصبهاني، نا يحيى بن مدرك الطائي، أنا هشام بن محمّد الكلبي قال: ذكر أن سليمان بن عبد الملك قدم المدينة فأرسل إلى أبي حازم فأتاه فقال له سليمان: يا أبا حازم ما هذا الجفاء؟ قال: و أي جفاء رأيت مني ؟ قال: أتاني أهل المدينة و لم تأتني قال: يا أمير المؤمنين و كيف يكون إتيان من غير معرفةم.

ص: 29


1- انظر حلية الأولياء 232/3 و 233 و 237.
2- سورة الأعراف، الآية:56.
3- بالأصل «فورده» خطأ و الصواب ما أثبت عن م.
4- الخبر في تاريخ بغداد 69/6 في ترجمة إبراهيم بن خفيف مولى عبد اللّه بن بشر المرثدي.
5- عن تاريخ بغداد و بالأصل و م «المرندي».
6- في تاريخ بغداد: بهنام.

متقدمة، و اللّه ما عرفتني قبل هذا اليوم، و لا أنا رأيتك و اعذر، قال: فالتفت سليمان إلى الزّهري فقال: أصاب الشيخ و صدق.

قال سليمان: يا أبا حازم ما لنا نكره الموت ؟ قال: لأنكم أخربتم آخرتكم و عمرتم دنياكم فكرهتم أن تنتقلوا من العمران إلى الخراب، قال سليمان: صدقت يا أبا حازم كيف القدوم على اللّه ؟ قال: أما المحسن فكالغائب يقدم على أهله مسرورا، و أما المسيء فكالآبق (1) يقدم على مولاه مخزونا.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا عبد الرّحمن بن أبي نصر، أنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعي (2)،نا يحيى بن أيوب بن بادي (3)،نا محمّد بن أبي فزارة، عن الحارث بن حيّان، عن إسماعيل بن أبي زياد، عن محمّد بن عجلان المدني قال:

قدم سليمان بن هشام المدينة حاجا أو معتمرا فقال للزّهري: يا زهري هاهنا محدّث ؟ قال: نعم، أبو حازم الأعرج، قال: راوية أبي هريرة قال: ابعث، ائتنا به حتى يحدّثنا فبعث فلما جاء قال له سليمان: تكلم يا أعرج، قال: ما للأعرج من حاجة فيتكلم بها، و لو لا اتّقاء شرّكم ما أتاكم الأعرج. فقال سليمان: ما ينجينا من أمرنا هذا الذي نحن فيه ؟ قال: أخذ هذا المال من حلّه و وضعه في حقّه، قال: و من يطيق ذلك ؟ قال:

من طلب الجنة و هرب من النار، قال سليمان: ما بالنا لا نحب الموت يا أعرج ؟ قال:

لأنك جمعت متاعك فوضعته بين عينيك. فأنت تكره أن تفارقه، و لو قدمته أمامك لأحببت أن تلحق به، لأن قلب المرء عند متاعه فعجب منه، فقال له الزهري: أصلح اللّه الأمير إنه لجاري منذ عشرين سنة ما جالسته و لا حادثته، قال: لأني من المساكين يا ابن شهاب، و لو كنت من الأغنياء لجالستني، و حادثتني، قال: قرصتني يا حازم قال: نعم و أشد من هذا أقرصك قال: لقد أتى علينا زمان، و إن الأمراء تطلب العلماء فتأخذ مما في أيديهم فتنتفع به و كان في ذلك صلاح للفريقين جميعا، فطلبت اليوم العلماء الأمراء و ركنوا إليهم، و اشتهوا ما في أيديهم، فقالت الأمراء: ما طلبت هؤلاء ما في أيدينا حتى3.

ص: 30


1- عن تاريخ بغداد و بالأصل: فكالابن.
2- ترجمته في سير الأعلام 478/15.
3- ترجمته في سير الأعلام 453/13.

كان ما في أيدينا خير مما في أيديهم فكان في ذلك فساد للفريقين كلاهما، فقال سليمان بن هشام: صدقت، و الذي لا إله إلاّ هو و لأزهدنّ في الزّهري من بعد اليوم.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا يونس بن عبد الأعلى، نا ابن وهب، نا عبد الرّحمن بن يزيد، نا أبو حازم:

أن سليمان بن هشام بن عبد الملك قدم المدينة و معه ابن شهاب فأرسل إلى أبي حازم فدخل عليه، فإذا هو ابن هشام متكئ، و ابن شهاب عند رجليه قاعد قال: فسلّمت و أنا متكئ على عصاي، فقال ابن شهاب: أ لا تتكلم يا أعرج، قال (1):قلت: و ما يتكلم به الأعرج ؟ ليست للأعرج حاجة بحالها فيتكلم فيها، و إنما جئت لحاجتكم التي أرسلتم إليّ فيها، و ما كل من يرسل إليّ آتيه، و لو لا الفرق من شرّكم ما جئتكم. فجلس سليمان قال: مما (2) المخرج فما نحن فيه ؟ قال أبو حازم: أعاهد اللّه في نفسي لا يمنعني دريهماتك أن أقول الحق في اللّه، قال: قلت: المخرج مما أنت فيه أن لا تمنع شيئا أعطيته من حقّ أمرك اللّه أن تجعله فيه، و لا تطلب شيئا بشيء نهاك اللّه أن تطلبه به. قال ابن هشام: و من يطيق هذا؟ قال: من طلب الجنة و هرب من النار و ذلك فيهما قليل، فقال سليمان: ما رأيت كاليوم حكمة قط أجمع و لا أحكم، قال ابن شهاب: فإنه جاري و ما جالسته قط ، قال أبو حازم: إني مسكين ليست لي دراهم، و لو كانت لي دراهم جالستني، قال ابن شهاب: قدحتني يا أبا حازم قال: إياك أردت. ثم قال ابن شهاب: أ لا تحدّثني يا أبا حازم عن شيء بلغني أنك وصفت به أهل العلم و أهل الدنيا؟ قال: بلى، إني أدركت أهل الدنيا تبع لأهل العلم حيث كانوا يقضي أهل العلم بما قسم اللّه لهم لأهل الدنيا حوائج دنياهم و آخرتهم، و لا يستغني أهل الدنيا عن أهل العلم لنصيبهم من العلم، ثم حال الزمان فصار أهل العلم تبعا لأهل الدنيا حيث كانوا فدخل البلاء على الفريقين جميعا ترك أهل الدنيا النصيب الذي كانوا يمسكون به من العلم، حين رأوا أهل العلم قد جاءوهم و ضيّع أهل العلم جسيم ما قسم لهم باتّباعهم أهل الدنيا.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أناأ.

ص: 31


1- بالأصل:«و إن» و لعل الصواب ما أثبت.
2- بالأصل:«فما» خطأ.

جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، نا صالح بن أحمد، حدّثني أبي.

و أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا محمود بن عمر، أنا علي بن الفرج، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني يعقوب بن إبراهيم العبدي، و محمّد بن عباد العكلي، قالوا: أنا يحيى بن عبد الملك (1)،نا زمعة بن صالح قال:

كتب بعض بني أمية إلى أبي حازم يعزم عليه إلاّ رفع - و في حديث ابن طاوس: أن يرفع - إليه حوائجه، فكتب إليه: أما بعد فقد أتاني - و في حديث ابن طاوس جاءني - كتابك يعزم عليّ إلاّ رفعت إليك حوائجي، و هيهات رفعت حوائجي إلى مولاي - و قال ابن طاوس إلى من لا يعتصر (2) الحوائج دونه و قالا:- فما أعطاني منها قبلت، و ما أمسك عني قنعت،- و قال ابن طاوس: و ما أمسك عني منها رضيت-.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، و أبو المحاسن (3) أسعد بن علي بن الموفق، و أبو بكر أحمد بن يحيى بن الحسين، و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى قالوا:

أنا أبو الحسن الداودي، أنا عبد اللّه بن أحمد، أنا عيسى بن عمر، أنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن بهرام، أنا يعقوب بن إبراهيم، نا محمّد بن عمر بن الكميت، نا علي بن وهب الهمداني، نا الضحاك بن موسى، قال:

مرّ سليمان بن عبد الملك بالمدينة و هو يريد مكة فأقام بها أياما فقال: هل بالمدينة أحد أدرك أحدا من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم ؟ قالوا له: أبو حازم، فأرسل إليه، فلما دخل عليه قال له: يا أبا حازم ما هذا الجفاء؟ قال أبو حازم: يا أمير المؤمنين و أي جفاء رأيت مني ؟ قال: أتاني وجوه أهل المدينة و لم تأتني، قال: يا أمير المؤمنين أعيذك باللّه أن تقول ما لم يكن ما عرفتني قبل هذا اليوم، و لا أنا رأيتك. قال: فالتفت سليمان إلى محمّد بن شهاب الزّهري فقال: أصاب الشيخ و أخطأت، قال سليمان: يا أبا حازم ما لنا نكره الموت ؟ قال: لأنكم خرّبتم الآخرة و عمّرتم الدنيا، فكرهتم أن تنتقلوا من العمران إلى الخراب، قال: أصبت يا أبا حازم، فكيف القدوم غدا على اللّه ؟ قال: أما المحسن0.

ص: 32


1- في حلية الأولياء 237/3 يحيى بن عبد الرحمن، خطأ.
2- في الحلية: إلى من لا يختزن الحوائج.
3- بالأصل:«المحامل» و الصواب ما أثبت عن م ترجمته في سير الأعلام 212/20.

فكالغائب يقدم على أهله، و أما المسيء فكالآبق يقدم على مولاه، فبكى سليمان و قال:

ليت شعري ما لنا عند اللّه قال: أعرض عملك على كتاب اللّه قال: و أي مكان أجده ؟ قال: إِنَّ الْأَبْرٰارَ لَفِي نَعِيمٍ ، وَ إِنَّ الْفُجّٰارَ لَفِي جَحِيمٍ (1).قال سليمان: فأين رحمة اللّه يا أبا حازم ؟ قال أبو حازم: قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (2)قال له سليمان: يا أبا حازم فأي عباد اللّه أكرم ؟ قال: أو لو المروءة و النّهى. قال له سليمان: فأي الأعمال أفضل ؟ قال أبو حازم: أداء الفرائض مع اجتناب المحارم، قال سليمان: فأي الدعاء أسمع ؟ قال أبو حازم: دعاء المحسن إليه للمحسن.[قال:] (3)فأي الصدقة أفضل ؟ قال: للسائل البائس و جهد المقل ليس فيها منّ و لا أذى. قال: فأي القول أعدل ؟ قال: قول الحق عند من تخافه أو ترجوه. قال: فأي المؤمنين أكيس ؟ قال: رجل عمل بطاعة اللّه و دل الناس عليها. قال: فأي المؤمنين أحق ؟ قال: رجل انحط في هوى أخيه و هو ظالم، فباع آخرته بدنيا غيره، قال له سليمان: أصبت فما تقول فيما نحن فيه ؟ قال: يا أمير المؤمنين أو تعفيني ؟ قال له سليمان؛ لا، و لكن نصيحة تلقيها إليّ قال: يا أمير المؤمنين إن آباءك (4)قهروا الناس بالسيف و أخذوا هذا الملك عنده على غير مشورة من المسلمين و لا رضاهم، حتى قتلوا منهم مقتلة عظيمة فقد ارتحلوا عنها، فلو شعرت ما قالوا، و ما قيل لهم. فقال رجل من جلسائه: بئس ما قلت يا أبا [حازم] قال أبو حازم: كذبت إن اللّه أخذ ميثاق العلماء ليبيّننّه للناس و لا يكتمونه (5).قال له سليمان: فكيف لنا أن نصلح ؟ قال:

تدعون الصّلف و تمسّكون بالمروءة و تقسمون بالسوية، قال له سليمان: كيف لنا بالأخذ به ؟ قال أبو حازم: تأخذه من حله، و تضعه في أهله، قال له سليمان: هل لك يا أبا حازم أن تصحبنا فتصيب منا و نصيب منك ؟ قال: أعوذ باللّه، قال له سليمان: و لم ذاك ؟ قال:

أخشى أن أركن إليكم شيئا قليلا فيذيقني اللّه ضعف الحياة، و ضعف الممات. قال له سليمان: ارفع إلينا حوائجك قال: تنجيني من النار و تدخلني الجنة. قال [سليمان: ليس لي ذاك، قال أبو حازم:] (6)فما لي إليك حاجة غيرها. قال: فادع لي، قال أبو حازم:ح.

ص: 33


1- سورة الانفطار، الآية:14.
2- سورة الأعراف، الآية:56.
3- زيادة لازمة للإيضاح.
4- بالأصل: أباك.
5- إشارة إلى قوله تعالى في سورة آل عمران الآية:187 لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنّٰاسِ وَ لاٰ تَكْتُمُونَهُ .
6- سقطت من الأصل و استدرك ما بين معكوفتين عن هامشه و بجانبها كلمة صح.

اللّهم إن كان سليمان وليك فيسّره لخير في الدنيا و الآخرة، و إن كان عدوك فخذ بناصيته إلى ما تحب و ترضى. قال له سليمان: قط؟ قال أبو حازم: قد أوجزت و أكثرت إن كنت من أهله و إن لم تكن من أهله، فما ينفعني أن أرمي عن قوس ليس لها وتر، قال له سليمان: أوصني، قال: سأوصيك و أوجز: عظّم ربك و نزّهه أن يراك حيث ينهاك، أو يفقدك من حيث أمرك.

فلما خرج من عنده بعث إليه بمائة دينار و كتب: أن أنفقها و لك عندي مثلها كثير، قال: فردها عليه و كتب إليه: يا أمير المؤمنين أعيذك باللّه أن يكون سؤالك إياي هزلا أو ردي عليك بذلا (1)،و ما أرضاها لك فكيف أرضا لنفسي. و كتب إليه: إن موسى بن عمران لما ورد ماء مدين وجد عليه رعاء يسقون و وجد من دونهم جاريتين تذودان فسألهما فقالتا: لا نسقي حتى يصدر الرعاء و أبونا شيخ كبير فسقى لهما ثم تحول إلى الظل فقال رَبِّ إِنِّي لِمٰا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (2)و ذلك أنه كان جائعا خائفا لا يأمن، فسأل ربه و لم يسأل الناس فلم يفطن الرعاء، و فطنت الجاريتان، فلما رجعتا إلى أبيهما أخبرتاه بالقصة و بقوله، فقال أبوهما و هو شعيب: هذا رجل جائع، قال لإحديهما: اذهبي فادعيه، فلما أتته عظمته و غطت وجهها و قالت: إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مٰا سَقَيْتَ لَنٰا (3)فشقّ على موسى حين ذكرت أجر ما سقيت لنا، و لم تجد بدا من أن يتبعها أنه كان بين الجبال جائعا مستوحشا، فلما تبعها هبت الريح فجعلت تصفق (4)ثيابها على ظهرها فتصف له عجيزتها، و كانت ذا عجز، و جعل موسى يعرض مرة و يغض مرة، فلما عيل صبره ناداها: يا أمة اللّه كوني خلفي، و أرني السمت بقولك، فلما دخل على شعيب إذا هو بالعشاء مهيأ، فقال له شعيب: اجلس يا شاب فتعشّ ، فقال له موسى: أعوذ باللّه، فقال له شعيب: لم أما أنت جائع ؟ قال: بلى، و لكني أخاف أن يكون هذا عوضا لما سقيت لهما، و أنا من أهل بيت لا نبيع شيئا من ديننا بملء الأرض ذهبا، فقال له شعيب: لا يا شاب و لكنها عادتي و عادة آبائي، نقري الضيوف، و نطعم الطعام فجلس موسى فأكل، فإن كان هذه المائة دينارا عوضا لما حدّثت فالميتة و لحم الخنزير في حال الاضطرار أحل من هذه، و إن كانت لحقّ لي في بيت المال فلي فيهاف.

ص: 34


1- بالأصل: بذل، و في م: ندل. و كلاهما خطأ.
2- سورة القصص، الآية:24 و 25.
3- سورة القصص، الآية:24 و 25.
4- في الحلية 236/3 تصرف.

نظراء، فإن ساويت بيننا و إلاّ فليس لي فيها حاجة.

أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز العباسي النقيب، أنا أبو علي الحسن بن عبد الرّحمن بن الحسن الشافعي (1)،أنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن علي (2)،أنا محمّد بن إبراهيم بن أبي غسّان الدّيبلي، نا أبو يونس محمّد بن أحمد بن يزيد بن عبد اللّه بن يزيد (3)،نا أبو الحارث عمر بن إبراهيم بن أبي غسان (4)، حدّثني عبد اللّه بن يحيى، عن أبيه قال:

دخل سليمان بن عبد الملك المدينة حاجا فسأل هل رجل أدرك من الصحابة أحدا؟ قالوا: نعم، أبو حازم، فأرسل إليه فلما أتاه قال: يا أبا حازم ما هذا الجفاء؟ قال:

و أي جفاء يعتد مني يا أمير المؤمنين ؟ قال: أتاني وجوه الناس غير واحد و لم تأتني، قال: و اللّه ما عرفتني قبل هذا و لا أنا رأيتك، فأي جفاء تعتد مني ؟ فالتفت سليمان إلى ابن شهاب فقال: أصاب الشيخ و أخطأت أنا، ثم قال: يا أبا حازم ما لنا نكره الموت ؟ قال: عمّرتم الدنيا و خرّبتم الآخرة فأنتم تكرهون أن تخرجوا من العمران إلى الخراب.

قال: يا أبا حازم ليت شعري ما لنا عند اللّه ؟ قال: اعرض عملك على كتاب اللّه قال: فأين أجده من كتاب اللّه ؟ قال إِنَّ الْأَبْرٰارَ لَفِي نَعِيمٍ ، وَ إِنَّ الْفُجّٰارَ لَفِي جَحِيمٍ قال سليمان:

فأين رحمة اللّه ؟ قال أبو حازم: قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ قال سليمان: يا أبا حازم ليت شعري كيف العرض غدا على اللّه تعالى ؟ قال أبو حازم: أما المحسن فكالغائب يقدم على أهله، و أما المسيء كالآبق يقدم على مولاه، فبكى سليمان حتى اشتد بكاؤه ثم قال: يا أبا حازم كيف لنا أن نصلح ؟ قال: تدعون (5) عنكم الصّلف و تمسّكون (6) بالمروءة و تقسمون (7) بالسوية، قال: و كيف المأخذ لذلك ؟ قال: تأخذ من حقه و تضعه في أهله قال: يا أبا حازم من أفضل الخلائق ؟ قال: أولو المروءة و النّهى، قال: فما أعدل العدل ؟ قال: العدل قول الحق عند من ترجوه و تهابه، قال: يا أبا حازم ما أسرع الدعاء؟ قال:ا.

ص: 35


1- ترجمته في سير الأعلام 384/18.
2- ترجمته في سير الأعلام 181/17.
3- ترجمته في سير الأعلام 118/13.
4- في حلية الأولياء 234/3 أبو الحارث عثمان بن إبراهيم بن غسان.
5- بالأصل و م: تدعوا، خطأ.
6- بالأصل و م: تمسكوا.
7- بالأصل و م: تقسموا.

دعاء المحسن إليه للمحسن، قال: فما أفضل الصدقة ؟ قال: جهد المقل إلى البائس الفقير لا يتبعها منّ و لا أذى. قال: يا أبا حازم من أكيس الناس ؟ قال: رجل ظفر بطاعة اللّه تعالى فعمل بها ثم دلّ الناس عليها فعملوا بها، قال: فمن أحمق الخلق ؟ قال: رجل انحطّ في هوى أخيه و هو ظالم فباع آخرته بدنيا غيره، قال سليمان: يا أبا حازم هل لك أن تصحبنا فتصيب منا و نصيب منك ؟ قال: كلا، قال: و لم [قال: إني] (1) أخاف أن أركن إليكم شيئا قليلا فيذيقني اللّه ضعف الحياة و ضعف الممات ثم لا يكون لي منه نصيرا، قال: يا أبا حازم، ارفع إليّ حاجتك، قال: نعم، تدخلني الجنة و تخرجني من النار؟ قال: ليس ذلك إليّ ، قال: فما لي حاجة سواها، قال: يا أبا حازم ادع اللّه لي، قال: نعم، اللّهم إن كان سليمان من أوليائك فيسّره لخير الدنيا و الآخرة، و إن كان سليمان من أعدائك فخذ بناصيته إلى ما تحب و ترضا، قال سليمان: قط؟ قال أبو حازم:

قد أكثرت و أطيبت (2) إن كنت أهله، و إن لم تكن أهله فما حاجتك أن ترمى عن قوس ليس لها وتر؟ قال سليمان: يا أبا حازم ما تقول فيما نحن فيه ؟ قال: أو تعفيني يا أمير المؤمنين ؟ قال: بل نصيحة بلغتها إليّ ، قال: إن آباءك غصبوا الناس هذا الأمر و أخذوه عنوة بالسيف عن غير مشورة و لا اجتماع من الناس، و قد قتلوا فيه مقتلة عظيمة و ارتحلوا، فلو شعرت ما قالوا و ما قيل لهم ؟ قال رجل من جلساء سليمان: بئس ما قلت، قال له أبو حازم: كذبت إنّ اللّه أخذ على العلماء الميثاق ليبيّننّه للناس و لا يكتمونه. قال: يا أبا حازم أوصني، قال: نعم، سوف (3) أوصيك فأوجز (4) قال: نزه اللّه أن يراك حيث نهاك، أو يفقدك من حيث أمرك، ثم قام.

فلما ولّى قال: يا أبا حازم هذه مائة دينار، أنفقها و لك عندي أمثالها كثير، فرمى بها و قال: ما أرضاها لك فكيف أرضاها لنفسي، إني أعوذ باللّه أن يكون سؤالك إياي هزلا و ردّي عليك بذلا، إنّ موسى بن عمران لما ورد ماء مدين وجد عليه [رعاء يسقون و وجد من دونهم جاريتين تذودان] (5) ثم قرأ: رَبِّ إِنِّي لِمٰا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌة.

ص: 36


1- ما بين معكوفتين زيادة عن حلية الأولياء 235/3.
2- في الحلية: و أطنبت.
3- بالأصل:«سف» خطأ و الصواب عن م و انظر الحلية.
4- بالأصل:«بأوجز» و في الحلية:«و أوجز» و المثبت عن م.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و الحلية، و العبارة المضافة لازمة للإيضاح، عن الرواية السابقة.

فسأل موسى ربه و لم يسأل الناس، ففطنت الجاريتان و لم يفطن الرعاء، فأتيا أباهما و هو شعيب فأخبرتاه فقال شعيب: ينبغي أن يكون هذا جائعا، ثم قال لإحداهما: اذهبي ادعيه لي، فلما اتته أعظمته و غطّت وجهها و قالت: إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مٰا سَقَيْتَ لَنٰا ،فلما قالت أَجْرَ مٰا سَقَيْتَ لَنٰا كره ذلك موسى و أراد أن لا يتبعها، و لم يجد بدا من أن يتبعها لأنه كان في أرض مسبعة و خوف، فخرج معها و كانت امرأة ذات عجز و كان الرياح تضرب ثوبها فتصف لموسى عجزها، فيغضي مرة و يعرض أخرى حتى عيل صبره فقال: يا أمة اللّه كوني خلفي و أريني السمت - يريد الطريق - فأتيا إلى شعيب و العشاء مهيأ فقال: اجلس يا شاب فكل، فقال موسى: لا، قال شعيب: لم ؟ أ لست بجائع ؟ قال: بلى، و لكني من أهل بيت لا نبيع شيئا من عمل الآخرة بملء الأرض ذهبا، و أخشى أن يكون هذا أجرا لما سقيت لهما، قال شعيب: لا يا شاب، و لكنها عادتي و عادة آبائي إقراء الضيف و إطعام الطعام قال: فجلس موسى بن عمران فأكل.

فإن كانت هذه المائة دينار عوضا مما حدثتك فالميتة و الدم و لحم الخنزير عند الاضطرار أحل منه، و إن كانت من بيت مال المسلمين فلي فيه شركاء و نظراء إن واسيتهم (1) بي و إلاّ فلا حاجة لي بها، إن بني إسرائيل لم يزالوا على الهدى (2) و التّقى حيث كان أمراؤهم يأتون إلى علمائهم رغبة في علمهم فلما أنكسوا و انتكسوا، و سقطوا من عين اللّه تعالى، و آمنوا بالجبت و الطاغوت، فكان علماؤهم يأتون إلى أمرائهم، فشاركوهم في دنياهم، و شركوا معهم في فتكهم. فقال ابن شهاب: يا أبا حازم لعلك إياي تعني أو بي تعرض ؟ فقال: ما إياك اعتمدت و لكن هو ما تسمع، قال سليمان: يا ابن شهاب تعرفه ؟ قال: نعم جاري منذ ثلاثين سنة ما كلمته كلمة قط ، قال أبو حازم: إنك نسيت [اللّه] (3) فنسيتني، و لو أحببت [اللّه] (4) لأحببتني. قال ابن شهاب: يا أبا حازم شتمتني ؟ قال سليمان: ما شتمتك و لكن أنت شتمت نفسك، أ ما علمت أن للجار على الجار حقّا (5) كحق القرابة يجب، فلما ذهب قال رجل من جلساء سليمان: أ تحب أن الناس كلهم مثله ؟ قال سليمان: لا.م.

ص: 37


1- كذا، و في الحلية: وازيتهم.
2- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن م، و انظر الحلية 236/3.
3- زيادة عن الحلية.
4- زيادة عن الحلية.
5- بالأصل: حق، خطأ و الصواب عن م.

قال أبو يونس: قال أبو الحارث عمر بن إبراهيم، و حدّثنا عبد اللّه بن يحيى، عن أبيه قال: دخل أبو حازم على سليمان بن عبد الملك بالشام في نفر من العلماء فقال سليمان: يا أبا حازم أ لك مال (1)؟قال: نعم، لي مالان قال: ما هما بارك اللّه لك ؟ قال:

الرضا بما قسم اللّه تعالى، و الإياس عما في أيدي الناس، قال سليمان: يا أبا حازم، ارفع إليّ حاجتك، قال: هيهات رفعتها إلى من لا تختزل الحوائج إليه، فما أعطاني شكرت، و ما منعني صبرت، مع أني رأيت الأشياء شيئين:[فشىء لي] (2) و شيء لغيري، فما كان لي فلو جهد الخلق أن يردوه عليّ ما قدروا، و ما كان لغيري فما نافست فيه أهله فيما مضى فكيف فيما بقي ؟ كما منع غيري رزقي كذلك منعت رزق غيري. قال سليمان بن عبد الملك: يا أبا حازم، ما المخرج مما نحن فيه ؟ قال: بالصغير من الأمر، قال سليمان: و ما هو؟ قال أبو حازم: تنظر ما كان في يدك مما ليس بحقّ فتردّه إلى أهله، و ما لم يكن لك لم تنازع فيه غيرك، قال سليمان: و من يطيق هذا؟ قال أبو حازم: من خاف النار و رجا الجنة، قال: يا أبا حازم ادع اللّه لي، قال: ما ينفعك أن أدعو في وجهك و يدعو عليك مظلوم من وراء الباب، فأيّ الدعاء أحقّ أن يجاب ؟ فبكى سليمان و اشتد بكاؤه و قام أبو حازم.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن، أنا جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب، نا محمّد بن هارون الرّوياني، نا أبو سلمة يحيى بن المغيرة المخزومي بالمدينة في مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سنة ست و أربعين و مائتين، نا عبد الجبار بن عبد العزيز بن أبي حازم، حدّثني أبي عن أبيه أبي حازم قال:

دخل سليمان بن عبد الملك المدينة فأقام بها ثلاثا فقال: هاهنا رجل ممن أدرك أصحاب محمّد صلى اللّه عليه و سلم يحدّثنا؟ فقيل له: هاهنا (3) رجل يقال له أبو حازم فبعث إليه فجاءه، فقال له سليمان: يا أبا حازم ما هذا الجفاء؟ قال أبو حازم: و أي جفاء رأيت مني ؟ قال له سليمان: أتاني وجوه المدينة كلهم و لم تأتني ؟ قال أبو حازم: أعيذك باللّه أن تقول ما لم يكن جرى بيني و بينك معرفة آتيك عليها، قال: صدق الشيخ، قال: يا [أبا] حازم ما لنام.

ص: 38


1- بالأصل:«ما» خطأ و الصواب ما أثبت عن م.
2- الزيادة عن حلية الأولياء 237/3 و فيها: فشيئا هو لي و شيئا لغيري.
3- بالأصل:«ياها هنا» و المثبت عن م.

نكره الموت ؟ قال: لأنكم خرّبتم آخرتكم و عمّرتم دنياكم، فأنتم تكرهون أن تنتقلوا من العمران إلى الخراب، قال: صدقت يا أبا حازم فكيف القدوم ؟ قال: أما (1) المحسن كالغائب يقدم على أهله، و أمّا المسيء كالآبق يقدم على مولاه، قال: فبكى سليمان و قال: ليت شعري ما لنا عند اللّه يا أبا حازم ؟ قال أبو حازم: أعرض نفسك على كتاب اللّه فإنك تعلم ما لك عند اللّه، قال سليمان: يا أبا حازم و أين أصيب (2) تلك المعرفة من كتاب اللّه ؟ قال: عند قوله إِنَّ الْأَبْرٰارَ لَفِي نَعِيمٍ ، وَ إِنَّ الْفُجّٰارَ لَفِي جَحِيمٍ قال سليمان:

يا أبا حازم فأين رحمة اللّه ؟ قال أبو حازم: قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ،قال: يا أبا حازم من أعقل الناس ؟ قال: من تعلّم الحكمة و يعلّمها الناس، قال: فمن أحمق الناس ؟ قال أبو حازم: من حط في هوى الرجل فباع آخرته بدنيا غيره، قال سليمان: يا أبا حازم فما أسمع الدعاء؟ قال أبو حازم: دعاء المخبتين، قال: فما أزكى الصدقة ؟ قال: جهد المقل، قال: يا أبا حازم فما تقول فيما نحن فيه ؟ قال أبو حازم: اعفني عن هذا، قال:

نصيحة تلقيها، قال أبو حازم: إن ناسا أخذوا هذا السلطان عنوة بغير مشاورة من المؤمنين، و لا اجتماع من رأيهم، فسفكوا فيها الدماء على طلب الدنيا و ارتحلوا عنها، فليت شعري ما قالوا و ما قيل لهم، قال بعض جلسائه: بئس ما قلت يا شيخ، قال أبو حازم: كذبت إن اللّه أخذ على العلماء لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنّٰاسِ وَ لاٰ تَكْتُمُونَهُ (3)قال سليمان: يا أبا حازم كيف لنا أن نصلح ؟ قال: تأخذوه (4)من حقه و تعطيه في أهله، قال سليمان: أصحبنا يا أبا حازم تصب (5)منا و نصيب منك، قال أبو حازم: أعوذ باللّه من ذلك، قال: و لم ؟ قال: أخاف أن أركن إليكم شيئا قليلا فيذيقني ضعف الحياة و ضعف الممات، قال سليمان: فأشر عليّ ، قال أبو حازم: اتق اللّه أن يراك حيث نهاك، و أن يفقدك حيث أمرك، قال: يا أبا حازم ادع اللّه لي بخير، قال: اللّهم إن كان سليمان وليك فيسّره للخير، و إن كان عدوك فخذ إلى الخير بناصيته، قال سليمان: قطّ ، قال أبو حازم: قدم.

ص: 39


1- بالأصل:«أنا» و الصواب ما أثبت عن م، و بالقياس إلى الروايات السابقة.
2- بالأصل و م:«و إني أصبت» و لعل الصواب ما أثبت، باعتبار السياق.
3- سورة آل عمران، الآية:187.
4- كذا بالأصل و م.
5- كذا بالأصل و م.

أو جزت لك، إن كنت وليه و إن كنت عدوه، فما ينفعك أن أرمي عن قوس بغير وتر؟.

قال سليمان: يا غلام هات مائة دينار، ثم قال: خذها يا أبا حازم، قال أبو حازم:

لا حاجة لي فيها، و لي و لغيري في هذا المال أسوة، إن أيست (1)بيننا و إلاّ فلا حاجة لي فيها، إني أخاف - يعني - أن تكون أعطيتنيها لما سمعت من كلامي، إن موسى لما هرب من فرعون و ورد ماء مدين وجد عليه الجاريتين تذودان قال: ما لكما عون ؟ قالتا: لا، قال: فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال: رَبِّ إِنِّي لِمٰا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ فلم يسأل اللّه أجرا على دينه، فلما عجل بالجارتين الانصراف أنكر ذلك أبوهما قال: ما أعجلكما اليوم ؟ قالتا: وجدنا رجلا صالحا فسقى لنا قال: ما سمعتماه يقول ؟ قالتا:

سمعناه يقول: رَبِّ إِنِّي لِمٰا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ فقال: ينبغي أن يكون هذا جائعا فتنطلق إحداكما فتقول إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مٰا سَقَيْتَ لَنٰا قال: فجزع موسى من ذلك و كان طريدا في فيافي و صحاري، فأقبل و الجارية أمامه فهبت الريح فوصفتها له، و كانت خلف وادي السمر، فلما بلغ الباب دخل فإذا شعيب و إذا الطعام موضوع، فقال شعيب: أصب يا بني من هذا الطعام، قال موسى: أعوذ باللّه، قال له شعيب: و لم ؟ قال موسى: لأنا من بيت لا نبيع ديننا بملء الأرض ذهبا، قال شعيب: لا و اللّه و لكنها عادتي و عادة آبائي، نطعم الطعام و نقري الضيف، فجلس موسى فأكل.

فإن كانت هذه الدنانير عوضا لما سمعت من كلامي فلأن (2) آكل الميتة و الدم في حال الضرورة أحبّ إليّ من أخذها، فكأنّ سليمان قد أعجب بأبي حازم، قال بعض جلساء سليمان: يا أمير المؤمنين يسرك أن يكون الناس كلهم مثله ؟ قال: لا، قال الزهري: إنه لجاري منذ ثلاثين سنة ما كلّمته قط ، قال أبو حازم: لأنك نسيت اللّه فنسيتني، و لو أحببت اللّه لأحببتني. قال الزهري: فلا تشتمني، قال سليمان: بل أنت شتمت نفسك، أ ما علمت أن للجار على الجار حقا؟ قال أبو حازم: إن بني إسرائيل لما كانوا على الصواب كانت الأمراء تحتاج إلى العلماء، و كانت العلماء تفرّ بدينها من الأمراء، فلما رأى ذلك قوم من أذلة الناس تعلموا ذلك العلم، و أتوا به إلى الأمراء فاستغنت به عن العلماء، و اجتمع القوم على المعصية فسقطوا و نفسوا و انتكسوا، و لوم.

ص: 40


1- كذا بالأصل و م، و يريد: ساويت، و قد مرّ في رواية الحلية: وازيت.
2- كذا بالأصل و م.

كان علماؤنا هؤلاء يصونون عليهم لم تزل الأمراء تهابهم. قال الزهري: كأنك إياي تريد و بي تعرّض ؟ قال: هو ما تسمع.

و قدم هشام بن عبد الملك فأرسل إلى أبي حازم فقال: يا أبا حازم عظني و أوجز، قال: اتّق اللّه، و ازهد في الدنيا، فإن حلالها حساب و إن حرامها عذاب، قال: لقد وجدت يا أبا حازم قال: فما مالك يا أبا حازم ؟ قال: الثقة باللّه و الإياس مما في أيدي الناس، قال: يا أبا حازم ارفع حوائجك إلى أمير المؤمنين، قال: هيهات هيهات، قد رفعت حوائجي إلى من لا تختزل الحوائج دونه، فما أتاني منها قنعت، و ما منعني منها رضيت، و قد نظرت في هذا الأمر فإذا هو شيئان: أحدهما لي و الآخر لغيري، فأما ما كان لي فلو احتلت بكل حيلة ما وصلت إليه قبل أوانه الذي قدّر لي، و أما الذي لغيري فذاك الذي لا أطمع فيه نفسي فيما مضى و لن أطمعها فيما بقي، كما منع غيري رزقي كذلك منعت رزق غيري، فعلى ما أقتل نفسي (1)؟ أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه (2)،نا أبو الحسن (3) أحمد بن محمّد بن مقسم، و أبو بكر [بن محمّد] (4) بن أحمد بن هارون الأصبهاني الورّاق، قالا: نا أحمد بن عبد اللّه صاحب أبي صخرة (5)،نا هارون بن حميد، نا الفضل بن عنبسة، عن رجل قد سماه أراه عبد الحميد بن سليمان، عن الذيال (6) بن عباد قال: كتب أبو حازم الأعرج إلى الزّهري: عافانا اللّه و إياك أبا بكر من الفتن، و رحمك من النار. فقد أصبحت بحال ينبغي لمن عرفك بها أن يرحمك بها، أصبحت شيخا كبيرا قد أثقلتك (7) نعم اللّه عليك، مما أصح من بدنك و أطال من عمرك، و علمت حجج اللّه مما حملك من كتابه و فقهك [فيه من دينه، و فهمك] (8) من سنةة.

ص: 41


1- انظر حلية الأولياء 237/3-238.
2- الخبر في حلية الأولياء 246/3.
3- في الحلية: أبو الحسين.
4- الزيادة عن الحلية.
5- في الحلية: أحمد بن عبد اللّه ابن صاحب أبي ضمرة.
6- بالأصل بالدال المهملة، و المثبت عن الحلية.
7- بالأصل: أثقلك، و المثبت عن الحلية.
8- ما بين معكوفتين زيادة عن م و انظر الحلية.

نبيه صلى اللّه عليه و سلم. فرمى بك في كل نعمة أنعمها (1) عليك في كل حجة يحتج بها عليك، الغرض الأقصى. ابتلي في ذلك بشكرك و أبدى فيه فضله عليك، و قد قال لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ، وَ لَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذٰابِي لَشَدِيدٌ (2) انظر أي رجل تكون إذا وقفت بين يدي اللّه ؟ فسألك عن نعمه عليك كيف رعيتها، و عن حججه عليك كيف قضيتها، و لا تحسبن اللّه راضيا منك بالتعزير (3)،و لا نائلا (4) منك التقصير، هيهات ليس كذلك، أخذ على العلماء في كتابه قال: لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنّٰاسِ وَ لاٰ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرٰاءَ ظُهُورِهِمْ (5) الآية. إنك تقول: جذل، ماهر، عالم؛ قد جادلت الناس فجدلتهم، و خاصمتهم فخصمتهم، إدلالا (6) منك بفهمك و اقتدارا منك برأيك، فأين تذهب على قول اللّه عز و جل: هٰا أَنْتُمْ هٰؤُلاٰءِ جٰادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيٰاةِ الدُّنْيٰا، فَمَنْ يُجٰادِلُ اللّٰهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيٰامَةِ (7) أعلم ان أدنى ما ارتكبت و أعظم ما احتقبت، إن أنست الظالم و سهلت له طريق الغنى بدنوك، حين أدنيت، و إجابتك حين دعيت، فما أخلقك أن تبوء (8) باسمك غدا مع الجرمة، و أن تسأل عما أردت بإغضائك عن ظلم الظلمة، إنك أخذت ما ليس لمن أعطاك، و دنوت ممن لم يرد على أحد حقا و لا يرد باطلا حين أدناك، و أجبت من أراد التدليس بدعائه إياك حين دعاك، جعلوك قطبا تدور رحى باطلهم، و جسرا (9) يعبرون بك إلى بلائهم، و سلما إلى ضلالتهم، و داعيا إلى غيّهم، سالكا سبيلهم، يدخلون بك الشك على العلماء، و يقتادون بك قلوب الجهال إليهم، فلم يبلغ أخص وزرائهم، و لا أقوى أعوانهم لهم، إلاّ دون ما بلغت من إصلاح فسادهم، و اختلاف الخاصة و العامة إليهم، فما أيسر ما عمروا لك في جنب ما حرفوا عليك، و ما أقل ما أعطوك في قدر ما أخذوا منك، فانظر لنفسك فإنه لا ينظر لها غيرك، و حاسبها حساب رجل مسئول، و انظر كيفر.

ص: 42


1- بالأصل: أنعمتها، و المثبت عن الحلية و م.
2- سورة إبراهيم، الآية:7.
3- الحلية: بالتغرير.
4- الحلية: قابلا.
5- سورة آل عمران، الآية:187 و بالأصل: يكتمونه.
6- بالأصل:«اذلالا» و المثبت عن الحلية.
7- سورة النساء، الآية:109.
8- بالأصل و م: ينوه، و المثبت عن الحلية.
9- بالأصل: و جسر.

شكرك لمن غذاك (1) بنعمه صغيرا و كبيرا، و انظر كيف إعظامك أمر من جعلك بدينه في الناس بخيلا و كيف صيانتك لكسوة من جعلك بكسوته ستيرا، و كيف قربك و بعدك ممن أمرك أن تكون منه قريبا، ما لك لا تنتبه من نفسك (2)،و تستقيل من عثرتك، و تقول و اللّه ما قمت للّه مقاما واحدا أحيا له فيه دينا، و لا أميت له فيه باطلا، إنما شكرك لمن استحملك كتابه، و استودعك علمه، أ ما يؤمنك أن تكون من الذين قال اللّه عز و جل:

فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتٰابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هٰذَا الْأَدْنىٰ وَ يَقُولُونَ : سَيُغْفَرُ لَنٰا (3) الآية إنك لست في دار مقام ؟ قد أوذنت بالرحيل، ما بقاء المرء بعد أقرانه.

طوبى لمن كان في الدنيا على وجل، يا بؤس من يموت و تبقى ذنوبه من بعده إنك لم تؤمر بالنظر لوارثك على نفسك، ليس أحد أهلا أن تردفه (4) على ظهرك، ذهبت الهدة (5) و بقيت التبعة، ما أشقى من سعد بكسبه غيره، احذر فقد أتيت، و تخلص فقد وهلت، إنك تعامل من لا يجهل، و الذي يحفظ عليك و لا تغفل، تجهز فقد دنا منك سفر، و داو دينك فقد دخله سقم شديد، و لا تحسبن أني أردت توبيخك أو تعييرك، و تعنيفك، و لكني أردت أن ينعش ما فات من رأيك، و يرد عليك ما عزب عنك من حلمك و ذكرت قوله تعالى وَ ذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرىٰ تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (6) أغفلت ذكر من مضى من أسنانك و أقرانك، و بقيت بعدهم كقرن أعضب. فانظر هل ابتلوا بمثل ما ابتليت به ؟ أو دخلوا في مثل ما دخلت فيه ؟ و هل تراه ادّخر لك خيرا منعوه ؟ أو علمك شيئا جهلوه ؟ بل جهلت ما ابتليت به في حالك في صدور العامة، و كلفهم بك أن صاروا يقتدون برأيك و يعملون بأمرك، إن أحللت أحلوا، و إن حرمت حرموا، و ليس ذلك عندك، و لكنهم إكثارهم عليك، و رغبتهم فيما في يديك ذهاب عماهم (7)،و غلبة الجهل عليك و عليهم، و طلب حب الرئاسة فطلبوا الدنيا منك و منهم، أما ترى ما أنت فيه من الجهل و الغرة ؟ و ما الناس فيه من البلاء و الفتنة ؟ ابتليتهم بالشغل عن مكاسبهم،م.

ص: 43


1- عن الحلية و بالأصل: عداك.
2- كذا بالأصل و الحلية، و صوبها مصححه: نعستك.
3- سورة الأعراف، الآية:169.
4- بالأصل و م رسمها:«برد له» و المثبت عن الحلية.
5- كذا رسمها بالأصل، و في م و الحلية: اللذة.
6- سورة الذاريات، الآية:55.
7- في الحلية: ذهاب عملهم.

و فتنتهم بما رأوا من أثر العلم عليك، و تاقت أنفسهم إلى أن يدركوا بالعلم ما أدركت، و يبلغوا منه مثل الذي بلغت، فوقعوا بك في بحر لا يدرك قعره، و في بلاء لا يقدر قدره، فاللّه لنا و لك و لهم المستعان.

اعلم أن الجاه جاهان:[جاه] (1) يجريه اللّه على يدي أوليائه لأوليائه، للخامل ذكرهم، الخافية شخوصهم، و لقد جاء نعتهم على لسان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن اللّه يحب الأخفياء (2) الأتقياء الأبرياء الذين إذا غابوا لم يفتقدوا، و إذا شهدوا لم يعرفوا، قلوبهم مصابيح الهدى، يخرجون من كل فتنة سوداء مظلمة» فهؤلاء أولياء اللّه الذين قال اللّه عز و جل: أُولٰئِكَ حِزْبُ اللّٰهِ أَلاٰ إِنَّ حِزْبَ اللّٰهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (3).و جاه يجريه اللّه على يدي أعدائه لأوليائهم، و مقة يقذفها اللّه في قلوبهم لهم، فيعظمهم الناس تعظيم أولئك لهم، و يرغب الناس فيما في أيديهم كرغبة أولئك فيه إليهم: أُولٰئِكَ حِزْبُ الشَّيْطٰانِ ، أَلاٰ إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطٰانِ هُمُ الْخٰاسِرُونَ (4).

ما أخوفني أن يكون لمن ينظر كمن عاش مستورا عليه في دينه، مقتورا عليه في رزقه، معزولة عنه البلايا، مصروفة عنه الفتن في عنفوان شبابه، و ظهور جلده، و كمال شهوته، فعني بذلك دهره، حتى إذا كبرت سنّه، و دقّ (5) عظمه، و ضعفت قوته، و انقطعت شهوته و لذته، فتحت عليه الدنيا شر مفتوح، فلزمته تبعتها و علقته فتنتها، و أعشت عينيه زهرتها، و صفت لغيره منفعتها، فسبحان اللّه، ما أبين هذا الغبن، و أخسر هذا الأمر، فهلاّ إذا عرضت لك فتنتها ذكرت أمير المؤمنين عمر في كتابه إلى سعد - حين خاف عليه مثل الذي وقعت فيه عند ما فتح اللّه على سعد:- أما بعد، فأعرض عن زهرة ما أنت فيه حتى تلقى الماضين الذين دفنوا في أسمالهم، لاصقة بطونهم بظهورهم، ليس بينهم و بين اللّه حجاب، لم تفتنهم الدنيا و لم يفتنوا بها، رغبوا (6) فطلبوا فما لبثوا أن لحقوا، فإذا كانت الدنيا تبلغ من مثلك هذا في كبر سنك، و رسوخ علمك،ا.

ص: 44


1- زيادة لازمة عن م و الحلية.
2- في م: الأتقياء الأخفياء.
3- سورة المجادلة، الآية:22.
4- سورة المجادلة، الآية:19.
5- في الحلية: ورق عظمه.
6- بالأصل و م: أرغبوا.

و حضور أجلك، فمن يلزم الحدث في سنه، الجاهل في علمه، المافون في رأيه، المدخول في عقله، إنا للّه و إنا إليه راجعون على من المعوّل، و عند من المستعتب ؟ نحتسب عند اللّه مصيبتنا، و نشكو إلى اللّه بثنا، و ما نرى منك، و نحمد اللّه الذي عافانا مما ابتلاك به، و السلام عليك و رحمة اللّه و بركاته.

أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أنا الفضيل بن يحيى الفضيلي، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن أبي شريح، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عقيل بن الأزهر، نا محمّد بن نصر، نا يحيى بن يحيى، أنا عبد العزيز بن أبي حازم، قال: سمعت أبي و هو يقول:

كل حال لو جاءك الموت و أنت عليها رأيته غنيمة فالزمه، و كل حال إذا جاءك الموت و أنت عليه رأيته مصيبة فاعتزله.

أخبرنا أبو العلاء صاعد بن أبي الفضل بن أبي عثمان الماليني، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن أبي بكر بن أحمد السّقطي المقرئ، نا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن محمّد الجارودي - إملاء - نا أبو سعيد محمّد بن أحمد بن عبد الرحيم الإيادي، أنا محمّد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي، نا قتيبة بن سعيد، نا يعقوب، عن أبي حازم أنه قال: انظر الذي تحبه أن يكون معك في الآخرة فقدمه اليوم، و الذي تكره أن يكون معك فاتركه اليوم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد - هو ابن الحسين - نا يعقوب بن محمّد بن عيسى الزهري، عن عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، قال:

قال عمر بن عبد العزيز: عظني يا أبا حازم، قال: قلت: اضطجع ثم اجعل الموت عند رأسك، ثم انظر ما تحب أن يكون قبل تلك الساعة فخذ فيه الآن، و ما تكره أن يكون قبل تلك الساعة فدعه الآن (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الوفاء طاهر بن الحسين بن أحمد بن القواس.9.

ص: 45


1- الموعظة نقلها ابن الجوزي في سيرة عمر بن عبد العزيز ص 159.

ح و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، نا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السّماك - إملاء - نا محمّد بن هشام المستملي، أنا أبو موسى الأنصاري إسحاق بن موسى (1) قال: قال صالح بن عبد الكريم:

قال رجل لأبي حازم: أوصني، قال: اضطجع ودع الموت عند رأسك، و ما أحببت أن تلقى اللّه به تلك الساعة فاجدد فيه، و ما كرهت أن تلقى اللّه به فدعه.

أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أنا أبو عاصم الفضيل بن يحيى، أنا أبو محمّد بن أبي شريح، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر، نا محمّد بن نصر، نا يحيى بن يحيى، أنا عبد العزيز بن أبي حازم، قال: سمعت أبي و هو يقول:

انزل نفسك منزل من قد مات، فإنك موقن أنك ميت، فما كنت تحب أن يكون معك إذا مت فقدّمه حتى تقدم عليه، و ما كنت تكره أن يكون معك إذا مت فخلّفه و استغن عنه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا سعيد بن منصور، نا يعقوب بن عبد الرّحمن قال: سمعت أبا حازم يقول: كل عمل تكره الموت من أجله فاتركه ثم لا يضرك متى مت (2).

و قال: إنك لتجد الرجل يعمل بالمعاصي، فإذا قيل له: أ تحب أن تموت ؟ قال:

يقول: و كيف و عندي ما عندي، فيقال له: أ فلا يترك ما يعمل من المعاصي ؟ فيقول: ما أريد تركه و ما أحب أن أموت حتى أتركه (3).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، نا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن جعفر البحيري - إملاء-.

ح و أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر، أنا عمر بن أحمد بن مسرور، أنا أبو الحسين البحيري، نا أبو العباس السراج، نا قتيبة بن سعيد، نا يعقوب،3.

ص: 46


1- ترجمته في سير الأعلام 554/11.
2- سير الأعلام 100/6 و حلية الأولياء 239/3.
3- المصدر السابق 99/6-100 و حلية الأولياء 232/3.

عن أبي حازم أنه قال: انظر كلّ عمل كرهت الموت من أجله فاتركه، ثم لا يضرك متى متّ (1).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، و عبد الباقي بن محمّد بن غالب، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا أبو محمّد عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد، نا زكريا بن يحيى المنقري، نا الأصمعي، نا عبد العزيز بن أبي حازم، قال: قال أبو حازم: كلّ عمل يكره الموت من أجله فدعه لا يضرك متى ما أتاك الموت.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان.

ح و أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو الأصبهاني، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد، نا أبو الحسن اللبناني، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد - هو ابن الحسين - حدّثني خالد بن يزيد القرني، حدّثنا - و في حديث اللبناني: حدّثني - عبد العزيز بن أبي حازم، قال: سمعت أبي يقول:

إنما أهل الدنيا من الموت على وجل، لم يقطعوا سفرهم، و لم يبلغوا غايتهم، و لم يطمئنوا في قرارهم، إنما ينتظر أهل الدنيا صيحة واحدة تأخذهم، و هم يخصمون فلا يستطيعون توصية، و لا إلى أهلهم يرجعون.

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنا أبو نصر محمّد بن عمر، أنا أبو سعيد الصيرفي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن أحمد الصّفّار، أنا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، حدّثني يحيى بن عبد الملك بن يزيد النوفلي، قال:

سمعت أبي يذكر أنه شهد جنازة فيها أبو حازم الأعرج، فقعد على شفير القبر، فجعل ينظر إليه ثم رفع رأسه فقال لبعض أصحابه: ما ترى ؟ قال: أرى حفرة يابسة، و أرى جنادل صمّاء، فقال أبو حازم: أما و اللّه لتمهدنه لنفسك، أو لتكونن معيشتك فيه معيشة ضنكا، قال أبي: فبكيت و اللّه يومئذ بكاء شديدا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد،3.

ص: 47


1- حلية الأولياء 238/3.

أنا أبو الحسن اللبناني، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا الحسين بن عبد الرّحمن، قال:

قال أبو حازم: نحن لا نريد أن نموت حتى نتوب، و نحن لا نتوب حتى نموت.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن اللاّلكائي، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (1)،نا سعيد بن منصور، نا يعقوب بن عبد الرّحمن، قال: سمعت أبا حازم يقول: يسير الدنيا يشغل عن كثير من الآخرة.

و قال: إنك لتجد الرجل يهتم بهمّ غيره حتى أنه أشدّ همّا (2) من صاحب الهم بهم نفسه.

و قال: ما أحببت أن يكون معك في الآخرة فاتركه اليوم، و ما كرهت أن يكون معك في الآخرة فاتركه اليوم، و قال: كل عمل يكره الموت من أجله فاتركه ثم لا يضرك متى متّ .

أخبرنا أبو السعادات أحمد بن أحمد المتوكلي، و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، قالا: نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، أنا أبو سعيد الصيرفي، نا محمّد بن عبد اللّه بن أحمد الصفار، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن يحيى بن أبي حاتم، حدّثني أبو داود الضرير، قال: قال أبو حازم: نحن لا نريد أن نموت حتى نتوب، و نحن لا نتوب حتى نموت.

قال: و قال أبو حازم: اعلم أنك إن متّ لم ترفع الأسواق لموتك تقول: إن شأنك صغير فاعرف نفسك (3).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا أبو إسماعيل الترمذي، نا الحميدي، عن ابن عيينة، عن أبي حازم قال: نحن لا نحب أن نموت حتى نتوب، و نحن نموت و لا نتوب.3.

ص: 48


1- الخبر في المعرفة و التاريخ 678/1.
2- تقرأ بالأصل:«أشرهما» و المثبت عن م، و انظر المعرفة و التاريخ.
3- الخبر في حلية الأولياء 232/3.

قال: و نا أحمد بن مروان، نا إبراهيم بن حبيب الهمداني (1)،نا الحميدي، عن سفيان قال: قالت امرأة أبي حازم لأبي حازم: هذا الشتاء قد هجم علينا، و لا بد لنا من الثياب، و الطعام، و الحطب، فقال أبو حازم: من هذا كلّ بد، و لكن لا بدّ لنا من الموت، ثم البعث، ثم الوقوف بين يدي اللّه ثم الجنة أو النار.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا محمود بن عمر بن جعفر، أنا علي بن الفرج بن علي بن أبي روح، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني العباس العنبري، نا سعيد بن عامر قال: قال أبو حازم: نعمة اللّه فيما زوى (2) عني من الدنيا أفضل عليّ من نعمته فيما أعطاني منها.

و قال أبو حازم: إن وقينا شرّ ما أعطينا لم (3) نبال ما فاتنا.

أخبرنا أبو محمّد أيضا، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا عبد الرّحمن بن عبيد اللّه بن عبد اللّه الحرفي، أنا أحمد بن سلمان بن الحسن، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني أبو بكر بن أبي النضر، نا سعيد بن عامر، عن بعض أصحابه، قال: قال أبو حازم: نعمة اللّه علي فيما زوى (4) عني من الدنيا أعظم عليّ من نعمته فيما أعطاني منها، إني رأيته أعطاها قوما فهلكوا (5).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا عباس بن محمّد، و جعفر بن أبي عثمان.

أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، أنا أبو صاعد يعلى بن هبة اللّه.

ح و أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أنا أبو عاصم الفضيل بن أبي منصور قالا: أنا أبو محمّد بن أبي شريح، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر، قال: سمعت عباس بن محمّد يقول:

ح و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو محمّد بن بالوية، و أبو الحسن بن السّقّا، قالا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا3.

ص: 49


1- في م: الهمذاني.
2- بالأصل: روى، و المثبت عن م، و انظر الحلية.
3- بالأصل: كم، خطأ و الصواب ما أثبت عن م.
4- بالأصل: روى، و المثبت عن م، و انظر الحلية.
5- انظر الحلية 233/3.

عباس بن محمّد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: قال أبو حازم: نعمة اللّه علي فيما زوى عني من الدنيا أعظم مما أعطاني منها، لأني رأيت قوما أعطاهم - زاد المالكي و الأصم: من الدنيا و قالوا:- فهلكوا.

أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أنا الفضيل بن أبي منصور، أنا أبو محمّد بن أبي شريح، أنا محمّد بن عقيل، نا محمّد بن نصر، نا يحيى، أنا فضيل بن عياض، عن أبي حازم قال:

وجدت الدنيا شيئين: شيئا منها هو لي فلن أعجله قبل أجله، و لو طلبته بقوة السموات و الأرض، و شيئا منها هو لغيري، فذاك ما لم أنله فيما مضى، و لا أرجوه فيما بقي يمنع الذي لغيري مني، كما يمنع الذي لي من غيري، ففي أي هذين أفني (1)عمري (2)؟ أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن الخطاب.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الفتح الأنصاري، و أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم الدّاراني الكنانيان (3) قالا: أنا سهل بن بشر، قالا: أنا محمّد بن الحسين بن الطّفّال، أنا محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الذّهلي، نا أحمد بن محمّد بن المستلم، نا عصمة بن الفضل، نا يحيى، عن فضيل بن عياض، قال: حدثت عن أبي حازم قال: وجدت ما أعطيت من الدنيا شيئين: شيء منها يأتي أجله قبل أجلي فأغلب عليه، و شيئا منها يأتي أجلي قبل أجله فأتركه لمن بعده، ففي أي هذين أعصى ربي ؟ أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد، أنا أبو بكر بن إسماعيل، و أبو عمر بن حيّوية قالا: نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه، أنا رجل، عن أبي حازم قال: وجدت الأشياء شيئين: شيئا لي و شيئا ليس لي، فأما ما كان لي فلو كان في ذنب الريح لأدركته حتى آخذه، و أما ما لم يكن لي فلو اجتمع الخلق على أن يجعلوه لي ما قدروا عليه، ففيم الهمّ هاهنا؟ن.

ص: 50


1- بالأصل:«أ في» و الصواب ما أثبت عن م، و انظر حلية الأولياء.
2- الخبر في حلية الأولياء 238/3.
3- في م: الكتانيان.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي، أنا أبو بكر الخرائطي، نا العباس بن عبد اللّه التّرقفي، أنا الفيض بن إسحاق، عن الفضيل بن عياض، قال: قال أبو حازم: وجدت الدنيا شيئين: شيئا منها هو لي، فلن أعجله قبل أجله و لو طلبته بقوة السموات و الأرض، و شيئا منها هو لغيري فأنا لم أنله فيما مضى و لا أرجوه فيما بقي، يمنع الذي لغيري مني، كما يمنع الذي لي من غيري، ففي أي هذين أفني عمري ؟ أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا أبو بكر الخطيب (1)،أخبرني محمّد بن جعفر بن علاّن، أنا أحمد بن جعفر بن محمّد الخلاّل، أنا أبو نصر أحمد بن العباس بن الوليد بن أبان الجصاص، نا الحسن بن عرفة، نا سفيان بن عيينة، عن أبي حازم قال:

الدنيا شيئان: شيء لي، و شيء لغيري، فأما الذي لي فلو طلبته بحيلة السموات و الأرض لم أنله قبل أجله، و أما الذي لغيري فلم أرجه فيما مضى، و لن أرجوه فيما بقي، يمنع رزقي من غيري، كما يمنع رزق غيري مني، ففي أي هذين أفني عمري ؟ أخبرنا بها عالية أبو العز أحمد بن عبيد اللّه بن كادش، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن حسنون، أنا أبو الحسن الدار قطني الحافظ ، نا يعقوب بن إبراهيم، و أبو طالب الكاتب، قالا: نا الحسن بن عرفة، نا سفيان بن عيينة، عن أبي حازم قال:

وجدت الدنيا شيئين: شيئا لي، و شيئا لغيري، فأمّا الذي لي فلو طلبته بحيلة السماء و الأرض لم أنله قبل أجله، و أما الذي لغيري فلم أرجه فيما مضى، و لن أرجوه فيما بقي، يمنع رزقي من غيري، كما يمنع رزق غيري مني، ففي أي هذين أفني عمري ؟ أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أنا أبو عاصم الفضيلي، أنا أبو محمّد بن أبي شريح، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر، نا محمّد بن نصر، نا يحيى، أنا فضيل، عن أبي حازم قال:

وجدت ما أعطيت شيئين: شيئا منها فأتى أجله قبل أجلي، فأغلب عليه، و شيئا منها يأتي أجلي قبل أجله، فأتركه لمن بعدي، ففي أي هذين أعصي ربي ؟ أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا محمود بن عمر بند.

ص: 51


1- الخبر في تاريخ بغداد 328/4 في ترجمة أحمد بن العباس بن الوليد.

جعفر، أنا علي بن الفرج بن علي بن أبي روح، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن علي بن الحسن، نا أبو إسحاق إبراهيم بن الأشعث، قال: سمعت الفضيل يقول: قال أبو حازم المدني:

وجدت الدنيا شيئين: شيئا منها هو لي، فلن أعجله قبل أجله، و لو طلبته بقوة السموات و الأرض، و شيء منها هو لغيري، فذلك ما لم أنله فيما مضى، و لا أرجوه فيما بقي، يمنع الذي لي من غيري، كما يمنع الذي لغيري مني، ففي أي هذين أفني عمري ؟ وجدت ما أعطيت من الدنيا شيئين فشيء يأتي أجله قبل أجلي فأغلب عليه، و شيء يأتي أجلي قبل أجله فأموت و أخلفه.

أخبرنا أبو القاسم الحسيني، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو الحسن المصري، أنا أحمد بن مروان الدّينوري، نا النضر بن عبد اللّه الحلواني، عن داود بن مهران، نا شهاب بن حراش، عن محمّد بن مطرّف، قال: قال أبو حازم: ما في الدنيا شيء يسرك إلاّ قد ألزق به ما يسوؤك (1).

أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم، أنا عمر بن أحمد بن عمر، أنا الحاكم أبو أحمد، نا محمّد بن إسحاق، نا قتيبة.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الأديب، أنا أبو طاهر الثقفي، أنا أبو بكر المقرئ، و نا سلامة بن محمود، نا عبد اللّه بن محمّد بن عمرو، نا سعيد بن منصور قالا: نا يعقوب بن عبد الرّحمن، قال: سمعت أبا حازم يقول - و في حديث قتيبة عن أبي حازم أنه كان يقول:- يسير الدنيا يشغلك عن كثير الآخرة.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا سهل بن بشر، أنا طرفة بن أحمد، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أبو الجهم بن طلاّب، أنا أحمد بن أبي الحواري، قال: سمعت عمر بن إسحاق، أنا حفص الموصلي.

ح و أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسن، أنا أبو الفتح أحمد بن عبد اللّه بن أحمد، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أحمد بن جعفر بن سلم الختّلي (2)،نا6.

ص: 52


1- الخبر في حلية الأولياء 239/3.
2- ترجمته في سير الأعلام 82/16.

أحمد بن علي الأبّار (1)،نا أحمد بن أبي الحواري، نا إسحاق بن محمّد الموصلي، قال: قال أبو حازم:

إن بضاعة الآخرة كاسدة، فاستكثر منها في أوان كسادها، فإنه لو قد جاء أوان نفاقها لم تصل منها إلى قليل و لا كثير - و في حديث محمود: فاستكثروا منها؛ و فيه:

فإنه لو قد جاء يوم نفاقها. و الباقي مثله (2).

أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، أنا أبو صاعد يعلى بن هبة اللّه الفضيلي، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن محمّد بن أبي شريح، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر بن عقيل، نا أبو الدرداء عبد العزيز بن منيب المروزي، نا إبراهيم بن الأشعث قال:

سمعت الفضيل يقول: قال أبو حازم:

اشتدت مئونتان: مئونة الدنيا، و مئونة الآخرة، فأما مئونة الآخرة فإنك لا تجد لها أعوانا، و أما مئونة الدنيا فإنك لا تضرب يدك على شيء منها، إلاّ و قد وجدت فاجرا قد سبقك إليها.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس الأصم، نا عبد اللّه بن هلال، نا أحمد بن أبي الحواري، نا إسماعيل بن عبد اللّه قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: سمعت أبا حازم يقول:

اشتدت مئونة الدين و الدنيا، قيل: و كيف ذاك يا أبا حازم ؟ قال: أما الدين فليس تجد عليه أعوانا (3) و أما الدنيا فليس تريدك (4) إلى شيء منها إلاّ وجدت فاجرا قد سبقك إليه (5).

قال (6):و أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو يحيى محمّد بن محمّد السّمرقندي - ببخارى - نا محمّد بن نصر الإمام، نا محمّد بن يحيى الأزدي، حدّثنيي.

ص: 53


1- بالأصل:«الأبان» خطأ و الصواب ما أثبت عن م، ترجمته في سير الأعلام 443/13.
2- الخبر في حلية الأولياء 242/3.
3- بالأصل و م «أعرابا» و المثبت عن الحلية و سير الأعلام.
4- كذا، و في المصدرين السابقين:«تمد يدك» و في م أيضا: تمدّ يدك.
5- الخبر في حلية الأولياء 238/3 و سير الأعلام 97/9.
6- يعني أبا بكر البيهقي.

محمّد بن هانئ، نا عيسى بن عرفجة، نا مسلم بن عبد اللّه، عن أبي حازم قال:

اعلموا أنه ليس شيء من الدنيا إلاّ و قد كان له أهل فيكم (1)،فآثر نفسك أيها المرء بالنصيحة على ولدك، و اعلم. أنك إن تخلف مالك في يد رجلين: عامل فيه بمعصية اللّه، فيشقى بما جمعت له، و عامل فيه بطاعة اللّه، فيسعد بما شقيت له، فارج لمن قدّمت منهم رحمة اللّه، وثق لمن خلفت منهم برزق اللّه عز و جل.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن علي البيهقي، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنا أحمد بن منصور، أنا أبو الحسن بن أبي إسحاق المزكّي، أنا أبو بكر محمّد بن عمر التاجر، نا يزيد بن الهيثم أبو خالد قال: سمعت يحيى بن معين يقول:

حدّثني حجاج الأعور قال: سمعت سفيان الثوري، قال: رحم اللّه أبا حازم، قال:

رضي الناس بالعلم و تركوا العمل.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد.[و أبو الحسين محمّد بن محمّد بن الفراء، قالا: نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو بكر أحمد] (2) بن علي بن يزداد القارئ، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن جعفر بن حيّان (3) الأصبهاني - بها - نا محمّد بن يحيى - هو ابن مندة - نا محمّد بن عصام، عن أبيه، عن سفيان، عن أبي حازم قال: رضي الناس من العمل بالعلم، و رضوا من الفعل بالقول (4).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن إسماعيل، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا إبراهيم بن سعيد الجوهري، نا حجاج بن محمّد، عن ابن جريج، عن سفيان الثوري، عن أبي حازم قال: رضي الناس بالحديث و تركوا العقل.

أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أنا الفضيل بن يحيى، أنا عبد الرّحمن بن أحمد، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر، نا محمّد بن نصر، نا يحيى، أنا داود بن المغيرة، قال: سمعت أبا حازم يقول: إذا كنت في زمان ترضى فيه بالقول من3.

ص: 54


1- في م: قبلكم.
2- ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل و بجانبه كلمة صح.
3- بالأصل: حبان، خطأ و الصواب ما أثبت عن م، ترجمته في سير الأعلام 276/16.
4- انظر حلية الأولياء 240/3.

الفعل، و بالعلم من العمل، فأنت في شرّ زمان، و شرّ ناس.

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل بن محمّد، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو طاهر الفقيه، أنا أبو عثمان البصري، أنا أبو أحمد محمّد بن عبد الوهّاب، أنا يحيى بن يحيى، أنا داود بن المغيرة، قال: قال أبو حازم: إذا كنت في زمان ترضى فيه بالقول من الفعل، و بالعلم من العمل فأنت في شرّ زمان و شرّ ناس.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا محمّد بن يونس، نا الحميدي، عن سفيان بن عيينة، قال: قال أبو حازم: إذا كنت في زمان ترضى فيه من العلم بالقول، و من العمل بالعلم، فأنت في شرّ زمان، و شرّ أناس.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلال، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا المفضّل بن محمّد الجندي، نا صامت بن معاذ، قال: قرأنا على أبي قرة قال: بلغنا عن أبي حازم المدني أنه كان يقول: السر أملك بالعلانية من العلانية بالسر، و العمل أملك بالقول من القول بالفعل، فإذا كنت في زمان يرضى من أهله بالعلانية من السر، و القول من الفعل، فأنت في شرّ ناس، و شرّ زمان.

أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر، أنا الفضيل بن يحيى، أنا أبو محمّد بن أبي شريح، أنا محمّد بن عقيل، نا محمّد بن نصر، نا يحيى، أنا داود بن المغيرة قال:

سمعت أبا حازم يقول: السرّ أملك بالعلانية من العلانية بالسرّ، و الفعل أملك [بالقول] (1) من القول بالفعل (2).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن رشأ المقرئ، أنا أبو محمّد المصري، أنا أحمد بن مروان، نا إسحاق بن منصور، نا الحميدي، نا سفيان بن عيينة، قال: قال أبو حازم: انه ليس شيء من أمر الدنيا إلاّ و قد كان له أهل قبلك، فآثر نفسك أيها المرء بالنصيحة على ولدك، و اعلم أنك إنما تخلف مالك في يد أحد رجلين: عامل بمعصية اللّه فتشقى بما جمعت له، أو عامل فيه بطاعة اللّه فيسعد بما شقيت، فارج لمن قدّمت منهم رحمة اللّه، وثق لمن أخّرت منهم برزق اللّه.3.

ص: 55


1- الزيادة عن الحلية.
2- الخبر في حلية الأولياء 241/3.

قال: و نا أحمد بن مروان، نا أبو بكر أخو خطاب، نا عبد الرّحمن بن أخي الأصمعي قال: و سمعت عمي الأصمعي يقول: قيل لأبي حازم: ما ذا لك ؟ قال: الثقة بما في يد اللّه، و الإياس عما في أيدي الناس.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن الفضل القطان، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (1)،نا ابن أبي عمر قال: قال سفيان: قيل لأبي حازم: ما مالك ؟ قال: خير مال، ثقتي باللّه، و إياسي مما في أيدي الناس.

قال: و أنا أبو زكريا بن إسحاق، أنا أبو القاسم الحسن بن محمّد بن الحسن السّكوني بالكوفة، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا سعيد بن عمرو الأشعثي، أنا سفيان قال: قيل لأبي حازم: ما مالك ؟ قال: ثقتي باللّه، و اليأس مما في أيدي الناس.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو منصور عبد الباقي بن محمّد بن غالب، و أبو القاسم بن البسري، و أبو الحسين بن النّقّور، قالوا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبد الواحد بن المهتدي، نا عبد اللّه بن محمّد القرشي، حدّثني إسحاق بن حاتم المدائني، نا ابن كثير الثقفي، عن بعض الحجازيين.

ح و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء قالا: أنا عبد الرّحمن بن عبيد اللّه، أنا أحمد بن سلمان بن الحسن النجاد، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني إسحاق بن حاتم المدائني، نا محمّد بن كثير، حدّثني بعض أهل الحجاز.

ح و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا أبو العباس المعقلي قال: سمعت عباس بن محمّد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول.

ح و أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا جعفر بن أبي عثمان الطيالسي، نا يحيى بن معين، نا محمّد بن1.

ص: 56


1- الخبر في المعرفة و التاريخ 679/1.

كثير الصّنعاني عن بعض أهل الحجاز قال: قال أبو حازم: كلّ نعمة لا تقرّب من اللّه فهي بلية.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن اللاّلكائي، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، و أبو القاسم بن البسري، قالوا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبد الواحد بن المهتدي، نا إبراهيم بن الوليد، قالا: نا سعيد بن منصور، نا يعقوب بن عبد الرّحمن - زاد إبراهيم: الزهري - قال: سمعت أبا حازم يقول:

شيئان إذا عملت بهما أصبت خير الدنيا و الآخرة - زاد يعقوب: لا أطوّل عليك و قالا:- قيل ما هما يا أبا حازم ؟ قال: تحمل (1) ما تكره إذا أحبه اللّه، و تترك ما تحبّ إذا كرهه اللّه (2).

أخبرنا أبو القاسم الحسيني، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، نا محمّد بن أحمد المسمعي البصري، نا عبد اللّه بن مسلمة قال: قال أبو حازم الأعرج: اضمنوا لي اثنتين (3) أضمن لكم على اللّه الجنة، عمل فيما تكرهون إذا أحب اللّه، و ترك ما تحبون إذا كره اللّه عز و جل.

قال: و نا أحمد بن مروان، نا محمّد بن أحمد بن النّضر، نا معاوية بن عمرو، عن أبي إسحاق، قال: مرّ أبو حازم في السوق فنظر إلى الفاكهة فقال: موعدك الجنة (4).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو بكر محمّد بن الحسين، و أبو الدرّ ياقوت بن عبد اللّه، قالوا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو عبد اللّه أحمد بن سليمان بن داود الطوسي، نا الزّبير بن بكّار، حدّثني زكريا بن منظور، عن أبي حازم قال: مرّ أعرابي ببلاط الفاكهة قال: يا لك شعبة ما أخضبك قال3.

ص: 57


1- في المعرفة و التاريخ: تعمل.
2- الخبر في المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 678/1 و حلية الأولياء 241/3.
3- في الحلية 241/3: خصلتان من تكفل بهما تكفّلت له بالجنّة...
4- حلية الأولياء 246/3.

أبو حازم: هذه و اللّه المقطوعة الممنوعة.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر أبو الطّيّب المنيجي، نا عبيد اللّه بن سعد، أنا إبراهيم بن المنذر، نا زكريا بن منظور، عن أبي حازم قال: مرّ اعرابي ببلاط الفاكهة فقال: يا لك شعبة ما أخضبك، فقال أبو حازم: هذه المقطوعة الممنوعة.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو محمّد المصري، نا أحمد بن مروان، نا عامر بن عبد اللّه الزّبيري، نا مصعب بن عبد اللّه، عن عمه قال:

مرّ أبو حازم في الجزارين مع صديق له فقال له: يا أبا حازم هذا لحم سمين فاشتري منه، قال: ما عندي ثمنه، فقال: أنا أعطيك و أنظرك ففكر ساعة ثم قال: أنا انظر نفسي إلى الآخرة.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا محمود بن عمر بن جعفر، أنا علي بن الفرح بن علي بن أبي روح، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني يحيى بن عبد اللّه، نا سعيد بن عامر، عن جويرية بن أسماء قال: مرّ أبو حازم بجزار فقال: يا أبا حازم خذ من هذا اللحم فإنه سمين، قال: ليس معي درهم قال: أنا أنظرك، قال أبو حازم: أنا انظر نفسي.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو أسامة محمّد بن أحمد المقرئ - بمكة - و أخبرنا أبو محمّد بن أبي الحسن الدّاراني، أنا سهل بن بشر الأسفرايني، أنا محمّد بن الحسين بن الطّفّال، قالا: أنا محمّد بن أحمد بن عبد اللّه بن نصر القاضي، نا أحمد بن محمّد بن المستلم، نا عصمة بن الفضل، أنا زيد بن الحباب، عن مبارك بن فضالة، عن عبيد اللّه بن عمر، عن أبي حازم قال: لا تكون عالما حتى يكون فيك ثلاث خصال: لا تبغي على من فوقك، و لا تحقّر من دونك، و لا تأخذ على عملك دنيا (1).

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن الحسن (2) بن محمّد، أنا الحسن بن أحمد بن محمّد، أنا جدي أبو أحمد محمّد بن أحمد بن محمّد بن نصر بن زياد، نان.

ص: 58


1- الخبر في سير الأعلام 98/6 من طريق عبيد اللّه بن عمر.
2- في م: الحسين.

العباس بن محمّد، نا يحيى بن معين، نا زيد بن الحباب، أنا مبارك بن فضالة، عن عبيد اللّه بن عمر، عن أبي حازم قال:

لا تكون عالما حتى يكون فيك ثلاث خصال: لا تبغي على من فوقك، و لا تحقّر من دونك، و لا تأخذ على علمك دنيا (1).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا إبراهيم الحربي، نا داود بن رشيد قال: قال أبو حازم:

من اعتدل يوماه فهو مغبون، و من كان غده شرّ يوميه فهو محروم، و من لم ير الزيادة في نفسه كان في نقصان، و من كان في نقصان فالموت خير له.

قال إبراهيم: و كان يقال: لا تنسوا نصيبكم من الدنيا، فإن نصيبكم منها بقية أعماركم، و ليس لبقية العمر من ثمن.

قال: و نا أحمد، نا عمر بن أحمد، نا حامد بن يحيى قال: سمعت ابن عيينة يقول: قال أبو حازم: الناس عاملان: عامل في الدنيا للدنيا قد شغله دنياه عن آخرته يخشى على من يخلف الفقر، و يأمنه على نفسه فيفني عمره في بغية غيره، و عامل في الدنيا لما بعدها فجاءه الذي له من الدنيا بغير عمل فأصبح ملكا عند اللّه لا يسأل اللّه شيئا فيمنعه.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعيد، نا مصعب بن عبد اللّه الزّبيري، قال: قال لي ابن أبي حازم: قال لي أبي و هو ينظر إلى عياله في السطح و كثرتهم: أ رأيت لو أن رجلا تصدّق على هؤلاء فأطعمهم و كساهم يرجو الأجر فيهم أ كان له فيهم ؟ قال: قلت له: أي لعمري لم لا يكون، قال: فلم لا أكون أنا ذلك ؟.

قال: و مرت به جارية في أيام الموسم تعرض للبيع قد زيّنت و هيّئت لها شارة و هيئة، فقال لجلسائه: انظروا إلى هذه ما ذا بها من الهيئة فنظر جلساؤه فقال: ما ثمنها عندكم ؟ فقال بعضهم: وددت أنها لي بكذا و كذا شيء كثير، فقال: أو لا أدلكم على خير3.

ص: 59


1- الخبر في حلية الأولياء 243/3.

منها بأرخص ثمنا: امرأة من حور العين إنما صداقها كسرة يطعمها أحدكم مسكينا، أو سجود ركعتين، هذا و اللّه أيسر عليكم من هذا الثمن كله.

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن بن الفرج، أنا أبو الفرج سهل بن بشر الأسفرايني، أنا أبو الحسن علي بن ربيعة بن علي بن ربيعة البزاز، نا الحسن بن رشيق، نا الحسين بن حميد الغافقي، نا زهير بن عبّاد الرّواسي، حدّثني أبو حفص المدني قال:

قال أبو حازم: خصلتان ما تركتهما (1) منذ عرفت اللّه عز و جل: إخلاص العمل، و تركي للطمع فيما بيني و بين خلق اللّه عز و جل.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ (2)،نا عبد اللّه بن محمّد، نا خالي عبد اللّه بن محمود، عن عبيد اللّه بن محمّد بن يزيد بن خنيس (3) قال: سمعت أبي يذكر أنه بلغه عن أبي حازم أنهم أتوه فقالوا له: يا أبا حازم أما ترى قد غلا السعر؟ قال:

و ما يغمّكم من ذلك ؟ إن الذي يرزقنا في الرخص هو الذي يرزقنا في الغلاء.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، و محمّد بن جعفر بن مهران قالا: أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد بن يوسف، أنا أبو الحسن اللبناني، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني الحسين بن عبد الرّحمن، قال: قال أبو حازم: الأيام ثلاثة:

فأما أمس فقد انقضى عن الملوك نعمته، و ذهبت عني شدته، و إني و إياهم من غد لعلى وجل، و إنما هو اليوم فما عسى أن يكون ؟ أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو جعفر محمّد بن عبد اللّه البغدادي، نا علي بن المبارك الصّنعاني، نا محمّد بن إسماعيل الصّنعاني، نا سفيان قال: قال أبو حازم لجلسائه و حلف لهم: لقد رضيت منكم أن يبقي أحدكم على دينه كما يبقي على نعله (4).

أخبرنا أبو الحسن زيد بن الحسن بن زيد الموسوي العلوي - بطوس - قال:

سمعت الشيخ الزاهد خادم الفقراء أبا إسحاق إبراهيم الفارسي التركي قال: سمعت6.

ص: 60


1- بالأصل:«تركتها» و المثبت عن م.
2- الخبر في حلية الأولياء 239/3.
3- في الحلية: حبيش.
4- الخبر في حلية الأولياء 239/3 و فيها:«على نعليه» و سير الأعلام 98/6.

القاضي الشاياركي قال: سمعت شيخ الشيوخ أبا الحسن علي بن الحسن الكرماني بإسناده عن أبي حازم أنه قال: المؤمن يكون أشد الناس خوفا على نفسه، و أن رجاءه لكل مسلم.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر المقرئ، نا محمّد بن بدر الباهلي - بمصر - نا عبد الرّحمن بن يونس قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: قال أبو حازم: قاتل هواك أشد مما تقاتل عدوك (1)أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز المكي - بالمدينة - أنا أبو علي الحسن بن عبد الرّحمن بن الحسن، أنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس، أنا أبو جعفر محمّد بن إبراهيم بن عبد اللّه الدّيبلي، نا محمّد بن يزيد المستملي، نا الأصمعي، عن عبّاد المنقري، عن أبي حازم قال:

إذا كان بينك و بين رجل تداري فلا عليك ألا تباديه بالعداوة حتى تنظر في سريرة أمره حسنة فلا تباديه بالعداوة فإن اللّه تعالى لم يكن ليخذل رأيه من أجل معاداتك إياه، و إن كانت سريرة أمره سيئة فلا عليك ألا تباديه بالعداوة فإنك لو طلبته بعزم أهل السموات و الأرض لم يبلغ شيئا أكثر من معاصي اللّه عز و جل.

كذا رواه لنا و إنما يرويه ابن فراس عن عباس بن محمّد، عن قتيبة، عن المستملي.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، حدّثنا إبراهيم بن حبيب - يعني الهمداني - نا هشام بن عبد الملك الطيالسي قال: سمعت ابن عيينة و هو بعبّادان فسمعته يحدّثنا بحديث حسن فقال:

سمعت أبا حازم يقول:

لا (2) تعادينّ رجلا و لا تناصبنّه حتى تنظر إلى سريرته بينه و بين اللّه عز و جل، فإن تكن له سريرة حسنة فإن اللّه تبارك و تعالى لم يكن يخذله بعداوتك له، و إن كانت له سريرة رديئة فقد كفاك مساوئه. و لو أردت أن تعمل به أكثر من معاصي اللّه، لم تقدر (3).ي.

ص: 61


1- الخبر في حلية الأولياء 231/3.
2- بالأصل:«الا».
3- نقله الذهبي في سير الأعلام 98/6 من طريق أبي الوليد الطيالسي.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، و أبو القاسم بن البسري (1)،قالوا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبد الواحد بن المهتدي، نا عبد اللّه بن محمّد، نا محمّد بن بشير، نا عبد الرّحمن بن جرير قال:

سمعت أبا حازم يقول: عند تصحيح الضمائر تغفر الكبائر، و إذا عزم العبد على ترك الآثام أتته الفتوح.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو عثمان الصابوني، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن أحمد بن جعفر بن أحمد بن النعمان الصفار، نا محمويه بن محمّد الكرماني قال: سمعت أبا جعفر محمّد بن نصر البلخي يقول: سمعت إبراهيم بن يوسف البلخي يقول: سمعت ابن عيينة يقول: قال أبو حازم: من أعجب برأيه ضلّ ، و من استغنى بفعله زلّ .

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم (2)،نا عبد اللّه بن محمّد، نا إسحاق بن أحمد، نا أبو حاتم، نا الوليد بن الزّبير الحضرمي، نا بقية، حدّثني عبد الرّحمن بن معن، عن أبي حازم أنه قال يا بني (3)،لا تقتدي بمن لا يخاف اللّه بظهر الغيب، و لا يعف عن العيب، و لا يصلح عند الشيب.

قال (4):و نا أبي، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا عبد اللّه بن محمّد الأموي، نا محمّد بن يحيى بن أبي حاتم، حدّثني محمّد بن هانئ عن بعض أصحابه قال: قال رجل لأبي حازم:

إنك مشدد، فقال أبو حازم: و ما لي لا أشدد (5) و قد يرصدني أربعة عشر عدوا، أما أربعة فشيطان يفتنني، و مؤمن يحسدني، و كافر يقتلني (6)،و منافق يبغضني، و أما العشرة منها: فالجوع، و العطش، و الحرّ، و البرد، و العري، و الهرم، و المرض،».

ص: 62


1- بالأصل: اليسري، خطأ و الصواب ما أثبت البسري بالباء، عن م. و قد تقدم التعريف به.
2- الخبر في حلية الأولياء 230/3.
3- بالأصل:«لا بني» و المثبت عن م، و انظر الحلية.
4- المصدر نفسه 231/3.
5- في الحلية: إنك متشدد. أتشدد.
6- عن الحلية و بالأصل:«يقايلني» و في م:«يقاتلني».

و الفقر، و الموت، و النار، و لا أطيقهن إلاّ بسلاح تام و لا أجد [لهن] (1) سلاحا أفضل من التقوى.

قال (2):و نا عبد اللّه بن محمّد بن العباس، نا سلمة - يعني ابن شبيب - نا سهل و هو ابن عاصم، نا يحيى بن محمّد المدني، نا عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم قال:

قلت لأبي حازم يوما: إني لأجد شيئا يحزنني، قال: و ما هو يا ابن أخي ؟ قلت:

حبي الدنيا، قال لي: اعلم يا ابن أخي أن هذا الشيء ما أعاتب نفسي على حبّ (3) شيء حببه اللّه إليّ لأن اللّه تعالى قد حبب هذه الدنيا إلينا. و لكن لتكن معاتبتنا أنفسنا في غير هذا، أن لا يدعونا حبها إلى أن نأخذ شيئا من شيء يكرهه اللّه، و لا نمنع شيئا من شيء أحبه اللّه، فإذا نحن فعلنا ذلك لم يضرنا حبنا إياها.

أخبرنا أبو الفتوح نصر بن أحمد بن محمّد الطوسي، نا أبو تراب عبد الباقي بن يوسف المراغي - إملاء بنيسابور - أنا أبو حاتم أحمد بن الحسن الواعظ الرازي - بالريّ - قال: سمعت محمّد بن أحمد بن عبد اللّه بن عبد الوهاب يقول: سمعت أبا الحسن علي بن عبيد اللّه يقول: سمعت جعفر بن نصير يقول: يحكى عن أبي حازم أنه قال:

إن المؤمن إذا نظر اعتبر، و إذا سكت تفكر، و إذا تكلم ذكر، و إن أعطي شكر، و إن منع صبر، و الفاجر إن نظر لها، و إن تكلم لغا، و إن سكت سها، و إن أعطي بطر، و إن منع كفر.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور عبد الباقي بن محمّد قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، نا زكريا بن يحيى المنقري، نا الأصمعي نا سفيان قال: قيل لأبي حازم: ما القرابة ؟ قال: المودة، قيل: فما الراحة ؟ قال: دخول الجنة (4)،و قال: المودة لا تحتاج إلى القرابة، و القرابة تحتاج إلى المودة.ة.

ص: 63


1- زيادة عن الحلية.
2- المصدر نفسه 244/3.
3- عن م و الحلية و بالأصل «بغض».
4- في الحلية 245/3: و فيها: قيل فما الراحة ؟ قال: الجدة.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن الفضل القطان، أنا أبو سهل بن زياد القطان، نا أحمد بن بشر المرثدي، نا أبو بكر بن أبي الأسود، نا إبراهيم بن عيسى.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، نا إبراهيم بن عيسى.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، و تمام بن محمّد، و أبو نصر بن الجندي، و أبو بكر القطان، و أبو القاسم بن أبي العقب، قالوا: أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب، نا أبو زرعة، نا يحيى بن معين، نا إبراهيم الطالقاني، عن داود بن عبد الرّحمن العطّار، عن عمرو بن سعيد، عن أبي حازم قال: و في حديث أبي زرعة قال: قال أبو حازم: إذا رأيت اللّه يتابع نعمه عليك و أنت تعصيه، فاحذره. (1)

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا سعيد بن أحمد بن محمّد، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن حامد الأصفهاني، أنا عمر بن الحسن بن علي بن مالك الأشناني، نا محمّد بن عيسى، نا إبراهيم بن بشار، نا سفيان بن عيينة قال: قال أبو حازم: ليس للملوك (2) صديق، و لا للحسود راحة، و النظر في العواقب تلقيح للعقول.

قال ابن عيينة: فذاكرت الزهري هذه الكلمات فقال: كان أبو حازم جاري جار بيت و ما ظننت أنه يحسن هذه الكلمة. (3)

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا عبد الوهاب بن محمّد بن إسحاق، أنا والدي أبو عبد اللّه، أنا عمر بن الحسن بن مالك البغدادي، نا محمّد بن عيسى الواسطي، نا إبراهيم بن بشار، نا سفيان بن عيينة قال: قال أبو حازم المدني:

ليس لملول صديق، و لا لحسود راحة، و النظر في العواقب يفتح العقول، قال ابنة.

ص: 64


1- حلية الأولياء 244/3 و سير الأعلام 101/6.
2- في مختصر ابن منظور 75/10 للملول.
3- الخبر في سير الأعلام 97/6 من طريق ابن عيينة.

عيينة: فذاكرت الزهري بهذه الكلمات فقال: كان أبو حازم جاري، و ما علمت أنه يحسن مثل هذه الكلمات.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الفضل بن البقّال.

ح و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي.

قالا: أنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو عمرو بن السماك - و قال ابن البقال:

عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق نا الحميدي، نا سفيان قال قال أبو حازم: يكون لي عدو صالح أحب إليّ من أن يكون لي صديق فاسد.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي أنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (1)،نا محمّد بن أبي عمر، قال: قال سفيان: قال أبو حازم: يكون لي عدو صالح أحب إليّ من أن يكون لي صديق فاسد.

قال: و قال أبو حازم: لأنا من (2):أن أمنع الدعاء أخوف إليّ من أن أمنع الإجابة.

أخبرنا أبو القاسم المستملي، أنا أبو بكر الخسروجردي.

و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، قالا: أنا عبد الرّحمن بن عبيد اللّه بن عبد اللّه، أنا أحمد بن سلمان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن يحيى بن أبي حاتم الأزدي، نا محمّد بن هاني، عن بعض أصحابه قال: قال رجل لأبي حازم: (3)

ما شكر العينين يا أبا حازم ؟ قال: إن رأيت بهما خيرا أعلنته، و إن رأيت بهما شرا سترته، قال: فما شكر الأذنين ؟ قال: إن سمعت بهما خيرا وعيته، و إن سمعت بهما شرا أخفيته، قال: فما شكر (4) اليد؟ قال: لا تأخذ بهما ما ليس لهما، و لا تمنع حقا للّه هون.

ص: 65


1- المعرفة و التاريخ 679/1 و سير الأعلام 100/6.
2- في المعرفة و التاريخ:«لأناس: أن أمنع».
3- الخبر في حلية الأولياء 243/3.
4- كذا، و السياق يقتضي:«اليدين» و في الحلية: اليدين.

فيهما، قال: ما شكر البطن ؟ قال: أن يكون أسفله طعاما و أعلاه علما، قال: فما شكر الفرج ؟ قال: كما قال اللّه عز و جل: إِلاّٰ عَلىٰ أَزْوٰاجِهِمْ أَوْ مٰا مَلَكَتْ أَيْمٰانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ إلى قوله: فَأُولٰئِكَ هُمُ العٰادُونَ (1)،قال: ما شكر الرجلين ؟ قال: إن رأيت خيرا أغبطته استعملت بهما عمله، و إن رأيت شرا مقته كففتهما عن عمله، و أنت شاكر للّه عز و جل، فأما من شكر بلسانه و لم يشكر بجميع أعضائه فمثله كمثل رجل له كساء يأخذ بطرفه، و لم يلبسه، فلم ينفعه ذلك من الحرّ و البرد و الثلج و المطر.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنا أبو الفرج سهل بن بشر، أنا علي بن ربيعة بن علي، أنا الحسن بن رشيق، نا إسحاق بن إبراهيم الحربي، نا عمرو بن عثمان، نا ضمرة، عن ثوابة، عن أبي حازم قال: و ما الدنيا؟ و ما إبليس ؟ أما ما مضى منها فحلم، و أما ما بقي فأماني، و أما إبليس لقد أطيع فما نفع، و لقد عصي فما ضرّ (2).

أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر الزّرّاد، نا عبيد اللّه بن سعد، نا هارون بن معروف، نا ضمرة، عن ثوابة بن رافع قال: قال أبو حازم: و ما إبليس ؟ لقد عصي فما ضرّ و لقد أطيع فما نفع، و كان يقول: و ما الدنيا؟ ما مضى منها فحلم، و ما بقي منها فأماني (3).

قال: و أنا أبو بكر بن المقرئ قال: حدّثناه أبو عروبة، نا عمرو بن عثمان، نا ضمرة مثله.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو زكريا بن أبي إسحاق، أخبرني أبو بكر محمّد بن داود بن سليمان الزاهد، نا إبراهيم بن عبد الواحد العبسي، أنا وريزة (4) بن محمّد الغسّاني، نا عبد الوهاب بن الضحاك قال: سمعت ابن عيينة يقول: كان أبو حازم ينشد:

الدّهر أدّبني و الصّبر ربّاني *** و القوت أقنعني و اليأس أغناني

و أحكمتني من الأيام تجربة *** حتى نهيت الذي قد كان ينهانيه.

ص: 66


1- سورة المؤمنون، الآيتان 6 و 7.
2- انظر حلية الأولياء 245/3.
3- نقله الذهبي في سير الأعلام 99/6 من طريق ضمرة بن ربيعة.
4- ضبطت عن تبصير المنتبه.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو بكر محمّد بن علي بن محمّد بن النّضر الديباجي، نا محمّد بن حمدويه المروزي، نا عبد اللّه بن عبد الوهاب، نا عبد اللّه بن صالح المصري، نا يعقوب بن عبد الرّحمن، عن أبي حازم قال: انظر الذي يصلحك فاعمل به، و إن كان ذلك فسادا للناس، و انظر الذي يفسدك فدعه و إن كان ذلك صلاحا للناس.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا محمود بن عمر بن جعفر، أنا أبو الحسن علي بن الفرج بن علي بن أبي روح، نا أبو بكر بن أبي الدنيا حدّثني محمّد بن قدامة قال: سمعت ابن عيينة يقول: قال أبو حازم:

إن كان يغنيك من الدنيا (1) ما يكفيك فأدنى عيش الدنيا يكفيك، و إن كان لا يغنيك ما يكفيك فليس بشيء يكفيك (2).

قال: و نا ابن أبي الدنيا، حدّثني الحسين بن عبد الرّحمن أنه حدث عن أبي حازم قال: ثلاث من كنّ فيه كمل عقله، و من كانت فيه واحدة كمل ثلث عقله: من عرف نفسه، و حفظ لسانه، و قنع بما رزق اللّه تعالى.

قال: و أنا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن يحيى بن أبي حاتم الأزدي، حدّثني محمّد بن هانئ، نا عيسى بن عرفجة، نا مسلم بن عبد اللّه، عن أبي حازم قال: ما من أحد إلاّ و هو محبوس عنه و محبوس عليه، فمحبوس عنه بعض ما في يده رزقا لغيره، و محبوس عليه بعض ما في يد غيره رزقا له.

قال: و نا ابن أبي الدنيا، حدثني محمّد بن يحيى (3)،حدثني محمّد بن يحيى، حدثني محمّد بن هانئ، حدثني بكّار بن عبد اللّه بن عبيدة الرّبذي عن إبراهيم بن سالم الهذلي قال: قال أبو حازم: و اللّه لئن نجونا من شرّ ما أعطينا لا يضرّنا ما زوي عنا، و إن كنا قد تورطنا في شرّ ما قد بسط علينا ما يطلب ما بقي إلاّ حمقا.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو محمّد المصري، أنا أحمد بن مروان، نا محمّد بن عبد العزيز، نا خالد بن خداش، نا ابن عيينة قال: قال أبوم.

ص: 67


1- الكلمة مطموسة بالأصل، و أثبتناه عن هامش الأصل.
2- الخبر في حلية الأولياء 238/3.
3- كذا بالأصل مكرر، و سقطا جميعا من م.

حازم: إن عوفينا من شرّ ما أعطينا، لم يضر ما قد ما زوي عنا.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو زكريا بن أبي إسحاق، نا والدي، أنا أبو العباس السراج قال: سمعت محمّد بن عمرو بن مكرم يقول: سمعت عبد الرّحمن بن عفان يقول: سمعت سفيان بن سعيد يقول: قال أبو حازم: أخف حسنتك كما تخفي سيئتك، و لا تكوننّ معجبا بعملك، فلا تدري شقي أنت أم سعيد.

و أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو بكر البيهقي.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (1)،نا محمّد بن أبي عمر قال: قال سفيان: قال أبو حازم: اكتم حسناتك أشد مما تكتم سيئاتك.

أخبرنا بها أعلى من هذا أبو القاسم المستملي، قال: قرئ على سعيد بن محمّد البحيري، أنا أبو زكريا الحربي، أنا أبو حامد الأعمشي، نا الزهري - يعني عبد اللّه بن محمّد بن المسور - نا سفيان بن عيينة قال: كان أبو حازم يقول: اكتم من حسناتك كما تكتم من سيئاتك.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم (2)،نا أبو محمّد بن حيان، نا إبراهيم بن محمّد، نا أحمد بن سعيد، نا ابن وهب، أخبرني عبد اللّه بن عياش (3)،عن عمر بن عبد اللّه القيسي، عن أبي حازم أنه قال:

مثل العالم و الجاهل مثل البنّاء و الرقّاص (4)،تجد البنّاء على الشاهق، و القصر معه حديدته جالسا، و الرقّاص يحمل اللبن و الطين على عاتقه على خشبة تحته مهواة، لو زلّ ذهبت نفسه، ثم يتكلف الصعود بها على هول ما تحته حتى يأتي بها إلى البنّاء، فلاب.

ص: 68


1- الخبر في المعرفة و التاريخ 679/1.
2- الخبر في حلية الأولياء 245/3.
3- في الحلية: عبد اللّه بن عباس.
4- يريد به الأجير الذي يتكلف الصعود على تلك الخشبة (و هي التي تسمى اليوم: الصقالة) تتحرك به صعودا و هبوطا، و الرقص في الأصل: الخبب أو ضرب من الخبب.

يزيد (1) البنّاء على أن يعدلها بحديدة و برأيه و بقدرته (2).فإذا سلما أخذ البنّاء تسعة أعشار الأجرة، و أخذ الرقّاص عشرا، و إن هلك ذهبت نفسه، فكذلك العالم يأخذ أضعاف الأجر لعلمه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور الغسّاني، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، نا علي بن داود القنطري، نا عبد اللّه بن صالح، حدّثني يعقوب بن عبد الرّحمن الزّهري، عن أبي حازم قال:

البسي الخلق أشقى الناس به نفسه التي هي بين جنبيه هي منه في بلاء، ثم زوجته ثم ولده، ثم إنه ليدخل بيته و انهم لفي سرور، فيسمعون صوته فيتفرقون عنه فرقا منه، و حتى إن دابته تحيد مما يرميها بالحجارة، و إن كلبه ليراه فيزوى على الجدار، و حتى أن قطه ليفرّ منه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن العلاّف في كتابه، و أخبرني عنه أبو المعمّر المبارك بن أحمد، و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو علي بن أبي جعفر بن المسلمة، و أبو الحسن بن العلاّف، قالا: أنا عبد الملك بن محمّد بن بشران، أنا أحمد بن إبراهيم الكندي، أنا محمّد بن جعفر الخرائطي، نا أبو يوسف يعقوب بن عيسى الزّهري، نا الزّبير بن بكّار، نا مصعب الزّهري، نا عبد الرّحمن بن أبي الخنبش قال:

خرج أبو حازم يرمي الجمار و معه قوم متعبدون و هو يكلّمهم و يحدثهم و يقص عليهم، فبينا هو يمشي و أولئك معه إذ نظروا إلى فتاة مستترة بخمارها و هي التي ليس على نحرها منه شيء ترمي الناس بطرفها يمنة و يسرة، و قد شغلت الناس و هم ينظرون إليه مبهوتين و قد خبط بعضهم بعضا في الطريق، فرآها أبو حازم فقال: يا هذه اتقي اللّه إنّك في مشعر من مشاعر اللّه عظيم، و قد فتنت الناس، فاضربي بخمارك على جيبك فإن اللّه يقول: وَ لْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلىٰ جُيُوبِهِنَّ (3) فأقبلت تضحك من كلامه، و قالت:

إني و اللّه يا أفزر:1.

ص: 69


1- بالأصل و م: يريد، و المثبت عن الحلية.
2- في الحلية: و بتقديره.
3- سورة النور، الآية:31.

من اللائي لم يحججن يبغين حسبة *** و لكن ليقتلن البريء المغفّلا

فأقبل أبو حازم على أصحابه فقال: يا هؤلاء، تعالوا ندعو اللّه لا يعذّب هذه الصورة الحسناء بالنار. فجعل يدعو و أصحابه يؤمّنون.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسن، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو الدّرّ ياقوت بن عبد اللّه قالوا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان بن داود، نا الزّبير بن بكّار، حدّثني عبد اللّه بن نافع بن ثابت، حدّثني عبد العزيز بن أبي حازم قال: مشيت مع أبي يوما فلقينا امرأة تدق برجلها و يصلصل حجلاها فقال لها: أي لا يسرك حسن حجلتك فإن ساقيك لو كفلتا الحجلين ما سمع حسهما.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أبو الحسن اللبناني، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني يحيى بن عثمان، نا بقية، عن رشدين (1) أبي الحجّاج المهري (2)،عن يحيى بن أبي سليم، عن أبي حازم قال: يا ابن آدم بعد الموت يأتيك الخبر.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (3)،نا زيد بن بشر، أخبرني ابن وهب، حدّثني ابن زيد قال: قال أبو حازم:

أتاني رجل فقال لي: إني رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم، و أبا بكر، و عمر خرجوا من هذا الباب، فقالوا: إلى أين يا رسول اللّه قال: إلى أبي حازم نذهب به معنا قال: ثم يقول أبو حازم اللّهم حقّق و عجّل.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا محمّد، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد،- و هو - ابن الحسين البرجلاني (4)،ناب.

ص: 70


1- بالأصل:«رشد بن» و الصواب ما أثبت و ضبطت بكسر الراء و سكون المعجمة عن تقريب التهذيب.
2- بالأصل: المهدي، و الصواب ما أثبت عن م و ضبطت بفتح الميم و سكون الهاء عن تقريب التهذيب. ترجمته في تهذيب التهذيب 164/2.
3- الخبر في المعرفة و التاريخ 677/1-678.
4- بالأصل: البرجلابى، و الصواب بالنون عن م، و انظر الأنساب.

يونس بن يحيى الأموي أبو نباتة (1)،نا محمّد بن مطرّف قال:

دخلنا على أبي حازم الأعرج لما حضره الموت فقلنا (2):يا أبا حازم كيف تجدك ؟ قال: أجدني بخير، أجدني راجيا للّه حسن الكلف (3) به ثم قال: إنه و اللّه ما يستوي من غدا أو راح يعمر عقد الآخرة لنفسه فيقدمها أمامه قبل أن ينزل به الموت حتى يقدم عليها فيقوم لها و تقوم له، و من غدا أو راح في عقد الدنيا يعمرها لغيره و يرجع إلى الآخرة لا حظّ له فيها و لا نصيب. (4)

قال: و نا ابن أبي الدنيا حدّثني محمّد، نا خالد بن يزيد، نا بشر الأمي الأفوه قال:

قال أبو حازم لما حضره الموت:

ما آسي على شيء فاتني من الدنيا إلاّ على ذكر اللّه، و إن هذا الليل و النهار لا يأتيان على شيء إلاّ أخلفاه، و في الموت راحة للمؤمنين، ثم قرأ: وَ مٰا عِنْدَ اللّٰهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرٰارِ . (5)

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، أنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هاشم بن محمّد، نا الهيثم بن عدي قال: مات أبو حازم القاضي و هو سلمة بن دينار في خلافة أبي العباس.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال: و مات زيد بن أسلم و أبو حازم فيما بين الثلاثين إلى الأربعين و مائة. (6)

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص الفلاّس، قال: و مات أبو2.

ص: 71


1- ترجمته في تهذيب التهذيب.
2- بالأصل: فقال، و المثبت عن م، و انظر حلية الأولياء.
3- في م:«الظنّ به».
4- الخبر في حلية الأولياء 241/3-242.
5- سورة آل عمران، الآية:198.
6- انظر تهذيب التهذيب 373/2.

حازم التّمّار سنة ثلاث و ثمانين و مائة، و اسمه سلمة بن دينار، و كان أعرج.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العز ثابت بن منصور قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي: و أبو الفضل أحمد بن الحسن قالا:- أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد، أنا عمر بن أحمد، نا خليفة بن خياط (1)،قال:

سلمة بن دينار يكنى أبا حازم، مولى لبني ليث، مات سنة خمس و ثلاثين و مائة.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق النهاوندي، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط (2)،قال: و فيها - يعني سنة خمس و ثلاثين و مائة - مات أبو حازم.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر قال: قال المدائني و الهيثم: أبو حازم المديني مات سنة أربعين و مائة، و ذكر أن أباه أخبره عن أحمد بن عبيد بن ناصح، عن المدائني و الهيثم بذلك.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي قال:

مات يعني أبا حازم في خلافة أبي جعفر بعد سنة أربعين و مائة، و كان ثقة كثير الحديث. (3)

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا أبو يوسف بن رباح بن علي، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة و محدثيهم: أبو حازم المدني سلمة بن دينار، مات سنة أربع و أربعين و مائة. (4)

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني الحسن بن عبد العزيز، نا الحارث بن مسكين، نا عبد اللّه بن وهب، عن2.

ص: 72


1- طبقات خليفة بن خياط ص 458 رقم 2333.
2- الخبر في تاريخ خليفة ص 411.
3- انظر تهذيب التهذيب 373/2.
4- سير الأعلام 101/6 و تهذيب التهذيب 373/2.

عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، عن أبي حازم:

أنه رأى في المنام أنه في الجنة قال: فلم أفقد أحدا من إخواني إلاّ عوف بن يزيد، فقلت: فأين عوف بن يزيد؟ قالوا: و أين عوف ؟ رفع بحسن خلقه الذي تعرف.

و به عن عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، عن سليمان بن سليمان العمري قال:

رأيت أبا جعفر القارئ على الكعبة فقلت له: أبا جعفر، قال: نعم، أقرئ أبا حازم السلام و قل له: يقول لك أبو جعفر: الكيس الكيس فإن اللّه و ملائكته يتراءون (1)مجلسك بالعشيات.

و به نا عبد الرّحمن بن زيد قال: جاء رجل فقال: إني رأيت بعض أهل العلم و هو يقول لأهل هذا المجلس: هؤلاء في روضات الجنات آمنون، ثم أراه أدار على أهل ذلك المجلس حينانا (2)طرية فوضع بين أيديهم يريد مجلسه.

2614 - سلمة بن ربيعة

أبو علي السّلاماني (3)

روى عن أبي عبيد محمّد بن حسن الغسّاني البسري - إجازة-.

روى عنه أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن هاشم الأذرعي. (4)

2615 - سلمة بن سبرة

شهد فتوح الشام، و حدث عن معاذ بن جبل، و سلمان الفارسي.

روى عنه أبو وائل شقيق بن سلمة.

كتب إليّ أبو الحسن علي بن محمّد بن علي بن محمّد، ثم أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب، قالا: أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن الحمّامي.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا محمّد بن أحمد بن

ص: 73


1- أي ينظرون و يرون (النهاية).
2- كذا رسمها بالأصل و م.
3- بفتح السين المهملة، هذه النسبة إلى سلامان، بطن من الأزد (الأنساب).
4- هذه النسبة إلى أذرعات ناحية بالشام (الأنساب). ترجمته في سير الأعلام 478/15.

علي بن شكرويه، أنا أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه، قالا: أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم الشافعي، أنا أبو المثنّى معاذ بن المثنّى بن معاذ العنبري، نا مسدّد بن مسرهد، نا يحيى، هو القطان، عن الأعمش، عن شقيق، عن سلمة بن سبرة قال:

خطبنا معاذ بن جبل فقال: أنتم المؤمنون، و أنتم أهل الجنة، و إني لأطمع أن يدخل من تصيبون من فارس و الروم الجنة إن أحدهم إذا عمل لكم عملا قلتم: أحسنت يرحمك اللّه، أحسنت بارك اللّه فيك، و يقول اللّه تعالى: وَ يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّٰالِحٰاتِ وَ يَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، و أبو عبد اللّه محمّد بن طلحة بن علي الرازي، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني،[أنا أبو القاسم بن حبابة] (2)أنا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا زهير، عن الأعمش، عن شقيق بن سلمة، عن ابن سبرة قال:

خطب معاذ فقال: أنتم المؤمنون، و أنتم أهل الجنة، و اللّه إني لأطمع أن يدخل عامة من يصيبون من فارس و الروم الجنة، ذلك أن أحدهم يعمل لأحدكم العمل فيقول:

أحسنت بارك اللّه فيك، أحسنت رحمك اللّه، و يقول اللّه عز و جل: وَ يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّٰالِحٰاتِ وَ يَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ .

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو محمّد المؤملي، أنا أبو عثمان البصري، نا محمّد بن عبد الوهاب، أنا يعلى بن عبيد، نا الأعمش، عن شقيق، عن سلمة بن سبرة قال:

خطبنا معاذ بن جبل فقال: أنتم المؤمنون، و أنتم أهل الجنة، و اللّه لأني لأطمع أن يكون عامة من تصيبون من أهل فارس و الروم في الجنة لأن أحدهم يعمل لكم العمل فيقول (3):أحسنت بارك اللّه فيك، و اللّه يقول: وَ يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّٰالِحٰاتِ وَ يَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ .م.

ص: 74


1- سورة الشورى، الآية:26.
2- زيادة عن م.
3- كذا، و الظاهر «فتقول» و أهملت التاء في م.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، و أبو محمّد بن حمزة قالا: أنا عبد الدائم بن الحسن، أنا عبد الوهاب الكلابي، نا ابن حريم، نا هشام بن عمّار، نا عيسى بن يونس، نا الأعمش، عن شقيق بن سلمة، عن سلمة بن سبرة قال:

خطبنا معاذ بن جبل فقال: أنتم المؤمنون و أهل الجنة، و اللّه إني لأرجو أن تكونوا عامة من تسيون من الروم و فارس من أهل الجنة، و ذلك أن أحدهم إذا عمل لكم عملا قلتم: اللّهم بارك فيه، اللّهم بارك فيه، اللّهم ارحمه، ثم قرأ: وَ يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّٰالِحٰاتِ وَ يَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ . (1)

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا إبراهيم بن محمّد بن الفتح المصّيصي، أنا محمّد بن سفيان بن موسى الصفار، نا سعيد بن رحمة بن نعيم الأصبحي قال: سمعت ابن المبارك، عن شعبة، عن منصور، عن أبي وائل، عن سلمة بن سبرة، عن سلمان قال: إذا رجف قلب العبد في سبيل اللّه تحاتّت خطاياه كما يتحاتّ عذق النخلة، و ذكر من الصلاة مثل ذلك.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا ابن فهم، نا ابن سعد (2)قال في الطبقة الأولى من أهل الكوفة:

سلمة بن سبرة قال: خطبنا معاذ، و روى سلمة، عن سلمان الفارسي.

و روى أبو وائل عن سلمة بن سبرة.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (3)قال: سلمة بن سبرة عن معاذ. روى عنه أبو وائل منقطع.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك - شفاها - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة - ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو4.

ص: 75


1- سقط الخبر من م.
2- طبقات ابن سعد 212/6.
3- التاريخ الكبير 78/4.

محمّد بن أبي حاتم (1)قال: سلمة بن سبرة.

روى عن [معاذ بن جبل و] (2)سلمان الفارسي، روى عنه أبو وائل شقيق بن سلمة، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الحسن العتيقي.

و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر قالا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي (3)قال: سلمة بن سبرة كوفي تابعي ثقة.

2616 - سلمة بن شبيب

أبو عبد الرّحمن النّيسابوري المسمعي (4)

أحد الأئمة الرحالين، سمع بدمشق مروان بن محمّد الطّاطري، و الوليد بن عقبة، و بحمص: أبا المغيرة عبد القدوس بن الحجّاج، و بغيرها من الشام: فديك بن سلمان، و محمّد بن يوسف الفريابي، و باليمن: عبد الرزاق، و عبد الوهاب ابني هشام، و إبراهيم بن الحكم بن أبان، و عبد اللّه بن إبراهيم بن عمر بن كيسان، بالمدينة، و بالحجاز: عبد الملك بن إبراهيم الجدي، و إسماعيل بن أبي أويس، و عبد اللّه بن إبراهيم الغفاري، و بالعراق: أبا داود سليمان بن داود الطيالسي، و يزيد بن هارون، و زيد بن الحباب، و بخراسان: مكي بن إبراهيم، و الحسين بن الوليد، و الجارود بن يزيد، و حفص بن عبد الرّحمن، و بالجزيرة: الحسن بن محمّد بن أعين، و حجاج بن محمّد المصّيصي، و عبد اللّه بن جعفر، و عمرو بن عثمان الرّقّيين.

ص: 76


1- الجرح و التعديل 162/4.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن الجرح و التعديل.
3- ثقات العجلي ص 197.
4- ترجمته في تهذيب التهذيب 375/2 و تذكرة الحفّاظ 543/2 الوافي بالوفيات 320/15 سير الأعلام 256/12 و انظر بالحاشية فيها أسماء مصادر أخرى ترجمت له. و المسمعي بكسر الميم الأولى و فتح الميم الثانية (المغني)، و في اللباب: بفتح الميم الأولى و كسر الثانية في مسمع، فإذا نسبت كسرت الأولى.

روى عنه أحمد بن حنبل، و أبو مسعود الرازي، و مسلم بن الحجّاج في صحيحه، و أبو داود في سننه، و أبو عيسى الترمذي في جامعه، و أبو زرعة، و أبو حاتم الرازيان، و أبو علي الحسن بن محمّد بن دكّة المعدّل، و محمّد بن سهل بن الصّبّاح، و أحمد بن علي بن مسلم الأبّار، و أبو العلاء محمّد بن أحمد بن جعفر الوكيعي الكوفي، و إبراهيم بن يوسف بن خالد الهسنجاني، و عمر بن عبد اللّه بن الحسن، و محمّد بن يحيى بن مندة الأصبهانيان، و أبو عبد اللّه محمّد بن يزيد بن ماجة القزويني، و جعفر بن محمّد بن الحسين الترك، و إبراهيم بن أبي طالب، و أبو بكر محمّد بن محمّد بن رجاء بن السندي، و الحسن بن أحمد بن الليث، و محمّد بن نعيم النّيسابوري، و موسى بن هارون الحمّال، و عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، و إسماعيل بن وردان المصري.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل الفضيلي، و أبو الفتح عبد الرشيد بن أبي يعلى بن أبي عمر المليحي، قالا: أنا أبو عمر عبد الواحد بن أحمد بن أبي القاسم المليحي (1)الفقيه الورّاق، أنا أبو الحسين محمّد بن عمر بن حفصوية السّرخسي التاجر، أنا أبو يزيد حاتم بن محبوب الشامي، نا أبو عبد الرّحمن سلمة بن شبيب النّيسابوري، نا مروان بن محمّد الدّمشقي، نا ابن لهيعة، حدّثني عقبة بن مسلم، عن عقبة بن عامر الجهني قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«إذا رأيتم اللّه يعطي العباد ما يشاءون على معصيتهم إيّاه فإنما ذلك استدراج منه لهم» ثم قرأ فَلَمّٰا نَسُوا مٰا ذُكِّرُوا بِهِ إلى قوله أَخَذْنٰاهُمْ بَغْتَةً فَإِذٰا هُمْ مُبْلِسُونَ (2)[4874].

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة - ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (3)،قال: سلمة بن شبيب أبو عبد الرّحمن النّيسابوري، عن عبد الرّزّاق، و أبي داود.4.

ص: 77


1- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى مليح قرية من قرى هراة (كما في معجم البلدان).
2- سورة الأنعام، الآية:44.
3- الجرح و التعديل 164/4.

سمع منه أبي، و روى عنه أبي و أبو زرعة، سمعت أبي يقول ذلك، و سمعته يقول:

هو صدوق.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عبد الرّحمن سلمة بن شبيب النّيسابوري ليس به بأس (1).

كتب إلي أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة، ثم حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:

سلمة بن شبيب يكنى أبا عبد الرّحمن نيسابوري قدم مصر، و كتب عنه، و كانت وفاته بمكة في شهر رمضان سنة سبع و أربعين و مائتين، و كان قدومه إلى مصر فيما حدثه علي بن أحمد بن سليمان قال: قدم علينا سلمة بن شبيب سنة ست و أربعين و مائتين.

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد عنه قال: قال لنا أبو نعيم (2) الحافظ : سلمة بن شبيب أبو عبد الرّحمن النّيسابوري، قدم أصبهان سنة اثنتين و أربعين في عداد الأئمة بمكة سنة سبع و أربعين و مائتين.

حدّث عنه الأئمة و القدماء، أحد الثقات، حدث عنه الأئمة بالأصول، حدث عنه أبو مسعود، و أحمد بن حنبل.

أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، أنا سعيد بن محمّد بن أحمد البحيري، أنا أبو القاسم يحيى بن محمّد بن الحسن بن إبراهيم المعلم، نا أبو العباس الفضل بن الفضل الكندي الهمداني المعدل إمام مسجد الجامع، نا محمّد بن علي بن إبراهيم الأنصاري، قاضي سابور خواست (3) سمعت أخي أحمد بن يحيى أبا سعيد يقول: سمعت سلمة بن شبيب النيسابوري يقول: بعت داري بنيسابور و أردت أن أتحول إلى مكة بعيالي أجاور بها، فلما فرغت الدار قلت: أصلي ركعات، و أودّع عمار الدار، فصلّيت ركعات، ثم قلت: يا عمار الدار، سلام عليكم فإنا خارجون إلى مكة نجاور بها، فسمعت هاتفا منن.

ص: 78


1- سير الأعلام 256/12 و تهذيب التهذيب 375/2.
2- أخبار أصبهان 336/1.
3- رسمها بالأصل و م:«سائر حاست» و لعل الصواب ما أثبت عن معجم البلدان، و فيه أنها: بلدة ولاية بين خوزستان و أصبهان.

بعض البيوت: و عليك السلام يا سلمة، و نحن و اللّه خارجون منها فإنه بلغنا أنه اشتراها رجل يقول القرآن مخلوق، و نحن لا نقيم في مكان يقال فيه القرآن مخلوق (1).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل في كتابه، و حدّثني به بعض من سمعه منه عنه، أنا محمّد بن الحسن بن سليم، أنا محمّد بن محمّد بن عبد الرّحمن بن كريب، أنا الحسن بن عبد اللّه بن سعيد العسكري، أنا الحسين بن أحمد بن بسطام، نا سلمة بن شبيب قال: أتيت صنعاء فإذا عبد الرزاق غائب، فلما قدم لقيته قلت: يا أبا بكر كيف أصبحت ؟ قال: بخير ما لم نر وجهك.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

سمعت أبا علي الحسين بن علي الحافظ يقول: سمعت إسماعيل بن وردان المصري بمصر يقول: سمعت سلمة بن شبيب النّيسابوري بمكة يقول:

سئلت أن أحدث و أنا ابن خمسين سنة فحدثت مدة ثم إني رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في المنام كأنه يقول لي: يا سلمة لا تحدث فما آن لك أن تحدث. فلما حضرني أصحاب الحديث امتنعت عن التحديث، و سألوني، و اجتمعوا غير مرة، فلم أحدث فلما بلغت السبعين رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في المنام كأنه يقول لي: يا سلمة حدّث فقد آن لك أن تحدث، فبكرت إلى المسجد، و جمعت أصحاب الحديث و حدثتهم، فتعجبوا من ذلك و قالوا: سألناك غير مرة فلم تحدث و الآن فقد دعوتنا لتحدّثنا! فقصصت عليهم رؤياي، فقلت: إنما أمسكت عن التحديث بأمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و الآن حدثت بأمره.

قال: و أنا الحاكم أبو عبد اللّه قال: كتب إليّ أبو الحسن المروزي يذكر أن أحمد بن عمر بن بسطام حدثهم، نا أحمد بن سيار قال:

كان سلمة بن شبيب من أهل نيسابور تحول إلى مكة، و كان مستملي المقرئ صاحب سنة و جماعة رجل في الحديث و جالس الناس و كتب الكثير و مات بمكة (2)، و كنيته أبو عبد الرّحمن، و كان لا يخضب.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أنا محمّد بن عبد اللّه2.

ص: 79


1- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام 257/12.
2- تهذيب التهذيب 375/2.

الحافظ ، أنا أبو الحسن الدارقطني، حدّثني الوزير أبو الفضل جعفر بن الفضل قال:

سمعت أبا بكر محمّد بن موسى بن المأمون الهاشمي يقول: سمعت أبا عبد الرّحمن النسائي قال: ما علمنا بسلمة بأسا (1).

قرأت على أبي القاسم الشّحّامي، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني علي بن محمّد المروزي، قال: سألت أبا علي صالح بن محمّد البغدادي، عن سلمة بن شبيب فقال: صدوق.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

سمعت علي بن عيسى بن إبراهيم الحيري يقول: سمعت الحسين بن محمّد بن زياد يقول: توفي سلمة بن شبيب بمكة سنة أربع و أربعين قبل الموسم.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفضل عبيد اللّه بن أحمد بن علي الكوفي المقرئ.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن علي بن عبيد اللّه بن عمر بن سوار المقرئ، أنا أبو الفضل الكوفي، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عمران بن الجندي، أنا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث قال: مات سلمة بن شبيب بمكة سنة ست و أربعين و مائتين، و مات في أكلة فالوذج.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا أبو الحسن المؤدب، أنا أبو سليمان الرّبعي قال: قال الحسن بن علي: فيها - يعني سنة سبع و أربعين و مائتين - توفي سلمة بن شبيب بمكة.

أخبرنا أبو القاسم النسيب، نا أبو بكر الخطيب، أنا السمسار، أنا الصفار، نا ابن قانع: أن سلمة بن شبيب النيسابوري مات في سنة سبع و أربعين و مائتين.

2617 - سلمة بن صالح العنسي الحرستاني

2617 - سلمة بن صالح العنسي (2) الحرستاني (3)

حدّث عن أبي جرير سهل المديني.

ص: 80


1- المصدر السابق نفسه.
2- في مختصر ابن منظور 82/10 العنبسي.
3- الحرستاني بفتح الحاء و الراء و سكون السين، نسبة إلى حرستا قرية على باب دمشق قريبة منها (الأنساب). و في م: الخرستاني، تحريف.

روى عنه عمر بن مضر العبسي.

أنبأنا أبو طاهر محمّد بن الحسين الحنّائي، أنا أبو القاسم علي بن الفضل المقرئ - قراءة عليه - نا عبد الوهاب بن الحسن العدل، حدّثني أبو القاسم صاعد بن عبد الرّحمن بن صاعد، نا عمر بن مضر، نا سلمة بن صالح الحرستاني العنسي.

و أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن الخطّاب، أنا أبو القاسم علي بن محمّد بن علي الفارسي - قراءة عليه، بمصر - أنا أبو الطاهر محمّد بن أحمد بن عبد اللّه بن نصر بن بجير الذّهلي القاضي، نا علي بن سراج، نا أبو حفص عمر بن مضر الدمشقي، نا سلمة بن صالح العنسي، نا أبو جرير المدني عن الزّهري، عن عروة، عن عائشة قالت: عمم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عبد الرّحمن بن عوف بفناء بيتي هذا، و ترك من عمامته مثل ورق العشراء ثم قال:- و في حديث ابن الخطاب و قال:- رأيت أكثر من رأيت من الملائكة معتمّين.

2618 - سلمة بن عبد اللّه بن الوليد بن المغيرة

2618 - سلمة بن عبد اللّه بن الوليد (1) بن المغيرة

ابن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي المدني

حدّث عن أبيه.

روى عنه ابنه أيوب بن سلمة، و قدم دمشق في أيام معاوية، و قد تقدم ذكر ذلك في ترجمة ابنه أيوب بن سلمة.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا سهل بن السري [نا] أبو حاتم البخاري، نا محمّد بن المنذر الهروي، نا النّضر بن سلمة، نا إبراهيم بن عبد الرّحمن الشامي، عن إسحاق بن بسام، عن أيوب بن سلمة بن عبد اللّه بن الوليد المخزومي، عن أبيه، عن جده أنه أتى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال له:

«ما اسمك ؟» فقال: الوليد بن الوليد، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«ما كانت بنو مخزوم أن

ص: 81


1- فوق اللفظة بالأصل كلمة «صح».

يجعلوا أبا ابنك عبد اللّه بن الوليد» (1) قال ابن منده: غريب لا يعرف إلاّ من هذا الوجه[4875].

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار قال: و ولد الوليد بن الوليد عبد اللّه، و أمه ريطة بنت هشام بن المغيرة، و كان عبد اللّه ولد بعد [موت] (2) أبيه قال عمي مصعب بن عبد اللّه: فسمي الوليد بن الوليد بن الوليد، فقالت أم سلمة بنت أبي أمية ترثي الوليد (3):

يا عين بكّي الوليد بن الوليد بن المغيرة (4)مثل الوليد بن الوليد أبي الوليد كفى العشيرة الأبيات، فسمع النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:«ما اتخذتم الوليد إلاّ حنانا فسموه عبد اللّه»[4876].

فولد عبد اللّه بن الوليد سلمة، و أمه سعدى بنت عوف بن خارجة بن سنان بن أبي حارثة، و إخوته لأمه: يحيى، و عيسى ابنا طلحة بن عبيد اللّه، و المغيرة بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام.

2619 - سلمة بن عثمان القرشي

حكى عن يحيى بن الحارث الذّماري (5) قارئ أهل دمشق.

حكى عنه سلمة بن بشر الدمشقي.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا أبو القاسم البغوي، نا داود بن رشيد، نا

ص: 82


1- في أسد الغابة 309/3 و الإصابة 380/2 في ترجمة عبد اللّه بن الوليد:«أن تجعل الوليد ربّا، لكنت أنت عبد اللّه».
2- الزيادة عن نسب قريش للمصعب ص 329.
3- البيتان في نسب قريش ص 329 و الإصابة 381/2.
4- في الإصابة: أبكي الوليد...
5- أبو عمرو الغساني الذماري الدمشقي، ترجمته في سير الأعلام 189/6.

سلمة بن بشر، أخبرنا سلمة بن عثمان القرشي، نا يحيى بن الحارث الذّماري قال:

أخذت بيد واثلة بن الأسقع فقبلتها.

2620 - سلمة بن عمرو بن الأكوع

و اسمه سنان بن عبد اللّه بن بشير (1) بن خزيمة

ابن مالك بن سلامان بن أسلم بن أفصى بن حارثة

أبو عامر، و يقال: أبو مسلم، و يقال: أبو إياس

الأسلمي المعروف بابن الأكوع (2)

قيل: إنه شهد غزوة مؤتة من أرض البلقاء.

روى (3) عنه ابنه إياس بن سلمة، و مولاه يزيد بن أبي عبيد، و يزيد بن خصيفة، و عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن كعب بن مالك، و موسى بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن أبي ربيعة، و أبو سلمة بن عبد الرّحمن بن عوف، و الحسن بن محمّد بن الحنفية.

أخبرنا أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم بن هوازن، أنا أبي أبو القاسم، و أبو عثمان سعيد بن محمّد البحيري.

ح و أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح، أنا أبو القاسم القشيري.

و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أحمد بن منصور بن خلف.

و أخبرنا أبو بكر أحمد بن منصور بن بكر بن محمّد بن حيد، أنا جدي أبو منصور بكر بن محمّد قالوا: أنا أحمد بن محمّد بن عمر الخفّاف، أنا أبو العباس السّرّاج، نا قتيبة بن سعيد، أنا حاتم بن إسماعيل، ح قال أبو العباس قال: و نا محمّد بن رافع، نا صفوان - زاد ابن حيد: بن عيسى، جميعا - عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان يصلّي المغرب إذا غابت الشمس و توارت بالحجاب، و لم

ص: 83


1- في الاستيعاب:«قيس» و في أسد الغابة: قشير.
2- ترجمته في الاستيعاب 87/2 هامش الإصابة، أسد الغابة 271/2 الإصابة 67/2 تهذيب التهذيب 377/2 الوافي بالوفيات 321/15 و سير الأعلام 326/3 و انظر بحاشيتها أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
3- قبلها في تهذيب التهذيب 377/2: روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، و عن أبي بكر، و عمر، و عثمان، و طلحة.

يذكر إسماعيل حديث ابن رافع.

رواه مسلم (1) و الترمذي (2) عن قتيبة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبد الوهاب بن أبي حيّة، أنا محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر الواقدي (3)،حدّثني يحيى بن عبد اللّه بن أبي قتادة، عن المقبري، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: يومئذ - يعني مؤتة-:

«خير الفرسان أبو قتادة، و خير الرّجّالة سلمة بن الأكوع»[4877].

كذا قال الواقدي، و هو وهم، إنما قال النبي صلى اللّه عليه و سلم: هذا، يوم أغار عبد الرحمن (4) بن عيينة بن حصن الفزاري على لقاحه (5) بالغابة (6) بالمدينة. و قد ذكرت ذلك في ترجمة أبي قتادة إلاّ أن يكون قاله في الموطنين جميعا فاللّه أعلم.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن الحسين بن محمّد الزّعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا أحمد بن عبيد بن أيوب، نا إبراهيم بن سعد، عن أبي إسحاق قال: سلمة بن عمرو بن الأكوع، و الأكوع اسمه سنان، و سلمة يكنى أبا مسلم.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد بن البغدادي، قالت: أنا أبو طاهر الثقفي، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو الطّيّب محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد بن إبراهيم، نا عمي - يعني يعقوب بن إبراهيم - عن أبيه، عن ابن إسحاق، قال: سلمة بن الأكوع هو سلمة بن عمرو بن الأكوع، و اسم الأكوع سنان.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل (7) بن غسان، نا أبي قال: قال يحيى بنه.

ص: 84


1- صحيح مسلم كتاب المساجد باب 38 ح 216.
2- صحيح الترمذي رقم 164.
3- مغازي الواقدي 762/2.
4- كذا بالأصل، و في مغازي الواقدي 537/2 أن الذي أغار هو عيينة بن حصن.
5- بالأصل:«ألقاحه» و الصواب عن م و الواقدي.
6- الغابة موضع قرب المدينة من ناحية الشام (معجم البلدان).
7- بالأصل: الفضل، خطأ، و الصواب ما أثبت عن م، و قد تقدم التعريف به.

