تاریخ مدینة دمشق المجلد 20

هویة الکتاب

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

تفاصيل النشر: بیروت: دارالفکرالمعاصر؛ دمشق: دارالفکر دمشق: معهد الفتح الاسلامي، 1420ق.= 1999م.= 1378 -

دراسة و تحقيق علي شيري

عدد المجلدات: 80

لسان: العربية

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

تصنيف الكونجرس: DS99 /د8 1378 الف243015

تصنيف ديوي: 956/9144

موضوع: تاريخ الإسلام | التاريخ والجغرافيا المحلية | الترجمة الجماعية | رجال

ص: 1

اشارة

ص: 2

الجزء العشرون

بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ

حرف السّين

ذكر من اسمه سابق

2358 - سابق بن عبد اللّه

أبو سعيد و يقال: أبو أمية، و يقال: أبو المهاجر، الرّقّي،

المعروف بالبربري (1) الشاعر (2)

قدم على عمر بن عبد العزيز و أنشده أشعارا في الزهد.

روى عن ربيعة بن أبي عبد الرّحمن [و] (3) داود بن أبي هند، و مكحول، و شعبة، و عبد اللّه بن سعيد بن أبي هند، و مطرّف بن طريف، و العلاء بن عبد الرّحمن، و عمرو بن أبي عمرو، و عاصم بن أبي شبيب، و يزيد بن حضرمة، و إسماعيل بن أمية، و إسماعيل بن أبي خالد، و علي بن بذيمة (4)،و عبد اللّه بن سعيد بن أبي هند (5).

روى عنه: الأوزاعي و أبو بدر شجاع بن الوليد السّكوني، و موسى بن أعين، و عثمان بن عبد الرّحمن الطرائفي، و فهر بن بشر الدّاماني (6)،و المعافى بن عمران، و زيد (7) بن الجرّاح الموصليان، جمع بينهما و الظاهر أنهما اثنان.

ص: 3


1- بالأصل و م: اليزيدي، خطأ و الصواب ما أثبت عن مصادر ترجمته.
2- ترجمته في الأغاني 57/6 خزانة الأدب 164/4 الوافي بالوفيات 69/15 و بغية الطلب 4062/9.
3- زيادة للإيضاح عن م.
4- بالأصل «بديمة» بالدال المهملة و الصواب عن بغية الطلب.
5- كذا بالأصل و م مكررا.
6- الداماني نسبة إلى دامان قرية بالجزيرة، ذكره السمعاني و ترجم له.
7- في بغية الطلب:«رباح» و سيأتي في الحديث قريبا «رباح» و هو الصواب، انظر ترجمته في تاريخ بغداد 428/8.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة السّلمي، و طاهر بن سهل بن بشر، قالا:

أنا أبو الحسين بن مكي، أنا أبو الحسن أحمد بن عبد اللّه بن حميد بن رزيق، نا أبو علي محمّد بن سعيد بن عبد الرّحمن الحافظ [ب ] الرقة - نا محمّد بن عبيد اللّه القردواني، نا أبي، حدّثنا سابق البربري، عن مطرّف، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن علي، قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يوتر من أول الليل و وسطه و آخره، ثم ثبت له آخر الليل[4584].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، نا أبو محمّد الجوهري،- إملاء - أنا أبو محمّد عبد العزيز بن الحسن بن علي بن أبي صابر الصيرفي، نا العباس بن أحمد بن محمّد البوني، نا أبو همّام - يعني الوليد بن شجاع السّكوني - قال: حدّثني أبي، نا سابق أبو سعيد الجزري، حدّثني عمرو بن أبي عمرو، عن عبد الرّحمن بن الحارث، عن ابن عباس أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«الحلال بيّن، و الحرام بيّن، و بيّن ذلك مشتبهات، فمن رتع فيهن قمن أن يأثم، و من اجتنبهن فهو أرفق بدينه، كالمرتعي إلى جنب حمى، و من ارتعى إلى جنب حمى فيوشك أن يقع فيه، و لكل ملك حمى، و حمى اللّه عز و جل في الأرض الحرام»[4585].

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو محمّد بن أبي عثمان، و عاصم بن الحسن، قالا: أنا القاضي أبو القاسم الحسن بن الحسن بن علي بن المنذر، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا رباح بن الجراح، حدّثنا سابق بن عبد اللّه، و كان من البكّائين، عن أبي خلف، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«إذا مدح الفاسق غضب اللّه عز و جل» (1)[4586].

أخبرناه أبو الحسن علي بن الحسن، قال: حدّثنا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنبأنا أبو بكر الخطيب (2):

أنبأنا علي بن محمّد بن عبد اللّه المعدّل، أنا أحمد بن محمّد بن الجوزي، حدّثنا

ص: 4


1- نقله ابن العديم في بغية الطلب 4064/9-4065.
2- الخبر في تاريخ بغداد 428/8 في ترجمة رباح بن الجراح العبدي.

أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثنا رباح [بن] الجرّاح العبدي، قال: و أنا محمّد بن عبد الملك القرشي - و اللفظ له - أنا عثمان بن محمّد بن القاسم الأدمي، حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، حدّثنا أبو الوليد رباح بن الجراح الموصلي ببغداد سنة ست و أربعين و مائتين، حدّثنا سابق بن عبد اللّه عن أبي خلف خادم أنس، عن أنس بن مالك، قال: قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:

«إذا مدح الفاسق اهتزّ العرش، و غضب له الرب عز و جل»[4587].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، أنبأ أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأ جدي، أنا أبو الدحداح، حدّثنا أحمد بن عبد الواحد، نا محمّد بن كثير، عن الأوزاعي، عن سابق البربري (1)،قال: كتب مكحول إلى الحسن و نحن بدابق (2)، فسأله عن الطالب و المطلوب، قال: فجاءه الكتاب: إذا كتب طالبا فصلّ بالأرض، و إذا كتب مطلوبا فصلّ على الأرض، كذا قال و إنما هو على الدابة.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل البغدادي، نا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد ابن خيرون و محمّد بن الحسن قالوا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (3):سابق البربري (4)،روى عنه الأوزاعي مرسل، يعد في الشاميين، كذا قال، و إنما هو من الجزريين (5).

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي إجازة.

ح قال: و أنا أبو طاهر الحسين بن سلمة، أنا أبو الحسن المعافى، قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، قال (6):سابق البربري (7)،روى عنه الأوزاعي، سمعت أبي يقول ذلك.

ص: 5


1- بالأصل و م: اليزيدي، خطأ و الصواب ما أثبت.
2- دابق: قرية قرب حلب من أعمال عزاز، بينها و بين حلب أربعة فراسخ.
3- التاريخ الكبير 201/4.
4- بالأصل و م: اليزيدي، خطأ و الصواب ما أثبت.
5- مهملة بدون نقط بالأصل و م و إعجامها عن البخاري.
6- الجرح و التعديل 307/4-308.
7- بالأصل و م: اليزيدي، خطأ و الصواب ما أثبت.

ثم: سابق الرّقّي (1)،روى عن العلاء بن عبد الرّحمن، و خصيف، و أبي خلف، روى عنه موسى بن أعين، و المعافى بن عمران الموصلي، و عثمان بن عبد الرّحمن الطرائفي، سمعت أبي يقول ذلك.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى: أخبرنا أبو نصر الوائلي، أخبرنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، قال: أبو سعيد سابق البربري (2)،و قال في موضع آخر: أبو عبد اللّه سابق بن عبد اللّه البربري (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، حدّثنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، حدّثنا محمّد بن أحمد بن حمّاد، قال: أبو سعيد سابق البربري (4).

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (5)،حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي، حدّثنا أبو أحمد محمّد بن عبد اللّه، حدّثنا أبو علي محمّد بن سعيد الحرّاني، قال (6):سابق بن عبد اللّه الرّقّي - يكنى أبا سعيد-، حدث عنه من أهل حرّان: عثمان بن عبد الرّحمن الطرائفي (7)،و حدّث (عنه محمّد بن سليمان بن أبي داود، و حدث عنه عبيد اللّه بن يزيد بن إبراهيم أبو ابن القردواني) (8)،و حدث عنه محمّد بن يزيد بن سنان الرّهاوي نسخة عن أبي حنيفة، و حدث عنه شجاع بن الوليد، قال: نا أبو سعيد الجزري.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو القاسم السهمي، أنا أبو أحمد بن عدي، قال (9):سابق بن عبد اللّه الرّقّي يكنى أبا عبد اللّه،

ص: 6


1- كذا فصل بينهما ابن أبي حاتم، و وضع لهما ترجمتين مستقلتين و هما واحد. و وهمه عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي فيما رواه عنه أبو علي القشيري، انظر بغية الطلب 4066/9، و قد سكت ابن عساكر و لم يعلق كعادته على ما أورده ابن أبي حاتم.
2- بالأصل و م: اليزيدي، خطأ و الصواب ما أثبت.
3- بالأصل و م: اليزيدي، خطأ و الصواب ما أثبت.
4- بالأصل و م: اليزيدي، خطأ و الصواب ما أثبت.
5- بالأصل: المزرقي، بالقاف خطأ، و الصواب «المزرفي» بالفاء، و قد مضى.
6- تاريخ الرقّة للحرّاني ص 123 و 126 و 127.
7- له ترجمة في ميزان الاعتدال 184/3 و شذرات الذهب 6/2 و قيل له الطرائفي لأنه كان يتبع طرائف الحديث.
8- ما بين المعقوفتين سقط من تاريخ الرقة، و هو مثبت كالأصل في بغية الطلب نقلا عن تاريخ الرقة للحراني.
9- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 466/3-467.

و يقال: أبو سعيد، و يقال أبو المهاجر، ثم ذكر له أحاديث، ثم قال: حدّثنا عبد اللّه بن محمّد الحرّاني، نا ابن القردواني، حدّثني أبي، نا سابق بن عبد اللّه الرّقّي، و كنيته أبو المهاجر، و ذكر أن سابق صاحب حديث:«إذا مدح الفاسق»، ليس هو بالرّقّي، لأن الرّقّي أحاديثه مستقيمة، عن مطرّف، و أبي حنيفة، و غيره، و اللّه أعلم، و سابق البربري الذي يذكر هو غير ما ذكرت، و سابق البربري صاحب كلام في الحكمة و في الزهد و غيره.

قلت: هما واحد.

أخبرنا أبو الفتوح أسامة بن محمّد بن زيد العلوي، نا أبو جعفر بن المسلمة - إجازة - قال: أجاز لنا أبو عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى المرزباني، قال (1):

سابق البربري (2) مولى الوليد - يكنى أبا عبد اللّه - و يقال: أبو أمية أحد الزهّاد المشهورين، و له مع عمر بن عبد العزيز أخبار، و هو القائل:

و للموت تغدو الوالدات سخالها *** كما لخراب الدهر تبنى المساكن (3)

و له:

أموالنا لذوي الميراث نجمعها *** و دورنا لخراب الدهر نبنيها

و النفس تكلف بالدنيا و قد علمت *** أن السلامة منها ترك ما فيها (4)

و له:

و كائن ترى من صامت لك معجب *** زيادته أو نقصه في التكلم (5)

و له:

ص: 7


1- ليس لسابق البربري ترجمة في معجم الشعراء المطبوع.
2- بالأصل و م: اليزيدي، خطأ.
3- البيت في الوافي بالوفيات 70/15 و بغية الطلب 4071/9 و فيها المنازل بدل المساكن، و انظر اللسان «لوم». و بالأصل:«لما لخراب» و المثبت «كما» عن المصادر.
4- البيتان في الوافي 70/15 و بغية الطلب 4071/9.
5- البيت في بغية الطلب، و الوافي و قبله فيه: لسان الفتى نصف و نصف فؤاده فلم يبق إلاّ صورة اللحم و الدم و بالأصل:«يرى» و المثبت «ترى» عن المصدرين.

يخادع ريب الدهر عن نفسه الفتى *** شفاها و ريب الدهر عنها يخادعه

و يطمع في سوف و يهلك دونها *** و كم من حريص أهلكته مطامعه

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو أحمد الحاكم، قال: أبو سعيد سابق بن عبد اللّه البربري (1)،إمام مسجد الرقة، و قاضي أهلها، سمع ربيعة بن أبي عبد الرّحمن، و العلاء بن عبد الرّحمن الحرقي.

روى عنه الأوزاعي، و محمّد بن سليمان بن أبي داود، يعد في الشاميين (2)،كذا قال.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد بن المجلي (3)،أنا أبو بكر الخطيب، قال: سابق بن عبد اللّه الرّقّي المعروف بالبربري (4)-يكنى أبا سعيد - حدث عن عمرو بن أبي عمرو، و العلاء بن عبد الرّحمن، و مطرّف بن طريف، و عاصم بن كليب، و يزيد بن خصفة (5)،و إسماعيل بن أمية، و إسماعيل بن أبي خالد، و عمرو (6) بن يحيى المازني، و علي بن بذيمة (7)،و خصيف بن عبد الرّحمن، و أبي حنيفة الفقيه.

روى عنه موسى بن أعين، و أبو بدر شجاع بن الوليد، و عثمان بن عبد الرّحمن الطرائفي، و غيرهم (8).

قرأت على أبي محمّد السّلمي عن أبي نصر بن ماكولا، قال (9):سابق بن عبد اللّه الرّقّي، أبو سعيد المعروف بالبربري (10)،حدث عن عمرو بن أبي عمرو، و العلاء بن

ص: 8


1- بالأصل و م: اليزيدي، خطأ.
2- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 4068/9 و عقب بقوله: هكذا قال: يعد في الشاميين، و تابع في هذا القول أبا عبد اللّه محمد بن إسماعيل البخاري، و إنما قالا ذلك لأنه أقام بالشام كثيرا و كان انقطع إلى عمر بن عبد العزيز، و له معه أخبار، و غزا في أيام سليمان بن عبد الملك، و كان يكون بدابق.
3- بالأصل:«المحلي» و الصواب ما أثبت و ضبط عن التبصير.
4- بالأصل و م باليزيدي، خطأ.
5- كذا بالأصل «خصيفة» و ابن ماكولا، و في بغية الطلب: خصفة و في م: حقيقة.
6- بالأصل و م «و عمرة» و الصواب مما تقدم في بداية الترجمة.
7- بالأصل: بديمة، و الصواب بالذال المعجمة عن م، و قد مضى.
8- ليس لسابق البربري ترجمة في تاريخ بغداد المطبوع.
9- الاكمال لابن ماكولا في باب: البربري 398/1.
10- بالأصل: باليزيدي، خطأ و الصواب ما أثبت عن الاكمال.

عبد الرّحمن، و مطرّف بن طريف، و عاصم بن كليب، و يزيد بن خصيفة، و أبي حنيفة النعمان بن ثابت، و إسماعيل بن أمية، و إسماعيل بن أبي خالد، روى عنه موسى بن أعين، و شجاع بن الوليد، و عثمان بن عبد الرّحمن الطرائفي، و غيرهم (1).

أخبرنا أبو السعود بن المجلي (2)،أنا أبو بكر أحمد بن علي، قال: أنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي، أنا محمّد (3) بن عبد اللّه بن محمّد الشيباني، نا عبد اللّه بن سعد بن يحيى القاضي الكريزي، نا الفتح بن سلومة، نا فهر بن بشر الداماني، حدّثني سابق أبو سعيد البربري إمامنا بالرقة، نا عمرو أبو يحيى بن عمارة المازني بحديث ذكره.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (4)،نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو أحمد محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن جامع الدهان، نا أبو علي محمّد بن سعيد بن عبد الرّحمن الحرّاني الحافظ ، في كتاب «تاريخ الرقة» (5)،نا هلال بن العلاء، نا عمرو بن عثمان، نا موسى بن أعين، نا سابق أبو سعيد، قال عمرو: و كان إمام الرقة قبل أجلح، عن العلاء بن عبد الرّحمن، بحديث ذكره (6).

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن محمّد، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني أبو عبد اللّه محمّد بن أيوب، حدّثني عبد ربه بن حمّاد - و كان ثقة - أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى سابق البربري أن عظني، فكتب إليه بهذه (7):

بسم الذي أنزلت من عنده السّور *** و الحمد للّه أما بعد يا عمر

إن كنت تعلم ما تأتي و ما تذر *** فكن على حذر قد ينفع الحذر

ص: 9


1- بالأصل و م: و غيره، و الصواب عن الاكمال.
2- بالأصل و م:«المحلي» و الصواب ما أثبت و قد مضى.
3- في م: أحمد.
4- بالأصل و م: المزرقي، و الصواب بالفاء.
5- كتاب الرقّة للحرّاني ص 123.
6- الحديث في م. تأخر إلى ما بعد الخبر التالي.
7- الأبيات من قصيدة طويلة ذكرها ابن الجوزي في سيرة عمر بن عبد العزيز ص 169، و الوافي 70/15 و بغية الطلب 4075/9.

و اصبر على القدر المجلوب و ارض به *** و إن أتاك (1) بما لا يشتهي القدر

فما صفا لامرئ عيش يسرّ به *** إلاّ سيتبع (2) يوما صفوه الكدر

قال: و نا محمّد بن عبد اللّه، قال: سمعت إبراهيم بن أحمد بن عبد الكريم الحداني بن أبي حميد يقول: سألت محمّد بن سليمان، عن سابق البربري (3)،فقال:

هذا كان قاضيا بالرقة.

أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن عمرو،[نا] أبو الحسن علي بن بركات الخشوعي، قالا: نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو علي بن بشران، أنا الحسين بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن إدريس، قال: سمعت العباس الخلاّل يقول:

قال سابق البربري، شعر (4):

أصبحتم جزرا للموت يأخذكم *** كما البهائم في الدنيا لكم جزر

و ليس يزجركم ما توعظون به *** و البهم يزجرها الراعي فتنزجر

ما يشعرون بما في دينهم نقضوا *** جهلا و إن نقضوا دنياهم شعروا (5)

أبعد آدم ترجون الخلود و هل *** تبقى فروع لأصل حين ينقعر

لا ينفع الذكر قلبا قاسيا أبدا *** و الحبل في الحجر القاسي له أثر (6)

أنبأنا أبو القاسم عبد المنعم بن علي بن أحمد بن الغمر، أنا أبو الحسن علي بن الخضر بن سليمان، أنا عبد الوهاب بن جعفر بن علي، نا أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد بن إسماعيل، حدّثني محمّد بن يوسف الهروي، نا أحمد بن محمّد بن يزيد الأنصاري، قال:

كنا عند محمّد بن مصعب القرقساني فقال لنا: بيت (7) من شعر، فقال: من

ص: 10


1- بالأصل:«أباك» و المثبت عن المصادر.
2- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل:«بببشع» و المثبت عن م و المصادر.
3- بالأصل: باليزيدي، خطأ و الصواب ما أثبت عن الكمال.
4- الأبيات في سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي ص 171.
5- البيت في سيرة ابن الجوزي: لا يشعرون بما في دينهم نقصوا جهلا و إن نقصت دنياهم شعروا
6- عجزه في سيرة ابن الجوزي: و هل يلين لقول الواعظ الحجر.
7- العبارة بالأصل:«فقال أنا تبت من شعر» و فيها اضطراب و لا معنى لها باعتبار ما سيأتي، و صوبنا العبارة عن م، و انظر مختصر ابن منظور 181/9.

أخبرني لمن هو من الشعراء فله ثلاثون حديثا، و كان معنا رجل يعرف الشعر، فقال:

قولوا له أي شيء هو؟ قلنا له: يا أبا الحسن أي شيء هو؟ فقال محمّد بن مصعب:

و العلم يجلو العمى عن قلب صاحبه *** كما يجلّي سواد الظلمة القمر

قال: فقال الرجل: هذا لسابق البربري، قال: صدق، صدق، فأي شيء بعده، قال:

و العلم فيه حياة للقلوب *** كما يحيي البلاد إذا ما مسها المطر (1)

قال: صدق و اللّه، فأي شيء بعده ؟ قال:

فأنتم جزر للموت يأخذكم *** كما البهائم في الدنيا لنا جزر (2)

قال أبو علي الأنصاري: فحدّثنا بالثلاثين التي وعده.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو نصر محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو سعيد الصيرفي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن أحمد الصفار.

و أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن أحمد بن يوه (3)،أنا أبو الحسن اللّبناني، قالا: نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد - زاد: اللبناني: بن الحسين - نا حماد بن الوليد (4)-زاد اللبناني: الصفار الحنظلي - قال: سمعت عمر بن ذرّ يذكر أنه بلغه عن ميمون بن مهران أنه قال: دخلت على عمر بن عبد العزيز و عنده سابق البربري (5) الشاعر، و هو ينشده شعرا، فانتهى في شعره إلى هذه الأبيات:

فكم من صحيح بات للموت آمنا *** أتته المنايا بغتة بعد ما هجع

فلم يستطع إذ جاءه الموت بغتة *** فرارا، و لا منه بحيلته امتنع

ص: 11


1- الأبيات الثلاثة في سيرة ابن الجوزي ص 168-170 من قصيدة لسابق البربري يعظ عمر بن عبد العزيز. و رواية هذا البيت فيها: و الذكر فيه... إذا ما ماتت المطر.
2- في سيرة ابن الجوزي: أصبحتم جزرا للموت يقبضكم .... لها جزر.
3- ضبطت عن تبصير المنتبه.
4- الخبر في سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي من طريق حماد بن الوليد ص 171-172.
5- بالأصل: اليزيدي، خطأ.

و قال اللبناني: بقوته امتنع

فأصبح تبكيه النساء مقنّعا *** و لا يسمع الداعي، و إن صوته رفع

و قرّب من لحد، فصار مقيله *** و فارق ما قد كان بالأمس قد جمع

فلا يترك الموت الغني لماله *** و لا معدما في المال ذا حاجة يدع

فلم يزل عمر يبكي و يضطرب حتى غشي عليه، قال: فقمنا و انصرفنا عنه.

أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن عبد الرّحمن بن أبي بكر القاري الصوفي، أنا إسماعيل بن زاهر النوقاني.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، قالا: نا أبو محمّد عبد اللّه بن يوسف الأصبهاني، أنا أبو بكر عبد اللّه بن يحيى الطلحي - زاد البيهقي:

بالكوفة - نا إبراهيم بن عبد اللّه الختّلي، نا محمّد بن الحسين، نا حمّاد بن الوليد الحنظلي، قال: حدّثنا - و قال زاهر: سمعت - عمر بن ذرّ يذكر عن ميمون بن مهران أنه قال: دخلت على عمر بن عبد العزيز و عنده سابق البربري (1) و هو ينشده شعرا (2)، فانتهى في شعره إلى هذه الأبيات:

فكم من صحيح بات للموت آمنا *** أتته المنايا بغتة بعد ما هجع

فلم يستطع إذ جاءه الموت بغتة *** فرارا و لا منه بقوته امتنع

فأصبح تبكيه النساء مقنّعا *** و لا يسمع الداعي و إن صوته رفع

و قرّب من لحد فكان مقيله *** و فارق ما قد كان بالأمس قد جمع

و لا يترك الموت الغنيّ لماله *** و لا معدما في المال ذا حاجة يدع

و قال البيهقي: في الحال، و زاد: قال: و قالا:- فلم يزل عمر يبكي و يضطرب حتى غشي عليه، و قمنا و تفرقنا عنه.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأ رشأ بن نظيف، أنبأ الحسن بن إسماعيل بن محمّد، أنا أحمد بن مروان، أنشدنا إسماعيل بن إسحاق السرّاج، قال:

أنشدني أبو زيد النميري لسابق:

ص: 12


1- بالأصل: اليزيدي، خطأ.
2- الخبر في سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي من طريق حماد بن الوليد ص 171-172.

و كم من صحيح بات للموت آمنا *** أتته المنايا بغتة بعد ما هجع

فلم يستطع إذ جاءه الموت بغتة *** فرارا و لا منه بقوته امتنع

و أصبح تبكيه النساء مقنّعا *** و لا يسمع الداعي و إن صوته رفع

و قرّب من لحد فصار مقيله *** و فارق ما قد كان بالأمس قد جمع

فلا يترك الموت الغنيّ لماله *** و لا معدما في المال ذا حاجة يدع

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنبأ الحسن بن محمّد بن أحمد بن يوه، أنبأ أبو الحسن اللبناني، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، نا إسحاق بن يحيى العبدي، نا عثمان بن عبد الحميد، قال: دخل سابق البربري (1) على عمر بن عبد العزيز، فقال له عمر: عظني يا سابق و أوجز، قال: نعم يا أمير المؤمنين، و أبلغ إنشاء اللّه فقال: هات، فأنشده:

إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى *** و وافيت بعد الموت من قد تزودا

ندمت على أن لا تكون شركته *** و أرصدت قبل الموت ما كان أرصدا

فبكا عمر حتى سقط مغشيا عليه (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري، و أبو محمّد بن أبي عثمان، قالوا: أنا أحمد بن محمّد بن موسى بن القاسم بن الصّلت المجبّر (3)،أنبأ أبو بكر محمّد بن القاسم، نا أحمد بن محمّد الأسدي، قال:

أنشدنا الرياشي لسابق البربري (4):

ألا ربّما صار البغيض مصافيا *** و مال عن العهد الصديق المتاقن

فلا تغترر ما عشت من متجمل *** بظاهر ود قد تغطّي البطائن

قال الرياشي: المتاقن: المؤانس المعاشر، و أنشد لابن مقبل:

يقول الذي أمسى إلى الحزن أهله *** بأي الحشا أمسى الخليط المتاقن (5)

ص: 13


1- بالأصل و م: اليزيدي.
2- الخبر و الشعر نقله ابن العديم في بغية الطلب 4074/9 و البيتان في الوافي بالوفيات 70/15.
3- ضبطت بضم الميم و فتح الجيم و كسر الباء الموحدة المشددة، عن الأنساب و هذه النسبة إلى من يجبر الكسير، ذكره السمعاني و ترجم له.
4- بالأصل و م: اليزيدي.
5- الخبر و الشعر في بغية الطلب 4075/9.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه الصفار، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، حدّثني بدل بن المجبر (1)،نا هشام بن زياد قال: سمعت الحسن و نحن في جنازة يقول: رحم اللّه سابق البربري (2) حيث يقول:

و للموت تغذو الوالدات سخالها *** كما لخراب الدهر تبنى المساكن

أخبرنا أبو نصر بن رضوان، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن خلف بن المرزبان، حدّثني الحسن بن بشر المشرف الوراق، أخبرني محمّد بن سلام الكاتب، و ليس بالجمحي في وصية ذكرها عن الحسن بن سهل لابنه إبراهيم بن الحسن، فذكرها و فيها: و قد قال سابق البربري (3):

العلم و الحلم حلتان هما للخلق زين إذا هما اجتمعا صنوان لا يستتم حسنهما إلاّ بجمع لذا و ذاك معا كم من وضيع سما به العلم و الحلم فنال العلا و ارتفعا و من رفيع البنّا أضاعهما أحمله ما أضاع فاتضعا أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو محمّد المصري، أنا أحمد بن مروان، أنشدنا عمرو بن محمّد البصري، أنشدنا أبو الفضل الرياشي، أنشدني بعض أصحابنا لسابق البربري (4)(5):

إن كنت متخذا خليلا *** فتنق و انتقد الخليلا

من لم يكن لك منصفا *** في الودّ فابغ به بديلا

و عليك نفسك فارعها *** و اكسب لها عملا جميلا

و من استخف بنفسه *** زرعت له قالا و قيلا

و أقل ما تجد اللئيم *** عليك إلاّ مستطيلا

و المرء إن عرف الجميل *** وجدته يأتي الجميلا

و لربما سئل البخيل الشيء *** لا يسوى فتيلا

ص: 14


1- في م: المحبر.
2- بالأصل و م: اليزيدي، خطأ.
3- بالأصل و م: اليزيدي، خطأ.
4- بالأصل و م: اليزيدي، خطأ.
5- الخبر و الشعر في بغية الطلب 4076/9.

فيقول لا أجد السبيل *** إليه يكره أن ينيلا

و كذاك لا جعل الإله له *** إلى خيره سبيلا (1)

يا مبتني الدار الذي هو *** مسرع عنها الرّحيلا

إن لم تنل خيرا أخاك *** فكن له عبدا ذليلا

و تجنّب الشهوات *** و احذر أن تكون لها قتيلا

فلرب شهوة ساعة قد *** أورثت حزنا (2) طويلا

أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه بن محمّد، أنا أبو محمّد الحسن بن علي بن محمّد، ثنا أبو عمر محمّد بن العباس بن حيّوية، ثنا أبو الحسين أحمد بن جعفر بن محمّد بن عبيد اللّه المنادي، قال: قال سابق بن عبد اللّه البربري (3)..... (4) من أحمد بن عبد اللّه بن جرير الجواليقي:

ناوبني همّ كثير بلا بله *** طروقا فغال النوم عني غوائله

فوبخي (5) من الموت الذي هو واقع *** و للموت باب أنت لا بد داخله

أ يأمن ريب الدهر يا نفس راهن *** تحبش (6) له بالمقطعات مراجله

فلم أر في الدنيا و ذو الجهل عاقل (7) *** أسيرا يخاف القتل و اللّهو شاغله

فما باله يفدي (8) من الموت نفسه *** و يأمن سيف الدهر و الدهر قاتله

و لا يغتدي من موقف لو رمى الردى *** به جبلا أصخب (9) سرايا جنادله

و بعد دخول القبر يا نفس كربة (10) *** و هول تشيب المرضعين زلازله

إذا الأرض خفت بعد نقل جبالها *** و خلا سبيل البحر يا نفس ساحله

ص: 15


1- في بغية الطلب: فكذا لا جعل... إلى خير سبيلا.
2- مهملة بدون نقط بالأصل و المثبت عن م، و انظر بغية الطلب.
3- بالأصل و م: اليزيدي، خطأ.
4- غير واضحة بالأصل و م و رسمها:«اسسرويتها».
5- في م: مدلحي.
6- في م: تجيش.
7- في م: غافل.
8- في م: يعدي.
9- كذا، و في م: أصحب.
10- بالأصل و م:«لربه» و لعل الصواب ما أثبت.

فلا ترتجي عونا على حمل وزره *** مسيء و أولى الناس بالوزر حامله

إذا الجسد المعمور زائل روحه *** جوى و جمال البيت يا نفس أهله

و قد كان فيه الروح جبنا بزينة *** و ما الغمد لو لا نصله و جماله (1)

يزايلني مالي إذا النفس حشرجت *** و أهلي و كدحي (2) لازمي لا أزايله

اذا كلّ عند الجهل يا نفس منطقي *** و عاينت عند الموت ما لا أحاوله

يغسل ما بالجلد من طاهر الأذى *** و لا يغسل الذنب المخالف غاسله

و من نقلت الأمراض يوما فإنه *** سيوشك يوما أن تصاب مقاتله

و قد تفلت الوحش الحبال (3) و ربما *** تقبّضت الوحشي يوما حبائله

إذا العلم لم تعمل به صار حجة *** عليك و لم تعذر بما أنت جاهله

و قد ينعش الذكر القلوب و إنما *** تكون حياة العود في الماء وائله (4)

أرى الغصن لا ينمى إذا أحنت أصله *** و ليس بباق من أبيحت أوائله

فإن كنت قد أبصرت هذا فإنما *** يصدق قول المرء ما هو فاعله

و لا يستقيم الدهر سهم لوجهه *** به ميل حتى يقوّم مائله

و فيك إلى الدنيا اعتراض و إنما *** تكال لذا الميزان ما أنت كايله

فلا تنتكث بعد الهدى عن بصيرة *** كما نكث الحبل المضاعف فاتله

و تطلب في الدنيا المنازل و العلا *** و تنسى نعيما دائما لا تزايله

كمن غرّه لمع السراب بقيعة *** فقصر (5) عن ورد تجيش مناهله

و قد حانت الدنيا قرونا تتابعوا *** كما حان (6) أعلى البيت يوما أسافله

و تصبح فيها آمنا ثم لم تكن *** لتأمن في واد به الخوف نازله

و قد ختلنا باللطيف من الهوى *** كما يختل الوحشي بالشيء (7) خاتله

رضينا بما فيها شفاها و لم يكن *** يبيع سمين اللحم بالغث آكله

ص: 16


1- عجزه في م: و ما العمر لو لا نصله و حمائله.
2- في م: و كل حي.
3- في م: الجبال.
4- في م: وابله.
5- في م: كم عزه لمع السراب بقصرة تقصر.
6- في م: و قد خانت... كما خان.
7- عن م، و بالأصل: بالنتي.

و عاقبة (1) اللذات تخشى و إنما *** يكدر يوما عاجل الأمر آجله

و إن فرحت بالمرء يوما حلائل *** فلا بد يوما أن نرى حلائله

فكم من فتى قد كان في شره الصبي *** فأقصر بعد العدل عنه عواذله

إذا ما سما حق إليك و باطل *** عليك فلا تذهب لحقك باطله

و قد يأمل الراجي فيكذب ظنه *** أمور و يلقى الشيء ما كان يأمله

أنبأنا أبو القاسم منصور بن محمّد بن محمّد العلوي الهروي، أنشدنا القاضي أبو المظفّر منصور بن إسماعيل بن أبي قرّة الحنفي، قال: أنشدنا أبو بكر الجوزقي، قال:

أنشدنا أبو العباس الدّغولي، قال: أنشدنا سابق البربري (2):

بورك في عون و في أعوانه *** و في جواريه و في غلمانه

و بارك اللّه على دعاته *** أطعمنا عون على خوانه

بينهم و ما يقلع عن جفائه *** و عن هدايات و عن أبوابه

ذكر من اسمه سابور

2359 - سابور بن الجبري المعلم

ذكر من اسمه (3) سابور

2359 - سابور بن الجبري المعلم

شاعر قدم دمشق، ذكره لي أبو عبد اللّه بن الملحي فيمن لقيه بدمشق من أهل الأدب، فحدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن المحسن بن أحمد بن الملحي، من لفظه و كتبه لي بخطه، قال: سابور بن الجبري المعلم شاعر مجيد، و أبوه كذلك مرسل له مقامات و رسائل يشبه بعضها بعضا في الجودة، و هو القائل في مقلد بن قريش و أسامة بن المبارك:

كنا نعد مقلدا *** في نخله رب الملامة

و إذا مقلد حين جاء *** أسامة كعب بن مامة

ص: 17


1- في م: و عافية.
2- بالأصل و م: اليزيدي، خطأ.
3- زيادة منا للإيضاح.

ذكر من اسمه ساتكين

2360 - ساتكين المعروف بسهم الدولة

ذكر من اسمه (1) ساتكين

2360 - ساتكين المعروف بسهم الدولة (2)

ولي إمرة دمشق في أيام الملقب بالحاكم.

قرأت بخط عبد المنعم بن علي بن النحوي، قدم الأمير سهم الدولة ساتكين إلى دمشق واليا عليها بعد انصراف ابن نزال - يعني محمّد بن نزال - عنها في يوم الجمعة قبل الصلاة لعشر خلون من صفر سنة ست و أربعمائة، و قال غير ابن النحوي: لست خلون من صفر، ثم خرج معزولا إلى مصر يوم الخميس لثمان خلون من جمادى الآخرة سنة ثمان و أربعمائة، فكانت ولايته سنتين و ثلاثة أشهر و أياما، ثم ولي بعده سديد الدولة أبو منصور.

حدّثنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، قال: دفع إليّ رجل يعرف بمجير الشامي ورقة فيها أسماء الولاة بدمشق، فكان فيها ثم ولي سهم الدولة ساتكين سنة ست و أربعمائة.

قرأت بخط أبي محمّد بن الأكفاني مما نقله من خط عبد الوهاب الميداني، قال:

و قدم الأمير ساتكين سهم الدولة يوم الجمعة لعشر خلون من صفر سنة ست و أربعمائة، و عزل بدر العطار عن الغوطتين و الشرطة، قيده ابن الأكفاني بالسين.

قال أنشدنا أبو الفتح أحمد بن عبيد اللّه الماهر في سهم الدولة:

ص: 18


1- زيادة منا للإيضاح.
2- أخباره في النجوم الزاهرة 239/4 و 242 و ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي ص 69 و فيه: شهم الدولة شاتكين.

عقد الجسر و قد حل عراه بيديه

ما درى أن عليه يعبر العزل إليه (1)

2361 - ساتكين بن أرسلان

أبو منصور التركي المالكي الأديب (2)

صنّف في النحو مقدمة لطيفة.

قرأت بخط أبي عبد اللّه محمّد بن علي بن أحمد بن قبيس، بلغنا موت شيخنا الشيخ الإمام الأوحد أبي منصور ساتكين بن أرسلان التركي المالكي رضي اللّه عنه و أرضاه، في محرم سنة ثمان و ثمانين و أربعمائة و كانت وفاته بالتقدير في ذي القعدة، أو ذي الحجة من سنة سبع و ثمانين (3)،و أنه سار من دمشق في العشر الأخير من رمضان، و أقام بالقدس شوال من هذه السنة، و كانت وفاته في الجفار (4)،و دفن في الورادة (5).

2362 - سارية بن زنيم بن عمرو بن عبد اللّه

ابن جابر بن محمية بن عبد بن عدي بن الدّئل

ابن عبد مناة بن كنانة الدّؤلي - و يقال: الأسدي،

أبو زنيم (6)

له صحبة، و هو الذي ناداه عمر بن الخطاب من منبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بالمدينة و هو

ص: 19


1- من قوله: قال أنشدنا إلى هنا، كانت هذه الفقرة بالأصل موجودة قبل ترجمة ساتكين، في آخر ترجمة سابور، فنقلناها إلى موضعها هنا. و البيتان في النجوم الزاهرة 408/4 منسوبان لبعض أهل دمشق. و كان ساتكين قد بني جسر الحديد تحت قلعة دمشق، و اتفق أن يوم فراغ الجسر قال: لا يعبر غدا أحد عليه، فلما أصبح جلس على الباب ينظر إليه و قد عزم على أن يكون أول من يركب و يعبر عليه، و إذا بفارس قد أقبل فعبر عليه، فأنكره، و قال: من أين ؟ قال: و من مصر، و ناوله كتابا من الحاكم بعزله.
2- ترجمته في إنباه الرواة 69/2 برقم 290، و بغية الوعاة 575/1، و الوافي بالوفيات 75/15.
3- قيد الصفدي وفاته بالحروف سنة سبع و ثمانين و أربعمائة بالقدس.
4- الجفار: بالكسر، أرض من مسيرة سبعة أيام بين فلسطين و مصر.
5- الورادة: موضع أو منزل في طريق مصر من الشام في وسط الرمل و الماء و الملح من أعمال الجفار فيها سوق للمتعيشين و منازل لهم و مسجد و مبرجة الحمام (معجم البلدان).
6- ترجمته في أسد الغابة 154/2 و الإصابة 2/2 و الوافي بالوفيات 75/15.

بفارس: يا سارية الجبل، و كان أميرا في بعض حروب الفرس، قيل إنه كانت له بدمشق دار في درب الأسديين.

ذكر أبو الحسين الرازي بأسانيده عن أشياخه الدمشقيين أن الدار المعروفة بالأسديين في شام زقاق الأسديين في صدر الزقاق هي دار سبرة (1) بن فاتك الأسدي الصحابي أخو خريم بن فاتك، و أنها كانت دار سارية الأسدي صاحب عمر بن الخطاب الذي ناداه عمر و هو في حرب المجوس (2).

أخبرني أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر الخطيب، أنا محمّد بن علي بن الفتح الحرفي، أنا عمر بن أحمد الواعظ ، نا عمر بن الحسن بن علي بن مالك الشيباني، نا المنذر بن محمّد القابوسي، نا الحسين بن محمّد بن علي الأزدي، حدّثني علي بن محمّد بن أبي سيف المدائني عن نجيح أبي معشر، عن يزيد بن رومان، و محمّد بن كعب القرظي، و المقبري، عن أبي هريرة، و إسحاق بن أبي فروة، و أبي [بكر] (3)الهذلي عن الشعبي و غيره، و علي بن مجاهد، عن محمّد بن إسحاق، عن الزّهري، عن عكرمة بن خالد، و عاصم بن عمر بن قتادة، و غسان بن عبد الحميد، عن جعفر بن عبد الرّحمن بن المسور بن مخرمة، مع أسانيد كثيرة يردونه إلى ابن عياش و غيره، قالوا (4):

قدم على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و قد بني عبد بن عدي فيهم الحارث بن وهبان (5)و عويمر بن الأخرم، و حبيب، و ربيعة ابنا ملّة (6)،و معهم رهط من قومهم، فقالوا: يا محمّد، نحن أهل الحرم و ساكنه و أعزّ من به، و نحن لا نريد قتالك، و لو قتالك غير قريش قاتلنا معك، و لكنا لا نقاتل قريشا، و إنا لنحبّك و من أنت منه و قد أتيناك، فإن أصبت منا أحدا خطأ فعليك ديته، و إن أصبنا أحدا من أصحابك فعلينا ديته، إلاّ رجلا منا قد هرب، فإن أصبته أو أصابه أحد من أصحابك فليس علينا و لا عليك، و أسلموا فقال

ص: 20


1- بفتح أوله و سكون ثانيه، انظر الإصابة 14/2.
2- انظر كتابنا هذا، المجلد الثاني، باب ذكر بعد الدور التي كانت داخل السور.
3- زيادة عن ابن سعد 305/1.
4- انظر طبقات ابن سعد 306/1 و قد بني عبد بن عدي.
5- ابن سعد: أهبان.
6- عن ابن سعد، و بالأصل:«مكة» و في الإصابة 47/1 ابنا نملة. و في أسد الغابة: مسلمة.

عويمر بن الأخرم: دعوني آخذ عليه، قالوا: لا، محمّد لا يغدر و لا يريد أن يغدر به، فقال حبيب و ربيعة: يا (1) رسول اللّه، إن أسيد بن أبي أناس هو الذي هرب و تبرأنا إليك، و قد نال منك. فأباح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم دمه، و بلغ أسيدا قولهما لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فأتى الطائف فأقام به، و قال لربيعة و حبيب:

فأمّا أهلكن و تعيش بعدي *** فإنهما عدوّ كاشحان

فلما كان عام الفتح كان أسيد بن أبي أناس فيمن أهدر دمه، فخرج سارية بن زنيم إلى الطائف، فقال له أسيد: ما وراءك ؟ قال: أظهر اللّه نبيه و نصره على عدوه، فاخرج ابن أخي إليه فإنه لا يقتل من أتاه، فحمل أسيد امرأته و خرج و هي حامل تنتظر، و أقبل فألقت غلاما عند قرن (2) الثعالب و أتى أسيد أهله فلبس قميصا و اعتمّ ، ثم أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و سارية قائم بالسيف عند رأسه يحرسه، فأقبل أسيد (3) حتى جلس بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فقال: يا محمّد أهدرت (4) دم أسيد؟ قال:«نعم»، قال: أ فتقبل منه إن جاءك مؤمنا؟ قال:«نعم»، قال: فوضع يده في يد النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، فقال: يا محمّد هذه يدي في يدك، أشهد أنك رسول اللّه و أن لا إله إلاّ اللّه. فأمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم رجلا يصرخ: إن أسيد بن أبي أناس قد آمن، و قد أمّنه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و مسح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم وجهه و ألقى يده على صدره، فيقال: إن أسيدا كان يدخل البيت المظلم فيضيء[4588].

فيقال: الشعر الذي يروى لابن أبي أناس بن زنيم أو لسارية:

و ما حملت من ناقة فوق كورها *** أبرّ و أوفى ذمّة من محمّد (5)

إنما قاله أسيد بن أبي إياس و قال (6):

ص: 21


1- كتبت فوق الكلام، بين السطرين.
2- غير واضحة بالأصل و م و رسمها:«مرين» و المثبت عن معجم البلدان، قال القاضي عياض قرن الثعالب و هو قرن المنازل ميقات أهل نجد تلقاء مكة على يوم و ليلة.
3- أسيد بالفتح و كسر السين كما في أسد الغابة 108/1 و صححه.
4- غير واضحة بالأصل و رسمها:«انذرب» كذا و لعل الصواب ما أثبت.
5- البيت في الإصابة 69/1 منسوبا لأنس بن زنيم، و في ترجمة سارية 2/2 منسوبا لسارية، و هنا يقول ابن حجر: و قد تقدم في ترجمة أسيد بن أبي إياس أن هذا البيت له، و لم يذكره ابن حجر في ترجمة أسيد.
6- الأبيات في أسد الغابة 109/1 منسوبة لأسيد بن أبي أناس و في سيرة ابن هشام 66/4 منسوبة لأنس بن زنيم، و مثله في الإصابة في ترجمة أنس، و نسبها لسارية في ترجمته.

أ أنت الذي يهدي معدّا لدينها؟ *** بل اللّه يهديها و قال لك: اشهد

فما حملت من ناقة فوق كورها *** أبرّ و أوفى ذمّة من محمّد

و أكسى لبرد الخال (1) قبل ابتداله *** و أعطى لرأس السابق المتجدد

تعلّم رسول اللّه أنّك قادر *** على كل حي متهمين و منجد

تعلّم أن الركب ركب عويمر *** هم الكاذبون المخلفو كلّ موعد

أنّبوا رسول اللّه أن قد هجوته *** فلا رفعت سوطي إليّ إذا يدي

سوى أنني قد قلت ويك أم فتية *** أصيبوا بنحس لا بطلق (2) و أسعد

أصابهم من لم يكن لدمائهم *** كفاء ففرت (3) حسرتي و تبلدي

ذؤيب و كلثوم و سلمى تتابعوا *** جميعا فإن لا تدمع العين [أكمد] (4)

فلما أنشده:

أ أنت الذي تهدي معدّا لدينها

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«بل اللّه يهديها»[4589].

فقال الشاعر:

بل اللّه يهديها، و قال لك: اشهد

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأ رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد، عن محمّد بن عمر (5)،نا هشام بن حرام بن خالد (6)،عن أبيه، قال:

لما قدم ركب خزاعة على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يستنصرونه، قالوا: يا رسول اللّه إن أنس بن

ص: 22


1- بالأصل و م: الحال، و المثبت عن ابن هشام و أسد الغابة، و الخال: ضرب من برود اليمن، و هو من رفيع الثياب. و السابق: الفرس.
2- بالأصل و م:«لا بصائر أسعد» و المثبت عن ابن هشام. و الطلق: الأيام السعيدة، يقال: يوم طلق إذا لم يكن فيه حر و لا برد و لا شيء.
3- في ابن هشام و الإصابة في الموضعين:«فعزت» و يروى: تجلدي، و يروي: تلددي.
4- زيادة عن ابن هشام و الإصابة.
5- الخبر في مغازي الواقدي 789/2 و أسد الغابة 147/1 و مختصرا في الإصابة 68/1.
6- في الواقدي و ابن الأثير: حزام بن هشام بن خالد.

زنيم بن عمرو بن عبد اللّه بن جابر بن محمية بن عبد بن عدي بن الديل بن عبد مناة بن كنانة قد هجاك، فهدر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم دمه، فلما كان يوم الفتح أسلم و أتى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يعتذر إليه مما بلغه عنه، فقام نوفل بن معاوية الديلي فقال: أنت أولى الناس بالعفو، و حرمتنا منك ما قد علمت، لم نؤذك في الجاهلية و لم نعاد ربك في الإسلام فعفا عنه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، قال نوفل: فداك أبي و أمي، و أنس بن زنيم هو أخو سارية بن زنيم الذي قال له عمر: يا سارية الجبل.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأ أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، قال في الطبقة الرابعة:

سارية بن زنيم بن عمرو بن عبد اللّه بن جابر بن محمية بن عبد بن عدي بن الديلي (1) بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، كان خليعا في الجاهلية، و كان أشد الناس حضرا (2) على رجليه، ثم أسلم فحسن إسلامه.

الخليع: اللص السريع العدو الكثير الغارة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو صادق محمّد بن أحمد الفقيه، أنا أحمد بن أبي بكر بن زنجويه، أنا أبو أحمد (3) الحسن بن عبد اللّه بن سعيد، قال:

و أسيد بن أبي إياس، و هو أسيد بن زنيم، و يقال أنس أخوه، و أخوه سارية بن زنيم الذي يروى أن عمر قال: يا سارية الجبل في فتح نهاوند.

أخبرنا أبو الفتوح أسامة بن محمّد بن زيد بن محمّد العلوي، أنا أبو جعفر بن المسلمة - إجازة - عن أبي عبيد اللّه محمّد بن عمران بن موسى، قال: أبو زنيم (4)الدّيلي اسمه سارية بن زنيم في رواية مصعب الزّبيري، و قال عمر بن شبّة: اسمه أنس بن زنيم من بني الدّيل بن بكر مخضرم، مدح النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بقوله:

فما حملت من ناقة فوق رحلها *** أبرّ و أوفى ذمّة من محمّد

ص: 23


1- بالأصل: الديلمي، خطأ، و الصواب ما أثبت مما تقدم؛ و في م: الديل.
2- الحضر: العدو.
3- بالأصل:«أبو بكر أحمد» و كلمة «بكر» مقحمة فحذفناها عن م. و هو أبو أحمد العسكري، ترجمته في سير الأعلام 413/16.
4- بالأصل و م: أبو زبيد، و الصواب ما أثبت، و قد تقدم في بداية ترجمته.

و هو أصدق بيت قاله العرب، و هو الذي ولاه عمر بن الخطاب ناحية فارس، و له يقول: يا سارية الجبل.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (1):أما زنيم بضم الزاي و بعدها نون، و سارية بالسين المهملة، فهو سارية بن زنيم بن عمرو بن عبد اللّه بن جابر بن محمية بن عبد بن عدي بن الدّيل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، له شعر، كان أشد الناس حضرا، و هو الذي قال له عمر: يا سارية الجبل، و كان خليعا في الجاهلية.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأ أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا حمزة بن العباس العتبي - ببغداد - نا عبد الكريم بن الهيثم الدّير عاقولي، نا أحمد بن صالح، نا ابن وهب.

ح قال: و أنبأ أبو عبد الرّحمن محمّد بن الحسين السّلمي، أنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن يعقوب الحجاجي الحافظ ، أنا أحمد بن عبد الوارث بن جرير العسّال - بمصر - نا الحارث بن مسكين، أنا ابن وهب، أخبرني يحيى بن أيوب، عن محمّد بن عجلان، عن نافع، عن ابن عمر:

أن عمر بن الخطّاب بعث جيشا و أمّر عليهم رجلا يدعى سارية، قال (2):فبينا عمر يخطب، قال: فجعل يصيح: يا سارية الجبل، و هو على المنبر، يا سارية الجبل، يا سارية الجبل، قال: فقدم رسول الجيش فسأله، فقال: يا أمير المؤمنين لقينا عدونا فهزمونا و إن الصائح ليصيح: يا سارية الجبل، يا سارية الجبل، فأسندنا ظهورنا بالجبل، فهزمهم اللّه، قال: فقيل لعمر: إنك كنت تصيح بذلك (3).

قال ابن عجلان: و حدّثنا إياس بن معاوية بن قرّة بذلك - و اللفظ لحديث أبي عبد اللّه الحافظ -:

قرأته على أم البهاء فاطمة بنت محمّد بن أحمد، عن أبي طاهر أحمد بن محمود، و أبي العباس أحمد بن محمّد بن النعمان، قالا: أنا محمّد بن إبراهيم بن علي، أنا

ص: 24


1- الاكمال لابن ماكولا 246/4.
2- سقطت من الأصل و كتبت فوق الكلام بين السطرين.
3- الخبر نقله ابن حجر في الإصابة 3/2.

محمّد بن الحسن بن قتيبة، نا حرملة بن يحيى، نا عبد اللّه بن وهب، نا يحيى بن أيوب، عن محمّد بن عجلان، عن نافع، عن ابن عمر:

أن عمر بن الخطاب بعث جيشا و أمّر عليهم رجلا يدعا سارية، قال: فبينا عمر بن الخطاب يخطب الناس يوما فأقبل يصيح - و هو على المنبر - يا سارية الجبل، يا سارية الجبل، فقدم رسول الجيش فسأله فقال: يا أمير المؤمنين لقينا عدونا فهزمونا فإذا صائح يصيح: يا سارية الجبل، يا سارية الجبل، فأسندنا ظهورنا إلى الجبل، فهزمهم اللّه، فقيل لعمر: إنك كنت تصيح بذلك، قال ابن عجلان: و حدّثني إياس بن معاوية بن قرّة بذلك.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأ أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، حدّثني نافع بن أبي نعيم، عن نافع مولى ابن عمر:

أن عمر بن الخطاب قال على المنبر: يا سارية بن زنيم الجبل، فلم يدر الناس أي شيء يقول، كأن هذه سارية المدينة على عمر فقال: يا أمير المؤمنين كنا محاصرين العدو فكنا نقيم الأيام لا يخرج علينا منهم أحد نحن في خفض من الأرض، و هم في حصن عال، فسمعت صائحا ينادي بكذا و كذا، يا سارية بن زنيم الجبل، قال: فعلوت بأصحابي الجبل، فما كانت إلاّ ساعة حتى فتح اللّه علينا.

قال: و أنا محمّد بن عمر، حدّثني أسامة بن زيد بن أسلم، عن أبيه، و أبو سنيم، عن يعقوب بن زيد، قالا: خرج عمر بن الخطاب يوم الجمعة إلى الصلاة فصعد المنبر ثم صاح: يا سارية بن زنيم الجبل، يا سارية بن زنيم الجبل، ظلم من استرعى الذئب الغنم، قال: ثم خطب حتى فرغ فجاء كتاب سارية بن زنيم إلى عمر بن الخطاب: إن اللّه قد فتح علينا يوم الجمعة لساعة كذا و كذا لتلك الساعة التي خرج فيها عمر فتكلم على المنبر، قال سارية: و سمعت صوتا: يا سارية بن زنيم الجبل، يا سارية بن زنيم الجبل، ظلم من استرعى الذئب الغنم، فعلوت بأصحابي الجبل، و نحن قبل ذلك في بطن واد محاصروا العدو، ففتح اللّه علينا، فقيل لعمر بن الخطاب: ما ذلك الكلام ؟ فقال: و اللّه ما ألقيت له بالا، شيء أتى على لساني (1).

ص: 25


1- انظر الوافي بالوفيات 76/15.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو بكر بن سيف، أنا السري بن يحيى، أنا شعيب بن إبراهيم، أنا سيف بن عمر، عن محمّد، و طلحة، و المهلّب، و عمرو، قالوا (1):

و قصد سارية بن زنيم فسا (2) و درابجرد (3) حتى انتهى إلى عسكر هم فنزل عليهم و حاصرهم ما شاء اللّه، ثم أنهم استمدوا فتجمّعوا و تجمّعت إليهم أكراد فارس، فدهم المسلمين أمر عظيم، و جمع كثير (4)،و رأى عمر في تلك الليلة فيما يرى النائم معركتهم و عدوهم في ساعة من النهار، فنادى من الغد: الصلاة جامعة، حتى إذا كان في الساعة التي رأى فيها ما رأى، خرج إليهم و كان أريهم و المسلمون بصحراء إن أقاموا فيها أحيط بهم، و إن أرزوا إلى جبل من خلفهم لم يؤتوا إلاّ من وجه واحد، ثم قام فقال: يا أيها الناس إنّي أوتيت (5) هذين الجمعين و أخبر بحالهما ثم قال: يا سارية الجبل الجبل ثم أقبل عليهم و قال: إن لله جنودا و لعل بعضها أن يبلّغهم، و لما كانت تلك الساعة من ذلك اليوم، أجمع سارية و المسلمون على الإسناد إلى الجبل ففعلوا، و قاتلوا القوم من وجه واحد فهزمهم اللّه عز و جل، و كتبوا بذلك إلى عمر و استيلائهم على البلد، و دعاء أهله و تسكينهم.

قال (6):و نا سيف، عن أبي عمر دثار بن شبيب (7)،عن أبي عثمان، و أبي عمرو بن العلاء، عن رجل من بني مازن، قالا: كان عمر رضي اللّه عنه قد بعث سارية بن زنيم الديلي إلى فسا و درابجرد فحاصرهم ثم إنهم تداعوا و أصحروا له و كثروه، فأتوه من كل جانب، فقال عمر و هو يخطب في يوم جمعة: يا سارية بن زنيم الجبل الجبل، و لما كان ذلك اليوم و إلى جنب المسلمين جبل أن ألجئوا إليه، لم يؤتوا إلاّ من وجه واحد، فالجئوا إلى الجبل، ثم قاتلوهم فهزموهم، فأصاب مغانمهم، و أصاب في

ص: 26


1- تاريخ الطبري 5/5 ط القاموس الحديث حوادث سنة 23 تحت عنوان: ذكر فتح فسا و دارابجرد.
2- فسا: بالفتح و القصر، مدينة بفارس، بينها و بين شيراز أربع مراحل (ياقوت).
3- في الطبري: دارابجرد، و هي كورة بفارس. و من مدنها فسا.(ياقوت).
4- عن الطبري، و بالأصل «كبير».
5- الطبري: رأيت.
6- الطبري 5/5 دار القاموس الحديث حوادث سنة 23.
7- الطبري: بن أبي شبيب.

المغانم سفطا (1) فيه جوهر فاستوهبه من المسلمين لعمر فوهبوه له فبعث به رجلا و بالفتح، و كان الرسل و الوفد يجازون، و تقضى لهم حوائجهم، فقال له سارية:

استقرض ما تبلّغ به و تخلّفه لأهلك على جائزتك، فقدم الرجل البصرة، ففعل ثم خرج فقدم (2) على عمر فوجده يطعم الناس و معه عصاه التي يزجر بها بعيره فقصد له فأقبل عليه بها فقال: اجلس، فجلس، حتى إذا أكل انصرف عمر، و قام فاتبعه فظن عمر أنه رجل لم يشبع، فقال حين انتهى إلى باب داره: ادخل و قد أمر الخباز أن يذهب بالخوان إلى مطبخ المسلمين، فلما جلس في البيت أتى بغدائه خبز و زيت و ملح جريش، فوضع و قال: أ لا تخرجين يا هذه فتأكلين ؟ قالت: إني لأسمع حسّ رجل، فقال: أجل، فقالت: لو أردت أن أتزر (3) للرجال اشتريت لي غير هذه الكسوة، فقال: أو ما ترضين أن يقال: أم كلثوم بنت علي و امرأة عمر؟ فقالت (4):ما أقلّ غناء ذلك عني، ثم قال للرجل: ادن فكل، فلو كانت راضية لكانت أطيب مما ترى، فأكلا حتى إذا فرغ قال رسول سارية بن زنيم: يا أمير المؤمنين، قال: مرحبا و أهلا، ثم أدناه حتى مسّت ركبته ركبته، ثم سأله عن المسلمين، ثم سأله عن سارية بن زنيم، فأخبره، ثم أخبره بقصة الدّرج، فنظر إليه ثم صاح به ثم قال: لا و لا كرامة حتى تقدم على ذلك الجند فيقسمه بينهم، فطرده فقال: يا أمير المؤمنين إني قد أنضيت إبلي و استقرضت على جائزتي فأعطني ما أتبلغ به، فما زال عنه حتى أبدله بعيرا ببعيره من إبل الصدقة، و أخذ بعيره فأدخله في إبل الصدقة، و رجع الرسول مغضوبا عليه محروما حتى قدم البصرة، فنفذ لأمر عمر، و قد سأله أهل المدينة عن سارية و عن الفتح، و هل سمعوا شيئا يوم الوقعة ؟ فقال: نعم، سمعنا: يا سارية الجبل، و قد كدنا أن نهلك، فألجأنا إليه ففتح اللّه تعالى علينا.

قال: و نا سيف، عن المجالد، عن الشعبي مثل حديث عمرو، في ذلك.

و قال سارية بن زنيم:

لقد علمت و علم المرء ينفعه *** أن سوف يدركني يومي و مقداري

ص: 27


1- بالأصل: سقطا، بالقاف، و الصواب ما أثبت بالفاء عن م و انظر الطبري، و السنط : وعاء، أو كالقفة.
2- بالأصل: فقد، و المثبت عن م و الطبري.
3- الطبري: أبرز.
4- الأصل: قالت.

إن المنايا ستأتي غير جائزة *** على المؤجل في ضرّ و إعمار

أيقنت أني على فسا مقتدرا *** إن شاء ربي و قضت شدّة الدار

فغامستهم بها و الخيل ساهمة *** دون المدينة في نقع و إعصار

ثم انكفأنا إلى حرز لنا جبل *** صلنا عليهم صوال الأشدق الضاري

ضجوا إلينا و عجوا بعدنا بجر *** إن السيوف تباري كبة الساري (1)

إنا قتلنا هم من بعد قتلهم *** درابجرد قتلنا بعد أوزار

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، حدّثنا خليفة بن خياط ، قال: و يقال افتتح أصبهان سارية بن زنيم صلحا و عنوة (2).

ص: 28


1- في م: بحرا و السيوف تباري لبة الساري.
2- في تاريخ خليفة ص 161 حوادث سنة 29: صلحا أو عنوة.

ذكر من اسمه سالم

2363 - سالم بن أبي أميّة

أبو النضر (1)

مولى عمر بن عبيد اللّه بن معمر التّيمي القرشي المديني الفقيه.

روى عن أنس بن مالك، و ابن أبي أوفى، و عوف بن مالك الأشجعي، و السائب بن يزيد، و سعيد بن المسيّب، و أبي سلمة بن عبد الرّحمن، و سليمان بن يسار، و عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، و عامر بن سعد بن أبي وقاص، و عبيد بن حنين، و بشر بن سعيد، و أبي سهيل نافع بن مالك، و أبي مرّة مولى أم هانئ، و عمير مولى ابن عباس، و مالك بن أبي عامر.

روى عنه: مالك، و الثوري، و ابن عيينة، و الليث بن سعد، و موسى بن عقبة، و عبد العزيز الماجشون، و فليح بن سليمان، و الضّحّاك بن عثمان، و عمرو بن الحارث، و عياش بن عباس، و ابن لهيعة.

و قدم على عمر بن عبد العزيز في خلافته.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، و أبو محمّد السّيدي، قالا: أنا أبو عثمان البحيري، أنا زاهر بن أحمد، أنا إبراهيم بن عبد الصمد، نا أبو مصعب الزّهري، نا مالك، عن أبي النّضر مولى عمر بن عبيد اللّه، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن، عن عائشة أنها قالت:

ص: 29


1- ترجمته في طبقات خليفة:268 التاريخ الكبير 111/4 الجرح و التعديل 179/4 تهذيب التهذيب 252/2 و سير الأعلام 6/6.

كنت أنام بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و رجلاي في قبلته، فإذا سجد غمزني فقبضت رجلي فإذا قام بسطتها، قالت: و البيوت يومئذ ليس فيها مصابيح.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنبأ أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1)،حدّثني حرملة، نا ابن وهب، حدّثني الليث بن سعد أن أبا النّضر، حدّثه قال:

دسست إلى عمر بن عبد العزيز بعض أهله أن قل له: إن فيك كبرا أو إنه يتكبر، فقيل ذلك له، فقال عمر: قل له: ليس ما ظننت إن كنت تراني أتوقّى الدينار و الدرهم مراقبة للّه عز و جل، و انطلق إلى أعظم الذنوب فأركبه، الكبرياء إنما هو رداء الرّحمن، فأنازعه إياه، و لكن كنت غلاما بين ظهري قومي يدخلون عليّ بغير إذن، و يتوطئون فرشي، و يتناولون مني ما يتناول القوم من أخيهم الذي لا سلطان له عليهم، فلما أن ولّيت خيّرت نفسي في أن أمكنهم من (2) حالهم التي كنت لهم عليها، و أخالفهم فيما خالف الحق، أو أ تمنع منهم في بابي و وجهي ليكفّوا عني أنفسهم و عن الذي أخذت (3)عليهم لو كنت جرّأتهم على نفسي من العقوبة و الأدب، فهو الذي دعاني إلى هذا.

قرأنا على أبي غالب، و أبي عبد اللّه ابني البنّا، عن محمّد بن محمّد بن مخلد، أنا علي بن محمّد بن خزفة (4)،أنا محمّد بن الحسين الزّعفراني، نا ابن أبي خيثمة، نا صبيح بن عبد اللّه، نا أبو إسحاق عن موسى بن عقبة، عن سالم أبي النّضر مولى عمر بن عبيد اللّه، و كان كاتبا له.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان، نا هاشم بن محمّد، نا الهيثم بن عدي، نا صالح بن حيان (5)،و غيره أن الطبقة التي تلي هؤلاء - يعني الطبقة الثالثة - فذكرهم و فيهم: سالم أبو النّضر مولى عمر بن عبيد اللّه بن معمر.

ص: 30


1- الخبر في المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 581/1 و نقله ابن الجوزي في سيرة عمر بن عبد العزيز ص 174.
2- المعرفة و التاريخ: مني حالتهم.
3- المعرفة و التاريخ: أحذر.
4- في م مهملة بدون نقط .
5- تقرأ في م حسان.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي، عن يحيى بن معين، قال:

سالم أبو النّضر سالم بن أبي أمية.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن عبد الملك، أنبأ علي بن محمّد بن السّقّا، و عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد، قالا: نا أبو العباس الأصم، نا عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: سالم أبو النّضر هو سالم بن أبي أمية، مولى عمر بن عبيد اللّه.

و قال في موضع آخر: سمعت يحيى يقول: سالم أبو النّضر يروي عنه سفيان بن عيينة، و هو مولى عمر بن عبيد اللّه بن معمر، قال يحيى: و إبراهيم مردان (1) هو ابن سالم أبي النّضر هذا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن، أنا يوسف بن رباح، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح، قال:

سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة و محدثيهم: سالم أبو النّضر (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو الفضل بن البقّال، أنبأ أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو بن السماك، نا حنبل بن إسحاق، قال: قال علي بن المديني:

سالم بن أبي أمية أبو النّضر مولى عمر بن عبيد اللّه.

قرأنا على أبي غالب أحمد، و أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن محمّد بن محمّد بن مخلد، أنا علي بن محمّد بن خزفة، نا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، قال: سمعت أبي يقول: أبو النّضر (3) اسمه سالم.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية، قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: و اسم أبي النّضر (4) مولى عمر بن عبيد اللّه بن معمر التّيمي سالم بن أبي أمية.

ص: 31


1- في م: يردان.
2- في م هنا: أبو النصر.
3- في م هنا: أبو النصر.
4- في م هنا: أبو النصر.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأ أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم [انا] الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد، قال في الطبقة الرابعة (1) من أهل المدينة: سالم أبو النّضر بن أبي أمية، مولى عمر بن عبيد اللّه بن معمر التّيمي، تيم قريش، توفي في خلافة مروان بن محمّد، روى عن مالك بن أبي عامر، و أبي مرّة مولى أم هانئ، و بشر بن سعيد، و أبي سلمة بن عبد الرّحمن، و كان ثقة كثير الحديث.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسن الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (2):سالم بن أبي (3) أمية أبو النّضر مولى عمر بن عبيد اللّه المديني (4) التّيمي القرشي، سمع أبا سلمة، و بشر (5) بن سعيد، سمع منه مالك، و الثوري.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد محمّد بن عبد اللّه، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول:

أبو النّضر سالم مولى عمر بن عبيد اللّه، سمع أبا سلمة، و بشر بن سعيد، روى عنه الثوري، و مالك، و ابن عيينة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، قال: أبو النّضر سالم بن أبي أمية مولى عمر بن عبيد اللّه، مدني، ثقة، روى عنه مالك بن أنس، أنا معاوية بن صالح، عن يحيى بن معين، قال: سالم أبو النّضر مدني ثقة.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، نا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، نا محمّد بن

ص: 32


1- هذا الخبر سقط من طبقات ابن سعد الكبرى المطبوع، فقد سقط منه قسم كبير من طبقات أهل المدينة.
2- التاريخ الكبير 111/4.
3- في أصل التاريخ الكبير بدون «أبي».
4- في التاريخ الكبير «المدني» و كلاهما نسبة إلى المدينة.
5- في التاريخ الكبير: و بسر، بالسين المهملة، و مثله في سير الأعلام.

أحمد بن حمّاد، قال (1):أبو النّضر سالم بن أبي أمية مولى عمر بن عبيد اللّه، يروي عنه مالك، و الثوري، و ابن عيينة.

في نسخة ما شافهني أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة - قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (2):سالم أبو النّضر مولى عمر بن عبيد اللّه بن معمر القرشي، و هو سالم بن أبي أمية، روى عن أنس بن مالك، و ابن أبي أوفى، و السائب بن يزيد، و سعيد بن المسيّب، و أبي سلمة بن عبد الرّحمن، و سليمان بن يسار، و عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، و عامر بن سعد، روى عنه الثوري، و مالك بن أنس، و ابن عيينة، سمعت بعض ذلك من أبي، و بعضه من قبلي، قال أبو محمّد: و روى عن أبي سهيل بن مالك، و بشر (3) بن سعيد، روى عنه موسى بن عقبة، و عبد العزيز الماجشون.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم الزاهد، أنا أبو الفتح سليمان بن أيوب، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمّد بن إياس، قال: سمعت محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي بكر يقول: أبو النّضر الذي روى عنه مالك و ابن عيينة و الناس اسمه: سالم و هو مولى عمر بن عبيد اللّه بن معمر.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن منده، و حدّثني أبو بكر محمّد بن شجاع عنه، أنبأ عمي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه، قال: قال: أنا أبو سعيد بن يونس: سالم بن أبي أمية مولى عمر بن عبيد اللّه بن معمر التّيمي، يكنى أبا النّضر، مديني، قدم مصر، و كتب عنه، روى عنه عمرو بن الحارث، و عياش بن عياش، و الليث، و ابن لهيعة.

أنبأنا أبو جعفر الهمذاني (4)،أنا أبو بكر الصفار، أنبأ أحمد بن علي بن منجويه، أنا محمّد بن محمّد الحاكم، قال: أبو النّضر سالم بن (5) أمية القرشي التّيمي المديني،

ص: 33


1- الكنى و الأسماء للدولابي 137/2.
2- الجرح و التعديل 179/4.
3- في الجرح و التعديل: بسر.
4- بالأصل و م: الهمداني، و الصواب ما أثبت، انظر فهارس المجلدة العاشرة.
5- كذا بالأصل:«بن أمية» و في م: أبو النصر سالم بن أبي أمية.

مولى عمر بن عبيد اللّه بن معمر، سمع أنس بن مالك، و من عبد اللّه بن أبي أوفى، و سمع أبا سلمة بن عبد الرّحمن، و بسر بن سعيد، روى عنه موسى بن عقبة، و مالك، و عبيد اللّه (1) بن عمر العمري (2)،و سفيان بن سعيد الثوري.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني قال: أبو النّضر سالم مولى عمر بن عبيد اللّه، سمع أبا سلمة، و بشر بن سعيد، و عامر بن سعد (3) بن أبي وقاص، و خارجة بن زيد بن ثابت، و سعيد بن مرجانة، يقال: هو سالم بن أبي أمية، روى عنه مالك بن أنس، و الثوري، و ابن عيينة، و غيرهم.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي زكريا عبد الرحيم بن أحمد بن نصر البخاري.

ح و حدّثنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضي، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا أبو زكريا البخاري، قال: قال أبو محمّد عبد الغني بن سعيد الحافظ : أبو النّضر سالم مولى عمر بن عبيد اللّه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل المقدسي، أنا مسعود بن ناصر السّجزي (4)،أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أحمد بن محمّد بن الحسين، قال: سالم أبو النّضر هو ابن أبي أمية، مولى عمر بن عبيد اللّه بن معمر القرشي التّيمي المدني، سمع أبا سلمة، و بشر بن سعيد، و عبيد بن حنين، و أبا مرّة، روى عنه موسى بن عقبة، و مالك، و عمرو بن الحارث، و ابن عيينة في «الوضوء» و غير موضع، قال الواقدي:

توفي في زمن مروان بن محمّد.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (5):أما نضر بفتح النون، و سكون الضاد المعجمة: أبو النّضر سالم مولى عمر بن عبيد اللّه، سمع أبا

ص: 34


1- في م: عبد اللّه.
2- مكانها بياض في م.
3- بالأصل و م: سعيد خطأ.
4- بالأصل: الشجري، خطأ و في م:«السحري» و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 532/18.
5- الاكمال لابن ماكولا 261/7 و 265.

سلمة بن عبد الرّحمن، و بشر (1) بن سعيد، و عامر بن سعد بن أبي وقاص، و خارجة بن زيد بن ثابت، و سعيد بن مرجانة، يقال: هو سالم بن أبي أمية، روى عنه الثوري، و مالك بن أنس، و ابن عيينة و غيرهم.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر، أنا عبد الواحد بن محمّد بن عثمان، أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، أنا إسماعيل بن إسحاق، قال: سمعت علي بن المديني يقول: قيل لسفيان: إنما كان أحفظ سمي أو سالم أبو النضر؟ فقال سفيان: قد روى مالك عنهما.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد - فيما قرأت عليه - عن المبارك بن عبد الجبار، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا محمّد بن القاسم بن جعفر، نا إبراهيم بن الجنيد، قال: سمعت يحيى بن معي، و سئل عن أبي النّضر فقال:

أبو النّضر سالم مولى عمر بن عبيد اللّه (2) ثقة، كان يقاتل مع عمر بن عبيد اللّه الخوارج، قاتل أبا فديك - لعنه اللّه - و لأبي النّضر (3) ابن يقال له إبراهيم بن سالم بردان يحدث عنه سليمان بن بلال، و حاتم بن إسماعيل، و صفوان بن عيسى، قلت ليحيى:

سئل القطان: سالم أبو النّضر (4) عندك فوق سمي، فقال: نعم، فقال يحيى بن معين:

سالم أبو النّضر ثقة، و سمي ثقة جميعا شرط .

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، قال: نا أبو بكر الخطيب - لفظا - أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إبراهيم، قال: سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس يقول:

سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: و سألت يحيى بن معين عن سالم أبي النّضر (5)، فقال: ثقة، و قال في موضع آخر: سالم أبو النّضر (6) مولى عمر بن عبيد اللّه بن معمر التيمي، و كان ثقة.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن منده، أنا حمد بن عبد اللّه - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو

ص: 35


1- في ابن ماكولا:«بسر» و مثله في الجرح و التعديل و البخاري و سير الأعلام.
2- بالأصل: عبد اللّه، خطأ. و الصواب عن م.
3- في م: أبو النصر، بالصاد.
4- في م: أبو النصر، بالصاد.
5- في م: أبو النصر، بالصاد.
6- في م: أبو النصر، بالصاد.

محمّد بن أبي حاتم (1)،نا صالح بن أحمد بن حنبل، نا علي - يعني ابن المديني - قال:

قلت ليحيى بن سعيد القطان: سالم أبو النّضر عندك فوق سمي ؟ قال: نعم.

قال: و أنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، فيما كتب إليّ ، قال: سألت أبي عن سالم أبي النضر، فقال: ثقة، قال (2):و ذكر أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين، قال: سالم أبو النّضر ثقة، قال: و سمعت أبي يقول: سالم أبو النّضر صالح ثقة حسن الحديث.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر، و أبو نصر محمّد بن الحسن، قالا: نا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنبأ صالح بن أحمد، حدّثني أبي، قال: أبو النّضر سالم مولى عمر بن عبيد اللّه مدني ثقة رجل صالح.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، ثنا عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الرّحمن بن عثمان، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (3)،أخبرني الحارث بن مسكين، عن ابن وهب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (4)،حدّثني محمّد بن أبي زكير، أنا ابن وهب، حدّثني مالك، قال:

كان الناس الذين مضوا يحبون العزلة و الانفراد من الناس، و لقد كان سالم أبو النّضر يفعل ذلك، و كان يأتي مجلس ربيعة فيجلس فيه، و كانوا يجبون ذلك منه، و كان أبو النّضر إذا كثر فيه الكلام، و كثر فيه الناس قام عنهم، و كان أبو الأسود محمّد بن عبد الرّحمن - يتيم عروة - صاحب عزلة و غزو و حج.

أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي [أنا] غيث بن علي و غيره، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا،

ص: 36


1- الجرح و التعديل 179/4.
2- القائل هنا هو أبو محمد بن أبي حاتم كما يفهم من عبارة الجرح و التعديل.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 423/1.
4- كتاب المعرفة و التاريخ 664/1.

حدّثنا أحمد بن إبراهيم العبدي، نا مرحوم بن عبد العزيز العطار، عن داود بن عبد الرّحمن، قال: كان لعمر بن عبد العزيز أخوان في اللّه عبدين أحدهما زياد و الآخر سالم، فدخل عليه زياد و عنده امرأته فاطمة بنت عبد الملك، فأرادت أن تقوم، فقال لها: إنما هو زياد عمك. ثم نظر إليه فقال: زياد في درّاعة (1) من صوف لم يل من أمور المسلمين شيئا، ثم ألقى بثوبه (2) على وجهه، فبكى فقال لامرأته: ما هذا؟ قالت: هذا عمله منذ استخلف، قال: و دخل عليه سالم، فقال: يا سالم إني أخاف أن أكون قد هلكت، قال: إن تك تخاف فلا بأس، و لكن عبد خلقه اللّه بيده، و نفخ فيه من روحه، و أسجد له ملائكته، و أباحه الجنة عصى اللّه معصية واحدة فأخرجه بها من الجنة، و أنا و أنت نعصى اللّه في كل يوم و ليلة، و نتمنى على اللّه الجنة.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنبأ أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمّد، أنبأ محمّد بن أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هشام بن محمّد، نا الهيثم بن عدي، قال: و مات سالم أبو النّضر مولى عمر بن عبيد اللّه بن معمر في زمن مروان.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (3)،قال: سالم أبو النّضر مولى عمر بن عبيد اللّه بن معمر التّيمي تيم قريش، توفي زمن مروان بن محمّد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا محمّد بن علي بن يعقوب، أنا محمّد بن أحمد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي، قال: و فيها - يعني ولاية يزيد ابن عمر (4) بن هبيرة مات سالم أبو النضر.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العز ثابت بن منصور، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد أبو البركات و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، قال: أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن

ص: 37


1- بالأصل:«ذراعه».
2- ثوب، و لا يكون إلا من صوف (القاموس).
3- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
4- بالأصل: عمرو خطأ، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 207/6 و ترجمة أبيه عمر في سير الأعلام أيضا 562/4.

أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خياط ، قال (1):سالم أبو النّضر مولى عمر بن عبيد اللّه بن معمر التّيمي تيم قريش، توفي زمن مروان بن محمّد، مات سنة تسع و عشرين و مائة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن أبي محمّد الرّبعي، قال: قال أبو موسى: و فيها - يعني سنة تسع و عشرين و مائة - مات سالم أبو النّضر، و ذكر أن أباه أخبره بذلك، عن أبيه، عن أبي موسى.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي محمّد بن المغيرة، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم، قال: سنة ثلاث و ثلاثين و مائة (2) توفي فيها سالم أبو النّضر مولى عمر بن عبيد اللّه بن معمر.

2364 - سالم بن حامد

2364 - سالم بن حامد (3)

أمير دمشق من قبل المتوكّل و كان سيّئ السيرة.

قرأت بخط أبي الحسين الرازي، ذكر أحمد بن الخير الوراق الدمشقي، عن عبد اللّه بن خالد، قال: كان من حديث أفريذون و هو غلام من الأتراك الذين كانوا مع جعفر المتوكّل، و كان شجاعا سفاكا للدماء، و كان المتوكّل قد ولّى على أهل دمشق رجلا من أصحابه، يقال له سالم بن حامد من العرب، فخرج من العراق في أربعة آلاف فارس و راجل من قومه و غيرهم، حتى إذا صار بدمشق و ملكها أذلّ قوما بها كان بينه و بينهم طائلة و دماء في أول أيام بني العباس و آخر أيام بني أمية، و كان لبني بيهس و لجماعة من قريش دمشق و سائر العرب من السّكون و السّكاسك و غيرهم قوة، و عدة، و نجدة، و كلمة مقبولة، فلما رأوا كثرة تعدّي سالم بن حامد و جوره، و ظلمه، و غشمه و عتوّه و أذيته، وثبوا عليه فقتلوه على باب الخضراء بدمشق في يوم الجمعة، و قتلوا من قدروا عليه من أصحابه، و سلّطوا الموالي على رجالهم و أموالهم، فنهبوها، و بلغ ذلك

ص: 38


1- طبقات خليفة ص 467 رقم 2395.
2- بالأصل: ألف.
3- ترجمته في الوافي بالوفيات 78/15 و سير الأعلام 162/11.

المتوكل فقال: من للشام ؟ و ليكن في صولة الحجاج ؟ فقيل له: افريذون التركي، فدعا به و عقد له علم دمشق و ولاّه دمشق و سار إليها في سبعة آلاف (1) فارس، و ثلاثة آلاف راجل، و أطلق له المتوكل القتل بدمشق يوما إلى ارتفاع النهار، و أباحه النهب ثلاثة أيام.

فسار أفريذون إلى دمشق و نزل بقرية السّكون و السّكاسك بيت لهيا (2)،فلما أصبح قال: يا دمشق أيش لا يحل (3) بك مني في يومي هذا؟ ثم دعا بفرسه ليركبه - و يقال: بغلة دهماء - فلما همّ أن يضع رجله في الركاب ضربته بالزوج على فؤاده فسقط من ساعته ميتا (4)،و خيّب اللّه سعيه، و قطع أمله، فقبر ببيت لهيا، و قبره معروف إلى اليوم، و صار حديثا و مثلا، و انصرف العسكر راجعا إلى العراق خائبا، لم يدخلوا دمشق حتى وافاها المتوكّل بحسن نيّة، و إضمار الجميل من الفعل، فبنى بها قصرا في ناحية داريّا (5)،ثم انصرف عنها، فقتلته الأتراك بالعراق.

2365 - سالم بن ربيعة

شهد وقعة فحل (6)،و حكى بعض شأنها، و حدّث عن حذيفة بن اليمان.

حكى عنه النّضر بن صالح، و حلام بن صالح.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم و غيرهما، قالوا: حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو الحسين أحمد بن علي بن محمّد الدّولابي الخلاّل، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عبد الغفار البعلبكّي، أنا أبو يعقوب إسحاق بن عمّار بن حبش بن محمّد بن حبش بالمصّيصة، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن مهدي بن المصّيصي، نا عبد اللّه بن محمّد بن ربيعة القدّامي حدّثني النّضر بن صالح، عن سالم بن ربيعة قال:

حدّثني و نحن في عسكر مصعب بن الزبير قال: حمل ميسرة بن مسروق، و أنا

ص: 39


1- بالأصل و م: ألف.
2- بيت لهيا، بكسر اللام و سكون الهاء، قرية بغوطة دمشق، ينسب إليها: بتلهيّ .
3- في الوافي و السير: ايش يحلّ بك اليوم مني.
4- و ذلك في حدود الأربعين و مائتين، قاله الصفدي. و في السير: قتلوه سنة بضع و ثلاثين.
5- بالأصل:«دارنا» و الصواب عن سير الأعلام. و داريا قرية كبيرة مشهورة من قرى دمشق بالغوطة، و النسبة إليها داراني على غير قياس (معجم البلدان).
6- فحل: بكسر أوله و سكون ثانيه، اسم موضع بالشام كانت فيه وقعة للمسلمين مع الروم.

و اللّه معه في الخيل - يعني يوم فحل - فحملنا على القلب و قد أخذ صف الروم ينتقض من قبل ميمنتهم و ميسرتهم و لمدينته الانتقاض إلى القلب، فثبتوا لنا فقاتلونا قتالا شديدا، فصرع ميسرة عن فرسه، و صرعت عن فرسي، و خرج فرسي فغار و تعنّق ميسرة رجلا من الروم فاعتركا ساعة فقتله ميسرة ثم يشد آخر على ميسرة و قد أعيا فاعتركا ساعة فجلس الرومي على صدر ميسرة و شددت على الرومي فضربت وجهه بالسيف فأطرت قحف رأسه فوقع (1) قتيلا، و وثب ميسرة بن مسروق و انبرى إليّ رجل منهم فضربني ضربة قد يبرأ بها و بضربه ميسرة فيصرعه، قال: فركبنا منهم عدة كثيرة فأحاطوا بنا فظننا و اللّه أنه الهلاك إذا نظرنا فإذا كنا (2) نسمع نداء المسلمين و تكبيرهم، و إذا صفوفهم قد انتهت إلينا، فإذا الرايات قد غشيتنا فكبّرنا و اشتدت ظهورنا، و أقشعوا عنا و حمل عليهم خالد بن الوليد من قبل ميمنتهم بقتلهم و يدف بعضهم على بعض.

و كذا حكى أبو محنف لوط بن يحيى الأزدي، عن النّضر بن صالح، و أظن القدامي عن أبي مخنف رواه فأسقط من إسناده.

أخبرنا أبو الغنائم الكوفي في كتابه، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و أبو الحسين الأصبهاني قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (3):سالم بن ربيعة، عن حذيفة روى عنه حلام بن صالح.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنبأ علي بن محمّد الفأفاء، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (4):سالم بن ربيعة روى عن حذيفة، روى عنه حلام بن صالح، سمعت أبي يقول ذلك.

ص: 40


1- الأصل: فرفع، و لعل الصواب ما أثبت عن م.
2- في م: نحن.
3- التاريخ الكبير 112/4.
4- الجرح و التعديل 181/4.

2366 - سالم بن سلمة بن نوفل بن عبد العزّى

ابن أبي نصر بن جهمة بن مطرود بن مازن بن عمرو

ابن عميرة بن عمرو بن الحارث بن تيم بن سعد

ابن هذيل بن مدركة و يقال: ابن سلمة بن عمرو

أبو سبرة الهذلي البصري من بني سعد بن هذيل

و هو والد الجارود بن أبي سبرة.

روى عن علي بن أبي طالب، و عبد اللّه بن عباس، و عبد اللّه بن عمرو بن العاص.

روى عنه عبد اللّه بن بريدة.

و وفد على معاوية رسولا من زياد و عنده سمع من ابن عمر.

و أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد بن عبد الواحد، قال: نا أبو علي الحسن بن علي، أنبأ أحمد بن جعفر، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا يحيى - هو ابن سعيد القطان - نا حسين المعلم، نا عبد اللّه بن بريدة، عن أبي سبرة، قال: كان عبيد اللّه بن زياد يسأل عن الحوض - حوض محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم - و كان يكذب به بعد ما سأل أبا برزة (2)،و البراء بن عازب، و عائذ بن عمرو، و رجلا (3) آخر، و يكذب به، فقال أبو سبرة: أنا أحدّثك بحديث فيه شفاء هذا، إن أباك بعث معي بمال إلى معاوية، فلقيت عبد اللّه بن عمرو، فحدّثني بما سمع من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و أملى عليّ فكتبت بيدي، فلم أزد حرفا، و لم أنقص حرفا، حدّثني أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«إن اللّه تعالى لا يحب الفحش - أو يبغض الفاحش - و المتفحّش، قال: و لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش و التفاحش، و قطيعة الرحم، و سوء المجاورة، و حتى يؤتمن الخائن، و يخوّن الأمين، و قال: ألا إنّ موعدكم حوضي (4)،عرضه و طوله واحد، و هو

ص: 41


1- بهذا الإسناد الخبر في مسند الإمام أحمد 162/2.
2- رسمها بالأصل و م: برده، بالدال المهملة، و المثبت عن مسند أحمد.
3- بالأصل و م: و رجل آخر، و الصواب عن المسند.
4- بالأصل و م: حوض، و المثبت عن المسند.

كما بين أيلة و مكة، و هو مسيرة شهر، فيه مثل النجوم أباريق، شرابه أشدّ بياضا من الفضة، من شرب منه مشربا لم يظمأ بعده أبدا» فقال عبيد اللّه: ما سمعت في الحوض حديثا أثبت من هذا و أصدّق به (1)،و أخذ الصحيفة فحبسها عنده.

و هكذا رواه روح بن عبادة، عن حسين بن ذكوان المعلم[4590].

أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنبأ أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي، قالا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا محمّد بن إسحاق الصغاني، نا روح بن عبادة، نا حسين المعلم، عن عبد اللّه بن بريدة، عن أبي سبرة الهذلي، قال: قال عبيد اللّه، ما أصدق بالحوض، حوض محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم بعد ما حدثه أبو برزة الأسلمي، و البراء بن عازب، و عائذ (2) بن عمرو، فقال: ما أصدقهم، قال أبو سبرة: أ لا أحدثك من ذلك حديث شفاء، بعثني أبوك في مال إلى معاوية، فلقيت عبد اللّه بن عمرو، فحدّثني - و كتبته بيدي من فيه - ما سمع من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فلم أزد حرفا و لم أنقص، قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:

«إن اللّه لا يحب الفاحش و لا المتفحّش، و الذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش و التفحّش، و قطيعة الأرحام، و سوء الجوار، و حتى يؤتمن الخائن، و يخوّن الأمين، و مثل العبد المؤمن كمثل القطعة الجيدة من الذهب، نفخ عليها فخرجت طيبة، و وزنت فلم تنقص، قال: و مثل العبد المؤمن كمثل النخلة أكلت طيبا و وضعت طيبا، و وقعت فلم تكسر و لم تفسد، قال: و قال: موعدكم حوضي، و عرضه مثل طوله، أبعد ما بين أيلة إلى مكة، فيه أمثال الكواكب أباريق، ماؤه أشدّ بياضا من الفضة، من ورده فشرب منه لم يظمأ بعدها أبدا»[4591].

قال: فقال ابن زياد: أشهد أن الحوض حق، و أخذ الصحيفة التي فيها الكتاب.

قال البيهقي: و كذلك رواه أبو أسامة عن حسين، و رواه ابن أبي عدي عن حسين، عن عبد اللّه بن بريدة، قال: ذكر لي أن أبا سبرة بن سلمة الهذلي سمع ابن (3) زياد

ص: 42


1- في م: و صدق به.
2- بالأصل و م عابد، و الصواب عن الرواية السابقة.
3- في م: سمع زياد.

..... (1) بحديث ابن أبي عدي أبو غالب أحمد بن الحسن، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا محمّد بن أبي عدي، نا حسين المعلم، عن عبد اللّه بن بريدة، قال: ذكر لي أن أبا سبرة بن سلمة سمع ابن زياد يسأل عن الحوض، فقال: ما أراه حقا بعد ما سأل أبا برزة الأسلمي، و البراء بن عازب، و عائذ بن عمرو المزني، فقال: ما أصدق هؤلاء، فقال أبو سبرة: أ لا أحدثك في هذا بحديث شفاء، بعثني أبوك إلى معاوية في مال، فلقيت عبد اللّه بن عمرو فحدّثني بفيه، و كتبته بيدي ما سمع من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فلم أزد حرفا و لم أنقص حرفا، حدّثني أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«إن اللّه لا يحب الفحش و التفحّش، و الذي نفس محمّد بيده لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش و التفحش، و قطيعة الرحم، و سوء المجاورة، و يخوّن الأمين، و يؤتمن الخائن، و قال: مثل المؤمن كمثل النخلة، أكلت طيبا و وضعت طيبا، و وقعت فلم تكسر و لم تفسد، و مثل المؤمن كمثل القطعة الجيدة من الذهب، نفخ عليها فخرجت طيبة و وزنت فلم تنقص، و قال: موعدكم حوضي، عرضه مثل طوله، و هذا أبعد ما بين أيلة إلى مكة، و ذلك مسيرة شهر، فيه أباريق أمثال الكواكب، ماؤه أشدّ بياضا من الفضة، من ورده فشرب منه لم يظمأ بعدها أبدا»[4592].

فقال ابن زياد: ما حدّثت عن الحوض حديثا هو أثبت من هذا، أشهد أن الحوض حق، و أخذ الصحيفة التي جاء بها أبو سبرة، و رواه قتادة بن دعامة، و مطر بن طهمان الوراق، عن عبد اللّه بن بريدة، عن أبي سبرة، و رواه أبو هلال محمّد بن سليم الراسبي - و هو سيئ الحفظ - عن ابن بريدة، فقال: عن عبد اللّه بن أبي سبرة، و خالف الجماعة فيه.

فأمّا حديث قتادة:

فأخبرناه أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، و أبو (2) المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم، قالا: أنا أبو سعيد محمّد بن علي بن محمّد، أنبأ محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن زكريا الجوزقي، نا أبو العباس محمّد بن عبد الرّحمن الدّغولي، نا محمّد بن

ص: 43


1- بياض بالأصل مقدار كلمتين، و في م: أخبرنا بحديث ابن أبي عدي...
2- في م: أبو، بدون الواو.

المهلّب، نا عبد اللّه بن رجاء، نا همّام، نا قتادة، عن ابن بريدة قال: قال أبو سبرة:

بعثني أبوك - يعني زيادا - إلى معاوية في مال، فلقيت عبد اللّه بن عمرو فحدّثني حديثا عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بفيه، و كتبته بيدي، فقال له أبو زياد: أقسمت عليك لتركبن البرذون فلتعرفنه حتى تأتيني بالكتاب، قال: فركبت فذكر الصحيفة، فقرأ الصحيفة: بسم اللّه الرّحمن الرحيم، هذا ما حدثه عبد اللّه بن عمرو بن العاص عن محمّد رسول اللّه:

«إن اللّه عز و جل لا يحب الفاحش و لا المتفحّش».

ثم قال:

«و الذي نفس محمّد بيده لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش و التّفحّش»[4593].

و أمّا حديث مطر:

فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين، نا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا عبد الرزاق، أنا معمر، عن مطر، عن عبد اللّه بن بريدة، قال: شك عبيد اللّه بن زياد في الحوض، فقال له أبو سبرة - رجل من صحابة عبيد اللّه بن زياد - قال: فإن أباك حين انطلق وافدا إلى معاوية انطلقت معه فلقيت عبد اللّه بن عمرو، فحدثني من فيه، إلى فيّ حديثا سمعه من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فأملاه علي، و كتبته قال: فإني أقسمت عليك لما أعرقت هذا البرذون حتى تأتيني بالكتاب، قال: فركبت البرذون فركضته حتى عرق فأتيته بالكتاب فإذا فيه: حدثني عبد اللّه بن عمرو بن العاص أنه سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«إن اللّه عز و جل يبغض الفحش و التّفحّش، و الذي نفس محمّد بيده لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش و التّفحّش، و سوء الجوار، و قطيعة الأرحام، و حتى يخوّن الأمين، و يؤتمن الخائن، إن أسلم المسلمون من لسانه و يده و إن أفضل الهجرة لمن هجر ما نهى اللّه عنه، و الذي نفس محمّد بيده أن مثل المؤمن لكمثل القطعة من الذهب، نفخ عليها فلم تغير و لم تنقص، و الذي نفس محمّد بيده إن مثل المؤمن لكمثل النخلة (2) أكلت طيبا و وضعت طيبا و وقعت فلم تكسر و لم تفسد، قال: قال: ألا و إن لي حوضا ما بين ناحيتيه

ص: 44


1- مسند الإمام أحمد 199/2 و فيه تقديم و تأخير.
2- في المسند و م: النحلة.

كما بين أيلة إلى مكة - أو قال: صنعاء إلى المدينة - و أن فيه من الأباريق مثل الكواكب، هو أشد بياضا من اللبن، و أحلى من العسل، من شرب منه لم يظمأ بعدها أبدا»[4594].

قال أبو سبرة: فأخذ عبيد اللّه بن زياد الكتاب، فجزعت عليه، فلقيني يحيى بن يعمر فشكوت (1) ذلك إليه، فقال: و اللّه لأنا أحفظ له مني لسورة من القرآن، فحدثني به كما كان في الكتاب سواء.

و أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر القشيري، قالا: أنا أبو سعيد محمّد بن علي الخشاب، أنبأ أبو بكر محمّد بن عبد اللّه، نا أبو العباس محمّد بن عبد الرّحمن، نا محمّد بن مشكان، حدثنا عبد الرزاق، أنا معمر، عن مطر الوراق، عن عبد اللّه بن بريدة الأسلمي، قال:

شك عبيد اللّه بن زياد في الحوض، و كانت فيه حرورية، فذكر الحديث و قال فيه: فقال أبو سبرة - رجل من أصحاب عبيد اللّه-: فإن أباك حين انطلق وافدا إلى معاوية انطلقت معه، فلقيت عبد اللّه بن عمرو بن العاص، فحدثني من فيه إلى فيّ حديثا سمعه من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فأملاه عليّ و كتبته، قال: إني أقسمت عليك لما أعرقت هذا البرذون حتى تأتيني بالكتاب، قال: فركبت البرذون فركضت حتى عرق فأتيته بالكتاب، فإذا فيه: حدثني عبد اللّه بن عمرو بن العاص أنه سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:

«ان اللّه يبغض الفحش و التّفحّش، و الذي نفس محمّد بيده لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش و التفحش، و سوء الجوار، و قطيعة الأرحام، حتى يخوّن الأمين، و يؤتمن (2) الخائن، و الذي نفس محمّد بيده إنّ أسلم المسلمين لمن سلم المسلمون من لسانه و يده، و ان أفضل الهجرة لمن هاجر ما نهاه اللّه عنه، و الذي نفس محمّد بيده إنّ مثل المؤمن كمثل اللقطة من الذهب نفخ عليها صاحبها فلم تتغير، و لم تنقص، و الذي نفس محمّد بيده إنّ مثل المؤمن كمثل النخلة أكلت و وضعت طيبا و وقعت فلم تكسر و لم تفسد، ألا و إن لي حوضا كما بين أيلة إلى مكة - أو قال صنعاء إلى المدينة-» و ذكر الحديث[4595].

ص: 45


1- في م: فشكرت.
2- بالأصل: و يأتمن. و المثبت عن م.

و أما حديث أبي هلال:

فأخبرناه أبو عبد اللّه، و أبو المظفّر، قالا: أنا أبو سعيد الخشاب، أنا أبو بكر الجوزقي، نا أبو العباس الدّغولي، نا الحسن بن أبي الربيع، نا أبو عامر، نا أبو هلال، عن ابن بريدة، قال: كان عبيد اللّه بن زياد يكذب بالحوض، فذكر حديثا طويلا قال فيه، فقال له عبد اللّه بن أبي سبرة الهذلي: أصلح اللّه الأمير إن عندي كتابا أملاه (1) عليّ عبد اللّه بن عمرو، و خططته بيدي لا يزيد حرفا و لا ينقص حرفا من كتاب أصبته اليوم أحبّ إلي منه، قال: فجاء به فإذا فيه: ان اللّه يبغض الفحش و التفحش، و قطيعة الرحم، و سوء الجوار، و يخوّن الأمين و يؤتمن الخائن، موعدي حوضي. قال: و ذكر ما بين طرفيه و آنيته.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العز ثابت بن منصور، قالا: أنا أحمد بن الحسن بن أحمد - زاد الأنماطي، و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد، أنا عمر بن أحمد، نا خليفة بن خياط ، قال (2):أبو سبرة سالم بن سلمة بن نوفل بن عبد العزّى بن أبي نصر بن جهمة بن مطرود بن مازن بن عمرو بن عميرة (3) بن عمرو بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا غنم بن أحمد، ثنا حنبل بن إسحاق، قال: قال علي بن المديني: سالم بن سلمة سمعته من علي بن المديني.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر محمّد بن العباس - إجازة - أنا سليمان بن إسحاق الجلاّب، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (4)،قال: في الطبقة الثانية من تابعي أهل المدينة من الموالي: سالم بن سلمة أبو سبرة الهذلي.

هذا وهم ليس سالم من أهل المدينة و لا من الموالي.

ص: 46


1- بالأصل: أمله. و في م: أملى.
2- طبقات خليفة بن خياط ص 328 رقم 1519.
3- في طبقات خليفة: غيرة.
4- طبقات ابن سعد 300/5.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل البغدادي، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنبأ محمّد بن إسماعيل (1)،قال: سالم بن سلمة أبو سبرة الهذلي يذكر عن علي - و في رواية أخرى: يروي عن علي.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق، أنا حمد بن عبد اللّه - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر الهمداني، أنبأ علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال: سالم بن سبرة الهذلي سمعت أبي يقول ذلك، و يقول: هو مجهول (2).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أبو بكر أحمد بن منصور، أنا أبو سعيد بن حمدون، قال: سمعت أبا حاتم مكي بن عبدان يقول: سمعت أبا الحسين مسلم بن الحجّاج يقول: أبو سبرة سالم بن سبرة، سمع عبد اللّه بن عمرو، روى عنه عبد اللّه بن بريدة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، قال: أبو سبرة سالم بن سلمة الهذلي.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنبأ أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي الحافظ ، أنبأ أبو أحمد، قال: أبو سبرة سالم بن سلمة، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص، روى عنه عبد اللّه بن بريدة، و ذكر أبو بكر أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري في كتابه، قال: و من بني سعد بن هذيل أبو سبرة سالم بن سلمة بن عمرو، و كان أبو سبرة من رجال أهل البصرة، يروي عن ابن عباس أحاديث، و استعمله زياد بن أبي سفيان على قضاء البصرة، و كان يهاجي أبا الأسود الدّيلي و فيه يقول أبو الأسود:

ص: 47


1- التاريخ الكبير 113/4.
2- الجرح و التعديل 182/4 و ذكر ابن أبي حاتم بعد هذه الترجمة، في ترجمة مستقلة: سالم بن سلمة الهذلي أبو سبرة.

أبلغ أبا الجارود عني رسالة *** يخبّ بها الواشي ليلقاك إذ يغدوا (1)

أ إن نلت خيرا سرني أن تناله *** تنمّرت في ذا كبده لونه ورد

فعيناك عيناه و لونك لونه *** تبدلته لي غير أنك لا تغدوا (2)

قال: فولد أبو سبرة الجارود بن أبي سبرة، و عبد اللّه، و كان عبد اللّه من أفتى أهل البصرة و أسخاهم في زمانه، و كان خيرا.

2367 - سالم بن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب بن نفيل

بن عبد العزّى بن قرط بن رياح بن عبد اللّه

ابن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي

أبو عبد اللّه، و يقال: أبو عبيد اللّه،

و يقال: أبو عمر

العدوي المدني الفقيه (3)

روى عن أبيه، و أبي هريرة، و أبي أيّوب (4) الأنصاري، و عائشة، و القاسم بن محمّد بن أبي بكر، و عبد اللّه بن محمّد بن أبي بكر الصديق.

روى عنه الزهري، و نافع مولى ابن عمر، و حميد الطويل، و محمّد بن أبي حرملة، و العلاء بن عبد الرّحمن، و خالد بن أبي عمران، و يزيد بن أبي مريم الدمشقي، و عقبة بن أبي الصّهباء الباهلي، و يحيى بن الحارث، و عمرو بن الوليد الدمشقي، و الوضين بن عطاء، و يزيد بن عبد الرّحمن بن أبي مالك.

و قدم الشام على عبد الملك بن مروان بكتاب أبيه بالبيعة له، و على الوليد الفاسق (5) بن عبد الملك، و على عمر بن عبد العزيز.

ص: 48


1- في م: يعدو.
2- في م: تعدوا.
3- ترجمته في طبقات ابن سعد 195/5 طبقات خليفة ترجمة 2113 المعارف ص 186 حلية الأولياء 193/2 تهذيب التهذيب 255/2 و بغية الطلب 4113/9 و الوافي بالوفيات 83/15 سير الأعلام 457/4 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
4- بالأصل وضعت علامتان فوق «هريرة» و «أيوب» إشارة تحويل إلى الهامش لكنه لم يذكر شيئا فيه.
5- سقطت لفظة «الفاسق» من الأصل و م و كتبت فوق الكلام بين السطرين، و لم ترد في بغية الطلب فيما نقله ابن العديم عن ابن عساكر.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، و أبو نصر بن رضوان، و أبو علي بن السّبط ، و أبو غالب بن البنّا، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا محمّد بن يونس القرشي، نا حمّاد بن عيسى الجهني، نا حنظلة بن أبي سفيان الجمحي، عن سالم بن عبد اللّه بن عمر، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب.

و أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأ أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عيسى الباقلاني - قراءة عليه - نا أبو بكر بن مالك، نا محمّد بن يونس بن موسى القرشي، نا حمّاد بن عيسى الجهني، نا حنظلة بن أبي سفيان، عن سالم بن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب، عن أبيه، عن جده عمر بن الخطاب، قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إذا دعا رفع يديه، و إذا فرغ ردهما على وجهه (1)[4596].

أخبرناه أبو المحاسن مسعود بن محمّد بن غانم الغانمي، و أبو الفضل محمّد بن إسماعيل الفضيلي، قالا: أنا أبو القاسم أحمد بن محمّد بن محمّد، أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمّد بن الحسن الخزاعي، نا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي (2)ببخارى، نا العباس بن محمّد الدوري، ثنا حمّاد بن عيسى العبسي، جاز لأبي عاصم النبيل و غرق في وادي الجحفة، قال عباس: و نحن تلك السنة حجاج، نا حنظلة بن أبي سفيان، عن سالم، عن ابن عمر، عن عمر بن الخطاب، قال: كان النبي صلّى اللّه عليه و سلّم إذا مد يديه في الدعاء لم يرسلهما حتى يمسح بهما وجهه، قال عباس: فذاكرنا بهذا يحيى بن معين فقال: ما سمعنا من أحد إلاّ أن حمّاد بن عيسى رواه و هو شيخ صالح[4597].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر القشيري، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي (3)،أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا أبو عامر حوثرة (4) بن أشرس، حدّثنا عقبة بن أبي الصهباء أبو خريم الباهلي - زاد ابن المقرئ:- و سألت يحيى بن معين عنه فقال:

ص: 49


1- كنز العمّال 4892/2.
2- مهملة بدون نقط بالأصل، و الصواب ما أثبت عن م و انظر الأنساب.
3- إعجامها مضطرب بالأصل و م. و رسمها: الجيررودي، خطأ و الصواب ما أثبت.
4- بالأصل: جويرية، خطأ و الصواب ما أثبت عن م و ضبط ، ترجمته في سير الأعلام 668/10.

ثقة، و قالا:- عن سالم، عن أبيه أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم صلى الصبح ثم استقبل مطلع الشمس فقال:

«ألا إن الفتن (1) من هاهنا - ثلاث مرات - و من ثمّ يطلع قرن الشيطان» (2)[4598].

قال: و نا أبو عامر، حدّثني - و في حديث ابن المقرئ - أخبرني - عقبة - يعني ابن أبي الصهباء عن سالم، عن أبيه أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كان في نفر من أصحابه فأقبل عليهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال:

«أ لستم تعلمون أني رسول اللّه إليكم ؟» قالوا: بلى، نشهد أنك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، قال:«أ لستم تعلمون أنه من أطاعني فقد أطاع اللّه، و من طاعة اللّه طاعتي»، قالوا: بلى، نشهد أنه من أطاعك فقد أطاع اللّه و من طاعة اللّه طاعتك»، قال:«فإن من إطاعة اللّه أن تطيعوني، و من طاعتي أن تطيعوا أمراءكم، أطيعوا أمراءكم و إن صلّوا قعودا فصلّوا قعودا»[4599].

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد ابن خيرون و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (3):و قال حسن - يعني الجروي، نا يحيى بن حسان، نا صدقة، نا يزيد، عن سالم بن عبد اللّه أنه كان مع الوليد بن عبد الملك بحوّارين قريب من شهرين أو ثلاثة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة (4)،حدّثني محمّد بن عثمان أبو الجماهر، نا ابن عياش، عن عمرو بن مهاجر، قال: كان مع عمر بن عبد العزيز: سالم بن عبد اللّه، و أبو قلابة، و محمّد بن كعب، و عراك بن مالك،[و] (5) ابن شهاب.

ص: 50


1- بالأصل: العين، خطأ و الصواب عن م و انظر سير الأعلام.
2- نقله الذهبي في سير الأعلام 458/4 و قال: إسناده حسن عال، و لا يقع لنا حديث سالم أعلى من هذا.
3- لم يرد الخبر في التاريخ الكبير للبخاري في ترجمة سالم.
4- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 714/2.
5- زيادة لازمة اقتضاها السياق عن أبي زرعة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأ أبو الحسين بن المهتدي (1)،أنبأ أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمّة الخلاّل (2)،أنبأ أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، ثنا جدي، نا معلّى بن راشد أخو بهز، نا عبد العزيز - يعني ابن المختار - عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيّب، قال: قال لي عبد اللّه بن عمر:

أ تدري لم سميت ابني سالما؟ قال: قلت لا، قال: باسم سالم مولى أبي حذيفة.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، قال: و قرئ على سليمان بن إسحاق بن الخليل، نا الحارث بن أبي أسامة، قالا: نا محمّد بن سعد، قال (3):سالم بن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزّى بن رياح (4) بن قرط بن عدي بن كعب بن لؤي، و أمّه أم ولد، و يكنى سالم أبا عمر (5).

قال محمّد بن عمر: و روى سالم عن أبي أيوب الأنصاري، و عن أبي هريرة، و عن أبيه، و سمع عبد اللّه بن محمّد بن أبي بكر يخبر أباه عن عائشة، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:

«في بناء الكعبة» (6) و كان ثقة كثير الحديث عاليا من الرجال ورعا.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأ أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنبأ أبو الحسن بن السقا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: سالم بن عبد اللّه كنيته أبو عمر.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد - إجازة - نا الزّعفراني، نا ابن أبي خيثمة، قال: سمعت أبي يقول:

سالم بن عبد اللّه أبو عمر (7).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن

ص: 51


1- بالأصل: الهندي، خطأ، و الصواب ما أثبت عن م.
2- بالأصل و م: الحلال، بالحاء المهملة خطأ، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 82/17.
3- طبقات ابن سعد 195/5.
4- بالأصل:«رباح» و الصواب عن ابن سعد و فيه: رياح بن عبد اللّه بن قرط بن رزاح.
5- في ابن سعد: أبا عمير.
6- زيد في ابن سعد: إن قومك اقتصروا على قواعد إبراهيم.
7- نقله ابن العديم في بغية الطلب 4116/9.

الحمّامي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن الحسن بن مهران، أنبأ أبو إسحاق إبراهيم بن أبي أمية، قال: سمعت نوح بن [أبي] (1) حبيب يقول: و سالم بن عبد اللّه بن عمر يكنى أبا عمر.

أنبأنا أبو الغنائم الحافظ ، ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنبأ أبو الفضل الباقلاني، و أبو الحسين الصّيرفي، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد الباقلاني و محمّد بن الحسين قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل، قال (2):سالم بن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب أبو عمر القرشي العدوي المديني، قال الحسن بن واقع عن ضمرة بن ربيعة: مات سنة ست و مائة.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم، قال (3):سالم بن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب أبو عمر، روى عن أبيه، و أبي هريرة، و عائشة، روى عنه الزهري، و نافع، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنبأ أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول (4):أبو عمر سالم بن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب، سمع أباه، روى عنه الزهري، و نافع.

قرأت على أبي الفضل السّلامي، عن أبي الفضل المكي، أنا عبيد اللّه بن سعيد بن حاتم، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عبد اللّه سالم بن عبد اللّه بن عمر، و قيل أبو عمر (5).

و قرأت على أبي الفضل، عن أبي طاهر بن أبي الصقر، أنا أبو القاسم الصّوّاف، أنا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدولابي، قال (6):أبو عبد اللّه و يقال أبو عمر سالم بن

ص: 52


1- زيادة لازمة للإيضاح عن تقريب التهذيب.
2- التاريخ الكبير 115/4.
3- الجرح و التعديل 184/4.
4- كتاب الكنى و الأسماء ص 146.
5- نقله في بغية الطلب 4119/9.
6- الكنى للدولابي 56/2.

عبد اللّه بن عمر بن الخطاب.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمّد، أنا محمّد بن أحمد، أنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قال:

سالم بن عبد اللّه بن عمر أبو عمر.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنا نصر بن إبراهيم، أنبأ سليم بن أيوب، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمّد بن إياس، قال: سمعت محمّد بن أحمد المقدّمي يقول: سالم بن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب أبو عمر.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا محمّد (1) بن الحاكم، قال: أبو عبد اللّه و يقال أبو عمر سالم بن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي المدني، و أمّه أم سالم، و هي أم ولد، أخو عبيد اللّه، و حمزة، و زيد، و واقد، و بلال، و عمر، سمع أباه، و أبا هريرة، روى عنه نافع مولى ابن عمر، و ابن شهاب، و عمر بن محمّد بن زيد، و عمرو بن دينار (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنبأ أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو بن السّمّاك، نا حنبل بن إسحاق، قال: قال علي بن المديني:

سالم بن عبد اللّه أبو عبيد اللّه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن طاهر، أنبأ مسعود بن ناصر، أنبأ عبد الملك بن الحسن، أنبأ أحمد بن محمّد بن الحسين، قال: سالم بن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب أبو عمر القرشي العدوي المدني، سمع أباه، و أبا هريرة، روى عنه الزهري، و نافع، و موسى بن عقبة، و حنظلة بن أبي سفيان في الإيمان و غير موضع.

قال البخاري (3):قال أبو نعيم: مات سنة ست و مائة، قال الذّهلي:- و فيما كتب إليّ أبو نعيم - في آخرها: و قال ابن أبي شيبة: توفي سنة ست و مائة في آخرها، و قال عمرو بن علي: مات سنة مائة، بعقب ذي الحجة، و قال الواقدي: مثل عمرو بن علي

ص: 53


1- في م: أنا محمد بن محمد بن الحاكم.
2- نقله ابن العديم في بغية الطلب 4118/9.
3- في بغية الطلب: قال الواقدي.

قال: صلّى عليه هشام بعد انصرافه من الحج، و قال الذّهلي: نا يحيى بن بكير، قال:

مات في ذي القعدة سنة ست و مائة، و صلّى عليه هشام بن عبد الملك، و قال الهيثم:

توفي سنة ثمان و مائة (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى أنبأ عبد اللّه بن محمّد حدّثني محمّد بن زنجويه نا عبد اللّه بن مسلمة القعنبي، حدّثنا سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيّب، قال: كان عبد اللّه بن عمر يشبه أباه عمر بن الخطاب، و كان سالم يشبه أباه ابن عمر (2).

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنبأ أبو عثمان سعيد بن محمّد بن أحمد بن نعيم، أنا عبد اللّه بن حامد الأصفهاني، أنبأ مكي بن عبدان، نا عبد اللّه بن هاشم، نا عبد الرّحمن بن مهدي بن مالك.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو المعالي النّعالي، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي، نا أحمد بن حنبل، نا عبد الرّحمن، عن مالك بن أنس، عن يحيى بن سعيد، عن ابن المسيّب، قال: كان أشبه ولد عمر به عبد اللّه، و أشبه ولد عبد اللّه سالم.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن الكتاني، أنبأ أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة (3)،حدّثني محمود بن خالد، نا مروان بن محمّد، نا سليمان بن بلال، نا يحيى بن سعيد، قال: سمعت سعيد بن المسيّب يقول:

أشبه عبد اللّه بن عمر أباه عمر بن الخطاب، و أشبه سالم أباه عبد اللّه بن عمر.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (4)،حدّثني يونس بن

ص: 54


1- انظر بغية الطلب 4118/9 و سير الأعلام 464/4 و تهذيب التهذيب 256/2 و صوّب الذهبي و ابن حجر وفاته سنة ست و مائة.
2- سير الأعلام 459/4.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 588/1.
4- كتاب المعرفة و التاريخ 556/1 و نقله عن يعقوب ابن العديم في بغية الطلب 4120/9 و الذهبي في سير الأعلام من طريق أشهب عن مالك.

عبد الأعلى، أخبرني أشهب، عن مالك، قال: قال سعيد بن المسيّب: كان عبد اللّه بن عمر أشبه ولد عمر به، و كان سالم بن عبد اللّه أشبه ولد عبد اللّه به.

قال مالك: و لم يكن أحد في زمان سالم بن عبد اللّه أشبه بمن مضى من الصالحين في الزهد و القصد و العيش منه، كان يلبس الثوب بدرهمين، و يشتري الشمال (1) يحملها.

و قال سليمان (2) بن عبد الملك لسالم - و رآه حسن السحنة:- أي شيء تأكل ؟ قال: الخبز و الزيت، و إذا وجدت اللحم أكلته، فقال عمر (3) له: أو تشتهيه ؟ قال: إذا لم أشتهه تركته حتى أشتهيه.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا عاصم بن محمّد بن زيد بن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب، عن زيد بن عمر، عن نافع، قال: كان ابن عمر يلقى ابنه سالما فيقبّله و يقول:

شيخ يقبل شيخا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنبأ أبو الحسن العتيقي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالا:

أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا أنبا صالح بن أحمد، حدّثني أبي أحمد (4)،حدّثني أبي عبد اللّه، قال: كان عبد اللّه بن عمر يقبل ابنه سالما و يقول:

شيخ يقبل شيخا، و يقول: إني أحبك حبين: حب الإسلام، و حب القرابة.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، فيما قرأت عليه، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأ سليمان بن إسحاق الجلاّب، نا الحارث بن أبي أسامة، ثنا محمّد بن سعد (5)،أنا محمّد بن حرب المكي، قال: سمعت خالد بن أبي بكر يقول:

ص: 55


1- في الأصل «السمال» و في بغية الطلب «السماك» و المثبت عن المعرفة و التاريخ و سير الأعلام، و الشمال: جمع شملة و هي كساء دون القطيفة يشتمل به.
2- في ابن سعد 200/5 هشام بن عبد الملك.
3- لفظة «عمر» لم ترد في المعرفة و التاريخ، و لعله يريد عمر بن عبد العزيز.
4- تاريخ الثقات للعجلي ص 174.
5- طبقات ابن سعد 196/5 و نقله الذهبي في السير 460/4.

