تاریخ مدینة دمشق المجلد 19

هویة الکتاب

تاريخ مدينة دمشق و ذكر فضلها و تسمية من حلها من الأمائل أو اجتاز بنواحيها من وارديها و أهلها

تصنيف الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة اللّه بن عبد اللّه الشافعي المعروف بابن عساكر

499 ه-571 ه

تفاصيل النشر: بیروت: دارالفکرالمعاصر؛ دمشق: دارالفکر دمشق: معهد الفتح الاسلامي، 1420ق.= 1999م.= 1378 -

دراسة و تحقيق علي شيري

عدد المجلدات: 80

لسان: العربية

ابراهيم بن عبد اللّه - ارتاش بن تتش

دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع

تصنيف الكونجرس: DS99 /د8 1378 الف243015

تصنيف ديوي: 956/9144

موضوع: تاريخ الإسلام | التاريخ والجغرافيا المحلية | الترجمة الجماعية | رجال

ص: 1

اشارة

ص: 2

الجزء التاسع عشر

تتمة حرف الزاء

ذكر من اسمه زرعة

2246 - زرعة بن إبراهيم

2246 - زرعة بن إبراهيم (1)

روى عن عطاء، و خالد بن اللّجلاج، و جناح مولى الوليد بن عبد الملك، و نافع مولى ابن عمر، و عمر بن عبد العزيز.

روى عنه: سعيد بن أبي هلال، و محمد بن إسحاق، و محمد بن شعيب بن شابور، و عثمان بن حصن بن علاّق، و عمرو بن واقد، و عبد ربه بن ميمون الأشعري، و عمارة بن غزية (2)،و داود بن قيس المدني.

أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن سهل بن عمر الفقيه، و أبو القاسم تميم بن أبي سعيد، قالا: أنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن، أنا الحاكم أبو أحمد، أنا محمد بن مروان - و هو ابن خريم (3)-نا هشام بن عمّار، ثنا عمرو بن واقد، نا زرعة بن إبراهيم، عن عطاء بن أبي رباح، عن جابر بن عبد اللّه، قال: قال عباس بن عبد المطّلب: يا رسول اللّه أسقيك بنبيذ خاصة أو نبيذ عامة ؟ قال:«لا بل نبيذ عامة»[4367].

أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الكشميهني، أنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن أبي الحسن العارف.

و أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد اللّه السّنجي (4)،أنا أبو علي

ص: 3


1- له ترجمة في ميزان الاعتدال 70/2.
2- بالأصل: عريه، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 139/6.
3- انظر ترجمته في سير الأعلام 428/14 و اسمه: محمد بن خريم بن محمد بن عبد الملك، أبو بكر العقيلي الدمشقي.
4- بالأصل:«السنحى ؟؟؟» و في م:«السحى ؟؟؟» و الصواب و الضبط عن الأنساب.

نصر اللّه بن أحمد بن عثمان الخشنامي (1)،قالا: أنا أبو بكر الحيري، ثنا أبو العباس الأصم، أنا محمد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، أنا ابن وهب، قال: و نا بحر بن نصر، قال: قرئ على ابن وهب أخبرك عمر بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، عن زرعة بن إبراهيم، عن خالد بن اللّجلاج:

أن عمر بن الخطاب صلّى يوما للناس، فلما جلس في الركعتين الأولتين أطال الجلوس، فلما استقل قائما نكص خلفه، و أخذ بيد رجل من القوم، فقدّمه مكانه، فلما خرج إلى العصر حكى للناس، فلما انصرف أخذ بجناح المنبر فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال:

أما بعد، أيها الناس فإني توضأت للصلاة ثم مررت بامرأة من أهلي فكان مني و منها ما شاء اللّه أن يكون، فلما كنت في صلاتي وجدت بللا، فخيّرت نفسي بين أمرين:

إمّا أن أستحي منكم و أجترئ على اللّه، و إما أن أستحي من اللّه و أجترئ عليكم، فكان أن أستحي من اللّه و أجترئ عليكم أحبّ إليّ . فخرجت فتوضّأت و جدّدت صلاتي، فمن صنع كما صنعت فليصنع كما صنعت.

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أخبرنا أحمد بن عمير بن يوسف إجازة.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا أبو الحسين الكلابي، أنا أحمد بن عمير قراءة، قال: قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الخامسة: زرعة بن إبراهيم دمشقي أيام يزيد كان منه بعض ما كان - يعني يزيد بن الوليد-.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، ثم حدثنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسن، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمد - زاد ابن خيرون، و محمد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل (2)،قال: زرعة بن إبراهيم الدمشقي، عن عطاء، و خالد بن اللّجلاج،

ص: 4


1- بالأصل و م: الحسامي، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 167/19.
2- التاريخ الكبير 441/1/2.

و جناح، روى عنه سعيد بن أبي هلال، و محمد بن شعيب، و سمع منه ابن علاق.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، نا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: سمعت عباس بن محمد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: و أخبرنا أبو البركات، أنا ثابت بن بندار، أنا محمد بن علي بن يعقوب، أنا محمد بن أحمد، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي، قال: قال يحيى بن معين: زرعة بن إبراهيم صالح - زاد عباس: الحديث.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأديب، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي إجازة، قال: و أنا أبو طاهر، أنا أبو الحسن، قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم، قال (1):

زرعة بن إبراهيم الدمشقي، روى عن عطاء، و خالد بن اللّجلاج، و جناح مولى الوليد، عن واثلة، روى عنه سعيد بن أبي هلال، و محمد بن إسحاق، و محمد بن شعيب بن شابور (2)،سمعت أبي يقول ذلك: و سألت أبي عنه فقال: ليس بالقوي، يكتب حديثه.

و قال عبد اللّه بن محمد بن إبراهيم الكتاني الأصبهاني، قلت لأبي حاتم: ما تقول في زرعة بن إبراهيم ؟ فقال: الشامي ؟ كان خرج فقاتل في الفتنة (3)،ليس بقوي يكتب حديثه.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو القاسم السهمي، أنا أبو أحمد بن عدي (4)،نا أحمد بن عمير، نا أبو هبيرة محمد بن الوليد، نا أبو مسهر، أخبرني سالم (5) بن العيار (6)،قال: كان الأوزاعي يسيء القول في ثلاثة:

ثور بن يزيد، و محمد بن إسحاق، و زرعة بن إبراهيم.

و بلغني عن أبي (7) الحسين محمد بن عبد اللّه بن جعفر، أخبرني محمد بن

ص: 5


1- الجرح و التعديل 606/2/1.
2- بالأصل سابور بالسين المهملة، و الصواب ما أثبت.
3- مهملة بدون نقط بالأصل و م، و لعل الصواب ما أثبت، و يريد الفتنة التي وقعت بين الوليد بن يزيد بن عبد الملك، و يزيد بن الوليد بن عبد الملك، و التي انتهت بقتل الوليد بن يزيد.
4- الخبر في الكامل لابن عدي 102/2 في ترجمة ثور بن يزيد.
5- في ابن عدي: سلمة.
6- مهملة غير واضحة بالأصل و الصواب عن ابن عدي.
7- بالأصل: أبو.

يوسف بن بشر الهروي، نا يزيد بن محمد بن عبد الصمد الهاشمي، نا أبو مسهر، حدثني محمد بن مهاجر، قال: رأيت عمير بن هانئ، و هو عند ابن حلبس حين أذن المؤذن للمغرب، فقام فركع ركعتين فصاح زرعة بن إبراهيم، قال أبو مسهر:- و كان مخالفا لابن حلبس - ما هذه البدع، قال: كان عمر بن الخطاب يضرب عليها بالدرر، فقال ابن حلبس: قد قامت الشماميس و ضربت النقاقيس، إن المساجد لم تبن لهذا و إنما بنيت لذكر اللّه.

قال: و أخبرني الهروي، نا جنيد بن حكيم الدقاق، نا ابن أبي الحواري - يعني أحمد-، نا محمد بن الحجّاج، قال: خرجت أريد الساحل، فقال لي زرعة بن إبراهيم:

إذا أتيت الأوزاعي فاقرئه السلام، و قل له يقول لك زرعة من علّمك علمك الذي تحسنه ؟ فأخبرته (1) بذلك، فقال الأوزاعي: إذا لقيته أو رجعت إليه فاقرئه السلام، و قل له:

صدقت تعلمنا منك، فلما أحدثت تركنا علمك، يعني: يضع الحديث.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو محمد بن السمرقندي، و أبو تراب حيدرة بن أحمد، قالوا: أنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد اللّه بن عمر المرّي، نا محمد بن سليمان بن يوسف الرّبعي البندار، أنا أبو الحسن محمد بن الفيض الغسّاني، نا عبيد اللّه بن يزيد المقرئ، نا الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز، عن إسماعيل بن عبيد اللّه بن أبي المهاجر، قال: ولّى الوليد بن عبد الملك (2) عمر بن عبد العزيز المدينة فأتاه أهلها فذكروا له أنّ بها يهوديا قد أفسد النساء، على الرجال، و الرجال على النساء بسحره فبعث إليه عمر بن عبد العزيز فنفاه عن المدينة، و كان يقال له: زرعة بن إبراهيم من أهل خيبر، فنفاه من المدينة إلى الشام، فأتى دمشق فنزل على جناح مولى الوليد بن عبد الملك، فكان في خدمته، ثم إن الوليد بن عبد الملك خرج إلى عين (3) الجرّ متنزها فخرج معه جناح مولى الوليد، و معه زرعة بن إبراهيم.

فبينا جناح ليلة يسمر عند الوليد إذ قال: يا جناح قد أرّقني كثرة نعيق هذه الضفادع

ص: 6


1- بالأصل: و أخرته، و المثبت عن مختصر ابن منظور 35/9.
2- بالأصل:«عبد الملك بن عمر» حذفنا «بن» فهي مقحمة و هو ما يوافق عبارة م.
3- عين الجر: موضع معروف بالبقاع بين بعلبك و دمشق (معجم البلدان).

في هذه الليلة في هذه البركة، فقال له جناح: إن عندي يهوديا معه علم، يذكر أن معه اسم اللّه الأعظم و أرجو أن يكون عنده في ذلك شيء، فرجع جناح إلى رحله فقال له: يا زرعة إن أمير المؤمنين شكا إليّ كثرة نعيق هذه الضفادع، أ فعندك فيها حكمة ؟ قال:

نعم، فأخذ أربع شقاف فكتب فيها كلاما بالعبرانية، ثم ألقاها في أربع زواياها في كل زاوية شقفة، فهدا النعيق.

فأرسل الوليد إلى جناح يسأله ما هذا؟ قال: يا أمير المؤمنين ذلك اليهودي الذي عرفتك فعل كيت و كيت، فقال: قد أوحشني ذلك فلو نقّ منها عداد، فقال جناح لزرعة ذلك فأخذ شقفة فكتب فيها كلاما بالعبرانية فألقاه في البركة فنقّ منها عداد.

فكتب وكيل عمر بن عبد العزيز إلى عمر بن عبد العزيز و هو بالمدينة يخبره بقصة الرجل الذي نفاه، و ما كان من أمره، و قصته في الضفادع. فكتب عمر إلى الوليد: يا أمير المؤمنين، إن هذا اليهودي قد ضجّ منه أهل المدينة، و قد أفسد المدينة، و لا آمن أن يفسد الشام، فبعث إليه الوليد، فأخبره بكتاب عمر، و قرأه (1) عليه، و همّ بقتله، فقال له زرعة: إني أتوب يا أمير المؤمنين إلى اللّه من السحر، و أسلم على يدك.

قال الوليد بن مسلم: قال لي سعيد بن عبد العزيز قال لي إسماعيل: و صحّ عندنا إسلامه و لم يصحّ عندنا توبته من السحر.

قال: و حدثنا محمد بن الفيض الغسّاني، نا هشام بن عمّار، نا الوليد بن مسلم، عن ابن جابر، عن عطية بن قيس الكلابي، قال: رافقني يهودي قدم من الحجاز من بيت المقدس إلى دمشق فنزلنا ببيسان (2) قال: أ لا أريك شيئا حسنا؟ فانحدر إلى النهر، فأخذ ضفدعا، فجعل في عنقها شعرة من ذنب فرس، فجاءت (3) مني التفاتة فإذا هي خنزير في عنقه حبل شريط ، فدخل به بيسان، فباعه من بعض الأنباط بخمسة (4) دراهم.

ثم ارتحلنا فسرنا غير بعيد، قال: فإذا الأنباط يتعادون في أثرنا، فقلت له: قد أقبل القوم، قال: فأقبل رجل منهم جسيم، فرفع يده فلكمه في أصل لحيته لكمة صرعه

ص: 7


1- بالأصل و م: و قرانا، و المثبت عن مختصر ابن منظور 36/9.
2- بيسان مدينة بالأردن بالغور الشامي، بين حوران و فلسطين (معجم البلدان).
3- في المختصر: فحانت.
4- بالأصل و م: بخمس دراهم.

عن الدابة، فإذا برأسه معلق بجلده من رقبته، و أوداجه تشخب دما، فقلت: يا أعداء اللّه قتلتم الرجل.

فمضى القوم يتعادون هاربين فقال لي الرأس: انظر مرّوا؟ قلت: نعم، ثم قال:

انظر منعوا؟ فالتفت انظر إليهم فإذا هو جالس ليس فيه قلبة (1)،فسئل عطية بن قيس عن الرجل من هو؟ فقال: هو زرعة بن إبراهيم.

بلغني أن زرعة بن إبراهيم قتل يوم دخلت المسوّدة دمشق، و ذلك في شهر رمضان سنة اثنتين و ثلاثين و مائة، و ذكر ذلك في ترجمة الوليد بن معاوية بن مروان.

2247 - زرعة ابن ثوب المقرائي

2247 - زرعة ابن ثوب (2) المقرائي (3).(4)

قاضي دمشق في أيام الوليد بن عبد الملك.

روى عن ابن عمر.

روى عنه: عامر بن جشيب.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو زكريا بن أبي إسحاق، و أبو بكر القاضي.

و أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب.

و أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الرّحمن، و أبو أحمد محمود بن أبي أحمد، و أبو القاسم يحيى بن محمد بن أحمد، قالوا: أنا محمد بن أحمد العارف.

و أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد السّنحي، أنا نصر اللّه بن أحمد بن عثمان الخشنامي (5)،قالوا: أنا القاضي أبو بكر الحيري، أنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، نا بحر بن نصر بن سابق الخولاني، نا عبد اللّه بن وهب، أخبرني معاوية بن

ص: 8


1- القلبة بالضم: الحمرة. و يقال: ما به قلبة محركة: داء و تعب (انظر القاموس).
2- تقرأ بالأصل «موت» و مهملة بدون نقط في م و المثبت عن مختصر ابن منظور 37/9 و الوافي بالوفيات.
3- المقرائي هذه النسبة إلى مقرى، قرية بدمشق (الأنساب).
4- ترجمته في الوافي بالوفيات 195/14.
5- رسمها غير واضح بالأصل و في م: الحسامي، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 167/19.

صالح، عن عامر بن جشيب أنه سمع زرعة بن ثوب [قال:] سألت عبد اللّه بن عمر عن صيام الدهر فقال: كنا نعد أولئك فينا من السابقين، قال: و سألته عن صيام يوم و إفطار يوم، فقال: لم يدع ذلك لصائم مصاما قال: و سألته عن صيام ثلاثة أيام من كل شهر، فقال: صام ذلك الدهر، و أفطره.

أخبرنا أبو الغنائم بن النّرسي في كتابه، ثم حدثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين الصيرفي، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا عبد الوهاب بن محمد - زاد ابن خيرون: و محمد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن [عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل قال:] (1)[زرعة بن ثوب سمع عبد اللّه بن عمر قاله ابن وهب عن] (2) معاوية، عن عامر بن جشيب، سمع زرعة، و قال عمرو (3) بن أبي سلمة عن سعيد: زرعة بن ثوب القاضي هو والد ضمضم بن زرعة.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الحسن، نا ابن عبد الملك، أنا عبد الرّحمن بن محمد بن إسحاق، أنا أحمد بن عبد اللّه إجازة، قال: و أخبرنا الحسن بن سلمة، أنا علي بن محمد، قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، قال (4):

زرعة بن ثوب روى عن ابن عمر، روى عنه عامر بن جشيب، و سعيد بن عبد العزيز، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمد الأكفاني، حدثنا عبد العزيز الكتاني، أنا تمام بن محمد بن جعفر، أنا أبو زرعة، قال في الطبقة الثالثة: زرعة بن ثوب القاضي.

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب (5)،أنبأنا أبو القاسم بن جوصا، إجازة.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب بن الحسن الكلابي، أنا أحمد بن عمير قراءة، قال: سمعت أبا

ص: 9


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و م، و المستدرك قياسا إلى سند مماثل.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن التاريخ الكبير للبخاري 439/1/2-440.
3- بالأصل: عمر، و المثبت عن البخاري.
4- الجرح و التعديل 605/2/1.
5- بالأصل: غياث، و الصواب ما أثبت عن م.

الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة: زرعة بن ثوب المقرائي قاضي الوليد على دمشق.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (1):في باب ثوب بضم الثاء و فتح الواو: زرعة بن ثوب المقرائي ولي القضاء بدمشق بعد أبي إدريس الخولاني، روى عن ابن عمر، روى عنه عامر بن جشيب.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو طاهر محمد (2) بن أحمد بن أبي الصقر، أنا أبو الفتح منصور بن علي بن عبد اللّه الطّرسوسي، نا الحسن بن رشيق، نا أحمد بن محمد بن سلام البغدادي، نا داود بن رشيد، نا الوليد بن مسلم، قال: قال غير ابن أنس بن مالك فولي فضالة بن عبيد ثم بعد فضالة أبو إدريس الخولاني، ثم زرعة بن ثوب المقرائي.

أخبرنا أبو محمد الأنصاري، أنا أبو محمد التميمي، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة (3)،نا عبد الرّحمن بن إبراهيم، نا الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز: أن زرعة بن ثوب ولي القضاء بدمشق زمن الوليد بن عبد الملك، و كان لا يأخذ على القضاء أجرا.

قال (4):و ثنا عبد الرّحمن بن إبراهيم، قال: قال أبو مسهر: ثم ولي عبد اللّه بن عامر (5) اليحصبي ثم زرعة بن ثوب.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمد بن هبة اللّه، أنا محمد بن الحسن، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (6)،نا عبد الرّحمن بن إبراهيم، نا الوليد، نا سعيد، قال: كان زرعة بن ثوب لا يأخذ على القضاء أجرا، و كان في خاتم زرعة بن ثوب: لكلّ عمل ثواب.

ص: 10


1- الاكمال لابن ماكولا 567/1 و 568.
2- بالأصل:«أبو طاهر بن محمد» حذفنا «بن» مقحمة، انظر المطبوعة (عاصم - عائذ ص 753 فهرس الأسانيد).
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 201/1.
4- المصدر نفسه.
5- انظر طبقات القرّاء 423/1 و تهذيب التهذيب 274/5.
6- انظر المعرفة و التاريخ 336/2-337.

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى، ابنا (1) الحسن بن البنا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، عن أبي الحسن الدار قطني.

و قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدار قطني، قال: قرئ على أبي القاسم عبد اللّه بن محمد بن عبد العزيز، و أنا أسمع أن داود بن رشيد حدثهم، نا الوليد، هو ابن مسلم، ثنا خالد بن يزيد - يعني ابن أبي مالك - عن أبيه، و ذكر من ولي القضاء على أهل دمشق فقال فيهم فولي فضالة بن عبيد، ثم من بعد فضالة أبو إدريس الخولاني، ثم زرعة بن ثوب، ثم عبد الرّحمن بن الخشخاش، و ذكرنا فيهم، قال الدار قطني: زرعة بن ثوب المقرائي ولي القضاء بدمشق.

وجدت بخط بعض أهل العلم عن الشيباني: أن الوليد بن عبد الملك استقضى رجلا من أهل دمشق يقال له زرعة بن ثوب فقال: يا أمير المؤمنين، لا تفعل فإن ذلك ليس عندي، و أمر فأجلس للناس، فكلما [دخل] (2) عليه سأله أن يعفيه للوليد ثم (3) بدا أن يبعث ابنا له على الصائفة، فدخل عليه زرعة، فقال له الوليد: كنت كثيرا ما تسألني أن أعفيك، و قد بدا لي أن أبعث ابنا لي على الصائفة و أجعلك معه، و قال: حاجتك ؟ قال: ما لي حاجة، إلاّ أن تعفيني مما أنا فيه.

فلما أدبر قال: ردوه عليّ ، فقال: إني أعطيك شيئا فاقبله مني، فإني أقسم لك باللّه إنه لمن صلب مالي، قد أمرت لك بمزرعة و بقرها و خدمها و آلتها. قال: تنفذ قضائي فيها؟ قال: نعم، قال: فإني أشهدك أن ثلثا منها في سبيل اللّه، و الثلث الثاني ليتامى قومي و مساكينهم، و الثلث الثالث لرجل صالح يقوم عليها و يؤدي الحق فيها، و أنا أحبّ أن تأخذ مني ما أجريت عليّ من الرزق؛ فإنه في كوة البيت، فخذه فردّه في بيت المال، قال: و لم ذاك ؟ قال: لا أحب أن آخذ على ما علّمني اللّه أجرا (4).

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمد بن أبي

ص: 11


1- بالأصل و م:«أنبأنا» و الصواب ما أثبت، قياسا إلى سند مماثل.
2- زيادة عن مختصر ابن منظور 38/9 و الوافي بالوفيات 195/14.
3- غير واضحة بالأصل و م و الصواب عن مختصر ابن منظور.
4- الخبر في الوافي بالوفيات 195/14-196.

نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، ثنا أبو يزيد بن محمد، نا أبو مسهر، نا عبد الرّحمن بن عامر، عن زرعة بن ثوب أنه أدرك و كان في خاتمه مكتوب: لكل عمل ثواب، نا زرعة بن ثوب.

2248 - زرعة بن رويبة

روى عن عمر مرسلا.

روى عنه: هشام بن سعد المدني.

أنبأنا أبو غالب محمد بن محمد بن أسد، أنا أبو الحسن الطّيّوري، أنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر الشيرازي.

و أخبرنا أبو سعد بن الطّيّوري في كتابه.

أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي الأزجي، إجازة، قالا: أنا عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حبة، أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدثني جدي يعقوب، نا أصحابنا عن عبد اللّه بن صالح، عن الليث بن سعد، عن هشام بن سعد، قال: فحدثني زرعة بن رويبة الدمشقي: أن عمر بن الخطاب كتب إلى عامله بالشام إذا وقع الوباء بأرض فاكتب إليّ ، فلما وقع الوباء بالشام كتب إليه، فأقبل حتى قدم.

و لا أعرف زرعة هذا و لم يذكره البخاري، و لا ابن أبي حاتم، و أظنه عروة بن رويم أخطأ فيه بعض الرواة.

2249 - زرعة بن موسى

أبو العلاء الطّبراني النّصراني (1)

كاتب الأمراء بني ملهم له شعر حسن، ذكره أبو الحسن محمد بن الحسن بن الكفرطابي الدمشقي الشاعر.

قرأت بخط أبي محمد عبد اللّه بن محمد بن سعيد بن سنان الشاعر، كتب إليّ الشيخ أبو العلاء زرعة بن موسى الكاتب (2):

ص: 12


1- ترجمته في بغية الطلب 3790/8.
2- الخبر و البيتان في بغية الطلب 3790/8.

و كنت على الأيام دوني طليعة *** و ردءا إذا كرّت عليّ جيوشها

فما أنا إلاّ كالطريدة غرّها *** الفرار فأضحت كل كفّ تنوشها

فكتبت إليه:

كتبت فهجّنت الذين تقدموا *** و أعلمتنا أن التأخّر في السّبق

و أغضيت عن نظم القريض سماحة *** به فظننا أن ذلك بالحق (1)

فإن عدت تهذي منه كلّ عجيبة *** إلينا فكم من آية لك في النطق (2)

و ما لي أن ألقي بعيني كلما *** شكوت و ما يرتاب مثلك في صدقي

و اللّه لو شارطتك (3) العمر ما وفت *** حياتي بأدنى منّة لك في عنقي

و ذكر أبو الحسن محمد بن الحسن بن الكفر طابي، أن زرعة كتب بيتيه هذين إلى الأمير أبي الحسن بن منقذ، و اللّه أعلم.

2250 - زرعة والد السّقر بن زرعة

حكى عن عبد الملك بن مروان، و عبد اللّه بن الحسن، و خالد بن يزيد بن معاوية.

حكى عنه ابنه السّقر.

قرأت بخط أبي الحسن محمد بن عبد اللّه بن جعفر.

أخبرني أبو الطّيّب محمد بن حميد بن سليمان الكلابي، ثنا وزيرة (4) بن محمد، ثنا الحارث بن همّام، نا السقر بن زرعة، عن أبيه قال: إني لواقف بباب عبد الملك بن مروان إذ أقبل عبد اللّه بن حسن الغنوي على بغلة له، و أقبل خالد بن يزيد بن معاوية على بغلة له فتوافقا، و كان عبد اللّه بن حسن طويل اللسان مدّ يده فمال على خالد فلم يدع شيئا إلاّ أسمعه، و علا بينهما الكلام فاتصل ذلك بعبد الملك، فوجب إلى خالد

ص: 13


1- في بغية الطلب: عن حق.
2- عجزه في بغية الطلب: إلينا فكم من معجز لك في النطق
3- بغية الطلب: شاطرتك.
4- ضبطت عن تبصير المنتبه.

يأمره بالدخول إليه، فقال له عبد اللّه بن حسن - يعني - لا تذكر له ما كان بيننا، فقال خالد: سبحان اللّه، فلما دخل على عبد الملك، قال: ما كان بسط لسان عبد اللّه بن حسن عليك، فقال: يا أمير المؤمنين ذكر رحما لا ينفع و شكا حاله فوجب حقه عليك أن تعينه عليها، قال: و غير ذلك ؟ قال: معاذ اللّه، قال: فقد أمرنا له بخمسين ألف، قال: لا تحر به (1)،قال: فقد أمرنا له بمائة ألف، قال: فنحضرها يا أمير المؤمنين، فأمرنا بإحضارها فحملت بين يدي خالد فخرج بها إليه فأخبره بالقصة. فقال له عبد اللّه:

جزاكم اللّه يا آل حرب خيرا و قبضها.

ص: 14


1- كذا بالأصل و في م: لا تجزيه.

ذكر من اسمه زرقان

2251 - زرقان بن محمد الصوفي

ذكر من اسمه (1) زرقان

2251 - زرقان بن محمد الصوفي

صاحب مباحه (2)،كان بجبل لبنان من ساحل دمشق.

حكى [عنه] يوسف بن الحسين الرازي.

أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل، أنا أبو بكر محمد بن يحيى بن إبراهيم المزكي، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي، قال: سمعت أبا العباس بن محمد الحسان يقول: سمعت أبا عبد اللّه بن الفارسي يقول: سمعت أبا الحسن الرازي بالبصرة يقول:

سمعت يوسف بن الحسين يقول: بينا أنا في جبل لبنان أدور إذ بصرت بزرقان أخي ذي النون جالس على عين ماء عند صلاة العصر و عليه زرنابقة شعر، فسلّمت و جلست من ورائه، فالتفت إلي و قال: حاجتك، قلت: بيتين من شعر سمعتهما من أخيك ذي النون أعرضهما عليك، فقال: قل، فقلت: سمعت ذا النون يقول:

قد بقينا مذبذبين حيارى *** نطلب الصدق ما إليه سبيل

قد راعى الهوى يخفّ علينا *** و خلاف الهوى علينا ثقيل

قال لي زرقان لكني أقول:

قد بقينا مد لهبن حيارى *** حسبنا ربنا و نعم الوكيل

حيث ما الفوز كان ذاك منانا *** و إليه في كل أمر نميل

ص: 15


1- زيادة منا للإيضاح.
2- كذا رسمها بالأصل و في م: ساحه.

فعرضت أقوالها على طاهر المقدسي، فقال: رحم اللّه ذا النون رجع إلى نفسه، فقال: ما كان، و رجع زرقان إلى ربه، فقال ما قال.

و قال أبو عبد الرّحمن السلمي: زرقان أخو ذي النون و أظنه أخوه مؤاخاة لا اخوة نسب من أقرانه و خلة رفقائه.

2252 - زرقان المتكلم

حكى عن بشر المريسي (1).

حكى عنه إبراهيم بن الليث الدّهقان.

2253 - زريق

[خصيّ ] (2) كان ليزيد بن معاوية.

حكى عن (3) الحسن البصري.

و روى عنه: عبّاد بن عبّاد المهلّبي، و محمد بن الزبير الحنظلي.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنا أبو بكر الخطيب، أخبرني محمد بن عبد الملك القرشي، أنا أبو الفضل عبيد اللّه بن عبد الرّحمن الزهري، أنا أحمد بن عبيد اللّه بن سابور، نا إبراهيم هو الحلبي، نا خالد بن عمر، عن عبّاد بن عبّاد المهلّبي، عن زريق خصيّ يزيد بن معاوية، قال: رأيت الحسن دخل على يزيد بن معاوية و عليه قميص قوهي (4) مخلد أزراره و رداء مشق و قلنسوة بيضاء.

قال الخطيب: زريق بتقديم الزاي على الراء، أي الحسن البصري.

قرأت على أبي محمد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (5):أما زريق بتقديم

ص: 16


1- بالأصل:«المرايسي» و الصواب ما أثبت، و هو بشر بن غياث بن أبي كريمة أبو عبد الرحمن العدوي المريسي ترجمته في سير الأعلام 199/10 في م:«المراسي».
2- زيادة منا للإيضاح.
3- بالأصل و م:«عنه» و الصواب ما أثبت.
4- قوهي: ثوب قوهي نسبة إلى قوهستان بلدة بكرمان (قاموس) و فيه: القوهي: ثياب بيض.
5- الاكمال لابن ماكولا 54/4.

الزاي على الراء، فهو زريق خصيّ يزيد بن معاوية، رأى الحسن البصري، روى عنه عبّاد بن عبّاد المهلّبي.

أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن بن علي الماوردي، أنا أبو الحسن محمد بن علي بن أحمد بن إبراهيم السيرافي، أنا أبو عبد اللّه أحمد بن إسحاق بن حربّان النهاوندي، نا أحمد بن عمران بن موسى الأشناني، نا موسى بن زكريا التّستري، نا خليفة العصفري (1)،قال: و في سنة ستين بعث يزيد بن معاوية زريق مولاه إلى الوليد بن عتبة (2) بن أبي سفيان، و هو والي المدينة بوفاة معاوية و أمره أن يأخذ الناس بالبيعة.

قال: و حدثنا خليفة (3)،حدثني وهب بن جرير، حدثني أبي، حدثني محمد بن الزبير، حدثني زريق مولى معاوية، قال: لما هلك معاوية بعثني يزيد بن معاوية إلى الوليد بن عتبة، و هو أمير المدينة، و كتب إليه بموت معاوية و أن يبعث إلى هؤلاء الرهط ، و أن يأمرهم بالبيعة، قال: فقدمت المدينة ليلا فقلت للحاجب: استأذن لي فقال: قد دخل، و لا سبيل لي إليه، فقلت: إني جئت بأمر [فدخل] (4) فأخبره، فأذن له و هو على سريره.

فلما قرأ كتاب (5) يزيد بوفاة معاوية و استخلافه جزع من موت معاوية جزعا شديدا، فجعل يقوم على راحلته، ثم يرمي بنفسه على فراشه.

ثم بعث إلى مروان، فجاء و عليه قميص أبيض و ملاءة مورّدة، فنعى له معاوية، و أخبره أن يزيد كتب إليه أن يبعث إلى هؤلاء الرهط فيدعوهم إلى البيعة ليزيد، قال:

فترحم مروان على معاوية، و دعا له بخير، و قال: ابعث إلى هؤلاء الرهط الساعة، فادعهم إلى البيعة، فإن بايعوا و إلاّ فاضرب أعناقهم، قال: سبحان اللّه أقتل الحسين بن علي و ابن الزبير؟ قال: هو ما أقول لك.

ص: 17


1- الخبر في تاريخ خليفة ص 232 و فيه: رزيق، بتقديم الراء.
2- بالأصل:«عيينة» خطأ، و الصواب ما أثبت انظر تاريخ خليفة في تسمية عمّال معاوية بن أبي سفيان ص 228.
3- تاريخ خليفة ص 232 تحت عنوان يزيد بطلب من والي المدينة أخذ البيعة له. و قد ورد في الخبر هنا أيضا: رزيق، بتقديم الراء.
4- الزيادة عن خليفة.
5- بالأصل:«الكتاب» و الصواب عن تاريخ خليفة.

2254 - زرّ بن حبيش بن حباشة بن أوس بن بلال

- و يقال: ابن هلال - بن سعد بن حبال بن نصر

ابن غاضرة بن مالك بن دودان بن أسد بن خزيمة أبو مريم، و يقال: أبو مطرّف الأسدي (1)كوفي مخضرم، حدث عن عمر بن الخطاب، و عثمان بن عفان، و علي بن أبي طالب، و عبد الرّحمن بن عوف، و عبد اللّه بن مسعود، و أبيّ بن كعب، و حذيفة بن اليمان، و العباس بن عبد المطّلب، و عبد اللّه بن عمرو (2) بن العاص، و عمّار بن ياسر، و صفوان بن عسّال (3) المرادي، و أبي وائل.

روى عنه: إبراهيم بن يزيد النّخعي، و عاصم بن أبي النّجود، و عدي بن ثابت، و عبدة بن أبي لبابة (4)،و أبو إسحاق سليمان بن فيروز الشيباني، و أبو بردة بن أبي موسى، و المنهال بن عمرو، و إسماعيل بن أبي خالد البجلي.

و شهد خطبة عمر بالجابية.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن الحسن بن محمد، أنا الحسن بن أحمد بن محمد المخلدي، أنا أبو العباس السراج، نا محمد بن الصباح، و عبد اللّه بن عمر بن الرماح، قالا: أنا جرير، عن أبي إسحاق الشيباني، قال: سمعت زرّ بن حبيش يحدث عن ابن مسعود في هذه الآية: فَكٰانَ قٰابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنىٰ (5) أن النبي صلى اللّه عليه و سلم رأى جبريل و له ستمائة جناح.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (6):حدثني أبي، نا حسن بن موسى، نا زهير، نا أبو إسحاق

ص: 18


1- ترجمته في أسد الغابة 101/2 و الإصابة 577/1 طبقات ابن سعد 104/6 الوافي بالوفيات 109/14 و سير الأعلام 166/4 و انظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
2- بالأصل:«عمر» خطأ و المثبت عن م.
3- بالأصل و م: غسان، و الصواب عن تهذيب التهذيب 190/2 و سير الأعلام 167/4.
4- بالأصل و م:«لبانة، و المثبت عن سير الأعلام».
5- سورة النجم، الآية:9.
6- مسند أحمد 398/1.

الشّيباني، قال: أتيت زرّ بن حبيش و عليّ دربان فألقيت علي محبة منه و عنده شباب فقالوا لي: سله فكان قاب قوسين أو أدنى، فسألته فقال: حدثنا عبد اللّه بن مسعود: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم رأى جبريل و له ستمائة جناح.

أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن سعدويه، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن، أنا جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب، أنا محمد بن هارون، أنا خالد بن يوسف بن خالد، أبو الربيع السّمتي، نا أبو عوانة، عن عاصم، عن زرّ، عن صفوان، قال زرّ: أتيته فقال لي: ما جاء بك ؟ فقلت: ابتغاء العلم، قال: فقال إنه ليس من امرئ مسلم يطلب العلم إلاّ تضع الملائكة أجنحتها رضا لما يفعل، فقلت: إنك امرؤ من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و إنه حل في صدري من المسح على الخفين بعد الغائط و البول.

و أخبرني بشيء إن كنت سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال: فقال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يأمرنا إذا كنا سفرا - أو مسافرين - أن نمسح على خفنا ثلاث ليال و لياليهن. و أن لا نخلعها (1)إلاّ من جنابة؛ لكن من غائط أو نوم أو بول قال: فقلت: هل سمعته يقول في الهوى ؟ قال: فقال: نعم، كان مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في غزوة أو عمرة؛ فإذا اعرابي قد أقبل على راحلته، حتى إذا كان في أخريات القوم جعل ينادي بصوت جهوري له: يا محمد، يا محمد، قال: فقيل له: ويلك اغضض من صوتك، فإنك (2) قد أمرت بذلك، قال:

[و] اللّه لا أفعل، فإذا هو أعرابي جاف جلف، قال: فما سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«هاؤم» قال: أ رأيت رجلا أحبّ قوما و لمّا يلحق بهم ؟ قال: ذاك مع من أحب، قال: فقال إن قبل المغرب بابا مفتوحا للتوبة، مسيرة عرضه سبعون سنة، لا يزال مفتوحا حتى تطلع الشمس من نحوه فإذا طلعت من نحوه فذاك حين: لاٰ يَنْفَعُ نَفْساً إِيمٰانُهٰا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمٰانِهٰا خَيْراً (3)[4368].

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو محمد بن أبي عثمان، و أبو طاهر أحمد بن محمد بن إبراهيم القصّاري.

و أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن أحمد القصّاري، أنبأ أبي قالا: أنا أبو القاسم

ص: 19


1- بالأصل: نجعلها، و في م: يجعلها، و الصواب: نخلعها.
2- بالأصل: فإني.
3- سورة الأنعام، الآية:158.

إسماعيل بن الحسن بن عبيد اللّه بن الهيثم بن هلال الصرصري، نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا سعيد بن يحيى الأموي، نا أبو بكر بن عياش، عن عاصم، عن زرّ، قال:

خطب عمر بالشام فقال: قام فينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مقامي فيكم فقال:«استوصوا بأصحابي خيرا، ثم الذين يلونهم [ثم] يفشو الكذب (1)،حتى يعجل (2) الرجل بالشهادة من قبل أن يسألها، فمن أراد بحبوحة الجنة فليلزم (3) الجماعة، فإن الشيطان مع واحد و هو من الاثنين في بعد، و من سرّته حسنته و ساءته سيئة (4) فهو مؤمن»[4369].

رواه محمد بن عيسى بن شيبة، عن الأموي، فقال: خطبنا.

أنبأه أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم (5).

و أنبأنا أبو الفتح الحداد، أنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمد بن عبيد اللّه الهمداني، قالا: أنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطّبراني، نا محمد بن عيسى بن شيبة المصري، نا سعيد بن يحيى الأموي، نا أبو بكر بن عياش، عن عاصم، عن زرّ، قال:

خطبنا عمر بن الخطاب بالشام فذكر مثله، و قد ذكرنا في غير موضع: أن هذه الخطبة كانت الجابية.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العز الكيلي، قالا: أنا أحمد بن الحسن الكرخي - زاد الأنماطي، و أحمد بن الحسن بن خيرون - قالا: أنا محمد بن الحسن الأصبهاني، أنا محمد بن أحمد الأهوازي، أنا عمر بن أحمد الأهوازي، نا خليفة بن خياط ، قال (6):في الطبقة الأولى من تابعي أهل الكوفة: زرّ بن حبيش بن حباشة بن أوس بن هلال بن سعيد بن حلل (7) بن نصر بن غاضرة (8) بن مالك بن ثعلبة بن

ص: 20


1- العبارة مضطربة بالأصل:«سسو الكذب لشهادة» و الصواب ما أثبت و الزيادة السابقة عن مختصر ابن منظور 40/9.
2- بالأصل و م: يجعل، و الصواب عن مختصر ابن منظور.
3- بالأصل: فليزم، و الصواب ما أثبت عن حلية الأولياء.
4- في الحلية:«سيئته».
5- حلية الأولياء 184/4 باختلاف.
6- طبقات خليفة بن خياط ص 237 رقم 983.
7- كذا، و في طبقات خليفة: حيال.
8- عن طبقات خليفة و بالأصل: عصره.

دودان (1) بن أسد بن خزيمة مات (2) في الجماجم سنة اثنين و ثمانين (3) و هو ابن عشرين و مائة سنة، يكنى أبا مريم.

أخبرنا أبو البركات وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك [أنا] (4)أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمد بن بالويه، قالا: نا أبو العباس محمد بن يعقوب، نا عباس بن محمد الدوري.

و أخبرنا أبو القاسم السمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين علي بن بشران، أنا عثمان بن أحمد بن السّماك، نا حنبل بن إسحاق، قالا: سمعنا.

و أخبرنا أبو البركات، أنا أبو الفضل، نا أبو العلاء، نا أبو بكر، نا الأحوص بن المفضّل، نا أبي، قال: قال أبو زكريا - يعني يحيى بن معين - زرّ بن حبيش كنيته أبو مريم، و ليس في رواية المفضل: كنيته.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا يوسف بن رباح، أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل، نا أحمد بن محمد بن حماد، نا معاوية بن صالح، قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل الكوفة و محدثيهم:

زرّ بن حبيش الأسدي، يكنى أبا مريم، روى عن عمر.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الفضل بن خيرون.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، أنا أبو الحسين العباس بن العباس بن محمد بن عبد اللّه، أنا صالح بن أحمد، حدثني أبي.

و أخبرنا أبو المظفّر القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو بكر بن المؤمّل، أنا الفضل بن محمد، أنا أحمد بن محمد حنبل، قال: زرّ بن حبيش أبو مريم.

ص: 21


1- بالأصل و م:«دود» و الصواب عن طبقات خليفة.
2- بالأصل:«عمره ان» كذا، و الصواب عن طبقات خليفة. و تقرأ في م: ثم مات.
3- عن طبقات خليفة و بالأصل: و مائتين.
4- زيادة منا للإيضاح.

حدثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم الواعظ ، نا نعمة اللّه بن محمد المرندي، نا أحمد بن محمد بن عبد اللّه، نا محمد بن أحمد بن سليمان، أنا سفيان بن محمد بن سفيان، حدثني الحسن بن سفيان، نا محمد بن علي، عن محمد بن إسحاق، قال:

سمعت أبا عمر الضرير يقول: زرّ بن حبيش، أبو مريم الأسدي.

أخبرنا أبو القاسم السمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن الحمّاني، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية، قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: كنية زرّ بن حبيش أبو مريم.

أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمد بن يوسف، أنا أحمد بن محمد بن عمر، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، قال: أنا محمد بن سعد (1)،قال: في الطبقة الأولى بعد أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم من أهل الكوفة من روى عن عمر، و علي، و عبد اللّه بن مسعود: زرّ بن حبيش الأسدي، و يكنى أبا مريم، ثم أحد بني غاضرة.

أنبأنا أبو طالب بن يوسف و أبو نصر بن البنا، قال: أنا أبو محمد الجوهري، عن أبي عمر (2) بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد (3)،قال: في الطبقة الأولى من تابعي أهل الكوفة: زرّ بن حبيش الأسدي أحد بني غاضرة (4) بن مالك بن ثعلبة بن دودان (5) بن أسد بن خزيمة، و يكنى أبا مريم، روى عن عمر، و علي، و عثمان (6)،و عبد الرّحمن بن عوف، و أبيّ بن كعب، و حذيفة، و أبي وائل، و كان ثقة كثير الحديث.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو عبد اللّه [أنا] (7) أبو نصر قالا: أخبرنا

ص: 22


1- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
2- بالأصل:«عمرو» خطأ، و قد مرّ.
3- طبقات ابن سعد 104/6.
4- عن ابن سعد و بالأصل: عاصره.
5- عن ابن سعد و بالأصل: دود.
6- كذا و في ابن سعد: و عبد اللّه (يعني ابن مسعود).
7- زيادة منا للإيضاح.

الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدثني أبي قال: كان زرّ بن حبيش شيخا قديما إلاّ أنه كان فيه بعض الحمل على علي بن أبي طالب.

أخبرنا أبو البركات أيضا، أنا أبو الحسن الصّيرفي، أنا أبو الحسن العتيقي.

و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالا: أنا الوليد بن بكير، أنا علي بن أحمد، أنا صالح بن أحمد، حدثني أبي قال: و زرّ من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

[أخبرنا] أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، قال: سمعت أحمد بن نصر بن كثير يقول:

سمعت حاجب سليمان يقول: زرّ بن حبيش أسدي (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطّيّوري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا أبو نعيم، حدثنا سفيان، عن عاصم بن أبي النجود - و أبو النجود بهدلة - عن زرّ بن حبيش أبي مريم كوفي.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، ثم حدثنا أبو الفضل محمد بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسن الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل، قال (2):زر بن حبيش أبو مريم الأسدي الكوفي، سمع عمر بن الخطاب، روى عنه إبراهيم، و عاصم بن بهدلة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، قال: أبو مريم زرّ بن حبيش.

و قرأت على أبي الفضل أيضا، عن محمد بن أحمد بن محمد الأنباري، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، نا أحمد بن محمد بن إسماعيل، نا محمد بن أحمد بن حمّاد الدّولابي، قال: أبو مريم زرّ بن حبيش.

أنبأنا أبو محمد بن إبراهيم بن محمد الطّرسوسي، أنا محمد بن محمد بن داود،

ص: 23


1- كتب بعدها في م: آخر الجزء و العشرين بعد المائتين.
2- التاريخ الكبير 447/1/2.

أنا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش (1)،قال: زرّ بن حبيش يكنى أبا مريم.

قرأت على أبي القاسم بن عبدان، عن أبي عبد اللّه بن محمد بن علي بن أحمد بن المبارك، أنا رشأ بن نظيف، أنا محمد بن إبراهيم، أنا محمد بن محمد، نا عبد الرّحمن بن يوسف، قال: زرّ بن حبيش أبو مريم، عن (2) أبيّ .

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، أنا أبو جعفر محمد بن عثمان، قال في تسمية من كان بالكوفة من المحدثين من أصحاب علي، و عبد اللّه بن مسعود: زرّ بن حبيش الأسدي أبو مريم.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد، أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا أبو الفتح سليم بن أيوب، أنا طاهر بن محمد بن سليمان، حدثنا علي بن إبراهيم بن أحمد الحوري، نا يزيد بن محمد، قال: سمعت محمد بن أحمد المقدّمي يقول: زرّ بن حبيش الأسدي يكنى أبا مريم.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر،[نا] أحمد بن علي بن عبيد اللّه، و المبارك بن عبد الجبار، قالا: أنا الحسن بن علي بن عبيد اللّه، نا محمد بن إبراهيم بن السري، نا عبد الملك بن بدر بن الهيثم، نا أحمد بن هارون الحافظ ، قال في الطبقة الثانية من الأسماء المنفردة و هم التابعون: زرّ بن حبيش جاهلي، يروي عن عمر بن الخطاب، و علي، و عبد اللّه، كوفي.

أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا محمد بن أحمد الحاكم، قال: أبو مريم (3) و يقال أبو مطرّف زرّ بن حبيش بن حباشة (4) بن أوس بن هلال بن سعد بن حبالة بن نصر بن غاضرة بن مالك بن ثعلبة بن دود بن أسد بن خزيمة الأسدي الكوفي أحد بني غاضرة، أدرك

ص: 24


1- بالأصل حراش بالحاء المهملة خطأ و في م: حراس.
2- بالأصل:«من» و الصواب ما أثبت.
3- مكررة بالأصل.
4- مهملة بدون نقط بالأصل و م.

الجاهلية، و سمع عمر بن الخطاب، و علي بن أبي طالب، و أبا (1) المنذر أبيّ بن كعب، روى عنه الشعبي، و أبو عمران إبراهيم بن يزيد النّخعي، و عدي بن ثابت.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي إجازة، قال: و أنا أبو طاهر بن مسلمة، أنا علي بن محمد، قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم، قال (2):زرّ بن حبيش أبو مريم (3) الأسدي، روى عن عمر، و علي، و عبد اللّه، و أبي (4)،روى عنه الشعبي، و إبراهيم، و عاصم، و أبو بردة، و المنهال بن عمرو، و عبدة بن أبي لبابة، سمعت أبي يقول ذلك، ذكر [ه] عن أبي إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين، قال: زرّ بن حبيش ثقة.

أنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أحمد بن محمد الكلاباذي، قال: زرّ بن حبيش أبو مريم، قال عمرو (5) بن علي: أبو مطرّف الأسدي الكوفي، سمع عبد اللّه بن مسعود، و أبيّ بن كعب، روى عنه عبدة بن أبي لبابة (6)،و أبي إسحاق الشيباني في «بدء الخلق»، و «تفسير سورة النجم»، و «تفسير المعوذتين» قال عمرو بن علي: زرّ بن حبيش يكنى أبا مطرّف، و مات سنة اثنتين (7) و ثمانين.

و قال أبو بكر بن عياش (8)،عن عاصم، كان زرّ أكبر من أبي (9) وائل.

و ذكر ابن أبي شيبة، عن محمد بن عبيد، عن إسماعيل بن أبي خالد، قال: رأيت زرّ بن حبيش و قد أتى عليه عشرون و مائة سنة (10).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطّيّوري، أنا أبو الحسين بن

ص: 25


1- بالأصل: و أنا.
2- الجرح و التعديل 622/2/1.
3- قوله:«أبو مريم» لم ترد في الجرح.
4- بالأصل:«و أبي ذر» و الصواب عن الجرح.
5- بالأصل و م:«عمر» خطأ و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 470/11.
6- بالأصل:«لبانة» و الصواب ما أثبت و قد مرّ.
7- بالأصل: اثنين.
8- بالأصل و م:«عباس» انظر سير الأعلام 168/4.
9- عن سير الأعلام 168/4 و بالأصل: بني وائل.
10- سير الأعلام 168/4.

الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا عمرو بن عاصم، نا همّام، نا عاصم بن بهدلة، عن زرّ بن حبيش، قال: وفدت إلى المدينة في خلافة عثمان و أنا حملني على ذلك حرصا على لقى أصحاب محمد صلى اللّه عليه و سلم فلقيت صفوان بن عسّال (1) المرادي، فقلت له: هل رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: نعم، و غزوت معه ثنتي عشرة غزوة.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه، حدثني أبي، نا عبد الصمد، نا همّام، نا عاصم بن بهدلة، حدثني زرّ بن حبيش، قال: وفدت في خلافة عثمان بن عفان، و أنا حملني على الوفادة لقى أبيّ بن كعب و أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فلقيت صفوان بن عسّال (2) المرادي فقلت له: هل رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: نعم، و غزوت معه اثني (3) عشر غزوة.

قرأت على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد، و عن أبي نعيم محمد بن عبد الواحد بن عبد العزيز، أنا علي بن محمد بن خزفة (4)،قالا: نا محمد بن الحسين، ثنا ابن أبي خيثمة، نا عبد اللّه بن جعفر، ثنا عبيد اللّه بن عمر، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عاصم، عن زرّ، قال: وفدت و ليس بي إلاّ لقاء أصحاب محمد، فلزمت عبد الرحمن بن عوف.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي الحسن بن علي التميمي، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدثني العباس بن الوليد النّرسي، نا حمّاد بن شعيب، عن عاصم، عن زرّ بن حبيش، عن عبد اللّه أنه قال في ليلة القدر: من يقم الحول يصبها، فانطلقت حتى قدمت على عثمان بن عفان و أردت لقاء أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من المهاجرين و الأنصار.

قال عاصم: و حدثني أنه لزم أبيّ بن كعب، و عبد الرحمن بن عوف، فزعم أنهما كانا يقومان حتى تغرب الشمس فيركعان ركعتين قبل المغرب، قال: فقلت لأبيّ و كان فيه شراسة: اخفض لنا جناحك - رحمك اللّه - فإني إنما أتمتع منك تمتعا، فقال: تريد ألاّ تدع آية في القرآن إلاّ سألتني عنها؟ قال: و كان لي صاحب صدق فقلت: يا أبا المنذر

ص: 26


1- بالأصل: غسان خطأ، و الصواب ما أثبت.
2- بالأصل: غسان خطأ، و الصواب ما أثبت.
3- كذا، و الصواب: اثنتي عشرة غزوة.
4- بالأصل و م «حرفة» و الصواب ما أثبت و ضبط .

أخبرني عن ليلة القدر، فإن ابن مسعود يقول: من يقم الحول يصبها، فقال: و اللّه لقد علم عبد اللّه أنها في رمضان، و لكنه عمّى عن الناس لكي لا يتكلوا، و اللّه الذي أنزل الكتاب على محمد أنها لفي رمضان، و إنها ليلة سبع و عشرين.

فقلت: يا أبا المنذر، أنّى (1) علمت ذلك ؟ قال: بالآية التي (2) أنبأنا بها محمد صلى اللّه عليه و سلم فعددنا و حفظنا، فإنها و اللّه لهي ما يستثنى قال: فقلت: و ما الآية ؟ قال: إنها تطلع ليس لها شعاع حتى ترتفع.

و كان عاصم ليلتئذ من السحر لا يطعم طعاما حتى إذا صلى الفجر صعد على الصومعة فنظر إلى الشمس حين تطلع لا شعاع لها حتى تبيض و ترتفع.

أخبرنا أبو الفضل محمد بن سليمان بن الحسن بن عمرو العبدي الزاهد، و أبو طاهر محمد بن أبي بكر بن محمد بن عبد اللّه السّنجي المؤذن بمرو، قالا: أنا أبو بكر محمد بن علي بن حامد الشاشي الفقيه، قدم علينا مرو، أنا أبو الفضل منصور بن نصر بن عبد الرحيم بن متّ السمرقندي الكاغدي، أنا أبو سعيد الهيثم بن كليب بن شريح بن معقل الشاشي النحوي، عن عاصم، عن زرّ، قال: خرجت في وفد من أهل الكوفة و أيم اللّه إن حرص على الوفادة أو ذلك إلاّ للقاء أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم المهاجرين و الأنصار، فلما قدمت المدينة أتيت أبيّ بن كعب، و عبد الرّحمن بن عوف، فكانا جليسي و صاحبي، فقال أبيّ : يا زرّ ما تريد أن تدع من القرآن آية إلاّ سألتني عنها، قال: فقلت: في أي شيء أتيه فقلت: يا أبا المنذر رحمك اللّه اخفض لي جناحك، فإنما أتمتع منك تمتعا (3)،فقلت: أخبرني عن ليلة القدر، و ذكر معناه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم السلمي، و أبو القاسم السمرقندي، نا عبد العزيز [بن] أحمد الكتّاني، أنا أبو محمد عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم التميمي، أنا أبو بكر أحمد بن سليمان بن زيان الكندي، نا هشام بن عمّار، نا صدقة بن خالد، نا أبو جابر، حدثني عيسى بن طلحة الأسدي، قال: سمعت زرّ بن حبيش من

ص: 27


1- بالأصل: أنا.
2- بالأصل: الذي.
3- بالأصل:«أ تمنع منك تمنعا» و الصواب ما أثبت قياسا إلى الرواية السابقة و سير الأعلام 169/4 و العبارة مهملة بدون نقط في م.

السحر يدعو: اللّهم ارزقني طيبا، و استعملني صالحا فلبثت هونا ثم خرجت إلى صاحبي (1) و رجعت و هو يرددها.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، أنا زكريا بن يحيى، نا إسحاق، أنا يحيى بن آدم، حدثنا أبو بكر بن عياش (2)،عن عاصم، قال: كان زرّ من أعرب (3) الناس.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدثني أبو عبد اللّه.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص [بن] (4) المفضّل بن غسان، نا أبي [نا] (5) أحمد بن حنبل، نا يحيى بن آدم، نا أبو بكر - زاد المفضل: بن عياش - عن عاصم، قال: زرّ بن حبيش من أعرب الناس، و كان عبد اللّه يسأله عن العربية (6).

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصّيرفي، أنا منصور بن الحسين، و أحمد بن محمود، قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو الحسن أحمد بن الحسن بن المثنى بن معاذ بن معاذ العنبري بالبصرة، نا هشام بن علي السيرافي، نا سلمة بن حصين العسلى (7)،أبو قتيبة، نا سلام بن أبي مطيع، حدثني رجل من إخواني - يعني عاصم بن بهدلة قال: أدركت أصحاب ابن مسعود و هم متوافرون يجعلون هذا الليل جملا (8) يلبسون المعصفر، و يشربون نبيذ الجرّ لا يرون به بأسا، منهم زرّ و أبو وائل.

ص: 28


1- في المختصر: حاجتي.
2- بالأصل: عباس، خطأ.
3- بالأصل:«أعرف» و الصواب ما أثبت، انظر تهذيب التهذيب و سير الأعلام.
4- زيادة للإيضاح.
5- زيادة للإيضاح.
6- الخبر في تهذيب التهذيب 190/2 و الإصابة 577/1 و سير الأعلام 167/4 و طبقات ابن سعد 105/6.
7- كذا رسمها بالأصل و في م: السلي.
8- بالأصل و م:«حملا» و الصواب ما أثبت، ففي القاموس: و في المثل: اتخذ الليل جملا أي سرى كله.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا سليمان بن حرب، نا حمّاد بن زيد، عن عاصم، قال: أدركت أقواما كانوا يتخذون هذا الليل جملا (1) يلبسون المعصفر و يشربون نبيذ الجر لا يرون به بأسا، منهم زرّ و أبو وائل.

أخبرناه عاليا أبو الفوارس عبد الباقي بن محمد بن عبد الباقي بن أبي العيار، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن الحسن بن محمد الخلاّل، أنا أبو حفص بن إبراهيم المقرئ الكناني، نا عبد اللّه بن محمد بن عبد العزيز، نا خلف بن هشام، نا حمّاد بن زيد، عن عاصم بن [أبي] النجود، قال: أدركت أقواما يتحدثون (2) هذا الليل جملا (3) و كانوا يلبسون المعصفر و يشربون نبيذ الجر، منهم زرّ و أبو وائل.

أخبرنا أبو القاسم الدلال، أنا أبو بكر الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، قال: و نا يعقوب، نا سعيد بن سليمان، نا محمد بن مصرف، نا الأعمش، قال: أدركت أشياخنا: زرّا و أبا وائل فمنهم من عثمان أحبّ إليه من علي، و منهم من علي أحبّ إليه من عثمان، و كانوا أشد شيء تحاببا و أشد شيء توددا.

قرأت على أبي عبد اللّه بن البنا، عن أبي الحسين الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن بيري، و عن أبي نعيم بن عبد الواحد، عن أبي الحسن علي بن محمد زرقة، قالا: أنا محمد بن الحسين الزّعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا سعيد بن سليمان، نا محمد بن طلحة، عن الأعمش، قال: أدركت أشياخنا: زرّا و أبا وائل: فكان منهم من علي أحبّ إليه من عثمان، و منهم من عثمان أحبّ إليه من علي، و كانوا أشد شيء تحاببا و أشد شيء توددا (4).

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمد بن عبد اللّه، أنا أبو علي بن الصّوّاف، أنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، نا إسماعيل بن بهرام، نا أبو بكر بن عياش، عن عاصم بن أبي النجود، قال: كان أبو وائل عثمانيا و كان زرّ بن حبيش علويا و كان مصلاهما في مسجد واحد، ما رأيت واحد منهما

ص: 29


1- بالأصل:«حملا» و الصواب ما أثبت، ففي القاموس: و في المثل: اتخذ الليل جملا أي سرى له.
2- كذا، و قد مرّ في الرواية السابقة: يتخذون، و هو الصواب و في م: يتخذون.
3- بالأصل:«حملا» و الصواب ما أثبت، ففي القاموس: و في المثل: اتخذ الليل جملا أي سرى له.
4- انظر سير الأعلام 169/4 و فيها: و كانوا أشد شيء تحابّا و توادّا.

قط يكلم صاحبه في شيء مما هو عليه حتى ماتا و كان أبو وائل معظما لزرّ (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر، أنا علي بن محمد بن عبد اللّه بن بشران.

أخبرنا أبو عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدثني أبو عبد اللّه.

و أخبرنا أبو البركات، أخبرنا ثابت، أنا أبو العلاء، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضل، نا أبي، نا أحمد بن حنبل، نا يحيى بن آدم، نا أبو بكر - زاد حنبل: بن عياش، عن عاصم، قال: كان زرّ أكبر من أبي وائل، فكانا إذا جلسا جميعا لم يحدّث أبو وائل مع زرّ (2).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر بن هبة اللّه، أنا محمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا جامع بن صبيح الرّملي، نا أبو بكر، عن عاصم، قال: كان زرّ أكبر من أبي وائل، فكانا إذا جلسا جميعا لم يحدّث أبو وائل مع زرّ.

أنبأنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر بن البنا، قالا: قرئ على أبي (3) محمد الجوهري، عن أبي عمر (4) بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد (5)،نا الفضل بن دكين، نا قيس بن الربيع، عن عاصم بن أبي النجود، قال: مرّ رجل من الأنصار على زرّ بن حبيش و هو يؤذّن فقال: يا أبا مريم قد كنت أكرمك عن ذا - أو قال: عن الأذان - فقال: إذا لا أكلمك كلمة حتى تلحق باللّه عز و جل.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمد بن هبة اللّه، أنا محمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا إسماعيل بن الخليل، حدثني زكريا بن عدي، قال: قال ابن المبارك: قلت لإسماعيل بن أبي خالد: سمعت من زرّ بن حبيش

ص: 30


1- سير الأعلام 168/4 و تهذيب التهذيب 190/2.
2- سير الأعلام 168/4، و قال الذهبي: يعني يتأدب معه لسنّه.
3- بالأصل:«ابن» و الصواب ما أثبت، و اسمه الحسن بن علي، و مضى التعريف به.
4- بالأصل: عمرو، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ كثيرا.
5- طبقات ابن سعد 105/6.

غير هذا الحديث، حدثنا ليلة القدر.

قالا (1):أنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد.

أخبرنا يوسف بن رباح بن علي، أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل، نا محمد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح، نا إبراهيم بن يسار الرّمادي، نا سفيان بن عيينة، عن إسماعيل، قال: قلت لزرّكم أتى عليك ؟ قال: أنا [ابن] عشرين (2) و مائة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد، أنا محمد بن الحسن بن محمد بن الحسن بن محمد النهاوندي، أنا أحمد بن الحسن، أنا عبد اللّه بن محمد بن عبد الرّحمن، أنا محمد بن إسماعيل، حدثني أحمد بن أبي الطّيّب، قال: سمعت هشيما يقول: زرّ بن حبيش بلغ سنه مائة و اثنتين (3) و عشرين.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدثني أبو عبد اللّه أحمد.

و أخبرنا أبو المظفّر القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو بكر بن المؤمّل، أنا الفضل بن محمد، نا أحمد بن حنبل، قال: قيل لهشيم فزرّ بن حبيش ؟ قال: مائة و اثنتين و عشرين سنة، قيل له سويد بن غفلة ؟ قال: ثمان و عشرين و مائة، قيل له: من ذكره ؟ قال: إسماعيل بن أبي خالد.

قال حنبل: حدثني أبو عبد اللّه، نا محمد بن عبيد، قال: قال إسماعيل رأيت زرّ بن حبيش و إنّ لحييه (4) ليضطربان من الكبر، قد أتى عليه تسعة عشر و مائة.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمد، أنا محمد بن أحمد بن الحسن، أنا محمد بن أبي شيبة، نا عمي أبو بكر، نا محمد بن عبيد، نا إسماعيل بن أبي خالد، قال: رأيت زرّ بن حبيش

ص: 31


1- كذا.
2- الخبر في تهذيب التهذيب 190/2 و الزيادة السابقة عنه. و في الإصابة 577/1 «أتى عشرون و مائة» و في سير الأعلام 168/4 أتى عليه عشرون و مائة سنة.
3- بالأصل: و اثنين.
4- بالأصل:«لحيته لتضطربان» و الصواب ما أثبت عن سير الأعلام و م.

و قد أتى عليه عشرون و مائة سنة و إن لحييه (1) ليضطربان من الكبر (2)،و رأيت أبا عمرو الشيباني و قد أتى عليه أربع (3) عشرة و مائة سنة.

أخبرنا أبو القاسم السمرقندي، أنا أبو الفتح نصر بن أحمد بن نصر، أنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبد اللّه.

و أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أحمد بن علي بن سوّار، قالا: أنا الحسين بن علي الطناجيري، قالا: أنا محمد بن زيد بن علي، أنا محمد بن عقبة، نا هارون بن حاتم، نا محمد بن عبيد الطنافسي عن ابن أبي مخلد، قال: رأيت زرّ بن حبيش الغاضري (4) و له مائة و سبع و عشرون سنة.

و أخبرنا أبو بركات الأنماطي أيضا: أخبرنا أحمد بن الحسن بن خيرون، نا عبد الملك بن محمد، أنا محمد بن أحمد بن عثمان، نا هاشم بن محمد، نا الهيثم بن عدي، قال: و مات زرّ بن حبيش الغاضري (5) و له مائة و سبع (6) و عشرين سنة.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي أيضا: أخبرنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمد، أنا محمد بن أحمد بن عثمان، نا هاشم بن محمد، نا الهيثم بن عدي، قال: و مات زرّ بن حبيش أبو مريم زمن الحجّاج قبل الجماجم.

حدثنا أبو بكر السّلماسي، أنا نعمة اللّه بن محمد، أنا أحمد بن محمد، نا أحمد بن سليمان، أنا سفيان بن محمد بن سفيان، حدثني الحسن بن سفيان، نا محمد بن علي، عن محمد بن إسحاق، قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: مات زرّ بن حبيش قيل يوم الجماجم (7).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا علي بن أحمد بن محمد، أنا [أبو] طاهر المخلّص إجازة، أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن، أخبرني عبد الرّحمن بن محمد بن

ص: 32


1- بالأصل:«لحيته لتضطربان» و الصواب ما أثبت عن سير الأعلام.
2- الخبر في سير الأعلام 168/4.
3- بالأصل: أربعة عشرة.
4- بالأصل: العاصري، و في م:«العاحرى ؟؟؟» و الصواب ما أثبت و هذه النسبة إلى بني غاضرة.
5- بالأصل: العاصري، و في م:«العاحرى ؟؟؟» و الصواب ما أثبت و هذه النسبة إلى بني غاضرة.
6- بالأصل: و سبعة.
7- تهذيب التهذيب 190/2.

المغيرة، أخبرني أبي محمد بن المغيرة، حدثني أبو عبيد اللّه القاسم بن سلاّم، قال:

سنة إحدى و ثمانين فيها مات زرّ بن حبيش الأسدي (1).

قرأت على أبي محمد بن حمزة التميمي، أنا مكي بن محمد بن الغمر، أنا أبو سليمان، قال: قال المدائني: مات زرّ بن حبيش سنة إحدى و ثمانين، قال ابن زبر:

و هذا خطأ.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط ، قال (2):و في هذه السنة و هي سنة اثنتين و ثمانين مات سويد بن غفلة و زرّ بن حبيش، و يقال: زرّ قتل (3) في الجماجم.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا الحسن بن علي بن محمد، أنا علي بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ، نا محمد بن الحسين بن شهريار، نا أبو حفص عمرو بن علي، قال: و مات زرّ بن حبيش سنة اثنتين (4) و ثمانين و يكنى أبا مطرّف.

قرأت على أبي محمد، أنا مكي، أنا أبو سليمان، قال: سنة ثلاث و ثمانين فيها توفي زرّ، و يكنى أبا مريم.

ص: 33


1- المصدر نفسه.
2- تاريخ خليفة بن خياط ص 288.
3- كذا، و الذي في تاريخ خليفة:«و يقال: مات زرّ قبل الجماجم» و ذكر آخرين ثم قال: كلهم بعد الجماجم (يعني ماتوا).
4- بالأصل و م:«اثني» و الصواب ما أثبت، و الخبر في تهذيب التهذيب.

ذكر من اسمه زفر

2255 - زفر بن الحارث بن عبد عمرو بن معاوية

2255 - زفر بن الحارث بن عبد عمرو بن معاوية (1)

ابن يزيد بن عمرو بن الصّعق،

و اسمه خويلد بن نفيل بن عمرو ابن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة ابن معاوية بن بكر بن هوازن أبو الهذيل - و يقال: أبو عبد اللّه - الكلابي (2)سمع عائشة، و معاوية.

روى عنه: ثابت بن الحجاج، و جحشنة بن العلاء.

سكن البصرة، ثم انتقل إلى الشام و كان في جيش البصرة الذي خرج لإغاثة عثمان بن عفان في الحصر، و شهد وقعة صفّين و كان فيها أميرا على أهل قنّسرين (3) و هم في الميمنة، و شهد وقعة مرج راهط زبيريا مع الضحاك بن قيس، ثم هرب و لحق بقرقيسياء (4) من أرض الجزيرة فتحصن بها.

أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن، أنا أبو العباس بن المهتدي، أنا أبو أحمد

ص: 34


1- كذا بالأصل، و في ابن العديم نقلا عن ابن عساكر:«معاز» بالزاي، و في جمهرة ابن حزم ص 286 و مختصر ابن منظور 42/9 معاذ و قد جاء «معاز» في شعر الأخطل في قوله مخاطبا زفر بن الحارث: لعمر أبيك يا زفر بن عمرو لقد نجاك جد بني معاز
2- ترجمته في بغية الطلب 3796/8 و الوافي بالوفيات 199/14.
3- تقدم التعريف بها، انظر معجم البلدان.
4- قرقيسياء، و يقصر، بلد على الخابور قرب رحبة مالك بن طوق على ستة فراسخ و عندها مصب نهر الخابور و الفرات (معجم البلدان).

محمد بن عبد اللّه بن أحمد بن القاسم بن جامع الدهان، نا أبو علي محمد بن سعيد بن عبد الرّحمن بن إبراهيم القشيري الحافظ ، نا هلال بن العلاء، نا حسين بن عباس (1)، أنا جعفر و هو ابن برقان، نا ثابت بن الحجّاج عن زفر بن الحارث، قال: كنت رسول معاوية بن أبي سفيان إلى عائشة أم المؤمنين بوقعة صفّين.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو محمد و أبو الغنائم، ابنا (2) أبي عثمان، و أبو (3) القاسم بن البسري، و أحمد بن محمد بن إبراهيم العصّاري، و أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن الأخضر، قالوا: أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمد بن أحمد بن يعقوب، نا شيبة، نا جدي يعقوب، نا عثمان بن محمد.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن (4) بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، أنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، نا محمد بن عبد اللّه بن نمير، قال: ثنا خالد بن حيان، عن جعفر بن برقان، عن ثابت بن الحجّاج، عن زفر بن الحارث، قال: كنت رسول معاوية إلى عائشة بوقعة صفّين فلما قدمت عليها قالت: من قتل من الناس ؟ قلت: عمّار بن ياسر، قالت: ذاك رجل يتبعه الناس في دينه، قالت: و من ؟ قلت: هاشم الأعور (5)،قالت: ذاك رجل ما كادت أن ترد رايته. انتهى حديث عثمان، و زاد ابن نمير، قال: ثم نمت عن صلاة العشاء فأراد بعض أهلها أن يوقظني فقالت: دعه فإنه رجل قد أدأب السير و لا يضره أن يؤخر [هذه] الصلاة إلى ثلث الليل، أو نصف الليل، خالد يشكّ (6).

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسن الصيرفي، و محمد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمد - زاد ابن خيرون: و محمد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل، قال (7):قال لي محمد بن مقاتل، عن ابن المبارك، أنا

ص: 35


1- في ابن العديم 3797/8 حسن بن عياش.
2- بالأصل:«أنا» و الصواب ما أثبت.
3- بالأصل:«و أبي».
4- بالأصل: الحسين.
5- هو هاشم بن عتبة بن أبي وقاص ترجمته في سير الأعلام 486/3.
6- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 3797/8 و الزيادة السابقة منه.
7- التاريخ الكبير 254/2/1 في ترجمة جحشة بن العلاء.

عيسى بن عمر، سمع جحشة (1) بن العلاء، عن زفر بن الحارث، قال: بعثني معاوية إلى عائشة فقالت: لا فوت عليه إلى نصف الليل في العشاء.

و قال البخاري (2):زفر بن الحارث الكلابي الشامي الجعفري (3)،سمع عائشة و معاوية، روى عنه ثابت بن الحجاج و جحشنة (4)،قال قتيبة: هو والد مزاحم بن زفر العامري.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (5):و أما معاز (6)آخره زاي فهو زفر بن الحارث بن معاز (7) الكلابي، أبو الهذيل سيد قيس في زمانه، و كان على قيس يوم مرج راهط له أخبار كثيرة و له شعر.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي (8)،نا أبو الحسين بن المهتدي.

و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبي أبو يعلى، قال: أخبرنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمد بن مخلد، قال: قرأت على علي بن عمرو، حدثكم الهيثم بن عدي، قال: قال ابن عياش (9):زفر بن الحارث يكنى أبا عبد اللّه.

ذكر أبو محمد بن زفر (10) في «كتاب الدولتين»: فيما نقلته من كتاب ابن (11) أبي سليمان الحافظ عنه: أنا أحمد بن عبد اللّه، عن أبي زيد، نا أبو سلمة الغفاري أيوب بن عمر، حدثني عبد اللّه بن مصعب، قال: قال زفر بن الحارث إني لعند عبد الملك يوما إذ أخلاني، فأنا إلى جانبه قد مدّ رجليه (12)،إذ دخل الأخطل فقال: يا أمير المؤمنين أ تدني هذا منك و هو أعدى الناس لك و أوثبهم عليك هذا الذي يقول:

ص: 36


1- كذا وقع بالأصل و البخاري في ترجمته، و في بغية الطلب 3797/8 عن البخاري: جحشنة.
2- التاريخ الكبير 430/1/2 في ترجمة زفر بن الحارث.
3- بالأصل:«الجفرى» و المثبت عن البخاري.
4- كذا وقع بالأصل هنا و في البخاري جحيشة، و قد مرّ فيه: جحشة.
5- الاكمال لابن ماكولا 210/7 و نقله عنه ابن العديم في بغية الطلب.
6- وقع بالأصل في الموضعين: معاذ، بالذال المعجمة، و المثبت عن الاكمال.
7- وقع بالأصل في الموضعين: معاذ، بالذال المعجمة، و المثبت عن الاكمال.
8- بالأصل و م:«المحلى» و الصواب ما أثبت و ضبط ، و قد مضى التعريف به.
9- بالأصل و م:«ابن عباس» و الصواب ما أثبت انظر بغية الطلب 3798/8.
10- بغية الطلب: ابن زيد.
11- بغية الطلب: ابنه.
12- العبارة بالأصل و م:«إذ خلاني فاتى إلى جانبه قدم رجليه» و قد صوبنا العبارة عن بغية الطلب.

فإني زبيري (1) الحياة فإن أمت *** فإني لموص هامتي بالتّزبر

قال فجلس عبد الملك فاحمرّت عيناه، فقلت: يا أمير المؤمنين إن هذا ابن النصرانية إنما ربي لحمه على شرب الخمر، و لحم الخنزير، أنا أطوع الناس لك و ابتغاؤهم في مرضاتك قال: فما زلت به حتى هدأ، و لقد خفته.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق النهاوندي، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا التّستري، نا خليفة العصفري (2)، قال: و قال أبو عبيدة، كان على أهل قنّسرين [على] الميمنة زفر بن الحارث - يعني يوم صفين - مع معاوية.

قال: و نا خليفة، قال: كان عليها - يعني الجزيرة - في أيام يزيد بن معاوية سعيد بن مالك بن بحدل فأخرجه زفر الحارث الكلابي حين وقعت الفتنة (3).

قرأت على أحد ابني، أبي علي الحسن بن أحمد و شككت أيهما هو، عن أبي غالب محمد بن أحمد بن بشران، أنا أبو الحسين بن دينار، أنا أبو القاسم (4) بن الآمدي، قال: زفر بن الحارث بن معاذ (5) الكلابي سيد قيس في زمانه يكنى أبا الهذيل، و كان على قيس يوم مرج راهط و هو القائل:

و قد ينبت المرعى على دمن الثرى *** و تبقى حزازات النفوس كما هيا

أبيني سلاحي لا أبا لك إنني *** أرى الحرب (6) لا تزداد إلاّ تماديا

أ يذهب يوم واحد إن أسأته *** بصالح أيامي و حسن بلايا

أنبأنا أبو علي محمد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان، ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، و أبو الحسن محمد بن إبراهيم، و أبو علي بن نبهان.

ص: 37


1- بالأصل:«فإن زبير» و المثبت عن الوافي بالوفيات 200/14 و بغية الطلب 3800/8.
2- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 195.
3- لم أعثر على هذا الخبر في تاريخ خليفة، و نقله في بغية الطلب 3801/8 عنه.
4- بالأصل و م «أبو الهيثم» و الصواب ما أثبت، و هو أبو القاسم الحسن بن بشر الآمدي صاحب كتاب المؤتلف و المختلف. انظر فيه ص 129.
5- في المؤتلف و المختلف: معان.
6- في الأصل: الحارث، و المثبت عن الآمدي.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، قالوا: أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو بكر محمد بن الحسن بن مقسم المقرئ، نا أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب قال: و أنشد له زفر [بن] الحارث الكلابي لما هرب:

لعمري لقد أبقت وقيعة راهط *** بمروان صدعا بيننا متشاينا

و قد ينبت المرعى على دين الثرى *** و تبقي حزازات النفوس كما هيا

فلم يلزمنّي نبوة قبل هذه *** فراري و تركي صاحبيّ ورائيا

أ يذهب يوم واحد إن أسأته *** بصالح أيامي و حسن بلائيا

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو نصر (1) بن العطار، قالا: أخبرنا أبو طاهر المخلّص، أخبرنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، نا زكريا بن يحيى المنقري، حدثنا الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء، قال: فرّ زفر بن الحارث الكلابي عن ابنه (2) و مولى له فقتلا فأنشأ يقول (3):

و لم تر منّي نبوة غير هذه *** فرارا و تركي صاحبيّ ورائيا

عشية أخزى (4) بالفرار و لا أرى *** من الناس إلاّ من عليّ و لا ليا

أ يذهب يوم واحد إن أسأته *** يصالح أيامي و حسن بلائيا

فقد ينبت المرعى على دمن الثرى *** و تبقى حزازات النفوس كما هيا

فلا صلح حتى يحيط (5) الخيل بالقنا *** و يثأر من نسوان كلب نسائيا

أريني سلاحي لا أبا لك إنني *** أرى الحرب لا تزداد إلاّ تماديا

و ذكر أبو [بكر أحمد بن جابر] (6) البلاذري قال: و هرب زفر بن الحارث الكلابي يوم المرج إلى قرقيسياء و بها عياض فمنعه من دخولها، فقال له زفر بن الحارث: أوثق لك بالطلاق و العتاق إذا أنا دخلت الحمّام بها أن أخرج منها. فأذن فدخلها فلم يدخل

ص: 38


1- في بغية الطلب: و أبو منصور.
2- بالأصل: أبيه، و الصواب عن ابن العديم.
3- الأبيات في بغية الطلب 3801/8-3802.
4- بالأصل: أخرى، و الصواب عن ابن العديم، و في تاريخ خليفة ص 260 أجري.
5- ابن العديم: تحط .
6- الزيادة عن بغية الطلب 3802/8 و انظر الخبر في أنساب الأشراف 140/5.

الحمّام و أقام بها و أخرج عياضا عنها و تحصن بها و ثابت (1) إليه قيس.

أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن، أخبرنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط (2)،قال: و أصيب يومئذ - يعني يوم المرج - ثلاثة (3) بنين لزفر بن الحارث الكلابي و فيه يقول زفر:

لعمري لقد أبقت وقيعة راهط *** لمروان صدعا بيننا متنائيا

أريني سلاحي لا أبا لك إنني *** أرى الحرب لا تزداد إلاّ تماديا

أبعد ابن معن و ابن عمرو (4) تبايعا *** و مقتل همّام أمني الأمانيا

و تذهب كلب لم تنلها رماحنا *** و تترك قتلى راهط هي ماهيا

فلم ير مني نبوة قبل هذه *** فراري و تركي صاحبيّ ورائيا

عشية أحرى (5) بالفريقين لا أرى *** من الناس إلاّ من عليّ و لا ليا

أ يذهب يوم واحد إن أسأته *** بصالح أيامي و حسن بلائيا

فلا صلح حتى يحبط (6) الخيل بالقنا *** و تثأر من نسوان كلب نسائيا

فقد ينبت المرعى على دمن الثرى *** و تبقى حزازات النفوس كما هيا

أخبرنا أبو الحسين [بن] الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالوا (7):

أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزّبير بن بكّار، قال: و في ذلك يقول زفر بن الحارث الكلابي (8):

أ في اللّه أما بحدل و ابن بحدل *** فيحيا و أما ابن الزبير فيقتل

كذبتم و بيت اللّه لا تقتلونه *** و لمّا يكن يوم أغرّ محجّل

و لما يكن للمشرفية بيننا *** وميض كضوء الشمس حين ترحل

ص: 39


1- بالأصل:«وا؟؟؟ اليهاقيس» و مهملة بدون نقط في م و الصواب عن أنساب الأشراف و بغية الطلب.
2- الخبر و الأبيات في تاريخ خليفة ص 260.
3- بالأصل: ثلاث.
4- عند خليفة: ابعد ابن عمرو و ابن معن تبايعا.
5- في خليفة: أجري.
6- خليفة: تنحط .
7- بالأصل:«قالا».
8- الخبر و الأبيات في بغية الطلب 3802/8 و البيتان الأول و الثاني في الوافي بالوفيات 200/14.

قال الزبير: يريد ببحدل و ابن بحدل يزيد بن معاوية، كذا قال (1).

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمد، أنا [أبو] سليمان الخطّابي، قال: و أنشد:

إنّا وجدنا زفر بن الحارث *** في هذه الهنات و الهنابث

خبيثة من أخبث الخبائث

قال الخطابي: قال المازني: الهنيثة إثارة الفتنة، و قال غيره: الهنة و الهنبثة إحدى الهنات و الهنابث و هي الأمور الشداد (2).

قرأت على أبي الحسن بن علي بن المسلّم الفقيه، عن أبي العباس أحمد بن إبراهيم المراري (3)،أنا أبو القاسم هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر بن الصّوّاف، أنا القاضي أبو الحسن علي بن الحسين بن بندار الأذني، أنا أبو عروبة الحسين بن محمد بن مودود، قال في الطبقة الأولى من التابعين من أهل الجزيرة: زفر بن الحارث الكلابي حدث عن عائشة و كان رسول معاوية إليها بوقعة صفّين، و كان نزل البصرة ثم خرج عنها بعد وقعة الجمل فشهد وقعة المرج مع الضحاك بن قيس، و ذكر أنه مات في أيام عبد الملك بن مروان.

2256 - زفر بن عاصم بن عبد اللّه بن يزيد

2256 - زفر بن عاصم بن عبد اللّه بن يزيد (4)

أبو عبد اللّه الهلالي

حدّث عن عروة بن رويم، و عمر بن عبد العزيز.

روى عنه: يحيى بن حمزة، و مالك بن أنس.

قرأت بخط أبي محمد عبد الرّحمن بن أحمد بن علي بن صابر، فيما ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين محمد بن عبد اللّه الرازي:

ص: 40


1- عقب ابن العديم على الخبر قال:«يعني الزبير أن يزيد ابن بنت بحدل، لأن أمه ميسون بنت بحدل الكلبية».
2- انظر اللسان «هنبث».
3- كذا رسمها و في م:«المرادي».
4- في بغية الطلب 3803/8 «بريد».

أخبرني أبو العباس محمد بن جعفر (1) بن أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الحضرمي الدمشقي، نا جدي أحمد، نا أبي، عن أبيه، حدثني زفر بن عاصم يزيد الهلالي، عن عروة بن رويم، حدثني حبيب بن عبد الرّحمن بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، و سألني عن دمشق و ما حولها فأخبرته فقال: حرلان مهاجر إبراهيم عليه السلام، ثم أمر بالتحويل عنها.

قال أبو الحسين الرازي: حرلان هذه قرية من غوطة دمشق بينها و بين دمشق اثنا (2)عشر ميلا، و هي حرلان بلام ألف من أرض دمشق، و ليس هي حرّان بألف التي في أرض الجزيرة، كذا قال، و إنما هاجر إبراهيم من أرض بابل إلى حرّان التي بأرض الجزيرة، و اللّه أعلم.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدثنا أبو الفضل البغدادي، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمد - زاد أحمد: و محمد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل، قال (3):زفر بن عاصم، عن عمر بن عبد العزيز، منقطع، سمع منه مالك بن أنس.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي إجازة، قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد، قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم (4)،قال: زفر بن عاصم، روى عن عمر بن عبد العزيز منقطع، روى عنه مالك بن أنس، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، نا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط ، قال (5):و ولّى أبو جعفر الصائفة يعني سنة أربع و خمسين [و مائة] زفر بن عاصم بن عبد اللّه بن يزيد الهلالي

ص: 41


1- في بغية الطلب: محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن يحيى...
2- بالأصل: اثني عشر.
3- التاريخ الكبير 431/1/2.
4- الجرح و التعديل 608/2/1.
5- تاريخ خليفة بن خيّاط ص 427.

فدخل من المصّيصة حتى أتى أنقرة (1) فبث السريا، فغنم و سلم، و خرج من درب مرعش،[و غزا] (2) يعني سنة ست و خمسين زفر بن عاصم الهلالي بلاد الروم فأغار على قنبة (3) و قونية.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم و غيره، قالوا: أنا أبو محمد بن أحمد الكتاني، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أبو عبد الملك، نا ابن عائذ، أخبرني عبد الأعلى بن مسهر، قال: كان على الصائفة سنة أربع و خمسين زفر بن عاصم، و في سنة ست و خمسين و مائة زفر بن عاصم.

2257 - زفر بن عيلان بن زفر بن جبر بن مروان

2257 - زفر بن عيلان (4) بن زفر بن جبر بن مروان

ابن سيف بن يزيد بن شريح بن شقيق بن عامر

أبو الحارث بن أبي الهيذام المازني

حدّث عن أبي إسحاق إبراهيم بن عبد الرّحمن بن إبراهيم، دحيم (5).

روى عنه: تمام بن محمد الرازي، و محمد بن المحسّن الأذني.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمد، أخبرني أبو عمر محمد بن موسى بن فضالة، و أبو الحارث زفر بن عيلان بن زفر بن جبر المازني قراءة عليهما، قالا: نا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرّحمن بن إبراهيم، و دحيم (6)،ثنا هشام بن عمّار بن نصير بن ميسرة بن أبان السّلمي، نا عيسى بن يونس، نا صالح بن أبي الأخضر.

و أخبرناه عاليا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو محمد السدي، قالا: أنا أبو سعد محمد بن عبد الرّحمن، أنا الحاكم أبو أحمد، أنا محمد بن محمد بن سليمان، نا هشام بن عمّار، نا عيسى بن يونس، عن صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، عن أنس بن مالك: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم طاف على نسائه في ليلة في غسل واحد[4370].

ص: 42


1- بالأصل:«ابعره» كذا، و المثبت عن بغية الطلب 3805/8 نقلا عن خليفة، و في تاريخ خليفة: القزة.
2- زيادة لازمه عن تاريخ خليفة ص 428 للإيضاح.
3- مهملة بدون نقط بالأصل و المثبت عن خليفة، و في بغية الطلب: قينة.
4- بالأصل غيلان بالغين المعجمة، و الصواب بالعين المهملة عن ابن ماكولا.
5- بالأصل و م:«و حاتم» و المثبت عن مختصر ابن منظور 44/9.
6- بالأصل و م:«و حاتم» و المثبت عن مختصر ابن منظور 44/9.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي زكريا البخاري، و حدثنا خالي القاضي أبو المعالي محمد بن يحيى القرشي، نا نصر بن إبراهيم، أنا أبو زكريا، حدثنا عبد الغني بن سعيد، قال: و عيلان بالعين غير معجمة زفر بن عيلان المازني أبو الحارث، عن إبراهيم بن دحيم، حدثني عنه محمد المحسّن الأذني.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال: و أما عيلان بالعين المهملة: زفر بن عيلان المازني أبو الحارث، عن إبراهيم بن دحيم، حدث عنه محمد بن المحسّن الأذني.

2258 - زفر بن وثيمة بن عثمان، و يقال: ابن أوس،

2258 - زفر بن وثيمة (1) بن عثمان، و يقال: ابن أوس،

و يقال: ابن مالك بن أوس بن الحدثان النّصري (2)

دمشقي، روى عن حكيم بن حزام، و المغيرة بن شعبة.

روى عنه: محمد بن عبد اللّه الشّعيثي (3).

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ، حدثنا سليمان بن أحمد، نا أحمد بن المعلّى الدمشقي، نا هشام بن عمّار.

و أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب، أنا عبد اللّه بن يحيى بن عبد الجبار السكري.

و أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن غانم الحداد، أنا عبد الرّحمن بن مندة، أنا أبو محمد بن إسحاق، قالا: أنا إسماعيل بن محمد البغدادي، نا عباس بن عبد اللّه التّرقفي (4)،نا محمد بن المبارك، قالا: نا صدقة بن خالد، ثنا - و قال ابن المبارك:

حدثني - محمد بن عبد اللّه الشّعيثي، عن زفر بن وثيمة، عن المغيرة بن شعبة أن زرارة - زاد الطبراني و ابن مندة: بن حرب، و قالوا: قال لعمر بن الخطاب رضي اللّه عنه أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كتب إلى الضحاك بن سفيان أن يورث امرأة أشيم الضّبابي من دية زوجها - و في

ص: 43


1- بالأصل:«تيمة» و في م: سمه و المثبت عن مختصر ابن منظور 44/9 و ميزان الاعتدال 70/2.
2- ترجمته في تهذيب التهذيب 194/2 و ميزان الاعتدال 70/2.
3- بالأصل و م:«الشعبي» و المثبت عن التهذيب و الميزان.
4- مهملة بدون نقط بالأصل و م، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 12/13.

حديث الخطيب: من الدية. قال ابن مندة: رواه جماعة عن الشّعيثي مثله، رواه الوليد بن مسلم، عن الشّعيثي، فلم يذكر زرارة.

أخبرنا أبو علي المقرئ في كتابه، ثم حدثنا أبو مسعود عنه، أنا أبو نعيم، نا سليمان بن أحمد، نا إبراهيم بن دحيم، نا أبي، نا الوليد بن مسلم، نا محمد بن عبد اللّه الشّعيثي (1)،عن زفر بن وثيمة، عن المغيرة بن شعبة: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كتب إلى الضحاك بن سفيان أن يورث امرأة أشيم الضّبابي من ديته.

و رواه خالد بن عبد الرّحمن المخزومي البصري، عن الشّعيثي (2)،عن زفر، عن المغيرة، عن أبي ثابت.

أخبرناه أبو محمد طاهر بن سهل، أنا أبو الحسين بن مكي، أنا أحمد بن عمر بن محمد بن خرّشيذ قوله: نا عبد اللّه بن محمد بن إسحاق المروزي، نا محمد بن إبراهيم بن كثير، نا خالد بن عبد الرّحمن، نا محمد بن عبد اللّه الشّعيثي (3)،عن زفر بن وثيمة، عن المغيرة بن شعبة أن أبا ثابت بن حزم - أو حزم - قال: إن النبي صلى اللّه عليه و سلم كتب إلى الضحاك بن سفيان أن يورث امرأة أشيم الضبابي (4) من ديته، لم يتابع خالد بن عبد الرّحمن المخزومي على أبي ثابت، و خالد ضعيف.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (5)،حدثني أبي، نا حجّاج، نا الشّعيثي (6)،عن زفر بن وثيمة، عن حكيم بن حزام، قال: المساجد لا تنشد فيها الأشعار و لا تقام فيها الحدود، و لا يستقاد فيها. قال أبي: لم (7) يرفعه يعني حجاجا.

قال (8):و حدثني أبي، نا وكيع، نا محمد بن عبد اللّه الشّعيثي، عن العباس بن أحمد (9) المديني، عن حكيم بن حزام، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا تقام الحدود في

ص: 44


1- بالأصل و م الشعبي، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.
2- بالأصل الشعيبي خطأ.
3- بالأصل الشعيبي خطأ.
4- رسمها مضطرب بالأصل و م، و الصواب ما أثبت و قد مرّ.
5- مسند الإمام أحمد 434/3.
6- بالأصل الشعيبي خطأ.
7- بالأصل و م:«لمن» و المثبت عن مسند أحمد.
8- مسند أحمد 434/3.
9- في مسند أحمد: عبد الرحمن.

المساجد و لا يستقاد فيها»[4371].

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير إجازة.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أحمد بن عمير قراءة، قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة: زفر بن وثيمة النصري (1) دمشقي.

قال أبو الحسن بن جوصا نسبه (2) زفر بن وثيمة بن مالك بن أوس بن الحدثان النّصري (3)،حدثني بذلك شعيب، عن أحمد بن خالد، عن محمد بن عبد اللّه الشّعيثي في نسخة ما شافهنا به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا حمد بن عبد اللّه إجازة، قال: و أنا الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمد، قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم (4)،قال: زفر بن وثيمة بن مالك بن أوس بن مالك بن الحدثان، روى عن حكيم بن حزام، روى عنه محمد بن عبد اللّه الشّعيثي، سمعت أبي يقول ذلك.

قرأت في كتاب أبي بكر أحمد بن بكير بن الفرح بن عبد اللّه التميمي، عن أبي القاسم علي بن يعقوب بن (5) أبي العقب، نا أبو الحسن أحمد بن محمود بن مقاتل الهروي الشيخ الصالح، نا أبو سعيد عثمان بن سعيد بن خالد السّجستاني، قال: قلت ليحيى بن معين: زفر بن وثيمة، فقال: ثقة، و هذا القول ليس في رواية الطرائفي، عن عثمان.

و لم يذكر البخاري زفر هذا (6).

ص: 45


1- بالأصل و م:«البصري» و الصواب ما أثبت.
2- لفظة مهملة و غير مقروءة و رسمها:«ى ؟؟؟» بالأصل، و المثبت عن م.
3- بالأصل الشعيبي خطأ.
4- الجرح و التعديل 607/2/1.
5- بالأصل:«عن» خطأ و الصواب ما أثبت.
6- كذا بالأصل، و الصواب أن البخاري ترجم له في التاريخ الكبير 431/1/2 و جاء فيه: زفر بن وثيمة بن مالك بن أوس بن الحدثان عن حكيم بن حزام، روى عنه محمد الشعيثي.

2259 - زفر مولى مسلمة بن عبد الملك

2259 - زفر مولى مسلمة (1) بن عبد الملك (2)

حكى عن فاطمة بنت عبد الملك.

روى عنه: ابنه راشد بن زفر.

أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي (3) بن صفوان.

حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، قال: سمعت محمد بن الحسن يحدث بهذا الحديث فلم أحفظه، فحدثني علي بن أبي مريم عنه حدثني يوسف بن الحكم، حدثني راشد بن زفر مولى مسلمة بن عبد الملك، عن أبيه، قال: تناول الوليد بن عبد الملك يوما عمر بن عبد العزيز فرد عليه عمر، فغضب الوليد من ذلك غضبا شديدا و أمر بعمر فعدل به إلى بيت فحبس فيه.

قال راشد: فحدثني أبي زفر مولى مسلمة، و كانت فاطمة أرضعتها أم زفر، قال:

قالت لي فاطمة: يا زفر فمكث ثلاثا لا يدخل عليه أحد، ثم أمر بإخراجه إن وجد حيا، قال: فأدركناه و قد زالت رقبته شيئا، فلم نزل نعالجه حتى صار إلى العافية.

قالت: فقلت له يوما: إنك قد عرفت الوليد و عجلته و خلقه، فلو داريته بعض المداراة قالت: فقال لي: أحدثك يا فاطمة حديثا فاكتميه ما دمت حيا، قلت: نعم، قال: إنه لما حبسني أتاني تلك الليلة (4) آت في منامي فقال لي:

ليس للعلم في الجهالة حظ *** إنما العلم طرفة الأعضاء

قال: فرفعت إلى القائل رأسي فإذا هو عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، قال:

فسلّمت عليه في منامي فقال لي: إن الوليد جاهل بأمر اللّه، قليل الرعاية بين حرمات اللّه، فلا يجمع بين ما وهب اللّه لك من العلم بأمر اللّه، مع ما حرمه من ذلك ليبين فضلة نعمة اللّه عليك في العلم بأمر اللّه عز و جل على كثير من جهله بأمر اللّه أحرى و أجدر أن

ص: 46


1- بالأصل:«مسلك» و في م: مسلم و الصواب ما أثبت عن مختصر ابن منظور 45/9.
2- ترجمته في بغية الطلب 3806/8.
3- عن بغية الطلب و بالأصل: أبو يعلى.
4- بالأصل:«الليل» و الصواب عن بغية الطلب.

لا يتركا جميعا، قال عمر: فو اللّه يا فاطمة ما أكاد أغضب إلاّ [كأني] (1) انظر إلى عبيد اللّه قائما يخاطبني تلك المخاطبة.

2260 - زفر الأحمري

حكى عن مكحول.

قصد يزيد في صغره، روى عنه أسير يزيد بن زفر، تقدمت روايته.

ص: 47


1- الزيادة عن بغية الطلب.

ذكر من اسمه زكريا

2261 - زكريّا بن حنّا

و يقال: زكريا بن دان، و يقال زكريا بن أدن بن مسلم بن صدوق بن محمان بن داود بن سليمان بن مسلم بن صديقة بن برحية من ملقاطية بن ماجور بن سلوم بن بهقانيا بن حاش بن أنيا بن خثعم بن سليمان بن داود أبو (1) يحيى النبي صلى اللّه عليه و سلم (2).

من بني إسرائيل دخل البثنيّة (3) من أعمال دمشق في طلب ابنه يحيى، و قيل: إنه كان بدمشق حين قتل ابنه يحيى، و اللّه أعلم.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، أنا محمد بن أحمد بن محمد بن زريق، نا أحمد بن سندي بن الحسن، نا الحسن بن علي القطان، نا إسماعيل بن عيسى، نا إسحاق بن بشر، أنا سعيد، عن قتادة [عن الحسن، و مقاتل عن الضحاك عن ابن عباس، و عبد اللّه بن إسماعيل عن أبيه] (4)،عن مجاهد،

ص: 48


1- بالأصل:«بن» و الصواب عن بغية الطلب و البداية و النهاية.
2- في نسبه أقوال، انظر مروج الذهب و المعارف لابن قتيبة و البداية و النهاية 56/2 بتحقيقنا و بغية الطلب 3808/8. قال النجار في قصص الأنبياء ص 368 مشككا في نسبه المتداول: و يوجد زكريا آخر ليس له قصة في القرآن أصلا، و هذا له كتاب من الكتب القانونية عند النصارى، و هو زكريا بن برخيا و كان في زمن داريوس أي قبل زمن المسيح بما يقرب من ثلاثة قرون. و النصارى يؤولونه بالمسيح و اليهود يؤولونه بمسيحهم المنتظر و هو المسيح الدجال أما زكريا أبو يحيى فيظهر أنه كان ممن لهم شركة في خدمة الهيكل و على ذلك فهو لاوي. و قال ابن كثير في البداية و النهاية: و يقال فيه زكريا بالمد و القصر و يقال زكرى أيضا.
3- البثنية: اسم ناحية من نواحي دمشق، قرية بين دمشق و أذرعات (معجم البلدان).
4- ما بين معكوفتين زيادة عن بغية الطلب 3809/8.

عن ابن عباس، و قريش المكتب عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، و إدريس، عن جده وهب بن منبّه، قال إسحاق: قالوا: إن زكريا بن دان أبا يحيى، كان من أبناء الأنبياء الذين كانوا يكتبون الوحي ببيت المقدس، و كان عمران بن قاتار (1) أبو مريم من أبناء ملوك بني إسرائيل من ولد سليمان، قال ابن عباس: و لم يكن أحد من أبناء الأنبياء إلاّ و من نسله أو جنسه محرر لبيت المقدس - و المحرر الذي يكون حبيسا لبيت المقدس.

قال: و أنا إسحاق، أنا ابن سمعان، عن بعض من أسلم من أهل الكتاب أن مريم بنت عمران كانت من بيت آل داود من سبط يهودا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، و كان زكريا بن دان تزوج أخت مريم بنت عمران فهي أم يحيى.

قال: و أخبرنا إسحاق، أنا جويبر، عن أبي سهل، و ابن (2) سمعان، عن مكحول، قالا: كان زكريا و عمران تزوجا أختين فكانت أم يحيى عند زكريا، و كانت أم مريم عند عمران، و كان اللّه تعالى أمسك عنها الولد حتى أيست، و كانوا أهل البيت من اللّه بمكان.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمد بن عبد الواحد، أنا الحسن بن علي التميمي، أنا أحمد بن جعفر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدثني أبي، نا يزيد - يعني ابن هارون - أنا حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن أبي رافع، عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«كان زكريّا نجارا»[4372].

أخبرناه عاليا أبو عبد اللّه محمد بن الفضل، و أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم [قالا] (4) أنا سعيد بن محمد البحيري (5)،أنا أبو علي زاهر بن أحمد، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمد بن عبد العزيز، ثنا هدبة بن خالد، نا حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن أبي رافع، عن أبي هريرة: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«كان زكريّا نجارا»[4373].

أخبرناه أبو عبد اللّه و أبو المظفّر، قالا: أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى الموصلي، نا هدبة فذكر مثله، غير أنه قال: عن النبي صلى اللّه عليه و سلم.

ص: 49


1- بالأصل و م:«ااو؟؟؟» و المثبت عن بغية الطلب، و في البداية و النهاية 57/2 ماثان.
2- بالأصل و م:«و أبي» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.
3- مسند أحمد 296/2 و نقله ابن كثير في البداية و النهاية 58/2 عن أحمد.
4- لفظة ممحوة بالأصل و المثبت عن م.
5- غير واضحة بالأصل و م، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 103/18.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن بن رزقويه (1)،أنا أحمد بن سندي الحداد، نا الحسن بن علي القطان، حدثنا إسماعيل بن عيسى، نا إسحاق بن بشر، أنا مقاتل و جويبر، عن الضّحّاك، عن ابن عباس في قوله تعالى: ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ (2)قال: ذكر اللّه منه برحمة عبده زكريا حيث دعاه، فذلك قوله ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيّٰا إِذْ نٰادىٰ رَبَّهُ نِدٰاءً خَفِيًّا يعني دعا ربه دعاء خفيا في الليل لا يسمع أحدا و تسمع أحد أذنيه فقال: رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي (3)يعني ضعف العظم مني وَ اشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً يعني غلب البياض السواد وَ لَمْ أَكُنْ بِدُعٰائِكَ رَبِّ شَقِيًّا أي ربّ إني لم أدعك قط فخيّبتني فيما مضى فتخيبني فيما بقي، فكما لم أشق بدعائي فيما مضى فكذلك لا أشقى فيما بقي، عودتني الإجابة من نفسك، وَ إِنِّي خِفْتُ الْمَوٰالِيَ مِنْ وَرٰائِي (4)فلم يبق لي وارث، و خفت العصبة أن ترثني فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (5)يعني من عندك ولدا يَرِثُنِي يعني يرث محرابي و عصاي و برنس القربان و قلمي الذي أكتب به الوحي وَ يَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ و النبوة وَ اجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا يعني مرضيا عندك.

قوله: وَ كٰانَتِ امْرَأَتِي عٰاقِراً قال ابن عباس: خاف أنها لا تلد، فقال: و امرأتي عاقر، و أنت تفعل ما تشاء فهب لي ولدا فإذا وهبته فاجعله ربّ رضيا زاكيا بالعمل، فاستجاب اللّه له، و كانا قد دخلا في السن هو و امرأته.

فبينا هو قائم يصلّي في المحراب، حيث يذبح القربان إذ هو برجل عليه البياض حياله - و هو جبريل - فقال: يا زكريا إن اللّه يبشرك و هو قوله نُبَشِّرُكَ بِغُلاٰمٍ اسْمُهُ يَحْيىٰ و اسم يحيى هو اسم من أسماء اللّه، اشتقّ من يا حي، سماه اللّه من فوق عرشه لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا (6)يعني هل يعلم له ولدا و لم يكن لزكريا قبله ولد، و لم يكن قبل يحيى أحد يسمى يحيى.

ص: 50


1- بالأصل بإهمال الراء و الزاي، و الصواب ما أثبت: و اسمه محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد ترجمته في سير الأعلام 258/17.
2- سورة مريم، الآية:2.
3- سورة مريم، الآية:4.
4- سورة مريم، الآية:5.
5- سورة مريم، الآية:5.
6- سورة مريم، الآية:7.

قال: و كان اسمه حي فلما وهب اللّه لسارة إسحاق فكان اسمها يسارة، و يسارة من النساء التي لا تلد، و سارة هي من النساء الطالقة الرحم التي تلد، فسمّاها اللّه سارة، و حول الياء يسارة إلى حي فسماه يحيى.

ثم قال: مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ (1)يعني بعيسى مِنَ اللّٰهِ و كان يحيى أول من صدّق بعيسى و هو ابن ثلاث سنين، و بين يحيى و عيسى ثلاث سنين، و هما ابنا خالة ثم قال تعالى وَ سَيِّداً يعني حليما وَ حَصُوراً يعني لا ماء له فلا يحتاج إلى النساء.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم، أنا أبو محمد بن حيان (2)،نا الوليد بن أبان، عن إبراهيم بن عبد السلام العنبري، نا محمد بن مليك البصري، نا جرير، عن منصور، عن مجاهد: وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي (3)قال: شكى ذهاب أضراسه.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد، نا داود بن عمرو، نا مسلم بن خالد، عن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: وَ قَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا قال: قحول (4) العظم.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، أنا أحمد بن عبد الواحد بن محمد، أنا جدي محمد بن أحمد بن أبي الحديد، أنا محمد بن يوسف بن بشر، أنا محمد بن حمّاد الطبراني، نا عبد الرّزّاق، أنا معمر، عن قتادة في قوله تبارك و تعالى: وَ إِنِّي خِفْتُ الْمَوٰالِيَ قال: العصبة.

و أنا عبد الرزاق، أنا معمر، عن قتادة، عن الحسن في قوله تبارك تعالى: يَرِثُنِي وَ يَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ قال نبوته (5) و علمه.

قال: و أنا معمر، عن قتادة في قوله: مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا قال: سنّا.

قال: و بلغني أنه كان ابن بضع و سبعين سنة.

ص: 51


1- سورة آل عمران، الآية:39.
2- بالأصل: حبان، بالباء الموحدة.
3- سورة مريم، الآية:4.
4- غير واضحة بالأصل، و الصواب عن مختصر ابن منظور 48/9 و بهامشه: قحل الشيخ قحولا: يبس جلده على عظمه و في م: فحول.
5- قال القرطبي في أحكامه: فأما قولهم وراثة نبوة فمحال، لأن النبوة لا تورث.

قال: و أنا معمر، عن قتادة أو غيره في قوله تعالى وَ لَمْ أَكُنْ بِدُعٰائِكَ رَبِّ شَقِيًّا قال: كنت تعرفني الإجابة.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن محمد بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد بن داود بن عمرو، نا مسلم، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله ثَلاٰثَةَ أَيّٰامٍ إِلاّٰ رَمْزاً (1)قال: إنما شفيته.

قال: و حدثنا مسلم عن أبي يحيى، عن مجاهد في قوله: وَ سَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَ الْإِبْكٰارِ (2)قال: الإبكار أول الفجر، و العشيّ ميل الشمس إلى أن تغيب.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب محمد بن محمد، أنا أبو بكر الشافعي، نا إسحاق بن الحسن الحربي، نا أبو حذيفة، نا سفيان، عن سلمة بن نبيط ، عن الضحاك: ثَلاٰثَةَ أَيّٰامٍ إِلاّٰ رَمْزاً قال: الرمز: الإشارة.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ ، أنا محمد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه، نا محمد بن الفضل بن موسى، نا محمد بن بكّار، نا أبو معشر، عن محمد بن كعب القرظي، قال: لو رخص لأحد في ترك الذكر لرخص للذين يقاتلون في سبيل اللّه.

قال اللّه تعالى: يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذٰا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَ اذْكُرُوا اللّٰهَ كَثِيراً (3).

أخبرنا أبو الحسن [علي بن] (4)المسلّم بن الفقيه، أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد، أنا جدي أبو بكر، أنا محمد بن يوسف، أنا محمد بن حماد، أنا عبد الرزاق، أنا معمر، عن قتادة، عن عكرمة في قوله: ثَلاٰثَ لَيٰالٍ سَوِيًّا (5)يقول:

سويا من غير خرس.

و قاله قتادة أيضا، قال: و أنا معمر عن قتادة في قوله: فَأَوْحىٰ إِلَيْهِمْ قال:

أوحى إليهم أن صلّوا بُكْرَةً وَ عَشِيًّا (6).

أخبرنا أبو الحسن أيضا، نا عبد العزيز بن أحمد إملاء، أنا أبو الحسن محمد بن

ص: 52


1- آل عمران، الآية:41.
2- آل عمران، الآية:41.
3- سورة الأنفال، الآية:45.
4- زيادة منا للإيضاح.
5- سورة مريم، الآية:10.
6- سورة مريم، الآية:11.

محمد بن محمد بن إبراهيم بن مخلد البزار، نا أبو جعفر محمد بن عمرو بن البحري الرزاز، نا محمد بن يونس بن موسى، قال: قيل لأبي عاصم و أنا أسمع: حدثكم طلحة بن عمرو عن عطاء في قوله تعالى: وَ أَصْلَحْنٰا لَهُ زَوْجَهُ (1)قال: كان في لسانها طول. قال أبو عاصم: نعم (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو محمد بن أبي عثمان، أنا أبو القاسم الحسن بن الحسن بن علي بن المنذر القاضي، أنا أبو علي بن صفوان البردعي، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني الفضل بن يعقوب، نا أبو عاصم (3)العسقلاني، نا سفيان، عن طلحة، عن عطاء: وَ أَصْلَحْنٰا لَهُ زَوْجَهُ قال: كان في لسانها طول.

أخبرنا أبو الحسن بن قيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، نا أبو عبد اللّه حمّاد بن الحسن بن عبد اللّه الوراق، نا أبو داود الطيالسي، نا طلحة - يعني ابن عمر-، قال: سمعت عطاء يقول في قوله تبارك و تعالى:

وَ أَصْلَحْنٰا لَهُ زَوْجَهُ قال: كان في خلقها سوء، و في لسانها طول، و هو البذاء فأصلح اللّه تبارك و تعالى منها.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر الطبري، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي، أنا أبو الحسين عبد اللّه بن إبراهيم بن جعفر بن يبان الزينبي، نا جعفر بن محمد بن المستفاض الفريابي، نا عثمان بن أبي شيبة، نا حاتم بن إسماعيل، عن حميد بن صخر، عن محمد بن كعب في قوله عز و جل: وَ أَصْلَحْنٰا لَهُ زَوْجَهُ قال محمد: كان في خلقها شيء.

قال: و نا عثمان بن أبي شيبة، نا حاتم عن حميد بن صخر، عن عمّار، عن سعيد بن جبير، قال: كانت لا تلد.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد الفقيه، و أبو الفضل أحمد بن الحسين بن

ص: 53


1- سورة الأنبياء، الآية:90.
2- قال في أحكام القرآن: قال أكثر المفسرين: و أصلحنا زوجه: إنها كانت عاقرا فجعلت ولودا، و قال ابن عباس و عطاء: كانت سيئة الخلق، طويلة اللسان، فأصلحها اللّه تعالى فجعلها حسنة الخلق (336/11).
3- في بغية الطلب: أبو عصام.

أحمد بن القاسم بن أحمد، قالا: نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم الزاهد، أنا أبو الحسن صادق بن خلف بن كفيل الأنصاري، نا أبو عمر أحمد بن بيهق، نا أبو الوليد يونس بن عبد اللّه بن معتب، نا خلف بن محمد المؤدب، نا أبو مطر القاضي، نا أحمد بن محمد بن خزيمة، نا محمد بن يحيى الأزدي عن أحمد بن حنبل عن يحيى بن إسحاق، عن يحيى بن أيوب، عن عبيد اللّه بن حر، عن يزيد بن أبي منصور، قال: دخل يحيى بن زكريا عليه السلام بيت المقدس فرأى المتعبدين قد لبسوا الشعر و برانس الصوف، و نظر إلى مجتهديهم قد خرّقوا التراقي و سلكوا فيها السلاسل و شدوها إلى حنايا بيت المقدس، فلما نظر إلى ذلك منهم هاله ذلك منهم، و رجع إلى أبويه، فمرّ بصبيان يلعبون، فقالوا: يا يحيى هلمّ فلنلعب، فقال: إني لم أخلق للّعب، فأتى أبويه فسألهما أن يدرعاه الشعر ففعلا، ثم رجع إلى بيت المقدس، فكان يخدمه نهارا و يسرح فيه ليلا، حتى أتت عليه خمسة (1) عشر حجة، فأتاه الخرف فساح، و لزم أطراف الأرض و غيران الشعاب.

و خرج أبواه في طلبه فوجداه حين نزلا من جبال البثنيّة على بحيرة الأردن، و أدركاه و قد قعد على شفير البحيرة و نقع قدميه في الماء، و قد كاد العطش أن يذبحه و هو يقول: و عزتك لا أشرب بارد الشراب حتى أعلم أين مكاني منك، فسأله أبواه أن يأكل قرصا كان معهما من شعير، و يشرب من ذلك الماء، ففعل، و كفّر عن يمينه، و ردّه أبواه إلى بيت المقدس.

و كان إذا قام في صلاته يبكي حتى حرقت دموعه لحم خديه، و بدت أضراسه، فقالت له أمه: يا يحيى لو أذنت لي أن أنحر لك لبدا أواري به أضراسك عن الناظرين، قال: أنت و ذلك، فعمدت إلى قطعتي لبد فألصقتهما على خدّيه، فكان إذا بكى استنقعت دموعه في القطعتين، فتقوم إليه أمه فتعصرهما بيديها (2)،فكان إذا نظر إلى دموعه تجري على ذراعي أمه قال: اللّهم هذه دموعي، و هذه أمي، و أنا عبدك، و أنت أرحم الراحمين.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن

ص: 54


1- كذا بالأصل و الصواب: خمس عشرة حجة.
2- بالأصل و م: بيدها، و الصواب عن مختصر ابن منظور 49/9.

إسماعيل، نا أحمد بن مروان، نا أحمد بن محمد البغدادي، نا عبد المنعم يعني ابن إدريس عن أبيه عن وهب بن منبّه:

أن زكريا هرب و دخل جوف شجرة فوضع على الشجرة المنشار، و قطع بنصفين، فلما وقع المنشار على ظهره أنّ ، فأوحى اللّه تبارك و تعالى يا زكريا، إمّا أن تكف عن أنينك أو أقلب الأرض و من عليها، قال: فسكت حتى قطع بنصفين (1).

أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز بن الحسن، و أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، أنا أبو الحسن بن رزقويه أنا أحمد بن سندي الحداد، أنا الحسن بن علي، أنا إسماعيل بن عيسى، نا إسحاق بن بشر، أنا يعقوب الكوفي عن عمرو (2) بن ميمون، عن أبيه، عن ابن عباس (3):

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ليلة أسري به رأى زكريا في السماء فسلّم عليه فقال له: يا أبا يحيى خبرني عن قتلك كيف كان و لم قتلك بنو إسرائيل ؟ قال: يا محمد أخبرك أن يحيى كان خير أهل زمانه، و كان أجملهم و أصبحهم وجها، و كان كما قال اللّه سَيِّداً وَ حَصُوراً و كان لا يحتاج إلى النساء فهويته امرأة ملك بني إسرائيل و كانت بغيّة فأرسلت إليه و عصمه اللّه، و امتنع يحيى و أبى عليها، و أجمعت على قتل يحيى، و لهم عيد يجتمعون في كل عام، و كانت سنّة (4) الملك أن يوعد و لا يخلف و لا يكذب، قال:

فخرج الملك إلى العيد، فقامت امرأته تشيعه و كان بها معجبا، و لم تكن تفعله فيما مضى، فلما أن شيعته قال الملك: سليني (5) فما سألتني شيئا إلاّ أعطيتك قالت: أريد دم يحيى بن زكريا، قال لها: سليني غيره، قالت (6):هو ذاك. قال: هو لك فبعثت (7)جلاوزتها إلى يحيى و هو في محرابه يصلّي و أنا إلى جانبه أصلي. قال: فذبح في طست

ص: 55


1- الخبر في بغية الطلب 3812/8-3813 و البداية و النهاية 62/2 بتحقيقنا. و انظر المعارف لابن قتيبة ص 24 و مروج الذهب 59/1 و قال: إن سبب قتله اتهامه بارتكاب الفاحشة مع مريم، و انظر الكامل لابن الأثير 306/1.
2- بالأصل و م:«عمر» و الصواب ما أثبت، انظر ما يلي.
3- نقله ابن العديم في بغية الطلب 3813/8-3814 و ابن كثير في البداية و النهاية بتحقيقنا 64/2-65.
4- رسمها و إعجامها مضطربان، و الصواب عن ابن كثير و م.
5- بالأصل:«سيلتني فيما» و الصواب عن ابن كثير و م.
6- بالأصل: قال.
7- عن ابن كثير و بالأصل: فبعث.

و حمل رأسه و دمه إليها. قال: فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«فما بلغ من صبرك»؟ قال: ما انفتلت (1)من صلاتي[4374].

قال: فلما حمل رأسه إليها فوضع بين يديها فلما أمسوا خسف اللّه بالملك و أهل بيته و حشمه، فلما أصبحوا قالت بنو إسرائيل: قد غضب إله زكريا لزكريا فتعالوا حتى نغضب لملكنا فنقتل زكريا.

قال: فخرجوا في طلبي ليقتلوني فجاءني النذير فهربت منهم، و إبليس أمامهم يدلّهم عليّ ، فلما أن تخوفت أن لا أعجزهم عرضت لي شجرة فنادتني، فقالت: إليّ ، و انصدعت لي فدخلت فيها قال: و جاء إبليس حتى أخذ طرف ردائي، و التأمت الشجرة، و بقي طرف ردائي خارجا من الشجرة، و جاءت بنو إسرائيل فقال إبليس: أ ما رأيتموه دخل هذه الشجرة ؟ هذا طرف ردائه، دخلها بسحره، فقالوا نحرق هذه الشجرة، فقال إبليس: شقوها بالمنشار شقا، قال: فشققت مع الشجرة بالمنشار، فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلم يا زكريا هل وجدت له مسّا أو وجعا؟ قال: لا إنما وجدت ذلك الشجرة، جعل اللّه روحي فيها (2).

قال: و أنا إسحاق، أنا إدريس عن وهب قال: إن الذي انصدعت له الشجرة و دخل فيها كان أشعيا قبل عيسى، و أن زكريا مات موتا.

2262 - زكريّا بن أحمد بن إسماعيل

أبو منصور الخراساني الجوزجاني الأبهري الواعظ

حدّث عن أبي الحسن زفر بن الحسين بن محمد البغدادي الفقيه، و القاضي أبي الحسن علي بن إبراهيم الدّيبلي، و سمع بدمشق، أبا الحسن بن أبي الحديد.

كتب عنه نجاء بن أحمد العطار، و بركات بن هبة اللّه بن محمد الفامي، روى عنه شيخنا أبو القاسم علي بن إبراهيم.

ص: 56


1- عن ابن كثير، و بالأصل:«انتفلت» و غير واضحة في م.
2- عقب ابن كثير في البداية و النهاية 65/2 هذا سياق غريب جدا. و حديث عجيب و رفعه منكر و فيه ما ينكر على كل حال و لم ير في شيء من أحاديث الإسراء ذكر زكريا عليه السلام إلا في هذا الحديث و إنما المحفوظ في بعض ألفاظ الصحيح في حديث الإسراء فمررت بابني الخالة يحيى و عيسى و هما ابنا الخالة.

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد بن عمر بن حرب الشاهد، و أنبأنيه أبو محمد بن الأكفاني عنه، أنا الشيخ أبو منصور زكريا بن أحمد الواعظ ، أنا الفقيه أبو الحسن زفر بن الحسين بن محمد بن الكناس (1) البغدادي قراءة عليه، أنا [أبو] (2) بكر محمد بن محمد بن أحمد بن عثمان الطرازي (3) بنيسابور سنة خمس و ثمانين و ثلاثمائة، نا أبو سعيد الحسن بن علي بن زكريا العدوي، نا حراس بن عبد اللّه، نا مولاي أنس بن مالك، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«النظر إلى الوجه (4) الحسن يجلو البصر، و النظر إلى الوجه القبيح يورث الكلح»[4375].

أخبرنا [ه] عاليا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أخبرنا أبو سعد الجنزرودي، أنا محمد بن محمد الطرازي (5)،فذكر مثله.

ذكر نجا بن أحمد: أن زكريّا قدم عليهم دمشق في المحرم سنة خمس (6)و أربعمائة.

2263 - زكريا بن أحمد بن يحيى بن موسى ختّ

ابن عبد ربه بن سالم

أبو يحيى البلخي (7)

قاضي دمشق في خلافة جعفر المقتدر باللّه.

روى عن يحيى بن أبي طالب، و أبي إسماعيل الترمذي، و بشر بن موسى، و أبي الزّنباع روح (8) ابن الفرج المصري، و أبي حاتم الرازي، و أحمد بن عبد الرحيم بن أبي حيوة، و محمد بن الفضل البخاري، و أبي سليم محمد بن منصور البلخي، و القاسم بن عبد اللّه بن المغيرة الجوهري، و جعفر بن محمد بن شاكر، و إسماعيل بن إسحاق

ص: 57


1- كذا بالأصل و م، و في مختصر ابن منظور 51/9 الكباش.
2- استدركت عن هامش الأصل.
3- بالأصل الطراري براءين، انظر ترجمته في سير الأعلام 466/16.
4- عن مختصر ابن منظور، و بالأصل: وجه.
5- بالأصل الطراري براءين، انظر ترجمته في سير الأعلام 466/16.
6- في المختصر: خمسين و أربعمائة.
7- ترجمته في سير الأعلام 293/15 الوافي بالوفيات 203/14. طبقات الشافعية 298/3 شذرات الذهب 326/2.
8- بالأصل و م:«روى» و الصواب ما أثبت.

القاضي، و عبد اللّه بن روح المدائني، و محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية، و أبي الأحوص قاضي يخامر، و أحمد بن محمد بن عيسى، و إبراهيم بن ديزيل، و يوسف بن الضّحّاك، و إسحاق بن أحمد الداري، و عبد الصمد بن الفضل البلخي، و محمد بن عمران بن حبيب الهمداني البزار، و عمر بن حمدون الكرماني، و محمد بن إسماعيل بن مهران، و أبي قلابة الرقاشي، و الحارث بن أبي أسامة، و أبي عوف عبد الرّحمن بن مرزوق البزوري، و محمد بن غالب بن حرب تمتام، و عبد اللّه بن أحمد الدورقي، و أبي العباس أحمد بن علي الأبّار، و محمد بن مسلمة الواسطي، و عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، و أحمد بن أبي خيثمة، و إبراهيم بن عبد الرحيم بن دمونا (1)،و حمدون بن أحمد السمسار، و محمد بن هشام بن أبي الديبل، و أبي جعفر محمد بن أحمد بن نصر الترمذي.

روى عنه: عبد الوهاب الكلابي، و أبو علي بن درستويه، و محمد و أحمد ابنا موسى بن السمسار، و أبو بكر المقرئ، و أبو علي بن شعيب، و أبو القاسم بن طعان، و أبو الحسين الرازي، و أبو بكر، و أبو زرعة ابنا أبي دجانة البصريان، و أبو الحسين محمد بن الحسين بن إبراهيم بن عاصم، و قال: حدثنا شيخ الشافعيين بالشام زكريا بن أحمد البلخي، و أبو قابوس أحمد بن ليث بن عبد المنعم البزّار، و أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب، و محمد بن سليمان الرّبعي، و أبو بكر بن أبي الحديد، و أبو بكر محمد بن مسلم بن المسط (2)،و أبو القاسم الحسن بن سعيد بن حكيم القرشي، و أبو الفضل محمد بن عبد اللّه النسائي، و الزّبير بن عبد الواحد الحافظ ، و عبد اللّه بن محمد بن أيوب القطان الحافظ ، و عبد اللّه بن عمر بن أيوب الحنّائي، و أبو علي محمد بن القاسم بن أبي نصر.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنا عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي، نا أبو يحيى زكريا بن أحمد البلخي، ثنا أبو الزّنباع روح بن الفرج، حدثني ابن بكير، حدثني يعقوب بن عبد الرّحمن الزهري، عن موسى بن عقبة، عن عبد اللّه بن دينار، عن ابن عمر، قال: كان من دعاء

ص: 58


1- كذا رسمها بالأصل و م.
2- كذا رسمها بالأصل و في م: السط؟؟؟.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اللّهم إنّي أعوذ بك من زوال نعمتك و تحوّل عاقبتك، و فجأة نقمتك و جميع سخطك»[4376].

أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا تمام إجازة، أنا أبو عبد اللّه بن مروان، قال: ثم ولي القضاء بعده على دمشق - يعني أحمد بن محمد بن أحمد البركاتي - زكريا بن أحمد بن يحيى بن موسى البلخي، فورد كاتبه من مكة على إبراهيم بن محمد بن أحمد بن أبي ثابت بتسليم الديوان من البركاتي فتسلم ذلك منه في الجامع، ثم قدم زكريا بن أحمد مع الحجاج لثلاث بقين من المحرم سنة عشر - يعني و ثلاثمائة-، و صرف زكريا عن القضاء يوم الجمعة لثلاث بقين من جماد الأولى، و ولي عبد اللّه بن أحمد بن زبر.

قرأت بخط أبي الحسن علي بن المسلّم الفقيه: زكريا بن أحمد بن يحيى بن موسى بن عبد ربه بن سالم البلخي رحمه اللّه، كان قاضيا بدمشق، و هو من الفقهاء المذكورين من أصحاب الشافعي.

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد، و ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين (1)الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق في الدفعة الثانية: أبو يحيى زكريا بن أحمد بن يحيى بن موسى الختّ البلخي، كان ولي قضاء دمشق، سكنها و كانوا أهل بيت علم ببلخ، أبوه وجده، و قد روى عنهم الحديث، و مات بدمشق في ربيع الأول سنة ثلاثين و ثلاثمائة.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي محمد التميمي، أنا مكي بن محمد، أنا أبو سليمان، قال: سنة ثلاثين و ثلاثمائة في شهر ربيع الآخر توفي أبو يحيى زكريا بن أحمد البلخي.

2264 - زكريّا بن حفص

أبو يحيى البغدادي

سكن دمشق، و حدث بها: عن أبي مسهر عبد الأعلى بن مسهر، و يحيى بن معين.

ص: 59


1- بالأصل:«الحسن» و في م:«أبي الحسين الداري» و الصواب ما أثبت، انظر الوافي و سير الأعلام.

سمع منه: أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأديب، أنا عبد الرّحمن بن محمد بن إسحاق، أنا أبو علي إجازة، قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد، قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم (1)،قال: زكريا بن حفص البغدادي: أبو يحيى نزيل دمشق، روى عن (2) أبي مسهر، و يحيى بن معين، سمع منه أبي بدمشق.

قال لنا أبو الحسن بن سعيد، و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، قال لنا أبو بكر الخطيب (3):زكريا بن حفص، أبو يحيى البغدادي. نزيل دمشق، روى عن أبي مسهر، و يحيى بن معين، و ذكره ابن أبي حاتم الرازي، و قال: سمع منه أبي بدمشق.

2265 - زكريا بن سليمان بن هشام بن عبد الملك

ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي

له ذكر.

2266 - زكريّا بن عجلان

له ذكر.

قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو الحسين المؤدب، أنا أبو سليمان بن أبي أحمد، قال: و فيها يعني سنة ثمان و تسعين و مائتين مات زكريا بن عجلان بدمشق.

2267 - زكريّا بن عمرو البلقاوي

حدّث عن وهب بن منبّه، و مكحول الفقيه، و عطاء بن أبي رباح.

روى عنه: أبو حذيفة البخاري.

أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز بن الحسين، نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، أنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رزقويه،

ص: 60


1- الجرح و التعديل 602/2/1.
2- بالأصل: عنه، و الصواب عن الجرح و التعديل.
3- تاريخ بغداد 457/8.

نا أبو بكر أحمد بن سندي بن الحسن الحداد، نا أبو محمد الحسن بن علي القطان، نا إسماعيل بن عيسى، قال: قال إسحاق بن بشر: قال: و أنا سعيد بن بشير، و زكريا بن عمرو (1)-من أهل البلقاء - و إدريس كلّ يذكر عن وهب بن منبّه أنه قال: كان مرة في .... (2) ابتدعوا دينا و اتخذوا أصناما يعبدونها من دون اللّه، كلّ على حاله بعد هواه و لم يكن منهم ملك أحث و لا أعثا من ملك كان بالموصل يقال له دادن و كان قد ملك الموصل و ما حولها، و دانت له الشام.

و أخبرنا زكريا و إدريس، عن وهب أنه كان بالموصل ملك عات جبار، فذكر قصة جرجس الشهيد في نحو ثمانية أوراق قال: و أنا إسحاق بن زكريا، و هو ابن عمرو، قال:

بلغني عن هذا الحديث عن حبر من أهل الكتاب حتى لقيت من حدثني عن وهب بن منبّه فصح عندي ذلك، فذكرت ذلك لمكحول، فقال مكحول: و ما يعجب من ذلك أنس أخبرت عن صنيع ربّ قادر إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، و أبو الحسين الأبرقوهي - إذنا - أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي الأصفهاني إجازة، قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد الفأفأ، أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، قال (3):زكريا بن عمر روى عن عطاء، سمعت أبي يقول ذلك.

كذا قال (4)؛زكريا بن عمرو.

2268 - زكريا بن منظور بن ثعلبة بن أبي مالك

أبو يحيى القرظي المدني القاضي (5)

حليف الأنصار، حدث عن أبيه، و أبي سلمة بن عبد الرّحمن، و نافع، و أبي حازم الأعرج، و زيد بن أسلم، وجده لأمه محمد بن عقبة بن أبي مالك الأنصاري، و هشام بن

ص: 61


1- بالأصل و م:«عمر» و قد مرّ «عمرو».
2- لفظة غير واضحة بالأصل و م.
3- الجرح و التعديل 598/2/1.
4- كذا بالأصل و م، و لعله يريد: و الصواب: زكريا بن عمرو، و قد سقطت اللفظة من الأصل.
5- ترجمته في تهذيب التهذيب 197/2 و ميزان الاعتدال 74/2 و بغية الطلب 3816/8 و تاريخ بغداد 452/8.

عروة، و عمرو مولى عروة (1)،و عطّاف بن خالد القرشي.

روى عنه: هارون بن معروف البغدادي، و عبد العزيز بن عبد اللّه الأويسي، و إبراهيم بن المنذر الحزامي، و أبو ثابت محمد بن عبيد اللّه، و عتيق بن يعقوب الزهري المدنيون، و عبد اللّه بن عبد الوهاب الحجبي، و موسى بن هارون الرّقّي، و هشام بن عمّار، و أظن هشاما سمع منه بدمشق لأنه اجتاز بها حين توجه إلى الغزو (2) فقد حدث بحلب، و أبو مسلم عبد الرّحمن بن واقد، و أبو [إبراهيم] (3) إسماعيل [بن] (4)إبراهيم بن إسماعيل الترجماني، و يعقوب بن كعب الحلبي، و يعقوب بن حميد بن كاسب، و داود بن سليمان بن حفص بن أبي داود الطّرسوسي، و عبّاد بن موسى الختّلي، و محمد بن الصباح الدولابي، و شريح (5) بن يونس، و إسحاق بن أبي إسرائيل، و داود بن رشيد.

حدثنا أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن - لفظا - و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و المبارك بن أحمد بن علي بن القطان الوكيل قراءة، قالوا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو الحسين محمد بن عبد اللّه بن الحسين الدقاق، أنا أبو القاسم البغوي، نا داود بن سعد أبو الفضل الخوارزمي، نا زكريا بن منظور، عن أبي حازم، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«القدريّة مجوس هذه الأمة، فإن مرضوا فلا تعودوهم، و إن ماتوا فلا تشهدوهم»[4377].

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أخبرنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو الحسن الدار قطني، نا عبد الوهاب بن عيسى بن أبي وجيه.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، و أبو غالب أحمد بن علي بن الحسين المكي، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا محمد بن عبد اللّه بن الحسين بن الدقاق، نا محمد بن هارون الحضرمي، قالا: ثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، أنا زكريا بن منظور

ص: 62


1- في بغية الطلب:«و عمر مولى غفرة» و هو الظاهر انظر ابن سعد 437/5.
2- بالأصل: العرف، و المثبت عن بغية الطلب.
3- الزيادة عن تاريخ بغداد.
4- الزيادة عن بغية الطلب.
5- تهذيب التهذيب: سريج.

-زاد ابن البنا: الأنصاري - عن أبي حازم - زاد ابن البنا: سلمة بن دينار - عن سهل بن سعد، قال: مرّ النبي صلى اللّه عليه و سلم بذي الحليفة (1) فإذا هو بشاة - و قال ابن البنا: فإذا شاة - ميتة شائلة برجلها فقال:«ترون هذه الشاة هينة على أهلها»؟ و قال ابن البنا: على صاحبها - «فو الذي نفسي بيده للدنيا أهون على (2) اللّه من هذه على صاحبها، و لو كانت الدنيا تزن جناح بعوضة عند اللّه ما سقى كافرا - زاد ابن السمرقندي و المكي: منها، و قالوا:- قطرة ماء أبدا»[4378].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (3)،نا القاسم بن الليث، نا موسى بن مروان (4)،نا زكريا، ابن منظور، و كنت لقيته بحلب، و كان غازيا.

أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمد بن يوسف، أنا أحمد بن محمد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، أنا محمد بن سعد (5)، قال في الطبقة الثامنة من أهل المدينة: زكريا بن منظور القرظي، و يكنى أبا يحيى.

أنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمد بن سعد، قال (6) في الطبقة السابعة من أهل المدينة زكريا بن منظور القرظي، و يكنى أبا يحيى، و كان أعور قد لقي أبا حازم و عمر مولى غفرة.

أنبأنا أبو الغنائم الحافظ ، ثم حدثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسن و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أخبرنا أبو أحمد - زاد ابن خيرون: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل (7)،قال: زكريا بن منظور بن ثعلبة بن أبي مالك أبو يحيى القرظي المدني ليس بذلك.

ص: 63


1- موضع على ستة أميال من المدينة.
2- قوله: على اللّه، استدركت عن هامش الأصل، و بجانبها كلمة صح.
3- الخبر في الكامل لابن عدي 212/3 و نقله ابن العديم عنه 3817/8.
4- بالأصل: مرزوق، و الصواب عن ابن عدي.
5- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
6- طبقات ابن سعد 437/5.
7- التاريخ الكبير 424/1/2.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد (1)،نا الجنيدي (2)،نا البخاري، قال: زكريا بن منظور بن ثعلبة بن أبي مالك أبو يحيى القرظي المديني منكر الحديث.

قال: و ثنا أبو أحمد (3)،قال: سمعت ابن حمّاد يقول: قال البخاري: زكريا بن منظور بن ثعلبة بن أبي مالك، روى عنه الليث، منكر الحديث.

أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس بن أحمد، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا محمد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول (4):أبو يحيى زكريا بن منظور بن ثعلبة بن أبي مالك القرظي المدني، عن أبي حازم، روى عنه إبراهيم بن المنذر.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي:

أخبرنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، قال: أبو يحيى زكريا بن منظور بن أبي مالك.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل، نا محمد بن أحمد بن حمّاد، قال: أبو يحيى زكريا بن منظور القرظي مدني، ليس بثقة.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد، نا نصر بن إبراهيم، نا سليم بن أيوب، أنا طاهر بن محمد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمد بن إياس، قال: سمعت محمد بن أحمد بن محمد المقدّمي، يقول: زكريا بن منظور بن ثعلبة بن أبي مالك القرظي من أهل المدينة، يكنى أبا يحيى.

أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي الحافظ ، أنا محمد بن محمد الحاكم، قال: أبو يحيى زكريا بن منظور بن ثعلبة بن أبي مالك القرظي الأنصاري المدني، و كان قد ولي القضاء [فحمله] (5) محمد بن هارون

ص: 64


1- الكامل لابن عدي 212/3.
2- عن ابن عدي و تقرأ بالأصل: الحميدي.
3- الكامل لابن عدي 212/3.
4- الكني و الأسماء للإمام مسلم ص 195.
5- الزيادة عن بغية الطلب.

إلى الرقة في قضية قضاها، روى عن (1) أبي حازم سلمة بن دينار، ليس بالقوي عندهم، روى عنه إبراهيم بن المنذر الحزامي، و إبراهيم بن عبد اللّه الهروي.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا محمد بن أحمد بن جعفر، أنا أحمد بن محمد بن زنجويه (2)،أنا أبو أحمد العسكري، قال: و منظور بن ثعلبة بالظاء فوقها نقطة، روى عن أبيه ثعلبة، روى عنه محمد بن إسحاق، و ابنه زكريا بن منظور، و زكريا بن منظور بن ثعلبة بن أبي مالك الأنصاري، روى عن أبي سلمة (3)،و نافع، تكلموا فيه.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (4):زكريا بن منظور بن عقبة بن ثعلبة بن أبي مالك أبو يحيى القرظي المدني، حدث عن أبي حازم سلمة بن دينار، و هشام بن عروة، و عطاف بن خالد، و ثابت بن يزيد الحجازي، روى عنه محمد بن الحسن بن زبالة، و عتيق بن يعقوب الزّبيري، و إبراهيم بن المنذر المدنيون، و عبد اللّه بن الزّبير الحميدي المكي (5)،و أبو إبراهيم التّرجماني، و إسحاق بن أبي إسرائيل، و عباد بن موسى الختّلي و غيرهم، و ذكر يحيى بن معين: أنه كان يسكن بغداد.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا أبو القاسم السهمي، أنا أبو أحمد بن عدي (6)،نا عبد الرّحمن بن أبي بكر، نا عباس (7)،قال:

سئل يحيى عن زكريا بن منظور قال: ليس به بأس، فقلت: قد سألتك عنه مرة فلم أرك جيد الرأي فيه، فذكر نحو هذا من الكلام، فقال: ليس به بأس.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، و أبو الحسن علي بن الحسن، قالا: نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (8)،أنا أبو بكر أحمد بن محمد

ص: 65


1- بالأصل و م: عنه.
2- عن بغية الطلب و بالأصل الجوير و في م: الجويه.
3- بالأصل:«مسلمة» و الصواب ما أثبت عن م.
4- تاريخ بغداد 452/8.
5- تاريخ بغداد: المالكي.
6- الكامل لابن عدي 211/3.
7- بالأصل:«عياش» خطأ، و الصواب ما أثبت، و هو عباس بن محمد الدوري.
8- الخبر في تاريخ بغداد 453/8-454.

الأشناني، قال: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس، قال: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: فزكريا ابن منظور كيف حديثه ؟ قال: ليس به بأس.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمد بن بالويه.

و أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، نا و أبو النجم الشّيحي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو سعيد الصيرفي، قالوا: سمعنا أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم يقول: سمعت العباس بن محمد الدوري يقول: سمعت يحيى يقول: زكريا بن منظور ليس بشيء، فراجعته فيه مرارا فزعم أنه ليس بشيء، قال: و كان طفيليا. و قال وجيه: سئل يحيى عن زكريا بن منظور فقال ليس به بأس، فقلت له قد سألتك عنه مرة فلم أرك فيه بجيد الرأي، أو نحو هذا من الكلام ؟ قال: ليس به بأس، و إنما كان شيء فيه، زعموا أنه كان طفيليا.

أخبرنا أبو المعالي الحسين بن حمزة بن الحسين، نا أبو بكر، أنا أبو إسماعيل محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان الصيرفي، قال: سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم يقول: سمعت العباس بن محمد الدوري يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: زكريا بن منظور كان طفيليا.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (1)،نا ابن حمّاد، نا معاوية بن يحيى، قال: زكريا بن منظور القرظي ليس بثقة.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (2).

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد.

قالا: أنا يوسف بن رباح البصري، نا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس

ص: 66


1- الكامل لابن عدي 211/3.
2- تاريخ بغداد 454/8.

-بمصر - نا أبو بشر الدولابي، نا معاوية بن صالح، عن يحيى بن معين، قال: زكريا بن منظور القرظي ليس بثقة.

أخبرنا أبو الحسن، نا و أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، قالا: أنا أبو بكر البرقاني، أنا أبو عمر بن حيّوية، زاد الأنماطي إجازة.

أخبرنا أحمد بن محمد بن مسعدة الفزاري، نا جعفر بن درستويه، نا أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز، قال: و سألت يحيى بن معين، عن زكريا بن منظور، فقال:

شيخ ضعيف، كان هاهنا ببغداد.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد (1)،نا ابن أبي عصمة، نا أحمد بن أبي يحيى، قال: و سئل يحيى بن معين عن زكريا بن منظور فقال:

ليس بشيء.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمد بن بالويه.

و أخبرنا أبو الحسن، نا و أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب (2)،أنا أبو سعيد محمد بن موسى الصّيرفي، قال: سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم يقول:

سمعت العباس بن محمد الدوري يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: كان زكريا بن منظور قد ولي القضاء فقضى على حمّاد اليزني (3)،فلذلك حمله هارون إلى الرقة بذلك السبب و ليس بثقة.

و قال في موضع آخر (4):سئل يحيى عن زكريا بن منظور، فقال: ليس به بأس، فقلت: لقد سألتك عنه مرة فلم أرك تجيد الرأي أو نحو هذا من الكلام ؟ فقال: ليس به بأس، و إنما كان فيه شيء زعموا أنه كان طفيليا.

أخبرنا أبو الحسن، نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (5)،أنا

ص: 67


1- الكامل لابن عدي 212/3.
2- تاريخ بغداد 453/8.
3- تاريخ بغداد: حماد البربري و في م:«التريذي».
4- تاريخ بغداد 453/8.
5- المصدر نفسه 454/8.

أبو بكر البرقاني، أنا الحسين بن علي التميمي، نا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الأسفرايني، نا أبو بكر المروزي، قال: قال أبو عبد اللّه أحمد بن حنبل: زكريا بن منظور شيخ و ليّنه.

قال (1):و أخبرني علي بن محمد المالكي، أنا عبد اللّه بن عثمان الصفار، أنا محمد بن عمران الصيرفي، نا عبد اللّه بن علي بن المديني، قال: سمعت أبي يقول:

زكريا بن منظور ضعيف.

قال (2):و أنا محمد بن الحسين القطان، أنا عثمان بن أحمد الدقاق، نا سهل بن أحمد الواسطي، نا أبو حفص عمرو بن علي، قال: و زكريا بن منظور فيه ضعف.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو يعلى حمزة بن علي البزار، قالا:

أنا أبو الفرج سهل بن بشر، أنا علي بن منير، أنا الحسن بن رشيق، أنا عبد الرّحمن النسائي، قال: زكريا بن منظور ضعيف.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، نا أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب (3)،أنا أبو بكر البرقاني، أنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، نا أحمد بن طاهر بن النجم، نا سعيد بن عمرو (4) البردعي، قال: قلت لأبي زرعة: زكريا بن منظور؟ قال: واهي الحديث، منكر الحديث.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي إجازة، قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد، قالا: أنا أبو أحمد بن أبي حاتم (5)،قال: سألت أبي عن زكريا بن منظور، فقال: ليس بالقوي، ضعيف الحديث، منكر الحديث، يكتب حديثه، و سألت أبا زرعة عن زكريا بن منظور فقال: ليس بقوي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن، نا و أبو النجم الشّيحي، أنا أبو بكر أحمد بن علي (6)،أنا أحمد بن أبي جعفر، نا محمد بن عدي البصري - في كتابه - نا أبو عبيد

ص: 68


1- المصدر نفسه 454/8.
2- المصدر نفسه 454/8.
3- تاريخ بغداد 454/8.
4- بالأصل:«عمر» و الصواب عن تاريخ بغداد.
5- الجرح و التعديل 597/2/1.
6- تاريخ بغداد 454/8.

محمد بن علي الآجري، قال: سئل أبو داود عن زكريا بن منظور، قال: سمعت يحيى يضعفه.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر محمد بن هبة اللّه، أنا محمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال في باب من يرغب عن الرواية عنهم و كنت أسمع أصحابنا يضعفونهم منهم: زكريا بن منظور، مدني.

أخبرنا أبو الحسن (1)،نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (2)، أخبرني البرقاني، حدثني محمد بن أحمد بن محمد الأدمي، نا محمد بن علي الإيادي، نا زكريا الساجي (3)،قال: زكريا بن منظور [بن] أبي ثعلبة الأنصاري فيه ضعف.

و أخبرنا أبو الحسن، نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد البلخي، أنا محمد بن الحسين بن عبد اللّه، قالا: أنا أحمد بن محمد بن غالب، قال: سمعت أبا الحسن الدار قطني يقول: زكريا بن منظور أبو يحيى القرظي مدني، متروك.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد (4)،قال: و زكريا بن منظور ليس له أحاديث أنكر مما (5) ذكرته و له غير ما ذكرته من الحديث غرائب، و هو ضعيف كما ذكروه (6) إلاّ أنه يكتب حديثه.[آخر الجزء الثاني و العشرين بعد المائتين].

2269 - زكريا بن يحيى بن إياس بن سلمة بن حنظلة بن قرّة

أبو عبد الرّحمن السّجزي المعروف بخيّاط السّنّة (7)

سكن دمشق، و حدث بها عن دحيم، و إسحاق بن راهوية، و نصر بن علي

ص: 69


1- بالأصل: أبو الحسين، خطأ، و المثبت عن م.
2- تاريخ بغداد 454/8.
3- بالأصل: الساحر، و المثبت عن تاريخ بغداد.
4- الكامل لابن عدي 213/3.
5- عن ابن عدي، و بالأصل: ما.
6- عن ابن عدي، و بالأصل: ذكره.
7- ترجمته في تهذيب التهذيب 197/2 تذكرة الحفاظ 650/2 بغية الطلب 3826/8 شذرات الذهب 196/2 سير الأعلام 507/13. و بالأصل: الشجري و الصواب ما أثبت عن مصادر ترجمته، و هذه النسبة إلى سجستان على غير قياس، و هي ولاية واسعة قرب هراة. - و قيل له خياط السنّة لأنه كان يخيط أكفان أهل السنّة كما في الخلاصة.

الجهضمي، و عباد بن الوليد، و محمد بن حميد الرازي، و أحمد الشبلي (1) الأيلي المكتب، و أبي بكر عبد السلام بن عمر الحيني (2)،و قتيبة بن سعيد، و عبد اللّه بن مطيع، و حسين بن حسن المروزي، و محمد بن بشار، و عمرو بن علي، و الجراح بن مخلد، و إبراهيم بن المستمر، و أبي مسعود إسماعيل بن مسعود الجحدري، و شيبان (3) بن فروخ، و محمد بن موسى الجرشي، و عثمان بن أبي شيبة، و نصير بن أبي علية البالسي الدقاق، و الفتح بن نصر بن عبد الرّحمن الفارسي نزيل مصر، و إبراهيم بن إسحاق بن أبي الجحيم، و بكر بن خلف، و عباس بن عثمان المعلم، و هشام بن عمّار، و محمد بن مصفّى، و صفوان بن صالح، و إبراهيم بن يوسف البلخي، و إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، و شعيب بن شعيب بن إسحاق، و مجاهد بن موسى، و جعفر بن محمد بن الفضيل (4) الرّسعني، و عمرو بن عثمان، و داود بن رشيد، و عبد الوهاب بن الضّحّاك، و أبي أمية عمرو بن هشام الحرّاني، و أحمد بن علي بن يوسف الخزّاز، و الحسن بن أبي الربيع الجرجاني، و محمد بن عبد اللّه بن عمار، و سويد بن سعيد، و محمد بن عمر بن هياج، و سعيد بن يحيى الأموي، و عبد الأعلى بن حماد النّرسي، و هناد بن السري، و بشر بن الوليد القاضي، و وهب بن بقية، و السّري بن يحيى بن السّري، و أزهر بن جميل، و سلمة بن شبيب، و محمد بن المثنى.

روى عنه: أبو عبد الرّحمن في سننه، و إسحاق بن إبراهيم المنجنيقي، و يحيى بن محمد بن صاعد، و محمد بن إبراهيم بن مروان، و يحيى بن عبد اللّه بن الحارث، و أبو بكر محمد بن سهل القطان، و أبو القاسم بن أبي العقب، و أبو علي بن شعيب، و هو نسيبه (5)،و أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد بن محمد بن أبي ثابت، و أبو إسحاق بن سنان، و أبو علي الحصائري، و أبو الحسن بن جوصا، و أبو الحارث

ص: 70


1- بغية الطلب نقلا عن ابن عساكر: أحمد بن السكن الأيلي.
2- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل و المثبت عن بغية الطلب.
3- عن بغية الطلب و سير الأعلام:«و شيبان بن فروخ» و بالأصل:«و أبان بن فروخ».
4- في بغية الطلب: الفضل، خطأ.
5- بغية الطلب:«بسنه» و في تهذيب التهذيب: و هو من أقرانه.

أحمد بن محمد بن عمارة، و أبو الميمون (1) بن راشد، و أبو طاهر محمد بن سليمان بن ذكوان، و أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن محمد بن عطية بن الحداد، و أبو الطّيّب أحمد بن إبراهيم بن عبادل، و أبو القاسم الطّبراني، و محمد بن المنذر شكر، و أبو بكر محمد بن إبراهيم بن روران (2) الأنطاكي و غيرهم.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو عبد اللّه محمد بن علي المطرّز، أنا تمام بن محمد.

و أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، أنا علي بن موسى بن السمسار، قالا: أنا أبو عبد اللّه بن مروان، نا زكريا بن يحيى - زاد النسيب:

ابو عبد الرّحمن - نا سعيد بن كثير الأنصاري، حدثني إسحاق بن إبراهيم، عن صفوان يعني ابن سليم-، نا ابن أبي ذئب، نا عبد اللّه بن السائب، عن أبيه، عن جده أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان يقول:«لا يأخذ أحدكم متاع صاحبه لاعبا و لا جادا، فإذا أخذ أحدكم نصا صاحبه فليردّها إليه»[4379].

أخبرناه عاليا أبو الحسن علي بن أحمد، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر الخرائطي، نا نصر بن داود الخلنجي، نا أبو نعيم، نا ابن أبي ذئب، عن عبد اللّه، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا يأخذ أحدكم متاع صاحبه، و إن أخذ عصا صاحبه فليردها عليه»، كذا قال، و الصواب عبد اللّه بن السائب بن يزيد[4380].

أخبرنا أبو علي الحداد، و جماعة في كتابهم، قالوا: أخذنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن محمد، أنا سليمان بن أحمد الطّبراني، نا زكريا بن يحيى السّجستاني بدمشق، حدثنا سعيد بن كثير المدني، نا إسحاق بن إبراهيم مولى مزينة، عن صفوان بن سليم، عن هشام بن عروة بن الزبير، عن عائشة (3) عبد اللّه بن عمرو، قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن اللّه لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس، و لكن يقبض العلم

ص: 71


1- بالأصل و م: المنصور، خطأ و الصواب عن تهذيب التهذيب.
2- في سير الأعلام:«زوران» و في بغية الطلب: روزان. و في م: زوران.
3- كذا بالأصل، و «عائشة» ليست في م.

بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالم اتّخذ الناس رؤساء جهلاء (1)،فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلّوا و أضلّوا»، لم يروه عن صفوان إلاّ إسحاق بن إبراهيم مولى مزينة[4381].

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي زكريا البخاري.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو نعيم بن يونس بن محمد أخبرنا أبو زكريا البخاري.

و أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سلامة بن يحيى، أنا سهل بن بشر، أنا رشأ بن نظيف، قالا: نا عبد الغني بن سعيد.

و قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (2):

زكريا بن يحيى السّجزي (3) خيّاط السّنّة - زاد عبد الغني: به يلقب.

قرأت بخط عبد الغني بن سعيد المصري الحافظ ، و أنبأنيه أبو طاهر بن الحنّائي.

و أخبرني أبو التمام كامل بن أحمد بن أبي جميل عنه،[أخبرنا] أبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى، أنا عبد الغني بن سعيد، قال (4):زكريا بن يحيى بن إياس السّجزي، أبو عبد الرّحمن، كان بدمشق، حافظ ثقة، حدث عنه أبو عبد الرّحمن النسوي، و أبو يعقوب المنجنيقي، و يحيى بن محمد بن صاعد، حدثنا عنه أحمد، و إسحاق، ابنا (5) إبراهيم بن الحداد، ذكر لي عبد اللّه بن محمد بن حكيم أن (6) أبا عبد الرّحمن أحمد بن شعيب، أخرج إليهم كتاب شيوخه فيه زكريا بن يحيى أبو عبد الرّحمن السجستاني ثقة.

ذكر أبو الحسين محمد بن عبد اللّه الرازي:[قال:] أخبرني أبو الميمون أحمد بن محمد بن بشر القرشي، أخبرني أبي، قال: سمعت بشر بن محمد بن بشر بن نهيك الطائي صاحب طاحونة الشعراء يقول: كان عثمان بن

ص: 72


1- كذا، و في مختصر ابن منظور 53/9 جهالا.
2- الاكمال لابن ماكولا 550/4.
3- بالأصل: الشجري، و الصواب عن ابن ماكولا.
4- نقله ابن العديم في بغية الطلب 3828/8.
5- بالأصل:«أنا» و الصواب ما أثبت.
6- بالأصل:«حكيم بن (بعدها فراغ كلمة) أنا عبد اللّه» صوبنا العبارة عن بغية الطلب.

أبي شيبة يسمي أبا عبد الرّحمن (1) السّجزي: السفياني.

قال أبي: و سمعت أبا طالب الخياط يقول لأبي عبد الرّحمن السّجزي: أنت من لدن خراسان إلى الشام تعرف بخياط السّنّة صرت اليوم تتشيع.

كتب إلي أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة، و حدثني أبو بكر محمد بن شجاع عنه، أنا عمي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد الرّحمن (2)،قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: زكريا بن يحيى بن إياس يكنى أبا عبد الرحمن يعرف بخياط السّنّة من أهل سجستان يقال [إنه حنظلي، قدم مصر و كتب عنه و خرج، و توفي بدمشق بعد الثمانين و مائتين] (3).

أخذ عن الشعبي، و أنيسة (4)،و حبيب بن يسار، و عبد اللّه بن يزيد، و عكرمة، روى عنه [جرير بن] (5) عبد الحميد، و حاتم بن إسماعيل، و أبو أسامة، و جعفر بن عون، سمعت أبي يقول ذلك (6)(7)(8).

ص: 73


1- بالأصل: أبا عبد الرحمن بن أبي شيبة، بدل السجزي.
2- في بغية الطلب: أبي عبد اللّه.
3- ما بين معكوفتين زيادة لازمة عن بغية الطلب.
4- و هي أنيسة بنت زيد بن أرقم.
5- زيادة لازمة للإيضاح.
6- من قوله: أخذ عن الشعبي إلى هنا ورد في الجرح و التعديل 600/3 في ترجمة زكريا بن يحيى الكندي الحميري الأعمى. و فيه: و أبيه بدل و أنيسة.
7- في سير الأعلام 508/13 مات خياط السنّة سنة تسع و ثمانين و مائتين أرّخه ابن زبر و عاش أربعا و تسعين سنة. قال أبو علي بن هارون كان مولده سنة 195 قاله في تهذيب التهذيب 198/2.
8- يبدو أن ثمة سقط في الكلام، فالعبارة السابقة كما أوضحنا تابعة لترجمة زكريا بن يحيى الكندي، و ليس للمذكور ترجمة في الأصل الذي نعتمده، و قد ورد له في مختصر ابن منظور 54/9 ترجمة و فيه أنه وفد على عمر بن عبد العزيز و حكى عنه و ذكر له خبرا. و في المختصر قبله ترجمتان أخريان سقطتا من أصل كتابنا المعتمد و من م و هما: - زكريا بن يحيى بن درست أبو يحيى التستري سمع بدمشق. حدّث عن هشام بن عمّار بسنده عن جابر بن عبد اللّه قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: من يتزود في الدنيا ينفعه في الآخرة. - زكريا بن يحيى بن يزيد الصيداوي - حدّث عن عمران بن أبي عمران بسنده عن أنس بن مالك قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: يعاد الوضوء من الرعاف السائل.