معين: سلمة بن عمرو بن الأكوع و اسم الأكوع سنان.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو (1) محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن رشأ أنا (2) محمّد بن أحمد بن نصير، أنا محمّد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص الفلاس، قال في تسمية من روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم: سلمة بن الأكوع، و هو سلمة بن عمرو.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني عمي، عن أبي عبيد قال: سلمة بن الأكوع و أخواه عامر و أهبان ابنا الأكوع من بني سلامان بن أسلم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسين بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (3) قال في الطبقة الثالثة من المهاجرين: سلمة بن الأكوع الأسلمي، يكنى أبا إياس، مات بالمدينة سنة أربع و سبعين، و قد روى عن أبي بكر و عمر، و عثمان. قال الهيثم بن عدي: يكنى أبا عامر، و مات في آخر خلافة معاوية. و قال أبو عاصم، عن يزيد بن أبي عبيد قال: كان يكنى أبا مسلم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (4) قال في الطبقة الثالثة:

الأكوع و اسمه سنان بن عبد اللّه بن بشير (5) بن خزيمة بن مالك بن سلامان بن أسلم بن أفصى، أسلم قديما هو و ابناه عامر و سلمة و صحبوا النبي صلى اللّه عليه و سلم جميعا.

قال محمّد بن عمر (6):قد سمعت من يذكر أن سلمة كان يكنى أبا إياس.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، ثم أنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد4.

ص: 85


1- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
2- بالأصل و م:«بن» خطأ و الصواب ما أثبت، و رشأ هو بن نظيف بن ما شاء اللّه، ترجمته في معرفة القراء الكبار للذهبي 342/1.
3- الخبر برواية ابن أبي الدنيا سقط من الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
4- طبقات ابن سعد 302/4.
5- في ابن سعد: قشير.
6- ابن سعد 306/4.

الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي المدائني، أنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم بن البرقي قال: و من أسلم بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر: سلمة بن وهب بن الأكوع، و اسم الأكوع سنان بن عبد اللّه بن قيس بن يقظة بن خزيمة بن مالك بن سلامان بن أسلم، و يقال: سلمة (1) بن عمرو، و يكنى أبا إياس، كان يسكن الرّبذة (2)،توفي سنة أربع و سبعين.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسن الأصبهاني قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (3) قال: سلمة بن عمرو بن الأكوع أبو مسلم الأسلمي، له صحبة، و يقال سلمة بن الأكوع، سكن الرّبذة.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة - ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (4) قال: سلمة بن عمرو بن الأكوع و الرواة تقول في المجاز: سلمة بن الأكوع ينسبونه إلى جده، و يكنى بأبي مسلم الأسلمي، له صحبة، سكن الرّبذة يعد في أهل المدينة، روى عنه إياس بن سلمة ابنه، و مولاه يزيد بن أبي عبيد، و يزيد بن خصيفة، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن غانم، أنا عبد الرحمن بن منده، أنا أبي أبو عبد اللّه قال: سلمة بن عمرو بن وهب بن سنان، و هو الأكوع الأسلمي المدني، يكنى أبا مسلم، توفي بالمدينة سنة أربع و ستين، و هو ابن ثمانين سنة.

روى عنه ابنه إياس، و الحسن بن محمّد بن الحنفية، و عبد الرحمن ابن (5)كعب بن مالك، و أبو سلمة بن عبد الرحمن.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أناأ.

ص: 86


1- بالأصل هنا: مسلمة، خطأ. و المثبت عن م.
2- الربذة من قرى المدينة، على ثلاثة أميال منها.
3- التاريخ الكبير 69/4.
4- الجرح و التعديل 166/4.
5- بالأصل و م:«ابنا» خطأ.

عبد الملك بن الحسن، أنا أحمد بن محمّد بن الحسين قال: سلمة بن عمرو بن الأكوع، أبو مسلم الأسلمي المدني، و قال الهيثم بن عدي: يكنى أبا عامر، و قال الواقدي و يحيى بن بكير، و ابن نمير: يكنى أبا إياس، سكن الرّبذة، سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم.

روى عنه ابنه إياس، و مولاه يزيد بن أبي عبيد، و الحسن بن محمّد بن الحنفية في: العلم، و النّكاح، و الجهاد، و عمرة الحديبيّة.

قال محمّد بن يحيى الذّهلي: قال يحيى بن عبد اللّه بن بكير المصري: مات سلمة بن الأكوع، يكنى أبا إياس سنة أربع و سبعين هكذا كناه، و قال الواقدي نحو قول ابن بكير إلى آخره، و قال: مات بالمدينة، و قال محمّد بن سعد: قال الهيثم بن عدي:

يكنى أبا عامر، و مات آخر خلافة معاوية، و قال الواقدي في التاريخ: كان سلمة يوم مات ابن ثمانين سنة، و قال ابن نمير: مات سنة أربع و سبعين.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (1)،قالا: أما سنان بنونين: عامر بن الأكوع، و اسم الأكوع سنان بن عبد اللّه بن قشير بن خزيمة بن مالك بن سلامان بن أسلم بن أفصى بن جارية (2) بن عمرو بن عامر ماء السماء، و ابن أخيه سلمة بن الأكوع، نسب إلى جده و هو سلمة بن عمرو بن الأكوع، كنيته أبو سلمة (3)،كذا فيه و الصواب أبو مسلم.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أحمد بن محمود، أنا محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الطّيّب المنبجي، نا عبيد اللّه بن سعد بن إبراهيم الزّهري، نا مكي بن إبراهيم، نا يزيد بن أبي عبيد، قال: خرجت أنا و سلمة بن الأكوع فلقيه رجل فقال: يا أبا مسلم.

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن، أنا أبو الفرج سهل بن بشر، و أحمد بن محمّد بن سعيد الطريثيثي، قالا: أنا محمّد بن أحمد السّعدي، أنا منير بن أحمد بن الحسن، أنا أبو محمّد جعفر بن أحمد بن إبراهيم، أنا أحمد بن الهيثم البلدي، قال:

قال أبو نعيم: سلمة بن الأكوع أبو مسلم.م.

ص: 87


1- الاكمال لابن ماكولا 439/4 و 444-445.
2- في الاكمال: حارثة.
3- كذا في أصل الاكمال، و صوبها محققه في المتن: أبو مسلم.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: سلمة بن الأكوع صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كنيته أبو مسلم.

أخبرنا أبو البركات، أنا أبو الفضل، و أبو المعالي ثابت بن بندار قالا: أنا أبو العلاء، أنا أبو بكر، أنا أبو أمية، نا أبي قال: قال أبو زكريا سلمة بن الأكوع أبو مسلم، و في رواية ثابت: كان سلمة بن الأكوع يكنى أبا مسلم.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد قال: قال أبو موسى هارون بن عبد اللّه: سلمة بن عمرو بن الأكوع الأسلمي، يقال كنيته أبو إياس، و يقال: أبو عامر، و يقال: أبو مسلم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو مسلم سلمة بن عمرو بن الأكوع الأسلمي له صحبة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو مسلم سلمة بن الأكوع سكن الرّبذة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، أنا محمّد بن أحمد بن حمّاد (1) قال:

أبو مسلم سلمة بن الأكوع.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا أبو الفتح سليم بن أيوب، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد الحوري، نا يزيد بن محمّد بن إياس، قال: سمعت محمّد بن أحمد المقدّمي يقول: سلمة بن الأكوع الأسلمي يكنى أبا مسلم.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن1.

ص: 88


1- الكنى و الأسماء للدولابي 55/1.

منجويه، أنا محمّد بن محمّد الحاكم قال: أبو مسلم، و يقال: أبو عامر، و يقال: أبو إياس سلمة بن عمرو بن الأكوع، و اسم الأكوع سنان بن عبد اللّه بن قشير بن خزيمة بن مالك بن سلامان بن أسلم بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر الأسلمي، و يقال الخزاعي ابن عم الأنصار. له صحبة من النبي صلى اللّه عليه و سلم، و له أخ يسمى وهب، أدرك زمن الحجاج و يقال مات سنة أربع و ستين.

أخبرنا أبو حاتم مكي بن عبدان، نا محمّد بن يحيى، حدّثني يحيى - يعني - ابن عبد اللّه بن بكير، قال: سلمة بن الأكوع يكنى أبا إياس.

قال: و حدّثني أبو الحسن علي بن محمّد بن سختويه، نا محمّد - يعني - ابن عبدوس بن كامل، نا محمّد - يعني - ابن عبد اللّه بن نمير، قال: سلمة بن الأكوع أبو إياس. قال الحاكم: قال محمّد بن عمر الواقدي: سلمة بن الأكوع الأسلمي، قال الهيثم بن عدي: يكنى أبا عامر.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني أحمد بن زبير، نا يعقوب بن كعب، نا أبو خالد الأحمر، عن يزيد بن أبي عبيد قال: رأيت سلمة يصفّر لحيته.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمرو بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1)،أنا يعلى بن الحارث المحاربي الكوفي، حدّثني أبي عن إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه و كان من أصحاب الشجرة - يعني أنه شهد الحديبيّة مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - و بايع تحت الشجرة، و نزل فيهم القرآن، لَقَدْ رَضِيَ اللّٰهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبٰايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ (2).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبي، نا عبد الصمد، نا عمر بن راشد اليمامي، نا إياس بن سلمة بن الأكوع الأسلمي، عن أبيه قال: ما سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يستفتح دعاء إلاّ استفتحه: بسبحان ربي الأعلى العلي الوهاب.4.

ص: 89


1- طبقات ابن سعد 306/4.
2- سورة الفتح، الآية:18 و في التنزيل العزيز: يبايعونك.
3- مسند الإمام أحمد 54/4.

و قال سلمة: بايعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فيمن بايعه تحت الشجرة، ثم مررت به بعد ذلك و معه قوم فقال:«بايع يا سلمة»، فقلت: قد فعلت، قال:«و أيضا»، فبايعته الثانية.[4878] أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنا أبو القاسم الوزير، نا أبو القاسم البغوي، حدّثني جدي، نا أبو أحمد - يعني الزّبيري - نا يعلى بن الحارث المحاربي، عن إياس بن سلمة، عن أبيه، و كان من أصحاب الشجرة.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم بن سعدويه، أنا أبو الفضل عبد الرّحمن بن أحمد، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون الرّوياني، نا عمرو بن علي، نا صفوان - يعني ابن عيسى - عن يزيد بن أبي عبيد قال: قلنا لسلمة: على أي شيء بايعتم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: على الموت.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن علي، و أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمّد قالا: أنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو الفضل الفامي و هو عبيد اللّه بن محمّد في شوال سنة ثمان و ثمانين و ثلاثمائة، أنا أبو العباس السّرّاج، نا قتيبة بن سعيد، نا حاتم بن إسماعيل، عن يزيد بن أبي عبيد قال: قلت لسلمة بن الأكوع: على أي شيء بايعتم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم الحديبيّة ؟ قال: على الموت.

رواه البخاري، و مسلم، و الترمذي، و النسائي عن قتيبة. (1)

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي التميمي، أنا أبو بكر القطيعي، نا عبد اللّه (2) بن أحمد، حدّثني أبي، نا حمّاد بن مسعدة، عن يزيد - يعني ابن أبي عبيد - عن سلمة بن الأكوع، قال: بايعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مع الناس يوم الحديبيّة ثم قعدت متنحيا فلما تفرق الناس عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«يا ابن الأكوع أ لا تبايع ؟» فقلت: قد بايعت يا رسول اللّه قال:«و أيضا». قلت:

على ما بايعتم ؟ قال: على الموت[4879].4.

ص: 90


1- في البخاري كتاب المغازي باب غزوة الحديبية 346/7، و صحيح مسلم في الإمارة ح(1860) و سنن الترمذي رقم(1952) و النسائي 141/7.
2- مسند الإمام أحمد 47/4.

قال (1):و حدّثني أبي، نا مكي بن إبراهيم، نا يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع، قال: بايعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، ثم عدلت إلى ظل شجرة، فلما خفّ الناس عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«يا ابن الأكوع أ لا تبايع ؟» قلت: قد بايعت يا رسول اللّه، قال:«و أيضا»، قال:

فبايعت الثانية، قال يزيد: فقلت: يا أبا مسلم على أي شيء يبايعون (2) يومئذ؟ قال:

على الموت[4880].

أخبرنا أبو سهل بن سعدويه، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا عمرو بن علي، نا أبو عاصم، نا يزيد بن أبي عبيد، نا سلمة بن الأكوع قال: غزوت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم غزوات.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبي، نا حمّاد بن مسعدة، عن يزيد، عن سلمة، قال:

غزوت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سبع غزوات، فذكر الحديبيّة و يوم خيبر، و يوم القرد (4)،و يوم حنين، قال يزيد: و نسيت بقيتهن.

أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر المقرئ (5) بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا ابن نمير، نا أبو عاصم، عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع أنه قال: غزوت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سبع غزوات و مع زيد بن حارثة تسع غزوات، أمّره رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم علينا.

أخبرنا أبو سهل المزكّي، أنا أبو الفضل الرازي، أنا أبو القاسم بن فناكي، نا محمّد بن هارون، نا عمرو بن علي، نا عبد الرّحمن بن مهدي، نا عكرمة بن عمار، عن إياس بن سلمة، عن أبيه قال: كان شعارنا ليلة بيّتنا (6) هوازن مع أبي بكر الصّدّيق أمّرهة.

ص: 91


1- مسند أحمد 54/4.
2- كذا بالأصل، و في المسند: تبايعون.
3- مسند أحمد 54/4.
4- ذو قرد: ماء ليلتين من المدينة، بينها و بين خيبر.
5- كذا بالأصل، و يبدو أنها مقحمة و لا لزوم لها.
6- بيّتنا، التبييت الطروق ليلا على غفلة للغارة.

علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: أمت أمت، فقتلت بيدي سبعة أهل أبيات (1).

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد، أنا الحسن بن علي، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا عبد الرّحمن بن مهدي، عن عكرمة بن عمّار، عن إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه قال: كان شعارنا ليلة بيّتنا فيها هوازن مع أبي بكر الصّدّيق أمّره علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: أمت أمت و قتلت بيدي ليلتئذ سبعة أهل أبيات (2).

أخبرتنا به عاليا أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا عبد اللّه بن عمّار أبو عبد الرّحمن البصري، نا عكرمة بن عمّار، حدّثني إياس بن سلمة، عن أبيه قال: كان شعارنا ليلة بيّتنا فيها هوازن مع أبي بكر أمّره النبي صلى اللّه عليه و سلم علينا (3):أمت أمت، قال: فقتلت بيدي ليلتئذ سبعة أهل أبيات.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو عمرو بن حمدان الحيري، أنا أحمد بن علي بن المثنّى، نا عبد اللّه بن بكّار، نا عكرمة بن عمّار، حدّثني إياس بن سلمة، حدّثني أبي قال:

غزوت مع أبي بكر أمّره النبي صلى اللّه عليه و سلم علينا فغزونا هوازن، فلما دنونا من ماء لبني فزارة عرّس بنا أبو بكر، فلما صلّينا الصّبح أمرنا فشننّا الغارة، و وردنا الماء، فقتل من قتل عليه، و رأيت عنقا (4) من الذراري في أوائل الناس، فخشيت أن يسبقوني إلى الجبل، فغدوت حتى حلت بينهم و بين الجبل، و فيهم امرأة من بني فزارة عليها قشع (5)من أدم، معها ابنة لها من أحسن الناس، فجئت بهم أسوقهم إلى أبي بكر، فنفلني ابنتها فما كشفت لها عن ثوب حتى قدمت المدينة، فلقيني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في السوق، فقال لي:

«يا سلمة، هب لي المرأة، للّه أبوك» قلت: يا نبي اللّه لقد أعجبتني المرأة، و ما).

ص: 92


1- نقله الذهبي في سير الأعلام من طريق ابن مهدي 327/3.
2- مسند الإمام أحمد 46/4.
3- من هنا إلى «فغزونا هوازن» في الخبر التالي سقط من م.
4- العنق: الجماعة من الناس (اللسان: عنق).
5- القشع أراد به الفرو الخلق (النهاية: قشع).

كشفت لها ثوبا، فسكت عني، حتى إذا كان من الغد لقيني في السوق و لم أكشف لها ثوبا، فقال:«يا سلمة، هب لي المرأة، للّه أبوك» قال: قلت: هي لك يا رسول اللّه، فبعث بها إلى أهل مكة ففادى بها أسارى من المؤمنين في أيدي المشركين (1)[4881] أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، نا جعفر بن عون، نا أبو عميس، عن إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه قال:

جاء عين للمشركين إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: فلما طعم انسلّ . قال: فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«عليّ الرجل، اقتلوا» قال: فابتدر القوم، قال: و كان أبي يسبق الفرس شدا قال: فسبقهم إليه فأخذ بزمام ناقته أو بخطامها. قال: ثم قتله. قال: فنقله رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سلبه[4882].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم - قراءة - أنا أبو القاسم علي بن محمّد بن يحيى السّلمي السّميساطي (3)،أنا عبد الوهاب بن الحسن الكلابي، أنا مكحول و هو محمّد بن عبد اللّه بن عبد السلام البيروتي (4)،نا أبو الحسين أحمد بن سليمان بن عبد الملك الرّهاوي (5).

ح و أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور السّلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا محمّد - أظنه - ابن عبد اللّه بن نمير قالا: نا جعفر بن عون، أنا - و في حديث فاطمة - نا أبو عميس، عن إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه قال: جاء عين من المشركين إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو نازل، فلما طعم انسلّ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - و في حديث فاطمة فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم-«عليّ الرجل، فاقتلوه» قال:

فابتدر - و قالت فاطمة: فابتدره - القوم قال: فكان أبي يسبق الفرس شدا، فسبقهم إليه فأخذ بخطام راحلته فقتله، قال: فنفّله رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سلبه.2.

ص: 93


1- الحديث في مسند الإمام أحمد 51/4.
2- مسند الإمام أحمد 50/4-51.
3- ترجمته في سير الأعلام 71/18.
4- ترجمته في سير الأعلام 33/15.
5- ترجمته في سير الأعلام 475/12.

رواه النسائي، عن الرّهاوي.

أخبرنا أبو سهل الأصبهاني، أنا أبو الفضل الرازي، أنا أبو القاسم بن فناكي، نا محمّد بن هارون، نا عمرو بن علي، نا مكي بن إبراهيم، نا يزيد بن أبي عبيد قال:

رأيت أثر ضربة في ساق سلمة بن الأكوع فقلت: يا سلمة ما هذه الضربة ؟ قال:

أصابتني يوم خيبر فقال الناس: أصيب سلمة، فأتي به النبي صلى اللّه عليه و سلم فنفث عليها ثلاث نفثات فما اشتكيتها حتى الساعة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا هارون بن عبد اللّه.

ح و أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا محمّد بن المثنّى قالا: نا مكي بن إبراهيم، أخبرني يزيد بن أبي عبيد قال:

رأيت أثر ضربة في ساق سلمة فقلت: يا أبا مسلم ما هذه الضربة ؟ قال: هذه ضربة أصابتني يوم خيبر، و قال الناس: أصيب سلمة، فأتي بي النبي صلى اللّه عليه و سلم فنفث فيه ثلاث نفثات فما اشتكيتها حتى الساعة.

و في حديث أبي يعلى: فأتي بي إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فنفث فيّ .

أخبرنا أبو عبد اللّه بن الفضل، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن محمّد، و أبو سهل محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الحمصي.

ح و أخبرنا أبو الفتح محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي بكر الكشميهني، و أبو حفص عمر بن أبي الفضل محمّد بن علي بن حيدر، و أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل الجرّاحي، و أبو الفتح محمّد بن الحسن بن البذيمة، و أبو بكر عبد اللّه بن أبي مطيع الهروي، و أبو محمّد عبد الرّحمن بن عبد اللّه البراثي، و أبو محمّد الحسن بن عبد الرحيم بن أحمد المعلم البزار، قالوا: أنا أبو الخير محمّد بن موسى بن عبد اللّه الصفار، قالوا: أنا أبو الهيثم محمّد بن المكي الكشميهني.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن

ص: 94

محمّد بن نعيم العيّار، أنا أبو علي محمّد بن عمر بن يوسف الشبوي (1)،قالا: أنا أبو عبد اللّه محمّد بن يوسف بن مطر الفربري، أنا محمّد بن إسماعيل البخاري، نا المكي بن إبراهيم، نا يزيد بن أبي عبيد قال:

رأيت أثر ضربة في ساق سلمة، فقلت: يا أبا مسلم ما هذه الضربة ؟ قال: هذه ضربة أصابتني يوم خيبر فقال الناس: أصيب سلمة، فأتيت النبي صلى اللّه عليه و سلم فنفث فيه ثلاث نفثات فما اشتكيتها حتى الساعة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الخطيب، نا محمّد بن الحسن بن محمّد بن يونس، نا أبو العباس أحمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن، نا محمّد بن إسماعيل، حدّثني أبو الوليد، نا عكرمة بن عمّار، عن إياس بن سلمة، عن أبيه قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:

«خير رجالنا سلمة»، هذا مختصر من حديث طويل[4883].

أخبرتنا به أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالت: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى أحمد بن علي، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا هاشم بن القاسم، عن عكرمة بن عمّار، حدّثني إياس بن سلمة عن أبيه قال:

قدمت المدينة زمن الحديبيّة مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فخرجت أنا و رباح غلام [النبي صلى اللّه عليه و سلم بظهر النبي صلى اللّه عليه و سلم، و خرجت بفرس لطلحة بن عبيد اللّه، كنت أريد أن] (2) أندّيه (3) مع الإبل قال: فلما كان بغلس أغار عبد الرّحمن بن عيينة على إبل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقتل راعيها، و خرج يطردها هو و أناس معه في خيل، فقلت: يا رباح، اقعد على هذا الفرس فألحقه بطلحة، و أخبر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه قد أغير بسرحه (4) قال: فقمت على تلّ فجعلته.

ص: 95


1- ترجمته في سير الأعلام 423/16.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدرك عن طبقات ابن سعد 82/2 تحت عنوان: غزوة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الغابة. و الظهر: الإبل يحمل عليها و يركب (اللسان).
3- أندية، التندية: أن يورد الرجل فرسه الماء حتى يشرب ثم يرده إلى المرعى ساعة، ثم يعيده إلى الماء (اللسان: ندى).
4- في ابن سعد و سير الأعلام: على سرحه.

وجهي قبل المدينة ثم ناديت فقلت ثلاث مرّات: يا صباحاه (1)،ثم اتّبعت القوم و معي سيفي و نبلي فجعلت أرميهم و أعقر بهم، و ذلك حين يكثر الشجر قال: قال: فإذا ارجع إليّ فارس جلست في أصل شجرة ثم رميت فلا يقبل عليّ فارس إلاّ عقرت [به] (2)، فجعلت أرميهم و أنا أقول:

أنا ابن الأكوع *** اليوم يوم الرضّع

فألحق برجل فأرميه و هو على رحله. فوقع سهمي في الرجل حتى انتظمت كتفه فقلت:

خذها و أنا ابن الأكوع *** اليوم يوم الرّضّع

إذا كنت في الشجر أحدقتهم (3) بالنبل، و إذا تضايقت الثنايا علوت فرميتهم بالحجارة، فما زال ذلك شأني و شأنهم، أتبعهم، و أرتجز حتى ما خلق اللّه شيئا من ظهر النبي صلى اللّه عليه و سلم إلاّ خلفته وراء ظهري و استنقذته من أيديهم، ثم لم أزل أرميهم حتى ألقوا أكثر من ثلاثين رمحا، و أكثر من ثلاثين بردة، يستخفون منها، و لا يلقون من ذلك شيئا إلاّ جعلت عليه الحجارة، و جمعته على طريق رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى إذا امتد الضحى أتاهم عيينة بن بدر الفزاري، ممدا لهم و هم في ثنيّة ضيقة، ثم علوت الجبل و أنا فوقهم فقال عيينة ما هذا الذي أرى ؟ قالوا: لقينا من هذا البرح ما فارقنا الشجر (4) حتى الآن، أخذ كل شيء في أيدينا و جعله وراءه. فقال عيينة: لو لا أن يرى أن وراءه طلبا لقد تركهم، فقال: ليقم إليه نفر منكم، فقام إليه نفر أربعة فصعدوا في الجبل فلما أسمعهم الصوت فقلت لهم: أ تعرفونني ؟ قالوا: و من أنت ؟ قلت: أنا ابن الأكوع، و الذي كرّم وجه محمّد صلى اللّه عليه و سلم لا يطلبني رجل منكم فيدركني و لا أطلبه فيفوتني، و ساق الحديث.

رواه مسلم (5) عن أبي بكر بن أبي شيبة و فيه خلل في أوله.

أخبرناه على الصواب أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد، أنا أبو علي الواعظ ، أنا أبو).

ص: 96


1- بالأصل:«يا صاحباه» و المثبت عن المصدرين السابقين.
2- زيادة عن ابن سعد.
3- عن ابن سعد، و بالأصل: أحرقتهم.
4- كذا، و في ابن سعد و سير الأعلام: ما فارقنا بسحر حتى الآن.
5- أخرجه مسلم في صحيحه ح(1807).

بكر بن حمدان، نا عبد اللّه بن أحمد بن محمّد بن حنبل، حدّثني أبي (1)،نا هاشم بن القاسم، نا عكرمة بن عمار، حدّثني إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه قال:

قدمنا المدينة زمن الحديبية مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فخرجنا أنا و رباح غلام النبي صلى اللّه عليه و سلم بظهر النبي صلى اللّه عليه و سلم و خرجت بفرس لطلحة بن عبيد اللّه، كنت أريد أن أبدّيه (2) مع الإبل، فلما كان بغلس أغار عبد الرّحمن بن عيينة على إبل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقتل راعيها و خرج يطردها هو، و أناس (3) معه في خيل، فقلت: يا رباح اقعد على هذا الفرس فألحقه بطلحة و أخبر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه قد أغير على سرحه، قال: و قمت على تل فجعلت وجهي من قبل المدينة ثم ناديت ثلاث مرات: يا صباحاه قال: ثم اتّبعت القوم مع سيفي و نبلي فجعلت أرميهم و أعقر بهم و ذلك حين يكثر الشجر، فإذا رجع إليّ فارس جلست له في أصل الشجرة ثم رميت فلا يقبل عليّ فارس إلاّ عقرت به، فجعلت أرميهم و أقول:

أنا ابن الأكوع *** اليوم يوم الرضّع

فألحق برجل منهم فأرميه و هو على راحلة رحله فيقع سهمي في الرجل حتى انتظمت كتفه فقلت: خذها و أنا ابن الأكوع و اليوم يوم الرضع، فإذا كنت في الشجر أحرقتهم بالنبل، و إذا تضايقت الثنايا علوت الجبل (4) فردأتهم بالحجارة، فما زال ذلك شأني و شأنهم أتبعهم، فارتجز حتى ما خلق اللّه شيئا من ظهر النبي صلى اللّه عليه و سلم إلاّ خلّفته وراء ظهري و استنقذته من أيديهم، ثم لم أزل أرميهم حتى ألقوا أكثر من ثلاثين رمحا، و أكثر من ثلاثين بردة يستخفّون (5) منها، و لا يلقون من ذلك شيئا إلاّ جعلت عليه حجارة، و جمعت على طريق رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى إذا امتد الضحى أتاهم عيينة بن بدر الفزاري مددا لهم و هم في ثنية ضيقة، ثم علوت الجبل فأنا فوقهم، فقال عيينة: ما هذا الذي أرى ؟ قالوا: لقينا من هذا البرح ما فارقنا بسحر حتى الآن، و أخذ كل شيء كان في أيدينا و جعله وراء ظهره، قال: عيينة: لو لا أن هذا يرى أن وراءه طلبا لقد ترككم، ليقم إليه نفر منكم، فقام إليه نفر منهم أربعة، فصعدوا في الجبل فلما أسمعتهم الصوت قلت:ن.

ص: 97


1- مسند الإمام أحمد 52/4-53.
2- كذا بهذه الرواية بالباء الموحدة، يعني أبرزه مع الإبل و يذهب معها إلى موضع الكلأ (اللسان: بدا).
3- عن مسند أحمد و بالأصل:«و أنا».
4- عن المسند و بالأصل و م: الخيل.
5- عن المسند و بالأصل: يسحيون.

أ تعرفوني ؟ قالوا: و من أنت ؟ قلت: أنا ابن الأكوع، و الذي كرم وجه محمّد صلى اللّه عليه و سلم لا يطلبني منكم رجل فيدركني و لا أطلبه فيفوتني، قال رجل منهم: إني أظن. قال: فما برحت مقعدي ذلك حتى نظرت إلى فوارس رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يتخللون (1) الشجر، و إذا أولهم الأخرم الأسدي و على إثره أبو قتادة فارس رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و على إثر أبي قتادة المقداد الكندي، فولّى المشركون مدبرين، و أنزل من الجبل فأعرض للأخرم فآخذ عنان فرسه، فقلت: يا أخرم أنذر القوم - يعني احذرهم - فإني لا آمن أن يقطعوك فائتد حتى يلحق رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أصحابه قال: يا سلمة إن كنت تؤمن باللّه و اليوم الآخر، و تعلم أن الجنة حق و النار حق، فلا تحل بيني و بين الشهادة، قال - فخلّيت عنان فرسه فيلحق بعبد الرّحمن بن عيينة و يعطف عليه [عبد] (2) الرّحمن فاختلفا طعنتين فعقر (3) الأخرم بعبد الرّحمن و طعنه عبد الرّحمن فقتله، فتحول عبد الرّحمن على فرس الأخرم فيلحق أبو قتادة بعبد الرّحمن فاختلفا طعنتين فعقر بأبي قتادة، و قتله أبو قتادة، و تحول أبو قتادة على فرس الأخرم.

ثم إني خرجت أعدو في أثر القوم حتى ما أرى من غبار صحابة النبي صلى اللّه عليه و سلم شيئا و يعرضون قبيل غيبوبة الشمس إلى شعب فيه ماء يقال له ذو قرد (4) فأرادوا أن يشربوا منه فأبصروني أعدو وراءهم فعطفوا عنه و أسندوا في الثنية ثنية ذي تير، و غربت الشمس فألحق رجلا فأرميه فقلت:

خذها و أنا ابن الأكوع *** و اليوم يوم الرضع

قال: فقال: يا ثكل أمي أ كوعي بكرة ؟ قلت: نعم يا عدو نفسه، و كان الذي رميته بكرة فاتبعته سهما آخر فعلق به سهمان و يخلفون فرسين، فجئت بهما أسوقهما إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و هو على الماء الذي حلّيتهم (5) عنه ذو قرد، فإذا نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم في خمس مائة، و إذا بلال قد نحر جزورا مما خلفت فهو يشوي لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من كبدها و سنامها، فأتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقلت: يا رسول اللّه خلّني فانتخب من أصحابك مائة فآخذ علىه.

ص: 98


1- عن المسند و بالأصل: يتخلفون.
2- زيادة لازمة.
3- بالأصل: فعقد، و المثبت عن المسند.
4- ماء على ليلتين من المدينة بينها و بين خيبر (ياقوت).
5- حلّيتهم عنه أي صددتهم عنه، و منعتهم عن وروده.

الكفار بالعشوة فلا يبقى منهم مخبر إلاّ قتلته، قال:«أ كنت فاعلا ذلك يا سلمة ؟» قال:

نعم و الذي أكرمك، فضحك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى رأيت نواجذه في ضوء النار ثم قال:

«إنهم يقرون الآن (1) بأرض غطفان» فجاء رجل من غطفان فقال: مرّوا على فلان الغطفاني فنحر لهم جزورا فلما أخذوا يكشطون جلدها رأوا غبرة فتركوها و خرجوا هرابا فلما أصبحنا قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«خير فرساننا اليوم أبو قتادة، و خير رجالتنا سلمة» فأعطاني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سهم الراجل و الفارس جميعا، ثم أردفني وراءه على العضباء راجعين إلى المدينة، فلما كان بيننا و بينها قريبا من ضحوة، و في القوم رجل من الأنصار كان لا يسبق (2) جعل ينادي: هل من مسابق ؟ أ لا رجل يسابق إلى المدينة فأعاد ذلك مرارا و أنا وراء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مرد في قلت له: أ ما تكرم كريما و لا تهاب شريفا؟ فقال: لا إلاّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: قلت: يا رسول اللّه بأبي أنت و أمي خلني فلأسابق الرجل، قال:

«إن شئت» قلت: أذهب إليك، فطفر عن راحلته و ثنيت رجليّ و طفرت عن الناقة، ثم إني ربطت عليها شرفا أو شرفين - يعني استبقيت نفسي، أي إني غدوت حتى ألحقه فأصكّ بين كتفيه بيدي. قلت: سبقتك و اللّه أو كلمة نحوها قال: فضحك و قال: إن أظن، حتى قدمنا المدينة (3).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن محمّد، أنا محمّد بن سعد (4)،أنا سعيد بن منصور، نا عطاف (5) بن خالد، حدّثني عبد الرّحمن بن زيد (6) العراقيّ قال: أتينا سلمة بن الأكوع بالرّبذة فأخرج إلينا يدا ضخمة كأنها خفّ البعير. فقال: بايعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بيدي هذه، فأخذنا يده فقبّلناها. رواه يحيى الحمّاني عن عطاف، عن عبد الرّحمن بن عبد الملك.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا».

ص: 99


1- عن المسند و بالأصل:«الأرض».
2- عن المسند و بالأصل: لا يسيف.
3- الخبر في طبقات ابن سعد 82/2 و سير الأعلام 327/3 و ما بعدها، و أخرجه مسلم في صحيحه في الجهاد ح(1807).
4- الخبر في طبقات ابن سعد 306/4.
5- في ابن سعد:«عكاف بن سعد» تحريف.
6- عن ابن سعد و بالأصل «زبر» و في سير الأعلام 330/3 «رزين».

عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا يونس، نا العطاف - يعني ابن خالد - حدّثني عبد الرّحمن قال أبي، و قال غير يونس: بن رزيق (2)،أنه نزل بالرّبذة هو و أصحابه يريدون الحج فقيل لهم: هاهنا سلمة بن الأكوع صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأتيناه فسلّمنا عليه ثم سألناه، فقال: بايعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بيدي هذه، و أخرج لنا كفّه، كفا ضخمة قال: فقمنا إليه فقبّلنا كفيه جميعا.

و هذا هو الصحيح في نسب عبد الرّحمن، فقد أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصّوفي - ببغداد - نا أبو نصر التّمّار، نا عطاف بن خالد المخزومي، عن عبد الرّحمن بن رزيق، عن سلمة بن الأكوع، قال: بايعت بيدي هذه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقبّلناها فلم ينكر ذلك.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، نا عبد اللّه بن محمّد، نا هارون بن عبد اللّه، نا هارون بن عبد اللّه بن الزبير، نا علي بن يزيد بن أبي حكيمة، حدّثني إياس بن سلمة، عن أبيه قال: أردفني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مرارا و مسح على وجهي مرارا، و استغفر لي مرارا، عدد ما في يدي من الأصابع.

أنبأنا أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن منده، و أبو علي الحسن بن أحمد، و جماعة، قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة (3)،نا سلمان بن أحمد الطّبراني، نا بشر بن موسى، نا الحميدي، نا علي بن يزيد بن حكيم - و في حديث ابن مندة: بن حكيمة و قالوا:- الأسلمي، نا إياس بن سلمة، عن أبيه قال: أردفني النبي صلى اللّه عليه و سلم مرارا و مسح رأسي مرارا، و استغفر لي و لذرّيّتي عدد ما بيدي من الأصابع.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (4)،حدّثني أبي، نا حمّاد بن مسعدة، عن يزيد - يعني ابن أبي عبيد - عن سلمة أنه استأذن النبي صلى اللّه عليه و سلم في البدو فأذن له.4.

ص: 100


1- الخبر في مسند أحمد 54/4.
2- كذا بالأصل، و في المسند و م: ابن رزين.
3- بالأصل: ربذة، خطأ و الصواب ما أثبت و ضبط :«ريذه» و قد تقدم التعريف به.
4- مسند أحمد 47/4 و 54.

أخبرنا أبو سهل بن سعدويه، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب، نا محمّد بن هارون، نا عمرو بن علي، نا حمّاد بن مسعدة، نا يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع قال: استأذنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في البداوة فأذن لي (1).

أخبرنا أبو القاسم الكاتب، أنا أبو علي الواعظ ، أنا أبو بكر القطيعي، نا عبد اللّه (2)،حدّثني أبي، نا يحيى بن غيلان، نا المفضّل، حدّثني [يحيى] (3) بن أيوب، عن عبد الرّحمن بن حرملة، عن محمّد بن عبد اللّه بن الحصين، عن عمر بن عبد الرّحمن بن جرهد قال:

سمعت رجلا يقول لجابر بن عبد اللّه: من بقي معك من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: بقي أنس بن مالك، و سلمة بن الأكوع، فقال رجل: أما سلمة فقد ارتدّ عن هجرته، فقال جابر: لا تقل ذلك، فإني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول لأسلم:«ابدوا يا أسلم» قالوا: يا رسول اللّه إنا نخاف أن نرتدّ بعد هجرتنا، فقال:«أنتم (4) مهاجرون حيث كنتم»، كذا رواه سعيد بن أبي مريم، عن يحيى بن أيوب[4884].

أخبرناه أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب، أنا محمّد بن الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن الحسين النهاوندي، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن، نا محمّد بن إسماعيل البخاري، نا سعيد بن أبي مريم، نا يحيى بن أيوب، عن ابن حرملة، حدّثني محمّد بن عبد اللّه بن الحصين، سمع عمر بن عبد اللّه بن جرهد يقول: سمعت رجلا يقول لجابر بن عبد اللّه:

من بقي معكم من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم ؟ فقال: بقي أنس بن مالك، و سلمة بن الأكوع، فقال رجل: أما سلمة فقد ارتدّ عن هجرته، قال جابر: سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«ابدوا يا أسلم أنتم مهاجرون حيث كنتم»[4885].

قال البخاري: و هو سلمة بن عمرو بن الأكوع أبو (5) مسلم.أ.

ص: 101


1- انظر سير الأعلام 330/3.
2- في مسند أحمد 61/3-362.
3- زيادة عن المسند.
4- في المسند: إنكم أنتم تهاجرون حيث كنتم.
5- بالأصل:«ابن مسلم» خطأ.

و رواه المفضّل بن فضالة أيضا، عن يحيى بن أيوب بإسناد آخر.

أخبرناه أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد، أنا الحسين بن علي، أنا أبو بكر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا يحيى بن غيلان، نا المفضّل - يعني ابن فضالة - حدّثني يحيى بن أيوب، عن عبد الرّحمن بن حرملة، عن سعيد بن إياس بن سلمة بن الأكوع أن أباه حدّثه:

أن سلمة قدم المدينة فلقيه بريدة بن الحصيب فقال: ارتددت (2) عن هجرتك يا سلمة ؟ فقال: معاذ اللّه إني في إذن من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، إني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«ابدوا يا أسلم، فتنسموا الرياح و اسكنوا الشّعاب» فقالوا: إنا نخاف يا رسول اللّه أن يضرنا ذلك في هجرتنا، فقال:«أنتم مهاجرون حيث كنتم»[4886].

أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا محمّد بن إسحاق المسيبي، نا سليمان بن داود بن قيس، عن داود بن قيس، عن زيد بن أسلم، عن سلمة بن الأكوع أنه قال:

كنت أحرس رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لبعض حاجته فاتكأ على يدي فمررنا برجل في المسجد رافعا صوته يصلّي فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«عسى أن يكون هذا مرائيا» قال: فقلت: يا رسول اللّه رجل يصلّي و يدعو ربه قال: فرفص يدي ثم قال:«إنكم لن تنالوا هذا الأمر بالمغالبة و الشدة» قال أحدهما، قال: ثم خرج ليلة أخرى فوجدني فاتكأ على يدي فمررنا برجل يصلّي في المسجد رافعا صوته فقلت: يا رسول اللّه عسى أن يكون هذا مرائيا، قال:«لا و لكنه أوّاه» فذهبت انظر فإذا هو عبد اللّه ذو البجادين، و الآخر أعرابي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن محمّد بن عبد الرّحمن.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا قالا:ت.

ص: 102


1- مسند الإمام أحمد 55/4.
2- عن المسند و بالأصل و م: ارتدت.

نا محمّد بن سعد (1)،نا محمّد بن عمر، نا عبد الحميد بن جعفر عن أبيه عن زياد بن مينا قال:

كان ابن عباس و ابن عمر، و أبو سعيد الخدري، و أبو هريرة - زاد ابن عبد الباقي:

و عبد اللّه بن عمرو بن العاص و قالا:- و جابر بن عبد اللّه، و رافع بن خديج، و سلمة بن الأكوع، و أبو واقد الليثي، و عبد اللّه بن بحينة مع أشباه لهم من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يفتون بالمدينة، و يحدّثون عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، من لدن توفي عثمان إلى أن توفوا، و الذين صارت إليهم الفتوى منهم: ابن عباس، و ابن عمر، و أبو سعيد الخدري، و أبو هريرة، و جابر بن عبد اللّه.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا عبد الرّحمن بن أحمد، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا عمرو بن علي، نا عبد اللّه بن هارون، حدّثني أبي، عن محمّد بن إسحاق، نا عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت، و كان من خيار الأنصار، و في بيوتهم الصالحة أن الحسن بن علي (2) بن محمّد بن علي بن أبي طالب قال: اذهب بنا إلى سلمة بن الأكوع فلنسأله فإنه من صالحي أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم القدم، قال: فخرجنا نريده فلقينا بالبلاط عند دار مروان يقوده قائده، و كان قد كفّ بصره (3).

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا محمّد بن علي بن محمّد الخبّازي (4)، و محمّد بن أحمد بن عبيد اللّه، قالا: أنا محمّد بن المكي الكشميهني (5).

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه أيضا، أنا سعيد بن أحمد بن محمّد، أنا محمّد بن عمر بن يوسف قالا: أنا محمّد بن يوسف بن مطر الفربري.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب، أنا محمّد بن الحسن النهاوندي، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن قالا: نا محمّد بن إسماعيلو.

ص: 103


1- الخبر في طبقات ابن سعد الكبرى 372/2 في ترجمة ابن عباس.
2- كذا بالأصل بزيادة علي، و قد تقدم في أول الترجمة أن الحسن بن محمد بن الحنفية حدث عنه، و الظاهر أنها مقحمة و الصواب حذفها، انظر سير الأعلام 331/3.
3- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام 331/3 من طريق عبادة بن الوليد عن الحسن بن محمّد بن الحنفية.
4- بالأصل: الحنازي خطأ، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 44/18.
5- ترجمته في سير الأعلام 361/16 و هذه النسبة إلى كشميهن قرية من قرى مرو.

البخاري (1)،نا قتيبة، نا حاتم، عن يزيد بن أبي عبيد قال: لما قتل عثمان بن عفان خرج سلمة بن الأكوع إلى الرّبذة و تزوج هناك امرأة و ولدت له أولادا. فلم يزل بها حتى قبل أن يموت بليال فنزل المدينة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن علي، أنا محمّد بن أحمد، نا الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال: قال الواقدي: مات سلمة بن الأكوع سنة أربع و سبعين.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، أنا أحمد بن محمّد بن الفضل، نا محمّد بن إسحاق، أخبرني أبو يونس، نا إبراهيم بن المنذر قال: مات سلمة بن الأكوع سنة أربع و ستين.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن علي السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط قال: و في سنة أربع و ستين مات سلمة بن الأكوع.

ثم قال خليفة في موضع آخر و فيها - يعني سنة أربع و سبعين - مات سلمة بن الأكوع (2).

و هذا القول الثاني هو الصحيح في وفاته، فقد قال خليفة فيما أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العز الكيلي، قالا: أنا أحمد بن الحسن بن أحمد،- زاد الأنماطي:

و أبو الفضل أحمد بن الحسن، قالا:- أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خياط (3) قال:

و من أسلم بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر: سلمة و وهب ابنا الأكوع، و اسم الأكوع سنان بن عبد اللّه بن قشير بن خزيمة بن مالك بن سلامان بن أسلم بن أفصى يكنى - يعني سلمة - أبا مسلم، مات سنة أربع و سبعين.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية،6.

ص: 104


1- أخرجه البخاري في الفتن 35/13 و نقله الذهبي في سير الأعلام من طريق يزيد بن أبي عبيد 331/3.
2- ورد في تاريخ خليفة ص 271 أنه مات سنة 74 و لم يرد له ذكر فيمن مات سنة 64 في تاريخه، و في طبقاته 186 ذكر وفاته سنة 74 أيضا.
3- طبقات خليفة ص 186.

أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن محمّد، نا محمّد بن سعد (1)،نا محمّد بن عمر، حدّثني عبد العزيز بن عقبة، عن إياس بن سلمة قال: توفي أبي (2) سلمة بن الأكوع بالمدينة سنة أربع و سبعين، و هو ابن ثمانين سنة، قال محمّد بن عمر: و قد روى سلمة عن أبي بكر، و عمر، و عثمان.

أنبأنا أبو سعد محمّد بن محمّد، و أبو علي الحسن بن أحمد، قالا: أنا أحمد بن عبد اللّه بن إسحاق، نا سليمان بن أحمد، نا أبو الزّنباع، نا يحيى بن بكير، قال: توفي سلمة بن الأكوع، و يكنى أبا إياس سنة أربع و سبعين، و يقال: توفي و سنه ثمانين سنة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - أنا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن أبي عمرو، أنا أبو عبد اللّه بن مروان، قالا: أنبأ أبو عبد الملك البسري، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا علي بن عبد اللّه التميمي، قال: سلمة بن الأكوع يكنى أبا إياس، و أبو سعيد الخدري، و ابن عمر ماتوا في عام واحد سنة أربع و سبعين.

أخبرنا أبو الأعز [قراتكين بن الأسعد] (3)،أنا الحسن بن علي الجوهري، أنا علي بن محمّد بن لؤلؤ، أنا محمّد بن الحسين بن شهريار، نا عمرو بن علي بن بحر، قال: مات رافع بن خديج و سلمة بن الأكوع، و أبو سعيد الخدري في سنة أربع و سبعين.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمّد، أنبأ أبو طاهر المخلّص - إجازة - ثنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي قال: حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم قال: سنة أربع و سبعين فيها توفي سلمة بن الأكوع أبو إياس.

2621 - سلمة بن عمرو العقيلي

قاضي دمشق في أيام بني العباس، ولي القضاء بعد ثمامة بن يزيد الأزدي،

ص: 105


1- طبقات ابن سعد 308/4.
2- في ابن سعد:«أبو» خطأ.
3- ما بين معكوفتين مكانها بالأصل قسم بياض و قسم فيه: أنا سعد، و الصواب ما استدركناه و صوبناه و انظر ترجمة الحسن بن علي الجوهري في سير الأعلام 68/18 و فيها أن قراتكين بن أسعد حدث عنه.

و يقال: بعد محمّد بن عبد اللّه بن لبيد، و ولي بعض الساحل أيضا.

سمع عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه بن العباس، و شدادا أبا عمار، و ربيعة بن يزيد. و روى عنه عن وجوده (1) في آثار الزهري.

روى عنه يحيى بن حمزة، و علي بن حجر، و عبد الملك بن محمّد الصّغاني (2).

ح و أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه، أنا أبو نعيم الحافظ ، قالا: أنا سليمان بن أحمد، نا أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة.

أنبأنا أبو الفتح الحداد، أنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن عبيد اللّه.

ح و أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل، نا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، و أبو محمّد بن أبي نصر، و أبو الحسن عبد الوهاب بن جعفر، قالوا:

أنا أبو بكر محمّد بن عيسى بن عبد الكريم الطّرسوسي - زاد تمام: و أبو الحسن علي بن الحسن بن علاّن الحرّاني (3) قالا: ثنا أبو الطّيّب محمّد بن أحمد بن حمدان بن عيسى الورّاق الربيعي (4)،نا أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة الحضرمي، حدّثني أبي عن أبيه، حدّثني سلمة بن عمرو القاضي، قال: وجدت في ديوان الزّهري بخطه حدّثني قانع (5)،عن ابن عمر أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«من أتى الجمعة فليغتسل»[4887].

و في حديث الطّبراني قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من أتى منكم الجمعة فليغتسل»[4888].

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا محمّد بن علي بن الحسين بن سكينة (6)، أنا محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن جامع الزهار، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن إبراهيم بن نننل (7)،أنا أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة، نا يحيى، عن أبيه، نا سلمة بن عمرو القاضي قال: وجدت في جراب محمّد بن مسلم الزّهري عن نافع عنم.

ص: 106


1- كذا بالأصل و م.
2- في م: الصنعاني.
3- بالأصل: الحرافي، و خطأ، و الصواب ما أثبت عن م، انظر ترجمته في سير الأعلام 20/16.
4- كذا رسمها، مهملة بدون نقط . و لعله «الرسعني».
5- كذا بالأصل، و لعل الصواب:«نافع» و سيرد في الحديث التالي «نافع».
6- بالأصل و م:«سكسه» و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 346/18.
7- كذا رسمها بالأصل و م.

ابن عمر قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«من أتى الجمعة فليغتسل» كذا قال، و الصواب الأول.

أنبأنا أبو طاهر الحنائي (1)،و أبو الحسن الموازيني.

و أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن أحمد بن المبارك الفراء، قالوا: أنا سبط تكين بن عبد اللّه.

ح و أنبأنا أبو الحسن علي بن عبيد اللّه بن نصر بن الزّاغوني، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي الصقر (2)،قالا: أنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن جميع - قال الموازيني: و أجازه لي ابن جميع - أنبأ أبو طاهر محمّد بن سليمان، نا أحمد بن محمّد، هو ابن يحيى بن حمزة، حدّثني أبي، نا أبي قال: سمعت سلمة بن عمرو، و كان ثقة من أهل دمشق يحدث بحضرة الأوزاعي، قال:

شهدت عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه بن عباس بدمشق على باب الصغير صلّى على جنازة بعض ولد صالح بن علي فكبّر عليه خمسا ثم رفعت الجنازة، و وضعت جنازة أخرى فصلّى عليها عبد اللّه بن علي فكبّر عليها أربعا، ثم بسط له بساط فجلس عليه و الناس قيام بين يديه من بين هاشمي و أموي و عربي و مولى ما يقول لرجل منهم اجلس فقال له خادم له: أصلح اللّه الأمير إنك كبّرت أربعا و خمسا، و أنت بين أعدائك من أهل الشام، فقال له: اسكت، حدّثني أخواي محمّد و داود، ابنا علي بن عبد اللّه بن عباس، عن أبي و أبيهما علي، عن عبد اللّه بن عباس أنه كان يكبّر على الجنائز، و يكبّر أربعا و يكبّر خمسا و يقول كلّ سنّة.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد الأنصاري، أنا عبد العزيز بن أحمد التميمي، أنا تمام بن محمّد البجلي، أنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد، نا أبو زرعة قال في الطبقة الثالثة في ذكر قضاة دمشق: و سلمة بن عمر كذا قال: ابن عمر (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا منصور بنو.

ص: 107


1- بالأصل «الجياني» خطأ و الصواب ما أثبت، و اسمه محمّد بن الحسين بن محمد، انظر فهارس المطبوعة المجلدة العاشرة ص 24.
2- بالأصل:«العقر» و في م:«الصفر» و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 578/18.
3- كذا بالأصل و م نقلا عن أبي زرعة، و الذي في تاريخ أبي زرعة 204/1 سلمة بن عمرو.

علي بن عبد اللّه الطّرسوسي، نا الحسن بن رشيق، نا أحمد بن محمّد بن سلام البغدادي، نا داود بن رشيد، نا الوليد بن مسلم قال: قال غير ابن أبي مالك: فولى فضالة ثم من بعد فضالة أبو إدريس ثم زرعة بن ثوب، ثم عبد الرّحمن بن الخشخاش، ثم نمير، ثم يزيد بن أبي مالك، ثم الحارث بن يمجد (1)،ثم سالم المحاربي، ثم محمّد بن لبيد الأسدي، ثم ثمامة بن يزيد الأزدي، ثم المساور الخراساني لأبي جعفر، ثم ثمامة بن يزيد بابنه (2) ثم سلمة بن عمرو، ثم يحيى بن حمزة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنبأ أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة (3)،أنا أبو مسهر، عن سعيد بن عبد العزيز: أن الفضل بن صالح أرسل إليه ينظر في دم قتيل، فأبى، و قال: سلمة بن عمرو.

يأخذ الرزق و أنا انظر في الدماء؟ فقال الفضل بن صالح: صدق.

الفضل بن صالح بن علي أمير دمشق من قبل أبي جعفر المنصور.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الصوفي - لفظا - أنا تمام بن محمّد - إجازة - أنا أبو عبد اللّه بن مروان، أنا محمّد بن فيض، نا دحيم قال: قال الوليد في ولاية ابن الأشعث رد ثمامة على القضاء، ثم ولي سلمة بن عمرو العقيلي بعد ولاية صالح بن علي أيضا، ثم ولي بعد سلمة يحيى بن حمزة الحضرمي.

أخبرنا أبو محمّد الأكفاني - قراءة - أنا عبد العزيز بن طاهر، أنا أبو محمّد العدل، أنا أبو الميمون البجلي، نا أبو زرعة (4)،أخبرني محمّد بن الوليد قال: سمعت أبا مسهر يقول: قال سلمة بن عمرو القاضي على المنبر: لا رحم اللّه أبا فلان (5) فإنه أول من زعم أن القرآن مخلوق.ة.

ص: 108


1- بالأصل و م:«محمد» و الصواب ما أثبت، انظر تاريخ أبي زرعة الدمشقي،203/1 و انظر الجرح و التعديل 94/2/1.
2- كذا رسمها بالأصل، و في م:«عانسه».
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 204/1.
4- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 506/1.
5- كذا، و في تاريخ أبي زرعة: أبا حنيفة.

2622 - سلمة بن العيّار بن حصن بن عبد الرّحمن

أبو مسلم الفزاري الدّمشقي (1)

و العيّار لقب، و اسمه أحمد.

روى عن أبي الزبير، و الأوزاعي، و موسى بن أبي عائشة، و مالك بن أنس، و عبد اللّه بن لهيعة، و ثور بن يزيد، و سعيد بن عبد العزيز، و جرير بن حازم، و عبد اللّه بن شوذب، و جعفر بن برقان، و عاصم بن عمر.

روى عنه عبد اللّه بن يوسف، و إسحاق بن سعيد بن الأركون (2)،و مروان الطّاطري، و أبو مسهر، و سيف بن عبيد اللّه، و محمّد بن حمير الحمصي، و عبيد اللّه بن حفص بن أبي مروان العبسي، و أبو حفص عبد الملك بن سالم الأردني، و أبو البختري وهب بن وهب القاضي، و الوليد بن مسلم.

أخبرنا أبو القاسم النسيب، نا أبو بكر الخطيب، أنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي - بالبصرة-، ثنا أبو الحسن علي بن إسحاق المادرائي (3)،نا محمّد بن إسحاق الصّغاني، ثنا عبد اللّه بن يوسف، نا سلمة بن العيّار، قال:

سمعت مالكا يحدث عن الأوزاعي، عن الزّهري، عن عروة، عن عائشة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«إنّ اللّه يحب الرفق في الأمر كله»[4889].

و أخبرناه أبو بكر محمّد بن الحسين المقرئ، أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا محمّد بن إسحاق، و إسحاق بن سيار - بنصيبين - قالا: ثنا سلمة فذكره.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن أبي الرضا، أنبأ تمام بن محمّد، أنا أبو الطّيّب بن الحوراني، نا إسحاق بن سيار النّصيبي، نا

ص: 109


1- ترجمته في تهذيب التهذيب 378/2 و الوافي بالوفيات 321/15.
2- عن م، و رسمها بالأصل: الارلون.
3- ترجمته في سير الأعلام 334/15 و بالأصل المادراني بالنون.

عبد اللّه بن يوسف التّنّيسي، نا سلمة بن العيّار، عن مالك بن أنس، عن الأوزاعي، عن الزّهري، عن عروة، عن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«إنّ اللّه يحب الرفق في الأمر كله»[4890].

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد (1) العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا محمّد بن محمّد بن عبد الحميد بن خالد الفزاري، نا أبو الحسن أحمد بن أنس بن مالك، نا أبو مسلمة إسحاق بن سعيد بن الأركون، عن أبي مسلم - يعني سلمة بن العيّار - عن عبد اللّه بن لهيعة، عن مشرح بن هاعان، عن عمرو بن العاص قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«قريش خالصة اللّه فمن نصب لها حربا أو من حاربها سلب، و من أرادها بسوء خزي في الدنيا و الآخرة»[4891].

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (2) قال: سلمة بن العيّار أو عيزار الفزاري أبو مسلم، سمع مالك عن الأوزاعي، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ اللّه يحب الرفق في الأمر كله»، قاله لنا عبد اللّه بن يوسف عنه.

الشك في اسم أبيه، وهم من البخاري، و هو ابن العيار،[بلا] (3) شك.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة - ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (4) قال: سلمة بن العيّار أبو مسلم.

روى عن الأوزاعي، و مالك بن أنس، و ثور بن يزيد.4.

ص: 110


1- بالأصل: عبيد، خطأ.
2- التاريخ الكبير 84/4.
3- زيادة للإيضاح عن م.
4- الجرح و التعديل 167/4.

روى عنه مروان بن محمّد الطّاطري، و أبو مسهر، و عبد اللّه بن يوسف التّنّيسي، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد الأنصاري، أنا أبو محمّد التميمي، أنا أبو القاسم البجلي، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة النّصري قال في ذكر أصحاب الأوزاعي: و أبو مسلم سلمة بن العيّار الفزاري.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا محمّد بن عبد اللّه بن حمدون قال: أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو مسلم سلمة بن العيّار الفزاري، سمع مالك بن أنس.

روى عنه عبد اللّه بن يوسف.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النسائي، أخبرني أبي قال: أبو مسلم سلمة بن عيّار.

و قرأت على أبي الفضل أيضا، عن محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا أبو بشر محمّد بن أحمد بن حمّاد قال: أبو مسلم سلمة بن العيّار، يحدث عن مالك بن أنس.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو صادق محمّد بن أحمد بن جعفر، أنا أحمد بن محمّد بن زنجويه، أنبأ أبو أحمد الحسن بن عبد اللّه بن سعيد العسكري، قال: و في المحدثين سلمة بن عيّار - العين غير معجمة و تحت الياء نقطتان و آخر الاسم راء - يكنى أبا مسلم، روى عن الأوزاعي، و مالك بن أنس، و ثور بن يزيد.

روى عنه مروان بن محمّد، و أبو مسهر.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو مسلم سلمة بن أحمد الفزاري، سكن دمشق، و بها عقبه و داره يعرف بابن العيّار، و العيّار لقب، سمع مالك بن أنس، و أبا عمرو الأوزاعي.

روى عنه أبو محمّد بقية بن الوليد الكلاعي، و أبو محمّد عبد اللّه بن يوسف التّنّيسي.

ص: 111

أخبرنا أحمد بن عمير، نا أبو هبيرة محمّد بن أبي الوليد، قال: سمعت أبا مسهر يقول: حدّثني سلمة بن العيّار، و هو سلمة بن أحمد.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، فيما قرأت عليه عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن [قال (1):أما عيار، فهو سلمة بن العيار، يكنى أبا مسلم، حدّث عن الأوزاعي و مالك بن أنس، و سعيد بن عبد العزيز و غيرهم، روى عنه عبد اللّه بن يوسف التنيسي و سيف بن عبيد اللّه و إسحاق بن سعيد بن أركون، و عبيد اللّه بن حفص الثرواني.

قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي زكريا البخاري.

ح و حدثنا خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى القرشي، نا نصر بن إبراهيم الزاهد، نا أبو زكريا، نا عبد الغني بن سعيد قال: عيّار بالعين و الراء و مهملتين و تشديد الياء المعجمة من تحت باثنتين هو سلمة بن العيار أبو مسلم.

قرأت على أبي محمد أيضا عن أبي نصر بن ماكولا قال: أما عيار بفتح العين المهملة و تشديد الياء المعجمة باثنتين من تحتها و آخره راء: سلمة بن العيار أبو مسلم، حدّث عن الأوزاعي و مالك بن أنس و سعيد بن عبد العزيز. روى عنه عبد اللّه بن يوسف التنيسي و سيف بن عبيد اللّه و إسحاق بن سعيد بن أركون و عبيد اللّه بن جعفر] (2) الثرواني.

أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، و أبو نصر غالب بن أحمد بن المسلم قالا: قرئ على أبي عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن أيمن الدّينوري، و نحن نسمع، عن أبي الحسن علي بن موسى بن السمسار (3)،نا أبو سليمان بن زبر، أنا أبي أبو محمّد، نا إسحاق بن خالد قال: سمعت أبا مسهر يقول: أتيت أصحاب الأوزاعي الذي سمعوا منه، و هم: يزيد بن السّمط ، و سلمة بن العيّار، و كانا ورعين فاضلين صحيحي الحفظ على حال تقلل ما تلبسا بشيء من الدنيا (4). .

ص: 112


1- الكنى و الأسماء للدولابي 112/2.
2- بياض بالأصل مقداره خمسة أسطر. و المستدرك بين معكوفتين عن م.
3- ترجمته في سير الأعلام 506/17.
4- تهذيب التهذيب ط الهند 152/4 و فيه: كانا واصلين صحيحي الحفظ .

و مات سلمة بن العيّار في سنة ثمان و ستين و مائتين (1)،و سلمة بن العيّار من موالي بني فزارة، و أبوه العيّار بن الحصين بن مسلم، مولى كعب بن عبد الرّحمن بن مسعود الفزاري، و كان عبد الرّحمن من أشراف قومه، كذا في الأصل و مائتين، و صوابه و مائة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكناني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2) قال: قلت لمحمّد بن المبارك: سمعت من سلمة بن العيّار قال: لا، مات قديما و قد رأيته في حمام الرّاهب، و لم أسمع منه شيئا.

و حكى أبو الفضل المقدسي، عن أبي حاتم بن حبان أنه قال: كان من خيار أهل الشام و عبّادهم و لكنه مات و هو شاب، و كل شيء حدّث في الدنيا لا يكون عشرة أحاديث (3).

و بلغني عن يزيد بن محمّد بن عبد الصمد قال: كان سلمة بن العيّار من كبار أصحاب الأوزاعي إلاّ أنه مات قديما.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم النسيب، نا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب، قال: كتب إليّ عبد الرّحمن بن عثمان الدمشقي، و حدّثنا عبد العزيز بن أبي طاهر الصوفي عنه.

ثم أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أبي طاهر، أنا عبد الرّحمن بن عثمان، أنا أبو الميمون عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن راشد البجلي، نا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو (4)،حدّثني ابن لسلمة بن العيّار لقيته مع أبي مسعود فقال: هذا ابن لسلمة بن العيّار، فدنوت منه فقلت: أي سنة مات أبوك ؟ قال: مات أبي سنة ثلاث و ستين و مائة.

أخبرنا أبو محمّد، نا عبد العزيز، أنا عبد الرّحمن، أنا عبد (5) الرّحمن، نا».

ص: 113


1- كذا بالأصل و هو خطأ و الصواب «و مائة» انظر تهذيب التهذيب، و الوافي بالوفيات. و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 703/2.
3- تهذيب التهذيب 379/2 و ط الهند 153/4.
4- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 272/1-372 باختلاف.
5- فوقها بالأصل كتبت كلمة «صح».

عبد الرّحمن (1)،حدّثني محمّد بن المبارك، قال: رأيت سلمة بن العيّار قال: و مات قديما، قلت: سمعت منه شيئا؟ قال: لا.

قال أبو زرعة: فحدّثني ابن سلمة بن العيّار قال: مات أبي سنة ثلاث و ستين و مائة.

2623 - سلمة بن كلثوم الكندي

2623 - سلمة بن كلثوم الكندي (2)

قيل: إنه من أهل دمشق.

سكن حمص.

و روى عن الأوزاعي، و صفوان بن عمرو، و جعفر بن برقان، و إبراهيم بن أدهم، و يزيد بن السمط ، و أبي مهدي يزيد بن سنان الحمصي.

روى عنه أبو توبة الربيع بن نافع، و يحيى بن صالح الوحّاظي، و شهاب بن حراش (3)،و نسبه إلى حمص، و عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار، و محمّد بن حمير، و أبو يحيى عبد الحميد بن إبراهيم الحضرمي، و سلامة بن عبد العزيز اللاّحوني.

و ذكر محمّد بن طاهر المقدسي سلمة بن كلثوم فقال: قال ابن منده: عداده في أهل دمشق.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمّد، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو سعيد أحمد بن محمّد بن إبراهيم الحوري الفقيه، نا أبو بكر محمّد بن حمدون بن خالد.

و أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن منده، أنا سعيد بن يزيد الحمصي قالا: نا أبو عتبة أحمد بن الفرج - زاد زاهر:

الحمصي - نا محمّد بن جبير، نا سلمة بن كلثوم، عن يزيد بن السمط ، عن الحكم بن سعد، عن ربيعة بن أبي عبد الرّحمن، عن أنس بن مالك، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه بصق و هو يصلّي و نعليه في رجليه، فدلك بزاقه بنعله. و اللفظ لحديث زاهر[4892].

ص: 114


1- تاريخ أبي زرعة 272/1.
2- ترجمته في تهذيب التهذيب ط بيروت 380/2 الوافي بالوفيات 323/15.
3- في تهذيب التهذيب 515/2 «خراش» بالخاء المعجمة.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن حسنون النّرسي، أنا موسى بن عيسى بن عبد اللّه السراج، نا عبد اللّه بن أبي داود، نا العباس بن الوليد بن صبح الخلاّل، نا يحيى بن صالح، نا سلمة بن كلثوم، نا الأوزاعي، أخبرني يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم صلى على جنازة فكبّر عليها أربعا، ثم أتى قبر الميت فجثا (1) عليه من قبل رأسه ثلاثا.

قال ابن أبي داود و ليس يروى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم حديث صحيح أنه كبّر على جنازة أربعا إلاّ هذا، و لم يروه إلاّ سلمة بن كلثوم، إنما يروى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه كبّر على النجاشي أربعا، و أنه صلى على قبر فكبّر أربعا.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن الأكفاني، و أبو الحسين محمّد بن محمّد بن الفراء، قالا: نا أبو بكر الخطيب، أنا عبيد اللّه بن عمر بن أحمد الواعظ ، نا أبي، نا محمّد بن العباس بن شجاع، نا أيوب بن سليمان، نا عبد الحميد بن إبراهيم أبو تقي، نا سلمة بن كلثوم قال: سمعت إبراهيم بن أدهم عن مالك بن دينار قال: تلقى الرجل و ما يلحن حرفا و عمله لحن كله.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون - لفظا - أنا و أبو طاهر يحيى بن محمّد بن أحمد، و أبو محمّد علي بن عبد القاهر بن الخضر، و أبو بكر محمّد بن الحسين بن المزرفي (2)،و أبو حازم محمّد بن محمّد بن الفراء، و أبو الفرج هبة اللّه بن محمّد بن علي، و أبو غالب محمّد بن علي المكبّر، و أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن أحمد بن السلال (3)،و أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن أبي الفتح الطرائفي، و أبو نصر محمّد بن سعد بن الفرج المؤدب في آخرين قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن عبد الرّحمن الزّهري، نا جعفر بن محمّد بن الحسن الفريابي، نا عبد الرّحمن بن حبيب الفريابي، نا بقية بن الوليد، نا سلمة بن كلثوم قال: سمعت عبد الرّحمن بن عمرو الأوزاعي يقول: إنّ المؤمن يقلّ الكلام و يكثر العمل، و إنّ المنافق يكثر الكلام و يقلّ العمل.0.

ص: 115


1- في تهذيب التهذيب 380/2 و مختصر ابن منظور 91/10:«فحثا».
2- بالأصل بالقاف خطأ، و الصواب المزرفي بالفاء، و قد تقدم التعريف به.
3- ترجمته في سير الأعلام 75/20.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو القاسم البجلي، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في ذكر أهل حمص: سلمة بن كلثوم.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة - قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (1) قال: سلمة بن كلثوم الشامي.

روى عن الأوزاعي، روى عنه أبو توبة [الربيع] (2) بن نافع، و يحيى بن صالح الوحّاظي، سمعت أبي يقول ذلك، قال أبو محمّد: روى عن صفوان بن عمرو، و جعفر بن برقان، و إبراهيم بن أدهم.

روى عنه عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار.

أخبرنا أبو محمّد المزكّي، نا عبد العزيز الصوفي، أنا أبو محمّد العدل، أنا أبو ميمون، نا أبو زرعة (3) قال: قلت لأبي اليمان: ما تقول في سلمة بن كلثوم ؟ قال: ثقة، كان يقاس بالأوزاعي.

أخبرنا أبو منصور محمّد بن عبد الملك بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب، أنا ابن رزق، أنا ابن سلم، نا الأبّار، نا الحسن بن علي، نا أبو توبة، نا سلمة بن كلثوم، و كان من العابدين، و لم يكن في أصحاب الأوزاعي أهيا (4) منه، فذكر حكاية.

2624 - سلمة بن كهيل

أبو يحيى الحضرمي ثم التّنعي (5) الكوفي (6)

روى عن أبيه، و جندب بن عبد اللّه البجلي، و أبي جحيفة السّوائي، و أبي

ص: 116


1- الجرح و التعديل 171/4.
2- زيادة للإيضاح عن م.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 446/1 و 717.
4- كذا بالأصل و م.
5- التنعي بكسر المثناة الفوقية و سكون النون، نسبة إلى بني تنع بطن من همدان (اللباب) و انظر الأنساب أيضا.
6- ترجمته في تهذيب التهذيب ط بيروت 380/2 و الوافي بالوفيات 322/15 و شذرات الذهب 159/1 و سير الأعلام 298/5 و انظر بحاشيتها أسماء مصادر أخرى ترجمت له.

الطّفيل، و أبي وائل، و أبي الأحوص، و أبي الزعراء، و علقمة بن وائل، و الشعبي، و حبّة العرني، و ذرّ بن عبد اللّه الهمداني، و حجيّة بن عدي، و عيسى بن عاصم الأسدي، و الحسن العرني.

روى عنه منصور، و الأعمش، و شعبة، و مسعر، و الثوري، و القاسم بن حبيب، و الوليد بن حرب، و ابنه يحيى بن سلمة، و قيس بن الربيع.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو الحسن علي بن هبة اللّه بن عبد السلام قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا شعبة، عن سلمة بن كهيل، و مجالد، عن الشعبي:

أن عليا رجم المرأة، ضربها يوم الخميس و رجمها يوم الجمعة، و قال: جلدتها بكتاب اللّه و رجمتها بسنّة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

قال: و نا أبو القاسم، حدّثني محمّد بن ميمون الخياط ، نا سفيان، نا الوليد بن حرب، عن سلمة قال: سمعت جندب و لم أسمع أحدا يقول: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم [إلاّ جندب قال: سمعت النبي صلى اللّه عليه و سلم] (1) يقول:

«من سمع سمع اللّه به»[4893].

حدّثنا أبو الحسن علي بن المسلّم - لفظا - نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، و أبو الليث أسد بن القاسم الحلبي، قالا: أنا الفضل بن جعفر بن محمّد التميمي المؤذن، نا أبو الحسن محمّد بن أحمد العسقلاني - بطبرية - نا علي بن هارون الأنصاري، نا محمّد بن أحمد المصري، نا صالح، نا معاذ بن أسد الحرّاني، نا الفضل بن موسى الشّيباني، نا الأعمش، نا سلمة بن كهيل قال:

رأيت رأس الحسين بن علي رضي اللّه عنهما على القنا و هو يقول: فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّٰهُ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (2).).

ص: 117


1- زيادة لازمة للإيضاح أضفناها عن م، و انظر مختصر ابن منظور 92/10 و في تهذيب التهذيب 381/2 و لم أسمع أحدا غيره يقول: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم.
2- سورة البقرة، الآية:137 و زيد بعدها في م: قال أبو الحسن العسقلاني: فقلت لعلي بن هارون إنك سمعته من محمّد بن أحمد المصري، قال: اللّه إني سمعته منه، قال الأنصاري فقلت لمحمّد بن أحمد: اللّه إنك سمعته من صالح ؟ قال: اللّه إني سمعته منه، قال جرير بن محمّد: فقلت لصالح: اللّه إنك سمعته من معاذ بن أسد؟ قال: اللّه إني سمعته منه، قال معاذ بن أسد: فقلت للفضل: اللّه إنك سمعته من الأعمش ؟ فقال: اللّه إني سمعته منه، قال الأعمش: فقلت لسلمة بن كهيل: اللّه إنك سمعته منه ؟ قال: اللّه إني سمعته منه بباب الفراديس بدمشق لا مثل لي و لا شبه لي، و هو يقول:(فسيكفيكهم اللّه و هو السميع العليم).

قال الفضل بن جعفر: فقلت لأبي الحسن العسقلاني: اللّه إنك سمعته من علي بن هارون ؟ قال: اللّه إني سمعته منه. قال تمام و أسد: قلنا للفضل بن جعفر: اللّه إنك سمعته من أبي الحسن العسقلاني، قال: اللّه إني سمعته منه. قال عبد العزيز: قلت لتمام و أسد: اللّه إنكما سمعتماه من الفضل بن جعفر قالا: اللّه إننا سمعناه منه. قال أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه: قلت لعبد العزيز: اللّه إنك سمعته من تمام و أسد قال: اللّه إني سمعته منهما. قلنا للفقيه أبي الحسن: اللّه إنك سمعته من عبد العزيز قال: اللّه إني سمعته منه.

رواه الميداني عن الفضل، و قال: معاذ بن أسد الخراساني و هو الصواب.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا محمّد بن علي بن يعقوب، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان، نا أبي، حدّثني رجل من ولد سلمة بن كهيل قال: و كان سلمة يكنى أبا يحيى، و كان من حضرموت، و ولد سلمة سنة أربعين و مات سنة إحدى و عشرين و مائة، يوم عاشوراء.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي (1)،أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا أبي، نا محمّد بن علي بن عفان، نا أبو نعيم، حدّثني يحيى بن سلمة بن كهيل، قال: ولد أبي في سنة سبع و أربعين قبل قتل الحسين بن علي بثلاث عشرة سنة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (2) قال: قال إبراهيم - يعني ابن إسماعيل بن يحيى بن سلمة،- و سلمة بن كهيل بن حصين بن ثارج (3) بن هانئ بن عقبة بن مالك بن شهاب بن أخيس بن نمر بن كليب بن نمر بن عمر بن خولي بن».

ص: 118


1- بالأصل:«التسيمي» و في م:«التنيسي» و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
2- انظر المعرفة و التاريخ 648/2 و اختلف نسبه في جمهرة ابن حزم ص 461.
3- في المعرفة و التاريخ:«تمارح» و في ابن حزم ص 461:«ثمارح».

زيد (1) بن الحارث بن الحضرمي بن قحطان بن عابر (2)،و هو هود النبي صلى اللّه عليه و سلم بن فالخ، و ولد سلمة ثلاثة: يحيى، و محمّد، و إبراهيم.

و في نسخة أخنس بدل أخينس. و قال في موضع آخر: ابن خنيس، فاللّه أعلم.

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي في كتابه، أنا أبو بكر الصفار، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم، حدّثني أبو الحسن علي بن محمّد بن سختويه، نا عبد اللّه - يعني - ابن أحمد بن حنبل - حدّثني إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل بن حصين بن ثمارج بن أسد.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني، قال: كهيل بن الحصين بن ثمارج الحضرمي، يروي عن علي بن أبي طالب.

روى عنه ابنه سلمة بن كهيل.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (3)،قال: و أمّا كهيل - بالهاء - فهو كهيل بن الحصن بن ثمارج (4)،يروي عن علي، روى عنه ابنه سلمة بن كهيل، و سلمة روى عن جندب بن عبد اللّه، و عبد اللّه بن أبي أوفى،[و أبيه] (5) و أبي الأحوص، و أبي الزعراء، و عمران بن الحكم السّلمي، و الحسن العرني، و عبد الرّحمن بن يزيد (6)،و غيرهم.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد، نا عبد العزيز بن محمّد بن محمّد النّخشبي قال: سمعت أبا عبد اللّه الصّوري يقول:

التّنعيون منسوبون إلى تنعة بطن من حضرموت، نزلوا الكوفة و لا أعلم منهم أحدا إلاّ منها، منهم حجر بن عنبس أبو قيلة التّنعي، و سلمة بن كهيل و جماعة.2.

ص: 119


1- في المعرفة و التاريخ: يزيد.
2- في المعرفة و التاريخ: علم.
3- الاكمال لابن ماكولا 137/7.
4- في الاكمال: ثمارح.
5- الزيادة عن الاكمال.
6- في الاكمال:«بن أبي يزيد» و المثبت يوافق عبارة تهذيب التهذيب 381/2.

أخبرنا أبو بكر الشّحّامي، أنا أبو صالح المؤذن، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: قال سلمة بن كهيل: رأيت أبا حجيفة و دخلت على زيد بن أرقم، و سمعت من جندب بن سفيان، و لم أسمع أحدا يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم غيره، قال: و سمعت يحيى يقول: سلمة بن كهيل يكنى أبا يحيى.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، قال: سمعت يحيى بن معين يقول:

سلمة بن كهيل كنيته أبو يحيى.

أخبرنا أبو الحسن الفقيه، نا عبد العزيز الصوفي، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، قال: سلمة بن كهيل سمع من جندب.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ [له-] (1) قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (2) قال: سلمة بن كهيل الحضرمي سمع جندبا، و أبا جحيفة.

روى عنه منصور، و الأعمش، و الثوري (3)،و شعبة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو يحيى سلمة بن كهيل الحضرمي، سمع جندبا، و أبا جحيفة.

روى عنه منصور، و الأعمش، و الثوري.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو يحيى سلمة بن كهيل كوفي ثقة (4).ت.

ص: 120


1- زيادة لازمة عن م.
2- التاريخ الكبير 74/4.
3- بالأصل و م: و التيمي خطأ، و الصواب ما أثبت عن البخاري.
4- في تهذيب التهذيب 381/2 عن النسائي: ثقة ثبت.

أخبرنا أحمد بن علي بن سعيد، عن يحيى بن معين قال: سلمة بن كهيل أبو يحيى.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا محمّد بن أحمد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل الغلاّبي، نا أبي قال: قال أبو زكريا و ابن عيينة عن محمّد بن سلمة بن كهيل و هو ضعيف، و أخوه يحيى ليس بشيء، و كان سلمة يكنى أبا يحيى.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد (1) قال: أبو يحيى سلمة بن كهيل.

أنبأنا أبو جعفر الهمذاني (2)،أنا أبو بكر الصفار، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو يحيى سلمة بن كهيل بن حصين بن تارج بن أسد الحضرمي الكوفي، سمع أبا عبد اللّه جندب بن عبد اللّه البجلي، و أبا جحيفة وهب بن عبد اللّه السّوائي. و دخل على ابن عمر و زيد بن أرقم.

روى عنه منصور، و سليمان بن مهران.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أحمد بن محمّد بن الحسين قال: سلمة بن كهيل الحضرمي الكوفي، سمع جندب بن عبد اللّه، و أبا جحيفة، و سويد بن غفلة، و الشعبي، و عطاء بن أبي رباح.

روى عنه إسماعيل بن أبي خالد، و شعبة، و الثوري في؛ البيوع، و الرقاع، و الأضاحي، و الوكالة، و اللقطة، و مواضع، مات سنة إحدى و عشرين و مائة، و قال ابن أبي شيبة مثله، و قال الذّهلي: و فيما كتب إليّ أبو نعيم قال: مات يوم عاشوراء سنة إحدى و عشرين و مائة، و قال أبو عيسى مثله سواء، و قال كاتب الواقدي: توفي سنة ثنتين و عشرين و مائة حين قتل زيد بن علي، و قال ابن سعد: قال أبو نعيم: توفي يوم عاشوراء في هذه السنة.ا.

ص: 121


1- الكنى و الأسماء للدولابي 165/2.
2- بالأصل بالدال المهملة، و الصواب ما أثبت بالذال المعجمة، و قد مرّ هذا السند كثيرا.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، و أبو الحسن بن عبد السلام، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، حدّثني أبو سعيد الأشج، نا القاسم بن محمّد الحضرمي، قال: رأيت سلمة أبيض الرأس و اللحية، خالفه يعقوب عن الأشج.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1)،حدّثني أبو سعيد عبد اللّه بن سعيد الأشجّ ، نا عبد اللّه بن الأجلح، قال: رأيت سلمة بن كهيل أبيض الرأس و اللحية، لا يخضّب.

أخبرنا أبو البركات، أنا أبو الفضل، أنا أبو العلاء، أنا أبو بكر، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي، حدّثني رجل من ولد سلمة بن كهيل قال: قال سلمة: رأيت أبا جحيفة و دخل على زيد بن أرقم فإذا بجرّة، فقالت لي امرأته: هذه الجرة لأبي ينتبذ له فيها.

قال: و سمعت جندب بن سفيان العلقي (2) و لم أسمع أحدا يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم غيره، قال سلمة بن كهيل: و أوصى إلى الحكم بن عتيبة و ترك دينا ثلاثين ألفا، فما مرت بي ثالثة و عليه درهم، سألت أصحابه فيما ذكر ذلك عن سلمة.

في نسخة ما أجاز لي أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة - ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (3)،نا عبد الملك بن أبي عبد الرّحمن المقرئ، نا عبد الرّحمن - يعني ابن الحكم بن بشر (4)-نا نوفل (5)،عن [ابن] (6) المبارك، عن سفيان - يعني الثوري - نا سلمة بن كهيل، و كان ركنا من الأركان و شدّ قبضته. قال: و نا أحمد بن سنان قال:

سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: أربعة بالكوفة لا يختلف في حديثهم، فمن اختلفل.

ص: 122


1- الخبر في المعرفة و التاريخ 648/2.
2- رسمها بالأصل:«العلى» كذا و في م:«العلقي» و الصواب ما أثبت و ضبط : العلقي بفتحتين و قاف، كما في تقريب التهذيب، و هذه النسبة إلى علقة بن عبقر بن أنمار، بطن من بجيلة كما في المغني و اللباب.
3- الجرح و التعديل 170/4.
4- في الجرح و التعديل: بشير.
5- بالأصل: مومل، و المثبت عن الجرح و التعديل.
6- زيادة لازمة عن الجرح و التعديل.

عنهم فهو يخطئ ليس هم (1)،منهم: سلمة بن كهيل.

أخبرنا أبو طاهر يحيى بن محمّد بن أحمد، أنا جابر بن ياسين بن الحسن.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن إسحاق بن البهلول، نا محمّد بن عبد اللّه المخرّمي (2)، أبو جعفر، نا علي بن الحسن و هو الصائغ، قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول:

الحفاظ أربعة: عمرو بن مرّة، و منصور، و سلمة - زاد ابن النّقّور: بن كهيل، و قالا:- و أبو حصين.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل البغدادي، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين الصّيرفي و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو الحسين المقرئ، نا أبو عبد اللّه البخاري (3).

و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح عبد الملك بن عمر بن خلف، أنا أبو حفص عمر بن أحمد.

و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الفتح الرّزّاز، أنا أبو حفص بن شاهين، أنا محمّد بن مخلد بن حفص.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا أبو عمرو عثمان بن محمّد المخرّمي، نا إسماعيل بن محمّد الصفار، قالا:

أنا العباس بن محمّد الدوري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني العباس بن محمّد قالوا:

أنا أبو بكر بن أبي الأسود، عن ابن مهدي قال:- و في حديث الصفار قال:

سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول:- لم يكن بالكوفة أثبت من أربعة: منصور، و أبي4.

ص: 123


1- كذا بالأصل و الجرح و التعديل، و كتب محققه بالهامش: أي ليس هم المخطئين.
2- ترجمته في سير الأعلام 265/12 و في م: المحرمي، تحريف.
3- التاريخ الكبير 74/4.

حصين، و سلمة بن كهيل، و عمرو بن مرّة، و كان منصور أثبت أهل الكوفة (1).

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة - ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (2)،نا علي بن الحسن قال: سمعت الحارث بن سريج (3) النقّال يقول:

سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: لم يكن بالكوفة أحفظ من منصور، و سلمة بن كهيل، و عمرو بن مرّة، و أبي حصين، و رجل آخر.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل الفقيه، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرحمن، أنا أبو أحمد الحاكم، أنا محمّد بن محمّد الباغندي، نا أحمد بن سنان الواسطي، نا عبد الرحمن بن مهدي قال: كنا عند سفيان الثوري فجاء حمّاد بن سلمة فقال له سفيان:

يا أبا سلمة رأيت سلمة بن كهيل ؟ قال: نعم، قال: أما إنك رأيت شيخا كيّسا.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن اللاّلكائي، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (4)،نا الفضل بن زياد صاحب أحمد، عن أبي طالب قال: قال أحمد: و لقي سفيان حمّاد بن سلمة بالموسم فقال: يا أبا سلمة كتبت عن سلمة بن كهيل شيئا؟ قال: نعم، قال: شيخ كيّس (5)،قال: لا، ليس هذا من كلام حمّاد، كان حماد أوقر من ذلك أن يتكلم بمثل هذا، و لكن سفيان قال لحمّاد: و هو شيخ كيّس.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، قال: كتب إليّ محمّد بن أيوب، أنا يحيى بن مغيرة، أنا جرير قال لما ورد شعبة البصرة قالوا: حدّثنا عن ثقات أصحابك قال: إن حدثتكم عن ثقات أصحابي فإنما أحدثكم عن نفر يسير من هذه الشيعة، الحكم بن عتيبة، و سلمة بن كهيل، و حبيب بن أبي ثابت، و منصور.ل.

ص: 124


1- و نقله الذهبي في سير الأعلام 298/5 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بدون العبارة الأخيرة. و ابن حجر في تهذيب التهذيب ط بيروت 381/2.
2- الجرح و التعديل 171/4.
3- بالأصل: سريح، و المثبت عن الجرح و التعديل.
4- الخبر في المعرفة و التاريخ 727/1.
5- بعدها في م:«قلت حماد، قال: شيخ كيس» و الباقي كالأصل.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم العلوي، و أبو الوحش المقرئ عنه، أنا أبو الحسين عبد الكريم بن أحمد بن علي بن أبي حدار الصّوّاف، أنا أبو بكر محمّد بن علي البزّار العسكري، نا أبو أمية، نا أبو نعيم، نا عبد السلام، عن خلف بن حوشب، قال: سمعت طلحة يقول:

ما اجتمعنا في مكان إلاّ غلبنا هذا القصير على أمرنا - يعني سلمة بن كهيل (1)-.

أخبرنا أبو البركات، أنا أبو الفضل، أنا أبو العلاء، أنا أبو بكر، أنا أبو أمية، نا أبي قال: زعم أبو نعيم عن عبد السلام، عن خلف بن حوشب قال: قال طلحة بن مصرّف:

ما كنا في أمر قط إلاّ غلبنا عليه سلمة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو نصر محمّد بن الحسن قالا: أنا الوليد بن بكر بن مخلد، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد بن صالح، حدّثني أبي (2) قال:

سلمة بن كهيل الحضرمي كوفي ثقة، ثبت في الحديث، تابعي.

سمع من جندب بن عبد اللّه، و كان فيه تشيّع قليل، و هو من ثقات الكوفيين، و حديثه أقلّ من مائتي حديث.

و أخبرنا أبو البركات، و أبو عبد اللّه أيضا قالا: أنا أبو الحسين، و ثابت قالا: أنا أبو عبد اللّه، و أبو نصر قالا: أنا الوليد، أنا علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال: سلمة بن كهيل الحضرمي كان ثبتا في الحديث.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن أخبرني أبي، أنا معاوية بن صالح، عن يحيى بن معين قال: سلمة بن كهيل كوفي ثقة.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه، أنا أبو القاسم، أنا أبو علي - إجازة - ح قال:

و أنا أبو طاهر، أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (3) قال: ذكره أبي عن4.

ص: 125


1- نقله الذهبي في سير الأعلام 299/5 من طريق خلف بن حوشب.
2- تاريخ الثقات للعجلي ص 197-198.
3- الجرح و التعديل 171/4.

إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين، قال: سلمة بن كهيل ثقة، قال: و أنا محمّد بن حموية بن الحسن قال: سمعت أبا طالب قال: قال أحمد بن حنبل: سلمة بن كهيل متقن الحديث.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (1) قال: قال أحمد بن حنبل: سلمة متقن للحديث أيضا (2) ما تبالي إذا أخذت عنهما حديثهما.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو الحسن الرّبعي، و رشأ بن نظيف قالا: أنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد، أنا محمّد بن محمّد بن داود بن عيسى الكرخي، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش (3) قال: سلمة بن كهيل أحد الأئمة.

أنبأنا أبو غالب محمّد بن محمّد بن أسد، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر الشيرازي، أنا عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمّة الخلاّل، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدّثني جدي يعقوب، حدّثني أحمد بن العباس قال: قال يحيى بن معين: سلمة بن كهيل شيعي مغال (4).قال جدي يعقوب: و سلمة ثقة ثبت على تشيعه (5).

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه، أنا عبد الرّحمن، أنا حمد - إجازة - ح قال:

و أنا الحسين، أنا علي قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (6) قال: و سمعت أبي يقول:

سلمة بن كهيل ثقة، قال: و سئل أبو زرعة عن سلمة بن كهيل فقال: كوفي ثقة مأمون.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل، و عن أبي الحسن محمّد بن محمّد بن مخلد، أنا علي بن4.

ص: 126


1- المعرفة و التاريخ 171/4.
2- العبارة في المعرفة و التاريخ: سلمة متقن الحديث و قيس بن مسلم متقن للحديث أيضا.
3- بالأصل: حراش بالحاء المهملة خطأ، و الصواب بالخاء المعجمة، و قد تقدم التعريف به.
4- بالأصل و م: فعلى، و الصواب ما أثبت.
5- انظر تهذيب التهذيب 638/2.
6- الجرح و التعديل 171/4.

محمّد بن خزفة (1)،قالا: نا محمّد بن الحسين، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا ابن الأصبهاني، أنا شريك، عن أبي حمزة الأعور، قال: كنت مع أناس من الفقهاء فيهم سلمة بن كهيل فانتهينا إلى بستان سعيد بن هلال فأعطينا درهما ثم دخلنا فأكلنا.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي عثمان الصابوني، أنا أبو القاسم بن حبيب، أنا أبو موسى عمران بن محمّد بن الحصين، نا أبو عوانة، نا أبو علي سهل بن علي، نا محمّد بن الحسين، نا محمّد بن عبد الرّحمن الأشهلي، أخبرني يحيى بن إسماعيل بن [سلمة بن] (2) كهيل قال:

كانت لي أخت أسن مني، فاختلطت و ذهب عقلها، و توحشت، و كانت في غرفة في أقصى سطوحنا، فمكثت بضع عشرة سنة، و كانت مع ذهاب عقلها تحرص على الطهور و الصلاة، و تتفقد الأوقات، و ربما غلب على عقلها أياما فتحفظ ذلك حتى تقضيه. فبينما أنا نائم ذات ليلة، إذا باب بيتي يدق في نصف الليل، فقلت: من هذا؟ قالت: لخه فقلت: أختي ؟ قالت: أختك، فقلت: لبيك، و قمت و فتحت الباب فدخلت و لا عهد لنا بالبيت من أكثر من عشر سنين، فقلت لها: يا أختاه خير؟ قالت: خير، أتيت الليلة في منامي فقيل لي: السلام عليك يا لخة فرددت، فقيل لي: إنّ اللّه قد غفر لجدك سلمة و حفظك بأبيك إسماعيل، فإن شئت دعوت اللّه، فأذهب ما بك، و إن شئت صبرت و لك الجنة، فإن أبا بكر، و عمر قد شفعا لك إلى اللّه لحب أبيك وجدك إياهما (3).

قالت: فقلت: إن كان لا بد من اختيار أحدهما فالصبر على ما أنا فيه، و الجنة، و إن اللّه لواسع لخلقه لا يتعاظمه شيء إن شاء أن يجمعهما لي فعل، قيل قد جمعهما اللّه لك، و رضي عن أبيك وجدك لحبهما أبا بكر و عمر، قومي فانزلي. فأذهب اللّه ما كان بها و عادت إلى أحسن الحال.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن أبي محمّد الرّبعي، أنا أبي، نا محمّد بن علي بن عفان، نا أبو نعيم، حدّثني يحيى بن سلمة قال: مات أبي في سنة إحدى و عشرين و مائة يوما.

ص: 127


1- بالأصل: خرفة، و الصواب ما أثبت عن م و ضبط عن التبصير، و قد تقدم التعريف به.
2- الزيادة لازمة للإيضاح عن م.
3- في مختصر ابن منظور 93/10 «أباهما» كذا.

عاشوراء، و كان عمره ثلاثا و سبعين سنة، و سلمة يكنى أبا يحيى.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1)،حدّثني إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة، أخبرني أبو نعيم عن يحيى بن سلمة، قال: مات سلمة بن كهيل سنة إحدى و عشرين و مائة يوم عاشوراء فجيء به في محمل، مات بطريق مكة.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو بن السّماك، نا حنبل بن إسحاق قال: قال له أبو بكر الأحول - يعني لأبي نعيم-: سلمة بن كهيل قال: سنة إحدى و عشرين - يعني و مائة - مات.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد الخطيب، أنا أبو منصور محمّد بن الحسن بن محمّد النهاوندي، نا أحمد بن الحسين بن زنبيل (2)،أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الجليل، نا محمّد بن إسماعيل قال: قال أبو نعيم: مات سلمة بن كهيل آخر سنة إحدى و عشرين يوم عاشوراء، و هو الحضرمي أبو يحيى الكوفي، والد محمّد و يحيى، فأما يحيى فمنكر الحديث.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو الحسن علي بن هبة اللّه بن عبد السلام قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، نا أبو القاسم عبيد اللّه بن محمّد، نا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني عباس بن محمّد، نا أبو نعيم.

و أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد الكرماني، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب الهمذاني (3)،قالا: أنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الصفار، أنا أبو إسماعيل السّلمي قال: سمعت أبا نعيم الفضل بن دكين يقول.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، نا عبد العزيز بن أحمد الصوفي، أنا3.

ص: 128


1- المعرفة و التاريخ 648/2.
2- ترجمته في سير الأعلام 99/17.
3- بالأصل: الهمداني بالدال المهملة خطأ، و الصواب بالذال المعجمة، انظر فهارس المطبوعة المجلدة العاشرة ص 63.

أبو خازم (1) بن الفراء، أنا يوسف بن عمر، نا محمّد بن مخلد، نا عباس بن محمّد، نا أبو نعيم قال: مات سلمة يوم عاشوراء سنة إحدى و عشرين و قيل مات في سلخها و ذلك فيما أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، و أبو الحسن بن عبد السلام، أنا عبد اللّه بن محمّد، أنا عبيد اللّه بن محمّد، نا [عبد اللّه بن محمّد، نا] (2) أحمد بن إبراهيم، قال:

سمعت أبا نعيم يقول: مات سلمة في سنة إحدى و عشرين في آخرها يوما.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن علي، أنا محمّد بن أحمد، أنا الأحوص بن المفضّل، أنا أبي، نا أبو نعيم قال: و مات سلمة بن كهيل في آخر سنة إحدى و عشرين و مائة في آخرها يوما.

أخبرنا أبو الغنائم بن النّرسي في كتابه، ثم نا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي بن النّرسي - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (3) قال: قال أبو نعيم: مات سلمة بن كهيل سنة إحدى و عشرين و مائة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا أبو الحسن المؤدب، أنا أبو سليمان الرّبعي، نا الهروي، قال: سمعت عثمان بن سعيد السّجزي يقول:

سلمة بن كهيل الحضرمي الكوفي مات سنة إحدى و عشرين و مائة، قاله أبو بكر بن أبي شيبة.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي الحسن محمّد بن محمّد بن مخلد، أنا علي بن محمّد بن خزفة ح، و عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل، قالا: أنا محمّد بن الحسين بن محمّد الزّعفراني (4).

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا القاضي أبو العلاءا.

ص: 129


1- بالأصل: أبو حازم، بالحاء المهملة خطأ و الصواب عن م، بالخاء المعجمة، و اسمه محمّد بن محمّد بن الحسين بن الفراء البغدادي، ترجمته في سير الأعلام 604/19.
2- ما بين معكوفتين استدرك على هامش الأصل و بجانبها كلمة صح.
3- التاريخ الكبير 74/4.
4- بعد كلمة الزعفراني بالأصل زيد:«آخرها يوما» حذفناها فهي مقحمة لا معنى لها.

الواسطي، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي الجرّاحي، ح قال: و أنا ابن خيرون، أنا أبو علي الحسن بن الحسين بن العباس بن دوما، حدّثني جدي لأمي إسحاق بن محمّد، أنا عبد اللّه بن إسحاق المدائني، نا قعنب بن المحرّر بن قعنب (1)،قال: و مات سلمة بن كهيل بالكوفة سنة إحدى و عشرين و مائة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم.

و أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، قالا: نا محمّد بن سعد (2) قال: سلمة بن كهيل الحضرمي توفي سنة اثنتين و عشرين و مائة حين قتل زيد بن علي - زاد ابن فهم: بالكوفة، و قال أبو نعيم: قتل زيد بن علي - و في رواية ابن أبي الدنيا: قال أبو نعيم: توفي - يوم عاشوراء في هذه السنة - زاد ابن الفهم قال ابن سعد: و كان سلمة ثقة كثير الحديث.

قرأت على أبي محمّد، عن أبي محمّد، أنا أبو الحسن، أنا أبو سليمان قال: قال سعيد بن أسد: توفي سلمة بن كهيل سنة ثنتين و عشرين، و ذكر أن الهروي أخبره عن محمّد بن صالح بن عمرو، عن سعيد بذلك.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي (3)،أنا أبو الحسين بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن المهتدي (4)،أنا أبي أبو يعلى قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن مخلد بن حفص قال: قرأت على علي بن عمرو الأنصاري، حدثكم الهيثم بن عدي قال: مات سلمة بن كهيل الحضرمي سنة ثنتين و عشرين و مائة.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن علي السيرافي، أنا أحمد بنل.

ص: 130


1- بفتح فسكون ففتح كما في المغني.
2- طبقات ابن سعد 316/6.
3- بالأصل و م: المحلي، و الصواب ما أثبت و ضبط «المجلي» و قد تقدم التعريف به.
4- كذا بالأصل و م، و في السند خلل، و لعل الصواب: أبو الحسين بن الفراء قياسا إلى سند مماثل.

إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط (1)،قال: و فيها - يعني سنة اثنتين و عشرين و مائة - و سلمة بن كهيل الحضرمي بها أيضا - يعني مات-.

[أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا علي بن أحمد بن محمّد بن علي، أنا أبو طاهر الذهبي - إجازة - أنا أبو محمّد عبيد اللّه بن عبد الرّحمن أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدثني أبو عبيد قال: سنة اثنتين و عشرين و مائة و سلمة بن كهيل بها أيضا، يعني مات.] (2)أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو علي بن أبي جعفر، و أبو القاسم عبد الواحد بن علي، قالا: نا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا أبو القاسم الحسن بن محمّد بن الحسن، نا محمّد بن عبد اللّه بن سليمان، قال: مات سلمة بن كهيل الحضرمي سنة ثلاث و عشرين و مائة.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا نصر بن أحمد بن نصر، أنا محمّد بن أحمد بن عبد اللّه.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو طاهر أحمد بن علي بن سوار، قالا: أنا الحسين بن علي بن عبيد اللّه، قالا: أنا محمّد بن زيد بن علي، أنا محمّد بن محمّد بن عقبة، نا هارون بن حاتم، نا أصحابنا، قالوا:

مات سلمة بن كهيل الحضرمي سنة ثلاث و عشرين و مائة.

أنبأنا أبو القاسم النسيب، و غيره عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو الحسن بن رزقويه، أنا أحمد بن سلمان النّجّاد، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، نا هاشم بن الوليد الهروي، نا أبو بكر بن عباس الأجلح، قال: رأيت سلمة بن كهيل في النوم فقلت: أي الأعمال وجدت أفضل ؟ قال: قيام الليل.

قال: و حدّثني محمّد بن الحسين، قال: حدّثت عن عبد السلام بن حرب، عن خلف بن حوشب قال: كأنّ الليل كان في يدي (3) سلمة بن كهيل.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو سعد الماليني.م.

ص: 131


1- تاريخ خليفة بن خيّاط .
2- الخبر ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
3- كذا بالأصل و م.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، قالا: أنا أبو أحمد بن عدي (1)،نا أحمد بن الحسن الكوفي - و في حديث الماليني: السّكوني (2)-نا محمّد بن يحيى الجحدري - و في حديث ابن السمرقندي:

الحجري - قال: قال ابن الأجلح قال أبي لسلمة بن كهيل:

إن مت قبلي فقدرت أن تأتيني في نومي فتحدّثني (3) بما رأيت فافعل - زاد حمزة:

فقال سلمة له: و أنت إن مت قبلي فقدرت أن تأتيني في نومي فتخبرني بما رأيت فافعل ثم اتفقا فقالا:- فمات سلمة قبل الأجلح، فقال لي: أي بني علمت أن سلمة أتاني في يوم فقلت: أ ليس قد متّ قال: إن اللّه عز و جل قد أحياني، قال: قلت: كيف وجدت ربك ؟ قال: رحيما يا أبا حجيّة قال: أيش رأيت أفضل الأعمال التي يتقرب بها العباد؟ قال: ما رأيت عندهم أشرف من صلاة الليل، قلت: كيف وجدت الأمر؟ قال: سهلا و لكن لا تتكلوا.

2625 - سلمة بن مسلم الجهني

ممن أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم و خرج إلى الشام مجاهدا، فاستشهد بمرج الصّفّر سنة ثلاث عشرة (4)،ذكره أبو حسان الحسن بن عثمان الزّيادي، قال: و يقال كانت في المحرم سنة أربع عشرة.

2626 - سلمة بن موسى

أبو موسى الأنصاري

من أهل دمشق، روى عن الأوزاعي.

روى عنه أحمد بن إبراهيم بن هشام بن ملاس، و الهيثم بن مروان.

أنبأنا أبو طاهر محمّد بن الحسين الحنّائي، أنا أبي [أبو] (5) القاسم، أنا

ص: 132


1- الخبر في الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 427/1 في ترجمة الأجلح بن عبد اللّه بن معاوية، انظر ترجمته في تهذيب التهذيب ط دار الفكر بيروت 165/1.
2- في ابن عدي: السكوني.
3- ابن عدي: فتخبرني.
4- انظر الإصابة 114/2.
5- زيادة لازمة للإيضاح عن م انظر ترجمة أبي طاهر الحنائي في سير الأعلام 436/19 و ترجمة عبد الوهّاب الكلابي في السير 457/16.

عبد الوهاب الكلابي - إجازة-.

و قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن عبد الدائم بن الحسن بن عبيد اللّه القطان، عن عبد الوهاب الكلابي، نا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عبد الملك بن مروان القرشي - إملاء - نا أحمد بن إبراهيم بن ملاس، نا أبو موسى الأنصاري سلمة بن موسى، عن الأوزاعي، حدّثني يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«لخير يوم طلعت فيه الشمس ليوم الجمعة، فيه خلق آدم، و فيه أدخل الجنة، و فيه أخرج منها، و فيه تقوم الساعة» كذا جاء في هذه الرواية.

و رواه الهيثم بن مروان، عن أبي موسى أحمد بن سلمة الأنصاري، و اللّه أعلم بالصواب.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن عبد العزيز بن أحمد، أخبرني تمام بن محمّد، أخبرني أبي، نا محمّد بن جعفر بن محمّد بن ملاس، نا الحسن بن أحمد بن محمّد بن بكّار، قال: و توفي أبو موسى سلمة بن موسى في سنة سبع و مائتين.

قرأت على أبي محمّد عن عبد العزيز، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر قال: و فيها - يعني سنة سبع عشرة و مائتين - مات أبو موسى سلمة بن موسى الأنصاري، و هذا أصح.

2627 - سلمة بن النّجم بن محمّد

أبو صالح البخاري المعروف بسلمويه (1)

رحل و سمع بدمشق: أبا زرعة الدمشقي.

ذكره أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد البخاري الحافظ المعروف بالغنجار (2)،فقال: أبو صالح سلمة بن النّجم بن محمّد لقبه سلمويه الأديب من قرية ممادننون (3).

ص: 133


1- ترجمته في بغية الوعاة 596/1.
2- ترجمته في سير الأعلام 304/17.
3- كذا رسمها بالأصل، و في م: قادسون.

روى عن أبي قرصافة محمّد بن عبد الوهاب العسقلاني، و أبي زرعة الدمشقي، و عثمان بن خرّزاد الأنطاكي، و هلال بن العلاء، سمعت أبا صالح خلف بن محمّد يقول: توفي أبو صالح سلمة بن النّجم في صفر سنة ثلاث و ثلاثمائة.

2628 - سلمة بن نصر بن غانم بن عامر

ابن عبد اللّه بن عبيد عويج بن عدي بن كعب بن لؤي

ابن غالب القرشي العدوي (1)

ممن أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم، و شهد فتوح الشام، له ذكر.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار قال؛ و ولد عويج بن عدي بن كعب عبيدا، فولد عبيد بن عويج عبد اللّه، فولد عبد اللّه بن عبيد عامرا، فولد عامر بن عبد اللّه غانما، فولد غانم بن عامر نصر بن غانم، و ولد نصر بن غانم: سلمة بن نصر، و أمه من بني فراس، و ذكر غير سلمة ثم قال: هلك نصر بن غانم و ولده في طاعون عمواس (2).

2629 - سلمة بن وبرة الكلبي

من بني عبد ودّ من أهل قرية المزّة.

كان ممن تخلف عن القيام بأمر يزيد بن الوليد، و تغيّب (3) بالبقاع فلما ظهر أمره عاد إلى دمشق، له ذكر.

2630 - سلمة بن هشام بن المغيرة بن عبد اللّه

ابن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرّة بن كعب

أبو هاشم المخزومي (4)

له صحبة، و هو قديم الإسلام، دعا له النبي صلى اللّه عليه و سلم في صلاته، شهد غزوة مؤتة في

ص: 134


1- ترجمته في الإصابة 68/2.
2- عقب ابن حجر في الإصابة قال: و هذا يقتضي أن يكون لسلمة و ابنه صحبة لأنه لم يبق من قريش أحد بعد الفتح إلاّ و أسلم و شهد حجة الوداع.
3- عن م، و رسمها بالأصل:«قعنب».
4- ترجمته في الاستيعاب 85/2 هامش الإصابة، و أسد الغابة 283/2 و الإصابة 68/2 و الوافي بالوفيات 317/15.

حياة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثم خرج إلى الشام مجاهدا فقتل بأجنادين و يقال يوم مرج الصّفّر، و لا أعلم له رواية.

أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو العباس بن قتيبة، نا حرملة بن يحيى.

ح و أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا محمود بن جعفر، و أبو منصور بن شكرويه، و إبراهيم بن محمّد الطّيّان، و محمّد، و علي ابنا أحمد - حضورا - قالوا: أنا أبو إسحاق بن خرشيد قوله، أنا أبو بكر النيسابوري، نا يونس بن عبد الأعلى قالا: نا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، أخبرني سعيد و أبو سلمة أنهما سمعا أبا هريرة يقول:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حين يفرغ من صلاة الفجر من القراءة و يكبر فيرفع رأسه - يعني يقول:«سمع اللّه لمن حمده، ربنا و لك الحمد»، ثم يقول و هو قائم:«اللّهم أنج الوليد بن الوليد، و سلمة بن هشام، و عياش بن أبي ربيعة، و المستضعفين من المؤمنين» الحديث، و اللفظ لحرملة، و حديث يونس نحوه[4894].

أخبرناه عاليا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن الربيع بن سليمان الجيزي (1)،نا هارون بن سعيد الأيلي، نا سفيان بن عيينة، عن الزّهري، عن سعيد، عن أبي هريرة قال: لما رفع النبي صلى اللّه عليه و سلم رأسه من الركعة الآخرة من صلاة الصبح قال:

«اللّهم أنج الوليد بن الوليد، و سلمة بن هشام، و عياش بن أبي ربيعة، و المستضعفين بمكة، اللّهم أشدد وطأتك على مضر، و اجعلها سني (2) كسنيّ يوسف».

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عمران الجندي، نا عبد اللّه بن محمّد، نا هدبة بن خالد، نا حمّاد بن سلمة، عن محمّد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«سمع اللّه لمن حمده، قال: اللّهم أنج الوليد بن الوليد، و سلمة بن هشام،ل.

ص: 135


1- ترجمته في سير الأعلام 592/12.
2- كذا بالأصل.

و عياش بن أبي ربيعة، و ضعفة المسلمين، اللّهم أشدد وطأتك (1) على مضر، و اجعلها عليهم سنين (2) كسنيّ يوسف».

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا سعيد بن أحمد العيّار، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد الصّيرفي، نا أبو العباس السّرّاج، نا قتيبة بن سعيد، نا ابن لهيعة، عن الأعرج قال: سمعت أبا هريرة يقول: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول في الصلاة المكتوبة:

«اللّهم أنج عياش بن أبي ربيعة، اللّهم أنج الوليد بن الوليد، اللّهم أنج سلمة بن هشام، انج المستضعفين من المؤمنين، اللّهم أشدد وطأتك على مضر، اللّهم اجعلها سنين كسنيّ يوسف».

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا محمود بن جعفر، و محمّد بن أحمد بن علي بن شكرويه، و إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم قراءة، و أبو بكر محمّد و أبو القاسم علي ابنا أحمد بن محمّد السمسار - حضورا - قالوا: أنا أبو إسحاق بن خرشيد قوله، أنا أبو بكر بن زياد النيسابوري، نا إسماعيل بن حصن، نا محمّد بن بسر (3)،نا إسحاق، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللّه:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان صبيحة خمس عشرة من رمضان يقوم في صلاة الصبح، فإذا رفع رأسه من الركعة الآخرة..... (4).د.

ص: 136


1- أي بأسك.
2- أي اجعلها عليهم سنين شدادا ذوات قحط و غلاء، و السنة: كما ذكره أهل اللغة: الجدب، يقال: أخذتهم السنة إذا أجدبوا و قحطوا.
3- بعدها بياض م مقدار كلمة، ثم يتابع نا إسحاق إلخ... أما بالأصل هنا فالكلام تابع!؟.
4- كذا بالأصل و م، و قد سقط الحديث بتمامه من الأصل و من م. و إتماما للفائدة نثبته هنا نقلا عن مختصر ابن منظور 95/10. قال: اللهم، أنج الوليد بن الوليد، اللهم أنج سلمة بن هشام، اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة، اللهم، أنج المستضعفين من المؤمنين، اللهم أشدد وطأتك على مضر، اللهم اجعلها سنين كسني يوسف، اللهم العن رعلا و العن لحيان، و العن ذكوان، بنو غفار، غفر اللّه لها، أسلم سالمها اللّه، و بنو عصية عصوا اللّه و رسوله، اللّه أكبر، فدعا كذلك خمس عشرة ليلة حتى إذا كان صبيحة الفطر ترك الدعاء لهم، فقال عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه: يا نبي اللّه ما لك لا تدعو للنفر؟ قال: و ما علمت أنهم قدموا؟ قال: بينا هو يذكرهم انفتح عنهم الطريق، يسوق بهم الوليد بن الوليد قد لكب بالحرة، و قد سار بهم ثلاثا على قدميه يقول: هل أنت إلاّ اصبع دميت و في سبيل اللّه ما لقيت يا نفسي إلا تقتلي تموتي قال: فهيج بين يدي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى قضى الدنيا (كذا) فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: هذا الشهيد، أنا عليه شهيد.

قال (1):سلمة بن هشام بن المغيرة المخزومي من قريش، ممن عذّب في اللّه، لم يشهد بدرا، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن أشليها، و ابنه أبو الحسن علي، قالا: أنا أبو الفضل بن الفرات، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم، نا محمّد بن عائذ (2)،نا الوليد بن مسلم، عن عبد اللّه بن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة قال: و قتل من المسلمين يوم أجنادين من قريش من بني مخزوم:

سلمة بن هشام بن المغيرة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان.

ح و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق قالا: نا إبراهيم بن المنذر، حدّثني محمّد بن فليح.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين محمّد بن الحسين بن الفضل، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن عتّاب، أنا القاسم بن عبد اللّه بن المغيرة، نا إسماعيل بن أبي أويس، نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمه موسى بن عقبة، عن ابن شهاب - زاد يعقوب: و ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة قال: و قتل يوم أجنادين من بني مخزوم سلمة بن هشام بن المغيرة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (3) قال: سلمة بند.

ص: 137


1- كذا بالأصل و م، و ثمة سقط في الكلام، و العبارة التالية هي من كلام أبي محمّد بن أبي حاتم، انظر الجرح و التعديل 176/4.
2- بالأصل: عائد، خطأ و الصواب ما أثبت، و قد تقدم التعريف به.
3- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

هشام المخزومي قتل بمرج الصّفّر في المحرم سنة أربع عشرة شهيدا.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: قتل سلمة بن هشام بن المغيرة المخزومي بمرج الصّفّر في المحرم سنة أربع عشرة (1).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا جعفر بن محمّد بن جعفر، نا أبو زرعة قال في تسمية من قتل بأجنادين: سلمة بن هشام بن المغيرة، عن أحمد (2).

قال: و أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (3) قال: و كانت أجنادين في خلافة أبي بكر، قتل بها من بني مخزوم: سلمة بن هشام بن المغيرة، عن أحمد يعني أن أحمد قاله.

و قد ذكرنا غير مرة أن أجنادين كانت في سنة ثلاث عشرة، و كذا ذكر أبو حذيفة البخاري.

2631 - سلمة بن يحيى بن الحكم بن أبي العاص الأموي

له ذكر.

2632 - سلمة يعرف بالبيدق الأنصاري القارئ المدني

2632 - سلمة يعرف بالبيدق (4) الأنصاري القارئ المدني

و قد على يزيد بن عبد الملك.

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين بن محمّد الأموي (5)،أخبرني إسماعيل بن يونس، نا عمر بن شبّة، حدّثني أيوب بن عباية:

أن البيذق (6) الأنصاري القارئ كان يعرف حبابة و يدخل عليها بالحجاز، فلما

ص: 138


1- انظر الاستيعاب و أسد الغابة و الإصابة.
2- انظر الإصابة 69/2 يعني عن أحمد بن حنبل.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 216/1-217.
4- في الأغاني: البيذق بالذال المعجمة.
5- الخبر في الأغاني 140/15 في أخبار حبابة.
6- بالأصل هنا: البندق، و المثبت عن الأغاني.

صارت إلى يزيد بن عبد الملك و ارتفع أمرها عنده، خرج إليها يتعرض لمعروفها و يستميحها، فذكرته ليزيد و أخبرته بحسن صوته قال: فدعاني يزيد ليلة، فدخلت عليه و هو على فرش مشرفة قد ذهب فيها إلى قريب من ثدييه، و إذا حبابة على فرش أخر مرتفعة، و هي دونه. فسلّمت فرد السلام علي، و قالت حبابة: يا أمير المؤمنين هذا أبي، و أشارت إليّ بالجلوس، فجلست، فقال لي حبابة: اقرأ يا أبة، فقرأت، فنظرت إلى دموعه تنحدر، ثم قالت: إيه يا أبة، حدّث أمير المؤمنين، و أشارت إليّ أن غنّه.

فاندفعت في صوت ابن سريج:

من لقلب مصيد (1) *** هائم اللب مقصد

قال: فطرب و اللّه يومئذ فحذفني بمدهن فيه فصوص: ياقوت و زبرجد، فأدخلته في كمي فقال: يا حبابة أ لا ترين ما صنع أبوك، أخذ مدهننا فأدخله (2) في كمه ؟ فقالت:

يا أمير المؤمنين ما أحوجه و اللّه إليه، ثم خرجت من عنده فأمر لي بمائتي (3) دينار.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، و أبو المحاسن أسعد (4) بن علي، و أبو بكر أحمد بن يحيى، و أبو الحسين، و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، قالوا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفّر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن حموية، أنا عيسى بن عمر بن العباس، أنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن الدارمي، أنا سليمان بن حريث.

ح و أخبرنا أبو القاسم [زاهر بن طاهر و أبو المظفّر بن القشيري قالا: أنا أبو بكر، و أخبرنا أبو القاسم] (5) بن السمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقال، قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو (6) بن السماك، نا حنبل بن إسحاق، نا سليمان، نا حمّاد بن زيد، عن أيوب حدّثني بعض آل سالم قال:

قدم سلمة البيدق المدينة فقام يصلّي بهم، فقيل لسالم: لو جئت فسمعت قراءته قال: فجاء فلما كان بالباب سمع قراءته فرجع و قال: عنا عنا. انتهت رواية أبي المظفّر،ن.

ص: 139


1- الأغاني: من لصب مفنّد.
2- عن الأغاني و بالأصل: فأدخلته.
3- عن الأغاني: بمائة دينار.
4- بالأصل:«في» و الصواب ما أثبت.
5- ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل و بجانبه كلمة صح.
6- سقطت من الأصل و كتبت فوق الكلام بين السطرين.

و زادا قال حنبل بن إسحاق: سألت أبا عبد اللّه أحمد بن حنبل عن ذلك فقال: أما هذا المحدّث فأكرهه، فما كان من الرجل لم يتكلفه على معنى حديث أبي موسى فلا بأس، و هل هذا كان مما أحدثوا فكرهه سالم.

2633 - سلمة النّميري

أحد المعمرين، وفد على هشام بن عبد الملك، و سمع عنده جرير بن الخطفى و الفرزدق، و الأخطل، و بلغ مائة و أربعين سنة، حكى عنه يعقوب بن إسحاق السّكّيت.

2634 - سلمة مولى يزيد بن الوليد بن عبد الملك

حكى عن يزيد بن الوليد، و كان ممن شايعه على أمره، حكى عنه.

ص: 140

ذكر من اسمه سلم

اشارة

ذكر من اسمه سلم (1)

2635 - سلم بن بحر البكري

حدّث عن الوضين بن عطاء الدّمشقي.

روى عنه سليمان بن أحمد الدّمشقي نزيل واسط .

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد الشافعي، عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار، أنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر الشيرازي، أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمّة الخلاّل، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدّثني جدي قال: حدّثنيه سليمان بن أحمد، نا سلم بن بحر البكري عن الوضين بن عطاء، عن محفوظ بن علقمة، عن عبد الرّحمن بن عائذ (2) الأزدي، عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«العين وكاء السّه (3) فمن نام فليتوضأ»[4895].

2636 - سلم بن بندار بن الحسين

أبو سعيد النشوي الأرمني (4)

سمع بدمشق محمّد بن عمير الجهني، و بمصر: أبا الحسين محمّد بن علي بن أبي

ص: 141


1- بفتح أوله و سكون اللام، قاله في تقريب التهذيب.
2- بالأصل عائد، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 487/4.
3- بالأصل: استه، و المثبت عن النهاية لابن الأثير. و السّه: حلقة الدبر، و الوكاء: الخيط الذي تشد به الصرة و الكيس و غيرهما. قال ابن الأثير: جعل اليقظة للاست كالوكاء للقربة. و كما أن الوكاء يمنع ما في القربة أن يخرج، كذلك اليقظة تمنع الاست أن تحدث إلا باختيار.
4- ترجمته في تاريخ بغداد 149/9.

الحديد، و محمّد بن سفيان بن سعيد المصريين، و بكر بن أحمد بن حفص الشّعراني التّنّيسي.

روى عنه أبو الحسن محمّد بن أحمد بن محمّد بن رزق.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، و أبو النجم بدر بن عبد اللّه قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):سلم بن بندار بن الحسين أبو سعيد النّشوي الأرمني، قدم بغداد و حدث بها عن محمّد بن سفيان بن سعيد، و محمّد بن علي بن أبي الحديد المصريين، و بكر بن أحمد التّنّيسي، و محمّد بن عمير الدمشقي.

روى عنه أبو الحسن بن رزقويه.

2637 - سلم بن زياد بن عبيد

الذي يقال له ابن أبي سفيان، أبو حرب

من أهل البصرة، قدم على يزيد بن معاوية فولاّه خراسان.

حكى عن أبيه، حكى عنه حرب الزّيادي، و كانت له دار بدمشق بناحية سوق اللؤلؤ و سوق الطير.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أبو بكر محمّد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو حرب سلم بن زياد بن أبي سفيان بن حرب.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو حرب سلم بن زياد.

قرأنا على أبي القاسم بن السمرقندي، عن أبي طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا أبو بشر الدّولابي (2)قال: أبو حرب سلم بن زياد.

ص: 142


1- المصدر السابق نفسه.
2- الكنى و الأسماء للدولابي 146/1.

أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، أنا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط قال: و ولّى يعني يزيد بن معاوية ابن زياد خراسان و سجستان فوجه سلم إلى خراسان الحارث بن معاوية المازني فلم يزل عليها حتى مات يزيد، و ولّى سلم بن زياد أخاه يزيد بن زياد سجستان فوجه يزيد أخاه أبا عبيدة بن زياد إلى كابل (1) فأسروه، فسار يزيد بن زياد إليهم فقتلوه، و بعث سلم بن زياد (2) طلحة بن عبد اللّه بن خلف الخزاعي ففدى أبا عبيدة بخمس مائة ألف و أقام بها طلحة حتى مات.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم عن أبي الحسن رشأ بن نظيف، أنا محمّد بن جعفر النحوي، أنا أبو الحسن الضّبّي، عن أبي جعفر العجلي، عن علي بن عمروس، عن ابن الكلبي، عن أبيه قال:

لما ولّى يزيد سلم بن زياد خراسان قال له: إن أباك كفى أخاه عظيما و قد استكفيتك صغيرا و لا تتكلن على عذر مني، فقد اتّكلت على كفاية منك، و إياك مني قبل أن أقول إياي منك، فإن الظن إذا أخلف منك أخلف فيك، و أنت في أدنى حظّك فابلغ أقصاه، و قد أتعبك أبوك فلا ترح نفسك، و اذكر في يومك أحاديث غدك.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم العلوي، و أبو الوحش المقرئ، و أبو القاسم عبد اللّه بن الحسن بن هلال عنه، أخبرني أبو الحسن عبد الرّحمن بن أحمد بن معاذ، أنا أبو الطّيّب أحمد بن سليمان الحريري، نا أبو عبيد محمّد بن أحمد بن إبراهيم الأطروش المادرائي، نا أبو العباس محمّد بن يزيد المبرّد، نا العتبي، عن هشام قال:

لما ولّى يزيد بن معاوية سلم بن زياد خراسان، أتى يزيد بكأس فأقبل على الساقي فقال (3):

اسقني شربة تروى عظامي *** ثم مل فاسق مثلها ابن زيادز.

ص: 143


1- و ذلك أن أهل كابل نقضوا، في سنة 62 كما يفهم من عبارة خليفة بن خياط (تاريخه ص 236).
2- و ذلك في سنة 63 كما في تاريخ خليفة ص 250-251.
3- البيتان في الأغاني 291/15-292 في أخبار آدم بن عبد العزيز.

موضع العدل (1) و الأمانة مني *** و على ثغر مغنمي و جهادي

ثم أقبل على سلم فقال:[إن] أباك كفى أخاه عظيما، و قد استكفيتك صغيرا، فلا تتكلف على عذر مني، فقد اتكلت على كفاية منك، و أتعبك أبوك فلا تريحنّ نفسك، و أنت في أدنى حظك فابلغ أقصاه، و إياك مني قبل أن أقول إياي منك، فإن الظن إذا اختلف فيك أخلف منك، و اذكر في يومك أحاديث غدك.

قرأت على أبي الفتوح أسامة بن محمّد بن زيد العلوي، عن أبي جعفر محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمر، عن أبي عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى المرزباني، قال سلم بن زياد بن أبيه [لما] تقلّد خراسان ليزيد بن معاوية له:

فإن تكن الدّنيا تزول بأهلها *** فقد نلت من ضرائها و رخائها

فلا جزعا مني عليها و لا أسى *** إذا هي يوما آذنت بفنائها

ذكر أبو الفرج علي بن الحسين بن محمّد فيما قرأت في كتابه (2) بإسناد له: إن النوار لما أذنت لعبد اللّه بن الزبير في تزويجها بالفرزدق حكم عليه لها بمهر مثلها عشرة آلاف درهم، فسأل: هل بمكة أحد يعينه على ذلك، فدلّ على سلم بن زياد و كان ابن الزبير حبسه فقال فيه:

دعي مغلقي الأبواب دون فعالهم *** و مرّي تمشّي بي - هبلت - إلى سلم

إلى من يرى المعروف سهلا سبيله *** و يفعل أفعال الكرام التي تنمي

ثم دخل على سلم فأنشده قال: هي لك و مثلها نفقتك، فأمر له بعشرين ألف درهم، فقبضها، فقالت له زوجته أم عثمان بنت عبد اللّه بن عمرو (3) بن العاص الثقفية: أ تعطي عشرين ألفا و أنت محبوس ؟ فقال (4):

ألا بكرت عرسي تلوم سفاهة *** على ما مضى مني و تأمر بالبخل

فقلت لها و الجود مني سجيّة *** و هل يمنع المعروف سؤّاله مثليق.

ص: 144


1- في الأغاني: السرّ.
2- الخبر و البيتان في الأغاني 330/9.
3- في الأغاني: عثمان بن عبد اللّه بن عثمان بن أبي العاصي.
4- الأبيات في الأغاني 331/9 في ذكر بعض أخبار الفرزدق.

ذريني (1) فإني غير تارك شيمتي *** و لا مقصر عن السماحة و البذل

و لا طارد ضيفي إذا جاء طارقا *** و قد طوق (2) الأضياف شيخي من قبل

أ أبخل إنّ البخل ليس مخلّدي *** و لا الجود يدنيني إلى الموت و الفضل (3)

أبيع بني حرب بآل خويلد *** و ما ذاك عند اللّه في البيع بالعدل

و ليس (4) ابن مروان الخليفة طائعا *** لفحل (5) بني العوّام قبّح من فحل

فإن تظهروا لي البخل آل خويلد *** فلا دلكم دلي و لا شكلكم شكلي

و إن تقهروني حيث غابت عشيرتي *** فمن عجل (6) الأيام أن تقهروا مثلي

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، عن رشأ بن نظيف، و نقلته من خطه، أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن سيبخت البغدادي، نا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي، حدّثني عون - يعني ابن محمّد - عن أبيه قال: قال أبو الحسن المدائني قال سلم بن زياد لطلحة بن عبد اللّه بن خلف الخزاعي:

إني أريد أن أصل رجلا له عليّ حق و صحبة بألف ألف درهم، فما ترى ؟ قال:

أرى أن تجعل هذه لعشرة قال: فأصله بخمس مائة ألف درهم، قال: كثير، فلم يزل حتى وقف على مائة ألف قال: أ فترى مائة ألف تقضي بها ذمام رجل له انقطاع و صحبة و مودة و حق واجب ؟ قال: نعم، قال: هي لك و ما أردت غيرك فقال له: أقلني، قال: لا أفعل و اللّه أبدا.

قال رشأ: و حدّثنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد بن أبي مسلّم الفرضي، نا الصولي، نا أبو العيناء، نا محمّد قال: كان أبو عرادة السعدي مع سلم بن زياد بخراسان و كان مكرما له و ابن عرادة يتجنى عنه (7) إلى أن تركه و صحب غيره فلم يحمد أمره فرجع إليه و قال:ه.

ص: 145


1- بالأصل: ذرني، و المثبت عن الأغاني للوزن.
2- الأغاني: فقد طرق.
3- في الأغاني: و القتل.
4- الأغاني: و أشري.
5- الأغاني: بنجل... من نجل.
6- الأغاني: عجب.
7- كذا بالأصل، و لعله: عليه.

عتبت على سلم فلما فقدته *** و صاحبت أقواما بكيت على سلم

رجعت إليه بعد تجريب غيره *** فكان كبرء بعد طول من السّقم

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، نا زكريا بن يحيى المنقري، نا الأصمعي، قال:

ثم ولّى عبد الملك بن مروان بعد قتل مصعب خالد بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد الأموي، ثم عزله و ولّى بشر بن مروان فضمّ البصرة إليه و كان على الكوفة فلم يمكث إلاّ قليلا حتى مات، و دفن إلى جنب قبر سلم بن زياد بين دار عيسى بن سليمان و إسحاق بن سليمان، فلما مات بشر ولّى عبد الملك الحجاج بن يوسف العراق هذا القول يدل على أن سلما مات قبل بشر بن مروان، و قد ذكرت في ترجمة بشر أنه مات سنة ثلاث و سبعين.

2638 - سلم بن سلام القرشي

من ساكني صهيا (1)،له ذكر في كتاب أحمد بن حميد بن أبي العجائز.

2639 - سلم بن قتيبة بن مسلم بن عمرو بن الحصين

2639 - سلم بن قتيبة بن مسلم (2) بن عمرو بن الحصين

ابن ربيعة بن خالد بن أسيد الخير بن كعب

ابن قضاعي بن هلال بن عمرو بن سلامة بن ثعلبة

ابن وائل بن معن بن مالك بن أعصر بن سعد

ابن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان (3)

[أبو عبد اللّه الباهلي الخراساني]

هكذا ذكر نسبه أبو بكر الخطيب فيما أخبرناه به أبو الحسن بن سعيد، و أبو النجم الشّيحي عنه إلاّ أنه لم يذكر كعبا و لا عمرو بن سلامة، و يقال: ابن حصين بن أسيد بن

ص: 146


1- صهيا: قرية من إقليم بانياس من أعمال دمشق (ياقوت).
2- في تهذيب التهذيب: سلم.
3- ترجمته في تهذيب التهذيب ط بيروت 367/2 و ط الهند 134/2 و الوافي بالوفيات 299/15. و انظر عامود نسبه في جمهرة ابن حزم ص 246.

زيد بن قضاعي أبو عبد اللّه الباهلي الخراساني، والد سعيد بن سلم.

حدّث عن عمه عبد الرّحمن، و عبد اللّه بن عون، و عمرو بن دينار، و أبيه قتيبة بن مسلم، و نصر بن سيار، و يحيى بن أبي ساسان حضين (1) بن المنذر، و محمّد بن سيرين.

و سمع طاوس بن كيسان، و خالد الحذّاء.

روى عنه شعبة بن الحجاج، و العلاء بن المنهال، و أبو سلمة المغيرة بن مسلم السّرّاج، و بكر بن حبيب السهمي، و أبو عاصم النبيل، و عمرو بن مصعب المروزي.

و أوفده يوسف بن عمر على هشام بن عبد الملك ليولّيه (2) خراسان فلم يفعل، و ولي سلم إمرة البصرة ليزيد بن عمر بن هبيرة في خلافة مروان ثم وليها في خلافة بني العباس للمنصور.

أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن عبد اللّه بن عمر العمري العدوي - بارجاه (3)- و أبو النّضر عبد الجبار بن عثمان الشاهد، و أبو الحسن علي بن سهل بن محمّد بن حامد الشاشي - بهراة - قالوا: أنا أبو سهل نجيب بن ميمون بن سهل بن علي الواسطي، أنا أبو علي منصور بن عبد اللّه بن خالد الخالدي، أنا أبو بشر أحمد بن محمّد بن عمرو بن مصعب المروزي، نا عمي، عن أبيه، نا سلم بن قتيبة قال:

سمعت نصر بن سيّار قال: سمعت أباك قتيبة بن مسلم قال: سمعت ابن أبي مليكة يقول: سمعت عائشة تقول: جاء بي جبريل عليه السلام إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم في قطعة حرير فقال: يا محمّد، هذه زوجتك في الدنيا و الآخرة.

أنبأنا أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا علي بن محمّد الحبيبي (4)،أنا خالد بن أحمد، أخبرني أبي، حدّثني سعيد بن سلم بن قتيبة بن مسلم، حدّثني أبي، نا يحيى بن الحضين بن المنذر، أبو ساسان، عن أبيه قال:6.

ص: 147


1- في تهذيب التهذيب: حصين.
2- بالأصل و م:«لتولية» و المثبت عن الوافي بالوفيات.
3- كذا رسمها بالأصل و م، و لعلها: بأرّجان ؟! انظر معجم البلدان.
4- ترجمته في سير الأعلام 48/16.

سمعت عمّار بن ياسر يقول: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لا يأكل الهدية حتى يأكل منها من أهداها إليه بعد ما أهدت إليه المرأة الشاة المسمومة بخيبر.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسن، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهاب الميداني، نا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا أبو جعفر الطبري قال عن غيره: قال:

و بعث يوسف سلما وافدا إلى هشام و أثنى عليه فلم يوله، و أوفد شريك بن عبد ربه النّميري، و أثنى عليه ليوليه خراسان فأبى عليه هشام.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا محمّد بن يعقوب قال: سمعت عباس بن محمّد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: سلم بن قتيبة هو أبو سعيد بن سلم.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد:

زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان الحافظ ، أنا أبو الحسن المقرئ، نا محمّد بن إسماعيل (1) قال: سلم بن قتيبة بن مسلم بن عمرو بن حصين الباهلي والد سعيد بن سلم، عن عمرو بن دينار.

روى ابن عيينة عن العلاء، عن سلم.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة - قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (2)،قال: سلم بن قتيبة بن مسلم بن عمرو بن حصين الباهلي والد سعيد بن سلم.

روى عن عمرو بن دينار، روى عنه شعبة، و روى ابن عيينة عن العلاء بن المنهال، و ابن أبي نجيح سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا4.

ص: 148


1- التاريخ الكبير 158/4.
2- الجرح و التعديل 266/4.

أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عبد اللّه محمّد بن عبيد بن محمّد المقرئ نزيل عكا - بها - نا يزيد بن سنان، نا أبو عاصم، عن سلم بن قتيبة قال:

قال ابن سيرين: إذا أتاك عن أخيك شيء تكرهه، فالتمس له عذرا فإن لم تجد له عذرا (1).

أبو عاصم لم يسمعها من سلم.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عمران بن الجندي.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن علي بن الحسين الحمّامي، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن الحسن بن يونس، أنا أبو الحسن علي بن القاسم بن الحسن النّجّاد (2)قالا: نا أبو روق (3) أحمد بن محمّد بن بكر الهزّاني (4)،نا الرياشي، نا أبو عاصم عن عمرو بن الفضل الباهلي، عن سلم بن قتيبة، عن محمّد بن سيرين قال: إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذرا، فإن لم تجد له عذرا، فقل: لعل له عذرا.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن الماوردي، أنا محمّد بن علي بن أحمد السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط (5) قال:

قدم سلم بن قتيبة بن مسلم بن عمرو الباهلي واليا على البصرة من قبل ابن هبيرة فسوّد سفيان بن معاوية (6) و حارب سلما فظهر سلم عليه ثم خرج سلم من البصرة حين سلم ابن هبيرة و استخلف على البصرة.

قال: و فيها - يعني سنة ست و أربعين و مائة - و لا أبو جعفر سلم بن قتيبة البصرةب.

ص: 149


1- كذا بالأصل و العبارة مضطربة، و زيد بعدها في مختصر ابن منظور 98/10 «فقل: لعل له عذرا» و بهذه الزيادة يتم المعنى. و هي مثبتة في الرواية التالية.
2- ترجمته في سير الأعلام 24/17.
3- بفتح الراء و سكون الواو بعدها قاف، قاله في تقريب التهذيب.
4- الهزاني بكسر الهاء و الزاي المشددة المفتوحة نسبة إلى هزان، بطن من عتيك، ذكره السمعاني في الأنساب و ترجم له.
5- انظر تاريخ خليفة ص 402 حوادث سنة 132.
6- و هو سفيان بن معاوية بن يزيد بن المهلب.

يسيرا ثم عزله، و ولّى محمّد بن سليمان (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن أحمد بن النّقّور، و أبو منصور عبد الباقي بن محمّد بن غالب، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، نا زكريا بن يحيى قال: قال الأصمعي:

ثم ولي مروان بن محمّد فولّى العراق يزيد بن عمر بن هبيرة فولّى عبّاد بن منصور و حوّلوه إلى دار الإمارة، ثم ولّى المسور بن عمرو على الأحداث، و عبادا على القضاء و الصلاة ثم عزله و ولّى سلم بن قتيبة ثم عزله، و ولّى سفيان بن معاوية المهلّبي.

قال الأصمعي: و ولّى أبو جعفر المنصور على البصرة عبد الصمد بن علي ثم عزله، ثم ولّى سليمان بن علي ثم عزله، ثم ولّى سفيان بن معاوية ثم عزله، و ذكر جماعة ثم قال: و ولّى سلم بن قتيبة ثم عزله.

قال: و نا الأصمعي، نا يزيد بن أبي يزيد الكلابي، قال: قسم يزيد الرشك بين سلم بن قتيبة و بين إخوته أرضين بالطفّ (2) فصونع فخاف على سلم فكلّمه سلم في الرجوع عن ذلك فأبى، فلما ولى سلم البصرة دس إلى يزيد من قدّمه إليه فأمر بضربه فجعل ينادي سلما، و سلم يتغافل حتى فرغ من ضربه، قال الأصمعي: يريد قاسم أهل البصرة، قال الأصمعي: الرّشك: الحاسب.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

أنبأني أبو العباس محمّد بن يعقوب فيما أجازه له محمّد بن عبد الوهاب قال: سمعت علي بن عثّام (3) يقول: قال الأصمعي: قال سلم بن قتيبة و كان من العبّاد: إن الرجل ليجيئه السائل فيستقلّ ما عنده، فيختار شرّ الأمرين [من] (4) المنع.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة، أنا عبد الرّحمن عن عمه الأصمعي قال: قال سلم بن قتيبة أحدهم يحفر الشيء فيأتي ما هو شر منه - يعني المنع-.5.

ص: 150


1- تاريخ خليفة ص 423 حوادث سنة 146.
2- الطفّ : أرض من ضاحية الكوفة في طريق البرية (ياقوت).
3- ترجمته في سير الأعلام 569/10.
4- زيادة لازمة للإيضاح عن مختصر ابن منظور 98/15.

قال ابن قتيبة و قال الشاعر في مثله:

و ما أبالي إذا ضيفي تضيّفني *** ما كان عندي إذا أعطيت مجهودي

جهد المقلّ إذا أعطاك مصطبرا *** و مكثر من غنيّ سيان في الجود

و أنشد:

أفسدت بالمنّ ما أسديت من حسن *** ليس الكريم إذا أسدى بمنّان

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، عن أبي الحسن رشأ بن نظيف و نقلته من خطه، أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن سيبخت الكاتب، نا أبو بكر محمّد بن يحيى الصّولي، نا ثعلب، عن ابن شبيب، نا الزّبير هو ابن بكّار، حدّثني إبراهيم بن المنذر الحزامي، عن أبي عمرو (1) المديني قال:

عرضت لي إلى سلم بن قتيبة حاجة، و هو والي البصرة، فلقيت بعض أصحابه فسألته القيام بها فضمنها، و مكثت اختلف إلى باب سلم أياما و الرجل يمطلني، و يذكر أن الكلام في الحاجة لا يمكن، فبينا أنا بالباب ذات يوم إذ خرج سلم راكبا فوقعت عينه عليّ ، و قد كانت بيني و بينه مودة متقدمة، فدعا بي فقال: أ تطالب قبلنا شيئا يا أبا عمرو؟ فقلت: حاجتي حمّلتها فلانا مذ أيام، فقال: إن كنت لأظن أنك أحزم مما أرى، إذا كانت لك إلى رجل حاجة فلا تحملنها من له قبله طعمة، فإنه لن يؤثرك على طعمته، و لا تحملنها كذابا، فإن الكذاب يقرب لك البعيد و يباعد لك القريب، و لا تحملنها أحمق فإنه يجهد لك نفسه، ثم لا يصنع شيئا. قال: ثم أمر بقضاء حاجتي.

أنبأنا أبو محمّد المبارك بن أحمد بن بركة الكندي، نا عاصم بن الحسن، أنا أبو الحسين بن بشران - إجازة - أنا الحسين بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني عبد الرّحمن بن عبد اللّه الباهلي، عن عمه، قال: قال سلم بن قتيبة:

لا تترك حاجتك بكذاب فإنه يبعدها و هي قريبة و يقربها و هي بعيدة، و لا برجل له عند قوم أكل فانه يجعل حاجتك و قاء لحاجته، و لا إلى أحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك.

أخبرنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن هبة اللّه، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد،م.

ص: 151


1- بالأصل هنا:«عمر» و سترد أثناء الخبر صوابا «عمرو» و المثبت عن م.

قالا: أنا أبو الخطاب عبد اللّه بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن حمدان الشوكي الخطيب، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن جعفر بن محمّد الوافقي (1) المعروف بالخالع، أنا سليمان بن أحمد الطّبراني، أنا أبو العباس المبرّد، عن العتبي، عن أبيه قال: أتى رجل سلم بن قتيبة فمثل بين يديه ثم قال: إني و اللّه ما وقفت هذا الموقف حتى بعت دابتي و سرجه و سيفي و حليته، ثم ميزت فوقع الاختيار عليك، قال: فأطرق سلم ثم رفع رأسه و هو يقول:

ترى المرء أحيانا إذا قلّ ماله *** من الخير ساعات فما يستطيعها

و ما إن به بخل و لكنّ ماله *** يقصّر عنها و الغنيّ يضيعها

إن شئت فاصبر حتى يأتي رزقي، فأشاطركه، و إن شئت كتبت لك كتبا. قال:

فقال: إني و اللّه ما أحب أن أشفه رزقك على عيالك، و لكن تكتب لي، قال: فكتب له كتبا أغناه بأدناها.

و قد رويت هذه الحكاية من وجه آخر عن المبرّد، عن المازني، عن الأصمعي بهذا المعنى إلاّ أنه قيل في آخرها: إن أمت شاطرتك و إن شئت واسيتك قال: المواساة، فأمر له بمائة دينار.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم النسيب، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم عنه، أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن سيبخت البغدادي، نا أبو بكر محمّد بن يحيى بن العباس الصوفي، حدّثني أبو محلم، حدّثني سعدان بن سلام الكاتب - و كان من أفاضل الناس - حدّثني أبي قال:

قال لي إسحاق الموصلي، و ركب يحيى بن خالد يوما فمرّ بجماعة من إخوان أبيه فسلّم عليهم، و كان ممن مرّ به سلم بن قتيبة فصادف عنده غرماء له، فلما رجع إلى أبيه خالد قال: من لقيت ؟ قال: فلانا و فلانا، و سلم بن قتيبة، فوجدت عنده غرماء له قال: فعرفت قدر دينه ؟ قال: نعم عشرة آلاف درهم، قال: احملها إليه من فورك هذا، فحملها إليه فلما وضعها بين يديه و قص الخبر عليه قال: افتحوها ففتحت فأقبل يحفن (2)منها حفنة بعد حفنة و يفرقها على جلسائه و أصحابه حتى أنفذها فرجع يحيى إلى أبيه).

ص: 152


1- كذا رسمها بالأصل. و في م: الرافقي.
2- الحفن أخذك الشيء براحتيك و الأصابع مضمومة، أو الجرف بكلتا اليدين.(القاموس).

فأعلمه الخبر فقال: يا بني عد إليه بمثلها فعاد إليه بها فأقبل يحفن لمواليه و أهله و ولده الحفنة بعد الحفنة، و أمر بإعداد بعضها لنفقته فرجع إلى أبيه فأعلمه الخبر، فقال: يا بني أحمل إليه مثلها، قال: فحملت إليه ذلك فلما طلعت عليه قال: قد أصررنا بمال أبي العباس ففرقوها في غرمائنا ففرقت فيهم ثم قال لغرمائه: لو لا أن نداوم هذا البذل ما داومنا هذا الفضل و لكن سبيلها سبيل ما رأيتم.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف بن ما شاء اللّه، أنا الحسن بن إسماعيل بن محمّد، أنا أحمد بن مروان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سلام قال: قال سلم بن قتيبة: رب المعروف أشد من ابتدائه، لأن الابتداء بالمعروف نافلة، و ربّه فريضة.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبيد اللّه السكري، نا زكريا المنقري، نا الأصمعي قال: قال سلم بن قتيبة: ما أتى رجل مجلسي ثلاث مرات في غير حاجة فعلمت ما مكافأته.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني الليث بن طاهر العابد، نا أبو العباس الثقفي، قال: ذكر رجل في مجلس سلم بن قتيبة فتناوله بعض أهل المجلس فقال له سلم: يا هذا أوحشتنا من نفسك، و آيستنا من مودتك، و دللتنا على عورتك.

أخبرنا بها عالية أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد بن عبد الواحد، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو إسحاق المزكّي، نا محمّد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي قال: سمعت أبا يعلى الثقفي قال: جرى ذكر رجل في مجلس سلم بن قتيبة فتناوله بعض أهل المجلس فقال سلم: يا هذا أوحشتنا من نفسك، و آيستنا من مودتك، و دللتنا على عورتك.

أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد اللّه بن رضوان، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن خلف بن المرزبان، نا أحمد بن الحارث، نا المدائني قال:

قال سلم بن قتيبة: لا تتم مروءة الرجل حتى يصبر (1) على مناجاة الشيوخ البخر (2).).

ص: 153


1- بالأصل: يصير، و الصواب ما أثبت.
2- البخر جمع أبخر، و هو الذي في فمه نتن (القاموس).

قال: و دخل على سلم رجل يكلّمه في حاجة، فوضع سيفه على إصبعيه، و سلم ساكت، و الرجل متكئ على سيفه لا يشعر، و قد جرحه. فلما فرغ و مضى و قد دميت إصبع سلم دعا بمنديل فجعل يمسح الدم، فقيل له: أ لا نحّيت رجلك، أو أمرته فرفع سيفه ؟ فقال: خشيت أن أقطعه عن حاجته.

أخبرنا أبو حفص عمر بن محمّد بن الحسن الدّهستاني، نا أبو القاسم إبراهيم بن عثمان الخلالي - لفظا بجرجان - أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي، أنا أبو الحسن علي بن أحمد الغزالي - إجازة، مشافهة-، نا إبراهيم بن محمّد، حدّثني هلال بن العلاء، حدّثني محمّد بن عمرو الباهلي، نا محمّد بن حرب الباهلي قال:

سمعت سلم بن قتيبة الباهلي يقول: إنما الدنيا العافية، و الشباب الصحة، و المروءة الصبر على الرجال (1)،قال: فسألت ما الصبر على الرجال ؟ فوصف المداراة.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا علي بن الحسن الرّبعي قال: سمعت أبي يقول: قال سلم بن قتيبة: قال بعض حكماء العرب: ما أعان على نظم مروءات الرجال كالنساء الصوالح.

قال: و قال أيضا سلم بن قتيبة: الدنيا العافية و الشباب الصحة، و المروة الصبر على الرجال، و لا خير في المعروف إذا أحصي، و من المروءة أيضا أن تصون ثوبي جمعتك، و تكثر تعاهد ضيفك، و تعرف في المسجد مجلسك.

أخبرنا أبو الفضل الفضيلي، و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو بكر أحمد بن يحيى، و أبو الوقت [عبد الأول] بن عيسى قالوا: أنا أبو الحسن الداودي، أنا عبد اللّه بن أحمد، أنا عيسى بن عمر، أنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن، أنا يحيى بن حسان، عن حمّاد بن زيد، عن الصّلت بن راشد قال: سأل سلم بن قتيبة طاوسا عن مسلمة فلم يجبه فقيل له: هذا سلم بن قتيبة قال: أهون له علي.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، نا عبد الرّحمن بن مهدي، نا حمّاد بن زيد، عن الصّلت بن راشد قال: كنت عند طاوس2.

ص: 154


1- تهذيب التهذيب 367/2.

فسأله سلم بن قتيبة عن شيء فزبره أو انتهره قلت: هذا ابن قتيبة صاحب خراسان، قال:

ذاك أهون علي.

ذكر أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف القاضي، قال: سنة تسع و أربعين و مائة فيها مات سلم بن قتيبة الباهلي بالري و صلّى عليه المهدي لعظم شأنه (1).

2640 - سلم بن معاذ بن السّلم بن الفضل

ابن يزيد بن الوليد بن تميم بن عبد الرّحمن

أبو الليث التّميمي اليربوعي القصير

روى عن أبي عبيد اللّه إسحاق بن إبراهيم بن عرعرة، و محمّد بن موسى بن مهاجر الطالقاني، و أبي عتبة أحمد بن الفرج، و عمران بن بكّار، و زكريا بن يحيى السّاجي، و يزيد بن سنان البصري، و هلال بن العلاء، و أبي الفتح نصر بن مرزوق، و محمّد بن مسلم بن وارة، و شعيب بن أيوب الصّريفيني، و أحمد بن يحيى الصولي، و أحمد بن منصور الرّمادي، و طاهر بن خالد بن نزار، و يوسف بن سعيد بن مسلم، و أحمد بن إسماعيل بن شكاب (2)،و جعفر بن أبان الحرّاني، و يوسف بن الضحاك، و محمّد بن عوف، و بشير بن مسلم، و سعدان بن نصر، و أبي داود سليمان بن سيف الحرّاني، و عبد الحميد بن محمود بن خالد.

روى عنه الفضل بن جعفر، و جمح (3) بن القاسم المؤذنان، و أبو العباس بن السمسار، و أبو زرعة، و أبو بكر ابنا أبي دجانة، و أبو بكر بن فطيس، و ابن أبي الزّمزام، و ابن مروان، و ابن شعيب، و أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد المعمومي (4)،و أبو بكر محمّد بن سليمان بن يوسف البندار، و أحمد بن عتبة بن مكين، و أبو بكر بن المقرئ، و الحاكم أبو أحمد، و أحمد بن عبد الوهاب بن الحسين الفهمي، و أبو هاشم المؤدب، و أبو القاسم بن أبي العقب.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن

ص: 155


1- تهذيب التهذيب 367/2 و في الوافي بالوفيات 300/15 توفي سنة ثمان و أربعين و مائة.
2- كذا، و لعله إشكاب.
3- بالأصل: جنح خطأ و الصواب، انظر ترجمته في سير الأعلام 77/16.
4- كذا رسمها بالأصل.

محمّد، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن سعيد بن عبيد اللّه بن فطيس الورّاق، و أبو زرعة محمّد بن عبد اللّه بن أبي دجانة النّصري، قالا: نا أبو الليث السّلم بن معاذ بن السّلم التميمي، نا أبو عبيد اللّه إسحاق بن إبراهيم بن عرعرة، نا إسحاق بن أبي إسرائيل، نا الوليد، عن الأوزاعي، عن قرّة، عن الزّهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«لن تزال أمتي على الفطرة ما لم يؤخّروا صلاة المغرب حتى تشتبك النجوم»[4896].

قال أبو عبيد اللّه لا نعلم أحدا تابعه عليه.

و مما وقع لي عاليا من حديثه ما أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو أحمد محمّد بن محمّد بن أحمد بن إسحاق الحافظ ، أنا أبو الليث سلم بن معاذ التميمي بدمشق، نا علي بن حرب، نا ابن فضيل، عن الحجّاج بن أرطأة، عن أبي المليح، عن شداد بن أوس قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:

«الختان سنّة للرجال، مكرمة للنساء»[4897].

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء بن أبي منصور، أنا أبو الفتح منصور بن الحسين بن علي بن علي (1) بن القاسم بن روّاد، و أبو طاهر أحمد بن محمود قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو الليث سلم بن معاذ بن سلم بن الفضل بن يزيد بن الوليد بن تميم بن عبد الرّحمن اليربوعي القصير الدمشقي بدمشق، نا أحمد بن يحيى الصوفي، نا إسماعيل بن أبان، نا أبو أويس عن الزّهري، عن أنس:

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم دخل مكة حين فتحها و على رأسه مغفر من حديد.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا محمّد بن محمّد الحافظ ، قال أبو الليث سلم بن معاذ بن سلم التميمي الدمشقي سمع أبا موسى يونس بن عبد الأعلى الصّدفي، و أبا يعقوب يوسف بن سعيد بن مسلم المصّيصي، كان ثقة ثبتا.د.

ص: 156


1- كذا مكررة بالأصل، و الظاهر حذفها انظر ترجمته في سير الأعلام 152/18 و ذكرت «علي» مرة واحدة، و فيها: بن القاسم بن محمّد بن رواد.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر قال: و أبو الليث سلم بن معاذ في جمادى الآخرة - يعني سنة خمس عشرة و ثلاثمائة - مات.

2641 - سلم بن يحيى بن عبد الحميد بن يحيى

ابن عبد الحميد بن محمّد بن عمرو بن عبد اللّه بن رافع بن عمرو

أبو سعيد (1) الطائي الحجراوي (2)(3)

من أهل حجرا (4) قرية بدمشق، حدث عن أبيه و سويد بن عبد العزيز، و مروان بن معاوية، و أبي اليسع الهيثم بن حبان، و نمير بن الوليد بن نمير بن أوس، و عمر بن عبد الواحد، و أيوب بن حسان الحرشي، و عمرو بن هاشم.

روى عنه ابن ابن (5) أخيه أبو الحسن عمرو بن عتبة بن عمارة بن يحيى الحجراوي، و القاسم بن عيسى، و أبو الحسن بن جوصا، و سليمان بن محمّد الخزاعي، و عمر بن سعيد بن أحمد بن سنان المنبجي، و القاسم بن عيسى العطار، و أبو الجهم بن طلاّب، و أبو بكر أحمد بن محمّد بن الوليد المرّي، و أبو الدحداح، و إبراهيم بن محمّد بن الحسن بن ممويه، و محمّد بن إسحاق بن الحريص، و محمّد بن خريم.

أخبرنا أبو الفتوح محمّد بن الحسن بن منصور بن علي بن عبد الواحد المؤذن في جامع جورجير (6) محلة بأصبهان، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق بن محمّد بن يحيى بن منده، أنا محمّد بن عبد العزيز الحيبري، نا أبو جعفر المذكر، نا إبراهيم بن ممويه، و هو ابن محمّد بن الحسن الإمام، نا مسلم (7) بن يحيى

ص: 157


1- في مختصر ابن منظور 101/10 أبو سعد.
2- بالأصل: الحجزاوي، بالزاي خطأ و الصواب ما أثبت. انظر ما يلي.
3- ترجمته في الوافي بالوفيات 305/15 و له ذكر في معجم البلدان: حجرا.
4- بالأصل:«حجزا» خطأ و الصواب ما أثبت بالراء، عن معجم البلدان، و فيه: حجرا بالكسر ثم السكون وراء و ألف مقصورة، من قرى دمشق.
5- بالأصل «أبي» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر معجم البلدان «حجرا».
6- انظر معجم البلدان (جورجير).
7- كذا بالأصل: مسلم، و هو خطأ، و هو صاحب الترجمة و الصواب: سلم. و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب.

الحجراوي (1) دمشقي، نا نمير بن الوليد بن نمير بن أوس الأشعري، نا أبي، عن جدي قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«الدعاء جند من أجناد اللّه تبارك و تعالى مجنّد، يرد القضاء بعد أن يبرم»[4898].

هذا مرسل. نمير بن أويس ليست له صحبة، و هو تابعي و كان قاضيا بدمشق، و قوله مسلم وهم و إنما هو سلم.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين السّلمي (2)،أنا أبو القاسم علي بن الفضل بن طاهر بن الفرات المقرئ، أنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي، نا أبو الحسن أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا، نا محمّد بن هاشم بن سعيد، حدّثنا شعيب بن إسحاق، و سويد بن عبد العزيز، قالا: أنا الأوزاعي، عن الزهري، عن أبي سلمة، و الضحاك عن أبي سعيد الخدري قال (3):

بينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقسم ذات يوم قسما فقال ذو الخويصرة - رجل من بني تميم:- يا رسول اللّه، اعدل، فقال:

«ويحك و من يعدل إذا لم أعدل» قال عمر: يا رسول اللّه ائذن لي فأضرب عنقه، قال:«لا إن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، و صيامه مع صيامهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، تنظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى رصافه (4)فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى قذذه (5) فلا يوجد فيه شيء، سبق الفرث و الدم، يخرجون على حين فترة من الناس، آيتهم رجل أدعج إحدى يديه مثل ثدي المرأة أو كالبضعة تدردر (6)»[4899].

قال أبو سعيد الخدري: فأشهد لسمعت (7) هذا النعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و أشهده.

ص: 158


1- بالأصل: حجزاوي، خطأ.
2- ترجمته في سير الأعلام 437/19.
3- نقله ابن الأثير في أسد الغابة 20/2 في ترجمة ذي الخويصرة التميمي باختلاف بسيط .
4- الرصاف: عقب يلوى على مدخل النصل فيه (النهاية).
5- قذة: القد واحدتها قذة، ريش السهم (النهاية).
6- تدردر: تتحرك تجيء و تذهب، و هذا مثل لسرعة نفوذ السهم فلا يوجد فيه شيء من الدم و غيره.(أسد الغابة).
7- بالأصل: لسمعته.

أني كنت مع علي بن أبي طالب حين قاتلهم فأرسل (1) في القتلى، فأتي به على النعت الذي نعته رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

و أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن، أنا أبو القاسم بن الفرات، أنا عبد الوهاب بن الحسن، نا أحمد بن عمير، نا السّلم بن يحيى، نا سويد بن عبد العزيز بإسناده مثله.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن محمّد، أنا أبو علي الحسين بن أحمد بن أبي حريصة المالكي، أنا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد اللّه بن عمر المرّي، نا الحسن بن نمير بن محمّد التنوخي، نا أحمد بن عمير بن يوسف، نا محمّد بن هاشم، و السلم بن يحيى الحجراوي (2) قالا: نا سويد بن عبد العزيز، نا شعبة، عن مالك بن أنس، عن عمرو بن سلم، عن سعيد بن المسيّب، عن أم سلمة أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«من رأى هلال ذي الحجة فأراد أن يضحي فلا يأخذن من شعره، و لا يقصن ظفره حتى يضحي»[4900].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، و عبد الكريم بن حمزة، قالا: نا عبد العزيز بن أحمد - لفظا - أنا تمام بن محمّد، حدّثني - و في حديث عبد الكريم: أخبرنا - أبو الحسن عمرو بن عتبة بن عمارة بن يحيى بن عبد الحميد بن محمّد بن عبد اللّه بن رافع بن عمرو الطائي - بقرية حجرا (3)-زاد عبد الكريم و قالا: في المحرم سنة خمسين و ثلاثمائة، قال: و زعم أن له مائة سنة و عشرين سنة - و قال [ابن] الأكفاني: و كان قد أتى عليه مائة سنة و عشرون سنة، قال: سمعت عم أبي السّلم بن يحيى بن عبد الحميد الطائي يذكر عن أبيه قال: حدّثني أبي، عن أبيه عن محمّد بن عمرو بن عبد اللّه، عن أبيه، عن جده حدّثني أبي رافع بن عمرو، عن أبيه عمرو الطائي أنه قدم على النبي صلى اللّه عليه و سلم فأجلسه معه على البساط و أسلم و حسن إسلامه و رجع إلى قومه فأسلموا (4).

و في حديث ابن الأكفاني يذكر عن أبيه، عن جده، عن آبائه، عن جده عمرو.ي.

ص: 159


1- في أسد الغابة: فالتمس.
2- بالأصل: الحجزائي.
3- بالأصل: حجزا، خطأ.
4- نقله ابن حجر في الإصابة 527/2 في ترجمة عمرو بن جابر الطائي.

زاد عبد الكريم: قال تمام: هكذا أملى علينا نسبه، و سمعته يقول:

كان السّلم بن يحيى إذا دخل يوم الجمعة إلى مدينة دمشق ينزل الناس من الجامع فيتلقونه في أسفل جيرون فيحملونه حتى يصعدوا إلى المسجد ثم يفعلون به ذلك إذا أراد الانصراف (1)،قال: و سمعت منه كثيرا، و لكن ذهب في الفتن.

قال لنا أبو محمّد بن الأكفاني: قال لنا الشيخ أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد، حدث بهذا الحديث أبو الحسن أحمد بن عمير بن جوصا، عن السّلم بن يحيى.

أخبرنا به أبو محمّد السّلمي، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد فذكره على لفظه الذي تقدم.

و أخبرنا به في موضع آخر على لفظ ابن الأكفاني.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة - ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (2) قال: سلم بن يحيى بن عبد الحميد الدّمشقي أبو سعيد الطائي.

روى عن سويد بن عبد العزيز، و مروان بن معاوية، و عمرو بن هاشم.

سمع منه أبي في بعض قرى دمشق، سئل عنه فقال: صدوق.4.

ص: 160


1- انظر الوافي بالوفيات 305/15.
2- الجرح و التعديل 269/4.

[ذكر من اسمه] سليط

2642 - سليط بن حرملة و يقال سويبط بن حرملة

2642 - سليط بن حرملة و يقال سويبط بن حرملة (1)

قدم بصرى في حياة النبي صلى اللّه عليه و سلم مع أبي بكر.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، و أبو الدّرّ ياقوت بن عبد اللّه قالا: أنا أبو محمّد الصريفيني.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد (2)،أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو محمّد الصّريفيني، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار، حدّثني يحيى بن أبي الحارث بن عبد اللّه الأصغر بن وهب بن زمعة، عن جابر بن علي بن يزيد بن عبد اللّه الأصغر بن وهب بن زمعة عن قريبة بنت عبد اللّه الأصغر بن وهب، عن أبيها، عن أم سلمة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم قالت:

خرج أبو بكر الصّدّيق قبل وفاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعام في تجارة إلى بصرى و معه نعيمان بن عمرو الأنصاري و سليط بن حرملة، و هما ممن شهد بدرا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و كان سليط بن حرملة على (3) الزاد، و كان نعيمان بن عمرو مزّاحا فقال لسليط :

أطعمني، قال: لا أطعمك حتى يأتي أبو بكر، فقال نعميان لسليط : لأغيظنك، فمروا

ص: 161


1- ترجمته في الاستيعاب 125/2 هامش الإصابة، و أسد الغابة 225/2 ذكراها باسم سويبط و في الاستيعاب: سويبط بن سعد بن حرملة بن مالك بن عميلة بن السباق بن عبد الدار بن قصي بن كلاب القرشي، و في أسد الغابة: سويبط بن حرملة، و قيل: سويبط بن سعد بن حرملة. و ذكره ابن حجر في الإصابة في: سليط ، و حوّله: يأتي في سويبط 97/2.
2- بالأصل: حمد، خطأ و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 28/20.
3- بالأصل: على اتى الزاد، حذفنا «اتى» لأنها مقحمة.

بقوم فقال نعيمان لهم: تشترون مني عبدا لي ؟ قالوا: نعم، قال: إنه عبد له كلام، و هو قائل لكم لست بعبد، أنا ابن عمه، فإن كان إذا قال لكم هذا تركتموه فلا تشتروه و لا تفسدوا عليّ عبدي، قالوا: لا بل نشتريه و لا ننظر في قوله، فاشتروه منه بعشر قلائص، ثم جاءوه ليأخذوه فامتنع منهم فوضعوا في عنقه عمامة، فقال لهم: إنه يتهزأ و لست بعبده، فقالوا: قد أخبرنا خبرك، و لم يسمعوا كلامه، فجاء أبو بكر الصديق، فأخبروه خبره فاتبع القوم فأخبرهم أنه يمزح، و رد عليهم القلائص، و أخذ سليطا منهم، فلما قدموا على النبي صلى اللّه عليه و سلم أخبروه الخبر فضحك من ذلك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أصحابه عليهم السلام حولا أو أكثر (1).

كذا قال، و المحفوظ سويبط لا سليط ، و سيأتي في موضعه.ا.

ص: 162


1- الخبر في الاستيعاب 126/2 و فيه أن سويبط باع نعيمان، و فيه في ترجمة نعيمان: أن نعيمان هو الذي باع سويبطا قال ابن الأثير في أسد الغابة: و هو الصحيح. و أشار ابن حجر في الإصابة إلى الخبر نقلا عن الزبير، قال و سماه سليطا بن حرملة و أظنه تصحيفا.

ذكر من اسمه سليمان

2643 - سليمان بن أحمد بن أيّوب بن مطر

2643 - سليمان بن أحمد بن أيّوب بن مطر (1)

أبو القاسم اللّخمي الطّبراني (2)

أحد الحفاظ المكثرين و الرحالين.

سمع بدمشق أبا زرعة، و أحمد بن المعلّى، و أبا عبد الملك البسري، و أحمد بن أنس بن مالك، و أحمد بن عبد القاهر بن الحبيري (3) اللّخمي، و أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة، و أبا علي إسماعيل بن محمّد بن قيراط ، و أبا قصيّ إسماعيل بن محمّد العذري، و جماعة سواهم، و سمع بمصر: يحيى بن أيوب العلاّف و نحوه، و ببرقة:

أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم البرقي، و باليمن: إسحاق بن إبراهيم الدبري، و الحسن بن عبد الأعلى البوسي، و إبراهيم بن محمّد بن برة (4)،و إبراهيم بن سويد الشّبامي، و أربعتهم يروون عن عبد الرزاق، و سمع بالشام: أبا زيد أحمد بن عبد الرحيم الحوطي، و إبراهيم بن أبي سفيان القيسراني، و إبراهيم بن محمّد بن عرق الحمصي، و أبا عقيل أنس بن المسلّم الخولاني، و سمع بالعراق: أبا مسلم الكجّي،

ص: 163


1- كذا بالأصل و مختصر ابن منظور 103/10، و في أخبار أصبهان و الوافي بالوفيات و سير الأعلام: مطير.
2- ترجمته في أخبار أصبهان 235/1 و تذكرة الحفاظ 912/3 و ميزان الاعتدال 195/2 و غاية النهاية في طبقات القرّاء 311/1 الوافي بالوفيات 344/15 و سير الأعلام 119/16 و انظر بحاشيتها أسماء مصادر أخرى ترجمت له. و الطبراني بفتح الطاء المهملة نسبة إلى طبرية و هي مدينة في الأردن بناحية الغور (الأنساب) و انظر معجم البلدان (طبرية).
3- كذا رسمها بالأصل.
4- ترجمته في سير الأعلام 351/13 و ورد في السير في ترجمة الطبراني: بزة، بالزاي، خطأ.

و إدريس بن جعفر العطار، و أبا خليفة الجمحي، و الحسن بن سهل المجوّز (1)، و غيرهم.

و صنف المعجم الكبير في أسماء الصحابة و الأوسط في غرائب شيوخه، و الصغير في أسماء شيوخه، و غير ذلك من الكتب.

روى عنه أبو خليفة (2) الفضل بن الحبّاب، و أو العباس بن عقدة، و أبو مسلم الكجّي، و عبدان الأهوازي، و أبو علي أحمد بن محمّد الصّحّاف، و هم من شيوخه، و أبو الفضل محمّد بن أحمد بن محمّد بن الجارود الهروي، و أبو الفضل أحمد بن أبي عمران الهروي، و أبو نعيم الحافظ ، و أبو الحسين بن فادشاه (3)،و محمّد (4) بن عبيد اللّه بن شهريار، و أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد اللّه الهمداني (5)، و أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن ريذة (6)،و هو آخر من حدّث عنه.

أنبأنا أبو علي الحداد و جماعة.

ح و أخبرنا أبو علي أحمد بن إسماعيل بن أحمد، و أبو جعفر محمّد بن عبد الواحد بن هبة اللّه، و أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الحرقفاني، و أبو علي حسكا بن أبي مسلم بن أحمد الكورجي الجرباذقانيون - بقراءتي عليهم بجرباذقان (7)- مدينة من نواحي أصبهان،- قالوا: أنا أبو عثمان إسماعيل بن محمّد بن أحمد بن ملّة المحتسب الأصبهاني، قالوا: أنا محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن إبراهيم التاجر، أنا سليمان بن أحمد الطّبراني، نا أبو زرعة الدمشقي، نا علي بن عياش الحمصي، نا أبو غسان محمّد بن مطرّف، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:).

ص: 164


1- بالأصل:«المحور» و المثبت عن سير الأعلام.
2- بالأصل: أبو حليفة، بالحاء المهملة، خطأ. ترجمته في سير الأعلام 7/14.
3- في سير الأعلام: فاذشاه. بالذال المعجمة، و اسمه أحمد بن محمّد بن الحسين، أبو الحسين الأصبهاني التاني، ترجمته في سير الأعلام 515/17.
4- في سير الأعلام: الفضل.
5- كذا بالدال المهملة.
6- بالأصل: ربذه، خطأ، و في معجم البلدان: زيدة، خطأ أيضا، و الصواب ما أثبت و ضبط ، و قد تقدم التعريف به.
7- بالفتح، و العجم يقولون كرباذكان بلدة قريبة من همذان، بينها و بين الكرج و أصبهان (معجم البلدان).

«رحم اللّه عبدا سمحا قاضيا، و سمحا مقتضيا»[4901].

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني العدل عنه، أنا أبو نعيم الحافظ (1)،نا سليمان بن أحمد، نا يحيى بن عثمان بن صالح، نا محمّد بن علي بن غراب الكوفي، نا قيس بن الربيع، عن النّضر بن محارب بن دثار، عن أبيه، عن جابر بن عبد اللّه، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«نعم الإدام الخلّ »[4902].

أنبأنا أبو علي الحداد و جماعة، قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة، نا سليمان بن أحمد الطّبراني، نا أحمد بن إبراهيم أبو عبد الملك القرشي البسري الدمشقي سنة تسع و سبعين و مائتين بحديث ذكره.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ (2) قال: سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللّخمي، أبو القاسم الطّبراني قدم أصبهان سنة تسعين و مائتين فخرج منها، ثم قدمها ثانيا فأقام بها محدثا ستين سنة، كان مولده سنة ستين و مائتين، و توفي في ذي القعدة لليلتين بقيتا منه في سنة ستين و ثلاثمائة و دفن يوم الأحد من غده إلى جنب قبر حممة بباب مدينة جيّ المسمى بباب تيرة (3)،و حضرت الصلاة عليه.

روى عنه عبدان بن أحمد، و أبو خليفة الجمحي، و أبو العباس بن عقدة، و المتقدّمون.

و روى عن النجوم و الأكابر و الأعلام ما لا يعد كثرة (4).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو مطيع محمّد بن عبد الواحد الصّحّاف، أنا أبو بكر بن أبي علي - إجازة - قال: سأل والدي الطّبراني عن كثرة حديثه فقال: كنت أنام على البواري (5) ثلاثين سنة (6).3.

ص: 165


1- أخبار أصبهان 335/1.
2- المصدر السابق نفسه/ترجمته.
3- قوله:«المسمى بباب تيره» ليس في أخبار أصبهان.
4- قوله:«و الاعلام ما لا يعد كثرة» ليس في أخبار أصبهان.
5- البواري جمع بارية و هي الحصير المنسوج.
6- الخبر في سير الأعلام 122/16 و تذكرة الحفّاظ 915/3.

ذكر أبو مسعود سليمان بن إبراهيم الحافظ قال: قال أبو أحمد العسّال: إذا سمعت أنا من الطّبراني عشرين ألف حديث، و سمع منه إبراهيم بن محمّد بن حمزة ثلاثين ألف حديث، و أبو الشيخ أربعين ألف حديث كملنا (1).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن أبي نصر اللفتواني قال: سمعت سليمان بن إبراهيم - و نقلته عن خطه - يقول: سمعت أبا نعيم أحمد بن عبد اللّه بن أحمد الحافظ يقول:

سمعت أبا عبد اللّه أحمد بن بندار بن إسحاق يقول: دخلت العسكر سنة ثمان و ثمانين و حضرت مجلس عبدان، و خرج ليملي، فجعل المستملي يقول له: إن رأيت أن تملي ؟ فيقول: حتى يحضر الطّبراني، فإذا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطّبراني قد أقبل بعد ساعة متزر (2) بإزار، مرتدي (3) بآخر، و تحت إبطه من الكتب أجزاء، و قد تبعه نحو عشرين أو أكثر من الغرباء يعني يفيدهم الحديث من بلدان شتى، فلما أقبل قيل لعبدان: قد حضر الطّبراني فأخذ يحدث (4).

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، و عبد اللّه بن أحمد، و غيرهما إجازة قالوا:

أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو النجيب عبد الغفار بن عبد الواحد الأرموي مذاكرة، قال:

سمعت الحسن بن علي المقرئ يقول: سمعت أبا الحسين بن فارس اللغوي (5) يقول:

سمعت الأستاذ ابن العميد (6) يقول:

ما كنت أظن أن في الدنيا حلاوة ألذّ من الرئاسة و الوزارة التي أنا فيها حتى شاهدت مذاكرة سليمان بن أحمد الطّبراني، و أبي بكر الجعابي بحضرتي، فكان الطّبراني يغلب الجعابي بكثرة تحفظه (7)،و كان الجعابي يغلب الطّبراني بفطنته، و ذكاء أهل بغداد حتى ارتفعت أصواتهما و لا يكاد أحدهما يغلب صاحبه، فقال الجعابي:

عندي حديث ليس في الدنيا إلاّ عندي فقال: هاته، قال: نا أبو خليفة، نا سليمان بن أيوب، و حدّث بالحديث. فقال الطّبراني: أنا سليمان بن أيوب، و مني سمع أبو خليفة .

ص: 166


1- سير الأعلام 122/16.
2- كذا بالأصل، و في سير الأعلام:«متزرا.. مرتديا» و هو الظاهر.
3- كذا بالأصل، و في سير الأعلام:«متزرا.. مرتديا» و هو الظاهر.
4- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام 122/16-123.
5- هو أحمد بن فارس بن زكريا اللغوي صاحب كتاب المجمل، ترجمته في سير الأعلام 103/17
6- هو محمّد بن الحسين بن محمّد الكاتب الوزير ترجمته في وفيات الأعيان 103/5.
7- كذا و الصواب: حفظه، كما في تذكرة الحفّاظ .

فاسمع مني حتى يعلو فيه إسنادك، و لا تروي عن أبي خليفة عني. فخجل الجعابي و غلبه الطّبراني، قال ابن العميد: فرددت في مكاني أن الوزارة و الرئاسة لم تكن لي، و كنت الطّبراني و فرحت مثل الفرح الذي فرح الطّبراني لأجل الحديث، أو كما قال (1).

كتب إليّ أبو القاسم غانم بن محمّد بن عبيد اللّه قال: سمعت.

ثم أخبرنا أبو بكر اللفتواني، قال: سمعت أبا مسعود سليمان بن إبراهيم، و أبو القاسم غانم بن أبي نصر البرجي يقولان: سمعنا أبا القاسم عمر بن محمّد بن عبد اللّه بن الهيثم الورّاق يقول: سمعت أبا جعفر بن أبي السري محمّد بن عبد اللّه بن الهيثم الدميري، قال:

لقيت أبا العباس بن عقدة بالكوفة في سنة ثلاث و عشرين و ثلاثمائة، فسألته أن يعيد ما فاتني من المجلس فامتنع، و شددت عليه فقال: من أي بلد أنت ؟ قلت: من أهل أصبهان، فقال: ناصبة تنصبون العداوة لأهل بيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقلت له: لا تقولن يا شيخ هذا، لأن أهل أصبهان فيهم متفقهة و مفتون و فاضلون و متشيّعة فقال: شيعة معاوية ؟ قلت: لا و اللّه شيعة علي بن أبي طالب، و ما فيهم أحد إلاّ و علي أعزّ عليه من عينه و أهله و ولده، فأعاد علي ما فاتني.

ثم قال لي: سمعت من (2) سليمان بن أحمد [اللخمي ؟ فقلت لا أعرفه، فقال: يا سبحان اللّه أبو القاسم ببلدكم و لا تسمع منه و تؤذيني هذا] (3) الأذى بالكوفة ؟ ما أعرف لأبي القاسم نظيرا، سمعت منه و سمع مني، و سمعنا من مشايخنا ثم قال لي: سمعت مسند أبي داود؟ فقلت: لا، فقال لي: ضيعت الحزم لأن مسند أبي داود منبعه أصبهان، و قال لي: تعرف محمّد بن حمزة بن عمارة ؟ فقلت: شديدا رجلا من أهل الفضل قال:

فتعرف ابنه إبراهيم ؟ قلت: نعم، قال: كان عندنا، و رأيته حافظا للحديث، و قلّ ما رأيت مثله في الحفظ (4).ا.

ص: 167


1- الخبر في تذكرة الحفّاظ 915/3 و سير الأعلام 124/16 و معجم البلدان (طبرية).
2- بالأصل:«ابن» خطأ و الصواب عن تذكرة الحفّاظ .
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن سير الأعلام و تذكرة الحفّاظ ، للإيضاح و استقامة المعنى.
4- الخبر بتمامه في سير الأعلام 124/16-125 و تذكرة الحفاظ 916/3 ببعض اختلاف فيهما.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا محمّد بن عبد الواحد بن محمّد بن الحسن بن الحارث أبو بكر - بقراءتي عليه - أنا أبو الحسن علي بن أبي الجوجاني (1) قال: سمعت أبا القاسم الطبراني يقول:

رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في المنام كأنه جالس على كرسي على صفته التي انتهت إلينا الصحيحة، فوقفت فسلّمت عليه فردّ علي السلام، ثم جلست بين يديه، و رفعت يدي، فدعوت لنفسي و لوالدي و للمؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات الأحياء منهم و الأموات بدعاء حسن فتحه اللّه علي و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مقبل علي، يتبسم، فقلت: يا رسول اللّه أخبرني عن حديث الشعبي عن النعمان بن بشير عنك أنك قلت:«مثل المؤمنين في تواددهم و تواصلهم و تراحبهم (2) كمثل الجسد إذا اشتكى عضو منه تداعى له سائر الجسد بالحمى و السهر»، فأشار رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم صحيح، صحيح، صحيح ثلاث مرات، فقلت: فحدثونا عن أبي نعيم، عن زكريا بن أبي زائدة، عن الشعبي، عن النعمان بن بشير عنك، فتبسم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثم قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: اذكر التشهد.

فذكرت التشهد الذي رواه ابن مسعود: التحيات للّه و الصلوات و الطيبات السلام عليكم أيها النبي و رحمة اللّه و بركاته، السلام علينا و على عباد اللّه الصالحين، أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، و أشهد أن محمّدا عبده و رسوله. فقال لي النبي صلى اللّه عليه و سلم: اذكر التشهد، فذهب إليّ أنه أراد التشهد الذي رواه ابن عباس فذكرته، و هو: التحيات المباركات الصلوات الطيبات للّه سلام عليك أيها النبي و رحمة اللّه و بركاته، سلام علينا و على عباد اللّه الصالحين، أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، و أشهد أن محمّدا رسول اللّه، فأشار صلى اللّه عليه و سلم بيده فقال: هذا هو التشهد، هذا هو التشهد، هذا هو التشهد.

أخبرنا أبو بكر أيضا، أنا أحمد بن علي بن محمّد الصوفي الأسواري، أنا أحمد بن جعفر - إجازة - أنا أبو عمر بن عبد الوهاب قال: سمعت أبا القاسم الطّبراني يقول:

لما قدم أبو علي بن رستم من فارس دخلت عليه فدخل عليه بعض الكتّاب فصب على رجله خمسمائة درهم، فلما خرج قال: ارفع يا أبا القاسم هذا فرفعته، فجعلتم.

ص: 168


1- كذا رسمها بالأصل.
2- كذا و في مختصر ابن منظور 105/10 و تراجمهم.

أحدث إلى أن دخلت أم عدنان ابنته، فصبت على رجله خمسمائة درهم فقمت، فقال:

إلى أين يا أبا القاسم ؟ فقلت: قمت لأنك تقول: إنما جلست لهذا، فقال: ارفع هذا أيضا، فلما كان آخر أمره تكلم في أبي بكر و عمر رضي اللّه عنهما ببعض شيء، فخرجت من عنده و لم أعد إليه بعد (1).

و أخبرنا أبو بكر أيضا قال: و ذكر سليمان بن إبراهيم قال: سألت أحمد بن عبد اللّه الحافظ عن حال الطّبراني و سيرته و حفظه فقال: لم ير الطّبراني مثل نفسه.

قال: و ذكر سليمان بن إبراهيم أن الصاحب قال (2):

قد وجدنا في معجم الطّبراني *** ما فقدنا في سائر البلدان

بأسانيد ليس فيها سناد *** و متون إذا رفعن متان

أخبرنا أبو بكر المؤدب قال: و أنا سليمان بن إبراهيم في كتابه أنه سمع أبا الحسن علي بن محمّد بن نصر الحافظ يقول: سمعت أبا بكر محمّد بن علي بن محمّد بن خراس (3) الشاهد - بالأهواز - يقول: سمعت أبي يقول: سمعت القاضي أبا خليفة الفضل بن الحبّاب الجمحي في جامع الأهواز سنة إحدى و ثلاثمائة يقول: سمعت أبا القاسم سليمان بن أحمد يقول:

طلب الحديث مذلّة و صغار *** و الصبر عنه تندّم و شنار

فاصبر على طلب الحديث فإنه *** من بعد ذل عزة و وقار

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قالا:

أنا أبو بكر بن خلف، أنا الحاكم أبو عبد اللّه قال: وجدت أبا علي سيّئ الرأي في أبي القاسم اللّخمي، فسألته عن السبب فيه فقال: اجتمعنا على باب أبي خليفة فذكرنا طرق:

«أمرت أن أسجد على سبعة أعضاء» (4) فقلت له: تحفظ عن شعبة، عن عبد الملك بنم.

ص: 169


1- الخبر في سير الأعلام 124/16 من طريق ابن منده، و مختصرا في تذكرة الحفّاظ 915/3.
2- البيتان في الوافي بالوفيات 345/15.
3- كذا رسمها بالأصل.
4- بالأصل تقرأ: أعظم، و تقرأ «أعضاء» إذ كتب في اللفظة:«م» و بعد الظاء «ألفا» و أثبتنا ما في سير الأعلام. و الحديث أخرجه البخاري في الصلاة 245/2 و مسلم في الصلاة(490) و فيهما: سبعة أعظم.

ميسرة الزّرّاد عن طاوس، عن ابن عباس ؟ فقال: بلى [رواه] (1) غندر و ابن أبي عدي فقلت: من عنهما؟ فقال: حدّثناه عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، عن أبيه عنهما، فاتهمته إذ ذاك، ثم قال أبو علي: ما حدث به غير عثمان بن عمر (2).

و زادني فيه أبو نصر بن القشيري في كتابه قال: أنا أبو بكر البيهقي، أنا الحاكم أبو عبد اللّه قال: قلت لأبي علي و سقط الحافظ بمثل هذا في المذاكرة، فقال: أي و اللّه هذا مما يسقط به أجلّ رجل من أهل العلم، هذا أو نحوه.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، أنا أبو نعيم الحافظ (3) قال: توفي سليمان بن أحمد بن أيوب، أبو القاسم الطّبراني لليلتين بقيتا من ذي القعدة من سنة ستين و ثلاثمائة، رحمه اللّه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع قال: سمعت عمر بن أحمد الفقيه يقول: سمعت محمّد بن أحمد بن عبد الرّحمن يقول: توفي أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب رحمه اللّه يوم السبت لليلتين بقيتا من ذي القعدة من سنة ستين و ثلاثمائة، و دفن من غده و هو يوم الأحد آخر يوم من ذي القعدة بجنب قبر حممة الصحابي رحمة اللّه عليه بالمدينة (4)،و هو ابن مائة (5) سنة كملا و سمعته يقول: ولدت سنة ستين و مائتين.

2644 - سليمان بن أحمد بن محمّد بن سليمان بن حبيب

أبو محمّد الجرشي (6)

من أهل دمشق، سكن واسط .

روى عن الوليد بن مسلم، و محمّد بن شعيب، و مروان الفزاري، و الوزير بن

ص: 170


1- زيادة عن سير الأعلام.
2- نقله الذهبي في سير الأعلام 126/16 من طريق أبي عبد اللّه الحافظ ، و عقب بقوله: هذا تعنّت على حافظ حجة.
3- انظر أخبار أصبهان 335/1.
4- كذا، و في معجم البلدان و تذكرة الحفاظ و سير الأعلام مات بأصبهان.
5- في سير الأعلام و تذكرة الحفاظ : زيد فيهما: و عشرة أشهر.
6- أخباره في الأنساب (الجرشي) و تاريخ بغداد 49/9 و الجرشي ضبطت عن الأنساب و التبصير 317/1 و هذه النسبة إلى بني جرش، بطن من حمير. و في م: الحرشي بالحاء المهملة.

صبيح، و عبد الخالق بن يزيد (1) بن واقد، و عتبة بن حمّاد، و عمر بن عبد الواحد، و أبي مسهر الغسّاني، و الوليد بن عبد الوهاب الثقفي، و أبي هشام عبد الرحيم بن هارون الغسّاني الواسطي.

روى عنه عبدان الأهوازي، و أبو مسلم عقيل بن مسلم الأسدي السمرقندي، و محمّد بن رافع القشيري، و أبو حمزة الأنصاري البصري، نزيل بغداد، و علي بن عبد العزيز البغوي، و أبو سليمان محمّد بن منصور البلخي، و أحمد بن إسحاق الورّاق، و أحمد بن الحسين بن مبارك القصري، و أبو مسلم إبراهيم بن عبد اللّه الكجّي، و أسلم بن سهل الواسطي، و أبو جعفر محمّد بن علي البغدادي الورّاق المعروف بحمدان، و حنبل بن إسحاق بن حنبل، و إبراهيم بن سعدان بن حمزة الشّيباني، و يعقوب بن شيبة بن الصّلت، و الحسين بن إسحاق القشيري (2).

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل بن عمر (3)،و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنا أبو عثمان البحيري،- زاد زاهر: و أبو سعد الجنزرودي قالا:- أنا أبو عمرو الحيري، نا عبدان الأهوازي، نا سليمان بن أحمد الواسطي، نا عمر بن عبد الواحد الدمشقي، عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر (4)،حدّثني - و قال أبو سعد: سمعت - سعيد بن أبي سعيد المقبري و نحن ببيروت عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«الولد للفراش» زاد البحيري:«و للعاهر الحجر»[4903].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (5) قال: سمعت ابن حمّاد يقول: قال البخاري:

و أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد3.

ص: 171


1- في م: زيد.
2- في م: التستري.
3- في م: عمرو.
4- أبو عتبة الأزدي الدمشقي الفقيه، ترجمته في سير الأعلام 176/7.
5- الكامل في الضعفاء لابن عدي292/3.

-زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (1) قال: سليمان بن أحمد أبو محمّد، عن الوليد بن مسلم فيه نظر.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو محمّد سليمان بن أحمد الواسطي، سمع الوليد بن مسلم.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن: أخبرني أبي قال: أبو محمّد سليمان بن أحمد، عن الوليد بن مسلم، ليس بثقة.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو أحمد الحاكم، قال: أبو محمّد سليمان بن أحمد الواسطي، سمع الوليد بن مسلم، ليس بالمتين عندهم.

روى عنه علي بن عبد العزيز بن يحيى أبو الحسن المكي، كناه لنا محمّد بن سليمان، نا (2) محمّد قال: و قال: فيه نظر.

قال لنا أبو الحسن بن سعيد، و أبو النجم الشّيحي، قال لنا أبو بكر الخطيب (3):

سليمان بن أحمد بن محمّد بن سليمان بن حبيب، أبو محمّد الجرشي (4) الشامي نزيل واسط ، حدث عن الوليد بن مسلم، و محمّد بن شعيب بن شابور، و مروان بن معاوية، و كان فقيها (5) حافظا قدم بغداد فكتب عنه بها أحمد بن حنبل، و يحيى بن معين، و أحمد بن ملاعب، و حنبل بن إسحاق.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر علي بن هبة اللّه (6) قال: أما الجرشي بضم الجيم و فتح الراء و كسر الشين المعجمة، فذكرهم قال: و سليمان بن أحمد الجرشي.6.

ص: 172


1- التاريخ الكبير للبخاري 3/4.
2- كذا بالأصل و م، و لعله: أبا محمّد.
3- تاريخ بغداد 49/9.
4- بالأصل هنا الحرشي، خطأ و الصواب ما أثبت عن م و تاريخ بغداد.
5- في تاريخ بغداد: فهما.
6- الاكمال لابن ماكولا 234/2 و 236.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي، حدّثني سليمان بن أحمد قال: و قال لي أحمد بن حنبل: سألت عنه بالشام فوجدته معروفا يحمدونه.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (1) قال: سألت عبدان و قد حدّثنا عن سليمان بن أحمد الواسطي هذا بالعجائب، فقال: كان عندهم ثقة.

قال: و سألت عبدان عن حديث الوليد بن مسلم، عن زهير بن محمّد، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قرأ على أصحابه سورة الرّحمن فقال: حدّثناه هشام بن عمّار، و سليمان بن أحمد.

قال ابن عدي (2):و هذا الحديث قد بينت في ذكر زهير بن محمّد أنه حديث هشام بن عمّار، و سمعه منه يحيى بن معين، و بيّنت أن جماعة ضعفاء سرقوا من هشام هذا الحديث فحدثوا به عن الوليد، و لم يحدث بهذا عن الوليد ثقة غير هشام بن عمّار، و سليمان بن أحمد، هذا إذا حدث به عن الوليد فهو مثل الضعفاء الذين سمّيتهم في ذكر زهير بن محمّد، و هو كواحد منهم.

سمعت عبدان يقول: كتبنا عن سليمان بن أحمد، عن الوليد، عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، عن أسامة بن زيد، عن أبيه، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم:

«بشر المشّائين في الظلم إلى المساجد»[4904].

قال ابن عدي (3):و لم يبلغني هذا الحديث بهذا الإسناد إلاّ عن سليمان هذا، لم أسمع أحدا يذكره بهذا الإسناد غير عبدان، عن سليمان، و بهذا الإسناد إنما هو: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم نضح فرجه[4905].

و لسليمان أحاديث أفراد غرائب يحدث بها عنه علي بن عبد العزيز و غيره، و هو3.

ص: 173


1- الكامل لابن عدي 292/3.
2- المصدر السابق نفسه.
3- المصدر السابق نفسه 293/3.

عندي ممن يسرق الحديث، و يشتبه عليه.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة - قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (1)،قال: سليمان بن أحمد الدمشقي الجرشي نزيل واسط .

روى عن (2) الوليد بن مسلم، و محمّد بن شعيب بن شابور (3)،و مروان الفزاري.

كتب عنه أبي [قديما] (4) و قال: كتبت عنه [قديما] (5) و كان حلوا، و قدم بغداد فكتب عنه أحمد بن حنبل، و يحيى بن معين قديما و تغيّر بأخرة، فلما كان في رحلتي الثانية قدمت واسط فسألت عنه فقيل لي: قد أخذ في الشرب و المعازف و الملاهي فلم أكتب عنه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو يعلى حمزة بن علي بن الحبوبي، قالا: أنا أبو الفرج الأسفرايني، أنا علي بن منير، أنا الحسن بن رشيق، أنا أبو عبد الرّحمن النسائي قال: سليمان بن أحمد أبو محمّد ضعيف، يروي عن الوليد بن مسلم.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (6)،أنا علي بن محمّد بن الحسن المالكي، أنا عبد اللّه بن عثمان الصفار، أنا محمّد بن عمران بن موسى الصيرفي، نا عبد اللّه بن علي بن المديني قال: قلت لأبي:

حديث رواه الوليد عن الأوزاعي، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن معيقيب أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«اهتز العرش لموت سعد» فقال: هذا الحديث كذب موضوع. رواه سليمان بن أحمد الواسطي، و عمرو بن مالك[4906].

قال الخطيب (7):و أنبأني أحمد بن محمّد بن عبد اللّه الكاتب، نا أبو مسلم بن0.

ص: 174


1- الجرح و التعديل 101/4.
2- بالأصل: عنه، خطأ.
3- بالأصل: سابور، خطأ، و الصواب بالشين المعجمة.
4- الزيادة عن الجرح و التعديل.
5- الزيادة عن الجرح و التعديل.
6- تاريخ بغداد 49/9.
7- تاريخ بغداد 49/9-50.

مهران قال: قرأت على محمّد بن طالب بن علي، قال: قال أبو علي صالح بن محمّد البغدادي: سليمان بن أحمد الواسطي كذاب.

أخبرنا أبو النجم الشّيحي، أنا أبو بكر الخطيب (1)،أخبرني محمّد بن علي المقرئ، أنا أبو مسلم بن مهران، أنا عبد المؤمن بن خلف النّسفي، قال: سألت أبا علي صالح بن محمّد، عن سليمان بن أحمد فقال: يتهم في الحديث.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (2)،حدّثني أحمد بن محمّد المستملي، أنا محمّد بن جعفر الشروطي، أنا أبو الفتح محمّد بن الحسين الحافظ ، قال: سليمان بن أحمد أبو محمّد الواسطي متروك الحديث.

2645 - سليمان بن أحمد بن محمّد بن أبي عنقود

أبو محمّد

سمع الكثير من تمام بن محمّد، و حدث بشيء يسير.

سمع منه بركات بن هبة اللّه العامي (3)،و عبد اللّه بن مظفّر الظّنّي (4) والد شيخنا تمام، و غيرهما سنة سبع و أربعين و أربعمائة، فمما حدث به عن تمام و سمعه منه المذكور أن ما أخبرناه أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، نا عبد العزيز بن أحمد الصوفي، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو زرعة، و أبو بكر محمّد، و أحمد ابنا أبي دجانة، قالا: أنا إبراهيم بن دحيم، نا هشام بن عمّار، نا يحيى بن حمزة، نا ثور بن يزيد: أنه سمع جريج يحدث عن أبي الزبير المكي مولى حكيم بن حرام عن جابر بن عبد اللّه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«من باع ثمرا فأصابته جائحة فلا يأخذ من أخيه شيئا. على ما يأكل أحدكم من مال أخيه»[4907].

ص: 175


1- المصدر السابق نفسه/الجزء و الصفحة.
2- المصدر السابق 50/9.
3- كذا.
4- بفتح الظاء المعجمة و في آخرها النون المشددة، هذه النسبة إلى ظنّة و هي قبيلة (الأنساب و اللباب).

بلغني أن سليمان بن أبي عنقود توفي و دفن يوم الأحد لعشر خلون من شهر رمضان سنة سبع و أربعين و أربعمائة.

2646 - سليمان بن أحمد بن يحيى بن سليمان

أبو أيوب الملطي الحافظ (1)

حدّث عن أحمد بن أحمد (2) بن القاسم بن مساور الجوهري، و محمّد بن إسحاق الحافظ ، و محمّد بن الربيع العامري، و القاسم بن محمّد الدلاّل، و الحسين (3) بن علي بن مصعب النّخعي الكوفي، و الحسن بن علي بن شبيب المعمري، و أبي قضاعة ربيعة بن محمّد الطائي و غيرهم.

روى عنه السيد أبو الحسن محمّد بن علي بن الحسين العلوي الهمذاني (4)،و أبو الفضل نصر بن محمّد بن أحمد الطوسي، و أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن المقرئ، و قدم دمشق، و حدث بها، و روى عنه ممن سمع منه بها أبو الحسين محمّد بن عبد اللّه الرازي، و ابنه أبو القاسم تمام بن محمّد.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء بن أبي منصور، أنا منصور بن علي بن الحسين، و أبو طاهر أحمد بن محمود، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو أيوب سليمان بن أحمد بن يحيى بن سليمان بن أبي صلاية (5) الملطي، نا موسى بن زكريا التّستري، نا يحيى بن العلاء، عن عبد اللّه بن دينار، عن ابن عمر: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم نهى عن بيع الولاء و عن هبته[4908].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا السيد (6) أبو

ص: 176


1- أخباره في الواقدي الأنساب (الملطي)، و معجم البلدان (ملطية) و ميزان الاعتدال 195/2. و لم تذكر كنيته في م. و الملطي بفتح الميم و اللام نسبة إلى ملطية و هي من ثغور الروم مما يلي أذربيجان (الأنساب)، و في معجم البلدان: بلدة من بلاد الروم تتاخم الشام و هي للمسلمين.
2- كذا بالأصل مكررة، و لم تذكر إلاّ مرة واحدة في م.
3- في معجم البلدان: أحمد بن القاسم بن علي بن مصعب النخعي الكوفي.
4- بالأصل الهمداني، بالدال المهملة، و المثبت عن معجم البلدان بالذال المعجمة.
5- في معجم البلدان و الأنساب: ابن أبي صلابة، بالباء الموحدة.
6- بالأصل: أسيد، خطأ و الصواب عن م. و قد مرّ قريبا. ترجمته في سير الأعلام 77/17.

الحسن محمّد بن علي بن الحسين الحسني، نا سليمان بن أحمد بن يحيى الحافظ ، نا أحمد بن مساور الجوهري، نا محمّد بن عمران، حدثتني حوراء بنت موسى بن عقبة، قالت: حدّثني أبي عن عبيد بن سلمان، عن أبيه، عن أبي أيوب قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«ما من عبد يعبد اللّه لا يشرك به شيئا، و يقيم الصلاة، و يؤتي الزكاة، و يصوم رمضان، و يجتنب الكبائر إلاّ دخل الجنة» قالوا: و ما الكبائر؟ قال:«الإشراك باللّه، و قتل النفس، و الفرار من الزحف»[4909].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو القاسم الشّحّامي، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو الفضل نصر بن محمّد بن أحمد بن يعقوب الطوسي العطار (1)،أنا أبو أيوب سليمان بن أحمد الملطي، نا محمّد بن حفص المكي، نا أبو حاتم الرازي، نا سلام بن سليمان، نا أبو عمرو بن العلاء، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«ما بين قبري و منبري روضة من رياض الجنة»[4910].

أنبأنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن محمّد، و عبد اللّه بن محمّد بن إسماعيل بن الغزال (2)،قالا: أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن صصري بدمشق، أنا تمام بن محمّد، أخبرني سليمان بن أحمد بن يحيى، نا أبو نصر ليث بن محمّد بن ليث بن عبد الرّحمن المروزي - بخانقين، قدم حاجا - نا محمّد بن علي بن مهدي الآملي، نا نصر بن العلاء المروزي، نا النّضر بن شميل، عن بهز (3) بن حكيم، عن أبيه عن جده قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«الاستغفار في الصحيفة»- يعني: يتلألأ نورا-» [4911].

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا منصور بن أحمد، أنا أبو بكر بن المقرئ، قال: سمعت سليمان يقول: سمعت الحضرمي يقول: سمعت محمّد بن عبد اللّه بن نمير يقول: معكم قلم فضل، قلنا: نعم، قال: أنتم مياسير.6.

ص: 177


1- ترجمته في سير الأعلام 6/17.
2- إعجامها مضطرب بالأصل، تقرأ:«العزال»، و تقرأ:«الغرال» و الصواب ما أثبت عن م.
3- بالأصل: بقر، خطأ و الصواب ما أثبت عن م. ترجمته في سير الأعلام 253/6.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم و غيرهما، عن أبي الحسن رشأ بن نظيف، أنا أبو محمّد الحسن بن إسماعيل الضّرّاب، نا عبد الواحد بن بكر الورثاني أبو الفرج، نا محمّد بن عبد اللّه الرازي، حدّثني سليمان بن أحمد بدمشق، نا الحسين بن علي بن مصعب النّخعي، قال: قال لي ذو النون المصري: لقيت بعض السوّاح فقلت: من أين أقبلت ؟ فأنشأ يقول:

من عند من علق الفؤاد بحبه *** فشكا إليه بخاطر مشتاق

يبغي إليه من الوصال تقرّبا *** فيه الشفاء لوامق توّاق

2647 - سليمان بن أحمد

أبو الحسن البزّاز

كتب عنه رشأ بن نظيف.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم العلوي، و أبو الوحش و غيرهما عنه قال: أنشدني أبو الحسن سليمان بن أحمد البزاز:

نمسي و نصبح ليس همّتنا *** إلاّ نمو المال و الولد

و نعدّ أيّاما نعدّ لها *** و لعلّها ليست من العدد

2648 - سليمان بن الأحنف

وفد على الوليد بن عبد الملك.

ذكر أبو محمّد عبد اللّه بن سعيد القطربلي فيما قرأته بخطه قال:

روي أن أعرابيا قدم بخيل إلى الوليد بن عبد الملك، و قد تقدم الوليد في الإضمار قبله فقال: يا أمير المؤمنين أريد أن أرسل خيلي مع خيلك، فقال الوليد: يا سليمان كيف تراها؟ فقال: حجازيّة لو ضمّها مضمارك ذهبت، فقال للأعرابي: ما اسمك ؟ قال:

سليمان بن الأحنف، قال: إنك لمنقوص الاسم، أعوج (1) الأب، قال: فأرسلت الخيل فسبق الأعرابي على فرس له، يقال لها: حومة (2)،فقال له الوليد: هبها لي، فقال: يا

ص: 178


1- في مختصر ابن منظور: لمبغوض الاسم، أعرج الأب.
2- كذا و في م «حزمة» و في مختصر ابن منظور 108/10 «حزمة» و سترد في آخر الخبر حزمة.

أمير المؤمنين إنها لقديمة الصحبة، و لها حق و لكني أحملك على مهرها، سبق الناس عام أول و هو رابض فضحكوا (1) منه، فقال: ما يضحككم ؟ سبقت حزمة (2) أمّه الناس عام أول و هو في بطنها له عشرة أشهر، فإن الفرس إذا أتت عليه عشرة أشهر و هو في بطن أمه ربض، و كذلك البعير إلاّ أنه يبرك.

2649 - سليمان بن أرقم

أبو معاذ البصري (3)

مولى قريظة، و يقال مولى النّضير (4).

حدّث عن محمّد بن سيرين، و الحسن البصري، و محمّد بن شهاب الزّهري، و يحيى بن أبي كثير، و عمر بن عبد العزيز، و صالح بن كيسان، و محمّد بن عبد الرّحمن بن نباتة.

روى عنه الزهري، و هو أكبر منه، و الثوري، و أبو الحسن علي بن حمزة الكوفي المقرئ المعروف بالكسائي، و محمّد بن سلمة الحرّاني، و العباس بن الفضل الأنصاري، و إسماعيل بن عياش، و بقية، و عامر بن سيار، و أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجّاج، و علي بن عياش، و أبو داود الطيالسي، و أسد بن موسى، و زيد بن حباب، و المسيّب بن شريك، و القاسم بن يزيد الجرمي، و أبو إبراهيم محمّد بن القاسم الأسدي، و يحيى بن الرّيان و غيرهم.

أخبرنا أبو الوفاء عمر بن الفضل بن أحمد بن عبد اللّه بن المميز، أنا إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم، نا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد بن بطحاء المحتسب، نا محمّد بن إسماعيل بن يوسف السلمي، نا أيوب بن سليمان بن بلال، عن محمّد بن أبي عتيق، و موسى، عن ابن شهاب، عن سليمان بن أرقم (5) أن يحيى بن أبي كثير الذي يسكن

ص: 179


1- بالأصل: فضحوا، و الصواب ما أثبت عن م.
2- تقدمت قريبا «حومة» و في م هنا أيضا: حزمة.
3- ترجمته في تهذيب التهذيب 389/2 ميزان الاعتدال 196/2 و تاريخ بغداد 13/9 و الكامل لابن عدي 250/3.
4- في تهذيب التهذيب: مولى الأنصار، و قيل مولى قريش، و قيل مولى قريظة أو النضير.
5- بالأصل: رافع خطأ و الصواب ما أثبت عن م، و هو صاحب الترجمة و انظر الكامل لابن عدي 252/3.

اليمامة، حدثه أنه سمع أبا سلمة بن عبد الرّحمن يخبر عن عائشة ابنة أبي بكر أنها قالت:

إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«لا نذر في معصية اللّه، و كفارتها كفارة يمين»[4912].

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، أنا الحسين بن علي بن محمّد بن أبي الوضاح.

و أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد قالا: أنا تمام بن محمّد، أنا أبو الطّيّب محمّد بن حميد بن محمّد، نا أبو إسماعيل التّرمذي.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أحمد بن الحسين بن علي، أنا عبد الخالق بن علي بن عبد الخالق المؤذن، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن خنب، أنا محمّد بن إسماعيل الترمذي، نا أيوب بن سليمان بن بلال، حدّثني أبو بكر بن أبي أويس، حدّثني سليمان بن بلال، فذكره.

رواه أبو عيسى محمّد بن عيسى الترمذي في جامعه، و أبو عبد الرّحمن أحمد بن شعيب النّسائي في سننه، عن أبي إسماعيل محمّد بن إسماعيل الترمذي.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد الله بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (1)،نا عبد اللّه بن عثمان في كتاب يونس الأصل، نا عبد اللّه، أنا يونس، عن الزهري، قال: و بلغني عن أبي سلمة، عن عائشة قالت: لا نذر في معصيته (2) و كفارته كفارة يمين.

قال: و نا يعقوب (3)،نا أبو محمّد الأموي، عن عنبسة بن خالد (4)،أنا يونس، عن ابن شهاب قال: حدث أبو سلمة بن عبد الرّحمن أن عائشة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم قالت: لا نذر في معصية و كفارته كفارة يمين.

قال يعقوب (5):و أعطاني ابن أبي أويس كتابا فكتبت منه حدّثني أخي، عن3.

ص: 180


1- الخبر في كتاب المعرفة و التاريخ 3/3.
2- في المعرفة و التاريخ: في معصية اللّه عزّ و جل.
3- المصدر السابق 4/3.
4- هو عنبسة بن خالد بن أبي النجاد الأموي مولاهم الأيلي، ترجمته في تهذيب التهذيب ط الهند 154/8.
5- المصدر السابق 4/3.

سليمان بن بلال، عن محمّد بن أبي عتيق، و موسى بن عقبة، عن سليمان بن أرقم، عن يحيى بن أبي كثير - الذي يسكن اليمامة - حدّثه أنه سمع أبا سلمة يخبر عن عائشة بنت أبي بكر أنها قالت: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«لا نذر في معصية اللّه، و كفارتها كفارة يمين» فلم يقض في سماعه من ابن أبي أويس، فقال لي: هذا سماعي من أخي أبي بكر فاحمله عني، و اروه عني.

قال يعقوب: فذكرت هذا الحديث لأحمد بن صالح، و قلت له: بلغني أن ابن سليمان بن بلال روى عن أبي بكر (1) بن أبي أويس، عن سليمان، عن موسى بن عقبة، و محمّد بن أبي عتيق عن الزّهري، عن سليمان بن أرقم، قال أحمد: إنما قيل له ينبغي أن يكون عن الزهري فحمله عن الزّهري، و إلاّ فليس في أصل كتاب أبي بكر: الزهري، و لكنّا نظنّ أن أبا بكر أسقط الزّهري.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد المزكّي، أنا عبد العزيز بن أبي طاهر الصوفي، أنا عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم، أنا عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عمر، نا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو، قال: فذاكرت أحمد بن صالح مقدمه من دمشق سنة تسع عشرة و مائتين بحديث الزّهري، عن أبي سلمة، عن عائشة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم:«لا نذر في معصية اللّه» قال أبو زرعة: فأخبرني أحمد، نا عنبسة، عن يونس، عن الزّهري قال:

حدث أبو سلمة قال أبو زرعة: فحدّثني علي بن الحارث قال: سمعت يحيى بن معين يقول: حدّثني أحمد بن شبّويه قال: كتبت بمصر من حديث ابن وهب، عن يونس، عن الزّهري، عن أبي سلمة، عن عائشة أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«لا نذر في معصية» قال: فأعجبني هذا الحديث، قال أحمد بن شبّويه فذكرته لأحمد بن صالح، و قلت: أصل من أصول الدين، فلم يقع منه، قال أبو زرعة: قلت:

أنا و لما رأيت أحمد بن صالح عند ذكري له هذا الحديث بدمشق، ذكر عن عنبسة، عن يونس، عن ابن شهاب قال: حدث أبو سلمة، عن عائشة علمت أنه لا أصل للحديث عن أبي سلمة إذ فيه هذه العلة، قال: و رأيت أحمد بن صالح عند ذكر هذا الحديث يعتدّ بحديث مالك بن أنس، عن طلحة بن عبد الملك الأيلي، عن القاسم، عن عائشة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم:6.

ص: 181


1- اسمه عبد الحميد بن عبد اللّه بن أويس، ترجمته في تهذيب التهذيب ط الهند 118/6.

«من نذر أن يعصي (1) اللّه فلا يعصه» قال أبو زرعة قال علي: قال يحيى بن معين في حديثه: قال أحمد بن شبّويه: فقدمت المدينة فحدّثني أيوب بن سليمان بن بلال، عن أبي بكر بن أبي أويس، عن سليمان بن بلال، عن ابن أبي عتيق، عن ابن شهاب، عن سليمان بن أرقم (2)،عن يحيى بن أبي كثير الذي كان يسكن اليمامة، عن أبي سلمة، عن عائشة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم:«من نذر أن يعصي اللّه فلا يعصه» قال أبو زرعة: فإذا الحديث قد بطل.

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين بن محمّد الأموي (3)،أخبرني أحمد بن عبيد اللّه بن عمّار، و أحمد بن عبد العزيز الجوهري، قالا: أنا عمر بن شبّة، نا عبد اللّه بن سلم (4) قال: زعم لنا سليمان بن أرقم قال:

كتب الحسن البصري إلى عمر بن عبد العزيز، و قد كان يكاتبه، فلما استخلف كتب إليه: من الحسن البصري إلى عمر بن عبد العزيز، فقيل له: إن الرجل قد ولي و تغيّر، فقال: لو علمت أن غير ذلك أحبّ إليه لا تبعت محبته. ثم كتب: من الحسن بن أبي الحسن إلى عمر بن عبد العزيز، أما بعد فكأنك بالدنيا لم تكن، و كأنك بالآخرة لم تزل.

قال: فمضيت بالكتاب إليه فلما قدمت عليه فإني لعنده أتوقع الجواب إذ خرج يوما غير يوم جمعة حتى صعد المنبر، فاجتمع الناس فلما كثروا قام فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال: أيها الناس إنكم في أسلاب الماضين، و سيرثكم (5) الباقون حتى نصير إلى خير الوارثين، كل يوم تجهزون غازيا (6) إلى اللّه، و رائحا قد حضر أجله، و طوي عمله، و عاين الحساب، و خلع الأسلاب، و سكن التراب، ثم يدعونه غير موسد و لا (7) ممهّد، ثم وضع يده على وجهه فبكى مليا، ثم رفعهما فقال: يا أيها الناس و من وصل إلينا منكمم.

ص: 182


1- بالأصل: يعص و المثبت عن م.
2- أرقم كما في م، و بالأصل: رافع خطأ، و هو صاحب الترجمة.
3- الخبر في الأغاني 266/9 في أخبار عمر بن عبد العزيز.
4- في الأغاني: مسلم.
5- بالأصل: سيرتكم، و المثبت عن الأغاني.
6- في الأغاني: غاديا.
7- بالأصل:«لا» و المثبت مع الواو عن م.

لحاجته لم نأله خيرا، و من عجز فو اللّه لوددت أنه و آل عمر في العجز سواء. قال: ثم نزل، فأرسل إليّ فدخلت إليه، فكتب: بسم اللّه الرّحمن الرحيم، أما بعد، فكأنك [لست] (1)بأول من كتب عليه الموت قد مات. و السلام.

أنبأنا أبو الغنائم الحافظ ، ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أبو الفضل الباقلاني، و أبو الحسين الصيرفي، و أبو الغنائم، و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل:

و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو عبد اللّه البخاري (2)،قال: سليمان بن أرقم مولى قريظة، أو (3) النضير (4) البصري، عن الحسن، و الزهري تركوه، كنيته أبو معاذ، كناه ابن أبي أويس (5).كذا في هذه الرواية أبو النضر، و الصواب أو (6) النّضير.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت.

ح و حدّثني أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن خسرو، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين بن هريسة، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن غالب، أنا أبو يعلى حمزة بن محمّد بن علي، نا أبو الحسين محمّد بن إبراهيم بن شعيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو القاسم السهمي، أنا أبو أحمد بن عدي (7)،نا الجنيدي، قالا: نا البخاري قال: سليمان بن أرقم مولى قريظة أو النّضير، عن الحسن، و الزهري تركوه زاد ابن شعيب: أبو معاذ.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو معاذ سليمان بن4.

ص: 183


1- في الأغاني:«فإنك لست بأول» و الزيادة عن الأغاني.
2- التاريخ الكبير 2/4.
3- بالأصل:«أبو» و الصواب عن البخاري.
4- عن البخاري و بالأصل: النضر.
5- في البخاري: ابن أبي إدريس.
6- بالأصل و م:«أبو» خطأ، و قد حاول المصنّف تصويب الخطأ في الرواية، فوقع في الخطأ، أو سبق قلم من الناسخ، و الصواب: أو النضير، و قد صححنا العبارة في مكانها.
7- الخبر في الكامل لابن عدي 250/3 نقلا عن البخاري، و هو في التاريخ الكبير 2/4.

أرقم، عن الحسن و الزهري منكر الحديث.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني أبو موسى بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو معاذ سليمان بن أرقم، عن الحسن و الزّهري متروك.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، و أبو يعلى حمزة بن علي، قالا: أنا سهل بن بشر، أنا علي بن منير بن أحمد، أنا الحسن بن رشيق، نا أبو عبد الرّحمن النّسائي، قال: سليمان بن أرقم أبو معاذ متروك الحديث.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو معاذ سليمان بن أرقم مولى قريظة، أو النّضير يروي عن الحسن بن أبي الحسن، و أبي نصر يحيى بن أبي كثير الطائي متروك الحديث.

روى عنه محمّد بن مسلم الزهري، و سفيان الثوري.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، و أبو النجم بدر الشيحي، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):سليمان بن أرقم أبو معاذ البصري مولى قريظة، أو النّضير. قدم بغداد، و حدث بها عن الحسن البصري، و ابن شهاب الزّهري، و يحيى بن أبي كثير.

روى عنه علي بن حمزة الكسائي، و منصور بن أبي مزاحم، و محمّد بن بكّار [بن] (2) الرّيّان و غيرهم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمّد بن المظفر بن بكران، أنا أحمد بن محمّد بن أحمد، أنا يوسف بن أحمد بن يوسف، نا محمّد بن عمرو بن موسى بن محمّد العقيلي (3)،نا محمّد بن إسماعيل - يعني الصائغ - نا الحسن بن علي، نا يزيد بن هارون (4)،أنا شيخ من قريش، عن الزّهري، عن عروة، عن عائشة قالت:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«اطلبوا الخير عند حسان الوجوه، و تسمّوا بخياركم، و إذا أتاكم كريم قومف.

ص: 184


1- تاريخ بغداد 13/9.
2- الزيادة عن م و تاريخ بغداد.
3- الخبر في الضعفاء الكبير للعقيلي 121/2.
4- في الضعفاء الكبير:«هرمز» تحريف.

فأكرموه» قال الحسن: فقيل ليزيد من هذا الشيخ ؟ أو سمّه ؟ فقال: لاٰ تَسْئَلُوا عَنْ أَشْيٰاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ (1) قال الصائغ: هو سليمان بن أرقم[4913].

قال العقيلي: سليمان بن أرقم أبو معاذ: مولى قريظة أو النّضير و يقال: مولى قريش، مدني (2).

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل الفارسي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، أنا الربيع بن سليمان، أنا الشافعي، أنا الثقة، عن ابن أبي ذئب، عن ابن شهاب: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أمر رجلا ضحك في الصلاة أن يعيد الوضوء و الصلاة[4914].

قال الشافعي: فلم يقبل هذا لأنه مرسل، ثم أخبرنا الثقة، عن معمر، عن ابن شهاب، عن سليمان بن أرقم، عن الحسن، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم بهذا الحديث.

قال الشافعي: و ابن شهاب عندنا إمام في الحديث و التحبير، و ثقة الرجال إنما سمي بعض أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم ثم خيار التابعين و لم يعلم محدثا سمي أفضل و لا أشهر ممن يحدث عنه ابن شهاب، قال: فأنّي تراه ؟ أي في قبوله عن سليمان بن أرقم. قلت:

رآه رجلا من أهل المروة و العقل فقيل عنه، و أحسن الظن به فسكت عن اسمه إما لأنه أصغر منه و إما لغير ذلك، و سأله معمر عن حديثه عنه فأسنده له، فلما أمكن في ابن شهاب أن يروي عن سليمان بن أرقم مع ما وصفت به ابن شهاب لم يؤمن مثل هذا على غيره.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (3) قال: كتب إليّ محمّد بن الحسن اليزني (4)،نا عمرو بن علي قال: و كان سفيان الثوري يحدث عن أبي معاذ عن الحسن و هو سليمان بن أرقم، و قال محمّد بن عبد اللّه الأنصاري: كنا و نحن شباب ننهى عن مجالسته فذكر منه أمرا عظيما.ي.

ص: 185


1- سورة المائدة، الآية:101.
2- هذه اللفظة سقطت من الضعفاء الكبير.
3- الكامل لابن عدي 250/3.
4- عند ابن عدي: البري.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر الشامي، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا يوسف بن أحمد بن يوسف بن الدخيل، نا أبو جعفر العقيلي (1)،نا محمّد بن عيسى، نا عمرو بن علي قال: كان سفيان الثوري يحدث عن أبي معاذ، عن الحسن و هو سليمان بن أرقم، قال محمّد بن عبد اللّه الأنصاري: كنا و نحن شباب ننهى عن مجالسته و ذكر منه أمرا عظيما.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن منجويه، أنا محمّد بن محمّد الحاكم (2) قال: سمعت أبا الحسين الفارسي يقول: سمعت أبا حفص - يعني عمرو بن علي - يقول: ما سمعت عبد الرّحمن بن مهدي يذكر هذا الشيخ.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو سعد الماليني.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف قالا: أنا أبو أحمد: أنا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا عبد اللّه بن أحمد، عن أبيه قال: سليمان بن أرقم ليس بشيء، لا يروى عنه الحديث.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (3).

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر الشامي، قالا: أنا أحمد بن أبي جعفر، نا يوسف بن أحمد الصّيدلاني، نا محمّد بن عمرو العقيلي (4)،نا عبد اللّه بن أحمد قال: سمعت أبي يقول: سليمان بن أرقم لا يسوى حديثه شيئا.

زاد الخطيب: لا يروى عنه الحديث.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر، نا أبو بكر بن أبي خيثمة قال: سمعت2.

ص: 186


1- الخبر في كتاب الضعفاء الكبير 121/2.
2- في م: أنا محمّد بن الحاكم محمد.
3- انظر تاريخ بغداد 14/9.
4- انظر الضعفاء الكبير للعقيلي 121/2-122.

أحمد بن حنبل يقول: أبو معاذ الذي يروي عنه الثوري عن الحسن اسمه سليمان بن أرقم، و ليس بشيء.

قال: و نا ابن أبي خيثمة قال: سمعت يحيى بن معين يقول: سليمان بن أرقم ليس حديثه بشيء.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: سليمان بن أرقم ليس بشيء.

قال: و أنا أبو الحسن بن السّقّا، نا محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد قال:

سمعت يحيى يقول: أبو معاذ هو سليمان بن أرقم، زاد غيره عن عباس: ليس بشيء.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد، نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (1)،أنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر، نا محمّد بن العباس، نا أحمد بن سعيد بن مرابا، نا عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: سليمان بن أرقم أبو معاذ ليس يسوى فلسا.

قال الخطيب (2):و أخبرني عبد اللّه بن يحيى السكري، أنا محمّد بن عبد اللّه الشافعي، أنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، نا ابن الغلاّبي، قال: قال أبو زكريا:

سليمان بن أرقم ليس بذاك.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي يعقوب، قال: قال يحيى بن معين: سليمان بن أرقم، و سليمان بن قرم جميعا ضعيفان، قال يعقوب: سليمان بن أرقم هو ضعيف الحديث جدا.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، و أبو الحسن بن سعيد، قالا: نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن محمّد الأشناني قال:

سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس قال: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: سألت4.

ص: 187


1- الخبر في تاريخ بغداد 14/9.
2- المصدر نفسه 13/9-14.

يحيى بن معين قلت: فسليمان بن أرقم ؟ قال: ليس بشيء.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر، أنا أبو الحسن بن العتيقي، أنا أبو يعقوب الصّيدلاني، نا أبو جعفر العقيلي، نا محمّد بن عبدوس بن كامل، نا محمّد بن بكّار، نا سليمان بن أرقم الأنصاري، و كان قدريا.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، نا و أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب (1)،أنا أبو الفضل (2)،أنا عثمان بن أحمد الدقاق، نا سهل بن أبي سهل الواسطي قال: قال أبو حفص عمرو بن علي، و سليمان بن أرقم ليس بثقة، و روى أحاديث منكرة، و كان يكنى بأبي معاذ قال محمّد بن عبد اللّه الأنصاري: كانوا (3) ينهونا و نحن شباب عنه، و ذكر منه أمرا عظيما.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم [أنا أبو القاسم] (4)،أنا أبو أحمد (5) قال: و قال عمرو بن علي سليمان بن أرقم ليس بثقة، روى أحاديث منكرة، يكنى أبا معاذ.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، أنا محمّد بن عبد اللّه بن خميرويه، نا الحسين بن إدريس، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عمّار قال سفيان، عن أبي معاذ قال ابن عمار هو سليمان بن أرقم، كان يكنيه و ليس بثقة.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، و أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب (6)،نا عبيد اللّه بن عمر الواعظ ، حدّثني أبي، نا محمّد بن الحسن، نا حسين بن إدريس، نا محمّد بن عمّار قال: سليمان بن أرقم ضعيف.

كذا ذكره الخطيب بهذا الإسناد عن ابن عمر، و أظنه وهم فيه، و دخل عليه عند النقل إسناد في إسناد، و تاريخ ابن عمّار عند الخطيب بهذا الإسناد، فاللّه أعلم.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد (7) قال: سمعت5.

ص: 188


1- تاريخ بغداد 14/9.
2- تاريخ بغداد: ابن الفضل.
3- بالأصل: كان، و المثبت عن تاريخ بغداد.
4- الزيادة لازمة منا للإيضاح، قياسا إلى أسانيد مماثلة.
5- الكامل لابن عدي 250/3.
6- الخبر في تاريخ بغداد 14/9.
7- الكامل لابن عدي 250/3 و 255.

ابن حمّاد يقول: قال السعدي: سليمان بن أرقم ساقط .

قال أبو أحمد: سليمان بن أرقم أبو معاذ الأنصاري بصري عامة ما يرويه لا يتابعه أحد عليه (1).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - قراءة - نا عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهاب الميداني، أنا أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد، أنا القاسم بن عيسى العصار قال:

سمعت إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني يقول: سليمان بن أرقم ساقط .

أخبرنا أبو الحسن العطار، نا و أبو النجم الشّيحي، أنا أبو بكر الخطيب (2)،أنا أحمد بن أبي جعفر، أنا محمّد بن عدي البصري - في كتابه - نا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري، قال: سألت أبا داود عن سليمان بن أرقم، فقال: متروك الحديث، فقلت لأحمد: روى سليمان بن أرقم عن الزّهري عن أنس في التلبية ؟ فقال: لا نبالي، روى أو لم يرو (3).

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز، أنا أبو نصر بن الجبّان - إجازة - أنا أحمد بن القاسم الميانجي، نا أحمد بن طاهر بن النجم، حدّثني سعيد بن عمرو البردعي، قال: قلت لأبي زرعة الرازي: سليمان بن معاذ هو سليمان بن أرقم ؟ قال:

نعم، قلت: كيف هو؟ قال: ضعيف الحديث.

قال: و أنا أحمد بن القاسم - إجازة - نا أحمد بن طاهر، حدّثني سعيد، عن أبي زرعة في أسامي الضعفاء و من تكلّم فيهم من المحدثين فذكرهم و فيهم سليمان بن أرقم.

أخبرنا أبو الحسن العطار، نا و أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب (4).

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، نا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان قال في باب من يرغب عن الرواية عنهم فذكر جماعة منهم: سليمان بن أرقم. (5)3.

ص: 189


1- في ابن عدي: لا يتابع عليه.
2- تاريخ بغداد 14/9.
3- بالأصل و م: يروي.
4- تاريخ بغداد 14/9 و المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 35/3.
5- تاريخ بغداد 14/9 و المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 35/3.

زاد ابن السمرقندي: قال يعقوب في موضع آخر (1):سليمان بن أرقم، أبو معاذ، بلغني عن يحيى قال: لا يسوى فلسا (2).

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة - قال: و أنا الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (3)،قال: سمعت أبي يقول: سليمان بن أرقم متروك الحديث، و سئل أبو زرعة عن سليمان بن أرقم فقال: بصري، ضعيف الحديث، ذاهب الحديث.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن، نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (4)،أنا الحسين بن علي الصّيمري، نا علي بن الحسن الرازي، أنا محمّد بن محمّد بن داود الكرخي، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش قال: سليمان بن أرقم متروك الحديث.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو النّضر محمّد بن محمّد بن يوسف الفقيه، قال: قال صالح بن محمّد جزرة (5):سليمان بن أرقم لم يسمع من أبي الزبير شيئا.

قال: و أنا أبو عبد اللّه، أخبرني أبو بكر محمّد بن جعفر قال: سئل أبو بكر محمّد بن إسحاق عن سليمان بن أرقم الذي يقال له سليمان بن (6) معاذ الضّبّي فقال: لا احتج بحديثه.

أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق بن بشرى، أنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن علي بن الدجاجي، و أبو تمام علي بن محمّد بن الحسن الواسطي، في كتابيهما عن أبي الحسن الدارقطني.

و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو بكر بن الحارث».

ص: 190


1- المعرفة و التاريخ 57/3.
2- بالأصل و م: فلس.
3- الجرح و التعديل 101/4.
4- تاريخ بغداد 14/9.
5- بالأصل و م: حزرة، خطأ و الصواب بالجيم، ترجمته في سير الأعلام 23/14.
6- كذا بالأصل و م، و لعله «أبو».

الفقيه، عن أبي الحسن علي بن عمر.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو ياسر محمّد بن عبد العزيز بن عبد اللّه، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن غالب - إجازة - قال: هذا ما وافقت عليه أبا الحسن الدارقطني من المتروكين: سليمان بن أرقم أبو معاذ، عن الزّهري، و ابن سيرين، و قيل سليمان بن داود عن الزهري حديث الصدقات أنه هو.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت أبا علي الحسين بن علي الحافظ يقول: سليمان بن أرقم متروك الحديث قال البيهقي: أبو معاذ سليمان بن أرقم متروك.

2650 - سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن عمرو بن عمران

2650 - سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن عمرو بن عمران (1)

- ممن قتل مع علي بن أبي طالب بصفّين (2)-

أبو داود الأزدي السّجستاني (3)

سمع بدمشق: سليمان بن عبد الرّحمن، و هشام بن عمّار، و صفوان بن صالح، و محمّد بن خالد البتلهي، و محمود بن خالد، و محمّد بن وزير، و هشام بن خالد الأزرق، و أبا النّضر إسحاق بن إبراهيم الفراديسي و جماعة سواهم، و بمصر أحمد بن صالح، و أحمد بن سعيد الهمداني، و أبا الطاهر بن السرح و غيرهم، و بالبصرة: أبا الوليد الطيالسي، و محمّد بن كثير العبدي، و أبا سلمة موسى بن إسماعيل التّبوذكي و جماعة سواهم، و بالكوفة: أبا بكر، و عثمان ابني أبي شيبة، و أبا سعيد الأشجّ ، و أبا كريب محمّد بن العلاء و غيرهم، و ببغداد أحمد بن حنبل، و أبا ثور إبراهيم بن خالد الكلبي، و محمّد بن أحمد بن أبي خلف، و بخراسان: قتيبة بن سعيد، و إسحاق بن راهوية، و إسحاق بن منصور الكوسج و غيرهم، كتب عنه أحمد بن حنبل.

و روى عنه أبو عيسى التّرمذي، و أبو عبد الرّحمن النّسائي، و أبو عوانة يعقوب بن

ص: 191


1- في تهذيب التهذيب: بن عمرو بن عامر، و يقال: عمران.
2- يعني عمران هو الذي قتل مع علي بن أبي طالب.
3- ترجمته في تهذيب التهذيب 389/2 و تاريخ بغداد 55/9 تذكرة الحفّاظ 591/2 الوافي بالوفيات 353/15 وفيات الأعيان 404/2 سير الأعلام 203/13 و بحاشيتها أسماء مصادر أخرى ترجمت له. اختلفوا في نسبه، انظر ما قيل فيه في مصادر ترجمته.

إسحاق، و علي بن عبد الصمد المعروف ب «علاّن» (1)،ما غمّه (2)،و ابنه أبو بكر عبد اللّه بن أبي داود، و أحمد بن محمّد بن هارون الخلاّل الحنبلي، و محمّد بن المنذر شكّر الهروي، و أبو حامد أحمد بن جعفر الأشعري الأصبهاني، و أبو سعيد بن الاعرابي، و أبو الحسن علي بن الحسن بن العبد، و محمّد بن مخلد الدوري، و إسماعيل بن محمّد الصفار، و أحمد بن سلمان النّجّاد، و أبو علي محمّد بن بكر بن عبد الرزاق بن داسة و غيرهم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمّد الخرقي، نا عبد اللّه بن أبي داود.

ح و أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية.

و أخبرنا أبو غالب أيضا، أنا محمّد بن أحمد النّرسي، نا محمّد بن إسماعيل الورّاق، قالا: نا عبد اللّه بن سليمان، نا أبي، نا محمّد بن عمرو الرازي، نا عبد الرّحمن بن قيس، عن حمّاد بن سلمة عن أبي العشراء الدارمي، عن أبيه (3):

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - و في حديث ابن عبد الباقي: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم - سئل عن العتيرة (4)فحسنها - زاد ابن حيّوية قال عبد اللّه: قال أبي فذكرته لأحمد بن حنبل فاستحسنه و قال: هذا من حديث الاعراب و قال لي: اقعد فدخل فأخرج محبرة و قلما و ورقة، فقال: أمله عليّ ، فكتب عني، ثم شهدته يوما و جاءه أبو جعفر بن أبي سمينة فقال له أحمد: يا أبا جعفر عند أبي داود حديث غريب فاكتبه عني، فسألني فأمليته عليه.

أخبرناه أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن بن قبيس، قالا: نا أبو بكر الخطيب (5)،أنا محمّد بن أحمد بن رزق، نا أبو العباس محمّد بن إبراهيم بن محمّدي.

ص: 192


1- بالأصل: فعلان، و الصواب ما أثبت. انظر ما يلي.
2- بالأصل رسمها و إعجامها مضطربان و صورتها:«باعمه» و الصواب ما أثبت عن م، انظر ترجمته في سير الأعلام 429/13.
3- انظر ترجمة والد أبي العشراء في أسد الغابة 44/5.
4- العتيرة: تكررت ذكرها في الحديث، و في النهاية لابن الأثير (عتر) نقل عن الخطابي قوله: العتيرة تفسيرها في الحديث أنها شاة تذبح في رجب، و هذا هو الذي يشبه معنى الحديث و يليق بحكم الدين. و أما العتيرة التي كانت تعترها الجاهلية فهي الذبيحة التي كانت تذبح للأصنام، فيصب دمها على رأسها.
5- الخبر في تاريخ بغداد 413/1 في ترجمة محمّد بن إبراهيم بن محمّد ابن الشيرجي.

المروزي يعرف بابن السيرجي (1) من لفظه و حفظه، نا أبو بكر بن أبي داود السّجستاني، حدّثني أبي قال: قلت لأبي عبد اللّه أحمد بن حنبل: تعرف لأبي العشراء (2) حديثا غير:

«لو طعنت في فخذها لأجزأ عنك ؟» قال: لا، فقلت: حدّثنا محمّد بن عمرو الرازي، نا عبد الرّحمن بن قيس، نا حمّاد بن سلمة، عن أبي العشراء الدارمي عن أبيه قال: ذكرت العتيرة لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فحسنها، فقال أحمد: ما أحسنه (3)،يشبه أن يكون صحيحا لأنه من كلام الأعراب، و قال لابنه: هات الدواة و الورقة، فكتبه عني.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو داود سليمان بن الأشعث.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق، أنا حمد بن عبد اللّه - إجازة - ح قال: و أنا الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم (4) قال سليمان بن الأشعث بن شداد بن عمرو بن عامر الأزدي أبو داود السجستاني روى عن عبد اللّه بن مسلمة القعنبي، و موسى بن إسماعيل التبوذكي، و محمّد بن كثير العبدي، و أحمد بن حنبل، و مسدّد بن مسرهد، رأيته ببغداد و جاء إلى أبي مسلما و هو ثقة.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو داود سليمان بن الأشعث السّجستاني سمع القعنبي، و محمّد بن كثير.

روى عنه أبو صاعد، و ابنه عبد اللّه أبو بكر، كناه لنا أبو الحسن بن عمير.

كتب إليّ أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم بن هوازن، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سلمان بن الأشعث أبو داود السجستاني، إمام أهل الحديث4.

ص: 193


1- في تاريخ بغداد: ابن الشيرجي.
2- كذا بالأصل و تاريخ بغداد هنا، و في تاريخ بغداد 57/9 في ترجمة أبي داود «أبي العشر» و في م: أبي العشر.
3- بالأصل و م: أحسبه، و المثبت عن تاريخ بغداد.
4- الجرح و التعديل 101/4.

في عصره بلا مدافعة سماعه بمصر و الحجاز و الشام و العراقين و خراسان، و قد كتب بخراسان قبل خروجه إلى العراق في بلد هراة و كتب ببغلان (1) عن قتيبة، و بالريّ عن إبراهيم بن موسى إلاّ أن أعلى إسناده موسى بن إسماعيل و القعنبي، و عبد اللّه بن رجاء، و مسلم بن إبراهيم، و بالشام أبو توبة الربيع بن نافع، و حيّوية بن شريح الحمصي، و قد كان كتب قديما بنيسابور ثم رحل بابنه أبي بكر بن أبي داود إلى خراسان (2).

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، و أبو النجم بدر بن عبد اللّه قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (3):سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شدّاد بن عمرو بن عمران، أبو داود الأزدي السجستاني أحد من رحل و طوف، و جمع و صنّف، و كتب عن العراقيين، و الخراسانيين، و الشاميين، و المصريين، و الجزريين، و سمع مسلم بن إبراهيم، و سليمان بن حرب، و أبا عمر الحوضي، و أبا الوليد الطيالسي، و موسى بن إسماعيل التبوذكي، و أبا معمر المقعد، و عبد اللّه بن مسلمة القعنبي، و مسدّدا، و شاذّ بن فياض، و يحيى بن معين، و أحمد بن حنبل، و قتيبة بن سعيد، و أحمد بن يونس، و عثمان بن أبي شيبة، و إبراهيم بن موسى الفراء، و عمرو بن عون، و أبا الجماهر التّنوخي، و هشام بن عمّار الدمشقي، و محمّد بن الصباح الدولابي، و الربيع بن نافع الحلبي، و يزيد بن موهب الرّملي، و أبا الطاهر بن السرح، و أحمد بن صالح المصريين، و أبا جعفر النّفيلي و خلقا كثيرا غيرهم.

روى عنه ابنه عبد اللّه، و أبو عبد الرّحمن النّسائي، و أحمد بن محمّد بن هارون الخلاّل، و علي بن الحسين بن العبد، و محمّد بن مخلد الدوري، و إسماعيل بن محمّد الصفار، و أحمد بن سلمان النّجّاد في آخرين.

و كان أبو داود قد سكن البصرة، و قدم بغداد غير مرة، و روى كتابه المصنف في السنن بها، و نقله عنه أهلها، و يقال إنه صنّفه قديما و عرضه على أحمد بن حنبل فاستجاده و استحسنه.6.

ص: 194


1- بلدة بنواحي بلخ (انظر معجم البلدان).
2- نقله الذهبي في سير الأعلام عن أبي عبد اللّه الحاكم 212/13-213.
3- تاريخ بغداد 55/9-56.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (1) قال في: باب بشير بفتح الباء و كسر الشين المعجمة، قال: و أبو داود السجستاني هو سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن عمرو بن عمران الأزدي، و قتل عمران مع علي بصفين، إمام مشهور.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (2)،أنا محمّد بن الحسن بن أحمد الأهوازي، أنا أبو علي (3) الحسين بن محمّد الشافعي - بالأهواز - أنا أبو عبيد محمّد بن علي بن عثمان الآجري، قال: سمعت سليمان بن الأشعث - أبا داود - يقول: ولدت سنة ثنتين و مائتين، و صلّيت على عفان ببغداد سنة عشرين، و سمعت من أبي عمر الضرير مجلسا واحدا، و دخلت البصرة و هم يقولون: أمس مات عثمان المؤذن، و تبعت عمر بن حفص بن غياث (4) إلى منزله، و لم أسمع منه شيئا، و رأيت خالد بن خداش، و لم أسمع منه شيئا، و سمعت من سعدويه مجلسا واحدا، و سمعت من عاصم بن علي مجلسا واحدا، قلت: سمعت من يوسف الصفار؟ قال: لا، قلت: سمعت من ابن الأصبهاني ؟ قال: لا، قلت: سمعت من عمرو بن حمّاد بن طلحة ؟ قال: لا، و لا سمعت من مخول بن إبراهيم. ثم قال: هؤلاء كانوا بعد العشرين، و الحديث رزق و لم أسمع منهم، و كان لا يحدث عن ابن الحمامي و لا عن سويد، و لا عن ابن كاسب، و لا عن ابن حميد، و لا عن سفيان بن وكيع، و لم يسمع من خلف بن موسى بن خلف، و لا من أبي همام الدلال، و لا من الرقاشي.

قال (5):و أنا العتيقي، أنا محمّد بن عبد اللّه الشّيباني، نا أبو عيسى الأزرق، قال:

سمعت أبا داود يقول: دخلت الكوفة سنة إحدى و عشرين، فلم أكتب عن مخول بن إبراهيم النهدي، و مضيت مع عمر بن حفص بن غياث إلى منزله فلم يقض السماع منه.

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت أبا سليمان حمد بن محمّد بن إبراهيم الخطابي الفقيه يقول:ه.

ص: 195


1- الاكمال لابن ماكولا 280/1 و 295.
2- تاريخ بغداد 56/9.
3- في تاريخ بغداد: أخبرنا علي بن الحسين بن محمّد الشافعي.
4- بالأصل:«عمات» و المثبت عن م، و انظر تاريخ بغداد.
5- المصدر السابق نفسه.

سمعت إسماعيل بن محمّد الصفار يقول: سمعت محمّد بن إسحاق الصغاني يقول:

ليّن لأبي داود السجستاني الحديث كما لين لداود الحديد (1).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن حبيب العامري، أنا القاضي أبو المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل بن أحمد الرّوياني، نا أبو نصر محمّد بن أحمد البلخي، أنا أبو سليمان حمد بن محمّد بن إبراهيم الخطّابي، أخبرني أبو عمر محمّد بن عبد الواحد الزاهد صاحب أبي العباس أحمد بن يحيى قال: قال إبراهيم الحربي: لما صنف أبو داود هذا الكتاب: ألين لأبي داود الحديث كما ألين لداود الحديد.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

سمعت محمّد بن العباس الضّبّي يقول: سمعت أبا إسحاق الفقيه يقول: سمعت موسى بن هارون يقول: خلق أبو داود السجستاني في الدنيا للحديث و في الآخرة للجنة، ما رأيت أفضل منه (2).

قال أبو إسحاق: كان أبو داود مقيما بهراة ثم خرج إلى البصرة و توفي بها سنة خمس و سبعين و مائتين.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن، نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (3)،حدّثني أبو بكر محمّد بن علي بن إبراهيم القارئ الدّينوري بلفظه قال:

سمعت أبا الحسين محمّد بن عبد اللّه بن الحسن الفرضي قال: سمعت أبا بكر بن داسة يقول: سمعت أبا داود يقول: كتبت عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خمسمائة ألف حديث، انتخبت منها ما ضمنته هذا الكتاب - يعني كتاب السنن - جمعت فيه أربعة آلاف و ثمان مائة حديث، ذكرت الصحيح و ما يشبهه و يقاربه، و تكفي الإنسان لدينه من ذلك أربعة أحاديث،[أحدها] (4) قوله صلى اللّه عليه و سلم:

«الأعمال بالنية»[4915].

و الثاني قوله:«من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه»[4916].د.

ص: 196


1- سير الأعلام 213/13.
2- سير الأعلام 213/13.
3- تاريخ بغداد 57/9 و نقله الذهبي في سير الأعلام 210/13.
4- زيادة عن تاريخ بغداد.

و الثالث قوله صلى اللّه عليه و سلم:«لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يرضى لأخيه ما يرضى لنفسه»[4917].

و الرابع قوله:«الحلال بيّن، و الحرام بيّن، و بين ذلك أمور مشتبهات» الحديث[4918].

حدّثني أبو المعمر المبارك بن أحمد بن عبد العزيز بن المعمر، نا أبو الفضل محمّد بن طاهر المقدسي، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن طاهر التميمي الفقيه، قدم علينا الرّيّ حاجا، أنا علي بن محمّد بن نصر الدّينوري، نا القاضي أبو الحسن علي بن الحسن بن محمّد المالكي، نا أبو القاسم الحسن بن محمّد بن أحمد، حدّثني أبو بكر محمّد بن إسحاق، نا الصولي، قال: سمعت أبا يحيى زكريا بن يحيى الساجي يقول:

كتاب اللّه عز و جل أصل الإسلام، و كتاب السنن لأبي داود عهد الإسلام (1).

أخبرنا أبو بكر الواعظ ، أنا عبد الواحد بن إسماعيل القاضي، نا محمّد بن أحمد البلخي، أنا أبو سليمان الخطّابي قال: و سمعت ابن الأعرابي - يعني أبا سعيد - يقول:

و نحن نسمع منه هذا الكتاب - يعني السنن لأبي داود - فأشار إلى النسخة و هي بين يديه لو أن رجلا لم يكن عنده من العلم إلاّ المصحف الذي فيه كتاب اللّه ثم هذا الكتاب لم يحتج معهما إلى شيء من العلم بتة.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، نا و أبو النجم الشّيحي، أنا أبو بكر الخطيب (2)، قال: حدّثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي (3)،أنا أبو بكر الخلاّل قال: أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني الإمام المقدم في زمانه، رجل لم يسبقه إلى معرفته بتخريج العلوم، و بصره بمواضعه، أحد في زمانه، رجل ورع مقدم، و سمع أحمد بن حنبل منه حديثا واحدا كان أبو داود يذكره، و كان إبراهيم الأصبهاني و أبو بكر بن صدقة يرفعون من قدره و يذكرونه بما لا يذكرون أحدا في زمانه مثله.

قال الخطيب (4):و قد أخبرنا بالحديث الذي سمعه أحمد من أبي داود أبو الفرجه.

ص: 197


1- نقله الذهبي في سير الأعلام 215/13 من طريق الحافظ زكريا الساجي.
2- تاريخ بغداد 57/9.
3- في تاريخ بغداد: الختّلي.
4- المصدر السابق نفسه.

الطناجيري، نا عمر بن أحمد الواعظ ، نا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، نا أبي، نا محمّد بن عمرو الرازي، نا عبد الرّحمن بن قيس، عن حمّاد بن سلمة، عن أبي العشراء (1) الدارمي، عن أبيه: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سئل عن العتيرة فحسّنها، قال ابن أبي داود: قال أبي: فذكرته لأحمد بن حنبل فاستحسنه و قال: هذا حديث غريب، و قال لي: اقعد، و دخل فأخرج محبرة و قلما و ورقة و قال: أمله عليّ ، فكتبه عني، ثم شهدته يوما آخر و جاءه أبو جعفر بن أبي سمينة فقال له أحمد بن حنبل: يا أبا جعفر عند أبي داود حديث غريب اكتبه عنه. فسألني فأمليته عليه.

قال الخطيب (2):قرأت في كتاب محمّد بن العباس بن الفرات، أنا محمّد بن العباس بن أحمد بن محمّد بن عاصم الضّبّي، أنا أحمد بن محمّد بن ياسين الهروي قال: سليمان بن الأشعث أبو داود السّجزي كان أحد حفاظ الإسلام لحديث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و علمه، و علله،[و سنده] (3) في أعلى درجة النسك، و العفاف، و الصلاح، و الورع من فرسان الحديث.

أنبأنا أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال:

سمعت أبا عبد اللّه محمّد بن العباس يقول: سمعت أبا إسحاق أحمد بن محمّد بن ياسين يقول: سمعت علاّن بن عبد الصمد يقول: سمعت أبا داود السّجستاني و كان من فرسان هذا الشأن (4).

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد العطار، و أبو النجم البراز (5)،قال أبو الحسن:

حدّثنا، و قال أبو النجم، أخبرنا أبو بكر الخطيب (6)،حدّثني الأزهري، نا عمر بن أحمد الواعظ ، نا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، نا أحمد بن سنان - أو غيره - نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم بن (7) علقمة قال: كان عبد اللّه يشبه بالنبي صلى اللّه عليه و سلم فيد.

ص: 198


1- في تاريخ بغداد هنا:«أبي العشر».
2- المصدر السابق نفسه 58/9.
3- زيادة عن تاريخ بغداد.
4- سير الأعلام 212/13.
5- كذا رسمها بالأصل و م و هو أبو النجم بدر بن عبد اللّه الأرمني الشيحي انظر ترجمته في سير الأعلام 48/20.
6- الخبر في تاريخ بغداد 58/9.
7- بالأصل و م «عن» و المثبت عن تاريخ بغداد.

هداه و دلّه، و كان علقمة يشبه بعبد اللّه. و قال جرير بن عبد الحميد: و كان إبراهيم يشبه بعلقمة، و كان منصور يشبّه بإبراهيم، و قال غير جرير: كان سفيان يشبّه بمنصور. قال عمر بن أحمد قال أبو علي القوهستاني: كان وكيع يشبّه بسفيان، و كان أحمد بن حنبل يشبّه بوكيع، و كان أبو داود يشبّه بأحمد بن حنبل.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه الصوفي، أنا أبو المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل الرّوياني، نا أبو نصر محمّد بن أحمد البلخي، نا أبو سليمان حمد بن محمّد البستي قال: و حدّثني عبد اللّه بن محمّد المسكي، حدّثني أبو بكر بن جابر خادم أبي داود قال:

كنت معه ببغداد فصلينا المغرب إذ قرع الباب، ففتحته، فإذا خادم يقول: هذا الأمير أبو أحمد الموفق يستأذن. فدخلت إلى أبي داود، فأخبرته بمكانه، فأذن له، فدخل، و قعد. ثم أقبل عليه أبو داود و قال: ما جاء بالأمير في مثل هذا الوقت ؟ فقال:

خلال ثلاث، فقال: و ما هي ؟ قال: تنتقل إلى البصرة فتتخذها (1) وطنا (2) ليرحل إليك طلبة العلم من أقطار الأرض، فتعمر بك، فإنها قد خربت و انقطع عنها الناس، لما جرى عليها من محنة الزنج، فقال: هذه واحدة، هات الثانية، قال: و يروى لأولادي (3)كتاب السنن، فقال: نعم هات الثالثة، قال: و تفرّد لهم مجلسا للرواية، فإن أولاد الخلفاء لا يقعدون مع العامة فقال: أما هذه فلا سبيل إليها، لأن الناس شريفهم و وضيعهم في العلم سواء.

قال ابن جابر: فكانوا يحضرون بعد ذلك، و يقعدون في كمّ حيري، و يضرب بينهم و بين الناس ستر، و يسمعون (4) مع العامة (5).

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن، نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ ، قال: و أنا الحسن بن أبي طالب، نا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب المقرئ، أخبرني محمّد بن بكر بن عبد الرزاق - في كتابه - قال: كان لأبي3.

ص: 199


1- بالأصل:«ينتقل إلى البصرة فيتخذها» صوبنا العبارة عن سير الأعلام.
2- بالأصل:«وطيا» و الصواب عن م و انظر سير الأعلام.
3- بالأصل:«لأولاد في» و المثبت عن م و سير الأعلام.
4- بالأصل: و يسمعوني، و المثبت عن م و سير الأعلام.
5- الخبر في طبقات الشافعية للسبكي 295/2 و سير الأعلام 216/13.

داود السجستاني كم واسع و كم ضيق، فقيل له: يرحمك اللّه ما هذا؟ قال: الواسع للكتب، و الآخر لا يحتاج إليه (1).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، و أبو المعالي محمّد بن إسماعيل الفارسي، قالا: أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسن محمّد بن يعقوب - زاد الفارسي: الفقيه، بالطابران (2) و قالا:- قال نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد بن موسى بواسط ، قال:

سمعت أبي يقول: سمعت أبا داود السجستاني يقول: من اقتصر على لباس دون و مطعم دون أراح جسده.

أخبرنا أبو الحسن العطار، نا و أبو النجم البزار، أنا أبو بكر الخطيب (3)،أنا أحمد بن محمّد العتيقي، قال: سمعت عبيد اللّه بن عبد الرّحمن الزّهري يقول:

سمعت أبا بكر بن أبي داود يقول: سمعت أبي يقول: الشهوة الخفيّة حبّ الرئاسة.

أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن عبد اللّه بن داود الفقيه، و أبو غالب محمّد بن الحسن بن علي، قالا: أنا علي بن أحمد بن علي التّستري، أنا القاسم بن جعفر، أنا أبو علي اللؤلؤي، أنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال: شبرت قثّاءة بمصر ثلاثة عشر شبرا، و رأيت أترجّة على بعير بقطعتين قطعت، و صيّرت علي مثل عدلين (4).

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان الرّبعي، قال: و فيها - يعني سنة ثلاث و سبعين و مائتين - مات أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني.

هذا وهم. و الصواب ما أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، نا و أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب (5)،أخبرني الأزهري، أنا أحمد بن محمّد بن موسى القرشي قال: و أنا أبو محمّد الجوهري، أنا محمّد بن العباس الخزّاز (6)،قالا: أنا أبو الحسين بن المنادي،6.

ص: 200


1- الخبر في تاريخ بغداد 58/9.
2- الطابران إحدى مدينتي طوس.
3- تاريخ بغداد 58/9.
4- نقله في سير الأعلام 220/13.
5- تاريخ بغداد 58/9-59.
6- بالأصل: الخراز، و في م: الحزاز و المثبت عن تاريخ بغداد، و انظر ترجمته في سير الأعلام 409/16.

قال: و دخلها - يعني بغداد - أبو داود السجستاني مرارا، ثم خرج منها آخر مراته في أول سنة إحدى و سبعين و مائتين.

أنبأنا أبو سعد محمّد بن محمّد، و أبو علي الحسن بن أحمد، و أبو القاسم غانم بن محمّد بن عبيد اللّه، ح.

ثم أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد، أنا أبو علي الحسن بن أحمد، و أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، نا و أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب (1)،قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، قال: سمعت عبد اللّه بن محمّد بن جعفر بن حيّان (2) يقول: سمعت أحمد بن محمود بن صبيح قال: و مات أبو داود السجستاني بالبصرة سنة خمس و سبعين.

و قال محمّد و الحسن و غانم: أبو داود سليمان بن الأشعث، و زادوا ليلة الجمعة لست عشرة مضت من شوال.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن محمّد بن علي بن أحمد بن إبراهيم السيرافي، أنا القاضي أبو عبد اللّه أحمد بن إسحاق، قال: قال أبو الحسن أحمد بن عمران بن موسى الأشناني، توفي أبو داود سليمان بن الأشعث ليلة الجمعة لأربع عشرة بقيت من شوال سنة خمس و سبعين و مائتين.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن، نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (3)،أنا محمّد بن الحسن الأهوازي، أنا أبو علي الحسين بن محمّد بن أحمد الشافعي، أنا أبو عبيد محمّد بن علي قال: و مات - يعني أبا داود - لأربع عشرة بقيت من شوال سنة خمس و سبعين و مائتين، و صلّى عليه عباس بن عبد الواحد الهاشمي.

2651 - سليمان بن أيّوب بن سليمان بن داود بن عبد اللّه بن حذلم

أبو أيوب الأسدي (4)

روى عنه أبيه، و يزيد بن عبد اللّه بن زريق (5)،و سليمان بن عبد الرّحمن،

ص: 201


1- انظر تاريخ بغداد 58/9.
2- بالأصل: حبان خطأ، و الصواب عن م و انظر تاريخ بغداد.
3- تاريخ بغداد 59/9.
4- ترجمته في تهذيب التهذيب 391/2.
5- في تهذيب التهذيب: رزيق بتقديم الراء.

و هشام بن عمّار، و دحيم (1) و صفوان بن صالح، و هشام بن خالد، و محمود بن خالد، و أحمد بن أبي الحواري، و عباس بن الوليد الخلاّل، و عباس بن عثمان المؤدب، و القاسم بن عثمان الجوعي، و عبد السلام بن عتيق الدمشقيين، و أحمد بن عيسى التّستري المصري، و الحسن بن علي الحلواني، و عبدة بن عبد الرحيم، و محمّد بن مصفّى، و المسيّب بن واضح، و عيسى بن يونس الرّملي.

روى عنه ابنه أبو الحسن أحمد، و يحيى بن عبد اللّه بن الحارث بن الزّجّاج، و محمّد بن إبراهيم بن مروان، و إبراهيم بن محمّد بن صالح بن سنان، و أبو القاسم بن أبي العقب، و جعفر بن محمّد بن هشام الكندي، و أبو علي محمّد بن هارون بن شعيب، و أبو يعقوب الأذرعي، و محمّد بن سليمان الهروي، و أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن أحمد الحداد، و نزيل تنّيس، و محمّد بن المنذر شكّر الهروي، و سليمان الطّبراني.

كتب إليّ أبو علي الحسن بن أحمد، و حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الحافظ ، نا سليمان بن أحمد الطّبراني، أنا سليمان بن أيوب بن حذلم الدمشقي، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا إسماعيل بن عياش، حدّثني عطاء الخراساني، عن سعيد بن المسيّب، عن خولة بنت حكيم الأنصارية قالت: سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل عليها غسل ؟ فقال:

«نعم إذا هي أنزلت الماء»[4919].

قرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن، عن أبي الفتح عبد الكريم بن محمّد بن أحمد، أنا أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني، قال: و أما حذلم.

ح و قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي نصر علي بن هبة اللّه بن ماكولا (2)،قال: و أما حذلم - بفتح الحاء و سكون الذال المعجمة و بعدها لام مفتوحة - سليمان بن حذلم الدمشقي.6.

ص: 202


1- بالأصل و م:«و دحيم بن صفوان بن صالح» و الصواب ما أثبت: و دحيم، و صفوان بن صالح. انظر ترجمة صفوان في سير الأعلام 475/11.
2- الاكمال لابن ماكولا 405/2 و 406.

قرأت على أبي محمّد أيضا، عن أبي محمّد عبد العزيز بن أحمد، أخبرنا مكي بن محمّد، أخبرنا أبو سليمان بن زبر، قال: قال لنا الهروي - يعني محمّد بن يوسف - و فيها - يعني سنة تسع و ثمانين و مائتين - مات سليمان بن حذلم (1).

2652 - سليمان بن بزيع القارئ

حكى عنه محمّد بن شعيب.

أنبأنا أبو نصر أحمد بن محمّد بن عبد القاهر، و أبو الحسن علي بن عبيد اللّه بن نصر الزّاغوني (2)،قالا: أنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد، أنا محمّد بن سعيد بن يعقوب بن إسحاق الصّيدلاني، أنا عمر بن محمّد بن سيف، نا عبد اللّه بن أبي داود، نا محمّد بن مصفّى، و عمرو بن عثمان، قالا: نا محمّد بن شعيب قال: أدركت إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر، و عبد الرّحمن بن إسماعيل، و مروان بن إسماعيل، و أبا إدريس، و عبد الرّحمن بن عراك،- و هو الصواب عندي - و عبد الرّحمن بن عامر اليحصبي، و عبد الملك بن النعمان المرّي، و سليمان بن داود - قال ابن مصفّى: الحسني، و هذان، قال عمرو: و نمران - بن حكيم القرشي، و أنس بن أنيس الكندي - قال عمرو: العذري - و خالد بن أبي ظبيان - قال عمرو:

محمّد بن خالد بن أبي ظبيان الأزدي، و يحيى بن الحارث الذّماري - زاد عمرو:

و سليمان بن بزيع القارئ - يدرسون القرآن جميعا - زاد عمرو بعد صلاة الصبح-.

2653 - سليمان بن بزيع رضيع المهدي

كان معهم بالحميمة من أرض البلقاء، ولاه المنصور البصرة، له ذكر.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار، قال:

و ولّى يعني المنصور سليمان بن بزيع رضيع المهدي ثم عزله - يعني عن البصرة-.

ص: 203


1- انظر تهذيب التهذيب 392/2.
2- بالأصل «الزاعوني» و في م:«الراعوني» و الصواب بالغين المعجمة، ترجمته في سير الأعلام 605/19.

2654 - سليمان بن بشر - و يقال: ابن مبشّر - بن الوليد

[ابن] (1) عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي

كان يسكن قرية الجامع (2) من قرى المرج، له ذكر.

ذكره أبو الحسن أحمد بن حميد بن أبي العجائز في تسمية من كان بدمشق و غوطتها من بني أمية إلاّ أنه لم يذكره إلاّ بأحد القولين، و كان في نسخة ابن بشر، و في نسخة ابن مبشر، و بشر و مبشّر أخوان فاللّه أعلم ابن أيهما هو.

2655 - سليمان بن بلال بن أبي الدّرداء

عويمر (3) بن زيد الأنصاري

روى عن جدته أم الدّرداء، و أبيه بلال.

روى عنه ابنه محمّد بن سليمان، و أيوب بن مدرك الحنفي.

حدّثنا أبو سعد عبد الكريم بن محمّد بن منصور السمعاني - لفظا-.

و أخبرنا أبو الفتح محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي بكر الكشميهني، و ابناه أبو عبد اللّه محمّد، و أبو محمّد عبد الرّحمن، و أبو القاسم محمود بن ميمون بن عبد اللّه، و أبو العلاء صاعد بن منصور بن أحمد السّرخسي، و أبو المظفّر منصور، و أبو الفتح مسعود ابنا محمّد بن أبي منصور المسعوديان - بمرو - قالوا: أنا أبو منصور محمّد بن علي بن محمود الكراعي (4)،أنا جدي أبو غانم أحمد بن علي بن الحسين بن علي بن مهدي الكراعي (5)،أنا أبي علي بن الحسين، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن عمر البسطامي، نا محمّد بن عبد اللّه بن قهزاد (6)،نا العلاء بن عمرو بن أيوب بن مدرك، نا أيوب بن مدرك، عن سليمان بن بلال بن أبي الدرداء، عن أبيه قال: رئي النبي صلى اللّه عليه و سلم بين أبي بكر و عمر، و أبو بكر عن يمينه، و عمر عن يساره فقال صلى اللّه عليه و سلم:

ص: 204


1- زيادة للإيضاح عن م.
2- من قرى الغوطة سكنها قوم من بني أمية (معجم البلدان).
3- بالأصل:«عزير» خطأ، و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير الأعلام 335/2.
4- ترجمته في سير الأعلام 556/19.
5- ترجمته في سير الأعلام 607/17.
6- ضبطت عن تقريب التهذيب.

«كذا نكون ثم كذا نبعث، ثم كذا ندخل الجنة»[4920].

أخبرنا عاليا أبو الفتح أحمد بن محمّد بن أحمد الحداد في كتابه، ثم أخبرني أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد الحلواني البزار عنه، أنا أبو علي أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن يزداد، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن جعفر بن أحمد بن فارس، أنا أحمد بن يونس بن المسيّب الضّبّي، نا العلاء بن عمرو الحنفي، نا أيوب بن مدرك، عن سليمان بن بلال بن أبي الدّرداء، عن أبيه قال: رئي (1) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بين أبي بكر، و بين عمر، أبو بكر عن يمينه، و عمر عن يساره، فقال:

«هكذا نكون، ثم هكذا نموت، ثم هكذا نبعث، ثم هكذا ندخل الجنّة»[4921].

2656 - سليمان بن حبيب

أبو بكر، و قيل: أبو ثابت، و قيل: أبو أيوب المحاربي الدّاراني (2)

قاضي دمشق لعمر بن عبد العزيز، و يزيد و هشام ابني عبد الملك، و الوليد بن يزيد.

روى عن أنس بن مالك، و أبي هريرة، و معاوية بن أبي سفيان، و أبي أمامة الباهلي، و أسود بن أصرم المحاربي، و كرز الخزاعي، و الوليد بن عبادة بن الصّامت، و عامر بن لدين الأشعري.

روى عنه عمر بن عبد العزيز، و هو من أقرانه، و الأوزاعي، و برد بن سنان، و عثمان بن أبي العاتكة، و عبد اللّه بن علي القرشي، و كلثوم بن زياد المحاربي، و يزيد بن زياد، و محمّد بن أبي قيس، و أبو عمرو شراحيل بن عمر العنسي، و أيوب بن موسى السّعدي، و عبد الوهاب بن بخت، و الزّهري، و زيد بن أبي أنيسة، و عبد العزيز بن إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر، و محمّد بن سعيد بن حسان، و سالم بن عبد اللّه المحاربي، و عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و خالد بن الزّبرقان.

ص: 205


1- بالأصل: روى.
2- ترجمته في تهذيب التهذيب 395/2 طبقات ابن سعد 456/7 تاريخ داريا للخولاني ص 77 الوافي بالوفيات 359/15 سير الأعلام 309/5 و انظر بحاشيتها أسماء مصادر أخرى ترجمت له. و الداراني نسبة إلى داريا و هي قرية كبيرة من قرى دمشق بالغوطة بها قبر أبي سليمان الداراني (المراصد).

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم السّلمي الفقيه، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو الدّحداح، أنا أحمد بن عبد الواحد بن عبّود، نا محمّد بن كثير، عن الأوزاعي، عن سليمان بن حبيب المحاربي، عن أبي أمامة الباهلي قال: لقد فتح الفتوح أقوام ما كانت حلية سيوفهم الذهب و الفضة، و لا كانت إلاّ الآنك و العلابيّ (1) و الحديد.