بلغني أن عبد اللّه بن عمر كان يلام في حب سالم فكان يقول:

يلومونني في سالم و ألومهم *** و جلدة بين العين و الأنف سالم

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزّبير بن بكّار، قال: و لعبد اللّه بن عمر سوى هؤلاء سالم و كان من خيار الناس، و من حملة العلم، و فيه يقول عبد اللّه بن عمر:

يريدونني عن سالم و أريدهم *** و جلدة بين العين و الأنف سالم

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا عيسى بن سالم، نا أبو المليح، عن ميمون بن مهران، قال:

دخلت على ابن عمر فقومت كل شيء في بيته فما وجدته يسوى مائة درهم، قال:

ثم دخلت مرة أخرى فما وجدت ما سوى ثمن طيلسان، قال: و دخلت على سالم من بعده فوجدته على مثل حاله.

قال: و أنا أبو بكر ابن الطبري، أنبأ أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1)،حدّثني زيد بن بشر، و عبد العزيز - يعني ابن عمران الخزاعي - قالا: نا ابن وهب، حدّثني مالك، عن يحيى بن سعيد، قال: قلت لسالم بن عبد اللّه في شيء سمعته منه: أسمعته من ابن عمر؟ قال: مرة واحدة نعم، و أكثر من مائة مرة.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن عبد الملك، أنا علي بن محمّد بن السّقّا، و عبد الرّحمن بن محمّد، قالا: نا محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد، قال:

سمعت يحيى بن معين يقول: سالم، و القاسم حديثهما قريب من السواء، و سعيد بن المسيّب أيضا قريب منهما، و إبراهيم أعجب إلي مرسلات منهم، قلت ليحيى: فسالم أعلم بابن عمر أو نافع ؟ قال: يقولون: إن نافعا لم يحدّث حتى مات سالم (2).

أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد الخطيب، أنا أبو منصور محمّد بن الحسن، أنا أبو العباس أحمد بن الحسين النهاوندي، أنا عبد اللّه بن محمّد بن

ص: 56


1- كتاب المعرفة و التاريخ 554/1.
2- سير الأعلام 462/4 و تهذيب التهذيب 256/2.

عبد الرّحمن، نا محمّد بن إسماعيل البخاري، و سئل عن سالم بن عبد اللّه، سمع من عائشة، فقال: لا (1).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأ رشأ بن نظيف، أنبأ الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، أنا أحمد بن داود، نا المازني، عن الأصمعي، عن أبي الزناد، قال: كان أهل المدينة يكرهون اتّخاذ أمهات الأولاد حتى نشأ فيهم القرّاء السادة: علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، و القاسم بن محمّد بن أبي بكر الصدّيق، و سالم بن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب فقهاء، ففاقوا أهل المدينة علما و تقى و عبادة و ورعا، فرغب الناس حينئذ في السراري (2).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب (3)،نا علي بن الحسن العسقلاني، نا أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن المبارك، قال: كان فقهاء أهل المدينة الذين كانوا يصدرون عن رأيهم سبعة: سعيد بن المسيّب، و سليمان بن يسار، و سالم بن عبد اللّه، و القاسم بن محمّد، و عروة بن الزبير، و عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، و خارجة بن زيد، قال:

و كانوا إذا جاءتهم المسألة دخلوا فيه جميعا فنظروا فيها، و لا يقضي القاضي حتى يرفع إليهم فينظرون فيها فيصدرون.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو يعلى حمزة بن علي البزاز، قالا:

أنا أبو الفرج سهل بن بشر، أنبأ علي بن منير بن أحمد، أنا الحسن بن رشيق، نا أبو عبد الرّحمن النسائي، قال في تسمية فقهاء أهل المدينة من التابعين: سعيد بن المسيّب، و عروة بن الزبير، و أبو سلمة بن عبد الرّحمن، و عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، و سليمان بن يسار، و خارجة بن زيد، و أبو بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام، و علي بن الحسين، و القاسم بن محمّد بن أبي بكر الصدّيق، و سالم بن عبد اللّه بن عمر، و أبو جعفر محمّد بن علي، و عمر بن عبد العزيز.

ص: 57


1- سير الأعلام 462/4 و تهذيب التهذيب 256/2.
2- نقله الذهبي في سير الأعلام 460/4 و بمعناه في ترجمة علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنهم 390/4.
3- كتاب المعرفة و التاريخ 471/1 و نقله الذهبي في سير الأعلام عن ابن المبارك 461/4.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، قالا: نا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي (1) قال: سالم بن عبد اللّه بن عمر مدني تابعي ثقة.

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن، قالا: أنا محمّد بن أحمد بن المسلمة، أنا محمّد بن عبد الرّحمن، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، حدّثني عثمان بن عبد الرّحمن، عن أبي بكر بن عبد العزيز بن عبد اللّه بن عبد اللّه بن عمر، قال: جاء بدوي إلى عبد اللّه بن عبد اللّه، و هو جالس في مجلسهم حوله ولده و أصحابه فاستفتاه في مسألة فقال يزيد: أبا عمرو أقبل على بعض بنيه فقال: اذهب إلى عمك فقل له: هذا مسترشد، فدخل على سالم فوجده جالسا في دار عبد اللّه بن عمر بين رجليه رحاء ينقشها، فقال له: يقول لك أخوك هذا مسترشد، فسأله عما يريد فذكر ذلك فأجابه، فخرج البدوي و هو يرى شرف عبد اللّه، فقال: لم (2) أر كاليوم فقيها و لا متفوها.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال: قال ابن بكير: و قدم مقدم بن علي و جماعة من المصريين المدينة فأتوا باب سالم بن عبد اللّه، فسمعوا رغاء بعير، فبينما هم كذلك خرج عليهم رجل آدم شديد الأدمة متّزر بكساء صوف إلى ثندوته فقالوا له:

مولاك داخل، فقال: من تريدون ؟ قالوا: سالم بن عبد اللّه، قال ابن بكير: فلما كلمهم جاء شيء غير المنظر، قال: من أردتم ؟ قالوا: سالم، قال: ها أنا ذا فما جاء بكم ؟ قالوا: أردنا أن نسائلك، قال: سلوا عمّا شئتم، و جلس و يده ملطخ بالدم و القيح الذي أصابه من البعير فسألوه.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: سمعت أبا الوليد الفقيه غير مرة يقول: سمعت سليمان بن محمّد بن خلف الميداني يقول: سمعت إسحاق بن

ص: 58


1- تاريخ الثقات للعجلي ص 174.
2- بالأصل: ألم. و المثبت عن م.

إبراهيم الحنظلي يقول: أصح الأسانيد كلها الزهري، عن سالم، عن أبيه، قال: و أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثني الحسين بن عبد اللّه الصيرفي، حدّثني محمّد بن حمّاد الدورني (1)-بحلب - أخبرني أحمد بن القاسم بن نصر بن دوست، نا حجّاج بن الشاعر، قال: اجتمع أحمد بن حنبل، و يحيى بن معين، و علي بن المديني في جماعة معهم، اجتمعوا فتذاكروا أجود الأسانيد الجياد، فقال رجل منهم: أجود الأسانيد شعبة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب، عن عامر أخي أم سلمة، عن أم سلمة، و قال علي بن المديني: أجود الأسانيد ابن عون، عن محمّد، عن عبيدة عن علي، و قال أبو عبد اللّه:

الزهري عن سالم، عن أبيه، و قال يحيى: الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد اللّه، فقال له إنسان: الأعمش مثل الزهري ؟ فقال: برئت من الأعمش أن يكون مثل الزهري، الزهري يرى الفرض و الإجازة، و كان يعمل لبني أمية، و ذكر الأعمش فمدحه، فقال: فقير صبور مجانب للسلطان، و ذكر علقمة بالقرآن و ورعه.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، ثنا الحسين بن الفهم، قال: و قرئ على سليمان بن إسحاق بن الخليل، نا الحارث بن أبي أسامة، قالا: أنا محمّد بن سعد (2)،أنا روح بن عبادة، و عمرو بن عاصم الكلابي، قالا: نا همّام بن يحيى، عن عطاء بن السائب، قال: دفع الحجاج إلى سالم بن عبد اللّه سيفا و أمره بقتل رجل، فقال سالم للرجل: أ مسلم أنت ؟ قال: نعم، امض لما أمرت به، قال: فصلّيت اليوم صلاة الصبح ؟ قال: نعم، قال:

فرجع إلى الحجاج فرمى إليه بالسيف و قال: إنه ذكر أنه مسلم، و أنه قد صلّى صلاة الصبح اليوم، و أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة اللّه»، قال الحجاج لسنا نقتله على صلاة الصبح، و لكنه ممن أعان على قتل عثمان، فقال سالم:

هاهنا من هو أولى بعثمان مني، فبلغ ذلك عبد اللّه بن عمر، فقال: ما صنع سالم ؟ قالوا:

صنع كذا و كذا، فقال ابن عمر: مكيّس مكيّس (3)[4600].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسن بن بشران،

ص: 59


1- كذا رسمها، و في م:«الدوري».
2- طبقات ابن سعد 196/5 و نقله الذهبي في السير من طريق همام عن عطاء 466/4.
3- مكيس أي كيس، معروف بالعقل، و في م: ملبس ملبس.

أنا إسماعيل بن محمّد الصفار، نا أحمد بن منصور، نا عبد الرزاق، أنا معمر، عن عبد اللّه بن مسلم بن الزهري، قال: كنت جالسا عند سالم بن عبد اللّه في نفر من أهل المدينة فقال رجل: ضرب الا..... (1) بها رجلا (2) أسواطا فمات، فقال سالم: عاب اللّه على موسى في نفسي كافرة قتلها.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو العباس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي، نا أبو بكر بن أبي الأسود، أنا الأصمعي، قال: أوصى ابن عمر إلى عبد اللّه بن عبد اللّه و ترك سالما و كان أسن منه، فقيل له: أتدع سالما؟ فقال: أو تعلمون بعبد اللّه بأسا؟ قال: فلما وضع على سريره قال عبد اللّه لسالم: تقدم، قال: ما كنت لأتقدم و قد قدّمك أبي.

قال يعقوب: سمعت في حديث أن ابن عمر قيل له في ذلك، فقال: إني أكره أن أدنس سالما بالوصية، و أشغله عما هو فيه - يريد العبادة- (3).

أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم، ثم أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم أنا سهل بن بشر، قالا: أنا أبو الحسن محمّد بن الحسين بن محمّد الطّفّال، أنا أبو الطاهر محمّد بن أحمد بن عبد اللّه القاضي، نا موسى بن هارون، نا شيبان، نا جرير بن حازم، قال: أتى سالم بقدح مفضض فلما ذهب ليتناوله رأى الفضة التي فيه فتركه، فقال رجل لنافع: ما منعه أن يشرب فيه ؟ قال:

ما سمع في آنية الفضة (4).

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر الزّرّاد، نا عبيد اللّه بن سعد، نا هارون بن معروف، نا ضمرة، قال ابن شوذب (5):حدّثنا (6) علي بن زيد، قال: دخلت على سالم بن عبد اللّه منزله و كان لا يأكل إلاّ معه مسكين، قال: فأرسل مولاه يأتيه بمسكين

ص: 60


1- بياض بالأصل. و في م:«فقال رجل حبرت أخبرنا رجلا» كذا.
2- سقطت من الأصل و استدركت على هامشه و بجانبها كلمة صح.
3- نقله ابن العديم في بغية الطلب 4126/9.
4- المصدر نفسه 4125/9.
5- في م: شورب.
6- في م: حدثنا عن علي بن زيد.

فأتاه بعجوز عمياء حدباء فأدناها فأكلت معه.

قال: و نا هارون، نا ضمرة، عن ابن شوذب (1)،قال: كان لسالم بن عبد اللّه بن عمر حمار هرم فنهاه بنوه عن ركوبه فأبى أن يدعه، قال: فجدعوا أذنه فأبى أن يدع ركوبه، ثم جدعوا أذنه الأخرى فأبى أن يدع ركوبه، قال: فقطعوا ذنبه (2)،فركبه أجدع الأذنين أبتر الذنب.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب، حدّثني سعيد بن منصور، نا سفيان، عن عبد اللّه بن عبد العزيز العمري، قال: كان سالم إذا خرج عطاؤه فإن كان عليه دين قضاه، ثم يصل منه إن أراد أن يصل، و يتصدق منه ثم يحبس لعياله نفقتهم ثم كتب على ما بقي للحج إن شاء اللّه، أو للعمرة إن شاء اللّه.

قال: و حدّثني سعيد، حدّثني سفيان، عن شيخ من أهل المدينة، قال: قال سالم:

لو لم أجد للحج إلاّ حمارا أبتر لحججت عليه.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسين بن السّقّا، نا أبو العباس الأصم، نا عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول:

حدّثنا سلمة الأبرش، حدّثني محمّد بن إسحاق، قال: رأيت سالم بن عبد اللّه يلبس الصوف، و كان علج الخلق يعالج بيديه و يعمل.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، ثنا و أبو منصور محمّد بن عبد الملك:

أخبرنا أبو بكر الخطيب، أخبرني عبد اللّه بن يحيى السكري، أنا أبو بكر الشافعي، نا جعفر بن محمّد بن الأزهر، حدّثنا ابن الغلاّبي.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد البابسيري، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل الغلاّبي، أنا أبو..... (3)،نا يحيى بن معين، نا سلمة بن الفضل الأبرش، حدّثني

ص: 61


1- في م: سودب.
2- في م: أذنيه.
3- بياض بالأصل، و الكلام متصل في م و فيها بعد الغلابي: نا يحيى بن معين.

محمّد بن إسحاق، قال: رأيت سالم بن عبد اللّه بن عمر يلبس الصوف، و كان علج الخلق يعالج بيديه و يعمل.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه (1)،نا أبي، نا إبراهيم بن محمّد بن الحسن، حدّثني أحمد بن سعيد، نا ابن وهب، حدّثني حنظلة قال: رأيت سالم بن عبد اللّه بن عمر يخرج إلى السوق فيشتري حوائج نفسه.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أحمد بن أبي عثمان، أنا الحسن بن الحسن بن علي بن المنذر، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني الحسين بن علي بن يزيد بن القعنبي، نا أبو مروان البزّار، قال: جاءنا سالم يطلب ثوبا سباعيا فنشرت عليه ثوبا فذرعه فإذا هو أقل من سباعي، فقال: أ ليس قلت سباعي ؟ قلت: كذلك نسمّيها، قال: كذلك يكون الكذب.

خالفه غيره في اسم البزار، فقال: أبو عبد الملك مروان.

فهو فيما قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق الجلاّب، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (2)،أنا عبد اللّه بن مسلمة بن قعنب، و مطرّف بن عبد اللّه اليساري، قالا: نا أبو عبد الملك بن مروان جبر البزار (3)،قال: جاءنا سالم بن عبد اللّه فذكر نحو هذا.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أحمد بن سهل البخاري، نا إبراهيم بن معقل، نا حرملة، نا ابن وهب، حدّثني مالك، عن يزيد بن رومان، عن سالم بن عبد اللّه أنه كان يخرج إلى السوق في حوائج نفسه.

قال: و اشترى سالم شملة، فانتهى بها إلى المسجد فرمى بها إلى عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز فحبسها عنده ساعة، ثم قال: أ لا نبعث من يحملها لك ؟ فقال سالم:

بل أنا أحملها.

ص: 62


1- حلية الأولياء 194/2.
2- طبقات ابن سعد 199/5.
3- في ابن سعد: مروان بن حبر البزاز.

قال: و حدّثني مالك قال: كان عبد اللّه بن عمر يخرج إلى السوق فيشتري و كان سالم دهره يشتري في الأسواق، و كان من أفضل أهل زمانه فقيل لمالك: أ يكره الرجل الفاضل أن يخرج إلى السوق و يشتري حوائجه ليحابي بفضله ؟ فقال: لا و ما ناس بذلك قد كان سالم يفعل ذلك، و قرأ مالك يأكل الطعام و يمشي في الأسواق فلأي شيء يمشون في الأسواق ؟ و ذكر مالك: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كان يمشي في الأسواق[4601].

أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه - إذنا و مناولة - و قرأ علي إسناده - أنا أبو علي محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا القاضي (1)،نا الحسين بن القاسم الكوكبي، نا أبو سعيد الحارثي، نا العتبي، عن أبيه، قال:

دخل سالم بن عبد اللّه بن عمر على سليمان بن عبد الملك، و على سالم ثياب غليظة رثة، فلم يزل سليمان يرحب به و يرفعه حتى أقعده معه على سريره، و عمر بن عبد العزيز في المجلس، فقال له رجل من أخريات الناس: أ ما استطاع خالك أن يلبس ثيابا فاخرة أحسن من هذه و يدخل فيها على أمير المؤمنين ؟ و على المتكلم ثياب سريّة لها قيمة فقال له عمر: ما رأيت هذه الثياب على خالي وضعته في مكانك هذا، و لا رأيت ثيابك هذه رفعتك إلى مكان خالي ذاك.

قال القاضي: لقد أحسن عمر في جوابه و أجاد في الذب عن خاله. و قد أنشدنا ابن دريد في خبر قد ذكرته في غير هذا الموضع لبعض الأعراب:

يغايظونا بقمصان لهم جدد *** كأننا لا نرى في السوق قمصانا

ليس القميص و إن جددت رقعته *** بجاعل رجلا إلاّ كما كانا

و أنشدنا أيضا لأعرابي قصد باب بعض الملوك فحجبه الآذن، و جعل يستأذن لغيره ممن له بزة:

رأيت آذننا يستام بزّتنا *** و ليس للحسب الزاكي بمستام

فلو دعينا على الأحساب قدّمنا *** مجد تليد و جدّ راجح نامي

و لقد أحسن الذي قال:

ص: 63


1- الجليس الصالح الكافي للمعافى بن زكريا 9/4-10.

قد يدرك الشرف الفتى و إزاره *** خلق و جيب قميصه مرقوع (1)

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنبأ أحمد بن سليمان، نا الزبير بن أبي بكر، قال: و حدّثني عبد اللّه بن عمر بن القاسم العمري، حدّثني الأسقف، قال:

كنت أخرج مع سالم بن عبد اللّه إلى مكة، فكان يخرج على شارف و عليه بركان إذا نزل افترش نصفه و التحف النصف الآخر، و كان يشتري لنا في كل منزل شاة فإذا قدم أمر بالشارف التي كان عليها فنحرت لأصحاب الصفة و قسم لحمها فيهم.

قال: و نا الزبير حدّثني سليمان بن محمّد السّيّاري، حدّثني عبد اللّه بن عمران بن أبي فروة، قال: رأيت القاسم بن محمّد، و سالم بن عبد اللّه في مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يتجالسان على القاسم جبّة خزّ و مطرف خزّ و عمامة خزّ، و على سالم حنيف (2)و بركان و عمامة شقائق لا يعيب هذا على هذا لبسته و لا هذا على هذا لبسته.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا عمير بن مرداس، نا الحميدي، قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول:

دخل هشام بن عبد الملك الكعبة فإذا هو بسالم بن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب فقال له: يا سالم سلني حاجة، فقال: إنني استحيي من اللّه تبارك و تعالى أن أسأل في بيت اللّه غير اللّه، فلما خرج خرج في إثره فقال له: الآن قد خرجت فسلني حاجة. فقال له سالم: من حوائج الدنيا أم من حوائج الآخرة ؟ فقال: من حوائج الدنيا، فقال له سالم: أما و اللّه ما سألت الدنيا من يملكها، فكيف أسأل من لا يملكها (3)؟.

قرأنا على أبي غالب، و أبي عبد اللّه ابني البنّا، عن أبي الحسن (4) محمّد بن محمّد بن مخلد.

ص: 64


1- نسب بحواشي مختصر ابن منظور ص 192/9 إلى ابن هرمة.
2- كذا، و الحنيف: القصير (القاموس).
3- الخبر نقله الذهبي في السير 466/4 من طريق ابن عيينة.
4- سقطت من الأصل و استدركت على هامشه و بجانبها كلمة صح.

أخبرنا علي بن محمّد بن خزفة (1)،أنا محمّد بن الحسين بن محمّد الزّعفراني، نا ابن أبي خيثمة، نا هارون بن معروف، نا ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة، قال: شهدت سالم يقسم صدقات عمر، فما رأيت رجلا أسهل منه.

أنبأنا أبو غالب شجاع بن فارس، أنا محمّد بن علي بن الفتح، و علي بن أحمد الملطي، قالا: أنا أحمد بن محمّد بن دوست - زاد محمّد - و محمّد بن عبد اللّه الدقاق، قالا: أنا الحسين بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن الحسين، نا يحيى بن أبي بكير، نا هود بن عبد العزيز، قال: زحم سالم بن عبد اللّه رجلا (2) فقال له الرجل: ما أراك إلاّ رجل سوء، فقال له سالم: ما أحسبك أبعدت.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني أبو محمّد القاسم بن هاشم، نا إبراهيم بن هراسة، نا حميد بن جعفر، عن رجل حدثه عن سالم قال: رأيت كأني انتهيت إلى باب الجنة فقرعته، فقيل لي: من ؟ قلت: سالم بن عبد اللّه بن عمر، فقيل: كيف نفتح لرجل لم تغبرّ قدماه في سبيل اللّه ؟ قال: فأصبح يقول لأهله:

جهّزوني.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، نا أبو بكر الشافعي، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا داود بن عمر، و نا عفيف و هو ابن سالم، أخبرني إبراهيم بن أبي حنيفة اليماني عن سالم بن عبد اللّه قال: بلغني أن الرجل يسأل يوم القيامة عن فضل علمه كما يسأل عن فضل ماله (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، نا أحمد بن علي المدائني، نا أحمد بن حامد السمرقندي، حدّثنا سليمان بن معبد، نا الأصمعي، قال: سمعت عمر بن قيس يقول:

ما ينصفنا أهل العراق نأتيهم بالقاسم بن محمّد، و سالم بن عبد اللّه الطيب بن الطيب، و يأتونا بنظرائهم زعموا بأبي التّيّاح، و أبي قلابة أسماء القابلين لو أدركنا أبا الجوزاء

ص: 65


1- إعجامها مضطرب بالأصل و م، و الصواب ما أثبت و ضبط عن التبصير.
2- بالأصل و م: رجل، و الصواب ما أثبت باعتبار ما يأتي.
3- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 4128/9.

لأكلناه فثمر، و لو أدركنا الشعبي لشعب لنا الغدور، و لو أدركنا النخعي لنخع لنا الشاة.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، أنبأ أبو بكر الخطيب، أخبرنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم، أنا عيسى بن محمّد بن أحمد الطوماري، نا أبو العباس أحمد بن يحيى، نا الزّبير بن بكّار، حدّثني يعقوب بن محمّد بن عيسى، عن إسحاق بن محمّد الفروي، قال: أقبل سالم بن عبد اللّه بن عمر يرمي الجمرة يوم النّحر، فأطلعت امرأة كفّا خضيبا من خدرها لترمي، فجاءت حصاة فصكّت كفّها فولولت و طرحت حصاها. فقال لها سالم: ترجعين صاغرة قميئة فتأخذين حصاك من بطن الوادي فترمين به حصاة حصاة فقالت: يا عمّ أنا و اللّه:

من اللائي لم يحججن يبغين حسبة *** و لكن ليقتلن البريء المغفّلا

فقال: قد قبحك اللّه (1).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين المقرئ، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو الدرّ ياقوت بن عبد اللّه، قالوا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان بن داود، نا الزّبير بن بكّار، حدّثني محمّد بن حسن المخزومي، عن القاسم بن عبد اللّه بن عمر بن حفص، عن أبي بكر بن عمر بن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب، قال: حضرت سالم بن عبد اللّه بن عمر و أشعب يسأله باللّه أن يعطيه من صدقة عبد اللّه بن عمر و هو يجدها بالغابة، و كان سالم لا يعطي أشعب شيئا، فلما سأله باللّه قال له سالم: أقلّ و لا تكثر ويحك فلم يسأله شيئا إلاّ أعطاه.

قال: و نا الزبير، حدّثني أبو عروبة محمّد بن موسى الأنصاري، حدّثني عبد الرّحمن بن أبي الزناد، عن إبراهيم بن عقبة، قال: كان سالم بن عبد اللّه بن عمر إذا خلا حدّثنا حديث الفتيان.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، أنا أبي، أنا أبو نصر بن الجبّان، نا محمّد بن سليمان الرّبعي، نا أحمد بن الحسين القرشي - يعني زبيدة - نا يونس بن عبد الأعلى، أنا ابن وهب، عن مالك، قال: بلغني أن سليمان بن عبد الملك قال لسالم بن عبد اللّه: ما ذا تأكل ؟ قال سالم: الخبز و الزيت، قال: فاللحم ؟ قال: أتركه حتى أشتهيه.

ص: 66


1- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 4133/9-4134.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا الحسن بن علي بن عفان، نا أبو يحيى الحمّاني (1)، عن أبي سعد، قال: كان سالم بن عبد اللّه رجلا غليظا كأنه جمال فسأله بعض الأمراء:

ما إدامك أو طعامك ؟ قال: الخل و الزيت، قال: فإذا لم تشتهه (2)؟قال: أدعه حتى أشتهيه.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأ أبو نعيم (3)،نا محمّد بن عبد اللّه، نا الحسن بن علي بن نصر، نا محمّد بن عبد الكريم، نا الهيثم بن عدي، نا يونس بن يزيد، نا الحكم بن عبد اللّه الأيلي، قال:

قدم سليمان بن عبد الملك المدينة، فدخل عليه القاسم، و سالم بن عبد اللّه، قال: و إذا سالم أحسنهما كدنة (4)،فقال: يا أبا عمر ما طعامك ؟ قال: الخبز و الزيت، قال: و تشتهيه ؟ قال: أدعه حتى أشتهيه، قال: ثم دعا لهما بغالية، و جاءت جارية وضيئة الوجه مديدة القامة، فذهبت تغليهما فقال: تنحي عنا، ثم تناولا المدهن فلعقا منه، ثم ادّهنا ثم قالا: إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كان إذا أتى بمدهن (5) الطيب لعق منه. ثم ادّهن.

قرأت على أبي غالب بن البنّا عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق الجلاّب، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمّد بن سعد (6)، أنا محمّد بن عمر، حدّثني عبد اللّه (7) بن عمر بن حفص، قال: نظر هشام بن عبد الملك إلى سالم بن عبد اللّه يوم عرفة في ثوبين متجردا فرأى كدنة (8) حسنة، فقال:

يا أبا عمر ما طعامك ؟ قال: الخبز و الزيت، فقال هشام: كيف تستطيع الخبز و الزيت ؟ قال: أخمّره فإذا اشتهيته أكلته، قال: فوعك سالم ذلك اليوم فلم يزل موعوكا حتى قدم المدينة.

ص: 67


1- في م: الحمامي.
2- بالأصل و م تشتهيه.
3- الخبر في حلية الأولياء 193/2.
4- الكدنة بالكسر: الشحم و اللحم، و القوم (القاموس، و بهامشه: صوابه و القوة. اه شارح).
5- في الحلية: بالدهن الطيب.
6- طبقات ابن سعد 200/5.
7- في ابن سعد: عبيد اللّه.
8- في م: بدنة.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر الذهبي، أنا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار، قال: و قال أبو ضمرة أنس بن عياض اللّيثي (1):

حج هشام بن عبد الملك فجاءه سالم بن عبد اللّه فأعجبته سحنته فقال له: أي شيء تأكل ؟ قال: الخبز و الزيت، قال: فإذا لم تشتهه (2)؟قال: أخمّره حتى أشتهيه، فعانه (3) هشام فمرض و مات، فشهده هشام و أجفل الناس في جنازته فرآهم هشام فقال:

إن أهل المدينة لكثير، فضرب عليهم بعثا أخرج فيه جماعة منهم فلم يرجع منهم أحد، فتشاءم به أهل المدينة و قالوا: عان فقيهنا، و عان أهل بلدنا.

قال الزبير: و لم أسمعه من أبي ضمرة، حدّثنيه عنه إبراهيم بن المنذر الحزامي.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأ جدي، أنا أبو محمّد بن زبر، نا إسماعيل بن إسحاق، نا نصر بن علي، قال: خبرنا الأصمعي، قال:

توفي سالم بن عبد اللّه في سنة خمس و مائة.

قرأنا على أبي غالب، و أبي عبد اللّه ابني البنّا، عن أبي الحسن بن مخلد، أنبأ علي بن محمّد بن خزفة (4)،أنا محمّد بن الحسين الزّعفراني، نا ابن أبي خيثمة، نا أحمد بن حنبل، حدّثني حمّاد بن خالد الخياط ، قال: زعم عبد اللّه العمري أن القاسم و سالما مات أحدهما في سنة ست و الآخر في سنة خمس و مائة، قال أحمد: سالم سنة ست و مائة - يعني مات-.

قرأت على أبي غالب عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، قال: و قرئ على سليمان بن إسحاق بن الخليل، نا الحارث بن أبي أسامة، قالا: نا محمّد بن سعد (5)،قال: مات سالم بن عبد اللّه سنة ست و مائة في آخر ذي الحجة، و هشام بن عبد الملك يومئذ بالمدينة،

ص: 68


1- الخبر نقله الذهبي في السير من طريق أبي ضمرة الليثي 463/4 و بغية الطلب 4136/9 و انظر ابن سعد 200/5-201.
2- بالأصل: تشتهيه.
3- أي أصابه بالعين،(انظر اللسان: عين).
4- إعجامها مضطرب بالأصل و م، و الصواب ما أثبت و ضبط ، و قد مضى قريبا.
5- طبقات ابن سعد 200/5-201.

و كان حج بالناس تلك السنة، ثم قدم المدينة فوافق موت سالم بن عبد اللّه فصلّى عليه.

قالا (1):و أنا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، عن أفلح، و خالد بن القاسم، قالا: صلّى هشام بن عبد الملك على سالم بن عبد اللّه بالبقيع لكثرة الناس، فلما رأى هشام كثرتهم بالبقيع قال لإبراهيم (2) بن هشام المخزومي: اضرب على الناس بعث أربعة آلاف، فسمي عام الأربعة آلاف، قال: فكان الناس إذا دخلوا الصائفة خرج أربعة آلاف من المدينة إلى السواحل، فكانوا هناك إلى انصراف الناس و خروجهم من الصائفة.

أنبأنا أبو القاسم تمام بن عبد اللّه المظفّر المقرئ، أنا عبد اللّه بن الحسن بن حمزة بن أبي فجة البعلبكّي - قراءة عليه - أنا أبو نصر بن الجبّان (3)-إجازة - أنبأ أبو سليمان بن زبر، أنا أبي، نا أحمد بن عبيد، نا الهيثم بن عدي، عن عبد الرّحمن بن محمّد، عن عبد الرّحمن بن القاسم، قال: كان أبي لا يدخل منزله إلاّ تأوّه فقلت: يا أبة إنك لتصنع شيئا ما كنت تصنعه و لا كنت أسمعه منك، و ما أخرج ذلك منك إلاّ جوى، قال: أي بني ما انتفعت بنفسي مذ مات سالم.

قال الهيثم: الجوى: داء باطن، يقال منه: رجل جو و امرأة جوية.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه، أنبأ عثمان بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن البراء، قال: قال علي بن المديني: مات سالم بن عبد اللّه سنة مائة.

هذا وهم، و قد سقط منه ست بعد سنة.

قال: و أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، حدّثني حيوة، نا ضمرة، عن ابن شوذب، قال: مات سالم بن عبد اللّه سنة ست و مائة، قال أبو بكر: و مات سالم بن عبد اللّه سنة ست و مائة فصلّى عليه هشام، و صلّى هشام على طاوس بين الركن و المقام في هذه السنة قبل التروية بيوم أو يومين.

ص: 69


1- بالأصل و م: قال، و الصواب ما أثبت، قياسا إلى السند السابق.
2- في م: قال لأبي معين بن هشام.
3- مهملة في م بدون نقط .

قال: و نا يعقوب، نا ابن بكير (1)،حدّثني عطّاف بن خالد: أن سالم بن عبد اللّه توفي و هشام بالمدينة، فلما صلّى عليه و رأى كثرة من شهد جنازة سالم ضرب على أهل المدينة البعث، و قال: ما كنت أظن أن بالمدينة كلّ هذا الناس.

قال: و نا يعقوب، نا سعيد بن أسد، نا ضمرة، عن ابن شوذب، قال: حج هشام بن عبد الملك سنة ست و مائة فمر بالمدينة فعاد سالم بن عبد اللّه بن عمر و كان مريضا، ثم انصرف فوجده حين مات، فصلّى عليه و مات سنة ست و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفتح نصر بن أحمد بن نصر الخطيب، أنا محمّد بن أحمد بن عبد اللّه.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو طاهر أحمد بن علي المقرئ، قالا: أنا الحسين بن علي الطناجيري، أنا أبو عبد اللّه الأنصاري، أنا محمّد بن محمّد بن عقبة، نا هارون بن حاتم، نا محمّد بن كثير القرشي، عن ليث، قال: مات طاوس، و سالم بن عبد اللّه سنة ست و مائة، و صلى عليهما (2) هشام بن عبد الملك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (3)،نا محمّد بن أبي أسامة، نا ضمرة، عن ابن شوذب (4)، قال: شهدت جنازة سالم بالمدينة سنة ست و مائة، فحدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم، عن يحيى بن بكير، عن عطّاف بن خالد، قال: توفي سالم سنة ست و مائة و صلّى عليه هشام بن عبد الملك في حجته التي حج، و لم يحج في خلافته غيرها.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أنبأ أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن جعفر، حدّثنا عبيد اللّه بن سعد الزّهري.

ح و أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (5)،أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن بن

ص: 70


1- بالأصل: تكين، خطأ. و المثبت عن م.
2- بالأصل و م: عليهم.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 244/1.
4- هو عبد اللّه بن شوذب الخراساني، أبو عبد الرحمن ترجمته في تهذيب التهذيب 255/5.
5- بالأصل:«المرزمي» و في م: المرزقي، و جميعهما خطأ، و الصواب ما أثبت، و قد مضى التعريف به.

رزقويه، أنبأ أبو عمرو بن السماك، نا حنبل بن إسحاق، قالا: نا هارون بن معروف، نا ضمرة، عن ابن شوذب، قال: مات سالم بن عبد اللّه سنة ست و مائة - زاد عبيد اللّه - قال عاده هشام في بدأته، قال: و عاد من الحج إلى المدينة، فمات سالم فصلّى عليه هشام.

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن بن المفرج (1)،أنبأ سهل بن بشر، و أحمد بن محمّد الطريثيثي (2)،قالا: أنا محمّد بن أحمد بن عيسى السعدي، أنا منير بن أحمد الخلاّل، أنا جعفر بن أحمد بن إبراهيم، أنا أحمد بن الهيثم المنكدي، قال: قال أبو نعيم:

و أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب، قالا: أنا أحمد بن علي بن خلف، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه الصفار، أنا أبو إسماعيل السّلمي، قال: سمعت أبا نعيم يقول:

و أخبرنا أبو سعد محمّد بن محمّد، و أبو علي الحسن بن أحمد، و أبو القاسم غانم بن محمّد بن عبد اللّه في كتبهم، ثم أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد، أنا أبو علي قالوا: أنا أبو نعيم، أنا محمّد بن أحمد بن الصواف، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، حدّثني أبو نعيم.

[ح] (3) و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو بن السماك، نا حنبل بن إسحاق، نا أبو نعيم.

و أخبرنا أبو البركات، أنا أبو الفضل، أنا أبو العلاء، أنا أبو بكر، أنا الأحوص بن المفضّل، أنا أبي، نا أبو نعيم، قال: و سالم بن عبد اللّه سنة ست و مائة - زاد الغلاّبي و البلدي في آخرها - قال الأحوص: قال أبي: قال الواقدي: مات سالم سنة ست و مائة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد الخطيب، أنا محمّد بن الحسن النهاوندي، نا أحمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن، نا محمّد بن إسماعيل،

ص: 71


1- انظر التبصير 283/1.
2- رسمها و إعجامها مضطربان و الصواب ما أثبت عن م، انظر فهارس المطبوعة عاصم - عائذ ص 680.
3- زيادة علامة التحويل عن م.

قال: و قال أبو نعيم: مات طاوس بن كيسان، و سالم بن عبد اللّه سنة ست و مائة في آخرها.

أخبرني أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه، نا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه فيما بلغه، قال:

مات سالم بن عبد اللّه سنة ست و مائة.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص الفلاس، قال: و مات سالم بن عبد اللّه بن عمر سنة ست و مائة بعقب ذي الحجة، و يكنى أبا عمر.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا علي بن أحمد بن محمّد، أنا أبو طاهر - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني محمّد بن المغيرة، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم، قال: سنة ست و مائة فيها مات سالم بن عبد اللّه بن عمر بالمدينة، و يقال سنة سبع، و يكنى أبا عمر (1).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، أنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: قال أبي و عمي أبو بكر: مات سالم بن عبد اللّه سنة ست و مائة في آخرها.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة (2)،أنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، أنبأ أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (3) قال: سالم بن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب أحد بني عدي بن كعب، و يكنى أبا عمر، قال الهيثم بن عدي: توفي سنة ثمان و مائة، و قال الواقدي: حدّثني عبد الحكم (4) بن عبد اللّه بن أبي فروة، قال: مات سالم سنة ست و مائة في عقب ذي الحجة فصلّى عليه هشام بن عبد الملك بالبقيع، و قد كان حج تلك السنة، و روى عن أبي أيوب.

ص: 72


1- بغية الطلب 4140/9.
2- من قوله: قال أبي و عمي إلى هنا سقط من م.
3- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
4- بالأصل و م:«عند الحكيم» خطأ.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأ أبو الفضل بن خيرون، أنا محمّد بن علي بن يعقوب، أخبرنا علي بن الحسن الجرّاحي.

ح قال: و أنا الحسن بن الحسين بن العباس بن دوما، أنبأ جدي لأمي إسحاق بن محمّد، قالا: أنا عبد اللّه بن إسحاق المدائني، نا قعنب بن المحرز الباهلي، قال:

و مات سالم بن عبد اللّه بن عمر بالمدينة، و طاوس سنة ست و مائة في آخرها.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو الحسن المؤدب، أنا أبو سليمان الرّبعي، قال: قالوا فيها - يعني سنة ست و مائة - مات سالم بن عبد اللّه في ذي الحجة، يكنى أبا عمر، قال: و أنا أبو سليمان، أنا أبي أبو محمّد، نا محمّد بن علي بن زيد، نا إبراهيم بن المنذر، نا محمّد بن الضحاك بن عثمان، عن مالك بن أنس قال: هلك سالم سنة ست و مائة، و صلّى عليه هشام بن عبد الملك (1).

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنبأ أبو الحسن محمّد بن علي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط ، قال: سنة سبع و مائة مات سالم بن عبد اللّه بن عمر في أول السنة، و صلّى عليه هشام بن عبد الملك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الفضل بن خيرون.

و أخبرنا أبو العز ثابت بن منصور، أنا أبو طاهر، قالا: أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسين محمّد (2) بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خياط ، قال (3):سالم بن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب بن نفيل، أمه أم ولد، يكنى أبا عمر، و توفي سنة سبع و مائة.

أخبرنا أبو الحسن الخطيب (4)،أنا أبو منصور النهاوندي، نا أحمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن، نا محمّد بن إسماعيل البخاري، قال: و كنية

ص: 73


1- تاريخ خليفة بن خياط ص 338 و العبارة:«و صلى عليه هشام بن عبد الملك» سقطت من تاريخ خليفة.
2- بالأصل:«الحسين بن محمد» حذفنا «بن» فهي مقحمة.
3- طبقات خليفة بن خياط ص 427 ترجمة 2113.
4- في م: الطيب.

إسماعيل بن يعلى الثقفي أبو أمية، قال زيد بن حباب: نا إسماعيل بن يعلى، قال:

شهدت جنازة سالم بن عبد اللّه سنة سبع و مائة.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي (1)،نا أبو الحسين بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو الحسين (2) بن الفراء، أنبأ أبي أبو يعلى، قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن مخلد، قال: قرأت على علي بن عمرو الأنصاري حدثكم الهيثم بن عدي.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ أبو الفضل بن خيرون، أنبأ أبو القاسم (3) بن بشران.

ح و أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، و أبو القاسم غانم بن محمّد.

ح و أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن محمّد، أنا أبو علي قالوا: أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قالا: نا أبو علي محمّد بن أحمد بن الحسن، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا هاشم بن محمّد، نا الهيثم بن عدي، قال: و مات سالم بن عبد اللّه بن عمر سنة ثمان و مائة.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم، أنا نعمة اللّه بن محمّد، نا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، نا محمّد بن أحمد بن سليمان، نا سفيان بن محمّد بن سفيان، حدّثني عمي الحسن بن سفيان، نا محمّد بن علي، عن محمّد بن إسحاق، قال: سمعت أبا عمر الضرير قال: توفي سالم بن عبد اللّه سنة ثمان و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية، قال: سمعت نوح بن [أبي] (4) حبيب قال: و مات القاسم بن محمّد، و سالم سنة حج هشام بن عبد الملك - و أظنه سنة عشرة و مائة.

هذا وهم، و الصواب ما تقدم (5).

ص: 74


1- بالأصل و م «المحلي» و الصواب ما أثبت و قد مضى التعريف به.
2- في م: الحسن.
3- في م: أبو نعيم.
4- زيادة لازمة للإيضاح، و مضى أثناء الترجمة.
5- يعني «سنة ست و مائة» و هو ما صوّبه و صححه الذهبي في السير و ابن حجر في التهذيب.

2368 - سالم بن عبد اللّه

أبو عبيد اللّه المحاربي (1)

قاضي دمشق من ساكني داريا، و كان من حملة القرآن و ممن يحضر الدراسة في جامع دمشق.

روى عن سليمان بن حبيب المحاربي قاضي دمشق، و مكحول، و مجاهد بن جبر.

روى عنه الأوزاعي، و خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح المرّي، و أبو سلمة ثابت بن سرج الدّوسي، و حكى عنه محمّد بن شعيب بن شابور.

[أخبرنا] أبو علي الحداد في كتابه، و أخبرني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، ثنا سليمان بن أحمد، نا أبو زرعة، نا أبو مسهر، ح قال: و نا سليمان، نا بكر بن سهر، نا عبد اللّه بن يوسف، قالا: نا خالد بن يزيد بن صبيح.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد، و أبو محمّد بن أبي نصر، و عقيل بن عبيد اللّه بن عبدان.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، أنا محمّد بن عقيل بن الكريدي، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، قالوا: أنا أحمد بن القاسم، نا أبو زرعة، نا أبو مسهر، و محمّد بن المبارك، قالا: نا خالد بن يزيد المري (2).

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن عمر العمري، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن محمّد بن أبي شريح (3)،أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن عبد الجبار الرذاني (4)،نا أبو أحمد حميد بن زنجويه، نا أبو مسهر الغسّاني، نا خالد بن يزيد بن صالح (5)،حدّثني سالم بن عبد اللّه المحاربي، عن سليمان بن حبيب، عن أبي أمامة، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

ص: 75


1- ترجمته في الوافي بالوفيات 85/15.
2- بالأصل و م: المزني، خطأ، و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير الأعلام 413/9.
3- بالأصل: شيرح، خطأ و الصواب ما أثبت عن م، و قد مضى التعريف به.
4- بفتح الراء و الذال المعجمة المخففة، نسبة إلى رذان قرية من قرى نسا (الأنساب).
5- كذا، و في نسبه صالح. و هو: خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح.

«ما من مسلم يصرع صرعة من مرض إلاّ بعث منها طاهرا»[4602].

أخبرناه أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنبأ أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمّد بن هارون، نا مالك بن عبد اللّه بن سيف، أبو سعد التجيبي، نا عبد اللّه بن يوسف، نا خالد بن يزيد الدمشقي، عن سالم بن عبد اللّه المحاربي، عن سليمان بن حبيب المحاربي، عن أبي أمامة عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«ما من عبد يصرع صرعة من مرض إلاّ بعثه اللّه منها طاهرا»[4603].

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي في كتابه، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (1)،قال: سالم بن عبد اللّه المحاربي (2) روى عنه الأوزاعي.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن محمّد بن إسحاق، أنا حمد بن عبد اللّه - إجازة - قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا:

أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (3)،قال: سالم بن عبد اللّه المحاربي أبو عبيد اللّه (4) قاضي دمشق، روى عن سليمان بن حبيب المحاربي، روى عنه الأوزاعي، و خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح المرّي، سمعت أبي يقول ذلك. سئل أبي عن سالم بن عبد اللّه المحاربي فقال: صالح الحديث.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا تمام بن محمّد، أنا جعفر بن محمّد، نا أبو زرعة، قال في الطبقة الثالثة في ذكر قضاة دمشق: سالم بن عبد اللّه المحاربي (5).

قال: و أنا الكتاني، أنا علي بن محمّد بن طوق الطّبراني، أنبأ عبد الجبار بن محمّد الخولاني، قال: قال أبو زرعة: سالم بن عبد اللّه عداده في قضاة التابعين (6).

ص: 76


1- التاريخ الكبير للبخاري 115/4.
2- في البخاري: الحجازي.
3- الجرح و التعديل 185/4.
4- في الجرح و التعديل «أبو عبيد اللّه» خطأ، و كتب محققه:«و لم أرها في غير هذا الموضوع».
5- انظر تاريخ أبي زرعة الدمشقي 203/1 و الوافي بالوفيات 86/15.
6- تاريخ داريا للخولاني ص 99.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الصّوفي، أنبأ تمام بن محمّد - إجازة - أنا أبو عبد اللّه بن مروان، أنا ابن فيض، نا دحيم، نا الوليد بن مسلم أنه ولاه - يعني الحارث بن محمّد الوليد بن يزيد ثم ولي سالم بن عبد اللّه المحاربي.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي الصقر (1)،أنا أبو الفتح منصور بن علي بن عبد اللّه الطّرسوسي، أنا الحسن بن رشيق، نا أحمد بن محمّد بن سلام البغدادي، نا داود بن رشيد، نا الوليد بن مسلم، قال: و قال غير خالد بن يزيد بن أبي مالك: ثم سالم بن عبد اللّه المحاربي - يعني ولي القضاء بعد الحارث بن يمجد الأشعري-.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني - قراءة-، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأ أبو الميمون، نا أبو زرعة (2)،حدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم، عن أبي مسهر، قال: عزله الوليد بن يزيد - يعني يزيد بن أبي مالك الهمداني - و ولّى الحارث بن يمجد الأشعري (3)،ثم ولى سالم بن عبد اللّه المحاربي، و ولاه عبد اللّه بن علي (4).

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز - لفظا - أنا تمام - إجازة - أنا أبو عبد اللّه بن مروان، أنا أبي فيض، نا دحيم، نا عبد اللّه بن كثير الطويل أنه أدرك سالما يجلس عند باب البريد و ذكر غيره: أن سالما ولي القضاء بعد محمّد بن عبد اللّه بن لبيد (5) في خلافة أبي العباس، و أن ابن لبيد ولي بعد كلثوم بن عبد اللّه الحكمي (6)، و أن كلثوم أول والي ولي القضاء لبني العباس بعد محمّد بن عبد اللّه بن لبيد ولايته الأولى لمروان الجعدي.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن

ص: 77


1- بالأصل: الصفر بالفاء، و الصواب ما أثبت بالقاف، انظر ترجمته في سير الأعلام 578/18.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 203/1-204.
3- انظر أخبار القضاة لوكيع ص 206 و فيه:«محمد» بدل «يمجد» و الجرح و التعديل 94/2/1.
4- هو عبد اللّه بن علي بن عم السفاح و أبي جعفر المنصور، تولى الشام بعد قيام الدولة العباسية، قتله المنصور سنة 147 ه .
5- انظر أخبار القضاة لوكيع 207/3.
6- انظر أخبار القضاة لوكيع 208/3.

الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، حدّثني العباس بن الوليد بن مزيد، حدّثني أبي، نا الأوزاعي، حدّثني سالم بن عبد اللّه المحاربي شامي ثقة.

2369 - سالم بن عبد اللّه المدني

مولى محمّد بن كعب القرظي (1)

وفد على عمر بن عبد العزيز و وعظه.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم، نا محمّد بن علي، نا محمّد بن الحسن بن قتيبة، نا إبراهيم بن هشام بن يحيى الغسّاني، حدّثني أبي، عن جدي (2) قال:

كتب عمر بن عبد العزيز إلى محمّد بن كعب يسأله أن يبيعه غلامه سالما، و كان عابدا خيرا، فقال: إني قد دبرته قال: فأزرنيه قال: فأتاه سالم فقال عمر: إني قد ابتليت بما ترى، و أنا و اللّه أتخوف أن لا أنجو، فقال له سالم بن عبد اللّه: إن كنت كما تقول فهذا نجاتك، و إلا فهو الأمر الذي تخاف، قال: يا سالم، عظنا، قال: آدم صلّى اللّه عليه و سلّم على خطيئة واحدة خرج (3) بها من الجنة و أنتم تعملون الخطايا ترجون تدخلون بها الجنة ؟ ثم سكت.

قال: و أنا أبو نعيم، نا إبراهيم بن عبد اللّه، و أحمد بن محمّد بن سنان، قالا: نا أبو العباس السراج، نا قتيبة بن سعيد، نا النّضر بن زرارة، عن الثقة (4) قال:

كان لعمر بن عبد العزيز أخ - و اخاه في اللّه، عبد مملوك، يقال له: سالم، فلما استخلف دعاه ذات يوم فأتاه، فقال له: يا سالم إني أخاف أن لا أنجو، قال: إن كنت تخاف فنعما، و لكني أخاف أن لا تخاف، قال سالم: إن اللّه أسكن عبدا دارا فأذنب فيها ذنبا واحدا فأخرجه من تلك الدار، و نحن أصحاب ذنوب كثيرة نريد أن نسكن تلك الدار.

ص: 78


1- ترجمته في الوافي بالوفيات 86/15 و بغية الطلب 4142/9.
2- الخبر بهذا الإسناد في حلية الأولياء 329/5 في ترجمة عمر بن عبد العزيز، و الخبر في سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي ص 165.
3- كذا، و في الحلية: فأخرج، و هي أظهر.
4- الخبر في المصدرين السابقين.

2370 - سالم بن عبد اللّه

و يقال ابن عبد الرّحمن

أبو العلاء مولى هشام بن عبد الملك و كاتبه (1)

و يقال مولى سعيد بن عبد الملك و يقال مولى المنذر بن عبد الملك كان على ديوان الرسائل لهشام و للوليد بن يزيد، و منزله بدمشق في سوق أم حكيم المعروف اليوم بالعلبيين (2).

روى عنه عمرو بن طليع، و حكى عنه الزهري، و عبد اللّه بن جعفر المخرّمي الزّهري.

و ذكره أبو الحسين الرازي في تسمية كتّاب أمراء دمشق، فقال: كان سالم بن عبد اللّه مولى هشام كاتبه، و كان منزله بدمشق في سوق أم حكيم (3)،و كان سالم أستاذ عبد الحميد بن يحيى في الكتابة، و كان عبد الحميد كاتب مروان بن محمّد.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبي أبو يعلى.

ح و أخبرنا أبو السعود بن المجلي (4)،نا أبو الحسين بن المهتدي، قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد الصّيدلاني، نا محمّد بن مخلد بن حفص، قال: قرأت على علي بن عمرو الأنصاري حدثكم الهيثم بن عدي قال: قال ابن عياش: سالم كاتب هشام بن عبد الملك، يكنى أبا العلاء (5).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأ أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: سالم كاتب هشام أبو العلاء.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا محمّد بن علي السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق،

ص: 79


1- ترجمته في بغية الطلب 4143/9 و الوزراء و الكتّاب للجهشياري ص 62 و الوافي بالوفيات 86/15.
2- انظر كتابنا، المجلدة الثانية ص 60 و 159.
3- في م: أم حليم.
4- في م: المحلي.
5- بغية الطلب 4145/9.

نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة (1) قال في تسمية عمال هشام: كاتب الرسائل سالم مولى سعيد بن عبد الملك.

و قال خليفة في تسمية عمال الوليد بن يزيد: كاتب الرسائل سالم مولى سعيد بن عبد الملك، ثم كتب له ابنه عبد اللّه بن سالم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن (2) بن رزقويه (3).

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر المقرئ، أنا أبو الحسين بن بشران، قالا: أنا أبو عمرو بن السماك، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، نا نوح بن يزيد، نا إبراهيم بن سعد قال: سمعت ابن شهاب يحدث قال:

لقيني سالم كاتب هشام فقال لي: إن أمير المؤمنين يأمرك أن تكتب لولده حديثك، فقلت له: لو سألني عن حديثين أتبع أحدهما الآخر ما قدرت على ذلك، و لكن ابعث إلي كاتبا أو كاتبين فإنه قل يوم إلاّ يأتيني فيه قوم يسألوني عما لم أسأل عنه بالأمس، قال: فبعث إليّ بكاتبين فاختلفا إليّ سنة قال: ثم لقيني فقال لي: يا أبا بكر ما أرانا إلاّ قد أنقصناك ؟ فقلت: كلا، إنما كنت في عزاز الأرض، و الآن قد هبطت بطون الأودية.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، عن أبي الحسن رشأ بن نظيف.

أنبأنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم، أنبأ أبو بكر الصولي، نا محمّد بن عبد اللّه الحزنبل، عن ابن الأعرابي قال: قال زياد الأعجم: حضرت جنازة هشام فسمعت أبا عبد الأعلى ينشد (4):

و ما سالم عما قليل بسالم *** و إن كثرت أحراسه و مواكبه

ص: 80


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 362 و 367.
2- بالأصل: أبو الحسين، و الصواب ما أثبت عن م.
3- بالأصل: زرقويه بتقديم الزاي خطأ، و الصواب بتقديم الراء انظر ترجمته في سير الأعلام 258/17.
4- الأبيات لم ترد في ديوان زياد الأعجم المطبوع، و الخبر و الأبيات في بغية الطلب 3926/9 في ترجمة زياد الأعجم و في ترجمة زيد بن الحواري 4015/9 و فيه 4145/9 و في الوافي بالوفيات 87/15.

و إن كان ذا باب شديد و حاجب *** فعمّا قليل يهجر الباب حاجبه

و يصبح بعد الحجب للناس مفردا *** رهينة بيت لم يستّر جوانبه

فنفسك فاكسبها السعادة جاهدا *** فكل امرئ رهن بما هو كاسبه

رواها غير ابن الأعرابي، قال: قال أبو زيد الأعمى: و فدت إلى هشام فذكر هذه الأبيات، و قال: سمعت ابن عبد الأعلى و هو الصواب (1).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي، أنا أبو محمّد بن زيد بن الحسن بن عليل، نا مسعود بن بشر، أنشدنا الأصمعي:

و ما سالم عما قليل بسالم *** و لو كثرت أحراسه و كتائبه

و من يك ذا باب شديد و حاجب *** فعمّا قليل يهجر الباب حاجبه

و ما كان إلاّ الدفن (2) حتى تفرقت *** إلى غيره أفراسه و مواكبه

و أصبح مسرورا به كل كاشح *** و أسلمه أحبابه و حبائبه

قال الأصمعي: حدثني جويرية أن ابن عبد الأعلى تمثّل بهذه الأبيات حين توفي هشام بن عبد الملك.

2371 - سالم بن المنذر البيروتي

شهد جنازة الأوزاعي.

حكى عنه العباس بن الوليد بن مزيد.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا العباس بن الوليد بن مزيد، أخبرني سالم بن المنذر قال: خرجنا في جنازة الأوزاعي أربعة أمم: اليهود و النصارى و القبط كلهم على ناحية.

2372 - سالم بن وابصة بن معبد الأسدي الرّقّي

2372 - سالم بن وابصة بن معبد الأسدي الرّقّي (3)

حدّث عن أبيه.

ص: 81


1- من قوله: رواها غير ابن الأعرابي إلى هنا سقط من م هنا و أثبتت فيها في آخر الترجمة.
2- إعجامها مضطرب بالأصل و م و رسمها: الذقن، و المثبت عن الوافي.
3- ترجمته في الوافي بالوفيات 93/15 و بغية الطلب 4168/9 و انظر الإصابة 6/2.

روى عنه جعفر بن برقان، و ابن أخيه صخر بن عبد الرّحمن بن وابصة، و فضيل بن عمرو.

قدم [دمشق] (1) و كانت داره فيها بقنطرة سنان (2) ناحية باب توما، و كان شاعرا و ولي إمرة الرّقّة.

[أخبرنا] أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة، أنا سليمان بن عمر بن خالد الأقطع، نا بقية، عن مبشّر بن عبيد، عن حجّاج بن أرطأة، حدثني فضيل بن عمرو، عن سالم بن وابصة، عن أبيه قال: قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:

«إن شرّ هذه السباع هذه الأثعل (3)»[4604].

قال مبشّر: و هذا الحرف تفاخر به أهل العربية لأن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قاله (4).

أخبرناه أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأ أحمد بن الحسن بن محمّد الأزهري، أنا أبو محمّد المخلدي، أنا أبو بكر محمّد بن حمدون بن خالد، نا أبو عتبة، نا بقية، نا مبشّر بن عبيد، عن الحجّاج بن أرطأة عن فضيل بن عمرو، عن سالم، عن وابصة، قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:

«إن شرار هذه السباع الأثعل» (5)[4605].

ص: 82


1- زيادة لازمة للإيضاح عن م.
2- هو سنان المخزومي مولى خالد بن الوليد.
3- الأثعل: الثعلب، كما في الإصابة. قال ابن حجر: و هذا إسناد ضعيف جدا و قد أخرجه البغوي من طريق آخر عن بقية فقال عن سالم بن وابصة و كذلك رواه محمد بن شعيب عن مبشر بن عبيد و هذا يدل على أنه وقع في الإسناد الأوّل تصحيف أنه عن سالم عن وابصة لا سالم بن وابصة فظهر أنه سالم بن وابصة بن معبد و هو تابعي كما تقدم من حكاية أبي زرعة أنه كان في خلافة عثمان شابا لأن مولده يكون في خلافة عثمان أو في خلافة عمر و قد ذكره المرزباني في معجمه.
4- سقط بعد خبر بالأصل و هو مثبت في م، رأينا من الفائدة إيراده هنا، و نصه: أخبرنا أبو الفتح الماهاني، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا خيثمة بن سليمان و سعيد بن بكر قالا: أنا أبو عبيد، نا بقية نا ميسرة بن عبيد عن الحجاج بن أرطأة حدثني الفضل بن تميم و عن سالم بن وابصة قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«ألا إن شر هذه السباع الأثعل». انتهى، كذا قال، و لم يقل عن وابصة. و أخبرني في لومه (كذا) سالم هو وهم. و أخبرني مبشر بن عبيد، و مبشر ضعيف جدا و لا أعلم بهذا الإسناد غير هذا الحديث.
5- سقط خبر بالأصل، و أثبت في م، رأينا من الفائدة إثباته هنا و نصّه:

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو أحمد محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن القاسم الدّهّان، نا أبو علي محمّد بن سعيد بن عبد الرّحمن بن إبراهيم بن عيسى بن مرزوق القشيري الحرّاني بالرّقّة، نا هلال بن العلاء، نا عمرو بن عثمان، نا أصبغ بن محمّد، نا جعفر بن برقان، عن شدّاد مولى عياض العامري، عن وابصة أنه كان يقوم في الناس يوم الأضحى و يوم الفطر فيقول: إنّي شهدت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في حجة الوداع و هو يقول:

«أيها الناس أي يوم أحرم ؟» قال الناس: هذا اليوم، و هو يوم النحر، قال:«أي شهر أحرم ؟» قال الناس: هذا الشهر، قال:«فإن دماءكم و أموالكم و أعراضكم محرّمة عليكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا إلى يوم تلقونه، ألا هل بلّغت ؟» قال الناس:

نعم، فرفع يديه إلى السماء: اللّهم اشهد يقولها - ثلاثا - ثم قال:«ليبلّغ الشاهد منكم الغائب»[4606].

قال وابصة: و إنّا شهدنا و غبتم، و نحن نبلّغكم.

قال عمرو بن عثمان: و زادني في هذا الحديث أبو سلمة الحذّاء - يعني الحكم بن الحكم بن أبي تحية - أن جعفرا حدّث بمثل هذا الحديث قال: صلّى بنا سالم بن وابصة يوم جمعة بالرّقة فذكر حديث وابصة فقال: نشهد عليكم كما أشهد عليه (1).

أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا عمرو بن محمّد الناقد (2)،ثنا عمرو بن عثمان الكلابي الرّقّي، نا أصبغ بن محمّد، عن جعفر بن برقان، عن شدّاد مولى عياض عن وابصة قال أبو عثمان عمرو:- يعني ابن معبد - إن شاء اللّه أنه كان يقوم في الناس يوم الأضحى و يوم الفطر فيقول:

إني شهدت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في حجة الوداع و هو يقول:«أي يوم هذا؟» قال الناس:

ح أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسن بن النقور، أنا يحيى بن علي أبو زبر (كذا) نا عبد اللّه بن محمد، حدّثني أحمد و زهير أحمد بن زهير (كذا) نا الحوطي، نا بقية قد.... نا سالم و قاله يعني الثعالبي، قال عبد اللّه و لا أحسب فضيل بن عمرو، عن سالم بن وابصة و الذي حدث هذا الحديث بقية عن مبشر بن عبيد و مبشر ضعيف جدا، و لا أعلم بهذا الإسناد غير هذا الحديث.

ص: 83


1- انظر بغية الطلب 4168/9 نقله ابن العديم بهذا السند، و انظر تاريخ الرقة.
2- ترجمته في سير الأعلام 146/11.

يوم النحر، قال:«و أي شهر هذا؟» ثم قال:«أي بلد هذا؟» قالوا: هذا البلدة (1)،قال:

«فإن دماءكم و أموالكم و أعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهر كم هذا في بلدكم هذا إلى يوم تلقونه» ثم قال:«اللّهم هل بلّغت، يبلّغ الشاهد الغائب» قال وابصة:

نشهد عليكم كما أشهد علينا[4607].

قال عمرو بن عثمان: ثنا أبو سلمة الخزاعي أن جعفر بن برقان حدثهم في هذا الحديث أن سالم بن وابصة قام على نهر بالرّقّة فذكر حديث وابصة هذا، فقال وابصة:

نشهد عليكم كما أشهد علينا - يعني فإنا حضرنا و غبتم و نحن نبلّغكم-.

أخبرناه عاليا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، و أبو المطهّر عبد المنعم بن أحمد بن يعقوب بن أحمد الشامكاني (2)،قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود قال أبو المطهّر و أنا حاضر: أنبأ أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة الحسين بن أبي معشر الحرّاني، ثنا سليمان بن عمر بن الأقطع، نا أبو سلمة الحذاء الحكم بن أبي تحية، عن جعفر بن برقان قال: خطبنا سالم بن وابصة بالرّقّة على المنبر فذكر عن أبيه أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم خطبهم يوم عرفة فقال (3):

«أيها الناس إنّي لا أراني و إيّاكم نجتمع في هذا المجلس أبدا، فأي يوم هذا؟» قالوا (4):عرفة، قال:«فأي بلد هذا؟» قالوا: البلد الحرام، قال:«فأي شهر هذا؟» قالوا: الشهر الحرام، قال:«فإن دماءكم و أموالكم و أعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهر كم هذا، هل بلّغت، اللّهم اشهد»- كان في الأصل الحكم بن أبي عنية - و في نسخة الحكم بن أبي نحبه (5) و هو الصواب و هو منسوب إلى جده فهو الحكم (6) بن الحكم بن أبي نحبة[4608].

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أحمد بن محمّد الهزّاني (7)،أنا عيسى بن

ص: 84


1- قالوا هي مكة، في قوله تعالى: بلدة طيبة و ربّ غفور (معجم البلدان).
2- هذه النسبة إلى شامكان، من قرى نيسابور (ياقوت)
3- انظر سيرة ابن هشام 185/4.
4- بالأصل و م: قال.
5- في م: بن أبي نخبة.
6- في الجرح و التعديل: الحكم بن أبي الحكم.
7- رسمها بالأصل:«الهراى» و الصواب ما أثبت و ضبط عن الأنساب، ترجمته في سير الأعلام 285/15، و في م:«الهراوبي».

علي الكاتب، أنا أبو القاسم البغوي، قال: سالم بن وابصة سكن الكوفة.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة - قال: و أنا الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قال: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (1) قال: سالم بن وابصة بن معبد روى عن أبيه وابصة، روى عنه جعفر بن برقان.

قرأت على أبي الحسن السلمي الفقيه، عن أحمد بن إبراهيم بن أحمد الرازي، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر بن الصّوّاف، أنا علي بن الحسين بن بندار الأذني (2)،نا أبو عروبة الحرّاني، قال في الطبقة الأولى من التابعين من أهل الجزيرة: سالم بن وابصة بن معبد حدث عن أبيه.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي، نا محمّد بن علي بن محمّد بن المهتدي، أنا محمّد بن عبد اللّه الدهان، نا أبو علي محمّد بن سعيد بن عبد الرّحمن، قال: سالم بن وابصة بن معبد، حدث عن أبيه.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، حدّثنا عبد العزيز بن أبي طاهر، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (3)،حدّثني عبد السلام بن عبد الرّحمن القاضي، نا أبي، عن جدي قال: كان سالم بن وابصة و الي الرّقّة ثلاثين سنة، فكان يمرّ بنا و نحن صبيان على بغلة شهباء، عليه رداء أصفر يصلّي بالناس الجمعة.

أنبأنا أبو محمّد بن صابر و غيره، قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنبأ أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن الحسين الدوري - إجازة - حدّثني محمّد بن القاسم، ثنا ابن دريد عن شيوخه قال: كان سالم بن وابصة الأسدي رجلا حليما، و كان له ابن عم سفيه يحسده و لم يكن يبلغ في الشرف مبلغه فكان يتنقصه، فقال سالم ذلك لإخوانه و خاصّته من بني عمه، فقال رجل منهم: تعهد أهله و ولده بالصلة ودعه فإنه سيصلح ففعل فأتاه ابن عمه ذلك فقال له: أنت أحق الناس بما صنعت، و أنت أولى بالكرم مني و اللّه لا أعود

ص: 85


1- الجرح و التعديل 188/4.
2- بالأصل:«الأدنى» و في م:«الادنى» و الصواب و الضبط عن الأنساب، ترجمته في سير الأعلام 464/16.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 686/2.

لشيء تكرهه أبدا مني، فقال سالم في ذلك:

ذو نيرب من موالي السّوء ذو حسد *** يقتات لحمي فما يشفيه من قرم

كقنفذ الرمل ما تخفي مدارجه *** خبّ إذا نام عنه الناس لم ينم

محتضنا ظربانا (1) ما يزايله *** يبدي لي الغشّ و العوراء في الكلم (2)

داويت قلبا طويلا غمره فرحا *** منه و قلمت أظفارا بلا جلم

بالرفق و الحلم أسديه و ألجمه *** بغيا و حفظا لما لم يرع من رحمي

كأنّ سمعي إذا ما قال محفظة *** يصم عنها و ما بالسمع من صمم

حتى أطبي ودّه رفقي به و لقد *** أنسيته الحقد (3) حتى عاد كالحلم

فأصبحت قوسه دوني مؤثّرة *** يرمي عدوّي جهارا غير مكتتم (4)

إنّ من الحلم ذلا أنت عارفه *** و الحلم عن قدرة ضرب من الكرم

النّيرب: الداهية، و الظربان: الدويبة الكثيرة (5) الفسو.

أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب، أنا أبو طاهر عبد الكريم بن الحسن بن رزمة، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أحمد بن محمّد بن جعفر الجوزي، نا ابن أبي الدنيا، قال: و قال سالم بن وابصة الأسدي (6):

أرى الحكم (7) في بعض المواطن ذلّة *** و في بعضها عزّ شرّف فاعله

إذا أنت لم تدفع بحلمك جاهلا *** سفيها و لم تقرن (8) به من يجاهله

لبست له ثوب المذلة صاغرا *** و أصبحت قد أودى بحقك باطله

و ابق على جهّال قومك إنه *** لكلّ جهول موطن هو جاهله

قرأت على أبي القاسم الحسين بن الحسن بن محمّد، عن سهل بن بشر بن

ص: 86


1- الظربان: دويبة كالهرة. و فسا بينهم الظربان أي تقاطعوا لأنها إذا فست في ثوب لا تذهب رائحته حتى يبلى (القاموس).
2- في م: لي العش و العوار في الكلم.
3- في م: الجعد.
4- في م: ملتئم.
5- بالأصل: الكبيرة، و الصواب ما أثبت، انظر ما تقدم، و انظر بغية الطلب 4171/9.
6- الأبيات في الوافي بالوفيات 94/15 و بغية الطلب 4170/9.
7- في المصدرين و م: الحلم... يشرف فاعله.
8- رسمها بالأصل و م تقرى، و المثبت عن المصدرين السابقين.

أحمد، أنا القاضي أبو الحسن علي بن عبيد اللّه بن محمّد الهمذاني (1)-بمصر - أنشدنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الصباح البغدادي، أنشدنا علي بن يحيى المنجم ببغداد لسالم بن وابصة (2):

يا أيها المتجلي غير شيمته *** إن التّخلّق يأتي دونه الخلق

و لا يواسيك فيما كان من حدث *** إلاّ أخو ثقة فانظر بمن تثق

ذكر أبو بكر البلاذري في كتابه قال: تفاخر معاوية بن مروان بن الحكم - و كان مائقا (3)-و خالد بن يزيد بن معاوية فقال سالم بن وابصة:

إذا افتخرت يوما أمية أطرقت *** قريش و قالوا: معدن الفضل و الكرم

فإن قيل: هاتوا خيركم أطبقوا معا *** على أن خير الناس كلهم الحكم

أ لستم بنو مروان غيث بلادنا *** إذا السّنّة الشهباء شدت على الكظم (4)

حدّثنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (5)،قال: سألت عبد السلام بن عبد الرّحمن بن صخر بن عبد الرّحمن بن وابصة بن معبد الأسدي القاضي (6) عن ولد (7) وابصة بن معبد فقال لي: كان ولد وابصة: عقبة، و سالم، و عبد الرّحمن، و عمرو، فأكبرهم عقبة و سالم، قال: و مات سالم في آخر خلافة هشام، و كان غلاما شابا في خلافة عثمان.

كان في النسخة العتيقة: في «أول» خلافة هشام بدل «آخر»، فاللّه أعلم الصواب (8).

ص: 87


1- بالأصل الهمداني، بالدال المهملة و الصواب الهمذاني بالذال المعجمة عن م. ترجمته في سير الأعلام 652/17.
2- البيتان في الوافي بالوفيات 94/15.
3- رسمها بالأصل:«مانعا» و في م:«مانعا» و المثبت عن بغية الطلب، و المائق: الأحمق (القاموس).
4- الخبر و الشعر في بغية الطلب 4171/9.
5- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 686/2.
6- كان قاضيا على الرقة، و تولى قضاء بغداد أيام المتوكل، تاريخ بغداد 52/11 و التهذيب 322/6.
7- بالأصل «ولده» و المثبت يوافق عبارة أبي زرعة.
8- في تاريخ أبي زرعة: آخر.

2373 - سالم أبو الزعيزعة مولى مروان بن الحكم

2373 - سالم أبو الزعيزعة مولى مروان بن الحكم (1)

و كاتبه [و كاتب] (2) ابنه عبد الملك بن مروان، و كان على الرسائل لعبد الملك، و ولاّه الحرس.

روى عن أبي هريرة و مكحول (3).

روى عنه عمرو بن عبيد الأنصاري، و النّضر بن محرز الأردني، و روّاد بن الجرّاح، و علي بن زيد بن جدعان.

و سماه الحكم بن عمر الرّعيني سالما في حديث ذكره.

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم حدّثني أبو مسعود العدل عنه، أنبأ أبو نعيم، نا سليمان بن أحمد بن أيوب، نا ذاكر بن شيبة العسقلاني، نا روّاد بن الجرّاح، نا سعيد بن عبد العزيز، و أبو الزعيزعة، عن مكحول، عن عروة، عن عائشة - رضي اللّه عنها - قالت: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كثيرا ما يقول لي:«ما فعلت أبياتك ؟» فأقول: أيّ أبياتي تريد فإنها كثيرة، فيقول:«في الشكر»، فأقول: نعم بأبي و أمي، قال الشاعر (4):

ارفع ضعيفك لا يحزنك (5) ضعفه *** يوما فتدركه العواقب قد نما

يجزيك أو يثني عليك و إنّ من *** أثنى عليك بما فعلت كمن جزا

إنّ الكريم إذا أردت وصاله *** لم تلف رثّا حبله واهي القوى

قالت: فيقول:«نعم يا عائشة إذا حشر اللّه تبارك و تعالى الخلائق يوم القيامة قال لعبد من عباده اصطنع إليه عبد من عباده معروفا: فهل شكرته ؟ فيقول: أي ربّ ، علمت أنّ ذلك منك فشكرتك، فيقول: لم تشكرني إذ لم تشكر من أجريت ذلك على يديه»[4609].

لعل أبا الزعيزعة الذي روى عنه روّاد غير صاحب..... (6) إلاّ أن يكون أرسل

ص: 88


1- ترجمته في الوزراء و الكتّاب للجهشياري ص 33 و 35.
2- زيادة للإيضاح عن م، و انظر الوزراء و الكتّاب للجهشياري ص 35.
3- من قوله: و كان على الرسائل إلى هنا سقط من م.
4- الأول في الأغاني 117/3 نسب لغريض اليهودي، و في الأغاني 118/3 ذكر الأول و الثاني من قصيدة نسبها الزبير بن بكار لورقة بن نوفل و نسبت في العقد الفريد لزهير بن جناب.
5- الأغاني: لا يحربك.
6- بياض بالأصل.

الحديث عنه، و اللّه أعلم (1).

أخبرنا أبو حامد أحمد بن نصر بن علي بن أحمد الحاكمي - بطوس - أنا والدي أبو الفتح نصر بن علي، أنبأ أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد، نا أبو العباس الأصم، نا إبراهيم بن سليمان، هو البرلّسي (2)،حدّثنا سليمان بن حرب، نا حمّاد بن زيد، نا عمرو بن عبيد الأنصاري، أخبرني أبو الزعيزعة كاتب مروان بن الحكم:

أن مروان بن الحكم دعا أبا هريرة فأقعده خلف السرير فجعل يسأله، و جعلت أكتب، حتى إذا كان عند رأس الحول دعا به، فأقعده من وراء الحجاب، فجعل يسأله عن ذلك الكتاب، فما زاد و لا نقص، و لا قدّم و لا أخّر.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنبأ أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، نا سليمان بن حرب، نا حمّاد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أبي الزعيزعة كاتب مروان:

أن مروان بعث معه إلى أبي هريرة بمائة دينار، فلما كان الغد قال له: اذهب فقل له: إني إنما أخطأت و ليس إليك بعث بها، و إنما أراد مروان أن يعلم أ يمسكها أبو هريرة أو يفرّقها، قال: فأتيته، فقال: ما عندي منها شيء، و لكن إذا خرج عطائي فاقبضوها.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة - قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (3)،قال: أبو الزعيزعة كاتب مروان، روى عن أبي هريرة، و عن مكحول، روى عنه عمرو بن عبيد الأنصاري، و النّضر بن محرز الأردني (4)،سمعت أبي يقول ذلك، و سألته عنه فقال: مجهول.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر الصّوّاف، أنا أبو بكر المهندس، أنا أبو بشر الدّولابي (5)،قال: أبو

ص: 89


1- من قوله لعل أبا الزعيزعة إلى هنا سقط من م.
2- ضبطت بالنص في الأنساب، و هذه النسبة إلى البرلس و هي بليدة من سواحل مصر. ذكره السمعاني و ترجم له.
3- الجرح و التعديل 375/9 في الكنى.
4- في الجرح و التعديل: الأزدي.
5- الكنى و الأسماء 183/1 و 184.

الزعيزعة كاتب مروان لم يذكر له اسما (1).

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو أحمد، قال: أبو الزعيزعة كاتب مروان، شهد أبا هريرة، روى عنه عمرو بن عبيد، قال البخاري: قال سليمان بن حرب، نا حمّاد بن زيد، نا عمرو بن عبيد، حدّثني أبو الزعيزعة كاتب مروان.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو القاسم علي بن بشرى بن عبد اللّه، أنا أبو علي محمّد بن هارون بن شعيب، نا محمّد بن جعفر صهر المبرّد، نا محمّد بن يزيد المبرّد، نا المدائني قال: قال سليمان بن عبد الملك لأبي الزعيزعة: هل أتخمت قط؟ قال: لا، قال: لم ؟ قال: لأنا إذا طبخنا أنضجنا، و إذا مضغنا رفقنا، و لا نكظّ المعدة، و لا نخلّيها.

2374 - سالم الثقفي

2374 - سالم الثقفي (2)

شهد وفاة سليمان بن عبد الملك، و بيعة عمر بن عبد العزيز، له ذكر.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأ أحمد بن معروف - إجازة - نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3)،أنا علي بن محمّد، عن يعقوب بن داود الثقفي، عن أشياخ من ثقيف، قال: قرئ عهد عمر بعد وفاة سليمان بالخلافة و عمر ناحية، و هو بدابق، فقام رجل من ثقيف يقال له سالم من أخوال عمر. فأخذ بضبعيه فأقامه، فقال عمر: أما و اللّه، ما اللّه أردت بهذا، و لن تصيب بها مني دنيا، ثقيف أخوال أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب أم عمر بن عبد العزيز، أمها ثقفية.

2375 - سالم خادم ذي النون الإخميمي

2375 - سالم خادم ذي النون الإخميمي (4)

صحبه و حكى عنه.

ص: 90


1- وقع الخبر في م متأخرا عن الخبر التالي.
2- ترجمته في بغية الطلب 4176/9.
3- الخبر في طبقات ابن سعد 339/5-340 في ترجمة عمر بن عبد العزيز.
4- الإخميمي نسبة إلى إخميم بالكسر ثم السكون، بلد بالصعيد في الإقليم الثاني، على شاطئ النيل بالصعيد ينسب إليها ذو النون بن إبراهيم الإخميمي المصري الزاهد (ياقوت).

[حكى عنه] (1) يعقوب بن نصر الفسوي، و محمّد بن أحمد بن سلمة، و طاف في جبل لبنان.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي في كتابه، عن أبي عثمان الصابوني، أنا أبو القاسم بن حبيب المفسر (2)،قال: سمعت أبا بكر أحمد بن عبد الرّحمن المروزي يقول: سمعت يعقوب بن نصر الفسوي يقول: سمعت سالما خادم ذي النون المصري يقول: بينا أنا أسير مع أبي (3) ذي النون في جبل لبنان إذ قال لي: مكانك يا سالم لا تبرح حتى أعود إليك، فغاب عني ثلاثة أيام، و أنا أتقمش من نبات الأرض (4) و بقولها، و أشرب من غدران (5) الماء، ثم عاد بعد ثلاث متغير اللون خاثرا (6) فلما رآنى ثابت إليه نفسه فقلت له: أين كنت ؟ قال: إني دخلت كهفا من كهوف الجبل، فرأيت رجلا أغبر أشعث نحيفا نحيلا، كأنما أخرج من حفرته، و هو يصلّي، فلما قضى صلاته سلّمت عليه فرد عليّ و قام إلى الصلاة فما زال يركع و يسجد حتى قرب العصر فصلّى العصر، و استند إلى حجر بحذاء المحراب يسبّح، فقلت له: يرحمك اللّه توصيني بشيء أو تدعو لي بدعوة ؟ فقال: يا بني آنسك اللّه بقربه، و سكت، فقلت: زدني، فقال: يا بني من آنسه اللّه بقربه أعطاه أربع خصال: عزا من غير عشيرة، و علما من غير طلب، و غنى من غير مال، و أنسا من غير جماعة، ثم شهق شهقة، فلم يفق إلى الغد، حتى توهمت أنه ميت، ثم أفاق فقام و توضأ ثم قال: يا بني كم فاتني من الصلوات ؟ قلت: ثلاث، فقضاها، ثم قال: إنّ ذكر الحبيب هيج شوقي و أزال عقلي قلت: إني راجع فزدني، قال: حبّ مولاك و لا ترد بحبه بديلا، قال: المحبين للّه هم تيجان العبّاد و زين البلاد، ثم صرخ صرخة فحركته فإذا هو ميت، فما كان إلاّ بعد هنيهة إذا بجماعة من العبّاد منحدرين من الجبل، فصلّوا عليه و واروه، فقلت: ما اسم هذا الشيخ ؟ قالوا: شيبان المجنون.

قال سالم: فسألت أهل الشام عنه، فقالوا: كان مجنونا هرب من أذى الصبيان،

ص: 91


1- زيادة للإيضاح عن م.
2- الخبر في عقلاء المجانين لأبي القاسم الحسن بن محمد بن حبيب ط بيروت. دار النفائس ص 248 - 249.
3- كذا، و اللفظة سقطت من عقلاء المجانين.
4- أي آكل ما أجده منه.
5- رسمها بالأصل:«عذار» و تقرأ «غدار» و المثبت عن عقلاء المجانين.
6- في عقلاء المجانين: حائرا.

قلت: فهل تعرفون (1) من كلامه شيئا؟ قالوا: نعم، كلمة كان إذا خرج إلى الصحاري يقول:

فإذا ما لم أجنّ بإلهى فبمن

و ربما قال:

فإذا ما لم أجنّ بك ربي فبمن

أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز المكي، أنا الحسين بن يحيى بن إبراهيم بن الحكاك (2).

أخبرنا الحسين بن علي بن محمّد الشيرازي، أنا علي بن عبد اللّه بن جهضم، نا أبو الحسن أحمد بن محمّد الرازي، نا محمّد بن أحمد بن سلمة، حدّثني سالم قال:

بينا أنا سائر مع ذي النون في جبل لبنان إذ قال لي: مكانك (3) يا سالم حتى أعود إليك، فغاب عني في الجبل ثلاثة أيام، و أنا انتظره، إذا هاجت عليّ النفس أطعمتها من نبات الأرض و سقيتها من ماء الغدران، فلما كان بعد الثالث رجع إليّ متغير اللون ذاهب العقل، فقلت له بعد ما رجعت إليه نفسه: يا أبا الفيض أسبغ عارضك، قال: لا دعني من تخويف البشرية، إني دخلت كهفا من كهوف هذا الجبل فرأيت رجلا أبيض الرأس و اللحية، أشعث أغبر نحيفا نحيلا، كأنما أخرج من قبره ذا منظر مهول، و هو يصلّي، فسلّمت عليه بعد ما سلّم فردّ عليّ السلام و قام (4) إلى الصلاة فما زال راكعا و ساجدا حتى صلّى العصر، و استند إلى حجر بحذاء المحراب يسبّح و لا يكلمني فبدأته بالكلام، فقلت له: يرحمك اللّه توصي بشيء، أدع اللّه لي بدعوة، فقال: يا بني آنسك اللّه بقربه، و سكت، فقلت: زدني، فقال: يا بني من آنسه بقربه أعطاه أربع خصال: عزا في غير عشيرة، و علما من غير طلب، و غنى من غير مال، و أنسا من غير جماعة، ثم شهق شهقة فلم يفق إلاّ بعد ثلاثة أيام حتى توهّمت أنه ميت فلما كان بعد ثلاثة أيام قام فتوضأ من عين ماء إلى جنب الكهف، فقال لي: يا بني كم فاتني من الفرائض صلاة أو صلاتان أو

ص: 92


1- في م: يعرفون.
2- في م: الطاك، تحريف.
3- في م: من بك.
4- في م: و قال.

ثلاث ؟ قلت: قد فاتتك صلاة ثلاثة أيام بلياليهن قال:

إنّ ذكر الحبيب هيّج شوقي *** ثم حبّ الحبيب أذهل عقلي

و قد استوحشت من ملاقاة المخلوقين، و قد آنست بذكر رب العالمين، انصرف عني بسلام (1)،فقلت له: يرحمك اللّه وقفت عليك ثلاثة أيام رجاء الزيادة منك، قال:

حب مولاك و لا ترد بحبه بدلا، فالمجنون (2) للّه هم تيجان العبّاد، و علم الزهاد، و هم أصفياء اللّه و أحباؤه ثم صرخ صرخة فحركته فإذا هو قد فارق الدنيا، فما كان إلاّ هنية إذا جماعة من العبّاد منحدرين من الجبل حتى واروه تحت التراب فسألتهم: ما اسم هذا الشيخ ؟ قالوا: شيبان المصاب.

قال سالم: سألت أهل الشام عنه فقالوا: كان مجنونا خرج من أذى الصبيان، قلت: تعرفون (3) من كلامه شيئا؟ قالوا: بلى، كلمة واحدة كان يعني بها إذا صحر يقول:

إذا بك لم أجن يا حبيبي فبمن

قال سالم: فقلت عمي و اللّه عليكم.

ص: 93


1- وفقت في م: بلام، كذا تحريف.
2- كذا بالأصل و في م: فالمحبّون، و هي أظهر.
3- في م: يعرفون.

ذكر من اسمه سائب

2376 - السّائب بن أحمد بن حفص بن عمر بن صالح

ابن عطاء بن السّائب بن أبي السّائب

أبو عطاء القرشي المخزومي العمّاني (1)

من أهل البلقاء.

روى عن أبيه أحمد بن حفص، و ابن عمه السائب بن عمر بن حفص بن عمر.

روى عنه أبو ذفافة (2) أسلم بن محمّد بن سلامة العمّاني. و حديثه مستقيم.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، ثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأ تمام بن محمّد، و عقيل بن عبيد اللّه بن أحمد بن عبدان الصفار، قالا: أنا محمّد بن عبد اللّه بن جعفر بن عبد اللّه بن الجنيد الرازي، أخبرني أبو ذفافة، حدّثني أبو عطاء السائب بن أحمد، أخبرني أبي أحمد بن حفص بن عمر، و السائب بن عمر، عن جدي حفص بن عمر، عن الزّهري أخبرني سحيم مولى بني زهرة، و كان لصاحب أبا هريرة أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«يغزو هذا البيت جيش ينخسف بهم بالبيداء»[4610].

ص: 94


1- العماني نسبة إلى عمان بالفتح ثم التشديد، بلد في طرف الشام، و كانت قصبة أرض البلقاء (معجم البلدان).
2- في معجم البلدان (عمان): أبو دفافة، و فيه أنه روى عن عطاء بن السائب بن أحمد بن حفص.

2377 - السائب بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعيد

ابن سعد بن سهم و يقال: عدي بن سعد بن سهم

ابن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي القرشي السهمي (1)

له صحبة، و هجرة إلى أرض الحبشة، استشهد يوم فحل (2)،و يقال: يوم الطائف، و يقال: جرح يوم الطائف.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، أنا محمّد بن الحسين (3) بن الفضل، أنا محمّد بن عبيد اللّه بن غياث (4)،أنا القاسم بن عبد اللّه بن المغيرة، نا إسماعيل بن أبي أويس، نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمه موسى بن عقبة، قال في تسمية من هاجر إلى أرض الحبشة من بني سهم: السائب بن الحارث جرح (5) بالطائف، و قتل يوم فحل.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين (6) بن بشران، أنا أبو عمرو بن السّمّاك، نا حنبل بن إسحاق.

ح و أخبرنا أبو محمّد السّلمي (7)،نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قالا: نا إبراهيم بن المنذر، حدّثني محمّد بن فليح، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، قال: و قتل يوم فحل السّائب بن الحارث.

قال: و نا يعقوب، نا عمّار بن الحسن، نا سلمة بن الفضل، عن ابن إسحاق، قال: و ذكر من خرج إلى الحبشة من بني سهم: السائب بن الحارث بن قيس بن

ص: 95


1- ترجمته في الاستيعاب 102/2 هامش الإصابة، أسد الغابة 161/2 الإصابة 8/2 و الوافي بالوفيات 101/15 و طبقات ابن سعد 195/4.
2- فحل بكسر الفاء، من أرض الشام.
3- في م: الحسن.
4- في م: محمد بن عبد اللّه بن عتاب.
5- في م: خرج، خطأ.
6- في م: أبو الحسن.
7- قوله: ح و أخبرنا أبو محمد السلمي سقط من م.

عدي بن سعيد بن سعد بن سهم.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن غانم بن أحمد، أنا عبد الرّحمن بن منده، أنا أبي أبو عبد اللّه، أنبأ محمّد بن يعقوب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر محمّد بن عبد الرّحمن، أنبأ رضوان بن أحمد، قالا: أنا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال في تسمية من استشهد من المسلمين يوم الطائف من قريش من بني سهم بن عمرو: السائب بن الحارث بن قيس بن عدي (1).

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الحسين، أنا أبو طاهر، أنا رضوان بن أحمد، نا أحمد بن عبد الجبار بن يونس، عن ابن إسحاق، قال في تسمية من هاجر إلى أرض الحبشة: السائب بن الحارث بن قيس (2).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبد الوهاب بن أبي حيّة، أنا محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر، قال في تسمية من استشهد بالطائف من بني سهم: السائب بن الحارث بن قيس، و أخوه عبد اللّه بن الحارث (3).

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (4)،قال في الطبقة الثانية:

السائب بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم، و أمه أم الحجاج من بني شنوق بن مرّة بن عبد مناة بن كنانة، و كان من مهاجرة الحبشة في الهجرة الثانية، و جرح يوم الطائف، و قتل بعد ذلك يوم فحل بسواد الأردن، و لا عقب له، و كانت فحل في ذي القعدة سنة ثلاث عشرة (5) في أول خلافة عمر بن الخطاب.

قال الصوري: كذا في الأصل مضبوط ، فحل بفتح الفاء و كسر الحاء، و الذي

ص: 96


1- سيرة ابن هشام 129/4.
2- سيرة ابن هشام 8/4.
3- مغازي الواقدي 938/3.
4- طبقات ابن سعد 195/4.
5- هذا في قول، و في قول ابن الكلبي أن فحل كانت في سنة أربع عشرة انظر الاستيعاب و أسد الغابة.

سمعناه من شيوخنا بمصر في فتوح الشام بفتح الفاء و سكون الحاء، و كذا وجدته بخط أبي بشر الدولابي الحافظ بالسكون أيضا (1)،و كذا ذكر معمر عن الزهري أنه جرح يوم الطائف و قتل يوم فحل.

2378 - السائب بن حبيش الكلاعيّ

2378 - السائب بن حبيش الكلاعيّ (2)

حدّث عن معدان بن أبي طلحة.

روى عنه زائدة بن قدامة، و حفص بن روّاحة الأنصاري الحلبي.

و ذكره أبو الحسين الرازي في تسمية كتّاب أمراء دمشق، و قال: كان على دواوين قنّسرين (3) في خلافة بني مروان.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد بن عبد الواحد، أنبأ أبو علي الحسن بن علي، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (4)،حدّثني أبي، نا عبد الرّحمن بن مهدي، عن زائدة بن قدامة، و وكيع،[قال] حدّثني زائدة بن قدامة، عن السائب - قال وكيع: بن حبيش - الكلاعي، عن معدان بن أبي طلحة اليعمري قال: قال لي [أبو] (5)الدرداء: أين مسكنك (6) قال: قلت في قرية دون حمص قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:

«ما من ثلاثة في قرية و لا يؤذّن و لا يقام فيهم الصلاة إلاّ استحوذ عليهم الشيطان، عليك بالجماعة، فإنما يأكل الذئب القاصية»[4611].

قال ابن مهدي: قال السائب: يعني بالجماعة: الجماعة في الصلاة.

ص: 97


1- و نص ابن الأثير في أسد الغابة بكسر الفاء. و في ياقوت: فحل بكسر أوله و سكون ثانيه اسم موضع بالشام كانت فيه وقعة للمسلمين مع الروم.
2- ترجمته في بغية الطلب 4182/9 و التاريخ الكبير 153/4 و الجرح و التعديل 244/4 و تهذيب التهذيب 261/2. و حبيش بمهملة و موحدة و معجمة مصغرا عن التقريب.
3- بكسر أوله و فتح ثانيه و تشديده و قد كسره قوم ثم سين مهملة. مدينة بينها و بين حلب مرحلة من جهة حمص بقرب العواصم (ياقوت).
4- مسند الإمام أحمد 446/6.
5- زيادة عن المسند للإيضاح.
6- بالأصل:«ابن مسليك» و الصواب عن م، و انظر المسند.

و أخبرناه أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا ابن المبارك، أنا زائدة بن قدامة، نا السائب بن حبيش الكلاعي، عن معدان بن أبي طلحة اليعمري، قال: قال أبو الدرداء أين مسكنك (1)؟فقلت: في قرية دون حمص، فقال أبو الدرداء: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:

«ما من ثلاثة في قرية، و لا بدو، لا تقام فيهم الصلاة إلاّ استحوذ عليهم الشيطان، فعليك بالجماعة، فإنما يأكل الذئب القاصية»[4612].

قال السائب: إنما يعني بالجماعة: جماعة الصلاة.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا أحمد بن يونس، نا زائدة، نا السائب بن حبيش، عن معدان بن أبي طلحة قال: قال لي أبو الدرداء أين مسكنك (2)؟ قلت: بقرية دون حمص، فقال أبو الدرداء: إني سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:

«ما من ثلاثة في قرية و لا بدو، لا يؤذّن فيه بالصلاة إلاّ قد استحوذ عليهم الشيطان، فعليك بالجماعة، فإنما يأكل الذئب القاصية»[4613].

قال زائدة: قال السائب: يعني الجماعة: للصلاة في الجماعة.

أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن أحمد بن المبارك الفراء، أنا عبد اللّه بن الحسين بن عبيد اللّه الصفار، أنا عبد الوهاب، أنبأ أبو الجهم، نا هشام بن عمّار، نا أبو سعيد بن حفص بن رواحة الأنصاري، عن أبيه أنه حدثه عن السائب بن حبيش، عن معدان بن [أبي] طلحة قال:

لقيت أبا الدرداء فسألني عن منزلي فأخبرته، فقال أبو الدرداء: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:

«ما من ثلاثة في قرية، و لا في بدو، و لا يقيمون الصلاة إلاّ استحوذ عليهم الشيطان، فعليكم بالجماعة، فإنما يأكل الذئب القاصية»[4614].

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن

ص: 98


1- بالأصل و م «ابن مسليك» و الصواب ما أثبت قياسا إلى الرواية السابقة.
2- بالأصل و م «ابن مسليك» و الصواب ما أثبت قياسا إلى الرواية السابقة.

السّقّا، و أبو محمّد بن بالوية، قالا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد، قالا: سمعت يحيى بن معين يقول: قد روى زائدة (1) عن السائب بن حبيش، قال يحيى: و ينبغي أن يكون شاميا.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (2)،قال: السائب بن حبيش الكلاعي روى عنه زائدة (3).

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر الهمداني، أنا أبو الحسن الفأفاء، قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، قال (4):سائب بن حبيش الكلاعي، روى عن معدان بن أبي طلحة، روى عنه زائدة بن قدامة، سمعت أبي يقول ذلك.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني، قال: السائب بن حبيش الكلاعي روى عن معدان بن أبي طلحة، روى عنه زائدة بن قدامة.

حدّثناه..... (5) ابن القاسم الهاشمي، نا حنبل بن إسحاق، نا أبو عبد اللّه أحمد بن حنبل، نا معاوية بن عمرو، و أبو سعيد - يعني مولى بني هاشم - قالا: نا زائدة، نا السائب بن حبيش الكلاعي، قال أبو عبد اللّه: قال عبد الرّحمن بن مهدي:

عن السائب بن حبيش أخطأ فيه - يعني - أن عبد الرّحمن رواه عن زائدة، عن السائب (6).

ص: 99


1- بالأصل وليدة، خطأ و في م:«ربيدة» و الصواب ما أثبت.
2- التاريخ الكبير للبخاري 153/4.
3- بعدها بالأصل «روى عنه» حذفناه لأنها مقحمة.
4- الجرح و التعديل 244/4.
5- لفظة غير مقروءة بالأصل و في م:«حنيرة بن القاسم» و نميل إلى قراءتها «حنبل» و في بغية الطلب 4183/9: حدثناه ابن القاسم الهاشمي.
6- عقب ابن العديم على الخبر قال:«قلت: هكذا ذكر الدار قطني، و قد رواه أبو عبد اللّه أحمد بن حنبل في المسند عن عبد الرحمن بن مهدي عن زائدة بن قدامة عن السائب».

أخبرنا أبو [بكر] (1) اللفتواني أنا محمّد بن أحمد بن جعفر الأصبهاني، أنا أحمد بن محمّد بن زنجويه، أنبأ أبو أحمد العسكري، قال: فأما حبيش الحاء مضمومة غير معجمة و تحت الباء نقطة و الشين منقوطة: السائب بن حبيش الكلابي، روى عن معدان بن أبي طلحة، روى عنه زائدة.

كذا قال: و إنما هو الكلاعي بالعين.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي زكريا البخاري.

و حدّثنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضي، نا معمر بن إبراهيم الزاهد، أنا أبو بكر زكريا، حدّثنا عبد الغني بن سعيد، قال في باب حبيش بالحاء غير معجمة مضمومة و الباء معجمة بواحدة: السائب بن حبيش.

قرأت على أبي محمّد، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (2):السائب بن حبيش الكلاعي، يروي عن معدان بن طلحة (3)،روى عنه زائدة بن قدامة، فقال ابن مهدي:

السائب بن حنش (4).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنبأ الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، قالا: أنا أبو العباس الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد بن صالح، حدّثني أبي أحمد (5) قال: السائب بن حبيش الكلاعي شامي ثقة.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه، أنا أبو القاسم، أنا أبو علي - إجازة - قال:

و أنا أبو طاهر، أنا أبو الحسن، قالا: أنا أبو محمّد (6)،أنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل - فيما كتب إليّ - قال: سألت أبي عن السائب بن حبيش، قلت له: هو ثقة ؟ قال: لا أدري.

ص: 100


1- زيادة لازمة للإيضاح عن م.
2- الاكمال لابن ماكولا 333/2.
3- كذا بالأصل و ابن ماكولا، و تقدم: ابن أبي طلحة.
4- زيد في ابن ماكولا: و هو خطأ.
5- تاريخ الثقات للعجلي ص 175.
6- الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 244/4.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين بن عبد اللّه البزار، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن غالب البرقاني، قال: و سألته - يعني الدار قطني - عن السائب بن حبيش ؟ فقال: من أهل الشام صالح الحديث حدث عنه زائدة، لا أعلم حدث عنه غيره (1).

2379 - السائب بن عمر بن حفص بن عمر بن صالح

ابن عطاء بن السائب بن أبي السائب

المخزومي العمّاني

روى عن جده حفص بن عمر.

روى عنه ابن عمه أبو عطاء السائب بن أحمد بن حفص العمّاني.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم ثنا عبد العزيز بن أحمد أنا تمام بن محمّد و عقيل بن عبد اللّه قالا: أنا أبو الحسين الرازي أنا أبو دفافة حدّثني أبو عطاء السائب بن أحمد أخبرني أبي أحمد بن حفص بن عمر بن السائب بن عمر عن جدي حفص بن عمر أنه قال: قال محمّد بن مسلم بن شهاب الزهري و أخبرني يحيى بن عروة بن الزبير أنه سمع عروة بن الزبير يقول: قالت عائشة:

سأل الناس رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عن الكهان، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«ليسوا بشيء» قالوا:

يا رسول اللّه، فإنهم يحدثون أحيانا بالشيء يكون حقا، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«تلك الكلمة يحفظها الرجل من الجنّ فيقذفها في أذن وليه كقرقرة الدجاجة، فيخلطون فيها أكثر من مائة كذبة»[4615].

2380 - السائب بن قيس السّهمي

استشهد يوم أجنادين، كما ذكر أبو حذيفة البخاري، و قد تقدم ذلك في ترجمة الحارث بن قيس، و صوابه السائب بن الحارث بن قيس.

ص: 101


1- انظر تهذيب التهذيب 261/2.

2381 - السائب بن مهجان

و يقال: ابن مهجار (1)

من أهل إيلياء (2).

حدّث عن عمر بن الخطاب خطبته بالجابية، و أظنه شهدها.

روى عنه سعيد بن عبد الرّحمن بن أبي العمياء الكتّاني المصري.

أخبرنا أبو البقاء أحمد بن علي بن محمّد بن البيطار الواسطي ببغداد، أنا أبو البركات أحمد بن عثمان بن أحمد بن الحسين بن سعيد (3) بن نفيس الواسطي، نا أبو الحسن علي بن محمّد بن علي بن خزفة (4)-إملاء - نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن إبراهيم الوراق، نا جعفر بن أحمد بن سنان، نا العباس بن محمّد، نا هارون بن معروف، نا عبد اللّه بن وهب، نا سعيد بن عبد الرّحمن بن فضيل، عن السائب بن مهجان - رجل من أهل الشام، من أهل إيلياء، و كان قد أدرك النبي صلّى اللّه عليه و سلّم - قال:

لما دخل - يعني عمر الشام (5)-حمد اللّه تعالى و أثنى عليه، و وعظ ، و ذكّر، و نهى عن المنكر، ثم قال: إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قام فينا خطيبا كمقامي فيكم، فأمر بتقوى اللّه وصلة الرحم، و صلاح ذات البين، و قال: عليكم بالسمع و الجماعة فإن يد اللّه على الجماعة، كذا قال ابن فضيل (6)،و قد أدرك النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و قال غيره أدرك أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و هو الصواب[4616].

أخبرنا أبو القاسم المستملي، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد الدوري، نا هارون بن معروف، نا عبد اللّه بن وهب، حدّثني سعيد بن عبد الرّحمن بن أبي العمياء، عن السائب بن مهجان - من أهل الشام، من أهل إيلياء، و كان قد أدرك أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم

ص: 102


1- ترجمته في الإصابة 109/2 و فيه: آخره نون أو راء. له إدراك.
2- بكسر أوله و اللام، و ياء و ألف ممدودة اسم مدينة بيت المقدس.
3- في م: شعيب.
4- بالأصل و م خرقه، خطأ، و الصواب ما أثبت و ضبط عن التبصير.
5- في م: للشام.
6- في م: ابن فضل.

في حديث ذكره - قال:

لما دخل عمر الشام حمد اللّه و أثنى عليه، و وعظ ، و ذكّر، و أمر بالمعروف و نهى عن المنكر، ثم قال: إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قام فينا خطيبا كقيامي فيكم، فأمر (1) بتقوى اللّه وصلة الرحم، و صلاح ذات البين، و قال:«عليكم بالجماعة فإن يد اللّه على الجماعة و ان الشيطان مع الواحد و هو من الاثنين أبعد، لا يخلونّ رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما، و من ساءته سيئته و سرّته حسنته فهو أمارة المسلم المؤمن، و أمارة المنافق الذي لا تسوؤه سيئته و لا تسرّه حسنته، إن عمل خيرا لم يرج من اللّه في ذلك ثوابا، و إن عمل شرا لم يخف من اللّه في ذلك السوء عقوبة، و أجملوا في طلب الدنيا فإن اللّه قد تكفّل بأرزاقكم، و كلّ سيبين له عمله الذي كان عاملا، استعينوا اللّه على أعمالكم فإنه يمحو مٰا يَشٰاءُ وَ يُثْبِتُ ، وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتٰابِ » (2)[4617].

و صلّى اللّه على نبينا محمّد و على آله و عليه السلام و رحمة اللّه، السلام عليكم».

هذه خطبة عمر بن الخطاب على أهل الشام يأثرها عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو عبد اللّه..... (3)،قالا أبو بكر البيهقي.

أخبرنا أبو القاسم (4) إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، حدّثني أحمد بن صالح، نا ابن وهب، أخبرني سعيد بن عبد الرّحمن بن أبي العمياء، عن السائب بن مهجان من أهل الشام، فكان قد أدرك أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أن عمر بن الخطاب خطب بالشام خطبة يأثرها عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، قال: أجملوا في طلب الدنيا، فإن اللّه قد تكفل بأرزاقكم فكلّ ميسّر له عمله الذي كان عاملا، استعينوا باللّه على أعمالكم فإنه يمحو مٰا يَشٰاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتٰابِ .

أخبرنا أبو نصر غالب بن أحمد بن المسلّم، أنا أبو القاسم مكي بن عبد السلام بن الحسين المقدسي - بدمشق - أنا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد

ص: 103


1- بالأصل و م: قام، و المثبت عن الرواية السابقة.
2- سورة الرعد، الآية:39.
3- بياض بالأصل، و في م:«الكراوي» و لعل الصواب: الفراوي.
4- هذا الخبر تقدم في م و جاء فيها قبل الخبر السابق.

النّصيبي، أنا أبو الفتح محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن يزيد البصري، نا أحمد بن محمّد بن أحمد بن سلام، نا أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد بن سلام، نا حجاج الأزرق، أبو محمّد عن عبد اللّه بن وهب المصري، أخبرني سعيد بن عبد الرّحمن بن أبي العمياء، عن السائب بن مهاجر أو ابن مهاجن (1)،قال أبو القاسم: أنا أشك من أهل الشام من أهل إيليا، و كان قد أدرك أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:

أن أبا بكر الصّدّيق أول من جهز البعث إلى الشام فأدخل نعليه في ذراعه فقالوا:

أ لا تلبس نعليك ؟ قال: إني أحتسب في مشيتي معكم الخير. فبعث أبا عبيدة بن الجرّاح، و عمرو بن العاص، و يزيد بن أبي سفيان، و شرحبيل بن حسنة، و أبو عبيدة عليهم فقال:

لا تعصوا، و لا تغلّوا، و لا تجبنوا، و لا تحرقوا نخلا، و لا تعزقوه، و لا تعقروا بهيمة أحشرتموها، و لا تقطعوا شجرة مثمرة، و لا تهدموا صومعة، و لا تقتلوا صغيرا، و لا عجوزا، و لا شيخا و لا كبيرا، و ستجدون قوما حبسوا أنفسهم في رءوس الصوامع فاتركوهم و ما حبسوا أنفسهم له، و ستجدون قوما اتّخذت الشياطين في أوساط رءوسهم أفحاصا فاقتلوهم، اللّهم إنّي قد بلّغت و وعظت و ذكّرت و أمرت بالمعروف، و نهيت عن المنكر، سيروا على بركة اللّه، أحسن اللّه صحابتكم، و خلّف على من تركتم بخير (2).

و كان من قدر اللّه أن أبا بكر توفي، و استخلف عمر بن الخطاب، و كان فتح الشام على يدي عمر، و لا علم لعمر بفتح الشام، و لا علم لأهل الشام بخلافة عمر، فلما بلغتهم خلافته قالوا: فظّ غليظ شديد، ما هو لنا بملائم، و كرهوا خلافته. ثم بعثوا رجالا إليه فقالوا (3):انظروا كيف عدله، و قربه، و لينه، فلما قدم عليه الوفد قالوا:

السلام عليك يا خليفة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، قال: و عليكم، من أين أقبلتم ؟ قالوا: أقبلنا من الشام، قال: فكيف تركتم من وراءكم من أهل الشام ؟ قالوا: تركناهم سالمين صالحين لعدوهم قاهرين، لبيعتك (4) كارهين، منك مشفقين، فرفع عمر يده إلى السماء

ص: 104


1- كذا بالأصل و م، و تقدم: مهجان.
2- وصية أبي بكر في العقد الفريد بتحقيقنا 118/1 و فيها أنه أوصى يزيد بن أبي سفيان، و فيها اختلاف. و ذكرت في عيون الأخبار 108/1 وصية أبي بكر ليزيد بن أبي سفيان باختلاف.
3- بالأصل و م: قال.
4- بالأصل: لببعثك، و المثبت عن م.

فقال: اللّهم حبّبهم إليّ و حبّبني إليهم.

ثم سار إلى الشام بعد ذلك فلما دخل الشام حمد اللّه و أثنى عليه و وعظ و ذكّر و أمر بالمعروف و نهى عن المنكر، ثم قال:

إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قام فينا خطيبا كمقامي فيكم، فأمر (1) بتقوى اللّه، وصلة الرحم، و صلاح ذات البين، و قال:«عليكم بالجماعة فإنّ يد اللّه على الجماعة، و إن الشيطان مع الواحد، و هو من الاثنين أبعد، لا يخلونّ رجل بامرأة؛ فإن الشيطان ثالثهم، و من ساءته سيئته و سرّته حسنته فهو أمارة المسلم المؤمن، و أمارة المنافق الذي لا تسوءه سيئته، و لا تسرّه حسنته، إن عمل خيرا لم يرج من اللّه في ذلك الخير ثوابا، و إن عمل شرا لم يحل من اللّه عز و جل في ذلك الشر عقوبة؛ و أجملوا في طلب الدنيا، فإن اللّه عز و جل قد تكفّل بأرزاقكم، و كل سيتبين له عمله الذي كان عاملا، استعينوا اللّه على أعمالكم فإنه يمحو مٰا يَشٰاءُ وَ يُثْبِتُ ، وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتٰابِ ».

صلى اللّه على محمّد، هذه خطبة عمر بن الخطاب على أهل الشام يأثرها عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم[4618].

كذا في الأصل، و الصواب ابن مهجان، و يقال ابن مهجار.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا جعفر بن محمّد، نا أبو زرعة قال في طبقة قدم تلي الطبقة العليا من تابعي أهل الشام:

السائب بن مهجان.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأ أحمد بن محمّد بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب (2)،أنا أحمد بن عمير - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: في الطبقة الأولى من تابعي أهل الشام: السائب بن مهجان من أهل الشام.

أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو

ص: 105


1- في م: قام.
2- في م: غياث، خطأ.

الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد أبو الفضل و محمّد بن الحسن - قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (1)، قال: السائب بن [مهجان] (2) الشامي من أهل إيلياء أدرك أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، قاله لي يحيى عن عبد اللّه بن وهب، عن ابن أبي العمياء، عن السائب أن عمر قال لما دخل الشام: قال إن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قام فينا فأمر بالصلاة و تقوى اللّه، و صلاح ذات البين، و من ساءته سيئته و سرته حسنته فهي أمارة المؤمن.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن منده، أنبأ أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم (3)،قال: سائب بن مهجان من إيلياء أدرك أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و روى عن عمر، روى عنه سعيد بن عبد الرّحمن بن أبي العمياء، سمعت أبي يقول ذلك.

2382 - السائب بن يزيد بن سعيد بن ثمامة بن الأسود بن عبد اللّه

ابن الحارث الولاّدة بن عمرو بن معاوية بن الحارث الأكبر بن معاوية

ابن ثور بن مرتع بن معاوية بن كندة و هو عفير بن عدي بن الحارث

أبو يزيد الكندي، ابن أخت نمر (4)(5)

له صحبة، و حدث عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

روى عنه الزهري، و يوسف بن يعقوب، و الجعيد بن عبد الرّحمن، و عطاء مولى السّائب (6).

ص: 106


1- التاريخ الكبير للبخاري 155/4.
2- سقطت من الأصل و م. و اللفظة مستدركة منا للإيضاح، و في البخاري: هجان.
3- الجرح و التعديل 244/4.
4- و هو النمر بن جبل و وهم من قال أنه النمر بن قاسط ، و النمر خال أبيه يزيد، قاله ابن حجر في الإصابة 12/2.
5- ترجمته في الاستيعاب 105/2 هامش الإصابة، أسد الغابة 169/2 الإصابة 12/2 تهذيب التهذيب 264/2 و الوافي بالوفيات 104/15 و سير الأعلام 437/3 و انظر بالحاشية ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
6- انظر تهذيب التهذيب 264/2 ففيه ثبت بأسماء من روى عنهم السائب، و الذين رووا عنه، و انظر سير الأعلام أيضا 437/3.

و وفد على معاوية بن أبي سفيان.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، ثنا سفيان، عن الزّهري، عن السائب بن يزيد قال:

خرجت مع الصبيان إلى ثنيّة الوداع (1) نتلقى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من غزوة تبوك.

و قال سفيان مرة: أذكر مقدم النبي صلّى اللّه عليه و سلّم لما قدم النبي صلّى اللّه عليه و سلّم من تبوك.

أخبرناه أبو محمّد زيد بن الرضا بن زيد الجعفري، و أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي (2)،و أبو بكر محمّد بن شجاع، و محمّد بن جعفر بن محمّد بن مهران، و أبو طاهر محمّد بن إبراهيم بن مكي المعروف بابن هاجر، و عمر بن منصور بن عمر البقّال، قالوا: أنا محمود بن جعفر بن محمّد بن محمّد بن أحمد بن جعفر، أنبا عم والدي أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن جعفر العدل، أنا إبراهيم بن السّندي، نا أبو عبد اللّه الزبير بن أبي بكر، بكار بن عبد اللّه بن مصعب بن ثابت بن عبد اللّه بن الزبير بن العوّام، حدّثني سفيان، عن الزهري، عن السائب بن يزيد، قال:

أذكر أني خرجت مع الصبيان نتلقى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم إلى ثنية الوداع من تبوك.

و أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا عمرو بن محمّد الناقد، حدّثنا سفيان، عن الزهري، سمع السائب بن يزيد يقول: أذكر مقدم النبي صلّى اللّه عليه و سلّم المدينة من تبوك، خرجت و أنا غليم إلى ثنيّة الوداع نتلقاه. و قال ابن عيينة مرة أخرى: خرجت و أنا غلام مع الغلمان نتلقاه إلى ثنيّة الوداع.

و أخبرناه أبو سهل محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن سعدويه، أنا أبو الفضل عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن الرازي، أنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن أحمد العبقسي (3)-بمكة - نا أبو جعفر محمّد بن إبراهيم بن عبد اللّه بن الفضل الدّيبلي، ثنا

ص: 107


1- ثنية الوادع: بفتح الواو، و هي ثنية مشرفة على المدينة يطؤها من يريد مكة، اختلف في تسميتها بذلك، فقيل لأنها موضع وداع المسافرين من المدينة إلى مكة، و قيل لأن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم ودع بها بعض من خلفه بالمدينة في آخر خرجاته. و قيل: الوداع اسم واد بالمدينة.
2- تقرأ في م: البغداديين.
3- مهملة بالأصل و م بدون نقط و رسمها:«العبعسى» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 181/17.

سعيد بن عبد الرّحمن المخزومي، نا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن السائب، سمعته يقول: كنت غلاما فخرجت مع الصبيان نتلقى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم من ثنيّة الوداع مقدمه من تبوك.

رواه الترمذي عن سعيد.

و أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، و أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن عثمان السكري الشيخ الصالح، قالا: أنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد بن أبي مسلم، أنا أبو بكر محمّد بن جعفر بن أحمد الصيرفي، نا أبو أحمد بشر بن مطر الواسطي - بسرّمن رأى - نا سفيان بن عيينة، عن الزهري سمع السائب بن يزيد يقول: أذكر أني خرجت مع الصبيان إلى ثنيّة الوداع نتلقى (1) النبي صلّى اللّه عليه و سلّم مقدمه من تبوك.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو العباس بن قتيبة، حدّثنا حرملة، نا ابن وهب، أخبرني ابن جريج أن عمر بن عطاء بن أبي الخوار (2) أخبره أن نافع بن جبير بن مطعم أرسله إلى السائب بن يزيد يسأله عن شيء رآه من معاوية، فقال:

صلّيت معه الجمعة في المقصورة (3) فلما سلّم قمت في مقام فصلّيت، فلما دخل أرسل إليّ و قال: لا تعد لما فعلت، إذا صليت الجمعة فلا تصلّها بصلاة حتى تتكلم أو تخرج؛ فإن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أمر بذلك أن لا يوصل صلاة حتى يخرج أو يتكلم.

أخبرناه عاليا أبو نصر أحمد بن عبد اللّه بن رضوان، و أبو القاسم بن الحصين، و أبو علي بن السّبط ، و أبو غالب بن البنّا، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا بشر بن موسى الأسدي، نا هوذة بن خليفة، نا ابن جريج، أخبرني عمر بن عطاء بن أبي الخوار (4) أن نافع بن جبير أرسله إلى السائب - يعني - ابن يزيد يسأله عن

ص: 108


1- رسمها بالأصل:«ملتقا» و في م:«ملتقا» و المثبت قياسا إلى الرواية السابقة.
2- بالأصل و م «الحوار» بالحاء المهملة، و الصواب ما أثبت و عن تقريب التهذيب، و ضبطت بالنص فيه: بضم المعجمة و تخفيف الواو.
3- المقصورة: الدار الواسعة المحصنة، أو هي أصغر من الدار و لا يدخلها إلا صاحبها (القاموس).
4- بالأصل هنا «الجوار» و الصواب ما أثبت، انظر ما تقدم.