2270 - زكريا بن يحيى بن العلاء

2270 - زكريا بن يحيى بن (1) العلاء

من أهل دمشق، حدث عن أبي عبيدة الناجي، و أبي عبد الرحمن الزاهد.

روى عنه: أحمد بن أبي الحواري.

و هو زكري بن العلاء الذي يلي ذكره في ترجمة أم هارون الخراسانية، روى عنه أحمد بن أبي الحواري، و القاسم بن عثمان الجوعي.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الحسن بن عبد الملك، أنا عبد الرحمن بن مندة، أنا أبو علي إجازة، قال: و أنا أبو طاهر الهمداني، أنا علي بن محمد، قالا: أنا عبد الرحمن بن أبي حاتم (2)،قال: زكريا بن يحيى [بن] العلاء الدمشقي، روى عن أبي عبيدة الناجي، و أبي عبد الرحمن الزاهد، روى عنه أحمد بن الحواري.

2271 - زكريا بن يحيى

أبو الهيثم السقلي الهمداني

روى عن سعيد بن سليمان.

روى عنه: عبد الملك بن محمود بن سميع.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمد، حدثني أبو الطيب أحمد بن محمد بن أبي زرعة بن عمرو البصري، و أبو زرعة محمد، و أبو بكر أحمد، ابنا عبد اللّه بن أبي دجانة النّصري (3)،قالوا: أنا عبد الملك بن محمود بن سميع، نا زكريا بن يحيى أبو الهيثم السقلي - قبيلة من همدان - نا سعيد بن سليمان، أنا دحية بن الاصبغ الكلبي، حدثني محمد بن يحيى، عن زهير بن محمد، عن عبد اللّه بن دينار، عن الزّهري، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا يهجر أحدكم أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيصد هذا و يصد هذا»، حديث غريب[4382].

و المحفوظ ما أخبرنا أبو الحسن علي ابن المسلّم السلمي، نا عبد العزيز بن أحمد

ص: 74


1- زيادة للإيضاح عن الجرح و التعديل.
2- الجرح و التعديل 595/2/1.
3- بالأصل: البصري، خطأ، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمة أبي زرعة محمد في سير الأعلام 50/17.

الكتاني، أنا تمام بن محمد، أنا أبو زرعة، و أبو بكر، ابنا (1) أبي دجانة، نا أبو الوليد عبد الملك بن محمود بن إبراهيم بن سميع، نا زكريا بن يحيى أبو الهيثم السقلي - قبيلة من همدان - نا سعيد بن سليمان، عن وجيه بن الاصبع الكندي، حدثني محمد بن يحيى، عن زهير بن محمد، عن قيس - يعني ابن سعد-، عن الزّهري، عن عطاء بن يزيد، عن أبي أيوب أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«لا يحلّ لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيصدّ هذا و يصدّ هذا، و خيرهما الذي يبدأ بالسلام»[4383].

2272 - زكريا بن يحيى،

أبو يحيى الأذرعي

حدّث عن سعيد بن سهيل العكّاوي.

روى عنه: أبو بكر محمد بن إبراهيم بن أسد العنزي الصوري، و أظنه الصّيداوي الذي تقدم، و قد سقت له حديثا في ترجمة خيرون بن عبد الجبار.

ص: 75


1- بالأصل و م:«أنا» خطأ، و الصواب ما أثبت.

ذكر من اسمه زمل

2273 - زمل بن عمرو بن عنز بن خشّاف

ذكر من اسمه (1) زمل

2273 - زمل بن عمرو بن عنز (2) بن خشّاف (3)

ابن خديج بن واثلة بن حارثة بن هند بن حرام

ابن ضبّة (4) بن عبد بن كثير (5) بن عذرة

و قيل زمل بن ربيعة، و قيل زميل بن عمرو العذري (6)

من بني هند بن حرام (7) له وفادة على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و سكن الشام.

روى عنه: ابنه (8) المنكدر بن زمل، و كان عند معاوية بدمشق، و استعمله على شرطته، و هو أحد شهود [معاوية] (9) في التحكيم، و سنذكر ذلك في ترجمة ناتل بن قيس الجذامي، و أقطعه معاوية دارا عند باب توما، و شهد بيعة مروان بن الحكم بالجابية فيما ذكره البلاذري.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا [أبو] (10) عمر بن

ص: 76


1- زيادة منا للإيضاح.
2- مهملة بدون نقط بالأصل و المثبت عن الاستيعاب و أسد الغابة، و في بغية الطلب: عتر.
3- بالأصل: حسان، و الصواب عن أسد الغابة.
4- مهملة و بدون نقط بالأصل، و المثبت و الضبط عن أسد الغابة، و ضبطها ضنة بكسر الضاد و بالنون. و في الإصابة: ضبة.
5- كذا بالأصل، و الإصابة و في أسد الغابة: كبير، ضبطها ابن الأثير نصا: و كبير: بعد الكاف باء موحدة.
6- ترجمته في الاستيعاب 588/1 أسد الغابة 107/2 الإصابة 551/1 بغية الطلب 3837/8.
7- بالأصل: حزام بالزاي، و في أسد الغابة حرام بالحاء و الراء.
8- بالأصل: أبيه، و الصواب ما أثبت.
9- زيادة للإيضاح عن بغية الطلب.
10- زيادة لازمة للإيضاح.

حيّوية، أنا أحمد بن معروف بن بشر، أنا الحارث بن أبي أسامة، نا محمد بن سعد (1)،أنا هشام بن محمد بن السائب، حدثني شرقي بن القطامي عن مدّلج بن المقداد بن زمل العذري، قال: و حدثني ببعضه أبو زفر الكلبي، قالا: وفد زمل بن عمرو العذري على النبي صلى اللّه عليه و سلم فأخبره بما سمع من صنمهم، فقال: ذلك مؤمن الجن، فأسلم و عقد له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لواء على قومه، فشهد به بعد ذلك صفّين مع معاوية، ثم شهد المرج فقتل، و أنشأ يقول حين وفد على النبي صلى اللّه عليه و سلم:

إليك رسول اللّه أعملت نصّها *** أكلّفها حربا و قوزا من الرّمل

لأنصر خير الناس نصرا مؤزّرا *** و أعقد حبلا من حبالك في حبل

و أشهد أن اللّه لا شيء غيره *** أدين له ما أثقلت قدمي نعلي (2)

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن غانم الحداد، أنا عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق، أنا أبي، أنا سهل بن السري، أنا سهل بن مادونة، عن عبد اللّه بن محمد بن أبي بلح، عن محمد بن خاقان، عن هشام بن الكلبي، عن شرقي بن قطامي، عن مدّلج بن المقداد العذري، عن أبيه، قال: و حدثني ببعضه الحارث بن عمرو بن جزي عن عمه عمارة بن جزي، قال: قال زمل بن عمرو: سمعت صوتا من صنم ثم ذكر الحديث (3)،لم يزد على هذا و قد سقته في ترجمة الحارث بن هانئ بطوله.

قال: و أنا أبي، قال: و أنا محمد بن عبد اللّه بن دينار النيسابوري، نا جعفر بن محمد بن سوار، نا علي بن حارث، أنا عبد الرحمن بن يحيى العذري، عن أبي المنذر، و هو هشام بن السائب، عن الشرقي، عن مدّلج العذري، عن أبيه، ثم ذكر الحديث بطوله، كذا قال ابن مندة.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن فهم، نا محمد بن سعد، قال في الطبقة الرابعة من بني عذرة بن سعد بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة: زمل بن عمرو بن العنز بن خشّاف بن خديج بن واثلة بن حارثة بن هند بن حرام بن ضنّة بن

ص: 77


1- طبقات ابن سعد 332/1.
2- الأبيات في طبقات ابن سعد و بغية الطلب 3837/8 و الأول في الإصابة 551/1.
3- انظر أسد الغابة و الإصابة.

عبد بن كثير بن عذرة، وفد على النبي صلى اللّه عليه و سلم و كتب له كتابا، و عقد له لواء، و شهد بلوائه ذلك يوم صفّين مع معاوية، و من (1) ولده مدلج بن المقدام بن زمل كان شريفا بالشام و كانت عنده أمينة أخت خالد بن عبد اللّه القسري (2).

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن عبد الكريم بن محمد بن أحمد، أنا علي بن عمر الدار قطني.

و قرأت على أبي محمد بن حمزة، عن أبي نصر الحافظ (3)،قالا: زمل بن عمرو بن العنز (4) بن خشّاف بن خديج بن واثلة بن حارثة بن هند بن حرام بن ضنّة (5)العذري، وفد على النبي صلى اللّه عليه و سلم و كتب له كتابا و عقد له لواء، فشهد بلوائه ذلك صفّين مع معاوية، قال ذلك ابن الكلبي.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن غانم، أنا عبد الرحمن بن محمد، أنا أبي قال:

زمل بن عمرو العذري، و قيل ابن ربيعة، و يقال: زميل بن عمرو من بني هند بن حرام، أتى النبي صلى اللّه عليه و سلم و أخبره بصوت سمع من صنم.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (6):و من ولد حارثة بن هند بن حرام بن ضنّة: زمل بن عمرو بن العتر بن خشاف بن خديج بن واثلة بن حارثة بن هند، وفد على النبي صلى اللّه عليه و سلم و كتب له كتابا، و عقد له لواء، و شهد بلوائه صفّين مع معاوية.

قال (7):و أما خشاف بفتح الخاء المعجمة: زمل بن [عمرو] (8) و ساق نسبه كما تقدم، و شهوده صفين، ثم قال: قال ذلك ابن الكلبي و الطبري (9).

ثم قال: و أما عتر بكسر العين المهملة و سكون التاء المعجمة باثنتين من فوقها زمل بن عمرو بن العتر.

ص: 78


1- بالأصل:«ابن» و الصواب عن بغية الطلب.
2- لم أجد ترجمة في طبقات ابن سعد المطبوع لزمل بن عمرو.
3- انظر الاكمال لابن ماكولا 158/3 (خشاف) و 215/5 (ضنة) و 293/6 (عتر).
4- في الاكمال: العتر.
5- عن الاكمال و بالأصل: ضبة.
6- انظر الاكمال لابن ماكولا 158/3 (خشاف) و 215/5 (ضنة) و 293/6 (عتر).
7- انظر الاكمال لابن ماكولا 158/3 (خشاف) و 215/5 (ضنة) و 293/6 (عتر).
8- بياض بالأصل، و اللفظة استدركت عن الاكمال 158/3.
9- قوله: الطبري، لم ترد في الاكمال.

أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن، أنا محمد بن علي بن أحمد، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط ، قال (1):في تسمية عمال يزيد بن معاوية، و على خاتمه زمّل بن عمرو (2)،قال: و في سنة أربع و ستين وقعة مرج راهط بالشام، قال أبو الحسن - يعني المدائني - و قتل يومئذ ربيعة بن عمرو الجرشي و زمل بن عمرو (3) العذري.

2274 - زمل بن عمرو

و يقال أبو عبد اللّه السكسكي، والد الضّحّاك بن زمل، و كان يسكن بيت لهيا و كان من وجوه أصحاب مروان بن الحكم.

و روى عنه: ابنه الضحاك.

ص: 79


1- لم يرد له ذكر في تاريخ خليفة المطبوع.
2- بالأصل:«عمر».
3- بالأصل:«عمر».

ذكر من اسمه زميل

2275 - زميل بن سويد الغطفاني ثم المدني

أوفده الجنيد بن عبد الرحمن على هشام بن عبد الملك، و كان من خطباء أهل الشام يذكر وفوده في ترجمة زيان بن توسعة.

2276 - زميل بن سويد الكلبي

شاعر كان في حبس مروان بن محمد لما توجه من دمشق إلى تدمر لقتال من خالفه .... (1) فقال:

يا ويح تدمر ويحها و عويلها *** ما ذا يراد بعامرية تدمرا

يا ويحها من كيد أبيض ماجد *** أعطى بعذراء الجيوش و شمّرا

2277 - زميل بن قيس القرشي

من أهل دمشق، له ذكر في كتاب أحمد بن حميد بن أبي العجائز الأزدي.

2278 - زنباع بن سلامة

2278 - زنباع بن سلامة (2)

و يقال ابن روح بن سلامة بن حداد بن حديدة بن أمية بن امرئ القيس بن حمامة بن وائل بن مالك بن زيد مناة بن أفصى بن سعد بن إياس من أفصى بن حرام بن جذام الجذامي.

ص: 80


1- العبارة مضطربة الرسم و الإعجام بالأصل و م.
2- ترجمته في الاستيعاب 587/1 هامش الإصابة، أسد الغابة 108/2 الإصابة 551/1 الوافي بالوفيات 215/14 تهذيب التهذيب 201/2.

والد روح بن زنباع من أهل فلسطين، له صحبة، قدم دمشق و كان له بها دارا.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن غانم الحداد، أنا عبد الرحمن بن مندة، أنا أبي أبو عبد اللّه، أنا محمد بن يعقوب، أنا محمد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، نا عبد اللّه بن وهب، عن يحيى بن أيوب، عن المثنى بن الصباح، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: كان لزنباع عبد يسمى سندر فوجده يقبّل جارية له فأخذه (1) و جبّه و جدع أنفه و أذنيه فأتى النبي صلى اللّه عليه و سلم فأرسل إلى زنباع فقال: لا تحملوهم ما لا يطيقون، و ذكر الحديث[4384].

قال ابن مندة: رواه إسماعيل بن مسلم و المثنى بن الصباح، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده.

و روي من حديث عمرو بن دينار عن عمرو بن شعيب مرسل.

أخبرناه بتمامه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي، و أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي.

و أخبرناه أبو الفتح محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الخطيب، و أبو يعقوب يوسف بن أبي سهل بن أبي سعد الرّوذباري، و أبو محمد مسعود بن سعد بن أسعد .... (2)،قالوا: أنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن أبي الحسن العارف.

و أخبرناه أبو طاهر محمد بن محمّد الشّيحي، أنا نصر اللّه بن أحمد بن عثمان، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، قالا: أنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أنا محمد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، أنا ابن وهب - سماه ابن الحيري: عبد اللّه - عن يحيى بن أيوب، عن المثنى بن الصباح، عن عمرو (3) بن شعيب، عن أبيه، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص، قال: كان لزنباع عبد يسمى سندر - أو ابن سندر - فوجده يقبّل جارية له، فأخذه فجبّه، و جدع أذنيه و أنفه، فأتى [إلى] رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأرسل إلى زنباع فقال:«لا تحملوهم ما لا يطيقون، و أطعموهم مما تأكلون و ألبسوهم» و في حديث البيهقي: و اكسوهم - مما تلبسون و ما كرهتم فبيعوا، و ما رضيتم فأمسكوا، و لا تعذبوا

ص: 81


1- بالأصل و م:«فأخذه وجيه و خديج ابنه و أذنيه» و الصواب ما أثبتناه انظر أسد الغابة و الإصابة.
2- غير واضحة بالأصل و رسمها:«المهى ؟؟؟» و في م:«المنتهى» و لعلها:«الميهني».
3- بالأصل:«عمر» و الصواب ما أثبت عن الرواية السابقة.

خلق اللّه»، ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من مثّل به أو حرّق بالنار فهو حرّ و هو مولى اللّه و رسوله»، فأعتقه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال: يا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من مثّل به أو حرق بالنار فهو حرّ، و هو مولى اللّه و رسوله» فأعتقه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال يا رسول اللّه أوص بي، فقال:«أوصي بك كلّ مسلم»، و قد رويت هذه القصة من وجه آخر[4385].

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد البغوي، نا إبراهيم بن هانئ، نا أبو الأسود، نا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن ربيعة بن لقيط ، عن عبد اللّه بن سندر (1)،عن أبيه أنه كان عند الزّنباع بن سلامة الجذامي فعتب عليه فخصاه و جدعه، فأتى النبي صلى اللّه عليه و سلم فأخبره، فأغلظ على زنباع القول، و أعتقه منه فقال: أوصي لي يا رسول اللّه، فقال:«أوصي بك كلّ مسلم»[4386].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن غانم بن أحمد، أخبرنا عبد الرّحمن بن مندة، أنا أبي أبو عبد اللّه، قال: زنباع بن سلامة الجذامي عداده في أهل فلسطين له صحبة.

روى عنه عبد اللّه بن عمرو، و روح بن زنباع.

قرأت على أبي محمد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (2):و أما جذام بجيم مضمومة، و ذال معجمة فهو جذام بن الصدف بن سهل بن عمرو بن دعمي بن زيد بن حضرموت، و يقال: إنه الصدف من أسلم بن زيد بن مالك بن زيد بن حضرموت الأكبر، و إليه ينسب روح بن زنباع الجذامي و غيره، و لزنباع الجذامي صحبة.

قرأت بخط أبي محمد عبد الرّحمن بن أحمد بن علي بن صابر فيما نقله من خط أبي الحسين محمد بن عبد اللّه الرازي، و قال: زنباع الجذامي أبو روح بن زنباع داره عند دار ابن أبي العقب بالقرب من درب القرشيين و المسجد المعروف بالصور و الفندق الذي يباع فيه الغسول مع ما يليه من الدور من ميليه كانت كلها له.

2279 - زنكل بن علي العقيلي الرّقّي

كان من صحابة عمر بن عبد العزيز.

ص: 82


1- بالأصل:«سند» و الذي أثبت عن الرواية السابقة.
2- الاكمال لابن ماكولا 131/3.

حدّث عن محمد بن المنكدر، و أيوب السّختياني، و أم الدّرداء.

روى عنه: أبو المليح الحسن بن عمر الرّقّي، و جعفر بن برقان.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (1)،نا أبو الحسين بن المهتدي، نا أبو أحمد محمد بن عبد اللّه بن أحمد بن القاسم بن الدهان، نا أبو علي محمد بن سعيد بن عبد الرّحمن بن إبراهيم بن عيسى بن مروان القشيري الحرّاني حافظ الرّقّة - بالرقة - حدثني جعفر بن محمد الخراساني، نا أبو علي حسن بن منصور الحمصي، نا عبد الصمد بن عبد الحميد بن محمد بن عمر، أنا أبي، حدثني سلمة بن كلثوم، عن جعفر، عن زنكل، عن أيوب السّختياني، عن شعيب بن عبد اللّه بن عمرو بن العاص، عن أبيه، عن جده، قال:

نهانا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن بيع و سلف و عن شرطين فى بيع و عن بيع ما لم يملك، و عن ربح ما لم يضمن[4387].

قال: و حدثنا أبو علي، نا محمد بن الحصر بن علي، نا ابن أبي أسامة، نا أبي، عن جعفر، عن زنكل بن علي، قال: سألت أيوب السّختياني فقلت: ما ترى فيمن يبايع و يقرض ؟ قال: سمعت عمرو بن شعيب يذكر حديثا يرفعه قال:

نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن سلف و بيع و عن شرطين في بيع، و عن بيع ما لا يملك، و عن ربح ما لم يضمن (2)[4388].

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (3)،أنا محمد بن أحمد بن رزق، نا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر النيسابوري، نا أحمد بن محمد بن علي بن رزين الهروي، نا عبد الرحيم بن حبيب البغدادي، نا إسحاق بن نجيح الملطي، عن زنكل بن علي السّلمي، عن أم الدّرداء، عن أبي الدّرداء، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

ص: 83


1- بالأصل و م:«المرزقي» بالقاف، و الصواب ما أثبت.
2- الخبر في بغية الطلب 3842/8.
3- الخبر في تاريخ بغداد 86/11 في ترجمة عبد الرحيم بن حبيب الخراساني.

«ثلاث لا يتركهن العرب: و هي بهم كفر (1):الاستسقاء بالأنواء، و الطعن في النسب، و النوح»[4389].

و بإسناده قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إذا كبّر العبد سترت تكبيرته (2) ما بين السماء و الأرض من شيء»[4390].

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد، أنا أبو سعد عيسى بن سالم الشاشي، نا أبو المليح، عن زنكل بن علي، قال أبو سعيد زنكل بن علي وزير لعمر بن عبد العزيز، قال حذيفة بن اليمان:

يا طاعون خذني إليك - ثلاث مرات - قبل سفك دم حرام، و قبل جور في الحكم، و إمارة الصبيان، و كثرة الرئاسة (3).

أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين، نا محمد بن أحمد بن المهتدي، أنا محمد بن عبد اللّه بن أحمد، نا محمد بن سعيد بن عبد الرّحمن، نا هلال بن العلاء، نا فهر، نا جعفر بن برقان، عن زنكل بن علي، عن محمد بن المنكدر، قال:

ما أسكر كثيره فقليله حرام.

و قال محمد بن سعيد الأعشى الشاعر الرّقيّ : ذكروا أنه من ولد زنكل بن علي:

زنكل بن علي يتولى بني عقيل. هذه الترجمة من زيادة القاسم.

ص: 84


1- عن تاريخ بغداد و بالأصل «نفرا».
2- بالأصل:«تكبيرة» و الصواب عن تاريخ بغداد.
3- في مختصر ابن منظور 55/9 الزبانية.

ذكر من اسمه زنكي

2280 - زنكي بن آق سنقر

أبو المظفّر التركي (1)

المعروف بابن قسيم الدولة، دخل دمشق في صحبة الأمير مودود صاحب الموصل الذي قتل بجامع دمشق، و كان من خواصّه ثم ترقّت به الحال إلى أن ملك الموصل و حلب و حماه و حمص، و حصر دمشق ثم استقرت الحال على أن خطب له على منبرها، و ملك بعلبك و غيرها من بلاد الشام و الجزيرة، و استرجع عدة من حصون الفرنج و بلادهم مثل المعرة و كفر طاب و تل بارين و فتح مدينة الرّها و كان له أثر حسن في مقاومة (2) متملك الروم لما حصر شيزر، و أسر عدة من أبطال العدو، و كان شهما صارما قتل و هو محاصر لقلعة ابن مالك (3) في سنة إحدى و أربعين و خمس مائة و دفن بالرّقّة رحمه اللّه تعالى (4).

ص: 85


1- ترجمته في بغية الطلب 3845/8 و الوافي بالوفيات 221/14.
2- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل، و الصواب عن بغية الطلب.
3- و هي قلعة جعبر، و كان مالكها يومذاك سيف الدولة أبو الحسن علي بن مالك.
4- قتله خادمه و هو راقد على فراشه ليلا، و دفن بصفين، كما في الوافي بالوفيات 222/14.

ذكر من اسمه زهدم

2281 - زهدم بن الحارث

ذكر من اسمه (1) زهدم

2281 - زهدم بن الحارث (2)

شهد خطبة عمر بن عبد العزيز حين استخلف، روى عنه محمد بن عثمان.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت [محمد] (3)،قالت: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو الطّيّب محمد بن جعفر الزّرّاد المنبجي - بمنبج - نا أبو الفضل عبيد اللّه بن سعد الزهري، نا عبيد اللّه بن عمر، نا محمد بن عثمان، نا زهدم بن الحارث، قال:

سمعت عمر بن عبد العزيز حين ولي الخلافة خطبنا فقال: اللّهم إن كنت تعلم أني لم أسألكها (4) في سرّ و لا علانية فسلّمني منها.

2282 - زهرة بن معبد بن عبد اللّه بن هشام بن زهرة

ابن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة بن كعب

أبو عقيل التيمي القرشي مدني (5)

سكن مصر، و حدث عن أبيه، و عن جده عبد اللّه بن هشام، و له صحبة، و روى

ص: 86


1- زيادة منا للإيضاح.
2- ترجمته في بغية الطلب 3867/9.
3- بياض بالأصل و اللفظة مستدركة عن بغية الطلب.
4- بالأصل:«أسلكها» و الصواب عن بغية الطلب و مختصر ابن منظور.
5- ترجمته في تهذيب التهذيب 202/2 طبقات ابن سعد 515/7 سير الأعلام 147/6 و بحاشيتها أسماء مصادر أخرى.

[عن] (1) عبد اللّه بن عمر، و عبد اللّه بن الزبير، و سعيد بن المسيّب، و أبي عبد الرّحمن الحبلي، و عمر بن عبد العزيز، و وفد عليه الحارث مولى عثمان.

روى عنه: الليث بن سعيد، و حيوة بن شريح، و سعيد بن أبي أيوب، و ابن لهيعة، و صام بن إسماعيل الإسكندراني، و نافع بن يزيد المصري، و راشد (2) بن سعد، و أبو معن شيخ لابن المبارك لم يسمّ .

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أحمد بن محمد بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد، نا يحيى بن عثمان أبو زكريا الحربي، نا رشدين، عن أبي عقيل، عن جده، قال: كنا مع النبي صلى اللّه عليه و سلم و هو آخذ بيد عمر بن الخطاب، فقال:«أ تحبني يا عمر»؟ قال: أنت أحبّ إليّ من كل شيء إلاّ نفسي، فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:«لا، و الذي نفسي بيده حتى أكون أحبّ إليك من نفسك» فقال عمر: فأنت يا رسول اللّه أحبّ إليّ من نفسي، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«الآن يا عمر»[4391].

قال: و حدثنا راشد، حدثني هارون بن عبد اللّه، نا عبد اللّه بن يزيد المقرئ، نا سعيد بن أبي أيوب، حدثني أبو عقيل زهرة بن معبد، عن جده عبد اللّه بن هشام، و كان قد أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم و ذهبت به أمه زينب بنت حميد إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقالت: يا رسول اللّه بايعه، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«هذا صغير»، و مسح رأسه، و دعا له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و كان يضحي بالشاة الواحدة عن جميع أهله[4392].

قال: و أنا عبد اللّه بن محمد، نا يحيى بن عرض (3) الحربي، نا راشد، عن أبي عقيل، عن عبد اللّه بن هشام، قال: و كان النبي صلى اللّه عليه و سلم مسح أعلى رأسه و دعا له و هو صغير أنه كان يضحي بالضحية الواحدة عن جميع أهله.

قال البغوي: بلغني أن عبد اللّه بن هشام بن زهرة بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة و أمه زينب بنت حميد بن زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزّى بن قصيّ .

ص: 87


1- زيادة منا للإيضاح.
2- في تهذيب التهذيب و سير الأعلام: رشدين.
3- كذا بالأصل و م و قد مرّ: يحيى بن عثمان.

أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد، و أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالا: أنا أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو العباس بن قتيبة، نا حرملة، نا ابن وهب، قال: سمعت ابن حيوة يقول: أخبرني زهرة أنه سمع عبد اللّه بن عمر إذا انصرف من صلاة العشاء الآخرة يكبر رافعا صوته حتى يدخل منزله.

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد، أنا أبو المفضل المطهر بن عبد الواحد بن محمد البزاني (1)،أنا أبو عمرو عبد اللّه بن محمد بن أحمد بن عبد الوهاب السّلمي، أنا أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن عمر بن يزيد الزهري، نا عمي عبد العزيز بن عمر بن رسبة (2)،نا أبو عبد الرّحمن، نا حيوة بن شريح، نا أبو عقيل، قال: سألني عمر بن عبد العزيز أين تسكن ؟ قال: الفسطاط ، قال: و المدينة الكبرى، أ لا تسكن الاسكندرية الطيبة الموطأ الكبرى و اللّه لوددت أن قبري بها.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلال، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر المقرئ، أنا أبو العباس بن قتيبة، نا حرملة، أنا ابن وهب، أنا حيوة، أخبرني زهرة (3) أن عمر بن عبد العزيز قال له: أين تسكن ؟ فقلت له: بالفسطاط ، فقال: أو تسكن (4) الخبيثة المنتنة و تذر الطيبة ؟ قلت: أيّته، قال: اسكندرية فإنك تجمع بها دنيا و آخرة، طيبة الموطأ، و الذي نفس عمر بيده لوددت أن قبري يكون بها (5).

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمد.

أخبرني أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم، نا أبو يعقوب يوسف بن موسى المرورّوذي، نا أبو خالد يزيد بن سعيد الاسكندراني، أخبرني تمام بن إسماعيل عن زهرة بن معبد، قال: لقيت عمر بن عبد العزيز، فقال لي: أين تسكن يا أبا عقيل ؟ قال:

قلت: بمصر، فقال: أي مصر؟ قلت: بفسطاطها، قال: أين أنت من طيبة ؟ فقلت: يا أمير المؤمنين طيبة المدينة ؟ قال: أ ليس المدينة أردت، إنما أردت الاسكندرية لو لا ما أنا

ص: 88


1- مهملة بدون نقط بالأصل و في م: البراني و الصواب ما أثبت و ضبط عن الأنساب.
2- كذا بالأصل و في م: رسيد.
3- بالأصل: زهير، و الصواب ما أثبت و هو صاحب الترجمة.
4- بالأصل: اسكن، و المثبت عن سير الأعلام.
5- الخبر في سير الأعلام 148/6 باختلاف.

فيه لأحببت أن يكون منزلي بها، حتى يكون قبري بين ذينك الميناءين.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل، أنا أبو بكر محمد بن هبة اللّه، أنا محمد بن الحسين، أنا محمد بن الحسين (1)،أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2)،قال: أبو عقيل زهرة بن معبد القرشي، حدثنا بذلك أبو الأسود (3) عن ابن لهيعة.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه بن الحافظ ، نا أبو بكر بن المؤمّل، نا الفضل بن محمد، نا أحمد بن حنبل، قال: و أنا أبو بكر البيهقي.

و أخبرنا أبو القاسم الدلال، نا أبو الفضل بن البقّال، قال: و أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، أنا حنبل بن إسحاق، حدثني أبو عبد اللّه أحمد بن حنبل.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار.

و أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الفضل بن خيرون، قال: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان الأزهري، أنا عبيد اللّه [بن] أحمد بن يعقوب، أنا أبو الحسين العباس بن العباس [بن] محمد بن عبد اللّه، أنا صالح بن أحمد، حدثني أبي أحمد بن حنبل، قال: أبو عقيل زهرة بن معبد قرشي من أهل مصر.

قرأنا على أبي غالب، و أبي عبد اللّه، ابني (4) الحسن بن البنا، عن أبي الحسن محمد بن محمد بن مخلد، أنا علي بن محمد بن خزفة (5)،نا محمد بن الحسين الزّعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا أحمد بن حنبل، قال: أبو (6) عقيل الذي روى عنه أهل مصر زهرة بن معبد القرشي.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن

ص: 89


1- كذا ورد الاسم مكررا بالأصل.
2- كتاب المعرفة و التاريخ 206/3.
3- في المعرفة و التاريخ: أبو الأحوص.
4- بالأصل و م:«أنبأني» و الصواب ما أثبت.
5- بالأصل و م «حرفه» و الصواب ما أثبت و ضبط .
6- بالأصل: أبي.

السّقّا، أنا أبو العباس الأصم، قال: سمعت عباس بن محمد يقول: سمعت يحيى يقول:

و أخبرنا أبو البركات، أنبأنا ثابت بن بندار، أنبأنا أبو العلاء، أنبأنا أبو بكر البابسيري، أنا أبو أمية، نا أبي، قال: قال يحيى: أبو عقيل زهرة بن معبد.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا الحسن بن علي، أنا علي بن أحمد بن محمد بن نصير، نا محمد بن الحسين بن شهريار، نا عمرو (1) بن علي الفلاس، قال:

و أبو عقيل زهرة بن معبد القرشي من أهل مصر، روى عنه حيوة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العز ثابت بن منصور، قالا: أخبرنا أبو طاهر الباقلاني - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون، قالا:- أنا أبو الحسين محمد بن الحسن، أنا محمد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خياط ، قال (2):في الطبقة الثانية من أهل مصر زهرة بن معبد [بن] (3) عقيل بن تيم بن مرّة بن كعب بن لؤي، كذا قال، و الصواب أبو عقيل.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية:

أخبرنا أحمد بن معروف، أنا الحسين (4) بن الفهم، نا محمد بن سعد، قال: (5)

في الطبقة الثالثة من أهل مصر: زهرة بن معبد يكنى أبا عقيل.

أنبأنا أبو الغنائم الحافظ ، ثم حدثنا أبو الفضل البغدادي، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمد زاد بن خيرون، و محمد بن الحسن، قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل، قال (6):زهرة بن معبد أبو عقيل القرشي سمع جده أبو عبد اللّه بن هشام، و أباه، و ابن المسيّب، روى عنه حيوة، قال قتيبة عن

ص: 90


1- بالأصل و م:«عمر» و الصواب ما أثبت.
2- طبقات خليفة بن خياط ص 538 رقم 2765.
3- الزيادة عن خليفة.
4- بالأصل: الحسن، خطأ.
5- طبقات ابن سعد 515/7.
6- التاريخ الكبير 443/1/2.

الليث، عن زهرة بن معبد، قال لي عمر بن عبد العزيز: أين تسكن مصر؟ قلت:

الفسطاط ، و سمع منه سعيد بن أبي أيوب و أبو معن.

أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس، أنا أحمد بن منصور، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو عقيل زهرة بن معبد بن عبد اللّه بن هشام، سمع جده و أباه، و ابن المسيّب، روى عنه حيوة و الليث.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبيد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، قال:

أبو عقيل زهرة بن معبد بن عبد اللّه بن هشام.

و قرأته على أبي الفضل أيضا، عن أبي طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، نا أحمد بن محمد بن إسماعيل، نا أحمد بن محمد بن حمّاد، قال: أبو عقيل زهرة بن معبد بن عبد اللّه بن هشام.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد الشافعي، أنا نصر بن إبراهيم المقدسي، أنا سليمان بن أيوب الرازي، أنا طاهر بن محمد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم، نا يزيد بن محمد بن إياس، قال: سمعت محمد بن أحمد المقدمي يقول: أبو عقيل القرشي المصري زهرة بن معبد بن عبد اللّه بن هشام.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو طاهر بن سوّار، و أبو الحسين بن عبد الجبار، قالا: أنا الحسين بن علي الطناجيري، أنا محمد بن إبراهيم الدارمي، نا عبد الملك بن يزيد بن التيم، نا أحمد بن هارون البردعي، قال في الطبقة الثالثة من الأسماء المنفردة: زهرة بن معبد أبو عقيل، يروي عن أبي صالح مولى عثمان، روى عنه الليث بن سعد، مصري.

أنبأنا أبو جعفر محمد بن علي الأصبهاني، أنا أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنا محمد بن محمد الحاكم، قال: أبو عقيل زهرة بن معبد بن عبد اللّه بن هشام القرشي المصري سكن الفسطاط سمع أبا محمد سعيد بن المسيّب المخزومي، و جده عبد اللّه بن هشام القرشي، روى عنه أبو زرعة حيوة بن شريح الحضرمي، و الليث بن سعد.

ص: 91

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدار قطني، قال: أبو عقيل زهرة بن معبد بن عبد اللّه بن هشام مصري، سمع جده و أباه و ابن المسيّب، روى عنه حيوة و الليث و غيرهما.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل المقدسي، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن بن ساوش، أنا أحمد بن محمد بن الحسن الكلاباذي، قال:

زهرة بن معبد بن عبد اللّه بن هشام أبو عقيل القرشي المصري، سمع جده عبيد اللّه بن هشام، و عبد اللّه بن عمر، و عبد اللّه بن الزبير، روى عنه سعيد بن أبي أيوب و حيوة بن شريح المصري في مناقب عمر، و السرفة، و الدعوات، توفي سنة اثنتين و عشرين و مائة أيام زيد بن علي.

قرأت على أبي محمد السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (1):أمّا عقيل - بفتح العين - أبو عقيل زهرة بن معبد بن عبد اللّه بن هشام، مديني سكن مصر، يروي عن ابن عمر، و ابن الزبير، و سمع أباه و جده، و ابن المسيّب، روى عنه حيوة، و ليث بن سعد، و سعيد بن أبي أيوب، و سمع أباه، و نافع بن يزيد، و ابن لهيعة، و آخر من حدث عنه رشدين (2) بن سعد، توفي بالاسكندرية سنة سبع و عشرين و مائة، و يقال سنة خمس و ثلاثين و مائة، قال ابن يونس و هو عندي أصح.

كتب إليّ أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسين بن محمد بن سليم، ثم حدثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا أحمد بن المفضل بن محمد الباطرقاني، أنا عبد اللّه بن مندة، أنا أبو سعيد بن يونس، حدثني أبي، عن جدي، نا ابن وهب، حدثني الليث، قال:

كنا نعود أبا عقيل و هو شديد الوجع، و نحن (3) خائفون عليه، فأتيناه غداة من ذلك، فقال: أريت (4) الليلة عمر بن عبد العزيز، فقال لي: أين تسكن يا أبا عقيل ؟ فقلت: الاسكندرية منذ عزمت عليّ ، فقال: فأبشر بما يسرك في دنياك و آخرتك.

ص: 92


1- الاكمال لابن ماكولا 229/6 و 233.
2- بالأصل:«أسد بن سعد» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.
3- رسمها مضطرب بالأصل و م و صورته:«و نحر حمر» و الصواب عن المختصر.
4- بالأصل و م:«أ رأيت».

مرتين، فقلت له: للّه الحمد أما أنت فقد بشّرك اللّه بأن لك بقية عمر،[و] بشرك بالجنة.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر فيما قرأت عليه، عن أبي الفضل بن الحكاك، أنا أبو نصر عبيد اللّه بن سعيد، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، أنا سليمان بن أشعث، قال: سمعت أحمد يقول: أبو عقيل زهرة بن معبد شيخ بعد جده، له صحبة.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو علي إجازة، قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد، قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم (1):نا صالح بن أحمد بن حنبل، قال: قال [أبي:] (2) أبو عقيل زهرة بن معبد ثقة [جده] (3) من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم، و قال: سألت أبي عن زهرة بن معبد القرشي فقال: ليس به بأس، مستقيم الحديث، قلت: يحتج بحديثه ؟ قال: لا بأس به.

أخبرنا أبو الفضل محمد بن إسماعيل، و أبو المحاسن أسعد بن علي بن الموفق، و أبو بكر أحمد بن يحيى بن الحسن، و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب، قالوا: أنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمد بن المظفّر، أنا أبو محمد عبد اللّه بن أحمد بن حيوية، أنا عيسى بن عمر بن العباس، أنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن بهرام الدارمي، قال: أبو عقيل زهرة بن معبد، و زعموا أنه كان من الأبدال.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمد بن هبة اللّه، أنا محمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (4) عن (5) أبي الأسود، عن ابن لهيعة، عن أبي عقيل زهرة بن معبد بن عبد اللّه بن هشام القرشي، ثم التيمي، عن جده، قال: كنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم. و هو ثقة.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره في كتبهم، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال: قلت للدار قطني: فزهرة بن معبد أبو عقيل ؟ قال: ثقة.

أنبأنا أبو الفضل بن سليم، ثم حدثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا أبو بكر

ص: 93


1- الجرح و التعديل 615/2/1.
2- الجرح و التعديل 615/2/1.
3- الزيادة في الموضعين عن الجرح و التعديل.
4- الخبر في المعرفة و التاريخ 459/2.
5- بالأصل:«بن» خطأ و الصواب ما أثبت، و في المعرفة و التاريخ: حدثنا أبو الأسود.

الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أبو سعيد بن يونس، قال: زهرة بن معبد بن عبد اللّه بن هشام التيمي، يكنى أبا عقيل مديني، سكن مصر، يروي عن (1) عبد اللّه بن عمر، و عبد اللّه بن الزبير، فقال: توفي بالإسكندرية في سنة سبع و عشرين و مائة، أمه زينب بنت حميد، له صحبة، و يقال توفي سنة خمس و ثلاثين و مائة و هو عندي أصح، روى عنه حيوة بن شريح، و الليث بن سعد، و سعيد بن أبي أيوب، و نافع بن يزيد، و عبد اللّه بن لهيعة، و غيرهم، آخر من حدث عنه رشدين. زينب أم جدة عبد اللّه بن هشام.

ص: 94


1- بالأصل و م:«عنه» خطأ.

ذكر من اسمه زهير

2283 - زهير بن الأقمرة

أحد الوجوه الذين كانوا مع عمرو بن سعيد بن العاص حين غلب على دمشق و خلع عبد الملك بن مروان.

له ذكر فيما حكاه أبو الحسن علي بن محمد المدائني.

2284 - زهير بن الأقمر

و يقال عبد اللّه بن مالك

أبو كثير الزّبيدي الكوفي (1)

سمع الحسن بن علي و عبد اللّه بن عمرو بن العاص، و رجلا من الأزد له صحبة.

روى عنه: عبد اللّه بن الحارث الزّبيدي المكتب.

و قدم دمشق وافدا على معاوية أو ابنه يزيد.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمد، أنا أبو علي بن المذهب، لفظا، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي، نا ابن أبي عدي، عن شعبة، عن عمرو بن مرّة، عن عبد اللّه بن الحارث، عن أبي كثير، عن عبد اللّه بن عمرو، قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«الظلم ظلمات يوم القيامة، و إياكم و الفحش فإن اللّه لا يحب الفحش و لا التفحّش، و إياكم و الشح فإنّ الشّح أهلك من كان قبلكم أمرهم

ص: 95


1- ترجمته في تهذيب التهذيب 202/2 و أعاده في الكنى 440/6 و الكاشف للذهبي.

بالقطيعة فقطعوا، و أمرهم بالبخل فبخلوا، و أمرهم بالفجور ففجروا»، قال: فقام رجل فقال: يا رسول اللّه، أيّ الإسلام أفضل ؟ قال:«أن يسلم المسلمون من لسانك و يدك»، فقام رجل - ذاك أو آخر - فقال: يا رسول اللّه أي الهجرة أفضل ؟ قال:«أن تهجر ما كره ربك، و الهجرة هجرتان: هجرة الحاضر و البادي، فهجرة البادي أن يجيب إذا دعي، و يطيع (1) إذا أمر، و الحاضر أعظمهما بليّة و أفضلهما أجرا»[4393] (2).

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا خيثمة بن سليمان، نا عبد الملك بن محمد الرقاشي، نا حبان بن هلال، و أبو الوليد، قالا: نا شعبة، عن عمرو بن مرّة، عن عبد اللّه بن الحارث عن (3) زهير بن الأقمر، قال:

لما قتل علي بن أبي طالب قام الحسن خطيبا، فقام شيخ من أزد شنوءة فقال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من أحبني فليحبّ هذا الذي على المنبر، فليبلغ الشاهد الغائب» و لو لا عزمة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ما حدّثت أحدا. تابعهما عمرو بن مرزوق، عن شعبة[4394].

و أخبرناه عاليا أبو نصر بن رضوان، و أبو غالب بن البنا، و أبو محمد بن نجا بن شانيل، قالوا: أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا إبراهيم بن عبد اللّه، نا أبو الوليد، و سليمان - يعني ابن حرب-، قالا: نا شعبة، عن عمرو، قال: سمعت عبد اللّه بن الحارث يحدث عن زهير بن الأقمر، قال: بينا الحسن بن علي يخطب إذ قام رجل فقال: إني رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم واضعه في حبوته و هو يقول:«من أحبني فليحبّه، فليبلغ الشاهد الغائب» و لو لا عزيمة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لما حدّثت[4395].

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا يحيى بن محمد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه، أنا مسعر، حدثني عمرو بن مرّة، عن من حدثه، عن أبي كثير الزّبيدي، قال: قدمت على معاوية أو على يزيد بن معاوية، و عنده عبد اللّه بن عمرو بن العاص، فحدثناه عن عبد اللّه بن مسعود

ص: 96


1- عن مسند أحمد، و بالأصل: و يطع.
2- مسند أحمد 159/2-160.
3- بالأصل:«بن» خطأ.

أنه كان يقول: الصلوات كفارات لما بعدهن، قال: فحدثنا أن آدم خرجت به شأفة (1) في إبهام رجله، ثم ارتفعت إلى أصل قدميه ثم ارتفعت إلى ركبتيه ثم ارتفعت إلى أصل حقويه، ثم ارتفعت إلى أصل عنقه، فقام صلّى فنزلت عن منكبيه، ثم صلّى فنزلت إلى حقويه، ثم صلّى فنزلت إلى ركبتيه، ثم صلّى فنزلت إلى قدميه، ثم صلّى فذهبت.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمية، قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: و اسم أبي كثير الزّبيدي زهير بن الأقمر، سمعته من أبي عبيد.

أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدثنا أبو الفضل البغدادي، أنا أبو الفضل الباقلاني، و أبو الحسين الأصبهاني، قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل (2)،قال: زهير بن الأقمر يعد في الكوفيين، قال عمرو بن مرزوق: أنا شعبة، عن عمرو، عن عبد اللّه بن الحارث، عن زهير بن الأقمر، قال: خطبنا الحسن بن علي بعد ما قتل علي فقام رجل من أزد شنوءة قال: رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم واضع الحسن في حبوته يقول:«من أحبني فليحبه»، يقال هو أبو كثير الزّبيدي[4396].

أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس، أنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف، أنا محمد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا أبو حاتم مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو كثير زهير بن الأقمر الزّبيدي، عن الحسن بن علي، و عبد اللّه بن عمرو، روى عنه عبد اللّه بن الحارث.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأصبهاني، أنا أبو القاسم بن أبي عبد اللّه، أنا أبو علي إجازة، قال: و أنا الحسن بن سلمة، أنا علي بن محمد، قالا: أخبرنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم (3)،قال: زهير بن الأقمر كوفي، قال خطبنا الحسن بن علي، روى عن ابن عمر، روى عنه عبد اللّه بن الحارث، سمعت أبي يقول ذلك. ثم قال في موضع آخر (4):عبد اللّه بن مالك أبو كثير الزّبيدي، روى عن عبد اللّه بن عمرو، روى

ص: 97


1- الشأفة، قال ابن الأثير: تهمز و لا تهمز، و في القاموس: قرحة تخرج في أسفل القدم فتكوى فتذهب، أو إذا قطعت مات صاحبها.
2- التاريخ الكبير 424/1/2.
3- الجرح و التعديل 586/2/1.
4- الجرح و التعديل 171/2/2 في من اسمه عبد اللّه.

عنه عبد اللّه بن الحارث الزّبيدي المكتب.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن محمد بن أحمد بن محمد، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، نا أحمد بن محمد بن إسماعيل، نا محمد بن أحمد بن حمّاد، قال:

أبو كثير الزّبيدي زهير بن الأقمر.

أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، و أنا أبو بكر الحافظ ، أنا محمد بن محمد الحاكم، قال: أبو كثير زهير بن الأقمر، و يقال ابن عبد اللّه بن مالك، الزّبيدي يعد في الكوفيين، عن أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي، و أبي نصير (1) عبد اللّه بن عمرو بن العاص السهمي، روى عنه عبد اللّه بن الحارث الزّبيدي.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر محمد بن هبة اللّه، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، حدثنا يعقوب (2):حدثني أبو الوليد (3)و سليمان - يعني ابن حرب-، قالا: نا شعبة، أخبرني عمرو بن مرّة، قال: سمعت عبد اللّه بن الحارث (4) يحدث عن أبي كثير الزّبيدي، و اسمه عبد اللّه بن مالك، حدثنا بذلك ابن (5) أبي مريم، عن أبي غسان (6).

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن عبد الملك، أنا علي بن محمد بن علي، و عبد الرّحمن بن محمد بن أحمد، قالا: أنا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال:

سمعت عباس بن محمد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو كثير الزّبيدي عبد اللّه بن مالك.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا عمر بن عبيد اللّه بن عمر، أنا أبو

ص: 98


1- كذا و قيل: أبو محمد، و قيل: أبو عبد الرحمن، اختلفوا في كنيته، انظر سير الأعلام 80/3.
2- الخبر في المعرفة و التاريخ 147/3.
3- بالأصل و م:«أبو ليد بن سليمان» خطأ و الصواب: أبو الوليد و سليمان، و أبو الوليد هو هشام بن عبد الملك الطيالسي انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 33/6 ط بيروت.
4- ترجمته في تهذيب التهذيب 182/5 (مصورة عن ط الهند).
5- في المعرفة و التاريخ: ابن نمير.
6- أبو غسان: اسمه مالك بن إسماعيل بن درهم النهدي الكوفي الحافظ ، ترجمته في تهذيب التهذيب 3/10 (مصورة عن ط الهند).

الحسن بن بشران، أنا أبو عمرو (1) بن السماك، ثنا حنبل بن إسحاق، نا يحيى بن معين، قال: أبو كثير الزّبيدي اسمه عبد اللّه بن مالك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الحسن العتيقي، و أنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسن بن علي بن جعفر، قالوا: أنا الوليد بن بكر، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن زكريا، أنا أبو مسلم صالح بن أحمد العجلي، حدثني أبي قال: أبو كثير الزّبيدي كوفي تابعي ثقة، زهير بن الأقمر كوفي تابعي ثقة، كذا قال العجلي فرق بينهما.

2285 - زهير بن بسر الكليبي

حكى عنه أبو مسهر الغسّاني.

2286 - زهير بن جناب بن هبل بن عبد اللّه

ابن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللاّت

ابن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة

[ابن تغلب] (2) بن حلوان بن عمران بن الحاف

ابن قضاعة الكلبي

شاعر جاهلي (3)،كان مع الحارث بن أبي شمر الجفني و وفوده عليه في ترجمة رواح النهدي.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو صادق محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد، أنا أحمد بن محمد بن زنجويه، أنا أبو أحمد العسكري، قال: و أما جناب بالجيم و بعدها نون و تحت الباء نقطة - ففي اليمن ثم في كلب - بنو جناب بن هبل قبيلة عظيمة فيهم

ص: 99


1- بالأصل «عمر» خطأ و الصواب ما أثبت، و اسمه عثمان بن أحمد بن عبد اللّه بن يزيد (سير الأعلام 444/15).
2- ما بين معكوفتين زيادة عن جمهرة ابن حزم ص 455.
3- أخباره في الأغاني 15/19 الشعر و الشعراء ص 223 المؤتلف للآمدي ص 130 شعراء النصرانية قبل الإسلام ص 207 و آمالي المرتضى 238/1.

شرف منهم بنو عليم بن جناب، و من ساداتهم: زهير بن جناب و أخوه عدي بن جناب، و كان يحمّق (1).

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدار قطني، قال: زهير بن جناب، قال الزبير: كان سيد قضاعة، قال ابن الكلبي: هو زهير بن جناب بن هبل من المعمرين، عاش ثلاثمائة سنة، ذكر ذلك ابن إسحاق من ولده: الجرنفش بن كنانة بن بحر بن الحارث بن امرئ القيس بن زهير بن جناب بن هبل بن عبد اللّه بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد (2) اللاّت بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة، و أخويه عدي و عليم، و حارثة هو جناب.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (3):أما جناب - أوله جيم مفتوحة بعدها نون و أخره باء معجمة بواحدة - زهير بن جناب بن هبل سيد قضاعة، شاعر فارس يقال عاش ثلاثمائة سنة، و هبل (4)[هو] بن عبد اللّه بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللاّت بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة، و إخوته عدي و عليم و حارثة بنو جناب، و عدي بن جناب من حمقى العرب، قيل هو أخو زهير بن جناب.

أنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو محمد المصري، أنا أحمد بن مروان، أنا الحربي، نا أبو زيد، عن الأصمعي، قال: سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم عائشة و هي تتمثّل بقول زهير بن جناب الكلبي:

ارفع ضعيفك لا يحربك ضعفه *** يوما فتدركه العواقب ما جنى

يجزيك أو يثني عليك و إنّ من *** أثنى عليك بما فعلت كمن جزى (5)

فقال لها النبي صلى اللّه عليه و سلم:«الشعر الذي كنت تمثلين به» قالت: أنشدته إياه، فقال:«يا

ص: 100


1- انظر جمهرة ابن حزم ص 456.
2- بالأصل:«بن زيد بن اللات» و الصواب مما تقدم.
3- الاكمال لابن ماكولا 135/2.
4- بالأصل: و نفيل بن عبد اللّه، و الصواب و الزيادة عن الاكمال.
5- البيتان في الشعر و الشعراء ص 225 منسوبان لزهير، و هما في ديوان السموأل ط بيروت ص 75 برواية: قد نما بدل ما جنى.

عائشة إنه لا يشكر اللّه تعالى من لا يشكر الناس»[4397].

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو منصور محمد بن علي بن منصور [نا] إسحاق، أنا أحمد بن قيس بن سعيد، أنا أبو روق أحمد بن محمد بن بكر، أنا أبو حاتم سهل بن محمد بن عثمان، قال: و من المعدودين من المعمّرين من قضاعة: زهير بن جناب بن هبل بن عبد اللّه بن كنانة بن بكر بن عوف بن عدرة بن زيد اللّه بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة عاش أربع مائة و عشرين سنة، و كان سيدا مطاعا شريفا في قومه، و يقال كان فيه عشر خصال لم تجتمعن في غيره من أهل زمانه: كان سيد قومه، و خطيبهم، و شاعرهم، و وافدهم إلى الملوك، و طبيبهم - و الطب ذلك الزمان شرف - و حازي قومه - و الحزاة: الكهّان - و كان فارس قومه، و له البيت فيهم، و له العديد منهم.

فبلغنا أنه عاش حتى هرم و غرض من الحياة و ذهب عقله، فلم يكن يخرج إلاّ و معه بعض ولده، و إنه خرج ذات عشية إلى مال له، ينظر إليه فاتبعه بعض ولده، فقال له:

ارجع إلى البلد قبل الليل، فإني أخاف أن يأكلك الذئب، فقال: قد كنت، و ما أخشّى الذئب (1)،فذهبت مثلا، و يقال: إن (2) قائل هذا خفّاف بن عمير السلمي، و هو ابن ندبة السلمي.

قال أبو حاتم: و ذكر ابن الكلبي أن هذا ما حفظنا عن من يثق به من الرواة، و قد ذكر لقيط أيضا نحو من هذا الحديث، و ذكر أن (3) زهير عاش ثلاثمائة سنة.

قال: و نا أبو حاتم قال: و قال العمري: أخبرني محمد بن زياد الكلبي عن أشياخه من كلب، قالوا: كان زهير بن جناب قد كبر حتى خرف و كان يتحدث بالعشيّ بين القلب - يعني الآبار - و كان إذا انصرف عند الليل شق عليه، فقالت امرأته لميس الأرأشية لابنها خداش بن زهير: اذهب إلى أبيك حين ينصرف، فخذ بيده، فقده. فخرج حتى انتهى إلى زهير فقال: ما جاء بك يا بني ؟ فقال: كذا و كذا، قال: اذهب، فأبى، فما انصرف تلك الليلة معه، ثم كان من الغد، فجاءه الغلام فقال له: انصرف، فأبى فسأل الغلام، فكتمه، فتوعّده فأخبره الغلام الخبر. فأخذه فاحتضنه، فرجع به، ثم أتى أهله،

ص: 101


1- راجع المستقصى للزمخشري 192/2.
2- بالأصل و م:«انه».
3- بالأصل و م:«انه».

فأقسم زهير باللّه لا يذوق إلاّ الخمر، فمكث ثمانية أيام ثم مات.

و قال... (1):

جدّ الرحيل و ما وقفت على لميس الأراشيه

و لفي يوافي اليوم و ما علقت حبال الفاطنية (2)

حتى أرد بها إلى الملك الهمام بذي الهوية

قد نالني من شيبه فرجعت محمود الحدية

قال أبو حاتم: و يقال - أولها كما أخبرنا أبو زيد الأنصاري عن المفضل:-

أ بنيّ إن أهلك فقد *** أورثتكم مجدا بنيّة (3)

و تركتكم أولاد (4) سا *** دات زنادكم و ريّه

كل (5) الذي نال الفتى *** قد نلته إلاّ التحيّة

كم من محي لا يوا *** زيني و لا يهب الرعية

قال: و نحيا أيضا، أي مفحل و مكرم، يريد ليس مثلي:

و لقد رأيت النار للأس *** سلاف توقد في طمّيه (6)

و لقد رحلت البازل الوج *** ناء (7) ليس لها وليّه

و لقد غدوت بمشرف الط *** رفين (8) لم يغمز شظيّه

فأصبت من حمر (9) القيا *** ن معا و من حمر القفيّه

ص: 102


1- كلمات مضطربة الرسم و الإعجام، و رسمها:«لعط؟؟؟ بن ران ؟؟؟ و غيرهما قال وارده ؟؟؟ من راب ؟؟؟ الهن».
2- كذا بالأصل و م.
3- روايته في الآمدي: أ بني إن أهلك فإني قد بنيت لكم بنيه و الأصل كالأغاني و أمالي المرتضى.
4- الأغاني:«أبناء» و أمالي المرتضى: أرباب.
5- الأغاني و الآمدي:«و لكل ما نال» و في أمالي المرتضى و الشعر و الشعراء: من كل ما نال.
6- طمية: جبل في طريق مكة ياقوت، و ذكر البيت برواية: و لقد شهدت النار بالأن فار توقد في طمية.
7- الأغاني: الكوماء.
8- الأغاني: القطرين.
9- الأغاني: من بقر الجناب ضحى.

و قطعت (1) خطبة ماجد *** غير الضعيفة و العييّه

فالموت خير للفتى *** فليهلكن و به بقيّه

من أن يرى تهديه *** ولدان المقامة بالعشيّة

و يروى أيضا: من أن يرى الشيخ البجال (2) و قد يهادى بالعشية.

البجال الذي يبجّله أصحابه و يعظمونه.

قال أبو حاتم: و قال زهير بن جناب حين مضت له مائتا سنة من عمره (3):

لقد عمّرت حتى ما أبالي *** أ حتفي في صباحي أو مسائي

و حقّ لمن أتت مائتان عاما *** عليه أن يملّ من الثواء

شهدت المحضئين (4) على خزاز *** و بالسّلاّن جمعا ذا زهاء

و نادمت الملوك من آل عمرو *** و بعدهم بني ماء السماء

و قال أبو حاتم: الذي ذكر امرأة و هي بنت عوف بن جشم بن هلال النمرية، قال:

فنادمت بنتها و هي أم النعمان بن المنذر و يعني آل عمرو: بني عمر و آكل المرار، و المرار نبت حار يقلص منه مشفر إذا أكله.

قال: و قال أيضا زهير: و سمع بعض نسائه تتكلم بما لا ينبغي لامرأة تتكلم به عند زوجها فنهاها، فقالت له: اسكت عني و إلاّ ضربتك بهذا العمود، فو اللّه ما كنت أراك تسمع شيئا و لا تعقله، فقال عند ذلك (5):

ألا يا لقومي لا أرى النجم طالعا *** من الليل (6) إلاّ حاجبي بيميني

معزّبتي عند القفا بعمودها *** يكون (7) نكيري أن أقول ذريني

ص: 103


1- الأغاني:«و خطبت» و في أمالي المرتضى: و خطبت خطبة حازم.
2- البجال: الذي يبجله قومه، و في الشعر و الشعراء: الشيخ الكبير.
3- الأبيات في الأغاني 23/19 و شعراء النصرانية 210/2 و الأول و الثاني في أمالي المرتضى 241/1.
4- في الأغاني و شعراء النصرانية: الموقدين على خزازى. و خزاز و خزازى لغتان، جبل ما بين البصرة و مكة (ياقوت).
5- الأبيات في الأغاني 14/19 و 23 و في أمالي المرتضى 240/1.
6- الأغاني:«و لا الشمس» و في أمالي المرتضى: و لا الشمس إلا حاجتي.
7- الأغاني: فأقصى نكيري. و معزبة الرجل امرأته، يقال: معزبة الرجل و طلّته و حنّته، كل ذلك امرأته.

أمينا على سرّ النساء و ربما (1) *** أكون على الأسرار غير أمين

و الموت خير من حداج و طامع *** الظعن (2) لا يأتى المحلّ لحين

المعزّبة التي تقوم عليه و تطعمه كما يطعم الصبي، و زعم الأصمعي أن المعزبة هي التي تحقه و ترمه.

و قال زهير بن جناب (3):

ليت شعري و الدهر ذو حدثان *** أيّ حين منيّتي تلقاني

أ سبات على الفراش خفات *** أم بكفّي مفجّع حزّان (4)

قال أبو حاتم: و ذكر ابن الكلبي أن زهير بن جناب أوقع بالعرب مائتي وقعة.

و قال الشرقي بن القطامي: خمسمائة وقعة، و الشرقي ضعيف.

قال: و نا أبو حاتم، قال: و زعم هشام بن محمد، عن أبيه محمد بن السائب، قال: سمعت أشياخنا الكلبيين يقولون: عاش زهير بن جناب بن هبل بن عبد اللّه بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللاّت بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن ثعلبة بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة بن مالك بن حمير مائتي سنة، و لم تجتمع قضاعة إلاّ عليه و على رزاح بن ربيعة بن حرام بن ضنّة بن عبد بن كثير بن عذرة بن سعد، و هو هذيم بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة، و رزاح و حنّ أخوا قصيّ بن كلاب لأمه، و كان زهير على عهد كليب بن وائل و قد كان

ص: 104


1- صدره في الأغاني: «أمين على أسرارهن و قد أرى» السر: خلاف العلانية، و السر: النكاح. و كلام زهير يحتمل الوجهين جميعا، لأنه إذا كبر و هرم لم تتهيبه النساء أن يتحدثن بحضرته بأسرارهن تهاونا به، أو تعويلا على ثقل سمعه، و كذلك هرمه و كبره يوجبان كونه أمينا على نكاح النساء لعجزه عنه.
2- في الأغاني: حداج موطأ على الظعن. و في أمالي المرتضى: حداج موطأ مع الظعن. و الحدج و الحداج: مركب من مراكب النساء.
3- البيتان في أمالي المرتضى 241/1.
4- و قوله: أ سبات: السبات: سكون الحركة، و رجل مسبوت و الخفات: الضعف، يقال: خفت الرجل إذا أصابه ضعف من مرض أو جوع. و المفجع: الذي فجع بولد له أو قرابة. و الحزّان (بالأصل، و في أمالي المرتضى: حران ؟؟؟) العطشان الملتهب، و هنا الحزان: المحزون على قتلاه.

أسر مهلهلا و لم يكن في العرب أنطق من زهير بن جناب و لا أوجه عند الملوك، و كان لشدة (1) رأيه يسمى كاهنا.

قال أبو حاتم: و ذكر أصحابنا عن هشام، قال (2):و كان زهير قال: ألا إنّ الحي ظعن، فقال عبد اللّه بن عليم بن جناب: ألا إن الحي أقام.

فقال زهير: ألا إن الحي أقام.

فقال عبد اللّه: ألا إن الحي ظعن.

فقال زهير: من هذا المخالف عليّ منذ اليوم ؟ فقالوا: هذا ابن أخيك عبد اللّه بن عليم، قال: شر [الناس] للعم ابن الأخ إلاّ أنه لا يدع قاتل عمه، و أنشأ يقول:

و كيف بمن لا أستطيع فراقه *** و هو أن لا تجمع الدار لاهف (3)

أمير خلاف (4) إن أقم لا يقم معي *** و يرحل، و إن أرحل يقم و يخالف

قال: ثم شرب زهير الخمر صرفا حتى مات.

و شربها أبو براء عامر بن مالك بن جعفر حين خولف صرفا حتى مات، و شربها عمرو (5) بن كلثوم التغلبي صرفا حتى مات.

قال: و لم يبلغنا أن أحدا فعل ذلك من العرب إلاّ هؤلاء (6).

قالوا: و عاش زهير حتى أدركه من ولد أخيه أبو الأحوص عمرو بن ثعلبة بن الحارث بن حصن بن ضمضم بن عدي بن جناب، قالوا: و كان الشرقي بن قطامي يقول: عاش ابن جناب أربعمائة سنة، قال: و قال المسيّب بن الرّفل الزّهيري (7) من ولد زهير بن جناب:

ص: 105


1- في أمالي المرتضى: لسداد رأيه.
2- الخبر و الشعر في الأغاني 23/19-24، و الخبر في الشعر و الشعراء 224.
3- عجزه في الأغاني: و من هو إن لم تجمع الدار آلف
4- الأغاني: أمير شقاق.
5- بالأصل:«عمر» خطأ.
6- انظر الشعر و الشعراء لابن قتيبة ص 224.
7- ليس بجاهلي، ترجمته و الشعر التالي في معجم الشعراء للمرزباني ص 386.

و أبرهة الذي كان اصطفانا *** و سوّسنا و تاج (1) الملك عالي

و قاسم نصف أمرته (2) زهيرا *** و لم يك دونه في الأمر والي

و أمّره على حي معدّ *** و أمره على الحيّ المعالي

على ابني وائل لهما مهينا *** يردهما على رغم السبال

فحسبهما بذاك الدال حتى *** أ لمّا يهلكان من الهزال

أنبأنا أبو محمد المبارك بن أحمد بن بركة الكندي، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو الحسين بن بشران إجازة، أنا أبو علي بن صفوان، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني الحسن بن عبد الرّحمن، عن محمد بن زياد الكلبي، قال: قال زهير بن جناب الكلبي لبنيه: يا بني عليكم باصطناع المعروف و اكتسابه و تلددوا بطيب شمه، و ارضوا بمودات صدور الرجال من إيمانه، فرب رجل قد صفر من ماله فعاش به و عقيبه من بعده.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، قال: سمعت أبا عبد الرّحمن السّلمي يقول: سمعت أحمد بن الحسن القاضي يقول: سمعت سعيد بن محمد الشافعي يقول: سمعت عثمان بن سعيد المطوّعي يقول: سمعت الأصمعي يقول: أوصى زهير بن جناب ولده فقال: يا بني عليكم باصطناع المعروف و اكتسابه، و تلذذوا المودّات صدور الرجال فرب رجل صفر من ماله فعاش بذلك هو و عقبه من بعده.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو (3) القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم عنه، أخبرني أبو الحسن عبد الرّحمن بن أحمد بن معاذ، أنا أبو العباس أحمد بن محمد الكاتب، أنا أبو الطيب محمد بن إسحاق بن يحيى بن الوشّاء النحوي، حدثني أبو جعفر أحمد بن عبيد، حدثني الرّمادي محمد بن زياد الكلبي، عن سليمان بن كيسان الكلبي، قال: قال زهير بن جناب الكلبي لبنيه (4):يا بني عليكم بالزهد في الدنيا تريحوا أبدانكم، و لا تعدوا استكثارا من حرام مالا،

ص: 106


1- المرزباني: زناج.
2- المرزباني: أسرته.
3- بالأصل: أبي.
4- مهملة و بدون نقط بالأصل، و الصواب ما أثبت عن م.

و تنكبوا (1) كل حديث مشنوع، و لا تقبلوا من الأخبار إلاّ ما يجوز في الرأي، و عليكم باكتساب المعروف و اصطناعه، و تلذذوا بروح نسيمة و ارضوا بمودات صدور الرجال من أيمانه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن العلاّف في كتابه، و أخبرني أبو المعمّر الأنصاري عنه.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو علي بن أبي جعفر، و أبو الحسن بن العلاّف، قالا: أنا عبد الملك بن محمد بن بشران، أنا أحمد بن إبراهيم الكندي، أنا محمد بن جعفر الخرائطي، قال: سمعت أبا الفضل الرّبعي، و اسمه العباس بن الفضل يقول: قيل لحنبل بن معمر: لو بعدت عنها لسلوتها أ ما سمعت قول زهير بن الجناب الكلبي (2):

إذا ما شئت أن تسلى حبيبا *** فأكثر دونه عدد الليالي

فما تسلي (3) حبيبك غير نأي *** و لا أبلى جديدك كابتذالي

قال: فرحل عن الحي و سار ليلة ثم كرّ راجعا، و قال:

لحى اللّه أقواما يقولون: إنّنا *** وجدنا طوال النأي للصب ثانيا

أ شوقا و ما قد غبت غير لييلة *** رويد الهوى حتى نغيب لياليا

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، نا أبو محمد بن أبي نصر، نا أبو الميمون عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن عمر بن راشد، أنشدنا أبو علي أحمد بن جعفر حين يغلب لزهير بن جناب الكلبي:

و كم مقلّ لا يقل و مكثر *** مقلّ و إن كانت كثيرا أباعره

و كم قاتل ابن بن بنت هو ابنه *** و قد هدم البيت الذي هو عامره

فأودى عموداه ورثت حباله *** و أصلح أولاه و أفسد آخره

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب أحمد و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالوا: أنا

ص: 107


1- رسمها بالأصل:«ولوا؟؟؟» و بدون نقط بالأصل و الصواب عن مختصر ابن منظور 60/9.
2- البيتان في أمالي المرتضى 243/1 و المؤتلف للآمدي ص 130.
3- أمالي المرتضى:«فما سلّى» و في الآمدي:«فما نسى».

أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكار، حدثني عمر بن أبي بكر الرملي، قال: قال زهير بن جناب، و كان سيد قضاعة، يذكر تفرق بني فهد (1) بن زيد في قبائل العرب:

و لم أر حيا من معدّ تفرقوا *** تفرق معزي الغور غير بني فهد

و قال أيضا:

لقد علم القبائل أن ذكري *** بعيد في قضاعة أو نزار

و ما إبلي بمقتدر عليها *** و ما حلمي الأصيل بمستعار (2)

2287 - زهير بن عبّاد بن مليح بن زهير

أبو محمّد الرّواسي (3)

ابن عم وكيع بن الجرّاح.

أصله من الكوفة، و حدث بدمشق و مصر عن مالك بن أنس، و سفيان بن عيينة، و وكيع بن الجرّاح، و ابن المبارك، و رشدين (4) بن سعد، و عبد العزيز الدراوردي، و عتّاب بن يسير، و فضيل بن عياض، و يزيد بن عطاء، و عطاء بن مسلم، و ابن وهب، و عبد اللّه بن المغيرة، و أسد بن حمدان، و صدقة بن المغيرة، و يوسف بن أسباط ، و عيسى بن يونس، و حفص بن ميسرة، و هارون بن هلال النّصيبي، و رديح بن عطية، و الصّلت بن حكيم، و محمد بن فضيل، و إدريس بن يحيى الخولاني، و أبي بكر عبد اللّه بن حكيم الداهري، و شهاب بن خراش الحوشبي (5)،و يحيى بن حسان، و المسيّب بن شريك، و مصعب بن ماهان، و روّاد بن الجرّاح، و عمرو بن أبي سلمة.

روى عنه: محمد بن عبد اللّه بن عمّار الموصلي، و أبو عبد الملك البسري، و أبو حاتم الرازي، و أبو علي الحسين بن حميد العكي (6)،و أبو زرعة الدمشقي، و أبو

ص: 108


1- كذا، و الصواب: نهد بن زيد.
2- البيت الثاني في معجم البلدان (صحار) من الأبيات.
3- ترجمته في بغية الطلب 3877/9 و ميزان الاعتدال 83/2 و تهذيب التهذيب 203/2.
4- بالأصل و م:«و راشد» و الصواب ما أثبت عن تهذيب التهذيب.
5- رسمها غير واضح و قد تقرأ:«الحرستى» و الصواب ما أثبت عن تهذيب التهذيب (ترجمته 515/2)، و انظر ترجمته في سير الأعلام 284/8 و في م: الحوسني.
6- تقرأ «العلى» و المثبت عن بغية الطلب، و في تهذيب التهذيب:«المكي» و ليست في م.

قصيّ العذري، و أحمد بن أبي الحواري، و خالد بن روح بن أبي حجير، و أبو بكر عبد الرّحمن بن القاسم الرواس، و أبو عبد اللّه محمد بن أحمد العريني، و الحسن بن الفرج العرني (1)،و محمد بن يعقوب بن حبيب، و يزيد بن أحمد السلمي، و أحمد بن يحيى بن خالد الرّقّي، و حرب (2) بن بيان المقدسي، و أبو الزنباع روح بن الفرج المصري، و قاسم بن عثمان الجوعي، و محمد بن خلف الحدادي (3).

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نا أبو القاسم بن أبي العلاء - لفظا - أنا أبو عبد اللّه محمد بن حمزة بن محمد بن حمزة التميمي الحرّاني بدمشق، أنا أبو العباس جمح بن القاسم بن عبد الوهاب بن أبان الجمحي المؤذن في منزله بمدينة دمشق، نا أبو بكر عبد الرّحمن بن القاسم بن الرواس، نا زهير بن عبّاد الرواس، نا مالك، عن الزهري، عن أنس أن النبي صلى اللّه عليه و سلم دخل مكة عام الفتح و على رأسه المغفر، فلما نزعه جاء رجل فقال: ابن خطل متعلق بأستار الكعبة قال:«اقتلوه»[4398].

و وقع لي عاليا من طرق:

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا الحسن بن سفيان، نا زهير بن عبّاد الرواسي، عن مالك، حدثني نافع، عن ابن عمر: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم نهى عن تلقي السلع حتى تهبط الأسواق، و نهى عن النّجش (4)[4399].

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي إجازة، قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد، قالا: أنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم، قال (5):زهير بن عبّاد كتب أبي عنه بدمشق و بمصر في الرحلة الأولى، و روى عنه، سئل أبي عنه ؟ فقال: أصله كوفي ثقة.

ص: 109


1- تقرأ بالأصل:«العدني» و المثبت عن بغية الطلب، و في تهذيب التهذيب: الغزي و في م: الغربي.
2- تقرأ بالأصل:«و حادث» و في م: و حوت و المثبت عن بغية الطلب.
3- نقله ابن العديم في بغية الطلب 3880/9-3881.
4- و هو أن يمدح السلعة لينفقها و يروجها أو يزيد في ثمنها و هو لا يريد شراءها، ليقع غيره فيها. و الأصل فيه: تنفير الوحش من مكان إلى مكان.
5- الجرح و التعديل 591/2/1.

كتب إليّ أبو جعفر، أنا أبو بكر، أنا أبو أحمد، قال أبو محمد: زهير بن عبّاد الرواسي سكن مصر، سمع أبا عمر، و حفص بن ميسرة الصّنعاني، و يزيد بن عطاء الواسطي، حدثني علي بن محمد بن سختويه (1)،نا محمد بن أحمد بن نصر الترمذي، نا زهير بن عبّاد الرواسي بمصر أبو محمد.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي نصر الحافظ ، قال: أما الرواسي فجماعة ينسبون إلى رواس من كلاب بن ربيعة، و اسم رواس الحارث، منهم: زهير بن عبّاد الرواسي (2).

قرأت على أبي محمد أيضا، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، أنا محمد بن عبد اللّه بن خميرويه، نا الحسن بن إدريس، أنا محمد بن عبد اللّه بن عمار، نا زهير بن عبّاد الرواسي ابن عمّ كان لوكيع، قال ابن عمّار: و كان ثقة.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا عبد اللّه الحافظ ، قال: و أخبرني علي بن محمد الحسني، قال: سألته - يعني صالح بن محمد جزرة - عن زهير بن عباد بن أخت وكيع فقال: صدوق (3).

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي محمد التميمي، أنا مكي بن محمد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: قال الحسن بن علي: فيها - يعني سنة ست و ثلاثين و مائتين - مات زهير بن عبّاد.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة، ثم حدثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمي عبد الرّحمن بن محمد بن إسحاق، عن أبيه، قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: زهير بن عبّاد بن زهير بن عبّاد بن فضالة بن حكيم بن الحارث بن قيس بن عامر بن عمرو بن عبيد بن رواس بن كلاب الرواسي، يكنى أبا محمد كوفي، قدم مصر و قطنها، و حدّث بها، توفي بمصر في شوال سنة ثمان و ثلاثين و مائتين.

ص: 110


1- مهملة بدون نقط بالأصل.
2- انظر الاكمال لابن ماكولا 108/4 و 109.
3- تهذيب التهذيب 204/2.

2288 - زهير بن عمرو بن مرّة بن عبس بن مالك بن الحارث

ابن مازن بن سعد بن رفاعة بن نصر بن سعد بن ذبيان

ابن رشدان بن قيس بن جهينة (1) بن زيد بن ليث

ابن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة الجهني

له ذكر في حديث لأبيه، و كانت لأبيه صحبة.

أخبرنا أبو الفضل محمد بن إسماعيل الفضيلي، أنا أحمد بن محمد بن محمد الخليلي، أنا علي بن أحمد بن محمد بن الحسن الخزاعي، نا الهيثم بن كليب الشاشي، نا عبد الرّحمن بن محمد بن منصور، نا موسى بن داود، نا ابن لهيعة، عن الربيع بن سبرة، عن عمرو الجهني، قال: كنت عند النبي صلى اللّه عليه و سلم جالسا، فقال:«من كان هاهنا من معدّ فليقم»، فقمت (2).فقال:«اجلس»، فجلست، ثم قال:«من كان هاهنا من معدّ فليقم»، فقمت، فقال:«اجلس»، فجلست، فقلت: مم نحن ؟ فقال:«أنتم ولد قضاعة بن مالك بن حمير النسيب المعروف غير المنكر» قال عمرو (3):فكتمت هذا الحديث حتى كان أيام معاوية بن أبي سفيان فبعث إليّ فقال: يا عمرو، و هل لك أن ترقى المنبر و تقول إن قضاعة بن معدّ بن عدنان إلى أن أطعمك خراج عراقين، فقلت له: نعم، قال: فنادى فاجتمع الناس فجاء حتى صعد المنبر، فقال: أيها الناس من عرفني فقد عرفني، و من لم يعرفني فأنا عمرو بن مرّة الجهني، و أن معاوية دعاني إلى إن أقول إن قضاعة بن معدّ بن عدنان ألا قضاعة بن مالك بن حمير النسيب المعروف غير المنكر، ثم نزل، فقال له معاوية: إيه عنك يا غدر، ايه عنك يا غدر، فقال عمرو: هو ما رأيت يا أمير المؤمنين، قال: فجاء زهير بن عمرو بن مرّة، فقال: يا أبة ما كان عليك لو أطعت أمير المؤمنين و أطعمك خراج العراقين فأنشأ عمرو يقول:

لو اني أطعتك يا زهير كسوتني *** في الناس صاحبه رداء شنار

قحطان والدنا الذي يدعى له *** و أبو خزيمة خندف بن نزار

أضلال ليل ساقط أرواقه *** في الناس أعذر أم ضلال نهار

ص: 111


1- بالأصل «حسنة» و في م: حيسه و الصواب عن جمهرة ابن حزم ص 444.
2- بالأصل: فقلت، و المثبت عن م.
3- بالأصل: عمر و المثبت عن م.

أ تبيع والدنا الذي تدعى له *** بأبي معاشر عائب مبوار

تلك التجارة لا تبوء بمثلها *** ذهب يباع بآنك و أبار

رواه عثمان بن صالح بن لهيعة بهذا الإسناد مختصرا، و لم يذكر الشعر، و قصة معاوية، و قال فيه: و قال الثالثة:«من كان هاهنا من معدّ فليقم»[4400].

و رواه علي بن إبراهيم الخزاعي عن عبد اللّه بن داود بن دلهات، عن أبيه دلهات، عن أبيه إسماعيل، عن أبيه عبد اللّه بن مشرع بن ياسر بن سويد صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلم عن أبيه مشرع بن ياسر، عن أبيه نحو هذا الحديث بطوله و فيه الشعر.

2289 - زهير بن قيس

أبو شدّاد البلوي المصري (1)

حدّث عن علقمة بن رمثة (2) البلوي.

روى عنه: سويد بن قيس التجيبي.

و زهير ممن لزم عمرو بن العاص في الفتنة و دخل معه دمشق كما قيل، و قيل: إن [له] (3) صحبة.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أحمد بن محمد بن عبدوس، نا عثمان بن سعيد، نا عبد اللّه بن صالح، نا الليث بن سعد، قال: و أنا عمر بن الربيع بن سليمان، نا إسحاق بن إبراهيم، نا سعيد بن أبي مريم، نا الليث بن سعد، و عبد اللّه بن لهيعة، قالا: نا يزيد بن أبي حبيب، عن سويد (4) بن قيس التجيبي، عن زهير بن قيس البلوي، عن علقمة بن رمثة (5) البلوي، قال: بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عمرو بن العاص إلى البحرين، ثم خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في سرية و خرجنا معه، فنعس رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثم استيقظ قال:«رحم اللّه عمرا»، قال: فتذاكرنا كل إنسان اسمه عمرو، ثم نعس الثانية ثم استيقظ فقال:«رحم اللّه

ص: 112


1- ترجمته في أسد الغابة 115/2 و الإصابة 555/1.
2- إعجامها مضطرب بالأصل و م و تقرأ:«رمية» و المثبت عن الإصابة و مختصر ابن منظور 61/9.
3- زيادة لازمة عن أسد الغابة.
4- بالأصل:«سود» و الصواب عن أسد الغابة.
5- بالأصل: علقمة.

عمرا»، قال: فتذاكرنا كلّ إنسان اسمه عمرو، ثم نعس الثالثة ثم استيقظ ، فقال:

«رحم اللّه عمرا» فقلنا: من عمرو يا رسول اللّه ؟ قال:«عمرو بن العاص»، قالوا: ما باله ؟ قال:«ذكرت أني كنت إذا ندبت الناس إلى الصدقة جاء من الصدقة فأجزل، فأقول له: من أين لك هذا يا عمرو؟ فيقول: من عند اللّه، و صدق عمرو، إنّ لعمرو عند اللّه خيرا كثيرا»، زاد ابن أبي مريم، قال زهير: فلما كانت الفتنة قلت: أتّبع هذا الذي قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فيه ما قال، فلم أفارقه (1)[4401].

كذا في إسناده، و قد قال ابن مندة في الترجمة علقمة بن رمثة البلوي، و كان ممن بايع تحت الشجرة، و شهد فتح مصر، روى عنه زهير بن قيس البلوي، و هو من الصحابة، قال ابن مندة: رواه عبد اللّه بن وهب و غيره، عن الليث، و لا يعرف لعلقمة راو إلاّ زهير، و لا لزهير إلاّ سويد، و لا لسويد إلاّ يزيد بن أبي حبيب، قاله سعيد بن يونس بن عبد الأعلى.

و هكذا رواه أبو الأسود و النضر بن عبد الجبار المرادي، عن عبد اللّه بن لهيعة، فقال: قال زهير: فلما كانت الفتنة فذكره.

و هكذا رواه يحيى بن عبد اللّه بن بكير.

أخبرنا أبو عبد اللّه بن السّمرقندي، أن أبو بكر محمد بن هبة اللّه، أنا محمد بن الحسن، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2)،نا أبو صالح و ابن بكير، قالا: نا الليث، حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن سويد بن قيس التجيبي، عن زهير بن قيس البلوي، عن علقمة بن رمثة البلوي أنه قال: بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم [عمرو بن العاص إلى البحرين، ثم خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في سرية و خرجنا معه، فنعس رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم] (3) ثم استيقظ فقال:

«يرحم اللّه عمرا» قال: فتذاكرنا كل إنسان اسمه عمرو، ثم نعس ثانية [فاستيقظ ، فقال:

«رحم اللّه عمرا»، ثم نعس الثالثة فاستيقظ ] (4) فقال:«رحم اللّه عمرا» فقلنا: من عمرو يا رسول اللّه ؟ قال:«عمرو بن العاص»، قالوا: ما باله ؟ قال:«ذكرته أني كنت إذا ندبت الناس للصدقة جاء من الصدقة فأجزل، فأقول له من أين لك هذا يا عمرو؟ فيقول من

ص: 113


1- الحديث نقله ابن الأثير في أسد الغابة 581/3 في ترجمة علقمة بن رمثة.
2- الخبر في كتاب المعرفة و التاريخ 512/2.
3- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن المعرفة و التاريخ.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن المعرفة و التاريخ.

عند اللّه، و صدق عمرو، إنّ لعمرو عند اللّه خيرا كثيرا»، قال زهير: فلما كانت الفتنة قلت: أتّبع هذا الذي قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فيه ما قال، قال: فلم أفارقه[4402].

و هكذا رواه أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم البرقي، عن أبي صالح، و هكذا رواه يحيى بن إسحاق السيلحيني، عن الليث، و رواه ابن وهب عن الليث بن سعد، عن يزيد، و جعل هذا القول من قول علقمة بن رمثة لا من قول زهير، و سيأتي في ترجمة علقمة.

أخبرنا أبو الغنائم في كتابه، ثم حدثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمد - زاد أبو الفضل: و محمد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، قالا: أنا محمد بن إسماعيل، قال (1):زهير بن قيس البلوي يعد في المصريين عن علقمة بن رمثة، روى عنه سويد بن قيس.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي إجازة، قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد، قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم، قال (2):زهير بن قيس: سمعت أبي يقول ذلك.

كتب إليّ أبو الأفضل أحمد بن محمد بن الحسن، و حدثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا أبو بكر الباطرقاني، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: قال: أنا أبو سعيد بن يونس (3):زهير بن قيس البلوي، يكنى أبا شدّاد، فقال: إن له صحبة شهد الفتح بمصر، يروي عن علقمة بن رمثة البلوي، روى عنه سويد بن قيس التجيبي، قتلته الروم ببرقة في سنة ست و سبعين، و كان سبب قتله أن الصريخ أتى القسطاط بنزول الروم على برقة، فأمر عبد العزيز بن مروان زهيرا بالنهوض إليهم و كان عليه واحد إلاّ أنه كان قاتل عبد العزيز بناحية أيلة دخول مروان بن الحكم مصر، و كان عارضا من الصدق فقال له جندل بن صخر، و كانت فيه فضاضة فقال زهير لعبد العزيز: إذ قد أمرتني بالخروج فلا تبعثوا معي جندلا عارضا فيتخلف عني عامة أصحابي لفظاظته، فقال له عبد العزيز:

ص: 114


1- التاريخ الكبير 428/1/2.
2- الجرح و التعديل 586/2/1-587.
3- بالأصل:«يوسف» خطأ.

إنك يا زهير جلف جافي (1)،فقال له زهير: يا ابن أبي ليلى أ تقول لرجل جمع ما أنزل اللّه على نبيه صلى اللّه عليه و سلم قبل أن يجمعه أبواك جلف جافي هو ذا أمر، فلا ردّني اللّه إليك و مضى زهير على البريد في أربعين رجلا فلقي الروم فأراد أن يكف حتى يلحقه الناس، فقال له فتى حدث كان معه: جئت يا أبا شداد، فقال: قتلتنا و قتلت نفسك، ثم خرج بهم فصادف العدو ثم قرأ:«السجدة» فسجد و سجد أصحابه، ثم نهض فقاتلوا فقتلوا أجمعون ما شذّ منهم رجل عن رجل، و كان يلبد مولى عبد العزيز على برقة، فعزله و ولي فهد بن أبي كثير المعافري، فأزال الروم عنها و ضبطها و قد كان قصر فهد مصر بالمعافر و مسجده معروف.

2290 - زهير بن محمد بن يعقوب

أبو الخير الموصلي (2)

حدّث بدمشق عن أبي عبد اللّه الحسين بن عمرو (3) بن أبي الأحوص، و أبي يعلى محمد بن أحمد بن عبيد الأقطع الملطي، و أبي عبد الرحمن النسائي، و أبي الطّيّب محمد بن أحمد المروزي.

و روى عنه: تمّام بن محمد.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز،[نا تمام بن محمّد الرازي] (4)،حدثني أبو الخير زهير بن محمد بن يعقوب الموصلي، نا أبو عبد اللّه الحسين بن عمرو (5) بن أبي الأحوص الكوفي، نا العلاء بن عمرو الحنفي، نا يحيى بن يزيد الأشعري، عن [ابن] (6) جريح، عن عطاء [عن] (7) ابن عباس، قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أحبّوا العرب لثلاث: لأني عربي، و القرآن عربي، و كلام أهل الجنة عربي»[4403] (8).

حدّثنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو محمد عبد الكريم بن حمزة

ص: 115


1- كذا بالأصل و في م: حافي.
2- ترجمته في بغية الطلب 3889/9.
3- في مختصر ابن منظور 61/9 و بغية الطلب:«عمر».
4- زيادة لازمة منا للإيضاح.
5- في مختصر ابن منظور 61/9 و بغية الطلب:«عمر».
6- زيادة لازمة منا للإيضاح.
7- زيادة لازمة منا للإيضاح.
8- انظر ما سبق.

-لفظا - قال: نا عبد العزيز بن أحمد، نا تمام بن محمد الرازي، حدثني أبو الخير زهير بن محمد بن يعقوب الملطي، نا أبو يعلى محمد بن أحمد بن عبيد الأقطع السّلمي بملطية، نا محمد بن يحيى بن ضريس العبدي، نا يعقوب بن موسى، نا مسلمة، عن راشد أبي محمد، عن أنس قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من صام في كل شهر حرام الخميس و الجمعة و السبت كتب له عبادة سبع مائة سنة»[4404].

صمّت أذناي إن لم أكن سمعت أبا الحسن الفقيه، و أبا محمد يقولان هذا، قال علي و عبد الكريم: صمّت أذنانا إن لم نكن سمعنا عبد العزيز يقول هذا، قال عبد العزيز: صمّت أذناي إن لم أكن سمعت تمام بن محمد يقول هذا، قال تمام:

صمّت أذناي إن لم أكن سمعت أبا الحسين زهير بن محمد يقول هذا، قال زهير بن محمد: صمّت أذناي إن لم أكن سمعت أبا يعلى الملطي يقول هذا، قال أبو يعلى:

صمّت أذناي إن لم أكن سمعت محمد بن يحيى يقول هذا، و قال محمد بن يحيى:

صمّت أذناي إن لم أكن سمعت يعقوب بن موسى يقول هذا، و قال يعقوب: صمّت أذناي إن لم أكن سمعت مسلمة يقول هذا، و قال مسلمة: صمّت أذناي إن لم أكن سمعت راشدا يقول هذا، و قال راشد: صمّت أذناي إن لم أكن سمعت أنسا يقول هذا.

2291 - زهير بن محمد

أبو المنذر التّميمي ثم العنبري الخراساني المروزي الخرقي (1)

من أهل قرية من قرى مرو تسمى خرق سمع بها الحديث، و يقال: إنه هروي و يقال: نيسابوري سكن مكة، و سكن الشام.

و حدّث عن يحيى بن سعيد الأنصاري، و أبي محمد عبد اللّه بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، و زيد بن أسلم، و عبد اللّه بن محمد بن عقيل، و موسى بن وردان، و صفوان بن سليم، و هشام بن عروة، و أبي حازم الأعرج، و محمد بن المنكدر، و عبد الرحمن بن حرملة، و عبد الرحمن بن القاسم، و سهيل بن أبي صالح،

ص: 116


1- ترجمته في تهذيب التهذيب 206/2 بغية الطلب 3890/9 ميزان الاعتدال 84/2 الوافي بالوفيات 227/14 سير الأعلام 187/8 و بحاشيتها أسماء مصادر أخرى.

و العلاء بن عبد الرحمن، و صالح بن مولى التوأمة، و جعفر بن محمد الصادق، و أبي إسحاق السبيعي، و حميد الطويل، و الوضين بن عطاء، و إسماعيل بن وردان، و المطّلب بن عبد اللّه بن (1) حنطب.

روى عنه: ابن مهدي، و عبد الملك بن عمرو العقدي، و أبو حذيفة موسى بن مسعود، و معن بن عيسى القزاز، و أبو داود الطيالسي، و معاذ بن خالد المروزي، و عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري، و محمد بن سليمان الحراني، بومه، و عثمان بن الحكم الجذامي المصري، و اليمان بن عدي الحمصي، و اجتاز بدمشق، فروى عنه من أهلها: الوليد بن مسلم، و يحيى بن حمزة، و [عمرو] بن أبي سلمة، و أبو (2) الزرقاء عبد الملك بن محمد الصنعاني، و سويد بن عبد العزيز، و علي بن أبي حملة، و صدقة بن عبد اللّه السمين.

أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن سهيل بن عمر، أنا [أبو] (3) عثمان البحيري، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا الحسن بن سفيان، نا هشام بن عمّار الدمشقي، نا الوليد بن مسلم، نا زهير بن محمد، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، قال: قرأ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم «الرّحمن» حتى ختمها فقال:«ما [لي] (4) أراكم سكوتا، للجنّ كانوا أحسن ردا منكم، ما قرأت عليهم هذه الآية من مرة فَبِأَيِّ آلاٰءِ رَبِّكُمٰا تُكَذِّبٰانِ (5) إلاّ قالوا: فلا شيء من نعمك ربّنا نكذّب فلك الحمد»[4405].

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا يوسف بن الحسن بن محمد، قالا: أنا أبو علي نعيم، نا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر بن فارس، نا يونس بن أبي داود، نا زهير بن محمد عن (6) زيد بن أسلم، عن ابن عمر، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«مثل الناس كإبل مائة لا يؤاخذ فيها راحلة»[4406].

حدّثنا أبو عبد اللّه البلخي - لفظا - أنا أبو منصور محمد بن الحسن بن هريسة،

ص: 117


1- بالأصل:«عبد اللّه و حنطب» و الصواب ما أثبت عن بغية الطلب.
2- بالأصل: و أبا.
3- زيادة لازمة منا، و اسمه سعيد بن محمد بن أحمد،(سير الأعلام 103/18).
4- زيادة لازمة عن مختصر ابن منظور 63/9.
5- سورة الرحمن، الآية:13.
6- بالأصل:«بن».

أنا أبو بكر أحمد بن محمد البرقاني، قال: قرأت على أبي يعلى حمزة بن محمد بن علي بن هاشم المامطيري بها حدثكم أبو الحسن محمد بن إبراهيم بن شعيب الغازي.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (1)،نا الجنيدي.

و أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي إجازة، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسن الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل، قال (2):

زهير بن محمد التميمي - زاد الجنيدي، و ابن سهل: و العنبري، و قالوا:

الخراساني - أبو المنذر كناه آدم سمع عبد اللّه بن أبي بكر بن حزم، و ابن عقيل (3)، و زيد بن أسلم، و موسى بن وردان، سمع منه - و قال الغازي، روى عنه - ابن مهدي و العقدي، و موسى بن مسعود، و روى عنه أهل هشام أحاديث مناكير، زاد أحمد بن سهل، قال أحمد: كأن الذي روى عنه أهل الشام زهير آخر، فقلب: اسمه اسمه. و زاد الجنيدي: روى عنه الوليد، و عمرو (4) بن أبي سلمة مناكير، عن ابن المنكدر، و هشام بن عروة، و أبي حازم.

أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس، أنا أبو بكر أحمد بن منصور، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول (5):أبو المنذر زهير بن محمد العنبري، عن عبد اللّه بن أبي بكر، و ابن عقيل، و زيد بن أسلم، روى عنه ابن مهدي، و العقدي.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن، أخبرني أبي قال: أبو

ص: 118


1- الكامل لابن عدي 217/3.
2- التاريخ الكبير 427/1/2.
3- اسمه عبد اللّه بن محمد بن عقيل (تهذيب التهذيب 301/3).
4- بالأصل:«و عمر» و الصواب عن ابن العديم.
5- الكنى و الأسماء للإمام مسلم ص 179.

المنذر زهير بن محمد الخراساني و ليس بالقوي.

و قرأت على أبي الفضل عن أبي طاهر الأنباري، أنا أبو القاسم إبراهيم بن عمر، نا أبو بكر المهندس، نا أبو بشر الدّولابي (1)،قال: أبو المنذر زهير بن محمد.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (2)،أنا محمد بن عيسى المروزي إجازة مشافهة، نا أبي، نا العباس بن مصعب، قال: زهير بن محمد أبو المنذر العنبري من أهل مرو، و أصله من أهل خرق، سكن مكة، لم يرو عنه ابن المبارك و لا ذكر عنه شيئا، قال يحيى بن معين:

زهير بن محمد المكي الخراساني ثقة، و قال إسحاق بن راهويه: زهير بن محمد العنبري من أهل مرو من أهل خرق.

أنبأنا أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، قال:

سمعت أبا عبد اللّه محمد بن العباس الضّبّي يقول: سمعت أحمد بن محمد بن سعيد القيسي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الداراني يقول: زهير بن محمد الخراساني كان يكون بمكة، يقال: إنه نيسابوري، و يقال: إنه هروي، و هو ثقة صدوق له أغاليط كثيرة.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد، أنا نصر بن إبراهيم، أنا سليم بن أيوب، أنا أبو نصر طاهر بن محمد، أنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا أبو زكريا يزيد بن محمد بن إياس، قال: سمعت أحمد بن محمد المقدّمي يقول: زهير بن محمد المديني أبو المنذر، كذا قال، و هو مروي (3).

أخبرنا أبو جعفر بن أبي علي إذنا، أنا أبو بكر الصفار، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو أحمد الحاكم، قال: أبو المنذر زهير بن محمد التميمي العنبري الخراساني المروزي، روى عن أبي محمد عبد اللّه بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري، و أبي أسامة زيد بن أسلم العدوي في حديثه بعض المناكير، روى عنه عبد الرحمن بن مهدي، و أبو يحيى معن بن عيسى القزاز (4) الأشجعي، و أبو عامر عبد الملك بن عمر العقدي.

ص: 119


1- الكنى للدولابي 131/2.
2- الكامل لابن عدي 217/3.
3- كذا، و الصواب: مروزي بزيادة الزاي، قال السمعاني: و الحاق الزاي في هذه النسبة فيما أظن للفرق بين النسبة إلى المروي و هي الثياب المشهورة بالعراق منسوبة إلى قرية بالكوفة.
4- مهملة بدون نقط بالأصل، و المثبت عن بغية الطلب 3901/9.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل محمد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أحمد بن محمد بن الحسين، قال: زهير بن محمد أبو منذر التميمي العنبري الخراساني سكن مكة، سمع زيد بن أسلم، و محمد بن عمرو بن حلحلة، روى عنه أبو عامر العقدي، في كتاب المرض و الاستئذان، قال البخاري في التاريخ الصغير: ما روى عن (1) زهير أهل الشام فإنهم مناكير، و ما روى عنه أهل البصرة فإنه صحيح الحديث.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، أنا محمد بن أحمد الأشناني، قال: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: زهير أبو المنذر، قال: ليس به بأس، ثم قال: قلت:

فزهير بن محمد ما حاله ؟ فقال: ثقة فرق بينهما و هما واحد.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمد، عن أبي الحسن بن الطّيّوري، أنا أبو محمد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمد بن القاسم بن جعفر، نا إبراهيم بن الجنيد، قال: سمعت يحيى بن معين يسأل عن زهير بن محمد فقال: ليس به بأس، فقلت ليحيى: مكي قال: كان خراسانيا، و كان بمكة.

أخبرنا أبو بكر الشّحّامي، أنا أبو صالح المؤذن، نا أبو الحسن بن السّقّاء، نا أبو العباس محمد بن يعقوب، نا عباس بن محمد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول:

زهير بن محمد الخراساني ثقة (2).

حدّثنا محمد بن عيسى، نا زهير بن محمد أبو المنذر الخراساني.

قرأت على أبي عبد اللّه بن البنا، عن أبي تمام، عن أبي (3) محمد بن الحسن، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمد بن القاسم بن جعفر، أنا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال:

ص: 120


1- العبارة في بغية الطلب 3897/9 ما روى زهير عن أهل الشام فإنه مناكير.
2- بغية الطلب 3895/9.
3- بغية الطلب 3894/9 و فيه: عن أبي تمام علي بن محمد بن الحسن خطأ، و الصواب «عن أبي محمد بن الحسن» و بالأصل «بن محمد» خطأ و هو أبو محمد الجوهري. انظر ترجمة أبي تمام علي بن محمد في تاريخ بغداد 103/12. و ترجمة الحسن بن علي الجوهري في سير الأعلام 68/18. و ترجمة أبي عمر بن حيوية في سير الأعلام 409/16.

سمعت يحيى بن معين يقول: زهير بن محمد الخراساني ثقة، و سئل يحيى بن معين عن زهير الخراساني مرة أخرى، فقال: صالح.

أنبأنا أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني محمد بن إبراهيم المؤذن، نا أحمد بن عمران، نا أحمد بن زهير، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: زهير بن محمد الخراساني صالح.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا محمد بن علي بن يعقوب، أنا محمد بن أحمد بن محمد، قال: أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان، نا أبي قال: قال أبو زكريا: زهير بن محمد الخراساني التميمي ليس به بأس، و ليس بالقوي.

قال: و أنا ثابت بن بندار، أنبأنا أبو العلاء، أنا محمد، أنا الأحوص، نا أبي، قال:

قال أبو زكريا: زهير بن محمد المكي نزل مكة ثقة.

أنبأنا أبو نصر الحسن بن محمد بن إبراهيم اليونارتي (1)،أنا المبارك بن عبد الجبار بن أحمد، أنا عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر، أنا عبد الرحمن بن عمر بن أحمد الخلال، أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدثني جدي، حدثني عبد اللّه بن شعيب، قال: قرئ على يحيى بن معين: زهير بن محمد الخراساني صالح لا بأس به.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن، أخبرني أبي، أنا معاوية بن صالح، عن يحيى بن معين، قال: زهير بن محمد خراساني ضعيف.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا الحسين بن جعفر، أنا أبو العباس الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدثني أبي (2) قال: زهير بن محمد جائز الحديث.

ص: 121


1- رسمها مضطرب و مهملة بدون نقط ، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 621/19.
2- تاريخ الثقات للعجلي ص 166.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمد، حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي، أنا عبد الرحمن بن عمر الخلاّل، أنا أبو بكر (1) محمد بن أحمد بن يعقوب، قال جدي يعقوب: زهير بن محمد الخراساني، صدوق صالح الحديث.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أحمد، نا الحسن بن سفيان، نا إبراهيم بن يعقوب، قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: زهير بن محمد الخراساني مستقيم الحديث.

أنبأنا أبو نصر القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني محمد بن يعقوب، نا أبو الجهم، نا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، قال: سمعت أحمد بن محمد بن حنبل يقول: زهير بن محمد الخراساني مستقيم الحديث.

أنبأنا أبو القاسم الأصفهاني، و أبو الفضل السلامي، قالا: أنا المبارك بن عبد الجبار، أنا إبراهيم بن عمر البرمكي الفقيه، أنا محمد بن عبد اللّه بن خلف بن تجيب الدقاق، أنا عمر بن محمد الجوهري، أنا أحمد بن محمد بن هانئ، قال:

سمعت أبا عبد اللّه ذكر رواية الشاميين عن زهير بن محمد، قال: يروون عن زهير بن محمد أحاديث مناكير هؤلاء، ثم قال لي: ترى هذا زهير بن محمد ذاك الذي يروي عنه أصحابنا؟ ثم قال: أما رواية أصحابنا عنه فمستقيمة: عبد الرحمن بن مهدي، و أبو عامر (2) أحاديث مستقيمة صحاح. قال أبو عبد اللّه: و أما أحاديث أبي حفص ذاك التّنّيسي (3) عنه فتلك بواطيل موضوعة أو نحو هذا، فأما بواطيل فقد قاله.

و قال أبو بكر أحمد بن محمد بن الحجاج المروزي، سألت أحمد بن حنبل، عن زهير بن محمد الخراساني، قال: ليس به بأس (4).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أخبرنا قاضي القضاة أبو بكر محمد بن المظفّر، أنا أحمد بن محمد بن أحمد، نا أبو يعقوب يوسف بن أحمد بن يوسف، أنا محمد بن

ص: 122


1- بالأصل:«أبو بكر بن محمد» صوبنا العبارة و الخبر عن بغية الطلب 3901/9.
2- هو عبد الملك بن عمرو، أبو عامر القيسي محدث البصرة (سير الأعلام 469/9).
3- هو عمرو بن أبي سلمة، أبو حفص التنيسي الدمشقي (سير الأعلام 213/10).
4- نقله في بغية الطلب 3893/9 و عقب ابن العديم: فهذا قول أحمد بن حنبل قد اضطرب في زهير بن محمد كما تراه، و كذلك اضطرب فيه قول يحيى بن معين أيضا.

عمرو بن موسى، حدثني محمد بن عبد الرحمن البغدادي، نا عبد الملك الميموني، قال: سمعت أحمد بن حنبل، قال: زهير بن محمد مقارب الحديث.

أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسين المرزفي (1)،عن أبي جعفر محمد بن المسلمة، أنا عبد الرحمن بن عمر بن أحمد بن حمد الخلاّل - إجازة - أنا حمزة بن القاسم بن عبد العزيز الهاشمي، نا حنبل بن (2) إسحاق بن حنبل، قال: سمعت أبا عبد اللّه يقول:

زهير بن محمد خراساني ثقة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أخبرنا حمزة بن يوسف، أنا [أبو] (3) أحمد بن عدي، قال: سمعت أحمد بن حفص السعدي يقول: قيل لأحمد بن حنبل - يعني و هو حاضر - حديث أبي هريرة إذا كان النصف من شعبان فلا يصوم أحد حتى يصوم رمضان ؟ قال: ذاك ضعيف، ثم قال: حديث العلاء كان يرويه وكيع عن أبي العميس عن العلاء و ابن مهدي فكان يرويه ثم تركه، قيل عن من كان يرويه، قال:[عن] (4) زهير.

أخبرنا أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا محمد بن عبد اللّه الحاكم، قال: سمعت أحمد بن محمد بن سعيد يقول: سمعت صالح بن محمد الحافظ يقول: زهير بن محمد نيسابوري، كان يكون بمكة و كان يكون [في] (5)الثغور غازيا قلت: و يقال له هروي، قال: يقال، و هو ثقة صدوق.

قال: و سمعت أبا عبد اللّه الضّبّي يقول: سمعت أحمد بن محمد بن سعيد يقول:

سمعت موسى بن هارون يقول: زهير بن محمد أبو المنذر الخراساني قال: إنه من أهل نيسابور، و قالوا: إنه من غيره، أرجو أنه صدوق كثير الخطأ.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد (6)،قال: سمعت

ص: 123


1- بالأصل: المررقي، و في م: المورقي، و الصواب ما أثبت.
2- بالأصل:«نا» خطأ.
3- زيادة لازمة، و الخبر في الكامل لابن عدي 218/3.
4- زيادة لازمة عن ابن عدي.
5- زيادة لازمة عن بغية الطلب.
6- الكامل لابن عدي 217/3.

الحسن (1) بن أبي معشر يقول: زهير بن محمد خراساني الأصل، سكن مكة، و كان حديثه فوائد.

قال: و أنا أبو أحمد (2):نا ابن (3) حمّاد، نا معاوية، عن يحيى، قال: زهير بن محمد خراساني ضعيف.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، قال: بلغني عن أبي عيسى الترمذي أنه قال (4):سألت محمدا (5)-يعني البخاري - عن حديث زهير فقال: أنا اتّقي هذا الشيخ فإن حديثه موضوع، و ليس هذا عندي بزهير بن محمد، و كان أحمد بن حنبل يضعف هذا الشيخ و يقول: هذا شيخ ينبغي أن يكون قلبوا اسمه (6).

أخبرنا أبو الحسن علي بن مسلّم، و أبو يعلى حمزة بن علي، قالا: أنا سهل بن بشر، أنا علي بن منير بن أحمد، أنا الحسن بن رشيق، نا أبو عبد الرحمن النسائي، قال: زهير بن محمد أبو المنذر الخراساني ليس بالقوي.

أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو نصر (7) بن الجبّان - إجازة - أنا أحمد بن القاسم الميانجي (8) إجازة، حدثني أحمد بن طاهر بن النجم، أنا سعيد بن عمرو (9) البردعي، في ما نسخه من كتاب أبي زرعة الرازي بخطه في أسامي الضعفاء و من تكلّم فيهم من المحدثين: زهير بن محمد أبو المنذر التميمي، كناه آدم.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا عبد الرحمن بن مندة، أنا أبو علي إجازة، قال: و أخبرنا الحسين بن سلمة، أنا أبو الحسين الفأفاء، قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم (10)،قال: سألت أبي عن زهير بن محمد، قال: محله الصدق، و في حفظه

ص: 124


1- عن ابن عدي: الحسين.
2- المصدر نفسه.
3- بالأصل:«بن أبي حماد» و الصواب ما أثبت عن ابن عدي.
4- في ميزان الاعتدال: قال الترمذي في العلل.
5- بالأصل: محمد.
6- نقله الذهبي في سير الأعلام 190/8 و ميزان الاعتدال 84/2.
7- بالأصل:«أنا أبو منصور بن الحباب» و صوبنا الاسم عن بغية الطلب 3900/9.
8- بالأصل:«المناحي» و الصواب ما أثبت.
9- بالأصل: عمر، خطأ.
10- الجرح و التعديل 589/3-590.

سوء، و كان حديثه بالشام أنكر من حديثه بالعراق لسوء حفظه، و كان من أهل خراسان سكن المدينة، و قدم الشام، فما حدث من كتبه فهو صالح، و ما حدث من حفظه ففيه أغاليط .

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد [نا إسماعيل] (1) بن مسعدة،[نا حمزة بن يوسف] (2) أنا أبو أحمد بن عدي (3)،قال: زهير بن محمد العنبري الخراساني مروزي (4) سكن مكة، يكنى أبا المنذر، ثم ذكر له أحاديث و قال: هذه لزهير بن محمد [فيها] بعض النكرة، و رواية الشاميين عنه أصح من رواية غيرهم، فله غير هذه الأحاديث (5)،و لعل الشاميين حيث رووا عنه أخطئوا عليه، فإنه إذا حدث عنه أهل العراق فرواياتهم عنه شبه المستقيم و أرجو أنه لا بأس به، كذا فيه و الصواب: و رواية العراقيين.

2292 - زهير بن مضرّس بن منظور بن زبّان بن سيار

2292 - زهير بن مضرّس بن منظور بن زبّان (6) بن سيار

بن عمرو بن جابر بن عقيل بن هلال بن سمي بن مازن

ابن فزارة بن ذبيان بن بغيص بن ريث بن غطفان

ابن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر (7) بن نزار الفزاري

وفد على هشام بن عبد الملك.

حكى عنه ابنه موسى بن زهير.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه، ابنا (8) البنا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، أنا الزبير بن

ص: 125


1- زيادة لازمة عن م.
2- زيادة لازمة عن م.
3- الكامل لابن عدي 217/3 و 223.
4- بالأصل:«مروي» خطأ.
5- بالأصل:«هذا الحديث» و المثبت عن ابن عدي.
6- بالأصل: زيان، و الصواب عن جمهرة ابن حزم ص 258.
7- بالأصل: نصر و المثبت عن ابن حزم.
8- بالأصل و م:«أنبأنا» خطأ.

بكار، حدثني موسى بن زهير بن مضرس بن منظور بن زبّان بن سيار بن عمرو بن جابر، عن أبيه (1)،قال:

رأيت هشام بن عبد الملك، و أنا في عسكره يوم توفي مسلمة بن عبد الملك - يعني يوم أبي بعثه و هشام في شرطته - إذ طلع الوليد بن يزيد على الناس.... (2) يجر مطرف خزّ عليه فوقف على هشام ثم قال: يا أمير المؤمنين إن عقبى من بقي لحوق من مضى، و قد أقفر بعد لمسلمة الصيد لمن رمى و اختل الثغر فوهى، و على أثر من سلف بما (3) مضى من خلف، فتزوّدوا فخير الزاد التقوى، فلهي منه هشام فلم يحر له جوابا، و وجم الناس [فما همس] (4) أحد بشيء. فقال الوليد (5):

أ هينمة حديث القوم أم هم *** سكوت بعد ما متع (6) النهار

عزيز كان بينهم نبيا *** فقول (7) القوم وحي لا يحار

كأنا بعد مسلمة المرجّى *** شروب طوحت بهم عقار

أو الأف هجان في قيود *** تلفت كلما حنّت ظؤار (8)

فليتك لم تمت و فداك قوم *** تريح غبيّهم عنا الديار

سقيم الصدر أو عسكر (9) نكيد *** و آخر لا يزور و لا يزار

قال: يعني بسقيم الصدر: الناقص يزيد بن الوليد، و يعني بعسكر (10) نكيد: عهد هشام بن عبد الملك، و الذي لا يزور و لا يزار: مروان بن محمد.

روى هذه الحكاية محمد بن القاسم بن بشار، عن أحمد بن سعيد الدمشقي، عن الزبير بن بكار، عن موسى بن مضرّس بن منظور، عن أبيه و ستأتي في ترجمة مسلمة.

ص: 126


1- الخبر في الأغاني 7/7 في أخبار الوليد بن يزيد، و انظر مختصر ابن منظور 271/24-272.
2- لفظة غير واضحة و م، و في الأغاني: و هو نشوان.
3- كذا:«بما مضى» و في الأغاني: يمضي و في م: مما مضى.
4- غير واضحة بالأصل و م و رسمها:«مما ر؟؟؟ هشم» و ما بين معكوفتين استدرك عن الأغاني.
5- الأبيات في الأغاني 7/7.
6- عن الأغاني و بالأصل: منع.
7- عن الأغاني و بالأصل: فقال.
8- ظؤار جمع نادر مفرده ظئر، و هي الناقة العاطفة على غير ولدها المرضعة له.
9- في الأغاني: شكس.
10- في الأغاني: شكس.

2293 - زهير بن مكحول الكلبي ثم الاحدادي

من بني عامر بن كلب

بعثه معاوية إلى السماوة يصدّق أهل السماوة، له ذكر يأتي ذكره في ترجمة عروة بن العشية.

2294 - زيادة اللّه بن عبد اللّه بن إبراهيم بن أحمد

ابن محمد بن الأغلب بن إبراهيم بن سالم بن عقال بن حذافة

ابن عباد بن عبد اللّه بن الحارث بن سعد بن حرام بن سعد

ابن مالك بن سعد بن زيد مناة بن تميم

أبو منصور بن أبي العباس التّميمي صاحب القيروان (1)قدم دمشق في سنة اثنتين و ثلاثمائة مجتازا إلى بغداد حين غلب على ملكه بأفريقية، و كان أبوه وجده، و محمد أخوه (2) جد جده، وجد أبيه، و أخو جد أبيه، و اسمه زيادة اللّه كلهم قد ولي افريقية.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم عنه، أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم البغدادي، حدثنا محمد بن يحيى الصولي، نا أبو الحسن علي بن جعفر الكاتب، حدثني أبي قال: كان لزيادة اللّه بن عبد اللّه بن إبراهيم بن أحمد، و هو زيادة اللّه الأصغر، و كان أميرا بافريقية غلام فحل صبي يدعى خطّاب و هو الذي اسمه في السكك (3) فسخط عليه و قيّده بقيد من ذهب. فدخل يوما من الأيام صاحبه على البريد و هو عبد اللّه بن الصائغ فلما رأى الغلام مقيدا تأخر قليلا [و] عمل بيتين، و كتبهما إلى زيادة اللّه و هما (4):

يا أيها الملك المأمون طائره *** رفقا فإنّ يد المعشوق فوق يدك

ص: 127


1- ترجمته في بغية الطلب 3904/9 الوافي بالوفيات 19/15 الكامل لابن الأثير (ط صادر بيروت)20/8 فوات الوفيات 33/2 و انظر بالحاشية فيه أسماء مصادر أخرى. و القيروان مدينة عظيمة بأفريقية، مصرت في الإسلام أيام معاوية (معجم البلدان). و كنّان ابن العديم في بغية الطلب:«أبا مضر» نقلا عن ابن عساكر.
2- بالأصل: أخوه، و الصواب عن ابن العديم و الوافي و الفوات.
3- بالأصل: الشكل خطأ و الصواب ما أثبت عن م.
4- البيتان في الوافي و الفوات و ابن العديم.

كم ذا التجلّد و الأحشاء راجفة (1) *** أعيذ قلبك أن يسطو على كبدك

فأطلق الغلام و رضي عنه، و وصل عبد اللّه بن الصائغ بالقيد الذهب.

قرأت في كتاب الوزراء الذي ألفه أبو بكر محمد بن يحيى الصولي، قال: كان العباس بن الحسن يحب أن يرى المكتفي أنه فوق القاسم بن عبيد اللّه تدبيرا، فقال للمكتفي: إنّ ابن الأغلب في دنيا عظيمة، و نعم خطيرة، و أريد أن أكاتبه و أرغبه في الطاعة، و أخوفه المعصية، ففعل فأنجح الكتاب، و وجّه ابن الأغلب برسول له شيخ، و معه هدايا و مائتا خادم و خيل و بزّ كثير، و طيب، و من اللبود المغربية، و مائتان و عشرة آلاف درهم في كل درهم عشرة دراهم، و ألف دينار في كل دينار عشرة دنانير، و كتب [على الدراهم] (2) من وجهين على كل وجه منها (3):

يا سائرا نحو الخليفة قل له: *** أن قد كفاك اللّه أمرك كلّه

بزيادة اللّه بن عبد اللّه سي *** ف اللّه من دون الخليفة سلّه

و في الجانب الآخر (4):

ما ينبري لك بالشقاق ما منافق (5) *** إلاّ استباح حريمه و أذلّه

من لا يرى لك طاعة فاللّه قد *** أعماه عن سبل الهدى و أضلّه

و وجه إلى العباس بهدايا كثيرة جليلة، و عرّفه أنه لم يزل و آباؤه قبله في طاعة الخلفاء.

قال الصولي: و قد رأيت الشيخ القادم بالهدايا من قبله، و كان عظيم اللحية، و كان معه مال عظيم فاشترى مغنيات بنحو ثلاثين ألف دينار لابن الأغلب تساوي عشرة آلاف دينار، و لعب الناس عليه فيهن و غبنوه، و كان قليل العلم بالغناء ثم اعتلّ فمات، فأخذ العباس بن الحسن جميع ما كان معه. و ورد الخبر بعقب ذلك بمجيء ابن الأغلب منهزما إلى مصر، فكتب العباس يتعرف مقدار ابن الأغلب و جيشه و ما ورد به مصر معه، فوردت

ص: 128


1- بالأصل:«زاحفة عند» و الصواب عن الفوات و بغية الطلب.
2- الزيادة عن بغية الطلب، و في الوافي: و كتب على كل درهم في أحد وجهيه.
3- البيتان في الوافي و الفوات و بغية الطلب.
4- المصادر نفسها.
5- الوافي و الفوات: مخالف.

كتب أصحابه بأنه في غاية الرقة (1) و التشاغل بلذته، و أنه لا رأي له، و لا حزم عنده، و كتب إلى النوشري في إخراجه من مصر إلى الحضرة فلما صار بديار مضر (2) أشار على المكتفي ألاّ يقدمه (3) الحضرة إذا كان مئونة لا معونة و كتب إلى ابن بسطام و هو يلي ديار مضر (4) أن يقيم عنده و يقيم له أنزالا بألف دينار في كل شهر، فأقام شهورا ثم توفي.

و ابن (5) الأغلب هذا من (6) ولد الأغلب بن عمرو المازني، و كان عمرو من أهل البصرة، و ولاه الرشيد المغرب بعد أن مات إدريس بن عبد اللّه بن حسن بن حسن، فما زال بالمغرب إلى أن توفي، و خلفه [ابنه] الأغلب بن عمرو، ثم أولاده إلى أن صار الأمر إلى زيادة اللّه هذا.

بلغني أن زيادة اللّه توفي بالرملة في جماد الأولى سنة أربع و ثلاثمائة، و دفن بالرملة فساخ به قبره، فسقف عليه، و ترك مكانه.

ص: 129


1- بغية الطلب: الترفه.
2- مهملة بدون نقط و الصواب ما أثبت.
3- بالأصل:«المتقدمة» و المثبت عن بغية الطلب.
4- مهملة بدون نقط و الصواب ما أثبت.
5- بالأصل: و من.
6- بالأصل: ابن.

ذكر من اسمه زياد

2295 - زياد بن أسامة الحرمازي البصري

وفد على معاوية.

ذكر أبو الحسن علي بن محمد بن أبي سيف المدائني، عن عوانة، و عبد الملك بن عبيد اللّه الثقفي، عن أشياخ ابن ثقيف و الهذلي، و يعقوب بن داود، عن أبيه و غيرهم يزيد بعضهم على بعض: أن المغيرة بن شعبة قال لزياد و هو بفارس وجهه إليه معاوية: أبا المغيرة خذ لنفسك من هذا الرجل، قال أشر عليّ ، فإن المستشار مؤتمن، قال: أرى أن تنقل أصلك إلى أصله، و تصل حبلك بحبله، و تعير الناس منك أذنا صمّاء قال: قلت: ما لا يكون يا بن شعبة، مغرس لي غير منبته لا عرق يسقيه، و لا مدرة له تغذوه، و قد قال زهير:

هل ينبت الخطّيّ إلاّ وشيجة *** و تغرس إلاّ [في] منابتها النخل (1)

ثم قدم زياد على معاوية، فجرى بينهما الصلح، و ضمن لمعاوية أربعة آلاف ألف، فحملها إليه، و أبرأه معاوية من كل مال أصابه، و شخص زياد إلى الكوفة، فكتب إليه معاوية يعرض له بالدعوة فأبى، ثم قدم عليه فأراده معاوية على الدعوة، و قال زياد:

كيف و قد بلغني أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«من ادّعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه فحرام عليه أن يراح رائحة الجنة»، و قد ولدت على فراش عبيد؟ فقال معاوية: و اللّه إنك

ص: 130


1- البيت في ديوان زهير صنعة ثعلب ص 115 و الزيادة عنه للوزن. و الخطي: الرماح، نسبها إلى الخط و هي جزيرة بالبحرين ترفا إليها سفن الرماح. و الوشيج: القنا، واحدها وشيجة.

لابن أبي سفيان، فنفر من ذلك زياد، فكفّ عنه معاوية، ثم عاوده فكلمه فيه، فقال: يا أمير المؤمنين، إنّ هذا لا يصح إلاّ بشهادة قائمة ظاهرة، و أمر واضح يثبت به النسب، فقال معاوية: إنّ من يقوم بهذا و يعلمه، و يشهد به غير واحد. فقال من يقول ذلك ؟ قال:

جويرية بنت أبي سفيان، فأدخل عليها، فقال: أخبرتني أنها سمعت أبا سفيان يقول:

زياد ابني، فدخل عليها زياد فقالت: يا أخي، و اللّه أنت ابن أبي سفيان أشهد على أبي لسمعته غير مرة يقول: إنّ زيادا (1) ابني، فرجع إلى معاوية فقال: أ تزوّج بنيّ بناتك ؟ قال: نعم، فادّعاه سنة أربع و أربعين. و لزياد يومئذ أولاد من ماوية بنت صخر العقيلية (2)أربعة: عبد الرحمن، و محمد، و المغيرة الأصغر، و أبو سفيان [و] من أم محمد بنت عثمان بن أبي العاص الثقفي - و أمها خالدة بنت أبي لهب بن عبد الملك:- عنبسة، و أم معاوية، و أم عبد اللّه، و له من أميمة بنت مسعود بن بديل بن ورقاء الخزاعي: أم حبيب، و كان له منها المغيرة الأكبر[4407].

فجمع معاوية أشراف الناس و وجوههم و خطبهم و قال: أنشد (3) اللّه رجلا كان عنده علم من زياد إلاّ قام بها. فقام المنذر بن الزبير بن العوام فشهد أنه سمع علي بن أبي طالب يقول: أشهد أن أبا سفيان أشهدني أن زيادا (4) ابنه، و أقام أبو مريم مالك بن ربيعة السلولي و كان ممن شهد فتح الأبلّة (5) فشهد أن أبا سفيان أقرّ أن زيادا (6) ابنه، و شهد المستورد (7) بن قدامة الباهلي، و ابن أبي بصير (8) الثقفي، و زيد بن نفيل الأزدي، و رجل من بني عمرو بن شيبان، و شعبة بن القلعم (9) المازني، و زياد بن (10) أسامة الحرمازي أن زيادا (11) بن أبي سفيان. و قام رجل من بني المصطلق فقال: أشهد أن أبا

ص: 131


1- بالأصل: زياد.
2- بالأصل: العقيلة.
3- عن مختصر ابن منظور و بالأصل و م: أشهد.
4- بالأصل و م: زياد.
5- الأبلّة: بلدة على شاطئ دجلة البصرة العظمى، في زاوية الخليج الذي يدخل إلى مدينة البصرة (ياقوت).
6- بالأصل و م: زياد.
7- في الإصابة 580/1 المسور.
8- الإصابة: ابن أبي نصر.
9- الإصابة: العلقم.
10- بالأصل و م: بن أبي أسامة.
11- بالأصل و م: زياد.

سفيان كان بيني و بين علي بن أبي طالب، و زياد يتكلم عند عمر بعذر أبي موسى فقال أبو سفيان: و اللّه إنه لا بني، من نطفة أقررتها في رحم أمه سميّة.

فلما شهد الشهود حمد اللّه معاوية، ثم قال: إنه من يرد اللّه رفع خسيسته و إثبات وطيدته يسبب له الأمور، و تجري له المقادير، على ما أحبّ الناس أو كرهوا، حتى يبلغ المنصب المشهور، و إنّ زيادا عبد من عبيد اللّه، امتنّ اللّه عليه و علينا معه بألفة رحمة فوشجت العروق في منابتها، و متّ برحم غير منقطعة فالحمد للّه الذي وصل ما قطع الناس، و لطف ما أجفوا، و حفظ ما ضيعوا، ثم تكلم زياد، فحمد اللّه و قال: هذا أمر لم أشهد أوله، و لم أدّع آخره. و قد قال أمير المؤمنين ما قد سمعتم، و شهدت الشهود بما قد حضرتم، فأنا امرؤ رفع اللّه مني ما وضع الناس، و حفظ مني ما ضيعوا، فإن يك ما قالوا حقا فالحمد للّه على بلائه عندنا و نعمه (1) علينا، و إن يك ما قالوا باطلا فقد جعلت الرجال فيما بيني و بين اللّه عز و جل.

2296 - زياد بن حارثة

2296 - زياد بن حارثة (2)

- و يقال: زيد، و الصواب: زياد - التميمي

من أهل دمشق.

روى عن حبيب بن مسلمة.

و يقال: إن له صحبة.

روى عنه: مكحول، و يونس بن ميسرة بن حلبس، و عطية بن قيس.

و كانت داره بدمشق غرب قصر الثقفيين.

أنبأنا أبو أسعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا محمد بن علي بن حبيش، نا علي بن إبراهيم بن مطر، نا داود بن بن رشيد، نا الوليد بن مسلم، نا خالد بن يزيد المرّي، عن يونس بن ميسرة بن حلبس، عن زياد بن

ص: 132


1- عن المختصر و بالأصل: و همه.
2- في أسد الغابة 116/2 و الإصابة 586/1 و الوافي بالوفيات 13/15 و تهذيب التهذيب 210/2 و في المصادر جارية بالجيم بدل حارثة. و قد ورد بالأصل في كل مواضع الترجمة «حارثة» فتركناها دون الإشارة إليها مكتفين بهذه الإشارة هنا.

حارثة التميمي، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من سأل و عنده ما يعينه (1) فإنما يستكثر من جمر جهنم» قالوا: و ما يعينه (2) يا رسول اللّه ؟ قال:«تغدّيه أو تعشّيه»[4408].

قال: و ثنا عبد اللّه بن محمد، نا أحمد بن عمرو بن الضحاك، نا أحمد بن عبود، نا مروان بن محمد، نا مدرك بن سعد، نا يونس بن حلبس، قال: كنت جالسا عند أم الدّرداء فدخل علينا زياد بن حارثة، فقالت له أم الدّرداء حديثك عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في المسألة لم تزد عليه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الفضل أحمد بن الحسن بن هبة اللّه، و أبو منصور علي بن علي بن عبيد اللّه، قالوا: أنا أبو محمد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبّابة، نا عبد اللّه بن محمد، نا علي بن الجعد، أنا عبد الرحمن بن ثابت، عن أبيه، عن مكحول، عن زيد بن حارثة، عن حبيب بن مسلمة، قال: شهدت النبي صلى اللّه عليه و سلم نفّل الثلث.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمد بن علي، قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل، قال (3):و قال ابن (4) يوسف: نا يحيى بن حمزة، أنا أبو وهب عبيد اللّه (5) الكلاعي، أن مكحولا قال: سئلت عن النفل فلم يكن عندي علم، فسألت في العراق و الحجاز فلم أجد فيها علما، فارتفعت يوما من هذا المسجد - يعني مسجد دمشق - فمررت بزياد بن جارية (6) التميمي و هو جالس بفناء داره فقال: حدثني حبيب بن مسلمة: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم نفّل الثلث و الرّبع. فسألت عن حبيب قومه فأخبروني (7)أنه قد صحب[4409].

و في رواية سليمان بن موسى، عن مكحول أنه وجده في غربي المسجد و قد تقدم

ص: 133


1- في الإصابة و أسد الغابة: يغنيه.
2- في الإصابة و أسد الغابة: يغنيه.
3- التاريخ الكبير 348/1/2.
4- بالأصل: أبو يوسف، و المثبت عن البخاري.
5- عن البخاري و بالأصل: عبد اللّه.
6- عن البخاري و بالأصل «حارثة».
7- عن البخاري و بالأصل: فأخبرني.

ذكره في ترجمة إبراهيم بن عبد اللّه بن صفوان.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أحمد بن محمد بن الآبنوسي، أنا أبو عبد اللّه بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير إجازة.

و أخبرنا أبو القاسم السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أحمد بن عمير قراءة، قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: زياد بن حارثة التميمي دمشقي.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، أنا محمد بن عبد اللّه بن خميرويه، نا الحسن بن إدريس، نا محمد بن عبد اللّه بن عمار الموصلي، قال: إن عبد الرحمن بن مهدي يقول: زياد بن حارثة، و يقول أبو معاوية:

يزيد بن حارثة يرويه عبد الرحمن، عن سعيد بن عبد العزيز - يعني حديث النفل - مكحول عن زياد بن حارثة، عن حبيب بن سلمة، و رواه ابن عمار، عن وكيع، عن سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، عن زيد بن حارثة، عن حبيب، قال الحسين بن إدريس: و الصحيح زياد بن حارثة.

أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل، أنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل [أنا محمد] (1) بن إسماعيل، قال:

زياد بن جارية (2) التميمي الدمشقي، قاله العلاء بن الحارث، و تابعه ابن عيينة عن يزيد (3) بن يزيد بن جابر، و قال وكيع، عن سفيان، عن يزيد، عن مكحول، عن زيد بن جارية (4)،و قال وكيع: عن سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، عن زيد (5)،و الصحيح زياد.

ص: 134


1- زيادة لازمة، و الخبر في التاريخ الكبير للبخاري 348/1/2. و وقع فيه: زياد بن جارية و بالأصل «حارثة» و قد صوبناها.
2- عن البخاري، و بالأصل و م «حارثة».
3- في البخاري:«يزيد بن جابر».
4- إعجامها مضطرب بالأصل: تقرأ: حارثة، و تقرأ: جارية و في م: حارثة.
5- عن البخاري و بالأصل: يزيد.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو صادق الأصبهاني الفقيه، أنا أحمد بن محمد العدل، أنا أبو أحمد العسكري، قال: جارية بالجيم و الراء غير معجمة و منهم زياد بن جارية (1) التميمي، روى عنه مكحول، و ما أكثر ما تصحف بحارثة و هو الذي روي عن حبيب بن مسلمة: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول في البداءة الثلث.

أخبرنا أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي [أنا] (2) علي بن الحسن الدارقطني.

و قرأت على أبي غالب بن البنّا، عن أبي الفتح عبد الكريم بن محمد بن أحمد، أنا أبو الحسن الدارقطني، قال في باب جارية بالجيم: زياد بن جارية التميمي، روى عن حبيب بن مسلمة، روى عنه مكحول.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي زكريا البخاري، حدّثنا خالي أبو المعالي القرشي، نا نصر بن إبراهيم، أنا أبو زكريا، نا عبد الغني بن سعيد، قال في باب جارية بالجيم زياد بن جارية، عن حبيب بن مسلمة.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (3):زياد بن جارية التميمي عن حبيب بن مسلمة، روى عنه مكحول.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلال، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي إجازة، قال: و أنا الحسين بن مسلمة، أنا علي بن محمد، قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم، قال (4):و سألت أبي عنه، فقال: هو شيخ مجهول.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون البجلي، نا أبو زرعة، نا أبو مسهر، أنا سعيد بن عبد العزيز، قال: كان زياد بن جارية إذا خلا بأصحابه قال: أخرجوا مخبئاتكم (5).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن

ص: 135


1- بالأصل: حارثة، و المثبت يوافق التنظير السابق.
2- زيادة لازمة.
3- الاكمال لابن ماكولا 5/2.
4- الجرح و التعديل 527/2/1.
5- تهذيب التهذيب 210/2.

البسري، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا أبو محمد عبيد اللّه بن عبد الرحمن بن محمد بن عيسى السكري، نا أبو عبد اللّه أحمد بن يوسف بن خالد الثعلبي، نا أحمد بن أبي الحواري، نا الوليد، نا سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى: أن زياد بن حارثة التميمي كان إذا خلص بأصحابه استلقى على قفاه و جعل إحدى رجليه على الأخرى ثم قال: هات الآن فأخرجوا مخبئاتكم.

قرأت في كتاب أبي محمد الرازي، أخبرني أحمد بن عمير بن جوصا، نا الهيثم بن مروان بن الهيثم بن عمران العبسي، قال: وجدت في كتاب جدي الهيثم بن عمران: أن زياد بن جارية التميمي دخل مسجد دمشق، و قد تأخرت صلاتهم الجمعة بالعصر، فقال: و اللّه ما بعث اللّه نبيا بعد محمد صلى اللّه عليه و سلم أمركم بهذه الصلاة، قال: فأخذ، فأدخل الخضراء فقطع رأسه، و ذلك في زمن الوليد بن عبد الملك (1).

2297 - زياد بن حبيب الجهني

2297 - زياد بن حبيب الجهني (2)

كان من حرس عمر بن عبد العزيز.

روى عن عمر، و رجاء بن حيوة، قولهما.

روى عنه: عبد الحميد بن عدي الجهني الرّملي، أبو سنان.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي.

أخبرنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن، أخبرني أبي، أنا معاوية بن صالح، نا الهيثم، نا عبد الحميد بن عدي أبو سنان الجهني، عن زياد الجهني - و كان من حرس عمر بن عبد العزيز - أن عمر بن عد العزيز كان يأمر حرسه إذا دخل رجل من أهل الذمة أن يتحفّظ منه [أن] لا يسجد له و ربما أغفل حرسي فسجد، فنحاه من الحرس، و ألحقه بأهله و قال: إنما السجدة للّه عز و جل.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نا عبد العزيز بن أحمد الصوفي.

أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن عبد اللّه، أنا جدي أبو عبد اللّه الحسن بن

ص: 136


1- الخبر في الإصابة 586/1 و تهذيب التهذيب 210/2 و فيهما «العنسي» بدل «العبسي» و في الإصابة: يأمركم بتأخير هذه الصلاة.
2- ترجمته في بغية الطلب 3911/9.

أحمد، قالا: أخبرنا محمد بن عوف، أنا محمد بن موسى، أنا محمد بن خريم، نا هشام بن عمّار، نا عبد الحميد بن عدي، نا زياد بن حبيب، قال: أمرنا عمر بن عبد العزيز - من كان من الحرس - إذا دخل عليه من العجم أن يتحفظ (1) منه الحرس الذين معه ألاّ يسجد لعمر بن عبد العزيز، قال:[فإن] (2) غفل الحرس حتى سجد نحّاه من الحرس، و يقول إنما السجود للّه عز و جل.

قال: و حدّثنا عبد الحميد بن عدي، نا زياد بن حبيب، قال: جاءت جارية لعمر بن عبد العزيز إلى قصاب و عليه جماعة، فقالت: ويحك روّحني فإن أمير المؤمنين صائم، و معها درهم تشتري به لحما.

2298 - زياد بن أبي حسّان

أبو عمّار النّبطي (3)

من أهل البصرة.

روى عن أنس بن مالك، و أبي عثمان النّهدي، و عمر بن عبد العزيز، و قدم عليه و شهد فراسة عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز.

روى عنه: ابن عليّة، و عبد العزيز بن عبد الصمد العتبي، و قرّة بن حبيب، و عون بن عمارة، و مسلمة بن الصلت، و عبد الحليم بن منصور الواسطي، و أبو عبيدة عبد المؤمن بن عبد اللّه السّدوسي، و معلّى بن الفضل الأزدي.

أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، أنا يعلى بن هبة اللّه.

و أخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر، أنا الفضيل بن أبي منصور، قالا: أنا أبو محمد بن أبي شريح، أنا محمد بن عقيل بن الأزهر، نا أبو مقاتل سليمان بن محمد بن الفضل، نا غسان بن المفضّل الغلاّبي البصري، أبو معاوية، أنا عبد الصمد بن عبد العزيز بن عبد الصمد، حدثني زياد بن أبي حسان، عن أنس بن مالك أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

ص: 137


1- بالأصل يحتفظ ، و المثبت عن بغية الطلب.
2- الزيادة عن بغية الطلب 3911/9.
3- ترجمته في ميزان الاعتدال 88/2 و لسان الميزان 492/2 و الكامل لابن عدي 194/3.

«من أغاث ملهوفا كتب اللّه له ثلاثا و سبعين مغفرة منها واحدة صلاح أمره كله، و ثنتان و سبعون درجات له يوم القيامة»[4410].

أخبرنا عاليا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو محمد الجوهري.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن عبد الوهاب، أنا الحسن بن غالب بن علي، قالا: أنا عبيد اللّه بن عبد الرحمن بن محمد، نا الحسين بن محمد بن شعبة، نا عمّار بن خالد، نا حكيم بن منصور، عن زياد بن أبي حسّان، قال: سمعت أنس بن مالك يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«من أغاث ملهوفا كتب اللّه له ثلاثا (1) و سبعين حسنة، واحدة منها يصلح اللّه له بها أمر دنياه و آخرته و ثنتين و سبعين درجات»[4411].

و أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد (2) الجنزرودي (3)،أخبرنا أبو عمرو بن حمدان.

و أخبرتناه أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا أبو الربيع الزهراني، نا حكيم بن منصور، نا زياد بن أبي حسّان، قال: سمعت أنس بن مالك، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«من أغاث ملهوفا كتب اللّه له ثلاثا و سبعين حسنة، واحدة منهن يصلح اللّه له بها أمر دنياه و آخرته، و اثنتين و سبعين في الدرجات»[4412].

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي - إجازة - أنا منصور بن الحسن، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو عروبة، نا أبو يوسف بن الصّيدلاني، نا إسماعيل بن عليّة، نا زياد بن أبي حسان: أنه شهد عمر بن عبد العزيز حين دفن ابنه عبد الملك لما سوى جعلوا في قبره خشبتين من زيتون، و ذكر حكاية أوردتها في ترجمة عبد الملك.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل البغدادي، أنا أبو الفضل الباقلاني، و أبو الحسين الصيرفي، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمد - زاد الباقلاني: و محمد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن

ص: 138


1- بالأصل: ثلاثة.
2- بالأصل: سعيد.
3- مهملة بدون نقط بالأصل و في م: الخرودي ؟؟؟ و الصواب ما أثبتناه، قياسا إلى سند مماثل.

سهل، أنا محمد بن إسماعيل، قال (1):زياد بن أبي حسان النبطي، سمع عمر بن عبد العزيز قوله، روى عنه ابن عليّة، كان شعبة يتكلم في زياد بن أبي حسان النبطي، و قال عون بن عمارة: نا زياد بن أبي حسان سمع أنسا (2) عن النبي صلى اللّه عليه و سلم «من أغاث ملهوفا غفر اللّه له (3) سبعين مغفرة»، لا يتابع [عليه] (4) و رواه عبد العزيز بن عبد بن عبد الصمد، حدّثنا زياد بن أبي حسان، عن أنس، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، و قال محمد بن عقبة، أنا مسلمة بن الصلت، نا زياد بن أبي زياد، سمع أنسا بالمدينة عن النبي صلى اللّه عليه و سلم «من أغاث ملهوفا»[4413].

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن أحمد الواسطي، عن أبي عامر بن حيّوية، أنا أبو الطّيّب محمد بن القاسم بن جعفر، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال: رأيت في كتاب علي قال: ذكر عند يحيى - يعني القطان - زياد بن أبي حسان النبطي، قال: سألت شعبة عن بعض من ذكرتم، فقال: أشهد لسمعت نصرانيا في حياة أنس بن مالك.

أنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر محمد (5) بن أحمد البابسيري بواسط ، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان، أنا أبي قال: قال يحيى بن معين، و يذكر عن شعبة أنه كان قال: زياد بن أبي حسان النبطي [كان] نصرانيا في حياة أنس بن مالك.

أخبرناه أبو القاسم الواسطي، أنا أبو بكر الخطيب، و حدّثنا أبو عبد اللّه البلخي، - لفظا - أنا أبو منصور محمد بن الحسن بن محمد بن هريسة، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب البرقاني، أنا حمزة بن محمد بن علي، نا محمد بن إبراهيم بن شعيب الغازي، نا محمد بن إسماعيل، قال (6):زياد بن أبي حسان سمع عمر بن عبد العزيز قوله روى عنه ابن عيينة كان شعبة يتكلم في زياد بن أبي حسان.

ص: 139


1- التاريخ الكبير 350/1/2.
2- بالأصل: أنس.
3- قوله: اللّه له» لم تردا في البخاري.
4- الزيادة عن البخاري.
5- بالأصل و م «أبو بكر بن محمد» و الصواب ما أثبت بحذف «بن» انظر الأنساب «البابسيري».
6- انظر التاريخ الكبير للبخاري 350/1/2.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي إجازة، قال: و أنا أبو طاهر، أنا أبو الحسن، قالا: أنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، قال (1):قلت لأبي ما تقول فيه ؟ يعني زياد بن أبي حسان ؟ فقال: شيخ منكر الحديث، يكتب حديثه و لا يحتج به.

أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو نصر بن الجبّان (2)إجازة، أنا أحمد بن القاسم بن يوسف، نا أحمد بن طاهر بن النجم، حدثني سعيد بن عمرو (3) البردعي، قال: قال لي أبو زرعة: ذكرت ليحيى بن معين حديث زياد - يعني ابن أبي حسان - عن أبي عثمان، عن أبي زرعة فأنكره، و قال: من رواه ؟ قلت:

محمد بن عبد اللّه الروي، ما حدّثناه ابن عليّة، عن زياد بن أبي حسان إلاّ حديثا واحدا، عن عمر بن عبد العزيز، ثم قال له البدي أ لا تدري هو بالنيل أو بالكوفة، قال أبو زرعة:

قلت: يقال إن منصور بن أبي مزاحم رواه، فقال لو ثبت.

قال: و حدثني أبو عثمان البردعي، قال: و قال لي أبو حاتم و كان حاضرا هذا زياد الجصاص، روى هذا الحديث محمد بن خالد الوهبي، عن زياد الجصاص.

قال: و ثنا أحمد بن القاسم إجازة، نا أحمد بن طاهر، حدثني سعيد بن عمرو، قال: أخرج إليّ أبو زرعة كتابه بخطه فدفعه إليّ مزيدة فيه أسامي الضعفاء و من تكلم فيهم من المحدثين، فنسخت هذه الأسامي من كتابه الذي ناولني من يده بخطه، و لم أسمعه منه فكان منهم زياد بن أبي حسان.

أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق بن بشرى، أنا علي بن محمد بن الحسن الواسطي، و محمد بن علي بن علي بن الدجاجي، في كتابيهما عن أبي الحسن الدارقطني.

و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو ناشر محمد بن عبد العزيز بن عبد اللّه الخياط ، أنا أبو بكر البرقاني إجازة، قال: هذا ما وافقت عليه، أبا الحسن الدارقطني:

ص: 140


1- الجرح و التعديل 530/2/1.
2- بالأصل: الخباب، و الصواب ما أثبت، قياسا إلى سند مماثل.
3- بالأصل:«عمر» و الصواب «عمرو» و قد مضى التعريف به.

زياد بن أبي حسان أبو عمّار بصري، عن أنس، و زياد بن بطريق، و عن عمر بن عبد العزيز، متروك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا [أبو] أحمد بن عدي (1)،قال: زياد بن أبي حسان النبطي سمع عمر بن عبد العزيز قوله، روى عنه ابن عليّة، كان شعبة يتكلم فيه. سمعت ابن حماد يذكره عن البخاري.

قال ابن عدي، و حدّثنا الجنيدي، حدّثنا البخاري، قال: زياد بن أبي حسان النبطي كان شعبة يتكلم فيه. لا يتابع في حديثه.

قال أبو أحمد بن عدي (2):و زياد بن أبي حسان هذا قليل الحديث، و لم أر له إلاّ عن أنس ما ذكرته، و ما لم (3) أذكره لعل له إلى تمام خمسة أحاديث. و البخاري إنما أنكر عليه [أنه] (4) سمع عمر بن عبد العزيز قوله. قال روى عنه ابن عليّة، و كأن البخاري لم يعرف له حديثا مسندا.

أنبأنا أبو سعد المطرّز و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم، قال: زياد بن أبي حسان روى عن أنس و غيره بالمناكير، حدث عنه ابن عليّة و عبد العزيز العمي، لا شيء.

2299 - زياد بن الحصين الكلبي ثم الخزرجي

كان في عسكر عبد العزيز بن الحجّاج بن عبد الملك الذي لقي به الوليد بن يزيد فأمره أن يدعوهم إلى كتاب اللّه و سنّة رسوله صلى اللّه عليه و سلم، فقتله لطرى (5) مولى الوليد و قيل: إنه أتى به الوليد فقتله، له ذكر في مقتل الوليد بن يزيد.

ص: 141


1- الخبر في الكامل لابن عدي 194/3.
2- المصدر نفسه ص 195.
3- العبارة بالأصل:«و ما لم أره لعلي إلي تمام» و صوبنا العبارة عن ابن عدي.
4- زيادة عن ابن عدي.
5- كذا رسمها و في م:«فطري».

2300 - زياد بن حنظلة حليف بني عبد بن قصيّ

2300 - زياد بن حنظلة حليف بني عبد بن قصيّ (1)

له صحبة من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، شهد اليرموك، و كان أميرا على كردوس.

روى عنه: حنظلة بن زياد، و العاص بن تمام.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن عبد اللّه بن سعيد، نا السّري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن محمد بن عبد اللّه بن حنظلة بن زياد بن حنظلة، عن أبيه، قال:

مرض أبو بكر فخرج خالد من العراق إلى الشام، و هو في ذلك متماسك أشهرا، ثم ثقل، و جعل يزداد ثقلا (2).

قال (3):و نا سيف عن أبي الزهراء (4) القشيري، عن رجال من بني قشير (5)،قال:

لما خرج هرقل من الرّها و استتبع أهلها قالوا: نحن لك هاهنا خيرا منا معك، و أبوا أن يتبعوه و تفرقوا عنه و عن المسلمين، و كان أول من أنبح كلابها و أنفر دجاجها (6) زياد بن حنظلة، و كان من الصحابة، و كان مع عمر بن مالك مساندة، و كان حليفا لبني عبد بن قصيّ ، و قبل ذلك ما قد خرج هرقل حين ينزل بشمشاط فلما نزل القوم الرّها أدرب فنزل نحو قسطنطينية و لحقه رجل من الروم قد كان أسيرا في أيدي المسلمين، فأفلت فقال له أخبرني عن هؤلاء القوم، قال: أحدثك كأنك تنظر إليهم: فرسان بالنهار، رهبان بالليل، ما يأكلون في ذمتهم إلاّ بثمن، و لا يدخلون إلاّ بسلام، يقفون (7) على من حاربهم حتى يأتوا عليهم. فقال: لئن كنت صدقتني ليرثنّ ما تحت قدميّ هاتين.

قال: و نا سيف، قال: و قال زياد بن حنظلة:

ص: 142


1- ترجمته في الاستيعاب 567/1 هامش الإصابة، أسد الغابة 117/2 بغية الطلب 3912/9 الإصابة 557/1 و فيها: حليف بني عدي.
2- نقله ابن العديم في بغية الطلب 3913/9.
3- الخبر في تاريخ الطبري 602/3.
4- عن الطبري و بالأصل: الدهر.
5- عن الطبري و بالأصل: قيس.
6- رسمها بالأصل:«وار؟؟؟ اها؟؟؟» و فوقها علامة تحويل إلى الهامش، لكنه لم يكتب شيئا فيه. و الصواب المثبت عن تاريخ الطبري.
7- بالأصل: يعفون، و المثبت عن الطبري.

سائل هرقلا حيث شبت [وقوده] *** شببنا له حربا تهز القبائلا (1)

ثنينا له من صدر جيش عرمرم *** يهزون في المشتا الرماح النواهلا

و كنا كناس و روم و سقلب *** نكالا و أفراسا تسلّ القبائلا

قتلناهم في كل دار وقيعة *** و أبنا بأسراهم تعاني السلاسلا

أخبرنا أبو القاسم بن إسماعيل، نا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النّقّور، أنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن، أنا أحمد بن عبد اللّه بن سعيد، نا السّري بن يحيى، نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، قال: و قال زياد بن حنظلة:

أقمنا على حمص، و حمص ذميمة *** نضم القنا و المرهفات الفواصل

فلما خشوا منا تهافت سورها *** لما ضمها من حاديات الزلازل

أنابوا جميعا فاستجابوا لدعوة *** من السلم قد قضت جميع الأوائل

و قال أيضا:

تركنا بحمص حائل بن قيصر *** يمج نجيعا من دم الخوف أشهلا

سموت لهم يوم الزلازل سائيا *** فغادرته يوم اللقاء مجدّلا

و ذلّت جموع القوم حتى كأنهم *** جدار أزالته الزلازل أميلا

تركنا بحمص حزنة قد رضيتها *** تدور و ترضاها الذي قد تأملا

و قال زياد بن حنظلة (2):

نحن بقنسرين (3) كنا ولاتها *** عشية ميناس (4) نكوس و يعتب

بنوء و تثنيه (5) جوارح جمّة *** و خالفه منا سنان و ثعلب

و قد هويت (6) منا تنوخ و خاطرت *** بحاضرها و السمهرية تضرب

ص: 143


1- مهملة بالأصل و المثبت عن الإصابة 557/1 و في بغية الطلب 3913/9 «القنابلا» و الزيادة السابقة عن المصدرين لاستقامة الوزن.
2- الأبيات في بغية الطلب 3913/9-3914.
3- مدينة بينها و بين حلب مرحلة من جهة حمص بقرب العواصم، و بعض يدخل قنسرين في العواصم. (معجم البلدان).
4- ميناس، ملك الروم، و كان رأسهم و أعظمهم فيهم بعد هرقل.
5- بالأصل:«بنوق بثنية» و المثبت عن ابن العديم 3914/9.
6- بغية الطلب: هربت.

فلما اتقونا بالجزاء و هدموا *** مدينتهم عدنا هنالك نعجب

و قال أيضا (1):

و ميناس قتلنا يوم جاء بجمعه *** فصادفه منا قراع مؤزّر

فولت فلولا بالفضاء جموعه *** و نازعه منا سنان مذكر

تضمّنه لما تراخت خيوله *** مناخ لديه عسكر ثم عسكر

و غودر ذاك الجمع تعلو وجوههم *** دقاق الحصا و السافيا المغبر

و قال زياد بن حنظلة في أجنادين و يوميها (2):

و نحن تركنا أرطبون مطردا *** إلى المسجد الأقصى و فيه حسور

عشية أجنادين لما تتابعت *** و قامت عليهم بالعراء (3) نسور

عطفنا له تحت الغبار بطعنة *** لها نشج نائي (4) الشهيق غزير

فطمنا به الروم العريضة بعده *** على الشام ما أرسلنا هناك سنير (5)

فولّت جموع الروم تتبع إثره *** تكاد من الذعر الشديد تطير

و غودر و صرعى في المكرّ كثيرة *** و آب إليه الفلّ و هو حسير

و قال أيضا (6):

و لقد شفا نفسي و أبرأ سقمها *** شدّ الخيول على جموع الروم

يضربن سيدهم و لم يمهلنه *** و قتلن (7) فلّهم إلى أدروم

فحصرت جمعهم و لم يحفلنه *** و نكحت فيهم كل ذات أروم

ص: 144


1- الأبيات في بغية الطلب 3914/9.
2- الأبيات في بغية الطلب 3914/9-3915 و معجم البلدان «أجنادين» و أجنادين موضع معروف بالشام من نواحي فلسطين، كانت بها وقعة مشهورة بين المسلمين و الروم.
3- بغية الطلب: بالعزاء ستور.
4- بالأصل:«لها يشج بابي» و المثبت عن معجم البلدان و بغية الطلب، و في ياقوت: العجاج بدل الغبار.
5- في بغية الطلب: أرسى بدل أرسلنا، و عجزه في ياقوت: عن الشام أدنى ما هناك شطير و سنير: جبل بين حمص و بعلبك.
6- الأبيات في بغية الطلب 3915/9.
7- بغية الطلب: و فتكن.

و قال زياد بن حنظلة (1):

تذكّرت حرب الشام (2) لما تطاولت *** و إذ نحن في عام كثير نزايله

و إذ نحن في أرض الحجاز و بيننا *** مسيرة شهر بينهن بلابله

و إذ أرطبون الروم يحمي بلاده *** يحاوله قرم هناك يساجله

فلما رأى الفاروق أزمان فتحها *** سما بجنود اللّه كيما يصاوله

فلما أحسّوه و خافوا صواله *** أتوه و قالوا أنت ممن نواصله

و ألقت إليه الشام أفلاذ كبدها *** و عيشا خصيبا ما تعدّ مآكله

أباح لنا ما بين شرق و مغرب *** مواريث أعقاب بنتها قدامله (3)

و كم مثقل لم يضطلع باحتماله *** تحمّل عنا (4) حين شالت شوائله

و قال أيضا (5):

سما عمر لما أتته وسائل (6) *** كأصيد يحمي ضربة الحي أغيدا

و قد عضّلت بالشام أرض بأهلها *** تريد من الأقوام من كان أنجدا

فلما أتاه ما أتاه أجابهم *** بجيش يرى منه النيازك (7) سجدا

و أقبلت الشام العريضة بالذي *** أراد أبو حفص و أزكى و أ زيدا

بقسط (8) في ما بينهم كل حرمة *** و كلّ رقاد كان أهنى و أحمدا

ص: 145


1- الأبيات في تاريخ الطبري 612/3-613 و بغية الطلب 3915/9.
2- الطبري: الروم.
3- في الطبري: قرامله.
4- الطبري: تحمل عبثا. و الشائلة من الإبل ما أتى عليها من حملها أو وضعها سبعة أشهر (قاموس).
5- الأبيات في تاريخ الطبري 613/3 و بغية الطلب 3915/9-3916.
6- الطبري:«رسائل... صرمة الحي أغيدا» و في بغية الطلب: صرعة.
7- الطبري: الشبائك.
8- الطبري: فقسّط فيما بينهم كل جزية.

2301 - زياد بن سليم

و يقال: ابن سليمان، و يقال: ابن سلمى

أبو أمامة العبدي، المعروف بزياد الأعجم (1)

مولى عبد القيس، و لقب بالأعجم لعجمة كانت في لسانه، أدرك أبا موسى الأشعري و عثمان بن أبي العاص، و شهد معهما فتح إصطخر (2) و حكى عنهما.

حكى عنه هشام و مخبر (3) ابنا قحذم بن سليمان بن ذكوان البصريان.

و وفد على هشام بن عبد الملك، و شهد وفاته بالرصافة و ذلك مذكور في ترجمة سالم الكاتب.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط ، نا الوليد بن هشام القحذمي (4)،حدثني أبي و عمي، قالا: نا زياد الأعجم، قال: قدم علينا - يعني - بإصطخر أبو موسى بكتاب عمر فقرئ علينا:

من عبد اللّه عمر (5) أمير المؤمنين إلى عثمان بن أبي العاص.

سلام عليك، أما بعد: فقد أمددتك بعبد اللّه بن قيس، فإذا التقيتما فعثمان الأمير و تطاوعا، و السلام.