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه، ثم أخبرنا أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا بكر بن سهل، نا عمرو بن هاشم البيروتي، عن الأوزاعي، نا سليمان بن حبيب المحاربي، عن أبي أمامة الباهلي قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«ثلاث من كان في واحدة منهن كان ضامنا على اللّه: من خرج في سبيل اللّه كان ضامنا على اللّه إن توفّاه أدخله الجنة، و إن رده إلى أهله فبما (2) نال من أجر أو غنيمة، و رجل كان في المسجد فهو ضامن على اللّه إن توفاه أدخله الجنة، و إن ردّه إلى أهله فبما نال من أجر أو غنيمة، و رجل دخل بيته بسلام فهو ضامن على اللّه»[4922].

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا محمّد بن عمر بن علي بن خلف بن زنبور، نا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، نا أحمد بن صالح، نا عنبسة، حدّثني يونس، عن ابن شهاب، عن سليمان بن حبيب: أن أنس بن مالك حدّثه: أن عمر ضمن رجلا مالا أبضع به معه زعم أنه هلك و لم يهلك معه غيره، فكان ابن شهاب ينكر ذلك.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل البغدادي، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا (3):أنا أبو أحمد - زاد أحمد:

و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بنل.

ص: 206


1- العلابي جمع علباء، و هو عصب في العنق يأخذ إلى الكاهل، و هما علباوان يمينا و شمالا، و ما بينهما منبت عرف الفرس، و الجمع ساكن الياء و مشددها... و كانت العرب تشد على أجفان سيوفها العلابي الرطبة فتجف عليها، و تشد الرماح بها إذا تصدعت فتيبس و تقوى.(النهاية لابن الأثير: علب).
2- بالأصل و م: فيما.
3- من قوله: أنا أحمد بن الحسن إلى هنا مكرر بالأصل.

إسماعيل (1) قال: سليمان بن حبيب أبو بكر (2) المحاربي الدّمشقي قال: حدّثني (3)هشام، سمع أبا أمامة، سمع منه الأوزاعي، و الزهري، و عثمان بن أبي العاتكة.

و عبد العزيز بن إسماعيل.

روى عنه سالم بن عبد اللّه المحاربي قاضي عمر بن عبد العزيز.

كذا قال، و هو قاضي، لا قاضي و بدل حدّثني هشام، كناه (4) لي هشام.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن أبي عبد اللّه، أنا أبو علي - إجازة - ح قال: و أنا أبو طاهر الهمداني، أنا أبو الحسن الفأفاء، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (5)،قال: سليمان بن حبيب المحاربي أبو ثابت، شامي قاضي عمر بن عبد العزيز.

روى عن أبي أمامة، و أسود بن أصرم.

روى عنه زيد بن [أبي] (6) أنيسة، و برد بن سنان، و عبد الوهاب بن بخت، و عثمان بن أبي العاتكة، سمعت أبي يقول ذلك: و سمعته يرفع من شأنه.

أخبرنا أبو محمّد المزكّي، أنا أبو محمّد الصوفي، أنا أبو القاسم البجلي، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في الطبقة الثالثة: سليمان بن حبيب المحاربي القاضي.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا عبد اللّه بن عتّاب أنا أبو الحسن بن جوصا إجازة ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا أبو الحسين الكلابي، أنا أبو الحسن - قراءة - قال:

سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة: أبو ثابت سليمان بن حبيبل.

ص: 207


1- التاريخ الكبير 6/4.
2- في البخاري:«أبو ثابت» و بهما جميعا كان يكنى.
3- في البخاري:«قاضي».
4- كذا صوّب المصنف عبارة البخاري، و لم يرد عنده: حدثني، و لعله وقع لديه نسخة عن البخاري مصحفة، فزاد هو في تصحيفها، و المثبت في البخاري المطبوع: قاضي هشام، و هو هشام بن عبد الملك، و قد تقدم في صدر الترجمة أنه قضى لهشام و ليزيد ابني عبد الملك.
5- الجرح و التعديل 105/4.
6- زيادة عن الجرح و التعديل.

المحاربي، دمشقي، قاضي الخلفاء.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو ثابت سليمان بن حبيب المحاربي الدمشقي.

سمع أبا أمامة، روى عنه الأوزاعي، و عثمان بن أبي العاتكة، و الزّهري.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو ثابت سليمان بن حبيب دمشقي.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر الصّوّاف، نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد (1) قال: أبو ثابت سليمان بن حبيب.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو ثابت، و يقال: أبو أيوب سليمان بن حبيب المحاربي الدمشقي القاضي، قاضي هشام بن عبد الملك يقال قاضي عمر بن عبد العزيز.

سمع أبا أمامة الصّدي (2) بن عجلان الباهلي.

روى عنه ابن شهاب، و الأوزاعي، و كناه لنا محمّد، نا محمّد بن إسماعيل البخاري.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أحمد بن محمّد بن الحسين قال: سليمان بن حبيب أبو ثابت المحاربي الدمشقي قاضي هشام بن عبد الملك، و قال الواقدي: هو قاضي الوليد بن عبد الملك، و يقال: قاضي عمر بن عبد العزيز.

سمع أبا أمامة الباهلي.ب.

ص: 208


1- الكنى و الأسماء للدولابي 132/1.
2- صدى بالتصغير، كما في تقريب التهذيب.

روى عنه الأوزاعي في الجهاد قال الذّهلي: نا ابن بكير، قال: مات سنة عشرين و مائة (1)،و قال كاتب الواقدي: مات سنة ست و عشرين و مائة.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن الفراء، أنا أبي أبو يعلى قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن مخلد بن حفص قال: قرأت على علي بن عمرو الأنصاري، حدثكم الهيثم بن عدي قال: قال ابن عياش: سليمان بن حبيب يكنى أبا أيوب.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي محمّد بن أحمد بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال: سليمان بن حبيب أبو أيوب.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو الحسين علي بن محمّد بن طوق الطّبراني، أنا عبد الجبار بن محمّد بن مهنا الخولاني (2)،نا علي بن يعقوب، نا أحمد بن محمود (3) الهروي، نا عثمان بن سعيد قال: سألت يحيى بن معين عن سليمان بن حبيب فقال: ثقة.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر الخطيب - لفظا - أنا أحمد بن محمّد الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس قال: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: فسليمان بن حبيب ؟ فقال: ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد العتيقي.

و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر قالوا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد بن صالح، حدّثنيد.

ص: 209


1- نقل ابن حجر في التهذيب عن ابن بكير وفاته سنة 125، و صوّب قول ابن سعد و الذين قالوا أنه توفي سنة 126.
2- تاريخ داريا ص 78.
3- في تاريخ داريا: محمد.

أبي (1) قال: سليمان بن حبيب المحاربي شامي تابعي ثقة.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: قلت للدارقطني: فسليمان بن حبيب ؟ قال: المحاربي ؟ قلت: بلى، قال: ليس به بأس، تابعي مستقيم.

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبار بن محمّد الفقيه أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد اللّه الحافظ ح.

و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي، و أبو سعيد بن أبي عمرو، قالوا: أنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا محمّد بن إسحاق الصّغاني، نا عبد اللّه بن يوسف، نا كلثوم بن زياد قال: أدركت سليمان بن حبيب، و الزّهري يقضيان بذلك - يعني بشاهد و يمين-.

قال كلثوم: و كان أبو ثابت سليمان بن حبيب قاضي أهل المدينة ثلاثين سنة، يقضي باليمين مع الشاهد - يعني بالمدينة: مدينة دمشق.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2)،حدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم، عن عبد اللّه بن يوسف، عن كلثوم بن زياد قال: أقام سليمان بن حبيب يقضي ثلاثين سنة.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا أحمد بن الحسن، أنا يوسف بن رباح، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح، عن يحيى بن معين قال: سليمان بن حبيب المحاربي قاضي عمر و الخلفاء قضى لهم ثلاثين سنة.

أخبرنا أبو محمّد المزكّي، نا عبد العزيز الصوفي، أنا علي بن محمّد الطّبراني، أنا عبد الجبار الخولاني (3)،نا أحمد بن سليمان، نا يزيد بن محمّد، نا أبو مسهر، حدّثني كلثوم بن زياد المحاربي: أن سليمان بن حبيب (4) أقام قاضي الخلفاء بالشام مني.

ص: 210


1- تاريخ الثقات للعجلي ص 201.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 202/1.
3- تاريخ داريا للخولاني ص 77-78.
4- في تاريخ داريا: أن سليمان المحاربي.

[قبل] (1) عمر بن عبد العزيز حتى قتل الوليد، يقضي باليمين مع الشاهد ثلاثين سنة.

قال: و أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2)،نا أبو نعيم، نا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن سليمان بن حبيب قاضي عمر بن عبد العزيز قال: قال لي عمر بن عبد العزيز: ما أقلّت السفهاء من أيمانهم، فلا تقلهم: العتاقة و الطلاق.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر بن إسماعيل قالا: نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا الأوزاعي عن رجل عن سليمان بن حبيب قال: إن اللّه عزّ و جل إذا أراد بعبد خيرا جعل الإثم عليه وبيلا، و إذا أراد بعبد شرا حضر له.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم الواعظ ، أنا أبو علي الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هاشم بن محمّد قال: قال الهيثم بن عدي: مات سليمان المحاربي زمن هشام بن عبد الملك.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب، أنا محمّد بن الحسن محمّد النهاوندي، نا أحمد بن الحسين بن زنبيل، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن بن الخليل، نا محمّد بن إسماعيل قال: قال يحيى بن بكير: مات سليمان بن حبيب، و عدي بن عدي سنة عشرون و مائة (3).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا علي بن محمّد الطّبراني، أنا عبد الجبار بن محمّد بن مهنى الخولاني، قال: قال يحيى: مات سليمان بن حبيب سنة عشرين و مائة (4).

قال: و أنا عون بن الحسن نا عبيد اللّه بن محمّد العمري، نا بكر بن عبد الوهاب قال: قال محمّد بن عمر الواقدي: مات سليمان بن حبيب سنة ست و عشرين و مائة، و كان قاضيا لعبد الملك و الوليد (5) و سليمان، و عمر بن عبد العزيز و ليزيد هو و الزهري،8.

ص: 211


1- زيادة عن تاريخ داريا، و هي فيه مستدركة بين معكوفتين.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 201/1-202.
3- سقط الخبر من ترجمته في التاريخ الكبير.
4- تاريخ داريا ص 78.
5- لم ترد الكلمة في تاريخ داريا ص 78.

و قضى لهشام أيضا، و كان الزهري قاضيا ليزيد. هو و سليمان بن حبيب، هذا على حياله، و هذا على حياله.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العز الكيلي قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن أبو البركات و أبو الفضل بن خيرون قالا: أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خياط (1) قال في الطبقة الثالثة من أهل الشامات: سليمان بن حبيب المحاربي دمشقي، يكنى أبا أيوب، مات سنة ست و عشرين و مائة.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط ، قال: و في سنة ست و عشرين مات سليمان بن حبيب بالشام، و كان قاضيا (2).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع اللفتواني، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا.

و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، قالا: نا محمّد بن سعد (3)،قال: في الطبقة الثالثة من أهل الشام:[سليمان] (4) ابن حبيب المحاربي، مات سنة ست و عشرين و مائة. و قال ابن الفهم: توفي - و زاد: و كان قليل الحديث-.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمّد، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي محمّد (5) بن المغيرة، أخبرني أبي محمّد بن المغيرة، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم، قال: سنة ست و عشرين و مائة توفي فيها يحيى بن جابر الطائي، و سليمان بن حبيب المحاربي، هما من أهل الشام.م.

ص: 212


1- طبقات خليفة بن خيّاط ص 570 رقم 2960.
2- لم يذكره خليفة في تاريخه المطبوع.
3- طبقات ابن سعد 456/7.
4- زيادة للإيضاح عن م.
5- كذا ورد اسمه مكررا بالأصل، و لم يذكر إلاّ مرة واحدة في م.

و هكذا قال علي بن عبد اللّه التميمي في وفاة سليمان بن حبيب.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (1)،قال: و حدثت عن أبي مسهر، عن كلثوم بن زياد قال: كان سليمان بن حبيب قاضي الخلفاء إلى أن جاء قتل الوليد بن يزيد.

قال أبو زرعة (2):و أرى لسليمان بن حبيب بقاء إلى أن قتل الوليد بن يزيد، لأنه كان مع الوليد بن يزيد قاضيا له إلى سنة ست و عشرين و مائة.

أخبرني محمّد بن معاذ، عن أبيه، عن الهيثم، عن عمران بهذه القصة.

2657 - سليمان بن أبي حثمة بن حذيفة بن غانم

ابن عامر بن عبد اللّه بن عبيد بن عويج بن عدي

ابن كعب بن لؤي بن غالب القرشي العدوي المدني، تابعي (3)

و قد أدرك عصر النبي صلى اللّه عليه و سلم، و قدّمه عمر بن الخطاب يصلي للناس مع أبيّ بن كعب صلاة التراويح.

حدّث عن أمه الشفاء بنت عبد اللّه.

حكى عنه ابناه (4) عثمان بن سليمان، و أبو بكر بن سليمان.

و شهد سليمان أذرح يوم الحكمين، و ذكر أبو الفتح محمّد بن الحسين الأزدي الموصلي أن اسم أبي حثمة والد سليمان عدي بن كعب، قال: و يقال: عبد اللّه بن كعب.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو البركات عبد الباقي بن أحمد بن إبراهيم بن علي بن النّرسي المحتسب، قالا: أنا عبد اللّه بن الحسن (5) بن محمّد بن

ص: 213


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 701/2.
2- المصدر السابق 700/2-701.
3- ترجمته في أسد الغابة 296/2 الإصابة 106/2 الوافي بالوفيات 359/15 و الاستيعاب 65/2 هامش الإصابة.
4- بالأصل و م:«ابنه» و الصواب ما أثبت.
5- في م: الحسين.

الحسن بن علي الخلاّل، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي المقرئ المعروف بابن الصّيدلاني، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا القاضي محمّد بن يزيد أبو هشام.

و أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي الفقيه، قالا: أنا أبو سعد محمّد بن الحسين بن أحمد بن عبد اللّه بن أبي علاقة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا أبو هشام الرفاعي، نا إسحاق بن سليمان الرازي، نا الجرّاح بن الضحاك الكندي، عن كريب الكندي، قال:

انطلق بي علي بن الحسين إلى شيخ من قريش يقال به ابن أبي حثمة و هو يصلّي إلى أسطوانة، فلما رأى علي بن الحسين انصرف، فقال له علي بن حسين: حدّثنا حديث أمّك، فقال: حدثتني أمي أنها كانت ترقي برقية لها في الجاهلية، فلما جاء الإسلام قالت: لا أرقي بها حتى أستأمر النبي صلى اللّه عليه و سلم، فأتته فاستأمرته، فقال:«أرقي بها ما لم تكن شركا»[4923].

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنا محمود بن جعفر بن محمّد، أنا عم أبي الحسين بن أحمد بن جعفر العدل، نا إبراهيم بن السندي، نا الزبير بن بكار، أخبرني عبد اللّه بن نافع، عن خالد بن إلياس، عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة، عن أبيه، عن الشفاء:[أن أبا جهم شجّ رجلا موضحة] (1) يوم حنين، فقضى النبي صلى اللّه عليه و سلم فيها بخمس.

رواه دحيم عن عبد اللّه بن نافع أتم منه.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن بيري، نا محمّد بن الحسين الزّعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، أنا مصعب بن عبد اللّه (2)،قال: سليمان بن أبي حثمة بن حذيفة من صالح (3)المسلمين، استعمله عمر بن الخطاب على سوق المدينة، و ابنه أبو بكر بن سليمان بنن.

ص: 214


1- ما بين معكوفتين مكانه ممحو بالأصل، و استدركت العبارة عن م، و انظر مختصر ابن منظور 113/10. و أبو جهم هو عم سليمان بن أبي حثمة، انظر ترجمته في الاستيعاب 32/4 هامش الإصابة. و الموضحة: الضربة التي بلغت العظم فأوضحت عنه (اللسان).
2- نسب قريش ص 374.
3- في نسب قريش: من صالحي المسلمين.

أبي حثمة بن حذيفة بن غانم من رواة العلم، حمل عنه ابن شهاب الزّهري.

قال: ابن أبي حثمة، و هو سليمان بن أبي حثمة بن حذيفة بن غانم بن عامر بن عبد اللّه بن عبيد بن عويج بن كعب.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، قال: فولد حذيفة بن غانم أبا حثمة بن حذيفة، و مورق بن حذيفة، و ورقة بن حذيفة، و عاتكة، و أمّهم أم مورق: غيلة بنت نقيذ بن بحير (1) بن عبد بن قصيّ ، و ولد أبو حثمة بن حذيفة بن غانم: سليمان بن أبي حثمة، و أمّه الشفاء بنت عبد اللّه بن عبد شمس بن صدّاد بن عبد اللّه بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب، و كانت من المبايعات، قال عمي مصعب بن عبد اللّه: كان سليمان بن أبي حثمة من صالحي المسلمين، و استعمله عمر بن الخطاب على سوق المدينة، قال الزبير: و جمع عمر بن الخطّاب الناس على سليمان بن أبي حثمة و أبيّ بن كعب يصلّيان بهم القيام في شهر رمضان.

قال الزبير: حدّثني محمّد بن يحيى، عن محمّد بن طلحة، قال: اصطلح الناس بأذرح على سليمان بن أبي حثمة العدوي يصلي بهم، و كان قارئا مسنا.

أخبرنا أبو البركات، و أبو العز، قالا: أنا أبو طاهر - زاد أبو البركات و أبو الفضل قالا:- أنا محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد الأهوازي، نا خليفة بن خياط (2)،قال في الطبقة الأولى من أهل المدينة: سليمان بن أبي حثمة بن حذيفة بن غانم بن عامر بن عبد اللّه بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب، أمّه الشفاء بنت عبد اللّه بن عبد شمس بن خالد بن صدّاد بن عبد اللّه بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب.

كان في الأصل صرار، و الصواب صدّاد (3).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بند.

ص: 215


1- في نسب قريش ص 369 بجير.
2- طبقات خليفة بن خياط ص 410 رقم 2007.
3- الذي في طبقات خليفة: صداد.

يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد (1) بن سعد قال في الطبقة الثانية ممن يعلم أنه أدرك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و رآه و لم يحفظ عنه شيئا: سليمان بن أبي حثمة العدوي، و أمّه الشفاء بنت عبد اللّه العدوية، و كان يقوم بالنساء في زمن عمر.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، قال في الطبقة الرابعة من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ممن أسلم عند فتح مكة: أبو حثمة بن حذيفة بن غانم بن عامر بن عبد اللّه بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب، و أمّه أم مورق، و هي عبلة (2) بنت نقيد بن بحير بن عبد بن قصيّ بن كلاب، فولد أبو حثمة سليمان، و أمّه الشفاء بنت عبد اللّه بن عبد شمس بن خلف بن صدّاد بن عبد اللّه بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب، و كانت الشفاء بنت عبد اللّه أم سليمان بن أبي حثمة من المبايعات، و لها دار بالمدينة بالحكاكين، و يقال إن عمر بن الخطاب استعملها على السوق، و ولدها ينكرون ذلك و يغضبون منه، و أسلم أبو حثمة بن حذيفة يوم فتح مكة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر، نا أحمد، نا الحسين، نا محمّد بن سعد (3) قال في الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة:

سليمان بن أبي حثمة بن حذيفة بن غانم بن عامر بن عبد اللّه بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب، و أمّه الشفاء بنت عبد اللّه بن عبد شمس بن خلف بن صدّاد بن عبد اللّه بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب، ولد سليمان على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و كان رجلا على عهد عمر بن الخطاب، فأمره عمر أن يؤمّ النساء، و قد سمع من عمر.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (4) قال: سليمان بن أبي حثمة المديني (5)،ي.

ص: 216


1- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في طبقات ابن سعد الكبرى المطبوع.
2- كذا بالأصل، و مرّ عن نسب قريش: غيلة.
3- طبقات ابن سعد 26/5.
4- التاريخ الكبير 6/4.
5- في م: المدني.

والد أبي بكر، القرشي، قال: و قال ابن قزعة - يعني يحيى - نا داود بن خالد، سمع عثمان بن سليمان بن أبي حثمة، عن أبيه، جمع عمر الناس على ثنتي عشرة ركعة، فكان سليمان يقوم بأربع.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أحمد بن محمّد بن عمران بن الجندي.

ح و أخبرنا أبو القاسم أيضا، و أبو الفتح مفلح بن أحمد بن عمر الدّومي، قالا:

أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو القاسم بن حبابة، قالا: أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، نا هدبة بن خالد، نا حمّاد، عن هشام بن عروة - زاد ابن الجندي: و مفلح عن عروة أن عمر أرسل إلى سليمان بن أبي حثمة، فأتاه، فقال: ما أظنك شهدت معنا صلاة الفجر؟ فقال: أجل، أصبحت شاكيا، قال: فإذا كنت مجيبا أحدا فأجب داعي اللّه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو يعلى محمّد بن الحسين بن الفراء، و أبو الحسن بن النّقّور و جماعة ح.

و أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن المزرفي (1)،و أبو ياسر سليمان بن عبد اللّه بن محمّد بن إسحاق بن حبابة، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز البغوي، نا أبو عبد الرّحمن عبيد اللّه بن محمّد العيشي، أنا حمّاد، عن هشام بن عروة، عن عروة:

أن عمر بعث إلى سليمان بن أبي حثمة: ما لك لم تشهد معنا صلاة الفجر؟ قال:

أجل، إني أصبحت وجعا، قال: إذا كنت مجيبا أحدا فأجب داعي اللّه.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل الفقيه، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو علي زاهر بن أحمد، أنا إبراهيم بن عبد الصمد، نا أبو مصعب، نا مالك، عن ابن شهاب، عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة:

أن عمر بن الخطاب فقد سليمان بن أبي حثمة في صلاة الصبح، و أن عمر بن الخطاب غدا إلى السوق، و مسكن سليمان بين المسجد و السوق، فمرّ على الشفاء أم سليمان، فقال: لم أر سليمان في الصبح، فقالت: إنه بات يصلّي فغلبته عيناه، فقاله.

ص: 217


1- الأصل: المزرقي، خطأ، و الصواب ما أثبت عن م، و قد تقدم التعريف به.

عمر: لأن أشهد صلاة الصبح أحبّ إليّ من أن أقوم (1) ليلة. و قد روي أنه إنما افتقد أبا حثمة.

أخبرنا بذلك أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي الصقر الأنباري، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن الحسين بن يوسف الأصبهاني - بمكة - أنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن عبد اللّه البغوي، نا إسحاق بن إبراهيم الدبري، أنا عبد الرزاق بن همّام، عن ابن جريج قال: سمعت ابن أبي مليكة يقول:

جاءت شفاء إحدى نساء بني عدي بن كعب عمر في رمضان، فقال: ما لي لا أرى أبا حثمة لزوجها شهد الصبح و هو أحد رجال بني عدي بن كعب، قالت: يا أمير المؤمنين دأب ليلته فكسل أن يخرج للصبح، فصلى الصبح ثم رقد، فقال: و اللّه لو شهدها لكانت أحبّ إليّ من دءوبه ليلته، و يحتمل أن يكون عمر رضي اللّه عنه افتقدهما جميعا (2).

فقد أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا [أبو] (3) عبد اللّه الأصبهاني، أنا أبو عبد اللّه البغوي (4)،نا إسحاق بن سليمان، نا عبد الرّزّاق، عن معمر، عن الزهري، عن سليمان بن أبي حثمة، عن الشفاء ابنة عبد اللّه قالت:

دخل على بيتي عمر بن الخطاب، فوجد عندي رجلين نائمين (5)،فقال: ما شأن هذين ؟ أ ما شهدا معنا الصلاة ؟ قالت: يا أمير المؤمنين صليا مع الناس، و كان ذلك في شهر رمضان، فلم يزالا يصلّيان حتى أصبحا، ثم صلّيا الصبح و ناما، فقال عمر: لأن أصلي الصبح في جماع أحبّ إليّ من أن أصلي ليلة (6).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن المزرقي (7)،نا أبو الحسين بن المهتدي.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، قالا: أناه.

ص: 218


1- في الإصابة 106/2 من قيام ليلة.
2- انظر الإصابة 106/2.
3- زيادة لازمة عن م، و قد مرّ في الخبر السابق.
4- بالأصل و م: النغوي، خطأ، و الصواب ما أثبت.
5- و تعني زوجها أبا حثمة و ابنها سليمان كما في الإصابة.
6- الإصابة: أحب إليّ من قيام ليلة.
7- الأصل: المزرقي، خطأ، و الصواب ما أثبت عن م، و قد تقدم التعريف به.

عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا داود بن عمرو، نا عبد الرّحمن بن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه:

أن عمر بن الخطاب أول من جمع الناس على قارئ في رمضان، جمع الرجال على أبيّ بن كعب، و جمع النساء على سليمان بن أبي حثمة.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن محمّد، و أبو المعالي تغلب بن جعفر، قالا: أنا عبد الدائم بن الحسن، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا عبد اللّه بن عتّاب بن الزفتي، نا أحمد بن أبي الحواري، نا أبو معاوية، نا هشام، عن أبيه قال:

أمر عمر أبيّ بن كعب يؤم الرجال بالليل في رمضان، و أمر سليمان بن أبي حثمة يؤم النساء.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن فنجويه الدّينوري، نا عبيد اللّه - يعني المخزومي - نا سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه:

أن عمر بن الخطاب جمع الناس على قيام شهر رمضان، الرجال: على أبيّ بن كعب، و النساء: على سليمان بن أبي عثمان (1).

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (2)،أنا محمّد بن عمر، حدّثني موسى بن محمّد بن إبراهيم، عن أبيه، قال: و حدّثني سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن محمّد بن إبراهيم، عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة أن عمر بن الخطاب أمر سليمان بن أبي حثمة أن يقوم للنساء.

قال: و نا ابن سعد (3)،أنا محمّد بن عمر، أخبرني ابن أبي سبرة، عن عمر بن عبد اللّه العنسي أن أبيّ بن كعب، و تميما الداري كانا يقومان في مقام النبي صلى اللّه عليه و سلم يصليان بالرجال، و أن سليمان بن أبي حثمة كان يقوم بالنساء في رحبة المسجد، فلما كانه.

ص: 219


1- كذا بالأصل هنا، و لعله:«ابن أبي حثمة» كما في م.
2- الخبر في طبقات ابن سعد 26/5.
3- المصدر السابق نفسه.

عثمان بن عفّان جمع الرجال و النساء على قارئ واحد: سليمان بن أبي حثمة، و كان يأمر بالنساء فيحبسن حتى يمضي الرجال، ثم يرسلن.

2658 - سليمان بن حميد المزني

من أهل المدينة.

سكن مصر، و حدّث عن أبيه، عن أبي هريرة، و عن عامر بن سعد، و أبي عبيدة بن عقبة بن نافع، و رجل عن ابن المسيّب، و محمّد بن كعب القرظي.

روى عنه عمرو بن الحارث، و الليث بن سعد، و سعيد بن أبي أيوب، و يحيى بن أبي أسيد، و حرملة بن عمران التجيبي، و إبراهيم بن نشيط الوعلاني (1)، و أبو شريح عبد الرّحمن بن شريح المعافري (2) المصريون، و ضمام بن إسماعيل الإسكندراني.

و وفد على عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد، أنا أحمد بن محمود بن أحمد، أنا محمّد بن إبراهيم بن علي، أنا أبو العباس بن قتيبة، نا حرملة، أنا ابن وهب، أنا عمرو بن الحارث بن سليمان بن جعفر، حدّثه أن عامر بن سعد حدّثه: قال سليمان: لا أعلم إلاّ أنه حدّثه عن أبيه عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه قال:«لو أن ما أقلّ ظفر من الجنة نزل في الدنيا لتزخرف له ما بين السماء و الأرض»[4924].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين (3) بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، حدّثني محمّد بن خلاّد الإسكندراني، نا ضمام بن إسماعيل، عن سليمان بن جعفر المدني (4):

أن حيان بن شريح بعثه إلى عمر بن عبد العزيز لحاجة حين استخلف، قال:

ص: 220


1- هذه النسبة إلى و علان بطن من مراد، ذكره السمعاني و ترجم له.
2- بالأصل: العافري، و الصواب ما أثبت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى المعافر بفتح الميم و العين المهملة.
3- بالأصل: أبو الحسن، خطأ و المثبت قياسا إلى سند مماثل.
4- كذا بالأصل:«سليمان بن جعفر المدني» و هو خطأ فهو صاحب الترجمة. و الصواب كما ورد في م: سليمان بن حميد المزني.

فسمعته يقول: كيف تقولون في هذا؟ فإنه جاءني كتاب من يزيد بن عبد اللّه ولي عهدكم (1) يسألني أن يجري عليه مثل ما كان يجري عليه من كان قبلي، قال: فقال من حضره: أهل ذلك يا أمير المؤمنين - أي يجرى عليه مثل ذلك - قال: ما تقول يا عراك ؟ قال: ما تقول يا عراك (2)؟قال: ما أرى يا أمير المؤمنين لأحد إثرة في هذا الفن إلاّ من عمل عليه، و سل هذا الذي جاءك بالكتاب، فإنه ربما مرّ بنا حاجّا و معتمرا، و هو إسماعيل بن عبيد اللّه، فقال له عمر: كيف عراك ؟ قال: كن مني قريبا، فولاه إفريقية.

قرأت بخط أبي الحسين الميداني في سماعه من أبي سليمان بن زبر، أنا أبي، نا علي بن داود بن يزيد التميمي، نا عبد اللّه بن صالح، حدّثني أبو شريح، عن سليمان بن حميد:

أنه دخل على عمر بن عبد العزيز فسأله عن ولد أبي بكير، و عن بني عمه، فقال:

كيف تركتهم ؟ فقال: بخير، يحبون لقاءك، و يستمتعون اللّه لك، أ يفعلون ذلك و قد قطعت عنهم ما كان يجرى عليهم ؟ قال: نعم، قال عمر: إن فيّ و فيهم عجبا، أريد أن أحجرهم عن النار، و هم ينازعون إليها.

أنبأنا أبو الغنائم بن ميمون الحافظ ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسن بن الطّيّوري، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد ابن خيرون: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (3) قال: سليمان بن حميد عن رجل، عن ابن المسيّب، روى عنه يحيى بن أبي أسيد، و سعيد بن أبي أيوب سمع (4) محمّد بن كعب، مرسل.

و قال عمرو بن الحارث: حدّثني سليمان بن حميد (5)،سمع أباه، سمع أبا هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم «ضرس الكافر» و قال ابن المبارك عن إبراهيم بن نشيط ، حدّثني سليمان بن حميد المزني (6)،عن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع القرشي.ي.

ص: 221


1- كذا رسمها بالأصل:«عبد اللّه ولي عهدكم».
2- كذا مكررة بالأصل.
3- التاريخ الكبير 8/4.
4- عن البخاري و بالأصل «مع».
5- في البخاري: حبيب، خطأ.
6- بالأصل:«المدني» و المثبت عن البخاري.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن منده، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا أبو القاسم بن منده عمي، عن أبيه أبي عبد اللّه. قال اللفتواني: و أنا أبو عمرو بن منده - إجازة - عن أبيه أبي عبد اللّه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس في تاريخ الغرباء: سليمان بن حميد المزني، مدني، قدم مصر، روى عنه من أهل مصر حرملة بن عمران، و عمرو بن الحارث، و الليث بن سعد، توفي سنة خمس و عشرين و مائة (1).

2659 - سليمان بن حيّان

2659 - سليمان بن حيّان (2)

أبو خيثمة العذري

من أهل دمشق.

حدّث عن واثلة بن الأسقع، و أم الدّرداء، و الوليد بن أبي مالك، و أنس بن مالك.

روى عنه إسماعيل بن عياش، و الوليد بن عبد اللّه الحمصياني (3)،و عيسى بن يونس.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، عن أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أبي علي الحسن بن علي الأهوازي، و أبي القاسم بن الفرات، و أبي محمّد التميمي، قالوا: أنا أبو محمّد بن أبي نصر، نا خيثمة بن سليمان، نا أبو موسى عمران بن بكار - بحمص - نا الربيع بن روح، نا إسماعيل بن عياش، عن سليمان بن حيّان الدمشقي، عن الوليد بن أبي مالك:

أنهم أتوا أبا عبيدة بن الجرّاح يعودونه في مرضه، و امرأته عنده قاعدة بباب الحجرة، فقال: كيف أصبح أبو عبيدة ؟ فقالت: أصبح مأجورا، فنادى أبو عبيدة (4):

كفّرا عنّي، إني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من ابتلي في جسده فهو حطة (5)،و ما قال حسنة فبعشر أمثالها، و من أنفق نفقة فاضلة في سبيل اللّه فبسبع مائة، و من أماط أذى

ص: 222


1- في الوافي بالوفيات 372/15 خمس عشرة و مائة.
2- بالأصل: حبان بالباء الموحدة. و الصواب ما أثبت عن م. و سيرد أثناء الترجمة صوابا. و انظر مختصر ابن منظور 114/10.
3- كذا بالأصل و م و سيرد أثناء الترجمة: الحمصي و هو الصواب، انظر البخاري 8/4.
4- بالأصل: أبو عبيد، و المثبت عن م.
5- حطة: أي تحط عنه خطاياه و ذنوبه، و هي فعلة من حط الشيء يحطه إذا أنزله و ألقاه.(النهاية: حطط ).

عن الطريق كتبت له حسنة»[4925].

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا جدي أبو محمّد، نا أبو علي الأهوازي، أنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي سنة اثنتين و تسعين و ثلاثمائة، أنا القاضي أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن أحمد بن حيدرة سنة ثمان و عشرين و ثلاثمائة، نا أبو عقيل أنس بن السلم الخولاني، نا معلل بن نفيل الحرّاني، عن عيسى بن يونس، نا سليمان بن حيّان الدمشقي، حدّثني أنس بن مالك، قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«تدخلون (1) الجنة مردا مكحلين، ذوي أفانين - يعني الجمام - أبناء ثلاثين، على صورة يوسف، و قلب أيّوب».

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا محمّد بن الحسين السلمي، أنا أبو بكر محمّد بن المؤمّل، أنا الفضل بن محمّد الشعراني (2)،نا النفيلي (3)،نا الوليد بن عبد اللّه الحمصي، عن أبي خيثمة سليمان بن حيّان، نا واثلة بن الأسقع، قال:

كنت من فقراء المسلمين من أهل الصّفّة، فأتانا النبي صلى اللّه عليه و سلم ذات يوم فقال:«كيف أنتم بعدي، إذا شبعتم من خبز البر و الزيت، و أكلتم ألوان الطعام، و لبستم ألوان الثياب، فأنتم اليوم خير أم ذلك ؟» قلنا: ذاك، قال:«بل أنتم اليوم خير»، قال واثلة: فما ذهبت بنا الأيّام حتى أكلنا ألوان الطعام، و لبسنا ألوان الثياب، و ركبنا المراكب، و شبعنا من خبز البر و الزيت[4926].

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه، نا سليمان بن أحمد، نا موسى بن عيسى بن المنذر، نا محمّد بن المبارك، نا إسماعيل بن عياش، نا سليمان بن حيّان العذري قال: سمعت واثلة بن الأسقع يقول: كنت من أصحاب الصفّة، فشكا أصحابي الجوع، الحديث.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه جعفر، نا أبو زرعة الدمشقي، قال في الطبقة الأصاغر0.

ص: 223


1- بالأصل: يدخلون، و الصواب عن مختصر ابن منظور 114/10.
2- ترجمته في سير الأعلام 317/13.
3- هو أبو جعفر عبد اللّه بن محمّد بن علي بن نفيل الحرّاني، ترجمته في سير الأعلام 634/10.

من أصحاب واثلة و غيره: سليمان بن حيّان العذري.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل السلامي، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان الحافظ ، نا محمّد بن سهل المقرئ، نا محمّد بن إسماعيل البخاري (1)،قال: سليمان بن حيّان أبو خيثمة، سمع واثلة، و أبا الدرداء (2)،سمع منه الوليد بن عبد اللّه الحمصي.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس الشّقّاني، أنا أحمد بن منصور القيرواني، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو خيثمة سليمان بن حيّان، سمع واثلة، روى عنه الوليد بن عبد اللّه الحمصي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا أبو القاسم الصّوّاف، نا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي قال: أبو خيثمة سليمان بن حيّان (3).

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو أحمد الحاكم، قال: أبو خيثمة سليمان بن حيّان، سمع واثلة بن الأسقع، روى عنه الوليد بن عبد اللّه الحمصي، حديثه في الشاميين، كنّاه لنا محمّد، قال: حدّثنا محمّد.

2660 - سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب بن وارث

2660 - سليمان بن خلف بن سعد (4) بن أيوب بن وارث

أبو الوليد الأندلسي الباجي الفقيه (5)

سمع بدمشق أبوي (6) الحسن بن السمسار، و ابن عوف (7)،و أبا القاسم بن

ص: 224


1- التاريخ الكبير 8/4.
2- كذا بالأصل و البخاري، و تقدم في بداية الترجمة: أم الدرداء.
3- الكنى و الأسماء للدولابي 166/1.
4- في تذكرة الحفّاظ :«سعيد» و في ترتيب المدارك: سعدون.
5- ترجمته في بغية الملتمس 302 و ترتيب المدارك 802/4 و تذكرة الحفاظ 1178/3 الوافي بالوفيات 372/15 فوات الوفيات 64/2 سير الأعلام 535/18 و بحاشيتها أسماء مصادر أخرى ترجمت له. و الباجي نسبة إلى باجة، من أقدم مدن الأندلس - بليدة قرب إشبيلية كما في السير، و سيأتي للمصنّف أثناء الترجمة أنه من باجة القيروان - في إفريقيا.
6- كذا بالأصل، و في سير الأعلام سمع من... و الحسن بن السمسار.
7- اسمه محمّد بن عوف بن أحمد بن محمّد أبو الحسن (أبو بكر) المزني الدمشقي، ترجمته في سير الأعلام 550/17.

الظهير، و بصيدا: سكن ابن جميع، و بمكة: أبا ذرّ عبد بن أحمد، و أبا الحسن محمّد بن علي بن محمّد بن صخر، و ببغداد: أبا إسحاق إبراهيم بن عمر البرمكي، و أبا القاسم الأزهري، و أبوي الحسن بن زوج الحرة، و علي بن محمّد بن قشيش، و أبا القاسم علي بن الحسن بن أبي عثمان، و أبا طالب العشّاري، و أبا عبد اللّه الصوري، و أبا بكر الخطيب، و أبا عبد اللّه الحسين بن علي الصّيمري، و أبا الفرج الطناجيري، و أبا القاسم التّنوخي، و أبا طالب بن غيلان، و أبا بكر محمّد بن المؤمّل المالكي غلام الأبهري، و أبا الحسن العتيقي، و أبا طالب عمر بن سليمان الزهري، و أبا الحسين محمّد بن عبد الواحد بن علي بن رزمة، و عبد العزيز بن علي الأزجي، و القاضي أبا الطيب الطبري، و غيرهم، و بالأندلس: أبا بكر محمّد بن الحسن بن عبد الوارث، و أبا الوليد يونس بن عبد اللّه بن الصفار، و أبا محمّد عبد اللّه بن محمّد بن الوليد بن سعد بن بكر الأندلسي، بمصر، و بالكوفة. أبا القاسم سعيد بن وهب بن أحمد بن سلمان، و الشريف أبا عبد اللّه محمّد بن علي بن عبد الرّحمن الحسني.

روى عنه أبو بكر الخطيب، و هو من شيوخه، و ابنه أبو القاسم أحمد بن سليمان بن خلف، و أبو الحسن علي بن عبد اللّه الصقلّي، و أبو عبد اللّه الحميدي، و أبو بكر محمّد بن الوليد الطرطوشي، و أبو جعفر أحمد بن علي بن عزلون (1)، و غيرهم.

و ألّف أبو الوليد كتبا كثيرة، منها كتاب «التسديد إلى معرفة طرق التوحيد»، و كتاب «سنن المنهاج و ترتيب الحجاج» (2) و كتاب «أحكام الفصول في أحكام الأصول»، و كتاب «التعديل و التجريح في من خرج عنه البخاري في الصحيح» و غير ذلك.

كتب إليّ أبو بكر محمّد بن الوليد بن محمّد الفهري الطرطوشي من إسكندرية، يذكر أن أبا الوليد سليمان بن خلف الباجي حدثهم بسرقسطة، نا القاضي أبو الوليد بن الصفار، و اسمه يونس بن عبد اللّه بن مغيث، حدّثني أبو عيسى - يعني يحيى بن عبيد اللّه بن أبي عيسى، حدّثني عبيد اللّه بن يحيى، عن أبيه يحيى بن يحيى، عنج.

ص: 225


1- في سير الأعلام: غزلون.
2- اسمه في ترتيب المدارك: تفسير المنهاج في ترتيب طرق الحجّاج.

مالك بن أنس، عن خبيب بن عبد الرّحمن الأنصاري، عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد الخدري، أو عن أي هريرة أنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«سبعة يظلهم اللّه في ظلّه يوم لا ظلّ إلاّ ظلّه: إمام عادل، و شاب نشأ في عبادة اللّه، و رجل قلبه معلّق بالمسجد، إذا خرج منه حتى يعود إليه، و رجلان تحابّا في اللّه، اجتمعا على ذلك، و تفرّقا، و رجل ذكر اللّه خاليا ففاضت عيناه، و رجل دعته امرأة ذات حسب و جمال إلى نفسها فقال: إني أخاف اللّه تعالى، و رجل تصدّق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه»[4927].

أخبرنا أبو الحسن رزيق بن معاوية بن عمّار العبدري - بمكة - نا الشيخ الفقيه أبو الحسن علي بن عبد اللّه الصّقلي - إمام المالكية بمكة - نا القاضى أبو الوليد سليمان بن خلف الباجي، نا الفقيه أبو الوليد يونس بن عبد اللّه بن مغيث القرطبي، نا أبو عيسى يحيى بن عبيد اللّه بن يحيى بن يحيى (1)،عن أبيه عبيد اللّه بن يحيى بن يحيى، نا مالك، عن نافع، عن عبد اللّه بن عمر:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أناخ بالبطحاء الذي بذي الحليفة، و صلّى بها، قال نافع: و كان عبد اللّه بن عمر يفعل ذلك.

حدّثني أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن الأشيري - بدمشق - قال: سألت أبا جعفر أحمد بن علي بن خلف بن يونس بن غزلون الأموي الأندلسي التطيلي عن مولد أبي الوليد الباجي فقال: سألت الباجي عن مولده فقال: ولدت سنة أربع و أربعمائة، قال أبو جعفر: ثم رأيت بعد ذلك تاريخ مولده بخط أمّه، و كانت فقيهة، ولد ابني سليمان في ذي الحجة سنة ثلاث و أربعمائة.

سمعت أبا محمّد عبد اللّه بن محمّد الأشيري يقول: سمعت أبا جعفر أحمد بن علي بن غزلون يقول: سمعت أبا الوليد الباجي يقول:

كان أبي من تجار القيروان من باجة القيروان (2)،و كان يختلف إلى الأندلس، و يجلس إلى فقيه بها، يقال له أبو بكر بن شماخ و تعجبه طريقته، فكان يقول: ترى أرى).

ص: 226


1- كتب فوقها بالأصل كلمة صح.
2- كذا بالأصل، و يقول الذهبي في سير الأعلام 536/18 أصله من مدينة بطليوس (مدينة بالأندلس) فتحول جده إلى باجة بليدة قرب إشبيلية فنسب إليها، و ما هو من باجة المدينة التي بأفريقية (كذا).

لي ابنا مثلك ؟ فلما أكثر من ذلك القول قال له ابن شماخ: إن أحببت أن ترزق ابنا مثلي فاسكن بقرطبة، و الزم أبا بكر محمّد بن عبد اللّه القبري، و اخطب إليه ابنته، فإن أنكحكها فعسى أن ترزق مثلي، فقدم قرطبة، و لزم أبو بكر القبري سنة، و أظهر له الصلاح، فأعجب بطريقته، ثم خطب إليه ابنته بعد سنة، فزوجه بها، فجاءه من الولد أبو الوليد، و ابن آخر صار صاحب الصلاة بسرقسطة، و ابن ثالث، كان من أدلّ الناس ببلاد العدو في الغزو حتى إنه كان يعرف الأرض بالليل بشمّ التراب، أو كما قال.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (1)،قال: أما الباجي بالباء المعجمة بواحدة، ذو الوزارتين القاضي الإمام أبو الوليد سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب الباجي، من باجة الأندلس، متكلم، فقيه، أديب، شاعر، رحل إلى المشرق، و سمع بمكة من أبي ذرّ عبد بن أحمد الهروي، و بالعراق من البرمكي، و طبقته، و درّس الكلام على القاضي السمناني، و تفقه على الشيخ أبي إسحاق الشيرازي، و رجع إلى الأندلس، فروى و درّس و ألّف، و كان جليلا، رفيع القدر و الخطر، روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت البغدادي الخطيب الحافظ ، توفي بالمريّة من بلاد الأندلس في سنة أربع و سبعين أو نحوها، و قبره هناك يزار.

قرأت على أبي الحسن سعد الخير بن محمّد بن سهل الأندلسي، عن محمّد بن أبي نصر الحميدي في كتاب تاريخ الأندلس (2) تصنيفه، قال: سليمان بن خلف بن سعد، أبو الوليد الباجي، فقيه دخل المشرق، و سمع بمكة من أبي ذرّ الهروي، و بالعراق من جماعة، و درس الكلام على القاضي أبي الحسن السمناني، و رجع إلى الأندلس، و تصدّر و رأس، و كان أديبا شاعرا، أنشدني له أبو بكر الخطيب، و ذكر البيتين اللذين يأتيان.

قرأت بخط بعض الأندلسيين في مسألة جرت بالأندلس أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كتب يوم الحديبية بيده أم لا، و قد تكلم عليها أبو الوليد الباجي، و حكى عن بعض العلماء القول بأنه كتب، كما في بعض طرق حديث البراء، و تكلم على ذلك بأبلغ كلام و أوضحه، و بعده جواب ابن الفوار المري، و إبراهيم بن سعيد بن وردون، و عيسى بن محمّد ابنه.

ص: 227


1- الاكمال لابن ماكولا 467/1 و لم يذكره فقد سقط من المتن، و ورد في حاشية صفحة 468.
2- اسم كتابه جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس، و لم أعثر له على ذكر فيه.

صاحب الأحباس، و أبي حفص الهروي، و أبي عمر بن عبد البر، و أبي عبد اللّه محمّد بن شافع في إنكار ذلك و التشنيع على أبي الوليد، و بعد أجوبتهم جواب أحمد بن محمّد اللخمي بتصويبه، فمما قال في حقه: و لا يجوز أن يؤذي إمام من أئمة المسلمين معروف خيره و علمه و صحة مذهبه و علمه بالفقه و الكلام، و لا أن يطلق عليه بالتضليل و التبديع، و بعده جواب جعفر بن عبد الجبار، فما قال في حقه و ما ستبدع ذلك يعني الإجادة و الصواب من مثله لما وهبه اللّه من الفهم، و كيف لا يكون كذلك و قد ارتحل إلى العراق، و قرأ على أبي الشيوخ الجلّة من أئمة السنّة، و بعده جواب الحسن بن علي التميمي المصري، قال فيه: وقفت على ما كتبه الفقيه القاضي الأجلّ شيخنا و كبيرنا و إمامنا الذي نفزع إليه في المشكلات، و نعتمد (1) عليه فيما دهمنا من أمور الناس، و معرفة توحيد خالقنا و صفاته التي بان بها عن جميع المخلوقات، أدام اللّه للمسلمين توفيقه و تسديده، و ما منّ به عليهم منه من البصيرة و الهداية من خطأ المخطئين و عمى العامين، فلو نهضوا نحو الفقيه القاضي ليتعلموا منه أوائل المفترضات و معرفة خالقهم، و ما خصنا به جميع أهل السنة و الأثبات لكان بهم أحرى. و بعده جواب عبد اللّه بن الحسين (2) البصري المقيم بصقلية (3) بتصويبه يقول فيه: و الفقيه القاضي قد انتشرت إمامته، و اشتهرت عدالته، فلو سأل من حاول الرد و التضليل للفقيه القاضي كل من قدم من شرق و غرب لشهد الكل بإمامته و حفظه للحديث، و معرفته بالصحيح منه و السقيم، و سائر علومه و أصول الدين و فروعه، و بعده جواب أبي الفضل جعفر بن نصر البغدادي، يقول فيه: و لا يحل لأحد أن يعنفه فيما أتى به إذ هو إمام جامع، أو إمام الأئمة في المشرق و المغرب، و لا سيما بالعراق، و ان أكثر البلاد المفتقرة لعلمه بالصحيح من الحديث و السقيم، فلو نهض كلّ من رد عليه ليتعلموا منه أوائل المفترضات عليهم لكان بهم أحرى، و يزيلوا عن أنفسهم الحسد و البغي، و إنما يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللّٰهِ بِأَفْوٰاهِهِمْ وَ يَأْبَى اللّٰهُ إِلاّٰ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَ لَوْ كَرِهَ الْكٰافِرُونَ (4).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، و أبو الحسين بن الفراء، قالا: أنشدنا أبو بكرز.

ص: 228


1- بالأصل و م: و يعتمد.
2- في مختصر ابن منظور 117/10 الحسن.
3- صقلية: بثلاث كسرات و تشديد اللام و الياء أيضا مشددة، من جزائر بحر المغرب (ياقوت).
4- سورة التوبة، الآية:32 و بالأصل «المشركون» و التصويب عن التنزيل العزيز.

الخطيب، أنشدني أبو الوليد سليمان بن خلف الأندلسي لنفسه (1):

إذا كنت أعلم علما يقينا *** بأن جميع حياتي كساعة

فلم لا أكون ضنينا عليها *** و أجعلها في صلاح و طاعة

و وجدت بخط بعض أهل العلم لأبي الوليد:

قد أفلح القانت في جنح الدجى *** يتلو الكتاب العربي النيرا

له حنين و شهيق و بكا *** يبل من أدمعه ترب الثرا

إنا لسفر نبتغي نيل المدى *** ففي السرى بغيتنا لا في الكرا

من ينصب الليل ينل راحته *** عند الصباح يحمد القوم السرا

قال لنا أبو محمّد بن الأشيري: قرأت بخط أبي الوليد بن الدباغ: أن الباجي توفي لسبع عشرة ليلة خلت من رجب سنة أربع و سبعين و أربعمائة و كانت رحلة الباجي سنة ست و عشرين و أربعمائة.

2661 - سليمان بن خيثمة بن سليمان

ابن حيدرة القرشي الأطرابلسي

حدّث عن أحمد بن سليمان البغدادي.

حدّث عنه عبد الوهاب بن الحسن، له حكاية تقدمت في ترجمة أحمد بن سليمان (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا جدي أبو محمّد، أنا أبو علي الأهوازي - إجازة - قال: قال لنا: الكلام في تسمية شيوخه سليمان بن خيثمة الأطرابلسي.

ص: 229


1- البيتان في معجم الأدباء 250/11 و وفيات الأعيان 408/2 بغية الملتمس للضبي ص 303 و الوافي بالوفيات 374/15 و سير الأعلام 542/18 و انظر تخريجهما فيها.
2- سقطت ترجمته من كتابنا، ضمن القسم الضائع من تراجم الأحمدين.

2662 - سليمان بن داود

2662 - سليمان (1) بن داود

ابن أفشى (2) بن عويد بن ناعر (3) بن سلمون

ابن يخشون (4) بن عميناذب بن ارم (5) بن خضرون (6)

ابن فارص بين يهودا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم

أبو الربيع نبي اللّه بن نبي اللّه

جاء في الآثار أنه دخل دمشق.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا حارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (7)،أنا هشام بن محمّد بن السائب الكلبي، عن أبيه قال: أول نبيّ (8) بعث إدريس ثم نوح ثم إبراهيم ثم إسماعيل، و إسحاق، ثم يعقوب، ثم يوسف، ثم لوط ، ثم هود، ثم صالح، ثم شعيب، ثم موسى و هارون ثم الياس، ثم اليسع [ثم] (9) يونس، ثم أيوب، ثم داود بن إيشا بن عويد بن ناعر (10) بن سلمون بن يحشون (11) بن عميناذب بن إرم بن خضرون (12) بن فارض (13) بن يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، ثم سليمان بن داود، ثم زكريا بن يشوى من بني يهوذا بن يعقوب، ثم يحيى بن زكريا، ثم عيسى بن مريم بنت عمران بن ماتان من بني يهوذا بن يعقوب، ثم النبي محمّد بن عبد اللّه بن عبد المطلب بن هاشم صلى اللّه عليه و سلم.

ص: 230


1- ذكر سليمان في القرآن الكريم ست عشرة مرة في: البقرة، و النساء، و الأنعام، و الأنبياء، و النمل، و سبأ، و ص.
2- في البداية و النهاية بتحقيقنا 22/2 نقلا عن ابن عساكر: إيشي.
3- البداية و النهاية:«عابر» و في الطبري 476/1 باعز.
4- البداية و النهاية: نحشون.
5- الطبري: رام.
6- الطبري و البداية و النهاية: حصرون.
7- الخبر في طبقات ابن سعد 541 تحت عنوان: ذكر تسمية الأنبياء و أنسابهم صلى اللّه عليهم و سلم.
8- عن ابن سعد و بالأصل: شيء.
9- زيادة عن ابن سعد للإيضاح.
10- ابن سعد: باعر.
11- ابن سعد: نحشون.
12- الطبري و البداية و النهاية: حصرون.
13- كذا و قد مرّ: فارص، و مثله في ابن سعد.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (1)،قال: و أما فارص بصاد مهملة فهو سليمان بن داود بن إيشا بن عويد بن ناعر بن سلمون بن يحشون بن عمي بن يادب بن رام بن خضرون بن فارص بن يهودا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن تارح، و هو آزر بن باجور بن ساروع بن أرعوا بن فالغ و هو فالح بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح.

ذكر أبو حاتم الرازي، أنا مالك بن إسماعيل النهدي، نا الحكم بن ظهير، عن ابن إسحاق، عن وهب بن منبّه قال: كنية سليمان النبي صلى اللّه عليه و سلم أبو الربيع.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين في كتابيهما قالا: أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا محمّد بن يوسف، نا محمّد بن حمّاد، أنا عبد الرزاق، أنا معمر، عن الحسن في قوله:

غُدُوُّهٰا شَهْرٌ وَ رَوٰاحُهٰا شَهْرٌ (2) قال: كان يغدو من دمشق فيقيل بإصطخر (3)و يروح من إصطخر فيبيت بكابل (4)،و ما بين إصطخر و دمشق مسيرة شهر للمسرع، و ما بين إصطخر إلى كابل مسيرة شهر للمسرع (5).

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، و أبو الحسن بركات بن عبد العزيز، قالا: نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، أنا محمّد بن أحمد بن رزقويه، أنا أحمد بن سندي، نا الحسن بن علي القطان، نا إسماعيل بن عيسى، أنا إسحاق بن بشر، أنا جويبر، عن أبي سهل، عن الحسن قال: كان اللّه تبارك و تعالى سخّر لسليمان الريح غُدُوُّهٰا شَهْرٌ وَ رَوٰاحُهٰا شَهْرٌ ،و قال اللّه عز و جل وَ أَسَلْنٰا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ (6)يعني النحاس، فجرى له.2.

ص: 231


1- الاكمال لابن ماكولا 40/7. و ثمة خلاف كبير بين الأسماء التي ذكرت هنا بالأصل في عامود نسبه و بين ما ورد في الاكمال، راجعها فيه.
2- سورة سبأ، الآية:12.
3- اصطخر بكسر الهمزة، بلدة بفارس، من أقدم مدنها و أشهرها، بينها و بين شيراز 12 فرسخا (ياقوت).
4- كابل من ثغور طخارستان، و هي بين الهند و نواحي سجستان في ظهر الغور (ياقوت).
5- نقله ابن الأثير في البداية و النهاية عن الحسن البصري.
6- سورة سبأ، الآية:12.

و كان يتغدى باليمن و يتعشى بالشام، و كان يتغدى بالشام و يتعشى باصطخر، و كان يغدو من إصطخر فيقيل بالعراق، و يروح منها إلى الشام.

قال: و أنا جويبر، عن أبي سهل، عن الحسن قال: كان سليمان ربما تغدى بالشام و تعشّى بوائل استان - يعني بفارس (1)-.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا علي بن حمشاد، أنا إسماعيل بن قتيبة، نا علي بن قدامة، نا أبو جعفر الأسواني - يعني - محمّد بن عبد الرّحمن، عن يعقوب القمّي حدّثني أبو مالك قال: مرّ سليمان بن داود بعصفور يدور حول عصفورة فقال لأصحابه: أ تدرون ما تقول ؟ قالوا:

و ما تقول يا نبي اللّه ؟ قال: يخطبها إلى نفسه، و يقول: زوجيني (2)،أسكنك أي غرف دمشق شئت، قال سليمان: لأن غرف دمشق مبنية بالصخر لا يقدر أن يسكنها أحد، و لكن كلّ خاطب كذاب (3).

أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه بن كادش - إذنا و مناولة - و قرأ عليّ إسناده، أنا محمّد بن الحسين الجازري، أنا المعافى بن زكريا، نا محمّد بن الحسن بن زياد المقرئ، أنا الحسن بن سفيان، أنا صفوان بن صالح، أنا الوليد، أنا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن مجاهد، عن عبد اللّه بن عباس قال:

لما تزوج داود عليه السلام بتلك المرأة ولدت له سليمان بن داود بعد ما تاب اللّه عليه غلاما طاهرا نقيا فهما عاقلا عالما، و كان من أجمل الناس، و أعظمه و أطوله فبلغ مع أبيه حتى كان يشاوره في أموره و يدخله في حكمه، فكان أول ما عرف داود من حكمته و تفرس فيه النبوة أن امرأة كانت كسبت جمالا فجاءت إلى القاضي تخاصم عنده فأعجبته فأرسل إليها يخطبها فقالت: ما أريد النكاح، فراودها على القبيح فقالت: أنا عن القبيح أبعد، فانقلبت منه إلى صاحب الشرطة فأصابها منه مثل الذي أصابها من القاضي، فانقلبت إلى صاحب السوق فكان منه مثل ذلك، فانقلبت منه إلى حاجب داود فأصابها منه مثل ما أصابها من القوم، فرفضت حقها و لزمت بيتها، فبينا القاضي و صاحبر.

ص: 232


1- الزيادة عن البداية و النهاية 22/2.
2- كذا بالأصل و البداية و النهاية، و في مختصر ابن منظور: زوجتي.
3- نقله ابن كثير في البداية و النهاية 32 بتحقيقنا، نقلا عن ابن عساكر.

الشرطة و صاحب السوق و الحاجب جلوس في مجلس يتحدثون فوقع ذكرها فتصادق القوم بينهم و شكى كل واحد منهم إلى صاحبه ما أصابه من العجب بها، قال بعضهم: ما يمنعكم و أنتم ولاة الأمر أن تتلطفوا لها حتى تستريحوا منها فاجتمع رأي القوم على أن يشهدوا أن لها كلبا و أنها تضطجع فترسله على نفسها حتى ينال منها ما ينال الرجل من المرأة، فدخلوا على داود عليه السلام فذكروا له أن امرأة لها كلب تسمنه و ترسله على نفسها حتى يفعل بها ما يفعل الرجل بالمرأة فكرهنا أن نرفع أمرها إليك حتى تتحققه فمشيا حتى دخلنا منزلا قريبا منها في الساعة التي بلغنا أنها تفعل ذلك فنظرنا إليها كيف حلته من رباطه ثم اضطجعت له حتى نال منها ما ينال الرجل من المرأة، و نظرنا إلى الميل يدخل في المكحلة و يخرج منها، فبعث داود فأتى بها فرجمها فخرج سليمان و هو يومئذ غلام حين ترعرع و معه الغلمان و معه حضانة يلعب فجعل منهم صبيا قاضيا و آخر على الشرطة، و آخر على السوق، و آخر حاجبا، و آخر كالمرأة ثم جاءوا يشهدون عند سليمان كهيئة ما شهد أولئك عند داود يريدون رجم ذلك الصبي كما رجمت المرأة. قال سليمان عند شهادتهم فرقوا بينهم ثم دعا بالصبي الذي جعله قاضيا فقال: أتقنت الشهادة، قال: نعم، قال: فما كان لون الكلب ؟ قال: أسود، قال: نحّوه، و دعا بالذي جعل على الشرطة فقال:[أتقنت الشهادة ؟ قال: نعم، فما كان لون الكلب ؟ قال:

أبيض، قال: نحّوه، ثم دعا بالذي جعل حاجبا فقال:] (1)تيقنت (2)الشهادة ؟ قال:

نعم، قال: فما كان لون الكلب ؟ قال: أغبس (3)قال: أردتم أن تغشّوني حتى أرجم امرأة من المسلمين. فقال للصبيان ارجموهم و خلّى سبيل الصبي الذي جعله امرأة و رجع دكانه فدخلوا على داود فأخبروه الخبر فقال داود: عليّ بالشهود الساعة واحدا واحدا فأتي بهم، فسأل القاضي: ما كان لون الكلب ؟ فقال: أسود، ثم أتى بصاحب الشرطة و سأله فقال: أبيض، ثم أتى بصاحب السوق فسأله فقال: كان أحمر ثم أتى بالحاجب فسأله فقال: كان أغبس، فأمر بهم داود فقتلوا مكان المرأة فكان هذا أمر أن ما استبان لداود من فهم سليمان عليهما السلام.).

ص: 233


1- ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل.
2- كذا بالأصل هنا، و م.
3- العنبس محركة بياض فيه كدرة رماد (القاموس المحيط ).

أنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين (1)الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا علي بن عيسى، نا أبو يحيى زكريا بن داود، نا يحيى بن يحيى، أنا عبد الرّحمن بن محمّد المحاربي، عن أشعث، عن أبي إسحاق، عن مرّة، عن ابن مسعود في قوله عز و جل: وَ دٰاوُدَ وَ سُلَيْمٰانَ إِذْ يَحْكُمٰانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ (2)قال: كرم قد أنبتت عناقيده فأفسدته. قال فقضى داود عليه السلام بالغنم لصاحب الكرم. فقال سليمان: غير هذا يا نبي اللّه قال: و ما ذاك ؟ قال: تدفع الكرم إلى صاحب الغنم فتقوم عليه حتى يعود كما كان (3)دفعت الكرم إلى صاحبه و دفعت الغنم إلى صاحبها قال اللّه عز و جل: فَفَهَّمْنٰاهٰا سُلَيْمٰانَ وَ كُلاًّ آتَيْنٰا حُكْماً وَ عِلْماً (4)(5).

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر، أنا أبي أبو سعد، أنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس المكي، نا أبو عبيد اللّه قال: قال سفيان في قوله تعالى: إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَ كُنّٰا لِحُكْمِهِمْ شٰاهِدِينَ قال: قضى داود لصاحب الحرث برقاب الغنم، فمرّوا على سليمان قال: أي شيء قضى بينكم نبي اللّه ؟ فأخبروه، فقال: ليس هذا، و لكن ادفعوا الغنم إلى صاحب الحرث يصيب من رسلها و صوفها و يعمل (6) صاحب الغنم في حرثه حتى يردّها كما كانت حين أفسدتها الغنم، ثم يردّ عليه غنمه فذلك قوله تعالى: فَفَهَّمْنٰاهٰا سُلَيْمٰانَ .

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبار بن محمّد بن أحمد، أنا أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي، أنا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه الطبري - قراءة عليه بجرجان - أنا أبو بكر أحمد بن علي بن إبراهيم الآبندوني (7)،نا عبد اللّه بن محمّد بن مسلم الجوربذي (8)،ه.

ص: 234


1- بالأصل: الحسن، خطأ و المثبت عن م، و هو أبو بكر البيهقي، ترجمته في سير الأعلام 163/18.
2- سورة الأنبياء، الآية:78.
3- كذا بالأصل و المعنى مضطرب و سياق العبارة في الطبري 486/1 كما كان، و تدفع الغنم إلى صاحب الكرم فيصيب منها، حتى إذا كان الكرم كما كان دفعت الكرم...
4- سورة الأنبياء، الآية:79.
5- الخبر من هذه الطريق في الطبري 486/1 و انظر البداية و النهاية بتحقيقنا 32/2.
6- بالأصل و نعمل.
7- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى آبندون و هي قرية من قرى جرجان.
8- كذا، و هذه النسبة إلى جوربذ كما في ياقوت و هي قرية من قرى أسفرائين. ذكره ياقوت و ترجم له. و في الأنساب: الجوربكي، نسبة إلى جوربك قرية من قرى أسفرائين، ذكره ياقوت و ترجم له.

نا داود بن الحسين البيهقي، نا محمّد بن سهل السمرقندي، نا إسحاق بن الصلت، نا عبد اللّه بن عرادة الشيباني، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال:

نزل كتاب من السماء إلى داود النبي صلى اللّه عليه و سلم مختوما فيه عشر مسائل: أن سل ابنك سليمان، فإن هو أخرجهن فهو الخليفة من بعدك، قال: فدعا داود سبعين قسا و سبعين حبرا، و أجلس سليمان بين أيديهن و قال: يا بنيّ نزل كتاب من السماء فيه عشر مسائل، أمرت أن أسألكهن، فإن أنت أخرجتهن فأنت الخليفة من بعدي، قال سليمان: ليسأل نبي اللّه عما بدا له، و ما توفيقي إلاّ باللّه، قال: أخبرني يا بني ما أبعد الأشياء؟ و ما أقرب الأشياء؟ و ما آنس الأشياء، و ما أوحش الأشياء، و ما القائمان، و ما المختلفان ؟ و ما المتباغضان ؟ و ما الأمر إذا ركبه الرجل حمد آخره ؟ و ما الأمر إذا ركبه الرجل ذم آخره ؟ فقال سليمان: أما أقرب الأشياء فالآخرة، و أما أبعد الأشياء فما فاتك من الدنيا، و أما آنس الأشياء فجسد فيه روح، و أما أوحش الأشياء فجسد لا روح فيه، أما القائمان فالسماء و الأرض، و أما المختلفان فالليل و النهار، و أما المتباغضان فالموت و الحياة كلّ يبغض صاحبه، و أما الأمر إذا ركبه الرجل حمد آخره، فالحلم على الغضب، و أما الأمر إذا ركبه الرجل ذمّ آخره فالحدة على الغضب، قال:

ففك الخاتم فإذا هو بالمسائل سواء على ما نزل من السماء. فقال القسّيسون و الأحبار:

لن نرضى حتى نسأله (1) عن مسألة فإن هو أخرجها فهو الخليفة من بعدك، قال: فسلوه، قال سليمان: سلوني و ما توفيقي إلاّ باللّه، قالوا: ما الشيء إذا صلح صلح كل شيء (2)منه، و إذا فسد فسد كل شيء منه ؟ قال سليمان: هو القلب إذا صلح صلح كل شيء منه، و إذا فسد فسد كل شيء منه، فقالوا: صدقت أنت الخليفة بعده، فدفع إليه داود قضيب (3) الملك و مات من الغد.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، و أبو الحسن بركات بن عبد العزيز قالا:

نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن بن رزقويه (4)،أنا أحمد بن سندي الحداد، نا7.

ص: 235


1- بالأصل:«لن يرضى حتى يسأله» صوبنا العبارة عن م باعتبار السياق.
2- مطموسة بالأصل، و المثبت عن م.
3- مطموسة بالأصل، و المثبت عن م، و انظر مختصر ابن منظور 119/10.
4- بالأصل: زرقويه بتقديم الزاي خطأ. و الصواب بتقديم الراء، انظر ترجمته في سير الأعلام 258/17.

الحسن بن علي القطان، نا إسماعيل بن عيسى، أنا إسحاق بن بشر، أنا خارجة بن مصعب، و عثمان بن الساج، عن إدريس أبي إلياس، عن وهب بن منبه عن ابن عباس قال:

استخلف داود سليمان صلى اللّه عليهما في حياته، و كان سليمان يوم استخلف أتى عليه اثنتا (1) عشرة سنة و ذلك أنه لما نفذ في الحكم و أبصر داود فهمه، و كان اللّه عز و جل جعله فهما. قال: فبينا داود جالس مع أحبار بني إسرائيل فذكروا العقل عند داود، فقال له داود: يا نبي اللّه ما العقل ؟ قال: يا أبة، ما ارتدى العبد برداء أجمل من فضل عقل يرتدي به عبد مؤمن، إن انكسر جبره عقله، و إن صرع نعشه، و إن زلّ عمده، و إن ذل أعزّه، و إن اعوجّ أقامه، و إن عثر رفعه، و إن افتقر أغناه، و إن جاع أشبعه، و إن ظمئ أرواه، و إن حزن فرّحه و إن جمح كبحه، و إن استوحش آنسه، و إن خاف آمنه، و إن غوى أرشده، و إن تكلم صدّقه، و إن كانت سوأة زيّنها، و إن انكشف ستره، و إن أقام بين ظهراني قوم اغتبطوا به، و إن غاب عنهم أسفوا عليه، و إن خطب إليهم و هو صعلوك اعتفروا ذلك منه، و إن شهد شهادة و هو غريب تفرّسوا فيه فأحسنوا به الظن فقبلوها، و إن نطق قالوا: بليغ، و إن سكت قالوا: لبيب، و إن بسط يده قالوا: جواد، و إن قبضها قالوا: مقتصد، و إن عنف قالوا: لم يأل، و إن رفق قالوا: شفيق، و إن أفطر قالوا:

معذور، و إن صام قالوا: مجتهد، فالعقل رأس الإيمان، و وسط الإيمان و آخر الإيمان، فبه يصل العبد إلى الجنة، و به يتفاضل أهل الدنيا في دنياهم، و أهل الجنة في درجاتهم، لأن العاقل إذا أخطأ رجع، و إذا أساء (2) أحسن، و العقل برد صاحبه إلى خير العواقب، قال: فتعجب داود عليه السلام فقال: يا بنيّ ، فأين موضع العقل ؟ قال: في الدماغ، يكون صاحب العقل رزينا زمّيتا، لا يكون عجولا جهولا، و لا يستخفّه الفرح، و لا يغلبه هواه، قال: فعجب داود من حكمته فاستخلفه.

قال: و أنا إسحاق، أنا موسى بن عبيدة الرّبذي، عن محمّد بن كعب القرظي قال:

و أنا إسحاق، أنا خارجة بن مصعب، عن الحسن بن ذكوان، عن من يخبره عن كعب، و سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة عن عبد اللّه بن سلام قالوا: لم يبعث اللّه عز و جلن.

ص: 236


1- بالأصل: اثنا عشر سنة.
2- عن مختصر ابن منظور 120/10 و بالأصل: امن.

رسولا إلى قومه حتى وجده أرجحهم عقلا.

قال كعب: و بعض النبيين أرجح عقلا من بعض، و ما استخلف داود سليمان و اختاره على جميع ولده و بني إسرائيل حتى عرف فضل عقله في حداثة سنه، و إنما كان استخلاف الأنبياء قبل محمّد صلى اللّه عليه و سلم نبوة ما خلا محمّدا صلى اللّه عليه و سلم فإنه لا نبي بعده فأعطى اللّه سليمان من العقل ما لو وزن عقله بعقل أهل زمانه لرجحهم.

قال: و أنا أبو الحسن بن رزقويه، نا أحمد بن سندي، نا الحسن بن علي، نا إسماعيل بن عيسى، أنا علي بن عاصم، عن سوار بن عبد اللّه القاضي، حدّثني أبو بشير قال:

لما كبر داود صلى اللّه عليه و سلم و ظن أنه الموت، أرسل إلى فقهاء بني إسرائيل و خيارهم فاجتمعوا عنده فقال لهم: إني لا أرى إلاّ قد احتضرت، فابغوني رجلا منكم ترضونه فأوليه الخلافة من بعدي، قال: فطافوا زمانا لا يذكر لهم رجل من بني إسرائيل بخير إلاّ أتوه به، فلا ينصرفون عنه حتى يجدوا فيه عيبا، قال: فطال ذلك عليهم قال: و غضب داود عليه السلام، و قال: ابغوني هذا الرجل فإني قد احتضرت، قال: فطافوا فجعلوا لا يجدون رجلا يرضونه لها قال: فلما طال ذلك عليهم قال بعضهم: قد رأينا هذا الغلام قد نشأ على أحسن ما ينشأ عليه أحد، و قد عجزنا أن نجد هذا الرجل فلو أتينا سليمان قال:

فغضبت المشيخة و قالوا: ما لسليمان و هذا الأمر؟ قالوا: ليس نجد هذا الرجل و ما علينا أن نأتيه ؟ قال: فطلبوه في أهله فلم يجدوه، فطلبوه فوجدوه في جدار قاعدا وحده مسندا ظهره إلى الجدار، قال: فأتوه فسلموا، فقعدوا حوله، قال: ففزع سليمان لما رأى أحبار بني إسرائيل و فقهاءهم، فجعلوا لا يسألونه عن شيء يعلمه إلاّ أخبرهم به، و إن سألوه عن شيء لا علم لديه رد علمه إلى اللّه تعالى قال: فنظر القوم بعضهم إلى بعض، فقالوا:

هذا صاحبنا، قال: فلما فرغوا ما أرادوا أن يسألوه عنه، و اجتمع رأيهم على أنه صاحبهم، ضحك سليمان فغضبت المشيخة و قالوا: غلام أتيناه لأعظم أمر في الدنيا و ليس أهل ذاك، ضحك و استهزأ بنا؟ ثم قال بعضهم: و اللّه لأخبرنّ بها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: فأرسل إليهم داود فقال: أ لا تبغوني هذا الرجل قالوا: ما وجدنا في بني إسرائيل رجلا يصلح للخلافة، فأتينا سليمان قال: فغضب داود و قال: ما لسليمان و ما لهذا؟ قالوا: يا رسول اللّه، لم نجد الرجل فأتيناه فلم نر إلاّ خيرا. فلما ذهبنا نقوم ضحك

ص: 237

سليمان. قال: قال داود عليه السلام: ضحك ؟! قالوا: نعم، قال: عليّ بسليمان، قال:

فأتي به، فقال: يا سليمان، أتاك أحبار بني إسرائيل و فقهاؤهم لأعظم أمر في الدنيا.

و لست لذلك بأهل، فضحكت (1) بهم و سخرت منهم ؟ و اللّه لأعاقبنّك بعقوبة لم أعاقبها أحدا (2) قبلك، قال سليمان: يا رسول اللّه أ و آتيكم بعذر؟ قال: أو تأتيني بعذر. قال:

أتاني هؤلاء القوم فسألوني عن أشياء ما علمت منها أخبرتهم (3)،و ما لم أعلم رددت علمه إلى اللّه، فإنهم حولي إذ سمعت كلاما من خلفي فالتفت إلى الحائط إذا أنا بدودة و إذا هي تقول: يا للعجب من قوم يسألون سليمان، و قد فرغ اللّه من أمره، فما ملكت نفسي أن ضحكت فرحا لما قالت، قال: فقال داود لسليمان و لهم: اخرجوا عني، فخرجوا و نزل الوحي على داود: يا داود أعرض على سليمان فقد ولاّه اللّه الأمر من بعدك.

أخبرنا أبو العلاء زيد، و أبو المحاسن مسعود ابنا علي بن منصور بن علي بن منصور، أنا (4) الراوندي الرازيان - بالريّ - قالا: أنا أبو منصور محمّد بن الحسين بن أحمد بن الهيثم المقوّمي (5) القزويني بالريّ ، أنا قاضي القضاة أبو الحسن عبد الجبار بن أحمد، أنا أحمد بن الحسن بن أيوب بن هارون النقاش الأصبهاني - بها - نا أحمد بن عمرو بن عبد الخالق، نا أحمد بن مالك، نا عمرو بن وهب قال: بلغني أن داود عليه السلام قال: إلهي كن لسليمان كما كنت لي، فأوحى اللّه إليه أن قل لسليمان أن يكون لي كما كنت لي، أكون له كما كنت لك.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف - قراءة عليه - أنا عبد الرّحمن بن عمر بن محمّد بن سعيد - بمصر - أنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن علي بن فراس، نا علي بن عبد العزيز البغوي، نا أبو عبيد القاسم بن سلاّم، نا علي بن ثابت، عن جعفر بن برقان، عن صالح بن مسمار، قال:

لما مات نبي اللّه داود أوحى اللّه إلى سليمان أن سلني حاجتك، قال: أسألك أن8.

ص: 238


1- بالأصل: فضحكته.
2- بالأصل: أحد.
3- جزء من الكلمة مطموس بالأصل، الصواب أثبت عن م.
4- كذا بالأصل و م: أنا الراوندي الرازيان.
5- بالأصل: القونسي خطأ، و الصواب ما أثبت عن م، ترجمته في سير الأعلام 530/18.

تجعل قلبي يخشاك كما كان قلب أبي، و أن تجعل قلبي يحبك كما كان قلب أبي، فقال اللّه عز و جل: أرسلت إلى عبدي أسأله حاجته، فكانت حاجته أن أجعل قلبه يخشاني، و أن أجعل قلبه يحبني، لأهبن له ملكا لا ينبغي لأحد من بعده قال اللّه عز و جل فَسَخَّرْنٰا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخٰاءً حَيْثُ أَصٰابَ ، وَ الشَّيٰاطِينَ كُلَّ بَنّٰاءٍ وَ غَوّٰاصٍ ، وَ آخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفٰادِ، هٰذٰا عَطٰاؤُنٰا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسٰابٍ (1) قال فأعطاه اللّه ما أعطاه في الآخرة لا حساب عليه.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، و أبو الحسن بركات بن عبد العزيز قالا:

نا أبو بكر الخطيب، أنا محمّد بن أحمد بن رزقويه، نا أحمد بن سندي، نا الحسن بن علي القطان، نا إسماعيل بن عيسى، أنا إسحاق بن بشر، أنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن في قول اللّه عز و جل: وَ لَقَدْ آتَيْنٰا دٰاوُدَ وَ سُلَيْمٰانَ عِلْماً (2) يعني التوراة، و الزّبور، و الفقه في الدين، و فصل القضاء، و علم كلام الطير، و الدوابّ وَ قٰالاَ الْحَمْدُ لِلّٰهِ الَّذِي فَضَّلَنٰا عَلىٰ كَثِيرٍ مِنْ عِبٰادِهِ الْمُؤْمِنِينَ (3) يعني بالتفضيل: النبوة مع الملك.

قال: و أنا إسحاق، أنا أبو إلياس عن وهب بن منبّه أنه قال:

استخلف سليمان عليه السلام و هو ابن اثنتي عشرة سنة، و داود حي، و أحدث اللّه له النبوة بعد داود، و أعطاه اللّه ما لم يعط أحدا من الأنبياء، و كان اللّه سخّر له الجنّ و الإنس و الريح و الطير، و كان رجلا وضيئا أبيض، جسيما، كبير العينين يلبس البياض.

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنا أبو الفضل المطهّر بن عبد الواحد بن محمّد البزاني (4)،أنا أبو عمر عبد اللّه بن محمّد بن أحمد بن عبد الوهاب السّلمي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عبد الزهري، نا عمي عبد الرّحمن و لقبه رستة (5)،نا ابن أبي عدي، عن عوف، عن الحسن قال:2.

ص: 239


1- سورة ص، الآيات 36-38.
2- سورة النمل، الآية:15.
3- سورة النمل، الآية:15.
4- رسمها بالأصل و م:«البراي» و الصواب ما أثبت و ضبط ، انظر ترجمته في سير الأعلام 549/18.
5- بالأصل: دسته بالدال خطأ، و الصواب ما أثبت بالراء عن م، و ضبطت بضم الراء و سكون السين المهملة و فتح المثناة عن تقريب التهذيب و انظر ترجمته في سير الأعلام 242/12.

بلغني أن سليمان عرضت عليه الخيل فشغله النظر إليها حتى فاتته صلاة العصر، و توارت بالحجاب قال: فعقر الخيل غضبا للّه. قال: فأعقبه اللّه أسرع منها، الريح سخّرها له تجري بأمره رخاء حيث شاء، فكان يغدو بالشام و يقيل بأرض فريدان - يعني إصطخر - و يروح بفريدان و يمسي بكابل.

قال: و نا عمي، نا عبد الرّحمن بن مهدي، نا إسرائيل، عن سعيد بن مسروق، عن إبراهيم التيمي قال: كانت الخيل التي شغلت سليمان ألف فرس فعقرها.

أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز، و أبو محمّد السّلمي قالا: نا أبو بكر أحمد بن علي، أنا أبو الحسن بن رزقويه، أنا أحمد بن سندي، نا الحسن بن علي القطان، نا إسماعيل بن عيسى، أنا إسحاق بن بشر، أنا شيخ من ولد محارب بن دثار يقال له عبد الرحيم بن عبيد اللّه، عن وهب قال:

قيل لسليمان: إن خيلا بلقا لها أجنحة تطير بها و إنها ترد ماء كذا و كذا من جزيرة بحر كذا و كذا، فقال: كيف لي بها؟ قالت الشياطين: نحن لك بها، قال: فانطلقوا فهيئوا لي سلاسل و لجما، ثم انطلقوا إلى العين التي تردها (1)،فنزحوا ماءها، و سدّوا عيونها، و صبّوا فيها الخمر، فجاءت الخيل واردة فشمت فأصابت ريح الخمر، فتخبطتها بقوائمها، و لم تشرب، ثم صدرت، ثم عادت الغد، فشمت الخمر فخبطتها و لم تشرب منها، ثم صدرت عنها، فلما أجهدها العطش جاءت فاقتحمت فيها فشربت فسكرت، فذهبت تنهض فلم تقدر عليه، فجاءت الشياطين حتى وضعت عليها اللحم و السلاسل ثم قعدت عليها. فلما أفاقت و طارت و عليه اللجم و قد استوت عليها الشياطين، فلم تزل ترفق بها الشياطين و تعالجها حتى هبطت الخيل إلى القرار، فلم يزالوا بها حتى جاءوا بها سليمان فربطها و وكل بها من يسوسها حتى استأنست و أذعنت، فكان سليمان قد أعجب بها فعرضها ذات يوم فنظر إليها حَتّٰى تَوٰارَتْ بِالْحِجٰابِ (2)و غفل عن صلاة العصر فقال: أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ (3)-يعني الخيل عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتّٰى تَوٰارَتْ بِالْحِجٰابِ رُدُّوهٰا عَلَيَّ (4) قال: فردّت عليه فمسح سوقها و أعناقها بالسيف، فلم يدع لها نسلا، فاللّه أعلم أي ذلك كان.2.

ص: 240


1- بالأصل: يردها.
2- سورة ص، الآية:32.
3- سورة ص، الآية:32.
4- سورة ص، الآية:32.

قال: و نا إسحاق، أنا محمّد بن إسحاق، عن الزّهري قال: ما عقرها و لكن مسح يده عليها.

قال: و نا إسحاق، أنا سعيد، عن قتادة، عن الحسن قال:

إن اللّه كان أعطى لسليمان ما لم يعط أحدا من الملك و السلطان و كانت عجائب تكون في زمانه، و كان اللّه سخر له الشياطين من يغوصون له، و يعملون عملا دون ذلك - يعني من دون الغوص - بنيان المدائن قال: وَ الشَّيٰاطِينَ كُلَّ بَنّٰاءٍ وَ غَوّٰاصٍ (1) قال يَعْمَلُونَ لَهُ مٰا يَشٰاءُ مِنْ مَحٰارِيبَ (2)-يعني المساجد- وَ تَمٰاثِيلَ (3)-يعني ما كانوا يزخرفون له البيوت و المساجد - فيمثلون بالشجر و ما أشبهه من نحو النقش في الحيطان ثم قال: وَ جِفٰانٍ كَالْجَوٰابِ (4) يعني القصاع العظام، يجتمع على القصعة الخمس مائة و الثلاثمائة مثل الجوبة العظيمة ثم قال: وَ قُدُورٍ رٰاسِيٰاتٍ (5) يعني به القدور العظام مثل الحياض لا يستلها أحد، أثافيها منها راسية في الأرض. و قال اللّه لنبيه صلى اللّه عليه و سلم:

وَ وَهَبْنٰا لِدٰاوُدَ سُلَيْمٰانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوّٰابٌ (6) يعني مطيعا إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصّٰافِنٰاتُ الْجِيٰادُ فَقٰالَ : إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي (7) قال الحسن: كانت خيل بلق جياد، و كانت أحبّ الخيل إليه البلق فعرضت عليه، فجعل ينظر إليها حَتّٰى تَوٰارَتْ بِالْحِجٰابِ -يعني الشمس - فغفل عن صلاة العصر.

قال: و أنا إسحاق، أنا الحسن بن عمارة، و مقاتل، عن أبي إسحاق السّبيعي، عن الحارث، عن علي بن أبي طالب: أنه سئل عن صلاة الوسطى فقال: هي التي غفل عنها نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم سليمان بن داود حتى توارت بالحجاب - يعني العصر-.

قال: و أنا إسحاق، أنا سعيد، عن قتادة، عن الحسن في قوله: رُدُّوهٰا عَلَيَّ (8)بعد ما عرضت عليه و فاتته العصر فقال: إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ (9)-يعني النظر إلى2.

ص: 241


1- سورة ص، الآية:37.
2- سورة سبأ، الآية:13.
3- سورة سبأ، الآية:13.
4- سورة سبأ، الآية:13.
5- سورة سبأ، الآية:13.
6- سورة ص، الآية:30.
7- سورة ص، الآيتان 31-32.
8- سورة ص، الآية:33.
9- سورة ص، الآية:32.

الخيل - عن ذكر ربي - يعني به صلاة العصر - قال: فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَ الْأَعْنٰاقِ (1)قال: فقطع سوقها و أعناقها بالسيف أسفا على ما فاته من ذكر اللّه - يعني من فوت صلاة العصر لوقتها-.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه، نا سليمان بن أحمد، نا عبد اللّه بن محمّد بن سعيد بن أبي مريم، نا محمّد بن يوسف الفريابي، نا إسرائيل، عن سعيد بن مسروق، عن عكرمة قال: كانت الخيل التي شغلت سليمان عشرين ألفا فعقرها.

أخبرنا أبو محمّد السّلمي، و أبو الحسن الدلال، قالا: أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن بن رزقويه (2)،أنا أحمد بن سندي، نا الحسن بن علي، نا إسماعيل بن عيسى.

قال: و أنا إسحاق، أنا سعيد، عن قتادة، عن الحسن قال: ولد له ابن به عاهة قد كسرته الرياح، و لم يقل شق إنسان قال: فأعجب به سليمان و لم يكن له ولد ذكر، قال (3):فخاف عليه الموت و آفات الأرض، فطلب له الرضاع، فجاءت الإنس، فطلبوا الرضاع فأبى، و جاءت الجن فطلبوه فأبى، و جاءت السحاب فطلبت، فقال كيف ترضعيه قالت: احتمله بين السماء و الأرض و أربيه بماء المزن (4) قال: فدعا الريح فقال لها: كوني مع السحاب في كفالة هذا الولد، فقالت: أفعل، قال: فمهدوا لابن سليمان على السحاب، ثم صار السحاب من فوقه كهيئة القبة، و جعل معه وصيفة تناغيه، ثم أمر الريح أن تحمله فحملته، فكانت السحاب تنحدر به كل يوم مرتين غدوّة و عشية إلى أمه ترضعه و تغسله و تطيبه، ثم تضعه في السحاب فتحمله الريح بين السماء و الأرض، فكانت إذا حنّت إليه أو أراده سليمان تكلما أو أحدهما، فتحمل الريح كلامهما إلى السحاب فتنقض السحاب به إليهما حتى ينظرا إليه، ثم يأمر سليمان عليه السلام برده إلى موضعه، و إنما فعل ذلك شفقة عليه، قال: فأمر اللّه ملك الموت بقبض روحه، فقبضه ثم قال للسحاب أرسليه فإنك تكفّلت به و هو حي، فأرسلته فوقع على كرسيه ميتا، فذلكت.

ص: 242


1- سورة ص، الآية:33.
2- بالأصل بتقديم الزاي خطأ، و الصواب بتقديم الراء، و قد مرّ قريبا.
3- بالأصل:«فمال» و الصواب ما أثبت.
4- بالأصل:«الموت» خطأ، و الصواب ما أثبت.

قوله عز و جل: وَ لَقَدْ فَتَنّٰا سُلَيْمٰانَ وَ أَلْقَيْنٰا عَلىٰ كُرْسِيِّهِ جَسَداً (1).

أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنا أبي أبو سعد، أنا أحمد بن إبراهيم بن فراس، أنا محمّد بن إبراهيم الدّيبلي (2)،نا أبو عبيد اللّه المخزومي، أنا سفيان، عن مجالد، عن الشعبي قال:

قالت الجن لئن ولد لسليمان ذكر لنلقين منه مثل ما لقينا من أبيه، فتعالوا حتى نرصد أرحام نسائه حتى لا يولد له. قال: فولد له غلام فلم يأمن عليه الإنس و لا الجن فاسترضعه في المزن - يعني السحاب - و كان يزيد في السنة كذا و كذا، و في الشهر كذا و كذا، و في الجمعة كذا و كذا، قال: فلم يشعر إلاّ و قد وضع على كرسيّه و قد مات، فذلك قوله تعالى وَ أَلْقَيْنٰا عَلىٰ كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنٰابَ ،و قال غيره: الشيطان الذي كان أخذ خاتمه.

أخبرنا أبو محمّد، و أبو الحسن قالا: أنا الخطيب، أنا ابن رزقويه، أنا أحمد، نا الحسن، نا إسماعيل قال: و أنا إسحاق، أنا جويبر، عن الضحاك، عن ابن عباس في قوله: وَ أَلْقَيْنٰا عَلىٰ كُرْسِيِّهِ جَسَداً -يعني الجسد: صخرا (3) المارد حين غلب على ملكه، و جلس على كرسي سليمان أربعين يوما، فاللّه أعلم أي ذلك كان.

قال ابن عباس:

و إنما ابتلي سليمان بذهاب ملكه للصنم الذي صوّر في داره. قال: كان سليمان رجلا غزّاء يغزو البر و البحر، فسمع بملك في جزيرة من جزائر البحر يقال لها:

صدنور، بها ملك عظيم لم يكن للناس إليه سبيل لمكانه من البحر، و كان اللّه عز و جل أعطى سليمان في ملكه سلطانا لا يمتنع منه شيء في بر و لا بحر، إنما يركب الريح فيخرج به حيث يريد قال: فركب سليمان الريح و جنوده من الجن و الإنس حتى نزل تلك الجزيرة، فقتل ملكها و سبا من فيها، و أصاب جارية لم ير مثلها حسنا و جمالا، و كانت ابنة ذلك الملك، فاصطفاها لنفسه، فكان يجد بها ما لا يجد بأحد، و كان يؤثرها على جميع نسائه، فلما رأى ذلك إبليس قال: لأنتهزنّ فرصتي من سليمان بهذه المرأة، فدسّ ر.

ص: 243


1- سورة ص، الآية:34.
2- بالأصل: الدبيلي، بتقديم الباء خطأ، و الصواب ما أثبت، نسبة إلى الديبل.
3- بالأصل: صخر.

لها صخرا (1) المارد، فأتاها في صورة حاضنها إلى الباب، ثم قال للحاجب: قل لفلانة إن حاضنك فلان بالباب، فأرسلت إلى سليمان و سألته أن يأذن له عليها فأذن له، فدخل عليها و هي لا تشك إلاّ أنه أخوها من الرضاعة فبكت و بكا، و قال لها: قد رضيت من سليمان بما صنع بأبيك و أهل بيتك، فصرت مملوكة بعد أن كنت ملكة بنت ملك، فقالت له: كيف لي بذلك ؟ فقال لها: أ ما تشتاقين إلى أبيك ؟ فقالت: و كيف لي و قد سلى الحزن عليّ جسمي (2)؟فقال لها: فإني سأرشدك إلى أمر يكون لك فيه فرح، و يسلّ عنك حزنك، إذا دخل سليمان عليك فلا تكلميه إلاّ نزرا، و لا تنظري إليه إلاّ شزرا، فإذا قال لك: ما لك ؟ و ما تريدين ؟ فقولي: إني أحب أن تأمر بعض الشياطين فيصوروا لي أبي في داري التي أنا فيها، فأراه بكرة و عشية، فيذهب عني حزني، و يسلى عني بعض ما أجد، قال: فلما دخل سليمان فعلت ما أمرها الشيطان، فقال لها: ما لك ؟ قالت: إني أذكر أبي، و أذكر ملكه، و ما أصابه فيحزنني ذلك، فقال لها: فقد أبدلك اللّه ملكا و سلطانا أعظم من ملكه و سلطانه، و هداك إلى دينه فهو أعظم من ذلك كله، قالت: إن ذلك كذلك و لكن إذا ذكرته أصابني ما ترى، فإن رأيت أن تأمر بعض الشياطين فيصوروا لي صورة أبي في داري التي أنا فيها فأراه بكرة و عشية رجوت أن يذهب عني حزني و يسلى عني بعض ما أجد في نفسي. فأمر سليمان صخرا المارد، فمثّل لها أباها في هيئته في ناحية دارها حتى لا تنكر منه شيئا، فمثّل لها حتى نظرت إلى أبيها في ناحية دارها لا تنكر في نفسها شيئا إلاّ أنه لا روح فيه، فعمدت إليه، فزيّنته و ألبسته، حتى تركته كهيئة أبيها و لباسه، فإذا خرج سليمان من دارها تغدو عليه كل غدوة مع جواريها، فتطيّبه و تسجد له و يسجدون جواريها و تروح بمثله، و سليمان لا علم له بشيء من ذلك، و أتاها الشيطان من حيث لا يعلم سليمان حتى أتى لذلك أربعون يوما، و بلغ ذلك الناس، و بلغ آصف بن برخيا، و كان صديقا، فقال له الناس: هل بلغك ما بلغنا؟ قال: نعم، قالوا:

كيف لنا أن نعلم سليمان ؟ قال: أنا أكفيكم ذلك، فدخل عليه فقال: يا نبي اللّه إني قد كبرت و دق عظمي، و نفد عمري، و قد أحببت أن أقوم مقاما قبل أن أموت، أذكر فيه من مضى من أنبياء اللّه عز و جل، و أثني عليه بعلمي فيهم، و أعلم الناس بعض ما يجهلون من كثير من أمرهم، قال: فافعل، قال: فجمع الناس سليمان فقام فيهم خطيبا، فذكر مني.

ص: 244


1- بالأصل: صخر.
2- عن مختصر ابن منظور 127/10 و بالأصل: حسبي.

مضى من أنبياء اللّه عز و جل و أثنى على كل نبيّ بما فيه، و ذكر ما فضلهم اللّه به، حتى انتهى إلى سليمان، فذكر فضله و ما أعطاه اللّه في حداثة سنه و صغره، و ما كان أعطي في حياة أبيه داود من الفضل، ثم سكت، فامتلأ سليمان غيظا، فلما دخل أرسل سليمان إليه فدعاه فأتاه فدخل عليه فقال: يا آصف ذكرت من مضى من أنبياء اللّه فأثنيت عليهم، بما كانوا في زمانهم كلها فلما ذكرتني جعلت تثني عليّ بخير في صغري، و سكتّ عما سوى ذلك من أمري في كبري، فما هذا الذي أحدثت من أمري في كبري ؟ قال: أحدثت أن غير اللّه يعبد في دارك منذ أربعين يوما في هوى امرأة، قال: في داري ؟ قال: في دارك، قال: إنا للّه و إنا إليه راجعون عرفت، ما قلت: هذا إلاّ عن شيء بلغك، ثم رجع إلى داره فكسر ذلك الصنم، و عاقب تلك المرأة و ولائدها، ثم أمر بثياب الطهر فأتي بها لا يغز لها إلاّ الأبكار و لا ينسجها إلاّ الأبكار، و لم تمسها امرأة رأت الدم. فلبس ثم خرج إلى فلاة من الأرض، ففرش له الرماد ثم أقبل دائما إلى اللّه عز و جل. فجلس على ذلك الرماد يتمعّك في ذلك الرماد في ثيابه متذللا متضرعا، يبكي و يستغفر مما كان في داره. يقول:

يا ربنا هذا بلاؤك عند آل داود أن يعبدوا غيرك، و أن يقروا في دارهم و أهليهم عبادة غيرك، فلم يزل كذلك يومه حتى أمسى، ثم رجع، و كانت له جارية سماها الأمينة، فكان إذا أتى الخلاء أو أراد إتيان امرأة وضع خاتمه عندها، و كان لا يمس خاتمه، إلاّ و هو طاهر، و كان اللّه جعل ملكه في خاتمه.

أخبرنا أبو محمّد السّلمي، و أبو الحسن الدّلاّل قالا: أنا أبو بكر الخطيب، أنا أحمد بن رزقويه، أنا أحمد بن سندي، نا الحسن بن إسماعيل، نا إسماعيل بن بشر قال: و أنا إسحاق، أنا أبو الياس، عن وهب بن منبّه: أن خاتم سليمان عليه السلام كان أتى به من السماء، له أربع نواحي، في ناحية منه: لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له محمّد عبده و رسوله، و في الثانية: اللّهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء و تنزع الملك ممن تشاء و تعزّ من تشاء و تذلّ من تشاء، و في الثالثة: كل شيء هالك إلاّ اللّه، و في الرابعة:

تباركت إلهي لا شريك لك، و كان له نور يتلألأ، إذا تختم به اجتمع إليه الجن و الإنس و الطير و الريح و الشياطين و السحاب.

قال: فجاء يوما يريد الوضوء فدفع الخاتم إليها، و جاء صخر المارد حتى سبق سليمان فدخل المتوضّأ، فقام خلف الباب فدخل سليمان لحاجته، و خرج الشيطان على

ص: 245

صورة سليمان ينفض لحيته من الوضوء، لا ينكر من سليمان شيئا، فقال: خاتمي يا أمينة، فناولته إياه و لا تحسب إلاّ أنه سليمان، فجعله في يده، ثم خرج حتى جلس على سرير سليمان، و عكفت عليه الطير و الجن و الإنس، و خرج سليمان فقال للأمينة:

خاتمي، قالت: و من أنت ؟ قال: أنا سليمان بن داود، و قد تغيّر عن حاله، و ذهب عنه بهاؤه قالت: كذبت إن سليمان قد أخذ خاتمه و هو جالس على سريره في ملكه، فعرف سليمان أن خطيئته قد أدركته.

أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد بن علي العلاّف.

و أخبرنا أبو المعمر المبارك بن أحمد عنه.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو جعفر محمّد بن محمّد بن المسلمة، و أبو الحسن بن العلاّف، قالا: أنا أبو القاسم عبد الملك بن محمّد بن عبد اللّه، أنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن علي الكندي، نا أبو بكر محمّد بن جعفر بن سهل، نا إبراهيم بن الجنيد، نا عبد المنعم بن إدريس، عن أبيه، عن وهب بن منبّه قال: كان في جزيرة من جزائر البحر ملك عظيم السلطان، فبعث إليه سليمان يدعوه إلى ما قبله، فأبى عليه لعظم سلطانه، فبعث إليه بالريح، فنسفته و ملكه و جميع ما قبله حتى وضعته بن يديه، فكان لذلك الملك ابنة تدعى أبرهة، فأعجب سليمان بها فعرض عليها الإسلام فكرهت، فخوّفها بالقتل، فأصرّت فخوّفها بقتل أبيها، فقالت: إن قتلته قتلت نفسي، فخاف سليمان أن يكرهها فتقتل نفسها و أحبها حبا شديدا، و هي يومئذ على دينها و تركها، فلما غلبته تزوجها، و كانت تعتكف على صنم من ياقوت، و كان الصنم الفيء الذي نسفته الريح، فسألته سليمان فوهبه لها، و كان لا يصبر عنها، و كان يرفق بها و يتوددها رجاء أن تسلم، فظل معها ذات يوم. فلما أراد الانصراف وثبت عليه فاعتنقته، و قالت له: أسألك بحياتي و بحبي و بحقي إلاّ ما جزرت لإلهي، قال سليمان: إن ذلك لا يحلّ لي و ما زيارتي إياك و أنت معتكفة على الشرك إلاّ رجاء أن تسلمي، ثم قالت: لئن لم تجزر لصنمي لأقتلنّ نفسي، و كان ذلك من تعليم أبيها. فلما سمع سليمان قولها خافها على نفسها و خدعها، و قال: إني إن جزرت لصنمك على رءوس الناس خلعت ملكي، و انخلعت من ديني قالت: فإني قد حلفت بإلهي لئن لم تفعل لأقتلن نفسي، فابرر يميني فدعا سليمان بجرادة و سكين فذبحها، فساعة قطع رأسها أنكر نفسه و أنكرته

ص: 246

هي، و انقشعت عنه هيبة الملك و السلطان، ثم خرج من عندها فوجد ما له من الشياطين قعودا على منبره، و كان قبل ذلك لا يرام، و وجد على كرسيه أشبه الناس صورة به، فيقال إن ذلك معنى قول اللّه عز و جل وَ أَلْقَيْنٰا عَلىٰ كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنٰابَ (1) قال: ثم قام إليه خادم له من الجن فاستلّ خاتمه من إصبعه فأبق به. و كانت الجن قبل ذلك لا يرومونه، فلما أخذ الجني الخاتم و كان عفريتا ماردا ذا رأي في نفسه فقال: ما أخذت خاتم سليمان و لا وصلت إليه إلاّ بذنب بينه و بين اللّه، و ما آمن أن يرد اللّه ملكه فلأطرحن هذا الخاتم مطرحا لا يقدر عليه أبدا، ثم انطلق سريعا حتى ألقاه في اللجة الخضراء.

و أوحى اللّه إلى سليمان لمن ذبحت الجرادة التي قربتها لامرأتك ؟ فإن كنت ذبحتها لي فقد صغّرت أمري، و ما سبقك إلى ذلك أحد، و قد علمت أنه لا يذبح إلاّ ذات رغاء أو خوار أو ثغاء، و إن كنت قد ذبحتها لصنم امرأتك فلأقلبك من العزة بي، أ ما كفاك أنك تزوجتها و هي مشركة فلم أعاتبك فيها، فلما فرغ إليه من القول شذّ من أهله مرعوبا أربعين ليلة، يعير (2) كما تعير الدابة، يبكي على نفسه، و يعدد على خطيئته، و يستغفر ربه. فلما أخبرت امرأته بالذي أصابه في سببها أحزنها ذلك و أبكاها. فأسلمت رجاء أن يرد اللّه إليه ملكه، فلما مضت لسليمان أربعون ليلة تاب اللّه عليه، و غفر له، و انصرف و قد أجهده الجوع، فمرّ بساحل من (3) البحر، و إذا بحوت يضطرب فضرب بيده إلى الحوت، فأخذه ليأكله فلما فرى بطنه وجد فيه خاتمه، فازداد بذلك خوفا و عجبا (4)و وجلا فعاد إليه ملكه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، و أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرزاق بن الفضيل قالا: أنا محمّد بن عوف بن أحمد المزني، أنا الحسن بن منير بن أحمد التّنوخي، أنا محمّد بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا عبد اللّه بن كثير، نا أبو رافع، أنا دويد بن نافع:

أن سليمان بن داود كانت عنده مجوسية امرأة له، فقالت له يوما من الأيام في عيد كان لها: أعطني بقرة أذبحها لعيدنا، قال: لا، قالت: فأعطني شاة، قال: لا، قالت:م.

ص: 247


1- سورة ص، الآية:34.
2- عار الفرس و الكلب يعير ذهب كأنه منفلت، و عار الرجل ذهب و جاء (القاموس).
3- استدركت عن هامش الأصل.
4- مكانها بياض في م.

فأعطني دجاجة، قال: لا، قالت: فأعطني حمامة، قال: لا، فبينما هو كذلك إذ وقعت على يده جرادة، فقالت: أعطني هذه الجرادة، قال: نعم، ثم قطع رأسها بيده فسال منها دم كثير حتى أفزع سليمان، ثم أنساه اللّه إياه حتى أصابه ما أصابه بعد ما سلب ملكه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين المقرئ، أنا أبو الحسين بن المهتدي، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، نا أحمد بن علي بن العلاء، أنا أحمد بن أبي السقر (1) أبو عبيدة، نا جعفر بن عون، نا الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:

اختصم إلى سليمان بن داود فريقان أحدهما من أهل جرادة - امرأة كانت له يعجب بها - و هوي أن يكون الحق لهم، ثم إن الحق كان للآخرين، فقضى لهم به، فإنما أصابه الذي أصابه لذلك الهوى الذي سبق إلى قلبه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، أنا الحسن بن عرفة بن يزيد العبدي، نا زيد بن الحباب، نا حمّاد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيّب قال:

احتبس سليمان بن داود أياما ثلاثة لا يخرج إلى الناس، فأوحى اللّه إليه أنك جلست ثلاثة أيام لا تخرج إلى الناس فتنصف مظلوما من ظالم، قال: فعوقب فذهب ملكه.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر أحمد بن علي، أنا أبو الحسين بن الفضل، و أبو علي بن شاذان قالا: أنا أبو بكر عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن عمرويه الصفار، نا أبو بكر محمّد بن إسحاق الصاغاني، نا الحسن بن موسى الأشيب، نا حمّاد بن سلمة، عن علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيّب:

أن سليمان بن داود احتجب عن الناس ثلاثة أيام، فأوحى اللّه إليه: أن يا سليمان احتجبت عن الناس ثلاثة أيام، فلم تنظر في أمور عبادي، و لم تنصف مظلوما من ظالم، و كان ملكه في خاتمه، و كان إذا دخل الحمام وضع خاتمه تحت فراشه، فدخل ذات يوم الحمام و الخاتم تحت فراشه، فجاء الشيطان فأخذه فألقاه في البحر، فأقبل الناس نحون.

ص: 248


1- كذا بالأصل: بالسين.

الشيطان، و أقبل سليمان يقول: يا أيها الناس، أنا نبيّ اللّه، فدفعوه أربعين يوما، فأتى أهل سفينة فأعطوه حوتا فشقها فإذا هو بالخاتم عينها، فتختم به، ثم جاء فأخذ بناصية الشيطان و عند ذلك قٰالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَ هَبْ لِي مُلْكاً لاٰ يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهّٰابُ (1) و كان أول من أنكره نساؤه فقلن بعضهن لبعض: تنكرن ما ينكرن ؟ فقلن:

نعم، فكان يأتيهن و هن حيّض.

قال علي بن زيد بن جدعان فذكرت ذلك للحسن فقال: ما كان اللّه ليسلطه على نسائه.

أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز، نا أبو بكر أحمد بن علي، أنا محمّد بن أحمد بن رزقويه، أنا أحمد بن سندي، نا الحسن بن علي القطان، نا إسماعيل بن عيسى، أنا إسحاق بن بشر، أنا ابن سمعان، و ابن إسحاق و غيرهما بإسنادهم في ذكر فتنة سليمان عليه [السلام] (2) قالوا: إن الناس شكوا إلى سليمان شدة ما يلقون من شدة الطحن (3) بأيديهم، فجمع سليمان الجن و الشياطين فذكر ذلك لهم، قال لهم: هل من حيلة في هذا الطحن، و في أن تتخذوا له آنية أشرب فيها أرى من حولي ؟ فإنه قد بلغني أن بعض الجن إذا أنا شربت و سترني الإناء منهم غمز بي قالوا: يا رسول اللّه إن هذا لشيء ما نطيقه، و لكنه قد تمرّد عفريت من عفاريت الشياطين، و هو في جزيرة من جزائر البحر فإن قدرنا عليه صنع هذا كله، قال (4):احتالوا حيلة تأتوني به. قال: فانطلقوا إليه فأعلموه أن سليمان قد هلك، و أن الأرض قد بقيت لهم. فلما اطمأنّ إليهم أخذوه فأوثقوه بالحديد، ثم جاءوا به إلى سليمان، فلما أدخل عليه أراه الخاتم، فأذلّه اللّه عز و جل له فقال له سليمان: يا صخر، إني هممت بقتلك لفرارك مني، و بلغني رفقك و صنائعك، فأنا أحب أن تتخذ للناس شيئا يستريحون به مما يلقون من الطحن بأيديهم، و أتخذ لي آنية أشرب فيها فلا تحول بيني و بين النظر إلى الناس. قال: نعم يا رسول اللّه، أعنّي بطائفة من الجن، فأعانه بما أراد فلم يدع قرية إلاّ نصب فيه رحى يطحن أهل البيت في اليوم و الليلة ما يكفيهم سنة، و وجد الناس من ذلك فسمّوها لمكان الراحة الرحىا.

ص: 249


1- سورة ص، الآية:35 و في التنزيل العزيز:«ربّ اغفر لي وهب لي...».
2- زيادة لازمة عن م.
3- بالأصل و م: الطحين، و المثبت عن مختصر ابن منظور 131/10.
4- في م: قالوا.

و عمل لسليمان الزجاج فجاء على ما أراده، فأكرمه سليمان، و قربه حتى كان يشاوره في الأمر، و ركب سليمان ذات يوم حتى أتى ساحل البحر فأدركه المساء، و غابت الشمس، و بدت النجوم، فاطلع كوكب فقال سليمان: يا صخر ما هذا الكوكب ؟ قال: هذا نجم كذا و كذا، ثم لم يزل يسأله عن النجوم؛ فقال سليمان: لقد أعطيت من أمر النجوم علما، فصف لي كيف علمت ذلك ؟ فقال: يا رسول اللّه، إن خاتم المملكة في يديك، و إني أفرق أن أدنو منك، و لو لا ذلك لأخبرتك بأشياء تعجب، فنزع سليمان الخاتم ثم قال: امسكه معك، و أخبرني، فلما وقع الخاتم في يده قذفه في البحر فالتقمه حوت من حيتان البحر، و تمثّل صخر مكانه على تمثال سليمان، و قعد على كرسيّه فاجتمع له الجن و الإنس و الشياطين و ملك كل شيء كان يملكه سليمان إلاّ أنه لم يسلط على نسائه، و خرج سليمان يسأل الناس و يتضيّفهم، و يقول: على باب الرجل و المرأة يقول:

أطعموني فإني سليمان بن داود، فيطردونه و يقول له: ما يكفيك ما أنت فيه من البلاء حتى تكذب على سليمان، و هذا سليمان على ملكه ؟ حتى أصابه الجهد و طال عليه البلاء، فلمّا تمّ أربعون يوما جاء إلى ساحل البحر، فإذا قوم من الصيادين يصيدون السمك، فقال لهم: أطعموني فأبوا فقال لهم: لو تعلمون من أنا لأطعمتموني، أنا سليمان بن داود، فخرج صاحب السفينة فطرده و ضربه بمرديّ (1) في يده و قال: ما يكفيك ما أنت فيه حتى تكذب على سليمان ؟ إن كنت جائعا فخذ من هذا السمك الذي قد أروح (2)،فأخذ سليمان سمكتين، فدنا من ساحل البحر، فشق بطنها ليغسلها فإذا في جوفها خاتمه فأخذه فلبسه، و ردّ اللّه عليه ملكه، و جاءت الوحوش و الطير فقامت الوحوش و الطير عكفت فوق رأسه، فلما نظر إليه أهل السفينة قالوا: هذا و اللّه (3)سليمان فقفزوا (4) بين يديه فقالوا: يا نبي اللّه إنما فعلنا ما فعلنا غضبا لك، فقال: أما إني لا أعاتبكم (5) على ما صنعتم قبل، و لا أحمدكم على ما تصنعون بي لأن الأمر من السماء.م.

ص: 250


1- المردي: خشبة يدفع بها الملاح السفينة (اللسان).
2- أي أنتن.
3- بالأصل: والده، و المثبت عن م.
4- رسمها و إعجامها مضطربان، و صورتها بالأصل:«فعنروا» و في م:«فصفروا» و المثبت عن مختصر ابن منظور 132/10.
5- عن م و بالأصل: أعلمكم.

قال: و أنا إسحاق، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن قال:

إن صخرا أمسك الخاتم أربعين يوما، فمن ثم دانت له الجن و الإنس، و عطفت عليه الطير و الوحش. فلما أنكر آصف و عظماء بني إسرائيل حكم عدو اللّه الشيطان في تلك الأربعين يوما، قال آصف: يا معشر بني إسرائيل هل رأيتم من خلاف حكم ابن داود ما رأيت ؟ قالوا: نعم، فعمد عند ذلك صخر فألقى بالخاتم في البحر فاستقبله جرّيّ (1) فابتلع الخاتم فصار في جوفه مثل الحريق من نور الخاتم فاستقبل جرّيه الماء فوقع في شباك الصيادين الذين كان سليمان معهم، فلما أمسوا قسموا السمك، فأسقطوا الجرّي فجعلوه لسليمان، فذهب به إلى أهله فأمرهم أن يصنعوه، فلما شقوا بطنه أضاء البيت نورا من خاتمه، فدعت المرأة سليمان فأرته الخاتم فتختم به، و خرّ للّه ساجدا، قال: إلهي لك الحمد على قديم بلائك، و حسن صنيعك إلى آل داود، إلهي أنت الذي ابتدأتهم بالنعم و أورثتهم الكتاب و الحكم و النبوة، فلك الحمد، إلهي تجود بالكثير و تلطف بالصغير، إلهي فلك الحمد، نعماؤك ظهرته فلا تخفى و بطنت فلا تحصى، فلك الحمد، إلهي تجود بالكثير و تلطف بالصغير، لم تسلمني بذنوبي فلك الحمد، تغفر الذنوب و تستجيب الدعاء فلك الحمد، إلهي لم تسلمني بجريرتي فلك الحمد و لم تخذلني بخطيئتي فلك الحمد فتمم إلهي نعمتك عليّ و اغفر لي ما سلف، وَ هَبْ لِي مُلْكاً لاٰ يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي (2)فذلك قوله: وَ لَقَدْ فَتَنّٰا سُلَيْمٰانَ وَ أَلْقَيْنٰا عَلىٰ كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنٰابَ (3).

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر، أنا أبي أبو سعد المظفّر بن الحسن بن المظفر، أنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس (4)،أنا أبو جعفر محمّد بن إبراهيم بن عبد اللّه الدّيبلي، نا أبو عبيد اللّه سعيد بن عبد الرّحمن، نا سفيان، عن ابن جريج عن مجاهد:

أن سليمان عليه السلام قال للشياطين: كيف تضلّون الناس ؟ فقال له شيطان:م.

ص: 251


1- الجري كذميّ سمك معروف (القاموس).
2- سورة ص، الآية:35.
3- سورة ص، الآية:34.
4- بالأصل: قواس، و الصواب ما أثبت عن م.

أعطني خاتمك حتى أخبرك، فأعطاه خاتمه، فذهب به حتى ألقاه في البحر، و ذهب ملك سليمان، فصار يطوف و يؤاخذ نفسه و يأتي المرأة من بني إسرائيل فيقول لها: أنا سليمان أطعميني فتبصق في وجهه حتى وجد الخاتم في بطن حوت، فردّ اللّه إليه ملكه، و كان لا يأتي ذلك - يعني الشيطان - نساءه، و قال غيره: كان يأتي نساءه فإنما أنكرنه لأنه كان يأتي نساءه و هن حيّض.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد الكندي، نا محمّد بن إدريس بن حمادة الأنطاكي، نا محمّد بن أبي السّري، أنا شيخ بن خالد (1)البصري.

ح و أخبرنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، أنا أبو المعمر المسدّد بن علي بن عبد اللّه الأملوكي، أنا أبو حفص عمر بن علي العتكي، نا محمّد بن الحسن بن فيل، نا محمّد بن إبراهيم بن كثير الصّوري.

ح و أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا عبد الرّحمن بن محمّد، أنا أبو أحمد بن عدي (2)،نا إسحاق بن إبراهيم الغزّي - بغزّة - قالا: نا محمّد بن أبي السّري، نا شيخ بن أبي خالد، نا حمّاد بن سلمة، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«كان في (3)نقش خاتم سليمان: لا إله إلاّ اللّه محمّد رسول اللّه» و في حديث أبي القاسم، و ابن أبي الحديد:«كان نقش»[4928].

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه، ثم حدّثني أبو مسعود عنه، أنا أبو نعيم، نا أبو القاسم الطّبراني، نا أزهر بن زفر المصري، نا محمّد بن خالد الرّعيني، نا حميد بن محمّد الحمصي، عن أرطأة بن المنذر، عن خالد بن معدان، عن عبادة بن الصامت قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«كان فص خاتم سليمان بن داود سماوي، فألقي إليه فأخذه فوضعه في خاتمه،».

ص: 252


1- كذا و في لسان الميزان 159/3 بن أبي خالد.
2- الكامل في ضعفاء الرجال 47/4 في ترجمة شيخ بن أبي خالد.
3- عند ابن عدي:«كان نقش» بدون «في».

و كان نقشه: أنا اللّه، لا إله إلاّ أنا محمّد عبدي و رسولي» و الصواب محمّد بن مخلد بزيادة ميم[4929].

أخبرنا أبو محمّد السّلمي، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين بن الفضل، و أبو علي بن شاذان، قالا: أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن عمروية، نا محمّد بن إسحاق الصّاغاني، نا الحسن بن موسى، نا حمّاد بن سلمة، عن أبي عمران الجوني، عن نوف البكالي:

أن سليمان كان يأوي إلى عجوز فكان إذا قال جاءت حية بيضاء من ناحية البيت تدبر عن وجهه الذباب، و أتى ذات يوم شاطئ البحر و معه فلق من خبز يابس، فجعل ينضحه بالماء، فهبت ريح فذهبت بالخبز فقعد حزينا فردّ اللّه عليه ملكه بعد ذلك.

أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز بن الحسين، نا أبو بكر أحمد بن علي، أنا أبو الحسن بن رزقويه، أنا أحمد بن سندي، نا الحسن بن علي القطان، نا إسماعيل بن عيسى العطار، أنا إسحاق بن بشر، أنا سعيد، عن قتادة، عن الحسن:

أن سليمان لما غلبه صخر المارد على ملكه خرج هاربا مخافة على نفسه أن يقتله، فمضى على وجهه بغير حذاء و لا قلنسوة في قميص و إزار قال: فمرّ بباب شارع على الطريق و قد جهده الجوع و العطش و الحر، قال: ذلك الباب، فقرع الباب، فخرجت المرأة فقالت: ما حاجتك ؟ قال: ضيافة ساعة فقد ترين ما أصابني من الحرّ و الرمضاء، و قد احترقت رجلاي و بلغ مجهودي من الجوع و العطش. قالت المرأة: إن زوجي لغائب و ليس يسعني أن أدخل رجلا غريبا علي، و هذا أوان انصراف زوجي، فادخل البستان فإن فيه ماء و ثمارا، فأصب من ثماره و تبرّد (1)فيه فإذا جاء زوجي استأذنته في ضيافتك، فإن أذن لك فذاك، و إن أبى أصبت مما رزق اللّه و مضيت، فعلم أنها تكلمت بعقل، فدخل البستان فاغتسل و وضع رأسه فنام فإذا الذباب فجاءت حية سوداء فمرّت بسليمان فعرفته فانطلقت فأخذت ريحانة من البستان بفيها يقال لها العبهر (2)فجاءت إلى سليمان عند رأسه، فجعلت تذبّ عنه حتى جاء زوج المرأة، فقصت عليه القصة، فدخل الزوج إلى سليمان. فلما رأى الحية و صنيعها دعا امرأته فقال لها: تعالي فانظري).

ص: 253


1- عن م و مختصر ابن منظور 134/10 و بالأصل:«و تبره».
2- العبهر: النرجس، و الياسمين، و نبت آخر، فارسيته بستان أفروز (القاموس المحيط ).

العجب، قال: فنظرت ثم مشيا إليه فلما رأتهما الحية تنحت عن سليمان، فأيقظاه ثم قالا له: يا فتى هذا منزلنا فهو لك لا يسعنا شيء يعجزك، و هذه ابنتي و قد زوجناكها، و كانت من أجمل نساء أهل زماننا (1)قال: فتزوجها و أقام عندهم ثلاثة أيام ثم قال: لا يسعني إلاّ طلب المعيشة لي و لأهلي قال: فانطلق إلى الصيادين فقال لهم: هل لكم في رجل يكون معكم يعينكم و ترضخون (2)له شيئا من صيدكم، و كلّ يأتيه اللّه برزقه فقالوا: قد انقطع عنا الصيد و ليس عندنا فضل نعطيكه، قال: فمضى إلى غيرهم فقال لهم مثل هذه المقالة، قالا: نعم و كرامة نواسيك بما عندنا، فأقام معهم يختلف كل ليلة إلى أهله بما أصاب من الصيد حتى أنكر الناس قضاء سليمان و فعاله فقالوا لآصف: هل تنكر من سليمان الذي أنكرنا؟ قال: نعم، و لكن دعوني أعلم علم نساءه، فانطلق آصف و كان لا يحتجب عنهن فسألهن عن فعاله، فإن (3)أنكرنا جميع فعاله لا يطلب النساء إلاّ عند الحيض، فقال: هل تؤاتينه قلن: لا.

قال ابن عباس: من زعم أنه أتى نساءه فقد كذب، كان سليمان أكرم على اللّه من أن يسلط الشيطان على نسائه قال: فختم اللّه عليه، و لم يردهنّ قال: و احترس نساؤه، و اجتمع الناس يدعون اللّه أن يفرج ما بسليمان. قال: فلما رأى الخبيث أن الناس قد فطنوا له، عمد فكتب كتاب السحر و ختمه بخاتم سليمان، و دفنه من تحت قائمة سرير سليمان و انطلق بالخاتم فألقاه في البحر.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا محمّد بن يوسف الهروي، أنا محمّد بن حمّاد بن عبد الرزاق، أنا معمر، عن قتادة قال:

كتبت الشياطين كتبا فيها سحر و شرك، ثم دفنت تلك الكتب تحت كرسي سليمان، فلما مات سليمان استخرج الناس تلك الكتب فقالوا: هذا علم كتمناه سليمان فقال اللّه تعالى وَ اتَّبَعُوا مٰا تَتْلُوا الشَّيٰاطِينُ عَلىٰ مُلْكِ سُلَيْمٰانَ وَ مٰا كَفَرَ سُلَيْمٰانُ وَ لٰكِنَّ الشَّيٰاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النّٰاسَ السِّحْرَ وَ مٰا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبٰابِلَ هٰارُوتَ وَ مٰارُوتَ (4)2.

ص: 254


1- كذا، و لعل الصواب:«زمانها» كما في م.
2- رضخ له: أعطاه عطاء غير كثير (القاموس).
3- كذا بالأصل، و المعنى أوضح في م: فسألهن عن فعاله، قلن: أنكرنا جميع...
4- سورة البقرة، الآية:102.

أخبرنا أبو علي بن السّبط ، أنا أبي أبو سعد، أنا أحمد بن إبراهيم بن فراس، أنا محمّد بن إبراهيم الدّيبلي، نا أبو عبيد اللّه، نا سفيان، عن حصين، عن محمّد (1)بن الحارث قال:

كنت مع ابن عباس فأتاه رجل من أهل الكوفة فقال: ما وراءك ؟ قال: تركت الناس يتحدثون بقدوم علي بن أبي طالب عليهم، فقال ابن عباس: إن الشياطين كانوا يسرقون السمع فيستمعون فيزيدون و يكذبون على عهد سليمان، فأكتبته الناس فلما سمع بذلك سليمان أخذ تلك الكتب كلها فحفر لها تحت كرسيه و دفنها، فلما مات سليمان قال لهم الشيطان: أ لا أدلكم على كثرة الممتنع الذي لم يكن له كنز أفضل منه احفروا هاهنا، فحفروه فاستخرجوا تلك الكتب و هو قول اللّه تعالى: وَ اتَّبَعُوا مٰا تَتْلُوا الشَّيٰاطِينُ الآية.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الحسن العتيقي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالا:

أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد بن صالح، حدّثني أبي، حدّثني يزيد بن معروف، نا جرير، عن حصين، عن عمران بن الحارث قال:

بينا نحن عند ابن عباس إذ دخل عليه رجل، فقال له ابن عباس: من أين جئت ؟ قال: من العراق، قال: من أين ؟ قال: من الكوفة، قال: فما الخبر؟ قال: تركتهم يتحدثون أن عليا خارج إليهم، قال: ففزع ثم قال: ما تقولون لا أبا لك ؟ لو شعرنا ما نكحنا نساءه و لا قسمنا ميراثه سأحدثكم عن ذلك، كان الشياطين يسترقون السمع من السماء فيجيء أحدهم بكلمة حق قد سمعها، فإذا جربت صدق، و كذب معها سبعين كذبة، فيشربها قلوب الناس فأطلع اللّه عليها سليمان عليه السلام فأخذها فدفنها تحت كرسيه، فلما توفي سليمان [قام] (2) شيطان بالطريق فقال: أ لا أدلكم على كنزه الممتنع الذي لا كنز له مثله ؟[تحت ا] لكرسي (3) فأخرجوه فقالوا: هذا سحر فتناسختها الأممي.

ص: 255


1- كذا بالأصل و م، و سيرد في الخبر التالي: عمران بن الحارث.
2- مكانها بياض بالأصل و م، و الكلمة مستدركة عن مختصر ابن منظور 135/10.
3- قبلها بياض بالأصل و الكلمة استدركت عن م، و انظر المختصر، و «ألف» الكرسي.

حتى بقاياها ما تحدث به أهل العراق، و أنزل اللّه تعالى [في] (1) عذر سليمان عليه السلام: وَ اتَّبَعُوا مٰا تَتْلُوا الشَّيٰاطِينُ عَلىٰ مُلْكِ سُلَيْمٰانَ وَ مٰا كَفَرَ سُلَيْمٰانُ وَ لٰكِنَّ الشَّيٰاطِينَ كَفَرُوا إلى آخر الآية.

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد، أنا أبو الفضل المطهّر (2) بن عبد الواحد بن محمّد البزاني، أنا أبو عمر عبد اللّه بن محمّد بن أحمد بن عبد الوهاب السّلمي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن يزيد الزّهري، نا عمي أبو الحسن عبد الرّحمن بن عمر بن يزيد الزّهري، نا روح بن عبادة، نا عمران بن حدير (3)،عن عكرمة في هذه الآية:

وَ اتَّبَعُوا مٰا تَتْلُوا الشَّيٰاطِينُ عَلىٰ مُلْكِ سُلَيْمٰانَ قال: لما توفي سلميان وقع في الناس أوصاب، فقال الناس: لو كان سليمان حيا كان عنده من هذا فرج، قال: فظهرت لهم الشياطين فقالوا: نحن ندلكم على ما كان يعمل سليمان، قال: فكتبوا كتبا فجعلوها في بيوت الدوابّ فأمرهم أن يحفروا في بيوت الدواب و استخرجوا الكتب التي كتب الشياطين من السحر و السجع فقالوا: هذا ما كان سليمان يعمل، فأنزل اللّه عز و جل هذه الآية: وَ مٰا كَفَرَ سُلَيْمٰانُ وَ لٰكِنَّ الشَّيٰاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النّٰاسَ السِّحْرَ قال: لم يكن عمل سليمان و لكن من عمل الشيطان.

أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز، نا أبو بكر أحمد بن علي، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا أحمد بن سندي، أنا الحسن بن علي، أنا إسماعيل بن عيسى، أنا إسحاق بن بشر، أنا سعيد، عن قتادة، عن الحسن:

أن صخرا (4) المارد حين كان غلب على ملك سليمان، فلما فطن له الناس كتب كتاب السحر، و دعا الشياطين، فأخبرهم أنه قد غلب سليمان على ملكه، و أنه يلقي خاتمه في البحر، فلا يقدر عليه و يستريحوا منه، و أن هذا كتابا كتبه (5) فيه أصناف السحر، و ختمه بخاتم سليمان، و إني أدفنه تحت كرسيه، و كتب في عنوانه: هذا ما كتبه.

ص: 256


1- سقطت من الأصل.
2- بالأصل «المظهري» و في م: المطهري مكان:«المطهر بن» و الصواب ما أثبتناه انظر ترجمته في سير الأعلام 549/18.
3- حدير بمهملات مصغرا كما في تقريب التهذيب.
4- بالأصل و م: صخر.
5- كذا بالأصل، و في مختصر ابن منظور: و أن هذا كتاب كتبته.

آصف بن برخيا الصديق للملك سليمان بن داود من العلم، فلما مات سليمان جاءت الشياطين في صورة الإنس فقالوا لبني إسرائيل: إن لسليمان كنزا من دفائن من كنوز العلم كان يعمل به هذه العجائب، فهل لكم فيه ؟ قالوا: نعم، فحفروا ذلك الموضع و استخرجوا ذلك الكتاب، فلما نظروا فيه أنكر الأحبار ذلك، و قالوا: ما هذا من أمر سليمان و أخذه قوم، و قالوا: و اللّه ما كان سليمان يعمل إلاّ بهذا، ففشا فيهم السحر، فليس هو في أحد أكثر منه في اليهود. فلما ذكر اللّه لرسوله أمر سليمان و أنزل عليه في سليمان في المرسلين و عده فيهم. قال من كان بالمدينة من اليهود: أ لا تعجبون من محمّد صلى اللّه عليه و سلم يزعم أن سليمان كان نبيا، و اللّه ما كان إلاّ ساحرا فأنزل اللّه عز و جل فيما قالوا: وَ اتَّبَعُوا مٰا تَتْلُوا الشَّيٰاطِينُ عَلىٰ مُلْكِ سُلَيْمٰانَ يقول ما كتبت الشياطين - يعني أيام غلب صخر سليمان على ملكه- وَ لٰكِنَّ الشَّيٰاطِينَ كَفَرُوا هم كتبوا السحر، و ما عمل سليمان بالسحر وَ مٰا أُنْزِلَ السحر عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبٰابِلَ هٰارُوتَ وَ مٰارُوتَ حتى فرغ من قصتهما. و قد بيّناه في أول الكتاب.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد (1)،أنا أبو محمّد الجوهري، أنا علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ، أنا أبو بكر محمّد بن إسماعيل البندار البصلاني، نا خالد بن يوسف السّمتي، حدّثني أبي عن موسى بن عقبة، عن أبي حازم عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«قال سليمان: لأطوفنّ الليلة على تسعين امرأة كلها تأتي بفارس يجاهد في سبيل اللّه، فقال له صاحبه: إن شاء اللّه، فلم يقل، فطاف عليهن جميعا فلم تحمل منهن إلاّ امرأة واحدة، جاءت بشق رجل، و أيم الذي نفسي بيده إنه لو قال إن شاء اللّه لجاهدوا في سبيل اللّه فرسانا أجمعون» (2)[4930].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، و أبو القاسم البجلي و عقيل بن عبيد اللّه ح.

و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم أيضا، أنا أبو القاسم علي بن محمّد بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر قالوا: أنا أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم، ناق.

ص: 257


1- بالأصل «الاسيد» خطأ و الصواب ما أثبت عن م، و قد تقدم التعريف به.
2- نقله ابن كثير في البداية و النهاية بتحقيقنا 35/2 من عدة طرق.