شيء رآه منه معاوية في الصلاة - فقال: نعم، صلّيت معه الجمعة في المقصورة فلما سلّم قمت في مقامي فصلّيت، فلما دخل أرسل إليّ فقال لي: لا تعد لما فعلت إذا صلّيت الجمعة فلا تصلّها بصلاة حتى تكلم أو تخرج، فإن نبي اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أمر بذلك أن لا يوصل صلاة بصلاة حتى تتكلم أو تخرج.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن المحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، أنبأ أحمد بن عبيد بن الفضل، نا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، قال: سمعت مصعب بن عبد اللّه يقول: السائب بن يزيد بن أخت النّمر، و هو ينتسب في كندة، و قد روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و كان هو و سليمان بن أبي حثمة (1) على سوق المدينة لعمر بن الخطاب.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، نا الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال: قال أبو زكريا: و السائب بن يزيد بن كندة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأ الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، أنا محمّد بن سعد (2)،قال في الطبقة الخامسة ممن قبض النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و هم أحداث الأسنان: السائب بن يزيد بن سعيد بن ثمامة بن الأسود بن عبد اللّه بن الحارث الولاّدة بن عمرو بن معاوية بن الحارث الأكبر بن معاوية بن ثور بن مرتع بن كندة، و هو يزيد بن أخت النّمر لا يعرفون إلاّ بذلك، و النّمر حضرمي، و كان جده سعيد بن ثمامة حليف بني عبد شمس بن عبد مناف بن قصي حلف جاهلي قديم ثبت، و قد رأى السائب بن يزيد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و حفظ عنه، و ولد السّائب في أول السنة الثالثة من الهجرة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، أنبأ أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (3)،قال في الطبقة الثامنة و قد رأوا النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: السائب بن يزيد الكندي، ثم أحد بني عمرو بن

ص: 109


1- في الإصابة: ابن أبي خيثمة.
2- لم يرد في ابن سعد، ترجمته في القسم الضائع من الطبقات الكبرى لابن سعد.
3- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى لابن سعد.

معاوية حليف في قريش، و هو ابن أخت النّمر، قال السائب: حجت بي أمي في حجة الوداع و أنا ابن سبع سنين.

أخبرنا أبو محمّد عبد اللّه بن علي، في كتابه، ثم أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي المدائني، أنا أحمد بن عبد اللّه بن البرقي، قال: يزيد بن أخت النّمر حليف أبي سفيان، ذكر بعض أهل العلم بالنسب: أن يزيد بن أخت النّمر صحب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و أمّره على اليمامة و حلف باللّه يزيد أنه حليف لأبي سفيان و بلخ و حلف باللّه في خلافة عمر بن الخطاب أنه حليف لأبي سفيان، فانطلق به أبو سفيان و أهله يزعمون أنهم من كندة حضرموت و كان النّمر بن جبل خال يزيد حليفا لبني عمرو بن معيص، فاللّه أعلم، فولد يزيد السائب بن يزيد، و أمّ السائب بن يزيد أم العلاء بنت شريح الحضرمي هذا كله لأخي.

أنبأنا أبو الغنائم الحافظ ، ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أبو الفضل الباقلاني، و أبو الحسين الصيرفي، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد الباقلاني:

و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (1)،قال: السائب بن يزيد بن أخت نمر الكندي، و يقال: الهذلي، قال لي عبد الرّحمن بن يونس، عن حاتم بن إسماعيل، عن محمّد بن يوسف، عن السائب:

حج بي مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و أنا ابن سبع سنين، قال علي: هو من الأزد أبو يزيد، كناه يوسف عن الفضل بن موسى، عن جعيد، قال لي: الأويسي، نا إبراهيم، عن ابن شهاب: هو الأزدي و عداده في كندة.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد، أنبأ حمد بن عبد اللّه - إجازة - قال: و أنا الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أخبرنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم (2)،قال: سائب بن يزيد الكناني (3) المديني ابن أخت نمر، حج مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و هو ابن سبع سنين، و ذهبت به خالته إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و هو مريض فمسح رأسه، و دعا له بالبركة، و توضّأ النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فشرب من وضوئه و نظر إلى

ص: 110


1- التاريخ الكبير 150/4.
2- الجرح و التعديل 241/4.
3- بالأصل: الكتاني، و في م:«اللاى» كذا، و المثبت عن الجرح و التعديل.

خاتم (1) بين كتفيه، روى عنه الزهري، و يزيد بن خصيفة، و إسماعيل بن محمّد بن سعد، و يحيى و سعد ابنا سعيد، و جعيد (2) بن عبد الرّحمن، و محمّد بن يوسف، و عطاء مولى السائب، سمعت أبي يقول ذلك، قال أبو محمّد: و روى عن عمر بن الخطاب، و طلحة بن عبيد اللّه، و سعد بن أبي وقاص، و عبد الرّحمن بن عوف، و المقداد بن الأسود، و رافع بن خديج (3).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أبو بكر أحمد بن منصور، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي (4) بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو يزيد (5)السائب بن يزيد ابن أخت نمر الكندي، و يقال الهذلي، له صحبة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو يزيد السائب بن يزيد ابن أخت نمر.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد، أنا أبو القاسم إبراهيم بن عمر، نا أبو بكر أحمد بن محمّد، نا أبو بشر محمّد بن أحمد بن حمّاد، قال:

أبو يزيد السائب بن يزيد (6).

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا محمّد بن محمّد الحاكم، قال: أبو يزيد السائب بن يزيد ابن أخت النّمر الكندي، و يقال اللّيثي، و يقال الأزدي، و يقال الهذلي، و قال الزهري: هو من الأزد عداده في بني كنانة، له رؤية من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، حديثه في أهل الحجاز.

ص: 111


1- في الجرح: خاتمة.
2- بالأصل: حنيد، و الصواب ما أثبت عن الجرح و التعديل.
3- في م: حديج.
4- في م: ملي.
5- في م: ابن يزيد.
6- زيد بعدها في م: و قال في موضع آخر: و السائب بن يزيد أبو علي. حدثنا أبو يحيى محمّد بن عبد اللّه بن يزيد، نا مروان بن معاوية، نا أبو يعقوب بن عبد بن بسطا هو (كذا) عن أبي علي السائب.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن غانم، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن منده، أنبأ أبي قال: السائب بن يزيد ابن أخت نمر، و هو ابن سعيد بن عائذ بن الأسود بن عبد اللّه بن الحارث الكندي، و يقال الهذلي، يكنى أبا يزيد حليف بني عبد شمس، قال يحيى بن معين: توفي سنة ثمانين، و قيل: سنة إحدى و تسعين، اختلف في وفاته و سنه، روى عنه الزهري، و محمّد بن يوسف.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا أبو الفضل محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أحمد بن محمّد بن الحسين الكلاباذي (1)،قال: السائب بن يزيد ابن أخت النّمر أبو يزيد الكندي، و يقال الهذلي، و يقال الأزدي، و عداده في بني كنانة، حدث عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، حج به أبوه - أو أمه - مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في حجة الوداع و هو ابن سبع سنين، و يقال ابن عشر سنين، و روى عن عثمان بن عفان، و سفيان بن أبي زهير، و العلاء بن الحضرمي، و حويطب بن عبد العزّى، روى عنه الزّهري، و محمّد بن يوسف، و يزيد بن خصيفة، و جعيد بن عبد الرّحمن في: الوضوء، و الجمعة، و ذكر بني إسرائيل. كأنه ولد سنة ثلاث من الهجرة، فإن حاتم بن إسماعيل، روى عن محمّد بن يوسف، عن السائب هذا قال:

حج بي مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في حجة الوداع و أنا ابن سبع (2)،و قال الواقدي: و فيها - يعني سنة ثلاث من الهجرة - ولد السائب بن يزيد بن أخت النّمر، قال الذّهلي: و قال يحيى بن بكير: مات سنة سبع و تسعين، و هو ابن سبع و تسعين سنة.

و قال الفضل بن موسى: حدّثنا الجعيد قال: مات السائب و كان ابن أربع و تسعين سنة، و كان جلدا (3) معتدلا، و قال الهيثم بن عدي: توفي سنة ثنتين و ثمانين، و قال ابن نمير: مات سنة إحدى و تسعين، و قال أبو عيسى: مات سنة إحدى و سبعين، كذا قال، و قال الواقدي: توفي بالمدينة سنة إحدى و تسعين، و هو ابن ثمان و ثمانين سنة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا محمّد بن عبد اللّه بن الحسين الدقاق، نا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز - إملاء -

ص: 112


1- في م: أنا أحمد بن محمد أنا الحسن بن الكلاباذي.
2- أسد الغابة 169/2 و سير الأعلام 437/3.
3- قوله:«و كان جلدا معتدلا» مكانه بياض في م.

يوم الجمعة لخمس بقين من رجب سنة سبع عشرة و ثلاثمائة، نا محمّد بن عبّاد المكي، نا حاتم بن إسماعيل، عن الجعيد بن عبد الرّحمن، عن السائب بن يزيد، قال: ذهبت بي خالتي إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقالت (1):يا رسول اللّه إن ابن أختي وجع فمسح رأسي و دعا لي بالبركة، ثم توضّأ فشربت من وضوئه ثم قام يصلّي فقمت خلفه فرأيت الخاتم بين كتفيه (2).

رواه مسلم عن محمّد بن عبّاد.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا أبو عبد اللّه عبيد اللّه بن عبد الصمد بن المهندس، نا إسماعيل بن محمّد بن عبد القدوس العذري، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا عثمان بن فائد، نا داود الفراء، قال: سمعت السائب بن يزيد يقول: عوّذني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بأم الكتاب تفلا، قال الدارقطني: تفرّد به أبو لبابة عثمان بن فائد، عن داود بن قيس الفراء، عن السائب، و تفرد به سليمان بن عبد الرّحمن عنه.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو القاسم عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا محمّد بن بكّار، نا أبو معشر، عن يوسف بن يعقوب، عن السائب بن يزيد قال: رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم استخرج عبد اللّه بن خطل من تحت الكعبة فقتله (3)،ثم قال: لا يقتلن قرشي بعد هذا صبرا.

قال: و ثنا عبد اللّه بن محمّد، نا منصور بن أبي مزاحم، نا أبو معشر، عن يوسف بن يعقوب، عن السائب بن يزيد قال: رأيت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قتل عبد اللّه بن خطل يوم الفتح، و أخرجوه من تحت أستار (4) الكعبة فضرب عنقه بين زمزم و المقام، ثم قال: لا يقتل قرشي بعد هذا صبرا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الحسين (5)العتيقي.

ص: 113


1- بالأصل: فقال، و الصواب ما أثبت عن الاستيعاب.
2- الخبر في الاستيعاب 106/2 و أسد الغابة 169/2 و فيهما بعد كتفيه:«كأنه زرّ الحجلة».
3- و كان ذلك يوم فتح مكة. انظر سيرة ابن هشام 52/4.
4- بالأصل: أسنان، و الصواب عن مختصر ابن منظور 202/3 و سير الأعلام 437/3.
5- في م: أبو الحسن.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالا:

أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد بن صالح، حدّثني أبي (1)،حدّثني (2) نعيم بن حمّاد، نا يحيى بن راشد، عن محمّد بن يوسف المدني (3)قال: قال السائب: حج بي مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و أنا ابن سبع سنين.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنبأ أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، أنا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، أنا حاتم بن إسماعيل، و محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي الزناد، عن محمّد بن يوسف الأعرج من آل السائب بن يزيد، قال: سمعت السائب بن يزيد يقول: حجت بي أمي في حجة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و أنا ابن سبع سنين.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن المعدّل (4)،أنا محمّد بن علي بن يعقوب، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا الأحوص بن المفضّل القاضي، أنا أبي، نا الواقدي، نا عبد الرّحمن بن أبي الزناد، و حاتم بن إسماعيل، عن محمّد بن يوسف سمع السائب بن يزيد يقول: كنت في حجة الوداع، حجت بي أمي و أنا ابن سبع سنين.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أحمد بن الحسين البيهقي (5)،أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو عمرو بن أبي جعفر.

خ و أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا محمّد بن أحمد بن حمدان، نا الحسن بن سفيان، نا إسحاق بن إبراهيم، نا الفضل بن موسى، نا الجعيد بن عبد الرّحمن، قال: مات السائب بن يزيد و هو ابن أربع و تسعين

ص: 114


1- تاريخ الثقات للعجلي ص 176.
2- في م بعد حدثني. ح و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر و أبو سهل محمد بن الفضل بن محمد الأسود... قالا: أنا أبو حامد نا أحمد بن محمد بن الحسن بن... أنا أبو سعيد محمد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا أبو حامد بن الشرقي نا محمد بن زهرة (ثم ورد مباشرة: نعيم بن حمّاد).
3- في تاريخ الثقات: الحدي (كذا).
4- في م: العبدي.
5- دلائل النبوة للبيهقي 208/6.

سنة، و كان جلدا (1) معتدلا، و قال: قد علمت ما متعت به سمعي و بصري إلاّ بدعاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ذهبت بي خالتي إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فقالت: إن ابن أختي شاكي (2) فادع اللّه له، قال: فدعا لي - زاد أبو نعيم - قال: و رأيت السائب بن يزيد عليه كساء خزّ، و جبة خزّ، و قطيفة خزّ يلتحفها عليه - و اللفظ لأبي نعيم (3).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء، أنا أبو بكر البابسيري (4)،أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان، نا أبي، نا الواقدي، نا أبو مودود، قال: رأيت السائب بن يزيد أبيض الرأس و اللحية.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الحسن العتيقي.

و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالا: أنا أبو العباس الوليد بن بكر، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن زكريا، أنا أبو مسلم صالح بن أحمد، حدّثني أبي أحمد - إملاء من حفظه - في جمادى الأولى سنة ست و خمسين و مائتين، نا النضر بن محمّد، نا عكرمة، ثنا عطاء مولى السائب بن يزيد أخي (5) النّمر بن قاسط ، قال: كان وسط رأس السائب أسود و بقية رأسه و لحيته أبيض، قال: فقلت: يا سيدي و اللّه ما رأيت مثل رأسك هذا أبيض و هذا أسود، قال: أ فلا أخبرك يا بني ؟ قلت له: بلى، قال: إني كنت مع الصبيان ألعب فمرّ بي النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فعرضت له فسلّمت، فقال:«و عليك، من أنت ؟» قال: قلت: أنا السائب بن يزيد أخو النّمر بن قاسط ، قال: فمسح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم رأسي و قال:«بارك اللّه فيك»، قال: فلا و اللّه لا تبيض أبدا و لا تزال هذه (6) أبدا[4619].

ص: 115


1- بالأصل: خالدا، و المثبت عن البيهقي و م.
2- كذا بالأصل و م.
3- و أخرجه البخاري في أكثر من موضع عن إسحاق بن إبراهيم فتح الباري 560/6.
4- في م: أنا ثابت بن بندار أنا أبو بكر السائب... أنا الأحوص.
5- كذا بالأصل و م هنا أخو النمر بن قاسط ، و قد وهم ابن حجر في الإصابة من قال ذلك، و قال: هو النمر بن جبل.
6- في م: هكذا أبدا.

أخبرناه أعلى من هذا بدرجتين (1) أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني عباس بن محمّد، نا أبو حذيفة، نا عكرمة بن عمار، نا عطاء مولى السائب، قال: كان شعر السائب بن يزيد أسود من هامته إلى مقدم رأسه و كان سائر رأسه مؤخره و عارضه و لحيته أبيض، فقلت يوما: ما رأيت أحدا أعجب شعرا منك، قال: فقال لي: أولا تدري مم ذاك يا بني ؟ إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم مرّ بي و أنا ألعب مع الصبيان فمسح يده على رأسي و قال:«بارك اللّه فيك» فهو لا يشيب أبدا[4620].

و أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر (2) البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو أحمد حمزة بن محمّد بن العباس، نا محمّد بن غالب، نا موسى بن مسعود، نا عكرمة بن عمار، نا عطاء مولى السائب، قال: كان السائب رأسه أسود هذا المكان - و وصف بيده أنه كان أسود الهامة إلى مقدم رأسه - فكان سائره:- مؤخره و لحيته و عارضاه - أبيض، فقلت: يا مولاي ما رأيت أعجب شعرا منك، قال: و ما تدري يا بني لم ذاك ؟ إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم مرّ بي و أنا مع الصبيان فقال:«من أنت ؟» قلت:

السائب بن يزيد أخو النّمر فمسح بيده على رأسه و قال:«بارك اللّه فيك» فهو لا يشيب أبدا (3) كما ترى (4).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي،

ص: 116


1- بعدها في م خبر سقط من الأصل، و تعميما للفائدة نضيفه هنا و تمامه: أخبرناه أعلى من هذا بدرجتين أبو بكر وجيه بن طاهر و أبو سهل محمد بن الفضل الأسورودي إملاء أنا أبو حامد الأزهري، أنا أبو سعد بن حمدون أنا أبو حامد بن البرقي نا محمد بن يحيى البرهاني، نا أبو حديد نا عكرمة بن عمّار.... عن عطاء مولى السائب بن يزيد قال كان شيب السائب بن يزيد من هامته إلى مقدم رأسه أسود و سام رأسه و لحيته و عارضه أبيض فقلت له مولاي: ما رأيت أحدا أعجب شعرا منك قال: و لا تدري لما ذاك يا بني مر بي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و أنا ألعب مع الصبيان فقال: من أنت ؟ قلت: السائب بن يزيد أخو النمر، فمسح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يده على رأسي و قال: بارك اللّه فيك، فهو لا يشيب أبدا. و أخبرناه أبو القاسم....
2- الخبر في دلائل النبوة للبيهقي 209/6.
3- يعني موضع كفه.
4- ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 409/9 و قال: أخرجه الطبراني في الكبير، و رجال الكبير رجال الصحيح، غير عطاء مولى السائب، و هو ثقة، و أخرجه الذهبي في سير الأعلام 438/3.

أنا عبد اللّه بن محمّد، نا مصعب، حدّثني مالك، عن ابن شهاب، عن السائب بن يزيد، قال: كنت عاملا مع عبد اللّه بن عبيد (1) زمان عمر في سور (2) المدينة (3).

أخبرنا أبو محمّد السيدي (4)،أنا أبو عثمان البحيري (5)،أنا أبو علي زاهر بن أحمد، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد، أنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر، نا مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن السائب بن يزيد، قال: كنت عاملا مع عبد اللّه بن عتبة بن مسعود على سوق المدينة في زمان عمر بن الخطاب، فكنا نأخذ من النّبط العشر.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا محمّد بن العباس، نا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا عبد اللّه بن مسلمة بن قعنب، ثنا البهلول بن راشد، عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن السائب بن يزيد: أنه كان يعمل مع عبد اللّه بن عتبة بن مسعود على عشور السوق في عهد عمر بن الخطاب، فكنا نأخذ من النّبط نصف العشر مما تجروا به من الحنطة، فقال ابن شهاب:

فحدّثت به سالم بن عبد اللّه بن عمر فقال: لقد كان عمر يأخذ من القبط (6) العشور، و لكن إنما وضع نصف العشر من الحنطة يسترضي النّبط الحمل إلى المدينة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد، أنبأ أبو منصور محمّد بن الحسن بن

ص: 117


1- في م: عتبة.
2- في م: في سوق المدينة.
3- سقط من الأصل خبر، و هو موجود في م، و رأينا تعميما للفائدة إثباته هنا. و تمامه: ح و أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنا أبو سعد الجنزرودي (و في م: الجيرروردي) أنا الحاكم أبو أحمد محمد، أنا أبو جعفر محمد بن الحسين المقرئ بالكوفة، نا عباد يعني ابن يعقوب الأسدي، نا أبي أبي يحيى (كذا) يعني ابن إبراهيم عن يزيد بن خصيفة: أن سارقا سرق طيرا في زمان عمر بن عبد العزيز، فأتي به عمر، و كان عنده السائب بن يزيد، و كان السائب قد أدرك أنس و حدّث عنه و هو غلام، فقال السائب: رأيت خاتم النبوة بين كتفي النبي صلّى اللّه عليه و سلّم كأنه زر حجلة، قال السائب: ما رأيت أحدا قطع في طير، فتركه عمر انتهى.
4- في م: أبو محمد هبة اللّه بن سهل بن عمر.
5- في م: البحتري، خطأ.
6- كذا بالأصل و في م و في مختصر ابن منظور 203/9 «القطنية» و هي أظهر. و القطنية الثياب (النبات)، و حبوب الأرض، أو ما سوى الحنطة و الشعير و الزبيب و التمر، أو هي الحبوب التي تطبخ (القاموس المحيط ).

محمّد، نا أحمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن، نا محمّد بن إسماعيل، قال: و نا علي، نا سفيان، قال: سمعت الزّهري يخبر عن السائب بن يزيد بن أخت نمر:

أن عمر استعمل عبد اللّه بن عتبة على السوق و هو معه.

نا عبد اللّه - يعني - ابن صالح، حدّثني الليث، حدّثني يونس، عن ابن شهاب قال: ما اتخذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قاضيا و لا أبو بكر و لا عمر حتى قال عمر للسائب ابن أخت نمر:[وجّه] (1) عني بعض الأمر حتى كان عثمان (2).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأ أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا عثمان بن عمر، أنا يونس، عن الزّهري، قال: ما اتّخذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قاضيا و لا أبو بكر و لا عمر حتى قال عمر للسائب بن أخت نمر: لو روّحت عني بعض الأمر حتى كان عثمان.

قال: و نا محمّد بن سعد، أنا أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي أويس، عن سليمان بن بلال، عن عبد الأعلى الفروي (3)،انه رأى على السائب بن يزيد مطرف خزّ و جبّة خزّ و عمامة خزّ، قال: و رأيته يلبس ثوبين سابريين (4) معلمين: الرداء معلم و الإزار معلم.

قال: و نا محمّد بن سعد، نا الفضل بن دكين، قال: نا حاتم بن إسماعيل، عن الجعيد (5) بن عبد الرّحمن، قال: رأيت على السائب بن يزيد جبّة خزّ و كساء خزّ و عمامة خزّ.

ص: 118


1- زيادة عن م.
2- سقط خبر من الأصل و هو موجود في م، و للأمانة نثبته هنا، و نصه: أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران أنا أبو علي بن الصواف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة نا هاشم بن محمد الهلالي نا الهيثم بن عدي نا ابن جريج عن الزهري قال: كان الذين يتفقهون بالمدينة بعد الصحابة: يزيد بن أخت نمر الكندي، و المسور بن مخرمة (الزهري و عبد الرّحمن بن حاطب و أبو بلتعة و عبد اللّه بن عامر بن ربيعة) قال و قال ابن جريج عن الزهري، قال: و كان عمر بن الخطاب يقول: السائب بن يزيد الكندي وجه عني بعض الأمور يعني متغيرة.
3- بالأصل «القروي» أو «الغزوي» و المثبت عن م و انظر سير الأعلام 438/3 و انظر الانساب.
4- السابري: ثوب رقيق جدا.(القاموس).
5- بالأصل و م هنا: الجعد، و الصواب «الجعيد» و قد مرّ كثيرا أثناء الترجمة.

أخبرنا أبو محمّد السّلمي، نا أبو بكر الخطيب.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو بكر بن الطبري قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال في أسامي من قتل يوم الحرّة:

السائب بن يزيد بن أخت نمر.

و لا أرى هذا محفوظا، و ان الحرّة كانت سنة ثلاث و ستين و بقي السائب بعد ذلك دهرا (1).

أخبرنا أبو السعود بن المجلي (2)،أنا أبو الحسين بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبي أبو يعلى، قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمّد بن مخلد بن جعفر، قال: قرأت على علي بن عمرو الأنصاري، حدثكم الهيثم بن عدي.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصواف، أنبأ محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هاشم بن محمّد الهلالي، نا الهيثم بن عدي، قال: و مات السائب بن يزيد الكندي سنة ثمانين (3).

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم، أنا أبو الحسن نعمة اللّه بن محمّد، نا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، نا محمّد بن أحمد بن سليمان، أنا سفيان بن محمّد بن سفيان، حدّثني الحسن بن سفيان، نا محمّد بن علي، عن محمّد بن إسحاق، قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: توفي السائب بن يزيد سنة ثمانين.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العز ثابت بن منصور قال: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد أبو البركات: و أبو الفضل بن خيرون - قالا:- أنا أبو الحسين الأصبهاني، أنا محمّد بن أحمد، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خياط (4)، قال: و يزيد ابن أخت النّمر هو اسمه، و ابنه السائب بن يزيد، مات سنة ثمانين.

ص: 119


1- و وهمه أيضا ابن حجر في الإصابة.
2- بالأصل:«المحلي» و الصواب ما أثبت عن م، و ضبط عن التبصير و قد مضى التعريف به.
3- سير الأعلام 439/3، و ذكره في الاستيعاب و لم يعزه للهيثم بن عدي.
4- طبقات خليفة بن خياط ص 37 رقم 38 و 39.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط (1)،قال: و في سنة ثمانين مات السائب بن يزيد بن أخت النّمر.

[قرأت على أبي محمّد السلمي عن أبي محمّد التميمي أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان بن زبر، قال قال المدائني سنة ثمانين فيها مات السائب بن يزيد الكندي] (2).

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمّد، أنبأ أحمد بن عبيد بن الفضل بن بيري، ثنا أبو عبد اللّه محمّد بن الحسين الزّعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: السائب بن يزيد الكندي مات سنة ثمانين.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد قال:

قال الهيثم بن عدي: توفي السائب بن يزيد سنة اثنتين (3) و ثمانين.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال: قال محمّد بن عمر: توفي السائب بن يزيد بالمدينة سنة إحدى و تسعين و هو ابن ثمان و ثمانين سنة (4).

[أخبرنا الفقيه أبو الحسن السلمي عن عبد العزيز بن أحمد الكتاني نا محمد بن عبد اللّه المستي نا محمّد بن إبراهيم بن مروان، أنا أحمد بن إبراهيم البسري نا سليمان بن عبد الرّحمن بن علي بن عبد اللّه التميمي قال: السائب بن يزيد مات سنة إحدى و تسعين و هو ابن ثمان و ثمانين.

قرأت على أبي محمّد السلمي عن عبد العزيز بن أحمد أنا مكي بن محمّد أنا محمّد بن عبد اللّه بن أحمد الربعي، أنا أبي، أنا الحسين بن إسحاق، نا النضر، حدثني داود بن أبي الكدار عن عبد العزيز بن أبي هاوم (كذا) عن الجعد بن عبد الرّحمن قال:

ص: 120


1- تاريخ خليفة ص 280.
2- الخبر ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م.
3- بالأصل: اثنين.
4- هذا الخبر، و الخبر الذي سبقه برواية ابن أبي الدنيا سقطا من الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

مات السائب بن يزيد سنة إحدى و تسعين و هو ابن ثمان و ثمانين سنة] (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأ عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني، عمي، نا سليمان بن أحمد قال: سمعت أبا مسهر يقول: مات السائب بن يزيد سنة إحدى و تسعين (2) و هو ابن ثمان و ثمانين و هو من كندة من أنفسهم، و له خلف في قريش.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم، نا أبو حامد بن جبلة، نا محمّد بن إسحاق، نا محمّد بن يحيى، أنا يحيى بن بكير، قال: مات السائب بن يزيد سنة إحدى و تسعين، سنّه (3) ثمان و ثمانين.

قالا: و أنا أبو نعيم، نا محمّد بن علي بن حبيش، نا محمّد بن عبدوس بن كامل، نا ابن نمير، قال: مات السائب بن يزيد سنة إحدى و تسعين.

أنبأنا أبو علي الحداد و جماعة، قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة (4)،ثنا سليمان بن أحمد، نا عبيد بن غنّام، نا محمّد بن عبد اللّه بن نمير، قال: مات السائب بن يزيد سنة إحدى و تسعين، و يقال: توفي سنة اثنتين (5) و ثمانين.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنبأ أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد، أنا محمّد بن الحسين بن شهريار، نا عمرو بن علي قال:

و مات السائب بن يزيد الكندي، سنة إحدى و تسعين و هو ابن ثمان و ثمانين، و هو من أنفسهم له خلف في قريش.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو القاسم علي بن أحمد، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم، قال: سنة إحدى و تسعين - فيها - مات السائب بن يزيد.

ص: 121


1- الخبران ما بين معكوفتين سقطا من الأصل و استدركا عن م.
2- سير الأعلام 438/3.
3- بالأصل: سنة.
4- بالأصل: زيده، خطأ و الصواب ما أثبت و ضبط عن التبصير، و قد مضى التعريف به.
5- بالأصل: اثنين.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، و أبو سعد محمّد بن علي الرّستمي، قالا: أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا أحمد بن الخليل، نا إسحاق، نا الفضل، نا الجعيد بن عبد الرّحمن، قال: مات السائب بن يزيد و هو ابن أربع و تسعين سنة، و كان جلدا معتدلا.

و ذكر أبو حسان الزّيادي أنه مات و هو ابن خمس و ثمانين سنة.

2383 - السّائب بن يسار

أبو جعفر المديني، مولى بني ليث (1)

يعرف بسائب خاثر (2)،و إنما لقب خاثرا لأنه غنّى صوتا ثقيلا فقالوا: هذا غناء خاثر غير ممذوق، و كان منقطعا إلى عبد اللّه بن جعفر فنسب إلى ولائه.

سمع من معاوية و وفد عليه، و سمع من عبد اللّه بن جعفر.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمّد الواسطي، عن أبي عمر بن حيّوية قال: قرئ على أبي عبد اللّه الطوسي، نا الزّبير بن بكّار، حدّثني هارون بن موسى الفروي (3)،حدّثني عمران بن موسى أخي، و أبو غزّية قالا: كان بالمدينة رجل يقال له سائب خاثر، فكان عبد اللّه بن جعفر يخرج به إلى معاوية إذا خرج و غيره من القرشيين قال: فقال معاوية لعبد اللّه بن جعفر: يا أبا جعفر هذا الرجل الذي لا يخلو من رقاعكم و من حوائجكم ترفعون اسمه في حوائجكم أي شيء صناعته ؟ قال له عبد اللّه بن جعفر: إن شئت يا أمير المؤمنين أن يدخل عليك حتى يسمعك بعض صناعته، قال: فدخل على معاوية بن أبي سفيان و هو على وسادة قد جلس عليها، فقال له عبد اللّه بن جعفر: أسمع أمير المؤمنين بعض ما عندك، قال: فأسمعه، فلما سمع بعض ذاك قال: قم لا أقام اللّه رجليك، و اللّه لقد كدت أن أقوم عن وسادتي.

ص: 122


1- ترجمته في الأغاني 321/8 و فيها «يشا» بدل «يسار» و بهامشها عن إحدى النسخ «بشا» بالباء الموحدة، و الوافي بالوفيات 104/15.
2- خاثر بالخاء المعجمة و بعد الألف ثاء مثلثة وراء، نص على ذلك الصفدي.
3- مهملة بالأصل بدون نقط و في م: القروي، بالقاف خطأ، و المثبت و الضبط عن الأنساب، ذكره السمعاني.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن علي بن هبة اللّه قال (1):و أما خاثر أوله خاء معجمة و بعد الألف ثاء معجمة بثلاث فهو سائب خاثر مغنّ معروف و له أخبار و حكايات مشهورة.

بلغني أن سائبا قتل يوم الحرّة (2).

ص: 123


1- الاكمال لابن ماكولا 10/2.
2- انظر الأغاني 325/8 و الوافي 105/15.

ذكر من اسمه سباع

2384 - سباع أبو محمّد الموصلي الزّاهد

ذكر من اسمه (1) سباع

2384 - سباع أبو محمّد الموصلي الزّاهد (2)

جالس المضاء بن عيسى الزاهد، و روى عن عبد الواحد بن زيد.

روى عنه أحمد بن أبي الحواري.

أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه - إذنا و مناولة - و قرأ عليّ إسناده - أنبأ أبو علي محمّد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا، نا عمر بن الحسن بن علي بن مالك الشيباني، أنا أبي عن أحمد بن أبي الحواري، قال: سمعت مضاء العابد يقول لسباع (3)العابد: يا أبا محمّد إلى أي شيء أفضى بهم الزهد؟ قال: إلى الأنس به.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأ رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا أحمد بن علي - يعني - المخرّمي نا أحمد بن أبي الحواري، قال: سمعت مضاء يقول لسباع الموصلي: يا أبا محمّد أي شيء أفضى بهم إلى الزهد؟ قال: الأنس باللّه.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم، نا أبو محمّد بن حيان، نا إسحاق بن إبراهيم الأنماطي.

و أخبرنا أبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصمد بن علي [بن] (4) حمد بن

ص: 124


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و زيادته للإيضاح.
2- ترجمته في صفة الصفوة 161/4 الوافي بالوفيات 62/6.
3- بالأصل:«السباع» و الصواب عن الوافي و مخطوطة م.
4- زيادة لازمة منا، ترجمته في سير الأعلام 60/20.

الحسن بن مسعود بن البدن (1)،أنا المبارك بن عبد الجبار بن أحمد، أنا أبو طاهر محمّد بن علي بن محمّد بن يوسف المعروف بابن العلاّف الواعظ ، أنبأ أبي أبو الحسن علي بن محمّد، أنا أبو علي محمّد بن أحمد بن الحسن بن الصّوّاف، أنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان الأنماطي، نا أحمد بن أبي الحواري، قال: و سمعت المضاء يسأل سباعا - زاد أبو المعالي: أبا محمّد، فقال الموصلي - فقال: يا أبا محمّد إلى أي شيء أفضى بهم الزهد؟ قال: إلى الأنس به.

و أخبرنا أبو المعالي، أنبأ المبارك، أنا محمّد بن علي، أنا أبي، أنا أبو علي، أنا أبو يعقوب، قال: و نا أحمد قال: جلس أبو سليمان و أنا معه إلى سباع أبي محمّد الموصلي فقال له سباع: يا أبا سليمان لو كان لك عبدان أحدهما يعمل على الخوف منك و الآخر يعمل على المحبة لك ؟ فاضطرب أبو سليمان حتى ارتعدت فخذه فاتّكى عليها (2)فاضطربت فخذه الأخرى فاتّكى عليهما (3)،فلم يزل كذلك حتى سكتنا عنه.

ص: 125


1- في: م الندى.
2- بالأصل و م:«على» و المثبت عن الوافي 111/15.
3- رسمها بالأصل:«ماملي» كذا، و المثبت عن الوافي و م، و فيه: فاتكى عليها. و في م: فاتكى عليهما، و هو ما أثبتناه.

ذكر من اسمه سبرة

2385 - سبرة، و يقال: سمرة بن العلاء بن الضّخم الدّمشقي

حدّث عن الزهري، و هشام بن عروة.

روى عنه الوليد بن مسلم قاله ابن منده فيما حكاه أبو الفضل المقدسي عنه.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو بكر بن الحارث الفقيه، أنا أبو محمّد بن حيان، نا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن الحسن، نا أبو عامر، نا الوليد - هو ابن مسلم - أخبرني سبرة بن العلاء، عن الزّهري أن أهل ذي الحليفة (1)كانوا يجمّعون مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و ذلك على مسيرة أميال من المدينة.

روى محمود بن خالد عن الوليد عنه عن هشام بن عروة، فقال: سبرة بالباء.

2386 - سبرة، و يقال: سمرة بن فاتك الأسدي

2386 - سبرة، و يقال: سمرة بن فاتك الأسدي (2)

أخو خريم بن فاتك له صحبة، روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم حديثا.

روى عنه جبير بن نفير، و ابن أخيه أيمن بن خريم، و بشر بن عبيد اللّه (3)الحضرمي.

و شهد فتح دمشق، و هو الذي تولى قسمة المساكن بين أهلها بعد الفتح، و كانت

ص: 126


1- ذو الحليفة: موضع على ستة أميال من المدينة، و هو ماء لبني جشم ميقات أهل المدينة و الشام.
2- ترجمته في الاستيعاب 76/2 هامش الإصابة، أسد الغابة 172/2 الإصابة 14/2 الوافي بالوفيات 111/15.
3- في أسد الغابة:«بسر بن عبد اللّه». و في م:«بشير».

داره بها في زقاق الأسديين الذي عن يسرة الداخل من باب الجابية في أوله مسجد ابن عطية.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو محمّد السّندي قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي (1)،أنا الحاكم أبو أحمد، أنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن سليمان الواسطي، نا هشام بن عمّار بن نصير الدمشقي، نا معاوية بن يحيى الطرابلسي، نا محمّد بن الوليد الزّبيدي، عن جبير بن نفير، عن سمرة بن فاتك، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«الميزان بيد اللّه يرفع قوما و يضع قوما، و قلب ابن آدم بين إصبعين من أصابع الربّ عزّ و جلّ إذا شاء أزاغه و إذا شاء أقامه»[4621].

رواه عبد اللّه بن يوسف التّنّيسي، عن أبي مطيع، و قال: سبرة بالباء.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثنا الحسين بن محمّد بن الصباح، نا محمّد بن أبي غالب، نا هشيم، عن داود بن عمرو الحضرمي، عن بشر بن عبيد اللّه، عن سمرة بن فاتك أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«نعم الفتى سمرة لو أخذ من لمّته (2) و قصّر مئزره»[4622].

أخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمّد، أنبأ شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا محمّد بن عبيد اللّه - بمكة - نا موسى بن هارون، نا يحيى بن يحيى، نا ابن المبارك عن هشيم، عن داود بن عمرو، عن بشر بن عبيد اللّه، عن سمرة بن فاتك، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«نعم الرجل سمرة، لو أخذ من لمّته و شمّر من إزاره» (3) قال: فذهب فأخذ من لمّته و قصّ من إزاره[4623].

و أخبرناه أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا إبراهيم بن

ص: 127


1- بالأصل:«الجيزرودي» و في م: الحيررودي و الصواب ما أثبت، و قد مضى التعريف به.
2- اللمّة: الشعر المتجاوز شحمة الأذنين.
3- الحديث في أسد الغابة 304/2 في ترجمة سمرة، و فيه: بسر بن عبيد اللّه، و نقله ابن حجر في الإصابة أيضا في ترجمة سمرة.

محمّد بن الفتح، نا محمّد بن سفيان، نا سعيد بن رحمة بن نعيم قال: سمعت عبد اللّه بن المبارك، عن هشيم بن بشير، عن داود بن عمرو، عن بشر بن عبيد اللّه، عن سمرة بن فاتك قال: قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:

«نعم الفتى سمرة لو أخذ من لمّته و شمّر من مئزره» ففعل ذلك، أخذ من لمته و شمّر من مئزره[4624].

رواه البخاري في تاريخه عن أحمد بن محمّد، عن عبد اللّه بن المبارك (1)[و رواه أحمد بن سميع عن هشيم فلم يذكر سمرة في إسناده] (2).

أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني جدي، نا هشيم، عن داود بن عمرو، عن بشر (3) بن عبيد اللّه أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«نعم الفتى سمرة لو أخذ من لمّته و شمّر من إزاره» فلما قال ذلك فعل ذلك سمرة[4625].

أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن أشليها المصري و ابنه أبو الحسن علي قالا:

أنا أبو الفضل بن الفرات أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم، نا ابن عائذ، نا عبد الأعلى بن مسهر، عن سعيد بن عبد العزيز أنه حدثه قال:

لما فتحت دمشق ولي قسم منازلها بين المسلمين سبرة بن فاتك الأسدي، قال:

فكان ينزل الرومي في العلو، و ينزل المسلم في السفل لأن لا يضر المسلم بالذميّ .

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا أحمد بن الحسن بن عتبة، نا يحيى بن عثمان بن صالح، قال: سمعت عبد اللّه بن يوسف يقول: سبرة بن فاتك الذي قسم دمشق بين المسلمين.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن

ص: 128


1- راجع التاريخ الكبير للبخاري 177/2/2 في ترجمة سمرة بن فاتك، و فيه: بسر بن عبيد اللّه.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن م.
3- في م: بسر بن عبيد اللّه.

جعفر، و محمّد بن الحسن ابنا محمّد.

و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالا: أنا الوليد بن بكر، نا علي بن أحمد بن زكريا، نا صالح بن أحمد بن عبد اللّه (1) قال: قال أبي سمرة بن فاتك الأسدي من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العز الكيلي، قالا: أنا أحمد بن الحسن بن أحمد الباقلاني - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون - قالا:- أنا محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد، أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خياط (2)،قال:

و من بني أسد بن خزيمة بن مدركة خريم و سبرة ابنا فاتك.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص الفلاس، قال في تسمية من روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم ممن نزل الشام: سمرة بن فاتك.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن محمّد، أنبأ أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (3)،قال في تسمية من نزل الكوفة من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم خريم بن فاتك و أخوه سمرة بن فاتك الأسدي.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (4)،قال: خريم بن فاتك، و الفاتك جده، و هو خريم بن الأخرم بن شدّاد بن عمر بن الفاتك، و هو القليب بن عمرو بن أسد بن خزيمة، و أخوه سبرة بن فاتك الأسدي، ذكر هما في الطبقة الرابعة.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، و أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، أنا أبو علي المدائني، أنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم قال: و من بني أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار:

ص: 129


1- ثقات العجلي ص 207.
2- طبقات خليفة بن خياط ص 76 و 77 رقم 227 و 228.
3- الخبر برواية ابن أبي الدنيا سقط من الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
4- طبقات ابن سعد الكبرى 38/6.

سبرة بن فاتك الأسدي له حديث و ذكر الحديث.......... (1).

حدّثنا أبو الفضل نا أحمد بن الحسن و المبارك بن عبد الجبّار و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل قال (2):سمرة بن فاتك الأسدي، له صحبة، حديثه في الشاميين.

و قال (3):في باب سبرة بالباء، سبرة بن فاتك، حدّثنا حيوة بن شريح عن محمّد بن حرب [عن] (4) الزبيدي عمن حدثه عن جبير بن نفير عن سبرة بن فاتك قال:

قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: الموازين، فذكر الحديث.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير إجازة.

و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد أنبا الحسن بن أحمد أنبا علي بن الحسن، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أحمد بن عمير قراءة قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: و سبرة بن فاتك الأسدي مات [بالشام] (5).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد قال: سمرة بن فاتك سكن الشام و روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم ثنا عبد العزيز بن أحمد أنبا المسدّد بن علي بن عبد اللّه الحمصي أنا أبي، نا عبد الصمد بن سعيد (6) القاضي قال في تسمية من نزل حمص من الصحابة: سبرة بن فاتك الأزدي روى عنه جبير بن نفير. قال ابن عوف:

ما أدري من هو.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن

ص: 130


1- عدة كلمات غير واضحة بالتصوير، و في م: و ذكر الحديث الأول.
2- التاريخ الكبير 177/4 في ترجمة سمرة بن فاتك.
3- المصدر نفسه 187/4 ترجمة سبرة بن فاتك.
4- زيادة لازمة عن البخاري.
5- كلمتان مطموستان بالأصل، و ما بين معكوفتين زيادة عن م، و على هامشها: سمعته من نصر.
6- من قوله نا أبي إلى هنا سقط من م.

منده قال: سمرة بن فاتك الأسدي من بني أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر، و يقال سبرة، قاله ابن إسحاق، و اختلف (1) عليه و هو الصواب.

روى عنه بشر بن عبيد اللّه و أبو إسحاق إن صحّ - و جبير بن نفير (2).

أخبرنا أبو سعد المطرز و أبو علي الحداد قالا: قال: أنا أبو نعيم الحافظ :

سمرة بن فاتك الأسدي بن أسد بن خزيمة، و قيل سبرة بالياء و هو الأشهر.

أنبأنا أبو علي حسن بن أحمد ثم حدّثنا أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه، أنبا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه، نا سليمان بن أحمد، نا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم، نا أبو علقمة نصر بن خزيمة بن جنادة بن محفوظ بن علقمة أن أباه حدثه عن نصر بن علقمة عن أخيه محفوظ عن ابن عائذ قال: مرّ سبرة بن فاتك الأسدي بأبي الدرداء، فقال أبو الدرداء: إنّ مع سبرة نورا من نور محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم.

قال ابن عائذ: و لقد رأيت سبرة بن فاتك سابّه رجل، فتحرج سبرة عن سبّه، و كظم غيظه حتى رأيته يبكي من الغيظ (3).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا إبراهيم بن محمّد بن الفتح، نا محمّد بن سفيان بن موسى، نا سعيد بن رحمة بن نعيم، قال: سمعت عبد اللّه بن المبارك، عن هشيم بن بشير، عن داود بن عمرو، عن بشر بن عبيد اللّه، عن سمرة بن فاتك الأسدي قال: ما أحبّ أن امرأتي أصبحت نفساء بغلام، و لا أن فرسي

ص: 131


1- عن م و الكلمة غير واضحة بالأصل.
2- بعده في م خبر سقط من الأصل، و صدره في م بملحق: أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد اللّه الحافظ أنا أبو عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه الصفّار الأصبهاني أنا أحمد بن يونس بن...... نا جعفر بن عون أنا اسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم و تمام الشعبي قالا: قال مروان ابن الحكم لأيمن بن خريم: أ لا تخرج فتقاتل معنا؟ فقال: إن أبي و عمي شهدا بدرا و انهما عهدا إليّ أن لا أقاتل أحدا يقول: لا إله إلا اللّه، فإن أنت حسبي سواه من النار قاتلت معك قال: فاخرج عنا، قال: فخرج و هو يقول: أ و لست بقاتل رجلا يصلي على سلطان أخي من قريش له سلطانه و علي إثمي معاذ اللّه من جهل و طيش أ أقتل مسلما في غير جرم فليس بناجعي ما عشت عيشي عم أيمن سبرة و ليس بعده أهل المغازي فيمن شهد بدرا.
3- الإصابة 13/2-14.

أصبحت تعطف على مهرة، و لوددت أنه لا يأتي عليّ يوم إلاّ عدا عليه فيه قرني من المشركين علية لأمته إن قتلني قتلني، و إن قتلته عدا عليّ مثله ما بقيت (1).

2387 - سبرة بن معبد - و يقال: ابن عوسجة - بن حرملة بن سبرة

ابن خديج بن مالك بن عمرو بن ذهل بن ثعلبة بن رفاعة بن نصر

ابن سعد بن ذبيان بن رشدان بن قيس ابن جهينة (2)

أبو ثريّة (3) الجهني

له صحبة، سكن المدينة، و روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أحاديث.

و روى عنه ابنه الربيع بن سبرة، و كان رسول عليّ إلى معاوية بعد قتل عثمان يطلب بيعته من المدينة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا جدي، و شريح بن يونس، و مجاهد، و أبو خيثمة، قالوا:

حدّثنا سفيان بن عيينة، عن الزّهري، عن الربيع بن سبرة، عن أبيه: أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم نهى عن المتعة عام الفتح[4626].

قال: و نا عبد اللّه بن محمّد، نا الحكم بن موسى أبو صالح، نا أبو سعيد، نا حرملة بن عبد العزيز، حدّثني الربيع بن سبرة، عن أبيه، عن جده سبرة بن معبد قال: قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:

«ليستتر أحدكم في صلاته و لو بسهم»[4627].

أخبرنا أبو بكر (4) عبد الغفار بن محمّد الشيروي (5) في كتابه، و أخبرني أبو بكر

ص: 132


1- الخبر في الإصابة 80/2 في ترجمة سمرة بن فاتك.
2- ترجمته في الاستيعاب 75/2 هامش الإصابة، أسد الغابة 172/2 الإصابة 14/2 الوافي بالوفيات 111/15 و تهذيب التهذيب 266/2.
3- ضبطت في أسد الغابة بضم الثاء المثلثة، و قيل بفتحها، و الأول أصح، و أهملت الراء، لكنه وضع فتحة فوقها بالقلم. و ضبطت بالإصابة: بفتح المثلثة و كسر الراء و تشديد التحتانية و قيل: مصغر. و يكنى أيضا: أبو بلجة، و قيل: أبو الربيع، عن تهذيب التهذيب.
4- سقطت من الأصل و استدركت على هامشه و بجانبها كلمة صح.
5- بالأصل: السروي، و الصواب ما أثبت، انظر فهارس المجلدة العاشرة ص 45.

محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن حبيب، و أبو منصور بن عس (1) بن عبد اللّه الرومي عتيق أبي سعد الهروي عنه، قال: أنا أبو سعيد الصّيرفي، ثنا أبو العباس الأصم، نا محمّد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، نا حرملة بن عبد العزيز بن الربيع بن سبرة، حدّثني أبي عبد العزيز بن الربيع بن سبرة بن معبد، عن أبيه، عن جده قال: أمرنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بالتمتع من النساء عام الفتح بمكة، قال: فخرجت أنا و صاحب لي من بني سليم حتى وجدنا جارية من بني عامر كأنها بكرة عيطاء (2)،فخطبناها إلى نفسها و عرضنا عليها بردينا فجعلت تنظر فتراني أشبّ و أجمل من صاحبي، و ترى برد صاحبي أجود و أحسن من بردي، فوامرت (3) في نفسها ساعة، ثم اختارتني على صاحبي، فكن معها ثلاثا ثم أمرنا نبي اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أن نفارقهنّ (4).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنا عيسى بن علي الوزير، نا عبد اللّه بن محمّد، نا الحكم بن موسى أبو صالح، نا حرملة بن عبد العزيز، حدّثني أبي، عن أبيه، عن جده سبرة قال:

أمرنا نبي اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بالتمتع من النساء عام فتح مكة، قال: فخرجت أنا و صاحب لي من بني سليم فأصبنا جارية من بني عامر كأنها بكرة عيطاء فخطبناها إلى نفسها و عرضنا عليها بردينا فجعلت تنظر فتراني أشبّ و أجمل من صاحبي، و ترى برد صاحبي أجود من بردي، فاختارتني على صاحبي فكنت معها ثلاثا ثم أمرنا نبي اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بفراقهن.

أخبرناه عاليا أبو القاسم غانم بن خلف بن عبد الواحد بن خالد، أنا أبو الطّيّب عبد الرّزّاق بن عمر بن موسى بن شمّة (5) فيما قرئ عليه و أنا حاضر أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن زيان بن حبيب المصري - بمصر - نا محمّد بن رمح، أنا الليث، عن الربيع بن سبرة أراه عن أبيه قال:

أذن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بالمتعة فانطلقت أنا و رجل من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إلى امرأة من بني عامر كأنها بكرة عيطاء، فعرضنا عليها أنفسنا فقالت: ما تعطياني ؟ فقلت:

ص: 133


1- الخبر في الإصابة 14/2.
2- البكرة: الفتية من الإبل. و العيطاء: المرأة الطويلة العنق.
3- رسمها بالأصل:«فوام» و المثبت عن مختصر ابن منظور 206/9.
4- الخبر في الإصابة 14/2.
5- ترجمته في سير الأعلام 149/18 و بالأصل و م:«سمه» و المثبت عن السير.

ردائي، و قال صاحبي: ردائي، فكان رداؤه - يعني أجود - و كنت أشبّ منه، فإذا نظرت إلى رداء صاحبي أعجبها و إذا نظرت إليّ أعجبتها ثم قالت: أنت و رداؤك تكفيني فمكثت معها ثلاثة أيام ثم إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«من كان عنده شيء من هذه النساء التي يتمتعن بهنّ فليخلّ سبيلها»[4628].

كذا في هذه الرواية بالشك، أراه عن أبيه، و قد رواه قتيبة و عيسى بن حمّاد و عنه عن ليث بغير شك، و أخرجه مسلم عن قتيبة (1)الجزل: الحطب اليابس، أو الغليظ العظيم منه.(2).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو بكر بن سيف، نا السّري بن يحيى (3)،نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن محمّد، و طلحة قالا: و كان رسول عليّ إلى أبي موسى معبد الأسلمي، و كان رسول عليّ إلى معاوية سبرة الجهني فقدم عليه فلم يكتب معاوية معه بشيء، و لم يجبه، و رد رسوله، و جعل كلّما تنجّز جوابه لم يزد على قوله:

أدم إدامة حصن أو خذن بيدي *** حربا ضروسا تشبّ الجزل (3) و الضّرما

في جاركم و ابنكم إذا كان مقتله *** شنعاء شيّبت الأصداغ و اللّمما

أعيا المسود بها و السّيدون فلم *** يوجد لها غيرنا مولى و لا حكما

و جعل الجهني كلما تنجّز الكتاب لم يزده على هذه الأبيات و ذكر قصة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (4) قال في الطبقة الثالثة:

سبرة بن معبد الجهني و هو أبو (5) الربيع بن سبرة الذي روى عنه الزهري، و روى الربيع عن أبيه قال:

كنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في حجة الوداع فنهى عن المتعة، و كانت لسبرة دار بالمدينة

ص: 134


1- صحيح مسلم 16 كتاب النكاح،
2- باب، ح(1406).
3- الخبر في تاريخ الطبري، حوادث سنة 36(162/5 ط دار القاموس الحديث).
4- طبقات ابن سعد 348/5.
5- بالأصل: ابن الربيع، خطأ و الصواب ما أثبت «أبو» عن م، و ابن سعد و تهذيب التهذيب.

في جهينة و كان نزل في آخر عمره ذا المروة فعقبه بها إلى اليوم، و توفي سبرة في خلافة معاوية بن أبي سفيان.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا عبد الوهاب بن محمّد بن إسحاق، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، أنبأ أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (1)،قال في الطبقة الثالثة من المهاجرين: سبرة الجهني و هو أبو الربيع بن سبرة الذي روى عنه الزهري و له دار بالمدينة بجهينة و قد كان نزل ذا المروة، و قد أدرك معاوية.

أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن علي، ثم أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، أنا أبو علي أحمد بن علي المدائني، أنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم، قال: و من جهينة بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة سبرة بن معبد، و يقال: سبرة بن عوسجة بن حرملة بن سبرة بن خديج بن مالك بن عمرو بن ذهل بن ثعلبة بن رفاعة بن نصر بن سعد بن ذبيان (2) بن رشدان بن قيس بن جهينة فيما ذكر ابن عفير، جاء عنه أحاديث.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل و أبو الحسين و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد زاد أبو الفضل و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (3)قال: سبرة بن معبد الجهني قال مروان بن معاوية: سبرة بن عوسجة (4) له صحبة، و قال لي علي بن إبراهيم: نا يعقوب بن محمّد، نا سبرة بن عبد العزيز بن الربيع بن سبرة، عن أبيه، عن الربيع، عن سبرة و كان يكنى أبا ثريّة و هو حجازي، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم مثله.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، قال: أنا عبد اللّه بن محمّد قال: سبرة بن معبد الجهني سكن المدينة، قال أبو موسى هارون بن عبد اللّه: سبرة بن معبد الجهني، و قال غير هارون: سبرة بن

ص: 135


1- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في طبقات ابن سعد المطبوع.
2- في م: دينان.
3- التاريخ الكبير 187/2/2.
4- في البخاري: عوسج، و المثبت يوافق عبارة الاستيعاب و أسد الغابة.

عوسجة، قال: و قد بقي سبرة إلى زمن معاوية.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا (1) البنا، أنبأ أبو الحسين بن الآبنوسي، عن أبي الحسن الدارقطني.

و قرأت على أبي غالب عن عبد الكريم بن محمّد بن أحمد، أنا أبو الحسن، نا محمّد بن مخلد، نا أبو سعد اليخامري هشام بن منصور، نا يعفور بن محمّد الزّهري، نا سبرة بن عبد العزيز بن الربيع بن سبرة، عن أبيه، عن الربيع بن سبرة بن معبد و كان يكنى أبا ثريّة.

نا ابن السماك، نا الهيثم بن خلف، نا هشام بن منصور بهذا الإسناد و قال: يكنى أبا ثريّة بفتح الثاء و ذكر الأول بالضم، قال الدارقطني: سبرة بن معبد الجهني، روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم حديث المتعة، يكنى أبا ثريّة، روى عنه ابنه ربيع.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، قال: سبرة بن معبد الجهني، و يقال ابن عوسجة بن حرملة بن سبرة بن خديج بن مالك بن عمرو بن ذهل بن ثعلبة بن رفاعة بن نصر بن سعد الجهني، قال مروان بن معاوية: بن عوسجة، و روى عن ابن عمر حديث إن صح، و روى عنه ابنه الربيع، و روى عنه عبد العزيز، و عبد الملك أولاده.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم قال: سبرة بن معبد الجهني أبو الربيع هو سبرة بن معبد بن عوسجة بن (2) صحارة بن خديج بن ذهل بن زيد بن جهينة بن قضاعة بن مالك بن حميرة، و قيل سبرة بن معبد بن عوسجة، ثم ذكر باقي نسبه إلى سعد كما ذكر ابن البرقي.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (3):و أما ثريّة أوله ثاء معجمة بثلاث مضمومة و الياء فيه مشددة فهو سبرة بن معبد الجهني أبو ثريّة، روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم حديث المتعة، روى عنه ابنه ربيع و قيل فيه: أبو ثريّة بفتح الثاء و كسر الراء.

ص: 136


1- في م: أبناء.
2- من قوله: و أبو علي الحداد إلى هنا سقط من م.
3- الاكمال لابن ماكولا 232/1.

ذكر من اسمه سبكتكين

2388 - سبكتكين أبو منصور التّركي

ذكر من اسمه (1) سبكتكين

2388 - سبكتكين أبو منصور التّركي

ولاه أبو منصور هفتكين إمرة دمشق يوم السبت سلخ شعبان من سنة أربع و ستين و ثلاثمائة.

2389 - سبكتكين بن عبد اللّه

أبو منصور التّركي (2)

أمير دمشق من قبل الملقب المستنصر و يعرف بتمام الدولة، ولي دمشق في ذي الحجة سنة اثنتين و خمسين و أربعمائة، فلم يزل واليا عليها إلى أن مات بها (3)،و ولى بعده ابن البجناكي الملقب بحسام الدولة.

روى عن الحسن بن محمّد بن جميع.

روى عنه عبد العزيز الكتاني، و أبو عبد اللّه بن المنزل، و علي بن طاهر.

أنبأنا أبو طاهر محمّد بن الحسين الحنّائي، و أبو الحسن علي بن الحسن الموازيني (4).

و أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني.

ص: 137


1- زيادة منا للإيضاح.
2- ترجمته في ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي.
3- سقطت من الأصل و كتبت فوق الكلام بين السطرين.
4- بالأصل: المواريثي، خطأ، و الصواب ما أثبت عن م انظر فهارس المجلدة العاشرة ص 51، و ترجمته في سير الأعلام 437/19.

و أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمّد، أنا محمّد بن علي بن أحمد بن المبارك، قالوا: أخبرنا الأمير المقدم تمام الدولة أبو منصور سبكتكين بن عبد اللّه، نا الحسن بن محمّد قال عبد العزيز - و أجازه لي الحسن - حدّثني أبي، نا أبو سلمة الحسن بن محمّد بن عتبة، نا جعفر، نا النّفيلي، نا محمّد بن خالويه، نا فياض، نا الوصافي، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال: حضر النبي صلّى اللّه عليه و سلّم جنازة فقال:

«على صاحبكم دين ؟» قالوا: نعم، قال:«صلّوا عليها» قال علي: عليّ الدّين يا رسول اللّه فصلّ (1) عليها، قال:«فكّ اللّه رهانك يا علي كما فككت رهان أخيك في الدنيا، من فكّ رهان أخيه في الدنيا، فكّ اللّه رهانه يوم القيامة»، فقال رجل: يا رسول اللّه لعليّ خاصة أم للناس عامة ؟ فقال:«بل للناس عامة».

كذا قال و أبو سلمة هو الحسن بن محمّد بن عبد السلام حروي، و جعفر هو ابن محمّد بن بكر، و النّفيلي عبد اللّه بن محمّد أبو جعفر (2)،و محمّد بن خالويه لا أعرفه في أصحاب الحديث، و فياض هو ابن محمّد الرّقّي يحتمل أن يكون النّفيلي يروي عنه من غير واسطة، و الوصافي هو عبيد اللّه بن الوليد كوفي ضعيف الحديث، و اللّه أعلم.

سمعت أبا محمّد بن الأكفاني يحكي عن بعض شيوخه أن عبد العزيز كان يقرأ يوما على سبكتكين هذا فقال له: رضي اللّه عنك و عن و الديك، فقال: لا تقل ذلك فإن والديّ كانا كافرين. ثم إنه نسي، فقال له ذلك مرة أخرى، فقال: أ لم أقل لك لا تقل ذلك ؟ أو كما قال.

قرأت بخط أبي الحسن علي بن طاهر، أنا الأمير الدين العادل أبو منصور سبكتكين بن عبد اللّه التركي - رحمه اللّه - بحديث ذكره.

قرأت بخط أبي محمّد بن الأكفاني في تسمية ولاة دمشق: الأمير المقدم تمام الدولة قوام الملك ذو الرئاستين سبكتكين المستنصري كان مقيما بدمشق، فوصل مؤتمن (3) الدولة جوهر الصقلبي في يوم الأربعاء الثاني من ذي الحجة من سنة اثنتين (4)

ص: 138


1- بالأصل و م: فصلّى، و الصواب ما أثبت.
2- ترجمته في سير الأعلام 634/10.
3- في ذيل ابن القلانسي: موفق الدولة.
4- بالأصل: اثنين.

و خمسين و أربعمائة و معه الخلع من مصر و تقليد سبكتكين الولاية.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد قال: توفي الأمير المقدم تمام الدولة أبو منصور سبكتكين بن عبد اللّه ليلة الاثنين الرابع (1) و العشرين من شهر ربيع الأول سنة ثلاث و خمسين و أربعمائة، و هو يومئذ أمير دمشق، و قد حدث عن سكن بن جميع الصيداوي بحر (2) و دفن في سفل المغارة؛ و ذكر غيره أنه توفي ليلة الأحد الثالث و العشرين منه فكانت مدة ولايته ثلاثة أشهر و سبعة عشر يوما.

2390 - سبيع بن المسلّم بن علي بن هارون

أبو الوحش المقرئ الضرير، المعروف بابن قيراط (3)

قرأ القرآن العظيم على أبي الحسن رشأ بن نظيف بحرف ابن عامر، و على أبي علي الحسن بن علي بن إبراهيم الأهوازي (4)،و سمع الحديث منهما و من أبي الفرج عبد الوهاب بن الحسين بن عمر بن برهان - بصور-، و أبي القاسم السميساطي (5)[و أبي بكر الخطيب و أبي محمّد] (6) الحسن بن علي بن عبد الصمد اللّبّاد، و عبد العزيز الكتّاني، و أبي القاسم الحنّائي، و انتهت إليه الرئاسة في القراءة بدمشق، و كان يقرئ في حلقة الكتاني من ثلث الليل إلى قريب الظهر لا يحتاج إلى تجديد طهارة مع طعنه في السن، و كان بعد (7) الحي كل يوم إلى الحلقة محمولا.

سمعت منه (8)،و كان ثقة.

أخبرنا أبو الوحش سبيع بن المسلّم سنة خمس و خمسمائة، أنبأ رشأ بن نظيف

ص: 139


1- عند ابن القلانسي: الثالث و العشرين.
2- كذا بالأصل و م.
3- ترجمته في غاية النهاية 301/1 و العبر للذهبي 16/4 و معرفة القرّاء الكبار للذهبي 462/1 شذرات الذهب 23/4.
4- بالأصل: الاوازي، و المثبت عن م و انظر معرفة القرّاء للذهبي.
5- مطموسة بالأصل، و الصواب عن م و انظر معرفة القرّاء للذهبي.
6- مطموس بالأصل، و ما بين معكوفتين استدرك عن م.
7- كذا رسمها بالأصل.
8- تأمل، فقد ولد الحافظ ابن عساكر سنة 499، و قد كان صغيرا عند سماعه منه، و هذه إشارة إلى تلقّيه العلم و نبوغه منذ صغره. و قد أشرنا إلى ذلك في مقدمتنا، في ترجمتنا لابن عساكر.

قراءة عليه سنة اثنتين (1) و أربعين و أربعمائة، أنبأ أبو مسلم محمّد بن أحمد بن علي البغدادي الكاتب قال: قرئ على أبي بكر محمّد بن القاسم بن الأنباري، نا أبو حصين الكوفي، نا العلاء بن عمرو الحنفي، نا يحيى بن بريد الأشعري، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«أحبّوا العرب لثلاث: لأنّي عربيّ ، و القرآن عربي، و كلام أهل الجنّة عربي»[4629].

و أخبرنا أبو الوحش سنة خمس و خمسمائة [حدّثنا] (2) أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم بن يزداد (3) الأهوازي المقرئ سنة إحدى و أربعين و أربعمائة، نا أبو القاسم عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد بن جعفر السقطي - بمكة - أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن سمعان الرزاز، أنا أبو بكر محمّد بن عزيز السّجستاني، قال: و فسّر الأعشى أوزار الحرب بقوله (4):

و أعددت للحرب أو زارها *** رماحا طوالا و خيلا ذكورا

و من نسج داود تحذى بها *** على أثر الحيّ عيرا فعيرا (5)

قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي، سألت أبا الوحش عن مولده فقال: سنة تسع عشرة أربعمائة، و توفي أبو الوحش في يوم السبت، و دفن يوم الأحد الحادي عشر من شعبان سنة ثمان و خمسمائة، و دفن بباب الصغير عند قبور الصحابة، و كانت له جنازة عظيمة شهدتها (6).

ص: 140


1- بالأصل: اثنين.
2- زيادة لازمة للإيضاح عن م.
3- مهملة بالأصل بدون نقط :«يزداد» و مثله في م و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 13/18.
4- البيتان في ديوان الأعشى ط بيروت ص 88 من قصيدة طويلة أولها: غشيت لليلى بليل خدورا و طالبتها و نذرت النذورا
5- روايته في الديوان: و من نسج داود موضونة تساق مع الحي عيرا فعيرا
6- زيد في شذرات الذهب: عن تسع و ثمانين سنة.

2391 - سبيع بن يزيد الحضرمي

و يقال الأنصاري (1)

من وجوه أصحاب معاوية، و هو ممن شهد في الصحيفة التي كتبها بينه و بين علي في الرضا بتحكيم الحكمين، له ذكر في كتاب أبي مخنف لوط بن يحيى و غيره.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن أيوب، أنبأ أبو علي بن شاذان، أنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن نيخاب (2) الطيبي، نا إبراهيم بن الحسين بن علي الكسائي، نا يحيى بن سليمان الجعفي، نا أحمد بن بشير، عن عوانة بن الحكم، قال أحمد: و سمعت غيره ذكره، قال تسمية من شهد على كتاب الحكمين بصفّين بين علي و معاوية: عبد اللّه بن العباس بن عبد المطلب، الأشعث بن قيس الكندي، سعيد بن قيس الهمداني، عبد اللّه بن الطفيل العامري، حجر بن يزيد الكندي، و وفاء (3) بن سمي العجلي، و عبد اللّه بن فلان العجلي، و عقبة بن زياد الأنصاري، و يزيد بن حجيّة التيمي، و مالك بن كعب الهمداني.

قال: هؤلاء شهود عليّ عشرة من أهل العراق.

قال: و شهود معاوية عشرة من أهل الشام: أبو الأعور عمرو بن سفيان السّلمي، حبيب بن مسلمة الفهري، عبد الرّحمن بن خالد بن الوليد المخزومي، مخارق بن الحارث الزّبيدي، زامل بن عمرو العذري، علقمة بن يزيد الحضرمي، حمزة بن مالك الهمداني، سبيع بن يزيد الحضرمي (4)،عتبة بن أبي سفيان بن حرب بن أمية، يزيد بن الحرّ العنسي.

و كتبوا كتاب شهود الحكومة (5) سنة سبع و ثلاثين.

و ذكر أبو مخنف أنه أنصاري، فاللّه تعالى أعلم.

ص: 141


1- ترجمته في بغية الطلب 4186/9.
2- بالأصل: بنجاب، و في بغية الطلب: ننجاب، و كلاهما خطأ و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 530/15.
3- كذا بالأصل و الطبري 30/6 و في وقعة صفين ص 511 ورقاء.
4- في وقعة صفين لابن مزاحم ص 507 الهمداني.
5- في وقعة صفين ص 507 الثقفي.

ذكر من اسمه سحاج

2392 - سحاج الموصلي

2392 - سحاج الموصلي (1)

وفد على سليمان بن عبد الملك.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، ثنا جدي أبو محمّد، نا أبو علي الأهوازي،[قال: حدّثنا القاضي أبو] (2) العباس أحمد بن محمّد بن أحمد بن أبي سعيد الكرجي - بمكة - نا أبو محمّد جعفر بن محمّد بن نصير [الخلدي، نا أحمد بن محمّد بن مسروق، نا أحمد بن جميل المروزي] (3)،نا عبد اللّه بن المبارك، عن الضحاك، قال: قام السحاج الموصلي إلى سليمان بن عبد الملك بدابق فقال: يا أمير المؤمنين إن أبينا هلك، فوثب أخانا فأخذ مالنا فاقتطعه، فقال: لا رحم اللّه أباك و لا عافى أخاك و لا ردّ عليك مالك و لا حياك.

ص: 142


1- ترجمته في بغية الطلب 4187/9.
2- ما بين معكوفتين مكانه كلمات مطموسة بالأصل، و الزيادة المستدركة المثبتة عن بغية الطلب.
3- ما بين معكوفتين سقط من بغية الطلب.

ذكر من اسمه سحبان

2393 - سحبان المعروف بسحبان وائل

ذكر من اسمه (1) سحبان

2393 - سحبان المعروف بسحبان وائل (2)

و وائل هو ابن معن بن مالك بن أعصر بن سعد بن قيس عيلان و يقال: ابن عيلان بن مضر بن نزار و باهلة امرأة مالك بن أعصر.

ينسب إليها ولدها و هي بنت صعب بن سعد العشيرة.

بلغني أن سحبان وفد إلى معاوية فتكلم فقال معاوية: أنت الشيخ ؟ قال: أي و اللّه و غير ذلك.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي (3)،أنا أبو الحسن الدارقطني، قال: أما سحبان فهو سحبان وائل الذي يضرب به المثل في البلاغة و الفصاحة، قال الشاعر:

أتانا و لم يعد له سحبان وائل *** بيانا و علما بالذي هو قائل

فما زال عنه اللقم حتى كأنه *** من العيّ لما أن تكلم باقل

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (4)،قال: أما سحبان بالحاء المهملة و الباء المعجمة بواحدة فهو سحبان وائل الذي يضرب به المثل في البلاغة.

ص: 143


1- ما بين معكوفتين زيادة منا للإيضاح.
2- ترجمته في الإصابة 109/2.
3- بالأصل «المحلي» خطأ و الصواب ما أثبت قياسا إلى أسانيد مماثلة متقدمة.
4- الاكمال لابن ماكولا 267/4.

ذكر من اسمه سحيم

2394 - سحيم بن المحرم

ذكر من اسمه (1) سحيم

2394 - سحيم بن المحرم

شاعر من أذرعات (2) من أعمال دمشق، و ذكرها في شعره و كان بدويا نجديا، فقال يحن إلى وطنه (3):

ألا أيها البرق الذي بات يرتقي *** و يجلو دجا الظلماء، ذكّرتني نجدا

و هيّجتني في أذرعات و لا أرى *** بنجد على ذي حاجة طرر (4) بعدا

أ لم تر أن الليل يقصر طوله *** بنجد و تزداد الرياح بها بردا

2395 - سحيم بن المهاجر

2395 - سحيم بن المهاجر (5)

من سكان أطرابلس و ولي إمرتها في أيام عبد الملك بن مروان، و كتب إليه (6)عبد الملك أن يكيد بعض الروم، و ولاّه الوليد غزو البحر.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا أبو القاسم علي بن محمّد بن علي، أنا أبو نصر محمّد بن أحمد بن هارون، أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب، أنا أبو

ص: 144


1- زيادة منا للإيضاح.
2- بالفتح ثم السكون و كسر الراء، بلد في أطراف الشام يجاور أرض البلقاء و عمان (معجم البلدان).
3- الأبيات في معجم البلدان (أذرعات) و نسبها إلى بعض الاعراب.
4- في معجم البلدان: طربا بعدا.
5- ترجمته في بغية الطلب 4187/9.
6- كذا بالأصل و ابن العديم نقلا عن ابن عساكر، و كتب ابن العديم معقبا: كذا قال، و لم يكتب إليه عبد الملك أن يكيد، و إنما كتب إليه يأمره بالخروج فدبر هو برأيه ما دبره.

عبد الملك أحمد بن إبراهيم، نا محمّد بن عائذ، قال: قال الوليد: و أخبرني غير واحد:

أن طاغية الروم لما رأى ما صنع اللّه للمسلمين منعة مدائن الساحل، كاتب أنباط جبل لبنان و اللّكام (1)،فخرجوا جراجمة فعسكروا بالجبل، و وجه طاغية الروم فلقط البطريق في جماعة من الروم في البحر فسار بهم حتى أرساهم بوجه الحجر، و خرج بمن معه حتى علا بهم على جبل لبنان و بث قواده في أقصى الجبل، حتى بلغ أنطاكية و غيرها من الجبل الأسود، فأعظم ذلك المسلمون بالساحل، حتى لم يكن أحد يقدر يخرج في ناحية من رحا (2) و لا غيرها إلاّ بالسلاح (3).

قال الوليد: فأخبرنا غير واحد من شيوخنا أن الجراجمة غلبت على الجبال كلها من لبنان و سنير (4) و جبل الثلج و جبال الجولان، فكانت باسبل مسلحة لنا في الرقاد، و عقربا الجولان مسلحة حتى جعلوا ينادون عبد الملك بن مروان، من جبل دير المرّان (5) من الليل، حتى بعث إليهم عبد الملك بالأموال ليكفوا حتى يفرغ لهم، و كان مشغولا بقتال أهل العراق، و مصعب بن الزبير و غيره.

قال: ثم كتب عبد الملك إلى سحيم بن المهاجر في مدينة أطرابلس يتواعده و يأمره بالخروج إليهم، فلم يزل سحيم ينتظر الفرصة منهم و يسأل عن خبرهم و أمورهم، حتى بلغه أن فلقط في جماعة من أصحابه [في قرية من قرى الجبل، فخرج سحيم في عشرين رجلا، من جلداء أصحابه و] (6) قد تهيأ بهيئة الروم في لباسه و هيئته و شعره و سلاحه متشبها ببطريق من بطارقة الروم، قد بعثه ملك الروم إلى جبل اللّكام في جماعة من الروم فغلب على ما هنالك، فلما دنا من القرية خلّف أصحابه و قال:

ص: 145


1- اللكام بالضم و تشديد الكاف و يروى بتخفيفها، و هو الجبل المشرف على أنطاكية و بلاد ابن ليون و المصيصة و طرسوس و تلك الثغور (معجم البلدان).
2- كذا بالأصل و ابن العديم بالحاء المهملة، و في ياقوت: رجا، بالجيم مقصور، قال ياقوت: كل ناحية رجا (معجم البلدان).
3- في الأصل: بالساحل، و الصواب المثبت عن م و مختصر ابن منظور 209/9 و بغية الطلب 4188/9.
4- مهملة بالأصل بدون نقط ، و المثبت عن ياقوت، و سنير: جبل بين حمص و بعلبك على الطريق و على رأسه قلعة سنير.
5- دير المران: بالقرب من دمشق على تل مشرف على مزارع الزعفران، و بناؤه بالجص.(ياقوت).
6- ما بين معكوفتين زيادة عن م و انظر بغية الطلب 4188/9.

انتظروني إلى مطلع كوكب الصبح فدخل على فلقط و أصحابه و هم في كنيسة يأكلون و يشربون، فمضى إلى مقدم الكنيسة، فصنع ما يصنعه النصارى من الصلاة و القول عند دخول كنائسها، ثم جلس إلى فلقط فقال له: من أنت ؟ فانتمى إلى الرجل الذي يتشبّه به فصدّقه و قال له: إني إنما جئتك لما بلغني من جهاز سحيم، و ما اجتمع به من الخروج إليك لأخبرك به و أكفيك أمره إن أتاك، ثم تناول من طعامهم ثم قال لفلقط و أصحابه:

إنكم لم تأتوا هاهنا للطعام و الشراب، ثم قال لفلقط : ابعث معي عشرة من هؤلاء من أهل النجدة و البأس حتى نحرسك الليلة فإني لست آمن أن يأتيك ليلا فبعث معه عشرة و أمرهم بطاعته، فخرج بهم إلى أقصى القرية و قام بهم على الطريق الذي يتخوفون أن يدخل عليهم منه، فأقام حارسا منهم، و أمر أصحابه فناموا و أمر الحارس إذا هو أراد النوم، أن يوقظ حارسا منهم و ينام هو، فحرس الأول ثم أقام الثاني، ثم قام سحيم الثالث ثم قال: أنا أحرس فنم، فلما استثقل (1) نوما (2) قتلهم بذبابة سيفه رجلا رجلا، فاضطرب التاسع فأصاب العاشر برجله، فوثب إلى سحيم فاتخذا و صرعه الرومي و جلس على صدره و استخرج سحيم سكينا في خفة، فقتله بها ثم أتى الكنيسة، فقتل فلقط و أصحابه رجلا رجلا ثم خرج إلى أصحابه العشرين فجاء بهم، فأراهم قتله من قتل من الحرس و فلقط و من في الكنيسة و وضعوا سيوفهم فيمن بقي، فندر بهم من بقي منهم، و خرجوا هرابا حتى أتوا سفنهم بوجه الحجر، فركبوها و لحقوا بأرض الروم و رجع أنباط جبل لبنان إلى قراهم.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أحمد بن إبراهيم، نا محمّد بن عائذ، ثنا الوليد، قال: لما ولي الوليد بن عبد الملك ولّى غازية البحر ثلاثة نفر من الموالي: سحيم بن المهاجر، و أبا خراسان، و سفيان الفارسي.

ص: 146


1- كذا بالأصل و م، و صوابه: فلما استثقلوا.
2- بالأصل: يوما، و المثبت عن م و مختصر ابن منظور 210/9 و بغية الطلب 4189/9.

ذكر من اسمه سختكين

2396 - سختكين الملكي المعروف بشهاب الدولة

ذكر من اسمه (1) سختكين

2396 - سختكين الملكي المعروف بشهاب الدولة (2)

ولي إمرة دمشق في أيام الملقّب بالطاهر بعد أبي المطاع بن حمدان في إمرته الثانية.

قرأت بخط أبي محمّد الأكفاني، و أبي محمّد عبد الرّحمن بن أحمد بن صابر، قالا: وجدنا بخط عبد الوهاب بن جعفر الميداني، قال: و قدم الأمير سختكين الملكي شهاب الدولة يوم الثلاثاء لسبع خلون من رجب - يعني سنة اثنتي عشرة و أربعمائة - فنزل المزّة و دخل القصر الغد، و قال ابن الأكفاني: في غد هذا اليوم ضحوة نهار، و مات في قصر السلطان ليلة الجمعة لعشر ليال خلت من ذي القعدة سنة أربع عشرة و أربعمائة، فجميع ما أقام سنتان و أربعة أشهر و يومان، و كذا قرأت وفاته بخط عبد الوهاب الميداني ثم ولي بعده أبو المطاع بن حمدان ولايته الثالثة (3).

ص: 147


1- زيادة منا للإيضاح.
2- ترجمته في ذيل ابن القلانسي ص 70 و فيه:«شحتكين» و الوافي بالوفيات 123/15.
3- انظر ذيل ابن القلانسي ص 70 و 71.

ذكر من اسمه سديف

2397 - سديف بن ميمون المكي

ذكر من اسمه (1) سديف

2397 - سديف بن ميمون المكي (2)

الشاعر، مولى آل أبي لهب.

حدّث عن أبي جعفر محمّد بن علي.

روى عنه حنان (3) بن سدير الصّيرفي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمّد (4) بن المظفّر بن بكران أنا [أبو] (5) الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد العتيقي، أنا أبو بكر يعقوب [بن] يوسف بن أحمد بن يوسف، نا محمّد بن عمرو بن موسى العقيلي (6)،نا إسحاق بن يحيى الدهقان، نا حرب بن الحسن الطحان، نا حنان بن سدير، نا سديف المكي، نا محمّد بن علي، قال: و ما رأيت محمّديا قط يشبهه - أو قال: يعدله - قال: حدّثنا جابر بن عبد اللّه، قال: خطبنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فسمعته و هو يقول:

«من أبغضنا أهل البيت حشره اللّه يوم القيامة يهوديا»، قال: قلت: يا رسول اللّه و إن صام و صلّى و زعم أنه مسلم ؟ فقال:

ص: 148


1- زيادة منا للإيضاح.
2- ترجمته في الأغاني 135/16 و الشعر و الشعراء ص 479. و انظر الطبري و الكامل في التاريخ و البداية و النهاية في مواضع متفرقة (الفهارس) و العقد الفريد 87/5 - 88.
3- ضبطت بفتح أوله و تخفيف النون عن تقريب التهذيب، و انظر ميزان الاعتدال 115/2.
4- ترجمته في سير الأعلام 85/19.
5- سقطت من الأصل، و زيادتها لازمة عن م و انظر ترجمته في سير الأعلام 602/17.
6- كتاب الضعفاء الكبير للعقيلي 180/2.

«نعم، و إن صام و صلّى و زعم أنه مسلم إنما احتجز بذلك من سفك دمه، و أن يؤدّي الجزية عن يد و هو صاغر»، ثم قال:

«إنّ اللّه علّمني أسماء أمتي كلّها كما علّم آدم الأسماء كلها، و مثّل لي أمّتي في الطين فمرّ بي أصحاب الرايات فاستغفرت لعليّ و شيعته»[4630].

قال حنان: فدخلت مع أبي على جعفر بن محمّد فحدثه أبي بهذا الحديث، فقال جعفر بن محمّد: ما كنت أرى أن أبي حدّث بهذا الحديث أحدا.

قال أبو جعفر: حدّثناه الخزاعي - يعني نافع بن محمّد - عن عمه.

قال أبو جعفر: ليس له أصل.

قال أبو جعفر العقيلي في كتاب «الضعفاء»: قال: سديف بن ميمون الشاعر المكي.

أنبأنا أبو محمّد بن صابر، أنبأ أبو القاسم بن أبي العلاء - قراءة - أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه الدوري - إجازة - نا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد قال: قدم على المنصور مولى له يقال له سديف، و كان شديد السواد أعرابيا بدويا فنظر إلى رجل من بني أمية في مجلس المنصور فعرفه فقال: و اللّه يا أمير المؤمنين إن هذا لذو وثب و كمين خبّ ، يلحظك بعين العدو، و يطلبك بذحل (1) الوتر. فتكلم الأموي فقال له سديف:

أفلت نجومك، و حان أجلك، يا أمير المؤمنين، أطف شعلة لهبه و شهاب كلبه، فقال الأموي: أصبحنا ما - بحمد اللّه - نتخوف بادرة غضبه، و لا شوكة مخلبه، و قد قلّ به الجور بعد كثرته، و كثر به العدل بعد قلّته فقال سديف: يا أمير المؤمنين دونكه قبل أن ينصب لك شباك حيله و أشراك دغله، فإنه الذي كدمنا (2) بأعضله و كلمنا بكلكله. فقال الأموي: قد و اللّه رفع اللّه أمير المؤمنين عن خلف الوعد، و نقض العهد، هذا أمان ليس لك عليّ فيه سلطان بيد و لا لسان؛ فاكفف يا سديف و أخبرني هل أطرفتنا بشيء من شعرك ؟ قال: لقد أطرفتك بسبائك (3) ذهب و درّ نظم، و جوهر عقيان، فصّلتهنّ لك بزبرجد منضود في سلك معقود؛ أ تعرف أني ناصح الجيب أمين الغيب. فأنشده أبياتا

ص: 149


1- بالأصل و م:«يدخل» و الصواب عن مختصر ابن منظور 211/9.
2- كدمه: عضه بأدنى فمه أو أثر فيه بحديدة.
3- عن م و بالأصل: بشبابك.

يحرّضه على الأموي، فما فرغ من إنشادها حتى دعا بالأموي فقتله و الأبيات (1):

يا راتق الفتق من جلباب دولته *** و من شبا (2) قلبه مستيقظ عادي

إني و من أين لي في كل منزلة *** مولى كانت لإبراق (3) و إرعاد

أو مثل بحرك بحر لا يزال به *** ريّان مرتحل أو وارد صادي

لا تبق من عبد شمس حيّة ذكرا *** تسعى إليك بإرصاد و إلحاد

جدد لهم رأي عزم منك مصطلم *** بكبون منه عباديدا على الهاد

و لا تقيلنّ منهم عثرة [أحدا] (4) *** فكهلهم و فتاهم حيّة الوادي

و هل يعلّم همّا خمرة (5) حدث *** عبد و مولاه نحرير بها هادي

آليت لو أن لي بالقوم مقدرة *** لما بقي حاضر منهم و لا بادي

بلغني أن سديفا لم يزل يطلب ولد بسر بن أبي أرطأة حتى ظفر باثنين له بساحل دمشق، فقتلهما لقتل بسر (6) جدّهما ابني عبيد اللّه بن العباس بن عبد المطلب باليمن لمّا بعثه معاوية أميرا عليها بعد قتل عثمان.

و بلغني أن سديف بن ميمون مولى اللّهبيين (7) كان يقول (8):اللّهم قد صار فيئنا دولة بعد القسمة، و إمارتنا غلبة بعد المشورة، و عهدنا ميراثا بعد الاختيار للأمة، و اشتريت الملاهي و المعازف بسهم اليتيم و الأرملة، و حكم في أبشار المسلمين أهل الذمة، و تولّى القيام بأمورهم فاسق كلّ محلّة، اللّهم، و قد استحصد زرع الباطل و بلغ نهيته، و اجتمع طريده، اللّهم، فأتح له يدا من الحق حاصدة تبدد شمله، و تفرق أمره، ليظهر الحق في أحسن صورته و أتم نوره.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن المظفر بن بكران، أنا أحمد بن

ص: 150


1- الأبيات في الوافي بالوفيات 125/15.
2- بالأصل:«يشا» و في م و المختصر 211/9:«سنا» و المثبت عن الوافي.
3- في الوافي: في كل نائبة... لإصدار و إبراد.
4- زيادة للوزن عن الوافي، و في م: أبدا.
5- مهملة بالأصل بدون نقط ، و في المختصر:«جمزة» و المثبت عن الوافي.
6- بالأصل و م «بشر» و الصواب ما أثبت، و قد تقدم قريبا.
7- في الشعر و الشعراء ص 479 مولى امرأة من خزاعة و كان زوجها من اللهبيين فنسب إلى ولاء اللهبيين.
8- الخبر في الشعر و الشعراء ص 479-480.

محمّد بن أحمد العتيقي، أنا يوسف بن أحمد بن يوسف، نا محمّد بن عمرو العقيلي (1)،حدّثني أبو محمّد الخزاعي - يعني نافع بن محمّد - حدّثني عمي - يعني إسحاق - أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد الكندي، أخبرني محمّد بن داود [بن] العباس و كان أمير مكة، قال: لما خرج محمّد بن عبد اللّه بن الحسن بن الحسن (2) بن علي بن أبي طالب بالمدينة مال إليه سديف و تابعه (3) و كان من خاصته، و جعل يطعن على أبي جعفر و يقول فيه، و يمتدح بني علي و يتشيع (4) لهم قال: فقال يوما و محمّد بن عبد اللّه على المنبر و سديف عن يمين المنبر يقول و يشير بيده إلى العراق يريد أبا جعفر (5):

أسرفت في قتل البرية جاهدا *** فاكفف يديك أظلّها (6) مهديّها

فلتأتينّك غارة حسنيّة *** جرّارة يحتثّها حسنيّها

و يشير إلى محمّد بن عبد اللّه:

حتى يصبّح قرية كوفية *** لما تغطرس ظالما حرميّها

قال فبلغ ذلك أبا جعفر فقال: قتلني اللّه إن لم أسرف في قتله، قال: فلما قتل عيسى بن موسى محمّد بن عبد اللّه بن حسن بعث أبو جعفر إلى عمه عبد الصمد بن علي و كان عامله على مكة إن ظفر بسديف أن يقتله قال: فظفر به علانية على رءوس الناس، و كان يحفظ له ما كان من مدائحه إياهم قبل خروجه فقال له: ويحك يا سديف ليس لي فيك حيلة، و قد أخذتك ظاهرا على رءوس الناس، و لكني أعاود فيك أمير المؤمنين، فكتب إلى أبي جعفر يخبره بأمره، فكتب إليه يأمره بقتله، فجعل يدافع عنه و يعاوده في أمره فكتب إليه: و اللّه لئن لم تقتله لأقتلنك و لا يغرّنّك قولك: أنا عمه، فدافع بقتله حتى حجّ المنصور، فلما قرب من الحرم أخرج عبد الصمد سديفا من الحرم فضرب عنقه، ثم خرج للقاء المنصور، فلما لقيه دنا منه، و هو في قبته فسلّم عليه، فقال

ص: 151


1- الضعفاء الكبير للعقيلي 181/2 ط بيروت، و نقله في الوافي 125/15-126.
2- بالأصل: الحسين، و المثبت عن الضعفاء للعقيلي.
3- في العقيلي: و بايعه.
4- بالأصل:«و يشبع» و المثبت عن العقيلي.
5- البيتان في الضعفاء للعقيلي و الوافي بالوفيات.
6- بالأصل: أشرفت... أطلها، و المثبت عن العقيلي.

له أبو جعفر من قبل أن يردّ عليه السلام: ما فعلت في أمر سديف ؟ قال: قتلته يا أمير المؤمنين قال: و عليك السلام يا عم، يا غلام أوقف، فأوقف، ثم أمره فعادله (1).

و ذكر أبو بكر أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري، عن أحمد بن الحارث، عن علي بن صالح، قال: كان سديف مولى لآل أبي لهب بن عبد المطلب و كان مائلا إلى المنصور، فلما استخلف وصله بألف دينار فدفعها إلى محمّد بن عبد اللّه بن الحسن معونة له، فلما قتل محمّد صار مع أخيه إبراهيم بالبصرة حتى إذا قتل إبراهيم أتى المدينة فاستخفى بها، فيقال إنه طلب له الأمان من عبد الصمد بن علي و هو و اليها فأمنه و أحلفه ألا يبرح من المدينة و قدم المنصور المدينة فقيل له: قد رأينا سديف بن ميمون ذاهبا و جائيا فبعث في طلبه و أخذ عبد الصمد به أشد أخذ و وجد عليه في أمره فلما أتى بسديف أمر به فجعل في جوالق (2) ثم خيط عليه، و ضرب بالخشب حتى كسر، ثم رمى به في بئر و به رمق حتى مات (3).

ص: 152


1- يعني في المحمل، كما في الضعفاء للعقيلي.
2- الجوالق: الوعاء.
3- الخبر نقله الصفدي في الوافي 126/15.

ذكر من اسمه سراقة

2398 - سراقة بن عبد الأعلى بن سراقة الأزدي

أخو عثمان بن عبد الأعلى

حكى عنه عبد اللّه بن محمّد بن ربيعة القدّامي في كتاب الفتوح شيئا منقطعا و لا أحسب القدّامي لقبه أيضا.

2399 - سراقة بن عبد الرّحمن

2399 - سراقة بن عبد الرّحمن (1)

وجهه عمر بن عبد العزيز من دمشق أميرا على الثغور بعد خروج مسلمة بن عبد الملك من القسطنطينية (2) و ذكر ذلك في كتاب غزوة القسطنطينية (3) الذي ذكر عن عبد اللّه بن سعيد بن قيس الهمداني (4)،و قد تقدم ذكر إسناده في ترجمة الأصبغ بن الأشعث الكندي.

ص: 153


1- ترجمته في بغية الطلب 4198/9.
2- بالأصل: القسطنطينة.
3- بالأصل: القسطنطينة.
4- الخبر في بغية الطلب 4198/9 و عقب ابن العديم عليه قال: هكذا قال الحافظ أبو القاسم؛ وجهه عمر بن عبد العزيز، أميرا على الثغور بعد خروج مسلمة بن عبد الملك و ذكر ذلك في غزوة القسطنطينية، الذي ذكر عن عبد اللّه بن سعيد بن قيس الهمداني، و غزوة القسطنطينية التي رواها عبد اللّه بن قيس، كانت في زمن عبد الملك بن مروان، أغزى ابنه مسلمة إلى القسطنطينية في جيش ضخم كان فيه البطال، و عبد اللّه بن سعيد الهمداني، و عرض عليه أن يجعل فيها أميرا على همدان فلم يفعل، و غزا مسلمة هذه الغزاة، و عاد في أيام أبيه، و لم يكن لعمر بن عبد العزيز ولاية على الثغور، و الغزاة التي رجع فيها مسلمة، و الخلافة إلى عمر بن عبد العزيز، هي الغزاة التي أغزاه أخوه سليمان بن عبد الملك، و توفي سليمان و مسلمة محاصر القسطنطينية، فلما ولي عمر بن عبد العزيز، سير إلى مسلمة و أمره بالقفول فعاد من القسطنطينية، و ليست هذه الغزاة، الغزوة التي رواها عبد اللّه بن سعيد الهمداني، فلا أدري كيف ذكر الحافظ أبو القاسم ذلك.

2400 - سراقة بن عمرو بن عطية بن خنساء بن مبذول

ابن عمرو بن غنم بن مازن بن النّجّار (1)

له صحبة، شهد بدرا و غزوة مؤتة و استشهد بها.

حدّثنا أبو الحسن بن المسلّم الفرضي، و أبو القاسم الخضر بن الحسين - قراءة - قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا علي بن يعقوب بن إبراهيم، أنا أحمد بن إبراهيم، نا محمّد بن عائذ، أخبرني الوليد بن مسلم، عن عبد اللّه بن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة في تسمية من شهد بدرا من بني مازن بن النّجّار ثم من بني مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن [النجار] (2):سراقة بن عمرو بن عطية بن خنساء بن مبذول.

أنبأنا أبو علي الحداد [و] (3) جماعة، قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة (4).

و أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، قالا: نا سليمان بن أحمد، نا محمّد بن عمرو، حدّثني أبي، نا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة (5) قال في تسمية من استشهد يوم مؤتة من المسلمين من الأنصار ثم من بني مازن بن النجار: سراقة بن عمرو بن عطيّة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص (6)[أنا] (7) رضوان بن أحمد، أنبأ أحمد بن عبد الجبار العطاردي، نا يونس بن بكير، عن محمّد بن إسحاق، قال في تسمية من شهد بدرا من بني خنساء (8) بن مبذول:

سراقة بن عمرو بن عطية (9).

ص: 154


1- ترجمته في الاستيعاب 119/2 هامش الإصابة، أسد الغابة 178/2 الإصابة 18/2 الوافي بالوفيات 131/15.
2- زيادة لازمة. سقطت من الأصل و م.
3- زيادة لازمة عن م.
4- بالأصل و م:«ريذه» و الصواب ما أثبت و ضبط و قد مضى التعريف به.
5- بالأصل:«غزوة» و الصواب ما أثبت، انظر الإصابة.
6- هو محمد بن عبد الرحمن بن العباس بن عبد الرحمن، أبو طاهر، ترجمته في سير الأعلام 478/16.
7- زيادة لازمة للإيضاح عن م.
8- بالأصل «من» و الصواب ابن هشام و م.
9- سيرة ابن هشام 362/2.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي أنبأ أبو عمر بن حيّوية، أنا عبد الوهاب بن أبي حيّة، أنا محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر (1) قال في تسمية من شهد بدرا من بني خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار: سراقة بن عمرو بن عطية بن خنساء بن مبذول.

و قال الواقدي (2) في ذكر من استشهد بمؤتة من الأنصار ثم من بني النجار من بني مازن: سراقة بن عمرو بن عطية بن خنساء.

قال: و أنا أبو عمر، نا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (3) قال: في الطبقة الأولى ممن شهد بدرا من بني مازن بن النجار بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج: سراقة بن عمرو بن عطية بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن، و أمه عتيلة بنت قيس بن زعورا بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النّجّار، شهد بدرا و أحدا و الخندق و الحديبيّة و خيبر و عمرة القضيّة و يوم مؤتة قتل يومئذ شهيدا فيمن قتل من الأنصار، و ذلك في جمادى الأولى سنة ثمان من الهجرة و ليس له عقب.

حدّثنا أبو الحسن الفرضي - لفظا - و أبو القاسم بن عبدان - قراءة - قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا علي بن يعقوب بن إبراهيم، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم، نا محمّد بن عائذ، أخبرني الوليد بن مسلم، عن عبد اللّه بن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، قال: و قتل من الأنصار من بني النجار، ثم من بني مازن بن النجار: سراقة بن عمرو بن عطية بن خنساء.- يعني يوم مؤتة (4)-.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص.

ص: 155


1- انظر مغازي الواقدي 164/1.
2- المصدر نفسه 769/2.
3- طبقات ابن سعد 519/3.
4- قوله: يعني يوم مؤتة، تأخر بالأصل و وقع بعد:«المخلص» في السطر الذي يلي، قدمناه إلى هنا فموقعه هنا على الصواب، و قد سقطت العبارة من م.

و أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأ شجاع بن علي، أنبأ أبو عبد اللّه بن منده، أنبأ محمّد بن يعقوب، قالا: نا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس، عن ابن إسحاق قال في تسمية من استشهد يوم مؤتة من بني مازن بن النجار: سراقة بن عمرو بن عطية بن خنساء (1).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال: قال حسان، عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة قال: و قتل يوم مؤتة من بني النجار ثم من بني مازن: سراقة بن عمرو بن عطية بن خنساء.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنبأ مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر قال: و استشهد يوم مؤتة: سراقة بن عمرو.

2401 - سراقة بن مرداس الأزدي البارقي

2401 - سراقة بن مرداس الأزدي البارقي (2)

شاعر من شعراء العراق، قدم دمشق في أيام عبد الملك هاربا من المختار بن أبي عبيد الثقفي، و كان قد هجاه ثم رجع إلى العراق مع بشر بن مروان، و كانت بينه و بين جرير مهاجاة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو محمّد عبد الوهاب بن علي السكري، أنبأ أبو الحسن علي بن عبد العزيز الطاهري، أنبأ أبو بكر أحمد بن جعفر الختّلي، أنا أبو خليفة الفضل بن الحباب، أنا محمّد بن سلام (3)،حدّثني أبان بن عثمان البجلي الكوفي، قال: كان سراقة البارقي شاعرا ظريفا تحبه الملوك، فكان قاتل المختار فأخذه أسيرا فأمر بقتله فقال: و اللّه لا تقتلنّي حتى تنقض دمشق حجرا حجرا، فقال المختار لأبي عمرة: من يخرج أسرارنا؟ ثم، قال: من أسرك ؟ قال: قوم على خيل بلق، عليهم ثياب بيض لا أراهم في عسكرك. قال: فأقبل المختار على أصحابه فقال: إن عدوكم

ص: 156


1- سيرة ابن هشام 30/4.
2- أخباره في الأغاني 13/9 و طبقات الشعراء للجمحي ص 145 و الوافي بالوفيات 132/15 و العقد الفريد بتحقيقنا 39/2 و عيون الأخبار 203/1 و الطبري 122/7.
3- الخبر في طبقات الشعراء للجمحي ص 145 و 146، و انظر الحاشية السابقة فالخبر في مصادرها باختلاف الروايات بينها و بين الأصل.

يرى من هذا ما لا ترون. قال: إني قاتلك، قال: و اللّه يا أمين آل محمّد، إنك تعلم أن هذا ليس باليوم الذي تقتلنّي فيه، قال: ففي أي يوم أقتلك ؟ قال: يوم تضع كرسيك على باب مدينة دمشق، فتدعو بي يومئذ فتضرب عنقي، فقال المختار لأصحابه: يا شرطة اللّه من يذيع حديثي ؟ ثم خلّى عنه، فقال سراقة: و كان المختار يكنى أبا إسحاق:

ألا أبلغ أبا إسحاق أنّي *** رأيت البلق دهما مصمتات (1)

كفرت بوحيكم و جعلت نذرا *** عليّ هجاكم (2) حتى الممات

أرى عينيّ ما لم ترأياه *** كلانا عالم بالتّرّهات

ثم قدم سراقة بعد ذلك العراق مع بشر بن مروان، و كان بشر من فتيان قريش سخاء و نجدة، و كان ممدّحا فمدحه جرير و الفرزدق و كثيّر و أعشى بني شيبان، و كان يغري بين الشعراء، و هو أغرى بين جرير و الأخطل فحمل سراقة على جرير حتى هجاه فقال (3):

أبلغ تميما غثّها و سمينها *** و القول (4) يقصد تارة و يجور

إن الفرزدق برزت حلباته *** عفوا و غودر (5) في الغبار جرير

ما كنت أول محمئر عثرت (6) به *** آباؤه إن اللئيم عثور

حرّر كليبا إنّ خير صنيعة *** يوم الحساب العتق و التحرير

هذا القضاء البارقي و إنني *** بالمثل (7) في ميزانه لجدير

قال: فقال جرير في قصيدته التي قال فيها (8):

يا صاحبيّ هل الصباح منير *** أم هل للوم عواذلي تفتير (9)؟

ص: 157


1- الأبيات في المصادر السابقة.
2- المصمتات جمع مصمت: و هو الذي لا يخالطه لون آخر. يعني أن دهمتها خالصة لا يشوبها لون آخر.
3- في الجمحي و الأغاني و العقد الفريد: قتالكم.
4- الأبيات في طبقات الجمحي ص 146 و الأغاني 8/8 و 68 في أخبار جرير.
5- الأغاني: و الحكم.
6- في الأغاني: برزت أعراقه سبقا و خلّف.
7- الأغاني: قعدت به، و المحمر: اللئيم.
8- في المصدرين: بالميل، و في الأغاني: بالميل في ميزانكم لبصير، و في رواية: ميزانهم.
9- ديوان جرير ط بيروت ص 223 و طبقات الجمحي ص 146 و الأغاني 19/8 و 69.

يا بشر إنك لم تزل في نعمة *** يأتيك من قبل المليك (1) يشير

بشير (2) أبو مروان إن عاشرته *** عشر و عند يساره ميسور

يا بشر حقّ لوجهك التبشير *** هلاّ غضبت (3) لنا و أنت أمير

قد كان حقك أن تقول لبارق *** يا آل بارق فيم سبّ جرير

إن الكريمة ينصر الكرام ابنها *** و ابن اللئيمة للئام نصور

أمسى سراقة قد عوى لشفائه *** خطب و أمك يا سراق يسير

أ سراق إنك قد غشيت ببارق *** أمرا مطالعه عليك و عور

أ سراق إنّك لا نزارا نلتم *** و الحي من يمن عليك نصير

أ كسحت باستك للفخار و بارق *** شيخان أعمى مقعد و كسير (4)

و قال جرير (5):

أمسى خليلك قد أجدّ فراقا *** هاج الحزين و ذكّر الأشواقا

و إذا لقيت مجيلسا من بارق *** لا لاقيت أطبع مجلس

فقد الأكف عني المكارم كلها (6) *** و الجامعين مذلّة و نفاقا

و لقد هممت بأن أدمدم بارقا *** فحفظت فيهم عمّنا إسحاقا

ثم نزعا فمر (7) جرير بسراقة بمنى و الناس مجتمعون على سراقة و هو ينشد، فجهّره جماله و استحسن نشيده قال: من أنت ؟ قال: بعض من أخزى اللّه على يديك، قال: أما و اللّه لو عرفتك لوهبتك لظرفك. و بلغني من وجه آخر أنه هرب من المختار إلى دمشق و يدل عليه قوله في هذه الحكاية، ثم قدم سراقة بعد ذلك العراق مع بشر بن مروان.

ص: 158


1- الديوان: الإله.
2- الديوان و طبقات الجمحي و الأغاني: بشر أبو مروان إن عاسرته عسر...
3- الأغاني: قضيت.
4- سقط البيت من الديوان، و في الأغاني: و كسحت، و عن الأغاني و طبقات الجمحي:«للفخار» و بالأصل: للفجار.
5- الأبيات في ديوانه ط بيروت ص 297 و طبقات الجمحي ص 147.
6- صدره في الديوان: الناقصين إذا يعد حصاهم.
7- سقطت من الأصل و كتبت فوق الكلام بين السطرين.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزّبير بن بكّار، حدّثني مصعب بن عبد اللّه أن: سراقة بن مرداس البارقي لما أخذته خيل المختار بن أبي عبيد قال (1):

ألا بلّغ أبا إسحاق أنّا *** غزونا (2) غزوة كانت علينا

خرجنا لا نرى الضعفاء (3) شيئا *** و كان خروجنا نظرا (4) و حينا

تراهم في مصفّهم قليلا *** و هم مثل الدبا لمّا التقينا

لقينا منهم ضربا طلخفا (5) *** و طعنا ضاحكا حتى انثنينا

نصرت على عدوك كل يوم *** بكلّ كئيبة (6) تنعى حسينا

كنصر محمّد في يوم بدر *** و يوم الشعب إذ لاقى حنينا (7)

2401 - سراقة والد عبد الأعلى بن سراقة الأزدي

2401 - سراقة والد عبد الأعلى بن سراقة الأزدي (8)

أدرك عصر النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و شهد اليرموك.

و حكى عن أبي هريرة.

روى عنه ابنه عبد الأعلى.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، قالا: ثنا عبد العزيز بن أحمد، أنا أحمد بن علي بن محمّد الدولابي، أنا عبد اللّه بن محمّد بن

ص: 159


1- الشعر في الطبري 122/7 و ابن الأثير بتحقيقنا 680/2 و فتوح ابن الأعثم بتحقيقنا 264/6 و العقد الفريد بتحقيقنا 40/2 و الأخبار الطوال ص 303 باختلاف، و عيون الأخبار 203/1.
2- في العقد الفريد: حملنا حملة، و في عيون الأخبار و ابن الأعثم: نزونا نزوة.
3- في الأخبار الطوال: الإشراك دينا.
4- في المصادر: بطرا.
5- في الطبري: طلحفا و طعنا صائبا، و في ابن الأعثم: عنيدا و طعنا مسحجا.
6- بالأصل: تحت الكلمة «كتيبة» كتب:«يوم» و البيت في ابن الأعثم ملفق من بيتين: زففت الخيل يا مختار زفا بكل كتيبة قتلت حسينا نصرت على عدوك كل يوم بكل حضارم لم يلق شينا
7- توفي سراقة في حدود الثمانين للهجرة قاله الصفدي في الوافي 133/15.
8- ترجمته في الإصابة 111/2.

عبد الغفار، أنا إسحاق بن عمار بن حنش، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن مهدي المصّيصي، نا عبد اللّه بن محمّد بن ربيعة القدامي، حدّثني مخنف بن عبد اللّه بن يزيد بن المغفّل، عن عبد الأعلى بن سراقة، عن أبيه قال:

انتهينا إلى أبي هريرة - يعني يوم اليرموك - و هو يقول: تزينوا للحور العين، و جوار ربكم في جنات النعيم، ما أنتم إلى ربكم في موطن من المواطن بأحبّ إليه منكم في مثل هذا الموطن، ألا و إن للصابرين فضلهم، قال: و أطافت به الأزد ثم اضطربوا فو اللّه الذي لا إله إلاّ هو لو أتينا نذور (1) الروم في مجال واحد كما تدور الرحا فما رأيت موطنا قط البر محما (2) ساقطا و معصما نادرا و كفا طافحة في الدنيا من ذلك الموطن.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو علي بن أبي جعفر، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا أبو محمّد الحسن بن علي القطان، نا إسماعيل بن عيسى العطار، نا أبو حذيفة إسحاق بن بشر، قال: قالوا: و برز أبو هريرة صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إلى الأزد يعاونها و هو أحد الدّوس من الأزد (3)،فجعل يقول: سارعوا، فذكر نحو ما حكاه الأول.

ص: 160


1- كذا رسمها بالأصل، و في م ندور.
2- كذا رسمها بالأصل. و في م: أكثر محفا.
3- انظر عامود نسبه في جمهرة ابن حزم ص 382.

ذكر من اسمه سرجون

2402 - سرجون بن منصور الرّومي

ذكر من اسمه (1) سرجون

2402 - سرجون بن منصور الرّومي (2)

كاتب معاوية و ابنه يزيد بن معاوية، و عبد الملك بن مروان.

ذكره أبو الحسين الرازي في تسمية كتاب أمراء دمشق، و ذكر أنه كان نصرانيا فأسلّم، و هو الذي ينسب إليه جبر بن سرجون عند باب كيسان، و يقال له سرحة و له عقب، و كان يقال: إن الكنيسة التي خارج باب الفراديس بحذاء دار أمّ البنين محدثة بنيت بعد الفتح لسرحة كان كاتبا لمعاوية بن أبي سفيان ثم أسلّم على يديه، و بقيت الكنيسة.

ص: 161


1- زيادة منا للإيضاح.
2- ترجمته في الوزراء و الكتّاب للجهشياري ص 24 و 31 و في العقد الفريد و الأغاني وقع سرجون بالحاء المهملة.

ذكر من اسمه سرح

2403 - سرح اليرموكي

حكى عنه أبو عبيد بحير.

قرأنا على أبي الفضل بن ناصر، عن أبي طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد الأنباري، أنبأ أبو القاسم هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر الصّوّاف، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسماعيل بن الفرج، نا أبو بشر الدّولابي (1)،حدّثني أبو العباس الفضل بن عبد الرّحمن البغدادي، بالرملة، نا عفان، نا حمّاد بن سلمة، عن يعلى بن عطاء، عن بحير (2) أبي عبيد، عن سرح اليرموكي، قال: أجد في الكتاب أو في هذه الأمة اثنا عشر ربيّا نبيّهم أحدهم (3)،فإذا وفت العدة طغوا و بغوا و كان بأسهم بينهم، قال: و كان عبد اللّه بن عمرو (4) يتعلم من سرح هذا.

ص: 162


1- الكنى و الأسماء للدولابي 75/2.
2- عند الدولابي: بحر.
3- قوله:«نبيهم أحدهم» سقط من الدولابي.
4- في الدولابي: عمر.

ذكر من اسمه سريع

2404 - سريع المخزومي الكوفي

مولى عمرو بن حريث.

سمع: علي بن أبي طالب، و مولاه عمرو بن حريث.

و وفد على سليمان بن عبد الملك.

حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، و أبو الحسن محمّد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد البزار (1)،و محمّد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان، و أجازنيه أبو علي محمّد بن سعيد (2)،قالوا: أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن مقسم، نا أبو العباس أحمد بن يحيى النحوي، قال: قال أبو الحسن المدائني:

بعث يزيد بن المهلّب سريعا مولى عمرو بن حريث إلى سليمان بن عبد الملك فقال سريع: فعلمت أنه سيسألني عن المطر و لم أكن ارتق بين كلمتين فدعوت أعرابيا فأعطيته درهما و قلت له: كيف تقول إذا سئلت عن المطر؟ فلبثت (3) ما قال ثم جعلته بيني و بين القربوس حتى حفظته، فلما قدمت قرأ كتابي ثم قال: كيف كان المطر؟ فقلت: يا أمير المؤمنين عقد الثرى و استأصل العرق و لم أر واديا..... (4).فقال

ص: 163


1- في م: البزاز.
2- في م: سعد.
3- كذا بالأصل، و في م: فكتبت، و هو الظاهر.
4- لفظة رسمها غير واضح و هو:«داريا» أو «باريا» كذا. و في م:«واديا ذاريا».

سليمان: هذا كلام لست بابن عذرة فقلت: بلى،[قال:] اصدقني، فصدقته، فضحك حتى فحص برجليه ثم قال: لقيته و اللّه ابن بجدتها أ هي (1) عالما بها.

و روى هذه القصة أبو حباب يحيى بن أبي حبّة الكلبي، عن الوليد بن سريع، و ستأتي في موضعها.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأ أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالوا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (2) قال: سريع مولى عمرو بن حريث المخزومي القرشي قال:

خرجت مع عمرو بن حريث إلى علي، روى عنه فطر، يعدّ في الكوفيين.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأ أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة - قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (3):سريع مولى عمرو بن حريث، خرج مع عمرو بن حريث إلى علي، روى عنه فطر بن خليفة، كوفي، سمعت أبي يقول ذلك.

ص: 164


1- كذا بالأصل، و سقطت من م.
2- التاريخ الكبير 198/4.
3- الجرح و التعديل 307/4.

ذكر من اسمه سري

2405 - السّري بن زياد بن علاقة

و يقال ابن زياد بن أبي كبشة السّكسكي

من أهل دمشق.

كان ممن سعى في قتل الوليد بن يزيد، له ذكر في التواريخ قد تقدم ذكره.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، أنا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، حدّثنا خليفة بن خياط (1)،حدّثني إسماعيل بن إبراهيم، حدّثني عبد اللّه بن واقد الجرمي - و كان شهد قتل الوليد - فذكره و قال:

فكان أول من هجم عليه السّري بن زياد بن أبي كبشة السّكسكي، و عبد السلام اللّخمي، فأهوى إليه السّري بالسيف فضربه عبد السلام على قرنه، و قتل.

2406 - السري بن المغلّس

أبو الحسن السّقطي البغدادي الصوفي (2)

أحد الزهاد الأتقياء العباد، قدم دمشق.

و حدّث عن مروان بن معاوية، و يحيى بن اليمان، و محمّد بن معن الغفاري،

ص: 165


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 363 و 364 في حوادث سنة ست و عشرين و مائة.
2- ترجمته في تاريخ بغداد 187/9 و حلية الأولياء 116/10 صفوة الصفوة 209/2 النجوم الزاهرة 339/2 بغية الطلب 4212/9 الوافي بالوفيات 135/15 سير أعلام النبلاء 185/12 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

و يزيد بن هارون، و سفيان بن عيينة، و هشيم، و محمّد بن فضيل الضّبّي، و أبي أسامة حمّاد بن أسامة الكوفي.

حكى عنه ابنه إبراهيم بن السّري، و أبو الفضل العباس بن أحمد القرشي المذكر، و أبو بكر محمّد بن خالد بن يزيد الرازي، و الجنيد بن محمّد، و محمّد بن ثور (1)الصوفي، و سعيد بن عثمان الحناط ، و أحمد بن إسحاق، و محمّد بن الفضل بن جابر السّقطي، و العباس بن يوسف الشكلي، و أحمد بن علي بن خلف، و الحسن بن علي بن شهريار، و أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه البغدادي، تلميذ بشر الحافي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، قال: نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر أحمد بن علي (2)،أنبأ علي بن محمّد بن عبد اللّه المعدّل، و الحسن بن أبي بكر بن شاذان، قال علي: حدّثنا - و قال الحسن: أخبرنا - عبد الصمد بن علي الطستي (3)،نا محمّد بن الفضل بن جابر السّقطي - زاد ابن شاذان: أبو جعفر، ثم اتفقا - قال: حدّثنا سري بن مغلّس السّقطي، نا علي بن غراب، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: أخبرني أبي قال: لما اشتكى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«مروا أبا بكر [فليصلّ بالناس» قال: فصلى بهم، فوجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم خفة، فخرج، فلما رآه أبو بكر] (4) ذهب يتأخر، فأشار إليه النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، ثم ذهب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم حتى جلس إلى جنب أبي بكر، فكان أبو بكر يصلي بصلاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و الناس يصلون بصلاة أبي بكر، أبو بكر قائم، و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قاعد.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا سليمان بن إبراهيم، أنا أحمد بن موسى بن مردويه، نا أحمد بن إسحاق بن محمّد بن الفضل بن جابر السّقطي، نا جدي محمّد بن الفضل، ثنا السّري بن المغلّس السّقطي، نا مروان بن معاوية، عن سليمان بن زيد أبي أدام المحاربي، نا عبد اللّه بن أبي أوفى، قال: كنا جلوسا عند النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال:

ص: 166


1- بدون نقط بالأصل، و المثبت عن م و بغية الطلب 4214/9.
2- تاريخ بغداد 187/9.
3- رسمها و إعجامها مضطربان و قد تقرأ: الطسفي، و الصواب عن تاريخ بغداد و م.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن تاريخ بغداد، و م.

«لا يجالسني اليوم قاطع رحم» فقام فتى من الحلقة فأتى خالة له قد كان بينهما بعض الشيء، فاستغفر لها و استغفرت له ثم عاد إلى المجلس فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«إنّ الرحمة لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم»[4631].

أخبرنا أبو السعادات أحمد بن أحمد المتوكّلي (1)،و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، قالا: نا أبو بكر الخطيب، أنا أحمد بن الحسين بن محمّد بن عبد اللّه الدقاق، أنبأ جدي، نا أبو بكر أحمد بن يحيى بن عمرو بن عتيق العمري (2)،حدّثنا أحمد بن علي بن خلف، نا سري بن المغلّس السّقطي، نا يزيد، عن المسعودي، عن عون بن عبد اللّه قال: سمعت الحسن يقول:

ابن آدم إنك لو تجد حقيقة الإيمان ما كنت تعيب الناس بعيب هو فيك، حتى تبدأ بذلك العيب من نفسك فتصلحه، فلا تصلح عيبا إلاّ ترى عيبا آخر فيكون شغلك في خاصة نفسك أحبّ ما يكون إلى اللّه إذا كتب (3) كذلك.

أخبرنا أبو محمّد السّلمي، نا أبو محمّد عبد العزيز التميمي، أنا تمام بن محمّد البجلي، أنا أبو علي محمّد بن هارون، أنا أبو العباس محمّد بن الحسن - بعسقلان - حدّثني محمّد بن ثور (4) الصوفي، عن سري السّقطي قال: أتيت دمشق فسألت عن أحمد بن أبي الحواري فأرشدوني إليه في المسجد، فقلت: يا أحمد عظني و أوجز.

أخبرنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي في كتابه، أنبأ أبو بكر محمّد بن يحيى بن إبراهيم، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي، قال: سري بن المغلّس السّقطي كنيته أبو الحسن، يقال إنه كان خال الجنيد و أستاذه، صحب معروف الكرخي و يسميه الأستاذ، أول من أظهر ببغداد لسان التوحيد، و تكلم في علوم الحقائق، و هو إمام البغداديين في الإشارات، و له حكايات تكثر، تستغني بشهرته عن ذكره و الإطناب

ص: 167


1- بالأصل:«المتولي» خطأ، و في م: المتوكل و الصواب «المتوكلي» كما أثبت، انظر فهارس المجلدة العاشرة ص 22، و انظر ترجمته في سير الأعلام 498/19 تحت اسم: أحمد بن أحمد بن عبد الواحد بن أحمد، أبو السعادات العباسي المتوكلي.
2- في م: العامري.
3- في م: كنت.
4- مهملة بالأصل بدون نقط ، و الصواب ما أثبت، و قد تقدم قريبا.