قال زياد: فلما طال حصار إصطخر قال عثمان لأبي موسى: إني أريد أن أبعث أمراء إلى هذه الرساتيق حولنا يغيرون عليها فلما ظفروا به من شيء قاسموه أهل العسكر المقيمين على المدينة، فقال أبو موسى: لا أرى ذلك أن تقاسموهم و لكن يكون لهم، فقال عثمان: إن فعلت هذا لم يبق على المدينة أحد خفوا كلهم و رجوا الغنيمة،

ص: 146


1- ترجمته في الأغاني 380/15 و الشعر و الشعراء ص 257 معجم الأدباء 168/11 تهذيب التهذيب 216/2 بغية الطلب 3918/9 الوافي بالوفيات 244/14 سير الأعلام 597/4.
2- بلدة بفارس، من أعيان مدن و حصون و كور فارس (انظر معجم البلدان).
3- كذا و في بغية الطلب:«مجبر» و في سير الأعلام: المحبّر.
4- بالأصل: المخدمي، و الصواب عن بغية الطلب.
5- بالأصل:«عن» و الصواب عن بغية الطلب.

فاجتمع (1) المسلمون على رأي عثمان، قال: فكان يسمى لنا نيّف و ثلاثين عاملا إلى نيف و ثلاثين رستاقا (2).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا عبد الوهاب بن علي بن عبد الوهاب السكري - قراءة - أنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز الطاهري، قال: قرئ على أبي بكر أحمد بن جعفر [عن] (3) محمد بن سلام بن عبيد الجمحي، قال في الطبقة السابعة من شعراء الإسلام: زياد الأعجم و هو زياد بن سليم العبدي.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي (4)،أنا أبو الحسين بن المهتدي.

و أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد، أنا أبي أبو يعلى، قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد الصّيدلاني، أنا محمد بن مخلد بن حفص، قال: قرأت على علي بن عمرو الأنصاري حدثكم الهيثم بن عدي، قال: زياد الأعجم يكنى أبا أمامة.

و ذكر أبو حفص (5) محمد بن عثمان في تاريخه: أن أبا أمامة زياد الأعلم لا الأعجم و الصحيح ما ذكره الهيثم.

أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه - إذنا و مناولة، و قرأ عليّ إسناده - أنا محمد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا (6)،نا أحمد بن العباس العسكري (7)،نا عبد اللّه بن أبي سعد، حدثني أحمد بن عمر الزهري، حدثني أبو بركة (8) الأشجعي، قال: حضرت امرأة من بني نمير الوفاة فقيل لها: أوصي، فقالت: نعم، خبروني من القائل:

لعمرك ما رماح (9) بني نمير *** بطائشة الصدور و لا قصار

ص: 147


1- بالأصل: فاجتمعوا.
2- لم أعثر على الخبر في تاريخ خليفة المطبوع.
3- زيادة اقتضاها السياق.
4- مهملة بالأصل و م، و الصواب ما أثبت و ضبط .
5- في بغية الطلب 3919/9 أبو جعفر.
6- الخبر و الشعر في الجليس الصالح الكافي 236/2 و نقله عنه ابن العديم في بغية الطلب 3920/9.
7- عن الجليس الصالح و تقرأ بالأصل: العكبري.
8- عن الجليس الصالح و بالأصل: أبو بكر.
9- بالأصل: ما راح، و الصواب عن الجليس الصالح.

قال: فقيل لها: زياد الأعجم، فقالت: أشهدكم أن له ثلث مالي. قال: فحمل له من ثلثها أربعة آلاف درهم.

أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين أنا أبو جعفر بن المسلمة و ابنه أبو علي قالا:

أنا أبو الفرج أحمد بن محمد بن عمر بن الحسين بن المسلمة أنا أبو سعد الحسن بن عبد اللّه بن المرزبان السيرافي، أنا أبو بكر السراج و هو محمد بن السري أنا أبو العباس النحوي يعني محمد بن يزيد المبرد: أنا أبو عثمان المازني يعني بكر بن محمد أخبرني أبو الحسين المدائني قال: قيل لا مرأة من بني نمير و حضرتها الوفاة، أوصي بثلثك فإن ذلك لك، قالت: و ما أوصي بشيء قبل بل تقربي إلى اللّه عز و جل بذلك، قالت من الذي يقول:

لعمرك ما رماح بني نمير *** بطائشة الصدور و لا قصار

قالوا: زياد الأعجم، قالت: و ممن هو؟ قالوا (1):من عبد القيس، قالت: فثلثي لعبد القيس.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا جدي أبو محمد المقرئ، نا أبو علي الأهوازي، أنا أبو القاسم تمام بن محمد بن عبد اللّه بن جعفر الحافظ ، أنا مزاحم بن عبد الوهاب، نا محمد بن زكريا، نا الغلاّبي، نا ابن عائشة، قال (2):دخل زياد الأعجم على عبد اللّه بن جعفر فسأله في خمس ديات فأعطاه، ثم عاد فسأله في خمس ديات أخر فأعطاه، ثم عاد فسأله في عشر ديات فأعطاه فأنشأ يقول:

سألناه الجزيل فما تلكّى *** و أعطى فوق منيتنا و زادا

و أحسن ثم أحسن ثم عدنا *** فأحسن ثم عدت له فعادا

مرارا لا أعود إليه إلاّ *** تبسّم ضاحكا و رمى السوادا

صوابه: و ثنى (3)،كذا قال، و الصواب مزاحم بن عبد الوارث بن إسماعيل، بصري.

ص: 148


1- بالأصل: قالت.
2- الخبر و الأبيات في معجم الأدباء 169/11-170 و بغية الطلب 3921/9 و الوافي 244/14.
3- و هي عبارة معجم الأدباء.

أنبأنا أبو محمد المبارك بن أحمد بن بركة الكندي، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو الحسين بن بشران - إجازة - أنا الحسين بن صفوان، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني علي بن الحسين بن موسى، قال (1):دخل زياد الأعجم على عبد اللّه بن عامر بن كريز فأنشده:

أخ لك لا تراه الدهر إلاّ *** على العلات بساما جوادا

أخ لك ما مودته بمذق *** إذا ما عاد فقر أخيه عادا

سألناه الجزيل فما تلكّى *** و أعطى فوق منيتنا و زادا

و أحسن ثم أحسن ثم عدنا *** فأحسن ثم عدت له فعادا

مرارا ما رجعت إليه إلاّ *** تبسم ضاحكا و ثنى السوادا

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن الحسن بن علي الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد، قال:

و لقطر - يعني - ابن قبيصة الهلالي يقول زياد الأعجم:

أ من قطر حالت فقلت لها قرى *** أ لم تعلمي ما ذا تجن الصفائح

تجن أبا بشر جوادا بما له *** إذا ضن بالمال النفوس الشحائح

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن الفضل أنا عبد الغافر بن محمد الفارسي أنا أبو سليمان حمد بن محمد الخطابي قال: قال زياد الأعجم يرثي المغيرة بن المهلّب، أنشدنيه أبو محمد (2):

إن السماحة و المروءة ضمّنا *** قبرا بمرو على الطريق الواضح

فإذا مررت بقبره فاعقر به *** كوم الهجان و كلّ طرف سابح

أخبرنا أبو الحسن محمد بن كامل بن ديسم، أنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة، في كتابه، أنا أبو عبيد اللّه محمد بن عمران بن موسى إجازة أنا أحمد بن محمد الجوهري و محمد بن أحمد البزار قالا نا العمري [قال]: نا محمد بن عبد الرحمن الذارع، ثنا ابن عائشة قال: كان المغيرة بن المهلّب أبرع ولده و أوفاهم و أعفّهم

ص: 149


1- الخبر و الشعر في بغية الطلب 3921/9.
2- البيتان في معجم الأدباء 170/11 و بغية الطلب 3922/9.

و أسخاهم فلما مات رثاه زياد الأعجم بقصيدته تلك (1):

مات المغيرة بعد طول تعرّض *** للموت بين أسنّة و صفائح

قال ابن عائشة: فسمعت أبي يقول: فأنشدها يزيد بن المهلب فلما انتهى إلى قوله:

و إذا مررت بقبره فاعقر به *** أدم الهجان و كلّ طرف (2) سابح

و انضح جوانب قبره بدمائها *** فلقد يكون أخادم و ذبائح

فقال له يزيد: هل عقرت ؟ قال: لا، قال: و ما منعك ؟ قال: كنت على بيت الهمارة - يريد الحمارة - فقال: أما و اللّه لو فعلت ما أصبح في آل المهلّب صاهل إلاّ على مزودك.

قال: و حدثني أحمد بن محمد الجوهري نا الحسن بن عليل العنبري و أحمد بن محمد بن أبي الذيال قالا: أنا القاسم بن محمد بن عباد المهلّبي نا أبي قال: قال المأمون: أي قصيدة أرثى ؟ قلت: أمير المؤمنين أعلم، قال لي: القصيدة التي قالها زياد الأعجم في المغيرة بن المهلب، ثم قال: أ تحفظها؟ قلت: نعم، قال: فخذها عليّ فأنشدنيها حتى أتى على آخرها، و ترك منها بيتا، قلت: يا أمير المؤمنين تركت منها بيتا، قال: و ما هو؟ قلت:

هلا ليالي فوقه بزّاته يغشى *** الأسنة فوق نهد قارح (3)

قال: هاه هاه يتهدد المنية، ألاّ أتتك ذلك الوقت، هذا أجود بيت فيها ثم استعادنيه حتى حفظته.

قرأت بخط أبي عبيد اللّه محمد بن عمران المرزباني حدثني أبو بكر عبد اللّه بن محمد من أبي سعيد البزار حدثني أبو عبد اللّه محمد بن القاسم بن خلاد اليماني نا خباب بن الخشخاش عن أبيه قال: سمعت زياد الأعجم يقول:

أ لم تر أنني و ترت كوسي *** لأنقع من كلاب بني تميم

ص: 150


1- الخبر و الأبيات في بغية الطلب 3923/9-3924 و الوافي بالوفيات 245/14 و الأغاني 381/15.
2- الطرف بالكسر: الجواد الكريم الطرفين، الأب و الأم.
3- القارح: ما استتم (من الخيل) الخامسة و دخل في السادسة.

يريد القاف في قوسي و أنقع (1).

قال محمد: و حدثنا القحذمي عن بعض أشياخه قال: قال جرير لزياد الأعجم: يا أبا إنه عسى أن تبلّغ عني، فلا تعجل حتى تتبين قال: ما شئت إذا كلت كلنا.

و حكى المدائني: أن زيادا دعا غلاما له أرسله في حاجة، فأبطأ عليه فلما جاء قال له: ما لدن دعاك إلى أن قلت: لبي ما كنت تسنأ، يريد من لدن دعوتك إلى أن قلت:

لبيك، ما كنت تصنع.

أنبأنا خالي أبو المعالي القاضي، أنا أبو محمد عبيد اللّه بن عبد الرزاق بن عبد اللّه الكلاعي أنا محمد بن أحمد بن أبي الصقر أنا محمد بن مغلّس أنا الحسن بن رشيق نا يموت بن المزرّع نا إبراهيم بن سفيان الزيادي قال: سمعت الأصمعي يقول (2):لقد بلي هؤلاء القوم من زياد الأعجم بثلاثة لم يمتحن بها أحد من نظائرهم - يعني الأشاقر، بطن من الأزد - فمن ذلك قوله فيهم:

قالوا الأشاقر تهجوهم فقلت لهم *** ما كنت أحسبهم كانوا و لا خلقوا

قوم من الحسب الزاكي بمنزلة *** كالودّ بالقاع لا أصل و لا ورق

لا يكثرنّ - و إن طال الزمان بهم- *** و لو ببول عليهم ثعلب غرقوا (3)

2302 - زياد بن صخر

أبو صخر المرّي

حدّث عن أبي الدّرداء.

روى عنه: مكحول، و علي بن أبي حملة الدمشقيان.

أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن.

أخبرنا أبو الحسن بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا،

ص: 151


1- الخبر و البيت في بغية الطلب 3925/9 و قد كتبت بالأصل و في ابن العديم «لا نقع» و هو يرد «لأنكع» لتدل على عجمة الشاعر كما كتبت: كوسي و هو يريد قوسبي.
2- الخبر و الشعر في بغية الطلب 3924/9-3925.
3- عجزه بالأصل و م:«و مسول عليهم عل ؟؟؟ عرفوا» كذا، و صوبناه عن مختصر ابن منظور 69/9 و بغية الطلب.

حدثني الحسن بن الصباح، قال: كتب إليّ معتمر بن حمّاد، نا الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن مكحول، عن أبي صخر زياد بن صخر، عن أبي الدرداء، قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا كانت ليلة ريح كان مفزعه إلى المسجد حتى يسكن الريح، و إذا حدث في السماء حدث من كسوف شمس أو قمر كان مفزعه إلى الصلاة حتى ينجلي[4414].

أنبأه عاليا أبو علي الحداد، ثم حدثني أبو مسعود، و عبد الرحيم بن علي عنه، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه، نا سليمان بن أحمد، نا بكر بن سهل، نا نعيم بن حمّاد، نا الوليد بن مسلم، نا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن مكحول، عن زياد بن صخر المرّي، عن أبي الدّرداء، قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا كانت ليلة ريح شديد و كان مفزعه المسجد حتى يسكن الريح، و إذا حدث في السماء حدث من خسوف شمس أو قمر كان مفزعه إلى المصلّى حتى ينجلي.

2303 - زياد بن ظبيان البكري

والد عبيد اللّه بن زياد الفارس الذي قتل مصعب بن الزبير، وفد زياد على معاوية.

قرأت بخط بعض أهل العلم، حدثني أبو عبد اللّه اليزيدي، حدثني أحمد بن الحارث الحرار، عن أبي الحسن المدائني، قال: قدم المغيرة بن حريث بن جابر الحنفي على معاوية بوفاة حريث، فقال: قد وليتك عمل أبيك قال: يا أمير المؤمنين الصّلت أكبر مني، قال: قد وليتك عمان و وليته البحرين، فكتب إلى زياد فولاهما.

فرفع على حديث المنذر بن الجارود، فقال أ لك أب آخر تفتخر به ؟ قال: نعم، قال:

المعلّى، قال: فقال زياد بن ظبيان: أنا ابن ثعلبة بن عكابة.... (1) فقال المنذر: ما أحوجك إلى كلب مثلك.... (2) فقام رجل من عبد القيس فقال: نحن فجعنا أم غضبان بأبيها و نحن كسرنا الريح في عين خيبر، فقال زياد: أنت الكلب الذي يهدرن بك المنذر، قال: و لكني الذي أدق عنقك قال: و كان مع المنذر رجل قد جاء يلعب قناه محشو لؤلؤ فنقبها فابتز اللؤلؤ، فقال: يا أمير المؤمنين بحرنا مثل هذا؟ قال زياد:

ص: 152


1- كلمة غير مقروءة بالأصل و م تركنا مكانها بياضا.
2- كلمة غير مقروءة بالأصل و م تركنا مكانها بياضا.

كذبت، فقال الرجل: لو لا أمير المؤمنين و رفده...... (1) سارت إليك القائل قال:

و مات زياد بن ظبيان بالقراض (2)،فقال الشاعر:

فنعم الفتى من آل بكر بن وائل *** عدا و العراص أسلمته الحبائل

عدا صحبة و استودعوه صفيحة *** و تحت الصفيح الصم حرم و نائل

2304 - زياد بن عبد اللّه الأسوار بن يزيد بن معاوية

ابن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس

أبو محمّد القرشي الأموي (3)

كان من وجوه بني حرب، و كانت له دار بدمشق في ربض باب الجابية، و وجهه الوليد بن يزيد إلى دمشق حين بلغه خروج يزيد بن الوليد، فأقام بذنبة (4) و لم يصنع شيئا، ثم مضى إلى حمص، و خرج منها في الجيش إلى دمشق للطلب بدم الوليد، فأخذ و حبس في الخضراء (5) إلى أن بويع مروان بن محمد فأطلقه ثم حبسه بحرّان بعد ذلك، ثم أطلقه ثم خرج بقنّسرين (6) و دعا إلى نفسه فبايعه ألوف و زعموا أنه السفياني ثم لقيه عبد اللّه بن علي فكسره فهرب، و لم يزل مستخفيا حتى قتل بالمدينة.

قرأت على أبي الوفاء حفّاظ بن الحسن بن الحسين (7) عن (8) عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهاب الميداني، أنا أبو سليمان بن زبر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أنا محمد بن جرير (9)،حدثني أحمد بن زهير، نا علي بن محمد، عن عمر (10) بن مروان الكلبي، حدثني يعقوب بن إبراهيم [بن] الوليد أن مولى الوليد، لما

ص: 153


1- كلمة غير مقروءة بالأصل و م تركنا مكانها بياضا.
2- كذا بالأصل هنا و سيأتي في الشعر «الراص» و لم أجدهما، إن كان يريد بهما موضعا، و في ياقوت: فراض و هو موضع بين البصرة و اليمامة قرب فليج من ديار بكر بن وائل.
3- ترجمته في بغية الطلب 3927/9 و الوافي بالوفيات 14/15.
4- الذنبة بالتحريك موضع بعينه من أعمال دمشق، و في البلقاء ذنبة أيضا (ياقوت).
5- دار الخلافة بدمشق.
6- رسمها بالأصل مضطرب:«بعييب» و الصواب ما أثبت عن الوافي بالوفيات.
7- بالأصل: الحسن.
8- بالأصل:«بن» خطأ، و الصواب ما أثبت.
9- الخبر في تاريخ الطبري 243/7.
10- الطبري: عمرو.

خرج يزيد بن الوليد، خرج على فرس له، فأتى الوليد من (1) يومه، فنفق فرسه حين بلغه، فأخبر الوليد فضربه مائة سوط و حبسه، ثم دعا أبا محمد بن عبد اللّه بن يزيد بن معاوية فأجازه،[و] وجهه إلى دمشق، فخرج أبو محمد فلما أتى إلى ذنبة أقام، فوجه يزيد بن الوليد إليه عبد الرحمن بن مصاد، فسالمه أبو محمد، و بايع ليزيد بن الوليد، و أتى الوليد الخبر، و هو بالأغدف (2).

قال ابن جرير (3):و حدثني أحمد بن ثابت عن علي بن محمد، عن عمر بن مروان الكلبي، نا يزيد بن معاذ (4)،نا عبد الرحمن بن مصاد، قال: بعثني يزيد بن الوليد إلى أبي محمد السفياني - و كان الوليد وجهه حين بلغه خبر يزيد بن الوليد واليا على دمشق فأتى ذنبة و بلغ يزيد خبره، فوجهني إليه - فأتيته [فسالم] و بايع ليزيد، قال:

فلم يرم حتى رفع لنا شخص مقبل من ناحية البرية، فبعثت إليه فأتيت به فإذا هو الغزيّل أبو كامل المغنّي، على بغلة للوليد تدعى مريم، فأخبرنا أن الوليد قد قتل، فانصرفت إلى يزيد، فوجدت الخبر قد أتاه قبل [أن] آتيه.

و ذكر أبو بكر أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري أن اسم أبي محمد زياد بن عبد اللّه بن يزيد بن معاوية، و ذكر غيره أنه كان يقال له: البيطار، لأنه كان صاحب صيد.

أخبرنا أبو الحسين (5) بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه، ابنا (6) أبي علي، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزّبير بن بكّار، قال: فولد عبد اللّه الذي يقال له الأسوار بن يزيد بن معاوية أبا محمد قتل بالمدينة في خلافة أمير المؤمنين المنصور (7)،و كان مختفيا بقباء ناحية أحد فدل عليه زياد بن عبد اللّه الحارثي، و هو يومئذ أمير المدينة، فخرج إليه الناس فخرج عليهم

ص: 154


1- عن الطبري و بالأصل: بن.
2- زيد في الطبري: و الاغدف من عمان.
3- الطبري 251/7.
4- الطبري: مصاد.
5- بالأصل و م: الحسن، و المثبت قياسا إلى سند مماثل.
6- بالأصل و م:«أنا أبو علي» و الصواب ما أثبت، و قد مرّ.
7- في الوافي بالوفيات: في حدود الخمسين و مائة أو قبل ذلك.

أبو محمد، فقاتلهم، و كان من أرمى الناس، فكثروه فقتلوه، و أمه و أم أخيه أبي معاوية، و أم أخته أم يزيد بنت عبد اللّه، تزوجها سليمان بن عبد الملك بن مروان، فولدت له، و أختهم أم خالد بنت عبد اللّه بن يزيد، تزوجها محمد بن الوليد بن عتبة بن أبي سفيان فولدت له عبد الرحمن و هند ابني محمد بن الوليد و أمهم جميعا عائشة بنت زيان بن أنيف بن عبيد بن مصاد بن كعب بن علم بن كلب، و سيأتي ذكر مبايعة أبي الورد له بالخلافة، في ترجمة مجزأة بن كوثر (1).

2305 - زياد بن عبد اللّه الكلبي

أحد بني عدي بن جناب، كان من أصحاب يزيد بن الوليد، حكى شيئا من أمره.

2306 - زياد بن عبد اللّه بن خالد الصّبّاغ

حدّث عن مكحول.

روى عنه: أبو محمد عبد الرحمن بن يحيى بن إسماعيل المخزومي، و أظنه يزيد بن يحيى، أبا خالد الصباغ، و اللّه أعلم.

أخبرناه أبو القاسم السمرقندي، أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الصقر الأنباري - قراءة - أنا أبو القاسم هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر بن الصّوّاف، نا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل بن الفرج المهندس، نا أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد الدّولابي، نا يزيد بن عبد الصمد.

حدّثنا عبد الرحمن بن يحيى، نا أبو خالد زياد بن عبد اللّه الصباغ، عن مكحول، عن الزهري، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من قال لا إله إلاّ اللّه الحكيم الكريم سبحان اللّه ربّ السماوات السبع، و رب العرش العظيم ثلاث مرات، كان مثل من أدرك ليلة القدر»[4415].

ص: 155


1- انظر الخبر في بغية الطلب 3928/9.

2307 - زياد بن عبيد اللّه بن عبد اللّه و اسمه عبد الحجر

ابن عبد المدان، و اسمه عمرو بن الدّيّان، و اسمه يزيد

ابن قطن بن زياد بن الحارث بن مالك بن ربيعة بن كعب

ابن الحارث بن كعب بن عمر بن مسلمة بن خالد بن مالك

ابن أدد بن زيد بن يشجب بن يعرب بن زيد بن كهلان

ابن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان الحارثي (1)

حكى عن مروان بن محمد بن مروان، و وفد على عبد الملك بن مروان، و قيل على مروان بن محمد، و هو الصحيح.

حكى عنه قرطة المازني.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمد الجوهري، أنا [أبو] عمر (2) بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد، قال في الطبقة الرابعة من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم و هم الذين وفدوا عليه ثم خرجوا إلى بلاد قومهم من بني الحارث بن وهب بن عمر بن علّة بن خالد بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن الحجر بن عبد المدان، و اسمه عمرو بن الديان، و اسمه يزيد بن قطن بن زياد بن الحارث بن مالك بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب، وفد إلى النبي صلى اللّه تعالى (3) عليه و سلم مع وفد بني الحارث بن كعب، قال:

«من أنت»؟ قال: أنا عبد الحجر، قال:«أنت عبد اللّه»، و أسلم و لم يزل باليمن سيدا شريفا حتى قتله بشر بن أبي أرطأة، و من ولد عبد الحجر بنو الربيع، و زياد، و يزيد بني عبيد اللّه بن عبد اللّه، و ولي زياد بن عبيد اللّه المدينة و مكة لأبي العباس و أبي جعفر[4416].

أنبأنا أبو الفرح غيث بن علي، و نقلته من خطه، أنا أبو محمد القاسم بن المبارك بن مسلمة التّنّيسي السعدي - بصور - أنا أبو الحسن محمد بن علي بن محمد بن عبد اللّه بن صخر الأزدي - بمكة - نا محمّد بن عدي (4) بن علي بن و حر المنقري، نا

ص: 156


1- ترجمته في الوافي بالوفيات 14/15.
2- بالأصل: أنا عمر بن حيوية، و في م: أنا عمرو... و الصواب ما أثبت.
3- سقطت من الأصل و استدركت بين السطرين بخط مغاير.
4- لفظة مطموسة و المثبت عن م.

أحمد بن محمد بن بكر، نا عبيد اللّه بن شبيب، نا الحسن بن موسى الأنصاري، عن أبي... (1) المازني، عن زياد بن عبيد اللّه الحارثي، قال: وفدت على عبد الملك بن مروان في جماعة من الناس فكنا ببابه و ابن هبيرة على شرطه فتقدم الوفد و ناصرت (2).

فجعل ابن هبيرة يسألهم واحدا واحدا: من أنت ؟ و ممن أنت ؟ فيخبرونه فجعل يقدم قيسا فلما صرت إليه قال: ممن أنت ؟ قلت: رجل من أهل اليمن، قال: من أيها؟ قلت: من مذحج، قال: اختصر؟ قلت: من الحارث بن كعب، قال: يا أخا اليمن إن الناس يزعمون أن أبا اليمن قرد كما يقول، قلت إن الأمر في ذلك غير مشكل قال: فاستوى قاعدا قال: و ما هو للّه أنزل قلت القرد، أبا من يكنى ؟ قال: كان يكنى أبا اليمن يعني فهو أبوهم، و إن كان يكنى أبا قيس فهو أبوهم قال: فنكس رأسه طويلا، و جعل ينكث الأرض بيده، و استشرفنا اليمانية و القيسية و دخل بها الحاجب على عبد الملك فخرج الإذن لابن هبيرة، فدخل ثم قال: ابن الحارثي قال: فدخلت فإذا عبد الملك يضحك فسلّمت قال: كيف قلت: فأعدت عليه القول فقال: لقد حججته، ثم قال: أ ليس أمير المؤمنين القائل:

تمسك أبا قيس بفضل عنانها *** فليس علينا إن هلكت ضمان

فلم أر قردا قبله سبقت به *** جياد أمير المؤمنين أتان

قال: و كان يزيد بن معاوية حمل قردا على أتان لينظر كيف فروسيته و أرسل في أثر الأتان قال: فخرجت فلحقت ابن هبيرة فقال: يا أخا بني الحارث لقد تعرضت منك لشيء ما كنت أتعرضه من غيرك و لقد سرني ما لقيته من الحجة عليّ ، ليكون لي أدبا و أنا لك بحيث تحب فاجعله ذلك عندي، قال: ففعلت. كذا في هذه الرواية.

و قد أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه - إذنا و مناولة، و قرأ علي إسناده - أنا محمد بن الحسين الجازري، نا المعافي بن زكريا الجريري القاضي (3)،نا محمد بن الحسن بن دريد، نا السكن بن سعد (4)،نا يحيى بن عمارة، عن الحسن بن موسى

ص: 157


1- لفظة غير واضحة تقرأ «غريه» و تقرأ «عزيه» و لم أحلها و في م:«أبي موه ؟؟؟» و سيأتي في الخبر التالي: أبو غزية الأنصاري.
2- كذا رسمها و مهملة بدون نقط في م و لعل الصواب: و تأخرت.
3- الخبر في الجليس الصالح الكافي 8/2-9.
4- في الجليس الصالح: سعيد.

الأنصاري، حدّثني أبو غزيّة (1) الأنصاري، حدّثني قرظة (2) المازني، عن زياد بن عبيد اللّه (3) الحارثي، و كان أميرا على المدينة في أيام المنصور، قال: خرجت وافدا إلى مروان بن محمد في جماعة ليس فيهم يماني غيري، فلما كنا ببابه دفعنا إلى ابن (4)هبيرة و هو على شرطه و ما وراء بابه، فتقدم الوفد رجلا رجلا، كلهم يخطب و يطنب في أمير المؤمنين و ابن هبيرة، فجعل يبحثهم عن أنسابهم، فكرهت ذلك، فقلت: إن عرفني زاد (5) عنده شرا، و كرهت أن أتكلّم فأطنب (6)،فجعلت أتأخر رجاء أن يملّ كلامهم فيمسك، حتى لم يبق غيري، ثم تقدمت فتكلّمت بدون كلامهم، و إني لقادر على الكلام. فقال: ممن أنت ؟ قلت: من أهل اليمن، قال: من أيها؟ قلت: من مذحج، قال: إنك لتطمح بنفسك، اختصر، قلت: من بني الحارث بن كعب، قال: يا أخا بني الحارث إن الناس يزعمون أن أبا اليمن قرد فما تقول في ذلك ؟ قلت: و ما أقول أصلحك اللّه ؟ إن الحجة في هذا لغير مشكلة. فاستوى قاعدا، و قال: و ما حجتك في ذلك ؟ قلت:

تنظر إلى القرد أبا من يكنى، فإن كان يكنى أبا اليمن فهو أبوهم، و إن كان يكنى أبا قيس فهو أبو من كني به. فنكس و نكث بظفره في الأرض، و جعلت اليمانية تعضّ على شفاهها تظن أن قد هويت، و القيسية تكاد تزدريني (7)،و دخل بها الحاجب على أمير المؤمنين، ثم رجع فقام ابن هبيرة فدخل ثم لم يلبث أن خرج، فقال الحارثي: فدخلت و مروان يضحك، فقال: إيه (8) عنك و عن ابن هبيرة فقلت: قال كذا، فقلت: كذا، قال: و أيم اللّه لقد حججته، أ و ليس أمير المؤمنين الذي يقول:

تمسّك أبا قيس بفضل عنانها *** فليس عليها إن هلكت ضمان

فلم أر قردا قبلها سبقت به *** جياد أمير المؤمنين أتان (9)

ص: 158


1- عن الجليس الصالح، و بالأصل:«غره ؟؟؟» كذا.
2- بالأصل:«مرطه» و المثبت عن الجليس الصالح.
3- الجليس الصالح: عبد اللّه، تحريف.
4- عن الجليس الصالح و بالأصل: أبي هبيرة.
5- الجليس الصالح: زادني.
6- الأصل:«فلطيب» و المثبت عن الجليس الصالح.
7- في الجليس الصالح:«و القيسية تكاد أن تزدردني».
8- بالأصل:«إنه».
9- نسبهما بحواشي الجليس الصالح إلى يزيد بن معاوية.

قال زياد: فخرجت، و اتّبعني ابن هبيرة، فوضع يده بين منكبيّ ، و قال: و اللّه يا أخا بني الحارث، و اللّه ما كان كلامي إياك إلاّ هفوة، و إن كنت لأربأ بنفسي عن ذلك، و لقد سرني إذ لقّنت عليّ الحجة ليكون ذلك لي أدبا (1) فيما أستقبل، و أنا لك بحيث تحب، فاجعل منزلك عليّ ، ففعلت، فأكرمني و أحسن منزلتي.

قال ابن دريد: و البيتان ليزيد بن معاوية، و ذلك أنه حمل قردا على أتان وحشية فسبق بينهما و بين الخيل.

و هذه الرواية أصح، فإن زيادا لم يدرك عبد الملك بن مروان.

أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن، أنا محمد بن علي السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق النهاوندي، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط ، قال (2):مات داود - يعني ابن علي - و استخلف ابنه موسى بن داود يعني على مكة فعزله أبو العباس و ولّى خاله زياد بن عبيد اللّه (3) الحارثي مع المدينة و الطائف فولاها زياد بن عبيد اللّه ابن أخيه علي بن الربيع حتى مات أبو العباس. و أقر عليها أبو جعفر زياد بن عبيد اللّه الحارثي، مع ولاية المدينة ثم عزله سنة إحدى و أربعين و مائة، و ولّى العباس بن عبد اللّه بن معبد بن عباس، و أقام الحج - يعني سنة ثلاث و ثلاثين و مائة - زياد بن عبيد اللّه الحارثي (4).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمد بن هبة اللّه، أنا محمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال: قال يحيى: ثم حج زياد بن عبيد اللّه الحارثي سنة ثلاث و ثلاثين و مائة.

قال يعقوب: و حج بالناس سنة ثلاث و ثلاثين و مائة زياد بن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عبد المدان، قال يعقوب: و فيها - يعني (5) سنة خمس و ثلاثين و مائة - عزل زياد بن عبيد اللّه الحارثي عن مكة وحدها و ولي العباس بن عبد اللّه بن معبد بن

ص: 159


1- بالأصل:«أذنا» و المثبت عن الجليس الصالح.
2- انظر تاريخ خليفة ص 412 تسمية عمال أبي العباس مكة و المدينة.
3- بالأصل: عبد اللّه.
4- انظر تاريخ خليفة ص 430 تسمية عمال أبي جعفر المدينة.
5- عن هامش الأصل.

العباس (1)،و في سنة ثمان و ثلاثين حج بالناس الفضل بن صالح بن علي، و على مكة و المدينة زياد بن عبيد اللّه الحارثي، و خرج أبو جعفر حاجا يعني سنة أربعين و مائة و أحرم من الحيرة (2)،و أقام للناس الحج و على المدينة و مكة زياد بن عبيد اللّه الحارثي، و في هذه السنة - يعني سنة إحدى و أربعين - عزل زياد بن عبيد اللّه عن المدينة و مكة، و استعمل على المدينة محمد بن خالد بن عبد اللّه القشيري (3).

قرأت على أبي غالب و أبي عبد اللّه ابني (4) البنا، عن محمد بن محمد بن مخلد، أنا محمد بن خزفة (5) عن (6) محمد بن الحسين الزّعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا الحزامي - يعني إبراهيم بن المنذر - حدّثنا أبو ضمرة، قال: بعث زياد بن عبيد اللّه إلى عبيد اللّه بن عمر فاستعمله على راعية مكة، قال: فخرج عبد اللّه حين نزل قديدا و أمر صالحا: فصاح من كان عنده للّه حق فليأتنا. قال شيخ كبير: ما سمعت هذا الكلام بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، أرسله إلينا عثمان بن عفان حتى كان اليوم.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا أبو محمد الحسن (7) بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم الجلاّب، نا الحارث بن أبي أبي أسامة، نا محمد بن سعد، أنا محمد بن عمرو، قال دعا زياد بن عبيد اللّه الحارثي ابن أبي ذئب استعمله على بعض عمله، فأتى فحلف زياد ليعملن، فحلف ابن أبي ذئب أن لا يفعل، فقال زياد: ادفعوا إليه كتابه فقال: لا و اللّه. و في نسخة: لا أقبله، قال ادفعوه إليه شاء أو أبى، و اسحبوه برجله، و قال له زياد: يا ابن الفاعلة، فقال له ابن أبي ذئب: و اللّه ما هو من هيبتك تركت أن أردها عليك مائة مرة، و لكن تركت و اللّه، و ندم زياد على ما قال له و صنع به، و قال له من حضره: إن مثل ابن أبي ذئب لا يصنع به مثل هذا، إن من شرفه، و حاله في نفسه، و قدره عند أهل البلد أمر عظيم، فازداد زياد ندامة و غمه ما صنع، قال:

ص: 160


1- انظر كتاب المعرفة و التاريخ 116/1 و 120 و 123.
2- بالأصل: الحرة، و المثبت عن المعرفة و التاريخ.
3- في المعرفة و التاريخ: القسري.
4- بالأصل: ابنا.
5- بالأصل: حرفه، و الصواب ما أثبت و ضبط .
6- بالأصل: بن.
7- بالأصل:«أنا محمد بن الحسن بن علي» و الصواب ما أثبت، و هو أبو أبو محمد الجوهري، الحسن بن علي، ترجمته في سير الأعلام 68/18.

فإذا أتته فترضاه و تحلله مما قلت له، قالوا: لا نفعل فإنه أبخل ما يكون عند ذلك و لا يأمن أن يسمعك ما تكره فأرسل إلى أخيه طالوت: فقال هذه مائة دينار خذها و أعطها أخاك و تحلل لي منه، فقال طالوت: ما اجترئ عليه بذلك و هو لا يحللك أبدا، قال:

فخذ هذه الدنانير و أوصلها إليه، قال: إن علم أنها من قبلك لم يقبلها، قال: خذها و اصنع بها شيئا يصل إليه نفعه، قال: فأخذها فاشترى له منها جارية فهي أم ولده اسمها سلامة و لا يعلم ابن [أبي] (1) ذئب بذلك، و لو علم ما قبلها أبدا قال: و كان لا يذكر قربة زيادة عليه إلاّ... (2) و تلهف و قال: لو لا خوف اللّه لرددتها عليه.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش - إذنا و مناولة، و قد [قرأ] عليّ إسناده - أنا أبو علي الجازري، أنا المعافي بن زكريا (3)،نا المظفّر بن يحيى بن أحمد المعروف بابن الشرابي (4)،نا أبو العباس المرثدي، أنا أبو إسحاق الطّلحي، أخبرني أبو محمد عيسى بن عمر بن عيسى التيمي، قال: كان زياد بن عبيد اللّه (5) الحارثي - خال أبي العباس أمير المؤمنين - واليا لأبي العباس على مكة، فحضر أشعب مائدته في أناس من أهل مكة، و كانت لزياد بن عبيد اللّه (6) صحفة يخص بها، فيها مضيرة (7) من لحم جدي، فأتي بها، فأمر الغلام أن يضعها بين يدي أشعب، حتى أتى على ما فيها. فاستبطأ زياد بن عبيد اللّه (8) المضيرة فقال: يا غلام الصحفة التي كنت تأتيني بها؟ قال: أتيتك بها أصلحك اللّه، فأمرتني أن أضعها بين يدي أبي العلاء، قال: هنأ اللّه أبا العلاء، و بارك اللّه فلما رفعت المائدة، قال: يا أبا العلاء - و ذاك في استقبال شهر رمضان - قد حضر هذا الشهر المبارك، و قد رققت (9) لأهل السجن لما هم فيه من الضر، ثم لا نهجام الصوم عليهم، و قد رأيت أن أصيّرك إليهم فتلهيهم بالنهار و تصلّي بهم بالليل. و كان أشعب

ص: 161


1- بالأصل: ابن دويب و في م: من دويب.
2- غير مقروءة بالأصل و م.
3- الجليس الصالح الكافي 264/2-265.
4- مهملة بالأصل و رسمها:«السراى ؟؟؟» و المثبت عن الجليس الصالح.
5- في الجليس الصالح: عبد اللّه، تحريف.
6- في الجليس الصالح: عبد اللّه، تحريف.
7- المضيرة: هي أن تطبخ اللحم باللبن البحت الصريح حتى ينضج اللحم و تخثر المضيرة (اللسان: مضر).
8- بالأصل و الجليس الصالح: عبد اللّه.
9- بالأصل: رفعت، و الصواب عن الجليس الصالح.

حافظا، قال: أو غير ذلك، أصلح اللّه الأمير؟ قال: ما هو؟ قال أعطي اللّه عهدك أن لا آكل مضيرة جدي أبدا.

أنبأنا أبو الفضل بن ناصر، و أبو منصور بن الخضر بن الجواليقي، قالا: أنا أبو الحسين علي بن الحسين بن أيوب، أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو علي عيسى بن محمد بن أحمد المعروف بالطوماري، نا أبو العباس أحمد بن يحيى، حدّثنا الزّبير بن بكار، حدّثني مصعب بن عثمان، قال: دخل أبو حمزة الرّبعي في ولد ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب على زياد بن عبيد اللّه الحارثي، و هو والي المدينة فقال:

أصلح اللّه الأمير، المنصور وجّه إليك بمال تقسمه على القواعد، و العميان، و الأيتام قال: و قد كان ذلك، فتقول ما ذا؟ تكتبني في القواعد، قال: أي رحمك اللّه، إنما القواعد اللائي قعدن عن الأزواج و أنت رجل، قال فاكتبني في العميان، قال: أما هذا فنعم، اكتبه يا غلام، فقد قال اللّه عز و جل: فَإِنَّهٰا لاٰ تَعْمَى الْأَبْصٰارُ وَ لٰكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (1) و أنا أشهد أن أبا حمزة أعمى. فقال: و اكتب بني في الأيتام، قال:

و ذلك اكتبهم يا غلام، فمن كان أبو (2) حمزة أباه فهو يتيم قال: فأخذ و اللّه في العميان، و أخذ بنوه في الأيتام (3).

2308 - زياد بن عبد الرحمن أبو عبد الرحمن الأنصاري

من صحابة الوليد بن يزيد، له ذكر.

2309 - زياد بن عبيد

2309 - زياد بن عبيد (4)

و هو الذي ادّعاه معاوية، و يعرف بزياد بن أبي سفيان، أبو المغيرة.

أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم و لم يره، و أسلم في عهد أبي بكر و سمع عمر بن الخطاب و استكتبه أبو موسى الأشعري، في إمرته على البصرة، و ولاه معاوية الكوفة و البصرة، وفد دمشق.

ص: 162


1- سورة الحج، الآية:46.
2- بالأصل و م: أبوه.
3- بعدها كتب في م: آخر الجزء الخامس.
4- ترجمته في الاستيعاب 567/1 هامش الإصابة، و أسد الغابة 119/2 الإصابة 580/1 فوات الوفيات 31/2 الوافي بالوفيات 10/15 تاريخ الطبري، و مروج الذهب، و الكامل لابن الأثير:(راجع الفهارس) سير الأعلام 494/3 اختلفوا في اسم أبيه، راجع مصادر ترجمته.

روى عنه: محمد بن سيرين، و قبيصة بن جابر الأسدي، و عبد الملك بن عبيد (1)القرشي، و الشعبي، و أبو عثمان النهدي.

و ذكر أبو عبيد معمر بن المثنى أن مولده عام هاجر النبي صلى اللّه عليه و سلم إلى المدينة.

و ذكر أبو جعفر الطبري: أن المختار بن أبي عبيد، و زياد بن أبي سفيان، ولدا في سنة إحدى من الهجرة.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (2)،نا أبو الحسين بن المهتدي.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، قالا: أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد البغوي، حدّثنا داود بن عمرو، نا منصور - هو - ابن أبي الأسود، عن مطرّف، عن الشعبي، قال: أتى زياد بن أبي سفيان في رجل مات و بذل عنه أخا أبيه و أمه و خاله فقال: لأقضين بينكم بقضاء سمعته من عمر بن الخطاب:

للخال الثلث بمنزلة الأم و للعم الثلثين بمنزلة الأب، كذا قال عمه و إنما هو عمته.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب، نا يحيى بن أبي طالب، أنا يزيد بن هارون، أنا داود بن أبي هند، عن الشعبي، قال:

أتى زياد في رجل توفي و ترك عمته و خالته، فقال: هل تدرون كيف قضى عمر فيها؟ قالوا: لا، فقال: و اللّه إني لأعلم الناس بقضاء عمر فيها، جعل العمة بمنزلة الأخ، و الخالة بمنزلة الأخت، فأعطى العمة الثلثين و الخالة الثلث (3).

أخبرنا أبو طاهر على بن عبد الرحمن بن عقيل، أنا أبو الحسن الخلعي، أنا أبو محمد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، أنا أبو رفاعة عبد اللّه بن محمد بن خلف، نا محمد بن المنهال، نا الحكم بن عبد اللّه العجلي، عن يزيد بن زريع، عن خالد الحذاء، عن محمد بن سيرين، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، قال:

قلنا لزياد: ابن من أنت ؟ قال: ابن عبيد.

ص: 163


1- بالأصل و م: المرزقي، و الصواب ما أثبت.
2- في سير الأعلام: عبد الملك بن عمير.
3- انظر طبقات ابن سعد 100/7 و سير الأعلام 497/3.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا يوسف بن رباح: أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل، نا محمد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح، قال:

سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل البصرة: زياد بن أبي سفيان.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمد بن بالوية، قالا: أنا أبو العباس محمد بن يعقوب، نا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول:

زياد بن سميّة كنيته أبو المغيرة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ ثابت بن منصور، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي، و أبو الفضل أحمد بن الحسن، قالا:- أنا أبو الحسين الأصبهاني، أنا محمد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد الأهوازي، نا خليفة بن خياط ، قال (1):

زياد بن أبي سفيان يكنى أبا المغيرة، مات في شهر رمضان سنة ثلاث و خمسين.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمد بن يوسف، أنا أبو الحسن اللبناني، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمد بن سعد، قال (2):

في الطبقة الأولى من أهل البصرة زياد بن أبي سفيان بن حرب يروي عن عمر.

أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف، و أبو نصر محمد بن الحسن، قالا: قرئ على أبي محمد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد (3)،قال:

زياد بن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس، و أمه سميّة جارية الحارث بن كلدة الثقفي، و كان بعضهم يقول: زياد بن أبيه، و بعضهم يقول: زياد

ص: 164


1- طبقات خليفة بن خياط ص 328 رقم 1516.
2- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى لابن سعد المطبوع. و بالأصل: محمد بن سعيد، و الصواب ما أثبت.
3- بالأصل: مسعدة و الصواب «سعد» و انظر الخبر في طبقاته 99/7 و 100.

الأمير، و ولي البصرة لمعاوية حين ادّعاه و ضمّ إليه الكوفة، فكان يشتو بالبصرة و يصيف بالكوفة، و يولي على الكوفة إذا خرج منها [عمرو بن حريث، و يولي على البصرة إذا خرج منها] (1) سمرة بن جندب، و لم يكن زياد من القراء، و لا الفقهاء، و لكنه معروف، و كان كاتبا لأبي موسى الأشعري، و قد روي عن عمر (2)،و رويت عنه أحاديث. و ولد زياد بن أبي سفيان بالطائف عام الفتح، و مات بالكوفة و هو عامل عليها لمعاوية بن أبي سفيان سنة ثلاث و خمسين.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسن الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل، قال (3):

زياد بن أبي سفيان، و يقال: هو ابن عبيد، و يقال: ابن سميّة، و سميّة أمّه، أبو المغيرة، أخو أبي بكرة لأمه، سمع عمر.

أخبرنا أبو الحسين الفراء، أنا أبو يعلى.

و أخبرنا أبو السعود بن المجلي، حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي، قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمد بن مخلد بن حفص، قال: قرأت على علي بن عمر الأنصاري، حدثكم الهيثم بن عدي، قال: قال ابن عياش: زياد بن أبيه (4) يكنى أبا المغيرة، و كان أول من جمع له المصران: الكوفة و البصرة.

أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، نا محمد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو المغيرة زياد بن أبي سفيان أخو أبي بكرة، سمع عمر.

قرأت على الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى التميمي، أنا عبيد بن سعيد بن حاتم، أنا الخصيب بن عبد اللّه بن محمد، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن،

ص: 165


1- ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن طبقات ابن سعد.
2- بالأصل:«عن عمرو و وثب عنه» صوبت العبارة عن ابن سعد.
3- التاريخ الكبير للبخاري 357/1/2.
4- بالأصل و م:«زيادة بن أسد» و الصواب ما أثبت.

أخبرني أبي، قال: أبو المغيرة زياد بن سميّة.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي إجازة، قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد، قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم، قال (1):زياد بن عبيد، و هو زياد بن أبي سفيان، و يقال ابن سميّة، و سميّة أمه، يكنى بأبي المغيرة، أخو أبي بكرة لأمه، و هو الذي ادّعاه معاوية، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي في كتابه، أنا أبو بكر الصفار، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو أحمد الحاكم، قال: أبو المغيرة زياد بن أبيه، و يقال: ابن عبيد، و يقال: ابن سميّة، و يقال ابن أبي سفيان، و اسم أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس القرشي أخو أبي بكرة لأمه، ولد عام الهجرة و سمع عمر بن الخطاب، روى عنه أبو عمرو (2) الشعبي، و أبو بكر محمد بن سفيان، و أبو العلاء قبيصة بن جابر الأسدي، و أبو عمير عبد الملك بن عمير القرشي ولي العراق سنة ثمان و أربعين، و مات سنة ثلاث و خمسين، و كانت ولايته خمس سنين واليا على المصرين و بلغ من السن ثلاثا و خمسين، و يقال: ستا و خمسين.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، قال:

زياد بن سميّة ادّعى أبا سفيان و نسب إليه، أخو أبي بكرة لأمه، يكنى أبا المغيرة و ولد عام الهجرة، و استخلفه أبو موسى الأشعري على البصرة، ممن وفد على عمر بن الخطاب، و بعثه أبو موسى رسولا إلى عمر، كان يعد من الزهاد، توفي في سنة ثلاث و خمسين.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو علي بن المسلمة، أنا أبو الحسين الخلعي، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا الحسين بن علي القطان، نا إسماعيل بن عيسى القطان، نا أبو حذيفة، قال: قال عمر - يعني - لأبي موسى: إني لأعزم عليك لتسرحهما إلي، يعني أمية عقيلة و كاتبك زياد فسرح بهما أبو موسى إلى عمر، فلما قدما عليه أنزل عقيلة مع نسائه و أما زيادا فدخل عليه و كان لبيبا في زي العرب فلما نظر إليه عمر و رأى

ص: 166


1- الجرح و التعديل 539/2/1.
2- بالأصل:«أبو عمر» و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 294/4.

هيئة حسنة قال له: كم عطاؤك قال: اشتريت به مملوكا، فأعتقته فسرّ من كلامه عمر، ثم مسه فوجده عالما بالقرآن و أحكامه و فرائضه، فرده إلى أبي موسى و أمره بالوصاة به.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن عبد اللّه بن سيف، نا السري بن يحيى (1)،نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر عن زهرة، و محمد بن عمرو، قالا: و بعث - يعني أبا موسى - بالأخماس - يعني يوم جلولاء - مع قضاعي بن عمرو و أبي مفزّر (2) و الحساب مع زياد بن أبي سفيان، و كان الذي يكتب للناس و يدوّنهم، فلما قدموا على عمر كلّمه زياد فيما جاء له و وصف له، فقال عمر: هل تستطيع أن تقوم في الناس بمثل الذي كلمتني به، فقال: و اللّه ما على الأرض شخص أهيب في صدري منك، فكيف لا أقوى على هذا من غيرك ؟ فقام في الناس بما أصابوا و ما صنعوا، و ما يستأذنون فيه من الانسياح في البلاد، فقال عمر: هذا الخطيب المصقع فقال:

إنّ جندي (3) أطلقوا بالنعال لساننا

قال: و حدّثنا سيف عن محمد و طلحة و المهلب و عمرو قالوا (4):و لما رجع أبو موسى عن أصبهان بعد دخول الجنود الكور وفد هزم الربيع (5) أهل بيرود (6) و جمع السبي و الأموال فغدا على ستين غلاما من أبناء الدهاقين تنقّاهم و عزلهم و بعث بالفتح إلى عمر، و وفّد وفدا فجاءه رجل من عنزة فقال: اكتبني في الوفد، فقال كتبنا من هو أحق منك، فانطلق مغاضبا مراغما و كتب أبو موسى إلى عمر أن رجلا من عنزة، يقال له ضبة بن محصن كان من أمره، و قصّ قصته، فلما قدم الكتاب و الفتح و الوفد على عمر قدم العنزي فأتى محمد فسلم عليه، فقال: من أنت ؟ فأخبره، فقال: لا مرحبا و لا أهلا، قال: أما المرحب فمن اللّه، و أما الأهل فلا أهل، فاختلف إليه ثلاثا يقول له هذا، و يرد عليه هذا، حتى إذا كان اليوم الرابع، فدخل عليه، فقال [ما ذا نقمت على أميرك ؟ قال:

ص: 167


1- الخبر في تاريخ الطبري ط بيروت حوادث سنة 16(471/2).
2- بالأصل:«معرد» و في م: معرب و المثبت عن الطبري.
3- الطبري: جندنا.
4- الخبر في تاريخ الطبري حوادث سنة 23 (ج 556/2 ط بيروت).
5- هو الربيع بن زياد الحارثي.
6- بيروذ ناحية بين الأهواز و مدينة الطيب (ياقوت) و بالأصل: بيرود بالدال المهملة.

تنقى] (1) نيّفا و ستين غلاما من أبناء الدهاقين لنفسه، و له جارية تدعى عقيلة تغدّي جفنة و تعشّي جفنة و ليس منا رجل يقدر على ذلك، و له قفيزان و له خاتمان، و فوّض إلى زياد بن أبي سفيان - و كان زياد يلي أمور البصرة - و أجاز الحطيئة (2) بألف فكتب عمر كلما قال.

قال: و بعث إلى أبي موسى فلما قدم حجبه أياما، ثم دعا به و دعا ضبّة بن محصن، و دفع إليه الكتاب فقال: اقرأ ما كتب، فقرأ: أخذ ستين غلاما، فقال أبو موسى: دللت عليهم و كان لهم فدي ففديتهم، فأخذته فقسمته بين المسلمين، فقال ضبّة: و اللّه ما كذب و لا كذبت، فقال: له قفيزان، فقال أبو موسى قفيز (3) لأهلي أقوتهم، و قفيز في أيديهم للمسلمين يأخذون به أرزاقهم، فقال ضبّة: و اللّه ما كذب و لا كذبت، فلما ذكر عقيلة سكت أبو موسى فلم يعتذر، و علم أن ضبّة قد صدقه. فقال:

و زياد يلي أمور الناس و لا يعرف هذا ما يلي. فقال: وجدت له نبلا و رأيا، فأسندت إليه عملي، قال: و أجاز الحطيئة (4) بألف، قال: سددت فمه بمالي أن يشتمني قال: قد فعلت ما فعلت، فرده عمر فقال إذا قدمت فأرسل إليّ زيادا و عقيلة ففعل، فقدمت عقيلة قبل زياد و قدم زياد فأقام بالباب فخرج عمر و زياد قائم بالباب و عليه ثياب بياض كتان فقال: ما هذه الثياب ؟ فأخبره فقال: كم أثمانها؟ أخبره بشيء يسير و صدّقه، فقال له:

كم عطاؤك ؟ قال: ألفان، قال: ما صنعت في أول عطاء خرج ؟ قال: اشتريت به والدتي فأعتقتها، و اشتريت بالثاني ربيبي عبيدا فأعتقته قال: وفّقت فسأله عن الفرائض و السنن و القرآن فوجده فقيها، فردّه و أمر أمراء البصرة أن يسيروا برأيه و حبس عقيلة بالمدينة، و قال عمر: أ لا أن ضبة بن محصن العنزي غضب على أبي موسى في الحقّ أن أصابه، فارقه مراغما أن فاته أمر من أمور الدنيا فصدق عليه و كذب، فأفسد كذبه صدقه، فإياكم و الكذب فإن الكذب يهدي إلى النار، و كان الحطيئة قد لقيه فأجازه من غزاة بيروذ و كان أبو موسى قد ابتدأ غزاتهم و حصارهم حتى فلّهم، ثم جازهم، و وكّل بهم الربيع، ثم رجع إليهم بعد الفتح فولي القسم.

ص: 168


1- ما بين معكوفتين مكانها مطموس بالأصل، و العبارة استدركت عن الطبري.
2- بالأصل:«الخطبة» و الصواب عن الطبري.
3- القفيز مكيال، ثمانية مكاكيك، و المكوك مكيال يسع صاعا و نصفا.
4- بالأصل:«الخطبة» و الصواب عن الطبري.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أحمد بن علي بن يعقوب، أنا علي بن الحسن بن علي الجرّاحي، قال: و أنا الحسن بن الحسين بن العباس بن دوما، أنا جدي لأمي إسحاق بن محمد النعالي، قالا: أنا إسحاق بن عبد اللّه المدائني، نا قعنب بن المحرز بن قعنب، نا أبو نعيم قال: كتب زياد بن أبي سفيان لأبي موسى الأشعري، و لعبد اللّه بن عامر، و لعبد اللّه بن عباس، و للمغيرة بن شعبة ميل (1) على البصرة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: قال أبي و سمعت أبا نعيم يقول: كتب زياد بن أبي سفيان لأبي موسى الأشعري، و كتب لعبد اللّه بن عامر بن كريز، و كتب للمغيرة بن شعبة، و كتب لعبد اللّه بن العباس، كتب لهؤلاء كلهم على البصرة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو المعالي البقّال:

أخبرنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل الغلاّبي، نا أبي قال: قال أبو الحسن الكوفي: كتب زياد بن أبي سفيان لأربعة على البصرة: لأبي موسى الأشعري، و لعبد اللّه بن عامر بن كريز، و المغيرة بن شعبة، و لعبد اللّه بن العباس.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي (2)،نا أبو الحسين المهتدي.

و أخبرنا أبو الحسن محمّد بن محمّد، أنا أبي قالا: أنا أبو القاسم الصّيدلاني، قرأت على علي بن عمر الأنصاري، حدثكم الهيثم بن عدي، قال: كتب عن المجالد بن سعيد، فقال: كان زياد بن أبيه كاتب للمغيرة بن شعبة، و كتب لابن عبّاس.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (3)،نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا عبيد اللّه بن

ص: 169


1- كذا رسمها بالأصل و مهملة بدون نقط في م.
2- مهملة بالأصل و م، و الصواب ما أثبت و ضبط ، و قد مضى التعريف به.
3- بالأصل و م بالقاف خطأ، و الصواب ما أثبت بالفاء. و قد مرّ.

محمد بن أبي مسلّم الفرضي، أنا عثمان بن أحمد السماك، أنا إسحاق بن إبراهيم، أنا أبو محمد سفيان بن محمد المصّيصي، نا خالد بن يزيد، عن شبيب بن شبيب، عن أبي مسعود، قال: كان زياد بن عبيد (1) كاتبا لابن عباس على البصرة فأثرى فقال الشاعر فيه:

قد انطقت الدراهم بعد عيّ *** رجالا طال ما كانوا سكوتا

فما عادوا على جار بخير *** و لا رفعوا لمكرمة بيوتا

كذاك المال يجبر كل عيب (2) *** و يترك كل ذي حسب صموتا

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط ، قال (3):و قال الوليد - يعني ابن هشام - عن أبيه، عن جده (4) الحسن، قال: غزا ابن عامر على مقدمته عبد اللّه بن بديل الخزاعي، فأتى أصبهان و خلف على البصرة (5) زياد، قال (6):و قدم علي، فلما خرج من البصرة ولّى عبد اللّه بن عباس و استخلف زيادا، فبعث معاوية [عمرو] بن الحضرمي، ثم خرج ابن عباس إلى البصرة.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين (7) بن الفهم، نا محمد بن سعد، أنا أبو عبيد، عن مجالد، عن الشعبي، و غيره قالوا: أقام علي بعد وقعة الجمل بالبصرة خمسين ليلة، ثم أقبل إلى الكوفة و استخلف عبد اللّه بن عباس على البصرة، فلم يزل ابن عباس على البصرة حتى سار إلى صفّين، ثم استخلف أبا الأسود الديلي على الصلاة بالبصرة، و استخلف زيادا على الخراج و بيت المال و الديوان، و قد كان استكتبه قبل ذلك، فلم يزالا على البصرة حتى قدم من صفّين.

ص: 170


1- بالأصل و م: عبيد اللّه.
2- في مختصر ابن منظور: عبء.
3- تاريخ خليفة بن خياط ص 161 حوادث سنة 29 تحت عنوان فتح أصبهان.
4- في تاريخ خليفة: عن جده عن الحسن.
5- لفظة زياد سقطت من تاريخ خليفة.
6- تاريخ خليفة ص 199 و 201 تحت عنوان: تسمية عمال علي بن أبي طالب.
7- بالأصل و م:«الحسن» و الصواب عن سند مماثل.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أبو بكر بن بيري، نا السّري بن يحيى (1)،نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن محمد، و طلحة، قالا: و كان زياد بن أبي سفيان ممن اعتزل و لم يشهد المعركة - يعني يوم الجمل - قعد و كان في بيت نافع (2) بن الحارث، و جاء عبد الرحمن بن أبي بكرة في المستأمنين مسلما بعد ما فرغ من البيعة فقال له عليّ :

و عمك المتربص المتقاعد بي قال: و اللّه يا أمير المؤمنين إنه لك لوادّ و أنه على مسرّتك لحريص، و لكن بلغني أنه يشتكي، و أعلم لك علمه ثم آتيك و كتم عليا مكانه حتى استأمره فأمره أن يقبله فقال عليّ : امش أمامي فاهدني (3) إليه ففعل، فلما دخل عليه قال: تقاعدت عني و تربّصت بي و وضع يده على صدره، فقال: هذا وجع بيّن و اعتذر إليه زياد، فقبل عذره و استأثره و أراده على البصرة، فقال: رجل من أهل بيتك تسكن إليه الناس فإنه أجدر أن يطمئنوا و ينقادوا و سأكفيكه و أشير عليه فافترقا على ابن عباس رحمه اللّه و رجع إلى منزله.

و أمّر ابن عباس على البصرة، و ولّى زياد الخراج و بيت المال و أمر ابن عباس أن يسمع منه، و كان ابن عباس يقول استشرته عند هنة كانت من الناس فقال: إن كنت تعلم أنك على الحق و أنّ من خالفك على الباطل أشرت عليك بما ينبغي، و إن كنت لا تدري أشرت عليك بما ينبغي لك، فقال له: إني على الحق و إنهم على الباطل، فقال: اضرب بمن أطاعك من عصاك، و من ترك أمرك فكان أعزّ للإسلام أن يضرب عنقه و أصلح له فاضرب عنقه، فلما ولّى رأيت ما صنع و علمت أنه قد اجتهد لي رأيه.

أخبرني أبو عبد اللّه الحسين بن محمد، أنا عبد الواحد بن علي بن محمد بن فهد، أنا أبو الحسن بن الحمّامي، أنا أبو صالح القاسم بن سالم بن عبد اللّه الأخباري، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدثني أحمد بن ملاعب بن حبان، نا ورد بن عبد اللّه، نا محمد بن طلحة، عن الهجيع بن قيس، قال: كتب زياد إلى الحسن و الحسين و عبد اللّه بن عباس يعتذر إليهم في شأن حجر و أصحابه (4)،فأما الحسن فقرأ كتابه

ص: 171


1- الخبر في تاريخ الطبري حوادث سنة 36(224/5 ط دار القاموس الحديث - بيروت).
2- بالأصل: رابع و الصواب ما أثبت.
3- بالأصل:«فأهتدى» و المثبت عن الطبري.
4- انظر ما تقدم في كتابنا مقتل حجر و أصحابه.

و سكت، و أما الحسين فأخذ كتابه (1) و لم يقرأه، و أما ابن عباس فقرأ كتابه و جعل يقول: كذب كذب، ثم أنشأ يحدث قال: إني لمّا (2) كنت بالبصرة كبر الناس بي تكبيرة، ثم كبروا الثانية، ثم كبروا الثالثة، فدخل عليّ زياد فقال: هل أنت مطيعي يستقم لك الناس ؟ فقلت: ما ذا قال: أرسل إلى فلان و فلان و فلان - ناس من الأشراف - تضرب أعناقهم يستقم لك الناس. فعلمت أنه إنما صنع بحجر و أصحابه مثل ما أشار به عليّ .

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، أنا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط ، قال: و فيها - يعني سنة أربع و أربعين - كان من أمر معاوية، و زياد الذي كان (3).

أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد بن علي بن كرتيلا، أنا محمد بن علي بن محمد الخياط ، أنا أحمد بن عبيد اللّه بن الخضر، أنا أحمد بن طالب الكاتب، حدثني أبي أبو طالب عن علي بن محمد، حدثني محمد بن محمد بن مروان بن عمر القرشي، حدثني محمد بن أحمد - يعني أبا بكر الخزاعي-، حدثني جدي عن محمد بن الحكم، عن عوانة، قال: كان علي بن أبي طالب استعمل زيادا على فارس فلما أصيب علي و بويع معاوية احتمل المال و دخل قلعة من قلاع فارس تسمى قلعة زياد فأرسل معاوية حين بويع بسر بن أبي أرطأة يجول في العرب لا يأخذ رجلا عصى معاوية و لم يبايع له إلاّ قتله حتى انتهى إلى البصرة، فأخذ ولد زياد فيهم عبيد اللّه، فقال: و اللّه لأقتلنهم أو ليخرجن زياد من القلعة، فركب أبو بكرة إلى معاوية فأخذ أمانا لزياد و كتب كتابا إلى بسر بإطلاق بني زياد من القلعة حتى قدم على معاوية فصالحه على ألف ألف ثم أقبل فلقيه مصقلة بن هبيرة وافدا إلى معاوية فقال له: يا مصقلة متى عهدك بأمير المؤمنين ؟ قال: فأما أول قال كم أعطاك قال: عشرين ألفا، قال: فهل لك أن أعطيكها على أن أعجل لك عشرة آلاف و عشرة آلاف إذا فرغت على أن تبلغه كلاما؟ قال: نعم، قال: قل له إذا انتهيت إليه إياك زياد وافدا كلّ برّ العراق و بحره فجعلك فصالحته على ألفي ألف، و اللّه ما أرى الذي يقال لك إلاّ حقا، قال: نعم، ثم أتى معاوية ذلك، فقال له ذلك، فقال له معاوية: و ما يقال يا

ص: 172


1- في مختصر ابن منظور: فأخذ كتابه فمزقه و لم يقرأه.
2- بالأصل: ما.
3- كذا بالأصل و تاريخ خليفة بن خياط ص 207.

مصقلة، قال: يقال إنه ابن أبي سفيان، فقال معاوية إن ذلك ليقال ؟ قال: نعم، قال: أي قائلها إلا بما فزعم أنه بعد مصقلة العشرة آلاف الأخرى بعد ما ادّعاه معاوية.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبد اللّه بن كادش أنا أبو يعلى محمد بن الحسين، أنا إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل، أنا الحسين بن الفهم الكوكبي، نا عبد اللّه بن مالك، نا سليمان بن أبي شيخ، نا محمد بن الحكم، عن عوانة، قال: كانت سميّة لدهقان زيدورد (1) بكسكر (2) و كانت مدينة - و هي اليوم قرية - فاشتكى الدهقان، و خاف أن يكون بطنه قد استسقى، فدعا له الحارث بن كلدة الثقفي، و قد كان قدم على كسرى، فعالج الحارث الدهقان فبرأ فوهب له سمّية أم زياد، فولدت عند الحارث أبا بكرة و هو مسروح، فلم يقر به و لم ينفعه، و إنما سمي أبا بكرة لأنه نزل في بكرة مع مجلي العبيد من الطائف حين أمن النبي صلى اللّه عليه و سلم عبيد ثقيف، ثم ولدت سمية نافعا، فلم يقر بنافع. فلما نزل أبو بكرة إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم قال الحارث لنافع: إن أخاك مسروحا عبد و أنت ابني، فأقرّ به يومئذ، و زوجها الحارث غلاما له روميا يقال له عبيد، فولدت زيادا على فراشه. و كان أبو سفيان صار إلى الطائف فنزل على خمّار يقال له أبو مريم السّلولي، و كانت لأبي مريم بعد صحبة، فقال أبو سفيان لأبي مريم بعد أن شرب عنده: قد اشتدت به العزوبة، فالتمس لي بغيا قال: هل لك في جارية الحارث بن كلدة سميّة امرأة عبيد؟ قال: هاتها على طول ثدييها و ذفر إبطيها، فجاء بها إليه، فوقع لها فولدت زيادا فادّعاه معاوية. فقال يزيد بن مفرّغ لزياد:

تذكر هل بيثرب زيدورد *** قرى آبائك النّبط القحاح

قال عبد اللّه قال سليمان: و حدثنا محمد بن الحكم، عن عوانة، قال: لما توفي علي بن أبي طالب و زياد عامله على فارس، و بويع لمعاوية تحصن زياد في قلعة فسمّيت به، فهي تدعى قلعة زياد إلى الساعة، فأرسل زياد من صالح معاوية على ألفي ألف درهم، و أقبل زياد من القلعة فقال له زياد متى عهدك أمير المؤمنين ؟ فقال عام أول، قال: كم أعطاك ؟ قال: عشرين ألفا، قال: فهل لك أن أعطيك مثلها و تبلّغه كلاما؟ قال:

نعم، قال: قل له إذ أتيته: أتاك زياد و قد أكل برّ العراق و بحره فخدعك فصالحك على

ص: 173


1- بالأصل و م:«و قد ورد» و المثبت عن مختصر ابن منظور.
2- كسكر: كورة واسعة، قصبتها واسط القصبة التي بين الكوفة و البصرة (ياقوت).

ألفي ألف درهم، و اللّه ما أرى الذي يقال إلاّ حقا فإذا قال لك ما يقال ؟ فقل: يقال: إنه ابن أبي سفيان.

قال: أبي قائلها إلاّ إثما، قال: فادّعاه، فما أعطى (1) زياد مصقلة إلاّ عشرة آلاف درهم إلاّ بعد أن ادّعاه.

أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، و أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمد، قالا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن الضحاك بن علي الطيبي، أنا محمد بن عبد اللّه بن إبراهيم الشافعي، نا محمد بن غالب، نا حرب بن أمية بن بسطام، قال: و أنا الحسين بن سعيد الموصلي، أبو علي، نا معلى بن مهدي، قالا: نا يزيد بن زريع، نا حبيب بن الشهيد، عن ابن سيرين، عن أبي بكرة، قال: قال زياد لأبي بكرة أ لم تر أن أمير المؤمنين أرادني على كذا و كذا، و ولدت على فراش عبيد و استنهته و قد علمت أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«من ادّعى لغير أبيه فليتبوأ مقعده من النار» ثم جاء العام المقبل، و قد ادّعاه[4417].

قرأت على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمد عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمد بن القاسم الكوكبي، نا ابن أبي خيثمة، نا يحيى بن معين، نا ابن أبي عدي، عن ابن عون، عن محمد بن إسحاق، قال: كنا جلوسا عند أبي سفيان فخرج زياد فقال: ويل أمه لو كان له صلب قوم ينتمي إليهم.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمد بن المجلي، أنا أبو الحسين بن المهتدي، أنا الشريف أبو الفضل محمد بن الحسن بن محمد بن الفضل بن المأمون، نا أبو بكر محمد بن القاسم بن مشارك، ثنا أبو علي محمد بن علي بن زياد الجهبذ، نا أبو الفضل الرّبعي الهاشمي، نا أبو بكر محمد بن عمّار، عن عبد الرحمن بن كامل، عن أبي المهاجر القاضي، قال:

كان في زمان عمر بن الخطاب فتق (2) فبعث زياد بن أبيه إليه فرتق الفتق (3)

ص: 174


1- بالأصل و م: أعطاه، و الصواب عن مختصر ابن منظور.
2- رسمها و إعجامها مضطربان و لعل الصواب ما أثبت انظر مختصر ابن منظور، و الفتق: فتنة وقع فيها فرقة الجماعة و في الوافي بالوفيات أنه وقع فساد باليمن و اللفظة بدون إعجام في م.
3- بالأصل:«العتق ؟؟؟» انظر ما سبق و بدون إعجام في م أيضا.

و انصرف محمودا عند أصحابه مشكورا عند أهل الناحية، و دخل [على] عمر و عنده المهاجرين و الأنصار، فخطب خطبة لم يسمع مثلها حسنا، فقال عمرو بن العاص: للّه هذا الغلام لو كان أبوه قرشيا لساق العرب بعصاه، فقال أبو سفيان، و هو حاضر في المجلس، فقال: و اللّه إني لأعرف أباه و من وضعه في رحم أمه، فقال [علي:] (1) يا أبا سفيان اسكت فإنك لتعلم أنّ عمر إن سمع هذا القول منك كان سريعا إليك بالشرّ فأنشأ أبو سفيان يقول (2):

أما و اللّه لو لا خوف شخص *** يرانا يا عليّ من الأعادي

لأظهر أمره صخر بن حرب *** و لم تكن المقالة عن زياد

فقد طالت مجاملتي ثقيفا *** و تركي عندهم عرضا فؤادي (3)

فلما قلد علي الخلافة قلّد زياد بن أبيه فارس فضبطها و حمى قلاعها، و أباد (4)الأعداء بناحيتها، و حدّ أثره فيها، و اتصل الخبر بمعاوية فساءه ذلك، و عظم عليه، و كتب إلى زياد: أما بعد فإن العشّ الذي ربيت فيه معلوم عندنا، فلا تدع أن تأوي كما تأوي الطير في أوكارها، و لو لا و اللّه أعلم به لقلت ما قاله العبد الصالح: فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لاٰ قِبَلَ لَهُمْ بِهٰا، وَ لَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهٰا أَذِلَّةً وَ هُمْ صٰاغِرُونَ (5) و كتب في آخر كتابه:

للّه درّ زياد أيّما رجل *** لو كان يعلم ما يأتي و ما يذر

تنسى أباك و قد خفّت نعامته *** إذ يخطب الناس و الوالي لنا عمر

فافخر بوالدك الأدنى و والدنا *** إنّ ابن حرب له في قومه خطر

إن ابتهارك قوم (6) لا تناسبهم *** إلاّ بأمك عار ليس يغتفر

فاترك ثقيفا فإن اللّه باعدهم *** عن كلّ فضل به تعلو الورى مضر

فالرأي مطرف و العقل تجربة *** فيها لصاحبها الإيراد و الصدر

فلما ورد الكتاب على زياد قام في الناس فقال: العجب كل العجب من ابن آكلة

ص: 175


1- زيادة عن الوافي بالوفيات 10/15.
2- الأبيات في الاستيعاب 569/1 هامش الإصابة، و الوافي بالوفيات 11/15.
3- عجزه في المصدرين: و تركي فيهم ثمر الفؤاد.
4- بالأصل: و أثار» و المثبت عن المختصر، و في الاستيعاب: فضبط البلاد و حمى وجبى و أصلح الفساد.
5- سورة النمل، الآية:37.
6- المختصر: قوما.

الأكباد، و رأس النفاق، يخوفني بقصده إياي، و بيني و بينه ابن عم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في المهاجرين و الأنصار، أما و اللّه لو أذن في لقائه لوجدني أجمّ مجسّا، ضربا (1) بالسيف.

و اتصل الخبر بعلي عليه السلام، فكتب إلى زياد: أما بعد وليتك الذي وليتك، و أنا أراك له أهلا، و إنه قد كانت من أبي سفيان فلتة من أماني الباطل و كذب النفس لا توجب له ميراثا، و لا يحل له نسبا، و إنّ معاوية يأتي الإنسان من بين يديه، و من خلفه، و من عن يمينه، و من عن شماله، فاحذر، ثم احذر. و السلام (2).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدثني أبي، حدثنا هشام (4)،أنا خالد الحذاء، عن أبي عثمان، قال: لما ادّعى زياد لقيت أبا بكرة فقلت: ما هذا الذي صنعتم، إنّي سمعت سعد بن أبي وقاص يقول: سمعت أذناي من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو يقول:«من ادّعى أبا في الإسلام غير أبيه فالجنة عليه حرام»، قال أبو بكرة: و أنا سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم[4418].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي (5)،أنا أبو عمرو بن حمدان.

و أخبرنا أبو سهل بن سعدويه، و أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، أنا عبد اللّه بن مطيع، نا هشام، عن خالد الحذاء، عن أبي عثمان النهدي، قال: لما ادّعى زياد لقيت أبا بكرة، قال: فقلت: ما هذا الذي صنعتم ؟ فإني سمعت سعدا يحدث يقول: سمعت - و قال ابن المقرئ: سمع - أذناي و وعاه - و قال ابن المقرئ: و وعى - قلبي أن النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«من ادّعى أبا»، و قال ابن حمدان:- إلى أب - في الإسلام و هو يعلم أنه غير أبيه ما حرّم عليه الجنة، قال أبو بكرة: و أنا سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و في حديث فاطمة: لقيت أبا بكرة، فقلت[4419].

ص: 176


1- في المختصر: ضروبا بالسيف.
2- انظر كتاب علي إلى زياد، الاستيعاب 570/1 و أسد الغابة 120/2.
3- مسند الإمام أحمد 46/5.
4- كذا بالأصل و مسند أحمد 169/1 و في مسند أحمد 46/5 «هشيم».
5- مهملة بدون نقط بالأصل، و الصواب ما أثبت.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو محمد عبد اللّه بن الحسين، أنا يحيى بن محمد بن صاعد، نا أبو هشام، نا يحيى بن آدم، عن مفضل بن مهلهل، قال: كتب زياد إلى عائشة: من زياد بن أبي سفيان - و هو بريد أن تكتب إليه: ابن أبي سفيان، فيحتج بذلك - فكتبت إليه من عائشة أم المؤمنين إلى ابنها زياد (1).

أخبرنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر بن البنا، قالا: قرئ على أبي محمد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد (2)،أنا موسى بن إسماعيل، نا رجل من قريش يقال له محمد بن الحارث أن مرّة صاحب نهر مرّة أتى عبد الرحمن بن أبي بكر الصّدّيق، و كان مولاهم يسأله أن يكتب له إلى زياد في حاجة له فكتب: من عبد الرحمن إلى زياد، و نسبه إلى غير أبي سفيان، فقال: لا أذهب بكتابك هذا فيضرني (3)،قال: فأتى عائشة فكتبت له: من عائشة أم المؤمنين إلى زياد بن أبي سفيان،[قال:] فلما جاء بالكتاب قال له: إذا كان غدا فجئني بكتابك، قال: و جمع الناس، فقال: يا غلام اقرأه، قال: فقرأه، من عائشة أم المؤمنين إلى زياد بن أبي سفيان، قال: فقضى له حاجته.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمد، أنا محمد بن أحمد بن الحسن، أنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، أنا أبي، نا إسحاق بن منصور، عن الحكم بن عبد اللّه، عن قتادة [أن] (4) ابن عمر، و ابن سيرين، كانا يقولان: زياد بن أبيه.

أنبأنا أبو محمد بن الكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا تمام بن محمد، نا محمد بن سليمان، نا محمد بن (5)،حدثنا إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى، حدثني أبي عن جدي، قال: مرّ زياد بن سمية بن أبي سفيان و هو وال على البصرة بأبي العربان المخزومي و هو بمجلس فيه جماعة من قريش و هو مكفوف البصر،

ص: 177


1- بالأصل: زيادا.
2- طبقات ابن سعد 99/7-100.
3- بالأصل: فيضربني، و المثبت عن ابن سعد.
4- زيادة منا لازمة للإيضاح.
5- بياض قدر كلمة بالأصل و غير واضحة في م و رسمها:«العبر».

قال أبو العربان: ما هذه الجلبة، قالوا: زياد بن أبي سفيان، قالوا: و اللّه ما ترك أبو سفيان إلاّ يزيد و معاوية و عتبة و عنبسة و حنظلة و محمد، فمن أين جاء زياد؟ فبلغ معاوية كلامه، فكتب إلى زياد أن سد عنا و عنك هذا الكلب، فأرسل إليه زياد بمائتي دينار، فقال أبو العربان: وصل اللّه ابن أخي و أحسن جزاءه، قال: ثم مرّ به زياد من الغد، فسلم، فبكى أبو العربان، فقال: ما يبكيك ؟ قال: عرفت حزم صوت أبي سفيان في صوت زياد، فبلغ ذلك معاوية و كتب إليه:

ما لبتك الدنانير الذي رشيت *** إن لوثتك أبا العربان ألوانا

أمسى و ليس زياد في أرومته *** نكرا و أصبح ما يمرّ به عرفانا

للّه درّ زياد لو تعجلها *** كانت له دون ما يخشاه قرمانا

فلما قرئ كتاب معاوية على أبي العربان قال: اكتب يا غلام:

أخذت لنا صلة يعنى النفوس بها *** قد كدت بابن أبي سفيان تنسانا

أما زياد فلا أمر بنسبته *** و لا أريد بما حاولت بهتانا

من يسد خيرا يصبه حيث يفعله *** أو يسد شرا يصبه حيث ما كانا

كذا في هذه الحكاية، و فيها نظر، فإن حنظلة قتل يوم بدر كافرا، و يزيد مات في حياة أبيه أبي سفيان، فإن أراد بقوله ما ترك أبو سفيان أي ما ولد فقد أخلّ بذكر عمرو بن أبي سفيان، و إن (1) أراد ما خلف بعده فقد وهم، فإن يزيد و حنظلة تقدماه.

أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، نا أبو الحسن بن رزقويه (2)،أنا محمد بن يحيى بن عمر، نا علي بن حرب، نا سفيان، قال: كان عمر بن عبد العزيز إذا كتب إلى عماله فذكر زيادا فقال: إن زيادا (3) صاحب البصرة، و لا ينسبه.

أخبرنا أبو نصر محمد بن حمد الكبريتي، أنا أبو مسلم محمد بن علي بن محمد بن مهرابرد، أنا أبو بكر المقرئ، أنا أبو عروبة، نا إسحاق بن إبراهيم الصّوّاف، نا قريش بن أنس، نا شعبة، عن سعيد بن إبراهيم، عن سعيد بن المسيّب، قال: أول

ص: 178


1- بالأصل:«أدار» و في م: و أنا راد.
2- بالأصل و م: زرقويه.
3- بالأصل: زياد.

قضية ردت من قضاء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم علانية قضاء فلان في زياد.

قال: و نا ابن المقرئ، نا أبو عروبة، نا ابن بشار، نا ابن أبي عدي، و عبد الملك بن الصباح، قالا: ثنا شعبة، عن سعد (1) بن إبراهيم، عن سعيد بن المسيّب، قال: أول من رد قضاء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم دعوة معاوية.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمد، أنا أبو علي بن الصّوّاف، أنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي، نا محمد بن عبد اللّه الأسدي، نا سفيان بن عيينة، قال: سمعت (2) ابن أبي نجيح يقول: أول حكم ردّ من حكم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الحكم في زياد.

قال: و أنا أبي، نا أبو الحراب الضّبّي، نا يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن بعجة، قال: أول ذلّ دخل (3) على العرب قتل الحسين، و ادّعاء زياد.

أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه - فيما قرئ علي إسناده و ناولني إياه، و قال:

اروه عني - أنا أبو علي محمد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا القاضي (4)،نا محمد بن القاسم الأنباري، حدثني أبي، ثنا أبو بكر محمد بن أبي يعقوب الدّينوري، نا عبيد بن محمد الفيريابي، نا سفيان بن عيينة، نا عبد الملك بن عمير، قال: شهدت زياد بن أبي سفيان، و قد صعد المنبر فسلم تسليما خفيا و انحرف انحرافا بطيئا، و خطب خطبة بتيراء - قال ابن الفيريابي (5):و البتيراء التي لا يصلى فيها على النبي صلى اللّه عليه و سلم - ثم قال (6):إن أمير المؤمنين قد قال ما سمعتم، و شهدت الشهود بما قد علمتم، و إنما كنت امرأ حفظ اللّه مني ما ضيّع الناس، و وصل مني ما قطعوا، ألا إنّا قد سسنا و ساست (7)

ص: 179


1- مرّ قريبا: سعيد.
2- بالأصل و م:«سمعت ابن يحيى يحتج بقول» و فيه العبارة اضطراب و صوبناها عن مختصر ابن منظور 78/9.
3- بالأصل:«قال: أول دارحل» كذا و في م:«أول دل رجل»، و صوبنا العبارة عن المختصر.
4- الخبر في كتاب الجليس الصالح الكافي 256/3.
5- بالأصل و م: ابن أبي الفريابي.
6- في خطبة زياد البتراء انظر: الكامل للمبرد 268/1 عيون الأخبار 9/1 البيان و التبيين 62/2 العقد الفريد 6/5 و الأمالي للقالي 185/3 ببعض اختلاف بين الأصل و مصادر الخطبة.
7- في الجليس الصالح:«و ساسنا» و هو الظاهر.

السائسون، و جرّبنا و جرّبنا المجربون، و ولينا و ولي علينا الوالون. و إنا وجدنا هذا الأمر لا يصلحه إلاّ شدة في غير عنف، و لين في غير ضعف، و أيم اللّه إن لي لكم صرعى، فليحذر كل رجل منكم أن يكون من صرعاي، فو اللّه لآخذن البريء بالسقيم، و المطيع بالعاصي، و المقبل بالمدبر حتى تلين لي قناتكم، و حتى يقول الفائل:«انج سعد فقد قتل سعيد» (1).ألا ربّ فرح بإمارتي لن ينفعه، و رب كاره لها لن يضره، و قد كانت بيني و بين أقوام منكم دمن و أحقاد، و قد جعلت ذلك خلف ظهري، و تحت قدمي، فلو بلغني عن أحدكم أن البغض في قلبه ما كشفت له قناعا، و لا هتكت له سترا حتى يبدي صفحته، فإذا أبداها فلم أقله عثرته، ألا و لا كذبة أكثر شاهدا عليها من كذبة إمام (2)على منبر، فإذا سمعتموها مني فاغتمزوها فيّ ، فإذا وعدتكم خيرا أو شرا فلم أف به فلا طاعة لي في رقابكم، ألا و أيما رجل منكم كان مكتبة خراسان فأجله (3) سنتان ثم هو أمير (4) نفسه، و أيما رجل منكم كان مكتبه دون خراسان فأجله ستة أشهر، ثم هو أمير نفسه، و أيما امرأة احتاجت (5) تأتينا ثم نقاصه به، و أيما عقال فقدتموه من مقامي هذا إلى خراسان فأنا له ضامن.

فقام (6) إليه نعيم بن إبراهيم المنقري، فقال: أشهد لقد أوتيت الحكمة، و فصل الخطاب، فقال: كذبت أيها الرجل، ذاك داود نبي اللّه عليه السلام، ثم قام إليه الأحنف بن قيس، فقال: أيها الرجل إنما الجواد بشدّة و السيف بحدّه، و المرء بجدّه، و قد بلّغك جدّك ما ترى، و إنما الشكر بعد العطاء، و الثناء بعد البلاء، و لسنا نثني عليك حتى نبتليك فقال: صدقت.

ثم قام أبو بلال مرداس بن أديّة، فقال: أيها الرجل قد سمعت قولك، و اللّه لآخذن البريء بالسقيم و المطيع بالعاصي، و المقبل بالمدبر، و لعمري لقد خالفت ما حكم اللّه في كتابه أن يقول: وَ لاٰ تَزِرُ وٰازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرىٰ (7) فقال: أيها عني، فو اللّه ما أجد السبيل

ص: 180


1- انظر المثل في المستقصى للزمخشري 384/1.
2- الجليس الصالح: أمير.
3- عن الجليس الصالح و بالأصل: فاحكمه.
4- عن هامش الأصل.
5- في الجليس الصالح: و أيما امرأة احتاجت فإننا نعطيها عطاء زوجها ثم نقاصه به.
6- بالأصل: فأقام.
7- سورة فاطر، الآية:18.

إلى ما تريد أنت و أصحابك حتى أخوض الباطل خوضا، ثم نزل فقام مرداس بن أديّة و هو يقول (1):

يا طالب الخير نهر الجور معترض *** طول التهجد (2) أو فتك بجبّار

لا كنت إن لم أصم عن كل عاتبة *** حتى يكون بريق الجور (3) إفطاري

فقال له رجل: أصحابك يا [أبا] بلال شباب، فقال: شباب متكهلون في شبابهم ثم قال:

إذا ما الليل أظلم كابدوه *** فيسفر عنهم و هم سجود

فشرى و انجفل الناس معه، و كان قد ضيّق الكوفة على زياد، قال القاضي: قد روي لنا هذا الشعر في بعض أخبار الفوائد على غير هذه القافية و هو (4):

إذا ما الليل أظلم كابدوه *** فيسفر عنهم و هم ركوع

أطار الخوف نومهم فقاموا *** و أهل الأمن في الدنيا هجوع

قال القاضي: قول زياد إن هذا الأمر لا يصلحه إلاّ ما ذكره؛ قد سبق إلى معناه و لفظه عمر بن الخطاب، فذكر: من يلي شيئا من أمور المسلمين فقال: يكون قويا في غير عنف، لينا في غير ضعف، و في ضعف: لغتان بالضم و الفتح و قرأت القرآن (5) بهما في القرآن، و زعم بعض علماء اللغة وجه الكلام فيه أن يضم حيث [يكون] أعراب الكلمة فيه غير النصب، و يفتح مع النصب و استقصاء الكلام في هذا في موضعه من الكتب المؤلفة في علوم القرآن.

و قوله: قد كانت بيني و بين قوم منكم دمن (6) و أحقاد: الدّمن (7) و الأحقاد (8)، واحدها: دمنة، يقال: في نفسه دمنة و حسكة و غمر و سخيمة و صعق (9) و كتيفة و تجمع كتائف كقول الشاعر:

ص: 181


1- البيتان في ديوان شعر الخوارج ص 63 و القافية مرفوعة، و في الجليس الصالح كالأصل القافية مجرورة.
2- في ديوان الخوارج: طول التهجد إن لم يأت عبار.
3- ديوان الخوارج: الجور أمطار.
4- البيتان في الجليس الصالح 258/3-259.
5- في الجليس الصالح: القرأة.
6- بالأصل:«دين... و الدين» و الصواب ما أثبت عن الجليس الصالح.
7- بالأصل:«دين... و الدين» و الصواب ما أثبت عن الجليس الصالح.
8- في الجليس الصالح: الدمن: الأحقاد، بدون واو العطف، و هو أظهر.
9- الجليس الصالح: و ضغن.

أخوك الذي لا يملك الحسّ نفسه *** و يهتز عند المحفظات الكتائف (1)

و فيه و عل (2) في أسماء كثيرة.

و قوله: انج سعد فقد قتل سعيد. و كان ابنا ضبة إذ خرجا في بغاء إبل لهما، فرجع سعد و لم يرجع سعيد، فكان أبوهما إذا أقبل أحدهما يقول: أسعد أم سعيد (3) فأرسلها مثلا.

قرأت على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمد الواسطي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل، أنا محمد بن الحسين بن محمد، نا ابن أبي خيثمة، نا سليمان بن أبي شريح، نا عبد اللّه بن جعفر، عن مجالد، عن الشعبي، قال: دهاة العرب أربعة: معاوية بن أبي سفيان، و عمرو بن العاص، و المغيرة بن شعبة، و زياد، فأما معاوية فللأناة و الحلم، و أما عمرو فللمعضلات، و أما المغيرة بن شعبة فللمبادهة، و أما زياد فللصغير (4) و الكبير.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، نا محمد بن يزيد، نا محمد بن مراد الأشعري، نا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، نا مخلد، عن الشعبي، قال:

كان القضاة أربعة، و الدهاة أربعة، فأما القضاة: فعمر، و علي، و ابن مسعود، و زيد بن ثابت، و أما الدهاة: فمعاوية، و عمرو (5)،و المغيرة، و زياد.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (6)،نا أبو بكر الحميدي، نا سفيان، نا مخلد (7)،عن الشعبي، قال: سمعت قبيصة بن جابر يقول: صحبت عمر بن الخطاب فما رأيت رجلا أقرأ لكتاب اللّه، و لا أفقه في دين اللّه منه، و لا أحسن مدارسة منه،

ص: 182


1- البيت في اللسان كتف منسوبا للقطامي.
2- في الجليس الصالح: و فيه غلّ .
3- انظر مجمع الميداني 222/1 و الفاخر ص 48 و العسكري 155/1.
4- بالأصل و م: فالصغير، و المثبت عن مختصر ابن منظور.
5- بالأصل:«عمر» و الصواب ما أثبت عن م.
6- الخبر في كتاب المعرفة و التاريخ 457/1.
7- في المعرفة و التاريخ: مجالد بن سعيد عن الشعبي.

و صحبت طلحة بن عبيد اللّه فما رأيت رجلا أعطى الجزيل من مال اللّه عن غير مسئلة منه قال سفيان: و كان يسمى الفيّاض.

قال: و صحبت معاوية بن أبي سفيان، فما رأيت رجلا أثقل حلما، و لا أبطأ جهلا، و لا أبعد أناة منه، و صحبت عمرو بن العاص، فما رأيت رجلا أنصع طرفا - أو قال: أبين طرفا - و لا أحلم جليسا منه - فما رأيت رجلا أخصب تأدبا (1)،و لا أكرم جليسا، و لا أشبه سريرة بعلانية منه، و صحبت المغيرة بن شعبة، فلو أن مدينة لها ثمانية أبواب لا يخرج من باب منها إلاّ بمكر يخرج من أبوابها كلها.

أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن، أنا سهل بن بشر، أنا أبو الفرج عبد الوهاب بن الحسين بن عمر - بصور - أنا الحسين بن محمد العسكري، نا محمد بن العباس اليزيدي، نا الرياشي - يعني العباس بن الفرج-، نا العتبي، قال: قال الشعبي: ما رأيت أحدا يتكلم إلاّ أحببت أن يسكت مخافة أن ينقطع إلاّ زياد فإنه لا يخرج من حسن إلاّ إلى حسن.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا أبو الفضل الباقلاني، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي محمد بن أحمد، أنا محمد بن عثمان، نا محمد بن العلاء، نا جابر بن فرح الحمّامي، عن إسماعيل، عن مجالد، عن الشعبي، قال: ما رأيت أحدا أخطب من زياد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر، و محمد بن الحسن، و أحمد بن محمد العتيقي.

و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسن بن جعفر، قالوا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد بن صالح، نا أبي أحمد (2)،قال: زياد أمير البصرة تابعي، و لم يكن يتهم بالكذب.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي، أنا أبو محمد بن زبر، نا محمد بن الحسين الحربي، قال: سمعت الأصمعي

ص: 183


1- المعرفة و التاريخ: أخصب رفيقا.
2- تاريخ الثقات للعجلي ص 169.

يقول: مكث زياد على العراق تسع سنين لم يضع لبنة على لبنة، و لم يغرس شجرة.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبو يعلى.

و أخبرنا أبو السعود بن المجلي، أنا أبو الحسين بن المهتدي، قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا أبو عبد اللّه محمد بن مخلد العطار، قال: قرأت على علي بن عمرو الأنصاري، حدثكم الهيثم بن عدي، عن ابن عباس، قال: كان أول من جمع له المصران بالكوفة و البصرة زياد بن أبيه.

أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن بن علي البصري، أنا محمد بن علي بن أحمد بن إبراهيم، أنا أحمد بن إسحاق بن حرمان (1)،نا أحمد بن عمران بن موسى، نا موسى التّستري، نا خليفة العصفري (2)،حدثني الوليد بن هشام، عن أبيه، عن جده، و عبد اللّه بن المغيرة، عن أبيه، قالا: جمعت العراق لزياد سنة خمسين.

و كان (3) أبو موسى إذا غزا - يعني في ولايته على البصرة - لعمر استخلف عمران بن حصين، و ربما استخلف زيادا.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أحمد بن النّقّور، و عبد الباقي بن محمد بن غالب، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، ثنا عبيد اللّه بن عبد الرحمن السكري، نا زكريا بن يحيى المنقري، نا الأصمعي، نا سلمة بن بلال، عن أبي رجاء العطاردي، قال: ولي زياد البصرة في سنة خمس و أربعين و كان زياد يصيف بالكوفة و يشتو بالبصرة، و مات زياد بالكوفة و هو على المصرين: البصرة و الكوفة، فكان إذا غاب عن الكوفة استخلف سمرة بن جندب، و مات سنة ثلاث و خمسين، و مات قريبا من الكوفة في شهر رمضان.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، و أبو الحسين علي بن هبة اللّه بن عبد السلام، قالا: أنا أبو محمد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبّابة، أنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمد، نا محمد بن يزيد الكوفي، نا أبو بكر بن عياش، نا أبو إسحاق، قال: غزوت في زمن زياد ست غزوات أو سبع غزوات، قال: و مات زياد قبل معاوية و ما

ص: 184


1- كذا رسمها بالأصل و م، و في سند مماثل: أحمد بن إسحاق النهاوندي.
2- انظر تاريخ خليفة بن خيّاط ص 211 في حوادث سنة 50 تحت عنوان: جمع العراق لزياد.
3- تاريخ خليفة بن خياط : تسمية عمّال عمر بن الخطاب ص 154.

رأيت قط خيرا من زمن زياد، فقال له رجل: و لا زمن عمر بن عبد العزيز؟ فقال: ما كان زمن زياد إلاّ عرسا (1).

أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف، أنا إبراهيم بن عقبة الفقيه، و حدثنا أبو المعمّر المبارك بن أحمد الأنصاري، أنا المبارك بن عبد الجبار، أنا إبراهيم بن عمر الفقيه، و علي بن عمر [بن] الحسن، قالا: أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبيد اللّه بن عبد الرحمن بن محمد، نا عبد اللّه بن مسلمة بن قتيبة، قال: في حديث زياد أنه قال في خطبة له: قد طرفت أعينكم الدنيا، و شدّت مسامعكم للشهوات، أ لم يكن منهم نهاة تمنع الغواة من ذبح الليل و عبارة النهار، و هذه البرازق (2) فلم تزل بهم ما يرون من فتى مكر بأمرهم حتى انتهكوا الحريم، ثم أطرقوا وراءكم في مكانس الريب.

بلغني عن أبي الحسن المدائني: قوله: طرفت أعينكم الدنيا أي طمحت بأبصاركم إليها، و شغلتكم عن الآخرة يقال: امرأة مطروفة بالرجال إذا كانت تطمح إليهم (3)،و هذا رجل مطروف إذا كان لا يرى شيئا إلاّ علقه و لها عما في يديه، و يقال ليت شعري ما طرفك عني إذا استبطأته قال الشاعر:

و مطروفة العينين خفّاقة الحشا *** منعّمة كالرّيم طابت و طلّت (4)

طلّت أي مطرت، دعا لها بذلك.

و البرازق المواكب و الجماعات، و منه الحديث:«لا تقوم الساعة حتى يكون الناس برازيق»[4420] أي جماعات، و يقال: برازق و برازيق، كما يقال طواوس و طواويس، و يقال: أصل الحرف فارسي يروه قال الشاعر:

أرضا بها الثيران كالبرازق (5)

ص: 185


1- بالأصل: عرس.
2- بالأصل «البوارق» و الصواب ما أثبت، و سترد صوابا.
3- يعني أنها تصرف بصرها عن بعلها إلى سواه، فهي المرأة لا خير فيها، و قيل هي التي لا تثبت على رجل واحد (اللسان: طرف).
4- البيت في اللسان (طرف) بدون نسبة.
5- اللسان برزق، و البرازق واحدها برازق و برزق، و برزيق و الرجز منسوب في اللسان إلى عمارة، و بعده فيه: كأنما يمشين في البلامق.

قوله: أطرقوا وراءكم في مكانس الرّيب يريد استتروا (1) بكم، و المكانس جمع مكنس، و أصله موضع الظبي من أصل الشجرة التي يقال لها كنس الظبي، فهو كانس إذا دخله، و يقال له كناس أيضا.

و قال في حديث زياد أنه قال على المنبر: إن الرجل يتكلم بالكلمة لا يقطع بها ذنب عنز مصور لو بلغت إمامه سفك دمه.

بلغني عن أبي الحسن المدائني، قال أبو زيد: المصور من المعز خاصة و جمعها مصائر، و هي التي انقطع لبنها إلاّ قليلا و مثلها الضأن الجدود (2).

قال الأصمعي: إنما قيل لها مصور لأنه يتمصّر لبنها قليلا قليلا، و المصر و القطر الحلب بإصبعين أو ثلاث فإن حلبتها بالكف فقد صففتها و هو من الصفّ ، و أما الصّبّ فهو الحلب بأطراف الأصابع، و أراد زياد أن الرجل ليتكلم بالكلمة لا تنفعه و لا يجترئ عليها، و فيها ضربت عنقه لو بلغت سلطانه و لمثل هذا قيل مقتل الرجل بين فكيه.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف.

و أنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم عنه، نا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمد بن أحمد الفرضي، نا محمد بن يحيى الصولي، نا العلائي، نا العتبي، قال: خطب زياد الناس فتكلم بشعر و هو لا يريده، فقال:

ألا ربّ مسرور بنا لا يسرّه *** و آخر يخشى ضرّنا لا نضرّه

ألا و إن الناس منصرفون بمشيئة اللّه، فهم من بين واقف و ماضي، و متسخّط و راضي، و كلّ إلى أجل و كتاب يصير إلى عقاب و ثواب.

أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمد، أنا أبو القاسم علي بن محمد بن أبي العلاء، أنا أبو محمد بن أبي نصر، نا عمي أبو علي محمد بن القاسم بن معروف، نا ابن بكر، نا أحمد بن الخليل، نا ابن عبيدة - يعني عمر بن شبّة (3)-، نا الصلت، نا أحمد، حدثني سليمان بن صالح، حدثني عبد اللّه بن يونس، عن الزّهري،

ص: 186


1- كذا بالأصل، و في اللسان (كنس): و المعنى: اشتروا في موضع الريبة.
2- بالأصل: الحدود بالحاء المهملة، و المثبت عن اللسان.
3- بالأصل: شيبة، و الصواب ما أثبت، و قد مضى التعريف به.

قال: سمعت رجلا من أهل الرأي يقول:

سمعت زيادا (1) على المنبر يقول: إنّ أكذب الناس من قام على رأس مائة ألف فكذّبهم، إني و اللّه لا أعدكم خيرا إلاّ أنجزته لكم، و لا شرا إلاّ أنجزته لكم، و لا أعاقبكم بذنب حتى أتقدم إليكم فيه، فاتّقوا غضب السلطان، فإنه يغضبه ما يغضب الوليد، و يأخذ أخذ الأسودة، و له ملك مؤجّل فإذا انقضت مدته كشفه اللّه عنكم.

أخبرنا أبو العزّ السلمي - إذنا و مناولة، و قرأ علي إسناده، و قال: اروه عني - أنا محمد بن الحسين، نا المعافى بن زكريا، نا محمد بن الحسن بن دريد، نا أبو حاتم، عن أبي عبيدة، عن يونس، قال:

كان زياد إذا ولى رجلا عملا قال له: خذ عهدك و سر إلى عملك، و اعلم أنك مصروف رأس سنتك و انك تصير إلى أربع خلال، فاختر لنفسك، إنّا إن وجدنا [ك] أمينا ضعيفا استبدلناك لضعفك، و سلّمتك من معرتنا أمانتك، و إن وجدناك قويا خائنا استهنا بقوتك، و أحسنّا على خيانتك أدبك، و أوجعنا ظهرك، و ثقلنا غرمك، و إن جمعت علينا الحرمين جمعنا عليكم المصرين، و إن وجدناك أمينا قويا زدنا في عملك، و رفعناك ذكرك و كثّرنا مالك و أوطأنا عقبك.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم، أنا محمد بن علي بن حبيش، نا الحسن بن علي بن نصر، نا محمد بن عبد الكريم، نا الهيثم بن عدي، نا ابن عياش، نا الشعبي، حدثني عجلان مولى زياد، و كان حاجبه، قال:

كان زياد إذا خرج من منزله مشيت أمامه إلى المسجد، فإذا دخل مشيت أمامه إلى مجلسه، فدخل مجلسه ذات يوم فإذا هو بهرّ في زاوية فذهبت أزجره، فقال: دعه فأرب ماله، ثم صلّى الظهر، ثم عاد إلى مجلسه ثم صلّى العصر فعاد إلى مجلسه، كلّ ذلك يلاحظ الهرّ، فلما كان قبل غروب الشمس خرج جرذ فوثب إليه فأخذه فقال زياد: من كانت له حاجة فليواظب عليها مواظبة الهرّ فظفر بها.

قال: و حدثني عجلان، قال:

قال لي زياد: أدخل علي - ويحك - رجلا عاقلا قال: قلت لا أعرف من تعني،

ص: 187


1- بالأصل: زياد.

قال: لا يخفى العاقل في وجهه وقّده. فخرجت فإذا أنا برجل حسن الوجه مديد القامة، فصيح اللسان، قلت: ادخل، فدخل، فقال زياد: يا هذا إني قد أردت مشورتك في أمر فما عندك، قال: أنا حاقن و لا رأي لحاقن قال: يا عجلان، أدخله المتوضأ. قال: ثم خرج قال له: ما عندك فقال: إني جائع و لا رأي لجائع، فقال: يا عجلان ائت بطعام، فأتى به فقال: سل عما بدا لك فما سأله عن شيء إلاّ وجد عنده منه بعض ما يريد، فكتب إلى عماله: لا تنظروا في حوائج الناس و أحد منكم حاقن أو جائع.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، و أبو المعالي الحسين بن حمزة بن الشّعيري، قالا: أنا أبو (1) الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي، أنا أبو بكر الخرائطي، نا أبو جعفر العبدي، قال: قال أبو الحسن (2) المدائني: لما ولي زياد العراق صعد المنبر فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال: أيها الناس إني قد رأيت خلالا ثلاثا نبذت إليكم فيهن النصيحة: رأيت إعظام ذوي الشرف، و إجلال أهل العلم، و توقير ذوي الانسان. و إني أعاهد اللّه عهدا: لا يأتيني شريف بوضيع لم يعرف له حق شرفه إلاّ عاقبته، و لا يأتيني كهل بحدث لم يعرف له حق فضل سنّه على حداثته إلاّ عاقبته، و لا يأتيني عالم بجاهل لاحاه في علمه ليهجّنه عليه إلاّ عاقبته، فإنما الناس بأشرافهم و علمائهم و ذوي أنسابهم.

أخبرنا أبو الحسن (3) علي بن المسلّم، أنا علي (4) بن المسلم، أنا علي بن غنائم بن عمر المالكي.

و أخبرنا عاليا أبو القاسم علي بن إبراهيم، قالا: أنا سليم بن أيوب الرازي الفقيه.

أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب الهمداني، قالا: أنا أبو أحمد عبيد اللّه بن محمد بن أحمد الفرضي، نا أبو بكر محمد بن يحيى الصّولي، نا محمد بن يزيد المبرّد، قال: قال العتبي عن أبيه، قال زياد:

ثلاثة لا يستخفّ بهم: عامل السلطان، و العالم، و الصديق، فإنه من استخفّ

ص: 188


1- سقطت من الأصل و كتبت اللفظة بين السطرين.
2- بالأصل: أبو الحسين.
3- بالأصل: أبو الحسين.
4- كذا ورد الاسم بالأصل مكررا.

بالسلطان أفسد دنياه، و من استخفّ بالعالم أفسد دينه، و من استخفّ بالصديق أفسد مروءته.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا أبو محمد الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا إسماعيل بن يونس، نا الرياشي، عن مؤرّج، قال:

قيل لزياد: من المحظوظ المغبوط عندكم ؟ قال: من طال عمره و رأى في عدوه ما يسره.

و قيل لمعاوية: ما الحظ؟ قال: ما أقعص عنك ما تكره.

قال: و حدثنا أحمد بن مروان، نا أحمد بن علي، نا الأصمعي، قال: قدم على زياد نفر من الأعراب، فقال خطيبهم: أصلح اللّه الأمير نحن و إن كانت ترغب بنا أنفسنا إليك، و أنضينا ركابنا نحوك التماسا لفضل عطائك، عالمون بأنه لا مانع لما أعطى اللّه و لا معطي لما منع اللّه، و إنما أنت أيها الأمير خازن، و نحن رائدون، فإن أذن لك فأعطيت حمدنا اللّه، و إن لم يؤذن لك فأمسكت حمدنا اللّه، ثم جلس فقال زياد: باللّه ما رأيت كلاما أبلغ و لا أوجز، و لا أنفع في عاجله منه ثم أمر لهم بما يصلحهم.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا الحسن بن عيسى بن المقتدر، نا أبو العباس أحمد بن منصور اليشكري، نا ابن دريد، عن أبي حاتم، عن العتبي، قال:

كان زياد يغدّي و يعشّي إلاّ يوم الجمعة فإنه كان يعشّي و لا يغدّي، و كان لا يطعم طعاما إلاّ مع العامة فأتاه يوما مولاه.... (1) فوضعها على مائدته فأمسك ليؤتى العامة بمثلها، فلما أبطأ قال: ما هذه ؟ قال: لم يكن عندنا ما يسع العامة فأمر بها فرفعت، ثم لم يقدم حتى وضعوا للعامة مثلها، و أبطأ يوما بالغداء و عنده ناس من الدهاقين ينظر في أمورهم، فقال المحسن بن شعبة الضّبّي، و كان أكولا مهذارا ألاغداء برده (2) و رفع بها صوته، فقال بعض الدهاقين بالفارسية: بأى ديون ابتلينا بهؤلاء الكلاب، ففهمها زياد، فقال: بكفرك و جرأتك على اللّه. و قال للمحسن: لا تعد لمثل هذا و دعا بالغداء فتغدا، و كان قبيح الوجه نهما، فقال له زياد يوما و همّ يتغدى معه كم

ص: 189


1- لفظتان غير واضحتين و في م:«قبل شهده».
2- كذا و في م:«الا عدا يرده».

لك من الولد؟ قال: سبع بنات، قال: فأين جمالهن من جمالك ؟ قال: أنا أجمل منهن و هن آكل مني، فقال زياد: ما ألطف ما سألت و أتحف بناته بالعطاء، فقال المحسن:

إذا كنت مرتاد السماحة و الندى *** بادر زيادا أو أخا لزياد

يجبك امرؤ يعطي على الحمد ماله *** إذا ظن بالمعروف كل جواد

هما أدركا أمر البرية بعد ما *** تفانوا و كادوا يصبحون كعاد

و ما لي لا أثني عليكم و إنما *** طريفي من معروفكم و تلادي

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن اللاّلكائي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني محمد بن الحسين، حدثني الحميدي عن سفيان قال: أتى زياد رجل (1) فأمر به ليقتل، فلما أحسن الرجل بالموت قال: ائذنوا لي أتوضأ و أصلّي ركعتين فأموت على توبة لعلّي أنجو من عذاب اللّه، قال زياد: ما يقول، قالوا: يقول كذا و كذا، قال: دعوه فليتوضأ و ليصلّ ما بدا له، قال: فتوضأ و صلّى كأحسن ما يكون فلما قضى صلاته أتى به ليقتل، فقال له زياد: هل استقبلت التوبة ؟ قال: أي و الذي لا إله غيره فخلّى سبيله.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو عبد اللّه محمد بن علي بن الحسين بن سكّينة (2)الأنماطي، أنا أبو الفتح محمد بن فارس بن محمد بن محمود العوذي العطشي، أنا محمد بن حفص بن أحمد العسكري، نا أبو بكر عبد اللّه بن محمد بن عبيد بن أبي الدنيا، نا علي بن الحسين، عن علي بن قادم، قال: سمعت شعبة بن الحجاج يقول:

قال زياد: ما حمدت نفسي في أمر قط عقدت فيه عقدة ضعف، و لا لمت نفسي في أمر قط عقدت فيه عقدة الحزم، و لا حدّثت نفسي بأمر قط فحدّثت به غيري حتى أصير إليه، قال علي: فقال أبو مريم عبد الغفار بن القاسم.... (3) لك يذكر مثل هذا الكلام عن زياد.

أخبرنا أبو القاسم الحسيني، أنا رشأ بن نظيف، أنا أبو محمد المصري، أنا أبو بكر أحمد بن مروان، نا يوسف بن الضحاك، نا هشام بن عبد الملك، قال: قال

ص: 190


1- كذا، و الظاهر: برجل.
2- ضبطت اللفظة عن تبصير المنتبه 687/2.
3- كلمة غير واضحة بالأصل و رسمها في م: سوه.

سفيان بن عيينة، قال زياد: ليس العاقل الذي يحتال للأمر إذا وقع فيه، و لكن العاقل الذي يحتال للأمر ألاّ يقع فيه.

أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن أحمد المقرئ، أنا أبو القاسم علي بن محمد الفقيه، أنا عبد الرحمن بن عبيد اللّه بن عبد اللّه الحرفي (1)،أنا أحمد بن سليمان بن الحسن النّجّاد، نا ابن أبي الدنيا، حدثني محمد بن يونس القرشي، نا أبو سفيان القرشي، قال: قال زياد: إن (2) مما يجب للّه عز و جل على ذي النعمة بحق نعمته ألاّ يتوصل بها على معصيته.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرحمن، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين، أنا أبو محمد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي.

و أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن عبد الملك المؤذن، أنا أبو الحسين علي بن محمد بن السّقّا، نا أبو العباس محمد بن يعقوب، قالا: نا عباس بن محمد، نا يحيى بن معين، نا علي بن الحسن بن سفيان:

أخبرنا سفيان بن عيينة، قال: أخبرني أبو حمزة اليماني، قال: قال المغيرة بن شعبة: لحديث من عاقل أحب إليّ من الشهد بماء رصفه.

قال علي بن الحسن بن رشيق، فأخبرني عبد اللّه بن المبارك، عن (3) سفيان بن عيينة، عن أبي حمزة اليماني، قال: فبلغ ذلك زيادا فقال:... (4) فلهو أحب إليّ من رثيئة (5) فثئت بسلالة ثغب في يوم ذي وديقة ترمض فيه الآجال.

قال علي بن الحسن: فسروه عن عبد اللّه:... (6) من رثيئة فثئت هو اللبن يحلب من الليل ثم يحلب عليه من النهار، و الثغب العين التي يخرج أو قال يجري على

ص: 191


1- انظر ترجمته في سير الأعلام 411/17.
2- بالأصل: إنما.
3- بالأصل و م: عن أبي سفيان.
4- كلمة غير واضحة بالأصل و رسمها في م: الدال.
5- بالأصل: رشه، و المثبت عن اللسان «رثأ» و الرثيئة: اللبن الحليب يصب عليه اللبن الحامض فيروب من ساعته.
6- لفظتان غير واضحتين رسمهما:«أحلى الصا؟؟؟» كذا و في م:«أحله الطار؟؟؟».

الحجارة ليس فيها طين. قال يحيى: الوديقة: الحرّ الشديد.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن الفضل، أنا عبد الغافر محمد بن الفارسي، أنا أبو سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم الخطابي، قال في حديث زياد أنه بلغه قول المغيرة بن شعبة: لحديث من عاقل أحب إليّ من الشهد بماء رصفة. فقال زياد: أ كذلك هو، فلهو أحب إليّ من رثيئة فثئت بسلالة من ماء ثغب في يوم ذي وديقة ترمض فيه الآجال.

أخبرناه أبو الأعرابي (1)،أنا عباس الدوري، نا يحيى بن معين، نا علي بن الحسن بن شقيق، نا ابن المبارك عن شقيق، عن أبي حمزة اليماني: الرّصفة الحجارة التي قد رصفت بعضها على بعض، و تجمع على الرصفات قال بشر بن أبي حازم:

كان مدامه من أذرعات *** كبيت لونها لون الرعاف

على أبياتها.... (2) *** أحالته السحابة في الرصاف

و الرثيئة: لبن حليب يصبّ على لبن حامض و مثله المرضّة قال الشاعر:

إذا شرب المرضّة قال: أوكي *** على ما في سقائك قد روينا (3)

و العتق كسرك الحار بالبارد، و النّغب مستنقع الماء في صحن، و سلالته: ماؤه، و كل ما سلّ من شيء و استخرج منه فهو سلالة و لذلك سميت النّطفة سلالة، قال اللّه تعالى: وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسٰانَ مِنْ سُلاٰلَةٍ مِنْ طِينٍ (4) و الوديقة حر الظهائر، قال ذو الرمة (5):

إذا كافحتنا نفحة من وديقة *** ثنينا برود العصب فوق المراعف

و الآجال: جمع إجل و هو جماعة البقر الوحشية، و مثله الربوب اسم جماعة لا واحد له من لفظه، و يرمض يحترق من شدة حر الرمضاء.

ص: 192


1- كذا بالأصل و م، و ثمة سقط في السند.
2- بالأصل و م: على أبياتها صر؟؟؟ صرمرن ؟؟؟.
3- البيت في اللسان (رضض) و نسبه لابن أحمر، من ثلاثة أبيات.
4- سورة المؤمنون، الآية:12.
5- البيت في ديوانه ص 384.

و قال أبو سليمان في حديث زياد: لما ولي البصرة أمر بهدم المواخير، المواخير بيوت الخمارين، و أصله فارسي، كأنه قيل مى خور، فعرب، قال جرير أو الفرزدق:

فما في كتاب اللّه هدم ديارنا *** بتهديم ماخور خبيث مداخله (1)

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسين، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن سعيد بن محارب بن عمر الإصطخري، نا أبو خليفة، نا أبو حاتم، عن أبي عبيدة معمر بن المثنى، قال: قال رجل في مجلس (2) يونس: قال عمر بن الخطاب ذات يوم: لئن بقيت لأمنعن فروج العربيات إلاّ من الأكفاء، فقال يونس: رحم اللّه عمر، لو أدرك تلاعب زياد و بنيه لساءه ذلك.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي، أنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النّقّور، و أبو منصور عبد الباقي بن محمد بن غالب بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر محمد بن عبد الرّحمن بن العباس، نا أبو محمد عبيد اللّه بن عبد الرّحمن بن محمد بن عيسى السكري، نا زكريا بن يحيى المنقري، نا محمد بن معاوية الرمادي، نا أبي، قال: قال زياد: لا يمنعني قلبك ما عندي عن المصير على كثير ما ينوبني.

أخبرنا أبو الحسن (3) بن قبيس (4)،أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو محمد بن زبر، نا محمد بن يونس، ثنا الأصمعي، حدثني أبي قال: قال زياد: ما جلست مجلسا قط إلاّ تركت منه ما لو أخذته لكان لي، و ترك بعض ماله أحبّ إلي من أخذ ما ليس لي.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن

ص: 193


1- البيت في ديوان جرير ط بيروت ص 364 و برواية:«تهديم دارنا» و هو من قصيدة طويلة يجيب الفرزدق مطلعها: أ لم تر أن الجهل أقصر باطله و أمسى عماء قد تجلت مخايله
2- بالأصل: المجلس، و الصواب عن مختصر ابن منظور.
3- بالأصل و م: أبو الحسين.
4- بالأصل و م:«قيس» و الصواب ما أثبت، و اسمه علي بن أحمد بن منصور، أبو الحسن بن قبيس، الفقيه المالكي الغسّاني، انظر فهارس شيوخ ابن عساكر، و فهارس الأسانيد (المطبوعة 416/7 و المطبوعة: عاصم - عائذ).

العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، أنا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن السكري، نا زكريا بن يحيى المنقري، نا الأصمعي، نا محمد بن حرب الرمادي، عن أبيه، قال: قال سلم بن زياد: قال زياد: لأني لآتي المجلس فادع مالي مخافة أن أدفع عني ما ليس هو لي.

قال: و قال زياد إنه ليعجبني من الرجل إذا أتى مجلسا أن (1) يعلم أن يكون مجلسه منه.

قال: و ثنا المنقري عن العتبي: أخبرنا أبو عبد الرّحمن الرمادي، عن أبيه، قال:

قال زياد: أكرم الناس مجلسا من إذا أتى مجلسا عرف قدره فجلس مجلسه، و إذا ركب دابة حملها على ما يريد، و لا يدعها تحمله على ما تريد.

قال: و حدثنا المنقري، ثنا العتبي، حدثني أبي، قال زياد: و لو أن لي عشرة دراهم لا أملك غيرها ما تركت نائبة يلزمني فيها حق لقلة مالي، و لو أن لي مائة ألف و لي بعير أجرب ما ضيعته لكثرة مالي.

قال: وثنا المنقري، نا محمد بن معاوية الزيادي، نا أبي، قال: قال زياد: لا يمنعني قليل ما عندي عن الصبر على كثير ما ينوبني.

و قال: و حدثنا المنقري، نا الأصمعي، نا محمد بن حرب الرمادي، حدثني أبي، قال: قال زياد لجلسائه من أغبط الناس عيشا؟ قالوا الأمير و جلساؤه، فقال: ما صنعتم شيئا، إن لأعواد المنبر هيبة و إن لقرع لجام البريد لفزعة، و لكن أغبط الناس رجل له دار لا يجري عليه كراؤها، و له زوجة صالحة قد رضيته و رضيها فهما راضيان بعيشهما، لا يعرفنا و لا نعرفه، فإنه إن عرفنا و عرفناه أتعبنا ليله و نهاره، و أذهبنا دينه و دنياه.

أنبأنا أبو القاسم العلوي، و أبو الوحش المقرئ، عن رشأ بن نظيف، أنا محمد بن جعفر النحوي، نا أبو القاسم الحسن بن محمد، نا محمد بن خلف، أنا عبد اللّه بن شبيب، نا ابن عائشة، حدثني إسماعيل بن ذكوان، قال: قلت لعبيد اللّه بن الحسن: إن زيادا قال يوما لأصحابه: من أسعد الناس ؟ قالا: الأمير، قال: كلا لصعود المنبر روعات و لكن أسعد الناس رجل له مسكن يملكه و قوت من معاش لا يعرفنا و لا

ص: 194


1- كذا، و لعله: أين.

يعرفه، فإنا إن عرفنا أضررنا بدينه و دنياه، و أسهرنا ليله و أتعبنا نهاره، فقال عبيد اللّه بن الحسن: من أراد أن يسمع كلاما من درّ فليسمع هذا الكلام.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد، أنا أبو البركات أحمد بن عبد اللّه بن طاوس.

أخبرنا أبو القاسم بن عبيد اللّه بن أحمد الصّيرفي، أنا أبو علي الحسن بن الحسين بن حمكان، ثنا محمد بن أبي زكريا الفقيه، و أبو إسحاق المزكي، قالا: ثنا ابن خزيمة الفقيه، نا المزكي، قال: سمعت الشافعي يقول: تعلموا النحو فإنه و اللّه يزري بالرجل أن لا يكون فصيحا، و لقد بلغني أن رجلا دخل على زياد ابن أبيه، فقال له:

أصلح اللّه الأمير إن أبينا هلك، و إنّ أخينا غصبنا على ما خلفه لنا. فقال له زياد: ما ضيّعت من نفسك أكثر مما ضاع من (1) مالك (2).(3) أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم، أنبأ أبو الفرج سهل بن بشر، أنا أبو الفرج عبد الوهّاب بن الحسين بن عمر، نا الحسين بن محمّد بن عبيد، نا محمّد بن العباس اليزيدي، نا الرياشي، و هو العباس بن الفرج، نا العتبي، قال: قال زياد: ما من كلام إلاّ له عندي جواب، فقال له رجل: أ يسرّك أنك من الحور العين ؟ قال: إن من السكوت جوابا، و إنّ جواب هذا الكلام السكوت.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي في كتابه عن أبي عثمان الصابوني، أنبأ أبو القاسم بن حبيب، أنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن محمد، قال: سمعت أبا عبد اللّه محمد بن زكريا بن دينار الغلاّبي يقول: سمعت العباس بن الفرج الرياشي يقول عن العتبي قال:

قال زياد: ما من كلام إلاّ له عندي جواب، فمر به مجنون و سمع ذلك منه فقال له:

أ يسرّك أنك من الحور العين ؟ فتحير و بهت ثم قال: إن من السكوت جوابا، و انّ جواب هذا الكلام السكوت.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنبأ أبو علي بن الصّوّاف، نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي، نا

ص: 195


1- بالأصل: ممالك، و المثبت عن م.
2- بعدها في م كتب: آخر الجزء الحادي و السبعين بعد المائة.
3- قبلها كتب في م: بسم اللّه الرحمن الرحيم أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه اللّه قال:

الفضل بن دكين، عن عمرو بن ثابت، عن أبيه، قال: أول من أخذ الناس بملك الأعاجم زياد.

قال: و نا أبي، نا إسحاق بن منصور، عن أبي كدينة (1)،عن أبي إسحاق، عن يحيى بن وثاب، قال: أول من جلس على المنبر في العيدين و أذن فيهما زياد.

قال: و نا أبي، ثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن الأعمش، عن إبراهيم، قال:

أول من أحدث الفتح على الإمام زياد، كان يقوم بهم فأمر رجلا يفتح عليه.

أخبرنا أبو العزّ بن كادش - فيما قرأ عليّ إسناده و أذن لي فيه، و ناولني إياه - أنا أبو علي محمد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا، نا الحسين بن القاسم الكوكبي، نا عبد الرّحمن بن محمد، نا الأصمعي، عن ابن أبي عروبة، قال: أملى زياد علي كتابه، كتابا إلى معاوية و سها زياد قال: هذا الرجل عمران بن الفضل البرجمي فكتب الكاتب، قال: فلما وصل الكتاب إلى معاوية كتب إلى زياد: ذكرت في كتابك عمران بن الفضل، و لم يذكر لهذا الكلام ما يتصل به فسأل الكاتب، فقال: أنت أمليته، قال زياد حديث نفس فلا تكتبوا كتابا إلاّ جعلتم له نسخة، و كان أول من وضع النسخ.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن، أنا عبد الملك بن محمد، أنا محمد بن أحمد بن الصّوّاف، نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي نا الفضل بن دكين، نا موسى بن قيس، عن سلمة بن كهيل، قال: أول من وطئ على سماح الإسلام زياد.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا الحميدي، قال: قال سفيان: سأل معاوية زيادا: أي الناس أبلغ ؟ قال: أنت يا أمير المؤمنين، قال: أعزم عليك، قال: فإذا عزمت عليّ عائشة، فقال معاوية: ما فتحت بابا قط تريد أن تغلقه إلاّ غلقته، و لا أغلقت بابا قط تريد أن تفتحه إلاّ فتحته.

أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد بن علي بن كرتيلا، أنا أبو بكر محمد بن علي بن

ص: 196


1- ضبطت بالتصغير عن تقريب التهذيب، و اسمه يحيى بن المهلب البجلي (تهذيب التهذيب و تقريب التهذيب).

محمد الخياط ، أنبأ أحمد بن عبد اللّه بن الخضر، أنبأ أحمد بن أبي طالب علي بن محمد، حدثني أبي أبو طالب، حدثني محمد بن مروان بن عمر القرشي، نا محمد بن أحمد بن سليمان الخزاعي، عن سليمان بن أبي شيخ، عن محمد بن الحكم، عن الحكم بن عوانة، قال: وفد زياد إلى معاوية و معه أشراف أهل العراق فزجر به ابن حنيق العبادي فقال:

قد علمت ضامرة الجياد *** أن الأمير بعده زياد

فلم يصل زياد إلى معاوية حتى أتاه الخبر، و ما قال ابن حنيق و إقرار زياد بذلك - و معاوية يربص لابنه ما يربص من الخلافة - ثم أذن للناس، فأخذوا مجالسهم ثم دخل زياد فلم يدعه إلى مجلس حتى قام له رجل من أهل العراق فجلس في مجلس فحمد اللّه معاوية، و أثنى عليه، ثم قال: هذه الخلافة أمر من أمر اللّه، و قضاء من قضاء اللّه، و انها لا تكون لمنافق، و لا لمن صلى خلف (1) إمام منافق - يعرّض بزياد - حتى عرف زياد و قام الناس، حتى إذا كان الليل أرسل معاوية إلى حضين (2) بن المنذر الذّهلي، فدعاه و أدناه حتى كان قربيا منه ثم أجلسه، و ألقيت تحته وسادة، ثم قال له معاوية: بلغني أن لك عقلا و رأيا و علما بالأمور، فأخبرني: ما فرّق بين هذه الأمة من سفك دمائها و شق عصاها و فرّق ملأها؟ قال: قتل أمير المؤمنين عثمان، قال: ما صنعت شيئا، قال مسير عليّ إلى عائشة و طلحة و الزبير، و مسير علي إليك و قتالكم بصفّين، و الذي كان بينكم من سفك الدماء و الاختلاف. قال: ما صنعت شيئا، قال: فأخبرني يا أمير المؤمنين، فحمد اللّه معاوية، ثم قال: إن اللّه أرسل رسوله بالهدى، و دين الحق، فدعا الناس إلى الإسلام، فعمل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بكتاب اللّه عز و جل حتى قبضه اللّه و عصمه بالوحي، ثم استخلف المسلمون أبا بكر، فكان أفضل من تعلم و تعلمون، فعمل أبو بكر بكتاب اللّه و سنة رسوله، حتى قبضه اللّه إليه، ثم استخلف أبو بكر على المسلمين عمر، فعمل بكتاب اللّه و سنة رسوله، و سنة أبي بكر، حتى أصاب عمر من قضاء اللّه ما أصابه، فخيّر بين ستة فجعلها شورى، و لم يجب إلاّ بجعلها بينهم، و كانوا خير من تعلم على الأرض، فلما جلسوا لها و تنازعوها دعا كل رجل منهم إلى نفسه، فقال عبد الرّحمن:

ص: 197


1- بالأصل: خلفه و المثبت عن م.
2- بالأصل و م:«حصين» و المثبت عن المختصر.

أيكم يخرج منها و يستخلف فأبى القوم - و كان أزهدهم فيها - فقلدوها إياه فاستخلف عثمان، فما زال كل رجل من أهل الشورى يطمع فيها، و يطمع له فيها أحباؤهم حتى وثبوا على عثمان فقتلوه، و اختلفوا بينهم حتى قتل بعضهم بعضا فهذا الذي سفك دماء هذه الأمة و شق عصاها و فرّق ملأها.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه - إذنا و مناولة، و قرأ عليّ إسناده - أنبأ أبو علي محمد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا (1)،نا أحمد بن الحسن الكلبي، نا محمد بن زكريا، أنا عبد اللّه بن الضّحّاك نا هشام بن محمد، عن أبيه قال: كان سعيد بن سرح مولى حبيب بن عبد شمس شيعة لعلي بن أبي طالب، فلما قدم زياد الكوفة واليا عليها أخافه، و طلبه زياد فأتى الحسن بن علي، فوثب زياد على أخيه و ولده و امرأته فحبسهم، و أخذ ماله و هدم داره، فكتب الحسن إلى زياد: من الحسن بن علي إلى زياد، أما بعد فإنك عمدت إلى رجل من المسلمين له ما لهم و عليه ما عليهم، فهدمت داره و أخذت ماله و عياله فحبستهم، فإذا أتاك كتابي هذا فابن له داره، و اردد عليه عياله و ماله، فإني قد أجرته فشفّعني فيه، فكتب إليه زياد: من زياد بن أبي سفيان إلى الحسن بن فاطمة، أما بعد فقد أتاني كتابك تبدأ فيه بنفسك قبلي، و أنت طالب حاجة، و أنا سلطان و أنت سوقة، كتبت إلي في فاسق لا يؤويه إلاّ مثله، و شرّ من ذلك توليه أباك (2)،و إياك و قد علمت أنك قد آويته إقامة منك على سوء الرأي، و رضا منك بذلك، و أيم اللّه لا تسبقني به و لو كان بين جلدك و لحمك. و إن نلت بعضك غير رفيق بك و لا مرع عليك، فإن أحبّ لحم إليّ آكله للحم الذي أنت منه، فأسلمه بجريرته إلى من هو أولى به منك، فإن عفوت عنه لم أكن شفّعتك فيه، و إن قتلته لم أقتله إلاّ بحبه إياك.

فلما قرأ الحسن عليه السلام الكتاب تبسم و كتب إلى معاوية يذكر له حال ابن سرح و كتابه إلى زياد فيه و إجابة زياد إياه و لفّ كتابه في كتابه و بعث به إلى معاوية، و كتب الحسن إلى زياد: من الحسن بن فاطمة إلى زياد بن سميّة:«الولد للفراش و للعاهر الحجر»، فلما وصل كتاب الحسن إلى معاوية و قرأ معاوية الكتاب ضاقت به الشام و كتب

ص: 198


1- الخبر في الجليس الصالح الكافي 160/3 و قارن بما ورد في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 18/16.
2- عن الجليس الصالح و بالأصل: إياك.

إلى زياد: أما بعد فإن الحسن بن علي بعث بكتابك إليّ جواب كتابه إليك في ابن سرح، فأكثرت التعجب منك، و علمت أن لك رأيين: أحدهما من أبي سفيان و الآخر من سميّة. فأما الذي من أبي سفيان فحلم و حزم، و أما رأيك من سميّة فما يكون رأي مثلها؟ و من ذلك كتابك إلى الحسن تشتم أباه و تعرض له بالفسق، و لعمري لأنت أولى بالفسق من الحسن، و لأبوك إذ كنت تنسب إلى عبيد أولى بالفسق من أبيه، و إن الحسن بدأ بنفسه ارتفاعا عليك، و ان ذلك لم يضعك، و أما تركك تشفيعه فيما شفع فيه إليك فحظ دفعته عن نفسك إلى من هو أولى به منك، فإذا قدم عليك كتابي فخلّ ما في يدك لسعيد بن سرح، و ابن له داره، و لا تعرض له، و اردد عليه ماله. فقد كتبت إلى الحسن أن يخبر صاحبه إن شاء أقام عنده، و إن شاء رجع إلى بلده، ليس لك عليه سلطان بيد و لا لسان. و أما كتابك إلى الحسن باسمه، و لا تنسبه إلى أبيه، فإن الحسن ويلك من لا يرمى به الرّجوان (1) أ فإلى أمه وكلته، لا أم لك هي فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و تلك أفخر له إن كنت تعقل. و كتب في أسفل الكتاب:

تدارك ما ضيّعت من بعد خبرة (2) *** و أنت أريب بالأمور خبير

أ ما حسن بابن الذي كان قبله *** إذا سار سار (3) الموت حيث يسير

و هل يلد الرئبال إلاّ نظيره *** فذا حسن شبه له و نظير

و لكنه لو يوزن الحلم و الحجا *** برأي لقالوا فاعلمنّ ثبير

قال الغلاّبي: قرأت هذا الخبر على ابن عائشة، فقال: كتب إليه معاوية [حين] (4)وصل كتاب الحسن في أول الكتاب الشعر و الكلام بعده.

قال المعافي: و الرئبال ولد الأسد، و قول معاوية: من لا يرمى به الرجوان، يعني: تثنية الرجاء، و هو الجانب و الناحية و جمعه أرجاء، قال اللّه عز و جل: وَ الْمَلَكُ عَلىٰ أَرْجٰائِهٰا (5)،و العرب تقول: فلان لا يرمى به الرّجوان أي لا يستهان به،

ص: 199


1- الرجا: الناحية و يمدّ، و هما رجوان و الجمع أرجاء (قاموس).
2- في الجليس الصالح: جرأة.
3- بالأصل: شان، و المثبت عن الجليس الصالح.
4- الزيادة عن الجليس الصالح.
5- سورة الحاقة، الآية:17.

و يستضعف (1) منزله فيطرح و يرمى به، كما قال الشاعر:

فلا يرمى بي الرّجوان أني *** أقلّ القوم من يغني مكاني (2)

و أما قوله: تدارك ما ضيعت (3) فإنه حرّك الكاف في الأمر لأنه أراد النون الخفيفة كما قال الشاعر:

اضرب عنك الهموم طارقها *** ضربك بالسيف قونس الفرس (4)

أراد اضربن [فحذف النون].

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن بن البنا، فيما قرئ عليهما، عن أبي تمام علي بن محمد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا محمد بن القاسم بن جعفر الكوكبي، نا ابن أبي خيثمة، قال: قال علي بن محمد بن أبي سيف المدائني، كان راشد الهجري يقول بعد سنة خمسين و زيادا أمير على البصرة: حججت فأتيت المدينة فقلت للحسين استأذن لي على أمير المؤمنين، قال: أ و ليس قد مات، قلت: لا و اللّه ما مات و أنه يتنفس بنفس حي و يعرق تحت الدثار الثقيل، فبلغ الخبر زيادا فقتله و صلبه على باب داره.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر محمد بن هبة اللّه، أنا محمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا الحميدي، نا سفيان، نا عمرو، قال:

قال لي أبو الشعثاء: كان زياد أقبل لأهل دينه ممن يخالفه هواه من الحجاج، و كان الحجاج أعمّ بالقتل هاهنا و هاهنا.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، و علي بن عبد السيد بن محمد بن عبد الواحد، و أبو العباس أحمد بن علي بن الحسن بن نصر بن الباحمشي، و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، قالوا: أنبأ أبو محمد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبّابة، نا أبو القاسم البغوي، نا شيبان بن فروخ، نا سلام بن مسكين، نا أبو عتّاب، عن الحسن، عن

ص: 200


1- في الجليس الصالح: و تستضعف منزلته.
2- البيت في اللسان (رجا).
3- تقرأ بالأصل: صنعت، و المثبت عن الجليس الصالح، و قد مرّت اللفظة في متن الخبر.
4- البيت في اللسان (قنس و هول) و انظر نوادر أبي زيد ص 165 و سر الصناعة 93/1. و بالأصل:«قرش ؟؟؟ القرش» صوبنا عجزه عن الجليس الصالح، و المصادر السابقة.

أبي برزة الأسلمي، أنه دخل على زياد فقال: إن من شر الرّعاء الحطمة، فقال له: اسكت فإنك من نخالة أصحاب محمد صلى اللّه عليه و سلم، فقال: يا للمسلمين و هل كان لأصحاب محمد صلى اللّه عليه و سلم نخالة ؟ بل كانوا لبابا، بل كانوا لبابا، و اللّه لا أدخل عليك ما كان فيّ الروح.

أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن سهل بن عمرة [و] (1) أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي (2)،أنبأ أبو أحمد محمد بن محمد الحاكم، أنا محمد بن مروان، نا هشام بن عمّار، نا سعيد، نا إسماعيل، عن إسماعيل الأودي، عن ابنة معقل، قال (3):جاء زياد بن أبي سفيان إلى معقل بن يسار فقيل: هذا الأمير على الباب، فقال: لا يدخل علي أحد غير الأمير، فدخل، فألقيت له وسادة فنظر إلى أبي فقال: يا معقل ألاّ تزودنا منك شيئا؟ كان اللّه ينفعنا بأشياء نسمعها منك، فقال:

إني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«ليس من والي (4) يلي أمة قلّت أو كثرت لم يعدل فيهم إلاّ أكبه اللّه عز و جل في جهنم» فأطرق ساعة ثم قال: شيئا سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أو من وراء وراء؟ قال: بل سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم[4421].

أخبرنا أبو الفتح محمد بن علي بن عبد اللّه المصري، أنا أبو عبد اللّه محمد بن عبد العزيز بن محمد الفارسي، أنا أبو محمد بن أبي شريح، نا يحيى بن محمد بن صاعد، نا الفضل بن سهل، و سليمان بن توبة النهرواني، قالا: نا يحيى بن أبي بكير، حدثنا شعبة بن يونس ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، و علي بن عبد السيد بن محمد، و أبو العباس أحمد بن علي بن الحسن، و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، قالوا: أنا أبو محمد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبّابة، أنا أبو القاسم البغوي، أنا علي بن سهل، نا يحيى بن أبي بكير، نا شعبة، عن يونس، زاد علي بن سهل بن عبيد، عن الحسن أن عائذ بن عمرو قال لزياد: كان يقال شر الرعاء الحطمة (5) فإياك أن تكون منهم، فقال له زياد: إنك من نخالة أصحاب محمد صلى اللّه عليه و سلم.

ص: 201


1- زيادة لازمة منا.
2- بالأصل: الجيزرودي، خطأ و في م:«الجدروعى ؟؟؟».
3- كذا.
4- كذا بالأصل و م.
5- انظر اللسان حطم، مثل، انظر المستقصي للزمخشري 129/2 و مجمع الأمثال للميداني 363/1.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الحسن بن فهد، أنبأ أبو الحسن بن الحمّامي، أنبأ أبو صالح القاسم بن سالم الأخباري، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدثني أحمد بن إبراهيم، نا حجاج بن محمد، نا أبو معشر، قال: كان حجر بن عدي رجلا من كندة، و كان عابدا، قال: فلم يحدث قط إلاّ توضأ و لم يهرق ماء إلاّ توضأ، و ما توضأ إلاّ صلّى، و كان مع علي بن أبي طالب في زمانه، فلما قتل علي و كانت الجماعة على معاوية اعتزل حجر و ناس من أصحابه و زياد معهم نحو أرض فارس، فقال بعضهم لبعض: ما تصنعون نحن وحدنا و الجماعة على معاوية ؟ أرسلوا رجلا يأخذ لنا الأمان من معاوية، فاختاروا زيادا اختيارا فأرسلوه إلى معاوية، فأخذ لهم الأمان، و بايعوا على سنة اللّه و سنة رسوله صلى اللّه عليه و سلم و العمل. بطاعته فأعجب معاوية عقل زياد، فقال: يا زياد هل لك في شيء؟ أعترف أنك أخي، و أؤمرك على العراق ؟ قال: نعم.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي:

أخبرنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، أنا عبد اللّه بن أحمد، نا محمد بن إسماعيل، حدثني طلق بن غنّام، نا شريك، نا قدامة أبو زائدة، عن ابن أبي مليكة، قال: إني لأطوف مع الحسن بن علي، فقيل له:

قتل زياد فساءه ذلك، فقلت: و ما يسوؤك ؟ قال: إنّ القتل كفارة لكلّ مؤمن.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر، و ابن عمه، أبو نصر محمد بن الحسن، قالا: أنا الوليد بن بكر، أنبأ علي بن أحمد بن زكريا بن الخصيب، أنا صالح بن أحمد، حدثني أبي، نا أبو نعيم، حدثنا سفيان، نا يونس، عن الحسن، قال: بلغ الحسن بن علي أن زيادا يتتبّع شيعة علي بالبصرة فيقتلهم فقال: اللّهم لا تقتلن زيادا و أمته حتف أنفه، فإنه كان يقال إن في القتل (1) كفارة.

أخبرني أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الحسن بن فهد، أنا علي بن أحمد المقرئ، أنا القاسم بن سالم بن عبد اللّه، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، نا أحمد بن ملاعب بن حبان، نا ورد بن عبد اللّه، نا محمد بن طلحة، عن أبي عبيدة بن الحكم، عن

ص: 202


1- بالأصل:«الصلاة» و الصواب عن م و انظر مختصر ابن منظور 88/9.

الحسن بن علي، قال: أتاه قوم من الشيعة فجعلوا يذكرون ما لقي حجر و أصحابه و جعلوا يقولون: اللّهم اجعل قتله بأيدينا، فقال الحسن: مه لا تفعلوا، فإن القتل كفارات، و لكن أسأل اللّه أن يميته على فراشه.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن الفضل، أنبأ أبو بكر أحمد بن الحسين ح.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمد بن هبة اللّه، قالوا: أنبأ أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا سعيد بن أسد، نا ضمرة، عن ابن شوذب، قال: بلغ ابن عمر أن زيادا كتب إلى معاوية: إني قد ضبطت العراق بشمالي و يميني فارغة يسأله أن يوليه الحجاز و العروض - يعني بالعروض اليمامة و البحرين - فكره ابن عمر أن يكون في سلطانه فقال: اللّهم إنك تجعل في القتل كفارة لمن شئت من خلقك فموتا لابن سمية لا قتل، قال: فخرج في إبهامه طاعونة فما أتت عليه إلاّ جمعة حتى مات، فبلغ ابن عمر موته، فقال: إليك يا ابن سميّة، لا الدنيا بقيت لك و لا الآخرة أدركت (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني أبي، عن هشام بن محمد، حدثني أبو المقوّم الأنصاري بخبر ابن ثعلبة عن أمه عائشة عن أبيها عبد الرحمن بن السائب، قال: جمع زياد أهل الكوفة فملأ منهم المسجد و الرحبة و القصر ليعرضهم على البراءة من علي، قال عبد الرحمن: فإني لمع نفر من الأنصار و الناس في أمر عظيم فهوّمت تهويمة (2) فرأيت شيئا أقبل طويل العنق مثل عنق البعير أهدب، أهدل (3)،فقلت: ما أنت ؟ قال: أنا النّقّاد ذو الرقبة، بعثت إلى صاحب هذا القصر، فاستيقظت فزعا، فقلت لأصحابي: هل رأيتم ما رأيت ؟ قالوا: لا، فأخبرتهم، قال: و يخرج علينا خارج من القصر فقال: إن الأمير يقول لكم: انصرفوا عني فإني عنكم مشغول. و إذا الطاعون قد ضربه، فأنشأ عبد الرحمن بن السائب يقول:

ص: 203


1- انظر الخبر باختلاف في الاستيعاب 574/1 و سير الأعلام 496/3 و الوافي 13/15.
2- التهويم و التهوم: هزّ الرأس من النعاس (القاموس).
3- الأهدل: الساقط الشفة العليا.

ما كان منتهيا عما أراد بنا *** حتى تناوله النّقّاد ذو الرقبة

فأثبت الشق منه ضربة ثبتت *** كما تناول ظلما صاحب الرحبة

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنبأ أبو الحسين عبد الغافر بن محمد، قال: قال:

أنا أبو سليمان الخطابي في حديث زياد: أنه لما أراد أهل الكوفة على البراءة من علي جمعهم فملأ منهم المسجد و الرحبة، قال عبد الرحمن بن السائب: فإني لمع نفر من الأنصار و الناس في أمر عظيم إذ هوّمت تهويمة، فذنج (1) شيء أقبل طويل العنق أهدب أهدل، فقلت: ما أنت ؟ فقال: النّقّاد ذو الرقبة، بعثت إلى صاحب القصر، فاستيقظت، فإذا الفالج قد ضربه.

حدثنيه أحمد بن عبدوس، عن ابن أبي الدنيا، حدثني أبي عن هشام بن محمد، حدثني أبو المقوّم الأنصاري، عن عبد الرحمن بن السائب.

التهويم أن يأخذ الرجل النعاس حتى يخفف برأسه، يقال: هوم الرجل و تهوّم، و قوله ذنج شيء، هكذا قال ابن عبدوس بالجيم، و لست أدري ما هو، و أحسبه غلطا و هو بالحاء أشبه بالكلام، و الذنج: الدفع كأنه يريد هجوم هذا الشخص و إقباله، و قد يحتمل أن يكون ذلك شيخ أي عرض من الشيوخ فغلط به بعض الرواة فقلب السين، زاد الأهدب: الطويل أشعار العينين، و الأهدل: الساقط الشفة السفلى، و بعير هدل إذا كان طويل المشفر مسترخيه، فأما الأجدل فالمائل العنق، قال الراجز:

خذلاء كالرق نحاة الماخض

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النّقّور، و أبو منصور عبد الباقي بن محمد بن غالب، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، ثنا أبو محمد عبيد اللّه بن عبد الرحمن السكري، نا زكريا بن يحيى المنقري، نا الأصمعي، نا جرير بن حازم، عن محمد بن الزبير الحنظلي، عن قيل مولى زياد قال: ولي زياد العراق خمس سنين، و مات سنة ثلاث و خمسين بالثوية (2) بجانب الكوفة، و قد توجّه يريد الحجاز واليا عليها، و كان موته لأربع خلون من شهر رمضان.

ص: 204


1- اللفظة غير مقروءة بالأصل، و رسمها فذنج، كذا و في م:«ففرنح».
2- بالفتح ثم الكسر و ياء مشددة، و يقال: الثوية بلفظ التصغير، موضع قرب الكوفة.(ياقوت).

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر محمد بن هبة اللّه، أنا علي بن محمد بن عبد اللّه، أنبأ الحسين بن صفوان، أنا عبد اللّه بن محمد بن عبيد بن سفيان، حدثني أبي، عن هشام بن محمد، قال: قدم الهيثم بن الأسود على زياد بعهده على الحجاز و هو بتلك الحال، فقيل له: هذا الهيثم بالباب معه عهدك على الحجاز، فقال: ويحكم ما أصنع بالهيثم و ما معه، و اللّه لشربة من ماء أسيغها أحبّ إليّ من الهيثم، و ما جاء به.

قال: و نا عبد اللّه بن محمد، قال: و حدثني أبو زيد النميري، نا الأصمعي، أنا ابن أبي الزناد، قال: لما حضرت زيادا الوفاة، قال له ابنه: يا أبة قد هيأت لك ستين ثوبا أكفنك فيها، قال: يا بني قد دنا من أبيك لباس خير من هذا أو سلب شيء.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أحمد بن محمد، و عبد الباقي بن محمد، قالا: أنا أبو طاهر، نا عبيد اللّه بن عبد الرحمن، نا زكريا بن يحيى، نا الأصمعي، نا ابن أبي الزناد، قال: لما حضرت زياد الوفاة، قال له ابن له: يا أبة قد هيأت لك ستين ثوبا أكفنك فيها، فقال: يا بني قد دنا من أبيك لباس خير من هذا، أو سلب شيء.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني شفاها، أنا أبي أبو الحسين، أخبرني أبو الميمون - يعني أحمد بن محمد بن بشر بن مامية القرشي الدمشقي، حدثني محمد بن إدريس الشافعي، قال: أوصى زياد فقال: هذا ما أوصى به زياد بن أبي سفيان حيث أتاه من أمر اللّه ما ينتظر، و من قدرته ما لا ينكر، أوصى أنه يشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، شهادة من عرف ربه، و خاف دينه (1)،و أن محمدا عبده و رسوله صلى اللّه عليه و سلم، و أوصى أمير المؤمنين، و جماعة المسلمين بتقوى اللّه حقّ تقاته، و لا يموتن إلاّ و هم مسلمون، و أن يتعاهدوا كبير أمرهم و صغيره، فإن الثواب في الكبير على قدره في التحمل له، و الصبر غير قليل في حاجتهم إليه و طاعتهم اللّه فيه، و ان اللّه جعل لعباده عقولا عاقبهم بها على معصيته، و أثابهم على طاعته، فالناس بين محسن بنعمة اللّه عليه و مسيء بخذلان اللّه إياه، و للّه النعمة على المحسن، و الحجة على المسيء، فما أحق من تمت نعمة اللّه عليه في نفسه، و رأى العبرة في غيره، بأن يضع الدنيا بحيث وضعها اللّه، فيعطي ما عليه منها، و لا يتكثّر بما ليس له فيها، فإن الدنيا دار لا سبيل إلى بقائها، و لا بد من لقاء اللّه،

ص: 205


1- كذا، و في مختصر ابن منظور 89/9 ذنبه.

فأحذركم اللّه الذي حذركم نفسه، و أوصيكم بتعجيل ما أخرت العجزة حتى صاروا إلى دار ليست لهم منها أوبة و لا يقدرون فيها على توبة، و أنا أستخلف اللّه عليكم، و أستخلفه منكم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن بشران، أنبأ أبو علي بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني زكريا بن يحيى، عن عبد السلام بن مطهّر، عن جعفر بن سليمان، عن عبد ربه عن أبي كعب الجرموزي، أن زيادا لما قدم الكوفة، قال: أي أهل الكوفة أعبد؟ قيل: فلان الحميري، فأرسل إليه فأتاه فإذا سمت و نحو، فقال زياد: لو مال هذا مال أهل الكوفة معه، فقال له: إني بعثت إليك لخير، قال: قال: إني إلى الخير لفقير، قال: بعثت إليك لأنولك و أعطيك على أن تلزم بيتك فلا تخرج ؟ قال سبحان اللّه! و اللّه لصلاة واحدة في جماعة أحبّ إليه من الدنيا كلها، و لزيارة أخ في اللّه، و عيادة مريض أحب إليّ من الدنيا كلها، فليس إلى ذلك سبيل، قال: فاخرج و صلّ في جماعة وزر إخوانك، و عد المريض، و الزم شأنك، قال:

سبحان اللّه أرى معروفا لا أقول فيه ؟ أرى منكرا لا أنهى عنه ؟ فو اللّه لمقام من ذلك واحد أحبّ إليّ من الدنيا كلها، قال: يا أبا فلان، قال جعفر: أظن الرجل أبا المغيرة، فهو السيف، قال: السيف، فأمر به فضربت عنقه، قال جعفر: فقيل لزياد و هو في الموت أبشر قال: كيف و أبو المغيرة بالطريق ؟!.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، ثم حدثنا أبو الفضل محمد بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمد بن علي، قالوا: أنا أبو أحمد، - زاد أحمد، و محمد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل، قال (1):قال عبد اللّه بن محمد، نا وهب بن جرير، نا أبي، نا محمد بن الزبير الحنظلي، عن فيل (2) مولى زياد قال: قتل حجر بن الأدبر، و ملك زياد العراق خمس سنين، ثم مات سنة ثلاث و خمسين.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد، قالت: أنبأ أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم، نا محمد بن جعفر، نا عبيد اللّه بن سعد الزهري، قال:

ص: 206


1- التاريخ الكبير للبخاري 140/4 في ترجمة فيل مولى زياد.
2- غير واضحة بالأصل، و رسمها بالأصل و م:«قيل» و الصواب عن البخاري.

قرأت بخط عمي يعقوب بن إبراهيم: مات زياد بن أبي سفيان سنة ثلاث و خمسين و فيها قتل حجر بن الأدبر الكندي.

أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن، أنا محمد بن علي السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط ، قال (1):سنة ثلاث و خمسين فيها مات زياد بن أبي سفيان بالكوفة، و مات زياد و هو ابن ثلاث و خمسين.

قال خليفة (2):حدثني الوليد بن هشام، عن أبيه، عن جده، و عبد اللّه بن المغيرة، عن أبيه، و أبو اليقظان و غيرهم: أن أول من جمعت له العراق زياد بن أبي سفيان سنة خمسين، جمعها له معاوية فلم يزل واليا حتى مات سنة ثلاث و خمسين، ففرق معاوية العراق.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا علي بن أحمد بن محمد بن علي، أنا أبو طاهر المخلّص إجازة، نا عبيد اللّه بن عبد الرحمن، أخبرني عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم، قال: سنة ثلاث و خمسين توفي فيها زياد بن أبي سفيان بالكوفة، و استخلف عليها عبد اللّه بن خالد بن أسيد، و هو صلّى عليه، و يقال: مات سنة أربع.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن عبد الملك، أنا علي بن محمد، نا محمد بن يعقوب، قال: سمعت عباس بن محمد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول:

مات زياد سنة ثلاث و خمسين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمد بن هبة اللّه، أنا محمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، قال: و فيها - يعني سنة ثلاث و خمسين - مات زياد بن سمية بالكوفة في قصرها، و لم يمت في قصر الكوفة أمير إلاّ المغيرة و زياد بعده، و الحكم بن الصلت عامل يوسف بن عمر على الكوفة، و استخلف زياد عبيد اللّه بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية، و كان عبيد اللّه بن خالد جلد

ص: 207


1- تاريخ خليفة بن خياط ص 219.
2- تاريخ خليفة ص 211.

عتبة بن أبي سفيان بالطائف في الشرب، و أراد عبيد اللّه أن يصلّي على أبيه فجاءه و صلى عليه عبد اللّه بن خالد، و خرج عبيد اللّه إلى معاوية فولاه مكان أبيه.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي محمد عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمد، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: و فيها - يعني سنة ثلاث و خمسين - مات زياد بن أبي سفيان بالكوفة.

أخبرنا أبو الحسين محمد بن كامل بن ديسم، أنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة في كتابه، أنا أبو عبيد اللّه محمد بن عمران بن موسى إجازة، ثنا أحمد بن محمد المكي، نا أبو العيناء، نا العتبي، قال: لما مات زياد ابن أبيه قال حارثة بن بدر الغدّاني يرثيه:

أ لم تر أن الأرض أصبح خاشعا *** لفقد زياد حزنها و سهولها

قضى أجل الدنيا و عاد و انه *** به شفيت أضغانها و دخولها

و حذّرها ما ينقي من أمورها *** و قوّمها حتى استقام سبيلها

و آثر مرضاها و أقسط بينها *** فهات و قد فاءت إليه عقولها

قال: و فيه أيضا يقول (1):

أبا المغيرة و الدّنيا مغيّرة (2) *** و إنّ من غرّ بالدنيا لمغرور

قد كان عندك للمعروف معرفة *** و كان عندك للنكراء تنكير

و لا تلين إذا عوسرت معتسرا (3) *** و كلّ أمرك ما يوسرت تيسير

لم يعرف الناس مدور ريب *** سنتهم و لم يحل ظلاما عنهم بور

صلى الإله على بيت و طهّره *** دون الثّويّة يسفى فوقه المور (4)

قال: و قال مسكين الدارمي:

ص: 208


1- الأبيات في الأغاني 398/8 و التعازي و المراثي ص 82 و الكامل للمبرد 411/1 و العقد الفريد 298/3.
2- التعازي: و الدنيا مفجعة و إن من غرت الدنيا.
3- الأغاني: مقتسرا... ميسور.
4- روايته في الأغاني: إن الرزية في قبر بمنزلة تجري عليها بظهر الكوفة المور

رأيت زيادة الإسلام ولّت *** جهارا حين ودّعنا زياد

و قد رويت هذه الأبيات الرائية لمسكين الدارمي أيضا و هي في ترجمته.

2310 - زياد بن عثمان بن زياد المعروف بابن أبي سفيان البصري

2310 - زياد بن عثمان بن زياد المعروف بابن أبي سفيان البصري (1)

حدّث عن عمه عبّاد بن زياد، و عبد الرحمن بن أبي بكرة ابن عم أبيه لأمه.

روى عنه: الحجاج بن الحجاج الباهلي البصري، و أبو عمر بن المبارك.