بكّار بن قتيبة، نا وهب بن جرير بن حازم، نا هشام بن هشام بن حسان، عن محمّد بن سيرين، عن أبي هريرة رفعه قال: قال سليمان بن داود: أطوف الليلة على مائة امرأة فتلد كل امرأة منهن غلاما يضرب بالسيف فارسا في سبيل اللّه و لم يستثن (1) بشيء فلم تلد منهن إلاّ امرأة واحدة ولدت نصف إنسان فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«لو استثنى، لو قال: إن شاء اللّه، لولدت كل امرأة منهن غلاما يضرب بالسيف فارسا في سبيل اللّه»[4931].

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين (2) بن عبد الملك، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا زهير، أنا هشام بن حسان، عن محمّد، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«قال سليمان بن داود: لأطوفنّ الليلة على مائة امرأة كل امرأة منهن تلد غلاما يضرب بالسيف في سبيل اللّه، و لم يقل إن شاء اللّه، فطاف تلك الليلة على مائة امرأة فلم تلد منهن امرأة إلاّ امرأة ولدت نصف إنسان» فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لو كان قال: إن شاء اللّه، لولدت كل امرأة منهن غلاما يضرب بالسيف في سبيل اللّه عزّ و جلّ »[4932].

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، و أبو الحسن بركات بن عبد العزيز، قالا: أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن بن رزقويه، أنا أحمد بن السندي، نا الحسن بن علي، نا إسماعيل بن عيسى، أنا إسحاق بن بشر، أنا مقاتل، عن أبي الزناد، و ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن عبد الرّحمن، عن أبي هريرة: أن سليمان بن داود كان له أربعمائة امرأة و ستمائة سرية، فقال يوما: لأطوفنّ الليلة على ألف امرأة فتحمل كل واحد منهن بفارس يجاهد في سبيل اللّه عزّ و جلّ و لم يستثن، فطاف عليهن فلم تحمل واحدة منهن إلاّ امرأة واحدة جاءت بشق إنسان فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:

«و الذي نفسي بيده لو استثنى فقال: إن شاء اللّه، لولد له ما قال، فرسان و لجاهدوا في سبيل اللّه» (3)[4933].2.

ص: 258


1- بالأصل و م: يستثني.
2- بالأصل: الحسن، خطأ، و الصواب ما أثبت عن م، انظر فهارس المطبوعة (عاصم - عائذ ص 625) و انظر ترجمته في سير الأعلام 620/19.
3- من هذه الطريق نقله ابن كثير في البداية و النهاية 36/2.

أخبرنا أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، أنا أبي أبو القاسم القشيري، أنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن بن محمّد، أنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الحافظ ، نا عمران بن بكّار، نا علي بن عياش، أنا شعيب، عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:

«قال سليمان بن داود: لأطوفنّ الليلة على تسعين امرأة كلهن تأتي بفارس يجاهد في سبيل اللّه فقال له صاحبه: إن شاء اللّه، فلم يقل إن شاء اللّه، فطاف عليهن جميعا فلم تحمل منهن إلاّ امرأة واحدة جاءت بشق رجل، و أيم اللّه (1) الذي نفس محمّد بيده، لو قال: إن شاء اللّه لجاهدوا في سبيل اللّه فرسانا أجمعون»[4934].

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح، أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن أبي جعفر الطّبسي (2)،أنا أبو بكر أحمد بن محمّد الصّدفي (3)،أنا الحسن بن محمّد بن حكيم العامري، نا أبو الموجّه محمّد بن عمرو بن الموجّه الفزاري المروزي، أنا عثمان بن أبي شيبة، نا جرير، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: كان لداود تسع و تسعون امرأة و كان لسليمان مائتا امرأة.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين، أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا محمّد بن عبيد اللّه أبو جعفر بن أبي داود المنادي، نا أبو خالد القرشي، نا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمارة بن عمر، عن علي بن أبي طالب قال:

بينما سليمان النبي جالس على شط البحر و هو يلعب بخاتمه إذ انفلت من يده فوقع في البحر، و كان ملكه في خاتمه، فانطلق فأتى عجوزا فأوى إليها، و خلف الشيطان في أهله فقالت العجوز: إما أن تكفيني عمل البيت و أذهب فأطلب، أو أكفيك و تذهب فتطلب فقال: أكفيكم فذهب فانتهى إلى صيادين فنبذوا إليه سمكا فأتى بهن العجوز، فشقت بطن السمكة و إذا الخاتم في بطنها، فأخذه فقبّله فأقبلت إليه الجن و الشياطينأ.

ص: 259


1- لفظة الجلالة كتبت فوق الكلام بين السطرين.
2- ترجمته في سير الأعلام 588/18 و الطبسي ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى طبس: بلدة في البرية بين نيسابور و أصبهان و كرمان.
3- في م: الصدقي، خطأ.

و الطير و الوحش، و فرّ الشيطان حتى أتى جزيرة في البحر في كل سبعة أيام. قال: فصبوا له خمرا فلما شرب سكر، و أروه الخاتم فقال: سمع (1) و طاعة، فأتوا به سليمان بن داود فأوثقه و أمر به إلى جبل الدخان فما ترون من الدخان فذلك.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا يحيى بن محمّد، نا الحسين بن الحسن، نا الفضل بن موسى، نا حزم بن مهران، قال:

سمعت الحسن يقول:

انطلق نبي اللّه سليمان إلى الحمام ليغتسل فوضع خاتمه، ثم دخل فجاء الشيطان فأخذ الخاتم، ثم انطلق به إلى نهر كثير الماء، فرمى به فيه، فخرج نبي اللّه من الحمام قال: فلقد ذكر لي أنه لم يره أحد من الناس و لم يعرف أربعين ليلة، و كان يأوي إلى امرأة مسكينة، فانطلق ذات يوم فبينما هو قاعد على شاطئ نهر إذا (2) وجد سمكة فأتى بها المرأة فقال لها: اصنعيها، فشقتها فإذا هي بالخاتم في جوفها، فأخذ الخاتم فجعله في يده فعند ذلك سأل ربه فقال: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَ هَبْ لِي مُلْكاً لاٰ يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي، إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهّٰابُ (3).

أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز بن الحسين، نا أحمد بن علي بن ثابت، أنا محمّد بن أحمد بن رزقويه، نا أحمد بن سندي، نا الحسن بن علي القطان، نا إسماعيل بن عيسى، أنا إسحاق بن بشر، أخبرني مقاتل، و جويبر، عن الضّحّاك، عن ابن عباس في قوله عز و جل ثُمَّ أَنٰابَ يعني ثم استغفر ف قٰالَ : رَبِّ اغْفِرْ لِي ما كان من أمر الصنم في داري وَ هَبْ لِي مُلْكاً لاٰ يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي لا يغلبني عليه أحد كما غلبني عليه صخر المارد إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهّٰابُ .

قال: و أنا إسحاق، أنا محمّد بن إسحاق، و ابن سمعان عن من يخبرهما عن عروة بن الزبير قال:

لما دعا سليمان حين استخلف قال: هَبْ لِي مُلْكاً لاٰ يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي..

ص: 260


1- كذا بالأصل و م، و الصواب: سمعا و طاعة.
2- كذا، و الصواب:«إذ» كما في م.
3- سورة ص، الآية:35 و في التنزيل العزيز: قال ربّ ، اغفر لي وهب لي ملكا...

فأعطاه اللّه ما لم يكن أعطاه أحدا من قبله و لا من بعده، سخّر له الريح و الجن و الإنس و الشياطين، و الوحش و الطير.

قال: و أنا إسحاق، أنا مقاتل بن سليمان، و غياث بن إبراهيم، و أبو روق الهمداني، عن عكرمة:

أن سليمان لما أصاب الملك، أمر بحمل أهل ذلك البيت فوضعهم في وسط المملكة و لم يكن سليمان قال: تلك المرأة حتى رد اللّه عليه ملكه، و عرف أن اللّه عز و جل قد تاب، و كان ذلك لطفا من اللّه عز و جل حين عطف عليه أهل ذلك البيت.

أخبرنا أبو عبد اللّه عبد الصمد بن ناصر بن خلف الصّرّاف الصوفي - بهراة - نا أبو إسماعيل عبد اللّه بن محمّد بن علي الأنصاري - إملاء - نا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن علي الجارودي - أملاه علينا - أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن حمّاد البزار ببغداد، أنا جعفر الدقاق الحافظ ، نا أبو مسلم أحمد بن عبد الرّحمن الهمداني الكوفي، نا عمر بن الوليد البغدادي، نا موسى بن داود البصري، نا حمّاد بن سلمة، عن محمّد بن زياد (1)،عن أبي هريرة قال:

كان اليوم الذي رد اللّه تعالى إلى سليمان بن داود خاتمه يوم النيروز (2)،فجاءت الشياطين بالتحف و كان تحفة الخطاطيف أن جاءت بالماء في مناقيرها فرشته بين يدي سليمان، فاتّخذ الناس رشّ الماء من ذلك اليوم.

أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن بن رزقويه، أنا أحمد بن سندي، نا الحسن بن علي، نا إسماعيل بن عيسى، أنا إسحاق بن بشر، حدّثني سفيان الثوري قال:

بلغني أن سليمان بن داود يوم ردّ اللّه عليه ملكه أمر الريح أن تحمله، فحملته فانتهى إلى مفرق الطريقين، استقبله خطاف فقال: أيها الملك إن لي عشّا فيه بيضات قد حضنتهن، و أنا أرجو إفراخي أيامي هذه، فاعدل رحمك اللّه، فإنك إن مررت بالعش).

ص: 261


1- بالأصل زناد، خطأ و الصواب ما أثبت عن م، و هو محمد بن زياد القرشي الجمحي انظر ترجمته في تهذيب التهذيب ط بيروت 110/4-111.
2- النيروز، معرب نوروز، أول يوم من السنة (القاموس المحيط ).

حطمت بيضاتي (1)،فشفعه و ترك ذلك الطريق، فانطلق الخطّاف إلى البحر حين نزل سليمان فحمل ماء في منقاره، فنضح بين يديه فسأله أصحابه عن ذلك فقال: إنه سألني أن أعدل عن الطريق الذي فيه عشه، فهو يحمل الماء من البحر بمنقاره ينضحه بين يديّ شكرا لي.

قال: و أنا إسحاق، حدّثني شيخ من خزاعة - يقال له: عبد الرّحمن بن آدم - حدّثني سعيد بن أبي عروبة بهذا الحديث و زاد فيه: أنه أتاه برجل جرادة فوضعه بين يدي سليمان فقال له سليمان: ما هذا؟ قال: هدية لك، فقال سليمان: لقد شكر هذا، و من لا يشكر المخلوق لا يشكر الخالق،.

قال: و أنا إسحاق، أخبرني مقاتل بن سليمان مثله، و زاد فيه قال: سمي ذلك اليوم نيروز ذلك أنه وافق هذا اليوم الذي يسمونه النيروز، فكانت الملوك تتيمن بذلك اليوم، و اتّخذوه عيدا، و كانوا يرشون الماء في ذلك اليوم و يهدون لفعل الخطّاف و يتمنّون بذلك.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو الحسن علي بن هبة اللّه بن عبد السلام، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا أحمد بن إبراهيم، نا شبّابة، نا شعبة، عن محمّد بن زياد، عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه صلى صلاة فقال:

«إن الشيطان عرض ليفسد عليّ ليقطع الصلاة علي، فأمكنني اللّه منه فذعتّه (2)، و لقد هممت أن أوثقه في سارية حتى يصبحوا فينظرون إليه، فذكرت قول سليمان: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَ هَبْ لِي مُلْكاً لاٰ يَنْبَغِي لِأَحَدٍ (3)فردّه اللّه خائبا»[4935].

أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز، نا أحمد بن علي، أنا أحمد (4)بن محمّد بن رزقويه، أنا أحمد بن سندي، نا الحسن، نا إسماعيل، أنا إسحاق، حدّثني جويبر، عن الضّحّاك قال:7.

ص: 262


1- بالأصل: بيضات.
2- أي خنقته (النهاية لابن الأثير: ذعت).
3- سورة ص، الآية:35، و في التنزيل: قال رب اغفر لي وهب لي ملكا...
4- كذا بالأصل و م و صوابه: محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد أبو الحسن البغدادي، ترجمته في سير الأعلام 258/17.

لما ردّ اللّه ملك سليمان بعث سليمان إلى صخر فأتي به، فلما أدخل عليه أمر بوثاقه فأوثقوه حديدا ثم سأل الجن: أي قتلة أشدّ حتى أقتله ؟ قال: نأتيك بصخرة ثم تجوفها ثم نوثقه فنضعه فيها و نسدها عليه و نطبقها (1)بالحديد ثم نلقيه في البحر، ففعلوا ذلك به، فألقوه في أعمق مكان في البحر فهو فيه إلى يوم القيامة، فذلك قول اللّه عز و جل: وَ آخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفٰادِ هٰذٰا عَطٰاؤُنٰا فَامْنُنْ (2)يعني سليمان، على من شئت من الشياطين أَوْ أَمْسِكْ يعني أو أقرّه في الوثاق في البحر بِغَيْرِ حِسٰابٍ (3)يعني لا تبعة عليك فيه إلى يوم القيامة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد الأسدي الأكفاني القاضي، أنا محمّد بن مخلد العطار، نا زكريا بن يحيى بن الحارث بن ميمون البصري، نا وهب بن جرير، عن أبيه قال: سمعت عبد اللّه بن عبيد بن عمير قال:

بعث سلميان إلى مارد من مردة الجن كان في البحر، فأتي به. فلما كان على باب داره أخذ عودا فذرعه بذراعه، ثم ألقاه من وراء الحائط فوقع بين يدي سليمان فقال سليمان: ما هذا؟ فأخبر بالذي صنع المارد، فقال: تدرون ما أراد؟ قالوا: لا، قال: فإنه يقول: اصنع ما شئت فإنما تصير إلى مثل هذا من الأرض.

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبار بن محمّد بن أحمد، أنا علي بن أحمد بن محمّد الواحدي، أنا أبو الحسن المؤمّل بن أحمد السّوادي، نا محمّد بن عبد اللّه بن نعيم، أخبرني أبو سعيد الأحمسي، نا الحسين بن حميد، نا الحسين بن علي السّلمي، حدّثني محمّد بن حسان، عن محمّد بن جعفر بن محمّد، عن أبيه قال:

أعطي سليمان بن داود ملك مشارق الأرض و مغاربها، فملك سبعمائة سنة و ستة أشهر، ملك أهل الدنيا كلهم من الجن، و الإنس، و الشياطين، و الدوابّ ، و الطير، و السباع، و أعطي علم كل شيء، و منطق كل شيء، و في زمانه صنعت الصنائع المعجبة9.

ص: 263


1- بالأصل: و يسدها... و يطبقها.. يلقيه.
2- سورة ص، الآية:38-39.
3- سورة ص، الآية:39.

التي سمع بها الناس، و ذلك قوله: و عُلِّمْنٰا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَ أُوتِينٰا مِنْ كُلِّ شَيْ ءٍ (1).

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم [بن] (2)حمزة، و أبو الحسن بركات بن عبد العزيز، قالا: نا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب، أنا أبو الحسن بن رزقويه، أنا أحمد بن سندي، نا الحسن بن علي القطان، نا إسماعيل بن عيسى، أنا إسحاق بن بشر، أنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن قال:

كان سليمان رجلا غزّاء، يغزو البر و البحر، و لا يسمع بملك في ناحية من الأرض إلاّ أتاه حتى يذلّه، و كان إذا أراد الغزو أمر بعسكره فضرب، و كان اتخذ ألواحا من خشب و ضم بعضها إلى بعض، و عمل لها عمدا من تحتها و شددها بالمسامير الحديد على قدر عسكره، فربما كان عسكره فرسخا (3)في فرسخ أو أقل أو أكثر، ثم تجيء الشياطين فتدخل تحت الخشب، فتحمل تلك العمد ثم يأمر الريح فتحمله و عسكره فتقذف به الريح و عسكره مسيرة شهر، و كانت الريح تغدو به شهرا و تروح به شهرا و بعسكره فذلك قول اللّه تعالى: رُخٰاءً حَيْثُ أَصٰابَ (4)مطيعة حيث أراد و كان الرخاء ريحا يحمل عسكره إلى حيث أراد سليمان، و إنه ليمر بالزراعة فما يحركها الريح.

قال: و أنا إسحاق، أنا أبو إلياس، عن وهب قال: كانت الشياطين عملوا لسليمان مدينة من قوارير، إذا خرج في المغازي كان يحمل تلك المدينة معه و حشمه و أهل بيته، و كانت ألف ذراع في عشرة آلاف ذراع فيها ألف سقف، كل سقف ألف ذراع، في ألف ذراع، بين كل سقفين عشرة أذرع على كل سقف ما يحتاج إليه من المساكن و القباب و المرافق، فجعل الأعلى قبة فيها مجلسه، على قبتها علم أحمر يضيء منه بالليل العسكر، و ترى بالليل من الأرض البعيدة كما ترى النار، و لتلك المدينة ألف ركن على مناكب الشياطين، تحت كل ركن عشرة من الشياطين.

قال: و أنا إسحاق، أنا أبو إلياس، عن وهب بن منبّه، عن كعب قال:

إن سليمان كان إذا ركب حمل أهله و سار بجيشه و خدمه و كتائبه و تلك السقوف6.

ص: 264


1- سورة النمل، الآية:16.
2- زيادة للإيضاح عن م.
3- بالأصل و م: فرسخ.
4- سورة ص، الآية:36.

بعضها فوق بعض على قدر درجاتهم، و قد اتّخذ مطابخ و مخابز، يحمل فيها تنانير الحديد، و قدورا عظاما (1)يسع كل قدر عشر جزائر، و قد اتّخذ فيه ميادين للدوابّ أمامه فيطبخ الطباخون، و يخبز الخبازون، و تجري الدواب بين يديه بين السماء و الأرض و الريح تهوي بهم. فسار من إصطخر إلى اليمن فسلك المدينة - مدينة الرسول صلى اللّه عليه و سلم - فقال سليمان: هذه دار هجرة نبي في آخر الزمان، طوبى لمن آمن به، و طوبى لمن اتّبعه، و طوبى لمن اقتدى به، ثم مضى حتى مرّ بمكة، فقال: هذا مولد نبي في آخر الزمان، طوبى لمن آمن به، و طوبى لمن اتّبعه، و طوبى لمن اقتدى به، و رأى حول البيت أصناما تعبد من دون اللّه، فلما جاور سليمان البيت بكا البيت، فأوحى اللّه إلى البيت فقال: ما يبكيك ؟ قال: يا رب أبكاني هذا نبيّ من أنبيائك و قوم من أوليائك، و قوم من أوليائك (2)مرّوا عليّ فلم يهبطوا فيّ و لم يصلّوا عندي، و لم يذكروك بحضرتي، و الأصنام تعبد حولي من دونك، فأوحى اللّه إليه أن لا تبك، فإني سوف أملأك وجوها سجودا، و أنزل فيك قرآنا جديدا و أبعث منك نبيا، في (3)آخر الزمان أحب أنبيائي إليّ ، و اجعل فيك عمارا من خلقي يعبدوني، و أفرض على عبادي فريضة يدفّون (4)إليك دفوف النسور إلى و كورها، و يحنّون إليك حنين الناقة إلى ولدها، و الحمامة إلى بيضها، و أطهرك من الأوثان و عبدة الشياطين.

ثم مضى سليمان حتى مرّ بوادي النسرين من الطائف، فأتى على وادي النمل، فقالت نملة تسمى جيرين (5)من قبيلة تسمى الشيصبان و كانت عرجاء تتكاوس (6)و كانت مثل الذئب العظيم فنادت النملة: يٰا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسٰاكِنَكُمْ لاٰ يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمٰانُ وَ جُنُودُهُ وَ هُمْ لاٰ يَشْعُرُونَ (7)يعني أن سليمان يفهم مقالتها، و كان لا يتكلم خلق إلاّ8.

ص: 265


1- بالأصل و م: و قدور عظام.
2- كذا «و قوم من أوليائك» مكرر بالأصل.
3- بالأصل:«و آخر» و المثبت «في آخر» عن م، و انظر مختصر ابن منظور 140/10.
4- يدفون: أي يسيرون جماعة سيرا ليس بالشديد (القاموس).
5- عن مختصر ابن منظور، و بالأصل مهملة و غير واضحة و صورتها:«حر؟؟؟ ى» و في م:«حبرس» و في البداية و النهاية 23/2 اسمها: حرسا. و في أحكام القرآن 168/3 قيل كان اسمها: طاخية. و قال السهيلي: قالوا: اسمها حرميا، و لا أدري كيف يتصور للنملة اسم علم و النمل لا يسمي بعضهم بعضا.
6- تتكاوس أي تمشي على ثلاث قوائم.
7- سورة النمل، الآية:18.

حملت الريح ذلك فألقته في مسامع سليمان، قال: فَتَبَسَّمَ سليمان ضٰاحِكاً مِنْ قَوْلِهٰا، وَ قٰالَ : رَبِّ أَوْزِعْنِي (1)يعني ألهمني أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ (2)يعني أن أؤدي شكر ما أنعمت عَلَيَّ وَ عَلىٰ وٰالِدَيَّ ، وَ أَنْ أَعْمَلَ صٰالِحاً تَرْضٰاهُ وَ أَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبٰادِكَ الصّٰالِحِينَ (3)يعني مع الصالحين.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل الرازي، أنا أبو القاسم بن فناكي، نا محمّد بن هارون، نا أحمد بن يوسف، نا خلف، نا إسماعيل، حدّثني عبد الصمد بن معقل قال: ذكر وهب بن منبّه سليمان و تعظيم ملكه:

أنه كان له في رباطه اثنا (4)عشر ألف حصان، و كان يذبح لغدائه كل يوم سبعين ثورا معلوفا (5)و ستين كرا من الطعام سوى الكباش و الصيد و الطير، فقيل لوهب: يا أبا عبد اللّه، أ كان يسع هذا ما له ؟ قال: كان إذا ملك الملك على بني إسرائيل اشترط عليهم أنهم رقيقه و أن أموالهم له، ما شاء أخذ منها، و ما شاء ترك.

أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنا أبي سعد، أنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم الدّيبلي، نا أبو عبيد اللّه، نا سفيان، عن أبي شيبان، عن سعيد بن جبير قال:

كان يوضع لسليمان بن داود عليه السلام ثلاثمائة ألف كرسي فيجلس مؤمني الإنس مما يليه، و مؤمني الجن من ورائهم، ثم يأمر الطير الريح فتحمله.

رواه المنهال، فزاد فيه ابن عباس.

أخبرناه أبو علي الحسن بن المظفّر، و أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن عبد الوهاب، و أم أبيها فاطمة بنت علي بن الحسين بن جدا، قالوا: أنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن الحسن، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمّد بن الحسن، نا أبو الليث نصر بن القاسم بن نصر بن يزيد الفرائضي، نا أحمد بن عمر الوكيعي، نا أبو معاوية، نا الأعمش، عن المنهال بن (6)عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:

كان سليمان بن داود يوضع له ستمائة ألف كرسي ثم يجيء أشراف الإنس5.

ص: 266


1- سورة النمل، الآية:19.
2- سورة النمل، الآية:19.
3- سورة النمل، الآية:19.
4- بالأصل: اثني عشر.
5- بالأصل: مغلوبا، و المثبت عن م، و انظر مختصر ابن منظور 140/10.
6- بالأصل «عن» خطأ، و الصواب ما أثبت عن م، انظر ترجمته في سير الأعلام 184/5.

فيجلسون مما يليه، ثم يجيء أشراف الجن حتى يجلسوا مما يلي الإنس، ثم يدعو الطير فتظلهم، ثم يدعو الريح فتحملهم فيسيرون.

قال ابن السمط : فيسير في الغداة الواحدة مسيرة شهر، قال: فبينما هو ذات يوم يسير إذ احتاج إلى الماء، و هو في فلاة من الأرض قال: فدعا الهدهد فنقر الأرض فأصاب موضع الماء، فجاءت الشياطين إلى المكان فيسلخونه كما يسلخ الإهاب حتى استخرجوا الماء. فقال له نافع بن الأزرق: يا وصاف أ رأيت قوله: الهدهد يجيء فينقر الأرض فيصيب موضع الماء، فكيف يعرف هذا. و لا يعرف الفخ حتى يقع في عنقه ؟ فقال ابن عباس: ويحك، إن القدر حال دون البصر.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثني علي بن حمشاد، نا إسماعيل بن إسحاق، نا سليمان بن حرب، نا حمّاد بن زيد، عن الزبير بن الخرّيت (1)،عن عكرمة، عن ابن عباس قال: كان الهدهد يدل سليمان على الماء، فقلت: و كيف ذاك و الهدهد ينصب له الفخ يلقى عليه التراب، فقال: أعضك بهن أبيك و لم يكن إذا جاء القضاء ذهب البصر.

أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز، نا أحمد بن علي، أنا محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن سندي، نا الحسن بن علي، نا إسماعيل بن عيسى، نا طاهر بن حمّاد بن عمرو النّصيبي، حدّثني إدريس بن سنان، أبو إلياس قال:

بلغنا - و اللّه أعلم - عن صفة كرسي سليمان بن داود بحكمته أنه صنع دفوف الكرسي من عظام الفيلة، و فصصها بالدّرّ و بالياقوت و الزّبرجد و اللؤلؤ صنعه صنعة لم يصنع مثلها من مضى، و لا صنعها من بقي بعده، ثم جعل له ست درجات بعضها فوق بعض، و جعل بين كل درجتين شبرا (2)و جعل كل درجة منها مفصصة بالياقوت و الزّبرجد و اللؤلؤ، و حفف الكرسي من جانبيه كليهما بنخل من ذهب، و عناقيدها ياقوت و زبرجد و لؤلؤ، و جعل رءوس النخل من أحد جانبي الكرسي طواويس من ذهب، و جعل من جانبه الآخر نسورا من ذهب مقابلة الطواويس، و جعل عن يمينا.

ص: 267


1- بالأصل و م: الحريت خطأ و الصواب ما أثبت بالخاء، ضبطت عن تقريب التهذيب بكسر المعجمة و تشديد الراء المكسورة بعدها تحتانية ساكنة ثم فوقانية.
2- عن مختصر ابن منظور 141/10 و بالأصل و م: سرا.

الدرجة الأولى شجرة من صنوبر من ذهب، و عن يسارها أسد من ذهب، و على رءوس الأسدين [عمود من زبرجد، و من جانبي الأسدين شجرتين كلتاهما كرم من ذهب معرشتين، فأظلتا الكرسي] (1)كله بتعريشهما و ورقهما و فوق أعلى درج الكرسي أسدين عظيمين من ذهب مجوفين محشوين مسكا (2)و عنبرا، فإذا أراد سليمان بن داود الملك أن يصعد على كرسيه استدار الأسدان كما يستدير المنجنون (3)فينضحان ما في أجوافهما من الطيب، و من جانبي الكرسي منبران من ذهب أحدهما مجلس خليفة سليمان، و الآخر مجلس الأحبار و القضاة، و سبعين منبرا من ذهب لسبعين قاضيا من أحبار بني إسرائيل و علمائهم، و كهولهم، من كل جانب من الكراسي خمسة و ثلاثون منبرا، فإذا أراد الملك أن يصعد إلى كرسيه وضع قدميه على الدرجة الأولى من الكرسي استدار الكرسي كما يستدير المنجنون (4)،فيبسط الأسد يده اليمنى و النسر جناحه الأيسر فيتكئ سليمان عليهما إلى الدرجة التي تليها و كذلك يصنع الأسد و النسر (5)من كل درجة إلى درجة، حتى يستوي إلى أعلى الكرسي، فإذا استوى سليمان على كرسيه جالسا أخذ التنين العظيم تاج الملك فوضعه على رأس سليمان، و كان الذي يستدير بالكرسي و ما فيه من العجائب تنين عظيم حتى تمر الأسود (6)و النسور و الطواويس التي على الدرجة السفلى إلى أعلى الكرسي، فيظلون من فوق رأس سليمان، و هو جالس على الكرسي، فينصحون ما في أجوافها من الطيب على رأس سليمان و كانت حمامة على عمود جوهر تأخذ التوراة، حتى تجعلها في يد سليمان فيقرأها على الناس، فإذا جلس سليمان على كرسيه للقضاء، و جلس قضاة بني إسرائيل على كراسيها عن يمينه و شماله حافتي الكرسي فدخلت الشهود للشهادات استدار (7)منجنون (8)الكرسي، فتزأر الأسد، و تخفق النسور بأجنحتها، و يرجع الطواويس ليرعب قلوب الشهود أن لا يشهدوا بالزور، و يقول الشهود عند ما يرون من العجائب و ما دخلهم من الرعب: لا نشهد إلاّن.

ص: 268


1- ما بين معكوفتين زيادة لازمة عن م و انظر المختصر.
2- بالأصل و م: مسك و عنبر.
3- بالأصل و م: المجنون، خطأ، و الصواب ما أثبت، و المجنون: الدولاب يستقي عليه (القاموس).
4- بالأصل و م: المجنون، خطأ، و الصواب ما أثبت، و المجنون: الدولاب يستقي عليه (القاموس).
5- في المختصر: الأسد و النسور.
6- بالأصل و م: حتى يمر بالأسود، و المثبت عن المختصر.
7- بالأصل: استدان.
8- بالأصل: ميجنون.

بالحق، فإنا إن نشهد بالزور نهلك العالم، فلم يكن مثل كرسي سليمان في الأولين و لا يكون مثله في الآخرين.

فلما قبض اللّه سليمان و جاء بخت نصر فأخذ ذلك الكرسي، فحمله معه إلى أنطاكية فأراد أن يضعه فيه ليقعد عليه، و لم يكن له علم كيف يصعد فيه، فلما وضع قدمه على الدرجة الأولى، و لم يصب موضعها رفع الأسد يده اليمنى فكسر ساق بخت نصر الأيسر فعرج، فلم يزل بخت نصر يعرج منها حتى مات، ثم بعث اللّه ملكا من ملوك فارس يقال له: كارس بن سورس و يقال العرريا بن يساريا، فحمل (1)الكرسي من بابل حتى ردّه إلى بيت المقدس، فوضعوه تحت الصخرة فلم يقعد أحد على كرسي سليمان من بعده، و لم يقدر عليه منذ وضع تحت الصخرة.

فذلك ما نذكر من حديث كرسي سليمان بن داود و ما فيه من العجائب.

قال: و نا إسحاق بن بشر، قال: و كان سليمان إذا ركب يسمع حفيف قبته من اثني عشر ميلا فلا يبقى غلام، و لا جارية، و لا رجل، و لا امرأة إلاّ و هم متشوفون ينظرون إلى مركب سليمان، و يتعجبون. فبينا سليمان في مسيره بهذه الحال، و قد أشرفوا عليه من كل جانب، إذ مرّ على رجل من بني إسرائيل يعمل بالمسحاة في حرث له يقال له:

مرعبدا، فقال مرعبدا و لم يرفع طرفه إليه: لقد أوتي إلى داود ملكا عظيما، ثم أقبل على مسحاته فلم يلتفت إليه، و لم ينظر إليه، و الناس متشوفون من كل جانب، فلما رأى سليمان ذلك رفع رأسه فنظر إلى الطير فوقفن فإذا وقفن الطير تركت الشياطين الأركان، و تجيء الريح فتحمل البيت بقدرة اللّه. فلما نظر سليمان إلى العابد و هو مرعبدا قطع به فقال: و اللّه ما هذا إلاّ رجل في قلبه إيمان و معرفة ليس في قلب أحد.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو منصور الحسن بن طلحة الصالحاني، و أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا أحمد بن عمران الأخنسي، نا محمّد بن فضيل، نا الكلبي، عن أبي صالح عن ابن عباس فيم.

ص: 269


1- بالأصل:«فجعل» و الصواب عن م.

قوله: رُخٰاءً حَيْثُ أَصٰابَ قال: الرّخاء: المطيعة، قال: و أما قوله حَيْثُ أَصٰابَ قال: أراد.

أخبرنا أبو علي الحداد، ثم حدّثني أبو مسعود المعدّل عنه، أنا أبو نعيم، نا سليمان بن أحمد، نا عمرو بن إسحاق، نا أبو علقمة أن أباه حدثه عن نصر بن علقمة، عن أخيه محفوظ ، عن ابن عائذ (1) قال: قال عبد اللّه بن عمرو: قال لنا النبي صلى اللّه عليه و سلم:

«إن اللّه لينظر إلى الكافر و لا ينظر إلى الزهي (2)،و لقد حملت سليمان بن داود الريح و هو متكئ فأعجب و اختال في نفسه فطرح على الأرض»[4936].

أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر بن أبي الرضا، أنا الفضيل بن يحيى الفضيلي، أنا أبو محمّد بن أبي شريح، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر الفقيه، نا علي بن خشرم (3)،أنا الفضل بن موسى، عن الفضيل بن عياض قال:

كان سليمان بن داود إذا أراد أن يركب وضع له ستمائة ألف كرسي تحمله الريح، و تظلله الطير و الغمام فوق ذلك، فبينا هو يسير إذ مرّ بحرّاث يعمل في زرعه فاستوقفه فوقف غير مستكبر، فأما أتاه و إما ساءله فقال له: يا نبي اللّه حك في نفسي شيء لم أجد له موضعا غيرك، قال: و ما هو؟ قال: أ رأيت ما مضى من ملكك هذا هل تجد لشيء منه لذة قال: لا، قال: فما بقي قال: و لا. قال: ما أراك سبقتني من الدنيا إلاّ باليسير.

قال فضل فأخبرني غير الفضيل أن سليمان قال له: هل لك أن تصحبني ؟ قال: فما تصنع بي ؟ قال: أصنع بك خيرا، قال: هل تزيد في رزقي ؟ قال: لا، قال: فهل تزيد في عمري ؟ قال: لا، قال: فما أصنع بصحبتك.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمّد، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي، نا جرير، عن الأعمش، عن المنهال، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: كان لداود تسع1.

ص: 270


1- بالأصل:«عائد» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ كثيرا.
2- كذا بالأصل، و في النهاية لابن الأثير:«المزهو». و الزهو: الكبر و الفخر، يقال زهي الرجل فهو مزهوّ، هكذا على سبيل المفعول و إن كان بمعنى الفاعل، و فيه لغة أخرى: زها يزهو زهوا (النهاية).
3- بالأصل: حشبرم، خطأ و الصواب ما أثبت عن هامش م. ترجمته في سير الأعلام 552/11.

و تسعون امرأة و لسليمان مائة امرأة (1).

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، حدّثني أسامة بن زيد بن أسلم، عن ابن كعب القرظي في قوله: مٰا كٰانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمٰا فَرَضَ اللّٰهُ لَهُ سُنَّةَ اللّٰهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ (2) الآية، قال: يعني يتزوج ما يشاء من النساء، هذا فريضة، و كان من الأنبياء هذا سنتهم، قد كان لسليمان بن داود ألف امرأة، سبع مائة مهيرة، و ثلاثمائة سرّية، و كان لداود مائة امرأة فيهن أم سليمان امرأة أورياء تزوجها داود بعد الفتنة، فهذا أكثر مما كان لمحمّد صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز، نا أحمد بن علي بن ثابت، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن سندي، نا الحسن بن علي، نا إسماعيل بن عيسى، أنا إسحاق بن بشر، أنا أبو روق الهمداني، عن من يخبره، عن جابر بن عبد اللّه أنه قال:

وجد في حكمة سليمان أن اللّه كان مثّل لسليمان بناء ثلاثين ميلا في مثل حائط البيت أرقّ من قشر البيض، و ليس للبيت سقف و له سبعون بابا على كل باب حاجب قائم، و كان اللّه عز و جل علّم سليمان منطق الطير، و كان لا يقدر أحد من ولد آدم أو من بني الجان أو من دوابّ الأرض أو من هوامّ الأرض يدخل على سليمان حتى يستأذن سبعين حاجبا، و في صدر البيت سرير من ذهب مكلّل بالجوهر و اللؤلؤ و المرجان، و وجه السرير مكلل باللؤلؤ و الجوهر، و قوائمه مثل ذلك، و السرير سبعة أميال، و هو في السماء سبعة أميال، و على السرير سبعون فراشا من ألوان السندس و الاستبرق و الديباج، و في كل زاوية من زوايا السرير (3) سبعون مرقعة ليس منها مرقعة على لون صاحبتها، و كل واحدة من لون (4)،و عن يمين السرير أسد من ذهب طوله سبعة أميال، و عن يسار السرير أسد من ذهب طوله سبعة أميال، و صدري الأسدين و قوائمها (5) مكللا.

ص: 271


1- تقدم عن ابن عباس: مائتا امرأة.
2- سورة الأحزاب، الآية:38.
3- مطموس بالأصل جزء من زوايا و جزء من السرير. و الصواب ما أثبت عن م.
4- مطموسة بالأصل. و في م: شتى (كذا).
5- كذا بالأصل و م: و صدري الأسدين و قوائمها.

باللؤلؤ و الجوهر، من ألوان شتى، و في عين كل أسد ياقوتتان حمراوان يضيء البيت منهما، و خلف السرير صقر من ذهب إذا بسط جناحه غطى السرير و الأسدين، و إذا ضمهما كان قائما جناحه مكلل بألوان الجوهر، و في عين الصقر ياقوتتان خضراوان لهما ضوء و برق يضيء منهما البيت، و عن يمين السرير عشرة آلاف كرسي من ذهب مكلل بألوان الجوهر و الدر، و عن يسار السرير عشرة آلاف كرسي من ذهب مكلل بألوان الدرّ و الجوهر، و على الكراسي أحبار بني إسرائيل و علماؤهم و أولو الألباب من أهل الفهم و البصر و المعرفة باللّه جلّ و عز، و خلف السرير ألف مسجد في كل مسجد رجل قائم يضج إلى اللّه عز و جل و يضرع بالبكاء، عليهم المسوح لا يفترون، و بين يدي السرير سلم عارضته من ذهب، و قوائمه من فضة، و كان سليمان إذا جلس على هذا المجلس يضطجعون (1) الناس سبعة أميال، فبكوا خطمي (2) الأسدين مقابل خديه، و منقار الصقر مقابل أنفه، فإذا نشر جناحيه يضيء البيت طرائق من نور بين أحمر و أخضر و أصفر و ألوان شتى، و كانت الريح تدخل في الصقر فتنشر جناحيه، فإذا أراد أن يضعهما خرجت الريح عنه و كان سليمان إذا نظر بين يديه نظر الأسدين إلى جانبيه، و نظر إلى منقار الصقر مقابل أنفه و نظر إلى بني إسرائيل و هم جلوس على الكراسي، فازداد اللّه رغبة و شوقا و إذا نظر إلى خلفه نظر إلى أولئك العباد و بكائهم فازداد من اللّه رهبة و له خشية، فكان يسمي مجلسه ذلك مجلس رغبة و رهبة، و كان للبيت ألف ركن يحمل كل ركن مائة ألف شيطان، و هم يعملون أعمالا شتى، و كان سبعون ألف طير يظلون سقف ذلك البيت.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان، نا محمّد بن العلاء، نا يونس بن بكير، نا ابن إسحاق، نا ابن وهب بن منبّه، عن أبيه وهب قال:

أمر اللّه الريح فقال: لا يتكلم أحد من الخلائق بشيء في الأرض بينهم إلاّ حملتيه فوضعتيه في أذن سليمان، فلذلك سمع كلام النملة.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا عبد الوهاب بن محمّد، أنا الحسن بن محمّد، أنا).

ص: 272


1- كذا بالأصل و م.
2- بالأصل:«حطمى» و مثله في م، و الصواب ما أثبت. و الخطم من الدابة: مقدم فمها و أنفها (القاموس).

أحمد بن عمر، نا عبد اللّه بن محمّد القرشي، حدّثني أبو بكر العمري، حدّثني إسماعيل بن أبي أويس، عن ابن أبي فديك قال: بلغني أن سليمان النبي صلى اللّه عليه و سلم كان جالسا فرأى عصفورا يدير (1) زوجته على السفاد و هي تمتنع منه فضرب بمنقاره في الأرض ثم رفعه إلى السماء فقال سليمان: هل تدرون ما قال لها؟ قالوا: اللّه و رسوله أعلم، قال:

قال لها: و ربّ السماء و الأرض ما أريدا سعدا (2) لك، و لكن أردت أن يكون (3) من نسلي و نسلك من يسبّح اللّه في الأرض.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن العلاّف، و أخبرني أبو المعمر المبارك بن أحمد عنه.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو علي بن أبي جعفر، و أبو الحسن بن العلاّف، قالا: أنا عبد الملك بن محمّد بن بشران، أنا أحمد بن إبراهيم الكندي، أنا محمّد بن جعفر الخرائطي، نا أحمد بن محمّد بن غالب، أبو عبد اللّه البصري (4)،نا إسحاق بن إبراهيم، نا جعفر بن سليمان الضّبعي (5)،نا مالك بن دينار قال: صنع سليمان بن داود قبّة من ذهب أربعين ذراعا في أربعين ذراعا، و ركّب فيها من صنوف الجوهر، فبينما سليمان جالسا فيها إذ سقط فيه خطافان، فراود الذكر الأنثى فامتنعت عليه، فقال لها: لم تمنعيني نفسك ؟ فو اللّه لو كلفتني حمل هذه القبة (6) لحملتها، فسمع سليمان قوله فأمر فأتي بهما فقال: من القائل كذا و كذا؟ قال الذكر: أنا يا نبي اللّه، قال:

فما حملك على ذلك ؟ قال: يا نبي اللّه أنا محب و المحب لا يلام.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا عبد الكريم بن عبد الواحد الصّحّاف، أنا أبو الفرج البرجي، نا محمّد بن عمر بن حفص، نا محمّد بن عاصم، نا المقرئ، نا عبد الرّحمن بن زياد، نا سلامان بن عامر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:م.

ص: 273


1- مهملة بدون نقط بالأصل و م رسمها:«د؟؟؟ ر» و أثبتنا ما ورد في مختصر ابن منظور 144/10.
2- كذلك بالأصل و م:«ما أريدا سعدا لك» و في المختصر:«ما أريد السفاد لك».
3- بالأصل: تكون.
4- ترجمته في سير الأعلام 282/13.
5- ضبطت عن الأنساب، ذكره السمعاني و ترجم له، قال: إنما قيل له الضبعي لأنه كان ينزل في بني ضبيعة فنسب إليها و أكثرهم نزلوا البصرة.
6- بالأصل:«القفة» خطأ، و المثبت عن م.

«أ رأيتم سليمان بن داود ما أعطاه اللّه من ملكه، فإنه لم يكن يرفع رأسه إلى السماء تخشّعا حتى قبضه اللّه»[4937].

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن بن علي الماوردي، أنا عبد اللّه بن الحسن بن محمّد الخلاّل (1)،أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن علي الصّيدلاني المقرئ، نا أبو محمّد بن داود بن عبد الرّحمن بن محمّد الكاتب، نا أبو سعيد عبد اللّه بن سعيد الأشج، نا ابن إدريس، عن عبد الرّحمن بن زياد، عن من سمع عبد اللّه بن عمرو يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«ما شدّ سليمان طرفه إلى السماء تخشعا حيث أعطاه اللّه ما أعطاه»[4938].

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد الطّبراني، أنا أحمد بن علي البربهاري (2)،نا إبراهيم بن شماس، نا إسماعيل بن عياش، عن عبد الرّحمن بن زياد بن أنعم، عن سلامان بن عامر، عن مسلم بن يسار، عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«أ رأيتم ما أعطي سليمان من ملكه، فإن ذلك لم يزده إلاّ تخشّعا، و ما كان يرفع طرفه إلى السماء تخشعا من ربه عزّ و جلّ »[4939].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الجنيد المحتاجي، نا الفقيه أبو نصر عبد اللّه بن الحسين بن محمّد بن هارون الوراق - إملاء - أنا الشيخ أبو الفضل عمر بن إبراهيم الزاهد - قدم علينا-[نا] (3) أبو الحسن علي بن عيسى بن محمّد بن المثنّى الهروي، نا عبد الرّحمن بن قريش، نا محمّد بن سعيد، نا أبو محمّد سليمان بن الربيع، نا همّام بن مسلم، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:م.

ص: 274


1- بالأصل الحلال بالحاء المهملة خطأ، و الصواب بالخاء المعجمة عن م، انظر ترجمته في سير الأعلام 368/18.
2- بالأصل البزبهاري بالزاي خطأ و الصواب ما أثبت عن م و ضبط عن الأنساب و هذه النسبة إلى بربهار و هي الأدوية التي تجلب من الهند من الحشيش و العقاقير و الفلوس و غيرها.
3- زيادة لازمة للإيضاح عن م.

«خيّر سليمان بين المال و الملك و العلم، فاختار العلم، فأعطي الملك و المال لاختياره العلم»[4940].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو أحمد الفرضي، أنا عثمان بن أحمد بن السماك، نا إسحاق بن إبراهيم بن سفيان، نا علي بن مسلم، نا شيبان، نا جعفر، نا أبو عمران الجوني قال:

مرّ سليمان بن داود في مركبه و الطير تظلّه و الجن و الإنس عن يمينه و عن شماله، فمر بعابد من عبّاد بني إسرائيل قال: فقال: لقد آتاك اللّه يا ابن داود ملكا عظيما، فسمع كلامه فقال: تسبيحة في صحيفة مؤمن أفضل مما أوتي إلى داود، و ما أوتي ابن داود يذهب و تسبيحته (1) تبقى.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا الحسن بن علي، نا هارون، عن سيار، عن جعفر، نا أبو عمران الجوني قال:

مرّ سليمان بن داود و الطير تظله و الجن و الإنس عن يمينه و عن يساره، فمرّ بعابد من عبّاد بني إسرائيل، فقال: و اللّه يا ابن داود (2) لقد أعطاك اللّه ملكا عظيما، قال: فسمع سليمان كلمته، فقال: تسبيحة في صحيفة مؤمن خير مما أعطي ابن داود، ما أعطي ابن داود يذهب و التسبيحة تبقى.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا المفضّل بن محمّد، نا صامت، قال: قرأنا على أبي قرّة، نا عبد العزيز بن أبي روّاد قال:

بلغنا أن سليمان بن داود خرج يسير و هو جالس على كرسيه، و أصحابه جلوس معه على الكرسي عن يمينه و عن شماله، الريح تدفّ بهم، و الطير تظلهم فأشرف و هم كذلك على امرأتين من بني إسرائيل، قال: فعجبتا مما رأتا من ذلك، فقالتا: سبحان اللّه لقد أوتي آل داود ملكا عظيما، فسمع قولهما سليمان، فلما حاذى (3) بهما قال للريح:ت.

ص: 275


1- بالأصل:«و تسبيحه». و في م: و تسبيحة.
2- في م: يا ابن آدم.
3- بالأصل و م:«حادا» و لعل الصواب ما أثبت.

قفي، فوقفت، فقال لهما (1):ما قلتما (2) آنفا حين طلعت عليكما؟ قالتا: ما قلنا إلاّ خيرا يا نبي اللّه، قلنا: سبحان اللّه لقد أوتي آل داود ملكا عظيما، فقال لهما سليمان: فقولكما سبحان اللّه أفضل من جميع ما أوتي آل داود.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي، حدّثنا حسين بن علي، نا فضيل بن عياض قال:

كان عسكر سلميان مائة فرسخ، و كان يذبح في كل يوم ألف شاة، و ثلاثين ألف بقرة، سوى ما يلقى الطير من نواهضها و يطعم الناس الحوّارى (3) و يطعم أهله الخشكار (4)،و يأكل هو الشعير قال: وَ إِنَّ لَهُ عِنْدَنٰا لَزُلْفىٰ وَ حُسْنَ مَآبٍ (5).

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو عثمان الصابوني، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن محمّد بن عمر بن حفص الزاهر، أنا أبو منصور محمّد بن القاسم بن عبد الرّحمن بن منصور العتكي، نا الفضل بن محمّد بن المسيّب البيهقي، حدّثني سنيد بن داود، حدّثني يوسف بن محمّد بن المنكدر، عن أبيه، عن جابر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«قالت أم سليمان لسليمان يا بنيّ ، لا تكثر النوم بالليل، فإن كثر نومه بالليل يلقى اللّه فقيرا»[4941].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو العباس المحبوبي، نا محمّد بن عيسى الطّرسوسي، نا سنيد بن داود الطّرسوسي، نا يوسف بن محمّد بن المنكدر، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر.

و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنا محمّد بن علي بن محمّد الديباجي، نا أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن دينار، نا نصر بن داود.0.

ص: 276


1- بالأصل و م: لها.
2- بالأصل و م: قلت.
3- الحواري بضم الحاء و شد الواو و فتح الراء: الدقيق الأبيض، و هو لباب الدقيق (القاموس).
4- هو الخبز الأسمر غير النقي (المعجم الوسيط ).
5- سورة ص، الآية:40.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أيضا، أنا أبو محمّد أحمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان، أنا عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد بن أبي مسلم، أنا محمّد بن جعفر بن أحمد المطيري، نا أبو منصور نصر بن داود بن طوق الخلنجي (1)،نا سنيد (2) بن داود، نا يوسف بن محمّد بن المنكدر، عن أبيه، عن جابر بن عبد اللّه قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«قالت أم سليمان لسليمان يا بني لا تكثر النوم بالليل، فإن كثرة النومة بالليل تترك (3) الإنسان فقيرا يوم القيامة»، و في حديث المحبوبي: يدع صاحبه فقيرا يوم القيامة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا عبد العزيز بن أحمد - إملاء - أنا محمّد بن محمّد بن محمّد البزاز، نا أحمد بن سلمان النّجّاد، نا جعفر بن محمّد الصائغ، نا داود بن مهران.

و أنبأنا أبو علي الحداد، و حدّثني أبو مسعود العدل عنه، أنا أبو نعيم، نا علي بن أحمد بن علي المصّيصي، نا أحمد بن خليد الحلبي، نا إبراهيم بن مهدي، قالا: نا أبو حفص الأبّار، عن إسماعيل بن عبد الرّحمن، عن أبي بردة، عن أبي موسى، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«إن أول من صنعت له النّورة و دخل الحمّام سليمان بن داود، فلما دخله وجد حرّه و غمّه، قال: أوّه من عذاب اللّه أوّه أوّه، قبل أن لا يكون أوّه» زاد الحداد: أوّه، أوّه، أو أوه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، أنا أبي أبو العباس الفقيه، و أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد، و الحسين بن علي بن محمّد، و أبو القاسم بن أبي العلاء، و غنائم بن أحمد.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا عبد العزيز بن أحمد، و علي بنك.

ص: 277


1- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى خلنج و هو نوع من الخشب، ذكره السمعاني و ترجم له. و بالأصل:«أطوق» و المثبت «طوق» عن الأنساب.
2- في الأنساب (الخلنجي): سليمان بن داود.
3- بالأصل: يترك.

محمّد بن أبي العلاء، و أبو نصر بن طلاّب، و غنائم بن أحمد، و علي بن الخضر بن عبدان، و أبو القاسم نصر بن أحمد، و أبو العشائر محمّد بن الخليل، و أبو يعلى حمزة بن علي قالوا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن البوني (1)،أنا عمي عبد الواحد بن علي بن البوني (2)،قالوا: أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن أحمد بن أبي ثابت، نا أبو جعفر أحمد بن أبي عبد اللّه الحلبي الحداد، نا إبراهيم بن مهدي المصّيصي، نا أبو حفص الأبّار عن إسماعيل بن عبد الرّحمن، عن أبي بردة، عن أبي موسى قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:

«أول من صنع له الحمّام سليمان بن داود، فلما وجد حرّه قال: أوّه من عذاب اللّه، أوّه، أوّه من قبل أن لا يكون أوّه»[4942].

أخبرناه أبو القاسم الشّحّامي، أنا أحمد بن الحسين بن علي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أحمد بن الحسن، قالا: أنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا العباس بن محمّد، نا إبراهيم بن مهدي، نا عمر بن عبد الرّحمن أبو حفص الأبّار، عن إسماعيل بن عبد الرّحمن الأودي، عن أبي بردة، عن أبي موسى قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«أول من دخل الحمّامات، و صنعت له النّورة، سليمان بن داود، فلما دخله وجد حرّه و غمّه فقال: أوّه من عذاب اللّه أوّه أوّه قبل أن لا يكون أوّه» قال البيهقي: تفرد به إسماعيل الأودي. قال البخاري: لا يتابع عليه، و قال مرة: فيه نظر[4943].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبي، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، نا الحسن بن حبيب، نا عبد اللّه بن عبيد بن يحيى، أنا أبو علقمة نصر بن خزيمة بن جنادة، أخبرني أبي، عن نصر بن علقمة، عن أخيه محفوظ بن علقمة، عن عبد الرّحمن بن عائذ (3)قال: و قال عبد اللّه بن عمر (4) أنا النبي صلى اللّه عليه و سلم:ر.

ص: 278


1- كذا بالأصل، و في م:«الرى».
2- كذا بالأصل، و في م:«الرى».
3- بالأصل: عائد، انظر ترجمته في سير الأعلام 487/4 و المثبت «عائذ» عن السير.
4- بالأصل: عبد اللّه بن عمر بن عمر.

«ان اللّه لا ينظر إلى الكافر و لا ينظر إلى المدهن (1)،و قد حملت سليمان بن داود الريح و هو متكئ فعجب فاختال في نفسه فطرح على الأرض» كذا فيه، و الصواب المزهو، و هو: المعجب.

أخبرنا أبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمّد بن محمّد الزيدي (2) بالكوفة، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ببغداد، قالا: أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن إبراهيم، نا محمّد بن علي بن محمّد بن المهتدي، قالا: أنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمّد السّكّري، نا أبو بكر القاسم بن زكريا المطرّز - إملاء-.

ح و أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسن جابر بن ياسين الدّاري، نا عمر بن إبراهيم المقرئ.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا محمّد بن عبد اللّه بن الحسين الدقاق، قالا: نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز البغوي، قالا:

نا سويد بن سعيد، حدّثني حفص بن ميسرة، عن موسى بن عقبة، عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«بينا - و في حديث ابن ياسين: بينما - امرأتان و معهما ابناهما إذ جاء - و في حديث البغوي: معهما ابنان لهما فجاء - الذئب فذهب بأحدهما فقالت هذه - زاد البغوي:

لصاحبتها - إنما ذهب بابنك و قالت الأخرى: إنما ذهب بابنك فتخاصمتا - و قال المطرّز:

فاختصمتا - إلى داود فقضى به للكبرى فخرجتا - و قال المطرّز: فمرّتا - على سليمان فأخبرتاه فقال: ائتوني بسكين أشقه بينكما، فقالت الصغرى: لا، يرحمك اللّه - و في حديث ابن المهتدي و ابن ياسين: و يرحمك اللّه - هو ابنها، فقضى به للصغرى» (3)[4944]. .

ص: 279


1- كذا بالأصل و م، و تقدم في حديث «الزهي» و في النهاية:«المزهو» انظر ما لاحظناه بشأنه. و سينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب «المزهو».
2- مهملة بدون نقط بالأصل و م، انظر ترجمته في سير الأعلام 145/20.
3- ذكره ابن كثير في البداية و النهاية بتحقيقنا 32/2 و عقب ابن كثير بقوله: و لعل كلا من الحكمين كان سائغا في شريعتهم، و لكن ما قاله سليمان أرجح، و لهذا أثنى اللّه عليه بما ألهمه إيّاه و مدح بعد ذلك أباه فقال: وَ كُلاًّ آتَيْنٰا حُكْماً وَ عِلْماً... .

قال أبو هريرة: فو اللّه إن سمعت بالسكين قبل ذلك اليوم، ما كنت أقول إلاّ المدية - و في حديث البغوي بسكين و فيه و ما كنت. رواه مسلم عن سويد بن سعيد (1).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل بن محمّد، أنا أحمد بن مروان، نا إبراهيم الحربي، نا محمّد بن الحارث المدائني، عن محمّد بن عبد اللّه القرشي، عن محمّد بن كعب القرظي قال:

جاء رجل إلى سليمان النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: يا نبي اللّه إن لي جيرانا يسرقوني إوزا فنادى: الصلاة جامعة، ثم خطبهم فقال في خطبته: واحدكم يسرق إوزة جاره ثم يدخل المسجد و الريش على رأسه فمسح رجل رأسه فقال سليمان: خذوه فإنه صاحبكم.

كتب إليّ أبو بكر عبد الغفار بن محمّد، و حدّثني أبو المحاسن عبد الرزاق بن محمّد بن أبي نصر الطّبسي (2)،أنا (3) أبو بكر أحمد بن الحسن، نا أبو العباس الأصم، أنا العباس بن الوليد البيروتي، أخبرني أبي، نا سعيد بن عبد العزيز قال:

نظر سليمان بن داود إلى سنبلة قد علت فقال: اللّهم اقبضني إليك قال: فنظر إلى تلك السنبلة فإذا تحتها بعرة فقال سليمان: ارتشت الأرض فارتشى الناس.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عثمان بن عمرو بن محمّد بن المنتاب (4)،نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا عوف، عن الحسن قال:

بلغني أن داود قال لابنه: يا بني أي شيء أبرد؟ قال: عفو اللّه عن العباد، و عفو العباد بعضهم عن بعض، قال: فأي شيء أحلى ؟ قال: روح اللّه بين عباده.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (5)،نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد الفرضي، أنا عثمان بن أحمد بن السّماك، نا إسحاق بن إبراهيم بن سنين، نا يحيى بن عبدويه، نا الركن بن عبد اللّه الشامي، عن مكحول قال:ه.

ص: 280


1- رواه مسلم في صحيحه 33/5.
2- بالأصل:«الطفسي» خطأ و الصواب ما أثبت و ضبط عن الأنساب ذكره السمعاني و ترجم له.
3- من قوله «كتب إلي أبو بكر» إلى هنا سقط من م.
4- بالأصل:«النتاب» خطأ و الصواب ما أثبت عن م.
5- بالأصل: المزرقي، بالقاف، و الصواب بالفاء عن م و قد تقدم التعريف به.

بلغني أن داود النبي صلى اللّه عليه و سلم دعا سليمان ابنه فقال: يا بني أي شيء خير؟ قال: روح اللّه بين عباده، فقال: يا بني أي شيء أبرد؟ قال: عفو اللّه عن الناس، و عفو الناس بعضهم على بعض.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، و أبو الحسن بركات بن عبد العزيز، قالا: أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن بن رزقويه، أنا أحمد بن سندي، نا الحسن بن علي، نا إسماعيل بن عيسى، نا أبو حذيفة، أنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن كعب،- أو عبد اللّه بن سلام، الشك من أبي حذيفة - قال: قال داود النبي صلى اللّه عليه و سلم لسليمان حين استخلفه: يا بني أي شيء أحسن ؟ قال: روح اللّه بين عباده، و صورة حسنة في عمل صالح، و خلق حسن.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو محمّد المصري، نا أحمد بن مروان، نا جعفر بن محمّد، نا داود بن مهران، نا سفيان، عن ابن أبي نجيح قال:

قال سليمان: أوتينا مما أوتي الناس، و مما لم يؤتوا، و علّمنا ما علّم الناس و ما لم يعلّموا، فلم نجد (1) شيئا أفضل من خشية اللّه في الغيب و الشهادة، و كلمة الحق في الغضب و الرضا، و القصد في الفقر و الغنى.

أخبرنا بها عالية أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن علي البيهقي، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنا أحمد بن منصور، أنا أبو نعيم الأسفرايني (2)،أنا أبو عوانة الأسفرايني (3).

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا والدي أبو عبد اللّه، أنا أحمد بن إسماعيل العسكري، قالا: أنا يونس بن عبد الأعلى، نا سفيان، عن ابن أبي نجيح قال:

قال سليمان بن داود: أوتينا مما أوتي الناس و مما لم يؤتوا، و علّمنا ما علّم الناس و ما لم يعلّموا، فلا نجد شيئا أفضل من تقوى اللّه في السرّ و العلانية، و كلمة العدل في4.

ص: 281


1- بالأصل: يجد.
2- هو عبد الملك بن الحسن بن محمد بن إسحاق، ترجمته في سير الأعلام 71/17.
3- هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد النيسابوري، ترجمته في سير الأعلام 417/14.

الرضا و الغضب، و القصد في الغنى و الفقر، و لم يقل إسماعيل كلمة و قال: هو أفضل.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أحمد بن [الحسين البيهقي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن علي بن معاوية النيسابوري، نا أبو الوليد] (1) الفقيه، نا الحسن بن سفيان، نا يزيد بن صالح، نا خارجة، عن سعيد، عن قتادة قال: ذكر لنا أن سليمان بن داود كان يقول: اذكر الجائع إذا شبعت، و اذكر الفقير إذا استغنيت.

أخبرنا أبو نصر غالب بن أحمد بن المسلّم، أنا علي بن الحسن بن عبد السلام بن أبي الحزوّر، أنا أبو الحسن محمّد بن عوف، أنا الحسين بن إبراهيم، نا عمر بن الجنيد القاضي، نا يعقوب بن إبراهيم الدّورقي، نا سهل بن محمود، نا عنبسة القرشي عن أيوب بن عتبة، عن يحيى بن أبي كثير:

أن سليمان بن داود قال: يا بني إسرائيل، من خشي اللّه في السّرّ و العلانية، و قصد في الغنى و الفقر، و عدل في الغضب و الرضا، و ذكر اللّه على كل حال فقد أعطي مثل ما أعطيت، أو أفضل منه.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف - قراءة عليه - أنا عبد الرّحمن بن عمر بن محمّد، أنا إبراهيم بن أحمد بن علي بن فراس، نا علي بن عبد العزيز، نا أبو عبيد القاسم بن سلاّم، نا أبو مسهر، عن سعيد بن عبد العزيز قال:

قال سليمان بن داود: نظرت في الحكمة فكثر همي، و نظرت في العلم فكثر شيبي، فذهبت انظر في الأمر فإذا مع الشباب كبر، و إذا مع الغنى فقر، و إذا مع الصحة سقم، و إذا مع الحياة موت، و إذا تربتي و تربة السفيه الأحمق يصيران إلى أن يكونا سواء، إلاّ أن أفضله يوم القيامة بعمل صالح فكيف يهنأني (2) مع هذا طعام أو شراب ؟ أخبرنا أبو بكر و أبو القاسم، زاهر و وجيه ابنا طاهر (3) قالا: أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمّد الشاهد، أنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل بن يحيى.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسن0.

ص: 282


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م لاستقامة السند.
2- بالأصل:«تهنئني».
3- انظر فهارس المطبوعة المجلدة العاشرة ص 40 و 66. و انظر ترجمة زاهر بن طاهر في سير الأعلام 9/20 و ترجمة وجيه بن طاهر في سير الأعلام 109/20.

العلوي، أنا عبد اللّه بن محمّد النصرآباذي، نا عبد اللّه بن هاشم، نا وكيع، نا سفيان، عن الأعمش، عن خيثمة قال:

قال سلمان بن داود: جربنا العيش ليّنه و شديده فوجدنا يكفي منه - و قال العلوي: فوجدناه يكفي - أدناه.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا الحسن بن علي الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر بن إسماعيل قالا: نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد الوهاب بن المبارك، أنا سفيان، عن سليمان، عن خيثمة قال:

قال سليمان بن داود النبي صلى اللّه عليه و سلم: كلّ العيش قد جربناه ليّنة و شديده، فوجدناه يكفي منه أدناه.

أخبرنا بها عالية أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو محمّد بن يوسف، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا ابن عفان، نا ابن نمير، نا الأعمش، عن خيثمة قال:

قال سليمان بن داود: إنّا جربنا لين العيش و شديده فوجدنا إنما يكفي من العيش أدناه.

أخبرنا أبو محمّد السّلمي، و أبو الحسن بركات بن عبد العزيز قالا: أنا أبو بكر أحمد بن علي، أنا محمّد بن أحمد بن رزقويه، نا أحمد بن سندي، نا الحسن بن علي، نا إسماعيل بن عيسى، أنا إسحاق بن بشر، أنا مقاتل، عن قتادة، عن الحسن قال:

بلغني أن سليمان بن داود قال: العقل نجاة للعاقل بطاعته ربه، و حجته على معصية اللّه، و إن العمل القليل من العاقل أرجح من الكثير من الجاهل (1)،و مجامعة المرء العاقل على المزابل خير من مجامعة الجاهل على الزرابي.

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن بن البنّا، قالا: أنا أبو الحسن بن الآبنوسي، أنا عثمان بن عمرو بن محمّد، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا ابن المبارك، أنا الأوزاعي قال: قال يحيى:..

ص: 283


1- بعدها في و مختصر ابن منظور 147/10: و مجامعة العاقل على البرادع خير للمؤمن من مجامعة الجاهل على حشايا السندس و الاستبرق...

قال سليمان بن داود: يا معشر الجبابرة، كيف تصنعون إذا وضع المنبر للقضاء؟ يا معشر الجبابرة، كيف تصنعون إذا لقيتم ربكم الجبار فرادى ؟.

قال: و أنا ابن المبارك، أنا الأوزاعي قال: قال يحيى بن أبي كثير:

قال سليمان بن داود: يا بني إياك و كثرة الغضب، فإن كثرة الغضب تستخف (1)فؤاد الرجل الحليم.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أحمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان، أنا الحسن بن الحسن بن علي بن المنذر (2)،أنا أبو علي بن صفوان.

و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أحمد بن محمّد الجوزي، قالا: أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا الهيثم بن خارجة، نا سهل بن هاشم، و قال ابن الجوزي: بن عاصم، عن الأوزاعي قال: قال سليمان بن داود: إن كان الكلام من فضة فالصمت من ذهب.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أحمد بن الحسين الحافظ ، نا أبو الفتح محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن جعفر بن اللاّسكي (3)-بالري - أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن عمر، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي حاتم، نا أبو سعيد الأشج، نا عيسى بن يونس، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، قال: قال سليمان بن داود لابنه: يا بني لا تقطع أمرا حتى تؤامر مرشدا، فإنك إذا فعلت ذلك لم تحزن عليه.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو سعد الزاهر، نا إسماعيل الخلاّل، نا أبو الأزهر جماهر بن محمّد الدمشقي، نا محمود بن خالد، نا الوليد بن مسلم، نا أبو عمرو الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير قال:

قال سليمان بن داود لابنه: يا بني عليك بخشية اللّه فإنها غاية كل شيء، يا بني لا تقطع أمرا حتى تشاور فيه مرشدا، يا بني، عليك بالحبيب الأول فإن الأخير لا يعدله.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، نا عيسى بن علين.

ص: 284


1- بالأصل و م: يستخف.
2- ترجمته في سير الأعلام 338/17.
3- اللاسكي بتشديد اللازم ألف و فتح السين المهملة و في آخرها الكاف، هذه النسبة إلى لاسك، قال السمعاني: و هو نوع من الثياب فيما أظن.

-إملاء - نا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد، نا عبد الرّحمن بن صالح الأزدي، نا عيسى بن يونس، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير قال:

قال سليمان بن داود لابنه: يا بني لا تقطعن أمرا حتى تؤامر مرشدا، فإنك إذا فعلت ذلك لم تحزن عليه، يا بني إيّاك و كثرة الغيرة من غير سوء تراه على أهلك فترمى بالسوء من أجلك.

قال: و قال سليمان بن داود: من أراد أن يغيظ عدوه فلا يرفع العصا على ولده.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد، و أبو المنجّا حيدرة بن علي بن إبراهيم (1)،قالا: أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا عمي أبو بكر، أنا أبو العباس محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم الكتاني اليافوني (2)،نا إسماعيل بن إبراهيم التّرجماني (3)،نا عبد اللّه بن المبارك، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير قال: قال سليمان بن داود لابنه: لا تكثر الغيرة على أهلك فترمى بالشرّ من أجلك، و إن كانت بريئة، و إياك و كثرة الضحك، فإن كثرة الضحك تستخف الرجل الحليم، و عليك بخشية اللّه فانها غلبت كل شيء.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، و عمر بن عبيد اللّه بن عمر، و أبو علي بن المسلمة، و طاهر بن الحسين القواس، و عاصم بن الحسن، و هبة اللّه بن عبد الرزاق، و طراد بن محمّد.

ح و أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، و أبو الكرم المبارك بن الحسن بن أحمد بن الشهرزوري، و أبو الحسن علي بن محمّد بن يحيى الدّريني و زوجته شهدة بنت أحمد بن الفرج (4)،قالوا: أنا طراد بن محمّد.

و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي.

و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا هبة اللّه بن عبد الرزاق الأنصاري، قالوا: أنا هلال بن محمّد الحفّار، نا الحسين بن يحيى بن عياش، نا0.

ص: 285


1- ترجمته في سير الأعلام 410/18.
2- هذه النسبة إلى يافا و هي من بلاد ساحل الشام.
3- بفتح التاء و ضم الجيم، هذه النسبة إلى الترجمان، اسم جد،(الأنساب).
4- ترجمتها في سير الأعلام 542/20.

إبراهيم بن محشر، نا عبد اللّه بن المبارك، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير قال:

قال سليمان بن داود لابنه: يا بني لا تكثر الغيرة على أهلك فترمى بالشرّ من أجلك، و إن كانت بريئة، و لا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك فإن كثرة الضحك تستخف فؤاد الرجل الحليم، قال: و عليك بخشية اللّه فإنها غلبت كل شيء.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أحمد بن الحسن، قالا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا العباس بن محمّد الدوري، نا محمّد بن مصعب، نا الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير أن سليمان بن داود قال لابنه: يا بني إياك و المراء فإن جمعه (1) قليل، و هو يهيج العداوة بين الاخوان.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد الحافظ ، أنا سليمان بن إبراهيم، أنا أبو سعيد النقاش، أنا أحمد بن بندار بن إسحاق، نا أحمد بن روح البغدادي، نا أحمد بن هارون بن المهاجر، نا سيار بن حاتم، نا جعفر بن سليمان، عن مالك بن دينار قال:

خرج سليمان في موكبه فمرّ ببلبل على غصن شوك يصفر و يضرب بذنبه، فقال:

أ تدرون ما يقول هذا؟ قالوا: اللّه و رسوله أعلم، قال: فإنه يقول: قد أصبت اليوم نصف تمرة فعلى الدنيا السلام.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم، و ابنه أبو علي، و أبو الحسين الميداني، و أبو نصر بن الجبّان قالوا: أنا أبو سليمان بن زبر، نا أحمد بن محمّد بن أبي شيبة، نا علي بن شعيب البزار، نا إسحاق بن يوسف الأزرق، عن مسعر (2) بن كدام (3) عن زيد العمي، عن أبي الصّدّيق الناجي (4) قال:

خرج سليمان يستسقي فمرّ بنملة مستقيلة رافعة قوائمها إلى السماء تقول: اللّهم إنّا خلق من خلقك ليس بنا غنى عن سقياك و رزقك، فإما أن ترزقنا و إما أن تهلكنا. فقالب.

ص: 286


1- في مختصر ابن منظور 148/10 نفعه.
2- مسعر بكسر أوله و سكون ثانيه و فتح المهملة (تقريب).
3- كدام بكسر أوله و تخفيف ثانيه (تقريب).
4- بالأصل: الباجي، خطأ و الصواب ما أثبت بالنون عن م، و اسمه بكر بن عمرو الناجي. و أبو الصديق: بتشديد الدال المكسورة (تقريب) و انظر ترجمته في تهذيب التهذيب.

سليمان: ارجعوا فقد سقيتم بدعوة غيركم.

أخبرنا بها عالية أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو الفضل المطهّر بن عبد الواحد، أنا أبو عمر عبد اللّه بن محمّد بن أحمد، نا عبد اللّه بن محمّد بن عمر الزّهري، نا عمي عبد الرّحمن بن عمر رستة، نا يزيد بن هارون، نا مسعر بن كدام، عن زيد العمّي، عن أبي الصّدّيق النّاجي قال:

خرج سليمان بن داود يستسقي بالناس فمرّ بنملة و هي قائمة على رجليها رافعة يديها و هي تقول: اللّهم إنا خلق من خلقك لا غنى بنا عن رزقك فلا تهلكنا بذنوب بني آدم، فقال نبي اللّه عليه السلام: ارجعوا فقد سقيتم بغيركم.

و أخبرنا بها عالية هذا (1) أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا محمّد بن سلميان، و بشر بن موسى، قالا: نا خلاّد بن يحيى، نا مسعر، عن زيد العمّيّ ، عن أبي الصّدّيق النّاجي قال:

خرج سليمان بن داود يستسقي فمرّ بنملة مستقبلة رافعة قوائمها إلى السماء و هي تقول: اللّهم إنّا خلق من خلقك ليس بنا غنى عن سقياك و رزقك، فإما أن ترزقنا و إما أن تهلكنا، قال سليمان: ارجعوا فقد سقيتم بدعوة غيركم.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن الخطّاب في كتابه، أنا محمّد بن الحسين.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم قالا: أنا سهل بن بشر، أنا علي بن منير بن أحمد قالا: أنا أبو الطاهر محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الذّهلي، نا موسى بن هارون، نا شيبان، نا عكرمة بن إبراهيم، نا عبد الملك بن عمير عن رجل من بني سليم عن كعب الأحبار قال:

خرج سليمان بن داود نبي اللّه عليه السلام يستسقي لقومه، فإذا نملة قائمة على رجليها رافعة يديها تقول: اللّهم إنّا خلق من خلقك و لا غنى لنا عن رزقك، فأنزل علينا غيثك، و لا تؤاخذنا بذنوب عبادك، فقال سليمان عليه السلام: ارجعوا فقد استجاب اللّه لكم بدعاء غيركم، فرجعوا يخوضون الماء إلى الركب.م.

ص: 287


1- كذا بالأصل و م.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي الصقر، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن الحسين بن يوسف الأصبهاني، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن عبد اللّه النقوي (1)،نا إسحاق بن إبراهيم بن عبّاد، أنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري:

أن سليمان بن داود خرج هو و أصحابه يستسقون فرأى نملة قائمة رافعة إحدى قوائمها تستسقي قال لأصحابه: ارجعوا فقد سقيتم إن هذه النملة استسقت، فاستجيب لها.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو الدحداح، أنا محمود بن خالد، نا الفريابي، عن غالب بن عبد اللّه، حدّثني السّدّي قال:

أصاب الناس قحط على عهد سليمان النبي صلى اللّه عليه و سلم فأتوا سليمان فقال: يا نبي اللّه لو أنك خرجت بالناس فاستسقوا، فأمر سليمان فجمع بني إسرائيل، فخرجوا فإذا سليمان بنملة قائمة على رجليها باسطة يديها و هي تقول: اللّهم إنّا خلق من خلقك، و لا غنى بنا عن فضلك قال: فصب اللّه تبارك و تعالى عليهم المطر، فقال سليمان: ارجعوا فقد استجيب لكم بدعاء غيركم، و قد روي حديث الاستسقاء مرفوعا، و لم يذكر فيه اسم سليمان.

أخبرناه أبو بكر بن المزرفي (2)،نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا علي بن عمر الحربي، نا الحسن بن محمّد بن عنبر بن شاكر (3)،نا محمّد بن عزيز الأيلي، نا سلامة بن روح بن خالد، عن عقيل، عن ابن شهاب، حدّثني أبو سلمة بن عبد الرّحمن، عن أبي هريرة أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«خرج نبي من الأنبياء بالناس يستسقون اللّه، فإذا هم بنملة رافعة بعض قوائمها إلى السماء، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم: ارجعوا فقد استجيب لكم من أجل هذه النملة»[4945].4.

ص: 288


1- بفتح النون و القاف، هذه النسبة إلى نقو، قال السمعاني: و ظني أنها من قرى صنعاء اليمن. ذكره و ترجم له.
2- بالأصل: المزرقي بالقاف خطأ، و الصواب بالفاء عن م، و قد مرّ كثيرا.
3- ترجمته في سير الأعلام 256/14.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن بن علي، أنا أبو الحسن محمّد بن علي بن أحمد السيرافي، نا القاضي أبو عبد اللّه أحمد بن إسحاق النهاوندي، نا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن يعقوب المتّوثي (1)،نا أبو داود السجستاني، نا محمّد بن آدم المصّيصي، نا أبو خالد عن الأعمش، عن خيثمة قال:

كان ملك الموت صديقا لسليمان فأتاه ذات يوم فقال: يا ملك الموت ما لك تأتي الدار تأخذ أهلها كلهم و تذر الدويرة إلى جنبهم لا تأخذ منهم أحدا قال: ما أنا بأعلم بذلك منك إنما أكون تحت العرش فيلقى إلي صكّاك فيها أسماء، قال: فجاءه ذات يوم و عنده صديق له فنظر إليه ملك الموت فتبسّم ثم ذهب، قال: يقول الرجل: من هذا يا نبي اللّه ؟ قال: هذا ملك الموت، قال: لقد رأيته تبسم حين نظر إليّ ، فمر الريح فيلقيني بالهند، فأمرها فألقته بالهند قال: فعاد ملك الموت إلى سليمان فقال: أمرت أن أقبضه بالهند فرأيته عندك.

أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز، نا أبو بكر الخطيب، أنا محمّد بن أحمد بن رزقويه (2)،أنا أحمد بن سندي، نا الحسن بن علي القطان، نا إسماعيل بن عيسى، أنا علي بن عاصم، عن داود بن أبي هند عن بعض أصحابه قال: كان لداود صديق من بني إسرائيل فكان يدني مجلسه و يشاوره قال: فمات داود و ولي سلميان قال:

فنظر من أحق الناس أن يشاوره و يدني مجلسه منه ؟ قال: ما أعلم أحدا أحق من الشيخ الذي مات نبي اللّه و هو عنه راض، قال: فأرسل إليه فأدنى مجلسه، قال: و كان اللّه وكّل سليمان ملك الموت أن يدخل عليه كل يوم دخلة، فيسأله كيف هو، و يقول له: هل لك من حاجة أقضيها لك ؟ فإن قال: نعم لم يبرح ملك الموت حتى يقضيها، ثم لا يعود إليه إلاّ من الغد، قال: فدخل عليه يوما و الشيخ مسند ظهره إلى سرير سليمان، فقال له:

كيف كنت الليلة ؟ قال: بخير، قال: أ لك حاجة، قال: لا، قال: فانصرف ملك الموت و الناس يحسبون أنه رجل من الناس و هو ملك الموت، فلما خرج أقبل الشيخ على رجل سليمان فجعل يقبّلها و يقول: يا نبي اللّه كيف كان رضا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عني ؟ قال:م.

ص: 289


1- بفتح الميم و ضم التاء و هذه النسبة إلى متوث بليدة بين قرقوب و كور الأهواز (الأنساب، و انظر معجم البلدان).
2- بالأصل بتقديم الزاي خطأ و الصواب رزقويه بتقديم الراء، و قد مرّ كثيرا. و إعجامها غير واضح في م.

حسن، قال: و كيف رضاك عني منذ صحبتك ؟ قال: حسن، قال: فإني أسألك بحق اللّه إلاّ ما أمرت الريح أن تحملني فتلقيني بأقصى مدرة من أرض الهند، قال: و أخذه أفكل (1) شديد، قال سليمان: و لم ؟ قال: هو ما أقول لك، قال: فأخبرني فإني فاعل، قال: أ لم تر إلى الرجل الذي دخل عليك آنفا فسألك كيف أنت و هل لك من حاجة فقلت: لا، فإنه لحظ إليّ لحظة فما أتمالك رعدة، فقال له سليمان: سبحان اللّه و هل إلاّ رجل نظر إليك، قال: هو ما أقول لك، قال: و أراده سليمان على أن لا يفعل فأبى، قال: فدعا الريح فقال: احمليه، فألقيه بأقصى مدرة بالهند، قال: فظل سليمان لا ينتفع بشيء حزنا على الشيخ قال: ثم بات كذلك قال فجعل يقعد على سريره قبل ساعته التي كان يقعد فيها حزنا على الشيخ، قال: و دخل عليه ملك الموت، فسلم ثم قال: كيف كنت البارحة ؟ فأخبره قال: أ لك حاجة ؟ قال: الحاجة غدت بي إلى هذا المكان، قال:

مه فذكر الشيخ و منزلته من داود و منزلته مني و استيحاشه منك و ذكر ما سأله قال له ملك الموت: يا رسول اللّه منذ جئتك ما ينقضي عجبي منه إلى الساعة، إنه سقط إليّ كتاب أمس، أن اقبض روحه مع طلوع الفجر بأقصى مدرة بأرض الهند، فهبطت و ما أحسبه إلاّ هناك، فدخلت عليك فإذا هو قاعد، و قد أمرت أن أقبض روحه من الغد بأقصى مدرة بأرض الهند، فجعلت أتعجب فو الذي بعثك بالحق إني هبطت عليه مع طلوع الفجر فوجدته بأقصى مدرة من أرض الهند فقبضت روحه و تركت جسده هناك.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، و أبو عبد اللّه الحسين بن ظفر بن الحسين بن يزداد المناطقي، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا ابن منيع، نا قطن بن نسير الغبري، نا جعفر بن سليمان، نا كهمس، عن عبد اللّه بن شقيق، عن كعب قال:

أمر داود ببناء بيت المقدس، قال: فبنا فيه قدر قعدة ثم أحدث شيئا فقيل له: إنك لست بصاحبه قال: ربّ ، فمن ذريتي ؟ قال: نعم، فبناه سليمان حتى فرغ من بنائه جعل عليه مأدبة ذبح أربعة آلاف بقرة و سبعة آلاف شاة، و دعا بني إسرائيل فأكلوا، ثم قام فدخله فقال: اللّهم، أيما عبد لك دخل بيتك هذا تائبا فتب عليه، اللّهم، أيما عبد لك دخل بيتك هذا مستغفرا فاغفر له، اللّهم، أيما عبد دخل بيتك هذا مستجيرا فأجره،).

ص: 290


1- الأفكل: الرعدة (القاموس المحيط ).

فأوحى اللّه إليه أن قد استجيب لك، فلما أوحي إليه أن قد استجيب لك أن خلص الدعوة لآل داود عليه السلام.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الخلعي، أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا محمّد بن المنادي، نا وهب بن جرير، نا قرّة بن عطية قال:

أمر سليمان ببناء بيت المقدس، فقالوا لسليمان: إن زوبعة الشيطان له عين في الجزيرة، يردها كل سبعة أيام، فأتوها فنزحوها (1)،ثم صبوا فيها خمرا، فجاء لورده.

فلما أبصر الخمر قال كلاما له: أ ما علمت أنك إذا شربك صاحبك ظهر عليه عدوه - في أساجيع - قال قرّة: لا أحفظها إلا لا وردتك اليوم، فذهب ثم رجع لظمإ آخر، فلما رآها قال كما قال أول مرة، ثم ذهب و لم يشرب، ثم جاء لورده لاحدى و عشرين ليلة، و قال:

ما علمت أنك تذهبين الهم - في أساجيع له - فشرب منها، فسكر (2) فجاءوا إليه، فأروه خاتم السحرة فانطلق معهم إلى سليمان، فأمره ببناء بيت المقدس، فقال: دلوني على بيض الهدهد، فدلّ على عشه، فأكب عليه بحمحمة، فانطلق الهدهد فجاء بالماس الذي يثقب به اللؤلؤ و الياقوت، فغط الزجاجة فذهب ليأخذه فأزعجوه عنه فجاء بالماس إلى سليمان، فجعلوا يستعرضون له الجبال كأنما يخطون في الطين.

أخبرنا أبو الحسن بركات عبد العزيز، نا أبو بكر أحمد بن علي، أنا محمّد بن أحمد بن رزقويه، أنا أحمد بن سندي، نا الحسن بن علي، نا إسماعيل بن عيسى، أنا إسحاق بن بشر، أنا أبو إلياس، عن وهب بن منبّه، عن كعب قال:

إن اللّه أوحى إلى سليمان: أن ابن ببيت المقدس، فجمع حكماء الإنس و عفاريت الجن و عظماء الشياطين، ثم فرق الشياطين فجعل منهم فريقا يبنون، و فريقا يقطعون الصخر و العمل من معادن الرخام، و فريقا يغوصون في البحر فيخرجون منه الدّرّ و المرجان، الدرة منها مثل بيضة النعام و مثل بيض الدجاج و أخذ في بناء المسجد، فلم يثبت البنّاء، و كان عليه حين بناه داود، فأمر بهدمه، ثم حفر الأرض حتى بلغ الماء فقال: أسسوا على الماء فألقوا فيه الحجارة، فكان الماء يلفظ الحجارة، فدعا سليماني.

ص: 291


1- أي أخذوا ماءها (النهاية: نزح).
2- بالأصل و م: فسكن، و لعل الصواب ما أثبت باعتبار ما يلي.

الحكماء و الأحبار، و رأسهم آصف فقال: أشيروا علي، فقال آصف و من قال منهم: إنّا نرى أن نتخذ قلالا من نحاس ثم نملأها حجارة، ثم نكتب (1) عليها هذا الكتاب الذي في خاتمك لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، و محمّد عبده و رسوله ثم نلقي تلك القلال عليه في الماء، فيكون أساس البنّاء عليه، ففعل فثبتت (2) القلال، و ألقوا الصخر و الحجارة عليها، و بنى حتى ارتفع البنّاء، و فرق الشياطين في أنواع العمل، فكانت الشياطين دأبوا في عمله و جعل فرقة منهم يقطعون معادن الياقوت و الزمرد و ألوان الجوهر، فجعل للشياطين صفا مرصوصا ما بين معدن الرخام إلى حائط المسجد، فإذا قطعوا من المعدن حجرا أو أسطوانة تلقاه الأول منهم الذي يلي المعدن ثم الذي يليه، فتلقى بعضهم بعضا حتى ينتهي إلى المسجد، و جعل يقطع الرخام الأبيض منه مثل بياض اللبن من معدن يقال له السامور - ليس بهذا السامور الذي في أيدي الناس - و لكن هذا به سمي و إنمّا دلّهم على معدن السامور عفريت من الشياطين كان في جزيرة من جزائر البحر، فدلّوا سليمان عليه، فأرسل إليه بطابع من حديد، و كان خاتمه يرسخ في الحديد و النحاس فيطبع إلى الحق (3) بالنحاس، و يطبع على الشياطين بالحديد فلا يجيبه أقاصيهم إلاّ بذلك، و كان خاتمه أنزل عليه من السماء، حلقته بيضاء، و طابعه كالبرق، لا يستطيع أحد يملأ منه بصره.

فلما بعث سليمان إلى العفريت فجاءه فقال له: هل عندك من حيلة أقطع بها الصخر، فإني أكره صوت الحديد في مسجدنا هذا و صريره للذي أمرنا به من الوقار و السكينة، فقال له العفريت: ابغني وكر عقاب، فإني لا أعلم في الطير أشدّ من العقاب، و لا أنكر (4) منه حيلة، فوجدوا وكر عقاب فغطى عليه ترسا من حديد غليظ ، فجاءه العقاب فنفحه (5) برجله ليقطعه فلم يقدر عليه فحلّق في السماء متلطفا فلبث يومه و ليلته، ثم أقبل و معه خصين (6) من السامور معترض، فتفرقت له الشياطين حتى أخذوه منه،س.

ص: 292


1- بالأصل و م: تكتب.
2- بالأصل و م: فثبت.
3- في م «الحن» بالحاء المهملة و في مختصر ابن منظور 151/10 فيطبع إلى الجن بالجيم، و هو الظاهر.
4- كذا بالأصل و م، و في المختصر:«أمكر».
5- أي ضربه ضربا خفيفا.
6- بالأصل و م:«حطر» و المثبت عن مختصر ابن منظور، و الخصين: الفأس.

و أتوا به على سليمان فكان به يقطع الصخر، و عمل سليمان بيت المقدس عملا لا يوصف و لا يبلغ كنهه أحد، و زيّنه بالذهب و الفضة و الدّرّ و الياقوت و المرجان و ألوان الجواهر في سمائه و أرضه و أبوابه و جدره و أركانه شيئا لم ير مثله، و لم يعلم يومئذ كان على ظهر الأرض موضع كان أعظم منه، و لا عرض من عرض الدنيا أكثر منه، فتسامعت به الخلائق، و شهدته ملوك الأرض، و كان نصب أعينهم، و لكنهم لم يكونوا يرومونه مع سليمان، و لا يحدّثون به أنفسهم.

فلما رفع سليمان يده من البنّاء بعد فراغه و إحكامه جمع الناس فأخبرهم أنه مسجد للّه تعالى هو أمر ببنائه، و أن كل شيء فيه للّه عز و جل، و أن من انتقصه شيئا فقد خان اللّه، و أن داود كان اللّه عز و جل عهد إليه ذلك من قبل، و أوصى سليمان بذلك من بعده، فلما انتهى عمله و فرغ منه اتخذ طعاما و جمع سلميان الناس، فلم يرقط جمعا في موضع أكبر منه، يومئذ و لا طعاما (1) أكثر منه ثم أمر بالقربان فقرّب للّه عزّ و جلّ قبل أن يطعم الناس، فوضع القربان في رحبة المسجد و بين ثورين فأوقفهما قريبا من الصخرة، ثم قام على الصخرة فقال: اللّهم، أنت وهبت لي هذا الملك منّا منك عليّ و طولا عليّ و على والديّ من قبلي، و أنت الذي ابتدأتني و إياه بالنعمة و الكرامة، و جعلته حكما بين عبادك و خليفة في أرضك، و جعلتني وارثه من بعده و خليفته في قومه، و أنت الذي خصصتني بولاية مسجدك هذا قبل، و أكرمتني به قبل أن تخلقني، فلك الحمد على ذلك و المنّ و الطّول، اللّهم، و أسألك لمن دخل هذا المسجد خمس خصال: لا يدخل إليه مذنب لم يتعمده إلاّ طلب التوبة أن تقبل منه و تتوب عليه و تغفر له (2)،و لا يدخل إليه خائف لم يعمده إلاّ طلب الأمن أن تؤمنه من خوفه و تغفر له ذنبه، و لا يدخل إليه مقحط لم يعمده إلاّ طلب الاستسقاء أن تسقي بلاده، و لا يدخل إليه سقيم لم يعمده إلاّ طلب الشفاء أن تشفيه من سقمه و تغفر ذنبه، و أن لا تصرف بصرك عن من دخله حتى يخرج منه، اللّهم، إن أجبت دعوتي و أعطيتني مسألتي فاجعل علامة ذلك أن تتقبل قرباني، قال: فنزلت نار من السماء فأخذت ما بين الأفقين ثم امتد منها عنق فاحتمل القربان ثم صعد به إلى السماء.

أخبرنا أبو طاهر محمّد بن الحسين بن الحنّائي، أنا أبو علي أحمد، و أبو الحسينه.

ص: 293


1- في المختصر: فلم ير قط جمع... و لا طعام.
2- بالأصل: و يتوب عليه و يغفر له.

محمّد ابنا عبد الرّحمن قالا: أنا القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي، نا أبو جعفر أحمد بن عيسى بن أبي موسى العجلي العطار كوفي بالكوفة، نا هنّاد بن السّري، نا ابن المبارك عن الأوزاعي، عن ربيعة بن يزيد، عن عبد اللّه بن الدّيلمي، عن عبد اللّه بن عمرو قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«لما بنى سليمان البيت سأل ربه ثلاثا، فأعطاه اثنتين، و أنا أرجو أن يكون قد أعطاه الثالثة، سأله ملكا لا ينبغي لأحد من بعده فأعطاه ذلك، و سأله حكما أو علما لا ينبغي لأحد من بعده فأعطاه ذلك، و سأله أن لا يأتي أحد هذا البيت فيصلي فيه إلاّ رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه، و أنا أرجو أن قد أعطاه ذلك»، كذا قال. و رواه سعيد، عن ربيعة فزاد فيه أبا إدريس الخولاني[4946].

أخبرناه أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن عمر، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن محمّد بن أبي شريح، نا محمّد بن أحمد بن عبد الجبار، نا حميد بن زنجويه، نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس، عن ابن الدّيلمي، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«ان سليمان بن داود لما بنى مسجد بيت المقدس سأل اللّه خلالا ثلاثا، سأل اللّه حكما يصادف حكمه فأوتيه، و سأل اللّه ملكا لا ينبغي لأحد من بعده فأوتيه، و سأل اللّه حين فرغ من بنيان المسجد أن لا يأتيه أحد (1) لا ينهزه إلاّ الصلاة فيه أن يخرجه من خطيئته كهيئته يوم ولدته أمه»[4947].

قال: و نا حميد بن زنجويه، نا محمّد بن يوسف، نا الأوزاعي، حدّثني ربيعة بن يزيد، حدّثني عبد اللّه الدّيلمي، عن عبد اللّه بن عمرو قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«إن سليمان بن داود سأل اللّه ثلاثا، فأعطاه اثنتين و أنا أرجو أن يكون قد أعطاه الثالثة إن شاء اللّه، سأل اللّه حكما يصادف حكمه، فأعطاه إياه، و سأله ملكا لا ينبغي لأحد من بعده فأعطاه إياه، و سأله أيما رجل خرج من بيته لا يريد إلاّ الصلاة في المسجد - يعني بيت المقدس - أن يخرج من خطيئته مثل يوم ولدته أمه»[4948] قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«نحن نرجوا أن يكون قد أعطاه اللّه ذلك».ة.

ص: 294


1- بالأصل و م:«الحد» و لعل الصواب ما أثبت قياسا إلى الرواية السابقة.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق النهاوندي، نا محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا أبو داود السجستاني، نا عثمان بن أبي شيبة، نا قبيصة، نا سفيان، عن الأعمش، عن خيثمة قال:

قال سليمان بن داود لملك الموت: إذا أردت أن تقبض روحي فاعلمني قال: ما أنا بأعلم بذلك منك إنما هي كتب تلقى إليّ فيها تسمية من يموت.

أخبرنا أبو سعد بن أبي صالح، أنا أبو الفضل الطّبسي (1)،أنا أبو بكر الصّدفي، أنا أبو محمّد الحليمي، أنا أبو الموجّه الفزاري (2)،أنا صدقة - يعني ابن الفضل - أنا ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس: أن سليمان مكث على عصاه سنة.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا عبد الرّحمن بن علي بن محمّد بن موسى، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد السّليطي، أنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن الحسن، نا أحمد بن حفص، نا أبي حفص، حدّثني إبراهيم بن طهمان، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس أنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«إن سليمان نبي عبد (3) اللّه كان لا يصلي صلاة إلاّ وجد شجرة نابتة (4) بين يديه فيقول لها: ما اسمك: فتقول: كذا و كذا، فيقول: لما أنت ؟ فتقول: لكذا و كذا، فصلّى ذات يوم، فإذا شجرة نابتة (5) بين يديه، فقال: ما اسمك ؟ قالت: الخرنوب، فقال: لما أنت ؟ قالت: لخراب هذا البيت، فقال سليمان: اللّهم عمّ على الجن موتي - و قال مرة:

اللّهم عمّني على الجن موتي - حتى يعلم الإنس أنهم كانوا لا يعلمون الغيب، قال:

فتحتها عصا توكأ عليها حولا و هم لا يعلمون ثم أكلتها الأرضة فسقطت فعلموا عند ذلك بموته، فشكرت ذلك للأرضة فأينما كانت يأتونها بالماء و قدّروا مقدار أكلها العصا فكانت سنة» (6)[4949].

أخبرناه أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد.1.

ص: 295


1- اسمه محمّد بن أحمد بن أبي جعفر الطبسي، ترجمته في سير الأعلام 588/18.
2- اسمه محمّد بن عمرو الفزاري، ترجمته في سير الأعلام 347/13.
3- كتبت فوق الكلام بين السطرين. و في م:«نبي اللّه» بدون «عبد».
4- في م: تأتيه.
5- في م: تأتيه.
6- ذكره ابن كثير في البداية و النهاية بتحقيقنا 37/2 و الطبري 501/1.

و أخبرنا جدي أبو الفضل يحيى بن علي القاضي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء قالا: أنا أبو الحسن بن مخلد البزاز، نا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السّماك، نا القاضي البرتي - قال عبد العزيز: محمّد بن عيسى، و قال ابن أبي العلاء: أحمد بن محمّد (1) و هو الصواب - نا أبو حذيفة، نا إبراهيم بن طهمان، عن عطاء، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«إن سليمان كان لا يصلي صلاة إلاّ وجد شجرة نابتة بين يديه، فيقول لها ما اسمك ؟ فتقول: كذا و كذا، فيقول: لما أنت ؟ فتقول: لكذا و كذا، فإن كانت لغرس غرست، و إن كانت لدواء علم ذلك، فصلّى ذات يوم فإذا شجرة نابتة بين يديه، فسأل: ما اسمك ؟ قالت: الخرنوب - أو: الخروب، شك البرتي - فقال: لما أنت ؟ فقالت:

لخراب هذا البيت، فقال سليمان: اللّهم عمّ على الجن موتي حتى يعلم الإنس أن الجن كانوا لا يعلمون الغيب، قال: فنحتها عصا، ثم توكأ عليها حولا و هم لا يعلمون، قال:

ثم أكلتها الأرضة فسقط ، فعلموا عند ذلك بموته فشكرت ذلك للأرضة قال: فأين ما كانوا يأتونها بالماء قال: و قدّروا مقدار أكلها العصا فكان سنة».

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا يحيى بن محمّد بن صاعد نا الحسين بن الحسن، نا الأحوص بن جواب الضّبّي، نا عبد الجبار بن عباس الهمداني، عن سلمة بن كهيل، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:

كان سليمان بن داود إذا صلّى صلاة الغداة طلعت بين يديه شجرة فيقول لها: ما أنت ؟ و لأي شيء طلعت ؟ فتقول الشجرة كذا و كذا طلعت لداء كذا و كذا، فصلّى ذات يوم الغداة فطلعت بين عينيه شجرة فقال لها: ما أنت ؟ و لأي شيء طلعت ؟ قالت: أنا الخروب، طلعت لخراب هذه الأرض، قال: فعلم سليمان أن بيت المقدس لن يخرب، و هو حي، و أن أجله قد اقترب، فسأل ربه أن يعمي (2) على الشياطين موته، فمات على عصاه فسلّطت الأرضة على عصاه فسقط ، فخفت على الشياطين أن يأتيها بالماء حيثم.

ص: 296


1- القاضي البرتي اسمه أحمد بن محمد بن عيسى بن الأزهر، أبو العباس البغدادي، ترجمته في تاريخ بغداد 61/5.
2- بالأصل: يعمني، خطأ و الصواب ما أثبت عن م.

تبني شكرا لما صنعت بعصا سليمان.

أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن بن رزقويه، نا أحمد بن سندي، نا الحسن بن علي، نا إسماعيل بن عيسى، أنا إسحاق بن بشر، أنا إبراهيم بن طهمان، عن سعيد بن أبي قتادة، عن الحسن قال:

إن سليمان لما فرغ من بناء بيت المقدس و أراد اللّه تعالى قبضه دخل المسجد فإذا أمامه في القبلة شجرة خضراء بين عينيه، فلما فرغ من صلاته تكلمت الشجرة فقالت: أ لا تسألني ما أنا؟ فقال سليمان: ما أنت ؟ قالت: أنا شجرة كذا و كذا دواء كذا من داء كذا، فأمر سليمان بقطعها فلما كان من الغد فإذا بمثلها قد نبتت فسألها سليمان، فقال: ما أنت ؟ قالت: أنا شجرة كذا و كذا، دواء كذا من داء كذا، فأمر بقطعها فكان كل يوم إذا دخل المسجد يرى شجرة قد نبتت فيسألها فتخبره، فوضع عند ذلك كتاب الطب الفيلسوفس (1) حتى وضعوا الطب، و كتبوا الأدوية، و أسماء الشجر التي تنبت في المسجد فلما فرغ من ذلك، نبتت شجرة فدخل المسجد فلما صلّى قال لها: ما أنت ؟ قالت: أنا الخرنوب، قال: و ما الخرنوب ؟ قالت: لا أنبت في بيت إلاّ كان سريعا (2)خرابه، فقال سليمان: الآن قد علمت أن اللّه قد أذن في خراب هذا المسجد و ذهاب هذا الملك، فقطع سليمان تلك الشجرة فاتّخذ منها عصا يتوكأ عليها قال: فكانت تلك منسأته (3).

و كان سليمان يتعبد في كل سنة أربعين يوما، لا يخرج من محرابه إلى الناس عدة الأيام التي كلّم اللّه تعالى موسى و عدة توبة داود النبي صلى اللّه عليه و سلم فكان يلبس الصوف و يصوم و يقوم في محرابه، فيصف بين رجلين، و ربما اتكأ على عصاه يواصل فيها الصوم، ثم يخرج بعد الأربعين، فلما افتتن و غفر اللّه له، و ردّ عليه ملكه اجتهد في العبادة، فكان يتعبد كل سنة ثمانين يوما، فلما أراد اللّه قبضه دخل محرابه فقام يصلّي، و اتكأ على عصاه فبعث اللّه ملك الموت فقبض روحه فبقي سنة على عصاه، فانتظره [الناس] (4)0.

ص: 297


1- كذا رسمها بالأصل، و في م: الفيلفسوفس.
2- بالأصل و م: سريع.
3- رسمها بالأصل:«مند؟؟؟ ه» و الصواب ما أثبت عن م، و المنسأة بلسان الحبشة العصا.
4- زيادة عن م، و انظر مختصر ابن منظور 154/10.

ثمانين يوما فلم يخرج فقالوا: قد اجتهد في العبادة، إنه كان مجتهدا أربعين يوما، ثم زاد حتى بلغ ثمانين يوما، فلم يخرج، و إنه قد اجتهد أيضا فكانوا لا يعلمون بموته، لا الجن و لا الإنس، و كانت الجن و الشياطين متفرقين في أصناف الأعمال فليس أحد يعلم بموته حتى سلّط اللّه الأرضة على عصاه التي كان يتوكأ عليها، فأكلتها فوقع سليمان و العصا فذلك قول اللّه عز و جل فَلَمّٰا قَضَيْنٰا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مٰا دَلَّهُمْ عَلىٰ مَوْتِهِ إِلاّٰ دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ يعني عصاه فَلَمّٰا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أنه ميت أَنْ لَوْ كٰانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مٰا لَبِثُوا فِي الْعَذٰابِ الْمُهِينِ (1).

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الأصبهاني - شفاها - أنا منصور بن الحسين بن علي، و أحمد بن محمود بن أحمد، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، نا هارون بن عقيل بن عمير الكتّاني العسقلاني، نا أبو عمير، نا ضمرة، عن عباس بن عودان في قوله: وَ إِنَّ لَهُ عِنْدَنٰا لَزُلْفىٰ وَ حُسْنَ مَآبٍ (2)قال: يسقى شربة يوم القيامة في الموقف على رءوس الخلائق.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن أحمد بن علي الزجاجي، أنا أبو مسلّم عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد بن أبي مسلم الفرضي، حدّثني أبو عبد اللّه علي بن سليمان صاحب الحكيمي في شوال سنة أربعين و ثلاثمائة، نا الحسن بن عرفة، نا علي بن ثابت الجزري، عن المكيين عمرو بن دينار و غيره في قوله وَ إِنَّ لَهُ عِنْدَنٰا لَزُلْفىٰ وَ حُسْنَ مَآبٍ قال: لا يزال يدنيه و يدنيه حتى يمس بعضه.

أخبرنا أبو طاهر محمّد بن أبي بكر بن عبد اللّه السّنجي، و أبو محمّد بختيار بن عبد اللّه الهندي، قالا: أنا أبو [علي] (3) الحسن بن محمّد بن عبد العزيز بن إسماعيل التككي، أنا أبو علي بن شاذان، أنا عثمان بن أحمد، نا أحمد بن عبد الجبار، نا وكيع بن الجرّاح، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد، عن عبيد بن عمير: وَ إِنَّ لَهُ عِنْدَنٰا لَزُلْفىٰ قال: ذكر الدنو منه يوم القيامة حتى ذكر أنه يمس بعضه. هذا في حق داود عليه السلام لأنه يوافي القيامة خائفا من ذنبه، فيؤمنه اللّه بإكرامه بقربه. و قد روي: أنه).

ص: 298


1- سورة سبأ، الآية:14.
2- سورة ص، الآية:40.
3- زيادة لازمة عن م، انظر ترجمته في سير الأعلام 259/19 و التككي نسبة إلى بيع التكك (الأنساب).

يدنيه حتى يلصق بقائمة من قوائم عرشه فحينئذ يأمن من أليم بطشه، و اللّه أعلم.

أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد، أنا أحمد بن سندي، نا الحسن بن علي، نا إسماعيل بن عيسى، أنا إسحاق بن بشر، عن محمّد بن إسحاق، عن الزهري و غيره: أن سليمان عاش اثنتين (1)و خمسين سنة، و كان ملكه أربعين سنة.

قال: و أنا إسحاق، أنا أبو روق، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن ملكه عاش عشرين سنة، فاللّه أعلم (2).

2663 - سليمان بن داود بن جناح بن روح بن جناح

حكى عن أبيه، حكى عنه ابنه أبو الأشعث غالب.

2664 - سليمان بن داود بن أبي حفص

أبو الرّبيع الجيلي (3)

سمع بدمشق أبا الحسن بن أبي الحديد، و أبا الحسن علي بن الخضر السّلمي.

و حدث عن أبي صالح محمّد بن أبي عدي بن الفضل السّمرقندي.

روى عنه أبو الفتح نصر بن إبراهيم، و كتب عنه علي بن الخضر السّلمي.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه الشافعي، نا نصر بن إبراهيم الزاهد - إملاء - قال: كتب إليّ أبو صالح محمّد بن أبي عدي السّمرقندي، و أخبرني أبو الربيع سليمان بن داود بن أبي حفص الجيلي - بقراءتي عليه - عنه، نا عبد الوهاب بن جعفر بن علي بن جعفر الميداني، نا أبو الحسين أحمد بن علي بن عبد اللّه بن سعيد، حدّثني أبو القاسم عبد الصمد بن سعيد الكندي - إملاء - نا أحمد بن سليمان الزّنبقي، نا حفص بن عمر المربعي قال: خرجنا من بغداد نريد شعيب بن حرب الواسطي بمدائن

ص: 299


1- نقله ابن كثير في البداية و النهاية 39/2 و في الكامل لابن الأثير:«ثلاث و خمسين سنة» و في الطبري: نيّفا و خمسين سنة.
2- البداية و النهاية 39/2 بتحقيقنا.
3- ضبطت عن الأنساب، و هذه النسبة إلى بلاد متفرقة وراء طبرستان و يقال لها كيل و كيلان فعرب و نسب إليها و قيل: جيلي و جيلاني.

كسرى، فضاق علينا منزله فخرج إلى شط دجلة إلى موضع يقال له الرّقّة، فقلنا له: يا أبا صالح معنا أحاديث نريد أن نسألك عنها، فقال: كم أنتم حتى أحدثكم حديثين في الورع.

أما أحدهما: فرأيته بعيني و صحبته برجلي.

و أما الآخر: فحدّثني به حبيبي سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري.

خرجت حاجا فلما كنت على سيف البحر أقبل رجلان كأنما ارتكضا في رحم، يعظم كل واحد منهما صاحبه، فقالا لي: ما يحبسك هاهنا؟ فقلت: سفينة أركب فيها إلى الحج، فبينا نحن كذلك إذ أقبلت سفينة فيها قمح مصبوب، فركبنا فيها و القلع مشرع، فمدّ أحد الفتيين يده إلى حبة قمح، فألقاها إلى فيه، فنظر إليه صاحبه فقال له:

مه ما صنعت ؟ قال: سهوت، قال: و أنا أصحب من يسهو عن اللّه، ثم قال: يا ملاح قرّب أنزلني، و إلاّ قذفت بنفسي في البحر، فتهاون به الملاح، فقلت أنا بجهلي به: يا هذا من حبة قمح ألقاها صاحبك إلى فيه تلقي نفسك في البحر؟ فلم ينظر إلى صاحبه، و نظر إليّ فقال لي: هيه استصغرت الذنب، و لم تنظر من عصي، ثم صاح صيحة حتى بلغ رأسه سقف السفينة، ثم رفع يضطرب مثل الفرخ المذبوح، فرششنا على وجهه الماء حتى أفاق، فقال: يا ملاح قرّب أنزلني، و إلاّ قذفت نفسي في البحر، فتهاون به الملاح، فاجتمع بأثوابه ثم زج في نفسه في البحر، فما كانت إلاّ غوصة حتى علا الماء إلى صدره ثم غاب عنا فلم نره، فقلت أنا لصاحبه: يا هذا، من حبة قمح ألقيتها إلى فيك، طرح صاحبك نفسه في الماء، فقال: و اللّه إني لرفيقه مذ ثلاثين عاما، ما رأى مني زلة غيرها، فقلت في نفسي: هذا و اللّه يدل على فحوى قوله: إنه ما عصى اللّه عز و جل منذ ثلاثين عاما، فقلت له: هل لك في الصحبة رحمك اللّه ؟ قال لي: هو ذا نحن و أنت على هذا العود، فكنت معه أخدمه، فأنصت لحديثه، و أفطر معه، و يذكر صاحبه و لا يذكره، كأنه لا يشك إلاّ أنه سيسبقه إلى الموضع الذي يريد، فلم نزل حتى أتينا جدة ثم نزلنا منها حتى أتينا مكة، فبينا يدي في يده في الطواف، إذ بصرت بصاحبه فقلت في نفسي: لا ينكر لأولياء اللّه عز و جل أن يسبقوا السفن (1)،يا فلان هذا رفيقك، قال: أين تراه ؟ فأوقفته عليه فجعل يريد أن يسلم عليه فيها به، ثم جسر فسلّم عليه، فردّ عليه السلامم.

ص: 300


1- رسمها بالأصل:«الف» كذا، و الصواب عن م.

و قال له: لبّ للّه عز و جل بالتوبة من ذنبك، ثم قال هو: لبيك اللّهم بالتوبة من ذنبي و ذنب صاحبي، ثم التفت إليه فقال: من هذا معك ؟ قال: هذا رفيقنا الذي وجدناه على سيف البحر، فالتفت إليّ بوجه طلق، فقال: أما إنه جزاك اللّه عن رفيقي خيرا، قد كنت له أنسا و مستراحا، فقلت له: هل لك في الصحبة رحمك اللّه ؟ فقال لي: نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن صحبة الثلاثة لأن لا يتناجى اثنان دون الثالث فقلت: فما دمتما بمكة، فلما كان الغدّ حال بيني و بينهما قطار جمال فالتفتّ أطلبهما، فلم أجدهما، فلم أزل أسأل عنهما و أبحث فلم أجد أحدا يعطيني لهما خبرا، فإن يكن أحد من الأبدال فهما ذانك الفتيان.

و أما الآخر فحدّثني سفيان الثوري قال: بينا أمشي يوما إذ ضرب بيده على كتفي فقال لي: يا أبا صالح أ لا أحدثك حديثا في الورع ؟ فقلت:[بلى، قال:] (1) بلغني أن المسيح عيسى بن مريم مرّ بمقبرة فناداها: يا أهل القبور، تخبرونا أم نخبركم، أم عن جوابنا منعتم ؟ أما نحن فنخبركم: أما أزواجكم فقد استبدلوا بعدكم أزواجا، و أما أولادكم فقد حشروا في زمرة اليتامى، و أما منازلكم التي بنيتم و شيدتم فقد سكنها غيركم، و أما أموالكم التي اكتسبتموها فقد أخذها غيركم، هذا خبر ما عندنا فما عندكم ؟ ثم دنا إلى قبر منها مفرد فضربه برجله و قال: أقسمت عليك إلاّ قمت بإذن اللّه عز و جل، فخرج من القبر رجل فقال: ما الذي أردت مني يا روح اللّه ؟ فإني لواقف في الحساب منذ سبعين سنة حتى أتتني الصيحة الساعة: أجب روح اللّه، فقال له: يا هذا، لقد كنت كثير الذنوب في الدنيا، فقال: و اللّه يا روح اللّه ما كنت إلاّ حمالا أحمل على رأسي فأكسب حلالا، و أنفق قصدا، و أتصدق فضلا، فقال: سبحان اللّه حمّال على رأسه يكسب حلالا، و ينفق قصدا، و يتصدق فضلا، و أنت في الحساب منذ سبعين عاما، فقال له:

و تعجب من ذلك يا روح اللّه، إنه مما وبّخني به ربي و عيّرني أن قال لي: عبدي اكتراك جارك فلان لتحمل له حزمة من قصب فأخذت منها شظية، فتخللت بها و ألقيتها في غير موضعها، استهانة منك بي و أنت تعلم أني أنا اللّه فوقك أطلع و أرى، قال: فشاب مقدم رأس عيسى بن مريم من هول ما سمع ثم قال: هؤلاء أصحاب الشظايا فما بالكم يا أصحاب الجذوع ؟.ل.

ص: 301


1- الزيادة ما بين معكوفتين للإيضاح عن م، و قد سقطت الكلمتان من الأصل.

2665 - سليمان بن داود بن خالد بن عبّاد

ابن زياد بن أبيه، المعروف بابن أبي سفيان

من ساكني جرود (1) من إقليم معلولا، ذكره أحمد بن حميد بن أبي العجائز الأزدي في تسمية من كان بدمشق و غوطتها من بني أمية.

و ذكر امرأته أم عبد اللّه ابنة أيوب بن خالد بن عبّاد بن زياد.

2666 - سليمان بن داود بن عبد اللّه

أبو أيّوب النّيسابوري

و يعرف بابن داود النّسوي، من ساكني شادياخ محلة بنيسابور.

سمع بدمشق أبا زرعة، و يزيد بن محمّد بن عبد الصمد (2) الدمشقيين، و بغيرها:

محمّد بن يحيى الذّهلي، و محمّد بن يزيد السلمي، و أبا قلابة، و عبد اللّه بن أحمد بن أبي مسرّة (3).

روى عنه أبو زكريا يحيى بن محمّد العنبري (4)،و أبو العباس أحمد بن محمّد الدقاق النّيسابوريان.

قرأت بخط أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا العباس أحمد بن محمّد الدقاق يقول: سمعنا تاريخ أبي زرعة الدمشقي من سليمان بن داود النّسوي من محلّة شادياخ. قال: و سمعته يقول: ولدت (5)في الشّادياخ في الشهر الذي توفي فيه أحمد بن حرب.

قال أبو عبد اللّه الحافظ : سليمان بن داود بن عبد اللّه النّيسابوري أبو أيوب و يعرف بابن داود النّسوي كان (6) أبوه نزل نيسابور، و توفي سليمان بنيسابور، سمع

ص: 302


1- جرود بالفتح، من إقليم معلولا من أعمال غوطة دمشق. و قال ياقوت في مادة معلولا: إقليم من نواحي دمشق له قرى.
2- ترجمته في سير الأعلام 151/13.
3- ترجمته في سير الأعلام 632/12.
4- ترجمته في سير الأعلام 533/15.
5- بالأصل: ولدت فالشاذياخ.
6- قوله: من محلة شاذياخ إلى هنا سقط من م.

بخراسان و العراق و الحجاز و الشام، حدّثني أبو محمّد الشيباني قال: مات سليمان بن داود النّيسابوري بنيسابور سنة عشرين و ثلاثمائة.

2667 - سليمان بن داود بن عبيد اللّه

ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي

قتل يوم نهر أبي فطرس في سنة اثنتين و ثلاثين و مائة، له ذكر.

2668 - سليمان بن داود بن مروان بن الحكم

ابن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس الأموي

كان يسكن في دير البخت (1) من أعمال دمشق، و خلف على فاطمة بنت عبد الملك بن مروان بعد عمر بن عبد العزيز، فولدت له هشام بن سليمان، و كان سليمان أعور فقيل فيه الخلف الأعور، و قيل إن الخلف الأعور هو داود، يشهد له قول القائل:

أبعد الأغرّ ابن عبد العزيز *** قريع قريش إذا يذكر

تبدلت داود مختاره *** إلاّ ذلك الخلف الأعور

2669 - سليمان بن داود

أبو داود الخولاني الدّاراني (2)

أخو عثمان بن داود.

روى عن الزهري، و عمر بن عبد العزيز، و أيوب بن نافع بن كيسان، و أبي قلابة الجرمي، و عمير بن هانئ، و أبي بردة بن أبي موسى.

ص: 303


1- دير البخت على فرسخين من دمشق، كان يسمى دير ميخائيل، و كان عبد الملك قد ارتبط عنده بختا و هي جمال الترك فغلب عليها (ياقوت).
2- ترجمته في تهذيب التهذيب 402/2 و ميزان الاعتدال 200/2 و تاريخ داريا ص 87 و الكامل لابن عدي 274/3. و الخولاني نسبة إلى خولان قبيلة بالشام. و الداراني نسبة إلى داريا قرية من قرى غوطة دمشق.

روى عنه يحيى بن حمزة، و الوضين بن عطاء، و صدقة بن عبد اللّه السّمين، و هشام بن الغاز.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا علي بن محمّد بن طوق، أنا عبد الجبار بن محمّد بن مهنى (1)،نا أبو عبد اللّه الهروي، و أبو الحسن أحمد بن عمير قالا: نا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم البرقي، نا عمرو بن أبي سلمة، نا صدقة بن عبد اللّه، عن سليمان بن داود الخولاني، عن أبي قلابة، [قال:] حدّثني عشرة من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن صلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في ركوعه و سجوده و حاله: أنه كان يصلّي نحوا مما رأى عمر بن عبد العزيز يصلّي.

قال سليمان: و التقينا عند عمر بن عبد العزيز، و ذكر الحديث بطوله، كذا فيه.

و أخبرنا بالحديث بتمامه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (2)،أنا ابن سلم، نا دحيم، نا الوليد بن مسلم، عن صدقة بن عبد اللّه، عن سليمان بن داود الخولاني قال: سمعت أبا قلابة الجرمي يقول: حدّثني عشرة من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن صلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في قيامه و ركوعه و سجوده بنحو من صلاة أمير المؤمنين - يعني عمر بن عبد العزيز - قال سليمان: فرمقت عمر في صلاته فكان بصره إلى موضع سجوده، و إذا كبّر فركع لم يرفع رأسه حتى يرى أن كلّ من خلفه قد ركع، ثم يرفع رأسه و يعتدل قائما حتى نرى أنّ كل من خلفه قد رفع، ثم يسجد فلا يرفع رأسه حتى يرى أن كل من خلفه قد سجد، ثم إذا رفع رأسه للقيام، رجع على صدور قدميه حتى يعتدل قائما، و إذا سلّم لم يقم حتى يأخذ (3)به عمامته، فيمسح بها وجهه.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن علي بن الحسين الصوفي، و أبو بكر محمّد بن الفضل بن محمّد بن علي، قالا: أنا أبو مسلم محمّد بن علي بن محمّد بن الحسين، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن المقرئ، نا أبو يعلى، و ابن منيع، و حامد بن شعيبذ.

ص: 304


1- الخبر في تاريخ داريا ص 87.
2- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 275/3.
3- بالأصل: تأخذ.

البلخي، قالوا: أنا الحكم بن موسى، نا يحيى بن حمزة، نا داود (1) بن سليمان، عن الزّهري، عن أبي بكر بن محمّد، عن أبيه، عن جده أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كتب إلى أهل اليمن، و ذكر حديث الديات بطوله، و اللفظ لأبي يعلى، كذا قال ابن المقرئ لم يزد عليه، و الصواب سليمان بن داود.

أخبرناه أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا إبراهيم بن منصور، أنا محمّد بن إبراهيم بن المقرئ، أنا أبو يعلى أحمد بن علي، نا الحكم بن موسى، نا يحيى بن حمزة، عن سليمان بن داود، أخبرني الزّهري، عن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم، عن أبيه عن جده، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كتب إلى أهل اليمن، و هذه نسختها: بسم اللّه الرّحمن الرحيم، من محمّد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و ذكر الحديث بطوله.

و أخبرناه أبو المظفّر بن القشيري، و أبو القاسم المستملي، قالا: أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا محمّد بن أحمد بن حمدان، أنا أحمد بن علي بن المثنّى الموصلي، و أبو العباس الحسن بن سفيان بن عامر - بنسا - و أبو عبد اللّه أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي - ببغداد - و أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز البغوي، و أبو العباس حامد بن محمّد بن شعيب البلخي ببغداد - و اللفظ له - و في حديث زاهر: أنا أبو يعلى الموصلي - بها - و الحسن بن سفيان - بنسا - و ذكر الباقين قالوا: أنا الحكم بن موسى، نا يحيى بن حمزة، عن سليمان بن داود، حدّثني الزّهري عن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن جده أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كتب إلى أهل اليمن بكتاب فيه الفرائض و السنن و الديات، و بعث به مع عمرو بن حزم فقرئت على أهل اليمن، و هذه نسختها (2):بسم اللّه الرّحمن الرحيم، من محمّد النبي إلى شرحبيل بن عبد كلال - زاد أبو المظفّر: و نعيم بن عبد كلال و الحارث بن عبد كلال و قالا:- قيل ذي رعين و معافر (3) و همدان. أما بعد. فقد رجع رسولكم و أعطيتم من المغانم: خمس اللّه عزّ و جلّ ، و ما كتب على المؤمنين من العشر في العقار ما سقتن.

ص: 305


1- كذا بالأصل و هو خطأ فقد قلب اسمه، و هو صاحب الترجمة، و الصواب: سليمان بن داود، و سينبه المصنف إلى الصواب في آخر الخبر.
2- راجع نسخته في الطبري 381/2 و فتوح البلدان ص 82 و سيرة ابن هشام 258/4 و البداية و النهاية 75/5 و طبقات ابن سعد 356/1 و 530/4 و الأموال لأبي عبيد ص 13 و 27.
3- معافر من قبائل اليمن، بطن من كهلان.

السماء أو كان سيحا (1) أو كان بعلا ففيه العشر إذا بلغ خمسة أوسق - زاد زاهر: و ما سفي بالرّشاء و الدالية ففيه نصف العشر إذا بلغ خمسة أوسق (2) و قالا:- و في كل خمس من الإبل سائمة شاة إلى أن تبلغ أربعا و عشرين، فإذا زادت واحدة على أربع و عشرين ففيها ابنة - و قال زاهر: بنت مخاض - فإن لم توجد بنت مخاض - فابن لبون، ذكر إلى أن تبلغ خمسا و ثلاثين، فإذا زادت على خمس و ثلاثين واحدة ففيها ابنة - و قال أبو المظفر:

بنت - لبون إلى أن تبلغ خمسا (3) و أربعين، فإذا زادت واحدة على خمسة و أربعين ففيها حقّة (4) طروقة الجمل (5) إلى أن تبلغ ستين، فإذا زادت واحدة على ستين ففيها جذعة (6)إلى أن تبلغ خمسا و سبعين، فإذا زادت واحدة على خمس (7) و سبعين ففيها بنتا - و قال زاهر: ابنتا - لبون إلى أن تبلغ تسعين، فإذا زادت واحدة ففيها حقتان طروقتا الفحل إلى أن تبلغ عشرين و مائة، فما زاد ففي كل أربعين بنت لبون، و في كل خمسين حقة طروقة الجمل (8)،و في كل ثلاثين باقورة (9) بقرة تبيع جذع أو جذعة - و لم يقل أبو المظفر:

بقرة - و في كل أربعين باقورة بقرة و في كل أربعين شاة سائمة شاة إلى أن يبلغ عشرين و مائة فإذا زادت على عشرين و مائة ففيها شاتان إلى أن تبلغ مائتين، فإذا زادت واحدة فثلاث إلى أن تبلغ ثلاثمائة، فما زاد ففي كل مائة شاة شاة، و لا تؤخذ في الصدقة هرمة و لا ذات عوار (10) و لا تيس الغنم، و لا يجمع بين متفرق (11)،و لا يفرق بين مجتمع (12)خيفة الصدقة، فما أخذ من الخليطين فانهما يتراجعان بينهما بالسوية، و في كل خمس أواق من الورق خمسة دراهم، فما زاد ففي كل أربعين درهما درهم، و ليس فيما دونا.

ص: 306


1- السيح: هو الماء الجاري المنبسط على الأرض، و هو أعمّ من العين.
2- أوسق جمع وسق، و الوسق: ستون صاعا.
3- بالأصل: خمسة.
4- الحقة و الحق بكسر الحاء المهملة من الإبل ما يستحق أن يحمل عليه و الجمع حقاق.
5- كذا و في النهاية: و في حديث الزكاة: فيها حقة طروقة الفحل.
6- الجذعة من الإبل ما دخلت في الخامسة.
7- بالأصل: خمسة.
8- كذا و في النهاية: و في حديث الزكاة: فيها حقة طروقة الفحل.
9- الباقورة بلغة اليمن البقر، هكذا قال الجوهري، فيكون قد جعل المميز جمعا (النهاية).
10- الهرمة محركة: الكبر، و العوار: العيب.
11- بمعنى النهي للمصدّق أي ليس له أن يجمع بين متفرق في الملك، كأن يكون لكل واحد من الشركاء عشرون شاة فيجمع بينهما ليأخذ منها الصدقة.
12- هذا خطاب لرب المال، و هو أن يفرّق رب المال ماله المجتمع، كأن يكون له أربعون فإذا أظله المصدق فرقها لئلا يؤخذ صدقتها أي لا يفرق بين المال المجتمع في الملك و إن تفرقت أماكنها.

خمس أواق، و في كل أربعين دينارا دينار، و ان الصدقة لا تحل لمحمّد - قال زاهر: عليه السلام، و قالا:- و لا لأهل بيته إنما هو الزكاة تزكو بها أنفسكم و لفقراء المسلمين و في سبيل اللّه عز و جل و ليس في رقيق و لا مزرعة و لا عمالة شيء إذا كانت تؤدي صدقتها من العشر، و ليس في عبد مسلم - و قال أبو المظفر: المسلم - و لا في فرسه شيء.

قال يحيى لفضل (1):و كان في الكتاب إن أكبر الكبائر عند اللّه عزّ و جلّ يوم القيامة الشرك باللّه عزّ و جلّ ، و قتل النفس المؤمنة بغير حق، و الفرار في سبيل اللّه يوم الزحف، و عقوق الوالدين، و رمي المحصنة، و تعلم السحر، و أكل الربا، و أكل مال اليتيم، و إن العمرة الحج الأصغر و لا يمس القرآن إلاّ طاهر، و لا طلاق قبل إملاك (2)، و لا عتاق حتى يبتاع، و لا يصلّينّ أحد منكم في ثوب واحد ليس على منكبه شيء، و لا يحتبي في ثوب واحد ليس بين فرجه و بين السماء شيء، و لا يصلي أحدكم في ثوب واحد و شقّه باد، و لا يصلّينّ أحد منكم عاقصا شعره، و كان في كتابه: أن من اعتبط (3)مؤمنا قتلا عن بيّنة فإنه قود إلاّ أن يرضى أولياء المقتول، و إن في النفس الدية مائة من الإبل، و في الأنف إذا أوعب جدعه (4) الدية، و في الرجل الواحدة نصف الدية، و في المأمومة (5) ثلثا - و قال أبو المظفر: ثلث الدية - و في الجائفة (6) ثلث الدية، و في المنقّلة (7) خمس عشرة من الإبل، و في كل إصبع من الأصابع في اليد و الرجل عشر من الإبل، و في السن خمس من الإبل، و في الموضحة (8) خمس من الإبل، و الرجل يقتل، و قال أبو المظفر: يقتل (9) بالمرأة و على أهل الذهب ألف دينار.

رواه أبو داود بطوله عن الحكم بن موسى. و رواه النسائي عن عمرو بن منصورر.

ص: 307


1- بالأصل: أفضل، و المثبت يوافق عبارة مختصر ابن منظور 159/10.
2- الإملاك: التزويج و عقد النكاح (النهاية).
3- الاعتباط : القتل بلا جناية و لا جريرة من المقتول يوجب قتله شرعا.
4- بالأصل: جذعه و في م: حدعه و الصواب بالدال المهملة: أي قطع جميعه كما في النهاية لابن الأثير.
5- المأمومة: الشجة التي بلغت أم الرأس و هي الجلدة التي تجمع الدماغ (النهاية).
6- الجائفة: الطعنة التي تنفذ إلى الجوف.
7- المنقلة: كالمحدّثة و هي الطعنة التي تخرج منها صغار العظام، و تنتقل من أماكنها، أو هي التي تنقل منها فراش العظام و هي قشور تكون على العظم دون اللحم.
8- الموضحة: هي التي تبدي وضح العظم أي بياضه.
9- غير مقروءة بالأصل و م و رسمها:«يصلى» و المثبت عن المختصر.

النّسائي، عن الحكم بن موسى، و لم يذكر: بسم اللّه الرّحمن الرحيم و لا الحارث بن عبد كلال، و زاد: و في اللسان الدية، و في الشفتين الدية، و في البيضتين الدية، و في الذكر الدية، و في الصلب الدية، و في العينين الدية، و كأنه سقط من هذه الرواية.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة بن إسماعيل الجرجاني، أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف بن إبراهيم السهمي، أنا أبو أحمد عبد اللّه بن عدي بن عبد اللّه الجرجاني الحافظ (1)،قال: سمعت عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز قال: قد أخرج أحمد بن حنبل هذا الحديث في مسنده عن الحكم بن موسى، عن يحيى بن حمزة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتّاني، أنا علي بن محمّد الطّبراني، أنا عبد الجبار بن محمّد الخولاني (2)،أنا أبو عبد اللّه محمّد بن يوسف الهروي، نا ابن الدّورقي قال: قال يحيى بن معين: حدث يحيى بن حمزة، عن سليمان بن داود، عن الزّهري حديثا في الصدقات، و هو شيخ شامي.

قال عبد الجبار بن محمّد (3):و سليمان بن داود كان حاجبا لعمر بن عبد العزيز، و كان مقدما عنده، و ولد سليمان بداريّا إلى اليوم.

أنبأ أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم، و أبو صادق مرشد بن يحيى بن القاسم بن علي.

ح و أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم، أنا سهل بن بشر قالوا: أنا أبو الحسن محمّد بن الحسين النّيسابوري البزاز، أنا القاضي أبو طاهر محمّد بن أحمد بن عبد اللّه بن نصر بن بحير، نا عبد اللّه بن محمّد البغوي، عن الحكم بن موسى، قال: سمعت أحمد بن حنبل و سئل عن حديث سليمان بن داود هذا فقال: أرجو أن يكون صحيحا.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، و أبو القاسم زاهر بن طاهر قالا: أنا أحمد بن الحسين البيهقي، أنا أبو سعد الماليني.9.

ص: 308


1- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 275/3.
2- تاريخ داريا ص 86.
3- المصدر السابق ص 89.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف قالا: أنا أبو أحمد بن عدي (1) قال: سمعت عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز يقول: سمعت أحمد بن حنبل و سئل عن حديث الصدقات هذا الذي يرويه يحيى بن حمزة أ صحيح هو؟ فقال: أرجو أن يكون صحيحا.

أخبرنا أبو محمّد المزكّي، نا عبد العزيز الصوفي، أنا أبو محمّد المعدّل، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2) قال: و عرضت على أبي عبد اللّه أحمد بن حنبل حديث يحيى بن حمزة الطويل في الديات فقال: هذا رجل من أهل حرّان يقال له سليمان بن أبي داود و ليس بشيء.

قال أبو زرعة: فحدّثت أنه وجد في كتاب يحيى بن حمزة عن سليمان بن أرقم الحديث، عن الزهري و لكن الحكم بن موسى لم يضبط .