فيه، و كان يلزم بيته و لا يخرج منه، لا يراه إلاّ من يقصده إلى بيته، انقطع عن الناس و عن أسبابهم، أسند الحديث (1).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، قالا: قال أنا أبو بكر الخطيب (2)[قال:] السّري بن المغلّس أبو الحسن السّقطي، كان من المشايخ المذكورين، و أحد العبّاد المجتهدين، صحب معروف الكرخي، و حدّث عن هشيم بن بشير، و أبي بكر بن عياش، و علي بن غراب، و يحيى بن يمان، و يزيد بن هارون، و غيرهم، روى عنه أبو العباس بن مسروق الطوسي، و الجنيد بن محمّد، و أبو الحسين النوري، و محمّد بن الفضل بن جابر السّقطي، و إبراهيم بن عبد اللّه بن أيوب المخرّمي (3)،و العباس بن يوسف الشكلي في آخرين.

أخبرنا أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم، قال: سمعت والدي الأستاذ أبا القاسم يقول (4):و منهم أبو الحسن سري بن المغلّس السّقطي خال الجنيد و أستاذه، و كان تلميذ معروف الكرخي، كان أوحد زمانه في الورع و الأحوال السنية (5)،و علوم التوحيد، و كان السري به أدمة (6).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو النجم السّيحي، أنا أبو بكر الخطيب (7)،أنا محمّد بن أحمد بن رزق، أنا جعفر بن محمّد بن نصير، حدّثني أبو القاسم سليمان بن محمّد بن سلّم الضرّاب، حدّثني بعض إخواني أن سريا السّقطي مرّت به جارية معها إناء فيه شيء، فسقط من يدها فانكسر، فأخذ سري شيئا (8) من دكانه فدفعه إليها بدل ذلك الإناء، فنظر إليه معروف الكرخي فأعجبه ما صنع، فقال له معروف: بغّض اللّه إليك الدنيا.

ص: 168


1- الخبر نقله الذهبي في السير من طريق أبي عبد الرحمن السلمي 187/12 و بهذا السند نقله ابن العديم في بغية الطلب 4213/9.
2- تاريخ بغداد 187/9.
3- بالأصل و م:«المخزومي» و المثبت عن تاريخ بغداد، و انظر سير الأعلام 185/12.
4- الرسالة القشيرية ط بيروت ص 417.
5- كذا بالأصل و م، و في الرسالة القشيرية:«و أحوال السّنّة».
6- قوله:«و كان السري به أدمة» سقط من الرسالة القشيرية.
7- تاريخ بغداد 188/9 و نقله الذهبي في السير 186/12 و لم يعزه لأحد.
8- في السير و الأعلام: إناء.

قال (1):و أنا ابن رزق، أنا جعفر بن محمّد الخوّاص، حدّثني عمر بن عاصم، حدّثني أحمد بن خلف، قال: سمعت سريا يقول: هذا الذي أنا فيه من بركات معروف، انصرفت من صلاة العيد، فرأيت مع معروف صبيا شعثا فقلت: من هذا؟ فقال: رأيت الصبيان يلعبون و هذا واقف منكسر فسألته: لم لا تلعب ؟ قال: أنا يتيم، قال سري:

فقلت له: ما ترى أنك تعمل به ؟ فقال: لعلي أخلوا فأجمع له نوا يشتري به جوزا يفرح به، فقلت له: أعطيته (2) أغير من حاله ؟ فقال لي: أو تفعل ؟ فقلت: نعم، فقال لي:

خذه أغنى اللّه قلبك، فسويت الدنيا عندي أقل من كذا.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، قال: سمعت أبي يقول (3):سمعت محمّد بن الحسين يقول: سمعت عبد اللّه بن علي الطوسي يقول: سمعت أبا عمرو بن علوان يقول: سمعت أبا العباس بن مسروق يقول: بلغني أن السّري السّقطي كان يكون (4) في السوق و هو من أصحاب معروف الكرخي فجاءه معروف يوما و معه صبي يتيم فقال [له]: اكس هذا اليتيم، قال سريّ : فكسوته، ففرح به معروف، و قال: بغّض اللّه إليك الدنيا و أراحك مما أنت فيه، فقمت من الحانوت و ليس شيء أبغض إليّ من الدنيا، فكل ما أنا فيه من بركات معروف.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ، أنا أبو نعيم (5) أحمد بن عبد اللّه، أنا جعفر بن محمّد بن نصير - في كتابه (6)-و حدّثني عنه محمّد بن إبراهيم قال: حدّثني الجنيد قال: سمعت الحسن البزار (7) يقول: كان أحمد بن حنبل هاهنا، و كان بشر بن الحارث هاهنا، و كنا نرجو أن يحفظنا اللّه بهما، ثم إنهما ماتا و بقي السّري، و إني أرجو أن يحفظنا اللّه بالسّرى بعد قدومه من الثغر (8)،فقال أبو عبد اللّه: أ ليس الشيخ الذي

ص: 169


1- تاريخ بغداد 188/9.
2- في تاريخ بغداد: أعطنيه.
3- الخبر في الرسالة القشيرية ص 417.
4- في الرسالة القشيرية: كان يتجر.
5- الخبر حلية الأولياء 126/10، و نقله عن أبي نعيم ابن العديم في بغية الطلب 4215/9.
6- بالأصل:«أنا جعفر بن محمد بن كنانة» و حدثني عنه..» صوبنا العبارة عن حلية الأولياء 116/10 و 126 و في م: جعفر بن محمد في كتابه.
7- في المصدرين:«البزاز» و في م: البزاز.
8- مهملة بالأصل بدون نقط ، و المثبت عن الحلية و م.

يعرف بطيب الغذاء؟ قلت: بلى، قال: هو على ستره عندنا قبل أن يخرج، و قد كان السّري يكثر من ذكر طيب الغذاء و تصفية القوت و شدة الورع حتى انتشر ذلك عنه. و بلغ ذلك أحمد بن حنبل، فقال: الشيخ الذي يعرف بطيب الغذاء؟ أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، ثنا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنبأ أبو بكر الخطيب (1)،أنا محمّد بن أحمد بن رزق، أنا جعفر الخلدي، حدّثني الجنيد، قال:

سمعت حسن البزار يقول: كان أحمد بن حنبل هاهنا و كان بشر بن الحارث (2) هاهنا و كنا نرجو أن يحفظنا اللّه بهما، ثم أنهما ماتا و بقي سريّ ، فإني أرجو أن يحفظني اللّه بسرّي.

أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل، أنا أبو بكر الحرّاني، نا أبو عبد الرّحمن السّلمي قال: سمعت أبا العباس البغدادي يقول: سمعت جعفر يقول: سمعت عمر الغزال يقول: سمعت أبا حمدون المقرئ (3) يقول: رجل يعيد صلاة أربعين سنة يتكلّم فيه ؟- يعني سريّ بن مغلّس-.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، قال: أنا أبو بكر الخطيب (4)،أنا سلامة بن عمر، أنا أحمد بن جعفر، حدّثنا العباس بن يوسف حدثني جنيد بن محمّد قال: سمعت سريّ بن المغلّس يقول: أشتهي منذ ثلاثين سنة جزرة أغمسها في الدبس و آكلها فما تصح لي.

سمعت أبا المظفّر بن القشيري يقول: سمعت أبي يقول: سمعت الشيخ أبا عبد الرّحمن يقول: سمعت أبا العباس البغدادي يقول: سمعت جعفر بن نصير يقول:

سمعت الجنيد يقول: سمعت السّري يقول: إن نفسي تطالبني منذ ثلاثين أو أربعين سنة أن أغمس جزرة في دبس فما أطعمتها (5).

أخبرنا بها عالية أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو

ص: 170


1- الخبر في تاريخ بغداد 191/9.
2- بالأصل:«يسرى الحرب» كذا، و المثبت عن تاريخ بغداد و م.
3- سقطت من الأصل و استدركت على هامشه و بجانبها كلمة صح.
4- تاريخ بغداد 190/9.
5- الخبر في الرسالة القشيرية ص 153 و فيه: فما أطعتها.

عبد اللّه الحافظ ، أخبرني جعفر بن محمّد بن نصير (1) الخوّاص، حدثني الجنيد قال:

سمعت السّري يقول: إن نفسي تنازعني أن أغمس جزرة في دبس منذ ثلاثين سنة فما يمكنني.

أخبرنا أبو الحسن الغسّاني، نا و أبو النجم التاجر، أنا أبو بكر الخطيب (2)،أنا محمّد بن أحمد بن رزق، نا عثمان بن أحمد الدقاق، نا محمّد بن إسماعيل بن عامر الرّقّي - صاحب الربيع - قال: سمعت سريا السّقطي يقول: أشتهي بقلا منذ ثلاثين سنة ما أقدر عليه.

قال: و نا أبو عمر الحسن بن عثمان الواعظ ، نا أحمد بن جعفر بن حمدان، نا العباس بن يوسف الشكلي قال: سمعت سريا السّقطي يقول: إنّي لأشتهي الحندقوق منذ ست عشرة سنة، و الهندباء بخلّ منذ ثمان عشرة (3) سنة و إني لأعجب ممن يتسع كيف يطلق له [العلم] (4) الاتساع، و هذا عبد الواحد بن زيد يقول: الملح بيشبارجات، و إن بلية أبيكم آدم لقمة، و هي أخرجته من الجنة، و هي بليتكم إلى أن تقوم الساعة. و قال الشكلي: سمعت سريّ بن المغلّس السّقطي يقول: أتاني حسين (5)الجرجاني إلى عبّادان فدق على باب الغرفة التي كنت فيها فخرجت إليه فقال لي: سريّ ؟ فقلت: سريّ ، فقال لي: ملحك مدقوقة ؟ قلت: نعم، قال: لا تفلح، ثم قال سري:

لو لا أن اللّه عقم الآذان عن فهم القرآن ما زرع الزارع، و لا تجر التاجر، و لا تلاقى الناس في الطرقات، ثم مضى فأتعبني و أبكاني.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني جعفر بن محمّد الخوّاص، حدثني الجنيد بن محمّد، قال: و ذكر السّري بن مغلّس يوما - و أنا أسمعه - السّواد فكرهه - يعني كره الأكل من السواد - و أن يملك فيها أحد، و كان شدد في ذلك و لا يأكل من بقل السواد، و لا من ثمره، و لا من شيء يعلم أنه

ص: 171


1- في م: نصر.
2- تاريخ بغداد 190/9.
3- بالأصل:«عشر» و الصواب عن م.
4- الزيادة عن تاريخ بغداد، و الكلمة سقطت من الأصل و م.
5- رسمها و إعجامها مضطربان و تقرأ:«جى» أو «حبى» و المثبت عن تاريخ بغداد.

منه ما أمكنه، فرأيت رجلا يوما و قد أهدى له خرنوبا و قثاء بريا (1) حمله له من أرض الجزيرة فقبله منه، و رأيته قد سرّ به، و كان يشدد في الورع.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (2):أنا أبو القاسم عبد الواحد بن محمّد بن عثمان البجلي، نا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي، نا الجنيد قال: سمعت سريّا يقول: أحب أن آكل أكلة ليس للّه علي فيها تبعة، و لا لمخلوق علي فيها منّة، فما أجد إلى تلك سبيلا.

قال (3):و أنا أحمد بن علي المحتسب، نا الحسن بن الحسين الهمداني (4)،أنا الحسن بن علي بن عبد الرحيم القنّاد، قال: سمعت ابن أبي الورد يقول: دخلت على سريّ السّقطي و هو يبكي، و دورقه مكسور فقلت له: ما بالك ؟ قال: انكسر الدورق، فقلت: أنا اشتري لك بدله، فقال لي: تشتري بدله و أنا أعرف من أين الدانق الذي أشتري به الدورق، و من عمله، و من عمله، و من أين طينه و أيش أكل عامله حتى فرغ من عمله ؟.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد قالا:

أنا أبو نصر بن طلاّب، أنا أبو الحسين بن جميع قال: سمعت أحمد بن الحسين - و هو أبو علي الحافظ المعروف بشعبه بالبصرة - يقول: سمعت سعيد بن عثمان الحنّاط (5)يقول: سمعت السّري بن مغلّس السّقطي يقول:

خرجت من الرملة إلى بيت المقدس فمررت بمشرفة و غدير ماء مطر و عشب نابت، فجلست آكل من الحشيش و أشرب من الماء، قال: فقلت: يا نفس إن كنت أكلت أكلة حلال أو شربت شربة حلال قط فاليوم، قال: فإذا بهاتف يهتف بي: يا سري فالنفقة التي بلغت بك إلى هاهنا من أين ؟.

أخبرنا أبو القاسم المستملي، أنا أبو بكر أحمد بن علي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن إسحاق، نا أبو عثمان سعيد بن عثمان الحنّاط (6)،

ص: 172


1- بالأصل: بري.
2- تاريخ بغداد 190/9.
3- المصدر نفسه 189/9.
4- بالأصل الهمداني، بإهمال الدال، و المثبت عن تاريخ بغداد.
5- بالأصل هنا: الخياط ، خطأ. و قد مضى قريبا صوابا.
6- بالأصل هنا: الخياط ، خطأ. و قد مضى قريبا صوابا.

قال: سمعت السّري يقول:

رجعت مرة من بعض المغازي فرأيت في طريقي قفيزا مملوءا ماء صافيا (1) و حوله عشب من حشيش قد نبت، فقلت في نفسي: يا سريّ إن كنت يوما أكلت حلالا و شربت شربة حلال فاليوم، فنزلت عن دابتي فأكلت من ذلك الحشيش و شربت من ذلك الماء، فهتف بي هاتف - سمعت الصوت و لم أر الشخص-: يا سري بن المغلّس فالنفقة التي بلغتك إلى هاهنا من أين هي ؟.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو السعادات المتوكلي، و أبو محمّد السلمي، قالوا: حدثنا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنبأ أبو بكر الخطيب (2):أنا سلامة بن عمر النّصيبي، أنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي، نا العباس بن يوسف مولى بني هاشم، نا سعيد بن عثمان، قال: سمعت سريّ بن مغلّس يقول:

غزونا أرض الروم فمررت بروضة خضرة فيها الخباز، و حجر منقور فيه ماء المطر، فقلت في نفسي: لئن (3) كنت آكل يوما حلالا فاليوم، فنزلت عن دابتي فجعلت آكل من ذلك الخباز، و أشرب من ذلك الماء، فإذا هاتف يهتف بي: يا سريّ بن مغلّس فالنفقة التي بلغت بها إلى هذا من أين ؟.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو الفضل أحمد بن محمّد الصّيرفي ببغداد، نا سعيد بن عثمان الحنّاط ، قال: سمعت سريّ بن المغلّس يقول:

جعت مرة في بعض المفاوز فإذا في طريقنا قفيز فيه ماء و حوله عشب من حشيش فنزلت فقعدت و استرحت، ثم قلت: يا سريّ إن كنت أكلت أكلة حلالا و شربت شربة حلالا فاليوم، فهتفني هاتف سمعت صوته و لم أر الشخص يقول لي: يا سري بن المغلّس فالنفقة التي بلغتك إلى هاهنا من أين ؟ فقصر إلى نفسي.

أخبرنا أبو محمّد السّيدي (4)،و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا أبو عثمان

ص: 173


1- بالأصل: صافي.
2- تاريخ بغداد 189/9-190.
3- بالأصل:«أين» و المثبت عن تاريخ بغداد.
4- فى م: السندي.

البحيري (1)،أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن عقيل القطان، أنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن إسحاق بن الأزهر الأسفرايني، قال: سمعت أبا عثمان سعيد بن عثمان الحنّاط (2) البغدادي يقول: سمعت سريّ السّقطي يقول: قفلت من غزوة كنت غزوتها فأتيت على ماء صافي (3) و عشب أخضر قال: فقلت في نفسي: يا سري إن كنت آكلا يوما حلالا فيومك هذا، قال: فنزلت عن دابتي و ربطتها و أنا على أن آكل من ذلك العشب و أشرب من ذلك الماء، قال: فإذا أنا بهاتف أسمع صوته و لا أرى شخصه و هو يقول: يا سريّ النفقة التي بلغتك هذا الموضع من أين هي ؟ فعلمت أني في لا شيء.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا المطهّر بن محمّد البيّع، نا أبو سعيد النقاش، نا عيسى بن يوسف الصوفي، نا العباس بن يوسف الشكلي، نا علي بن محمّد الخزاعي، قال: سمعت سري بن المغلّس يقول:

اتّصل من اتّصل باللّه بأربعة، و انقطع من انقطع عن اللّه بخصلتين، فأما الأربع التي اتصل بها المتصلون: فلزوم الباب، و التشمير في الخدمة، و النظر في الكسرة، و صيانات الكرامات إذا وهب لك شيئا لا يحب أن يطلع عليه غيره، و أما الخصلتان اللتان انقطع بهما المنقطعون فتخطّ إلى نافلة بتضييع الفريضة، و الثانية عمل بظاهر الجوارح و لم يعط عليه صدق القلوب.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسن علي بن محمّد المقرئ، أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق الأسفرايني، نا أبو عثمان سعيد بن عثمان الحنّاط ، قال: سمعت سري السّقطي.

و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنا عبد الوهاب بن محمّد بن إسحاق، أنا والدي أبو عبد اللّه، أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، نا سعيد بن عثمان قال: سمعت سريّ بن مغلّس يقول: أربع من أعطيهن فقد أعطي خير الدنيا و الآخرة:

صدق الحديث، و حفظ الأمانة، و عفاف الطعمة، و حسن الخليفة (4).

ص: 174


1- في م: البحتري، خطأ.
2- بالأصل: الخياط ، خطأ، و قد مضى قريبا صوابا. و في م: الحناط .
3- كذا بالأصل و م.
4- بعدها خبر ورد في م صدّره بكلمة «ملحق» و للفائدة نثبته هنا: أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أحمد بن الحسين الحافظ ، أنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: سمعت أبا العباس البغدادي يقول: أنا أحمد بن محمد بن صالح نا محمد بن عبدون نا عبدوس بن القاسم قال: سمعت السري يقول: خمس من أخلاق الزهاد: الشكر على الحلال، و الصبر على الحرام، و لا تبالي متى مات و لا يبالي من أكل... و يكون الفقر و الغنى سواء. قال: و سمعت السري يقول: كل الدنيا فضول إلا خمس: خير... و ما يرويه و ثوب يستره و بيت يكنه و علم تستعمله. قال و أنا أحمد أنا أبو عبد اللّه الحافظ قال: سمعت أبا سعد بن كامل يقول سمعت أبا العباس السراج يقول سألت إبراهيم بن السري السقطي يقول: كيف كان أكل أبوكم من مالكم ؟ قال: يكون أكل مالكم بقدر ما لي من الميتة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (1):أنا ابن رزق، أنا عثمان بن أحمد، نا محمّد بن إسماعيل الرّقّي، قال:

سمعت حسنا المسوحي يقول: دفع إليّ سري السّقطي قطعة فقال: اشتر لي باقلاء من رجل قدره داخل الباب، فطفت الكرخ كله فلم أجد إلاّ من قدره خارج الباب فرجعت إليه فقلت: خذ قطعتك فإني لم أجد إلاّ من قدره خارج الباب.

قال (2):و أنا أبو علي عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد بن فضالة النيسابوري - بالرّيّ - أنا محمّد بن عبد اللّه بن شاذان الرازي، قال: سمعت أبا بكر الحربي يقول سمعت السّري السّقطي يقول:

حمدت اللّه مرة، فأنا استغفر اللّه من ذلك الحمد منذ ثلاثين سنة، قيل له: و كيف ذلك ؟ قال: كان لي دكان فيه متاع، فوقع الحريق في سوقنا، فقيل لي فخرجت أ تعرف خبر دكاني، فلقيت رجلا فقال: أبشر فإن دكانك قد سلم، فقلت: الحمد للّه ثم فكّرت فرأيتها خطيئة.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، قال: سمعت والدي يقول (3):أخبرني عبد اللّه بن يوسف قال: سمعت أبا بكر الرازي يقول: سمعت أبا بكر الحربي يقول:

سمعت السّريّ يقول:

منذ ثلاثين سنة أنا في الاستغفار عن قولي: الحمد للّه مرة، قيل: و كيف ذاك ؟ قال: وقع ببغداد حريق فاستقبلني واحد فقال لي: نجا حانوتك، فقلت: الحمد للّه،

ص: 175


1- تاريخ بغداد 191/9.
2- المصدر نفسه 188/9.
3- الرسالة القشيرية ص 418.

فمنذ ثلاثين سنة أنا نادم على ما قلت، حيث أردت لنفسي خيرا مما (1) للمسلمين.

قال (2):و سمعت محمّد بن الحسين يقول: سمعت محمّد بن الحسن بن الخشاب يقول: سمعت جعفر بن محمّد بن نصير يقول: سمعت الجنيد يقول: سمعت السّري يقول:

أعرف طريقا مختصرا، قصدا إلى الجنة، فقلت له: ما هو؟ فقال: لا تسأل من أحد شيئا و لا تأخذ شيئا، و لا يكون معك شيء تعطي أحدا.

أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنا أحمد بن الحسين الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي، قال: قال الجنيد بن محمّد: قال:

سمعت السّري بن المغلّس يقول:

إني لأعرف طريقا يؤدي إلى الجنة قصدا فقيل له (3):ما هو يا أبا الحسن ؟ فقال:

أن تشغل العبادة و تقبل عليها و حدها فلا يكون فيك فضل.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني جعفر بن محمّد، حدّثني الجنيد بن محمّد قال: سمعت السّري يقول:

أعرف طريقا مختصرا قصدا في الجنة، فقلت له: ما هو؟ قال: لا تسأل أحدا شيئا، و لا تأخذ من أحد شيئا - يعني إن أعطاك - و لا يكون معك شيء تعطي منه أحدا.

قال: و قال لي سري: إن أمكنك أن لا تكون آلة بيتك إلاّ خرق فافعل، قال الجنيد: و هكذا كانت آلة بيته.

قال: و سمعت الجنيد يقول: سمعت بعض المؤمنين يقول - يعني سريا-: ما بدت لي من الدنيا زهرة إلاّ جدّدت لي من الدنيا عزوفا.

أخبرنا أبو القاسم المستملي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا جعفر بن محمّد بن نصير الخوّاص، قال: سمعت علاّن بن أحمد البنّا يقول: سمعت

ص: 176


1- في الرسالة القشيرية: مما حصل للمسلمين.
2- المصدر السابق نفسه.
3- بالأصل:«إلى أخيه فيصدا فضل له» كذا و الاضطراب واضح، صوبنا العبارة عن مخطوطة م، و مختصر ابن منظور 219/9.

سري السّقطي يقول لإبراهيم البنّا: لا تنافس (1) من زهد في الدنيا تقذرا مثل من زهد في الدنيا تصبرا.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب (2):أنا أحمد بن محمّد العتيقي، أنا محمّد بن العباس، أنا أبو عبيد علي بن الحسين بن حرب القاضي، قال: سمعت سريا السّقطي يقول: إني أذكر مجيء الناس إليّ فأقول: اللّهم هب لهم من العلم ما يشغلهم عني (3)،فإني لا أريد مجيئهم أن يدخلوا عليّ .

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي: أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني جعفر بن محمّد بن نصير قال: سمعت الجنيد بن محمّد يقول: سمعت السّري يقول: لو لا الجمعة و الجماعة لطيّنت على الباب.

قال: و أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني جعفر بن محمّد قال: سمعت الجنيد بن محمّد يقول: سمعت السّري يقول: لو لا الجمعة و الجماعة لطيّنت على الباب.

قال: و سمعت السّري يقول: إني إذا نزلت أريد صلاة الجمعة أذكر مجيء الناس إليّ فأقول: اللّهم هب لهم عبادة يجدون لذتها تشغلهم بها عني.

قال: و أنا أبو عبد الرّحمن السلمي، قال: سمعت أبا بكر الرازي يقول: سمعت أبا عمرو الأنماطي يقول: سمعت الجنيد يقول: سمعت السّري يقول: من أراد أن يسلم دينه و يستريح قلبه و بدنه و يقل غمه فليعتزل الناس لأن هذا زمان عزلة و وحدة. و قال مرة أخرى: فإن هذا زمان وحشة، و العاقل من اختار فيه الوحدة.

[أخبرنا أبو المعالي أسعد بن صاعد بن منصور النيسابوري أنا جدي قاضي القضاة أبو القاسم منصور بن إسماعيل بن صاعد أنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال:

سمعت أحمد بن نصر بن عبد اللّه النهرواني يقول: سمعت الحسن بن محمّد يقول:

سمعت سري السقطي يقول: اجتهد في..... فإن أخوالك..... بين أوليائه إذا صح مقامك فيها] (4).

ص: 177


1- في م:... ليس من زهد في الدنيا.
2- تاريخ بغداد 189/9.
3- كذا بالأصل و م و تاريخ بغداد، و كتب مصححه على هامشه:«كذا في الأصول و لم يظهر لنا معنى ما أراده».
4- الخبر ما بين معكوفتين سقط من الأصل و أضيف عن مخطوطة م.

أخبرنا أبو المظفّر سعيد بن سهل بن محمّد بن عبد اللّه الفلكي (1) النيسابوري، نا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد المؤذن المديني - إملاء بنيسابور - قال: سمعت الإمام أبا (2) منصور عبد القاهر بن طاهر بن محمّد التميمي البغدادي (3) يقول: سمعت جعفر بن محمّد يقول: سمعت الجنيد يقول: سمعت السّري السّقطي يقول - و سئل عن التصوف - فقال: الإعراض عن الخلق، و ترك الاعتراض على الحق (4).

[سمعت أبا المظفّر يقول: سمعت أبي يقول سمعت أبا عبد الرّحمن السلمي يقول سمعت أبا العباس البغدادي يقول: سمعت جعفرا يقول: سمعت الجنيد يقول سمعت السري يقول: يا معشر الشباب جدوا قبل أن تبلغوا فتضعفوا و تقصروا كما قصرت و كان في ذلك الوقت لا تلحقه الشباب في العبادة].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنبأ أبي، قال: سمعت الشيخ أبا عبد الرّحمن السّلمي يقول: سمعت أبا بكر الرازي يقول: سمعت أبا عمر الأنماطي يقول: سمعت الجنيد يقول: ما رأيت أعبد من السّري أتت عليه ثمان و تسعون سنة، ما رئي (5)مضطجعا إلاّ في علة الموت.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو النجم، أنبأ أبو بكر الخطيب (6)،نا محمّد بن عيسى بن عبد العزيز البزار - بهمذان (7)-نا علي بن الحسن الصّيقلي، قال: سمعت الفرحاني (8) يقول: سمعت الجنيد يقول: ما رأيت أعبد اللّه من السّري السّقطي، أتت عليه ثمان و تسعون سنة ما رئي مضطجعا إلاّ في علة الموت.

أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمّد المكي، أنبأ الحسن بن يحيى، أنا الحسين بن

ص: 178


1- بالأصل «البلكي» خطأ و الصواب ما أثبت عن م انظر ترجمته في سير الأعلام 422/20.
2- بالأصل:«سمعت الإمام يقول أبا منصور» حذفنا «يقول» لأنها مقحمة، و المثبت يوافق عبارة بغية الطلب 4225/9 و مخطوطة م.
3- في م بعدها: سمعت أبي يقول.
4- الخبر بين معكوفتين زيادة عن م.
5- بالأصل:«رأى» بالبناء للمعلوم، و الصواب ما أثبت، انظر سير الأعلام 186/12 و النجوم الزاهرة 339/2.
6- تاريخ بغداد 192/9.
7- بالأصل: بهمدان بالدال المهملة، و الصواب ما أثبت، انظر معجم البلدان (همذان).
8- كذا، و في تاريخ بغداد:«الفرجاني» و في سير الأعلام 186/12 الفرّخاني.

علي، أنا أبو الحسن بن علي، أنا أبو الحسن بن جهضم، قال: سمعت مظفّر بن سهل، أنا الطيب يقول: قال جنيد بن محمّد: ما رأيت أعبد من سريّ أبي الحسن أتت عليه ثمان و تسعون سنة ما رئي مضطجعا إلاّ في علة الموت.

أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنبأ أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني جعفر بن محمّد، حدّثني أبو العباس بن مسروق، حدّثني بعض أصحابنا قال:

دخلت على السّري و هو شبيه بالمتغير اللون، قال: قلت: يا أبا الحسن ما لك ؟ قال:

استأذن عليّ الساعة رجل فأذنت له فرأى في بيتي محبرة فلما رآها قال: لا جزى اللّه من غرّني فيك خيرا، قال: قلت: ما لك ؟ قال: محبرة إنما ذه في بيوت البطّالين.

أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسن الحدادي بتبريز (1)،أنبأ أبو العباس أحمد بن عبد الغفار بن أحمد بن أشنة - بأصبهان - أنا أبو الحسن علي بن أبي حامد أحمد بن محمّد بن الحسين الجرجاني، أنا أحمد بن السندي الحداد، نا العباس بن يوسف الشكلي، نا أحمد بن إسحاق، قال: قال السّري بن المغلّس: اليقين أن لا تهتم لرزقك الذي قد كفيته و تغفل عن عملك الذي قد أمرت به، فإن اليقين يسوق إليك الرزق سوقا.

سمعت أبا المظفّر بن القشيري يقول: سمعت أبي يقول: سمعت الشيخ أبا عبد الرّحمن السّلمي.

ح و أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا محمّد بن الحسين السلمي يقول: سمعت سعيد بن أحمد يقول: سمعت عباس بن عصام يقول: سمعت الجنيد يقول: سمعت السّري يقول: أن اللّه سلب الدنيا عن أوليائه، و حماها عن أصفيائه، و أخرجها من قلوب أهل وداده لأنه لم يرضها لهم (2).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو النجم الشّيحي، أنبأ أبو بكر الخطيب (3)،أنا أبو نعيم الحافظ (4)،قال: سمعت محمّد بن علي بن حبيش (5) يقول: سمعت

ص: 179


1- مهملة بدون نقط بالأصل، و المثبت وفاقا لسند مماثل.
2- نقله ابن العديم في بغية الطلب 4222/9.
3- الخبر في تاريخ بغداد 187/9 نقلا عن أبي نعيم.
4- الخبر في حلية الأولياء 120/10.
5- في تاريخ بغداد: حبش.

عبد اللّه بن شاكر يقول: قال سري السّقطي: صلّيت وردي ليلة، و مددت رجلي في المحراب، فنوديت: يا سري كذا تجالس الملوك ؟ فضممت إليّ رجلي، ثم قلت:

و عزتك لا مددت رجليّ أبدا.

أخبرنا أبو الحسن أيضا، قال: نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب، أخبرني الحسين بن محمّد بن الحسن المؤدب، نا أبو الحسن علي بن الحسن بن محمّد بن عبد اللّه الصيقلي القزويني الواعظ - بهمذان - قال: سمعت إبراهيم بن ثابت الدّعّاء الزاهد - ببغداد - يقول: سمعت أبا القاسم الجنيد يقول: سمعت سريا السّقطي يقول: صلّيت وردي ليلة و مددت رجلي في المحراب فنوديت: يا سريّ كذا تجالس الملوك ؟ قال: فضممت رجليّ و قلت: و عزتك لا مددتها أبدا.

قال الجنيد: فبقي بعد ذلك ستين سنة ما مدّ رجليه ليلا و لا نهارا.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو السعادات المتوكّلي، و أبو محمّد السّلمي، قال: حدّثنا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنبأ أبو بكر الخطيب (1)،أنبأ سلامة بن عمر، أنبأ أحمد بن جعفر، نا العباس بن يوسف، حدّثني سعيد بن عثمان، قال: سمعت السّريّ بن مغلّس، قال: غزوت راجلا فنزلت خربة للروم فألقيت نفسي على ظهري و رفعت رجلي على جدار، فإذا هاتف يهتف بي: يا سريّ بن مغلّس هكذا تجلس العبيد بين يدي أربابها؟.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا محمّد بن عبد اللّه الحافظ ، أخبرني جعفر بن محمّد بن نصير، حدّثني الجنيد بن محمّد قال: سمعت السّريّ بن المغلّس، و قد ذكر الناس فقال: لا يعمل لهم شيئا و لا يترك لهم شيئا، و لا يعط لهم شيئا، و لا يكشف لهم شيئا، قال الجنيد - يريد بهذا القول-: تكون أعمالك كلها للّه وحده.

قال: و سمعت السّري يقول: لو أحسست بإنسان يريد أن يدخل عليّ قلت كذا (2)بلحيتي - و أمرّ يده على لحيته كأنه يريد أن يسويها من أجل دخول الداخل عليه لخفت أن

ص: 180


1- تاريخ بغداد 187/9-188.
2- العبارة مضطربة بالأصل و نصها فيه:«لو أحسست إنسان تريد أن تدخل على قلب كذا» و لا معنى لها، صوبنا العبارة عن حلية الأولياء 116/10 و مخطوطة م.

يعذبني اللّه على ذلك بالنار.

قال: و سمعت السّري يقول: إنما أذهب أكثر أعمال القراء العجب و خفيّ الرياء.

أو كلام نحو هذا.

أخبرنا أبو القاسم المزكّي، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن الحسين، أخبرني أبو الصابر القرميسيني (1)-مشافهة و مناولة - أن أباه حدثه قال: نا علي بن عبد الحميد الغضائري (2)،قال: سمعت السّري يقول: عمل قليل في سنّة [خير من كثير] (3) مع بدعة، كيف يقلّ عمل مع تقوى ؟.

و قال السري: الأمور ثلاثة: أمر بان لك رشده فاتبعه، و أمر بان لك غيّه (4)فاجتنبه، و أمر أشكل عليك فغب (5) عنه وكله إلى اللّه تعالى، و ليكن اللّه دليلك و اجعل فقرك إليه تستغن به عمن سواه.

سمعت أبا المظفّر بن الأستاذ يقول: سمعت محمّد بن الحسين يقول: سمعت أبا الحسين الفارسي يقول: سمعت محمّد بن الحسين يقول: سمعت علي بن عبد الحميد يقول: سمعت السّري يقول: من تزيّن للناس بما ليس فيه سقط من عين اللّه (6).

أخبرتنا أمّ الفتوح فاطمة بنت محمّد بن عبد اللّه القيسية، قالت: أنبأتنا عائشة بنت الحسن الوركانية، نا أبو الحسين عبد الواحد بن محمّد بن شاه الشيرازي، حدّثني عبد الواحد بن بكر، نا محمّد بن عيسى - بحلب - نا علي بن عبد الحميد قال: قال سري بن المغلّس، إنما أذهب أكثر أعمال القرّاء العجب و خفيّ الرياء.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أحمد بن الحسين، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا جعفر بن محمّد بن نصير، حدّثني الجنيد بن محمّد قال: سمعت سريا يقول: ما أرى

ص: 181


1- القاف مهملة بالأصل بدون نقط ، رسمها يقرأ «عين» و الصواب ما أثبت و هذه النسبة إلى قرميسين، بلد بجبال العراق على ثلاثين فرسخا من همذان (انظر الأنساب).
2- بالأصل رسمت «العصايري» و في م: العضامري، و الصواب ما أثبت «الغضائري» عن الأنساب ذكر السمعاني و ترجم له.
3- بياض بالأصل مكان العبارة المستدركة بين معكوفتين، و ما استدركناه عن م.
4- بالأصل:«لك عنه فلا حسبه» و لا معنى لها، صوبنا العبارة عن م.
5- في م: فقف عنده.
6- الرسالة القشيرية ط بيروت ص 209.

أن لي فضلا على أحد، فقيل له: و لا على هؤلاء المخنّثين (1) فقال: و لا على هؤلاء المخنّثين (2).

قال: و سمعت سريا يقول غير مرة: ما أعرف أحدا أقدر أن أقول: إني أحسن عاقبة منه.

سمعت أبا المظفّر يقول: سمعت والدي أبا القاسم يقول: سمعت عبد اللّه بن يوسف الأصبهاني يقول سمعت أبا نصر السراج الطوسي يقول سمعت جعفر بن محمّد بن نصير يقول: سمعت الجنيد يقول: سمعت السّري يقول: أشتهي أن أموت ببلد غير بغداد. فقيل له: و لم ذاك ؟ فقال: أخاف أن لا يقبلني قبري فأفتضح (3).

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، و أبو القاسم بن السمرقندي، قالا: أنا أبو نصر بن طلاّب، أنا أبو الحسين بن جميع، حدّثني محمّد بن يوسف أبو عبد اللّه قال:

سمعت جعفر الخلدي يقول: سمعت الجنيد يقول: سمعت سري السّقطي يقول:

أشتهي أن لا أموت في بلدي، أفزع أن لا تقبلني الأرض فأفتضح.

أخبرناه عاليا أبو الحسن علي بن الحسن الموازيني (4)-قراءة - أنبأ أبو الحسين بن أبي نصر، قال: سمعت الجنيد يقول: سمعت سريّ يقول: ما أحب أن أموت في بلدي أخاف أن لا تقبلني الأرض فأفتضح.

أخبرنا أبو السعادات المتوكّلي، و أبو محمّد السّلمي، قالا: نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد الأصبهاني، نا جعفر بن محمّد المخلدي (5) قال:

سمعت الجنيد يقول (6):سمعت سريا يقول: إني لأنظر في أنفي في كل يوم مرتين مخافة أن يكون اسودّ وجهي.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني جعفر بن محمّد بن نصير، حدّثني الجنيد بن محمّد، قال: سمعت السّري

ص: 182


1- بالأصل:«المحشي» و في م: المخبتين و الصواب المثبت عن حلية الأولياء 124/10.
2- بالأصل:«المحشي» و في م: المخبتين و الصواب المثبت عن حلية الأولياء 124/10.
3- الرسالة القشيرية ص 419.
4- بالأصل «المواريثي» و الصواب ما أثبت عن م و قد مضى التعريف به قريبا.
5- في م: الخلد.
6- العبارة في م: ما أحب أن أموت حيث أعرف أخاف أن لا تقبلني الأرض فأفتضح. قال و سمعت سريا يقول: إني...

يقول: ما أحب أن أموت حيث أعرف، فقيل له: و لم ذاك يا أبا الحسن ؟ قال: أخاف أن لا يقبلني قبري فأفتضح (1).

قال: و سمعت السّري: إني لأنظر في أنفي في كل يوم مرارا مخافة أن لا يكون وجهي قد اسودّ (2).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو النجم الشّيحي، أنا أبو بكر الخطيب (3)، أنبأ عبد العزيز بن علي الوراق، أنا علي بن عبد اللّه الهمذاني - بمكة - نا مظفر بن سهل المقرئ قال: سمعت علاّن الخياط - و جرى بيني و بينه مناقب سريّ السّقطي - فقال لي علاّن: كنت جالسا مع سري يوما فوافته امرأته فقالت: يا أبا الحسن أنا من جيرانك، أخذ ابني الطائف البارحة، و كلم ابني الطائف و أنا أخشى أن يؤذيه، فإن رأيت أن تجيء معي أو تبعث إليه. قال علاّن: فتوقعت أن يبعث إليه فقام فكبّر و طوّل في صلاته، فقالت المرأة: يا أبا الحسن اللّه اللّه فيّ ، هو ذا أخشى أن يؤذيه السلطان، فسلّم و قال لها: أنا في حاجتك، قال علاّن: فما برحت حتى جاءت امرأة إلى المرأة فقالت: الحقي قد خلوا ابنك. قال أبو الطّيّب قال لي علاّن: و أيش تتعجب من هذا؟ اشترى منه كرّ لوز بستين دينارا و كتب في رزنامجة ثلاثة الدنانير ربحه. فصار اللوز بتسعين دينارا، فأتاه الدّلاّل و قال له: إن ذاك اللوز أريده، فقال له: خذه قال: بكم ؟ قال: بثلاثة و ستين دينارا، فقال له الدلال: إنّ اللوز قد صار الكرّ بتسعين، قال له: قد عقدت بيني و بين اللّه عز و جل [عقدا لا أحله، ليس أبيعه إلاّ بثلاثة و ستين دينارا، فقال له الدلال: إني قد عقدت بيني و بين اللّه] (4) أن لا أغش مسلما لست آخذ منك إلاّ بتسعين، فلا الدلال اشترى منه، و لا سري باعه. قال أبو الطيب: قال لي علاّن: كيف لا يستجاب دعاء من كان هذا فعله ؟ سمعت أبا المظفّر بن القشيري يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبا حاتم السجستاني يقول: سمعت أبا نصر السراج يقول: أخبرني جعفر بن محمّد، حدّثني الجنيد قال: دخلت على السري يوما فقال لي: عصفور كان يجيء كل يوم فأفتّ له الخبز

ص: 183


1- حلية الأولياء 116/10 و سير الأعلام 187/12 و النجوم الزاهرة 339/2.
2- المصادر نفسها.
3- تاريخ بغداد 188/9-189.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن تاريخ بغداد، و م.

فيأكل من يدي، فنزل وقتا من الأوقات فلم يسقط على يدي، فتذكرت في نفسي أيش السبب ؟ فذكرت أني أكلت ملحا بأبزار، فقلت في نفسي: لا آكل بعدها و أنا تائب منه، فسقط على يدي فأكل (1).

أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، ثنا جعفر الخوّاص، حدّثني الجنيد قال: دخلت على سري يوما فقال لي: أعجبك من عصفور يجيء فيسقط على هذا الرواق، قد أعددت له لقيمة فأفتّها في كفي فيسقط على أطراف أناملي فيأكل، فلما كان في وقت من الأوقات سقط على الرواق ففتتّ الخبز في يدي فلم يسقط على يدي كما كان، ففكرت في سري:[ما] (2) العلة في وحشته مني ؟ فوجدتني قد أكلت ملحا طيبا فقلت في سري: أنا تائب من الملح الطيب، فسقط على يدي فأكل و انصرف.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، و أبو السعادات أحمد بن أحمد، و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، قالوا: حدّثنا و أبو منصور بن خيرون قال: أنا أبو بكر الخطيب، أنبأ أبو [علي] (3) عبد الرّحمن بن محمّد النيسابوري، أنا محمّد بن عبد اللّه الرازي - بنيسابور - قال: سمعت أبا العباس المؤدب يقول: دخلت على سري السقطي يوما فقال: لأعجبنك من عصفور يجيء فيسقط على هذا الرواق فأكون قد أعددت له لقيمة فأفتّها في كفي فيسقط على أطراف أناملي فيأكل، فلما كان وقت - و قال أبو السعادات و أبو محمّد: في وقت - من الأوقات سقط على الرواق ففتتّ الخبز في يدي فلم يسقط على يدي كما كان، ففكرت في سري ما العلّة في وحشته مني ؟ فوجدتني قد أكلت ملحا طيبا فقلت في سري: أنا تائب من الملح الطيب، فسقط على يدي فأكل و انصرف (4).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، ثنا أبو بكر الخطيب (5)،أنا أبو علي عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد بن فضالة النيسابوري الحافظ - بالري - أخبرنا محمّد بن عبد اللّه بن

ص: 184


1- الخبر سقط من الرسالة القشيرية المطبوع (ط بيروت)، و نقله ابن العديم بهذا الإسناد 4219/9.
2- زيادة منا للإيضاح سقطت من الأصل و م.
3- زيادة منا للإيضاح و انظر تاريخ بغداد 188/9.
4- لم يرد الخبر في ترجمة السري في تاريخ بغداد.
5- الخبر في تاريخ بغداد 431/4 في ترجمة أبي محمد الجريري.

شاذان المذكر قال: سمعت أبا محمّد الجريري (1) يقول:

دخلت يوما على سري السّقطي و هو يبكي فقلت له: ما يبكيك ؟ قال: جاءتني البارحة الصبية فقالت لي: يا أبة هذه الليلة حارة، و هذا الكوز فيه ماء هو ذا أعلقه هاهنا فإذا برد فاشربه، قال: فعلقته و قمت إلى أمر كنت أقوم إليه فحملتني (2) عيناي فنمت فرأيت كأن جارية من أحسن الخلق نزلت من السماء، و إذا الدنيا قد أشرقت لحسن وجهها و عليها قميص فضة يتخشخش، و كأني أقول لها: لمن أنت يا جارية ؟ قالت: أنا لمن لا يشرب الماء البارد في الكيزان، قال: و تناولت الكوز فضربت به الأرض فكسرته، ثم قالت (3):سري يدعي المحبة و يشرب الماء البارد في الكيزان، هذا محال، قال: فرأيت الخزف (4) المكسور في غرفته لم يشله و لم يمسه حتى عفا عليه التراب.

سمعت أبا المظفر يقول: سمعت أبي يقول: سمعت عبد اللّه بن يوسف الأصبهاني يقول: سمعت أبا بكر الرازي يقول: سمعت الجريري (5) يقول: سمعت الجنيد يقول (6):

دخلت يوما على السّري و هو يبكي، فقلت: ما يبكيك ؟ فقال: جاءتني البارحة الصبية فقالت: يا أبت هذه ليلة حارة، و هذا الكوز أعلقه هاهنا، ثم إنه حملتني (7)عيناي فنمت، فرأيت جارية من أحسن الخلق، قد نزلت من السماء، فقلت: لمن أنت ؟ قالت: لمن لا يشرب الماء المبرد في الكيزان، و تناولت الكوز فضربت به الأرض، قال الجنيد: فرأيت الخزف (8) المكسور لم يرفعه و لم يمسه حتى عفا عليه التراب (9).

أخبرنا (10) أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنبأ أبو

ص: 185


1- بالأصل «الحريري» بالحاء المهملة خطأ، و الصواب ما أثبت بالجيم، عن م. ترجمته في تاريخ بغداد 430/4 و سير الأعلام 467/14.
2- كذا، و في تاريخ بغداد: فغلبتني.
3- بالأصل: قال، و المثبت عن تاريخ بغداد.
4- بالأصل: الحرف، و الصواب ما أثبت عن م، انظر تاريخ بغداد و الرسالة القشيرية.
5- بالأصل «الحريري» بالحاء المهملة خطأ، و الصواب ما أثبت بالجيم، عن م. ترجمته في تاريخ بغداد 430/4 و سير الأعلام 467/14.
6- الرسالة القشيرية ص 418-419.
7- في الرسالة القشيرية: غلبتني.
8- بالأصل: الحرف، و الصواب ما أثبت عن م، انظر تاريخ بغداد و الرسالة القشيرية.
9- اضطرب السند في م.
10- قبلها في م: بسم اللّه الرحمن الرحيم و صلى اللّه على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم. أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة اللّه قال...

عبد اللّه الحافظ ، أخبرني جعفر الخوّاص، حدّثني عمر بن عاصم أبو القاسم البقّال، حدّثني أحمد بن خلف المؤدب، قال: دخلت على سري غرفته يبكي فوقفت فأومئ إليّ فإذا قلّة مكسورة فقال لي: جاءت الصبية البارحة بهذه القلّة فقالت: يا أبة هذه القلة هاهنا معلقة فإذا أفطرت فاشرب منها فإنها ليلة غمة، و مضت، فقمت إلى أمر كنت أقوم إليه فغلبتني (1) عيني فرأيت جارية كأحسن الجواري قد دخلت عليّ الغرفة فقلت لها: يا جارية لمن أنت ؟ فقالت: أنا لمن لا يشرب الماء المبرد في الكيزان، و تناولت القلّة بيدها فضربت بها على الأرض فكسرتها. قال جعفر: قال الجنيد: فما زال ذلك الخزف (2) مطروحا في غرفته حتى عفى عليه التراب.

قال جعفر: و حدّثني أحمد بن عمر الخلقاني بهذه الحكاية بقريب من هذا اللفظ .

قال: و أنبأ أبو عبد الرّحمن السلمي، قال: سمعت علي بن محمّد بن جهضم - بمكة - يقول: سمعت علي بن محمّد بن حاتم يقول: سمعت الجنيد يقول:

بت ليلة عند سريّ فلما كان في بعض الليل قال لي: يا جنيد أنت نائم ؟ قلت: لا، قال: الساعة أو قفني الحق بين يديه و قال: يا سريّ تدري لم خلقت الخلق ؟ قلت لا، قال: خلقت الخلق فادّعوا كلهم فيّ ، و ادّعوا محبتي، فخلقت الدنيا فاشتغلوا بها من عشرة آلاف تسعة آلاف، و بقي ألف، فخلقت الجنة فاشتغل من الألف تسعمائة بالجنة، و بقيت مائة، فسلّطت عليهم شيئا من البلاء فاشتغل (3) عني بالبلاء من المائة تسعون و بقيت عشرة، فقلت لهم: ما أنتم! لا الدنيا أردتم و لا في الجنة رغبتم، و لا من النار هربتم، فقالوا: و انك لتعلم ما نريد. فقال: إني أنزل بكم من البلاء ما لا تطيقه الجبال الرواسي فتثبتون لذلك ؟ قالوا: أ لست أنت الفاعل بنا؟ قد رضينا، قلت: فأنتم عبيدي حقا.

أخبرنا بها أعلى من هذا أبو السعادات أحمد بن أحمد، و أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، قالا: حدّثنا أبو بكر الخطيب، أخبرني محمّد بن الحسين بن إبراهيم الخفاف، حدّثنا محمّد بن أحمد بن محمّد المفيد، قال: سمعت الجنيد يقول:

ص: 186


1- بالأصل: فغلبني.
2- بالأصل: الحرف، و الصواب ما أثبت عن م، انظر تاريخ بغداد و الرسالة القشيرية.
3- بالأصل و م:«فاشتغلوا» و الصواب ما أثبت.

كنت نائما عند سري - رحمه اللّه - فأنبهني فقال لي: يا جنيد رأيت كأني قد وقفت بين يديه تعالى فقال لي: يا سري خلقت الخلق فكلهم ادّعوا محبتي، و خلقت الدنيا فهرب مني تسعة أعشارهم و بقي معي العشرة، و خلقت الجنة فهرب مني تسعة أعشار العشر و بقي معي عشر العشر، فسلّطت عليهم ذرة من البلاء فهرب مني تسعة أعشار العشر، فقلت للباقين معي: لا الدنيا أردتم، و لا الجنة أخذتم، و لا من النار هربتم، فما ذا تريدون ؟ قالوا: أنت تعلم ما نريد، فقلت لهم: فإني سلطت عليكم من البلاء بعدد أنفاسكم ما لا تقوم له الجبال الرواسي أ تصبرون ؟ قالوا: إذا كنت أنت المبتلي لنا فافعل ما شئت،[قال:] هؤلاء عبادي حقا.

أخبرنا أبو القاسم المستملي، أنبأنا أبو بكر الحافظ ، أنبأنا أبو سعد الشعيبي، قال: سمعت أبا بكر محمّد بن أحمد بن محمّد بن يعقوب المفيد يقول: سمعت الجنيد بن محمّد يقول:

سمعت سري السّقطي يقول: و قد كلمته يوما في شيء من المحبة فضرب يده إلى جلدة ذراعه فمدها ثم قال: و اللّه لو قلت إن هذا حن على هذا من محبة اللّه لصدقت ثم أغمي عليه، ثم تورّد وجهه حتى صار مثل القمر.

قال: سمعت أبا عبد الرّحمن السّلمي يقول: سمعت أبا نصر الطوسي يقول:

سمعت جعفر الخلدي يقول: سمعت الجنيد يقول: قال رجل لسري السقطي: كيف أنت ؟ فأنشأ يقول:

من لم يتب و الحب حشو فؤاده *** لم يدر كيف تفتّت الأكباد (1)

سمعت أبا المظفّر بن القشيري يقول: سمعت أبي الأستاذ أبا القاسم يقول:

سمعت عبد اللّه بن يوسف الأصبهاني يقول: سمعت أبا الحسين بن عبد اللّه العوطي الطّرسوسي يقول: سمعت الجنيد يقول: سمعت السّري و سمعت أبا بكر محمّد بن أحمد بن الحسن يقول: سمعت الفقيه أبا رشد بن إسماعيل باري عبد الملك بن علي يقول: سمعت علي بن عبد اللّه بن شاذان الطوسي يقول: سمعت والدي يقول: سمعت أبا نصر عبد اللّه بن علي السراج يقول: سمعت جعفرا ولدي يقول: اللّهم مهما عذبتني

ص: 187


1- الخبر و البيت في حلية الأولياء 119/10.

بشيء فلا تعذبني بذلّ الحجاب.

أخبرنا بها أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني جعفر بن محمّد بن نصر، حدّثني الحسين بن محمّد، قال: سمعت السّري يقول: اللّهم مهما عذبتني به من شيء فلا تعذبني بذلّ الحجاب (1).

سمعت أبا المظفر يقول: سمعت والدي يقول: سمعت الأستاذ أبا علي الدقاق يحكي عن الجنيد أنه قال (2):

سألني السّري يوما عن المحبة فقلت: قال قوم: هي الموافقة، و قال قوم:

الإيثار، و قال قوم: كذا و كذا، فأخذ السّري جلدة ذراعه و مدّها فلم تمتد، ثم قال: و عزّته لو قلت إن هذه الجلدة يبست على هذا العظم من محبته لصدقت، ثم غشي عليه، فدار وجهه كأنه قمر منير (3).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا أبو النجم، أنبأ أبو بكر الخطيب (4)،أنا أبو نعيم، أنا جعفر الخلدي - في كتابه - قال: سمعت الجنيد بن محمّد يقول: كنت يوما عند السّري بن المغلّس و كنا جالسين (5)،و هو متّزر بمئزر فنظرت إلى جسده كأنه جسد سقيم دنف مضنى، كأجهد ما يكون فقال: انظر إلى جسدي هذا لو شئت أن أقول أن ما بي (6)هذا من المحبة كان كما أقول لكان وجهه أصفر، ثم انتثرت حمرة حتى تورّد ثم اعتلّ ، فدخلت عليه أعوده فقلت له: كيف تجدك ؟ فقال:

كيف أشكو إلى طبيبي ما بي *** و الذي أصابني من طبيبي (7)

فأخذت المروحة أروّحه فقال لي: كيف يجد روح المروحة من جوفه محترق من داخل، ثم أنشأ يقول:

ص: 188


1- حلية الأولياء 120/10.
2- الخبر في الرسالة القشيرية ص 418.
3- الرسالة القشيرية:«قمر مشرق» و مثلها في م.
4- الخبر و الشعر في تاريخ بغداد 191/9 نقلا عن أبي نعيم، و سقط الخبر و الشعراء من ترجمة السري في حلية الأولياء.
5- في تاريخ بغداد: خاليين.
6- بالأصل «أرماني» و المثبت «أن ما بي» عن م، و تاريخ بغداد.
7- ورد الشعر في تاريخ بغداد نثرا.

القلب محترق و الدمع مستبق *** و الكرب مجتمع و الصبر مفترق

كيف القران (1) على من لا قرار له *** مما جناه الهوى و الشوق و القلق

يا ربّ إن كان شيء فيه لي فرج *** فامنن عليّ به ما دام بي رمق

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن عمر بن أيوب المرّي، أنا أحمد بن محمّد بن علي أبو العباس البرذعي الصوفي، قال: سمعت أبا محمّد المرتعش يقول: قال الجنيد، قال لي سري: احفظ عني يا غلام: إن المعرفة ترفرف على القلب، فإن كان فيه الحياء و إلاّ رحلت.

قال: و أنا عبد الوهاب، نا علي بن الحسن بن القاسم الصوفي، قال: سمعت أبا عبد اللّه الحسن بن عبد اللّه الأزهري يقول: سمعت الجنيد بن محمّد بن الجنيد يقول:

دخلت على سري السّقطي - رحمه اللّه - في يوم صائف فإذا الكوز الذي يشرب به في الشمس، فقلت: يا سيدي الكوز في الشمس، قال: صدقت يا أبا القاسم في الفيء كان، فجاءت الشمس إليه، فدعتني نفسي أن أنقله إلى الفيء، فاستحييت من الحق تعالى أن أخطو خطوة يكون لنفسي فيها راحة.

قال: و أنبأ عبد الوهاب، أنا علي بن الحسن الصوفي، قال: سمعت أبا العباس الدامغاني يقول: سمعت أبا بكر الشبلي يقول: سمعت أبا القاسم جنيد بن محمّد يقول:

سمعت سري بن المغلّس يقول: أحسن الأشياء ثلاث (2):البكاء على الذنوب، و إصلاح العيوب، و طاعة اللّه علاّم الغيوب.

أخبرنا أبو القاسم الشحامي، أنبأ أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي، أخبرني أبو العباس أحمد بن عبد اللّه بن يوسف القرميسيني (3)-مشافهة و مناولة - أن أباه حدثه قال: حدّثنا علي بن عبد الحميد الغضائري (4) قال: قال السري: أحسن الأشياء خمسة: البكاء على الذنوب، و إصلاح العيوب، و طاعة علاّم الغيوب، و جلاء

ص: 189


1- تاريخ بغداد: القرار.
2- كذا بالأصل و م.
3- بالأصل «القرميشي» خطأ، و الصواب ما أثبت، انظر الأنساب، و قد مضى قريبا.
4- رسمها بالأصل: الغنائري، خطأ، و الصواب ما أثبت، انظر حلية الأولياء 124/10، و قد مضى التعريف به قريبا.

الرّين (1) من القلوب، و أن لا يكون لكل ما يهوى ركوب (2).

أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز المكي، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن يحيى بن إبراهيم بن الحكاك، أنا الحسين بن علي بن محمّد الشيرازي، أنا أبو الحسن علي بن عبد اللّه الهمداني - بمكة - نا أبو محمّد جعفر بن محمّد، نا أبو القاسم الجنيد بن محمّد قال:

سمعت أبا الحسن سري - رحمه اللّه - يقول: لم أر شيئا أحبط للأعمال و لا أفسد للقلوب الحانية، و لا أضر بالحكمة، و لا أنجع في هلكة العبد، و لا أدوم للاضرار، و لا أبعد من الاتصال، و لا أقرب من المقت، و لا ألزم لمحجّة العجب و الرياء و التزين من قلة معرفة العبد بنفسه و نظره في عيوب غيره، لا سيما إن كان مشهورا معروفا بالعبادة و الصلاح، و امتدّ له الصوت، و بلغ من الثناء ما لم يكن يأمله، تضيء له نفسه في الأماكن الخفية و سراديب (3) الهوى فاختبأ (4) بعد المحادثة، و صمت بعد النظافة، و أظهر الخمولة بعد الشهرة، و أظهر الهرب من الناس فلم يبرز إلاّ للخواص، و نالت النفس مناها، كل ذلك لجهله بنفسه، و عماه عن عيوبها، و قبول قوله في إسقاط الناس، و قوله:

فلان يجالس و فلان احذروه، و يأمر و ينهى، و يثني على من تهواه نفسه، فإن اغتيب عنده من لا يهواه قال: اهبطوا (5) ستر الفجرة، و اذكروا الفاجر بما فيه و إن اغتيب من يهواه غضب و نهى عن ذلك، و روى أحاديث النهي عن الغيبة و قد شرب السموم القاتلة، و يصير غضبه و رضاه لنفسه، و يرى أنه محسن يلوم أهل النقص و التقصير و يتنزّه على من لا يعرفه، و يقبل صلة من يهواه، و يأنس به، فهلك و أهلك، و نجا من صحّت معرفته بنفسه، و اشتغل بها، فلم يكن له صديق و لا عدو، و لا يخالط الأشرار، و لا يشتغل عن اللّه بالأخيار، و لا يمدح و لا يذم، و كيف له أن يسلم من شرّ نفسه و عدوه ؟ فكيف من جهل شر نفسه، و الإزراء على غيره ؟.

أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم القارئ، أنا عمر بن أحمد، قال:

ص: 190


1- الرين: كالصدإ يغشى القلب (اللسان).
2- الخبر في حلية الأولياء 124/10.
3- بالأصل و م: و شراريب، و المثبت عن مختصر ابن منظور 226/9.
4- بالأصل:«فاختبي» و الصواب ما أثبت.
5- في المختصر: اهتكوا.

سمعت أبا عمرو (1) بن حمدان يقول: سمعت أبا العباس محمّد بن إسحاق بن إبراهيم يقول: سمعت إبراهيم بن السّري السّقطي يقول: دخل قوم من بني هاشم على أبي يسلّمون عليه، فقال: محض الإيمان هجرة الذنوب و عمالها.

أخبرنا أبو المظفّر سعيد بن سهل العلائي، ثنا أبو الحسن علي بن أحمد المديني، قال: سمعت الإمام أبا منصور عبد القاهر بن محمّد البغدادي سمعت أبي يقول: سمعت جعفر بن محمّد يقول: سمعت الجنيد بن محمّد يقول: سمعت السّري السّقطي يقول:

قلوب الأبرار معلقة بالخواتيم، و قلوب المقربين معلقة بالسوابق، أولئك يقولون ليتنا بما ذا سبق لنا، و هؤلاء يقولون ليتنا بما ذا يختم لنا.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي عبد الرّحمن، أنا أبو بكر أحمد بن علي [بن] الحسن الحشرودروي (2)،أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، نا أبو عثمان الحافظ قال: سمعت السّري يقول لبعض جلسائه:

لا تلزم نفسك طول العدة فيما يورث فيك ضعف الإيمان، فإنّ ضعف الإيمان أصل لكل أمر و همّ و غمّ ، و لكن أشغل قلبك بكلما يورث النفس، فإن النفس تورث طاعة و تباعد من كل غمّ و همّ ، و تؤمنك من كل خوف، و تقربك من كل روح و فرج و لذلك روي عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أنه قال:

«ما أوتي عبد [خيرا] من النفس» (3)[4632].

قال: و أنا عبد اللّه، أنا الحسن، أنا أبو عثمان قال: سمعت السّري: يقولون:

تدرون ما النفس ؟ هو سكون القلب عند العمل بما صدق به القلب، فالقلب مطمئن لسرقته تخويف من الشيطان و لا يؤثر فيه تخويف، فالقلب شاكرا من ليس يخاف من الدنيا قليلا و لا كثيرا، فإذا همّ القلب بباب من الخير لم يخطر بقلبه قاطع يمنعه و لا يضعفه كمن ما تعرى من الخير، سكن قلب المؤمن و رسخ فيه حتى صار كأنه يطبع عليه و هو عليه جبلا و إنك لا تصل إلى نفع إلاّ باللّه و لا يكون إلاّ ما شاء اللّه، و اعلم أن الخلق

ص: 191


1- بالأصل و م:«أبا عمر» خطأ، و الصواب ما أثبت، قياسا إلى سند مماثل. و اسمه محمد بن أحمد بن حمدان الفقيه الحيري، انظر المطبوعة عاصم - عائذ، فهرس الأسانيد ص 795.
2- كذا رسمها.
3- الخبر في مختصر ابن منظور 227/9 و وقع فيه «اليقين» بدل «النفس»، و الزيادة السابقة عن المختصر.

لا يملكون لأنفسهم شيئا، و لا يقدرون عليه إلاّ باللّه، يسكن قلب المؤمن إلى اللّه عزّ و جلّ دون خلقه و لا يرجو عبد اللّه و لا يخاف غيره، و زال عن قلبه جميع الخلق من أن يرجو منهم أحدا أو يخافه أو يتّكل عليه أو على ماله أو على بدنه أو على أمثاله فلما عرف ذلك و قوي و استغنى باللّه في كل شيء دون ما سواه.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو عثمان الصابوني، أنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن عبد العزيز بن محمّد العدل، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن رجاء البزاري، نا إبراهيم بن إسحاق بن يوسف الأنماطي، أنا أبو عبد الرّحمن الهروي، أنا الحسن بن أحمد الصنعاني، ثنا عمر بن محمّد قال: قال السّري السّقطي:

رأيت طاعة الرّحمن بأرخص الأثمان مع راحة الأبدان، و رأيت معصية الرّحمن بأغلى الأثمان مع تعب الأبدان.

أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنبأ أبو بكر الخطيب، أنبأ أبو نعيم الحافظ ، قال:

سمعت أبا الحسين بن مقسم يقول: سمعت أبا بكر النسّاج يقول: سمعت السّري يقول:

من استعمل التسويف طالت حسرته يوم القيامة (1).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأ أبو بكر البيهقي، قال: سمعت أبا عبد الرّحمن السّلمي يقول: سمعت أبا الفضل بن حمدون (2) الشرمقاني (3) يقول: سمعت علي بن عبد الحميد الغضائري يقول: سمعت السّري يقول: من لم يعلم قدر النعم سلبها من حيث لا يعلم (4).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس قال: نا و أبو منصور بن خيرون، أنبأ أبو بكر الخطيب (5)،أنا أبو نعيم الحافظ (6)،أنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى المولى (7)،نا أبو

ص: 192


1- الخبر في حلية الأولياء 122/10.
2- في حلية الأولياء: الفضل بن حمدان، خطأ. و هو أحمد بن محمد بن حمدون بن بندار، أبو الفضل، ترجمته في سير الأعلام 286/16.
3- بالأصل و م مهملة بدون نقط و رسمها:«السرمعاني» و الصواب ما أثبت، انظر الحاشية السابقة.
4- الخبر في حلية الأولياء 124/10.
5- الخبر في تاريخ بغداد 89/6 في ترجمة إبراهيم بن السري.
6- انظر حلية الأولياء 118/10 في ترجمة السري.
7- في تاريخ بغداد: المزكي.

العباس السّرّاج، قال: سمعت إبراهيم بن السّري السّقطي يقول: سمعت أبي يقول:

عجبت لمن غدا و راح في طلب الأرباح، و هو مثل نفسه لا تربح أبدا.

قال (1):و أنا محمّد بن الحسين القطان، نا عثمان بن أحمد الدقاق، نا محمّد بن إسحاق السرّاج قال: سمعت إبراهيم بن السّري يقول: سمعت أبي يقول: لو أشفقت هذه النفوس على أديانها، لكافت (2) الشرور في أبدانها.

أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن محمّد بن عمر، قال: سمعت أبا عمرو بن حمدان يقول: سمعت أبا العباس محمّد بن إسحاق الثقفي يقول: سمعت إبراهيم بن السّري السّقطي يقول: لو أشفقت هذه النفوس على أبدانها شفقتها على أولادها لكافت السرور في معادها (3).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأ أبو بكر بن محمّد بن محمّد بن عبد اللّه العطار، نا أبو عمرو بن نجيد، قال: سمعت أبا العباس السراج، قال: سمعت إبراهيم بن السّري السّقطي يقول: مرض أبو المغيرة القاضي و وقع في بطنه الأكلة فبعث إلى أبي بالسلام فقال أبي: اقرأ عليه السلام و قل له: ليس من حمد اللّه على سيلان الصديد كمن حمده على أكل الثريد.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا و أبو الحسن بن سعيد، ثنا أبو بكر الخطيب، أنا ابن الفضل، نا عثمان بن أحمد الدقاق، نا محمّد بن إسحاق السراج، قال: سمعت إبراهيم بن السّري السّقطي يقول: مرض أبو المغيرة القاص فبعث إلى أبي بالسلام، فقال أبي: أقرئه السلام و قل له: ليس من حمد اللّه على سيلان الصديد كمن حمده على أكل الثّريد. قال: فوقع من أبي المغيرة ذاك الكلام بالموقع، فما أظهر ما به (4) حتى مات.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه، أخبرني جعفر بن محمّد الخلدي، حدّثني الجنيد بن محمّد قال (5):سمعت السّري يقول:

ص: 193


1- تاريخ بغداد 89/6 في ترجمة إبراهيم بن السري.
2- في تاريخ بغداد: للاقت السرور في أبدانها.
3- الخبر في حلية الأولياء 118/10 و فيها: للاقت بدل لكافت.
4- بالأصل و م: فما أظهرناه حتى مات، و المثبت عن مختصر ابن منظور 228/9.
5- الخبر في حلية الأولياء 125/10.

-و قد ذكر له أهل الحقائق من العباد - فقال: أكلهم أكل المرضى، و [نومهم] (1) نوم [الغرقى] (2).

أخبرنا أبو البركات عبد اللّه بن محمّد بن الفضل الفراوي، و أبو الفتح إدريس بن علي بن إدريس بن علي بن إدريس اليباري (3)،و أبو الفتوح عبد الوهاب بن إسماعيل بن عمر بن أبي نصر الصيرفي، و أبو سعد سعيد بن أحمد بن محمّد بن أحمد الميداني، و أبو المعالي محمّد بن علي الأبيوردي - بنيسابور - و أبو عبد اللّه محمّد بن أميرجة بن الأشعث - بهراة - قالوا: أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد المديني، نا أبو سعيد عبد الرّحمن بن الحسين الحافظ ، أنبأ أبو الحسن الطّرسوسي، أنبأ أبو الحسين المالكي، أنبأ محمّد بن أبي شيخ قال: سمعت السّري السّقطي يقول: لو عرفوا ما طلبوا هان عليهم ما بذلوا.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأ أحمد بن الحسين الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني علي بن محمّد المروزي، أخبرني أبو علي الحسن بن محمّد الزاهد، حدّثني أحمد بن يونس البغدادي، قال: سمعت السّري بن المغلّس يقول: سمعت كلمة انتفعت بها منذ خمسين سنة، كنت أطوف بالبيت بمكة، فإذا رجل جالس تحت الميزاب و حوله جماعة، فسمعته يقول لهم: أيها الناس، من علم ما طلب هان عليه ما بذل.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنبأ و أبو الحسن بن سعيد، نا أبو بكر الخطيب، قال: أنا سلامة بن عمر النّصيبي، أنا أحمد بن جعفر بن حمدان، نا العباس بن يوسف الشكلي، نا علي بن محمّد المخرّمي، قال: سمعت سري بن مغلّس السّقطي يقول: من أحبّ فراق فرش الظباء صبر على مرارة الدواء و لم يخالف الأطباء.

أخبرنا أبو الحسين عبد الغافر بن إسماعيل في كتابه، أنا أبو بكر المزكّي، أنبأ أبو عبد الرّحمن السّلمي، قال: سمعت محمّد بن أحمد بن إبراهيم يقول: سمعت أبا علي الثقفي يقول: و يحكى عن السّري السّقطي أنه سئل عن التصوف فقال: هو اسم لثلاثة معان (4):و هو الذي لا يطفئ نور معرفته نور ورعه، و لا يتكلم بباطن من علم ينقضه

ص: 194


1- مطموسة بالأصل، و المثبت عن الحلية و م.
2- مطموسة بالأصل، و المثبت عن الحلية و م.
3- كذا رسمها بالأصل. و في م: السياري.
4- بالأصل: اسم الثلاث معاني.

عليه ظاهر الكتاب، و لا تحمله الكرامات من اللّه على هتك أستار محارم اللّه تعالى (1).

أخبرنا أبو الحسن السّلمي، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأ محمّد بن محمّد بن محمّد البزار، أنبأنا جعفر بن محمّد بن نصير، حدّثنا الجنيد بن محمّد قال: أرسلني السّقطي في حاجة فأبطأت عليه فقال لي: إذا أرسلك من يتكلم في موارد القلوب في حاجة فلا تبطئ عليه فإن قلوبهم لا تحتمل الانتظار لك.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل، أنبأنا أبو الحسن (2) علي بن الحسن الخلعي، أنبأنا أبو محمّد بن النحاس، حدّثنا أبو سعيد الأعرابي قال: سمعت زريق النعاط (3) الصوفي يقول: سمعت سري بن المغلّس السّقطي يتمثل:

و لما شكوت الحب قالت حدثتني *** فما لي أرى الأعضاء منك كواسيا

فلا حب حتى يلصق الجلد بالحشا *** و تذهل حتى لا تجيب المناديا

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو علي الحسين بن محمّد بن فهد العلاّف - قراءة - أنبأنا أبو الحسن محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن حمّاد الموصلي، حدّثنا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي، حدّثني الجنيد قال: قال لي سري:

و لما شكوت الحب قالت حدّثتني *** أ لست أرى الأعضاء منك كواسيا

و ما الحب حتى يلصق الجلد بالحشا *** و تذبل حتى لا تجيب المناديا

و تحمد (4) حتى لا يبقي (5) لك الهوى *** سوى مقلة تبكي بها أو تناجيا

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني جعفر بن محمّد، حدّثني الجنيد بن محمّد قال: دفع إليّ سري مرة رقعة فقال لي: احفظ هذه الرقعة فإذا فيها مكتوب:

و لما شكوت الحب قالت حدثتني *** فما لي أرى الأعضاء منك كواسيا

ص: 195


1- الخبر في الرسالة القشيرية ص 418 و فيها «المتصوف» بدل «التصوف».
2- بالأصل «أبو الحسين» خطأ. و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 74/19.
3- كذا رسمها بالأصل و م.
4- الواو في و تحمد مطموسة بالأصل و المثبت عن م.
5- «لا يبقي» مكانها مطموس بالأصل و ظاهر منها «قي» فقط ، و المثبت عن م.

فما الحب حتى يلصق الجلد بالحشا و تذبل حتى لا تجيب المناديا

و تنحل حتى لا يبقي لك الهوى *** سوى مقلة تبكي بها أو تناجيا

قال: و أنبأنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني جعفر بن محمّد، حدّثني الحسن بن محمّد قال: سمعت السّري بن مغلّس يقول: احذر أن لا يكون لك ثناء منشور و عيب مستور.

أخبرنا أبو طاهر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه السّنجي (1)،و أبو الحسين علي بن محمّد بن أبي الحسين الجوهري المروزيان بها، قالا: أنبأنا أبو العباس الفضل بن عبد الواحد بن الفضل بن عبد الواحد التاجر، أنبأنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد اللّه السرّاج، أنبأنا أبو نصر عبد اللّه بن أبي الحسين الصوفي، أنبأنا جعفر بن محمّد، قال: سمعت الجنيد يقول: سمعت سريّ السّقطي يقول: احذر أن يكون (2) ثناء منشورا أو عيبا مستورا.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أخبرنا أبو بكر البيهقي، أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا الحسن [بن] محمّد الأسفرايني، ثنا سعيد بن عثمان، قال: سمعت السّري بن المغلّس يقول: الخوف أفضل من الرجاء ما دام الرجل صحيحا، فإذا نزل به الموت فالرجاء أفضل من الخوف، فقال له رجل: كيف يا أبا الحسن ؟ قال: لأنه إذا كان في محبته كيّسا عظم رجاؤه عند الموت و حسن ظنه بربه، و إذا كان في صحته مسيئا، ساء ظنّه عند الموت و لم يعظم رجاؤه.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، حدّثني أبي أبو البركات، أنبأنا أبو الفضل عبيد اللّه بن علي بن الكوفي، أنبأنا محمّد بن عبد اللّه بن أخي ميمي، ثنا جعفر بن محمّد بن نصير، ثنا أحمد بن مسروق، حدّثني الجنيد، قال: قال لي سري: اعتللت بطرسوس علة تمنعني القيام فعادني ناس من الغرباء فأطالوا الجلوس فقلت: ابسطوا أيديكم حتى ندعو فقلت: اللّهم علّمنا كيف نعود المرضى قال: فعلموا أنهم قد أطالوا فقاموا.

ص: 196


1- بالأصل و م:«السيحي» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر فهارس المجلدة العاشرة ص 61، و انظر ترجمته في سير الأعلام 284/20.
2- الخبر في بغية الطلب 4223/9 بهذا السند، و فيها: احذر أن لا تكون...

أخبرنا أبو منصور محمّد بن علي، نا أبو بكر أحمد بن الحافظ ، أخبرنا إسماعيل بن الحيري، أنا محمّد بن الحسن قال: سمعت عبد الواحد بن علي يقول:

سمعت عبد اللّه بن إبراهيم السّوسي يقول: لما حضرت سريا السّقطي الوفاة قال له الجنيد: يا سري لا يرون بعدك مثلك، قال: و لا ألطف عليهم بعدي مثلك.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور قال: حدّثنا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه قال: أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو نعيم الحافظ (1)،أنبأنا أبو (2) جعفر الخلدي في كتابه قال: سمعت الجنيد بن محمّد يقول: كنت أعود السّري في كل ثلاثة أيام عيادة السنّة، فدخلت عليه و هو يجود بنفسه، فجلست عند رأسه فبكيت و سقط من دموعي على خده، ففتح عينيه و نظر إليّ فقلت له: أوصني فقال: لا تصحب الأشرار، و لا تشتغل عن اللّه بمجالسة الأخيار.

كتب إليّ أبو بكر (3) عبد الغفار بن محمّد الشيروي، و حدّثنا أبو محمّد بن طاوس - إملاء و قراءة عنه - أنا أبو سعيد فضل اللّه بن أحمد بن محمّد الميهني (4)-و هو شيخ زمانه - قال: و سمعت أبا الحسن علي بن المثنى - بأستراباذ - يقول: سمعت جعفر بن نصير الخلدي ببغداد يقول: سمعت الجنيد يقول: دخلت على السري في مرضه الذي توفي فيه فقلت له: كيف تجدك أيها الشيخ ؟ فقال: عبد ملوك لا يقدر لنفسه شيئا، فقال الجنيد: فأخذت المروحة لأروحه فقال: دعني، كيف أتروح بريح المروحة و أحشائي تحترق، فقلت له: أوصني أيها الشيخ، قال: إياك و صحبة العوام، فقلت له: زدني أيها الشيخ، قال: فرفع رأسه بعد ما طأطأه و قال: و لا تشتغل عن صحبة اللّه بصحبة الأخيار قال: فقلت له: لو سمعت مثل هذه الكلمة من قبل لما صحبتك قط .

أنبأنا أبو الحسن الفارسي، أنبأنا أبو بكر المزكّي، نا أبو عبد الرّحمن السّلمي،

ص: 197


1- الخبر في حلية الأولياء 125/10، و سقط من ترجمة السري في تاريخ بغداد. و نقله ابن العديم في بغية الطلب 3228/9 نقلا عن أبي نعيم.
2- كذا و في الحلية: جعفر بن محمد.
3- بالأصل و م:«أبو بكر بن عبد الغفّار» حذفنا «بن» لأنها مقحمة انظر فهارس المجلدة العاشرة ص 21، انظر ترجمته في سير الأعلام 246/19.
4- الميهني بفتح الميم و الهاء نسبة إلى ميهنة، قرية من قرى خابران و هي ناحية بين أبيورد و سرخس.

قال: سمعت أبا الحسن بن مقسم المقرئ ببغداد يقول: مات سري سنة إحدى و خمسين و مائتين.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، حدّثنا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (1)،أخبرني الأزهري، قال: قال لنا أبو عمر محمّد بن العباس بن حيّوية (2)، قال: أنا أبو عبيد اللّه علي بن الحسين بن حرب القاضي، توفي أبو الحسن السّري بن المغلّس السّقطي يوم الثلاثاء لستّ ليال خلون من شهر رمضان سنة ثلاث و خمسين و مائتين، بعد أذان الفجر، و دفن بعد العصر.

قال الخطيب: و كان (3) دفنه في مقبرة الشونيزي، و قبره ظاهر معروف، و إلى جنبه قبر الجنيد.

أنبأنا أبو الحسن الفارسي، أنا أبو بكر [أنا] (4) أبو عبد الرّحمن، أخبرني أبو زرعة - إجازة - قال: سألت الخلّدي قال: سألت الجنيد عن موت السّري فقال: مات سنة سبع و خمسين و مائتين (5).

أخبرنا أبو الحسن، حدّثنا أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب (6)،أنا البرقاني، أنا محمّد بن العباس، سمعت أبا الحسين المديني (7)-صديقنا - قال: سمعت أبا عبيد بن حربويه يقول: حضرت جنازة سريّ السّقطي فسررت فحدّثنا رجل عن آخر: أنه حضر جنازة سريّ السّقطي فلما كان في بعض الليل رآه في النوم فقال: ما فعل اللّه بك ؟ قال:

غفر لي و لمن حضر جنازتي و صلّى عليّ ، فقلت: فإني ممن حضر جنازتك و صلّى

ص: 198


1- تاريخ بغداد 192/9.
2- في تاريخ بغداد: حمويه.
3- بالأصل و م:«قال» و المثبت عن تاريخ بغداد.
4- زيادة منا للإيضاح، و أبو بكر هو محمد بن يحيى المزكي، و أبو عبد الرحمن هو السلمي.
5- بالأصل: و مائة. و التصحيح عن م و بغية الطلب 4229/9.
6- تاريخ بغداد 192/9.
7- رسمها بالأصل و م:«الرسى» و المثبت عن تاريخ بغداد، و فيه «أبا الحسن بن المديني» و في بغية الطلب 4229/9: النرسي.

عليك، قال: فأخرج درجا (1) فنظر فيه فلم ير لي فيه اسما، فقلت: بلى قد حضرت، قال: فنظر فإذا اسمي في الحاشية.

2407 - السّري

من تابعي أهل دمشق.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني أبو عبد الكريم بن عبد الرّحمن، أخبرني أبي، أنبأنا أحمد بن المعلّى بن يزيد، حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن العلاء بن إبراهيم القرشي، و حديثه قال: أدركت أربعة من التابعين: يزيد بن أبي مريم، و السّري، و أبا الخطاب الدّمشقي، و معروف أبو الخطاب.

ص: 199


1- بالأصل و م: قدحا، و المثبت عن تاريخ بغداد.

ذكر من اسمه سعادة

2408 - سعادة بن الحسن بن موسى بن عبد اللّه بن الفرج

ذكر من اسمه (1) سعادة

2408 - سعادة بن الحسن بن موسى بن عبد اللّه بن الفرج أبو القاسم الفارقي (2)

قدم دمشق، و سمع بها: أبا علي أحمد بن محمّد بن أحمد الأصبهاني المقرئ، و حدّث بها و سمع أبا جعفر عمر بن محمّد بن عراك المصري.

سمع منه: علي بن محمّد بن إبراهيم الحنّائي (3)-بدمشق - و أبو علي الأهوازي - بالرملة-.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل السّوسي، أنبأنا جدي أبو محمّد مقاتل بن مطكود المقرئ، ثنا أبو علي الحسين بن علي بن إبراهيم المقرئ، ثنا أبو القاسم سعادة بن الحسن (4) بن موسى بن عبد اللّه بن الفرج الفارقي - بالرملة - ثنا أبو حفص عمر بن محمّد بن عراك - بمصر - حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن عيسى الخولاني، ثنا المقدام بن داود الرّعيني، ثنا أسد بن موسى، ثنا أبو بكر الزاهري، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن علي بن الحسين قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«إن اللّه عزّ و جلّ لما خلق الدنيا أعرض عنها فلم ينظر إليها من هوانها عليه»[4633].

ص: 200


1- زيادة منا للإيضاح.
2- هذه النسبة إلى ميافارقين، و هي مدينة بديار بكر، تقع إلى الشمال الغربي من الموصل،(انظر الأنساب و معجم البلدان).
3- بالأصل:«الجياني» و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 565/17.
4- بالأصل و م «الحسين».

ذكر من اسمه سعد اللّه

2409 - سعد اللّه بن صاعد بن المرجّى بن الحسين

ذكر من اسمه (1) سعد اللّه

2409 - سعد اللّه بن صاعد بن المرجّى بن الحسين أبو المرجّى بن الخلاّل الرّحبي (2)

سمع بدمشق سنة ست و عشرين و أربعمائة أبا الحسن محمّد بن عوف، و أبا القاسم عبد الرّحمن بن علي (3) بن الطبّيز (4)،و أبا المعمّر المسدّد بن علي الأملوكي، و أبا الحسن علي بن محمّد بن إبراهيم الحنّائي، و بالرّحبة: أبا عبد اللّه محمّد بن علي بن عبد اللّه الصّوري الحافظ .

و كانت له بدمشق دار في قصر الثقفيين و هي المدرسة التي وقفها نور الدين رحمه اللّه داخل باب الفرج (5) على أصحاب الشافعي، و كان له حمام القصر أيضا، و دار أخرى خلف حمام العقيقي.

[حد] ثنا عنه ابن أخته أبو القاسم هبة اللّه بن المسلّم بن نصر بن الخلاّل.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن مسلّم بن نصر بن الخلاّل الرّحبي بها، و بدمشق، أنبأنا خال أبي الشيخ أبو المرجّى سعد اللّه بن صاعد بن المرجّى بن الحسين الرّحبي - قراءة عليه، في ذي الحجة سنة سبع و ثمانين و أربعمائة - أنبأنا أبو الحسن محمّد بن

ص: 201


1- زيادة منا للإيضاح.
2- ترجمته في بغية الطلب 4235/9 و في مختصر ابن منظور 230/9 «المرحبي».
3- كذا بالأصل و م و هو خطأ و الصواب «عبد العزيز» انظر ترجمته في سير الأعلام 497/17.
4- بالأصل: الطبيين، خطأ و الصواب ما أثبت، انظر الحاشية السابقة.
5- بالأصل المرج خطأ و الصواب «الفرج» كما أثبت، انظر فهارس المجلدة الثانية ص 221.

عوف بن أحمد بن محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي عوف، حدّثنا الحسين بن [منير] (1)،نا جعفر بن أحمد بن عاصم، نا هشام بن عمّار، نا شعيب - يعني - ابن إسحاق؛ نا سعيد، عن قتادة، عن أنس بن مالك: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كان يضحي بكبشين أملحين أقرنين، يذبحهما بيده و يطأ على صفاحهما و يسمّي و يكبّر[4634].

ص: 202


1- ما بين معكوفتين مكان هذه اللفظة بياض بالأصل و غير مقروءة في م، و الكلمة المستدركة عن بغية الطلب 4234/9.

ذكر من اسمه سعد

2410 - سعد بن أحمد بن محمّد

أبو القاسم النّسوي القاضي

سكن دمشق مدة، و حدث بها عن: القاضي أبي الحسن علي بن محمّد بن صخر، و أبي الحسين طاهر بن أحمد بن علي، و القاضي بن الفرج عبد الواحد بن يوسف بن محمّد بن علي، و أبي الفضل إسماعيل بن علي بن الحسين بن المثنى الأسترآباذي.

[حد] ثنا عنه أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الشافعي الفقيه، و أبو القاسم عبد الرّحمن بن الحسين بن علي بن الخضر بن عبدان، و عبد اللّه بن علي بن أحمد بن السّرحي (1)،و أبو العشائر محمّد بن خليل بن فارس.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الشافعي، و أبو القاسم عبد الرّحمن بن الحسين بن عبدان، و عبد اللّه بن علي بن أحمد الأنصاري، و أبو العباس محمّد بن خليل بن فارس العبسي قالوا: أنبأنا أبو القاسم سعد بن أحمد بن محمّد النّسوي القاضي - قراءة عليه بدمشق سنة ثمانين و أربعمائة - و قال الأنصاري و العبسي: سنة إحدى و ثمانين - قال: أنبأنا القاضي أبو الحسن محمّد بن علي بن محمّد بن عبد اللّه بن صخر الأزدي البصري - بمكة - ثنا أبو العباس محمّد بن أحمد بن أبي غسان - إملاء، بالبصرة - ثنا عمر بن وهب الأزدي - من ولد محمّد بن واسع سنة تسع (2) و مائتين - ثنا

ص: 203


1- كذا رسمها بالأصل و م، لم نستطع ضبطها.
2- في م: تسعين.

عبد اللّه بن رجاء الغداني (1)،ثنا همّام (2)،ثنا عطاء، عن جابر بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«أطفئوا المصابيح إذا رقدتم، و غلّقوا الأبواب، و أوكوا الأسقية، و خمّروا الطعام و الشراب» قال همّام و أحسبه قال:«و لو بعود تعرضه عليه»[4635].

قرأت بخط أبي محمّد بن صابر، سألته عن مولده فقال: في سنة عشرين و أربعمائة.

ذكر أبو محمّد بن الأكفاني، أن أبا القاسم سعد بن أحمد بن محمّد النّسوي قتله الفرنج - خذلهم اللّه - يوم دخلوا بيت المقدس في شعبان سنة اثنتين و تسعين و أربعمائة.

2411 - سعد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف

ابن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب

أبو إسحاق - و يقال: أبو إبراهيم - القرشي الزّهري المدني القاضي (3)

حدّث عن أبيه، و عبد اللّه بن جعفر، و أنس بن مالك، و محمّد بن حاطب بن أبي بلتعة، و سعيد بن المسيّب، و أبي (4) أمامة بن سهل بن حنيف، و إبراهيم بن عبد اللّه بن قارظ ، و [عمّه حميد بن] (5) عبد الرّحمن بن عوف، و عروة بن الزبير، و أبي سلمة بن عبد الرّحمن بن عوف، و نافع مولى ابن عمر، و أبي عبيدة بن عبد اللّه بن مسعود، و القاسم بن محمّد، و الحكم بن مينا، و عبيد اللّه (6) بن عبد اللّه بن عتبة، و جعفر بن عاصم [بن] عمر بن الخطاب.

روى عنه ابنه إبراهيم بن سعد، و أيوب السختياني، و سفيان الثوري، و سعيد بن

ص: 204


1- الغداني بضم الغين و فتح الدال المخففة. كما في الأنساب.
2- رسمها بالأصل:«حام» و الصواب عن م، انظر تهذيب التهذيب 209/5 في ترجمة عبد اللّه بن رجاء الغداني و فيه أنه يروي عن همام [بن يحيى]، و في تهذيب التهذيب 199/7 في ترجمة عطاء بن أبي رباح يروي عنه همام بن يحيى.
3- ترجمته في تهذيب التهذيب 272/2، بغية الطلب 4241/9 الوافي بالوفيات 149/15 سير الأعلام 418/5 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى.
4- بالأصل و م:«و أبي معدم أما مهة» كذا، و المثبت يوافق عبارة تهذيب التهذيب و سير الأعلام.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و استدراكه لازم، و قد زدناه عن تهذيب التهذيب و سير الأعلام.
6- بالأصل و م عبد اللّه، خطأ، و الصواب عن سير الأعلام.

الحجّاج، و عبد اللّه بن جعفر المخرّمي الزّهري، و قيس بن عبد الرّحمن بن أبي صعصعة، و يحيى بن سعيد الأنصاري، و سفيان بن عيينة، و منصور بن المعتمر، و مسعر.

و وفد على هشام بن عبد الملك.

أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد اللّه بن رضوان، و أبو غالب أحمد بن الحسن، و أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن نجا، قالوا: أخبرنا أبو محمّد الحسين بن علي أنبأنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أحمد بن إبراهيم الموصلي، ثنا إبراهيم بن سعد.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أخبرنا عبد اللّه بن محمّد، ثنا أحمد بن إبراهيم الموصلي، ثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن عبد اللّه بن جعفر قال: رأيت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يأكل القثّاء بالرطب.

أخبرنا أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم، أنا أبو سعد (1) محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان.

و أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، و أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالتا:

أخبرنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، حدّثنا الحسين بن إسماعيل أبو سعيد بالبصرة، حدّثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«الأئمة من قريش إذا حكموا فعدلوا، و إذا عاهدوا فوفّوا و إذا استرحموا فرحموا»[4636].

أخبرنا أبو الحسين علي بن محمّد بن أحمد الخطيب، أنبأنا أبو منصور محمّد بن الحسن [بن] (2) محمّد بن يونس، حدّثنا أحمد بن الحسين النهاوندي أخبرنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن، حدّثنا محمّد بن إسماعيل، حدّثني محمّد بن مقاتل، عن أحمد - و هو ابن حنبل - أنا يعقوب بن إبراهيم، قال: سعد بن إبراهيم بن

ص: 205


1- بالأصل و م: سعيد، خطأ، و الصواب ما أثبت و قد مرّ كثيرا.
2- زيادة لازمة منا، انظر فهارس المطبوعة: عاصم - عائذ ص 823.

عبد الرّحمن بن عوف أبو إبراهيم القرشي الزهري المديني قاضي أهل المدينة زمن القاسم، قدم واسط فسمع منه شعبة و سفيان.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو الحسن علي بن هبة اللّه بن عبد السلام قال: أخبرنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، ثنا عبد اللّه بن محمّد، ثنا أحمد بن زهير، قال: سمعت مصعبا يقول: سعد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف، أمه أم كلثوم بنت سعد بن أبي وقاص، و كان سعد قاضيا بالمدينة يروى عنه الحديث.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه، ابنا (1) أبي علي، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، ثنا أحمد بن سليمان الطوسي، ثنا الزبير (2) بن بكار قال: و من ولد إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف: سعد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف، و أمه أم كلثوم بنت سعد بن أبي وقاص، و كان سعد واليا (3) للشرطة بالمدينة ثم ولي قضاءها غير مرة.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر المقرئ، أنا أبو الطّيّب محمّد بن جعفر المدلجي، ثنا عبد اللّه بن سعد الزهري، قال: أم سعد بن إبراهيم أم كلثوم بنت سعد بن أبي وقاص.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنبأنا يوسف بن رباح، أنبأنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، ثنا إسماعيل، ثنا أبو بشر محمّد بن أحمد، ثنا معاوية بن صالح، قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة و محدثيهم: سعد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو بكر (4) محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا سليم بن إسحاق، ثنا الحارث بن أبي أسامة، حدّثنا محمّد بن سعد، قال

ص: 206


1- بالأصل:«أنبأنا» خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ هذا السند مرارا.
2- بالأصل: الزهري، خطأ، و الصواب ما أثبت عن م راجع ترجمة الزبير بن بكّار في تهذيب التهذيب.
3- بالأصل:«قالها» خطأ و لعل الصواب ما أثبت، انظر بغية الطلب 4241/9.
4- كتب فوق السطر بين «بكر» و «محمد» كلمة «بن» و لا معنى لها، فالاسم و الكنية صحيحان، انظر ترجمته في سير الأعلام 23/20.

في الطبقة الرابعة من أهل المدينة: سعد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة، و أمه أم كلثوم بنت سعد بن أبي وقاص بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة، و كان سعد بن إبراهيم يكنى (1)،أبا إسحاق، و قد ولي قضاء المدينة، و كان ثقة كثير الحديث (2).

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا (3):أنا أبو أحمد:- زاد أحمد و أبو الحسن الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنبأنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (4)،قال: سعد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف أبو إبراهيم القرشي الزّهري المديني، قاضي أهل المدينة زمن القاسم، سمع عبد اللّه بن جعفر، و ابن المسيّب، و إبراهيم بن قارظ .

روى عنه أيوب، و الثوري، و شعبة (5).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أبو بكر أحمد بن منصور أنبأنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو إبراهيم سعد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف، سمع أباه و عمّيه (6) أبا سلمة و حميدا، روى عنه الثوري، و شعبة.

قرأت علي أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب (7) بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال:

أبو إبراهيم سعد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف ثقة قاضي المدينة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو طاهر محمّد بن أحمد، أنا أبو القاسم

ص: 207


1- بالأصل:«يلني أنا أبا إسحاق».
2- الخبر سقط من الطبقات الكبرى لابن سعد المطبوع، فثمة قسم كبير من تراجم المدنيين سقطت منها.
3- كذا بالأصل و م، و ثمة سقط في السند، و تمامه قياسا إلى سند مماثل متقدم، و قد مرّ هذا السند كثيرا: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأ أحمد بن الحسن و المبارك بن عبد الجبّار و محمد بن علي و اللفظ له، قالوا...
4- التاريخ الكبير 51/4.
5- بالأصل و م: و سعد، و الصواب عن البخاري.
6- بالأصل:«و عمته أنا» و الصواب ما أثبت. انظر تهذيب التهذيب و سير الأعلام (ترجمته).
7- بالأصل و م،«الخطيب» خطأ و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل متقدم، و انظر ترجمته في سير الأعلام 349/17.

هبة اللّه بن إبراهيم، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد المهندس، حدّثنا أبو بشر محمّد بن أحمد بن حمّاد الدولابي، قال: أبو إبراهيم سعد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف (1).

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو أحمد الحاكم، قال: أبو إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف القرشي الزّهري المدني قاضي المدينة رأى ابن عمر، و سمع أنس بن مالك، و عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب، و أبا أمامة بن سهل بن حنيف، روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري، و موسى بن عقبة الأسدي، و محمّد بن عجلان، و أخوه صالح بن إبراهيم الزهري، و أيوب السختياني، و مالك بن أنس الأصبحي، كناه أبو (2) محمّد بن سليم.

حدّثنا محمّد بن إسماعيل أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنا نصر اللّه بن إبراهيم، أنبأنا سليم بن أيوب، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، حدّثنا علي بن إبراهيم، ثنا يزيد بن محمّد بن إياس، قال: سمعت محمّد بن أحمد المقدّمي يقول: سعد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف أبو إسحاق، و أبوه أبو إسحاق، و ابنه إبراهيم بن سعد أبو إسحاق.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل المقدسي، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أحمد بن محمّد بن الحسين الكلاباذي، قال: سعد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف أبو إبراهيم، و قال الواقدي: أبو إسحاق الزّهري المديني قاضيها، سمع عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب، و أباه، و سعيد بن المسيّب، و عروة، و أبا أمامة، و ابن المنكدر، و محمّد، و نافع ابني (3) جبير بن مطعم.

روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري، و مسعر، و شعبة، و الثوري في الأطعمة و الجنائز و غير موضع، يقال: مات سنة خمس، و يقال سنة ست، و يقال سنة سبع و عشرين و مائة، و قال ابن سعد: كاتب الواقدي توفي بالمدينة سنة سبع و عشرين و مائة و هو ابن ثلاث (4) و سبعين سنة، أخبرني بذلك سعد، و يعقوب، ابنا إبراهيم بن سعد بن

ص: 208


1- الكنى و الأسماء للدولابي 95/1.
2- بالأصل:«أبا» خطأ.
3- بالأصل «بن» خطأ، و الصواب ما أثبت، انظر تهذيب التهذيب 272/2.
4- بالأصل:«ثلاثة» و الصواب ما أثبت.

إبراهيم، و قال الغلاّبي عن أحمد: مات سعد بعد ابن شهاب بسنتين، و قال غيره: مات الزهري سنة أربع و عشرين.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن أبي علي قال: سنة أربع و خمسين فيها ولد سعد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف الزهري.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، و أبو الحسن علي بن هبة اللّه، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة (1):

أنبأنا أبو القاسم البغوي، حدّثنا علي بن مسلم الطوسي، حدّثنا أبو عامر العقدي، و أبو داود و وهيب قالوا: حدّثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، قال: رأيت ابن عمر يصلّي صافّا قدميه فيما أعلم - زاد أبو عامر - و أنا غلام شاب قال: و حدّثنا البغوي، حدّثنا محمّد بن علي الجوزجاني قال: سمعت أحمد بن حنبل و سئل سعد بن إبراهيم رأى ابن عمر؟ قال: نعم.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدّثنا جدي يعقوب قال: سمعت علي بن عبد اللّه بن جعفر المديني، و قيل له سعد بن إبراهيم، سمع من عبد اللّه بن جعفر، قال: ليس فيه سماع، ثم قال علي: و سعد (2) بن إبراهيم لم يلق أحدا من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم (3).

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن أبي الدنيا، حدّثنا هارون [بن] معروف، حدّثنا سفيان بن عيينة:

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، و أبو الحسن علي بن هبة اللّه، قالا: أنبأنا أبو

ص: 209


1- مهملة بدون نقط بالأصل، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 548/16 و اسمه عبيد اللّه بن محمد بن إسحاق.
2- بالأصل: و سعيد، خطأ، و الصواب ما أثبت، فهو صاحب الترجمة.
3- نقله الذهبي في سير الأعلام 419/5 و عقب قال:«قلت حديثه عن عبد اللّه بن جعفر في الصحيحين» يريد قوله: رأيت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يأكل القثاء بالرطب، و قد مرّ في بداية الترجمة.

محمّد الصّريفيني، أنبأنا أبو القاسم بن حبابة، ثنا أبو القاسم البغوي، ثنا إسحاق بن إبراهيم المروزي، ثنا سفيان، عن مسعر، عن سعد بن إبراهيم، قالا: لا يحدث عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إلاّ الثقات، و في رواية هارون بن معروف: إنما يحدث عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم الثقات (1).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدثنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، ثنا أبو زرعة، قال: قال محمّد بن أبي عمر: قال سفيان عقيب هذه الحكاية: و كان سعد شديد الأخذ (2).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا علي بن الحسين أبو بكر، ثنا محمّد بن عمر بن محمّد الحصاحي (3)،ثنا محمّد بن عبد اللّه بن محمّد البزار، أنا محمّد بن أحمد بن هارون العسكري، أنا إبراهيم بن الجنيد الجيلي، ثنا سعد بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن خالته قالت: سئل سعد..... (4) فاستعجم، فقيل له في ذلك فقال: إني أكره أن أحدثهم حديثا فيجعلونه مائة حديث.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، و أبو سعد الرستمي، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب بن سفيان، حدثني الفضل بن زياد أبو العباس قال: سمعت أبا عبد اللّه و قيل له: لم لم يرو مالك عن سعد بن إبراهيم ؟ فقال: كان له مع سعد قصة، ثم قال: لا يبالي سعدا إن لم يرو عنه مالك (5).

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو الطّيّب الزّرّاد، ثنا أبو الفضل عبد اللّه بن سعد بن إبراهيم الزّهري، ثنا عمي، عن أبيه، عن ابن إسحاق، قال: كان سعد بن إبراهيم تستعين به الولاة على أعمال الصدقات، و كان سعد من الأمناء المسلمين.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي

ص: 210


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 546/1.
2- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 546/1.
3- كذا رسمها بالأصل.
4- لفظة غير واضحة بالأصل و رسمها:«؟؟».
5- قيل إن مالك ترك الرواية عن سعد لأنه تكلم في نسب مالك قاله ابن حجر في تهذيب التهذيب 273/2.

-إجازة-. قال: و أخبرنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (1)،قال: ذكر أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين أنه قال:

سعد بن إبراهيم ثقة. قال أبي: قال علي بن المديني: كان سعد بن إبراهيم لا يحدث بالمدينة فلذلك لم يكتب عنه أهل المدينة، و مالك لم يكتب عنه، و إنما سمع منه شعبة (2)،و سفيان عنه بواسط (3)،و سمع منه ابن عيينة بمكة شيئا يسيرا (4).

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب (5) بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، أخبرنا معاوية بن صالح، عن يحيى بن معين، قال: سعد بن إبراهيم الزهري مدني ثقة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي جعفر بن المسلمة، عن أبي الحسن محمّد بن عمر بن محمّد بن حميد بن بهتة، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، ثنا جدي، حدثني عبد اللّه بن شعيب قال: سمعت يحيى بن معين يقول: كان سعد بن إبراهيم ثقة لا يشك فيه.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالويه، قالا: ثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، ثنا عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: سعد بن إبراهيم ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر، و أبو نصر محمّد بن الحسن، قالا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدثني أبي أحمد قال: سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف مدني ثقة (6).

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنبأنا عبد الرحمن بن محمّد بن إسحاق، أنا أبو علي - إجازة - قال: و أنا الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمّد

ص: 211


1- الجرح و التعديل 79/4.
2- عن الجرح و بالأصل:«سعد».
3- عن الجرح و بالأصل «بواسطة».
4- بالأصل و م:«شيء يسير» و الصواب عن الجرح و التعديل.
5- بالأصل و م «الخطيب» خطأ، و الصواب ما أثبت، و قد مضى قريبا.
6- تاريخ الثقات للعجلي ص 178.

قالا: أنا عبد الرحمن بن أبي حاتم (1)،ثنا صالح بن أحمد بن حنبل قال: قال أبي:

سعد بن إبراهيم ثقة ولي قضاء المدينة، و كان فاضلا، و كان الزهري يقول: سعد، سعد، قال: و سمعت أبي أبا حاتم يقول: سعد بن إبراهيم ثقة.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا عبد العزيز الكتاني، ثنا أبو الحسن الرّبعي، و رشأ بن نظيف قالا: أنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد، أنا محمّد بن محمّد بن داود الكرخي، ثنا عبد الرّحمن بن يوسف سعيد بن خراش (2)،قال: سعد بن إبراهيم ثقة، و قال في موضع آخر: سعد بن إبراهيم مدني، هو ابن عبد الرّحمن بن عوف من الثقات.

أخبرنا أبو الحسن بن نياح (3)،و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب، أنا علي بن طلحة المقرئ، أنا أبو الفتح محمّد بن إبراهيم الطّرسوسي، أنا محمّد بن محمّد بن داود الكرخي، ثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش (4)،قال: إبراهيم بن سعد صدوق من أهل المدينة، و أبوه كان من جلّة المسلمين، و كان على قضاء المدينة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا محمّد بن علي، أخبرنا محمّد بن أحمد، أنا الأحوص بن المفضّل (5)،ثنا أبي، عن يحيى بن معين قال: لم يتكلم في سعد و أوهم غير مالك بن أنس.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، و أبو الحسن بن عبد السلام، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، أنا عبد اللّه بن محمّد، ثنا أحمد بن زهير، ثنا أبي، ثنا يعقوب، ثنا أبي، قال: سرد سعد الصوم قبل أن يموت بأربعين سنة.

أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي، قالت: أنا أحمد بن محمود، أنبأ أبو بكر محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الطّيّب المنبجي، ثنا أبو الفضل الزّهري، ثنا عمي، عن أبيه قال: سرد أبي سعد بن إبراهيم أربعين سنة (6).

ص: 212


1- الجرح و التعديل 79/4.
2- في م: حراش بالحاء خطأ.
3- كذا رسمها بالأصل. و في م: أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا ح و أبو.
4- في م: حراش بالحاء خطأ.
5- بالأصل و م «الفضل» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر الأنساب (الغلابي).
6- الوافي بالوفيات 149/15.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن جعفر أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، ثنا أبو زرعة، حدّثني الوليد بن عتبة، ثنا عيسى بن خالد اليمامي قال: سمعت شعبة يقول: كان سعد بن إبراهيم يصوم الدهر و يختم كل ليلة (1).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، ثنا محمّد بن صالح بن هانئ، ثنا أبو سعيد محمّد بن شاذان، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا حجاج بن محمّد، عن شعبة، قال: كان سعد بن إبراهيم يصوم الدهر و يقرأ القرآن في كل يوم و ليلة.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنبأنا أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن، أخبرنا عبد الملك بن الحسن بن محمّد، ثنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الأسفرايني، قال:

سمعت أبا حميد المصّيصي - يعني أحمد بن محمّد بن سيار - يقول: سمعت حجاج بن محمّد قال: كان شعبة إذا ذكر سعد بن إبراهيم قال: حدّثني حبيبي (2) قال: و كان سعد يصوم الدهر و يختم القرآن في كل يوم و ليلة (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، و أبو الحسن علي بن هبة اللّه، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، ثنا أبو القاسم البغوي، ثنا علي بن مسلم، ثنا شعبة بن عامر، عن شعبة، قال: كان سعد بن إبراهيم يصوم الدهر.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن (4) بن علي، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا سليمان بن إسحاق، ثنا الحارث بن أسامة، ثنا محمّد بن سعد، أنا عمرو بن الهيثم أبو قطن، عن شعبة قال: كان سعد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن يختم القرآن في كل يوم و ليلة (5).

ص: 213


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 623/1.
2- بالأصل:«حسين» و الصواب عن تهذيب التهذيب 272/2 و سير الأعلام 419/5.
3- الخبر نقله الذهبي في السير عن حجاج الأعور.
4- بالأصل «الحسين» خطأ، و الصواب ما أثبت «الحسن» و هو أبو محمد الجوهري، انظر ترجمته في سير الأعلام 68/18 و قد مرّ هذا السند كثيرا.
5- ليس لسعد بن إبراهيم ترجمة في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد، فهو في القسم الضائع من طبقات المدنيين من الطبقات.

أنبأنا أبو علي الحسين بن أحمد، أنبأنا أبو نعيم، ثنا إبراهيم بن عيينة، ثنا ابن سعد بن إبراهيم قال: كان أبي يحتبي فما يحل حبوته حتى يختم القرآن (1).

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنبأ أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو الطّيّب محمّد بن جعفر، ثنا أبو الفضل عبد اللّه بن سعد، ثنا عمي، عن أبيه قال: كان حزب (2) أبي سعد بن إبراهيم [من البقرة إلى يا أيها النبي اتق اللّه و لا تطع الكافرين و المنافقين....

ثنا عبيد اللّه بن سعد ثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه. قال: كان أبي سعد بن إبراهيم] (3) إذا كانت ليلة إحدى و عشرين، و ثلاث و عشرين، و خمس و عشرين، و سبع و عشرين، و تسع و عشرين، لم يفطر حتى يختم القرآن،[و كان يفطر] (4) فيما بين المغرب و العشاء. قال يعقوب: و كانوا يؤخرون العشاء الآخرة في شهر رمضان تأخيرا شديدا.

قال عمي قال أبي: و كان إبراهيم إذا كانت ليلة إحدى و عشرين، و سبع و عشرين، و تسع و عشرين لم يفطر حتى يختم القرآن.

و كان أبو يوسف - يعني يعقوب - يفعل ذلك (5).

قال: و حدّثنا عمي، عن أبيه قال: كان أبي سعد بن إبراهيم كثيرا إذا أفطر ما يرسل إلى مساكين فيأكلون معه.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، و أبو الحسن بن عبد السلام، قالا: أنا أبو (6)محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، ثنا عبد اللّه بن محمّد، أنا علي بن مسلم،

ص: 214


1- الخبر في حلية الأولياء 170/3 و أخبار القضاة لوكيع 160/1 و نقله الذهبي في السير 421/5 من طريق إبراهيم بن عيينة.
2- بالأصل: حرب، و المثبت عن حلية الأولياء.
3- ما بين معكوفتين زيادة مستدركة لازمة عن حلية الأولياء 170/3 للإيضاح و قد سقطت من الأصل و من م.
4- ما بين معكوفتين زيادة للإيضاح عن الحلية. و قد سقطت من الأصل و م.
5- انظر حلية الأولياء 170/3.
6- بالأصل «ابن» خطأ، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ قريبا أثناء الترجمة، ترجمته في سير الأعلام 330/18.

ثنا سعيد بن عامر، ثنا جويرية، ثنا جعفر المديني قال (1):دخلت على سعد بن إبراهيم و هو على دكان له، قال: فإذا حمارة عليها شكوة (2) فلما سمع الأذان جاءت جارية فصبّت منه في زجاجة شرابا [به] (3) من الحسن (4) شيء من شيء أحسبه قال: فسقاني، ثم قال: يا جعفر تدري ما سقيتك ؟ قلت: قلت: ظننت أني ظمآن قال: و لكني رأيتك تنظر إليه فأحببت أن تعلم ما هو، هذا زبيب، فأمر الجواري بتنقيته من أقماعه و حصرمه ثم يدق في المهراس ثم يمرس و يصفّى و يجعل في هذه الشكوة فإذا أمسيت شربت منه، فأخذه يقطع البلغم و يعصمني، قال: و كان لا يأكل إلاّ بعد ما يذهب من الليل ما شاء اللّه - يعني يصلّي-.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو الطّيّب محمّد بن جعفر، ثنا أبو الفضل الزهري، ثنا عمي، عن أبيه قال: دخلت مع أبي بيتا بالمدينة فإذا فيها جابر فقال لي: ترى هذا الحائر - و أشار إلى ناحية منه كانت لأبي سعد تسعة (5) معلقة فإذا قام من الليل فنعس أخذها يتعلق بها.

قال: و ثنا عمي، عن أبيه قال: كان أبي سعد تعجب من هؤلاء المتقشّفين، و قلّ ما رأيته خارجا إلى المسجد للصلاة إلاّ مسّ غالية (6).

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبار بن محمّد البيهقي، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، ثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، أنا الربيع بن سليمان، أنا الشافعي، قال: أخبرني من لا أتهم من أهل المدينة، عن ابن أبي ذئب قال: قضى سعد بن إبراهيم على رجل برأي ربيعة بن أبي عبد الرّحمن فأخبرته عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بخلاف ما قضى به فقال سعد لربيعة: هذا ابن أبي ذئب و هو عندي ثقة يحدّث عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بخلاف ما قضيت به، فقال له ربيعة: قد اجتهدت و مضى حكمك، فقال سعد:

ص: 215


1- الخبر في أخبار القضاة لوكيع 165/1-166 صدره بقوله: كنت مع سعد بن إبراهيم في أرضه بالقبلية.
2- الشكوة: وعاء من أدم للماء و اللبن و الجمع شكوات و شكاء.
3- زيادة لازمة للإيضاح.
4- بالأصل: الحسين، خطأ، و الصواب عن مختصر ابن منظور 232/9.
5- كذا.
6- الوافي بالوفيات 149/15.

وا عجبا أنفذ (1) قضاء سعد و أنفذ قضاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، بل أردّ قضاء سعد بن أم سعد و أنفّذ قضاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فدعا سعد بكتاب القضية فشقه و قضى للمقضي عليه (2).

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل السلامي، أنا أحمد بن الحسن و المبارك (3) بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أبو أحمد - زاد أحمد و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أخبرنا محمّد بن إسماعيل (4):حدّثني سهل، ثنا أبو سلمة، أخبرني الهيثم بن محمّد بن حفص بن دينار مولى بني غفار قال: كان سعد عند ابن هشام - يعني المخزومي - أمير المدينة (5) فاختصم عنده يوما ابن محمّد بن مسلمة و آخر من بني حارثة فقال ابن محمّد: أنا ابن قاتل [ابن] (6) الأشرف، فقال الحارثي: أما و اللّه ما قتل إلاّ غدرا فانتظر سعد أن يغيرها ابن هشام فلم يفعل حتى قاما، فلما استقضى سعد قال لمولاه شعبة - و كان يحرسه - أعطي اللّه عهدا لأن أفلتك (7) الحارثي لأوجعتك. قال شعبة:

فصلّيت معه الصبح ثم جئت به سعدا فلما نظر إليه سعد شق القميص ثم قال: أنت القائل، إنما قتل ابن الأشرف غدرا؟ ثم ضربه خمسين و مائة و حلق رأسه و لحيته قال:

و اللّه لأقوّمنّك بالضرب ما كان لي عليك سلطان.

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى، ابنا (8) الحسن، قالا (9) أخبرنا أبو جعفر محمّد بن أحمد أنا أبو طاهر المخلّص، ثنا أحمد بن سليم، ثنا الزبير (10) بن بكار، ثنا عبد اللّه بن محمّد بن أبي سلمة بن عبد اللّه بن عمر (11):قال كان سعد بن إبراهيم قد

ص: 216


1- كذا بالأصل، و لعله يريد:«و أنقض» أو «و أردّ» كما يفهم من سياق العبارة. و في سير الأعلام:«و أردّ».
2- الخبر نقله الذهبي في السير 419/5-420 من طريق الشافعي.
3- رسمها بالأصل:«و المزك» كذا، و الصواب ما أثبت قياسا إلى أسانيد مماثلة متقدمة.
4- التاريخ الكبير للبخاري 51/4 و نقله الذهبي في السير 420/5 عن البخاري و الخبر أيضا في أخبار القضاة لوكيع 158/1-159 من طريق: الهيثم بن حميد بن حفص بن دينار.
5- قوله:«يعني المخزومي، أمير المدينة» سقط من البخاري.
6- زيادة عن البخاري، و في السير: قاتل كعب بن الأشرف.
7- عن البخاري، و بالأصل: أقللك.
8- بالأصل: انبانا» خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ هذا السند كثيرا.
9- بالأصل: قال، و الصواب «قالا» قياسا إلى سند مماثل.
10- بالأصل: الزهري، خطأ، و الصواب ما أثبت، و قد مضى التعريف به قريبا.
11- الخبر في أخبار القضاة لوكيع 157/1-158.

حكم على إنسان بالمدينة إذ كان قاضيا، فلما عزل عن القضاء جاء ذلك الإنسان فوضع يده على ثفر دابته و جعل يحرك الثفر، فقال له سعد: ما تريد؟ قال: ألجمها، فسكت عنه، ثم استقضي سعد بعد ذلك، فدعا بذلك الإنسان فجلده عشرين سوطا ثم عزل بعد ذلك سعد و استقضي ابن حزم، فجاء ذلك الإنسان إلى منزل سعد فدق عليه الباب قبل أن يعلم سعد بأن ابن حزم استقضي فقال له سعد: من هذا؟ قال: ساعي بن حزم، ثم استقضي سعد بعد ذلك فدعا به فجلده عشرين سوطا، ثم عزل فلقي سعد ذلك الإنسان فلم يكلمه (1)،فقال له سعد: مالك لا تصنع بعض ما كنت تصنع ؟ قال: أيهات درست التوراة بعدك، فوجدت بين كل سطرين منها سعد بن إبراهيم قاضيا (2).

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت، أنا أحمد بن محمود الثقفي، أنا محمّد بن إبراهيم بن علي، نا محمّد بن جعفر الزرّاد، ثنا عبيد اللّه بن سعد الزهري ثنا عمي عن أبيه قال (3):دخل ناس من القراء على سعد يعودونه منهم ابن هرمز، و صالح مولى التوأمة قال: فاغرورقت عينا ابن هرمز فقال له سعد: ما يبكيك ؟ قال: و اللّه لكأني بقائلة غدا تقول: وا سعداه للحق، و لا سعد. قال: أما و اللّه لئن قلت ذلك ما أخذني في اللّه لومة لائم منذ أربعين سنة؛ ثم قال سعد: أ ليس اللّه يعلم أنكم (4) أحب خلقه إليّ - يعني القراء-.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي و أبو الحسن بن عبد السلام قال: أنا أبو محمّد الصّريفيني أنا أبو القاسم بن حبابة أنا أبو القاسم البغوي حدّثنا أحمد بن..... (5)

حدّثنا إبراهيم بن المنذر، حدّثنا معن، ثنا سعيد بن مسلم بن بانك (6)،قال: رأيت إبراهيم بن سعد يقضي في المسجد (7).