قرأنا على أبي الفضل عبد الواحد بن إبراهيم بن القرّة (2) الحلبي، عن عاصم بن الحسن العاصمي، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا الحسين بن صفوان، أنا بو بكر بن أبي الدنيا، قال: و أخبرني عمر بن بكير، عن شيخ من قريش، قال: قام إلى سليمان زياد بن عثمان بن زياد لما توفي ابنه أيوب، قال: يا أمير المؤمنين إن عبد الرحمن بن أبي بكرة كان يقول: من أحبّ البقاء فليوطن نفسه على المصائب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، أنا محمود بن عمر العكبري، أنا أبو طالب عبد اللّه بن محمد بن شهاب، أنا الحسن بن علي بن المتوكل، أنا علي بن محمد المدائني، قال: قال أبو عمر بن المبارك: دخل زياد بن عثمان بن زياد على سليمان بن عبد الملك، و قد توفي ابنه أيوب فقال: يا أمير المؤمنين إن عبد الرحمن بن أبي بكرة كان يقول: من أحب البقاء فليوطن نفسه على المصائب (3).

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين الصيرفي، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد ابن خيرون، و محمد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل، قال (4):زياد بن عثمان، عن عباد بن زياد، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم مرسل، روى عنه حجاج بن الحجاج.

ص: 209


1- ترجمته في ميزان الاعتدال 92/2 و بغية الطلب 3932/9 و فيه النصري بدل البصري، نقلا عن ابن عساكر.
2- مهملة بالأصل و م و تقرأ:«العرة» و الصواب ما أثبت، انظر فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة 430/7) و فيها: قرة بدون ألف و لام.
3- الخبر بهذا السند نقله ابن العديم 3933/9.
4- التاريخ الكبير 365/1/2.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا حمد إجازة، قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد، قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم الحنظلي، قال (1):زياد بن عثمان روى عن عباد بن زياد، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم مرسل، روى عنه حجاج بن حجاج، سمعت أبي يقول ذلك، و يقول: هو مجهول.

2311 - زياد بن عمرو بن معاوية العقيلي

كان على ميمنة الضّحّاك بن قيس الفهري يوم مرج راهط ، له ذكر.

ذكر أبو محمد الحسن بن محمد الإيجي الكاتب، أنا أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد، نا أبو حاتم، أنا أبو عبيدة، حدثني رجل من بني تميم، قال: جاء رجل من كلب يوم المرج برأس زياد بن عمرو العقيلي إلى مروان بن الحكم، فقال له مروان:

من قتل هذا؟ قال: أنا، قال مروان: كذبت، فقال: المكذّب أكذب، فقال: أنا و اللّه قتلته، مرّ بي و هو يعدو به فرسه و هو يقول:

قد طاب ورد الموت مروان فرد *** لا تحسبن العيش أدنى للرشد

لا خير في طول الحياة في كبد

فطعنته فسقط ، فنزلت إليه و هو مثبتا (2) و هو يقول:

بعدا و سحقا لامرئ عاش في ذلّ *** و في كفيه غضب صقيل (3)

أنبأنا أبو سعد بن البغدادي، أنا عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن مندة، أنا الحسن بن محمد بن يوة، أنا أحمد بن محمد بن عمر اللبناني، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا أبو العباس العتكي، نا موسى بن إسماعيل، أخبرني عمر بن علي بن مقدم، قال: قال زياد بن عمرو كان يكره الموت و ألم الجراح، و لكنا نتفاضل بالصبر؛ أبو العباس هو عبيد اللّه بن جرير بن جبلة.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط ، قال: و في سنة أربع و ستين

ص: 210


1- الجرح و التعديل 539/2/1.
2- كذا و في م: مثبت.
3- ضبطت عن التبصير.

وقعة مرج راهط بالشام، قال أبو الحسن - يعني المدائني - قتل الضحاك، و قتل من فرسان قيس زياد بن عمرو العقيلي (1).

2312 - زياد بن عنبسة بن عثمان بن محمد بن عثمان

ابن محمد بن أبي سفيان، صخر بن حرب القرشي

له ذكر في كتاب أحمد بن حميد بن أبي العجائز، و ذكر أنه كان يسكن بفثريش (2)من إقليم داعية (3)،و ذكر ابنه محمد بن زياد محتلم، و بناته هند ابنة زياد عاتق، و البيضاء ابنة زياد ابنة عشر سنين، و مريم بنت زياد بنت عشر سنين، و رقية بنت زياد ابنة تسع سنين، و فاطمة بنت زياد بنت ثلاث سنين.

2313 - زياد بن عياض الأشعري

2313 - زياد بن عياض الأشعري (4)

قيل إن له صحبة.

و سمع عمر بن الخطاب بالجابية، و الزبير بن العوام.

روى عنه: عامر الشعبي.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن غانم بن أحمد الحداد، أنا عبد الرحمن بن مندة، أنا أبو عبد اللّه، أنا أحمد بن محمد بن زياد، نا محمد بن عبد الملك بن مروان، نا يزيد بن هارون ح.

قال و أنا عبد الرحمن بن أحمد بن حمدان الحلاب بهمذان، نا هلال بن العلاء، نا علي بن المديني، نا يزيد بن هارون، أنا شريك، عن مغيرة، عن الشعبي، عن زياد بن عياض الأشعري، قال: كل شيء رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم فعله، قد رأيتكم تفعلونه غير أنكم لا تقلّسون (5) في العيدين.

ص: 211


1- كذا بالأصل، و لم يرد الخبر في تاريخ خليفة بن خياط ، و لم يذكر فيه زياد هذا.
2- كذا، و في غوطة دمشق لمحمد كردعلي: الافتريس، و فتريس و افتريس، و هي قرية من قرى الغوطة.
3- داعية: قرية كانت عامرة دثرت و نسب إليها الإقليم، إقليم داعية.
4- ترجمته في أسد الغابة 121/2 و الإصابة 581/1.
5- في أسد الغابة و الإصابة: تغتسلون. و في القاموس: النقليس الضرب بالدف و الغناء، و استقبال الولاة عند قدومهم بأصناف اللهو، و أن يضع الرجل يديه على صدره و يخضع.

رواه عثمان بن أبي شيبة، و يوسف بن عدي، عن شريك، عن مغيرة، عن الشعبي، عن عياض الأشعري.

و كذلك رواه هشيم، عن مغيرة.

و رواه إسرائيل بن يونس، عن جابر الجعفي، عن الشعبي، عن قيس بن سعد.

و كذلك رواه يحيى بن جعفر بن الزّبرقان، عن يزيد بن هارون، عن شريك، عن جابر، عن عامر، عن قيس.

فأما حديث عثمان:

فأخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد، نا عثمان بن أبي شيبة و غيره، قالا:[نا] (1) شريك عن مغيرة، عن الشعبي، عن عياض الأشعري أنه شهد عيدا بالأنبار و قال: ما لي لا أراهم يقلّسون كما كانوا يقلّسون على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟.

قال البغوي: عياض بن عمرو الأشعري سكن الكوفة، و يشك في صحبته.

و أما حديث يوسف:

فأخبرناه أبو عبد اللّه محمد بن غانم، أنا عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق، أنا أبي، أنا محمد بن عبد اللّه بن يوسف العماني، نا محمد بن إبراهيم بن شعبة ح.

و أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، نا و أبو منصور محمد بن عبد الملك، أنبأ أبو بكر الخطيب، أنا علي بن محمد بن عبد اللّه المعدّل، أنا دعلج بن أحمد، نا أبو عبد اللّه البوشنجي، قال: نا يوسف بن عدي، نا شريك، عن مغيرة، عن الشعبي، قال: شهد - أو شهدت - عيدا بالأنبار فقال - يعني عياضا الأشعري-: ما لي لا أراكم تقلّسون ؟ كانوا في زمان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يفعلونه.

قال يوسف بن عدي: التقليس أن يقعد الجواري و الصبيان على أفواه الطرق يلعبون بالطبل و غير ذلك، و اللفظ لحديث دعلج، و لم... (2) ابن مندة.

ص: 212


1- زيادة لازمة منا.
2- لفظة غير مقروءة.

و أما حديث هشيم:

فأخبرناه أبو الحسن، نا و أبو منصور، أنا أبو بكر الخطيب:

أخبرني أبو القاسم الأزهري، أنا الحسين بن عمر الضّرّاب، نا حامد بن محمد بن شعيب البلخي، نا سريج (1) بن يونس، نا هشيم، عن مغيرة، عن الشعبي، قال: مر عياض الأشعري بالأنبار، فقال: ما لي لا أراهم يقلّسون فإنه من السنّة.

و الصحيح في هذا الحديث عياض، و قوله زياد غير محفوظ .

و أما حديث إسرائيل:

فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (2)،حدثني أبي، نا أبو النضر، نا إسرائيل، عن جابر، عن عامر، عن (3) قيس بن سعد بن عبادة، قال: ما من شيء كان على عهد النبي صلى اللّه عليه و سلم إلاّ قد رأيته إلاّ شيئا واحدا: إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان يقلّس له يوم الفطر، قال جابر: هو اللعب.

و رواه أبو نعيم الفضل بن دكين، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق بدلا من جابر، عن الشعبي.

أخبرناه أبو سعد عبد الرحمن بن عبد اللّه بن عبد الرحمن الفقيه، أنا أبو منصور محمد بن الحسين بن أحمد المقوّمي، أنا أبو طلحة القاسم بن أبي المنذر الخطيب، نا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة، نا أبو عبد اللّه محمد بن يزيد القزويني، نا محمد بن يحيى، نا أبو نعيم، نا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عامر، عن قيس بن سعد، قال: ما كان شيء على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان يقلّس له يوم الفطر.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف بن بشر، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد (4)،أنا أبو أسامة حمّاد بن أسامة، عن ابن عون، عن الشعبي، قال: قال الأشعري:- و ليس بأبي موسى -

ص: 213


1- بالأصل «شريح» و في م: سريح و الصواب ما أثبت، ترجمته في تاريخ بغداد 219/9.
2- مسند الإمام أحمد 422/3.
3- في المسند: عامر بن قيس.
4- طبقات ابن سعد 151/6.

صلى بنا عمر بن الخطاب المغرب فلم يقرأ بنا فيها شيئا فقلت: يا أمير المؤمنين إنك لم تقرأ.

قال: و أنا محمد بن سعد (1)،أنا عبيد اللّه بن موسى، أنا إسرائيل، عن جابر، عن عامر، عن زياد بن عياض قال: صلى بنا عمر بن الخطاب العشاء بالجابية فلم أسمعه قرأ فيها، و في الحديث طول.

قال: و أنا محمد بن سعد (2)،قال في الطبقة الأولى من أهل الكوفة: زياد بن عياض الأشعري، روى عن عمر و الزبير.

أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدثنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمد - زاد أبو الفضل: و محمد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل، قال (3):زياد بن عياض ختن أبي موسى الأشعري، قال قبيصة: أخبرنا يونس، عن عامر، عن زياد، صلى عمر فلم يقرأ فأعاد.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي إجازة، قال: و أنا أبو طاهر الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمد، قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم (4) قال: زياد بن عياض الأشعري، قال: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، روى عن عمر، روى عنه الشعبي، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنبأ شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، قال: زياد بن عياض الأشعري مختلف فيه، و قيل زياد بن عياض لا يعرف له صحبة، روى عنه عامر الشعبي.

ص: 214


1- طبقات ابن سعد 151/6.
2- طبقات ابن سعد 151/6.
3- التاريخ الكبير 365/1/2.
4- الجرح و التعديل 540/2/1.

2314 - زياد بن مخراق

أبو الحارث البصري مولى مزينة (1)

روى عن معاوية بن قرّة، و شهر بن حوشب، و قيس بن عباية، و طيسلة بن مياس.

و شهد خطبة عمر بن عبد العزيز.

روى عنه: شعبة، و ابن عليّة، و عوف الأعرابي، و حزم بن أبي حزم مهران القطعي، و سعد بن إبراهيم الزهري، و عمر بن أبي خليفة، و حمّاد بن سلمة، و سفيان بن عيينة.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أخبرنا أبو منصور بن شكرويه، و محمد بن أحمد بن علي، قالا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه، نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا أبو موسى محمد بن المثنى، نا عمر بن أبي خليفة، قال: سمعت زياد بن مخراق، عن عبد اللّه بن عمر، قال: أرسل النبي صلى اللّه عليه و سلم معاذ بن جبل، و أبا موسى الأشعري إلى اليمن، فقال:

«تياسرا و تطاوعا، و بشّرا و لا تنفّرا»، قال: فقدما اليمن، فخطب الناس معاذ بن جبل فحضّهم على الإسلام، و أمرهم بالصدقة و القرآن، فقال: إذا فعلتم ذلك فسلوني أخبركم بأهل الجنة و أهل النار، فمكثوا ما شاء اللّه أن يمكثوا فقالوا لمعاذ: كيف أمرتنا إذا نحن تفقهنا يعني، فقال: إذا ذكر أحدكم بخير فهو من أهل الجنة، و إذا ذكر بسوء أو بشرّ فهو من أهل النار[4422].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي، نا إسماعيل بن إبراهيم، أنبأ زياد بن مخراق، نا معاوية بن قرّة، عن أبيه أن رجلا قال: يا رسول اللّه إنّي لأذبح الشاة و أنا أرحمها، أو قال: إني لأرحم الشاة إن أذبحها، فقال:«و الشاة إن رحمتها رحمك اللّه»[4423].

أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل الفارسي، أنبأ أبو بكر البيهقي، أنبأ السيد أبو الحسن محمد بن الحسين العلوي، أنبأ أبو حامد بن الشرقي، نا عبد الرحمن بن

ص: 215


1- ترجمته في تهذيب التهذيب 224/2 و ضبطت مخراق بكسر الميم و سكون المعجمة عن تقريب التهذيب.

بشر عبد (1) مرة و سمعته يقول: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: حديث شعبة عن أبي إسحاق عن عبد اللّه بن عطاء، عن عقبة بن عامر، قال: كنا نتناوب الرعي على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال عبد الرحمن: قال شعبة: قلت لأبي إسحاق: ممن سمعته ؟ قال:

من عبد اللّه بن عطاء، فأتيت عبد اللّه بن عطاء، فقال: سمعته من رجل رواه عن شهر بن حوشب، عن عقبة بن عامر.

و أخبرنا أبو المعالي الفارسي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو سعيد عمرو بن محمد بن منصور العدل، نا أحمد بن بشر بن سويد المرثدي، نا مثنى بن معاذ، نا بشر بن المفضّل، قال: قلت لشعبة: كيف سقط عنك حديث أبي إسحاق عن عبد اللّه بن عطاء، عن عقبة بن عامر؟ قال: فقال: لذاك قصة، قلت: ما قصته ؟ قال: سمعته من أبي إسحاق فقلت: من حدثك ؟ قال: عبد اللّه بن عطاء، قلت:

من عبد اللّه بن عطاء؟ قال: ذاك الأسود الذي يجالسنا، قال: فلقيته، فقلت: من حدثك بهذا عن عقبة بن عامر؟ قال: حدثني محمد بن المنكدر، فلقيت محمد بن المنكدر، فسألته عنه فقلت: من حدثك بهذا عن عقبة بن عامر؟ فقال: حدثني به زياد بن مخراق، فقلت: من حدثك بهذا الحديث عن عقبة بن عامر؟ قال: بلغني عن شهر بن حوشب.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين الموازيني، أنا أبو الحسين محمد بن عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر، أنا أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي (2)،نا أبو عبيد محمد بن أحمد الناقد، نا أبو يحيى محمد بن سعيد العطار الضرير، قال: سمعت نصر بن حمّاد الوراق يقول: كنا قعودا على باب شعبة نتذاكر، فقلت: حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق، عن عبد اللّه بن عطاء، عن عقبة بن عامر، قال:

كنا نتناوب رعية الإبل على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فجئت ذات يوم و النبي صلى اللّه عليه و سلم حوله أصحابه، فسمعته يقول:«من توضّأ فأحسن الوضوء ثم صلّى ركعتين فاستغفر اللّه إلاّ غفر له»، فقلت: بخ بخ، فجذبني رجل من خلفي، فالتفتّ فإذا عمر بن الخطاب، فقال:

الذي قبل أحسن، فقلت: و ما قال ؟ قال:«من يشهد أن لا إله إلاّ اللّه، و أن محمدا رسول اللّه قيل له ادخل من أي أبواب الجنة شئت»[4424].

ص: 216


1- كذا «عبد مره» بالأصل و في م: عن مره.
2- بالأصل:«المنابحي» و في م:«الميابحى» و الصواب ما أثبت، و قد مضى التعريف به.

قال: فخرج شعبة فلطمني ثم رجع، فدخل قال: فتنحيت من ناحية، قال: ثم خرج فقال: ما له يبكي بعد، فقال له عبد اللّه بن إدريس: إنك أسأت إليه، فقال شعبة:

انظر ما يحدث أن أبا إسحاق حدثني بهذا الحديث عن عبد اللّه بن عطاء، عن عقبة بن عامر، قال: فقلت لأبي إسحاق: من عبد اللّه بن عطاء هذا؟ فغضب و مسعر بن كدام حاضر، قال: فقلت له: لتصححن لي هذا أو لأحرقن ما كتبت (1) عنك، فقال لي مسعر:

عبد اللّه بن عطاء بمكة، قال شعبة: فرحلت إلى مكة لم أرد الحج أردت الحديث، فلقيت عبد اللّه بن عطاء، فسألته فقال سعد بن إبراهيم حدثني، فقال لي مالك بن أنس:

سعد بالمدينة لم يحج العام، قال شعبة: فرحلت إلى المدينة فلقيت سعد بن إبراهيم فسألته فقال: الحديث من عندكم زياد بن مخراق، حدثني قال شعبة: فلما ذكر زيادا قلت: أي شيء هذا الحديث بينما هو كوفي إذ صار بصري إذ صار مدني، قال: فرحلت إلى البصرة، فلقيت زياد بن مخراق فسألته فقال: ليس هو من يأتيك، قلت: حدثني به، قال: لا تزيده، قلت: حدثني به، قال: حدثني شهر بن حوشب، عن أبي ريحانة، عن عقبة بن عامر، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال شعبة: فلما ذكر شهر بن حوشب قلت: دم على هذا الحديث لو صح لي مثل هذا عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان أحبّ إليّ من أهلي و مالي و الناس أجمعين.

قال أبو يحيى: قدم علينا المثنى بن معاذ فسألته عن هذا الحديث، فقلت: هل عندكم أصل بالبصرة ؟ قال: نعم، حدثني بشر بن المفضّل، عن شعبة بمثل هذه القصة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2)،نا مسلم بن إبراهيم، نا جرير (3)،ثنا زياد بن مخراق، قال: سمعت عمر بن عبد العزيز و هو يخطب الناس يقول: لو لا سنّة أحييتها أو بدعة أميتها لما باليت أن لا أعيش فواقا (4).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل، أنا أبو منصور بن شكرويه، أنا

ص: 217


1- لفظة غير مقروءة و لعلها:«لقّنت» أو «كتبت» و المثبت عن م.
2- الخبر في كتاب المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 608/1.
3- بالأصل: حرم، و الصواب عن المعرفة و التاريخ، و هو جرير بن حازم.
4- الفواق بضم الفاء و فتحها، و هو فواق الناقة أي ما بين الحلبتين من الراحة،(النهاية: فوق).

أبو بكر بن مردويه، أنا أبو بكر الشافعي، نا معاذ بن المثنى، نا مسدّد، نا إسماعيل، نا زياد بن مخراق أبو الحارث، و كذا كناه يحيى بن معين.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن نصير بن عرفة، أنا محمد بن الحسين بن شهريار، نا عمرو بن علي الفلاس، قال: زياد بن مخراق بن الحارث مولى مزينة سمعت معاذ بن معاذ يقول: حدثنا عوف عن زياد بن مخراق بن الحارث مولى مزينة، قال: نا أبو كنانة.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي - ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل، قال (1):زياد بن مخراق البصري أبو الحارث، سمع معاوية (2)، سمع منه ابن عليّة و شعبة.

أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس، أنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو الحارث زياد بن مخراق البصري، سمع معاوية بن قرّة، روى عنه شعبة و ابن عليّة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن، أخبرني أبي قال: أبو الحارث زياد بن مخراق بصري ثقة.

أخبرنا أبو جعفر محمد بن أبي (3) علي في كتابه، أنا أبو بكر الصفار، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن منجويه، أنبأ أبو أحمد محمد بن محمد الحاكم قال: أبو الحارث زياد بن مخراق البصري، عن أبي إياس معاوية بن قرّة المزني، و شهر بن حوشب، روى عنه سعد بن إبراهيم الزهري، و شعبة كناه (4).

أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو منصور أحمد بن

ص: 218


1- التاريخ الكبير 371/1/2.
2- يعني معاوية بن قرة، و قد مرّ في أول ترجمته.
3- بالأصل:«أبو».
4- بعدها زيد بالأصل: محمد نا محمد نا محمد بن إسماعيل.

محمد بن إسحاق المقرئ، نا عمر بن إبراهيم بن أحمد، أنا أبو سعيد العدوي، نا الصباح بن عبد اللّه، قال: سمعت شعبة يقول: لا تكتبوا عن الفقراء شيئا فإنهم يكذبون لكم.

و قال: أنا أبو سعيد، عن الصباح، قال: سمعت شعبة يقول: اكتبوا عن زياد بن مخراق فإنه رجل موسر لا يكذب.

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا أبو محمد الجوهري، أنا محمد بن العباس بن محمد بن حيّوية، نا الحسن بن علي بن زكريا العدوي، نا الصباح بن عبد اللّه أبو بشر، قال: سمعت شعبة يقول: اكتبوا عن زياد بن مخراق فإنه رجل موسر لا يكذب.

قرأت على أبي الحسن علي بن المسلّم، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الرحمن بن عبد العزيز بن أحمد الحلبي، أنبأ أبو عبد اللّه محمد بن عيسى التميمي، نا محمد بن يونس الكديمي، نا محمد بن سنان، نا إسماعيل، قال: قال لي شعبة: اكتب عن زياد بن مخراق، فإنه رجل موسر لا يكذب في الحديث (1).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، نا علي بن أحمد بن مروان، نا محمد بن يونس، نا محمد بن سنان العوفي، نا إسماعيل بن عليّة، قال: قال لي شعبة: اكتب عن زياد فإنه موسر و لن يكذب (2).

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر الخطيب - لفظا - أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إبراهيم، قال: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: و سألت يحيى بن معين عن زياد بن مخراق كيف حديثه، قال:

ثقة.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي إجازة ح.

قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد، قالا: أنا أبو محمد بن أبي

ص: 219


1- انظر تهذيب التهذيب 224/2.
2- ليس لزياد بن مخراق ترجمة في الكامل لابن عدي.

حاتم، قال (1):أنبأ ابن أبي خيثمة فيما كتب إلي ح.

و قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنا، عن أبي تمام علي بن محمد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أبو الطيب محمد بن القاسم بن جعفر الكوكبي، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: زياد بن مخراق ثقة.

أنبأنا أبو القاسم الأصبهاني، و أبو الفضل السلامي، قالا: أنبأ أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو إسحاق البرمكي، أنا أبو بكر الدقاق، أنا أبو حفص الجوهري، نا أحمد بن محمد بن هانئ سألت أحمد بن محمد بن حنبل عن زياد بن مخراق، فقال:

ما أدري، قلت له يروي أحد حديث معاوية بن قرّة (2)،عن أبيه بسنده غير إسماعيل، فقال: ما أدري ما سمعته من غيره، قلت له: حمّاد أعني ابن سلمة يرويه عن زياد، عن معاوية بن قرّة مرسل، قال أبو بكر: و هذا في حديث النبي صلى اللّه عليه و سلم أن رجلا قال له: إني أرحم الشاة و أنا أذبحها، قلت لأبي عبد اللّه، و روي حديث سعد أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«يكون بعدي قوم يعتدون في الدعاء» فقال: نعم، لم يقم إسناده[4425].

أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا علي بن الحسن بن علي، و رشأ بن نظيف، قالا: أنا محمد بن إبراهيم الطّرسوسي، أنا محمد بن محمد بن داود، نا عبد الرحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش، قال زياد بن مخراق بصري صدوق.

أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه الشّيحي (3)،قال: أنا أبو بكر الخطيب، حدثني علي بن أيوب القمي، أنا محمد بن عمران بن موسى، حدثني عمر بن داود العماني، حدثني محمد بن علي بن الفضل المديني، حدثني الحسين بن علي المهلّبي مولى لهم - يعني الكرابيسي-، أخبرني مسدّد، حدثني عبد الوهاب فيما أحفظ أو غيره، قال: كان زياد بن مخراق يجلس إلى إياس بن معاوية، قال: ففقده يومين أو ثلاثة، فأرسل إليه فوجده عليلا، قال: فأتاه، فقال: ما بك ؟ فقال له زياد: علة أجدها، قال له إياس: و اللّه

ص: 220


1- الجرح و التعديل 545/2/1.
2- بالأصل: فروة، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 153/5.
3- بالأصل السنجي، خطأ، و الصواب ما أثبت «الشيحي» بكسر الشين المعجمة نسبة إلى شيحة، من قرى حلب.

ما بك حمى و ما بك علة أعرفها، فأخبرني ما الذي تجد، قال: يا أبا واثلة فقدمت إليك امرأة فنظرت إليها في... (1) حين قامت فوقعت في قلبي، إني بهذه العلة منها.

2315 - زياد بن معاوية بن ضباب بن جابر بن يربوع

ابن غيظ بن مرّة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيص

ابن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان بن مضر

أبو أمامة المعروف بالنّابغة الذّبياني (2)

أحد شعراء الجاهلية المشهورين، و من أعيان فحولهم المذكورين، وفد على عمرو بن الحارث بن أبي شمر الغسّاني، و كان عنده [حين] (3) وفد عليه حسان بن ثابت، و قد تقدم ذكر ذلك، و امتدح عمرا بقصيدته التي أولها (4):

كليني لهمّ يا أميمة ناصب *** و ليل أقاسيه بطيء الكواكب

يقول فيها:

حلفت يمينا غير ذي مثنوية *** و لا علم إلاّ حسن ظن بغائب

علي لعمرو نعمة بعد نعمة *** لوالده ليست بذات عقارب

لئن كان للقبرين (5):قبر بجلّق *** و قبر بصيداء التي عند حارب

و للحارث الجفني سيّد قومه *** ليلتمسن بالجمع أرض المحارب

و هذه القصيدة من مختار شعره و هي التي يقول فيها:

رقاق النّعال طيّب حجزاتهم *** يحيون بالرّيحان يوم السّباسب (6)

ص: 221


1- لفظة غير مقروءة بالأصل و رسمها في م:«ماها؟؟؟» و لعلها: ثيابها.
2- ترجمته و أخباره في الأغاني 3/11 و الشعر و الشعراء ص 70 أشعار الستة الجاهليين للشنتمري ص 176 العقد الثمين في دواوين الشعراء الجاهليين ص 2 و ما بعدها، شعراء النصرانية 641/2 ديوانه صنعة ابن السكيت ط دار الفكر بيروت - ديوانه ط صادر بيروت.
3- زيادة منا للإيضاح.
4- ديوانه صنعة ابن السكيت ص 54 و ديوانه ص 9.
5- يعني قبر أبيه وجده، الحارث الأعرج و الحارث الأكبر.
6- البيت الخامس و العشرون، قال الأصمعي: يريد أنهم ليسوا بأصحاب مشي و لا تعب لأنهم ملوك. و السباسب: عبد كان لهم في الجاهلية.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور بن العطار، قالا: أنبأ أبو طاهر المخلّص، نا أبو محمد عبيد اللّه بن عبد الرحمن، نا زكريا بن يحيى، قال: قال الأصمعي: النابغة الجعدي عبد اللّه بن قيس يكنى أبا ليلى عاش مائة و ستين سنة، و أما النابغة الذبياني فيكنى أبا أمامة، و هو زياد بن حاتم بن معاوية بن جابر بن يربوع بن غيظ بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيص بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان بن مضر.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو محمد عبد الوهاب بن علي بن عبد الوهاب بن السكري - إجازة - أنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز الطاهري - قراءة عليه - أنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن محمد بن سلم بن راشد الختّلي، أنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي، نا أبو عبد اللّه محمد بن سلام بن عبيد اللّه بن زياد الجمحي، في كتاب طبقات شعراء الجاهلية في الطبقة الأولى منهم: نابغة بني ذبيان و اسمه زياد بن معاوية بن ضباب بن جابر (1) بن يربوع بن غيظ بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان، و يكنى أبا أمامة ذكره ثانيا، و ذكر امرأ القيس قبله أولا.

قرأنا على أبي عبد اللّه بن البنا، عن أبي تمام علي بن محمد الواسطي، أنا أبو بكر أحمد بن عبيد بن الفضل بن بيري، أنا أبو عبد اللّه محمد بن الحسين بن محمد بن سعيد، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال: قال أبو عمرو الشيباني: النابغة الذبياني زياد بن معاوية بن جابر بن ضباب بن يربوع بن غيظ بن مرّة بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني، قال في باب ضباب بالكسر: النابغة الذبياني، هو زياد بن معاوية بن رجاء بن ضباب بن يربوع بن غيظ بن مرّة سمي النابغة بقوله:

و حلّت في بني القين بن جسر *** فقد نبغت لنا، منهم، شئون (2)

ص: 222


1- في الأغاني: جناب بن يربوع.
2- البيت في ديوانه ص 126 من قصيدة مطلعها: نأت بسعاد عنك نوى شطون فبانت و الفؤاد بها رهين

هو الشاعر يكنى أبا أمامة.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (1):أما ضباب (2)آخره باء معجمة بواحدة: النابغة الذبياني، هو زياد بن معاوية بن جابر بن ضباب بن يربوع بن غيظ بن مرّة، يكنى أبا أمامة، و قال ابن ماكولا في التهذيب: قال الدارقطني:

النابغة الذبياني هو زياد بن معاوية بن جابر بن ضباب بن يربوع غيظ بن مرّة، قال: و هذا وهم، و قد انقلب عليه اسم بقوله جابر بن ضباب، و إنما هو ضباب بن جابر، قال ابن الكلبي في جمهرة نسب قيس بن عيلان: و ولد يربوع بن غيظ بن مرّة: جابر أو خزيمة رباحا فدل أن جابرا هو ابن يربوع، ثم ذكر النابغة الشاعر فقال: و من بني يربوع بن غيظ بن مرّة النابغة الشاعر، و هو زياد بن معاوية بن ضباب بن جابر بن يربوع، و عقيل بن علقمة بن الحارث بن معاوية بن ضباب بن جابر بن يربوع، قال ابن ماكولا:

و هذا انقلاب سبق إليه اللفظ ، أو جرى به القلم، و اللّه أعلم، و هذا الانقلاب بعينه قد جرى على ابن ماكولا في الإكمال بعد ذكره فيه، كما حكاه عن الدارقطني و قلبه أيضا فينبغي له أن يستدركه على نفسه.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأ جدي أبو بكر، أنا أبو محمد بن زبر، نا الحسن بن علي بن العنزي، نا مسعود بن بشر، قال: سمعت الأصمعي يقول: النابغة الذبياني يكنى أبا ثمامة، كذا قال، و المحفوظ أبو أمامة (3).

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمد - زاد أحمد: و محمد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل، قال: قال محمد بن القاسم الأسدي عن الشعبي، قال عمر أشعر العرب: النابغة، روى عنه قرّة بن خالد، و كنية النابغة أبو أمامة.

أخبرنا أبو السعادات أحمد بن أحمد بن عبد الواحد المتوكلي، أنا أبو بكر

ص: 223


1- الاكمال لابن ماكولا 217/5.
2- في الاكمال: بكسر الضاد المعجمة، و الباقي كالأصل.
3- انظر الشعر و الشعراء ص 80.

الخطيب، أنا عبيد اللّه بن أبي الفتح الفارسي، نا محمد بن حميد الخرّاز، أنا الصولي، حدثني أبو الفضل مخلد بن أبان، نا إسحاق الموصلي، نا الأصمعي، قال: أول ما تكلم به النابغة من الشعر أنه حضر مع عمه عند رجل و كان عمه يشاهد به الناس و يخاف أن يكون عيبا فوضع الرجل كأسا في يده و قال:

تطيب كئوسنا لو لا قذاها *** و تحتمل الجليس على أذاها

فقال النابغة و حمى لذلك:

فداها أنّ صاحبها بخيل *** يحاسب نفسه بكم اشتراها (1)

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف، أنبأ الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا إبراهيم الحربي، نا علي بن عبد اللّه، نا سفيان، عن مجالد، عن الشعبي ح.

قال: و نا إسماعيل بن إسحاق، نا سليمان بن حرب، نا حمّاد بن زيد، عن مجالد، عن الشعبي ح.

قال: و نا أبو إسماعيل، نا علي، ثنا حمّاد بن أسامة، عن مجالد، عن الشعبي، عن ربعي بن حراش، قال: وفدنا إلى عمر بن الخطاب، فقال: من الذي يقول (2):

حلفت فلم تترك لنفسك ريبة *** و ليس وراء اللّه للمرء مذهب

فلست بمستبق أخا لا تلمّه *** على شعث أيّ الرجال المهذب

قالوا: النابغة، قال: فمن القائل:

إلاّ سليمان إذ قال المليك له: *** قم في البرية، فازجرها عن الفند (3)

قالوا: النابغة، قال: فمن القائل (4):

ص: 224


1- البيت في شعراء النصرانية 719/2 و فيه: قذاها.
2- البيتان في ديوان النابغة ص 17-18 و الأغاني 4/11-5 و الأول في الشعر و الشعراء ص 71.
3- البيت في ديوان النابغة ص 33 و الأغاني 4/11 و فيهما: قال الإله له... فاحددها عن الفند. و احددها: امنعها، و الفند: الخطأ في الرأي و القول.
4- البيتان في ديوان النابغة الذبياني ص 126 و الشعر و الشعراء ص 71 و الأول في الأغاني 4/11.

أتيتك عاريا خلقا ثيابي *** على وجل (1) تظنّ بي الظنون

فألفيت (2) الأمانة لم تخنها *** كذلك كان نوح لا يخون

قالوا: النابغة، قال: فمن الذي يقول:

لست بذاخر لغد طعاما *** حذار غد، لكلّ غد طعام (3)

قلنا: النابغة.

قال النابغة: أشعر شعرائكم و أعلم الناس بالشعر (4).

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزّبير بن بكار، حدثني مفضل بن غسان، عن أبيه، عن رجل من بني تميم، عن عبيد اللّه بن الحسن، عن المؤمّلي، عن عمه، قال: كان ابن عباس أمير البصرة، فقام إليه أعرابي فقال: من أشعر الناس ؟ قال: قل يا أبا الأسود، قال: فقال أبو الأسود الدؤلي: أشعر الناس الذي يقول:

فإنك كالليل الذي هو مدركي *** و إن خلت أنّ المنتأى عنك واسع (5)

قال: هذا لنابغة بني ذبيان.

أنبأنا أبو علي محمد بن سعيد بن نبهان، و أبو القاسم غانم بن محمد بن عبيد اللّه بن حي، عن أبي علي بن شاذان، أنا أبو جعفر أحمد بن يعقوب بن يوسف، نا أحمد بن سعيد الدمشقي، نا الزّبير بن بكار، حدثني محمد بن الحسن المخزومي، قال: قيل لحسان بن ثابت: من أشعر الناس ؟ قال: أبو أمامة - يعني النابغة الذبياني-.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمد بن المجلي (6)،نا أبو الحسين بن

ص: 225


1- في المصادر: على خوف.
2- بالأصل: فألقيت، و المثبت عن الديوان و الشعر و الشعراء.
3- ديوان النابغة ص 116.
4- بعدها زيد بالأصل:«يزيد حديث بعضهم على بعض» العبارة مقحمة فحذفناها.
5- البيت في ديوان النابغة الذبياني ط صادر ص 81 من قصيدة مطلعها: عفا ذو حسبي من فرتني فالفوارع فجنبا أريك فالتلاع الدوافع و هو في الشعر و الشعراء ص 71، كجزء من الخبر السابق، و الخبر و البيت في الأغاني 5/11.
6- بالأصل و م بالحاء المهملة، و الصواب ما أثبت و ضبط .

المهتدي، أنا الشريف أبو الفضل محمد بن الحسن بن محمد بن الفضل بن المأمون، نا أبو بكر محمد بن القاسم بن الأنباري، نا أحمد بن يحيى، نا عمر بن شبّة، نا الأصمعي، قال: قال أبو عمرو بن العلاء، كان أوس بن حجر فحل العرب فلما نشأ النابغة طأطأ منه، تابعه أبو العيناء عن الأصمعي.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنبأ أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأ جدي أبو بكر، أنا أبو محمد بن زبر، حدثني أحمد بن عبد اللّه بن سليمان، نا محمد بن صالح القرشي، عن الأصمعي، قال: ذكر يحيى بن مالك عند أبي عمرو بن العلاء النابغة و زهيرا، فقال أبو عمرو: ما كان زهير يصلح أن يكون أخيذا (1) للنابغة.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر بن الطبر، أنبأ أبو الحسن محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر، أنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان، نا أبو عبد اللّه إبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي، قال: سمعت محمد بن يزيد الأزدي يحدث قال: كان يقال أشعر الناس امرؤ القيس إذا ركب، و زهير إذا رغب، و النابغة إذا رهب.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أحمد بن محمد بن النّقّور، و عبد الباقي بن محمد بن غالب، قالا: أنا عبيد اللّه بن عبد الرحمن، نا زكريا بن يحيى، نا الأصمعي، قال: سألت بشار الأعمى من أشعر الناس ؟ فقال: اختلف الناس في ذلك، فأجمع أهل البصرة على امرئ القيس، و طرفة بن العبد، و أجمع أهل الكوفة على بشر بن أبي خازم، و الأعشى الهمداني، و أجمع أهل الحجاز على النابغة و زهير، قلت: فأهل الشام على ما أجمعوا؟ قال: جرير و الفرزدق و الأخطل، و كان الأخطل دونهما، قلت: فجرير أشعر أو الفرزدق ؟ فقال: كان جرير يقول المراثي، و لقد ناحوا على النوّار امرأة الفرزدق بشعر جرير.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمد بن الحصين، أنا أبو محمد الحسن بن عيسى بن المقتدر، أنا أبو العباس أحمد بن منصور اليشكري، أنبأ ابن الأنباري، حدثني أحمد بن حبان، نا أبو عبد اللّه بن النطاح، نا أبو عبيدة، قال ابن الأنباري: و حدثني أبي

ص: 226


1- الأغاني: أجيرا.

قال: حدثنا أحمد عن أبي عبيدة، عن فليح بن سليمان، عن عمر بن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، قال ابن النطاح عن أبي عمر الأنصاري، و قال أحمد بن عبيد، عن أبي عمرة الأنصاري، و قال أبو عبيدة عن عتّاب بن أبي يحيى، عن يزيد بن بكر بن داب عمن حدثه عن حسان بن ثابت، قال (1):خرجت وافدا إلى النعمان بن المنذر، فلما قدمت بلاده لقيني رجل، فسألني عن وجهتي (2) و ما أقدمني، فأخبرته، فأنزلني عليه، و إذا هو صانع من أهل تلك البلاد، فقال لي: ممن الرجل ؟ قلت: من أهل الحجاز، قال: من أي الحجاز؟ قلت: من أهل يثرب، قال: كن خزرجيا، قلت: إني من بني الخزرج، قال: كن نجّاريا، قلت: إني من بني النّجّار، قال: كن حسان، قلت: أنا هو، قال: قد كنت أحب لقاءك و أنا أصف لك أمر هذا الرجل، فليس أحد أخبر به مني، و ما ينبغي أن تعرفه من أمره، و يكون عملك به فيه، إنك إذا لقيت حاجبه فانتسبت له، و ذكرت مقدمك تركك شهرا لا يردّ عليك شيئا، ثم يقول لك فيما تلقاه ؟ من أنت زعمت ؟ فتنسب له فيعرفك و ما أقدمك، ثم يتركك ستا ثم يستأذن لك، فإذا دخلت على النعمان فستجد عنده قوما يستنشدونك، فلا تنشد حتى يستنشدك هو، فإذا أنشدت ثم قطعت فسيزيدك، و في نسخة فيستنشدك من عنده، و يقولون: أنشدنا. فلا تنشدن شيئا حتى يأمرك هو، فإذا فعلت ذلك فانظر ما ثوابه، و ما يكون منه، فهذا ما ينبغي أن تعرفه من خبره، و يكون عملك عليه.

فلقيت الحاجب فوجدت الذي وصف لي صحيحا، ثم أدخلني على النعمان، فاستنشدني من عنده، فلم أنشد حتى استنشدني هو، فلما أنشدت أعجب بشعري هو و الحضور، و قالوا: زدنا، و أنشدنا؛ فلم أجبهم حتى استزادني هو، فزدت فأكرمني و أجازني. و انصرفت إلى صاحبي فأخبرته، فقال لي: لا يزال لك هكذا حتى يقدم أبو أمامة - يعني النابغة - فإذا قدم أبو امامة فلا حظّ لأحد فيه من الشعراء. قال أبو عبد اللّه بن النطاح: أبو ثمامة، و قال أحمد بن عبيد: أبو أمامة، قال حسان: فأقمت على بابه أياما، ثم دخلت عليه ليلة العشاء، فأتي ببطيخ، فأكل منه جلساؤه، فامتلأ وجه

ص: 227


1- عن مختصر ابن منظور و بالأصل: وجهي.
2- الخبر بروايتين مختلفتين في الأغاني 27/11 و 37/11-38 و باختصار في الشعر و الشعراء ص 71-72.

واحد منهم ببعض البطيخ، فضحك منه بطّال على باب النعمان، فنظر إليه النعمان فقال:

أ بجليسي ؟ احرقا صيلقيه بالشمعة، فأحرق صيلقاه. قال أبو بكر: الصيلقان ناحيتا العنق، و أقمت على ذلك أياما في لطف منه و كرامة، فأتيته يوما كانت ترد عليه فيه النّعم السود، و لم يكن بأرض العرب بعير أسود إلاّ للنعمان، فإني لجالس إذ سمعت صوتا من خلف قبته يقول (1):

أنام (2) أم يسمع ربّ القبّة *** يا أوهب الناس لعيس (3) صلبه

ضرّابة بالمشفر الأذبّة (4) *** ذات نجاء في يديها جذبه (5)

قال أبو بكر: الجذب الطول. قال النعمان: أبو أمامة. أدخلوه. فلما دخل أنشده قصيدته التي على الباء:

و لست بمستبق أخا لا تلمّه *** على شعث، أي الرجال المهذّب (6)

و قصيدته التي على العين:

خطا طيف حجن في جبال متينة *** تمدّ بها أيد إليك نوازع (7)

قال: فأمر له بألف (8) بعير من الإبل السود فيها رعاؤها و مظالّها و كلابها، قال:

فانصرفت، و ما أدري أ كنت له أحسد على جودة شعره أم على ما أصاب من جزيل

ص: 228


1- الرجز في الشعر و الشعراء ص 71 و الأغاني 38/11.
2- الأغاني: أصم.
3- في المصدرين: لعنس. و العيس: واحدها أعيس و الأنثى عيساء، و هي من الإبل التي تضرب إلى الصفرة أو هي من الإبل البيض مع شقرة يسيرة. و العنس: الناقة القوية.
4- الأذبة جمع قلة لذباب.
5- في الأغاني: ذات هباب في يديها جلبة. و زيد شطر خامس: في لا حب كأنه الأطبة .
6- من قصيدته التي مطلعها - ديوانه ص 17-: أتاني أبيت اللعن أنك لمتني و تلك التي أهتم منها و أنصب
7- ديوانه ص 82 و فيه «حبال» و البيت من قصيدة مطلعها: عفا ذو حسى من فرتني فالفوارع فجنبا أريك فالتلاع الدوافع
8- في روايتي الأغاني:«بمائة بعير» و في الشعر و الشعراء أيضا «مائة بعير».

عطيته. قال: ثم عدت إلى صاحبي فأخبرته، فقال: ارحل، فلا شيء لك عنده بعد مقدمه، فرجعت إلى بلادي.

أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع، أنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد العبدي، أنا أبو محمد الحسن بن محمد بن أحمد المديني، أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد العبدي، نا أبو بكر عبد اللّه بن محمد القرشي، قال: حدثني أحمد بن المقدام العجلي، نا عمر بن علي، نا زكريا مولى الشعبي: أن النابغة الذبياني قال للنعمان بن المنذر:

تزال الأرض إمّا متّ حقا *** و تحيي ما حييت بها ثقيلا (1)

فقال النعمان: هذا بيت إن أنت لم تتبعه ما يوضح معناه، فهو إلى الهجاء أقرب منه إلى المدح. فأراد ذلك النابغة. فعسر عليه، فقال: أجّلني، فقال: قد أجّلتك ثلاثا.

فإن أنت أتبعته ما يوضح معناه فلك مائة من العصافير (2) نجائب و إلاّ فضربة بالسيف أخذت منك ما أخذت، فأتى النابغة زهير بن أبي سلمى فأخبره فقال زهير: اخرج بنا إلى البرية فإن الشعر برّي، فخرجا و تبعهما ابن زهير يقال له كعب، فقال: يا عمّ اردفني، فصاح أبوه، فقال دع ابن أخي يكون معنا، فأردفته فتحاولا البيت مليا، فلم يأتهما ما يريدان، فقال كعب: يا عمّ ما يمنعك أن تقول:

و ذلك بأن حللت العزّ منها *** فتعمد جانبيها أن تميلا (3)

قال النابغة:

جاء بها و رب البيت، لسنا و اللّه في شيء، قد جعلت لك ابن أخي ما جعل لي.

قال: و ما جعل لك يا عمّ ؟ قال: مائة من العصافير نجائب، قال: ما كنت لآخذ على شعري صفدا. فأتى بها النابغة النعمان فأخذ منه مائة ناقة سوداء الحدقة.

ص: 229


1- روايته في ديوانه صنعة ابن السكيت ط دار الفكر بيروت ص 242: تخف الأرض إما بنت عنها و يبقى ما حييت بها ثقيلا و روايته في ديوانه ط صادر بيروت ص 98: تخف الأرض إن تفقدك يوما و تبقى ما بقيت بها ثقيلا
2- العصافير: إبل نجائب كانت للملوك.
3- انظر روايتين للبيت في ديواني النابغة الذبياني، صنعة ابن السكيت ط دار الفكر بيروت، و ط دار صادر بيروت.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب، أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان الغلاّبي، نا أبي، نا مصعب بن عبد اللّه، نا أبي، عن قائد مولى عبادل قال: و قال النابغة الذبياني ليزيد بن الصّعق الكلابي (1):

فإن يقدر عليّ (2) أبو قبيس *** تمطّ بك المعيشة في هوان

و تخضب لحية غدرت و خانت *** بأحمر من نجيع الجوف قاني (3)

و كنت أمينه لو لم تخنه *** و لكن لا أمانة لليماني

و كانت العرب تسمي أرض تهامة كلها يمانية، و ديار بني كلاب يمانية، فقال يزيد بن الصّعق لأصحابه: طأطئوا رءوسكم يخرجكم هذا الشعر إلى غيركم، يريد بذلك أن يظن الناس أنه عنى رجلا من أهل اليمن.

أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد، و أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى، ابنا (4) الحسن، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار، حدثني محمد بن الضحاك الحزامي عن أبيه، قال: قال النابغة بن ذبيان لعامر بن الطفيل في وقعة حسي و كان النابغة بها غائبا، فلما قدم سأل بني ذبيان عن ما قالوا لعامر بن الطفيل، و قال لهم فأنشدوه فقال: فحشتم عليه و هو رجل شريف لا يقال له مثل هذا، و قال له النابغة (5):

إن يك عامر قد قال جهلا *** فإن مظنّة الجهل الشّباب

فكن كأبيك أو كأبي براء *** تصادقك (6) الحكومة و الصواب

و لا تذهب بقلبك (7) طاميات *** من الخيلاء ليس لهن باب

ص: 230


1- الأبيات في ديوانه ص 120 و ديوانه صنعة ابن السكيت ص 149.
2- في الديوانين:«عليك» و أبو قبيس هو النعمان.
3- في الديوانين:«آني» و هو الحار الخاثر.
4- بالأصل: انبانا، و الصواب ما أثبت، و قد مرّ هذا السند.
5- الأبيات في ديوانه ط صادر بيروت ص 19-20 و في ديوانه صنعة ابن السكيت ط دار الفكر بيروت ص 155-156 باختلاف روايتيهما.
6- فيهما: توافقك.
7- في ط دار الفكر:«بحلمك طافيات» و في ط صادر: بحلمك طاميات.

فإن تكن الفوارس يوم حسّي *** أصابوا من لقائك ما أصابوا (1)

فما إن كان عن نسب بعيد *** و لكن أدركوك و هم غضاب

فوارس من منولة غير ميل *** و مرّة فوق جمعهم العقاب (2)

فسمعت أبي يقول لما أورد شعر النابغة هذا على عامر بن الطفيل قال: ما هجاني أحد حتى هجاني النابغة، جعلني القوم رئيسا و جعلني النابغة سفيها جاهلا، و تهكّم بي.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف المقرئ، أنا أبو محمد الحسن بن إسماعيل المصري، نا أحمد بن مروان، أنشدنا أبو العباس المبرّد للنابغة:

حسب الخليلين نأى الأرض بينهما *** هذا عليها و هذا تحتها بالي (3)

أخبرنا أبو علي بن نبهان في كتابه ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد، و محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد، و أبو علي بن نبهان ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، قالوا: أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو بكر محمد بن الحسن بن مقسم المقرئ، أنشدنا أبو العباس أحمد بن يحيى، قال: و أنشدني الأثرم و السدري (4)،و أبو العالية للنابغة (5):

لا يهنئ الناس ما يرعون من كلأ *** و ما يسوقون من أهل و من مال

بعد ابن عاتكة (6) الثاوي على أبوا *** أضحى ببلدة لا عمّ و لا خال

سهل الخليقة مشّاء بأقدحه *** إلى ذوات الذرى حمّال أثقال

حسب الخليلين نأي الأرض بينهما *** هذا عليها و هذا تحتها بالي

قال أبو العباس: أخذ الناس كلهم هذا المعنى من النابعة، يعني حسب الخليلين، و أنشد في معناه لابن عياش المنتوف في أخي أبي عمرو بن العلاء:

ص: 231


1- روايته في ط دار الفكر: و إن يك أهل أذواد حسمى أصابوا من لقيك ما أصابوا
2- عجزه في ط دار الفكر: و من ذبيان فوقهم العقاب .
3- ديوانه ص 100.
4- كذا بالأصل و في م: و السعدي.
5- الأبيات في ديوانه ط دار الفكر ص 211 من أبيات يرثي أخاه الذي ذهب يطلب إبلا له فمات.
6- عاتكة أمهما، و هي عاتكة بنت أنيس الأشجعي.

صحبت أبي سفيان ستين حجة *** خليلي صفا و دنا غير كاذب

فأمسيت لما حالت الأرض بيننا *** على قربه مني كأن لم أصاحب

قال: و أنشدني أبو العباس مرة أخرى: كمن لم أصاحب، و هو عندي أحسن.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمد بن المجلي، أنا أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز العكبري، أنبأ أبو الطيب محمد بن أحمد بن خاقان ح.

قال: و نا القاضي أبو محمد عبد اللّه بن علي بن أيوب الشافعي، أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الجرّاح، قالا: أنا أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد، أنشدنا أبو عثمان - يعني - الأشناداني عن الثوري للنابغة الذبياني و لم يعرفها الأصمعي (1):

ودّع أمامة إن أردت رواحا *** و طويت كشحا دونهم و جناحا

بوداع لا ملق و لا متكاره *** لا بل يعلّ تحية و صفاحا

و اهجرهم هجر الصّديق صديقه *** حتى تلاقيهم عليك شحاحا

لا خير في عزم بغير رويّة *** و الشك وهن إن أردت سراحا

فاستبق ودّك للصديق و لا تكن *** قتبا يعضّ بغارب ملحاحا

ضغثا (2) يدخّل تحته أحلاسه *** شدّ البطان فما يريد براحا

و الرّفق يمن و الأناة سعادة *** فاستأن في رفق تلاق نجاحا

و اليأس عما فات يعقب راحة *** و لربّ مطمعة (3) تعود ذباحا

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، ثنا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (4)،أخبرني الحسن بن علي الجوهري، نا محمد بن العباس، نا محمد بن القاسم الأنباري، حدثني أبي، نا الحسن بن عبد الرحمن الرّبعي، نا أبو عبد اللّه أحمد بن محمد بن سليمان الحنفي، حدثني أبي قال: دخل يزيد بن مزيد على الرشيد

ص: 232


1- الأبيات في ديوانه صنعة ابن السكيت ط دار الفكر - بيروت ص 227-228.
2- الديوان: ضغنا.
3- الديوان: مطعمة.
4- الخبر في تاريخ بغداد 334/14 في ترجمة يزيد بن مزيد الشيباني و الأبيات أيضا. و الخبر في الأغاني 35/19 في أخبار مسلم بن الوليد.

فقال له: يا يزيد من الذي يقول فيك:

لا يعبق الطيب كفّيه و مفرقه *** و لا يمسّح عينيه من الكحل

قد عوّد الطير عادات وثقن بها *** فهنّ يتبعنه في كل مرتحل

قال: لا أدري يا أمير المؤمنين، قال: أ فيقال فيك مثل هذا الشعر و لا تعرف قائله ؟ فانصرف خجلا، فقال لحاجبه: من بالباب من الشعراء؟ فقال: مسلم بن الوليد [قال:] و منذ كم هو مقيم بالباب ؟ قال: مذ زمان طويل، منعته من الوصول إليك لما عرفته من إضاقتك (1)،قال: ادخله فدخل، فأنشده:

أجررت حبل خليع في الصبى غزل *** و قصّرت (2) همم العذّال عن عذلي

رد البكاء على العين الطموح هوى *** مفرّق بين توديع و منتقل

أ ما كفى البين أن أرمى بأسهمه *** حتى رماني بلحظ الأعين النجل

مما جنت لي و إن كانت منى صدقت *** صبابة بين أثواء و مرتحل (3)

حتى ختمها، فقال للوكيل: بع ضيعتي الفلانية و أعطه نصف ثمنها، و احتبس نصفا لنفقتنا، فباعها بمائة ألف درهم، فأعطي مسلما خمسين ألفا، و رفع الخبر إلى الرشيد فاستحضر يزيد فسأله عن الحديث فأعلمه الخبر، فقال: قد أمرت لك بمائتي ألف، استرجع الضيعة بمائة ألف و تزيد الشاعر خمسين ألفا، و تحبس خمسين ألفا لنفسك.

قال أبو بكر بن الأنباري: و قال أبي سرق مسلم بن الوليد هذا المعنى من النابغة في قوله (4):

إذا ما غزوا بالجيش حلّق فوقهم *** عصائب طير تتّقى بعصائب (5)

حوائج قد أيقن أن قبيله *** إذا ما التقى الصفان أول غالب (6)

ص: 233


1- يريد أنه ضاق عليه عيشه، و هو ما يتضح من تمام عبارة الأغاني: و أنه ليس في يديك شيء تعطيه إيّاه.
2- الأغاني: و شمرت.
3- عجزه في الأغاني: صبابة خلس التسليم بالمقل .
4- الأبيات في ديوان النابغة الذبياني ط دار الفكر ص 57 و ط صادر ص 10.
5- في الديوان بروايتيه:«تهتدي بعصائب» و في ط دار الفكر: إذا ما غزا بالجيش أبصرت فوقهم
6- في روايتي الديوان: جوانح... التقى الجمعان.

لهن عليهم عادة قد عرفنها (1) *** إذا عرّض الخطّي فوق الكواثب

الكواثب: ما يقرب من منسج الفرس.

2316 - زياد بن معاوية بن يزيد بن عمر

ابن حرب بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان

أبو خالد الأموي

روى عن روح بن الهيثم الغسّاني، و عبد الرّحمن بن الحسام.

روى عنه: إبراهيم بن مروان، و يوسف بن موسى المرورّوذي.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن عبد الدائم بن الحسن، عن عبد الوهاب الكلابي، نا إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عبد الملك بن مروان، نا زياد بن معاوية بن يزيد بن عمر بن حرب بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، حدثني روح بن الهيثم الغسّاني، عن محمد بن عمر القرشي، عن رجل: أن الوليد بن عبد الملك حين هدم الكنيسة التي كانت في مغارب المسجد وجدوا في حائطها الغربي حجرا فيه كتاب بالسرياني، فطلبوا من يقرأه فلم يجدوا أحدا يقرءوه ثم أتاه رجل من اليهود فقال له: يا أمير المؤمنين وهب بن منبّه يقرأ كل كتاب، فبعث الوليد إلى وهب فقدم إليه فقرأه فبكى بكاء شديدا، فأتوا الوليد، فقالوا: يا أمير المؤمنين هو يبكي منذ قرأه، ثم جاءه، فقال له: يا وهب إيش رأيت في الحجر؟ قال: رأيت فيه: ابن آدم لو رأيت يسير ما بقي من أجلك لزهدت في طويل ما ترجو من أملك، فإنما تلقى ندمك إن زلّت بك قدمك، و أسلمت أهلك و حشمك و فارقك الحبيب و ودعك القريب، فلا أنت إلى أهلك بعائد، و لا في عملك بزائد، فاحتل ليوم القيامة قبل يوم الحسرة و الندامة.

رواه أبو نصر بن الحباب، عن الكلابي، و قال: محمد بن عمرو القرشي، و رواه يوسف بن موسى، عن زياد.

ص: 234


1- الأصل: عرفتها، و المثبت عن الديوان. قال الأصمعي: الخطي: الرماح منسوبة إلى الخط ، و هي جزيرة بين سابور إلى أوال. و الكواثب واحدتها كاثبة، و هي من الفرس: ما تقدم من قربوس السرج، و هو المنسج أيضا، و من البعير: الغارب، و من الإنسان: الكاهل.

2317 - زياد بن ميسرة

و هو زياد بن أبي زياد المديني، مولى عبد اللّه بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي (1).

روى عن مولاه ابن عياش، و أنس بن مالك، و عمر بن عبد العزيز، و أبي بحرية، و عراك بن مالك.

روى عنه: مالك بن أنس، و عمرو بن يحيى، و عبد الرّحمن بن محمد بن عبد القادر، و محمد بن إسحاق، و عمر بن محمد العمري المازني (2)،و بكر بن أبي الفرات، و يقال داود بن بكر بن أبي الفرات، و معاوية بن أبي مزرد، و أسامة بن زيد، و يزيد بن أسامة بن الهاد، و أبو النّضر سالم مولى عمر بن عبيد اللّه، و إسماعيل بن أبي خالد.

و قدم على عمر بن عبد العزيز، و كانت له منه منزلة، و كانت له بدمشق دار بناحية القلانسيين.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب (3)،أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (4)،حدثني أبي، نا يعقوب، نا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني زياد بن أبي زياد مولى ابن عياش (5)،قال: انصرفت من الظهر أنا و عمر - حين صلاها هشام بن إسماعيل بالناس إذ كان على المدينة - إلى عمرو بن عبد اللّه بن أبي طلحة نعوده في شكوى له، قال: فما قعدنا، ما سألنا عنه إلاّ قياما، قال: ثم انصرفنا فدخلنا على أنس بن مالك في داره، و هي إلى جنب دار أبي طلحة، قال: فلما قعدنا أتته الجارية، فقالت: الصلاة يا أبا حمزة، قال: قلنا أي صلاة رحمك اللّه ؟ قال: العصر، قال: فقلنا: إنما صلينا الظهر الآن، قال: فقال: إنكم تركتم الصلاة حتى نسيتموها - أو

ص: 235


1- ترجمته في طبقات ابن سعد 225/5 بغية الطلب 3934/9 الوافي بالوفيات 15/15.
2- في بغية الطلب: المدني.
3- بالأصل بعدها:«نا المذهب» مقحمة حذفناها.
4- مسند الإمام أحمد 237/3.
5- في مسند أحمد: ابن عباس، خطأ.

قال نسيتموها حتى تركتموها - إني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«بعثت [أنا] (1) و الساعة كهاتين - و مد إصبعيه السبابة و الوسطى»[4426].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمد بن هبة اللّه، أنا محمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2)،حدثني أبو صالح، حدثني الليث، حدثني خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن أبي النّضر (3)،عن زياد مولى ابن عياش، عن ابن عياش أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قعد على قبر سعد بن معاذ، ثم استرجع فقال:

«لو نجا أحد من فتنة القبر أو ألمه أو ضمّه، لنجا سعد بن معاذ، لقد ضمّ ضمّة ثم روخي (4) عنه»[4427].

أنبأنا أبو الغنائم الحافظ ، حدثنا أبو الفضل الحافظ ، أنبأ أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أبو الفضل: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أنا أبو أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل (5)،[قال:] قال الأويسي عن مالك، كان (6) عمر بن عبد العزيز: يكرم زيادا و كان عبدا فدخل عليه يوما و ذلك حين يقول الشاعر:

يا أيها القارئ المرخي عمامته *** هذا زمانك إنّي قد خلا زمني

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (7)،حدثني عبد العزيز، و هو ابن عمران، نا ابن وهب، حدثني يعقوب، قال: أراه عن أبيه، قال: أذن عمر بن عبد العزيز لزياد بن أبي زياد و الأمويون هناك ينتظرون الدخول عليه، قال هشام: أ ما رضي ابن عبد العزيز أن يصنع ما يصنع حتى أذن لعبد ابن عياش يتخطى رقابنا؟ فقال الفرزدق (8):من هذا؟

ص: 236


1- الزيادة عن المسند.
2- الخبر في كتاب المعرفة و التاريخ 247/1.
3- هو سالم بن أبي أمية التميمي (تهذيب التهذيب 431/3).
4- في المعرفة و التاريخ: روّح عنه.
5- التاريخ الكبير 354/1/2.
6- بالأصل: قال، و الصواب عن البخاري.
7- الخبر و الشعر في كتاب المعرفة و التاريخ 596/1 و سيرة عمر لابن الجوزي ص 166.
8- في المعرفة و التاريخ: فقال للفرزدق: من هذا؟ قال: رجل...

قالوا: رجل من أهل المدينة من القراء عبد مملوك فقال الفرزدق:

أيه القارئ المقضي حاجته *** هذا زمانك إني قد خلا زمني (1)

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم، نا حارث بن أبي أسامة، نا محمد بن سعد (2)،قال:

في الطبقة الثانية من أهل المدينة: زياد بن أبي زياد مولى عبد اللّه بن عياش بن أبي ربيعة بن المغيرة المخزومي، و لزياد عقب و بقية بدمشق، و روى عنه إسماعيل بن أبي خالد و غيره.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، ثم حدثنا أبو الفضل محمد بن ناصر، أنبأ أبو الفضل الباقلاني، و أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمد - زاد الباقلاني: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل (3)،قال: زياد بن أبي زياد، و اسم أبي زياد ميسرة مولى عبد اللّه بن عياش بن أبي ربيعة القرشي المدني، و قال محمد بن عبيد اللّه، نا ابن وهب سمع مالكا، قال لي زياد: و كان عابدا و أنا يومئذ حديث السن:

إني أراك تجلس مع ربيعة ؟ عليك بالحذر، فقال ابن أبي أويس: حدثني مالك، قال:

كان زياد بن أبي زياد مولى ابن عيّاش (4) يلبس الصوف، و يكون وحده و لا يكاد يجالس أحدا، و فيه لكنة.

أنبأنا أبو عبد اللّه الفراوي و غيره، عن أبي بكر البيهقي، أنا محمد بن عبد اللّه الحافظ .

أخبرني أحمد بن سهل، نا إبراهيم بن معقل، نا حرملة، نا ابن وهب، نا مالك، قال: كان زياد مولى ابن عياش (5) قد أعانه الناس في فكاك رقبته، و أسرع الناس في ذلك ففصل بعد الذي قوطع عليه مال كثير فرده زياد إلى من كان أعانه بالحصص، و كتبهم عنده فلم يزل يدعو لهم حتى مات، قال: و كان زياد معتزلا لا يكاد يجلس مع كل أحد،

ص: 237


1- لم أعثر عليه في ديوانه المطبوع.
2- طبقات ابن سعد 305/5.
3- التاريخ الكبير للبخاري 354/3.
4- بالأصل: ابن عباس، خطأ، و الصواب عن البخاري.
5- بالأصل: ابن عباس، خطأ، و الصواب عن البخاري.

إنما هو أبدا يخلو وحده بعد العصر و بعد الصبح.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنبأ أبي أبو العباس، أنبأ أبو نصر بن الجبّان (1)،أنا محمد بن سليمان الرّبعي، نا القاضي أبو عبد اللّه البركاني، و اسمه محمد بن أحمد بن سهل، نا أبو زرعة، نا عبد العزيز بن عبد اللّه، نا مالك، عن زياد بن أبي زياد مولى ابن عياش أنه دخل على عمر بن عبد العزيز، و هو يومئذ خليفة، قال: فلما دخل عليه و على زياد ثياب صوف، قال: مالك: و كان زياد لا عهد له بالدخول على الأمراء، قال مالك:

فحسبت أنه حضر فسلّم، و جلس، ثم ذكر أنه لم يسلم على أمير المؤمنين فاستعظم ذلك، ثم قال زياد: السلام عليك يا أمير المؤمنين، فقال عمر: أما أنا لم أنكر الأولى، قال مالك: و لزياد قال الشاعر:

يا أيها القارئ المرخي عمامته *** هذا زمانك إنّي قد خلا زمني

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا أبو محمد الجوهري، أنبأ محمد بن العباس بن محمد، نا ابن أبي داود، قال: قرئ على الحارث بن مسكين، و أنا أسمع عن بعض أصحابه عن مالك قال: قال مزاحم مولى عمر بن عبد العزيز: اشتريت لعمر بن عبد العزيز و هو أمير المدينة للوليد كساء خزّ بستمائة دينار أو سبعمائة دينار، فجعل يجسّه و يقول: إنه خشن، فلما ولي الخلافة قال: إني لأجد البرد بالليل، فاشتريت له كساء بعشرة دراهم، فلما أتيته به جعل يجسّه و يقول: إنه للين، فضحكت، فقال: مم تضحك ؟ فقلت: ما تذكر حين اشتريت لك كساء بستمائة دينار أو بسبعمائة فجعلت تقول إنه لخشن و تقول لهذا: إنه للين، فقال: يا مزاحم و اللّه لئن كان عيش سليمان بن عبد الملك و عيش زياد مولى ابن عياش واحدا، لأن أعيش في الدنيا بعيش سليمان أحب إليّ ، و لئن كان زياد مولى ابن عياش صبر في الدنيا على العيش الذي يعيشه لكي يطيب له العيش في الآخرة، فو اللّه لأن أصبر على مثل عيش زياد هذه الأيام القلائل ليطيب لي العيش في الآخرة في تلك الأيام الكثيرة أحب إليّ أو كما قال الحارث (2).

قرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن، عن الحسن بن علي، عن أبي عمر محمد بن العباس، أنا سليمان بن إسحاق الجلاّب، نا حارث بن أبي أسامة، نا

ص: 238


1- مهملة بالأصل و م بدون نقط ، و الصواب ما أثبت.
2- الخبر في بغية الطلب 3942/9.

محمد بن سعد (1)،أنا إسماعيل بن عبد اللّه بن أبي أويس، قال: قال مالك بن أنس:

كان زياد مولى ابن عياش رجلا عابدا معتزلا لا يزال يكون وحده يدعو (2) اللّه و كانت فيه لكنة، و كان يلبس الصوف، و لا يأكل اللحم، و كانت له دريهمات يعالج له فيها.

و قال غير إسماعيل: و كان صديقا لعمر بن عبد العزيز، و قدم عليه و هو خليفة فوعظه و قرّبه عمر و خلا به و كان بينهما كلام كثير.

أخبرنا أبو البركات محفوظ بن الحسن بن محمد بن صصري، أنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن أبي الفتح الهمذاني (3)،أنا أبو بكر الخليل بن هبة اللّه بن الخليل، أنا أبو علي الحسن بن محمد بن القاسم بن درستويه، نا أحمد بن محمد بن إسماعيل أبو الدحداح، نا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، نا يحيى بن صالح، نا النضر بن عربي، قال: بينا عمر بن عبد العزيز يتغدى إذ بصر بزياد مولى ابن عياش فأمر حرسيا أن يكون معه، فلما خرج الناس و بقي زياد قام إليه عمر حتى جلس إليه ثم قال: يا فاطمة (4)،هذا زياد مولى ابن عياش، فاخرجي إليه فسلمي عليه، ثم قال: يا فاطمة هذا زياد مولى ابن عياش عليه جبة صوف، و عمر قد ولي أمر الأمة، فحاسب نفسه حتى قام إلى البيت فقضى عبرته ثم خرج ففعل ذلك ثلاث مرات، فقالت فاطمة: يا زياد هذا أمرنا و أمره ما فرحنا به و لا قرّت أعيننا مذ ولي.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمد بن هبة اللّه، أنا محمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (5)،حدثني عبد العزيز، نا ابن وهب، حدثني يعقوب بن عبد الرّحمن، عن أبيه، عن زياد مولى ابن عياش، قال: لو رأيتني و دخلت على عمر بن عبد العزيز في ليلة شاتية و في بيته كانون، و عمر على كتابه، فجلست (6) أصطلي على الكانون فلما فرغ من كتابه مشى إليّ عمر حتى جلس معي على الكانون، و هو خليفة، فقال: زياد بن أبي زياد؟ فقلت: نعم يا أمير المؤمنين، قال: قص

ص: 239


1- طبقات ابن سعد 305/5.
2- ابن سعد: يذكر اللّه.
3- بالأصل الهمداني، و المثبت عن بغية الطلب.
4- هي فاطمة بنت عبد الملك، زوجة عمر بن عبد العزيز.
5- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 3941/9-3942.
6- بغية الطلب: فجعلت.

عليّ ، قلت: يا أمير المؤمنين ما أنا بقاصّ ، قال: فتكلم، قلت: زياد قال: و ما له ؟ قال:

لا ينفعه من دخل الجنة غدا إذا دخل النار، و لا يضرّه من دخل النار، غدا إذا دخل الجنة، قال: صدقت و اللّه ما ينفعك من دخل الجنة إذا دخلت النار، و لا يضرك من دخل النار إذا أنت دخلت الجنة، قال: فلقد رأيت عمر يبكي حتى طفى بعض ذلك الجمر الذي على الكانون.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين الحافظ ح.

و أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن أحمد المقرئ، أنا أبو الحسن علي بن محمد بن محمد الأحمر، قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا عبد اللّه بن محمد بن أبي الدنيا، نا علي بن محمد، ثنا أبو صالح عبد اللّه بن صالح، حدثني يعقوب بن عبد الرّحمن القارئ، قال: قال محمد بن المنكدر، إنّي خلّفت زياد بن أبي زياد مولى ابن عياش و هو يخاصم نفسه في المسجد، يقول اجلسي، أين تريدين ؟ أين تذهبين ؟ أ تخرجين إلى أحسن من هذا المسجد، انظري ما فيه تريدين أن تبصري دار فلان و دار فلان ؟ و كان يقول لنفسه: ما لك من الطعام يا نفس إلاّ هذا الخبز و الزيت، و ما لك من الثياب إلاّ هذين الثوبين، و ما لك من النساء إلاّ هذه العجوز، أ فتحبين أن تموتي، فقالت: أنا أصبر على هذا العيش (1).

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب ح.

و أخبرنا [أبو محمد بن محمد] (2)،قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا الحسين بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني محمد بن عبد المجيد التميمي، قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: قال زياد مولى ابن عياش لمحمد بن المنكدر، و صفوان بن سليم: الجدّ الجدّ و الحذر الحذر، فإن يكن الأمر على ما نرجوه كان ما عملتما فضلا، و إلاّ لم تلوما أنفسكما.

ص: 240


1- بغية الطلب 3940/9.
2- العبارة بين المعقوفتين كذا وردت بالأصل و يبدو أن نقصا وقع في السند، و تمام العبارة في بغية الطلب و م: م ؟؟؟: و أخبرنا أبو محمد بن طاوس قال: أخبرنا علي بن محمد بن محمد.

قال سفيان: و قال عامر بن عبد اللّه: و اللّه لأجهدن، ثم و اللّه لأجهدن فإن نجوت فبرحمة ربي، و إلاّ لم ألم نفسي.

أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن العلاف، و أخبرني أبو المعمر الأنصاري عنه.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو علي بن أبي جعفر بن المسلمة، و أبو الحسن بن العلاّف، قالا: أنا عبد الملك بن محمد بن بشران، نا أحمد بن إبراهيم، أنا محمد بن جعفر الخرائطي، نا علي بن داود، نا عبد اللّه بن صالح، حدثني يعقوب الزهري عن أبيه قال: جلس إلي يوما زياد مولى ابن عياش، قال: يا عبد اللّه، قلت: ما تشاء؟ قال: ما هي إلاّ الجنة و النار، قلت: و اللّه ما هي إلاّ الجنة و النار، قال: و ما بينهما منزل ينزله العباد، قال: فو اللّه إن نفسي لنفس أضنّ (1) بها عن النار، و الصبر اليوم عن معاصي اللّه خير من الصبر على الأغلال (2).

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، حدثني علي بن محمد، أنا أبو صالح عبد اللّه بن صالح، نا يعقوب بن عبد الرّحمن، عن أبيه قال: قال لي زياد مولى ابن عياش: ما هي إلاّ الجنة أو النار، ما بينهما منزلة ؟ قلت: لا، قال: فهي و اللّه نفسي التي أضنّ (3) بها.

أخبرنا أبو الحسن محمد بن مرزوق في كتابه، أنا أبو عمرو بن مندة، أنبأ الحسن بن محمد بن يوسف، نا أحمد بن محمد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، نا إبراهيم بن الأشعث، قال: سمعت فضيل بن عياض قال: قال زياد بن أبي زياد: إنّما قوتي من الدنيا نصف مدّ في اليوم، و إنما لباسي ما ستر عورتي، و إنّما بيتي ما أكنّ رأسي، و اللّه لوددت أنه حماني من الآخرة و لا أعذب بالنار (4).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنبأ أبو محمد الحسن بن

ص: 241


1- بالأصل: أضر و في م: أمر بها، و المثبت عن بغية الطلب.
2- بالأصل: الاعلان، و المثبت عن بغية الطلب و م.
3- بالأصل:«أضر» و في م: أمر بها و المثبت عن الرواية السابقة.
4- الخبر في بغية الطلب 3940/9.

إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا إبراهيم بن حبيب، نا أبو غسان، قال: قال زياد بن أبي زياد مولى عبد اللّه بن عياش بن أبي ربيعة: أنا من أن أمنع الدعاء أخوف من أن أمنع الإجابة.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمد بن هبة اللّه، أنا محمد بن الحسين، أنبأ عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، حدثني محمد بن أبي زكير (1)،أنبأ ابن وهب، نا مالك، قال: كان زياد مولى ابن عياش يمرّ بي و أنا جالس فربما أفزعني حسه من خلفي، فيضع يده بين كتفي فيقول لي: عليك بالجدّ فإن كان ما يقول أصحابك هؤلاء من الرخص حقا لم يضرّك، و إن كان الأمر على غير ذلك كنت قد أخذت (2)بالحذر، تريد ما يقول ربيعة و زيد بن أسلم.

قال مالك: و كان زياد قد أعانه الناس على فكاك رقبته، و أسرع إليه في ذلك ففضل بعد الذي قوطع عليه مال كثير، فردّه زياد إلى من كان أعانه بالحصص، و كتبهم زياد عنده، فلم يزل يدعو لهم حتى مات، قال: و كان زياد رجلا معتزلا لا يكاد يجلس معه أحد، إنما هو أبدا يخلو وحده بعد العصر، و بعد الصبح.

قال (3):و حدثني مالك أن زيادا مولى ابن عياش قدم على عمر بن عبد العزيز و هو خليفة، فقلت لمالك: و زياد يومئذ عبد؟ فقال: نعم، فعرض عليه عمر بن عبد العزيز أن يشتريه من الفىء فيعتقه، فأبى ذلك زياد، قال مالك: فلا أدري لأي شيء ترك ذلك زياد مولى ابن عياش.

2318 - زياد بن النّضر

أبو الأوبر (4)

و يقال: أبو عائشة، و يقال: أبو عمر (5) الحارثي.

من أهل الكوفة، حدث عن أبي هريرة.

ص: 242


1- بالأصل:«دكين» و الصواب ما أثبت.
2- عن بغية الطلب 3938/9 و بالأصل: أخذت.
3- القائل: ابن وهب كما يفهم من عبارة ابن العديم، بغية الطلب 3935/9.
4- ترجمته في بغية الطلب 3943/9.
5- في بغية الطلب: أبو عمرو.

روى عنه: عامر بن شراحيل الشعبي، و عبد الملك بن عمير.

و وفد على يزيد بن معاوية.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر القشيري، قالا: أنبأ أبو سعد محمد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا شريك، عن عبد الملك بن عمير، عن زياد الحارثي، عن أبي هريرة، قال: قال له رجل: أنت الذي تنهى - زاد ابن المقرئ الناس، و قالا:- عن صوم يوم الجمعة ؟ قال: لا و رب هذه البنيّة أو هذه الحرمة، ما أنا نهيت عنه، محمد صلى اللّه عليه و سلم - زاد ابن المقرئ: قاله، و لم يقل: أو قال هذه الحرمة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو طاهر بن أبي الصفر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر الصّوّاف، أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس، أنا أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد الدّولابي، حدثني الحسن بن علي بن عفان، نا حسين الجعفي، عن زائدة، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي الأوبر، قال: قال أبو هريرة:

و ربّ هذه البنية لقد رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يصلي في نعلين حتى قضى صلاته[4428].

قرأت بخط أبو الحسين الرازي، أخبرنا أحمد بن عمير، نا معاوية بن صالح، حدثني عبد الغفار بن إسماعيل بن معاوية، عن أبيه، عن أبي يعفور الثقفي، عن عبد الملك بن عمير، حدثني زياد بن النّضر الحارثي، قال: كنت صديقا ليزيد بن معاوية قبل أن تفضي الخلافة إليه، فلما أفضت إليه أتيته فأكرمني و أنزلني في الدار معه، فلما كان ذات يوم استحمّ ثم جاء يخطر في مشيته عليه سبنية (1) مضلعة كأن جلده يقطر دما، فما رأيت منظرا أحسن منه، فألقي له كرسي فجلس عليه، ثم قال: يا أبا عمر قم فاستحم، ففكرت في نفسي و في غضون جلدي فقلت: لا يراها مني أبدا، فقلت: يا أمير المؤمنين إذا أفضت عليّ الماء أخذتني اقشعريرة، قال: فقال: لا عليك، يا جارية

ص: 243


1- الثياب السبنية نسبة إلى سبن محركة و هي قرية ببغداد، و هذه الثياب هي أزر سود للنساء، و قيل: ثياب كتان بيض، و قيل: هي من حرير.(انظر القاموس: سبن). و في مختصر ابن منظور 101/9 سبتية، بالتاء بدل النون.

اسقيني. قال: فأتته جارية حسناء في يدها إناء فيه شراب، ما رأيت شرابا أحسن منه، قال: فشرب حتى أتى عليه، ثم قال: يا جارية، اسقي أبا عمر، قال: فقلت في نفسي:

إنّا للّه و إنّا إليه راجعون الخمر و رب الكعبة، قال: فقلت في نفسي: شربة و أتوب قال:

فجاءتني بالقدح فشربت فو اللّه ما سلسلت شرابا قط مثله، قال: فلما فرغت قال: أبا عمر، قلت: لبيك يا أمير المؤمنين، قال: أ تدري ما هذا الشراب ؟ قال: قلت: لا و اللّه يا أمير المؤمنين، إلاّ أني لم أسلسل شرابا مثله، قال: هذا رمان حلوان، بعسل أصبهان بزبيب الطائف بسكّر الأهواز بماء بردى (1).

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن المجلي (2) الواعظ ، ثنا القاضي الشريف أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الصمد بن المهتدي باللّه ح.

و أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن الفراء الحنبلي، قال: أخبرنا والدي أبو يعلى الفقيه، قالا: أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن علي الصّيدلاني المقرئ، قال:

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن مخلد بن حفص العطار، قال: قرأت على أبي الحسن علي بن عمرو الأنصاري، قلت له: حدثكم الهيثم بن عدي، قال: زياد بن النّضر الحارثي يكنى أبا عائشة.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنبأ صالح بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّاء، ثنا أبو العباس الأصم، نا عباس بن محمد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول:

أبو الأوبر اسمه زياد الحارثي.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني، أنبأ أبو بكر أحمد بن منصور، أنا أبو سعيد بن حمدون، قال: أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج (3) يقول: أبو الأوبر زياد الحارثي، عن أبي هريرة، روى عنه عبد الملك بن عمير.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر، أنا الخصيب، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، قال: أبو الأوبر زياد الحارثي.

ص: 244


1- الخبر في بغية الطلب 3944/9-3945.
2- بالأصل «المحلى المحلى» و الصواب ما أثبت و ضبط .
3- الكنى و الأسماء للإمام مسلم ص 86.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو طاهر بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم، أنا أحمد بن محمد، أنا أبو بشر الدولابي، قال: أبو الأوبر زياد الحارثي (1).

أخبرنا أبو جعفر محمد بن أبي علي في كتابه، أنا أبو بكر الصفار، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو الأوبر زياد الحارثي الكوفي، عن أبي هريرة عبد الرّحمن بن صخر الدّوسي، روى عنه عبد الملك بن عمير أبو عمر القرشي.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنبأ أبو بكر بن سيف، أنبأ السّري بن يحيى (2)،أنا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر، عن محمد، و طلحة، و أبي عثمان، و أبي حارثة، قالوا: خرج أهل الكوفة في أربع رفاق و على الرفاق زيد بن صوحان العبدي، و الأشتر النخعي، و زياد بن النّضر الحارثي، و عبد اللّه بن الأصم أحد بني عامر بن صعصعة، فذكر الحديث في خروجهم إلى عثمان و حصره.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، أنبأ أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد، أنبأ جدي أبو بكر، أنبأ أبو محمد بن زبر، نا أحمد بن عبيد بن ناصح، نا الأصمعي، عن أبي عوانة، عن عبد الملك بن عمير، حدثني الشعبي أن زياد بن النّضر الحارثي حدثه، قال: كنا على غدير لنا في الجاهلية و معنا رجل من الحي يقال له عمرو بن مالك معه بنية له شابة على ظهرها ذؤابة فقال لها أبوها: خذي هذه الصحيفة (3)و أتى الغدير فجيئينا بشيء من مائه، فانطلقت فواقفها عليه جانّ فاختطفها، فذهب بها، فلما فقدناها نادى أبوها في الحي، فخرجنا على كل صعب و ذلول، و قصدنا كل شعب و نقب فلم نجد لها أثرا، و مضت على ذلك السنون، حتى كان زمن عمر بن الخطاب، فإذا هي قد جاءت و قد عفا شعرها و أظفارها و تغيّرت حالها، فقال لها أبوها: أي بنيّة أين كنت ؟ و قام إليها يقبلها و يشم ريحها، فقالت: يا أبة أتذكر ليلة الغدير؟ قال: نعم، قالت: فإنه وافقني عليه جانّ فاختطفني فذهب بي، فلم أزل فيهم حتى إذا كان الآن غزا

ص: 245


1- الكنى لأبي بشر الدولابي 117/1.
2- الخبر في تاريخ الطبري 104/5 حوادث سنة 105 (ط دار القاموس الحديث) و نقله ابن العديم في بغية الطلب 3947/9.
3- في مختصر ابن منظور: الصحفة.

هو و أهله قوما مشركين - أو غزاهم قوم مشركون - فجعل للّه عليه نذرا إن هم ظفروا بعدوّهم أن يعتقني و يردّني إلى أهلي، فظفروا، فحملني فأصبحت عندكم، و قد جعل بيني و بينه إمارة إن احتجت إليه أن أولول بصوتي، فإنه يحضرني.

قال: فأخذ أبوها من شعرها و أظفارها و أصلح من شأنها و زوّجها رجلا من أهله فوقع بينها و بينه ذات يوم ما يقع بين المرأة و بعلها، فعيّرها و قال يا مجنونة و اللّه إن نشأت إلاّ في الجن، فصاحت و ولولت بأعلى صوتها، فإذا هاتف يهتف: يا معشر بني الحارث اجتمعوا و كونوا حيا كراما فاجتمعنا، فقلنا: ما أنت يرحمك اللّه فإنّا نسمع صوتا و لا نرى شخصا، فقال: أنا رابّ فلانة رعيتها في الجاهلية بحسبي، و صنتها في الإسلام بديني، و اللّه إن نلت منها محرما قط ، و استغاثت في هذا الوقت، فحضرت، فسألتها عن أمرها، فزعمت أن زوجها عيّرها بأن كانت فينا، و و اللّه لو كنت تقدمت إليه لفقأت عينه، قال:

فقلنا: يا عبد اللّه لك الحباء و الجزاء و المكافأة فقال: ذاك إليه، يعني الزوج.

قال: فقامت إليه عجوز من الحي فقالت: أسألك عن شيء؟ قال: سلي [قالت:] إنّ لي بنية عروسا أصابتها أحصبة فتمزق رأسها. و قد أخذتها حمى الربع فهل لها من دواء؟ قال: نعم اعهدي إلى ذباب الماء الطويل القوائم الذي يكون على أفواه الأنهار فخذي منها واحدة فاجعليه في سبعة ألوان عهن (1) من أصفرها و أحمرها و أخضرها و أسودها و أبيضها و أكحلها و أزرقها، ثم افتلي ذلك الصوف بأطراف أصابعك، ثم اعقديه على عضدها اليسرى، ففعلت أمها ذلك، فكأنما نشطت من عقال (2).

2319 - زياد بن أبي الورد المشجعي الكاتب

2319 - زياد بن أبي الورد المشجعي الكاتب (3)

ذكره أبو الحسين الرازي في تسمية أمراء دمشق، و ذكر أنه عمل لمروان بن محمد، و لأبي جعفر المنصور.

ص: 246


1- العهن: الصوف الملون، أي المصبوغ، الواحدة عهنة.
2- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 3943/9-3944.
3- له ترجمة في بغية الطلب 3953/9 و له ذكر و خبر في الوزراء و الكتّاب للجهشياري ص 80 و فيه: الأشجعي بدل المشجعي. و كان على النفقات لمروان بن محمد. ثم تقلد بيت مال أذربيجان للمنصور.

أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا محمد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم القرشي، نا محمد بن عائذ، قال: قال الوليد بن مسلم: و اختلف الناس على مروان بن محمد و بلغ طاغية الروم، فنزل على مرعش (1) و بلغ مروان و هو نازل على الحمص، فكتب إلى أهل مرعش يعلمهم ما بلغه من نزوله عليهم و يأمرهم بالصبر، و أنه قد وجه إليهم فلانا في كذا، و فلانا في كذا، و أن قد أتوكم و بعث بكتابه رجلا من الطلائع، و أمر أن يتصدّ لأهل مرعش حيث يراه الروم و تطمع فيه، فإذا رآها خارجة إليه، ولّى عنها و ألقى الكتاب، ففعل و أخذته الروم فأتت به طاغيتها، و كان ذلك سببا لإجابته أهل مرعش على أمانهم على دمائهم و أموالهم و أهليهم، فكاتبوه على ذلك و فتحوا مدينتهم و قد استووا على دوابهم و حملوا أهليهم، و قد أوقف طاغية الروم صفين على باب مرعش قد سلّوا سيوفهم و قربوا بعضها إلى بعض و مرّ المسلمون تحتها حتى نفذوا، يقولوا إنا قدّرنا و وفينا، ثم خلوا عن المسلمين و خربوا حصن مرعش، و قفلوا إلى بلادهم، و لما فرغ مروان من أهل حمص قطع بعثا على أهل الشام إلى بنيان مرعش، و ولى عليهم الوليد بن هشام المعيطي، و ولى بناءها زياد بن أبي الورد الدمشقي (2).

2320 - زياد مولى آل درّاج القرشي الجمحي

قيل إنه دمشقي.

حدّث عن أبي بكر الصديق أنه رآه يضع يمينه على شماله في الصلاة.

روى عنه: خالد بن معدان.

أخبرنا أبو محمد الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمد نا أبو عبد اللّه جعفر بن محمد، نا أبو زرعة، قال في الطبقة التي تلي أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: زياد مولى آل دراج ممن حفظ عن أبي بكر.

قال: و ثنا عبد العزيز، أنبأ أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة،

ص: 247


1- مدينة في الثغور بين الشام و بلاد الروم (ياقوت).
2- الخبر في بغية الطلب 3953/9.

قال (1):و ربيعة بن درّاج، و زياد مولى آل درّاج، أخبرني عبد الرحمن بن إبراهيم أن نسب ربيعة بن درّاج في بني مخزوم، و قال موسى بن عقبة: في بني جمح.

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير (2) إجازة ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب الكلابي، أنا أحمد بن عمير قراءة، قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الثانية من الطبقات: و زياد مولى آل درّاج من بني مخزوم، روى عن أبي بكر.

2321 - زياد أبو نوف مولى معاوية بن أبي سفيان و حاجبه

2321 - زياد (3) أبو نوف مولى معاوية بن أبي سفيان و حاجبه

ذكره عبد اللّه بن عياش المنتوف الهمداني.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي، أنا أبو الحسين بن المهتدي ح.

و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبي أبو يعلى، قالا: أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنا محمد بن مخلد بن حفص، قال: قرأت على علي بن عمرو الأنصاري، حدثكم الهيثم بن عدي، قال: قال ابن عياش: كان معاوية يأذن عليه مولاه زياد أبو نوف.[آخر الثاني و التسعين بعد المائة].

2322 - زياد أبو عبد اللّه من حرس عمر بن عبد العزيز

2322 - زياد (4) أبو عبد اللّه من حرس عمر بن عبد العزيز (5)

إن لم يكن ابن حبيب فهو غيره.

حكى عن عمر [بن عبد العزيز].

حكى عنه عبيد اللّه بن عمر الرقي.

قرأت (6) على أبي الفتح نصر اللّه بن محمد بن عبد القوي الفقيه، عن نصر بن

ص: 248


1- الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 640/1 و 641.
2- بالأصل:«عمر» خطأ و الصواب ما أثبت.
3- بالأصل:«أخبرنا» بدل «زياد».
4- بالأصل:«أخبرنا» بدل «زياد».
5- ترجمته في بغية الطلب 3954/9.
6- بالأصل:«قراءة» و المثبت عن م.

إبراهيم الزاهد، أنا عبد اللّه بن الوليد الأندلسي، أنا محمد بن أحمد - فيما كتب إليّ - أخبرني جدي عبد اللّه بن محمد بن علي اللّخمي، نا عبد اللّه بن يونس، أنا بقيّ بن مخلد، نا أحمد بن إبراهيم الدّورقي، أنا عبد اللّه بن جعفر الرّقّي، و الوليد بن صالح، قالا: ثنا عبد اللّه بن عمرو.

قال: و حدّثني الهيثم بن جميل، حدّثني عبيد اللّه بن عمرو - و يزيد (1) بعضهم على بعض - قال: حدّثني زياد أبو عبد اللّه - رجل من حرس عمر بن عبد العزيز - قال:

بعث إليّ عمر بن عبد العزيز ذات ليلة قال: فدخلت عليه و عنده شمعة و تحته شاذكونة (2) وسخة، لا أدري أوسخها أغلظ أو بئولتها (3)،بساطها من عباءة من مشاقة (4) الصوف في ليلة قرة، و عليه كساء أنبجاني سمل. و عليه قلنسوة بيضاء مضرّبة غسيل قد تنحى قطنها في جانبيها (5)،فنظرت إلى جسده فكأني لم أر بين عظمه و جلده شيئا من اللحم.

قال: و مال معبّأ و كتاب مختوم، فقال لي: خذ هذا المال و هذا الكتاب، فانطلق به إلى سالم بن وابصة، و كان على الرقة فمره فليقسمه على فقراء المسلمين، و مره ألا يقسمه إلاّ على نهر جار و سوق جامعة، فإني أخاف أن يعطشوا.

قال: و كتب إلى ابن وابصة [يأمره] (6) بأشراط يذب الناس بعضهم على بعض، لا يزدحموا فيصيبهم شيء،.

قال: فأخذته ثم خرجت و رجعت، فقلت لغلامه: استأذن لي، فقال: قد دخل إلى أهله و ليس هاهنا أحد يستأذن لك.

فقام على الباب، ثم قال: الرجل الذي خرج من عند أمير المؤمنين آنفا يريد الدخول، قال فسمعته يقول: ادخل فإذا الشمعة قد رفعت و إذا عنده سراج، قلت: قلّ

ص: 249


1- بالأصل:«عمرو بن يزيد» صوبنا العبارة عن بغية الطلب.
2- الشاذكونة بفتح الذال: ثياب غلاظ مضربة تعمل باليمن.
3- بالأصل تقرأ: توثها، و في بغية الطلب:«ثوبها» و المثبت عن مختصر ابن منظور 103/9 و البئولة: الضآلة و الصغر.
4- المشاقة: ما سقط من الشعر أو الكتان عند المشط .
5- في المختصر و بغية الطلب: ناحيتها.
6- زيادة منا اقتضاها السياق.

لي من ولي مثل هذا إلاّ حضره المحقّ و غير المحقّ ، فنرى أن نستقصي و نوصله إلى أهلك و نعطيه (1) من حضرنا؟ و قد يحضر الغني و الفقير؟ قال: فنكث بشيء في يده مليا، ثم رفع رأسه، فقال: من مدّ إليك يده فأعطه.

فلما خرجت قلت لغلامه: ما بال تلك الساعة شمعة و الساعة سراج ؟ قال: تلك الساعة كان في شيء من أمر المسلمين فكانت عنده شمعة، و الساعة قد صار إلى بيته فيكفيه سراج.

2323 - زياد أبو يحيى والد يحيى و سليمان ابني زياد

وفد على هشام بن عبد الملك.

أخبرنا أبو نصر غالب بن أحمد بن المسلّم، أنا أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم بن محمد بن أيمن الدّينوري، أنا أبو الحسن علي بن موسى بن الحسن إجازة، أنا محمد بن عبد اللّه العبدي، أنا أبي عبد اللّه بن أحمد، حدّثني الحسن بن الحسين أبو سعيد السكري، حدّثني سليمان بن أبي شيخ، نا سليمان بن زياد، عن أخيه يحيى بن زياد، قال: كان يوسف وفد أبي إلى هشام بن عبد الملك فقدم علينا أبي من الشام ليلا، فقال لنا: هل عندكم خبر، قلنا: لا، قال على ذلك، فقلنا: لا، إلاّ أن زيدا مختفي (2)بالكوفة، يقولون: إنه يريد الخروج قال: فمن صاحب أمره ؟ قال: نصر بن خزيمة العبسي، قال: قاتل اللّه العباس بن الوليد، قلنا: و كيف ذكرت العباس بن الوليد، قال:

أتيته مودعا فقال لي: يا أبا يحيى اتقوا رجلا من أخوالي بني عبس بالكوفة يقال له نصر بن خزيمة العبسي لا يجني عليكم حربا.

ص: 250


1- بالأصل:«فيرى أن يستقصي و يوصله إلى أهلك و يعطيه» و المثبت عن بغية الطلب.
2- كذا.

ذكر من اسمه زيد

2324 - زيد بن أحمد بن عبيد بن فضالة

2324 - زيد بن أحمد بن عبيد (1) بن فضالة (2)

أبو القاسم بن أبي الفتح الماهر

شاعر و ابن شاعر، روى عن أبيه شيئا من شعره.

روى عنه: شيخنا أبو القاسم النسيب.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي، قال: أنشدنا أبو القاسم زيد بن أحمد الماهر، قال: أنشدنا أبي [أبو] (3) الفتح لنفسه رحمه اللّه تعالى رحمة واسعة (4):

له موضع في القلب ليس بمشترك *** و إن كان منه آخذا فوق ما ترك

عزيز يصيد القلب قبل يصيده *** من اللحظ منصوب الحمائل و الشرك

أقول لطرفي فيه عرّضتني *** لمن أذاب فؤادي في هواه و أسهرك

و قلت لليل مؤنس من صباحه *** أطالك من لو شاء عندي لقصّرك

و حتى متى أرعى نجومك لابسا *** دجاك إذا ما صرع الهوم (5) سمّرك

و ما ذاك إليّ من حال على النجم خافيا *** و لو قد سألت النجم عني لأخبرك

و للدمع في جفني مجال و للجوى *** و للصبر ما بين الجوانح معترك

و هي قصيدة نحو أربعين بيتا و له شعر كبير.

ص: 251


1- في بغية الطلب 3961/9 عن ابن عساكر:«عبد اللّه» و في موضع آخر 3958/9 عبيد اللّه.
2- في بغية الطلب: فضال.
3- زيادة للإيضاح، و كنية أبيه أحمد: أبو الفتح، و يلقب بالماهر.
4- الأبيات في بغية الطلب 3958/9.
5- بغية الطلب: النوم.

2325 - زياد بن أحمد بن علي

أبو العلاء الصّوري الأصمّ

سمع بدمشق، أبا الحسن بن أبي نصر، و أبا الفرح بن برهان بصور.

روى عنه: غيث بن علي.

أنبأنا أبو الفرح غيث بن علي و نقلته من خطه، حدّثني أبو العلاء زيد بن أحمد بن علي الأصم، من لفظه، أنا عبد الوهاب بن الحسين البغدادي، أنا أبو عبد اللّه الحسن بن محمد بن عبيد العسكري.

حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن مسروق الطوسي، ثنا أبو شيخ محمد بن الحسين البرجلاني (1)،حدّثني سعيد بن منصور، ثنا عبد العزيز بن محمد، أخبرني ابن عجلان القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«إنما بعثت لأتمّم صالح الأخلاق».

قال غيث: لم أسمع منه غير حديثين هذا أحدهما.

قرأت بخط أبي الفرح غيث بن علي: توفي أبو العلاء زيد بن أحمد بن علي الصوري يوم الأحد الثاني من رجب سنة أربع و ستين و أربعمائة.

2326 - زيد بن إبراهيم بن الحسين

أبو الحسين بن أبي النجود الفقيه

سمع بدمشق، أبا عبد اللّه الحسن بن أحمد بن أبي الحديد، و حدّث عن أبي الفرج سهل بن بشر، و صنف جزءا في فضل الذكر في الأوقات، و سمع منه و كتب عنه.

2327 - زيد بن أرطأة بن حذافة بن لوذان الفزاري ،

2327 - زيد بن أرطأة بن حذافة بن لوذان الفزاري (2)،

أخو عدي بن أرطأة

روى عن أبي الدّرداء، و أبي أمامة مرسلا، و جبير بن نفير.

ص: 252


1- مهملة بالأصل و قد تقرأ:«السرحلالي» و الصواب ما أثبت و ضبط عن الأنساب و هذه النسبة إلى برجلان قرية من قرى واسط . و أبو شيخ لقب، و كنيته أبو جعفر.
2- ترجمته في تهذيب التهذيب 230/2.

روى عنه: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، و العلاء بن الحارث، و أبو بكر بن أبي مريم، و ليث ابن أبي سليم، و سعد بن إبراهيم الزهري.

أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد و أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالا: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو العباس بن قتيبة، نا حرملة، نا ابن وهب، حدّثني معاوية بن صالح، عن العلاء بن الحارث، عن زيد بن أرطأة عن جبير بن نفير: أن عبد اللّه بن عمر رأى فتى و هو يصلي قد أطال صلاته و أطنب فيها، فقال: من يعرف هذا؟ فقال رجل: أنا، فقال عبد اللّه بن عمر: لو كنت أعرفه لأمرته أن يطيل الركوع و السجود، فإني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«إن العبد إذا قام يصلي أتى بذنوبه فوضعت على رأسه - أو عاتقه - و كلما ركع أو سجد تساقطت عنه»[4429].

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد البغدادي، أنا إبراهيم بن محمد بن إبراهيم، أنا إبراهيم بن عبد اللّه، أنا أبو بكر بن زياد النيسابوري، نا الربيع، نا بشر بن بكر، حدّثني ابن جابر، عن زيد بن أرطأة الفزاري، عن جبير بن نفير، عن أبي الدّرداء، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

قال: و أنا أبو بكر بن زياد، أنا العباس بن الوليد، أخبرني أبي، أنا ابن جابر، حدّثني زيد بن أرطأة عن جبير بن نفير الحضرمي، قال: سمعت أبا الدّرداء يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أبغوني الضعفاء، فإنما ترزقون و تنصرون بضعفائكم»[4430].

أخبرنا أبو الفتح محمد بن علي بن عبد اللّه المصري، أنا محمد بن عبد العزيز بن محمد الفارسي، أنا أبو محمد بن أبي شريح، نا يحيى بن محمد بن صاعد، نا محمد بن مسعدة صاحب السطوي، أنا محمد بن شعيب بن شابور (1)،نا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن زيد بن أرطأة الفزاري أنه حدثه عن جبير بن نفير الحضرمي أنه سمع أبا الدّرداء يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول «أبغوني الضعفاء، فإنكم ترزقون و تنصرون بضعفائكم»[4431].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، و أبو المواهب أحمد بن محمد بن عبد الملك الورّاق، قالا: أنا القاضي أبو الطّيّب طاهر بن عبد اللّه، نا أبو أحمد محمد بن أحمد بن

ص: 253


1- بالأصل: سابور، و الصواب ما أثبت.

الغطريف، نا أبو خليفة، أنا عثمان بن عبد اللّه الشامي، نا عيسى بن يونس، عن أبي بكر بن عبد اللّه، عن زيد بن أرطأة، عن أبي (1) الدّرداء، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من قال حين يصبح: لا إله إلاّ اللّه، و اللّه أكبر أعتق اللّه رقبته من النار». هو أبو بكر بن عبد اللّه بن مريم[4432].

أخبرنا أبو عبد اللّه مروان بن علي بن سلامة بن مروان الفقيه الطبري، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين الطريثيثي (2).

أخبرنا علي بن أحمد بن عمر، نا أحمد بن سليمان النّجّاد، نا عبد الملك بن محمد، نا عبيد اللّه بن معاذ، نا أبي، نا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، حدّثني أخ لعدي (3) بن أرطأة كان أرضى عندي من عدي، و أفضل، قال: حدّثنا بعض أصحاب أبي الدرداء، أنبأ أبو الدّرداء قال: عهد إلينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ما قال، حديثا (4) و لا سمعت أن أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلّون (5).

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، و اللفظ له، قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد:

و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل، قال (6):زيد بن أرطأة أخو عدي الفزاري، سمع جبير بن نفير، روى عنه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر [و العلاء بن الحارث] (7)،و قال قيس بن حفص، نا خالد بن الحارث، نا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أخ لعدي بن أرطأة، و كان أكبر من عدي و أنسك.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، ثنا أبو القاسم البجلي، نا أبو عبد اللّه الكندي، نا أبو زرعة قال: في الطبقة الثالثة زيد بن أرطأة.

ص: 254


1- بالأصل: أبو.
2- بالأصل و م:«الطرثيثي»، و الصواب ما أثبت (ترجمته في سير الأعلام 160/19).
3- بالأصل:«لعلي» و الصواب عن تهذيب التهذيب.
4- بالأصل: حدثنا و المثبت عن المختصر.
5- بالأصل و م: المضلين، و الصواب عن المختصر.
6- التاريخ الكبير 387/1/2.
7- ما بين معكوفتين زيادة عن البخاري.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنبأ أبو الحسين الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير إجازة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنا الحسن بن أحمد بن أبي الحديد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أحمد بن عمير، قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة: زيد بن أرطأة الفزاري دمشقي.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي - إجازة - قال: و أنا الحسين بن سلمة، أنا علي بن محمد، قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم، قال (1):زيد بن أرطأة أخو عدي بن أرطأة الفزاري، روى عن جبير بن نفير، روى عنه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، و العلاء بن الحارث، سمعت أبي يقول ذلك، سئل أبي عنه فقال: لا بأس به، قال أبو محمد: و روى عن أبي الدّرداء مرسل، و عن أبي أمامة مرسل، روى عنه أبو بكر بن أبي مريم، و ليث (2) ابن أبي سليم من رواية بكر بن خنيس (3)،عن ليث.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن عبد الملك بن عمر بن خلف الرّزّاز.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الفتح عبد الملك بن عمير، أنا أبو حفص بن شاهين، نا محمد بن مخلد، قال: و أنا العتيقي، أنا عثمان بن محمد بن أحمد المخرّمي، نا إسماعيل الصفار، نا عباس الدوري، نا أبو بكر بن أبي الأسود، قال: و قال الحسن بن عثمان زيد بن أرطأة فزاري.

أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن عبد اللّه بن داود الفقيه، و أبو غالب محمد بن الحسن بن علي، قالا: أنا أبو علي بن أحمد التّستري أنا أبو أحمد القاسم بن جعفر بن عبد الواحد أنا أبو علي محمد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي، أنا أبو داود سليمان بن الأشعث، قال: زيد بن أرطأة أخو عدي بن أرطأة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر، و محمد بن الحسن، و أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي.

ص: 255


1- الجرح و التعديل 556/2/1.
2- بالأصل و م: و كتب، خطأ و الصواب ما أثبت.
3- بالأصل:«حبيس» و في م: حنيس و المثبت عن الجرح و التعديل.

و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالوا:

أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي قال (1):

زيد بن أرطأة شامي تابعي ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العز ثابت بن منصور، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون، قالا:- أنا أبو الحسين الأصبهاني، أنا أبو الحسين محمد بن أحمد الأصبهاني (2)،أنا أبو حفص الأهوازي، نا خليفة بن خياط ، قال (3) في الطبقة الثانية من أهل الشامات: زيد بن أرطأة حمصي.

كذا قال، و إنما [هو] (4) دمشقي.

2328 - زيد بن أرقم بن زيد بن قيس بن النعمان

ابن مالك الأغرّ (5) بن تغلب بن كعب

ابن الخزرج بن الحارث بن الخزرج

أبو عمر، و يقال أبو عامر، و يقال: أبو سعد، و يقال: أبو سعيد،

و يقال: أبو أنيسة الأنصاري (6)

له صحبة، سكن الكوفة، روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أحاديث.

روى عنه: عبد الرحمن بن أبي ليلى، و أبو إسحاق السبيعي، و يزيد بن حيّان (7)التميمي (8)،و طاوس، و أبو الخليل، و حبيب بن يسار، و أبو عمرو الشيباني، و أبو سلمان، و أبو وقاص، و أبو المنهال عبد الرحمن بن مطعم، و النّضر بن أنس بن مالك،

ص: 256


1- تاريخ الثقات للعجلي ص 170.
2- كذا ورد هذا السند بالأصل و م و فيه اضطراب.
3- طبقات خليفة بن خياط ص 569 رقم 2951.
4- زيادة منا للإيضاح.
5- تقرأ بالأصل: الأعز، و المثبت عن تهذيب التهذيب.
6- ترجمته في الاستيعاب 556/1 أسد الغابة 124/2 الإصابة 560/1 بغية الطلب 3963/9 تهذيب التهذيب 230/2 الوافي بالوفيات 22/15 سير الأعلام 165/3 و انظر بالحاشية فيها أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
7- بالأصل: خباب، و المثبت عن سير الأعلام.
8- في تهذيب التهذيب و سير الأعلام: التيمي.

و أبو مسلم البجلي، و أبو سعد الأسدي، و ثمامة بن عقبة، و شهد غزوة مؤتة.

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنبأ أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو الحسن (1)الدارقطني، نا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد، نا هارون بن موسى الفروي بالمدينة، حدّثني محمد بن فليح بن سليمان، نا موسى بن عقبة، نا عبد اللّه بن الفضل الهاشمي، أنه سمع أنس بن مالك يقول: حزنت على من أصيب بالحرّة من قومي، فكتب إليّ زيد بن أرقم و بلغه شدة حزني، فأخبرني أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:

«اللّهم اغفر للأنصار و أبناء الأنصار»، و شك ابن الفضل: في أبناء أبناء الأنصار، قال ابن الفضل: فسأل أنسا بعض من كان عنده عن زيد بن أرقم، فقال: هو الذي يقول له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«هذا الذي أوفى اللّه بإذنه».

و قال ابن شهاب: و سمع رجلا من المنافقين،- و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يخطب - يقول:

لئن كان هذا صادقا لنحن شرّ من الحمير فقال زيد بن أرقم: فقد، و اللّه صدق و لأنت أشرّ من الحمار، فرفع ذلك إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فجحده القائل، فأنزل اللّه عز و جل على رسوله صلى اللّه عليه و سلم يَحْلِفُونَ بِاللّٰهِ مٰا قٰالُوا، وَ لَقَدْ قٰالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَ كَفَرُوا بَعْدَ إِسْلاٰمِهِمْ ، وَ هَمُّوا بِمٰا لَمْ يَنٰالُوا (2) فكان ما أنزل اللّه عزّ و جلّ من هذه الآية تصديقا لزيد بن أرقم.

قال الدارقطني: هذا حديث غريب من حديث عبد اللّه بن الفضل الهاشمي، عن أنس بن مالك، تفرّد به موسى بن عقبة عنه[4433].

أخبرنا أبو الفتح أحمد بن محمد بن أحمد الحداد في كتابه، و أخبرني أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد الحلواني عنه، أنا أبو علي أحمد بن محمد بن إبراهيم بن يزداد، أنا أبو محمد عبد اللّه بن جعفر أحمد بن فارس، أنا أحمد بن يونس بن المسيّب الضّبّي، ثنا يعلى بن عبيد:

حدّثنا أبو حبان عن يزيد بن حيّان (3)،قال: انطلقت أنا و حصين، و عمرو (4) بن

ص: 257


1- بالأصل و م: أبو الحسين.
2- سورة التوبة، الآية:74.
3- بالأصل: حبان.
4- بالأصل: عمر.

مسلم إلى زيد بن أرقم في داره، فقال حصين: يا (1) زيد لقيت خيرا كثيرا، و لرأيت خيرا كثير، رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و سمعت حديثه و غزوت معه، و صلّيت خلفه، فحدّثنا ما سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و شهدت معه، فقال: أي أخي، كبرت سني، و قدم عهدي، و نسيت بعض الذي كنت أعي عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فما حدثتكم (2) فاقبلوه، و ما لم أحدثكم فلا تكلفونيه، ثم قال: خطبنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال:«أيها الناس، إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب، و إني تارك فيكم الثقلين: أولهما كتاب اللّه فيه الهدى و النور» فحثّ على كتاب اللّه و رغّب فيه «و أهل بيتي، أذكركم اللّه في أهل بيتي» فقال حصين: يا زيد و من أهل بيته ؟ أ ليست نساؤه ؟ قال: إنّ نساءه (3) من أهل بيته، و لكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده، فقال: من هم ؟ قال: آل عباس و آل علي، و آل عقيل، و آل جعفر، قال: كل هؤلاء تحرم عليهم الصدقة[4434].

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أخبرنا عيسى بن علي، أنا أبو القاسم بن البغوي، حدّثني سعيد بن يحيى الأموي، حدّثني أبي عن ابن إسحاق (4)،حدّثني عبد اللّه بن أبي بكر عن بعض قومه عن زيد بن أرقم قال: كنت يتيما لعبد اللّه بن رواحة فخرج بي معه - يعني - إلى مؤتة مردفي على حديبة (5) رحله فقال ليلة:

إذا أدنيتني (6) و حملت رحلي *** مسيرة أربع بعد الحساء

و جاء المؤمنون و غادروني *** بأرض (7) الروم مشهور الثواء

و درك كل ذي نسب قريب *** إلى الرحمن و انقطع الإخاء (8)

هنالك لا أبالي سقي بعل *** و لا نخل بساقية رواء

فشأنك أنعمى و خلاك ذمّ *** و لا أرجع إلى أهلي ورائي

ص: 258


1- بالأصل:«نا زيد».
2- بالأصل:«حدثكم» و الصواب ما أثبت.
3- بالأصل: نساؤه.
4- الخبر و الشعر في الاستيعاب 557/1-558 و بغية الطلب 3968/9.
5- في الاستيعاب:«حقيبة رحله» و المثبت عن بغية الطلب، و بالأصل: حديثه رحله.
6- في بغية الطلب: أذيتني.
7- الاستيعاب: بأرض الشام مشتهي الثواء.
8- هذا البيت و الذي يليه سقطا من الاستيعاب.

فلما سمعته يتمثل بهذه الأبيات بكيت، فخفقني بالدّرّة، و قال: ما يضرك أن يرزقني اللّه الشهادة، فأستريح من الدنيا و أهلها، و ترجع بين شعبتي رحلي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون، قالا:- أنا محمد بن الحسن، أنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن إسحاق، نا عمر بن أحمد الأهوازي، نا خليفة بن خياط ، قال (1):زيد بن أرقم بن زيد بن قيس بن النعمان بن مالك الأغر (2) بن ثعلبة، يكنى أبا عامر مات بالكوفة أيام المختار سنة ست و ستين.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمر بن مندة، أنا الحسن بن محمد بن يوسف، أنا أحمد بن محمد بن عمر، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمد بن سعد، قال (3):

زيد بن أرقم بن زيد أحد بني الحارث بن الخزرج، يكنى أبا سعيد، و قال الهيثم بن عدي: يكنى أبا أنيسة، توفي في زمن المختار بالكوفة سنة ثمان و ستين و له بقية و عقب، و أول مشاهده المريسيع.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا محمد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، حدثنا محمد بن سعد، قال (4):في الطبقة الثالثة: زيد بن أرقم بن زيد بن قيس بن النعمان بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج، و لم يسمّ لنا أمه، أنا محمد بن عمر قال: كان زيد بن أرقم يكنى أبا سعيد (5)،قال غيره: كان يكنى أبا أنيسة (6)،و توفي بالكوفة زمن المختار بن أبي عبيد سنة ثمان و ستين.

أخبرنا أبو محمد عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه في كتابه، ثم أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو الحسن بن المظفّر، أنا أبو علي

ص: 259


1- طبقات خليفة بن خياط ص 164 رقم 595.
2- في خليفة:«الأعز» و قد مرّ في بداية ترجمته «الأعز» و صوبناه، و بالأصل هنا: الأغر.
3- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد. و نقله ابن العديم في بغية الطلب 3968/9.
4- طبقات ابن سعد 18/6، ورد بالأصل «محمد بن سعيد» خطأ.
5- في ابن سعد: أبا سعد.
6- في ابن سعد: أبا أنيس.

أحمد بن المدائني، أنا أحمد بن عبد اللّه بن البرقي، قال: و من بني الحارث بن الخزرج - يعني ابن الحارث - بن ثعلبة بن عمرو بن عامر (1):زيد بن أرقم بن زيد بن قيس بن النعمان بن مالك بن ثعلبة بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج، يكنى أبا عامر، مات بالكوفة أيام المختار سنة ست و ستين.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو حامد بن جبلة، نا محمد بن إسحاق، أخبرني أبو يونس المديني، نا إبراهيم بن المنذر، قال: زيد بن أرقم بن بلحارث من الخزرج، توفي سنة ثمان و ستين بالكوفة.

أنبأنا أبو الغنائم، ثم حدثنا أبو الفضل، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين محمد بن الحسن، قالا:- أنا محمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل، قال (2):زيد بن أرقم من بني الحارث بن الخزرج الأنصاري، سكن الكوفة، أبو عمرو، نسبه ابن إسحاق.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد، قال في كتاب عمي فما سمعنا منه في المسند: زيد بن أرقم بن زيد بن قيس بن النعمان بن مالك بن ثعلبة بن الخزرج، قال عبد اللّه بن محمد بن زيد بن أرقم أبو عمرو الأنصاري، سكن الكوفة، و شهد مع علي المشاهد.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن غانم، أنا أبو عبد الرحمن بن مندة، أنا أبي أبو عبد اللّه، قال: زيد بن أرقم بن قيس بن النعمان بن مالك الأغرّ (3) من بني الحارث بن الخزرج الأنصاري، سكن الكوفة، يكنى أبا عمر، و قيل أبو عامر، روى عنه ابن عباس، و أنس بن مالك، و أبو إسحاق الشعبي (4)،و ابن أبي ليلى، و زيد بن حيّان (5).

أنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل محمد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر،

ص: 260


1- بالأصل: عامر بن زيد.
2- التاريخ الكبير للبخاري 385/1/2.
3- مهملة بالأصل و في م: الأعز، و المثبت قياسا إلى ما صوبناه «الأغر».
4- كذا بالأصل و في م: السبيعي.
5- بالأصل: حبان.

أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أحمد بن محمد بن الحسن الكلاباذي، قال: زيد بن أرقم أبو عمرو، و يقال أبو عامر، و قال الواقدي: يكنى أبا سعيد، و قال الهيثم: يكنى أبا أنيسة الأنصاري الخزرجي الكوفي، سكن الكوفة، سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم، روى عنه أبو إسحاق السبيعي، و أبو عمرو الشيباني، و محمد بن كعب، و أبو حمزة طلحة بن يزيد في المغازي و غيره في موضع.

قال الهيثم بن عدي: توفي سنة ثمان و ستين زمن المختار بالكوفة.

أنبأنا أبو الغنائم الحافظ ، ثم حدثنا أبو الفضل البغدادي، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد ابن خيرون: و محمد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل، قال (1):و قال لي قيس بن حفص نا معتمر قال: سمعت ثابت بن زيد، عن أزهر (2) بن أنيسة أن زيدا دخل على المختار فقال له: يا أبا عامر، قال:

سمعت ثابت بن زيد عن رجل، عن ابن أبي ليلى أن عليا قال لزيد: يا [أبا] (3) عامر.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي المقرئ، قالا: أنا أبو نعيم، نا سليمان بن أحمد، نا محمد بن عبد اللّه الحضرمي، نا علي بن المنذر، نا محمد بن فضيل، عن الأعمش، عن حبيب (4) بن أبي ثابت، عن يحيى بن جعفر، قال: قلت لزيد بن أرقم: يا أبا عامر.

قال: و ثنا [أبو] (5) حامد بن جبلة، نا محمد بن إسحاق، نا محمد بن عثمان، نا أبو أسامة، نا الأعمش، عن عمرو بن مرّة، حدثني طلحة مولى آل قرظة بن كعب، قال:

قلت لزيد بن أرقم: يا أبا عمرو (6).

أخبرنا أبو القاسم السمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسن بن الحمّامي.

ص: 261


1- التاريخ الكبير للبخاري 385/1/2.
2- عن البخاري و بالأصل: أسهر.
3- زيادة عن البخاري.
4- بالأصل: خبيب، خطأ و المثبت عن م.
5- زيادة لازمة.
6- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 3973/9.

أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن الحسن، أنا إبراهيم بن أبي أمامة، قال:

سمعت نوح بن حبيب يقول: زيد بن أرقم الأنصاري يكنى أبا عامر.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد، حدثني إسماعيل بن إسحاق، نا مسدّد، نا يحيى، عن شعبة، عن عمرو بن مرّة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: قلنا لزيد بن أرقم: يا أبا عمرو (1).

أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس، أنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو عمرو زيد بن أرقم الخزرجي له صحبة (2).

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن، أخبرني أبي، قال: أبو عامر زيد بن أرقم، و قيل أبو عمرو.

أخبرني أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر محمد بن هبة اللّه، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال: زيد بن أرقم أبو عمرو.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد، أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا سليم بن أيوب، أنا طاهر بن محمد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمد بن إياس، قال: سمعت أحمد بن محمد المقدّمي يقول: زيد بن أرقم الأنصاري، يكنى أبا عمرو (3).

أنبأنا أبو جعفر محمد بن علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو أحمد الحاكم، قال: أبو عمرو، و يقال: أبو عامر، و يقال: أبو سعيد، و يقال: أبو أنيسة زيد بن أرقم بن زيد بن قيس بن النعمان بن مالك الأغرّ (4) بن ثعلبة الأنصاري، أخو بني

ص: 262


1- بغية الطلب 3970/9-3971.
2- الكنى و الأسماء للإمام مسلم ص 151.
3- بغية الطلب 3970/9.
4- بالأصل هنا: الأعزّ.

الحارث بن الخزرج، له صحبة من النبي صلى اللّه عليه و سلم و غزا معه سبع (1) عشرة غزوة، سكن الكوفة، و مات بها، و يقال أول مشاهده مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم المريسيع، ابتنى دارا بالكوفة في كندة (2).

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن عبد اللّه الخطيب، أنا محمد بن الحسن بن محمد بن يونس، حدثنا أحمد بن الحسين النهاوندي، أنا عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه، أنا محمد بن إسماعيل البخاري، نا أحمد بن آدم، نا منصور بن سلمة الخزاعي، نا عثمان بن عبيد اللّه (3) بن زيد بن حارثة الأنصاري، عن عمر (4) بن زيد بن حارثة، حدثني أبي: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم استصغر ناسا يوم أحد منهم: زيد بن حارثة - يعني لسنّه (5)-، و البراء بن عازب، و زيد بن أرقم، و سعد بن حبتة (6)،و أبو سعيد الخدري، و عبد لله بن عمر، و جابر بن عبد اللّه، قال منصور: أخاف أن لا يكون حفظ جابرا.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد، أنا محمد بن سماعة، نا أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم القاضي، عن سفيان بن عبيد اللّه بن زيد بن حارثة، عن عمه عمر بن زيد بن حارثة، عن أبيه زيد بن حارثة، قال: استصغر النبي صلى اللّه عليه و سلم يوم أحد سبعة فردهم: عبد اللّه بن عمر، و زيد بن أرقم، و البراء بن عازب، و أبا سعيد الخدري، و جابر بن عبد اللّه، و ليس بالذي يروى عنه، و زيد بن حارثة، و سعد بن حبتة (7).

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن، أنا أبو سعيد

ص: 263


1- بالأصل: سبعة عشر.
2- بالأصل:«كبده» خطأ و الصواب ما أثبت عن أسد الغابة 124/2.
3- في الاستيعاب 555/1 (في ترجمة زيد بن جارية): عثمان بن عبد اللّه بن زيد بن جارية، و انظر أسد الغابة 128/2 (ترجمة زيد بن جارية).
4- في الاستيعاب 555/1 عمرو بن زيد بن جارية.
5- لفظة غير واضحة. و رسمها:«سفه» و لعلها:«نفسه» كما يفهم من عبارة ابن الأثير في أسد الغابة 128/2 و المثبت عن م.
6- مهملة بدون نقط بالأصل و م و المثبت عن الاستيعاب.
7- الخبر نقله ابن العديم عن ابن سعد 3974/9-3975 و لم أجده في طبقات ابن سعد الكبرى.

محمد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا أبو حامد بن الشرقي، نا محمد بن يحيى الذّهلي، نا إبراهيم بن يحيى بن عبّاد بن هانئ المخزومي، حدثني أبي، عن محمد بن إسحاق مولى ابن مخرمة، عن محمد بن مسلم الزّهري، عن عروة بن الزبير، قال: رد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يومئذ - يعني يوم أحد - نفرا من أصحابه استصغرهم فلم يشهدوا القتال، منهم: عبد اللّه بن عمر بن الخطاب، و هو يومئذ ابن أربع عشرة (1) سنة، و أسامة بن زيد، و البراء بن عازب، و عرابة (2) بن أوس، و رجل من بني حارثة، و زيد بن أرقم، و زيد بن ثابت، و رافع، قال: فتطاول له رافع و أذن له، فسار معهم، و خلّف بعضهم، فجعلوا حرسا للذراري و النساء بالمدينة.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي، نا وكيع، نا إسرائيل و أبي، عن أبي إسحاق، قال:

سألت زيد بن أرقم كم غزا النبي صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: تسع عشرة (3) غزوة، و غزوت معه سبع عشرة غزوة، و سبقني بغزاتين.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد البغوي، حدثني جدي، نا عمرو بن الهيثم أبو قطن، نا شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سألت زيد بن أرقم: كم غزا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: سبع (4) عشرة، قلت: فما أول ما غزا؟ قال: ذو العشير أو ذا العشر، قلت: كم غزوت معه ؟ قال: سبع عشرة غزوة.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، ثم حدثنا أبو الفضل محمد بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو عبد الوهاب بن محمد - زاد أحمد: و محمد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل (5)،قال: و قال [أبو] (6) نعيم، نا زهير،

ص: 264


1- بالأصل: أربع عشر.
2- بالأصل:«و عرانة بن زيد»، و المثبت عن مختصر ابن منظور.
3- بالأصل: تسع عشر.
4- الخبر نقله ابن العديم 3975/9 و فيه: تسع عشرة.
5- التاريخ الكبير 385/1/2.
6- الزيادة عن البخاري.

عن أبي إسحاق، قال: سألت زيد بن أرقم: كم غزوت مع النبي صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: سبع عشرة، و غزا النبي صلى اللّه عليه و سلم تسع عشرة.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن غانم، أنا عبد الرحمن بن محمد [بن] إسحاق، أنا أبي، أنا خيثمة بن سليمان، ثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي، نا بشر بن عمر، نا شعبة، عن أبي إسحاق، قال: خرجت بين البراء و زيد بن أرقم فكنت بينهما، فقلت لزيد بن أرقم: يا أبا عمرو كم غزا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من غزوة ؟ فقال: تسع عشرة، قلت: ما أولهن ؟ قال: ذات العشير أو العشر (1)،قلت: كم كنت معه ؟ قال: سبع عشرة غزوة.

أخبرناه عاليا أبو عبد [اللّه] الخلال، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا مسروق بن المرزبان أبو سعيد، نا أبو بكر بن عياش (2)،عن أبي إسحاق، عن زيد بن أرقم، قال: غزا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم تسع عشرة (3) غزوة، غزوت منها معه خمس عشرة غزوة.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان الفقيه.

و أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا محمد بن بكار، نا خديج بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن البراء، قال: و في حديث ابن المقرئ قال: سمعت - البراء يقول: غزوت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خمس عشرة (4) غزوة، قال: و سمعت زيد بن أرقم يقول: غزوت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سبع عشرة (5) غزوة، و قال ابن حمدان: بضع عشرة (6) غزوة.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن

ص: 265


1- بالأصل: العسير أو العسير، و المثبت عن بغية الطلب.
2- بالأصل: عباس، و الصواب عن بغية الطلب.
3- بالأصل: تسع عشر.
4- بالأصل: خمس عشر.
5- بالأصل: سبع عشر.
6- بالأصل: بضع عشر.

حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد، قال: قال محمد بن عمر: حديث عبد اللّه بن جعفر الزهري بحديث إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، عن زيد بن أرقم فيما ذكر أنه غزا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال: هذا استاذ العراق هكذا يقولون، و أما في روايتنا و رواية غيرنا من أهل البلد و العلم بالسيرة فأول غزوة غزاها زيد بن أرقم حين بلغ الحلم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم غزوة المريسيع، زاد الحارث عن محمد بن سعد، و شهد مؤتة رديف عبد اللّه بن رواحة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي قال: و قد أنكر هذا الخبر عبد اللّه بن جعفر المخرمي، و قال: أول غزوة غزاها زيد بن أرقم المريسيع، و هو غلام صغير، ما غزا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلاّ ثلاث غزوات أو أربعا، و شهد مؤتة رديف عبد اللّه بن رواحة (1).

حدثنا أبو سعد بن البغدادي - لفظا - أنا أبو الفضل المطهّر بن عبد الواحد بن محمد البزاني (2) الكاتب، أنا أبو عمرو، عبد اللّه بن محمد بن أحمد بن عبد الوهاب، أنا أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن عمرو بن زيد الزهري، نا أبو حفص عمرو بن علي بن بحر الصيرفي، أنا أبو قتيبة - يعني سالم بن قتيبة-، نا يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، قال: سمعت زيد بن أرقم يقول: رمدت عيني فعادني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في الرمد، فقال:«يا زيد بن أرقم إن كانت (3) عينك لما بها كيف تصنع ؟» قال: أصبر و أحتسب، قال:«يا زيد بن أرقم إن كانت عينك لما بها ثم صبرت و احتسبت دخلت الجنة»[4435].

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا أبو محمد الجوهري، أنا عبيد اللّه بن عبد الرحمن الزهري، نا إبراهيم بن عبد اللّه بن أيوب المخرمي، نا صالح بن مالك، نا عبد السلام بن مسلم الضمري، نا أبو داود السّبيعي، عن زيد بن أرقم الأنصاري، قال:

عادني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أنا اشتكي عيني، الحديث.

ص: 266


1- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 3975/9-3976.
2- بالأصل «الراى ؟؟؟» و الصواب ما أثبت و ضبط عن الأنساب، و قد مضى التعريف به.
3- بالأصل: كنت.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا أمية بن بسطام العنسي، نا معتمر، حدثنا بنانة (1) بنت زيد (2)،عن حمّاد (3)،عن أنيسة ابنة زيد بن أرقم عن أبيها: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم دخل على زيد يعوده من مرض كان به فقال:«ليس عليك من مرضك هذا بأس، و لكنه كيف بك إذا عمّرت بعدي فعميت» قال: إذا أحتسب و أصبر، قال:«إذا تدخل الجنة بغير حساب» قال: فعمي بعد ما مات النبي صلى اللّه عليه و سلم، ثم ردّ اللّه عليه بصره، ثم مات، كذا قال[4436].

و أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن الفضل الفقيه، أنا أبو بكر أحمد بن الحسن البيهقي (4)،أنا عبد الرحمن بن محمد بن عبد اللّه السراج، أنا أبو [القاسم بن غانم بن حموية الطويل] (5)،نا أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم البوشنجي (6)،ثنا أمية بن بسطام، نا المعتمر بن سليمان، نا نباتة بن يزيد (7)،عن حمّادة، عن أنيسة بنت زيد بن أرقم، عن أبيها أن النبي صلى اللّه عليه و سلم دخل على زيد يعوده في مرض كان به فقال:«ليس عليك من مرضك بأس، و لكن كيف بك إذا عمّرت بعدي فعميت ؟» قال: إذ أحتسب و أصبر، قال:

«إذا تدخل الجنة بغير حساب»، قال: فعمي بعد ما مات النبي صلى اللّه عليه و سلم، ثم رد اللّه تعالى عليه بصره، ثم مات، قال البيهقي: كذا وجدته في كتابي، و إنما هي بنانة بنت (8) يزيد.

و لم يثبت شيخا اسمه نباتة بنت يزيد، و لا اسم حمادة، و كانا مصحفين في كتابه[4437].

أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا الأزرق بن علي، ثنا يحيى بن أبي بكير، نا شريك بن عبد اللّه، عن جابر، عن أبي نصر، عن خيثمة، عن أنس، قال: دخلت مع النبي صلى اللّه عليه و سلم

ص: 267


1- مهملة بدون إعجام بالأصل، و المثبت عن تهذيب التهذيب.
2- كذا بالأصل و في تهذيب التهذيب «يزيد» و سيأتي: يزيد.
3- كذا، و سيأتي: حمادة.
4- كذا العبارة ما بين الرقمين بالأصل، و في دلائل البيهقي: أخبرنا القاسم بن غانم، حدثنا ابن حمويه الطويل.
5- الخبر في دلائل النبوة للبيهقي 479/6.
6- بالأصل: البوسنجي، و الصواب ما أثبت بالشين المعجمة.
7- في البيهقي: حدثنا نباتة بن بنت بريد بن يزيد.
8- في البيهقي: بناتة بنت بريد.

نعود زيد بن أرقم و هو يشتكي عينيه، قال: فقال:«يا زيد أ رأيت إن كان بصرك لما به»، قال: إذا أصبر و أحتسب، فقال:«و الذي نفسي بيده لئن كان بصرك و لما به فصبرت و احتسبت لتلقينّ (1) اللّه تعالى ليس عليك ذنب»، كذا قال، و أبو نصر هو خيثمة[4438].

و أخبرتنا أعلى من هذا أم المجتبى أيضا، قالت: قرئ [على] (2) إبراهيم، أنا أبو بكر، أنا أبو يعلى، نا أبو إسحاق بن أبي إسرائيل، نا شريك، عن جابر، عن خيثمة، عن أبي نصرة، عن أنس، قال: عاد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم زيدا بن أرقم قال:«كيف بك يا زيد إن كان بصرك لما به» قال: يا رسول اللّه إذا أصبر و أحتسب، قال:«لئن صبرت و احتسبت لتلقينّ اللّه عز و جل ليس عليك ذنب»، كذا فيه، و قوله عن أبي نصرة وهم، إنما هو أبو نصر و هو خيثمة[4439].

و قد أخبرناه عاليا على الصواب أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو محمد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبّابة، أنا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا شريك، عن جابر، عن خيثمة أبي نصر، عن أنس بن مالك، قال: دخلت مع النبي صلى اللّه عليه و سلم نعود زيد بن أرقم، و هو يشتكي عينيه، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«يا زيد لو كان بصرك لما به كيف كنت ؟» قال: إذا أصبر و أحتسب، يعني قال:«و الذي نفسي بيده لئن (3) كان بصرك لما به ثم صبرت و احتسبت لتلقينّ اللّه يوم القيامة و ليس عليك ذنب»، و كذا رواه الثوري عن جابر[4440].

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن الحسن بن محمد، أنا الحسن بن أحمد بن محمد.

أخبرنا أبو الوفاء المؤمّل بن الحسن بن عيسى الشجري، نا عبد الرزاق، أنا الثوري، عن جابر، عن خيثمة، عن أنس أن النبي صلى اللّه عليه و سلم عاد زيد بن أرقم بن زيد [لمرض] (4) كان بعينيه فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«كيف أنت إن كانت عينيك لما بهما؟» قال: أصبر و أحتسب، قال:«إذا تلقى اللّه و ليس لك ذنب»[4441].

ص: 268


1- بالأصل: ليقلين. و الصواب ما أثبت عن م.
2- زيادة لازمة للإيضاح.
3- بالأصل:«بين».
4- زيادة لازمة للإيضاح.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن محمد، أنا أبو حاتم مكي بن عبدان، نا عبد اللّه بن هاشم، نا عبد الرحمن بن مهدي، نا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن زيد بن أرقم.

قال: و أنا أبو العباس الدّغولي، أنا أبو بكر محمد بن معاذ بن يوسف، أنا عبيد اللّه بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن زيد بن أرقم قال: كنت مع النبي صلى اللّه عليه و سلم في غزاة فسمعت عبد اللّه بن أبيّ يقول: لا تنفقوا على من عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى ينفضّوا من عنده قال: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعزّ منها الأذلّ فحدثته عمي، فأتى النبي صلى اللّه عليه و سلم فأخبره، فدعاني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فسألني فأخبرته فبعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى عبد اللّه بن أبيّ و أصحابه، فجاءوا فحلفوا باللّه ما قالوا، فصدّقه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و كذّبني، فدخلني من الهمّ ما لم يدخل مثله قط ، و جلست في البيت، فقال لي عمي: ما أردت أن كذّبك (1) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و مقتك فأنزل اللّه عز و جل إِذٰا جٰاءَكَ الْمُنٰافِقُونَ (2)فدعاهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقرأ عليهم، ثم قال:«ان اللّه قد صدّقك يا زيد»، هذا لفظ عبد الرحمن بن مهدي[4442].

و قال عبيد اللّه بن موسى في حديثه: و جلست في البيت، قال لي عمي: ما أردت إلى أن كذّبك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و مقتك و كذّبك المسلمون، قال: فأتاني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فعرك أذني و ضحك في وجهي فما كان يسرني بها كذا أو الدنيا، قال: ثم أتاني أبو بكر فقال: ما قال لك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قلت: ما قال إلاّ أن عرك أذني و ضحك في وجهي، قال: أبشر، ثم أتاني عمر، فقلت له مثل ذلك، قال: فأنزل اللّه عز و جل إِذٰا جٰاءَكَ الْمُنٰافِقُونَ ،فأرسل إليّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقرأها، ثم قال:«7ن اللّه صدقك»[4443] (3).

و رواه محمد بن كعب بلفظ آخر (4)،أخبرناه أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور السلمي، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى الموصلي، نا عبيد اللّه بن معاذ العنبري، نا شعبة، عن الحكم، عن محمد بن كعب، عن زيد بن أرقم، قال: سمعت

ص: 269


1- بالأصل:«لديك» و الصواب عن سير الأعلام.
2- الآية الأولى من سورة «المنافقون».
3- الخبر في سير الأعلام 167/3-168 و انظر الاستيعاب 557/1.
4- نقله ابن العديم في بغية الطلب 3967/9 و أشار إليه الذهبي في سير الأعلام 168/3.

عبد اللّه بن أبي يقول: لا تنفقوا على من عند رسول اللّه حتى ينفضّوا، قال: فأتيت النبي صلى اللّه عليه و سلم فأخبرته و أتاه ابن أبيّ فحلف له أنه لم يفعل ذلك، و أنا في أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم يلامون فأتيت [منزلي فنمت قال: فكأنه كتبت فأرسل النبي صلى اللّه عليه و سلم فأتيته - أو قال:

فأتيت] (1)النبي صلى اللّه عليه و سلم - فقال:«إن اللّه قد صدقك و عذرك»، و تلا هاتين الآيتين: هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ : لاٰ تُنْفِقُوا عَلىٰ مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللّٰهِ حتى بلغ آخر الآيتين[4444] (2).

و أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (3)،حدثني أبي، نا محمد (4) بن جعفر، نا شعبة، عن الحكم، عن محمد بن كعب القرظي (5)،عن زيد بن أرقم، قال: كنت مع النبي صلى اللّه عليه و سلم في غزوة، فقال عبد اللّه بن أبيّ : لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعزّ منها الأذلّ ، فأتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأخبرته، فحلف عبد اللّه بن أبيّ أنه لم يكن شيئا من ذلك، قال: فلا مني قومي، و قالوا: ما أردت إلى هذا؟ قال: فانطلقت فنمت كئيبا أو حزينا، قال: فأرسل إليّ نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم - أو أتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال:- «إن اللّه قد أنزل عذرك و صدقك»، قال: فنزلت هذه الآية هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لاٰ تُنْفِقُوا عَلىٰ مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللّٰهِ حَتّٰى يَنْفَضُّوا حتى بلغ لَئِنْ رَجَعْنٰا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ [4445].

و رواه أبو سعيد الأزدي، عن زيد بمعناه (6):

أخبرناه أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو بكر بن أبي شيبة، نا عبد اللّه (7)بن موسى، نا إسرائيل، عن السّدّي، عن أبي سعيد الأزدي، نا زيد بن أرقم، قال: غزونا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و معنا ناس من العرب و كنا نبتدر الماء، و كان الاعراب يسبقوننا (8)،

ص: 270


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدركت العبارة على هامشة و بجانبها كلمة صح.
2- سورة المنافقون، الآيتان:7-8.
3- مسند الإمام أحمد 368/4-369.
4- عن مسند أحمد و بالأصل: أحمد.
5- بالأصل: الفرضي، و المثبت عن مسند أحمد.
6- كذا، و نقله ابن العديم في بغية الطلب 3967/9.
7- كذا و في بغية الطلب: عبيد اللّه.
8- بالأصل: يسبقونا.

و يسبق الأعرابي أصحابه فيملأ الحوض، و يجعل حوله حجارة و يجعل عليها نطعا (1)حتى يجيء أصحابه، قال: فجاء رجل من الأنصار فأرخى زمام ناقته لتشرب فأبى أن يدعه فانتزع حجرا، ففاض الماء، فرفع الاعرابي خشبة فضرب بها رأس الأنصاري، [فشجّه] (2)فأتى عبد اللّه بن أبيّ رأس المنافقين، و كان من أصحابه فغضب و قال: لاٰ تُنْفِقُوا عَلىٰ مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللّٰهِ حَتّٰى يَنْفَضُّوا من حوله من الاعراب، و كانوا يحضرون رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عند الطعام، فقال عبد اللّه لأصحابه: إذا انفضّوا من عند محمد فأتوا محمدا بالطعام فليأكل هو و من عنده، ثم قال لأصحابه: إذا رجعتم المدينة فليخرج الأعزّ منها الأذلّ .

قال زيد: و أنا رديف عمي، قال: فسمعت عبد اللّه، و كنا أخواله، فأخبرت عمي، فانطلق فأخبر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: فأرسل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إليه، فحلف و جحد، قال: فصدّقه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و كذّبني، قال: فجاء عمي، قال: ما أردت [إلى] أن مقتك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و كذّبك و كذبك المسلمون، قال: فوقع علي من الهمّ ما لم يقع على أحد قط .

قال: فبينا أنا أسير مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في سفر إذ خفقت برأسي من الهمّ ، إذ أتاني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فعرك أذني و ضحك في وجهي، فما كان يسرني أن لي به الخلد أقيم في الدنيا، ثم ان أبا بكر لحقني، قال: ما قال لك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: قلت: ما قال لي شيئا إلاّ أنه عرك أذني و ضحك في وجهي، قال: أبشر، و لحقني عمر فقلت له قولي لأبي بكر، فلما أصبحنا قرأ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سورة المنافقين.

و رواه أبو مسلم البجلي عن زيد على وجه آخر:

أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو القاسم بن البسري، و أبو نصر الزينبي.

و أخبرناه أبو الفضل بن ناصر، أنا أبو القاسم بن البسري، قالوا: أنا أبو طاهر المخلّص، حدثنا عبد اللّه بن محمد، نا محمد بن أبي شيبة، نا معتمر بن سليمان قال:

ص: 271


1- النطع: بساط من الأديم (القاموس).
2- زيادة للإيضاح عن بغية الطلب.

سمعت داود العطاري (1) يحدث عن أبي مسلم البجلي، عن زيد بن أرقم قال: سمعت قوما يقولون: انطلقوا بنا إلى هذا الرجل، فإن يك نبيا كنا أسعد به و إن يكن ملكا عشنا تحت جناحه، فأتيت النبي صلى اللّه عليه و سلم فأخبرته، فانتهوا إلى حجرة فجعلوا ينادون: يا محمد، يا محمد، فأنزل اللّه عز و جل إِنَّ الَّذِينَ يُنٰادُونَكَ مِنْ وَرٰاءِ الْحُجُرٰاتِ أَكْثَرُهُمْ لاٰ يَعْقِلُونَ (2)،قال: فأخذ النبي صلى اللّه عليه و سلم بأذني و قال:«صدّق اللّه قولك يا زيد»[4446].

و أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الجنزرودي (3)،أنا أبو أحمد الحاكم، ثنا [أبو] (4) القاسم بشر بن محمد بن محمد بن ياسين، أنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، ثنا محمد بن يحيى العتكي، ثنا المعتمر بن سليمان، ثنا داود الصائم (5)،أنا أبو مسلم البجلي، قال: سمعت زيد بن أرقم يقول: أتى ناس النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال بعضهم لبعض: انطلقوا بنا إلى هذا الرجل، فإن يك نبيا فنحن أسعد الناس به، و إن يك ملكا نعش في جناحه، فسمعت ذلك منهم فأتيت النبي صلى اللّه عليه و سلم فأخبرته بذلك، ثم أنهم أتوا النبي صلى اللّه عليه و سلم فجعلوا ينادونه و هم في حجرة: يا محمد، يا محمد، قال: فأنزل اللّه عز و جل إِنَّ الَّذِينَ يُنٰادُونَكَ مِنْ وَرٰاءِ الْحُجُرٰاتِ أَكْثَرُهُمْ لاٰ يَعْقِلُونَ ،قال: فأخذ النبي صلى اللّه عليه و سلم بأذني فمرها (6) و جعل يقول:«لقد صدّق اللّه قولك يا زيد، لقد صدّق اللّه قولك يا زيد»[4447].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمد، أخبرنا الحسن بن علي، أنا أحمد بن جعفر، أنا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي، ثنا عفان و نصر، قالا: نا شعبة، قال: نهى في حديثه (7).

حدثني حبيب بن أبي ثابت، قال: سمعت أبا المنهال رجلا من كنانة قال: سألت

ص: 272


1- في تهذيب التهذيب: الطفاوي.
2- سورة الحجرات، الآية:4.
3- مهملة بالأصل بدون نقط و الصواب ما أثبت.
4- زيادة لازمة، انظر ترجمته في سير الأعلام 328/16.
5- في تهذيب التهذيب: الصائغ.
6- كذا بالأصل و تقرأ في م: فمدها.
7- كذا: نهى في حديثه و في م: بهر في حديثه.

البراء عن الصّرف (1)،فقال: سل زيد بن أرقم فإنه خير مني و أعلم (2).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا العباس بن محمد بن جعفر بن هشام بن ملاس، حدثنا شعيب بن عمرو، و ثنا وهب بن يزيد، أنا شعبة، عن عمرو بن مرّة، عن ابن أبي ليلى، قال: قلت لزيد بن أرقم: حدثنا عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال: كبرنا و نسينا، و الحديث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم شديد (3).

أخبرنا بها عالية أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو الحسن علي بن هبة اللّه بن عبد السلام، قالا: أنا أبو محمد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبّابة.

و أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنبأ أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، قالا:

أنا عبد اللّه بن محمد، نا علي بن الجعد، نا شعبة، عن عمرو بن مرّة، قال: سمعت ابن أبي أوفى يقول: كنا إذا أتينا زيد بن أرقم فنقول: حدثنا عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم [فيقول: إنّا قد كبرنا و نسينا، و الحديث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم] (4) شديد.

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى، ابنا (5) الحسن بن البنا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل بن بيري - إجازة - أنا محمد بن الحسين بن محمد الزّعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال: ذكر لي أن زيد بن أرقم مات بعد الحسن بن علي بقليل، و قبل الحسين (6).

و هذا وهم.

أنا أحمد بن عمران، ثنا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط (7)،قال: و فيها - يعني سنة ست و ستين-، مات زيد بن أرقم الأنصاري من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

ص: 273


1- الصرف: بيع الذهب بالفضة، و الصرف: فضل الدرهم على الدرهم، و الدينار على الدينار لأن كل واحد منهما يصرف عن قيمة صاحبه (اللسان: يصرف).
2- سير الأعلام 167/3.
3- الخبر في بغية الطلب 3966/9.
4- ما بين معكوفتين زيادة عن م.
5- بالأصل و م: أنبأنا خطأ، و الصواب ما أثبت.
6- بغية الطلب 3976/9.
7- تاريخ خليفة بن خياط ص 264.

قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا مكي بن محمد، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: قال المدائني: و فيها - يعني سنة ست و ستين - مات زيد بن أرقم، قال ابن زبر قال الواقدي: و في سنة ثمان و ستين مات زيد بن أرقم بن ثابت، و يكنى أبا سعد، قال الهيثم: يكنى أبا أنيسة.

و ذكر ابن زبر أن أباه أخبره عن أحمد بن عبيد بن ناصح عن المدائني بذلك.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن غانم الحداد، أنا عبد الرّحمن بن مندة، نا عبد اللّه بن عيسى المدني، نا إبراهيم بن المنذر، قال: و زيد بن أرقم من بلحارث بن الخزرج، توفي سنة ثمان و ستين بالكوفة.

2329 - زيد بن أسلم

أبو أسامة

و يقال: أبو عبد اللّه العدوي (1)

مولى عمر بن الخطاب الفقيه المدني.

روى عن ابن عمر، و أنس بن مالك، و أبيه (2) أسلم، و أبي صالح ذكوان السّمّان، و علي بن الحسين بن علي، و عبيد بن جريج، و عطاء بن يسار المديني.

روى عنه: الزهري، و خارجة بن مصعب، و أيوب السّختياني، و يحيى بن سعيد الأنصاري، و مالك بن أنس، و عبيد اللّه بن عمر، و سفيان الثوري، و معمر بن راشد، و سليمان بن بلال، و سفيان بن عيينة، و بنوه عبد اللّه و عبد الرّحمن و أسامة، و هشام بن سعد، و عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن دينار، و أبو غسان محمد بن مطرّف، و عبد اللّه بن أبي جعفر، و الحارث بن يعقوب، و محمد بن عجلان، و روح بن القاسم.

و كان مع عمر بن عبد العزيز في خلافته، و استقدمه الوليد بن يزيد في جماعة من فقهاء المدينة مستفتيا لهم في الطلاق قبل النكاح.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب - لفظا - أنا أبو بكر بن

ص: 274


1- ترجمته في تهذيب التهذيب 231/2 حلية الأولياء 221/3 الوافي بالوفيات 23/15 سير الأعلام 316/5 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمته.
2- بالأصل: و ابنه، خطأ.

مالك، نا عبد اللّه بن أحمد، حدثني أبي، نا سفيان، عن زيد بن أسلم، عن عبد اللّه، قال: دخل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مسجد بني عمرو بن عوف مسجد [قباء] (1) يصلي فيه، فدخلت عليه، و جاءت الأنصار يسلمون عليه، و دخل معهم صهيب، فسألت صهيبا:

كيف كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يصنع إذا سلّم عليه ؟ قال: يشير (2) بيده، قال سفيان: قلت لرجل يسأل زيدا: سمعته من عبد اللّه ؟ و ذهبت أن أسأله فقال: يا أبا أسامة سمعت من عبد اللّه بن عمر؟ قال: أما أنا فقد رأيته و كلّمته.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه بن كادش، أنا الحسن بن علي بن محمد الجوهري، أنا أبو حفص عمر بن محمد بن علي بن الزيات الصيرفي، أنا أبو بكر جعفر بن محمد بن الحسن الفريابي (3)،نا قتيبة بن أنس، و أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن سهل بن عمر، أنا أبو عثمان البحيري، أنا زاهر بن أحمد، أنا إبراهيم بن عبد الصمد، نا أبو مصعب الزهري، حدثنا مالك، عن زيد بن أسلم، عن جابر بن عبد اللّه، زاد أبو مصعب السّلمي... (4) أنه قال: خرجنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في غزوة بني أنمار، قال جابر: فبينا أنا نازل تحت شجرة إذا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - زاد أبو مصعب قال: و قالا:- فقلت: يا رسول اللّه هلمّ إلى الظل، قال: فنزل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال جابر: فقمت إلى غرارة لنا فالتمست منها فوجدت جرو (5) قثاء فكسرته ثم قربته إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:

«من أين لكم»- و في حديث قتيبة: لك - هذا؟» فقلت: خرجنا - زاد أبو مصعب: يا رسول اللّه، و قالا:- من المدينة[4448].

قال جابر: و عندنا صاحب لنا نجهزه،- زاد أبو مصعب: نذهب - و قالا: نرعى ظهرنا، و قال فجهزته ثم أدبر، نذهب إلى الظهر و عليه ثوبان قد خلقا، قال: فنظر إليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«أ ما له ثوبان غير هذين» قال: فقلت: بلى يا رسول اللّه له ثوبان في العيبة كسوته إياهما، قال:«فادعه فمره»- و قال أبو مصعب:«فأمره يلبسهما - قال:

فدعوه فلبسهما ثم ولى فذهب - و قال أبو مصعب: نذهب - فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما له

ص: 275


1- زيادة عن مختصر ابن منظور 109/9.
2- غير مقروءة بالأصل و رسمها:«سين» و في م: يسر و الصواب عن المختصر.
3- تقرأ بالأصل: العرناني أو العدناني، و الصواب عن م، ترجمته في سير الأعلام 96/14.
4- كلام غير مقروء كلمتان:«مراا؟؟؟» كذا بالأصل و م.
5- الجرو: صغير كل شيء حتى البطيخ و الحنظل و نحوه (قاموس محيط ).

ضرب اللّه عنقه أ ليس هذا خير»؟ فسمعه الرجل فقال: يا رسول اللّه في سبيل اللّه،- زاد أبو مصعب، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«في سبيل اللّه»، و قالا:- فقتل الرجل في سبيل اللّه، أخرجه النسائي في حديث مالك عن قتيبة، و عن هارون الجمال عن معروف (1)،عن مالك[4449].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم، أنا أبو بكر الشافعي، نا أبو محمد جعفر بن محمد بن شاكر الصائغ، نا أبو نعيم، نا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عبيد (2) بن جريج، قال: قلت لابن عمر: يا أبا عبد الرّحمن رأيتك تحب هذه النعال السّبتيّة (3) و تستحب هذا الخلوق (4) و لا تستلم من البيت إلاّ هذين الركنين، فقال: أما هذه النعال السّبتيّة فإني رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يلبسها، و يتوضأ فيها، و أما الخلوق فإنه كان أحب الطيب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و ما رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يستلم إلاّ هذين الركنين.

قرأت بخط عبد الوهاب الميداني في سماعه من أبي سليمان بن زبر، أنا أبي، أنا أحمد بن زهير بن بكار، نا محمد بن إسماعيل، عن محمد بن زيد الأنصاري، قال:

أدنى عمر بن عبد العزيز لما ولي الخلافة زيد بن أسلم و جفا الأحوص، فقال الأحوص:

أ لست أبا حفص هديت مخبّري *** أ في الحق أن أقصى و تدني ابن أسلما؟

فقال عمر: ذلك الحق.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، حدّثنا عبد الملك بن أبي سلمة، نا عبد العزيز بن محمد الدّراوردي، عن زيد بن أسلم، و عن ربيعة بن أبي عبد الرّحمن، و عن محمد بن المنكدر، و عن أبي الزناد في أمثال لهم: خرجوا إلى الوليد، و كان أرسل إليهم يستفتيهم في شيء، فكانوا يجمعون من (5) الظهر إلى العصر، إذا زالت الشمس.

ص: 276


1- بالأصل: معن، و المثبت عن بغية الطلب.
2- عن المختصر و بالأصل: عبد.
3- السبتية: نسبة إلى السّبت بالكسر، و هي جلود البقر، و كل جلد مدبوغ أو بالقرظ (القاموس).
4- الخلوق: ضرب من الطيب.
5- في مختصر ابن منظور 109/9 بين الظهر و العصر.

أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو بكر بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، أنا جدي، ثنا الحارث بن مسكين، أنا ابن وهب، قال: و حدّثني عبد الرّحمن بن زيد، قال لي جدي: قال لي عبد اللّه بن عمر لما ولد زيد بن أسلم: ما سميت ابنك يا أبا خالد؟ قال: قلت: زيد [قال:] بأي الزيد [ين:] زيد بن حارثة أم زيد بن ثابت ؟ قال: قلت: زيد بن حارثة و كنيته بكنيته، قال: أصبت، و كانت كنيته أبو أسامة (1).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، أنا أبو جعفر محمد بن عثمان، ثنا هاشم بن محمد، ثنا الهيثم بن عدي، ثنا صالح بن حسان و غيره في الطبقة الثالثة: زيد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب، و أهل بيته يزعمون أنه من الأشعريين.

أخبرنا أبو البركات أيضا، أنبأ أحمد بن الحسن بن أحمد، أنا يوسف بن رباح، أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل، حدّثنا أبو بشر الدّولابي، نا معاوية بن صالح، قال:

سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة و محدثيهم: زيد بن أسلم.

أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمد بن يوسف، أنا أحمد بن محمد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، أنبأ محمد بن سعد، قال (2):في الطبقة الرابعة من أهل المدينة: زيد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب، و يكنى أبا أسامة، توفي في خلافة أبي جعفر قبل خروج محمد بن عبد اللّه بسنتين، و خرج محمد بن عبد اللّه سنة خمس و أربعين و مائة، و كان ثقة كثير الحديث.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا الحسن (3) بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق، نا الحارث بن أبي أسامة، نا محمد بن سعد، قال في الطبقة الرابعة من أهل المدينة: زيد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب، و يكنى أبا أسامة.

أنا محمد بن عمر، قال: سمعت مالك بن أنس يقول: كانت لزيد بن أسلم حلقة في مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و قد روى عن ابن عمر، عن أبيه، و عطاء بن يسار،

ص: 277


1- الخبر في بغية الطلب 3982/9.
2- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
3- بالأصل: الحسين، خطأ و الصواب عن م.

و عبد الرّحمن بن [أبي] سعيد الخدري، و كان ثقة كثير الحديث.