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، و أبو محمّد بن أبي نصر، و أبو بكر القطان، و أبو القاسم بن أبي العقب (3)، قالوا: أنا أبو القاسم بن أبي العقب قال: قيل لي: إن سليمان بن داود هذا حرّاني يلقب بومه كذا وجدته في تاريخ يحيى بن معين فيما حدّثنا أبو الحسن الهروي، عن عثمان بن سعيد السّجستاني عن يحيى بن معين، و حكى قول يحيى فيه. قال عثمان: أرجو أنه ليس هو كما قال يحيى لأن يحيى بن حمزة الحضرمي روى عنه أحاديث حسانا مستقيمة، و قال عثمان: هو دمشقي و هو سليمان بن داود الخولاني قال أبو الحسن الهروي: هو في أصل يحيى بن حمزة عن سليمان بن رافع، و إنما غلط عليه الحكم بن موسى فقال: عن سليمان بن داود، كذا قال ابن أبي العقب.

و قد أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء المقرئ، أنا أبو بكر البابسيري، نا الأحوص بن المفضّل بن غسان، أنا أبي، عن يحيى بن معين قال: حديث سليمان بن داود في الصدقات يحيى بن حمزة يحدث عنه فقال شيخ شامي ضعيف قال: و كان من كتاب عمر بن عبد العزيز.!.

ص: 309


1- الكامل لابن عدي 275/3.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 455/1.
3- كذا بالأصل أبو القاسم بن أبي العقب ؟!.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده قال: سمعت أحمد بن سليمان يقول: سمعت أبا زرعة عبد الرّحمن بن عمرو يقول: الصواب سليمان بن أرقم، قال ابن منده: و رأيت في كتاب يحيى بن حمزة بخطه عن سليمان بن أرقم، عن الزهري، و هو الصواب.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن، أنا أبو المظفّر هنّاد بن إبراهيم بن محمّد النّسفي، أنا [أبو] (1) عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد بن سليمان بن كامل الغنجار، نا خلف بن محمّد، نا صالح بن محمّد، نا عبد الرّحمن بن إبراهيم دحيم قال: نظرت في أصل كتاب يحيى بن حمزة حديث الصدقات لعمرو بن حزم فإذا هو عن سليمان بن أرقم فقال لي دحيم: ها هو ذا عند ولد يحيى بن حمزة يحب أن ينظر فيه قال: قلت: لا يكفيني أن تحدّثني به أنت.

قال: و سمعت أبا علي صالح بن محمّد يقول: كتب عني مسلم بن الحجاج هاتين الحكايتين - يعني هذه، و حكايته في علة حديث محمّد بن عيسى بن سميع في مقتل عثمان.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (2) قال: و لا أعلم في جميع الكتب كتابا أصح من كتاب عمرو بن حزم و قال: كان أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم و التابعون يرجعون إليه و يدعون آراءهم.

حدّثنا أبو بكر وجيه بن طاهر بن محمّد، أنا أحمد بن الحسن بن عبد اللّه بن حمدون، أنا ابن الشرقي، نا محمّد بن يحيى، نا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز، عن الزهري قال: جاءني أبو بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم برفعه من آدم فيها مكتوب هذا بيان من اللّه و رسوله، فذكر بعض هذا الحديث الطويل.

قال: و نا محمّد بن يحيى، نا أبو اليمان، أنا شعيب، عن الزهري قال: قرأت صحيفة عند أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم ذكر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كتبها لعمرو بن2.

ص: 310


1- زيادة لازمة من م، انظر ترجمته في سير الأعلام 304/17.
2- كتاب المعرفة و التاريخ 216/2 و نقله عن يعقوب ابن حجر في تهذيب التهذيب 402/2 و ميزان الاعتدال 200/2.

حزم حين أمّره على نجران فإذا فيها: بسم اللّه الرّحمن الرحيم هذا بيان من اللّه و رسوله، و ذكر بعض الحديث.

في نسخة الكتاب الذي أخبرناه أبو البركات الأنماطي، أنا أبو محمّد بن المظفّر، أنا أبو الحسن العتيقي، أنا أبو يعقوب بن الرحيل، نا أبو جعفر العقيلي (1)،حدّثني عبد اللّه بن علي، نا محمّد بن يحيى، نا أبو صالح، عن الليث، عن يونس، عن ابن شهاب قال: قرأت في كتاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الذي كتبه لعمرو بن حزم قال محمّد بن يحيى: لم يسند الحديث: يونس و لا شعيب، و لا سعيد بن عبد العزيز، و ذكروا أنه كتاب، غير أنهم نقصوا (2) من الحديث. و رواه سليمان بن داود بطوله، و هو مجهول، و قد روى يحيى بن حمزة عنه أشياء، عن عمر بن عبد العزيز من الرأي و الحديث برواية (3) يونس و شعيب و سعيد أشبه أن تكون كتابا (4)،و الكلام الذي في حديث سليمان بن داود لا أرفعه و هو (5) غير ثابت محفوظ إن شاء اللّه.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالوا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (6) قال: سليمان بن داود الخولاني الشامي عن الزهري، عن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم:

«لا طلاق قبل نكاح» بطوله، قاله أحمد بن سليمان، عن يحيى بن حمزة و قال أبو اليمان: أنا شعيب، عن الزهري. قرأت عند أبي بكر بن عمرو كتابا فذكر عن النبي صلى اللّه عليه و سلم بعضه.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي4.

ص: 311


1- الخبر في كتاب الضعفاء الكبير 127/2 للعقيلي.
2- رسمها بالأصل:«اتفقوا» و لا معنى لها هنا، و المثبت عن الضعفاء الكبير للعقيلي.
3- بالأصل: فرواية، و المثبت عن العقيلي.
4- من قوله: أشبه إلى هنا سقط من العقيلي، و بالأصل: كتاب.
5- قوله: و هو غير، مطموس مكانها بالأصل و أضيفت عن هامشه، و العبارة في الضعفاء للعقيلي: و هو عندنا ثابت محفوظ .
6- التاريخ الكبير 10/4.

-إجازة - ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (1) قال: سليمان بن داود الخولاني الشامي.

روى عن الزهري.

روى عنه يحيى بن حمزة، سمعت أبي يقول ذلك، قال أبو محمّد: روى عن عمر بن عبد العزيز، سمعت أبي يقول: سليمان بن داود الدمشقي شيخ ليحيى بن حمزة لا بأس به يقال إنه سليمان بن أرقم، و اللّه أعلم.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا تمام بن محمّد، أنا جعفر بن محمّد بن جعفر، نا أبو زرعة قال في تسمية نفر يحدثون عن عمر بن عبد العزيز: سليمان بن داود الخولاني.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا علي بن محمّد البجّائي (2)،أنا علي بن أحمد بن محمّد الزّوزني، أنا محمّد بن حبان البستي قال: سليمان بن داود هو سليمان بن داود الخولاني، من أهل دمشق، ثقة مأمون، و سليمان بن داود اليمامي لا شيء، و جميعا يرويان عن الزّهري.

أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق بن بشرى، أنا القاضيان أبو تمام علي بن محمّد بن الحسن العبدي، و أبو الغنائم محمّد بن علي الدجاجي في كتابيهما عن أبي الحسن الدارقطني قال: سليمان بن داود الخولاني الشامي ليس به بأس، عن الزهري، و عن عمر بن عبد العزيز، فقد روى عنه حديث عن الزهري، عن أبي بكر بن حزم الحديث الطويل لا يثبت عنه قال غير الحكم بن موسى: أنه سليمان بن أرقم.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو سعد الماليني.

ح و أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم قالا: أنا أبو أحمد بن عدي (3) قال: و قد روى عن سليمان بن داود يحيى بن حمزة، و صدقة بن عبد اللّه من الشاميين، و أما حديث الصدقات فله أصل في بعض (4) ما رواه معمر عن الزهري، عنر.

ص: 312


1- الجرح و التعديل 110/4.
2- ضبطت عن التبصير 126/1.
3- الكامل لابن عدي 276/3 ط دار الفكر - بيروت.
4- عند ابن عدي: في بعض رواة معمر.

أبي بكر بن (1) عمرو بن حزم فأفسد (2) إسناده، و حديث سليمان بن داود مجوّد (3)الإسناد.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، قال: قد أثنى على سليمان بن داود الخولاني هذا أبو زرعة الرازي، و أبو حاتم الرازي، و عثمان بن سعيد و جماعة من الحفاظ ، و رأوا هذا الحديث الذي رواه في الصدقات موصول الإسناد حسنا، و اللّه أعلم.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، نا أبو بكر أحمد بن علي، أنا أحمد بن حمد الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين فسليمان بن داود الذي يروي حديث الزهري في الصدقات من هو؟ فقال: ليس بشيء.

قال عثمان بن سعيد: أرجو أنه ليس كما قال يحيى، و قد روى عنه يحيى بن حمزة أحاديث حسان كأنها مستقيمة و هو دمشقي خولاني.

أخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس، أنا أبو سعد (4) محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى قال: و سئل - يعني يحيى بن معين - عن حديث الصدقات الذي كان يحدث به الحكم بن موسى، عن يحيى بن حمزة، عن سليمان بن داود، عن الزّهري فقال: سليمان بن داود و ليس يعرف، و ليس يصح هذا الحديث.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو القاسم السهمي، أنا أبو أحمد بن عدي (5)،أنا أحمد بن علي المطيري، نا عبد اللّه بن الدورقي قال: قال يحيى: حدث يحيى بن حمزة عن سليمان بن داود حديثا في الصدقات، شيخ شامي ضعيف.5.

ص: 313


1- بالأصل: عن، و المثبت عن ابن عدي.
2- بالأصل: فاسند، و المثبت عن م، و انظر ابن عدي.
3- بالأصل: مجرد، و المثبت عن م، و انظر ابن عدي.
4- بالأصل و م: أبو سعيد، خطأ، و الصواب ما أثبت قياسا إلى أسانيد مماثلة.
5- الكامل لابن عدي 274/3-275.

قال ابن عدي: سليمان بن داود الخولاني دمشقي.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل، أنا محمّد بن الحسين الزّعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة قال: سئل يحيى بن معين عن سليمان بن داود الذي يحدث عنه الزهري. روى عنه يحيى بن حمزة فقال سلميان بن داود الذي يحدث عنه الزهري روى عنه يحيى بن حمزة فقال: ليس بشيء.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا محمّد بن هبة اللّه بن الحسن، أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران، أنا عثمان بن أحمد بن عبد اللّه بن السماك، أنا محمّد بن أحمد بن البراء قال: قال علي بن المديني سليمان بن أبي داود الذي روى عن الزهري حديث عمرو بن حزم في الدّيات منكر الحديث، و ضعفه.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو بكر محمّد بن جعفر قال: و سئل - يعني محمّد بن إسحاق بن خزيمة - عن سليمان بن داود الذي روى عن الزهري عن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده الحديث الطويل في الصدقات، فقال: لا يحتج بحديثه إذا انفرد.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو ياسر محمّد بن عبد العزيز، أنا أحمد بن محمّد بن غالب - إجازة - قال: هذا ما وافقت عليه أبا الحسن الدارقطني من المتروكين: سليمان بن داود الخولاني عن الزهري.

2670 - سليمان بن داود الخشني

أحد حملة القرآن

كان ممن يحضر الدراسة في السبع في عصر تابعي التابعين.

حكى عنه محمّد بن شعيب بن شابور، تقدمت حكايته عنه في ترجمة سليمان بن بزيع.

ص: 314

2671 - سليمان بن داود [الدمشقي]

2671 - سليمان بن داود [الدمشقي] (1)

حدّث عن أبي معاوية شيبان بن عبد الرّحمن النحوي (2).

روى عنه محمّد بن موسى القطان.

أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسين بن أحمد بن القاسم بن أحمد الصوري، حدّثنا نصر بن إبراهيم الزاهد، أنا أبو القاسم عمر بن أحمد بن محمّد الواسطي، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن عبد الرّحمن الملطي، نا أبو علي الحسن بن علي الرافعي (3)،نا عبد اللّه بن الحسين بن جابر البزار، ثنا محمّد بن موسى القطان، نا سليمان بن داود الدمشقي، نا شيبان أبو معاوية عن قتادة، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«من طلب العلم ليباهي به العلماء، أو يماري به السفهاء، أو يصرف به وجوه الناس إليه فهو في النار»[4950].

2672 - سليمان بن داود الدمشقي

حدّث عن أبي سهل أحمد بن محمّد بن عمر بن يونس اليمامي.

روى عنه: عبد اللّه بن محمّد بن يوسف.

2673 - سليمان بن رحيق

أبو بكر الأنصاري الأندلسي

سمع بدمشق: أبا علي (4) بن أبي نصر سنة اثنتين و ثلاثين و أربعمائة.

روى عنه: نصر بن إبراهيم المقدسي.

ص: 315


1- الزيادة وردت في نسبه أثناء الترجمة.
2- ترجمته في سير الأعلام 406/7.
3- في م: الرافقي.
4- بالأصل:«أنا أبو علي» خطأ و الصواب ما أثبت عن م.

2674 - سليمان بن الربيع

2674 - سليمان بن الربيع (1)

[من أهل سهيه، أحد الزهّاد، و كان من ابط المحرس الحوارنة بعكا، حكى مخلد السهمي.

حكى عنه أبو أحمد بن سكر الطبراني] (2).

2675 - سليمان بن زيادة الغساني

كان في عسكر عبد العزيز بن الحجّاج بن عبد الملك الذي وجهه يزيد بن الوليد لقتال من توجه إلى دمشق من أهل حمص للطلب بدم الوليد بن يزيد، و حكى شيئا من أمر الحرب.

حكى عنه عمر بن مروان الكلبي.

2676 - سليمان بن أبي السائب القرشي مولاهم

من أهل دمشق. حكى عنه ابنه (3) الوليد بن سليمان.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم أنا نصر بن إبراهيم، و عبد اللّه بن عبد الرزاق بن فضيل، قالا: أنا أبو الحسن بن عوف، أنا أبو علي بن صفر، أنا أبو بكر بن خريم (4)،نا هشام بن عمّار، نا ابن أبي السائب و هو عبد العزيز بن الوليد بن سليمان بن أبي السائب قال: و سمعت أبي يذكر أن أباه كان ينهاه أن يمشي في السراويل وحدها.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد اللبناني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر (5)،أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (6) قال: بنو أبي السائب أهل بيت من أهل دمشق،

ص: 316


1- كذا بالأصل، ذكره و لم يزد على ذلك. و الزيادة بين معكوفتين استدركت عن م، و قوله: سهيه كذا في م، و قوله:«كان من أبط المحرس» كذا في م.
2- كذا بالأصل، ذكره و لم يزد على ذلك. و الزيادة بين معكوفتين استدركت عن م، و قوله: سهيه كذا في م، و قوله:«كان من أبط المحرس» كذا في م.
3- بالأصل: أبيه، خطأ. و المثبت عن م.
4- بالأصل: حريم بالحاء المهملة، و الصواب بالخاء المعجمة، و قد مرّ التعريف به.
5- بالأصل:«صعر» خطأ و الصواب ما أثبت عن م، و اسمه عبد الرحمن بن أبي نصر ترجمته في سير الأعلام 366/17.
6- الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 447/1.

أهل علم و فضل، وليد و عبد العزيز ابنا سليمان بن أبي السائب، و أبوهما [و] (1)عبد العزيز بن الوليد بن سليمان الذي يقال له عبيد.

2677 - سليمان بن سعد الخشني مولاهم

2677 - سليمان بن سعد الخشني مولاهم (2)

كاتب عبد الملك بن مروان، و الوليد، و سليمان، و عمر بن عبد العزيز من أهل الأردن، كان يصحب عبد الملك بن مروان. و حكى عنه و عن ابن شهاب.

روى عنه عبد اللّه بن نعيم الأردني، و يحيى بن سعيد الأنصاري.

و ذكره أبو الحسين الرازي في تسمية كتّاب أمراء دمشق، و ذكر أنه أول من نقل الديوان من الرومية إلى العربية، و ذكر أن داره بدمشق كانت في ناحية باب الفراديس عن يمين الداخل.

أخبرنا أبو القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد بن خالد، أنا عبد الرزاق بن عمر بن موسى بن شمة (3)،أنا أبو بكر بن المقرئ - إجازة - أنا محمّد بن زيان بن حبيب بن زيان المصري، نا محمّد بن رمح، أنا الليث، عن يحيى بن سعيد، عن سليمان بن سعد، عن ابن شهاب:

أن رجلا أتى عمر بن الخطاب فقال: كيف تأمرني أن لا أبالي في اللّه لومة لائم أم أقبل على خويصة نفسي ؟ فقال له عمر: إن ولّيت شيئا من أمر الناس فلا تبال (4) في اللّه لومة لائم، و إن لم يك شيئا فأقبل على نفسك و أمر بالمعروف و انه عن المنكر، قال ابن شهاب: فذكرتها لعمر بن عبد العزيز فقام بها على المنبر فقلت له: ما حملك على هذا؟ فقال: إني لم أسمّك.

قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأ علي بن الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنبأ أبو الحسن بن جوصا، نا أحمد بن هارون، نا هارون بن أبي عبيد اللّه. قال ابن جوصا: و حدّثنا أبو عبد اللّه، نا أحمد بن عبيد اللّه، عن هارون بن معاوية، نا عبد الغني بن عبد اللّه بن نعيم القيني،

ص: 317


1- زيادة لازمة عن أبي زرعة.
2- ترجمته في الوزراء و الكتّاب للجهشياري ص 40 و الوافي بالوفيات 391/15.
3- ترجمته في سير الأعلام 149/18.
4- بالأصل: تبالي.

عن أبيه، عن سليمان بن سعد قال:

دخلت على عبد الملك حين أتته وفاة عبد العزيز بن مروان من مصر و كان مروان عهد لعبد العزيز بعد عبد الملك فعزيته عنه، ثم قلت: إنكم كنتم أردتم بعبد العزيز أمرا أراد اللّه غيره، و قد ردّ اللّه ذلك إليك يا أمير المؤمنين لتعمل فيه بالحق أو لتحق قال:

فسكت عبد الملك فما ردّ إلي حرفا حتى إذا كان من الغد في مثل تلك الساعة حين استيقظ من القائلة و كان عند دنو الصلاة قال: ردّ علي قولك بالأمس في عبد العزيز فرددته عليه، قال: من ترى ؟ قال: و وجهه متغير و كأنه نظر فيما أظن أن سأسمي له من ذوي الفضل من قريش، فقلت: يا أمير المؤمنين الأمر أعظم من هذا من أن انظر فيه أو أشير فقال: ما أنت ببارح مكانك حتى تسمّي من ترى، فقلت: أمير المؤمنين أعلم بولده قال: فأسفر وجهه فقال: إذا أخبرك عنهم: الوليد أطوعهم لأمري و خيرهم إذا أغلق عليه بابه، فقلت: هذا مع السن يا أمير المؤمنين أما على ذلك فلا تقص (1) يا أمير المؤمنين عما بلغ رجل (2)،و لكن أرسل في هذا الأمر إلى كل جند من أجناد الشام رجلا من أصحابك و ثقاتك و اكتب معه إلى أمير الجند فسله فيمن يرى العهد و تعلم (3) صاحبك أن رأيك في الوليد و سليمان، و تأمره أن يوجه إليك خمسين رجلا من جنده و وجوه (4) من أشرافهم حتى يطلبوا ذلك لهم منك و يشيروا به عليك.

قال عبد اللّه بن نعيم فحدّثني الضحاك بن عبد الرّحمن بن عرزب (5) الأشعري قال: كتب الرسول إلى سليمان بن عبد الملك بفلسطين بكتاب عبد الملك فإذا سليمان لما له من الفضل في عقله و منطقه لا يريد أن يكتب إلى عبد الملك..... (6) به أخاه الوليد فكلمت رجاء بن حيوة فقلت: إن صاحبك هذا لا يريد أن يفسد على نفسه عند أمير المؤمنين في تركه ما يعرف من رأيه في تبدية الوليد لسنه و موقعه منه، فكتب إليه سليمان يذكر أخاه و وضع عند الوفد ما أراد أبوه عبد الملك فيهما و لهما.».

ص: 318


1- كذا بالأصل و م.
2- كذا بالأصل و م.
3- بالأصل و م: و تعلمه.
4- كذا بالأصل و م.
5- مهملة بالأصل بدون نقط و صورتها:«عررب» و في م:«عورب» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 603/4.
6- لفظة غير مقروءة بالأصل، و رسمها في م:«بكد».

قال الضحاك فقدمت الصّنّبرة (1) بكتاب سليمان فقلت و عليّ ثياب السفر لم أنزعها و عبد الملك بها: يا أمير المؤمنين إن اللّه قد جعل في العهد كذا و كذا، فذكر ما فيه من الفضل ما أعجب لتأخير ذلك، إني لأعلم أن لك شغلا و هموما فيما يأتيك من أطراف ثغورك، و لكني أعجب لقوم قد اختصصتهم بصحبتك (2) و اخترتهم من قبائلهم كيف لا يناشدونك غدوة و عشية في تعجيل هذا الأمر، فقال عبد الملك: إذا أخذ الناس مجالسهم عندي العشية فكلمني بمثل هذا الكلام، فانصرفت و قد كنت سرت سيرا أجهدت فيه نفسي فما استيقظت حتى صلّى عبد الملك و جلس للناس، فلما لم يرني عبد الملك نظر إلى بعض من عنده فقال: أين الضحاك ؟ فصلّيت و لبست ثيابي، فلما دخلت عليه قمت بين السّماطين فتكلمت بمثل ما تكلمت به في ذكر العهد، فلما بلغت إلى أني أعجب من قوم اخترتهم من قبائلهم و أكرمتهم بصحبتك كيف لا يناشدونك اللّه غدوة و عشية في تعجيل هذا الأمر فقال الناس من نواحي السماطين: صدق، صدق و اللّه يا أمير المؤمنين، فلما كثر القول منهم و ارتفع الصوت قال عبد الملك بيده كفّوا، فلما سكتوا قال: قد تكلم متكلمكم فأبلغ و أمير المؤمنين، ناظر فيما طلبتم إليه من تعجيل هذا الأمر إن شاء اللّه ثم سار إلى الجابية فعقد لهما به، و كانت الجابية من منازل الخلفاء إذا أرادوا أمرا، و فيها اجتمعت الرءوس في أمر مروان بن الحكم، و عبد اللّه بن الزبير.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم عنه، نا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد الفرضي، نا محمّد بن يحيى الصّولي، نا الغلابي، نا محمّد بن عبد الرّحمن التيمي عن أبيه عن هشام بن سليمان قال:

كان سليمان بن سعد الشامي قد كتب لعبد الملك و الوليد و سليمان و كان حازما ذا رأي، فكان يقول: لو صحبني رجل فقال: اشترط عليّ خصلة واحدة ودع ما سواها لقلت: لا تكذبني.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن علي السيرافي، أنا أحمد بنم.

ص: 319


1- الصنبرة بالكسر ثم الفتح و التشديد ثم سكون الباء الموحدة موضع بالأردن مقابل لعقبة أفيق، بينه و بين طبرية ثلاثة أميال (ياقوت).
2- بالأصل:«اختصصهم بصحتك» و الصواب ما أثبتناه عن م.

إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط (1) قال في تسمية كتّاب عبد الملك: الخراج (2)،و الجند: سرجون بن منصور الرومي، فمات سرجون فولّى - يعني عبد الملك - سليمان بن سعد مولى خشين حي من قضاعة، و هو أول من ترجم ديوان الشام بالعربية.

و قال خليفة في تسمية كتاب (3) الوليد: الخراج (4)،و الجند: سليمان بن سعد مولى خشين.

ذكر أبو محمّد بن زبر فيما نقلته من كتاب ابنه أبي سلميان قال: و قال عبد اللّه بن نعيم و أظنه عطفه على إسناد قدمه قبل ذلك، قال فيه: حدّثت (5) عن هارون بن أبي عبيد اللّه - و هو ابن معاوية - عن عبد الغني بن عبد اللّه بن نعيم، عن أبيه قال: حدّثنا سليمان بن سعد أن عبد الملك دعاه و هو بالصّنّبرة و سليمان بن سعد على ديوان الأردن قد ولي مكان رجل من النصارى، و سرجون على جماعة دواوين العرب و العجم.

قال سليمان: فخلا بي عبد الملك فقال: إن ما يلي النصارى من أمور المسلمين لم يزل يغيظني، و إني لغلام أفد إلى معاوية ثم قال: لقد أردت أن أذكر ذلك أيام مروان فذكر شيئا منعه منه، ثم دعاني إلى أن يوليني عمل سرجون قال: فهبت ذلك و لم أجبه إليه، و ذكرت بعض ما أتخوف ألاّ أعرف عمله. قال: إني بعون اللّه أوثق مني لك بعلمك. فبينا هو يذكر ذاك إذ سمع تنحنح روح بن زنباع (6) و كان لا يحجب فقال لي:

تنحّ فإن روحا لا يكتم شيئا قال: ثم إنه قال لروح: إني كلمت كاتب جندكم هذا، و روح يومئذ على الأردن، فذكر له ما ذكر لي من أمر سرجون ثم دخل و تركني و روحا فأقبل عليّ روح يحثني أن أقبل ما عرض عليّ من ذلك حتى كان من قوله: إن أمير المؤمنين قد اهتم من هذا بما تركه غيره من الخلفاء، فإن أنت تركت أن تقبل ذلك تخوفت أن يدوم الأمر على ما كان عليه من تولية النصارى. قال: و اشتكى سرجون بعد ذلك مرضه الذي مات فيه، فأرسل إليه عبد الملك من ترى لعملك الذي أنت فيه ؟ قال: إن كان منأ.

ص: 320


1- تاريخ خليفة بن خياط ص 299.
2- بالأصل: الجراح، و مهملة بدون نقط في م، و المثبت عن تاريخ خليفة.
3- تاريخ خليفة ص 312.
4- بالأصل: الجراح، و مهملة بدون نقط في م، و المثبت عن تاريخ خليفة.
5- بالأصل: حديث، و لعل الصواب ما أثبت عن م.
6- تقدمت ترجمته في كتابنا، و بالأصل: زوج خطأ.

المسلمين فسليمان بن سعد، و إن كان من النصارى ففلان، رجل من أهل بعلبك، فمات سرجون، و ولّى عبد الملك سليمان بن سعد فهو أول مسلم ولي الدواوين كلها و حوّلها بالعربية.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء بن أبي منصور، أنا أبو الفتح منصور بن الحسين بن علي بن القاسم، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة، نا أيوب بن محمّد الوزان، حدّثني ضمرة عن علي - هو - ابن أبي جملة قال: قال عمر بن عبد العزيز لسليمان بن سعد: قد بلغني أن أبا فلان عاملنا كان زنديقا، قال: و ما يضرك يا أمير المؤمنين كان أبو النبي صلى اللّه عليه و سلم كافرا فما ضره، فغضب غضبا شديدا، و قال: ما وجدت له مثلا إلاّ النبي صلى اللّه عليه و سلم ؟، فعز له (1).

2678 - سليمان بن سلمة بن عبد الجبار

أبو أيوب (2) الخبائري الحمصي (3)

ابن أخي،- و يقال: ابن أخت - عبد اللّه بن عبد الجبار.

سمع بدمشق: محمّد بن شعيب بن شابور (4)،و الوليد بن مسلم، و زيد بن يحيى بن عبيد، و يوسف بن السفر البيروتي، و يعقوب بن الجهم بن سوار، و محمّد بن إسحاق العكاشي، و محمّد بن حرب الأبرش (5)،و بقية بن الوليد، و إسماعيل بن عياش، و محمّد بن خالد أخا أحمد بن خالد الوهبي، و يحيى بن سعيد العطّار الحمصي، و أبا فراس المؤمّل بن سعيد بن يوسف الرّحبي، و عتبة بن السكن الفزاري، و عبد العظيم بن حبيب.

روى عنه يعقوب بن سفيان الفارسي، و علي بن الحسين بن الجنيد، و عثمان بن خرّزاد الأنطاكي، و محمّد بن أبي عزيز، و أبو بكر محمّد بن محمّد بن سليمان

ص: 321


1- الخبر نقله الصفدي في الوافي بالوفيات 390/15-391.
2- بالأصل:«أنوف» خطأ و الصواب عن مصادر ترجمته.
3- ترجمته في ميزان الاعتدال 209/2 و الكامل لابن عدي 293/3 و الأنساب (الخبائري). و الخبائري نسبة إلى الخبائر، و هو بطن من الكلاع.
4- بالأصل: سابور، و الصواب شابور بالشين المعجمة عن م.
5- مهملة بالأصل و صورتها:«الابرس» و الصواب ما أثبت عن م.

الباغندي، و أحمد بن محمّد بن عنبسة الحمصي، و أبو عروبة الحسين بن محمّد بن مودود الحرّاني، و أبو محمّد أحمد بن عاصم البلخي، و أحمد بن علي بن مسلم الأبّار، و إبراهيم بن محمّد بن عرق الحمصي، و الحسين بن إسحاق التّستري الدقيقي، و أحمد بن النّضر العسكري، و أبو سليمان داود بن أحمد البرقي (1) الأنطاكي، و أبو هاشم وريزة (2) بن محمّد الغسّاني الحمصي، و أبو بكر أحمد بن إسحاق بن صالح الوزان، و أحمد بن سليمان الصّوري، نزيل عرقة (3)،و يحيى بن محمّد بن عمران بن أبي الصفراء البالسي، و هنبل (4) بن محمّد بن يحيى السليمي و غيرهم.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أحمد بن محمود الثقفي، أنا محمّد بن إبراهيم، نا أبو عروبة، نا سليمان، نا بقية بن الوليد، عن أبي عبد السلام عبد القدوس بن قيس، عن إسحاق بن عبد اللّه بن أبي طلحة، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«طلب العلم فريضة على كل مسلم»[4951].

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي - إجازة-، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين الصيرفي، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد ابن خيرون: و محمّد بن الحسن الأصبهاني قالا:- أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو عبد اللّه البخاري (5) قال:

سليمان بن سلمة بن عبد الجبار الخبائري (6).

سمع سليمان بن ناشرة، نا أحمد بن عاصم عنه، و سمع منه عبد اللّه بن عبد الجبار.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو عليي.

ص: 322


1- بالأصل و م:«البوقي» و الصواب ما أثبت، انظر الأنساب (البرقي).
2- بالأصل: و دبزة، خطأ و في م: وبرة. و الصواب ما أثبت و ضبط عن تبصير المنتبه.
3- بالأصل عرفة و في م:«قرفه» و الصواب ما أثبت، و هي بلدة في شرقي طرابلس، بينهما أربعة فراسخ (ياقوت).
4- بالأصل: هنيك، و الصواب ما أثبت عن م و ضبط عن التبصير 1449/4.
5- التاريخ الكبير 19/4.
6- بالأصل: الجبايري، و الصواب عن البخاري.

الأصبهاني - إجازة - ح قال: و أنا أبو طاهر الهمداني، أنا أبو الحسن الفأفاء قالا: نا أبو محمّد بن أبي حاتم (1) قال: سليمان بن سلمة سمع منه أبي، و لم يحدث عنه، و سألته عنه فقال: متروك الحديث لا يشتغل به فذكرت ذلك لابن الجنيد - يعني علي بن الحسين - فقال: صدق، كان يكذب و لا أحدث عنه بعد هذا.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو أحمد الحاكم، قال: أبو أيوب سليمان بن سلمة بن عبد الجبار الخبائري (2)الحمصي ابن أخي عبد اللّه بن عبد الجبار عن محمّد بن شعيب، و الوليد بن مسلم، ليس بالقوي عندهم.

روى عنه يعقوب بن سفيان الفارسي، و عثمان بن خرّزاد (3) الأنطاكي، كناه أبو عروبة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو القاسم السهمي، أنا أبو أحمد بن عدي (4) قال: سليمان بن سلمة الخبائري (5) حمصي يكنى أبا أيوب، ثم ذكر له حديثه عن بقية، عن الأوزاعي، عن إسحاق بن عبد اللّه، عن أنس:

«طلب العلم» و حديثه عن بقية، عن مالك، عن الزهري، عن أنس:«انتظار الفرج عبادة».

ثم قال: الحديث الأول للأوزاعي قد رواه عن بقية عن الأوزاعي غير سليمان هذا، و قد روى بعض الرواة عن بقية، عن أبي عبد السلام الوحّاظي عن إسحاق بن عبد اللّه، عن أنس، و الحديث الثاني عن بقية، عن مالك، لا أعلم يرويه عن بقية غير سليمان، و هو منكر من حديث مالك، و لسليمان بن سلمة أحاديث صالحة غير ما ذكرته عن محمّد بن حرب و بقية و غيرهما، و له عن أبي (6) حرب عن الزبيدي غير حديث، أنكرت عليه.ش.

ص: 323


1- الجرح و التعديل 121/4.
2- بالأصل: الجبايري، و الصواب عن البخاري.
3- بالأصل و م:«حرزاد خطأ و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 378/13.
4- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 293/3 ط دار الفكر - بيروت.
5- بالأصل:«الحبابري» خطأ. و مهملة بدون نقط في م.
6- ابن عدي:«ابن حرب» و لعله محمّد بن حرب الأبرش.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، و أبو يعلى حمزة بن علي قالا: أنا سهل بن بشر.

أخبرنا علي بن منير، أنا الحسن بن رشيق، نا أبو عبد الرّحمن قال: سليمان بن سلمة الخبائري (1) ليس بشيء.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال:

سمعت أبا علي الحافظ يقول: سليمان بن سلمة الخبائري (2) متروك الحديث.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (3) قال: الخبائر (4) بطن من الكلاع، و هو خبائر (5) بن سواد بن عمرو بن الكلاع بن شرحبيل.

2679 - سليمان بن سليم

أبو سلمة الكناني الكلبي (6)

قيل إنه دمشقي، و الصحيح أنه حمصي.

حدّث عن سلمة بن نفيل السّكوني، و يحيى بن جابر الطائي، و معاوية بن حكيم، و عمر بن روبة التغلبي (7)،و أبي حصين، و عمرو بن شعيب السهمي، و زيد بن أسلم، و المثنّى بن الصّبّاح، و عبد الرّحمن بن جبير بن نفير، و سليمان بن موسى الأشدق، و العلاء بن سفيان الغسّاني، و الزهري.

روى عنه عبد اللّه بن سالم، و أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، و محمّد بن حرب الأبرش، و إسماعيل بن عياش، و بقية بن الوليد، و محمّد بن حمية (8)الحمصيون، و محمّد بن عبد اللّه بن علاثة الجزري (9).

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، ثم حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه،

ص: 324


1- بالأصل:«الحبابري» خطأ. و مهملة بدون نقط في م.
2- بالأصل:«الحبابري» خطأ. و مهملة بدون نقط في م.
3- الاكمال لابن ماكولا 291/3.
4- بالأصل:«الحبابر» و الصواب ما أثبت عن الاكمال.
5- بالأصل:«الحبابر» و الصواب ما أثبت عن الاكمال.
6- ترجمته في تهذيب التهذيب 406/2، و الوافي بالوفيات 391/15 و فيه: سليمان بن سليمان.
7- كذا رسمها بالأصل، و في تهذيب التهذيب:«حمير» و في م: خبير.
8- مهملة بدون نقط و صورتها:«ال ؟؟؟ على» و المثبت عن تهذيب التهذيب. و في م: عمرو بن روبة الثعلبي.
9- ترجمته في سير الأعلام 308/7.

أنبأ أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا أبو زيد أحمد بن عبد الرّحيم بن يزيد الحوطي (1)،نا أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، نا سليمان بن سليم الكناني، حدّثني يحيى بن جابر، عن المقدام بن معدي كرب الكندي قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«ما ملأ آدمي وعاء شرا (2) من بطن، حسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلثا طعاما، و ثلثا شرابا، و ثلثا لنفسه»[4952].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبد اللّه بن محمّد، نا داود بن رشيد، نا إسماعيل بن عياش، عن سليمان بن أبي سليمان (3)،عن يحيى بن جابر الطائي، عن عوف بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«تعوذوا باللّه - يعني من طمع يؤدي إلى طبع، و من طمع إلى غير مطمع»[4953].

أخبرنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن فيما قرئ عليه، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر، نا أبو بكر بن أبي خيثمة قال: و أبو سلمة الذي يحدث عن يحيى بن جابر الطائي اسمه سليمان بن سليم حدّثنا بذلك إسماعيل بن عبد اللّه السكري، نا محمّد بن حرب الخولاني الحمصي الأبرش.

[أخبرنا أبو البركات الأنماطي و أبو العز الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني، زاد الأنماطي و أبو الفضل بن خيرون، قالا: أنا أحمد بن الحسن أنا محمّد بن الحسن أنا محمّد بن أحمد أنا عمر بن أحمد، نا خليفة (4) بن خياط قال: في الطبقة الثالثة من أهل الشام سليمان بن سليم كناني حمصي] (5).

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الفضل بن خيرون.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، أنا العباس بن العباس بن محمّد،م.

ص: 325


1- ترجمته في سير الأعلام 153/13.
2- بالأصل و م:«شر».
3- كذا بالأصل و م.
4- طبقات خليفة رقم 2998 صفحة 574.
5- ما بين معكوفتين الخبر سقط من الأصل و استدرك عن م.

أنبأ صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال: نا أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، نا سليمان بن سليم أبو سلمة الحمصي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا يوسف بن رباح بن علي، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح، سمعت يحيى يقول في تسمية تابعي أهل الشام: سليمان بن سليم.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن عبد الملك، أنا علي بن محمّد بن علي، نا محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو سلمة الحمصي سليمان بن سليم و هو ثقة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (1) قال في الطبقة الخامسة من أهل الشام: سليمان بن سلمة الكندي.

قال أبو عبد اللّه محمّد بن الصّوري الحافظ : هذا خطأ و الصواب الكناني.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أبو الفضل الباقلاني، و أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني (2)- زاد أبو الفضل: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو عبد اللّه البخاري (3) قال: سليمان بن سليم الكناني - كنانة كلب - الحمصي، عن يحيى بن جابر الشامي (4)،سمع منه محمّد بن حرب.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو القاسم البجلي، أنا جعفر بن محمّد بن جعفر، نا أبو زرعة قال في تسمية شيوخ أهل طبقة و بعضهم أجلّ من بعض: سليمان بن سليم أبو سلمة الكناني (5) كاتب يحيى بن جابر القاضي.م.

ص: 326


1- طبقات ابن سعد 469/7.
2- مهملة بالأصل، و الصواب ما أثبت عن م.
3- التاريخ الكبير 17/4.
4- عن البخاري و بالأصل:«السامي» و مثله في م.
5- بالأصل:«الكتاني» و المثبت عن م.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأ عبد اللّه بن عتّاب، أنبأ أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الخامسة: سليمان بن سليمان الكناني (1) كاتب يحيى بن جابر الطائي الحمصي القاضي.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة - ح قال: و أنا الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم (2) قال: سليمان بن سليم أبو سلمة الكناني الحمصي.

روى عن يحيى بن جابر الطائي، و عمر بن روبة. روى عنه محمّد بن حرب، و إسماعيل بن عياش، و بقية بن الوليد، سمعت أبي يقول ذلك: و قال ابن أبي حاتم:

روى عن عبد الرّحمن بن جبير بن نفير، و سليمان بن موسى الأشدق. روى عنه محمّد بن عبد اللّه بن علاثة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنبأ أحمد بن منصور بن خلف (3)،أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو سلمة سليمان بن سليم الكندي، عن الزهري.

روى عنه محمّد بن حرب الحمصي كذا قال.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو سلمة سليمان بن سليم، حمصي، ليس به بأس.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو طاهر الأنباري، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد (4) قال:1.

ص: 327


1- بالأصل:«الكتاني» و المثبت عن م.
2- الجرح و التعديل 121/4.
3- قوله:«بن خلف» سقط من م.
4- الكنى و الأسماء للدولابي 191/1.

أبو سلمة سليمان بن سليم يروي عنه إسماعيل بن عياش و بقية.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنبأ أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا أبو الفتح سليم بن أيوب، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمّد بن إياس قال: سمعت محمّد بن أحمد المقدّمي يقول: أبو سلمة الحمصي سليمان بن سليم.

أخبرنا أبو الفتح ناصر بن عبد الرّحمن بن محمّد، أنبأ أبو القاسم علي بن محمّد بن علي، أنا أبو الحسن عبد الواحد بن أحمد بن الحسين بن عبد الواحد العكبري البقّال، نا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي قال: و أبو سلمة سليمان بن سليم يحدث عنه محمّد بن حرب، حدث عن الزهري.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، قال: أنا أبو أحمد محمّد بن محمّد قال أبو سلمة سليمان بن سليم الكناني كنانة كلب الحمصي، عن يحيى بن جابر الطائي قاضي حمص، و المثنّى بن الصّبّاح.

روى عنه محمّد بن حرب، و إسماعيل بن عياش أبو عتبة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1) قال: أبو سلمة سليمان بن سليم حمصي ثقة، حسن الحديث.

و قال أبو بكر أحمد (2) بن محمّد بن الحجاج المروذي، نا أبو عبد اللّه - يعني أحمد بن حنبل - نا أبو المغيرة، نا سليمان بن سليم أبو سلمة ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا محمّد بن علي بن يعقوب (3)،أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن موسى، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان الغلاّبي (4)،نا أبي، قال أبو زكريا يحيى بن معين: أبو سلمة الحمصي سليمان بن سليم ثقة.).

ص: 328


1- كتاب المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 456/2.
2- ترجمته في سير الأعلام 173/13.
3- رسمها بالأصل:«معدوب» و المثبت عن م.
4- بالأصل و م:«العلائي» و الصواب ما أثبت عن الأنساب (الغلابي).

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنا محمّد بن إسماعيل، و محمّد بن العباس، قالا: نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا إسماعيل بن عياش، أخبرني أبو سلمة الحمصي، قال ابن صاعد: و اسمه سليمان بن سليم من ثقات أهل الشام، و حبيب بن صالح ثقة أيضا، عن يحيى بن جابر الطائي فذكر حديثا.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأ أبو القاسم بن منده، أنبأ أبو علي - إجازة - قال: و أنا أبو طاهر، أنا أبو الحسن قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (1) قال:

سألت أبي (2) عن سليمان بن سليم فقال: ثقة.

أنبأنا أبو المظفّر بن القشيري و غيره، عن أبي سعيد محمّد بن علي بن محمّد الخشاب، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي قال: سمعت أبا الحسن الدارقطني قال:

سليمان بن سليم أبو سلمة دمشقي بدل حمصي، ثقة يروي عن بقية، و محمّد بن حرب.

أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمّد الزينبي، و أخبرنا عمي رحمه اللّه، أنا الزينبي قراءة، ثم أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب، قالا: أنا أبو القاسم علي بن المحسّن، أنبأ عمر بن المظفّر.

و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر أحمد بن علي قال: و أنا أبو الحسن العتيقي، أنبأ التميمي قالا: نا بكر بن أحمد، نا أحمد بن محمّد بن عيسى البغدادي، حدّثني أحمد بن نصر بن سعيد بن حريث بن عمرو الحضرمي قال: أخبرتني عمارة بنت عبد الوهاب بن أبي سلمة سليمان بن سليم والدتي (3):أن سليمان بن سليم توفي و هو يلبس الصوف زهدا في الدنيا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن [الحسين المزرفي، نا أبو] (4) الحسين بن المهتدي، أنا8.

ص: 329


1- الجرح و التعديل 121/4.
2- في الجرح و التعديل: سئل أبي.
3- كذا بالأصل و م.
4- ما بين معكوفتين زيادة لازمة منا لاستقامة السند المضطرب و قد سقط من الأصل و م انظر المطبوعة عاصم - عائذ ص 195، و انظر ترجمة محمّد بن الحسين بن علي المزرفي في سير الأعلام 631/19 و ترجمة محمد بن الحسين بن المهتدي في سير الأعلام 241/18.

عبيد اللّه بن محمّد، أنا عثمان بن أحمد، نا إسحاق بن إبراهيم بن بشير (1)،نا سلم بن حمّاد بن عطاء السّرخسي، نا إسماعيل بن عياش، عن سليمان بن سليم قال: الكذب يسقي باب كل شر (2) كما يسقي الماء أصول الشجر.

أنبأنا أبو طالب الزينبي، و أخبرنا عمي، أنا الزينبي - قراءة - أنا أبو القاسم التّنوخي، أنا أبو الحسين بن المظفّر، نا بكر بن أحمد، نا أحمد بن محمّد بن عيسى قال: و أخبرني أحمد بن نصر، و سمعته يقول:

سليمان بن سليم ليس فوق سليم أب أحسبه كان معتقا.

قال أحمد بن محمّد بن عيسى، و قال عبد اللّه بن سالم: ما كان في هذه المدينة أعبد من سليمان الكناني (3) أبي سلمة.

و قال أحمد بن محمّد في تسمية أصحاب الزهري من أهل حمص: أبو سلمة سليمان بن سليم الكناني (4) مولى لكنانة كلب، مات سنة سبع و أربعين و مائة.

2680 - سليمان بن سليم بن كيسان مولى كلب

والد أبي نوفل علي بن سليمان الكيساني الكاتب.

ذكره أبو الحسين محمّد بن عبد اللّه في تسمية كتّاب أمراء دمشق، و قال: كتب لعبد الحميد بن عبد الرّحمن بن زيد بن الخطاب على الكوفة، و ارتضاه هشام بن عبد الملك لتأديب ابنه محمّد بن هشام، و أوصاه بما ينبغي أن يأخذه به.

بلغني عن سليمان الكلبي أنه قال: بعث إليّ هشام بن عبد الملك و هو بالرصافة فأتيته، فلما دخلت عليه أومأ إليّ أن اجلس، فجلست، فأضرب عني حتى سكن جانبي، ثم قال: إنه قد بلغني عنك فضل (5)،و إذا بلغني عن رجل من رعيتي مثل الذي بلغني

ص: 330


1- بالأصل: بسير، و في م:«سس».
2- كذا، و في مختصر ابن منظور 163/10 شيء.
3- بالأصل: الكتاني، خطأ. و المثبت عن م.
4- بالأصل: الكتاني، خطأ. و المثبت عن م.
5- بالأصل: فعل، و ما أثبت عن م، يوافق عبارة مختصر ابن منظور 163/10 و لعله الظاهر باعتبار السياق.

عنك سارعت إليه بكل ما يجب (1)،و استعنت به على مهم (2) أموري، و إن محمّد بن أمير المؤمنين بالمكان الذي بلغك و هو جلدة ما بين عيني، و أنا أرجو أن يبلغ اللّه به أفضل ما بلغ من أهل بيته، و قد ولاك أمير المؤمنين تأديبه و تعليمه و النظر فيما يصلح اللّه به أمره، فعليك بتقوى اللّه و أداء الأمانة فيه، لخصال لو لم تكن إلاّ واحدة لكنت حقيقا إلاّ بصنعها (3)،فكيف إذا اجتمعت، أما أولها فأنت مؤتمن عليه فحقّ عليك أداء الأمانة فيه، و أما الثانية: فأنا إمام ترجوني و تخافني. و أما الثالثة: فكلما ارتقى الغلام في الأمور درجة ارتقيت معه، ففي هذا ما يرغبك فيما أوصيك به.

إن أول ما آمرك به أن تأخذه بكتاب اللّه و يقرئه في كل يوم عشرا، يحفظ القرآن حفظ رجل يريد الكسب به، و روّه من الشعر أحسنه، و تخلّل به في أحياء العرب فخذ من صالح شعرهم من هجاء و مدح، فإنه ليس من قوم إلاّ و قد هجوا و مدحوا، و روّه جماهير أحياء العرب، ثم تخلّل به في مغازي النبي صلى اللّه عليه و سلم و حفظ من كان معه و حسن بلائهم، و بصّره طرفا من الحلال و الحرام، و الخطب و ما يحتاج إليه في قدره و موضعه. ثم أجلسه للناس في كل يوم و أدخل عليه أشراف قريش و العرب و علية الناس، و أطيبوا لهم الطعام و عجلوا بالغداء فمن أحب بعد الغداء أقام، و من أحب أن ينصرف فإن للناس حوائج، و أدخل عليه أهل الفقه و الدين فانهم إذا خرجوا من عنده فرآهم الناس ظنوا أنه مثلهم، و إن لم يكن مثلهم، و لا تدخل عليه أهل الفسق و الدعارة و شرّاب الخمر، فإنهم إذا خرجوا من عنده ظن أنه مثلهم، و إن لم يكن مثلهم، و إذا سمعت منه الكلمة الحسنة فنبّه القوم لها، فلعلهم لم يفطنوا لما جاء به، و فطنت له لاهتمامك بأمره، لأنهم إذا خرجوا أذاعوا ذلك عنه، و إذا سمعت منه الكلمة العوراء فاصمت (4) عنها فلعل القوم لم ينتبهوا (5) لها فإذا خرجوا من عنده فانقله منها إلى غيرها، و خبّره بفسادها ثم انظر إليه في بدنه فمره فليستنّ عرضا و ليحلق شعره، تغلظ قصرته (6)،و علّمه شعر حاتم يسخ).

ص: 331


1- في المختصر: ما يحب.
2- في المختصر: فهم أموري.
3- في المختصر: ألاّ تضيّعها.
4- بالأصل:«فما صمت» و الصواب ما أثبت عن م.
5- مهملة بالأصل بدون نقط ، و في م:«ينتهوا» و الصواب ما أثبت.
6- القصرة: أصل العنق (اللسان).

و يمجد، و لا يجعلن ثيابه طوالا فانها لباس النوكى (1)،و لا سيما أبناء الملوك، و لا تحملنّه على سرج صغير، فيبدو منه أليتاه و ان ذلك فعل الفساق، و لا تجلسه مع حشمه فإنهم له مفسدة، و إياك و السوقة فإنهم أسوأ شيء آدابا و خذ خدمه (2) باللين و طلاقة الوجه على بابه، و البشاشة بالناس و التألف لهم، و إذا أعطيتم فأعطوا حملة القرآن و حملة العلم و أهل الفضل فإنكم تؤجرون على تقريبهم، و يحمدكم الناس على عطيتهم إلاّ أن يكون في سبب تجده أو وسيلة تكون لأحدهم تقضي ذمامه، و أبسطوا أيديكم بالفضل و وجوهكم بالبشر، فإنكم ملوك و الناس سوقة، و انهم يطئون أعقابكم بنازع (3)الفضل، و لين الجناح، و لا يخرجن إلاّ معتما، و لا يركبن محذوفا و لا مهلوبا (4)،و لا تعقدن له ذنب دابة إلاّ في لثق (5) و لا يسيرن ملتفتا و لا طامحا، و إياك أن تكتم عيبه فيؤدي إلى ذلك غيرك، فأنزل لك عما يسرك إلى ما يضرك، فإن قصر عن شيء فيما أمرته به في أدبه أو تقاعس عنه لكزة في نفسه و قدره فأدخل عليه بعض أهله حتى يجرّه برجله إلى مجلس أدبه، خذه بهذا كله و زده من عندك ما استطعت، فإني تبينت عقله اليوم و بعد اليوم، فإن رأيته ازداد خيرا إلى ما كان عليه رئي أثر أمير المؤمنين عليك، و إن كانت الأخرى فلا تلم إلاّ نفسك و قد أجريت لك في كل شهر ألف دينار.

2681 - سليمان بن سهل بن إسحاق

أبو الحسن الفارسي الداودي الواعظ الكرامي

روى عنه غيث بن علي، و أنشدنا عنه الفقيه أبو الحسن.

أنشدنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنشدني أبو الحسن سليمان بن شهر (6)الداودي قال: رأيت على ظهر كتابه و أملى علي من كتابه:

قليل الكتاب بحسن الإفا *** دة أنفع نفعا على المستفيد

و حرف صحيح ينصح المفيد *** و إن قلّ يزداد فوق المزيد

ص: 332


1- النوكي: الحمقى (القاموس).
2- بالأصل:«خرمة» و الصواب ما أثبت عن م.
3- عن مختصر ابن منظور و بالأصل رسمها:«سارع ؟؟؟» و في م:«سارع».
4- المحذوف: الفرس المقطوع الذنب، و مثله المهلوب.(اللسان).
5- بالأصل: أثق، و في م:«لئن» و المثبت عن المختصر، و اللثق: الماء و الطين يختلطان (اللسان).
6- كذا بالأصل هنا، و في م: سهل.

فما هي إلاّ ليال تكر *** و بيض تمر و هي الجديد

و قد نلت ما كنت أملته *** بحظ سعيد و جدّ رشيد

قال أبي: أنشدنا سليمان:

واها لأيام الهوى و زمانه *** لو كان أسعف بالمقام قليلا

سل عيش دهر قد مضت لذاته *** هل يستطيع إلى الرجوع سبيلا

سمعت أبا الحسن علي بن المسلّم الفقيه يذكر أن أبا الحسن هذا كان ظاهريا كراميا، و كان واعظا فخرج يوما إلى بستان الوحش للطهارة فقتلته بقر الوحش، فرآه أبو المعالي بن الشعارة في النوم و هو يقول له: إن عليّ لابن القرة أربعة عشر قيراطا دينا اشتريت بها ثوبا فأوفه إياها، فذهب إلى أبي سعد بن القرة و سأله هل لك عند سليمان شيء؟ فقال: و من أين لك ذلك ؟ فقال: إني رأيته في النوم و قال لي كذا و كذا، فقال ابن القرّة صدق في ذلك و هو في حلّ ، أو كما قال.

2682 - سليمان بن عبد اللّه بن سليمان بن علي

ابن عبد اللّه بن عباس بن عبد المطّلب بن هاشم الهاشمي (1)

قدم دمشق صحبة المأمون، و كان قد ولاّه المدينة سنة ثلاث عشرة و مائتين، ثم ولاّه مكة، فلم يزل عليهما (2) إلى أن عزله المعتصم عنهما.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن علي بن أحمد بن إبراهيم، أنا أحمد بن إسحاق بن خربان النهاوندي، نا أحمد بن عمران بن موسى، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط (3) قال: سنة ثلاث و مائتين أقام الحج سليمان بن عبد اللّه بن سليمان بن علي بن عبد اللّه بن عباس، و قال خليفة: سنة سبع عشرة و مائتين: أقام الحج سليمان بن عبد اللّه بن سليمان بن علي بن عبد اللّه بن عباس و قال: سنة ثمان عشرة و مائتين: أقام الحج سليمان بن عبد اللّه.

ص: 333


1- ترجمته في الوافي بالوفيات 393/15.
2- في الوافي: عليها.
3- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 471 و 475.

قال خليفة (1):و ولّى - يعني المأمون - سليمان بن عبد اللّه بن علي - يعني المدينة - سنة ثلاث عشرة و مائتين، فلم يزل واليا حتى مات المأمون، فعزله أبو إسحاق المعتصم باللّه.

و ذكر يعقوب بن سفيان أن الذي حج سنة ثلاث و مائتين أبوه عبد اللّه، و أن الذي حج سنة ثمان عشرة صالح بن عبد اللّه العباسي (2)،و ذلك فيما أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان فذكره.

و قال يعقوب (3) أيضا: و ولي مكة و المدينة - يعني سنة أربع عشرة و مائتين - سليمان بن عبد اللّه العباسي، و كان ابنه محمّد على مكة يتداولان العمل مرة الأب على مكة و الابن على المدينة، و مرة الابن على مكة و الأب على المدينة (4) قال يعقوب (5):

و حج بنا - يعني سنة سبع عشرة - سليمان بن عبد اللّه و هو وال على المدينة و مكة.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين بن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهاب الميداني، أنبأ أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا محمّد بن جرير الطبري (6) قال: و حج بالناس في قول بعضهم في هذه السنة - يعني سنة ست عشرة و مائتين - سليمان بن عبد اللّه بن (7) سليمان بن علي بن عبد اللّه بن عباس، و كان المأمون ولاّه اليمن، و جعل إليه ولاية كل بلدة يدخلها حتى يصل إلى اليمن، فخرج من دمشق حتى قدم بغداد، فصلّى بالناس ببغداد يوم الفطر، و شخص من بغداد يوم الاثنين لليلة خلت من ذي القعدة، و أقام للناس الحج.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة قال: و فيها - يعني سنة أربع و ثلاثيني.

ص: 334


1- في تاريخ خليفة المطبوع ص 476.
2- انظر كتاب المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 195/1 و 202 و فيه صالح بن العباس.
3- المعرفة و التاريخ 199/1.
4- قوله: من و مرة إلى هنا سقط من المعرفة و التاريخ.
5- المعرفة و التاريخ 201/1-202.
6- تاريخ الطبري 626/8 حوادث سنة 216.
7- بالأصل:«أبو سليمان» و المثبت عن الطبري.

و مائتين - مات سليمان بن عبد اللّه بن سليمان بن علي بن عبد اللّه بن عباس بن عبد المطلب (1).

2683 - سليمان بن عبد اللّه

أبي موسى بن قيس الأشعري

ذكر أنه كان أميرا على أهل البصرة في الجيش الذي خرج من دمشق مع مسلمة بن عبد الملك بغزاة القسطنطينية.

حكي ذلك عن عبد اللّه بن سعيد بن قيس الهمداني، و قد تقدم ذكر ذلك بإسناده في ترجمة الأصبغ بن الأشعث الكندي.

2684 - سليمان بن عبد اللّه المنصور بن محمّد بن علي

ابن عبد اللّه بن عباس بن عبد المطّلب بن هاشم

أبو أيوب الهاشمي (2)

و أمه فاطمة من ولد طلحة بن عبيد اللّه التيمي.

و كان أمير دمشق من قبل الرشيد، و وليها أيضا من قبل الأمين مرتين، و ولي إمرة البصرة من قبل الرشيد مرتين.

حدّث عن أبيه المنصور، و عبيد اللّه بن مروان بن محمّد.

روى عنه ابن أخيه إبراهيم بن عيسى بن المنصور، و ابنته زينب بنت سليمان.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا و أبو الحسن علي بن الحسن قال (3):ثنا أبو بكر الخطيب (4)،أنا أبو عمر الحسن بن عثمان الواعظ ، أنا جعفر بن محمّد بن أحمد بن الحكم الواسطي، نا طلحة بن عبيد اللّه الطّلحي، نا أبو يعقوب بن سليمان بن المنصور قال: حدثتنا زينب بنت سليمان بن المنصور قالت: حدّثني أبي عن أبيه، عن جده قال:

ص: 335


1- لم أعثر على الخبر في تاريخ خليفة المطبوع، فهو ينتهي مع حوادث سنة 232 ه. و انظر الوافي بالوفيات 394/15.
2- ترجمته في تاريخ بغداد 24/9 و الوافي بالوفيات 394/15.
3- كذا.
4- تاريخ بغداد 435/14 في ترجمة زينب بنت سليمان بن أبي جعفر.

قال لي ابن عباس: يا بني إذا أفضى هذا الأمر إلى ولدك و سكنوا (1) السواد و لبسوا السواد، و كان شيعتهم أهل خراسان لم يخرج هذا الأمر منهم إلاّ إلى عيسى بن مريم.

قال: أنا أبو منصور، و أبو الحسن قال: أنا أبو بكر الخطيب (2):سليمان بن أبي جعفر المنصور و هو عبد اللّه بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن العباس بن عبد المطّلب، يكنى أبا أيوب. حدث عن أبيه، روت عنه ابنته زينب و إليه ينسب درب سليمان ببغداد.

قرأت بخط أبي الحسين الرازي، أخبرني أحمد بن عيسى، نا مساور بن شهاب قال: قال إسحاق بن سليمان: ثم دخلت سنة سبع و ثمانين و مائة و فيها عزل إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم عن كور دمشق و ولي مكانه سليمان بن أمير المؤمنين المنصور.

قال إسحاق: ثم دخلت سنة تسعين و مائة و على كور دمشق سليمان بن أمير المؤمنين قال: ثم عزل - يعني الأمير في هذه السنة يعني سنة أربع و تسعين أحمد بن سعيد، و ولّى سليمان بن أمير المؤمنين دمشق و حمص.

قال: و أخبرني أحمد بن عيسى بن حمدون، نا مساور بن أحمد قال: قال إسحاق بن سليمان الهاشمي ثم دخلت سنة خمس و تسعين و مائة و على دمشق سليمان بن أمير المؤمنين فلم يزل واليا عليها إلى أن خرج عنها في أيام أبي العميطر.

قال عبد اللّه بن الحسن بن سعد الكاتب: ذكر لي أن سليمان بن أبي جعفر لما شخص إلى دمشق واليا عليها قال لابراهيم بن المهدي:

خلا لك الجو فبيضي و اصفري

فقال له إبراهيم: لك و اللّه خلا الجو، لأنك تقعد في صدر مجلسك، و تأكل إذا اشتهيت ليس مثل من هو في السماط يأكل على شبع، و يكفّ على جوع، و يخدم في وقت كسل.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: و في سنة تسع و ستين و مائة حج بالناس9.

ص: 336


1- رسمها بالأصل:«و سلبوا» و المثبت عن تاريخ بغداد. و في م: فسكنوا.
2- تاريخ بغداد 24/9.

سليمان بن عبد اللّه أبي جعفر بن محمّد. قال يعقوب: و في سنة اثنتين و سبعين و مائة حج بالناس سليمان بن أبي جعفر، و قد قيل بل يعقوب بن أبي جعفر، و في سنة ست و سبعين و مائة حج بالناس سليمان بن أبي جعفر (1).

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن علي السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط (2) قال: و أقام الحج - يعني سنة تسع و ستين و مائة - سليمان بن أبي جعفر أمير المؤمنين [ثم ولّى أمير المؤمنين - يعني هارون - البصرة سنة ثلاث و سبعين و مائة سليمان بن أبي جعفر أمير المؤمنين] (3)،ثم عزله في آخر سنة أربع و سبعين و ولّى عيسى بن جعفر بن أبي جعفر، و في سنة ست و سبعين و مائة أقام الحج سليمان بن أبي جعفر أمير المؤمنين.

قال (4):و من عمّال هارون على الجزيرة: محمّد بن خالد بن برمك، و محمّد بن إبراهيم، و خزيمة بن خازم (5)،و يزيد بن مزيد (6)،ثم سليمان بن أبي جعفر، ثم محمّد بن جميل، ثم خزيمة بن خازم (7) الولاية الثانية حتى مات هارون.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، نا زكريا بن يحيى، نا الأصمعي قال: بويع لهارون الرشيد فأقرّ محمّد بن سليمان - يعني على البصرة - ثم عزله و ولّى سليمان بن أبي جعفر، ثم عزله و ولّى عيسى بن جعفر بن أبي جعفر ثم عزله، ثم ولّى جرير بن يزيد بن جرير سنة ثم عزله، ثم ولّى جعفر بن سليمان ثم عزله، و ولّى عبد الصمد بن علي ثم عزله، و ولّى مالك بن علي الخزاعي ثم عزله، و ولّى إسحاق بن سليمان ثم عزله، و ولّى سليمان بن أبي جعفر ثم ولّى عيسى بن جعفر الثانية، و ذكر غيرهم.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بنم.

ص: 337


1- كتاب المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 157/1 و 162 و 167.
2- تاريخ خليفة بن خياط ص 445 و 448 و 449.
3- ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل.
4- تاريخ خليفة ص 463.
5- عن تاريخ خليفة و بالأصل و م: حازم.
6- مهملة بدون نقط بالأصل و في م:«مرشد» و المثبت عن تاريخ خليفة.
7- عن تاريخ خليفة و بالأصل و م: حازم.

عمران، نا موسى، نا خليفة قال: و فيها - يعني سنة تسع و تسعين و مائة - مات سليمان بن أبي جعفر (1).

أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا و أبو الحسن علي بن الحسن قال: نا أبو بكر الخطيب (2)،أخبرني الحسن بن أبي بكر قال: كتب إليّ محمّد بن إبراهيم بن عمران الجوري - من شيراز - يذكر أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم نا أحمد بن يونس الضّبّي، نا أبو حسان الزيادي قال: سنة تسع و تسعين و مائة فيها مات سليمان بن أبي جعفر أمير المؤمنين لسبع بقين من صفر، و يكنى أبا أيوب، و هو ابن خمسين سنة.

2685 - سليمان - و يقال: سليم - بن عبد اللّه

أبو عمران الأنصاري قائد أم الدرداء و مولاها

حدّث عنها، و عن ذي الأصابع (3) رجل من الصحابة، و عبد اللّه بن محيريز، و أبي سلام ممطور الحبشي.

روى عنه ثعلبة بن مسلم الخثعمي، و فروة بن مجاهد الأعمى، و أبو اليمان الحكم بن قيس القلسطسول (4)،و معاوية بن صالح الحمصي، و عاصم بن رجاء بن حيّوية، و عثمان بن عطاء الخراساني، و أبو عيسى.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (5)،[حدّثني أبي] (6) حدّثنا أبو صالح الحكم بن موسى.

ح و أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر، و أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن عبد الوهاب، و أم أبيها فاطمة بنت علي بن الحسين بن جدّا (7)،قالوا: أنا محمّد بن علي بن علي بن الحسين، أنبأ علي بن عمر بن محمّد بن الحسن الحربي، نا أحمد بن

ص: 338


1- لم يرد له ذكر في سنة 199.
2- تاريخ بغداد 24/9.
3- ترجمته في أسد الغابة 18/2.
4- كذا رسمها بالأصل، و في م: الفلسطيون.
5- مسند الإمام أحمد 67/4 و نقله ابن الأثير في أسد الغابة 18/2 في ترجمة ذي الأصابع.
6- ما بين معكوفتين زيادة عن مسند أحمد، سقطت من الأصل و من م.
7- بالأصل و م:«حدا» و الصواب بالجيم. انظر ترجمة أبيها في سير الأعلام 391/18.

الحسن بن عبد الجبار، نا الهيثم بن خارجة قالا: نا ضمرة بن ربيعة، عن عثمان بن عطاء، عن أبي عمران، عن ذي الأصابع قال: قلنا: يا رسول اللّه إن ابتلينا بعدك بالبقاء فما تأمرنا؟- و في حديث ابن الحصين - أين تأمرنا؟ قال:

«عليك ببيت المقدس فإنه لعله - و في حديث ابن الحصين: فلعله - أن ينشأ (1)لك ذرية يغدون إلى ذلك المسجد و يروحون»[4954].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد المعدّل، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2)،حدّثني الفوزي الخطّاب بن عثمان، عن إسماعيل بن عياش قال: اسم أبي عمران صاحب أم الدرداء سليمان.

قال: و نا أبو زرعة (3)،حدّثني علي بن عياش، عن إسماعيل بن عيّاش قال: اسم أبي عمران الأنصاري صاحب أم الدرداء سليمان بن عبد اللّه.

قال: و أنا تمام بن محمّد، نا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في تسمية موالي أم الدرداء و أصحابها: أبو عمران الأنصاري، اسمه سليم بن عبد اللّه.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، نا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنبأ عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال:

سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: أبو عمران الأنصاري، قال أبو سعيد: مولى أم الدرداء.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (4) قال: سليمان بن عبد اللّه الأنصاري (5) أبو عمران، قالة.

ص: 339


1- عن مسند أحمد و بالأصل:«يسبوا» و في م:«يفشوا».
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 392/1.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 392/1.
4- التاريخ الكبير 22/4.
5- بالأصل:«الأنصاري بن أبو عمران» حذفنا «بن» لأنها مقحمة.

هارون بن معروف: نا ابن وهب، نا حيوة، أخبرني أبو عيسى (1)،سمع أبا عمران سليمان الأنصاري، و قال ابن عياش: نا ثعلبة بن مسلم، عن سليمان بن عبد اللّه أبي عمران.

فقال محمّد بن إسماعيل (2):سليم أبو عمران مولى أم الدرداء، عن ذي الأصابع.

روى عنه ثعلبة، و عثمان بن عطاء هو الأنصاري الشامي، سمع أم (3) الدرداء، كذا قال سليم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور، أنا محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا أبو حاتم قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو عمران سليم مولى أم الدرداء، سمع أم الدرداء و ذا الأصابع، روى عنه ثعلبة، و عثمان بن عطاء ثم قال مسلم بعد ترجمتين: أبو عمران سليمان بن عبد اللّه الأنصاري.

روى عنه ثعلبة بن مسلم.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأديب، أنا أبو القاسم بن منده، أنبأ أبو علي - إجازة - قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (4) قال: سليمان بن عبد اللّه أبو عمران الأنصاري، روى عن أم الدرداء، و ابن محيريز، روى عنه ثعلبة بن مسلم، سمعت أبي يقول ذلك، سئل أبي عنه فقال: صالح الحديث.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عمران سليمان بن عبد اللّه الأنصاري، عن ابن عباس.

روى عنه ثعلبة بن مسلم.

قرأت على أبي الفضل أيضا، عن أبي طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم، نا أحمد بن محمّد المهندس، نا أبو بشر الدولابي قال: أبو عمران: سليمان بن4.

ص: 340


1- في البخاري: أبو عبس.
2- التاريخ الكبير 125/4.
3- بالأصل و م:«أبا» و المثبت عن البخاري.
4- الجرح و التعديل 125/4.

عبد اللّه يروي عن أبي (1) الدرداء.

أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد (2) الباري بن منصور بن خيرون [و أبو] (3) القاسم علي بن إبراهيم النسيب و غيره، عن أبي بكر الخطيب، أنا عبد اللّه بن يحيى بن عبد الجبار، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه الشافعي، أنا جعفر بن محمّد بن الأزهر، نا المفضّل بن غسان الغلاّبي (4) قال: ذكرت ليحيى: ضمرة، عن أبي عمران، عن ذي الأصابع قال: قلنا: يا رسول اللّه إن ابتلينا بالبقاء بعدك قال يحيى: محمّد بن شعيب بن شابور (5) يخالف ضمرة يقول عن عثمان بن عطاء، عن زياد بن أبي سودة، عن أبي عمران الأنصاري.

أنبأنا أبو القاسم بن الفرات، أنا عبد الوهاب الكلابي، قال: قال أبو الحسن بن جوصا: اسم أبي عمران سليمان بن عبد اللّه قائد أم الدرداء.

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي في كتابه، أنبأ أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو عمران سليمان بن عبد اللّه الأنصاري قائد أم الدرداء، عن أم الدرداء.

روى عنه ثعلبة بن مسلم الخثعمي، و أبو عيسى (6)،أراه سليمان بن كيسان التميمي، و قد أخرجه فيما تقدم سليم أبو عمران الشامي الأنصاري مولى أم الدرداء.

سمع أم الدرداء، و عن ذي الأصابع. روى عنه ثعلبة بن مسلم الخثعمي، و عثمان بن عطاء الخراساني، عن محمّد بن إسماعيل البخاري (7)،و لا أراهما إلاّ واحدا و هو بسليم أشبه، و هكذا أخرجه محمّد بن إسماعيل البخاري في كتاب التاريخ في باب سليمان على حدة، و نحا نحوه مسلم بن الحجّاج فأخرجه في كتاب الأسامي و الكنى في موضعين في باب أبي عمران، و لا أراه إلاّ وهم، فلعل محمّد بن إسماعيل غلط في نقلهن.

ص: 341


1- كذا بالأصل و م، و مرّ أنه يروي عن أم الدرداء.
2- في م: أنبأنا أبو بكر محمد بن علي بن إبراهيم النيسب و غيره عن أبي بكر الخطيب.
3- زيادة لازمة منا.
4- رسمها بالأصل و م «العلابى» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ كثيرا.
5- بالأصل و م:«سابور» خطأ، و الصواب ما أثبت.
6- كذا بالأصل، و في التاريخ الكبير: أبو عبس.
7- انظر ما مرّ قريبا عن البخاري فقد ترجم لهما في ترجمتين مختلفتين باسمين مختلفين مستقلتين.

في باب سليم فأسقط النون، و ربما يقع له الخطأ في كتابه و لا سيما في حديث الشام، و إنما نقله مسلم بن الحجّاج من كتابه، تابعه على خطئه و الجواد قد يعثر، و اللّه يرحم محمّد بن إسماعيل فإنه لم يتسرول آدمي علمي في معرفة الحديث مثله.

ذكر أبو الحسن أحمد بن عمير بن جوصا فيما قرأته بخط عبد العزيز بن محمّد بن عبدويه الشيرازي، عن أبي بكر محمّد بن سليمان بن يوسف الرّبعي، نا أبو الحسن بن جوصا، نا أبو عمير عيسى بن محمّد بن إسحاق، نا ضمرة بن ربيعة، عن فروة الأعمى، عن أبي عمران قال:

كنت أقود بأم الدرداء من دمشق إلى بيت المقدس فكانت تقول لي: يا سليمان أسمع الجبال ما وعدها اللّه، فأرفع صوتي بهذه الآيات: وَ يَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبٰالَ (1)وَ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبٰالِ فَقُلْ يَنْسِفُهٰا رَبِّي نَسْفاً (2).

2686 - سليمان بن عبيد اللّه - و يقال: ابن داود - بن مروان

ابن الحكم بن أبي العاص بن أميّة القرشي الأموي

كان له دير البخت (3).

حكى عن فاطمة بنت عبد الملك بن مروان.

روى عنه النّضر بن يحيى بن معرور البخاري بغير ذكره.

2687 - سليمان بن عبد الحميد بن رافع

أبو أيّوب البهراني الحمصي (4)

سمع بدمشق محمّد بن عائذ (5)،و هشام بن عمّار، و بحمص: أبا اليمان، و حيوة بن شريح، و محمّد بن إسماعيل بن عياش، و خطّاب بن عثمان الفوزي، و يحيى بن صالح الوحّاظي.

ص: 342


1- سورة الكهف، الآية:47.
2- سورة طه، الآية:105.
3- بالأصل: النحت. و تقرأ:«النحت» و الصواب ما أثبت و قد مرّ التعريف به.
4- ترجمته في تهذيب التهذيب 413/2 و ميزان الاعتدال 212/2 و البهراني نسبة إلى بهراء قبيلة من قضاعة، و في الخلاصة: النهراني بالنون.
5- بالأصل: عائد، و الصواب ما أثبت و قد مرّ التعريف به.

روى عنه أبو داود في سننه، و يحيى بن صاعد، و أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد الطائي الحمصي، و خيثمة بن سليمان الأطرابلسي، و عبد الصمد بن سعيد القاضي، و أبو عوانة الأسفرايني.

أخبرنا أبو الفتح محمّد بن علي بن عبد اللّه المصري، أنا محمّد بن عبد العزيز بن محمّد الفارسي.

أخبرنا عبد الرّحمن بن أحمد بن أبي شريح، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، أنا محمّد بن عوف، و عمران بن بكّار، و سليمان بن عبد الحميد أبو أيوب النهراني (1)جميعا بحمص قالوا: حدّثنا أبو اليمان الحكم بن نافع، أنا إسماعيل بن عياش، نا عبد اللّه بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرّحمن بن عوف، عن عبد اللّه بن يزيد مولى المنبعث، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«أيها الناس، إن صريح ولد آدم من الأولين و الآخرين ابنا كلاب بن مرّة: قصيّ و زهرة، لفاطمة بنت سعد بن سيل الأزدي، و هو أول من جدر البيت بعد كلاب بن مرّة»[4955].

و قال إسماعيل بن عياش عن عبد اللّه بن عبد العزيز أيضا، عن عبد الرّحمن بن معاوية قال ابن صاعد - يعني أبا الحويرث - ثم قال: عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم مثل ذلك.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن عبد اللّه بن محمّد الطائي، نا سليمان بن عبد الحميد قال: نا محمّد بن إسماعيل بن عياش، حدّثني أبي، حدّثني عمر بن محمّد، عن نافع، عن ابن عمر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«من دعاكم على كراع فأجيبوه»[4956].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبي أبو القاسم، أنا عبد الملك بن الحسن بن محمّد، أنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق، نا البهراني، نا هشام بن عمّار، نا يحيى بن حمزة بحديث ذكره.ا.

ص: 343


1- كذا النهراني بالنون هنا.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد، أنا حمد - إجازة - ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (1) قال: سليمان بن عبد الحميد أبو أيوب البهراني الحمصي صديق أبي.

روى عن أبي اليمان، و محمّد بن عائذ (2)،و محمّد بن إسماعيل بن عياش، و حيوة بن شريح، و خطاب بن عثمان.

كتب عنه أبي، و سمعت منه بحمص و هو صدوق.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو أيوب سليمان بن عبد الحميد النهراني (3) الحمصي ليس بثقة، و لا مأمول، كذّاب.

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي في كتابه، أنا أبو بكر الصفار، أنبأ أبو بكر الحافظ ، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو أيوب سليمان بن عبد الحميد بن رافع الحكيمي (4) النّهراني (5) الحمصي، سمع يحيى الوحّاظي، كناه و نسبه لنا ابن صاعد (6).

2688 - سليمان بن عبد الرّحمن بن أحمد بن عطية

و هو سليمان بن أبي سليمان الدّاراني العنسي (7)

حكى عنه أحمد بن أبي الحواري.

كتب إليّ أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل، أنبأ أبو بكر المزكّي، نا أبو عبد الرّحمن السّلمي قال: سليمان بن أبي سليمان بن جلّة مشايخهم، كان له لسان عالي (8)

ص: 344


1- الجرح و التعديل 130/4.
2- بالأصل: عائد.
3- كذا بالنون هنا.
4- في تهذيب التهذيب: الحكمي.
5- كذا بالنون هنا.
6- ذكر ابن حجر في التهذيب أنه مات سنة 274 ه.
7- ترجمته في الوافي بالوفيات 397/15 و تاريخ داريا ص 112 و ذكر الذهبي أباه في سير الأعلام 182/10 فسمّاه عبد الرحمن بن أحمد و قيل: عبد الرحمن بن عطية، و قيل: ابن عسكر العنسي.
8- كذا و في الوافي:«شأن عال» و في م:«لشأن عالي».

في علوم القوم، لقيه أحمد بن أبي الحواري، و حكى عنه.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي بكر الخطيب قال: سليم (1) بن أبي سليمان الدّاراني و اسم أبيه عبد الرّحمن بن أحمد بن عطية العنسي، كان عبدا صالحا.

روى عنه أحمد بن أبي الحواري الدمشقي حكايات.

قرأت على أبي محمّد أيضا، عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأ أبو محمّد بن أبي نصر، نا الحسن بن حبيب.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنبأ علي بن محمّد الطّبراني، أنا عبد الجبار بن محمّد الخولاني (2)،نا الحسن بن حبيب، نا أبو الحسن محمّد بن إسحاق، نا أحمد - يعني ابن أبي الحواري - قال: سمعت سليمان بن أبي سليمان يقول: إن من لم يعط ما يشتهي من الآخرة في الدنيا، إنه يعطاه في الآخرة، و أحسب أن عملا لا توجد له لذة في الدنيا أنه لا يكون (3) له ثواب في الآخرة.

أنبأنا أبو طاهر محمّد بن الحسين الحنّائي، أنا أبو علي الأهوازي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا سهل بن بشر، أنا طرفة بن أحمد قالا: أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أبو الجهم بن طلاّب، نا أحمد بن أبي الحواري، نا أحمد بن موسى، عن أبي مريم قال:

يقول أهل النار: إلهنا ارض عنا و عذّبنا بأي نوع شئت من العذاب، فإن غضبك أشدّ علينا من العذاب الذي نحن فيه، فحدثت به سليمان بن أبي سليمان فقال: ليس هذا من كلام أهل النار، هذا كلام المطيعين للّه، فحدثت به أبا سليمان فقال: صدق سليمان بن أبي سليمان.

أنبأنا أبو الحسن محمّد بن مرزوق الفقيه، و أبو بكر محمّد بن الحسين الفرضي، قالا: أنا أبو بكر محمّد بن علي بن محمّد الخياط المقرئ، أنا أحمد بن محمّد بني.

ص: 345


1- كذا بالأصل، و في م:«سليمان» و هو صاحب الترجمة.
2- تاريخ داريا ص 112.
3- في تاريخ داريا:«أنه يكون» بدون لا. و انظر حلية الأولياء 268/9 و القول منسوب فيها إلى أبي سليمان الداراني.

يوسف العلاّف، أنا الحسين بن صفوان البردعي، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن إسحاق الثقفي، عن أحمد بن أبي الحواري، قال:

سمعت أبا سليمان - يعني الداراني يقول: ما أعرف للرضا حدا و لا للزهد حدا، و لا للورع حدا، ما أعرف من كل شيء إلاّ طريقه. قال أحمد: فحدثت به سليمان ابنه فقال: لكني أعرفه: من رضي في كل شيء فقد بلغ حد الرضى، و من زهد في كل شيء فقد بلغ حد الزهد، و من تورّع في كل شيء فقد بلغ حد الورع. قال أحمد: و سمعت أبا سليمان يقول: الورع من الزهد بمنزلة القناعة من الرضا (1).

أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل، أنا محمّد بن يحيى بن إبراهيم، أنبأ أبو عبد الرّحمن السّلمي، سمعت عبد اللّه بن محمّد الرازي يقول: سمعت إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان الأنماطي يقول:

ح و أنبأنا أبو علي الحداد، نا أبو نعيم (2)،نا إسحاق بن أحمد، نا إبراهيم [بن] (3) يوسف قالا: سمعنا أحمد بن أبي الحواري يقول: سمعت أبا سليمان الداراني يقول: كنت بالعراق أعبد - و في حديث الحداد: أعمل - و أنا بالشام أعرف.

قال أحمد: فحدثت به سليمان ابنه فقال: إنما معرفة أبي اللّه بالشام لطاعته [له] (4)بالعراق، و لو ازداد - زاد الحداد: للّه و قالا:- بالشام طاعة لازداد باللّه معرفة، زاد عبد الغافر قال صالح لسليمان: بأي شيء تنال معرفته ؟ قال: بطاعته، قال: فبأي شيء تنال طاعته ؟ قال: به.

أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز المكي، أنا الحسين بن يحيى بن إبراهيم، أنا الحسين بن علي الشيرازي، أنا علي بن عبد اللّه بن جهضم، نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب الصاريقي (5)،نا الغساني أحمد بن محمّد، نا أحمد بن أبي الحواري قال: قلت لأبي سليمان: يجوز للرجل يخبر عن نفسه بالشيء يكون منه ؟ي.

ص: 346


1- في حلية الأولياء 257/9 في ترجمة أبي سليمان الداراني: القناعة أول الرضا و الورع أول الزهد.
2- الخبر في حلية الأولياء 272/9 في ترجمة أبي سليمان الداراني.
3- زيادة منا للإيضاح.
4- زيادة عن الحلية.
5- كذا رسمها بالأصل، و في م: الصناديقي.

فقال: إذا كان في موضع الأدب ليقتدى به جاز له، قال أحمد: فحدثت به سليمان بن أبي سليمان فقال: إنما يصلح الكلام و يفسد المؤدب و المتأدب على قدر الإرادة فيه.

قال: و نا ابن جهضم قال: سمعت محمّد بن داود يقول: سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول: سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول: قال أبو سليمان: إن في هذا القرآن خانات إذا مروا (1) بها المريدون نزلوا فيها، فدارت الحكاية لسليمان بن أبي سليمان فقال: إذا تكاملت (2) معرفته صار القرآن كله له خانات، فقيل له: أي وقت تتكامل معرفته ؟ فقال: إذا عرف مقدار من خاطبه به.

أنبأنا أبو علي الحداد، نا أبو نعيم (3)،نا إسحاق بن أحمد، نا إبراهيم بن يوسف، نا أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت أبا سليمان يقول: إن في خلق اللّه خلقا لو ذم لهم الجنان ما اشتاقوا إليها فكيف يحبون الدنيا، و هو قد زهدهم فيها؟ فحدثت به سليمان ابنه فقال: لو ذمها لهم ؟ قلت: كذا قال أبوك، قال: و اللّه لقد شوقهم إليها فما اشتاقوا، فكيف لو ذمها؟ قال: و نا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، نا إسحاق بن أبي حسان، نا أحمد بن أبي الحواري قال: قلت له: يا أبا سليمان إنما رجع إلى الكسب - يعني ابنه سليمان - و طلب الحلال و السّنّة فقال لي: ليس يفلح قلب يهتم بجمع القرائط .

أنبأنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أحمد بن صابر قال: أخبرني ابن الحسن الحنائي بقراءتي عليه، أنا أبو الحسين أحمد بن عبد الرّحمن بن الحسن الطرائفي، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم، أنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن هاشم الأذرعي، نا محمّد - هو - ابن علي بن خلف، نا أحمد - هو - ابن أبي الحواري قال:

اجتمعت أنا و أبو سليمان و مضاء في المسجد فتذاكرنا الشهوات، من أصابها عوقب و من تركها أثيب، و سليمان ساكت فقال لنا: أكثرتم منذ العشية ذكر الشهوات، أما أنا فأزعم أنّ من لم يكن في قلبه من الآخرة ما يشغله عن الشهوات لم يعن على تركها.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - أنبأ علي بن الحسين بن أحمد، ناي.

ص: 347


1- كذا بالأصل و م و صوابها:«مرّ».
2- بالأصل:«تكامت» خطأ و الصواب عن م.
3- الخبر في حلية الأولياء 273/9 في ترجمة أبي سليمان الداراني.

عبد الرّحمن بن عمر بن عمر (1) بن نصر، نا أبو القاسم بن أبي العقب، نا جعفر بن أحمد بن عاصم، نا ابن أبي الحواري قال: مات أبو سليمان سنة خمس و مائتين (2)، و عاش ابنه سليمان بعده سنتين و أشهرا (3).

و رواه غير ابن نصر عن ابن أبي العقب، فقال: سنة خمس و ثلاثين و مائتين و قال:

و عاش ابنه سليمان بعده سنتين و شهرا (4)،و هكذا رواه عبد الغني بن سعيد، عن محمّد بن جعفر بن أبي كريمة، عن جعفر بن أحمد بن عاصم.

2689 - سليمان بن عبد الرّحمن

و يقال: ابن إنسان (5)،و يقال: ابن سيّار (6) بن عبد الرّحمن

أبو عمير (7)،و يقال: أبو عمرو، مولى بني أمية

و يقال: مولى بني أسد بن خزيمة، و يقال: مولى بني شيبان

من أهل دمشق.

روى عن القاسم أبي عبد الرّحمن، و نافع بن كيسان، و عبيد بن فيروز.

روى عنه يزيد بن أبي حبيب، و عمرو بن الحارث، و الليث بن سعد، و ابن لهيعة، و شعبة، و زيد بن أبي أنيسة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الحسن بن علي، أنا أبو الحسين بن المظفّر، نا محمّد بن محمّد الباغندي، حدّثني هوبر بن معاذ، نا محمّد بن سلمة، عن ابن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب، عن سليمان بن عبد الرّحمن مولى بني أمية عن عبيد بن فيروز، عن البراء بن عازب قال: سألته عما يكره من الضحايا فقال:

ص: 348


1- كذا مكررة بالأصل، و لم يذكر إلاّ مرة واحدة في م.
2- نقله الوافي بالوفيات 397/15 و سير الأعلام 186/10 نقل وفاة أبي سليمان.
3- بالأصل: و أشهر، و الصواب ما أثبت.
4- نقله أيضا في الوافي، و في سير الأعلام 186/10 عن أحمد بن أبي الحواري أن أبا سليمان مات سنة خمس و مائتين. و انظر تاريخ داريا ص 107 في ترجمة أبي سليمان داريا.
5- في تهذيب التهذيب 415/2 و يقال: سليمان بن أنس بن عبد الرحمن.
6- في مختصر ابن منظور 168/10 و تهذيب التهذيب ابن يسار.
7- في تهذيب التهذيب: أبو عمر.

سئل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن ذلك، و ذكر الحديث لم يزد عليه.

أخبرناه أعلى من هذا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد، أنا أحمد بن محمود الثقفي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو العباس بن قتيبة، نا حرملة، أنا ابن وهب، حدّثني عمرو بن الحارث، عن سليمان بن عبد الرّحمن، عن عبيد بن فيروز، عن البراء بن عازب قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«لا يجوز من الضحايا أربع: العوراء البيّن عورها، و العرجاء البيّن عرجها، و المريضة البيّن مرضها، و العجفاء (1) التي لا تنقي» (2)[4957].

و أخبرناه عاليا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا شعبة، عن سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، قال: سمعت عبيد بن فيروز مولى بني شيبان قال: سألت البراء: ما كره رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أو ما نهى عنه من الأضاحي ؟ قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - و يدي أقصر من يده-:

«أربع لا تجزئ: العوراء البيّن عورها، و العرجاء البيّن عرجها، و المريضة البيّن مرضها، و الكسيرة التي لا تنقي» قال: قلت فإني أكره أن يكون في الأذن نقص، أو في السن نقص، أو في القرن نقص. قال: إن كرهت شيئا فدعه و لا تحرّمه على أحد.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد المقرئ، و أبو المجد معالي بن هبة اللّه بن الحسن البزار، قالا: أنا سهل بن بشر، أنا أبو الحسن علي بن منير بن أحمد الخلاّل، نا الحسن بن رشيق العسكري، أنا أبو جعفر أحمد بن حمّاد بن مسلم بن زغبة (3)،حدّثنا سعيد بن الحكم بن أبي مريم أنا يحيى بن أيوب، حدّثني عمرو بن الحارث:

أن سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي حدّثه عن القاسم أبي عبد الرحمن أن (4)عمر بن الخطاب نذر أن لا يعتق غلاما له، فأعتقه ثم كفّر عن يمينه بعتق آخر.

أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه السلمي - إذنا و مناولة - و قرأ علي إسناده، أنبأم.

ص: 349


1- العجف محركة ذهاب السمن، و هو أعجف و هي عجفاء (القاموس).
2- لا تنقي أي التي لا مخ لها لضعفها و هزالها (النهاية: نقا).
3- بالأصل و م:«رعبه» خطأ و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 533/13.
4- بالأصل «بن» خطأ و الصواب ما أثبت عن م.

أبو علي محمّد بن الحسين، أنبأ المعافا بن زكريا القاضي (1)،نا محمّد بن القاسم الأنباري - إملاء من حفظه - سنة ست و عشرين و ثلاثمائة، حدّثني محمّد بن المرزبان، نا محمّد بن سعيد بن صالح اليشكري، نا محمّد بن مجيب (2) المازني، حدّثني أبي قال:[لما] (3) قدم سليمان (4) بن علي البصرة واليا عليها قيل له إن بالمربد (5) رجلا من بني سعد، مجنونا سريع الجواب لا يتكلم إلاّ بالشعر، فأرسل إليه سليمان بن علي قهرمانه (6) فقال له: أجب الأمير، فامتنع فجرّه و زبره (7) و خرّق (8) ثوبه، و كان المجنون يستقي على ناقة له، فاستاق القهرمان الناقة و أتى بها سليمان بن علي. فلما وقف بين يديه قال له سليمان: حياك اللّه يا أخا بني سعد فقال:

حيّاك رب الناس من أمير *** يا فاضل الأصل عظيم الخير

إني أتاني العاشق (9) الجلواز *** و القلب قد طار به اهتزاز (10)

فقال سليمان: إنما بعثنا إليك لنشتري ناقتك فقال:

ما قال شيئا في شراء الناقة *** و قد أتى بالجهل و الحماقة

فقال: ما أتى ؟ فقال:

حرّق سربالي (11) و شق بردتي (12) *** و كان وجهي في الملا و زينتي (13)دي

ص: 350


1- الخبر في الجليس الصالح الكافي 185/1 للمعافى بن زكريا، و في عقلاء المجانين لأبي القاسم الحسن بن حبيب ط بيروت ص 269.
2- في الجليس الصالح: محبّ .
3- الزيادة عن الجليس الصالح.
4- في عقلاء المجانين: محمّد بن سليمان الهاشمي.
5- المربد: من محال البصرة، كان في أول أمره سوقا للإبل ثم صار محلة عظيمة، سكنها الناس.
6- القهرمان: الأمين الخاص للأمير أو الملك و وكيله في تدبير بعض أموره.
7- أي انتهره.
8- بالأصل: و حرق، و المثبت عن الجليس الصالح.
9- في الجليس الصالح و عقلاء المجانين: الفاسق.
10- بالأصل:«الجلوار... اهتزار» و المثبت عن المصدرين السابقين.
11- السربال: القميص، أو كل ما يلبس.
12- في عقلاء المجانين: يردي.
13- روايته في عقلاء المجانين: و كان زيني في الملا و مجدي

قال: أ معتزم على بيع الناقة ؟ فقال:

أبيعها من بعد ما لا أوكس *** و البيع في بعض الأوان أوكس (1)

فقال: كم شراؤها عليك ؟ فقال:

شراؤها عشرة ببطن مكّة *** من الدنانير الفيام السكّة

و لا أبيع الدهر أو أزداد (2) *** إني لربح في الورى معتاد

فقال: بكم تبيعها؟ فقال:

خذها بعشر و بخمس وازنه *** فإنها ناقة صدق مارنه

فقال: فحطّنا. فقال:

تبارك اللّه العلي العالي *** تسألني الحطّ و أنت الوالي

قال: فنأخذها و لا نعطيك شيئا فقال:

فأين ربي ذو الجلال الأفضل *** إن أنت لم تخش الإله فافعل

قال: فكم أزن لك فيها (3)؟فقال:

و اللّه ما ينعشني ما تعطي *** و لا يداني الفقر مني حطّي

خذها بما أحببت يا ابن عباس *** يا ابن الكرام من قريش و الرّاس (4)

فأمر له سليمان بألف درهم و عشرة أثواب فقال:

إني رمتني نحوك الفجاج *** أبو عيال معدم محتاج

طاوي المطي (5) ضيق المعيش *** فأنبت اللّه لديك ريش

ربحتني منك بألف فاخرة (6) *** شرّفك اللّه بها في الآخرة

و كسوة طاهرة حسان *** كساك ربي حلل الجنانه.

ص: 351


1- في الجليس الصالح:«أكيس» و في عقلاء المجانين:«الزمان أكيس».
2- في الجليس الصالح و عقلاء المجانين: أزاد.
3- في عقلاء المجانين: فقال الأمير: فإني أسألك أن تحط .
4- في الجليس الصالح:«من قريش الراس».
5- الجليس الصالح:«المعى» و في عقلاء المجانين: الحصير.
6- عقلاء المجانين: حاضره.

فقال سليمان: من يقول إن هذا مجنون، ما كلمت قط أعرابيا أعقل منه.

قال القاضي: قول الأعرابي: ضيق المعيش جمع معيشة، كما قال رؤبة:

إليك أشكوا شدة المعيش *** و مرّ أعوام نتفن ريش (1)

و يكون المعيش الموضع، و المعاش المصدر. قيل المضرب، و المضرب، و المقر، و المقر.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط (2) قال: سنة إحدى و أربعين و مائة فيها مات سليمان بن علي بن عبد اللّه بن عباس، و يقال: في اثنتين (3) و أربعين، و ذكر غيره أنه مات و هو ابن ثلاث و ستين سنة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق بن سليمان الحلاب، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد، قال في الطبقة الرابعة من أهل المدينة: سليمان بن علي بن عبد اللّه بن العباس بن عبد المطلب، و أمّه أم ولد، و توفي بالبصرة سنة اثنتين (4) و أربعين و مائة، و هو ابن تسع و خمسين سنة (5).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأ محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال: و فيها - يعني - سنة اثنتين (6) و أربعين و مائة، توفي سليمان بن علي بالبصرة ليلة السبت لسبع بقين من جمادى الآخرة، و قد شارف الستين، و صلّى عليه عبد الصمد بن علي (7).1.

ص: 352


1- ديوانه ص 78 و الرواية فيه: أشكو إليك شدة المعيش دهرا تنقي المخ بالتمشيش و جهد أعوام برين ريشي
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 419.
3- بالأصل: اثنين.
4- بالأصل: اثنين.
5- الخبر سقط من طبقات ابن سعد المطبوع ضمن تراجم أهل المدينة الضائعة من الطبقات الكبرى لابن سعد.
6- بالأصل: اثنين.
7- الخبر في كتاب المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 125/1.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا أبو جعفر الطبري (1) قال: و فيها - يعني سنة اثنتين و أربعين و مائة - توفي سليمان بن علي بن عبد اللّه بالبصرة ليلة السبت لسبع (2) بقين من جمادى الآخرة، و هو ابن تسع و خمسين، و صلى عليه عبد الصمد بن علي.

2690 - سليمان بن عياذ ،أخو سعيد بن عياذ

2690 - سليمان بن عياذ (3)،أخو سعيد بن عياذ (4)

وفدا جميعا على عبد الملك بن مروان.

تقدم ذكر وفودهما في ترجمة أخيه سعيد.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى التّستري، نا خليفة العصفري (5)،قال في تسمية عمال عبد الملك بن مروان عمان: بعث عليها الحجاج موسى بن سنان بن سلمة، ثم غلب عليها سعيد، و سليمان ابنا عباد (6)،فبعث الحجاج الطّفيل بن حصن (7) البهراني، فأخرجهما عنها، و كتب إليه الحجاج أن تستخلف و تقفل (8)،فاستخلف حاجب بن شبة (9)،فمات بها، فغلب عليها ابن عباد - يعني أخاهما - سعوة، فوجّه الحجاج مجّاع بن سعر (10)،ثم صرفه عنها، و ولّى محمّد بن صعصعة أو غلبه ابن عباد (11)،

ص: 353


1- تاريخ الطبري 514/7.
2- في الطبري:«لتسع» و بهامشه عن نسخة:«لسبع».
3- بالأصل: عباد بالباء الموحدة، و المثبت عن الاكمال لابن ماكولا 63/6 بكسر العين تليه ياء معجمة باثنتين من تحتها و آخره ذال معجمة. و قد تقدمت ترجمة أخيه سعيد بن عياذ.
4- بالأصل: عباد بالباء الموحدة، و المثبت عن الاكمال لابن ماكولا 63/6 بكسر العين تليه ياء معجمة باثنتين من تحتها و آخره ذال معجمة. و قد تقدمت ترجمة أخيه سعيد بن عياذ.
5- تاريخ خليفة بن خياط ص 297.
6- كذا بالباء الموحدة في تاريخ خليفة.
7- تاريخ خليفة: حصين.
8- عن خليفة و بالأصل: تفعل.
9- تاريخ خليفة: شيبة.
10- عن خليفة و بالأصل: سعد.
11- في خليفة: فقتله ابن عباد.

فبعث الحجاج سورة بن أبجر (1) فقتل (2) ابن عباد، و ولاّها الحجّاج سعيد بن حسان الأسدي (3).

2691 - سليمان بن عيسى أخو المضاء بن عيسى

2691 - سليمان بن عيسى أخو المضاء بن عيسى (4)

صحب أبا سليمان الدّاراني.

أخبرني أبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصمد بن علي بن الحسين بن مسعود الغزال (5)،أنا المبارك بن عبد الجبار بن أحمد، أنا أبو طاهر محمّد بن علي محمّد بن أحمد بن الحسن بن الصّوّاف، أنا أبو يعقوب إسحاق بن ابراهيم بن أبي حسان الأنماطي، نا أحمد بن أبي الحواري، قال: سمعت سليمان ابن مضاء يسأل أبا سليمان قال: إني أريد أن أعتق غلامي، و أبيع كرمي، و نفسي تقول لي: لك (6) قال أبو سليمان: شد يدك بغلامك و كرمك.

قال: و أنا أبو سليمان إذا جاء أحد يشاورك فأنس عليه بالضعف، فإنه لو قد قويت نفسك مضى و ما شاورك.

2692 - سليمان بن القاسم بن يزيد بن سليمان

ابن عبد الملك بن مروان بن الحكم القرشي الأموي

و امرأته أم خالد بنت فلان بن يزيد بن سليمان بن عبد الملك، ذكرها أحمد بن حميد بن أبي العجائز الأزدي في تسمية من كان بدمشق من بني أمية.

ص: 354


1- في خليفة: سورة بن الحرّ.
2- رسمها و إعجامها مضطربان و صورتها:«ففى» كذا و لعله «فنفى» و المثبت عن خليفة.
3- في خليفة: الأسيدي.
4- ترجمته في الوافي بالوفيات 416/15.
5- بالأصل: العزال، و انظر ترجمته في سير الأعلام 60/20 و لم يرد في نسبه «الغزال».
6- مهملة بدون نقط بالأصل و صورتها:«اللب» كذا، و في الوافي بالوفيات 417/15:«لك ابنة».

2693 - سليمان بن قيس بن حارثة بن عمرو بن زيد

ابن عبد مناة بن الحسحاس بن بكر بن وائل بن عوف

ابن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء

ابن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن

ابن الأزد، و يقال: سليمان بن قيس بن حارثة بن عمرو

ابن عبد مناة بن أبي العيص، و اسمه الحسحاس بن بكر

ابن عوف بن عمرو بن عدي ابن عمرو بن مازن بن الأزد الغسّاني

من أهل دمشق.

حكى عن أبي الدّرداء.

روى عنه ابن أخيه يحيى بن يحيى بن قيس الغسّاني، و هم أهل بيت شرف بالشام.

أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن أبي العلاء، نا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد بن عبد اللّه الدقاق، أنا محمّد بن أحمد بن النضر، نا معاوية بن عمرو، عن أبي إسحاق، عن البذر (1)،عن يحيى بن يحيى الغسّاني، عن عمه سليمان بن قيس، قال: قامت دابّة لرجل في أرض العدو، فنزل إليها ليعقدها، فقال له أبو الدرداء: ويلك، مه، ويلك، مه، فقال له أبو القين: كأنك ترى أن لك فضلا على الناس، فقال: لو عقدها ما قامت بعزونه (2).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب (3)،أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا

ص: 355


1- كذا بالأصل.
2- كذا.
3- مهملة بدون نقط بالأصل، و ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.

الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة من تابعي أهل الشام: سليمان بن قيس الغسّاني دمشقي.

2694 - سليمان بن كثير

ابن أمية بن أسعد (1) بن عبد اللّه بن المؤتنف بن عمرو

ابن عامر بن ثعلبة بن مالك بن أفصى

أبو محمّد الخزاعي المروزي

أحد نقباء بني العباس.

وجهته شيعة بني العباس من خراسان إلى (2) محمّد بن علي، فقدم عليه بالحميمة (3) من أرض البلقاء، و رجع إلى خراسان.

حدّث عن أبيه كثير بن أمية.

روى عنه ابن بنته جعفر بن لاهز بن قريط .

أنبأنا أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم، أنبأ أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ .

أخبرنا خلف بن محمّد البخاري، نا أبو عمران موسى بن أفلح البخاري، نا سعيد بن سلم بن قتيبة بن مسلم، أخبرني جعفر بن لاهز بن قريط ، أخبرني سليمان بن كثير الخزاعي - و هو جعفر ابن ابنته (4)-عن أبيه كثير بن أمية، عن أبيه أمية بن أسعد بن عبد اللّه بن مالك بن أفصى الخزاعي، قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أحب الأديان إلى اللّه الحنيفية السمحة، فإذا رأيت أمتي لا يقولون للظالم أنت ظالم فقد تودع منهم»[4958].

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنا أحمد بن الفضل الباطرقاني، أنا أبو

ص: 356


1- في جمهرة ابن حزم ص 242: سعد.
2- بالأصل:«أبي» خطأ و الصواب ما أثبت.
3- الحميمة: بلفظ تصغير الحمة، بلد من أرض الشراة من أعمال عمّان في أطراف الشام، كان منزل بني العباس (ياقوت).
4- بالأصل:«اب ا؟؟؟ ه» كذا، و لعل الصواب ما أثبت.

عبد اللّه بن منده، أنا أبو العباس القاسم بن القاسم بن عبد اللّه بن مهدي السّيّاري، قال: قال جدي أحمد بن سيار في أسماء النقباء الاثني عشر، و كلّهم من مرو: سبعة من العرب، و خمسة من الموالي، فأمّا السبعة من العرب منهم: أبو محمّد سليمان بن كثير بن أمية بن أسعد بن عبد اللّه بن يوسف بن ثعلبة بن مالك بن أفصى الخزاعي من مدينة الرسول صلى اللّه عليه و سلم من ربع حرفار (1) من رستاق سيفذنج (2)،و أمية جده كان أحد السبعين الذين بايعوا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم تحت الشجرة، بلغني أن أبا مسلم الخراساني اتّهم سليمان بن كثير في بعض الأمر فقتله و ذلك في سنة اثنتين و ثلاثين و مائة.

2695 - سليمان بن أبي كريمة

2695 - سليمان بن أبي كريمة (3)

أبو سلمة الصّيداوي

روى عن حيّان مولى أم الدرداء، و مكحول، و قرّة بن عبد الرّحمن، و الزّهري، و هشام بن حسان، و جويبر بن سعيد، و خالد بن ميمون الخراساني، و الحجاج بن أرطأة، و الحسن بن عمارة، و محمّد بن عمرو الليثي، و الجليل بن نظيف، و شبيب بن شيبة.

روى عنه صدقة بن عبد اللّه، و بكر بن عبد العزيز بن إسماعيل، و يحيى بن حمزة، و محمّد بن مخلد الرّعيني، و عمرو بن هاشم البيروتي.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو القاسم خالد بن محمّد بن خالد بن يحيى بن حمزة الحضرمي - ببيت لهيا (4)-ثنا جدي لأمي أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة، نا أبي، عن أبيه يحيى بن حمزة، حدّثني سليمان بن أبي كريمة أن الزّهري حدّثه عن عروة، عن عائشة: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ما أوتر بأكثر من ثلاث عشرة (5) ركعة، و لا قصّر عن سبع، غريب.

ص: 357


1- كذا بالأصل.
2- سيفذنج بكسر أوله و سكون ثانيه و فتح الفاء و الذال المعجمة مفتوحة ثم نون ساكنة، قرية بينها و بين مرو أربعة فراسخ (ياقوت).
3- ترجمته في لسان الميزان 102/3 و الكامل لابن عدي 262/3 و ميزان الاعتدال 221/2.
4- تقدم التعريف بها، و انظر ياقوت.
5- بالأصل: ثلاثة عشر، خطأ.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أخبرني أبو محمّد الحسن بن علي اللّبّاد.

ح و أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد قالا: أنا تمّام بن محمّد بن عبد اللّه الرازي، أنا الحسن بن حبيب، نا أبو محمّد أزهر بن زفر الوراق - بمصر - نا محمّد بن مخلد الرّعيني، أبو أسلم، حدّثنا سليمان بن أبي كريمة، عن مكحول، عن قزعة (1) بن يحيى، عن حبيب بن مسلمة، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«زر غبّا تزدد حبا»[4959].

ح و أخبرنا أبو الفتح محمّد بن علي بن عبد اللّه المصري، و أبو الحسن علي بن أبي طالب أحمد بن محمّد بن عوانة الشافعي، و أبو رشيد علي بن عثمان بن محمّد بن الهيصم الهيصمي، و أبو صالح ذكوان بن سيّار بن محمّد بن أبي القاسم الدهان المعروف، بأميرجة، و أبو بكر خلف بن الموفق بن خلف الفامي، قالوا: أنا عبد اللّه (2)محمّد بن أبي مسعود بن محمّد الفارسي، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن محمّد بن أبي شريح، ثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا أزهر بن زفر الوراق، حدّثني أبو أسلم محمّد بن مخلد الرّعيني، حدّثني سليمان بن أبي كريمة.

و أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه، ثم أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد عنه، نا أبو بكر عبد اللّه بن يوسف بن شمة، نا سليمان بن أحمد، نا أزهر بن زفر المصري، نا أبو أسلم محمّد بن مخلد الرّعيني، نا سليمان بن أبي كريمة.

و أخبرنا أبو طاهر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه السّنجي، أنا أبو العباس الفضل بن عبد الواحد بن عبد الصمد التاجر - بنيسابور - أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد اللّه السراج الكوشكي، أنا أحمد بن علي بن الحسن المقرئ، نا أزهر بن زفر الوراق، نا أبو مسلم (3) محمّد بن مخلد، نا سليمان بن أبي كريمة، عن مكحول، عن قزعة بن يحيى، عن حبيب بن مسلمة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«زر غبّا تزدد حبا»[4960].

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل الفارسي، أنبأ أبو بكر البيهقي، أنا أبوب.

ص: 358


1- بالأصل قرعة بالراء، و الصواب ما أثبت، بزاي و فتحات كما في تقريب التهذيب.
2- كذا.
3- مرّ قريبا:«أبو أسلم» و هو الصواب.

عبد اللّه الحافظ ، و أبو بكر أحمد بن الحسن.

و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن أبي العلاء، و أبو محمّد طاهر بن سهل، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب، أنا القاضي أبو بكر الحيري، قالا: ثنا محمّد بن يعقوب، نا بكر بن سهل الدمياطي، نا عمرو بن هاشم البيروتي، نا سليمان بن أبي كريمة، عن جويبر، عن الضحاك، عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«مهما أوتيتم من كتاب اللّه فالعمل به، لا عذر لأحد في تركه، فإن لم يكن في كتاب اللّه فسنة مني ماضية، فإن لم يكن سنة مني فما قال أصحابي، إن أصحابي بمنزلة النجوم في السماء، فأيما - و في حديث الخطيب: فأيما أخذتم - به اهتديتم و اختلاف أصحابي لكم رحمة»[4961].

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلال - أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (1) قال: سليمان بن أبي كريمة، عن قرّة، عن عبد اللّه بن ضمرة، عن أبي الدرداء، روى عنه صدقة بن عبد اللّه، سمعت أبي يقول ذلك، و سألته عنه فقال:

ضعيف الحديث.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر، أنا أحمد بن محمّد بن أحمد، أنا يوسف بن أحمد بن يوسف، نا محمّد بن عمرو بن موسى، قال:

سليمان بن أبي كريمة، عن هشام بن حسان يحدث بمناكير، و لا يتابع على كثير من حديثه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (2)،و ذكر سليمان هذا أشبه أحاديث حديث محمّد بن مخلد أحدها ثم قال: و لسليمان بن أبي كريمة غير ما ذكرت، و ليس بالكثير، و عامة أحاديثه مناكير، و يرويه عنه عمرو بن هاشم البيروتي، و عمرو ليس به بأس، و لم أر3.

ص: 359


1- الجرح و التعديل 138/4.
2- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 263/3.

للمتقدمين فيه كلاما، و قد تكلموا فيمن هو أمثل منه بكثير، و لم يتكلموا في سليمان هذا لأنهم لم يخبروا (1) حديثه.

2696 - سليمان بن محمّد بن إسماعيل بن محمّد

ابن عبد الرّحمن بن القاسم بن يزيد بن مسلم بن مشكم

أبو أيوب الخزاعي

روى عن محمّد بن الوزير، و قاسم بن عثمان، و السّلم بن يحيى بن معاذ، و هشام بن خالد، و محمّد بن مصفّى، و سعيد بن عمرو السّكوني، و همّام بن محمّد العبسي، و العباس بن الوليد الخلاّل، و عبد الرّحمن بن عثمان بن هشام بن زبر، و أبي جعفر محمّد بن إسحاق البغدادي المؤدب، و عبد الرّحمن بن الحسن بن عبد اللّه السلمي، و مؤمّل بن إهاب، و عبد الوهاب بن عبد الرحيم الأشجعي، و موسى بن عامر، و صفوان بن سبرة بن صفوان، و أبي جعفر محمّد بن الوليد بن أبان القلانسي، و أحمد بن عبد الواحد بن عبود.

روى عنه أبو زرعة، و أبو بكر ابنا أبي دجانة، و أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد بن معيوف، و أبو سليمان بن زبر، و عبد الوهاب الكلابي، و أبو بكر بن المقرئ، و هو نسبه، و أحمد بن عتبة بن مكين، و أبو أحمد بن عدي، و نسبه أيضا، و أبو بكر محمّد بن حميد بن معيوف، و أبو الحسين الرازي، و الفضل بن جعفر، و علي بن عمرو بن سهل الحريري، و سليمان بن أحمد بن محمّد النيسابوري، و أبو العباس بن السمسار، و أبو بكر بن البرامي.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنبأ أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا الحسين بن عبد اللّه بن يزيد الأزرق القطان الرّقّي - بها - و سليمان بن محمّد الخزاعي الدمشقي، و جعفر بن أحمد الوزّان الحرّاني - بحلب - قالوا: حدّثنا هشام بن خالد الأزرق، نا شعيب بن إسحاق، نا مالك، عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا يمنعنّ أحدكم جاره أن يجعل خشبة في جداره»[4962].

ص: 360


1- مهملة بدون نقط بالأصل و المثبت عن ابن عدي.

قال ابن المقرئ: هكذا حدثونا، و المشهور عن مالك، عن الزّهري، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأ أبو بكر الصفار، أنا أبو بكر أحمد بن علي، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو أيوب سليمان بن محمّد الخزاعي الدمشقي، عن هشام بن خالد، و ابن مصفّى، و محمّد بن خالد، فيه نظر.

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد فيما ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق في الدفعة الثانية: أبو أيوب سليمان بن محمّد بن إسماعيل بن عبد الرّحمن بن القاسم بن أبي عبيد اللّه مسلم بن مشكم، مات و أنا بها في سنة تسع عشرة و ثلاثمائة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر قال: توفي أبو أيوب سليمان بن محمّد بن إسماعيل الخزاعي في ذي القعدة - يعني سنة تسع عشرة و ثلاثمائة-.

2697 - سليمان بن محمّد بن سلمة

أبو القاسم الحرّاني

حدّث بدمشق عن عمر بن أحمد بن سنان المنبجي (1).

روى عنه عبد الوهاب الكلابي.

أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، و أبو نصر غالب بن أحمد المسلّم، قالا: أنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن [أيمن، أنا أبو الحسن بن السمسار - إجازة - أنا عبد الوهاب الكلابي، نا أبو القاسم سليمان بن محمّد بن] (2) سلمة الحرّاني، نا عمر بن أحمد بن سنان، حدّثنا الربيع بن روح بن صفوان بن صالح قال:

ذكرت للوليد بن مسلم خبر امرأة بخراسان و قد والت على عشر بنات، فقيل لها:

ص: 361


1- تقرأ بالأصل المنيحي، و المثبت عن الأنساب و معجم البلدان ذكره ياقوت: عمر بن أحمد بن سعيد بن سنان. و المنبجي نسبة إلى منبج مدينة بينها و بين حلب عشرة فراسخ.(ياقوت).
2- ما بين معكوفتين استدرك على هامش الأصل و بجانبه كلمة صح.

إن جاءتك (1) بنت تحمدين (2) اللّه ؟ قالت: لا، فولدت قردة (3).فقال لي الوليد: قد كان عندنا شبيها (4) بهذا. كان رجل من أهل الأوزاع ولدت له امرأة تسع بنات فقال لها:

و قد حملت منه إن ولدت جارية لأطلقنك، و خرج إلى المسجد فولدت جارية فلفّتها (5)في رقاعها و حملتها و ألقتها في كنيسة توما، و جاء الرجل فدخل عليها فنظر إلى حالها فلم يزل بها حتى أقرت له و أعلمته بمكانها فذهب ليجيء بها فوجدها و معها أخرى فحملهما إليها فقال لها: أيتهنّ بنتك ؟ قالت: لا أدري، فسئل الأوزاعي فقال: ترثان منه، و منها ميراث جارية، و ترث منهما ميراث جارية و لا تتوارثان إذا ماتتا لأنهما ليستا بأختين.

2698 - سليمان بن محمّد بن عبد اللّه

كان في جند الوليد بن يزيد حين قتل، له ذكر.

2699 - سليمان بن محمّد بن الفضل بن جبريل

أبو منصور البجلي النّهرواني (6)(7)

من ولد جرير بن عبد اللّه البجلي الصحابي.

سمع بدمشق سليمان بن عبد الرّحمن، و هشام بن خالد الأزرق، و عبد الرّحمن بن إبراهيم دحيم، و بعسقلان: محمّد بن أبي السّري، و بغيرها:

عبد الوهاب بن الضحّاك الفرضي، و محمّد بن وهب بن أبي كريمة الحرّاني، و تميم بن المنتصر الواسطي، و محمّد بن سليمان لوينا، و محمّد بن إسماعيل الأهوازي، و محمّد بن موسى الحرشي، و سهل بن زنجلة الرّازي (8)،و الحسن بن حمّاد الحضرمي

ص: 362


1- بالأصل: جاءك.
2- تقرأ بالأصل:«محمّد بن عبد اللّه» و «عبد» كتبت فوق الكلام بين السطرين، و لا معنى للعبارة، و المثبت عن مختصر ابن منظور 186/10.
3- بالأصل: فرده.
4- بالأصل:«سنيها» و المثبت عن المختصر.
5- رسمها بالأصل:«فلقيها» و الصواب ما أثبت.
6- النهرواني بفتح النون و سكون الهاء و فتح الراء و الواو (في ياقوت أكثر ما يجري على الألسنة بكسر النون) نسبة إلى نهروان بليدة قديمة على أربع فراسخ من الدجلة (الأنساب).
7- ترجمته في تاريخ بغداد 59/9.
8- ترجمته في سير الأعلام 692/10.

سجّادة، و محمّد بن سليمان بن أبي داود الحرّاني، و حاجب بن سليمان، و محمّد بن الحسن بن سنان المنبجيين (1)،و سعيد بن نصير، و محمّد بن عبد اللّه المخرمي.

روى عنه أبو بكر محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، و هو من أقرانه، و أبو الحسين أحمد بن يحيى الآدمي، و عبد الصمد بن علي الطّبسي، و عبد الباقي بن قانع القاضي، و أبو بكر الشافعي، و أبو علي حامد بن محمّد الرفاء، و أبو سهل أحمد بن محمّد بن زياد القطان، و أبو قريش محمّد بن جمعة بن خلف القهستاني الحافظ (2)، و علي بن محمّد بن سحنويه، و محمّد بن محمّد بن يزيد النّهرواني، و أبو جعفر محمّد بن عمرو بن البختري، و أبو الحسن نعيم بن عبد الملك الأسترآباذي، و موسى بن شعيب السمرقندي، و علي بن أحمد بن مروان، و أبو بكر أحمد بن إسحاق الضّبعي.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل، أنا أبو عثمان البحيري (3)،أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا محمّد بن جمعة الحافظ ، نا سليمان بن الفضل بن جبريل، نا محمّد بن سليمان، نا عثمان بن (4) عن يونس - يعني ابن عبيد - عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«إن الأعمال تعرض يوم الخميس، و يوم الجمعة فيغفر لكلّ عبد لا يشرك باللّه شيئا إلاّ رجلين، فإنه يقول أخّروا هذين حتى يصطلحا»[4963].

أخبرنا أبو النّضر عبد الرّحمن بن عبد الجبار بن عثمان الفامي المعدّل، و أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن محمّد الطبيب (5) جعيد العميري (6)-بهراة - قالا: أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن محمّد العميري (7)،أنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن9.

ص: 363


1- مهملة بدون نقط بالأصل و رسمها غير واضح، و الصواب ما أثبتناه نسبة إلى منبج، انظر الأنساب (المنبجي) و ذكر السمعاني فيمن نسب إليها حاجب بن سليمان.
2- ترجمته في سير الأعلام 304/14.
3- بالأصل: البختري خطأ و الصواب ما أثبت، و قد تقدم التعريف به.
4- كلمة مطموسة بالأصل.
5- كذا رسمها بالأصل.
6- ضبطت بضم العين و فتح الميم و سكون الياء عن السمعاني و قال: هذه النسبة إلى الجد.
7- ترجمته في سير الأعلام 69/19.

الحسين الباشاني (1) فيما انتخبه الجارودي، نا حامد بن محمّد الرفاء، ثنا سليمان بن محمّد بن الفضل، نا هشام بن خالد، نا الوليد بن مسلم، عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، عن إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«لو أن عبدا هرب من رزقه لطلبه رزقه كما يطلبه الموت»[4964].

و من عالي حديثه ما أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأ أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، حدّثني أبو منصور سليمان بن محمّد بن الفضل بن جبريل البجلي، نا ابن أبي عمر، نا سفيان، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي أن بلالا قال: يا رسول اللّه، لا تسبقني بآمين.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأ أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأ أبو أحمد الحاكم قال أبو منصور سليمان بن محمّد بن الفضل النهرواني (2)،سمع أبا سعيد عبد الرّحمن بن إبراهيم القرشي دحيما، و عبد الوهاب بن الضحاك الغرضي (3).

روى عنه أحمد بن عثمان الأدمي، و عبد الصمد بن علي الطّستي، و أبو سهل بن محمد بن سختويه.

اخبرنا ابو النجم بدر بن عبد الله قال: قال انا ابو بكر الخطيب (4): سليمان بن محمد بن الفضل بن جبريل (5) ابو منصور النهرواني البجلي من ولد جرير بن عبد الله صاحب رسول الله ص، حدث عن محمد بن موسى الحرشي، و سهل بن زنجلة الرازي، و محمد بن إسماعيل الأهوازي، و محمد بن وهب بن أبي كريمة الحراني، و محمد بن أبي السري العسقلاني، و عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم، و عبد الوهاب بن الضحاك الغرضي. (6)

روى عنه أحمد بن عثمان الأدمي، و عبد الصمد بن علي الطستي، و أبو سهل بني.

ص: 364


1- بالأصل: الباساني بالسين المهملة، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 339/17. و الباشاني نسبة إلى باشان قرية من قرى هراة.
2- بالأصل:«النهريانى» و هو صاحب الترجمة و الصواب ما أثبت.
3- عن تاريخ بغداد و بالأصل: العرصي.
4- تاريخ بغداد 59/9.
5- عن تاريخ بغداد و بالأصل: خيرون.
6- عن تاريخ بغداد و بالأصل: العرصي.

زياد القطان، و عبد الباقي بن قانع، و أبو بكر الشافعي، و قال الدارقطني: هو ضعيف.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا علي بن عمر الحافظ قال: سليمان بن محمّد بن الفضل أبو منصور النّهرواني ضعيف.

أخبرنا أبو النجم الشّيحي (1)،أنا أبو بكر أحمد بن علي (2) قال: أنا علي بن محمّد السمسار، أنا عبد اللّه بن عثمان الصفار، نا عبد الباقي بن قانع أن أبا منصور النّهرواني مات في سنة سبع و ثمانين و مائتين.

2700 - سليمان بن مجالد بن أبي المجالد

2700 - سليمان بن مجالد بن أبي المجالد (3)

من أهل الأردن، أخو المنصور من الرضاعة، و كان معهم بالحميمة، فلما أفضى الأمر إلى المنصور ولاّه الريّ (4) و كان يلي له الخزائن أيضا (5).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد فيما أرى قال: أنبأني أحمد بن الحسن العدل الأمين، و ابن خاله أحمد بن الحسن الغولي جميعا، عن أبي القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان الصّيرفي، نا سهل بن أحمد بن عبد اللّه بن سهل بن محمّد الدّيباجي، نا محمّد بن عبد اللّه بن علي الهاشمي، حدّثني علي بن عبد اللّه الكعبي، حدّثني أحمد بن محمّد بن الجعد، نا أبي، عن سليمان بن مجالد قال:

خرجت مع أبي جعفر المنصور عبد اللّه بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن عباس نريد هشام بن عبد الملك، و أبو جعفر على حمار، و أنا أسوق به منصرفا إلى الرصافة، فنزلنا على مسلمة لنأخذ رأيه، فأمر لنا بخمس مائة درهم، و قال له مسلمة: لا تبت بها، و اتخذ لنا مسلمة سفرة فيها طعام فعلقتها على الحمار و قمنا فرحلنا، فنحن نسير طول الليل، فلما انفلق الصبح و أضاءت (6) الدنيا إذا هشام قد أدركنا. فقال لي أبو جعفر:

ص: 365


1- رسمها بالأصل:«السحى» و الصواب ما أثبت و هذه النسبة إلى شيحة من قرى حلب.
2- تاريخ بغداد 60/9.
3- ترجمته في الوزراء و الكتّاب للجهشياري ص 100 و الوافي بالوفيات 421/15.
4- بالأصل «الذي» خطأ و الصواب عن الوافي بالوفيات.
5- بقي على الخزائن إلى حين وفاته فحل مكانه ابن أخيه إبراهيم بن صالح بن مجالد، قاله في الوافي بالوفيات 421/15.
6- فى مختصر ابن منظور 188/10 و أصاب الدنيا.

اعدل عن طريقه لأن لا يرانا، فعد لنا. و قام يصلّي الغداة، و بصر بنا هشام فقال لمسلمة من صاحب الحمار و الرجل الذي معه ؟ فقال: هذا ابن عمك عبد اللّه بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن عباس، أوصلت إليه صلتك و أمرته بالخروج في الليل فسمع لأمرك، فرقّ له هشام، و نزل عن فرسه و قال لبعض أصحابه: امض به إلى ذلك الفتى حتى تدفعه إليه، و مضى و أخذنا الفرس، و ركبه أبو جعفر و ركبت الحمار، حتى إذا انبسطت الشمس نزل أبو جعفر و أنا أمسك الفرس فصلّى ركعتين و دعا، ثم قال: اللّهم كما حملتني على فرسه فأجلسني مجلسه، ثم التفت إليّ فقال: هات شيئا حتى نأكل، فقربت السفرة، و فيها طعام حسن من طعام مسلمة، و جعلنا نأكل منها، فوقف علينا سائل، و عليه فروة حمراء و بيده عصا فقال: تصدقوا رحمكم اللّه، فقال له أبو جعفر:

صنع اللّه لك، فمرّ الشيخ، ثم ندم أبو جعفر، و قال: أستغفر اللّه و أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم، سبقني لساني إلى الرد عليه، خذ السفرة فادفعها إليه بما فيها، فأخذت السفرة فأتيت الشيخ بها فقلت: إن هذا الفتى ابن عمّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و إنه فكّر في أمرك، و أنت بمقطعة و دار مضيعة، فبعث بسفرته و جميع طعامه إليك، فقال لي: أقرئه السلام و قل له: لا حاجة لنا في طعامك، ان اللّه عز و جل قد سمع دعاءك و أنت تقول: اللّهم كما حملتني على فرسه فأجلسني مجلسه، و إن اللّه و له الحمد سيفعل ذلك، قال: فرجعت إلى أبي جعفر بالجواب فقال: قرّب لي فرسي ما هذا إلاّ الخضر عليه السلام، فركب الفرس و دار في الصحراء فلم نر له أثرا.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد قالا: نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر أحمد بن علي (1) قال: حدّثت عن أبي عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى المرزباني قال: دفع إليّ العباس بن العباس بن محمّد بن عبد اللّه بن المغيرة الجوهري (2) كتابا ذكره أنه بخط عبد اللّه بن أبي سعد الوراق، فكان فيه: حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن عياش التميمي المرورّوذي قال: سمعت جدي عياش بن القاسم يقول: كان على أبواب المدينة - يعني مدينة أبي جعفر - مما يلي الرحاب ستور و حجاب، و على كل باب قائد، فكان على باب الشام سليمان بن مجالد2.

ص: 366


1- تاريخ بغداد 77/1 تحت عنوان: خبر بناء مدينة السلام.
2- ترجمته في تاريخ بغداد 157/12.

في ألف، و على باب البصرة أبو الأزهر التميمي في ألف، و على باب الكوفة خالد العكّي في ألف، و على باب خراسان مسلمة بن صهيب الغسّاني في ألف، و كان لا يدخل أحد من عمومته،- يعني عمومة المنصور - و لا غيرهم من هذه الأبواب إلاّ راجلا، إلاّ داود بن علي عمه فإنه كان منقرسا فكان يجعل في محفّة و محمّد المهدي ابنه، و كانت (1)يكنس الرّحاب في كل يوم يكنسها الفراشون، و يحمل التراب إلى خارج المدينة فقال له عمه عبد الصمد: يا أمير المؤمنين، أنا شيخ كبير فلو أذنت لي أن أنزل داخل الأبواب، فلم يأذن له، فقال: يا أمير المؤمنين عدني بعض بغال الروايا التي تصل إلى الرحاب فقال: يا ربيع بغال الروايا تصل إلى رحابي ؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، فقال: تتخذ الساعة قنى بالساح من باب خراسان حتى تجيء إلى قصري، ففعل.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن علي بن أحمد، أنا أحمد بن إسحاق النهاوندي، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط (2) قال في تسمية عمال أبي جعفر المنصور: الخزائن: سليمان بن مجالد، فمات فولّى ابن أخيه إبراهيم بن صالح بن مجالد حتى مات أبو جعفر.

2701 - سليمان بن موسى

أبو الرّبيع، و يقال: أبو أيّوب (3) الأشدق الفقيه

مولى آل أبي سفيان بن حرب (4)

روى عن أبي أمامة الباهلي، و عطاء، و الزّهري، و نافع مولى ابن عمر، و عمرو بن شعيب، و مكحول، و نافع بن جبير بن جريج، و كريب مولى ابن عباس، و ابن أبي حسين، و أبي الأشعث الصّنعاني، و القاسم بن محمّد بن أبي بكر، و مالك بن يخامر.

روى عنه الأوزاعي، و سعيد بن عبد العزيز، و ابن جريج، و زيد بن واقد، و أبو وهب عبيد اللّه بن عبيد الكلاعي، و محمّد بن الوليد الزّبيدي، و برد بن سنان،

ص: 367


1- عن هامش الأصل.
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 436.
3- زيد في تهذيب التهذيب كنية ثالثة: أبا هشام.
4- ترجمته في تهذيب التهذيب 425/2 و ميزان الاعتدال 225/2 حلية الأولياء 87/6 الوافي بالوفيات 436/15 سير الأعلام 433/5 و انظر بحاشيتها أسماء مصادر أخرى ترجمت له.

و عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، و النعمان بن المنذر، و المطعم بن المقدام، و العلاء بن الحارث، و أسامة بن زيد الليثي، و رجاء بن أبي سلمة، و محمّد بن راشد المكحولي، و عتبة بن أبي حكيم الهمداني، و هشام بن الغاز (1)،و حفص بن غيلان، و محمّد بن سعيد المصلوب، و أبو كامل صفوان بن رستم، و عثمان بن مسلم، و معاوية بن صالح، و ثور بن يزيد الحمصيان.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن المزرقي (2)،نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا علي بن عمر بن محمّد الحربي، نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، نا أبو نصر التمار عبد الملك بن عبد العزيز حدّثني.

ح و أخبرنا أبو بكر أيضا، أنبأ أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو القاسم بن حابة، أنا أبو القاسم البغوي، نا أبو نصر التمار قال: حدّثنا.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أحمد بن محمود الثقفي، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، و أبو القاسم بن بنت منيع البغداديان، قالا: نا أبو نصر التّمّار عبد الملك بن عبد العزيز النّسائي (3) في شوال سنة سبع و عشرين و مائتين، و مات سنة ثمان و عشرين و مائتين، حدّثني سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى، عن عبد الرّحمن بن أبي حسين، عن جبير بن مطعم قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«كل عرفات موقف، و ارفعوا عن عرفة، و كل مزدلفة موقف، و ارفعوا عن محسّر (4)،و كلّ فجاج منى و قال الحربي: مكة - منحر، و كل - و قال ابن المقرئ و الحربي: و في كل - أيام التشريق ذبح»، قال ابن المقرئ اللفظ للصوفي.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا هدبة، نا همّام، عن سليمان بن موسى، عن نافع، عن ابن عمر سئل عن الغسل يوم الجمعة ؟ فقال: أمرنا به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.).

ص: 368


1- بالأصل: العار، خطأ و الصواب ما أثبت.
2- بالأصل بالقاف و الصواب ما أثبت المزرفي بالفاء. و قد تقدم التعريف به.
3- ترجمته في سير الأعلام 571/10.
4- محسر: موضع ما بين مكة و عرفة، و قيل: بين منى و عرفة، و قيل: بين منى و المزدلفة (ياقوت).