ص: 217


1- بالأصل «يحلمه» و المثبت عن أخبار القضاة لوكيع.
2- كذا: قاضيا، و في أخبار وكيع:«قاض». يريد الرجل أن سعدا مهما كانت فترة احتجابه فهو - و لا شك - سيستقضي بعد ذلك، كما ولت عليه التوراة التي رآها بعد كل سطرين منها قضاء سعد.
3- الخبر في سير الأعلام للذهبي 420/5 و حلية الأولياء 170/3.
4- في السير: أ ليس تعلم أنك أحبّ خلقه إليّ - يعني القرآن-.
5- بياض بالأصل و م مقدار كلمة.
6- مهملة بالأصل و رسمها:«بانك» و المثبت عن سير الأعلام.
7- الخبر في سير الأعلام 419/5.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا أبو عمرو بن السماك، ثنا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، ثنا سفيان، قال: كان قاضي و كان يتّقي بعد ما عزل كما يتّقي و هو قاضي - يعني سعد بن إبراهيم (1)-.

أخبرتنا أم البهاء قالت: أنا أبو طاهر الثقفي، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم، أنا محمّد بن جعفر، ثنا عبد اللّه، ثنا عمي، ثنا أحمد - يعني ابن حنبل - ثنا ابن عيينة قال:

لما عزل سعد بن إبراهيم عن القضاء كان يتّقي كما يتّقي و هو قاض (2).

قال: و ثنا عمي عن أبيه قال: بعث رجل من بني أمية إلى أبي الزّناد بمال مع رسوله و أمره أن يضعه في أهل الحاجة و الفقراء، فأتى أبو الزناد فقال: و اللّه إني عن هذا لمشغول، قال: فدلني على رجل أدفع إليه هذا المال، فقال له أبو الزناد: و اللّه ما أعرف ذلك إلاّ رجلا واحدا و ما أراه يقبله منك، سعد بن إبراهيم فألقه، قال: فأتى الرجل سعدا فاستأذن عليه فخرجت إليه جارية لسعد فسألته من هو؟ فقال: أريد الدخول على سيدك، فاستأذنت له، فأذن له فوجده ملتحفا بملحفة حمراء في حجره المصحف يقرأ، فأخبره بما جاء له فقال: اخرج عني، قال له: أصلحك اللّه تقبله، فقال له: أقول لك اخرج عني و ترادني (3)،يا جارية خذي بيده فأخرجته فخرج، فأتى أبا الزناد فقال له أبو الزناد: ما صنعت ؟ قال: أرسلتني إلى عابد أو زاهد جبار ثم أخبر بشأنه قال: قد علمت أنه لم يكن يقبله منك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، و أبو صالح عبد الصمد بن عبد الرّحمن بن العباس [بن] الحسين قال: أنبأنا رزق اللّه بن عبد الوهاب بن عبد العزيز التميمي، أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن حمّاد بن المتيم، ثنا يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول، ثنا الحسن بن عرفة، ثنا النّضر بن إسماعيل، عن مسعر، عن سعد بن إبراهيم قال: قيل له: من أفقه أهل المدينة ؟ قال: أتقاهم لربه عزّ و جل (4).

أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنبأنا أبو

ص: 218


1- الخبر 169/3.
2- تهذيب التهذيب 272/2.
3- كذا بالأصل و م.
4- انظر حلية الأولياء 169/3 و فيها: أفقههم أتقاهم.

بكر بن المقرئ، أنا أبو الطّيّب، أنا أبو الفضل الزهري، ثنا عمي، عن أبيه سعد: أن رجلا من بني عبد اللّه بن عامر بن كريز أتاه و عليه جبّة صوف تحت قميص فانتهره قال:

ما هذا؟ قال: أصلحك اللّه صوف و عليها قميص فقال له: ما هذه الشهرة انزعها عنك.

قال: و حدّثني عمي، عن أبيه قال: أتى أبي أبا الزناد و هو عامل أمير المدينة كاتبا له على أمره، فلما رآه أبو الزناد قال: أمتع اللّه بك، قال: تنظرون بعض أعمالكم هذه من الصدقات فيولون بعضها فقال له: نعم، أمتع اللّه بك هذه الأعمال بين يديك فاختر منها قال: و أتى أبو الزناد صاحبه فأخبره بما طلب سعد فأمره أن يفرشه أعماله فيختار منها ما يشاء، ففعل، فاختار عجز بني طلاب فخرج عليها عامه ذلك ثم أرجع، فلما كان العام المقبل كتب أبو الزناد عهده على عمله الذي كان عليه فقال: لا حاجة لنا فيه قال: فلقيه أبو الزناد فقال: ما أعجب أمرك جئتنا عام أول، قال: جئتكم عام أول و عليّ دين و قد لزمتنا مئونة، قد قضى اللّه الدين و كفا المئونة و عندنا بقية بعد و لا حاجة لنا في عملكم (1).

قال: و حدّثنا أبو الفضل قال: و في (2) سعد يقول الشاعر:

أسعد بن إبراهيم خمس مناقب: *** عفاف و عدل فاضل و تكرّم

و مجد و إطعام إذا هبت الصفا *** و أمر بمعروف إذا الناس أحجموا

أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم الحافظ (3)،ثنا أحمد بن [محمّد بن] (4)سنان، ثنا محمّد بن إسحاق الثقفي، حدّثنا عبيد اللّه بن سعد بن إبراهيم الزهري، حدّثني عمي يعقوب بن إبراهيم بن سعد، ثنا أبي قال: كنت أقرأ على أبي سعد جزئي (5)و معه عبد اللّه بن الفضل الهاشمي و كان من المعدودين و ممن يؤخذ عنه العلم، قال يعقوب: فأنشدني أبي أبياتا لرجل امتدح بها سعد بن إبراهيم:

أقلي عليّ اللوم يا أم حاطب (6) *** فظني بسعد خير ظنّ بغائب

فظني به في كل أمر حضرته *** إذا ما التقينا خير ظن بصاحب

ص: 219


1- الخبر نقله وكيع في أخبار القضاة عن مصعب بن عبيد اللّه الزبيري، باختلاف الرواية 151/1.
2- بالأصل و م:«و اسعد» و لعل الصواب ما قدّرناه.
3- الخبر في حلية الأولياء 169/3.
4- الزيادة عن الحلية و ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م.
5- في الحلية: حزبي.
6- في الحلية: حاجب.

أبوه حواريّ النبي و جدّه *** أبو أمه سعد رئيس المقانب

رمى في سبيل اللّه أول من رمى *** بسهم عظيم الأجر و الذكر صائب

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو الطّيّب محمّد بن جعفر، ثنا أبو الفضل عبد اللّه بن سعد، ثنا عمي، ثنا أبي، عن أبيه سعد أن عبد الرّحمن بن عوف كان يقال له حواريّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، قال يعقوب: و أنشدني أبي أبياتا لرجل من الحضر امتدح سعد بن إبراهيم:

أقلي عليّ اللوم يا أم حاطب *** فظني بسعد خير ظن بغائب

فظني به في كل أمر حضرته *** إذا ما التقينا خير ظن بصاحب

أبو [ه] (1) حواريّ النبي و جدّه *** أبو أمه سعد رئيس المقانب

رمى في سبيل اللّه أول من رمى *** بسهم عظيم الأجر و الذكر صائب

تفرع الأعراق يرمين بالفتى *** ذرى الأكرمين من لؤي بن غالب

قال يعقوب: و أنشدني أبي لهذا الحضري شعرا يمدح سعدا:

أبوه حواريّ النبي و جدّه *** أبو أمه سعد فيا لك من سعد

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، و أبو الحسين بن عبد السلام، قال: أنا [أبو] (2) محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، ثنا عبد اللّه بن محمّد قال: أخبرت عن ابن عيينة قال: دخلت أنا، و ابن جريج (3) على ابن شهاب (4) و مع ابن جريج صحيفة فقال ابن جريج: إني أريد أن أعرضها عليك فقال: إن سعدا كلّمني في ابنه، و إن سعدا سعد قال: فقال لي ابن جريج: أ ما تراه كأنه يفرق منه - يعني من سعد (5)-؟.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد (6)،أنبأنا أبو

ص: 220


1- زيادة لاستقامة الوزن عن م.
2- زيادة لازمة منا، و قد سقطت من الأصل و م.
3- هو عبد الملك بن عبد العزيز، انظر ترجمته في سير الأعلام 325/6.
4- هو محمد بن مسلم بن شهاب الزهري، ترجمته في سير الأعلام 326/5.
5- الخبر في أخبار القضاة لوكيع 166/1.
6- كذا بالأصل و م.

الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو بكر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن ربيعة بن زبر (1)، ثنا الحسن بن علي بن مسعود بن بشر، ثنا الأصمعي، عن سفيان بن عيينة قال: دخلت أنا و ابن جريج على الزهري و مع ابن جريج صحيفة فقال له: إني أريد أن أعرضها عليك فقال الزهري: إن سعد بن إبراهيم كلّمني في ابنه و سعد سعد، قال سفيان: فخرجت أنا و ابن جريج و هو يقول: فرق و اللّه ابن شهاب من سعد بن إبراهيم (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، ثنا محمّد بن يوسف بن عاصم البخاري، قال: ثنا عبد اللّه بن محمّد الزهري، ثنا سفيان قال: جاء ابن جريج بكتاب إلى الزهري فقال:

إني أرى أن أعرض عليك هذا، قال:[إن] (3) سعدا كلمني في ابنه، و هو سعد بن إبراهيم، قال سفيان: كأنه يفرق منه، قال: أحدّث به عنك ؟ قال: نعم.

قال: و حدّثنا أبو أحمد، ثنا محمّد بن جعفر بن يزيد المطيري، حدّثني أبو قلابة، حدّثني عمي موسى بن عبد اللّه الرقاشي، حدّثنا ابن عيينة قال: كنت عند ابن شهاب فجاء إبراهيم بن سعد فرفعه و أكرمه ثم أقبل على القوم فقال: إن سعدا أوصاني بابنه و سعد سعد.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد [أنا] (4) أبو زرعة (5) قال ابن أبي عمر: سمعت سفيان قال: كنت عند الزهري يوما فأتاه ابن جريج و معه كتاب، فقال: يا أبا بكر، هذا الكتاب، أريد أن أعرضه عليك ؟ فقال: إن سعد بن إبراهيم كلّمني في ابنه (6)،و هو سعد بن إبراهيم،- و ربما قال: و سعد سعد - فلما خرجنا من عند الزهري قال ابن جريج: أ ما رأيته يفرق من سعد؟ قال سفيان: و كان مع سعد ابنان له يومئذ.

قال سفيان: فلما رأيت إبراهيم بن سعد قلت له: رأيتك أنت و أخا لك عند

ص: 221


1- بالأصل و م رسمها:«د؟؟؟؟» و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 315/15.
2- تهذيب التهذيب 273/2.
3- زيادة عن م.
4- زيادة لازمة للإيضاح عن م.
5- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 533/1.
6- عند أبي زرعة: ابنيه.

الزّهري، و أخبرته بكلام الزهري لابن جريج، فقال: صدقت، مات أخي ذاك الذي كان معي.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو بن السماك، ثنا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، ثنا سفيان بن عيينة، قال: قال ابن جريج و جاء إليه فقال: إني أريد أن أعرض عليك الكتاب فقال: إن سعدا كلّمني في ابنه و سعد سعد قال: فقال ابن جريج: أ ما رأيته يفرق منه، قال: و ذكر حديث أبي الأحوص (1):و سمعت سعد بن إبراهيم يقول لابن شهاب و حدّث عنه. قال: من أبو الأحوص ؟ قال: أ ما رأيت الشيخ الذي كان كذا و كذا يصف له.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب (2)،ثنا أبو بكر الحميدي، ثنا سفيان، قال:

كان سعد شديد الأخذ و من يأخذ عنه، و كنت عند الزهري يوما و أتاه ابن جريج فقال له:

يا أبا بكر إني أريد أن أعرض عليك كتابا، قال الزهري: إن سعدا كلّمني في ابنه (3) و هو سعد - و ربما قال سفيان: و سعد سعد - فلما خرجنا من عند الزهري قال لي ابن جريج:

أ ما رأيته يفرق من سعد، قلت له: رأيتك و أخا لك عند الزهري و أخبرته بكلام الزهري لابن جريج فقال: مات أخي ذاك الذي كان معي.

قال سفيان: و أتيت الزهري يوما و عنده سعد فسألته فكأنه. فقال (4) له سعد:

أجب الغلام، ففرق سعد أن يكون الزهري حقرني حين لم يجبني، فقال الزهري: إني لا أعطيه حقه فقلت: أجل، فاشتهى ذلك الزهري.

قال: و حدّثنا يعقوب (5)،حدّثني محمّد بن عبد اللّه المخرمي، ثنا زكريا بن

ص: 222


1- قال أبو الأحوص عن أبي ذر يقول قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إذا قام أحدكم إلى الصلاة فإن الرحمة تواجهه فلا يمسح الحصى. أخرجه من هذا الوجه أحمد في مسنده 150/5. و انظر المعرفة و التاريخ للفسوي 415/1 و 681.
2- كتاب المعرفة و التاريخ للفسوي 681/1-682.
3- في المعرفة و التاريخ: ابنيه.
4- عن المعرفة و التاريخ و بالأصل: يقال.
5- كتاب المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 31/3.

عدي، ثنا ابن إدريس، عن شعبة قال: ما رأيت رجلا أوقع في رجال أهل المدينة من سعد بن إبراهيم ما كنت أرفع (1) له رجلا منهم إلاّ كذّبه فقلت له في ذلك، فقال: إن أهل المدينة قتلوا عثمان.

أخبرنا أبو الحسين علي بن محمّد بن أحمد، أنا محمّد بن الحسن بن محمّد، أنا أحمد بن الحسين بن زنبيل، ثنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الرّحمن بن الخليل، ثنا محمّد بن إسماعيل، حدّثني إبراهيم بن المنذر، حدّثني معن، حدّثني إبراهيم قال:

توفي سعد بن إبراهيم سنة خمس و عشرين و مائة.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد، و أيضا أبو الفضل، و محمّد بن الحسن، قالا: أخبرنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (2):قال لي ابن المنذر، عن معن، عن إبراهيم بن سعد: مات سعد سنة خمس و عشرين و مائة، و قال أحمد، عن يعقوب بن إبراهيم: مات سنة سبع و عشرين، و يقال أيضا: سنة ست و عشرين.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا أبو طاهر أحمد بن الحسين، و أبو الفضل أحمد بن الحسن، قالا: أنا أبو القاسم عبد الملك بن محمّد، أنا أبو علي بن الصّوّاف، حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا يوسف بن يعقوب.

و أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، ثنا أبو بكر الخطيب.

ح و أنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب، ثنا حامد بن يحيى، و يوسف بن محمّد قالوا: ثنا معن بن عيسى أخبرني إبراهيم بن سعد بن إبراهيم قال: توفي سعد بن إبراهيم سنة خمس و عشرين و مائة.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد (3)،أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين

ص: 223


1- بالأصل:«أوقع» و في م:«أدفع» و الصواب المثبت عن المعرفة و التاريخ.
2- التاريخ الكبير 51/4.
3- بالأصل:«الأسيد» و الصواب ما أثبت عن م، له ذكر في سير الأعلام 558/19 و انظر فهارس المجلدة العاشرة ص 53.

علي بن محمّد بن أحمد، أنا محمّد بن الحسين بن شهريار، ثنا أبو حفص الفلاس، قال: و مات سعد بن إبراهيم سنة ست و عشرين و مائة.

أخبرنا أبو القاسم، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر، أخبرنا علي بن محمّد بن أحمد، أنا أبو عمرو بن السماك، ثنا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، ثنا يعقوب بن إبراهيم قال: مات سعد سنة سبع و عشرين و مائة، و قال مرة: سنة ست و عشرين بعد الزهري بسنتين، و مات سعد و هو ابن ثنتين و سبعين (1).

أخبرتنا أم البهاء، قالت: أخبرنا أبو طاهر الثقفي، أخبرنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم، أنا أبو الطّيّب، ثنا أبو الفضل الزّهري، ثنا ابن حنبل، حدّثنا يعقوب مرة:

[مات سعد] (2) سنة ست و عشرين بعد الزهري بسنتين، قال: و حدّثنا يعقوب، قال:

توفي سعد و هو ابن ثنتين و سبعين، قال: و سمعت أبي يقول: بينه و بين الزهري قريب.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، و أبو الحسن بن عبد السلام، قالا: أخبرنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، ثنا عبد اللّه بن محمّد، ثنا إبراهيم بن هانئ.

و أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الخطيب، أنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب (3)،أنا أبو الفرج الطناجيري (4)،ثنا عمر بن أحمد الواعظ ، ثنا ابن صدقة، و هو الحسين بن أحمد الواسطي، ثنا ابن أبي خيثمة، قالا: حدّثنا أحمد بن حنبل، ثنا يعقوب، قال: مات - يعني سعد - سنة سبع و عشرين، و قال مرة أخرى: سنة ست و عشرين - زاد ابن هانئ - بعد الزهري بسنتين.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، و أبو الحسن بن عبد السلام، قالا: أنا أبو محمّد، أنا أبو القاسم بن حبابة (5)،ثنا عبد اللّه بن محمّد، ثنا إبراهيم بن هانئ، حدّثنا أحمد بن حنبل.

ص: 224


1- تهذيب التهذيب 273/2.
2- زيادة للإيضاح.
3- قوله:«أنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب» مكررة بالأصل.
4- بالأصل:«الطناجري» و في م: الطباجري. و الصواب ما أثبت، و اسمه: الحسين بن علي بن عبيد اللّه، ترجمته في سير الأعلام 618/17.
5- بالأصل و م «حيوية» و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.

ح و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب، ثنا سلمة، ثنا أحمد بن حنبل، ثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: توفي سعد و هو ابن اثنتين (1) و سبعين سنة، قال يعقوب:

و سمعته يقول: بينه و بين الزهري قريب.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا محمّد بن علي السيرافي، أخبرنا أحمد بن إسحاق، ثنا أحمد بن عمران، حدّثنا موسى السّري، ثنا خليفة العصفري، قال: و في السنة سبع و عشرين و مائة: مات سعد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف (2)،ثم قال خليفة: و في سنة ثمان و عشرين: مات سعد بن إبراهيم.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العز ثابت بن منصور، قال: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد أبو البركات و أبو الفضل بن خيرون - قالا: أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد، أخبرنا عمر بن أحمد، أنا خليفة بن خياط (3)،قال: سعد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف، أمه أم كلثوم بنت سعد بن مالك (4) يكنى أبا إسحاق توفي سنة سبع و عشرين و مائة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو محمّد الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا سليمان بن إسحاق، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا محمّد بن سعد (5)،أنا سعد، و يعقوب ابنا (6) إبراهيم بن سعد بن إبراهيم، قالا: توفي سعد بن إبراهيم بالمدينة سنة سبع و عشرين و مائة - و هو ابن اثنتين (7) و سبعين سنة-.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن

ص: 225


1- بالأصل: اثنين.
2- لم يرد له ذكر في تاريخ خليفة في حوادث سنة 127، ذكره خليفة فيمن مات سنة 128 تاريخه ص 382.
3- طبقات خليفة بن خياط ص 453 رقم 2296.
4- قوله:«بن مالك» سقط من طبقات خليفة.
5- لم يرد لسعد بن إبراهيم ترجمة في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد، فهو ضمن تراجم المدنيين الضائعة.
6- بالأصل:«انبانا» و الصواب ما أثبت.
7- بالأصل: اثنين.

يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، ثنا محمّد بن سعد (1)قال في الطبقة الرابعة: سعد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف الزهري، يكنى أبا إسحاق، توفي بالمدينة سنة سبع و عشرين و مائة - و هو ابن اثنتين (2) و سبعين - أخبرني بذلك سعد، و يعقوب ابنا (3) إبراهيم بن سعد.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمّد أنا أبو طاهر المخلّص، ثنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلام، قال: سنة سبع و عشرين و مائة توفي سعد بن إبراهيم.

2412 - سعد بن تميم

أبو بلال السّكوني (4)،والد بلال بن سعد (5)

صحب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و روى عنه، و عن معاوية، و نزل بيت أبيات (6) من قرى دمشق.

روى عنه ابنه بلال بن سعد، و شداد بن عبيد اللّه القاري الدمشقي.

أخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن العباس، أنبأنا أبو سعيد محمّد بن عبد الرّحمن.

أنبأنا ح و أخبرتنا أم الخير فاطمة بنت علي بن المظفّر، قالت: أخبرنا عبد الغافر بن محمّد بن عبد الغافر، ثنا الحاكم أبو (7) أحمد، أنا محمّد بن مروان - هو ابن خزيمة-، ثنا هشام بن عمّار، ثنا صدقة بن خالد، ثنا عمرو بن شراحيل، عن بلال بن سعد، عن أبيه، قال: قلت: يا رسول اللّه أي أمّتك خير؟ قال:

ص: 226


1- الخبر برواية ابن أبي الدنيا سقطت من الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
2- بالأصل: اثنين.
3- بالأصل:«أنبأنا» و الصواب ما أثبت.
4- بالأصل:«السلولي» خطأ، و في م:«السلوى» و المثبت عن مصادر ترجمته.
5- ترجمته في الاستيعاب 52/2 هامش الإصابة، أسد الغابة 188/2 و الإصابة 22/2 الوافي بالوفيات 150/15.
6- قال ابن طولون هي غربي الصالحية كان ينزلها سعد بن تميم (غوطة دمشق: محمد كردعلي ص 163).
7- بالأصل و م:«بن» خطأ، و الصواب ما أثبت، و اسمه محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق، أبو أحمد، ترجمته في سير الأعلام 370/16.

«أنا و أقراني» قلنا: ثم ما ذا يا رسول اللّه ؟ قال:«ثم القرن الثاني»، قلنا: ثم ما ذا يا رسول اللّه ؟ قال:«ثم يكون قوم يحلفون و لا يستحلفون، و يشهدون و لا يستشهدون، و يؤتمنون و لا يؤدون» (1)[4637].

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا محمّد بن علي بن خلف، ثنا عبد اللّه بن أبي داود، ثنا عمرو - يعني ابن عثمان - ثنا الوليد هو ابن مسلم، أخبرني ابن جابر، عن بلال بن سعد: أن أباه لما احتضر قال - و كان قد أدرك النبي صلّى اللّه عليه و سلّم - قال: أي بني، أين بنوك ؟ قال بلال: فأمرت أهلي فألبسوهم قمصا (2) بيضا ثم أتيت بهم فقال: اللّهم إني أعيذهم بك من الكفر و من ضلالة العمل، و من النساء (3)، و الفقر إلى بني آدم.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأنا أحمد بن سليمان بن زيان، ثنا هشام بن عمار، ثنا صدقة بن خالد، ثنا ابن جابر، ثنا بلال بن سعد، عن أبيه - و كان قد أدرك النبي صلّى اللّه عليه و سلّم - قال: مرض أبي فقال: أين بنوك ؟ فلبستهم قمصا بيضا ثم أتيته بهم، قال: اللّهم إني أعيذهم بك من الكفر و من ضلالة الفتن و من السباء و الفقر إلى بني آدم.

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى، ابنا (4) الحسن بن البنّا، قالا:

أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الطّيّب عثمان بن عمرو بن محمّد بن المنتاب.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أخبرنا الحسن بن علي، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمّد الخرقي (5)،قالا: حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، ثنا الحسين بن الحسين المروزي، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، قال: حدّثني - و في حديث ابن المنتاب: أخبرني - بلال بن سعد، عن أبيه، - و كان قد أدرك النبي صلّى اللّه عليه و سلّم - أنه مرض فقال لي: أين بنوك ؟ قلت: ها هم أولاء قال:

ص: 227


1- نقله ابن الأثير في أسد الغابة 188/2 و فيه:«و يخونون» بدل «و لا يؤدون».
2- بالأصل و م:«قميصا»، و المثبت عن الإصابة.
3- في الإصابة: و السب.
4- بالأصل و م:«أنبأنا» خطأ، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ هذا السند قريبا.
5- بالأصل: الحرقي، بالحاء المهملة خطأ و الصواب ما أثبت و ضبط عن الأنساب، ذكره السمعاني و ترجم له.

فائتني بهم، فأمرت بهم فألبسوهم، و قال ابن المنتاب: فألبسوا قمصا بيضا ثم أتيته بهم فقال: اللّهم إني أعيذهم بك من الكفر و من ضلالة العمل، و من السباء، و الفقر إلى بني آدم.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسين، عن أبي ثمامة علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أبو الطّيّب محمّد بن القاسم بن جعفر الكوكبي، ثنا ابن أبي خيثمة، ثنا الحوطي، ثنا عقبة بن علقمة بن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، حدثني بلال بن سعد، قال: لما حضرت أبي الوفاة فذكر مثله.

قال عقبة: و سعد أبو بلال بن سعد أتى به النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فوضع يده على رأسه و أمرّها على وجهه، ثم قال:

«صدر وعّاء للخير» (1)[4638].

أنبأنا أبو علي الحداد و جماعة، قالوا: أخبرنا أبو بكر بن ريذة (2)،ثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمّد بن حاتم المروزي، ثنا حبان بن موسى، ثنا ابن المبارك، عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، عن بلال بن سعد، عن أبيه، قال: قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:

«أي بنوك ؟- يعني قلت: ها هم أولاء - قال:«فائتني بهم، فأمرت أهلي فألبستهم قمصا بيضا ثم أتيته بهم فقال: اللّهم إني أعيذهم بك من الكفر و الضلالة و الفقر الذي يصيب بني آدم».

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أخبرنا عبد اللّه بن محمّد، حدثني شجاع بن مخلد، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا عبد الرّحمن بن يزيد بن تميم، قال: سمعت بلال بن سعد بن عمر أن سعدا سمع من النبي صلّى اللّه عليه و سلّم - يعني أتاه - قال عبد اللّه بن محمّد: سعد بن تميم أبو بلال بن سعد، سكن دمشق، و روى عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي

ص: 228


1- بالأصل و م:«الخير» و المثبت عن مختصر ابن منظور 233/9.
2- بالأصل: ربذة و الصواب ما أثبت و ضبط ، و قد مرّ كثيرا.

نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، ثنا أبو زرعة (1) حدّثني (2) عبد الرّحمن بن إبراهيم، ثنا محمّد بن مصعب (3)،حدثنا عثمان بن مسلم الدمشقي، أنه سمع بلال بن سعد - و كان سعد قد أدرك النبي صلّى اللّه عليه و سلّم - و يقال: إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم مسح رأسه، و دعا له.

قال أبو زرعة: و هو من السّكون، نسبه سعد بن تميم القاري،[كان] (4) يؤم الجماعة بدمشق، له بالشام عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حديثان حسنا المخرج.

أنبأنا أبو الفتح أحمد بن محمّد بن أحمد الحداد، و أخبرني أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد المروزي عنه، أنا أبو علي أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن يزداد، أنا عبد اللّه بن جعفر بن أحمد بن فارس، أنا أبو العباس أحمد بن يونس بن المسيّب الضّبّي، قال: سألت علي بن المديني عن سعد هذا، قلت: هو سعد بن هريم، فقال لي: لا أحد أرجل من الشام لم ينسب، قال: و ينبغي أن يكون قد أدرك النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو الطّيّب محمّد بن القاسم بن جعفر، حدثنا إبراهيم بن الجنيد، قال: سئل يحيى بن معين عن بلال بن سعد، عن أبيه كانت لأبيه صحبة، قال: نعم (5).

أنبأنا أبو محمّد عبد اللّه بن علي الآبنوسي، ثم أخبرني أبو الفضل محمّد بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي أحمد بن علي بن الحسن، أنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم قال: و سعد الأشعري أبو بلال بن سعد الأشعري، و ذكر نحو حديث: أين بنوك ؟.

سعد بن تميم سكوني ليس بأشعري.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، أنا محمّد بن عبد اللّه بن خميرويه، ثنا الحسين بن إدريس، أنا محمّد بن عبد اللّه بن عمّار

ص: 229


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 607/1.
2- بالأصل «جرابن» كذا، و الصواب المثبت عن تاريخ أبي زرعة.
3- عند أبي زرعة: شعيب.
4- زيادة عن أبي زرعة، و هي بدورها مستدركة فيه بين معكوفتين.
5- الإصابة 22/2.

الموصلي، قال: أبو بلال بن سعد كان من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

أنبأنا أبو الغنائم الحافظ ، ثم ثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل، و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أخبرنا محمّد بن إسماعيل (1)،قال في باب من اسمه سعد من الصحابة: سعد بن تميم الأشعري الشامي ثم ساق له الحديث الذي أخرجته في ترجمة ابنه بلال بن سعد عالما.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدثنا عبد العزيز الكتاني، أنا تميم بن محمّد، أنا جعفر بن محمّد، ثنا أبو زرعة، قال: سعد بن تميم القاري أبو بلال بن سعد.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير بن جوصا - إجازة-.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أحمد بن عمير - قراءة - قال: سعد بن تميم السّكوني أبو بلال بن سعد القاري، قال أبو سعيد: منزله ببيت أبيات دمشق، و كان يؤمّ بدمشق، و توفي سعد بالشام، قاله أبو سعيد.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك، و أبو الحسين مكي بن أبي طالب، قالا: أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال:

سعد بن إبراهيم السّكوني (2) لم يرو عنه إلاّ ابنه بلال بن سعد.

قرأت على أبي عبد اللّه ابن البنّا، عن أبي تمام علي بن محمّد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أبو الطّيّب، أنا أبو الفتح، أنا هانئ، أنا شجاع بن علي الصقلّي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، قال: سمعت تميم الأشعري، و يقال السّكوني والد بلال بن سعد إمام جامع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، قال محمّد بن القاسم بن جعفر، ثنا أبو بكر بن أبي خيثمة، ثنا عبد الوهاب بن نجدة، ثنا ضمرة، عن علي بن أبي جملة (3)،قال: كان سعد أبو

ص: 230


1- التاريخ الكبير 46/4.
2- بالأصل رسمها:«السلوى» خطأ و الصواب ما أثبت.
3- في الإصابة: ابن أبي جميلة.

بلال بن سعد السّكوني (1)،يقوم بنا في شهر رمضان، فإذا كان في آخر ليلة لم يحضر و قام في بيته.

قال ابن أبي خيثمة: و سعد يكنى أبا بلال.

أنبأنا أبو محمّد الأكفاني، ثنا عبد العزيز الكتاني، أنا تمام بن محمّد، ثنا محمّد بن سليم، ثنا محمّد بن الفيض، ثنا عبد الرّحمن بن إبراهيم دحيم، ثنا محمّد بن شعيب، قال: سمعت شدّاد يحدث (2)،قال: كانت قراءة سعد بن تميم أبي بلال بن سعد معهم بالقارعة في الصلاة عند مزبلة السيلحيين، قال: أخبرنا دحيم قال ابن شعيب و سمعت غير شداد يقول: كانت قراءته تسمع بالأوزاع (3).

2413 - سعد بن الجون السّكوني الحمصي

2413 - سعد بن الجون السّكوني (4) الحمصي

كان في جيش مسلم بن عقبة الذي أصاب أهل المدينة بالحرّة، و وجهه مسلم بريدا إلى يزيد بن معاوية مع ملك الفزاري فبشراه بالظفر بأهل الحرّة بالمدينة (5) فأجاز هما و ردهما لقتال عبد اللّه بن الزبير مع الحصين بن نمير فقتلا بمكة في محاصرة ابن الزبير، يأتي ذكره في ترجمة عبد اللّه بن حنظلة، و كان قتلهما سنة أربع و ستين.

2414 - سعد بن حمير بن مالك الهمداني

2414 - سعد بن حمير بن مالك الهمداني (6)

كان أحد النفر العشرة الذين وجههم يزيد بن معاوية إلى ابن الزبير يدعوه إلى طاعته، له ذكر في حديث.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني، قال: سعد (7) بن حمرة الهمداني استعمله يزيد بن معاوية على جند الأردن

ص: 231


1- بالأصل رسمها:«السلوى» خطأ و الصواب ما أثبت.
2- الخبر في الإصابة 22/2.
3- و هي من منازل دمشق الشمالية، انظر المجلدة الثانية ص 114 و الفهارس ص 270.
4- بالأصل و م «السلوى» و الصواب ما أثبت، و هذه النسبة إلى السّكون - بفتح ثم ضمة - بطن من كندة.
5- بالأصل: المدينة.
6- في م: الهمذاني.
7- بالأصل سعيد، خطأ، و الصواب ما أثبت فهو صاحب الترجمة.

حين وجه إلى ابن الزبير، قاله أنا (1) النقاش عن أحمد بن الحارث، عن جده محمّد بن عبد الكريم، عن الهيثم بن عدي.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة عن أبي نصر بن ماكولا (2)،قال: أما حمرة بضم الحاء، و سكون الميم المخفّفة: سعد بن حمرة الهمداني استعمله يزيد بن معاوية على جند الأردن حين وجه إلى ابن الزبير قاله الهيثم بن عدي.

2415 - سعد بن حميل بن شبث بن أساف بن هذيم بن عدي

2415 - سعد بن حميل (3) بن شبث بن أساف بن هذيم بن عدي

ابن جناب بن هبل بن عبد اللّه بن كنانة

ابن بكر بن عوف بن عذرة القضاعي

كان خوليا لمعاوية بن أبي سفيان على حمى جبلة و أيلة. له ذكر.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (4):و أما حميل بضم الحاء المهملة و فتح الميم سعد بن حميل بن شبت تقدم نسبه، كان خوليا لمعاوية.

و الخولي الذي يلي حمى الخيل و الإبل للملوك، قاله ابن الكلبي.

قال: و حميل بن شبث بن اساف بن هذيم بن عدي بن جناب بن هبل بن عبد اللّه بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة القضاعي إليه تنسب الخيل الحميلية.

2416 - سعد بن زياد

أبو عاصم مولى سليمان بن علي (5)

سكن البصرة، و أدرك عمر بن عبد العزيز، و أحسبه كان مع مواليه بالحميمة سمع نافعا مولى حمية (6) و عمر بن مصعب، و كيسان (7) مولى عبد اللّه [بن الزبير] (8)

ص: 232


1- كذا.
2- الاكمال لابن ماكولا 500/2 و 503.
3- بالأصل:«جميل» و المثبت عن الاكمال بالحاء المهملة.
4- الاكمال لابن ماكولا 126/2 و 127.
5- ترجمته في ميزان الاعتدال 120/2.
6- كذا بالأصل «حمية».
7- بالأصل «ولد سار» و الصواب ما أثبت، انظر مختصر ابن منظور 234/9.
8- الزيادة لازمة منا للإيضاح و انظر الخبر التالي.

عمر (1) العبشمي العبلي (2).

حكى عنه الأصمعي، و موسى بن إسماعيل، و أبو عبد اللّه بن أبي الأسود، و إسحاق بن أبي إسرائيل، و عبد الرّحمن بن المبارك العبشي، و القواريري، و محمّد بن أبي بكر المقدّمي.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد بن الحصين، و أبو المواهب أحمد بن محمّد بن عبد الملك، قالا: أنا القاضي أبو الطّيّب طاهر بن عبد اللّه، أنا أبو أحمد الغطريفي، ثنا أبو خليفة، ثنا عبد الرّحمن بن المبارك، ثنا سعد أبو عاصم، مولى سليمان بن علي، عن كيسان (3) مولى عبد اللّه بن الزبير، أخبرني سلمان الفارسي أنه دخل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و إذا عبد اللّه بن الزبير معه طست يشرب ماء فيه، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«ما شأنك يا ابن أخي ؟» قال: إني أحببت أن يكون من دم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في جوفي، فقال:«ويل (4) لك من الناس، و ويل للناس منك، لا تمسّك النار إلاّ قسم اليمين»[4639].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو حفص عمر بن إبراهيم الكتاني (5)،ثنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، ثنا إسحاق - يعني ابن أبي إسرائيل - ثنا أبو عاصم سعد بن زياد بصري بالبصرة مولى سليمان بن علي بن عبد اللّه بن عباس، عن نافع مولاه عن أبي هريرة قال: إن اللّه عز و جل لا يرفع العلم إنما يهلك العلماء و لا يتعلّم الجهّال، الصواب عن نافع مولى حمية (6).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أحمد بن محمّد النّقّور، و عبد الباقي بن محمّد بن غالب، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، ثنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، ثنا زكريا بن يحيى المنقري، ثنا الأصمعي، ثنا أبو عاصم سعد مولى سليمان بن

ص: 233


1- كذا العبارة بين الرقمين بالأصل، و لم أحلها.
2- كذا العبارة بين الرقمين بالأصل، و لم أحلها.
3- بالأصل:«لسان» و في م:«لسان» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ قريبا.
4- بالأصل:«ويلك لك» و المثبت عن م و يوافق عبارة مختصر ابن منظور 234/9.
5- في م: الكناني.
6- كذا بالأصل «حمية».

علي (1)،و كان قد أدرك عمر بن عبد العزيز،[عزّى أعرابي عمر بن عبد العزيز] (2) عن ابن (3) له فقال:

تعزّ أمير المؤمنين بأنه *** لما قد ترى يغذى الصغير و يولد (4)

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا (5):أنا أبو أحمد - زاد أحمد:

و محمّد بن الحسن، قالا:- ثنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، ثنا محمّد بن إسماعيل (6):قال سعد بن زياد أبو عاصم مولى سليمان بن علي: مات الحجاج و أنا ابن عشر سنين.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي - إجازة-.

ح قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن [أبي] حاتم (7)،قال: سمعت أبي يقول: يكتب حديثه و ليس بالمتين.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان التميمي، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول:

أبو عاصم سعد بن زياد مولى بني هاشم عن نافع مولى حمية (8) و عمرة أخت نافع، روى عنه عبد الصمد، و أبو سلمة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا

ص: 234


1- قوله «بن علي» مكرر بالأصل.
2- الزيادة منا اقتضاها السياق و قد سقطت العبارة من الأصل و من م.
3- هو عبد الملك كما في التعازي و المراثي ص 47.
4- البيت - من بيتين - بدون نسبة في الكامل للمبرد 1378/3 و التعازي و المراثي ص 47، و رواية الثاني: هل ابنك إلاّ من سلالة آدم لكلّ على حوض المنية مورد
5- كذا بالأصل و م، و ثمة نقص في السند، و تمامه كما مرّ سابقا، و قد مرّ كثيرا مثل هذا السند: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأنا أحمد بن الحسن و المبارك بن عبد الجبّار و محمّد بن علي و اللفظ له، قالوا...
6- التاريخ الكبير 56/4.
7- الجرح و التعديل 83/4.
8- كذا بالأصل و م.

الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو عاصم سعد بن زياد.

و قرأت على أبي الفضل أيضا عن أبي طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا محمّد بن إسماعيل، ثنا محمّد بن أحمد بن حمّاد، قال: أبو عاصم سعد بن زياد.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر بن محمّد بن سليمان، ثنا علي بن إبراهيم بن أحمد، ثنا يزيد بن محمّد بن إياس، قال: سمعت محمّد بن أحمد المقدّمي يقول: سعد أبو عاصم هو سعد مولى حمية (1).

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أبو بكر أحمد بن علي، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو عاصم سعد بن زياد الهاشمي مولاهم يقال مولى سليمان بن علي، سمع نافع مولى حمية (2)،و عمرة أخت نافع، روى عنه موسى بن إسماعيل التبوذكي، و عبد اللّه بن أبي الأسود البصري، حديثه في البصريين.

2417 - سعد بن أبي سعد

أبو صالح الفرغاني (3)

حدّث بدمشق، عن أبي غانم بن إسماعيل بن عبد الرّحمن الصابوني، و أبي منصور محمّد بن أحمد بن القاسم الأصبهاني، و أبي الحسين علي بن طاهر بن محمّد المقدسي، و أبي الوفاء ريحان بن عبد الواحد بن محمّد، و أبي محمّد أحمد بن الحسين بن منبوية الديبلي (4)،و أبي (5) محمّد إسماعيل بن الحسن النيسابوري.

كتب عنه أبو الحسن علي بن طاهر النحوي، و أنبأنا عليه فقال: الشيخ الصالح، و أبو القاسم عبد المنعم بن علي الكلابي.

أنبأنا أبو القاسم عبد المنعم بن علي بن أحمد بن الغمر الكلابي، ثم أخبرنا أبو

ص: 235


1- كذا بالأصل و م.
2- كذا بالأصل و م.
3- هذه النسبة بفتح الفاء و سكون الراء و فتح الغين نسبة إلى فرغانة. و هي في موضعين، انظر الأنساب.
4- بالأصل: الذيلي، و المثبت عن مختصر ابن منظور 234/9 و الديبلي نسبة إلى الديبل و هي بلدة من بلاد ساحل البحر من بلاد الهند قريبة من السند (الأنساب).
5- بالأصل:«و ابن» خطأ.

الفتح نصر اللّه بن محمّد الشافعي، حدّثنا أبو الحسن علي بن طاهر بن جعفر السلمي، قالا: ثنا أبو صالح سعد بن أبي سعد الفرغاني، ثنا أبو (1) محمّد أحمد بن الحسين بن منبوية الدّيبلي (2) بها، ثنا أبو بكر محمّد بن علي الافحاذي الدّيبلي بها، ثنا أبو يعقوب يوسف بن مكي القاضي - بأستراباذ - ثنا أبو حصين علي بن عبد الملك القاضي، ثنا جدي بدر بن الهيثم قاضي الكوفة، نا محمّد بن يحيى قاضي كرمان، ثنا ابن أبي ليلى، ثنا النعمان بن ثابت القاضي، ثنا شريح القاضي، ثنا علي بن أبي طالب - و كان أقضى الأمة - قال: لما أنفذني النبي صلّى اللّه عليه و سلّم إلى اليمن قال:

«يا علي، الناس رجلان: فعاقل يصلح للعفو، و جاهل يصلح للعقوبة»[4640].

2418 - سعد بن سلامة بن حابس

2418 - سعد بن سلامة بن حابس (3)

أبو الحسن المؤدّب الدّاراني (4) الإمام

حدّث عن أبي الخير سلامة بن محمّد بن البغدادي.

روى عنه عبد العزيز الكتاني، و الحسن بن علي اللّبّاد.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن محمّد بن عروس القضاع، أنا جدي لأبي أبو محمّد الحسن بن علي بن عبد الصمد اللّبّاد، ثنا أبو الحسن سعد بن سلامة بن حابس الإمام بداريّا، ثنا أبو الخير سلامة بن محمّد البغدادي، قدم علينا داريّا، ثنا أبو حفص عمر بن علي الرياب، ثنا عبد اللّه بن محمّد بن ناجية، قال: سمعت دينار أبا المسكين (5) يقول: خدمت أنس بن مالك ثلاث سنين، فسمعته يحدث عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«من احتكر طعاما أو تربّص به أربعين يوما ثم طحنه و خبزه و تصدّق به لم يقبله اللّه منه»، كذا قال، و الصواب أبا مكيس.

ص: 236


1- بالأصل «أبي» خطأ.
2- هذه النسبة بفتح الفاء و سكون الراء و فتح الغين نسبة إلى فرغانة. و هي في موضعين، انظر الأنساب.
3- بالأصل هنا، و الصواب ما أثبت و سيرد صوابا «حابس».
4- الداراني نسبة إلى داريا و هي قرية كبيرة حسنة من قرى غوطة دمشق.(الأنساب).
5- كذا، و الاكمال 221/7 أبو مكيس (بكسر الميم و بالياء المعجمة باثنتين من تحتها) دينار بن عبد اللّه الحبشي يروي عن أنس بن مالك. و سينبه المصنف في آخر الحديث إلى الصواب «أبي مكيس».

2419 - سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن أبي خزيمة

2419 - سعد بن عبادة بن دليم (1) بن حارثة بن أبي خزيمة (2)

و يقال: حارثة بن حرام بن خزيمة (3) بن ثعلبة بن طريف

ابن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج بن حارثة

أبو ثابت - و يقال: أبو قيس - الخزرجي (4)

سيد الخزرج شهد العقبة.

روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أحاديث.

روى عنه بنوه قيس بن سعد، و سعيد بن سعد، و إسحاق بن سعد، و عبد اللّه بن عباس.

و سكن دمشق، و مات بحوران، و قيل: إن قبره بالمنيحة (5) من إقليم بيت الآبار (6).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر، أنا أحمد بن محمّد بن أحمد، أنا عيسى بن علي بن عيسى، أنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، حدّثني محمّد بن المقرئ، ثنا سفيان، عن الزهري، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه، عن ابن عباس، عن سعد بن عبادة، قال: ماتت أمي و عليها نذر فسألت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فأمرني أن أقضيه عنها، أخرجه النسائي في سننه، عن محمّد بن أبي عبد الرّحمن عبد اللّه بن زيد المقرئ.

هكذا رواه ابن المقرئ عن سفيان بن عيينة. و رواه الحارث بن مسكين المصري القاضي، و علي بن حجر، عن ابن عيينة، و قالا: عن ابن عباس أن سعد بن عبادة.

و كذا رواه مالك و الليث بن سعد، و بكر بن وائل بن داود، عن الزهري.

ص: 237


1- بالأصل: حكيم، و الصواب عن مصادر ترجمته.
2- في أسد الغابة:«حزيمة» و كتب حزيمة بفتح الحاء المهملة.
3- في أسد الغابة:«حزيمة» و كتب حزيمة بفتح الحاء المهملة.
4- ترجمته في الاستيعاب 35/2-36 هامش الإصابة، أسد الغابة 204/2 الإصابة 30/2 الوافي بالوفيات 150/15 و سير الأعلام 270/1 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر ترجمت له. و ذكر ابن الأثير الكنيتين، و قال: و الأول أصح، يعني أبا ثابت.
5- المنيحة بالفتح ثم الكسر: من قرى دمشق بالغوطة.
6- بليدة خربت الآن، و يقال لخرائبها الآن تل أم الإبر، و هي على نهر العقرباني بين المقسمين في طريق المنيحة غربي دير خليل (غوطة دمشق: محمد كردعلي ص 164).

و كذا رواه الوليد بن يزيد الهروي، عن الأوزاعي، عن الزّهري.

و رواه عيسى بن يونس، و محمّد بن شعيب بن شابور (1)،عن الأوزاعي، عن الزهري، و قال: عن سعيد بن عبادة، كما قال ابن المقرئ عن ابن عيينة، و ذلك رواه حمّاد بن محمّد بن كثير، عن الأوزاعي، و لم يسق أسانيد رواياتهم خشية التطويل.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، ثنا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، ثنا يونس، ثنا حمّاد - يعني ابن زيد - ثنا عبد الرّحمن بن أبي شميلة، عن رجل رده إلى (3) سعيد الصّرّاف عن إسحاق بن سعد بن عبادة، عن أبيه سعد بن عبادة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«إن هذا الحي من الأنصار مجنّة (4)،حبّهم إيمان، و بغضهم نفاق»[4641].

رواه غيره عن حمّاد و أسقط الرجل الذي لم يسمّ و سعيد الصّرّاف.

أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، ثنا إسحاق بن إبراهيم - يعني المروزي - ثنا حمّاد بن زيد، حدّثني شيخ من الأنصار يقال له عبد الرّحمن بن شميلة، عن إسحاق بن سعد بن عبادة، عن أبيه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«إن هذا الحي من الأنصار مجنّة، حبّهم إيمان، و بغضهم نفاق»[4642].

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب بن سفيان، قال في تسمية أصحاب العقبة في المرة الثانية، ثنا عمرو بن خالد، و حسان بن عبد اللّه، و عثمان بن صالح، عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة في تسمية من شهد العقبة من الأنصار، و هو محمّد بن عبد الرّحمن بن عروة، قال: و من بني ساعدة بن كعب بن الخزرج: سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن حزيمة، و هو نقيب، و قد شهد بدرا.

أنبأنا أبو سعد محمّد بن محمّد، و أبو علي الحسين بن أحمد، قالا: أنا أبو نعيم

ص: 238


1- بالأصل: سابور، و الصواب شابور بالشين المعجمة.
2- مسند الإمام أحمد 285/5.
3- بالأصل:«أبو» خطأ و الصواب عن المسند.
4- في المسند المطبوع:«محنة» بالحاء المهملة خطأ.

أحمد بن عبد اللّه [نا] (1) سليم بن أحمد، ثنا محمّد بن عمر، و حدّثني أبي، حدّثنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة في تسمية من شهد العقبة من الأنصار من بني ساعدة بن كعب بن الخزرج: سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن خزيمة، و هو نقيب، و قد شهد بدرا.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، حدّثنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين محمّد بن الحسين بن الفضل، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن عتّاب العبدي، أنا القاسم بن عبد اللّه، ثنا إسماعيل بن أبي أويس، ثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمه موسى بن عقبة، قال في تسمية من شهد العقبة: سعد بن عبادة، و هو نقيب.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنبأنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم، ثنا محمّد بن جعفر الزّرّاد، حدّثنا عبيد اللّه بن سعد، ثنا عمي، ثنا أحمد بن حنبل، قال: سمعت سفيان، و قيل لسفيان: سمّ النقباء، فقال:

سعد بن عبادة و ذكر غيره.

قال: و ثنا عبيد اللّه، ثنا أحمد بن حنبل، ثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، عن حرب بن شدّاد قال: سمعت يحيى - يعني ابن أبي كثير - قال: بلغني أن النقباء اثني (2)عشر ليلة العقبة من بني النجار: سعد بن عبادة، و ذكرهم.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد بن عبد الجبار، ثنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال (3) في تسمية النقباء في العقبة الثانية قال: و كان نقيب بني ساعدة: سعد بن عبادة بن دليم (4) بن خزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج نقيب.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الحسين، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن

ص: 239


1- زيادة لازمة منا.
2- كذا و الصواب: اثنا عشر.
3- انظر سيرة ابن هشام 87/2.
4- بالأصل و م:«دكيم بن حزيم» و المثبت وفق ما أثبتناه في نسبه في بداية ترجمته، و في ابن هشام: دليم بن حارثة بن أبي حزيمة.

محمّد، حدّثني ابن الأموي، ثنا أبي، عن ابن إسحاق فيمن شهد العقبة: سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن حرام بن خزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة، و كان نقيبا.

قال: و حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أحمد بن زهير، قال: سمعت سعيد بن عبد الحميد يقول: سعد بن عبادة من الخزرج عقبي نقيب.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا عبد العزيز الكتاني، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، ثنا أبو زرعة (1)،حدّثني محمود بن خالد، ثنا عمر بن عبد الواحد، عن سعيد بن عبد العزيز: أن النقباء اثنا (2) عشر كلهم من الأنصار فذكرهم و قال: و من الخزرج: سعد بن عبادة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العز الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسين - زاد الأنماطي و أبو الفضل بن خيرون، قالا:- أنا أبو الحسين محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنبأنا عمر بن أحمد بن إسحاق، ثنا خليفة بن خياط (3)،قال: سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن خزيمة (4) بن أبي خزيمة بن ثعلبة بن ثعلبة (5) بن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الأكبر، أمه عمرة بنت سعد بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار، يكنى أبا قيس، نقيب، لم يشهد بدرا، مات بالشام في خلافة أبي بكر، و يقال في أول خلافة عمر - رحمهما اللّه - و قال في موضع آخر: يكنى أبا ثابت (6).

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أبو أحمد بن محمّد بن عمر، قال: ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، ثنا محمّد بن سعد (7) قال في الطبقة الأولى ممن لم يشهد بدرا: سعد بن عبادة بن دليم أحد بني

ص: 240


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 575/1.
2- بالأصل:«اثني» خطأ و الصواب ما أثبت.
3- طبقات خليفة بن خيّاط ص 166 رقم 603.
4- في الطبقات: بن حزيم بن أبي حزيمة (بالحاء المهملة في اللفظتين).
5- كذا بالأصل مكررة، و وردت عند خليفة مرة واحدة.
6- طبقات خليفة ص 554 رقم 2844.
7- الخبر برواية ابن أبي الدنيا سقط من الطبقات الكبرى لابن سعد.

ساعدة بن كعب بن الخزرج، و يكنى أبا ثابت كان يتهيأ للخروج إلى بدر، فنهش فأقام فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«لئن كان سعدا [لم] (1) يشهدها لقد كان حريصا عليها»، و كان عقبيا نقيبا سيدا جوادا.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق الرّملي، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، ثنا محمّد بن سعد (2) قال في تسمية النقباء، قال: و من بني ساعدة بن كعب بن الخزرج: سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن أبي خزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة، و يكنى أبا ثابت، و أمه عمرة، و هي الثالثة بنت مسعود بن قيس بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن مالك بن النجار بن الخزرج، و هو ابن خالة سعد بن زيد الأشهلي من أهل بدر، و كان سعد في الجاهلية يكتب بالعربية، و كانت الكتابة في العرب قليلا، و كان يحسن العوم و الرمي، و كان من أحسن ذلك سمّي الكامل، و كان سعد بن عبادة و عدّة آباء له قبله في الجاهلية ينادي على أطمهم: من أحب الشحم و اللحم فليأت أطم دليم بن حارثة.

قال محمّد بن عمر (3):و كان سعد بن عبادة، و المنذر بن عمرو، و أبو دجانة لما أسلموا يكسرون (4) أصنام بني ساعدة، و سعد شهد العقبة مع السبعين من الأنصار في روايتهم جميعا، و كان أحد النقباء الاثني عشر و كان سيدا جوادا، و لم يشهد بدرا، كان يتهيأ للخزرج إلى بدر و يأتي دور الأنصار يحضهم على الخروج فنهش قبل أن يخرج فأقام، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«لئن كان سعدا لم يشهدها لقد كان حريصا عليها»، و روى بعضهم أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قرر (5) له بسهمه و أجره و ليس ذلك بمجمع عليه، و لا يثبت، و لم يذكره أحد ممن يروي المغازي في تسمية من لم يشهد (6) بدرا، و لكنه قد شهد أحدا و الخندق

ص: 241


1- زيادة اقتضاها السياق، انظر الرواية التالية و الحاشية الآتية.
2- طبقات ابن سعد 613/3.
3- المصدر نفسه 614/3.
4- بالأصل: يكثرون، و الصواب عن ابن سعد.
5- في ابن سعد: ضرب.
6- كذا «لم يشهد» بالأصل و م، و في ابن سعد:«من شهد بدرا» و هو أظهر باعتبار ما يلي.

و المشاهد كلها مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم [و كان سعد لما قدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم] (1) يبعث إليه في كل يوم جفنة فيها ثريد بلحم، أو ثريد بلبن أو بخلّ و زيت، أو بسمن، و أكثر ذلك اللحم، فكانت جفنة سعد تدور مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في بيوت أزواجه، و كانت أمه عمرة بنت مسعود من المبايعات فتوفيت بالمدينة و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم غائب في غزوة دومة الجندل، و كانت في شهر ربيع الأول سنة خمس من الهجرة، و كان سعد بن عبادة معه في تلك الغزوة، فلما قدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم المدينة أتى قبرها فصلّى عليها[4643].

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية، قال: سمعت نوح بن حبيب القومسيّ قال: سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة - قال نوح: سعد بن عبادة - يكنى أبا ثابت، سمعته من عفان.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، ثم أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنبأنا أبو علي المدائني، أنبأنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم قال: سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن أبي خزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج شهد العقبة، و كان نقيبا و لم يشهد بدرا، حدّثنا بذلك ابن هشام عن زياد، عن ابن إسحاق، و لم يذكره (2) ابن إسحاق في أسماء أهل بدر، و قد ذكره عروة في غير الأسماء أنه من أهل بدر، و يقال ذلك في بعض الحديث، توفي لسنتين و نصف من خلافة عمر، و قيل في خلافة أبي بكر، و أم سعد بن عبادة عمرة بنت سعد بن (3) عمرو بن زياد بن مناة (4).

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي و حدّثنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين بن الطّيّوري، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا أبو أحمد - زاد ابن خيرون و محمّد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (5)،قال: سعد بن عبادة أبو ثابت الأنصاري الخزرجي المديني، شهد بدرا.

ص: 242


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن م، و انظر ابن سعد.
2- بالأصل:«يذكر» و المثبت اقتضاه السياق.
3- بالأصل:«عن» خطأ و الصواب ما أثبت.
4- كذا ورد نسب أم سعد بن عبادة هنا، و انظر ما مرّ قريبا بصددها.
5- التاريخ الكبير 44/4.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن غانم الحداد، أنبأنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق، أنا أبي قال: سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن أبي خزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة، توفي في خلافة أبي بكر بالشام، و قيل في خلافة عمر، يكنى أبا ثابت، شهد بدرا، روى عنه ابنه سعيد، و ابن عباس، و أنس و غيرهم.

قرأت على أبي محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (1):و أما خزيمة أوله حاء مهملة مفتوحة بعدها زاي مكسورة، سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن أبي حزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج، أبو ثابت أحد السبعين الذين بايعوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ليلة العقبة، و أحد النقباء الاثني عشر، لم يشهد بدرا. و هو الذي يقال إن الجن قتلته.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أخبرنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد قال ابن زهير: و أنا المدائني عن يحيى بن عبد العزيز، عن أبيه: أن سعد بن عبادة يكنى أبا ثابت.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه، ابنا (2) أبي علي الفقيه، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل بن بيري - إجازة - أنا محمّد بن الحسين بن محمّد بن سعيد، ثنا ابن أبي خيثمة، أنا أبو الحسن علي بن محمّد المدائني، قال:

سعد بن عبادة يكنى أبا ثابت، مات في خلافة أبي بكر الصدّيق، هذا وهم.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن (3) أبي الفتح عبد الملك بن عمر بن خلف الرزاز، ثم أخبرني أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الفتح الرّزّاز، أنا أبو حفص بن شاهين، ثنا أبو عبد اللّه بن مخلد.

ح و أخبرنا أبو الحسين الطّيّوري، أنا أبو الحسن العتبي، أنا أبو عثمان بن محمّد بن أحمد المخرّمي، أنا إسماعيل الصفار، قالا: حدّثنا عباس بن محمّد الدوري، ثنا أبو بكر بن أبي الأسود، قال: سعد بن عبادة أبو ثابت.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو

ص: 243


1- بالأصل:«قالا أخبرنا حزيمة» و الصواب ما أثبت، انظر الاكمال 140/3-141.
2- بالأصل:«أنبأنا» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ هذا السند كثيرا.
3- بالأصل و م:«الساعي» بدل «البنا، عن» و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.

سعيد بن حمدون، أنبأنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو ثابت سعد بن عبادة سيد الخزرج، شهد بدرا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب (1) بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، قال:

أبو ثابت سعد بن عبادة الأنصاري الخزرجي.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصفا، أنا أبو القاسم الصّوّاف، أنا أبو بكر المهندس، أنا أبو بشر محمّد بن أحمد الدولابي، أنا أحمد بن شعيب، قال: كنية سعد بن عبادة الأنصاري أبو ثابت.

قال أبو بشر الدولابي: سعد بن عبادة الأنصاري أبو ثابت.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي الهمذاني (2)،أنا أبو بكر الصفار، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا محمّد بن محمّد الحاكم، قال: أبو ثابت - و يقال: أبو قيس - سعد بن عبادة بن عبد اللّه بن دلامة بن أسد بن الحارث بن الخزرج، و يقال:

ابن عبادة بن دليم بن حارثة بن خزيمة بن أبي خزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الأكبر الأنصاري الخزرجي المدني، و أمه عمرة بنت سعد بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار، شهد بدرا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و يقال لم يشهد بدرا، و كان عقبيا، نقيبا، سيدا، جوادا.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي (3)،ثنا أبو الحسين بن المهتدي.

ح و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبي أبو يعلى، قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي الصّيدلاني، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن مخلد قال: قرأت على أبي عمرو الأنصاري، حدثكم الهيثم بن عدي قال: قال ابن عباس: سعد بن عبادة يكنى أبا قيس.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد، أنبأ محمّد بن الحسن، أنا أحمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن محمّد، ثنا محمّد بن إسماعيل البخاري، قال: سمعت أبا محمّد

ص: 244


1- بالأصل و م:«أنا ابن الخطيب بن عبد اللّه» و الصواب ما أثبتناه قياسا إلى سند مماثل، و انظر ترجمة الخصيب في سير الأعلام 349/17.
2- بالأصل و م: الهمداني، بالدال المهملة، و الصواب ما أثبت، انظر فهارس المجلدة العاشرة ص 59.
3- بالأصل «المحلي» و الصواب ما أثبت و ضبط ، عن التبصير.

الكوفي، قال: لما أراد النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أن يهاجر سمعوا صوتا بمكة يقول (1):

إن يسلم السّعدان يصبح محمد *** من الأمن لا يخشى خلاف المخالف

فقالت قريش: لو علمنا من السعدان لفعلنا و فعلنا، قال: فسمعوا من القابلة و هو يقول (2):

فيا سعد سعد الأوس كن أنت مانعا *** و ما سعد سعد الخزرجين العطارف (3)

أجيبا إلى داعي الهدى و تمنيا *** على اللّه في الفردوس زلفة عارف

قال: سعد الأوس سعد بن معاذ، و سعد الخزرجين سعد بن عبادة، الغطارف:

الكرام، واحدهم غطريف.

أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن - رحمه اللّه - قال: أنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي، أنبأنا رشأ بن نظيف المقرئ، أنا الحسن بن إسماعيل بن محمّد، ثنا أحمد بن مروان، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، ثنا أبي، ثنا هشام بن محمّد، ثنا عبد الحميد بن أبي عيسى، عن أبيه، عن جده قال: سمعت قريش صائحا يصيح على أبي قبيس و هو يقول:

إن يصبح السعدان يصبح محمّد *** بمكة لا يخشى خلاف المخالف

فقال أبو سفيان و أشراف قريش من السعود: سعد بن بكر، و سعد بن زيد مناة، و سعد هذيم من قضاعة، فلما كان في الليلة الثانية سمعوا صوته على أبي قبيس و هو يقول:

يا سعد سعد الأوس كن أنت ناصرا و يا سعد سعد الخزرجين الغطارف

أجيبا إلى داعي الهدى و تمنيا *** على اللّه في الفردوس منية عارف

فإن ثواب اللّه للطالب الهدى *** جنان من الفردوس ذات رفارف

فقالت قريش: هذا سعد بن معاذ، و سعد بن عبادة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو الفرج غيث بن علي، و أبو محمّد

ص: 245


1- البيت في الاستيعاب 37/2 و أسد الغابة 205/2.
2- الاستيعاب و أسد الغابة.
3- عن المصدرين و بالأصل «الغطائف».

عبد الكريم بن حمزة السّلمي، قالوا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي، أنا أبو بكر الخرائطي، ثنا علي بن حرب، قال: سمعت أبا المنذر هشام بن محمّد بن السائب الكلبي، عن عبد المجيد بن أبي عبس، عن أشياخه، قال: لما هاجر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم خفي على قريش خبره فبينا قريش في أنديتها حول البيت إذ سمعوا صوتا من أبي قبيس يقول:

يا سعد سعد الأوس كن أنت ناصرا و يا سعد سعد الخزرجين الغطارف

أجيبا إلى داعي الهدى و تمنيا *** على اللّه في الفردوس منية عارف

قال علي بن حرب - و زاد فيه ابن زياد - عنه فلما سألته عنه لم يحفظه:

فإن ثواب اللّه للطالب الهدى *** جنان من الفردوس ذات رفارف

فعلمت قريش أن ناصر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من الأوس و الخزرج سعد بن معاذ، و سعد بن عبادة.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد، أنا أحمد بن عبد الجبار، ثنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق (1)،قال: فلما تفرق الناس من بيعة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ليلة العقبة، و نفروا و كان الغد فتشت قريش عن الخبر و البيعة فوجدوه حقا، فانطلقوا في طلب القوم فأدركوا سعد بن عبادة، و أفلتهم منذر بن عمرو، فشدوا يدي سعد إلى عنقه بنسعه (2) و كان ذا شعر كثير فطفقوا يجذبونه بجمّته (3) و يصكّونه و يلكزونه، قال سعد بن عبادة: فو اللّه إني لفي أيديهم يسحبوني إذ طلع نفر من قريش فيهم فتى أبيض جلد شعشاع وضيّ (4)، فقلت: إن يك (5) عند أحد من القوم خير فعند هذا، و هو سهيل بن عمرو، فلما دنا مني رفع يده فلكمني لكمة شديدة، فقلت: و اللّه ما في القوم خير بعد هذا، فو اللّه إني لفي أيديهم إذ غمز رجل منهم فخذي فقال: هل كان بينك و بين أحد من قريش عهد؟ فقلت:

ص: 246


1- انظر سيرة ابن هشام 91/2 و 92.
2- النسع: الشراك الذي يشد به الرحل.
3- الجمّة: مجتمع شعر الرأس، و هي أكثر من الوفرة، و الجمع: جمم.
4- بالأصل:«و ذي» و المثبت عن سيرة ابن هشام.
5- بالأصل: يكون، خطأ، و الصواب عن ابن هشام.

نعم، قد كنت أجير للمطعم (1) بن عدي، و الحارث بن أمية ركائبهما إذ قدموا علينا.

فقال: لا أبا لك، أهتف بالرجلين، ففعلت، فذهب إليهما فقال: إنّ هذا الرجل الذي في أيدي نفر من قريش يعبثون به تهتّف بكما، يزعم أنه قد كان بينه و بينكم عقد و جوار، فقالا: من هو؟ فقال: سعد بن عبادة، فقالا: صدق و اللّه إن كان ليفعل، ثم جاءا إليّ حتى أطلقاني من أيديهم، ثم خلّيا سبيلي، فانطلقت.

فكان أول شعر قيل في الإسلام شيء قاله ضرار بن الخطاب بن مرداس الفهري (2)في ذلك:

تداركت سعدا عنوة فابتدرته *** و كان شفاء لو تداركت منذرا

فأجابه حسان بن ثابت فقال (3):

لست إلى سعد و لا المرء منذر *** إذا ما مطايا القوم أصبحن ضمّرا

و لو لا أبو وهب لمرّت قصائد *** على شرف الخرقاء يلمعن حسّرا

أ تفخر بالكتّان لمّا لبسته *** و قد يلبس الأنباط زنطا معصفرا (4)

فإنّا و من يهدي القصائد نحونا *** كمستبضع تمرا إلى أهل خيبرا

كتب إليّ أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان الرّزّاز، ثم أنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا أحمد بن الحسين بن خيرون، قالا: أخبرنا عبد الملك بن محمّد الواعظ ، أنا محمّد بن أحمد بن الحسن، أنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا المنجاب - هو ابن - الحارث، ثنا أبو عامر الأسدي، عن ابن خرّبوذ (5) المكي، عن أبي الطفيل، قال: جاء سعد بن عبادة، و المنذر بن عمرو يمتاران لأهل العقبة، و قد خرج القوم، قال: فنذر بهما أهل مكة فأخذ سعد و أفلت المنذر، قال سعد: فضربوني حتى تركوني كأني ذهب أحمر قال: فجاءني رجل كأنه رجمني فقال: ويلك أ ما لك بمكة أحد تستجير به ؟ قلت: لا و اللّه، إلاّ أن العاص بن وائل السهمي قد كان يقدم علينا المدينة

ص: 247


1- في ابن هشام: لجبير بن مطعم بن عدي.
2- كان ضرار شاعر قريش و فارسها، و لم يكن في قريش من هو أشعر منه، أسلم ضرار عام الفتح. و البيت التالي في سيرة ابن هشام 93/2.
3- الأبيات في ديوان حسان بن ثابت ط بيروت ص 109 و ابن هشام 94/2.
4- في المصدرين: ريطا مقصّرا.
5- بالأصل خربود بالدال المهملة.

فنكرمه و نحسن مثواه، قال: فقال رجل من القوم ذكر ابن عمي و اللّه لا يصل إليه منكم أحد، قال: فكفوا عني، قال: فإذا هو عدي بن قيس بن عدي السهمي، قال حسان بن ثابت في ذلك:

فلو لا أبو حسان مرّت قصائد *** على جانب البرقاء (1) يهوين حسّرا

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو محمّد المصري، ثنا أحمد بن مروان، ثنا الهيثم بن خالد، ثنا محمّد بن عيسى الطباع، ثنا سفيان بن عيينة، عن معمر قال: النقباء كلهم من الأنصار: سعد بن خيثمة من بني عمرة بن عوف، و سعد بن الربيع من بني النجار، و سعد بن عبادة من بني عبد الأشهل، و عبد اللّه بن رواحة، و أبو الهيثم بن التّيّهان، و البراء بن نافع بن مالك الزرقي، و عبد اللّه بن عمرو بن حرام (2)،و هو أبو جابر، و عبادة بن الصامت من بني سلمة، و المنذر بن عمرو من بني ساعدة (3)،قال محمّد بن عيسى قال معمر: سماهم لي رجل عالم بأمرهم لا أبالي أن لا أسأل أحدا بعده غيره.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو القاسم عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني أحمد بن زهير، قال: سمعت سعيد بن عبد الحميد يقول: سعد بن عبادة من الخزرج عقبي نقيب.

أخبرنا أبو زهير إسماعيل بن أحمد الكرماني، و أبو الحسن مكي بن أبي طالب الهمداني، قالا: أنا أحمد بن علي بن خلف، ثنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: قرأت بخط أبي العباس محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن عبد الوهاب، قال: قلت لعلي بن عثّام:

لم سمّوا نقباء؟ قال: النقيب الضمين، ضمنوا لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إسلام قومهم (4) فسمّوا بذلك نقباء.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن

ص: 248


1- البرقاء موضع، قال ياقوت: البرقاء في البادية، قال الراجز: يترك بالبرقاء شيخنا قد ثلب
2- بالأصل: حزام، و الصواب ما أثبت حرام بالراء المهملة، راجع ترجمته في الاستيعاب.
3- انظر في أسماء النقباء و أنسابهم و صفاتهم و وفاتهم طبقات ابن سعد 603/3 و ما بعدها و سيرة ابن هشام 86/2 و ما بعدها.
4- بالأصل:«قومهما» خطأ، و الصواب ما أثبت، و هو ما اقتضاها سياق العبارة.

بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، ثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا المنجاب بن الحارث، أنا أبو مالك الجنبي، عن حجّاج، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس، قال: كان عدة أهل بدر ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا كان المهاجرون سبعة و سبعين رجلا و الأنصار مائتين و ستة و ثلاثين رجلا، و كان صاحب راية المهاجرين علي بن أبي طالب، [و] صاحب راية الأنصار سعد بن عبادة.

أنبأنا أبو علي الحداد و جماعة، قالوا: أنبأنا أبو بكر بن ريذة (1)،ثنا سليمان بن أحمد، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل، ثنا إبراهيم بن الزّبرقان، عن الحجّاج بن أرطأة، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس، قال: كان لواء رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يوم بدر مع علي بن أبي طالب، و لواء الأنصار مع سعد بن عبادة (2).

قال: و أنا سليمان، ثنا محمّد بن عبد اللّه الحضرمي، ثنا جبارة بن مغلّس، ثنا أبو شيبة، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس، قال: كانت راية رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في المواطن كلها: راية المهاجرين مع علي بن أبي طالب، و راية الأنصار مع سعد بن عبادة.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أحمد بن الحسن، أنا عبد الملك بن محمّد، أنا أبو علي بن الصّوّاف، ثنا محمّد بن عثمان، ثنا عون بن سلام، أنا أبو شيبة، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس قال: كانت راية الأنصار مع سعد بن عبادة في المواطن كلها حتى كان يوم فتح مكة دفعت راية قضاعة إلى أبي عبيدة بن الجرّاح، و دفعت راية بني سليم إلى خالد بن الوليد، و كانت راية الأنصار مع سعد بن عبادة، و راية المهاجرين مع علي بن أبي طالب.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، ثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، ثنا عبد الرزاق، ثنا معمر، عن عثمان الجزري، عن مقسم، قال: لا أعلمه إلاّ عن ابن عباس: أن راية النبي صلّى اللّه عليه و سلّم كانت تكون مع علي بن أبي طالب، و راية الأنصار مع سعد بن عبادة، و كان إذا استحرّ القتال كان

ص: 249


1- مهملة بالأصل بدون نقط ، و الصواب ما أثبت و ضبط ، انظر تبصير المنتبه، و قد مضى التعريف به.
2- سير الأعلام 273/1.

رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم مما يكون يحب راية الأنصار (1).

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن غانم بن أحمد، أنا عبد الرّحمن بن منده، أنا أبي أبو عبد اللّه، أنا محمّد بن يعقوب البيكندي، ثنا سعيد بن مسعود المروزي، ثنا عفان بن مسلم، ثنا حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس قال: لما بلغ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم اقفال (2) أبي سفيان فقال:«أشيروا عليّ »، فقام أبو بكر فقال له:«اجلس»، ثم قام عمر، فقال له:«اجلس» فقام سعد بن عبادة، فقال: إيانا تريد يا رسول اللّه، فلو أمرتنا أن نخيضها البحر لأخضناها، و لو أمرتنا أن نضرب أكبادها إلى برك الغماد لفعلنا ذلك (3).

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو بكر، أنا محمّد بن يوسف بن بشر الهروي، قال: قرئ على محمّد بن حمّاد الطّهراني (4)،أنا عبد الرّزّاق، أنا الثوري، عن محمّد بن السائب، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال:

لما كان يوم بدر قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«من قتل قتيلا فله كذا، و من أسر أسيرا فله كذا» و كانوا قتلوا سبعين و أسروا سبعين، فجاء أبو اليسر بن عمرو، بأسيرين فقال: يا رسول اللّه إنك و عدتنا: من قتل قتيلا فله كذا، و من أسر أسيرا فله كذا، فقد جئت بأسيرين، فقام سعد بن عبادة فقال: يا رسول اللّه إنا لم يمنعنا زهادة في الآخرة و لا جبن عن العدو، و لكنا قمنا هذا المقام خشية أن يقتطعك المشركون، فإنك إن تعط (5) هؤلاء لا يبق لأصحابك شيء فجعل هؤلاء يقولون، و هؤلاء يقولون فنزلت: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفٰالِ قُلِ الْأَنْفٰالُ لِلّٰهِ وَ الرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللّٰهَ وَ أَصْلِحُوا ذٰاتَ بَيْنِكُمْ (6)قال: فسلّموا الغنيمة لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، قال ثم نزلت وَ اعْلَمُوا أَنَّمٰا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْ ءٍ فَأَنَّ لِلّٰهِ خُمُسَهُ الآية (7).

ص: 250


1- مسند الإمام أحمد 368/1 و نقله الذهبي في السير 273/1 و عبد الرزّاق في مصنفه(9640).
2- عن سير الأعلام، و بالأصل «قال» و كتب محقق السير بالهامش:«و في أحمد و مسلم و المستدرك: إقبال».
3- الخبر نقله الذهبي في السير 273/1-274 و انظر تخريجه فيه. و برك الغماد: بكسر الباء، و بكسر الغين المعجمة و قيل بفتح و قيل بضم، موضع في أقصى اليمن (انظر ياقوت).
4- بالأصل «الصهراني» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 628/12.
5- بالأصل: تعطي، خطأ.
6- سورة الأنفال، الآية الأولى.
7- سورة الأنفال، الآية:41.

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب محمّد بن محمّد، أنا أبو بكر الشافعي، ثنا إسحاق بن الحسن الحربي، ثنا أبو حذيفة موسى بن مسعود، ثنا سفيان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يوم بدر:«من جاء بأسير فله سلبه، و من جاء برأس فله كذا» فجاء أبو اليسر بأسيرين فقال يا رسول اللّه قلت:«من جاء بأسير له كذا، و من جاء برأس فله كذا» فقد جئت بهذين، فقال سعد بن عبادة: يا رسول اللّه قد رأينا مكان ما أخذوا، و لكنا حرسناك مخافة عليك، فجعل أبو اليسر يتكلم فإذا فرغ تكلم سعد بن عبادة فنزلت: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفٰالِ قُلِ الْأَنْفٰالُ لِلّٰهِ وَ الرَّسُولِ قال: ثم نزلت: وَ اعْلَمُوا أَنَّمٰا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْ ءٍ فَأَنَّ لِلّٰهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ .

أخبرنا أبو بكر محمّد (1) بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا عبد الوهاب بن أبي حيّة، أنا محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر (2)، حدّثني يحيى بن عبد العزيز بن سعيد بن سعد بن عبادة [عن أبيه قال: حمل سعد بن عبادة] (3) في بدر على عشرين جملا.

قال محمّد بن عمر (4):و قد روي أن سعد بن عبادة ضرب له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بسهمه و أجره - يعني يوم بدر - و قال حين فرغ من القتال ببدر:

«لئن لم يكن شهدها سعد بن عبادة لقد كان فيها راغبا»، و ذلك أن سعد بن عبادة لما أخذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في الجهاز كان يأتي دور الأنصار يحضهم على الخروج، فنهش ببعض تلك الأماكن فمنعه ذلك من الخروج فضرب له بسهمه و أجره.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر (5)،أنا الأحوص بن المفضل (6)،أنا أبي قال: روى مصعب عن علمائهم أن سعد بن عبادة تجهز لبدر وارع (7) و لم يشهدها و قد ذكروا أن سعدا بن عبادة قام يوم

ص: 251


1- بالأصل «أحمد» خطأ و الصواب ما أثبت، قياسا إلى سند مماثل.
2- مغازي الواقدي 25/1.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل فاضطربت العبارة، و الذي استدرك عن مغازي الواقدي.
4- مغازي الواقدي 101/1.
5- بياض بالأصل و م مقدار كلمتين.
6- بالأصل و م:«أنا الأحوص و الفضل» خطأ و الصواب ما أثبت قياسا إلى أسانيد مماثلة.
7- كذا بالأصل و م.

بدر فقال: يا رسول اللّه أ نعطي هؤلاء و نترك الذين أقاموا عندك.

قال أبو علي الواحدي المتكلم بهذا سعد بن معاذ، و لم يشهد بدرا سعد بن عبادة.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد، أنا الحسن بن علي، أنا أحمد بن جعفر، ثنا عبد اللّه بن أحمد (1) حدّثني أبي.

ح و أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الشافعي، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن محمّد الأنباري بها، أنا عبد الواحد بن محمّد بن عبد اللّه بن مهدي، أنا إسماعيل بن محمّد الصفار، ثنا أحمد بن منصور، قالا: ثنا عبد الرزاق، أنا معمر، عن ثابت - زاد أبو القاسم: البناني - عن أنس - أو غيره-:

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم استأذن على سعد بن عبادة فقال:«السلام عليكم و رحمة اللّه»، فقال سعد: و عليكم - و في حديث أبي القاسم: و عليكم السلام و رحمة اللّه - و لم يسمع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم حتى سلّم ثلاثا و رد عليه سعد ثلاثا، و لم يسمعه، فرجع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فاتبعه سعد فقال: يا رسول اللّه بأبي أنت ما سلّمت تسليمة إلاّ هي - و قال الشافعي: إلاّ و هي - بأذني و لقد رددت عليك، و لم أسمعك أحببت أن استكثر من سلامك و من البركة، ثم دخلوا البيت - و في حديث أبي (2) القاسم: ثم أدخله البيت - فقرّب له - و قال الشافعي: إليه - زبيبا فأكل ذلك النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، فلما فرغ قال:

«أكل طعامكم الأبرار و صلّت عليكم الملائكة، و أفطر عندكم الصائمون»[4644].

أخبرنا أبو غالب محمّد بن عمرو بن أحمد الشيرازي، أنا أبو الجيش ماجد بن علي بن أحمد بن علي بن الحسين بن الحسن بن محرز الأعرابي الضّبّي أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن عبد الرّحمن بن محمّد بن عمر بن الحسين بن جعفر الهمداني (3)، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن الحسين بن عمر بن بشير الثقفي المقرئ، ثنا أحمد بن محمّد بن علي الخزاعي، أنا قرّة بن حبيب، أنا عبد الحكم، عن أنس بن مالك قال:

عاد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم سعد بن عبادة على أتان من غير سرج و لا لجام فوقف على

ص: 252


1- الخبر في مسند الإمام أحمد 138/3.
2- بالأصل و م:«ابن» خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ أثناء الحديث.
3- ترجمته في سير الأعلام 433/17 و فيها:«بن عمر بن حفص..».

الباب و سلّم فسمعها سعد فردّها من غير أن يسمعه، فلمّا لم يسمع ثنّى فقال:«السلام عليكم» فسمعها سعد فردّها من غير أن يسمعه، فلما لم يسمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم انصرف و قال:«استأذنوا ثلاثا فإن أذن لكم و إلاّ فارجعوا»، فلما حس ذلك الأنصاري خرج مسرعا فاتّبعه فقال: يا نبي اللّه جعلني اللّه لك الفداء ما من تسليمة سلّمتها إلاّ و قد رددت عليك، و ما منعني أن أسمعك إلاّ أني أحببت أن استكثر من تسليمك يا رسول اللّه فارجع بأبي أنت و أمي، يا رسول اللّه، فرد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إلى منزله فأنزله و قرّب إليه شيئا من سمسم و شيئا من تمر، حتى إذا أكل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و أراد أن يقوم دعا له بثلاث دعوات فقال:

«أكل طعامك الأبرار، و أفطر عندك الصائمون، و صلّت عليك الملائكة»[4645].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي الواعظ ، أنا أبو (1) بكر القطيعي، أنا أبو عبد الرّحمن، قال: حدّثني أبي أحمد بن حنبل (2)،ثنا الوليد بن مسلم، ثنا الأوزاعي، قال: سمعت يحيى بن أبي كثير يقول: حدّثني محمّد (3) بن عبد الرّحمن بن سعد بن زرارة، عن قيس بن سعد، قال: زارنا النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في منزلنا فقال:«السلام عليكم و رحمة اللّه» قال: فردّ سعد ردا خفيا قال قيس: فقلت: أ لا يأذن لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال: ذره يكثر علينا من السلام، ثم قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«السلام عليكم و رحمة اللّه» فردّ سعد ردا خفيا ثم قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«السلام عليكم و رحمة اللّه» فرد سعد ردا خفيا، و رجع (4) رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و اتّبعه سعد فقال: يا رسول اللّه قد كنت أسمع تسليمك و أردّ عليك ردا خفيا لتكثر علينا من السلام، قال: فانصرف معه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فأمر له سعد بغسل، فوضع فاغتسل، ثم ناوله - أو قال: ناولوه - ملحفة مصبوغة بزعفران و ورس، فاشتمل بها، ثم رفع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يديه و هو يقول:«اللّهم، اجعل صلواتك و رحمتك على آل سعد بن عبادة» قال: ثم أصاب من الطعام فلما أراد

ص: 253


1- بالأصل:«أبي» خطأ.
2- الخبر في مسند الإمام أحمد 421/3.
3- بالأصل: حدثني أبي أحمد بن محمد بن حنبل ثنا الوليد عبد الرحمن و شطب بخط فوق الكلمات «حنبل ثنا الوليد» و حقه أن يشطب و يحذف:«أبي أحمد بن حنبل ثنا الوليد» حذفنا و صوبنا السند عن م، و انظر مسند أحمد.
4- ما بين الرقمين العبارة بأكملها سقطت من مسند أحمد.

الانصراف قرّب إليه سعد حمارا قد وطأ عليه بقطيفة فركب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال سعد: يا قيس، اصحب (1) رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، قال قيس: فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«اركب» فأبيت (2) ثم قال:«إمّا أن تركب و إما أن تنصرف» قال: فانصرفت.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن محمّد بن عقبة، ثنا إبراهيم بن إسحاق بن أبي القيس، ثنا يعلى بن عبيد، ثنا الأعمش عن جعفر، عن عبد الرّحمن الأنصاري، عن أم طارق مولاة سعد، قالت: جاء النبي صلّى اللّه عليه و سلّم إلى سعد فاستأذن، فسكت سعد، ثم أعاد فسكت سعد، ثم أعاد فسكت سعد فانصرف النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فأرسلني و راءه فقال: إنه لم يمنعني أن يأذن لك إلاّ أنّا أردنا أن نزيد قالت: فسمعت صوتا على الباب يستأذن و لم أر شيئا، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من أنت ؟» قالت: أم ملدم (3)،فقال:«لا مرحبا بك و لا أهلا اذهبي إلى أهل قبا» قالت: نعم، قال:«فاذهبي إليهم»[4646].

تابعه عبد الرّحمن بن زياد، و أبو إسحاق الفزاري.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم بن سعدويه أخبرنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، ثنا محمّد بن هارون، ثنا ابن إسحاق، ثنا علي بن بحر بن بري، ثنا عبد المهيمن - يعني - ابن عباس بن سهل قال: سمعت من أبي عن جدي (4) سهل بن سعد أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم كان يخطب المرأة و يصدقها صداقها (5)،و يشرط لها: صحفة سعد تدور معي إذا ادرت إليك، و كان سعد بن عبادة يرسل إلى نبي اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بصحفة كل ليلة حيث كان جاءته (6).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو الحسين رضوان بن أحمد، أنا أحمد بن عبد الجبار، ثنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، حدّثني والدي ابن يسار قال: كان لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في كل يوم من

ص: 254


1- بالأصل و م:«أصحاب» خطأ و الصواب عن المسند.
2- بالأصل و م: فأتيت، و الصواب عن المسند.
3- من أسماء الحمى.
4- بالأصل و م:«جدي بن سهل» حذفنا:«بن» فهي مقحمة.
5- الصداق بكسر الصاد و فتحها: مهر المرأة.
6- نقله الذهبي في السير 274/1.

سعد بن عبادة جفنة طعام يدور بها معه حيث دار، و كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إذا خطب امرأة عرض عليها ما أراد أن يسمي لها، ثم يقول: و جفنة سعد بن عبادة تأتيك كل غداة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أخبرنا أبو الغنائم حمزة بن محمّد بن الصواف، و أبو منصور بن عبد العزيز، قالا: أنا أبو الفرج أحمد بن عمر بن عثمان الغفاري، أنا أبو محمّد جعفر بن محمّد بن نصير الخوّاص، ثنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن مسروق، حدّثني محمّد بن عمران بن محمّد بن أبي ليلى، ثنا عيسى بن يونس، ثنا الأوزاعي.

ح و أخبرنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، و أبو الحسن سعد الخير بن محمّد، قالا: أنا طراد بن محمّد، أنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا أحمد بن محمّد بن جعفر الجوزي، ثنا أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن عبيد، ثنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن عمران بن أبي ليلى، ثنا عيسى بن يونس، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، قال:

كانت لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من سعد بن عبادة جفنة من ثريد كل يوم تدور معه أينما دار من نسائه، و كان إذا انصرف من صلاة مكتوبة قال:

«اللّهم ارزقني مالا أستعين به على خصالي، فإنه لا يصلح الفعال إلاّ المال»[4647].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، ثنا إبراهيم، ثنا أبو بكر، ثنا عيسى، عن الأوزاعي، عن يحيى قال: كان للنبي صلّى اللّه عليه و سلّم من سعد كل يوم جفنة تدور معه حيث دار، و كان يقول:

«اللّهم ارزقني مالا فلا يصلح الفعال إلاّ بمال» (1)[4648].

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي (2) محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن (3)حيّوية، أنا أحمد بن معروف، ثنا الحسين بن الفهم، ثنا محمّد بن سعد (4)،أنا محمّد بن عمر، ثنا عبد اللّه بن جعفر، عن ابن أبي عون، عن أبي بكر بن محمّد بن

ص: 255


1- نقله الذهبي في السير 275/1.
2- بالأصل:«ابن» خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مضى التعريف به.
3- بالأصل «عن» خطأ و الصواب ما أثبت و قد مضى هذا السند كثيرا.
4- طبقات ابن سعد 162/8 تحت عنوان: ذكر جفنة سعد بن عبادة لمن خطب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من النساء.

عمرو بن حزم قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إذا خطب المرأة قال اذكر لها جفنة سعد بن عبادة.

قال: و حدّثنا محمّد بن سعد (1)،ثنا محمّد بن عمر، ثنا محمّد بن صالح، عن عاصم بن عمر بن (2) قتادة، عن أنس مثله.

قال: و حدّثنا ابن سعد (3)،ثنا محمّد بن عمر، ثنا قدامة بن موسى قال: سمعت محمّد بن عبد الرّحمن بن زرارة يذكر الجفنة.

قال: و حدّثنا ابن سعد، ثنا محمّد بن عمر، ثنا سعيد (4) بن محمّد بن أبي زيد، قال: سألت عمارة بن غزيّة (5)،و عمرو بن يحيى، عن جفنة سعد بن عبادة فقالا:

كانت مرّة بلحم و مرة بسمن، و مرة بلبن يبعث بها إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم كلما دار دارت معه الجفنة.

قال: و حدّثنا ابن سعد (6)،ثنا محمّد بن عمر، ثنا عبد العزيز الليثي، عن الزّهري أنه أنكر أن يكون رسول اللّه [صلّى اللّه عليه و سلّم] قال للذي يخطب عليه أذكر جفنة سعد [و لا ينكر جفنة سعد] (7) أنها كانت تدور معه.

أخبرنا أبو القاسم الحسيني، أنبأ رشأ بن نظيف، أنبأنا الحسن بن إسماعيل، ثنا أحمد بن مروان، ثنا إبراهيم بن حبيب، ثنا إبراهيم بن المنذر، ثنا الهيثم، حدّثني معن بن بشر، عن أبيه، عن سعد بن عبادة [قال:] أتى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بصحفة - أو جفنة - مملوءة مخّا فقال:«يا أبا ثابت ما هذا؟» فقال: و الذي بعثك بالحق لقد نحرت - أو ذبحت - أربعين ذات كبد، فأحببت أن أشبعك من المخ، قال: فأكل و دعا له النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بخير.

قال إبراهيم بن حبيب: سمعت أن الخيزران حدّثت بهذا الحديث، فقسمت قسما

ص: 256


1- المصدر نفسه 162/8.
2- بالأصل و م:«عن» خطأ، و الصواب ما أثبت عن ابن سعد.
3- المصدر نفسه 163/8.
4- بالأصل و م:«سعد» و المثبت عن ابن سعد 162/8.
5- مهملة بالأصل و م بدون نقط ، و المثبت و الضبط عن ابن سعد.
6- طبقات ابن سعد 163/8.
7- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م و استدرك عن ابن سعد.

من مالها على ولد سعد بن عبادة و قالت: أكافئ به ولد سعد على فعله برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت: أنا إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، ثنا ابن أبي سمينة البغدادي، و هو محمّد بن يحيى، ثنا إبراهيم بن جندب بن الشهيد، ثنا أبي عن عمرو بن دينار، عن جابر قال:

أمر أبي بحريرة (1) فصنعت ثم أمرني فأتيت بها النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال: فأتيته و هو في منزله قال: قال لي (2):«ما ذا معك يا جابر، ألحم ذا؟» قلت: لا، قال: فأتيت أبي فقال لي:

هل رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ؟ قال: قلت: نعم، قال لي: ما ذا معك يا جابر ألحم ذا؟ قال لعل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم علم أن يكون اشتهى اللحم، فأمر بشاة لنا داجن فذبحت، ثم أمر بها فشويت ثم أمرني فأتيت بها النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، فقال لي:«ما ذا معك يا جابر؟» فأخبرته، فقال:

«جزى اللّه الأنصار عنا خيرا، و لا سيما عبد اللّه بن عمرو بن حرام، و سعد بن عبادة»[4649].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا الحسن بن علي، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبد الوهاب بن أبي حيّة، أنا محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر الواقدي (3)،عن رجاله، قالوا: و أقام سعد بن عبادة - يعني في غزوة الغابة - في ثلاثمائة من قومه يحرسون المدينة خمس ليال حتى رجع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و بعث إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بأحمال تمر (4) و بعشر جزائر (5) بذي قرد (6)،و كان في الناس قيس بن سعد على فرس له يقال له الورد و كان هو الذي قرّب الجزر و التمر إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«يا قيس بعثك أبوك فارسا، و قوّى المجاهدين، و حرس المدينة من العدو، اللّهم ارحم سعدا و آل سعد» ثم قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«نعم المرء سعد بن عبادة» فتكلمت

ص: 257


1- الحريرة: الحسا من الدسم و الدقيق، و قيل: هو الدقيق الذي يطبخ بلبن، و قال شمر: الحريرة من الدقيق، و الخزيرة من النخال. و قال ابن الأعرابي: هي العصيدة ثم النخيرة ثم الحريرة ثم الحسو. (اللسان: حرر).
2- بالأصل «في» و لا معنى لها هنا، و لعل ما أثبت الصواب.
3- مغازي الواقدي 547/2 تحت عنوان: غزوة الغابة.
4- بالأصل:«عشر» و المثبت عن الواقدي.
5- الجزائر جمع جزور، و هي ما يذبح من الشاء.
6- ذو قرد: موضع قرب المدينة أغاروا به على لقاح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فغزاهم.

الخزرج فقالت: يا رسول اللّه، هو بيتنا و سيدنا و ابن سيدنا، كانوا يطعمون في المحل، و يحملون (1) في الكلّ ، و يقرون الضيف، و يعطون في النائبة، و يحملون عن العشيرة فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:

«خيار الناس في الإسلام خيارهم في الجاهلية، إذا فقهوا في الدين»[4650].

قال الواقدي (2):و جاء سعد بن عبادة و ابنه قيس بن سعد بزاملة (3) تحمل زادا يؤمان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم - يعني يوم ضلّت زاملته في حجة الوداع - حتى يجدا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم واقفا عند باب منزله قد أتى اللّه بزاملته، فقال سعد: يا رسول اللّه بلغنا أن زاملتك ضلّت (4) الغلام و هذه زاملة مكانها، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«قد جاء اللّه بزاملتنا فارجعا بزاملتكما بارك اللّه عليكما، أ ما يكفيك يا ثابت ما تصنع بنا في ضيافتك منذ نزلنا المدينة»؟ قال سعد: يا رسول اللّه المنّة للّه و لرسوله، و اللّه يا رسول اللّه للذي تأخذ من أموالنا أحبّ إلينا من الذي تدع، قال:«صدقتم يا أبا ثابت، أبشر فقد أفلحت، إنّ الأخلاق بيد اللّه، فمن أراد أن يمنحه منها خلقا صالحا منحه، و لقد منحك اللّه خلقا صالحا» فقال سعد: الحمد للّه هو فعل ذلك[4651].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس (5)،أنبأ أبو العباس، و عبد العزيز بن أحمد، و علي بن أحمد، و علي بن محمّد بن علي، و الحسين بن محمّد بن علي بن أبي الرضا، و غنائم بن أحمد بن عبيد اللّه.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، ثنا عبد العزيز بن أحمد، و علي بن محمّد، و أبو نصر بن طلاّب، و علي بن الخضري بن عبدان، و غنائم بن أحمد.

ح و أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن علي بن المري، أخبرنا عمر أبو (6)الفضل عبد الواحد بن علي.

ص: 258


1- غير مقروءة بالأصل و رسمها:«فكهلون» كذا، و المثبت عن الواقدي و م.
2- مغازي الواقدي 1095/3 تحت عنوان: حجة الوداع.
3- الزاملة: و هي من الإبل ما يحمل عليها.
4- في مغازي الواقدي: أضلت مع الغلام.
5- بالأصل و م: قيس، خطأ و الصواب ما أثبت، انظر فهارس المجلدة العاشرة ص 50، و اسمه علي بن أحمد بن منصور.
6- كذا بالأصل و م، و لعلها: أخبرنا عمي».

ح و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، و أبو العشائر محمّد بن خليل بن فارس، و أبو يعلى حمزة بن علي بن الحبوبي، قالوا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، قالوا: أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، قال: أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن أبي ثابت، ثنا موسى بن أبي عوف، ثنا عبد اللّه بن عبد الجبار، ثنا ابن عياش (1)،ثنا يحيى بن سعيد الأنصاري، عن نافع، عن ابن عمر، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أنه استعمل سعد بن عبادة فأتى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فسلم عليه فقال له:

«إياك أن تجيء يوم القيامة تحمل بعيرا على عنقك» يقول سعد: يا رسول اللّه فإن فعلت إنّ ذلك لكائن ؟ قال:«نعم»، قال سعد: قد علمت أني أسأل فأعطي، فأعفني، فأعفاه.

أخبرناه عاليا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا علي بن محمّد بن علي الزيات، ثنا قاسم بن زكريا، نا إبراهيم بن سعيد، ثنا يحيى بن سعيد (2)الأموي.

قال: و حدّثنا هاشم، ثنا سعيد بن يحيى، حدّثنا أبي، عن يحيى بن سعيد الأنصاري.

ح و أخبرناه أبو عبد اللّه الأديب، أخبرنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، ثنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن أخي الإمام، ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، ثنا يحيى بن سعيد الأموي، ثنا يحيى بن سعيد الأنصاري، عن نافع، عن ابن عمر أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بعث سعد بن عبادة بصدعا قال:

«إياك يا سعد أن تجيء يوم القيامة ببعير تحمله له رغاء» قال: لا آخذه و لا أحمله، قال: فأعفاه. و في حديث قراتكين: قال: فقال لا آخذه و لا أجيء به فأعفاه.

أنبأنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر بن البنّا، قالا: قرئ على أبي محمّد الجوهري و نحن نسمع عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، ثنا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمّد بن سعد، ثنا محمّد بن عمر، ثنا عبد اللّه بن عمرو بن زهير، عن

ص: 259


1- بالأصل و م «ابن عباس» خطأ، و الصواب ما أثبت.
2- بالأصل: سعد، خطأ، و الصواب عن م. انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 138/6 ط بيروت.

محمّد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت، قال: قدم فروة بن مسيك المرادي (1) سنة عشر على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:«أين نزلت»؟ قال: على سعد بن عبادة، قال:«بارك اللّه على سعد»، الحديث.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، ثنا أبو بكر الخطيب، أنا محمّد بن الحسين بن الفضل، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه، أنا القاسم بن عبد اللّه بن المغيرة، ثنا إسماعيل بن أبي أويس، ثنا إسماعيل بن إبراهيم عن عمه موسى بن عقبة، قال:

قصصت سعد بن عبادة لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و لقومه - يعني حين أسروا صفوان بن معطّل - كان خرج حسان بن ثابت و قال: أرسلوا الرجل، فأبوا عليه حتى كاد أن يكون بينهم قتال، ثم أرسلوه فخرج به سعد إلى أهله فكساه حلة ثم أرسله فبلغنا أن السلمي دخل المسجد ليصلي فيه فرآه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال:

«من كساه كساه اللّه من ثياب الجنة» فقال: كساني سعد بن عبادة[4652].

أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمّد بن عبد الملك بن عبد القاهر بن أسد الأسدي، أنا أبو الفرج أحمد بن عثمان بن الفضل بن جعفر المخبزي، أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن محمّد بن إسحاق بن سليمان بن حبابة، ثنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن فيروز الأنماطي، ثنا محمّد بن المثنى، ثنا محمّد بن جهضم، ثنا إسماعيل - يعني ابن جعفر - عن عمارة - يعني ابن غزيّة (2)-عن سعيد بن الحارث بن المعلّى، عن عبد اللّه بن عمر أنه قال:

كنا جلوسا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إذ جاء رجل من الأنصار فسلّم عليه ثم أدبر الأنصاري [فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«يا أخا الأنصار، كيف أخي سعاد بن عبادة»؟ فقال:

صالح] (3) فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«من يعوده منكم» فقام و قمنا معه، و نحن بضعة ما علينا رحال (4) و لا خفاف و لا

ص: 260


1- ترجمته في أسد الغابة 180/4 و تهذيب التهذيب 485/4 ط بيروت. و بالأصل:«الراوي» بدل «المرادي» خطأ، و المثبت عن م.
2- مهملة بدون نقط بالأصل و م و رسمها:«عربه» و الصواب ما أثبت عن مسلم.
3- ما بين معكوفتين زيادة استدركت لإيضاح عن م و صحيح مسلم 637/2.
4- عند مسلم: نعال.

قلانس و لا قمص نمشي في تلك السباخ (1) حتى جئنا، فاستأخر قومه من حوله حتى دنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و أصحابه الذين معه. رواه مسلم عن ابن المثنى (2).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، ثنا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدّثني أبي، ثنا يزيد.

ح و أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي (4)،أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد، قالت: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، ثنا زهير، حدّثنا يزيد بن هارون، ثنا عباد بن منصور، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:

لما نزلت وَ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنٰاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدٰاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمٰانِينَ جَلْدَةً وَ لاٰ تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهٰادَةً أَبَداً (5) قال سعد بن عبادة - و هو سيد الأنصار-: أ هكذا أنزلت يا رسول اللّه ؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«يا معشر الأنصار، أ لا تسمعون إلى ما يقول سيدكم ؟» قالوا: يا رسول اللّه، لا تلمه فإنه رجل غيور، فو اللّه - و في حديث أبي يعلى: و اللّه - ما تزوج امرأة قط إلاّ بكرا، و ما - و في حديث أبي يعلى: و لا - طلق امرأة قط فاجترأ رجل منا على أن يتزوجها من شدة غيرته، فقال سعد: و اللّه يا رسول اللّه، إني لا أعلم أنها حقّ و أنها من اللّه - و قال أبو يعلى: من عند اللّه - و لكني قد تعجبت أني لو وجدت لكاع قد تفخذها رجل لم يكن لي أن أهيجه و لا أحركه حتى آتي بأربعة شهداء، فو اللّه لا آتي بهم حتى يقضي حاجته، قال:

فما لبثوا إلاّ يسيرا [حتى] (6) جاء هلال بن أمية، و هو أحد الثلاثة الذين تيب عليهم فجاء من أرضه عشاء فوجد عند أهله رجلا فذكر الحديث في اللّعان بطوله.

ص: 261


1- السباخ جمع سبخة ككلبة، مخفف سبخة ككلمة، و هي الأرض التي تعلوها الملوحة، و لا تكاد تنبت إلاّ بعض الشجر (النهاية).
2- أخرجه مسلم في صحيحه،11 كتاب الجنائز، حديث 925.
3- مسند أحمد 238/1.
4- مهملة بدون نقط بالأصل و الصواب ما أثبت و ضبط ، و قد مضى التعريف به.
5- سورة النور، الآية:4.
6- مطموسة بالأصل، و المثبت عن المسند.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، ثنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فيل (1)-بأنطاكية - ثنا هارون بن موسى بن أبي علقمة الفروي - بالمدينة - ثنا إسحاق بن محمّد الفروي (2)،ثنا مالك بن أنس، عن يحيى بن سعيد، و عن عبيد اللّه بن عمر، عن ابن شهاب، أخبرني عروة بن الزبير، و سعيد بن المسيّب، و علقمة بن وقاص، و عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، عن عائشة زوج النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في حديث الإفك قالت: فقام سعد بن عبادة و هو سيد الخزرج، و كان قبل ذلك رجلا صالحا، و لكن حملته الحمية (3).و لهذا الحديث عندنا طرق كثيرة، إلاّ أن هذا طريق غريب لم يكتبه إلاّ من هذا الوجه.

أخبرنا أبو الحسن سعد الخير بن محمّد بن سهل، و أبو الفضل محمّد بن ناصر، قالا: أخبرنا طراد بن محمّد، أنبأنا علي بن بشر، أنبأنا أحمد بن محمّد بن جعفر الجوزي، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني عبد الرّحمن بن صالح، ثنا أبو أسامة، عن جرير بن حازم، عن محمّد بن سيرين قال:

كان أهل الصّفّة إذا أمسوا انطلق الرجل بالرجل، و الرجل بالرجلين، و الرجل بالجماعة، فأما سعد بن عبادة فكان ينطلق بثمانين كل ليلة.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم، ثنا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، ثنا عبد الرّحمن بن محمّد بن مسلم، ثنا هنّاد بن السّري، ثنا أبو أسامة، عن جرير بن حازم، عن محمّد بن سيرين قال:

كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إذا أمسى قسم ناسا من أهل الصّفّة بين ناس من أصحابه، فكان الرجل يذهب بالرجل، و الرجل يذهب بالرجلين، و الرجل يذهب بالثلاثة حتى ذكر عشرة، و كان سعد بن عبادة يرجع كل ليلة إلى أهله بثمانين منهم يعشيهم (4).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن أحمد الطرازي، أنا أبو حامد الحضرمي، ثنا الحسن بن الجنيد

ص: 262


1- بالأصل و م مهملة بدون نقط رسمها:«؟؟» و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 256/14.
2- ترجمته في سير الأعلام 649/10، و في م: القروي، بالقاف خطأ.
3- سير الأعلام 275/1 و انظر تخريجه فيه.
4- سير الأعلام 276/1 باختصار عن طريق جرير بن حازم.

البزار، ثنا أبو أسامة، ثنا هشام (1) بن عروة، عن أبيه عروة بن الزبير قال: كان سعد بن معاذ (2) يقول: اللّهم ارزقني حمدا و ارزقني مالا، اللّهم إنه لا حمد إلاّ بمجد، و لا مجد إلاّ بمال، و لا مال إلاّ بفعال، اللّهم إنه لا يصلحني القليل، و لا أصلح له، و لا يصلحني إلاّ الكثير، و لا أصلح إلاّ عليه، قال: و كان له منادي ينادي على أطم داره: من أراد شحما و لحما فليأت سعدا، قال عروة بن الزبير: و أدركت ابنه قيس بن سعد يفعل مثل ما صنع ابنه، كذا وقع في الأصل، و الصواب سعد بن عبادة، و الحكاية عنه مشهورة، و قيس بن سعد هو ابن عبادة لا سعد بن معاذ بلا شك.

أخبرناه على الصواب أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالوا: أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن علي بن الآبنوسي، أنا أبو الحسن الدارقطني، ثنا الحسين بن إسماعيل، ثنا عبد اللّه بن أبي سعد، حدّثني (3)[ح].

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الغنائم حمزة بن علي بن محمّد بن السواق، و أبو منصور بن عبد العزيز، قالا: أنا أبو الفرج الغفاري، أنا جعفر بن محمّد الخوّاص، ثنا أحمد بن مسروق، ثنا هارون بن عبد اللّه بن مروان البزار، ثنا أبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: كان منادي سعد بن عبادة ينادي على أطمه: من كان يريد شحما أو لحما فليأت سعدا، قال: و كان سعد يقول: اللّهم هب لي حمدا، وهب لي مجدا، لا مجد إلاّ بفعال، و لا فعال إلاّ بمال، اللّهمّ إنه لا يصلحني القليل، و لا أصلح عليه.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن ناصر، و أبو الحسن سعد الخير بن محمّد، قالا:

أخبرنا طراد بن محمّد، أنا أبو الحسين علي بن محمّد بن عبد اللّه، أنبأنا أبو الخير أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن جعفر الجوزي، قال: ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني محمّد بن عباد بن موسى، ثنا أبو أسامة، عن

ص: 263


1- بالأصل و م «همام» خطأ.
2- كذا وقع بالأصل و م «سعد بن معاذ» خطأ، و الصواب «بن عبادة» كما يفهم من عبارتي ابن سعد 613/3 و الاستيعاب 36/2-37 و سير الأعلام 276/1. و سينبه المصنف إلى هذا الخطأ في آخر الخبر، و إلى أن الصواب «بن عبادة».
3- كذا قطع السند هنا و لم يوضع «ح» علامة التحويل مع أنها ضرورية. و ثم استدراكها عن م.

هشام بن عروة، عن أبيه قال: أدرك سعد بن عبادة و هو على أطمه و هو ينادي: من أحبّ شحما أو لحما فليأت سعد بن عبادة، ثم أدرك ابنه بمثل ذلك يدعو به.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو (1)عبد اللّه الحافظ ، حدّثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، ثنا الحسن بن علي بن عفان، ثنا أبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: كان سعد بن عبادة يقول: اللّهم هب لي مجدا، و لا مجد إلاّ بفعال، و لا فعال إلاّ بمال، اللّهم لا يصلحني القليل و لا أصلح عليه، و كان له مناد ينادي على أطمه: من كان يريد الشحم و اللحم فليأت سعدا.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو طالب بن غيلان، قال: ثنا أبو بكر - يعني ابن أبي شيبة - ثنا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه أن سعد بن عبادة كان يدعو:

اللّهم هب لي حمدا و مجدا، لا مجد إلاّ بفعال، و لا فعال إلاّ بمال، اللّهم لا يصلحني القليل و لا يصلح علته (2).

قال: و حدّثنا الشافعي، حدّثنا إبراهيم بن إسحاق، ثنا مسدّد، ثنا حمّاد، عن هشام، عن ابن سيرين: أن سعد بن عبادة كان يبسط ثوبه و يقول: اللّهم وسّع علي فإنه لا ينفعني إلاّ الكثير.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا رشأ بن نظيف، أنبأنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا ابن سعد، عن الواقدي، عن ابن أبي سبرة، قال: كان سعد بن عبادة يبسط رداءه و يقول: اللّهم ارزقني الكثير، فإن القليل لا يكفيني.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو عثمان الصابوني، أنا أبو عمرو سعيد بن عبد اللّه بن أبي عثمان، أنا أبو حامد الجلودي أحمد بن عبد الرّحمن بن إسماعيل، ثنا أحمد بن حفص، حدّثني أبي، حدّثني إبراهيم بن طهمان، عن عبيد اللّه بن عمر، عن يسار أبي الحكم، عن شهر بن حوشب، عن سعد بن عبادة أنه قال لابنه:

يا بني أوصيك بوصية فاحفظها، فإن أنت ضيّعتها فأنت لغيرها من الإمرة (3)

ص: 264


1- في م: أنا عبد اللّه الحافظ .
2- كذا هنا، و قد مرت رواية:«و لا أصلح عليه» و لعل ما هنا خطأ. و الصواب ما تقدم، و في م «عليه».
3- في م: الأمر.

أضيع، إذا توضأت فأتم الوضوء، ثم صلّ صلاة امرئ مودّع يرى أنك لا تعود، و أظهر اليأس من الناس، فإنه غنى، و إياك و طلب الحوائج إليهم فإنه فقر حاضر، و إياك و كل شيء يعتذر منه.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي إسحاق البرمكي، ثنا أبو عمر بن حيّوية.

و حدّثنا عمي - رحمه اللّه، لفظا - أنا أبو طالب بن يوسف، أنا أبو محمّد الجوهري - قراءة - عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أبو الحسن أحمد بن معروف، ثنا الحسين بن الفهم، ثنا محمّد بن سعد (1)،أنا محمّد بن عمر الأسلمي، حدّثني محمّد بن صالح، عن الزّبير بن المنذر بن أبي أسيد الساعدي، أن أبا بكر بعث إلى سعد بن عبادة أن أقبل فبايع، فقد بايع الناس و بايع قومك، فقال: لا و اللّه لا أبايعكم حتى أراميكم (2) بما في كنانتي و أقاتلكم بمن (3) تبعني من قومي و عشيرتي، فلما جاء الخبر إلى أبي بكر قال (4)بشير بن سعد: يا (5) خليفة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إنه قد أبى و لجّ و ليس بمبايعكم أو يقتل، و لن يقتل حتى يقتل معه ولده و عشيرته، و لن يقتلوا حتى يقتل الخزرج، و لن يقتل الخزرج حتى يقتل الأوس، فلا تحركوه، فقد استقام لكم الأمر فإنه ليس بضارّكم إنما هو رجل وحده ما ترك.

فقبل أبو بكر نصيحة بشير فترك سعدا، فلما ولي عمر لقيه ذات يوم في طريق المدينة فقال: إيه يا سعد، فقال سعد: إيه يا عمر أنت صاحب ما أنت صاحبه ؟ فقال سعد: نعم، أنا ذاك فقد أفضى إليك هذا الأمر، كان و اللّه صاحبك أحبّ إلينا منك، و قد و اللّه أصبحت كارها لجوارك، فقال عمر: إنه من كره جوار جاره تحوّل عنه، فقال سعد:

أما إني غير مستنسئ (6) بذلك، و أنا متحول إلى جوار من هو خير منك، قال: فلم يلبث إلاّ قليلا حتى خرج مهاجرا إلى الشام فى أول خلافة عمر فمات بحوران.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم، ثنا أبو بكر الآجري، ثنا عبد اللّه بن

ص: 265


1- طبقات ابن سعد 616/3.
2- بالأصل:«أرى منكم» و المثبت عن ابن سعد.
3- بالأصل:«و أقاتلكم عن بيعتي من قومي» صوبنا العبارة عن ابن سعد.
4- بالأصل «بن» و المثبت عن ابن سعد.
5- بالأصل «ثنا» و المثبت عن ابن سعد.
6- بالأصل: مستشير، و المثبت عن ابن سعد.

محمّد بن عبد المجيد، ثنا إبراهيم بن الجنيد، حدّثني يحيى بن بكير، حدّثني عبد اللّه بن وهب، حدّثني مالك بن أنس قال:

بلغه أن راهبا كان بالشام فلما رأى أوائل أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم الذين قدموا الشام:

معاذ بن جبل و نظراءه قال: و الذي نفسي بيده ما بلغ جوازي (1) عيسى بن مريم الذين صلبوا على الخشب، و نشروا بالمناشير من الاجتهاد ما بلغ أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه و سلّم، قال عبد اللّه بن وهب: فقلت لمالك بن أنس يسميهم، فسمى: أبا عبيدة، و معاذا، و بلالا، و سعد بن عبادة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو القاسم عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، ثنا خلاّد بن أسلم، أنا النّضر بن شميل، عن ابن عون، عن محمّد: أن سعد (2) بال و هو قائم فمات، فسمع قائلا يقول (3):

قتلنا سيد الخزر *** ج سعد بن عبادة

رميناه بسهمين *** فلم نخط فؤاده

أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن أشليها (4) و ابنه أبو الحسن علي، قالا: أنا أبو الفضل بن الفرات، أنا أبو محمّد بن [أبي] نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أبو عبد الملك القرشي، أنا محمّد بن عائذ قال: ثنا عبد الأعلى أن سعد بن عبادة بال قائما فرمي، فلم يدر بذلك حتى سمعوا:

قتلنا سيد الخزر *** ج سعد بن عبادة

رميناه بسهمين *** فلم يخط فؤاده

قال: و حدّثنا عبد الأعلى، عن سعيد بن عبد العزيز قال: أول مدينة فتحت بالشام بصرى (5) و فيها مات سعد بن عبادة.

ص: 266


1- كذا، و في مختصر ابن منظور 245/9 «حواريّ » و هي أظهر.
2- بالأصل:«سعد بن عبادة» و شطبت: بن عبادة بخط فوق اللفظتين.
3- الخبر و البيتان بهذا السند في سير الأعلام 277/1 و البيتان في الاستيعاب 40/2 و أسد الغابة 206/2 و طبقات ابن سعد 617/3 باختلاف بعض الألفاظ فيها عن الأصل.
4- بالأصل:«ابنيها» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر فهارس المجلدة العاشرة ص 38.
5- بصري: بالضم و القصر، بالشام من أعمال دمشق، و هي قصبة كورة حوران (معجم البلدان).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني أحمد بن زهير، أنا المدائني، عن يحيى بن عبد العزيز، عن أبيه قال: توفي سعد بن عبادة في خلافة أبي بكر.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، ثنا محمّد بن علي السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، ثنا أحمد بن عمران، ثنا موسى بن زكريا، ثنا خليفة بن خياط (1) قال: و فيها - يعني سنة إحدى عشرة - مات سعد بن عبادة و يقال: بل مات سنة خمس عشرة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، أنا أبو طاهر المخلّص، حدّثنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم قال: سنة أربع عشرة فيها توفي سعد بن عبادة سيد الخزرج بحوران (2) من أرض الشام، يكنى أبا ثابت، و يقال: إن سعد بن عبادة مات - يعني سنة خمس عشرة - و الأول أثبت.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم السّلماسي، أنا نعمة اللّه بن محمّد المرندي، ثنا أبو مسعود أحمد بن محمّد البجلي، ثنا محمّد بن أحمد بن سليمان، أنا سفيان بن محمّد بن سفيان، حدثني عمي الحسين بن سفيان، ثنا محمّد بن علي، عن محمّد بن إسحاق، قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: توفي سعد بن عبادة بالشام بحوران لسنتين من خلافة عمر.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم، ثنا محمّد بن علي بن حبيش، ثنا محمّد بن عبدوس بن كامل.

ح و أنبأنا أبو علي الحداد و غيره قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة (3)،ثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبيد بن غنام، و محمّد بن عبد اللّه الحضرمي، قالوا: أنبأ ابن نمير - سماه ابن كامل: محمّد بن عبد اللّه - قال: توفي سعد بن عبادة لسنتين و نصف من خلافة عمر بحوران من أرض الشام (4)،و يكنى أبا ثابت.

ص: 267


1- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 117 حوادث سنة 11.
2- انظر سير الأعلام 277/1.
3- بالأصل:«ربده» و الصواب ما أثبت و ضبط ، و قد مضى التعريف به.
4- الخبر في الاستيعاب 40/2 و لم يعزه إلى أحد.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور عبد الباقي بن محمّد بن غالب، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، ثنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، ثنا زكريا بن يحيى، ثنا الأصمعي، ثنا سلمة - يعني ابن بلال - عن أبي رجاء قال: قتل سعد بن عبادة بالشام سنة خمس عشرة بحوران، رمته الجن.