قال محمد بن عمر: مات زيد بن أسلم بالمدينة قبل خروج محمد بن عبد اللّه بن حسن بسنتين، و خرج محمد بن عبد اللّه سنة خمس و أربعين و مائة (1).

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمد - زاد أحمد: و محمد بن الحسن قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل، قال (2):زيد بن أسلم أبو أسامة مولى عمر بن الخطاب القرشي العدوي، سمع ابن عمر، و قال زكريا بن عدي، نا هشيم، عن محمد بن عبد الرّحمن القرشي، كان علي بن حسين يجلس إلى زيد بن أسلم و يتخطى مجالس قومه، فقال له نافع بن جبير بن مطعم تخطّى مجالس قومك إلى عبد (3) عمر بن الخطاب ؟ فقال: إنما يجلس الرجل إلى من ينفعه في دينه.

أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس، أنا أحمد بن منصور، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول (4):أبو أسامة زيد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب، سمع ابن عمر و أباه، روى عنه الثوري، و أيوب السّختياني، و مالك، و ابن عيينة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي:

أخبرنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني أبي موسى، أخبرني أبي قالوا: أبو أسامة زيد بن أسلم مدني ثقة، أنا معاوية بن صالح، عن يحيى بن معين، قال: زيد بن أسلم مدني ثقة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، نا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس، نا

ص: 278


1- الخبر لم يرد في طبقات ابن سعد المطبوع، فقد ضاع قسم مهم من طبقات المدنيين. و الخبر نقله ابن العديم نقلا عن ابن سعد في بغية الطلب 3983/9.
2- التاريخ الكبير 387/1/2.
3- بالأصل:«عند» و المثبت عن البخاري. و فوق اللفظة بالأصل و بين السطرين كتبت لفظة «مولى».
4- الكنى و الأسماء للإمام مسلم ص 85.

أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد، قال: أبو أسامة زيد بن أسلم (1).

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن عمر، أنا نصر اللّه بن إبراهيم، أنا سليم بن أيوب، أنا طاهر بن محمد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمد بن إياس، قال: سمعت محمد بن أحمد بن أبي بكر المقدّمي، قال: زيد بن أسلم يكنى أبا أسامة (2).

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنبأ أبو الغنائم بن المأمون، قال: قال أبو الحسن الدارقطني: أبو أسامة - و يقال: أبو عبد اللّه - زيد بن أسلم.

أنبأنا أبو جعفر الهمذاني (3)،أنا أبو بكر الصفار، أنا أبو بكر الحافظ (4)،أنا أبو أحمد الحاكم، قال: أبو أسامة زيد بن أسلم القرشي العدوي مولى عمر بن الخطاب المدني، سمع أبا عبد الرّحمن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب العدوي، و أبا حمزة أنس بن مالك الأنصاري، و عن أبي عبد اللّه جابر بن عبد اللّه السّلمي، و ربيعة بن عبّاد الدؤلي، و سلمة بن الأكوع أبي إياس الأسلمي.

روى عنه أبو بكر أيوب بن أبي تميمة السّختياني، و أبو عثمان عبيد اللّه بن عمر بن حفص العدوي، و محمد بن عجلان القرشي، و يحيى بن سعيد الأنصاري، و مالك بن أنس، و أبو عبد الرّحمن زياد بن سعد (5) الخراساني، و أبو الوليد عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج القرشي، و أبو بكر محمد بن إسحاق بن يسار المخرمي، و أبو محمد سعيد بن عبد العزيز التنوخي، و أبو غياث (6) روح بن القاسم العنبري، و أبو عبد العزيز موسى بن عبيدة الرّبذي، و أبو بشر ورقاء بن عمر اليشكري (7)،و أبو عبد اللّه يزيد بن عبد اللّه بن أسامة بن الهاد الليثي، و أبو أيوب عبد اللّه بن علي الإفريقي، و أبو الهيثم السّري بن يحيى المحلمي، و يروى عن الزهري

ص: 279


1- بغية الطلب 3986/9.
2- المصدر نفسه.
3- بالأصل بالدال المهملة و الصواب «الهمذاني» بالذال المعجمة.
4- هو أحمد بن علي بن منجويه، أبو بكر، ترجمته في سير الأعلام 438/17.
5- في بغية الطلب: أسد.
6- في بغية الطلب: أبو عتاب.
7- بالأصل: السكري، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 419/7.

محمد بن مسلم بن شهاب عنه إن كان محفوظا.

قال: و أنا أبو أحمد، أنا أبو جعفر محمد بن عبد الرّحمن الضّبّي (1)،قال: قرأت على أحمد - يعني ابن محمد بن الحجاج - قال: سمعت يحيى بن بكير يقول: كنية زيد بن أسلم أبو أسامة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا محمد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، نا عبد الملك بن الحسن، أنا أحمد بن محمد بن الحسين، قال: زيد بن أسلم أبو أسامة المدني مولى عمر بن الخطاب القرشي العدوي، سمع ابن عمر، و أباه، و عطاء بن يسار، و الأعرج، روى عنه مالك بن أنس، و سليمان بن بلال، و الثوري، و أبو غسان في «النكاح» و غير موضع، مات سنة استخلف أبو جعفر في العشر الأول من ذي الحجة سنة ست و ثلاثين و مائة، و قال عمرو (2) بن علي: مات سنة ست و ثلاثين و مائة، و قال أبو عيسى مثل عمرو، و قال الواقدي: توفي في خلافة [أبي] (3) جعفر قبل خروج محمد بن عبد اللّه بسنتين، و خرج محمد بن عبد اللّه في سنة خمس و أربعين و مائة.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا علي بن محمد بن السّقّا، و عبد الرّحمن بن محمد بن بالوية، قالا: أنا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: سمعت عباس بن محمد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: قد سمع زيد بن أسلم من ابن عمر و لم يسمع زيد بن أسلم من جابر بن عبد اللّه، و لم يسمع من أبي هريرة (4).

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، نا عبد العزيز بن أحمد:

أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، قال: قال أبو زرعة:

زيد بن أسلم يحدث عن رجلين من الصحابة ابن عمر، و أنس بن مالك.

أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن عثمان، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي، نا الحارث بن مسكين، نا ابن وهب، نا

ص: 280


1- غير مقروءة بالأصل، و الصواب عن بغية الطلب 3987/9.
2- بالأصل:«فقال عمر بن علي» و الصواب ما أثبت.
3- زيادة لازمة.
4- بغية الطلب 3983/9 و تهذيب التهذيب 231/2.

عبد الرّحمن بن زيد، قال: قد أدرك أبي نفرا من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو محمد [بن] الأكفاني - شفاها - ثنا عبد العزيز بن أحمد، أنا علي بن الحسن بن علي الرّبعي، قال:[نا] رشأ بن نظيف، قالا: نا أبو الفتح محمد بن إبراهيم بن محمد الطّرسوسي، أنا محمد بن محمد بن داود، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش، قال: زيد بن أسلم ثقة لم يسمع من سعد شيئا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا علي بن الحسين بن علي البزار، أنا محمد بن عمر بن محمد، نا محمد بن عبد اللّه بن محمد بن إسماعيل، قال: قرأت على أحمد بن محمد بن هارون، قلت له أخبرك إبراهيم بن الجنيد الجيلي، حدّثني المفضّل بن غسان بن المفضّل، نا علي بن عباس، نا العطّاف بن خالد المخزومي، قال: قال رجل لزيد بن أسلم عن من هذا الحديث يا أبا أسامة ؟ قال: فقال: إنا لم نجالس السفهاء، و لا نحمل عنهم الأحاديث (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي، نا زكريا بن يحيى القيسي (2) ببيت المقدس، نا أبو عمرو بن هانئ، نا ضمرة (3) عن عطّاف بن خالد قال: حدّث زيد بن أسلم بحديث (4) فقال له رجل: يا أبا أسامة [عن] من هذا؟ قال: يا ابن أخي ما كنا نجالس السفهاء.

أخبرنا أبو محمد [بن] الأكفاني، أنا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة، نا علي بن عباس، نا عطّاف بن خالد، قال: قيل لزيد بن أسلم: عن من يا أبا أسامة ؟ قال: ما كنا نجالس السفهاء و لا نحمل عنهم.

قال: و نا أبو زرعة حدّثني سليمان بن عبد الرحمن، نا ابن وهب، عن الليث، عن

ص: 281


1- تهذيب التهذيب 231/2.
2- في بغية الطلب: البستي.
3- بالأصل:«نا أبو ضمرة عطاف بن خالد» و صوبنا العبارة عن بغية الطلب 3988/9. انظر ترجمة عطاف بن خالد المخزومي تهذيب التهذيب ط دار الفكر 222/7 و الكامل لابن عدي ط دار الفكر 378/5.
4- بالأصل: يحدث، و الصواب عن بغية الطلب.

بكير بن عبد اللّه بن الأشج (1):أن زيد بن أسلم كان يعلم بالمدينة.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أحمد بن عبد اللّه إجازة، قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد، قال: أنا أبو محمد بن أبي حاتم (2)،أنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، فيما كتب إليّ ، قال: سئل أبي عن زيد بن أسلم فقال: ثقة، قال ابن أبي حاتم: و سمعت أبي يقول: زيد بن أسلم ثقة، و سئل أبو زرعة عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، فقال: أبوه زيد بن أسلم ثقة.

أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي، قال: و زيد بن أسلم ثقة، من أهل الفقه و العلم، و كان عالما بتفسير القرآن له كتاب فيه تفسير القرآن (3).

قرأت على أبي القاسم بن عبدان، عن أبي عبد اللّه بن محمد بن علي بن أحمد بن المبارك، أنا رشأ بن نظيف، أنا محمد بن إبراهيم الطّرسوسي، أنا محمد بن مخلد بن داود، نا عبد الرّحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش، قال: زيد بن أسلم صدوق ثقة (4).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (5)،حدّثني محمد بن أبي زكير (6)،أنا ابن وهب، حدّثني مالك، قال: و سمعته و سئل هل كنتم تقاسمون (7) في مجلس ربيعة و يحيى بن سعيد، أو يكسر (8) بعض على بعض ؟ قال: لا و اللّه، قال مالك: و أما مجلس زيد بن أسلم، فلم يكن فيه شيء من هذا إلاّ أن يكون يبتدئ هو شيئا يذكره.

ص: 282


1- انظر ترجمته في سير الأعلام 170/6.
2- الجرح و التعديل 555/2/1.
3- تهذيب التهذيب 231/2.
4- المصدر نفسه.
5- كتاب المعرفة و التاريخ 675/1.
6- بالأصل: ركين، و الصواب عن المعرفة و التاريخ.
7- في المعرفة و التاريخ: تقايسون.
8- في المعرفة و التاريخ: يكر.

قال ابن وهب: حدّثني مالك، قال: كان ابن عجلان يقول: ما هبت أحدا هيبتي زيد بن أسلم.

أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي يعقوب، قال: كان ابن وهب سمعت مالكا و سئل: أ كنتم تتقاسمون في مجلس ربيعة و يكسر بعضكم على بعض، قال: لا و اللّه، قال مالك: فأما مجلس زيد بن أسلم فلم يكن فيه شيء من هذا إلاّ أن يكون هو يبتدئ شيئا يذكره.

قال: و حدّثنا جدي، قال: قرأت على الحارث بن مسكين، أخبركم ابن وهب حدّثني مالك قال: قال محمد بن عجلان: ما هبت أحدا قط هيبتي زيد بن أسلم، قال مالك: و كان زيد يقول لابن عجلان: اذهب فتعلم كيف تسأل، ثم تعال.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب (1)،نا زيد بن بشر، أخبرني ابن وهب، حدّثني ابن (2) زيد، قال: قال لي أبو حازم: لقد رأيتنا في مجلس أبيك أربعين حبرا فقيها أدنى خصلة منا التواسي بما في أيدينا (3)،فما رؤي (4) فيها متماديين و لا متنازعين (5)في حديث لا ينفعهما قط .

قال أبو حازم: كم بين قوم كانوا يفتحوني و أنا منغلق، و بين قوم يغلقوني و أنا مفتح (6).

قال: و نبأ يعقوب (7)،حدّثني زيد بن بشر، أخبرني ابن وهب - يعني - حدّثنا ابن زيد بن أسلم، قال: كان أبو حازم يقول لهم: لا يريني اللّه يوم زيد (8)،و قدّمني بين يدي

ص: 283


1- كتاب المعرفة و التاريخ 676/1-677.
2- عن المعرفة و التاريخ و بالأصل: أبو زيد.
3- بالأصل: الدنيا، و المثبت عن المعرفة و التاريخ.
4- بالأصل: فتمارى، و الصواب «فما رؤي» عن المعرفة و التاريخ.
5- بالأصل: متسارعين، و المثبت عن المعرفة و التاريخ.
6- عن المعرفة و التاريخ، و بالأصل: مفتح.
7- المصدر السابق.
8- يعني يوم وفاته.

زيد بن أسلم، اللّهم إنه لم يبق أحد أرضى لنفسي و ديني غير ذلك، قال: فأتاه - نعي (1)زيد، فعقر، فما قام و ما شهده فيمن شهده (2).

قال: و كان أبو حازم يقول: اللّهم إنك تعلم أني انظر إلى زيد، فأذكر بالنظر إليه القوة على عبادتك، فكيف بملاقاته و بمحادثته.

قال: و ثنا يعقوب (3)،ثنا زيد، أخبرني ابن وهب، حدّثني ابن زيد، قال: كان أبي (4) له جلساء، فربما أرسلني إلى الرجل منهم قال: فيقبل رأسي و يمسحه و يقول:

و اللّه لأبوك أحب إليّ من ولدي و أهلي، و اللّه لو خيرني اللّه عزّ و جلّ أن يذهب بهم أو به لتخيرت أن يذهب بهم و يبقى لي زيد.

أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان [قال: أخبرنا أبو عمر] (5) بن مهدي، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب،[نا جدي يعقوب] (6)،نا الحارث بن مسكين، ثنا ابن وهب، قال: قال عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، قال يعقوب بن عبد اللّه بن الأشجّ : اللّهم [إنك تعلم أنه ليس من الخلق أحد أمنّ عليّ من زيد بن أسلم، اللّهم] (7) فزد في عمر زيد من أعمار الناس و ابدأ بي و أهل بيتي و بأعمارنا، فربما قال له زيد بن أسلم: أ رأيت الذي طلبت مني حياتي لي أو لنفسك ؟ قال: لنفسي، قال: فأي شيء تمن عليّ في شيء طلبته لنفسك.

أنبأ أبو سعد أحمد بن عبد الجبار، عن أبي الحسن العتيقي، أنا محمد بن العباس بن حيّوية، قال: قرأت على أبي أيوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم، نا أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي سنة سبع و سبعين و مائتين، حدّثني مصعب الزّبيري، حدّثني عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، قال: أضاق أبي زيد بن أسلم ضيقا شديدا، فبعث [بي] (8) إلى صديق له تمّار، فقال لي: قل له إنّ أبي يقرئك السلام، و يقول لك:

ص: 284


1- بالأصل و المعرفة و التاريخ: يعني زيد، و المثبت عن بغية الطلب.
2- بالأصل: في شهادة، و الصواب عن المعرفة و التاريخ.
3- المصدر نفسه.
4- بالأصل:«كان لي جلساء» صوبنا العبارة عن المعرفة و التاريخ.
5- ما بين معكوفتين سقط من الأصل فاضطرب السند، و الصواب ما استدرك للإيضاح.
6- ما بين معكوفتين سقط من الأصل فاضطرب السند، و الصواب ما استدرك للإيضاح.
7- ما بين معكوفتين زيادة عن بغية الطلب 3982/9.
8- الزيادة لازمة للإيضاح.

قد أضقنا في هذه الأيام، فإن رأيت أن توجب (1) إلينا بشيء، فأتيت التمّار قد جاءه تمر فسلمت عليه، فقال لي: هاهنا، و قال قم هاهنا و أدخل هذا التمر هاهنا، و هذا التمر هاهنا، فلما فرغنا، قلت: و اللّه لا قلت له شيئا، لا يقول: أعانني بشيء يريد أن يأخذ مني كراءه، فقلت له: أ تقول شيئا؟ فقال: مكانك، فقدمت إليه مائدة له عليها طعيم، فقال:

كل، فأكلت، فلما أكلت قلت: و اللّه لا قلت له شيئا لا تقول أعانني بشيء و قد أكل طعامي و أخذ مني كراء فقلت له: أ تقول شيئا، فقال: نعم: ادفع هذه الثلاثين دينارا إلى أبيك، و قل: فلان يقرئك السلام و يقول لك اشتريت حديقة فلان فجعلت لك فيها حصة، و تدفع هذه الثلاثين دينارا إلى أبي حازم، فتقول له مثل ذلك، و تدفع هذه الثلاثين دينارا إلى ابن (2) المنكدر، و تقول له مثل ذلك، فبدأت بأبي فأخبرته الخبر كله، فقال: الحمد للّه ادفع هذه العشرة الدنانير إلى أبي حازم، و هذه العشرة إلى محمد بن المنكدر، فقلت: لكل واحد منهما مثلها، فقال: ردها، الحمد للّه. ثم ذهبت إلى أبي حازم فدفعت إليه الدنانير، و قلت له ما قال لي، فقال: اذهب بهذه العشرة دنانير إلى أبيك، و بهذه العشرة إلى ابن المنكدر، فقلت: لكل واحد منهما مثلها، فقال:

الحمد للّه، ثم أتيت ابن المنكدر، فدفعت إليه الدنانير، و قلت له ما قال لي، فقال:

اذهب بهذه العشرة دنانير إلى أبي حازم و هذه العشرة إلى أبيك، فقلت له: بل لكل واحد منهما مثلها، فقال: الحمد للّه.

و قد وقعت هذه الحكاية من وجه آخر و فيها زيادة ألفاظ (3):

أنبأ بها أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي، أنا محمد بن الحسين بن محمد، و أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم بن جعفر النسائي (4) المقرئ، أنا سهل بن بشر، أنا علي بن منير بن أحمد، قالا: أنا القاضي أبو الطاهر محمد بن أحمد بن عبد اللّه الذّهلي، أنا موسى بن هارون، قال: سمعت مصعبا يقول: حدّثني رجل عن عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، قال مصعب: و قد جالست عبد الرّحمن بن

ص: 285


1- في مختصر ابن منظور 110/9 توجه.
2- بالأصل: أبي المنكدر، و المثبت عن م.
3- الخبر نقله من هذا الطريق ابن العديم في بغية الطلب 3990/9.
4- في بغية الطلب: السناني.

زيد، قال: أصبحنا ذات يوم فقالت أمي لأبي: و اللّه ما في بيتك شيء يأكله ذو كبد، فقام فتوضّأ و لبس ثيابه، ثم صلّى في بيته، فأقبلت عليّ أمي فقالت: إن أباك ليس يزيد على ما ترى، فلبست ثيابي و خرجت فخطر ببالي صديق لي أو لأبي تمّار، فجئت الخطا (1) حتى آتى حانوت الرجل فصاح بي إنسان، فإذا أنا بصاحبي، فقال: تعال أعنّي على هذا التمر، فجعلنا نحمل و نفرغ و نعبّيه فقال: اذهب بنا إلى المنزل، فلما دخل إذا مائدة عليها أقراص و لحم، فأكلت حتى إذا فرغ و مسح يده، أخرج إليّ صرة فقال: أقرئ أباك السلام، و قل له: إنا جعلنا لك شركا و هذا نصيبك منه، فطرح لي صرة فإذا فيها ثلاثون دينارا، ثم أخرج لي أخرى، فقال: اذهب بها إلى أبي حازم، ثم أخرج أخرى، فقال:

اذهب بها إلى محمد بن المنكدر، فخرجت [أجد] أبي في مصلاه، فسلمت و جلست فأخبرته، فأخرج عشرة فقال: اذهب بها إلى أبي حازم، و أخرج عشرة و قال: اذهب بها إلى محمد بن المنكدر، فقلت: قد أتاهما (2) مثل ما أتاك، فقال: ادفعها إلى أمك، فذهبت إلى أبي حازم، فكأنه سمع قول أبي، و ذهبت إلى ابن المنكدر، فكأنه سمع قول أبي، أي أنهما فعلا مثل ما فعل أبوه.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه، أنا محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن حسنون، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا أبو بكر بن محمد بن سعدان الصيدلاني - بواسط - نا إسحاق بن وهب العلاّف، نا يعقوب بن محمد الزهري، نا الزبير بن حبيب، عن زيد بن أسلم، قال: و اللّه ما قالت القدرية كما قال اللّه عز و جل، و كما قالت الملائكة، و كما قال النبيون، و لا كما قال أهل الجنة، و لا كما قال أهل النار، و لا كما قال أخوهم إبليس، قال اللّه عز و جل: وَ مٰا تَشٰاؤُنَ إِلاّٰ أَنْ يَشٰاءَ اللّٰهُ رَبُّ الْعٰالَمِينَ (3)، و قالت الملائكة: سُبْحٰانَكَ لاٰ عِلْمَ لَنٰا إِلاّٰ مٰا عَلَّمْتَنٰا (4)،و قال شعيب النبي صلى اللّه عليه و سلم: و ما كان لنا أن نعود فيها إلاّ أن يشاء ربنا (5)،و قال أهل الجنة: اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ الَّذِي هَدٰانٰا

ص: 286


1- في بغية الطلب: أتخطى.
2- بالأصل: فأتاها، و الصواب عن بغية الطلب.
3- سورة التكوير، الآية:29.
4- سورة البقرة، الآية:32.
5- الآية:89 من سورة الأعراف و في التنزيل العزيز: و ما يكون لنا أن تعود فيها إلاّ أن يشاء ربنا.

لِهٰذٰا، وَ مٰا كُنّٰا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لاٰ أَنْ هَدٰانَا اللّٰهُ (1) ،و قال أهل النار: رَبَّنٰا غَلَبَتْ عَلَيْنٰا شِقْوَتُنٰا وَ كُنّٰا قَوْماً ضٰالِّينَ (2)،و قال أخوهم إبليس: رَبِّ بِمٰا أَغْوَيْتَنِي (3).

قال: و أخبرنا الدارقطني، ثنا محمد بن مخلد، نا محمد بن أبي عمران، نا محمد بن يعلى بن عباد بن معاذ العنبري، نا المعتمر، عن محمد بن جعفر، عن زيد بن أسلم، قال: القدر قدر اللّه و قدرته، فمن كذب بالقدر فقد جحد قدرة اللّه تعالى.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ، أنا أبو بكر أحمد بن جعفر الفقيه، أنا عبد اللّه بن محمد السّلمي، و الحسن بن محمد بن يوة، و عبد اللّه بن عمر بن جعفر المدينيان، قالوا: أنا أحمد بن محمد بن عمر العبدي، نا عبد اللّه بن محمد القرشي، نا علي بن سعيد، نا ضمرة بن ربيعة، عن يزيد بن أبي يزيد - و في نسخة: زياد - عن زيد بن أسلم، قال: خصلتان فيهما كمال أمرك: تصبح (4) حين تصبح فلا تهم للّه عز و جل بمعصية، و يمسي حين يمسي و لا تهم للّه بمعصية.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمد بن الحصين، أنا أبو القاسم التنوخي، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن... (5) المقرئ - قراءة عليه، و أنا أسمع - نا محمد بن عمرو بن البحيري، نا إسحاق بن إبراهيم بن... (6)،نا حاجب بن الوليد بن ميمون، نا حفص بن ميسرة، عن زيد بن أسلم، انه قال: من يكرم اللّه بطاعته يكرمه اللّه بجنته، و من يكرم اللّه تبارك و تعالى يترك معصيته يكرمه اللّه أن لا يدخله النار.

و قال: استغن باللّه عن من سواه و لا يكونن أحد أغنى باللّه منك، و لا يكن أحدا أفقر إليه منك، و لا تشغلنك نعم اللّه على العباد عن نعمه عليك، و لا تشغلنك ذنوب العباد عن ذنوبك، و لا تقنط العباد من رحمة اللّه و ترجوها أنت لنفسك.

أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا أبو الحسن المقرئ، أنا أبو محمد المصري، أنا

ص: 287


1- سورة الأعراف، الآية:43.
2- سورة المؤمنون، الآية:106.
3- سورة الحجر، الآية:39.
4- العبارة إلى آخرها وردت بالأصل للغائب، و الصواب ما أثبت للمخاطب، انظر مختصر ابن منظور 112/9.
5- لفظتان رسمهما بالأصل و م «هى ؟؟؟ الأرى ؟؟؟» و لم أعثر عليه.
6- لفظة غير مقروءة و رسمها:«سس ؟؟؟» بالأصل و م.

أحمد بن مروان الدّينوري، نا عامر بن عبد اللّه الدّينوري (1)،ثنا أبي، قال: كان زيد بن أسلم يقول: و كان من الخاشعين: يا ابن آدم، أمرك ربك أن تكون كريما و تدخل الجنة، و نهاك أن تكون لئيما و تدخل النار.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم (2)،نا محمد بن أحمد بن محمد، نا الحسن بن محمد، نا أبو زرعة، نا زيد بن بشر الحضرمي، نا ابن وهب، حدّثني عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، قال: كان أبي يقول:[أبي بني] (3) و كيف تعجبك نفسك و أنت لا تشاء أن ترى من عباد اللّه من هو خير منك إلاّ رأيته ؟ يا بني، أ لا ترى أنك خير من أحد يقول لا إله إلاّ اللّه حتى تدخل الجنة، و تدخل النار، فإذا دخلت الجنة و دخل النار يتبيّن لك أنك خير منه.

أخبرنا أبو محمد طاوس، أخبرنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، و أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي، قال: قرأت على الحارث بن مسكين، أخبركم ابن وهب، قال: و حدّثني مالك بن أنس أن زيد بن أسلم كان يقول:

ابن آدم اتق اللّه يحبك الناس و إن كرهوا.

قال: و كان زيد بن أسلم يحدث من تلقاء نفسه فإذا سكت قام فلا يجترئ عليه إنسان.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، أنا أحمد بن مخلد الآجري، حدّثنا مصعب بن عبد اللّه، عن أبيه، عن جده، قال: سمعت زيد بن أسلم يقول: انظر من كان رضاه عنك في إحسانك إلى نفسك، و كان سخطه عليك في إساءتك إلى نفسك، فكيف تكون مكافأتك إياه (4).

أخبرنا أبو السعادات أحمد بن محمد، و أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، قال:

ثنا أبو بكر الخطيب، أنا الصّيرفي.

و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو سعيد بن أبي عمرو،

ص: 288


1- في بغية الطلب: الزبيري.
2- الخبر في حلية الأولياء 222/3.
3- الزيادة عن حلية الأولياء.
4- الخبر نقله في بغية الطلب 3993/9 و فيه: أحمد بن خالد الآجري.

ثنا محمد بن عبد اللّه بن أحمد الصفار، ثنا ابن أبي الدنيا، حدّثني محمد بن إدريس، نا عبدة بن سليمان، عن إسحاق بن عيسى، عن يزيد بن بزيع، عن زيد بن أسلم، قال:

خلتان من أخبرك أن الكرم إلاّ فيهما فكذّبه: إكرامك نفسك بطاعة اللّه تعالى، و إكرامك نفسك عن معاصي اللّه.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن الفضل، و أبو محمد هبة اللّه بن سهل بن عمرو، و أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم، قالا: أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو عمرو بن حمدون، أنا عبد اللّه بن محمد بن يوسف السمناني، نا أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح، نا عبد اللّه بن وهب، حدّثني هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، أنه قال: نعم الهدية الكلمة من كلام الحكمة يهديها لأخيه، و الحكمة ضالّة المؤمن، إذا وجدها أخذها.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا محمد بن علي بن يعقوب، أنا محمد بن أحمد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، أنا أبي، حدّثني محمد بن سليمان (1)،عن الليث، قال: قال بكير (2) بن الأشجّ في زيد بن أسلم: بينا هو معلم كتّاب إذ صار يفسر القرآن.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا علي بن الحسين بن علي، أنا محمد بن عمر بن محمد، نا محمد بن عبد اللّه بن محمد، قال: قرأت على محمد بن أحمد بن هارون، قلت له: أخبرك إبراهيم بن الجنيد، حدثنا الصلت بن مسعود الجحدري، نا حمّاد بن زيد، قال: قلت لعبد اللّه بن عمر: زيد بن أسلم ؟ فأثنى عليه خيرا، و قال:

غير أنه يفسر القرآن برأيه (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (4)،نا عبد الملك بن محمد، نا أبو حاتم، نا محمد بن عيسى بن الطباع، ثنا حمّاد بن زيد، قال: قدمت المدينة، و أهل المدينة يتكلمون في

ص: 289


1- بالأصل: سليم و الصواب عن بغية الطلب.
2- بالأصل: بكر، و الصواب عن بغية الطلب.
3- الخبر في بغية الطلب 3994/9.
4- انظر الكامل لابن عدي 208/3.

زيد بن أسلم فقلت لعبد اللّه: ما تقول في مولاكم هذا؟ قال: ما نعلم به بأسا إلاّ أنه يفسر القرآن برأيه.

قال ابن عدي: و زيد بن أسلم هو من الثقات، و لم يمتنع أحد من الرواية عنه، حدّث عند الأئمة.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا المفضل بن محمد بن إبراهيم عن (1) صامت بن معاذ، نا عبد الحميد (2)،عن عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال: أ لا أحدثك (3) حديثا تسرّ به و يسرّ به صديقك ؟ قال: فقلت: بلى، قال: غزوت الاسكندرية فأصابني فيها شكاة شديدة، فأخذت قرطاسا و دواة لأن أكتب وصيتي، فوجدت في يدي وصبا (4) شديدا، فقلت: لو أني استرحت (5) قليلا، قال: فجعلت القرطاس تحت رأسي و الدواة تحت رجلي، ثم نمت، فرأيت في منامي كأن معي في البيت رجلا مبيضا، فقلت له: من أنت يرحمك اللّه ؟ قال: أنا ملك الموت، قال: فذكرت الجنة و النار، و ما أعدّ اللّه فيها، فأدركتني (6)رقة، فبكيت، فقال: ما يبكيك يا عبد اللّه ؟ إني لم أؤمر بقبض روحك [فقلت:] أي رحمك اللّه، إني ذكرت الجنة و النار و ما أعدّ اللّه فيها فأدركتني (7) رقة فبكيت فقال لي:

أ فلا أكتب لك براءة من النار؟ قلت: بلى، قال: فدفعت إليه القرطاس من تحت رأسي و الدواة من تحت رجلي، و استمد و كتب حتى ملأ القرطاس ثم دفعه إلي فإذا فيه مكتوب: بسم اللّه الرّحمن الرحيم، أستغفر اللّه، أستغفر اللّه حتى ملأ القرطاس، فقلت:

أي رحمك اللّه أين براءتي من النار؟ قال: فقال لي: أي براءة تريد أوثق من براءتك هذه ؟ ثم استيقظت من نومي فعمدت إلى القرطاس الذي جعلته تحت رأسي في اليقظة، فنظرت فيه فإذا فيه كتاب ملك الموت عليه السلام الذي رأيت في المنام، و إذا فيه: بسم اللّه الرّحمن الرحيم، أستغفر اللّه، أستغفر اللّه حتى ملأ القرطاس.

ص: 290


1- بالأصل: بن، و الصواب عن بغية الطلب 3994/9.
2- في بغية الطلب: عبد المجيد.
3- بالأصل: إلى أحدثك، و المثبت عن بغية الطلب و مختصر ابن منظور 113/9.
4- الوصب: المرض (قاموس محيط ).
5- بالأصل: استرجعت، و المثبت عن بغية الطلب و المختصر.
6- بالأصل: فأدركني.
7- بالأصل: فأدركني.

و قد رويت من وجه آخر عن زيد بن أسلم، عن أبيه، و هي عن زيد أصح.

أخبرنا بها أبو بكر محمد بن الحسن بن علي المقرئ، أنا أبو الحسين محمد بن علي بن محمد الهاشمي، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين، نا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني، نا عمر بن الحسن بن نصر الحلبي، نا محمد بن أبي السكينة الهزّاني، ثنا ابن أبي زياد، عن أبيه، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال: ذكرت حديثا رواه ابن عمر عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، قال:«ما حق امرئ مسلم يبيت إلاّ و وصيته عند رأسه»[4450].

فدعوت بدواة و قرطاس لأكتب وصيتي، و جاءني النوم،[فبينا] (1) أنا نائم إذ دخل عليّ رجل أبيض الثياب حسن الوجه، طيب الرائحة، فقلت: من هذا؟ من أدخلك داري ؟ قال: أدخلنيها ربها، فقلت: من أنت ؟ قال: أنا ملك الموت، ثم رعبت منه، فقال: لن تراع إني لم أؤمر بقبض روحك، فقلت: اكتب لي براءة من النار، قال: هات دواة و قرطاس، فمددت يدي إلى الدواة و القرطاس الذي نمت و في قلبي أنه عند رأسي فناولته فكتب: بسم اللّه الرّحمن الرحيم، أستغفر اللّه، حتى ملأ ظهره و بطنه، ثم ناولني، فقال: هذه براءتك، فقلت: رحمك اللّه اكتب لي كما وعدتني، فقال: هذه براءتك رحمك اللّه فانتهيت فدعا و دعوت بسراج فنظرت فإذا القرطاس الذي نمت و هو عند رأسي في بطنه و ظهره: أستغفر اللّه، أستغفر اللّه.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر محمد بن هبة اللّه، أنا محمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا زيد بن بشر، أنا ابن وهب، حدثني ابن زيد.

و أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن أحمد، أنبأ أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنبأنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي، نا الحارث بن مسكين، نا ابن وهب، نا عبد الرحمن بن زيد، قال: قال رجل: رأيت الناس في أزقة ضيقة و غبار، و رأيت قصرا مرشوشا حوله، لا يقربه من الغبار، قليل و لا كثير، فقلت: ما يمنع، و في حديث زيد: ما منع الناس أن يمروا في تلك الطريق، فقيل لي: ليست لهم، فقلت: لمن هي ؟ فقالوا: لذلك الرجل الذي يصلي إلى جانب القبر، قلت: و من ذاك ؟ قال: و في

ص: 291


1- غير مقروءة بالأصل و المثبت عن م.

حديث الحارث قيل: زيد بن أسلم، قلت: بأي شيء أعطي ذلك ؟ قال: لأن الناس سلموا منه و سلم منهم (1).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، ثنا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب.

و أنا أبو محمد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، قالا: نا أبو عمر بن مهدي، أنا محمد بن أحمد، نا جدي يعقوب، نا الحارث بن مسكين، حدثنا ابن وهب، ثنا عبد الرحمن بن زيد.

و أنبأ أبو محمد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني الحسن بن عبد العزيز، ثنا الحارث بن مسكين، ثنا ابن وهب، ثنا عبد الرحمن بن زيد، قال: جاء رجل من الأنصار إلى أبي فقال: يا أبا أسامة إني رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم و أبا بكر و عمر خرجوا من هذا الباب، فأرى - و في حديث الحارث: فإذا - النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول:«انطلقوا بنا إلى زيد - زاد الحارث: بن أسلم نجالسه و نسمع من حديثه، فجاء النبي صلى اللّه عليه و سلم حتى جلس إلى جنبك، فأخذ بيدك، قال: فلم يكن بقاء أبي بعد هذا إلاّ قليلا (2)[4451].

و أخبرنا أبو محمد المقرئ، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، قال: و حدثني الحسن بن عبد العزيز، ثنا الحارث بن مسكين، ثنا ابن وهب، حدثني عبد الرحمن بن زيد، عن المنكدر بن محمد، قال: رأيتني في الجنة فأرى أبي أسامة، و أبي و إخوانه حول أبي أسامة، قال: و أرى أبو أسامة كأنه تحدّر من أثر غسل اغتسله، فقال لي أبي: أي شيء سل أبا أسامة من أين أتيت الآن قال: فكأنه أتى من مكان، فقال: حيث من الكثيب المصفى، فأراني فتحت بابي لأسأله عن من مضى من هذه الأمة، و من تفرعت فاستنقضت.

حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل، إملاء، أنا عمر بن أحمد الفقيه،

ص: 292


1- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 3995/9-3996 من طريق يعقوب بن سفيان.
2- المصدر نفسه.

أنا أبو بكر بن أبي علي، نا أبو القاسم الطبراني، ثنا بكر بن سهل، نا أصبغ بن الفرج، قال: سمعت عبد الرحمن بن زيد بن أسلم يقول: رأيت أبي في المنام و عليه قلنسوة طويلة، فقلت: يأبه ما فعل اللّه بك ؟ قال: زينني بزينة العلم قلت: فأين مالك بن أنس ؟ قال: مالك فوق فوق، فلم يزل فوق و يرفع رأسه حتى سقطت القلنسوة عن رأسه (1).

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة، و حدثني أبو بكر اللفتواني عنه، أنا عمي أبو القاسم، عن أبيه أبي عبد اللّه، قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس:

زيد بن أسلم (2) مولى عمر بن الخطاب، يكنى أبا أسامة قدم الاسكندرية، روى عنه من أهل مصر عبيد اللّه بن أبي جعفر، و الحارث بن يعقوب، توفي بالمدينة في ذي الحجة سنة ست و مائة.

هذا وهم، و قد أسقط منه: و ثلاثين.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نبأ أبو بكر الخطيب.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا محمد بن هبة اللّه، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، قال: سمعت ابن بكير يقول: مات زيد بن أسلم سنة ثلاثين أو إحدى و ثلاثين و مائة، و هذا وهم (3).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هشام بن محمد، نا الهيثم بن عدي، قال: مات زيد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب في خلافة أبي جعفر في أولها.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن علي، أنا أبو طاهر المخلّص إجازة، ثنا عبيد اللّه بن عبد الرحمن، أخبرني عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم،

ص: 293


1- الخبر في بغية الطلب 3995/9.
2- بالأصل: أسامة، خطأ، و الصواب ما أثبت و هو صاحب الترجمة.
3- أصاب ابن عساكر في توهيمه، و لم أعثر على هذا الخبر في كتاب المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي، و سيرد قوله باختلاف قريبا.

قال: سنة ثلاث و ثلاثين و مائة فيها توفي زيد بن أسلم (1).

أنبأ أبو الغنائم، ثم حدّثنا أبو الفضل، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب - زاد أبو الفضل: و محمد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل، قال (2):قال ابن المنذر، عن زيد بن عبد الرحمن: توفي - يعني زيد بن أسلم - سنة استخلف أبو جعفر في ذي الحجة في العشر الأول من سنة ست و ثلاثين و مائة.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بن محمد، قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا محمد بن جعفر الرزاز، ثنا عبيد اللّه بن سعد، ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، ثنا زيد بن عبد الرحمن بن زيد أن جده زيد توفي سنة استخلف أبو جعفر في ذي الحجة سنة ست و ثلاثين و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو بكر بن اللاّلكاني، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأ عبد اللّه بن جعفر، حدّثنا يعقوب (3)،ثنا إبراهيم بن المنذر ثنا زيد بن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم أن جده زيد توفي سنة استخلف أبو جعفر في ذي الحجة [في] (4) العشر الأول سنة ست و ثلاثين و مائة.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أخبرنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا أبو بكر محمد بن الحسين (5) بن شهريار، حدّثنا أبو حفص الفلاس، قال: و مات زيد بن أسلم سنة ست و ثلاثين و مائة، و يكنى أبا أسامة، مولى لعمر بن الخطاب.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العزّ الكيلي، قالا: أنا أحمد بن الحسن بن أحمد - زاد الأنماطي: و أبو الفضل بن خيرون قالا: أنا أبو الحسين محمد بن الحسن، أنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد الأهوازي.

ص: 294


1- بغية الطلب 3997/9.
2- التاريخ الكبير 387/1/2.
3- المعرفة و التاريخ 116/1 و نقله عن يعقوب ابن العديم في بغية الطلب 3998/9.
4- سقطت من الأصل و من المعرفة و التاريخ.
5- بالأصل «الحسن» و الصواب ما أثبت.

و أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا أبو بكر الخطيب، ثنا ابن حسنويه، أنا عبد اللّه بن محمد بن جعفر، نا عمر بن أحمد الأهوازي، ثنا خليفة بن خياط (1)،قال:

و زيد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب توفي سنة ست و ثلاثين و مائة، أو نحوها، زاد أحمد بن محمد: يكنى أبا أسامة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو المعالي البقّال، أنا محمد بن علي بن يعقوب، نا محمد بن أحمد بن محمد، أنا الأحوص بن المفضّل، ثنا أبي، قال: و مات زيد بن أسلم في خلافة أبي جعفر قبل خروج محمد بن عبد اللّه، و ذلك سنة خمس و أربعين.

2330 - زيد بن أسلم بن عبد اللّه

و يقال يزيد بن أسلم القرشي، أحد الشهود على سليمان بن عبد الملك في سجل سجله بحقّ لبعض أهل الذمة في نهر يزيد، له ذكر، تقدم ذكره في خبر الأنهار.

2231 - زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان

ابن عمرو بن عبد بن عوف بن عثمان (2) بن مالك النّجّار

و اسمه تيم اللّه بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج

ابن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر

أبو سعيد، و يقال: أبو خارجة (3) الأنصاري

الخزرجي النجاري المدني الصّحابي (4)

حدّث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و أبي بكر، و عمر، و عثمان.

روى عنه: عبد اللّه بن عمر، و أبو هريرة، و أبو سعيد الخدري، و أنس بن مالك، و سهل بن سعد الساعدي، و عبد اللّه بن يزيد الخطمي، و سهل بن حنيف الأنصاري،

ص: 295


1- طبقات خليفة بن خياط ص 457 رقم 2324.
2- في أسد الغابة: غنم.
3- زيد في أسد الغابة: و قيل: أبو عبد الرحمن. و في الإصابة: و قيل: أبو ثابت.
4- ترجمته في الاستيعاب 551/1 هامش الإصابة، أسد الغابة 126/2 الإصابة 561/1 تهذيب التهذيب 233/2 الوافي بالوفيات 24/15 سير الأعلام 426/2 و بهامشها ثبت بأسماء مصادر أخرى.

و مروان بن الحكم الصحابيون، و سعيد بن المسيّب، و القاسم بن محمد، و أبان بن عثمان، و ابناه خارجة و سليمان (1) ابنا زيد، و قبيصة (2) بن ذؤيب، و سليمان، و عطاء ابنا يسار، و بشر (3) بن سعيد، و عبيد بن السّبّاق (4)،و حجر المدري (5).

و كان مع عمر بن الخطاب لما قدم الشام، و خطب بالجابية عند خروجه لفتح بيت المقدس، و هو الذي تولى قسمة غنائم اليرموك.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمد، أنبأ أبو القاسم التنوخي.

و أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، و أبو غالب أحمد بن الحسن، قالا: أنا أبو محمد الجوهري، قالا: أنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن كيسان، أنا يوسف بن يعقوب القاضي.

و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشّحّامي، أنبأ أبو سعد الجنزرودي (6).

و أخبرنا أبو محمد السيدي، و أبو القاسم الشّحّامي، و أبو الحسن عبيد اللّه بن محمد بن أحمد البيهقي، قالوا: أنبأ أبو يعلى إسحاق بن عبد الرحمن الصابوني، قالا:

أنا أبو سعيد عبد اللّه بن محمد بن عبد الوهاب الرازي، أنا محمد بن أيوب الرازي، قالا: أنا مسلمة بن إبراهيم، ثنا ابن أبي عبد اللّه الدستوائي، ثنا قتادة، عن أنس، عن زيد بن ثابت قال:

تسحرنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، ثم قام إلى الصلاة، قال: قلت: كم كان من الأذان و السحور؟ قال: قدر خمسين آية، و اللفظ لمحمد بن أيوب، و قال الجوهري: ثم قام إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم إلى الصلاة، و قال الجنزرودي (7):قدر خمسين آية.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر المستملي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو سعيد بن

ص: 296


1- بالأصل: زيد بن قبيصة، خطأ و الصواب ما أثبت، انظر سير الأعلام 427/2.
2- في تهذيب التهذيب: سلمان.
3- في تهذيب التهذيب و سير الأعلام: بسر.
4- رسمها بالأصل:«البيان» و الصواب عن تهذيب التهذيب و سير الأعلام.
5- هذه النسبة إلى مدر - كجبل - بلد باليمن.
6- مهملة بدون نقط بالأصل، و الصواب ما أثبت.
7- غير واضحة بالأصل و في م:«الجرودي ؟؟؟» و الصواب ما أثبت.

أبي عمرو، نا العباس بن محمد بن يعقوب، نا بحر بن نصر، نا عبد اللّه بن وهب، أخبرني جرير بن حازم أن قيس بن سعد حدّثه عن مكحول:

أن عبادة بن الصامت دعا نبطيا يمسك له دابته عند بيت المقدس، فأبى، فضربه فشجّه فاستعدى عليه عمر بن الخطاب، فقال له: ما دعاك إلى ما صنعت بهذا، فقال: يا أمير المؤمنين أمرته أن يمسك دابّتي فأبى و أنا رجل في حدة فضربته، فقال: اجلس للقصاص، فقال زيد بن ثابت: أ تقيد عبدك من أخيك ؟ فترك عمر القود، و قضى عليه بالدّية (1).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الفضل بن خيرون.

و أخبرنا أبو العزّ ثابت بن منصور، أنا أبو طاهر، قالا: أنا أبو الحسن الأصبهاني، أنا محمد بن الأحمد الأصبهاني، أنا عمر بن أحمد الأهوازي، ثنا خليفة بن خياط ، قال (2):و من بني غانم (3) مالك بن النجار: يزيد، و زيد ابنا ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عوف بن عثمان بن مالك بن النجار أمهما النوار (4) بنت مالك بن معاوية بن عدي بن عامر بن غانم (5) بن عدي بن النجار.

يزيد شهد بدرا و استشهد يوم اليمامة، روى أن النبي صلى اللّه عليه و سلم صلى على قبر، و كبّر عليه أربعا، و زيد يكنى أبا سعيد، مات سنة خمس و أربعين.

أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمد، أنا أحمد بن محمد، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا (6)،نا محمد بن سعد، قال في الطبقة الثالثة من الأنصار: زيد بن ثابت بن الضّحّاك أحد بني تميم مالك بن النجار، و يكنى أبا سعيد.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية،

ص: 297


1- السنن الكبرى للبيهقي 32/8 و نقله الذهبي في السير 440/2 من طريق جرير بن حازم.
2- طبقات خليفة بن خياط ص 157 و 158 رقم 567 و 568.
3- في طبقات خليفة: غنم.
4- بالأصل: ال وار، و المثبت عن طبقات خليفة.
5- في طبقات خليفة: غنم.
6- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى لابن سعد.

أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد (1)،قال: زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد بن عوف بن غنم بن مالك بن النجار، و أمه النوار بنت مالك بن صرمة بن ملاق بن عدي بن عامر من بني عدي بن النجار، و قتل ثابت بن الضحاك، يوم بعاث، فولد زيد بن ثابت سعيدا، و به كان يكنى، و أمه أم جميل بنت المحول بن عبد بن قيس بن عمرو بن نصر بن مالك بن حنبل بن عامر بن لؤي، و سعدا، و خارجة، و سليمان، و يحيى، و عمارة درج، و إسماعيل، و أسعد درج، و عبادة، و إسحاق، و أم إسحاق، و حسنة، و عمرة، و أم كلثوم، و أمهم جميلة، و هي أم سعد بنت سعد بن الربيع بن عمرو بن أبي زهير بن امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج، و إبراهيم، و محمدا، و عبد الرحمن، و أم الحسن، و أمهم عميرة بنت معاذ بن أنس بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار، و عبد الرحمن، و زيدا (2)،و عبيد اللّه، و أم كلثوم لأم ولد، و سليطا، و عمران، و الحارث، و ثابتا، و صفية و قريبة (3)،و أم محمد لأم ولد، قال الصوري في نسخة: من المحول من مخيد يعني بالخاء المعجمة.

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا محمد بن عمرو بن مكبر المقرئ، قال: قرئ على أبي عمرو عثمان بن أحمد بن سمعان، أنا الهيثم بن خلف بن محمد الدوري، نا محمود بن غيلان المروزي، ثنا عبد الرزاق، قال: كنية زيد بن ثابت أبو سعيد.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن عبد الملك بن عمر بن خلف، أنا عمر بن أحمد بن شاهين، و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا أبو الفتح الرزاز، أنا أبو حفص بن شاهين، أنا محمد بن مخلد بن حفص.

و أخبرنا أبو عبد اللّه أيضا، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنبأ أبو الحسن العتيقي، أنبأ أبو عمرو، عثمان بن محمد المخرّمي، نا إسماعيل بن محمد الصفار، قالا: أنا العباس بن محمد، نا عبد اللّه بن محمد بن حميد بن أبي الأسود.

ص: 298


1- طبقات ابن سعد.
2- بالأصل: و زيد.
3- بالأصل و م:«و صه و مرنيه» و صوبنا اللفظتين عن سير الأعلام 428/2.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء، أنا أبو بكر، أنا الأحوص بن المفضّل، أنا أبي، قالا: زيد بن ثابت أبو سعيد.

أنبأنا أبو محمد بن الآبنوسي، في كتابه، و أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي أحمد بن علي المدائني، أنا أحمد بن عبد اللّه بن البرقي، قال في تسمية أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم من الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر من غير أهل بدر من بني النجار، و هم تيم اللّه بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج في ما أخبرنا ابن هشام عن زياد، عن ابن إسحاق: زيد بن ثابت بن الضحاك بن لوذان بن عمرو بن عبد بن عوف بن غانم بن عثمان بن مالك بن النجار أجازه النبي صلى اللّه عليه و سلم يوم الخندق فيما حدّثنا ابن هشام، يكنى أبا سعيد أمه بنت مالك بن معاوية بن عدي بن عامر بن عثمان بن عدي بن العجلان، توفي سنة خمس و أربعين فيما يقال.

أخبرنا أبو الغنائم الكوفي كتابه، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمد بن علي - و اللفظ - قالوا: أنا أحمد - زاد أحمد: و محمد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل، قال (1):زيد بن ثابت أبو سعيد، و يقال أبو خارجة الخزرجي النجاري المديني.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد إجازة، نا محمد بن الحسين، ثنا ابن أبي خيثمة، قال: سمعت أبي يقول: زيد بن ثابت أبو رجاء قال المدائني كنيته أبو سعد.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، أنبأ أبو نعيم الحافظ ، ثنا سليمان بن أحمد الطّبراني، نا محمد بن عبد اللّه الحضرمي، ثنا محمد بن عبد اللّه بن نمير، قال: زيد بن ثابت يكنى أبا سعيد.

أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس، أنا أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو سعيد

ص: 299


1- التاريخ الكبير 380/1/2.

زيد بن ثابت الأنصاري، و يقال أبو خارجة كاتب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن، أخبرني أبي، قال: أبو سعيد زيد بن ثابت، و قيل أبو خارجة.

أنا أبو البركات الأنماطي، أنا أحمد بن الحسين بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمد بن بشران، أنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن، أنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: زيد بن ثابت الخزرجي أبو سعيد.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد، أنا نصر بن إبراهيم، أنا سليم بن أيوب، أنا طاهر بن محمد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمد بن إياس، قال: سمعت أحمد بن محمد المقدّمي يقول: زيد بن ثابت الأنصاري يكنى أبا سعيد، و أبا خارجة.

أخبرنا أبو القاسم السّمرقندي، أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر، أنبأ هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل، نا محمد بن أحمد بن حمّاد، قال: زيد بن ثابت أبو سعيد.

أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، ثنا أبو أحمد الحاكم، قال: أبو عبد الرحمن، و يقال: أبو خارجة، و يقال: أبو سعيد زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد عمرو الخزرجي النجاري المديني، كاتب النبي صلى اللّه عليه و سلم، و أمه النوار بنت مالك بن معاوية بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار.

أنا الثقفي، أنا عبيد اللّه بن سعيد، نا يحيى، و هو أبو سعيد، عن أبي جعفر الخطمي، حدّثني خالي عبد الرحمن، عن جدي عقبة بن الفاكه، قال: قلت لزيد بن ثابت: يا أبا خارجة، و يقال قدم النبي صلى اللّه عليه و سلم يعني المدينة، و هو ابن إحدى عشرة سنة، و كان في وقعة بعاث ابن ست سنين، و قتل أبوه فيها (1)،هو أخو زيد بن ثابت لأبيه و أمه.

ص: 300


1- انظر أسد الغابة 126/2 و الاستيعاب 551/1.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن غانم بن أحمد، أنا عبد الرحمن بن مندة، أخبرنا أبي قال:

زيد بن ثابت بن الضحاك بن حارثة بن زيد بن ثعلبة من بني سلمة، ثم من بني غانم بن مالك بن النجار، ثم أحد بني الخزرج، يكنى أبا سعيد، و يقال أبو خارجة الخزرجي النجاري الأنصاري، اختلفوا في وفاته فقيل سنة أربعين و قيل غير ذلك، روى عنه عبد اللّه بن عمرو، و أبو سعيد الخدري، و أبو هريرة، و سهل بن أبي حثمة، و من بنيه خارجة، و سليمان و غيرهما.

كتب إليّ أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن إبراهيم، ثم أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن، أنا سهل بن بشر، قالا: أنا علي بن محمد الفارسي، نا أبو بكر جعفر (1) بن محمد الفريابي، نا أبو جعفر النّفيلي، ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن مجالد بن عوف الحضرمي، قال: جئنا زيد بن ثابت بمنى، فقلنا له: يا أبا سعد (2).

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم، نا أحمد بن محمد بن الحسن، نا محمد بن إسحاق الثقفي، نا عبد اللّه بن سعد، نا سليمان بن داود، نا ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن مجالد بن عوف أن زيد بن ثابت قيل له: يا أبا سعيد.

قال: و ثنا أبو حامد بن جبلة، نا محمد بن إسحاق، ثنا عبد اللّه بن سعيد، نا يحيى بن سعيد، عن أبي جعفر الخطمي، حدّثني خالي عبد الرحمن، عن جدي عقبة بن فاكه، قال: قلت لزيد بن ثابت: يا أبا خارجة.

قال: و نا سليمان بن أحمد، نا أبو يزيد القراطيسي، و يحيى بن أيوب، قالا: نا سعيد بن أبي مريم، نا ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن خارجة بن زيد، عن أبيه، قال: قدم النبي صلى اللّه عليه و سلم المدينة، و أنا ابن إحدى عشرة سنة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم السلمي، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا

ص: 301


1- بالأصل و م: أبو بكر بن جعفر.
2- كذا بالأصل و في م: يا أبا سعيد.

جدي أبو بكر الخرائطي، نا علي بن حرب، نا عبد اللّه بن وهب، عن [ابن] أبي الزناد، عن أبيه، عن خارجة بن زيد، عن أبيه زيد بن ثابت: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم أمره أن يتعلم كتاب يهود، و قال زيد: و كنت أكتب له و أقرأ إذا كتبوا إليه (1)[4452].

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي، نا أبو الحسين بن المهتدي.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسن بن النّقّور، قالا: أنا عيسى بن علي، ثنا عبد اللّه بن محمد، ثنا داود بن عمرو.... (2)،نا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن خارجة بن زيد بن ثابت، عن زيد بن ثابت، قال أتى [بي] النبي صلى اللّه عليه و سلم مقدمه المدينة، فقالوا: يا رسول اللّه هذا غلام من بني النجار، و قد قرأ فيما أنزل عليك سبع (3) عشرة سورة، قال: فقرأت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأعجبه ذلك، فقال:

«يا زيد تعلم لي كتاب يهود، فإني و اللّه ما آمن يهود (4) على كتابي» قال: فتعلمته، فما مضى لي نصف شهر حتى حذقته، فكنت أكتب لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا كتب إليهم، و إذا كتبوا إليه قرأت له (5)[4453].

أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، ثنا زكريا بن يحيى الواسطي، ثنا ابن أبي الزناد، عن خارجة بن زيد أن أباه زيدا قال: أمرني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن أتعلم له كتاب يهود، فلم يمر بي نصف شهر حتى حذقته، و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إني و اللّه ما آمن يهود» فلما تعلمته فكنت أكتب إلى يهود لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و إذا كتب إليه يهود قرأت كتابهم[4454].

رواه سعيد بن سليمان سعدويه، عن ابن أبي الزناد.

أخبرنا أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين الزهري، و أبو الفتح المختار بن عبد الحميد بن المنتصر الأديب، و أبو عبد اللّه محمد بن العمركي بن نصر المتولي، و أبو المحاسن أسعد بن علي بن الموفق بن زياد، قالوا: أنا عبد الرحمن بن محمد بن

ص: 302


1- الخبر في سير الأعلام 428/2.
2- غير واضحة بالأصل و م.
3- بالأصل: سبعة عشر.
4- في الإصابة و سير الأعلام: ما آمنهم على كتابي.
5- الخبر في الإصابة 561/1 و سير الأعلام 428/2.

محمد بن المظفّر الداودي، أنا أبو محمد عبد اللّه بن أحمد بن حموية السّرخسي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن خزيم (1) الشاشي (2)،نا أبو محمد عبد بن حميد الكشي، نا موسى بن داود، نا قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن ثابت بن عبيد، عن زيد بن ثابت، قال: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم لي:«إني أكتب إلى قوم فأخاف أن يزيدوا عليّ أو ينقصوا فتعلم السريانية» فتعلمتها في سبعة عشر يوما[4455].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن المزرفي، أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا عثمان بن عيسى، حدّثني عمي يحيى بن عيسى، عن الأعمش، عن ثابت بن عبيد، عن زيد بن ثابت، قال: قال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنها تأتيني كتب لا أحبّ أن يقرأها كل أحد، فهل تستطيع أن تعلّم (3) كتاب العبرانية»- أو قال: السريانية - فقلت: نعم، قال:

فتعلمتها في سبع (4) عشرة ليلة[4456].

قال: و ثنا الحسن بن عفان، حدّثنا يحيى بن عيسى بهذا قال: و حدّثنا محمد بن قدامة، ثنا جرير، عن الأعمش، عن زيد بن ثابت، قال: قال لي النبي صلى اللّه عليه و سلم:«أ تحسن السريانية فإنها تأتيني كتب» قلت: لا، قال:[فتعلّمها] (5) فتعلّمها في سبعة عشر يوما[4457].

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا محمد بن محمد، أنا.... (6)،ثنا علي بن المديني، نا جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، عن ثابت بن عبيد، عن زيد بن ثابت، قال: قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا زيد، هل تحسن السريانية ؟» فقلت: لا،[قال:] «فتعلّمها فإنه تأتينا (7) الكتب»، قال: فتعلّمتها في سبعة عشر يوما[4458].

أخبرتنا أم المجتبى فاطمة العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو

ص: 303


1- بالأصل: خريم، و الصواب ما أثبت، انظر ما يلي.
2- بالأصل: الساسي، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 486/14.
3- عن مختصر ابن منظور، بالأصل: تتعلم.
4- بالأصل: سبعة عشر ليلة.
5- زيادة لازمة، استدركت عن سير الأعلام 429/2.
6- لفظة غير مقروءة و في م: عبدي.
7- بالأصل و م: يأتينا.

بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، أنا أبو خيثمة، ثنا جرير، عن الأعمش، عن ثابت بن عبيد، عن زيد بن ثابت، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أ تحسن السريانية إنها تأتيني كتب»، قال: قلت: لا، قال:«فتعلّمها» قال: فتعلمتها في سبعة عشر يوما[4459].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا جرير.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم بن البسري، و أبو علي بن المسلمة، و عمر بن عبيد اللّه بن علي بن البقّال، و أبو الوفاء طاهر بن الحسين الفراس، و عاصم بن الحسن، و أبو الحسن هبة اللّه بن عبد الرزاق، و طراد بن محمد.

و أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، و أبو الكريم المبارك بن الحسن بن أحمد، و أبو الحسن علي بن محمد الدربي، و شهدة بنت أحمد بن الفرج، قالوا: أنا طراد بن محمد.

و أخبرنا أبو الفضائل أحمد بن حمد بن محمد بن الفراء الشاهد، و أبو القاسم محمود بن عبد الواحد بن أبي بكر النقاش، و أبو سعيد عبد الجبار بن محمد بن القاسم، و أبو رجاء محمود بن يحيى بن أحمد بن محمود الثقفي، قالوا: أنا [أبو] عبد اللّه القاسم بن الفضل بن محمود، قالوا: أنا هلال بن محمد بن جعفر.

و أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، قالا: أنا الحسين بن يحيى بن عباس، نا يحيى بن السّري، نا جرير، عن الأعمش، عن ثابت بن عبيد، قال:

قال زيد بن ثابت، قال: لي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أ تحسن السريانية» قلت: لا، قال:

فتعلمتها في سبعة عشر يوما[4460].

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، أنا محمد بن سعد، أنا محمد بن عمر، نا إبراهيم بن محمد بن عبد الرّحمن بن سعد بن زرارة، عن عبد اللّه بن أبي بكر بن

ص: 304


1- انظر مسند أحمد 182/5 باختلاف العبارة.

محمد بن عمرو بن حزم، قال: كان زيد بن ثابت يتعلم في مدارس باسله (1) فعلمه كتابهم في خمس عشرة ليلة حتى كان يعلم ما حرّفوا و بدلوا، قال الصوري: مدراس في نسختين.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن غانم، أنا عبد الرّحمن بن مندة، أنا أبي محمد بن إسحاق، أنا أحمد بن محمد بن إسحاق، أنا أحمد بن محمد بن زياد، نا محمد بن إسماعيل، و ابن أبي ميسرة، قالا: أنا عبد اللّه بن يزيد، نا الليث، عن الوليد بن أبي الوليد عن (2) سليمان بن خارجة بن زيد، حدثه عن أبيه خارجة، عن زيد بن ثابت، قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا نزل الوحي بعث إليّ فكتبته، هذا مختصر من حديث (3).

أخبرناه أبو بكر بن المزرفي (4)،أنا أبو جعفر محمد بن المسلمة، أبا عثمان بن محمد بن القاسم، نا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، نا محمد بن يحيى، نا أبو صالح.

و أخبرناه أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، حدّثنا أبو بكر الخطيب.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر محمد بن هبة اللّه، و أبو سعد محمد بن علي بن محمد بن جعفر الرسيمي، قالوا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا أبو صالح، حدّثني الليث بن سعد، عن أبي عثمان الوليد بن أبي الوليد، عن سليمان بن خارجة بن زيد، عن خارجة بن زيد بن ثابت أنه قال: دخل نفر على زيد بن ثابت فقالوا: حدّثنا بعض حديث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: ما ذا أحدثكم، كنت جارا للنبي صلى اللّه عليه و سلم فكان إذا نزل الوحي أرسل إليّ فكتبت الوحي، فكان إذا ذكرنا الآخرة ذكرها معنا، زاد أو قال يعقوب: و إن ذكرنا الآخرة ذكرها معنا، و إن ذكرنا الطعام ذكره معنا، فكل هذا أحدثكم عنه صلى اللّه عليه و سلم، و اللفظ ليعقوب.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن غانم، أنا عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق، أنا أبي، أنا أحمد بن أسامة بن أحمد بن التجيبي بمصر، ثنا أبي أسامة بن أحمد، ثنا

ص: 305


1- كذا رسمها بالأصل و في م: ما سله.
2- بالأصل:«بن».
3- سير أعلام النبلاء 429/2 انظر تخريجه فيه.
4- بالأصل و م: المرزقي، و الصواب ما أثبت، و قد مضى التعريف به.

أحمد بن عمرو بن السرح، قال: وجدت في كتاب خالي عبد الحميد بن عقيل بن خالد، حدثني سعيد بن سليمان بن زيد بن ثابت، عن أبيه، عن جده زيد قال: كنت أكتب الوحي لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و كان إذا نزل عليه أخذته برحاء (1) شديدة و عرق عرقا مثل الجمان ثم سري عنه[4461].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو محمد عبد اللّه بن طلحة بن علي الرازي الصوفي، قالا: أنا عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه بن عمر.

أخبرنا عبيد اللّه بن محمد بن إسحاق بن حبابة، نا عبد اللّه بن محمد بن عبد العزيز، نا علي بن الجعد، أنا زهير، عن أبي إسحاق، عن البراء، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه قال:«ادع لي زيدا، و قل له: يجيء بالكتف و الدواة و اللوح» فقال: اكتب لاٰ يَسْتَوِي الْقٰاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (2)-أحسبه قال: و المجاهدون - قال: فقال ابن أم مكتوم: يا رسول اللّه، بعيني ضرر، فنزل قبل أن يبرح غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ (3) (4)[4462].

كتب إليّ أبو عبد اللّه بن الخطاب، أنبأ أبو الفضل السعدي، أنا أبو عبد اللّه بن بطة، أنا أبو القاسم البغوي، حدثني حفص بن عمر أبو عمر الضرير، نا إسماعيل بن جعفر، و حدّث به داود بن رشيد عن عبد اللّه بن جعفر المديني، جميعا عن عمارة بن غزية، عن الزهري، عن خارجة بن زيد، عن زيد بن ثابت أن أبا بكر قال له: أنت كاتب الوحي، و كنت أمينا عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أنت عندنا كلنا أمين، و ذكر الحديث بطوله، قال البغوي: و هذا عندي وهم من عمارة لأن الثقات رووه عن الزهري، عن عبيد بن السّبّاق، عن زيد.

أخبرنا أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم القشيري، أنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان الحيري.

و أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم المزكّي، أنا إبراهيم بن منصور السّلمي، أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى أحمد بن علي، نا أبو خيثمة، نا يعقوب بن إبراهيم، نا أبي، عن ابن شهاب، عن عبيد بن السباق: أن زيد بن ثابت

ص: 306


1- برحاء الحمى و غيرها: شدة الأذى.(القاموس).
2- سورة النساء، الآية:95.
3- سورة النساء، الآية:95.
4- انظر سير الأعلام 429/2-430 و ليس فيها:«و اللوح».

حدّثه أن أبا بكر قال:- زاد ابن المقرئ: له، و قالا:- إنك رجل شاب عاقل لا،- و قال المقرئ: و لا - يتهمك قد كنت تكتب الوحي لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فتتبّع القرآن فاجمعه، و هذا مختصر من حديث (1).

أخبرناه أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد الأصبهاني، أنبأ أبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي، أنا محمد بن إبراهيم بن علي، أنا محمد بن الحسن بن قتيبة، نا حرملة بن يحيى التجيبي، أنا عبد اللّه بن وهب، أخبره يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، أخبرني ابن السباق أن زيد بن ثابت حدثه قال:

أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة، فإذا عمر بن الخطاب عنده فقال أبو بكر الصّدّيق: إن عمر أتاني فقال لي: إن القتل قد استحرّ بأهل اليمامة من قرّاء المسلمين، و إني أخشى أن يستحرّ القتل بالقرّاء في المواطن، فيذهب كثير من القرآن لا يوعى، و إني أرى أن تأمر بجمع القرآن، فقلت لهم: كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ فقال عمر: هو و اللّه خير فلم يزل يراجعني بذلك حتى شرح اللّه بذلك صدري، فرأيت فيه الذي رأى عمر، فقال زيد بن ثابت، و عمر جالس عنده لا يتكلم، فقال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل و لا نتهمك و كنت تكتب الوحي لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فاتبع القرآن فاجمعه، قال زيد: فو اللّه لو كلّفوني ثقل جبل من الجبال ما كان أثقل عليّ مما أمرني به من جمع القرآن، قال: فقلت: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال: هو و اللّه خير فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح اللّه صدري للذي شرح له صدر أبي بكر و عمر، قال:

فكنت أتبع القرآن أجمعه من الرقاع و الأكتاف و العسب (2) و صدور الرجال، حتى وجدت آخر سورة التوبة آيتين مع خزيمة الأنصاري لم أجدهما مع أحد غيره: لَقَدْ جٰاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ (3) فكانت الصحيفة التي جمعنا فيها القرآن عند أبي بكر حياته حتى توفاه اللّه، ثم عند عمر بن الخطاب حياته حتى توفاه اللّه، ثم عند حفصة بنت عمر.

قال ابن شهاب: ثم أخبرني أنس:

ص: 307


1- انظر سير الأعلام 431/2.
2- العسب جمع عسيب و هو جريد النخل إذا نحي عنه خوصه.
3- سورة التوبة، الآية:128.

أنه اجتمع لغزو أذربيجان و أرمينية أهل الشام و أهل العراق فتذاكروا (1) القرآن (2)فاختلفوا فيه حتى كاد يكون بينهم فتنة، قال: فركب حذيفة بن اليمان لمّا رأى اختلافهم في القرآن، إلى عثمان بن عفان، فقال: إن الناس قد اختلفوا في القرآن حتى إني و اللّه لأخشى أن يصيبهم ما أصاب اليهود و النصارى من الاختلاف، قال: ففزع لذلك عثمان بن عفان فزعا شديدا، و أرسل إلى حفصة فاستخرج الصّحف التي كان أبو بكر أمر زيدا بجمعها، فنسخ منها المصاحف فبعث بها إلى الآفاق ثم لما كان مروان أمير المدينة أرسل إلى حفصة يسألها عن الصّحف ليمزقها، و خشي أن يخالف بعض الكتاب [بعضا] فمنعته إياها.

قال ابن شهاب: فحدثني سالم بن عبد اللّه، قال: فلما توفيت حفصة أرسل إلى عبد اللّه بن عمر بعزيمة ليرسلن بها. فساعة رجعوا من جنازة حفصة أرسل بها عبد اللّه بن عمر إلى مروان فغسلها ففرقها (3) مخافة أن يكون في شيء من ذلك اختلاف لما نسخ عثمان.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي (4)،نا أبو الحسين بن المهتدي ح.

و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنا أبي أبو يعلى، قالا: أنا أبو القاسم الصّيدلاني، أنا محمد بن مخلد بن حفص، قال: قرأت على علي بن عمرو الأنصاري، حدثكم الهيثم بن عدي، قال: كنا جلوسا عند المجالد بن سعيد، فقال: كان زيد بن ثابت كاتب الوحي لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، ثم كان كاتب عمر بن الخطاب، و له القراءة و الفرائض.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقور، أنا عيسى بن علي الوزير، أنا عبد اللّه بن محمد، نا هدبة، نا همّام، عن قتادة، عن أنس، قال:

جمع القرآن على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أربعة كلهم من الأنصار: أبيّ ، و معاذ، و زيد بن ثابت، و أبو زيد رجل من الأنصار (5).

ص: 308


1- بالأصل:«فتذكروا» و الصواب عن المختصر.
2- بالأصل:«القر»، و محي نصف الكلمة الأخير، و المثبت عن مختصر ابن منظور.
3- في مختصر ابن منظور:«فمزقها».
4- مهملة بالأصل و م، و المثبت و الضبط عن التبصير.
5- سير الأعلام 431/2.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو محمد السيدي، قالا: أنا أبو سعد الجنزوردي (1)[أنا] (2) عبد اللّه بن محمد بن عبد الوهاب نا يوسف بن عاصم الرازي.

و أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى، نا هدبة بن خالد، نا همّام، نا قتادة، قال: قلنا لأنس - و في حديث يوسف: قلت لأنس - بن مالك من جمع القرآن على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: أربعة كلهم من الأنصار: أبيّ بن كعب، و معاذ بن جبل، و زيد بن ثابت، و رجل من الأنصار يقال له أبو زيد.

أخبرنا أبو محمد بن طاوس، و أبو الفوارس هبة اللّه بن أحمد بن سوار الوكيل، و أبو غالب محمد بن محمد بن أسد العكبري، و زينة بنت صدقة بن محمد بن صدقة الإسكاف، قالوا: أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، ثنا محمد بن مخلد، نا أحمد بن منصور بن راشد، نا علي بن الحسن، أنا الحسين - يعني ابن واقد-، نا ثمامة، عن أنس، قال: جمع القرآن على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أبيّ بن كعب، زيد بن ثابت، و أبو زيد، و معاذ بن جبل.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا محمد بن علي الصّنابحي (3)، أنا محمد بن أحمد البابسيري، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل، نا أبي، نا الواقدي، نا محمد بن حرب، عن أبي بكر بن عبد اللّه بن أبي مريم، عن عطية بن قيس الكلابي، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«من أحبّ أن يقرأ القرآن غضّا أو غريضا فليقرأه بقراءة زيد»[4463].

أخبرنا أبو بكر محمد بن أبي نصر، أنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنا الحسن بن محمد بن يوسف، أنا أحمد بن محمد بن عمر، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، أنا إسحاق بن يوسف، أنا زكريا، عن الشعبي، قال: جمع القرآن على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ستة من الأنصار: معاذ بن جبل، و أبيّ بن كعب، و زيد بن ثابت، و أبو زيد، و أبو الدّرداء، و سعد بن عبيد، قال: و كان المجمع (4) بن جارية قد بقي عليه سورة أو سورتان

ص: 309


1- بالأصل:«الخيروودي» و في م: الحروردي ؟؟؟.
2- زيادة لازمة للإيضاح.
3- في م: الصلحي.
4- كذا بالأصل و م: المجمع بن جارية.

حين قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا الحسين بن علي، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد الله (1)،حدثني أبي، ثنا عفان، نا وهيب، نا خالد الحذّاء، عن أبي قلابة، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، و أشدهم في دين اللّه عمر»- و قال عفان مرة: في أمر اللّه عمر - و أصدقهم حياء عثمان، و أفرضهم زيد بن ثابت، و أقرأهم لكتاب اللّه أبيّ بن كعب، و أعلمهم بالحلال و الحرام معاذ بن جبل، و إنّ لكل أمّة أمينا، و إنّ أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجرّاح»[4464].

أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد البسطامي البزار - بنيسابور - أنا أبو سعد عبد الرحمن بن منصور بن رامش، نا أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن بالويه - إملاء - نا أبو العباس محمد بن يعقوب، أنا العباس بن محمد الدوري، نا قبيصة، عن سفيان.

و أخبرنا جدي القاضي أبو المفضّل يحيى بن علي القرشي، أنا أبو القاسم علي بن محمد بن أبي العلاء، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن داود الرزاز، أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق، نا الحسن بن سلام السوّاق، نا قبيصة بن عقبة، نا سفيان، عن خالد الحذّاء، و عاصم بن أبي قلابة، عن أنس، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«أرحم أمتي أبو بكر، و أشدهم في دين اللّه عمر، و أصدقهم حياء عثمان، و أفرضهم زيد بن ثابت، و أقرأهم أبيّ - زاد البراء: بن كعب - و أعلمهم بالحلال و الحرام معاذ - زاد القاضي: ابن جبل - و إنّ لكل أمة أمين، و أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح»، و في حديث القاضي: و أشدها، و فيه: و أصدقها[4465].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الفضل بن خيرون، قالا: أنا عبد الملك بن محمد، أنا محمد بن أحمد بن الحسن، أنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، نا محمد بن يزيد، نا وكيع، عن سفيان، عن خالد الحذّاء، عن أبي قلابة، عن أنس، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أفرض أمتي زيد بن ثابت» (2)[4466].

ص: 310


1- مسند الإمام أحمد 281/3.
2- سير الأعلام 431/2.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر القشيري، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي (1)،أنا أبو عمرو بن حمدان ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور الجبار، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا محمد بن يحيى - زاد ابن المقرئ: بن الفيّاض الزماني - نا محمد بن الحارث، أنا محمد بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن ابن عمر، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«أرأف أمتي بأمتي أبو بكر، و أشدّهم في الإسلام عمر، و أصدقهم حياء عثمان، و أقضاهم علي - زاد ابن المقرئ: ابن أبي طالب - و أفرضهم زيد بن ثابت، و أعلمهم بالحلال و الحرام معاذ بن جبل، و أقرأهم أبيّ بن كعب، و لكلّ أمة أمين، و أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجرّاح»[4467].

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرحمن بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن الخلعي، أنبأ أبو محمد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا أبو محمد الحسن بن سعيد بن عبد اللّه الفارسي، جار (2) سعدان و قريبة، نا علي بن يزيد، نا أبو سعد الأعور البقّال، عن أبي محجن، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«إنّ أرأف الناس بهذه الأمة أبو بكر، و إنّ أقواها في أمر اللّه عمر، و إنّ أصدقها حياء عثمان، و إنّ أعلمها بفصل (3) القضاء علي، و إنّ أقرأها أبيّ ، و إنّ أفرضها زيد، و إن أعلمها بالناسخ و المنسوخ معاذ، و إنّ لكل أمة أمين، و أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجرّاح»[4468].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الفضل أحمد بن الحسن، قالا: أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا أبو جعفر بن أبي شيبة، نا جندل بن واثق، نا مندل، عن ابن جريج، عن محمد بن كعب، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أفرض أمتي زيد بن ثابت»، هذا مرسل (4)[4469].

ص: 311


1- إعجامها غير واضح بالأصل و الصواب ما أثبت.
2- كذا بالأصل و م.
3- بالأصل: بفضل، و المثبت عن م.
4- سير أعلام النبلاء 432/2.

قال: و نا أبو جعفر، نا عبد الحميد بن صالح، نا عبد اللّه بن المبارك، عن عاصم، عن الشعبي، قال: غلب زيد بن ثابت الناس على القرآن و الفرائض.

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى، ابنا أبي علي، قالا: نا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد إجازة، نا محمد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، نا يحيى بن معين، نا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن عاصم - يعني الأحول-، عن الشعبي، قال: غلب زيد - يعني ابن ثابت - الناس على اثنتين: الفرائض و القرآن (1).

أخبرنا أبو البركات، أنا أبو طاهر، و أبو الفضل، قالا: أنا أبو القاسم، أنا أبو علي، نا أبو جعفر، ثنا أبي، نا ابن المبارك، عن عاصم، عن ابن سيرين، قال: غلب زيد بن ثابت الناس بخصلتين: بالقرآن و الفرائض.

أنبأنا أبو سعد محمد بن محمد بن محمد، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه، نا سليمان بن أحمد، نا الحضرمي، نا عبد اللّه بن الحكم بن أبي زياد القطواني، نا يعقوب بن محمد الزهري، نا إسماعيل بن قيس، عن أبيه، عن خارجة بن زيد، عن زيد بن ثابت، قال: أجازني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم الخندق و كساني قبطية (2).

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبد الوهاب بن أبي حيّة، نا محمد بن شجاع، نا محمد بن عمر، قال (3):و كان زيد بن ثابت قد رقد في الخندق، غلبته عيناه حتى أخذ سلاحه و هو لا يشعر، و في قرّ شديد - ترسه و قوسه و سيفه - و هو على شفير الخندق مع المسلمين، فانكشف المسلمون يريدون يطيفون بالخندق و يحرسونه، و تركوا زيدا نائما، لا يشعرون به حتى جاءه عمارة بن حزم فأخذ سلاحه، و هو لا يشعر حتى فرغ بعد، و فقد سلاحه، حتى بلغ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فدعا زيدا، فقال:«يا أبا رقّاد نمت حتى ذهب سلاحك»، ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من له علم بسلاح هذا الغلام» فقال عمارة بن حزم: أنا يا رسول اللّه،

ص: 312


1- سير الأعلام 432/2.
2- سير أعلام النبلاء 432/2. و القبطية نسبة إلى القبط من أهل مصر، و هي ثياب رقيقة بيضاء يصنعها قبط مصر.
3- مغازي الواقدي 448/2.

و هو عندي، قال: فرده عليه، و نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن يروّع المسلم أو يؤخذ متاعه لاعبا جدا (1).

قالوا: و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قد دفع راية بني مالك بن النجار - يعني في غزوة تبوك - إلى عمارة بن حزم فأدرك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم زيد بن ثابت، فأعطاه الراية، قال عمارة: يا رسول اللّه لعلك وجدت عليّ ، قال: لا و اللّه و لكن قدّموا القرآن و كان زيد أكثر أخذا للقرآن منك، و القرآن يقدّم و إن كان عبدا أسود مجدّعا[4470].

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنبأ الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد، أنا محمد بن عمر، حدّثني إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، عن يحيى بن عبد اللّه بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، قال: قال زيد بن ثابت:

كانت وقعة بعاث (2) و أنا ابن ست سنين، و كانت قبل هجرة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بخمس سنين، فقدم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم المدينة و أنا ابن إحدى عشرة سنة، و أتى بي إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقالوا: غلام من الخزرج قد قرأ ست عشرة سورة، فلم أجز في بدر و لا أحد و أجزت في الخندق.

قال محمد بن عمر: كان زيد بن ثابت يكتب (3) الكتابين جميعا: كتاب العربية و كتاب العبرانية، و أول مشهد شهده زيد بن ثابت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الخندق، و هو ابن خمس عشرة سنة، و كان ممن ينقل التراب يومئذ مع المسلمين، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«أما إنه نعم الغلام» و غلبته عيناه يومئذ فرقد فجاء عمارة بن حزم فأخذ سلاحه و هو لا يشعر، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا رقّاد نمت حتى ذهب سلاحك»، و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من له علم بسلاح هذا الغلام ؟» فقال عمارة بن حزم: يا رسول اللّه أنا أخذته، فرده، فنهى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يومئذ أن يروّع المؤمن، أو أن يؤخذ متاعه لاعبا جدا[4471].

قال: و كانت راية بني مالك بن النجار في تبوك مع عمارة بن حزم، فأدركه

ص: 313


1- أي لا يأخذه على سبيل الهزل ثم يحبسه فيصير ذلك جدّا (النهاية).
2- بعاث موضع في نواحي المدينة، من المدينة على ليلتين.
3- بالأصل: فكتب، و الصواب عن م.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأخذها منه فدفعها إلى زيد بن ثابت، فقال عمارة: يا رسول اللّه بلغك عني شيء، قال:«لا و لكن القرآن تقدّم»، فكان زيد أكثر أخذا منك للقرآن (1).

قال محمد بن عمر: قد روى زيد بن ثابت عن أبي بكر و عمر، و عثمان.

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا يوسف بن الحسن، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا عبد اللّه بن جعفر بن أحمد قال: ثنا يونس بن حبيب، نا أبو داود سليمان بن داود، نا وهيب، عن داود بن أبي هند، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، قال:

لما توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قام خطباء الأنصار فجعل بعضهم يقول: يا معشر المهاجرين، إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان إذا بعث رجلا منكم قرنه برجل منا، فنحن نرى أن يلي هذا الأمر رجلان رجل منكم و رجل منا، فقام زيد بن ثابت، فقال: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان من المهاجرين، و كنا أنصار رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و إنما يكون الإمام من المهاجرين و نحن أنصاره، كما كنا أنصار رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال أبو بكر: جزاكم اللّه خيرا من حيّ ، يا معاشر الأنصار، و ثبّت قائلكم، و اللّه لو قلتم غير هذا ما صالحناكم (2).

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنبأ الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأ أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد، أنا عبيد اللّه بن موسى، أنا حسن بن صالح، عن مطرّف، حدّثني عامر، عن مسروق، قال: كان أصحاب الفتوى من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم: عمر، و علي، و ابن مسعود، و زيد، و أبيّ بن كعب، و أبو موسى الأشعري (3).

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد، نا علي بن عبد العزيز، نا أبو غسان، نا الحسن بن صالح، عن مطرّف، عن الشعبي، عن مسروق، قال: كان أصحاب القضاء من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ستة: عمر، و علي، و عبد اللّه، و أبيّ ، و زيد، و أبو موسى.

ص: 314


1- الاستيعاب 551/1-552 و أسد الغابة 126/2 و فيهما:«مقدم» بدل:«تقدم»، و في مختصر ابن منظور:«يقدم».
2- الخبر في سير أعلام النبلاء 433/2 و انظر تخريجه فيها.
3- سير الأعلام 433/2.

قال: و نا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن، نا محمد بن عثمان، نا سعيد بن عمرو، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن مطرّف، عن الشعبي، عن مسروق، قال: كان العلم من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في ستة: عمر، و علي، و عبد اللّه، و أبيّ بن كعب، و أبي موسى، و زيد بن ثابت.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالا: أنا أبو الحسن بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد، إجازة، نا محمد بن الحسين الزعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا عبد الرحمن بن يونس، قال: قال سفيان: قال من سمع الشعبي عن مسروق: انتهى علم أصحاب محمد صلى اللّه عليه و سلم إلى ستة فسمى عمرا (1) و عليا، و ابن مسعود، و أبيّ بن كعب، و زيد بن ثابت، و أبا موسى، و كان لأهل الكوفة: علي، و عبد اللّه، و أبو موسى.

أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر، و أنبأه أبو عبد الرحمن محمد، و أبو محمد عبد الرحمن، و أبو المظفر منصور، و أبو الفتح مسعود، ابناء محمد بن أبي نصر المسعودي، و أبو العلاء صاعد بن منصور بن أحمد السّرخسي، و أبو القاسم محمود بن ميمون بن عبد اللّه الدبوسي، و أبو سعد عبد الكريم بن محمد، و أبو بكر محمد بن علي بن عمر البروجردي الخطيب، قالوا: أنا أبو منصور محمد بن علي بن محمود الكراعي المروزي - بمرو - أنا جدي أبو غانم أحمد بن علي بن الحسين بن علي بن مهدي بن الفضل بن إبراهيم الكراعي، أنبأ أبي أبو الحسن علي بن الحسين، نا أبو بكر أحمد بن محمد بن عمر البسطامي، نا محمد بن عبد اللّه بن قهزاد، نا العلاء، نا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن مجالد، عن الشعبي، قال: القضاة أربعة، و الدهاة أربعة، فأما القضاة: فعمر، و علي، و زيد، و ابن مسعود (2)،و أما الدهاة: فمعاوية، و زياد، و عمرو، و المغيرة.

العلاء هذا هو العلاء بن عمرو الحنفي.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم ح.

ص: 315


1- بالأصل: عمر.
2- انظر سير الأعلام 434/2.

و أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمد بن يوسف، أنا أحمد بن محمد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، قالا: نا محمد بن سعد (1)،نا جارية بن أبي عمران، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، قال: كان عمر يستخلف زيد بن ثابت في كل سفر - أو قال (2):سفر يسافره - و كان يفرّق الناس في البلدان، و يوجهه في الأمور المهمة، و يطلب إليه الرجال المسمّون فيقال له زيد بن ثابت، فيقول: لم يسقط عليّ مكان زيد، و لكن أهل البلد يحتاجون إلى زيد، فيما يجدون عنده فيما يحدث لهم ما لا يجدون عند غيره (3).

قالا: و حدّثنا محمد بن سعد (4)،نا محمد بن عمر، نا أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي سبرة، عن موسى بن ميسرة، عن سالم بن عبد اللّه، قال: كنا مع ابن عمر يوم مات زيد بن ثابت، فقلت: مات عالم الناس - زاد ابن أبي الدنيا: اليوم، و قالا:- فقال ابن عمر:- يرحمه اللّه - اليوم فقد كان عالم الناس في خلافة عمر و حبرها، فرّقهم عمر في البلدان و نهاهم أن يفتوا برأيهم، و حبس زيد بن ثابت بالمدينة [يفتي أهل المدينة] (5)و غيرهم من الطّرّاء - يعني القدّام-.

قالا: و نا ابن سعد (6)،نا محمد بن عمر، نا محمد بن مسلم جمّاز، عن عثمان بن حفص بن خلدة الزّرقيّ ، عن الزهري، عن قبيصة بن ذؤيب، و ابن (7)حلحلة، قال: كان زيد بن ثابت مترئّسا بالمدينة في القضاء و الفتوى و القراءة و الفرائض في عهد عمر، و عثمان، و علي في مقامه بالمدينة، و بعد ذلك - و قال ابن أبي الدنيا: في السنة - خمس سنين حتى ولي معاوية سنة أربعين، فكان كذلك أيضا حتى توفي زيد سنة خمس و أربعين.

قالا: و قال ابن سعد (8):أنا محمد بن عمر، نا عبد الحميد بن عمران بن أبي

ص: 316


1- طبقات ابن سعد 359/2.
2- بالأصل: أو قل، و المثبت عن ابن سعد و م.
3- بالأصل: غيرهم، و الصواب عن ابن سعد و م.
4- طبقات ابن سعد 361/2 و فيه: و جلس بدل و حبس، و نقله الذهبي في سير الأعلام 434/2.
5- ما بين معكوفتين زيادة عن ابن سعد.
6- طبقات ابن سعد 360/2.
7- في ابن سعد: ذؤيب بن حلحلة.
8- ابن سعد 359/2 و سير الأعلام 434/2.

أنس، عن أبيه، عن سليمان بن يسار، قال: ما كان عمر، و عثمان يقدّمان على زيد بن ثابت أحدا في القضاء و الفتوى و الفرائض و القراءة.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا محمد بن علي السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط ، حدّثني حاتم بن مسلم، عن من أخبره، عن ابن إسحاق، عن يعقوب بن عتبة: أن عمر استخلف زيدا و كتب إليه من الشام: إلى زيد بن ثابت من عمر بن الخطاب (1).

قال: و حدّثني من سمع أبا معاوية عن الحجاج بن أرطأة عن نافع أن عمر كان يستخلف زيدا إذا حج، قال خليفة: و استخلف - يعني عمر - على المدينة في حجه زيد بن ثابت في حجتين، و استخلف حين خرج إلى الشام زيد بن ثابت، و كان كاتب عمر زيد بن ثابت، و قد كتب له معيقيب و كان - يعني - عثمان يستخلف على المدينة إذا حج زيد بن ثابت، و يقال: استخلف عبد اللّه بن الأرقم مرة، و مروان مرة، و أبا هريرة.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد، أنا محمد بن عمر، حدّثني معمر بن راشد، عن عبد اللّه بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، قال: لما ردّ عبد اللّه بن الأرقم المفتاح، استخزن عثمان زيد بن ثابت.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا أحمد بن الحسن (2)،و أحمد بن الحسن، قالا: أنبأ عبد الملك بن محمد، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمد بن عثمان، نا عبيد بن يعيش، نا يحيى بن آدم، عن زهير، عن جابر، عن عامر، عن زيد بن ثابت في المكاتب يموت و قد بقي عليه من مكاتبته قال: هو عبد ما بقي عليه درهم، و قال عبد اللّه: إذا أدّى الثلث أو النصف فهو غير غريم، و قال علي: يعتق بحساب ما أدّاه يرثه ولده بحساب ذلك، قال جابر: بمعنى أن عمر بن الخطاب جمع عليا، و عبد اللّه، و زيدا في المكاتب، فقال زيد: يقيس لهم، فقال أ رأيتم إن أصاب حدا و كيف يدخل على أمهات المؤمنين، فجعل يقيس لهم بنحو هذا ففضله عمر عليهما في المكاتب.

ص: 317


1- تاريخ خليفة بن خياط ص 153-154 و 157 في تسمية عمّال عمر بن الخطاب و انظر الاستيعاب 552/1 و 553.
2- كذا مكرر بالأصل و م.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأ جدي، أنبأ عبد اللّه بن أحمد بن ربيعة الرّبعي، نا الحسن بن زيد بن ثابت، قال: كان عمر بن الخطاب حين استخلف زيد بن ثابت إذا سافر، فقلما (1) رجع من سفر إلاّ أقطع زيدا حديقة من نخل.

أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين، نا أبو الحسين بن المهتدي.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، قالا: نا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد، نا داود بن عمرو، نا ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن خارجة بن زيد: أن عمر بن الخطاب كان يستخلف زيد بن ثابت إذا خرج إلى بعض أسفاره، فقل ما رجع إلاّ أقطع زيدا حديقة من نخل (2).

أخبرنا أبو سهل بن سعدويه، أنا عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب، أنا أبو بكر محمد بن هارون الرّوياني، نا أبو الربيع خالد بن يوسف بن خالد السّمتي، نا أبو عوانة، عن مغيرة، عن الشعبي، قال (3):

تنازع في جذاذ نخل أبيّ بن كعب و عمر بن الخطاب، فبكى أبيّ ، ثم قال: أ في سلطانك يا عمر؟ قال عمر: اجعل بيني و بينك رجلا من المسلمين، قال أبيّ : زيد، قال: رضا، فانطلقا حتى دخلا على زيد، فلما رأى زيد عمر تنحّى عن فراشه، فقال له عمر: في بيته يؤتى الحكم (4) فعرف زيد أنهما جاءا ليتحاكما إليه، فقال عمر لأبيّ يقصّ ، فقصّ ، فقال له عمر:«تذكر لعلك نسيت شيئا فتذكر»، ثم قصّ حتى قال: ما أذكر شيئا، ثم قصّ عمر، فقال زيد: بيّنتك يا أبيّ قال: ما لي بيّنة، قال: فأعف أمير المؤمنين من اليمين، فقال عمر: لا تعف أمير المؤمنين من اليمين إن رأيتها عليه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الحسن علي بن هبة اللّه بن عبد السلام، قال: أنا أبو محمد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبّابة، نا أبو القاسم البغوي، نا

ص: 318


1- بالأصل:«قفل ما»، و الصواب عن مختصر ابن منظور.
2- سير الأعلام 434/2 و انظر أخبار القضاة لوكيع 108/1.
3- الخبر في أخبار القضاة 108/1 و سير الأعلام 435/2. و جذاذ النخل: صرامه، يعني قطع ثمره.
4- في بيته يؤتى الحكم، مثل، انظر الفاخر ص 76 مجمع الأمثال للميداني 72/2.

علي بن الجعد، أنا شعبة، عن سيار، قال: سمعت الشعبي قال: كان بين عمر و أبيّ خصومة قال عمر: اجعل بيني و بينك رجلا، فجعلا بينهما زيدا، فأتياه، قال: فقال عمر: أتيناك لتحكم بيننا، و في بيته يؤتى الحكم، فلما دخلا عليه أجلسه معه على صدر فراشه، فقال: هذا أول جورك، جرت في حكمك، أجلسني و خصمي فجلسا قال:

فقصّا عليه القصة، فقال زيد لأبيّ : اليمين على أمير المؤمنين و إن شئت أعفيته قال:

فأقسم عمر على ذلك، ثم أقسم له لا تدرك باب القضاء حتى لا يكون لي عندك على أحد فضيلة.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنبأ أبو بكر البيهقي، أنا أبو حازم الحافظ ، أنا أبو الفضل بن خميرويه، أنا أحمد بن نجدة القرشي، أنا سعيد بن منصور، نا هشيم، نا سنان، نا الشعبي، كان بين عمر بن الخطاب، و بين أبيّ بن كعب تداوي في شيء و ادّعى أبي على عمر (1)،فأنكر ذلك فجعلا بينهما زيد بن ثابت، فأتياه في منزله فلما دخلا عليه قال له عمر: أتيناك لتحكم بيننا و في بيته يؤتى الحكم، فوسع له زيد عن صدر فراشه، فقال: هاهنا يا أمير المؤمنين، فقال له عمر: لقد جرت في القضاء، و لكن أجلس مع خصمي فجلسا بين يديه، فادّعى أبيّ ، و أنكر عمر، فقال زيد لأبي: اعف عن أمير المؤمنين من اليمين، و ما كنت لا سلما لأحد غيره، فحلف عمر ثم أقسم لا يدرك زيد بن ثابت القضاء حتى يكون عمر و رجل من عرض المسلمين عنده سواء.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد (2)،أنا عفان بن مسلم، نا عبد الواحد بن زياد، نا الحجاج بن أرطأة، عن نافع، قال: استعمل عمر بن الخطاب زيد بن ثابت على القضاء، و فرض له رزقا (3).

قال: و أنا محمد بن عمر، حدّثني مجمع بن يعقوب، عن سعيد بن عبد الرحمن بن رقيش، قال: كان بنو عمرو بن عوف قد أجلبوا على عثمان، و كان زيد بن ثابت يذبّ عنه، فقال له قائل منهم: و ما يمنعك ؟ ما أقلّ و اللّه من الخزرج من له

ص: 319


1- سقطت من الأصل، و كتبت بين السطرين.
2- طبقات ابن سعد 359/2.
3- بالأصل:«ورما» و الصواب عن ابن سعد.

من عضدان (1) العجوة مالك.

قال: فقال زيد بن ثابت اشتريت بمالي، و قطع لي إمامي عمر بن الخطاب، فقطع لي إمامي عثمان بن عفان.

فقال له ذلك الرجل: أعطاك عمر بن الخطاب عشرين ألف دينار؟ قال: لا، و لكن عمر كان يستخلفني على المدينة، فو اللّه ما رجع من مغيب قط إلاّ قطع لي حديقة من نخل.

قال: و أنا محمد بن عمر، حدّثني عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، و إبراهيم بن يحيى بن زيد بن ثابت، قالا: لما حصر عثمان أتاه زيد بن ثابت فدخل عليه الدار فقال له عثمان: أنت خارج [الدار] (2) أنفع لي منك هاهنا، فذبّ عني، فخرج فكان يذبّ الناس و يقول لهم فيه، حتى رجع لقوله أناس من الأنصار، و جعل يقول: يا للأنصار كونوا أنصار اللّه - مرتين - انصروه و اللّه إن دمه لحرام.

فجاء أبو حبّة المازني مع ناس من الأنصار، فقال: ما يصلح لنا معك أمر، فكان بينهما كلام، ثم أخذ تلبيب زيد بن ثابت، هو و أناس معه فمرّ به ناس من الأنصار فلما رأوهم أرسلوه. و جعل رجل منهم يقول لأبي حبّة أتصنع هذا برجل لو مات الليلة ما دريت ما ميراثك من أبيك ؟.

أخبرنا أبو الفضل الفضيلي، و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، و أبو بكر أحمد بن يحيى، قالوا: أنا أبو الحسن الداودي، أنا عبد اللّه بن أحمد، أنا عيسى بن عمر بن العباس، أنبأ عبد اللّه بن عبد الرحمن، أنا محمد بن عيسى، نا يوسف الماجشون، قال: قال ابن شهاب: لو هلك عثمان و زيد في بعض الزمان ليهلك علم الفرائض، لقد أتى على الناس زمان و ما يعلمها غيرهما (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (4)،نا عقبة بن مكرم (5)،نا

ص: 320


1- عضدان جمع عضيد و هي النخلة التي لها جذع يتناول منها المتناول.
2- الزيادة عن سير الأعلام 435/2 و فيها مستدركة بين معكوفتين.
3- الخبر في سير الأعلام 436/2.
4- المعرفة و التاريخ 486/1.
5- في المعرفة و التاريخ: أبو هاشم زياد بن أيوب.

سعيد بن عامر، عن حميد بن الأسود، قال: قال مالك بن أنس: كان إمام الناس عندنا بعد عمر زيد بن ثابت، و كان إمام الناس عندنا بعد زيد بن ثابت ابن عمر.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطّيوري، أنا الحسين بن جعفر، و محمد بن الحسن ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالا:

أنا أبو العباس الوليد بن بكير، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدثني أبي قال (1):يزيد بن ثابت مدني أنصاري، من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم، و أخوه زيد بن ثابت مدني أنصاري من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم، فالناس على قراءة زيد، و فرض زيد.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّاني، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أحمد بن محمّد بن عبدوس العنبري، نا الحسين بن إدريس الأنصاري [نا] عثمان بن أبي شيبة نبأ ابن المبارك، عن عاصم الأحول، عن الشعبي، قال: علم زيد بن ثابت بخصلتين: بالقرآن، و بالفرائض (2).

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو طاهر، و أبو الفضل قالا: أنبأ عبد الملك بن محمّد، أنبأ محمّد بن أحمد بن الحسن، قال: أنا أبو جعفر محمّد بن عثمان، نا الحسين بن يزيد الطحان، نا عبد السلام، عن مغيرة، عن إبراهيم، قال:

لقد رأيتنا و ما نعرف قول زيد، فانتقل الناس إلى قول فقيه، فانتقلنا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم.

ح و أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن منده، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف، أنا أحمد بن محمّد بن عمر، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، قالا: نا محمّد بن سعد (3)،قال: أنا محمّد بن عمر، حدثني الضحاك بن عثمان، عن بكير بن عبد اللّه بن الأشج، قال: جلّ ما أخذ به سعيد بن المسيّب من القضاء ما يعني به.

ص: 321


1- تاريخ الثقات للعجلي ص 477 ذكر يزيد بن ثابت، و ذكر العجلي ص 170 زيد بن ثابت.
2- سير الأعلام 432/2.
3- طبقات ابن سعد 360/2.

-قال ابن الفهم: و ما كان يفتي به - عن زيد بن ثابت و كان قلّ قضاء أو فتوى جليلة ترد على ابن المسيّب يحكى له عن بعض من هو غائب عن المدينة من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم و غيرهم إلاّ قال: فأين (1) زيد بن ثابت عن هذا، إن زيد بن ثابت أعلم الناس بما يقدمه من قضاء، و أبصرهم بما يرد عليه مما لم يسمع فيه شيء، ثم يقول ابن المسيّب: لا أعلم لزيد بن ثابت قولا لا يعمل به مجمع عليه في المشرق و المغرب - و قال ابن فهم: في الشرق و الغرب (2)-أو يعمل به أهل مصر. و إنه ليأتينا عن غيره أحاديث، و علم ما رأيت أحدا من الناس يعمل بها، و لا من هو بين ظهرانيهم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن المظفر، أنبأ أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (3)،نا أبو بكر بن عبد الملك، نا كثير بن هشام، ثنا جعفر بن برقان قال: سمعت الزهري يقول: لو لا أن زيد بن ثابت كتب الفرائض لرأيت أنها ستذهب من الناس.

أنبأنا أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم، أنبأ أبو الفضل محمّد بن أحمد بن عيسى أنبأ عبيد اللّه بن محمّد بن محمّد قال: قرئ على أبي القاسم البغوي، نا إسحاق بن إبراهيم المروزي و غيره، نا جرير، عن مغيرة، نا ابن عباس، قال: لقد علم المحفوظون من أصحاب محمّد صلى اللّه عليه و سلم أن زيد بن ثابت كان من الراسخين في العلم (4)،صوابه قال: قال ابن عباس.

أنبأنا أبو سعد المطرز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الفضل بن خيرون، قالا: أنا عبد الملك بن محمّد، قالا: أنا أبو علي بن الصواف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا إبراهيم بن أبي معاوية، نا أبي، نا الأعمش، عن إبراهيم قال: قال علقمة لمسروق: ما ردّك عن رأي عبد اللّه لقيت أحدا كان أثبت في

ص: 322


1- بالأصل: فابن.
2- و هي عبارة طبقات ابن سعد المطبوع.
3- الخبر في كتاب المعرفة و التاريخ 486/1 و نقله الذهبي في سير الأعلام 436/2 نقلا عن جعفر بن برقان.
4- الذهبي: سير الأعلام 437/2 و الإصابة 562/1.

نفسك منه ؟ قال: لا، و لكني قدمت المدينة فلقيت زيد بن ثابت، فوجدته من الراسخين في العلم.

قال: و نا أبو عثمان بن أبي شيبة: نا جرير، عن مغيرة، قال: قال ابن عباس: لقد علم المحفوظون من أصحاب محمّد أن زيد بن ثابت من الراسخين في العلم.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو بكر أحمد بن يحيى بن الحسن، و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، قالوا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفر أنبأ عبد اللّه بن أحمد بن حموية، أنا أبو عمران عيسى بن عمر بن العباس، أنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن بهرام، أنبأ أحمد بن عبد اللّه، نا أبو شهاب، عن الأعمش، عن مسلم، عن مسروق، عن عبد اللّه: أنه كان يقول في أخوات لأب و أم و إخوة و أخوات لأب قال: للأخوات للأب و الأم الثلثان، و ما بقي فللذكور دون الإناث.

فقدم مسروق المدينة، فسمع قول زيد فيها فأعجبه، فقال له بعض أصحابه: أ تترك قول عبد اللّه ؟ فقال: أتيت المدينة، فوجدت زيد بن ثابت من الراسخين في العلم، فقلت لابن شهاب، و كيف قال زيد فيها؟ قال: شرّك بينهم (1).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن، أبو طاهر أحمد بن الحسن، قالا: أنا عبد الملك بن محمّد بن بشران، أنا أبو علي بن الصواف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا عبيد بن يعيش، نا يحيى بن آدم، عن أبي شهاب، عن الأعمش، عن أبي الضحى، قال: قيل لمسروق: أ تترك قول عبد اللّه ؟ فقال: إني قدمت المدينة فوجدت زيد بن ثابت من الراسخين في العلم.

قال: و نا محمّد بن عثمان، نا إبراهيم بن أبي معاوية، نا أبي، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق قال: قدمت المدينة فوجدت زيد بن ثابت من الراسخين في العلم.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنبأ أبو محمّد بن أبي

ص: 323


1- الخبر في سير الأعلام 437/2. و قوله: شرّك بينهم أي ساوى بينهم في القسمة. و في السير: كان زيد يشرك بين الباقين.

نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة، نا أحمد بن عبد اللّه بن يونس، نا أبو شهاب (1)،عن الأعمش، عن أبي الضحى (2)،عن مسروق، قال: قدمت المدينة فوجدت زيد بن ثابت من الراسخين في العلم (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (4)،نا ابن نمير، نا أبو معاوية (5)،نا الأعمش، عن سليمان (6)،عن مسروق، قال: لقيت زيد بن ثابت فوجدته من الراسخين في العلم.

قال: و نا يعقوب، حدثنا عبيد اللّه بن موسى.

ح و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو طاهر الفقيه، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين القطان، نا محمّد بن يوسف السلمي، ثنا عبيد اللّه (7) بن موسى، ثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي إسحاق، عن مسروق، قال: أتيت المدينة، فسألت عن أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - و قال يعقوب: أصحاب محمّد صلى اللّه عليه و سلم - فأخبروني أن زيد بن ثابت كان من الراسخين في العلم (8).

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنا أبو بكر البيهقي.

أخبرنا و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (9)،نا سليمان بن حرب، نا شعبة، عن أبي إسحاق، عن مسروق، قال: أتيت المدينة فسألت عن أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم، فإذا زيد بن ثابت من الراسخين في العلم.

ص: 324


1- هو عبد ربه بن موسى بن نافع الكناني، الحناط ،(تهذيب التهذيب 128/6).
2- هو مسلم بن صبيح الهمداني.
3- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 653/1-654 (رقم 1944).
4- المعرفة و التاريخ 484/1.
5- هو محمد بن خازم الضرير الكوفي.
6- في المعرفة و التاريخ: إبراهيم.
7- بالأصل: عبد اللّه. و قد مرّ قبل أسطر صوابا.
8- انظر الخبر في المعرفة و التاريخ 485/1.
9- المصدر نفسه ص 484.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو عبد اللّه محمّد بن طلحة بن علي الرازي الصوفي، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، أنا زهير، عن أبي إسحاق، عن مسروق، و خالفهم شريك فقال: عن أبي ميسرة.

أنبأنا أبو سعد المطرز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم.

و أخبرنا أبو البركات الحافظ ، أنا أحمد بن الحسن، و أحمد بن الحسن، قالا:

أنا عبد الملك بن محمّد بن بشران، قالا: نا محمّد بن أحمد، نا محمّد بن عثمان، نا إسحاق بن محمّد العرزمي، نا شريك، عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة، قال: قدمت المدينة، فأنبئت أن زيد بن ثابت من الراسخين في العلم.

أخبرنا أبو منصور عبد الخالق بن زاهر بن طاهر، و أبو علي الحسن بن أحمد بن محمّد الموسياباذي (1) بهمذان (2)،قالا: أنا أبو القاسم الفضل بن أبي حرب الجرجاني، أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، أنا أبو علي محمّد بن أحمد بن محمّد بن معقل الميداني، نا محمّد بن يحيى، نا محمّد بن عبد اللّه الأنصاري، نا محمّد بن عمرو، عن أبي سلمة أن ابن عباس قام إلى زيد بن ثابت و أخذ له بركابه، فقال: تنحّ يا ابن عم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال: هكذا نفعل بعلمائنا و كبرائنا (3).

و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو عبد الرحمن محمّد بن عبد اللّه التاجر، نا أبو حاتم الرازي، حدثنا الأنصاري محمّد بن عبد اللّه بن المثنى، نا محمّد بن عمرو، عن أبي سلمة أن ابن عباس أخذ بركاب زيد، فقال له: تنحّ يا ابن عم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال: إنّا هكذا نفعل بكبرائنا و علمائنا (4).

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنبأ أبو بكر البيهقي.

ص: 325


1- إعجامها غير واضح و الصواب عن م، و هذه النسبة إلى موسياباذ قرية منسوبة إلى رجل اسمه موسى من نواحي همذان.
2- بالأصل و م بالدال المهملة، خطأ.
3- سير الأعلام 437/2.
4- انظر ابن سعد 360/2 و صححه الحاكم في المستدرك 423/3.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1)،نا عبيد اللّه بن موسى، و أبو نعيم، قالا: نا رزين، عن الشعبي، قال: ذهب زيد بن ثابت ليركب، و وضع رجله في الركاب، فأمسك ابن عباس بالركاب، فقال: تنحّ يا ابن عم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال: لا، هكذا نفعل بالعلماء، و الكبراء.

و أخبرنا أبو المعالي الفارسي، أنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقال، قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو بن السماك، نا حنبل بن إسحاق، حدثني قبيصة بن عقبة، نا سفيان، عن رزين، عن الشعبي، قال: أمسك ابن عباس بركاب زيد بن ثابت فقال: أتمسك فيّ و أنت ابن عم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: إنّا هكذا نصنع بالعلماء.

أنبأنا أبو سعد محمّد بن محمّد، و أبو علي الحسن بن أحمد، قالا: أنا أبو نعيم.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسين، أنا أبو الفضل بن خيرون، قالا: أنا عبد الملك بن محمّد بن بشران، قالا: أنا محمّد بن أحمد، نا محمّد بن عثمان، نا منجاب، حدثنا علي بن مسهر، عن رزين بيّاع الرمان، عن الشعبي قال: أراد زيد بن ثابت أن يركب، فوضع رجله في الركاب، فأمسك له ابن عباس، فقال: تنحّ يا ابن عم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال: إنّا هكذا نصنع بالعلماء - زاد ابن بشران: و الكبراء-.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلال، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمّد بن علي، نا أبو يشخب يعرب بن حيران، نا علي بن محمّد بن شبيب، نا أحمد بن علي بن زيد، نا الحسن بن داود الأحمر، نا حمّاد بن سلمة، عن عمّار بن أبي عمّار: أن زيد بن ثابت ركب يوما، فأخذ ابن عباس بركابه، فقال: تنحّ يا ابن عم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال: هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا و كبرائنا، فقال زيد: أرني يدك، فأخرج يده، فقبّلها، فقال: هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت نبيّنا.

ص: 326


1- كتاب المعرفة و التاريخ 484/1.

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنا أبو بكر البيهقي.

ح و أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، و أبو الحسن بن سعيد، قالا: نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، قال: أنا أبو بكر الخطيب.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، حدثني محمّد بن عبد الرحيم، قال: سمعت علي بن عبد اللّه يقول (1):لم يكن من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم أحد له أصحاب حفظوا عنه و قاموا بقوله في الفقه إلاّ ثلاثة: زيد، و عبد اللّه، و ابن عباس، فأعلم الناس بزيد بن ثابت و قوله عشرة: سعيد بن المسيّب، و أبو سلمة بن عبد الرّحمن، و عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود، و عروة بن الزبير، و أبو بكر (2) بن عبد الرّحمن، و خارجة بن زيد بن ثابت، و سليمان بن يسار، و أبان بن عثمان، و قبيصة بن ذؤيب، و ذكر آخر، و كان أعلم الناس بقولهم و حديثهم ابن شهاب، ثم بعده مالك بن أنس، ثم بعد مالك عبد الرّحمن بن مهدي.

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن إسحاق الأسفرايني، أنا محمّد بن أحمد بن البراء قال: سمعت أبا الحسن علي بن عبد اللّه بن جعفر المديني يقول (3).

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، و أبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد بن حميد، قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن البراء، قال: قال علي بن المديني: لم يكن أحد من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم له أصحاب يقومون بقوله في الفقه إلاّ ثلاثة: عبد اللّه بن مسعود، و زيد بن ثابت، و عبد اللّه بن عباس، كان لكل واحد - و قال ابن البراء: لكل رجل - منهم أصحاب يقومون بقوله، و يفتون الناس، فكان أصحاب عبد اللّه الذين يقرءون الناس بقراءته و يفتونهم بقوله، و يذهبون مذهبه:

ص: 327


1- انظر الخبر في المعرفة و التاريخ 714/1.
2- اسمه أبي بكر و كنيته أبي عبد الرحمن، قاله علي ابن المديني نقلا عن معن بن عيسى عن عبد الملك بن سمي.
3- كذا.

علقمة بن قيس، و الأسود بن يزيد، و مسروق بن الأجدع، و عبيدة السلماني، و عمرو بن شرحبيل، و الحارث بن قيس، ستة هؤلاء عدهم إبراهيم النخعي، قال:

و كان أعلم أهل الكوفة بأصحاب عبد اللّه و مذهبهم: إبراهيم، و الشعبي، إلاّ أن الشعبي كان يذهب مذهب مسروق، يأخذ عن محمّد عن أهل المدينة، و كان أبو إسحاق و سليمان الأعمش أعلم أهل الكوفة بمذهب عبد اللّه - زاد ابن البراء: و طريقه - بعد هذين، و كان سفيان بن سعيد الثوري أعلم الناس بحديثهم و طريقتم بعد هذين، قال علي: و كان أصحاب زيد بن ثابت الذين يذهبون مذهبه في الفقه و يقومون بقوله هؤلاء الاثنا عشر، كان منهم من لقيه، و منهم من لم يلقه، كان ممن لقيه من هؤلاء الاثني عشر: قبيصة بن ذؤيب، و خارجة بن زيد، و أبان بن عثمان، و سليمان بن يسار، و كان ممن يقول بقوله ممن لا يثبت له لقاؤه مثل هؤلاء الأربعة سعيد بن المسيّب، و عروة بن الزبير، و عبد الملك بن مروان، و عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، و أبو سلمة بن عبد الرّحمن، و أبو بكر بن عبد الرّحمن، و سالم، و القاسم. لفظ البيهقي، و الآخر نحوه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، و أبو يعلى (1) حمزة بن علي قالا:

أنا أبو الفرج سهل بن بشر، أنا علي بن منير، أنا الحسن بن رشيق، قال: قال أبو عبد الرّحمن النسائي في تسمية فقهاء الأمصار من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و من بعدهم من أهل المدينة: عمر بن الخطاب، و زيد بن ثابت، و عبد اللّه بن عمر، و عائشة.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل، و أبو المحاسن بن علي، و أبو بكر أحمد بن يحيى، و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، قالوا: أنا عبد الرّحمن بن محمّد [بن] المظفر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن حموية، أنا عيسى بن عمر بن العباس، أنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن السمرقندي، أنا الحكم بن نافع، أنا شعيب، عن الزهري، قال: بلغنا أن زيد بن ثابت الأنصاري كان يقول إذا سئل عن الأمر: أ كان هذا؟ فإن قالوا: نعم، قد كان حدث فيه بالذي يعلم، و الذي يرى، و إن قالوا: لم يكن، قال:

قدّروه حتى يكون (2).

ص: 328


1- بالأصل:«و أبو بكر يعلى» حذفنا «بكر» لأنها مقحمة، قياسا إلى سند مماثل، و هو يوافق عبارة م، انظر المطبوعة عاصم - عائذ ص 162.
2- الخبر في سير الأعلام 438/2 و فيها: فذروه بدل قدروه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن بن البنا، قالا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد بن كثير الكناني، ثنا أبو القاسم البغوي، نا أبو خيثمة، نا عبد الرّحمن بن مهدي، نا موسى بن عليّ ، عن أبيه، قال: كان زيد بن ثابت إذا سأله رجل عن شيء قال: اللّه، لقد كان هذا؟ فإن قال: نعم، تكلم فيه، و إلاّ لم يتكلم (1).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنبأ الحسن بن علي، أنا محمّد بن العباس، أنبأ أبو الحسن بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (2):

أخبرنا محمّد بن عبد اللّه الأسدي، و خلاد بن يحيى، قالا: نا سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي: أن مروان دعا زيد بن ثابت و أجلس له قوما خلف ستر، فأخذ يسأله و هم يكتبون، ففطن لهم زيد، فقال: يا مروان أ غدرا (3)،إنما أقوله برأيي.

قال: و أنا محمّد بن سعد، أنا شهاب بن عبّاد العبدي، نا إبراهيم بن حميد الرواسي، عن إسماعيل، عن عامر قال: أتى أناس زيد بن ثابت يسألونه، فجعلوا يكتبون كل شيء، قال لهم: فلما كتبوا كتبهم قالوا: و اللّه لو أطلعنا على هذا الذي فعلناه فأتوه فأخبروه، فقال: أ غدرا، فلعل كل الذي قلت لكم خطأ، إنما قلت لكم بجهد رأي. قال: فعمدوا فمحوه (4).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو محمّد بن أبي عثمان، أنبأ أبو الفتح الحسن بن الحسين بن علي بن المنذر، أنا أبو علي بن صفوان، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني هارون بن سفيان، حدثني عباد بن يزيد أبو عبد اللّه العابد، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن عبد اللّه بن دينار البهراني، قال: كتب زيد بن ثابت إلى أبيّ بن كعب: أما بعد، فإن اللّه جعل اللسان ترجمانا للقلب، و جعل القلب وعاء و راعيا ينقاد له

ص: 329


1- سير الأعلام 438/2.
2- طبقات ابن سعد 361/2 و سير الأعلام 438/2 من طريق الثوري.
3- مهملة بدون إعجام بالأصل و م، و أثبت لفظة السير، و في ابن سعد: عذرا.
4- انظر سير الأعلام 438/2.

اللسان لما هداه له القلب، فإذا كان القلب على طرف اللسان جاء الكلام و ائتلف القول، و اعتدل، و لم يكن اللسان عثرة، و لا زلة، و لا حلم لمن لم يكن قلبه من بين يدي لسانه، فإذا ترك الرجل كلامه بلسانه و خالف على ذلك قلبه جذع بذلك نفسه، و إذا وزن الرجل كلامه يفعله صدق ذلك مواقع حديثه، يذكر هل وجدت بخيلا إلاّ هو يجود بالقول و يضمر بالفعل، و ذلك لأن لسانه بين يدي قلبه، يذكر هل يجد عنه أحد شرفا أو مروءة، إذا لم يحفظ ما قال لم يتبعه، و يقول ما قال، و هو يعلم أنه حقّ عليه، و أحب حين يتكلم به لا يكون بصيرا بعيوب الناس، فإن الذي يبصر عيوب الناس و يهون عليه عيبه كمن يتكلف ما لم يؤمر به، و السلام.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس المقرئ، أنبأ عاصم بن الحسن بن محمّد، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو جعفر محمّد بن عمرو بن البختري الرزاز (1)،نا أحمد بن ملاعب أبو الفضل، نا يحيى بن يعلى، نا أبي، ثنا الأشعث، نا ابن سيرين قال: دخلت مع أبي على زيد بن ثابت، قال: و أنا معه و إخوة لي، قال: فقال زيد: إن هذين لأمّ ، و إن هذا لأمّ ، و إن هذا لأمّ ، قال: و أصاب.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنبأ أبو بكر البيهقي، و أنبأ أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطيوري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (2)،نا سليمان بن حرب، نا حمّاد، عن هشام بن حسان، عن محمّد بن سيرين قال: حج بنا أبو الوليد و نحن سبعة ولد سيرين، فمر بنا على المدينة، فأدخلنا على زيد بن ثابت، فقال له: هؤلاء بنو سيرين،[قال: فقال زيد:] (3)هذان لأمّ ، و هذان لأمّ ، و هذان (4) لأمّ ، و هذان لأمّ ، قال: فما أخطأ، و كان يحيى بن سيرين أخا محمّد بن سيرين لأمه.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: نا و أبو منصور بن خيرون، أنا أبو بكر الخطيب (5)،أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم

ص: 330


1- ترجمته في سير الأعلام 385/15.
2- المعرفة و التاريخ 58/2.
3- ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ الفسوي.
4- بالأصل: و هذين، و المثبت عن تاريخ الفسوي.
5- تاريخ بغداد 332/5-333 في ترجمة محمد بن سيرين.

البزار، حدثنا الحسن بن محمّد بن عثمان، نا يعقوب بن سفيان، نا سليمان بن حرب، نا حمّاد، عن هشام بن حسان، عن محمّد بن سيرين قال: حج بنا أبو الوليد و نحن سبعة ولد سيرين، فمرّ بنا على المدينة، فلما دخلنا على زيد بن ثابت قيل له: هؤلاء بنو سيرين، قال: فقال زيد: هذان لأم، و هذان لأم، و هذان لأم، و هذا لأم، قال: فما أخطأ، و كان معبدا أخا محمد لأمه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطيوري، أنبأ الحسين بن جعفر، و محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد العتيقي.

ح و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنبأ ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالوا: أنبأ الوليد بن بكر، أنا أبو الحسن الهاشمي، أنا صالح بن أحمد، حدثني أبي، نا يزيد بن هارون، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن أنس بن سيرين قال: دخلنا على زيد بن ثابت و نحن أربعة اخوة [فقال زيد بن ثابت: ذا و ذا لأم، و ذا و ذا لأم فما أخطأ] (1).

أخبرنا أبو سعد بن (2) أنا أبو المظفر محمود بن جعفر بن محمّد بن أحمد الكوسج، أنا أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد بن جعفر - و الكوسج عم أبي (3)-أنا أبو إسحاق إبراهيم بن السّدّي بن علي بن بهرام، أنا أبو عبد اللّه محمّد بن زياد بن عبيد اللّه الزيادي، أنا فضيل بن عياض، عن سليمان، عن ثابت بن عبيد قال: ما رأيت رجلا كان أفكه في بيته، و لا أحلم إذا جلس مع أصحابه من زيد بن ثابت.

رواه الحميدي عن فضيل.

أخبرنا أبو القاسم الحسيني، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، نا أحمد بن مروان، نا إبراهيم بن دازيل الهمداني، نا أبو حذيفة، عن الثوري، عن أبيه، عن إبراهيم التيمي قال: كان عمر بن الخطّاب يقول: ينبغي للرجل أن يكون في أهله مثل الصبي، فإذا التمس ما عنده وجد رجلا، قال الثوري: و بلغنا عن زيد بن ثابت انه كان من أفكه الناس في أهله، و أزمتهم إذا جلس مع القوم.

ص: 331


1- حوالي نصف سطر بالأصل تصوير المخطوط غير واضح و المثبت عن م.
2- كلمة غير واضحة بالتصوير بالأصل و رسمها مضطرب في م.
3- العبارة بالأصل:«و الكوشج عمراني» كذا، و لعل الصواب ما أثبت، و في ترجمة الكوسج أبي المظفر في سير الأعلام 449/18 روى عن عم أبيه حسين بن أحمد.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا محمّد بن أبي المعروف الفقيه، أنا أبو سهل الأسفرايني، نا أحمد بن الحسين الحذاء، أنا علي بن المديني، نا محمّد بن حازم، نا الأعمش، عن ثابت بن عبيد قال: كان زيد بن ثابت من أفكه الناس في أهله و أزمته (1) عند القوم (2).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، و أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو الدر ياقوت بن عبد اللّه، قالوا: أنا أبو محمّد الصّريفيني، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزبير بن بكار، حدثني الزبير بن عبد اللّه بن مصعب من ولد زيد بن ثابت، قال: كان يزيد (3) بن ثابت من أفكه الناس في أهله، و أزمتهم إذا جلس مع القوم.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي أبو بكر، أنا أبو بكر محمّد بن جعفر، نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يزيد بن أبي العوّام، نا قريش بن أنس، عن ابن عون، عن محمّد بن سيرين، عن كثير بن أفلح، قال: جاء زيد بن ثابت إلى الجمعة فاستقبله الناس، قد انصرفوا، فدخل بعض الدور، فصلّى ثم رجع إلى أهله، ثم قال: إنّ من لا يستحي من الناس لا يستحي من اللّه، قصر بها هشام عن محمّد، فلم يذكر كثيرا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد:

أخبرنا محمّد بن عبد اللّه الأنصاري، نا هشام بن حسان، نا محمّد بن سيرين قال: خرج زيد بن ثابت يريد الجمعة، فاستقبله الناس راجعين، فدخل دارا، فقيل له، فقال: إنه من لا يستحي من الناس لا يستحي من اللّه (4).

قال: و أنا محمّد بن سعد (5)،أنا عارم بن الفضل، أنا حمّاد بن زيد، عن

ص: 332


1- الخبر في سير الأعلام 439/2 من طريق الأعمش.
2- أي أرزنهم و أوقرهم.
3- كذا بالأصل هنا:«يزيد».
4- الخبر في سير أعلام النبلاء 439/2.
5- طبقات ابن سعد 362/2 و سير الأعلام 439/2.

يحيى بن سعيد، قال: لما مات زيد بن ثابت قال أبو هريرة: مات خير (1) هذه الأمة، و لعل اللّه أن يجعل في ابن عباس منه خلفا.

أنبأنا بها عالية أبو سعد المطرز، و أبو علي قالا: أنا أبو نعيم، أنا سليمان بن أحمد (2)،نا علي بن عبد العزيز، نا عارم أبو النعمان، نا حمّاد بن زيد، عن يحيى بن سعد قال: قال أبو هريرة حين مات زيد بن ثابت: اليوم مات خير هذه الأمة، و لعل اللّه أن يجعل في ابن عباس منه خلفا.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (3)،نا أبو موسى، نا ابن أبي عدي، عن حميد، عن أبي عثمان النهدي، قال: كنت بالمدينة مع أبي هريرة، قال: فارتجت المدينة، فقلت: ما شأنهم ؟ قالوا: أ لست من أهل البلد؟ قال: قلت: لا، قال: صدقت (4) لو كنت من أهل البلد لعلمت مات (5) أبا سعيد.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن، و أبو الفضل بن خيرون، قالا: أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصوّاف، أنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أبي، نا وكيع.

ح و أنبأنا أبو سعد المطرز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم، نا عبد اللّه بن محمّد، قال: نا ابن أبي عاصم، نا أبو بكر، نا وكيع، ثنا حمّاد بن سلمة، عن عمّار مولى بني هاشم، قال: جلسنا مع ابن عباس في ظل قصر يوم دفن زيد بن ثابت، فقال:

لقد دفن اليوم علم كثير.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي، ثم [حدثنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الغنائم] (6)-و اللفظ له - و أبو الحسين الصيرفي، قالوا: أنا أبو أحمد - زاد ابن خيرون

ص: 333


1- في ابن سعد و سير الأعلام: حبر.
2- الطبراني رقم 4750.
3- المعرفة و التاريخ 105/2.
4- غير واضحة بالأصل و المثبت عن تاريخ الفسوي.
5- غير مقروءة بالأصل، تصوير المخطوط غير واضح، و المثبت عن تاريخ الفسوي.
6- العبارة ما بين المعقوفتين بالأصل مضطربة و تمامها:«ثم حدثنا أبو الفضل، نا ابن خيرون، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الغنائم...» صوبنا العبارة قياسا إلى سند مماثل و في م كالأصل.

و أبو الحسين الأصبهاني قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمّد بن سهل، أنا محمّد بن إسماعيل (1)،نا موسى، قال: حدثنا حمّاد، أنا عمّار بن أبي عمّار، قال: لما مات زيد بن ثابت جلسنا إلى ابن عباس في ظلّ ، فقال: هذا ذهاب العلماء، دفن اليوم علم كثير.

و قال علي: مات سنة أربع و خمسين، روى عنه ابنه (2) سليمان.

أخبرنا أبو المعالي الفارسي (3)،أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا ابن خمشاد، نا علي بن عبد العزيز، و أبو مسلم أن حجاج بن منهال حدثهم (4).

ح و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل - إملاء و قراءة - أنبأ أحمد بن محمّد، أنبأ أبو سعيد بن حسنويه، نا عبد اللّه بن محمّد الخشاب، أنبأ عبد اللّه بن محمّد بن النعمان، نا أبو ربيعة و اللاحقي (5).

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو محمّد بن الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (6)،نا موسى بن إسماعيل، قالوا: ثنا حمّاد بن سلمة، عن عمّار بن أبي عمّار، قال: لما مات زيد بن ثابت جلسنا - و قال البيهقي: قعدنا (7)- إلى ابن عباس في ظل قصر، فقال: هكذا ذهاب العلم، لقد دفن اليوم علم كثير.

أنبأنا أبو سعد المطرز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم، نا أبو حامد، نا محمّد بن إسحاق، نا سوار بن عبد اللّه، نا عبد الرّحمن بن عثمان أبو بحر، نا أبو عامر الحرار، نا علي بن زيد، عن سعيد بن المسيّب، قال: شهدت جنازة زيد بن ثابت، فلمّا دلي في قبره قال ابن عباس: من سرّه أن يعلم كيف ذهاب العلم فهكذا ذهاب العلم، و اللّه لقد دفن اليوم علم كثير.

ص: 334


1- التاريخ الكبير 381/1/2.
2- بالأصل أبيه، و الصواب عن البخاري.
3- بالأصل «الغار» و سقط آخر اللفظة، و الصواب عن م.
4- كذا.
5- هو علي بن عثمان بن عبد الحميد بن لاحق اللاحقي البصري/ترجمته في سير الأعلام 568/10.
6- المعرفة و التاريخ 485/1 و سير الأعلام 440/2.
7- في المعرفة و التاريخ: قعدت.

أنبأنا أبو عبد اللّه بن الحطاب، أنا أبو الفضل السعدي، أنا أبو عبد اللّه بن بطة، أنا أبو القاسم البغوي، نا محمّد بن عبّاد المكي، ثنا سفيان، نا ابن جدعان عن سعيد قال: قال ابن عباس: و هو قائم على قبر زيد بن ثابت: هكذا يذهب العلم، قال سعيد:

و الذي قال هذا هكذا يذهب قاله ابن جدعان، و أنا أقول و سعيد هكذا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر محمّد بن هبة اللّه، أنا محمّد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (1)،أنا محمّد بن أبي عمر، نا سفيان، عن ابن جدعان، عن من سمع ابن عباس يقول: لما جاء نعي زيد بن ثابت، قال: هكذا يذهب العلم، قال ابن جدعان: فذكرت ذلك لسعيد بن المسيّب، قال: و أنا أقول (2)للذي قال ذلك - في ابن عباس-: هكذا يذهب العلم، قال ابن جدعان: و أنا أقول لسعيد بن المسيّب هكذا يذهب العلم.

قال: و أنا يعقوب (3)،نا عبد اللّه بن عثمان، ثنا عبد اللّه، نا معمر، عن علي بن زيد،[أن ابن عباس لما دفن زيد بن ثابت حثا عليه التراب، ثم قال: هكذا يدفن العلم.

فحدثت به علي بن حسين فقال: و ابن عباس و اللّه قد دفن به علم كثير] (4).

[قال: و نا يعقوب] (5) نا أبو النعمان، نا حمّاد بن زيد، عن أيوب، قال: قال ابن عباس - و زيد يدفن-: ألا من سرّه أن يعلم كيف يذهب العلم، ألا فهكذا يذهب، قال:

و قال: لقد قبر (6) بك اليوم علم كثير.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأ أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد (7)،أنا هشام أبو الوليد الطيالسي، نا أبو عوانة، عن قتادة، قال: لمات مات زيد بن ثابت و دفن قال ابن عباس: هكذا يذهب العلم.

ص: 335


1- المعرفة و التاريخ 486/1.
2- في المعرفة و التاريخ: و أنا أقول الذي قال ذلك - يعني ابن عباس.
3- المصدر نفسه 485/1.
4- سطران غير واضحين بالأصل، تصوير المخطوط غير ظاهر. و ما بين معكوفتين استدرك عن تاريخ الفسوي 485/1 و م.
5- الكلام غير واضح بالتصوير، و ما استدرك عن م انظر المعرفة و التاريخ 484/1.
6- في المعرفة و التاريخ: فقد.
7- طبقات ابن سعد 361/2.

قال: و أنا محمّد بن سعد (1)،أنا هوذة بن خليفة، نا عوف قال: بلغني أن ابن عباس قال لما دفن زيد بن ثابت: هكذا يذهب العلم - و أشار إلى قبره - يموت الرجل الذي يعلم الشيء لا يعلمه غيره، فيذهب ما كان معه.

أخبرنا أبو القاسم الحسيني، أنبأ أبو الحسن المقرئ، أنا أبو محمّد المصري، أنا أحمد بن مروان، نا محمّد بن عبد الرحمن مولى بني هاشم، نا إبراهيم بن المنذر، عن ابن فليح، قال: قال الزهري لما دلي زيد بن ثابت في قبره، قال ابن عباس: من سرّه أن يرى كيف يذهب العلم، فهكذا ذهاب العلم.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، حدثني إسماعيل بن مصعب، عن إبراهيم بن يحيى، عن خارجة بن زيد قال: توفي أبي زيد بن ثابت قبل أن تصفر الشمس، فكان رأى دفنه قبل أن أصبح، فجاءت الأنصار فقالت: لا يدفن إلاّ نهارا يجتمع له الناس، فسمع مروان الأصوات، فأقبل يمشي حتى دخل علي، فقال غريمه: متى أن يدفن حتى يصبح، فلما أصبحنا غسلناه ثلاثا: الأولى بالماء، و الثانية بالماء و السّدر، و الثالثة بالماء و الكافور، و كفنّاه في ثلاثة أثواب: أحدها برد كان كساه إياه معاوية، و صلينا عليه بعد طلوع الشمس، صلى عليه مروان بن الحكم، و أرسل مروان بجزر (2) فنحرت، و أطعمنا الناس، و غلبنا النساء، فبكين ثلاثا.

قال: و أنا محمّد بن عمر، أنا عبد الرّحمن بن أبي الزناد، عن أبيه قال: نزل نساء العوالي (3) و جاء نساء البلد من الأنصار، فجعل خارجة يذكرهن اللّه و يقول: لا تبكين عليه، فقلن: لا نسمع كلامك في هذا، و لنبكين عليه ثلاثا، قلنا: فغلبنه (4) فبكين عليه ثلاثا. قال: و أطعموا.

قال محمّد بن عمر: و مات زيد بن ثابت بالمدينة سنة خمس و أربعين و هو ابن ستّ و خمسين سنة، و صلى عليه مروان بن الحكم.

ص: 336


1- المصدر نفسه.
2- جزر بضمتين جمع جزور.
3- العوالي: موضع بينه و بين المدينة أربعة أميال، جمع عالية (انظر معجم البلدان).
4- بالأصل: لا يبكين عليه... و ليبكين عليه... فغلبته» و الصواب عن سير الأعلام 440/2.

قال: فقال غير محمّد بن عمر: مات زيد سنة إحدى أو اثنين (1) و خمسين، و قال آخر: مات سنة خمس و خمسين، فاختلفوا علينا في وقت موته، فاللّه أعلم.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن غانم، أنا عبد الرّحمن بن منده، أنا أبي، أنا أحمد بن الحسن بن عتبة، نا عبد اللّه بن عيسى، نا إبراهيم بن المنذر، نا عبد العزيز بن أبي ثابت، و عبد الرّحمن بن المغيرة، قال: حدثنا عبد الرّحمن بن أبي الزناد، عن أبيه قال: توفي زيد بن ثابت في أيام معاوية سنة خمس و أربعين، و هو ابن ست و خمسين سنة، و كان يكنى أبا سعيد.

قرأت على عبد الكريم بن حمزة، عن عبد العزيز بن أحمد، أخبرنا مكي بن محمّد بن العمر، أنا أبو سليمان بن زبر، حدثنا عبد اللّه بن محمّد، قال: قال الواقدي:

حدّثني ابن أبي الزناد عن أبيه، قال: مات زيد بن ثابت سنة [خمس و أربعين و صلى عليه... أبو سليمان و فيه اختلاف، و زيد بن ثابت يكنى أبا سعيد و مات و هو ابن ست و خمسين سنة] (2).

[أخبرنا أبو غالب] (3) أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن قالا: أنا أحمد بن محمّد الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد إجازة، نا محمّد بن الحسين، أنبأ أبو بكر بن أبي خيثمة قال: سمعت يحيى بن معين يقول: مات زيد بن ثابت سنة خمس و خمسين.

كذا قال يحيى بن معين (4).

و أخبرنا المدائني أنه مات سنة خمس و أربعين (5) و هو ابن ست و خمسين.

حدثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم أنبأ نعمة اللّه بن محمّد، أنبأ أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، نا محمّد بن أحمد بن سليمان، أنبأ سفيان بن محمّد بن سفيان، حدّثني عمي الحسن بن سفيان، نا محمد بن علي عن محمّد بن إسحاق قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: توفي زيد بن ثابت سنة خمس و أربعين و هو ابن ست و خمسين سنة، و قدم - يعني النبي صلى اللّه عليه و سلم - المدينة و هو ابن إحدى عشرة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع، أنبأ أبو عمرو بن منده، أنبأ الحسن بن

ص: 337


1- كذا.
2- سطران تصويرهما غير واضح بالأصل المخطوط و ما بين معكوفتين عن م.
3- كذا وقع السند، و قبل لفظة أحمد، التصوير غير واضح و المثبت عن م.
4- انظر سير أعلام النبلاء 441/2.
5- نقل الذهبي في السير عن المدائني 441/2 قوله أن زيدا مات سنة خمس و خمسين.

محمّد بن يوسف، أنبأ أحمد بن محمّد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمّد بن سعد (1) أنبأ محمّد بن عمر: أنه مات يعني زيد بن ثابت سنة خمس و أربعين و هو ابن ست و خمسين و صلى عليه مروان، و قدم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم المدينة و هو ابن إحدى عشرة سنة، و كان في وقعة بعاث (2) ابن ست سنين، و قتل أبوه فيها، روى عن أبي بكر (3)، [و] (4) عمر، و عثمان.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، أنبأ أبو نعيم، نا سليمان بن أحمد، نا أبو الزّنباع روح بن الفرج، نا يحيى بن بكير، قال: توفي زيد بن ثابت سنة خمس و أربعين، سنه ست و خمسون، و من الناس من يقول مات سنة ثمان و أربعين و سنه سبع و خمسون، كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أجازه يوم الخندق و هو ابن خمس عشرة سنة و الخندق في شوال سنة أربع.

أنبأنا أبو سعد، و أبو علي، قالا: أنا أبو نعيم، ثنا محمد بن علي بن حبيش، نا محمد بن عبدوس بن كامل، نا محمد بن عبد اللّه بن نمير، قال: مات زيد بن ثابت سنة خمس و أربعين، و يكني أبا سعيد.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط ، قال (5):و فيها - يعني سنة خمس و أربعين مات زيد بن ثابت.

و قال أبو الحسن المدائني: و زيد بن ثابت - يعني - مات سنة خمس و خمسين-.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا علي بن أحمد بن محمد، أنا محمد بن عبد الرحمن - إجازة - أنا عبيد اللّه بن عبد الرحمن السكري، أخبرني عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة، أخبرني أبي، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلاّم، قال: سنة خمس و أربعين فيها توفي زيد بن ثابت الأنصاري، ثم قال أبو عبيد: سنة ست و خمسين فيها

ص: 338


1- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
2- يوم بعاث، من أيام العرب قبل الإسلام، كان بين الأوس و الخزرج، و بعاث: موضع على ليلتين من المدينة. (انظر الكامل في التاريخ لابن الأثير - أيام العرب لأبي عبيدة - العقد الفريد).
3- بالأصل: بكرة.
4- زيادة منا للإيضاح.
5- تاريخ خليفة بن خياط ص 207.

توفي زيد بن ثابت أبو سعيد، قال: و هذا أثبت من الأول (1).

أنبأنا أبو سعد المطرّز و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم، نا سليمان بن أحمد، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، قال: بلغني أن زيد بن ثابت توفي سنة إحدى و خمسين.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ، أنا محمد بن الحسين بن شهريار نا أبو جعفر الفلاس قال: و مات زيد بن ثابت سنة إحدى و خمسين [و يكنى أبا سعيد و قد قالوا أبا خارجة.

أخبرني أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو بكر بن المؤمّل، أنا الفضل بن محمّد، أنا أحمد بن حنبل ح] (2) قال: و أنا أبو بكر البيهقي.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو بن السماك، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه أحمد، قال: بلغني أن زيد بن ثابت مات سنة إحدى أو اثنتين (3) و خمسين.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأ عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، قال: و في هذه السنة - يعني سنة إحدى و خمسين أو سنة ثنتين و خمسين - مات أبو سعيد زيد بن ثابت، و كعب بن عجرة؛ الشك منه.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم، نا أبو حامد، نا محمد بن إسحاق، نا سلمان بن بويه (4)،نا علي بن عبد اللّه، قال: مات زيد بن ثابت سنة أربع أو خمس و خمسين، و يقال: إنه مات سنة خمس و أربعين.

و أنبأنا أبو سعد، و أبو علي، قالا: أنا أبو نعيم، نا سليمان بن أحمد، نا محمد بن علي المديني، نا داود بن رشيد، عن الهيثم بن عدي.

ص: 339


1- سير الأعلام 441/2.
2- سطران تصويرهما بالأصل المخطوط غير واضح، و الزيادة عن م.
3- بالأصل اثنين.
4- كذا بالأصل و في م: بويه.

و أخبرنا أبو السعود بن المجلي (1)،نا أبو الحسين بن المهتدي ح.

و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنبأ أبي أبو يعلى، قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد الصّيدلاني، أنا محمد بن مخلد بن حفص، قال: قرأت على علي بن عمرو حدثكم ابن عدي.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمد بن عثمان، نا هاشم بن محمد، عن الهيثم بن عدي.

و أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمد، أنا أحمد بن محمد، أنا أبو بكر القرشي، ثنا محمد بن سعد، أنا الهيثم بن عدي، قال:

توفي - و في رواية ابن سعد: مات، و في رواية داود: قال هلك - زيد بن ثابت سنة خمس و خمسين، و لم ينسب ابن سعد زيدا.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي محمد التميمي، أنا مكي بن محمد المؤدب، أنا محمد بن عبد اللّه الرّبعي، أنّ أباه حدثه عن أحمد بن عبيد بن ناصح، عن المدائني بذلك (2).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل المقدسي، أنا أبو مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنا أحمد بن محمد بن الحسن، قال زيد بن ثابت بن الضّحّاك أبو سعيد، و يقال: أبو خارجة الأنصاري الخزرجي المديني، أخو يزيد بن ثابت، سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم، روى عنه ابن عمر، و أنس، و عبد اللّه بن يزيد الخطمي، و مروان بن الحكم، و بشر (3) بن سعيد، و عطاء بن يسار، و ابنه خارجة بن زيد، في الصلاة و غير موضع.

قال البخاري: قال علي بن المديني: مات سنة أربع أو خمس و خمسين، و قال خليفة و أبو عيسى: مات سنة خمس و أربعين، و قال الذّهلي: قال ابن بكير: مات سنة خمس و أربعين و سنه ست و خمسون، قال يحيى: و ثمّ من يذكر أنه مات سنة ثمان و أربعين، قال الذّهلي: قال أحمد بن حنبل: بلغني أنه مات زيد بن ثابت سنة إحدى أو

ص: 340


1- مهملة بالأصل، و الصواب ما أثبت و ضبط عن التبصير.
2- انظر تهذيب التهذيب 233/2 و سير الأعلام 441/2 و أسد الغابة 127/2.
3- كذا، و انظر ما قيل فيه في أول الترجمة.

اثنتين و خمسين، و قال الواقدي: مات سنة خمس و أربعين، و هو ابن ست و خمسين سنة، و صلّى عليه مروان بن الحكم، و قدم النبي صلى اللّه عليه و سلم المدينة و هو ابن إحدى عشرة سنة و قال عمرو بن علي: مات سنة إحدى و خمسين [و قال الهيثم مات سنة خمس و خمسين، و قال ابن نمير: مات سنة خمس و أربعين.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمّد، أنا أبو بكر بن المقدمي] (1) نا أبو الطيب محمّد بن جعفر المنبجي، نا عبيد اللّه بن سعد الزهري، نا سليمان بن داود الهاشمي، نا ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن مجالد بن عوف أن زيد بن ثابت قيل له: يا أبا سعيد.

و ذكر إبراهيم حدّثني الأعمش، عن ابن أبي الزناد، قال: قال حسان بن ثابت:

فمن للقوافي بعد حسّان و ابنه *** و من للمثاني بعد زيد بن ثابت (2)

2332 - زيد بن جلبة بن مرداس بن بو بن عبد شمس

ابن مسلمة بن عامر بن عبيد السّعدي البصري (3)

أحد الفصحاء الوافدين على معاوية.

أنبأنا أبو سعد بن الطّيّوري، عن عبد العزيز بن علي الأزجي.

و قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمد الفقيه، عن أبي الحسين بن الطّيّوري، أنا عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر الشيرازي، قالا: أنا عبد الرحمن بن عمر بن أحمد.

أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي يعقوب، قال: و بلغني أن عبد اللّه بن عامر كان أول من اتّخذ صاحب شرط ، ولّى شرطه زيد بن جلبة بن مرداس بن بو بن عبد قيس بن مسلمة بن عامر بن عبيد من بني سعد، و كان زيد شريفا في الإسلام. كان الأحنف يقول طالما خرقنا النعال إلى زيد بن جلبة، نتعلم المروءة، و لما بعث عثمان إلى الأمصار بالمصاحف بعث إلى أهل البصرة بمصحف دفع إلى

ص: 341


1- سطران بالمخطوط تصويرهما غير واضح بالأصل و الزيادة عن م.
2- ديوانه ط بيروت ص 41 و سير الأعلام 440/2 و الإصابة 562/1 و فيها:«و من للمعاني» بدل:«و من للمثاني» و المثاني: القرآن.
3- له ترجمة في الوافي بالوفيات 26/15 و فيه «حلبة» بالحاء المهملة و بالأصل هنا «حلبة» أيضا، و الصواب ما أثبت، و سيرد أثناء الترجمة صوابا «جلبة» بالجيم.

زيد بن جلبة مصحفا، فهم يتوارثونه إلى اليوم، و لما قدمت عائشة البصرة عقدت خمارها لولد زيد بن جلبة فبقيته عندهم، فكان زيد على شرطة ابن عامر، و كعب بن سور على القضاء.

أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد كرتيلا، أنبأ أبو بكر محمد بن علي بن محمد المقرئ، أنا أبو الحسين أحمد بن عبد اللّه بن الخضر السّوسنجردي (1)،أنا أبو جعفر أحمد بن أبي طالب، حدّثني أبي، حدّثني أبو عمرو محمد بن مروان بن عمر القرشي السعيدي، من ولد سعيد بن العاص، أخبرني أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عمرو القرشي، حدّثني أبي قال (2):قال بعثني معاوية لآذنه: ائذن لزيد بن جلبة فدخل و قضى سلامه، فقال له: أيها يا زييد بن جليبة، قال: مهلا يا أمير المؤمنين، بل زيد بن جلبة يا أمير المؤمنين، إنا فمررنا قريشا كلها فوجدناك آمنها عهدا و أوفاها عقدا، فإن تف فأهل الوفاء أنت، و إن تغدر (3) فإنا خلفنا خلفنا خيلا جيادا، و أذرعة شدادا، و أسنة حدادا، و إن شئت لتصفين روعة صدورنا بفضل رأيك و حلمك.

قال: إذا نفعل، قال: إذا نقبل (4).قال: فاخرج عني.

و ذكرنا في الحكاية و ستأتي بطولها في ترجمة جويرية بنت أبي سفيان.

أخبرنا أبو القاسم الحسني، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، ثنا ابن أبي الدنيا، نبأ محمد بن سلام، قال: قال زيد بن حلبة: لا فقير أفقر من غني أمن الفقر، كذا قال: حلبة، و إنما هو جلبة (5).

2333 - زيد بن حارثة بن شراحيل

2333 - زيد بن حارثة بن شراحيل (6)

و يقال شرحبيل بن كعب بن عبد العزّى بن يزيد بن امرئ القيس بن عامر بن

ص: 342


1- ضبطت عن الأنساب، هذه النسبة إلى سوسنجرد، قرية بنواحي بغداد، ذكره السمعاني و ترجم له و كناه: أبا الحسن.
2- الخبر في أخبار الوافدين من الرجال على معاوية للضبي ص 41.
3- تقرأ بالأصل: تعذر، و ما أثبت يوافق عبارة الضبي.
4- بالأصل: تفعل... تقبل، و المثبت عن الضبي.
5- بالأصل: حلبة، بالحاء المهملة، و الصواب ما أثبت، و قد تقدم.
6- ترجمته في الاستيعاب 544/1 أسد الغابة 129/2 الإصابة 563/1 تهذيب التهذيب 234/2 الوافي بالوفيات 27/15 سير الأعلام 220/1 و انظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمته.

النعمان بن عامر بن عبد ود بن امرئ القيس بن النعمان بن عمران [بن عبد عوف بن كنانة بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن وبرة بن كلب بن وبرة. أبو أسامة الكلبي.

حبّ رسول اللّه و مولاه.

روى عنه: ابنه أسامة بن زيد، و هزيل بن شرحبيل مرسلا، و علي بن عبد اللّه بن عباس] (1) مرسلا (2).

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن غانم الحداد، أخبرنا عبد الرحمن بن مندة، أنا أبي، أنبأ إسماعيل بن محمد البغدادي، نا أحمد بن عبد اللّه الحداد، نا سليمان بن أحمد الواسطي، أنا الوليد بن مسلم، نا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة بن الزبير، عن أسامة بن زيد، عن أبيه زيد أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«بشّر المشّائين في الظلم (3)إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة»[4472].

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي الجوهري، أنا أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن فهد الأزدي الموصلي ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن الفضل، و أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم، قالا: أنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ، قالوا: أنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى، نا محمد بن بشار بندار، أنبأ عبد الوهاب بن عبد المجيد - أملاه علينا من كتابه - نا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، و يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة، عن أسامة بن زيد بن حارثة، عن زيد بن حارثة، قال: خرجت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوما حارا من أيام مكة، و هو مردفي إلى نصب من الأنصاب، و قد ذبحنا له شاة فأنضجناها قال: فلقينا - و في حديث

ص: 343


1- ما بين معكوفتين ثلاثة أسطر تصويرها في المخطوط غير واضح و مطموسة الكلمات تماما. و الزيادة استدركت عن م - و في نسبه اختلفوا في بعض الأسماء و تقديم بعضها على بعض، و زيادة شيء و نقص شيء. و قوله: هزيل عن تهذيب التهذيب 234/2، و في تهذيب ابن عساكر «هرقل».
2- زيد في تهذيب التهذيب فيمن روى عنه: البراء بن عازب، و ابن عباس، و أرسل عنه أبو العالية.
3- في مختصر ابن منظور: الظلام.

ابن المقرئ: فلقيه - زيد بن عمرو بن نفيل، فحيّا كل واحد منهما صاحبه بتحية الجاهلية، فقال:- زاد ابن فهد: له، و قالوا - النبي صلى اللّه عليه و سلم:«يا زيد ما لي أرى قومك قد شنفوا (1) لك ؟» قال: و اللّه يا محمد إنّ ذلك لبغير نائلة لي فيهم، و لكني خرجت أبتغي هذا الدين حتى أقدم على أحبار فدك (2)،فوجدتهم يعبدون اللّه و يشركون به، فقلت: ما هذا بالدين الذي أبتغي - زاد ابن فهد: ثم خرجت حتى أقدم على أحبار خيبر فوجدتهم يعبدون اللّه و يشركون به، فقلت: ما هذا بالدين الذي أبتغي، ثم اتفقوا و قالوا - فخرجت حتى أقدم على أحبار الشام، فوجدتهم يعبدون اللّه تعالى و يشركون به، فقلت: ما هذا بالدين الذي أبتغي فخرجت فقال لي - و قال ابن المقرئ: فقال - شيخ منهم: إنك لتسأل عن دين ما نعلم أحدا يعبد اللّه به إلاّ شيخ بالجزيرة - و قال ابن حمدان: بالحيرة - قال: فخرجت حتى أقدم عليه، فلما رآني قال: ممن أنت ؟ قلت: أنا من أهل بيت اللّه من أهل الشرك و القرط (3)،فقال: فقال (4):إن الدين الذي - أي قال ابن فهد ان الذي - تطلب قد ظهر ببلادك قد بعث نبيّ طلع نجمه، و جميع من رأيتهم في ضلال - زاد ابن فهد: قال - و قالوا: فلم أحس بشيء، قال: فقرب إليه السفرة، فقال: ما هذا يا محمد (5)؟قال: شاة ذبحناها - و قال ابن فهد: ذبحت - لنصب من الأنصاب - و قال ابن فهد: من هذه الأنصاب - قال:«ما كنت لآكل مما لم يذكر اسم اللّه عليه»، قال:

و تفرقنا - و قال ابن فهد: تفرقا - قال: قال زيد بن حارثة: فأتى النبي صلى اللّه عليه و سلم البيت فطاف به، و أنا معه، و بالصفا - و قال ابن فهد: و طاف بين الصفا و المروة، قال: و كان عند الصفا و المروة صنمان من نحاس أحدهما يقال له إساف، و الآخر نائلة - و قال ابن حمدان: يساف، و الآخر يقال له نائلة - و كان المشركون إذا طافوا بهما [قالوا: تمسحوا

ص: 344


1- أي: أبغضوك.
2- فدك: قرية بالحجاز بينها و بين المدينة يومان و قيل ثلاثة (ياقوت).
3- في مختصر ابن منظور: أهل الشرط و الفرط .
4- ذا مكررة بالأصل.
5- كذا بالأصل هنا و مختصر ابن منظور 123/9 و سير الأعلام 221/1 في ترجمة زيد، و في ترجمة سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل في السير 134/1 كانت العبارة أوضح و فيها: إنك لتسأل عن دين هو دين اللّه و ملائكته، و قد خرج في أرضك نبي أو هو خارج، ارجع إليه و اتبعه، فرجعت فلم أحس شيئا، فأناخ رسول اللّه البعير، ثم قدمنا إليه السفرة، فقال: ما هذه، قلنا: شاة ذبحناها.

بهما. فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم «لا تمسحهما فإنهما رجس».] (1) فقلت في نفسي: لأمسنهما حتى انظر ما يقول النبي صلى اللّه عليه و سلم، فمسستهما فقال:«يا زيد أ لم تنه»، قال: و مات زيد بن عمرو - زاد ابن فهد: ابن نفيل - و أنزل على النبي صلى اللّه عليه و سلم [فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:] (2) لزيد إنه يبعث - زاد ابن فهد يوم القيامة، و قالوا:- أمة وحده» (3).

رواه أبو أسامة حماد بن أسامة، عن محمد بن عمرو نحوه[4473].

أخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبي أبو عبد اللّه، أنا عبد الرحمن بن يحيى، نا أبو مسعود، أنا أبو أسامة حمّاد بن أسامة، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، و يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن أسامة بن زيد، عن أبيه زيد بن حارثة، قال (4):

خرج النبي صلى اللّه عليه و سلم و هو مرد في فذبحنا له شاة ثم صنعناها له حتى نضجت استخرجتها فجعلناها في سفرتنا، ثم أقبل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يسير و هو مرد في يوم حار من أيام مكة، حتى إذا كنا بأعلى الوادي لقيه زيد بن عمرو بن نفيل فحيّا أحدهما الآخر بتحية الجاهلية، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما لي أرى قومك قد شنفوك»، قال: أما اللّه إنّ ذلك مني ليغير نابزة (5) كانت مني إليهم، و لكني أراهم على الضلالة، فخرجت أبتغي هذا الدين حتى قدمت على أحبار يثرب فوجدتهم يعبدون اللّه و يشركون به، فقلت: ما هذا بالدين الذي أبتغي، فخرجت حتى أقدم على أحبار فدك، قال: فوجدتهم يعبدون اللّه و يشركون به، فقلت: ما هذا بالدين الذي أبتغي فخرجت حتى أقدم على أحبار خيبر فوجدتهم يعبدون اللّه و يشركون به، فقلت: ما هذا بالدين الذي أبتغي فخرجت حتى أقدم على أحبار أيلة فوجدتهم يعبدون اللّه و يشركون به، فقلت: ما هذا بالدين الذي أبتغي، فقال لي حبر من أحبار الشام: إنك لتسأل عن دين ما نعلم أحدا يعبد اللّه به إلاّ شيخا

ص: 345


1- ما بين معكوفتين مكانها سطر تصويره في المخطوط مطموس و كلماته غير مقروءة و الذي استدركناه عن م، و انظر مختصر ابن منظور و سير الأعلام 221/1.
2- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك عن سير الأعلام 221/1 و م.
3- نقله من هذه الطريق الذهبي في سير الأعلام 221/1-222 و الحاكم في المستدرك 216/3-217 و صححه. و في مجمع الزوائد 417/9.
4- من هذه الطريق ورد في سير الأعلام 133/1-134 في ترجمة سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل.
5- في سير الأعلام: لغير نائرة.