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ، نا زكريا بن يحيى البصري الشامي (1)،نا محمّد بن معمر، نا جعفر بن عون، عن يحيى بن سعيد، عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى، عن الزّهري، عن عروة، عن عائشة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«أيما امرأة نكحت بغير إذن وليّها فنكاحها باطل، فإن استحروا (2) فالسلطان وليّ من لا وليّ له». يحيى بن سعيد أكبر من ابن جريج، و قد رواه عن ابن جريج جماعة (3)[4966].

أخبرناه أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن، و أبو عمرو عبد الوهاب، أنبأ محمّد بن إسحاق، و أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الطيان، و أبو منصور بن شكرويه، قالوا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه، أنا أبو بكر بن زياد النّيسابوري، نا حاجب بن سليمان، نا حجّاج بن محمّد، و ابن أبي روّاد، و مؤمّل، عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«أيما امرأة نكحت بغير إذن وليّها فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، و لها مهرها بما أصاب منها، فإن استحروا (4) فالسلطان وليّ من وليّ له». اللفظ لأبي عمرو و الطيان[4966].

أخبرنا أبو سعد أيضا، أنبأ عبد الوهاب بن محمّد، و إبراهيم بن محمّد، قالا:

أنبأ إبراهيم بن عبد اللّه، أنا أبو بكر بن زياد، نا أبو علي أحمد بن محمّد بن الزّبير بن شقير، نا مؤمّل، نا عبد الملك بن جريج، عن سليمان بن موسى، عن الزّهري، عن عروة، عن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«أيما امرأة نكحت بغير وليّ فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، و لها الصّداق بما أصاب منها، و السلطان وليّ من لا وليّ له»[4967].

قال: و أنا أبو بكر، نا يونس، نا ابن وهب، نا ابن جريج، عن سليمان بن موسى، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم نحوه.».

ص: 369


1- كذا بالأصل و هو خطأ و الصواب «الساجي» انظر ترجمته في سير الأعلام 197/14.
2- كذا، و في سير الأعلام 436/5 و مختصر ابن منظور 189/10 «اشتجروا».
3- ذكره الذهبي في سير الأعلام 436/5 من طريق: الثقات عن ابن جريج، و انظر تخريجه فيه.
4- كذا، و في سير الأعلام 436/5 و مختصر ابن منظور 189/10 «اشتجروا».

قال: و أنا أبو بكر، نا محمّد بن يحيى، نا أبو عاصم، عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى قال: و نا محمّد بن يحيى، نا يعلى، نا يحيى، عن ابن جريج عن سليمان بن موسى قال: و نا محمّد بن يحيى، نا محمّد بن يوسف، نا سفيان، عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى، عن الزّهري، عن عروة، عن عائشة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم نحوه.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، و أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن محمّد بن البخاري، و أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن بن البنّا، و أبو الدّرّ ياقوت بن عبد اللّه (1) عتيق ابن البخاري، قالوا: أنا أبو محمّد الصّريفيني ح.

و أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه بن كادش أنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن علي الوراق ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن علي البيهقي - بها - أنا القاضي أبو علي محمّد بن إسماعيل بن محمّد العراقي بطوس. قالوا: حدّثنا أبو طاهر المخلّص - إملاء-.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن نصر بن علي بن يونس، و أبو بكر محمّد بن عبيد اللّه بن نصر الزّاغوني (2)،و أبو منصور أنوشتكين (3) بن عبد اللّه الرضواني، قالوا: أنا أبو القاسم بن البسري (4).

ح و أخبرنا أبو البركات أحمد بن محمّد الصفار، أنا عبد العزيز بن علي بن أحمد بن الحسين السكري، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا أبو حامد محمّد بن هارون بن عبد اللّه الحضرمي، نا سليمان بن عمر، نا عيسى بن يونس، عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى، عن الزّهري، عن عروة، عن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:ة.

ص: 370


1- انظر ترجمته في سير الأعلام 179/20.
2- بالأصل: الراعوني، خطأ و الصواب ما أثبت، انظر فهارس المطبوعة عاصم - عائذ ص 649.
3- بالأصل:«أبو شنكين» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر فهارس المطبوعة عاصم - عائذ ص 620.
4- بالأصل: السري، خطأ و الصواب ما أثبت قياسا إلى أسانيد مماثلة.

«لا نكاح إلاّ بوليّ و شاهدي عدل فإن تشاجروا فالسلطان (1) وليّ من لا وليّ له»[4968].

و أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا أبو بكر أحمد بن محمّد بن أبي شيبة البزار - إملاء - نا أبو عثمان سعيد بن يحيى الأموي، نا أبو بدر شجاع بن الوليد، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة قالت: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«أيما امرأة نكحت بغير إذن مواليها فنكاحها باطل، و لها مهرها، و لها الذي أعطاها بما أصاب منها، فإن اشتجروا (2) فذاك إلى السلطان وليّ من لا وليّ له»[4969].

و رواه ابن وهب عن ابن جريج، و شك في رفعه.

أخبرناه أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي، أنبأ أبو القاسم و أبو عمرو، ابنا منده، و محمّد بن أحمد بن علي بن شكرويه، قالوا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد بن خرشيد قوله، أنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن زياد النّيسابوري، نا يونس بن عبد الأعلى، أنا ابن وهب، نا ابن جريج، عن سليمان، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزّبير، عن عائشة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم أراه عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«لا تنكح المرأة بغير أمر وليها، فإن نكحت فنكاحها باطل، نكاحها باطل، نكاحها باطل، فإن أصابها فلها مهرها بما أصاب منها، فإن اشتجروا (3) فالسلطان وليّ من لا وليّ له»[4970].

أخبرناه عاليا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد، في كتابه، ثم أخبرني أبو محمّد بن طاوس عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن جعفر بن أحمد بن فارس، نا أبو مسعود أحمد بن الفرات، أنا عبد الرزاق، عن ابن جريج أن سليمان بن موسى أخبره أن ابن شهاب أخبره، أن عروة بن الزبير أخبره، أن عائشة أخبرته، قالت:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:».

ص: 371


1- قال عبد اللّه بن أحمد: قال أبي: السلطان: القاضي، لأن إليه أمر الفروج و الأحكام. و سيرد ذلك قريبا.
2- و مرّ عن سير الأعلام: اشتجروا. و هو ما أثبتناه، و بالأصل «استحروا».
3- و مرّ عن سير الأعلام: اشتجروا. و هو ما أثبتناه، و بالأصل «استحروا».

«أيما امرأة نكحت بغير إذن مواليها فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، و لها المهر بما أصابها، فإن اشتجروا (1) فالسلطان وليّ من لا وليّ له» (2)[4971].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبي، نا إسماعيل، نا ابن جريج، أخبرني سليمان بن موسى، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«إذا نكحت المرأة بغير أمر مولاها فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، فإن أصابها فلها مهرها بما أصاب منها، فإن اشتجروا (4) فالسلطان وليّ من لا وليّ له»[4972].

قال ابن جريج: فلقيت الزهري فسألته عن هذا الحديث فلم يعرفه.

قال: و كان سليمان بن موسى و كان فأثنى عليه، قال أبي: السلطان القاضي لأن إليه أمر الفروج و الأحكام و لهذا الحديث عندي طرق كثيرة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد، أنا محمّد بن الحسن بن محمّد، نا أحمد بن الحسين، نا عبد اللّه بن محمّد، نا محمّد بن إسماعيل البخاري (5)،حدّثني إبراهيم بن موسى، أنا ابن عيينة (6)،عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى، عن الزّهري في حديث «لا نكاح إلاّ بولي» و قال ابن جريج: فسألت الزهري فلم يعرفه، قال ابن جريج: و كان سليمان يفتي في العضل (7) قال البخاري: و عنده أحاديث عجائب (8)، كذا وقع في هذه الرواية ابن عيينة، و الصواب ابن عليّة.

أخبرناه أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب.

ح و حدّثني أبو عبد اللّه البلخي، أنبأ محمّد بن الحسين بن هريسة، قالا: أنار.

ص: 372


1- و مرّ عن سير الأعلام: اشتجروا، و هو ما أثبتناه، و بالأصل:«استحروا».
2- انظر حلية الأولياء 88/6.
3- مسند الإمام أحمد ط دار الفكر بيروت رقم 24260/ج 301/9.
4- عن المسند و بالأصل: استحروا.
5- انظر التاريخ الكبير 38/4-39.
6- في البخاري:«ابن عليّة» و سينبه المصنف إلى هذا في آخر حلية الأولياء.
7- بالأصل:«و كان سليمان يعني في الفضل» صوبنا العبارة عن البخاري.
8- في البخاري: مناكير.

أحمد بن محمّد بن غالب، أنا حمزة بن محمّد بن علي بن هاشم، نا محمّد بن إبراهيم بن شعيب الغازي.

ح و أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي الحافظ ، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل قالا: أنا محمّد بن إسماعيل البخاري (1)،نا إبراهيم بن موسى، عن ابن عليّة، عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى، عن الزهري في حديث «لا نكاح إلاّ بولي» قال ابن جريج: سألت الزهري فلم يعرفه، قال ابن جريج: و كان سليمان - قال ابن سهل:- يفتي في العضل (2)-و قال الغازي: و كان سليمان يثني عليه.

أنبأنا أبو الفضل بن ناصر، و أبو القاسم إسماعيل بن محمّد قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر، أنا محمّد بن عبد اللّه بن خلف، نا عمر بن محمّد الجوهري، أنا أحمد بن محمّد بن هانئ الأثرم، قال: قلت لأبي عبد اللّه حديث الولي الكلام الذي يزيد فيه إسماعيل فقال: نعم لم أسمعه من أحد غيره، قال أبو عبد [اللّه] إسماعيل إنما سمع هذا بالبصرة فكيف هذا كالمنكر له إن شاء اللّه قلت له: فذاك حديث ثبت عندك ؟ فقال: ما أدري أخبرك قال أبو بكر معنى هذا الكلام أن ابن جريج روى عن سليمان بن موسى، عن الزّهري، عن عروة، عن عائشة، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل» فرواه إسماعيل بن إبراهيم، عن ابن جريج فزاد فيه قال ابن جريج: فسألت الزهري عنه فلم يعرفه فكأنه أنكر هذه الزيادة، قيل لأبي عبد اللّه: كان إسماعيل حمل على ابن جريج فنقص يده و أنكر ذلك، و قال: من قال هذا كيف و هو قد سمع من ابن جريج، فقدم مكة فأراد أن يصحح سماعه فقال: من أعلم من هاهنا ابن جريج فقيل له عبد المجيد بن أبي روّاد فعرضها عليه.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ بني.

ص: 373


1- انظر التاريخ الكبير 38/4-39.
2- بالأصل:«و كان سليمان يعني في الفضل» صوبنا العبارة عن البخاري.

الباريح (1) قال: سمعت (2) الحسين بن الحسن الطوسي، يقول سمعت أبا حاتم يقول:

سمعت أحمد بن حنبل ينكر على ابن علية أنه ذكر حديث ابن جريج «لا نكاح إلاّ بولي» قال ابن جريج: فلقيت الزهري فسألته عنه فلم يعرفه و أثنى على سليمان بن موسى.

قال (3) أحمد بن حنبل إنّ لابن (4) جريج كتبا (5) مدوّنة و ليس هذا، يعني حكاية ابن عليّة فيها.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبا أبو بكر أحمد بن الحسين أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا الحسين (6) بن الحسن بن أيوب الطوسي أنا أبو حاتم محمّد بن إدريس الرازي قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول و ذكر عنده أن ابن علية يذكر حديث ابن جريج:«لا نكاح إلاّ بولي» قال ابن جريج: فلقيت الزهري فسألته عنه فلم يعرفه، و أثنى على سليمان بن موسى، فقال أحمد بن حنبل أن ابن جريج له كتب مدوّنة، و ليس هذا في كتبه، يعني حكاية ابن عليّة عن ابن جريج.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد بن علي.

أخبرنا و أبو القاسم الشّحّامي قالا: أنا أبو بكر البيهقي، قال: أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت أبا إسحاق المزكي يقول: سمعت أبا سعيد محمّد بن هارون يقول: سمعت جعفر الطيالسي يقول: سمعت يحيى بن معين يوهن رواية ابن علية عن ابن جريج أنه أنكر معرفة حديث سليمان بن موسى، و قال: لم يذكره عن ابن جريج غير ابن عليّة و إنما سمع ابن عليّة من ابن جريج سماعا ليس بذاك، إنما صحح كتبه على كتب عبد المجيد بن عبد العزيز، و ضعف يحيى بن معين رواية إسماعيل عن ابن جريج جدا (7).7.

ص: 374


1- كذا بالأصل، و اسمه محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن حمدويه، ترجمته في سير الأعلام 162/17.
2- بالأصل: بعث، و لعل الصواب ما أثبت. فقد ورد في ترجمته في السير أنه يحدّث عن الحسين بن الحسن الطوسي.
3- بالأصل:«بن» و لعل الصواب ما أثبت.
4- بالأصل «ابن» و الصواب ما أثبت.
5- بالأصل: كتب.
6- بالأصل:«الحسن بن الحسين» خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ قريبا صوابا.
7- راجع السنن الكبرى للبيهقي 105/7 و 107.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب، أنا القاضي أبو بكر محمّد بن عمر الداودي، ثنا علي بن عمر الحافظ ، نا محمّد بن مخلد، حدّثني علي بن الحسين بن حبّان بن عمّار قال: وجدت في كتاب أبي بخطه قال: قال أبو زكريا يحيى بن معين: كتب إليّ يحيى بن أكثم هل يصح عندك حديث الزّهري عن عروة عن عائشة:«أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل» فكتبت إليه: نعم هو صحيح، سليمان بن موسى ثقة، و لعل الزهري نسيه بعدد هذه الكلمة لم يحدث بها غير إسماعيل بن عليّة، قال: قال ابن جريج: سألت عنه الزهري فلم يعرفه، و هو عندنا صحيح.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ .

و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالوية، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب قال: سمعت يحيى بن معين يقول في حديث:«لا نكاح إلاّ بولي» الذي يرويه ابن جريج، فقلت له:

إن ابن عليّة يقول: قال ابن جريج لسليمان بن موسى فقال: نسيت بعد و في رواية البيهقي قال ابن جريج: فسألت عنه الزهري، فقال: لست أحفظه، قال يحيى: ليس يقول هذا إلاّ ابن عليّة، و ابن عليّة عرض كتب ابن جريج على عبد المجيد [بن عبد العزيز فأصلحها له، قلت ليحيى: ما كنت أظن أن عبد المجيد] (1) هكذا؟ قال: كان أعلم الناس بحديث ابن جريج، و لكنه لم يكن يبذل نفسه للحديث.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفقيه، أنا أحمد بن الحسين، أنا أبو عبد اللّه الحافظ .

و أخبرنا أبو بكر الشّحّامي، أنا أحمد بن عبد الملك، أنبأ علي بن محمّد بن علي، و عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد قالوا: حدّثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد قال: قيل ليحيى بن معين في حديث عائشة:«لا نكاح إلاّ بولي» فقال يحيى: ليس يصح في هذا شيء إلاّ حديث سليمان بن موسى، فأما حديث هشام بن سعد فهم يختلفون في رفعه - و قال الشّحّامي: فيه - و زاد و حدث به حمّاد الخياط ، و ابن مهدي بعضهم رفعه و بعضهم لا يرفعه.3.

ص: 375


1- ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن الكامل لابن عدي 265/3.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (1)،أنا عبد الرّحمن بن أبي بكر، نا عباس (2) قال: قيل ليحيى في حديث عائشة:«لا نكاح إلاّ بولي» يرويه ابن جريج فقال يحيى: لا يصح في هذا شيء إلاّ حديث سليمان بن موسى.

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل، نا أبو بكر الخطيب، أنا القاضي أبو بكر محمّد بن عمر الداودي، أنا علي بن عمر الحافظ ، نا محمّد بن مخلد، نا جعفر بن أحمد بن سام (3) قال: قلت لأبي عبد اللّه حبيش بن مبشّر الفقيه: حديث عائشة عن النبي صلى اللّه عليه و سلم:«لا نكاح إلاّ بولي» قال: يحيى بن معين يصححه: فإن اشتجروا (4)فالسلطان وليّ من لا وليّ له، فقلت: هذا من كلام عائشة ؟ فقال: لا هذا من كلام النبي صلى اللّه عليه و سلم و لو لم يكن هذا الحديث كان السلطان وليّ من لا وليّ له عند الناس كلهم فقلت: فابن جريج يقول: سألت الزهري فلم يعرفه فقال: نسي الزهري هذا الحديث كما نسي ابن عمر حديث:«صلاة القنوت»، و كما نسي سمرة حديث:«العتيقة»، و لم يقل هذا عن الزهري غير ابن عليّة، عن ابن جريج، كذا قال يحيى بن معين، و قد روي هذا الإنكار عن بشر بن المفضّل، عن ابن جريج إلاّ انه من رواية الشاذكوني و فيه نظر.

أخبرناه أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد بن عدي (5)،نا يوسف بن عاصم الرازي، نا الشاذكوني، نا بشر بن المفضّل، عن ابن جريج قال: لقيت الزهري فسألته عن هذا الحديث (6) فلم يعرفه، فقلت له: إن سليمان بن موسى حدّثنا به عنك، قال: فعرف سليمان، و ذكر خيرا فقال: أخاف أن يكون قد وهم عليّ .

أخبرنا أبو الغنائم الكوفي في كتابه، ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل: و أبو الحسين قالا:- أنا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسن المقرئ، نا أبو عبد اللّهل.

ص: 376


1- الكامل لابن عدي 265/3.
2- بالأصل: عياش، و المثبت عن ابن عدي.
3- كذا.
4- بالأصل:«استحروا» صوبت مما سبق.
5- الكامل لابن عدي 266/3.
6- يعني حديث: أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل.

البخاري (1) قال: سليمان بن موسى الدمشقي بن الأشدق، و يقال الأشدق، أدركه ابن عيينة بمكة، و خرج و لم يسمع منه، و يقال كنيته أبو أيوب، كنّاه يحيى بن بكير، و لا أدري يحيى حفظه ؟ سمع عطاء و عن عمرو بن شعيب. عنده مناكير.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب (2)،أنا أبو الحسن بن جوصا - إجازة-.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أبو الحسن - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الخامسة: سليمان بن موسى أبو الربيع القرشي هو ابن الأشدق بن القضا (3)مولى آل - و قال عبد الوهاب: لآل - أبي سفيان.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو أيوب سليمان بن موسى الدمشقي، عن عطاء بن رباح، و الزّهري.

روى عنه ابن جريج، و سعيد بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر فيما قرأت عليه، عن أبي الفضل بن الحكاك، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو أيوب سليمان بن موسى دمشقي أحد الفقهاء (4).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد (5) قال:

أبو أيوب، سليمان بن موسى عن مكحول.

أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي، أنا أبو أحمد الحاكم، قال: أبو أيوب سليمان بن موسى القرشي الدمشقي الأشدق مولى لبني أمية عن1.

ص: 377


1- التاريخ الكبير 266/4.
2- بالأصل:«عا؟؟؟» و الصواب ما أثبت، و قد تقدم التعريف به.
3- كذا رسمها بالأصل.
4- سير الأعلام 435/5 و تهذيب التهذيب 426/2.
5- الكنى و الأسماء للدولابي 102/1.

عطاء بن أبي رباح، و ابن شهاب الزّهري، و أبي إبراهيم عمرو بن شعيب، في حديثه بعض المناكير.

روى عنه ابن جريج، و يرد ابن سنان، و سعيد بن عبد العزيز التّنوخي.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الطّيّب عثمان بن عمرو بن محمّد بن المنتاب، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن بن حرب، أنا (1) المعتمر بن سليمان، عن برد، عن سليمان بن موسى قال:

بينما أنا في سوق (2) حمص في بعض [ما] (3) كنت أغزو إذا أنا بعبد اللّه بن أبي زكريا و أبي مخرمة قلت: أين تريدان ؟ قالا: نريد أن نأتي أبا أمامة قلت: فإني معكما قالا: إن شئت، فانطلقا إليه، فذكر الكذب فعظّمه ثم قال: لأنتم أبخل من أهل الجاهلية، إن اللّه أمركم بالنفقة في سبيل اللّه و جعل الحسنة بعشر أمثالها إلى سبع مائة ضعف إلى أضعاف كثيرة فقال: وَ مٰا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْ ءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَ هُوَ خَيْرُ الرّٰازِقِينَ (4)و اللّه، لقد فتحت الفتوح بسيوف ما حليتها الذهب و لا الفضة، و لا حليتها إلاّ الآنك و العلابيّ و الحديد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا محمّد بن علي بن يعقوب، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان، نا أبي قال: قال أبو مسهر لم يدرك سليمان بن موسى كثير بن مرّة، و لا عبد الرّحمن بن غنم. قال أبي: و لم يلق سليمان بن موسى أبا سيّارة و الحديث مرسل (5)،و أبو سيّارة (6) هذا مدني، حدّثني الواقدي (7) هشام بن سعد، حدّثني أبو سيّارة قال: كتب (8) عمر بن عبد العزيز فيت.

ص: 378


1- كتبت فوق الكلام بين السطرين.
2- بالأصل:«سور» و الصواب ما أثبت.
3- زيادة لازمة للإيضاح.
4- سورة سبأ، الآية:39.
5- انظر تهذيب التهذيب 426/2 و سير الأعلام 435/5.
6- انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 376/6 (ط بيروت).
7- كذا بالأصل.
8- بالأصل:«تجنبت» و الصواب ما أثبت.

خلافته إلى أبي بكر [بن عمرو] (1) بن حزم أنه مر (2) قبلك الذين ينقلون العذرة إذا صليت الظهر بأن لا يعالجوا منها شيئا [حتى يمسوا] (3).

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن جمرة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد:

أخبرني أبي، نا محمّد بن جعفر، نا الحسن بن محمّد بن بكار، قال: قال أبو مسهر: قال سعيد بن عبد العزيز كان سليمان بن موسى أعلم أهل الشام بعد مكحول (4).

قال أبو مسهر: كان أعلى أصحاب مكحول: سليمان بن موسى و معه يزيد بن يزيد بن جابر.

قال أبو مسهر: كان سليمان بن موسى مولى لآل أبي سفيان و كان منزله بناحية الفراديس من ربض دمشق، المنزل الذي فيه قاسم الجوعي حتى هلك، فابتاعه جدّ قاسم أبو أمه من ورثته.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر العدل، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (5)،نا عبد الرّحمن بن إبراهيم، عن أبي مسهر قال: و حدّثنا محمود بن خالد، عن مروان بن محمّد، عن أبي مسهر قال: لما مات مكحول جلس يزيد بن يزيد بن جابر فكان نزر (6) الكلام فجالسوا سليمان بن موسى، قال محمود: قال مروان: فجاءهم بما يريدون، و ما لا يريدون - يعني من سعة العلم-.

قال دحيم: قال أبو مسهر: فلما مات سليمان بن موسى جلس إلى العلاء بن الحارث.

قال أبو زرعة (7):قلت - يعني لدحيم - فسليمان بن موسى فوق يزيد بن يزيد؟ قال: نعم، قلت: و هو المقدم من أصحاب مكحول ؟ قال: نعم.1.

ص: 379


1- زيادة لازمة.
2- غير واضحة بالأصل، و الصواب ما أثبت.
3- ما بين معكوفتين زيادة عن مختصر ابن منظور 190/10.
4- نقله الذهبي في سير الأعلام 434/5، و تهذيب التهذيب 426/2.
5- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 382/1 و 383 و نقله ابن عدي في الكامل.
6- في ابن عدي: فكان يزن الكلام.
7- تاريخ أبي زرعة 394/1.

قال أبو زرعة (1):و كنت أرى أبا مسهر يقدم كل التقديم من أصحاب مكحول ثلاثة: سليمان بن موسى، و يزيد بن يزيد بن جابر، و العلاء بن الحارث.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2) قال: سألت عبد الرّحمن بن إبراهيم أي (3)أصحاب مكحول أعلى ؟ قال: سليمان بن موسى، و يزيد بن يزيد بن جابر، و العلاء بن الحارث.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة - ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (4)، حدّثني أبي قال: سمعت دحيما (5) يقول: أوثق أصحاب مكحول سليمان بن موسى و قال: سمعت أبي يقول: سليمان بن موسى الأشدق محله الصدق، و في حديثه بعض الاضطراب، و لا أعلم أحدا من أصحاب مكحول أفقه منه و لا أثبت منه. قال: و سمعت أبي يقول: أختار من أهل الشام بعد الزهري و مكحول الفقيه (6) سليمان بن موسى.

أخبر [نا] أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر، أنبأ أبو الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب بن سفيان (7) قال: سألت هشام بن عمّار، قلت له أي أصحاب مكحول أرفع ؟ قال: سليمان بن موسى، قلت: فمن يليه ؟ قال: العلاء بن الحارث، قلت له:

فسعيد بن عبد العزيز؟ قال: نعم هؤلاء الثلاثة أعلى أصحاب مكحول.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد بن الحسن، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أبو الطّيّب محمّد بن القاسم بن جعفر، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا أبو الفتح يعني نصر بن المغيرة قال: قال سفيان: ذكر ابن جريج سليمان بن موسى فقال: ما رأيت مثله، قال: و قد كان عطاء يسمع منه، قال سفيان:2.

ص: 380


1- تاريخ أبي زرعة 394/1.
2- كتاب المعرفة و التاريخ 394/2.
3- بالأصل:«إلى» و الصواب عن المعرفة و التاريخ.
4- الجرح و التعديل 141/4.
5- بالأصل: دحيم.
6- في الجرح و التعديل: للفقه.
7- المعرفة و التاريخ 396/2.

و ربما جاء بالشيء الذي (1).

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم (2)،نا أبو حامد بن جبلة، نا محمّد بن إسحاق السراج، نا عياش (3) بن أبي طالب، نا إسحاق بن إسماعيل الواسطي.

ح و أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا عبد الوهاب بن محمّد بن إسحاق، أنا الحسن بن محمّد المديني، أنا أحمد بن عمر، نا عبد اللّه بن محمّد، نا إسحاق بن إسماعيل، نا سفيان، عن ابن جريج قال: لم نر من جاءنا من الشام يسأل عن مثل مسألته يعني سليمان بن موسى.

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن، أنا سهل بن بشر، أنا أبو بكر الخليل بن هبة اللّه بن الخليل، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاّب، حدّثنا العباس بن الوليد بن صبيح، نا مروان بن محمّد قال:

سمعت ابن لهيعة، و ذكر سليمان بن موسى فقال ابن لهيعة:

ما لقيت مثل سليمان بن موسى، قال مروان: فقلت له: يا أبا عبد الرّحمن: و لا الأعرج، و لا أبو يونس و قد سمعا من أبي هريرة قال: فقال: و لا الأعرج و لا أبو يونس، ما رأيت مثل سليمان بن موسى.

قال: و نا مروان بن محمّد، نا الهيثم بن حميد، حدّثني زيد بن واقد قال (4):

عاش سليمان بن موسى بعد مكحول سنين (5) قال: قال: فكنا نجلس إليه بعد مكحول قال: فكان يأخذ في كل يوم في باب من العلم فلا يقطعه حتى يفرغ منه، قال:

ثم يأخذ في باب غيره قال: فقلت له يوما: جزاك اللّه يا أبا الربيع عنا خيرا فإنك تحدّثنا بما تريد و ما لا نعقله. فإن زيد بن واقد: و لو قد بقي (6) لنا (7) سليمان بن موسى كفانا الناس.ر.

ص: 381


1- كذا بالأصل و المعنى لم يتم.
2- حلية الأولياء 87/6.
3- في الحلية: عباس.
4- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام 435/5.
5- في سير الأعلام: سنتين.
6- كذا رسمها بالأصل «مد بعى» و الصواب ما أثبت.
7- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن السير.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد (1)،أنا أحمد بن علي المدائني، نا إبراهيم بن أبي داود البرلّسي (2)،نا أبو مسهر، نا صدقة بن خالد، حدّثني زيد بن واقد قال:

كنا نأتي سليمان بن موسى نجلس إليه فكان يحدّثنا في نوع من العلم يومنا ذلك، ثم نأتيه من الغد فيحدّثنا بنوع آخر من العلم يومنا ذلك، ثم نأتيه من الغد فيحدّثنا بنوع من العلم يومنا ذلك قال: فقلت: يا أبا الربيع جزاك اللّه خيرا إنك تحدّثنا بما نعلم و بما لا نعلم.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنبأ و أبو الحسن بن سعيد، نا أبو بكر الخطيب، أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه المعدّل، أنا محمّد بن أحمد بن الحسن الصواف، أنا عبد اللّه بن أحمد - إجازة - حدّثني منصور بن أبي مزاحم، نا إسماعيل بن عياش عن المثنّى و غيره عن عطاء بن أبي رباح قال: سيد شباب أهل الحجاز ابن جريج، و سيد شباب أهل الشام سليمان بن موسى، و سيد شباب أهل العراق حجاج بن أرطأة (3).

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد (4)،أنا القاسم بن الليث، و عبد اللّه بن سلم، قالا: نا هشام بن عمّار قال: و أنا محمّد بن خلف، نا الحسن بن عرفة قالا: نا إسماعيل بن عياش، حدّثني المطعم بن المقدام قال: سمعت عطاء بن أبي رباح يقول: سيد شباب أهل الحجاز عبد الملك بن جريج، و سيد شباب أهل العراق الحجاج بن أرطأة، و سيد شباب أهل الشام سليمان بن موسى.

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن، أنا سهل بن بشر، أنا الخليل بن هبة اللّه، أنا عبد الوهاب الكلابي، نا أحمد بن الحسين، نا العباس بن الوليد، نا مروان بن محمّد، نا سعيد بن عبد العزيز قال: كان عطاء بن أبي رباح إذا جاءه سليمان بن موسى يقول لأصحابه: كفوا عني المسألة فقد جاءكم من يكفيكم المسألة (5).5.

ص: 382


1- الخبر في الكامل لابن عدي 265/3.
2- ضبطت عن الأنساب.
3- نقله الذهبي في سير الأعلام 434/5 من طريق مطعم بن المقدام.
4- الكامل لابن عدي 265/3.
5- سير الأعلام 434/5.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن اللاّلكائي، أنا محمّد بن الحسين القطان، أنا أبو محمّد بن درستويه، نا يعقوب الفارسي، نا العباس بن الوليد، نا مروان، نا سعيد بن عبد العزيز قال: كان عطاء بن أبي رباح إذا جاء سليمان بن موسى يقول: كفوا عن المسألة فقد جاءكم من يكفيكم المسألة.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الرّحمن بن عثمان، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (1)،حدّثني أبي، نا مروان بن محمّد، عن سعيد بن عبد العزيز قال: كان سليمان بن موسى إذا أقبل إلى عطاء قال: كفوا فقد جاء من يكفيكم المسألة.

ح أخبرنا أبو بكر الشّحّامي، أنا أبو صالح المؤذن، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد، نا يحيى بن معين، نا معتمر بن سليمان قال: سمعت بردا قال: كان الناس يجتمعون على عطاء و الذي يلي لهم المسألة سليمان بن موسى.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (2)،نا ابن قتيبة، نا محمّد بن أبي السّري، نا معتمر، حدّثنا برد بن سنان قال: رأيت سليمان بن موسى يسأل عطاء بن أبي رباح للناس و يسمعون.

قال: و نا أبو أحمد (3)،نا محمّد بن أحمد بن الحسين الأهوازي، نا عمرو بن علي، نا معتمر، نا برد بن سنان قال: كانوا يجتمعون على عطاء و الذي يلي لهم المسألة: سليمان بن موسى.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو بن السماك، نا حنبل بن إسحاق أي أبو عبد اللّه.

ح و أخبرنا أبو البركات، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء، أنا أبو بكر، أنا أبوه.

ص: 383


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 317/1.
2- الكامل لابن عدي 264/3.
3- المصدر نفسه.

أمية، نا أبي، حدّثنا أحمد بن حنبل، نا معتمر، عن برد قال: كانوا يجتمعون على عطاء في الموسم فكان سليمان بن موسى هو الذي يسأل لهم.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو محمّد الكتاني، أنا أبو محمّد العدل، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (1)،نا أبو مسهر قال: قال لي سعيد بن عبد العزيز ما رأيت أحسن مسألة منك بعد سليمان بن موسى.

قال: و نا أبو زرعة (2)،حدّثني محمود بن خالد، عن مروان بن محمّد أنه سمع سعيد بن عبد العزيز يقول: قال سليمان (3) بن موسى: حسن المسألة نصف العلم.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا علي بن محمّد الجياني، أنا أبو علي الحسن بن محمّد بن درستويه، نا أحمد بن عمير بن جوصا، نا أبو عمير عيسى بن محمّد بن إسحاق، نا محمّد بن يوسف الفريابي، قال: سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول: لو قيل لي: من أفضل الناس ؟ لأخذت بيد سليمان بن موسى.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم (4)،نا أبو حامد بن جبلة (5)،نا محمّد بن إسحاق السراج، نا أحمد بن سعد، نا محمّد بن مصفّى، نا بقية، نا شعيب بن أبي حمزة قال: قال لي الزهري: إن مكحولا يأتينا و سليمان بن موسى، و أيم اللّه إن سليمان لأحفظ الرجلين.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو عبد اللّه محمّد بن يعقوب، نا أبو بكر بن رجاء، نا محمّد بن المصفّا، نا بقية، نا شعيب بن أبي حمزة قال: قال لي الزهري: إن مكحولا يأتينا و سليمان بن موسى، و أيم اللّه إن سليمان بن موسى لأحفظ الرجلين.

أخبرنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، نا أبو محمّد، نا أبو الميمون، نا أبو زرعة (6)،1.

ص: 384


1- تاريخ أبي زرعة 317/1.
2- المصدر نفسه.
3- عن هامش الأصل و بجانبها كلمة صح.
4- حلية الأولياء 87/6.
5- بالأصل: حملة، و الصواب عن الحلية.
6- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 316/1.

حدثني عبد الرّحمن بن إبراهيم، و محمّد بن معاذ بن عبد الحميد قالا: ثنا الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز قال: قال سليمان بن موسى: سألنا الناس عن الإسناد و قد مضى أصحابنا، و لو سألونا عنه و هم أحياء لوجدوه قائما (1).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2)،حدّثني أبو سعيد (3)،نا الوليد، حدثني سعيد، عن سليمان قال: طلب الناس الإسناد بعد ما مات أصحابنا و لو طلبوه و هم أحياء، ثم التمسناه منهم لوجدناه [عندهم قائما] (4).

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، أنا أبو عمر بن حيّوية - إجازة - أنا محمّد بن القاسم بن جعفر، نا أبو بكر بن أبي خيثمة قال:

سئل يحيى بن معين عن سليمان بن موسى قال: حدثني مالك (5) بن يخامر قال:

مرسل، و سئل يحيى عن سليمان بن موسى عن جابر فقال: مرسل.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو (6) أحمد (7)،نا أحمد بن علي المطيري، نا عبد اللّه الدّورقي، عن يحيى بن معين، قال: لم يدرك سليمان بن موسى كثير بن مرّة و لا عبد الرّحمن بن غنم.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن عبد اللّه، أنا محمّد بن الحسن بن محمّد بن يونس، أنا أحمد بن الحسين بن زنبيل، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن بن الخليل، نا محمّد بن إسماعيل قال: قال أبو معمر عن ابن عيينة:

قدم محمّد بن هشام الموسم و معه الزهري، و الوليد بن هشام الموسم و معه الزهري و الوليد بن هشام المعيطي، و يحيى بن يحيى الغسّاني، و يزيد بن يزيد بن جابر، و سليمان بن موسى، و عبد الكريم بن مالك، و خصيف، و إبراهيم بن أبي حرّة3.

ص: 385


1- عن أبي زرعة و رسمها بالأصل:«و لملوا».
2- كتاب المعرفة و التاريخ 411/2.
3- هو عبد الرحمن بن إبراهيم.
4- الزيادة عن يعقوب بن سفيان.
5- ممحوة بالأصل.
6- عن هامش الأصل و بجانبها كلمة صح.
7- الكامل لابن عدي 264/3.

الحرّاني، فسمع ابن عيينة منهم إلاّ سليمان بن موسى فذاكره ابن جريج ممن سمعت حين ؟ قال: هل سمعت من الأزرق الطوال ذاك سليمان بن موسى، فأردت أن أخرج في طلبه فقيل خرج منذ أيام.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم الجرجاني، أنا أبو القاسم السهمي، أنا أبو أحمد (1)،أنا محمّد بن المبارك المعافري - بمصر - نا دحيم، نا أبو مسهر، نا سعيد قال: كنا نجلس بالغدوات مع يزيد بن أبي مالك، و سليمان بن موسى، و بعد الظهر مع إسماعيل بن عبيد اللّه و ربيعة بن يزيد، و بعد العصر مع مكحول.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد، نا الهيثم بن خارجة، عن بشر، عن تمام بن نجيح، عن سليمان بن موسى قال: كنت معه و كان على المقاسم.

أخبرنا أبو محمّد، نا أبو محمّد، أنا أبو محمّد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2)،حدّثني عبد اللّه بن أحمد، نا عمرو بن أبي سلمة، نا سعيد بن عبد العزيز قال: كان سليمان بن موسى يقول للرجل (3) إذا أخطأ في الحديث: نسيت (4).

قال: و نا أبو زرعة (5)،نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى قال: يجلس إلى العالم ثلاثة (6):رجل يكتب كلما سمع، و رجل لا يكتب و يسمع، فذلك يقال له جليس العالم، و رجل يتنقى، و هو خيرهم.

قال: و نا أبو زرعة (7)،حدثني محمود بن خالد، عن مروان بن محمّد: أنه سمع سعيد بن عبد العزيز يقول: قال سليمان بن موسى جليس العالم الذي لا يحفظ شيئا فليس بشيء، و الذي يتنفى العلم ذاك العالم.1.

ص: 386


1- المصدر السابق نفسه.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 319/1.
3- عن أبي زرعة: و بالأصل: الرجل.
4- عن أبي زرعة، و بالأصل:«يستذنب» كذا.
5- تاريخ أبي زرعة 318/1.
6- بالأصل:«بجلس إلى العالم يليه» و الصواب عن تاريخ أبي زرعة.
7- المصدر السابق 319/1.

قال: و نا أبو زرعة (1)،حدّثني أحمد بن أبي الحواري، نا مروان بن محمّد، عن سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى قال: الذي يأخذ كلما سمع ذاك حاطب ليل.

قال: و نا أبو زرعة (2)،نا أبو مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز قال: قال سليمان؛ لا يؤخذ العلم من صحفي،[قال أبو زرعة] فذكرته لهشام فأخبرني عن الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز قال: قال سليمان: لا يؤخذ العلم من صحفي.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو عبد الرّحمن السّلمي، و أبو بكر أحمد بن محمّد بن إبراهيم الأشناني.

ح و أخبرنا أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو بكر الأشناني، قالوا: حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عبدوس، نا عثمان بن سعيد الدارمي، قال: قلت ليحيى بن معين: فما حال سليمان بن موسى في الزهري ؟ فقال: ثقة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو يعلى حمزة بن علي، قالا: أنا أبو الفرج سهل بن بشر، أنا علي بن منير بن أحمد، أنا الحسن بن رشيق، نا أبو عبد الرّحمن النسائي، قال: سليمان بن موسى الدمشقي أحد الفقهاء، و ليس بالقوي في الحديث.

و قال أبو عبد الرّحمن في الطبقة السادسة من أصحاب نافع: سليمان بن موسى.

و قال أبو عبد الرّحمن: و من فقهاء أهل الشام معاذ بن جبل، و عويمر أبو الدرداء، و بعد هؤلاء مكحول، و بعده سليمان بن موسى.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا سهل بن بشر، أنا أبو الحسن بن منير، أنا أبو الحسن النّيسابوري، قال: قال أبو عبد الرّحمن: سليمان بن موسى ليس بذاك القوي في الحديث.

ذكر أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الكتاني الأصبهاني أنه سأل أبا حاتم الرازي عن سليمان بن موسى فقال: ابن الأشدق يكتب حديثه، و في حديثه بعض الاضطراب.ق.

ص: 387


1- المصدر السابق 318/1.
2- المصدر السابق.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (1) قال: و سليمان فقيه، راو (2)،حدث عنه الثقات من الناس، و هو أحد علماء أهل الشام، و قد روى أحاديث يتفرد (3) بها يرويها، لا يرويها غيره، و هو عندي ثبت صدوق.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر، أنا أحمد بن محمّد العتيقي، أنا يوسف بن أحمد بن الدخيل، نا محمّد بن عمرو العقيلي (4)،حدثني أحمد بن محمود الهروي، نا محمّد بن أحمد بن مسعر قال: سمعت علي بن المديني يقول: سليمان بن موسى مطعون عليه.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد بن عدي (5) قال:

سمعت ابن حمّاد يقول: قال البخاري: سليمان بن موسى الأشدق الدمشقي يقال: كنيته أبو أيوب، سمع من عطاء، و عمرو بن شعيب، و عنده مناكير.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب.

و حدثنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا محمّد بن الحسين بن هريسة قالا: أنا أبو بكر البرقاني، أنا حمزة بن محمّد، أنا محمّد بن إبراهيم بن شعيب، نا محمّد بن إسماعيل قال: سليمان بن موسى الدمشقي و يقال: كنيته أبو أيوب، سمع عطاء، و عن عمرو بن شعيب، عنده مناكير.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب.

ح و حدّثنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا محمّد بن الحسين بن هريسة قالا: أنا أبو بكر البرقاني، أنا حمزة بن محمّد، نا محمّد بن إبراهيم بن شعيب، نا محمّد بن إسماعيل قال: سليمان بن موسى الدمشقي، و يقال: كنيته أبو أيوب، سمع عطاء، و عن عمرو بن شعيب عنده مناكير (6).ل.

ص: 388


1- الكامل لابن عدي 270/3.
2- بالأصل: راوي.
3- في ابن عدي: أحاديث ينفرد بها، لا يرويها غيره.
4- كتاب الضعفاء الكبير للعقيلي 140/2.
5- الكامل لابن عدي 263/3.
6- كذا كرر الخبر بالأصل.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأ أبو نعيم الحافظ (1)،نا أبو محمّد - يعني أبا الشيخ - نا ابن أبي عاصم، نا نصر بن علي، نا عبد الأعلى، عن برد قال: ما رأيت سليمان بن موسى إلاّ مستقبل القبلة.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنبأ أبو بكر بن إسماعيل، و أبو عمر بن حيّوية، قالا: نا أبو محمّد يحيى بن محمّد بن صاعد قال:

حدّثنا الحسين بن الحسن المروزي، قال: أخبرنا عبد اللّه بن المبارك، عن ابن جريج قراءة قال: قال سليمان بن موسى:

إذا صمت فليصم سمعك و بصرك و لسانك عن الكذب، ودع عنك أذى الخادم، و ليكن عليك سكينة و وقار، و لا تجعل يوم صومك و يوم فطرك سواء.

أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي، قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر الزّرّاد، نا عبيد اللّه بن سعد، نا الهيثم بن خارجة، نا يزيد بن يحيى القرشي قال: سمعت سليمان بن موسى يقول: ثلاثة لا ينتصفون من ثلاثة: حليم من أحمق، و برّ من فاجر، و شريف من دنيء.

أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو بن السماك، نا حنبل بن إسحاق، نا الهيثم بن خارجة، نا زيد أبو خالد من أهل دمشق، عن سليمان بن موسى قال: ثلاثة لا ينتصف بعضهم من بعض:

حليم من أحمق، و شريف من دنيء، و برّ من فاجر.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أبو بكر البيهقي، أنا أبو سعد الماليني.

ح و أخبرنا أبو القاسم أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم قالا: أنا أبو أحمد بن عدي (2)،حدّثني عبد المؤمن بن أحمد بن حوثرة، نا أبو حاتم الرازي، نا صفوان بن صالح، نا ضمرة، عن ابن شوذب قال: كنا عند مكحول و معنا سليمان بن موسى، فجاء رجل فاستطال على سليمان، و سليمان ساكت، فجاء أخ لسليمان، فردّ عليه، فقال مكحول: لقد ذل من لا سفيه له.3.

ص: 389


1- الخبر في حلية الأولياء 87/6.
2- الكامل لابن عدي 265/3.

ح أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب، أنا أبو طاهر عبد الكريم بن الحسن، أنا علي بن محمّد بن بشران، أنا أحمد بن محمّد بن جعفر الحوري، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني إبراهيم بن عبد اللّه، نا مؤمّل بن الفضل الحرّاني، نا الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز: أن رجلا استطال على سليمان بن موسى فانتصر له أخوه فقال مكحول: ذل من لا سفيه (1) له.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا يوسف بن رباح بن علي، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، حدّثنا معاوية بن صالح قال: سليمان بن موسى الأشدق مات في إمرة هشام بن عبد الملك.

أخبرنا أبو محمّد المعدّل، قال: نا أبو محمّد الصوفي، أنا أبو محمّد الشاهد، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (2)،حدّثني سليمان بن عبد الرّحمن، نا عبد اللّه بن كثير القارئ (3)،عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر قال: قدم سليمان بن موسى على هشام بن عبد الملك الرصافة فسقاه طبيب لهشام شربة [دواء] (4) فقتله، فسقى هشام كذلك الطبيب من ذلك الدواء فقتله.

قال: فأخبرني عبد الرّحمن بن إبراهيم قال: قال الذي لا أشك فيه: أن سليمان بن موسى مات سنة خمس عشرة و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، أنا يعقوب قال: سمعت عبد الرّحمن بن إبراهيم قال:

سليمان بن موسى مات سنة خمس عشرة و مائة.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمّد، أنبأ محمّد بن عبد الرّحمن بن العباس - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد، أخبرني أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم قال: سنة تسع عشرة و مائة فيها توفي سليمان بن موسى الأشدق بالشام، و هكذا2.

ص: 390


1- بالأصل:«سقية» خطأ و الصواب ما أثبت قياسا إلى الرواية السابقة.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 695/2 و 250/1.
3- ترجمته في تهذيب التهذيب ط دار الفكر 368/5.
4- الزيادة عن تاريخ أبي زرعة 695/2.

ذكره سلميان بن عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة قال: في سنة تسع عشرة مات سليمان بن موسى بالشام (1).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العز ثابت بن منصور قالا: أنا أبو طاهر الباقلاني، زاد أبو البركات: و أبو الفضل بن خيرون قالا: أنا محمّد بن الحسن بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خياط (2) قال في الطبقة الثالثة من أهل الشامات: سليمان بن موسى مولى لبني أمية، يكنى أبا أيوب، مات سنة تسع عشرة و مائة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا.

و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، قالا: نا محمّد بن سعد (3):قال في الطبقة الثالثة من أهل الشام: سليمان بن موسى الأشدق، يكنى أبا أيوب مات سنة تسع عشرة و مائة - زاد ابن الفهم: في خلافة هشام بن عبد الملك، و كان ثقة، أثنى عليه ابن جريج.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب، أنا أبو منصور النهاوندي، أنا أبو القاسم بن الأشقر، أنا محمّد بن إسماعيل قال: و مات سليمان بن موسى الأشدق الدمشقي أبو أيوب سنة تسع عشرة و مائة.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب.

ح و حدّثنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو منصور بن هريسة قالا: أنا أبو بكر أحمد بن محمّد، أنا أبو يعلى المامطيري، نا أبو الحسين الغازي.

و أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن7.

ص: 391


1- تاريخ خليفة بن خياط ص 349.
2- طبقات خليفة بن خيّاط رقم 2961 صفحة 570.
3- الخبر في طبقات ابن سعد الكبرى 457/7.

الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل قالا: نا محمّد بن إسماعيل (1) قال: مات - يعني سليمان بن موسى - سنة تسع عشرة و مائة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا أبو الحسن المؤدب، أنا أبو محمّد الرّبعي قال: سنة تسع عشرة - يعني فيها مات سليمان بن موسى-.

2702 - سليمان بن موسى

أبو داود الزّهري (2)

خراساني الأصل.

و سكن الكوفة ثم تحوّل إلى دمشق.

روى عن مسعر، و موسى بن عبيدة، و مظاهر بن أسلم، و علي بن سمرة الجندبي، و إسماعيل بن عبد الملك، و دلهم بن صالح، و يوسف بن صهيب، و جعفر بن سعد بن سمرة بن جندب.

روى عنه الوليد بن مسلم، و مروان [بن محمّد] بن حسّان الطّاطري (3)، و هشام بن عمّار، و يحيى [بن حسان] (4).

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا سهل بن بشر، أنا طرفة بن أحمد بن محمّد الحرستاني، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أبو الجهم المشغرائي (5)،أنا أحمد بن أبي الحواري، نا مروان بن محمّد، عن سليمان بن موسى، عن إسماعيل بن عبد الملك، عن زريق (6) قال: قال علي بن أبي طالب في قول اللّه عز و جل مٰا أَصٰابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمٰا

ص: 392


1- التاريخ الكبير 39/4.
2- ترجمته في تهذيب التهذيب 426/2 (ط بيروت)، و ميزان الاعتدال ط دار الفكر بيروت 226/2.
3- بالأصل: و مروان الطاطري بن حسان، صوابه ما أثبتناه و الزيادة السابقة لازمة. انظر ترجمته في سير الأعلام 510/9.
4- الزيادة لازمة عن تهذيب التهذيب 427/2.
5- بالأصل:«المشعراني» و الصواب ما أثبت و هذه النسبة إلى مشغرى، من قرى البقاع الغربي في الجمهورية اللبنانية انظر (معجم البلدان: مشغرى، و الأنساب: المشغرائي).
6- كذا، و في مختصر ابن منظور 191/10 «رزين».

كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ (1) قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«ما أصاب عبد في الدنيا ذنبا فأقيم عليه حدّه إلاّ كان كفارة له، و كان اللّه أكرم من أن يثني العقوبة في الآخرة، و لا ستر اللّه على عبده في الدنيا إلاّ كان أكرم من أن يفضحه يوم القيامة»[4973].

و مما وقع لي عاليا من حديثه:

ما أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو حفص عمر بن محمّد بن علي بن الزيات، نا موسى بن سهل بن عبد الحميد الجوني (2)،نا هشام بن عمّار، نا سليمان بن موسى الزهري، نا مظاهر بن أسلم المخزومي، أخبرني المقبري، عن أبي هريرة: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كان يقرأ عشر آيات من آخر آل عمران كل ليلة.

قرأته على أبي محمّد السّلمي، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن أحمد بن إبراهيم القزويني، أنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة القطان، نا أبو حاتم محمّد بن إدريس الحنظلي، نا هشام بن عمّار، نا سليمان بن موسى الزهري، و هو خراساني، و ليس هو صاحب مكحول، نا مظاهر بن أسلم المخزومي، أخبرني سعيد المقبري فذكره.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو الحسن بن السمسار، أنا أبو عمر محمّد بن موسى بن فضالة، نا أبي، نا العباس بن الوليد بن صبح الخلاّل، نا مروان بن محمّد، نا سليمان بن موسى الكوفي ثقة، نا فضيل بن مرزوق بحديث ذكره.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل السلامي، أنا أبو الفضل الباقلاني، و أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد (3) له أنا فلان، و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أبو بكر الشيرازي، أنا أبو الحسن المقرئ، نا محمّد بن إسماعيل (4) قال: سليمان بن موسى أبو داود الكوفي، عن جعفر بن فلان بن سمرة، سمع منه الوليد بن مسلم.4.

ص: 393


1- سورة الشورى الآية:30 و في التنزيل العزيز: و ما أصابكم.
2- ترجمته في سير الأعلام 261/14.
3- كذا بالأصل.
4- التاريخ الكبير 39/4.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق، أنا حمد - إجازة - قال: و أنبأ الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم (1) قال: سليمان بن موسى أبو داود الزّهري كان من أهل الكوفة، سكن دمشق.

روى عن مسعر، و موسى بن عبيدة، و مظاهر بن أسلم.

روى عنه الوليد، و مروان الطّاطري، و هشام بن عمّار سمعت أبي يقول ذلك، قال أبو محمّد: و روى عن إسماعيل بن عبد الملك بن أبي الصفيراء (2) و هارون بن إبراهيم، و سألته - يعني أباه - عنه فقال: أرى حديثه مستقيما محله الصدق، صالح الحديث.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو داود سليمان بن موسى الكوفي.

سمع جعفر بن سعد بن سمرة. روى عنه الوليد بن مسلم.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني أبو موسى بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو داود سليمان بن موسى الكوفي.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا أبو القاسم بن الصّوّاف، نا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي (3)،قال: أبو داود سليمان بن موسى. روى عنه الوليد بن مسلم.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو داود سليمان بن موسى الزّهري الكوفي، عن جعفر بن سعد بن سمرة و مظاهر بن أسلم.

روى عنه الوليد بن مسلم، و مروان الطّاطري.1.

ص: 394


1- الجرح و التعديل 142/4.
2- في تهذيب التهذيب: بن أبي الصغير.
3- الكنى و الأسماء للدولابي 169/1.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد - لفظا - أنا أبو نصر بن الجبّان - إجازة - أنا أحمد بن القاسم بن يوسف - إجازة - حدّثني أحمد بن طاهر بن النجم، أنا سعيد بن عمرو البردعي فيما نسخه من كتاب أبي زرعة الرازي بخط يده في أسامي الضعفاء، و من تكلّم فيهم من المحدثين: سليمان بن موسى.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمّد بن المظفّر، أنا أحمد بن محمّد العتيقي، أنا يوسف بن أحمد بن يوسف، نا محمّد بن عمرو العقيلي (1)،قال:

سليمان بن موسى أبو داود كوفي عن دلهم، لا يتابع على حديثه، و لا يعرف إلاّ به.

2703 - سليمان بن هشام بن عبد الملك

ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية

أبو أيوب - و يقال: أبو الغمر الأموي (2)-

و أمه (3) أم حكيم بنت يحيى بن أبي العاص، سأل عطاء و الزهري، و قتادة، و له شعر جيد، و كان قد سجنه الوليد بن يزيد بعد موت أبيه بعمان، فلما قتل الوليد خرج من السجن و لحق بيزيد بن الوليد فولاّه بعض حروبه إلى أن كسره مروان بن محمّد بعين الجرّ (4) فهرب إلى تدمر (5) ثم استأمن إلى مروان بن محمّد و بايعه ثم خلعه، و اجتمع إليه نحو سبعين ألفا و طمع في الخلافة، فبعث إليه مروان عسكرا، فهزم سليمان، و مضى إلى حمص، فتحصّن بها فتوجه إليه مروان [فهرب] (6)،و لحق بالضّحّاك بن قيس الخارجي و بايعه فقال بعض شعراء الخوارج:

أ لم تر أنّ اللّه أظهر دينه *** و صلّت قريش خلف بكر بن وائل (7)

أخبرنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن صرما، أنا أبو القاسم

ص: 395


1- كتاب الضعفاء الكبير للعقيلي 140/2.
2- ترجمته في الوافي بالوفيات 439/15.
3- عن الوافي و بالأصل: و كنية.
4- عين الجر، هي عنجر اليوم، قرية من قرى البقاع، في الجمهورية اللبنانية، و انظر معجم البلدان.
5- عن الوافي، و بالأصل:«تدمى».
6- زيادة عن الوافي.
7- البيت في الوافي بالوفيات 439/15.

عبد اللّه بن الحسن بن محمّد الخلاّل، أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن علي المقرئ الصّيدلاني، أنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن زياد النّيسابوري، نا علي بن سهل، نا عفان، نا همّام، عن قتادة قال:

قال لي سليمان بن هشام: إن هذا - يعني الزّهري - لا يدعنا نأكل شيئا إلاّ أمرنا أن نتوضأ منه - يعني ما مسته النار - قلت له: سألت سعيد بن المسيّب فقال: إذا أكلت فهو طيب و ليس فيه وضوء، فإذا خرج فهو خبيث عليك فيه الوضوء قال: فهل بالبلد أحد؟ قلت: نعم أقدم رجل في جزيرة العرب علما قال: من ؟ قلت: عطاء بن أبي رباح، فبعث إليه فقال: حدّثني جابر بن عبد اللّه أنهم أكلوا مع أبي بكر الصّدّيق خبزا و لحما فصلّى و لم يتوضأ، فقال لي: ما تقول في العمرى (1)؟فقلت: حدّثني النّضر بن أنس، عن بشير (2) بن نهيك، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«العمرى جائزة» قال الزهري: إنها لا تكون عمرى إلاّ أن يجعل له و لعقبه قال:

قال لعطاء: ما تقول ؟ قال: حدّثني جابر بن عبد اللّه أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«العمرى جائزة» قال الزهري: إنّ الأمراء لا يقضون بذلك. قال عطاء: بل قضى به عبد الملك بن مروان في كذا و كذا.

أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب من أصل كتابه، نا العباس بن محمّد الدوري، نا أبو عمر الحوضي، نا همّام، نا قتادة قال:

قال لي سليمان بن هشام: إن هذا لا يدعنا - يعني الزهري - نأكل شيئا إلاّ أمرنا أن نتوضأ منه، قلت: سألت عنه سعيد بن المسيّب فقال: إذا أكلته فهو طيب فليس عليك فيه وضوء، و إذا خرج فهو خبيث عليك فيه الوضوء، فقال: ما أراكما إلاّ قد اختلفتما فهل بالبلد أحد؟ قلت: نعم أقدم رجل في جزيرة العرب، قال: من ؟ قلت: عطاء، فأرسل إليه فجيء به فقال: إن هذين قد اختلفا علي فما تقول ؟ قال: حدّثني جابر بن عبد اللّه أنهم أكلوا مع أبي بكر خبزا و لحما ثم قام فصلّى و لم يتوضأ فقال لي: ما تقول4.

ص: 396


1- قال ابن الأثير: و قد تكرر ذكر العمري في الحديث، يقال: أعمرته الدار عمري: أي جعلتها له يسكنها مدة عمره، فإذا مات عادت إليّ و كذا كانوا يفعلون في الجاهلية (النهاية: عمر).
2- بالأصل: بشر، و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير الأعلام 351/4.

في العمرى ؟ قال: قلت: حدّثني النّضر بن أنس، عن بشير بن نهيك، عن أبي هريرة أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«العمرى جائزة» قال: فقال الزهري: إنها لا تكون عمرى حتى يجعل له و لعقبه قال: فقال لعطاء: ما تقول ؟ قال: حدّثني جابر بن عبد اللّه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

«العمرى جائزة» قال الزهري إن الخلفاء لا يقضون بذلك، قال عطاء: بلى قضى به عبد الملك بن مروان في كذا و كذا.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص أنا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار قال في ذكر ولد هشام: و سليمان بن هشام لأم ولد قتلته المسوّدة (1).

قال الزبير: قال سليمان بن هشام و هو إذ ذاك مع الضحاك بن قيس الشيباني الحروري حين خرج على هشام بن عبد الملك (2):

يا عيش لو أبصرتنا لترقرقت (3) *** دموعك لما خفّ أهل البصائر

عشية رحنا و اللواء كأنه *** إذا زعزعته الريح أشلاء طائر

يعني بذلك أخته عائشة بنت هشام امرأة عبيد اللّه بن مروان بن محمّد (4).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو القاسم البجلي، أنا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في تسمية ولد هشام ممن يذكر عنه إمارة فقه:

سليمان بن هشام.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسنم.

ص: 397


1- انظر نسب قريش للمصعب ص 168.
2- البيتان في نسب قريش ص 168 و الوافي بالوفيات 439/15.
3- صدره في نسب قريش: أ عائش لو أبصرتنا لتحدرت. و في الوافي: أ عائش لو أبصرتنا لتوفرت.
4- في نسب قريش: عبيد اللّه بن مروان بن الحكم.

الرّبعي، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أحمد بن عمير قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة: سليمان بن هشام بن عبد الملك.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي (1)،نا أبو الحسين بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبي أبو يعلى قالا: أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد، أنا محمّد بن مخلد بن حفص، قال: قرأت على علي بن عمرو الأنصاري، حدثكم الهيثم بن عدي قال: قال ابن عياش: سليمان بن هشام يكنى أبا أيوب.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا محمّد بن أحمد بن الحسن، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: سليمان بن هشام أبو أيوب.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي، نا محمّد بن عائذ (2) قال: قال الوليد: و في سنة ثلاث عشرة و مائة أغزى - يعني هشام بن عبد الملك - معاوية بن هشام على صائفة الناس، و أغزى سليمان بن هشام أيضا في ذلك العام أرض الروم، فافتتح أقرن (3) و أخذ عظيما من عظماء الروم، و في سنة عشرين و مائة أغزى سليمان بن هشام الصائفة.

و عن الوليد قال: و أخبرني شيخ من آل معاوية بن هشام قال: توفي - يعني معاوية - سنة تسع عشرة و مائة، و عن الصائفة بعده مسلمة بن هشام و قريش بن هشام قال: ولّى هشام سليمان بن هشام الصوائف حتى توفي هشام، و قتل معه في بعضها البطال (4)،و مالك بن شبيب.

و عن الوليد قال: و أخبرني عبد الرّحمن بن جابر أن هشاما تابع إغزاء معاوية بن هشام الصائفة سنين يفتح له فيها الفتوح حتى توفي معاوية بن هشام، ثم ولى بعده1.

ص: 398


1- بالأصل: المحلي، و الصواب ما أثبت و ضبط ، و قد مرّ كثيرا.
2- بالأصل: عائد، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.
3- كذا رسمها بالأصل.
4- و ذلك في سنة 121 ه انظر تاريخ خليفة ص 352 و البداية و النهاية 334/9 و النجوم الزاهرة 286/1.

سليمان بن هشام الصوائف سنيات (1) لا يليها غيره.

قال: و نا الوليد قال: و بلغنا أن هشام بن عبد الملك غزّا ابنه سليمان الصائفة سنة ثنتين و عشرين و مائة فسلم و غنم.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط (2) قال: و غزا سليمان بن هشام أيضا أرض الروم من ناحية الجزيرة - يعني سنة تسع عشرة و مائة - و غزا سليمان بن هشام أرض الروم - يعني سنة اثنتين و عشرين و مائة - فحاصر (3) جمعا للروم فلقي المسلمون شدة من الجوع و غلاء من السعر، و غزا سليمان بن هشام - يعني سنة ثلاث و عشرين - على الصائفة.

قال: و ثنا خليفة قال: و أقام الحج سليمان بن هشام بن عبد الملك بن مروان - يعني في سنة ثلاث عشرة (4) و مائة - و قال خليفة (5) سنة أربع عشرة فيها غزا سليمان بن هشام أرض الروم مما يلي الجزيرة حتى أتى قيسارية.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا نصر بن أحمد بن نصر الخطيب، أنا محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الجواليقي بالكوفة.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار، و أبو طاهر أحمد بن علي بن سوار (6)،قالا: أنا أبو الفرج الحسين بن علي قالا: أنا أبو عبد اللّه محمّد بن زيد بن علي، أنا محمّد بن محمّد بن عقبة، نا هارون بن حاتم البزاز، نا أبو بكر بن عياش قال: ثم حج بالناس سليمان بن هشام بن عبد الملك سنة ثلاث عشرة و مائة.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أحمد بن محمود الثقفي، أنا أبو بكر بن9.

ص: 399


1- كذا.
2- تاريخ خليفة بن خياط ص 349 و 350 و 352 و 353 و 354.
3- في تاريخ خليفة: فحاصرا جميعا الروم (يعني معاوية بن هشام و سليمان بن هشام).
4- بالأصل «ثلاث و عشرين» خطأ و الصواب ما أثبت انظر تاريخ خليفة ص 345 حوادث سنة 113.
5- تاريخ خليفة ص 346.
6- ترجمته في سير الأعلام 225/19.

المقرئ، أنا أبو العباس بن قتيبة، نا حرملة، أنا ابن وهب، أنا حيوة، حدّثني عقيل: أن هشاما أرسل ابن شهاب مع سليمان بن هشام إلى الحج، فلما قدموا منى أمر ابن شهاب بكلّ بيع في مسجد منى فأخرج من المسجد فلم يترك شيئا يباع فيه.

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه، نا أبو نعيم الحافظ (1)،نا أبو حامد بن جبلة، نا محمّد بن إسحاق السراج، نا محمّد بن يحيى الأزدي، نا الحسين بن محمّد، نا عبد اللّه بن عبد الملك الفهري قال: سمعت أبا حازم و وعظ سليمان (2) بن هشام فقال في بعض قوله: ما رأيت يقينا لا شك فيه، أشبه بشك لا يقين فيه، من شيء نحن فيه.

أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه بن كادش، أنا أبو يعلى بن الفراء، أنا إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل بن محمّد بن سويد المعدّل، نا الحسين بن الفهم بن جعفر الكوكبي، نا عبد اللّه بن شجاع، أنا المدائني قال: كانت عند سليمان بن هشام بن عبد الملك فاطمة بنت القاسم بن محمّد بن جعفر بن أبي طالب الكبرى و أمها زينب بنت علي الكبرى، فقال لها سليمان يوما: إنما أنت بغلة لا تلدين فقالت له: ليس الأمر كما ظننت، و لكن يأبى كرمي أن يدنسه لؤمك.

أخبرنا أبو العز بن كادش - إذنا و مناولة - و قرأ علي إسناده، أنا أبو علي محمّد بن الحسين، أنبأ المعافى بن زكريا (3)،نا محمّد بن يحيى الصولي، نا عمرو بن تركي أبو الفضل القاضي، نا الوليد بن هشام القحذمي قال: لما قتل أبو العباس سليمان بن هشام دخل عليه [إبراهيم] بن المهاجر البجلي فأنشده:

إن بني العباس إن كنت سائلا *** هم قتلوا من كان أعتا و أظلما

هم ضربوا رأس النفاق بسيفهم *** و هم ملئوا ثوبيه (4) من دمه دما

فمن لم يدن منا بحبك ربّه *** فليس يلاقيه إذا مات مسلما

فقال أبو العباس: ما أدل ظاهر ابن المهاجر على باطنه في ودنا: إن ذلك لبيّن في عينه (5) أكثر مما بيّن في لسانه.ه.

ص: 400


1- الخبر في حلية الأولياء 232/3 في ترجمة أبي حازم سلمة بن دينار.
2- في الحلية: سليمان بن عبد الملك بن هشام.
3- الخبر و الشعر في الجليس الصالح الكافي 263/3.
4- بالأصل: تويبه، و المثبت عن الجليس الصالح.
5- الجليس الصالح: في عينيه.

2704 - سليمان بن يحيى بن الحكم بن أبي العاص بن أمية الأموي

له ذكر.

2705 - سليمان بن يحيى بن معاذ

أحد قواد المتوكل، قدم معه دمشق فيما ذكر أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد الخطّابي، و قرأته بخطه غير أنه سماه سليمان بن معاذ نسبه إلى جده.

و ولي سليمان هذا الحرس من قبل المتوكل و المنتصر أيضا.

ذكر أبو الحسن محمّد بن أحمد بن القوّاس الورّاق قال: مات سليمان بن يحيى بن معاذ يوم الخميس لاثنتي عشرة ليلة خلت من المحرم سنة ثلاث و خمسين و مائتين.

2706 - سليمان بن يزيد بن عبد الملك بن مروان

ابن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس الأموي (1)

كان بدمشق مع يزيد بن الوليد على أخيه الوليد بن يزيد، فلما قتل الوليد سرّ بقتله لسوء سيرته و قبح أفعاله، و وجه إليه عبد اللّه بن علي في أواخر سنة اثنتين (2) و ثلاثين و مائة جندا إلى البلقاء فقتل سليمان. له ذكر في التاريخ.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار قال (3):و ولد يزيد بن عبد الملك: عبد الجبار بن يزيد، و سليمان، و أبا سفيان، و هاشما لا بقية له (4)،و داود و العوّام لا بقية له (5) و هم لأمهات أولاد شتى.

2707 - سليمان بن يزيد الأزدي ثم الحجري المصري

له ذكر في تاريخ أهل مصر.

ص: 401


1- أخباره في تاريخ الطبري،(انظر الفهارس)، و الوافي بالوفيات 444/15.
2- بالأصل:«اثنين».
3- انظر نسب قريش للمصعب ص 167.
4- في نسب قريش: لهم.
5- نسب قريش: لا عقب لهما.

روى عنه الحارث بن يزيد الحضرمي.

و وفد على معاوية، و مضى إلى العراق.

كتب إليّ أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن بن محمّد، ثم حدثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عمرو بن منده قال اللفتواني: و أنبأني أبو عمرو بن منده، عن أبيه أبي عبد اللّه قال: قال أنا أبو سعيد بن يونس: سليمان بن يزيد الأزدي الحجري يعرف بالشريف قديم دخل مع معاوية الكوفة. روى عنه الحارث بن يزيد الحضرمي.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (1)،قال: أمّا الحجري بفتح الحاء و سكون الجيم من حجر الأزد جماعة منهم سليمان بن يزيد الأزدي ثم الحجري يعرف بالشريف قديم دخل مع معاوية بن أبي سفيان الكوفة. روى عنه الحارث بن يزيد الحضرمي، قاله ابن يونس.

و اللّه تعالى أعلم بالصواب و إليه المرجع و المآب.

تم الجزء المبارك بحمد اللّه و عونه و حسن توفيقه و صلى اللّه على سيدنا محمّد و على آله و صحبه و سلم تسليما دائما إلى يوم الدين، و صلى اللّه على سيدنا محمّد و على آله و صحبه و سلم و الحمد للّه رب العالمين، و لا عدوان إلاّ على الظالمين، آمين (2).

يتلوه في الجزء الذي يليه: سليمان بن يسار أبو عبد الرّحمن و يقال أبو عبد اللّه...

ص: 402


1- الاكمال لابن ماكولا 83/3 و 86.
2- إلى هنا ينتهي.....

بسم اللّه الرّحمن الرحيم و صلى اللّه على سيدنا محمّد و على آله و صحبه و سلم

[حرف الشين]

ذكر من اسمه شدّاد

2708-[شداد بن أوس بن ثابت الأنصاري البخاري]

(1) أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه اللّه قال: أنبأ أبو السعود أحمد بن محمّد بن المجلي (2)،ثنا أبو الحسين محمّد بن علي بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن الفراء، أنبأ أبي أبو يعلى قالا: أنبأ عبيد اللّه بن أحمد بن علي، ثنا محمّد بن محمّد بن حفص قال: قرأت على علي بن عمرو، حدثكم الهيثم بن عدي قال: قال ابن عباس: شداد بن أوس يكنى أبا يعلى (3).

أخبرنا أبو البركات بن الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنبأ أبو طاهر

ص: 403


1- من هنا يتبع ترجمة شداد بن أوس بن ثابت الأنصاري النجاري الصحابي. هكذا بدأ المجلد الثامن المخطوط من أصلنا بجزء من ترجمة شداد بن أوس مع العلم أن المجلد السابع المخطوط انتهى بترجمة سليمان بن يزيد الأزدي ثم الحجري المصري، و كتب في آخر ترجمته: ثم الجزء المبارك بحمد اللّه... و يتلوه في الجزء الذي يليه: سليمان بن يسار أبو عبد الرحمن و يقال: أبو عبد اللّه. فيكون السقط في التراجم من سليمان بن يسار إلى شداد بن أوس، صاحب الترجمة المبتورة المذكورة في هذا الجزء. راجع في هذا الشأن التراجم الواردة في مختصر ابن منظور 192/10 و ما بعدها إلى صفحة 276، و هي تسع و ستون ترجمة مع العلم أن ابن منظور كان يسقط بعض التراجم.
2- بالأصل المحلي، بالحاء المهملة خطأ، و الصواب ما أثبت بالجيم، و ضبطت عن التبصير، و قد تقدم التعريف به.
3- ترجمة شداد بن أوس في الاستيعاب 135/2 هامش الإصابة، أسد الغابة 355/2 و الإصابة 139/2 تهذيب التهذيب 483/2 الوافي بالوفيات 123/16 و سير الأعلام 460/2 و انظر بحاشيتها أسماء مصادر أخرى ترجمت له.

أحمد بن الحسن الباقلاني - زاد أبو البركات و أبو الفضل بن خيرون قالا: أنبأ أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنبأ محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنبأ عمر بن أحمد بن أحمد بن إسحاق، ثنا خليفة بن خياط (1) قال: شداد بن أوس بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار يكنى أبا يعلى، مات بالشام سنة ثمان و خمسين، أمه صريمة (2) من بني عدي بن النجار، و في نسخة صرمة.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنبأ أبو الفضل بن خيرون.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، قالا: أنبأ أبو القاسم الأزهري، أنبأ عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، أنبأ العباس بن العباس بن محمّد بن عبد اللّه بن المغيرة الجوهري، أنبأ أبو الفضل صالح بن أحمد بن محمّد بن حنبل قال:

سمعت أبي يقول: شداد بن أوس أبو (3) يعلى.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو الحسين بن النقور، أنبأ عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني صالح بن أحمد قال: سمعت أبي يقول: شداد أبو يعلى.

ح قال و أنبأ عبد اللّه ثنا ابن زنجويه، قال: سمعت عبد اللّه بن صالح يقول: شداد أبو يعلى.

قال عبد اللّه بن محمّد: شداد بن أوس بن ثابت بن أخي حسان بن ثابت، سكن (4) حمص و روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أحاديث.

رأيت في كتاب محمد بن سعد: شداد بن أوس بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عامر بن عمرو بن مالك بن النجار، يكنّى أبا يعلى، و هو ابن أخي حسّان بن ثابت، مات بفلسطين سنة ثمان و خمسين في خلافة معاوية، و هو ابن خمس و سبعين و له بقية و عقب ببيت المقدس، و كان له اجتهاد و عبادة.

قوله سكن حمص وهم.ر.

ص: 404


1- طبقات خليفة ص 157 رقم 561.
2- في طبقات خليفة:«صرمة».
3- كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
4- غير واضحة بالأصل، و الصواب ما أثبت، باعتبار ما سيأتي بعد في آخر الخبر.

أخبرنا أبو الأعز (1) قراتكين (2) بن الأسعد، أنبأ الحسن بن علي أبو محمّد، أنبأ علي أبو محمّد ابنا علي بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ (3) شهريار، ثنا عمرو بن علي بن بحر بن كثير في تسمية من روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

[أخبرنا أبو بكر] (4) محمّد بن عبد الباقي، أنبأ الأسعد بن علي، أنبأ أبو عمر (5) بن حيّوية (6)،أنبأ أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، ثنا محمّد بن سعد (7)،قال في الطبقة الثالثة: شداد بن أوس بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو (8) بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عامر بن عمرو بن مالك بن النجار، و لم يسم لنا أمّه، فولد شداد محمدا و يعلى، و به يكنى، و كبشة و لم يسم لنا أمهم، و شداد هو ابن أخي حسان بن ثابت الشاعر، و تحول إلى فلسطين فنزلها، و مات بها سنة ثمان و ستين (9) في خلافة معاوية بن أبي سفيان، و هو ابن خمس و سبعين (10)سنة، و له بقية و عقب ببيت المقدس، و كانت له عبادة و اجتهاد في العلم.

روى عن كعب الأحبار.

أنبأنا أبو محمد عبد اللّه بن علي، و أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنبأ أبو محمد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، أنبأ أحمد بن علي بن الحسن، أنبأ أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم.

قال: و من الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عامر بن عمرو ثم من بني النجار، و هو تيم اللّه بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج شداد بن أوس بن ثابت، و هو ابن أخي حسان بنن.

ص: 405


1- مهملة بدون إعجام الزاي بالأصل.
2- بالأصل:«فراتكين» خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ كثيرا.
3- بياض بالأصل.
4- بياض بالأصل، و ما بين معكوفتين زيادة منا قياسا إلى سند مماثل.
5- بالأصل: عمرو، خطأ.
6- غير مقروءة بالأصل، و الصواب ما أثبت قياسا إلى أسانيد مماثلة، و انظر ترجمته في سير الأعلام 409/16.
7- طبقات ابن سعد 401/7.
8- قوله:«المنذر بن حرام بن عمرو» مكرر بالأصل، و ذكر مرة واحدة في ابن سعد.
9- كذا بالأصل و في ابن سعد: و خمسين.
10- في ابن سعد: و تسعين.

ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار، و كان أوس بن ثابت شهد بدرا و استشهد يوم أحد، و توفي شداد بن أوس بالشام سنة ثمان و خمسين فيما يقال، له أحاديث.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأ أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين الصيرفي، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنبأ عبد الوهاب بن محمد - زاد ابن خيرون و محمد بن الحسن الأصبهاني قالا: أنبأ أحمد بن عبدان، أنبأ محمد بن سهل، أنبأ محمد بن إسماعيل (1) قال: شداد بن أوس بن ثابت أبو يعلى بن أخي حسان بن ثابت النجاري الأنصاري (2)[له] (3)صحبة.

و قال بعضهم: شهد بدرا، و لم يصح، نزل الشام.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل (4)،أنبأ أبو القاسم بن منده، أنبأ أبو علي إجازة.

قال: و أنبأ أبو طاهر بن مسلمة، أنبأ علي بن محمد قالا: أنبأ أبو محمد بن أبي حاتم (5)،قال: شداد بن أوس بن ثابت بن المنذر بن حرام أحد بني حديلة (6)،و هم بنوا عمرو بن مالك النجار أبو يعلى بن أخي حسان بن ثابت الأنصاري النجاري نزل الشام تحول إلى فلسطين، مات بها سنة ثمان و خمسين، و هو ابن خمس و سبعين، له صحبة.

روى عنه ابنه يعلى بن شداد، و أبو الأشعث الصنعاني، و ضمرة بن حبيب، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس، أنبأ أحمد بن منصور بن خلف، أنبأ أبوه.

ص: 406


1- التاريخ الكبير 224/4.
2- قوله الأنصاري سقطت من البخاري.
3- زيادة عن البخاري.
4- بالأصل: الحلال بالحاء المهملة، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ كثيرا.
5- الجرح و التعديل 328/4.
6- بالأصل جديلة بالجيم، و المثبت عن الجرح و التعديل، و ضبطت بالتصغير عن المشتبه.

سعيد بن حمدون [أنا] (1) مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو يعلى شداد بن أوس بن ثابت بن أخي حسان (2)،له صحبة.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، ثنا عبد العزيز الكتاني، أنبأ أبو القاسم تمام بن محمد (3)،أنبأ أبو عبد اللّه جعفر بن محمد، ثنا أبو زرعة قال: شداد بن أوس بن أخي حسان بن ثابت، يكنى أبا يعلى، نزل بيت المقدس.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأ أبو نصر الوائلي، أنبأ الخصيب بن عبد اللّه، أنا (4) عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو يعلى شداد بن أوس بن ثابت بن أخي حسان بن ثابت.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد، أنبأ هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنبأ أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل، ثنا أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد (5) قال: سمعت عبد اللّه بن أحمد بن حنبل عن أبيه. قال:

شداد بن أوس كنيته أبو يعلى، قال أبو بشر: أبو يعلى شداد بن أوس.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي (6)،أنبأ أبو بكر الصّفار، أنبأ أبو بكر الحافظ ، أنا [أبو] أحمد الحافظ قال: أبو يعلى شداد بن أوس ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار الخزرجي النجاري الأنصاري بن أخي حسان بن ثابت و أمه صريمة من بني عدي بن النجار، له صحبة من النبي صلى اللّه عليه و سلم، و يقال: شهد بدرا، و لا يصح ذلك، كان له خمسة أولاد: يعلى، و محمّد، و عبد الوهّاب، و المنذر، و أختهم الخزرج، نزل بيت المقدس من الشام، و في أهلها عداده، مات سنة أربع و خمسين.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأ شجاع بن علي، أنبأ أبو عبد اللّه بنأ.

ص: 407


1- بياض بالأصل مقدار كلمة. و ما بين معكوفتين زيادة لازمة قياسا إلى سند مماثل. و بعدها ورد بالأصل «محمد» خطأ و الصواب ما أثبت «مكي».
2- بياض بالأصل مقداره كلمتان.
3- بالأصل «أحمد» خطأ و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 289/17.
4- بالأصل «بن» خطأ، و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
5- غير واضحة بالأصل، مطموسة، و الصواب ما أثبت، و هو أبو بشر الدولابي.
6- بالأصل: يعلى، خطأ.

منده قال: شداد بن أوس بن ثابت بن المنذر بن حرام أخو بني خويلد، و هم بنو عمرو بن مالك بن النجار، شهد بدرا، قاله موسى بن عقبة، يكنى أبا يعلى.

روى عنه محمود بن الربيع، و أبو الأشعث الصنعاني، توفي بفلسطين سنة ثمان و خمسين و هو ابن خمس و سبعين سنة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ أبو الفضل محمد بن طاهر، أنبأ مسعود بن ناصر، أنبأ عبد الملك بن الحسن، أنبأ أحمد بن محمد الكلاباذي قال: شداد بن أوس بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار أبو يعلى بن أخي حسان بن ثابت الأنصاري النجاري الخزرجي المديني، نزل الشام، و قال بعضهم: شهد بدرا و لم يصح، سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم.

روى عنه بشير بن كعب في الدعوات حديث سيد الاستغفار، قال الواقدي: مات بفلسطين سنة ثمان و خمسين و هو ابن خمس و سبعين سنة، و قال ابن سعد: قال الهيثم:

توفي في آخر خلافة معاوية.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنبأ أبو نعيم بن يونس بن محمد، أنبأ أبو محمد عبد العزيز بن أحمد - إجازة - أنبأ أبو بكر محمّد بن أحمد الواسطي الخطيب، ثنا عمر بن الفضل بن مهاجر، ثنا أبي، ثنا الوليد بن حمّاد، ثنا أبو نعيم بن محمد بن يوسف، ثنا محمد بن عبد الرحمن قال: سمعت أبي يحدث عن جده شداد بن أوس قال: لما دنت وفاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قام شداد بن أوس ثم جلس، ثم قام ثم جلس، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«ما قلقك يا شداد؟» فقال: يا رسول اللّه ضاقت بي الأرض، فقال:«ألا إن الشام إن شاء اللّه و بيت المقدس ستفتح إن شاء اللّه، و تكون أنت و ولدك من بعدك أئمة بها إن شاء اللّه» (1)[4974].

أخبرناه عاليا أبو علي الحسن بن أحمد و غيره في كتبهم، قالوا: أنبأ أبو بكر بن ريذة (2)،ثنا سليمان بن أحمد (3)،ثنا علي بن سعيد الرازي، ثنا محمد بن مسلم بن).

ص: 408


1- كتبت فوق الكلام بالأصل.
2- بالأصل: ربده، خطأ و الصواب ما أثبت و ضبط و قد مرّ كثرا.
3- المعجم الكبير للطبراني 289/7 ح(7162).

واره، ثنا محمد بن عبد الرحمن بن شداد بن محمد بن شداد قال: سمعت أبي يذكر عن أبيه، عن جده، عن شداد بن أوس أنه كان عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو يجود بنفسه فقال:

«ما لك يا شداد؟» قال: ضاقت بي الدنيا، فقال:«ليس عليك إنّ الشام تفتح و يفتح بيت المقدس، فتكون أنت و ولدك أئمة فيهم إن شاء اللّه»[4975].

أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي، أنبأ أبو بكر الصفار، أنبأ أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أنبأ أحمد بن عمير، حدّثني أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الوهاب - و هو ابن محمد بن عمرو بن محمد بن شداد بن أوس الأنصاري صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - حدّثني أبي عن أبيه، عن جده قال:

كانت كنية شداد أبو يعلى، و كانت له خمسة أولاد أربع بنين و بنت و كان أكبرهم يعلى، ثم محمد، و عبد الوهاب، و المنذر فمات شداد و عبد الوهاب و المنذر صغيرين، و لم يعقب يعلى و أعقبوا كلهم، و كانت البنت اسمها خزرج، تزوجت في الأزد، و توفي شداد سنة أربع و ستين، و نشأ لابنته خزرج نسل إلى سنة ثلاثين و مائة، و كانت الرجفة التي كانت بالشام سنة ثلاثين و مائة، و كان فيها خروج أبي مسلم و زوال أمر بني أمية، فرجفت (1) الشام و كان أكثر ذلك ببيت المقدس ففني (2) كثير ممن كان فيها من الأنصار و غيرهم (3) و وقع المنزل الذي كان فيه محمد بن شداد على كلّ من كان فيه من أهله و ولده ففنوا جميعا، و سلم محمد قد ذهبت رجله تحت الردم، فعمّر بعد ذلك إلى قدوم المهدي، و كانت النعل (4) زوج (5) خلّفها شداد عند ولده فصارت إلى محمد بن شداد، فلما أن رأت أخته خزرج ما نزل به و بأهله، و أنه لم يبق منهم أحد جاءت فأخذت فرد النعلين و قالت: يا أخي، ليس لك نسل و قد رزقت ولدا و هذه مكرمة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أحب أن تشرك فيها ولدي، فأخذتها منه.

و كان ذلك في أوان الرجفة، فمكثت النعل عندها حتى أدرك أولادها، فلما أن صار المهدي إلى بيت المقدس أتوه بها و عرّفوه نسبها من شداد فعرف ذلك، و قبل النعلا.

ص: 409


1- بالأصل: فرجعت، خطأ و الصواب ما أثبت باعتبار سياق العبارة و انظر مختصر ابن منظور 278/10.
2- رسمها مضطرب بالأصل و تقرأ «ففي» و المثبت عن سير الأعلام 463/2.
3- بالأصل: و ميرهم، خطأ.
4- أي نعل النبي صلى اللّه عليه و سلم.
5- كذا بالأصل و صوابه: زوجا.

منهما، و أجاز كل واحد منهما بألف دينار، و أمر لكل واحد منهما بضيعة، و كتب كل واحد منهما في مائة من العطاء، ثم بعث إلى محمد بن شداد فأتي به فحمل على أيدي الرجال للزمانة (1) التي كانت به أصابته من الرجفة فسأله عن خبر النعل فصدق مقالة الرجلين فيها، و قال له المهدي: ائتني بالأخرى، فبكا محمد بن شداد و استرحمه و ناشده بقرابته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و قال: إن الأمر قد فرت مني قلا تفجعني بها و لا تسلبني مكرمة اختصّنا بها ابن عمك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نبي الرحمة، فرّق المهدي للشيخ و أقرّها على حالتها فأخبرني من أدركت من مشايخ الأنصار من ولد شداد و غيره أن الرجلين هلكا و هلك ما كان لهما و لم يعقبا (2).

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد، أنبأ أبو نعيم (3)،ثنا أبي، و أبو محمد بن حيّان (4) قالا: نا إبراهيم بن محمّد بن الحسن، ثنا أبو حميد الحمصي أحمد بن محمّد بن سيار، ثنا شريح بن يزيد الحضرمي أبو حيّوية، ثنا معان بن رفاعة، عن أبي يزيد الغوني (5) عن من حدّثه، عن أبي الدرداء أنه كان يقول: لكلّ أمة فقيها، و إن فقيه هذه الأمة شدّاد بن أوس.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقند [ي]، أنبأ أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه بن عمر، أنا أبو الحسين بن بشران، أنبأ عثمان بن أحمد، ثنا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، ثنا سفيان قال: قال أبو الدرداء: منهم من أوتي علما و لم يؤت حلما و إن شداد بن أوس أوتي علما و حكما (6).

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن الفضل، و أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم، قالا: أنبأ علي بن محمد بن علي، أنبأ محمد بن عبد اللّه بن محمد، أنبأ محمد بن عبد الرحمن بن محمد الدغولي (7)،ثنا أبو بكر بن أبي خيثمة، ثنا نصر بن المغيرة،ب.

ص: 410


1- الزمانة: العاهة المزمنة.
2- نقله الذهبي في سير الأعلام 462/2-463 من طريق ابن جوصا.
3- الخبر في حلية الأولياء 265/1 و نقله الذهبي في سير الأعلام 463/2.
4- بالأصل حبان بالباء الموحدة و المثبت عن الحلية.
5- كذا، و في الحلية و سير الأعلام: الغوثي.
6- كذا، و في سير الأعلام 464/2 و حلية الأولياء 264/1 «حلما».
7- بالأصل الدعولي بالعين المهملة، و الصواب ما أثبت و ضبط عن الأنساب.

قال: قال سفيان: قال عبادة: من الناس من أتى علما و لم يؤت حكما (1)،و منهم من أوتي حكما (2) و لم يؤت علما، و إنّ شداد بن أوس من الذين أوتوا العلم و الحلم.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، ثنا عبد العزيز الكتاني، أنبأ أبو القاسم البجلي، أنا أبو عبد اللّه الكندي، أنا أبو زرعة، حدّثنا أبو مسهر، ثنا سعيد بن عبد العزيز قال:

فضّل شداد بن أوس الأنصاري بخصلتين: ببيان إذا نطق، و بكظم إذا غضب (3).

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأ أبو بكر البيهقي، أنبأ محمد بن عبد اللّه الضبّي، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا أبو الحسن محمد بن سنان القرار، ثنا عمر بن يونس بن القاسم اليمامي، ثنا عكرمة بن عمّار قال: سمعت شدادا أبا عمّار يحدّث عن شداد بن أوس، و كان بدريا عن محمد صلى اللّه عليه و سلم فذكر حديثا (4).

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنبأ الحسن بن علي، أنبأ أبو عمر بن حيّوية، أنبأ أحمد بن معروف، ثنا الحسين بن محمد الفقيه، نا محمد بن سعد قال:

أخبرني من سمع ثور بن يزيد بجير بن خالد بن سعدان (5) قال: لم يبق من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم بالشام كان أوثق، و لا أفقه، و لا أرضا من عبادة بن الصامت و شداد بن أوس.

أنبأنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنبأ الأحوص (6) بن المفضل، ثنا أبي قال: زهاد الأنصار ثلاثة: أبو الدرداء، و شداد بن أوس، و عمير بن سعد، و قد كان عمر بن الخطاب ولاّه حمص (7).

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر بن الطبري، و كان الحسين محمد بن عبد الواحد، أنبأ أبو بكر محمد بن إسماعيل، ثنا يحيى بن محمد بن صاعد، ثنا الحسن بن عرفة، ثنا عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية قال: كان شداد بن أوس في سفر، فقال لغلامه: ائتنا بالسفرة نصيب بها فأنكرت عليه فقال: ما تكلمت بكلمة منذ أسلمت إلاّ و أنا أحفظها.2.

ص: 411


1- كذا.
2- كذا.
3- الإصابة 139/2، و نقله الذهبي في سير الأعلام 464/2 من طريق سعيد بن عبد العزيز.
4- سير الأعلام 464/2 و بالأصل: شداد أنا عمار خطأ و الصواب ما أثبت «أبا» عن سير الأعلام.
5- كذا بالأصل، و لعل الصواب:«يخبر عن خالد بن معدان»، كما يفهم من عبارة سير الأعلام 464/2.
6- بالأصل: الأخوص خطأ و الصواب بالحاء المهملة.
7- سير الأعلام 465/2.

كذا قال و ازمها غير كلمتي هذه فلا تحفظوها علي.

قال: و ثنا الحسين بن الحسن المروزي، ثنا عبد اللّه بن المبارك، أنبأ الأوزاعي، عن حسان بن عطية قال: بلغني أن شداد بن أوس نزل منزلا فقال: ائتوني بالسفرة نصب بها، فأنكرت منه، فقال: ما تكلمت بكلمة منذ أسلمت إلا و أنا أحفظها ثم أزمها غير هذه فلا تحفظوها علي.

أخبرنا أبو غالب البنا، أنبأ أبو محمد الجوهري، أنبأ أبو عمر بن حيّوية، أنبأ يحيى بن محمد، أنبأ الحسين بن الحسن، أنبأ عبد اللّه بن المبارك، ثنا الأوزاعي، عن حسان بن عطية فذكر مثله.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن الفضل، و أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم قال: أنبأ محمد بن علي بن محمد الخشاب (1)،أنبأ أبو بكر الجوزقي (2)،أنبأ محمد بن عبد الرحمن بن محمد الدغولي (3)،ثنا محمد بن الليث، أنبأ أبي عثمان، أنبأ عبد اللّه، أنبأ السري بن يحيى، عن ثابت البناني قال: قال شداد بن أوس لغلامه:

ائتنا بسفرة نصب بها ببعض ما فيها، فقال له من أصحابه: ما سمعتك أي منك هذه الكلمة منذ صاحبتك أرى أن تكون فيها شيء من هذه قال: صدقت، ما تكلمت بكلمة منذ تابعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلاّ أزمّها فاخطمها غير هذه، و أيم اللّه لا يذهب مني هكذا فجعل يسبّح و يكبّر و يهلل و يحمد اللّه عز و جل (4).

قرأت على أبي القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، عن أبي الفرج سهل بن بشر بن أحمد، أنبأ أبو الحسين علي بن بشير بن أحمد بن الحسن الخلال بمصر، أنبأ أبو محمد الحسن بن رشيق، ثنا أبو شيبة داود بن إبراهيم - إملاء - حدّثني علي بن عبد اللّه المديني، ثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن رجل، عن مطرّف بن عبد اللّه بن الشّخّير، عن رجل من أهل بلقين قال:- و أحسبه من بني مجاشع - قال: انطلقنا نؤم البيت فلما6.

ص: 412


1- بالأصل: الحساب، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 150/18.
2- بالأصل:«الحورقي» و الصواب ما أثبت، و اسمه محمد بن عبد اللّه بن محمد بن زكريا، أبو بكر الشيباني الجوزقي، ترجمته في سير الأعلام 493/16.
3- بالأصل الدعولي بالعين المهملة، و الصواب ما أثبت و ضبط عن الأنساب.
4- انظر حلية الأولياء 265/1 و 266.

علونا في الأرض إذا نحن بأخبية مثبوتة و إذا فيها بفسطاط (1) فقلت لصاحبي: عليك بصاحب الفسطاط (2) فإنه سيد القوم، فلما انتهينا إلى باب الفسطاط فسلّمنا، فردّ السلام، ثم خرج إلينا شيخ، فلما رأيناه هبناه مهابة لم نهبها ولدا قط و لا سلطانا، فقال:

ما أنتما؟ قلنا: فئة نؤم البيت، قال: و أنا قد حدثتني نفسي بذاك، و لا أراني إلاّ سأصحبكم، ثم نادى للرجال، فخرج إليه من تلك الأخبية شباب يدقون إليه كما تدق النسور فجمعهم ثم خطبهم، و قال: إني تذكرت بيت ربي، و لا أراني إلاّ زائره، فجعلوا ينتحبون عليه بكاء، فالتفتّ إلى شابّ منهم فالتفت إليّ و قال: لا تعرفه ؟ قلت: لا، قال: هذا شداد بن أوس صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، كان أميرا فلما أن قتل عثمان اعتزلهم، قال: ثم دعا لنا بسويق له عريض فجعل يبس (3) لنا و يطعمنا و يسقينا، فلما حضر خروجه خرجنا معه، فلما علونا في الأرض قال لغلام له: يا غلام اصنع لنا طعاما ما نقطع عنا الجوع بصغره، كلمة قالها ما تمالكنا أن ضحكنا، فالتفت قرآنا فقال: ما لي أراكم إلاّ صغار فكما قلنا: يرحمك اللّه، إنك كنت لا تكاد أن تتكلم فلما تكلمت لا نتمالك أن ضحكنا، و إنا نغيضك يرحمك اللّه. قال: و ما أراني إلاّ مفارقكم و إن كسوتكما من ثياب أبليتموها، و إن زودتكم من زادي أفنيتموه و لكن أزودكم حديثا كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم تعلمناه في السفر و الحضر، فأملى علينا فكتبناه، بسم اللّه الرحمن الرحيم، اللّهم إني أسألك الثبات (4) في الأمر، و أسألك عزمة (5) الرشد، و أسألك من خير ما تعلم، و أعوذ بك من شر ما تعلم، و استغفرك لما تعلم إنك علاّم الغيوب. قال شداد: و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«إذا أخذ أحدكم مضجعه فليقرأ بأمّ الكتاب و سورة (6)،فإن اللّه يوكل به ملكا يهبّ معه إذا هبّ » قال شداد بن أوس: قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«يا شداد بن أوس إذا رأيت الناس يكنزون الذهب و الفضة فاكنز هؤلاء الكلمات»،ل.

ص: 413


1- بالأصل بالقاف خطأ.
2- بالأصل بالقاف خطأ.
3- إعجامها مضطرب بالأصل و الصواب ما أثبت، يقال: بسّ السويق و الدقيق يبسّه بسّا، خلطه بسمن أو زيت.
4- في حلية الأولياء 265/1 التثبت في الأمر.
5- في سير الأعلام 465/2 و حلية الأولياء 265/1: عزيمة الرشد.
6- كذا بالأصل.

ثم قال أبو شيبة: فأنا قد كنزت هذا الكلام في قلبي منذ ثمانين سنة[4976].

أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأ أبو نعيم الحافظ (1)،ثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا أبو شعيب الحرّاني، ثنا جدي، ثنا موسى بن أعين، عن بكر بن خنيس، عن عطاء بن عجلان، عن خالد بن محمود بن الربيع، عن عبادة بن نسيّ قال:

مربي شداد بن أوس، فأخذ بيدي فانطلق بي إلى منزله ثم جلس يبكي حتى بكيت لبكائه فلما سري عنه قال: ما يبكيك ؟ قلت: رأيتك تبكي فبكيت، قال: إني ذكرت حديثا سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«إني (2) أخوف ما أتخوف (3) على أمتي الشرك، و الشهوة الخفية»[4977].

أخبرنا أبو الأعز (4) قراتكين (5) بن الأسعد، أنبأ أبو محمد الجوهري، أنبأ أبو بكر أحمد بن محمد بن الفضل بن الجراح (6)،نا أبو جعفر أحمد بن عبد اللّه بن السري بن البزار، ثنا أبو سعيد عبد اللّه بن سعيد بن الحسن بن عدي الكندي، ثنا أبو خالد، عن ابن عجلان، عن رجاء بن حيوة الكندي، عن محمود بن الربيع قال:

خرجت مع شداد بن أوس إلى السوق ثم رجع فاستلقى على فراشه فبكى بكاء ليس بالتبكي، ثم قال: ألا يا بغايا العرب، يا بغايا العرب، ألا لا يعد الإسلام و أهله، إن أخوف ما أخاف على هذه الأمة الشرك و الشهوة الخفية، قال: ثم جلس فقلت: لقد رأيتك فعلت شيئا ما رأيت فعلت قبله مثله، قلت: أ تخاف علينا الشرك و قد هدانا اللّه إلى الإسلام، قال: فضرب بيده عليّ ثم قال: ثكلتك أمك يا محمود، أ و ما كان الشرك إلاّ أن تجعل مع اللّه إلها آخر (7).

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر بن الطبر الجريري، أنبأ أبو الحسن0.

ص: 414


1- الخبر في حلية الأولياء 268/1.
2- في الحلية: إن.
3- في الحلية: أخاف.
4- تقرأ بالأصل: الأغر، خطأ و الصواب بالزاي.
5- بالأصل: فراتكين، و الصواب بالقاف.
6- كذا.
7- انظر حلية الأولياء 269/1-270.

محمد بن عبد الواحد، أنبأ أبو بكر محمد بن إسماعيل، ثنا محمد بن محمد بن صاعد، ثنا يوسف بن موسى القطان، ثنا خلف بن الوليد، نا أبو معشر، عن محمد بن عبد اللّه البصري:

إن شداد بن أوس شيّع رجالا غزوا في سبيل اللّه فقالوا: يا أبا يعلى أنزل كل معنا، قال: لو كنت أكلت الطعام قبل أن أعلم (1) من أين أصله منذ بايعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لأكلت معكم.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنبأ أبو الحسين عبد الرحمن بن الحسين بن الحنائي، ثنا عبد العزيز الكتاني.

ح و أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم قال: ثنا عبد العزيز، أنبأ أبو محمّد بن أبي نصر، أنا زهير بن عباد الرواسي الكلابي، ثنا الصلت بن حكيم، عن أبي فضالة، عن أسد بن وداعة قال:

كان شداد بن أوس إذا أخذ مضجعه من الليل كان كالحبّة على المقلى فيقول:

اللّهم إنّ النار قد حالت بيني و بين النوم، ثم يقوم فلا يقوم فلا يزال يصلي حتى يصبح (2).أبو فضالة هذا هو الفرج بن فضالة.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأ أبو نعيم الحافظ (3)،ثنا إبراهيم بن عبد اللّه، ثنا محمّد بن إسحاق، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الفرج بن فضالة، عن أسد بن وداعة، عن شداد بن أوس الأنصاري:

أنه كان إذا دخل الفراش يتقلب (4) على فراشه لا يأتيه النوم، فيقول: اللّهمّ إنّ النار أذهبت مني النوم، فيقوم فيصلي حتى يصبح.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي (5)،أنبأ الحسن بن علي، أنبأ أبو عمر بن حيّوية، أنبأ أحمد بن معروف بن بشر، نا الحسين بن الفهم، ثنا محمّد بن سعد، أنبأل.

ص: 415


1- بالأصل:«أن أر أعلم» حذفنا «أر» فهي مقحمة.
2- نقله ابن الأثير في أسد الغابة 355/2 من طريق أسد بن وداعة.
3- الخبر في حلية الأولياء 264/1 و نقله الذهبي في سير الأعلام 466/2 من طريق قتيبة.
4- عن الحلية و سير الأعلام و بالأصل: ينقلب.
5- بالأصل: عبيد الثاني، خطأ و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.

يزيد بن هارون، أنبأ فرج بن فضالة، عن أسد بن وداعة قال:

كان شداد بن أوس إذا أوى إلى فراشه كان كأنه حبّة على مقلى فيقول: اللّهم إن النار قد أسهرتني، ثم يقوم إلى الصّلاة.

قال: و نا محمّد بن سعد، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا سلاّم بن مسكين، ثنا قتادة:

أن شداد بن أوس خطب الناس فحمد اللّه و أثنى عليه و قال: يا أيها الناس ألا إن الدنيا أجل حاضر، يأكل منها البر و الفاجر، ألا و إن الآخرة أجل متأخر يقضي فيها ملك قادر، ألا إن الخبر كله بحذافيره في الجنة، ألا و إن الشر في النار، و اعلموا أنه من يعلم مثقال ذرة خيرا يره، و من يعمل مثقال ذرة شرا يره (1).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأ أبو عمرو بن منده، أنبأ الحسن بن محمّد بن أحمد، أنبأ أبو الحسن اللبناني، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد - هو ابن الحسين - ثنا داود بن مهران، ثنا حفص بن سليمان المقرئ، عن أبي رجاء الشامي، عن شداد بن أوس قال:

الموت أقطع هول في الدنيا و الآخرة على المؤمن، و الموت أشد من نشر بالمناشير، و قرض بالمقاريض و غلي في القدور، و لو أنّ الميت نشر فأخبر أهل الدنيا بألم الموت ما انتفعوا بعيش و لا لذو بنوم.

قال و نا ابن أبي الدنيا، أخبرني محمّد بن صالح، عن علي بن محمّد، عن جويرية (2) بن أسماء قال: قال معاوية لشداد بن أوس: يا شداد أنا أفضل أم علي ؟ و أينا أحب إليك ؟ قال: علي أقدم هجرة و أكثر مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى الخير سابقة، و أشجع منك نفسا، و أسلم منك قلبا، و أما الحب فقد مضى عليّ و أنت اليوم عند الناس أرجى منه.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأ أبو الحسين الآبنوسي، أنبأ أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن بن جوصا (3)-إجازة - ح.ه.

ص: 416


1- الخبر في حلية الأولياء 264/1 و نقله الذهبي في سير الأعلام 466/2.
2- بالأصل: جويرة، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 317/7.
3- بالأصل: حوصا، بالحاء المهملة، خطأ، و الصواب بالجيم، و قد مضى التعريف به.

و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنبأ أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأ أبو الحسن الرّبعي، أنبأ أبو الحسين الكلابي، أنا أبو الحسن - قراءة-:

قال سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: و شداد بن أوس بن أخي حسان بن ثابت يكنى أبا يعلى، توفي ببيت المقدس.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد قالا: أنبأ أبو نعيم الأصبهاني، ثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمّد بن إسحاق، أخبرني أبو يونس، نا أبو نعيم بن المنذر قال:

مات شداد بن أوس بن المنذر بن ثابت بن حرام - و يكنى أبا يعلى - فنزل شداد بفلسطين، و مات سنة ثمان و خمسين و هو ابن خمس و سبعين.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنبأ محمّد بن علي بن أحمد، أنبأ أحمد بن إسحاق، ثنا أحمد بن عمران، ثنا موسى بن زكريا، ثنا خليفة بن خياط ، قال: و فيها - يعني سنة ثمان و خمسين - مات شداد بن أوس الأنصاري، و يقال: مات في آخر خلافة معاوية (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو القاسم بن البسري (2)،أنبأ أبو طاهر المخلص - إجازة - ثنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم، قال: سنة ثمان و خمسين فيها مات شداد بن أوس الأنصاري، و كان ينزل فلسطين.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأ أبو عمرو بن منده، أنبأ الحسن بن محمّد بن يوسف، أنبأ أحمد بن محمّد بن عمر، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا (3)،أنا ابن سعد، قال شداد بن أوس بن ثابت بن منذر، أحد بني حديلة و هم بنو عمرو بن مالك بن النجار - و يكنى أبا يعلى - و هو ابن أخي حسان بن ثابت قال محمّد بن عمر: تحول إلى فلسطين، و مات بها سنة ثمان و خمسين و هو ابن خمس و سبعين سنة. قال الهيثم: توفي آخر خلافة معاوية بالشام.د.

ص: 417


1- لم يذكره خليفة في تاريخه في وفيات سنة 58، و ذكر في حوادث سنة 59 و فيها قال: و مات في آخر ولاية معاوية، و ذكر ناسا ثم قال: و شداد بن أوس، و يقال مات سنة إحدى و أربعين.
2- بالأصل: السري، خطأ و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
3- الخبر برواية ابن أبي الدنيا سقط من الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسين، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنبأ محمّد بن القاسم بن جعفر، ثنا أبو بكر بن أبي خيثمة قال: و بلغني أن شداد بن أوس توفي سنة ثمان و خمسين في خلافة معاوية و هو ابن خمس و سبعين سنة.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأ مكي بن محمّد، أنبأ أبو سليمان الربعي قال: قال محمّد بن سعد: شداد بن أوس بن ثابت بن منذر بن حرام تحول إلى فلسطين، و مات بها سنة ثمان و خمسين - و هو ابن خمس و سبعين سنة-.

2709 - شدّاد بن خالد الباهلي

من وجوه أهل خراسان، وفد على هشام بن عبد الملك، و شكا إليه أشرس (1) بن عبد اللّه السلمي أمير خراسان فعزله و استعمل الجنيد بن عبد الرّحمن المرّي. له ذكر في تاريخ أبي جعفر الطبري (2).

2710 - شدّاد بن عبد اللّه

أبو عمّار القرشي الأموي مولاهم (3)

صحب أنس بن مالك، و روى عن أبي هريرة، و واثلة بن الأسقع، و أبي أمامة الباهلي، و عوف بن مالك الأشجعي، و شداد بن أوس، و أبي أسماء الرحبي، و عطاء بن أبي رباح، و عبد اللّه بن فروخ.

روى عنه الأوزاعي، و يحيى بن أبي كثير، و سلمة بن عمرو القاضي، و كلثوم بن زياد المحاربي، و عكرمة بن عمّار، و النهاس بن قهم (4)،و عوف الأعرابي (5).

ص: 418


1- عن الطبري ط بيروت 137/4 حوادث سنة 111 و بالأصل: أسوس.
2- ورد ذكر شداد في تاريخ الطبري في حوادث سنة 111 تحت عنوان: ذكر السبب الذي من أجله عزل هشام أشرس عن خراسان و استعماله الجنيد.
3- ترجمته في تهذيب التهذيب 485/2 و تقريب التهذيب، و الكاشف للذهبي.
4- النهاس بتشديد الهاء ثم مهملة. و قهم بفتح القاف و سكون الهاء عن تقريب التهذيب، و بالأصل نهم.
5- بالأصل: الأوزاعي، و المثبت عن تهذيب التهذيب. و كرر بعده بالأصل: يحيى بن أبي كثير و سلمة بن عمرو القاضي و كلثوم بن زياد المحاربي.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، و أبو الحسن عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد البيهقي قالوا: أنا أبو يعلى إسحاق بن عبد الرّحمن بن أحمد الصابوني، أنبأ أبو سعيد عبد اللّه بن محمّد بن عبد الوهاب القرشي الرّازي، قدم علينا نيسابور، أنبأ محمّد بن أيوب الصريسي (1) الرازي، أنبأ أبو الوليد الطيالسي، ثنا عكرمة بن عمّار، ثنا شداد - أبو عمّار - حدّثني أبو أمامة قال:

بينما أنا قاعد مع النبي صلى اللّه عليه و سلم إذ جاءه رجل فقال: يا رسول اللّه إني أصبت حدا فأقمه عليّ ، فسكت عنه النبي صلى اللّه عليه و سلم، ثم أعاد فقال: يا رسول اللّه إني أصبت حدا فأقمه عليّ ، فسكت عنه النبي صلى اللّه عليه و سلم، ثم أعاد فقال: يا رسول اللّه إني أصبت حدا فأقمه عليّ ، فأقيمت الصّلاة فلم يردّ عليه شيئا حتى صلّى النبي صلى اللّه عليه و سلم ثم انصرف، قال شداد: فحدّثني أبو أمامة قال: إني مع النبي صلى اللّه عليه و سلم و الرجل يتبع و يقول: إني أصبت حدا فأقمه عليّ ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«أ رأيت حين خرجت من بيتك أ ليس توضأت فأحسنت الوضوء؟» قال: بلى يا رسول اللّه، قال:«قال اللّه عزّ و جلّ : قد غفر لك حدّك - أو قال: غفر لك ذنبك-» [4978].

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنبأ أبو سعيد الحسن بن جعفر بن محمّد بن الوضاح، أنبأ أبو شعيب عبد اللّه بن الحسن بن أحمد الحراني، ثنا يحيى بن عبد اللّه البابلتّي (2)،ثنا الأوزاعي، نا أبو عمّار، حدّثني ثوبان مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا أراد أن ينصرف من صلاته استغفر ثلاث مرات، ثم قال:«اللّهمّ أنت السّلام و منك السّلام تباركت و تعاليت يا ذا الجلال و الإكرام»[4979].

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، و علي بن مسلّم الفقيهان، قالا: أنا أبو العباس أحمد بن منصور المالكي، أنبأ أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان، أنبأ خيثمة بن سليمان، أنا العبّاس، أخبرني أبي، أنا الأوزاعي، حدّثني شداد - أبو عمّار - حدّثني أبو أمامة أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«لا يلبس الحرير في الدنيا إلاّ من لا0.

ص: 419


1- كذا رسمها بالأصل.
2- مهملة بالأصل بدون نقط و الصواب ما أثبت و ضبط ، ترجمته في سير الأعلام 318/10.

خلاق (1) له في الآخرة»[4980].

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأ أبو طاهر أحمد بن عبد الملك، أنبأ أبو الحسن بن السقاء، ثنا محمّد بن يعقوب، ثنا عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: شداد الذي روى عنه عكرمة بن عمّار، و عوف، و الأوزاعي هو واحد: هو شداد أبو عمّار.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنبأ أحمد بن الحسن بن أحمد - زاد البركات: و أبو الفضل بن خيرون قالا: أنبأ أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنبأ محمّد بن أحمد بن إسحاق، ثنا أبو حفص الأهوازي، ثنا خليفة بن خياط (2) قال في الطبقة الثانية من أهل الشامات: شداد بن عبد اللّه أبو عمّار.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنبأ أبو محمّد الحسن بن علي، أنبأ أبو الحسن بن لؤلؤ، أنبأ محمّد بن الحسين بن شهريار، ثنا أبو حفص الفلاّس (3)،قال:

شداد أبو عمّار هو شداد بن عبد اللّه.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأ محمّد بن أحمد بن الآبنوسي (4)،ثنا عبد اللّه بن عتّاب، أنبأ أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنبأ الحسن بن أحمد، أنا أبو الحسن علي بن الحسن، أنبأ عبد الوهاب بن الحسن، أنبأ أحمد بن عمير (5)-قراءة - قال:

سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: شداد بن عبد اللّه أبو عمّار دمشقي، سمع منه الأوزاعي باليمامة.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و أبو الحسن الأصبهاني قالا:- أنبأ أحمد بن عبدان، أنبأ محمّد بنل.

ص: 420


1- الخلاق بالفتح الحظ و النصيب (النهاية: خلق).
2- طبقات خليفة بن خياط ص 567 رقم 2935 و بالأصل:«السد مات» بدل «الشامات».
3- بالأصل القلاس بالقاف خطأ و الصواب ما أثبت بالفاء انظر ترجمته في سير الأعلام 470/11 و اسمه عمرو بن علي بن بحر بن كنيز.
4- بالأصل: الاسوسي، خطأ و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
5- بالأصل «عمر» و الصواب ما أثبت، قياسا إلى سند مماثل.

سهل، أنبأ محمّد بن إسماعيل (1) قال: شداد بن عبد اللّه أبو عمّار مولى معاوية بن أبي سفيان القرشي الأموي الدمشقي عن أبي (2) أمامة، و واثلة بن الأسقع.

روى عنه الأوزاعي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنبأ أبو منصور علي بن الحسن، ثنا أحمد بن الحسين، ثنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن، ثنا محمّد بن إسماعيل قال:

و شداد بن عبد اللّه أبو عمّار مولى معاوية بن أبي سفيان القرشي الأموي الدمشقي عن أبي أمامة، و واثلة، روى عنه الأوزاعي. قال لي (3) أحمد بن ثابت: ثنا النضر، عن عكرمة، عن شدّاد: صحبت أنس و هو وافد إلى عبد الملك بن مروان فكان يصلّي على بعيره.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنبأ أبو القاسم بن منده، أنبأ أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أخبرنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن (4)[محمّد] (5)،أنبأ أبو محمّد بن أبي حاتم (6) قال: شداد بن عبد اللّه أبو عمّار الدمشقي مولى معاوية بن أبي سفيان، روى عن أبي أمامة، و واثلة بن الأسقع، روى عنه الأوزاعي، و عكرمة بن عمّار، سمعت أبي يقول ذلك. قال أبو محمّد: روى عنه يحيى بن أبي كثير.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنبأ أحمد بن منصور بن خلف، أنبأ أبو سعيد بن حمدون، أنبأ مكي بن عبدان التميمي قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول:

أبو عمّار شداد بن عبد اللّه، سمع أبا أمامة، و واثلة، روى عنه الأوزاعي و عكرمة بن عمّار.

أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد اللّه الكروخي، أنبأ أبو عامر محمود بن القاسم بن محمّد، و أبو نصر عبد العزيز بن محمّد، و أبو بكر أحمد بن عبد الصمد قالوا: أنا عبد الجبّار بن محمّد بن عبد اللّه، أنبأ محمّد بن أحمد بن محبوب، أنبأ4.

ص: 421


1- التاريخ الكبير 226/4.
2- بالأصل «ابن» خطأ، و الصواب عن البخاري.
3- تقرأ بالأصل: أبي، و لعل و الصواب ما أثبت، و في التاريخ الكبير: حدثني أحمد بن ثابت.
4- سقطت من الأصل، و زيادتها لازمة قياسا إلى سند مماثل.
5- سقطت من الأصل، و زيادتها لازمة قياسا إلى سند مماثل.
6- الجرح و التعديل 329/4.

محمّد بن عيسى الترمذي قال: أبو عمّار اسمه شداد بن عبد اللّه.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأ أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عمّار شداد بن عبد اللّه شامي ليس به بأس.

قرأت على أبي الفضل أيضا، عن أبي طاهر بن أبي الصّقر، أنبأ هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنبأ أحمد بن محمّد بن إسماعيل، ثنا أبو بشر الدولابي (1) قال: أبو عمّار شداد بن عبد اللّه يحدث عنه يحيى بن أبي كثير، و الأوزاعي.

أنبأنا أبو جعفر الهمداني (2)،أنبأ أبو بكر الصّفّار، أنبأ أحمد بن علي بن منجويه، أنبأ أبو أحمد الحاكم قال: أبو عمّار شداد بن عبد اللّه القرشي الأموي الدمشقي مولى معاوية بن أبي سفيان، سمع أبا أمامة الصديّ بن عجلان الباهلي، و أبا قرصافة واثلة بن الأسقع الليثي، روى عنه [أبو] (3) عمرو عبد الرّحمن بن عمرو الأوزاعي، و أبو عمّار عكرمة بن عمّار العجلي.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأ أبو علي بن المذهب، أنبأ أحمد بن جعفر، ثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، ثنا عبد اللّه بن مسعود يزيد (4) أبو عبد الرّحمن المقرئ، ثنا عكرمة - يعني ابن عمّار؛ ثنا شداد بن عبد اللّه الدمشقي، و كان قد أدرك نفرا من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ ثابت بن بندار، أنبأ أبو العلاء، أنبأ أبو بكر، أنبأ أبو أمية، ثنا أبي، حدّثني أبو الوليد، ثنا عكرمة بن عمّار، ثنا شداد بن عبد اللّه أبو عمّار - و كان قد أدرك نفرا من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم؛.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنبأ أبو بكر المغربي، أنبأ محمّد بن عبد اللّه بن محمّد الجوزقي (5)،أنبأ أبو العباس الدغولي، ثنا علي بن الحسن، ثنا أبوا.

ص: 422


1- الكنى و الأسماء للدولابي 37/2.
2- بالأصل بالدال المهملة خطأ و الصواب ما أثبت بالذال المعجمة، و قد مرّ كثيرا.
3- زيادة لازمة منا للإيضاح.
4- كذا بالأصل.
5- بالأصل الجورقي، و الصواب بالزاي، و قد مرّ قريبا.

الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي، ثنا عكرمة بن عمّار.

ح قال: ثنا الجوزقي (1)،أنبأنا أبو حامد بن الشرقي، و أبو حاتم مكي بن عبدان، و محمّد بن الحسين بن الحسن، قالوا: أنا أحمد بن يوسف السلمي، ثنا النضر بن محمّد الحرشي.

ح و أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، أنبأ أبي، أنبأ أبو نعيم، أنبأ أبو عوانة الأسفرايني، نا أحمد بن يوسف السّلمي، ثنا النضر بن محمّد، ثنا عكرمة بن عمّار، ثنا شداد بن عبد اللّه أبو عمّارة (2).قال عكرمة: لقد لقي شداد أبا أمامة و واثلة و صحب أنسا إلى الشام، و أثنى عليه خيرا و فضلا، عن أبي أمامة بحديث ذكره (3).

أنبأنا أبو غالب بن البنّا و غيره عن أبي إسحاق إبراهيم بن عمر، عن أبي الحسن محمّد بن العبّاس بن الفرات، أنبأ أبو عبد اللّه محمّد بن العباس بن أحمد الضبّي، أنبأ أبو الفضل يعقوب بن إسحاق بن محمود الفقيه، أنا صالح بن محمّد الحافظ . قال:

و شداد بن عبد اللّه أبو عمّار شامي، سمع منه الأوزاعي، و عكرمة بن عمّار - باليمامة - سمع شداد من واثلة بن الأسقع و أبي أمامة، لم يسمع من أبي هريرة و لا من عوف بن مدرك (4)،و هو صدوق.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلال، أنا أبو القاسم بن منده، أنبأ أبو علي - إجازة-.

ح قال: أنبأنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأ علي بن محمّد قالا: أنبأ أبو محمّد بن أبي حاتم (5)،حدّثني أبي، عن جدي، حدّثني محمّد بن المثنى أبو موسى، ثنا أبو عامر العقدي، ثنا علي بن المبارك، عن يحيى - يعني ابن أبي كثير - حدّثني شداد بن عبد اللّه و كان مرضيا. قال أبو محمّد: سألت أبي عن شداد بن عبد اللّه أبي عمّار فقال: ثقة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي الفضل المكي، أنبأ عبيد اللّه بن4.

ص: 423


1- بالأصل الجورقي، و الصواب بالزاي، و قد مرّ قريبا.
2- كذا بالأصل هنا.
3- انظر تهذيب التهذيب 485/2.
4- كذا، و في تهذيب التهذيب: عوف بن مالك.
5- الجرح و التعديل 329/4.

سعيد بن حاتم، أنبأ الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، أنبأ محمّد بن المثنى، عن أبي عامر، عن يحيى، حدّثني شداد بن عبد اللّه و كان مرضيا (1).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن علي، أنبأ محمّد بن أحمد، أنبأ الأحوص بن المفضل، أنبأ أبي قال: ثنا أبو عامر، ثنا علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير قال: قال يحيى بن معين: و روى الأوزاعي و عكرمة بن عمّار و النهّاس بن قهم (2) أبو الخطاب عن شداد أبي عمّار شيخ شامي، قال: و ثنا أبي قال: شداد أبو عمار عذري، كذا قال.

أخبرنا أبو البركات، أنا ثابت بن بندار، أنبأ محمّد بن علي، أنبأ محمّد بن أحمد، أنبأ الأحوص (3)،نا أبي قال يحيى بن معين: كان شداد أبو عمّار شاميا. و قد حدث عنه الأوزاعي و النهاس بن قهم (4)،و قال غير يحيى: كان شداد عذريا.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار، أنبأ أبو محمّد الجوهري - قراءة - عن أبي عمر بن حيّوية، أنبأ محمّد بن القاسم بن جعفر، نا إبراهيم بن الجنيد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: شداد أبو عمّار شيخ شامي، روى عنه الأوزاعي، و عكرمة بن عمّار، و النهّاس بن قهم (5) قلت ليحيى: فكيف حديث شداد أبي عمّار؟ قال: ليس به بأس.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، أنبأ أحمد بن محمّد بن إبراهيم، قال: سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين و أبو عمّار الذي يروي عنه الأوزاعي ؟ قال: شداد ليس به بأس.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ أبو الحسين بن الطّيوري، أنا الحسن بن جعفر، و محمد بن الحسن، و أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنبأ الحسين بن جعفر،ة.

ص: 424


1- تهذيب التهذيب 485/2.
2- بالأصل فهم خطأ، و الصواب قهم بالقاف، و قد مرّ في أول الترجمة.
3- بالأصل: الأخوص بالخاء المعجمة، خطأ.
4- بالأصل فهم خطأ، و الصواب قهم بالقاف، و قد مرّ في أول الترجمة.
5- بالأصل فهم خطأ، و الصواب قهم بالقاف، و قد مرّ في أول الترجمة.

قالوا: أنبأ الوليد بن بكر، أنبأ علي بن أحمد بن زكريا بن الخصيب، أنبأ صالح بن أحمد بن صالح، حدّثني أبي أحمد قال: أبو عمّار شدّاد بن عبد اللّه شامي تابعي ثقة.

أخبرنا أبو البركات، أنبأ أبو الحسين بن الطّيوري، أنبأ أبو الحسين العتيقي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأ ثابت بن بندار، أنبأ الحسين بن جعفر، قالا: أنبأنا الوليد [بن بكر]، أنبأ علي بن أحمد، أنبأ صالح بن أحمد، حدّثني أبي (1)قال: شدّاد بن عبد اللّه أبو عمّار تابعي ثقة. روى عنه الأوزاعي، و عوف.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنبأ أبو الحسين بن الفضل، أنبأ عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب بن سفيان قال: و روى - يعني الأوزاعي - عن شدّاد أبي عمّار ثقة، قد روى عنه النهّاس بن قهم.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين بن عبد اللّه، أنبأ أبو بكر أحمد بن محمّد بن غالب قال: و سمعته - يعني الدّارقطني - يقول: شدّاد بن عبد اللّه أبو عمّار ثقة بصري. وهم في قوله: إنه بصري.

أخبرنا أبو العباس محمّد بن خليل بن فارس القرشي، أنبأ سهل بن بشر الأسفرايني، أنبأ أبو القاسم علي بن محمّد بن علي الفارسي - بمصر - أنبأ أبو أحمد عبد اللّه بن محمّد بن المفسّر، ثنا أبو بكر بن الرواس عبد الرحمن بن القاسم، ثنا أبو مسهر (2)،نا محمّد بن مهاجر، ثنا شدّاد أبو عمّار القارئ قال: مرّ موسى برجل رافع يديه يدعو اللّه قال: فقال موسى: يا ربّ عبدك يدعوك فاستجب له، افعل به، قال:

فأوحى اللّه إليه: يا موسى لو رفع إليّ يديه حتى ينقطعا من آباطهما ما استجيب له حتى يردّ غربالي التين اللذين (3) غصبهما. كذا فيه و شدّاد القارئ لا يكنى أبا عمّار، و شدّاد أبو عمّار لا يعرف بالقارئ، و اللّه أعلم.ق.

ص: 425


1- ثقات العجلي ص 215.
2- تقرأ بالأصل: أبو مهر، و الصواب ما أثبت.
3- بالأصل: الذين، و الصواب ما أثبت باعتبار السياق.

2711 - شدّاد بن عبيد اللّه بن شدّاد،

أبو محمّد (1)،و يقال: أبو هند الخولاني القارئ الضرير

من أهل دمشق، يعرف بابن الأحنف.

روى عن أبي سلام الأسود، و عن أبي الدرداء مرسل، و عن سعد بن تميم الداري والد بلال بن سعد، و أبي إدريس، و أبي الأعبس عبد الرحمن بن سليمان.

روى عنه محمّد بن شعيب بن شابور (2)،و يحيى بن حمزة، و سويد بن عبد العزيز، و الهيثم بن عمران العبسي، و محمّد بن عيسى بن القاسم بن سميع.

أخبرنا أبو نصر محمّد بن حمد بن عبد اللّه الكبريتي، أنبأ أبو مسلم محمّد بن علي بن محمّد النحوي، أنا أبو بكر المقرئ، ثنا أبو عروبة، ثنا عمرو بن عثمان، ثنا سويد بن عبد العزيز، عن شدّاد الضرير الدمشقي، عن أبي سلام الأسود قال: سمعت ثوبان يحدّث عن النبي صلى اللّه عليه و سلم نحوه - يعني حديث الحوض:«حوضي ما بين عدن إلى عمّان (3)-البلقاء - ماؤه أشد بياضا من اللبن، و أحلى من العسل، أكوابه عدد نجوم السماء، من شرب منه شربة لا يظمأ بعدها أبدا، أول الناس ورودا عليه فقراء المهاجرين الشعث رءوسا، الدنس ثيابا، الذين لا ينكحون الممنعات (4)،و لا يفتح لهم السدد» (5)[4981].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي الأنصاري، و أبو المواهب أحمد بن محمد بن عبد الملك بن عبد العزيز قالا: أنبأ أبو محمّد الحسن بن علي بن محمد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، نا أبو بكر الباغندي، ثنا محمود بن خالد الدمشقي، ثنا سويد بن عبد العزيز (6) قال: فقدمت عليه، فلما دخلت قال لي: ادنه حتى

ص: 426


1- بالأصل:«و يقال: أبو محمّد..» حذفنا: و يقال، فهي مقحمة.
2- بالأصل: سابور، بالسين المهملة خطأ و الصواب ما أثبت، مضى التعريف به.
3- عمان: بالفتح ثم التشديد و آخره نون، بلد في طرف الشام، و كانت قصبة أرض البلقاء.(ياقوت).
4- في النهاية: المنعمات.
5- السدد يعني الأبواب (النهاية: سدد).
6- سقط في الكلام و السند أخلّ بالمعنى و لعل الصواب كما نرتئيه: ثنا سعيد بن عبد العزيز عن شداد بن عبيد اللّه الدمشقي عن أبي سلام الأسود قال: بعث إليّ عمر بن عبد العزيز (و قد ورد اسمه في آخر الخبر)، قال: فقدمت عليه.

كادت ركبتي تلزق بركبته، فقال: حدّثني حديث ثوبان عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال:

«حوضي كما بعد عدن إلى عمّان أحلى من العسل، أشد بياضا من اللبن، أكاويبه كنجوم السماء، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها، و أول الناس عليّ و رودا المهاجرون الشعث رءوسا، الدنس ثيابا الذين لا يفتح لهم السدد، و لا ينكحون الممنعات، الذين يعطون كل الذي عليهم، و لا يعطون كل الذي لهم»[4982].

فقال عمر بن عبد العزيز: أما الممنعات فقد نكحت بنت عبد الملك، و أمّا السدد فقد فتحت لي، و اللّه لأشعثن رأسي و لأدنسن ثيابي. كذا قال، و الصّواب ابن عبيد اللّه (1).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا عبد العزيز بن أبي طاهر، أنبأ تمام بن محمّد، نا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال في ذكر نفر ثقات: شدّاد بن عبيد اللّه روى عن أبي إدريس.

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنبأ أبو الحسين بن السوسي، أنبأ أبو القاسم بن عتّاب، أنبأ أبو الحسن (2)-إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنبأ أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأ أبو الحسن الربعي، أنبأ عبد الوهاب الكلابي، ثنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الخامسة: شدّاد بن الأحنف قال سويد: شدّاد أبو محمد، و قال ابن عتّاب: أبو هند الضرير قال أبو سعيد: محمّد يقول: شدّاد بن عبيد اللّه القارئ، ثم أعاد ذكره بعد أوراق فقال: شدّاد بن عبيد اللّه القارئ.

أخبرنا أبو الغنائم الكوفي - في كتابه - ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأ أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسن، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أحمد - زاد أبو الفضل و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنبأ أحمد بن عبدان، أنبأ محمّد بن سهل، أنبأ محمد بن إسماعيل (3) قال: شدّاد القارئ إن أبا الدرداء، سمع منه يحيى بن حمزة، منقطع.4.

ص: 427


1- يريد: شداد بن عبيد اللّه، و قد سقط اسم شداد من السند كما ترى، و انظر الحاشية السابقة.
2- يعني: أحمد بن عمير بن جوصا.
3- التاريخ الكبير 227/4.

كتب إليّ أبو جعفر الهمذاني (1)،أنبأ أبو بكر الصّفار، أنبأ أبو بكر الأصبهاني، أنبأ أبو [أحمد] (2) الحافظ ، قال: أبو محمّد: شدّاد بن الأحنف الضرير الدمشقي، سمع أبا سلاّم الأسود ممطور الحبشي الباهلي، روى عنه أبو سفيان محمّد بن عيسى بن القاسم بن سميع القرشي، و أبو محمّد سويد بن عبد العزيز السّلمي.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الصّوفي، أنبأ أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأ أبو الميمون بن راشد، ثنا أبو زرعة (3)،حدّثني هشام، ثنا الهيثم بن عمران قال: و سمعت إسماعيل بن عبيد اللّه، و سمع شدّاد القارئ يحدّث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأسمعه كلاما شديدا.