أخبرنا أبو بكر محمّد (1) بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أخبرنا أبو الحسن اللبناني، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، ثنا محمّد بن سعد (2)،ثنا محمّد بن عمر، ثنا يحيى بن عبد العزيز - من ولد سعد بن عبادة - عن أبيه قال: توفي سعد بن عبادة بحوران من أرض الشام لسنتين و نصف من خلافة عمر.

قال محمّد بن عمر: كأنه مات في سنة خمس عشرة. قال عبد العزيز: فما علم بموته حتى سمع غلمان في بئر منبه أو بئر سكن و هم يقتحمون نصف النهار في حرّ شديد قائلا يقول من البئر:

قتلنا سيد الخزر *** ج سعد بن عباده

رميناه بسهمين *** فلم تخط فؤاده

فذعر الغلمان، فحفظ ذلك اليوم، فوجدوه اليوم الذي مات فيه سعد، و إنما جلس يبول في نفق فاقتتل فمات من ساعته.

رواه الحسين بن الفهم، عن محمّد بن سعد، عن الواقدي، عن يحيى بن عبد العزيز، عن أبيه مثله، و قال: فافتتل بالفاء - و زاد: و وجدوه قد اخضرّ جلده (3).

[أخبرنا] أبو محمّد السّلمي، ثنا أبو بكر الخطيب.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن اللاّلكائي، قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب بن سفيان، قال:

و توفي سعد بن عبادة سنة خمس عشرة.

ص: 268


1- بالأصل:«أبو بكر بن محمد» حذفنا «بن» فهي مقحمة، انظر فهارس المجلدة العاشرة ص 57، و انظر ترجمته في سير الأعلام 74/20.
2- الخبر برواية ابن أبي الدنيا سقط من الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
3- طبقات ابن سعد 617/3 و فيها:«قد قتلنا...» و «و رميناه بسهمين...» و فيها «فاقتتل» و ليس «فافتتل» بالفاء.

أخبرنا أبو محمّد السلمي، فيما قرأت عليه، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان الرّبعي، قال: قال أبو موسى بن المثنى، و علي بن محمّد المدائني: مات سعد بن عبادة بن دليم سنة خمس عشرة، جلس يبول نصف النهار فوقع بوله في حجر من الأرض فخرّ ميتا فسمع هاتف من الجن يقول:

نحن قتلنا سيد الخزر *** ج سعد بن عبادة

رميناه بسهمين *** فلم تخط فؤاده

أخبرنا بذلك أبي، ثنا أحمد بن عبيد، ثنا المدائني، عن ابن عون، عن ابن سيرين، و قال الواقدي: إن سعد بن عبادة مات بحوران سنة خمس عشرة، و يكنى أبا ثابت.

و قال أبو حفص عمرو بن علي: مات سعد بن عبادة بالشام في خلافة عمر في أولها سنة ست عشرة، و ذكر أبو سليمان: أن قول أبي موسى أخبره به أبوه، عن أبيه عنه و أن قول الواقدي أخبره أبوه عن إبراهيم بن عبد اللّه البغدادي [عن] محمّد بن سعد عنه، و أن قول أبي حفص أخبره به مصعب بن إسماعيل المصبغي عن محمّد بن أحمد بن ماهان عنه.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا محمّد بن الحسين بن شهريار، ثنا أبو حفص الفلاس، قال: و مات سعد بن عبادة بالشام في خلافة عمر في أولها سنة ست عشرة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد، حدثني ابن زنجويه قال: سمعت ابن عاتة (1) يقول: مات سعد بن عبادة بحوران من أرض الشام، قال: و بلغني أن وفاته بالشام في خلافة عمر سنة ست عشرة، رمته الجن فقتلته.

أنبأنا أبو علي الحداد و غيره، قالوا: أنبأنا أبو بكر بن ريذة (2)،ثنا سليمان بن

ص: 269


1- كذا بالأصل. و لعله «ابن عائشة» فقد ذكر الذهبي في السير عنه قوله أنه مات سنة ست عشرة.
2- بالأصل: زائدة، خطأ و الصواب ما أثبت و ضبط قياسا إلى أسانيد مماثلة، و قد مرّ كثيرا.

أحمد، ثنا أبو الزّنباع روح بن الفرج المصري، ثنا يحيى بن بكير، قال: توفي سعد بن عبادة بحوران من أرض دمشق سنة ست عشرة (1).

2420 - سعد بن عبد اللّه البزّاز

2420 - سعد بن عبد اللّه البزّاز (2)

كان صوفيا فاضلا، محبا للصوفية.

يحكي عنه الجنيد بن محمّد، و أبو سعيد بن الأعرابي.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد الفقيه، ثنا الفقيه إبراهيم، أخبرني أبو الحسين علي بن طاهر القرشي الشيرازي في كتابه.

ح و أنبأنا أبو جعفر محمّد بن محمّد المكي، ثنا الحسين بن يحيى، أنبأنا الحسين بن علي بن محمّد، قالا: ثنا أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن جهضم، حدثني أبو القاسم عبد السلام بن محمّد بن أبي موسى، حدثني أحمد بن محمّد بن زياد قال:

كان سعد الدمشقي بزّازا و له دنيا كثيرة، و كان فاضلا دينا ظريفا، قدم عليه بعض أصحابنا [فقال له: هل مررت في طريقك بأحد من أصحابنا؟] (3) فقال: لا و لكن رأيت رجلا عرفك، فأكرمني، و أنزلني عنده، و كان لسعد على ذلك الرجل جملة دنانير حسابا بينهم، فضرب على حسابه مكافأة لما بلغه أنه أكرم هذا الفقير من أجله - زاد المكي:

لبائب (4).

أنبأنا جعفر بن محمّد بن وهب و الجنيد.

و أخبرنا أحمد الفلاسي (5) يسمعون، و ربما قالت لهم جارية كانت له، يقال لها نجوم تزوجها جنيد بن محمّد بعد وفاة سعد.

أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز المكي، أنبأنا الحسين بن يحيى بن إبراهيم بن الحكاك - بمكة - أنا أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن محمّد الشيرازي، أنا أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن جهضم، ثنا أبو الحسن علي بن محمّد بن

ص: 270


1- سير الأعلام 278/1.
2- له ترجمة في الوافي بالوفيات 163/15 و في م: البزار.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك للإيضاح و رفع الاضطراب في العبارة عن م.
4- كذا. و في م: لبانب.
5- كذا بالأصل و م.

حاتم، قال: سمعت أبا القاسم جنيد بن محمّد بن الجنيد القواريري - رحمة اللّه عليه - يقول (1):

صحبت خمس طبقات من الناس الأكابر: أولهم أبو الحسن سريّ ، و حارث بن أسد أبو عبد اللّه، و أبو جعفر الخصّاف (2)،و أبو يعقوب محمّد الصباح و نظرائهم في السن (3) و المكان، و الطبقة الثانية: أبو عثمان الوراق، و أبو الحسن بن الكريبي، و أبو حمزة محمّد بن إبراهيم، و حسن المسوحي، و محمّد بن أبي الورد، و إبراهيم البنّا، و نظراؤهم في السّنّ (4) و المكان، و الطبقة الثالثة: محمّد بن وهب أبو جعفر، و يعقوب (5) الزيات، و سعد الدمشقي البزاز، و حسين (6) النجار و نظراؤهم في السن (7)و المكان، و الطبقة الرابعة: أبو القاسم الواسطي، و أبو عبد اللّه الجيلي، و أبو العباس الآدمي، و أبو أحمد المغازلي، و محمّد بن السمين، و أبو بكر المخرّمي، و جماعة من نظرائهم في السن (8) و المكان. و الطبقة الخامسة هي هذه التي نحن فيها. ما رأيت منهم أحدا زحمته جارحة عند صاحبه أي حيث انتهيا يحتشم عن صاحبه إلاّ لنقص كان في أحدهم. و على ذلك مضى أكابر هذه [العصبة] (9).

أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل، أنبأنا محمّد بن يحيى بن إبراهيم، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي، قال: سمعت محمّد بن الحسين المخرّمي يقول: سمعت ابن الأعرابي يقول: كان سعد بن عبد اللّه يعرف بالدمشقي خراساني الأصل، أقام بالشام سنين، ثم رجع إلى بغداد و أنفق جميع ملكه حتى افتقر، و كان قد صحب أحمد بن أبي الحواري، و كان يواسيه في آخر أمره أبو أحمد القلانسي، و اجتمع عليه ببغداد دين كثير ثم فتح اللّه عليه حتى قضى دينه و كان طيب القلب اشترى جارية قوّالة للفقراء، فكانت تقرأ عليهم القصائد و الرباعيات فلما مات سعد تزوجها الجنيد.

ص: 271


1- الخبر في الوافي بالوفيات 163/15-164.
2- في الوافي: و حارث بن أسد و أبو عبد اللّه الخصاف. و في سير الأعلام: الحارث بن أسد، أبو عبد اللّه البغدادي المحاسبي.. روى عنه الجنيد 110/12.
3- بالأصل:«السر» و المثبت عن الوافي بالوفيات.
4- بالأصل:«السر» و المثبت عن الوافي بالوفيات.
5- في الوافي: محمد بن وهب الزيات.
6- في الوافي: و حسن النجار.
7- بالأصل:«السر» و المثبت عن الوافي بالوفيات.
8- بالأصل:«السر» و المثبت عن الوافي بالوفيات.
9- الزيادة عن الوافي.

قال السلمي: سعد بن عبد اللّه يعرف بسعد الدمشقي، كان من أهل خراسان و كان حرّا فاسترقّ و أهدي إلى المعتصم، و كان على خزانة كسوته، فلما مات المعتصم أعتق، فخرج إلى الشام و صحب بها أحمد بن أبي الحواري، و اجتمع فيه آداب الفقراء، و آداب الملوك، و فتح اللّه عليه الدنيا بدمشق، فكان ينفق على القدام جاء إلى بغداد و اختلط بالجنيد و أحمد المغازلي، و أحمد بن حمدان القشيري، و مات و هو فقير أنفق جميع ملكه على القوم (1).

2421 - سعد بن عبد اللّه العجمي

قدم دمشق طالبا للعلم، حدث عن أبي محمّد أحمد بن الحسن بن منبوية الدّيبلي (2)،حدث عنه عبد العزيز.

سمعت أبا الحسن علي بن مسلّم الفقيه يقول: سمعت عبد العزيز بن أحمد يقول: سمعت سعد بن عبد اللّه العجمي - شيخ قدم علينا يطلب العلم - يقول: سمعت أبا محمّد أحمد بن الحسين (3) بن منبوية الدّيبلي (4) بها، قالوا: سمعت أبا سلمة محمّد بن أحمد بن عبد العزيز المقرئ النّسفي - بسرخس - يقول: سمعت أبا الحسن عبد اللّه بن موسى السلامي يقول: سمعت أحمد بن علي اللؤلؤي من رستاق خراسان يقول: سمعت أحمد بن النّضر الهلالي يقول: سمعت أبي يقول: كنت في مجلس سفيان بن عيينة فدخل صبي فكأن أهل المجلس تهاونوا به لصغر سنه فقال سفيان:

كذلك كنتم من قبل فمنّ اللّه عليكم فتبينوا، فقال سفيان: يا أبا نصر لو رأيتني و لي عشر سنين طولي خمسة أشبار و وجهي كالدينار و أنا كشعلة نار، ثيابي قصار و أكمامي صغار و ذيلي بمقدار، و نعلي كآذان الفار، كنت أختلف إلى علماء الأمصار مثل الزهري، و عمرو بن دينار أجلس بينهم كالمسمار، محبرتي كالجوزة و قلمي كاللوزة، فإذا دخلت المجلس قالوا: و سعوا للشيخ الصغير، قال: و تبسم سفيان بن عيينة و ضحك، قال أحمد: و تبسم و ضحك، قال أحمد بن علي: و تبسم أحمد بن النضر و ضحك، قال أبو الحسن السلامي: و تبسم أحمد بن علي و ضحك، قال الشيخ أبو سلمة: و تبسم أبو

ص: 272


1- الخبر في الوافي 164/15.
2- بالأصل:«الدنبلي» و الصواب ما أثبت «الديبلي» و قد مرّ قريبا.
3- كذا هنا «الحسين» و مرّ قبل أسطر،«الحسن» و سيرد في الخبر التالي: الحسن، أيضا.
4- بالأصل:«الدنبلي» و الصواب ما أثبت «الديبلي» و قد مرّ قريبا.

حسن و ضحك، قال أبو بكر بن الأفخاري (1):و تبسم أبو سلمة و ضحك، قال أحمد بن الحسن: و تبسم ابن الأفخاري و ضحك، قال سعد: و تبسم أحمد بن الحسن بن منبوية و ضحك، قال عبد العزيز: و تبسم سعد و ضحك، قال الفقيه: و تبسم عبد العزيز و ضحك، و تبسم أبو الحسن الفقيه و ضحك، قلت: و تبسم الفقيه الصوفي أبو الحسن و ضحك.

2422 - سعد بن علي بن محمّد بن علي بن الحسين

2422 - سعد بن علي بن محمّد بن علي بن الحسين (2)

أبو القاسم الزّنجاني الحافظ (3)

[شيخ الحرم الشريف] (4) سكن مكة.

و كان قد سمع بدمشق، أبا (5) الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن يحيى بن ياسر [الجوبري] (6)،و أبا الحسن الحنّائي، و بمصر: أبا عبد اللّه بن نظيف و أبا (7) علي الحسن (8) بن ميمون بن عبد الغفار [الصدفي] (9)،و أبا القاسم مكي بن علي بن بيان بن محمّد بن حمدان بن شعبة الحبال، و أبا عبد اللّه محمّد بن جعفر بن محمّد بن الفضل، و بغزة: أبا الحسن علي بن سلامة بن الإمام، و بزنجان: أبا بكر محمّد بن أبي عبيد.

روى عنه أبو المظفر منصور بن محمّد (10) السمعاني المروزي الفقيه، و أبو بكر الخطيب، و إسماعيل بن عبد العزيز اليماني، و أبو القاسم مكي بن عبد السلام بن

ص: 273


1- كذا بالأصل و م.
2- الزيادة عن سير الأعلام، و ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م.
3- ترجمته في تذكرة الحفاظ 1174/3 و صفوة الصفوة 151/2 و الوافي بالوفيات 180/15 و سير الأعلام 385/18 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له. و الزنجاني: بفتح الزاي و سكون النون، هذه النسبة إلى زنجان، و هي بلدة على حد أذربيجان من بلاد الجبل.(انظر الأنساب، و معجم البلدان).
4- ما بين معكوفتين زيادة للإيضاح عن تذكرة الحفّاظ 1174/3.
5- بالأصل:«أنا أبو الحسن» كذا و هو خطأ فادح و الصواب ما أثبت.
6- زيادة للإيضاح عن السير و التذكرة.
7- بالأصل:«و أخبرنا» و لا معنى لها و الصواب ما أثبت.
8- في السير و التذكرة: الحسين.
9- الزيادة للإيضاح عن السير و التذكرة.
10- في سير الأعلام و تذكرة الحفاظ : عبد الجبّار.

الحسين بن الرّميلي المقدسي، و أبو نصر هبة اللّه بن عبد الجبار بن فاخر بن معاذ السنجري.

و ثنا عنه أبو المظفر بن القشيري، أنا أبو القاسم سعد بن علي بن محمّد الزّنجاني - بمكة-.

أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل بن نظيف الفراء، ثنا أبو بكر محمّد بن علي بن محمّد بن أبي الموت، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا عفان بن مسلم، ثنا أبو عوانة، عن عبد الملك بن عمير (1)،عن محمّد بن المنتشر، عن حميد بن عبد الرّحمن، عن أبي هريرة قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:

«أفضل الصلاة بعد المفروضة صلاة جوف الليل، و أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر اللّه الذي تدعونه المحرّم»[4653].

أخبرناه عاليا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن (2) بن علي، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن كيسان، أنا يوسف بن يعقوب، ثنا محمّد بن أبي بكر، ثنا أبو عوانة، عن عبد الملك بن عمير، عن محمّد بن المنتشر، عن حميد بن عبد الرّحمن الحمري، عن أبي هريرة قال: سمعت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:

«أفضل الصوم بعد رمضان شهر اللّه الذي تدعونه المحرّم»[4654].

أخبرني أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، قال سعد بن علي بن محمّد أبو القاسم الزّنجاني (3) سكن مكة، و حدث بها عن عبد الرّحمن بن محمّد بن يحيى بن ياسر الدمشقي، كتبت عنه.

قرأت على أبي (4) محمّد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (5)،قال: أما الزّنجاني بالزاي المفتوحة و النون و الجيم فهو سعد بن علي بن محمّد أبو القاسم الزّنجاني، سكن

ص: 274


1- بالأصل «عمر» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 438/5.
2- بالأصل:«الحسين» و الصواب ما أثبت، قياسا إلى أسانيد مماثلة، و هو الحسن بن علي أبو محمد الجوهري، و قد مضى قريبا.
3- بالأصل هنا: الريحاني، خطأ، و الصواب ما أثبت، و هو صاحب الترجمة.
4- بالأصل:«أبو» خطأ.
5- الاكمال لابن ماكولا 228/4 و 229.

مكة، و هو أحد الزهاد المتأدبين، حدث عن عبد الرّحمن بن محمّد بن يحيى بن ياسر الدمشقي.

أخبرنا أبو سعيد عبد الكريم بن محمّد بن منصور السمعاني المروزي - لفظا-.

أخبرنا أبو القاسم أحمد بن أحمد بن إسحاق بن موسى المروزي - بمكة-، أنا أحمد بن الحسين بن أحمد بن القاسم - بصور - و كتبه لي بخطه، حدّثني أبو القاسم ثابت بن أحمد بن الحسين البغدادي - لفظا - قال: رأيت أبا القاسم سعد بن محمّد بن الزّنجاني في المنام يقول لي مرة بعد أخرى: يا أبا القاسم إن اللّه تعالى يبني لأهل الحديث - أو لأصحاب الحديث - بكلّ مجلس يجلسونه بيتا في الجنة (1).

2423 - سعد بن علي بن محمّد بن أحمد

أبو الوفاء النّسوي القاضي (2)

حدّث بأطرابلس سنة سبعين و أربعمائة، عن أبي بكر محمّد بن أحمد بن علجة، عن العزيزي بصحيح البخاري، و عن أبي الحسن علي بن أحمد بن عمرو الحمّامي، و أبي إسحاق إبراهيم الشرابي (3)،و زعم الشرابي (4) أنه لقي علي بن أبي طالب.

روى عنه أبو طاهر إبراهيم بن محمّد بن عبد الرزاق الحيفي (5)،و أبو المحاسن حمد بن الحسين بن دارست الشيرازي بكتاب أبي بكر محمّد بن عزيز السختياني في غريب القرآن، و ذكر أن أبا الوفاء سمعه من المصنف، و هذا كذب صريح من سعد أو أحمد.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، و نقلته من خطه، أنا أبو طاهر إبراهيم بن محمّد بن عبد الرزاق بقراءتي عليه، أنا أبو الوفاء سعد بن علي بن محمّد بن أحمد النّسوي بطرابلس، ثنا أبو إسحاق إبراهيم الشرابي - قرية على باب نهاوند بمدينة شهرورد (6)-رأيته بها سنة ثمان و تسعين و ثلاثمائة، ثم رأيته بعد ذلك، فسمعته يقول:

ص: 275


1- الخبر في تذكرة الحفاظ 1175/3 و سير الأعلام 386/18.
2- ترجمته في ميزان الاعتدال 124/2.
3- رسمها و إعجامها مضطربان و تقرأ:«البسراي» و المثبت عن ميزان الاعتدال.
4- رسمها و إعجامها مضطربان و تقرأ:«البسراي» و المثبت عن ميزان الاعتدال.
5- كذا رسمها بالأصل و م.
6- كذا بالأصل بالشين المعجمة و ذكره العمراني بالشين و قال: موضع، ثم شكك أ هو بالسين المهملة. و في ياقوت أيضا: سهرورد بضم أوله و سكون ثانيه و فتح الراء و الواو و سكون الراء، بلدة قريبة من زنجان بالجبال.

سمعت علي بن أبي طالب يقول: خمسة من خمسة محال: الأمن من العدو محال، و النصيحة من الحسود محال، و الحرية من الفاسق محال، و الهيبة من القبر محال، و الوفاء من النساء محال.

قال: و حدّثني أبو إسحاق قال: سمعت عليا يقول بالكوفة على باب الجامع: أربع لا تدرك بأربع: لا يدرك الشباب بالخضاب، و لا الغنى بالمنى، و لا البقاء بالدواء، و لا الصحة بالاحتماء.

2424 - سعد بن محمّد بن سعد

و يقال: ابن عبد اللّه بن سعد

أبو محمّد - و يقال: أبو العباس - البجلي البيروتي القاضي

روى عن إبراهيم بن محمّد الشافعي، و إبراهيم بن أيوب الحوراني، و سهيل بن عبد الرّحمن العكّاوي، و المسيّب بن واضح، و هشام بن عمران، و عبد (1) الحميد بن بكار، و محمّد بن المتوكل بن أبي السّري، و يعقوب بن حميد بن كاسب، و العباس بن محمّد المرادي، و هدية بن عبد الوهاب، و الوليد بن الحارث، و سليمان بن عبد الرّحمن، و محمّد بن عمرو الغزّي، و سفيان بن محمّد، و أبي حفص عامر بن سعيد القرشي، و محمّد بن أبي داود الأردنّي، و أحمد بن أبي الحواري الدمشقي، و محمّد بن مخلد الرّعيني الحمصي، و عبد اللّه بن أحمد بن ذكوان، و هشام بن خالد، و صفوان بن صالح، و أبي سعيد (2) عبد الرّحمن بن أبي حاتم الرازي، و أبو (3) بكر عبد اللّه بن محمّد الطائي الحمصي، و يحيى بن محمّد بن صاعد، و محمّد بن جعفر بن محمّد بن ملاس، و أبو الحسن بن جوصا، و عبد اللّه بن أحمد بن زبر، و أبو حاتم الرازي، و أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن مسلم الأسفرايني، و موسى بن العباس الجوني، و أبو عبد اللّه الحسين بن الحسين بن عبد الرّحمن الأنطاكي القاضي، و محمّد بن يوسف بن بشر

ص: 276


1- فوقها بالأصل علامة تحويل إلى الهامش، و لم يذكر عليه شيئا.
2- كذا بالأصل. و هو مشهور بكنيته: أبي محمد.
3- كذا بالأصل و م «و أبو» و لعله من هنا ذكر أسماء الرواة الذين رووا عنه، و لم نصل إلى ذلك في أي من مصادرنا حيث لم نوفق بترجمة له.

الهروي، و أبو أحمد بن عدي الجرجاني، و أبو إسحاق إبراهيم بن دحيم، و محمّد بن جعفر بن أبي كريمة الصّيداوي.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حزام الأسدي، أنبأنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم التميمي، أنا أحمد بن سليمان بن أيوب بن حزام، ثنا سعد بن محمّد البيروتي، ثنا عبد الحميد بن بكّار، ثنا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن الحسن، عن حريث بن قبيصة قال: لما شارفت المدينة قلت: اللّهم يسّر لي جليسا صالحا لعل اللّه تعالى ينفعني به، فدفع إلى أبي هريرة فقال له: إني سألت اللّه أن يتيسر لي جليسا صالحا لعل اللّه ينفعني به فحدّثني حديثا سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:

«إن أول ما يحاسب به العبد صلاته، فإن صلحت صلح سائر عمله، و إن فسدت فسد سائر عمله، ثم يقول: انظروا (1) هل لعبدي من نافلة ؟ فإن كانت له نافلة أتمّ بها الفريضة، ثم الفرائض لمعائدة (2) اللّه و رحمته»[4655].

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين علي بن عبد العزيز بن مردك، أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، ثنا سعد بن محمّد البيروتي قاضي بيروت، ثنا أحمد بن محمّد المكي، قال: سمعت إبراهيم بن محمّد الشافعي يقول: سمعت عمي محمّد بن إدريس الشافعي يقول: كانت لي امرأة و كنت أحبها فكنت إذا رأيتها قلت (3):

أ ليس شديدا (4) أن تحبّ *** و لا يحبّك من تحبّه

فتقول هي:

و يصدّ عنك بوجهه *** و تلحّ أنت و لا تغبّه

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي

ص: 277


1- سقطت من الأصل و استدركت عن هامشه و بجانبها كلمة صح.
2- في مختصر ابن منظور 249/9 لعائدة اللّه.
3- البيتان في ديوان الإمام الشافعي ط بيروت ص 32 و انظر تخريجهما فيه.
4- في الديوان: و من البلية أن تحب.

إجازة، ح قال: و أخبرنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمّد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (1)،قال: سعد (2)[بن محمّد] (3) بن البيروتي أبو محمّد، روى عنه أبي و كتبت عنه، و هو صدوق ثقة.

كتب إليّ أبو جعفر الهمذاني (4)،أنا أبو بكر الصفار، أنا أبو بكر الأصبهاني [أنا] الحاكم أبو أحمد قال: أبو محمّد سعد بن محمّد البيروتي، سمع محمّد بن عبد العزيز الواسطي، و يحيى بن حبيب الواسطي، روى عنه أحمد بن عمير، و أبو بكر محمّد بن عبد اللّه الطائي، كناه أبو موسى بن العباس.

قرأت على أبي محمّد السّلمي عن عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو الحسن المؤدب، أنا أبو سليمان بن أبي محمّد قال: و فيها - يعني سنة تسع و سبعين و مائتين - مات سعد بن محمّد البيروتي.

2425 - سعد بن محمّد بن يوسف بن محمّد

ابن غسّان بن عبد الرّحمن بن بشر بن عبد اللّه

ابن حارس بن همّام بن مرّة بن ذهل بن شيبان

أبو رجاء الشّيباني القزويني (5)

سمع بدمشق الحسن بن حبيب الحصائري الفقيه.

روى عنه أبو بكر الخطيب، و محمّد بن إسماعيل بن أحمد بن محمّد بن سعيد الليثي الجوهري، و أبو القاسم يوسف بن محمّد بن أحمد الهمذاني (6) المهرواني.

أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي (7)،ثنا أبو رجاء سعد بن محمّد من حفظه في شوال سنة ثمان و أربعمائة في الجانب الشرقي، ثنا أبو علي

ص: 278


1- الجرح و التعديل 95/4.
2- بالأصل و م: سعيد، خطأ.
3- الزيادة عن الجرح و التعديل.
4- بالأصل و م: الهمداني بالدال المهملة، و الصواب ما أثبت، و اسمه محمد بن أبي علي الحسن بن محمد، انظر فهارس المجلدة العاشرة ص 59.
5- ترجمته في تاريخ بغداد 129/9.
6- بالأصل بالدال المهملة، و المثبت عن سير الأعلام، ترجمته 346/18.
7- الخبر في تاريخ بغداد 129/9.

الحسن بن حبيب بن عبد الملك بمدينة دمشق في مسجد باب الجابية، حدّثني الربيع بن سليمان المرادي، ثنا الشافعي، ثنا مالك بن أنس، عن صفوان بن سليمان (1)،عن سعيد بن سلمة - من آل ابن الأزرق - أن المغيرة بن أبي بردة - و هو من بني عبد الدار - أخبره أنه سمع أبا هريرة يقول: سأل رجل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال: يا رسول اللّه إنّا نركب البحر، و نحمل معنا القليل من الماء، فإن توضأنا به عطشنا، فنتوضأ بماء البحر؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«هو الطّهور ماؤه الحلّ ميتته».

قال الخطيب: لم يكن عند غير أبي رجاء غير هذا الحديث.

أخبرناه عاليا أبو محمّد السّيدي، أنا أبو عثمان البحيري (2)،أنا زاهر بن أحمد السّرخسي، أنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، ثنا أبو مصعب الزهري، ثنا مالك فذكر مثله، و قال: من ماء البحر.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، قالا: قال: أنا أبو بكر الخطيب (3):سعد بن محمّد بن يوسف أبو رجاء القزويني، سكن بغداد، و حدث بها عن الحسن بن حبيب (4) بن عبد الملك الدمشقي (5) كتبنا عنه و ما علمت به بأسا، و رأيت بخط أبي الفضل بن الفلكي نسبة سعد بن محمّد بن يوسف بن محمّد بن غسان بن عبد الرّحمن بن بشر بن عبد اللّه بن حارس (6) بن همّام بن مرّة بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن عبد اللّه قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معدّ بن عدنان.

و قرأت بخط ابن الفلكي أيضا: سئل هذا الشيخ عن مولده فقال: حججت و كنت ابن عشرين سنة، و لم أر الحجر بموضعه لأنه لم يكن ردّ.

ص: 279


1- تاريخ بغداد: صفوان بن سليم.
2- بالأصل: البختري، خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مضى التعريف به.
3- تاريخ بغداد 129/9 ترجمته.
4- بالأصل «عن» خطأ و الصواب ما أثبت عن تاريخ بغداد، انظر ترجمته في سير الأعلام 383/15.
5- بالأصل و م:«بمدينة دمشق» بدل «الدمشقي» و المثبت عن تاريخ بغداد.
6- في تاريخ بغداد: حادث.

2426 - سعد بن مالك أبي وقاص بن أهيب -

- و يقال: وهيب - بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب

أبو إسحاق الزّهري (1)

أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، شهد بدرا و المشاهد بعد.

و روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

روى عنه ابن عمر، و ابن عباس، و جابر بن سمرة، و عائشة أم المؤمنين، و السائب بن يزيد، و بنوه: عامر و مصعب، و محمّد، و عائشة، و إبراهيم، و عمر بنو سعد بن أبي وقاص، و سعيد بن المسيّب، و أبو عثمان النّهدي، و إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف، و قيس بن أبي حازم، و عمرو بن ميمون الأودي، و أبو العنبر غنيم بن قيس المازني، و شريح بن هانئ بن يزيد النّخعي، و أبو عبد اللّه دينار العراط (2)،و بشر بن سعيد الحضرمي، و أبو صالح ذكوان السمان، و راشد بن سعد المقرئ الحمصي، و زياد بن جبير بن حية، و أبو عياش زيد المدني، و شريح بن عبيد أبو الصّلت الحمصي، و أبو بحر الأحنف بن قيس، و أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن حبيب السّلمي، و عبيد اللّه - و يقال: عبد اللّه - بن أبي نهيك، و عبد الرّحمن بن سليط الجمحي، و عروة بن الزبير، و علقمة بن قيس النّخعي، و القاسم بن ربيعة بن حوشب، و محمّد بن عبد اللّه بن نوفل الهاشمي، و هزيل بن شرحبيل.

و شهد غزوة أسامة إلى أرض البلقاء، و روى خطبة عمر بالجابية، و أظنه لم يشهدها، و شهد أذرح (3) يوم الحكمين، و وفد على معاوية.

كتب إلي أبو بكر عبد الغفار بن محمّد بن الحسين الشيروي، ثم أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن حبيب، و أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس و غيره عنه، و هو أبو سعد عبد الكريم بن محمّد بن منصور، و سمعته قال: أخبرنا القاضي أبو

ص: 280


1- ترجمته في الاستيعاب 18/2 هامش الإصابة، أسد الغابة 214/2 الإصابة 33/2 حلية الأولياء 92/1 تاريخ بغداد 144/1 الوافي بالوفيات 144/15 و سير الأعلام 92/1 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
2- في تهذيب التهذيب: القراظ .
3- بالأصل:«و شهد أحد في يوم الحكمين» و الصواب ما أثبت «أذرح» بدل «أحد في».

بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحيري (1).

ح و أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن محمّد بن أحمد بن بادويه السهلكي خطيب بسطام (2) بها، أنبأ أبو الفضل محمّد بن علي بن سهل السهلكي البسطامي.

ح و أخبرنا أبو الفضل المحسّن بن أبي منصور بن المحسّن البسطامي الصوفي الفقيه - ببسطام - أنا سعيد بن أحمد بن محمّد الواحدي - بنيسابور - قالا: أنا أبو بكر الحيري (3)،ثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب الأصم، ثنا أبو يحيى زكريا بن يحيى بن أسد المروزي - ببغداد - حدّثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص أن أباه أخبره أنه مرض عام الفتح مرضا أشفى منه على الموت، فأتاه النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يعوده و هو بمكة فقال: يا رسول اللّه إن لي مالا كثيرا و ليس يرثني إلاّ ابنتي أ فأتصدق بثلثي مالي ؟ قال:«لا»، قال: فبالشطر (4)؟قال:«لا»، قال:«فالثلث، و الثلث كثير. إن لن تترك ورثتك أغنياء خير من أن تتركهم عالة يتكففون الناس، انك لن تنفق نفقة إلاّ أجرت فيها، حتى اللقمة ترفعها إلى امرأتك»، قلت: يا رسول اللّه أخلّف عن هجرتي ؟ قال:«إنك لن تخلّف بعدي فتعمل عملا تريد به وجه اللّه إلاّ ازددت به رفعة أو درجة، و لعلك أن تخلّف حتى ينتفع بك أقوام و يضرّ بك آخرون، اللّهم أمض لأصحابي هجرتهم و لا تردّهم على أعقابهم»، لكن البائس سعد بن خولة. يرثي له أن مات بمكة (5).

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي (6)،أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو سهل بن سعدوية، و أبو عبد اللّه الخلاّل، قالا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، ثنا زهير، ثنا إسماعيل بن عمر،

ص: 281


1- بالأصل: الجيري، بالجيم خطأ و الصواب الحيري بالحاء المهملة عن م. (انظر (الأنساب) و انظر ترجمته في سير الأعلام 356/17).
2- بسطام: بالكسر ثم السكون، بلدة كبيرة بقومس على جادة الطريق إلى نيسابور بعد دامغان بمرحلتين. (ياقوت).
3- بالأصل «الجيري» و الصواب الحيري عن م، و قد مرّ قريبا.
4- عن م، و بالأصل: فبالشرط خطأ. و في السير: فالشطر.
5- نقله الذهبي في سير الأعلام من طريق إسماعيل بن عبد الرحمن 120/1-121 و انظر تخريجه فيه، و عقب الذهبي: متفق عليه من طرق عن الزهري.
6- في م: الخيرزوزي، خطأ.

ثنا يونس بن أبي إسحاق، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن سعد، حدّثني والدي محمّد (1)- زاد ابن المقرئ - بن سعد، عن أبيه سعد قال: مررت بعثمان بن عفان في المسجد، فسلّمت عليه فملأ أعينه ثم لم يردّ عليّ السلام، فأتيت أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فقلت: يا أمير المؤمنين هل حدث في الإسلام شيء؟ قال: و ما ذاك ؟ قلت: لا، إلاّ أني مررت بعثمان آنفا - زاد ابن حمدان: في المسجد و قالا:- فسلّمت عليه فملأ عينيه مني ثم لم يرد السلام - فقال ابن المقرئ: علي السلام - قال: فأرسل عمر إلى عثمان فدعاه فقال: ما يمنعك أن تكون و قال ابن المقرئ: أ لا تكون - رددت على أخيك السلام، فقال عثمان: ما فعلت ؟ قال سعد: قلت: بلى حتى حلف و حلفت، قال: ثم إنّ عثمان ذكر فقال: بلى، فأستغفر اللّه و أتوب إليه إنك مررت بي آنفا و أنا أحدث نفسي بكلمة سمعتها من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، لا و اللّه ما ذكرتها قط إلاّ تغشي بصري و قلبي غشاوة فقال سعد: فأنا أنبئك بها، إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ذكر لنا: أول دعوة ثم جاء - و قال ابن المقرئ:

جاءه - أعرابي فشغله، ثم قام رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فاتبعته، فلما أشفقت أن يسبقني إلى منزله ضربت بقدمي الأرض فالتفت إليّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال:

«من هذا؟ أبو إسحاق» قال: قلت: نعم يا رسول اللّه، قال:«فمه» قال: قلت: لا و اللّه إنك ذكرت لنا أول دعوة ثم جاء هذا الأعرابي. قال: و قال ابن حمدان: فقال نعم دعوة ذي النون: لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ أَنْتَ سُبْحٰانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظّٰالِمِينَ (2) فإنه لم يدع بها - و قال ابن المقرئ: بهذا - مسلم ربه عز و جل في شيء قط إلاّ استجاب له (3)[4656].

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، ثنا أبو سعيد بن أبي حامد - إملاء - في منزلنا و هو عبد الرّحمن بن أحمد بن حمدوية المؤذن، ثنا أحمد بن زيد بن هارون القزاز - بمكة - سنة ثلاثمائة، ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، ثنا إبراهيم بن مهاجر بن مسمار، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه قال: وقف عمر بن الخطاب بالجابية فقال: رحم اللّه عبدا سمع مقالتي فوعاها أما إني رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم وقف في ناس كقيامي فيكم ثم قال:

ص: 282


1- بالأصل و م: محمد بن زاد، حذفنا «بن» لأنها مقحمة.
2- سورة الأنبياء، الآية:87.
3- نقله الذهبي في السير 94/1-95 من طريق أبي يعلى، و انظر تخريجه فيه. و ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 68/7 و ابن كثير في البداية و النهاية 580/4.

«احفظوني في أصحابي ثم الذين يلونهم - يقولها ثلاثا - ثم يكثر الهرج و الكذب، و يشهد الرجل و لا يستشهد، يحلف الرجل و لا يستحلف، فمن أراد بحبوحة الجنة فعليه بالجماعة، فإن الشيطان مع الفذّ و هو من الاثنين أبعد، لا يخلونّ رجل بامرأة فإنّ ثالثهما الشيطان، و من سرّته (1) حسنة و ساءته (2) سيئة فهو مؤمن»[4657].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي أبو بكر، أنا أبو الدحداح، أنا محمود بن خالد، ثنا الفريابي، عن سفيان، عن حبيب، عن عبد الرّحمن بن المسور بن مخرمة، قال: كنا مع سعد بالشام شهرين يقصر الصلاة و نتم، فقلنا له فقال: نحن أعلم.

أنبأنا أبو المعالي الفضل بن سهل، قال: أنبأنا أو الفرج سهل بن بشر، أنبأنا أبو الحسن علي بن منير (3) بن أحمد بن الحسن الخلاّل - بمصر-، أنا أبو أحمد عبد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن الناصح بن شجاع الفقيه، ثنا أبو بكر أحمد بن علي بن سعيد بن إبراهيم المروزي القاضي، ثنا علي بن الجعد، أنا سعيد، عن حبيب بن أبي ثابت قال:

سمعت عبد الرحمن بن المسور قال: كنا بقرية من قرى الشام يقال لها عمّان شهرين تصلّي أربعا و يصلّي سعد بن مالك ركعتين، فسألناه عن ذلك [فقال:] إنا نحن أعلم (4)، كان في الأصل أبو المستورد (5) و الصواب ابن المسور، و هو ابن مخرمة كما تقدم.

أخبرنا أبو سعيد بن البغدادي، أنبأنا أبو القاسم، و أبو عمرو، أنبأنا محمّد بن إسحاق بن خرشيذ قوله، أنبأنا أبو بكر بن زياد النيسابوري، ثنا الربيع بن سليمان، ثنا ابن وهب، حدّثني أسامة بن زيد الليثي: أن ابن شهاب حدثه أن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة قال: خرجت مع أبي، و سعد (6) بن أبي وقاص، و عبد الرحمن بن

ص: 283


1- بالأصل و م:«سيرته» و الصواب ما أثبت.
2- بالأصل:«و سياته» تحريف، و الصواب ما أثبت.
3- رسمها بالأصل «مسني» خطأ و الصواب «منير» كما أثبت عن الأنساب (الخلال)، و قد ذكره السمعاني و ترجم له.
4- الخبر في سير الأعلام 96/1 من طريق شعبة و غيره عن حبيب.
5- كذا بالأصل و م «أبو المستورد» و الذي مرّ قريبا: ابن المسور، و هو الصواب و لا خطأ هنا، و لا حاجة لاستدراك ابن عساكر.
6- بالأصل:«أبي سعيد» خطأ و أدّى إلى اضطراب المعنى، و الصواب ما أثبت عن سير الأعلام.

الأسود بن عبد يغوث الزّهري عام أذرح (1) فوقع الوجع بالشام، فأقمنا بسرغ (2) خمسين ليلة، و دخل علينا رمضان فصام المسور و عبد الرحمن بن الأسود، و أفطر سعد بن أبي وقاص و أبى أن يصوم، فقلت لسعد: أبا إسحاق! أنت صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و شهدت بدرا و المسور يصوم، و عبد الرحمن، و أنت تفطر؟ قال سعد: إني أنا أفقه منهما (3).

و قال: و أخبرنا أبو بكر حدّثنا محمّد بن يحيى، ثنا إسماعيل بن أبي أويس، حدّثني أبي، حدّثني محمّد بن مسلم: أن رجلا أخبره عن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة: أن سعد بن أبي وقاص يقصر الصلاة و يفطر، و كانا يتمان الصلاة و يصومان.

قال: فقيل لسعد: إنّك تقصر الصلاة و تفطر و يتمان، فقال سعد: نحن أعلم.

قال أبو بكر: إن كانت رواية ابن أبي أويس صحيحة فإن الزّهري لم يسمعه من عبد الرحمن بن المسور.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا محمّد بن أحمد بن أبي الصقر، أنبأ محمّد بن الحسين بن يوسف الأصبهاني، أنا محمّد بن أحمد بن عبد اللّه النقوي (4)، ثنا إسحاق بن إبراهيم بن عباد الديري، أنبأنا عبد الرزاق بن همام، عن ابن جريج، حدّثني زكريا بن عمرو (5):أن سعد بن أبي وقاص وفد على معاوية فأقام عنده شهرا يقصر الصلاة، أو شهر رمضان فأفطر (6).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب، ثنا أبو بكر الحميدي، ثنا سفيان، ثنا عمرو - يعني ابن دينار - قال: شهد سعد بن أبي وقاص و ابن عمر الحكمين بدومة الجندل (7).

ص: 284


1- بالأصل: ادرج، و الصواب عن سير الأعلام، و أذرح بلد في أطراف الشام من أعمال الشراة ثم من نواحي البلقاء.
2- سرغ: بفتح أوله و سكون ثانيه، هو أول الحجاز و آخر الشام بين المغيثة و تبوك من منازل حاج الشام. (ياقوت).
3- نقله الذهبي في السير 95/1 من طريق ابن وهب.
4- رسمها غير واضح بالأصل، و الصواب ما أثبت عن م، ترجمته في سير الأعلام 141/16.
5- في البخاري تاريخ الكبير 450/3 و الجرح و التعديل 598/3 «عمر».
6- نقله الذهبي من طريق ابن جريج في سير الأعلام 95/1-96.
7- سير الأعلام 96/1.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد، عن نصر بن إبراهيم الزاهد، عن أبي خازم (1) محمّد بن الحسين بن محمّد بن الفراء، أنا أبو العباس منير بن أحمد بن الحسن، أنبأنا علي بن أحمد بن إسحاق (2)،ثنا أبو مسهر أحمد بن مروان، ثنا الوليد بن طلحة، ثنا ضمرة بن ربيعة قال: قال حفص:

قدم سعد بن أبي وقاص على معاوية فقال له معاوية: أين كنت في هذا الأمر؟ فقال: إنما مثلنا و مثلكم كمثل ركب كانوا يسيرون فأصابتهم ظلمة فقالوا: إخ إخ. فقال معاوية: ما في كتاب اللّه إخ إخ و لكن في كتاب اللّه: وَ إِنْ طٰائِفَتٰانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمٰا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدٰاهُمٰا عَلَى الْأُخْرىٰ فَقٰاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتّٰى تَفِيءَ إِلىٰ أَمْرِ اللّٰهِ (3) قال: فبايعه و ما سأله شيئا إلاّ أعطاه إياه.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، ثنا و أبو منصور بن زريق، أنبأنا أبو بكر الخطيب (4)،أنبأنا علي بن القاسم البصري، ثنا علي بن إسحاق المادرائي، ثنا أحمد بن خالد، ثنا داود بن سليمان أبو المطرّف، ثنا سفيان، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيّب، عن سعد قال: قلت: يا رسول اللّه، من أنا؟ قال:

«سعد بن مالك بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة، من قال غير ذلك فعليه لعنة اللّه»[4658].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنبأنا أبو القاسم عيسى بن علي، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني زهير بن محمّد المروزي، ثنا عبد الرّزّاق، عن ابن عيينة، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيّب، عن سعد قال: يا رسول اللّه من أنا؟ قال:

«أنت سعد بن مالك بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة، من قال غير هذا فعليه لعنة اللّه»[4659].

ص: 285


1- بالأصل «حازم» بالحاء المهملة و الصواب ما أثبت «خازم» بالخاء المعجمة، ترجمته في سير الأعلام 604/19 و فيها: محمد بن محمد بن الحسين بن الفراء.
2- ترجمته في سير الأعلام 474/15.
3- سورة الحجرات، الآية:9.
4- تاريخ بغداد 144/1.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب (1)،حدّثنا أبو بكر الحميدي، ثنا سفيان، عن ابن جدعان، عن سعيد قال: جاء سعد إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال: يا رسول اللّه فذكره.

قال الحميدي: قال سفيان مرة في هذا الحديث: أراه عن سعيد (2)،قال يعقوب:

و زهرة بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النّضر.

أخبرناه عاليا أبو الأعزّ (3) قراتكين (4) بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ، ثنا زكريا بن يحيى الساجي، ثنا سعيد بن عبد الرّحمن المخزومي، ثنا سفيان، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيّب، عن سعد أنه قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: من أنا؟ قال:

«سعد بن مالك بن زهير (5) بن عبد مناف بن زهرة، قال: من قال غير هذا فعليه لعنة اللّه»[4660].

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه، ابنا (6) البنّا قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، ثنا أحمد بن سليمان، ثنا الزّبير بن بكّار قال:

و من ولد أهيب بن عبد مناف بن زهرة: سعد بن أبي وقاص مالك و أمه حمنة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس، و هو أول من رمى بسهم في سبيل اللّه، و هو أول من أهراق دما في سبيل اللّه. و قال بعض الناس: طليب بن عمير أول من أهراق دما في سبيل اللّه، و ولّى (7) عمر سعد بن أبي وقاص قتال (8) فارس، و كان يبني داريه بالبلاط ،

ص: 286


1- تاريخ الفسوي 166/3.
2- في المعرفة و التاريخ:«أراه ابن سعد» و هو الظاهر، لأنه في الرواية الأولى جاء: عن سعيد، فلا حاجة له لتكراره، فالأرجح صحة ما ورد في المعرفة و التاريخ. و كتب محققه بالحاشية: «يريد أن سعيد هو ابن سعيد بن عبادة الخزرجي».
3- في م: الأعر.
4- في م:«قراتكين» كذا بدون نقط .
5- كذا وقع هنا، انظر ما تقدم فيه.
6- بالأصل و م:«أنبأنا» و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل متقدم، و قد مرّ مثل هذا السند كثيرا.
7- بالأصل و م: روى، خطأ، و ما أثبت يوافق عبارة المختصر.
8- بالأصل: قال، خطأ، و الصواب ما أثبت، و هو يوافق عبارة مختصر ابن منظور 253/9.

فقال له: تشغلني عن بناء داريّ فقال عمر: أنا أكفيك بناء هما. فكان عمر يحضر بناء هما حتى فرغ منهما. و أشار لي بعض المشايخ إلى بعض بناء عمر الذي بنى له على حاله و هو إلى اليوم على حاله.

و هو أحد العشرة الذين كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ذكر أنهم في الجنة، و فتح مدائن كسرى، و هو أحد الستة الذين جعل (1) عمر بن الخطاب الشورى إليهم بعده و كان مستجاب الدعوة، و سعد كوّف الكوفة و نفى الأعاجم، و كان أهل الكوفة قد رفعوا عليه أشياء كشفها عمر فوجدها باطلا. و كان مما رفعوا عليه أنه لا يحسن الصلاة فقال: نعم - حين ذكر ذلك له - و اللّه إني لأوجد في الأوليين و أخف الأخريين فقال عمر: ذاك الظن بك، أبا إسحاق. و أمره أن يعود إلى الكوفة فقال: تأمرني أن أعود إلى قوم زعموا أني لا أحسن الصلاة. و أبى، فلما طعن عمر قال في وصيته حيث أسماه في أهل الشورى: إن ولي سعد الإمارة فذاك، و إلا أهل، فليستعن به الوالي من بعدي فإني لم أعزله عن عجز و لا خيانة. و اعتزل اختلاف أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بعد قتل عثمان، و نزل قلهّي (2)و احتفر فيه بئرا فأعذب و أمر أهله ألا يخبروه من أخبار الناس شيئا حتى تجتمع الأمة على إمام. و نظر يوما إلى راكب يزول فقال: هذا راكب فلما دنا قيل له: هذا ابنك عمر بن سعد فجاء عمر، فأناخ ثم قال لأبيه: أرضيت لنفسك أن تقيم بهذا المنزل، و أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يختلفون في الخلافة ؟ فقال له: إن جئتني بسيف يعرف المؤمن من الكافر فإذا ضربت به فعلت فقال له: ليس إلاّ هذا، قال: لا. فوثب فقال اجلس حتى تصيب طعاما قال: لا حاجة لي بطعامكم.

و ذكر بعض أهل العلم أن ابن أخيه هاشم بن عتبة بن أبي وقاص جاءه فقال له:

هاهنا مائة ألف سيف يرونك أحقّ الناس بهذا الأمر، فقال: أريد من مائة ألف سيف سيفا واحدا إذا ضربت به المؤمن لم يصنع شيئا، و إذا ضربت به الكافر قطع. فانصرف من عنده إلى علي بن أبي طالب فكان في أصحابه و قاتل معه.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي،

ص: 287


1- بالأصل:«حفد» و المثبت عن نسب قريش للمصعب ص 263.
2- قلهي: حفيرة لسعد بن أبي وقاص، اعتزل بها الناس لما قتل عثمان بن عفّان رضي اللّه عنه، و روي فيها قلهيا. و يقال: قلهي (ياقوت).

أنا عبد اللّه بن محمّد، ثنا أحمد بن منصور المروزي، ثنا عمرو بن خالد الحرّاني، ثنا ابن لهيعة عن أبي الأسود، عن عروة، ح قال: و حدّثنا هارون بن موسى الفروي (1)،ثنا ابن فليح عن موسى بن عقبة، عن الزهري، ح قال: و حدّثني ابن الأموي، حدّثني أبي عن محمّد بن إسحاق فيمن شهد بدرا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: سعد بن مالك بن وهيب من بني عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرّة.

حدّثنا أبو الحسن علي بن المسلّم - لفظا - و أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان - قراءة - قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أخبرنا علي بن يعقوب بن إبراهيم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم القرشي، ثنا محمّد بن عائذ قال: و أخبرني الوليد بن مسلم، عن عبد اللّه بن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة قال في تسمية من شهد بدرا: سعد بن أبي وقاص بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة.

أخبرنا أبو محمّد الأكفاني، ثنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن الحسين القطان، أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن عتّاب، أنا القاسم بن عبد اللّه بن المغيرة، ثنا إسماعيل بن أبي أويس، ثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن عمه موسى بن عقبة.

ح و أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا الحسن (2) بن علي، أخبرنا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبد الوهاب بن أبي حيّة، أنا محمّد بن شجاع، أنبأنا محمّد بن عمر الواقدي (3)،قال في تسمية من شهد بدرا من بني زهرة: سعد بن أبي وقاص - زاد الواقدي: بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أخبرنا رضوان بن أحمد، أنا أحمد بن عبد الجبار، ثنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق:

ح و أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي، قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، ثنا محمّد بن جعفر، ثنا عبيد اللّه بن سعد، ثنا عمي، عن أبيه،

ص: 288


1- في م: القروي، بالقاف خطأ.
2- بالأصل و م:«الحسين» خطأ، و الصواب ما أثبت، و هو أبو محمد الجوهري، مضى التعريف به.
3- مغازي الواقدي 155/1.

عن ابن إسحاق قال في تسمية من شهد بدرا من بني زهرة: سعد بن أبي وقاص (1)- زادت أم البهاء: بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الفضل بن خيرون.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، قال: أنا أبو القاسم الأزهري، أنا عبد اللّه بن أحمد بن يعقوب.

أنبأنا العباس بن محمّد بن عبد اللّه بن المغيرة الجوهري، أنا صالح بن أحمد بن محمّد بن حنبل، قال: قال أبي: سعد بن مالك هو سعد بن أبي وقاص، و كأن كنية مالك هكذا.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد، أنا إبراهيم بن أبي أمية، قال: سمعت نوح بن حبيب يقول في تسمية العشرة (2):سعد بن أبي وقاص و اسمه مالك بن أهيب من بني عبد مناف بن زهرة بن كلاب، يكنى أبا إسحاق من بني زهرة.

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي البغدادي، ثم ثنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي المدائني، أنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم قال: و أم سعد حمنة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس و أمها..... (3) بنت أبي سرح بن الحارث بن حبيب بن نصر بن مالك بن حنبل بن عامر بن لؤي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العز الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد أبو البركات و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أخبرنا محمّد بن الحسن، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد، أنا أبو حفص الأهوازي، ثنا خليفة بن خياط (4) قال:

سعد بن أبي وقاص اسم أبي وقاص مالك بن وهيب (5) بن عبد مناف بن زهرة بن

ص: 289


1- سيرة ابن هشام 336/2.
2- يعني العشرة سادات الصحابة و المشهود لهم بالجنّة.
3- مطموسة بالأصل، و في م: و أمّها بنت أبي سرح.
4- طبقات خليفة بن خياط ص 45 رقم 78.
5- عند خليفة: أهيب.

كلاب، أمه حمنة بنت أبي سفيان بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، يكنى أبا إسحاق، ولاّه عمر و عثمان الكوفة. و مات بالمدينة سنة خمس و خمسين.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، ثنا محمّد بن سعد، قال (1):في الطبقة الأولى ممن شهد بدرا من بني زهرة: سعد بن أبي وقاص و اسم أبي وقاص مالك بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرّة، و يكنى أبا إسحاق. و أمه حمنة بنت سفيان بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصيّ .

قالوا (2):و شهد سعد بدرا و أحدا و ثبت يوم أحد مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حين ولى الناس، و شهد الخندق و الحديبيّة و خيبر، و فتح مكة، و كانت معه يومئذ إحدى رايات المهاجرين الثلاث، و شهد المشاهد كلها مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و كان من الرماة المذكورين من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسين محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، أنا محمّد بن سعد (3) قال في الطبقة الأولى: سعد بن أبي وقاص و اسمه مالك بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب، يكنى أبا إسحاق، و أمه حمنة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم ثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنبأنا أبو أحمد - زاد أحمد و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (4)،قال: سعد بن أبي وقاص هو سعد بن مالك بن وهيب و يقال:

أهيب بن إسحاق القرشي الزهري شهد بدرا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر، و أبو نصر

ص: 290


1- طبقات ابن سعد 137/3.
2- المصدر نفسه 142/3.
3- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
4- التاريخ الكبير 43/4.

محمّد بن الحسن قالا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنبأنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي أحمد (1) قال: سعد بن أبي وقاص الزهري هو سعد بن مالك، و هو افتتح القادسية و اختطّ الكوفة و كان أميرا عليها، و كان أول من رمى بسهم في سبيل اللّه، يكنى أبا إسحاق، و جمع له النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أبويه (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب (3) قال: سعد بن أبي وقاص هو مالك بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النّضر.

أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي، أنبأنا أبو عامر محمود بن القاسم بن محمّد، و أبو نصر عبد العزيز بن محمّد، و أبو بكر أحمد بن عبد الصمد، قالوا: أنبأنا أبو محمّد عبد الجبار بن محمّد بن عبد اللّه، أنا أبو العباس محمّد بن أحمد، أنا أبو عيسى محمّد بن عيسى الترمذي، قال: و سعد بن أبي وقاص هو سعد بن مالك بن وهيب.

أخبرنا أبو الحسين الفراء، أنا أبو يعلى، ح و أنا أبي السعود بن المجلي (4)،ثنا أبو الحسين بن المهتدي، قالا: أنا عبد اللّه بن أحمد بن علي..... (5) أنبأنا محمّد بن مخلد بن حفص، قال: قرأت على علي بن عمرو حدثكم الهيثم بن عدي قال: قال ابن عياش: سعد بن أبي وقاص يكنى أبا إسحاق.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أبو سعيد بن حمدون قال: سمعت مكي بن عبدان يقول: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو إسحاق سعد بن أبي وقاص مالك بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن

ص: 291


1- تاريخ الثقات للعجلي ص 180.
2- يعني قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم له: فداك أبي و أمي.
3- المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 279/1.
4- بالأصل: المحلي، و الصواب ما أثبت و ضبط ، انظر التبصير.
5- لفظة مطموسة، و في م الكلام متصل و لا يوجد كلمة بين علي و أنبأنا.

بشران، أنبأنا أبو علي بن الصّوّاف، ثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال: سعد بن أبي وقاص أبو إسحاق.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف، أنبأنا أبو سعيد بن حمدون قال: سمعت مكي بن عبدان يقول: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو إسحاق سعد بن أبي وقاص مالك بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب (1).

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا أبو الفتح سليمان بن أيوب، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان بن علي بن إبراهيم بن أحمد، ثنا يزيد بن محمّد بن إياس قال: سمعت محمّد بن أحمد المقدّمي يقول: سعد بن مالك أبي وقاص الزّهري يكنى أبا إسحاق.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو إسحاق سعد بن مالك بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، ثنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسماعيل، حدّثنا أبو بشر (2)محمّد بن أحمد بن حمّاد (3) قال: كنية سعد بن أبي وقاص أبو إسحاق.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن علي، أنبأنا أبو بكر الصفار، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن منجويه، أنبأنا أبو أحمد محمّد بن أحمد الحاكم، قال: أبو إسحاق سعد بن أبي وقاص و اسم أبي وقاص مالك بن وهيب، و يقال أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري، و أمه حمنة بنت أبي سفيان بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، شهد بدرا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و شهد له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بالجنة، و ولاّه عمر و عثمان بن عفان الكوفة، و مات بالمدينة.

ص: 292


1- تقدم الخبر قبل أسطر، و هو مكرر، لكن الخبر هنا أكمل إسنادا من سابقه، فقد سقط «أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف» من السند في الخبر السابق انظر المجلدة المطبوعة 32/10 و فهارس المجلدة العاشرة ص 57 و 195.
2- بالأصل: أبو يسر، خطأ، و هو أبو بشر الدولابي، انظر ترجمته في سير الأعلام 309/14.
3- الكنى و الأسماء للدولابي 63/1.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده قال: سعد بن مالك بن وقاص بن أهيب و يقال: ابن وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرّة بن كعب أبو إسحاق الزهري، أمه حمنة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، أسلم و هو ابن سبع عشرة سنة و كان قصيرا دحداحا (1) غليظا ذا هامة، شثن الأصابع، و توفي بالعقيق (2) في قصره على سبعة (3)أميال من المدينة، و حمل على أعناق الرجال إلى المدينة سنة خمس و خمسين (4)، و يقال سنة ثمان و خمسين، و كان سنه يوم توفي أربعا و سبعين و يقال ثلاث و ثمانين، و صلّى عليه مروان بن الحكم.

أنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل المقدسي، أنا أبو الفضل المقدسي (5)، أنبأنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنبأنا أبو نصر أحمد بن محمّد بن الحسين الكلاباذي قال: سعد بن أبي وقاص و اسمه مالك بن وهيب، و يقال: أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي أبو إسحاق القرشي الزّهري المدني، شهد بدرا و أمه حمنة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأموي القرشي.

قال سعد:[أسلمت] (6) و أنا ابن تسع عشرة سنة، سمع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم روى عنه ابن عمر، و جابر بن سمرة، و عمرو بن ميمون، و بنوه: محمّد، و عامر، و مصعب، و إبراهيم، في الإيمان و غير موضع.

قال الذّهلي: قال يحيى بن كثير: و قال خليفة و الواقدي و ابن نمير، و عمرو بن علي: مات سنة خمس و خمسين، و قال عمرو: مات و هو ابن أربع و سبعين سنة - زاد يحيى بن بكير و عمرو بن علي، و ابن نمير: و صلّى عليه مروان بن الحكم.

ص: 293


1- الدحداح: القصير (القاموس).
2- قال الأصمعي: الأعقة: الأودية؛ و العرب تقول لكل مسيل ماء شقة السيل في الأرض فأنهره و وسعه عقيق. و الأعقة كثيرة (انظر ياقوت).
3- في طبقات ابن سعد 148/3 عشرة أميال. و راجع ياقوت (العقيق).
4- إلى هنا نقله الذهبي عن ابن منده في السير 96/1-97.
5- كذا بالأصل مكررا.
6- زيادة لازمة للإيضاح عن تاريخ بغداد 144/1 و اللفظة سقطت من الأصل و من م.

و قال أبو نعيم: مات سنة ثمان و خمسين قاله البخاري عنه. قال ابن سعد: قال الواقدي في الطبقات: مات سعد و هو ابن بضع و تسعين سنة. و قال في التاريخ: مات و هو ابن سبع و ثمانين سنة. قال محمّد بن سعد: أخبرني الهيثم بن عدي قال: توفي سنة خمسين.

أخبرنا أبو الحسين بن قبيس، و أبو منصور بن زريق، قالا: قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب (1):و سعد بن أبي وقاص، و اسم أبي وقاص مالك بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب، يكنى أبا إسحاق، و أمه حمنة بنت أبي (2) سفيان بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف و هو أحد العشرة الذين شهد لهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بالجنة، و أحد الستة من أهل الشورى، و من المهاجرين الأولين، تقدم إسلامه، و حضر مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم مشاهده، و جاهد بين يديه، و فدّاه النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بأبويه فقال له:«فداك أبي و أمي»، و دعا له. فقال:«اللّهم سدّد رميته، و أجب دعوته» فكان مجاب الدعوة، و لمّا وجه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب جيوش المسلمين إلى العراق أمّر سعدا عليهم ففتح اللّه على يديه المدائن و غيرها من بلاد الفرس، ثم ولاّه عمر أيضا الكوفة لما مصّرت. له أخبار كثيرة و مناقب غير يسيرة، روى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أحاديث حدّث بها عنه عبد اللّه بن عباس، و جابر بن سمرة، و السائب بن يزيد، و عائشة أم المؤمنين و جماعة من التابعين.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه، ابنا (3) البنّا، قالا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أحمد بن سليمان، ثنا الزبير بن بكّار، قال:

و قال عبد العزيز بن عمران: حدّثني عبد اللّه بن جعفر بن المسلمة، أنا محمّد بن عبد الرّحمن، أنا عن (4) إسماعيل بن محمّد بن سعد [قال: كان سعد] (5) بن أبي وقاص جعد الشعر، أشعر الجسد، آدم طويلا أفطس (6).

ص: 294


1- تاريخ بغداد 144/1.
2- كذا بالأصل و تاريخ بغداد، و م.
3- بالأصل و م:«أنبأنا» خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ هذا السند كثيرا.
4- كذا بالأصل:«أنا عن».
5- ما بين معكوفتين زيادة لازمة للإيضاح عن م، و سير الأعلام.
6- الخبر نقله الذهبي في السير 97/1 عن إسماعيل بن محمد بن سعد و ذكره الهيثمي في المجمع 153/9، و في م: أقطش.

قال: و حدّثنا الزبير حدّثني إبراهيم بن المنذر، عن الواقدي، عن بكير بن مسمار، عن الجوهري، أنبأنا أبو عمر محمّد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، ثنا الحسين بن الفهم، ثنا محمّد بن سعد (1)،ثنا محمّد بن عمر، حدّثني بكير بن مسمار، عن عائشة بنت سعد قالت: كان أبي رجلا قصيرا، و دحداحا غليظا، ذا هامة، شثن الأصابع.

قال (2):و مات بالعقيق في قصره على عشرة أميال، و حمل على رقاب الرجال إلى المدينة.

قال (3):و يقال توفي و هو ابن بضع و سبعين.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا أبو [محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم ثنا محمّد بن سعد، نا] (4) محمّد بن عمر، حدّثني بكير بن مسمار، عن عائشة بنت سعد قالت: كان أبي رجلا قصيرا، دحداحا، غليظا ذا هامة، شثن الأصابع، أشعر، و كان يخضب بالسواد (5).

أخبرنا أبو الحسين بن قبيس، و ثنا أبو منصور بن زريق: أخبرنا أبو بكر الخطيب (6)،أنا ابن (7) بشران، أنا الحسين بن صفوان، ثنا ابن أبي الدنيا، حدّثنا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، أنا بكير بن مسمار، عن عائشة بنت سعد قالت:

مات أبي في قصره بالعقيق على عشرة أميال فحمل إلى المدينة على رقاب الرجال، و كان قصيرا دحداحا، غليظا ذا هامة، شثن الأصابع أشعر.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أخبرنا أحمد بن محمّد، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، ثنا أحمد بن حنبل، و يعقوب بن إبراهيم، قالا: ثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، عن سماك، عن مصعب بن سعد - في حديث ذكره - قال:

كان سعد: مفزور الأنف، و في غير هذا الحديث: أن سعدا كان أفطس.

ص: 295


1- طبقات ابن سعد 143/3.
2- طبقات ابن سعد 148/3 و 149.
3- طبقات ابن سعد 148/3 و 149.
4- ما بين معكوفتين سقط من السند بالأصل و م و استكمل عن سند مماثل متقدم.
5- انظر الخبر بتمامه في طبقات ابن سعد 143/3 و سير الأعلام 97/1.
6- تاريخ بغداد 145/1.
7- عن تاريخ بغداد و م، و بالأصل «أبو».

أخبرنا أبو الحسين علي بن أحمد، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو محمّد بن زبر، ثنا إسماعيل بن إسحاق، ثنا نصر بن علي الجهضمي، قال: أخبرنا الأصمعي، ثنا إسحاق بن يحيى بن طلحة قال: سألت سعد بن مالك قلت: أسألكم معاشر المهاجرين قال: كنا من إعذار عام واحد.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن النّقّور، أنا أحمد بن محمّد بن عمران بن موسى بن الجرّاح.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن علي بن الحسين الحمّامي، أنبأنا أبو علي الحسن بن عمر بن الحسن بن يونس، أنا أبو الحسن علي بن القاسم بن الحسن النّجّاد، قالا: ثنا الروق (1) أحمد بن محمّد بن بكر الهذلي، ثنا أبو حاتم السجستاني سهل بن محمّد - و في حديث الحمّامي: عن عبد الرّحمن بن أبي الزناد - عن الأصمعي، عن عبد الرّحمن بن أبي الزناد، عن الأعرج قال: ثنا بعض ولد سعد بن أبي وقاص قال:

قلت لسعد - و في حديث ابن الجرّاح قال: سألت سعدا - ما كانت أسنانكم معاشر - و في حديث ابن الجرّاح:- معشر المهاجرين ؟ قال: كنا إعذار عام واحد.

أخبرنا بها عالية أبو القاسم عبد اللّه بن الحسين بن محمّد الخلاّل، أنا أبو محمّد الحسن بن الحسين بن علي..... (2)،ثنا أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن ميسر، ثنا محمّد بن عبادة. ثنا الأصمعي، ثنا إسحاق بن يحيى بن طلحة، عن موسى بن طلحة قال: قلت لسعد: ما أسنانكم معشر المهاجرين ؟ قال: كنا من إعذار عام واحد.

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى، ابنا (3) الحسن قالا: أنا محمّد بن أحمد بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، ثنا أحمد بن سليمان، ثنا الزّبير بن بكّار، حدّثني إبراهيم بن المنذر، حدّثني محمّد بن طلحة، ثنا إسحاق بن يحيى بن طلحة، عن عمه موسى بن طلحة قال: كان علي بن أبي طالب، و الزّبير بن العوّام، و طلحة بن عبيد اللّه، و سعد بن أبي وقاص عذار عام واحد، يقول أسنانهم متقاربة عذروا في عام واحد.

ص: 296


1- في م: الوروق.
2- مطموسة بالأصل، و رسمها في م: الشولحي.
3- بالأصل و م: أنبانا، و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني، أنبأنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن عبد اللّه بن بكير التميمي، أنبأنا أبو علي سهل بن علي الدوري، أنا أبو الحسن الأثرم قال: قال أبو عبيدة: و قالوا:

سئل سعد بن مالك قيل له: ما كانت أسنانكم معشر المهاجرين ؟ فقال: كنا بين إعذار عام واحد، أي ختان.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا الحسن بن علي، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، ثنا الحسين بن الفهم.

ح و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو منصور بن زريق، أنبأنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أنا الحسين بن صفوان.

ح و أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسين بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر قالا: ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قالا: ثنا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر حدّثني سلمة بن بخت عن عائشة بنت سعد قالت: سمعت أبي يقول: أسلمت و أنا ابن تسع عشرة سنة (1).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأنا جدي، أنبأنا أبو محمّد بن زبر، ثنا إسماعيل بن إسحاق، ثنا نمر بن علي الجهضمي، قال:

أخبرنا الأصمعي، ثنا نافع ابن أبي نعيم، عن ابن أسعد (2)،عن سعد قال: اتّبعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و ما في وجهي و لا شعرة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه [بن] محمّد، ثنا أحمد بن منصور الرّمادي، ثنا يعقوب بن محمّد، أنا إسحاق بن جعفر بن محمّد، و عبد العزيز بن عمران و احدهما يزيد على صاحبه الحرف و ما أشبهه، عن عبد اللّه بن جعفر بن المسور بن مخرمة، عن إسماعيل بن محمّد بن سعد، عن عامر بن سعد، عن أبيه قال: رد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عمير بن أبي وقاص عن (3) بدر و استصغره فبكا عمير فأجازه.

ص: 297


1- الخبر في طبقات ابن سعد 139/3 و تاريخ بغداد 144/1 و في ابن سعد: ابن سبع عشرة.
2- كذا بالأصل و م.
3- العبارة بالأصل و م:«عن مخرمة إلى قدر و اسمعرة» كذا و لا معنى لها و صوبناها عن سير الأعلام.

قال سعد: فعقدت (1) عليه حمالة سيفه (2) و لقد شهدت بدرا و ما في وجهي إلاّ شعرة واحدة أمسحها بيدي، ثم أكثر اللّه لي من بعد اللحى - يعني البنين (3)-.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنبأنا إسماعيل بن محمّد، ثنا محمّد بن عبيد اللّه بن أبي داود،[نا] أبو بدر شجاع بن الوليد، ثنا هاشم بن هاشم بن عتبة، عن سعيد بن المسيّب أن سعدا قال: ما أسلم أحد في اليوم الذي أسلمت فيه، و لقد مكثت سبعة أيام و إني لثلث الإسلام.

ح و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن زريق، أنبأنا أبو بكر الخطيب (4)،أنبأنا علي بن محمّد المعدّل، أنا عثمان بن أحمد بن السماك، ثنا محمّد بن عبيد اللّه بن المنادي، ثنا أبو بدر شجاع بن الوليد، ثنا هاشم (5)،عن سعيد بن المسيّب أن سعدا قال: ما أسلم أحد إلاّ في اليوم الذي أسلمت فيه، و لقد مكثت سبعة أيام و إني لثلث الإسلام.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، ثنا عبد اللّه بن محمّد، ثنا سعيد بن يحيى الأموي، ثنا أبي، ثنا هاشم بن هاشم، أخبرني سعيد بن المسيّب قال: سمعت سعدا يقول: ما أسلم أحد قبلي، و لقد مكثت ستة أيام و إني لثلث الإسلام.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا عاصم بن الحسين، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا الحسين بن يحيى بن عياش، حدّثنا الحسن بن الزّعفراني، حدّثنا مكي بن إبراهيم، حدّثنا هاشم بن هاشم، عن سعيد بن المسيّب، عن سعد بن أبي وقاص قال: ما أسلم أحد في اليوم الذي أسلمت فيه، و لقد مكثت سبع ليال ثلث الإسلام.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أخبرنا الحسن بن علي، أنبأنا محمّد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف، حدّثنا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمّد بن سعد (6)،أخبرنا

ص: 298


1- مطموسة بالأصل، و المثبت عن م و سير الأعلام.
2- بالأصل و م: سبعة، و المثبت عن سير الأعلام.
3- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام 97/1 من طريق يعقوب بن محمد الزهري.
4- تاريخ بغداد 144/1-145.
5- عن تاريخ بغداد و بالأصل: هشام.
6- طبقات ابن سعد 139/3.

محمّد بن عمر، حدّثني عبد اللّه بن جعفر، عن إسماعيل بن محمّد بن سعد، عن عامر بن سعد، عن أبيه قال: ما أسلم أحد قبلي إلاّ رجل أسلم في اليوم الذي أسلمت فيه، و لقد أتى عليّ يوم و إني لثلث الإسلام.

قال (1):و أخبرنا محمّد بن عمر، حدّثني أبو بكر بن إسماعيل بن محمّد بن سعد، عن أبيه، عن عامر بن سعد، عن أبيه قال: كنت ثالثا في الإسلام.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه، ابنا (2) أبي (3) علي قالا: أخبرنا أبو جعفر المعدّل، أنا أو طاهر الذهبي، أنا أحمد بن سليمان، ثنا الزّبير بن بكّار قال: و حدّثني إبراهيم بن حمزة، عن يوسف بن الماجشون، قال: سمعت عائشة بنت سعد تقول: لقد مكث أبي يوما إلى الليل و إنه لثلث الإسلام.

أخبرنا أبو بكر الفرضي، أنا أبو محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمر الخزاز (4)،أنبأنا أبو الحسن الخشاب، أخبرنا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمّد بن سعد (5)،قال: أنا أبو محمّد بن عمر، حدّثني أبو بكر بن إسماعيل بن محمّد، عن المهاجر بن مسمار، عن سعد قال: لقد أسلمت [يوم أسلمت] (6) و ما فرض اللّه الصلوات.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، قال: كنت آتي على ابن حارث الطائي، ثنا محمّد بن عمارة القرشي عن عبيدة بنت نائل، عن عائشة بنت سعد قالت: سمعت أبي يقول: رأيت في المنام قبل أن أسلم بثلاث كأني في ظلمة لا أبصر شيئا إذ أضاء لي قمر فاتّبعته فكأني انظر إلى من سبقني إلى ذلك القمر فأنظر إلى زيد بن حارثة، و إلى علي بن أبي طالب، و إلى أبي بكر و كأني أسألهم متى انتهيتم إلى هاهنا؟ قالوا: الساعة، و بلغني أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يدعو إلى الإسلام مستخفيا فلقيته في شعب

ص: 299


1- طبقات ابن سعد 139/3.
2- بالأصل: أنبأنا، خطأ و الصواب ما أثبت. و قد مضى هذا السند.
3- بالأصل:«أبو» خطأ و الصواب ما أثبت.
4- بالأصل:«الحرار» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 409/16.
5- طبقات ابن سعد 139/3.
6- الزيادة عن ابن سعد.

أجياد (1) و قد صلّى العصر فقلت: إلى ما تدعو؟ قال:«تشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أني رسول اللّه» قال: قلت: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أنك محمّد رسول اللّه فما تقدمني إلاّ هم.

أخبرنا جدي أبو الفضل يحيى بن علي القاضي، أنا أبو القاسم علي بن محمّد الفقيه.

ح و أخبرنا أبو الحسين علي بن المسلّم الفرضي، ثنا عبد العزيز بن أحمد - إملاء - قال: أنا محمّد بن محمّد بن مخلد، ثنا محمّد بن عبد اللّه، ثنا عبد اللّه بن محمّد بن ياسين، ثنا أزهر بن جميل مولى بني هاشم، ثنا النّضر بن إسماعيل، عن قيس قال: قال سعد: ما جمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أبويه لأحد قط قبلي، و لقد رأيته و إنه يقول لي:«ارم يا سعد، فداك أبي و أمي»، و إني لأول المسلمين رمى المشركين بسهم (2)[4661].

أخبرناه عاليا أبو الفتح محمّد بن علي بن عبد اللّه المصري، و أبو الحسن علي بن أبي طالب أحمد بن عوانة الشافعي، و أبو رشيد علي بن غنم بن محمّد بن الهيضم، و أبو صالح ذكوان بن سيار بن محمّد قالوا: أنا محمّد بن أبي مسعود الفارسي، أنا أبو عبد الرّحمن بن أحمد بن محمّد الأنصاري، ثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، ثنا أزهر بن جميل، ثنا النّضر بن إسماعيل أبو المغيرة، ثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن [أبي] (3) حازم قال: قال سعد بن مالك: ما جمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أبويه لأحد قبلي و لقد رأيته يقول:«يا سعد ارم فداك أبي و أمي» و أنا أول المسلمين رمى المشركين بسهم[4662].

رواه عن إسماعيل بن أبي خالد [عن] شعبة، و سفيان بن عيينة، و يحيى بن سعيد، و وكيع بن الجرّاح، و سعيد بن يحيى اللّخمي، و محمّد، و يعلى ابنا (4) عبيد،

ص: 300


1- أجياد: موضع بمكة يلي الصفا (ياقوت).
2- نقله الذهبي في السير من طريق إسماعيل بن أبي خالد 98/1.
3- سقطت من الأصل.
4- بالأصل:«أنبأنا عبيد» خطأ، انظر ترجمة محمد بن عبيد بن أبي أمية الطنافسي في سير الأعلام 436/9 و ترجمة أخيه يعلى في السيرة أيضا 476/9.

و يزيد بن هارون، و إسماعيل بن عليّة، و مالك بن سعيد، و المعتمر بن سليمان بن طرخان منهم من طوّله و منهم من اختصره.

فأما حديث شعبة:

فأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد، و أبو منصور عبد الباقي بن محمّد قالا: أخبرنا أبو طاهر المخلّص، ثنا محمّد بن هارون بن عبد اللّه، حدّثنا علي بن مسلم بن سعيد الطوسي، ثنا أبو داود، عن شعبة، أخبرني إسماعيل قال: سمعت قيس بن [أبي حازم] (1) قال: سمعت سعد بن أبي وقاص يقول:

رأيتني سابع سبعة مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و ما لنا طعام إلاّ ورق الحبلة (2) إن أحدنا ليضعهم كما يضع الشاة ما يخالطه شيء، ثم أصبحت بنو أسد تعزّرني على الإسلام. لقد خسرت إذا و ضلّ سعيي (3)؟.

أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن - رحمه اللّه - قال: و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري، و أبو نصر الرّبذي.

ح و أخبرنا أبو الفضل محمّد، و أبو القاسم محمود، ابنا (4) أحمد بن الحسن التبريزيان (5)-بها - قالا: أخبرنا أبو نصر الزبيدي (6) قالوا: أنا أبو طاهر المخلّص، ثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، ثنا علي بن نصر الجهضمي، حدّثنا وهب بن جرير، حدّثنا شعبة عن إسماعيل - يعني أن ابن خالد - عن قيس بن أبي حازم قال: عن سعد قال: لقد رأيتني و إني لسابع سبعة مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ما لها (7) طعام إلاّ ورق الحبلة أو الحبلة حتى إن أحدنا ليضع مثل ما تضع الشاة، ثم أصبحت بنو أسد تعزّرني على الإسلام، لقد خسرت و ضلّ عملي.

ص: 301


1- بياض بالأصل، و ما بين معكوفتين استدرك قياسا إلى السند السابق في الرواية السابقة. و قد سقطت اللفظتان من م أيضا.
2- الحبلة بالضم: الكرم، و ثمر السلم أو ثمر العضاة عامة.
3- الخبر نقله الذهبي في السير 98/1 من طريق إسماعيل بن أبي خالد.
4- بالأصل «أنبأنا» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر فهارس المجلدة العاشرة ص 55 و 62.
5- مهملة بالأصل و رسمها:«السريريان» و الصواب ما أثبت، انظر الحاشية السابقة.
6- كذا، و تقدم قبل أسطر: الربذي، و لم نحله.
7- كذا «لها» و في الرواية السابقة: لنا.

و أما حديث سفيان بن عيينة، و يحيى، و وكيع:

فأخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، أخبرنا أبو بكر المقرئ، أنا أبو بكر الجوزقي، أنا أبو حامد بن الشرقي، و مكي بن عبدان قالا: ثنا عبد الرّحمن بن بشر، ثنا سفيان بن عيينة، عن إسماعيل بن أبي خالد قال: سمعت قيسا قال: سمعت سعدا قال: و أخبرنا أحمد بن محمّد بن الحسن الحافظ ، ثنا عبد الرّحمن بن بشر، ثنا سفيان بن عيينة، عن يحيى بن سعيد، عن إسماعيل بن أبي خالد، ثنا قيس بن أبي حازم قال: سمعت سعد (1) بن مالك يقول:

ح قال: و أخبرنا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن، ثنا عبد اللّه بن هاشم، ثنا وكيع، ثنا ابن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم قال: سمعت سعد بن مالك يقول: لقد رأيتني مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم سابع سبعة ما لنا طعام نأكله إلاّ ورق السّمر الحبلة حتى إن أحدنا ليضع مثل ما تضع الشاة، ثم أصبحت بنو أسد تعزّرني على الدين، لقد ضللت إذا و خاب عملي. هذا لفظ سفيان بن عيينة.

و قال يحيى بن سعيد في حديثه: قال: إني أول العرب رمى بسهم في سبيل اللّه، و لقد رأيتنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و ما لنا طعام نأكله إلاّ ورق الحبلة و هذا السّمر، و إن أحدنا ليضع كما تضع الشاة ما له خلط ، ثم أصبحت بنو أسد تعزّرني على الدين، لقد خسرت و ضلّ عملي.

و أخبرناه أبو المظفّر بن القشيري، حدّثنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أخبرنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنبأنا إبراهيم بن منصور، أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أخبرنا أبو يعلى، حدّثنا زهير، حدّثنا وكيع، عن ابن أبي خالد، عن ابن أبي حازم - سمّاه ابن حمدان: قيسا - قال: سمعت سعدا يقول: إني لأول رجل من العرب رمى بسهم في سبيل اللّه، و لقد رأيتنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و ما لنا طعام إلاّ السّمر و ورق الحبلة حتى إن كان أحدنا ليضع كما تضع العنز ما له خلط .

ص: 302


1- بالأصل:«سمعت ابن سعد» حذفنا «ابن» فهي مقحمة.

و أخبرناه أبو القاسم زاهر و أبو بكر وجيه ابنا طاهر (1)،قالا: أخبرنا عبد الرّحمن بن علي بن محمّد بن موسى، أخبرنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل بن يحيى الحربي، أخبرنا عبد اللّه بن محمّد بن الحسن، حدّثنا عبد اللّه بن هاشم، حدّثنا وكيع، حدّثنا ابن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم قال: سمعت سعد بن مالك يقول: إني لأول رجل من العرب رمى بسهم في سبيل اللّه، و لقد رأيتنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و ما لنا طعام إلاّ السّمر و ورق الحبلة حتى كأن أحدنا ليضع كما تضع العنز ما له خلط .

و أما حديث سعيد (2):

فأخبرناه أبو محمّد هبة اللّه بن سهل الفقيه، و أبو القاسم تميم بن أبي سعيد قال:

أخبرنا أبو سعد الأديب، أخبرنا الحاكم أبو أحمد، أنا محمّد بن مروان، ثنا هشام بن حمّاد، ثنا سعيد بن يحيى، ثنا إسماعيل، عن قيس قال: سمعت سعد بن أبي وقاص يقول: أنا أول العرب رمى بسهم في سبيل اللّه و لقد كنا نغزو مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم ما لنا طعام نأكله إلاّ ورق الحبلة و هذا السّمر حتى إن أحدنا ليضع كما تضع الشاة ما له خلط ، ثم أصبحت (3) بنو أسد تعزّرني على الدين لقد خبت إذا و ضلّ عملي.

و أما حديث محمّد:

فأخبرناه أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، أنبأنا عاصم بن الحسن، أنبأنا أبو عمر بن مهدي، أنبأنا الحسين بن يحيى بن عياش، ثنا الحسن بن محمّد بن الصباح، ثنا محمّد بن عبيد الطّنافسي، ثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم قال:

سمعت سعدا يقول: إني لأول رجل رمى بسهم في سبيل اللّه و لقد رأيتنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و ما لنا طعام نأكله إلاّ ورق الحبلة و هذا السّمر حتى إن أحدنا ليضع كما تضع الشاة ما له خلط ، ثم أصبحت بنو أسد تعزّرني على الدين لقد خبت إذا و ضلّ عملي.

ص: 303


1- العبارة بالأصل و م «و أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر أبو بكر وجيه أنبأنا طاهر» و قد صوبنا السند قياسا إلى أسانيد مماثلة، و انظر فهارس المطبوعة المجلدة العاشرة ص 40 و 66.
2- بالأصل سعد خطأ، و الصواب ما أثبت، و هو سعيد بن يحيى و قد مرّ قريبا، و سيرد في الحديث صحيحا.
3- في م: أصحاب.

و أما حديث يعلى:

فأخبرناه أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأنا خالد (1) والدي أبو الفضل العباس بن محمّد بن عبد الواحد الدّاراني المقرئ، و سليمان بن إبراهيم بن محمّد الحافظ ، و أبو الحسن أحمد بن عبد الرّحمن بن محمّد الذكواني، و أبو الحسن سهل بن عبد اللّه بن علي القاري، و أبو الحسين محمّد بن أحمد بن محمّد بن هارون الإمام، و أبو الفتح عبد الرزاق بن عبد الكريم بن عبد الواحد الحسن آبادي (2).

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، ثنا سليمان بن إبراهيم.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن جعفر بن محمّد بن مهران، أنبأنا سهل بن عبد اللّه قالوا: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن جعفر اليزدي - إملاء - ثنا محمّد بن الحسين بن الحسن، ثنا علي بن الحسن الدّاراني، ثنا يحيى (3) بن عبيد الطّنافسي، ثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن سعد بن أبي وقاص قال: إني لأول رجل من العرب رمى بسهم في سبيل اللّه، و لكنا نغزو مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ما لنا طعام إلاّ هذا السّمر و ورق الحبلة حتى إن أحدنا ليضع كما تضع الشاة ما له خلط ، ثم أصبحت بنو أسد تعزّرني على الدين لقد خبت إذا و ضلّ عملي.

ح و أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، أخبرنا أبو الحسين بن النّقّور، أخبرنا أبو طاهر المخلّص، ثنا أحمد بن إسحاق بن البهلول، حدّثني أبي، ثنا يعلى و محمّد ابنا (4)عبيد، عن إسماعيل، عن قيس قال: سمعت سعدا.

ح و أخبرنا أبو علي بن السّبط ، أنا الحسن بن علي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب قالا: أنا أحمد بن جعفر، ثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، ثنا يحيى بن سعيد قال إسماعيل ثنا قيس قال: سمعت سعد بن مالك يقول: و اللّه إني لأول رجل من العرب رمى بسهم في سبيل اللّه، و اللّه لقد رأيتنا نغزو مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ما لنا طعام نأكله إلاّ ورق الحبلة و هذا

ص: 304


1- كذا بالأصل و م، و لعله: خال والدي.
2- هذه النسبة بفتحتين و نون، نسبة إلى حسن آباذ، من قرى أصبهان.
3- كذا بالأصل و م و هو خطأ و الصواب «يعلى».
4- بالأصل و م:«أنبأنا» خطأ و الصواب ما أثبت، و قد تقدم قريبا القول بشأنهما.

السّمر حتى إن أحدنا ليضع كما تضع الشاة ما له خلط ، ثم أصبحت بنو أسد يعزّروني على الدين لقد خبت إذا و ضلّ عمليه. و في حديث أحمد: و ضل عملي، و لم يقل و اللّه في الموضعين و قال: إني لأول العرب (1).

و أما حديث يزيد:

فأخبرناه أبو علي الحسن بن المظفّر، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرناه أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد، أنبأنا الحسن بن علي قالا: أبو بكر بن مالك، ثنا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، ثنا يزيد بن هارون، ثنا إسماعيل، عن (3) قيس قال: سمعت سعد بن مالك يقول: و اللّه إني لأول العرب رمى بسهم في سبيل اللّه عز و جل، لقد كنا نغزو مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و ما لنا طعام [نأكله] (4) إلاّ ورق الحبلة و هذا السّمر حتى إن أحدنا ليضع كما تضع الشاة ما له خلط ، ثم أصبحت بنو أسد يعزّرني (5) على الدين لقد خبت إذا و ضلّ عملي.

و أمّا حديث ابن عليّة:

فأخبرناه أبو المظفّر بن القشيري، أنبأنا أبو سعد (6) الجنزرودي، أنبأنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، و أبو سهل بن سعدوية، قالا: حدّثنا إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أخبرنا أبو يعلى، حدّثنا زهير بن عليّة، سمّاه ابن حمدان - إسماعيل بن إسماعيل - عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم قال: قال سعد: إني لأول رجل رمى بسهم في المشركين و ما جمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أبويه لأحد قبلي و لو سمعته يقول:«إلام - زاد ابن حمدان: يا سعد و قالا:- فداك أبي و أمي»[4663].

ص: 305


1- مسند الإمام أحمد 181/1 و فيه: و لقد أتينا نغزو مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.
2- مسند أحمد 186/1.
3- في المسند: إسماعيل بن قيس، خطأ.
4- زيادة عن المسند.
5- في المسند: يعزّروني.
6- في م:«أبو سعيد الحبروري» خطأ.

و أما حديث مالك و المعتمر:

فأخبرناه أبو نصر محمّد بن حمد بن عبد اللّه الكبريتي، أنا أبو مسلم محمّد بن علي بن محمّد النحوي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو عروبة الحراني (1)،حدّثنا ابن بشار بندار، ثنا يحيى بن سعيد.

ح قال: و أخبرنا أبو الخطاب، ثنا مالك بن سعيد ح قال: و حدّثنا المسيّب بن واضح، حدّثنا المعتمر ح قال: و حدّثنا سفيان بن وكيع، ثنا أبي قالوا جميعا عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس قال: سمعت سعدا يقول: إني أول العرب رمى بسهم في سبيل اللّه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، ثنا الحسين بن الفهم، ثنا محمّد بن سعد (2)،أنا محمّد بن عمر [أخبرنا عمرو] (3) بن سلمة، عن أبي بريد (4)،عن عمه، عن سعد بن أبي وقاص قال:

أنا أول من رمى في الإسلام بسهم، خرجنا مع عبيدة بن الحارث ستين راكبا سريّة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر ابن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن نمير، و عيسى بن محمّد قالا: ثنا معاوية بن عمرو، عن زائدة، عن الأعمش، عن أبي خالد، عن جابر بن سمرة قال: أول الناس رمى بسهم في سبيل اللّه عز و جل سعد رحمة اللّه عليه.

قال: و ثنا يعقوب، حدّثني أحمد بن بديل الشامي، حدّثنا عثام (5) بن علي، ثنا الأعمش، عن خالد الوالبي، عن جابر بن سمرة قال: خرجت أنا و سعد في سريّة فانهزمنا فالتفت سعد فإذا رجل رجل خارجة من الرّحل، فرماه بسهم فأصاب ساقه،

ص: 306


1- بالأصل و م «الحزامي» خطأ، و الصواب ما أثبت، و اسمه الحسين بن محمد بن أبي معشر مودود السلمي، ترجمته في سير الأعلام 510/14.
2- طبقات ابن سعد 140/3.
3- الزيادة عن ابن سعد.
4- بالأصل: يزيد و المثبت عن ابن سعد.
5- في م: غنام.

فكأني انظر إلى الدم على الرجل كأنه شراك، و كان أول من رمى بسهم في الإسلام.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد، أنا أحمد بن عبد الجبار، ثنا يونس بن بكير، عن المسعودي، عن القاسم بن عبد الرّحمن قال: أول من رمى بسهم في سبيل اللّه سعد بن مالك (1).

أخبرنا أبو نصر محمّد بن حمد بن عبد اللّه، أنبأنا محمّد بن علي النحوي، أنا أبو بكر بن المقرئ، ثنا أبو عروبة، ثنا محمّد بن معدان، ثنا أبو عبد الرّحمن المقرئ، ثنا المسعودي عن القاسم بن عبد الرّحمن قال: أوّل من رمى بسهم في سبيل اللّه سعد بن أبي وقّاص، و هو من أخوال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم (2).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين المقرئ، و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، و أبو الدّرّ ياقوت بن عبد اللّه قالوا: أنبأنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان الطوسي، ثنا الزبير بن بكّار، حدّثني ابن أويس، عن حاتم، عن بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد، عن أبيه: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم جمع له أبويه قال: كان رجل من المشركين قد أحرق المسلمين فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:«أسعد أرم فداك أبي و أمي» قال: فنزعت بسهم ليس فيه نصل فأصيبت جبهته فوقع و انكشفت عورته قال: فضحك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حتى بدت [نواجذه] (3).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، ثنا الحسن بن علي، أخبرنا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبد الوهاب بن أبي حيّة، أنا محمّد بن شجاع، ثنا محمّد بن عمر الواقدي (4)،قال: و كان رجال من المشركين قد أذلقوا (5) المسلمين بالرمي منهم حبّان بن العرقة، و أبو أسامة الجشمي، فجعل النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يقول لسعد بن أبي وقاص:«ارم

ص: 307


1- نقله الذهبي في سير الأعلام من طريق المسعودي 98/1-99 و المسعودي هو عبد الرحمن بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود الكوفي.
2- قوله: و هو من أخوال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فسعد بن أبي وقّاص كان من بني زهرة، و كانت أم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من بني زهرة، فلذلك قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: هذا خالي. يعنيه.
3- سقطت من الأصل و استدركت عن سير الأعلام 99/1.
4- مغازي الواقدي 241/1.
5- أذلقوا: أضعفوا.

فداك أبي و أمي» فرمى حبّان بن العرقة بسهم فأصاب ذيل أم أيمن - و جاءت يومئذ تسقي الجرحى - فعقلها (1) و انكشف عنها، و استغرب في الضحك، فشق ذلك على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فدفع إلى سعد بن أبي وقاص سهما لا نصل له فقال:«ارم» فوقع السهم في نقرة نحر حبّان فوقع مستلقيا و بدت عورته قال سعد: فرأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ضحك يومئذ ثم قال:«استقاد لها سعد، أجاب اللّه دعوتك، و سدّد رميتك»[4664].

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان الطوسي، ثنا الزّبير بن بكّار، حدّثني عمي مصعب، عن جدي عبد اللّه بن مصعب قال: حدّثني موسى بن عقبة عن ابن شهاب قال: قتل سعد يوم أحد بسهم واحد رمى به فقتل فردّ عليهم فرموا به فأخذه فرمى به سعد الثانية فقتل فردّ عليهم فرمى به الثالثة فقتل فعجب الناس مما فعل سعد، قال: فقال: إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أنبأنيه، قال: و جمع له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أبويه يومئذ.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، ثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، ثنا أحمد بن عبد الجبار، ثنا يونس، عن ابن إسحاق قال: و حدّثني صالح بن كيسان، عن بعض آل سعد بن أبي وقاص: أنه رمى يوم أحد دون رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال سعد: فلقد رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يناولني النبل فيقول:«ارم فداك أبي و أمي» حتى أنه ليناولني السهم ما له من نصل فأرمي به (2).

أخبرنا أبو بكر عبد الغفار بن محمّد في كتابه، و أخبرني أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن خبيب، أنا أبو بكر الحيري، ثنا أبو العباس الأصم، و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، ثنا رضوان بن أحمد قالا: ثنا أحمد بن عبد الجبار، ثنا يونس بن بكير، عن عثمان بن عبد الرّحمن، عن عائشة ابنة سعد، عن أبيها سعد بن أبي وقاص قال: و دفع إليّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يوم أحد ما في كنانته من السهام و قال:«ارم سعد فداك أبي و أمي» و ما جمعهما رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لغيري قبلي و لا (3) بعدي منذ بعثه اللّه عزّ و جلّ .

ص: 308


1- عقلها: أي صرعها.
2- الخبر في سيرة ابن هشام 87/3.
3- بالأصل:«لا» بدون واو.

أخبرنا جدي أبو الفضل يحيى بن علي القرشي، قال: وجدت في سماع جدي أبي محمّد عبد العزيز بن علي بن الحسين، ثنا أبو الفرج الهيثم بن أحمد الصباغ، و حدّثنا أبو الحسن علي بن المسلّم - لفظا - أنا عبد العزيز بن أحمد - إجازة - أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر، و أبو نصر بن الجدي (1) قالوا: أنا علي بن يعقوب بن إبراهيم، ثنا أبو عبد الملك البسري، ثنا محمّد بن عائذ، ثنا الوليد قال: و حدّثنا يحيى بن حمزة: أن المشركين لما دنوا من المسلمين يوم أحد قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«جئهم يا سعد» فقال سعد: فرميت بسهم فقتلت ثم قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«جئهم يا سعد» فقال سعد: فرميت بسهم أعرفه حتى واليت بين سبعة نفر أو ثمانية، كلّ ذلك يردّ عليّ سهمي أعرفه فقلت:

هذا سهم دم، فجعلته في كنانتي لا يفارقني[4665].

قال: و حدّثنا محمّد بن الوليد بن مسلم، حدّثني المسور بن عبد اللّه بن المسور بن مخرمة الزهري، حدّثني إسماعيل بن محمّد بن سعد بن أبي وقاص: أن سعدا رمى يومئذ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«نبلوا سعدا، اللّهم ارم له» و قال:«ارم سعد فداك أبي و أمي»[4666].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، ثنا أحمد بن عبد الجبار، ثنا يونس بن بكير، عن عبد اللّه بن عون، عن عمير بن إسحاق قال: لما كان يوم أحد انكشفوا عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و سعد يرمي بين يديه و فتى ينبل له كلما ذهب نبله أتاه بها قال:«ارم أبا إسحاق»، فلما فرغوا نظروا من الشاب فلم يروه و لم يعرف.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا سعيد بن أحمد بن محمّد، أنا أبو الفضل بن عبد اللّه بن محمّد القاضي، أنا أبو العباس محمّد بن إسحاق السراج، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث بن سعد، عن يحيى بن سعيد، ثنا سعيد بن المسيّب قال: سمعت سعدا يقول: جمع لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أبويه يوم أحد قال: أراه قال:«فداك أبي و أمي» فكان سعد جيد الرمي. رواه البخاري عن قتيبة (2).

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ص: 309


1- كذا رسمها بالأصل. و في م:«؟؟» و لعله «الجندي».
2- أخرجه البخاري في الفضائل(3725).

ح و أخبرنا أبو سهل بن سعدويه، أنبأنا إبراهيم بن منصور قال: أنبأنا أبو بكر بن المقرئ (1) قال: أنا أبو يعلى حدّثنا أبو خيثمة، ثنا جعفر بن عون، ثنا يحيى بن سعيد قال: سمعت سعيد (2) بن المسيّب يقول: سمعت سعدا يقول: لقد جمع لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أبويه يوم أحد قال يحيى: أحسبه قال:«فداك أبي و أمي»، و كان سعد جيد الرمي.

أخبرنا أبو الفتح أحمد بن محمّد بن أحمد الحداد في كتابه، و أخبرني أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمّد المروزي بها عنه، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن الحسن بن جرير الدّشتي (3)،أنا أبو جعفر محمّد بن علي بن دحيم الشّيباني، ثنا ابن أبي محرز، ثنا جعفر بن عون، أنبأنا يحيى بن سعيد قال: سمعت سعيد بن المسيّب يقول:

سمعت سعدا يقول: لقد جمع لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أبويه يوم أحد قال يحيى: أراه قال:

«فداك أبي و أمي»، قال: و كان سعد جيد الرمي[4667].

أخبرنا أبو غالب بن تميم قال: أخبرنا [أبو] (4) الحسن الخلعي، أنا عبد الرّحمن بن عمر، أنا أبو سعيد (5) بن الأعرابي، حدّثنا يحيى بن ساوي، ثنا معاوية بن عمر، ثنا زائدة، ثنا يحيى قال: سمعت سعيد (6) بن المسيب يقول: سمعت سعدا بن أبي وقاص يقول: لقد جمع لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أبويه يوم أحد.

أخبرنا أبو الفضل الفضيلي، أنا أبو القاسم الحاتمي، أنا أبو القاسم الخزاعي، أنا الهيثم بن كلاب، حدّثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمّد، أنا أبو علي الحسن بن المظفر أنبأنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو القاسم هبه اللّه بن محمّد، أنا أبو علي بن المذهب، قالا: أنا أحمد بن جعفر، ثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، ثنا محمّد بن أبي جعد، ثنا شعبة،

ص: 310


1- رسمها بالأصل:«العربى» و ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
2- بالأصل و م سعد، خطأ و الصواب ما أثبت.
3- هذه النسبة إلى اسم جد و الي قرية. و أبو بكر منسوب إلى دشتي قرية من قرى أصبهان (الأنساب) ذكره السمعاني و ترجم له.
4- زيادة للإيضاح، سقطت اللفظة من الأصل و م.
5- بالأصل:«أبو سعد» خطأ و الصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير الأعلام 407/15.
6- بالأصل و م: سعد، و الصواب ما أثبت. ترجمته في سير الأعلام 217/4.

عن يحيى عن (1) سعيد بن المسيّب قال: قال سعد بن مالك: جمع لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أبويه.

قال: و حدّثني أبي، ثنا يحيى بن سعيد، ثنا يحيى بن سعيد الأنصاري قال:

سمعت سعيد بن المسيّب يقول: سمعت سعدا يقول: جمع لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أبويه يوم أحد.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، ثنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فيل (2)،ثنا نوح بن حبيب، ثنا يحيى بن سعيد القطان، حدّثني عبد الرّحمن بن حرملة، حدثني سعيد بن المسيّب قال:

سمعت سعدا يقول: جمع لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أبويه يوم أحد.

قال: و أخبرناه أبو عروبة، ثنا بندار، حدثنا يحيى، عن يحيى بن سعيد، عن ابن المسيّب، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم نحوه.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن أبو لؤلؤة، أنبأنا أبو معشر الحسن بن سليمان الدارمي، ثنا عباس بن الوليد النرسي (3)،ثنا يحيى بن يحيى.

ح و أخبرنا أبو الوفاء أحمد بن ظفر بن أحمد، و ابن عمه أبو رجاء محمود بن يحيى بن أحمد بن محمود الثقفيان، قالا: أنا القاسم بن الفضل بن أحمد، ثنا أحمد بن موسى بن مردويه - إملاء - ثنا عبد اللّه بن إسحاق البغوي، ثنا عبد الرّحمن بن محمّد بن منصور الخارفي، ثنا يحيى بن سعيد القطان، أخبرنا يحيى بن سعيد الأنصاري قال: سمعت سعيد بن المسيّب قال: سمعت سعد (4) بن أبي وقاص يقول.

ح و أخبرنا أبو الحسن مكي بن أبي طالب بن أحمد، أنا أبو بكر أحمد بن سهل السراج، أنبأنا أبو بكر الحيري.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا سليمان بن إبراهيم، ثنا محمّد بن

ص: 311


1- بالأصل:«بن».
2- بالأصل «ليل» و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 256/14.
3- بالأصل و م رسمت: الرسي، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 27/11.
4- بالأصل و م: سعيد خطأ.

إبراهيم بن جعفر الجرجاني، قالا: أنبأنا حاجب بن أحمد، ثنا عبد اللّه بن هاشم، ثنا يحيى بن سعيد القطان، ثنا يحيى بن سعيد الأنصاري، عن سعيد بن المسيّب، عن سعد قال: جمع لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أبويه يوم أحد.

و أخبرناه أبو الحسن علي بن المسلّم، و أبو القاسم بن السمرقندي، قالا: أنا أبو نصر بن طلاّب، أنا أبو الحسين بن جميع، ثنا محمّد بن أحمد بن ثابت الواسطي البزار ببغداد، ثنا شعيب بن أيوب، ثنا عبد اللّه بن نمير، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيّب قال: سمعت سعدا يحدث - و قال مرة: يذكر - أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم جمع له أبويه يوم أحد.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، ثنا أحمد بن إسحاق بن البهلول، ثنا أبي، ثنا ابن نمير، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيّب قال: سمعت سعد بن أبي وقاص يذكر أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم جمع له أبويه يوم أحد.

أخبرنا أبو منصور محمّد بن أحمد بن ماشاده، أنا الحسن بن عمر بن يونس، أنا أبو عمر الهاشمي، أنا محمّد بن أحمد الأثرم.

ح و أخبرنا أبو بكر اللّفتواني، و أبو صالح عبد الصمد بن عبد الرّحمن الحيري، قالا: أنبأنا الحسن بن عمر أبو محمّد بن عبد الوهاب، أنبأنا أحمد بن محمّد بن أحمد بن حمّاد، ثنا يوسف بن يعقوب بن إسحاق قالا: ثنا حميد بن الربيع، حدثنا سفيان - زاد أبو منصور: بن عيينة - عن علي بن زيد - زاد أبو منصور: بن جدعان - و قالا: و يحيى بن سعيد سمعا سعيد بن المسيّب عن علي - زاد أبو منصور-: بن أبي طالب قال: ما جمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بين أبويه لأحد إلاّ لسعد فإنه قال:«ارم فداك أبي و أمي»، زاد أبو منصور: و قال له: ارم و قالا:- و أنت الغلام الحزوّر-.

أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان الرّزّاز، و أخبرنا خالي أبو المكارم سلطان بن يحيى بن علي، و أبو سليمان داود بن محمّد الإربلي، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن محمّد بن مخلد.

ح و أخبرنا أبو الوفاء نمر بن يوسف بن عبد الخياط ، أنا الحسين بن علي بن السري، ثنا عبد اللّه بن يحيى السكري.

ص: 312

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو علي الروذباري، و أبو عبد اللّه الحسين بن عمر بن هانئ البغدادي بها في آخرين.

و أنا أبو القاسم الشحامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران، أبو علي الروزبادي (1)،و أبو الحسين بن الفضل القطان، و أبو عبد اللّه الحسين بن عمر بن برهان، و أبو محمّد عبد اللّه، و يحيى بن عبد الجبار.

ح و أخبرناه أبو القاسم الحسين (2) بن الحسن، أنا أبو القاسم بن أبي العلاج، و أنا أبو المعالي محمّد بن حمزة، أنا أبو القاسم بن بيان قال: و أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن هلال الجيائي.

ح و أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده قالوا: أنبأنا إسماعيل بن الصفار، حدثنا أبو علي الحسن بن عرفة بن يزيد العبدي، ثنا مروان بن معاوية، عن هاشم بن هاشم الزّهري قال: سمعت سعيد بن المسيّب يقول: سمعت سعد بن أبي وقاص يقول: نبل (3) لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال أبو علي بن عرفة - يعني بعض كنانته (4)-يوم أحد و قال:«فداك أبي و أمي» (5)[4668].

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن علي البيهقي، و أبو القاسم زاهر بن طاهر قالا: أخبرنا أحمد بن منصور.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا سعيد بن أحمد بن محمّد العيّار، قالا: أنا أبو الفضل - و هو عبيد اللّه بن محمّد الفامي - أنا أبو عبد اللّه العباس السراج، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا حاتم بن إسماعيل، عن بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد، عن أبيه سعد: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم جمع له أبويه فقال له:«ارم فداك أبي و أمي».

أخبرنا أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم، أنا أبو سعد بن (6) محمّد بن

ص: 313


1- كذا بالأصل هنا، و تقدم: الروذباري.
2- بالأصل: الجيزي، خطأ و الصواب ما أثبت، انظر فهارس المجلدة العاشرة ص 37.
3- في سير الأعلام: نثل.
4- الكنانة: جعبة السهام.
5- نقله الذهبي في سير الأعلام 101/1 من طريق مروان بن معاوية.
6- كذا بوجود «بن» و الصواب أنها مقحمة و يجب حذفها. و قد مرّ هذا السند كثيرا.

عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرناه أبو سهل بن سعدويه، أنبأنا إبراهيم سبط بحرويه، قال: أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أخبرنا أبو يعلى، ثنا أبو كريب، ثنا عمرو بن محمّد العنقزي، عن بكير بن مسمار (1)،عن عامر بن سعد، عن سعد قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يناولني السهم يوم أحد و يقول:«ارم فداك أبي و أمي»[4669].

قالا: و أخبرنا أبو يعلى، ثنا وهب - زاد ابن حمدان بن هبة - ثنا خالد، أنبأنا - و في حديث ابن حمدان عن خالد عن عكرمة، عن سعد بن مالك - أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال له يوم أحد و هو يرمي «أيها» و قال ابن المقرئ:«أيهن فداك أبي و أمي»[4670].

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر، أنبأنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أخبرنا أحمد بن جعفر، ثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، ثنا محمّد بن عبيد، و أبو نعيم قالا: ثنا مسعر، عن سعد بن إبراهيم، عن ابن شداد قال: سمعت عليا يقول: ما سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يجمع أباه و أمه لأحد إلاّ لسعد - قال أبو نعيم: أبويه لأحد-.

قال (2):و حدّثني أبي، ثنا وكيع، ثنا سفيان، عن سعد بن إبراهيم، عن عبد اللّه بن شداد، عن علي قال: ما سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يفدي أحدا بأبويه إلاّ سعد بن مالك فإني سمعته يقول له يوم أحد:«ارم سعد فداك أبي و أمي»[4671].

أخبرنا أبو سعد عبد الرّحمن بن أبي سعيد الحصري، أنا أبو عبد اللّه القاسم بن الفضل بن أحمد البيهقي - بأصبهان - أنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمّد بن يحيى، ثنا أبو عبد اللّه محمّد بن يعقوب بن يوسف الشيباني، ثنا علي بن الحسن الهلالي، ثنا أبو نعيم، حدّثنا مسعر، عن سعد بن إبراهيم، عن ابن شداد قال: سمعت عليا يقول: ما سمعت للنبي (3) صلّى اللّه عليه و سلّم يجمع أبويه لأحد غير سعد.

أخبرناه أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا سعيد بن أحمد الصوفي، أنا أبو الفضل

ص: 314


1- في م: ماشان.
2- مسند أحمد 124/1.
3- كذا، و الصواب: النبي، و قد مرّ في رواية سابقة.

عبيد اللّه بن محمّد الفامي، أنا محمّد بن إسحاق الثقفي، ثنا زياد بن أيوب، ثنا أبو نعيم، ثنا مسهر، عن سعد، عن ابن شداد و قال: سمعت عليا يقول: ما سمعت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يجمع أبويه لأحد غير سعد بن مالك. رواه البخاري، عن ابن أبي نعيم.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب قالا: أنا أحمد بن جعفر، ثنا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، ثنا محمّد بن جعفر، ثنا شعبة (2)، و حجاج، أنبأنا شعبة.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن علي، و أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمّد قالا: حدّثنا أبو بكر أحمد بن منصور، أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن محمّد الفامي، أنبأنا أبو العباس محمّد (3) بن إبراهيم قال: سمعت عبد اللّه بن شداد يقول: قال: ما رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يجمع أبويه لأحد غيري، و قال يعقوب: إلاّ سعد بن مالك فإنه يوم أحد جعل يقول - زاد أحمد-: «ارم» و قال:«فداك أبي و أمي»[4672].

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنبأنا أبو عمر بن مهدي، أنا الحسين بن يحيى بن عياش ثنا علي بن مسلم، ثنا وهب بن جرير، ثنا شعبة، عن سعد قال: سمعت عبد اللّه بن شداد قال: سمعت عليا يقول: ما سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم جمع لأحد أبويه غير سعد بن مالك فإنه جعل يقول يوم أحد:«ارم فداك أبي و أمي»[4673].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، ثنا عبد العزيز بن أحمد - إملاء - ثنا محمّد بن محمّد بن إبراهيم بن مخلد، أخبرنا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي، ثنا الحارث بن محمّد بن أبي أسامة، ثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا الثوري، عن سعد بن إبراهيم قال: سمعت عبد اللّه بن شداد قال: سمعت عليا يقول: ما سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يفدي رجلا بأبويه إلاّ سعدا سمعته يقول:«ارم سعد فداك أبي و أمي»[4674].

ص: 315


1- مسند الإمام أحمد 136/1.
2- بالأصل و م:«ثنا جعفر بن شعبة» صوبنا العبارة بما يوافق عبارة مسند أحمد.
3- في المسند: سعد بن إبراهيم.

أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو محمّد بن أبي عثمان، و أحمد بن محمّد بن إبراهيم.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم، أنبأنا أبي قالا: أنا إسماعيل بن الحسن بن عبد اللّه الصّرصري، ثنا أبو عبد اللّه المحاملي، ثنا أبو السائب، ثنا وكيع، عن سفيان، عن سعد بن إبراهيم، عن عبد اللّه بن شداد بن الهاد، عن علي قال: ما سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يفدي أحدا بأبويه إلاّ سعدا فإني سمعته يقول يوم أحد:«ارم سعد فداك أبي و أمي»[4675].

أخبرنا أبو القاسم النّسيب، ثنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن علي بن القاسم بن الحسن البصري، ثنا علي بن إسحاق المادرائي (1)،ثنا محمّد بن أحمد بن الجنيد، ثنا الأسود بن عامر، ثنا سفيان، عن سعد بن إبراهيم، عن عبد اللّه بن شداد قال علي:

ما رأيت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يفدي غير سعد:«ارم فداك أبي و أمي»[4676].

أخبرناه أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي (2)،أنا أبو عمرو بن حمدان، و أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا:

أنا أبو على، ثنا زكريا بن يحيى، ثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن عبد اللّه بن شداد قال: سمعت عليا يقول: ما سمعت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم - و في حديث ابن المقرئ:

رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم - جمع أبويه لأحد إلاّ سعد بن مالك فإني سمعته يوم أحد يقول:«ارم فداك أبي و أمي»[4677].

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: ثنا أحمد بن منصور، أنبأنا عبيد اللّه بن محمّد، أنبأنا أبو العباس السّرّاج، ثنا عبد اللّه بن عمران العابدي حدّثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن عبد اللّه بن شداد قال: سمعت عليا يقول: ما سمعت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يفدي أحدا بأبويه إلاّ سعد، فإني سمعته يوم أحد يقول:

«ارم فداك أبي و أمي»[4678].

أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن الزّعفراني، أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، ثنا يحيى بن محمّد بن صاعد، ثنا إبراهيم بن سعيد

ص: 316


1- في م: المادراني.
2- بالأصل و م: الجيزرودي، خطأ، و الصواب ما أثبت.

الجوهري، ثنا سفيان بن عيينة، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيّب، عن علي قال: ما سمعت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يجمع أبويه لأحد غير سعد (1).

قال يحيى: و حدّثنا الحسن بن الصّبّاح البزار، ثنا سفيان بن عيينة، عن يحيى بن سعيد، و علي بن زيد، عن سعيد بن المسيّب، عن علي بنحوه قال ابن صاعد: و هو غريب عن علي بن زيد. رواه الترمذي عن إبراهيم و الحسن (2).

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو الحسين بن الرسي (3)،أنا موسى بن عيسى بن عبد اللّه السراج، ثنا عبد اللّه بن سليمان، ثنا عثمان بن يحيى القرقساني، ثنا سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيّب قال: قال علي: ما رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم جمع أبويه لأحد إلاّ سعد بن أبي وقّاص قال له يوم أحد:«ارم فداك أبي و أمي»[4679].

أخبرنا أبو القاسم محمود بن عبد الواحد بن عمر بن محمّد، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق، أنبأنا أبي، أنا عثمان بن أحمد بن هارون، ثنا أحمد بن شيبان البرمكي، ثنا سفيان بن عيينة، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيّب قال: قال علي: ما رأيت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم جمع أبويه لأحد قط إلاّ لسعد فإنه قال:«ارم فداك أبي و أمي». قال ابن منده: هذا حديث غريب من حديث يحيى بن سعيد لا يعرف عنه إلاّ من حديث سفيان بن عيينة.

و أخبرناه أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد، أنا أبو بكر بن خلف، أنا الحاكم أبو عبد اللّه، ثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب، ثنا أحمد بن شيبان فذكر نحوه.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب (4)،ثنا أبو بكر الحميدي، ثنا سفيان عن (5)مسعر، عن سعد بن إبراهيم، عن عبد اللّه بن شداد، عن علي قال: ما جمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أبويه لأحد إلاّ لسعد فإنه قال يوم أحد:«ارم فداك أبي و أمي» ثم ترك

ص: 317


1- من طريق ابن عيينة نقله الذهبي في سير الأعلام 100/1.
2- صحيح الترمذي ح(3753) و قال: هذا حديث حسن.
3- كذا رسمها بالأصل، و لعل الصواب:«الآبنوسي» قياسا إلى سند مماثل.
4- كتاب المعرفة و التاريخ 695/2.
5- بالأصل «بن» خطأ.

سفيان حديث مسعر بعد، و صار يحدث بحديث يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيّب، عن علي [قال:] ما جمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أبويه لأحد إلاّ سعد.

قال أبو بكر: ترك الصحيح و يحدث بالغلط ، و قد كان أولا: حدّثنا عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيّب قال: سمعت سعدا يقول: جمع لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أبويه يوم أحد فقال:«ارم فداك أبي و أمي»[4680].

أخبرنا أبو القاسم، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري (1)، و أبو محمّد بن أبي عثمان، قالوا: أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن موسى [نا] (2)أحمد بن القاسم بن الصلت القرشي المجبّر (3)،ثنا أبو بكر أحمد بن عبد اللّه النحاس صاحب أبي صخرة، ثنا محمّد بن عبد الملك بن زنجويه، ثنا عبد الرزاق، أنا معمر، عن أيوب، عن عائشة بنت سعد قال (4):سمعتها تقول: أنا ابنة المهاجر (5) الذي فداه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يوم أحد بالأبوين.