بالجزيرة، فخرجت حتى قدمت [عليه] (1)،فأخبرته بالذي خرجت له، فقال: إنّ كل من رأيت في ضلال، إنك لتسأل عن دين هو دين اللّه عز و جل، و دين ملائكته، و قد خرج في أرضك نبي أو هو خارج يدعو إليه، ارجع إليه فصدّقه و اتّبعه، و آمن بما جاء به، فرجعت، قال: فأناخ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و لم أحس شيئا بعد، ثم تفرقنا. و كان صنما من نحاس يقال لهما إساف و نائلة فتمسح بهما المشركون إذا طافوا، فطاف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و طفت معه، فلما سررت تمسّحت به فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا تمسه»، فطفنا، فقلت في نفسي لأمسنه حتى انظر ما يقول، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أ لم تنه»، قال زيد: فو الذي أكرمه و أنزل عليه الكتاب ما استلم صنما حتى أكرمه اللّه بالذي أكرمه و أنزل عليه الكتاب، و مات زيد بن عمرو قبل أن يبعث النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«يأتي يوم القيامة أمة وحده»[4474].

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنبأ أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم أنا محمد بن سعد قال:[زيد الحب بن حارثة بن شراحيل بن عبد العزى بن امرئ القيس بن عامر بن النعمان بن عامر بن عبد ود، و سماه أبوه بضمة، بن عوف بن كنانة بن عوف بن عذرة بن زيد] (2) اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة، و اسمه عمرو، و إنما سمي قضاعة لأنه انقضع (3) عن قومه، ابن مالك بن عمرو بن مرّة بن مالك بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، و إلى قحطان جماع اليمن، و أم زيد بن حارثة سعدى بنت ثعلبة بن عبد عامر بن أفلت بن سلسلة من بني معن من طيّئ فزارت سعدى أم زيد بن حارثة قومها، و زيد معها، فأغارت خيل لبني القين بن جسر في الجاهلية فمروا على أبيات بني معن رهط أم زيد، فاحتملوا زيدا و هو يومئذ غلام يفعة قد أوصف، فوافوا به سوق عكاظ فعرضوه للبيع فاشتراه منهم حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصيّ لعمته خديجة بنت خويلد بأربع مائة درهم، فلما تزوجها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم وهبته له فقبضه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و قد كان أبوه

ص: 346


1- الزيادة لازمة للإيضاح.
2- ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن م و ابن سعد 40/3 و بالأصل ثلاثة أسطر صورت عن المخطوط و تصويرها غير واضح و غير مقروءة، و الكلمات مطموسة تماما.
3- انقضع عنه: بعد، و تقضع: و تقطع و تفرق (القاموس).

حارثة بن شراحيل حين فقده قال (1):

بكيت على زيد و لم أدر ما فعل *** أ حيّ فيرجى أم أتى دونه الأجل

فو اللّه ما أدري و إن كنت سائلا *** أ غالك (2) سهل الأرض أم غالك الجبل

فيا ليت شعري هل لك الدهر رجعة *** فحسبي من الدنيا رجوعك لي بجل (3)

تذكّرنيه الشمس عند طلوعها *** و تعرض ذكراه إذا قارب الطّفل (4)

و إن هبّت الأرواح هيّجن ذكره *** فيا طول ما حزني عليه و ما وجل

سأعمل نص العيش (5) في الأرض جاهدا *** و لا أسأم التطواف أو تسأم الإبل

حياتي أو تأتي عليّ منيّتي *** و كل امرئ فان و إن غرّه الأمل

و أوصي به قيسا و عمرا كليهما *** و أوصي يزيدا ثمّ من بعدهم جبل

يعني جبلة بن حارثة أخا زيد، و كان أكبر من زيد، و يعني يزيد أخا زيد لأمه، و هو يزيد بن كعب بن شراحيل، قال: فحج ناس من كلب فرأوا زيدا فعرفهم و عرفوه، فقال: أبلغوا أهل هذه الأبيات فإني أعلم أنهم قد جزعوا علي؛ و قال (6):

ألكني (7) إلى قومي و إن كنت نائيا *** بأني فطين (8) بالبيت عند المشاعر

فكفّوا من الوجد الذي قد شجاكم *** و لا تعملوا في الأرض نصّ الأباعر

فإني بحمد اللّه في خير أسرة *** كرام معدّ كابرا بعد كابر

قال: فانطلق الكلبيون فأعلموا أباه فقال: ابني و رب الكعبة، و وصفوا له موضعه و عند من هو، فخرج حارثة و كعب ابنا شراحيل بفدائه و قدما مكة، فسألا عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، فقيل: هو في المسجد، فدخلا عليه فقالا: يا ابن عبد اللّه، يا ابن عبد المطلب، يا ابن

ص: 347


1- الأبيات في طبقات ابن سعد 41/3 و سيرة ابن هشام 265/1 و الاستيعاب 546/1 و أسد الغابة 129/2-130 و الوافي بالوفيات 27/15.
2- غال: أهلك.
3- بجل بمعنى حسب.
4- الطفل ساعة الغروب، يقال: طفلت الشمس للغروب: دنت منه و في سيرة ابن هشام: إذا غربها أفل.
5- في المصادر:«العيس» و هي الإبل، و النص: استخراج أقصى ما لديها من السير.
6- الأبيات في الاستيعاب و ابن سعد و أسد الغابة.
7- كذا بالأصل، و على هامشه:«أحن»، و هي عبارة الاستيعاب و أسد الغابة.
8- كذا، و في ابن سعد:«قطين»، و في الاستيعاب و أسد الغابة: قصيد.

هاشم، يا ابن سيد قومه، أنتم أهل حرم اللّه و جيرانه و عند بيته تفكون العاني و تطعمون الأسير، جئناك في ابتياع عبدك (1)،فامنن علينا و أحسن إلينا في فدائه، فإنا سنرفع لك في الفداء، قال: ما هو؟ قالوا: زيد بن حارثة، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:[فهلاّ غير ذلك قالوا: ما هو؟ قال: دعوه فخيروه فإن اختاركم فهو لكما بغير فداء، و إن اختارني فو اللّه ما أنا بالذي أختار على من اختارني أحدا، قالا: قد زدتنا على النصف و أحسنت.] (2).

قال: فدعاه فقال:«هل تعرف هؤلاء؟» قال: نعم، قال:«من هما؟» قال: هذا أبي، و هذا عمي، قال:«فأنا من قد علمت و رأيت صحبتي لك فاخترني أو اخترهما»، فقال زيد: ما أنا بالذي اختار عليك أحد، أنت مني بمكان الأب و العم، فقالا: ويحك يا زيد أ تختار العبودية على الحرية، و على أبيك و عمك و أهل بيتك ؟ قال: نعم، إني قد رأيت من هذا الرجل شيئا ما أنا بالذي اختار عليه أحدا أبدا، فلما رأى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ذلك أخرجه إلى الحجر، فقال:«يا من حضر، اشهدوا أن زيدا ابني أرثه و يرثني»، فلما رأى ذلك أبوه و عمه طابت أنفسهما و انصرفا، فدعي زيد بن محمد حتى جاء اللّه بالإسلام، هذا كله حدّثنا به هشام بن محمد بن السائب الكلبي، عن أبيه، و عن جميل بن مزيد (3) الطائي و غيرهما، و قد ذكر بعض الحديث عن أبيه، عن أبي صالح، عن ابن عباس، و قال في إسناده عن ابن عباس، فزوّجه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم زينب بنت جحش بن رئاب الأسدية، و أمها أميمة بنت عبد المطّلب بن هاشم، فطلّقها زيد بعد ذلك، فتزوجها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فتكلم المنافقون في ذلك و طعنوا فيه، و قالوا: يا محمد يحرم نساء الولد و قد تزوج امرأة ابنه زيد، فأنزل اللّه عز و جل: مٰا كٰانَ مُحَمَّدٌ أَبٰا أَحَدٍ مِنْ رِجٰالِكُمْ وَ لٰكِنْ رَسُولَ اللّٰهِ وَ خٰاتَمَ النَّبِيِّينَ إلى آخر الآية (4)،و قال: ادعوهم لآبائهم، فدعي يومئذ زيد بن حارثة، و دعي الأدعياء إلى آبائهم، فدعي المقداد إلى عمرو، و كان يقال له قبل ذلك المقداد بن الأسود، و كان الأسود بن عبد يغوث الزهري قد تبنّاه[4475].

ص: 348


1- ابن سعد:«جئناك في ابننا عندك» و في الاستيعاب: في ابننا عبدك.
2- ما بين معكوفتين مكانه بالأصل سطران تصويرهما غير واضح و الكلام مطموس تماما، و العبارة استدركناها عن م و ابن سعد 42/3 و انظر الاستيعاب 547/1 و أسد الغابة 130/2.
3- في ابن سعد: مرثد.
4- سورة الأحزاب، الآية:40.

و قد رويت هذه القصة من رواية أهل بيت أسامة، و قد تقدمت في مواضع أخر بإسنادها.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو العز ثابت بن منصور، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد أبو البركات: و أبو الفضل بن خيرون، قالا:- أنا أبو الحسين الأصبهاني، أنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خياط ، قال (1):زيد بن حارثة بن شراحيل بن كعب بن عبد العزّى بن يزيد بن امرئ القيس بن عامر بن النعمان بن عامر بن عبد ودّ بن امرئ القيس بن النعمان بن عمران بن عبد عوف بن كنانة بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة (2) بن وبرة بن كلب بن وبرة، أمه سعدى بنت ثعلبة امرأة من بني معن من طيّئ، استشهد في حياة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم مؤتة مع جعفر بن أبي طالب سنة سبع، يكنى أبا أسامة، و يقال غير ذلك.

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا أبي علي، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد إجازة، نا محمد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، أنا مصعب، قال: ولدت أم أيمن لزيد بن حارثة أسامة بن زيد، و به كان يكنى زيد - يعني بأسامة، يعني أن كنية زيد بن حارثة أبو أسامة-.

قرأت على أبي عبد اللّه بن البنا، عن أبي تمام علي بن محمد قال: أنبأ أبو بكر بن بيري (3) قراءة، نا محمد بن الحسين الزعفراني، نا ابن... (4) زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي... (5) من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم منه.

أنبأنا أبو محمد بن الآبنوسي، ثم أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أحمد بن علي بن الحسن، أنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم، قال: قال ابن هشام: زيد بن حارثة بن شراحيل بن كعب بن

ص: 349


1- طبقات خليفة بن خياط ص 32 رقم 15.
2- بالأصل: وقدة، و الصواب عن طبقات خليفة.
3- بالأصل: يبره.
4- ثلاثة أسطر تصويرها غير واضح و قد طمست تماما و الخبر بتمامه سقط من م.
5- لفظة غير واضحة بالأصل و رسمها:«اله ؟؟؟» تركنا مكانها بياضا.

عبد العزّى بن امرئ القيس بن عامر بن النعمان بن عامر بن عبد اللّه بن عوف بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللّه (1) بن رفيدة بن كلب بن وبرة بن الحاف بن قضاعة، و يقال أن أم زيد سعاد بنت زيد من طي، و استشهد زيد بن حارثة يوم مؤتة.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني، قالوا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل، قال (2):زيد بن حارثة بن شراحيل بن عبد العزّى، مولى النبي صلى اللّه عليه و سلم و يقال: إنه من كلب من اليمن، قتل في عهد النبي صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو محمد السلمي، نا أبو بكر الخطيب ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال: زيد بن حارثة بن شراحيل بن كعب بن عبد العزّى بن يزيد بن امرئ القيس الكلبي، مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم شهد بدرا.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد، أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أنا أبو الفتح سليم بن أيوب، أنا طاهر بن محمد بن سليمان، أنا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمد بن إياس، قال: سمعت محمد بن أحمد القاضي المقدّمي يقول: زيد (3)ابن حارثة الكلبي مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يكنى أبا أسامة.

أخبرنا أبو جعفر محمد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن منجويه، أنا أبو أحمد الحاكم، قال: أبو أسامة زيد بن حارثة بن شرحبيل - و يقال: شراحيل - بن كعب بن عبد العزّى بن يزيد بن امرئ القيس بن عامر بن النعمان بن عامر بن عدي بن امرئ القيس بن النعمان بن عمران بن عبد عوف بن كنانة بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن وبرة مولى النبي صلى اللّه عليه و سلم من كلب من اليمن، و أمه سعدى بنت ثعلبة امرأة من بني معن بن طيّئ والد أسامة، استشهد في حياة

ص: 350


1- كذا بالأصل هنا، و قد مضى: زيد اللات.
2- التاريخ الكبير 379/1/2.
3- بالأصل:«وفد» خطأ.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم موته مع جعفر بن أبي طالب سنة سبع، رضوان اللّه عليه.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن غانم، أنا عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق، أنا أبي، قال: زيد بن حارثة بن شراحيل بن كعب بن عبد العزّى بن يزيد بن امرئ القيس الكلبي من كلب اليمن، مولى النبي صلى اللّه عليه و سلم، يكنى أبا أسامة، و كان يدعى زيد بن محمد حتى نزلت اُدْعُوهُمْ لِآبٰائِهِمْ الآية (1)،شهد بدرا، و آخى النبي صلى اللّه عليه و سلم بينه و بين حمزة، و مات بمؤتة... (2)

... حب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، له صحبة و رواية، و أخوه جبلة بن حارثة (3) له صحبة و رواية، و ابنه أسامة بن زيد بن حارثة، الحبّ بن الحبّ ، مات رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو أمير و له رواية.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد (4)،أنا محمد بن عمر، نا محمد بن الحسن بن أسامة بن زيد، عن أبيه، قال: كان بين رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و بين زيد بن حارثة عشر سنين، رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أكبر (5) منه، و كان زيد رجلا قصيرا أدم شديد الأدمة، في أنفه فطس، و كان يكنى أبا أسامة، كذا جاءت صفته في هذه الرواية.

و روي من وجه آخر: أنه كان أبيض شديد البياض، و كان ابنه أسامة أسود، و لذلك أعجب النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول مجزّز (6) المدلجي القائف حين قال إنّ هذه الأقدام بعضها من بعض، فاللّه أعلم (7).

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن بن البنا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد إجازة، نا محمد بن الحسين، نا ابن أبي

ص: 351


1- سورة الأحزاب، الآية:5.
2- حوالي ثلاثة أسطر تصويرها غير واضح بالأصل، و الكلام مطموس غير مقروء، لم نحله و سقط الخبر من م.
3- و هو أكبر سنا من زيد، ترجمته في الإصابة 222/1.
4- طبقات ابن سعد 44/3.
5- بالأصل: أكثر. و الصواب عن ابن سعد.
6- إعجامها مضطرب بالأصل و قد تقرأ: مخزر أو مخزز، و في م: محرز، و الذي أثبت عن سير الأعلام 222/1.
7- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام، و انظر تخريجه فيه.

خيثمة، نا محمد بن سليمان الأسدي، نا خديج، عن أبي إسحاق، قال: كان جبلة في الحي فأتاه الحي فقالوا: أنت أكبر أم زيد؟ فقال: زيد أكبر مني، و أنا ولدت قبله و سأخبركم أن أمّنا كانت من طي فماتت فبقينا في حجر جدنا فأتى عماي و قالا لجدنا:

نحن أحق بابني أخينا، فقال: ما عندنا خير لهما فاتيا (1) فقال: خذا جبلة و دعا زيد، فأخذاني فانطلقا بي، فجاءت خيل من تهامة فأصابت زيدا فترامت به الأشياء حتى وقع إلى خديجة فوهبته لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأعتقه (2).

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، و قالا: أنا أبو نعيم ح.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، قالا: أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، نا عمي أبو بكر، نا أبو أسامة، نا عبد الملك بن أبي سليمان، نا أبو فزارة، قال (3):

أبصر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم زيد بن حارثة غلاما ذا ذؤابة قد أوقعه (4) قومه بالبطحاء ليبيعوه فأتى خديجة فقال:«رأيت غلاما بالبطحاء قد أوقعوه (5) ليبيعوه فلو كان لي ثمنه لاشتريته»، قالت: و كم ثمنه ؟ قال: سبع مائة، قالت: خذ سبع مائة فاذهب فاشتره، فاشتراه فجاء به إليها، فقال: أما أنه لو كان لي أعتقته، قالت: فهو لك، فأعتقه[4476].

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد، قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمد بن جعفر المنبجي (6) الزّرّاد (7)،قال: قال عبيد اللّه بن سعد: و ذكر عمي يعقوب، عن أبيه أن زيد بن حارثة الكلبي مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كان الزبير ابتاعه ببعض الشام فباعه من عمته خديجة بنت خويلد فوهبته للنبي صلى اللّه عليه و سلم فأعتقه.

أنبأنا أبو محمد عبد اللّه بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو

ص: 352


1- كذا رسمها و في م: فاتيا.
2- الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام من طريق لوين،223/1.
3- الخبر في سير الأعلام 223/1. و أبو فزارة هو راشد بن كيسان العبسي الكوفي انظر الاستيعاب 49/4.
4- في سير الأعلام: أوقفه، و هو الظاهر.
5- كذا، و لعله: أوقفوه.
6- إعجامها غير واضح و رسمها مضطرب بالأصل و م و الصواب ما أثبت.
7- مهملة بالأصل و رسمها غير واضح و في م: الزاد و الصواب ما أثبت، راجع الأنساب (الزراد - و المنبجي).

[محمّد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفر، أنا أبو علي المدائني، أنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم البرقي، أنا ابن هشام قال: قدم حكيم بن حزام من الشام برقيق فيهم زيد بن حارثة - و استوهبته منه عمّته خديجة و هي يومئذ عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فوهبه له فوهبته لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأعتقه و تبناه و ذلك قبل أن يوحى إليه و قدم أبوه و هو عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم] (1)،فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إن شئت فأقم عندي، و إن شئت فانطلق مع أبيك»، قال: بل أقيم عندك، فلم يزل عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى بعثه اللّه فصدّقه و أسلم فصلّى معه، فلما أنزل اللّه اُدْعُوهُمْ لِآبٰائِهِمْ (2)،قال: أنا زيد بن حارثة[4477].

أخبرنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد في كتابيهما، قالا: أنا أبو نعيم.

ح و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمد، قالا: أنبأ أبو علي بن الصّوّاف، نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، نا المنجاب بن الحارث، أنا علي بن هاشم بن البريد (3)،عن محمد، و يحيى ابني سلمة، عن أبيهما، عن حبّة، عن علي، قال: أسلم زيد بن حارثة مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فكان أول ذكر أسلم و صلّى بعد علي بن أبي طالب.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية، أنا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد (4)،أنبأ محمد بن عمر، حدّثني ابن موهب، عن نافع بن جبير، قال: و حدّثني محمد بن الحسن بن أسامة، عن حسن المازني، عن يزيد (5)بن عبد اللّه بن قسيط ، عن محمد بن أسامة بن زيد، قال:

و حدّثني ربيعة بن عثمان، عن عمران بن أبي أنس، قال: و نا مصعب بن ثابت، عن أبي الأسود، عن سليمان بن يسار، قال: و حدّثني ابن أبي ذئب، عن الزهري، قالوا (6):

أول من أسلم زيد بن حارثة.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن بن محمد، أنا محمد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا أبو حامد بن الشرقي، نا محمد بن يحيى الذّهلي، نا

ص: 353


1- سطران تصويرهما غير واضح و الكلام مطموس بالأصل و الزيادة عن م.
2- سورة الأحزاب، الآية:5.
3- بالأصل: اليزيد، و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 342/8.
4- طبقات ابن سعد 44/3 و نقله الذهبي في سير الأعلام 224/1.
5- في ابن سعد:«عن» و الصواب ما أثبت، انظر ترجمته في سير الأعلام 266/5.
6- عن ابن سعد، و بالأصل: قال.

سعيد بن أبي مريم، أنا ابن لهيعة، حدّثني أبو الأسود، عن عروة بن الزبير، قال: أول من أسلم زيد بن حارثة ح.

قال: و نا سعيد بن أبي مريم، أنا ابن لهيعة، حدّثني عقيل بن خالد، عن ابن شهاب، عن عروة بمثله.

أنبأنا أبو محمد بن الآبنوسي.

و أخبرني أبو الفضل عنه، أنا الحسن بن علي، أنا أبو الحسين بن مظفّر، أنا أبو علي المدائني، أنا أحمد بن عبد اللّه بن عبد الرحيم، نا محمد بن أبي السّري، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، قال: ما علمنا أحدا أسلم قبل زيد بن حارثة.

أخبرنا أبو البركات، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنبأ أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، أنا محمد بن عثمان، نا المنجاب، أنا أبو هشام محمد بن زائدة، قال: سمعت زائدة بن قدامة الثقفي قال: أول من أسلم من الرجال زيد بن حارثة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد، أنا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، قال: و أظهر علي و زيد إسلامهما فكبر ذلك على قريش، و كان أول من اتّبع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خديجة بنت خويلد زوجته، ثم كان أول ذكر آمن به علي و هو يومئذ ابن عشر سنين، ثم زيد بن حارثة، ثم أبو بكر الصديق عليهم السلام (1).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمد بن موسى، نا أبو العباس محمد بن أحمد بن محمد بن محمد السّليطي، أنا أبو حامد بن الشرقي، نا أحمد بن حفص، حدّثني أبي، حدّثني إبراهيم بن طهمان، عن موسى بن عقبة، عن سالم بن عبد اللّه، عن عبد اللّه بن عمر أنه قال: ما كنا نسمي زيد بن حارثة الكلبي إلاّ زيد بن محمد حتى نزل القرآن: اُدْعُوهُمْ لِآبٰائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللّٰهِ (2).

أخبرناه عاليا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا محمد بن علي بن محمد الخشاب، و سعيد بن أحمد بن محمد بن نعيم ح.

ص: 354


1- انظر أسد الغابة 131/2.
2- سورة الأحزاب، الآية:5.

و أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا سعيد بن أحمد، و أبو حامد الأزهري ح.

و أخبرنا أبو القاسم أيضا، قال: قرئ على أبي عثمان البحيري ح.

و أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح أحمد بن عبد الملك، و أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن علي البيهقي، و أبو القاسم الشّحّامي، قالوا: أنا أحمد بن منصور بن خلف، قالوا: أنا أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد المخلدي - زاد ابن خلف: و أبو الفضل عبد اللّه بن محمد الفامي ح.

و أخبرناه أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو الفضل محمد بن إسماعيل الفضيلي، و أم البهاء فاطمة بنت محمد بن أحمد، قالوا: أنا سعيد بن محمد بن أحمد، أنا عبيد اللّه بن محمد القاضي، قالا: أنا أبو العباس السراج، نا قتيبة بن سعيد، نا يعقوب بن عبد الرّحمن، عن موسى بن عقبة، عن سالم، عن أبيه، قال:- و في حديث المخلدي:

أنه كان يقول:- ما كنا ندعو زيد بن حارثة إلاّ زيد بن محمد حتى نزل القرآن: اُدْعُوهُمْ لِآبٰائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللّٰهِ (1).

و حدّثناه أبو عبد اللّه يحيى بن الحسن - لفظا - و أبو القاسم بن السّمرقندي - قراءة - قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا محمد بن عبد اللّه بن الحسين الدقاق، نا محمد بن هارون الحضرمي، نا محمد بن زياد بن عبيد اللّه، نا فضيل بن سليمان، نا موسى بن عقبة، نا سالم، عن ابن عمر، قال: ما كنا ندعو زيد بن حارثة إلاّ زيد بن محمد، قال: فنزلت: اُدْعُوهُمْ لِآبٰائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللّٰهِ .

و أخبرناه أبو محمد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر، أنا عمر بن أحمد بن عمر، أنا أبو أحمد الحسن بن علي التميمي، أنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، حدّثني بشر بن معاذ العقدي، نا محمد بن عبد الرّحمن، نا موسى بن عقبة، عن سالم بن عبد اللّه، عن أبيه، قال: ما كنا ندعوه إلاّ زيد بن محمد حتى نزل القرآن: اُدْعُوهُمْ لِآبٰائِهِمْ فدعوناه زيد بن حارثة.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا

ص: 355


1- و الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام 224/1 و انظر تخريجه فيه و ما لاحظه محققه.

أحمد بن عبيد، إجازة، نا محمد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، نا ابن الأصبهاني، أنا يحيى بن اليمان، عن سفيان، عن بشير بن دعلوق، عن علي بن حسين: مٰا كٰانَ مُحَمَّدٌ أَبٰا أَحَدٍ مِنْ رِجٰالِكُمْ (1) قال: نزلت في زيد بن حارثة.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأ أبو بكر البيهقي، أنا أبو نصر أحمد بن علي بن أحمد الفامي، أنا محمد بن المؤمّل، نا الفضل بن محمد، حدّثنا منجاب، أنبأ علي بن مسهر، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي عمرو الشيباني، أخبرني جبلة بن حارثة، قال: قدمت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقلت: يا رسول اللّه ابعث معي أخي زيدا، قال:«هو ذا، و إن انطلق لم أمنعه» فقال زيد: لا و اللّه يا رسول اللّه لا اختار عليك أحدا أبدا، قال: فرأيت رأي أخي أفضل من رأيي (2)[4478].

أخبرتنا به عاليا أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا عبد الغفار بن عبد اللّه بن الزّبير الموصلي، ثنا علي بن مسهر، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي عمرو الشيباني، حدّثني جبلة بن حارثة، قال: أتيت النبي صلى اللّه عليه و سلم فقلت: يا رسول اللّه أرسل معي أخي زيدا، قال:«هو ذا، إن ذهب معك لم أمنعه»، قال زيد: لا و اللّه يا رسول اللّه لا أختار عليك أحدا (3)،قال جبلة: فكان رأي زيد أصوب من رأيي.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو إسحاق المزكّي، نا أحمد بن حمدون بن رستم، نا الوليد بن عمرو بن السكين، نا عمرو بن النّضر، نا إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي عمرو الشيباني، عن ابن حارثة، قال: أتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقلت: أرسل معي أخي، فقال:«ها هو ذا بين يديك، إن ذهب فليس أمنعه»، قال: و اللّه لا أختار عليك يا رسول اللّه أحدا، قال: فوجدت قول أخي خيرا من قولي[4479].

قال الدارقطني: غريب من حديث إسماعيل، و قد روي عن علي بن مسهر أيضا

ص: 356


1- سورة الأحزاب:40.
2- نقله الذهبي في سير الأعلام 224/1-225 و أخرجه الحاكم في مستدركه 214/3 من طريق علي بن مسهر و صححه.
3- بالأصل: أحد.

كذلك، و ابن حارثة صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلم هو جبلة بن حارثة أخو زيد، و هو عمّ أسامة، روى عنه أبو إسحاق السبيعي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو غالب أحمد بن علي بن الحسين الجكي (1)،قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو الحسين محمد بن عبد اللّه بن الحسين، نا عبيد اللّه بن عبد الصمد بن المهتدي باللّه، نا الوليد بن حمّاد الرملي - بالرملة - نا الحسين بن أبي السّري، نا الحسن بن محمد بن أعين، نا حفص بن سليمان الأسدي، عن الكميت بن زيد، حدّثني مذكور مولى زينب ابنة جحش، عن زينب بنت جحش، قالت:

خطبني عدة من قريش، فأرسلت أختي حمنة إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أستشيره، فقال لها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أين هي ممن يعلمها كتاب ربّها عزّ و جلّ و سنّة نبيها صلى اللّه عليه و سلم» قالت:

و من هو يا رسول اللّه ؟ قال:«زيد بن حارثة»، قالت: فغضبت حمنة غضبا شديدا، و قالت: يا رسول اللّه أتزوج ابنة عمتك مولاك ؟ قالت: و جاءتني فأخبرتني، فغضبت أشد من غضبها، و قلت أشد من قولها، فأنزل اللّه عز و جل: وَ مٰا كٰانَ لِمُؤْمِنٍ وَ لاٰ مُؤْمِنَةٍ إِذٰا قَضَى اللّٰهُ وَ رَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ (2)،فأرسلت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: زوّجني من شئت، فزوّجني زيد بن حارثة، فأخذته بلساني، فشكاني إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«أمسك عليك زوجك و اتّق اللّه» فقال: أطلقها يا رسول اللّه، قالت: فطلّقني، فلما انقضت عدتي لم أعلم إلاّ و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قد دخل عليّ و أنا مكشوفة الرأس الشعر فلما رأيت ذلك علمت أنه من أمر السماء فقلت: يا رسول اللّه لا خطبة و لا إشهاد؟ قال:«اللّه عز و جل المزوّج و جبريل الشاهد»[4480].

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد (3)،أنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي، عن أبيه، و عن شرقيّ بن قطاميّ و غيرهما، قالوا:

أقبلت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط ، و أمها أروى بنت كريز بن ربيعة بن

ص: 357


1- بالأصل:«الحلى ؟؟؟» و المثبت عن فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة: عاصم - عائذ ص 641).
2- سورة الأحزاب، الآيتان:36 و 37 و بالأصل: تكون.
3- طبقات ابن سعد 44/3-45.

حبيب بن عبد شمس و أمها أم حكيم، و هي البيضاء بنت عبد المطّلب بن هاشم، مهاجرة إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم بالمدينة، فخطبها الزّبير بن العوّام، و زيد بن حارثة، و عبد الرّحمن بن عوف، و عمرو بن العاص، فاستشارت أخاها لأمها عثمان، فأشار عليها أن تأتي النبي صلى اللّه عليه و سلم فأتته، فأشار عليها بزيد بن حارثة فتزوجته، فولدت له زيد بن زيد و رقيّة، فهلك زيد و هو صغير و ماتت رقيّة في حجر عثمان، و طلّق زيد بن حارثة أمّ كلثوم و تزوّج درّة بنت أبي لهب، ثم طلّقها و تزوج هند بنت العوام (1)،ثم زوّجه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أم أيمن حاضنة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و مولاته، و جعل له الجنة فولدت له أسامة، فكان يكنى به، و شهد زيد بدرا و أحدا و استخلفه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على المدينة حين خرج النبي صلى اللّه عليه و سلم إلى المريسيع، و شهد الخندق و الحديبية و خيبر، و كان من الرماة المذكورين من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان، أنبأ أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن عتّاب، أنا القاسم بن عبد اللّه بن المغيرة الجوهري، أنبأ إسماعيل بن أبي أويس، نا إسماعيل بن إبراهيم، عن عمه موسى بن عقبة، قال في تسمية من شهد بدرا من بني هاشم: زيد بن حارثة.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد، قالت: أنا أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمد بن جعفر المنبجي (2)،حدّثنا عبيد اللّه بن سعد، نا عمي، عن أبيه، عن ابن إسحاق، قال في تسمية من شهد بدرا من بني هاشم: زيد بن حارثة بن شرحبيل بن كعب بن عبد العزّى بن يزيد بن امرئ القيس الكلبي، و أنعم اللّه عليه (3).

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن غانم، أنا عبد الرّحمن بن مندة، أنبأ أبي، أنا محمد بن يعقوب ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، قال: أخبرنا رضوان بن أحمد، قالا: أنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي، نا

ص: 358


1- قسم من اللفظة مطموس بالأصل و هي غير مقروءة، و المثبت عن ابن سعد.
2- بدون نقط بالأصل، و الصواب ما أثبت، انظر الأنساب (المنبجي).
3- انظر سيرة ابن هشام 333/2 و سير الأعلام 225/1 و قوله «بن يزيد» ليس في سيرة ابن هشام.

يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال في تسمية من شهد بدرا:- قال رضوان: من (1)قريش: من بني هاشم - زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنبأ أبو عمر بن حيّوية، أنا عبد الوهاب بن أبي حيّة، أنا محمد بن شجاع، أنا محمد بن عمر الواقدي (2)،قال في تسمية من شهد بدرا: زيد بن حارثة.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنبأ أبو بكر بن الطبري، أنبأ أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب، نا أبو عاصم الضّحّاك بن مخلد، عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع، قال: غزوت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سبع غزوات، و مع زيد بن حارثة تسع غزوات، يؤمره علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم (3).

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأ أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد (4)،أنا محمد بن عمر، حدّثني محمد بن الحسن بن أسامة، عن أبي الحويرث، قال: خرج زيد بن حارثة أمير سبع سرايا أولها القردة (5)،فاعترض العير فأصابوها، و أفلت أبو سفيان و أعيان القوم، و أسر فرات بن حيّان العجلي يومئذ، و قدم بالعير على النبي صلى اللّه عليه و سلم فخمّسها.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنبأ أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم، نا محمد بن عائذ، نا الوليد، قال: و حدّثني عبد اللّه بن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، قال:

لما قدم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم المدينة على الأنصار مهاجرة إليها وجه الأنصار خلفاء ممن حولهم من قبائل العرب، و بينهم و بينهم عهد و عقد على من نصرهم و على من قاتلهم من غيرهم من قبائل العرب فأخبروه بذلك، و أمرهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن يبرءوا إليهم من

ص: 359


1- بالأصل:«بن» خطأ.
2- مغازي الواقدي 153/1.
3- سير الأعلام 225/1.
4- طبقات ابن سعد 45/3.
5- القردة: من أرض نجد بين الربذة و الغمرة ناحية ذات عرق. انظر في هذه السرية مغازي الواقدي 197/1 و طبقات ابن سعد 24/2 و خرج فيها زيد لهلال جمادى الآخرة على رأس سبعة و عشرين شهرا.

حلفهم، و أن يؤذنوهم بحرب، ففعلوا، فبعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سراياه إلى من قرب منهم أو.... (1) عنه فيما بينه و بين مكة إلى ما بينهم و بين مؤتة من حسمى جذام (2) فبعث بضعا و عشرين سرية منها الرجل يبعثه، و أكثر من ذلك إلى ما بعث من سرية زيد بن حارثة بمؤتة في ستة آلاف.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أبو القاسم عبد الوهاب بن أبي حيّة (3)،أنا محمد بن شجاع، أنا محمد بن عمر، قال (4):فحدّثني محمد - يعني ابن أخي الزّهري-، عن الزّهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: و قدم زيد بن حارثة من وجهه ذلك - يعني من سرية أم قرفة - و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في بيتي فأتى زيد، فقرع الباب، فقام إليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يجر ثوبه عريانا، ما رأيته عريانا قبله، حتى اعتنقه و قبّله، ثم ساءله، فأخبره بما ظفّره اللّه.

أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، نا أبو عبد اللّه المحاملي، أنا أحمد بن عثمان بن حكيم، نا شريح، نا إبراهيم بن يوسف، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن جبلة أخي زيد، قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا لم يغز لم يعط سلاحه إلاّ عليا أو زيدا (5).

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي الجوهري، أنا عبد العزيز بن جعفر بن محمد الخرقي (6)،ثنا أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن يزيد الدقيقي (7)،ثنا أحمد بن عثمان بن حكيم، نا شريح بن مسلمة، نا إبراهيم بن يوسف، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن جبلة أخي زيد، قال: أهدى النبي صلى اللّه عليه و سلم رجلان فأخذ واحدا و أعطى زيدا الآخر.

ص: 360


1- كلمة غير مقروءة بالأصل و رسمها في م:«اسنا؟؟؟».
2- أرض ببادية الشام بين وادي القرى و بينها ليلتان، تنزلها جذام (ياقوت).
3- بالأصل: حنه، و الصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
4- مغازي الواقدي 565/2.
5- الوافي بالوفيات 27/15.
6- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل:«الحرمى» كذا، و الصواب ما أثبت و ضبط عن الأنساب (الخرقى بكسر الخاء و فتح الراء) و هذه النسبة إلى بيع الثياب و الخرق، ذكره السمعاني و ترجم له.
7- بدون نقط بالأصل و الصواب ما أثبت، راجع الأنساب (الخرقي).

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا أبو محمد الجوهري، أنا محمد بن العباس، أنا عبد الوهاب بن أبي حيّة، أنا محمد بن شجاع، أنا محمد بن عمر (1)،حدّثني ابن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: إن عمارة بنت حمزة بن عبد المطلب، و أمها سلمى بنت عميس، كانت بمكة، فلما قدم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم [كلّم عليّ عليه السلام النبي صلى اللّه عليه و سلم] (2) فقال: علام نترك بنت عمنا يتيمة بين ظهري المشركين ؟ فلم ينهه النبي صلى اللّه عليه و سلم عن إخراجها، فخرج بها فتكلم زيد بن حارثة، و كان وصي حمزة، و كان النبي صلى اللّه عليه و سلم آخى بينهما حين آخى بين المهاجرين، فقال: أنا أحق بها، ابنة أخي، فلما سمع ذلك جعفر قال: الخالة والدة، و أنا أحق بها لمكان خالتها عندي أسماء بنت عميس، فقال علي: أ لا أراكم في ابنة عمي، و أنا أخرجتها من بين أظهر المشركين، و ليس لكم إليها نسب دوني، و أنا أحق بها منكم، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أنا أحكم بينكم، أما أنت يا زيد فمولى اللّه و رسوله، و أما أنت يا علي فأخي و صاحبي، و أما أنت يا جعفر فتشبه (3) خلقي و خلقي، و أنت يا جعفر أولى بها تحتك خالتها، و لا تنكح المرأة على خالتها، و لا على عمّتها» فقضى بها لجعفر.

قال أبو عبد اللّه: فلما قضى بها لجعفر قام جعفر فحجل حول رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«ما هذا يا جعفر؟» فقال: يا رسول اللّه كان النجاشي إذا أرضى (4) أحدا قام فحجل حوله، فقيل للنبي صلى اللّه عليه و سلم تزوجها، فقال:«ابنة أخي من الرضاعة»، فزوجها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سلمة بن أبي سلمة، فكان النبي صلى اللّه عليه و سلم يقول:«هل جزيت سلمة»[4481].

قال: و أنا محمد بن العباس، أنا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد (5)،أنا إسماعيل بن عبد اللّه بن خالد السكري الرّقي، نا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن عبد اللّه بن قسيط ، عن محمد بن أسامة بن زيد، عن أبيه أسامة بن زيد، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لزيد بن حارثة:«يا زيد أنت مولاي (6)،و مني

ص: 361


1- مغازي الواقدي 738/2.
2- ما بين معكوفتين زيادة عن مغازي الواقدي.
3- بالأصل: فشبيه، و المثبت عن مغازي الواقدي.
4- عن مغازي الواقدي، و بالأصل: رضى.
5- طبقات ابن سعد 43/3-44.
6- مطموسة بالأصل و المثبت عن ابن سعد.

و إليّ و أحبّ القوم إليّ »[4482].

أخبرناه أتم من هذا أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، أخبرني أبو القاسم عبيد اللّه بن محمد بن عبيد اللّه البخاري، نا عبيد اللّه بن عبد الرّحمن الزهري، نا أبو محمد الطوسي سليمان بن وفدان، نا إسماعيل بن أبي كريمة، نا محمد بن سلمة، حدّثنا محمد بن إسحاق، عن يزيد بن عبد اللّه بن قسيط ، عن محمد بن أسامة بن زيد، عن أبيه، قال:

اجتمع جعفر، و علي، و زيد، فقال جعفر: أنا أحبّكم إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال زيد: أنا أحبكم إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقاموا إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فاستأذنوا عليه و أنا معه في الحجرة، فقال لي:«انظر من هؤلاء»، فنظرت فقلت: علي و جعفر و زيد، فقال:«ائذن لهم»، فدخلوا عليه، فقالوا: من أحبّ إليك يا رسول اللّه ؟ قال:«فاطمة»، قالوا: ليس عن النساء نسألك، فقال:«أما أنت يا جعفر فيشبه خلقك خلقي، و أنت من شجرتي، و أما أنت يا علي فختني و أبو ولدي، أما أنت يا زيد فمولاي، و أنت أحبّهم إليّ »[4483].

و أخبرناه أبو القاسم هبة اللّه بن محمد، أنا الحسن بن علي، أنا أحمد بن جعفر، نا عد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا أحمد بن عبد الملك، نا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن عبد اللّه بن قسيط ، عن محمد بن أسامة، عن أبيه، قال:

اجتمع جعفر و علي و زيد بن حارثة، فقال جعفر: أنا أحبكم إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و قال علي: أنا أحبكم إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و قال زيد: أنا أحبكم إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقالوا: انطلقوا بنا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى نسأله، قال أسامة: فجاءوا يستأذنونه، فقال:

«اخرج فانظر من هؤلاء»، فقلت: هذا جعفر، و علي، و زيد - ما أقول أبي - قال:«فائذن لهم» فدخلوا، فقالوا: يا رسول اللّه من أحبّ إليك ؟ قال:«فاطمة»، قالوا: نسألك عن الرجال، قال:«أما أنت يا جعفر فأشبه خلقك خلقي و أشبه خلقي خلقك، و أنت مني و شجرتي (2)،و أما أنت يا علي فختني و أبو ولدي، و أنا منك و أنت مني، و أما أنت يا زيد فمولاي و مني و إليّ ، و أحبّ القوم إليّ »[4484].

ص: 362


1- مسند الإمام أحمد 204/5.
2- بالأصل: و سحري، و الصواب عن المسند.

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو حفص عمر بن علي بن يونس البغدادي القطان، أنا أبو عروبة الحسين بن محمد بن مودود الحرّاني، نا محمد بن معمر، نا مسلم، و هو ابن إبراهيم، نا عبد العزيز - و هو - ابن مسلم، نا عبد اللّه بن دينار، عن ابن عمر:

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم بعث بعثا و أمّر عليهم أسامة، فطعن الناس في إمرته فقال:«إن تطعنوا في إمرة أسامة فقد كنتم تطعنون في إمرة أبيه من قبله، و أيم اللّه إن كان لخليقا للإمرة، و إن كان لمن أحب الناس إليّ ، و انّ هذا لمن أحب الناس إليّ بعده»[4485].

قال: و أنا أبو عروبة، نا محمد بن معدان، نا إسماعيل بن أبي أويس، حدّثني أبي، عن عبد اللّه بن دينار، عن ابن عمر:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعث بعثا فأمّر عليهم أسامة بن زيد بن حارثة، فطعن الناس في إمارته، فقام النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:«إن تطعنوا في إمارته، لقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل، و أيم اللّه إن كان لخليقا بالإمارة، و إن كان لمن أحب الناس إليّ ، و انّ هذا لمن أحبّ الناس إليّ بعده»[4486].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، نا أبو علي التميمي - لفظا - أنا أبو بكر القطيعي، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا يحيى، عن سفيان، أنا عبد اللّه بن دينار، قال:

سمعت عبد اللّه بن عمر [يقول:] (2) إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أمّر أسامة على قوم، فطعن الناس في إمارته، فقال:«إن تطعنوا في إمارته فقد طعنتم في إمارة أبيه، و أيم اللّه إن كان لخليقا للإمارة، و ان كان لمن أحب الناس إليّ ، و انّ ابنه هذا لأحبّ الناس إليّ بعده»[4487].

أخبرناه عاليا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز، أنا الحسن بن عبد الرّحمن بن الحسن، أنا أحمد بن إبراهيم بن علي، نا محمد بن إبراهيم الدّيبلي، نا محمد بن زنبور المكي، نا إسماعيل بن جعفر، أنا عبد اللّه بن دينار أنه سمع ابن عمر يقول: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعث بعثا و أمّر عليهم أسامة بن زيد، فطعن بعض الناس في إمرته، فقام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«إن تطعنوا في إمرته فقد كنتم طعنتم في إمارة أبيه من

ص: 363


1- مسند أحمد 20/2 من هذه الطريق، و أخرجه أحمد في مسنده من طرق أخرى.
2- زيادة منا للإيضاح.

قبله، و أيم اللّه إن كان لخليقا للإمارة، و ان كان لمن أحبّ الناس إليّ ، و انّ هذا لمن أحبّ الناس إليّ بعده» (1)[4488].

و رواه سالم بن عبد اللّه بن عمر، عن أبيه:

أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمد، أنا أبو العباس محمد بن أحمد السليطي، أنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن، نا أحمد بن حفص، حدّثني أبي، حدّثني إبراهيم بن طهمان، عن موسى بن عقبة، عن سالم بن عبد اللّه، عن عبد اللّه بن عمر، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أنه قال حين أمّر أسامة بن زيد و بلغه أن الناس عابوا إمارته و طعنوا فيها فقام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في الناس فقال:«ألا إنكم تعيبون أسامة و تطعنون في إمارته، و قد فعلتم ذلك بأبيه من قبل، و إن كان لخليقا للإمارة، و إن كان لأحبّ الناس كلهم إليّ ، و إنّ ابنه من بعده لأحبّ الناس إليّ ، فاستوصوا به خيرا، فإنه من خياركم».

قال سالم: ما سمعت عبد اللّه يحدث بهذا الحديث قط إلاّ قال: و اللّه ما حاشا فاطمة (2)[4489].

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه بن عمر، و أبو محمد و أبو الغنائم، ابنا أبي عثمان.

و أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنبأ أبو الغنائم بن أبي عثمان، قالوا: أنا عبد اللّه بن عبيد اللّه بن يحيى المؤدب، نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا عبد اللّه بن شبيب، نا إبراهيم بن يحيى، حدّثني أبي عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت:

أتانا زيد بن حارثة فقام إليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يجر ثوبه، فقبّل وجهه، قالت عائشة:

و كانت أم قرفة (3) جهزت أربعين راكبا من ولدها و ولد ولدها إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم

ص: 364


1- نقله الذهبي في سير الأعلام 227/1 عن طريق إسماعيل بن جعفر و سفيان بن عيينة. و انظر تخريجه فيه.
2- انظر سير أعلام النبلاء 227/1.
3- و هي فاطمة بنت ربيعة بن بدر. انظر خبرها في سيرة ابن هشام 265/4-266.

ليقاتلوه، فأرسل إليهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم زيد بن حارثة فقتلهم و قتل أم قرفة و أرسل بدرعها إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فنصبه بالمدينة بين رمحين (1).

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور، أنبأ أبو بكر بن المقرئ، نا أحمد بن محمد المصاحفي، نا محمد بن إسماعيل الترمذي (2)،نا إبراهيم بن هانئ، نا أبي، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن مسلم، عن عروة، عن عائشة، قالت:

استأذن زيد بن حارثة على النبي صلى اللّه عليه و سلم فاعتنقه و قبّله.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أحمد بن الحسين بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد بن محمد المخلدي، أنا المؤمّل بن الحسن ح.

قال: و ثنا أحمد بن الحسن، أنا أبو سعيد محمد بن عبد اللّه بن حمدون، أنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن، قالا: نا محمد بن يحيى، نا إبراهيم بن محمد بن يحيى بن محمد بن عباد بن هانئ المخزومي (3)،حدّثني أبي، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن مسلم الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: قدم زيد بن حارثة المدينة و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في بيتي فأتاه فقرع الباب فقام إليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى اعتنقه و قبّله (4).

رواه الترمذي (5) عن البخاري، عن إبراهيم بن محمد بن يحيى، و قال: حسن غريب لا نعرفه من حديث الزهري إلاّ من هذا الوجه.

قلت: و قد روي من وجه آخر من حديث الزهري:

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا عبد الوهاب بن أبي حيّة، أنا محمد بن شجاع الثلجي، نا محمد بن عمر (6)،نا محمد - يعني ابن أخي الزهري-، عن الزّهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: ما رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عريانا قط إلاّ مرة واحدة جاء زيد بن حارثة من غزوة يستفتح فسمع

ص: 365


1- نقله من هذه الطريق الذهبي في سير الأعلام 227/1-228.
2- كذا بالأصل و الصواب البخاري. انظر سنن الترمذي، كتاب الاستئذان حديث 2732.
3- كذا بالأصل، و صوّبه في سير الأعلام «الشجري».
4- كنز العمال رقم 30260.
5- تقدم، سنن الترمذي حديث رقم 2732.
6- مغازي الواقدي 565/2 باختلاف. و الإصابة 564/1.

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم صوته، فقام عريانا يجر ثوبه فقبّله.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني - بقراءتي عليه - أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أحمد بن صصري، أنا تمام بن محمد، أنبأ خيثمة، نا يحيى بن أبي طالب، أنا محمد بن عبيد، نا إسماعيل، عن مجالد، عن عامر، عن عائشة أنها كانت تقول: لو أن زيدا كان حيا لاستخلفه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم (1).

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك، أنا أبو بكر بن خلف، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو الحسن علي بن محمد بن عقبة الشيباني بالكوفة، نا إبراهيم بن إسحاق الزهري، نا محمد بن عبيد الطّنافسي، نا وائل بن داود، قال: سمعت السري يحدث عن عائشة أنها كانت تقول ما بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم زيد بن حارثة في جيش إلاّ أمّره عليهم، و لو بقي بعده استخلفه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، الصواب عبد اللّه البهي (2).

أخبرناه أبو القاسم هبة اللّه بن محمد، أنا الحسن بن علي، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه، حدّثني أبي، نا محمد بن عبيد، حدّثني وائل بن داود، قال: سمعت البهي يحدث عن عائشة قالت: ما ح.

و أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الفقيه، أنا أبو محمد بن النحاس، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا محمد بن سعيد بن غالب العطار، نا محمد بن عبيد الطّنافسي، نا وائل بن داود عن البهي، عن عائشة، قالت: ما بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم زيد بن حارثة في جيش قط إلاّ أمّره عليهم، و لو بقي بعده استخلفه (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، و أبو نصر أحمد بن محمد بن الطوسي، قالا:

أنا أبو الحسين بن النّقّور،- زاد ابن السمرقندي: و أبو محمد الصّريفيني، قالا:- أنا أبو القاسم بن حبّابة ح.

و أخبرنا أبو الفتح محمد بن علي، و أبو نصر عبيد اللّه بن أبي عاصم، و أبو

ص: 366


1- سير أعلام النبلاء 228/1 و أسد الغابة 131/2.
2- بالأصل: النهى، خطأ، و الصواب ما أثبت، و قد مضى التعريف به.
3- مسند الإمام أحمد 226/6-227 و نقله الذهبي في سير الأعلام 228/1 من طريق وائل بن داود.

محمد عبد السلام بن أحمد، و أبو عبد اللّه سمرة بن جندب، و أخوه أبو محمد عبد القادر بن جندب، قالوا: أنا محمد بن عبد العزيز الفارسي، أنا عبد الرّحمن بن أبي شريح، قالا: أنا عبد اللّه بن محمد البغوي، نا مصعب بن عبد اللّه، نا عبد العزيز الدّراوردي، عن عبيد اللّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر: أن عمر فرض لأسامة - زاد ابن أبي شريح: بن زيد - أكثر مما فرض لي - يعني ابن عمر لنفسه-، قال: فقلت له في ذلك، فقال: إنه كان أحبّ إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم منك، و إنّ أباه كان أحبّ إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من أبيك (1).

أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الرّحمن بن أبي بكر، أنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن الحسن العارف ح.

و أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد اللّه السّنجي، أنا أبو علي نصر اللّه بن أحمد بن عثمان الخشنامي، أنبأ أبو بكر الحيري، نا أبو العباس الأصم، أنا محمد بن عبد اللّه بن عبد الحكم، أنا ابن وهب، أخبرني الليث بن سعد، عن الأسود بن أبي الوضاح، عن جعفر بن برقان، عن ثابت بن الحجاج، قال: لما نزلت هذه الآية لَنْ تَنٰالُوا الْبِرَّ حَتّٰى تُنْفِقُوا مِمّٰا تُحِبُّونَ (2)قال زيد بن حارثة مولى النبي صلى اللّه عليه و سلم: اللّهم إنك لتعلم أنه ليس لي مال أحبّ إلي من فرسي هذه، فتصدق بها للمساكين، فأقاموها للبيع و كانت (3)تعجب زيدا فأتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: أشتريها، فنهاه أن يشتريها.

قال: و أنا ابن وهب، حدّثني داود بن عبد الرّحمن المكي، عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أبي حسين، عن عمرو بن دينار، قال: لما نزلت هذه الآية لَنْ تَنٰالُوا الْبِرَّ حَتّٰى تُنْفِقُوا مِمّٰا تُحِبُّونَ جاء زيد بفرس له، فقال تصدق بهذا يا رسول اللّه. فأعطاه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ابنه أسامة بن زيد بن حارثة، فقال: يا رسول اللّه إنما أردت أن أتصدق به، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«قد قبلت صدقتك»[4490].

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية،

ص: 367


1- الخبر في الإصابة 564/1 و قال ابن حجر: صحيح، و نقله الذهبي في سير الأعلام 228/1-229.
2- سورة آل عمران، الآية:92.
3- بالأصل: و كان، و المثبت عن مختصر ابن منظور.

أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد، قال (1):قال محمد بن عمر: أول سرية خرج فيها زيد سريته إلى القردة، ثم سريته إلى الجموم، ثم سريته إلى العيص (2)،ثم سريته إلى الطّرف، (3) ثم سريته إلى حسمى[،ثم سريته] (4) إلى أم قرفة، و عقد له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على الناس في غزوة مؤتة، و قدّمه على الأمراء، فلما التقى المسلمون و المشركون، كان الأمراء يقاتلون على أرجلهم فأخذ زيد بن حارثة اللواء فقاتل، و قاتل الناس معه و المسلمون على صفوفهم، فقتل زيد طعنا بالرماح شهيدا، فصلى عليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و قال:«استغفروا له و قد دخل الجنة و هو يسعى» و كانت مؤتة في جمادى الأولى سنة ثمان من الهجرة، و قتل زيد يومئذ و هو ابن خمس و خمسين سنة[4491].

في نسخة: الفردة بالفاء و كسر الراء.

قال: و أنا محمد بن عمر (5)،حدّثني محمد بن صالح، عن عاصم بن عمر بن قتادة، قال: و حدّثني عبد الجبّار بن عمارة، عن (6) عبد اللّه بن أبي بكر، زاد أحدهما على صاحبه في هذا الحديث، قالا: لما التقى الناس بمؤتة جلس رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على المنبر و كشف له ما بينه و بين الشام، و هو ينظر إلى معتركهم، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أخذ الراية زيد بن حارثة، فجاءه الشيطان فحبّب إليه الحياة و كرّه إليه الموت و حبب إليه الدنيا، فقال: الآن حين استحكم الإيمان في قلوب المؤمنين يحبّب إليّ الدنيا» فمضى قدما حتى استشهد، فصلّى عليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و قال:«استغفروا له، و قد دخل الجنة و هو يسعى» ثم أخذ الراية جعفر بن أبي طالب، فجاءه الشيطان فمنّاه الحياة و كرّه إليه الموت و منّاه الدنيا فقال: الآن حين استحكم الإيمان في قلوب المؤمنين تمنّيني الدنيا، ثم مضى قدما حتى استشهد فصلّى عليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و دعا له ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«استغفروا لأخيكم فإنه شهيد، دخل الجنة فهو يطير في الجنة بجناحين من ياقوت حيث

ص: 368


1- طبقات ابن سعد 46/3.
2- العيص: بينها و بين المدينة أربع ليال، و بينها و بين ذي المروة ليلة.
3- الطرف ماء قريب من المراض دون النخيل على ستة و ثلاثين ميلا من المدينة (ابن سعد 63/2).
4- ما بين معكوفتين زيادة عن ابن سعد.
5- الخبر في مغازي الواقدي 761/2-762.
6- في مغازي الواقدي: بن.

يشاء من الجنة»، ثم أخذ الراية بعده عبد اللّه بن رواحة، فاستشهد ثم دخل الجنة معترضا، فشقّ ذلك على الأنصار فقيل: يا رسول اللّه ما اعتراضه ؟ قال:«لما أصابته الجراح نكل فعاتب نفسه فشجع، فاستشهد فدخل الجنة». فسرّي عن قومه[4492].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه (1)،حدّثني أبي، نا إسماعيل، نا أيوب، عن حميد بن هلال، عن أنس بن مالك، قال: خطب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذها جعفر فأصيب، ثم أخذها عبد اللّه بن رواحة فأصيب و إن عينيه لتذرفان، ثم أخذها خالد عن (2)غير إمرة ففتح اللّه عز و جل عليه و ما يسرّني أنهم عندنا» أو قال:«ما يسرهم أنهم عندنا»[4493].

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر الخزّاز، أنا أبو الحسن الخشّاب، أنا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد (3)،أنا أبو معاوية الضرير، و يزيد بن هارون، و محمد بن عبيد الطّنافسي، قالوا: حدّثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة، قال: لما بلغ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قتل زيد بن حارثة، و جعفر، و ابن رواحة، قام نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم فذكر شأنهم فبدأ بزيد فقال:«اللّهم اغفر لزيد، اللّهم اغفر لزيد، اللّهم اغفر لزيد، اللّهم اغفر لجعفر و لعبد اللّه بن رواحة»[4494].

قال: و أنا أبو عمر، أنا عبد الوهاب بن أبي حيّة، نا محمد بن شجاع، أنا محمد بن عمر (4)،حدّثني عبد اللّه بن محمد بن عمر بن علي، عن أبيه، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«رأيت جعفرا ملكا يطير في الجنة تدمى قادمتاه، و رأيت زيدا دون ذلك، فقلت: ما كنت أظن أن زيدا دون جعفر، فأتاه جبريل فقال: إن زيدا ليس بدون جعفر، و لكنا فضلنا جعفرا لقرابته منك»[4495].

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن ثابت البزار البغدادي، نا يحيى بن حبيب بن

ص: 369


1- الحديث في مسند أحمد 113/3.
2- مسند أحمد: من.
3- طبقات ابن سعد 46/3 و نقله الذهبي في سير الأعلام 229/1.
4- الخبر في مغازي الواقدي 762/2.

عبد اللّه بن أبي ثابت، أبو عقيل الحمال، نا أبو أسامة، نا إسماعيل، عن قيس، عن أسامة بن زيد، قال: لما أن قتل أبوه أتيت النبي صلى اللّه عليه و سلم فوقفت بين يديه، فدمعت عيناه ثم أتيته من الغد فوقفت موقفي، فقال:«ألاقي منك اليوم ما لاقيته بالأمس»[4496].

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو محمد عبد العزيز بن الحسن بن علي بن أبي صابر الناقد، نا أبو حبيب العباس بن أحمد بن محمد البرتي (1)، نا وهب بن بقية، نا محمد بن الحسن، عن إسماعيل، عن قيس، قال: قام أسامة بن زيد بعد ما قتل أبوه بين يدي النبي صلى اللّه عليه و سلم فدمعت عينا النبي صلى اللّه عليه و سلم، ثم جاء الغد فقام مقامه، فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:«ألاقي منك اليوم ما لقيت أمس»[4497].

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن الموازيني (2)،أنبأ أبو الحسين محمد بن عبد الرّحمن التميمي، أنا أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي (3)،قال: قرأت على أحمد بن الحسن بن الجعد ببغداد قلت له: حدثكم أبو كريب ح.

و أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد، قالت: أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، نا محمد بن هارون الرّوياني، نا أبو كريب، نا إبراهيم بن يوسف، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة: أن أسامة لما قدم المدينة - يعني بعد قتل أبيه - لم يأت النبي صلى اللّه عليه و سلم - و في حديث الروياني: لم يأت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - أياما - زاد الروياني: ثم أتاه و قالا:- فلما نظر إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بكى، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - في حديث الروياني:

لم يأت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أياما، زاد الروياني: ثم أتاه، و قالا:- فلما نظر إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بكى، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، في حديث الميانجي، فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:«غبت عنا ما غبت ثم جئت تحزننا»[4498].

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأ أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، ثنا محمد بن سعد (4)،أنا سليمان بن حرب، نا حمّاد بن زيد - و في حاشية كتاب ابن معروف: بن سلمة - عن خالد بن

ص: 370


1- رسمها و إعجامها مضطربان و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 257/14.
2- بالأصل «المواريثي» انظر فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة 445/7).
3- بدون نقط بالأصل، و الصواب ما أثبت، انظر الأنساب.
4- طبقات ابن سعد 47/3.

سمير (1)،قال: لما أصيب زيد بن حارثة أتاهم النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: فجهشت بنت زيد في وجه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فبكى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى انتحب، فقال له سعد بن عبادة: يا رسول اللّه ما هذا؟ قال:«هذا شوق الحبيب إلى حبيبه»[4499].

خالفه غيره، فقال خالد بن سلمة (2).

أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن العلاّف، نا أبو الحسن بن الحمّامي ح.

ثم أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل، أنا أبو منصور بن شكرويه، أنبأ أبو بكر بن مردويه، قالا: أنا أبو بكر الشافعي، نا أبو المثنى معاذ بن المثنى بن معاذ، نا مسدّد، نا حمّاد بن زيد، عن خالد بن سلمة المخزومي، قال (3):لما جاء مصاب زيد و أصحابه إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم منزله بعد ذلك فلقيته ابنته، فلما رأت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أجهشت في وجهه بالبكاء، فلما رآها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بكا حتى انتحب، فقيل: ما هذا يا رسول اللّه ؟ قال:«هذا شوق الحبيب إلى الحبيب»[4500].

أخبرنا أبو سهل بن سعدويه، أنا أبو الفضل الرازي، أنا جعفر بن عبد اللّه، أنا محمد بن هارون، نا محمد بن إسحاق، أنا إبراهيم بن عرعرة، نا زيد بن الحبّاب، حدثني حسين بن واقد، عن عبد اللّه بن بريدة، عن أبيه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«دخلت الجنة فاستقبلتني جارية شابة فقلت: لمن أنت ؟ قالت: أنا لزيد بن حارثة» (4)[4501].

أخبرناه خالي القاضي أبو المعالي محمد بن يحيى بن علي، قال: قرأت على القاضي أبي القاسم عبد المحسّن بن عثمان بن غانم التّنّيسي - بتنّيس - قلت له: أخبركم القاضي أبو علي الحسين بن أحمد بن الحسين بن الأبح - قراءة عليه، و أنت تسمع - ثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم الحداد، أنا أبو القاسم جعفر بن محمد بن محمد بن الحسن بن الوزير الجروي، نا أبو هشام - هو - الرفاعي، نا زيد بن الحبّاب، حدثني حسين بن واقد، عن ابن بريدة، عن أبيه، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«دخلت الجنة

ص: 371


1- ابن سعد: شمير.
2- و هو خالد بن سلمة بن العاص بن هشام بن المغيرة المخزومي قتل سنة 132 ه بواسط .
3- نقله الذهبي في سير الأعلام من طريقه 229/1-230.
4- كنز العمال 33299 و 33302، و نقله الذهبي في سير الأعلام 230/1 و قال: إسناده حسن.

فرأيت جارية حسناء فأعجبني حسنها، فقلت: لمن أنت ؟ قالت: لزيد بن حارثة»[4502].

أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد اللّه - إذنا و مناولة، و قرأ عليّ إسناده - أنا أبو علي محمد بن الحسين، أنا المعافى بن زكريا، نا طلحة بن محمد بن إسرائيل الجوهري، نا يحيى بن أبي طالب أبو بكر، نا عبد الوهاب، نا أبو محمد الحمّاني، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«إني رفعت إلى الجنة، و إذا أنا بأنهار ماء غير آسن، و أنهار من لبن لم يتغير طعمه، و أنهار من خمر لذة للشاربين، و أنهار من عسل مصفّى، و رمانها كأنه الدّلاّء عظما و إذا بطائرها كأنه بختكم هذه»، فقال عندها صلى اللّه عليه و سلم:«إن اللّه عزّ و جلّ أعدّ لعباده الصالحين ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر»[4503].

اسم أبي محمد الحمّاني أسلم، و قد رواه حمّاد بن سلمة، عن أبي هارون.

أخبرناه أبو القاسم العلوي، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا أحمد بن يوسف، نا سعيد بن عيسى البلخي، نا حمّاد بن سلمة، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري، أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«نظرت إلى الجنة فإذا الرمانة من رمانها كجلد البعير المقتّب (1)،و إذا طيرها كالبخت (2)،و إذا فيها جارية، فقلت: يا جارية لمن أنت ؟ فقالت: لزيد بن حارثة، و إذا في الجنة ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر»[4504].

حدثنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه - لفظا - و أبو القاسم الخضر (3) بن الحسين بن عبدان - قراءة - قالا: أنا علي بن محمد بن أبي العلاء، أنا عبد الرّحمن بن عثمان، أنا علي بن يعقوب بن إبراهيم، أنا أحمد بن إبراهيم، نا محمد بن عائذ، أخبرني الوليد بن مسلم، عن عبد اللّه بن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، قال: قتل من المسلمين من قريش من بني هاشم بن عبد مناف زيد بن حارثة - يعني يوم مؤتة-.

ص: 372


1- القتب: الإكاف، أو الإكاف الصغير على قدر سنام البعير (القاموس).
2- البخت بالضم الإبل الخراسانية جمع بخاتي و بخاتي و بخات (القاموس).
3- رسمها غير واضح و بدون إعجام بالأصل:«الحصى» كذا، و الصواب ما أثبت، انظر فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة 436/7) و في م:«الحسن».

أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن أحمد الأنصاري، قالا: ثنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، أنا محمد بن الحسين بن الفضل، أنا محمد بن عبد اللّه بن عتّاب، أنا القاسم بن عبد اللّه بن المغيرة، نا إسماعيل بن أبي أويس، نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمه موسى بن عقبة، قال: و قتل يومئذ - يعني يوم مؤتة - من المسلمين من قريش ثم من بني هاشم: زيد بن حارثة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا الحسين بن جعفر، و محمد بن الحسن ابنا محمد ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا ثابت بن بندار البقّال، أنا الحسين بن جعفر، قالا: أنا الوليد بن بكر، نا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، نا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد اللّه بن صالح العجلي (1)،قال: قال أبي: زيد بن حارثة الكلبي مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قتل يوم مؤتة في حياة النبي صلى اللّه عليه و سلم.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن عبد العزيز بن أحمد، أنبأ مكي بن محمد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: و فيها - يعني سنة ثمان - استشهد جعفر بن أبي طالب، و زيد بن حارثة، و عبد اللّه بن رواحة في جمادى الأولى بمؤتة من أرض الشام.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا رضوان بن أحمد بن جالينوس، أنا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، قال: و حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة بن الزبير، قال: قدم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من عمرة القضاء المدينة في ذي الحجة، فأقام بالمدينة حتى بعث إلى مؤتة في جمادى من سنة ثمان (2)،قال: و قال حسان بن ثابت يبكي زيدا و عبد اللّه رضي اللّه عنهما (3):

عين جودي بدمعك المنزور *** و اذكري في الرجال (4) أهل القبور

ص: 373


1- تاريخ الثقات للعجلي ص 171.
2- انظر سيرة ابن هشام 15/4. و مؤتة: مهموزة، و قيل فيها بدون همز، قرية من أرض البلقاء من الشام.
3- الأبيات في ديوانه ط بيروت ص 152 و سير ابن هشام 29/4.
4- في المصدرين: الرخاء.

و اذكري مؤتة، و ما كان فيها *** يوم راحوا في وقفة التغوير (1)

حين ولوا و غادروا ثمّ زيدا *** نعم مأوى الصريخ (2) و المأسور

حبّ خير الأنام طرّا جميعا *** سيّد الناس حبّه في الصّدور

ذاكم أحمد الذي لا سواه *** ذاك حزني له معا و سروري

إن زيدا قد كان منا بأمر *** ليس أمر المكذّب المغرور (3)

ثم جودي للخزرجي (4) بدمع *** سيّدا كان ثمّ غير نزور

قد أتانا من قتلهم ما كفانا *** فبحزن أبيت غير سرور

كذا قال يونس: الصريخ، و إنما هو الضّريك.

2334 - زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب

ابن عبد المطّلب بن هاشم العلوي الحسني المديني (5)

والد الحسن بن زيد أمير المدينة.

روى عن ابن عباس فعله، و جابر بن عبد اللّه، و أبيه الحسن بن علي.

روى عنه: ابنه الحسن بن زيد.

و وفد على الوليد بن عبد الملك لخصومة وقعت بينه و بين أبي هاشم عبد اللّه بن محمد بن الحنفية في ولاية صدقات علي بالمدينة (6).

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنا أبو بكر الخطيب، أنا محمد بن علي بن الفتح الحربي، أنا علي بن عمر أبو الحسن الحافظ ، نا أبو بكر عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، نا أحمد بن محمد بن عمر بن يونس، نا عبادة بن عمر بن أبي ثابت، نا محمد بن المهاجر قاضي اليمامة، قال: سألت الحسن بن زيد بن

ص: 374


1- التغوير: الإسراع إلى الفرار.
2- سيرة ابن هشام: الضريك و في م: الضريح.
3- البيت ليس في الديوان.
4- الخزرجي هو عبد اللّه بن رواحة.
5- ترجمته في تهذيب التهذيب 237/2 الوافي بالوفيات 30/15 سير الأعلام 487/4 و طبقات ابن سعد 318/5.
6- بالأصل «المدينة» و الصواب عن الوافي بالوفيات.

الحسن بن علي بن أبي طالب عن متعة النساء فحدّثني عن أبيه أنه سمع الحسن بن علي يقول: حدّثني علي بن أبي طالب أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نهى عن متعة النساء، و يقول:

هي حرام إلى يوم القيامة، قال أبو الحسن: تفرد به أحمد بن محمد بن عمر بإسناده[4505].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل بن محمد، ثنا أحمد بن مروان المكي المالكي (1)،نا إبراهيم بن دازيل، نا عبد اللّه بن محمد بن سالم المفلوج، نا حسين بن زيد بن علي بن حسين بن علي، عن الحسن بن زيد، عن أبيه، عن الحسن بن علي بن أبي طالب: أن النبي صلى اللّه عليه و سلم كان إذا توضأ نضل موضع سجوده بماء حتى يسيله على موضع السجود[4506].

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل، قال (2):قال زيد بن الحبّاب: نا حسن بن زيد، عن أبيه رأى ابن (3) عباس يطيّب بالمسك، و قال الأويسي: حدّثني ابن أبي الزناد، عن حسن بن زيد، عن أبيه، قال: رأيت ابن عباس يطيّب بالمسك.

أخبرنا أبو نصر غالب بن أحمد بن المسلّم، أنا أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم بن محمد بن أيمن الدّينوري - قراءة عليه - أنا أبو الحسن علي بن موسى بن الحسين - إجازة - أنبأ أبو سليمان محمد بن عبد اللّه بن أحمد الرّبعي، أنا أبي، قال الحسين بن أبي معشر: نا عن أبيه، عن جده أبي معشر، قال: كان علي بن أبي طالب اشترط في صدقته أنها إلى ذي الدين و الفضل من أكابر ولده، قال: فانتهت صدقته في زمن الوليد بن عبد الملك إلى زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب فنازعه فيها أبو هاشم عبد اللّه بن محمد، فقال: أنت تعلم أني و إياك في النسب سواء إلى جدنا علي، و إن كانت فاطمة لم تلدني و ولدتك، فإن هذه الصدقة لعلي و ليست لفاطمة و أنا أفقه منك

ص: 375


1- بالأصل:«لكي» و الصواب عن ترجمته في سير الأعلام 427/15.
2- التاريخ الكبير 392/1/2.
3- بالأصل: ان، و الصواب عن البخاري.

و أعلم بالكتاب و السّنّة، حتى طالت المنازعة بينهما، فخرج زيد من المدينة إلى الوليد بن عبد الملك، و هو بدمشق، فكبر (1) عنده على أبي هاشم و أعلمه أن له شيعة بالعراق يتخذونه إماما، و انه يدعو إلى نفسه حيث كان، فوقع ذلك في نفس الوليد، و وقر في صدره، و صدق زيدا فيما ذكره و حمله منه على جهة النصيحة و تزوج ابنته نفيسة ابنة زيد بن الحسن، و كتب الوليد إلى عامله بالمدينة في إشخاص أبي هاشم إليه و أنفد بكتابه رسولا قاصدا يأتي بأبي هاشم، فلما وصل إلى باب الوليد أمر بحبسه في السجن فمكث فيه مدة.

فوفد في أمره علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، فقدم على الوليد، فكان أول ما افتتح به كلامه حين دخل عليه أنه قال: يا أمير المؤمنين ما بال آل أبي بكر، و آل عمر، و آل عثمان يتقربون بآبائهم فيكرمون و يحبون، و آل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يتقربون به فلا ينفعهم ذلك ؟ فيم حبست ابن عمي عبد اللّه بن محمد طول هذه المدة، قال: يقول ابن عمكما زيد بن الحسن، فإنه أخبرني أن عبد اللّه بن محمد ينتحل اسمي و يدعو إلى نفسه، و أن له شيعة بالعراق قد اتخذوه إماما، قال له علي بن الحسين: أو ما يمكن أن يكون بين ابني العم منازعة و وحشة كما يكون بين الأقارب، فيكذب أحدهما على الآخر؟ و هذان كان بينهما كذا و كذا، فأخبره خبر صدقة علي بن أبي طالب، و ما جرى فيها، حتى زال عن قلب الوليد ما كان قد خامره، ثم قال له: فأنا أسألك بقرابتنا من نبيك صلى اللّه عليه و سلم لما خلّيت سبيله، فقال: قد فعلت، فخلّى سبيله، و أمره أن يقيم بحضرته (2).

فأقام أبو هاشم بدمشق يحضر مجلس الوليد، و يكثر عنده و يسامره، حتى إذا كان ذات ليلة أقبل عليه الوليد فقال: يا أبا البنات لقد أسرع الشيب إليك، فقال له أبو هاشم:

أ تعيرني بالبنات ؟ فقد كان نبي اللّه شعيب أبا بنات، و كان نبي اللّه لوط أبا بنات، و كان محمدا خير البرية صلى اللّه عليه و سلم أبا بنات، فأي عيب علي فيما عيرتني به ؟ فغضب الوليد من قوله، قال له: إنك رجل تحب المماراة، فارحل عن جواري. قال: نعم و اللّه أرحل عنك، فما الشام لي بوطن، و لا أعرج فيها فيها على شجن، و لقد طال فيها همّي و كثر فيها ديني، و ما أنا لك بحامد، و لا إلى جوارك لعائد، و نهض. و قد أحفظ الوليد فخرج عن دمشق

ص: 376


1- في الوافي: فكثر.
2- إلى هنا ينتهي الخبر في الوافي بالوفيات 30/15-31.

متوجها إلى المدينة، فدسّ إليه الوليد إنسانا يبيع اللبن و فيه السم، و كان عبد اللّه يحب اللبن و يشتهيه، فلما سمعه ينادي على اللبن تاقت إليه نفسه، فاشترى له منه، فشربه فأوجعه بطنه و اشتد به الأمر، فأمر أصحابه فغدوا به إلى الحميمة (1) و بها محمد بن علي بن عبد اللّه بن عباس، فنزل عليه، فمرضه و أحسن إليه، فلما حضرته الوفاة أوصى إلى محمد بن علي ببيته و علمه و أسبابه (2) كلها، و أمر شيعته الكيسانية بالائتمام به، فدفن.

و قد روي: أن الذي سمّ أبا هاشم سليمان بن عبد الملك و سنذكر ذلك في ترجمته.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالوا: أنا أبو جعفر محمد بن أحمد، أنا محمد بن عبد الرحمن، أنا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار، قال في تسمية ولد الحسن: و زيد بن الحسن، و أم الحسن (3) بنت الحسن، و أم الخير أمهم أم بشير بنت أبي مسعود عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن أشيرة (4) بن عشيرة بن عطية بن جدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج و أخواهم لأمهم عمر بن عبد الرحمن بن عبد اللّه بن أبي ربيعة بن المغيرة المخزومي، و أم سعيد بنت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، و لزيد بن حسن يقول محمد بن بشير الخارجي، و كان رجل قد وعده قلوصا فمطله بها فقال: حدّثني ذلك سليمان بن عباس السعدي:

لعلك و الموعود حق وفاؤه *** بذلك في تلك القلوص بدا

فإن الذي القا إذا قال قائل *** من الناس هل أحسستها لعنا

أقول التي تفني السمات و قولها *** عليّ و إشمات العدو سوا

دعوت و قد أخلفتني الوأي دعوة *** بزيد فلم يضلك هناك دعا

بأبيض مثل البدر عظم حقه *** رجال من آل المصطفى و نسا

و قال الخارجي أيضا يمدحه:

ص: 377


1- بلدة من أرض الشراة من أعمال عمان في أطراف الشام (معجم البلدان).
2- في مختصر ابن منظور: و أشيائه.
3- لم ترد في نسب قريش للمصعب الزبيري.
4- في نسب قريش لمصعب الزبيري ص 49 أسيرة بن عميرة.

إذا نزل ابن المصطفى بطن تلعة *** نما جدبها و اخضرّ بالبيت عودها

و زيد ربيع الناس في كل شتوة *** إذا خلفت أنواؤها و رعودها

حمول لأشناق الديات كأنه *** سراج الدجا إذا قارنته سعودها

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، نا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد، قال: فولد الحسن بن علي زيدا، و أم الحسن و أم الخير و أمهم أم بشير (1) بنت أبي مسعود، و هو عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن أسير بن عسيرة بن عطية بن جدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج من الأنصار.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأ سليمان بن إسحاق الجلاب، نا حارث بن أبي أسامة، نا محمد بن سعد، قال (2) في الطبقة الثالثة من أهل المدينة: زيد بن حسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم، و أمه أم بشير بنت أبي مسعود، و هو عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن أسيرة بن عسيرة بن عطية بن جدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج.

قال محمد بن عمر: قد روى زيد عن جابر بن عبد اللّه.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل البغدادي، أنا أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد الغندجاني - زاد أبو الفضل: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل، قال (3):زيد بن حسن بن علي الهاشمي، حدّثني علي بن سلمة، نا معن، عن عبد اللّه بن عمرو بن خداش (4)،قال: هلك زيد بن حسن بالبطحاء على ستة أميال من المدينة، فرأيت حسن بن حسن، و إبراهيم بن حسن، و محمد بن عبد اللّه بن عمرو، و القاسم بن عبد اللّه بن عمر، و [عمر] (5) بن علي، و سفيان بن

ص: 378


1- في نسب قريش: أم بشر.
2- طبقات ابن سعد 318/5.
3- التاريخ الكبير 392/1/2.
4- عن البخاري و بالأصل: حراش.
5- زيادة عن البخاري.

عاصم يعتقبون (1) بين عمودي سريره.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنبأ حمد بن عبد اللّه إجازة، قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد، قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم، قال (2):زيد بن حسن بن علي الهاشمي، روى عن ابن عباس أنه تطيّب بالمسك، روى عنه ابنه (3) الحسن بن زيد، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا أبو علي بن شاذان، أنا أحمد بن إسحاق بن نيخاب (4)،قال: نا أبو محمد الحسن بن علي بن زياد الرازي، نا سعيد بن سليمان الواسطي، نا أبو مسعر - يعني نجيحا السّندي-، قال: رأيت زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب يأتي الجمعة من ثمانية أميال.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأ سليمان بن إسحاق بن إبراهيم، نا حارث بن أبي أسامة، نا محمد بن سعد (5)،أنا محمد بن عمر، أنا عبد الرحمن بن أبي الموال، قال: رأيت زيد بن حسن يركب فيأتي سوق الظّهر فيقف به، و رأيت الناس ينظرون إليه و يعجبون من عظم خلقه و يقولون:

جده رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنبأ أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (6)،حدّثني عبد العزيز بن عمران، نا ابن وهب، حدّثني يعقوب (7)،قال: بلغني أن الوليد بن عبد الملك كتب إلى زيد بن حسن بن علي يسأله أن يبايع لعبد العزيز بن الوليد و يخلع سليمان بن عبد الملك، ففرق زيد بن الحسن من الوليد فأجابه، فلما استخلف سليمان وجد كتاب زيد بن حسن

ص: 379


1- بالأصل: يتعقبون، و المثبت عن البخاري.
2- الجرح و التعديل 560/2/1.
3- اللفظة لم ترد في الجرح و التعديل المطبوع.
4- بالأصل: بنجاب، و الصواب ما أثبت و مهملة بدون نقط في م.
5- طبقات ابن سعد 318/5.
6- الخبر في كتاب المعرفة و التاريخ 554/1-555.
7- هو يعقوب بن عبد الرحمن الزهري.

إلى الوليد بذلك، فكتب إلى أبي بكر بن حزم - و هو أمير المدينة:- ادع زيد بن حسن و أقرئه هذا الكتاب، فإن عرفه فاكتب إليّ بذلك، و إن هو نكل فقدّمه فاصبر (1) يمينه على منبر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ما كتب بهذا الكتاب و لا أمر به، قال: فأرسل إليه أبو بكر بن حزم، فأقرأه الكتاب، فقال: أنظرني ما بيني و بين العشاء أستخير اللّه عز و جل، قال:

فيرسل زيد بن حسن إلى القاسم بن محمد، و سالم بن عبد اللّه يستشيرهما في ذلك، قال: فأقاما ربيعة معهما فذكر لهما ذلك، و قال لهما: إني لم أكن آمن الوليد على دمي لو لم أجبه، فقد كتبت هذا الكتاب فيرون أن أحلف. فقالوا: لا تحلف و لا تبارز (2) اللّه عند منبر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فإنّا نرجو أن ينجيك اللّه بالصدق. فأقرّ بالكتاب و لم يحلف، فكتب بذلك أبو بكر، فكتب سليمان إلى أبي بكر أن يضربه مائة سوط ، و يدر عنه عباءة و يمشّيه حافيا، قال: فحبس (3) عمر بن عبد العزيز الرسول في غسل سليمان، و قال:

لا تخرج حتى أكلم أمير المؤمنين فيما كتب في زيد بن حسن لعلّي أستطيب نفسه فيترك هذا الكتاب، قال فجلس الرسول و مرض سليمان، فقال للرسول: لا تخرج فإن أمير المؤمنين مريض قال: إلى أن رمي في جنازة سليمان و أفضى (4) الأمر إلى عمر بن عبد العزيز، فدعا بالكتاب فحرقه (5).

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزبير بن بكّار، و حدّثني أسعد بن عبيد اللّه المزني، قال: مرّ زيد بن حسن بن علي بن أبي طالب بأم عقبة بنت عبد اللّه بن عطية بن مكرم زوجة عبد اللّه بن وهب بن الأشياخ المزني، فقالت لزوجها عبد اللّه بن وهب: يا أبا عقبة من هذا؟ فقال: هذا زيد بن حسن، فقالت: اشتري لي مثل برديه، فقال عبد اللّه بن وهب بن الأشياخ:

تكلفني إيراد زيد و شبها *** و ليست ببياع لدى السوق تاجر

رأت مترفا أوفت له بهزة العلاء *** أو أقبح أرحام النساء الحرائر

ص: 380


1- في المعرفة و التاريخ: فأظهر.
2- في المعرفة و التاريخ: تبادر.
3- في المعرفة و التاريخ: فحبس.
4- بالأصل: و اقتضى، و الصواب عن المعرفة و التاريخ.
5- المعرفة و التاريخ: فخرقه.

دعي صرمتي دهري بعمق و أبشري *** بنهب ركام من جعال ابن عامر

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر محمد بن العباس، أنا سليمان بن إسحاق، أنا الحارث بن أبي أسامة، نا محمد بن سعد، أنا محمد بن عمر (1)،أخبرني عبد اللّه بن أبي عبيدة، قال: ردفت أبي يوم مات زيد بن حسن، و مات ببطحاء ابن أزهر على أميال من المدينة فحمل إلى المدينة، فلما أوفينا على رأس الثنية بين المنارتين طلع بزيد بن حسن في قبة على بعير ميتا (2)،و عبد اللّه بن حسن بن حسن يمشي أمامه قد حزم وسطه بردائه ليس على ظهره شيء، فقال لي أبي: يا بنيّ أنزل فأمسك بالركاب (3)،فو اللّه لئن ركبت و عبد اللّه يمشي لا تبلّني عنده بالّة أبدا، فركبت الحمار و نزل أبي يمشي، فما زال يمشي حتى أدخل بزيد داره ببني حديلة، فغسّل ثم أخرج به على السرير إلى البقيع.

أخبرنا أبو الحسين بن أبي يعلى، و أبو غالب و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، قالوا:

أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزّبير بن بكّار، قال: و قال قدامة بن موسى يرثي زيد بن حسن:

إنّ يك زيد غالت الأرض شخصه *** فقد بان معروف هناك وجود

و إن يك أمسى رهن رمس فقد ثوى *** به و هو محمود الفعال فقيد

سموع إلى المعتز يعلم أنه *** سيطلبه المعروف ثم يعود

و ليس بقوال و قد حطّ رحله *** لملتمس المعروف أين يزيد

إذا قصر الوغل الذي نما به *** إلى المجد آباء له و جدود

مباذيل للمولى محاشيد للقرى *** و في الروع عند النائبات أسود

إذا انتحل العز الطريق فانهم *** هم ارث مجد لا يرام تليد

إذا مات منهم سيد قام منهم *** كريما يبني بعده و يسود

و قال محمد بن بشير الخارجي يرثيه:

أ عيني جودي بالدموع و أسعدي *** بني رحم كان زيد يهينها

ص: 381


1- طبقات ابن سعد 318/5.
2- عن ابن سعد و بالأصل: منها.
3- بالأصل:«و أمسك لي بالركاب» بالبناء للمخاطب، و الصواب ما أثبت بحذف «لي» عن ابن سعد.

و لا زيد إلاّ يجود بغير *** على القبر شاكي نكبة يستكينها

و ما كنت تلقاء وجه زيد ببلدة *** من الأرض إلاّ وجه زيد يزينها

لعمرو أبي الناعي لعمت مصيبة *** على الناس و اختصت قصيا رصينها

و أنّى لنا أمثال زيد وجده *** مبلّغ آيات الهدى و أمينها

و كان خليفا للسماحة و الندى *** فقد فارق الدنيا نداها و لينها

غدت غدوة ترمي لؤي بن غالب *** بجد الثرى فوق امرئ قد يدينها

أ نمرّ بطامي بكت من فراقه *** عكاظ فبطحاء الصفا فحجونها

فقل للتي يعلو على الصوت صوتها *** ألا لا أعان اللّه من لا يعينها

و لو حضرت تبغي رضى اللّه وجهها *** على قبره لابيضّ يوما جبينها

و أرملة تبكي و قد شق جيبها *** عليه و أنت و هي شعث قرونها

و لو فقهت ما يفقه الناس أصبحت *** خواشع أعلام العلاة و عينها

نعاه لنا الناعي فطلنا كأننا *** نرى الأرض فيها آية حان حينها

و زالت بنا أقدامنا و تقلّبت *** ظهور روابيها لنا و بطونها

و أب أولو الألباب منا كأنما *** يرون شمالا فارقتها يمينها

سقى اللّه سقيا رحمة ترب حفرة *** مقيم على زيد ثراها و طينها

2335 - زيد بن الحواري

أبو الحواري العمّي البصري (1)

يقال إنه مولى زياد بن أبيه.

روى عن أنس بن مالك، و أبي الصّدّيق الناجي، و معاوية بن قرّة، و يزيد بن أبان الرّقاشي، و الحسن البصري، و قتادة، و أبي العالية الرّياحي، و سعيد بن المسيّب، و نافع مولى ابن عمر، و شقيق بن سلمة، و جعفر بن زيد العبدي.

روى عنه: الأعمش، و مسعر بن كدام، و شعبة، و الثوري، و أيوب بن موسى المكي، و وكيع بن محرز بن وكيع (2) النبال، و سلام بن سليم الطويل، و أبو إسحاق

ص: 382


1- ترجمته في بغية الطلب 4013/9 و تهذيب التهذيب 238/2 و ميزان الاعتدال 102/2.
2- بالأصل: و وكيع، و الصواب ما أثبت بحذف الواو و إبدالها بلفظة بن. انظر تهذيب التهذيب ط بيروت 85/6، و بغية الطلب 4013/9.

الفزاري، و محمد بن الفضل بن عطية، و عمارة بن أبي حفصة، و مطرّف بن طريف، و يحيى بن العلاء الرازي، و موسى بن عبد اللّه الجهني، و هشيم بن بشير، و عمران بن زيد، و ابنه عبد الرحيم بن زيد بن الحواري.

و وفد على سليمان بن عبد الملك، و شهد وفاته بمرج دابق، و كان قاضيا بهراة في ولاية قتيبة بن مسلم.

أخبرنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبيد اللّه الحطبي (1)،أنا عبد الرزّاق بن عمر بن موسى بن شمّة (2)،أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو عروبة، نا أيوب بن محمّد الوزان، نا سعيد بن مسلمة، عن الأعمش، عن زيد العمّي، عن أنس بن مالك، قال:

قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«ستر بين أعين الجن و عورات بني آدم إذا نزع ثوبه أن يقول: بسم اللّه»[4507].

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن نصر بن عرفة، أنبأ أبو علي حمزة بن محمد بن عيسى الكاتب، نا نعيم بن حمّاد الخزاعي، نا عبد الرحيم بن زيد العمّي، عن أبيه، عن سعيد بن المسيّب، عن عمر بن الخطاب، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«سألت ربّي عزّ و جلّ فيما اختلف فيه أصحابي من بعدي، فأوحى اللّه إليّ : يا محمد إن أصحابك عندي بمنزلة النجوم في السماء بعضها أضوأ من بعض، فمن أخذ بشيء مما هم عليه من اختلافهم فهو عندي على هدى»[4508].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا أبو علي بشير بن موسى بن صالح الأسدي، نا خلاّد بن يحيى، عن مسعر، عن زيد العمّي، عن أبي الصّدّيق الناجي (3) أراه عن أبي سعيد الخدري أن رجلا ضرب على عهد النبي صلى اللّه عليه و سلم في شراب بنعلين أربعين.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد، نا نصر بن إبراهيم - إملاء - قال: قرأت على أبي سعيد عبد الكريم بن علي القزويني، عن أبي أسامة محمد بن أحمد

ص: 383


1- م: الخطيبي.
2- بالأصل: سمه، و في م: يتيمة، و الصواب ما أثبت، ترجمته في سير الأعلام 149/18.
3- رسمها و إعجامها مضطربان، و الصواب ما أثبت، اسمه بكر بن عمرو و يقال ابن قيس، ترجمته في ميزان الاعتدال 539/4.

المقرئ (1)،نا الحسن بن رشيق، نا علي بن سعيد بن بشير (2) الرازي، نا يزيد بن سنان، حدّثني عمرو بن الحصين، حدّثني يحيى بن العلاء الرازي، نا زيد العمّي، قال:

شهدت سليمان بن عبد الملك، فلما فرغوا من دفنه سمعت باكية تقول (3).

و ما سالم عما قليل بسالم *** و لو كبرت (4) أحراسه و كتائبه

و من يك ذا باب سديد و حاجب *** فعمّا قليل يهجر الباب حاجبه (5)

و يصبح بعد الحجب للناس مقضيا *** رهينة بيت لم تسدّ جوانبه

فما كان إلاّ الدفن حين تفرّقت *** إلى غيره أجناده و مواكبه

و أصبح مسرورا به كلّ كاشح *** و أسلمه أحبابه و أقاربه

فنفسك فاكسبها السعادة جاهدا *** فكلّ امرئ رهين بما هو كاسبه

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، و نقلته من خطه، قال: أنا أبو الفرج سهل بن بشر بن أحمد الأسفرايني، أنا أبو الفرج محمد بن عبد العزيز الجرجاني، و القاضي أبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى السعدي، قالا: أنا القاضي أبو العباس أحمد بن عيسى بن عبد اللّه السعدي، أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد الجرجاني، نا عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن الحجاج المهري - بمصر - و محمد بن عبيد الأزدي - بعكا - قالا: نا يزيد بن سنان، نا عمرو بن الحصين، نا يحيى بن العلاء الرازي، نا زيد العمّي، قال: شهدت جنازة سليمان بن عبد الملك فسمعت كاتبه يقول (6):

و ما سالم عمّا قليل بسالم *** و لو كثرت (7) أحراسه و كتائبه

و من يك ذا باب شديد و حاجب *** فعمّا قليل يهجر الباب حاجبه

و يصبح بعد الحجب للناس موبقا *** رهينة بيت لم تستّر جوانبه

فما كان إلاّ الدفن حتى تفرقت *** إلى غيره أجناده و مواكبه

ص: 384


1- بغية الطلب: المنقري.
2- في بغية الطلب: بشران، خطأ و الصواب عن م، انظر ترجمته في سير الأعلام 145/14.
3- الأبيات في بغية الطلب 4015/9.
4- بغية الطلب: كثرت.
5- فوق الكلمة إشارة إلى الهامش، و ليس في الهامش شيء، و في بغية الطلب: صاحبه.
6- كذا، و مرّ في الرواية السابقة: باكية تقول.
7- مهملة بدون نقط ، و لعل الصواب ما أثبت، و هو يوافق عبارة بغية الطلب 4016/9.

و أصبح مسرورا به كل كاشح *** و أسلمه أحبابه و أقاربه

فنفسك فأكسبها السعادة جاهدا *** فكل امرئ رهن بما هو كاسبه

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا محمد بن عمر بن بكير، أبو بكر النجار المقرئ، أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن سمعان الرّزّاز، أنا الهيثم بن خلف بن محمد الدوري، نا محمود بن غيلان، قال: سمعت حسين الجعفي يقول: زيد العمّي أبو الحواري.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا يوسف بن رباح، أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل، نا محمد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح، قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل البصرة: زيد العمّي (1).

أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنبأ أبو المعالي ثابت بن بندار، أنبأ أبو العلاء محمد بن علي، أنا أبو بكر محمد بن أحمد، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل، ثنا أبي، قال: قال يحيى: أبو الحواري زيد العمّي، و قال في موضع آخر: زيد العمّي صالح (2).

أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي، حدّثني محمد بن إسماعيل، عن أبي داود، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: زيد العمّي هو أبو الحواري و هو ابن الحواري، رواها أبو أحمد بن عدي، عن ابن العرّاد، عن يعقوب بن شيبة (3).

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسين بن السّقّا، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: قد روى شعبة عن زيد بن الحواري، و هو زيد العمّي، قيل ليحيى: زيد العمّي هو زيد أبو الحواري، فقال: ما أشبه أن تكون هذه كنيته، ثم قال في موضع آخر:

سمعت يحيى يقول: زيد بن الحواري هو زيد أبو الحواري، و هو زيد العمّي (4).

ص: 385


1- الخبر في بغية الطلب 4016/9.
2- المصدر نفسه.
3- انظر الكامل لابن عدي 198/3.
4- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 4017/9.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (1)،نا ابن أبي عصمة، نا أحمد بن أبي يحيى، قال:

سمعت علي بن المديني يقول: زيد العمّي زيد أبو الحواري، و هو ابن الحواري.

أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسين بن محمد بن يوسف، أنبأ أحمد بن محمد بن عمر، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ح.

و قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، قالا: نا محمد بن سعد، قال (2):في الطبقة الثالثة من أهل البصرة: زيد بن الحواري العمّي - زاد ابن الفهم: و يكنى أبا الحواري و كان ضعيفا في الحديث.

أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي في كتابه، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و أبو الحسين الأصبهاني، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل، قال (3):زيد بن الحواري أبو الحواري العمّي البصري، عن أنس، و معاوية بن قرّة، و أبي الصّديق، روى عنه الثوري و شعبة.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمد بن هبة اللّه، أنا محمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال: زيد بن الحواري، و هو العمّي، روى عنه الأعمش.

أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس، أنا أحمد بن منصور، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو الحواري زيد بن الحواري العمّي، عن أنس، و معاوية بن قرّة، روى عنه هشيم، و شعبة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن، قال: أخبرني أبي، قال: أبو الحواري زيد بن الحواري بصري.

ص: 386


1- الكامل لابن عدي 198/3.
2- طبقات ابن سعد 240/7.
3- التاريخ الكبير 392/1/2.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، نا أحمد بن إسماعيل، نا أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد، قال (1):أبو الحواري زيد بن الحواري، عن أبي الصّديق.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد، أنا نصر بن إبراهيم، أنا سليم بن أيوب، أنا أبو نصر طاهر بن محمد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمد بن إياس، قال: سمعت محمد بن أحمد المقدّمي، قال زيد العمّي هو ابن الحواري، أبو الحواري.

أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصّفّار، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو أحمد الحاكم، قال: أبو الحواري زيد بن الحواري العمّي البصري، عن أنس بن مالك، روى عنه هشام بن حسان، و الثوري و شعبة.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي الفتح بن المحاملي، أنا أبو الحسن الدارقطني، قال: و زيد بن الحواري العمّي، يروي عن أنس بن مالك، و الحسن، و معاوية بن قرّة، و غيرهم، روى عنه الأعمش، و ابناه عبد الرحمن، و عبد الرحيم ابنا زيد، و أبو إسحاق السّبيعي، و محمد بن الفضل بن عطية، و سلام الطويل، و غيرهم.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (2):و أما الحواري بحاء مهملة فذكرهم، و قال: و زيد بن الحواري العمّي، يروي عن أنس، و الحسن، و معاوية بن قرّة، و غيرهم، روى عنه الأعمش، و السبيعي، و محمد بن الفضل بن عطية، و سلام الطويل، و غيرهم، و فرّق ابن ماكولا بينه و بين أبي الحواري مولى زياد بن أبي سفيان، و قال: روى عن أنس بن مالك، روى عنه المنهال بن بحر.

و جمع بينهما أبو بشر (3) و عندي أنهما واحد، و اللّه أعلم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر.

أخبرنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، نا أبو بكر أحمد بن محمد المهندس، نا أبو

ص: 387


1- الكنى للدولابي 160/1.
2- الاكمال لابن ماكولا 216/3.
3- انظر كتاب الكنى للدولابي 160/1 و انظر بغية الطلب 4024/9.

بشر الدولابي (1)،نا أبو العباس - يعني الدوري-، قال: سمعت يحيى يقول: أبو الحواري مولى لولد زياد بن أبي سفيان.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أحمد بن عبد اللّه إجازة ح.

قال و أنبأ أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد، قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم، قال (2):حدّثنا أبو الفضل الهروي محمد بن أبي الحسين، نا محمد بن عبد اللّه بن إبراهيم، قال: سمعت أبي يقول: قال علي بن مصعب: سمّي زيد العمّي لأنه كلما سئل عن شيء قال: حتى أسأل عمّي.

أنبأنا أبو بكر وجيه بن طاهر، و أبو سعد عبد اللّه بن أسعد بن حبان، قالا (3):أنا موسى بن عمران، أنا الحاكم أبو عبد اللّه، نا أبو العباس محمد بن يعقوب، نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، قال: قلت لأبي: زيد العمّي ؟ قال: صالح، روى عنه الثوري و شعبة، و هو فوق يزيد الرقاشي، و فضل بن عيسى.[و قد جرحه يحيى بن معين و غيره] (4).

أخبرتنا أم الخير فاطمة بنت علي بن المظفّر بن الحسن بن زعبل البغدادية - بنيسابور - قالت: أنبأ عبد الغافر بن محمد بن عبد الغافر الفارسي، أنا أبو عمرو بن حمدان، قال: قال أبو العباس الحسن بن سفيان: عبد الوهاب بن عطاء ثقة، و زيد العمّي ثقة، و عبد الرحيم ابنه لين.

و قال أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم الكتّاني الأصبهاني، قلت لأبي حاتم: ما تقول في زيد العمّي ؟ قال: كان شعبة يحدث عنه و يبخسه قليلا (5).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمد بن المظفّر، أنا أحمد بن محمد العتيقي، أنا يوسف بن أحمد بن يوسف، أنا محمد بن عمرو بن موسى، نا عبد اللّه بن

ص: 388


1- انظر الكنى للدولابي 160/1 و بغية الطلب 4019/9.
2- الجرح و التعديل 561/2/1.
3- الخبر نقله في بغية الطلب 4017/9.
4- ما بين معكوفتين زيادة عن بغية الطلب.
5- الخبر في بغية الطلب 4022/9.

أحمد، نا زياد بن أيوب، نا علي بن محمد، قال: سمعت وكيع يقول: حديث زيد العمّي عن أبي الصّدّيق الناجي ليس بشيء.

قال: و أنا محمد بن عمرو، حدّثني جعفر بن أحمد، نا محمد بن إدريس عن كتاب أبي الوليد بن أبي الجارود، عن يحيى بن معين، قال: زيد العمّي، و أبو الصّدّيق الناجي يكتب حديثهما و هما ضعيفان (1).

أخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى، قال: و سئل يحيى - يعني ابن معين - عن زيد العمّي ؟ فقال: ليس بشيء، رواها أبو أحمد بن عدي، عن أبي يعلى (2).

أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنبأ أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي حدّثني عبد اللّه بن شعيب، قال: قرأ عليّ يحيى بن معين: زيد العمّي يضعف، قال يعقوب: و زيد العمّي يضعف.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي تمام علي بن محمد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أبو الطيب محمد بن القاسم بن جعفر الكوكبي، و ابن أبي خيثمة، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: حديث زيد العمّي لا يجوز و كان أمثل من يزيد الرقاشي.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي إجازة ح.

قال و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد، قالا: أنبأ أبو محمد بن أبي حاتم، قال (3):ذكر أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين أنه قال: زيد العمّي لا شيء، قال: و سمعت أبي يقول: زيد العمّي ضعيف الحديث يكتب حديثه، و لا يحتج به، و كان شعبة لا يعجبه (4) حفظه، قال: و سمعت أبا زرعة يقول: زيد العمّي ليس بقوي، واهي الحديث، ضعيف.

ص: 389


1- المصدر نفسه.
2- انظر الكامل لابن عدي 198/3.
3- الجرح و التعديل 560/2/1 و نقله ابن العديم عنه في بغية الطلب 4021/9.
4- في الجرح: لا يحمد حفظه.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، قال: أجاز أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، أنا محمد بن عبد اللّه بن خميرويه، نا الحسين بن إدريس، أنا محمد بن عبد اللّه بن عمار، قال: زيد العمي ضعيف إلاّ أنه قد روي عنه و هو ضعيف.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ إسماعيل بن مسعدة، أنبأ حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (1)،قال: سمعت ابن حمّاد يقول: قال السعدي: زيد العمّي متماسك.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني - شفاها - حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنا عبد الوهاب بن جعفر، أنا أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد، أنا أبو بكر القاسم بن عيسى العصار، نا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني السّعدي، قال: عبد الرحيم بن زيد العمّي غير ثقة، و أبوه زيد العمّي متماسك.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، و أبو يعلى حمزة بن علي، قالا: أنا أبو الفرج سهل بن بشر الأسفرايني، أنا علي بن منير، أنا الحسن بن رشيق، نا أبو عبد الرحمن النسائي، و قال: زيد العمّي ضعيف.

أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق بن بشري، أنا محمد بن علي بن الدجاجي (2)،و علي بن الحسن في كتابيهما، عن أبي الحسن الدارقطني ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو ياسر محمد بن عبد العزيز، أنبأ أحمد بن محمد بن غالب، قال: هذا ما وافقت عليه أبا الحسن الدارقطني من المتروكين:

عبد الرحيم بن زيد العمّي بصري - زاد ابن بطريق: ضعيف، و قالا:- عن أبيه، و أبوه صالح - زاد ابن بطريق: الحديث.

أخبرنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو القاسم، أنا أبو أحمد (3)،قال: و زيد العمّي له غير ما ذكرت من الحديث، و عامة ما يرويه (4) و من يروي عنه ضعفاء هو وهم

ص: 390


1- الكامل لابن عدي 198/3، و بالأصل: أبو أحمد بن علي، خطأ.
2- بالأصل: الدا؟؟؟.
3- الكامل لابن عدي 201/3.
4- بالأصل: نروي، و الصواب عن ابن عدي.

على أن شعبة قد روى عنه كما ذكرت، و لعل شعبة لم يرو عن أضعف منه، و اللّه تعالى أعلم.

2336 - زيد بن سعد التّميمي

شاعر من أهل الحجاز، وفد على عبد الملك، و يقال على يزيد بن عبد الملك، و ستأتي قصته في ترجمة عمرو بن مرّة الحنفي، و في ترجمة سنان بن الحارث الغطفاني.

2337 - زيد بن سهل بن الأسود بن حرام

2337 - زيد بن سهل بن الأسود بن حرام (1)

ابن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار،

و اسمه: تيم اللّه بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج

ابن حارثة بن ثعلبة بن عامر

أبو طلحة الأنصاري (2)

صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و يقال سهل بن زيد، و الأول أصح.

روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أحاديث.

روى عنه: ربيبه أنس بن مالك، و عبد اللّه بن عبّاس، و ابنه عبد اللّه بن أبي طلحة، و ابن ابنه إسحاق بن عبد اللّه، و سعيد بن يسار أبو الحباب.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو محمد السّيّدي، و أبو القاسم تميم، بن أبي سعيد، و أبو محمد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر، قالوا: أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عمر بن مسرور، نا أبو عمرو إسماعيل بن نجيد بن أحمد السلمي، نا أبو مسلم إبراهيم بن عبد اللّه الكجّي،- إملاء - نا عبد اللّه بن رجاء، نا عبد العزيز الماجشون، عن ابن شهاب، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه، عن ابن عباس، عن أبي طلحة، قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب و لا صورة»[4509].

ص: 391


1- بالأصل حزام و اتفقت مصادر ترجمته: حرام. بالراء المهملة. و صوبنا اللفظة بالراء.
2- ترجمته في الاستيعاب 549/1 أسد الغابة 137/2 الإصابة 566/1 تهذيب التهذيب 241/2 الوافي بالوفيات 31/15 سير أعلام النبلاء 27/2 و بحاشيتها أسماء مصادر أخرى ترجمته.

أنبأنا أبو غالب محمد بن أسد العكبري، أنا المبارك عبد الجبار بن أحمد، أنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمير الشيرازي.

و أنبأنا أبو سعد بن الطّيّوري، أنا عبد العزيز الأزجي، إجازة، قالا: أنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عمر بن أحمد بن حمّة الخلاّل، أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي يعقوب، حدّثنا حجاج بن منهال، نا حمّاد بن سلمة، نا إسحاق بن عبد اللّه بن أبي طلحة، عن أنس:

أن عمر بن الخطاب أقبل ليأتي الشام فاستقبله أبو طلحة، و أبو عبيدة بن الجرّاح، فقالا: يا أمير المؤمنين إن معك وجوه أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و خيارهم، و إنّا تركنا بعدنا مثل حريق النار فارجع العام، فرجع فلما كان العام المقبل جاء فدخل، قال - يعني الطاعون-.

رواه شيبان، عن حمّاد، فقال طلحة بن عبيد اللّه بدل أبي طلحة، و سيأتي في موضعه، و لا شك أن أبا طلحة قد كان بالشام.

فقد أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمد بن عبد الملك بن عبد القاهر بن أسد بن مسلم الأسدي، أنا أبو الفرج أحمد بن عثمان بن الفضل بن جعفر المخبري، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن نيرون (1) الأنماطي، نا محمد بن بشار، نا يحيى بن سعيد القطان، نا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك، قال: كان أبو طلحة و معاذ بن جبل، و أبو عبيدة بن الجرّاح يشربون بالشام الطّلاء: ما طبخ على الثلث، و ذهب ثلثاه، و بقي ثلثه (2).

أنبأنا أبو سعد المطرّز، أنبأ أبو نعيم الحافظ ، ثنا سليمان بن أحمد، نا محمد بن عمرو بن خالد الحرّاني، حدّثني أبي، أنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة في تسمية من شهد بدرا من الأنصار من بني عدي بن عمرو بن مالك بن النّجّار بن أوس:

أبو طلحة، و اسمه زيد بن سهل بن الأسود بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك.

ص: 392


1- كذا بالأصل و رسمها في م: نيروز.
2- الخبر نقله الذهبي في السير 28/2 من طريق ابن أبي عروبة قال الذهبي: قلت هو الدبس (يعني في تفسيره: الطلاء).

و عن عروة في تسمية أصحاب العقبة من الأنصار من بني عمرو بن مالك بن النجار، و هم بنو حديلة: أبو طلحة سهل بن زيد بن الأسود بن حرام، و شهد بدرا و هو نقيب. هكذا قال: و الصواب زيد بن سهل (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، ثنا يعقوب بن سفيان، نا عمرو بن خالد، و حسان بن عبد اللّه، و عثمان بن صالح، عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة في تسمية أصحاب العقبة في المرة الثانية من بني عمرو بن مالك بن النجار، و هم بنو حديلة أبو طلحة، و هو سهل بن زيد بن الأسود، و قد شهد بدرا و هو نقيب.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، ثنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسين محمد بن الحسين، أنبأ محمد بن عبد اللّه بن عتّاب، أنا القاسم بن عبد اللّه بن المغيرة، نا إسماعيل بن أبي أويس، نا إسماعيل بن إبراهيم، عن عمه موسى بن عقبة، قال في تسمية من شهد العقبة (2) و بدرا من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: أبو طلحة زيد بن سهل.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن غانم بن أحمد، أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن مندة، أنا أبي، أنا محمد بن يعقوب ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، قال: أنا أبو طاهر المخلّص، أنبأ رضوان بن أحمد، قالا: أنا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال في تسمية من شهد بدرا من بني عمرو بن مالك بن النجار: أبو طلحة زيد بن سهل بن أسود بن حرام (3).

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد، قالت: أنا [أبو] (4) طاهر أحمد بن محمود، أنبأ أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو الطيب محمد بن جعفر الزّرّاد المنبجي (5)،نا أبو الفضل عبيد اللّه بن سعد بن إبراهيم، نا عمّي، عن أبيه، عن ابن إسحاق، قال في تسمية من

ص: 393


1- انظر سير الأعلام 28/2 و الإصابة 567/1.
2- بالأصل:«شهد العقبة و في تسمية بدرا من أصحاب» كذا.
3- سيرة ابن هشام 360/2 و 361.
4- زيادة منا لازمة.
5- مهملة بلا نقط بالأصل، و الصواب ما أثبت، و قد مضى التعريف به.

شهد بدرا من الأنصار، ثم من بني عدي بن عمرو بن مالك بن النجار: أبو طلحة و اسمه زيد بن سهل بن الأسود بن حرام (1) بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن مالك بن النّجّار.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنبأ أبو عمر بن حيّوية، أنا عبد الوهاب بن أبي حيّة، أنا محمد بن شجاع الثلجي، أنا محمد بن عمر الواقدي، قال في تسمية من شهد بدرا من الأنصار من بني عدي بن عمرو بن مالك بن النجار: أبو طلحة و اسمه زيد بن سهل بن الأسود بن حرام (2).

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن بن المفرج، أنبأ أبو الفرح سهل بن بشر، و أبو نصر أحمد بن محمد بن سعيد، قالا: أنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى السعدي، أنا أبو العباس منير بن أحمد بن الحسن الخلاّل، أنا جعفر بن أحمد بن إبراهيم، نا أحمد بن الهيثم البزار، قال: قال أبو نعيم: أبو طلحة الأنصاري زيد بن سهل.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، أنبأ أبو الحسن بن أبي الحديد، أنبأ جدي أبو بكر، أنبأ أبو محمد بن زبر، نا محمد بن يونس هو الكديمي، نا الأصمعي، قال: اسم أبي طلحة الأنصاري زيد بن سهل.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم السّلماسي، أنبأ نعمة اللّه بن محمد المرندي (3)، نا أحمد بن محمد بن عبد اللّه البجلي، نا محمد بن أحمد بن سليمان، أنبأ سفيان بن محمد بن سفيان، حدّثني عمّي أبو بكر الحسن بن سفيان، نا محمد بن علي بن عمرو، زاد ابن الجرّاح: عن محمد بن إسحاق، قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: زيد بن سهل، و يقال: سهل بن زيد بن سهل، توفي أبو طلحة الأنصاري سنة أربع و ثلاثين بالمدينة، و هو ابن سبعين سنة.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو بكر بن بيري إجازة، نا محمد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، قال: سمعت أبي، و أحمد بن حنبل، و الحميدي يقولون: أبو طلحة زيد بن سهل.

ص: 394


1- بالأصل: حزام.
2- مغازي الواقدي 163/1.
3- مهملة بالأصل بلا نقط ، و الصواب ما أثبت، و قد مضى التعريف به.

و أخبرنا أبو عبد اللّه بن البنا، عن أبي تمام، أنا أحمد بن عبيد، نا الزّعفراني، نا ابن أبي خيثمة، نا ابن أبي أويس، قال: أبو طلحة زيد بن سهل بن الأسود الأنصاري.

أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن الماوردي، أنا أبو الفضل بن خيرون ح.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، قالا: أنبأ عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان الأزهري، أنبأ عبيد اللّه بن أحمد بن يعقوب، أنا العباس بن العباس بن محمد بن عبد اللّه بن المغيرة، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي ح.

و أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، قالا: أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، حدّثني أبو عبد اللّه، قال: أبو طلحة زيد بن سهل.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة، قال: و هذه أسماء عن أحمد بن حنبل و غيره، فذكرها، و قال: و أبو طلحة زيد بن سهل، قال أبو زرعة: و أبو طلحة توفي بالشام، و عاش بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أربعين سنة يسرد الصوم (1).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: سمعت عمي أبا بكر يقول: بلغنا أن اسم أبي طلحة الأنصاري زيد بن سهل.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسين، و أبو الفضل بن خيرون.

و أخبرنا أبو العزّ ثابت بن منصور، أنا أبو طاهر الباقلاني، قالا: أنا أبو الحسين محمد بن الحسين، أنا محمد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خياط ، قال (2):و من بني عدي بن عمرو بن مالك بن النجار: أبو طلحة،

ص: 395


1- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 562/1 و نقله الذهبي في سير الأعلام 29/2 نقلا عن أبي زرعة ثم قال الذهبي: قلت: بل عاش بعده نيفا و عشرين سنة.
2- طبقات ابن سعد ص 156 رقم 560.

و اسمه زيد بن سهل بن الأسود بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النّجّار، شهد بدرا، و مات بالمدينة سنة اثنتين (1) و ثلاثين.

قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي بكر الخطيب، أنا أبو بكر البرقاني، أنا محمد بن عبد اللّه بن خميرويه، نا الحسين بن إدريس، أنا محمد بن عبد اللّه بن عمّار الموصلي، قال: أبو طلحة سهل بن زيد بن الأسود بن حرام (2).

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسين بن السّقّاء، و أبو محمد بن بالويه، قالا: أنا أبو العباس محمد بن يعقوب، نا العباس بن محمد الدوري، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو طلحة الأنصاري، اسمه زيد بن سهل بن حرام (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين الحمّامي، أنا إبراهيم بن أحمد، أنا إبراهيم بن أبي أمية، قال: سمعت نوح بن حبيب القومسي قال: و اسم أبي طلحة صاحب النبي صلى اللّه عليه و سلم زيد بن سهل بن الأسود.

أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا الحسن بن محمد، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمد بن سعد (4)،قال في الطبقة الأولى ممن شهد بدرا من الأنصار أبو طلحة و اسمه زيد بن سهل أحد بني حديلة، و هم بنو عمرو بن مالك بن النجار.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا الحسن (5) بن علي، أخبرنا أبو [عمر] (6)محمد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد، قال (7):في الطبقة الأولى من الأنصار ممن شهد بدرا من بني مغالة و هم من بني عمرو بن مالك بن النجار: أبو طلحة و اسمه زيد بن سهل بن الأسود بن حرام بن زيد

ص: 396


1- بالأصل: اثنين.
2- بالأصل هنا: حزام، بالزاي، خطأ.
3- بالأصل هنا: حزام، بالزاي، خطأ.
4- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
5- بالأصل و م: الحسين، خطأ، و هو الحسن بن علي أبو محمد الجوهري. مضى التعريف به.
6- زيادة عن هامش الأصل.
7- طبقات ابن سعد 504/3.

مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار، و أمه عبادة بنت مالك بن عدي بن زيد مناة (1) بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار.

قال محمد بن عمر: شهد أبو طلحة العقبة مع السبعين من الأنصار في روايتهم (2)جميعا، و شهد بدرا، و أحدا، و الخندق، و المشاهد كلها مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا معن بن عيسى، أنا أبو طلحة رجل من ولد بني طلحة، قال: كان اسم أبي طلحة زيد و هو الذي يقول:

أنا أبو طلحة و اسمي زيد *** و كلّ يوم في سلاحي صيد (3)

أخبرنا أبو البركات، أنا أبو المعالي البقّال، أنا أبو العلاء، أنا أبو بكر الأحوص بن المفضّل، نا أبي، قال: أبو طلحة زيد بن سهل.

أنا أبو محمد عبد اللّه بن علي بن عبد اللّه بن الآبنوسي، ثم أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا أبو علي أحمد بن علي، أنا أحمد بن عبد الرحمن بن البرقي، قال في تسمية من شهد بدرا: أبو طلحة الأنصاري، بدري عقبي نقيب، و اسمه زيد بن سهل بن الأسود بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النّجّار، فيما أخبرنا ابن هشام، عن زياد، عن ابن إسحاق، و أم أبي طلحة عمارة بنت مالك بن عدي بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار، توفي سنة ثنتين و ثلاثين، و قال بعض أهل الحديث: توفي سنة أربع و ثلاثين، و صلّى عليه عثمان، جاء عنه نحوا من عشرين حديثا.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب، أنا أبو منصور محمد بن الحسن القاضي، نا أبو العباس أحمد بن الحسين، أنبأ عبد اللّه بن محمد بن عبد الرحمن، نا محمد بن إسماعيل البخاري، قال: اسم أبي طلحة زيد بن سهل الأنصاري، المدني، زوج أم سليم.

ص: 397


1- بالأصل: زيد بن مناة و المثبت عن م.
2- بالأصل و م:«محمد و ايهم» و المثبت:«في روايتهم» عن ابن سعد.
3- الرجز في ابن سعد 504/3 و في الإصابة 567/1.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل البغدادي، أنبأ أبو الفضل بن خيرون، و أبو الحسين الصّيرفي، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنبأ عبد الوهاب بن محمد بن موسى الغندجاني، زاد ابن خيرون، و محمد بن الحسن، قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل، قال (1):زيد بن سهل أبو طلحة الأنصاري شهد بدرا، و قال محمد (2):نا حمّاد، عن ثابت، و علي بن زيد، عن أنس، عن أبي طلحة، قال له بنوه: غزوت على عهد النبي صلى اللّه عليه و سلم و أبي بكر، و عمر فنحن نغزو عنك فأبى، فغزا في البحر، فمات.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنبأ أبو القاسم تمام بن محمد، أنا جعفر بن محمد بن جعفر، نا أبو زرعة النصري، قال في تسمية من نزل الشام من الأنصار: أبو طلحة زيد بن سهل، و بها مات، سمعته من أبي نعيم، عن حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس.

أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس، أنبأ أحمد بن منصور بن خلف، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو طلحة زيد بن سهل بن الأسود بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار، شهد بدرا.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال (3):زيد بن سهل بن الأسود بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار، يكنى أبا طلحة الأنصاري، عقبي، بدري.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن، أخبرني أبي، قال: أبو طلحة زيد بن سهل بن حرام.

ص: 398


1- التاريخ الكبير 381/1/2.
2- عند البخاري: قال موسى.
3- كتاب المعرفة و التاريخ 300/1.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد، أنا نصر بن إبراهيم، أنا سليم بن أيوب، أنا طاهر بن محمد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمد بن إياس، قال: سمعت محمد بن أحمد المقدّمي يقول: أبو طلحة الأنصاري زيد بن سهل.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو طاهر محمد بن أحمد، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، نا أحمد بن محمد بن إسماعيل، نا محمد بن أحمد بن حمّاد، حدّثني أبو يونس محمد بن أحمد المديني، حدّثني إسماعيل بن أبي أويس، عن أبيه، قال:

اسم أبي طلحة الأنصاري زيد بن سهل بن الأسود ح.

و قال أبو بشر: زيد بن سهل، أبو طلحة الأنصاري.

أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي (1)،أنبأ أبو بكر الصفار، أنبأ أبو بكر الحافظ ، أنبأ أبو أحمد الحاكم، قال: أبو طلحة زيد بن سهل بن الأسود بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النّجّار الأنصاري، الخزرجي، من بني مالك بن النجار من الخزرج، شهد بدرا مع النبي صلى اللّه عليه و سلم، و أمه عبادة بنت مالك بن عدي بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنبأ أبو عبد اللّه بن مندة، قال: زيد بن سهل بن أسود بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النّجّار، يكنى أبا طلحة الأنصاري من بني عمرو بن مالك، شهد بدرا، سماه ابن أبي خيثمة عن أبيه، و أحمد بن حنبل، و عبد اللّه بن الزبير الحميدي، روى عنه عبد اللّه بن عباس، و زيد بن خالد، و أنس بن مالك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل المقدسي، أنبأ مسعود بن ناصر السّجري (2)،أنا عبد الملك بن الحسن، أنبأ أحمد بن محمد بن الحسين الكلاباذي، قال: زيد بن سهل بن الأسود أبو طلحة بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار.

و قال ابن سعد كاتب الواقدي: اسمه تيم اللّه بن ثعلبة، و إنما سمّي النّجّار لأنه

ص: 399


1- بالأصل «عدي» خطأ، و الصواب عن م و قياسا إلى سند مماثل، و انظر فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة 416/7).
2- بالأصل: الشجري، و الصواب ما أثبت ترجمته في سير الأعلام 532/18.

نجر وجه رجل بالقدوم، فلذلك سمي النّجّار الأنصاري، النّجاري، المديني.

و قال عمرو بن علي: سكن الشام، أبو طلحة شهد بدرا، سمع النبي صلى اللّه عليه و سلم، روى عنه زيد بن خالد، و ابن عباس، و أنس بن مالك في اللباس و بدأ الخلق، قال خليفة:

مات سنة اثنتين و ثلاثين، و قال الذّهلي، قال يحيى بن بكير: مات سنة أربع و ثلاثين، و صلّى عليه عثمان، سنه سبعون سنة، و قال الواقدي نحو ابن بكير إلى آخره، و قال ابن نمير: سمعت ابن إدريس عن بعض ولده، ثم ذكر نحو ابن بكير سواء، و قال عمرو بن علي: مات سنة أربع و ثلاثين، و هو ابن سبعين سنة، قال أبو عيسى: مات سنة أربع و ثلاثين، و روى عن أنس: أن أبا طلحة غزا في البحر، فمات في البحر.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري.

أخبرنا الأحوص بن المفضّل بن غسان، ثنا أبي، أنا عفان، نا سليمان بن المغيرة، نا ثابت، عن أنس، قال: جاء أبو طلحة يخطب أم سليم، فقالت: إنه لا ينبغي أن أتزوج مشركا أ ما تعلم يا أبا طلحة أن آلهتكم [التي] (1) تعبدون ينحتها عبد بني فلان، و أنكم لو أشعلتم فيها نارا لاحترقت، قال: فانصرف عنها، و وقع في قلبه من ذلك موقعا، قال: و جعل لا يجيئه نوم (2).قال: فأتاها.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم، نا سليمان بن أحمد، نا إسحاق بن إبراهيم، أنا عبد الرزاق، حدّثنا جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن أنس، قال: خطب أبو طلحة أم سليم قبل أن يسلم فقالت: أما إني فيك لراغبة، و ما مثلك يردّ، و لكنك رجل كافر و أنا امرأة مسلمة، فإن تسلم فذلك مهري لا أسألك غيره، فأسلم أبو طلحة و تزوجها (3).

أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن زريق، أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو القاسم بن حبّابة، نا أبو القاسم البغوي، نا أبو الربيع، نا جعفر بن سليمان، نا ثابت، عن أنس بن مالك، قال: خطب أبو طلحة أم سليم، فقالت: ما مثلك يرد و لكن لا يحل لي أن أتزوجك أنا مسلمة، و أنت كافر، فإن تسلم فذلك مهري، ما أسألك غيره

ص: 400


1- زيادة عن هامش الأصل و بجانبها كلمة صح.
2- بالأصل:«لا يحسبه يوم» كذا، و الصواب عن م و انظر مختصر ابن منظور 135/9.
3- سير الأعلام 29/2.

مؤخر، فأسلم فتزوجها، قال ثابت: فما سمعنا بمهر قط كان أكرم من مهر أم سليم:

الإسلام.

أخبرناه (1) عاليا أبو القاسم بن الحصين، أنبأ أبو طالب بن غيلان، أنبأ أبو بكر الشافعي، نا أبو جعفر محمد بن مسلمة الواسطي ح.

و أخبرنا (2) أبو محمد بن الأكفاني، أنبأ أبو القاسم الحسين بن محمد الحنّائي أنبا أبو علي الحسن بن محمد بن محمد بن الحسن بن درستويه، نا أبو يحيى زكريا بن أحمد البلخي القاضي نا محمد بن مسلمة.

حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأ حمّاد بن سلمة، عن ثابت [عن] إسماعيل بن عبد اللّه بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك أن أبا طلحة خطب أم سليم، فقالت: يا أبا طلحة أ لست تعلم أن إلهك الذي يعبد خشبة تنبت من الأرض نجرها حبشي بني فلان، زاد ابن الأكفاني: قال: بلى، قالت: إنما تستحي أن تعبد خشبة تنبت من الأرض نجرها حبشي بني فلان، أ رأيت إن أسلمت، و قال ابن الحصين: أ رأيت أسلمت - فإني لا أريد منك الصداق غيره، قال: حتى انظر في أمري، قال: فذهب ثم جاء فقال: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أن محمدا رسول اللّه، فقالت: يا أنس زوّج أبا طلحة.

أنبأنا أبو علي الحداد، في كتابه، ثم أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا يوسف بن الحسن بن محمد، قالا: أنبأ أبو نعيم الحافظ ، نا عبد اللّه بن جعفر.

و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنبأ أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يونس بن حبيب، نا أبو داود، نا سليمان بن المغيرة، و حمّاد بن سلمة، و جعفر بن سليمان، كلهم عن ثابت، عن أنس، قال أبو داود: و حدّثنا شيخ سمعه من النّضر بن أنس، و قد دخل حديث بعضهم في بعض، قال:

قال مالك أبو أنس لامرأته و هي أم أنس: أرى هذا الرجل - يعني النبي صلى اللّه عليه و سلم - يحرّم الخمر، فانطلق حتى أتى الشام فهلك هنالك. فجاء أبو طلحة يخطب أم سليم، فكلّمها في ذلك، فقالت: يا أبا طلحة ما مثلك يرد، و لكنك امرؤ كافر، و أنا امرأة مسلمة، لا يصلح أن أتزوجك، فقال: ما ذاك دهرك ؟ قالت: و ما دهري ؟ قال: الصفراء و البيضاء،

ص: 401


1- فوق اللفظة:«يؤخر».
2- فوق اللفظة:«يقدم» و بعد:«محمد بن مسلمة» كتب بخط مغاير: إلى هنا.

قالت: فإني لا أريد صفراء و لا بيضاء أريد منك الإسلام، قال: فمن لي بذلك ؟ قالت:

لك بذلك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

فانطلق أبو طلحة يريد النبي صلى اللّه عليه و سلم، و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم جالس في أصحابه، فلما رآه قال:«جاءكم أبو طلحة غرّة الإسلام بين عينيه»، فجاء، فأخبر النبي صلى اللّه عليه و سلم بما قالت أم سليم فتزوجها على ذلك، قال: كانت فما بلغنا أن مهرا كان أعظم منه، أنها رضيت بالإسلام مهرا فتزوجها، و كانت امرأة مليحة العينين فيها صعر (1)،فكانت معه حتى ولدت له - و حديث زاهر: حتى ولدت منه - بني، و كان يحبه أبو طلحة حبا شديدا فمرض - و في حديث زاهر: إذ مرض - الصبي و تواضع أبو طلحة لمرضه أو تضعضع له فانطلق أبو طلحة إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم، و مات الصبي، فقالت أم سليم: لا ينعين إلى أبي طلحة أحد ابنه حتى أكون أنا أنعاه له، فهيّأت الصبي، و وضعته؛ و جاء أبو طلحة من عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حين دخل عليها، فقال: كيف ابني، فقالت: يا أبا طلحة ما كان منذ اشتكى أسكن منه الساعة، قال: فلله الحمد، فأتته بعشائه فأصاب منه، ثم قامت فتطيبت و تعرضت له فأصاب منها، فلما علمت أنه قد طعم و أصاب منها قالت: يا أبا طلحة أ رأيت لو أن قوما أعاروا قوما عارية لهم فسألوهم إياها أ كان لهم أن يمنعوهم ؟ فقال:

لا، قالت: فإن اللّه عز و جل كان أعارك ابنك عارية، ثم قبضه إليه فاحتسب ابنك و اصبر، فغضب ثم قال: تركتني حتى إذا وقعت بما وقعت به نعيت إليّ ابني ؟ ثم غدا على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فأخبره، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«بارك اللّه لكما في غابر ليلتكما» فبلغت من ذلك الحمل و كانت أم سليم تسافر مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم تخرج معه إذا خرج و تدخل معه إذا دخل، و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إذا ولدت أم سليم فائتوني بالصبي»، فأخذها الطلق ليلة قربهم من المدينة، قالت: اللّهم إني كنت أدخل إذا دخل نبيك، و أخرج إذا خرج نبيك و قد حضر - و في حديث الحداد: حضرنا - هذا الأمر، فولدت غلاما - زاد ابن فورك: حين قدما المدينة - فقالت لابنها أنس: انطلق بالصبي إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فأخذ أنس الصبي فانطلق به إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم و هو يسم إبلا و غنما،- و في حديث أبي نعيم: أو غنما - فلما نظر إليه، فقال:«ائتوني بتمرات عجوة»، فأخذ النبي صلى اللّه عليه و سلم التمر فجعل يحنّك الصبي، و جعل الصبي يتلمّظ ، فقال:«انظروا إلى حبّ

ص: 402


1- الصعر؟؟؟: محركة ميل في الوجه أو في أحد الشقين (القاموس).

الأنصار التمر»، فحنكه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و سمّاه عبد اللّه، قال ثابت: و كان يعدّ من خيار المسلمين (1)[4510].

أخبرنا أبو حامد أحمد بن نصر الحاكمي - بطوس - أنبأ أبي أبو الفتح نصر بن علي، أنبأ أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري (2)،نا أبو العباس محمد بن يعقوب، نا العباس بن محمد الدوري، نا يونس بن محمد، نا حرب بن ميمون، عن النضر بن أنس، قال: جاءت أم سليم إلى أبي أنس و هو مشرك، فقالت: قد جئتك اليوم بما تكره، قال لا يزال يجئني بما أكره من عند هذا الاعرابي، قالت: كان اعرابيا فاصطفاه اللّه و اختاره و جعله نبيا، قال: ما الذي جئت به ؟ قالت: حرّمت الخمر، قال: هذا فراق بيني و بينك، قالت: ابن من اللّه فمات مشركا، و جاء أبو طلحة إلى أم سليم، فقالت: ما جاء بك يا أبا طلحة ؟ قال: جئت خاطبا، قالت: أسلمت ؟ قال: لا، ما تسألني عن إسلامي، قالت: لم أكن أتزوجك و أنت مشرك، قال: لا و اللّه ما هذا دهرك في الصفراء و البيضاء، قالت: فإني أشهد اللّه و أشهد نبي اللّه أنك إن أسلمت فقد رضيت بالإسلام منك، قال:

فمن لي بهذا؟ قالت: يا أنس قم فانطلق حتى إذا كنا قريبا من نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم سمع كلاما، قال:«هذا أبو طلحة بين عينيه غرّة الإسلام»، فجاء فسلّم على نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، و أن محمدا عبده و رسوله، قالت: فشهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و زوّجه أم سليم على إسلامه، فولدت له غلاما درج فأعجب به أبويه، فقبضه اللّه إليه، فجاء أبو طلحة فقال: ما فعل ابني يا أم سليم ؟ قالت: خير ما كان، فقالت: أ لا تتغدى فقد أخّرت غداءك اليوم، فقربت إليه غداءه، فتغدى حتى فرغ من غدائه، قالت له: يا أبا طلحة عارية استعارها قوم فكانت العارية عندهم ما قضى اللّه، و أن أهل العارية أرسلوا إلى عاريتهم فقبضوها ألهم أن يجزعوا عليها؟ قال: لا، قالت (3):فإن ابنك قد فارق الدنيا، قال:

و أين هو؟ قالت: في الدولج،- يعني المخدع - فقام فدخل فكشف عنه فاسترجع و ذهب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فحدثه بقول أم سليم، فقال:«و الذي بعثني بالحق لقد قذف اللّه في رحمها ذكرا يصبرها على ولدها» فتم، فوضعته فقال نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا أنس اذهب إلى أمك فقل لها إذا أنت قطعت سرار ابنك فلا تذيقنه شيئا حتى ترسل إليّ »، قال: فوضعته

ص: 403


1- الحديث بطوله في مسند أبي داود الطيالسي 159/2 و نقله الذهبي في سير الأعلام 30/2 مختصرا.
2- مهملة بالأصل و م بدون نقط ، انظر الأنساب (الحيري).
3- بالأصل: قال.

على ذراعي، فأتيت به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فوضعته بين يديه، فقال:«اذهب فائت بثلاث تمرات عجوة»، قال: فجئت بهن، فقذف نواهن ثم قذفه في فيه فلاكه، ثم فتح فا الغلام ثم قذفه في فيه، قال: فأخذ الغلام بشرطة، فقال:«أنصاريّ يحب التمر، اذهب إلى أمك فقل: بارك اللّه لك فيه»[4511].

أخبرنا خالي القاضي أبو المعالي محمد بن يحيى القرشي، أنبأ أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو نصر بن الجبّان، أنا محمد بن موسى بن فضالة، نا أبو عبد الرّحمن بن الدّرفس، نا محمود بن خالد، نا عمر - يعني - ابن عبد الواحد، عن الأوزاعي، حدّثني إسحاق بن عبد اللّه بن أبي طلحة، قال: كان أبو طلحة يغدو على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فتعرض نفسه عليه، فإن كانت له حاجة أمره بها و إلاّ خرج فاعتمل على نفسه، فأتاه يوما فعرض نفسه عليه، فلم يكن له حاجة فخرج يعتمل على نفسه، و ترك ابنا له مريضا فانصرف و قد قبض ابنه من العشي، فأخذته أمه و هي أم سليم الأنصارية، فلفّته ثم جعلته في جانب البيت، و كان أبو طلحة يومئذ صائما، فقال: كيف أمسى ابني ؟ قالت أم سليم: ما كان قد مرض أهدى منه الليلة، فقرّبت له طعامه، ثم صلّى العتمة، فأوى إلى فراشه فمست أم سليم من طيبها، ثم دخلت معه فأصابها، فلما فرغ قالت: أ رأيت قوما أعار لهم جيران لهم عارية، فاستمتعوا بها، ثم بدا لهم فقبضوا عاريتهم، فوجدوا من ذلك، قال: سبحان اللّه ما... (1) أن يفعلوا، قالت: فإن اللّه قد قبض ابنك، و كان قد أعارنا إياه، قال: فلعجبه بما قد فعلت كان أعظم من مصيبته، فغدا على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فجذبه، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«بارك اللّه لكما في ليلتكما»، فحملت بعبد اللّه أبي إسحاق، فكان من خيار المسلمين[4512].

أخبرنا أبو المظفّر القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي (2)،أنا أبو عمرو بن حمدان.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، و أم المجتبى العلوية، قالا: أخبرنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا عبد الواحد بن عتّاب أبو بحر، نا حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، قال: قال أبو طلحة: رفعت رأسي يوم أحد

ص: 404


1- لفظة غير مقروءة بالأصل و م رسمها:«نولهم».
2- بالأصل: الجيزرودي و في م: الحررودي ؟؟؟.

فجعلت انظر فما منهم أحد إلاّ و هو يميد من النعاس تحت حجفته (1).

قال: و أنا أبو يعلى، نا أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم الهذلي، نا هشيم، نا حميد، عن أنس، عن أبي طلحة، قال: لقد سقط السيف مني،- و قالت فاطمة: من يدي - يوم بدر لما غشينا من النعاس، يقول اللّه عز و جل إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعٰاسَ أَمَنَةً مِنْهُ (2)(3).

أخبرنا أبو عمر محمد بن محمد بن القاسم العبشمي، و أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين الزّهري القرشيان، و أبو الفتح المختار بن عبد الحميد بن المنتصر، و أبو المحاسن أسعد بن علي بن الموفق، قالوا: أنا عبد الرّحمن بن محمد بن المظفّر، أنا أبو محمد عبد اللّه بن أحمد بن حموية، أنبأ أبو إسحاق بن خريم الشّاشي، أنا عبد بن حميد الكسي، حدّثني سليمان بن حرب، نا حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس: أن أبا طلحة كان يرمي بين يدي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم أحد، و كان رجلا راميا، و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خلفه، و كان إذا رمى رفع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم شخصه ينظر أين يقع سهمه، قال: و كان أبو طلحة يرفع صدر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بيده و يقول: يا رسول اللّه هكذا لا يصيبك سهم، و كان أبو طلحة يسور نفسه بين يدي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، يقول: يا رسول اللّه إني قوي جلد فوجهني في حوائجك، و ابعثني حيث شئت.

أخبرناه عاليا أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، أنبأ أبو سعيد محمد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو الحيري، أنا أبو يعلى الموصلي، نا عبد الرّحمن بن سلام الجمحي، نا حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس: أن أبا طلحة الأنصاري كان يوم أحد يرمي بين يدي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خلفه، و كان أبو طلحة رجلا راميا، و كان إذا رمى رفع النبي صلى اللّه عليه و سلم شخصه ينظر أين يقع سهمه (4).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا إسماعيل بن العباس الوراق، نا أحمد بن منصور بن سيّار الرّمادي، و محمد بن عبد الملك بن زنجويه، قالا: أنا أبو معمر، نا عبد الوارث، نا

ص: 405


1- الحجفة واحدة الحجف محركة، و هي التروس من جلود بلا خشب و لا عقب (القاموس).
2- سورة الأنفال، الآية:11.
3- انظر سير الأعلام 30/2.
4- سير الأعلام 31/2.

عبد العزيز بن صهيب، عن أنس، قال: لما كان يوم أحد انهزم ناس من الناس عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم [و أبو طلحة] (1) بين يدي النبي صلى اللّه عليه و سلم مجوّبا (2) عليه بحجفة له، قال: و كان أبو طلحة رجلا راميا شديد النزع، كسر يومئذ قوسين أو ثلاثة، قال: و كان الرجل يمر معه الجعبة من النبل فيقول: انثرها لأبي طلحة، قال: فيشرف نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم ينظر إلى القوم، قال: فيقول أبو طلحة: يا نبي اللّه بأبي أنت و أمي، لا تشرف، لا يصيبك سهم من سهام القوم، نحري دون نحرك، قال: فلقد رأيت عائشة بنت أبي بكر، و أم سليم، و إنهما لمشمّرات أرى خدم (3) سوقهما ينقلان (4) القرب على متونهما ثم يفرغانه في أفواه القوم و ترجعان فتملآنها، ثم تجيئان فتفرغانه في أفواه القوم، و لقد وقع السيف من يد أبي طلحة إمّا مرتين و إمّا ثلاثا من النعاس.

أخبرناه عاليا أبو المظفّر الصوفي، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان الفقيه ح.

و أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا جعفر بن مهران، نا عبد الوارث، عن عبد العزيز، عن أنس، قال: لما كان يوم أحد انهزم ناس من الناس عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و أبو طلحة بين يدي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، يجوّب (5) عنه بحجفة معه، قال: و كان أبو طلحة رجلا راميا شديد النزع، كسر يومئذ قوسين أو ثلاثة، و كان الرجل يمرّ بالجعبة فيها النبل فيقول: انثرها لأبي طلحة، قال: و يشرف نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم فينظر إلى القوم، فيقول أبو طلحة: يا نبي اللّه صلى اللّه عليه و سلم بأبي أنت و أمي لا تشرف يصيبك سهم من سهام القوم، نحري دون نحرك، و لقد رأيت عائشة بنت أبي بكر، و أم سليم و إنهما مشمّرتان أرى خدم سوقهما ينقلان الماء - و قال ابن المقرئ: القرب - على متونهما ثم يفرغانه في أفواه القوم - زاد ابن حمدان: و ترجعان فتملآنها ثم تجيئان فتفرغانه في أفواه القوم، ثم اتفقا فقالا:-

ص: 406


1- الزيادة عن م.
2- اللفظة رسمها و إعجامها مضطربان و رسمها:«حويا؟؟؟» كذا، و المثبت عن مختصر ابن منظور و سير الأعلام 31/2 و في م: محويا.
3- الخدم جمع خدمة، رباط السراويل عند أسفل رجل المرأة.
4- في سير الأعلام: تنقزان.
5- أي يترس عليه، يقيه بترسه و حجفته.

و لقد وقع السيف من يد أبي طلحة من النعاس إمّا مرتين و إمّا ثلاثا.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمد، أنبأ أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا ابن أبي عدي، عن حميد، عن أنس، قال: كان أبو طلحة يرمي بين يدي رسول اللّه، و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يرفع رأسه من خلفه لينظر إلى مواقع نبله، قال: فيتطاول أبو طلحة بصدره يقي به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و قال: يا رسول اللّه نحري دون نحرك[4513].

أخبرنا أبو المظفّر القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي (2)،أنا أبو عمرو بن حمدان ح.

و أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالت: قرئ على أبي القاسم السّلمي، أنبأ أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى الموصلي، نا وهب - هو - ابن بقية، نا خالد - هو الطحان - عن حميد، عن أنس أن أبا طلحة كان يرمي بين يدي النبي صلى اللّه عليه و سلم - زاد ابن المقرئ: النبي صلى اللّه عليه و سلم، و قالا:- يرفع رأسه فينظر إلى موضع سهمه، فرفع و رفع النبي صلى اللّه عليه و سلم فرفع أبو طلحة صدره بحياله، فقال: هكذا يا رسول اللّه جعلني اللّه فداك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد، أنا عيسى بن سالم الشاشي، أنبأ ابن المبارك ح.

و أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنبأ أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الفتح الجلي، نا أبو يوسف محمد بن سفيان بن موسى الصفار، نا أبو عثمان سعيد بن رحمة بن نعيم الأصبحي، قال: سمعت ابن المبارك، عن حميد، عن أنس: أن أبا طلحة كان يرمي بين يدي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - و في حديث ابن السّمرقندي:

فكان النبي صلى اللّه عليه و سلم يرفع رأسه من خلفه لينظر أين يقع نبله - و في حديث ابن السّمرقندي:

ينظر أين يقع النبل (3) فيتطاول أبو طلحة - زاد ابن البنا: بصدره، قالا:- يقي به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، يقول: هكذا يا نبي اللّه - و في حديث ابن السمرقندي: يا رسول اللّه -

ص: 407


1- مسند أحمد 286/3-287.
2- إعجامها مضطرب، و الصواب ما أثبت، و قد مضى التعريف به.
3- بالأصل: النبطل.

جعلني اللّه فداك، نحري دون نحرك.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالا: أنا أبو سعد (1) بن أبي علانة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا يحيى بن محمد بن صاعد، نا عبد الجبار، هو ابن العلاء، قال:

حدّثنا سفيان، عن ابن جدعان، عن أنس، قال: كان أبو طلحة يجثو بين يدي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في الحرب فيقول: نفسي لنفسك الفداء، و وجهي لوجهك الوقاء، ثم ينثر كنانته بين يديه، و قرأ أبو طلحة: اِنْفِرُوا خِفٰافاً وَ ثِقٰالاً (2)،فقال: لا استمع اللّه عذر أحد (3)فخرج إلى الشام فقاتل.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنبأ أبو سعد الجنزرودي، أنا أبو عمرو بن حمدان ح.

و أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، قالت: أنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا أبو خيثمة، نا ابن عيينة، ثنا - و في حديث ابن حمدان: عن - علي بن زيد، عن أنس، قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«صوت أبي طلحة في الجيش خير من فئة» (4)[4514].

و كان إذا بقي مع النبي صلى اللّه عليه و سلم جثا بين يديه، و قال: نفسي لنفسك الفداء، و وجهي لوجهك الوقاء (5).

قالا: و أخبرنا أبو يعلى، نا عبد الأعلى - زاد ابن المقرئ: بن حمّاد - نا سفيان، عن علي بن زيد، عن أنس، قال: كان أبو طلحة إذا كان في جيش نثر كنانته بين يديه، و قال: نفسي لنفسك الفداء، و وجهي لوجهك الوقاء، قال: و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«صوت أبي طلحة في الجيش خير من فئة»[4515].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأ أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي قال: قرئ على سفيان، سمعت ابن جدعان، عن أنس،

ص: 408


1- اسمه محمد بن الحسين بن عبد اللّه العلاني، ترجمته في سير الأعلام 237/18.
2- سورة التوبة، الآية:42.
3- بالأصل: أحدا.
4- أخرجه الحاكم في المستدرك 352/3 و الذهبي في السير 32/2.
5- سير الأعلام 32/2.

عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«لصوت أبي طلحة في الجيش خير من فئة» (1)[4516].

أخبرنا أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى، ابنا (2)الحسن، قالا: أنا أبو سعد محمد بن الحسين بن أحمد بن عبد اللّه، أنبأ أبو طاهر المخلّص، نا يحيى بن محمد بن صاعد، نا عبد الجبار بن العلاء، ثنا سفيان بن عيينة، عن ابن جدعان، عن أنس، قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لصوت أبي طلحة في الجيش خير من فئة»[4517].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنبأ أبو سعد محمد بن عبد الرحمن، أنبأ أبو عمرو بن حمدان ح.

و أخبرتنا أم المجتبى قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنبأ أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا داود بن عمرو، نا سفيان، عن ابن جدعان، عن أنس، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«صوت أبي طلحة في الجيش خير من فئة»[4518].

و رواه حمّاد بن سلمة، عن علي بن زيد، و شك في إسناده.

أخبرناه أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالا: أنا أبو سعد بن أبي علانة (3)، أنا أبو طاهر المخلّص، ثنا يحيى بن محمد، نا أحمد بن سنان القطان، نا يزيد بن هارون، نا حمّاد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أنس بن مالك أو غيره أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«لصوت أبي طلحة على المشركين أشد من فئة»[4519].

و أخبرناه أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (4)،حدّثني أبي، نا عفان، نا حمّاد بن سلمة (5)،نا علي بن زيد، قال: أظنه عن أنس بن مالك أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«لصوت أبي طلحة أشد على المشركين من فئة».

و رواه يزيد بن هارون أيضا، عن حمّاد فقال: عن ثابت، عن أنس[4520].

أخبرناه أبو القاسم أيضا، أنا أبو علي، أنا أحمد بن جعفر، ثنا عبد اللّه بن

ص: 409


1- مسند الإمام أحمد 112/3.
2- بالأصل:«أنبا» و الصواب ما أثبت.
3- بالأصل: علاثة، خطأ، و الصواب عن م، و قد مضى التعريف به.
4- مسند أحمد 249/3.
5- بالأصل: حماد بن علي، خطأ، و الصواب ما أثبت عن م.

أحمد (1)،حدّثني أبي، نا يزيد، أنبأ حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لصوت أبي طلحة أشد على المشركين من فئة»[4521].

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا أبو محمد الجوهري، أنبأ أبو عمر بن حيّوية، أنبأ أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد (2)،أنا محمد بن عبد اللّه الأسدي، و قبيصة بن عقبة، قالا: نا سفيان، عن عبد اللّه بن محمد بن عقيل، عن جابر أو عن أنس بن مالك، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لصوت أبي طلحة في الجيش خير من ألف رجل»[4522].

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنبأ الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأ عبد الوهاب بن أبي حيّة، أنبأ محمد بن شجاع، أنا محمد بن عمر، قال (3):قالوا: و كان أبو طلحة يوم أحد قد نثر كنانته بين يدي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و كان راميا، و كان صيّتا، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«صوت أبي طلحة في الجيش خير من أربعين رجلا»، و كان في كنانته خمسون سهما، فنثرها بين يدي النبي صلى اللّه عليه و سلم، ثم جعل يصيح: يا رسول اللّه نفسي دون نفسك، فلم يزل يرمي بها سهما سهما، و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يطلع رأسه من خلف أبي طلحة بين رأسه و منكبه ينظر إلى مواقع النّبل، حتى فنيت نبله، و هو يقول: نحري دون نحرك، جعلني اللّه فداك، فإن كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ليأخذ العود من الأرض فيقول:«ارم يا أبا طلحة»، فيرمي به سهما جيدا.

و كان الرماة من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم المذكور منهم: سعد بن أبي وقاص، و السائب بن عثمان بن مظعون، و المقداد بن عمرو، و زيد بن حارثة، و حاطب بن أبي بلتعة، و عتبة بن غزوان، و خراش بن الصّمّة، و قطبة بن عامر بن حديدة، و بشر بن البراء بن معرور، و أبو نائلة سلكان بن سلامة، و أبو طلحة، و عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح (4)،و قتادة بن النعمان[4523].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو الحسن بن علي، أنا أحمد بن جعفر، ثنا

ص: 410


1- مسند أحمد 203/3.
2- طبقات ابن سعد 505/3.
3- مغازي الواقدي 243/1.
4- بالأصل و م: الأفلح بالفاء، خطأ، و المثبت عن مغازي الواقدي.

عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، ثنا يزيد، أنبأ حمّاد بن سلمة ح.

و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي، و أبو نصر إبراهيم البار، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمران المعروف بابن الجندي، نا أبو القاسم البغوي، نا عبد اللّه بن عمر أبو عبد الرحمن، نا ابن المبارك، نا حمّاد بن سلمة ح.

و أخبرتنا أم المجتبى قالت: قرئ على إبراهيم بن (1)منصور، أنا محمد بن إبراهيم بن المقرئ، نا أبو يعلى الموصلي، نا زهير، نا يزيد بن هارون، نا حمّاد بن سلمة، عن إسحاق بن عبد اللّه، زاد ابن الحصين، و ابن السمرقندي، و البار: بن أبي طلحة، عن أنس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال يوم حنين:«من قتل رجلا»، و قال ابن السمرقندي و البار:«من قتل كافرا فله سلبه»، فقتل أبو طلحة يومئذ عشرين رجلا و أخذ أسلابهم (2)[4524].

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب، و أبو القاسم عبد الرحمن، ابنا (3)محمد بن إسحاق، و أبو منصور محمد بن أحمد بن علي بن شكرويه، قالوا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمد، أنا عبد اللّه بن محمد بن زياد النيسابوري، ثنا أبو الأزهر، و عبد اللّه بن أيوب، قالا: نا يزيد بن هارون، أنا حمّاد بن سلمة، عن إسحاق بن عبد اللّه بن أبي طلحة، عن أنس، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من قتل فله السلب يوم حنين»، فقتل أبو طلحة يومئذ عشرين و أخذ أسلابهم[4525].

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنبأ أبو محمد الحسن بن علي، أنبأ عبيد اللّه بن عبد الرحمن بن محمد، نا عبد اللّه بن محمد بن عبد العزيز، نا شجاع بن مخلد، حدّثني ابن أبي زائدة.

و أخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس، أنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن عمر العمري، أنا أبو محمد بن أبي شريح، ثنا يحيى بن محمد بن صاعد، نا

ص: 411


1- بالأصل: عن خطأ، و الصواب ما أثبت عن م.
2- مسند أحمد 123/3.
3- غير مقروءة بالأصل و الصواب عن م، و هما ابنا محمد بن إسحاق أبو عمرو بن منده انظر ترجمة عبد الوهّاب في سير الأعلام 440/18 و ترجمة عبد الرحمن سير الأعلام 349/18.

أحمد بن منيع، نا يحيى بن زكريا، و هو ابن أبي زائدة ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، و أبو منصور عبد الباقي بن محمد بن غالب بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلّص، نا يحيى بن محمد بن صاعد، نا أحمد بن منيع، نا يحيى بن أبي زائدة ح.

و أخبرنا أبو القاسم الشّحامي، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا إمام الأئمة أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، نا أحمد بن منيع، نا ابن أبي زائدة، قال: حدّثني أبو أيوب الافريقي، عن إسحاق بن عبد اللّه بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم حنين:«من تفرّد بدم رجل فقتله فله سلبه»، فجاء أبو طلحة بسلب أحد و عشرين رجلا[4526].

[أخبرنا] (1)أبو عبد اللّه الخلاّل (2)،و أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالا: أنا إبراهيم بن منصور، أنبأ أبو بكر بن المقرئ، أنبأ أبو يعلى، نا مسروق بن المرزبان، نا ابن أبي زائدة، و قالت فاطمة: نا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن أبي أيوب الافريقي، عن إسحاق بن عبد اللّه بن أبي طلحة، عن أنس: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال يوم حنين:«من تفرّد بدم رجل فله سلبه»، قال: فجاء أبو طلحة بسلب أحد و عشرين نفسا، لفظهما قريب[4527].

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، و أبو نصر إبراهيم بن الفضل، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أحمد بن محمد بن الجندي، نا عبد اللّه بن محمد، نا أحمد بن محمد بن أيوب، نا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، نا حمّاد بن سلمة، عن إسحاق بن عبد اللّه بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك، قال: لقد استلب أبو طلحة يوم حنين وحده عشرين رجلا.

رواه يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه.

أخبرنا أبو محمد السّيّدي، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنا أبو عثمان البحيري ح.

ص: 412


1- زيادة لازمة منا.
2- بالأصل الجلال، و المثبت قياسا إلى سند مماثل.

و أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري، أنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن، قالا: أنا أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان، قال: أنبأ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي، نا محمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي، قال: سمعت أبا إسحاق الفزاري يحدث عن هشام الفردوسي، عن محمد بن سيرين، عن أنس بن مالك، قال:

رمى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الجمرة يوم النّحر، ثم أمر بالبدن فنحرت و الحلاق جالس عنده، فسوى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم شعره يومئذ بيده، ثم قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على شق جانبه الأيمن على شعره، ثم قال للحلاق:«احلق»، فحلق فقسم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يومئذ شعره على من، - و قال البحيري: شعره يومئذ بين من، و قالا - أحضره من الناس الشعرة و الشعرتين، ثم قبض بيده على جانب شقه الأيسر على شعره ثم قال للحلاق:«احلق»، فحلق فدعا أبا طلحة الأنصاري فدفعه إليه[4528].

رواه مسلم عن محمد بن يحيى عن (1)ابن عيينة، عن ابن مثنى، عن عبد الأعلى جميعا، عن هشام (2).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران المقرئ الزاهد، أنا أبو العباس السّرّاج، نا محمد بن يحيى بن أبي عمر، نا سفيان بن عيينة، قال: سمعت هشام بن حسان يخبر عن ابن سيرين، عن أنس قال: لما رمى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الجمرة و نحر نسكه و حلق فناول الحلاق شقه الأيمن فحلقه، ثم دعا أبا طلحة الأنصاري، فأعطاه، ثم ناوله الشق الأيسر، و قال:

«احلق» فحلقه فأعطاه أبا طلحة، و قال:«اقسم بين الناس»[4529].