أخبرنا أبو الحسين علي بن المسلّم الفقيه و علي بن زيد السلميان قالا: أنبأ أبو الفتح نضر بن إبراهيم الزاهد - زاد الفقيه و أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرزاق الكلاعي قالا:- أنبأ أبو الحسن بن عوف، أنبأ أبو علي بن منير، أنبأ أبو بكر بن خريم (4)،نا هشام بن عمّار، نا الهيثم بن عمران قال: سمعت إسماعيل بن عبيد اللّه، و سمع شدّاد بن عبيد اللّه الخولاني و كان رأس الحلقة التي في المسجد قال شدّاد: بلغنا أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«ما أنا و أمة سوداء سفعاء الخدين (5) عملت بطاعة اللّه إلاّ سواء» فقال إسماعيل: كذبت لم يجعل اللّه تبارك و تعالى لنبيّه (6) عدلا من أمّته (7)[4983].

2712 - شدّاد بن عمر

ممن ظهر مع يزيد بن الوليد ليلة غلب على دمشق و حكى عنه.

2713 - شدّاد بن الفضل

ممن ولي قتل الوليد بن يزيد بن عبد الملك، له ذكر.

ص: 428


1- بالأصل: بالدال المهملة خطأ، و الصواب الهمذاني بالذال المعجمة و قد مضى التعريف به.
2- زيادة منا لازمة للإيضاح، قياسا إلى سند مماثل.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 546/1.
4- بالأصل: حريم، و الصواب خريم بالخاء المعجمة و بضمها و فتح الراء ترجمته في سير الأعلام 428/14.
5- السفعة: نوع من السواد ليس بالكثير، و قيل هو سواد مع لون آخر.
6- مهملة بدون نقط بالأصل، و الصواب عن المختصر.
7- بالأصل: أمنه، و الصواب عن المختصر 282/10.

2714 - شدّاد بن قيس

كان كاتبا لمعاوية بن أبي سفيان، له ذكر.

أنبأنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه الحسين بن ظفر بن الحسين بن يزداد، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيوري، أنبأ أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم الشيرازي، أنبأ أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمّة الخلاّل، أنبأ محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة (1)،حدثني جدي، نا أحمد بن شبّويه المروزي، أخبرني أبو صالح - يعني سليمان بن صالح، حدّثني أبو عبد الرحمن معاوية، عن أبي بكر الهذلي:

أن عليا لما استخلف عبد اللّه بن عباس على البصرة، سار إلى الكوفة فتهيأ منها إلى صفين، فاستشار الناس في ذلك فأشار عليه قوم أن يبعث الجنود و يقيم (2) و أشار آخرون بالمسير، فأبى إلاّ المباشرة، فجهز ذلك، فبلغ معاوية ذلك فدعا ابن العاص (3)فاستشاره فقال: أما إذا بلغك أنه يسير فسر و لا تغب عنه برأيك و مكيدتك قال: أما إذا يا أبا عبد اللّه. فجهّز الناس، فجاء عمرو فحضض الناس، و دعا عليا و ضعّف و أصحابه و قال: إن أهل العراق قد فرقوا جمعهم و أوهنوا شوكتهم و قطعوا حدهم، ثم إن أهل البصرة مخالفون لعلي، قد قتلهم و وترهم، و قد تفاتر (4) صناديدهم و صناديد أهل الكوفة يوم الجمل، و إنما سار عليّ [في] شرذمة قليلة منهم من قد قتل خليفتكم، فاللّه اللّه في حقكم أن تضيّعوه، و في دمكم أن تبطلوه، و كتب في أجناد الشام، و عقد لواءه، فعقد لوردان غلامه فيمن عقد و ابنيه: عبد اللّه و محمّد (5)،و عقد علي لغلامه قنبر ثم قال عمرو:

هل يعين وردان عني قنبرا *** و يغني السّكون عني حميرا

إذا الكماة لبسوا السنورا

ص: 429


1- بالأصل: شبه خطأ، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 312/15.
2- بالأصل: تقرأ: و تفتم، كذا، و لعل الصواب ما ارتأيناه.
3- بالأصل: العلاص، خطأ، و الصواب ما أثبت، و هو عمرو بن العاص.
4- كذا بالأصل، و في المختصر 282/10 تفانت.
5- بالأصل: عبد اللّه بن محمّد، خطأ و الصواب ما أثبت: و محمّد.

فبلغ ذلك عليا فقال (1):

لأصبحن العاصي بن العاصي *** سبعين ألفا عاقدي النواصي

محبسين الخيل بالقلاصي (2) *** مستحقين حلق الدّلاصي

فلما سمع ذلك معاوية قال: ما أرى ابن أبي طالب إلاّ و قد و فى لك، فجاء معاوية يتأنى (3) في مسيره، و كتب إلى من كان يرى أنه يخاف عليا، أو طعن عليه، و من أعظم دم عثمان فاستغواهم عليه (4)،فلما رأى ذاك الوليد بعث إليه (5):

ألا بلّغ معاوية بن حرب *** فإنك من أخ ثقة مليم

و إنّك و الكتاب إلى عليّ *** كدابقة و قد حلم الأديم

يمنّيك (6) الإمارة كل كرب *** لانقاض (7) العراق بها رسيم

و ليس أخو التّرات من توانا *** و لكن طالب الترة الغشوم (8)

و لو كنت القتيل و كان حيا *** لجرحلا ألف و لا سووم (9)

و لا نكل عن الأوثان (10) حتى *** يسيرها و لا برم جثوم

و قومك بالمدينة قد أبيروا *** فهم صرعى كأنهم الهشيم

قال غير أبي بكر الهذلي: فدعا معاوية شدّاد بن قيس كاتبه فقال: ابتغى طومارا، فأتاه شدّاد بطومار فأخذ القلم يكتب فقال: لا تعجل، اكتب:

و مستعجب ما يرى في آبائنا *** و لو زيّنته الحرب لم يترمرم (11)

و قال: اطو الطومار، فأرسل به إلى الوليد، فلما فتحه لم يجد فيه غير هذا البيت.رم

ص: 430


1- الرجز في تاريخ الطبري (بولاق)236/5 و وقعة صفين ص 136 و فتوح ابن الأعثم بتحقيقنا 375/2.
2- في المصادر: قد جنبوا الخيل مع القلاص.
3- غير واضحة بالأصل و رسمها:«ثباتا» و لعل الصواب ما أثبت.
4- كذا بالأصل.
5- بعض الأبيات في نسب قريش ص 140 منسوبة للوليد بن عقبة بن أبي معيط .
6- في نسب قريش: يمنيك الخلافة، و بالأصل: تمنيك.
7- في نسب قريش:«لأنضاء» و في مختصر ابن منظور 283/10: لا يفاض.
8- بالأصل: العسوم، و تمام رواية البيت في نسب قريش: لك الخيرات، فاحملنا عليهم فإن الطالب الترة الغشوم
9- كذا عجزه بالأصل، و سقط من نسب قريش، و روايته في المختصر: لجرّد لا أليف و لا سئوم
10- في المختصر: الأوتار.
11- كذا روايته بالأصل، و البيت لأوس بن حجر، ديوانه ط بيروت ص 121 و نسب قريش ص 140: و مستعجب مما يرى من أناتنا و لو زبنته الحرب لم يترمرم

2715 - شدّاد بن محمد

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو بكر بن شدّاد الأشناني، قال:

سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: فيحيى بن حمزة عن شدّاد بن محمد بن شدّاد؟ فقال: شيخ لهم ثقة.

2716 - شدّاد بن ممطور

أبي سلاّم الأكون (1) الحبشي

حدّث عن أبي إدريس الخولاني.

روى عنه أبو رجاء محرز (2) الجزري.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنا أبو القاسم بن منده، أنبأ أبو علي - إجازة - أنبأ أبو محمد بن أبي (3) حاتم قال: شدّاد بن أبي سلاّم الأسود، روى عن أبي إدريس الخولاني، روى عنه أبو رجاء محرز (4) الجزري.

2717 - شدّاد

جد شدّاد بن عبيد اللّه الذي تقدم ذكره.

روى عن أبي هريرة. روى عنه ابنه عبيد اللّه بن شدّاد قوله.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأ أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنبأ أبو بكر الشيرازي، أنبأ أبو الحسن المقرئ، ثنا محمد بن إسماعيل قال: شدّاد قوله. روى عنه ابنه عبيد اللّه، يعد في الشاميين (5).

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنبأ أبو القاسم، أنبأ أبو علي - إجازة-.

ص: 431


1- كذا، و انظر ترجمة ممطور أبي سلام في سير الأعلام 355/4 و الحبشي هذه النسبة إلى حي من حمير، قاله الذهبي.
2- عن الجرح و التعديل 331/4 و بالأصل «محرر».
3- ترجمته في الجرح و التعديل 331/4.
4- عن الجرح و التعديل 331/4 و بالأصل «محرر».
5- لم أعثر له على ترجمة في التاريخ الكبير.

ح قال: و أنبأ أبو طاهر، أنبأ أبو الحسن قالا: أنبأ أبو محمد بن أبي حاتم (1)، قال: شدّاد شامي، روى عن أبي هريرة، روى عنه ابنه عبيد اللّه بن شدّاد، سمعت أبي يقول ذلك.

2718 - شدّاد أبو خالد البصري

من أفاضل أهل العراق، قدم دمشق.

أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم، أنبأ سهل بن بشر، أنبأ أبو بكر الخليل بن هبة اللّه بن الخليل، أنبأ عبد الوهاب الكلابي، ثنا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاّب المشغرائي (2)،ثنا العباس بن الوليد بن صبح، ثنا أبو مسهر (3) قال: قدم الشام من أهل العراق ثلاثة لم يقدمها في زمانهم أفضل منهم: شدّاد أبو خالد، و مسلم بن يسار (4)،و القاسم بن مخيمرة (5)،و القاسم كوفي و الآخران بصريان.

ص: 432


1- الجرح و التعديل 330/4.
2- بالأصل: المشعواني، خطأ و الصواب ما أثبت، و هذه النسبة إلى مشغرى (انظر الأنساب و معجم البلدان).
3- بالأصل: أبو مهر.
4- ترجمته في سير الأعلام 510/4.
5- بالأصل: مخمرة خطأ و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 201/5.

ذكر من اسمه شذقم

2719 - شذقم الكلبي

شاعر، قال يحرض قومه على حرب أبي الهيذام (1) و المضرية - فيما قرأته بخط أبي الحسين الرازي - و ذكر أنه أفاده إياه بعض أهل دمشق عن أبيه، عن جده، و عن أهل بيته من المدنيين:

ليت لي قيسا بكلب *** إن كلبا أهل حب

تانفا لذلة قيس *** إذ دنت أنفس كلب

لا ينامون عن الوتر *** و لا عن أهل ذنب

خلقت قيس حديدا *** و خلقنا طين ترب

قتلونا ككلاب *** قتلت في جوف درب

إن رضيتم قوم هكذا *** فاسمعوا أقبح سب

ص: 433


1- بالأصل: الهندام، خطأ و الصواب ما أثبت.

ذكر من اسمه شديد

2720 - شديد بن شدّاد بن عامر بن لقيط بن جابر

ابن وهب (1) بن ضباب (2) بن حجير بن عبد (3) بن معيص

ابن عامر بن لؤي

و قال أبو عبيد اللّه محمد بن عمران بن موسى: شديد بالتخفيف.

أخبرنا أبو غالب أحمد، نا أبو عبد اللّه يحيى، ابنا الحسن قالا: أنبأ أبو جعفر بن المسلمة، أنبأ أبو طاهر المخلّص، أنبأ أحمد بن سليمان الطوسي، ثنا الزبير بن بكار قال: و من ولد لقيط بن جابر بن وهب بن ضباب شديد بن شدّاد بن عامر لقيط بن جابر، كان شاعرا، هو الذي يقول في تزوج خالد بن يزيد بن معاوية رملة بنت الزبير بن العوام، و ابنة عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب (4):

لا يستوي الحبلان حبل تلبّست *** قواه و حبل قد أمرّ شديد

عليك أمير المؤمنين بخالد *** ففي خالد عما تريد صدود

إذا ما نظرنا في مناكح خالد *** عرفنا الذي يهوى و حيث يريد (5)

قال الزبير: أنشدنيها عمي مصعب بالتشديد و غيره هكذا كان مقيدا بالتشديد.

ص: 434


1- في جمهرة ابن حزم ص 172 «فولد ضباب: وهبان و وهيب» و المثبت يوافق عبارة نسب قريش للمصعب ص 435.
2- ضباب كسحاب كما في المشتبه.
3- عنم ابن حزم و نسب قريش و بالأصل: عيد.
4- الأبيات في الأغاني 347/17 و نسب قريش للمصعب ص 435 (الأول و الثالث).
5- عن المصدرين و بالأصل: يزيد.

و قال الزبير في ما أخبرنا أبو الحسين الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه قالوا: أنبأ أبو جعفر، أنبأ أبو طاهر، أنبأ أحمد، نا الزبير قال: إن شديد بن شدّاد بن عامر بن لقيط بن جابر بن وهب بن ضباب بن حجير بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي قال في تزويج خالد، فذكره بالتخفيف، و أورد له هذا الشعر بعينه.

ص: 435

ذكر من اسمه شراحيل

2721 - شراحيل بن آدة، و يقال شراحيل بن شراحيل،

و يقال: شراحيل بن شراحيل بن كليب بن آدة، و يقال: شرحبيل

أبو الأشعث الصّنعانى - صنعاء الشام (1)

روى عن عبادة بن الصّامت، و أبي هريرة، و أوس بن أوس الثقفي، و شدّاد بن أوس، و عبد اللّه بن عمرو، و أبي ثعلبة الخشني (2)،و أبي جندلة بن سهيل، و ثوبان مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و أبي عثمان شراحيل بن مرثد الصنعاني.

روى عنه: أبو قلابة عبد اللّه بن زيد الجرمي (3) و يحيى بن الحارث الذّماري، و راشد (4) بن داود الصنعاني، و يزيد بن عبيد، و أبو كامل يزيد بن ربيعة الصّنعاني، و حسان بن عطية، محمد بن يزيد الرحبي، و العلاء بن الحارث، و عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، و الوليد بن سلمان بن السائب، و صالح بن حبلة (5).... (6)

و الوضين بن عطاء، و عبد القدوس بن حبيب.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر، و أبو الحسن علي بن هبة اللّه بن

ص: 436


1- ترجمته في تهذيب التهذيب 486/2 طبقات ابن سعد 536/5 الوافي بالوفيات 126/16 سير الأعلام 357/4 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
2- بالأصل: الحسنى، و الصواب ما أثبت، صحابي مات سنة 75، و الخشني نسبة إلى خشين قبيلة من قضاعة.
3- بالأصل: الحرمي، خطأ و الصواب ما أثبت عن تهذيب التهذيب و سير الأعلام.
4- بالأصل: و أرشد، و الصواب عن تهذيب التهذيب.
5- كذا رسمها بالأصل.
6- كذا بياض بالأصل.

عبد السّلام، قالا: أنبأ أبو الحسين الصّريفيني، أنبأ أبو القاسم بن حبابة.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنبأ سعيد بن أحمد بن محمّد، أنبأ أبو محمّد بن أبي شريح، قالا: نا أبو القاسم البغوي، ثنا علي بن الجعد، أنبأ شعبة، عن خالد الحذّاء، عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن شدّاد بن أوس، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«إن اللّه عز و جل كتب الإحسان على كل شيء، فإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، و إذا قتلتم فأحسنوا القتل، و ليحدّ أحدكم شفرته، و ليرح ذبيحته»[4984].

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنبأ أبو الفضل الرازي، أنبأ جعفر بن عبد اللّه، ثنا محمّد بن هارون، ثنا محمّد بن يسار، و عمرو بن علي قالا: أنبأ عبد الوهاب، حدّثنا أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث، عن عبادة قال: أخذ علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كما أخذ على النساء أن لا تشركوا (1) باللّه شيئا، و لا تسرفوا و لا تزنوا، و لا تقتلوا أولادكم، و لا يعضه (2) بعضكم بعضا، و لا تعصوني في معروف آمركم به، فحين أصاب منكم حدا فعجلت له العقوبة فهو كفارة له، و من أخّرت عقوبته فأمره إلى اللّه إن شاء عذّبه و إن شاء غفر له»[4985].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، ثنا عبد العزيز بن أحمد، ثنا تمام بن محمّد، أخبرني أبو زرعة، و أبو بكر محمّد و أحمد، ابنا عبد اللّه بن أبي دجانة، قالا: نا إبراهيم بن دحيم، ثنا هشام بن عمّار، ثنا ابن عياش، ثنا راشد بن داود الصنعاني، عن أبي الأشعث الصّنعاني أنه راح إلى مسجد دمشق و هجّر فلقي شدّاد بن أوس و الصنابحي (3) فقال: أين تريدان ؟ فقالا: نريد أخا لنا نعوده، فانطلقت معهما، فقالا له:

كيف أصبحت ؟ قال: أصبحت بنعمة اللّه و فضل، فقال له شدّاد بن أوس: أبشر بكفّارات السيئات و حط الخطايا، فإني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«[قال اللّه عزّ و جلّ :] (4) إذات.

ص: 437


1- بالأصل: يشركوا.
2- عن النهاية و بالأصل:«يعصه». أي لا يرميه بالعضيهة، و هي البهتان و الكذب، و قد عضهه يعضهه عضها (النهاية: عضه).
3- و اسمه عبد الرحمن بن عسيلة المرادي ثم الصنابحي، نزيل دمشق ترجمته في الإصابة 97/3 و سير الأعلام 505/3.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل، فاختل المعنى و اضطربت العبارة و استدراكه ضروري عن مختصر ابن منظور 277/10 في ترجمة شداد بن أوس بن ثابت.

ابتليت عبدا من عبادي مؤمنا فحمدني و صبر على ما ابتليته به فإنه يقوم من مضجعه ذلك كيوم ولدته أمه». قال: و يقول الرب للحفظة: إني أنا قيدت عبدي هذا و ابتليته، فأخّروا (1) له ما كنتم تجرون له قبل ذلك من الأجر، و هو صحيح[4986].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ ثابت بن بندار، أنبأ محمّد بن علي الواسطي، أنبأ محمّد بن أحمد البابسيري، أنبأ الأحوص بن المفضّل بن غسان، ثنا أبي، ثنا يحيى بن معين قال: أبو الأشعث الصنعاني: شراحيل بن آدة.

و قال في موضع آخر: و أبو الأشعث الصّنعاني من الأبناء (2)،و نزل دمشق، و اسمه شراحيل.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأ أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السقا، ثنا أبو العباس المعقلي، ثنا عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى يقول: أبو الأشعث الصنعاني و اسمه شراحيل. و قال في موضع آخر: سمعت يحيى يقول: اسم أبي الأشعث الصنعاني اسمه (3) شراحيل بن شرحبيل.

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي - في كتابه - ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنبأ أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنبأ أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنبأ أبو بكر أحمد بن عبدان، أنا أبو الحسن محمّد بن سهل، ثنا محمّد بن إسماعيل (4) قال: شراحيل بن آدة أبو الأشعث الصنعاني الشامي، سمع عبادة، و ثوبان، سمع منه أبو قلابة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد، أنبأ محمّد بن الحسن بن محمّد بن يونس، ثنا أحمد بن الحسين النهاوندي، أنبأ عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن، ثنا محمّد بن إسماعيل البخاري قال: اسم أبي الأشعث الصّنعاني: شراحيل بن آدة الشامي.4.

ص: 438


1- كذا بالأصل، و في المختصر:«فأجروا» و لعله أظهر.
2- انظر تهذيب التهذيب 486/2.
3- كذا بالأصل.
4- التاريخ الكبير 255/4.

-في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأ أبو القاسم بن منده، أنبأ أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأ علي بن محمّد، قالا: أنبأ أبو محمّد بن أبي حاتم (1) قال: شراحيل بن آدة و يقال: شراحيل بن شراحيل، و هو أبو الأشعث الصنعاني من صنعاء دمشق، روى عن أوس بن أوس، و أبي هريرة، و عبد اللّه بن عمر (2)،و ثوبان، و شدّاد بن أوس. روى عنه حسان بن عطية، و يحيى بن الحارث، و أبو قلابة، و عبد اللّه (3) بن يزيد بن جابر، و الوليد بن سليمان بن أبي السّائب، و صالح بن جبلة (4)،سمعت أبي يقول ذلك، و سمعت أبا زرعة يقول: اسم أبي الأشعث: شراحيل بن آدة.

أخبرنا أبو نصر محمّد بن العباس، أنبأ أبو بكر أحمد بن منصور، أنبأ أبو سعيد بن حمدون، أنبأ مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو الأشعث شراحيل بن آدة الصنعاني الشامي، عن عبادة بن الصّامت. روى عنه مسلم بن يسار (5)،و أبو قلابة.

أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد اللّه الكروخي (6)،أنبأ أبو عامر محمود بن القاسم بن محمّد، و أبو نصر عبد العزيز بن محمّد الترياقي، و أبو بكر أحمد بن عبد الصّمد قالوا: أنبأ عبد الجبار بن محمّد بن أحمد بن محبوب، أنبأ محمّد بن عيسى الرمدي (7)،قال: و أبو الأشعث الصّنعاني شراحيل بن آدة، و قال في موضع آخر: أبو الأشعث اسمه شرحبيل بن آدة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأ أبو نصر الوائلي، أنبأب.

ص: 439


1- الجرح و التعديل 373/4.
2- في الجرح و التعديل:«عمرو» و مثله في تهذيب التهذيب و زيد فيه: بن العاص.
3- كذا و في الجرح و التعديل «عبد الرحمن» و مثله في ترجمته في سير الأعلام و تهذيب التهذيب.
4- عن الجرح و بالأصل: حبلة.
5- بالأصل: بشار، و المثبت عن تهذيب التهذيب.
6- ترجمته في سير الأعلام 373/20.
7- كذا رسمها بالأصل، و لعل الصواب: الترمذي، انظر ترجمته في سير الأعلام 270/13 و فيها يحدث عنه أبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب.

الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي (1) عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:

أبو الأشعث شراحيل بن آدة شامي، صنعاني، صنعاء دمشق، أنبأ عبد اللّه بن أحمد، عن محمّد بن إسماعيل، قال: اسم أبي الأشعث شراحيل بن آدة، و قيل: شرحبيل بن شرحبيل.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو طاهر محمّد بن أحمد بن أبي الصقر، أنبأ هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، ثنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسماعيل، ثنا محمّد بن أحمد بن حماد (2)،قال: أبو الأشعث شراحيل بن آدة.

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي في كتابه، أنبأ أبو بكر الصفّار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأ أبو أحمد الحاكم، قال: أبو الأشعث شراحيل بن آدة، و يقال:

شرحبيل بن شرحبيل الصنعاني الشامي.

سمع أبا الوليد عبادة بن الصّامت الأنصاري، و أوس بن أوس الثقفي، روى عنه أبو قلابة عبد اللّه بن زيد الجرمي (3)،و أبو عبد اللّه مسلم بن بشار (4) القرشي، سمعت علي بن محمّد بن سختويه، يقول: ثنا محمّد - يعني بن عبد اللّه بن عمير - قال: أبو الأشعث الصنعاني شرحبيل بن آدة.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قالا: أنبأ أحمد بن علي بن خلف، أنبأ أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: و من أهل اليمن أبو الأشعث شراحيل بن كليب بن آدة الصّنعاني.

أنبأنا أبو القاسم الأصبهاني، و أبو الفضل البغدادي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيوري، أنبأ أبو إسحاق البرمكي، أنبأ أبو بكر الدقاق، أنا أبو حفص الجوهري، ثنا أحمد بن محمّد بن هاني، قال: قلت لأبي عبد اللّه أحمد بن حنبل: أبو الأشعث، و أبو أسماء سماهما أحد؟ قال: أما سماهما أحد فلا أدري، و أما أنا فما سمعت.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بنم.

ص: 440


1- كتبت فوق الكلام بالأصل.
2- الكنى و الأسماء للدولابي 109/1.
3- بالأصل: الحرمي و الصواب ما أثبت بالجيم، و قد تقدم.
4- كذا هنا،«بشار»، و صوابه:«يسار»، و قد تقدم.

الفضل، أنبأ عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب بن سفيان (1)،حدّثني محمّد بن عبد الرّحمن قال: قال علي: أعياني أن أجد (2) من يسمّي أبا الأشعث، و أبا أسماء الرحبي.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنبأ أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنبأ يوسف بن رباح بن علي، أنبأ أحمد بن محمّد بن إسماعيل، ثنا محمّد بن أحمد بن حماد بن علي، ثنا معاوية بن صالح، قال في تسمية أهل اليمن: أبو الأشعث الصنعاني، كذا قال.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنبأ أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد أبو البركات و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أبو الحسين الأصبهاني، أنبأ محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنبأ عمر بن أحمد بن إسحاق، ثنا خليفة (3)،قال في الطبقة الأولى من أهل الشامات: أبو الأشعث الصّنعاني.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأ أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأ عبد اللّه بن عتّاب، أنبأ أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنبأ عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأ أبو الحسن الربعي، أنبأ عبد الوهاب بن الحسن، أنبأ أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الأولى: أبو الأشعث الصّنعاني، قال عبد الرّحمن:

شهد أبو عثمان و أبو أسماء، و أبو الأشعث فتح دمشق.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد، عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنبأ أبو الطيب الكوكبي، نا إبراهيم بن الجنيد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو الأشعث الصنعاني شامي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ أبو الحسين بن الطّيوري، أنبأ الحسن بن جعفر، و محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد العتيقي.3.

ص: 441


1- الخبر في المعرفة و التاريخ 143/2.
2- الأصل: أحد، و المثبت عن المعرفة و التاريخ.
3- طبقات خليفة ص 564 رقم 2913.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأ ثابت بن بندار، أنبأ الحسين بن جعفر، قالوا: أنبأ الوليد بن بكر، أنبأ أبو الحسن علي بن أحمد بن زكريا، أنبأ صالح بن أحمد بن صالح، حدّثني أبي (1)،قال: أبو الأشعث الصنعاني - صنعاء دمشق - شامي، تابعي ثقة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأ أبو عمر بن حيّوية، أنبأ أحمد بن معروف، ثنا الحسين بن الفهم، ثنا محمّد بن سعد، قال في الطبقة الثانية (2) من أهل اليمن: أبو الأشعث، و اسمه شراحيل بن شرحبيل بن كليب بن آدة، من الأبناء، توفي زمن معاوية بن أبي سفيان، و كان ينزل (3) دمشق، روى عنه الشاميون.

لعله (4) جاء من صنعاء اليمن فسكن صنعاء الشام.

2722 - شراحيل بن عبيدة بن قيس العقيلي

فارس شهد غزو القسطنطينية مع مسلمة (5) بن عبد الملك، و قيل: أمدّ (6) به سليمان بن عبد الملك مسلمة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - بقراءتي عليه - ثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأ أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأ أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم القرشي، ثنا محمّد بن عائذ (7)،عن الوليد قال: فحدّثني أبو سعيد المعيطي، و الليث - يعني ابن تميم الفارسي - أن أليون لما رأى ما قد لزمه من حصارنا و أشفق منا الغلبة كتب إلى صاحب برجان (8):أمّا بعد، فقد بلغك نزول العرب بنا و حصارهم إيانا، و ليسوا يريدوننا خاصة دون غيرنا من جماعة من تحالف دينهم، و إنما يقاتلون الأقرب فالأقرب، و الأدنى فالأدنى، فما كنت صانعا يوم تأتيهم الجزية أو تدخلوا علينا عنوة ثم يفضون إليك و إلى

ص: 442


1- تاريخ الثقات للعجلي ص 489.
2- كذا، و قد ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى بعد أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم 536/5.
3- في ابن سعد: و كان قد نزل بآخرة دمشق.
4- من هنا إلى آخر العبارة ليس من كلام ابن سعد، بل تعقيب للمصنف.
5- بالأصل: سلمة، خطأ، و الصواب ما أثبت. ترجمته في سير الأعلام 241/5.
6- بالأصل:«أمر» و لعل الصواب ما ارتأيناه.
7- بالأصل: عابد، خطأ، و الصواب ما أثبت عائذ، و قد تقدم.
8- برجان بالجيم، بلد من نواحي الخزر (ياقوت).

غيرك فاصنعه يوم يأتيك كتابي هذا.

فكتب صاحب برجان إلى مسلمة: أما بعد فقد بلغنا نزولك بمدينة الروم و بيننا و بينهم من العداوة ما قد علمتم، و كلما وصل إليهم فهو لنا سار، فمهما احتجت إليه من مدد أو عدة أو مرفق (1) فأعلمناه يأتيك منك (2) ما أحببت.

فكتب إليه مسلمة: أنه لا حاجة لنا بمدد و لا عدة، و لكنا نحتاج إلى الميرة و السوق (3) فابعث إلينا ما استطعت.

فكتب إليه صاحب برجان: إني قد توجهت (4) إليك سوقا عظيما فيه من كل ما أحببت من باعة يضعفون عن النفوذ إليكم به ممن يمرون به من حصون الروم، فابعث من يجوزه (5) إليك، قال: فوجه إليهم خيلا عظيمة، و ولّى عليهم رجلا، و نادى في العسكر: ألا من أراد البيع و الشري فليخرج مع فلان حتى يلقوا هذا السوق، قال:

فخرجنا بشرا عظيمة يتبع بعضنا بعضا على غير حذر، و لا خوف من عدو حتى أفضوا إلى عسكر السوق في مرج واسع حتى أضاقت (6) به الجبال و كتائب برجان في شعاب تلك الجبال و غياضه، فلما أنزل والي الجيش بعسكره و انتشر الناس في السوق، و شغلهم البيع و الشراء، شدت عليهم كتائب فقتلوا ما شاءوا و أسروا ما شاءوا إلاّ من أعجزهم ثم وألت (7) برجان إلى بلادهم و بلغ مسلمة و من معه فأعظمهم ذلك، و كتب به مسلمة إلى سليمان بن عبد الملك يخبره بما كان، فقطع بعثا على أهل الشام إلى برجان كثيفا، و ولّى عليهم شراحيل بن عبيدة، فسار بهم حتى أجاز الخليج ثم مضى إلى بلاد برجان فساح في بلادها و وا؟؟؟ ى (8) و لقوه فقاتلوه فهزمهم اللّه، ثم قفل إلى مسلمة و كان عنده.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - شفاها - ثنا عبد العزيز، أنبأ أبو محمّد، أنبأ أبو القاسم، ثنا أحمد، ثنا ابن عائذ قال: قال الوليد بن مسلم: فذاكرت الحديث بعضا.

ص: 443


1- رسمها غير مقروء و المثبت عن مختصر ابن منظور 284/10.
2- كذا.
3- كذا، و في المختصر: و التسوق.
4- كذا بالأصل.
5- كذا.
6- كذا بالأصل.
7- أي لجئوا.
8- كذا رسمها.

مشيختنا، فأنكر أن يكون سليمان قطع بعثا سوى البعث الأول، و لا وجّه من عنده أحدا، و لكن مسلمة لما جاءه كتاب صاحب برجان يعلمه ما بعث إليه من السّوق فبعث بعثا و ولّى عليهم عبيدة بن قيس و ابنه شراحيل بن عبيدة فولي عند ذلك عبيدة بن قيس على أهل دمشق، و ولي شراحيل بن عبيدة على أهل الجزيرة، و ذكر الخبر، و فيه أن شراحيل بن عبيدة قتل في هذه الوقعة.

2723 - شراحيل بن عمرو

أبو عمرو العبسي (1)

من أهل دمشق، حدث عن عمرو بن الأسود، و عبادة بن نسيّ ، و أبي مريم السّكوني، و سليمان بن موسى، و بكر بن خنيس، و المهاجر بن غانم، و أيوب بن ميسرة بن حلبس.

روى عنه شرحبيل بن مسلم، و محمّد بن عبد اللّه بن نمران.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، ثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأ تمام بن محمّد، أنبأ أبو بكر يحيى بن عبد اللّه بن حرب بن الزجاج - قراءة عليه - نا أبو بكر محمّد بن هارون بن محمّد بن ركار بن بلال، ثنا أبو أيوب سليمان بن عبد الرّحمن، ثنا محمّد بن عبد اللّه بن نمران، ثنا أبو عمرو العبسي، عن عباد بن نسيّ ، عن عبد الرّحمن بن تميم، عن معاذ بن جبل، قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من حافظ على سبع تسبيحات في كل ركعة و سجدة من الصّلاة المكتوبة أدخله اللّه الجنة»[4987].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأ إسماعيل بن مسعدة، أنبأ حمزة بن يوسف، أنبأ أبو أحمد بن عدي، نا أبو قصي إسماعيل بن محمّد بن إسحاق العذري - بدمشق - ثنا سليمان بن عبد الرّحمن، ثنا محمّد بن عبد اللّه بن نمران، ثنا أبو عمرو العبسي شراحيل بن عمرو، عن أيوب بن ميسرة بن حلبس، عن عبد الملك بن مروان، عن أبي هريرة، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«قيام ساعة في الصّف للقتال في سبيل اللّه خير من قيام ستين سنة»[4988].

ص: 444


1- ترجمته في ميزان الاعتدال 266/2 و فيه العنسي بدل العبسي. و فرّق الذهبي بين من يحدّث عن عمرو بن الأسود، و الذي يروي عن بكر بن خنيس، جعلهما اثنين.

أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين (1) بن عبدان، أنبأ أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد، أنبأ أبو الحسن بن السّمسار، أنبأ أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن مروان، ثنا الحسن بن علي بن خلف، ثنا سليمان بن عبد الرّحمن، ثنا محمّد بن عبد اللّه بن نمران، ثنا أبو عمرو العا؟؟؟ (2)،عن أيوب بن ميسرة بن حلبس، عن عبد الملك بن مروان، عن أبي هريرة، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن رجلا سأله عقالا من المغنم فأعرض عنه، ثم عاد فأعرض عنه، فلما أكثر عليه قال:«من لك بعقال من نار»[4989].

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأ أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنبأ أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنبأ أحمد بن عبدان، أنبأ محمّد بن سهل، أنبأ محمّد بن إسماعيل البخاري (3) قال: شراحيل بن عمرو أبو عمرو العبسي (4)،عن عمرو بن الأسود، و عبادة بن نسيّ ، و سليمان بن موسى. روى عنه شرحبيل بن موسى، و محمّد بن عبد اللّه بن نمران الشامي.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلال - أنبأ أبو القاسم بن منده، أنبأ أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأ علي بن محمّد، قالا: أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم (5)،قال: شراحيل بن عمرو أبو عمرو العنسي (6) شامي، روى عن عمرو بن الأسود، و عبادة بن نسيّ ، روى عنه شرحبيل بن مسلم، و محمّد بن عبد اللّه بن نمران (7)،سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني (8)،أنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبوة.

ص: 445


1- بالأصل «الحصين» و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 222/20.
2- كذا رسمها هنا بالأصل، و هو صاحب الترجمة.
3- التاريخ الكبير 256/4.
4- في البخاري: العنسي.
5- الجرح و التعديل 375/4.
6- وردت في أصل الجرح و التعديل:«القيسي» و صوبها محققه «العنسي».
7- «بن نمران» سقطت من الجرح و التعديل.
8- بالأصل: السقاني، بالسين المهملة خطأ و الصواب ما أثبت بالشين المعجمة.

سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال مسلم بن الحجاج: يقول أبو عمرو شراحيل بن عمرو العنسي (1)،عن عمرو بن الأسود، و عبادة بن نسيّ ، روى عنه شرحبيل بن مسلم، و محمّد بن عبد اللّه بن نمران.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عمرو شراحيل بن عمرو، عن عمرو بن الأسود، و عبادة بن نسيّ ، روى عنه شرحبيل بن مسلم.

أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأ أبو بكر الصّفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأ أبو أحمد الحاكم قال: أبو عمرو شرحبيل بن عمرو العنسي الشامي، عن أبي عبد الرّحمن عمرو بن الأسود، و عبادة بن نسيّ ، روى عنه شرحبيل بن مسلم، و محمّد بن عبد اللّه بن نمران كناه لنا محمّد، قال: ثنا محمّد.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي بكر، نا عبد الرحيم بن أحمد بن نصر.

و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنبأ أبو إسحاق إبراهيم بن يونس بن محمّد بن يونس، أنا أبو بكر، نا.

ح و أخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة بن يحيى، أنبأ أبو الفرج سهل بن بكر، أنبأ رشأ بن نظيف، قالا: حدّثنا عبد الغني بن سعيد، قال: و أما العنسي بعين و سين و نون فعدد كثير منهم: شراحيل بن عمرو أبو عمرو العنسي، عن عبادة بن نسيّ ، و عمرو بن الأسود، روى عنه شرحبيل بن مسلم و غيره.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (2)،قال: و أما العنسي بالنون فجماعة منهم: شراحيل بن عمرو أبو عمرو العنسي، عن عمرو بن الأسود، و عبادة بن نسيّ ، و سليمان بن موسى، روى عنه شرحبيل بن مسلم، و محمّد بن عبد اللّه بن نمران الشامي.4.

ص: 446


1- العبارة بالأصل:«أبو عمرو شراحيل بن مسلم و محمد بن عبد اللّه بن نمران بن عمرو العنسي» و المعنى مضطرب و مختل، صوبنا العبارة بما يوافق ما مرّ أثناء الترجمة.
2- الاكمال لابن ماكولا 353/6 و 354.

-في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلال - أنبأ عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق، أنبأ أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنبأ أبو طاهر بن سلمة، أنبأ علي بن محمّد، قالا: أنبأ أبو محمّد بن أبي حاتم (1)،قال: حدّثني أبي قال: سمعت دحيم يقول (2)[روى] (3) شراحيل بن عمرو تلك الأحاديث عن بكر بن خنيس، عن محمّد بن سعيد - يعني الشامي الذي صلب في الزندقة-.

قرأت بخط أبي القاسم عبد اللّه بن أحمد بن صابر قال: وجدت بخط أبي الحسين الرازي الحافظ ، أنبأ أبو عبد اللّه محمّد بن يوسف بن بشر الهروي، سمعت محمّد بن عوف الحمصي و سئل عن ابن نمران الرمازي (4)،و أبي عمرو العنسي فضعّفهما جدا، قلت: إنهما من أهل دمشق ؟ فقال: نعم.

2724 - شراحيل بن مرثد

أبو عثمان الصنعاني (5)

روى عن أبي الدرداء، و سلمان الفارسي، و شهد قتال خالد بن الوليد مسيلمة (6)، و شهد فتح دمشق.

روى عنه: راشد بن داود الصّنعاني (7).

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، أنبأ أبي أبو العباس الفقيه، أنبأ أبو محمّد بن أبي نصر.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، ثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأ أبو القاسم

ص: 447


1- الجرح و التعديل 375/4.
2- بالأصل «قول» و الصواب عن الجرح و التعديل.
3- الزيادة لازمة عن الجرح و التعديل.
4- كذا رسمها بالأصل.
5- ترجمته في تهذيب التهذيب 487/2 و فيه:«الصنعاني الشامي» إشارة إلى أنه من صنعاء الشام و ليس من صنعاء اليمن.
6- بالأصل: مسلمة، خطأ.
7- راجع تهذيب التهذيب، و قد ذكر أسماء أخرى حدثوا عنه.

تمام بن محمّد، و أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان، و أبو بكر القطان، و أبو نصر بن الجندي، و أبو القاسم عبد الرّحمن بن الحسين، قالوا: أنبأ أبو القاسم علي بن يعقوب، أنا أبو زرعة، ثنا أبو الجماهر، ثنا الهيثم بن حميد، أخبرني محمّد بن يزيد الرحبي قال:

سمعت أبا الأشعث الصنعاني يحدث عن أبي عثمان الصّنعاني قال:

لما فتح اللّه علينا دمشق خرجنا مع أبي الدرداء في مصلحة بردة (1) ثم تقدمنا مع أبي عبيدة بن الجراح، ففتح اللّه لنا حمص، ثم تقدمنا مع شرحبيل بن السمط فأوطأ اللّه بنا ما دون النهر - يعني الفرات - و حاصرنا عانات (2) و أصابنا عليه لأواء. و قدم علينا سلمان الخير في مدد لنا، فقال: أ لا أحدثكم بشيء سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عسى أن ييسر اللّه تعالى بعض ما أنتم فيه؛ سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«رباط يوم و ليلة خير من صيام شهر و قيامه صائما لا يفطر، و قائما لا يفتر، فإن مات مرابطا أجرى اللّه له صالح ما كان يعمل حتى يبعث، و وقي عذاب القبر»[4990].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنبأ أبو بكر الخطيب، أنبأ أبو الحسين بن الفضل، أنبأ عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب بن سفيان (3)،ثنا هشام بن عمّار، ثنا عبد الملك بن محمّد، ثنا راشد بن داود الصّنعاني، حدّثني أبو عثمان الصنعاني شراحيل بن مرثد قال: بعث أبو بكر الصّديق خالد بن الوليد إلى أهل اليمامة و بعث يزيد بن أبي سفيان إلى الشام، فكنت ممن سار مع خالد بن الوليد إلى أهل اليمامة، فلما قدمناها قاتلونا قتالا شديدا فظفرنا بهم، و هلك أبو بكر فاستخلف عمر بن الخطاب، فبعث أبا عبيدة بن الجراح إلى أهل الشام، فقدم دمشق فاستمد أبو عبيدة عمر بن الخطاب، فكتب عمر إلى خالد أن سر إلى أبي عبيدة بالشام (4).م.

ص: 448


1- كذا بالأصل:«مصلحة برده» و لا معنى لها و لعل الصواب ما ورد في تاريخ أبي زرعة 220/1 مسلحة ببرزة. و المسلحة: رجال مسلحون مرابطون قرب الحدود لحفظ الثغور و معرفة أخبار العدو (اللسان: سلح). و برزة: قرى من قرى غوطة دمشق (ياقوت).
2- بإهمال النون بالأصل، و الصواب ما أثبت عن ياقوت، و عانات بلد بين الرقة و هيت يعد في أعمال الجزيرة، مشرف على الفرات.
3- كتاب المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 292/3 و 297.
4- كذا بالأصل و المعرفة و التاريخ، و نقل الخبر ابن كثير في البداية و النهاية 28/7 بتحقيقنا و صدره بقوله: و من أعجب ما يذكر هاهنا (يعني في فتح دمشق) و ذكر الخبر ثم عقب عليه بقوله: و هذا غريب جدا فإن الذي لا يشك فيه أن الصديق هو الذي بعث أبا عبيدة و غيره من الأمراء إلى الشام، و هو الذي كتب إلى خالد بن الوليد أن يقدم من العراق إلى الشام ليكون مددا لمن به و أميرا عليهم، ففتح اللّه تعالى عليه و على يديه جميع الشام.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد المزكي، ثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأ تمام بن محمّد، أنبأ أبو عبد اللّه بن مروان، ثنا أحمد بن نصر بن شاكر، حدّثني إبراهيم بن هشام، ثنا سعيد بن عبد العزيز، ثنا الوليد بن سليمان، عن أبي عبيد اللّه مسلم بن مسلم، حدّثني أبو عثمان أنه سمع أبا الدرداء يقول: إذا ليعقبن المشائين إلى المساجد في الظلم نورا تاما يوم القيامة.

قال: و أنبأ أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأ أبو الميمون، ثنا أبو زرعة (1)،حدّثني مسلم (2) بن عائذ، عن الوليد بن مسلم، قال: اسم أبي عثمان الصنعاني - صاحب الفتوح - شراحيل بن (3) مرثد.

قال: و أنا تمام بن محمّد، ثنا أبو عبد اللّه البجلي، نا أبو زرعة قال في الطبقة التي تلي أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم هي العليا: أبو عبد اللّه الأشعري، و أبو عثمان الصنعاني، شيخين قديمين اسم أبي عثمان شراحيل بن مرثد، لم أجد أحدا أسمى أبا عبد اللّه، سمعته من ابن عائذ، عن الوليد بن مسلم.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأ أبو الحسين بن الآبنوسي (4)،أنبأ عبد اللّه بن عتّاب، أنبأ أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنبأ أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأ أبو الحسن الربعي، أنبأ عبد الوهاب بن الحسن، أنبأ أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: أبو عثمان الصنعاني شراحيل بن مرثد أدرك أبا بكر. قال عبد الرّحمن: شهد أبو عثمان و أبو أسماء، و أبو الأشعث فتح دمشق.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بنل.

ص: 449


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 390/1.
2- في أبي زرعة: محمد.
3- عن أبي زرعة، و بالأصل «أبو» خطأ.
4- بالأصل: الأسوسي، و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.

الفضل، أنبأ عبد اللّه بن جعفر، أنبأ يعقوب قال أبو عثمان: شراحيل بن مرثد.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلال - أنبأ عبد الرّحمن بن منده أنا أبو علي الأصبهاني - إجازة-.

ح قال: و أنبأ أبو طاهر بن سلمة، أنبأ علي بن محمّد قالا: أنبأ أبو محمّد بن أبي حاتم (1) قال: شراحيل بن مرثد كان فيمن شهد خالد بن الوليد حين قتل مسيلمة. روى عنه راشد بن داود، سمعت أبي يقول ذلك.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأ أبو نصر الوائلي، أنبأ الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عثمان شراحيل بن مرثد الصنعاني، أنبأ عبد العزيز بن مسيب، عن أبي زرعة قال: أبو عثمان الصنعاني شراحيل بن مرثد.

و قرأت على أبي الفضل أيضا، عن أبي طاهر محمّد بن أحمد بن أبي الصقر، أنبأ هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، ثنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، ثنا محمّد بن أحمد بن حمّاد (2) قال: أبو عثمان الصنعاني شراحيل بن مرثد.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأ أبو بكر الصّفّار، أنبأ أبو بكر أحمد بن علي، أنبأ أبو أحمد الحاكم قال: أبو عثمان شراحيل بن مرثد الصنعاني من (3) أهل الشام، سمع سلمان الفارسي، و معاوية بن أبي سفيان.

روى عنه أبو الأشعث الصّنعاني، و أبو المهلب راشد بن داود، سمعت علي بن محمّد يقول: سمعت محمّد بن أيوب يقول: أبو عثمان الصنعاني شراحيل بن مرثد، و قال البخاري في الكنى المجردة: أبو عثمان الصنعاني سمع سلمان الفارسي، روى عنه أبو الأشعث.

قرأت بخط أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (4) قال: أما مرثد راء و ثاء معجمة بثلث: شراحيل بن مرثد أبو عثمان الصّنعاني، سار مع خالد بن الوليد إلى8.

ص: 450


1- الجرح و التعديل 374/4.
2- الكنى و الأسماء للدولابي 27/2.
3- بالأصل:«إن».
4- الاكمال لابن ماكولا 177/7 و 178.

اليمامة زمن (1) أبي بكر الصّديق، قاله راشد بن داود الصّنعاني، و اللّه تعالى أعلم.

2725 - شراحيل بن مسلمة بن عبد الملك، و يقال: شراحيل بن معاوية

ابن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم

ابن أبي العاص الأموي

له ذكر.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأ عبد الوهاب الميداني، أنبأ سليمان بن يزيد، أنبأ عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنبأ محمّد بن جرير الطبري (2) قال: قال عمر (3)-يعني ابن شبّة-: حدّثني محمّد بن معروف بن سويد، حدّثني أبي، عن المهلهل بن صفوان قال عمر: ثم حدّثني الفضل (4) بن جعفر بن سليمان بعده، قال: حدّثني المهلهل بن صفوان قال:

كنت أخدم إبراهيم بن محمّد في الحبس، و كان معه في الحبس عبد اللّه بن عمر بن عبد العزيز، و شراحيل بن معاوية (5) بن هشام بن عبد الملك، و كانوا يتزاورون، و خص الذي بين إبراهيم و شراحيل، فأتاه رسوله يوما بلبن فقال: يقول لك أخوك: إني شربت من هذا اللبن فاستطبته، فأحببت أن تشرب منه، فتناوله فشرب فتوصّب (6) من ساعته و تكسر جسده، و كان يوما يأتي فيه شراحيل فأبطأ عليه، فأرسل إليه: جعلت فداك قد أبطأت في حبسك، فأرسل إليه: أني لما شربت من اللبن الذي أرسلت به إليّ أخلفني، فأتاه شراحيل مذعورا فقال: لا و اللّه الذي لا إله إلاّ هو ما شربت اليوم لبنا و لا أرسلت به إليك فإنا للّه و إنّا إليه راجعون، احتيل عليك و اللّه، فو اللّه ما بات إلاّ ليلته و أصبح من الغد ميتا.

هكذا قال، و ذكر أبو هاشم مخلد بن محمّد بن صالح أنه شراحيل بن مسلمة بن عبد الملك، و ذكر أنه هرب من سجن مروان فقتله أهل نجران، و قد تقدم ذلك في ترجمة سعيد بن هشام.

ص: 451


1- عن الاكمال و بالأصل: من.
2- الخبر في تاريخ الطبري 436/7-437 في حوادث سنة 132 ه .
3- في الطبري: عمرو.
4- في الطبري: المفضل.
5- في الطبري: شراحيل بن مسلمة بن عبد الملك.
6- أي مرض (القاموس).

ذكر من اسمه شراعة

2726 - شراعة بن الزّندبود الكوفي مولى بني أسد

وفد على الوليد بن يزيد بن عبد الملك، و كان شاعرا خليعا.

قرأت على أبي الفتوح أسامة بن محمّد بن زيد، عن محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمر، عن أبي عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى المرزباني (1) قال: شراعة بن الزّندبود الكوفي مولى بني أسد، شاعر ظريف ماجن متهم في دينه من طبقة مطيع بن أياس، و حمّاد عجرد، و يحيى بن زياد و نظرائهم من خلعاء الكوفة و حسابهم (2)،نادم الوليد بن يزيد بن عبد الملك، و بقي عنده و شراعة هو القائل:

ما لي من حاجة في النبيذ *** و لا أستطيع علاج اللبن

فمن للبواسير (3) بعد الطلا *** و من للكتاب و من للحين

و قد كان يشربه الصالحون *** زمانا فما بال هذا الزمن

أدين بدا لهم محدث *** و سنّة سوء كسر (4) السين

ثلثا سأشرب بعد الغداء *** و سبعا أسلّي بهنّ الحزن

و هو القائل في ابن رامين زاد غيره:

لو شئت أعطيته مالا على قدر *** يرضى به منك دون الريرب الغين

و كان ابن رامين هذا رجل من أهل الكوفة كان له جوار مغنيات.

ص: 452


1- بالأصل:«المهرساني» و الصواب ما أثبت، و هو صاحب معجم الشعراء، و ليس لشراعة ترجمة في المعجم المطبوع.
2- كذا رسمها بالأصل.
3- كذا.
4- كذا.

ذكر من اسمه شرحبيل

2727 - شرحبيل بن ذي الكلاع، و اسمه اسميفع

أبو زرعة الحميري الحمصي (1)

له ذكر في أهل حمص، قدم دمشق ممدا للضحاك بن قيس حين دعا إلى بيعة ابن الزبير من قبل النعمان بن بشير أمير حمص، و قتل شرحبيل مع عبيد اللّه بن زياد بأرض الجزيرة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنبأ أبو عمر بن حيّوية، أنبأ أحمد بن معروف، ثنا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمّد بن سعد، أنبأ علي بن محمّد، عن خالد بن يزيد بن بشر، عن أبيه، و عبد اللّه بن اد؟؟؟ (2) الطابحي من العيزار بن أنس الطابحي (3)،و مسلمة بن محارب، عن حرب بن خالد و غيرهم، قالوا:

و كتب الضحاك بن قيس إلى أمراء الأجناد، فقدم عليه زفر بن حرب الكلابي من قيس بن و أمدّه النعمان بن بشير الأنصاري شرحبيل بن ذي الكلاعي في أهل حمص، فتوافوا عند الضحاك بالمرج.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ أبو الفضل بن خيرون، أنبأ عبد الملك بن محمّد، أنبأ أبو علي بن الصّواف، ثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال: شرحبيل بن ذي الكلاع أبو زرعة.

ص: 453


1- ترجمته في الوافي بالوفيات 130/16 العبر 72/1 و شذرات الذهب 74/1 و انظر مروج الذهب، و تاريخ خليفة (الفهارس).
2- كذا رسمها بالأصل.
3- كذا بالأصل.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن منده، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنبأ عمي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:

شرحبيل بن أسميفع الكلاعي من سكان حمص، قدم مصر مع مروان بن الحكم، روى عنه حسان بن كريب الرعيني، قتل يوم الحازر (1).

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنبأ أحمد بن إسحاق، أنبأ أحمد بن عمران، ثنا ثنا موسى بن زكريا، ثنا خليفة بن خياط (2) قال: قال أبو اليقظان و غيره: وجه المختار إبراهيم بن الأشتر فلقي عبيد اللّه بن زياد يوم عاشوراء أول سنة ست و ستين بالخازر (3) من أرض الموصل، فقتل ابن زياد، و حصين بن نمير (4)[السكوني، و شرحبيل بن ذي الكلاع في ناس من أهل الشام، و قتل من أصحاب ابن الأشتر] (5) هبيرة بن يريم الذي يروي عنه أبو إسحاق الهمداني.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين، عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأ عبد الوهاب بن جعفر، أنبأ أبو سليمان بن زبر، أنبأ عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنبأ محمّد بن جرير الطبري (6) قال: قال هشام بن محمّد قال أبو مخنف حدّثني فضيل بن خديج قال: قتل شرحبيل بن ذي الكلاع فادعى قتله ثلاث (7) نفر: سفيان بن يزيد بن المغفل الأزدي، و ورقاء بن عازب الأسدي، و عبد اللّه (8) بن زهير السلمي، و ذكر الطبري أن ذلك كان سنة سبع و ستين.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنبأ محمّد بن الحسين، أنبأ عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب قال: و قتل شرحبيل بن ذي الكلاع - يعني سنة سبع و ستين-.ه.

ص: 454


1- بالأصل «الحارز» خطأ و الصواب ما أثبت «الخازر» و هو نهر بين إربل و الموصل ثم بين الزاب الأعلى و الموصل، و هو موضع كانت عنده وقعة بين عبيد اللّه بن زياد و إبراهيم بن مالك الأشتر في أيام المختار، و يومئذ قتل ابن زياد، سنة 66 للهجرة (معجم البلدان).
2- تاريخ خليفة بن خياط ص 263.
3- عن خليفة و بالأصل: بالحازر.
4- بالأصل: مير، و الصواب عن خليفة.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل فاختل المعنى، و استدراكه ضروري عن خليفة.
6- الخبر في تاريخ الطبري 91/6 في حوادث سنة 67.
7- كذا.
8- في الطبري: عبيد اللّه.

2728 - شرحبيل بن السمط [بن]

2728 - شرحبيل بن السمط [بن] (1)

شرحبيل بن الأسود بن جبلة بن عدي بن ربيعة

ابن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع (2) بن كندة

أبو يزيد، و يقال: أبو السمط الكندي (3)

يقال: إن له صحبة، و يقال: لا صحبة له.

روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم حديثا، و روى عن عمر، و سلمان، و كعب بن مرة [البهزي، و عبادة بن الصامت.

[روى عنه: كثير بن مرّة] (4) الحضرمي، و جبير بن نفير، و خالد بن معدان، و يزيد بن مرثد، و مكحول، و سالم بن أبي الجعد، و بكر بن سوادة الجذامي، و أبو مصبح المغزاي، و مرة (5) بن عقبة أبو عبيدة الفهري، و سليم بن عامر.

و استعمله معاوية على بعض جيوشه، و كان سكن حمص، و استقدمه معاوية إلى دمشق قبل صفين يستشيره.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأ شجاع بن علي، أنبأ أبو عبد اللّه بن منده، أنبأ خالد بن أحمد الدمشقي، ثنا أحمد بن محمّد بن حمزة، حدّثني أبي، عن أبيه، عن نصر بن علقمة أن (6) عمير بن الأسود، و كثير بن مرة، قالا: إن أبا هريرة و ابن السمط كانا يقولان: لا يزال المسلمون في الأرض حتى تقوم السّاعة، و ذلك أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«لا يزال طائفة قوّامة على أمر اللّه لا يضرها من خالفها»[4991].

قال ابن مندة: هذا حديث لا يعرف إلاّ من حديث الحصين، رواه عبد اللّه بن

ص: 455


1- تقرأ بالأصل: مريع، و المثبت عن جمهرة ابن حزم ص 425، و مرتع كمحسن و محدث كما في القاموس.
2- تقرأ بالأصل: مريع، و المثبت عن جمهرة ابن حزم ص 425، و مرتع كمحسن و محدث كما في القاموس.
3- ترجمته في الاستيعاب 141/2 هامش الإصابة، و أسد الغابة 361/2 و الإصابة 143/2 و تهذيب التهذيب 488/2 الوافي بالوفيات 128/16 و بحاشيته أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
4- ما بين معكوفتين زيادة منا مقتبسة عن مصادر ترجمته، فالعبارة بالأصل مضطربة المعنى، إذا خلط بين الذين روى عنهم شرحبيل، و بين الذين رووا و حدثوا عنه.
5- مطموسة و غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن تهذيب التهذيب.
6- عن التاريخ الكبير 248/4 و بالأصل «بن».

يوسف، عن يحيى بن حمزة (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، و أبو الحسن علي بن هبة اللّه بن عبد السّلام، قالا: أنبأ أبو محمّد الصّريفيني، أنبأ أبو القاسم بن حبابة، ثنا عبد اللّه بن محمّد، ثنا علي بن الجعد، أنبأ سعيد، عن يزيد بن حمير قال: سمعت حبيب بن عبيد يحدث عن جبير بن نفير، عن ابن السّمط أنه خرج مع عمر إلى ذي الحليفة (2) يريد مكة، فصلّى ركعتين، فسألته عن ذلك فقال: إنما أصنع كما رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم صنع.

رواه البخاري في تاريخه عن علي بن الجعد (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو الحسين بن النّقور، أنبأ عيسى بن علي، أنبأ عبد اللّه بن محمّد، ثنا الحكم بن موسى، نا الهيثم بن حميد، حدّثنا النعمان - يعني ابن المنذر - عن مكحول، عن شرحبيل بن السمط ، عن سلمان أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من مات مرابطا في سبيل اللّه أو من عذاب القبر و نما له أجره إلى يوم القيامة»[4992].

قال البغوي: شرحبيل بن السمط سكن الشام، ذكره في الصحابة، و لم يذكر له حديثا أسنده عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنبأ أبو الفضل الرازي، أنبأ جعفر بن عبد اللّه، ثنا محمّد بن هارون، ثنا عمرو بن علي، ثنا عبد الأعلى، ثنا برد، عن سليم بن موسى بن (4) شرحبيل بن السّمط أنه كان نازلا على حصن من حصون مرابطا قد أصابتهم خصاصة، فمر بهم سلمان الفارسي فقال: أ لا أحدثكم حديثا سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يكون عونا لكم على منزلكم هذا؟ قالوا: بلى يا أبا عبد اللّه، فحدّثنا قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«رباط يوم في سبيل اللّه خير من صيام شهر و قيامه، و من مات مرابطا في سبيل اللّه جرى له أجر المجاهد إلى يوم القيامة». سقط منه مكحول الدمشقي[4993].ا.

ص: 456


1- نقله ابن الأثير في أسد الغابة 362/2 و ابن حجر في الإصابة 144/2.
2- ذو الحليفة: قرية بينها و بين المدينة ستة أميال أو سبعة (معجم البلدان).
3- التاريخ الكبير 249/4 و فيه حدثنا علي ابن الجعد نا شعبة عن يزيد بن خمير.
4- كذا.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي (1)،أنبأ إبراهيم بن محمّد ابن الفتح الحلبي، ثنا أبو يوسف محمّد بن سفيان بن موسى، ثنا أبو عثمان سعيد بن رحمة بن نعيم الأصبحي قال: سمعت ابن المبارك، عن عبد الرّحمن بن شريح قال:

سمعت عبد الكريم بن الحارث يحدث عن أبي عبيدة بن عقبة عن رجل من أهل الشام أن شرحبيل بن السمط الكندي قال:

طال رباطنا أو إقامتنا على حصن، فاعتزلت من العسكر انظر في ثيابي لما آذاني منه، قال: فمر بي سفيان فقال: ما تعالج يا أبا السمط؟ فأخبرته، فقال: إني لأحسبك تحب أن تكون عند أم السّمط فكانت هي تعالج هذا منك، قلت: أي و اللّه، قال: لا تفعل، فإني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«رباط يوم و ليلة، أو يوم و ليلة (2) كصيام شهر و قيامه، و من مات مرابطا أجري عليه مثل ذلك الأجر، و أجري عليه الرزق، و أمن من القتال و اقرءوا إن شئتم وَ الَّذِينَ هٰاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللّٰهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مٰاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللّٰهُ رِزْقاً حَسَناً (3) إلى آخر الآيتين»[4994].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الفضل بن خيرون.

ح و أخبرنا أبو العز ثابت بن منصور، أنبأ أبو طاهر قالا: أنبأ محمّد بن الحسن، أنبأ محمّد بن أحمد، أنبأ عمر بن أحمد، ثنا خليفة (4) قال: شرحبيل بن السمط البجلي.

كذا قال و هو كندي لا بجليّ .

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الحسن (5) بن علي، أنبأ أبو عمر بن حيّوية، أنبأ أحمد بن معروف، ثنا الحسين بن فهم، ثنا محمّد بن سعد قال في الطبقة الرابعة: شرحبيل بن السّمط بن الأسود بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية الأكرمينا.

ص: 457


1- بالأصل: الأسوسي، خطأ و الصواب ما أثبت، قياسا إلى سند مماثل.
2- كذا، و لعله: أو ليلة.
3- سورة الحج، الآيتان 58-59.
4- طبقات خليفة بن خياط ص 561 رقم 2885.
5- بالأصل:«عن محمّد بن الحر بن علي» خطأ، و الصواب ما أثبت و هو أبو محمّد الحسن بن علي الجوهري، و قد مضى التعريف به، و مرّ السند كثيرا.

جاهلي إسلامي، وفد إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم و أسلم، و قد شهد القادسية، و ولي حمص و هو الذي افتتحها و قسمها منازل (1).

أنبأنا أبو الغنائم.... (2)،ثنا أبو الفضل الحافظ ، أنبأ أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين الصيرفي، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنبأ أبو أحمد - زاد أبو الفضل و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنبأ أبو بكر الشيرازي، أنبأ أبو الحسن المقرئ، ثنا محمّد بن (3) إسماعيل بن البخاري (4) قال: شرحبيل بن السّمط الكندي و كان على حمص، له صحبة، صلى عليه حبيب بن مسلمة، قاله لي محمّد بن مقاتل عن ابن المبارك، عن سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول قال: صلى حبيب بن مسلمة على شرحبيل، قال: و حدّثني إسحاق أنبأ يحيى بن آدم، نا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل قال: بعث عمر شرحبيل على جيش، و عن عمار، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرّب استعمل عمر شرحبيل، و عن إسرائيل، عن أشعث، عن أبيه: بعث عمر شرحبيل بن السمط على جيش.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلال - أنبأ أبو القاسم بن منده، أنبأ أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنبأنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأ علي بن محمّد قالا: أنبأ أبو محمّد بن أبي حاتم (5) قال: شرحبيل بن السمط الكندي، كان على حمص، صلّى عليه حبيب بن مسلمة، روى عنه.... (6).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأ أبو الحسين بن الآبنوسي (7)،أنبأ عبد اللّه بن عتّاب، أنبأ أحمد بن عمير - إجازة-.ل.

ص: 458


1- سقط هذا الخبر من طبقات ابن سعد الكبرى المطبوع ضمن التراجم الضائعة و له ترجمة فيمن نزل الشام 445/7، و هذا الخبر غير مذكور فيها.
2- بياض مقدار كلمة، و بالأصل: أنبأنا أبو الغانم خطأ.
3- بالأصل: عن خطأ.
4- التاريخ الكبير 248/4 و 249.
5- الجرح و التعديل 388/4.
6- كذا انتهت العبارة بالأصل و الكلام متصل، و في الجرح و التعديل المطبوع بياض بعد كلمة روى عنه و لم يذكر أحدا.
7- بالأصل: الأسوسي، خطأ و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنبأ أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأ أبو الحسين الربعي، أنبأ عبد الوهاب الكلابي، أنبأ أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام: شرحبيل بن السّمط قديم الموت، صلّى عليه حبيب بن مسلمة، حدّثني به علي بن عياش، عن حريز (1) بن عثمان.

أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمّد الزينبي، و أخبرني عمي - رحمه اللّه - أنا الزينبي - قراءة - أنبأ أبو القاسم علي بن المحسّن التنوخي، أنبأ أبو الحسين بن المظفر (2)،أنبأ أبو محمّد بكر بن أحمد بن حفص، ثنا أحمد بن محمّد بن عيسى البغدادي قال: شرحبيل بن السمط بن الأسود بن جبلة الكندي، يكنى أبا يزيد توفي بسلمية (3) سنة ست و ثلاثين، بلغني أنه هاجر إلى المدينة زمن عمر بن الخطّاب.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن منده، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:

شرحبيل بن السّمط بن الأسود بن جبلة الكندي، يكنى أبا يزيد، من أهل حمص، قدم مصر لغزو المغرب، روى عنه بكر بن سوادة الجذامي (4)،و مرة بن عقبة.

كتب إليّ أبو جعفر الهمذاني (5)،أنبأ أبو بكر الصّفّار، أنبأ أبو بكر بن منجويه، أنبأ الحاكم أبو أحمد محمّد بن محمّد الحافظ ، قال: أبو السمط شرحبيل بن السّمط الكندي، له صحبة من النبي صلى اللّه عليه و سلم، كان على حمص، عداده في الشاميين.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأ شجاع بن علي، أنبأ أبو عبد اللّه بن منده قال: شرحبيل بن السّمط الكندي كان أميرا على حمص، اختلف في صحبته، تقدم موته، و صلّى عليه حبيب بن مسلمة، روى عنه عمير بن الأسود، و كثير بن مرة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو الحسين بن النّقور، أنبأ أبو طاهرة.

ص: 459


1- مهملة بدون نقط بالأصل، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في تهذيب التهذيب.
2- بالأصل: الظفر خطأ، و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
3- سلمية: بفتح أوله و ثانيه و سكون الميم، و ياء خفيفة، بليدة في ناحية البرية من أعمال حماه بينهما مسيرة يومين.(ياقوت).
4- بالأصل: الحداي» كذا، و الصواب ما أثبت.
5- بالأصل: الهمداني بالدال المهملة، و الصواب بالذال المعجمة.

المخلّص، أنبأ أحمد بن عبد اللّه بن سعيد بن يوسف، ثنا السري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، بإسناده قال (1):و طابقت معاوية كلها على منع الصّدقة و أجمعوا على الردّة إلاّ ما كان من شرحبيل بن السّمط و ابنه، قاما في بني معاوية فقالا: و اللّه إنّ هذا لقبيح بأقوام أحراز التنقل، و إن الكرام ليكونون على الشبهة فيتكرمون أن ينتقلوا عنها إلى أوضح منها مخافة العار، فكيف بالرجوع عن الجميل (2)و عن الحق إلى القبيح و الباطل، اللّهمّ إنّا لا نمالئ قومنا على هذا، و إنّا لنادمون على مجامعتهم إلى يومنا هذا. و خرج شرحبيل و السّمط حتى أتيا زياد بن لبيد فانضما إليه.

قال سيف: و استعمل - يعني سعد بن أبي وقاص - على الميسرة - يعني يوم القادسية - شرحبيل بن السّمط بن شرحبيل الكندي، و كان غلاما شابا، كان قد قاتل أهل الرّدة، و وفى للّه فعرف له ذلك، و كان قد غلب الأشعث على السّرف فيما بين المدينة إلى أن اختطت الكوفة، و كان أبوه ممن كان تقدم إلى الشام مع أبي عبيدة بن الجراح.

قال و نا سيف عن مجالد، عن الشعبي قال: كان شرحبيل بن السمط قد كان أراد أن يتبع أباه السّمط ، و كان السمط ممن شهد اليرموك، فلما ندب عمر كندة إلى العراق و أتوا إلى الشام انتدب فعجله عمر إلى سعد و أوصى سعدا به في كتابه، و كان شرحبيل رجلا فنزع حين قدم على سعد فدفعه فارتفع له حتى غلب الأشعث على شرف كندة، و ولي عليه في ذلك المسير، فكان شرحبيل من فرسان أهل القادسية المعلومين.

أنبأنا أبو سعد محمّد بن محمّد بن محمّد و أبو علي الحسن بن أحمد قالا: أنا أبو نعيم الحافظ قال: شرحبيل بن السّمط بن الأسود بن جبلة الكندي كان على حمص، و صلّى عليه حبيب بن مسلمة سنة ثلاث و ستين، يكنى أبا يزيد، ذكره بعض المتأخرين، و زعم أنه صحابي، و ذكر أنه مختلف في صحبته.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة، أنبأ أبو الفضل محمّد بن عبد اللّه بن حميرويه، أنا أحمد بن نجدة، ثنا الحسن بن الربيع، ثنا عبد اللّه بن المبارك، عن أشعث، عن الشعبي:ي.

ص: 460


1- الخبر في تاريخ الطبري 334/3 حوادث سنة 11.
2- تقرأ بالأصل: الحمل، و المثبت عن الطبري.

أن عمر بن الخطاب استعمل شرحبيل بن السّمط على المدائن، و أبوه بالشام، فكتب إلى عمر: إنك تأمر أن لا نفرق بين السبايا و بين أولادهن، فإنك قد فرقت بيني و بين ابني، فكتب إليه، فألحقه بابنه.

أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأ الحسن بن علي، أنبأ أبو الحسين بن المظفر، ثنا محمّد بن محمّد بن سليم، ثنا أبو نعيم، ثنا عبيد اللّه بن عمرو، عن أيوب، عن أبي قلابة:

أن شرحبيل بن السمط قدم الكوفة فاستعلاه بها رجل من قومه، فانتقل إلى حمص فقال: لا أكون بأرض أنت بها.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنبأ أبو الحسن محمّد بن علي بن أحمد بن إبراهيم، أنا أحمد بن إسحاق، ثنا أحمد بن عمران، ثنا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط قال في تسمية عمّال معاوية على حمص: شرحبيل بن السّمط نحو من عشرين سنة (1).

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد - بقراءتي عليه - ثنا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد، أنبأ أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأ أبو القاسم بن أبي العقب، أنبأ أحمد بن إبراهيم بن بشر، ثنا أبو عبد اللّه محمّد بن عائذ قال: و سمعت إسماعيل بن عياش يحدث عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد أن شرحبيل بن السمط الكندي قال:

و اللّه ما زعمت على قوم قط عزيمة إلاّ استغفرت حينئذ ثم قلت: اللّهمّ لا حرج عليهم.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، و أبو بكر وجيه بن طاهر قالا: أنبأ أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمّد بن الحسين بن موسى، أنبأ أبو زكريا يحيى بن إسماعيل بن يحيى بن زكريا بن حرب، أنبأ أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن الحسن بن الشرقي (2)،ثنا أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن هاشم بن حيان العبدي الطوسي (3)،نا وكيع، نا أبي، عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن أبيه قال:

كان شرحبيل بن السّمط على جيش قال: فقال: إنكم تركتم أرضا فيها نساء2.

ص: 461


1- ليس له ذكر في تاريخ خليفة بن خياط ، و الخبر نقله ابن حجر في التهذيب 489/2 عن خليفة.
2- ترجمته في سير الأعلام 40/15.
3- مهملة بدون نقط بالأصل، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 328/12.

و شراب، فمن أصاب منكم حدا فليأتنا حتى نطهره، قال: فبلغ ذلك عمر بن الخطاب، فكتب إليه: لا أم لك، تأمر قوما ستر اللّه عليهم أن يهتكوا ستر اللّه عليهم.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنبأ أبو عمر بن حيّوية.

ح و أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه قالا: أنبأ أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأ أبو الطيب عثمان بن عمرو (1) قالا: أنبأ يحيى بن محمّد بن صاعد، ثنا الحسين بن الحسن المروزي، أنبأ ابن المبارك، أنبأ ابن لهيعة، عن بكر بن سوادة:

كان (2) رجل يعتزل الناس إنما هو وحده فقال: ما يحملك على هذا؟ فقال: أخاف أن أسلب ديني و لا أشعر، قال: فحدثت بذلك رجالا من أهل الشام، فقال: ذاك شرحبيل بن السّمط .

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأ أبو الفضل بن خيرون، أنبأ أبو علي بن شاذان، أنبأ أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن نيخاب (3) الطيبي، ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن الحسين بن علي الكسائي، ثنا أبو سعيد يحيى بن سليمان الجعفي، ثنا شيخ لنا، عن الكلبي قال:

فكتب معاوية إلى شرحبيل بن السّمط يسأله القدوم عليه، و هيأ له رجالا يخبرونه أن عليا قتل عثمان منهم يزيد بن أسد البجلي، و بشر (4) بن أرطأة، و أبو الأعور السلمي، فقدم إليه (5).

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم العلوي، و أبو الوحش المقرئ و غيرهما عنه، أنبأ أبو الفتح إبراهيم بن سيبخت (6)،ثنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن قريش الحكيمي، ثنا أبو العيناء، ثنا الأصمعي قال:

بينما معاوية بن أبي سفيان يساير شرحبيل فقال له معاوية: إنه يقال: إن الهامة إذات.

ص: 462


1- كذا بياض بالأصل مقدار ثلاث كلمات.
2- بالأصل:«بان» و لعل الصواب ما أثبت.
3- بالأصل: سحاب، خطأ و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 130/15.
4- كذا بالأصل و صوابه: بسر، و قد تقدمت ترجمته في كتابنا، و قيل فيه: بسر بن أبي أرطأة.
5- انظر الخبر في أسد الغابة 362/2.
6- مهملة بدون نقط بالأصل و الصواب ما أثبت.

عظمت دلّ ذلك على وفور الدّماغ و صحة العقل، قال: نعم يا أمير المؤمنين إلاّ هامتي، فإنها عظمت و عقلي فإنه ضعيف ناقص، فتبسّم معاوية، فقال: كيف ذاك ؟ اللّه أنت، قال: لإطعامي هذا البارحة مكوكي شعير، قال: فضحك معاوية.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنبأ محمّد بن الحسين، أنبأ عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب، ثنا عبد اللّه بن يوسف، ثنا سعيد بن عبد العزيز - أظنه عن سليمان - أن حبيب (1) بن مسلمة صلّى على شرحبيل بن السمط .

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأ أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، ثنا الحسين بن الفهم، ثنا محمّد بن سعد (2)،أنبأ يزيد بن هارون، أنبأ حريز (3) بن عثمان، عن عبد الرّحمن بن أبي عوف الجرشي (4)،عن عبد اللّه بن لحي (5) الهوزني قال: حضرت مع حبيب بن مسلمة جنازة شرحبيل بن السّمط ، و هو الذي قسم حمص القسمة الأخيرة - أو قال: الثانية - في زمن عثمان، فتقدم عليه حبيب (6) بن مسلمة الفهري فأقبل عليه فالتفت بوجهه كالمشرف على دابة لطوله يقول: صلوا على أخيكم و اجتهدوا له في الدعاء، و ليكن من دعائكم: اللّهمّ اغفر لهذه النفس الحنيفة المسلمة، و اجعلها من الذين تابوا و اتبعوا سبيلك، و قها عذاب الجحيم، و استنصروا اللّه على عدوكم.

أنبأنا أبو الوحش سبيع بن المسلّم، و أبو القاسم عبيد اللّه بن الحسن بن هلال و غيرهما، عن أبي الحسن رشأ بن نظيف،[أنا] (7) أبو شعيب عبد الرّحمن بن محمّد المكتب، و أبو محمّد عبد اللّه بن عبد الرّحمن قالا: أنبأ الحسن بن رشيق، أنبأ أبو بكر الدولابي قال: سمعت أبا أيوب البهراني - يعني سليمان بن عبد الحميد - يقول:

سمعت يزيد بن عبد ربه يقول: مات شرحبيل بن السّمط سنة أربعين رحمة اللّه علينا و عليه.ح.

ص: 463


1- بالأصل: خبيب بالخاء المعجمة، خطأ.
2- طبقات ابن سعد 445/7.
3- تقرأ بالأصل:«حرير» و في ابن سعد:«جرير» و كلاهما خطأ، و الصواب ما أثبت، و قد مضى التعريف به.
4- عن ابن سعد و بالأصل: الحرسي.
5- في ابن سعد: يحيى.
6- بالأصل: خبيب بالخاء المعجمة، خطأ.
7- زيادة منا للإيضاح.

2729 - شرحبيل بن عبد اللّه بن المطاع بن عمرو،

و يقال: المطاع بن عبد العزّى بن قطن بن الغوث بن مرّ

و هو شرحبيل بن حسنة

أبو عبد اللّه، و يقال: أبو عبد الرّحمن،

و يقال: أبو واثلة الكندي (1)

حليف بني زهرة صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و أحد أمراء الأجناد الذين وجههم أبو بكر لفتح الشام، و هو أخو عبد الرّحمن بن حسنة، و حسنة أمّهما.

روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم حديثا.

روى عنه: أبو عبد اللّه الأشعري، و عبد الرّحمن بن غنم، و عمر بن عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنبأ أبو الغنائم بن المأمون، أنبأ أبو القاسم بن حبابة، نا أبو بكر بن أبي داود، نا هشام بن خالد أبو مروان، نا الوليد، ثنا عتبة بن الأحنف، عن أبي سلاّم الأسود، عن أبي صالح الأشعري، عن أبي عبد اللّه الأشعري أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نظر إلى رجل يصلي لا يتم ركوعه و ينقر في سجوده فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«لو مات هذا على حاله هذا لمات على غير ملّة محمّد»، ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«الذي لا يتم ركوعه و ينقر في سجوده مثل الجائع يأكل التمرة و التمرتين لا يغنيان عنه شيئا»[4995].

قال أبو صالح: فقلت لأبي عبد اللّه: من حدّثك هذا عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ فقال:

أمراء الأجناد: خالد بن الوليد، و عمرو بن العاص، و شرحبيل بن حسنة - زاد غير هشام: و يزيد بن أبي سفيان-.

رواه البخاري (2) في تاريخه، فقال: قال لي صفوان بن صالح: أبو عبد الملك، نا الوليد بن مسلم.

ص: 464


1- ترجمته في الاستيعاب 139/2 هامش الإصابة، و أسد الغابة 360/2 و الإصابة 143/2 و تهذيب التهذيب 490/2 و الوافي بالوفيات 128/16 و انظر بحاشيته أسماء مصادر أخرى ترجمت له. و كنّاه في المختصر: أبا عمّار بدل أبي عبد اللّه.
2- التاريخ الكبير للبخاري 247/4.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنبأ أبو عبد الرّحمن السّلمي، ثنا محمّد بن يعقوب الأصم، قال: سمعت أبا زرعة الدمشقي يقول:

موسى بن عبيدة الرّبذي روى عنه شعبة و سفيان، و ليس (1) ينال و من أحسن حديثه حديث و أتمه. ذكره ابن أبي أويس عن سليمان بن بلال، عن موسى بن عبيدة، عن عبد الحميد بن سهيل، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن عن (2) الشفا بنت عبد اللّه قالت:

دخل عليّ النبي صلى اللّه عليه و سلم فسألته و شكوت (3) إليه، فجعل يعتذر إليّ و جعلت ألومه، قالت (4):ثم إنه حانت صلاة الأولى فدخلت بيت ابنتي و هي عند شرحبيل بن حسنة فوجدت زوجي (5) في البيت، فوقفت به، ألومه، حضرت الصلاة و كنت هاهنا، فقال:

يا عمه لا يلومنني (6) كان لي ثوبان استعار أحدهما رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فوجدت في نفسي من ذلك، فقلت: و من يلومه و هذا شأنه ؟ قال شرحبيل: إنما كان أحدهما ثوب درع فرقعنا جيبه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ أبو الفضل بن خيرون، أنبأ أبو العلاء الواسطي، أنبأ أبو بكر محمّد بن أحمد، أنبأ الأحوص بن المفضّل قال: نا الواقدي، قال شرحبيل بن حسنة من كندة حليف بني زهرة، قال الزبيري: و حسنة ليست أمّه، و هي من عدول (7) ساحل اليمن، و هي من المهاجرات، و كانت مولاة، و كانت تحت سفيان بن معمر بن حبيب (8) الجمحي.

أخبرنا أبو البركات أيضا، أنبأ ثابت بن بندار، أنبأ أبو العلاء، أنبأ أبو بكر، أنبأب.

ص: 465


1- كذا رسمها بالأصل: و ليس بنال.
2- بالأصل «بن» خطأ.
3- بالأصل: و سلوت، و الصواب ما أثبت.
4- بالأصل: قال.
5- بالأصل: روحي، و الصواب ما أثبت.
6- كذا، و الظاهر: لا تلوميني.
7- كذا، و في الاستيعاب: عدولي من ناحية البحرين و في ياقوت: عدولي بفتح أوله و ثانيه و سكون الواو و فتح اللام و القصر قرية بالبحرين.
8- عن الاستيعاب و بالأصل: خبيب.

الأحوص (1) قال: قال أبي المفضّل: و شرحبيل بن حسنة أبو عبد اللّه.

أنبأنا أبو علي الحداد و جماعة قالوا: أنبأ أبو بكر بن ريذة (2)،ثنا سليمان بن أحمد (3)،ثنا أبو الزّنباع روح بن الفرج، ثنا يحيى بن بكير. قال: شرحبيل بن عبد اللّه (4) بن المطاع بن عبد اللّه بن الغطريف بن عبد العزّى بن جثامة (5) بن مالك بن ملادم (6) بن مالك بن رهم (7) بن سعد بن يشكر بن مصور (8) بن الغوث بن مرّ أخي تميم بن مرّ، و يقال: إنه من كندة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنبأ أحمد بن الحسن بن أحمد - زاد أبو البركات و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنبأ محمّد بن الحسن بن أحمد، ثنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، ثنا أبو حفص الأهوازي، ثنا خليفة بن خياط (9) قال:

شرحبيل بن عبد اللّه بن المطاع بن عمرو، و يقال: المطاع بن عبد العزّى بن قطن بن الغوث بن مرّ بن كندة، أمّه حسنة.

قال ابن إسحاق: و ولاؤها لمعمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي، يكنى أبا عبد اللّه، مات بالشام في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة.

أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن - رحمه اللّه - قال: أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ أبو الحسين بن الطّيوري، أنبأ أبو الحسن العتيقي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأ ثابت بن بندار، أنا الحسن بن جعفر قالا:

أنبأ الوليد بن بكر، أنبأ علي بن أحمد بن زكريا، أنبأ علي بن أحمد بن صالح، حدّثني9.

ص: 466


1- بالأصل: الأخوص بالخاء المعجمة خطأ.
2- مهملة بدون نقط بالأصل و الصواب ما أثبت و ضبط عن التبصير، و قد تقدم التعريف به.
3- المعجم الكبير للطبراني 304/7.
4- عن المعجم الكبير و بالأصل: عبيد اللّه خطأ.
5- عن الطبراني و بالأصل: حنامه.
6- عند الطبراني: بلا دم.
7- الطبراني: دهم.
8- في الطبراني: منشر.
9- طبقات خليفة بن خياط ص 48 رقم 89.

أبي أحمد (1) قال: شرحبيل بن حسنة مصري، و حسنة أمّه، لها صحبة.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه، ابنا البنّا قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنبأ أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزبير بن بكار قال: حسنة مولاة لمعمر بن حبيب - يعني الجمحي - و هي من أهل عذول (2) من ناحية البحرين يقال:

السّفن العذولية، و أما شرحبيل فهو شرحبيل بن عبد اللّه بن عمرو بن المطاع من النمر بن قاسط .

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق إبراهيم بن عمر، أنبأ أبو عمر بن حيّوية، أنبأ أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، ثنا محمّد بن سعد (3)،قال في الطبقة الثانية: شرحبيل بن حسنة و هي أمّه، و هي عدويّة، و هو (4) ابن عبد اللّه بن المطاع بن عمرو بن كندة حليف لبني زهرة، و يكنّى أبا عبد اللّه، و هو (5) من مهاجرة الحبشة في الهجرة الثانية.

و كان محمّد بن إسحاق يقول: كانت حسنة أم شرحبيل امرأة سفيان بن معمر بن حبيب بن (6) وهب بن حذافة بن جمح، و كان له منها من الولد: خالد، و جنادة، ابنا سفيان بن معمر إلى أرض الحبشة فخرج بامرأته حسنة معه، و خرج بولده خالد و جنادة معهم، و أخرج معهم أخاهم لأمهم شرحبيل بن حسنة في الهجرة الثانية إلى أرض الحبشة.

و كان محمّد بن عمر يقول: بل كان سفيان بن معمر بن حبيب الجمحي، أخا شرحبيل بن حسنة لأمه، و كانت أم سفيان لم يكن امرأته و هاجر إلى أرض الحبشة، و معه أخوه شرحبيل، و معه أمّه حسنة، و معه ابناه جنادة و خالد.

و كان أبو معشر يذكر شرحبيل بن حسنة، و أمّه فيمن هاجر من بني جمح إلى أرض الحبشة، و لا يذكر سفيان بن معمر و لا أحدا من ولده، و لم يذكر موسى [بن] عقبة أحدا منهم و لا ذكر شرحبيل في روايته فيمن هاجر إلى أرض الحبشة.ن.

ص: 467


1- تاريخ الثقات للعجلي ص 216.
2- كذا، و مرّ قريبا عن الاستيعاب و معجم البلدان: عدولى.
3- طبقات ابن سعد 393/7 فيمن نزل الشام من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.
4- بالأصل: و هي.
5- بالأصل: و هي.
6- بالأصل: عن.

قال محمّد بن عمر: حلف شرحبيل و أبيه لبني زهرة و إنما ذكر في بني جمح بسبب سفيان بن معمر الجمحي و كان شرحبيل من (1) عليه الصّديق إلى الشام، و مات شرحبيل بن حسنة في طاعون عمواس إلى الشام سنة ثمان عشرة في خلافة عمر بن الخطاب، و هو ابن سبع و ستين سنة.

أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن علي بن الآبنوسي، و أخبرني أبو الفضل محمّد بن ناصر عنه، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنبأ أبو الحسين بن المظفر، أنبأ أبو علي أحمد بن الحسين، أنبأ أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم بن البرقي، قال: و من حلفاء بني زهرة من عبر أهل عدر (2) شرحبيل بن حسنة، و حسنة أمّه و هي عدولية، و كانت حسنة من مهاجرة الحبشة و شرحبيل أيضا من مهاجرة الحبشة، و هو شرحبيل بن عبد اللّه بن المطاع أحد الغوث بن مرّ أخي تميم بن مرّ حليف بني زهرة، و يقال: إنه من كندة و كان واليا على الشام لعمر بن الخطاب على ربع من أرباعها، توفي سنة ثمان عشرة بالشام، و هو ابن سبع و ستين (3) فيما يقال؛ له حديثان.

و حدّثنا عمي - لفظا - أنبأ أبو طالب بن يوسف، أنبأ الجوهري - قراءة - أنبأ أبو عمر - إجازة-.

و أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، نا أبو الفضل بن خيرون، و محمّد بن الحسن، و أبو الحسين الطّيّوري، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد ابن خيرون: و محمّد بن الحسن قالا:- أنبأ أحمد بن عبدان، أنبأ محمّد بن سهل، أنبأ محمّد بن إسماعيل (4) قال: شرحبيل بن حسنة القرشي، و حسنة أمّه من أهل اليمن، أخو عبد الرّحمن بن حسنة.

- في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل - أنبأ أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد، أنبأ أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سالم، ثنا علي بن محمّد قالا: أنبأ أبو محمّد بن أبي4.

ص: 468


1- كذا بالأصل.
2- كذا.
3- انظر الاستيعاب 141/2 و أسد الغابة 361/2 و الإصابة 143/2.
4- التاريخ الكبير 247/4.

حاتم قال: شرحبيل بن حسنة و هو المطاع بن عبد اللّه القرشي (1)،و يكنى أبا عبد اللّه، و حسنة أمّه، أخو عبد الرّحمن بن حسنة، و له صحبة، نزل الشام.

روى عنه أبو عبد اللّه الأشعري، سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمّد: و روى عنه عبد الرّحمن بن غنم، و عمر بن عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو محمّد الأكفاني، ثنا أبو محمّد الكتاني، أنبأ أبو القاسم تمام بن محمّد، أنبأ أبو عبد اللّه الكندي، ثنا أبو زرعة قال: و شرحبيل بن حسنة. و حسنة أمّه، و أبوه عبد اللّه، ينتسب ولده في الغوث.

قال أبو زرعة: و سمعت أبا مسهر يذكر أن سعيد بن عبد (2) العزيز حدثه قال: قال شرحبيل بن السّمط (3):يا لها من فترة رجل من فرسان ساد هذا الناس.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأ أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأ أبو القاسم بن عتّاب، أنبأ أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السوسي، أنبأ أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنبأ أبو الحسن علي بن الحسن، أنبأ عبد الوهاب بن الحسن، أنبأ أحمد بن عمير قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في تسمية من شهد الفتح: و شرحبيل بن حسنة عداده في قريش، و أمّه حسنة، و أبوه عبد اللّه أحد [بني] الغوث بن مرّ أخي تميم بن مرّ، كان أميرا على ربع، و شرحبيل بن حسنة يقال: لم تلده إنّما كانت حسنة تحت معمر بن حبيب (4)، و إنما هو شرحبيل بن عبد اللّه بن المطاع من قبائل اليمن.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنبأ أحمد بن منصور بن خلف، أنبأ أبو سعيد بن حمدون، أنبأ مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو عبد اللّه شرحبيل بن حسنة، له صحبة.ت.

ص: 469


1- شرحبيل ابن حسنة، حليف لبني زهرة، و هم من قريش فنسب إليهم للحلف أما أصله فمن كندة، و قيل من بني الغوث بن مرّ أخي تميم - و قد مرّ ذلك - و ربما قيل له «التميمي». راجع ما مرّ أثناء الترجمة من أقوال ذكرت في نسبه.
2- بالأصل:«بن عبد الرحمن العزيز».
3- كذا.
4- بالأصل: خبيب بالخاء المعجمة و الصواب ما أثبت.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأ أبو بكر الوائلي، أنبأ الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عبد اللّه شرحبيل بن حسنة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد، أنبأ هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنبأ أحمد بن محمّد بن إسماعيل، ثنا أبو بشر محمّد بن أحمد بن حماد قال: سمعت أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم يقول: شرحبيل بن حسنة، يكنى أبو وائلة، و هو ابن أخي المطاع، و أمّه حسنة بنت حبيب (1) بن معمر الجمحي - فيما أخبرني مصعب بن عبد اللّه الزبيري - و قال أبو بشر (2) في موضع آخر:

أبو عبد اللّه شرحبيل بن حسنة أبو وائلة (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو بكر بن الطبري، أنبأ أبو الحسين بن الفضل، أنبأ عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب بن سفيان، قال (4):عبد الرّحمن و شرحبيل، ابنا حسنة حليف بني زهرة. و قال ابن بكير: هم من غوث.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأ عيسى بن علي، أنبأ عبد اللّه بن محمّد قال: شرحبيل بن حسنة سكن دمشق، رأيت في كتاب محمّد بن سعد: شرحبيل بن حسنة، و حسنة أمّه، و هو شرحبيل بن عبد اللّه بن المطاع بن عمرو من كندة، حليف بني زهرة، و يكنى أبو عبد اللّه (5)،و كان قديم الإسلام بمكة من مهاجرة الحبشة في المدة الثانية، و غزا مع النبي صلى اللّه عليه و سلم غزوات و هو أحد الأمراء الذين عقد لهم أبو بكر إلى الشام، و مات بالشام في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة في خلافة عمر - و هو ابن سبع و ستين - قال عبد اللّه بن محمّد، و قال ابن نمير: شرحبيل مات سنة ثماني (6) عشرة، و قد روى شرحبيل بن حسنة عن النبي صلى اللّه عليه و سلم غير هذين - يعني الحديثين اللذين قدمنا-.ة.

ص: 470


1- بالأصل: خبيب بالخاء المعجمة و الصواب ما أثبت.
2- الكنى و الأسماء للدولابي 77/1.
3- كذا، و سقطت الكنية من كنى الدولابي.
4- الخبر في المعرفة و التاريخ 167/3-168.
5- عن ابن سعد 393/7 و بالأصل: أبو عبيد اللّه.
6- الذي في طبقات ابن سعد: ثمان عشرة.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي زكريا البخاري.

ح و حدّثنا خالي أبو المعالي القاضي، قال: أنا أبو الفتح بشر بن إبراهيم، أنا أبو بكر، أنا عبد الغني بن سعيد قال: حسنة بالسين غير معجمة مفتوحة بنون شرحبيل و عبد الرّحمن ابنا حسنة أخوان لأمّ ، و لها صحبة.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأ شجاع بن علي، أنبأ أبو عبد اللّه بن منده قال: شرحبيل بن حسنة، و حسنة أمّه، و عرف بها، و أبو (1) عبد اللّه بن المطاع من أهل اليمن، قدم مصر رسولا من النبي صلى اللّه عليه و سلم، و توفي النبي صلى اللّه عليه و سلم و هو بها، قاله أبو سعيد بن يونس بن عبد الأعلى، و كان أحد أمراء الأجناد، له صحبة، و مات بالشام.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (2) قال: و أمّا حسنة بفتح الحاء و السّين المهملة و النون: شرحبيل بن حسنة، و هي أمّه، و حسنة مولاة كانت لمعمر بن حبيب (3) بن وهب بن حذافة بن جمح، فتزوجها ابنه سفيان فولدت له جابرا و جنادة ابنا سفيان فهما أخوا شرحبيل بن حسنة من مهاجرة الحبشة، و هو شرحبيل بن عبد اللّه بن المطاع، قدم مصر رسولا من النبي صلى اللّه عليه و سلم إلى ملوكها (4)،و توفي النبي صلى اللّه عليه و سلم و هو بمصر، روى عنه ابنه ربيعة (5).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو الحسين بن النّقّور، أنبأ أبو طاهر المخلّص، أنبأ رضوان بن أحمد، أنبأ أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس بن بكير، عن محمّد بن إسحاق قال في تسمية من هاجر إلى أرض الحبشة: شرحبيل بن حسنة (6).

أنبأنا أبو سعد المطرز، و أبو علي الحداد قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، ثنا خبيب بن الحسن، ثنا محمّد بن يحيى، ثنا أحمد بن محمّد بن أيوب، نا إبراهيم بن سعد، عن محمّد بن إسحاق قال: لما قدم المهاجرون من الحبشة مع جعفر نزل شرحبيل بن حسنة7.

ص: 471


1- كذا، و الصواب: و أبوه.
2- الاكمال لابن ماكولا 469/2.
3- بالأصل خبيب، و الصواب عن الاكمال.
4- في الاكمال: ملكها.
5- بالأصل: زمعة، و الصواب عن الاكمال، و انظر تهذيب التهذيب و الإصابة.
6- سيرة ابن إسحاق رقم 302 صفحة 207.

مع إخوته (1) لأمه: جنادة و جابر على بني زريق ثم هلك جنادة و جابر في خلافة عمر بن الخطاب، و تحوّل شرحبيل بن حسنة إلى بني زهرة فحالفهم فخاصمه أبو سعيد بن المعلّى الزرقي إلى عمر بن الخطاب و قال: حليفي ليس له أن يتحول عني إلى غيري، فقال شرحبيل: ما كنت لهم حليفا إنما نزلت مع إخوتي في ربعهما و في قومهما، فكانا أحبّ الناس إليّ و أقربه بي رحما، فلما هلكا اخترت لنفسي فحالفت من أردت، فقال عمر: يا أبا سعيد إن جئت ببيّنة و إلاّ فهو أولى بنفسه، فلما لم يأت أبو سعيد على حلفه ببيّنة فثبت شرحبيل بن حسنة في بني زهرة بن كلاب (2).

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنبأ أبو عمر بن حيّوية، أنبأ أحمد بن معروف، أنبأ الحسين بن الفهم، ثنا محمّد بن سعد (3)،أنبأ محمّد بن عمر قال: قلت لموسى بن محمّد - يعني ابن إبراهيم التيمي-: أ رأيت قول أبي بكر - يعني لشرحبيل بن حسنة - قد اختارك - يعني خالد بن سعيد - على غيرك، قال: أخبرني أبي أن خالد بن سعيد لما عزله أبو بكر كتب إليه: أي الأمراء أحبّ إليك ؟ فقال: ابن عمي أحبّ إليّ في قرابته، و هذا أحبّ إليّ في ديني، قال: هذا أخي في ديني على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و ناصري (4) على ابن عمي فاستحبّ أن يكون مع شرحبيل بن حسنة.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأ أبو الحسن السّيرافي، أنبأ أحمد بن إسحاق، أنبأ أحمد بن عمران، ثنا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط (5)،قال: حدّثني عبد اللّه بن المغيرة، عن أبيه قال: افتتح شرحبيل بن حسنة الأردن كلها عنوة ما خلا طبرية، فإن أهلها صالحوه، و ذلك بأمر أبي عبيدة بن الجراح و قال ابن الكلبي نحوه، و قال خليفة (6) في تسمية عمال عمر على الشامات: و شرحبيل بن حسنة على الأردن.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب، أنبأ محمّد بن الحسن بن محمّد، ثنا أحمد بن الحسين، أنبأ عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن بن الخليل، ثنا محمّد بن5.

ص: 472


1- كذا، و لعله:«أخويه» كما في الاستيعاب.
2- نقله ابن الأثير في أسد الغابة 361/2 و انظر الاستيعاب 140/2.
3- طبقات ابن سعد 98/4 في ترجمة خالد بن سعيد بن العاص.
4- بالأصل: و ناصر، و المثبت عن ابن سعد.
5- تاريخ خليفة بن خياط ص 129 في حوادث سنة 15.
6- المصدر نفسه ص 155.

إسماعيل، أنبأ محمّد بن عبد اللّه، نا موسى بن أعين، ثنا أبي، عن إسحاق بن راشد، عن الزّهري، عن سالم، عن أبيه قال: لما قدم الجابية (1) نزع خالد بن الوليد و أمر أبا عبيدة بن الجرّاح و عزل شرحبيل بن حسنة.

أنبأنا أبو غالب محمّد بن محمّد بن أسد العكبري، أنبأ أبو الحسين بن الطّيوري، أنبأ أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر.

ح و أخبرنا أبو سعد بن الطّيوري، عن عبد العزيز الأزجي، قالا: أنبأ عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمّة الخلاّل، أنبأ أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، أنبأ جدي يعقوب، حدّثني الحارث بن مسكين، عن عبد اللّه بن وهب قال: و أخبرني حفص بن عمر، عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب قال:

لما استخلف عمر و قدم الجابية نزع شرحبيل بن حسنة و أمر جنده أن يتفرقوا إلى الأمراء الثلاثة، فقال شرحبيل: يا أمير المؤمنين أعجزت أم خنت ؟ فقال: لم تعجز و لم تخن، قال: فلم عزلتني ؟ قال: تحرّجت أن أؤمرك و أنا أجد أجرأ منك، قال: فاعذرني يا أمير المؤمنين في الناس، قال: سأفعل و لو علمت عين ذلك لم أفعل، فقام عمر فعذره.

أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن أشليها، و ابنه أبو الحسن علي، قالا: أنبأ أبو الفضل أحمد بن علي بن الفرات، أنبأ أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأ أبو القاسم علي بن يعقوب، أنبأ أحمد بن إبراهيم، ثنا محمّد بن عائذ، نا الوليد، نا ابن لهيعة، عن يونس، عن ابن شهاب قال:

فلما استخلف عمر بن الخطاب نزع خالد بن الوليد و أمّر أبا عبيدة بن الجرّاح، ثم قدم عمر الجابية، فنزع شرحبيل بن حسنة و أمر جنده أن يتفرقوا على الأمراء الثلاثة، فقال له شرحبيل: يا أمير المؤمنين أعجزت أم خنت ؟ قال: لم تعجز و لم تخن، قال:

فلم عزلتني ؟ قال: تحرجت أن أؤمّرك و أنا أجد أكفأ منك، قال: فاعذرني يا أمير المؤمنين في الناس، قال: سأفعل، و لو علمت غير ذلك لم أفعل، فقام عمر فعذره، ثم أمّر عمرو (2) بن العاص بالمصير إلى مصر، و بقي الشام على أميرين: أبي عبيدة بنر.

ص: 473


1- بالأصل: الخابية.
2- بالأصل: عمر.

الجرّاح، و يزيد بن أبي سفيان.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أحمد بن محمّد، أنبأ أبو طاهر المخلّص، ثنا أحمد بن عبد اللّه بن سعيد، نا السري بن يحيى، ثنا شعيب بن إبراهيم، ثنا سيف بن عمر، عن أبي عثمان، و الربيع، و أبي حارثة بإسنادهم قالوا (1):و قسم عمر الأرزاق، و سمّا الشواتي (2) و الصّوائف، و سدّ قروح (3) الشام و مسالحها، و أخذ بذروتها (4)،و سمّى ذلك في كل كورة، و استعمل عبد اللّه بن قيس على السّواحل من كل كورة، و عزل شرحبيل، و استعمل معاوية مكانه، و أقرّ (5) أبا عبيدة و خالدا تحته، فقال له شرحبيل: أ عن سخط عزلتني يا أمير المؤمنين ؟ فقال: لا، إنك لكما أحبّ ، و لكن أريد رجلا (6) أقوى من رجل، فقال: قم فاعذرني في الناس، لا يدركني هجنة، فقام في الناس فقال: أيها الناس إنّي و اللّه ما عزلت شرحبيل عن سخطة، لكني أردت رجلا أقوى من رجل، و أمّر عمرو بن عبسة (7) على الأهراء و سمّى كل شيء، ثم قام في الناس بالوداع.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر المعدّل، أنبأ أبو حامد أحمد بن الحسن العدل، أنبأ أبو سعيد محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، أنبأ أحمد بن محمّد بن الحسن، ثنا محمّد بن يحيى الذهلي، ثنا محمّد بن موسى بن أعين، ثنا أبي، عن إسحاق بن راشد، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه قال:

لما قدم عمر بن الخطاب الجابية فنزع خالد بن الوليد و أمّر أبا عبيدة بن الجرّاح، و عزل شرحبيل بن حسنة فقال عمر لعبيد اللّه: اللّه، انظر يا عبد اللّه إلى الدنيا، كان أميرا تتبعه الناس و هو اليوم ليس معه أحد، فلقي عمر فسلّم عليه، فقال: يا أمير المؤمنين أعجزت أم خنت ؟ فقال عمر أمير المؤمنين: لم تعجز و لم تخن، قال: فلمي.

ص: 474


1- الخبر في تاريخ الطبري ط بيروت 490/2 حوادث سنة 17.
2- عن الطبري و بالأصل: السواني.
3- في الطبري: فروج.
4- في الطبري: و أخذ يدور بها.
5- في الطبري: و أمّر.
6- عن الطبري، و بالأصل:«ارتد رجل» كذا.
7- بالأصل: عنسة، و المثبت عن الطبري.

عزلت ؟ قال عمر: تحرّجت أن أدعك و أن أجد من هو أفوق (1) منك، قال: فاعذرني، قال: نعم، و لو أعلم غير ذلك لم أعذرك، قال: فعذره.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل، عن عمر بن محمّد، أنبأ أبو سعد محمّد بن علي بن محمّد، أنبأ أبو طاهر محمّد بن الفضل بن محمّد بن إسحاق بن خزيمة، أنبأ جدي أبو بكر محمّد بن إسحاق بن خزيمة، ثنا بندار، و أبو موسى، قالا: ثنا معاذ بن هشام، حدّثني أبي، عن قتادة، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرّحمن بن غنم (2) قال:

وقع الطاعون بالشام عام عمواس، و عليها عمرو بن العاص، فقالوا: إن هذا الرجز قد وقع فتفاروا (3) في الأودية و الشعاب، قال: فبلغ ذلك شرحبيل بن حسنة، قال أبو موسى في حديثه: فبلغ شرحبيل بن حسنة، و كان من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم، و انطلق و هو متعلق نعليه بشماله، و قال ابن بندار: فجاء و قد تعلق نعله بشماله - يعني فقال: و اللّه لقد صحبت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و عمرو أضلّ من جمل أهله، إن هذا الطاعون دعوة نبيكم صلى اللّه عليه و سلم و رحمة ربكم و وفاة الصّالحون قبلكم، و قال أبو موسى: فقال: لقد صحبت نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم و عمرو أضلّ من حمار أهله، فإن هذا الطاعون دعوة نبيكم و رحمة ربكم، و وفاة الصّالحون (4) قبلكم (5).

قال: و أنا بندار، نا مسلم بن إبراهيم - أملاه علينا من كتابه - ثنا همام بن يحيى.

ح قال: و نا أبو موسى، نا مسلم بن إبراهيم، نا همّام، نا قتادة، و مطر، عن شهر بن حوشب بن عبد الرّحمن بن غنم (6) قال:

وقع الطاعون بالشام، فخطب عمرو بن العاص فقال: إنّ هذا الطاعون رجس ففروا منه في الأودية و الشعاب، فبلغ ذلك شرحبيل بن حسنة، فغضب، فجاء يجر ثوبه و نعلاه في يده فقال: كذب عمرو بن العاص، صحبت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و عمرو أضل من جمل و لكنه رحمة ربكم، و دعوة نبيكم، و وفاة الصّالحون (7) قبلكم، فبلغ ذلك معاذا».

ص: 475


1- كذا بالأصل.
2- بالأصل: غانم، و الصواب ما أثبت انظر الإصابة 143/2 و أسد الغابة 361/2 و مختصر ابن منظور 290/10.
3- كذا بالأصل، و في أسد الغابة: فتفرقوا.
4- كذا بالأصل، و صوابه «الصالحين».
5- راجع أسد الغابة 361/2 و المستدرك 276/3.
6- بالأصل: غانم، و الصواب ما أثبت انظر الإصابة 143/2 و أسد الغابة 361/2 و مختصر ابن منظور 290/10.
7- كذا بالأصل، و صوابه «الصالحين».

فقال: اللّهمّ اجعل نصيب آل معاذ الأوفر، فماتتا (1) ابنتاه فدفنهما في قبر واحد، و طعن ابنه عبد الرّحمن فقال: اَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلاٰ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (2)،فقال:

سَتَجِدُنِي إِنْ شٰاءَ اللّٰهُ مِنَ الصّٰابِرِينَ (3) ،و طعن معاذ في ظهر كفه فجعل يقلبه و يقول:

هي أحب إليّ من حمر النعم، فإذا سري عنه قال: ربّ غم غمك فإنك تعلم أني أحبك، و رأى رجلا يبكي عنده يقال له عميرة، فقال: ما يبكيك ؟ فقال: ما أبكي على دنيا كنت أصبتها منك، و لكني أبكي على العلم الذي كنت أحييه منك، قال: فلا تبكي فإن إبراهيم كان في الأرض و ليس بها عالم فآتاه اللّه علما، فإذا أنا متّ فاطلب العلم عند أربعة:

عبد اللّه بن مسعود، و عبد اللّه بن سلاّم، و سلمان، و عويمر أبي الدرداء.

قال ابن خزيمة: هذا لفظ حديث بندار، و قال أبو موسى: فخطب الناس عمرو بن العاص فذكر نحوه يزيد نحو حديث معاذ بن هشام، و قال: فزاد فيه فبلغ ذلك معاذ بن جبل فذكر الحديث نحو حديث بندار غير أني وجدت في الرقعة المحولة: و إذا عند رجل يبكي يقال له عمير لم أجد في الرقعة هاء.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (4)،أنا أبو زكريا بن أبي إسحاق، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، ثنا بحر بن نصر، ثنا ابن وهب، أخبرني ابن لهيعة، عن عبد اللّه بن حيان أنه سمع سليمان بن موسى يذكر أن الطاعون وقع بالناس يوم جسر مومسة (5) فقام عمرو بن العاص فقال: يا أيها الناس إنما هذا الوجه (6) رجس فتنحوا منه، فقام شرحبيل فقال: يا أيها الناس إنّي قد سمعت قول صاحبكم و إني و اللّه لقد أسلمت و صلّيت، و إن عمرا (7) لأضلّ من بعير أهله، و إنما هو بلاء أنزله اللّه فاصبروا، فقام معاذ بن جبل فقال: يا أيها الناس إنّي قد سمعت قول صاحبيكم هذين و إن هذا الطاعون رحمة ربكم، و دعوة نبيّكم و إني قد سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:ر.

ص: 476


1- كذا بالأصل، و الصواب: فماتت.
2- سورة البقرة، الآية:147.
3- سورة الصافات، الآية:102.
4- الخبر في دلائل النبوة للبيهقي 385/6.
5- في البيهقي: عموسة.
6- عن البيهقي و بالأصل: الوجع.
7- بالأصل: عمر.

«إنكم ستقدمون الشام فتنزلون أرضا يقال لها جسر مومس (1) فتخرج بكم فيها خرجان لها ذناب كذناب الدمّل يستشهد اللّه تعالى أنفسكم و ذراريكم و يزكي بها أموالكم»، اللّهمّ إن كنت تعلم أني قد سمعت هذا من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فارزق معاذ و آل معاذ من ذلك الحظ الأوفى و لا تعافه منه، قال: فطعن في السبابة، فجعل ينظر إليها و يقول: اللّهمّ بارك فيها فإنك إذا باركت في الصغير كان كبيرا، ثم طعن ابنه فدخل عليه، فقال: اَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلاٰ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ،فقال: سَتَجِدُنِي إِنْ شٰاءَ اللّٰهُ مِنَ الصّٰابِرِينَ [4996].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأ أبو الحسين بن النقور، أنبأ محمّد بن عبد الرّحمن، نا أبو بكر أحمد بن عبد اللّه، نا شعيب بن إبراهيم، ثنا سيف بن عمر، عن داود بن أبي هند، عن شهر بن حوشب، و المقدام بن ثابت، عن شهر، فجمعنا حديثهما قال: فلما مات معاذ تكلم عمرو بن عبسة أيضا فيمن يليه (2) و كان يقول: أنا ربع الإسلام، فقال: يا أيها الناس إنّ هذا الطاعون رجز فتفرقوا عنه في الشعاب، فقام شرحبيل بن حسنة - و هو أحد الغوث - فقال: و اللّه لقد أسلمت و إن أميركم هذا أضلّ من جمل (3) أهله فانظروا ما يقول، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إذا وقع الطاعون بأرض و أنتم بها فلا تهربوا، فإن الموت بأعناقكم، و إذا كان بأرض فلا تدخلوها فإنه يحروا (4)القلوب»[4997].

أنبأنا أبو علي الحداد و جماعة، قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة (5)،أنبأ سليمان بن أحمد (6)،ثنا مطلب بن شعيب الأزدي، ثنا أبو صالح عن عبد الحميد بن بهرام، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرّحمن بن غنم، عن حديث الحارث بن عميرة قال: طعن أبو عبيدة و شرحبيل بن حسنة و أبو مالك جميعا في يوم واحد.

أنبأنا أبو سعد محمّد بن محمّد، و أبو علي الحسن بن أحمد قالا: أنا أبو نعيم،8.

ص: 477


1- في البيهقي: عموسة.
2- كذا رسمها بالأصل.
3- بالأصل:«حمل أهلة» و المثبت قياسا إلى الروايات السابقة.
4- كذا.
5- مهملة بالأصل بدون نقط ، و الصواب ما أثبت و ضبط ، و قد مرّ التعريف به.
6- الخبر في المعجم الكبير للطبراني 304/7 رقم 7208.

ثنا سليمان بن أحمد (1)،ثنا الزّنباع، نا يحيى بن بكير قال [توفي] (2) شرحبيل بن حسنة - و يكنى أبا عبد اللّه - سنة سبع عشرة أو ثمان عشرة، و سنّه سبع و ستون و كان عاملا لعمر.

قال و أنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمّد بن إسحاق، أخبرني أبو يونس، نا إبراهيم بن المنذر، قال: شرحبيل بن حسنة، و هي أمه، و هو ابن عبد اللّه بن المطاع من كندة حليف لبني زهرة، يكنى أبا عبد اللّه، توفي في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة - و هو ابن سبع و ستين-.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص الفلاّس (3) قال: و مات شرحبيل بن حسنة سنة ثمان عشرة - و هو ابن سبع و ستين سنة - و كان يكنى أبا عبد اللّه.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنبأ أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، ثنا أحمد بن عمران، ثنا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط (4) قال: فيها - يعني سنة ثمان عشرة - طاعون عمواس مات بالشام فيه شرحبيل بن حسنة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ علي بن أحمد بن محمّد بن علي، أنبأ أبو طاهر المخلّص، أنبأ عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم، قال: و شرحبيل بن حسنة و يكنى أبا عبد الرّحمن - و هو من كندة حليف ابني زهرة - و كانت حسنة أمّه مولاة معمر بن حبيب (5) الجمحي - يعني مات سنة ثمان عشرة-.

أخبرنا أبو محمّد بن شجاع، أنبأ أبو عمرو بن مندة، أنبأ الحسن بن محمّد بن يوسف، أنبأ أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا (6)،ثنا محمّد بن سعد قال: شرحبيل بن حسنة و هي أمه - و هو ابن عبد اللّه بن المطاع بن عمرو بن كندةد.

ص: 478


1- المصدر نفسه رقم 7207.
2- الزيادة عن المعجم الكبير.
3- بالأصل القلاس بالقاف، خطأ و الصواب بالفاء، و قد مرّ التعريف به.
4- تاريخ خليفة بن خياط ص 138.
5- بالأصل خبيب بالخاء المعجمة و الصواب ما أثبت.
6- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

حليف لبني زهرة - و يكنى أبا عبد اللّه - و هو من مهاجرة الحبشة - مات في طاعون عمواس بالشام سنة ثمان عشرة - و هو ابن سبع و ستين سنة-.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو بكر بن الطبري، أنبأ [أبو] الحسين بن الفضل، أنبأ عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب قال في سنة ثماني عشرة: مات شرحبيل بن حسنة و معاذ بن جبل.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنبأ مكي بن محمّد، أنبأ أبو سليمان بن زبر (1) قال: قال ابن عمير و عمرو: مات شرحبيل بن حسنة سنة ثمان عشرة، و هو شرحبيل بن عبد اللّه بن المطاع بن عمرو بن كندة حليف بني زهرة، و هكذا قال الواقدي - و زاد فيه: و يكنى أبا عبد اللّه، و هو ابن سبع و ستين سنة-.

و ذكر ابن زبر أن قول ابن نمير، أخبره به محمّد بن يوسف بن بشر، عن محمّد بن عبد اللّه بن سليمان، عن ابن عمير، و قول عمرو أخبره به مصعب بن إسماعيل المصعبي، عن محمّد بن أحمد بن ماهان عنه.

2730 - شرحبيل بن محمّد الدّاراني

2730 - شرحبيل بن محمّد الدّاراني (2)

روى عن محمّد بن عثمان بن مرّة الدّاراني.

روى عنه: أبو الحسن محمّد بن بكار ساكن بيت لهيا (3)،و أبو القاسم عثمان بن سعيد بن عبيد اللّه بن أحمد بن أبي سفيان بن فطيس.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنبأ علي بن محمّد بن طوق الطبراني، أنبأ عبد الجبار بن مهنى الخولاني (4)،أنبأ أبو الحسن محمّد بن بكار - ببيت لهيا - ثنا شرحبيل بن محمّد الداراني،[حدّثنا محمّد بن

ص: 479


1- بالأصل:«زيد» و الصواب ما أثبت، و اسمه محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن ربيعة. ترجمته في سير الأعلام 440/16.
2- خبره في تاريخ داريا ص 90-91.
3- كانت من أعمر قرى الغوطة، و هي على طريق بغداد القديم بين البساتين حوالي جسر ثورا اليوم (انظر غوطة دمشق لمحمد كردعلي).
4- الخبر في تاريخ داريا ص 90-91.

عثمان بن مرة الدّاراني] (1) عن أبيه، عن جده قال: كان اسم أبي مسلم الخولاني عبد اللّه بن ثوب.

قرأت بخط أبي علي الأهوازي، ثم أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن السوسي، أنبأ جدي أبو محمّد مقاتل بن مطكود (2)،أنبأ أبو (3) علي الأهوازي - إجازة - ثنا عبد الوهاب بن عبد اللّه بن عمر المرّي، ثنا محمّد بن سليمان بن يوسف الربعي، ثنا محمّد بن بكار بن يزيد السّكسكي، ثنا شرحبيل بن محمّد الداراني، عن أبيه، عن جده.

أنا مسلم الخولاني حضره العيد فقالت له امرأته نائلة: يا أبا مسلم لو أنك أتيت معاوية فسألته أن يبعث لنا سكرا و جوزا و يبعث لنا كذا و كذا، و كان أبو مسلم يدلج من دارنا فيصلي في مسجد دمشق، و كان ربما يجيء إلى الباب بل أن يفتحه المؤذنون فينفتح له الباب فتعلم المؤذنون أن أبا مسلم قد دخل، و أن معاوية بعث رجلا فقال: اذهب حتى تقف خلف أبي مسلم حتى تسمع ما يقول، فلما أن دخل أبو مسلم المسجد وقف مقامه الذي كان يقف فيه فقال: اللّهمّ إن نائلة سألتني أن أسأل معاوية كذا و كذا، و إني لا أسأله و لكني أسألك إياه من خزانتك، فذهب الرجل فأخبر معاوية، فأرسل له كلما ذكر من الجوز و غيره، فلما انصرف أبو مسلم إلى منزله لقيته نائلة فقالت: قد جاءني كذا و كذا، و لكنك ليس تطيعني، فحمد اللّه على ذلك و لم يخبرها.

2731 - شرحبيل مذيلفة الكلبي

من وجوه أهل مصر، قدم دمشق أو اصار ناعما (4) لها في صحبة صالح بن علي بن عبد اللّه بن عباس أمير مصر و الشام غازيا، تقدم، ذكر وروده في ترجمة خالد بن حيان الحضرمي.

ص: 480


1- ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ داريا.
2- بالأصل: مصكود خطأ، انظر ترجمة نصر بن أحمد بن مقاتل بن مطكود في سير الأعلام 248/20.
3- كتبت فوق الكلام بين السطرين.
4- كذا بالأصل:«أو أصار ناعما».

الفهرس

ذكر من اسمه سلمة

2607 - سلمة بن أسلم بن حريش بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث ابن الخزرج بن عمرو و هو النبيت بن مالك بن الأوس أبو سعد الأنصاري صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم 3

2608 - سلمة بن الأكوع 8

2609 - سلمة بن بشر بن صيفي أبو بشر 9

2610 - سلمة بن تميم 11

2611 - سلمة بن جواس و يقال: سلامة أبو الحسن الطائي الحمصي 12

2612 - سلمة بن الخطل الكناني الحجازي 14

2613 - سلمة بن دينار أبو حازم الأعرج المديني الزاهد 16

2614 - سلمة بن ربيعة أبو علي السّلاماني 73

2615 - سلمة بن سبرة 73

2616 - سلمة بن شبيب أبو عبد الرّحمن النيسابوري المسمعي 76

2617 - سلمة بن صالح العنسي الحرستاني 80

2618 - سلمة بن عبد اللّه بن الوليد بن الوليد بن المغيرة بن عبد اللّه ابن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي المدني 81

2619 - سلمة بن عثمان القرشي 82

2620 - سلمة بن عمرو بن الأكوع و اسمه سنان بن عبد اللّه بن بشير بن خزيمة ابن مالك بن سلامان بن أسلم بن أفصى بن حارثة أبو عامر، و يقال: أبو مسلم، و يقال: أبو إياس الأسلمي المعروف بابن الأكوع 83

2621 - سلمة بن عمرو العقيلي 105 2622 - سلمة بن العيّار بن حصن بن عبد الرّحمن أبو مسلم الفزاري الدمشقي 109

ص: 481

2623 - سلمة بن كلثوم الكندي 114

2624 - سلمة بن كهيل أبو يحيى الحضرمي ثم التنعي الكوفي 116

2625 - سلمة بن مسلم الجهني 132

2626 - سلمة بن موسى أبو موسى الأنصاري 132

2627 - سلمة بن النجم بن محمّد أبو صالح البخاري المعروف بسلمويه 133

2628 - سلمة بن نصر بن غانم بن عامر بن عبد اللّه بن عبيد عويج ابن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي العدوي 134

2629 - سلمة بن وبرة الكلبي 134

2630 - سلمة بن هشام بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم بن يقظة ابن مرّة بن كعب أبو هاشم المخزومي 134

2631 - سلمة بن يحيى بن الحكم بن أبي العاص الأموي 138

2632 - سلمة يعرف بالبيدق الأنصاري القارئ المدني 138

2633 - سلمة النّميري 140

2634 - سلمة مولى يزيد بن الوليد بن عبد الملك 140

ذكر من اسمه سلم 2635 - سلم بن بحر البكري 141

2636 - سلم بن بندار بن الحسين أبو سعيد النشوي الأرمني 141

2637 - سلم بن زياد بن عبيد الذي يقال له ابن أبي سفيان، أبو حرب 142

2638 - سلم بن سلام القرشي 146

2639 - سلم بن قتيبة بن مسلم بن عمرو بن الحصين بن ربيعة بن خالد بن أسيد الخير ابن كعب بن قضاعي بن هلال بن عمرو بن سلامة بن ثعلبة بن وائل بن معن ابن مالك بن أعصر بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معدّ ابن عدنان أبو عبد اللّه الباهلي الخراساني 146

2640 - سلم بن معاذ بن السّلم بن الفضل بن يزيد بن الوليد بن تميم بن عبد الرّحمن أبو الليث التّميمي اليربوعي القصير 155

2641 - سلم بن يحيى بن عبد الحميد بن يحيى بن عبد الحميد بن محمّد بن عمرو ابن عبد اللّه بن رافع بن عمرو أبو سعيد الطائي الحجراوي 157

ذكر من اسمه سليط 2642 - سليط بن حرملة و يقال سويبط بن حرملة 161

ص: 482

ذكر من اسمه سليمان 2643 - سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطر أبو القاسم اللخمي الطبراني 163

2644 - سليمان بن أحمد بن محمّد بن سليمان بن حبيب أبو محمّد الجرشي 170

2645 - سليمان بن أحمد بن محمّد بن أبي عنقود أبو محمّد 175

2646 - سليمان بن أحمد بن يحيى بن سليمان أبو أيوب الملطي الحافظ 176

2647 - سليمان بن أحمد أبو الحسن البزاز 178

2648 - سليمان بن الأحنف 178

2649 - سليمان بن أرقم أبو معاذ البصري 179

2650 - سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن عمرو بن عمران ممن قتل مع علي بن أبي طالب بصفّين أبو داود الأزدي السجستاني 191

2651 - سليمان بن أيوب بن سليمان بن داود بن عبد اللّه بن حذلم أبو أيوب الأسدي 201

2652 - سليمان بن بزيع القارئ 203

2653 - سلمان بن بزيع رضيع المهدي 203

2654 - سليمان بن بشر و يقال: ابن مبشر بن الوليد بن عبد الملك ابن مروان بن الحكم الأموي 204

2655 - سليمان بن بلال بن أبي الدرداء عويمر بن زيد الأنصاري 204

2656 - سليمان بن حبيب أبو بكر، و قيل: أبو ثابت، و قيل: أبو أيوب المحاربي الداراني 205

2657 - سليمان بن أبي حثمة بن حذيفة بن غانم بن عامر بن عبد اللّه بن عبيد ابن عويج بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي العدوي المدني، تابعي 213

2658 - سليمان بن حميد المزني 220

2659 - سليمان بن حيان أبو خيثمة العذري 222

2660 - سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب بن وارث أبو الوليد الأندلسي الباجي الفقيه 224

2661 - سليمان بن خيثمة بن سليمان بن حيدرة القرشي الأطرابلسي 229

2662 - سليمان بن داود بن أفشى بن عويد بن ناعر بن سلمون بن يخشون ابن عميناذب بن ارم بن خضرون بن فارص بن يهودا بن يعقوب ابن إسحاق بن إبراهيم أبو الربيع نبي اللّه بن نبي اللّه 230

ص: 483

2663 - سليمان بن داود بن جناح بن روح بن جناح 299

2664 - سليمان بن داود بن أبي حفص أبو الربيع الجيلي 299

2665 - سليمان بن داود بن خالد بن عبّاد بن زياد بن أبيه، المعروف بابن أبي سفيان 302

2666 - سليمان بن داود بن عبد اللّه أبو أيوب النيسابوري 302

2667 - سليمان بن داود بن عبيد اللّه بن مروان بن الحكم ابن أبي العاص الأموي 303

2668 - سليمان بن داود بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية ابن عبد شمس الأموي 303

2669 - سليمان بن داود أبو داود الخولاني الداراني 303

2670 - سليمان بن داود الخشني أحد حملة القرآن 314

2671 - سليمان بن داود الدمشقي 315

2672 - سليمان بن داود الدمشقي 315

2673 - سليمان بن رحيق أبو بكر الأنصاري الأندلسي 315

2674 - سليمان بن الربيع 316

2675 - سليمان بن زيادة الغساني 316

2676 - سليمان بن أبي السائب القرشي مولاهم 316

2677 - سليمان بن سعد الخشني مولاهم 317

2678 - سليمان بن سلمة بن عبد الجبار أبو أيوب الخبائري الحمصي 321

2679 - سليمان بن سليم أبو سلمة الكناني الكلبي 324

2680 - سليمان بن سليم بن كيسان مولى كلب 330

2681 - سليمان بن سهل بن إسحاق أبو الحسن الفارسي الداودي الواعظ الكرامي 332

2682 - سليمان بن عبد اللّه بن سليمان بن علي بن عبد اللّه بن عباس ابن عبد المطّلب بن هاشم الهاشمي 333

2683 - سليمان بن عبد اللّه أبي موسى بن قيس الأشعري 335

2684 - سليمان بن عبد اللّه المنصور بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن عباس ابن عبد المطّلب بن هاشم أبو أيوب الهاشمي 335

2685 - سليمان و يقال: سليم بن عبد اللّه أبو عمران الأنصاري قائد أم الدرداء و مولاها 338

2686 - سليمان بن عبيد اللّه و يقال: ابن داود بن مروان بن الحكم ابن أبي العاص بن أمية القرشي الأموي 342

2687 - سليمان بن عبد الحميد بن رافع أبو أيوب البهراني الحمصي 342

ص: 484

2688 - سليمان بن عبد الرّحمن بن أحمد بن عطية و هو سليمان بن أبي سليمان الداراني العنسي 344

2689 - سليمان بن عبد الرّحمن و يقال: ابن إنسان، و يقال: ابن سيار ابن عبد الرّحمن أبو عمير، و يقال: أبو عمرو، مولى بني أمية و يقال: مولى بني أسد ابن خزيمة، و يقال: مولى بني شيباني 348

2690 - سليمان بن عياذ، أخو سعيد بن عياذ 353

2691 - سليمان بن عيسى أخو المضاء بن عيسى 354

2692 - سليمان بن القاسم بن يزيد بن سليمان بن عبد الملك بن مروان ابن الحكم القرشي الأموي 354

2693 - سليمان بن قيس بن حارثة بن عمرو بن زيد بن عبد مناة ابن الحسحاس بن بكر بن وائل بن عوف بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء ابن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد، و يقال: سليمان بن قيس ابن حارثة بن عمرو بن عبد مناة بن أبي العيص، و اسمه الحسحاس بن بكر ابن عوف بن عمرو بن عدي ابن عمرو بن مازن بن الأزد الغساني 355

2694 - سليمان بن كثير بن أمية بن أسعد بن عبد اللّه بن المؤتنف بن عمرو ابن عامر بن ثعلبة بن مالك بن أفصى أبو محمّد الخزاعي المروزي 356

2695 - سليمان بن أبي كريمة أبو سلمة الصيداوي 357

2696 - سليمان بن محمّد بن إسماعيل بن محمّد بن عبد الرّحمن بن القاسم بن يزيد ابن مسلم بن مشكم أبو أيوب الخزاعي 360

2697 - سليمان بن محمّد بن سلمة أبو القاسم الحراني 361

2698 - سليمان بن محمّد بن عبد اللّه 362

2699 - سليمان بن محمّد بن الفضل بن جبريل أبو منصور البجلي النهرواني 362

2700 - سليمان بن مجالد بن أبي المجالد 365

2701 - سليمان بن موسى أبو الربيع، و يقال أبو أيوب الأشدق الفقيه مولى آل أبي سفيان بن حرب 367

2702 - سليمان بن موسى أبو داود الزهري 392

2703 - سليمان بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص ابن أمية أبو أيوب و يقال: أبو الغمر الأموي 395

2704 - سليمان بن يحيى بن الحكم بن أبي العاص بن أمية الأموي 401

2705 - سليمان بن يحيى بن معاذ 401

ص: 485

2706 - سليمان بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية ابن عبد شمس الأموي 401

2707 - سليمان بن يزيد الأزدي ثم الحجري المصري 401

ذكر من اسمه شدّاد 2708 - شدّاد بن أوس بن ثابت الأنصاري البخاري 403

2709 - شدّاد بن خالد الباهلي 418

2710 - شدّاد بن عبد اللّه أبو عمار القرشي الأموي مولاهم 418

2711 - شدّاد بن عبيد اللّه بن شدّاد أبو محمّد، و يقال: أبو هند الخولاني القارئ الضرير 426

2712 - شدّاد بن عمر 428

2713 - شدّاد بن الفضل 428

2714 - شدّاد بن قيس 429

2715 - شدّاد بن محمّد 431

2716 - شدّاد بن ممطور أبي سلاّم الأكون الحبشي 431

2717 - شدّاد 431

2718 - شدّاد أبو خالد البصري 432

ذكر من اسمه شذقم 2719 - شذقم الكلبي 433

ذكر من اسمه شديد 2720 - شديد بن شدّاد بن عامر بن لقيط بن جابر بن وهب بن ضباب ابن حجير بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي 434

ذكر من اسمه شراحيل 2721 - شراحيل بن آدة، و يقال شراحيل بن شراحيل، و يقال: شراحيل بن كليب بن آدة، و يقال: شرحبيل أبو الأشعث الصنعاني - صنعاء الشام - 436

2722 - شراحيل بن عبيدة بن قيس العقيلي 442

2723 - شراحيل بن عمرو أبو عمرو العبسي 444

2724 - شراحيل بن مرثد أبو عثمان الصنعاني 447

2725 - شراحيل بن مسلمة بن عبد الملك، و يقال: شراحيل بن معاوية بن هشام ابن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي 451

ص: 486

ذكر من اسمه شراعة 2726 - شراعة بن الزّندبود الكوفي مولى بني أسد 452

ذكر من اسمه شرحبيل 2727 - شرحبيل بن ذي الكلاع، و اسمه اسميفع أبو زرعة الحميري الحمصي 453

2728 - شرحبيل بن السمط بن شرحبيل بن الأسود بن جبلة بن عدي بن ربيعة ابن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع بن كندة، أبو يزيد، و يقال: أبو السمط الكندي 455

2729 - شرحبيل بن عبد اللّه بن المطاع بن عمرو، و يقال: المطاع بن عبد العزّى ابن قطن بن الغوث بن مرّ و هو شرحبيل بن حسنة أبو عبد اللّه، و يقال: أبو عبد الرّحمن، و يقال: أبو واثلة الكندي 464

2730 - شرحبيل بن محمّد الداراني 479

2731 - شرحبيل مذيلفة الكلبي 480

الفهرس 481

ص: 487

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.