و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه بن عمر، و أبو محمّد و أبو الغنائم ابنا (6) أبي عثمان.

و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أخبرنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، قالوا: أنا أبو محمّد عبد اللّه بن عبيد اللّه بن يحيى البيّع، ثنا أبو عبد اللّه المحاملي، ثنا أحمد بن إسماعيل السهمي، ثنا معن بن عيسى، ثنا محمّد بن نجاد بن موسى بن سعد بن أبي وقاص، عن عائشة ابنة سعد، عن أبيها سعد أنه قال (7):

ألا هل أتى رسول اللّه أنّي *** حميت صحابتي و صدور نبلي

أذود بها عدوّهم ذيادا *** بكلّ حزونة و بكلّ سهل

رواه الزبير بن بكار عن إبراهيم بن المنذر، عن معن بن عيسى، قال الزبير: و أنها

ص: 318


1- بالأصل: السري، خطأ، و الصواب ما أثبت و ضبط عن الأنساب.
2- زيادة لازمة منا.
3- بالأصل: المحبر، خطأ و الصواب ما أثبت و ضبط عن الأنساب.
4- بالأصل و م: قالت، خطأ.
5- بالأصل:«أنا أثبت المهاجرين» و الصواب ما أثبت عن سير الأعلام 101/1.
6- بالأصل و م «انبانا» خطأ و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
7- البيتان - من عدة أبيات - في سيرة ابن هشام 244/2 و طبقات ابن سعد 142/3 و الاستيعاب 20/2.

منها أوجل (1) لا أراها تشبه كلام سعد.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه قالا: أنبأنا [أبو] (2) جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، ثنا أحمد بن سليمان، ثنا الزّبير بن بكّار، قال: و حدّثني إبراهيم بن محمّد بن عبد العزيز الزهري، قال: كان سعد بن أبي وقاص في جيش عبيدة بن الحارث حين بعثه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إلى رابغ (3) فلقي عير قريش فيهم أبو سفيان بصدر رابغ على ماء يقال له أحيا، فخرج إلى المسلمين من المشركين يومئذ المقداد بن عمرو حليف بني زهرة، و عتبة بن غزوان حليف نوفل بن عبد مناف كانا خرجا يتوصلان بالمشركين فتراموا بالنبل و لم يكن بينهم مسابقة، و كان سعد بن أبي وقاص أول من رمى بسهم في سبيل اللّه و هو حين رمى ذلك اليوم أول سنة قدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم المدينة مهاجرا.

قال إبراهيم بن محمّد: فحدّثني محمّد بن نجاد بن موسى بن سعد بن أبي وقاص قال: قال سعد في ذلك:

ألا هل أتى (4) رسول اللّه أني *** حميت صحابتي بصدور نبلي

قال محمّد بن نجاد: ثم زادوا فيها (5):

أذود بها أوائلهم ذيادا *** بكلّ حزونة و بكلّ سهل

فما يعتد رام من معدّ *** بسهم في سبيل اللّه قبلي

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد، أنا أحمد بن عبد الجبار، ثنا يونس بن بكير، عن عثمان بن عبد الرّحمن، عن الزّهري قال: بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم سريّة فيها سعد بن أبي وقاص إلى جانب من الحجاز يدعى رابغ و هو من جانب الجحفة (6)،فانكفأ المشركون على المسلمين فحماهم سعد بن أبي وقاص يومئذ بسهامه، و كان أول من رمى بسهم في

ص: 319


1- في السيرة: أوائلهم.
2- زيادة لازمة للإيضاح.
3- رابغ: واد من دون الجحفة يقطعه طريق الحاج من دون عزور (ياقوت).
4- بالأصل «إلى» و المثبت عن سيرة ابن هشام.
5- بالأصل تقرأ:«ثم أرادوا معه». و لعل الصواب ما أثبت، انظر الإصابة 34/2.
6- على ثلاث مراحل من مكة في طريق المدينة (ياقوت).

سبيل اللّه، و كان هذا أول قتال كان في الإسلام، و قال سعد رضي اللّه تعالى عنه في رميته:

ألا هل أتى (1) رسول اللّه أني *** حميت صحابتي بصدور نبلي

أذود بها أوائلهم ذيادا *** بكلّ حزونة و بكلّ سهل

فما يعتدّ رام في عدوّ *** بسهم يا رسول اللّه قبلي

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا عبد الوهاب بن أبي حيّة، أنا محمّد بن شجاع، ثنا محمّد بن عمر الواقدي (2)،حدثتني عبيدة بنت نائلة عن عائشة بنت سعد، عن أبيها سعد بن أبي وقاص قال: لقد رأيتني أرمي بالسهم يومئذ - يعني يوم أحد - فرده عليّ رجل أبيض حسن الوجه لا أعرفه، حتى كان بعد فظننت أنه ملك.

قال: و أخبرنا أبو عمر، أنبأنا أحمد بن معروف، ثنا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمّد بن سعد (3)،أنا أبو معاوية الضرير، حدّثنا الأعمش عن إبراهيم قال: قال عبد اللّه: لقد رأيت سعدا يقاتل يوم بدر قتال الفارس في الرجال، كذا قاله و لم يذكر علقمة فيه.

أخبرناه أبو القاسم الحسين الأسدي، أنبأنا أبو القاسم الحسين بن الحسن (4)الأسدي، أنبأنا أبو القاسم علي بن محمّد السّلمي، قال: قرأ عليّ أبو (5) نصر أحمد بن المظفّر بن الطوسي البزاز بالموصل، حدثكم أبو بكر عبد اللّه بن حيان بن عبد العزيز الموصلي، ثنا عبد اللّه بن ناجية، حدّثنا إبراهيم بن يوسف الصّيرفي، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد اللّه قال: رأيت سعدا يقاتل يوم بدر قتال الفارس في الرجال.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري أنا أبو محمّد الشيرازي، أنا محمّد بن العباس، أنا أبو

ص: 320


1- بالأصل «إلى» و المثبت عن سيرة ابن هشام.
2- مغازي الواقدي 234/1.
3- طبقات ابن سعد 141/3.
4- كذا كرر الاسم بالأصل. و ورد مرة واحدة في م.
5- بالأصل «ابن» خطأ.

القاسم بن أبي حيّة، أنبأنا محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر الواقدي، قال: و حدّثني أبو إسحاق بن أبي عبد اللّه، عن عبد الواحد بن أبي عون، عن زياد مولى سعد، عن سعد قال: رأيت رجلين يوم بدر يقاتلان عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أحدهما عن يمينه و الآخر عن يساره، و إني لأراه ينظر إلى ذا مرة و إلى ذا مرة سرورا بما ظفره اللّه عز و جلّ .

أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، قالا: أنا أبو بكر القطيعي، ثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، ثنا سليمان بن داود الهاشمي، ثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن سعد بن أبي وقاص، قال: لقد رأيت عن يمين رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و عن يساره يوم أحد رجلين عليهما ثياب بيض يقاتلان عنه كأشدّ القتال، ما رأيتهما قبل و لا بعد.

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد الأنصاري، و عبد الكريم بن حمزة السلمي، و طاهر بن سهل بن بسر، قالوا: أنا أبو الحسين بن مكي، ثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن العباس الإخميمي، ثنا محمّد بن عبد اللّه بن سعيد المهراني، ثنا العباس بن عبد اللّه الرّبعي، ثنا محمّد بن يوسف، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن ابن مسعود قال: اشتركت أنا و سعد، و عمّار يوم بدر فيما أصبنا من الغنيمة، فجاء سعد بأسيرين و لم أجيء أنا و عمار بشيء.

أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن نصر بن الزّاعوني، أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص.

و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو سعد الجنزرودي (1)،أنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن عثمان الطرازي، قالا: أنبأنا أبو محمّد يحيى بن محمّد بن صاعد، ثنا عبد اللّه بن الوضاح اللؤلؤي - قال ابن الزاغوني (2):بالكوفة - قال زاهر: بالبصرة - و أنا سألته، حدّثنا زياد بن عبد اللّه البكّائي، حدّثنا إدريس بن زيد الأودي - زاد زاهر و عثمان بن عبد الرّحمن و قالا:- عن أبي إسحاق - زاد زاهر الهمداني السّبيعي - عن أبي عبيدة - زاد زاهر: بن عبد اللّه بن مسعود - عن عبد اللّه بن مسعود قال: أشرك

ص: 321


1- بالأصل و م: الجيزرودي، خطأ، و الصواب ما أثبت، و قد مضى التعريف به.
2- في م: الراعولي.

رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بيني و بين عمار و سعد في درقة تسلّحناها، و أشركنا فيما أصبنا، فأخفقت أنا و عمار، و جاء سعد بأسيرين.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه، ابنا (1) أبي علي قالا: أنا أبو جعفر المعدّل، أخبرنا أبو طاهر المخلّص، أخبرنا أحمد بن سليمان، ثنا الزّبير بن بكّار، حدّثني عمي مصعب، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب: أنه خفي خبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يوم أحد على الناس كلهم إلاّ على ستة نفر: الزبير، و طلحة، و سعد بن أبي وقاص، و كعب بن مالك، و أبي دجانة، و سهل بن حنيف.

قال: و حدّثنا الزّبير، حدّثني محمّد بن فضالة: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بعث سعد بن أبي وقاص بسرية في ثمانية رهط حتى بلغوا الخرّار (2)-و هو واد بالحجاز، يصب على الجحفة - فيرجع و لم يلق كيدا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، أنبأنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا أبي، ثنا أبو نعيم، عن شريك، عن أبي إسحاق قال: كان أشد أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أربعة: عمر، و علي، و الزبير، و سعد - يعني ابن أبي وقاص-.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو نصر أحمد بن محمّد، قالا: أنا عبيد اللّه بن محمّد بن إسحاق بن حبابة، قال: ثنا.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر محمّد بن أبي عاصم العمري الهروي.

ح و أخبرنا أبو الفتح محمّد بن المصري، و أبو محمّد عبد السلام بن أحمد المقرئ، و أبو نصر عبيد اللّه بن أبي عاصم الصّوفي، و أبو عبد اللّه سمرة و أبو محمّد عبد (3) القادر، ابنا (4) جندب، قالوا: أنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد العزيز الفارسي

ص: 322


1- بالأصل «أنا» و في م: أخبرنا خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ هذا السند.
2- بالأصل «الحرار» بالحاء المهملة خطأ و الصواب ما أثبت عن ياقوت، و هو موضع بالحجاز يقال هو قرب الجحفة.
3- بالأصل و م: أبو محمد و عبد القادر، و الصواب ما أثبت انظر ما يلي.
4- بالأصل و م: أنبانا، و الصواب ما أثبت «ابنا» و هو ما يوافق ما جاء في المطبوعة العاشرة فهارس ص 42 و 46 أبو عبد اللّه سمرة، و أخوه أبو محمد عبد القادر ابنا جندب بن سمرة الصوفي الهروي.

قالا: أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أحمد بن محمّد بن يحيى الأنصاري، قال: أنبأنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد البغوي، ثنا مصعب بن عبد اللّه الزّبيري، حدّثني مالك، عن يحيى بن سعيد: أنه سمع عبد اللّه بن عامر بن ربيعة يقول: قالت عائشة: بات رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أرقا ذات ليلة ثم قال:

«ليت رجلا صالحا يحرسني»- و قال ابن حبابة: يحرسنا الليلة، قالت: إذ سمعنا صوت السلاح، فقال:«من هذا؟» قال: أنا سعد بن أبي وقاص، أنا أحرسك يا رسول اللّه، قال: فنام رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حتى سمعت غطيطه.

أخرجه البخاري (1) و مسلم (2) و التّرمذي (3) و النّسائي من حديث يحيى بن سعيد من غير طريق مالك.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك، و أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد [بن] (4) الحسين بن أحمد بن علي، و أبو القاسم زاهر بن طاهر قالوا: أنا أحمد بن منصور.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا سعيد بن أحمد، قالا: أنبأنا أبو الفضل عبيد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه، أنبأنا [أبو] (5) العباس محمّد بن إسحاق بن إبراهيم، حدّثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث بن سعد، عن يحيى - و هو ابن سعيد - عن عبد اللّه بن عامر بن ربيعة أن عائشة قالت: سهر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم مقدمه المدينة ليلة فقال:

«ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني الليلة»، قالت: فبينا نحن كذلك إذ سمعنا خشخشة سلاح، فقال:«من هذا؟» فقالوا (6):سعد بن أبي وقاص، فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«ما جاء بك ؟» فقال سعد: وقع في نفسي خوف على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فجئت أحرسه، فدعا له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ثم نام.

ص: 323


1- في صحيح البخاري، الجهاد ح(2885) و في التمني ح(7231).
2- صحيح مسلم، في الفضائل ح(2410).
3- سنن الترمذي في المناقب ح(3757).
4- سقطت من الأصل و م.
5- سقطت من الأصل و م.
6- في م: فقال.

أخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو يعلى، حدّثنا عبد الأعلى، ثنا عبد الوهاب قال: سمعت يحيى بن سعيد قال: سمعت عبد اللّه بن عامر بن ربيعة يقول: قالت عائشة إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال ذات ليلة:

«ليت رجلا من أصحابي يحرسني الليلة» قالت: و سمعنا صوت السلاح، فقال:

«من هذا؟» قال سعد: أنا يا رسول اللّه جئت أحرسك، قالت: فنام رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حتى سمعت غطيطه.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد (1) بن الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

و أخبرتنا أم المجتبى قالت: قرئ على إبراهيم، أنا أبو بكر بن المقرئ قالا:

أنا أبو يعلى، ثنا الحسن بن حمّاد، ثنا عبدة بن سليمان، ثنا يحيى بن سعيد، عن عبد اللّه بن عامر بن ربيعة، عن عائشة قالت: أرق رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ليلة - و قال ابن حمدان: ذات ليلة - ثم قال:

«ليت رجلا صالحا من أصحابي جاء يحرسني الليلة» قالت: إذ سمعنا صوت السلاح، فقال:«من هذا؟» قال: أنا (2) سعد بن أبي وقاص جئت أحرسك، قال: فنام حتى سمعت غطيطه.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أخبرنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل (3)،حدّثني أبي، ثنا يزيد، أنا يحيى قال: سمعت عبد اللّه بن الحكم بن ربيعة يحدثه.

أخبرتنا أم المجتبى قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، ثنا زهير، ثنا يزيد - يعني ابن هارون - حدّثنا يحيى بن سعيد:

أن عبد اللّه بن عامر بن ربيعة: أخبره أن عائشة كانت تحدث أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم سهر ذات

ص: 324


1- بالأصل و م: أنا سعيد بن الأديب، خطأ، و اسمه محمد بن عبد الرحمن أبو سعد الجنزرودي، و قد مضى التعريف به.
2- بالأصل و م: أخبرنا، و الصواب ما أثبت قياسا إلى الرواية السابقة.
3- مسند الإمام أحمد 141/6.

ليلة و هي إلى جنبه قالت: فقلت: ما شأنك يا رسول اللّه ؟ قال:

«ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني الليلة» قالت: فبينا نحن كذلك إذ سمعنا صوت السلاح فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«من هذا؟» قال: أنا سعد بن مالك، قالت: فسمعت غطيط رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في نومه.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو طاهر محمّد بن الحسين، و أبو الحسن علي بن الحسن، قالوا: أنا أبو الحسين بن أبي نصر، أنا أبو بكر الميانجي، أنا أبو يعلى، ثنا أبو موسى محمّد بن المثنّى، ثنا عبد اللّه بن قيس الرّقاشي الخرّاز بصري، ثنا أيوب السختياني، عن نافع، عن ابن عمر قال: كنا جلوسا عند النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال:

«يدخل عليكم من ذا الباب رجل من أهل الجنة» فليس منا أحد إلاّ و هو يتمنى أن يكون من أهل بيته، فإذا سعد بن أبي وقاص قد طلع (1).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو طاهر محمّد بن الحسين، و أبو الحسن علي بن الحسن بن إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو عمرو عبد الرّحمن بن محمّد الفارسي، أنا أبو أحمد بن عدي، ثنا عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن أخي (2)،ثنا إبراهيم بن سعيد، ثنا داود بن منصور، ثنا صالح المزني، ثنا عمرو مولى آل الزبير، عن سالم بن عبد اللّه، عن أبيه قال: كنا جلوسا عند النبي صلّى اللّه عليه و سلّم ذات يوم فقال:

«يطلع عليكم من هذا الباب رجل من أهل الجنة» فإذا سعد[4681].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، ثنا أبو علي بن المذهب - لفظا - أنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا رشدين - يعني ابن سعد - عن الحجاج بن شداد، عن أبي صالح الغفاري، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«أول من يدخل من هذا الباب رجل من أهل الجنة» فدخل سعد بن أبي وقاص (3)[4682].

ص: 325


1- نقله الذهبي في السير من طريق أبي يعلى.
2- كذا بالأصل و م.
3- مسند أحمد 222/2.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنبأنا أبو طاهر الفقيه، أنبأنا حاجب بن أحمد، ثنا عبد الرحيم بن منيب، ثنا معاذ - يعني ابن خالد - أنبأنا صالح، عن عمرو بن دينار، عن سالم بن عبد اللّه، عن أبيه قال: كنا جلوسا عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال: فقال:

«ليطلعن عليكم رجل من هذا الباب من أهل الجنة» فجاءه سعد بن مالك فدخل منه. فذكر الحديث قال: فقال عبد اللّه بن عمر: ما أنا بالذي انتهى حتى أبايت هذا الرجل فأنظر عمله. فذكر الحديث في دخوله عليه قال: فناولني عباءة فاضطجعت عليها قريبا منه، و جعلت أرمقه بعيني ليلة كلما تعار: سبّح و كبّر و هلّل و حمد اللّه حتى إذا كان في وجه السحر قام فتوضأ ثم دخل المسجد فصلّى ثنتي عشرة ركعة باثنتي عشرة سورة من المفصل ليس من طواله و لا من قصاره، يدعو في كل ركعتين بعد التشهد بثلاث دعوات يقول: اللّهم آتنا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النار، اللّهم اكفنا ما أهمّنا من أمر آخرتنا و دنيانا، اللّهم إنا نسألك من الخير كله، و أعوذ بك من الشرّ كله حتى إذا فرغ فذكر الحديث في استقلال له عمله و عوده إليه ثلاثا إلى أن قال فقال: آخذ مضجعي و ليس في قلبي عمر (1) على أحد.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن عبد الملك، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي، أنبأنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم، أنبأنا محمّد بن الحسن بن قتيبة، ثنا حرملة بن يحيى التجيبي، ثنا ابن وهب، أخبرني حيوة، أخبرني عقيل، عن ابن شهاب، حدّثني من لا أتهم، عن أنس قال: بينا نحن جلوس عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة» فأطلع سعد (2) بن أبي وقاص، حتى إذا كان الغد قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم مثل ذلك، فطلع سعد بن أبي وقاص على مرتبة الأول (3)، حتى إذا كان الغد قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم مثل ذلك فطلع سعد بن أبي وقاص على مرتبته، فلما قام رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ثار عبد اللّه بن عمرو بن العاص فقال: إني عارضت أبي،

ص: 326


1- كذا بالأصل و م.
2- بالأصل: سعدا، خطأ. و الصواب عن م.
3- كذا:«على مرتبة الأول» و لعل الصواب:«على مرتبته الأولى» و هي عبارة مختصر ابن منظور 260/9.

فأقسمت أن لا أدخل عليه ثلاث ليال فإن رأيت ان تؤويني (1) إليك حتى تحلّ يميني فعلت قال أنس: فزعم عبد اللّه بن عمرو أنه بات معه ليلة، حتى كان مع الفجر، فلم يقم من تلك الليلة شيئا، غير أنه كان إذا انقلب على فراشه ذكر اللّه و كبّره حتى يقوم مع الفجر، فإذا صلّى المكتوبة أسبغ الوضوء و أتمّه ثم يصبح مفطرا، قال عبد اللّه بن عمرو: فرمقته ثلاث ليال و أيامهن لا يزيد على ذلك، غير أني لا أسمعه يقول إلاّ خيرا.

فلما مضت الليالي الثلاث وكدت أحتقر عمله فقلت: إنه لم يكن بيني و بين أبي غضب و لا هجرة، و لكني سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال ذلك فيك (2) ثلاث مرات في ثلاث (3)مجالس:«يطلع عليكم رجل من أهل الجنة» فأطلعت أولئك المرات الثلاث، فأردت أن آوي إليك حتى انظر ما عملك فأقتدي بك، فلم أرك تعمل كبير عمل، فما الذي بلغ بك ما قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ؟ فقال: ما هو إلاّ الذي قد رأيت. قال: فلما رأيت ذلك انصرفت عنه فدعاني حين ولّيت فقال: ما هو إلاّ ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي سوءا لأحد من المسلمين و لا أقوله، قال: هذه التي بلغت بك و هي التي لا أطيق.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي بكر أحمد بن علي، أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أنا علي بن محمّد المصري، ثنا سليمان بن شعيب الكيساني، ثنا الخصيب بن ناصح، حدثتنا عبيدة بنت نائلة قالت: سمعت عائشة بنت سعد تحدث عن أبيها أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم جلس في المسجد ثلاث ليال فقال:

«اللّهم أخرج من هذا الباب عبدا تحبه و يحبّك» فدخل منه سعد ثلاث ليال.

كتب إليّ أبو علي الحداد، و أبو القاسم غانم بن محمّد بن عبيد اللّه البرجي، ثم حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن أحمد قال: أخبرنا أبو منصور محمّد بن عبد اللّه بن مندويه العدل، و أبو علي الحداد، و جدي غانم بن محمّد، و أبو سعد محمّد بن علي بن محمّد السرفرتج (4).

و أخبرنا أبو طالب محمّد بن محفوظ بن الحسن بن القاسم الثقفي، أنا أبو علي

ص: 327


1- رسمها بالأصل و م:«بودى» و أثبتنا ما وافق مختصر ابن منظور.
2- بالأصل «قبل» و الصواب ما أثبت كما يقتضي السياق.
3- كذا بالأصل.
4- كذا بالأصل و م.

الحداد قالوا: أنا أبو نعيم، ثنا عبد اللّه بن جعفر بن أحمد بن فارس، ثنا أبو جعفر محمّد بن عاصم الثقفي، ثنا الحسين بن علي الجعفي عن زائدة، عن الحسن بن عبيد اللّه، عن الحرّ بن الصّبّاح، عن عبد الرّحمن بن الأخنس، عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:

«أبو بكر في الجنة، و عمر في الجنة، و عثمان في الجنة، و علي في الجنة، و الزبير في الجنة، و طلحة في الجنة، و عبد الرّحمن بن عوف في الجنة، و سعد بن أبي وقاص في الجنة، و لو شئت أن أسمّي التاسع سميته» قالوا: يعني نفسه[4683].

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا يوسف بن الحسن العكبري، قالا: ثنا أبو نعيم الحافظ ، ثنا عبد اللّه بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود الطيالسي، ثنا شعبة، عن الحرّ بن صيّاح، قال: سمعت عبد الرّحمن بن الأخنس يقول: شهدت المغيرة بن شعبة خطب فنال من علي فقام سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل العدوي - عدي قريش - فقال: أشهد أني سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:

«عشرة في الجنة: رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في الجنة، و أبو بكر، و عمر، و عثمان، و علي، و طلحة، و الزّبير، و سعد بن مالك، و عبد الرّحمن بن عوف» و لو شئت أن أسمي العاشر سميته، ثم سماه فقال: سعيد بن زيد (1).

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر المغربي، أنا أبو بكر الجوزقي، أنبأنا أبو حامد بن الشرقي، و إبراهيم بن عبدوس الحيري، و سفيان بن محمّد بن محمود الجوهري، و محمّد بن الحسين بن الحسن.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، قال: قرئ على سعيد بن محمّد البحيري (2).

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد البيهقي، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنا أحمد بن منصور، قالا: أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن إبراهيم المزني، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين القطان.

ص: 328


1- أخرجه أبو داود في السنة (ح:4649) و نقله مختصرا الذهبي في السير من طريق شعبة عن الحر.
2- تقرأ بالأصل و م: البختري، خطأ، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 103/18.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنبأنا أبو عمرو بن منده، أنبأنا أبي و محمّد بن إبراهيم.

ح و أخبرنا أبو بكر اللفتواني، و أبو نصر الحسين بن محمّد بن إبراهيم قالا: أنا أبو محمّد بن أحمد بن محمّد بن هارون أبو الخير الإمام، و أبو مسعود سليمان بن إبراهيم الحافظ ، و أبو بكر محمّد بن الحسن بن سليمان، و أحمد بن عبد الرّحمن بن محمّد الهمذاني (1)-زاد اللفتواني: و سهل بن عبد اللّه بن علي و أحمد بن عبد اللّه بن سمير.

ح و أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنبأنا سليمان بن إبراهيم.

ح و أخبرنا أبو غالب محمّد بن عمرو بن أحمد، أنبأنا أبو الخير محمّد بن أحمد الإمام، و أخبرنا أبو القاسم الحسين بن محمّد بن جعفر بن محمّد بن مهران، أنبأنا أبو نصر أحمد بن عبد اللّه بن أحمد المقرئ، قالوا: ثنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم الجرجاني - إملاء - ثنا محمّد بن الحسين بن الحسن القطان، قالوا: ثنا أحمد بن يوسف السلمي، ثنا إسماعيل بن أبي أويس، ثنا سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كان على جبل حراء - و في حديث أحمد بن منصور عن المزني: على حراء - و في حديث ابن مندة: على جبل - فتحرك فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«اسكن حراء فما عليك إلاّ نبيّ أو صدّيق أو شهيد» و كان عليه أبو بكر، و عمر، و عثمان، و طلحة، و الزبير، و سعد بن أبي وقاص، و لم يذكر إسماعيل بن محمّد:

عثمان.

أخبرنا أبو سعد أحمد بن البغدادي، أنا إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم، أنبأنا إبراهيم بن عبد اللّه بن خرشيذ قوله، حدّثنا أبو بكر بن داود، ثنا حاجب بن سليمان، ثنا وكيع، عن سفيان الثوري، عن منصور، و حصين عن هلال بن يساف، عن سعيد بن زيد قال: كنا جلوسا مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم على حراء فقال:

«اسكن حراء فما عليك إلاّ نبيّ أو صدّيق أو شهيد» و عليه النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و أبو بكر،

ص: 329


1- بالأصل و م بالدال المهملة، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 103/19.

و عمر، و عثمان، و علي، و طلحة، و الزّبير، و عبد الرّحمن بن عوف، و سعد (1) بن أبي وقاص، و سعيد (2) بن زيد.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر عبد الكريم بن محمّد المحاملي، أنا علي بن عمر الحافظ ، ثنا القاضي الحسين بن إسماعيل المحاملي، أنبأنا عبيد بن محمّد الورّاق، حدّثنا يعقوب بن محمّد، ثنا أبو القاسم بن أبي الزناد، عن موسى بن يعقوب، عن عبد الرّحمن بن إسحاق، عن عبد اللّه بن البولا (3):أنه سمع عثمان بن عفان يقول: بينما النبي صلّى اللّه عليه و سلّم على حجر حراء و معه عشرة من أصحابه أنا فيهم فتحرك فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:

«ما شأنك ؟ ما يحركك ؟ عليك نبيّ أو صدّيق أو شهيد» قال: و كان النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و أبو بكر، و عمر، و عثمان، و علي، و طلحة، و الزّبير، و عبد الرّحمن بن عوف، و سعد، و نسيت الاثنين.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، و أبو القاسم الشحامي، أنبأنا أبو سعد الجنزرودي (4)،أنبأنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، ثنا أبو خيثمة، ثنا عبد الرّحمن، ثنا - و في حديث ابن المقرئ: عن - سفيان، عن المقدام بن شريح، عن أبيه، عن سعد: وَ لاٰ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدٰاةِ وَ الْعَشِيِّ (5)قال: نزلت في ستة: أنا، و ابن مسعود منهم و كان المشركون قالوا له أ تدني هؤلاء (6)،رواه مسلم عن أبي خيثمة (7).

أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر المغربي، أنا أبو بكر الجوزقي، أنا مكي بن عبدان، ثنا أبو الأزهر، ثنا روح بن عبادة، عن الثوري، عن المقدام بن شريح،

ص: 330


1- بالأصل: و سعيد، خطأ.
2- بالأصل و م: و سعد، خطأ.
3- كذا بالأصل و م.
4- بالأصل:«الحرزودي» خطأ، و الصواب ما أثبت.
5- سورة الأنعام، الآية:52.
6- نقله الذهبي في السير 109/1 من طريق الثوري.
7- صحيح مسلم، الفضائل ح(2413).

عن أبيه، عن سعد: وَ لاٰ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدٰاةِ وَ الْعَشِيِّ الآية، قال: نزلت في ستة: أنا و ابن مسعود منهم.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنبأنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، ثنا أبو يعلى، ثنا أحمد بن أيوب بن راشد الضّبّي، ثنا مسلمة بن علقمة، ثنا داود بن هند، عن أبي عثمان النهدي، أن سعد بن مالك قال: نزلت هذه الآية فيّ : وَ إِنْ جٰاهَدٰاكَ عَلىٰ أَنْ تُشْرِكَ بِي مٰا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاٰ تُطِعْهُمٰا، وَ صٰاحِبْهُمٰا فِي الدُّنْيٰا مَعْرُوفاً (1)قال: كنت رجلا برا بأمي فلما أسلمت قالت: يا سعد، ما هذا الدين الذي قد أحدثت ؟ لتدعنّ دينك هذا أو لا آكل و لا أشرب حتى أموت فيعيّر بي فيقال: يا قاتل أمّه، قلت: لا تفعلي يا أمّ ، إني لا أدع ديني هذا لشيء، قال: فمكثت يوما لا تأكل [و لا تشرب] (2)و ليلة قال: و أصبحت قد جهدت. قال: فمكثت يوما آخر و ليلة لا تأكل، فأصبحت و اشتدّ جهدها. قال: فلما رأيت ذلك قلت: يا أمّه تعلمين و اللّه يا أمّه، لو كانت لك مائة نفس، فخرجت نفسا نفسا ما تركت ديني هذا لشيء، إن شئت فكلي، و إن شئت فلا تأكلي. فلما رأت ذلك أكلت. فنزلت هذه الآية.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا أبو الحسين بن أبي نصر، أنا أبو بكر يوسف بن القاسم، ثنا علي بن الحسين بن سلّم، ثنا إسماعيل بن محمّد، قال: وجدت في كتاب جدي - يعني خير - عن سفيان، عن سماك بن حرب، عن مصعب بن سعد، عن أبيه قال (3):نزلت فيّ أربع آيات: الأنفال و صٰاحِبْهُمٰا فِي الدُّنْيٰا مَعْرُوفاً و الوصية، و الخمر.

أخبرنا أبو الوفاء عمر بن الفضل بن أحمد بن عبد اللّه - بأصبهان - و أبو محمّد بن محمّد بن أحمد بن أبي الحسين، قالا: أنا إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم، أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد، ثنا محمّد بن عبيد اللّه بن العلاء الكاتب، ثنا علي بن الحسين بن عرفة العبدي، ثنا إبراهيم بن عبد اللّه الهروي، ثنا هشيم، ثنا مجالد بن

ص: 331


1- سورة لقمان، الآية:15.
2- زيادة عن سير الأعلام، و ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م.
3- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام 109/1-110 و انظر تخريجه فيه.

سعيد، عن الشعبي، عن جابر قال: كنا عند النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فأقبل سعد بن أبي وقّاص فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«هذا خالي فليرني امرؤ و خاله» (1)[4684].

أخبرناه عاليا أبو المظفّر القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، حدّثنا عبد الغفار - زاد ابن حمدان: ابن عبد اللّه - ثنا علي بن مسهر، عن مجالد، عن الشعبي، عن جابر: بينا النبي صلّى اللّه عليه و سلّم - و في حديث ابن حمدان عن جابر بن عبد اللّه، قال: كنا عند النبي صلّى اللّه عليه و سلّم - إذ أقبل سعد بن أبي وقاص، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«هذا خالي»[4685].

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، و أبو المعالي أحمد بن علي بن محمّد بن يحيى، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا محمّد بن عبد اللّه بن الحسين، أنا أحمد بن إسحاق بن بهلول، ثنا أبو سعيد الأشج، ثنا أبو أسامة عن عامر، عن جابر.

و أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن بن علي، أنا عبد اللّه بن الحسن بن محمّد الخلاّل، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي الصّيدلاني، ثنا أبو محمّد يزداد بن عبد الرّحمن بن محمّد الكاتب، ثنا أبو سعيد الأشج [ثنا] (2) أبو أسامة، عن مجالد، عن الشعبي، عن جابر بن عبد اللّه قال: كنا عند النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فأقبل سعد بن أبي وقاص فقال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:

«هذا خالي فليرني امرؤ خاله».

سقط من حديث ابن النّقّور: مجالد و لا بد منه، رواه الترمذي (3) عن الأشج،

ص: 332


1- نقله الذهبي في سير الأعلام من طريق مجالد 110/1. و عقب بقوله: قلت: لأن أم النبي صلّى اللّه عليه و سلّم زهرية، و هي آمنة بنت وهب بن عبد مناف ابنة عم أبي وقاص. و انظر تخريجه في السير.
2- زيادة لازمة للإيضاح.
3- سنن الترمذي، المناقب، مناقب سعد ح(3753).

و رواه ابن عيينة عن مجالد فلم يذكر: فاجرا (1).

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى، ابنا (2) أبي علي، قالا: أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد، أنا أبو طاهر الذهبي، أنا أحمد بن سليمان، ثنا الزّبير بن بكّار، حدّثني رجل، عن سفيان بن عيينة، عن مجالد، عن الشعبي، قال: أقبل سعد فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«هذا خالي فليرني امرؤ خاله»[4686].

أخبرناه أبو سعد محمّد بن محمّد، و أبو علي الحسين بن أحمد في كتابيهما، حدّثني أبو (3) مسعود الأصبهاني، أنا أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا الحسين بن إسحاق التّستري، ثنا عبد الوهاب بن الصحابي، ثنا إسماعيل، أنا عياش، عن صفوان بن عمرو، عن ماعز التميمي، عن جابر بن عبد اللّه قال: كنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إذ أقبل سعد بن مالك فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«هذا خالي»[4687].

أخبرنا أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم القشيري، و أبو القاسم زاهر بن طاهر الشّحّامي، قالا: أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن الأديب، أنا أبو عمرو (4) بن محمّد بن أحمد بن حمدان.

و أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم بن سعدويه، أنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور بن إبراهيم السّلمي، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، ثنا سويد بن سعيد، عن مالك.

ح و أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه بن كادش، أنا أبو سعد بكارة (5) بن يحيى

ص: 333


1- كذا بالأصل و هو على ما أعتقد خطأ و صوابه «جابرا» و هو تؤكده رواية الخبر التالي عن ابن عيينة، حيث لم يذكر في السند «جابرا».
2- بالأصل:«أنبأنا» خطأ، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ هذا السند كثيرا.
3- بالأصل «ابن» خطأ، و الصواب ما أثبت، قياسا إلى سند مماثل.
4- كذا وقع هنا «أبو عمرو بن محمد» و بن مقحمة و الظاهر حذفها. فاسمه محمد، ترجمته في سير الأعلام 356/16.
5- كذا بالأصل و م.

العثماني، ثنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمّد بن الحسين بن شاذان بن إبراهيم السكري.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر [نا] (1) أبو نصر أحمد بن محمّد قالا: أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن النّقّور.

ح و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنبأنا عبد اللّه بن محمّد الخطيب، قالا: أنا عبيد اللّه بن محمّد بن حبابة، قالا: ثنا.

ح و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا سعيد بن أبي عمرو المزني الحافظ ، أنبأنا أبو علي زاهر بن أحمد، و أخبرنا أبو الفتح محمّد بن علي، و أبو محمّد عبد السلام بن أحمد، و أبو نصر عبيد اللّه بن أبي عاصم، و أبو عبد اللّه زاهر بن أحمد، و أنا أبو الفتح محمّد بن علي، و أبو محمّد عبد السلام بن أحمد، و أبو نصر عبيد اللّه بن أبي عاصم، و أبو عبد اللّه سمرة، و أبو محمّد عبد القادر، ابنا (2) جندب قالوا: أنبأنا محمّد بن عبد العزيز الفارسي، أنا أبو عبد الرّحمن بن أحمد الأنصاري، قالا: أنا عبد اللّه بن محمّد البغوي، ثنا مصعب بن عبد اللّه، حدّثني - و في حديث السكري:

حدّثنا - مالك، و أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل، أنا سعيد بن محمّد البحيري (3)،أنا زاهر بن أحمد السّرخسي، أنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، ثنا أبو مصعب، ثنا مالك، عن ابن شهاب، عن عامر بن سعد - زاد أبو مصعب و سويد: بن أبي وقاص: عن أبيه - قال مصعب: سعد، و قال أبو مصعب: سعد بن أبي وقاص، و في حديث ابن المقرئ: عن سعد - قال: جاءني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يعودني عام حجة الوداع من وجع اشتدّ بي فقلت: يا رسول اللّه قد بلغ - و قال ابن مصعب: بلغ - بي من الوجع ما ترى، و أنا ذو مال و لا يرثني إلاّ بنت - و قال ابن حبابة و ابن حمدان بنت - زاد مصعب و سويد، و ابن حبابة - لي: أ فأتصدق، و قال الشّحّامي عن البحيري (4):أ فأوصي بثلثي مالي ؟ قال:

«لا»، قلت: فالشطر؟- و قال أبو مصعب: فقلت: فبالشطر، و قال سويد: قال: قلت:

فبشطره ؟ قال:«لا» ثم قال: و قال أبو مصعب قال:«الثلث و الثلث كثير أو كبير إنك إن

ص: 334


1- زيادة منا للإيضاح.
2- بالأصل و م:«أنبأنا» و الصواب ما أثبت، و قد تقدم قريبا شيء بشأنهما.
3- مهملة بالأصل بدون نقط ، و الصواب ما أثبت و قد مضى التعريف به.
4- بالأصل: البختري، خطأ، و الصواب ما أثبت.

تذر - و قال السكري: تدع - ورثتك - و قال ابن المقرئ - ذريتك - أغنياء خير من أن تذرهم - و قال زاهر: تدعهم - عالة يتكففون الناس، و إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها - و قال زاهر و الأنصاري: فيها - وجه اللّه إلاّ أجرت فيها - و قال أبو مصعب: بها - حتى ما يجعل في في امرأتك» قال: فقلت:- و قال سويد فقال:- يا رسول اللّه أخلف بعد أصحابي قال:«إنك لن - و قال الأنصاري و زاهر و ابن حمدان: تخلف فيعمل عملا صالحا - أراد أبو مصعب و سويد تبتغي به وجه اللّه و قالوا: إلاّ أردت - زاد سويد و مصعب: به - و قال السكري فيه درجة و رفعة و لعلك إن تخلف حتى ينتفع بك أقوام و يضر بك آخرون، اللّهم امض لأصحابي هجرتهم و لا تردهم على أعقابهم» لكن البائس سعد بن خولة يرثي له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إن مات بمكة - و في حديث ابن المقرئ: إن عاش بمكة، و في حديث ابن حمدان: عام مات بمكة.

أخرجه البخاري عن ابن يوسف، و عن يحيى بن قزعة، و أخرجه النسائي عن محمّد بن سلمة المرادي، عن عبد الرّحمن بن القاسم كلامهم (1) عن مالك.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسن بن غالب بن علي، قالا: أخبرنا [أبو] (2) الفضل الزهري، ثنا أبو علي الحسن بن محمّد بن عبد الوهاب البارع، ثنا أبو علي الحسن بن محمّد بن شعبة الأنصاري، من ولد رافع بن خديج، ثنا إسحاق بن شاهين، ثنا خالد - يعني ابن عبد اللّه الطحان - عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرّحمن، عن سعد بن مالك قال: مرضت فعادني النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال لي:

«أوصيت ؟» قلت: نعم، قال:«بكم ؟» قلت: بمالي كله في سبيل اللّه و الفقراء، فقال لي:«أوص بالعشر» قال: قلت: يا رسول اللّه، إن مالي كثير و عيالي أغنياء، قال:

فلم يزل يناقصني و أنا قصه قال:«أوص بالثلث و الثلث كثير»[4688].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، ثنا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد [أنا] (3) أبو الفضل المسلّم بن أحمد الثقفي - قراءة - قالا: أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن

ص: 335


1- كذا بالأصل، و في م: كلاهم.
2- زيادة للإيضاح عن م.
3- زيادة للإيضاح.

عثمان بن أبي نصر، ثنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم (1) القاضي - إملاء - ثنا أبو زرعة، حدّثني إبراهيم بن يعقوب، ثنا المكي بن إبراهيم، ثنا الجعيد بن عبد الرّحمن، عن عائشة بنت سعد، عن أبيها (2) قال (3):وضع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يده على جبهتي ثم مسح وجهي و صدري و بطني ثم قال:

«اللّهم اشف سعدا» فما زلت أجد برد يده على صدري فيما يخيّل إليّ حتى الساعة.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر، أنا أبو محمّد الحسن بن علي.

و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، قالا: أنا أحمد بن جعفر، ثنا عبد اللّه بن أحمد (4)،حدّثني أبي، ثنا يحيى بن سعيد، عن الجعد بن أوس، حدثتني عائشة بنت سعد، قالت: قال سعد: اشتكيت شكوى لي بمكة، فدخل عليّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يعودني قال: قلت: يا رسول اللّه إني قد تركت مالي و ليس لي إلاّ ابنة واحدة، أ فأوصي بثلثي مالي و أترك لها الثلث ؟ قال:«لا» قال: أ فأوصي بالنصف و أترك لها النصف ؟ قال:«لا»، قال: أ فأوصي بالثلث و أترك لها الثلثين ؟ قال:«الثلث، و الثلث كثير - ثلاث مرات-» قال: و وضع يده على جبهته فمسح وجهي و صدري و بطني، و قال:«اللّهم اشف سعدا و أتم له هجرته» فما زلت يخيل إليّ بأني أجد برد يده على كبدي حتى الساعة[4689].

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، ثنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثنا أحمد بن محمّد القاضي، ثنا عفان، ثنا وهيب، ثنا عبد اللّه بن عثمان بن خثيم (5)،عن عمرو بن القاضي، عن أبيه، عن جده عمرو بن القاري: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قدم مكة و خلف سعدا مريضا حيث خرج إلى حنين فلما قدم من جعرانة (6) معتمرا دخل عليه و هو وجع مغلوب فقال: يا رسول اللّه إن لي مالا و إنني

ص: 336


1- بالأصل: حذام، خطأ، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 514/15.
2- غير واضح بالأصل و الصواب ما أثبت.
3- بالأصل: قالت، خطأ.
4- مسند الإمام أحمد 171/1 و نقله الذهبي في السير 110/1 من طريق يحيى القطان.
5- مهملة بدون نقط بالأصل، و الصواب ما أثبت و ضبط .
6- ماء بين الطائف و مكة و هي إلى مكة أقرب (ياقوت).

أورث كلالة أ فأوصي بمالي أو أتصدق ؟ قال:«لا» قال: أ فأوصي بثلثه ؟ قال:«نعم» قال:«و ذاك كثير» قال: أي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم آمنت بالدار الذي خرجت منها مهاجرا، قال:

«إني لأرجو أن يرفعك اللّه فيساء بك أقوام و ينتفع بك آخرون، يا عمرو ابن القاري إن مات سعد بعدي فها هنا أدفنه عن طريق المدينة»- و أشار بيده-.

أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد [أنا] (1) أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، ثنا أبو العباس بن قتيبة، ثنا حرملة، أنا ابن وهب أخبرني عمرو عن بكير بن الأشج قال: سألت عامر بن سعد بن أبي وقاص عن قول النبي صلّى اللّه عليه و سلّم لسعد «و عسى أن تبقى حتى ينتفع بك أقوام و يضر بك آخرون»، قال عامر: أمّر سعد على العراق فقتل قوما على الردة فضرهم، و استتاب قوما كانوا سمعوا سجع مسليمة الكذاب فتابوا فانتفعوا به.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمّد بن الحصين، أنبأنا أبو الحسن بن علي، أنا أحمد بن جعفر، ثنا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدّثني أبي، حدّثنا أبو المغيرة، ثنا معاذ (3) بن رفاعة، حدّثني علي بن يزيد، عن القاسم أبي عبد الرّحمن، عن أبي أمامة قال: جلسنا إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فذكّرنا و رقّقنا، فبكى سعد بن أبي وقاص فأكثر البكاء فقال: يا ليتني مت، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«يا سعد أ عندي تتمنى الموت»؟ فردد ذلك ثلاث مرار ثم قال:

«يا سعد، إن كنت خلقت للجنة فما طال عمرك أو حسن من عملك فهو خير لك»[4690].

أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا علي بن محمّد بن أحمد بن نصر بن عرفة، ثنا أبو يعقوب إسحاق بن عبد اللّه بن إبراهيم بن عبد اللّه بن سلمة، ثنا محمّد بن عبد الرحيم يبان (4)-بمصر - ثنا محمّد بن الحكم من ولد سعيد (5) بن العاص، حدّثني محمّد بن خفتان (6)،ثنا يحيى بن زكريا، ثنا ابن أبي

ص: 337


1- زيادة منا للإيضاح.
2- مسند الإمام أحمد 267/5 و نقله الذهبي في السير من طريق أحمد في مسنده 111/1.
3- في السير: معان.
4- كذا رسمها بالأصل.
5- بالأصل:«سعد» و الصواب ما أثبت.
6- كذا.

زائدة، عن بيان بن بشر، عن قيس بن أبي حازم، عن أبي بكر الصّدّيق، قال: سمعت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يقول لسعد:

«اللّهم سدّد سهمه و أجب دعوته و حببه»[4691].

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن منده، أنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم، ثنا محمّد بن إسماعيل، ثنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى الشجري (1)،ثنا أبي عن موسى، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن سعد أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«اللّهم سدّد رميته و أجب دعوته» قال ابن منده: هذا حديث غريب من حديث إسماعيل، و موسى هذا يقال انه ابن عقبة، و قيل: هو موسى بن يعقوب الزمعي (2)،رواه عباس بن الفضل الأسقاطي، عن إبراهيم الشجري (3)،عن أبيه، عن موسى بن عقبة.

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم أخبرني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، ثنا محمّد بن جعفر بن يوسف، ثنا أحمد بن محمّد بن يعقوب، ثنا محمّد بن الوليد البسري، ثنا يحيى بن سعيد، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال: أخبرني سعد أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«اللّهم استجب لسعد إذا دعاك» (4).

رواه غيره فأرسله.

أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (5)،أنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزني (6)،ثنا أبو عبد اللّه محمّد بن يعقوب، ثنا محمّد بن عبد الوهاب، أنا جعفر بن عون، ثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال لسعد:

ص: 338


1- كذا.
2- مهملة بدون نقط بالأصل و رسمها مضطرب، لعل الصواب ما أثبت.
3- كذا.
4- نقله الذهبي في سير الأعلام 111/1 من طريق محمد بن الوليد البسري، و ذكره الهيثمي في المجمع 153/9 و نسبه إلى البزار و قال: رجاله رجال الصحيح.
5- دلائل النبوة للبيهقي 189/6 و قال البيهقي: و هذا مرسل حسن.
6- في الدلائل: المزكي.

«اللّهم استجب له إذا دعاك» (1)[4692].

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن الحسن بن محمّد، أنا الحسن بن أحمد بن محمّد المخلدي، أنبأنا المؤمّل بن الحسن بن عيسى (2)،ثنا محمّد بن يحيى، ثنا مخلد (3) بن مالك، ثنا عبد الرّحمن بن مغراء (4)،عن سعيد بن المرزبان، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لما كان يوم أحد قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لسعد بن أبي وقاص:

«دونك نحو العدو و فداك أبي و أمي»، و كان يضع سهمه في كبد قوسه فيقول:

اللّهم سهّل، و في مسلك: اللّهم انصر رسولك، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«اللّهم استجب لسعد» يقوله ثلاث مرات، فلم يجمعها لأحد قط إلاّ لسعد بن أبي وقاص[4693].

أنبأنا أبو علي الحداد و جماعة قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة (5)،ثنا سليمان بن أحمد، ثنا أبو يزيد القراطيسي، ثنا أسد بن موسى، ثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، حدّثني المجالد، عن عامر قال: قيل لسعد بن أبي وقاص: متى أصبت الدعوة ؟ قال:

يوم بدر كنت أرمي بين يدي النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فأضع السهم في كبد القوس ثم أقول:

اللّهم زلزل أقدامهم و ارعب قلوبهم و افعل بهم و افعل، فيقول النبي صلّى اللّه عليه و سلّم:

«اللّهم استجب لسعد»[4694].

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبار بن محمّد بن أحمد - إجازة - و حدّثنا أبو الحسن (6)علي بن سليمان بن أحمد الحنظلي - بسمرقند - أنبأنا زاهر بن أحمد السّرخسي، ثنا أبو عبد اللّه محمّد بن حفص الجويني، ثنا محمّد بن إدريس، ثنا محمّد بن عائذ الدمشقي، حدّثني الهيثم بن حميد، ثنا مطعم - يعني ابن المقدام-[الصّنعاني] (7) و غيره: أن

ص: 339


1- و نقله السيوطي في الخصائص الكبرى 165/2 عن البيهقي.
2- ترجمته في سير الأعلام 21/15.
3- كذا.
4- ترجمته في سير الأعلام 300/9.
5- بالأصل: زائدة، خطأ و الصواب ما أثبت، و ضبط ، انظر تبصير المنتبه.
6- مطموسة بالأصل، و الصواب ما أثبت، انظر فهارس المجلدة العاشرة ص 51، و انظر ترجمته في سير الأعلام 187/20.
7- مطموسة بالأصل، و استدركت اللفظة عن تقريب التهذيب.

سعد بن أبي وقاص قال: يا رسول اللّه ادع اللّه أن يستجيب دعائي، قال:

«يا سعد إن اللّه لا يستجيب دعاء عبد حتى تطيب طعمته» قال: يا رسول اللّه ادع اللّه أن يطيب طعمتي فإني لا أقوى إلاّ بدعائك، فقال:

«اللّهم أطب طعمة سعد» فإن كان سعدا يرى السنبلة من القمح في حشيش دوابه حين أتى به عليه فيقول لهم: ردوها من حيث حصدتموها.

أخبرنا أبو القاسم السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأنا أبو طاهر المخلّص، ثنا عبد اللّه بن محمّد بن زياد، حدّثني موهب بن يزيد بن خالد، و أحمد بن عبد الرّحمن، قالا: ثنا عبد اللّه بن وهب، حدّثني أبو صخر عن يزيد بن عبد اللّه بن قسيط (1)،عن إسحاق بن سعد بن أبي وقاص، حدّثني أبي أن عبد اللّه بن جحش قال يوم أحد: ألاّ تأتي تدعو اللّه عز و جل ؟ فحلّوا في ناحية فدعا سعد فقال: يا ربّ ، إذا لقينا القوم غدا فلقيني رجلا شديدا بأسه، شديدا حرده (2) أقاتله فيك و يقاتلني، ثم ارزقني الظفر عليه حتى أقتله و آخذ سلبه قال: فأمّن عبد اللّه بن جحش ثم قال: اللّهم ارزقني غدا رجلا شديدا بأسه، شديدا حرده (3) فأقاتله و يقاتلني ثم يأخذني فيجدع أنفي و أذني فإذا لقيتك غدا قلت لي: يا عبد اللّه فيم جدع أنفك و أذناك فأقول: فيك (4) و في رسولك، فتقول: صدقت، قال سعد بن أبي وقاص: كانت دعوة عبد اللّه بن جحش خيرا من دعوتي، لقد رأيته آخر النهار و أن أذنه و أنفه لمعلق في خيط (5).

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنبأنا أبي أبو القاسم، و أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي الحسن محمّد بن علي بن مرداس، و أبو الفتح محمّد بن موسى المقرئ، و ابن حمّة أبو أحمد محمّد بن أحمد بن موسى المؤذن، و أم أحمد فاطمة بنت أحمد بن البيهقيون بخسروجرد (6) قالوا: أنبأنا [أبو] (7) مسلم عبد اللّه بن المعتزّ (8) بن

ص: 340


1- رسمها بالأصل:«بسط » و المثبت و الضبط عن تقريب التهذيب.
2- بالأصل: جرده بالجيم، و الصواب ما أثبت، عن سير الأعلام.
3- بالأصل: جرده بالجيم، و الصواب ما أثبت، عن سير الأعلام.
4- بالأصل: قد، و المثبت عن سير الأعلام.
5- نقله الذهبي في سير الأعلام من طريق ابن وهب 112/1 و انظر تخريجه فيه.
6- خسروجرد: مدينة كانت قصبة بيهق من أعمال نيسابور بينها و بين قومس (ياقوت).
7- زيادة لازمة، انظر ما يلي.
8- ضبطت عن التبصير 1371/4-1372 و بالأصل: المغتر.

منصور البيهقي، قالا: أنا أبو الحسين الخفّاف، أنبأنا أبو العباس السّرّاج، حدّثنا قتيبة بن سعيد، ثنا هشيم، عن عبد الملك بن عمير قال: و حدّثنا أبو همّام السكري، ثنا هشيم، ثنا عبد الملك بن عمير عن (1) جابر بن سمرة: أن أهل الكوفة شكوا سعدا إلى عمر بن الخطاب فذكروا من صلاته، فأرسل إليه فقدم عليه فذكر له ما عابوا عليه من صلاته، فقال: إني لأصلي (2) بهم صلاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ما أخرم عنها إني لأركد بهم في الأوليين و أخفف (3) بهم في الأخريين فقال: ذاك الظن بك أبا إسحاق.

أخبرنا أبو المظفّر القشيري، أنا أبو سعد (4) محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو محمّد بن أحمد بن حمدان، أنا أبو يعلى الموصلي، ثنا إبراهيم بن الحجاج، ثنا أبو عوانة عن (5) عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة، قال: شكا أهل الكوفة سعدا إلى عمر فقالوا: إنه لا يحسن [أن] (6) يصلي، فقال سعد: أما أنا فإني كنت أصلي بهم صلاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم صلاتي العشاء لا حرم (7) منها، أركد في الأوليين و أحذف في الأخريين. فقال عمر: ذاك (8) الظن بك يا أبا إسحاق، فبعث رجالا يسألون عنه بالكوفة، فكانوا لا يأتون مسجدا من مساجد أهل الكوفة إلاّ قالوا خيرا و أثنوا خيرا حتى أتى مسجدا من مساجد بني عبس فقال رجل يقال له أبو سعدة: أما إذ نشدتمونا باللّه، فإنه كان لا يعدل في القضية، و لا يقسم بالتسوية (9) و لا يسير بالسرية فقال سعد: اللّهم إن كان كاذبا فأعم بصره، و أطل عمره، و عرّضه للعين (10)،قال عبد الملك: فأنا رأيته بعد يتعرض الإماء في السكك، فإذا سئل: كيف أنت ؟ يقول: كبير فقير مفتون، أصابتني دعوة سعد (11).

ص: 341


1- بالأصل:«بن» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر ترجمة عبد الملك بن عمير القرشي، في سير الأعلام 438/5.
2- بالأصل: لا أصلي، خطأ.
3- في سير الأعلام: و أحذف.
4- بالأصل: أبو سعيد، خطأ، و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
5- بالأصل:«بن» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر سير الأعلام 112/1.
6- زيادة لازمة.
7- كذا و في سير الأعلام: لا أخرم منها.
8- بالأصل: قال، و المثبت عن سير الأعلام.
9- كذا بالأصل، و في سير الأعلام: بالسوية.
10- في السير: للفتن.
11- نقله الذهبي في السير 112/1-113 من طريق أبي عوانة و جماعة.

رواه الخطيب أبو بكر الحافظ (1)،عن علي بن القاسم النّجّاد، عن علي بن إسحاق المادرائي، عن محمّد بن عبيد اللّه المنادي، عن عاصم بن علي، عن أبي عوانة فكأنني سمعت منه.

أخبرنا ابن الأستاذ (2) ابن القاسم القشيري، أنبأنا أبي.

و أخبرنا أبو بكر عبيد اللّه بن جامع بن الحسن بن علي الفارسي، و أبو سعد سعيد بن الحسين بن إسماعيل الدنونرى (3) الجوهري، و أبو الحسن كمشكين (4) ابن عبد اللّه الرومي، قالوا: أنبأنا أبو القاسم الفضل بن عبد اللّه بن المحب، قالا: أخبرنا أبو الحسين الخفّاف، أنا أبو العباس السّرّاج، حدّثنا محمّد بن الصّبّاح، أخبرنا جرير قال: و حدّثنا زياد بن أيوب ثنا جرير عن (5) عبد الملك - يعني ابن عمير - عن جابر بن سمرة قال: شكا أهل الكوفة سعدا إلى عمر بن الخطاب فقالوا: لا يحسن أن يصلي، فذكر عمر ذلك فقال: أما صلاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقد كنت أصلي بهم قد كنت أركد في الأوليين و أحذف الاخريين فقال: ذاك الظن بك يا أبا إسحاق، قال: فبعث به من يسأل عنه قال: فطيف به في مساجد الكوفة فلم يقدر الآخر حتى انتهى إلى مسجد بني عبس فقال رجل منهم يقال له أبو سعدة: اللّهم إن كان لا ينفر في السرية، و لا يقسم بالسوية، و لا يعدل في الرعية، فغضب سعد فقال: اللّهم إن كان كاذبا فأطل عمره و أشد فقره و أعرض عليه العين قال عبد الملك: فرأيته شيخا كبيرا ما يجد شيئا يسأل كيف أنت أبا سعدة فيقول: شيخ كبير مفتون أصابته دعوة سعد.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، و أبو البركات الأنماطي، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا محمّد بن هارون الحضرمي، حدّثنا سوار بن عبد اللّه، حدثني أبي، حدثنا عبد الوارث قال سوار بن عبد اللّه: حدثني أبي، حدثنا عبد الوارث (6)،قال سوار: و أنا مع أبي (7) عبد الوارث، ثنا محمّد بن جحادة،

ص: 342


1- تاريخ بغداد 145/1.
2- كذا الإسناد هنا، و وقع قريبا:«أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، أنبأنا أبي أبو القاسم...».
3- كذا رسمه بالأصل.
4- كذا.
5- بالأصل:«بن» خطأ.
6- كذا و كأن في الأصل تكرار.
7- كذا.

ثنا الزبير بن عدي، عن مصعب بن سعد: أن سعدا خطبهم بالكوفة ثم قال: يا أهل الكوفة أي أمير كنت لكم ؟ فقام رجل فقال: اللّهم إن كنت ما علمتك لا تعدل في الرعية، و لا تقسم بالسوية، و لا تغزو بالسريّة قال: فقال سعد: اللّهم إن كان كاذبا فاعم بصره و عجّل فقره و أطل عمره و عرّضه للعين، قال: فما مات حتى عمي فكان يلتمس الحوادث (1) و افتقر حتى سأل الناس و أدرك (2) فتنة المختار الكذاب فقتل فيها (3) فكان إذا قيل له كيف أنت ؟ قال: أعمى فقير أدركتني دعوة سعد (4).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، ثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قال أبو سعد العبسي [أنا] (5) جدي، و أخبرنا محمّد بن عثمان بن محمّد بن إبراهيم بن عثمان بن أبي سعد مخارق بن عبد اللّه العبسي و إبراهيم هو ابن أبي شيبة.

أنبأنا أبو علي الحداد و غيره، قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة (6)،أنبأنا سليمان بن أحمد بن أيوب، ثنا يوسف القاضي، ثنا عمرو بن مرزوق، ثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن سعيد بن المسيّب قال: خرجت جارية لسعد يقال لها زبرا و عليها قميص جديد، فكشفتها الريح فشدّ عليها عمر بالدّرّة، و جاء سعد ليمنعه فتناوله بالدّرّة فذهب سعد يدعوا على عمر فناوله الدّرّة و قال: اقتص، فعفا عن عمر (7).

قال: و حدثنا سليمان بن أبي (8) يزيد القراطيسي، حدثنا أسد بن موسى، ثنا يحيى بن زكريا، ثنا إسماعيل، عن قيس قال: كان لابن مسعود على سعد مال. فقال له ابن مسعود: أدّ المال الذي قبلك فقال سعد: ويحك ما لي و لك قال: أدّ المال الذي قبلك، فقال سعد: و اللّه إني لأراك لاق مني شرا، هل أنت إلاّ ابن مسعود عبد من هذيل ؟

ص: 343


1- في سير الأعلام: الجدرات.
2- بالأصل: و أذتك، و المثبت عن سير الأعلام.
3- كانت فتنة المختار بن أبي عبيد الثقفي بين سنتي 65 - و 67 انظر تاريخ الطبري (الفهارس).
4- نقله الذهبي في السير 113/1-114 عن طريق محمد بن جحادة و ينتهي عند: فقتل فيها.
5- بياض بالأصل، و لعل ما استدركناه الصواب.
6- بالأصل: زائدة، خطأ و الصواب ما أثبت و ضبط ، و قد مضى التعريف به.
7- نقله الذهبي في السير 114/1 من طريق عمرو بن مرزوق و ذكره الهيثمي في المجمع 153/9.
8- بالأصل أبو، خطأ.

قال: أجل و اللّه إني لابن مسعود و إنك لابن حمنة، فقال لهما هاشم بن عتبة: إنكما صاحبا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ينظر الناس إليكما. فطرح سعد عودا كان في يده ثم رفع يده فقال:

اللّهم رب السموات، فقال له عبد اللّه: قل قولا و لا تلعن، فسكت، ثم قال سعد: أما و اللّه لو لا اتقاء اللّه لدعوت عليك دعوة لا تخطئك (1).

أخبرنا أبو محمّد بن صابر و غيره - إذنا - قالا: أخبرنا أبو القاسم بن أبي العلاء، ثنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو طالب بن حمامة، أنبأنا أبو عمر (2) بن حيّوية، أخبرنا أبو بكر بن الأنباري، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، ثنا علي بن عبد اللّه، ثنا سفيان، عن إسماعيل قال: سمعت قيسا يقول: رأيت عبد اللّه بن مسعود جاء إلى سعد بن أبي وقاص يتقاضاه شيئا اقترضه من بيت المال فجرى بينهما تنازع حتى أقبل سعد على القبلة و قال: لأدعون عليك دعوة لا تخطئك. فرأيت عبد اللّه بن مسعود قد فرق و قال: يا هذا قل قولا و لا تلعن ثم سكن الأمر بينهما، فقال هاشم بن عتبة لهما: إنكما لعمري صاحبا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم اللذان ينظر إليهما، فرأيته - يعني عبد اللّه - قد مضى و كأنه ينشد.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أخبرنا رشأ بن نظيف، أنبأنا الحسين بن إسماعيل بن محمّد، حدثنا أحمد بن مروان، ثنا يوسف بن عبد اللّه الحلواني، ثنا الحميدي، عن سفيان بن عيينة، عن إسماعيل بن خالد، عن قيس بن أبي حازم أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم دعا لسعد بن أبي وقاص فقال:

«اللّهم أجب دعوته و سدّد رميته» قال سفيان: فولي أمر الناس بالقادسية، و أصابه خراج فلم يشهد يوم الفتح - يعني فتح القادسية - فقال رجل من بجيلة (3):

أ لم تر أن اللّه أظهر دينه *** و سعد بباب القادسية معصم

فأبنا و قد آمت نساء كثيرة *** و نسوة سعد ليس فيهنّ أيّم

ص: 344


1- نقله الذهبي في السير 114/1 من طريق أسد بن موسى. و إسماعيل هو بن أبي خالد الأحمسي، و قيس هو ابن أبي حازم. و ذكره الهيثمي في المجمع 154/9.
2- بالأصل: عمرو، خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.
3- البيتان في العقد الفريد 44/1 و الطبري 432/2 ط بيروت. و الكامل في التاريخ لابن الأثير 469/2 و سير الأعلام 115/1 و الوافي بالوفيات 147/15.

فقال سعد: اللّهم أكفنا يده و لسانه، فجاءه سهم غرب (1) فأصابه، فخرس و يبست يداه جميعا.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد و غيره، قالوا: أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه محمّد، أنبأنا سليمان بن أحمد، حدثنا محمود بن محمّد الواسطي، ثنا زكريا بن يحيى و حمويه، ثنا زياد بن عبد اللّه البكّائي، عن عبد الملك بن عمير، عن قبيصة بن جابر الأسدي، قال: قال ابن عمّ لنا في القادسية:

أ لم تر أنّ اللّه أنزل نصره *** و سعد بباب القادسية معصم

فأبنا و قد آمت نساء كثيرة *** و نسوة سعد ليس فيهن أيّم

فلما بلغ سعدا قال: اللّهم اقطع عني لسانه و يده، فجاءت نشّابة فأصابت فاه فخرس، ثم قطعت يده في القتال، فقال سعد: احملوني على باب فخرج محمولا ثم كشف عن ظهره و فيه قروح في ظهره فأخبر الناس بعذره، فعذروه و كان سعد لا يجبن.

و قال: إنما فعلت هذا لما بلغني من قولكم.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، ثنا أبو بكر بن سيف، ثنا السّري بن يحيى (2)،ثنا شعيب بن إبراهيم، ثنا سيف بن عمر، عن عبد الملك بن عمير، عن قبيصة بن جابر، قال: قال رجل منا يوم القادسية مع الفتح:

يقاتل (3) حتى أبدل اللّه نصره *** و سعد بباب القادسية معصم

فأبنا و قد آمت نساء كثيرة *** و نسوة سعد ليس فيهن أيّم

فبلغت سعدا فقال: اللّهم إن كان كاذبا أو قال الذي قال رياء و سمعة و كذبا، فاقطع عني لسانه و يده، قال قبيصة: فو اللّه إني لواقف بين الصفين يومئذ، إذ أقبلت نشّابة بدعوة سعد، حتى وقعت في لسانه و يبس شقه فما تكلم كلمة حتى لحق باللّه عز و جل.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا النقيب أبو الفوارس طراد بن محمّد، أنا

ص: 345


1- بالأصل: عرب بالعين المهملة، و الصواب ما أثبت، عن الوافي.
2- الخبر و الشعر في تاريخ الطبري 432/2-433.
3- الطبري: نقاتل.

الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، ثنا شريح بن يونس، ثنا هشيم، عن أبي بلج، عن مصعب بن سعد: أن رجلا نال من علي فنهاه سعد فلم ينته فقال سعد: ادعوا عليك، فلم ينته، فدعا اللّه عليه فما برح حتى جاء بعير - زاد:

أو ناقة - زاده (1) فحنطته حتى مات (2).

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، ثنا أحمد بن سليمان، ثنا الزّبير بن بكّار قال: و حدّثني إبراهيم بن حمزة، عن أبي أسامة حمّاد بن أسامة الكوفي عن عبد اللّه بن عون البصري، عن محمّد بن محمّد الزهري، عن عامر بن سعد قال: انتهى إلى قوم عطوف على رجل فأدخل رأسه من بين اثنين فإذا هو يسب عليا، و طلحة، و الزبير فنهنه (3) فرفع إليه رأسه و قال: يهددني كأنما يتهددني فانصرف سعد فدخل دار آل فلان فدعا بماء فتوضأ ثم قام فصلّى ركعتين ثم رفع يديه فقال: اللّهم إن كنت تعلم أن هذا الرجل قد سبّ أقواما قد سلف لهم منك سابقة أسخطك سبه إياهم فأريه اليوم آية، يكون آية للعالمين، فخرجت بختية (4) نادّة من دار آل فلان لا يردها شيء حتى دخلت بين أضعاف الناس فافترق الناس عنها و هو بين قوائمها فلم تزل تدعيه حتى مات، فرأيت الناس يشتدون وراء سعد، و يقولون: أبا إسحاق أجاب اللّه دعاك، أبا إسحاق أجاب اللّه دعاك، قال: و أنشدني محمّد شعر:

فيا رب موسى دعوة كوكبية *** تصادف سعدا أو يصادفها سعد

كما قد دعا في ابن منصور قبلها *** فمات و ما حانت منيته بعد

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو سعد الجنزرودي (5)،أنا أبو حامد أحمد بن سهل بن إبراهيم بن سهل البغدادي، ثنا أبو قريش محمّد بن جمعة بن خلف، ثنا أبو كريب، ثنا أبو أسامة، قال: و حدّثنا أبو قريش قال: و حدّثنا محمّد بن حميد

ص: 346


1- كذا بالأصل: زاده فحنطته، و لا معنى لهما، و في سير الأعلام:«جاء بعير نادّ، فخبطه حتى مات» و هو الظاهر. و البعير النادّ: الشارد الذي ينفر و يذهب على وجهه.
2- نقله الذهبي في سير الأعلام 115/1-116 من طريق هشيم عن أبي مسلم، يدل «أبي بلج».
3- كذا، و لعله: فنهاه.
4- البخت و البختية من الإبل الخراسانية جمع بخاتي.
5- بالأصل: الجيزرودي، خطأ و الصواب ما أثبت، و قد مضى التعريف به.

الرازي، ثنا ابن المبارك، عن ابن عون، عن محمّد بن محمّد بن الأسود من بني زهرة، عن عامر بن سعد قال: خرجت مع أبي فإذا جماعة مجتمعة فأدخل أبي رأسه بينهم، فإذا رجل يسب عليا، و طلحة، و الزبير فقال أبي: ما لك ويلك أ تسب قوما هم خير منك، قال: فكأنما زاده إغراء قال: فقال أبي: تنتهين أو لأدعون عليك ؟ قال: فقال بيده هكذا و مدّها كأنه يتهددني، قال: و دخل إلى دار فتوضأ ثم دخل المسجد فصلّى ركعتين فقال:

اللّهم إن كان هذا الفتى سبّ أقواما قد سبق لهم منك خيرا أسخطك بسبّه إياهم فأره اليوم آية تكون آية للمؤمنين، فخرجت بختيّة من دار آل فلان نادّة (1) ما ردّ صدرها، و هي تفرق الناس عنه فتخبطه بقوائمها حتى تقتله.

و أخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، ثنا أحمد بن نصر بن بجير، ثنا حاجب، حدّثنا أبو أسامة، عن ابن عون، عن محمّد بن محمّد بن الأسود، و الزهري، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال: أقبلت مع سعد من أرض له فمر بأناس عكوف على رجل، فدنا سعد فأطلع رأسه من بين رجلين فإذا رجل يسب عليا و طلحة و الزبير، فنهاه سعد و أشهد عليه فلم ينته فقال: ما لك و لسب أقوام هم خير منك، فكأنما زاده إغراء فقال له سعد: لتنتهين أو لأدعونّ اللّه عليك، قال: فجعل ينقص سعدا و يقول: كأنما يتهددني نبي من الأنبياء، فانصرف عنه سعد فأتى داره فأتي بوضوء فتوضأ ثم دخل المسجد فصلّى ركعتين ثم قال:

اللّهم إن كان هذا العبد سبّ أقواما قد سبق لهم منك خير أسخطك بسبه إياهم فأريه اليوم آية تكون آية للمؤمنين قال: و يخرج بختية من دار بين فلان نادة لا يرد صدرها شيء حتى أتته فتفرق الناس عنه فتخبطه بقوائمها حتى طفي. قال عامر: فأنا رأيت الناس يتبعون سعدا و يقولون: استجاب اللّه لك يا أبا إسحاق.

أخبرناه أبو الحسن علي بن المسلّم، ثنا علي بن غنائم بن عمر المصري - لفظا - أنا أبو القاسم صلة بن المؤمّل.

و أخبرناه عاليا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، قال: قرئ على أبي إسحاق إبراهيم بن عمر البرمكي، و أنا حاضر، قالا: أنا أبو عبد اللّه بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي، ثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد اللّه، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه الأنصاري، ثنا ابن

ص: 347


1- بالأصل: ناداه، خطأ و الصواب ما أثبت قياسا إلى عبارة الرواية السابقة.

عون قال: أنبأني محمّد بن محمّد بن الأسود، عن عامر بن سعد قال: بينما سعد يمشي إذ مرّ برجل و هو يشتم عليا و طلحة و الزبير قال: فقال له سعد: إنك لتشتم قوما قد سبق لهم من اللّه ما سبق، و اللّه لتكفّر عن شتمهم أو لأدعون اللّه عليك قال: يخوفني كأنه نبي قال: فقال سعد: اللّهم إن كان هذا ليسب أقواما قد سبق لهم منك ما سبق فاجعله اليوم نكالا قال: فجاءت بختيّة و أفرج الناس لها فتخبطه قال: فرأيت الناس يتبعون سعدا و يقولون: استجاب اللّه لك أبا إسحاق.

رواه إسماعيل بن عليّة، عن محمّد بن محمّد بن الأسود.

أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، حدّثنا بن منيع، ثنا داود بن عليّة، ثنا محمّد بن محمّد القرشي، عن عامر بن سعد قال: أقبل سعد من أرض له فإذا الناس عكوف على رجل فأطلع فإذا هو يسب طلحة و الزبير و عليا، فنهاه فكأنما زاده إغراء قال: ويلك و ما تريد إلى سبّ أقوام هم خير منك، لتنتهين أو لأدعون اللّه عليك. قال: هيه كأنما يخوفني نبي من الأنبياء، فانطلق سعد فدخل دارا فتوضأ، فدخل المسجد ثم قال: اللّهم إن كان هذا سبّ أقواما قد سبق لهم منك خيرا سخطك بسبه إياهم فأرني به اليوم آية تكون آية للمؤمنين قال: و يخرج بختيّة من دار بني فلان نادّة لا يرد صدرها شيء، حتى تنتهي إليه و يتفرق الناس عنه فتجعله بين قوائمها فتطأه حتى طفي. قال: فأنا رأيته يتبعه الناس يقولون: استجاب اللّه لك أبا إسحاق، استجاب اللّه لك أبا إسحاق.

رواه سعيد بن المسيّب، عن سعد.

أخبرناه أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنبأنا أبو بكر الخطيب (1)،أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق، ثنا مكرم بن أحمد القاضي، ثنا سعيد بن محمّد أبو عثمان الأنجذاني (2)،ثنا إبراهيم بن الفضل بن أبي سويد، ثنا حمّاد بن سلمة، ثنا علي بن زيد، عن سعيد بن المسيّب: أن رجلا كان يقع في علي و طلحة، و الزبير فجعل سعد بن مالك ينهاه و يقول: لا تقع في إخواني، فأبي، فقام سعد و صلّى ركعتين ثم قال: اللّهم

ص: 348


1- تاريخ بغداد 96/9-97 في ترجمة سعيد بن محمد بن سعيد.
2- بالأصل: الانجداني، بالدال المهملة، و المثبت عن تاريخ بغداد (ترجمته)، و هذه النسبة إلى الأنجذان، قال السمعاني: و ظني أنه نوع من البزور ذكره السمعاني و ترجم له.

إن كان مسخطا لك فيما يقول فأرني به آية، و اجعله آية للناس، فخرج الرجل فإذا هو ببختيّ شق الناس فأخذه بالبلاط (1) فوضعه بين كركرته (2) و البلاط ، فسحقه حتى قتله.

فأنا (3) رأيت الناس يتبعون سعدا و يقولون: هنيئا لك يا أبا إسحاق، استجيبت دعوتك.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، ثنا أبو القاسم بن أبي العلاء.

ح و أخبرنا أبو المعالي الحسين بن حمزة بن الحسين، أنا مجيب بن عمار بن أحمد، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا خيثمة، ثنا أبو العباس أحمد بن محمّد البرقي، ثنا أبو معمر، ثنا جرير عن (4) مغيرة عن أمه قالت: زرنا آل سعد بن أبي وقاص فرأينا جارية كأنّ طولها شبر قلت: من هذه ؟ قالوا: و ما تعرفينها؟ هذه بنت سعد بن أبي وقاص، غمست يدها في طهوره، فلطمها و قال: لا يشبّ اللّه قرنك، فبقيت كما هي (5).

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا طراد بن محمّد، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، ثنا إسحاق بن إسماعيل، ثنا جرير، عن مغيرة، عن أمه قالت: كان بعض أهل بيتنا عند أهل سعد قال: فرأينا امرأة قامتها قامة صبي فقلنا: من هذه ؟ قالوا: هذه ابنة لسعد، وضع سعد ذات يوم طهوره فغمست يدها فيه فطرف لها و قال: قطع (6) اللّه قرنك فما شبّت بعد (7).

قال: و حدّثنا أبو بكر، حدّثني الحسن بن داود، عن محمّد بن المنكدر القرشي، حدّثنا عبد الرزاق، عن أبيه، عن مينا مولى عبد الرّحمن بن عوف، عن امرأة كانت تطّلع على سعد فينهاها فلم تنته، فاطّلعت يوما و هو يتوضأ فقال: شاه (8) وجهك فعاد وجهها في قفاها (9).

ص: 349


1- البلاط الأرض المستوية الملساء، و الحجارة التي تفرش في الدار.
2- الكركرة: رحى زور البعير أو صدر كل ذي خف.
3- بالأصل: فإذا، و المثبت عن تاريخ بغداد.
4- بالأصل «بن» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر سير الأعلام 117/1.
5- الخبر نقله الذهبي في السير 117/1 من طريق جرير عن مغيرة.
6- بالأصل:«فضع» كذا، و المثبت عن الإصابة.
7- نقله ابن حجر في الإصابة و نسبه إلى روايته في مجابي الدعوة لأبي بكر بن أبي الدنيا 33/2.
8- بالأصل:«شاة» خطأ.
9- ذكره الذهبي في سير الأعلام 117/1 من طريق عبد الرزّاق.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

و أنا أبو محمّد بن طاوس، أنا طراد بن محمّد، قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، ثنا العباس بن غالب - زاد طراد الورّاق: قال: حدّثنا أبو إسحاق الطالقاني عن ابن المبارك عن داود بن قيس قال:

حدثتني أمي - و كانت مولاة عتبة بن أبي وقاص - قالت: رأيت سعدا زوّج ابنته رجلا من أهل الشام و شرط له - و قال طراد: عليه - ألا يخرجها فأراد أن تخرج (1) فقال سعد:

اللّهم لا تبلّغها ما تريد فأدركها الموت في الطريق فقالت:

تذكّرت من يبكي عليّ فلم أجد *** من الناس إلاّ أعبدي و ولائدي

فوجد سعد في نفسه.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، ثنا أحمد بن مروان، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، ثنا نصر بن علي، ثنا يحيى بن أبي الحجاج، ثنا عثمان بن عثمان قال: كان سعد بن أبي وقاص بين يديه لحم فجاءت حدأة فأخذت بعض اللحم فدعا عليها سعد، و اعترض عظم في حلقها فوقعت ميتة.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا أبو الحسين علي بن محمّد المصري، حدّثنا يوسف بن يزيد، ثنا أسد بن موسى، ثنا حاتم بن إسماعيل، حدّثني يحيى بن عبد الرّحمن بن [أبي] (2) لبيبة، عن جده قال:

دعا سعد بن أبي وقاص و قال: يا ربّ إن لي بنين صغار (3) فأخّر عني الموت حتى يبلغوا فأخّر عنه الموت عشرين سنة (4).

أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد بن عبد الواحد، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو العباس بن قتيبة، ثنا حرملة بن يحيى، ثنا يحيى بن وهب، ثنا عمرو، حدّثني أبو النّضر عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن (5)،عن

ص: 350


1- كذا بالأصل، و ثمة سقط في الكلام، و تمام العبارة عن مختصر ابن منظور 265/9: فأراد أن يخرج، فأرادت أن تخرج معه، فنهاها سعد و كره خروجها، فأبت إلاّ أن تخرج، فقال سعد...
2- سقطت من الأصل، انظر ترجمته في الجرح و التعديل 166/9.
3- كذا بالأصل:«صغار» و الصواب: صغارا.
4- ذكره الذهبي في سير الأعلام 117/1 من طريق حاتم بن إسماعيل.
5- السند بالأصل فيه تكرار و اضطراب و كانت صورته: أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد بن عبد الواحد أنا أبو طاهر أحمد بن محمود أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو العباس بن قتيبة، ثنا حرملة بن يحيى، ثنا يحيى بن وهب، ثنا عمرو حدثني أبو النضر عن أبي سلمة بن عبد الواحد بن حمد بن عبد الواحد، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو العباس بن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى ثنا ابن وهب حدثنا عمرو، حدثنا أبو النصر عن أبي سلمة بن عبد الرحمن...

عبد اللّه بن عمر، عن سعد بن أبي وقاص، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أنه مسح على الخفين، و أن عبد اللّه بن عمر سأل عمر عن ذلك فقال: نعم إذا حدثك سعد عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم شيئا فلا تسأل عنه غيره.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن حسنون النّرسي (1)،أنبأنا علي بن عمر بن محمّد الحربي (2)،ثنا محمّد بن عبدة بن حرب القاضي - إملاء - ثنا إبراهيم بن الحجاج، ثنا عبد العزيز بن المختار، ثنا موسى بن عقبة، حدّثني أبو النّضر عن أبي سلمة، عن سعد بن أبي وقاص، ثنا يرفعه إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في الوضوء على الخفين أنه لا بأس بالوضوء على الخفين.

قال: و حدث أبو سلمة أن عبد اللّه بن عمر حدثه بذلك سعد بن أبي وقاص فلم يأخذ به، و أن عمر قال لعبد اللّه: حدثك سعد حديثا فلم تأخذ به ؟ إذا حدثك سعد عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فلا تبتغي وراء حديثه شيئا.

أخبرنا أبو غالب الماوردي (3)،أخبرنا أبو الحسن السّيرافي، أخبرنا أحمد بن إسحاق، ثنا أحمد بن عمران، ثنا موسى بن زكريا، ثنا خليفة بن خياط (4)،قال:

- و فيها يعني سنة أربع عشرة - بعث عمر جرير بن عبد اللّه البجلي على السواد، و قد كان المثنّى بن حارثة يغير بناحيته، و تنازع جرير و المثنّى بن حارثة الإمارة، فبعث عمر سعد بن مالك و كتب إليهما أن اسمعا له و أطيعا فسمعا له و أطاعا.

و فيها (5)-يعني سنة إحدى و عشرين - شكا أهل الكوفة سعد بن مالك إلى عمر فعزله و ولى عمار بن ياسر الصلاة، و ابن مسعود بيت المال، و عثمان بن حنيف مساحة

ص: 351


1- مهملة بدون نقط بالأصل، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 84/18.
2- غير واضحة بالأصل و تقرأ: المزني، خطأ و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 609/17.
3- بالأصل «المادركين» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر فهارس المطبوعة المجلدة العاشرة ص 25 و اسمه محمد بن الحسن بن علي التميمي الورّاق البصري و نفس المصدر الفهارس ص 56.
4- تاريخ خليفة بن خياط ص 129.
5- تاريخ خليفة ص 154.

الأرض، ثم عزله - يعني عمارا - و أعاد (1) سعدا الثانية ثم عزله، و ولّى جبير بن مطعم ثم عزله قبل أن يقتل بيسير - يعني - و استعمل عثمان سعدا على الكوفة حين ولي قال: و فيها - يعني سنة خمس و عشرين - عزل عثمان سعد بن مالك عن الكوفة، و ولاّها الوليد بن عقبة بن أبي معيط .

أخبرنا أبو محمّد السّلمي، ثنا أبو بكر (2) بن أحمد بن علي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب بن سفيان، ثنا ابن بكير، حدّثني الليث قال: ثم كانت فتح جلولاء سنة [تسع] (3) عشرة، و افتتحها سعد بن أبي وقاص.

قال: و حدّثنا يعقوب، ثنا الحجاج بن أبي منيع، ثنا جدي، عن الزهري قال:

توفّى اللّه عمر و استخلف عثمان فنزع المغيرة عن الكوفة، و أمّر عليها سعد بن أبي وقاص، ثم نزع سعد بن أبي وقاص عنها و أمّر عليها الوليد بن عقبة.

قال: و حدّثنا يعقوب، حدّثني عمار بن الحسن، ثنا سلمة، عن محمّد بن إسحاق، قال: ثم ان عثمان عزل المغيرة عن الكوفة و كان قد استعمله عمر عليها، و استعمل سعد بن أبي وقاص.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو محمّد المصري، أنبأنا أحمد بن مروان، ثنا أحمد بن موسى، ثنا محمّد بن الحارث، ثنا المدائني، عن أبي المنهال، قال: سأل عمر بن الخطاب عمرو بن معدي كرب عن خبر سعد بن أبي وقاص فقال: متواضع في جبايته (4)،عربي في نمرته (5)،أسد في تاموره، يعدل في القضية، و يقسم بالسوية، و يعطف علينا عطف الأم البرّة، و ينقل إلينا حقنا نقل الذّرّة (6).

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: أخبرنا أبو نعيم حدثنا أحمد بن

ص: 352


1- بالأصل: و عاد سعدا، و المثبت عن خليفة.
2- كذا بإقحام «بن» و الصواب حذفها.
3- سقطت من الأصل و استدركت عن سير الأعلام 118/1.
4- كذا و في أسد الغابة 216/2-217: خبائه.
5- في الشعر و الشعراء:«أعرابي في نمر» و في اللسان: و النمر: بردة من صوف يلبسها الأعراب.
6- الأصل: الدرة، بالدال المهملة، و المثبت عن أسد الغابة 217/2.

محمّد بن جبلة، ثنا محمّد بن إسحاق، ثنا إسماعيل بن أبي الحارث، ثنا أبو نصر هاشم بن القاسم، عن مبارك بن سعيد، عن عبد اللّه بن بريدة، عن من حدثه عن جرير بن عبد اللّه: أنه مرّ بعمر فسأله عن سعد بن أبي وقاص: كيف تركته في ولايته ؟ قال: تركته أكرم الناس مقدرة، و أقلّهم فترة، و هو لهم كالأم البرّة، يجمع كما يجمع البرة (1)،مع أنه ميمون الطائر، مرزوق الظفر، أشد الناس عند البأس، و أحبّ قريش إلى الناس، قال: فأخبرني عن الناس قال: هم كسهام الجعبة: منها القائم الرائش، و منها العدل الطائش، و ابن أبي وقاص ثقافها (2)،يغمز عضلها، و يقيم ميلها، و اللّه أعلم بالسرائر يا عمر.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو بكر بن سيف، ثنا السّري بن يحيى (3)،ثنا شعيب بن إبراهيم، أنا سيف بن عمر، عن المقدام بن شريح الحارثي، عن أبيه قال: قال جرير يومئذ:

أنا جرير كنيتي أبو عمرو *** قد فتح (4) اللّه و سعد في القصر

فأشرف عليه سعد فقال:

و ما أرجو بجيلة غير أنّي *** أؤمّل أجرهم يوم الحساب

و قد لقيت خيولهم خيولا *** و قد وقع الفوارس في الضّراب

و قد دلفت بعرصتهم خيول *** كأن زهاءها إبل جراب (5)

و لو جمع قعقاع بن عمرو *** و حمّال للجّوا في الكذاب

هم منعوا جموعهم بطعن *** و ضرب مثل تشقيق الإهاب

و لو لا ذلك ألفيتم رعاعا *** تشلّ جموعكم شل الذئاب

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي محمّد الجوهري، أنبأنا أبو عمرو بن حيّوية، أخبرنا أحمد بن معروف، ثنا الحسين بن الفهم، حدثنا محمّد بن سعد، أنا

ص: 353


1- في مختصر ابن منظور 266/9 كما تجمع الدرة.
2- الثقاف بكسر الثاء، ما تسوي به الرماح.
3- تاريخ الطبري (ط مصر)580/3 و 577.
4- الطبري: نصر اللّه.
5- في البيت إقواء. و في الطبري: فيول بدل خيول.

محمّد بن عمر، حدثني عبد اللّه بن الحارث بن الفضيل، عن أبيه، عن حبيب بن عمير، عن مليح بن عوف السّلمي قال: بلغ عمر بن الخطاب أن سعد بن أبي وقاص صنع بابا مبوبا من خشب على باب داره، و خصّ على قصره خصا من قصب فبعث محمّد بن مسلمة، و أمر [ني] بالمسير معه و كنت دليلا بالبلاد فخرجنا و قد أمره أن يحرق ذلك الباب و ذلك الخص، و أمره أن يقيم سعدا لأهل الكوفة في مساجدهم، و ذلك أن عمر بلغه عن بعض أهل الكوفة أن سعدا حابى في بيع خمس باعه فانتهينا إلى دار سعد، فأحرق الباب و الخصّ (1) و أقام محمد سعدا في مساجدها فجعل يسألهم عن سعد و يخبرهم أن أمير المؤمنين أمره بهذا و لا يجد أحدا يخبره إلاّ خيرا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأنا الحسن بن علي، أنبأنا محمّد بن العباس، أنا أبو الحسن أحمد بن معروف، حدثنا الحسين بن الفهم، ثنا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، حدثني عبد اللّه بن جعفر، عن إسماعيل بن محمّد بن سعد قال: و حدثني أبو بكر بن إسماعيل بن محمّد بن سعد، عن أبيه، عن عامر بن سعد قال: قال عمر بن الخطاب: إن وليتم سعدا فسبيل ذاك و إلاّ فليستشيره الوالي فإني لم أعزله عن سخطة.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو محمّد بن أحمد بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنا إبراهيم، أنا إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، ثنا أبو خيثمة، حدّثنا جرير، عن حصين عن (2) عمرو بن ميمون، عن عمر بن الخطاب قال: لما أصيب، قال له عبد اللّه بن عمر: أ لا تستخلف يا أمير المؤمنين ؟ قال: ما أجد أحدا أحق بهذا الأمر من هؤلاء الذين توفي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و هو عنهم راض. فسمّى عليا، و عثمان، و طلحة، و الزبير، و عبد الرّحمن بن عوف، و سعد بن أبي وقاص، و قال: ليشهدكم عبد اللّه بن عمر و ليس له من الأمر شيء، فمن استخلفوه فهو الخليفة بعدي - و قال ابن المقرئ: من بعدي - فإن أصابت سعدا و إلاّ

ص: 354


1- بالأصل:«في الخص» و لعل الصواب ما أثبت.
2- بالأصل «بن» خطأ و الصواب ما أثبت عن سير الأعلام 118/1.

فليستعن به الخليفة بعدي - و قال ابن المقرئ: من بعدي - فإني لم أنزعه (1) من ضعف و لا خيانة (2).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسين بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأنا أحمد بن معروف، ثنا الحسين بن الفهم، ثنا محمّد بن سعد (3)،أنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي، عن أيوب، عن محمّد قال: نبّئت أن سعدا كان يقول: ما أزعم أني بقميصي هذا أحقّ مني بالخلافة قد جاهدت إذ أنا أعرف الجهاد و لا أبخع نفسي إن كان رجل خيرا مني، لا أقاتل حتى تأتوني بسيف له عينان و لسان و شفتان فيقول هذا مؤمن و هذا كافر.

أخبرناه عاليا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل.

أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن الفقيه، أنا أبو محمّد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، ثنا محمّد بن سليمان بن بنت مطر، ثنا إسماعيل بن عليّة، أنبأنا أيوب، عن محمّد قال: نبّئت أن سعدا كان يقول: قد جاهدت إذ أنا أعرف الجهاد، و لا أقاتل حتى يأتوني بسيف له عينان و لسان و شفتان يقول: هذا مؤمن و هذا كافر (4).

أخبرنا أبو علي بن السّبط ، أنا أبو محمّد الجوهري.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، قالا: أنا أحمد بن جعفر، ثنا عبد اللّه بن أحمد (5)،ثنا عبد الملك بن عمرو، ثنا كثير بن زيد الأسلمي، عن المطّلب، عن عمر بن سعد، عن أبيه: أنه جاءه ابنه عامر فقال: أي بني أ في الفتنة تأمرني أن أكون رأسا لا و اللّه حتى أعطى سيفا إن ضربت به مسلما (6) نبا عنه و إن ضربت به كافرا قتله، سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:

«إن اللّه يحب الغني الخفي التقي»[4695].

ص: 355


1- يعني عن الكوفة.
2- الخبر من طريق حصين في سير الأعلام 118/1 و الإصابة 34/2 و أسد الغابة 215/2.
3- طبقات ابن سعد 143/3.
4- و ذكره أبو نعيم في الحلية 94/1 و ذكره الهيثمي في المجمع 299/7 و الذهبي في السير 118/1.
5- مسند الإمام أحمد 177/1 و نقله من طريق أبي الغنائم القيسي و جماعة، الذهبي في سير الأعلام 119/1 و أبو نعيم في الحلية 94/1.
6- في المسند: مؤمنا.

أنبأنا أبو علي الحسين بن أحمد، أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه، حدّثنا سليمان بن أحمد، ثنا إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرّزّاق، عن معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين قال: قيل لسعد بن أبي وقاص: أ لا تقاتل فإنك من أهل الشورى، و أنت أحق بهذا الأمر من غيرك، فقال: لا أقاتل حتى تأتوني بسيف له عينان و شفتان، يعرف المؤمن من الكافر، فقد جاهدت و أنا أعرف الجهاد (1).

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن أحمد بن البغدادي، أنا أبو الفضل المطهّر بن عبد الواحد بن محمّد البزازي، أنبأنا أبو عمر عبد اللّه بن محمّد بن أحمد بن عبد الوهاب السّلمي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن عمر بن يزيد الزّهري، ثنا عمي عبد الرّحمن بن عمر، ثنا عبد الرّحمن - يعني ابن مهدي - ثنا حمّاد بن زيد، عن أيوب، عن محمّد قال: قال سعد بن أبي وقاص: إن كان لرجل خيرا مني قد جاهدت إذ أنا أعرف الجهاد، لا حتى تأتوني بسيف له عينان و لسان و شفتان فيقول: هذا كافر فأقتله و هذا مؤمن أو مسلم.

أخبرنا أبو البركات محفوظ بن الحسين بن محمّد بن صصري، أنا نصر بن أحمد الهمداني، أنا الخليل بن هبة اللّه بن الخليل بن هبة اللّه بن الخليل، أنا أبو علي الحسن بن محمّد بن القاسم بن درستويه، حدّثنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل أبو الدحداح، ثنا إبراهيم بن يعقوب حدّثني أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، ثنا سليمان بن القاسم، قال: قال سعد بن أبي وقاص: ما بكيت من الدهر إلاّ ثلاثة أيام: يوم قبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و يوم قتل عثمان، و اليوم أبكي على الحق، فعلى الحق السلام.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه، ابنا (2) أبي علي قال: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، ثنا أحمد بن سليمان، ثنا الزّبير بن بكّار (3)،ثنا محمّد بن الضحاك الحزامي، عن أبيه قال: قام علي بن أبي طالب على منبر الكوفة حين [اختلف الحكمان] (4) فقال: قد كنت نهيتكم عن هذه الحكومة فعصيتموني. فقام إليه فتى آدم

ص: 356


1- الخبر في حلية الأولياء 94/1.
2- بالأصل: أنبأنا، خطأ، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ هذا السند كثيرا.
3- الخبر من طريق الزبير في سير الأعلام 119/1.
4- ما بين معكوفتين زيادة لازمة للإيضاح عن سير الأعلام.

فقال: إنك و اللّه ما نهيتنا و لكنك أمرتنا فذمرتنا (1)،فلما كان منها ما تكره برّأت نفسك و نحلتنا ذنبك، فقال علي: و ما أنت و هذا الكلام قبّحك اللّه، و اللّه لقد كانت الجماعة فكنت فيها جاهلا (2)،فلما ظهرت الفتنة نجمت فيها نجوم قرن الماعزة، ثم التفت إلى الناس فقال: للّه منزل نزله سعد بن مالك، و عبد اللّه بن عمر، و اللّه إن كان ذنبا إنه لصغير مغفور، و إن كان حسنا إنه لعظيم مشكور (3).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا علي بن محمّد بن عبد اللّه المعدّل، أنا إسماعيل بن محمّد الصفار، نا محمّد بن عبيد اللّه المنادي، نا محمّد بن يعلى زنبور الكوفي، نا الربيع بن صبيح، عن علي بن زيد بن جدعان، عن الحسن قال: لما كان من بعض هيج الناس ما كان جعل رجل يسأل عن أفاضل أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فجعل لا يسأل أحدا إلاّ دلّه على سعد بن مالك، قال: فقيل له: إن سعدا رجل إن أنت رفقت به كنت قمنا أن تصيب منه حاجتك، و إن أنت خرقت به كنت قمنا أن لا تصيب منه شيئا، قال: فجلس أياما لا يسأله عن شيء حتى استأنس به، و عرف مجلسه، ثم قال: أعوذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مٰا أَنْزَلْنٰا مِنَ الْبَيِّنٰاتِ وَ الْهُدىٰ إلى آخر الآية (4)،قال: فقال سعد: ما قلت ؟ لا جرم و الذي نفس سعد بيده لا تسألني عن شيء أعلمه إلاّ أنبأتك به، قال: أخبرني عن عثمان، قال: كنا إذ نحن جميع مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كان أحسننا و ضوءا و أطولنا صلاة، و أعظمنا نفقة في سبيل اللّه. فسأله عن شيء من أمر الناس فقال: أما أنا فلا أحدثك بشيء سمعته من وراء وراء، لا أحدثك إلاّ بما سمعت أذناي و وعاه قلبي، سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:

«إن استطعت أن تكون أنت المقتول و لا تقتل أحدا من أهل الصلاة فافعل - ثلاثا-» [4696].

أخبرنا أبو الحسن السّلمي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمّد بن أبي

ص: 357


1- أي حثثتنا، و الذمر: الحض و التهدد، و قيل: الحثّ مع لوم و استبطاء.
2- في سير الأعلام: خاملا.
3- و ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 246/7 و قال: رواه الطبراني.
4- سورة البقرة، الآية:159.

نصر، أنا خيثمة، نا هلال بن العلاء، نا أبي، و عبد اللّه بن جعفر، قالا: نا عبيد اللّه، عن زيد، عن عمرو بن مرّة، عن أبي عبد الرحيم قال: كان سعد بن أبي وقاص جالسا ذات يوم و عنده نفر من أصحابه، إذ ذكروا عليا فنالوا منه، فقال: مهلا عن أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فإنّا أذنبنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ذنبا فأنزل اللّه لَوْ لاٰ كِتٰابٌ مِنَ اللّٰهِ سَبَقَ (1)الآية، فكنا نرى أنها رحمة من اللّه سبقت لنا، فقال بعضهم: أما و اللّه إنه ليبغضك و يشتمك (2) الأحسن، فضحك سعد حتى استعلاه الضحك، ثم قال: أ و ليس الرجل يكون في نفسه على أخيه الشيء، ثم لا يبلغ ذلك منه ذنبه (3) و أمانته ؟.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أحمد بن أبي عثمان، و عاصم بن الحسن، قالا: أنا الحسن بن الحسن بن علي بن المنذر، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا علي بن الجعد، أنا شعبة، عن يحيى بن الحصين، قال: سمعت طارقا قال: كان بين سعد و خالد كلام فذهب رجل يقع في خالد عند سعد فقال: مه إن ما بيننا لم يبلغ ديننا (4).

أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا أبو سعيد محمّد بن علي بن محمّد الخشاب، أنا أبو بكر الجوزقي، أنا أبو العباس الدّغولي، نا أبو يحيى بن أبي مسرّة، نا خلف بن الوليد، و أبو جابر قالا: نا شعبة، أخبرني يحيى بن الحصين قال: سمعت طارق بن شهاب قال: كان بين سعد و خالد كلام فذهب رجل يقع في خالد عند سعد فقال: مه إن ما بيننا لم يبلغ ديننا.

و أخبرناه أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية.

ح و أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عثمان بن محمّد بن عمرو بن المنتاب، قالا: نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا ابن المبارك، أنا شعبة، عن يحيى بن الحصين عن

ص: 358


1- سورة الأنفال، الآية:68.
2- في المختصر لابن منظور 268/9 و يسميك الأخينس و نقل «و يسميك» عن تاريخ ابن عساكر كما ذكر محققه. لعله وقع إليه نسخة أخرى من ابن عساكر.
3- في المختصر: دينه.
4- الخبر في حلية الأولياء 94/1-95.

طارق قال: كان بين خالد بن الوليد و بين سعد بن أبي وقاص كلام فتناول رجل خالدا عند سعد فقال: أظنه قال: مه إن ما بيننا لم يبلغ ديننا.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران، نا الحسين بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا أبو بكر بن منصور الرّمادي، نا عبد اللّه بن صالح، نا الليث، عن ابن عجلان: أن سعد بن أبي وقاص تزوج امرأة من بني عذرة، و أنه كان يوما قاعدا في أصحابه إذ جاءه رسول امرأته فقال: فلانة تدعوكم، فذكر امتناعه حتى ردّت إليه الرسول، فقام إليها سعد فقال: ما لك أ جننت ؟ فأشارت إلى حيّة على الفراش فقالت: ترى هذا؟ فإنه كان يتبعني إذ كنت في أهلي، و إني لم أره منذ دخلت عليك قبل يومي هذا. فقال له سعد: أ لا تسمع ؟ إن هذه امرأتي تزوجتها بمالي و أحلها لي و لم تحل لك منها شيء فاذهب، فإنك إن عدت قتلتك، قال: فانساب حتى خرج من باب البيت، و أمر سعد إنسانا يتبعه أين يذهب فاتّبعه حتى دخل من باب مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فلما كان في وسطه وثب وثبة فإذا هو في السّقف، قال: فلم يعد إليها بعد ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أبو الحسن النسائي، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا سليمان بن منصور الخزاعي، نا عمر بن الحكم، عن عوانة قال: دخل سعد بن أبي وقاص على معاوية فسلّم عليه، و لم يسلّم بإمرة المؤمنين فقال له معاوية: لو شئت أن تقول غيرها لقلت، قال: فنحن المؤمنون و لم نؤمّرك (1)،كأنك معجب بما أنت فيه يا معاوية، و اللّه ما يسرّني أني على الذي أنت عليه و أني هرقت محجمة من دم (2)،قال: لكني و ابن عمك عليا يا أبا إسحاق قد هرقنا فيه أكثر من محجمة و محجمتين، تعال فاجلس معي على السرير.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد بن خسروا، أنا أبو الحسن بن الحسين بن أيوب، أنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم، أنا أحمد بن إسحاق بن نيخاب، نا إبراهيم بن الحسين الكسائي، نا يحيى بن سليمان الجعفي، حدّثني عمر بن القاسم بن

ص: 359


1- بالأصل:«يامرك» و المثبت عن سير الأعلام 122/1.
2- إلى هنا نقل الذهبي الخبر في سير الأعلام 122/1 من طريق عمر بن الحكم.

حبيب الكندي التّمّار، حدّثني كثير النواء عن عبد اللّه بن مليل قال: جاء سعد بن أبي وقاص فدخل على معاوية فقال: ما منعك من القتال ؟ فقال: يا أمير المؤمنين، هبّت ريح مظلمة فلم أبصر الطريق فقلت: أخ أخ فأنخت حتى أسفرت عني فركبت الطريق فقال له معاوية: و اللّه ما قال اللّه في شيء مما أنزل إخ و لكنه قال: وَ إِنْ طٰائِفَتٰانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمٰا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدٰاهُمٰا عَلَى الْأُخْرىٰ فَقٰاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتّٰى تَفِيءَ إِلىٰ أَمْرِ اللّٰهِ فَإِنْ فٰاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمٰا بِالْعَدْلِ (1) فو اللّه ما كنت مع الباغية على العادلة، و لا مع العادلة على الباغية، و لا أصلحت كما أمرك اللّه، فقال له سعد: إنك لتأمرني أن أقاتل رجلا سمعت فيه من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول له:

«أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبيّ بعدي» فقال له معاوية: من سمع هذا معك ؟ فقال: فلان و فلان، و أم سلمة ؟ فقال: فلان و فلان و أم سلمة فقال: و اللّه لو سمعت هذا من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ما قاتلته.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن يوسف بن بشر، نا محمّد بن علي بن راشد الطبري - بصور - و أحمد بن حازم بن أبي عروة الكوفي، قالا: أنا أبو غسان مالك بن إسماعيل، نا سهل بن شعيب النهمي (2)،عن عبيد اللّه بن عبد اللّه المديني، قال: حجّ معاوية بن أبي سفيان فمرّ بالمدينة، فجلس في مجلس فيه سعد بن أبي وقاص، و عبد اللّه بن عمر، و عبد اللّه بن عباس، فالتفت إلى عبد اللّه بن عباس فقال: يا أبا عباس إنك لم تعرف حقنا من باطل غير نا، فكنت علينا و لم تكن معنا، و أنا ابن عم المقتول ظلما - يعني عثمان بن عفان رضي اللّه عنه - و كنت أحق بهذا الأمر من غيري فقال ابن عباس: اللّهم إن كان هكذا فهذا - و أومأ إلى ابن عمر أحق بها منك لأن أباه قتل قبل ابن عمك، فقال معاوية: و لا سواء، إن أبا هذا قتله المشركون و ابن عمي قتله المسلمون، فقال ابن عباس: هم و اللّه أبعد لك و أدحض لحجتك. فتركه و أقبل على سعد فقال: يا أبا إسحاق، أنت الذي لم تعرف حقنا، و جلس فلم يكن معنا و لا علينا. قال: فقال سعد: إني رأيت الدنيا قد أظلمت فقلت

ص: 360


1- سورة الحجرات، الآية:9.
2- كذا رسمها بالأصل.

لبعيري: إخ، فأنختها حتى انكشفت. قال: فقال معاوية: لقد قرأت ما بين اللوحين، ما قرأت في كتاب اللّه عز و جل إخ قال: فقال سعد: أما إذا أبيت فإني سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول لعلي:

«أنت مع الحق و الحق معك حيث ما دار» قال: فقال معاوية: لتأتينّي على هذا ببيّنة، قال: فقال سعد: هذه أم سلمة تشهد على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم. فقاموا جميعا فدخلوا على أم سلمة، فقالوا: يا أم المؤمنين إن الأكاذيب قد كثرت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و هذا سعد يذكر عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم ما لم نسمعه أنه قال - يعني لعلي-: «أنت مع الحق و الحق معك حيث ما دار»، فقالت أم سلمة: في بيتي هذا قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لعلي، قال: فقال معاوية لسعد: يا أبا إسحاق ما كنت ألوم الآن إذ سمعت هذا من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و جلست عن علي. لو سمعت هذا من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لكنت خادما لعلي حتى أموت.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا ابن المبارك، أنا موسى الجهني، عن مصعب بن سعد قال: كان سعد إذا خرج قال ابن صاعد:- يعني في الصلاة - يجوّز و يخفّف و يتم الركوع و السجود، فإذا دخل البيت أطال، فقيل له: فقال: إنا أئمة يقتدى بنا.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: نا و أبو منصور بن زريق، قال: أنا أبو بكر الخطيب، نا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن أبي طاهر الدقاق، نا محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم، نا عبد اللّه بن ياسين، نا محمّد بن مسكين، نا يحيى بن حسان، حدّثنا سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن السائب بن يزيد قال: صحبت سعد بن أبي وقاص من المدينة إلى مكة قال سليمان بن بلال: كذا و كذا من سنة غير أنه قد أكثر فلم أسمعه يحدث عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إلاّ حديثا واحدا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو القاسم إبراهيم بن أحمد بن جعفر الحرفي، نا جعفر بن محمّد بن الحسن الفريابي، نا محمّد بن المثنّى، نا عبد الرّحمن بن مهدي، نا حمّاد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، عن السائب بن يزيد قال: صحبت سعد بن أبي وقاص من المدينة إلى مكة فما سمعته يحدث

ص: 361

عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم حديثا واحدا.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو بكر أحمد بن يحيى بن الحسن، و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، قالوا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفّر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن حموية، أنا عيسى بن عمر بن العباس، أنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن السمرقندي، نا سليمان بن حرب، نا حمّاد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، حدّثني السائب بن يزيد قال: خرجت مع سعد إلى مكة فما سمعته يحدث حديثا عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حتى رجعنا إلى المدينة.

أخبرنا أبو المعالي الفارسي، أنا أبو بكر البيهقي.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، حدّثني عبد العزيز بن عبد اللّه الأويسي.

ح و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو بن السماك، نا حنبل بن إسحاق، نا عبّاد بن موسى، قالا: نا إبراهيم - يعني ابن سعد - أخبرني أبي عن خالته عائشة بنت سعد بن أبي وقاص قالت: سئل سعد عن شيء فاستعجم، فقيل له في ذلك فقال: إني أكره [أن] (1) أحدثكم حديثا فتجعلوه مائة حديث.

أخبرنا أبو عبد الواحد بن حمد بن عبد الواحد، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن الحسن بن قتيبة، نا حرملة بن يحيى التجيبي، أنا عبد اللّه بن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث أن بكير بن الأشجّ حدثه عن يسر (2) بن سعيد أنه قال: كنا نجالس سعد بن أبي وقاص فكان يتحدث حديث الناس يعني و كان يساقط في ذلك الحديث عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و يذكر الجهاد و الأخلاق حديث الناس و لا يقصر، قال بكير: و كذلك كان القاسم بن محمّد و ضرباؤه.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه بن عمر، أنا

ص: 362


1- زيادة لازمة منا.
2- كذا رسمها.

أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو بن السّماك، نا حنبل بن إسحاق، نا مسلم بن الفضل، نا هارون الجصاص، عن مصعب بن سعد أن رجلا قال لسعد: أشهد أنك من أئمة الكفر، فقال له سعد: كذبت ذاك أبو جهل و أصحابه، فقال رجل لسعد: هذا من اَلَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيٰاةِ الدُّنْيٰا وَ هُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً (1) قال سعد:

لا، أُولٰئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمٰالُهُمْ (2)فَلاٰ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيٰامَةِ وَزْناً (3).

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو الحسن أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، أنا محمّد بن سعد (4)،أنا محمّد بن عمر، نا فروة بن زبير (5)،عن عائشة بنت سعد، قالت: أرسل سعد بن أبي وقاص إلى مروان بن الحكم بزكاة عين ماله خمسة آلاف درهم، و ترك سعد يوم مات مائتي ألف و خمسين ألف درهم.

قال: و أنا الحسن بن علي، أنا علي بن محمّد بن لؤلؤ، أنا حمزة بن محمّد الكاتب، نا نعيم بن حمّاد، نا ابن إدريس عن هشام بن حسان، عن ابن سيرين: أن سعد بن أبي وقاص طاف على تسع جوار (6) في ليلة ثم أيقظ العاشرة فنام فاستحيت أن توقظه (7).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا خالد بن خداش، عن ابن عيينة قال:

قال سعد بن أبي وقاص لابنه: يا بني إذا طلبت شيئا فاطلبه بالقناعة، فإن لم يكن لك قناعة فليس يغنيك مال.

قال: و نا أحمد بن مروان، نا محمّد بن موسى، نا محمّد بن الحارث، عن المدائني، قال: قال سعد بن أبي وقاص لابنه: يا بني إذا طلبت الغنى فاطلبه بالقناعة،

ص: 363


1- سورة الكهف، الآية:104.
2- سورة آل عمران، من الآية:22.
3- سورة الكهف، من الآية:105.
4- طبقات ابن سعد 149/3 و سير الأعلام 123/1.
5- كذا بالأصل و ابن سعد، و في سير الأعلام «زبيد».
6- بالأصل: جواري.
7- نقله الذهبي في سير الأعلام من طريق نعيم بن حمّاد 122/1.

فإنه من لم يكن له قناعة لم يغنه مال.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسن بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد - إجازة - نا محمّد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، نا أبو سلمة، نا حمّاد بن سلمة، عن سماك، عن مصعب بن سعد: أنه قال: كان رأس أبي في حجري و هو يقضي فبكيت فرفع رأسه إليّ فقال: أي بني ما يبكيك ؟ قلت: لمكانك و ما أرى بك، قال: فلا تبك يا بني فإن اللّه لا يعذبني أبدا و إني من أهل الجنة (1).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف بن بشر، نا أبو علي الحسين بن محمّد بن عبد الرّحمن، أنا محمّد بن سعد (2)،أنا عفان بن مسلم، و الحسن بن موسى الأشيب، قالا: نا حمّاد بن سلمة، عن سماك بن حرب، عن مصعب بن سعد، قال: كان رأس أبي في حجري و هو يقضي، قال: فدمعت عيناي فنظر إليّ فقال: ما يبكيك أي بني ؟ فقلت: لمكانك و ما أرى بك، قال: فلا تبك (3) عليّ ، فإن اللّه لا يعذبني أبدا و إني من أهل الجنة، إن اللّه يدين المؤمنين بحسناتهم ما عملوا للّه، قال: و أما الكفار فيخفّف عنهم بحسناتهم فإذا نفذت قال ليطلب كلّ عامل ثواب عمله ممن عمل له.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم، نا إبراهيم بن عبد اللّه، نا أبو العباس الثقفي، نا قتيبة، نا الليث بن سعد، عن عقيل، عن الزّهري: أن سعد بن أبي وقاص لما حضره الموت دعا بخلق جبة له من صوف فقال: كفّنوني فيها فإني كنت لقيت المشركين فيها يوم بدر و هي عليّ ، و إنما كنت أخبؤها لهذا (4).

أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي، ثم أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، نا أبو علي المدائني، أنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم، نا أبو صالح، حدّثني الليث، حدّثني عقيل، عن ابن شهاب: أن سعد بن أبي وقاص لما حضره الموت دعا بخلق جبة من صوف فقال: كفّنوني فيها فإني لقيت

ص: 364


1- نقله الذهبي في سير الأعلام 122/1.
2- طبقات ابن سعد 147/3.
3- بالأصل: تبكي، خطأ، و الصواب ما أثبت.
4- الخبر في سير الأعلام 122/1-123 من طريق الليث، و فيها: و إنما خبأتها لهذا اليوم. و ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 25/3 و قال: رجاله ثقات إلاّ أن الزهري لم يدرك سعدا.

المشركين فيها يوم بدر، و إنما كنت أخبؤها لهذا اليوم.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (1):حدّثني أحمد بن أبي الطيب، أخبرني يحيى بن أبي بكير، عن شعبة، عن أبي بكر بن حفص قال: توفي سعد بن أبي وقاص في أيام بعد ما مضى من إمارة معاوية عشر سنين.

أخبرنا أبو محمّد السّلمي، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، حدّثني العباس بن عبد العظيم، نا يحيى بن أبي بكير، نا شعبة، عن أبي بكر بن حفص، قال: توفي سعد بن أبي وقاص و الحسن بن علي بن أبي طالب في أيام بعد ما مضى من إمارة معاوية عشر سنين.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار قال: و كان سعد بن أبي وقاص قد اعتزل في آخر عمره في قصر بناه بطرف حمراء الأسد (2) و اتخذ بها أرضا و مات بها، و حمل إلى المدينة فدفن بها (3).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو محمّد السّلمي، أنا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالوا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (4)،نا ابن عثمان - يعني عبد اللّه - نا عبد اللّه - يعني ابن المبارك - نا داود بن قيس، حدثتني أمي قالت: مات

ص: 365


1- التاريخ الكبير 43/4.
2- حمراء الأسد: موضع على ثمانية أميال من المدينة، إليه انتهى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يوم أحد في طلب المشركين (ياقوت).
3- الخبر نقله الذهبي في السير عن الزبير بن بكّار 123/1 بدون العبارة من:«و اتخذ بها أرضا...».
4- الخبر في المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 224/1.

سعد بن أبي وقاص بالعقيق - قال داود: و هو على نحو من عشرة أميال (1)-قالت:

فرأيته حمل على أعناق الرجال حتى أتى به فدخل به - و في رواية البيهقي: فأدخل به - المسجد من نحو باب دار مروان فوضع عند بيوت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بفناء الحجر، فصلى الإمام عليه - زاد الخطيب و ابن الطبري: ثم و قالوا:- و صلّيت (2) عليه بصلاة الإمام.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو بكر، أنا أبو الحسين، أنا عبد اللّه، نا يعقوب (3)،نا بندار (4)،نا محمّد بن جعفر، عن شعبة (5)،عن فرات (6)،عن مولى لأم سلمة قال:

قالت أم سلمة لما مات سعد و جيء بسريره فأدخل عليها جعلت تبكي و تقول: بقية أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (7)،أنا محمّد بن عمر، نا بكير بن مسمار، و عبيدة بنت نائل (8)،عن عائشة بنت سعد.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا (9)،نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، حدثتني عبيدة بنت نائل (10)،عن عائشة بنت سعد قالت: مات أبي رحمه اللّه في قصره بالعقيق، على عشرة أميال - زاد ابن الفهم: من المدينة، و قالا:- فحمل إلى المدينة على رقاب الرجال و صلّى عليه مروان بن الحكم، و هو والي المدينة، و ذلك سنة خمس و خمسين، و كان يوم مات ابن بضع و سبعين سنة - زاد ابن الفهم: قال محمّد بن سعد: قال محمّد بن عمر: و هذا أثبت ما روينا في وقت وفاته، فاللّه أعلم.

ص: 366


1- يعني عن المدينة، و قد مضى التعريف به قريبا، و انظر ياقوت.
2- بالأصل: وصلين، و المثبت عن المعرفة و التاريخ.
3- كتاب المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 273/2.
4- في المعرفة و التاريخ: حدثنا أبو يوسف حدثني عقبة حدثنا محمد بن جعفر.
5- لم يرد «شعبة» في السند في المعرفة و التاريخ.
6- هو فرات بن أبي عبد الرحمن القزاز التميمي.
7- طبقات ابن سعد 148/3 و 12/6 و 13.
8- عند ابن سعد: نابل.
9- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
10- عند ابن سعد: نابل.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (1)،نا أبو مسهر، نا مالك بن أنس: أن سعد بن أبي وقاص و سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل هلكا بالعقيق فحملا إلى المدينة، و دفنا بالمدينة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن بشران.