و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، قال: قرئ على أبي عثمان البحيري، أنبأ أبو الفضل محمد بن الحسن بن أحمد بن جعفر الأسدي - بالكوفة - أنا محمد بن الحسين بن حفص، نا أبو كريب، ثنا عبد الرحيم بن سليمان، نا هشام بن حسان، عن ابن سيرين، عن أنس بن مالك، قال: رمى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الجمرة يوم النحر ثم انصرف، و نحر البدن، ثم جاء و الحلاق جالس فجلس ثم أخذ أحد شقي شعره الأيمن بيده، فقال للحلاق:«احلق»، فحق ذلك الشق، ثم قسمه بين من ثلاثة من الناس الشعرة

ص: 413


1- بالأصل: بن و الصواب ما أثبت عن م.
2- صحيح مسلم كتاب الحج حديث 1305.

و الشعرتين، ثم أخذ الشق الآخر، فقال للحلاق:«احلق» فحلق، ثم قال:« هاهنا أبو طلحة»، فقام أبو طلحة فدفعه إليه[4530].

رواه ابن عون، عن ابن سيرين فأرسله.

أخبرناه أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، حدّثنا محمد بن سعد (1)،أنبأ روح بن عبادة، و عبد الوهاب بن عطاء العجلي، نا ابن عون، عن محمد بن سيرين، قال: لما حج النبي صلى اللّه عليه و سلم تلك الحجة حلق، فكان أول من قام فأخذ من شعره أبو طلحة، ثم قام الناس فأخذوا.

أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن سهل بن عمر، أنبأ أبو عثمان سعيد بن محمد بن أحمد البحيري، أنا زاهر بن أحمد الفقيه، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى، نا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزّهري، نا مالك بن أنس، عن إسحاق بن عبد اللّه بن أبي طلحة، أنه سمع أنس بن مالك يقول: كان أبو طلحة أكثر أنصاريّ بالمدينة مالا من نخل، و كان أحبّ أمواله إليه بيرحا (2)و كانت مستقبلة المسجد، و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يدخلها و يشرب من مائها طيب، قال أنس: فلما أنزل اللّه هذه الآية: لَنْ تَنٰالُوا الْبِرَّ حَتّٰى تُنْفِقُوا مِمّٰا تُحِبُّونَ (3)[قام أبو طلحة إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:

يا رسول اللّه، إن اللّه عزّ و جلّ يقول: لَنْ تَنٰالُوا الْبِرَّ حَتّٰى تُنْفِقُوا مِمّٰا تُحِبُّونَ ] (4)و إن أحب أموالي إليّ بيرحا و إنها صدقة للّه أرجو برّها و ذخرها عند اللّه، فضعها يا رسول اللّه حيث أراك اللّه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«بخ، ذلك مال رابح، ذلك مال رابح، و قد سمعت ما قلت، و إنّي أرى أن تجعلها في الأقربين»، فقال أبو طلحة: أفعل يا رسول اللّه، فقسمها أبو طلحة في أقاربه و بني عمه[4531].

أخرجاه في الصحيحين عن جماعة عن مالك (5).

ص: 414


1- طبقات ابن سعد 506/3.
2- بيرحا بوزن خيزلى، أرض لأبي طلحة، و قيل موضع بقرب المسجد بالمدينة يعرف بقصر بني حديلة، و هي ليست بئرا (ياقوت).
3- سورة آل عمران، الآية:93.
4- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدركت العبارة عن م.
5- البخاري 257/3 في الزكاة، و مسلم في الزكاة (ح 998) و موطأ مالك 995/2 في الصدقة.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه، أنا أبو محمد الجوهري، أنا علي بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ، ثنا عبد اللّه بن العباس بن عبيد اللّه الطّيالسي، نا عبد اللّه بن معاوية الجمحي، نا حمّاد بن سلمة، أنا ثابت البناني، عن أنس بن مالك، قال: لما نزلت هذه الآية: لَنْ تَنٰالُوا الْبِرَّ حَتّٰى تُنْفِقُوا مِمّٰا تُحِبُّونَ ،قال أبو طلحة: يا رسول اللّه إن ربنا يسألنا من أموالنا فإني أشهدك أني قد جعلت أرضي التي بأريحا للّه عز و جل، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اجعلها في قرابتك»، قال: فقسمها بين أبي بن كعب، و حسان بن ثابت[4532].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم، ثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأ أبو القاسم صدقة بن محمد بن أحمد بن عبد الملك بن مروان القرشي، نا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن الأعرابي - بمكة - ثنا الزّعفراني، نا علي بن عاصم، عن حميد، عن أنس، قال: لما نزلت هذه الآية: لَنْ تَنٰالُوا الْبِرَّ حَتّٰى تُنْفِقُوا مِمّٰا تُحِبُّونَ و لأبي طلحة حائط كان يعجبه، فقال: يا رسول اللّه هو في سبيل اللّه، فقال:«وجب أجرك، اقسمه بين أقاربك»[4533].

أخبرنا أبو عمر محمد بن محمد بن القاسم العبشمي، و أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين، و أبو الفتح المختار بن عبد الحميد بن المنتصر الأديب، و أبو المحاسن أسعد بن علي بن الموفق بن زياد، قالوا: أنا عبد الرحمن بن محمد بن المظفّر الداودي، أنا عبد اللّه بن أحمد بن حموية السّرخسي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن خريم، أنا عبد بن حميد، أنا يزيد بن هارون، أنا حميد الطويل، عن أنس بن مالك، قال: لما نزلت هذه الآية: لَنْ تَنٰالُوا الْبِرَّ حَتّٰى تُنْفِقُوا مِمّٰا تُحِبُّونَ أو مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّٰهَ قَرْضاً حَسَناً (1)،قال أبو طلحة: أي رسول اللّه حائطي الذي بمكان كذا و كذا للّه عز و جل، و لو استطعت أن أسره لم أعلنه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اجعله في قرابتك أو أقربائك»[4534].

أخبرنا أبو المظفّر القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو (2)بن حمدان.

و أخبرتنا أم المجتبى العلوية، قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور، أنا

ص: 415


1- سورة البقرة، الآية:245، و سورة الحديد، الآية:11.
2- بالأصل: أبو عمر، خطأ و الصواب عن م.

محمد بن إبراهيم بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا زهير، نا يزيد، أنا حميد، عن أنس، قال: لما نزلت: لَنْ تَنٰالُوا الْبِرَّ حَتّٰى تُنْفِقُوا مِمّٰا تُحِبُّونَ أو مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّٰهَ قَرْضاً حَسَناً ،قال أبو طلحة: أي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حائطي الذي بمكان كذا و كذا للّه عز و جل، و لو استطعت أن أسره لم أعلنه فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«اجعله في قرابتك»، أو قال:«في أقربائك»[4535].

قالا: و أنا أبو يعلى، نا أبو بكر، نا خالد، عن حميد، عن أنس، قال: جاء أبو طلحة إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: إني جعلت حائطي للّه، و لو استطعت أن أخفيه ما أظهرته، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«اجعله في فقراء أهلك»[4536].

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنبأ أبو محمد الجوهري، أنا محمد بن إسماعيل، و محمد بن العباس، قالا: نا يحيى بن محمد بن صاعد، ثنا الحسين بن الحسن، أنا عبد اللّه بن المبارك، نا مالك بن أنس، عن عبد اللّه بن أبي بكر، أن أبا طلحة كان يصلّي في حائط له فطار دبسيّ (1) فطفق يتردد يلتمس مخرجا، فلم يجده لالتفاف النخل، فأعجبه ذلك، فأتبعه بصره ساعة، ثم رجع فإذا هو لا يدري كم صلّى، فقال:

لقد أصابني (2) في مالي هذا فتنة، فأتى النبي صلى اللّه عليه و سلم فذكر ذلك له، و قال: يا رسول اللّه هو صدقة فضعه حيث أراك اللّه عز و جل.

أخبرناه عاليا أبو محمد هبة اللّه بن سهل، أنا سعيد بن محمد، أنا زاهر بن أحمد، أنا إبراهيم بن عبد الصمد، نا أبو مصعب، حدّثنا مالك، عن عبد اللّه بن أبي بكر: أن أبا طلحة الأنصاريّ كان يصلي في حائط له فطار دبسيّ فطفق يتردد يلتمس مخرجا فأعجبه ذلك فجعل يتبعه بصره ساعة ثم رجع إلى صلاته فإذا هو لا يدري كم صلّى، فقال: لقد أصابني (3) في مالي هذا فتنة، فجاء إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فذكر له الذي أصابه في حائطه من الفتنة، فقال: يا رسول اللّه هو صدقة فضعه حيث شئت، هذا مرسل.

كتب (4) إليّ أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن إبراهيم الرازي، أنا القاضي أبو الحسن

ص: 416


1- الدبسي طائر أدكن يقرقر.(القاموس).
2- مختصر ابن منظور: أصابتني.
3- انظر الحاشية السابقة.
4- في م:«أخبرنا ألي» خطأ.

علي بن عبيد اللّه بن محمد الهمداني - بمصر - أنا أبو الحسن علي بن محمد بن موسى التّمّار الحافظ ، نا أبو يحيى محمد بن إبراهيم بن فهد بن حكيم الساجي، ثنا أبو الفضل رزق اللّه بن موسى، نا شبابة بن سوّار، نا جعفر بن مرزوق الباهلي، عن عتّاب بن بشير، عن عبد الرحمن بن سابط المخزومي، عن سعد أو سعيد بن عامر الجمحي، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ذات يوم:«يا أبا بكر تعال، و يا عمر تعال إني أمرت أن أؤاخي بينكما بوحي أنزل عليّ من السماء، و أنتما أخوان في الدنيا و أخوان في الجنة، فليسلّم كل واحد منكما على صاحبه و ليصافحه»، فأخذ أبو بكر بيد عمر، فتبسّم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«يكون قبله و يموت قبله، يا زبير تعال، يا طلحة تعال، أمرت أن أؤاخي بينكما، فأنتما أخوان في الدنيا، و أخوان في الجنة، فليسلّم كل واحد منكما على صاحبه و ليصافحه»، ففعلا، ثم قال لأبي عبيدة بن الجرّاح و لسالم مولى أبي حذيفة مثل ذلك، ففعلا، ثم قال لأبيّ بن كعب، و لابن مسعود مثل ذلك، ففعلا، ثم قال لمعاذ و لثوبان مثل ذلك، ففعلا، ثم قال لأبي طلحة و لبلال مثل ذلك، ففعلا، ثم قال لأبي الدّرداء و سلمان مثل ذلك، ففعلا، ثم قال لسعد بن أبي وقاص و صهيب مثل ذلك، ففعلا، ثم قال لأبي ذرّ و لهلال مولى المغيرة بن شعبة مثل ذلك ففعلا، ثم قال لأبي أيوب الأنصاري و لعبد اللّه بن سلام مثل ذلك ففعلا، ثم قال:«يا أخي، يا أسامة تعال، و يا هند تعال»- حجّاما كان يحجم النبي صلى اللّه عليه و سلم الذي شرب من دم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم - فقال لهما مثل ذلك ففعلا»، قال: فالتفت عبد الرحمن بن عوف إلى عثمان بن عفان، فقال: إنّا للّه و إنا إليه راجعون، هلكنا ما لنا لا يلتفت إلينا، نعوذ باللّه من معتبته و من موجدة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

فالتفت إليهما رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال:«اللّه ما اللّه لكما بماقت و لا رسوله عليكما بواجد، و انكما لتكرمان على اللّه و على رسوله و على ملائكته، و لكن أردت أن أدعو بكما نهاني الملك الذي نزل بهذا الأمر من عند اللّه فقال: أخّرهما فإنهما غنيان، و إنما أخرتكما لأموالكما و كذلك يحاسب الناس يوم القيامة، يعجّل حساب الفقير و يؤخر حساب الأغنياء، و هم في الحبس الشديد، و أنتما أخوان في الدنيا، و أخوان في الجنة فليسلم كل واحد منكما على صاحبه و يصافحه»، ثم قال لهما:«أ رضيتما»، قالا: نعم، الحمد للّه الذي لم يفضحنا. فقال لهما رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أ لا أزيدكما؟»، قالا: بلى يا رسول اللّه، قال:«فإنكما أخوان في هذه الدار، و في دار الجنة كأخي إلياس و مؤمن آل فرعون

ص: 417

ياسين، إن الياس كان أحبّ الناس إلى مؤمن آل ياسين فبعث اللّه جبريل إلى إلياس أن اللّه قد و اخى بينك و بين عبده المقتول ظلما فأنا أشهد اللّه و أشهدكما أني قد واخيتكما جميعا في هذه الدار، و في دار الآخرة فأنتم خير الناس مأدبة و موالي و أمرت أن أواخي بين فاطمة بنت محمد و أم سليم، هنيئا لأم سليم بلطفها برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و أمرت أن أواخي بين عائشة بنت أبي بكر و بين امرأة أبي أيوب، ألا جزى اللّه آل أبي طلحة و آل أبي أيوب، كما صلّى على محمد و آل إبراهيم»[4537].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو منصور عبد الباقي بن محمد بن العطار (1)،أنا أحمد بن محمد بن عمران بن الجندي (2)،نا يحيى بن محمد بن صاعد، ثنا الحسين بن الحسن المروزي، ثنا المعتمر، و ابن أبي عدي، قالا: أنا حميد الطويل، عن أنس بن مالك، ذكر: أن أبا طلحة كان يأتي أهله فيدعو بغدائه فيقال: لم يصبح عندنا غداء، فيقول: إني صائم.

قال: و ثنا الحسين، نا ابن أبي عدي، عن حميد، عن أنس: أن أبا طلحة كان يدعو بغدائه بعد ما يرجع من المسجد، فيقال: ليس عنده غداء فيقول: فإني صائم.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي التميمي، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا ابن أبي عدي ح.

و أخبرنا أبو منصور بن زريق، أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو القاسم بن حبّابة، نا يحيى بن محمد بن صاعد، نا الحسين بن الحسن المروزي، أنا محمد بن أبي عدي، عن حميد، عن أنس، قال: كان أبو طلحة لا يكثر الصوم على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فلما مات كان لا يفطر إلاّ في سفر أو مرض (3).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و علي بن عبد السيد بن محمد بن عبد الواحد بن الصباغ، و أبو العباس أحمد بن محمد بن علي بن الحسن بن نصر بن الباحمشي، و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، قالوا: أنا أبو محمد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبّابة ح.

ص: 418


1- ترجمته في سير الأعلام 400/18.
2- ترجمته في سير الأعلام 555/16.
3- نقله الذهبي في سير الأعلام 33/2.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا سعيد بن أحمد بن محمد العيّار، نا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي شريح، قالا: أنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمد البغوي، نا علي بن الجعد، أنا شعبة، عن ثابت، عن أنس، قال: كان أبو طلحة لا يكاد يصوم على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من أجل الغزو، فلما قبض النبي صلى اللّه عليه و سلم لم أره مفطرا إلاّ يوم الأضحى، أو يوم الفطر (1).

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و ابن الصباغ، و أبو العباس بن الباحمشي، و أبو النجم الشّيحي، قالوا: أنا أبو محمد، أنا أبو القاسم بن حبّابة، نا عبد اللّه بن محمد، نا علي بن مسلم، نا أبو داود، عن شعبة، عن حميد، و ثابت سمعا أنسا يقول:

كان أبو طلحة لا يصوم على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من أجل العرف (2) فصام بعده أربعين سنة لا يفطر إلاّ يوم الأضحى أو يوم فطر.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، و أبو المواهب أحمد بن محمد بن عبد الملك، قالا: أنا القاضي أبو الطّيّب الطبري، نا أبو أحمد محمد بن أحمد بن الغطريف، نا أبو خليفة، نا سليمان - يعني ابن حرب-، نا شعبة، عن ثابت، و حميد، عن أنس، قال:

كان أبو طلحة لا يصوم على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم [فلما قبض صلى اللّه عليه و سلم] (3) لم يفطر إلاّ يوم (4)أضحى أو فطر[4538].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو القاسم عبد الرحمن بن الحسن القاضي - بهمذان (5)-ثنا إبراهيم بن الحسين، نا آدم، أنا شعبة، نا ثابت البناني، قال: سمعت أنس بن مالك يقول: كان أبو طلحة لا يصوم على عهد النبي صلى اللّه عليه و سلم، فلما قبض النبي صلى اللّه عليه و سلم لم أره مفطرا إلاّ يوم فطر أو أضحى.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو القاسم

ص: 419


1- الاستيعاب 550/1 و الإصابة 567/1 و انظر أسد الغابة 138/2.
2- كذا رسمها بالأصل و لا معنى لها، لعلها تحرفت عن «الغزو» و هي عبارة م.
3- ما بين معكوفتين زيادة مقتبسة لازمة عن رواية سابقة للحديث و في م: فلما مات رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.
4- بالأصل: إلى و الصواب عن م.
5- بالأصل بالدال المهملة، خطأ.

إبراهيم بن أحمد بن جعفر الخرقي، أنا جعفر بن محمد الفريابي، نا إبراهيم بن الحجّاج، نا حمّاد - و هو - ابن سلمة، عن ثابت، عن أنس بن مالك: أن أبا طلحة سرد الصوم بعد وفاة النبي صلى اللّه عليه و سلم أربعين عاما لا يفطر إلاّ الأضحى و الفطر أو من مرض، في قول ابن سلمة.

قال: و أنا جعفر، نا عبد الأعلى بن حمّاد، نا معتمر، عن حميد، عن أنس: أن أبا طلحة كان يكثر الصوم على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقلّ ما أفطر بعد وفاة النبي صلى اللّه عليه و سلم إلاّ أن يكون مريضا أو مسافرا.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنبأ عبد الرحمن بن عثمان، أنبأ أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة، قال: سمعت أبا نعيم يذكر عن حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس أنه - يعني أبا طلحة - سرد الصوم بعد النبي صلى اللّه عليه و سلم أربعين سنة (1).

أخبرنا أبو الفضل محمد بن إسماعيل، أنبأ محكّم بن إسماعيل، أنا الخليل بن أحمد ح.

و أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي، قالت: أنا سعيد بن أحمد بن محمد، أنا عبد اللّه بن أحمد الصيرفي، قالا: نا أبو العباس السراج، نا قتيبة، ثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن أنس أن أبا طلحة ح.

و أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمد الجوهري، أنا علي بن محمد بن أحمد بن نصير بن عرفة، نا أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم بن أبان السراج، ثنا ليث بن حمّاد الصفار، ثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن أنس، قال: كان أبو طلحة يأكل البرد و هو صائم، و يقول: ليس بطعام و لا شراب، و في حديث قتيبة: أنه ليس بطعام (2).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر بن مالك، نا

ص: 420


1- الاستيعاب 550/1 و تاريخ أبي زرعة الدمشقي 562/1 و انظر سير الأعلام للذهبي 29/2.
2- سير الأعلام 33/2.

عبد اللّه بن أحمد بن حنبل (1)،حدّثني عبيد اللّه بن معاذ، نا أبي، نا شعبة، عن قتادة، و حميد، عن أنس، قال: مطرنا ببرد، و أبو طلحة صائم فجعل يأكل منه، قيل له: أ تأكل و أنت صائم ؟ فقال: إنما هذا بركة.

أخبرنا أبو المظفّر بن أبي القاسم، أنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسن بن عبد الملك، و أم المجتبى العلوية، قالا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا أبيّ بن أبي الربيع الجرجاني، نا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدّثني أبي، عن علي بن زيد، عن أنس، قال: مطرت السماء بردا، فقال لنا أبو طلحة، و نحن غلمان، ناولني يا أنس من ذلك البرد، فجعل يأكل و هو صائم، فقلت: أ لست صائما؟ قال: بلى، إن ذا ليس بطعام و لا شراب، و إنما هو بركة من السماء نطهر به بطوننا، قال أنس: فأتيت النبي صلى اللّه عليه و سلم فأخبرته قال: خذ عن عمك (2).

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر بن السبط ، أنبأ أبي أبو سعد، أنبأ أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس، نا أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن عبد اللّه الدّيبلي، نا أبو عبيد اللّه سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، نا سفيان، عن ابن جدعان، عن أنس بن مالك، قال: قرأ أبو طلحة هذه الآية: اِنْفِرُوا خِفٰافاً وَ ثِقٰالاً (3)قال أبو طلحة: ما أسمع عذر أحد، قال: فخرج إلى الغزو و هو شيخ كبير.

أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد الأرغياني الفقيه، أنبأ أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي، أنا محمد بن إبراهيم بن يحيى، أنبأ أبو عمرو بن مطر، نا إبراهيم بن علي، نا يحيى بن يحيى، نا سفيان بن عيينة ح.

و أخبرنا أبو البنا حامد بن عبد اللّه بن أحمد بن المفرج القضاعي الماكسيني (4)،

ص: 421


1- مسند أحمد 279/3 قال البزار عقب إخراجه الحديث في مسنده(1022) لا نعلم هذا الفعل إلاّ عن أبي طلحة. و بحاشية سير الأعلام عقب محققه: هذا اجتهاد من أبي طلحة، و الجمهور على خلافه.27/2.
2- انظر سير الأعلام 34/2.
3- سورة التوبة، الآية:42.
4- هذه النسبة إلى ماكسين مدينة من الجزيرة قريبة من رحبة مالك بن طوق بنواحي الرقة.

نا أرحبة (1)،نا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن الحسين بن سعدون - من لفظه - أنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن طاهر بن يونس بن جعفر بن الصباح، أنا أبو عمرو عثمان بن محمد بن القاسم الأدمي، نا يحيى بن محمد بن صاعد، نا أبو ثابت الخطاب مشرف بن أبان ببغداد، نا سفيان بن عيينة عن علي بن زيد بن جدعان، عن أنس بن مالك، قال: قرأ أبو طلحة اِنْفِرُوا خِفٰافاً وَ ثِقٰالاً فقال: ما أسمع اللّه عذر أحد، فخرج إلى الشام، فجاهد حتى مات، و في حديث يحيى بن يحيى: فخرج مجاهدا إلى الشام حتى مات.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب، أنا أبو منصور محمد بن الحسن، أنا أبو العباس أحمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن محمد بن عبد الرحمن، نا محمد بن إسماعيل، نا موسى، نا حمّاد بن سلمة، عن ثابت، و علي بن زيد، عن أنس بن مالك:

أن أبا طلحة قال له بنوه: قد غزوت على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و أبي بكر، و عمر، فنحن نغزو عنك الآن [فأبى] (2) فغزا البحر فمات، فلم يدفن سبعة أيام.

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الفتح المصّيصي الجلّي، نا أبو يوسف محمد بن سفيان بن موسى المصّيصي الصفار، نا أبو عثمان سعيد بن رحمة بن نعيم الأصبحي، قال: سمعت عبد اللّه بن المبارك، عن حمّاد بن سلمة، عن علي بن زيد، و ثابت، عن أنس بن مالك: أن أبا طلحة قرأ هذه الآية: اِنْفِرُوا خِفٰافاً وَ ثِقٰالاً فقال: أمرنا اللّه عز و جل و استنفرنا شيوخا و شبابا (3)،جهزوني، فقال بنوه: يرحمك اللّه، قد غزوت على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و أبي بكر، و عمر، فنحن نغزو عنك الآن،[فأبى،] (4) فغزا البحر، فمات، فطلبوا جزيرة يدفنونه فلم يقدروا عليها إلاّ بعد سبعة أيام، و ما تغيّر (5).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، نا أبو بكر الخطيب، أنبأ أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل البزاز المعروف بابن الشيخ، نا أبو علي الحسن بن

ص: 422


1- كذا رسمها بالأصل و في م:«بالرحبة» و هو الصواب.
2- زيادة لازمة منا للإيضاح.
3- سير الأعلام: شيوخنا و شبابنا.
4- زيادة لازمة منا للإيضاح.
5- نقله الذهبي في سير الأعلام 34/2.

محمد بن عثمان الفسوي، نا يعقوب بن سفيان، نا حجّاج بن منهال، نا حمّاد، عن ثابت، و علي بن زيد، عن أنس بن مالك: أن أبا طلحة غزا البحر، فمات فلم يجدوا له جزيرة يدفنونه فيها إلاّ بعد سبعة أيام، فلم يتغير (1).

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا الحجّاج، نا حمّاد، عن ثابت، و علي بن زيد، عن أنس بن مالك: أن أبا طلحة قرأ سورة براءة فأتى على هذه الآية: اِنْفِرُوا خِفٰافاً وَ ثِقٰالاً ،فقال: أي بنيّ ما أرى ربنا إلاّ يستنفرنا شيوخا و شبابا، يا بنيّ ، جهزوني، قال بنوه: يرحمك اللّه، قد غزوت مع النبي صلى اللّه عليه و سلم حتى مات و مع أبي بكر حتى مات، و مع عمر، فدعنا نغزو عنك، فقال: لا، جهزوني، فغزا البحر فمات في البحر، فلم يجدوا له جزيرة يدفنونه فيها إلاّ بعد تسعة (2)أيام فدفنوه و لم يتغير.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب، نا محمد بن إسحاق الصّغانيّ ، قال: نا عفّان، حدّثني حمّاد بن سلمة، نا علي بن زيد، و ثابت، عن أنس: أن أبا طلحة قرأ هذه الآية: اِنْفِرُوا خِفٰافاً وَ ثِقٰالاً ،قال: أرى ربنا يستنفرنا شيوخا و شبابا، جهزوني أي بنيّ جهزوني، فقال بنوه: قد شهدت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و أبي بكر، و عمر، و نحن نغزو، فقال: جهزوني، فركب البحر، فمات فلم يجدوا له جزيرة إلاّ بعد سبعة أيام فدفنوه فيها و لم يتغير.

أخبرناه عاليا - من غير ذكر علي بن زيد في إسناده - أبو المظفّر القشيري، أنا أبو سعد الجنزرودي (3)،أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى، نا عبد الرحمن بن سلام الجمحي، ثنا حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس أن أبا طلحة قرأ سورة براءة، فأتى على هذه الآية: اِنْفِرُوا خِفٰافاً وَ ثِقٰالاً فقال: إني (4) أرى ربي يستنفرني شابا و شيخا، جهزوني، فقال له بنوه: قد غزوت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى قبض، و غزوت مع أبي بكر

ص: 423


1- انظر المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 319/3.
2- كذا بالأصل هنا «تسعة» و في م: سبعة.
3- إعجامها مضطرب بالأصل و م، و الصواب ما أثبت، مضى التعريف به.
4- غير واضحة بالأصل و م و قد تقرأ:«الا».

حتى مات، و غزوت مع عمر، فنحن نغزو عنك، فقال: جهزوني فجهزوه، فركب البحر، فمات، فلم يجدوا له جزيرة يدفنونه فيها إلاّ بعد سبعة أيام فلم يتغير.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن غانم الحداد، أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق، أنا أبي أبو عبد اللّه، أنا أحمد بن سليمان، نا أبو زرعة الدمشقي، قال: عاش أبو طلحة أربعين سنة بعد النبي صلى اللّه عليه و سلم، و توفي بالشام.

أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتّاني، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم القرشي، نا محمد بن عائذ، نا الوليد، نا إبراهيم بن محمد، عن حميد، عن أنس بن مالك أن أبا طلحة ركب البحر غازيا فأصابه البطن فمات.

أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن، أنا محمد بن علي بن أحمد، أنا أحمد بن إسحاق بن خربان، نا أحمد بن عمران بن موسى، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط ، قال (1):فيها - يعني سنة اثنتين و ثلاثين - مات أبو طلحة الأنصاري.

أخبرنا أبو محمد السّلمي، نا أبو بكر الخطيب ح.

و أخبرنا أبو محمد السلمي - قراءة - عن عبد اللّه الكتاني، أنا مكي بن محمد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: قال المدائني، و أبو موسى أو (2) عمرو الهيثم بن عدي: مات في سنة اثنتين (3) و ثلاثين، ابن مسعود و أبو طلحة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال: و في (4) هذه السنة - يعني سنة اثنتين و ثلاثين-، مات أبو طلحة، و قد قيل: مات سنة أربع و ثلاثين، و هو ابن سبعين سنة.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد، قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنبأ

ص: 424


1- تاريخ خليفة بن خياط ص 166.
2- كذا بالأصل:«أو».
3- بالأصل: اثنين.
4- بالأصل: و هي.

أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو الطّيّب محمد بن جعفر، أنا عبيد اللّه بن سعد بن إبراهيم الزّهري، قال: مات العباس، و أبو طلحة زيد بن سهل، و أبو سفيان صخر بن حرب في آخر خلافة عثمان.

قال عبيد اللّه في موضع آخر: بلغني أن أبا طلحة مات في خلافة عثمان و صلّى عليه عثمان سنة ثلاث و ثلاثين.

أنبأنا أبو سعد المطرّز، قال: أنا أبو نعيم، نا سليمان بن أحمد، نا أبو الزّنباع روح بن الفرج، نا يحيى بن بكير، قال: توفي أبو طلحة سنة أربع و ثلاثين، و صلّى عليه عثمان بن عفان، سنه سبعون، و اسمه زيد بن سهل.

قال: و نا سليمان، نا عبيد بن غنّام، و محمد بن عبد اللّه الحضرمي، قالا: نا محمد بن عبد اللّه بن نمير، قال: مات أبو طلحة زيد بن سهل سنة أربع و ثلاثين، صلّى عليه عثمان، مات ابن سبعين سنة، و قد قيل: إن أبا طلحة مات سنة اثنتين و ثلاثين.

أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع، أنا أبو عمرو بن مندة، أنبأ الحسن بن محمد، أنا أحمد بن محمد، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمد بن سعد (1)،أنا محمد بن عمر، قال: مات أبو طلحة بالمدينة سنة أربع و ثلاثين، و صلّى عليه عثمان، و هو يومئذ ابن سبعين سنة، و كان رجلا أدم مربوعا لا يغير شيبه، و أهل البصرة يقولون: ركب البحر فمات فيه.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد (2)،قال: قال محمد بن عمر: كان أبو طلحة رجلا آدم مربوعا لا يغير شيبه، و مات بالمدينة سنة أربع و ثلاثين، و صلّى عليه عثمان بن عفان، و هو يومئذ ابن سبعين سنة، و أهل البصرة يروون أنه ركب البحر فمات فيه، فدفنوه في جزيرة.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمد الحسن بن علي، أنا علي بن محمد بن أحمد بن نصر، أنا محمد بن الحسين بن شهريار، ثنا عمرو بن علي الفلاس،

ص: 425


1- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليست في الطبقات الكبرى لابن سعد.
2- الخبر في طبقات ابن سعد الكبرى 507/3.

قال: و مات أبو طلحة الأنصاري، و اسمه زيد بن سهل سنة أربع و ثلاثين، قبل أن يقتل عثمان بسنة، و هو ابن سبعين سنة، شهد بدرا.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد إجازة، أنا محمد بن الحسين الزّعفراني، أنا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال:

و نا المدائني، قال: أبو طلحة الأنصاري اسمه زيد، مات سنة أربع و ثلاثين، و هو ابن سبعين سنة، صلّى عليه عثمان، قال: و أبو طلحة آدم شديد الأدمة مربوع لا يخضب، مات سنة إحدى و خمسين، قال ابن أبي خيثمة: كذا قال المدائني في هذا الموضوع (1).

2338 - زيد بن سلاّم بن أبي سلاّم ممطور الأسود الحبشي

2338 - زيد بن سلاّم (2) بن أبي سلاّم ممطور الأسود الحبشي (3)

من أهل دمشق.

و روى عن جده أبي سلاّم، و عبد اللّه بن زيد الأزرق، و عدي بن أرطأة.

روى عنه: أخوه معاوية بن سلاّم، و يحيى بن أبي كثير.

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه، أنبأ أبو نعيم الحافظ ، قال: نا سليمان بن أحمد، ثنا أحمد بن خليد الحلبي، نا أبو توبة الربيع بن نافع، نا معاوية بن سلاّم، عن زيد بن سلاّم أنه سمع أبا سلاّم يقول: سمعت أبا أمامة يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، اقرءوا الزهراوين سورة البقرة و سورة آل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان (4) أو كأنهما فرقان من طير صوافّ يحاجان عن أصحابهما، اقرءوا سورة البقرة، فإنّ أخذها بركة، و تركها حسرة، و لا تستطيعها البطلة» (5)[4539].

ص: 426


1- و إليه مال ابن حجر في تهذيب التهذيب 242/2 بقوله: و الظاهر أنه الصواب، و يؤيد كون ذلك صوابا رواية مالك في الموطأ عن أبي النضر عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة أنه دخل على أبي طلحة، فذكر الحديث في التصاوير، و قد صححه الترمذي، و عبيد اللّه بن عبد اللّه لم يدرك عثمان، و لا يصح له سماع من علي فهذا يدل على تأخر وفاة أبي طلحة و اللّه أعلم. و انظر الإصابة 567/1.
2- سلام بتشديد اللام كما في المغني.
3- ترجمته في تهذيب التهذيب 242/2 و الزيادة السابقة عنه.
4- الغياية: السحابة.
5- البطلة: السحرة (اللسان: بطل).

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي، ثم حدّثنا أبو الفضل السّلامي، أنا أبو الفضل الباقلاني، و أبو الحسين الصّيرفي، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد الباقلاني: و محمد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل، قال (1):زيد بن سلاّم بن أبي سلاّم الأسود أخو معاوية الدمشقي، عن أبي سلاّم، روى عنه يحيى بن أبي كثير.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي الأصبهاني إجازة.

قال و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا محمد بن سلمة، أنا علي بن محمد، قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم، قال (2):زيد [بن سلاّم] (3) بن أبي سلاّم الأسود دمشقي، أخو معاوية بن سلاّم، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمد الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو القاسم تمام بن محمد، نا جعفر بن محمد بن جعفر، نا أبو زرعة، قال في ذكر نفر ثقات: زيد بن سلاّم.

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا عبد اللّه بن عتّاب، أنا أحمد بن عمير إجازة ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي، أنبأ أبو عبد اللّه بن أبي الحديد، أنا أبو الحسن الرّبعي، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنا أحمد بن عمير قراءة، قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة: زيد بن سلاّم الحبشي.

أنبأنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا عبد العزيز بن علي الأزجي، أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمّة، أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدّثني جدي، قال: زيد بن سلاّم ثقة صدوق.

ص: 427


1- التاريخ الكبير 395/1/2.
2- الجرح و التعديل 564/2/1.
3- الزيادة عن الجرح و التعديل.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن حروا، أنا أبو منصور محمد بن الحسين البزّار، أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن غالب البرقاني، قال: سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول: زيد بن أبي سلاّم، عن جده ثقتان، قال البرقاني: و اسم أبي سلاّم ممطور.

[أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسن بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا عبد الرّحمن بن إبراهيم، نا يحيى بن حسان عن معاوية بن سلاّم قال: أخذ مني يحيى بن أبي كثير كتب أخي زيد بن سلاّم] (1).

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، نا أبو الفضل العباس بن محمد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: لم يلق يحيى بن أبي كثير زيد بن سلاّم، و قدم معاوية بن سلاّم عليهم فلم يسمع يحيى بن أبي كثير منه شيئا، أخذ كتابه عن أخيه، و لم يسمعه فدلسه عنه، قال يحيى: معاوية بن سلاّم، و زيد بن سلاّم هما أخوان، و أبو سلاّم جد معاوية بن سلاّم، و جد زيد بن سلاّم.

قرأنا علي أبي عبد اللّه بن البنا، عن أبي تمام علي بن محمد، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أبو الطيب محمد بن القاسم بن جعفر، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال: سئل يحيى بن معين عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلاّم، عن أبي سلاّم، عن الحارث الأشعري، قال: لم يسمع يحيى بن أبي كثير من زيد بن سلاّم.

أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد، و أبو الفضل محمد بن ناصر، قالا: أنا المبارك، أنا إبراهيم بن عمر، أنا محمد بن عبد اللّه بن خلف، أنا عمر بن محمد الجوهري، نا أحمد بن محمد بن هانئ، قال: قلت لأبي عبد اللّه أحمد بن حنبل يحيى بن أبي كثير سمع من زيد بن سلاّم ؟ فقال: ما أشبهه!؟ قلت له: إنهم يقولون سمعها من معاوية بن سلاّم، فقال لو سمعها من معاوية لذكر معاوية، هو يتبين في أبي

ص: 428


1- ما بين معكوفتين سقط من الأصل و استدرك على هامشه و بجانبه كلمة صح. و الخبر نقله ابن حجر في تهذيب التهذيب 242/2.

سلاّم يقول: حدث أبو سلاّم و يقول عن زيد أما أبو سلاّم فلم يسمع منه، ثم أثنى أبو عبد اللّه على يحيى بن أبي كثير، قلت له: يحيى بن أبي كثير كنيته أبو نصر، قال: نعم.

2339 - زيد بن صوحان بن حجر بن الحارث بن الهجرس

2339 - زيد بن صوحان (1) بن حجر بن الحارث بن الهجرس (2)

ابن صبرة بن حدرجان بن عساس بن ليث بن جداد بن ظالم

[ابن] ذهل بن عجل بن وديعة بن عمرو بن وديعة بن لكيز (3)

ابن أفصى (4) بن عبد القيس بن أفصى (5) بن دعميّ بن جديلة

ابن أسد بن ربيعة بن نزار

أبو عائشة و يقال: أبو سلمان، و يقال أبو عبد اللّه،

و يقال: أبو سليمان العبدي (6)

أخو صعصعة بن صوحان، له وفادة على النبي صلى اللّه عليه و سلم.

و روى عن عمر بن الخطاب، و أبي بن كعب، و سلمان الفارسي.

روى عنه: أبو وائل (7)،و سالم بن أبي الجعد، و العيزار بن حريث، و عبد الكريم (8).

و كان من جملة من سيّره عثمان بن عفان من أهل الكوفة إلى دمشق.

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن البغدادي، أنا أبو القاسم، و أبو عمرو ابنا (9)محمد بن إسحاق، و محمد بن أحمد بن علي بن شكرويه، قالوا: أنا إبراهيم بن

ص: 429


1- صوحان بضم المهملة و سكون الواو و مهملة، كما في الإصابة 568/1.
2- في الإصابة: الهجاس.
3- بالأصل: بكير، و الصواب عن أسد الغابة.
4- بالأصل و م: أقصى، و المثبت عن أسد الغابة.
5- بالأصل و م: أقصى، و المثبت عن أسد الغابة.
6- ترجمته في الاستيعاب 559/1 أسد الغابة 139/2 الإصابة 582/1 و تاريخ بغداد 439/8 سير أعلام النبلاء 525/3 و بحاشيتها أسماء مصادر أخرى ترجمت له. و في نسبه خلاف في مصادر ترجمته بزيادة اسم و نقص آخر، و تقديم اسم و تأخير اسم.
7- كذا بالأصل و م.
8- اسمه شقيق بن سلمة الأسدي، أبو وائل الكوفي ترجمته في تهذيب التهذيب ط بيروت 512/2.
9- مهملة بدون نقط ، و الصواب عن م، و قد مضى التعريف بهما قريبا.

عبد اللّه بن محمد بن خرّشيد قوله (1):أنا عبد اللّه بن محمد بن زياد، نا يونس، أنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث بن عربة، عن عبد الكريم، عن زيد بن صوحان، عن أبيّ بن كعب أنه قال: وجدت في عهد النبي صلى اللّه عليه و سلم مائة دينار، فذكرت له أمرها فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«عرّفها حولا»، قال: فقلت له: أ رأيت إن لم أجد صاحبها؟ قال:

«استنفقها»، قال: و ردّ عليّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في تعريفها ثلاث مرات كلما راجعته فيها[4540].

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو المظفّر بن القشيري، قالا: أنا أبو سعد محمد بن علي بن محمد.

أخبرنا أبو بكر الجوزقي، أنا محمد بن عبد اللّه بن محمد الدّغولي، قال:

و سمعت أبا عبد الرّحمن يقول: نا ابن أبي شيبة، نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن شقيق، عن زيد بن صوحان، قال: قال عمر: ما يمنعكم إذا رأيتم الرجل يخرق أعراض الناس ألاّ تعرّبوا (2) عليه ؟ قالوا: نتّقي لسانه، قال: ذلك أدنى أن لا تكونوا شهداء.

أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف، و أبو نصر محمد بن الحسن بن البنا، قالا: أنا أبو محمد الجوهري - قراءة - أنا أبو عمر بن حيّوية - إجازة - أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد (3)،أنا حجّاج بن نصير، نا عقبة بن عبد اللّه الرفاعي، نا حميد بن هلال، قال: قام زيد بن صوحان إلى عثمان بن عفان، فقال: يا أمير المؤمنين ملت فمالت أمتك، اعتدل تعتدل أمتك، ثلاث مرات، قال:

أ سامع مطيع أنت ؟ قال: نعم، قال: الحق بالشام، قال: فخرج من فوره ذلك، فطلّق امرأته ثم لحق بحيث أمره، و كانوا يرون الطاعة عليهم حقا.

ذكر أبو بكر أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري في كتاب جمل أنساب الأشراف، قال: قالوا: و لما خرج المسيرون من قراء أهل الكوفة، فاجتمعوا بدمشق نزلوا مع عمرو بن زرارة فبرّهم معاوية و أكرمهم، ثم أنه جرى بينه و بين الأشتر قول حتى تغالظا فحبسه معاوية، فقام عمرو بن زرارة، فقال: لئن حبسته لتجدن من يمنعه فأمر بحبس

ص: 430


1- ترجمته في سير الأعلام 69/17.
2- يعني تقبّحوا عليه كلامه.
3- طبقات ابن سعد 125/6.

عمرو، فتكلم سائر القوم، فقالوا: أحسن جوارنا يا معاوية، ثم سكنوا، فقال لهم معاوية: ما لكم لا تكلّمون، فقال (1):زيد بن صوحان: و ما يصنع بالكلام لئن كنا ظالمين فنحن نتوب (2) إلى اللّه و إن كنا مظلومين، فإنّا نسأل اللّه العافية، فقال معاوية: يا أبا عائشة أنت رجل صدق، و أذن له في اللّحاق بالكوفة، و كتب إلى سعيد بن العاص:

أما بعد فإني قد أذنت لزيد بن صوحان في المصير إلى منزله بالكوفة لما رأيت من فضله و قصده، و حسن هديه فأحسن جواره، و كفّ الأذى عنه، و أقبل إليه بوجهك و ودك، فإنه قد أعطاني موثقا ألاّ ترى منه مكروها، فشكر زيد معاوية و سأله عند وداعه إخراج من حبس ففعل.

أنبأنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه الحسين بن ظفر بن الحسين المناطفي، قالا: أنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار، أنا عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر، قال: أنبأ عبد الرّحمن بن عمر بن حمّة، أنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي، نا موسى بن إسماعيل، نا جرير بن حازم، نا غيلان بن جرير، قال: كان زيد بن صوحان مواخيا لسليمان، فاكتنى من حبه أبا سليمان.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، أنا يوسف بن رباح، أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل، نا محمد بن أحمد بن حمّاد، نا معاوية بن صالح، قال: سمعت يحيى بن معين يقول في أهل الكوفة: زيد بن صوحان العبدي.

أخبرنا أبو البركات أيضا، و أبو العزّ ثابت بن منصور، قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن - زاد أبو البركات: و أبو الفضل بن خيرون، قالا:- أنا محمد بن الحسن الأصبهاني، أنا محمد بن أحمد بن إسحاق، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خياط ، قال (3):زيد بن صوحان (4) بن حجر بن الهجرس بن عجل بن عمرو (5) بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس، يكنى أبا عائشة قتل يوم الجمل مع علي بن أبي طالب سنة ست و ثلاثين، و يقال زيد بن صوحان بن حجر بن الهجرس بن

ص: 431


1- بالأصل: فقالوا، و المثبت عن الإصابة 583/1.
2- بالأصل:«ثبوت» و الصواب عن الإصابة.
3- طبقات خليفة بن خياط ص 243 رقم 1024.
4- ضبطت بالقلم في الطبقات بفتح الصاد.
5- عن خليفة و بالأصل «عمر».

صبرة بن حدرجان بن ليث بن ظالم بن ذهل بن عجل بن وديعة بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى (1) بن عبد القيس.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني، أنا أبو عمرو بن مندة، أنا أبو محمد الحسن بن محمد، أنا أبو الحسن اللّبناني، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمد بن سعد، قال (2):في الطبقة الأولى من الكوفيين: زيد بن صوحان العبدي، و يكنى أبا عائشة، قتل يوم الجمل سنة ست و ثلاثين، روى عن عمر، و علي بن أبي طالب.

أنبأنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر بن البنا، قالا: أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر (3) بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد، قال (4):في الطبقة الأولى من تابعي أهل الكوفة: زيد بن صوحان بن حجر بن الحارث بن الهجرس بن صبرة بن حدرجان بن عساس بن ليث بن حداد بن ظالم بن ذهل بن عجل بن عمرو بن وديعة بن أفصى بن عبد القيس بن أفصى بن دعميّ بن حديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار، و كان صعصعة أخاه لأبيه و أمه، و كان يعني زيدا قليل الحديث.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمد بن ناصر، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن، و أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار، و أبو الغنائم - و اللفظ له - قالوا: أنا عبد الوهاب بن محمد - زاد أحمد: و محمد بن الحسن، قالا: أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل، قال (5):زيد بن صوحان، و يقال أبو عائشة العبدي من عبد القيس، و يقال أبو سليمان الكوفي، قاله شهاب بن عبّاد، و قال أبو نعيم: نا سفيان، عن المحول، عن العيزار بن حريث، عن زيد بن صوحان: لا تغسلوا عني دما، و قال عبيد بن يعيش: حدّثنا الحسن بن عطية، عن فضيل بن مرزوق، عن شمر بن عكرمة بن صعصعة، عن مولى لهم أنه قال لزيد بن

ص: 432


1- بالأصل:«قصي» و الصواب عن خليفة.
2- الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
3- بالأصل: أبو عمرو، خطأ.
4- طبقات ابن سعد 123/6.
5- التاريخ الكبير 397/1/2.

صوحان: يا أبا سليمان، و قال أحمد بن سليمان: نا محمد بن يزيد، عن العوّام: كنيته أبو عائشة، روى عن عمر، و روى عنه أبو وائل، و قال أحمد بن إسحاق له كنيتان: أبو عبد اللّه، و أبو عائشة.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، قال: أنا أبي أبو يعلى ح.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي (1)،نا أبو الحسين بن المهتدي، قالا: أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي، أنبأ محمد بن مخلد بن حفص، قال: قرأت على علي بن عمرو الأنصاري، حدثكم الهيثم بن عدي، قال: قال ابن عيّاش (2):زيد بن صوحان يكنى أبا عائشة.

أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس، أنا أبو بكر أحمد بن منصور، أنا أبو سعيد بن حمدون، قال: أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو عائشة زيد بن صوحان، و يقال أبو سلمان، و يقال أبو عبد اللّه، عن عمر، روى عنه أبو وائل.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا عبيد اللّه بن سعيد، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن، أخبرني أبي قال: أبو سلمان زيد بن صوحان، و قيل: أبو عائشة، و قيل: أبو عبد اللّه.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، فيما قرئ عليه، عن أبي طاهر محمد بن أحمد، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، نا أحمد بن محمد بن إسماعيل، نا محمد بن أحمد بن حمّاد، قال: أبو عائشة زيد بن صوحان.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد، أنا نصر بن إبراهيم، أنا سليم بن أيوب، أنا طاهر بن محمد بن سليمان، نا علي بن إبراهيم بن أحمد، نا يزيد بن محمد بن إياس، قال: سمعت محمد بن أحمد المقدّمي يقول: زيد بن صوحان يكنى أبا سلمان.

أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي، أنا أبو بكر الصفار، أنبأ أحمد بن علي بن منجويه، أنبأ أبو أحمد محمّد بن محمد، قال: أبو عائشة، و يقال: أبو عبد اللّه، و يقال أبو سلمان زيد بن صوحان بن حجر بن الهجرس بن عجل بن عدي بن وديعة بن

ص: 433


1- مهملة بالأصل و م، و الصواب ما أثبت، مضى التعريف به.
2- بالأصل و م: عباس، خطأ.

لكيز بن أفصى بن عبد القيس، و يقال ابن الهجرس بن سبرة بن حدرجان بن ليث بن ظالم بن ذهل بن عجل بن وديعة بن عمرو بن وديعة بن أكيز (1) بن أفصى بن عبد القيس العبدي الكوفي بن عبد القيس، أخو صعصعة و سيحان، عن عمر بن الخطاب، و علي بن أبي طالب، روى عنه أبو وائل شقيق بن سلمة، و العيزار بن حريث العبدي، قتل يوم الجمل مع علي سنة ست و ثلاثين.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن غانم، أنا عبد الرحمن بن مندة، أنا أبي محمد بن إسحاق، قال: زيد بن صوحان أدرك النبي صلى اللّه عليه و سلم، روى عنه أبو وائل شقيق بن سلمة، و له ذكر في حديث رواه بريدة.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، قالا: قال لنا أبو بكر الخطيب (2):زيد بن صوحان بن حجر بن الهجرس بن صبرة بن حدرجان بن ليث بن ظالم بن ذهل بن عجل بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس يكنى أبو عائشة، و قيل أبا سلمان، و قيل: أبا عبد اللّه، و قيل: أبا مسلم، و قيل: كان له كنيتان:

أبو عبد اللّه، و أبو عائشة، و هو أخو صعصعة و سيحان ابني صوحان، نزل الكوفة، سمع عمر بن الخطاب، و علي بن أبي طالب، روى عنه أبو وائل شقيق بن سلمة الأسدي، و العيزار بن حريث و غيرهما، و قدم المدائن، و قد ذكرنا حديث كونه بالمدينة في باب بشر.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنبأ حمزة بن يوسف، أنا أبو أحمد بن عدي (3)،نا ابن أبي الصغير، أنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، نا حسين بن محمد، عن الهذيل بن بلال، عن عبيد اللّه بن مسعود العبدي، عن علي، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«من سرّه أن ينظر إلى رجل يسبقه بعض أعضائه إلى الجنة فلينظر إلى زيد بن صوحان»، كذا قال، و الصواب عبد الرحمن[4541].

أخبرناه عاليا على الصواب أبو المظفّر بن القشيري، أنبأ أبو سعد

ص: 434


1- كذا هنا: أكيز.
2- تاريخ بغداد 439/8.
3- الحديث في الكامل لابن عدي ط دار الفكر 123/7 رقم 7125.

الجنزرودي (1)،أنا أبو عمرو بن حمدان ح.

و أخبرناه أبو سهل محمد بن إبراهيم، أنبأ إبراهيم بن منصور أنبأ أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى، نا إبراهيم بن سعيد، نا حسين بن محمد، عن الهذيل بن بلال، عن عبد الرحمن بن مسعود العبدي، عن علي، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«من سرّه أن ينظر إلى رجل يسبقه»- و قال ابن المقرئ: سبقه - بعض أعضائه إلى الجنة، فلينظر إلى زيد بن صوحان»[4542].

رواه الخطيب (2)،عن أبي الحسين بن أبي نصر، عن يوسف بن القاسم، عن أبي يعلى، و رواه أيضا عن أبي طالب الدسكري، عن ابن المقرئ، عن أبي يعلى، و قال:

قطعت يد زيد في جهاده المشركين و عاش بعد ذلك دهرا حتى قتل يوم الجمل.

و روى هذا الحديث عمرو بن مهران الشيباني الخصاف، عن الهذيل بن بلال.

و رواه عمرو بن محمد السّمرقندي البحيري، عن إبراهيم بن سعيد، عن حسين بن الرّماحس بدلا من الهذيل.

أخبرناه أبو عبد اللّه محمد بن غانم بن أحمد، أنبأ عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق، أنبأ أبي، أنا سهل بن السّري البخاري، نا عمر بن محمد البحيري، نا إبراهيم بن سعيد الجوهري، نا حسين بن محمد المروزي، نا حسين بن الرّماحس، عن عبد الرحمن بن مسعود العبدي، قال: سمعت عليا يقول: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«من سرّه أن ينظر إلى من يسبقه بعض أعضائه إلى الجنة، فلينظر إلى زيد بن صوحان»[4543].

قال حسين بن الرماحس: و حدثتني أم الأسود بنت زيد بن صوحان، أن زيد بن صوحان حدّثها عن علي، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم بذلك.

أنبأنا أبو الغنائم بن... (3)،أنبأ محمد بن علي بن الحسن، نا محمد بن جعفر - مناولة - أنبأ عبد العزيز بن يحيى، نا المغيرة بن محمد، ثنا أبو محكم، نا

ص: 435


1- إعجامها مضطرب، و الصواب ما أثبت، مضى التعريف به.
2- انظر تاريخ بغداد 439/8-440.
3- بياض بالأصل و م قدر كلمة.

هشام بن محمد، عن أبي مخنف، عن عبد الرحمن بن عبيد، أنا الكنود، عن الحارث الأعور، قال:

كان ممن ذكره رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم زيد الخير و هو زيد بن صوحان، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«سيكون بعدي رجل من التابعين - و هو زيد الخير - يسبقه بعض أعضائه إلى الجنة بعشرين سنة»[4544]، فقطعت يده اليسرى بنهاوند (1)،ثم عاش بعد ذلك عشرين سنة، ثم قتل يوم الجمل بين يدي علي، و قال قبل أن يقتل: إني قد رأيت يدا خرجت من السماء تشير إليّ أن تعال و أنا لا حق بها يا أمير المؤمنين، فادفنوني في دمي، فإني مخاصم القوم (2).

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: أنبأ أبو نعيم الحافظ ، نا أحمد بن محمد بن سنان، نا أبو العباس السراج، نا محمد بن الصّبّاح، نا جرير، عن أبي فروة أو غيره، قال:

بلغني أنهم كانوا في مسير مع النبي صلى اللّه عليه و سلم، فنزل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يسوق بهم، فقال:

«زيد و ما زيد، جندب و ما جندب»، ثم قال:«رجلين من أمتي أحدهما يسبقه بعض جسده إلى الجنة، ثم يتبعه سائر جسده إلى الجنة، و أما الآخر فيفرّق بين الحق و الباطل» (3)،و جندب (4) هو الذي قتل الساحر بالكوفة[4545].

أنبأنا أبو سعد بن البغدادي، نا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق، أنا الحسن بن محمد بن يوة (5)،أنا أحمد بن محمد بن عمر العبدي، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدّثني الحسين بن عبد الرحمن، عن هشام بن محمد: أن زيد بن صوحان أصيبت يده في بعض فتوح العراق (6)،فتبسم و الدماء تشجب، فقال له رجل من قومه: ما هذا موضع

ص: 436


1- نهاوند: بفتح النون الأولى و تكسر: مدينة عظيمة في قبلة همذان بينهما ثلاثة أيام (ياقوت). و في الإصابة:«قطعت يده يوم القادسية».
2- الخبر في الوافي بالوفيات 32/15، و مختصرا في الإصابة 583/1.
3- الخبر في أسد الغابة 139/2-140 و سير الأعلام 525/3-526 و الإصابة 583/1 و الاستيعاب 560/1.
4- انظر ترجمة جندب بن كعب بن عبد اللّه في أسد الغابة 361/1.
5- ضبطت عن التبصير.
6- قيل بنهاوند كما مرّ، و قيل يوم جلولاء، و قيل بالقادسية.

تبسّم، فقال زيد: أ لم حلّ يفوته ثواب اللّه عليه أ فأردفه بألم الجزع الذي لا جدوى فيه، و لا دريكة لفائت معه ؟ و في تبسّمي تعزية (1) لبعض المؤتسين من المؤمنين، فقال الرجل: أنت أعلم باللّه مني.

أنبأنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر بن البنا، قالا: قرئ على أبي محمد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد (2)،أنا يعلى بن عبيد، نا الأعمش، عن إبراهيم، قال: كان زيد بن صوحان يحدث فقال أعرابي: إن حديثك ليعجبني و إن يدك لتريبني فقال: أ و ما تراها الشمال ؟ فقال: و اللّه ما أدري اليمين تقطعون أم الشمال. فقال زيد: صدق الله، اَلْأَعْرٰابُ أَشَدُّ كُفْراً وَ نِفٰاقاً وَ أَجْدَرُ أَلاّٰ يَعْلَمُوا حُدُودَ مٰا أَنْزَلَ اللّٰهُ عَلىٰ رَسُولِهِ (3).

فذكر الأعمش أن يد زيد قطعت يوم نهاوند.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، نا المنجاب بن الحارث، أنا إبراهيم بن يوسف، حدّثني رجل من عبد القيس، قال: و قد قال رجل منا شعرا يذكر فيه دعوة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لعبد القيس و يعدّ الوفد و يسميهم فقال:

منا صحار و الأشجّ كلاهما *** حقا يصدق قاله المتكلم

سبقا الوفود إلى النبي مهيلا *** بالخير فوق الناجيات الرسم

في عصبة من عبد قيس أوجفوا *** طوعا إليه وحدهم لم يكلم

و اذكر بني الجارود إن محلّهم *** من عبد قيس في المكان الأعظم

ثم ابن سوار على عدائه *** بذّ الملوك بسؤدد و تكرّم

و كفى بزيد حين يذكر فعله *** طوبى لذلك من صريع مكرم

ذاك الذي سبقت لطاعة ربه *** منه اليمين إلى جنان الأنعم

فدعا النبي لهم هنالك دعوة *** مقبولة بين المقام و زمزم

فمحمد يوم الحساب شهيدنا *** و لنا البراءة من عذاب جهنم

ص: 437


1- تقرأ بالأصل:«عربه» و المثبت عن م.
2- طبقات ابن سعد 122/6 و نقله الذهبي في السير 526/3.
3- سورة التوبة، الآية:97.

فأولاك قومي إن سألت تحبري *** في الناس طرّا مثلهم لم يعلم

إلاّ قريشا لا أحاشي غيرهم *** لهم الفضائل في الكتاب المحكم

يعني بزيد: زيد بن صوحان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو بن السماك، نا حنبل بن إسحاق، نا الحميدي، نا سفيان، عن عمّار الدهني، قال: كان عمر يرحّل زيد بن صوحان و يطأ على ذراع راحلته و يقول:

هكذا فاصنعوا به.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، أنبأ محمد بن علي بن الحسن الحسني، نا محمد بن العباس الحذّاء، نا أحمد بن محمد الأحمسي، نا الحسين بن حميد، نا أبو سلمة التّبوذكي، نا حمّاد بن سلمة، نا أبو التّيّاح، عن عبد اللّه بن أبي الهذيل، أن وفد أهل الكوفة قدموا على عمر فقال عمر: يا أهل الكوفة أنتم كنز الإسلام إن استمدكم أهل البصرة أمددتموهم، و إن استمدّكم أهل الشام أمددتموهم، ثم جعل عمر يرحل لزيد بن صوحان بيده، و يقول: يا أهل الكوفة هكذا فاصنعوا بزيد (1).

قال: و نا الحسين، نا هدبة، نا حمّاد بن سلمة، بهذا رواه عفان بن مسلم، عن حمّاد.

و أنبأنا أبو الغنائم عن محمد بن علي بن الحسين، نا علي بن محمد بن الفضل الدّهقان، نا محمد بن علي بن السّمين، نا محمد بن زيد الرطاب، نا إبراهيم بن محمد الثقفي، حدّثني أبو إسماعيل حفص بن عمر، أنا شريك، عن جابر، و إبراهيم بن عثمان، و شعبة، عن الحكم بن عتيبة (2):

أن زيد بن صوحان كان عند عمر، فقام إليه عمر و هو يريد أن يركب دابته فأمسك بركابه، ثم قال لمن حضره: هكذا فاصنعوا بزيد و إخوته و أصحابه.

قال إبراهيم: و حدّثنيه شهاب بن عبّاد، نا محمد بن فضيل، عن الأجلح، عن ابن أبي الهذيل، قال: دعا عمر زيد بن صوحان فضفّنه (3) على الرحل كما تضفّنون أمراءكم

ص: 438


1- سير أعلام النبلاء 526/3.
2- بالأصل: عيينة، و الصواب عن م، ترجمته في سير الأعلام 208/5.
3- بالأصل و م: فصنعه، و المثبت عن سير الأعلام 527/3.

ثم التفت إلى الناس فقال: اصنعوا هذا بزيد و أصحاب زيد.

حدّثنا أبو الفرح غيث بن علي - لفظا - أنبأ أبو القاسم رمضان بن علي بن عبد الساتر بن أحمد بن رمضان الزيادي، بتنّيس، أنا أبو بكر محمد بن علي بن يحيى بن السّري، نا أبو القاسم جعفر بن محمد بن الحسن بن عبد العزيز بن الوزير الجروي، نا أبو الأشعث أحمد بن المقدام ح.

و أخبرنا أبو سعد زاهر بن محمد بن البغدادي، أنا أبو منصور محمد بن أحمد بن سعدويه، و أبو بكر محمد بن أحمد بن علي السمسار، قالا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن خرّشيد، قوله؛ نا الحسين بن إسماعيل المحاملي، نا أبو أسعد، نا بشر بن المفضل، نا عوف، عن خليد العصري أبي سليمان، قال:

لما ورد علينا سلمان الفارسي أتيناه نستقرئه القرآن، فقال إن القرآن عربي فاستقرءوه رجلا عربيا، و كان يقرئنا زيد بن صوحان، و يأخذ عليه سلمان، فإذا أخطأ رد عليه سلمان، هذا لفظ المحاملي، و قال الجروي، فإذا أخطأ غيّر علته، فإذا أصاب قال:

أي و الإله.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون، أنا و أبو الحسن بن سعيد، ثنا أبو بكر أحمد بن علي (1)،أنبأ العتيقي، أنا الحاكم أبو حامد أحمد بن الحسين المروزي، نا أحمد بن الحارث بن محمد بن عبد الكريم العبدي، نا جدي، نا الهيثم بن عدي، نا إسرائيل، عن سماك، و عن أبي قدامة، قال: كان سلمان علينا بالمدائن، و هو أميرنا فقال: إنّا أمرنا أن لا نؤمكم، تقدم يا زيد، فكان زيد بن صوحان يؤمنا و يخطبنا.

أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن محمد، أنا أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن، أنا جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب، أنا محمد بن هارون الرّوياني، قال: نا أبو الربيع خالد بن يوسف بن خالد السمين، نا أبو عوانة، نا سماك بن حرب، عن أبي قدامة: أنه كان في جيش عليهم سلمان الفارسي، فكان يؤمهم زيد بن صوحان يأمر سلمان بذلك (2).

ص: 439


1- تاريخ بغداد 323/13 في ترجمة أبي قدامة النعمان بن حميد.
2- سير الأعلام 527/3.

اسم أبي قدامة النعمان بن حميد، سماه أبو الوليد الطّيالسي، و يعقوب بن إسحاق الحضرمي، عن أبي عوانة.

أنبأنا أبو طالب، و أبو نضر، قالا: قرئ على الحسن بن علي، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد (1)،أنا يحيى بن عبّاد، نا شعبة، عن سماك بن حرب، عن ملحان بن ثروان أن سلمان، كان يقول لزيد بن صوحان يوم الجمعة: قم فذكّر قومك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا أبو أمية بن الغلاّبي، نا أبي، قال: قال أبو زكريا: زيد بن صوحان و أخوه صعصعة و سيحان [بنو] (2) صوحان خطباء من عبد القيس.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأ أبو بكر البيهقي، نا أبو حامد أحمد بن أبي خلف الصوفي، نا أبو الحسين محمد بن أحمد بن إسماعيل، نا الحسن بن المثنى، نا عفان، نا همّام، قال: سمعت قتادة، نا مطرّف، قال: كنا نأتي زيد بن صوحان، فكان يقول: يا عبد اللّه أكرموا و اجملوا فإنما وسيلة العباد إلى اللّه خصلتان: الخوف و الطمع.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (3)،أنا محمد بن الحسين القطان، أنا عثمان بن أحمد الدقاق، نا أحمد بن الخليل البرجلاني، نا أبو النّضر، حدّثنا سليمان بن المغيرة، نا حميد بن هلال، قال:

كان زيد بن صوحان يقوم الليل و يصوم النهار، و إذا كانت ليلة الجمعة أحياها، فإن كان ليكرهها إذا جاءت مما يلقى فيها، فبلغ سلمان ما كان يصنع، فأتاه فقال: أين زيد؟ قالت امرأته: ليس هاهنا، قال: فإني أقسم عليك لما صنعت طعاما، و لبست محاسن ثيابك، ثم بعث إلى زيد، فجاء زيد، فقرّب الطعام، فقال سلمان: كل يا زيد، قال: إني صائم، قال: كل يا زييد لا ينقص - أو تنقص - دينك إنّ شر السير الحقحقة (4)،إنّ لعينك عليك حقا، و إنّ لبدنك عليك حقا، و إنّ لزوجتك حقا، كل يا

ص: 440


1- طبقات ابن سعد 124/6.
2- ما بين معكوفتين مكانها بياض بالأصل، و الزيادة لازمة منا للإيضاح و في م: ابنا، خطأ.
3- تاريخ بغداد 439/8.
4- الحقحقة: المتعب من السير، و قيل أن تحمل الدابة على ما لا تطيقه (النهاية) و هو مثل انظر مجمع الأمثال للميداني 359/1 المستقصي للزمخشري 129/2.

زييد فأكل، و ترك ما كان يصنع.

أنبأنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه الحسين بن ظفر بن محمد بن الحسين، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، أنا عبد الباقي بن الكريم بن عمر الشيرازي، أنا عبد الرحمن بن عمر بن حمّة، أنا محمد بن أحمد بن يعقوب، ثنا جدي، نا محمد بن حميد الرازي، نا ابن المبارك، نا أسامة بن زيد، قال: حدّثني أصحابنا ممن لا أتهم أن زيد بن صوحان عمد إلى رجال من أهل البصرة قد تفرغوا للعبادة، و ليست لهم تجارات و لا غلاّت، فبنى لهم دارا ثم أسكنهم إياها، ثم أوصى بهم من أهله من يقوم في حاجاتهم، و يتعاهدهم في مطعمهم و مشربهم، و ما يصلحهم، فبينما هم كذلك إذ جاءهم ذات يوم، و كان يتعاهدهم بالزيارة، فلم يجدهم، فسأل عنهم فقيل دعاهم ابن عامر بن كريز، و كان على البصرة في عهد عثمان، فخرج مسرعا حين وجدهم بسدة ابن عامر، فدخل على ابن عامر قبلهم، فقال: ما تريد بهؤلاء القوم ؟ قال:

أريد أن أقرّبهم فيشفعوا فأشفعهم، و يسألوا فأعطيهم، و يشيروا علي فأقبل منهم، قال:

كلا و اللّه لا أدعك تهيل عليهم من دنياك و تشركهم في أمرك، و تذيقهم حلاوة ما أنت فيه، حتى إذا انقطعت شرّتك منهم تركتهم فطافوا (1) بينك و بين ربهم ح (2).

و أخبرنا أبو محمد السّلمي، أنا أبو بكر الخطيب، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا ابن نمير، نا وكيع، نا الأعمش، عن سليمان بن ميسرة، عن طارق، قال: قال سلمان لزيد بن صوحان: كيف أنت يا زيد إذا اقتتل القرآن و السلطان ؟ قال: أكون مع القرآن، قال: نعم الزيد أنت إذا، قال أبو قرّة:

إذا أجلس في بيتي، فقال: لو كنت في أقصى تسعة أبيات لكنت مع أحد الفريقين، و كان أبو قرّة يكره القتال.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سيف، نا السّري بن يحيى (3)،نا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن

ص: 441


1- في مختصر ابن منظور 145/9.
2- الجزء الأول من الخبر في الوافي بالوفيات 32/15.
3- الخبر في تاريخ الطبري 215/5 ط دار القاموس الحديث، حوادث سنة 36.

عمر، عن أبي البختري العبدي، عن أبيه، قال: كانت ربيعة مع علي يوم الجمل ثلث أهل الكوفة، و نصف الناس يوم الوقعة و كانت تعبيتهم مضر، و مضر و ربيعة، و ربيعة و اليمن و اليمن، فقال بنو صوحان: يا أمير المؤمنين ائذن لنا نقف في مضر، ففعل، فأتى زيد فقيل له: ما يوقّفك بحيال الجمل، و بحيال مضر الموت معك، و بازائك فاعتزل إلينا، فقال: الموت ما نريد، فأصيبوا يومئذ، و أفلت صعصعة من بينهم.

أخبرنا أبو محمد السّلمي، أنا أبو بكر الخطيب ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال في تسمية أمراء الجمل من أصحاب علي، قال: و على عبد القيس من أهل الكوفة ابن (1) صوحان زيد (2).

أخبرنا أبو عبد اللّه البلخي، أنا أبو غالب محمد بن الحسن بن أحمد الباقلاني، أنا أبو علي بن شاذان، أنا أحمد بن إسحاق بن نيخاب، نا إبراهيم بن الحسين الكسائي، نا عقبة بن مكرم الكوفي، نا يونس، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن محمد بن علي، و محمد بن المطلب، و زيد بن حسن، قالوا: شهد مع علي بن أبي طالب في حربه من أصحاب بدر سبعون رجلا، و شهد معه ممن بايع تحت الشجرة سبع مائة رجل، فيما لا يحصى من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و شهد معه من التابعين ثلاثة بلغنا أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم شهد لهم بالجنة: أويس القرني، و زيد بن صوحان، و جندب الخير، فأما أويس القرني فقتل في الرجالة يوم صفّين، و أما زيد بن صوحان فقتل يوم الجمل.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه ح.

و أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي، أنا أبو بكر البيهقي، قالا: أنبأ أبو الحسين بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، نا حنبل بن إسحاق، نا سعيد بن منصور، نا يونس بن أبي يعفور العبدي عن أبيه، عن أبي شيخ مهاجر أن زيد بن صوحان العبدي كان يوم الجمل فحمل راية عبد القيس فارتثّ جريحا (3) فقال: لا تغسلوا عني دما و شدّوا علي ثيابي فإني مخاصم، قال أبو علي حنبل: إما مخاصم أو مخاصم.

ص: 442


1- بالأصل:«ان».
2- انظر كتاب المعرفة و التاريخ ليعقوب الفسوي 312/13.
3- ارتث جريحا: الارتثاث أن يحمل الجريح من المعركة و هو ضعيف قد أثخنته الجراح.

قال: و نا حنبل، حدّثنا الحميدي، نا سفيان، نا شهاب بن حراش بن بنت زيد بن صوحان قال: قال زيد بن صوحان: ادفنوني أنا و ابن أم سرحان (1) في قبر واحد، و كان زيد يكنى أبا عائشة، و قتل يوم الجمل مع علي عليه السلام.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب، أنا محمد بن الحسن النهاوندي، نا أحمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن محمد بن عبد الرحمن، نا محمد بن إسماعيل، نا أبو نعيم، نا سفيان، عن مخول، عن العيزار بن حريث، عن زيد بن صوحان، قال: لا تغسلوا عني دما، فإني محاجّ .

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (2)،أنا أبو محمد الحسن بن علي بن أحمد بن بشار النيسابوري (3)-بالبصرة - نا محمّد بن أحمد بن محمويه العسكري، نا محمّد بن أحمد بن الوليد الأنطاكي، نا موسى بن داود، عن شعبة، عن مخول، عن العيزار بن حريث، قال: قال زيد بن صوحان: ادفنوني في ثيابي فإني مخاصم.

أخبرنا أبو محمد السلمي، و أبو الحسن بن سعيد، قالا: نا و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب.

[و] أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، و أبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو محمد عبد اللّه بن يوسف الأصبهاني، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا سعدان بن نصر، نا إسحاق بن الأزرق، نا عوف، عن ابن سيرين، قال: قال خالد بن الواشمة لما فرغ من أصحاب الجمل و نزلت عائشة منزلها دخلت عليها فقلت: السلام عليك يا أم المؤمنين، فقالت: من هذا؟ فقلت: خالد بن الواشمة، قالت: ما فعل طلحة ؟ قلت: أصيب، قالت: إنا للّه و إنا إليه راجعون يرحمه اللّه، قالت: ما فعل الزبير؟ قلت: أصيب، قالت: إنا للّه و إنا إليه راجعون، يرحمه اللّه، قلت: بل نحن للّه و إنا إليه راجعون في زيد بن صوحان، قالت: و أصيب ؟ قلت: نعم، قالت: إنا للّه و إنا إليه

ص: 443


1- كذا بالأصل:«و ابن أم سرحان» و لعل الصواب: و ابن أمي سيحان، و سيحان أخوه، و سيأتي أنه قتل يوم الجمل أيضا و أنه دفن مع زيد بن صوحان في قبر واحد، نقلا عن شهاب بن عباد و في م كالأصل.
2- تاريخ بغداد 440/8.
3- بالأصل و م: السابوري، و الصواب عن تاريخ بغداد.

راجعون، يرحمه اللّه، فقلت: يا أم المؤمنين ذكرت طلحة فقلت يرحمه اللّه، و ذكرت الزبير، فقلت يرحمه اللّه و ذكرت زيدا فقلت: يرحمه اللّه و قد قتل بعضهم بعضا و اللّه لا يجمعهم اللّه في الجنة أبدا، قالت: أولا تدري أن رحمة اللّه واسعة و هو على كل شيء قدير (1)-زاد زاهر، قال: فكانت أفضل مني، ثم اتفقا-.

قال: و نا سعدان بن نصر، عن إسحاق، نا ابن عون، عن ابن سيرين، عن خالد بن الواشمة بنحوه ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، قال أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنبأ محمد بن الحسين القطان، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (2)،نا أبو نعيم و قبيصة، قالا: ثنا سفيان، عن مخول، عن العيزار بن حريث، قال: قال زيد بن صوحان: لا تغسلوا عني دما، و لا تنزعوا عني ثوبا إلاّ الخفين، و ارمسوني في الأرض رمسا، فإني رجل محاجّ ، زاد أبو نعيم: أحاجّ يوم القيامة.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد، قالت: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا أبو الطيب محمد بن جعفر الزّرّاد، نا عبيد اللّه بن سعد، نا معاوية، عن عمرو، عن أبي إسحاق، عن سفيان، عن مخوّل بن أبي المجالد، عن العيزار بن حريث، قال: قال زيد بن صوحان يوم الجمل: لا تغسلوا عني دما، و لا تنزعوا عني ثوبا.

أنبأنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه المناطقي، قالا: أنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار، أنبأ عبد الباقي بن عبد الكريم، أنا عبد الرحمن بن عمر بن حمّة، أنا محمد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي يعقوب، نا خلف بن الوليد اللؤلؤي، نا أبو جعفر الرازي، عن قتادة، قال: أتوا على زيد بن صوحان و هو يتشحط في دمه فقال:

ادفنوني في ثيابي، فإني ملاق عثمان بالجادة فيا ليتنا إذ ظلمنا صبرنا.

أنبأنا أبو طالب بن يوسف، و أبو نصر بن البنا، قالا: قرئ على أبي محمد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا

ص: 444


1- الاستيعاب 560/1-561 و انظر الإصابة 583/1 و أسد الغابة 140/2.
2- الخبر في المعرفة و التاريخ ليعقوب بن سفيان الفسوي 312/3.

محمد بن سعد (1)،أنا شهاب بن عبّاد، نا عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب، عن غيلان بن جرير، قال: ارتثّ زيد بن صوحان يوم الجمل قال: فدخل عليه ناس من أصحابه فقالوا: أبشر أبا سلمان بالجنة، فقال: تقولون قادرين، أو النار فلا تدرون، إنّا غزونا القوم في بلادهم، و قتلنا أميرهم، فليتنا إذ ظلمنا صبرنا.

قال: و أنا ابن (2) سعد، أنا يزيد بن هارون، أنا العوّام بن حوشب، حدّثني أبو معشر [قال:] حدّثني الحي الذين مات فيهم زيد بن صوحان حين رفع من المعركة و هو جريح، قال: قلنا له أبشر أبا عائشة، فقال: أ تقولون قادرين. أتيناهم في ديارهم و قتلنا أميرهم، و عثمان على الطريق، فيا ليتنا إذ ابتلينا صبرنا، ثم قال: شدّوا عليّ إزاري، فإني مخاصم، و أفضوا بخدّي إلى الأرض، و أسرعوا الانكفات عني.

قال: و أنا ابن سعد (3)،أنا شهاب بن عبّاد، نا سفيان بن عيينة، عن عمّار الدهني، قال: قال زيد: ادفنوني و ابن أمي في قبر، و لا تغسلوا عنا دما فإنّا قوم مخاصمون.

قال شهاب بن عباد: و كان سيحان بن صوحان قتل يوم الجمل أيضا، و هو الذي دفن (4) مع زيد بن صوحان في قبر.

قال: و أنا محمد بن سعد، قال: أنا شهاب بن عبّاد، نا محمد بن عبد اللّه الكرماني، عن علي بن هاشم، عن أبيه أن زيد بن صوحان أوصى أن يدفن معه مصحفه.

ابن سيرين، لم يسمعه من خالد [بينهما رجل، بيّن] (5) ذلك جرير بن حازم في روايته عنه، و هما فيما قرأت على أبي محمّد السّلمي، عن أبي بكر الخطيب، أنا الحسن بن أبي بكر، و عثمان بن محمّد بن يوسف، قالا: أنا محمّد بن عبد اللّه الشافعي، نا جعفر بن محمد الصائغ، نا حسين بن محمد، أنا جرير بن حازم، عن محمد بن سيرين، عن بحير بن أوس، عن خالد بن الواشمة، قال: دخلت على عائشة و عندها بعض إخوتها فعرفت صوتي و هي من وراء الحجاب، فقالت: أ خالد؟ قلت: نعم، قالت: ابن

ص: 445


1- طبقات ابن سعد 125/6 و نقله الذهبي في السير 527/3.
2- بالأصل:«أبو» خطأ، و الخبر في المصدر السابق.
3- طبقات ابن سعد 125/6.
4- بالأصل: دفع، و الصواب عن ابن سعد.
5- لفظتان غير مقروءتين رسمهما:«سهمان حريين» كذا و ما بين معكوفتين زيادة عن م.

الواشمة ؟ قلت: نعم، قالت: أسألك عن حديث تصدقني، قلت: ما يمنعني أن أصدقك، قالت: ما فعل طلحة ؟ قلت: قتل، قالت: إنا للّه و إنا إليه راجعون، قالت: ما فعل الزبير؟ قلت: قتل، قالت: إنا للّه و إنا إليه راجعون، قلت: نحن للّه و نحن إليه راجعون على زيد و أصحاب زيد، قالت: من زيد؟ قلت: ابن صوحان، قال: فقالت:

خيرا؟ قلت: أما و اللّه لا يجمعهم اللّه في الجنة أبدا، قالت: أو لا تدري رحمته واسعة و هو على كل شيء قدير، قال: فضلتني أم المؤمنين، و كانت أحق بذلك.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي (1)،نا أبو الحسين بن المهتدي ح.

و أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أنبأ أبي أبو يعلى، قالا: أنا أبو القاسم الصّيدلاني، أنا أبو عبد اللّه العطار، قال: قرأت على علي بن عمرو حدّثكم الهيثم بن عدي ح.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد، أنا محمد بن أحمد بن الحسن، أنا محمد بن عثمان، نا هاشم بن محمد، نا الهيثم بن عدي، قال: زيد بن صوحان العبدي قتل يوم الجمل.

أخبرنا أبو غالب الماوردي، أنا أبو الحسن السّيرافي، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خيّاط ، قال (2):و قتل من أصحاب علي ممن حفظ لنا - يعني يوم الجمل - زيد و سيحان ابنا صوحان.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، نا و أبو النجم الشّيحي، أنا أبو بكر الخطيب (3)،أنا علي بن محمد بن عبد اللّه المعدّل، نا الحسين بن صفوان البردعي (4)،نا عبد اللّه بن محمد بن أبي الدنيا، نا محمد بن سعد، قال: زيد بن صوحان العبدي يكنى أبا عائشة، قتل يوم الجمل سنة ست و ثلاثين.

أخبرنا أبو محمد السلمي، و أبو الحسن بن سعيد، قالا: نا و أبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب ح.

ص: 446


1- مهملة بدون نقط بالأصل و م و الصواب ما أثبت و ضبط .
2- تاريخ خليفة بن خياط ص 190.
3- تاريخ بغداد 440/8.
4- في تاريخ بغداد: البرذعي، بالذال.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، قال (1):قتل زيد بن صوحان يوم الجمل و كانت وقعة الجمل في جمادى الأولى سنة ست و ثلاثين.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا عمر بن عبيد اللّه، أنا علي بن محمد بن بشران، أنا عثمان بن أحمد، حدّثنا حنبل بن إسحاق، نا عاصم بن علي، نا أبو معشر قال: و كان الجمل سنة ست و ثلاثين.

2340 - زيد بن عبد اللّه بن محمد

أبو الحسين التّنوخي (2) البلّوطي

كان يسكن بأكواخ بانياس (3)،و قدم دمشق، و حدث بها عن أستاذه أبي إسحاق إبراهيم بن مهدي بن حاتم البلّوطي بكتاب الجوع و العطش.

روى عنه: علي الجياني، و عبد العزيز الكتاني، و أبو الحسن علي بن الخضر، و أبو علي الأهوازي، و علي بن محمد بن أبي الهول، و أبو القاسم الحنّائي، و أبو الغنائم محمد بن محمد بن الفراء.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنبأ أبو الحسين زيد بن عبد اللّه بن محمد التّنوخي (4) البلّوطي - قراءة عليه بدمشق - نا أبو إسحاق إبراهيم بن حاتم التّستري البلّوطي، نا أبو إسحاق إبراهيم بن جعفر بن حمدان التّستري، نا عبد اللّه بن أحمد بن عبد اللّه اللّخمي، نا أبي، نا أحمد بن عطاء، نا عمرو بن عمر، عن إسحاق بن نوح، عن مكحول، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«نور الحكمة الجوع، و رأس الدين ترك الدنيا، و القربة إلى اللّه حبّ المساكين و الدنو منهم، و البعد من اللّه الذي قوي به على المعاصي الشبع، فلا تشبعوا بطونكم فيطفئ نور الحكمة من صدوركم، فإنّ الحكمة تسطع في القلب مثل السراج»[4546].

قرأت بخط عبد العزيز الكتاني: و دفن بباب كيسان، و كان مذهبه سالمي، و في

ص: 447


1- كتاب المعرفة و التاريخ ليعقوب بن سفيان 312/3 و تاريخ بغداد 440/8.
2- عن مختصر ابن منظور 147/9 و بالأصل و م: التوجي.
3- الأكواخ ناحية من أعمال بانياس ثم من أعمال دمشق (ياقوت).
4- بالأصل و م: التوجي.

الفقه ثوري، و ذكر أبو علي الأهوازي فيما قرأته بخطه أنه صلّى عليه أبو الحسن الراقي في مسجد أبي صالح، و صلى عليه الشريف أبو يعلى بن أبي الجن في دير النفر في جمع كثير و خلق عظيم، و كان له مشهد حسن و دفن في باب كيسان.

2341 - زيد بن عبد اللّه بن أبي مليكة بن عبد اللّه

ابن جدعان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم

ابن مرة القرشي البصري

وفد على معاوية، و كتب عنه.

روى عنه: ابنه علي بن زيد.

أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد بن كرتيلا، أنبأ أبو بكر محمد بن علي الخياط ، أنا أحمد بن عبد اللّه السّوسنجردي، أنا أبو جعفر أحمد بن أبي طالب علي بن محمد الكاتب، أخبرني أبي، أنبأ محمد بن مروان بن عمر السعيدي، حدّثني بكر بن هلال القيسي، نا محمد بن عبد الملك القرشي، نا أبو عاصم العبّاداني، حدّثني علي بن زيد، حدّثني أبي قال:

دخلت على معاوية و هو في مجلس له فجاءت جارية رائعة فدخلت من باب و خرجت من باب آخر، فقال: يا زيد إن هذه الجارية تعجبني و أنا اشتهي أنا أغشاها و أنا أمرق من فاختة (1)،أقعد هاهنا حتى أغشاها و أجيء، قال: فدخل وراءها و جاءت الأخرى تميز حتى دخلت وراءه، فجاءت به قد لبّبته و هو يضحك، فجعل يقول:

يغلبن (2) الكرام و يغلبهن اللئام، يغلبن الكرام و يغلبهن اللئام.

2342 - زيد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب

ابن نفيل بن عبد العزّى القرشي العدوي

من أهل المدينة، وفد على عبد الملك بن مروان، و حكى عنه، و عن محمد بن الحنفية، و أمه حجيّة بنت غريض.

ص: 448


1- انظر المثل في مجمع الأمثال للميداني 167/2.
2- في مختصر ابن منظور 147/9 يعلين... و يعليهن....

روى عنه: موسى بن عبيدة الرّبذي.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنبأ أبو عبد اللّه بن مندة، أنا أحمد بن الحسن بن عتبة الرازي، نا علي بن سعيد، نا محمد بن أبي حمّاد، نا علي بن مجاهد، نا موسى بن عبيدة، عن زيد بن عبد الرحمن، عن أمه حجيّة بنت غريض (1) عن أمها عقيلة بنت عقبة بن الحارث، عن أمها أم و برة بنت الحارث، قالت:

جئنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم فتح مكة و هو نازل بالأبطح (2) فقد ضربت عليه قبّة حمراء فبايعناه و اشترط علينا، قالت: فبينا نحن كذلك إذ أقبل سهيل بن عمرو أحد بني عامر بن لؤي كأنه جمل أورق (3)،فلقيه خالد بن رباح أخو بلال بن رباح، و ذلك بعد ما طلعت الشمس، فقال: ما منعك أن تعجل الغدوّ على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلاّ النفاق، و الذي بعثه بالحق لو لا شيء لضربت بهذا السيف فلجتك، و كان رجلا أعلم (4) فانطلق سهيل إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: أ لا ترى ما يقول لي هذا العبيد فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«دعه فعسى أن يكون خيرا منك» فالتمسه، فلا نجدة، و كانت هذه أشد عليه من الأولى[4547].

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد، أنا محمد بن عمر، حدّثني موسى بن عبيدة، عن زيد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، قال:

وفدت مع أبان بن عثمان على عبد الملك بن مروان و عنده ابن الحنفية فدعا عبد الملك بسيف النبي صلى اللّه عليه و سلم فأتي به و دعا بصيقل فنظر إليه، فقال: ما رأيت حديدة قط أجود منها، قال عبد الملك: لا و اللّه ما رأى الناس مثل صاحبها، هب لي يا محمد هذا السيف، فقال محمد: أينا رأيت أحقّ به فليأخذه، قال عبد الملك: إن كان لك قرابة فلكلّ قرابة و حقّ . قال: فأعطاه محمد عبد الملك، و قال: يا أمير المؤمنين إن هذا - يعني الحجاج و هو عنده - قد آذاني، و استخفّ بحقي، و لو كانت خمسة دراهم أرسل إليّ فيها. فقال عبد الملك: لا إمرة لك عليه، فلما ولّى محمد، قال عبد الملك

ص: 449


1- بالأصل:«عريص» و في م: عريض و المثبت عن مختصر ابن منظور.
2- الأبطح: بالفتح ثم السكون. يضاف إلى مكة و إلى منى، لأن المسافة بينه و بينهما واحدة، و ربما كان إلى منى أقرب (ياقوت).
3- الأورق الذي في لونه بياض إلى سواد.
4- الأعلم مشتق من العلم محركة و هو شق في الشفة العليا، أو في إحدى جانبيها (القاموس).

للحجاج أدركه فسلّ سخيمته (1) فأدركه. فقال: إن أمير المؤمنين قد أرسلني إليك لأسلّ سخيمتك، و لا مرحبا بشيء ساءك. فقال محمد: ويحك يا حجّاج اتق اللّه، و احذر اللّه، ما من صباح يصبحه العباد إلاّ للّه في كل عبد من عباده ثلاثمائة و ستون لحظة إن أخذ أخذ بقدرة، و إن عفا عفا بحلم، فاحذر اللّه. فقال له الحجاج: لا تسألني شيئا إلاّ أعطيتكه.

فقال له محمد: و تفعل ؟ قال له الحجاج: نعم، قال: فإني أسألك صوم الدهر، قال:

فذكر الحجاج ذلك لعبد الملك، فأرسل عبد الملك إلى رأس الجالوت، فذكر له الذي قال محمد، و قال: إن رجلا منا ذكر حديثا ما سمعناه إلاّ منه، و أخبره بقول محمد فقال رأس الجالوت: ما خرجت هذه الكلمة إلاّ من بيت نبوة.

2343 - زيد بن عبيد بن المعلّى بن لوذان بن حارثة بن زيد

ابن ثعلبة بن عدي بن مالك بن زيد مناة بن حبيب بن عبد حارثة

ابن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج

الأنصاري الخزرجي (2)

له و لأبيه عبيد صحبة لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و شهد أبوه أحد، و استشهد بها، و شهد زيد يوم مؤتة من أرض البلقاء و قتل بها شهيدا.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي إسحاق البرمكي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد، قال: فولد عبيد بن المعلّى عتبة، و زيدا قتل يوم مؤتة شهيدا، و خالدة و قبيسة و أمهم جميعا سحا بنت الأسود بن عبّاد بن عمرو بن سواد من بني سلمة (3).

2344 - زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب

أبو الحسين الهاشمي (4)

من أهل المدينة، وفد على هشام بن عبد الملك، فرأى منه جفوة، فكان ذلك

ص: 450


1- السخيمة: الحقد.
2- ترجمته في أسد الغابة 142/2 الإصابة 569/1 و انظر جمهرة ابن حزم.
3- ذكر العدوي وحده أنه شهد بدرا، نقله عنه ابن حجر في الإصابة 569/1.
4- ترجمته في تهذيب التهذيب 244/2 بغية الطلب 4027/9 الوافي بالوفيات 33/15 مقاتل الطالبيين ص 127 سير أعلام النبلاء 389/5 و بحاشيتها أسماء مصادر أخرى ترجمت له.

سبب خروجه و طلبه الخلافة، و خرج بالكوفة فكان من أمره ما سنذكره.

روى عن أبيه، و أخيه، و أبان بن عثمان بن عفان.

روى عنه: جعفر بن محمد الصادق، و عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة، و محمد بن مسلم الزّهري، و سعيد بن منصور المشرقي الكوفي، و أبو خالد عمرو بن خالد الواسطي، و محمد بن سالم، و أبو سلمة راشد بن سعد الكوفي الصائغ، و أبو الزناد موج بن علي، و عبيد بن اصطفي، و عبد الرحمن بن أبي الزناد، و مسلم الصّيرفي، و الأجلح بن عبد اللّه، و شعبة بن الحجاج، و سالم مولى زيد بن علي.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور الفقيه، ثنا و أبو منصور محمد بن عبد الملك المقرئ، أنا أبو بكر الخطيب، أنا أحمد بن محمد بن غالب الفقيه، قال:

قرأنا على أبي حفص بن بشران حدثكم أبو عبد اللّه جعفر بن محمد بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، نا محمد بن مهدي الميموني، ثنا عبد العزيز بن الخطاب، حدّثني شعبة بن الحجاج أبو بسطام، قال: سمعت سيد الهاشميين زيد بن علي بن الحسين بالمدينة في الروضة يقول: حدّثني أخي محمد بن علي أنه سمع جابر بن عبد اللّه يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«سددوا (1) الأبواب كلها إلاّ باب علي» و أومأ بيده إلى باب علي.

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، أنا أحمد بن محمود الثقفي، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا محمد بن أحمد بن عمار، نا المسيّب بن واضح، نا يوسف بن أسباط ، عن أبي خالد الواسطي، عن زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي، قال:

[صلى بنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم] (2) صلاة الفجر ذات يوم بغلس، و كان مما يغلّس و يسفر، فلما قضى الصلاة التفت إلينا [فقال:] أ فيكم من رأى الليلة شيئا؟ قلنا: لا يا رسول اللّه، قال: و لكني رأيت ملكين أتياني الليلة (3)،فأخذا بضبعي، فانطلقا بي إلى السماء الدنيا، فمررت بملك و أمامه آدمي و بيده صخرة، يضرب بهامة الآدمي فيقع

ص: 451


1- كذا بالأصل، و في م و مختصر ابن منظور 149/9 سدّوا.
2- ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن م.
3- على هامش الأصل كتبت عبارة:«مطلب نفيس في رؤية الملكين».

دماغه جانبا، و تقع الصخرة جانبا قلت: ما هذا؟ قالا لي: امضه. فمضيت فإذا أنا بملك و أمامه آدمي، و بيد الملك كلّوب من حديد، فيضعه في شدقه الأيمن فيشقه حتى ينتهي إلى أذنه، ثم يأخذ في الأيسر فيلتئم الأيمن، قال: قلت: ما هذا؟ قالا: امضه فمضيت، فإذا أنا بنهر من دم يمور كمور المرجل، غلي فيه قوم عراة، على حافة النهر ملائكة بأيديهم مدرتان، كلما طلع طالع قذفوه بمدرة، فيقع في فيه، و ينتقل إلى أسفل ذلك النهر، قلت: ما هذا؟ قالا: امضه، فمضيت فإذا أنا ببيت أسفله أضيق من أعلاه، فيه قوم عراة، توقد من تحتهم النار، أمسكت عليّ أنفي من نتن ما أجد من ريحهم، قلت: من هؤلاء؟ قالا لي: امضه، فمضيت، فإذا أنا بتلّ أسود، عليه قوم مخبّلين تنفخ النار في أدبارهم، فتخرج من أفواههم و مناخرهم و آذانهم و أعينهم، قلت: ما هذا؟ قالا لي:

امضه، فمضيت فإذا أنا بنار مطبقة موكل بها ملك، لا يخرج منها شيء إلاّ اتّبعه حتى يعيده فيها، قلت: ما هذا؟ قالا لي: امضه، فمضيت، فإذا أنا بروضة، و إذا فيها شيخ جميل لا أجمل منه، و إذا حوله الولدان، و إذا شجرة ورقها كآذان الفيلة، فصعدت ما شاء اللّه من ذلك الشجرة، و إذا أنا بمنازل لا أحسن منها من زمرّدة جوفاء و زبرجدة خضراء، و ياقوتة حمراء، قلت: ما هذا؟ قالا: امضه، فمضيت، فإذا أنا بنهر عليه جسران من ذهب و فضة، على حافتي النهر منازل، لا منازل أحسن منها من درة (1)جوفاء، و زبرجدة خضراء، و ياقوتة حمراء، و فيه قدحان و أباريق تطّرد قلت: ما هذا؟ قال لي: انزل فنزلت، فضربت بيدي إلى إناء منها فغرفت، ثم شربت، فإذا أحلى من عسل، و أشد بياضا من اللبن، و ألين من الزبد، فقال لي:. ما صاحب الصخرة الذين رأيت يضرب بها هامة الآدمي فيقع دماغه جانبا و تقع الصخرة في جانب فأولئك الذين كانوا ينامون عن صلاة العشاء الآخرة، و يصلون الصلاة لغير مواقيتها، يضربون بها حين يصيروا إلى النار.

و أما صاحب الكلّوب الذي رأيت ملكا موكلا بيده كلّوب من حديد يشق به شدقه الأيمن حتى ينتهي إلى أذنه، ثم يأخذ في الأيسر فيلتئم الأيمن فأولئك الذين كانوا يمشون بين المؤمنين بالنميمة، فيفسدون بينهم، فهم يعذّبون بها حتى يصيروا إلى النار.

و أما ملائكة بأيديهم مدرتان من النار، كلما طلع طالع قذفوه بمدرة فتقع في فيه

ص: 452


1- مختصر ابن منظور: زمردة جوفاء.

فينتقل إلى أسفل ذلك النهر فأولئك أكلة الربا، يعذّبون حتى يصيروا إلى النار.

و أما البيت الذي رأيت أسفله أضيق من أعلاه، فيه قوم عراة تتوقد من تحتهم النار أمسكت على أنفك من نتن ما تجد من ريحهم فأولئك الزناة، و ذلك نتن فروجهم، يعذبون حتى يصيروا إلى النار.

و أما التل الأسود الذي رأيت عليه قوما مخبلين تنفخ النار في أدبارهم فتخرج من أفواههم و مناخرهم و أعينهم و آذانهم، فأولئك يعملون عمل قوم لوط الفاعل و المفعول به، فهم يعذبون حتى يصيروا إلى النار.

و أما النار المطبقة التي رأيت ملكا موكلا بها كلما خرج منها شيء اتبعه حتى يعيده فيها، فتلك جهنم تفرق من بين أهل الجنة و أهل النار.

و أما الروضة التي رأيتها فتلك جنة المأوى.

و أما الشيخ الذي رأيت أول و من حوله من الولدان فهو إبراهيم و هم بنوه.

و أما الشجرة التي رأيت فطلعت إليها فيها منازل لا منازل أحسن منها من زمرّدة جوفاء، و زبرجدة خضراء، و ياقوتة حمراء، فتلك منازل أهل علّيين من النبيّين و الصدّيقين و الشهداء و الصالحين، و حسن أولئك رفيقا.

و أما النهر فهو نهرك الذي أعطاك اللّه «الكوثر» و هذه منازلك و أهل بيتك.

قال: فنوديت من فوقي: يا محمد يا محمد، سل تعطه فارتعدت فرائصي و رجف فؤادي و اضطرب كل عضو مني و لم أستطع أن أجيب شيئا، فأخذ أحد الملكين يده اليمنى فوضعوا في يدي و أخذ الآخر يده اليمنى فوضعها بين كتفي فسكن ذلك مني، ثم نوديت من فوقي: يا محمد سل تعطه، قال: قلت: اللّهم إني أسألك أن تثبت شفاعتي، و أن تلحق بي أهل بيتي، و أن ألقاك و لا ذنب لي، قال: ثم ولّى بي، و نزلت عليه هذه الآية: إِنّٰا فَتَحْنٰا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللّٰهُ مٰا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ مٰا تَأَخَّرَ إلى قوله مُسْتَقِيماً (1)،فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«فلمّا أعطيت هذه كذلك أعطانيها (2) إن شاء اللّه عز و جل»[4548].

ص: 453


1- سورة الفتح، الآيتان:1 و 2.
2- في مختصر ابن منظور: فكما أعطيت هذه كذلك أعطاها إن شاء اللّه عزّ و جل.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد، نا أبو محمد الحسن بن علي إملاء ح.

و أخبرناه أبو نصر أحمد بن عبد اللّه بن رضوان، و أبو علي الحسن بن المظفر بن السبط ، و أبو غالب أحمد بن الحسن، قالوا: أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو بكر بن مالك، نا محمد بن يونس بن موسى، حدّثني أبي يونس بن موسى، أنا الحسن بن حمّاد البجلي، نا أبو خالد الواسطي، عن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب، قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يصلي الفجر فيغلس و يسفر و يقول:«ما بين هذين وقت لكيلا يختلف المؤمنون»، قال: فصلى بنا ذات يوم بغلس ثم التفت إلينا كأن وجهه ورقة مصحف، فقال:«هل رأى أحد منكم الليلة في منامه شيئا؟»، قلنا: لا يا رسول اللّه إلاّ خيرا، فقال:«لكني رأيت كأنه أتاني ملكان فأخذا بضبعي فصعدا بي إلى السماء الدنيا، فإذا أنا بروضة خضراء لا شيء (1) أحسن منها، و إذا شيخ حوله ولدان، و إذا شجرة ورقها كأذان الفيلة، فقلت للملكين: ما هذا: قالا لي ؟ اصعد، قال: فصعدت فإذا أنا بمنازل من لؤلؤ و ياقوت أحمر و زمرّد أخضر، فقلت للملكين: ما هذا؟ فقالا لي: اصعد فإذا فمضيت فإذا أنا بنهر عليه شجر من ذهب، و شجر من فضة، و عليه قدحان عدد النجوم ذهبا و فضة - و قال ابن السبط : من ذهب و فضة - على حافتيه منازل، المنزل من لؤلؤة جوفاء و ياقوتة حمراء، و زبرجدة خضراء، فقلت للملكين: ما هذا؟ فقالا: أما الروضة الخضراء التي رأيت فهي الجنة، و الغاية، و أما الشيخ الذي رأيت - و قال ابن السبط :

و ابنه - فهو أبوك إبراهيم قوله ولدان المسلمين، و أما الشجرة التي صعد بها فهي سدرة المنتهى، و أما المنازل التي رأيت وسطها فهي منازل أهل علّيين من النبيّين و الصدّيقين و الشهداء و الصالحين، و أما هذا النهر الذي أنت عليه فهو الذي أعطاك ربك عز و جل الكوثر، و أما هذه المنازل فمنازلك و منازل أهل بيتك، قال: فضربت بيدي إلى قدح من القدحان فشربت أحلى من العسل و أبرد من الثلج و ألين من الزبد»[4549].

و قال ابن رضوان و ابن البنا عن أبيه عن جده علي و الصواب عن علي كما قال ابن السبط .

ص: 454


1- عن هامش الأصل و بجانبها كلمة صح.

أخبرنا أبو الفتوح نصر بن أحمد بن محمد الفايقاباذي الطوسي - بطابران - نا أبو تراب عبد الباقي بن يوسف المراغي - إملاء بنيسابور - أنا محمد بن عبد الملك بن بشران - ببغداد - أنا محمد بن المظفر الحافظ ، ثنا محمد بن جعفر الأشجعي، حدّثنا عبّاد بن يعقوب، أنا يونس بن أبي يعفور (1)،عن الزهري، قال: كنت على باب هشام بن عبد الملك قال: فخرج من عنده زيد بن علي، و هو يقول: و اللّه ما كره قوم الجهاد في سبيل اللّه إلاّ ضربهم اللّه تعالى بالذلّ (2).

أنبأنا أبو القاسم العلوي، و أبو الوحش المقرئ، عن رشأ بن نظيف، أنا أبو شعيب عبد الرحمن بن محمد، و أبو محمد عبد اللّه بن عبد الرحمن، قالا: نا الحسن بن رشيق، أنا أبو بشر الدّولابي، حدّثني أبو داود هو السّجستاني، نا إسماعيل بن بهرام، حدّثني رجل أن زيد بن علي ولد سنة ثمان و سبعين (3).

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان الطوسي، نا الزّبير بن بكّار، قال في تسمية ولد علي بن الحسين: و زيد بن علي قتل بالكوفة، قتله يوسف بن عمر زمن هشام بن عبد الملك، و سمع زيد بن علي من أبيه، و قد روي عنه، و عمر بن علي، و علي بن علي، و ذكر غيرهم، و قال: هم لأم ولد (4).

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمد الجوهري، عن أبي عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق الجلاّب، نا حارث بن أبي أسامة، نا محمد بن سعد، قال (5):

فولد علي الأصغر بن حسين بن علي: عمر، و زيد المقتول بالكوفة، قتله يوسف بن عمر الثقفي في خلافة هشام بن عبد الملك، و صلبه، و علي بن علي، و خديجة، و أمهم أم ولد.

قال: و أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان، نا حارث، نا محمد (6)،قال: في

ص: 455


1- رسمها و إعجامها مضطربان و نميل إلى قراءتها: يعقوب بالأصل و م و المثبت عن مختصر ابن منظور و بغية الطلب.
2- الخبر في بغية الطلب 4033/9.
3- بغية الطلب 4030/9.
4- انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص 60 و 61 و 62.
5- طبقات ابن سعد 211/5.
6- طبقات ابن سعد 325/5.

الطبقة الثالثة: زيد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب، و أمه أم ولد، و قتل زيد بن علي يوم الاثنين لليلتين (1) خلتا من صفر سنة عشرين و مائة، و يقال اثنتين (2) و عشرين و مائة، و كان له يوم قتل اثنتان (3) و أربعون سنة، و سمع زيد بن علي من أبيه، و روى عن زيد عبد الرحمن بن الحارث بن عبد اللّه بن عياش بن أبي ربيعة، و روى عنه بسام الصّيرفي، و عبد الرحمن بن أبي الزناد و غيرهما.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدّثنا أبو الفضل الحافظ ، أنبأ أحمد بن الحسن و المبارك بن عبد الجبار، و محمد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنبأ محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل، قال (4):زيد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي، عن أبيه، روى عنه عبد الرحمن بن الحارث، و يقال: كنيته أبو الحسين، أخو محمد بن علي، و حسين بن علي.

أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس، أنا أبو بكر أحمد بن منصور، أنا أبو سعيد بن حمدون، أنا أبو حاتم مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول (5):أبو الحسين زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، روى عنه عبد الرحمن بن الحارث، و الأجلح.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنا أبو نصر الوائلي، أنا الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن، أخبرني أبي، قال: أبو الحسين زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمد، أنا أبو الميمون إجازة، ثنا أبو زرعة، قال في ذكر الاخوة من ولد علي بن الحسين، قال:

و زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب المقتول في خلافة هشام يحدث عنه

ص: 456


1- بالأصل: للثلاثين، و الصواب عن ابن سعد.
2- بالأصل: اثنين.
3- بالأصل: اثنان.
4- التاريخ الكبير 403/1/2.
5- الكنى و الأسماء للإمام مسلم ص 104.

عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة (1).

أخبرنا أبو محمد [بن] الأكفاني - شفاها - نا عبد العزيز بن أحمد، أنبأ علي بن الحسن الرّبعي، و رشأ بن نظيف، قالا: أنبأ محمد بن إبراهيم بن محمد، أنبأ محمد بن محمد بن داود، نا عبد الرحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش، قال: زيد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب، و هو الذي صلب رحمة اللّه عنه (2).

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي إجازة ح.

قال و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد، قالا: أنبأ أبو محمد بن أبي حاتم، قال (3):زيد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب، روى عن أبيه، روى عنه عبد الحميد بن الحارث، سمعت أبي يقول ذلك، قال أبو محمد: روى عنه جعفر بن محمد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر، أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل، نا محمد بن حمّاد، قال: أبو الحسين زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.

أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي، أنبأ أبو بكر الصفار (4)،أنبأ محمد بن علي بن منجويه، أنا [أبو] (5) أحمد الحاكم، قال: أبو الحسين زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، و أمه فتاة، أخو محمد، و عمر، و عبد اللّه، و الحسين سمع أباه، و عروة بن الزبير، روى عنه عبد الرحمن بن الحارث أبو الحارث، و أبو حجيّة (6) الأجلح بن عبد اللّه الكندي.

ص: 457


1- بغية الطلب 4031/9 و قسم من الخبر مكرر بالأصل فحذفناه و صوبنا الخبر بما يتفق مع عبارة بغية الطلب.
2- المصدر نفسه.
3- الجرح و التعديل 568/2/1.
4- في بغية الطلب 4032/9 أبو علي الحسن بن محمد الصفار.
5- زيادة لازمة منا للإيضاح.
6- بالأصل و م: جحفة، و الصواب ما أثبت و ضبط عن تقريب التهذيب.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن، أنبأ أبو الحسن محمد بن علي بن الحسين بن الحسن بن القاسم، قدم علينا، نا علي بن محمد بن عامر النهاوندي، و أنا سألته، نا أحمد بن حيّان الرّقّي - بمصر - نا عبد الرحمن بن القاسم، حدّثني نصر بن مزاحم عن شريك بن عبد اللّه النّخعي، نا مخارق عن طارق بن شهاب، عن حذيفة بن اليمان:

أن النبي صلى اللّه عليه و سلم نظر يوما إلى زيد بن حارثة و بكى و قال:«المظلوم من أهل بيتي سمي هذا، و المقتول في اللّه و المصلوب من أمتي سمي هذا» و أشار إلى زيد بن حارثة، ثم قال:«ادن مني يا زيد، زادك اللّه حبا عندي فإنك سمي الحبيب من ولدي زيد» (1)[4550].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه بن أحمد، أنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أنا جعفر الخلدي، نا قاسم بن محمد الدلال، نا إبراهيم بن الحسن التغلبي، نا شعيب بن راشد، عن محمد بن سالم، عن جعفر أنه ذكر زيدا فقال:

رحم اللّه عمّي كان و اللّه سيدا، لا و اللّه ما ترك فينا لدنيا و لا لآخرة مثله.

أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون - في كتابه - أنبأ أبو علي محمد بن أحمد بن عبد اللّه بن برّة، أنا أبو الطيب محمد بن الحسين بن جعفر بن النحاس البيملي، نا أبو جعفر محمد بن الحسين بن حفص بن عمر الخثعمي الأشناني (2)،نا أبو سعيد عبّاد بن يعقوب الأسدي، أنا عمرو بن القاسم، قال: دخلت على جعفر بن محمد، و عنده أناس من الرافضة فقلت: إن هؤلاء يبرءون من عمك زيد، قال: يبرءون من عمي زيد؟ قلت: نعم، قال: برئ اللّه ممن يبرأ منه، كان و اللّه أقرأنا لكتاب اللّه، و أفقهنا في دين اللّه، و أوصلنا للرحم، و اللّه ما ترك فينا لدنيا و لا لآخرة مثله (3).

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي، و أبو القاسم بن السّمرقندي، قالا:

أنا أبو الحسن علي بن غنائم بن عمر المالكي، أنا أبو الحسن محمد بن المغلّس بن جعفر بن محمد بن المغلّس البزّار - قراءة عليه، و أنا أسمع عليه - أنبأ أبو محمد الحسن بن رشيق، نا أبو العلاء محمد بن أحمد بن جعفر الكوفي، نا أبو حفص عمر بن

ص: 458


1- كنز العمال 37068/13.
2- ترجمته في سير الأعلام 529/14.
3- بغية الطلب 4029/9.

السكن الواسطي، نا خالد بن عبد اللّه، عن عبيد بن محمد، و هو ابن علي بن أبي طالب، قال: كان زيد بن علي يدعو و كان من دعائه: اللّهم إني أسألك سلوّا عن الدنيا، و بغضا لها و لأهلها، فإن خيرها زهيد، و شرها عتيد، و جمعها ينفذ وصفوها يرنق، و جديدها يخلق و خيرها ينكد، و ما فات منها حسرة، و ما أصيب منها فتنة، إلاّ من نالته منك عصمة، أسألك اللّهم العصمة منها و لا تجعلنا كمن رضي بها، و اطمأن إليها فإنّ من أمنها قد خانته، و من اطمأن إليها قد فجعته، فلم يقم في الذي كان فيه منها، و لم يظعن به عنها، أحصى للعذاب و منزلته، و موت بالعذاب و شدته، فلا الرضا له بقي، و لا السخط منه نسي، انقطعت لذة الاسخاط عنه، و بقيت شقوة الانتقام منه، فلا خلد في لذة، و لا سعد في حياة، و لا نعشة بموت، و لا نفسه أحببت بشره. أعوذ بك اللّهم من مثل عمله و مثل مصيره.

ثم قال: كم لي من ذنب و سرف بعد سرف قد ستره ربي، و ما كشف، ثم قال:

أجل أجل ستر ربي فيه العورة، و أقال فيه العثرة حتى أكثرت فيه من الإساءة، و أكثر ربي فيها من المعافاة و حتى أني لأخاف أن أكون مستدرجا، إني لأستحيي من عظمته أن أفضي إليه بما أستخفي به من عبد له، و بما أنه ليفضح من هو خير مني فيما هو أدنى منه، ثم ما كشف ربي لي فيه سترا، و لا سلّط علي فيه عدوا، فكم له في ذلك من يد و يد ما أنا إن نسيتها بذكور، و ما أنا إن كفرتها بشكور، و ما ندمت عليها إذ لم أعتبك منها. ربّ لك العتبى بما تحب و ترضى، فهذه يدي و ناصيتي، مقرّ بذنبي، معترف بخطيئتي، إن أنكرها أكذب، و إن اعترف بها أعذب.

قال أبو العلاء: و زادني محمد بن إبراهيم: إن لم يعف الرب - و قال عمر بن السكن: إن لم يغفر الذنب - فإن يغفر فتكرّما (1) و إن يعذب فبما قدّمت يداي، و انّ اللّه ليس بظلاّم للعبيد،[فهو] المستعان لا يزال يعين ضعيفا، و يغيث مستغيثا، و يجيب داعيا، و يكشف كربا، و يقضي حاجة ذي الحاجة في كل يوم و ليلة، ثم قال: أجل أجل أنت كذاك و خير من ذاك.

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي المعالي محمد بن

ص: 459


1- بالأصل: فربما، و في م:«فإن تغفر فربما» و المثبت عن تهذيب ابن عساكر.

عبد السلام بن شاندي الواسطي، أنا أبو الحسن علي بن محمد بن خزفة (1) الصّيدلاني، أنا أبو عبد اللّه محمد بن الحسين بن محمد الزّعفراني، نا أبو بكر بن أبي خيثمة، نا عمرو بن حمّاد القنّاد، حدّثنا مطّلب بن زياد، قال:

جاء رجل إلى زيد فقال: يا زيد، أنت الذي تزعم أن اللّه أراد أن يعصى ؟ فقال له زيد: أ فعصي عنوة ؟ فأقبل يحصر من بين يديه.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر أحمد بن علي، أنا أبو سعيد الحسن بن محمد بن عبد اللّه بن حسنويه الأصبهاني، نا القاضي أبو بكر محمد بن عمر بن سلم بن البراء بن سبرة بن سنان الجعابي الحافظ ، نا محمد بن أحمد الكاتب، نا عيسى بن مهران، نا حفص بن عمر، نا الحكم بن ظهير، عن أبي الزناد - يعني موج بن علي الكوفي - عن زيد بن علي في قوله: وَ لَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضىٰ (2)، قال: إن من رضا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أن يدخل أهل بيت بنيه الجنة.

قال القاضي: أبو الزناد هذا ليس هو عبد اللّه بن ذكوان مولى رملة هذا شيخ من أهل الكوفة من أصحاب زيد بن علي يقال له موج و يكنى بأبي الزناد.

أنبأنا أبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف الفقيه، أنا أبو الغنائم بن المأمون.

و أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم بن جعفر المقرئ، أنبأ أبو الفضل أحمد بن عبد المنعم بن بندار بن الكريدي، أنبأ أبو الحسن العتيقي، قالا: أنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الدارقطني، نا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن إبراهيم الشافعي، نا أحمد بن بشر، نا أحمد بن بشر (3) المرثدي، نا أحمد بن عمران الأخنس، نا محمد بن فضيل، نا عمار بن رزيق، عن هاشم بن البريد (4)،عن زيد بن علي، قال:

أبو بكر الصديق إمام الشاكرين ثم قرأ: سَيَجْزِي اللّٰهُ الشّٰاكِرِينَ (5).

كتب إليّ أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن إبراهيم:

ص: 460


1- إعجامها مضطرب بالأصل و في م: حزقة، و الصواب ما أثبت، و قد مضى التعريف به.
2- سورة الضحى، الآية:5.
3- كذا بالأصل، و لعله تكرار.
4- بالأصل: اليزيد و في م: اليزيدي و الصواب ما أثبت، مضى التعريف به.
5- سورة آل عمران، الآية:144.

أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم، أنبأ سهل بن بشر، قالا: أنا علي بن محمد الفارسي، أنا محمد بن أحمد الذّهلي، نا أبو أحمد بن عبدوس، نا هارون بن حاتم البزّار، ثنا ابن فضيل، عن عمّار بن رزيق، عن هشام (1) بن البريد، عن زيد بن علي في قوله عز و جل وَ سَيَجْزِي اللّٰهُ الشّٰاكِرِينَ ،قال: كان أبو بكر رضي اللّه عنه إمام الشاكرين (2)،الصواب هاشم كما تقدم في التي قبلها.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأ أبو سعد الجنزرودي، أنبأ أبو الحسن محمد بن علي بن الحسين الهمداني، نا معروف بن الحسين الهمداني، الرجل الصالح، نا علي بن إبراهيم بن هاشم، نا أبي، نا يونس بن عبد الرّحمن، قال: سمعت آدم بن عبد اللّه الخثعمي، و كان من أصحاب زيد بن علي، قال: سألت زيد بن علي عن قول اللّه عزّ و جلّ : وَ السّٰابِقُونَ السّٰابِقُونَ أُولٰئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (3) من هؤلاء؟ قال: أبو بكر، و عمر، ثم قال: لا أنالني اللّه شفاعة جدي إن لم أوالهما (4).

أخبرنا أبو القاسم السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن الصلت، و أبو بكر محمد بن علي بن محمد بن النّضر الديباجي - فرقهما - قالا: نا أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة، نا الحسن بن علي بن عفان، نا أسباط ، ثنا كثير النواء، أبو إسماعيل، قال: سألت زيد بن علي، عن أبي بكر و عمر، فقال: تولّهما، قال: قلت: كيف تقول فيمن يبرأ منهما؟ قال: أبرأ منه حتى يموت (5).

قرأنا على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، عن أبي الحسين بن الآبنوسي، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل، عن محمد بن محمد بن مخلد، أنا علي بن محمد بن خزفة (6)،قالا: نا محمد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، نا الحسن بن حمّاد، نا المطّلب بن زياد، عن السّدّي، قال: أتيت زيد بن علي و هو في بارق - حي من أحياء

ص: 461


1- كذا بالأصل و م، و الصواب هاشم، و سينبه المصنف إلى الصواب في آخر الخبر.
2- سورة الواقعة، الآية:10.
3- الخبر في سير الأعلام 390/5.
4- الوافي بالوفيات 33/15.
5- بغية الطلب 4038/9.
6- بالأصل: خرقة، و في م:«حرمه» و الصواب ما أثبت.

الكوفة - فقلت: أنتم سادتنا، و أنتم ولاة أمرنا، ما تقول في أبي بكر و عمر؟ قال:

تولّهما (1).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الحسن علي بن أحمد، قالا: ثنا و أبو منصور بن خيرون، أنبأ أبو بكر الخطيب، أنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان الصّيرفي - بنيسابور - أنا محمد بن عبد اللّه الصفار الأصبهاني، نا أحمد بن مهران الأصبهاني، نا محمد بن بشر بن مروان - ببغداد - نا علي بن هاشم بن البريد، عن أبيه، عن زيد بن علي، قال: البراءة من أبي بكر، و عمر، و عثمان البراءة من علي، و البراءة من علي البراءة من أبي بكر و عمر و عثمان (2).

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم النشابي (3)،أنا أبو الفضل أحمد بن عبد المنعم، أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا أحمد بن عبد اللّه الوكيل، نا عبّاد بن الوليد، نا الحسن بن عيينة ح.

قال و نا أبو بشر عيسى بن إبراهيم التّستري - بالبصرة - نا أبو يوسف القلوسي، نا محمد بن سعيد الباهلي، قالا: ثنا علي بن هاشم، عن أبيه، قال: سمعت زيد بن علي يقول: البراءة من أبي بكر و عمر البراءة من علي.

قال: و أنا الدارقطني، نا أحمد بن محمد بن سعيد، نا أحمد بن يحيى الصوفي، أنا عبد الرّحمن بن دبيس الملائي، نا محمد بن كثير، عن هاشم بن البريد، عن زيد بن علي، قال: قال لي: يا هاشم: اعلم و اللّه أن البراءة من أبي بكر و عمر البراءة من علي، فإن شئت فتقدم، و إن شئت فتأخر (4).

قال: و أنا الدارقطني، نا أحمد بن محمد بن إسماعيل السوطي، نا أحمد بن ملاعب، نا عمرو بن حمّاد بن طلحة، نا حسين بن عيسى بن زيد، عن أبيه، قال: قال زيد بن علي: انطلقت الخوارج فبرئت ممن دون أبي بكر و عمر، و لم يستطيعوا أن

ص: 462


1- بغية الطلب 4039/9.
2- المصدر نفسه.
3- في بغية الطلب:«النسائي» و في م: الشيباني انظر فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة عاصم - عائذ ص 646).
4- بغية الطلب 4039/9.

يقولوا فيهما شيئا، و انطلقتم أنتم فطفرتم (1) فوق ذلك، فبرئتم منهما فمن بقي فو اللّه ما بقي أحد إلاّ برئتم منه.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالا: أنا أبو سعد محمد بن الحسين بن عبد اللّه بن أبي علانة (2)،أنا أبو طاهر المخلّص، أنا إبراهيم بن حمّاد بن إسحاق، نا عمي إسماعيل بن إسحاق ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي، أنا محمد بن عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه الصفار، نا إسماعيل بن إسحاق.

و أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأ أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أنا أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه الصفار، نا إسماعيل بن إسحاق القاضي، نا نصر بن علي، نا ابن داود، عن فضيل بن مرزوق، قال: قال زيد بن علي بن الحسين بن علي: أما أنا فلو كنت مكان أبي بكر حكمت - و قال الفراوي: لحكمت - بمثل ما حكم به أبو بكر في فدك (3).

أخبرنا أبو محمد بن طاوس، و أبو يعلى حمزة بن الحسن بن المفرج (4)،قالا:

أنبأ أبو القاسم علي بن محمد الشافعي، أنبأ أبو محمد بن أبي نصر، أنبأ خيثمة، نا محمد بن الحسين، نا محمد بن أبي قويش، نا جعفر بن زياد الأحمر، عن محمد بن سالم، قال: كان عندنا زيد بن علي مختفيا، فذكر أبو بكر و عمر فجاء بعض الاعتراض، فقال زيد: مه يا محمد بن سالم، لو كنت حاضرا ما كنت تصنع ؟ قال: أصنع كما كان يصنع علي [قال:] فارض بما صنع علي.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر، أنبأ أبو طالب محمد بن علي العشاري، نا أبو الحسين محمد بن إسماعيل بن سمعون، نا عمر بن علي بن مالك، أخبرني محمد بن سليمان بن الحارث، نا عمرو بن حمّاد، نا أسباط بن نصر، عن السّدّي، قال: قال زيد بن علي: الرافضة حربي و حرب أبي في الدنيا و الآخرة،

ص: 463


1- أي قفرتم.
2- بالأصل «علاثة» و الصواب ما أثبت بالنون عن م، انظر ترجمته في سير الأعلام 237/18.
3- بغية الطلب 4040/9-4041.
4- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل و في م: المفرح و الصواب ما أثبت،(فهارس المطبوعة عاصم - عائذ).

مرقت (1) الرافضة علينا كما مردت (2) الخوارج على علي عليه السلام (3).

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمد، عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد، أنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر الشيرازي، أنبأ عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد الخلاّل، نا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، نا جدي يعقوب، حدّثني أحمد بن داود الحدّاني، قال: سمعت عيسى بن يونس، و سئل عن الرافضة و الزيدية، فقال: أما الرافضة فأول ما ترفضت جاءوا إلى زيد بن علي حين خرج فقالوا: تبرّأ من أبي بكر و عمر حتى نكون معك، فقال: بل أتولاّهما و أبرأ مما يبرأ منهما، قالوا: فإذا نرفضك، فسميت:«الرافضة»، قال: و أما الزيديّة، فقالوا: نتولاهما و نبرأ ممن يتبرأ منهما، فخرجوا مع زيد فسميت:«الزيديّة» (4).

أنبأنا أبو محمد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو الحسن بن رزقويه، أنبأ محمد بن عمر بن محمد بن الجعابي، حدّثني محمد بن أحمد بن المؤمّل، نا محمد بن علي بن خلف، نا محمد بن كثير، قال: سمعت هاشم بن البريد يقول:

سمعت زيد بن علي يقول: المعصومون منا خمسة: النبي صلى اللّه عليه و سلم، و علي، و فاطمة، و الحسن، و الحسين.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنبأ أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، أخبرني أبو بكر محمد بن أحمد الربعي، نا أبو عبد اللّه محمد بن عبدوس نيسابوري، نا قطن بن إبراهيم، نا عمرو بن عون الواسطي، نا خالد بن عبد اللّه، عن عبيد اللّه بن محمد بن عمر بن علي، قال: قال زيد بن علي: إني لأستحيي من عظمته أن أفضي إليه بشيء أستخفيه من غيره (5).

أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب الهمداني، أنا أبو طاهر عبد الكريم بن الحسن، أنا أبو الحسين علي بن محمد بن بشران، أنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن جعفر الجوزي، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، قال: ولد بني سليمان بن أبي شيخ عن جابر،

ص: 464


1- في المختصر: مزقت.
2- في المختصر: مزقت.
3- الخبر في بغية الطلب 4038/9.
4- الخبر في سير الأعلام 390/5.
5- بغية الطلب 4041/9.

عن عون الأسدي، قال: قال زيد بن علي: ما ظفر من ظفر إلاّ عمر.

أخبرنا أبو نصر بن رضوان، أنبأ أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا محمد بن خلف بن المرزبان، حدّثني الحسين بن عمر المازني، حدّثني سعيد بن مقاتل الكوفي، قال: كان زيد بن علي يقول: المروءة إنصاف من دونك، و السمع إلى من فوقك، و الجزاء بما أتى إليك من خير و شر.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنا رشأ بن نظيف، أنبأ الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا أحمد بن محمد البرتي (1)،قال: سمعت الحمّاني (2) يقول: قال زيد بن علي بن الحسين لابنه يحيى: إن اللّه تبارك و تعالى لم يرضك لي، فأوصاك بي، و رضيني لك فلم يوصني بك (3).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو زكريا بن أبي إسحاق، أخبرني ح.

و أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد اللّه السّنجي - بمرو - أنبأ علي بن أحمد بن محمد بن أحمد المديني المؤذن - بنيسابور - ثنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى - إملاء - أنا أبو بكر محمد بن داود بن سليمان الزاهد، نا إبراهيم بن عبد الواحد العبسي نا وريزة (4) بن محمد الغسّاني الحمصي، نا محمد بن عبيد اللّه الكريزي، نا محمد بن عبد اللّه بن عمرو بن معاوية، عن أبيه، قال: قال زيد بن علي لابنه:

إن اللّه عز و جل رضيني لك فحذرني فتنتك، و لم يرضك لي فأوصاك بي، يا بني خير الآباء من لم تدعه المودة إلى الإفراط ، و خير الأبناء من لم يدعه التقصير إلى العقوق.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه، أنبأ أبو الحسن بن أبي الحديد، أنا جدي

ص: 465


1- بالأصل و م: البرني، بالنون، و الصواب ما أثبت و ضبط عن الأنساب، و هذه النسبة إلى برت: مدينة بنواحي بغداد.
2- اسمه يحيى، انظر ترجمة البرتي في تاريخ بغداد 61/5 و في بغية الطلب: الحمامي، خطأ.
3- الخبر في بغية الطلب 4042/9.
4- بالأصل: وربذة، خطأ و في م: ورّبزه، و الصواب ما أثبت و ضبط عن التبصير.

أبو بكر، أنا أبو محمد بن زبر الرّبعي، نا الحسن بن عليل، نا مسعود بن بشر، نا الأصمعي، قال:

قال زيد بن علي لابنه: يا بني إنّ اللّه عز و جل رضيني لك فحذرني منك، و لم يرضك لي فأوصاك بي، إنّ خير الآباء من لم تدعه مودته إلى الإفراط ، و خير الأولاد من لم يدعه التقصير إلى العقوق.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، و أبو الوحش سبيع بن المسلّم، عن أبي الحسن رشأ بن نظيف، أنا إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن سيبخت (1)،نا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي، حدّثني جعفر بن علي العلوي، حدّثني علي بن العباس الكوفي عن سعيد بن خثيم (2) الهلالي، قال: قال زيد بن علي بن الحسين: شعر:

لو يعلم الناس ما في العرف من شرف *** لشرفوا العرف في الدنيا على الشّرف

و بادروا بالذي تحوي أكفّهم *** من الخطير و لو أشفوا على التّلف (3)

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمد الفقيه الشافعي (4)،عن أبي الفتح نصر بن إبراهيم الزاهد، عن أبي الحسن بن السمسار، أنا أبو الحسن محمد بن يوسف البغدادي، نا الحسن بن رشيق، نا يموت بن المزرّع، نا محمد بن حميد اليشكري، أنا عمّي معاذ بن أسد، قال:

أقر ابن لخالد بن عبد اللّه القسري على زيد بن علي، و داود بن علي بن عبد اللّه بن العباس، و أيوب بن سلمة المخزومي، و محمد بن عمر بن علي، و سعد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف أنهم قد أزمعوا على خلع هشام بن عبد الملك، فقال هشام لزيد: قد بلغني كذا و كذا؟ قال: ليس كما بلغك يا أمير المؤمنين، قال: بلى قد صح عندي ذلك، قال: أحلف لك، فقال: و إن حلفت فأنت غير مصدّق، فقال زيد: إن اللّه لم يرفع من قدر أحد أن يحلف له باللّه فلا يصدّق و لا وضع من قدر أحد أن يحلف

ص: 466


1- ضبطت عن التبصير.
2- بالأصل: خيثم، و المثبت و الضبط بالتصغير عن التقريب. ترجمته في تهذيب التهذيب 299/2 و في م: «سعيد حسم».
3- الخبر و البيتان في بغية الطلب 4042/9.
4- كذا و في بغية الطلب «اللاذقي» انظر ترجمته في سير الأعلام 118/20 و فيها: اللاذقي المصيصي الدمشقي الشافعي الأشعري و في م: الشافعي كالأصل.

باللّه فلا يصدّق، فقال له هشام: اخرج عني، قال: إذا لا تراني إلاّ حيث تكره، فلما خرج من بين يدي هشام قال: من أحب الحياة ذلّ فقال له الحاجب: أبا الحسين لا يسمعن هذا منك أحد، فقال محمد بن عمير: إن أبا الحسين لما رأى الأرض قد أطرقت جورا و رأى قلة الأعوان، و تخاذل الناس كانت الشهادة أحبّ الميتات إليه، فخرج و هو يتمثل بهذين البيتين:

إنّ المحكم ما لم يرتقب حسدا *** لو يرهب السيف أو وخز القنا هتفا

من عاذ بالسّيف لاقى فرجة عجبا *** موتا على عجل أو عاش فانتصفا (1)

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأ أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار، قال: قال عمّي مصعب بن عبد اللّه (2):كان هشام بعث إليه فأخذ بمكة هو و داود بن علي و اتهمهما أن يكون عندهما مال لخالد بن عبد اللّه القسري حين عزل خالدا فقال كثيّر (3) بن كثير بن المطّلب بن أبي وداعة السهمي حين أخذ داود بن علي و زيد بن علي بمكة (4):

يأمن الظبي و الحمام و لا يأ *** من آل النبيّ عند المقام

طبت بيتا و طاب أهلك أهلا *** أهل بيت النبي و الإسلام

رحمة اللّه و السلام عليكم *** كل ما قام قائم بسلام

حفظوا خاتما و جرّ رداء (5) *** و أضاعوا قرابة الأرحام

قال: و يقال إن زيدا بينما هو على باب هشام في خصومة عبد اللّه بن حسن في الصدقة، ورد كتاب يوسف بن عمر في زيد، و داود بن علي بن عبد اللّه بن العباس، و محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، و أيوب بن سلمة، فحبس زيد و بعث إلى

ص: 467


1- الخبر و البيتان في بغية الطلب 4035/9، و البيتان في سير الأعلام 390/5 قالهما لما انتهره هشام و كذّبه.
2- انظر الخبر و الشعر في نسب قريش للمصعب الزبيري ص 60-61.
3- ضبطت عن الاكمال 162/7 و كثير الثانية بفتح فكسر.
4- انظر المصدرين السابقين، و الحيوان للجاحظ 194/3 و البيان و التبيين 202/3.
5- ضبطت بالأصل بفتحتين، و في نسب قريش: و سحق رداء.

أولئك، فقدم بهم، ثم حملهم إلى يوسف بن عمر غير أيوب بن سلمة، فإنه أطلقه لأنه من أخواله.

قال: و بعث بزيد إلى يوسف بن عمر بالكوفة فاستحلفه ما عنده لخالد مال و خلا سبيله، حتى إذا كان بالقادسية لحقته الشيعة فسألوه الرجوع معهم و الخروج ففعل، ثم تفرّقوا عنه إلاّ نفر يسير فنسبوا إلى الزيدية، و نسب من تفرق عنه إلى الرافضة.

قال: يزعمون أنهم سألوه عن أبي بكر و عمر فتولاّهما فرفضته الرافضة، و ثبت معه قوم فسموا الزيديّة، فقتل زيد و انهزم أصحابه، و في ذلك يقول سلمة (1) بن الحر بن يوسف بن الحكم:

رامتنا (2) حجاحج من قريش *** فأمسى ذكرهم كحديث أمس

و كنا أسّ ملكهم قديما *** و ما ملك يقوم بغير أسّ

ضمنّا منهم نكلا (3) و حزنا *** و لكن لا محالة من تأسّ

أنبأنا أبو محمد بن صابر، أنبأ سهل بن بشر، أنبأ علي بن بقاء الوراق - إجازة - أنا أبو القاسم يحيى بن علي بن محمد الطحان، أنا الحسن بن رشيق، نا يموت بن المزرّع، نا أبو مسلم عبد اللّه بن مسلم، حدّثني أبي عن أبيه، قال: دخل زيد بن علي بن الحسين بن علي على هشام بن عبد الملك، و كان زيد لأم ولد، فقال له هشام:

يا زيد بلغني أن نفسك تسمو بك إلى الإمامة، و الإمامة فلا تصلح لأبناء الاماء فقال له زيد: يا أمير المؤمنين هذا إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام كان لأمة و قد صلحت له النبوة و كان صادق الوعد، و كان عند ربه مرضيا، و النبوة أكبر من الإمامة، فقال له هشام: يا زيد إنّ اللّه لا يجمع النبوة و الملك لأحد، فقال زيد: يا أمير المؤمنين ما هذا؟ قال اللّه تبارك و تعالى: أَمْ يَحْسُدُونَ النّٰاسَ عَلىٰ مٰا آتٰاهُمُ اللّٰهُ مِنْ فَضْلِهِ ، فَقَدْ آتَيْنٰا آلَ إِبْرٰاهِيمَ الْكِتٰابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْنٰاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً (4).

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه، عن أبي نعيم الحافظ ، ثنا علي بن محمد بن

ص: 468


1- كذا بالأصل و بغية الطلب، و في نسب قريش ص 61 نسبت الأبيات للحرّ، أبيه.
2- نسب قريش: و أمّتنا.
3- نسب قريش: ثكلا.
4- سورة النساء، الآية:54.

سعيد الموصلي، نا الحسن بن علي المعمري، حدّثني زكريا بن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، قال: سمعت عمتي عزيزة (1) بنت زكريا بن أبي زائدة، قالت: سمعت أبي يقول: لما حججت مررت بالمدينة فقلت: لو دخلت على زيد بن علي بن الحسين فسلّمت عليه، فدخلت عليه فسمعته يتمثل بأبيات و هو يقول (2):

و من يطلب المال الممنّع بالقنا *** يعش ماجدا أو تخترمه المخارم

[متى] تجمع القلب الذكي و صارما *** و أنفا حميّا تجتنبك المظالم

و كنت إذا قوم غزوني غزوتهم *** فهل أنا في ذا يا لهمدان ظالم

فخرجت من عنده، فمضيت فقضيت حجتي ثم انصرفت إلى الكوفة، فبلغني قدومه، فأتيته فسلمت عليه و سألته عما قدم له، فأخبرني بكتب من كتب إليه يسأله القدوم عليه، فأشرت عليه بالانصراف فلحقه القوم فردّوه.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالوا: أنا محمد بن أحمد بن المسلمة، أنا محمد بن عبد الرّحمن، أنبأ أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار، قال: و حدّثني عبد الرّحمن بن عبد اللّه الزهري، قال: دخل زيد بن علي مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نصف النهار في يوم حار من باب السوق فرآني سعد بن إبراهيم في جماعة من القرشيين قد حان قيامهم، فقاموا فأشار إليهم، فقال لهم سعد بن إبراهيم: هذا زيد يشير إليكم فقوموا له فجاءهم، فقال: أي قوم، أنتم أضعف من أهل الحرة ؟ فقالوا: لا، فقال: فأنا أشهد أن يزيدا (3) ليس شرا من هشام بن عبد الملك، فما لكم ؟ فقال سعد لأصحابه مدة هذا قصيرة فلم ينشب أن خرج فقتل (4).

قال: و نا الزبير، حدّثني محمد بن يحيى، عن عبد الكريم بن شعيب الحجبي، قال: أقبل زيد بن علي بن حسين فدخل المسجد و فيه نفر من قريش قد لحقتهم الشمس في مجلسهم، فقاموا يريدون التحول فلما توسط زيد المسجد خاف أن يعوقوه (5)

ص: 469


1- في بغية الطلب: غزوة.
2- الأبيات في بغية الطلب 4043/9 و نسبها بحاشيته إلى عمرو بن براقة الهمداني.
3- بالأصل: يزيد.
4- بغية الطلب 4043/9-4044 و فوات الوفيات 36/2.
5- في بغية الطلب: أن يفوتوه فحصبهم فوقفوا.

فحصبهم فوقعوا فقال لهم: أقتل يزيد بن معاوية حسين بن علي ؟ قالوا: نعم، قال: ثم مات يزيد، قالوا: نعم، قال: فكأن حياة بينهما لم يكن، قال: فعلم القوم أن زيد يريد أمرا.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا سليمان بن إسحاق الجلاّب، نا حارث بن أبي أسامة، نا محمد بن سعد (1)،أنا محمد بن عمر، أنا عبد اللّه بن جعفر، قال: دخل زيد بن علي على هشام بن عبد الملك فرفع دينا كثيرا و حوائج، فلم يقض له هشام حاجة، و تجهمه و أسمعه كلاما شديدا.

قال عبد اللّه بن جعفر: فأخبرني سالم مولى هشام و حاجبه أن زيد بن علي خرج من عند هشام و هو يأخذ (2) شاربه بيده و يفتّله و يقول: ما أحب الحياة أحد قطّ إلاّ ذلّ ، ثم مضى، فكان وجهه إلى الكوفة، فخرج بها و يوسف بن عمر الثقفي عامل لهشام بن عبد الملك على العراق فوجّه إلى زيد بن علي من يقاتله، فاقتتلوا و تفرق عن زيد من خرج معه، ثم قتل و صلب.

قال سالم: فأخبرت هشاما بعد ذلك بما كان قال زيد يوم (3) خرج من عنده، فقال: ثكلتك أمك أ لا كنت أخبرتني بذلك قبل اليوم و ما كان يرضيه، إنما كانت خمسمائة ألف، فكان ذلك أهون علينا مما صار إليه.

قرأت (4) على أبي محمد عبد اللّه بن أسد بن عمار، عن عبد العزيز الكتاني، أنا عبد الوهاب الميداني، حدّثني أبو بكر محمد بن سليمان بن يوسف الرّبعي السمسار، في سنة ستين و ثلاثمائة، نا محمد بن عمر بن حفص الحافظ ، نا مسبّح (5) بن حاتم العكلي، نا عبد الجبار بن عبد اللّه، عن عبد الأعلى بن عبد اللّه الشامي، قال: لما قدم زيد بن علي إلى الشام، كان حسن الخلق حلو اللسان، فبلغ ذلك هشام بن عبد الملك فاشتد عليه فشكا ذلك إلى مولى له، فقال له: ائذن للناس إذنا عاما، و احجب زيدا، ثم

ص: 470


1- طبقات ابن سعد 325/5-326.
2- بالأصل:«و هو يأخذ سارية بيده و يقبله» صوبنا العبارة عن ابن سعد.
3- بالأصل: يوما.
4- الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب 4033/9-4034 نقلا عن ابن عساكر).
5- رسمها و إعجامها مضطربان بالأصل و في م: شيخ و المثبت عن بغية الطلب.

ائذن له في آخر الناس، فإذا دخل عليك فسلّم فلا ترد عليه، و لا تأمره بالجلوس، فإذا رأى أهل الشام هذا سقط من أعينهم، ففعل فأذن للناس إذنا عاما و حجب زيدا و أذن له في آخر الناس فدخل فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين، فلم يردّ عليه، فقال: السلام عليك يا أحول (1) إذ لم تر نفسك أهلا لهذا الاسم. فقال له هشام: أنت الطامع في الخلافة و أمك أمة، فقال: إن لكلامك جوابا، فإن شئت أجبت، قال: و ما جوابك ؟ قال: لو كان في أم الولد تقصير لما بعث اللّه إسماعيل نبيا و أمه هاجر، فالخلافة أعظم أم النبوة، فأفحم هشام، لما خرج قال لجلسائه: أنتم القائلون إن رجالات بني هاشم هلكت، و اللّه ما هلك قوم هذا منهم، فردّه، و قال: يا زيد ما كانت أمك تصنع بالزوج و لها ابن مثلك، قال: أرادت آخر مثلي، قال: ارفع إليّ حوائجك، فقال: أما و أنت الناظر في أمور المسلمين فلا حاجة لي، ثم قام فخرج فأتبعه رسولا و قال: اسمع ما يقول، فتبعه فسمعه يقول: من أحب الحياة ذل، ثم أنشأ يقول:

مهلا بني عمّنا عن نحت أثلتنا *** سيروا رويدا كما كنتم تسيرونا

لا تطمعوا أن تهينونا و نكرمكم *** و أن نكفّ الأذى عنكم و تؤذونا

اللّه يعلم أنا لا نحبّكم *** و لا نلومكم ألاّ تحبّونا

كل امرئ مولع في بغض صاحبه *** نحمد اللّه نقلوكم و تقلونا

ثم حلف أن لا يلقى هشاما و لا يسأله صفراء و لا بيضاء، فخرج في أربعة آلاف بالكوفة، فاحتال عليه بعض من كان يهوى هشاما فدخلوا عليه، و قالوا: ما تقول في أبي بكر و عمر؟ فقال: رحم اللّه أبا بكر و عمر صاحبي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أين كنتم قبل اليوم ؟ قالوا: ما نخرج معك أو تتبرأ منهما، فقال: لا أفعل هما إماما عدل، فتفرقوا عنه و بعث هشام إليه فقتلوه، فقال الموكل بخشبته: رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم في النوم و قد وقف على الخشبة، و قال: هكذا تصنعون بولدي من بعدي، يا بني، يا زيد قتلوك قتلهم اللّه، صلبوك (2) صلبهم اللّه، فخرج هذا في الناس، و كتب يوسف بن عمر إلى هشام أن عجل إلى العراق فقد فتنهم، فكتب إليه: أحرقه بالنار، فأحرقه رحمة اللّه عليه.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد - قراءة - عن أبي الفتح نصر بن إبراهيم، عن

ص: 471


1- بالأصل: أحوال و الصواب عن م.
2- في بغية الطلب: سلبوك سلبهم اللّه.

أبي خازم محمد بن الحسين بن محمد بن الفراء، أنا منير بن أحمد بن الحسن، أنا علي بن أحمد بن إسحاق، نا أبو مسهر أحمد بن مروان الرّملي، نا الوليد بن طلحة، ثنا ضمرة بن ربيعة، قال: إنما كان سبب (1) زيد بالعراق أنه - يعني يوسف بن عمر - سأل القسري و ابنه عن ودائعهم فقالوا: لنا عند داود بن علي وديعة، و عند زيد بن علي وديعة. فكتب بذلك إلى هشام فكتب هشام إلى صاحب المدينة في إشخاص زيد بن علي و كتب إلى صاحب البلقاء في إشخاص داود بن علي إليه، فقدما على هشام فأما داود بن علي فحلف لهشام: أنه لا وديعة لهم عندي فصدّقه، و أذن له بالرجوع إلى أهله، و أما زيد بن علي فأبى أن يقبل منه و أنكر أن يكون لهما عنده شيء، فقال: أقدم على يوسف، فقدم على يوسف فجمع بينه و بين يزيد و خالد فقال: إنما هو شيء تبردت به، ما لي عنده شيء، فصدّقه و أجازه يوسف، و خرج يريد المدينة فلحقه رجال من الشيعة، فقالوا له:

ارجع فإنّ لك عندنا الرجال و الأموال، فرجع و بلغ ذلك يوسف.

قال ضمرة: فسمعت مهلّبا يقول: أمر يوسف بالصلاة جامعة فمن لم يحضر المسجد فقد حلت عليه العقوبة، قال: فاجتمع الناس و قالوا: ننظر ما هذا الأمر، ثم نرجع، قال: فاجتمع الناس فأمر بالأبواب فأخذ بها فبنى عليهم.

قال: و أمر الخيل فجالت في أزقة الكوفة، قال: فمكث الناس ثلاثة أيام و ثلاث ليال في المسجد يؤتى الناس من منازلهم بالطعام يتناوبهم الشّرط و الحرس، قال:

فخرج زيد على تلك الحال، فلم يلبث أن ترتفع الشمس حتى قتل من يومه، لم يخرج معه إلاّ جميع (2)،فأخذه رجل في بستان له، و صرف الماء عن الساقية و حفر له تحت الساقية و دفنه، و أجرى عليه الماء، قال: و غلام له سندي في بستان له ينظر فذهب إلى يوسف فأخبره فبعث فاستخرجه ثم صلبه.

قال ضمرة: فمن يومئذ سميت الرافضة، أتوا إلى زيد فقالوا: سبّ أبا بكر و عمر نقوم معك و ننصرك، فأبى فرفضوا ذلك فسموا يومئذ روافض، فالزيديّة لا تستحل الصلاة خلف الشيعة.

ص: 472


1- كذا بالأصل و بغية الطلب و مختصر ابن منظور و بحاشيته: و لعل يريد سبب مقتل زيد.
2- كذا بالأصل و م و لعله يريد: جمع.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمد بن هبة اللّه، أنا محمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان (1)،نا ابن إدريس، عن القاسم بن معن، قال: خرج أبو حصين (2)-و في نسخة أخرى: أبو كثير - و هو يضرب بغلة و هو يقول: الحمد للّه الذي سار بي تحت رايات الهدى.

قال: و نا يعقوب، نا عثمان بن أبي شيبة، نا جرير، عن مغيرة، قال: كان سلمة بن كهيل من أشد الناس قولا لزيد بن علي ينهاه عن الخروج (3).

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمد الفقيه، عن أبي الحسين بن الطّيّوري، أنا عبد الباقي بن عبد الكريم، أنا عبد الرحمن بن عمر، أنا محمد بن أحمد بن يعقوب، نا جدي يعقوب، نا علي بن عبد اللّه، قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: ذكر يحيى بن سعيد الأنصاري علي بن حسين فذكره بخير، قال: و لكن أنبه زيد، قال جدي: ظننت أنه أراد الخروج.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو محمد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبابة، نا أبو القاسم البغوي، نا أبو سعيد - هو - الأشج، نا محمد بن يحيى بن الحارث الجعفي، عن حفص بن غياث، قال: قيل للأعمش أيام زيد: لو خرجت، قال: ويلكم و اللّه ما أعرف أحدا جعل عرضي دونه، فكيف أجعل ديني دونه.

أخبرنا أبو القاسم أيضا، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (4)،نا سعيد بن يحيى، نا ابن إدريس، عن عتبة (5) بن إسحاق، قال: كان منصور بن المعتمر (6) يختلف إلى زبيد (7) فذكر أن أهل البيت يقتلون. يريده (8) على الخروج مع زيد بن علي، فقال زبيد: ما أنا بخارج إلاّ مع نبي و ما أنا بواجده.

ص: 473


1- الخبر في المعرفة و التاريخ 807/2.
2- هو عثمان بن عاصم الأسدي.
3- الخبر في بغية الطلب 4044/9.
4- المعرفة و التاريخ 807/2.
5- غير واضحة بالأصل، و المثبت عن المعرفة و التاريخ و م.
6- في المعرفة و التاريخ: المغيرة.
7- هو زبيد بن الحارث اليمامي.
8- بالأصل:«مد يده» و في م: يريدة و المثبت عن المعرفة و التاريخ.

أخبرنا أبو البركات، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنا القاضي أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر محمد بن أحمد البابسيري، أنا أبو أمية الأحوص بن المفضّل الغلاّبي، أنا أبي، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: قدم محمد بن جحادة من البصرة فلما صار برراره (1) قتل هذا زيد بن علي قد خرج فرفع إلى البصرة و لم يدخل الكوفة.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنبأ سهل بن بشر، أنا محمد بن أحمد بن عيسى السعدي، نا موسى بن محمد بن جعفر بن عرفة السمسار، نا محمد بن يوسف بن يعقوب المقرئ الواسطي، نا الكديمي، نا عبد اللّه بن داود، عن أم داود الواشية (2)،قالت: مرّ زيد بن علي بن الحسين على حمار قد خولف بوجهه على شيوخ كندة، فقاموا إليه يبكون، فقال: يا أخابث خليقة اللّه أسلمتموني للقتل، ثم تبكون علي.

أنبأنا أبو علي الحداد، و غيره، قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة (3)،أنا سليمان بن أحمد، أنا أحمد بن داود المكي، نا محمد بن إسماعيل بن عون.... (4)،نا الحارث بن معاوية، حدثني أبي معاوية بن الحارث، عن جده أبي أمه أنه كان يقول:

إن عندي لحديثا لو أردت أن آكل به الدنيا لأكلتها، و لكن لا يسألني اللّه عن حديث أرفعه إلى السلطان، قال أبي: فقلت: ما هو؟ قال: لما خرج زيد أتيت خالتي الغدّ فقلت لها: يا أمه قد خرج زيد فقالت: المسكين يقتل كما قتل آباؤه، فقلت لها: إنه خرج معه ذوو الحجا، فقالت: كنت عند أم سلمة زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم فتذاكروا الخلافة [فقالت أم سلمة: كنت عند النبي صلى اللّه عليه و سلم فتذاكروا الخلافة] (5) بعده، فقالوا: ولد فاطمة، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لن يصلوا إليها أبدا، و لكنها في ولد عمّي صنو أبي حتى يسلموها إلى الدّجال»[4551].

حدثني أبو القاسم محمود بن عبد الرحمن البستي، أنبأ أبو بكر بن خلف، أنا أبو

ص: 474


1- كذا بالأصل و في م: و زاره.
2- بغية الطلب: الوالشية.
3- بالأصل:«زيده» و في م: زيده و الصواب ما أثبت و ضبط ، و قد مضى التعريف به.
4- رسمها بالأصل و م:«السلى» كذا. و لم أجده.
5- ما بين معكوفتين زيادة عن م.

عبد اللّه الحاكم، أنا أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد اللّه البغدادي، نا عبد اللّه بن الحسين بن جابر المصّيصي، نا موسى بن محمد البلقاوي، نا الوليد بن محمد الموقّري، قال:

كنا على باب الزهري إذ سمع جلبة، فقال: ما هذا يا وليد؟ فنظرت فإذا رأس زيد بن علي يطاف به بيد اللعابين فأخبرته فبكا الزهري، ثم قال: أهلك أهل هذا البيت العجلة، قلت: و يملكون ؟ قال: نعم، حدثني علي بن الحسين، عن أبيه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال لفاطمة:«أبشري المهدي منك»[4552].

أنبأنا أبو [علي] (1) بن نبهان.

ثم حدثنا أبو المعالي محمد بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و أبو الحسن محمد بن إسحاق، و أبو علي محمد بن سعيد بن نبهان ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، قالوا:

أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو بكر محمد بن الحسن بن مقسم المقرئ، نا أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب، قال: و سمع هشام بن عبد الملك زيد بن علي يقول: ما أحب الحياة أحد قطّ إلاّ ذل، قال فخافه منذ سمع ذلك منه، قال: و كان الحسين بن زيد بن علي يلقب ذا الدمعة، و ذلك لكثرة بكائه، فقيل له في ذلك، فقال: و هل تركت النار و السهمان فيّ مضحكا، يريد السهمين اللذين أصابا زيد بن علي، و يحيى بن زيد، و قتل بخراسان.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك، أنا أبو الحسن بن السّقّا، و أبو محمد بن بالوية، قالا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، نا عباس بن محمد، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: حدثنا جرير، عن مغيرة، قال:

كنت أكثر الضحك، فما قطعه عني إلاّ قتل زيد بن علي (2).

أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين، و أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، و أبو الدّرّ ياقوت بن عبد اللّه، قالوا: أنا أبو محمد الصّريفيني، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أبو

ص: 475


1- ما بين معكوفتين مكانها بياض بالأصل و م، و الزيادة المستدركة عن بغية الطلب 405/9.
2- عن بغية الطلب 4050/9.

عبد اللّه أحمد بن سليمان بن داود الطوسي، نا الزّبير بن بكّار، حدثني صدقة بن بشير، قال: سمعت حسين بن زيد يمزح مع جعفر بن محمد فيقول له: خذلت شيعتك أبي حتى قتل فقال له جعفر: إن أباك اشتهى البطيخ بالسكر.

قرأت على أبي الفتح نصر اللّه بن محمد، عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار، أنا عبد الباقي بن عبد الكريم، أنا عبد الرحمن بن عمر بن أحمد، نا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب، حدثنا جدي قال: و اختلفوا علينا في مقتل زيد بن علي، قال مصعب الزبيري: و بلغني عن الواقدي أنه قال: مثله كان مقتل زيد بن علي يوم الاثنين لليلتين (1) خلتا من صفر سنة عشرين و مائة، و قتل و هو ابن ثنتين و أربعين سنة، و قال غيرهما: قتل في سنة اثنتين (2) و عشرين و مائة (3).

قرأت على أبي عبد اللّه يحيى بن الحسن، و أبي الفضل بن ناصر، عن محمد بن عبد السلام بن محمد، أنا علي بن محمد بن خزفة (4)،نا محمد بن الحسين، نا ابن أبي خيثمة، أنا مصعب، قال: زيد بن علي قتل بالكوفة، قتله يوسف بن عمر في زمن هشام بن عبد الملك، و قتل يوم الاثنين لليلتين (5) خلتا من صفر من سنة عشرين و مائة، و هو يوم قتل ابن ثنتين و أربعين سنة، و قد سمع زيد بن علي من أبيه، و روي عنه (6).

أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن الفراء، و أبو غالب أحمد، و أبو عبد اللّه يحيى ابنا الحسن، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار، قال: و كان مقتل زيد بن علي يوم الاثنين لليلتين (7) خلتا من صفر سنة عشرين و مائة، و هو يومئذ ابن اثنتين (8) و أربعين سنة، و سمع زيد بن علي من أبيه، و قد روي عنه.

قال الزبير: و قال محمد بن حسن: قتل زيد بن علي حسين بالكوفة في زمن هشام بن عبد الملك يوم الاثنين ليومين خلوا من صفر سنة اثنتين (9) و عشرين و مائة، و هو ابن اثنتين (10) و أربعين سنة.

ص: 476


1- بالأصل: للثلاثين خطأ. و المثبت عن نسب قريش و م.
2- بالأصل: اثنين.
3- بغية الطلب 4045/9.
4- بالأصل:«حرمه» كذا و في م:«خرمه» و الصواب ما أثبت و ضبط عن التبصير، و قد مضى التعريف.
5- بالأصل: للثلاثين خطأ. و المثبت عن نسب قريش و م.
6- انظر نسب قريش للمصعب ص 60-61.
7- بالأصل: للثلاثين خطأ. و المثبت عن نسب قريش و م.
8- بالأصل: اثنين.
9- بالأصل: اثنين.
10- بالأصل: اثنين.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، و أبو الفضل بن خيرون ح.

و أخبرنا أبو العزّ ثابت بن منصور، قال: أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، قالا: أنا محمد بن الحسن بن أحمد بن محمد، أنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن إسحاق عن (1) عمر بن أحمد بن إسحاق، نا خليفة بن خياط (2)،قال: زيد و عمر ابنا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أمهما فتاة، زيد يكنى أبا الحسين، قتل بالكوفة سنة إحدى و عشرين و مائة.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال: و في هذه السنة - يعني - سنة إحدى و عشرين و مائة، قتل زيد بن علي، دخل على هشام بن عبد الملك فكلّمه في دين عليه و معونة، فأبى أن يفعل ذلك، و غلظ في الجواب فخرج زيد و هو يقول: لا يحب الحياة أحد إلاّ ذل، فقدم الكوفة، و خرج فقتل في صفر، و هرب يحيى بن زيد فلحق بخراسان و كانوا صلبوا زيدا بالكناسة، ثم أحرقوه، و ذلك في ولاية يوسف بن عمر (3).

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي محمد التميمي، أنا مكي بن محمد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: و فيها - يعني سنة إحدى و عشرين و مائة - قتل زيد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب بالكوفة في صفر، رحمة اللّه عليه، و هكذا قال الواقدي (4).