و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب (2)،أنا ابن رزق، قالا: أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، نا نوح المعلم قال: و قال إبراهيم بن سعد: توفي سعد بن أبي وقاص في زمن معاوية بعد حجته الأولى، و هو ابن ثلاث و ثمانين.

أخبرنا بها عالية أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا علي بن مسلم، نا نوح بن يزيد المؤدب، نا إبراهيم بن سعد قال: توفي سعد بن أبي وقاص في زمن معاوية بعد حجته الأولى، و هو ابن ثلاث و ثمانين.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت: أنا أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا محمّد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد، نا نوح بن يزيد المعلم، نا إبراهيم بن سعد قال: مات سعد بن أبي وقاص في زمن معاوية بعد حجته الأولى و هو ابن ثنتين و ثمانين في سنة ست و خمسين، و يقال: بل سنة سبع.

قال: و نا عبيد اللّه قال: قرأت بخط عمي قال: مات سعد بن أبي وقاص و هو ابن ثنتين و ثمانين سنة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني أحمد بن منصور، نا يحيى بن بكير، قال: مات سعد بالعقيق، و حمل إلى المدينة و صلى عليه مروان.

قال: و نا هارون بن عبد اللّه، نا وهب بن جرير، نا أبي، عن النعمان بن راشد،

ص: 367


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 222/1.
2- تاريخ بغداد 145/1.

عن الزّهري، عن عامر بن سعد قال: كان سعد آخر المهاجرين وفاة (1).

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن، أنا أبو سعيد محمّد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا أبو حامد بن الشّرقي، نا محمّد بن يحيى الذّهلي، قال: قال علي - يعني ابن المديني، يعني سعدا - عندي آخر العشرة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب (2)، أنا ابن بشران، أنا الحسين بن صفوان.

و أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أبو الحسن اللبناني.

قالا: أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد، أخبرني الهيثم بن عدي، قال:

توفي سعد بالمدينة سنة خمسين - زاد النسائي و قال: محمّد بن عمرو: قد روى عن أبي بكر، و عمر: و قال الواقدي: سنة خمس و خمسين، و هو ابن بضع و سبعين سنة.

أخبرنا أبو الحسن، نا و أبو منصور، أنا أبو بكر الخطيب (3)،أنا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي - بنيسابور - أنا أبو محمّد القاسم بن غانم بن حيّوية (4)المهلّبي، أنا محمّد بن إبراهيم البوشنجي (5)،قال: سمعت ابن بكير يقول: مات سعد بن أبي وقاص سنة أربع و خمسين، قال: هو آخر المهاجرين وفاة.

قال (6):و أنا علي بن القاسم، نا علي بن إسحاق المادرائي، أنا أحمد بن زهير قراءة عليه عن المدائني قال: مات سعد بن أبي وقاص بالعقيق على عشرة أميال من المدينة سنة خمس و خمسين، فحمل على أعناق الرجال إلى المدينة، و صلّى عليه مروان و كان يقول: أنا يوم بدر ابن تسع عشرة سنة، و يقال: ابن أربع و عشرين سنة.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا

ص: 368


1- نقله الذهبي في السير 123/1، و أخرجه الحاكم في مستدركه 496/3.
2- تاريخ بغداد 145/1.
3- تاريخ بغداد 146/1.
4- في تاريخ بغداد: حمويه.
5- بالأصل بالسين المهملة، و الصواب ما أثبت عن تاريخ بغداد و الأنساب، و هذه النسبة إلى بوشنج،(انظر ياقوت).
6- تاريخ بغداد 146/1.

أبو بكر بن بيري - إجازة - أنا محمّد بن الحسين، أنا ابن أبي خيثمة، نا المدائني قال:

سعد بن أبي وقاص مات بالعقيق على عشرة أميال من المدينة فحمل إلى المدينة على أعناق الرجال، مات سنة خمس و خمسين، كذا قال، صلّى عليه مروان بن الحكم و كان يقول: أنا يوم بدر ابن تسع عشرة سنة، و يقال ابن أربع و عشرين، و هو الذي يعتقد.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم، نا محمّد بن علي بن حبيش، نا محمّد بن عبدوس بن كامل، نا محمّد بن عبد اللّه بن نمير قال:

مات سعد بن أبي وقاص سنة خمس و خمسين، و مروان و الي المدينة، فصلّى عليه.

ثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم السّلماسي، أنا نعمة اللّه بن محمّد المرندي (1)،نا أبو مسعود أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، نا محمّد بن أحمد بن سليمان، أنا سفيان بن محمّد بن سفيان، حدّثني عمي الحسن بن سفيان، نا محمّد بن علي بن عم روّاد بن الجرّاح، عن محمّد بن إسحاق، قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: توفي سعد بالعقيق على رأس عشرة أميال من المدينة سنة خمس و خمسين، و صلّى عليه مروان و هو يومئذ و الي المدينة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب (2):

أنا عبيد اللّه بن عمر الواعظ ، حدّثني أبي، نا الحسين بن القاسم، نا علي بن داود، عن سعيد بن عفير قال: و في سنة خمس و خمسين توفي سعد بن أبي وقاص.

قال (3):و أنا أبو سعيد الحسن بن محمّد بن عبد اللّه بن حسنويه الكاتب بأصبهان، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن جعفر بن حيان، نا عمر بن أحمد بن إسحاق الأهوازي، ح قال: و أنا محمّد بن أبي علي الأصبهاني، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق الشاهد بالأهواز، نا عمر بن أحمد، نا خليفة بن خياط ، قال: و سعد بن أبي وقاص ولاّه عمر و عثمان الكوفة، و مات بالمدينة سنة خمس و خمسين.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط قال: و فيها - يعني سنة خمس

ص: 369


1- مهملة بدون نقط بالأصل و الصواب ما أثبت، هذه النسبة إلى مرند (انظر الأنساب و معجم البلدان).
2- تاريخ بغداد 146/1.
3- المصدر نفسه.

و خمسين - مات سعد بن مالك صلّى عليه مروان (1).

قال خليفة: و روى يحيى بن أبي بكير عن شعبة، عن أبي بكر بن حفص قال:

توفي سعد و الحسن بن علي في أيام بعد ما مضى من خلافة معاوية عشر سنين (2).

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، فيما قرأت عليه، عن أبي محمّد عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمّد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: قال عمرو بن علي و أبو موسى محمّد بن المثنّى، و الواقدي، و الهيثم بن عدي، و ابن نمير، و المدائني: مات سعد بن أبي وقاص سنة خمس و خمسين و هو سعد بن مالك أبو إسحاق، مات و هو ابن أربع و سبعين سنة، و ذكر ابن زبر أسانيدهم.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب (3)، أنا علي بن أحمد الرزاز، أنا محمّد بن أحمد بن الصّوّاف، نا بشر بن موسى، نا عمرو بن علي، قال: و مات سعد بن أبي وقاص سنة خمس و خمسين، و صلّى عليه مروان، و هو ابن أربع و سبعين سنة.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص الفلاس، قال: و مات سعد بن أبي وقاص سنة خمس و خمسين و صلّى عليه مروان، و أسلم ابن تسع عشرة، و مات و هو ابن أربع و سبعين، و كان يكنى أبا إسحاق، و كان رجلا قصيرا، دحداحا، ذا همة، و مات في قصره بالعقيق، فحمل إلى المدينة على أعناق الرجال، و قال أحمد بن حنبل: توفي سعد و هو ابن ثلاث و ثمانين سنة في إمرة معاوية بعد حجته الأولى.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا علي بن أحمد بن محمّد، أنا محمّد بن عبد الرّحمن إجازة، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة، أخبرني أبي حدّثني أبو عبيد قال: سنة خمس و خمسين فيها توفي سعد بن أبي وقاص بالمدينة، و يقال إن سعدا مات سنة ثمان و خمسين.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو المعالي البقّال، أنا أبو العلاء الواسطي،

ص: 370


1- تاريخ خليفة بن خياط ص 223 و لم يذكر صلاة مروان عليه.
2- ليس في تاريخ خليفة.
3- تاريخ بغداد 146/1.

أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان، نا أبي قال: سنة خمس و خمسين سعد بن أبي وقاص - يعني مات-.

أخبرنا أبو محمّد الأسلمي، أنا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: نا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: و قد قيل: توفي في هذه السنة - يعني سنة خمس و خمسين - سعد بن أبي وقاص.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالويه، قالا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا عباس بن محمّد، نا حجاج الأعور، قال: قال أبو معشر: و مات في تلك السنة - يعني سنة ثمان و خمسين - سعد بن مالك، قال يحيى: و كنية سعد بن أبي وقاص أبو إسحاق، و هو سعد بن مالك.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (1):

أنا علي بن القاسم، نا علي بن إسحاق، نا محمّد بن إسماعيل الترمذي، نا أبو نعيم، ح قال: و أنا أبو (2) الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان قال: قال أبو نعيم: مات سعد بن أبي وقاص سنة ثمان و خمسين.

أخبرنا بها عالية أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا أحمد بن إبراهيم العبدي، قال: سمعت أبا نعيم يقول: مات سعد سنة ثمان و خمسين.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء محمّد بن علي بن يعقوب الواسطي، أنا أبو الحسن علي بن الحسن، ح قال: و أنا ابن خيرون، أنا الحسن بن الحسين بن دوما، حدّثني جدي لأمي إسحاق بن محمّد قالا: أنا عبد اللّه بن إسحاق، نا قعنب بن المحرر (3)،قال: و ماتت عائشة و الحسن بن علي، و سعد بن أبي وقاص سنة ثمان و خمسين بالمدينة، و أم سلمة أيضا.

ص: 371


1- تاريخ بغداد 146/1.
2- عن تاريخ بغداد و بالأصل: ابن.
3- في سير الأعلام: المحرز.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو نصر بن طلاّب، أنا أبو بكر بن أبي الحديد، أنا أبو بكر الخرائطي، نا محمّد بن غالب بن حرب تمتام، نا عبد اللّه بن عمر، و أبو معمر، نا عبد الوارث، نا محمّد بن جحادة، حدّثني نعيم بن أبي هند، عن أبي حازم، عن حسين بن خارجة قال:

لما كانت الفتنة الأولى أشكلت عليّ فدعوت اللّه أن يريني طريقا من الحق أتمسك به، قال: فأريت الدنيا و الآخرة، و بينهما حائط ليس جد طويل، و إذا حبر فقلت: لو تشبثت من هذا الحائط لعلّي أهبط إلى قتلى أشجع، فيخبروني. فهبطت إلى أرض ذات شجر، فإذا أنا بنفر جلوس، فقلت: أنتم الشهداء؟ قالوا: نحن الملائكة، فقلت: فأين الشهداء؟ قالوا: تقدم، أمامك إلى الدرجات العلى، فتقدمت أمامي و إذا أنا بروضة، اللّه أعلم ما بها من الحسن، فدنوت فإذا أنا بمحمّد و إبراهيم صلى اللّه عليهما و سلّم،[و إذا محمّد] (1) يقول لإبراهيم: استغفر لأمتي، فقال إبراهيم: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، إنهم أراقوا دماءهم، و قتلوا إمامهم، أ لا فعلوا كما فعل خليلي سعد؟ قال: قلت:

قد رأيت،[رؤيا] (2) لألقين سعدا و لأنظرنّ في أي الفريقين هو فأكون معه. قال:

فغدوت إلى سعد فلقيته فقصصت عليه، فو اللّه ما أكبر بها فرحا و قال: خاب من لم يكن له إبراهيم خليلا، فقلت: مع أي الفريقين أنت ؟ فقال؛ ما أنا مع واحد منهما. قلت: فما تأمرني ؟ قال: لك غنم ؟ قلت: لا قال: فاشتر غنما فكن فيها حتى تنجلي هذه الفتنة (3).

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، أنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن الحسن، أنا علي بن محمّد بن عبد اللّه، أنا الحسين بن صفوان، نا عبد اللّه بن محمّد بن عبيد، حدّثني أبو بكر بن سلمة بن حفص القرشي، أنا مروان بن معاوية، نا فائد بن ناجية عن نعيم بن (4) أبي هند، عن أبي حازم، عن حسين بن خارجة الأشجعي، قال: لما وقعت الفتن أشكل عليّ الأمر فدعوت اللّه عز و جل أن يريني سبيلا من الحق أتبعه، فرأيت في النوم كأنا في القيامة و كأنّ بيني و بينهم حائط فقلت: لو أني تسنمت هذا الحائط فلقيتهم فسألتهم، قال: فتسنمت الحائط فإذا قوم عليهم ثياب بياض فقلت لهم: أنتم الملائكة ؟

ص: 372


1- ما بين معكوفتين زيادة للإيضاح عن سير الأعلام.
2- ما بين معكوفتين زيادة للإيضاح عن سير الأعلام.
3- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام من طريق أبي نعيم عن الحاكم، و انظر المستدرك 501/3.
4- بالأصل «عن» خطأ، و الصواب ما أثبت.

قالوا: لا نحن الشهداء، و لكن اصعد هذه الدرجة فصعدت درجة لم أر أحسن منها فإذا محمّد و إبراهيم صلى اللّه عليهما و سلم، و إبراهيم يقول لمحمّد صلّى اللّه عليه و سلّم: أ لا ترى ما فعلت أمتك ؟ قتلوا إمامهم و أهراقوا دماءهم، أ لا فعلوا كما فعل خليلي سعد، إن خليلي من هذه الأمة سعد، قال: فقلت: لآتين سعدا فلأخبرنه قال: فأتيته فما أكبر بها فرحا و قال:

لقد خاب من لم يكن إبراهيم له خليلا.

2427 - سعد بن مالك بن سنان بن ثعلبة بن عبيد بن الأبجر

2427 - سعد بن مالك بن سنان (1) بن ثعلبة (2) بن عبيد بن الأبجر

- و اسمه خدرة - بن عوف بن الحارث بن الخزرج

أبو سعيد الخدري (3)

صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و [روى عنه، و عن] (4) أبي بكر، و عمر، و عثمان، و عبد اللّه بن سلام، و أبي قتادة الأنصاري، و زيد بن ثابت، و أبيه (5) مالك بن سنان، و أخيه لأمه قتادة بن النعمان.

روى عنه زيد بن ثابت، و عبد اللّه بن عمر، و عبد اللّه بن عباس، و جابر بن عبد اللّه، و أنس بن مالك، و أبو أسامة بن سهل بن حنيف، و طارق بن شهاب، و سعيد بن المسيّب، و أبو سلمة بن عبد الرّحمن، و عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، و أبو صالح ذكوان السمان، و عطاء بن يسار، و عطاء بن يزيد الليثي، و عبد اللّه بن محيريز، و الحسن البصري، و أبو العالية ربيع الرّياحي، و عبد اللّه بن غالب البصري، و عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أبي صعصعة، و ضمرة بن سعيد، و عبد اللّه بن خبّاب، و بسر بن سعيد، و سعيد بن كيسان، و رافع بن إسحاق، و الأغر أبو مسلم المدنيون، و أبو الدّراك جبر بن نوف البكيلي، و سالم بن أبي الجعد، و سعيد بن جبير الكوفيون و غيرهم.

و شهد خطبة عمر بالجابية، و قدم دمشق على معاوية.

ص: 373


1- أسد الغابة: شيبان.
2- أسد الغابة: بن عبيد بن ثعلبة بن الأبجر.
3- ترجمته في الاستيعاب 47/2 هامش الإصابة، أسد الغابة 212/2 الإصابة 35/2 الوافي بالوفيات 148/15 سير أعلام النبلاء 168/3 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
4- ما بين معكوفتين زيادة لازمة للإيضاح استدركت عن تهذيب التهذيب.
5- بالأصل:«و ابنه» خطأ و الصواب ما أثبت.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا أحمد بن عبيد اللّه النرسي (1)،نا روح بن عبادة، نا عثمان بن غياث، نا أبو نضرة، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«يمرّ الناس على جسر جهنم و عليه حسك و كلاليب و خطاطيف تخطف الناس يمينا و شمالا، و بجنبتيه ملائكة يقولون اللّهم سلّم سلّم، فمن الناس من يمرّ مثل البرق، و منهم من يمرّ مثل الريح، و منهم من يمرّ مثل الفرس المجرى، و منهم من يسعى سعيا، و منهم من يحبو حبوا، و منهم من يزحف زحفا، فأما أهل النار الذين هم أهلها فلا يموتون فيها و لا يحيون، و أما أناس فيؤخذون بذنوب و خطايا. قال فيحرقون و يكونون فحما، ثم يؤذن في الشفاعة فيؤخذون ضبارات ضبارات، فيقذفون على نهر من أنهار الجنة، فينبتون كما تنبت الحبّة في حميل السيل» قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:«أ ما رأيتم الصبغاء (2)-شجرة تنبت في الفيافي - فيكون آخر من يخرج من النار رجل يكون على شفتها فيقول: يا ربّ اصرف وجهي عنها، فيقول عزّ و جلّ : عهدك و ذمتك لا تسألني غيرها. قال: و على الصراط ثلاث شجرات، فيقول: يا ربّ حوّلني إلى هذه الشجرة آكل من ثمرها و أكون في ظلها، قال: فيقول: عهدك و ذمتك أن لا تسألني غيرها، قال: ثم يرى أخرى أحسن منها، فيقول: يا ربّ حوّلني إلى هذه آكل من ثمرها و أكون في ظلها، ثم يرى سواد الناس، و يسمع كلامهم فيقول: يا ربّ أدخلني الجنة» قال أبو نضرة: فاختلف أبو سعيد و رجل من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال: فيدخل الجنة فيعطى الدنيا و مثلها معها، و قال الآخر: يدخل الجنة فيعطى الدنيا و عشرة أمثالها[4697].

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر بن السّبط ، و أبو نصر أحمد بن عبد اللّه بن رضوان، و أبو غالب بن البنّا، قالوا: أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا بشر بن موسى، نا أبو نعيم، نا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري، قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«لا تسافر امرأة سفرا ثلاثة أيام إلاّ مع زوجها، أو ابنها، أو أخيها، أو ذي محرم»[4698].

ص: 374


1- رسمها بالأصل:«النري» خطأ و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 240/13.
2- الصبغاء شجرة كالثمام بيضاء الثمر رملية، و الطاقة من النبت، إذا طلعت كان ما يلي الشمس من أعاليها أخضر (القاموس المحيط : صبغ).

أخبرنا أبو محمّد هبة اللّه بن سهل، و أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، قالا: أنا أبو عثمان سعيد بن محمّد البحيري، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا الحسن بن سفيان، نا إبراهيم بن المنذر الحزامي (1)،نا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار: أنه سمع جابر بن عبد اللّه يحدّث عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«يأتي على الناس زمان فيغزو فيه فئام (2) من الناس فيقال: فيكم من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أحد؟ فيقال: نعم، فيفتح لهم، ثم يأتي على الناس زمان فيغزو فيه فئام من الناس فيقال: أ فيكم من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أحد؟ فيقال: نعم، فيفتح لهم، ثم يأتي على الناس زمان فيغزوا فيه فئام من الناس فيقال: أ فيكم من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أحد؟ فيقال: نعم، فيفتح لهم» كذا قال: و قد حرف متنه[4699].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر المغربي، أنا أبو بكر الجوزقي، أنا مكي بن عبدان، نا عبد اللّه بن هاشم، نا سفيان قال: سمع عمرو جابرا يخبر عن أبي سعيد الخدري - قال الجوزقي: و أنا أبو جعفر، و أنا أبو جعفر (3) محمّد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب الموصلي (4)-ببغداد - نا علي بن حرب، نا سفيان، عن عمرو، سمع جابر بن عبد اللّه يحدث عن أبي سعيد الخدري - عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«يأتي على الناس زمان يغزوا فيه فئام من الناس، فيقال لهم: فيكم من رأى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ؟ فيقولون: نعم، فيفتح لهم، ثم يغزوا فئام من الناس فيقال لهم: هل فيكم من رأى من صحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ؟ فيقولون: نعم، فيفتح لهم، ثم يغزوا فئام من الناس فيقال لهم: فيكم من صحب (5) رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ؟ فيقولون: نعم، فيفتح لهم»[4700].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، و علي بن أحمد الفقيهان، قالا: أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، نا علي بن حرب، نا

ص: 375


1- بالأصل: الخزامي، خطأ و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 689/10.
2- أي جماعة.
3- كذا بالأصل مكررا.
4- ترجمته في سير الأعلام 357/15 و تاريخ بغداد 432/3.
5- كذا ورد هنا، و في مختصر ابن منظور 273/9:«فيكم من صحب من صحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم». و انظر الرواية التالية للحديث.

سفيان، عن عمرو، سمع جابر بن عبد اللّه يحدث عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«يأتي على الناس زمان يغزوا فيه فئام من الناس فيقال: هل فيكم من صحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ؟ فيقال: نعم، فيفتح لهم، ثم يأتي عليهم زمان يغزوا فيه فئام من الناس فيقال: هل فيكم من صحب أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ؟ فيقال: نعم، فيفتح لهم، ثم يأتي عليهم زمان فيغزوا فيه فئام من الناس فيقال: هل فيكم من صحب من صاحبهم ؟ فيقال:

نعم، فيفتح لهم»[4701].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر المستملي، أنا أبو منصور عمر بن أحمد بن محمّد الجوزي الفقيه، أنا أبو العباس محمّد بن أحمد بن محمّد السّليطي، أنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن الحسن، نا أحمد بن حفص بن عبد اللّه الفراء، و قطن بن إبراهيم، قالوا: ثنا حفص بن عبد اللّه، حدّثني إبراهيم بن طهمان، عن عطاء، عن عجلان، عن أبي نضرة، عن [أبي] (1) سعيد الخدري أنه قال:

لما قدم عمر بن الخطاب الشام تلقّاه أمراء الأجناد و الدّهاقين، و عمر على جمل عليه رحل رثة، مئثرته (2) مسك جدي، فأتى على نهر فنزل عن بعيره و أخذ بخطامه - و خطامه من ليف - فرفع ثوبه على ساقيه، فأخاض بعيره فقال له بعض من معه: يا أمير المؤمنين، قد أعدت لك مراكب و كسوة، فلو ركبت بعض تلك المراكب، و لبست بعض تلك الكسوة كان أرعب للعدوّ، و أبعد في الصوت. فقال: أ نتعوذ بغير ما أعذنا اللّه به ثم قال: خطبنا فقال: إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قام فينا مقامي فيكم فقال:«أحسنوا إلى أصحابي و الذين يلونهم ثم يفشو الكذب حتى يحلف الرجل و ما استحلف، و يشهد و ما استشهد، فمن سرّه بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة، و إياكم و الفرقة فإن الشيطان مع الواحد و هو من الاثنين أبعد، و إياكم و حديث النساء، و أن [لا] (3) يخلو بهن إلاّ محرم، فإنه لا يخلو رجل بامرأة ليست له بمحرم إلاّ كان ثالثهما الشيطان، و من ساءته سيئته و سرّته حسنته فذلك المؤمن»[4702].

ص: 376


1- زيادة لازمة.
2- المئثرة: حديدة يؤثر بها خلف البعير ليعرف أثره في الأرض، و أثر به أي حزّ (اللسان: أثر).
3- زيادة لازمة منا للإيضاح.

أخبرنا أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين الزهري، و أبو الفتح المختار بن عبد الحميد بن المنتصر، و أبو المحاسن أسعد بن علي بن الموفق، قالوا: أنا أبو الحسن الداودي، أنا عبد اللّه بن أحمد بن حموية، أنا إبراهيم بن خريم (1)،نا عبد بن حميد، أنا النّضر بن شميل، أنا شعبة، عن أبي مسلمة قال: سمعت أبا نضرة، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«لا يمنعن أحدكم مخافة الناس أن يتكلم بالحق إذا رآه أو علمه» قال أبو سعيد: فقد حملني ذلك على أن ركبت إلى معاوية فملأت أذنيه ثم رجعت (2)[4703].

أخبرناه عاليا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو جعفر القزاز، نا يحيى بن جعفر، أنا علي بن عاصم، أنا الجريري، و أبو مسلمة سعيد بن يزيد، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«لا يمنعن أحدكم أن يقول في الحق إذا رآه أو علقه» قال: و قال أبو سعيد: حملني هذا الحديث أن ركبت إلى معاوية فوعظته ثم أقبلت[4704].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد.

و أخبرنا أبو نصر غالب بن أحمد بن المسلّم، أنا أبو الفضل أحمد بن عبد المنعم بن الكريدي، قالا: أنا أبو الحسن بن السمسار، أنا المظفّر بن حاجب، نا محمّد بن يزيد بن عبد الصمد، نا سليمان بن عبد الرّحمن، نا ابن عياش، نا الوليد بن عبّاد، عن الحسن، عن أبي سعيد الخدري، قال: عهد إلينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقال:

«لأعرفن (3) رجلا منكم علم علما فكتمه فرقا من الناس» قال: فحملني ذلك إلى أن سرت إلى معاوية، فقلت: ما بالكم تأخذون الصدقة على غير وجهها، ثم تضعونها في غير أهلها؟ فقال: مه يا أبا سعيد، قلت: و ما بالكم تكون لكم الأولاد فتؤثرون بعضهم على بعض، و اللّه يوصيكم في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين قال: فدعا كاتبه و كتب

ص: 377


1- بالأصل: خزيم خطأ، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 486/14.
2- نقله ابن حجر في الإصابة 35/2 من طريق شعبة. و فيه: عن أبي سلمة عن أبي نصرة.
3- كذا بالأصل، و في مختصر ابن منظور 274/9 لا أعرفنّ .

بها إلى الآفاق - زاد ابن المسلم: و نهى عن الأولى (1).

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد، أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أيوب، أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن نيخاب (2) الطيبي، نا أبو إسحاق إبراهيم بن الحسين بن علي الكسائي، نا أبو سعيد يحيى بن سليمان الجعفي، نا حفص بن غياث، عن عمرو، عن الحسن قال:

دخل أبو سعيد الخدري على معاوية فسلّم ثم جلس فقال: الحمد للّه الذي أجلسني منك هذا المجلس سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:

«لا يمنعنّ أحدكم إذا رأى الحق أو علمه أن يقول به، و انه بلغني عنك يا معاوية كذا و كذا، و فعلت كذا و كذا» قال: فعدد عليه أشياء من فعاله، و عما بلغه عنه، فقال: له معاوية أفرغت ؟ قال: نعم، قال: فانصرف، فخرج أبو سعيد من عنده و هو يقول:

الحمد للّه، الحمد للّه (3)[4705].

كتب إليّ أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن الخطاب، أنا أبو الحسن علي بن عبيد اللّه بن محمّد الهمذاني (4)-بمصر - أنا أبو عبد اللّه محمّد بن الحسين بن عمر اليمني، أنا أبو الفضل جعفر بن أحمد بن عبد السلام الحميري، نا الحسن بن نصر بن المعارك البغدادي، قال: قال أحمد بن صالح المصري: زعم مالك أن اسم أبي سعيد معبد بن مالك.

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن بن المفرج، أنا أبو الفرج الأسفرايني، و أبو نصر الطّريثيثي، قالا: أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن عيسى، أنا منير بن أحمد بن الحسن، أنا جعفر بن أحمد بن إبراهيم، أنا أحمد بن الهيثم، قال: قال أبو نعيم: أبو سعيد الخدري و اسمه سعد بن مالك.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمّد بن بالويه، قالا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا

ص: 378


1- بالأصل:«الأولاني».
2- إعجامها مضطرب بالأصل، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 530/15.
3- ذكره مختصرا في الوافي بالوفيات 148/15.
4- بالأصل بالدال المهملة خطأ، ترجمته في سير الأعلام 652/17.

عباس بن محمّد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو سعيد: سعد بن مالك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العز ثابت بن منصور، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد أبو البركات: و أبو الفضل بن خيرون قالا:- أنا محمّد بن الحسن بن أحمد، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خياط (1)،قال: أبو سعيد الخدري اسمه سعد بن مالك بن سنان بن عبيد بن ثعلبة بن عبيد بن الأبجر و هو خدرة بن عوف. أمه أنيسة بنت أبي حارثة من بني عدي بن النّجّار أخوه لأمه قتادة بن النعمان، مات سنة أربع و سبعين.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم السّلماسي، أنا أبو الحسن نعمة اللّه بن محمّد، نا أبو مسعود أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، نا محمّد بن أحمد بن سليمان، أنا سفيان بن محمّد بن سفيان، حدّثني عمي الحسن بن سفيان، نا محمّد بن علي بن عم روّاد بن الجرّاح، عن محمّد بن إسحاق قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: أبو سعيد سعد بن مالك.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا أحمد بن الحسين بن خيرون.

ح و أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو القاسم الأزهري، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، أنا العباس بن محمّد بن عبد اللّه بن المغيرة، أنا صالح بن أحمد بن حنبل، قال: قال أبي.

ح و أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد - إجازة - نا محمّد بن الحسن، نا ابن أبي خيثمة، قال:

سمعت أبي و أحمد بن حنبل يقولان:

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال.

و أخبرني أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، قالا: أنا أبو الحسن بن بشران، أنا أبو عمرو بن السّماك، نا حنبل بن إسحاق، نا أبو عبد اللّه قال أبو سعيد الخدري سعد بن مالك.

و حكاه أحمد عن أبي عبيدة أيضا.

ص: 379


1- طبقات خليفة بن خياط ص 166 رقم 602.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني صالح بن أحمد، عن أبيه، قال: أبو سعيد الخدري سعد بن مالك.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: اسم أبي سعيد الخدري سعد بن مالك بن سنان بن عبيد بن ثعلبة بن عبيد بن الأبجر من الأنصار.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: قرأت على علي بن المديني: أبو سعيد الخدري سعد بن مالك قال: و سمعت عمي أبا بكر يقول:

اسم أبي سعيد الخدري سعد بن مالك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أبو الحسن النّسائي، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا (1)،نا محمّد بن سعد قال في الطبقة الثالثة: أبو سعيد الخدري، و اسمه سعد بن مالك بن سنان من بني الأبجر بن عوف بن الحارث بن الخزرج و هم بنو خدرة، أنا محمّد بن عمر، عن عبد العزيز بن عقبة، عن إياس بن سلمة قال: مات سنة أربع و سبعين و له عقب، و استشهد أبوه يوم أحد، و قد روى أبو سعيد عن أبي بكر، و عمر، و عثمان.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد قال في الطبقة الثالثة: أبو سعيد الخدري، و اسمه سعد بن مالك بن سنان بن ثعلبة بن عبيد بن الأبجر، و اسمه خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج، و زعم بعض الناس أن خدرة هي أم الأبجر و أم أبي سعيد أنيسة بنت أبي خارجة، و هو عمرو بن قيس بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن عامر النجار، و أخو أبي (2) سعيد لأمه قتادة بن النعمان الظّفري من أهل بدر.

ص: 380


1- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
2- بالأصل: لأبي.

قال محمّد بن عمر، و قد روى أبو سعيد عن أبي بكر، و عمر، و عثمان، و زيد بن ثابت، و عبد اللّه بن سلام، و روى عن أبيه مالك بن سنان حديثا سمعه من اليهود قبل مبعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فيه صفة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و أنه حدّث بذلك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حين هاجر إلى المدينة و قتل أبوه مالك بن سنان يوم أحد شهيدا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء محمّد بن علي الواسطي المقرئ، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال: أبو سعيد الخدري سعد بن مالك.

أخبرنا أبو محمّد السّلمي، نا أبو بكر الخطيب.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان قال: أبو سعيد الخدري سعد بن مالك الأنصاري.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و محمّد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل البخاري (1)،قال: سعد بن مالك بن سنان أبو سعيد الأنصاري الخدري.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس، أنا أبو بكر أحمد بن منصور، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدري له صحبة.

أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد اللّه الكروخي، أنا أبو عامر محمود بن القاسم بن محمّد، و أبو نصر عبد العزيز بن محمّد الترياقي (2)،و أبو بكر أحمد بن عبد الصمد، قالوا: أنا أبو محمّد عبد الجبار بن محمّد بن عبد اللّه، أنا أبو العباس المحبوبي (3)،أنا أبو عيسى الترمذي، قال: أبو سعيد اسمه سعد بن مالك بن سنان.

ص: 381


1- التاريخ الكبير 44/4.
2- ترجمته في سير الأعلام 6/19.
3- اسمه محمد بن أحمد بن محبوب بن فضيل، ترجمته في سير الأعلام 537/15.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي قال: أبو سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدري.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا محمّد بن أحمد الأنباري، أنا هبة اللّه بن إبراهيم، أنا أحمد بن محمّد المهندس، نا أبو بشر محمّد بن أحمد بن حمّاد (1)،قال:

أبو سعيد الخدري سعد بن مالك بن سنان، أخبرني أحمد بن شعيب قال: أبو سعيد الخدري سعد بن مالك بن سنان.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا سليم بن أيوب، أنا طاهر بن محمّد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم، نا أبو زكريا يزيد بن محمّد قال: سمعت محمّد بن أحمد بن محمّد المقدّمي يقول: أبو سعيد الخدري هو سعد بن مالك بن سنان.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد قال: أبو سعيد الخدري سعد بن مالك بن سنان بن عبيد بن ثعلبة بن الأبجر نسبه ابن إسحاق، و كان أبو سعيد يسكن المدينة.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم، قال: أبو سعيد سعد بن مالك بن الشهيد، و يقال ابن مالك بن سنان بن عبيد بن ثعلبة بن عبيد بن الأبجر، و هو خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج الخزرجي الأنصاري المدني، أخو فريعة و أمه أنيسة بنت أبي حارثة من بني عدي بن النّجّار، و خدرة و خدارة بطنان من الأنصار، أبو سعيد من خدرة، و أبو مسعود من خدارة، و هما ابنا عوف بن الحارث بن الخزرج، له صحبة من النبي صلّى اللّه عليه و سلّم استشهد أبوه يوم أحد، و قتادة بن النعمان أخوه لأمه.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني، قال: أبو سعيد الخدري هو سعد بن مالك بن سنان بن ثعلبة بن عبيد بن الأبجر، و اسمه خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج.

ص: 382


1- انظر الكنى و الأسماء للدولابي 34/1.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن غانم، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق، أنا أبي قال: سعد بن مالك بن سنان بن عبيد بن ثعلبة بن عبيد بن الأبجر الأنصاري أبو سعيد الخدري، توفي سنة أربع و سبعين و هو ابن أربع و سبعين، روى عنه ابن عمر، و زيد بن ثابت.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمّد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أحمد بن الحسين، قال: سعد بن مالك بن سنان أبو سعيد الخدري المدني، سمع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، روى عنه ابن عمر، و جابر بن عبد اللّه، و أبو سلمة، و أبو صالح، و عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، و حميد بن عبد الرّحمن، و عطاء بن يسار في الإيمان، و غير موضع، قال الذّهلي: قال يحيى بن بكير: مات سنة أربع و سبعين، و قال أبو عيسى مثله، و قال الواقدي و ابن نمير مثله.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، و أبو منصور محمّد بن عبد الملك، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (1):أبو سعيد الخدري و اسمه سعد بن مالك بن سنان بن عبيد بن ثعلبة بن الأبجر، و هو خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج الأكبر بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر، و أمه أنيسة بنت أبي حارثة بن (2) عدي بن النّجّار، و أخوه لأمه قتادة بن النعمان، و كان أبو سعيد من أفاضل الأنصار، و حفظ عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حديثا كثيرا، روى عنه من الصحابة: جابر بن عبد اللّه، و عبد اللّه بن عباس، و ورد المدائن في حياة حذيفة بن اليمان، و بعد ذلك مع عليّ بن أبي طالب لما حارب الخوارج بالنّهروان (3).

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبو نصر بن ماكولا (4)،قال: و أما سنان بنونين أبو سعيد الخدري، سعد بن مالك بن سنان بن ثعلبة بن عبيد بن الأبجر، و هو خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج، له صحبة و رواية كثيرة.

ص: 383


1- تاريخ بغداد 180/1.
2- في تاريخ بغداد: من بني عدي.
3- النهروان: كورة واسعة بين بغداد و واسط من الجانب الشرقي حدها الأعلى متصل ببغداد و فيها عدة بلاد متوسطة (معجم البلدان).
4- الاكمال لابن ماكولا 439/4 و 446.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنا أبو القاسم عيسى بن علي، نا عبد اللّه بن محمّد، نا ابن زنجويه، نا عبد الرزاق، أنا معمر، عن أبي هارون العبدي، قال: كان أبو سعيد الخدري لا يخضب، كانت لحيته بيضاء خضلاء (1).

أنبأنا أبو محمّد بن طاوس و غيره، قالوا: أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الفرج محمّد بن أحمد العين زربي (2) بن الباثوري، نا القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم بن يوسف الميانجي، نا أبو عبد اللّه أحمد بن ساكن الزلحاني (3)،سنة خمس و تسعين و مائتين، نا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر، نا عبد المهيمن بن العباس بن سهل، عن أبيه، عن جده أنه بايع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم هو و أبو ذرّ، و أبو سعيد الخدري، و محمّد بن مسلمة على أن لا يأخذهم في اللّه لومة لائم.

هكذا رواه أبو مصعب، و رواه غيره عن عبد المهيمن فزاد فيه رجلين سمّى أحدهما: عبادة بن الصامت و لم يسمّ الآخر.

أخبرناه أبو الفضل محمّد بن إسماعيل الفضيلي، أنا أبو القاسم أحمد بن محمّد بن أحمد الخليلي، أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمّد بن الحسن الخزاعي، نا الهيثم بن كليب الشاشي، نا أبو قلابة، نا عيسى بن مرحوم العطار، حدّثني عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد، عن أبيه، عن جده قال: بايعت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أنا و أبو ذرّ، و عبادة بن الصامت، و أبو سعيد الخدري، و محمّد بن مسلمة، و سادس على أن لا تأخذنا في اللّه لومة لائم، و أما السادس فاستقاله فأقاله (4).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، حدّثني محمّد بن صالح بن هانئ، نا الحسين بن محمّد بن زياد القبّاني، نا أبو بكر بن أبي عتاب الأعين، نا منصور بن سلمة، أبو سلمة الخزاعي، نا عثمان بن عبد اللّه بن

ص: 384


1- خضل خضلا: ندي و ابتل و نعم فهو خضل و خاضل و أخضل، و هي خضلاء،(أي ناعمة)، (المعجم الوسيط ).
2- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى عين زربة، بلدة من بلاد الجزيرة مما يقرب الرها و حران.
3- كذا، و لم أحله.
4- الخبر في الإصابة 35/2.

زيد بن جارية الأنصاري، نا عمي عمرو بن زيد بن جارية، حدّثني أبي زيد بن جارية أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم استصغر ناسا يوم أحد منهم زيد بن جارية - يعني نفسه-، و البراء بن عازب، و زيد بن أرقم، و سعد أبو سعيد الخدري، و عبد اللّه بن عمرو، و ذكر جابر بن عبد اللّه. قال البيهقي: كذا في كتاب: عثمان بن عبد اللّه، و رأيته في موضع آخر: ابن عبيد اللّه، و في رواية غيره: عمر بن زيد بن جارية.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبد الوهاب بن أبي حيّة، أنا محمّد بن شجاع، أنا محمّد بن عمر الواقدي (1)،قال:

و كان أبو سعيد الخدري يحدث أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أصيب وجهه يوم أحد فدخلت الحلقتان من المغفر في و جنته (2)،فلما نزعتا جعل الدم يسرب كما يسرب الشّنّ (3)فجعل أبي مالك بن سنان يملج (4) الدم بفيه، ثم ازدرده فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«من أحبّ أن ينظر إلى من خالط دمه دمي فلينظر إلى مالك بن سنان»، فقيل (5)لمالك:

«تشرب الدم»؟ فقال: نعم، أشرب دم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم:

«من مسّ دمه دمي لم تصبه النار»، قال أبو سعيد: فكنا ممن ردّ من الشيخين لم نجز مع المقاتلة، فلما كان من النهار و بلغنا مصاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و تفرق الناس عنه، جئت مع غلمان من بني خدرة نعترض لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و ننظر إلى سلامته فنرجع بذلك إلى أهلينا، فلقينا الناس منصرفين ببطن (6) قناة، فلم يكن لنا همة إلاّ النبي صلّى اللّه عليه و سلّم ننظر إليه، فلما نظر إليّ قال:

«سعد بن مالك ؟» قلت: نعم بأبي و أمي، فدنوت منه فقبّلت ركبته و هو على فرسه، ثم قال:«آجرك اللّه في أبيك» ثم نظرت إلى وجهه فإذا في وجنتيه مثل موضع

ص: 385


1- مغازي الواقدي 247/1.
2- الواقدي: وجنتيه.
3- الشن: القربة الخلق، و هي الشنة أيضا.
4- ملج الصبي أمه إذا رضعها كما في النهاية، و يريد هنا يمصه.
5- بالأصل: فقال، و المثبت عن مغازي الواقدي.
6- بطن قناة، قناة أحد أودية المدينة.

الدرهم في كل و جنة، و إذا شجّة في جبهته عند أصول الشعر، و إذا شفته السفلى تدمى، و إذا رباعيته اليمنى شظيّة، و إذا على جرحه شيء أسود، فسألت ما هذا على وجهه ؟ فقالوا: حصير محرق، و سألت من دمى وجنتيه ؟ فقيل: ابن قميئة فقلت: من شجه في جبهته ؟ فقيل ابن شهاب، فقلت: من أصاب شفته ؟ فقيل عتبة، فجعلت أعدو بين يديه حتى نزل ببابه فما نزل إلاّ حملا، و أرى ركبتيه مجحوشتين (1) يتكئ على السعدين:

- سعد بن عبادة، و سعد بن معاذ - حتى دخل بيته.

فلما غربت الشمس و أذّن بلال بالصلاة خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم على مثل تلك الحال يتوكّأ على السعدين. ثم انصرف إلى بيته، و الناس في المسجد يوقدون النيران يتكمدون بها من الجراح. ثم أذّن بلال بالعشاء حين غاب الشفق، فلم يخرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و جلس بلال عند بابه حتى ذهب ثلث الليل، ثم ناداه: الصلاة يا رسول اللّه، فخرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و قد كان نائما. قال: فرمقته فإذا هو أخفّ في مشيته منه حين دخل بيته، فصليت معه العشاء ثم رجع إلى بيته، و قد صفّ له الرجال ما بين بيته إلى مصلاّه، يمشي وحده حتى دخل، و رجعت إلى أهلي فخبّرتهم بسلامة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فحمدوا اللّه على ذلك، و ناموا و كانت وجوه الخزرج و الأوس في المسجد على باب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يحرسونه فرقا من قريش أن تكر.

قال: و أنا أبو عمر، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، نا سعيد بن أبي زيد، عن ربيح بن عبد الرّحمن بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري قال: عرضت يوم أحد على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و أنا ابن ثلاث عشرة فجعل أبي يأخذ بيدي فيقول: يا رسول اللّه إنه عبل (2) العظام و إن كان مؤذنا قال: و جعل النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يصعد فيّ و يصوب ثم قال:«رده» فردّه، قال محمّد بن عمر:

و المؤذن القصير.

قال: و أنا محمّد بن عمر، حدّثني الضحاك بن عثمان، عن محمّد بن يحيى بن حبان، عن ابن محيريز، و أبي صرمة عن أبي سعيد الخدري قال: خرجت مع

ص: 386


1- أي قشرنا من شيء ما أصابهما، و الحجش: قشر الجلد من شيء يصيبه، أو كالخدش، أو دونه أو فوقه، و المحجوش: من أصيب شقه.
2- عبل: ضخم، فهو عبل (القاموس).

رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في غزوة بني المصطلق قال محمّد بن عمر - و هو يومئذ ابن خمس عشرة سنة - قال: و شهد أيضا الخندق و ما بعد ذلك من المشاهد.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا الحكم بن موسى، نا ابن أبي الرجال، عن عمارة بن غزيّة، عن عبد الرّحمن بن أبي سعيد الخدري قال: قال أبو سعيد: استشهد أبي يوم أحد و تركنا بغير مال، فأصابتنا حاجة شديدة، قال: فقالت لي أمي: أي بني، ائت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فسله لنا شيئا، فجئته فسلّمت و جلست، و هو في أصحابه جالس فقال: و استقبلني:«إنه من استغنى أغناه، و من استعفّ أعفّه اللّه، و من استكفّ أكفّه اللّه». قال: قلت: ما يريد غيري، فانصرفت و لم أكلمه في شيء، فقالت لي أمي: ما فعلت ؟ فأخبرتها الخبر، قال:

فصبّرنا اللّه عز و جل و رزقنا شيئا، فبلغنا، حتى ألحّت علينا حاجة شديدة أشدّ منها.

فقالت لي أمي: ائت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فسله لنا شيئا، قال: فجئته و هو في أصحابه جالس، فسلّمت و جلست فاستقبلني و عاد بالقول الأول، و زاد فيه:«و من سأل و له قيمة أوقية فهو ملحف» قال: قلت: الياقوتة ناقتي خير من أوقية فرجعت و لم أسأله (1)[4706].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان.

و أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا عاصم - زاد ابن حمدان: بن النضر و قالا:- الأحول، نا معتمر - زاد ابن المقرئ: ابن سليمان - قال: سألت أبي قال:

حدّثنا قتادة، عن هلال أخي بني مرّة بن عبّاد - قال ابن حمدان: يحدث - و في حديث ابن المقرئ: عن أخي بني مرّة، و قالا - عن أبي سعيد قال: قال أبو سعيد: أعوزنا إعوازا شديدا فأمرني أهلي أن آتي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فأسأله شيئا، فأقبلت فكان أول - و قال ابن حمدان: من أول - ما سمعت نبي اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«من استغنى أغناه اللّه، و من تعفّف - و قال ابن حمدان: و من يستعف - أعفه اللّه، و من سألنا لم ندّخر عنه شيئا إن وجدنا» أو كما قال، فقلنا: و في حديث ابن المقرئ قال: فقلت في نفسي: لأستغنين فيغنيني اللّه و لأتعففن فيعفي اللّه قال: فلم أسأل النبي صلّى اللّه عليه و سلّم شيئا. هلال هذا هو ابن حصن، و يقال:

ابن حصين[4707].

ص: 387


1- انظر الإصابة 35/2.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين علي بن محمّد بن عبد اللّه بن بشران المعدّل، نا عبد الصمد بن علي بن محمّد بن مكرم الوكيل، أنا الحارث بن محمّد بن الحارث التميمي، نا عبد الوهاب بن عطاء، أنا سعيد، عن قتادة، عن هلال بن حصن، عن أبي سعيد الخدري قال: أعوزتنا مرة فأصابنا جهد شديد، فقال أهلي: لو أتيت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فسألته، فأتيته فكان أول شيء واجهني به قال:«من استعف أعفّه اللّه، و من استغنى أغناه اللّه، و من سألنا لم ندخر عنه شيئا وجدناه»، فقلت في نفسي: أ فلا استغني فيغنيني اللّه، قال: فو اللّه ما رجعت إلى نبي اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أسأله شيئا من الفاقة حتى مالت علينا الدنيا ففرقتنا أو غرقتنا إلاّ من عصم اللّه عز و جل.

و رواه أبو جمرة نصر بن عمران الضّبعي (1)،عن هلال، و قيل إن قتادة إنما سمعه من أبي جمرة و دلسه عن هلال.

أخبرنا بحديثه أبو القاسم بن السمرقندي، و أبو الحسن علي بن هبة اللّه بن عبد السلام، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا عيسى بن علي، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا شعبة، عن أبي جمرة قال: سمعت هلال بن حصين قال: أتيت المدينة فنزلت دار أبي سعيد الخدري فضمني و إياه المجلس فحدّث أنه أصبح ذات يوم و ليس عنده طعام، فأصبح و قد عصب على بطنه حجرا من الجوع، فقالت له امرأتي: ائت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقد أتاه فلان فأعطاه، و أتاه فلان فأعطاه، قال:

فأتيته فقلت: التمس شيئا فذهبت أطلب فانتهيت إلى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و هو يخطب و هو يقول:

«من يستعفّ يعفه اللّه، و من يستغن يغنه اللّه، و من سألنا شيئا فوجدناه أعطيناه و واسيناه، و من استعفّ عنا و استغنى فهو أحبّ إلينا ممن سألنا» قال: فرجعت و ما سألته، فرزق اللّه تعالى حتى ما أعلم أهل بيت من الأنصار أكثر أموالا منا[4708].

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، و أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن أحمد بن عبد اللّه الخياط (2)،قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني.

ح و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو نصر الزينبي، قالا: أنا محمّد بن عمر بن

ص: 388


1- انظر ترجمته في سير الأعلام 243/5.
2- ترجمته في سير الأعلام 129/20.

علي بن خلف الوراق، نا عبد اللّه بن أبي داود، نا عيسى بن حمّاد، أنا الليث بن سعد، عن يحيى بن سعيد، عن أبي بكر بن المنكدر، أن أبا سعيد الخدري قال: أقبلت لأسأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، قال: فوجدته يقول:«من يتصبر يصبّره اللّه، و من يستعف يعفه اللّه، و من يستغن يغنه اللّه» قال: فقلت: ما أنا بسائلك باليوم[4709].

أخبرنا أبو القاسم أيضا. أنا أبو القاسم عبد اللّه بن الحسن بن محمّد بن الحسن الخلاّل، أنا أبو الحسن محمّد بن عثمان بن محمّد بن عثمان بن شهاب النقوي، نا الحسين بن إسماعيل المحاملي، نا علي بن شعيب، نا علي بن يزيد الصّدّائي، أنا الفضيل، عن عطية، عن أبي سعيد قال: بعثني أهلي إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أسأله طعاما فسمعته يقول:«من يستعف يعفه اللّه، و من يستغن يغنه اللّه عز و جل، و من يصبر صبّره اللّه عز و جل، فما استغنى عبد بشيء أوسع عليه من الصبر»، فصبرت فما في عشيرتي رجل أيسر مني.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري.

و أخبرنا أبو منصور موهوب بن أحمد بن محمّد بن الخضر بن الجواليقي (1)، و أبو الحسين أحمد بن محمّد بن الطّيّب بن الصّبّاغ، قالا: أنا أبو القاسم بن البسري، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا إبراهيم بن جابر المؤدب، نا عبد الرحيم بن هارون الغسّاني، نا هشام، عن محمّد، عن أبي هريرة: أن رجلا من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أصابه جهد شديد، فقالت امرأته: لو أتيت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، فأتاه فسمعه و هو يقول:«من استغنى أغناه اللّه، و من استعفّ أعفّه اللّه، و من سألنا و هو عندنا أعطيناه إياه» فقال هذا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول و أنا أسمع، و أنا أشهد أن قوله حقّ ، فرجع إلى منزله فنوى أنه أغنى أهل المدينة، قال هشام: قال أصحابنا: هو أبو سعيد الخدري.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب (2)، قال: كتب إليّ عبد الرّحمن بن عثمان الدمشقي يذكر أن خيثمة بن سليمان القرشي

ص: 389


1- ترجمته في سير الأعلام 89/20.
2- تاريخ بغداد 192/12 في ترجمة عمرو بن محمد بن عمرو بن معاذ.

حدثهم، نا أحمد بن زهير، نا عمرو بن معاذ الأنصاري الشاعر، و لم يكن يحدث غير هذا الحديث.

قال (1):و أنا الصّيمري، أنا علي بن الحسن الرازي، نا محمّد بن الحسين الزّعفراني، نا أحمد بن زهير، نا عمرو بن محمّد بن عمرو بن معاذ الأنصاري، قال:

سمعت هند ابنة سعيد بن أبي سعيد الخدري عن عمّتها قالت: جاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عائدا لأبي سعيد الخدري فقدمنا إليه ذراع شاة فأكل منها و حضرت الصلاة ثم قام فصلّى و لم يتوضأ.

كذا قال، و أحمد بن زهير إنما رواه عن يحيى بن معين، عن عمرو بن محمّد.

أخبرناه أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو بكر أحمد بن عبيد بن الفضل بن سهل بن بيري - إجازة - أنا محمّد بن الحسين الزّعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا يحيى بن معين، نا عمرو بن محمّد بن عمرو بن معاذ الأنصاري الشاعر، و لم يكن يحدث غير هذا الحديث، قال: سمعت هندا ابنة سعيد بن أبي سعيد الخدري تحدث عن عمتها قالت: جاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عائدا لأبي سعيد الخدري فقدمنا إليه ذراع شاة فأكل منه، و حضرت الصلاة فقام فصلّى و لم يتوضأ.

قال: و نا ابن أبي خيثمة، نا موسى بن إسماعيل، نا محمّد بن بهزم (2) العبدي، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد قال: كنا نغزو و ندع الرجل و الرجلين لحديث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فنجيء من غزاتنا فيحدثونا بما حدث به رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فيحدث به يقول:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا أحمد بن منصور الرّمادي، نا محمّد بن جعفر، نا فضيل، عن عطية، قال: حدث أبو سعيد يوما بحديث فقال له رجل: أنت سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ؟ فغضب غضبا شديدا ثم قال: أحدثكم بغير ما سمعت ؟ من كذب على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بني له - أو بنوا - مقعده من النار، شك فضيل.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا

ص: 390


1- المصدر نفسه.
2- كذا رسمها بالأصل.

يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، نا عبد اللّه بن المبارك، أنا إسماعيل بن عياش، حدّثني عقيل بن مدرك يرفعه إلى أبي سعيد الخدري: أن رجلا أتاه فقال له أوصني يا أبا سعيد، فقال له أبو سعيد: سألت عما سألت عنه من قبلك، عليك بتقوى اللّه فإنه رأس كل شيء، و عليك بالجهاد فإنها رهبانية الإسلام، و عليك بذكر اللّه و تلاوة القرآن فإنه روحك في أهل السماء، و ذكرك في أهل الأرض، و عليك بالصمت إلاّ في حق فإنك تغلب الشيطان (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (2)،نا بهلول بن إسحاق، نا سعيد بن منصور، نا خلف بن خليفة، عن العلاء بن المسيّب، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري قال: قلنا له: هنيئا لك يا أبا سعيد برؤية رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و صحبته، قال: أخي إنك لا تدري ما أحدثنا بعده.

أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمّد الأسدي، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، قال: قرئ على أبي نصر أحمد بن المظفر بن الطوسي الموصلي، حدثكم القاضي أبو بكر عبد اللّه بن حيان بن عبد العزيز الأزدي الموصلي، نا عبد اللّه بن محمّد بن ناجية، نا علي بن جعفر المعمري، نا خلف بن خليفة، عن العلاء بن المسيّب، عن أبيه قال: أتيت أبا سعيد الخدري فقلت له: هنيئا لكم برؤية رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و صحبته، فقال: يا ابن أخي لا تدري ما أحدثنا بعده.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا محمّد بن هارون الحضرمي، نا علي بن الحسن القصري، نا يحيى بن المتوكل، عن الصلت بن دينار، نا أبو نضرة العبدي، قال: كان أبو سعيد الخدري يعلمنا القرآن خمس آيات بالغداة و خمسا بالعشيّ ، و يخبر أن جبريل صلّى اللّه عليه و سلّم نزل بالقرآن خمس آيات خمس آيات.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، أنا أبو بكر الخطيب، أنا ابن رزقويه، أنا ابن السماك [أنا] (3) حنبل بن إسحاق، نا مسلم بن إبراهيم، نا المستمر بن الرّيّان، عن أبي

ص: 391


1- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام 170/3 من إسماعيل بن عياش.
2- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 63/3.
3- زيادة لازمة للإيضاح.

نضرة، قال: قلنا لأبي سعيد: أ لا نكتب منك ما نسمع ؟ قال: أ تريدون أن تجعلوها مصاحف ؟ إن نبيكم صلّى اللّه عليه و سلّم كان يحدّثنا الحديث فاحفظوا منّا كما حفظناه منه.

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو محمّد عبد اللّه بن يوسف - إملاء - و أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي - قراءة - قالا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا الحسن بن مكرم، نا عثمان بن عمر، أنا المستمر بن الرّيّان، عن أبي نضرة العبدي، قال: قلنا لأبي سعيد: لو كتبتم لنا فإنا لا نحفظ ، قال:

لا نكتبكم و لا نجعلها مصاحف، كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يحدّثنا فنحفظ فاحفظوا عنا كما نحفظ عن (1) نبيكم صلّى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو بكر أحمد بن علي، و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى. قالوا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد المظفّر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن حموية، أنا عيسى بن عمر، أنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن، أنا يزيد بن هارون، أنا الجريري، عن أبي نضرة، قال: قلت لأبي سعيد الخدري: أ لا تكتبنا فإننا لا نحفظ ، فقال: لا، إنا لن نكتبكم، و لكن احفظوا كما حفظنا نحن عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمّد، نا شجاع بن مخلد، و أبو خيثمة.

ح و أخبرنا أبو القاسم أيضا، و أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا عمر بن إبراهيم بن أحمد، نا أبو القاسم البغوي، نا أبو خيثمة، قالا: نا إسماعيل بن إبراهيم، عن الجريري، عن أبي نضرة قال: قلت لأبي سعيد (2):إنك تحدّثنا أحاديث معجبة، و إنّا نخاف أن نزيد أو ننقص (3)،فلو أنّا كتبنا، قال: لن نكتبكم و لن نجعله قرآنا، و لكن احفظوا عنا كما حفظنا - و في حديث عيسى: فلو اكتتبنا-.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، و علي بن عبد السيد بن محمّد بن عبد الواحد بن الصباغ، و أبو العباس أحمد بن علي بن الحسن بن نصر بن الباحمشي،

ص: 392


1- سقطت من الأصل و استدركت على هامشه.
2- بالأصل:«معبد» خطأ و الصواب ما أثبت فهو صاحب الترجمة.
3- بالأصل:«تزيد أو تنقص». و ما أثبت يوافق عبارة مختصر ابن منظور 277/9.

و أبو النجم بدر بن عبد اللّه الشّيحي، قالوا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، نا شعبة عن سعيد بن يزيد، سمع أبا نضرة يحدث عن أبي سعيد قال: تحدّثوا فإن الحديث يهيج الحديث، قال: قلت له:

اكتبني الحديث، قال: نريد أن تتخذه قرآنا، اسمع كما كنا نسمع.

أخبرنا أبو المعالي الفارسي، أنا أحمد بن الحسين البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، و أبو سعيد بن أبي عمرو، قالا: نا أبو العباس محمّد بن يعقوب، نا محمّد بن عبيد اللّه بن المنادي، نا روح، نا كهمس بن الحسن، عن أبي نضرة، قال: قلت لأبي سعيد الخدري: أكتبنا، فقال: لن نكتبكم، و لكن خذوا عنا كما كنا نأخذ عن نبي اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.

قال: فكان أبو سعيد يقول: تحدّثوا فإن الحديث يذكّر بعضه بعضا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن محمّد الفقيه، نا محمّد بن سعد، أنا أبو عبيد، عن حنظلة بن أبي سفيان.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان، نا القاسم بن خليفة، نا عمرو بن محمّد، عن حنظلة بن أبي سفيان، عن أشياخه قالوا: لم يكن أحد من أحداث أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أفقه من أبي سعيد الخدري.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب (1)، أنا محمّد بن علي الصلحي (2)،أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب، نا أبو جعفر محمّد بن معاذ الهروي، نا أبو داود السّنجي، نا الهيثم بن عدي، نا حنظلة بن أبي سفيان عن أشياخه، قال: لم يكن أحد من أحداث أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أعلم من أبي سعيد الخدري.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن الموازيني - قراءة - أنا أبو الحسين بن أبي

ص: 393


1- تاريخ بغداد 180/1.
2- في تاريخ بغداد: الصالحي.

نصر، أنا أبو بكر يوسف بن القاسم، أنا أحمد بن محمّد بن ساكن، نا علي بن الهيثم، نا المعلّى، نا علي بن مسهر، عن هشام بن عروة أخبره عن أبيه، عن عائشة قالت: ما علم أنس و أبي سعيد الخدري بحديث النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و إنما كانا (1) غلامين صغيرين ؟.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد، أنا أبو منصور محمّد بن أحمد، أنا أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه، أنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه، نا معاذ بن المثنّى، نا مسدّد، نا حمّاد بن زيد، عن يحيى بن عتيق، و أيوب، عن محمّد: أن أبا سعيد كان يصلّي فمرّ الحارث بين يديه، و أراد أن يمرّ بين يديه حتى همّ أن يأخذ بشعره فشكا الحارث إلى مروان فجاء أبو مسعود إلى مروان، فقال مروان: إن أطعتم هذا و أصحابه ليهوّدنّكم، فقال أبو مسعود: كذبت و اللّه، لو تهوّدت أنت و أبوك ما تهودنا معكما، قال أيوب: قال محمّد: صدق قد عرضت عليهم اليهودية في الجاهلية فأبوهما، كذا قال، و الصواب: أبو سعيد.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، أنا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط (2)،نا وهب - يعني ابن جرير - نا أبو عقيل الدّورقي، قال: سمعت أبا نضرة يحدث قال: و دخل أبو سعيد الخدري يوم الحرّة غارا، فدخل عليه رجل ثم خرج، فقال لرجل من الشام: أدلك على رجل تقتله، فلما انتهى الشامي إلى باب الغار قال لأبي سعيد و في عنق أبي سعيد السيف: اخرج إلي، قال: لا و إن تدخل عليّ أقتلك، فدخل الشامي عليه فوضع أبو سعيد السيف و قال: بؤ بإثمي و إثمك، و لتكن من أصحاب النار و ذلك جزاء الظالمين قال: أبو سعيد الخدري أنت ؟ قال: نعم قال: فاستغفر لي،[قال:] (3) غفر اللّه لك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية (4)،أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا يحيى بن

ص: 394


1- بالأصل:«كان» و الصواب ما أثبت عن م.
2- تاريخ خليفة بن خياط حوادث سنة 63 وقعة الحرة. و نقله الذهبي في سير الأعلام 170/3 من طريق أبي عقيل الدورقي.
3- ما بين معكوفتين زيادة للإيضاح.
4- بالأصل: حمويه، خطأ، و الصواب عن م، و انظر ترجمته في سير الأعلام 409/16.

عبّاد، نا أبو عقيل بشر بن عقبة، عن يزيد بن عبد اللّه بن الشخير (1)،قال: لما استبيحت المدينة - يعني يوم الحرّة - دخل أبو سعيد الخدري غارا فدخل عليه رجل من أهل الشام فقال: اخرج، فقال: لا أخرج و إن تدخل عليّ أقتلك، فدخل عليه فوضع أبو سعيد السيف و قال: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَ إِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحٰابِ النّٰارِ، وَ ذٰلِكَ جَزٰاءُ الظّٰالِمِينَ (2) قال: أنت أبو سعيد؟ قال: نعم،[قال:] (3) استغفر لي [قال:] (4)غفر اللّه لك.

قال: و نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، حدّثني يعقوب بن محمّد، عن هند بنت سعيد بن أبي سعيد، عن أبيها، عن أبي سعيد الخدري، قال:

لزمت بيتي ليالي الحرّة فلم أخرج، فدخل عليّ نفر من أهل الشام فقالوا: أيها الشيخ اخرج ما عندك، فقلت: و اللّه ما عندي، قال: قال: فنتفوا لحيتي و ضربوني ضربات، ثم عمدوا إلى بيتي فجعلوا ينقلون ما خفّ لهم من المتاع، حتى إنهم يعمدون إلى الوسادة و الفراش فينفضون صوفها و يأخذون الظرف، حتى لقد رأيت بعضهم أخذ زوج حمام كان في البيت، ثم خرجوا.

قال: و أنا محمّد بن سعد، أنا عفان بن مسلم، و موسى بن إسماعيل، قالا: نا سعيد بن زيد، نا أبو عبد اللّه الشقري، حدّثني إسماعيل بن رجاء بن ربيعة، عن أبيه قال: كنا عند أبي سعيد الخدري في مرضه الذي توفي فيه و هو ثقيل، قال: فأغمي عليه قال: فلما أفاق قلنا: الصلاة يا أبا سعيد فقال: كفاني - يعني - كفاني ما قد صلّيت-.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد بن يوة (5)،أنا أبو الحسن اللبناني، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا إسحاق بن إسماعيل، نا وكيع بن الجرّاح، نا إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، عن عمته أم النعمان بنت مجمع، عن ابنة أبي سعيد الخدري، قالت (6):لما حضر أبو سعيد بعث إلى نفر من

ص: 395


1- انظر الإصابة 35/2.
2- سورة المائدة، الآية:29.
3- ما بين معكوفتين زيادة منا للإيضاح.
4- ما بين معكوفتين زيادة منا للإيضاح.
5- ضبطت عن تبصير المنتبه.
6- بالأصل: قال.

أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فيهم ابن عباس، و ابن عمر، و أنس بن مالك، و جابر بن عبد اللّه فقال: لا يغلبنكم ولد أبي سعيد، إذا أنا متّ فكفنوني في ثيابي التي كنت أصلي فيها و أذكر اللّه فيها، و في البيت قبطيّة (1)-أو قطريّة (2)-و فكفنوني فيها، و أجمروا علي بوقية مجمر، و لا تضربوا على قبري فسطاطا، و لا تتبعوني بنار، و اجعلوا في سريري قطيفة أرجوان، و لا تتبعني باكية. قال: ففعلوا ما أمرهم.

أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز المكي - قراءة - أنا الحسن بن عبد الرّحمن بن الحسن، أنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس، نا محمّد بن إبراهيم بن عبد اللّه، نا عصام بن روّاد، نا سهل بن بشر النّيسابوري، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن الهاد، عن محمّد بن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن، قال: دخلنا على أبي سعيد الخدري و قد اغتسل و تكفن ينتظر الموت فسمعناه يقول: سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«إنّ الميت يبعث في ثيابه التي يموت فيها»، كذا رواه لنا المكي، و إنما يرويه ابن فراس، عن العباس بن محمّد بن الحسن بن قتيبة كذلك.

أخبرناه أبو جعفر المكي في كتابه، أنا الشافعي فذكره.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس، و أبو المجد معالي بن هبة اللّه بن الحسن بن علي بن الحبوبي (3)،قالا: أنا سهل بن بشر الأسفرايني، أنا أبو الحسن علي بن منير الخلاّل، أنا أبو محمّد الحسن بن رشيق، نا أحمد بن حمّاد بن مسلم، نا سعيد بن الحكم بن أبي مريم، أنا يحيى بن أيوب، و ابن لهيعة، عن ابن الهاد، عن محمّد بن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن قال:[دخلت] (4) على أبي سعيد الخدري عند موته فدعا بثياب جدد فلبسها ثم قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:«إنّ الميت يبعث في ثيابه التي يموت فيها»، فإذا متّ فلا تتبعوني (5) بنار و لا تجعلوا على قبري قطيفة حمراء، و لا تبكين عليّ باكية.

قال: و نا سعيد، أنا يحيى، عن ابن الهاد قال: دخلت على بنت لأبي سعيد يقال

ص: 396


1- القبطية بضم القاف، ثياب منسوبة إلى القبط يصنعونها بمصر، و هي ثياب بيض كتاب.
2- القطرية: ضرب من البرود، منسوبة إلى قطر بلد معروف، و القطرية بالكسر على غير قياس (القاموس).
3- تقرأ بالأصل:«الحبوي» و المثبت عن سير الأعلام، في ترجمة حمزة بن علي، ابن أخيه357/20.
4- بياض بالأصل، و اللفظة مستدركة عن مختصر ابن منظور 278/9.
5- بالأصل: تتبعني» و الصواب ما أثبت.

..... (1) الرحمن - أو أم عبد الرّحمن - فقلت لها: مثل من أنت حين مات أبوك ؟ قالت: جارية، فقلت لها: تحفظين منه شيئا أوصى به حين موته ؟ قالت: لا، إلاّ أنه دعا بثياب جدد فلبسها، قال: فقلت لها: هل رأيته صنع ذلك بأحد من أهله ؟ قالت: نعم صنع ذلك بأخ لي مات، فدعا بثياب جدد فألبسها إياه فقلت: اذكر شيئا عند موته قال:

و أنا أريد أن تخبرني (2) بحديث محمّد بن إبراهيم، قالت: نعم، لا تتبعوني بنار و لا تجعلوا عليّ قطيفة حمراء، و لا تبكين علي باكية. فكلّ ذلك صنعناه إلاّ البكاء و القطيفة.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة السّلمي، نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين محمّد بن الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا ابن عثمان، نا عبد اللّه - يعني ابن المبارك - أنا هشيم، عن عبد الحميد المدني، عن إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع بن جارية الأنصاري، عن أم عبد الرّحمن بنت أبي سعيد قالت (3):لما احتضر أبو سعيد حضره ابن عمر، و ابن عباس فقال لهما: إذا حملتم فأسرعوا. أي أسرعوا بي.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا الحاكم أبو أحمد، أنا محمّد بن مروان، نا هشام، نا عبد الرّحمن بن أبي الرجال، نا عمارة بن غزيّة، عن عبد الرّحمن بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه، قال: قال لي أبي: يا بني إني قد كبرت سني و حان مني، خذ بيدي، فاتكأ عليّ حتى جاء البقيع مكانا لا يدفن فيه فقال: إذا هلكت فادفنّي هاهنا، و لا تضربنّ عليّ فسطاطا، و لا تمشينّ معي بنار، و لا تبك عليّ باكية، و لا تؤذننّ (4) أحدا، و ليكن مشيك بي خببا فجعل الناس يأتوني فيقولون: متى نخرج به ؟ فأكره أن أخبرهم و قد نهاني، فقلت: إذا فرغت من جهازه فخرجت به من صدر يوم الجمعة، فوجدت البقيع قد ملئ عليّ ناسا.

ص: 397


1- بياض بالأصل قدر كلمة.
2- كذا بالأصل، و الظاهر: تخبريني.
3- بالأصل: قال، و الصواب ما أثبت.
4- بالأصل: يؤذنن.

أخبرنا أبو محمّد السّلمي، نا أبو بكر الخطيب.

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، نا محمّد بن هبة (1)،قالا: أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب قال: قال علي.

و أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم أخبرنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (2)،قال: قال علي: أبو سعيد مات بعد الحرّة بسنة (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر، أنا عبد الواحد بن محمّد بن عثمان، أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، نا إسماعيل بن إسحاق، قال: سمعت علي بن المديني يقول: و أبو سعيد الخدري سنة ثلاث و ستين - يعني مات - و كانت الحرّة سنة إحدى (4) و ستين، و مات أبو سعيد بعد الحرّة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، عن عبد العزيز بن عقبة، عن إياس بن سلمة، قال: مات أبو سعيد الخدري سنة أربع و ستين، و له عقب.

أخبرنا أبو البركات، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، نا الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال: قال الواقدي: مات أبو سعيد الخدري في سنة أربع و سبعين (5).

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن، أنا محمّد بن علي بن أحمد بن إبراهيم، أنا أحمد بن إسحاق بن خربان، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا التستري، نا خليفة

ص: 398


1- كذا ورد بالأصل، و في م: هبة اللّه.
2- التاريخ الكبير 44/4.
3- بعد ها في م: آخر الجزء و الثاني و الأربعين و المائتين.
4- كذا، في وقتها راجع الطبري و خليفة بن خياط و ابن الأثير.
5- كذا ورد هنا، و مثله في الاستيعاب 47/2 و لم يعزه لأحد، و نقله عن الواقدي أيضا الذهبي في السير 171/3 و ابن حجر في التهذيب 282/2.

العصفري (1) قال: و في سنة أربع و سبعين مات أبو سعيد الخدري.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، نا و أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب (2)، أنا أبو سعيد بن حسنويه، أنا عبد اللّه بن محمّد بن جعفر، نا عمر بن أحمد الأهوازي، نا خليفة بن خياط ، قال: و أنا أبو القاسم الأزهري، أنا محمّد بن العباس الخزّاز، أنا إبراهيم بن محمّد الكندي، نا أبو موسى محمّد بن المثنّى، قالا: مات أبو سعيد سنة أربع و سبعين.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمّد [الحسن] (3) بن علي الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص الفلاس، قال: و مات رافع بن خديج، و سلمة بن الأكوع، و أبو سعيد الخدري في سنة أربع و سبعين، و اسم أبي سعيد الخدري سعد بن مالك.

أخبرنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد في كتابيهما قالا: أنا أبو نعيم، نا محمّد بن علي بن حبيش، نا محمّد بن عبدوس بن كامل، نا محمّد بن عبد اللّه بن نمير، قال: مات أبو سعيد الخدري سنة أربع و سبعين.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، أنا أبو طاهر المخلّص - إجازة - أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمّد أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة أخبرني أبي، حدثني أبو عبيد قال: سنة أربع و سبعين فيها توفي أبو سعيد الخدري، و اسمه سعد بن مالك بالمدينة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي محمّد التميمي، أنا مكي بن محمّد، أنا أبو سليمان الرّبعي قال: و فيها - يعني سنة أربع و سبعين - مات أبو سعيد الخدري سعد بن مالك بن سنان.

2428 - سعد بن مرّة بن جبير الكندي

مولى آل كثير بن الصّلت المدني، شاعر

و قد على الوليد بن يزيد.

ص: 399


1- تاريخ خليفة بن خياط ص 271.
2- تاريخ بغداد 180/1-181.
3- زيادة لازمة للإيضاح.

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين (1)،أخبرني حبيب بن نصر المهلّبي، نا عمر بن شبّة، نا أبو غسان محمّد بن يحيى، قال: وفد سعد بن مرّة بن جبير مولى آل كثير بن الصّلت - و كان شاعرا - على الوليد فعرض له في يوم من أيام الربيع و قد خرج إلى متنزّه له فصاح به: يا أمير المؤمنين وافدك و زائرك و مولاك (2)،فتبادر الحرس إليه ليصدّوه عنه فقال (3):دعوه، ادن إلي، فدنا إليه، فقال له: من أنت ؟ قال: رجل من أهل الحجاز شاعر، قال: فتريد ما ذا؟ قال: تسمع مني أربعة أبيات.

قال: هات.

فقال:

شمن المخايل نحو أرضك بالحيا *** و لقين ركبانا بعرفك قفّلا

قال: ثم مه ؟ قال:

فعمدن نحوك لم ينخن لحاجة *** إلاّ وقوع الطير حين ترحلا

قال: إن هذا السير حثيث، ثم، قال: ما ذا؟ قال: *** يعمدن نحو موطّإ

يعمدن نحو موطّأ حجراته *** كرما و لم تعدل بذلك معدلا

قال: قد وصلت إليه، ثم قال:[فمه،؟ قال:] (4) *** لاحت لها نيران حيّا

لاحت لها نيران حيّا قسطل (5) *** فاخترن نارك في المنازل منزلا

قال: فهل غير هذا؟ قال: لا، قال: أنجحت وفادتك، و وجبت ضيافتك، أعطوه أربعة آلاف دينار، فقبضها و رحل.

2429 - سعد بن مسعود

أبو مسعود الصّدفي

عديد التجيبين، مصري.

ص: 400


1- الخبر في الأغاني 24/7 في ترجمة الوليد بن يزيد.
2- في الأغاني: و مؤملك.
3- القائل هو الوليد بن يزيد كما يفهم من عبارة الأغاني.
4- الزيادة للإيضاح عن الأغاني.
5- بالأصل:«حي قسطلا» صوبنا العبارة عن الأغاني.

حدّث عن: عبد الرّحمن بن حيويل، و عن رجل من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

روى عنه: الحارث بن يزيد الحضرمي، و يزيد بن أبي حبيب، و كعب بن علقمة، و عقبة بن مسلم، و عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، و حبيس بن عدي، و عبد الرّحمن بن يحيى، و عبيد اللّه بن زحر.

و وفد على سليمان بن عبد الملك.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا يحيى بن محمّد بن صاعد، أنا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا يحيى بن أيوب، عن عبيد اللّه بن زحر، عن سعد بن مسعود:

أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كان في مجلس فرفع نظره إلى السماء ثم طأطأ نظره ثم رفعه فسئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عن ذلك فقال:

«إن هؤلاء القوم كانوا يذكرون اللّه - يعني أهل مجلس أمامه - فنزلت عليهم السكينة تحملها الملائكة كالقبّة فلما دنت منهم تكلم رجل منهم بباطل فرفعت عنهم»[4710].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، قال: قرئ على أبي الحسن علي بن إبراهيم بن عيسى الباقلاني، و أنا حاضر قيل له: حدثك أبو بكر بن مالك، نا الحسن بن الطيب البلخي، نا قتيبة بن سعيد، نا بكر بن مضر، نا عبيد اللّه بن زحر، حدّثني سعد بن مسعود، عن رجل من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال:

«ليت شعري كيف أمتي بعدي، حين تتبختر رجالهم و تمرح نساؤهم، و ليت شعري حين تصيرون صنفين: صنفا ناصبي نحورهم في سبيل اللّه، و صنفا عمالا لغير اللّه»[4711].

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو محمّد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، و أبو بكر بن إسماعيل، قالا: نا يحيى بن محمّد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن بن حرب، أنا عبد اللّه بن المبارك، أنا إبراهيم بن نشيط الوعلاني (1)،أنا كعب بن علقمة قال: قال سعد بن مسعود التجيبي: إذا رأيت الرجل دنياه تزداد و آخرته تنقص، مقيما على ذلك، راضيا به فذلك المغبون الذي يلفت بوجهه و هو لا يشعر.

ص: 401


1- الوعلاني نسبة إلى و علان، بطن من مراد، ذكره السمعاني و ترجم له.(الأنساب: الوعلاني).

كتب إليّ أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن بن سليم، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: و أنبأني أبو عمرو بن مندة، عن أبيه، نا أبو سعيد بن يونس، نا القاسم بن عبيد اللّه بن سعيد بن كثير بن عفير، حدّثني ابن لهيعة، عن عقبة بن مسلم، عن سعد (1) بن مسعود قال: حبّ الدنيا رأس الخطايا.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه بن عبد الملك، أنا أبو القاسم بن أبي عبد اللّه، أنا حمد بن علي - إجازة-، ح قال: و أنا أبو طاهر الهمداني، أنا علي بن محمّد الفأفاء، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (2):حدّثني أبي، نا أبو شريك يحيى بن يزيد المرادي (3)،أنا ضمام بن إسماعيل قال: كان عمر بن عبد العزيز بعث سعد بن مسعود يفقههم و يعلمهم دينهم.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل السلامي، أنا أبو الحسن و أبو الفضل، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمّد - زاد أبو الفضل:

و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (4)،قال: سعد بن مسعود التجيبي و قال بعضهم: كندي، سمع عبد الرّحمن بن حيويل كوفي، روى عنه عبد الرّحمن الإفريقي، و يزيد بن أبي حبيب، و عبد الرّحمن بن يحيى، و قال لي عثمان بن صالح، عن بكر بن مضر، عن ابن زحر أن سعد بن مسعود من أهل حمص، و قال يحيى بن أيوب، عن يزيد، عن سعد بن مسعود التجيبي.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه، أنا أبو القاسم، أنا أبو علي إجازة، ح قال:

و أنا أبو طاهر، أنا علي، قالا: أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (5)،قال: سعد بن مسعود التجيبي الكندي مصري، روى عن عبد الرّحمن بن حيويل. روى عنه يزيد بن أبي حبيب، و عبد الرّحمن بن يحيى، و عبد الرّحمن الإفريقي، سمعت أبي يقول ذلك.

ص: 402


1- بالأصل: سعيد، خطأ، و هو صاحب الترجمة.
2- الجرح و التعديل 94/4-95.
3- ترجمته في سير الأعلام 459/11.
4- التاريخ الكبير 64/4.
5- الجرح و التعديل 94/4.

كتب إلي أبو الفضل بن سليم، و حدّثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا أبو بكر الباطرقاني، ح قال.

و أنبأنا أبو عمرو بن مندة، عن أبيه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس سعد بن مسعود التجيبي رجل من الصّدف عديد لبني زميلة بن تجيب (1)،يكنى أبا مسعود، كان عمر بن عبد العزيز أرسله إلى إفريقية يفقه أهلها في الدين، و له على سليمان بن عبد الملك وفادة، و كان رجلا صالحا، أسند حديثا واحدا، روى عنه الحارث بن يزيد، و عقبة بن مسلم، و يزيد بن أبي حبيب، و كعب بن علقمة، و حبيس بن عدي، و عبد الرّحمن بن زياد بن أنعم توفي في خلافة هشام بن عبد الملك.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (2)،قال: أما زميلة - بزاي مضمومة - فهو سعد بن مسعود التجيبي من الصّدف عديد لبني زميلة من تجيب، يكنى أبا مسعود، كان عمر بن عبد العزيز أرسله يفقه أهل إفريقية، و كان رجلا صالحا أسند حديثا واحدا، روى عنه الحارث بن يزيد، و عقبة بن مسلم، و يزيد بن أبي حبيب، و كعب بن علقمة و غيرهم، توفي في خلافة هشام بن عبد الملك.

2430 - سعد - و يقال: سعيد - بن مسعود المازني البصري

أقدمه عمر بن عبد العزيز حين شكي إليه لما ولي عمان من قبل عدي بن أرطأة الفزاري عامل عمر على البصرة.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمّد الشافعي، عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار، أنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر الشيرازي.

و أنبأنا أبو سعد بن الطّيّوري، عن عبد العزيز بن علي بن أحمد الأرحبي (3)، قالا: أنا عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمّة (4)،أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي يعقوب قال: و استعمل عدي بن أرطأة عمله (5) على البصرة سعد بن

ص: 403


1- بالأصل: نجيب، و في م:«بجيب»، و الصواب: تجيب، اسم قبيلة.
2- الاكمال لابن ماكولا 97/4.
3- كذا بالأصل و هو خطأ، و الصواب «الأزجي» كما في سير الأعلام 18/18 و في تاريخ بغداد 468/10: من أهل باب الأزج، و الأزجي نسبة إلى باب الأزج، محلة كبيرة ببغداد (الأنساب).
4- ترجمته في سير الأعلام 82/17.
5- كذا بالأصل و م.

أشوع و يقولون سعد بن مسعود المازني، أخا هداب بن مسعود على عمارة (1)،فشكي إلى عمر. فكتب عمر إلى عدي يلومه على استعماله سعد أو سعيد بن مسعود و يأمره بحمله إليه مقيدا ففعل.

حدّثني (2) الوليد بن شجاع بن الوليد أبو همّام بن أبي بدر، نا الوليد بن مسلم، نا أبو عمرو - يعني الأوزاعي - عن يحيى - يعني ابن كثير - قال: و حدثت عن سعيد بن عامر أيضا، أنا جويرية - يعني ابن أسماء - كلاهما أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى عدي بن أرطأة: إن استعمالك سعيد بن مسعود من الخطايا التي كتبها اللّه عليك.

و قال سعيد بن عامر في حديثه قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى عدي: إن استعمالك سعيد بن مسعود من الذنوب التي قدّر اللّه عليك.

2431 - سعد بن نمران الهمداني ثم الناعطي

2431 - سعد بن نمران الهمداني ثم الناعطي (3)

كان من تابعي أهل الكوفة، و بعث به زياد إلى معاوية بن أبي سفيان إلى عذراء بعقب ما وجه إليه بحجر بن عدي و أصحابه، فشفع فيه حمزة بن مالك الهمداني إلى معاوية فوهبه له و قد تقدم ذكر ذلك في ترجمة الأرقم بن عبد اللّه.

2432 - سعد بن يزيد الدّمشقي

روى عن واثلة بن الأسقع، لم يقع إليّ من حاله أكثر مما ذكرت.

2433 - سعد بن يسار، أبي الغادية بن سعد

المرّي - و يقال: الجهني (4)

- ولد في حياة النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و مسح على رأسه و سمّاه سعدا، و سكن الشام، و دخل على عبد الملك بالجابية، روى عن أبيه.

ص: 404


1- كذا، و قد تقدم في صدر الترجمة «عمان» و في م: عمان.
2- كذا بالأصل و م، و ثمة سقط في السند، فالوليد بن شجاع مات سنة 243 انظر ترجمته في سير الأعلام 24/12.
3- الناعطي نسبة إلى ناعط ، و هو بطن من همدان (الأنساب).
4- ترجمته في الإصابة 105/2 نقلا عن ابن عساكر. و فيها: المزني بدل المري. و سيرد في الخبر التالي «المزني» فلعل ما ورد هنا بالأصل:«المري» حرّف عن المزني.

روى عنه ابن ابنه مسرور بن مساور بن سعد.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمّد، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن سهل بن يحيى بن صالح بن حنة البزار - قراءة - و غيره في آخرين قالوا: أنا أبو الحسن مساور بن شهاب بن مسرور بن سعد بن أبي الغادية يسار بن سبيع المزني (1)،حدّثني أبي شهاب عن أبيه مسرور بن مساور، عن جده سعد بن أبي الغادية، عن أبيه قال: فقد النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أبا الغادية في الصلاة فإذا به قد أقبل فقال:

«ما خلّفك عن الصلاة يا أبا الغادية ؟» فقال: ولد لي مولود يا رسول اللّه فقال:«هل سمّيته ؟» فقال: لا، قال:«فجىء به»، فجاء به فمسح على رأسه بيده و سماه سعدا (2).

2434 - سعد أبو درّة الحاجب

تولى حجابة معاوية، و حجابة عبد الملك بن مروان.

سمع معاوية، و عمرو بن العاص، و النعمان بن بشير، و أبا مريم و غيرهم من الصحابة، له ذكر و لا أعلم له رواية.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي الصقر، أنا أبو القاسم هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر بن الصّوّاف، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسماعيل المهندس، نا أبو بشر محمّد بن أحمد بن حمّاد الدولابي (3)،نا عبد الرّحمن بن الحسن الدّمشقي، نا محمّد بن شعيب بن شابور، حدّثني أبو المعطّل مولى [بني] (4) كلاب، و قد كان أدرك معاوية بن أبي سفيان قال: أقبل رجل من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقال له أبو مريم، غازيا حتى بلغ الجفير (5) قال: و لا أعلم ما قال لنا أبو المعطل، و قد استأذن أبو مريم [على] (6) معاوية بدمشق حين مرّ بها، فلم يجد أحدا يأذن له، فلما بلغ الجفير ذكر حديثا سمعه من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، رجع حتى أتى باب معاوية،

ص: 405


1- كذا بالأصل و م و في صدر الترجمة: المري.
2- نقله ابن حجر في الإصابة 105/2.
3- الخبر في الكنى و الأسماء للدولابي 53/1 في ترجمة أبي مريم الأزدي.
4- الزيادة عن الدولابي.
5- في الدولابي: الحفير، بالحاء المهملة، انظر معجم البلدان (الحفير، و الجفير).
6- الزيادة عن الدولابي.

فقال لبعض من عليه: أ ما منكم أحد رشيد يقول لأمير المؤمنين: هاهنا أخوك أبو مريم، فلما سمعوا كلامه ذهب بعضهم إلى معاوية فقال: هاهنا رجل يقول: قولوا لأمير المؤمنين: هاهنا أخوك أبو مريم، فقال معاوية: ويحكم أ حبستموه ؟ فائذنوا له، فلما دخل عليه قال: مرحبا هاهنا، هاهنا يا أبا مريم، فقال أبو مريم: إني لم أجئك طالب حاجة، و لكن سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول:

«من أغلق بابه دون ذوي الفقر و الحاجة، أغلق اللّه عن فقره و حاجته باب السماء» قال: فأكبّ معاوية يبكي، ثم قال: ردّ حديثك يا أبا مريم. فردّه، ثم قال معاوية: ادعوا لي سعدا، و كان حاجبه، فدعي فقال: يا أبا مريم حدّثه أنت كما سمعت، فحدثه أبو مريم فقال معاوية لسعد: اللّهم إني أخلع هذا من عنقي و أجعله في عنقك، من جاء يستأذن فائذن له. فقضى اللّه على لساني ما قضى.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني، قال: سعد أبو درّة كان حاجب [معاوية] (1) ثم حجب عبد الملك بن مروان.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (2)،قال: أما درّة بتشديد الراء سعد أبو درّة، و كان حاجب معاوية بن أبي سفيان، ثم حجب عبد الملك بن مروان.

2435 - سعد الغساني

له ذكر في حرب أبي الهيذام (3).

قرأت بخط أبي الحسين الرازي، و ذكر أنه مما أفاده بعض أهل دمشق عن أبيه عن جده و أهل بيته من..... (4) قال: و قال سعد الغسّاني:

من له في الطعن و الضراب *** فليلقني تحت الغبار الهابي

ص: 406


1- زيادة للإيضاح عن م.
2- الاكمال لابن ماكولا 320/3 و 321.
3- كان رأس المضربة بدمشق لما هاجت الفتنة بين المضرية و اليمنية و ذلك في سنة 176 و اسم أبي الهيذام عامر بن عمارة بن خريم الناعم انظر الكامل لابن الأثير - بتحقيقنا 34/4 حوادث سنة 176.
4- غير واضحة بالأصل و م و صورتها فيهما:«المديين».

في

صحبة غرّ من الأصحاب *** يلمع في كفي كالشهاب

ليس إذا كر به بالقاني *** يحملني كالوعل الوثاب

نهد المشاش طيب الأنساب *** مقابل النسبة في الغراب

2436 - سعد الأيسر - و يقال: الأعسر - التركي

2436 - سعد الأيسر - و يقال: الأعسر - التركي (1)

ولي إمرة دمشق من قبل أبي الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون.

قرأت بخط أبي الحسين الرازي، حدّثني إبراهيم بن محمّد بن صالح، قال:

و وافى أبو الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون بعد وقعة الطواحين (2) دمشق فأقام بها مدة، ثم خرج و ولّى على دمشق سعد الأعسر (3) في سنة اثنتين و سبعين و مائتين، قال:

فذكر أبو الجيش يوما في مجلس سعد الأعسر بدمشق فغمصه سعد و قال: من ذاك الصبي ؟ أنا أخذت له دولته - أراد به أنه الذي هزم المعتضد يوم وقعة الطواحين (4)-فبلغ ذلك أبا الجيش، فكتب إلى سعد أن يصير إلى مصر، فتثاقل سعد الأعسر عن المصير إليه، فخرج أبو الجيش من مصر في شهر رمضان سنة ثلاث (5) و سبعين و مائتين يريده فبلغ سعدا خروج أبي الجيش إليه فخرج من دمشق يتلقاه فالتقوا في قصر نخلة فيما بين الرملة و بيت المقدس، فلما دخل إليه سعد قام إليه أبو الجيش بنفسه فقتله، و اضطرب الناس بدمشق لقتله، و كان سعد الأعسر قد فتح طريق الشام للحاج لأن الأعراب كانوا قد تغلبوا على الطريق قبل ولاية سعد و كان قد بطل الحج من طريق الشام ثلاث سنين فخرج سعد إلى الاعراب و واقعهم و قتل منهم خلقا عظيما، و فتح الطريق للحاج، و كانت

ص: 407


1- أخباره في الطبري (حوادث سنة 271) و الكامل لابن الأثير بتحقيقنا حوادث سنة 271 و وقع فيه سعيد الأيسر، و النجوم الزاهرة 50/3 و ولاة مصر للكندي ص 259.
2- موضع قرب الرملة من أرض فلسطين بالشام كانت عنده الوقعة المشهورة بين المعتضد أبي العباس، و خمارويه بن أحمد بن طولون.
3- في النجوم الزاهرة و ولاة مصر للكندي: سعد الأيسر.
4- و كان خمارويه قد انهزم في وقعة الطواحين و مضى عائدا مهزوما إلى مصر، إذا خرج كمين له مع سعد الأيسر - و لم يعلم سعد أن خمارويه قد انهزم - فحارب سعد الأيسر ابن الموفق حتى هزمه و أزاله عن عسكره ثم مضى إلى دمشق و استولى عليها. (انظر النجوم الزاهرة 50/3).
5- في ولاة مصر للكندي ص 260: خرج خمارويه إلى الشام في ذي القعدة سنة 272 مقتل سعد الأيسر.. ثم دخل دمشق يوم الثلاثاء سابع المحرم سنة 273 (و انظر 51/3).

وقائعهم في الموضع المعروف بالقسطل (1) فأحبه أهل دمشق و اغتموا لقتله فصاح الناس بدمشق و ضجوا في المسجد الجامع، و دعوا على من قتله و افتتن البلد حتى وافاهم أبو الجيش فهدأ البلد و الناس، و بعث إلى طريق الحاج من أصلحها و فرق في دمشق مالا عظيما على الفقراء و المساكين و المستورين و أهل العلم، و مال إليه أهل دمشق و أحبّوه، و خرج إلى مصر، و لا على دمشق عبد اللّه بن الفتح، و بلغني من وجه آخر أن أبا الجيش خرج من مصر سنة ثلاث و سبعين و مائتين إلى الشام و قد تملأ صدره غيظا على سعد الأيسر، و سعى به إليه و سعد يومئذ على دمشق فلما صار إلى الرملة تلقاه بها سعد فأمر به فقتل و أنفذ طبارجي إلى دمشق.

ص: 408


1- موضع بين حمص و دمشق، و قيل: اسم كورة هناك، و قسطل: موضع قرب البلقاء من أرض دمشق في طريق المدينة (ياقوت).

ذكر من اسمه سعر

2437 - سعر بن سوادة العامري

ذكر من اسمه (1) سعر

2437 - سعر بن سوادة العامري (2)

قدم الشام تاجرا، و عاين ملك آل (3) جفنة بأعمال دمشق، حدث عن مصدّقي النبي صلّى اللّه عليه و سلّم.

روى عنه مسلم بن شعبة البكري، و أبو عتوارة الخفاجي.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (4)،حدّثني أبي، نا وكيع، نا زكريا بن إسحاق (5)،عن عمرو بن أبي سفيان، سمعه منه عن مسلم بن ثفنة، قال: استعمل ابن علقمة أبي على عرافة قومه و أمره أن يصدقهم. قال: فبعثني أبي في طائفة لآتيه بصدقتهم قال: فخرجت حتى أتيت شيخا كبيرا يقال له سعر فقلت: إن أبي بعثني إليك لتؤدي صدقة غنمك. قال: ابن أخ، و أيّ نحو تأخذون ؟ قلت: نختار حتى أنا لنشبّر ضروع الغنم. قال: ابن أخي، فإني أحدثك أني كنت في شعب من هذه الشعاب في غنم لي على عهد النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فجاءني رجلان على بعير فقالا: نحن رسولا النبي صلّى اللّه عليه و سلّم إليك لتؤدي صدقة غنمك، قلت: ما علي فيها؟ قالا: شاة. قال: فأعمد إلى شاة قد علمت مكانها ممتلئة مخضا و شحما

ص: 409


1- زيادة لازمة للإيضاح.
2- ترجمته في الاستيعاب 133/2 هامش الإصابة، أسد الغابة 229/2 الإصابة 42/2. و في الاستيعاب: سعر بن شعبة. و سعر بفتح أوله و سكون ثانيه و آخره راء، كما في الإصابة، و في الاكمال بكسر السين.
3- بالأصل:«إلى جفنة».
4- مسند الإمام أحمد 414/3-415.
5- في المسند: بن أبي إسحاق.

فأخرجتها (1) إليهما فقالا: هذه الشافع (2)-و الشافع: الحامل (3)-و قد نهانا النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أن نأخذ شافعا. قلت: فأيّ شيء؟ قالا: عناقا (4) جذعة (5)،أو ثنية، قال: فأعمد إلى عناق معتاط - قال: و المعتاط التي لم تلد ولدا و قد حان ولادها - فأخرجها (6) إليهما، فقالا:

ناولناها فدفعتها إليهما فجعلاها معهما على بعير هما ثم انطلقا.

قال عبد اللّه: سمعت أبي يقول: كذا قال وكيع: مسلم بن ثفنة صحف و قال روح: بن شعبة، و هو الصواب. قال أبي: و قال بشر بن السري: لا إله إلاّ اللّه هو ذا ولده هاهنا (7)-يعني مسلم بن شعبة.

قال (8):و حدّثني أبي، نا روح، نا زكريا بن إسحاق (9)،حدّثني عمرو بن أبي سفيان، نا مسلم بن شعبة: أن علقمة استعمل أباه على عرافة قومه. قال مسلم: فبعثني - أبي بصدقة طائفة من قومي، قال: فخرجت حتى آتي شيخا يقال له سعر في شعب من الشعاب فقلت: إن أبي بعثني إليك لتعطيني صدقة غنمك، قال: أيّ ابن أخي، و أيّ نحو تأخذون ؟ فقلت: تأخذ أفضل مأخذ. فقال الشيخ: فو اللّه إني لفي شعب من هذه الشعاب في غنم لي، إذ جاءني رجلان مرتدفان فقالا: إنا رسولا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بعثنا إليك لتؤتينا صدقة غنمك، قلت: و ما هي ؟ قالا: شاة، قال: فعمدت إلى شاة قد علمت مكانها ممتلئة مخاضا أو مخاضا و شحما، فأخرجتها إليهما فقالا: هذه شافع و قد نهانا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أن نأخذ شافعا - و الشافع: التي في بطنها ولدها - قال: فقلت: فأي شيء تأخذان ؟ فقالا: عناقا جذعة أو ثنية، قال: فأخرج لهما عناقا قال: فقالا: ارفعها (10)إلينا، فتناولاها و جعلاها معهما على بعير هما.

ص: 410


1- بالأصل: فأخرجتهما و المثبت عن المسند.
2- الشافع: ناقة أو شاة شافع: في بطنها ولد يتبعها آخر، سميت شافعا لأن ولدها شفعها أو شفعته (القاموس).
3- في المسند: الحائل.
4- العناق: الأنثى من أولاد المعز.
5- الجذعة: الشاة التي في السنة الثانية.
6- كذا، و في المسند: فأخرجتها، و هو الظاهر.
7- بالأصل: هل هنا، و المثبت عن المسند.
8- مسند أحمد 415/3.
9- كذا وقع هنا «بن إسحاق» و مثله في المسند.
10- و تقرأ أيضا:«ادفعها» و هي عبارة المسند، و في م: ارفعها.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمّد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد، و أبو الحسين الأصبهاني، قالا: أنا أحمد بن عبدان الحافظ ، نا محمّد بن سهل المقرئ، نا محمّد بن إسماعيل (1)،قال: سعر الدّؤلي قال لنا معاذ بن أسد: أنا ابن المبارك، أنا عمرو بن أبي سفيان الجمحي أن جابر بن سعر الدّيلي من كنانة أخبره أن أباه قال: كنت في غنم لنا بالمخمص فأتاني رجلان على بعير واحد فقالا: نحن رسول (2)رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في الصّدقة، قلت: و ما الصدقة ؟ قالا: شاة من غنمك، فقمت لهما إلى لبون كريمة، قالا: إنا لم نؤمر بهذه، فقمت إلى عناق إما جذعة و إما ثنية ناصة، و الناصة: الشخيصة (3)،فوضعاها بينهما ثم دعوا لي بالبركة، و مضيا. و قال لي الحزامي: حدّثني عبد اللّه بن موسى، حدّثني أسامة، عن أبي مرارة الجهني، عن ابن سعر أخبرنيه ابن سعر، عن أبيه: كنت في ناحية مكة فجاء رجل فقال: أنا رسول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و قال لي الجعفي: نا بشر بن السري، نا زكريا بن إسحاق، عن عمرو بن [أبي] سفيان، عن مسلم بن شعبة البكري، كان أبي غلاما - و صوابه عاملا - لابن علقمة، فبعثني آخذ الصدقة فإذا شيخ من بني بكر فقلت: بعثني أبي إليك لتعطيني صدقة غنمك، قال: إنّي كنت في زمن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في بعض هذه الشّعاب فجاءني رسول [فقال] (4) إني [رسول] (5) رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم. و قال ابن سلام: نا وكيع، عن زكريا، أخبرني عمرو بن أبي سفيان الجمحي، عن مسلم بن ثفنة (6) استعمل ابن علقمة أبي فبعثني فأتيت شيخا يقال له ابن سعر قال: كنت في شعب، فقال بشر بن السري - هو ابن شعبة - هو ذا ولده، هاهنا.

كتب إليّ أبو محمّد عبد اللّه بن علي بن الآبنوسي، أنا أبو الفضل عبيد اللّه، و أبو الحسين محمّد ابنا أحمد بن علي الكوفي، بقراءتي عليهما، قالا: أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمّة الخلاّل، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن

ص: 411


1- التاريخ الكبير 199/4.
2- كذا بالأصل و البخاري و م.
3- البخاري: الشحيمة.
4- الزيادة لازمة عن البخاري، و في م: فجاءني رسول إني رسول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.
5- الزيادة لازمة عن البخاري، و في م: فجاءني رسول إني رسول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.
6- في البخاري: شعبة.

يعقوب بن شيبة، نا جدي، حدّثني أبو حبيب العميري، حدّثني إسحاق بن عبد اللّه الحمراني من ولد حمران بن أبان، عن أبيه قال: كنت أجلس إلى قوم من ولد السّعر بن سوادة، فحدثوني أن السّعر بن سوادة قال: كنت عسيفا (1) لعقيلة من عقائل العرب لا أربا متجرا فيه فضل درهم إلاّ أتيته فقدمت من الشام فدخلت مكة ليلا فلما بقر عني قميص الليل إذا قباب منصوبة مع شعف الجبال عليها أنطاع طائفية (2)،و إذا رجل أزهر اللون كأن الشعرى يتوقد في جبينه على كرسي ساسم - يعني الآبنوس - بيده قضيب يتخصر به، و إذا بين يديه ثلاثون كهلا ما يفيضون بكلمة، و إذا غلمان مشمرون إلى أنصاف سوقهم، و إذا جزائر تنحر و جزائر تساق و جزائر (3) و جزائر تطبخ و إذا أكلة و حثثة على الطهاة و إذا قائل يقول: يا وفد اللّه هلموا إلى الغداء، و إذا أنيسان على مدرجة من أكل يقولان: يا وفد اللّه من تغدّى فليرجع إلى العشاء، و قد كان خبر بالشام نما إليّ أن النبي المبعوث قد طلعت نجومه فظننته ذلك الرجل فوقفت بين يديه، فقلت: السلام عليك يا نبي اللّه فقال لي: صه، و لما و كأن قد وليتني. قال: فقلت لرجل إلى جنبه: من هذا الرجل ؟ فقال لي: هذا أبو نضلة، هذا هاشم بن عبد مناف قال: قلت: هذا المجد! لا مجد بني جفنة.

أخبرناه أعلى من هذا على إرسال فيه، أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الغنائم حمزة بن علي بن محمّد بن عثمان بن عمران بن سهل بن نصر بن حميد بن حامد المعروف بابن السواق البندار، و أبو منصور محمّد بن محمّد العكبري، قالا: أنا أبو الفرج أحمد بن عمر بن عثمان بن أحمد بن الحسن بن جعفر المعروف بابن البغل الغضاري، أنا أبو محمّد جعفر بن محمّد بن نصير الخواص، نا أبو العباس أحمد بن محمّد بن مسروق، حدّثني محمّد بن محمّد بن سليمان الطّفاوي، نا إسحاق بن عبد اللّه بن حمدان بن عبد اللّه بن حمران بن أبان، قال: قال السّعر بن سوادة العامري: كنت عسيفا لعقيلة من عقائل العرب أتهم و أشام، لا أدع مطرحا فيه ربا في متجر إلاّ نزعت إليه، فقدمت من الشام بخرثة (4) و أثاثة أريد كبّة (5) الموسم، فأتيت منى

ص: 412


1- العسيف: الأجير و العبد المستعان به.
2- نسبة إلى الطائف.
3- كذا مكررة.
4- الخرأة: أثاث البيت أو أردأ المتاع.
5- الكبة: الزحام.

مسرعا فلما تعرّى عني قميص الليل، إذا أنا بقباب شامية من أدم مع شعف الجبال مضروبة بأنطاع الطائف، و إذا أنا بجزائر تنحر، و أخر تساق، و إذا أنا برجل كأن الشّعرى توقد في جبينه، كأن في وجهه اليساريع، عليه عمامة سوداء قد أخرج من ملاءتها جمّة فينانة على كرسي ساسم تحته نمرقة، بيده قضيب يتخصر به، حوله مشيخة جلة نواكس الأذقان ما منهم أحد يفيض بكلمة، و إذا أنا بأكلة و حثثة على الطهاة ألا تعجلوا، و إذا أنا برجل مجهر على نشز ينادي: يا وفد اللّه من تغدّى فليرجع إلى العشاء فجهزني (1) ما رأيت، و قد كان نمي عن حبر من أحبار الشام أن النبي المبعوث هذا أوانه فدنوت فقلت: السلام عليك يا نبي اللّه فقال لي: مه لما و كأن قد وليتني، فقلت لرجل: من هذا؟ قال: هذا أبو نضلة هاشم بن عبد مناف، قال: فقلت: هذا و اللّه المجد، لا مجد بني جفنة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا عبد اللّه بن الحسن الخلاّل، أنا الحسن النّوبختي، نا علي بن عبد اللّه، نا عبد اللّه بن أبي سعد، حدّثني إسحاق بن محمّد الكوفي، نا العلاء بن الفضل، نا عبّاد، و داود ابنا كسيب (2)،عن أبي عتوارة الخفاجي، عن سعد بن سوادة العامري، قال: كنت عسيفا لعقيلة من عقائل الحي أركب لها الصّعبة و الذّلول، أتهم مرة و أنجد أخرى، لا ألين (3) مطردا في متجر من المتاجر إلاّ أتيته، يدفعني الحزن إلى السهل، أو السهل إلى الحزن، فقدمت من الشام بخرثة و أثاث أريد به كبّة العرب و دهماء (4) الموسم (5)،فدفعت إلى مكة بليل مسدف فحططت عن ركابي، و أصلحت من شأني، فلما أضاء لي جلباب الفجر رأيت قبابا تناغي شعف الجبال، مجلّلة بأنطاع الطائف، فإذا بدن تنحر و أخر تساق، و إذا طهاة و حثثة على الطهاة: ألا اعجلوا، و إذا رجل قائم على نشز من الأرض ينادي: يا وفد اللّه، الغداء، و إذا رجل آخر على مدرجة الطريق ينادي: ألا من طعم فليرجع للعشاء، قال: فجهرني ما رأيت، فدفعت إلى عميد (6) القوم، فإذا أنا به جالس على عرش له أبنوس، تحته نمرقة خزّ

ص: 413


1- كذا، و لعله:«فجهرني» و في م:«فجهدي».
2- في الإصابة: عباد بن أبي كسيب.
3- في مختصر ابن منظور: لا أليق مطردا.
4- الدهماء: العدد الكثير و جماعة الناس و السواد الأعظم (القاموس).
5- بالأصل: الوسم، و الذي أثبت يوافق عبارة مختصر ابن منظور 281/9.
6- بالأصل و م: عبيد القوم، و الذي أثبت يوافق عبارة المختصر.

حمراء، متّزر بيمنة مرتد ببرد، له جمّة فينانة قد لاث عليها عمامة خزّ سوداء، فكأني انظر إلى أطراف جبته (1) كالعناقيد من تحت العمامة، فكأن الشعرى تطلع في وجهه، و إذا خوادم حواسر عن أذرعهم، و مشمّرين عن سوقهم، و إذا مشايخ جلة حفوف بعرشه، ما يفيض أحد منهم بكلمة، و قد كان نمي إليّ عن حبر من أحبار الشام أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم الأميّ هذا أوان توكّفه (2) فقلت: عله و عسيت أن أفقّه به، فدنوت، فقلت: السلام عليك يا رسول اللّه فقال: لست به، و كأن قد وليتني به، فقلت لبعض المشيخة: من هذا؟ قالوا:

أبو نضلة هاشم بن عبد مناف، قال: فقلت: هذا و اللّه الشرف و الثناء الذي لا ينكر.

قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني، قال: و أما سعر فسعر بن سوادة، و هو القائل: كنت عسيفا لعقيلة من عقائل العرب، و هو الدؤلي له صحبة. روى عنه ابنه جابر بن سعر.

قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا (3)،قال: و أما سعر بكسر السين المهملة و آخره راء فهو سعر بن سوادة، و هو القائل: كنت عسيفا لعقيلة من عقائل العرب.

ص: 414


1- كذا، و لعله: جمته.
2- توكف الخبر: انتظره و ترقبه.
3- الاكمال لابن ماكولا 298/4.

الفهرس

حرف السين سابق 2358 - سابق بن عبد اللّه أبو سعيد و يقال: أبو أمية، و يقال: أبو المهاجر، الرّقّي، المعروف بالبربري الشاعر 3

ذكر من اسمه سابور 2359 - سابور بن الجبري المعلم 17

ذكر من اسمه ساتكين 2360 - ساتكين المعروف بسهم الدولة 18

2361 - ساتكين بن أرسلان أبو منصور التركي المالكي الأديب 19

2362 - سارية بن زنيم بن عمرو بن عبد اللّه بن جابر بن محمية ابن عبد بن عدي بن الدّئل بن عبد مناة بن كنانة الدؤلي و يقال: الأسدي، أبو زنيم 19

ذكر من اسمه سالم 2363 - سالم بن أبي أمية أبو النضر 29

2364 - سالم بن حامد 38

2365 - سالم بن ربيعة 39

2366 - سالم بن سلمة بن نوفل بن عبد العزّى بن أبي نصر ابن جهمة بن مطرود بن مازن بن عمرو بن عميرة بن عمرو ابن الحارث بن تيم بن سعد بن هذيل بن مدركة و يقال: ابن سلمة ابن عمرو أبو سبرة الهذلي البصري من بني سعد بن هذيل 41

ص: 415

2367 - سالم بن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزّى ابن قرط بن رياح بن عبد اللّه بن رزاح بن عدي بن كعب ابن لؤي أبو عبد اللّه، و يقال: أبو عبيد اللّه، و يقال: أبو عمر العدوي المدني الفقيه 48

2368 - سالم بن عبد اللّه أبو عبيد اللّه المحاربي 75

2369 - سالم بن عبد اللّه المدني مولى محمّد بن كعب القرظي 78

2370 - سالم بن عبد اللّه و يقال ابن عبد الرّحمن أبو العلاء مولى هشام بن عبد الملك و كاتبه 79

2371 - سالم بن المنذر البيروتي 81

2372 - سالم بن وابصة بن معبد الأسدي الرّقّي 81

2373 - سالم أبو الزعيزعة مولى مروان بن الحكم 88

2374 - سالم الثقفي 90

2375 - سالم خادم ذي النون الإخميمي 90

ذكر من اسمه سائب 2376 - السّائب بن أحمد بن حفص بن عمر بن صالح بن عطاء ابن السّائب بن أبي السائب أبو عطاء القرشي المخزومي العماني 94

2377 - السائب بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعيد بن سعد ابن سهم و يقال: عدي بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب ابن لؤي القرشي السهمي 95

2378 - السائب بن حبيش الكلاعي 97

2379 - السائب بن عمر بن حفص بن عمر بن صالح بن عطاء ابن السائب بن أبي السائب المخزومي العمامي 101

2380 - السائب بن قيس السّهمي 101

2381 - السائب بن مهجان و يقال: ابن مهجار 102

2382 - السائب بن يزيد بن سعيد بن ثمامة بن الأسود بن عبد اللّه ابن الحارث الولاّدة بن عمرو بن معاوية بن الحارث الأكبر بن معاوية ابن ثور بن مرتع بن معاوية بن كندة و هو عفير بن عدي بن الحارث أبو يزيد الكندي، ابن أخت نمر 106

2383 - السّائب بن يسار أبو جعفر المديني، مولى بني ليث 122

ص: 416

ذكر من اسمه سباع 2384 - سباع أبو محمّد الموصلي الزاهد 124

ذكر من اسمه سبرة 2385 - سبرة، و يقال: سمرة بن العلاء بن الضخم الدمشقي 126

2386 - سبرة، و يقال: سمرة بن فاتك الأسدي 126

2387 - سبرة بن معبد و يقال: ابن عوسجة بن حرملة بن سبرة ابن خديج بن مالك بن عمرو بن ذهل بن ثعلبة بن رفاعة بن نصر ابن سعد بن ذبيان بن رشدان بن قيس بن جهينة أبو ثرية الجهني 132

ذكر من اسمه سبكتكين 2388 - سبكتكين أبو منصور التركي 137

2389 - سبكتكين بن عبد اللّه أبو منصور التركي 137

2390 - سبيع بن المسلّم بن علي بن هارون أبو الوحش المقرئ الضرير، المعروف بابن قيراط 139

2391 - سبيع بن يزيد الحضرمي و يقال الأنصاري 141

ذكر من اسمه سحاج 2392 - سحاج الموصلي ذكر من اسمه سحبان 2393 - سحبان المعروف بسحبان وائل 143

ذكر من اسمه سحيم 2394 - سحيم بن المحرم 144

2395 - سحيم بن المهاجر 144

ذكر من اسمه سختكين 2396 - سختكين الملكي المعروف بشهاب الدولة 147

ذكر من اسمه سديف 2397 - سديف بن ميمون المكي 148

ذكر من اسمه سراقة 2398 - سراقة بن عبد الأعلى بن سراقة الأزدي أخو عثمان بن عبد الأعلى 153

ص: 417

2399 - سراقة بن عبد الرّحمن 153

2400 - سراقة بن عمرو بن عطية بن خنساء بن مبذول بن عمرو ابن غنم بن مازن بن النّجّار 154

2401 - سراقة والد عبد الأعلى بن سراقة الأزدي 159

ذكر من اسمه سرجون 2402 - سرجون بن منصور الرومي 161

ذكر من اسمه سرح 2403 - سرح اليرموكي 162

ذكر من اسمه سريع 2404 - سريع المخزومي الكوفي 163

ذكر من اسمه سري 2405 - السري بن زياد بن علاقة و يقال ابن زياد بن أبي كبشة السكسكي 165

2406 - السري بن المغلس أبو الحسن السقطي البغدادي الصوفي 165

2407 - السّري 199

ذكر من اسمه سعادة 2408 - سعادة بن الحسن بن موسى بن عبد اللّه بن الفرج أبو القاسم الفارقي 200

ذكر من اسمه سعد اللّه 2409 - سعد اللّه بن صاعد بن المرجّى بن الحسين أبو المرجّى ابن الخلاّل الرحبي 201

ذكر من اسمه سعد 2410 - سعد بن أحمد بن محمّد أبو القاسم النسوي القاضي 203

2411 - سعد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف بن عبد عوف ابن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب أبو إسحاق و يقال: أبو إبراهيم القرشي الزهري المدني القاضي 204

2412 - سعد بن تميم أبو بلال السكوني، والد بلال بن سعد 226

2413 - سعد بن الجون السكوني الحمصي 231

2414 - سعد بن حمير بن مالك الهمداني 231

ص: 418

2415 - سعد بن حميل بن شبث بن أساف بن هذيم بن عدي ابن جناب بن هبل بن عبد اللّه بن كنانة بن بكر بن عوف ابن عذرة القضاعي 232

2416 - سعد بن زياد أبو عاصم مولى سليمان بن علي 232

2417 - سعد بن أبي سعد أبو صالح الفرغاني 235

2418 - سعد بن سلامة بن حابس أبو الحسن المؤدب الداراني الإمام 236

2419 - سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن أبي خزيمة و يقال: حارثة ابن حرام بن خزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب ابن الخزرج بن حارثة أبو ثابت و يقال: أبو قيس الخزرجي 237

2420 - سعد بن عبد اللّه البزاز 270

2421 - سعد بن عبد اللّه العجمي 272

2422 - سعد بن علي بن محمّد بن علي بن الحسين أبو القاسم الزنجاني الحافظ 273

2423 - سعد بن علي بن محمّد بن أحمد أبو الوفاء النسوي القاضي 275

2424 - سعد بن محمّد بن سعد و يقال: ابن عبد اللّه بن سعد أبو محمّد و يقال: أبو العباس البجلي البيروتي القاضي 276

2425 - سعد بن محمّد بن يوسف بن محمّد بن غسّان بن عبد الرّحمن ابن بشر بن عبد اللّه بن حارس بن همام بن مرة بن ذهل ابن شيبان أبو رجاء الشيباني القزويني 278

2426 - سعد بن مالك أبي وقاص بن أهيب و يقال: وهيب بن عبد مناف ابن زهرة بن كلاب أبو إسحاق الزهري 280

2427 - سعد بن مالك بن سنان بن ثعلبة بن عبيد بن الأبجر و اسمه خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج أبو سعيد الخدري 373

2428 - سعد بن مرّة بن جبير الكندي مولى آل كثير بن الصّلت المدني، شاعر 399

2429 - سعد بن مسعود أبو مسعود الصدفي 400

2430 - سعد و يقال: سعيد بن مسعود المازني البصري 403

2431 - سعد بن نمران الهمداني ثم الناعطي 404

2432 - سعد بن يزيد الدمشقي 404

2433 - سعد بن يسار، أبي الغادية بن سعد المرّي و يقال: الجهني 404

2434 - سعد أبو درّة الحاجب 405

ص: 419

2435 - سعد الغساني 406

2436 - سعد الأيسر و يقال: الأعسر التركي 407

ذكر من اسمه سعر 2437 - سعر بن سوادة العامري 409

فهرس الجزء العشرون 415

ص: 420

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.