قرأت في كتاب أظنه من تصنيف الصولي: و في سنة إحدى و عشرين و مائة قتل زيد بن علي بن الحسين في صفر بالكوفة، و صلب في الكناس، و كان الذي ظفر به يوسف بن عمر، ثم أحرقه بالنار، فسمّي زيد النار، و إنما سميت الرافضة ذلك اليوم (5).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء

ص: 477


1- بالأصل: بن، و الصواب عن بغية الطلب 4046/9.
2- طبقات خليفة بن خيّاط ص 449 رقم 2261 و 2262.
3- انظر المعرفة و التاريخ 348/3 و بغية الطلب 4046/9.
4- بغية الطلب 4047/9.
5- المصدر نفسه.

محمد بن علي، أنا أبو بكر محمد بن أحمد البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي، نا أحمد، قال: قتل زيد بن علي سنة اثنتين أو إحدى و عشرين و مائة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد، أنبأ أبو منصور محمد بن الحسن، نا أبو العباس أحمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن محمد بن عبد الرحمن، نا محمد بن إسماعيل، قال: قال يحيى بن بكير عن الليث قال في سنة ثنتين و عشرين و مائة قتل زيد بن علي الهاشمي، و فيها قتل عبد الرحمن بن عبد اللّه الغافقي أمير الأندلس (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال: قال ابن بكير، قال الليث بن سعد:

و في سنة اثنتين و عشرين و مائة قتل زيد بن علي الهاشمي.

أنبأنا أبو سعد محمد بن محمد، و أبو علي الحسن بن أحمد، و أبو القاسم غانم بن محمد بن عبيد اللّه، ثم أخبرنا أبو المعالي عبد اللّه بن أحمد بن محمد، أنا أبو علي، قالوا: أنا أبو نعيم، نا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن، نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، نا هاشم بن محمد، نا الهيثم بن عدي، قال: و مات سلمة بن كهيل الحضرمي سنة ثنتين و عشرين و مائة أيام قتل زيد بن علي.

أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن، أنا محمد بن علي بن أحمد، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن عمران، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط ، قال (2):فحدثني أبو اليقظان عن جويرية بن أسماء و غيره أن زيد بن علي قدم على يوسف بن عمر الحيرة، فأجازه و أحسن إليه، ثم شخص إلى المدينة، فأتاه ناس من أهل الكوفة، فقالوا له: ارجع فليس يوسف بشيء، و نحن نأخذ لك الكوفة، فبايعه ناس كثير، فخرج و خرج معه ناس كثير، فاقتتلوا فقتل زيد فيها - يعني سنة اثنتين و عشرين و مائة-.

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن خنبقاء (3)،نا إسماعيل بن علي الخطبي، قال: و قد كان زيد بن علي بن

ص: 478


1- كذا، و في البيان المغرب لابن عذاري 28/2 استشهد في أرض العدو في رمضان سنة 114.
2- انظر تاريخ خليفة بن خيّاط ص 353، و الخبر بتمامه نقله ابن العديم في بغية الطلب 4049/9 نقلا عن خليفة. و تهذيب التهذيب 244/2-245.
3- رسمها و إعجامها مضطربان، و المثبت عن بغية الطلب.

الحسين بن علي، و كنيته أبو الحسين، و أمه أم ولد يقال لها جيداء ظهر بالكوفة في خلافة هشام بن عبد الملك، في سنة إحدى و عشرين و مائة، و قتل ليومين خلوا من صفر من سنة اثنتين (1) و عشرين و مائة، و هو ابن اثنتين و أربعين سنة، و صلب بالكوفة و في تاريخ قتله خلاف، و لم يزل مصلوبا إلى سنة ست و عشرين، ثم أنزل بعد أربع سنين من صلبه.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفتح نصر بن أحمد بن نصر، أنا محمد بن أحمد بن عبد اللّه ح.

و أخبرنا أبو البركات بن المبارك، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و أبو طاهر أحمد بن علي بن سوار، قالا: أخبرنا الحسين بن علي بن عبد اللّه، قالا: أنبأ محمد بن زيد بن علي، أنا محمد بن محمد بن عقبة، نا هارون بن حاتم، نا رباح - يعني ابن خالد-، قال: سألت سفيان بن عيينة متى مات الزهري ؟ قال: سنة ثلاث و عشرين و مائة، و فيها قتل زيد بن علي (2).

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا عبد الملك بن محمد، أنا محمد بن أحمد بن الحسن، أنا أبو جعفر محمد بن عثمان، نا إسماعيل بن إبراهيم، نا محمد بن جعفر بن محمد، عن أبيه، قال: و زيد بن علي ابن أربع و أربعين سنة - يعني قتل-.

قرأت بخط أبي الحسن بن نظيف، و أنبأنيه أبو القاسم العلوي، و أبو الوحش المقرئ عنه، أنا إبراهيم بن علي بن إبراهيم، نا أبو العباس أحمد بن بكران بن شاذان، نا الحسين بن علي، حدثني محمد بن سلام، نا إسماعيل، عن الحسن بن محمد بن معاوية البجلي، قال: كان (3) زيد بن علي حيث صلب يوجّه وجهه ناحية الفرات فيصبح و قد دارت خشبته ناحية القبلة مرارا، و عمدت العنكبوت حتى نسج على عورته، و قد كانوا صلبوه عريانا.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو منصور محمد بن محمد بن

ص: 479


1- بالأصل:«اثنين».
2- بغية الطلب 4048/9.
3- بالأصل:«كان زيد بن حبيب صلب» و الصواب عن م، و انظر بغية الطلب 405/9.

عبد العزيز، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا عمر بن الحسن بن علي بن مالك، أنا أبو (1)سهل سعيد بن عثمان بن بكر الأهوازي، و أبو العباس محمد بن موسى، قالا: نا أحمد بن أبي بكر العتكي، نا جرير بن حازم، قال: رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم في النوم مسندا ظهره إلى خشبة زيد بن علي، و هو يبكي و يقول: هكذا تفعلون بولدي، و الحديث على لفظ سعيد بن بكر كذا قال: أحمد العتكي، و قال غيره: عبد اللّه.

أخبرناه أبو بكر محمد بن الحسين، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا عبيد اللّه بن أحمد بن علي بن الحسين، نا محمد بن مخلد، نا محمد بن عبد الرحمن بن يونس، نا عبد اللّه بن أبي بكر العتكي، نا جرير بن حازم، قال: رأيت النبي صلى اللّه عليه و سلم كأنه متساند إلى خشبة زيد بن علي في المنام، و هو مصلوب و هو يقول: هكذا تفعلون بولدي، و كذا روي من وجه آخر.

أخبرناه أبو محمد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي بن صفوان، نا ابن أبي الدنيا، حدثني محمد بن إدريس، نا عبد اللّه بن أبي بكر بن الفضل العتكي، نا جرير بن أبي (2) حازم أنه رأى (3) النبي صلى اللّه عليه و سلم في المنام متساندا (4) إلى جذع زيد بن علي، و هو مصلوب، و هو يقول للناس: هكذا تفعلون بولدي (5).

2345 - زيد بن علي بن زيد بن علي

أبو الحسين بن أبي الحسن السّلمي الدواحي الفقيه

سمع أباه، و أبا محمد بن الأكفاني، و الفقيهين أبا الحسن علي بن المسلّم، و أبا الفتح نصر اللّه بن محمد، و جماعة من شيوخنا، و تفقه على الفقيه أبي الحسن علي بن المسلّم، ثم رحل إلى بغداد، و سمع بها من جماعة من شيوخها، و أسند من لقي بها أبو الفضل محمد بن الحسن بن عمر الأرموي الفقيه، و كان الأرموي يروي عن أبي

ص: 480


1- بالأصل: أبي.
2- كذا بالأصل هنا، و لفظة «أبي» مقحمة و في م: جرير بن حازم.
3- بالأصل «رآني» و الصواب ما أثبت عن م.
4- بالأصل و م: متساند، و الصواب ما أثبت.
5- الخبر في بغية الطلب 4050/9.

جعفر بن المسلمة، و أبي الحسين بن المهتدي و غيرهما، و كان زيد بن علي حافظا للقرآن، و قرأ ببغداد بروايات، و حج و حارب سنة و حج جحش أجرادين (1) من الشام، و كان منصوبا، و له.... (2) بالفرائض، و حدث بشيء يسير، و مولده في ليلة الخميس لليلتين خلتا من ربيع الأول سنة سبع و خمسمائة، و مات ليلة الخميس، و دفن يوم الخميس الثامن عشر من المحرم سنة إحدى و ستين و خمسمائة [بمقبرة] (3) باب الصغير.

2346 - زيد بن علي بن عبد اللّه

أبو القاسم (4) الفسوي الفارسي النّحوي اللّغوي (5)

سكن دمشق مدة و أقرأ بها النحو و اللغة، و أملى بها شرح إيضاح أبي علي الفارسي، و شرح الحماسة، و حدث عن أبي الحسن بن أبي الحديد الدمشقي، و سمع منه جدي القاضي أبو المفضّل، و عمر بن أبي الحسن الدّهستاني، و أبو الحسن بن طاهر النحوي.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي، أنشدنا أبو الحسين علي بن طاهر الأديب - بمقرى: من عمل دمشق - قال: أنشدني زيد بن علي لأبزون الفارسي (6):

الزم جفاك لي و لو فيه الضّنا *** و ارفع حديث البين عن ما بيننا

فسموم هجرك في هواجره الأذى *** و نسيم وصلك في أصائله المنى

ما لي إذا ما رمت عتبا رمت لي *** ذنبا جديدا من هناك و من هنا

مثن عليك و ما استفاد رغيبة *** عجبا و معتذر إليك و ما جنى

ليس التلون من أمارات الرضا *** لكن إذا ملّ الحبيب تلونا

ما جرّ هذا الخطب غير تغربي *** لعن التّغرّب ما أذل و أهونا

ص: 481


1- كذا بالأصل و لعل الصواب: اخراوين» و هو ما يفهم من عبارة م.
2- لفظة غير مقروءة بالأصل و م.
3- بياض بالأصل، و المثبت عن م.
4- عن هامش الأصل و بجانبها كلمة صح.
5- ترجمته في بغية الطلب 4051/9.
6- الخبر و الأبيات في بغية الطلب 4051/9.

قرأت بخط أبي الحسن علي بن طاهر، قال: سمعت من شيخنا في العربية أبي القاسم الفارسي النحوي غير مرة الإنكار لصحة أحكام المنجمين و استسخاف عقل المصدّق بها، و كان رفد قد اطلع على كل علم و مقالة، رحمه اللّه.

قال: أنا أبو محمد بن الأكفاني سنة سبع و تسعين و أربعمائة فيها توفي أبو القاسم زيد بن علي الفارسي بطرابلس على ما بلغني في ذي الحجة، و كان فهما عالما بعلم اللغة و النحو.

2347 - زيد بن عمر بن الخطاب بن نفيل

ابن عبد العزّى بن رياح (1) بن عبد اللّه بن قرط

ابن رزاح (2) بن عدي بن كعب القرشي العدوي (3)

و أمه أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب، و أمها فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و أمها خديجة بنت خويلد، وفد على معاوية بن أبي سفيان.

أخبرنا أبو الحسين بن الفرا، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار، قال في تسمية ولد فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: و أم كلثوم بنت علي خطبها عمر بن الخطاب إلى علي بن أبي طالب، و قال: زوّجني يا أبا الحسن، فإني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«كلّ نسب و صهر منقطع يوم القيامة إلاّ نسبي و صهري»، فزوّجه إياها، فولدت لعمر زيدا، و رقية. تزوج رقية بنت عمر إبراهيم بن نعيم بن... (4)، فماتت عنده و لم يترك ولدا، و قتل زيد بن عمر قتله خالد بن أسلم مولى آل عمر بن الخطاب خطأ، و لم يترك ولدا و لم يبق لعمر بن الخطاب ولد من أم كلثوم بنت علي[4553].

أخبرنا أبو محمد السلمي، نا أبو بكر الخطيب ح.

ص: 482


1- بالأصل زياد خطأ و الصواب عن جمهرة ابن حزم ص 150 و م.
2- بالأصل زياد خطأ و الصواب و الضبط عن ابن حزم ص 150 و في م: رباح.
3- ترجمته في الوافي بالوفيات 37/15.
4- رسمها بالأصل:«النحام» و في نسب قريش للمصعب ص 349 إبراهيم بن نعيم بن عبد اللّه بن أسيد بن عبد بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب و في م:«الحام ؟؟؟».

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا حجاج بن أبي منيع، حدثني جدي، عن الزّهري، قال: و أما أم كلثوم بنت علي فتزوجها عمر بن الخطاب، فولدت له زيد بن عمر ضرب ليالي قتال ابن مطيع ضربا لم يزل يتهم (1) منه حتى توفي.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه، ابنا أبي علي، قالا: أنا أبو جعفر محمد بن أحمد، أنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس، أنا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار، قال في تسمية ولد عمر بن الخطاب: و زيد بن عمر، و رقيّة بنت عمر تزوجها إبراهيم بن نعيم بن عبد اللّه بن أسيد بن (2) عوف بن عبيد بن عويج (3) بن عدي بن كعب، فولدت له جارية (4)،و ماتت الجارية و أمها أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب، و أمها فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و كان عمر بن الخطاب خطب أم كلثوم إلى علي بن أبي طالب، فقال علي: إنها صغيرة، فقال عمر: زوّجنيها يا أبا الحسن فإني أرصد من كرامتها ما لا يرصد أحد، فقال له علي: أنا أبعثها إليك، فإن رضيت فقد زوّجتكها، فبعثها إليه ببرد و قال لها قولي له: هذا البرد الذي قلت لك، فقالت ذلك لعمر، فقال: قولي له قد رضيته (5)، رضي اللّه عنك، و وضع يده على ساقها فكشفها فقالت له: أ تفعل هذا؟ لو لا أنك أمير المؤمنين لكسرت أنفك، ثم خرجت حتى جاءت أباها فأخبرته الخبر، و قالت: بعثتني إلى شيخ سوء؟ فقال: مهلا يا بنية فإنه زوجك، فجاء عمر بن الخطاب إلى مجلس المهاجرين في الروضة و كان يجلس فيه المهاجرون الأولون فجلس إليهم، فقال:

رفّئوني فقالوا: بما ذا يا أمير المؤمنين ؟ قال: تزوجت أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«كلّ نسب و سبب و صهر منقطع يوم القيامة إلاّ نسبي و سببي و صهري»، فكان لي به صلى اللّه عليه و سلم النّسب و السّبب، و أردت أن أجمع إليه الصهر.

فزفّوه[4554].

قال الزبير: و أما زيد بن عمر بن الخطاب فكان له ولد فانقرضوا.

ص: 483


1- كذا بالأصل و م.
2- في نسب قريش للمصعب ص 349 أسيد بن عبد بن عوف.
3- رسمها غير واضح بالأصل و الصواب عن نسب قريش.
4- بالأصل: حارثة، و المثبت عن نسب قريش.
5- عن م و بالأصل: رضيت.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن محمد بن الفهم، أنا محمد بن سعد، قال (1):في تسمية ولد عمر بن الخطاب، قال: و زيد الأكبر لا بقية له، و رقية و أمها أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم، و أمها فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الأديب، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي إجازة ح.

قال: و أنبأ أبو طاهر بن سلمة أخبرنا علي بن محمد، قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم، قال (2):زيد ابن عمر بن الخطاب ابن (3) أم كلثوم بنت علي سمعت أبي يقول ذلك، و يقول: توفي هو و أمه أم كلثوم في ساعة واحدة، و هو صغير (4)،لا يدرى أيهما مات أول.

ذكر أبو محمد الحسين بن محمد الإيجي الكاتب، أنا أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد، أنا أبو حاتم، عن أبي عبيدة، عن يونس، عن أبي عمرو بن العلاء، حدثني رجل من الأنصار، عن أبيه، قال:

و فاتا مع زيد بن عمر بن الخطاب، و أمه أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب، و أمها فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى معاوية بن أبي سفيان فأجلسه على السرير، و هو يومئذ من أجمل الناس و أشبههم، فبينا هو جالس قال له بسر بن أرطأة: يا ابن أبي تراب، فقال له:

أ إياي تعني ؟ لا أم لك، لك (5) أنا و اللّه خير منك، و أزكى و أطيب، فما زال الكلام بينهما حتى نزل زيد إليه فخنقه حتى صرعه، و برك على صدره، فنزل معاوية عن سريره فحجز بينهما، و سقطت عمامة زيد، فقال زيد: و اللّه يا معاوية ما شكرت الحسنى (6)،و لا حفظت ما كان منا إليك، حيث تسلط عليّ عبد بني عامر، فقال معاوية: أما قولك يا ابن

ص: 484


1- طبقات ابن سعد 265/3.
2- الجرح و التعديل 568/2/1.
3- في الجرح: من.
4- كذا في قول ابن أبي حاتم، و تقدم عن الزبير بن بكار أنه كان لزيد أولاد فانقرضوا فهذا يعني أنه عاش إلى أن تزوج و لم يمت صغيرا.
5- كذا مكررة بالأصل.
6- عن م و بالأصل: الحسين.

أخي أني لكفرت الحسنى، فو اللّه ما استعملني أبوك إلاّ من حاجة إليّ ، و أما ما ذكرت من الشكر، فو اللّه لقد وصلنا أرحامكم، و قضينا حقوقكم، و إنكم لفي منازلكم. فقال زيد (1):أنا ابن الخليفتين، و اللّه لا تراني بعدها أبدا عائدا إليك، و إني لأعلم أن هذا لم يكن إلاّ عن رأيك. قال: و خرج زيد إلينا و قد تشعّث رأسه و سقطت عمامته، فدعا بإبل فارتحل فأتاه آذن معاوية، فقال: إن أمير المؤمنين يقرأ عليك السلام و يقول عزمت عليك لمّا أتيتني، فإن أبيت أتيتك، قال زيد: لو لا العزيمة ما أتيت.

فلما رجع إليه أجلسه على سريره، و قبّل بين عينيه، ثم أقبل عليه، فقال: من نسي بلاء عمر يومئذ فإني و اللّه ما أنساه، لقد استعملني و أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم متوافرون، و أنا يومئذ حديث السن، فأخذت بأدبه و اقتديت بهديه، و اتبعت أثره، و و اللّه ما قويت على العامة إلاّ بمكاني كان منه، حاجتك يا ابن أخي ؟ فو اللّه ما ترك له حاجة و لا لمن معه إلاّ قضاها، و أمر له بمائة ألف، و أمر لنا بأربعة آلاف (2) أربعة آلاف و نحن عشرون رجلا، فقال: هذه لك عندي في كل عام.

أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا أبو العباس بن عقدة، نا أحمد بن يحيى الصوفي، نا عبد الرحمن بن شريك، حدثني أبي، حدثني عروة بن عبد اللّه بن قشير، عن أبي جعفر، قال: قال عمر بن الخطاب لعلي بن أبي طالب: عزمت عليك إلاّ زوجتني ابنتك، فزوجه فراح عمر إلى الصفة، فقال للناس: أ لا تهنوني، قالوا: و ما ذاك ؟ قال: تزوّجت أم كلثوم: لفاطمة بنت رسول اللّه لعلي بن أبي طالب، فهنوه، ثم قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول:«كلّ نسب و سبب منقطع يوم القيامة، إلاّ نسبي و سببي»[4555].

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد، قال (3):قال محمد بن عمر و غيره: لما خطب عمر بن الخطاب إلى علي ابنته أم كلثوم، قال: يا أمير المؤمنين إنها صبية، فقال: إنك و اللّه ما بك ذلك، و لكن قد علمت ما بك. فأمر علي بها

ص: 485


1- عن هامش الأصل.
2- بالأصل:«ألف».
3- طبقات ابن سعد 464/8.

فصنّعت، ثم أمر ببرد فطواه ثم قال: انطلقي بهذا إلى أمير المؤمنين فقولي: أرسلني أبي يقرئك السلام و يقول: إن رضيت البرد فأمسكه و إن سخطته فردّه، فلما أتت عمر قال:

بارك اللّه فيك و في أبيك، فقد رضينا، قال: فرجعت إلى أبيها، فقالت: ما نشر البرد و لا نظر إلاّ إلي، فزوّجها إياه، فولدت له غلاما يقال له زيد.

قال: و أنا محمد بن سعد (1)،أنا أنس بن عياض اللّيثي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه: أن عمر بن الخطاب خطب إلى علي بن أبي طالب ابنته أم كلثوم، فقال علي: إنما حبست بناتي على بني جعفر، فقال عمر: أنكحنيها يا علي، فو اللّه ما على ظهر الأرض رجل يرصد من حسن صحابتها ما أرصد، قال علي: قد فعلت، فجاء عمر إلى مجلس المهاجرين بين القبر و المنبر، و كانوا يجلسون ثمّ عليّ و عثمان و الزبير و طلحة و عبد الرحمن بن عوف، فإذا كان الشيء يأتي عمر من الآفاق جاءهم فأخبرهم ذلك و استشارهم فيه، فجاء عمر فقال: رفئوني فرفئوه، و قالوا: بمن يا أمير المؤمنين ؟ قال:

بابنة علي بن أبي طالب، ثم أنشأ يخبرهم، فقال إن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:«كلّ نسب و سبب منقطع يوم القيامة إلاّ نسبي و سببي»، و كنت قد صحبته فأحببت أن يكون هذا أيضا[4556].

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمد، أنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، نا جعفر بن محمد بن كزال، نا إسحاق بن المنذر، نا محمد بن عبد الملك الأنصاري، نا محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري، قال:

تزوج عمر بن الخطاب أم كلثوم بنت فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على أربعين ألف درهم.

قرأت على أبي غالب، عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد (2)،أنا وكيع بن الجرّاح، عن هشام بن سعد، عن عطاء الخراساني: أن عمر أمهر أم كلثوم بنت علي أربعين ألفا.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، و أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالوا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليم، نا الزبير بن بكار، قال:

ص: 486


1- المصدر نفسه 463/8.
2- المصدر نفسه 463-464.

و حدثني عمر بن أبي بكر المؤمّلي، حدثني سعيد بن عبد الكبير عن (1)عبد الحميد (2) بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، و أمه أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب، و كان سبب (3) ذلك أن حربا وقعت فيما بين عدي بن كعب، فخرج عبد اللّه بن مطيع يطلع ما سببه، و بلغ ذلك عبد اللّه و سليمان ابني أبي جهم فخرجا يرصدانه لرجعته، و أتى الخبر أخويهما فخرجوا إليهما، و تداعى الفريقان، و انصرف عبد اللّه بن مطيع ممسيا (4)،فالتقوا بالبقيع فاقتتلوا و تنول (5) ابن مطيع بعصا فأدركت مؤخر السرج فكسرته، و أقبل زيد بن عمر ليحجز بينهم و ينهى بعضهم عن بعض، فخالطهم فضربه رجل منهما في الظلمة و هو لا يعرفه ضربة على رأسه فشجّه و صرع عن دابته، و تنادى القوم: زيد زيد فتفرقوا، و أسقط في أيديهم، و أقبل عبد اللّه بن مطيع، فلما رآه صريعا نزل فأكبّ عليه فناداه يا زيد بأبي أنت و أمي، مرتين أو ثلاثا، ثم أجابه، فكبّر ابن مطيع و أخذه فحمله على بغلته حتى أداه إلى منزله، فدوي زيد من شجته حتى أقبل، و قيل: قد برأ، و كان يسأل عن من ضربه فلا يسميه، ثم إن الشجّة انتقضت بزيد بن عمر فلم يزل منها مريضا، و أصابه بطن فهلك رحمة اللّه عليه.

قال عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، و قد ذكر بعض أهل العلم:

أنه و أمه أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب، مرضا (6) جميعا و ثقلا و نزل بهما، و أن رجالا مشوا بينهما لينظروا أيهما يقبض أولا فيورث منه الآخر و أنهما قبضا في ساعة واحدة، فلم يدر أيهما قبض قبل صاحبه، و قال في ذلك عبد اللّه بن عامر بن ربيعة حليف بني الخطاب (7):

إنّ عديا ليلة البقيع *** تفرقوا (8) عن رجل صريع

ص: 487


1- بالأصل و م: بن، خطأ.
2- انظر ترجمة عبد الحميد، في سير الأعلام 149/5.
3- كذا بالأصل، و يعني سبب قتل زيد بن الخطاب.
4- في مختصر ابن منظور 161/9 مشيا.
5- بالأصل: و تقول، و في م:«وول ؟؟؟» و المثبت عن المختصر.
6- بالأصل: منها، و المثبت عن الوافي بالوفيات 38/15.
7- الرجز في نسب قريش ص 352-353 قال: و كانت بين بني جهم حروب فخرج (زيد) يحجز بينهم، فأصيب تحت الليل، و لا يعرف، فقتل.
8- نسب قريش: تفرجوا.

مقاتل (1) في الحسب الرفيع *** أدركه شؤم بني مطيع

و قال في ذلك عاصم بن عمر بن الخطاب:

مضى عجب من أمر ما كان بيننا *** و ما نحن فيه بعد من ذاك أعجب

يجري جناة الشرّ من بعد ألفة *** رجعنا و فيه فرقة و تحزب

مشائيم جلابون للغي مصحرا *** و للغي في أهل الغواية تجلب

إذا ما رأينا صدعهم لم يلائموا *** و لم يك فيه للمزاول مرأب

و تأبي لهم فيها شراسة أنفس *** و كلهم من النحيزة مصعب

فيا زيد صبرا حسبة و تعرضا *** لأجر ففي الأجر المعرض مرغب

و لا تكتمن من بالك اليوم أن شبابك *** من سعى بذاك و يشغب

و لا تأخذن عقلا من القوم إنني *** أرى الجرح يبرأ و المعاقل تذهب

كأنك لم تنصب و لم تلق إربة *** إذا أنت أدركت الذي كنت تطلب

و قال في ذلك محمد بن إياس بن أبي البكر حليف عدي بن كعب:

ألا يا ليت أمي لم تلدني *** و لم أك في الغواة لذا البقيع

و لم أر مصرع ابن الخير زيد *** و هدبة هنالك من صريع

هو الرزء الذي عظمت *** و جلت مصيبة على الحي الجميع

كريم في النجار تكنفته *** عروق المجد و الحسب الرفيع

شفيع الجود ما للجود حقا *** سواه إذ تولا من شفيع

أصاب الحي عديّ كعب *** مجللة من الخطب الفظيع

و خصهم الشقاء بها خصوصا *** لما يأتون من سوء الصنيع

بشؤم بني حذيفة أن فيهم *** معا بكذا و شؤم بني مطيع

و كم من ملتقى خضب حصاه *** كلوم القوم بالعلق النجيع

قال: و حدّثنا الزبير، حدّثني محمد بن الحسن المخزومي، قال: لما استعزّ (2)بزيد بن عمر جعل الحسين بن علي يقول له: يا زيد من ضربك ؟ فيقول له عبد اللّه بن

ص: 488


1- نسب قريش: مقابل.
2- أي اشتد وجعه.

عمر: يا زيد اتقي اللّه فإنك كنت في اختلاط لا تعرف فيه من ضربك، قال: و كانت في زيد و أمه سنّتان: ماتا في ساعة واحدة، لم يعرف أيهما مات قبل الآخر، فلم يورث كل واحد منهما من صاحبه، و وضعا معا في موضع الجنائز، فأخّرت أمه و قدّم هو مما يلي الإمام، فجرت السّنّة في الرجل و المرأة بذلك بعد.

و قال الحسين بن علي لعبد اللّه بن عمر: تقدم فصلّ على أمك و أخيك، فتقدّم فصلّى عليهم (1).

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، حدّثنا الزّبير بن بكّار، قال: و أخبرني علي بن صالح، عن جدي عبد اللّه بن مصعب: أن خالد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب هو الذي أصاب زيدا تلك الليلة برمية و لا يعرفه.

قال: و نا الزبير، قال: و أخبرني غير واحد منهم محمد بن حسن، قال: كان الحسين بن علي يقول لابن أخته زيدا: سمّ من أصابك، فيقول له عبد اللّه بن عمر: يا أخي اتّق اللّه و لا تدّع على أحد، فإنك أصبت في حال اختلاط من الناس ليلا، فلما مات زيد و أمه في وقت واحد وضعا في موضع الجنائز، و قدّم زيد مما يلي الإمام، فقال حسين لعبد اللّه بن عمر: تقدّم فصلّ على أمك و أخيك، فتقدم فصلّى عليهما، فكانت فيهما سنّتان أن لا يتوارث من لم تعرف وفاته قبل صاحبه، و أن يقدّم الرجال مما يلي الإمام.

أخبرنا أبو الفضل محمد بن إسماعيل، و أبو المحاسن أسعد بن علي، و أبو بكر أحمد بن يحيى بن الحسن، و أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، قالوا: أنا عبد الرّحمن بن محمد بن المظفّر، أنا عبد اللّه بن أحمد بن حموية، أنا عيسى بن عمر بن العباس، أنا عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن بهرام، أنا نعيم بن حمّاد، عن عبد العزيز بن محمد، نا جعفر، عن أبيه: أن أم كلثوم و ابنها زيد ماتا في يوم واحد، فالتقت (2) الصائحتان (3) في الطريق، فلم يرث كل واحد منهما من صاحبه.

ص: 489


1- الوافي بالوفيات 38/15.
2- بالأصل: فالتفت، و المثبت عن نسب قريش ص 353 و م.
3- رسمها غير واضح بالأصل، و المثبت عن نسب قريش ص 353 و م.

أخبرنا أبو محمد السّلمي، نا أبو بكر الخطيب.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا سعيد - يعني ابن منصور-، أنا إسماعيل بن إبراهيم، نا يونس بن عبيد، قال: سأل عمّار مولى بني هاشم الحسن: عن جنائز الرجال و النساء إذا اجتمعت، فقال الحسن: الرجل بين يدي المرأة في الحياة و الموت، فقال عمّار: هذا ما لا أسألك فيه، كنت فيمن يختلف بين أم كلثوم بنت علي، و ابنها زيد بن عمر، قال يونس: من أجل الميراث فأخرجت جنازتاهما فصلّى عليهما أمير المدينة، فجعل المرأة بين يدي الرجل، و أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يومئذ كثير، و ثمّ الحسن و الحسين (1).

قال: و نا يعقوب، نا الحجّاج - يعني ابن المنهال-، نا حمّاد، أنا عمّار بن أبي عمّار أن زيد بن عمر بن الخطاب و أمه أم كلثوم بنت علي احتضرا فكنت اختلف بينهما، فماتا كلاهما فغسلا و كفّنا و أتى بهما و تقدّم سعيد بن العاص فصلّى عليهما، قال: و كان في القوم: الحسن، و الحسين، و أبو هريرة، و ابن عمر، و نحو من ثمانين من أصحاب محمد صلى اللّه عليه و سلم.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، ثنا محمد بن سعد (2)،أنا وكيع (3) بن الجرّاح، عن حمّاد بن سلمة، عن عمّار بن أبي عمّار، مولى بني هاشم، قال: شهدتهم يومئذ و صلى عليهما سعيد بن العاص، و كان أمير الناس يومئذ [و خلفه] (4) ثمانون من أصحاب محمد صلى اللّه عليه و سلم.

أخبرنا أبو محمد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، و أبو المجد معالي بن هبة اللّه بن الحسن بن علي بن الحبوبي (5)،قالا: أنبأ سهل بن بشر، أنا أبو الحسن علي بن منير

ص: 490


1- انظر المعرفة و التاريخ 214/1 باختلاف.
2- طبقات ابن سعد 464/8-465.
3- بالأصل:«أنا محمد بن عمر وكيع» و المثبت:«أنا وكيع بن الجراح» عن ابن سعد.
4- الزيادة عن ابن سعد.
5- مهملة بدون نقط بالأصل و م، و الصواب ما أثبت، و مضى التعريف به.

الخلاّل، أنا الحسن بن رشيق، أنا أبو جعفر أحمد بن حماد بن مسلم، زغبة، ثنا سعيد بن الحكم بن أبي مريم، أنا يحيى بن أيوب، عن ابن جريج، حدثه عن عمارة مولى الحارث بن نوفل، قال: شهدت الصلاة على أم كلثوم امرأة عمر بن الخطاب، و على ابن لها يقال له زيد بن عمر وضعا في المصلّى، و الإمام يومئذ سعيد بن العاص، و في الناس ابن عباس، و أبو هريرة، و أبو سعيد الخدري، و أبو قتادة، فوضع الصبي مما يلي الإمام، قال: فأنكرت ذلك، قال: فنظرت إلى هؤلاء النفر، فقالوا: هي السّنّة، كذا قال عمارة و إنما هو عمار كما تقدم (1).

قرأت على أبي غالب، عن الحسن بن علي، أنا محمد بن العباس، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد (2)،نا جعفر بن عون، عن (3) ابن جريج، عن نافع، قال: وضعت جنازة أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب امرأة عمر بن الخطاب، و ابن لها يقال له زيد، و الإمام يومئذ سعيد بن العاص.

أخبرنا أبو محمد السّلمي، نا أبو بكر الخطيب ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب (4)،نا عبد العزيز بن عمران، نا ابن وهب، أخبرني أسامة (5) أن نافعا مولى ابن عمر أخبره قال: وضعت جنازة أم كلثوم امرأة عمر و ابن لها يقال له زيد، فصفهما جميعا، و الإمام يومئذ سعيد بن العاص، و في الناس ابن عباس، و أبو هريرة، و أبو سعيد الخدري، و أبو قتادة فوضع الغلام مم يلي الإمام، قال رجل: فأنكرت فنظرت إلى ابن عباس و إليهم فقلت: ما هذا؟ فقالوا: هي السّنّة.

المحفوظ أن الذي صلّى عليهما عبد اللّه بن عمر في إمارة سعيد بن العاص.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو الحسين بن المظفّر، أنا محمد بن محمد، أنا شيبان بن فروخ، نا عبد العزيز بن مسلم، نا

ص: 491


1- انظر ما مرّ في الخبر السابق عن ابن سعد، و راجع كتاب المعرفة و التاريخ 214/1.
2- طبقات ابن سعد 465/8.
3- في ابن سعد:«عون بن جريج».
4- المعرفة و التاريخ 214/1 و فيه اختصار.
5- هو أسامة بن زيد بن أسلم العدوي (راجع تهذيب التهذيب مصورة عن ط الهند 207/1).

إسماعيل بن أبي خالد، قال: صلّى بنا عبد اللّه بن عمر بالمدينة على زيد و أمه أم كلثوم بنت علي، فسواهما جميعا و جعل الرجل مما يلي الإمام، و قدّم المرأة.

كذا قال، و إسماعيل لم يلق ابن عمر، و إنما رواه عن الشعبي.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو جعفر محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن السّمناني، قالا: أنا أبو محمد الصّريفيني، أنا أبو القاسم بن حبّابة، نا عبد اللّه بن محمد، نا علي بن الجعد، أنا شعبة، عن إسماعيل، و أبي حصين، عن الشعبي، عن ابن عمر: أنه صلى على أخيه و أمه أم كلثوم بنت علي فجعل الغلام مما يلي الإمام، و المرأة فوق ذلك.

أخبرنا أبو غالب بن البنا، فيما قرأت عليه، عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد (1):

أخبرنا عبيد اللّه بن موسى، أنا إسرائيل، عن أبي حصين، عن عامر، عن ابن عمر أنه صلّى على أم كلثوم بنت علي و ابنها زيد، و جعله مما يليه و كبّر عليهما أربعا.

قال (2):و أنا عبيد اللّه بن موسى، أنا إسرائيل، عن جابر، عن عامر، عن عبد اللّه بن عمر أنه كبّر على زيد بن عمر بن الخطاب أربعا، و خلفه الحسن و الحسين، و لو علم أن خيرا أن يزيده زاده.

و أخبرنا أبو محمد السّلمي، نا أبو بكر أحمد بن علي.

و أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمد بن هبة اللّه، قالوا: أنبأ محمد بن الحسين، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، نا أبو نعيم، نا زرين بياع (3)الزمان، عن الشعبي، قال: صلّى ابن عمر على زيد بن عمر، و أمه أم كلثوم بنت علي، فجعل الرجل مما يلي الإمام و المرأة من خلفه، فصلّى عليهما أربعا، و خلفه ابن الحنفية، و الحسين، و ابن عباس.

قال: و نا يعقوب، نا عبيد اللّه، نا زر بن بياع (4) الزمان، عن الشعبي، قال: صلّى

ص: 492


1- طبقات ابن سعد 464/8.
2- المصدر نفسه.
3- كذا بالأصل و في م:«رزين بياع الزمان».
4- كذا بالأصل و في م:«رزين بياع الزمان».

ابن عمر على زيد بن عمر و أمه أم كلثوم بنت علي، و ثمّ حسين بن علي، و محمد بن الحنفية، و ابن عباس، و عبد اللّه بن جعفر.

قرأت على أبي غالب، عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر، نا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد (1)،أنا عبيد اللّه بن موسى، أنا إسرائيل، عن السّدّي، عن عبد اللّه البهيّ ، قال: شهدت ابن عمر صلّى على أم كلثوم، و زيد بن عمر بن الخطاب، فجعل زيدا مما يلي الإمام، و شهد ذلك حسن، و حسين.

أخبرنا أبو محمد السّلمي، نا أبو بكر الخطيب.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، حدّثنا إبراهيم بن المنذر، حدّثني عبد اللّه بن ميمون، عن جعفر بن محمد، عن أبيه: أن حسين بن علي قال لعبد اللّه بن عمر: صلّ على أم كلثوم بنت علي فإنما هي أمك، و على أخيك زيد، وضعا في ساعة واحدة.

2348 - زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزّى

ابن رياح بن عبد اللّه بن قرط بن رزاح (2)

ابن عدي بن كعب القرشي العدوي (3)

الذي قال فيه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يبعث أمة وحده»[4557]، كان يطلب دين إبراهيم عليه السلام، و يسأل عن الأحبار و الرهبان، و رأى النبي صلى اللّه عليه و سلم، و توفي قبل أن يبعث، و كان في تطوافه قد دخل الشام، و أتى البلقاء، و سأل الراهب الذي كان بميفعة (4) من أرض البلقاء (5) عن الحنيفية (6) دين إبراهيم.

ص: 493


1- المصدر السابق نفسه.
2- بالأصل: رواح، و الصواب و الضبط عن جمهرة ابن حزم.
3- ترجمته في تهذيب التهذيب 245/2 بغية الطلب 4055/9 الوافي بالوفيات 38/15 و السيرة النبوية لابن هشام (الجزء الأول: انظر الفهارس).
4- اسم موضع، و الميفعة الأرض المرتفعة.
5- البلقاء كورة من أعمال دمشق، مضى التعريف بها.
6- بالأصل: الحنفية، و المثبت عن مختصر ابن منظور 162/9 و سيرة ابن هشام 238/1.

حكى عنه عامر بن ربيعة العنزي، و عبد اللّه بن عمر، و أسماء بنت أبي بكر (1).

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا أبي علي، أنا أبو جعفر محمد بن أحمد، أنا محمد بن عبد الرّحمن بن العباس، أنا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار، قال: و ولد عمرو بن نفيل: زيد بن عمرو، و أمه حنة (2) بنت جابر بن أبي حبيب بن مالك بن نصر بن حرام (3) بن نصر بن عامر بن سليم بن سعد بن قيس بن فهم، و أخواه (4) لأمه:

الخطاب، و عبد نهم (5) ابنا نفيل. كان عمرو بن نفيل خلف عليها بعد أبيه، و كان زيد بن عمرو بن نفيل قد ترك عبادة الأوثان، و كان لا يأكل مما ذبح لغير اللّه، و كان يقول: يا معشر قريش أرسل اللّه قطر السماء، و أنبت بقل الأرض، و خلق السائمة و رعت فيه، و تذبحونها لغير اللّه ؟ و اللّه ما أعلم على ظهر الأرض أحدا على دين إبراهيم غيري.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، نا رضوان بن أحمد، أنا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، قال (6):و قد كان نفر من قريش: زيد بن عمرو بن نفيل، و ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزّى، و عثمان بن الحارث (7) بن أسد بن عبد العزّى، و عبيد اللّه بن جحش بن رئاب،- و كانت أمه أميمة (8) بنت عبد المطلب بن هاشم حليف بني أمية - حضروا قريشا عند وثن لهم، كانوا يذبحون عنده لعيد من أعيادهم، فلما اجتمعوا خلا بعض أولئك النفر إلى بعض، و قالوا: تصادقوا، و ليكتم بعضكم على بعض، فقال قائلهم: تعلمنّ (9) و اللّه ما قومكم على شيء، لقد أخطئوا دين إبراهيم و خالفوه، ما وثن يعبد لا يضر و لا ينفع ؟ فابتغوا لأنفسكم، فخرجوا يطلبون و يسيرون

ص: 494


1- ذكر ابن حجر في تهذيب التهذيب آخرين رووا عنه.
2- في نسب قريش للمصعب ص 364: حيّة.
3- غير مقروءة بالأصل، و المثبت عن نسب قريش.
4- بالأصل: و أخوه، و الصواب عن نسب قريش.
5- بالأصل: و عبوتهم، و الصواب عن نسب قريش.
6- سيرة ابن إسحاق ص 95 برقم 127.
7- في سيرة ابن إسحاق، و سيرة ابن هشام 237/1 الحويرث.
8- عن سيرة ابن إسحاق و بالأصل: أمية.
9- سيرة ابن إسحاق:«تعلمون» و في سيرة ابن هشام:«تعلموا».

في الأرض يلتمسون أهل كتاب من اليهود و النصارى، و الملل كلها الحنيفية دين إبراهيم عليه السلام.

و أما ورقة بن نوفل فتنصّر و استحكم في النصرانية و اتّبع الكتب من أهلها حتى علم علما كثيرا من أهل الكتاب، و لم يكن منهم أعدل أمرا و لا أعدل شأنا من زيد بن عمرو بن نفيل؛ اعتزل الأوثان، و فارق الأديان من اليهود و النصارى و الملل كلها إلاّ دين إبراهيم، يوحد اللّه، و يخلع من دونه، و لا يأكل ذبائح قومه، باداهم بالفراق لما هم فيه.

قال (1):و كان الخطاب بن نفيل قد آذى زيد بن عمرو بن نفيل حتى خرج عنه إلى أعلى مكة فنزل حراء مقابل مكة، و وكل به الخطاب شبابا من شباب قريش و سفهاء من سفهائهم، فقال: لا تتركوه يدخل مكة، فكان لا يدخلها إلاّ سرا منهم، فإذا علموا بذلك آذنوا به الخطاب فأخرجوه و آذوه كراهية أن يفسد عليهم (2)،و أن يتابعه أحد منهم على فراقهم، و كان الخطاب عم زيد و أخاه لأمه، و كان عمرو بن نفيل قد خلف على أم الخطاب بعد، فولدت له زيد بن عمرو، و كان الخطاب عمه و أخاه لأمه، فكان يعاتبه على فراق [دين] (3) قومه حتى آذاه، فقال زيد بن عمرو، و هو يعظم حرمته على من استحل منه ما استحل من قومه:

اللّهم إنّي محرم للحلة (4) *** و إن بيتي أوسط المحلة

عند الصفا ليس بذي مضلّة (5)

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه، قالا: أنبأ أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزّبير بن بكّار، حدّثني عمي مصعب، و محمد بن الضحاك، عن أبيه، قالا: كان الخطاب بن نفيل قد أخرج زيد بن عمرو من مكة هو و جماعة من قريش، و منعوه أن يدخلها حين فارق أهل الأوثان، و كان أشدّهم عليه الخطاب بن نفيل، و كان زيد بن عمرو إذا خلص إلى البيت استقبله، ثم قال:

ص: 495


1- سيرة ابن إسحاق ص 97 تحت رقم 132.
2- ابن إسحاق: يفسد عليهم دينهم.
3- زيادة عن ابن إسحاق.
4- كتب فوق اللفظة بالأصل:«لا احله» و في سيرة ابن إسحاق و ابن هشام: لا حلّه.
5- سيرة ابن إسحاق: مظله.

أنفي لك [اللهم] (1) عان راغم *** مهما تجشمني فإني جاشم

ثم يقول:

لبيك حقّا حقّا *** تعبّدا و رقّا

لبرّ أرجو لا الخال *** هل مهجّر كمن قال (2)

عذت بما عاذ به إبراهيم *** مستقبل القبلة و هو قائم

ثم يسجد، قال محمد بن الضحاك، عن أبيه و هو الذي يقول:

اللّهم إنّي حرم لأحله *** و إن داري أوسط المحلة

عند الصفا ليس بها مضلّه

قال: و نا الزبير، قال: حدّثني عمي مصعب بن عبد اللّه، حدّثني الضّحّاك بن عثمان، عن عبد الرّحمن بن أبي الزّناد، عن موسى بن عقبة قال: سمعت من أرضا يحدث أن زيد بن عمرو كان يعيب على قريش ذبائحهم و يقول: الشاة خلقها اللّه و أنزل لها من السماء ماء، و أنبت لها من الأرض، ثم تذبحونها على غير اسم اللّه، إنكارا لذلك و إعظاما له.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمد، أنبأ أبو سليمان حمد بن محمّد بن إبراهيم، قال: في حديث سعيد في قصة أبيه أنه لما خالف دين قومه قال له الخطاب بن نفيل: إني لأحسبك خالفة بني عدي هل ترى أحدا يصنع من قومك ما تصنع ؟ يرويه الواقدي، نا زكريا بن يحيى السعدي، عن أبيه يقال: رجل خالفة أي مخالف كثير الخلاف، كما قيل راوية و لحانة و سبابة قال الشاعر:

يا أيها الخالفة اللحوح (3)

ص: 496


1- زيادة عن سيرة ابن هشام 245/1 و في نسب قريش ص 364: أنفي لرب البيت عان راغم .
2- الخال يعني الكبر و الخيلاء. و المهجر، من الهاجرة، يعني الذي يسير في الهاجرة. و قال من القائلة، قال يقيل إذا نام في القائلة.
3- في اللسان: الخالفة: اللجوج من الرجال.

و يقال: فلان خالفة من الخوالف إذا كان فاسدا لا خير فيه (1)،و ما أبين الخلافة فيه أي الجهل، و قال بعضهم: استقامة من قولهم: لحم خالف و هو الذي قد بدأ يروح، و منه أحد خلوف الفم و هو تغيّر ريحه من صوم أو نحوه.

قال أبو عمر: قد يكون الخالفة أيضا بمعنى الخير (2).

قال: و قال ابن الأعرابي: روي أن أعرابيا جاء إلى أبي بكر، فقال: أنت خليفة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ؟ قال: لا، قال: فما أنت ؟ قال: أنا الخالفة بعده، أنا القاعد بعده (3).

قال: و الخالفة الذي يستخلفه الرئيس على قومه و أهله.

قال ابن الأنباري: و إنما يختلف في المصدر، فيقال: خلفه يخلفه خلافة إذا صار خليفة له، و خلافة إذا كان متخلفا لا خير فيه ميئوسا من رشده.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد، أنا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال (4):و قد كان زيد بن عمرو بن نفيل قد أجمع على الخروج من مكة، فيضرب في الأرض يطلب الحنيفية دين إبراهيم، و كانت امرأته صفية بنت الحضرمي كلما أبصرته قد نهض للخروج و أراده أذنت الخطاب بن نفيل. فخرج زيد إلى الشام يلتمس و يطلب في أهل الكتاب الأول دين إبراهيم و يسأل عنه، و لم يزل في ذلك فيما يزعمون حتى أتى الموصل و الجزيرة كلها، ثم أقبل حتى أتى الشام، فجال فيها، حتى أتى راهبا ببيعة من أرض البلقاء كان ينتهي إليه علم النصرانية فيما يزعمون، فسأله عن الحنيفية دين إبراهيم، فقال له الراهب: إنك لتسأل عن دين ما أنت بواجد من يحملك عليه اليوم، لقد درس من علمه و ذهب من كان يعرفه، و لكنه قد أطلعك (5) خروج نبي يبعث بأرضك التي خرجت منها بدين إبراهيم الحنيفية، فعليك ببلادك فإنه مبعوث الآن، و هذا زمانه، و قد كان شامّ (6) اليهودية و النصرانية، فلم يرض شيئا منها، فخرج

ص: 497


1- هذا ما ذهب إليه الزمخشري في تفسيره لقول الخطاب، انظر اللسان خلف.
2- كذا بالأصل و م.
3- الخبر في اللسان «خلف».
4- سيرة ابن إسحاق ص 98 تحت رقم 135.
5- سيرة ابن إسحاق: أظلك.
6- أي اختبر.

سريعا حين قال له الراهب ما قال يريد مكة، حتى إذا كان بأرض لخم عدوا عليه فقتلوه، فقال ورقة بن نوفل - و قد كان اتّبع مثل أثر زيد، و لم يفعل في ذلك ما فعل زيد - فبكى ورقة فقال (1):

رشدت و أنعمت ابن عمرو و إنما *** تجنّبت تنّورا من النار حاميا

بدينك ربّا ليس ربّ كمثله *** و تركك أوثان الطواغي كما هيا

و قد تدرك الإنسان رحمة ربّه *** و لو كان تحت الأرض ستين واديا (2)

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن، أنا أبو القاسم بن بشران، أنا أبو علي بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا أحمد بن طارق الوابشي، نا عمرو بن عطية، عن أبيه، عن ابن عمر، عن زيد بن عمرو بن نفيل أنه كان يتأله في الجاهلية، فانطلق حتى أتى رجلا من اليهود، فقال له:

أحب أن تدخلني معك في دينك، فقال له اليهودي: لا أدخلك في ديني حتى يثق (3)بنصيبك من غضب اللّه، فقال من غضب اللّه أفر، فانطلق حتى أتى نصرانيا، فقال له:

أحب أن تدخلني معك في دينك، فقال: لست أدخلك في ديني حتى تبوء بنصيبك من الضلالة، فقال: من الضلالة أفر، قال له النصراني: فإني أدلك على دين إن اتّبعته اهتديت، قال له: أي دين ؟ قال: دين إبراهيم، قال: فقال: اللّهم إني أشهدك إني على دين إبراهيم، عليه أحيا، و عليه أموت، قال: فذكر شأنه للنبي صلى اللّه عليه و سلم فقال:«هو أمة وحده يوم القيامة»[4558].

و هو ابن عمّ عمر بن الخطاب بن نفيل.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمّد بن سعد، أنبأ علي بن محمّد بن عبد اللّه بن أبي سيف القرشي، عن إسماعيل بن مجالد، عن مجالد، عن الشعبي، عن عبد الرّحمن بن زيد بن الخطاب قال: قال زيد بن عمرو بن نفيل:

ص: 498


1- الأبيات في سيرة ابن إسحاق ص 99 و سيرة ابن هشام 247/1.
2- في سيرة ابن هشام: سبعين واديا. و قال ابن هشام بعد ذكره عدة أبيات: يروي لأمية بن أبي الصلت البيتان الأولان منها.
3- كذا و في م:«تتق بنفسك» و في مختصر ابن منظور 165/9 تبوء، و هو أظهر.

شاممت النصرانية و اليهودية فكرهتها، فلبثت بالشام و ما والاه حتى أتيت راهبا في صومعة، فوقفت عليه، فذكرت له اغترابي عن قومي، و كراهتي عبادة الأوثان و اليهودية و النصرانية، فقال لي: أراك تريد دين إبراهيم يا أخا أهل مكة، إنك لتطلب دينا ما يوجد اليوم به، و هو دين أبيك إبراهيم كان حنيفا، لم يكن يهوديا و لا نصرانيا، كان يصلّي و يسجد إلى هذا البيت الذي ببلادك، فالحق ببلدك، فإن اللّه يبعث من قومك في بلدك من يأتي بدين إبراهيم بالحنيفية، و هو أكرم الخلق على اللّه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور، أنا محمّد بن عبد الرّحمن، أنبأ رضوان بن أحمد بن جالينوس، نا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال (1)-حدّثني بعض آل زيد بن عمرو بن نفيل أن زيدا كان إذا [خلص إلى] (2) الكعبة قال:

لبيك حقّا حقّا *** تعبّدا و رقّا

[و قال:]

عذت بما عاذ به إبراهيم *** [مستقبل القبلة] (3) و هو قائم

إلهي أنفي لك عان راغم *** مهما تجشّمني فإنّي جاشم

[و قال:]

البرّ أرجو لا الخال

يقول: لا الفخر.

ليس مهجّر كمن قال

أنبأنا أبو علي الحداد، ثم أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا يوسف بن الحسين بن محمّد، قالا: أنا أبو نعيم، أنا عبد اللّه بن جعفر بن أحمد بن فارس، نا أبو بشر يونس بن حبيب بن عبد القاهر العجلي، نا أبو داود سليمان بن داود الطيالسي، نا

ص: 499


1- الخبر في سيرة ابن هشام 245/1 و الوافي بالوفيات 39/15.
2- الزيادة المستدركة عن الوافي بالوفيات، و العبارة في سيرة ابن هشام: كان إذا استقبل الكعبة داخل المسجد قال و في م: كان إذا دخل الكعبة.
3- الزيادة بين معكوفتين عن سيرة ابن هشام لاستقامة الوزن، و في الوافي: مستقبل الكعبة.

المسعودي، عن نفيل بن هشام بن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل العدوي - عدي قريش - عن أبيه، عن جده أن زيد بن عمرو، و ورقة بن نوفل خرجا يلتمسان الدّين حتى انتهيا إلى راهب بالموصل فقال لزيد بن عمرو: من أين أقبلت يا صاحب البعير؟ فقال:

من بنية إبراهيم، قال: و ما تلتمس ؟ قال: ألتمس الدين، قال: ارجع فإنك يوشك أن يظهر في أرضك، قال: فأما ورقة فتنصّر و أما أنا فعدمت على النصرانية، فلم يوافقني، فرجع و هو يقول:

لبيك حقا حقا *** تعبدا ورقا

البرّ أبغي لا الخال

فهل مهجّر كمن قال

آمنت بما آمن به إبراهيم

و هو يقول:

أنفي لك عان عازم

مهما يجشّمني فإنّي جاشم

ثم يخر فيسجد.

قال: و جاء ابنه إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: يا رسول اللّه، إن أبي كان كما رأيت و كما بلغك، فاستغفر له، قال:«نعم، فإنه يبعث يوم القيامة أمّة وحده»[4559].

قال: و أتى زيد بن عمرو على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يا ابن أخي أنا لا آكل مما ذبح على النصب.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل، أنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمّد الفارسي، أنا أبو سليمان الخطّابي قال في حديث سعيد أنه قال: خرج ورقة بن نوفل، و زيد بن عمرو يطلبان الدين حتى مرّا بالشام، فأمّا ورقة فتنصّر، و أما زيد فقيل له إن الذي تطلبه أمامك، و سيظهر بأرضك فأقبل و هو يقول:

لبيك حقا حقا *** تعبدا ورقا

البرّ أبغي لا الخال

و هل مهجّر كمن قال

ص: 500

أنفي لك على عارم (1)

مهما تجشمني فإني جاشم

يرويه عبد اللّه بن رجاء الغدّاني، نا المسعودي، عن نفيل بن هشام بن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل.

قوله: لبيك: معناه إجابة لك و إقامة عندك، و أصله من لبّ الرجل بالمكان و ألبّ به أي أقام، قال الشاعر:

لبّ بأرض ما تخطاها الغنم (2)

ثم قالوا: البيت كما قالوا: تظنّيت من الظّنّ ، و أصله تظنّنت (3)،و كقولهم تسرّيت (4) سريّة و أصله تسررت من السرّ، و هو النكاح، قال الأحمر: و إنما فعلوا ذلك كراهة أن يجمعوا في الكلمة بين ثلاث باءات (5) و نونات فأبدلوا من الآخر ياء.

و أنشد أبو عبيدة:

فقلت لها: فيئي إليك فإنني *** حرام، و إني بعد ذاك لبيب (6)

أي مكبّ (7).

و أخبرني محمّد بن نافع، نا إسحاق بن أحمد الخزاعي، نا أبو الوليد الأزرقي، عن جده، عن سعيد بن سالم، عن ابن جريج، عن ابن شهاب قال: كانت تلبية قريش و أهل مكة في الجاهلية تلبية إبراهيم خليل الرّحمن حتى كان عمرو بن لحي فزاد فيه عند قوله: لبيك لا شريك لك إلاّ شريكا هو لك، تملكه و ما ملك (8).

ص: 501


1- كذا ورد هنا، و قد سبقت روايته: أنفي لك اللهم عان راغم
2- اللسان «لبب» بدون نسبة.
3- انظر اللسان: لبب.
4- بالأصل:«تشربت شربة» و الصواب ما أثبت، انظر اللسان: سرر.
5- كذا، و أيضا: راءات، في تسرّرت. ثلاث باءات في لبّبت و ألبّبت. و ثلاث نونان في تظنّنت (انظر اللسان: لبب و سرر).
6- البيت في اللسان (لبب) و نسبه إلى المضرّب بن كعب.
7- يعني: ملبّ بالحج.
8- انظر أخبار مكة للأزرقي 194/1.

قال: و تلبية نزار بن مضر: لبيك حقا حقا تعبّدا ورقا، جئناك للنصاحة، لم نأت للرقاحة، و في رواية أخرى: جئناك للرباحة.

قال: و تلبية قيس و من والاها و كان بينها و بين بكر بن عبد مناة بن كنانة حرب في الجاهلية، فكانوا لا يستطيعون أن يدخلوا مكة متفرقين: و اللّه لو لا أن بكرا دونكا، يبر الناس و يفجرونكا، ما زال منا عثج يأتونكا.

قال: و كانت تلبية عك: أتتك عك عانية، عبادك يمانية، على قلاص ناجية.

الفصاحة: إخلاص العمل، و الناصح الخالص من كل شيء، و يقال: نصحت العسل إذا صفيتها، و الرباحة: الربح، يقال:- ربح و ربح و رباح و رباحة. و الرّقاحة:

كسب المال و جمعه، و الرّقاحي: التاجر، و فلان يرقح معيشته أي يصلحها، قال: قال الحارث بن حلزة:

يترك ما رقّح من عيشه *** بعيث فيه همج هامج (1)

و العثج جماعة في سفر، و العانية: الخاضعة الأعناق، يقال: عنا الرجل يعنو إذا خضع و ذلّ ، و كذلك قيل: للأسير عان.

و قوله عبادكم يمانية، يريد اليمانية، جعل الميم بدلا من اللام، و هي لغة كقول أبي هريرة: طاب من ضرب، يريد: طاب الضرب، أي حل القتال، و الخال: الخيلاء.

قال العجاج:

و الخال ثوب من ثياب الجهّال (2)

يقال: خال الرجل يخول إذا اختال، قال الشاعر (3):

فإن كنت سيدنا سدتنا *** و إن كنت للخال فاذهب فخل

و التهجير سير الهاجرة، و هو ما بين وقت الزوال إلى قرب العصر، يقال: هجر

ص: 502


1- البيت في اللسان رقح منسوبا للحارث بن حلزة، جاء به شاهدا على قوله: الترقيح ترقح ؟؟؟: إصلاح المعيشة.
2- الرجز في اللسان منسوبا للعجاج و بعده فيه (خيل): و الدهر فيه غفلة للغفّال قال الأزهري: و كأن الليث جعل الخال هنا ثوبا، و إنما هو الكبر.
3- البيت في اللسان «خيل» بدون نسبة.

الرجل إذا سار في الهاجرة، قال ابن أبي ربيعة (1):

أ من آل نعم أنت غاد فمبكر *** غداة غد، أم رائح فمهجّر؟

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنّا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، نا أحمد بن سليمان، نا الزّبير، حدّثني عمي مصعب بن عبد اللّه، عن الضّحّاك بن عثمان، عن عبد الرّحمن بن أبي الزّناد، عن موسى بن عقبة، عن سالم بن عبد اللّه قال: قال موسى: لا أراه حدثه إلاّ عن عبد اللّه بن عمر: أن زيد بن عمرو خرج إلى الشام يسأل عن الدين و يبتغيه، فلقي عالما من اليهود فسأله عن دينهم، و قال: لعلي أدين دينكم، فأخبرني عن دينكم، فقال اليهودي: إنك لن تكون على ديننا حتى تأخذ بنصيبك من غضب اللّه، فقال زيد بن عمرو: ما أفر إلاّ من غضب اللّه، و لا أحمل من غضب اللّه، و لا أحمل من غضب (2) اللّه شيئا أبدا، و أنا أستطيع، فهل تدلني على دين ليس فيه هذا؟ قال: ما أعلمه إلاّ أن يكون حنيفا، قال: و ما الحنيف ؟ قال: دين إبراهيم لم يكن يهوديا و لا نصرانيا، و كان لا يعبد إلاّ اللّه، فخرج من عنده، فلقي عالما من النصارى، فسأله عن دينهم، فقال: لعلي أن أدين دينكم، فقال: إنك لن تكون على ديننا حتى تأخذ بنصيبك من لعنة اللّه، و لا (3) من غضبه شيئا أبدا، و أنا أستطيع ؟ فهل تدلني على دين ليس هذا فيه ؟ فقال له نحو ما قال له اليهودي: لا أعلمه إلاّ أن يكون حنيفا، فخرج من عندهم، و قد رضي بما أخبروه، و اتفقوا عليه من دين إبراهيم، فلما توفي رفع يديه فقال: اللّهم إنّي على دين إبراهيم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا محمّد بن العباس، أنا أحمد بن معروف بن بشر، نا الحسين بن محمّد، نا محمّد بن سعد (4)،أنا محمّد بن عمر قال: حدّثني أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي سبرة، عن موسى بن ميسرة، عن ابن أبي مليكة، عن حجير بن أبي إهاب، قال:

رأيت زيد بن عمرو و أنا عند صنم بوانة (5) بعد ما رجع من الشام، و هو يراقب

ص: 503


1- ديوان عمر بن أبي ربيعة ط بيروت ص 128 مطلع قصيدة طويلة.
2- كذا مكررة بالأصل و ذكرت مرة واحدة في م.
3- كذا بالأصل، و يبدو أن العبارة مضطربة و المعنى مضطرب، فثمة سقط في الكلام بالأصل و م.
4- الخبر في طبقات ابن سعد 380/3 في ترجمة سعيد بن زيد.
5- بوانة بالضم و تخفيف الواو، هضبة وراء ينبع قريبة من ساحل البحر (ياقوت).

الشمس، فإذا زالت استقبل الكعبة فصلّى ركعة و سجدتين، ثم يقول: هذه قبلة إبراهيم و إسماعيل، لا أعبد حجرا، و لا أصلّي له، و لا آكل ما ذبح له، و لا أستقسم بالأزلام، و أنا أصلّي إلى هذا البيت حتى أموت. و كان يحج: فيقف بعرفة، و كان يلبي يقول:

لبيك لا شريك لك، و لا ندّ لك، ثم يدفع من عرفة ماشيا، و هو يقول: لبّيك، متعبدا [لك] مرقوقا.

قال: و نا أحمد بن معروف، نا حارث بن أبي أسامة، أنا محمّد بن سعد، أنا محمّد بن عمر، حدّثني علي بن عيسى الحكمي، عن أبيه، عن عامر بن ربيعة قال:

سمعت زيد بن عمرو بن نفيل يقول: أنا انتظر نبيا من ولد إسماعيل ثم من بني عبد المطلب، و لا أراني أدركه، و أنا أؤمن به و أصدّقه، و أشهد أنه نبي، فإن طالت بك مدة فرأيته فاقرئه مني السلام (1)،و سأخبرك ما نعته حتى لا يخفى عليك، قلت: هلم، قال: هو رجل ليس بالطويل و لا بالقصير، و لا بكثير الشعر و لا بقليله، و ليست تفارق عينيه حمرة، و خاتم النبوة بين كتفيه، و اسمه أحمد، و هذا البلد مولده و مبعثه، ثم يخرجه قومه منها و يكرهون ما جاء به حتى يهاجر إلى يثرب فيظهر أمره، فإيّاك أن تخدع عنه، فإني طفت البلاد كلها أطلب دين إبراهيم، فكان من أسأل من اليهود و النصارى و المجوس يقولون: هذا الدين وراءك و ينعتونه مثل ما نعته لك، و يقولون: لم يبق نبي غيره.

قال عامر بن ربيعة (2):فلما أسلمت أخبرت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قول زيد بن عمرو و أقرأته منه السلام، و ترحّم عليه و قال:«قد رأيته في الجنة يسحب ذيولا»[4560].

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد بن المجلي، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا أبو بكر محمّد بن علي بن محمّد بن النّضر الديباجي، نا أبو الحسن علي بن عبد اللّه بن ميسر الواسطي، نا محمّد بن حرب أبو عبد اللّه النّسائي، نا أبو مروان يحيى بن أبي زكريا الغسّاني، عن هشام، عن أبيه - أحسبه عن عائشة - قالت:

لقد رأيت زيد بن عمرو بن نفيل قائما مسندا ظهره إلى الكعبة يقول: يا معشر

ص: 504


1- طبقات ابن سعد 379/3 إلى هنا ينتهي الخبر فيها، و من هنا إلى:«نبي غيره» ليس في الطبقات.
2- تتمة الخبر في طبقات ابن سعد 379/3.

قريش ما منكم اليوم أحد على دين إبراهيم غيري، و كان يحيي الموءودة، يقول للرجل:

إذا أراد أن يقتل ابنته: مهلا لا تقتلها أنا أكفيك مئونتها، فيأخذها، فإذا ترعرعت قال لأبيها: إن شئت دفعتها إليك، و إن شئت كفيتك مئونتها.

كذا قال عن عائشة بالشك و هو وهم، و إنما هو عن أسماء.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو نصر الزينبي.

ح و أخبرناه أبو القاسم أيضا، و أبو عبد اللّه الحسين بن علي بن أحمد بن عبد اللّه الخياط ، قالا: أنبأ أبو محمّد الصّريفيني، قالا: أنبأ محمّد بن عمر بن علي بن خلف، نا عبد اللّه بن أبي داود، نا عيسى بن حمّاد، أنا الليث، عن هشام، عن أبيه، عن أسماء ابنة أبي بكر أنها قالت:

لقد رأيت زيد بن عمرو بن نفيل قائما مسندا (1) ظهره إلى الكعبة يقول: يا معشر قريش، و اللّه ما منكم أحد على دين إبراهيم غيري، و كان يحيي الموءودة يقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته: مه لا تقتلها فأنا - و قال الزينبي: أنا - أكفيك مئونتها، فيأخذها، فإذا ترعرعت قال لأبيها: إن شئت دفعتها إليك، و إن شئت كفيتك مئونتها.

أخبرناه أبو عبد اللّه محمّد بن غانم بن أحمد، أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن إسحاق، ثنا أبي، أنا محمّد بن يعقوب بن يوسف، و أحمد بن محمّد بن زياد.

ح و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنبأ رضوان بن أحمد، قالوا: أن أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن محمّد بن إسحاق (2)،حدّثني هشام بن عروة، عن أبيه، عن أسماء بنت أبي بكر قالت:

لقد رأيت زيد بن عمرو بن نفيل مسندا ظهره إلى الكعبة يقول: يا معشر قريش و الذي نفس زيد بيده، ما أصبح منكم أحد على دين إبراهيم غيري، ثم يقول: اللّهم إني لو أعلم أحب الوجوه إليك عبدتك به، و لكني لا أعلم، ثم يسجد على راحته.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الفضل عمر بن عبيد اللّه بن عمر، و أبو

ص: 505


1- بالأصل:«مسند».
2- سيرة ابن إسحاق ص 96 تحت رقم 128.

محمّد، و أبو الغنائم ابنا أبي عثمان، أنا أبو محمّد بن يحيى المؤدب.

ح و أخبرنا أبو القاسم الجنيد بن محمّد بن علي القاضي الصوفي - بهراة - أنا أبو منصور بن شكرويه.

ح و أخبرناه أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو منصور بن شكرويه، و أبو بكر محمّد بن أحمد بن علي السمسار، قالا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن محمّد بن خرّشيد قوله.

و أخبرناه أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان قال: أنا أبو محمّد عبد اللّه بن عبيد اللّه بن يحيى المؤدب، قالا: نا أبو عبد اللّه المحاملي، نا محمّد بن عبد اللّه المخرمي، نا أبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أسماء ابنة أبي بكر قالت:

رأيت زيد بن عمرو بن نفيل مسندا ظهره إلى الكعبة و هو يقول: يا معشر قريش ما منكم أحد اليوم على دين إبراهيم عليه السلام غيري، قال: و كان يصلي إلى الكعبة و يقول: إلهي إله إبراهيم، و ديني دين إبراهيم، و كان يحيي الموءودة، يقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته: لا تقتلها ادفعها إليّ أكفك مئونتها، فإذا ترعرعت قال: إن شئت فخذها - زاد ابن السّمرقندي: الآن - و قالا: و إن شئت فدعها.

كتب إليّ أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن الحطّاب، أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد السعدي، أنا عبيد اللّه بن محمّد العكبري، أنا عبد اللّه بن محمّد، حدّثني سعيد بن يحيى الأموي، حدّثني سعيد بن قطن، عن عثمان بن عبد الرّحمن، عن إبراهيم بن أبي عروة، أخبره عن أمّه أسماء أنها قالت:

ربما رأيته و إني لحزوّر و هو مسند ظهره إلى الكعبة، و يقول: يا معشر قريش، أقسم باللّه ما في جميع العرب أحد يعبد اللّه غيري، فأقام بمكة يؤذى في اللّه عز و جل.

قال سعد (1) بن قطن، عن عثمان بن عبد الرّحمن، عن الزّهري أن سالما حدّثه عن أبيه أن عمر و سعيد بن زيد سألا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن زيد فقالا: استغفر له، قال:

«نعم، فاستغفروا له، فإنه يبعث يوم القيامة أمّة واحدة»[4561].

ص: 506


1- كذا، مرّ قريبا «سعيد».

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، أنا رضوان بن أحمد، أنا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال (1):فحدثت أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال و هو يحدث عن زيد بن عمرو: إن كان لأول من عاب على الأوثان و نهاني عنها[4562]، أقبلت من الطائف و معي زيد بن حارثة حتى مررت بزيد بن عمرو بن نفيل و هو بأعلا مكة، و كانت قريش قد شهرته بفراق دينها، حتى خرج من بين أظهرهم، و كان بأعلا مكة، فجلست إليه و معي سفرة لي فيها لحم يحملها زيد بن حارثة من ذبائحنا على أصنامنا فقربتها إليه و أنا غلام شاب، فقلت:

كل من هذا الطعام أي عمّ ، قال: فلعلها أي ابن أخي من ذبائحكم هذه التي تذبحون لأوثانكم ؟ فقلت: نعم، فقال: أما إنك يا ابن أخي لو سألت بنات (2) عبد المطلب لأخبرنك (3) إني لا آكل هذه الذبائح، فلا حاجة لي بها، ثم عاب الأوثان و من يعبدها و يذبح لها، و قال: إنما هي باطل، لا تضر و لا تنفع، أو كما قال. قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

فما تمسحت بوثن منها بعد ذلك على معرفة بها، و لا ذبحت لها حتى أكرمني اللّه تعالى برسالته صلى اللّه عليه و سلم (4).

قال (5):و نا يونس بن بكير، عن المسعودي، عن نفيل بن هشام، عن أبيه قال:

مرّ زيد بن عمرو بن نفيل على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و على زيد بن حارثة، فدعواه إلى سفرة لهما، فقال زيد: يا ابن أخي إني لا آكل ما ذبح على النصب، فما رئي (6) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعد ذلك يأكل شيئا ذبح على النصب.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الغنائم بن المأمون، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا عبد الصمد بن علي المكرمي، نا حسين بن إسحاق، نا النّضر بن سلمة، نا يحيى بن إبراهيم بن أبي قتيلة، عن نوفل بن عمارة، عن عبيد اللّه بن عمر، حدّثني شيخنا

ص: 507


1- سيرة ابن إسحاق ص 98 تحت رقم 133.
2- عن م و ابن إسحاق و بالأصل: بباب.
3- عن م و ابن إسحاق و بالأصل: لأخبرتك.
4- في ترك زيد بن عمرو أكل ما نحر على الأوثان و النصب، و ما لم يذكر اسم اللّه عليه بحث جيد للسهيلي في الروض الأنف، راجعه 256/1-257.
5- سيرة ابن إسحاق ص 98 رقم 134.
6- بالأصل و م «رأى» و المثبت عن ابن إسحاق.

موسى بن عقبة، قال: سمعت سالم بن عبد اللّه بن عمر سمع عبد اللّه بن عمر يحدث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:

لقيت زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بلدح (1) و ذلك قبل أن ينزل على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الوحي، فقدم إليه سفرة فيها لحم، فأبى أن يأكل، و قال: إني لا آكل مما تذبحون على أنصابكم، و لا آكل إلاّ مما ذكر اسم اللّه عليه، و كان زيد يصلّي إلى الكعبة، و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول بعد ذلك فيه «يبعث أمة وحده يوم القيامة»[4563].

قال الدارقطني: هذا حديث صحيح من حديث موسى بن عقبة، عن سالم، و هو غريب من حديث عبيد اللّه بن عمر، عن موسى، تفرّد به نوفل بن عمارة بن عبد الجبار المديني عنه، و لم يكتبه إلاّ من هذا الوجه.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين، نا أبو الحسين بن المهتدي، أنا علي بن عمر بن محمّد الحربي، نا أبو عبيد اللّه محمّد بن عبدة بن حرب القاضي، حدّثنا إبراهيم بن الحجاج السامي، نا عبد العزيز بن المختار، نا موسى بن عقبة، أخبرني سالم أنه سمع عبد اللّه يحدث عن النبي صلى اللّه عليه و سلم: أنه لقي زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بلدح و ذلك قبل أن ينزل على النبي صلى اللّه عليه و سلم الوحي، فقدم إليه سفرة فيها لحم، فأبى أن يأكل منها، ثم قال:«إني لا آكل مما تذبحون لأصنامكم، و لا آكل إلاّ ما ذكر اسم اللّه عليه»، حدث هذا الحديث عبد اللّه عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم (2).

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، أنبأ عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن، أنا جعفر بن عبد اللّه بن يعقوب، نا محمّد بن هارون، نا محمّد بن بشار، نا عبد الوهاب، نا محمّد بن عمرو، عن أبي سلمة، و يحيى ابني عبد الرّحمن، عن أسامة بن زيد بن حارثة، عن زيد بن حارثة قال:

خرج النبي صلى اللّه عليه و سلم و هو مردفي إلى نصب من الأنصاب، فذبحنا له شاة، ثم صنعناها في الإرة (3) حتى نضجت أخرجناها فجعلناها في السفرة، ثم أقبل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يسير و هو مردفي في يوم حار من أيام مكة، حتى إذا كنا بأعلا الوادي لقيه زيد بن نفيل، فحيا

ص: 508


1- بلدح مكان في طريق التنعيم.
2- انظر الخبر في طبقات ابن سعد 380/3 و الروض الأنف للسهيلي 255/1-256.
3- الإرة بالكسر: النار.

أحدهما الآخر بتحية الجاهلية، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يا زيد بن عمرو ما لي أرى قومك قد شنفوا لك» قال: أما و اللّه إن ذلك مني لبغير نائرة كانت مني إليهم، و لكني أراهم على ضلال، و خرجت أبتغي هذا الدين حتى قدمت على أحبار خيبر فوجدتهم يعبدون اللّه و يشركون به، فقلت: ما هذا بالدين الذي أبتغي، فخرجت حتى أقدم على أحبار أيلة، فوجدتهم يعبدون اللّه و يشركون به، فقال: ما هذا بالدين الذي أبتغي، فقال لي حبر (1)من أحبار الشام: إنك لتسأل عن دين ما يعلم أحدا (2) يعبد اللّه به إلاّ شيخا بالجزيرة، فخرجت حتى قدمت عليه، فأخبرته بالذي خرجت له، فقال: إنّ كل من رأيت في ضلال ممن أنت، فقلت: أنا من أهل بيت اللّه من أهل الشوك و القرظ ، قال: فإنه قد خرج في بلدك نبي أو خارج قد طلع نجمه، فارجع فصدّقه و اتّبعه و آمن به، فرجعت فلم أحس شيئا بعد، قال: فأناخ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعيره ثم قدمنا إليه السّفرة، فقال: ما هذا؟ قال:

شاة ذبحناها لنصب من الأنصاب، قال زيد: ما آكل شيئا ذبح لغير اللّه، ثم تفرقا، فجاء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فطاف بالبيت، قال زيد بن حارثة: و أنا معه، و كان صنمان من نحاس، أحدهما يقال له يساف، و الأخير نائلة، مستقبل البيت يتمسح بهما الناس إذا طافوا، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لا تمسّهما و لا تمسّح بهما»، فطفنا، قال زيد: فقلت في نفسي لأمسنهما حتى انظر ما يقول، فمسستهما، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«أ لم تنهه»، فلا و الذي أكرمه ما مسهما حتى أنزل عليه، و مات زيد بن عمرو بن نفيل قبل الإسلام، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«لزيد يأتي يوم القيامة أمّة وحده»[4564].

أخبرنا أبو عبد اللّه يحيى بن البنّا، أنبأ أبو القاسم بن البسري، و أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمّد، و أبو محمّد هبة اللّه بن أحمد بن طاوس، و أبو محمّد محمود بن محمّد بن مالك، و أبو يحيى بشير بن عبد اللّه، قالوا: أنا أبو محمّد رزق اللّه بن عبد الوهاب، قالا: أنا أبو عمر بن مهدي، أنا محمّد بن مخلد، نا طاهر بن خالد بن نزار قال: حدّثني أبي، أخبرني عبد الرّحمن بن أبي الزّناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه أنه سمع سعيد بن زيد يقول: مشيت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و عمر بن الخطاب، فسألناه عنه، فقال:«يبعث يوم القيامة أمّة وحده»- يعني زيد بن عمرو بن نفيل[4565]-.

ص: 509


1- بالأصل:«خير من أخبار الشام» و الصواب عن م، و قد مضى الحديث قريبا في ترجمة زيد بن حارثة.
2- كذا بالأصل و في م: ما تعلم أحدا و لعله: ما نعلم أحدا.

أخبرنا أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح و أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم، و أبو عبد اللّه الحسين بن عبد الملك، قالا: أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، قالا: أنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنّى التّميمي.

ح و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، و أبو نصر أحمد بن محمّد بن الطوسي، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور - زاد ابن السمرقندي: و أبو محمّد الصريفيني قالا: أنا أبو القاسم بن حبابة، و أخبرنا أبو الفتح محمّد بن علي، و أبو نصر عبيد اللّه بن أبي عاصم، و أبو محمّد عبد السلام بن أحمد، و أبو عبد اللّه سمرة بن جندب، و أخوه أبو عبد القادر بن جندب، قالوا: أنا محمّد بن عبد العزيز الفارسي، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن أبي شريح بن أبي الزّناد، رواه الزبير بن بكّار، عن عمّه مصعب.

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر، أنا أبو محمّد الجوهري.

و أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، قالا: أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد (1)،حدّثني أبي، نا يزيد، ثنا المسعودي، عن نفيل [بن] (2)هشام بن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل عن أبيه، عن جده قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بمكة هو و زيد بن حارثة، فمرّ بهما زيد بن عمرو بن نفيل، فدعواه إلى سفرة لهما، فقال: يا ابن أخي إني لا آكل مما ذبح على النّصب، قال: فما رئي (3) رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعد ذلك آكل شيئا مما ذبح على النصب، قال: قلت: يا رسول اللّه إن أبي كان كما قد رأيت و بلغك، و لو أدركك لآمن بك و اتّبعك، فأستغفر له، قال:«نعم، فاستغفر له، فإنه يبعث يوم القيامة أمّة وحده»[4566].

رواه يونس بن بكير، عن المسعودي، و قال: إن جده، و لم يقل عن جده.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنبأ أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر

ص: 510


1- مسند الإمام أحمد 189/1-190.
2- زيادة عن مسند أحمد.
3- بالأصل: رآني، و الصواب عن مسند أحمد.

المخلّص، نا رضوان بن [أحمد، نا] (1) أحمد بن عبد الجبار (2)،نا يونس بن بكير، عن المسعودي، عن نفيل بن هشام، عن أبيه، أن جده سعيد بن زيد سأل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن أبيه زيد بن عمرو فقال: يا رسول اللّه إن أبي زيد بن عمرو كان كما رأيت، و كما بلغك، فلو أدركك آمن بك، فأستغفر له، قال:«نعم، فاستغفر له، فإنه يجيء يوم القيامة أمّة وحده»، و كان، فيما ذكروا، يطلب الدين فمات و هو في طلبه[4567].

قال (3):و نا يونس، عن ابن إسحاق، قال: حدّثني محمّد بن جعفر بن الزبير أو محمّد بن عبد الرّحمن بن الحصين التميمي أن عمر بن الخطّاب و سعيد بن زيد قالا: يا رسول اللّه نستغفر لزيد، فقال:«نعم فاستغفروا له، فإنه يبعث أمّة وحده»[4568].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل بن خيرون، أنبأ عبد الملك بن محمّد، أنا محمّد بن أحمد بن الصّوّاف، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، نا يوسف بن يعقوب الصفار، نا يحيى بن سعيد الأموي، عن مجالد، عن الشعبي، عن جابر قال:

سئل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عن زيد بن عمرو بن نفيل فقيل: يا رسول اللّه إنه كان يستقبل القبلة في الجاهلية و يقول: إلهي إله إبراهيم، و ديني دين إبراهيم و يسجد، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«يحشر ذاك أمّة وحده بيني و بين عيسى بن مريم»[4569].

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا عمر بن عبيد اللّه، و أبو محمد، و أبو الغنائم، ابنا أبي عثمان ح.

و أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان، قالوا: أنا عبد اللّه بن عبيد اللّه بن يحيى ح.

و أخبرنا أبو القاسم الجنيد بن محمد الصوفي، أنا أبو منصور بن شكرويه ح.

و أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو منصور بن شكرويه، أبو بكر محمد بن أحمد، قالا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه، قالا: أنا أبو عبد اللّه المحاملي، نا محمد بن عبد اللّه، نا أبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: سئل النبي صلى اللّه عليه و سلم - زاد

ص: 511


1- زيادة للإيضاح عن م.
2- الخبر في سيرة ابن إسحاق ص 99 رقم 137.
3- المصدر السابق رقم 136.

الجنيد: عنه - فقال:«يبعث يوم القيامة أمة وحده، بيني و بين عيسى بن مريم عليهما السلام»[4570].

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنبأ أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد (1)،أنا محمد بن عمر، حدّثني موسى بن شيبة، عن خارجة بن عبد اللّه بن كعب بن مالك، قال: سمعت سعيد بن المسيّب يذكر زيد بن عمرو بن نفيل، فقال: توفي و قريش تبني الكعبة، قبل أن ينزل الوحي على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بخمس سنين، و لقد نزل به و إنّه ليقول: أنا على دين إبراهيم، فأسلم ابنه سعيد بن زيد أبو الأعور، و اتّبع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و أتى عمر بن الخطاب، و سعيد بن زيد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فسألاه عن زيد بن عمرو فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«غفر اللّه لزيد بن عمرو و رحمه، فإنه مات على دين إبراهيم»، قال: فكان المسلمون بعد ذلك اليوم لا يذكره ذاكر منهم إلاّ ترحّم عليه، و استغفر له. ثم يقول سعيد بن المسيّب:

رحمه اللّه و غفر له[4571].

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد اللّه بن كادش، أنا القاضي أبو الطّيّب طاهر بن عبد اللّه الطبري، أنا علي بن عمر بن محمد الحربي، نا محمد بن محمد الباغندي، نا عبد اللّه بن سعيد الكندي الأشج، نا أبو معاوية، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«دخلت الجنة فرأيت لزيد بن عمرو بن نفيل دوحتين»[4572].

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأ عبد اللّه بن الحسن بن محمد بن الحسن بن الخلاّل، أنا أبو أحمد طالب بن عثمان بن محمد بن سليمان الأزدي النحوي ح.

و أخبرنا أبو سعد بن البغدادي، أنا أبو منصور محمد بن أحمد بن علي بن شكرويه، و أبو بكر محمد بن أحمد بن علي السمسار الأصبهانيان، قالا: أنا إبراهيم بن عبد اللّه بن خرشيدويه، قال: ثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي، أنا أحمد بن محمد بن إبراهيم، نا الحزامي، نا سعيد بن عمرو، الزبير (2) حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي

ص: 512


1- طبقات ابن سعد 381/3.
2- كذا، و في م: الزبيري.

الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أسماء ابنة أبي بكر، قالت (1):رأيت زيد بن عمرو بن نفيل شيخا كبيرا مسندا ظهره إلى الكعبة، و هو يقول: ويحكم يا معاشر قريش إياكم و الزنا (2) فإنه يورث الفقر.

أنبأنا أبو علي محمد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنبأ أحمد بن الحسن بن أحمد، و محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد، و محمد بن سعيد.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، قالوا: أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو بكر محمد بن الحسن بن مقسم المقرئ، نا أبو العباس أحمد بن يحيى، نا عبد اللّه بن نسيب، نا إبراهيم بن المنذر الحزامي، حدّثني سعيد بن عمرو، عن عبد الرّحمن بن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أسماء بنت أبي بكر، قالت (3):رأيت زيد بن عمرو بن نفيل مسندا ظهره إلى الكعبة في الجاهلية و هو يقول: يا معشر قريش إياكم و الزنا (4) فإنه يورث الفقر.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا أحمد بن محمد، أنا محمد بن عبد الرّحمن، أنا رضوان بن أحمد، أنا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال: حدّثني هشام بن عروة، قال روى أبي عروة بن الزبير أن زيد بن عمرو بن نفيل قال (5):

أ ربّ واحد (6) أم ألف ربّ *** أدين إذا تقسّمت الأمور

عزلت اللات و العزّى جميعا *** كذلك يفعل الجلد الصّبور

فلا العزّى أدين و لا ابنتيها *** و لا صنمي بني عمرو أدير (7)

و لا غنما (8) أدين و كان ربا *** لنا في الدهر إذ حلمي يسير

ص: 513


1- بالأصل: قال.
2- في مختصر ابن منظور 167/9 إياكم و الربا.
3- بالأصل: قال.
4- في مختصر ابن منظور 167/9 إياكم و الربا.
5- الأبيات في سيرة ابن إسحاق ص 76-97 رقم 130 و سيرة ابن هشام 241/1-242 و انظر الروض الأنف 257/1-258.
6- في المصادر: أ ربّا واحدا.
7- في ابن هشام: أزور.
8- ابن هشام:«هبلا» و هبل: صنم لهم. و لم نجد غنما اسم صنم.

عجبت و في الليالي معجبات *** و في الأيام يعرفها البصير

بأنّ اللّه قد أفنى رجالا *** كثيرا كان شأنهم الفجور

و أبقى آخرين ببرّ قوم *** فيربل (1) منهم الطفل الصغير

و بينا المرء يعثر ثاب يوم (2) *** كما يتروّح (3) الغصن النّضير

رواه ابن أبي الزناد عن هشام، فزاد في إسناده أسماء.

أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، و أبو نصر بن الطوسي، قالا: أنا أبو الحسين بن النّقّور، زاد ابن السمرقندي و أبو محمد الصريفيني، قالا: أنا أبو القاسم بن حبّابة.

و أخبرناه أبو الفتح محمد بن علي، و أبو نصر عبيد اللّه بن أبي عاصم، و أبو محمد عبد السلام بن أحمد، و أبو عبد اللّه سمرة، و أبو محمد عبد القادر، ابنا جندب، قالوا: أنا أبو عبد اللّه محمد بن عبد العزيز الفارسي، أنا عبد الرّحمن بن أبي شريح، قالا: أنا عبد اللّه بن محمد البغوي، نا مصعب بن عبد اللّه، نا الضحاك بن عثمان، زاد ابن أبي شريح، عن عبد الرّحمن بن أبي الزناد، قال: قال هشام بن عروة عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر، قالت: قال زيد بن عمرو - زاد ابن أبي شريح: بن نفيل:-

عزلت الجن و الجنان عني *** كذلك يفعل الجلد الصّبور

فلا العزّى أدين و لا ابنتيها *** و لا صنمي بني طسم أدير

و لا غنما أدين و كان ربا *** لنا في الدهر إذ حكمي صغير

أ ربّا واحدا أم ألف ربّ *** أدين إذا تقسّمت الأمور

أ لم تعلم بأن اللّه أفنى *** رجالا كان شأنهم الفجور

و أبقى آخرين ببرّ قوم *** فيربو منهم الطفل الصغير

و بينا المرء يعثر ثاب يوما *** كما يتروّح الغصن النّضير

ص: 514


1- عن المصادر و بالأصل «فيزيل». و ربل الطفل يربل إذا شب و عظم، يربل بفتح الباء أي يكبر و ينبت، و منه أخذ تربيل الأرض.(الروض الأنف 258/1).
2- في المصادر:«يوما» و في سيرة ابن هشام: يفتر بدل يعثر.
3- يتروح الغصن أي ينبت ورقه بعد سقوطه (الروض الأنف 258/1).

و قال ابن أبي شريح و ابن النقور: المطير.

قالت فقال ورقة بن نوفل (1):

رشدت و أنعمت ابن عمرو و إنما *** تجنبت أمورا من النار حاميا

لدينك رب ليس ربّ كمثله *** و تركك جنان الخبال كما هيا

أقول إذا هبطت أرضا مخوفة *** حنانيك لا تظهر علينا الأعاديا

حنانيك إن الجن كانت رجاهم *** و أنت إلهي ربنا و رجائيا (2)

لتدركنّ المرء رحمة ربّه *** و إن كان تحت الأرض سبعين (3) واديا

أدين لربّ يستجيب و لا أرى *** أدين لما لا يسمع الدهر داعيا

أقول إذا صلّيت في كل بيعة *** تباركت قد أكثرت باسمك داعيا

رواه الزبير بن بكار، عن عمه مصعب بن عبد اللّه، ثم قال الزبير بعد الشعر يقول: خلقت خلقا كثيرا يدعون باسمك.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أنا محمد بن أحمد، أنا أبو طاهر المخلّص، أنبأ رضوان بن أحمد، نا أحمد بن عبد الجبار، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال (4):و قال زيد بن عمرو بن نفيل أيضا:

أسلمت وجهي لمن أسلمت *** له الأرض تحمل صخرا ثقالا

و أسلمت وجهي لمن أسلمت *** له المزن تحمل عذبا زلالا

إذا هي سبقت إلى بلدة *** أطاعت فصبّت (5) عليها سجالا

ص: 515


1- الأبيات في سيرة ابن هشام 247/1 و تقدمت الأبيات باختلاف الرواية.
2- غير واضحة بالأصل و المثبت عن م.
3- نصب سبعين على الحال، لأنه قد يكون صفة للنكرة، كما قال: فلو كنت في جب ثمانين قامة و ما أصله صفة للنكرة يكون حالا من المعرفة، و هو هنا حال من البعد، كأنه قال: و لو بعد تحت الأرض سبعين، كما تقول: بعد طويلا، أي بعدا طويلا، و إذا حذفت المصدر و أقمت الصفة مقامه لم تكن إلا حالا.(الروض الأنف 263/1).
4- الخبر و الشعر في سيرة ابن إسحاق ص 97 رقم 131 و سيرة ابن هشام 246/1 و انظر الروض الأنف 262/1.
5- بالأصل:«قضيت عليها سالا؟؟؟» و المثبت عن ابن إسحاق و ابن هشام و السجال جمع سجل، و هي الدلو المملوءة ماء.

و أسلمت وجهي لمن أسلمت *** له الريح تصرف حالا فحالا

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلّص، حدّثنا أحمد بن سليمان، حدّثنا الزّبير بن بكّار، قال: و أنشدني محمد بن الضحاك الحزامي عن أبيه لزيد بن عمرو:

أسلمت وجهي لمن أسلمت *** له المزن تحمل عذبا زلالا

إذا شقيت بلدة من بلاد *** سيقت إليه فسحت سجالا

و أسلمت وجهي لمن أسلمت *** له الأرض تحمل صخرا ثقالا

دحاها فلما استوت شدها *** سواء و أرسا عليها الجبالا (1)

قال: و نا الزبير، حدّثني عمي مصعب بن عبد اللّه، عن الضّحّاك بن عثمان، عن عبد الرّحمن بن أبي الزناد، قال: قال هشام بن عروة: بلغنا أن زيد بن عمرو كان بالشام، فلما بلغه خبر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أقبل يريده فقتله أهل ميفعة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا ثابت بن بندار، أنا أبو العلاء الواسطي، أنا أبو بكر البابسيري، أنا الأحوص بن المفضّل، نا أبي، قال: و حدّثني مصعب، حدّثني الصمان بن عثمان بن عبد اللّه بن خالد بن حذام، عن عبد الرّحمن بن أبي الزناد، قال:

قال هشام: بلغنا أن زيد بن عمرو بن نفيل كان بالشام فلما بلغه خبر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أقبل (2) يريده فقتله أهل ميفعة - موضع بالشام - و قد روي أن زيدا مات بمكة.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبو عمر بن حيّوية:

أخبرنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، أنا محمد بن سعد (3)،أنا محمد بن عمر، قال: حدّثني زكريا بن يحيى السعدي (4)،عن أبيه، قال: مات زيد بن عمرو فدفن بأصل حراء.

ص: 516


1- البيت في سيرة ابن هشام: دحاها فلما رآها استوت على الماء أرسى عليها الجبالا
2- بالأصل:«قتل يزيد» و لعل الصواب ما أثبتناه، و هو يوافق الرواية السابقة.
3- طبقات ابن سعد 381/3.
4- ابن سعد: السعيدي و في م كالأصل.

2349 - زيد بن مهلهل بن يزيد بن منهب

ابن عبد رضا بن المختلس بن ثوب بن كنانة بن مالك

ابن نائل (1) بن أسودان و هو نبهان بن عمرو بن الغوث

ابن طيّئ بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ

أبو مكنف الطائي، ثم النّبهاني المعروف بزيد الخيل في الجاهلية (2)

وفد على النبي صلى اللّه عليه و سلم فأسلم فسماه زيد الخير، و كان من فرسان العرب، قدم دمشق في الجاهلية خاطبا مارية بنت حجر الغسانية، و قد تقدم ذكر قدومه في ترجمة أوس بن حارثة.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، ثنا و أبو منصور بن خيرون، قال: أنا أبو بكر الخطيب، أنا الحسن بن أبي بكر، و محمد بن عمر بن القاسم الزينبي، قالا: أنا محمد بن عبد اللّه بن إبراهيم الشافعي، نا الحسين بن عمر الثقفي، نا محمد بن إسحاق البلخي، ثنا يعقوب بن سوادة الطائي، ثم النّبهاني، حدّثني أبي، عن أبيه، قال:

سمعت عدي بن حاتم، قال: قدمنا على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في آخر الجاهلية و أول الإسلام، فاستقدم زيد الخيل و هو زيد بن مهلهل الطائي، فسلّم على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثم وقف، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«تقدم يا زيد فما رأيتك حتى أحببت أن أراك»، فتقدم زيد، فشهد شهادة أن لا إله إلاّ اللّه، و أن محمدا رسول اللّه، ثم تكلم فقال له عمر بن الخطاب: يا زيد ما أظن في طيّئ أفضل منك، قال: بلى و اللّه إن فينا حاتم القاري للأضياف و الطويل العفاف، قال: فما تركت لمن بقي خيرا، قال: إن منا لمغزوم بن حومة الشجاع صدرا النافذ فينا أمرا، قال: فما تركت لمن بقي خيرا، قال: بلى و اللّه و ذكر الحديث لم يزد عليه[4573].

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنا أبو محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، أنبأ الحارث بن أبي أسامة، أنا محمد بن سعد (3)،أنا

ص: 517


1- في أسد الغابة: تابل.
2- ترجمته في الاستيعاب 563/1، و أسد الغابة 149/2 و الوافي بالوفيات 40/15 و الإصابة 572/1 الأغاني 245/17 و شعره ضمن كتاب شعراء إسلاميون للدكتور نوري حمودي القيسي ص 127.
3- طبقات ابن سعد 321/1.

محمد بن عمر الأسلمي، حدّثني أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي سبرة، عن أبي عمير الطائي، و كان يتيم الزهري ح.

قال: و أنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي، نا عبّاد (1) الطائي، عن أشياخهم، قالوا: قدم وفد طيّئ على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خمسة عشر رجلا رأسهم و سيّدهم زيد الخير، و هو زيد الخيل بن مهلهل من بني نبهان، و فيهم وزر بن [جابر بن] (2) سدوس بن أصمع النّبهاني، و قبيصة بن الأسود بن عامر من جرم طيئ، و مالك بن عبد اللّه بن خيبري من بني معن، و قعين (3) بن خليف من جديلة، و رجل من بني بولان، فدخلوا المدينة و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في المسجد، فعقلوا (4) رواحلهم بفناء المسجد ثم دخلوا فدنوا من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فعرض عليهم الإسلام فأسلموا، و أجازهم بخمس أواق فضة كل رجل منهم، و أعطى زيد الخيل اثنتي عشرة أوقية، و نشّا (5)،و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما ذكر لي رجل من العرب إلاّ رأيته دون ما ذكر لي إلاّ ما كان من زيد فإنه لم يبلغ كلّ ما فيه»، و سماه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم زيد الخير، و قطع له فيدا و أرضين فكتب له بذلك كتابا، و رجع مع قومه، فلما كان بموضع يقال له الفردة (6) مات هناك فعمدت امرأته إلى كل ما كان النبي صلى اللّه عليه و سلم كتب به فحرقته (7)[4574].

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد، أنا محمد بن عمر، حدّثني أبو بكر بن عبد اللّه بن أبي سبرة، عن أبي عمير الطائي، و كان يتيما للزهري، قال: قدم وفد طيئ على النبي صلى اللّه عليه و سلم، فذكر بعض ما في هذه الرواية، و زاد بعد قوله و كتب له كتابا، و كان من قول زيد يوم قدم على النبي صلى اللّه عليه و سلم: الحمد للّه الذي أيّدنا بك، و عصم لنا ديننا بك، فما رأيت أخلاقا أحسن من أخلاق تدعو إليها، و قد كنت أعجب

ص: 518


1- في ابن سعد: عبادة.
2- الزيادة عن ابن سعد.
3- رسمها غير واضح بالأصل و تقرأ: و قعبى، و المثبت عن ابن سعد.
4- ابن سعد: فعقدوا.
5- النش: نصف أوقية عشرون درهما (القاموس).
6- الفردة جبل في ديار طيء يقال له فردة الشموس (انظر ياقوت). و بالأصل: القردة بالقاف.
7- في مختصر ابن منظور: فخرقته.

لعقولنا و اتّباعنا حجرا نعبده يسقط منا فنظل نطلبه فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«و زيادة أيضا» يعني بذلك الإيمان أيضا أكثر، فلما خرج زيد من عند النبي صلى اللّه عليه و سلم و المدينة و بيئة قال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«إن ينج زيد من أم ملدم» (1) قال: فلما انتهى إلى بلدة موضع يقال له الفردة مات هناك، رحمه اللّه، فعمدت امرأته إلى ما كان النبي صلى اللّه عليه و سلم كتبه له فحرقته[4575].

قال: و نا محمد بن عمر، حدّثني ربيعة بن عثمان: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أجاز وفد طيئ بخمس أواق فضة، و أعطى زيد الخيل اثنتي عشرة أوقية و نشّا و هي كانت أرفع ما يجيز بها.

أخبرنا أبو عبد اللّه الفراوي، أنا أبو بكر البيهقي (2)،أنا أبو عبد اللّه الحافظ ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب.

و أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا أبو طاهر المخلّص، قالا: أخبرنا رضوان بن أحمد بن جالينوس، قالا: نا أحمد بن عبد الجبار العطاردي، نا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال (3):قدم على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم وفد طيئ منهم (4) زيد الخيل، فلما انتهوا إليه كلّموه و عرض عليهم الإسلام فأسلموا و حسن إسلامهم، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما ذكر لي رجل من العرب بفضل ثم جاءني إلاّ رأيته دون ما يقال لي فيه، إلاّ ما كان من زيد الخيل، فإنه لم يبلغ كلّ ما كان فيه»، ثم سمّاه زيد الخير، و قطع له كذا و كذا و أرضين معه، و كتب له بذلك كتابا، فخرج من عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم راجعا إلى قومه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم «إن ينج زيد من»- و قال القراوي:

عن حمى - المدينة» فإنه يقال قد سماها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم باسم غير الحمى و أم ملدم فلم تثبته فلما انتهى من بلد نجد إلى ماء من مياهه يقال له: فردة (5) أصابته الحمى، فمات بها - زاد ابن السّمرقندي: فقال زيد حين أحسّ بالموت:

أمام لقد جنت بيتك عدوة *** و أنزل في بيت بفردة منجد

ص: 519


1- أم ملدم: الحمى (القاموس: لدم).
2- دلائل النبوة للبيهقي 337/5.
3- سيرة ابن هشام 188/4.
4- في البيهقي: فيهم.
5- البيهقي:«قردة».

ألا ربّ يوم لو مرضت لعادني *** عوائد من لم يبرأ فيهن يجهد

ثم اتفقا فقالا:- فلما مات عمدت امرأته إلى ما كان - قال ابن السّمرقندي: من - كتبه معها التي قطع له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و قالا: إلى ما كان من كتب معه، و قالا:

فحرّقتها بالنار[4576].

أنبأنا أبو سعد المطرّز، و أبو علي الحداد، قالا: أنا أبو نعيم، نا محمد بن حميد ح.

و أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، أنا علي بن محمد بن الحسن السمسار، أنا محمد بن محمد بن علي الناقد، قالا: نا عبد اللّه بن صالح البخاري، نا الحسن بن علي الحلواني، نا عون بن عمارة،- زاد الناقد:

البصري - نا بشير مولى بني هاشم، عن سليمان الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد اللّه، قال: كنا عند النبي صلى اللّه عليه و سلم فأقبل - و قال الناقد إذ أقبل - راكب حتى أناخ بالنبي صلى اللّه عليه و سلم فقال: يا رسول اللّه إني أتيتك - و قال الناقد: أتيت من مسيرة تسع، أنضيت (1) راحلتي، و أسهرت ليلي و أظمأت نهاري - زاد الناقد: و أنضيت رجلي، و قالا:- لأسألك عن خصلتين أسهرتاني: فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:«ما اسمك ؟»، قال: أنا زيد الخيل، قال له:«بل أنت زيد الخير، فرب معضلة قد سئل عنها» قال: أسألك عن علامة اللّه فيمن يريده و علامته فيمن لا يريده - و قال ابن حميد: يريد في الموضعين - فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:«كيف أصبحت ؟» قال: أصبحت أحبّ الخير و أهله، و من يعمل به، فإن - و قال الناقد: و إن - عملت به أيقنت بثوابه، و إن فاتني منه شيء حننت إليه، فقال - زاد الناقد: له - النبي صلى اللّه عليه و سلم:«هذه علامة اللّه فيمن يريد، و علامته فيمن لا يريد و لو أرادك بالأخرى هيأك بها ثم لا يبالي في أي واد هلكت» (2)-و قال الناقد: شككت، و قال في إسناده سنين بنونين بدل نشير[4577].

و أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا إسماعيل بن مسعدة، أنا حمزة بن يوسف، أنبأ أبو أحمد بن عدي (3)،نا عبد اللّه بن صالح البخاري، نا الحسن بن علي

ص: 520


1- أسد الغابة: أنصبت راحلتي.
2- الخبر في أسد الغابة 149/2.
3- الحديث في الكامل لابن عدي 22/2 في ترجمة بشير مولى بني هاشم.

الحلواني، نا عمرو بن عمارة البصري، ثنا بشير مولى بني هاشم، عن سليمان (1)الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد اللّه، قال:

كنا عند النبي صلى اللّه عليه و سلم إذ أقبل راكب حتى أناخ بالنبي صلى اللّه عليه و سلم فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:«ما اسمك ؟»، قال: أنا زيد الخيل جئتك من مسيرة تسع أنضيت راحلتي و أسهرت ليلي، أسأل عن خصلتين أسهرتاني، فقال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:«بل أنت زيد الخير، فسل فربّ معضلة قد سئل عنها»، قال: أسألك عن علامات اللّه فيمن يريد، و علاماته فيمن لا يريد؟ قال له النبي صلى اللّه عليه و سلم:«كيف أصبحت ؟» قال: أصبحت أحبّ الخير و أهله و من يعمل به، فإن عملت به أيقنت بثوابه، و إن فاتني شيء منه حننت إليه، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«هذه علامات اللّه فيمن يريد، و علامته فيمن لا يريد، و لو أرادك بالأخرى هيّأك لها و لا يبالي أي وادي سلكت».

قال ابن عدي: و هذا حديث منكر بهذا الإسناد، و بشير هذا و إن لم ينسب فإنما أخرجته فيمن اسمه بشير لأن هذا الحديث الذي رواه منكر عن الأعمش، و الصواب عون بن عمارة كما تقدم[4578].

أخبرناه مختصرا أبو القاسم هبة اللّه بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب، أنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، أنا أبو الحسين عبد الباقي بن قانع القاضي، نا أحمد بن إبراهيم بن عنتر بالبصرة، نا الحسن بن علي الحلواني، نا عون بن عمارة، نا بشير مولى بني هاشم، عن أبي وائل، عن عبد اللّه، قال: كنا عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذ أقبل راكب، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«ما اسمك ؟» قال: زيد الخيل، قال:«بل أنت زيد الخير»[4579].

أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن، أنا أحمد بن إسحاق، نا أحمد بن مروان، نا موسى بن زكريا، نا خليفة بن خياط ، قال: و قدم زيد الخيل في طيّئ - يعني سنة تسع - و أما عدي بن حاتم فقدم بعد ذلك.

قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي محمد الجوهري، أنا أبو عمر بن حيّوية، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن الفهم، نا محمد بن سعد، أنبأ هشام بن محمد بن

ص: 521


1- بالأصل: سليم و المثبت عن الكامل لابن عدي.

السائب الكلبي، عن أبيه، قال: كان يقال لبطن زيد الخيل الذي هو منه بنو المختلس، و كان لزيد من الولد مكنف بن زيد الخيل، و به كان يكنى، و قد أسلم، و صحب النبي صلى اللّه عليه و سلم، و شهد قتال أهل الرّدّة مع خالد بن الوليد، و كان له بلاء، و حريث بن زيد، و كان فارسا، و قد صحب النبي صلى اللّه عليه و سلم و شهد الردة مع خالد بن الوليد، و كان شاعرا، و عروة بن زيد شهد القادسية و قسّ الناطف (1) و يوم مهران (2) فأبلى، و قال في ذلك شعرا، و كان زيد الخيل شاعرا.

قال محمد بن سعد: و من سائر قبائل اليمن، ثم من طيّئ بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، و إلى قحطان جماع اليمن، و أم طيئ دلّة بنت منجشان (3) بن كلة بن زدمان بن حمير، ولدتها أمها على أطمة يقال لها مذحج فسميت دلّة مذحج بتلك الأطمة فولدها كلهم يقال لهم بنو مذحج و اسم طيّئ جلهمة، و إنما سمي طيّئا لأنه أول من طوى المنازل، و يقال:

أول من طوى بئرا (4)،زيد الخيل بن مهلهل بن يزيد بن منهب بن عبد رضى بن المختلس بن ثوب بن كنانة بن مالك بن نابل بن أسودان، و هو نبهان بن عمرو بن الغوث بن طي، كذا فيه و الصواب طيّئ.

أخبرنا أبو غالب، و أبو عبد اللّه ابنا البنا، قالا: أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، عن أبي الحسن الدارقطني.

و قرأت على أبي غالب بن البنا، عن أبي الفتح عبد الكريم بن محمد بن أحمد، أنا أبو الحسن الدارقطني، قال: ثوب بن كنانة الطائي هو جد زيد الخيل الوافد على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و هو زيد الخيل بن مهلهل بن يزيد بن منهب بن عبد رضا بن المختلس بن ثوب بن كنانة بن مالك بن نابل (5) بن سودان، و يقال أسودان، و هو نبهان بن عمرو بن الغوث بن طيّئ بن أدد بن زيد، و كان زيد الخيل يكنى أبا مكنف

ص: 522


1- قس الناطف: موضع قريب من الكوفة على شاطئ الفرات الشرقي.
2- مهران: موضع لنهر السند (ياقوت).
3- ضبطت بكسر الجيم، انظر كتاب النسب لأبي عبيد ص 304 الحاشية رقم 7.
4- انظر الاشتقاق لابن دريد ص 380 و كتاب النسب لأبي عبيد ص 304.
5- مهملة بالأصل و في م: نائل و ما أثبت قياسا إلى ما مضى بشأنه، و يقال فيه أيضا نائل.

بابنه مكنف بن زيد، و ابنه عروة بن زيد، شهد القادسية و ما بعدها، و ابنه حريث بن زيد له صحبة.

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن غانم بن أحمد، أنا عبد الرّحمن بن محمد بن إسحاق، أنبأ أبي أبو عبد اللّه قال: زيد الخيل و هو ابن مهلهل بن يزيد بن منهب الطائي من المؤلفة، له ذكر في حديث أبي سعيد الخدري.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال (1):و أما مكنف بالنون و الفاء فهو أبو (2) مكنف زيد الخيل، قاله ابن دريد، و نابل بعد الألف باء معجمة بواحدة.

و قال في باب ثوب (3) بفتح الثاء و سكون الواو: زيد الخيل بن مهلهل بن (4)منهب بن عبد رضا بن المختلس بن ثوب بن كنانة بن مالك بن نائل بن سودان - و يقال: أسودان - و هو نبهان بن عمرو بن الغوث بن طيّئ بن أدد بن زيد، و يكنى أبا مكنف، وفد على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و هو زيد الخير، شاعر فارس أسلم و له صحبة، و سماه النبي صلى اللّه عليه و سلم زيد الخير، و قال في باب رضا بضم الراء (5):زيد الخيل بن مهلهل بن يزيد بن منهب بن عبد رضا، ثم ساق بقية نسبه.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأ أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا وكيع، نا أبي، عن سعيد بن مسروق، عن ابن أبي يعمر، عن أبي سعيد الخدري، قال: كان المؤلفة قلوبهم على عهد النبي صلى اللّه عليه و سلم أربعة:

علقمة بن علاثة الجعفري، و الأقرع بن حابس الحنظلي، و زيد الخيل الطائي، و عيينة (6) بن بدر الفزاري، قال: فقدم عليّ بذهبة من اليمن بتربتها فقسمها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فيهم.

ص: 523


1- الاكمال لابن ماكولا 220/7 و 250.
2- بالأصل «ابن» و المثبت عن الاكمال.
3- الاكمال لابن ماكولا 565/1 و 567.
4- في الاكمال: مهلهل بن يزيد بن منهب.
5- الاكمال لابن ماكولا 75/4 و 76.
6- في مختصر ابن منظور 170/9 عنبسة.

أخبرناه من هذا و أعلى أبو القاسم بن السّمرقندي، أنا أبو الحسين بن النّقّور، أنا عيسى بن علي، أنا عبد اللّه بن محمد، نا داود بن عمرو، نا مبارك بن سعيد بن مسروق أخو سفيان الثوري، نا سعيد بن مسروق، عن ابن أبي يعمر، عن أبي سعيد الخدري، قال: بعث علي إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم من اليمن بذهبة فيها تربتها فقسمها بين أربعة: بين الأقرع بن حابس الحنظلي، ثم أحد بني مجاشع، و بين عيينة بن حصن الفزاري، و بين علقمة بن علاثة العامري، و بين زيد الخيل الطائي، فقالت قريش و الأنصار: أ يقسم بين صناديد أهل نجد و يدعنا؟ فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«إنما أتألفهم» إذ أقبل رجل غائر العينين مشرف الوجنتين، ناتئ الجبين، كثّ اللحية محلوق، فقال: يا محمد، اتّق اللّه، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم:«من يطيع اللّه إذا عصيته»؟ قال: فسأله رجل من القوم قتله، قال: حسبته خالد بن الوليد، فولى الرجل، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:«إنّ من ضئضئ هذا قوما يقرءون القرآن، لا يجاوز حناجرهم، يقتلون أهل الإسلام، و يدعون أهل الأوثان، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرّميّة، لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد»[4580].

قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة، عن أبي محمد مسروق (1)،أنا مكي بن محمد بن الغمر، أنا أبو سليمان بن زبر، قال: سنة عشر في هذه السنة مات زيد الخيل، و ذلك أنه وفد على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأسلم، و سمّاه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم زيد الخير، و رجع إلى بلاده فمات في الطريق (2).

2350 - زيد بن نفيل الأزدي

وفد على معاوية، و شهد لزياد أنه ابن أبي سفيان، تقدم ذكره في ترجمة زياد بن أسامة الحرمازي.

2351 - زيد بن واقد

أبو عمر، و يقال: أبو عمرو الدمشقي (3)

روى عن جبير بن نفير، و نافع مولى ابن عمر، و كثير بن مرّة، و عبد الملك بن

ص: 524


1- لفظة غير واضحة.
2- و قيل إنه بقي و توفي آخر خلافة عمر (انظر الاستيعاب و أسد الغابة و الإصابة).
3- ترجمته في تهذيب التهذيب 248/2 ميزان الاعتدال 106/2 الوافي بالوفيات 46/15 سير الأعلام 296/6 شذرات الذهب 207/1.

مروان، و مكحول، و القاسم بن مخيمرة، و خالد بن اللّجلاج، و خالد بن عبد اللّه بن حسين، و قزعة بن يحيى، و أبي عبد اللّه الأشعري، و مسلم بن مشكم، و بشر (1) بن عبيد اللّه الحضرمي، و حزام بن حكيم، و أبي سلام الحبشي، و محمد بن عبد الملك بن مروان، و جناح مولى الوليد، و محمد بن يزيد بن عفيف، و الحسن البصري، و سليمان بن موسى، و حصن بن عبيدة، و أبي المنيب الحرشي، و سعيد بن عبد العزيز.

روى عنه: صدقة بن خالد، و يحيى بن حمزة، و الوليد بن مسلم، و عثمان بن علاق، و الحسن بن يحيى [بن] الحسين، و سويد بن عبد العزيز، و مسلمة بن علي [بن] الحسين، و بكّار بن بلال العاملي، و الهيثم بن جميل، و صدقة بن عبد اللّه السّمين، و عمرو بن واقد القرشي، و محمد بن عيسى بن القاسم بن سميع، و بقية (2) ابن الوليد، و القاسم بن موسى، و ابنه عبد الخالق بن زيد بن واقد.

أخبرنا أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود، أنا أبو بكر بن المقرئ، نا عبد اللّه بن سلم الفريابي - ببيت المقدس - نا هشام بن عمّار الدمشقي، نا صدقة بن خالد، نا زيد بن واقد، نا أبو سلام الأسود، عن ثوبان مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال:«إنّ حوضي كما بين عدن إلى عمان، أشد بياضا من اللبن، و أحلى من العسل، و أطيب رائحة من المسك، عدد أوانيه - أو قال: أكاويبه - كنجوم السماء، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا، و أكثر الناس ورودا عليه فقراء المهاجرين»، قلنا: و من هم يا رسول اللّه ؟ قال:«الشعث رءوسا، الدنس ثيابا، الذين لا ينكحون الممنعات، و لا يفتح لهم أبواب السّدد، الذين يعطون الحق الذي عليهم، و لا يعطون كلّ الذي لهم»[4581].

أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن الفضل، و أبو محمد هبة اللّه بن سهل بن عمر، قالا: أنا أبو سعد الجنزرودي، أنا الحاكم أبو أحمد، أنا محمد بن محمد بن سليمان، نا هشام بن عمّار، نا صدقة، نا زيد بن واقد، قال: حدّثني رجل من أهل البصرة يقال له الحسن بن أبي الحسن، قال: لقد أدركت أقواما لو رأوا خياركم لقالوا: ما لهؤلاء عند اللّه من خلاق، و لو رأوا شراركم لقالوا: ما يؤمن هؤلاء بيوم الحساب.

ص: 525


1- في سير الأعلام: بسر.
2- بالأصل: و بعثة، و الصواب عن تهذيب التهذيب.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد - زاد أحمد: و محمد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل، قال (1):زيد بن واقد: سمع مغيث بن سمي البناني (2)،و خالد بن عبد اللّه بن حسين، و بشر (3) بن عبيد اللّه، و عن حرام بن حكيم، و القاسم بن مخيمرة، و مكحول، سمع منه صدقة بن خالد، و يحيى بن حمزة، و عثمان بن علاق، و الحسن بن يحيى، و سويد بن عبد العزيز و ابنه عبد الخالق، و أما عبد الخالق فمنكر الحديث.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنا أبو علي الأصبهاني ح.

قال: و أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد، قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم، قال (4):زيد بن واقد، روى عن مكحول، و أبي سلام، و مغيث بن سمي (5)، و بشر (6) بن عبيد اللّه، روى عنه صدقة بن خالد، و الحسن بن يحيى الخشني، و يحيى بن حمزة، و الوليد بن مسلم، سمعت أبي يقول ذلك، و سألته عنه، و قال: لا بأس به محله الصدق.

أخبرنا أبو غالب بن البنا، أنبأ أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو القاسم بن عتّاب (7)،أنبأ أحمد بن عمير إجازة ح.

و أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أنا الحسن بن أحمد، أنا علي بن الحسن، أنا عبد الوهاب بن الحسن، أنبأ أحمد بن عمير قراءة، قال: سمعت أبا الحسن بن سميع

ص: 526


1- التاريخ الكبير 407/1/2.
2- في البخاري: الشامي.
3- البخاري: بسر.
4- الجرح و التعديل 574/2/1.
5- رسمها و إعجامها مضطربان، و الصواب عن الجرح.
6- في الجرح: بسر.
7- بالأصل: غياث، و الصواب ما أثبت، قياسا إلى سند مماثل.

يقول في الطبقة الخامسة: زيد بن واقد أبو عمر القرشي، و قال ابن عتّاب (1):أبو عمرو.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الفضل محمد بن طاهر، أنا مسعود بن ناصر، أنا عبد الملك بن الحسن، أنبأ أحمد بن محمد بن الحسين الكلاباذي، قال:

زيد بن واقد، حدث عن بشر بن عبيد اللّه، روى عنه صدقة بن خالد في مناقب أبي بكر الصّدّيق.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم و غيره، قالوا: حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمّد بن أبي نصر، أنبأ أبو القاسم بن أبي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا ابن عائذ، نا الوليد، قال: حدّثني من سمع زيد بن واقد، قال: و اللّه إني لفي فسطاطي يوم أتانا.... (2)-يعني عن القسطنطينة - لما أقفلهم عمر بن عبد العزيز قد بلغ مني الجوع جهدي أروي ما استعنت به فلم أر شيئا أقرب إلي جلدة الفسطاط التي تكون على فلكة عمود الفسطاط ، قلت: أنزعها و أطبخها و ألوكها يكون في ذلك ما كان، و يقوم الفسطاط بغير جلدة إذ سمعت تكبير الناس، فقلت: ما هذا؟ قالوا:... (3) فإن اللّه يعلم أن ذلك الجوع ذهب مني.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو الميمون بن راشد، نا أبو زرعة، قال (4):قلت - يعني لدحيم - فمن بعد العلاء - يعني ابن الحارث-؟ قال: زيد بن واقد.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب، قال (5):سألت عبد الرّحمن بن إبراهيم: أي أصحاب مكحول أعلى ؟ فذكر جماعة، ثم قال: و لكن زيد بن واقد و برد بن سنان (6) من كبارهم.

ص: 527


1- بالأصل: غياث، و الصواب ما أثبت، قياسا إلى سند مماثل.
2- لفظة غير واضحة بالأصل، و رسمها:«العمل ؟؟؟».
3- لفظة غير واضحة بالأصل، و رسمها:«العمل ؟؟؟».
4- تاريخ أبي زرعة الدمشقي 394/1.
5- كتاب المعرفة و التاريخ 394/2-395.
6- انظر تهذيب التهذيب 429/1.

قرأت في سماع محمد بن أحمد بن أبي الصقر الأنباري، و أنبأني أبو القاسم بن السمرقندي عنه، أنا هبة اللّه بن إبراهيم بن عمر بن الصّوّاف، أنا أبو الطّيّب عبد المنعم بن عبيد اللّه بن غلبون المقرئ، أنا أبو أحمد جعفر بن سليمان السحلابي، أنا أبو الحسن الميموني، قال: قال أبو عبد اللّه - يعني أحمد بن حنبل-: زيد هذا - يعني ابن واقد - هو ثقة، و هو من أهل دمشق.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي، نا أبو بكر أحمد بن علي، أنبأ أبو بكر أحمد بن محمد، قال: سمعت أبا الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس، قال: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: سألت يحيى بن معين عن زيد بن واقد، كيف هو؟ فقال: ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر، و أبو نصر محمد بن الحسن، قالا: أنا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد بن صالح، حدّثني أبي قال (1):زيد بن واقد شامي ثقة.

قال أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم الكتاني الأصبهاني: قلت لأبي حاتم: ما تقول في زيد بن واقد الدمشقي يحدث عن سليمان بن موسى ؟ فقال: كان صدوقا.

أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق بن بشرى، قال: أنا أبو تمام علي بن محمد بن الحسن، و محمد بن علي بن أحمد بن الدجاجي، في كتابيهما، عن أبي الحسن الدارقطني ح.

و أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد، أنا أبو ياسر محمد بن عبد العزيز، أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب إجازة، قال: هذا ما وافقت عليه أبا الحسن الدارقطني عبد الخالق بن زيد بن واقد أبوه ثقة، روى عن حرام بن حكيم، و مكحول.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو بكر محمد بن المظفّر بن بكران، أنا أبو الحسن العتيقي، أنبأ يوسف بن أحمد بن يوسف، نا محمد بن عمرو بن موسى، نا يحيى بن عثمان، قال: سمعت أبا يوسف يقول: كان الوضين بن عطاء و ابن جابر،

ص: 528


1- تاريخ الثقات للعجلي ص 171.

و النعمان، و أبو وهب، و زيد بن واقد يتّهمون بالقدر (1).

أنبأنا أبو الحسين بن أبي الحديد، أنا جدي أبو عبد اللّه، أنا علي بن الحسن بن علي الرّبعي، أنا أحمد بن عتبة، نا الهروي، نا إسحاق بن سيّار، قال: قال عبد اللّه بن يوسف، كان الوضين بن عطاء، و ابن جابر، و النعمان، و أبو وهب، و زيد بن واقد كلهم يتّهمون بالقدر.

قرأت على أبي محمد السّلمي، عن عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمد، أخبرني أبي، نا أبو العباس محمد بن جعفر بن محمد بن ملاس، ثنا الحسن بن محمد بن بكار بن بلال، قال: و مات أبو عمرو زيد بن واقد القرشي في سنة ثمان و ثلاثين و مائة.

2352 - زيد بن هلال

و كنية هلال أبو عقال بن زيد بن حسن بن أسامة بن زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي.

روى عن أبيه.

روى عنه: ابن أخيه أبو زيد بن أيوب بن أبي عقال.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، أنا شجاع بن علي، أنا أبو عبد اللّه بن مندة، أنا محمد بن إبراهيم بن عبد الملك، نا أبو زيد يحيى بن أيوب بن أبي عقال هلال بن زيد بن الحسن بن أسامة بن زيد بن حارثة بن شراحيل بن عبد العزّى بن امرئ القيس بن عامر بن النعمان بن عبد ودّ بن عوف بن عذرة بن عدي بن زيد اللات بن الرفيدة بن ثور بن كلب، حدّثني عمي زيد بن أبي عقال، عن أبيه، عن زيد بن الحسن، عن أبيه الحسن بن أسامة،[عن أبيه أسامة] (2) بن زيد، عن زيد بن حارثة أن حارثة تزوج إلى طيّئ امرأة من بني نبهان فأولدها جبلة و أسماء و زيدا فتوفيت أمهم و بقوا في حجر جدهم لأمهم، فأراد حارثة حملهم فأبى جدهم لأمهم، و قال: بل عندنا خير لهم، فتراضوا بأن حمل جبلة و أسماء و خلّف زيدا، فجاءت خيل من تهامة و أغارت

ص: 529


1- قال الذهبي في سير الأعلام 297/6 «و لم يصح».
2- ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل و بجانبه كلمة صح.

على طيّئ فسبت زيدا، فصاروا به إلى سوق عكاظ ، فرآه النبي صلى اللّه عليه و سلم من قبل أن يبعث فقال لخديجة:«يا خديجة رأيت في السوق غلاما من صفته كيت و كيت، يصف عقلا و أدبا و جمالا، لو أن لي مالا لاشتريته»، فأمرت ورقة بن نوفل فاشتراه من مالها، فقال لها النبي صلى اللّه عليه و سلم:«يا خديجة هبي لي هذا الغلام بطيبة من نفسك»، قالت: يا محمد إني أرى غلاما وضيا و أحبّ أن أتبناه و أخاف أن تبيعه أو تهبه، قال: يا... (1) ما أردت إلاّ لأتبناه، فقالت به فديت يا محمد، قال: فربياه و تبنّياه، و كان يقال له: زيد بن محمد، فجاء رجل من الحي فرأى زيدا فعرفه فقال: أ لست أنت زيد بن حارثة ؟ قال: لا، أنا زيد بن محمد، قال: بل أنت زيد بن حارثة نسبة أباك و عمك و إخوتك كيت و كيت قد اتبعوا (2) الأبدان و أنفقوا الأموال في سبيلك فقال زيد (3):

ألكني إلى قومي و إن كنت نائيا *** فإني قطين البيت عند المشاعر

فكفّوا من الوجد الذي قد شجاكم *** و لا تعلموا في الأرض نصّ الأباعر

فإنّي بحمد اللّه في خير أسرة *** خيار معدّ كابرا بعد كابر

قال: فمضى الرجل فأخبر حارثة، و لحارثة في ذلك شعر (4):

بكيت على زيد و لم أدر ما فعل *** أ حيّ فيرجى أم أتى دونه الأجل

فو اللّه ما أدري و إني (5) لسائل *** أ غالك سهل الأرض أم غالك الجبل

فيا ليت شعري هل لك الدهر رجعة *** فحسبي من الدنيا رجوعك لي بجل

تذكّرنيه الشمس عند طلوعها *** و تعرض ذكراه إذا عسعس الطفل

و إن هبّت الأرياح هيّجن ذكره *** فيا طول أحزاني عليه و يا وجل

سأعمل نص العيس في الأرض جاهدا *** و لا أسأم التطواف (6) أو تسأم الإبل

ص: 530


1- لفظة غير مقروءة بالأصل.
2- بالأصل: ابعثوا، و لعل الصواب ما أثبت.
3- تقدمت الأبيات في ترجمة زيد بن حارثة، و انظر الاستيعاب 546/1 و طبقات ابن سعد 41/3 و الإصابة 563/1.
4- تقدمت الأبيات في ترجمة زيد بن حارثة، و انظر الاستيعاب 546/1 و طبقات ابن سعد 41/3 و أسد الغابة 129/2-130 و الإصابة 563/1.
5- في المصادر: و إن كنت سائلا.
6- الأصل: الطواف، و المثبت عن المصادر.

حياتي (1) أو تأتي عليّ منيّتي *** و كلّ امرئ فان و إن غرّه الأمل

ثم ان حارثة أقبل إلى مكة في إخوته و ولده و بعض عشيرته، فإذا النبي صلى اللّه عليه و سلم في فناء الكعبة في نفر من أصحابه و زيد فيهم، فلما نظروا إلى زيد عرفوه و عرفهم، فقالوا: يا زيد فلم يجبهم انتظارا منه لرأي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من هؤلاء يا زيد؟ قال: يا رسول اللّه هذا أبي، و هذان عمّاي، و هذا أخي، و هؤلاء عشيرتي، فقال لي:«قم فسلّم عليهم يا زيد» فسلّمت عليهم و سلّموا عليّ ، فقالوا: امض معنا يا زيد، فقلت: ما أريد برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بدلا و لن أؤثر عليه واحدا، قالوا: يا محمد إنّا معطوك بهذا الغلام ديات فسمّ ما شئت فإنا حاملوه إليك، قال:«إن أسلم أن تشهدوا أن لا إله إلاّ اللّه، و أني خاتم أنبيائه و رسله»، فأبوا و تلكئوا و تلجلجوا و قالوا: أتقبل ما عرضنا عليك يا محمد؟ قال لهم:

«هاهنا خصلة غير هذه قد جعلت الأمر إليه، إن شاء فليقم و إن شاء فليرحل»، قالوا: يا محمد ما بقي شيء قد قضيت فظنوا أنهم قد صاروا من زيد إلى حاجتهم، قالوا: يا زيد قد أذن لك الآن محمد فانطلق معنا، قال: هيهات هيهات، ما أريد برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بدلا، و لا أؤثر عليه والدا و لا ولدا فأداروه و ألاصوه و استعطفوه و ذكروه و جد من ورائهم، فأبى و حلف أن لا يلحقهم، قال حارثة: يا بنيّ أما أنا فإني مؤنسك بنفسي: أنا أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، و أن محمدا عبده و رسوله، فآمن حارثة بن شراحيل و أبى الباقون، و رجعوا إلى البرية، ثم إن أخاه جبلة رجع فآمن بالنبي صلى اللّه عليه و سلم.

قال ابن مندة: هذا حديث غريب لا نعرفه إلاّ من هذا الوجه[4582].

2353 - زيد بن يحيى بن عبيد

أبو عبيد اللّه الخزاعي (2)

روى عن عبيد اللّه بن العلاء بن زبر، و أبي عمرو الأوزاعي، و مالك بن أنس، و عفير بن معدان، و عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان، و سعيد بن بشير، و محمد بن راشد، و علي بن حوشب، و حفص بن غيلان، و سعيد بن عبد العزيز، و الليث بن سعد، و خليد بن دعلج.

ص: 531


1- الأصل: حماتي، و المثبت عن المصادر.
2- ترجمته في تاريخ بغداد 444/8 و تهذيب التهذيب 250/2 و كنيته فيهما: أبو عبد اللّه.

روى عنه: أحمد بن حنبل، و زهير بن حرب، و يحيى بن عثمان بن كثير، و أبو الأزهر أحمد بن الأزهر، و علي بن معبد المصري، و أحمد بن أبي الحواري، و عباس بن الوليد الخلاّل، و (1) بن مروان العبسي، و يحيى بن موسى بن هارون القرشي، و هشام بن خالد الأزرق، و شعيب بن شعيب بن إسحاق، و المنذر بن العباس القرشي، و ابن عتبة أحمد بن الفرج، و أحمد بن إبراهيم بن هشام بن ملاس، و صالح بن بشر بن سلمة، و عباس بن عبد اللّه الترقفي (2)،و مؤمّل بن يهاب، و أبو محمد عبد الرّحمن بن عيسى، و أحمد بن محمد بن شعير، و محمد بن خلف الدارمي، و رباح بن الفرج الدمشقي، و هشام بن براد، و عبد اللّه بن عبد الرّحمن الدارمي.

أخبرنا أبو القاسم هبة اللّه بن محمد، أنبأ الحسن بن علي، أنبأ أحمد بن جعفر، نا عبد اللّه بن أحمد، حدّثني أبي، نا زيد بن يحيى الدمشقي، نا أبو سعيد، نا مكحول، عن أنس بن مالك، قال: قيل: يا رسول اللّه متى ندع الائتمار بالمعروف و النهي عن المنكر؟ قال:«إذا ظهر فيكم مثل ما ظهر في بني إسرائيل، إذا كانت الفاحشة في كباركم، و الملك في صغاركم، و العلم في رذالكم»[4583] (3).

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، ثم حدّثنا أبو الفضل محمد بن ناصر، أنا أحمد بن الحسن، و المبارك بن عبد الجبار، و محمد بن علي - و اللفظ له - قالوا: أنا أبو أحمد، زاد أحمد - و محمد بن الحسن، قالا:- أنا أحمد بن عبدان، أنا محمد بن سهل، أنا محمد بن إسماعيل، قال (4):زيد بن يحيى بن عبيد الدمشقي، عن عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان، و ابن زبر، و سعيد بن بشير؛ كنيته أبو عبد اللّه.

أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس، أنبأ أبو بكر أحمد بن منصور، أنبأ أبو سعيد بن حمدون، أنا مكي بن عبدان، قال: سمعت مسلم بن الحجّاج يقول: أبو عبد اللّه زيد بن يحيى بن عبيد الدمشقي، سمع ابن ثوبان، و ابن زبر، و سعيد بن بشير.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر، عن جعفر بن يحيى، أنبأ أبو نصر الوائلي، أنا

ص: 532


1- بياض بالأصل.
2- بالأصل:«الرفقي» و الصواب عن تهذيب التهذيب.
3- الحديث في مسند الإمام أحمد 187/3.
4- التاريخ الكبير 409/1/2.

الخصيب بن عبد اللّه، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن، أخبرني أبي، قال: أبو عبد اللّه زيد بن يحيى دمشقي.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا تمام بن محمد، أنا جعفر بن محمد بن جعفر، نا أبو زرعة، قال في ذكر أهل الفتوى بدمشق: زيد بن يحيى بن عبيد.

أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا و أبو الحسين بن سعيد، قال: نا أبو بكر الخطيب (1):أنا أبو بكر البرقاني، أنا أبو الحسن الدارقطني، قال: زيد بن يحيى بن عبيد من أهل دمشق ثقة.

قال الخطيب: و قرأت في كتاب أبي الحسن بن الفرات - بخطه - أخبرني أبي (2)أبو القاسم عبيد اللّه بن العباس بن الفرات، نا علي بن سراج، قال: زيد بن يحيى بن عبيد الخزاعي دمشقي، قدم بغداد فكتب عنه البغداديون.

أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي، أنبأ أبو بكر الصفار، أنا أحمد بن علي بن منجويه، أنبأ أبو أحمد الحاكم، قال: أبو عبد اللّه زيد بن يحيى بن عبيد الدمشقي، سمع أبا زبر عبد اللّه بن العلاء بن زبر، و عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان، روى عنه أحمد بن حنبل، و يحيى بن عثمان أبو سليمان.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد، نا و أبو النجم الشّيحي، أنا أبو بكر الخطيب، قال (3):زيد بن يحيى بن عبيد، أبو عبد اللّه الخزاعي الدمشقي، سمع عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان، و عبد اللّه بن العلاء بن زبر، و سعيد بن بشير، و مالك بن أنس، و قدم بغداد، و حدث بها فروى عنه أحمد بن حنبل، و أبو خيثمة زهير بن حرب، و عباس بن عبد اللّه الترقفي (4)،و علي بن معبد بن نوح، و كان ثقة.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد اللّه الخلاّل، أنا أبو القاسم بن مندة، أنبأ أبو علي إجازة ح.

ص: 533


1- تاريخ بغداد 445/8.
2- في تاريخ بغداد: أخي.
3- المصدر السابق.
4- عن تاريخ بغداد و بالأصل:«الرمعى» كذا مهملة بدون نقط .

قال و أنا الحسين بن سلمة، أنبأ علي بن محمد، قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم، قال (1):سمعت أبي يقول: سألت يحيى بن معين عن (2) زيد بن يحيى الدمشقي، فقال: قد كتبت عنه، و كان صاحب رأي.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد و أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (3)أنا حمزة بن محمد.

و أخبرنا أبو البركات الأنماطي، و أبو عبد اللّه البلخي، قالا: أنا أبو الحسين بن الطّيّوري، و ثابت بن بندار، قالا: أنا أبو عبد اللّه، و أبو نصر، قالا: و نا الوليد بن بكر، أنا علي بن أحمد بن زكريا، أنا صالح بن أحمد، حدّثني أبي، قال: زيد بن يحيى الدّمشقي ثقة (4).

و بلغني عن إسحاق بن إبراهيم زبريق الحمصي أنه قال: حدّثنا زيد بن يحيى بن عبيد الخزاعي الدمشقي، و كان ثقة.

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا الحاكم أبو عبد اللّه.

و أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو بكر الخطيب (5)،أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أنا محمد بن نعيم الضّبّي، قال: سألت أبا علي الحسين بن علي بن يزيد الحافظ ، عن زيد بن يحيى بن عبيد الدمشقي، الذي روى عن مالك بن أنس، فقال: ثقة مأمون.

أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد اللّه، أنا أبو الحسن، قال: نا أبو بكر الخطيب ح.

و أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد اللّه بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا عبد الرّحمن بن عمرو قال: شهدت جنازة زيد بن عبيد بباب الصغير سنة سبع و مائتين.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز الكتاني، أنا أبو محمد بن أبي نصر،

ص: 534


1- الجرح و التعديل 575/2/1.
2- بالأصل: بن.
3- تاريخ بغداد 445/8.
4- تاريخ الثقات للعجلي ص 172.
5- تاريخ بغداد 445/8.

أنا أبو الميمون، نا أبو زرعة، قال: و شهدت جنازة زيد بن يحيى بن عبيد بباب الصغير سنة سبع و مائتين بعد المغرب (1).

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمد، أخبرني أبي، نا أبو العباس محمد بن جعفر بن ملاس، نا الحسن بن محمد بن بكار، و قال: توفي أبو عبد اللّه زيد بن يحيى بن عبيد الخزاعي في سنة سبع و مائتين.

2354 - زيد بن يزيد بن هشام

ابن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي

له ذكر.

2355 - زيد

حكى عن عمر بن عبد العزيز.

روى عنه: حزم بن أبي حزم القطعي.

أنبأنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم الحافظ ، أنا أبو محمد بن حيان، نا أحمد بن الحسين - يعني ابن نصر الحذاء-، نا أحمد بن إبراهيم، نا موسى بن إسماعيل، نا حزم، حدّثني رجل يقال له زيد أنه سمع عمر بن عبد العزيز يوم عيد و جاء راكبا فنزل و نزل من معه، ثم جاء يمشي عليه جبّة محشوة بيضاء و عمامة شامية صفيقة و سراويل يمنة و خفان سادجان فصعد المنبر، فأتى بعصا مضببة بفضة عرضها بين يديه؛ فحمد اللّه و أثنى عليه، ثم تلا آيات من كتاب اللّه ثم قال: أيها الناس إني وجدت هذا القلب لا يعبر عنه إلاّ اللسان، و لعمري و ان لعمري متى لحق لوددت أنه ليس من الناس عبد ابتلي إلاّ نظر قطيعا من ماله فجعله في الفقراء و المساكين و اليتامى و الأرامل بدأت أنا بنفسي و أهل بيتي ثم كان الناس بعد ثم كان آخر كلمة تكلم بها حتى نزل لو لا سنة أحييها و بدعة أميتها لم أبال أن أبقى في الدنيا فواقا.

2356 - زيد أبو خالد

حدّث عن سليمان بن موسى (2).

ص: 535


1- الخبر في تهذيب التهذيب 250/2 و تاريخ أبي زرعة الدمشقي 281/1.
2- ترجمته في سير الأعلام 433/5.

روى عنه: أبو أحمد الهيثم بن خارجة (1).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الفضل بن البقّال، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمر، عثمان بن أحمد، ثنا حنبل بن إسحاق، نا الهيثم بن خارجة، نا زيد أبو خالد من أهل دمشق، عن سليمان بن موسى، قال: ثلاثة لا ينتصف بعضهم من بعض: حكيم من أحمق، و شريف من دنيء، و برّ من فاجر (2).

ص: 536


1- ترجمته في سير الأعلام 477/10.
2- الخبر في حلية الأولياء 87/6 في ترجمة سليمان بن موسى الأشدق، و فيه «حليم بدل حكيم».

ذكر من اسمه زيرك

2357 - زيرك بن عبد اللّه

ذكر من اسمه (1) زيرك

2357 - زيرك (2) بن عبد اللّه أبو عبّاد الصّوفي

حكى عن قاسم بن عثمان الجوعي.

روى عنه: أبو علي بن شعيب، و الحسن بن حبيب، و إبراهيم بن محمد بن الحسن بن متّويه الأصبهاني إمام جامع أصبهان.

أنبأنا أبو العساف محمد بن الحسن بن محمد العلوي، أنا أبو سعيد عبد الرّحمن بن أحمد بن عمر بن يزيد الصفار، حدّثنا جدي أبو بكر عبد اللّه بن أحمد بن القاسم، حدّثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن بن نصر بن عثمان، حدّثنا أبو عبّاد الدمشقي، قال: و سمعت القاسم بن عثمان الجوعي يقول: كان ابن أبي عبيد اللّه الأردني يقول: حتى متى أصف الطريق للمدلجين و أنا مقيم في حارة المتحيرين.

أخبرنا أبو الفتح نصر اللّه بن محمد، و أبو محمد هبة اللّه بن أحمد، و أبو القاسم الخضر بن الحسين، قالوا: أنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا أبو علي محمد بن هارون بن شعيب الأنصاري، حدّثنا أبو عبّاد زيرك بن عبد اللّه الصوفي، قال: سمعت قاسم الجوعي يقول: سمعت الفريابي يقول: كان سفيان الثوري إذا جاءه غلام أمرد يسأله عن حديث، قال له: يا غلام من خلفي دور (3).حكى عنه

ص: 537


1- زيادة منا للإيضاح.
2- ضبط عن الاكمال لابن ماكولا 198/4.
3- كذا بالأصل.

الحسن بن حسن هذه الحكاية فقال: حدّثني أبو عبادة الصوفي بزيادة هاء، و لم يسمّه.

أخبرنا بها أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن عبد السلام بن أبي الحزوّر - قراءة عليه - أنا أبو الحسن بن السمسار - قراءة عليه - أنا أبو القاسم علي بن الحسن بن طعان المحتسب، أنا الحسن بن حبيب، حدّثني أبو عبادة الصوفي، قال: سمعت قاسم بن عثمان يقول: سمعت الفريابي (1) يقول: كان سفيان الثوري إذا جاءه غلام أمرد يسأله عن شيء يقول: يا غلام در من خلفي.

الصواب أبو عبّاد كما تقدم.

و اللّه تعالى أعلم بالصواب، و إليه المرجع و المآب.

تم الجزء بحمد اللّه و عونه و حسن توفيقه، و صلى اللّه على محمد و على آله و صحبه و سلم، و حسبنا اللّه و نعيم الوكيل، و لا عدوان إلاّ على الظالمين، و سلام على المرسلين، و الحمد للّه رب العالمين، آمين (2).

ص: 538


1- مهملة بالأصل و رسمها غير واضح، و صورتها:«الراى ؟؟؟» و المثبت قياسا إلى سياق الرواية السابقة للخبر. و اسمه محمد بن يوسف بن واقد انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 342/5 ط بيروت.
2- إلى هنا ينتهي المجلد السادس المخطوط من الأصل الذي اعتمدناه. و يتلوه المجلد السابع، و أوله حرف السين: سابق بن عبد اللّه المعروف بالبربري.

الفهرس

ذكر من اسمه زرعة

2246 - زرعة بن إبراهيم 3

2247 - زرعة ابن ثوب المقرائي 8

2248 - زرعة بن رويبة 12

2249 - زرعة بن موسى أبو العلاء الطّبراني النّصراني 12

2250 - زرعة والد السّقر بن زرعة 13

ذكر من اسمه زرقان

2251 - زرقان بن محمّد الصوفي 15

2252 - زرقان المتكلم 16

2253 - زريق 16

2254 - زرّ بن حبيش بن حباشة بن أوس بن بلال - و يقال: ابن هلال - ابن سعد بن حبال بن نصر بن غاضرة بن مالك بن دودان بن أسد ابن خزيمة أبو مريم، و يقال: أبو مطرف الأسدي 18

ذكر من اسمه زفر

2255 - زفر بن الحارث بن عبد عمرو بن معاوية بن يزيد بن عمرو بن الصّعق، و اسمه خويلد بن نفيل بن عمرو بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة ابن معاوية بن بكر بن هوازن أبو الهذيل - و يقال: أبو عبد اللّه - الكلابي 34

2256 - زفر بن عاصم بن عبد اللّه بن يزيد أبو عبد اللّه الهلالي 40

2257 - زفر بن عيلان بن زفر بن جبر بن مروان بن سيف ابن يزيد بن شريح بن شقيق بن عامر أبو الحارث ابن أبي الهيذام المازني 42

2258 - زفر بن وثيمة بن عثمان، و يقال: ابن أوس، و يقال: ابن مالك ابن أوس بن الحدثان النّصري 43

ص: 539

2259 - زفر مولى مسلمة بن عبد الملك 46

2260 - زفر الأحمري 47

ذكر من اسمه زكريا

2261 - زكريا بن حنّا 48

2262 - زكريا بن أحمد بن إسماعيل أبو منصور الخراساني الجوزجاني الأبهري الواعظ 56

2263 - زكريا بن أحمد بن يحيى بن موسى ختّ ابن عبد ربّه ابن سالم أبو يحيى البلخي 57

2264 - زكريا بن حفص أبو يحيى البغدادي 59

2265 - زكريا بن سليمان بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم ابن أبي العاص الأموي 60

2266 - زكريا بن عجلان 60

2267 - زكريا بن عمرو البلقاوي 60

2268 - زكريا بن منظور بن ثعلبة بن أبي مالك أبو يحيى القرظي المدني القاضي 61

2269 - زكريا بن يحيى بن إياس بن سلمة بن حنظلة بن قرّة أبو عبد الرّحمن السّجزي المعروف بخيّاط السّنّة 69

2270 - زكريا بن يحيى بن العلاء 74

2271 - زكريا بن يحيى أبو الهيثم السقلي الهمداني 74

2272 - زكريا بن يحيى، أبو يحيى الأذرعي 75

ذكر من اسمه زمل

2273 - زمل بن عمرو بن عنز بن خشاف بن خديج بن واثلة بن حارثة بن هند بن حرام ابن ضبّة بن عبد بن كثير بن عذرة و قيل زمل بن ربيعة، و قيل زميل بن عمرو العذري 76

2274 - زمل بن عمرو 79

ذكر من اسمه زميل

2275 - زميل بن سويد الغطفاني ثم المدني 80

2276 - زميل بن سويد الكلبي 80

2277 - زميل بن قيس القرشي 80

2278 - زنباع بن سلامة 80

2279 - زنكل بن علي العقيلي الرّقّي 82

ذكر من اسمه زنكي

2280 - زنكي بن آق سنقر أبو المظفر التركي 85

ص: 540

ذكر من اسمه زهدم

2281 - زهدم بن الحارث 86

2282 - زهرة بن معبد بن عبد اللّه بن هشام بن زهرة بن عثمان بن عمرو بن كعب ابن سعد بن تيم بن مرّة بن كعب أبو عقيل التيمي القرشي مدني 86

ذكر من اسمه زهير

2283 - زهير بن الأقمرة 95

2284 - زهير بن الأقمر و يقال عبد اللّه بن مالك أبو كثير الزّبيدي الكوفي 95

2285 - زهير بن بسر الكليبي 99

2286 - زهير بن جناب بن هبل بن عبد اللّه بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة ابن زيد اللاّت بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن تغلب ابن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة الكلبي 99

2287 - زهير بن عبّاد بن مليح بن زهير أبو محمّد الرّواسي 108

2288 - زهير بن عمرو بن مرّة بن عبس بن مالك بن الحارث بن مازن بن سعد ابن رفاعة بن نصر بن سعد بن ذبيان بن رشدان بن قيس بن جهينة بن زيد بن ليث ابن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة الجهني 111

2289 - زهير بن قيس أبو شدّاد البلوي المصري 112

2290 - زهير بن محمّد بن يعقوب أبو الخير الموصلي 115

2291 - زهير بن محمّد أبو المنذر التّميمي ثم العنبري الخراساني المروزي الخرقي 116

2292 - زهير بن مضرس بن منظور بن زبّان بن سيار بن عمرو بن جابر بن عقيل ابن هلال بن سمي بن مازن بن فزارة بن ذبيان بن بغيص بن ريث بن غطفان ابن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار الفزاري 125

2293 - زهير بن مكحول الكلبي ثم الاحدادي من بني عامر بن كلب 127

2294 - زيادة اللّه بن عبد اللّه بن إبراهيم بن أحمد بن محمّد بن الأغلب بن إبراهيم بن سالم ابن عقال بن حذافة بن عباد بن عبد اللّه بن الحارث بن سعد بن حرام بن سعد بن مالك ابن سعد بن زيد مناة بن تميم أبو منصور بن أبي العباس التميمي صاحب القيروان 127

ذكر من اسمه زياد

2295 - زياد بن أسامة الحرمازي البصري 130

2296 - زياد بن حارثة - و يقال: زيد، و الصواب: زياد - التميمي 132

2297 - زياد بن حبيب الجهني 136

2298 - زياد بن أبي حسّان أبو عمّار النبطي 137

2299 - زياد بن الحصين الكلبي ثم الخزرجي 141

2300 - زياد بن حنظلة حليف بني عبد بن قصيّ 142

ص: 541

2301 - زياد بن سليم و يقال: ابن سليمان، و يقال: ابن سلمى أبو أمامة العبدي، المعروف بزياد الأعجم 146

2302 - زياد بن صخر أبو صخر المرّي 151

2303 - زياد بن ظبيان البكري 152

2304 - زياد بن عبد اللّه الأسوار بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب ابن أمية بن عبد شمس أبو محمّد القرشي الأموي 153

2305 - زياد بن عبد اللّه الكلبي 155

2306 - زياد بن عبد اللّه بن خالد الصّبّاغ 155

2307 - زياد بن عبيد اللّه بن عبد اللّه و اسمه عبد الحجر بن عبد المدان، و اسمه عمرو ابن الدّيّان، و اسمه يزيد بن قطن بن زياد بن الحارث بن مالك بن ربيعة ابن كعب بن الحارث بن كعب بن عمر بن مسلمة بن خالد بن مالك ابن أدد بن زيد بن يشجب بن يعرب بن زيد بن كهلان بن سبأ ابن يشجب بن يعرب بن قحطان الحارثي 156

2308 - زياد بن عبد الرّحمن أبو عبد الرّحمن الأنصاري 162

2309 - زياد بن عبيد 162

2310 - زياد بن عثمان بن زياد المعروف بابن أبي سفيان البصري 209

2311 - زياد بن عمرو بن معاوية العقيلي 210

2312 - زياد بن عنبسة بن عثمان بن محمّد بن عثمان بن محمّد ابن أبي سفيان، صخر بن حرب القرشي 211

2313 - زياد بن عياض الأشعري 211

2314 - زياد بن مخراق أبو الحارث البصري مولى مزينة 215

2315 - زياد بن معاوية بن ضباب بن جابر بن يربوع بن غيظ بن مرّة بن عوف بن سعد ابن ذبيان بن بغيص بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان بن مضر أبو أمامة المعروف بالنّابغة الذّبياني 221

2316 - زياد بن معاوية بن يزيد بن عمر بن حرب بن خالد ابن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان أبو خالد الأموي 234

2317 - زياد بن ميسرة 235

2318 - زياد بن النّضر أبو الأوبر 242

2319 - زياد بن أبي الورد المشجعي الكاتب 246

2320 - زياد مولى آل درّاج القرشي الجمحي 247

2321 - زياد أبو نوف مولى معاوية بن أبي سفيان و حاجبه 248

2322 - زياد أبو عبد اللّه بمن حرس عمر بن عبد العزيز 248

2323 - زياد أبو يحيى والد يحيى و سليمان ابن زياد 250

ص: 542

ذكر من اسمه زيد

2324 - زيد بن أحمد بن عبيد بن فضالة أبو القاسم بن أبي الفتح الماهر 251

2325 - زيد بن أحمد بن علي أبو العلاء الصّوري الأصمّ 252

2326 - زيد بن إبراهيم بن الحسين أبو الحسين بن أبي النجود الفقيه 252

2327 - زيد بن أرطأة بن حذافة بن لوذان الفزاري أخو عدي بن أرطأة 252

2328 - زيد بن أرقم بن زيد بن قيس بن النعمان بن مالك الأغرّ بن تغلب بن كعب ابن الخزرج بن الحارث بن الخزرج أبو عمر، و يقال أبو عامر، و يقال: أبو سعد، و يقال: أبو سعيد، و يقال: أبو أنيسة الأنصاري 256

2329 - زيد بن أسلم أبو أسامة و يقال: أبو عبد اللّه العدوي 274

2330 - زيد بن أسلم بن عبد اللّه 295

2331 - زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد بن عوف بن عثمان ابن مالك النّجّار و اسمه تيم اللّه بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة ابن عمرو بن عامر أبو سعيد، و يقال: أبو خارجة الأنصاري الخزرجي النجاري المدني الصّحابي 295

2332 - زيد بن جلبة بن مرداس بن بو بن عبد شمس بن مسلمة ابن عامر بن عبيد السّعدي البصري 341

2333 - زيد بن حارثة بن شراحيل 342

2334 - زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطّلب ابن هاشم العلوي الحسني المديني 374

2335 - زيد بن الحواري أبو الحواري العمّي البصري 382

2336 - زيد بن سعد التميمي 391

2337 - زيد بن سهل بن الأسود بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو ابن مالك بن النّجّار، و اسمه: تيم اللّه بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج ابن حارثة بن ثعلبة بن عامر أبو طلحة الأنصاري 391

2338 - زيد بن سلاّم بن أبي سلاّم ممطور الأسود الحبشي 426

2339 - زيد بن صوحان بن حجر بن الحارث بن الهجرس بن صبرة بن حدرجان ابن عساس بن ليث بن جداد بن ظالم بن ذهل بن عجل بن وديعة بن عمرو بن وديعة ابن لكيز بن أفصى بن عبد القيس بن أفصى بن دعميّ بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار أبو عائشة و يقال: أبو سلمان، و يقال أبو عبد اللّه، و يقال: أبو سليمان العبدي 429

2340 - زيد بن عبد اللّه بن محمّد أبو الحسين التنوخي البلوطي 447

2341 - زيد بن عبد اللّه بن أبي مليكة بن عبد اللّه بن جدعان ابن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرشي البصري 448

ص: 543

2342 - زيد بن عبد الرّحمن بن زيد بن الخطاب بن نفيل ابن عبد العزّى القرشي العدوي 448

2343 - زيد بن عبيد بن المعلّى بن لوذان بن حارثة بن زيد بن ثعلبة ابن عدي بن مالك بن زيد مناة بن حبيب بن عبد حارثة بن مالك ابن غضب بن جشم بن الخزرج الأنصاري الخزرجي 450

2344 - زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو الحسين الهاشمي 450

2345 - زيد بن علي بن زيد بن علي أبو الحسين بن أبي الحسن السّلمي الدواحي الفقيه 480

2346 - زيد بن علي بن عبد اللّه أبو القاسم الفسوي الفارسي النحوي اللغوي 481

2347 - زيد بن عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزّى بن رياح بن عبد اللّه ابن قرط ابن رزاح بن عدي بن كعب القرشي العدوي 482

2348 - زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزّى بن رياح ابن عبد اللّه ابن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب القرشي العدوي 493

2349 - زيد بن مهلهل بن يزيد بن منهب بن عبد رضا بن المختلس بن ثوب بن كنانة ابن مالك بن نائل بن أسودان و هو نبهان بن عمرو بن الغوث بن طيّئ بن أدد بن زيد ابن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ أبو مكنف الطائي، ثم النبهاني المعروف بزيد الخيل في الجاهلية 517

2350 - زيد بن نفيل الأزدي 524

2351 - زيد بن واقد أبو عمر، و يقال: أبو عمرو الدمشقي 524

2352 - زيد بن هلال 529

2353 - زيد بن يحيى بن عبيد أبو عبيد اللّه الخزاعي 531

2354 - زيد بن يزيد بن هشام بن عبد الملك بن مروان ابن الحكم الأموي 535

2355 - زيد 535

2356 - زيد أبو خالد 535

ذكر من اسمه زيرك

2357 - زيرك بن عبد اللّه أبو عبّاد الصّوفي 537

الفهرس 539

ص: 544

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.